نعيم أهل الجنة: فهو مع كونه مخلوقا، فكيفيته غير معلومة، وإن علم معناه، فالعقل يدرك معاني: النساء، والخمر، واللبن، و .......... إلخ، ومع ذلك يقف عاجزا عن معرفة كيفياتها في دار النعيم الأخروي، فإذا كان هذا جائزا في مخلوقين اشتركا في معنى الاسم دون حقيقته، فهو جائز، بل واجب في حق الله، عز وجل، من باب أولى لأنه الخالق المباين لخلقه.
والمثل الثاني:
الروح: فهي، أيضا، مع كونها مخلوقة لا تدرك العقول حقيقتها، مع اشتراكها مع البدن الكثيف في اسم "الوجود"، فكلاهما: موجود.
محذورات هذه القاعدة:
نوعا القياس المنفيين: قياس التمثيل، وقياس الشمول، خلاف قياس الأولى، فهو القياس الوحيد الجائز في حق الله، عز وجل، وإليه أشار شيخ الإسلام، رحمه الله، بقوله: "وهذا النمط هو الذي كان السلف والأئمة كالإمام أحمد وغيره من السلف يسلكونه من القياس العقلي في أمر الربوبية وهو الذي جاء به القرآن وذلك أن الله سبحانه لا يجوز أن يدخل هو وغيره تحت قياس الشمول الذي تستوي أفراده ولا تحت قياس التمثيل الذي يستوي فيه حكم الأصل والفرع فإن الله تعالى ليس كمثله شيء لا في نفسه المذكورة بأسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله ولكن يسلك في شأنه قياس الأولى كما قال ولله المثل الأعلى.
فإنه من المعلوم أن كل كمال ونعت ممدوح لنفسه لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات المخلوقة المحدثة فالرب الخالق الصمد القيوم القديم الواجب الوجود بنفسه هو أولى به وكل نقص وعيب يجب أن ينزه عنه بعض المخلوقات المحدثة الممكنة فالرب الخالق القدوس السلام القديم الواجب وجوده بنفسه هو أولى بأن ينزه عنه".
ومن قاس الله، عز وجل، على عباده فمآله إلى:
التشبيه، أو التعطيل، بعد أن يشبه، فيفر من التشبيه إلى التعطيل، فـ:
المشبه معطل لله، عز وجل، عن صفات كماله، لأنه شبهها بصفات المخلوق الناقص.
والمعطل مشبه قبل أن يكون معطلا، لأنه ما عطل إلا فرارا من الصورة التي شبه الله، عز وجل، بها.
وقد قرر شيخ الإسلام، رحمه الله، في هذا الباب:
قاعدة: "ما من شيئين إلا بينهما قدر مشترك وقدر فارق، فمن نفى القدر المشترك فقد عطل، ومن نفى القدر الفارق فقد مثل"، وفيها رد على كلا الطائفتين:
فالممثل: غلا في إثبات القدر المشترك ونفي القدر الفارق.
والمعطل: غلا في إثبات القدر الفارق ونفي القدر المشترك، حتى نفى المعنى الكلي الذي لا يوجد إلا في الأذهان، والذي لا يمكن فهم الكلام إلا بإثباته، فمعنى: (ليس كمثله شيء) عنده: ليس كمثله شيء في أي شيء!!!، ولو في معاني الصفات الكلية التي لا يلزم من إثباتها تمثيل، فصفات الله، عز وجل، وصفات مخلوقاته من قبيل "المشترك اللفظي" عنده، لا تشترك إلا في حروفها دون معانيها، والصحيح أنها: "متواطئة"، أو مشتركة: "اشتراكا معنويا"، فأصل المعنى الذي يدركه العقل مشترك، وأما الكيفية خارج الذهن فلا.
فالممثل يعبد صنما نحته في ذهنه، والمعطل يعبد عدما لا وجود له إلا في ذهنه، إذ يستحيل أن توجد ذات مجردة من أي صفة في الخارج، وإنما توجد هذه الذات في الأذهان دون الأعيان، فما أشبه قوله بقول الفلاسفة: هو: الوجود المطلق بشرط الإطلاق عن أي قيد!!!!، وإلى هذين الصنفين أشار شيخ الإسلام، رحمه الله، بقوله: "الممثل يعبد صنما والمعطل يعبد عدما".
&&&&&
القاعدة الثانية:
إثبات الصفات على مراد الله، ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إذ الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو: أعلم الخلق بربه، وأقدرهم على البيان، بما أوتي من فصاحة وجوامع كلم، وأنصحهم للعباد، فلو كان لهذه الصفات معان لا تدل عليها ظواهرها لبينها لأمته، إذ لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، فلا يعقل أن البيان قد تأخر إلى أن ظهر المتكلمون الذين زعموا العلم والحكمة في طريقتهم، ونسبوا السلف إلى السلامة، زعموا!!!!، فلازم كلامهم وصف خير قرون الأمة بـ: الغفلة والسذاجة.
فمدار الأمر على: إثبات الصفات بلا تشبيه، و: تنزيه الباري عن مماثلة خلقه بلا تعطيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وطريقة الرسل هي: الإثبات المفصل، والنفي المجمل، فالكمالات تفصل، لأن في ذلك مزيد مدح وثناء على الله، عز وجل، ونفي النقص يجمل، لأن في تفصيله إشعارا بالتنقص من الممدوح، فقولك لملك أو أمير: أنت لا نظير لك في كرمك، هكذا بإجمال، ثناء حسن، خلاف قولك: أنت لست ببخيل ولا شحيح ولا جبان ولا ......... إلخ، فهو مشعر بالانتقاص وموجب للتعزير، ولله المثل الأعلى.
ودليل هذه الطريقة من الكتاب:
قوله تعالى: (ليس كمثله شيء): نفي مجمل، (وهو السميع البصير): إثبات مفصل، فضلا عن كون معظم آيات هذا الباب: تفصل كمالات الله، عز وجل، المطلقة، ولم يرد النفي إلا مجملا أو مفصلا في بعض المواضع لأغراض بعينها كـ: نفي شبهة، كما في قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ)، إذ فيها رد على اليهود، قاتلهم الله، لما قالوا بأن الله، عز وجل، خلق السماوات والأرض في ستة أيام واستراح في السابع!!!!!.
والنفي عند السلف ليس نفيا محضا، وإنما هو متضمن لإثبات كمال الضد، خلاف نفي المتكلمين المجرد، فقوله تعالى: (لا تأخذه سنة ولا نوم)، متضمن لإثبات كمال حياة الله، عز وجل، وقيوميته.
وأما طريقة الزائغين فهي:
نفي مفصل وإثبات مجمل، على العكس من طريقة الرسل، فيقولون، كما قالت المعتزلة: ليس بكذا، وليس بكذا ..................... إلخ، فإذا ما أتوا لباب الإثبات أجملوه إجمالا.
محذورات هذه القاعدة:
حمل نصوص الوحي على وحشي الألفاظ، وأوجه المعاني البعيدة التي لا يحتملها اللفظ إلا بتكلف، وإلى ذلك أشار شيخ الإسلام، رحمه الله، في "الحموية" بقوله:
"ومنهم، أي: المتكلمون، من يقول: بل توقفوا فيه، أي: في باب الصفات، - وما نفاه قياس عقولكم - الذي أنتم فيه مختلفون ومضطربون اختلافا أكثر من جميع من على وجه الأرض - فانفوه وإليه عند التنازع فارجعوا. فإنه الحق الذي تعبدتكم به، وما كان مذكورا في الكتاب والسنة مما يخالف قياسكم هذا أو يثبت ما لم تدركه عقولكم - على طريقة أكثرهم - فاعلموا أني أمتحنكم بتنزيله لا لتأخذوا الهدى منه، لكن لتجتهدوا في تخريجه على شواذ اللغة ووحشي الألفاظ وغرائب الكلام. أو أن تسكتوا عنه مفوضين علمه إلى الله مع نفي دلالته على شيء من الصفات، هذا حقيقة الأمر على رأي هؤلاء المتكلمين". اهـ
فاليد في قوله تعالى: (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي)، لا تحتمل معنى القدرة، لأن تثنية القدرة فاسدة من جهة اللفظ والمعنى، فالمصادر لا تثنى، وإثبات قدرتين لله، جل وعلا، أمر في غاية الفساد من جهة المعنى، فضلا عن أن الله، عز وجل، قد أضاف فعل الخلق لنفسه، ثم دخلت الباء على اليدين اللتين هما للفعل، فدل ذلك على أن الفعل باليدين، خلاف قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ)، فالفعل مضاف للأيدي التي وردت بصيغة الجمع فتحمل على التعظيم، ولا يقال هنا بأن الأنعام قد خلقت بيدي الله، عز وجل، كآدم عليه السلام، وإنما هذه الآية من قبيل قوله تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)، أي: بما كسبتم، فكذا: (مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا): أي: مما عملنا، وجاءت صيغة الجمع للتعظيم، كما تقدم، خلاف صيغة التثنية التي هي نص في العدد، لا يمكن حمله على القدرة أو القوة أو النعمة .............. إلخ لفساد المعنى عندئذ.
يقول الحافظ البيهقي، رحمه الله، في "الاعتقاد":
"وفي ذلك منع من حملها على النعمة والقدرة، لأنه ليس لتخصيص التثنية في نعم الله ولا في قدرته معنى يصح، لأن نعم الله أكثر من أن تحصى، ولأنه خرج مخرج التخصيص، وتفضيل آدم، عليه السلام، على إبليس، وحملها على القدرة أو على النعمة يزيل معنى التفضيل لاشتراكهما فيها".
ولذا فإن التحريف بالتأويل أقبح من التعطيل والتكييف والتمثيل، لأن المؤول ما حرف إلا لأنه عطل، وما عطل إلا لأنه كيف ومثل، فجمع أنواع الضلال في هذا الباب بتأويله الباطل.
ومما يتعلق بهذه القاعدة:
(يُتْبَعُ)
(/)
معاني التأويل، فله ثلاثة معان:
الأول: حقيقة الشيء، أو: الحقيقة التي يؤول إليها الكلام، كما في:
قوله تعالى: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ)، فتأويله: هو وقوعه يوم القيامة حيث لا ينفع ندم.
وتأويل الأمر: الامتثال، وتأويل النهي: الاجتناب، ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها، عند البخاري (775): كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ.
والثاني: التفسير، أي: تفسير اللفظ كما استعملته العرب في كلامها، وعليه يحمل كلام ابن عباس، رضي الله عنهما، إذ يقول: "أنا من الراسخين الذين يعلمون تأويله"، أي: يعلمون تفسيره، وقول ابن جرير، رحمه الله، في تفسيره: القول في تأويل قوله: ............... ، أي: تفسير قوله ......
والثالث: وهو اصطلاح كثير من المتأخرين المتكلمين في الفقه وأصوله: صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به.
وهذا التعريف إنما يصح إذا كانت القرينة معتبرة، وهي القرينة السياقية التي يدل عليها سياق النص، فهي: سمعية بالدرجة الأولى، لا عقلية لا سند لها، كما هو حال غالب تأويلات المتأخرين لاسيما: في باب الصفات، إذ يؤول المتكلمون صفات الله، عز وجل، تبعا لأهوائهم، فالاستواء عندهم هو: الاستيلاء، فإذا ما طولبوا بالقرينة الصارفة، قالوا:
قد استوى بشر على العراق ******* من غير سيف ودم مهراق.
فتركوا الاستدلال بأحاديث الآحاد كلها في باب العقائد بزعم أنها تفيد الظن، والعقائد إنما تؤخذ من القطعيات، ثم راحوا يستدلون ببيت شعر لشاعر مولد!!!!.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وقال بعضهم: استوى بمعنى استولى، قال الشاعر:
قد استوى بشر على العرق ******* من غير سيف ودم مهراق
والاستيلاء لا يوصف به إلا من قدر على الشيء بعد العجز عنه والله تعالى لم يزل قادرا على الأشياء ومستوليا عليها ألا ترى أنه لا يوصف بشر بالاستيلاء على العراق وهو عاجز عنه قبل ذلك"
"اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية"، ص107.
ويقول: "فهذا شعر مولد حدث بعد كتاب الله ولم يكن معروفا قبل نزول القرآن ولا في عصر من أنزل عليه القرآن فحملوا لفظ القرآن على الشعر المولد الحادث بعد نزوله ولم يكن من لغة من نزل القرآن عليه".
"الصواعق المرسلة"، (2/ 675)
فالنصوص، كما أشار إلى ذلك، ابن تيمية، رحمه الله، لا تفسر بلغة حادثة، وإنما تفسر بلغة من نزلت عليه.
وأما إذا كانت القرينة معتبرة، فلا إشكال، ومن ذلك:
قوله تعالى: (أتى أمر الله فلا تستعجلوه)، أي: سيأتي، بقرينة: (لا تستعجلوه)، والنهي عن الاستعجال إنما يكون عن الشيء الذي لم يقع بعد، وإنما عبر عنه بصيغة الماضي للتوكيد على وقوعه، فنزل منزلة المتحقق.
يقول ابن كثير رحمه الله:
يخبر تعالى عن اقتراب الساعة ودنوها معبرًا بصيغة الماضي الدال على التحقق والوقوع لا محالة كما قال تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} [الأنبياء: 1]، وقال: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1]. اهـ
&&&&&
القاعدة الثالثة:
الكف عن طلب الكيفية المتعلقة بالحقائق الغيبية:
فصفات الله، عز وجل، معلومة المعنى، مجهولة الكيفية، وعليه يحمل قول السلف: (أمروها كما جاءت، بلا كيف)، ففي هذه العبارة رد على:
المعطلة والمفوضة، بقوله: (أمروها كما جاءت)، أي: كما جاءت موافقة لمعانيها التي تعرفها العرب في كلامها.
والمجسمة والمشبهة بقوله: (بلا كيف)، أي: بنفي علم الكيفية، لا بنفي ذات الكيفية، إذ كيف يؤمر بإمرارها كما جاءت، وهذا مقتض لإثبات معانيها، مع نفي وجود كيفية لها، فإثبات معنى لما لا حقيقة له: تناقض.
محذورات هذه القاعدة:
التفويض: فالسلف فوضوا الكيفية لا المعنى، كما قال مالك رحمه الله: (الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالاستواء معلوم المعنى، مجهول الكيفية، ولو كان مالك، رحمه الله، يعني تفويض المعنى لما نفى الكيفية، إذ نفي الكيفية عما لم يعلم معناه لغو من القول.
و: تقديم العقل على النقل: فالعقل فرع عن النقل في هذا الباب، بل وفي كل أبواب الدين، فالنقل قد يأتي بمحارات العقول لا محالاتها، ومجال العقل في إعماله في فهم النصوص، فهو: أصل في العلم بالنقل لا ثبوته.
&&&&&
القاعدة الرابعة:
الإيمان بما جاء في الوحي كله سواء في الأسماء والصفات أو في سائر الموضوعات الأخرى.
وهنا أصلان:
الأصل الأول: القول في الصفات كالقول في الذات، فالله، عز وجل، ليس كمثله شيء في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، كما تقدم مرارا، فالعلم بكيفية الصفة فرع عن العلم بكيفية الموصوف.
والأصل الثاني: القول في الصفات كالقول في بعض، فمن أثبت صفات المعاني لزمه إثبات الصفات الخبرية وصفات الأفعال التي تتعلق بالمشيئة.
محذورات هذه القاعدة:
طريقة المعتزلة في إثبات الأسماء ونفي الصفات:
فقد نفوا الصفات لما دخلت عليهم شبهة: "تعدد القدماء"، فأنزلوا الصفات منزلة الذوات، مع أن الصفات لا تستقل بنفسها، إذ لا قيام لها إلا بذات تتصف بها.
وقد فرقوا بين المتماثلات: فأثبتوا الأسماء التي جاءت بها النصوص، ونفوا صفات الكمال التي تضمنتها، فهي، بزعمهم، أعلام محضة لا تدل على معانيها، فجعلوها من قبيل المترادف من جهة دلالتها على ذات واحدة، والصحيح: أنها مترادفة من هذه الجهة، متباينة من جهة دلالتها على معانيها، فكل اسم يدل على صفة لا يدل عليها الاسم الآخر، وهذا ما يعرف بـ: "التكافؤ اللفظي"، وهو مرتبة بين الترادف والتباين، جامعة لطرف من كليهما.
و: طريقة المتكلمين في إثبات بعض الصفات ورد البعض:
فقد أثبتوا صفات المعاني السبعة، وزاد بعضهم صفة ثامنة، وأولوا أو فوضوا الصفات الذاتية الخبرية والصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة، ففرقوا، أيضا، بين متماثلين، إذ القول في بعض الصفات كالقول في بعض.
وإن احتجوا بأن إثبات ما عدا صفات المعاني يلزم منه التشبيه، لزمهم التشيبه فيما أثبتوه، فللمخلوق حياة وإرادة وسمع وبصر ................. إلخ، وإن قالوا: له حياة لا كحياة المخلوق وإرادة لا كإرادة المخلوق .......... إلخ، فالجواب: وكذلك له استواء لا كاستواء المخلوق، ونزول لا كنزول المخلوق، وغضب لا كغضب المخلوق، وضحك لا كضحك المخلوق ................ إلخ، من الصفات التي أولوها تنزيها كما اعتقدوا!!!!!.
مع التنبيه على أن هذه القاعدة مطردة في باب صفات الكمال المطلق الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه، احترازا من قول القائل: وله بكاء لا كبكائنا، أو يأكل لا كأكلنا، أو يشرب لا كشربنا، أو ينكح لا كنكاحنا، تعالى الله عز وجل عن ذلك علوا كبيرا، فهذه الصفات، وإن كان بعضها كمالا في حقنا، إلا أن فيها نقصا لا ينفك عنها.
&&&&&
خاتمة:
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"ومذهب السلف أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، ونعلم أن ما وصف الله به من ذلك فهو حق ليس فيه لغز ولا أحاجي، بل معناه يعرف من حيث يعرف مقصود المتكلم بكلامه، لاسيما إذا كان المتكلم أعلم الخلق وأفصحهم في البيان والدلالة والإرشاد، وهو سبحانه مع ذلك ليس كمثله شيء لا في نفسه المقدسة المذكورة بأسمائه وصفاته ولا في أفعاله".
والله أعلى وأعلم
ما سبق مستفاد من رسالة: "مختصر القواعد السلفية"، للشيخ: محمود عبد الرازق، وهي بدروها اختصار لخاتمة ابن تيمية، رحمه الله، المشتملة على قواعد جامعة في هذا الباب، ذكرها في نهاية الأصل الأول من رسالته: "التدمرية".
يتبع إن شاء الله.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 11:07 م]ـ
جهد رائع
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك وفي شيخنا محمود عبد الرازق
ـ[مهاجر]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 01:23 ص]ـ
وجزاك خيرا أبا سهيل، وبارك فيك وسهل لك أمر دينك ودنياك.
ومع آخر المشاركات المطولة التي تتضمن أسسا لهذا الباب الجليل، قبل دخول الشهر الكريم، وفق الله الجميع لصيامه وقيامه.
وهي تحوي مسائل منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
هل الأسماء مشتقة من الصفات أم العكس؟، بمعنى هل: اسم الله: السميع، على سبيل المثال، مشتق من صفة: السمع، أم العكس؟
والكلام في الاشتقاق هنا على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى:
من جهة التكليف والحكم الشرعي: فإنه لا يجوز أن تشتق الأسماء من الصفات، وإنما الصفات هي المشتقة من الأسماء، فتشتق من أسماء السميع البصير: صفات السمع والبصر، ومن: العليم القدير: العلم والقدرة ............ إلخ، ولا يجوز أن تشتق الأسماء من الصفات، لأن هذا الباب توقيفي لا اجتهاد فيه، على الراجح من أقوال أهل العلم، فقد وصف الله، عز وجل، نفسه، بصفات ذات وأفعال من قبيل: الإرادة والاستواء والكلام ............. إلخ، فلا يقال من أسماء الله عز وجل: المريد، أو: المستوي، أو: المتكلم، وإن صح أن يخبر عنه أنه مريد مستو متكلم، فباب الإخبار عن الله، عز وجل، أوسع من باب الصفات، وباب الصفات أوسع من باب الأسماء، إذ كل اسم متضمن لصفة، ولا عكس.
وأجاز بعض العلماء اشتقاق أسماء لله، عز وجل، من صفاته، كـ: الستار والمنعم .............. إلخ، وفق ضوابط معينة.
والمرتبة الثانية:
من جهة الاعتقاد: فالله، عز وجل، متصف بصفات الكمال المطلق، فلا تقاس صفاته على صفات خلقه: قياس شمول تستوي أفراده، أو قياس تمثيل، وإنما يستعمل في حقه، عز وجل، قياس الأولى، فـ: كل كمال مطلق لا يتطرق له النقص بأي وجه من الوجوه، اتصف به المخلوق، فالله، عز وجل، أولى به، فهو خالقه ومانحه، بشرط أن يثبت أولا بنص صحيح، لأن باب الأسماء والصفات: توقيفي لا اجتهاد فيه.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"والله تعالى له المثل الأعلى فلا يجوز أن يقاس على غيره قياس تمثيل يستوي فيه الأصل والفرع ولا يقاس مع غيره قياس شمول تستوي أفراده في حكمه فإن الله سبحانه ليس مثلا لغيره ولا مساويا له أصلا بل مثل هذا القياس هو ضرب الأمثال لله وهو من الشرك والعدل بالله وجعل الند لله وجعل غيره له كفوا وسميا".
"بيان تلبيس الجهمية"، (1/ 327).
والله، عز وجل، تصدر أفعاله عن كمال صفاته، لا العكس، فالبشر يكتسبون الكمال من أفعالهم، فيصيبون ويخطئون، وكلما أصابوا، ازدادوا كمالا، بينما الرب، عز وجل، له الكمال الأزلي المطلق، لم يزدد بفعله كمالا كان معطلا عنه.
وعليه فإنه يصح أن يقال في هذا الموضع بأن: أسماء الله، عز وجل، مشتقة من صفاته، وصفاته قديمة فأسماؤه غير مخلوقة، فالاشتقاق الجائز هنا ليس هو الاشتقاق المحظور في المرتبة الأولى، لأن المراد هنا بيان تعلق الأسماء بالصفات الدالة عليها، فالاسم دال على صفة الكمال التي تضمنها، لا جواز اشتقاق أسماء لم ترد في النصوص.
المرتبة الثالثة:
الاشتقاق اللغوي: فإذا نظرنا إلى اشتقاق الأسماء والصفات من الجانب اللغوي، فمن جهة اللغة واشتقاق الألفاظ يصح القول بأن الأسماء الحسنى مشتقة من الصفات والأفعال، وأنها ملاقية لمصادرها في اللفظ والمعنى، وتسمية النحاة المصدر والمشتق منه: أصلا وفرعا ليس معناه تولد أحدهما من الآخر، وإنما هو باعتبار أن أحدهما متضمن للآخر وزيادة.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"زعم السهيلي وشيخه ابن العربي أن اسم الله غير مشتق، لأن الاشتقاق يستلزم مادة يشتق منها، واسمه سبحانه قديم لا مادة له فيستحيل الاشتقاق ولا ريب أنه إن أريد بالاشتقاق هذا المعنى فهو باطل، ولكن من قال بالاشتقاق لم يرد هذا المعنى ولا ألم بقلبه، وإنما أراد أنه دال على صفة له تعالى وهي: الإلهية، كسائر أسمائه الحسنى من العليم والقدير فإنها مشتقة من مصادرها بلا ريب، وهي قديمة، والقديم: لا مادة له، فما كان جوابكم عن هذه الأسماء كان جواب من قال بالاشتقاق في الله تعالى، ثم الجواب عن الجميع: أنا لا نعني بالاشتقاق إلا أنها ملاقية لمصادرها في اللفظ والمعنى، لا أنها متولدة تولد الفرع من أصله".
والاختلاف في معاني الكمال التي تتضمنها أسماء الله، عز وجل، يقع من جهتين:
الجهة الأولى:
جهة الاختلاف في الجذر اللغوي، وإن تقارب معنى الاسمين حتى يظن ترادفهما، ومثاله:
(يُتْبَعُ)
(/)
اسم الله: الحميد، واسم الله الشكور: فكلاهما اسمان لله، عز وجل، مختلفان في الجذر متقاربان في المعنى، لكن لا يتطابقان، وقد جمع بينهما النبي صلى الله عليه وسلم في حديث واحد، بأداة العطف، والأصل في العطف التغاير، فقال في حديث سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه، مرفوعا: (عجبت للمؤمن إن أصابه خير حمد الله وشكر، وإن أصابته مصيبة حمد الله وصبر).
يقول أبو هلال العسكري رحمه الله: (يعطف الشيء على الشيء وإن كانا يرجعان إلى شيء واحد إذا كان في أحدهما خلاف للآخر).
وقد ذكر في الفرق بينهما أن الشكر هو: الاعتراف بالنعمة على جهة التعظيم للمنعم ولا يصح إلا على النعمة، أما الحمد فهو الذكر الجميل على جهة التعظيم ويصح على النعمة وغير النعمة.
ومن الفروق بينهما أيضا: أن الحمد على المكروه لا يكون إلا لله، عز وجل، اعترافا بعظمته وقدرته على إيقاع الابتلاء ورفعه، بينما الشكر يكون للرب، عز وجل، ولمن أسدى إليك معروفا من خلقه.
ومن باب إتمام الفائدة فإن: الحمد لا يقع إلا على الأمور الاختيارية، بينما يقع المدح على الأمور الاختيارية والأمور الجبلية، فيمدح المرء على صبره، وهو اختياري، وعلى جماله، وهو جبلي.
والجهة الثانية:
جهة الاختلاف في الميزان الصرفي مع الاتحاد في الجذر اللغوي، فيظن تكرارهما، ومن ذلك:
الاشتقاق من فعلين يختلفان في التجرد والزيادة، كاسم الله: المبين والقيوم:
فإن كانا مشتقين من المجرد كـ: بان وقام: حمل الاسم المأخوذ من الفعل اللازم: مجرد أصل المعنى، وهو الظاهر الواضح المتميز في "المبين"، والقيام بالنفس وكمال الوصف والبقاء على الدوام في "القيوم".
وإن اشتقا من الفعلين المتعديين: أبان وأقام، كان معنى: "المبين": المظهر لغيره، و "القيوم": المقيم لغيره، فاسم الله "القيوم" يتضمن ثلاثة معاني:
*****
الأول: القائم بنفسه المستغني عن غيره، فلا يفتقر إلى سواه، وكل ما سواه مفتقر إليه.
والثاني: المقيم لغيره، فلا استغناء لخلقه عن قيوميته.
والثالث: القائم على غيره بإحصاء عمله.
*****
ومنه: اختلاف الوزن عن طريق اشتقاق الاسم من فعلين مزيدين يختلفان في نوع الزيادة مما جعل كلا منهما يكتسب معناه الصرفي من معنى فعله المزيد، كـ:
القادر والمقتدر، من: قدر واقتدر.
و: العلي والمتعال، من: علا وتعالى، فـ: العلي: الذي يتصف بعلو الفوقية، و: المتعال: الذي يتصف بعلو الشأن على سبيل المبالغة والإطلاق.
و: الكبير والمتكبر: فالتاء في "المتكبر"، كما ذكر البيهقي، رحمه الله، تاء التفرد والتخصيص بالكبر، لا تاء التعاطي والتكلف، فالتاء في حق غير الله، عز وجل، تفيد نوع تكلف، كـ: ترأس فلان، أي تكلف أسباب الرئاسة وإن لم يكن أهلا لها.
وقد ذهب بعض العلماء إلى أن أسماء الله التي هي صيغة مبالغة كلها مجاز، إذ هي موضوعة للمبالغة ولا مبالغة فيها، لأن المبالغة هي: أن تثبت للشيء أكثر مما له من صفات، وعرفها بعض البلاغيين بقوله: هي أن يدعي المتكلم لوصف، بلوغه في الشدة أو الضعف حدا مستبعدا أو مستحيلا، وكلاهما لا يليق بالله، عز وجل، لأن صفات الله تعالى متناهية في الكمال لا حد لكمالها ليقال بأن المتكلم قد بالغ فزاد فيها، ويستحيل عليها النقص، بأي وجه من الأوجه، فضلا عن أن يقال ببلوغها الشدة في الضعف، فالمبالغة إنما تكون في صفات تقبل الزيادة والنقصان، وصفات الباري، عز وجل، منزهة عن ذلك.
وذهب بعض المحققين إلى أن المبالغة هنا لا تكون في الفعل، وإنما في مفعولات الرب، تبارك وتعالى، وكثرة متعلقاتها، فالله: تواب لكثرة قبوله من يتوب إليه من عباده، والله قدير باعتبار كثرة المقدورات .............. إلخ، والله عليم باعتبار عموم العلم لكل الأفراد لا باعتبار المبالغة في الوصف، إذ العلم لا يصح التفاوت فيه.
ويدخل في ذلك صفات المبالغة المنفية كقوله تعالى: (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)
يقول أبو السعود رحمه الله: وقيل: هي لرعاية جمعيةِ العبيدِ من قولهم: فلانٌ ظالمٌ لعبده وظلاّم لعبيده على أنها للمبالغة كماً لا كيفاً.
ومن التنوع الدلالي أيضا:
(يُتْبَعُ)
(/)
الفرق بين معاني الصيغ داخل المشتق الواحد، فمن المشتقات ما له أكثر من صيغة، كصيغة المبالغة: فعول، فعال، مفعال، فعل، ............. إلخ.
فعلى سبيل المثال: صيغ "فعلان" و "فعيل" و "فعل":
الأولى: تفيد ثبوت الصفة بشكل أقل، ولكنها في نفس الوقت تدل على معنى الامتلاء.
والثانية: تفيد الصفة بقدر كبير من الدوام والاستمرار نحو: طويل، وقصير، وعقيم، أو على وجه قريب من ذلك نحو: نحيف وسمين، لأن النحيف قد يسمن، والسمين قد يهزل
والثالثة: ترتبط عادة بالصفات الداخلية مثل: فرح وطرب وقلق.
وصيغ المبالغة تختلف في درجة قوتها تبعا لاختلاف أبنيتها على حد قول البلاغيين: زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، فوزن "فعال" أو "فعول" كـ: قيوم، و "فعول" كـ: سبوح، أدل على المبالغة من "فعول" كـ: أكول، أو "فعيل"، وهما أدل على المبالغة من "فعل".
ومن ذلك أيضا:
تميز صيغة "فعيل" في إفادة المبالغة في الصفات الدالة على الثبوت كـ: عليم: لكثرة علمه وتبحره فيه حتى صار له طبيعة وسجية ملازمة.
يقول أبو هلال العسكري رحمه الله: (إذا كان الرجل قويا على الفعل قيل: فعول مثل: صبور وشكور، وإذا فعل الفعل وقتا بعد وقت قيل: فعال مثل: علام وصبار، وإذا كان عادة له قيل: مفعال مثل: معوان ومعطاء ........... ومن لا يتحقق المعاني يظن أن ذلك كله يفيد المبالغة فقط، وليس الأمر كذلك، بل هي مع إفادتها المبالغة تفيد المعاني التي ذكرناها).
ومعظم الأسماء الحسنى جاءت على صيغ دالة على الفاعل: فمنها ما دل على وجود الصفة دون قصد المقارنة، ويضم اسم الفاعل وهو: ما يدل على التجدد والحدوث كـ: الخالق، والقاهر، والرازق، والمالك، والقادر، والوارث، والتجدد هنا لا يعني وجود الصفة بعد عدم، فالله، عز وجل، متصف بصفات الكمال المطلق أزلا وأبدا، وإنما يعني حدوث آحاد الصفة، إن كانت فعلية تتعلق بالمشيئة، مع اعتقاد قدم وأزلية نوعها، فالله، عز وجل، متصف بالخلق، قبل أن يخلق، لم يستفد اسم الخالق بعد أن خلق، وإنما حدثت آحاد صفة الخلق تبعا لمشيئته، عز وجل، فشاء أن يخلق فلانا فخلقه، ثم شاء أن يخلق فلانا فخلقه .............. إلخ.
تماما كما يقال في صفة "الكلام": فهي قديمة النوع، حادثة الأفراد، فالله، عز وجل، يتكلم بما شاء متى شاء كيفما شاء، ولا يعني ذلك قيام الحوادث بذاته، كما ادعى المتكلمون، لأن الإنسان، وهو مخلوق لله، عز وجل، يوصف بالكلام، وإن لم يتكلم فيقال: فلان متكلم بالقوة، أي أن لديه القدرة على الكلام وإن لم يتكلم بالفعل، فإذا تكلم صار متكلما بالفعل، فإذا كان هذا كمالا مطلقا في حق المخلوق، فالله، عز وجل، أولى به لأنه خالقه، وخالق الكمال أولى به، ولا إشكال في استعمال قياس الأولى في هذا الموضع، لأن النص قد جاء ابتداء بإثبات صفة الكلام لله، عز وجل، فجاء القياس عاضدا للنص مؤكدا له، لا أصلا منفردا بإثبات الصفة، لأن هذا الباب غيبي توقيفي لا يصار فيه إلى القياس إلا على سبيل التبع، يقول الحافظ ابن عبد البر رحمه الله: (لا خلاف بين فقهاء الأمصار وسائر أهل السنة، وهم أهل الفقه والحديث، في نفي القياس في التوحيد وإثباته في الأحكام)، وكما تقدم مرارا، القياس المنفي هنا هو: قياس التمثيل وقياس الشمول الفاسدين، لا قياس الأولى.
ومن أسماء الله، عز وجل، ما يدل على الصفة المشبهة وهي: ما يدل على الثبات والدوام كما في وزن "فعلان" كـ: "الرحمن"، ووزن "فعول" كـ: "القدوس"، ووزن "فعل" كـ: "الأحد" و "الصمد" و "الحكم"، ووزن "فعل" كـ: "البر" و "الحق" و "الحي" و "الرب"، ووزن "فعول" كـ: "القيوم".
ومنها ما دل على صيغ المبالغة: وهي ما يدل على التأكيد والمبالغة في الشيء:
كالأسماء التي وردت على وزن "فعال" مثل: التواب، والغفار، والفتاح، والجبار، والوهاب، والقهار، والخلاق، والرزاق.
وعلى وزن "فعيل" كـ: السميع و البصير والعليم والخبير والحسيب والنصير والحفيظ والرقيب ..... إلخ
وعلى وزن فعول كـ: الرءوف الودود الشكور العفو الغفور.
وعلى وزن فعل كـ: الملك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها ما ورد على صيغة اسم التفضيل وهو: ما يدل على وجود الصفة مع قصد المقارنة كـ: "الأول" و "الآخر" و "الأكرم" و "الأعلى"، وبعض العلماء يقول بأن معنى التفضيل في هذه الأسماء غير مقصود، لأن الله، عز وجل، لا يشاركه أحد كمال صفاته ليفضل عليه فيها، وإنما هي مؤولة بـ: "فاعل"، فيكون الأكرم بمعنى: الكريم، فعيل بمعنى فاعل، و الأعلى بمعنى: العالي، وهكذا.ومنه قوله تعالى: (وربك أعلم بمن في السماوات والأرض)،
يقول الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله، في "شرح الواسطية" معلقا على هذه الآية:
وكلمة: "أعلم" هنا اسم تفضيل، ولقد تحاشاها بعض العلماء، وفسر: "أعلم" بـ: "عالم" فقال: (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)، أي: هو عالم بمن ضل عن سبيله، وهو عالم بالمهتدين، قال: لأن: "أعلم": اسم تفضيل، وهو يقتضي اشتراك المفضل والمفضل عليه، وهذا لا يجوز بالنسبة لله، لكن "عالم": اسم فاعل، وليس فيه مقارنة ولا تفضيل.
فنقول له: هذا غلط ........................ ، فإذا فسرنا "أعلم" بـ "عالم"، فقد حططنا من قدر علم الله، لأن "عالم" يشترك فيها غير الله على سبيل المساواة، لكن "أعلم" مقتضاه أن لا يساويه أحد في هذا العلم، فهو أعلم من كل عالم، وهذا أكمل في الصفة بلا شك.
ونقول له: إن اللغة العربية بالنسبة لاسم الفاعل لا تمنع المساواة في الوصف، لكن بالنسبة لاسم التفضيل تمنع المشاركة فيما دل عليه.
ونقول أيضا: في باب المقارنة لا بأس أن نقول: أعلم بمعنى: أن تأتي باسم التفضيل، ولو فرض خلو المفضل عليه من ذلك المعنى، كما قال الله تعالى: (أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا)، فجاء باسم التفضيل، مع أن المفضل عليه ليس فيه شيء منه إطلاقا.
وفي باب مجادلة الخصم ومحاجته يجوز أن نأتي باسم التفضيل، وإن كان المفضل عليه ليس فيه شيء منه، قال الله تعالى: (آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ)، ومعلوم أن ما يشركون ليس فيه خير، وقال يوسف عليه السلام: (أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)، والأرباب ليس فيها خير. اهـ
"انظر، غير مأمور، شرح الواسطية: ص: 79".
وهناك عدد من الأسماء الحسنى ورد بصيغ مشتركة بين الصفة المشبهة وصيغ المبالغة مثل وزن: فعيل كـ: حسيب وحفيظ وحكيم ورحيم وستير .............. إلخ.
وأيضا: وزن فعول مثل: شكور وغفور وودود وعفو ورءوف.
وكذلك وزن فعل: الذي ورد منه اسم الله الملك.
ومعيارا التفريق بين النوعين هما:
أولا: اتخاذ معنى الصيغة فيصلا حين الحكم، ورد كل ما جاء من "فعيل" إلى الصفة المشبهة إذا كان المراد من الحدث الدلالة على الثبوت، وإلى صيغة المبالغة إذا كان المراد الدلالة على كثرة وقوع الفعل وتكراره.
وثانيا: اتخاذ التعدي واللزوم مقياسا آخر، فما كان من اللازم كان أولى أن ينسب إلى الصفة المشبهة، (لأنها لا تشتق إلا من الأفعال اللازمة كـ: "حسن" من "حسُن"، و "طاهر" من "طهُر")، وما كان من المتعدي كان أولى أن ينسب إلى صيغ المبالغة.
وبهذا يمكن توجيه ما جاء في قوله تعالى: (إنك أنت العليم الحكيم)، قال في الفروق اللغوية: (الحكيم بمعنى: المحكم، مثل البديع بمعنى المبدع ........... أو بمعنى العالم بإحكام الأمور)، فعلى الأول يكون: صيغة مبالغة لتعديه إلى مفعول، وعلى الثاني يكون صفة مشبهة.
وأيضا: السميع والبصير والعليم، فهي صيغ مبالغة لأنها اشتقت من أفعال متعدية، وأما العزيز والعلي فهما صفتان مشبهتان لأنهما اشتقتا من فعلين لازمين.
أنواع الدلالات:
الدلالة المقصودة في هذا البحث هي: الدلالة اللفظية الوضعية، وهي: فهم المعنى عند إطلاق اللفظ، أو هي العلم بالمعنى المقصود، أو الحقيقة التي يؤول إليها الكلام عند صدوره من المتكلم.
فالعبرة بالمعنى المقصود بغض النظر عن البنية المجردة للكلمة، فالكلمة إذا انتزعت من السياق الدال على المعنى المراد، سواء أكان حقيقة أم مجازا، صارت مجملة تفتقر إلى بيان، والبيان لا يكون إلا من سياق مفيد.
أنواع الدلالات:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا: دلالة المطابقة: وهي دلالة اللفظ على ما عناه المتكلم ووضعه له، أو هي دلالة اللفظ على الحقيقة والمعنى المقصود، مثل: دلالة لفظ البيت على مجموع الجدران والسقف والأبواب والنوافذ، فهو يدل على جميع المعاني التي يشملها لفظ "البيت".
وفي باب الأسماء: يقال بأن الاسم يدل دلالة مطابقة على:
الذات: فهو علم على الذات التي تسمى به.
والصفة: فهو يحوي المعنى الذي اشتق منه.
فعلى سبيل المثال:
اسم الله "العزيز": يدل على ذات الله، عز وجل، وصفة "العزة"، كليهما، دلالة مطابقة.
يقول ابن تيمية رحمه الله: (والمعنى المدلول عليه باللفظ لابد أن يكون مطابقا للفظ، فتكون دلالة اللفظ عليه بالمطابقة ......... وليس دلالة المطابقة دلالة اللفظ على ما وضع له كما يظنه بعض الناس ....... بل يجب الفرق بين ما وضع له اللفظ وبين ما عناه المتكلم باللفظ وبين ما يحمل المستمع عليه اللفظ، فالمتكلم إذا استعمل اللفظ في معنى فذلك المعنى هو الذي عناه باللفظ، وسمي معنى لأنه عني به أي: قصد وأريد بذلك فهو مراد المتكلم ومقصوده بلفظه ....... وكل لفظ استعمل في معنى فدلالته عليه مطابقة لأن اللفظ طابق المعنى بأي لغة كان، سواء سمي ذلك حقيقة أو مجازا).
ودلالة المطابقة هي: الدلالة الأصلية في الألفاظ التي وضعت لمعانيها، وهي تكشف عن نية القائل بمجرد صدور اللفظ وموافقته، كقولهم: طابق النعل النعل إذا توافقا، والمراد من تطابق اللفظ والمعنى هو: عدم زيادة اللفظ عن المعنى أو قصوره عنه، فدلالة الاسم على الذات والصفة لا تزيد ولا تنقص عن الدلالة الكلية له، فأقصى ما يستفاد منه: دلالته على ذات مسماة به، ودلالته على الصفة التي اشتق منها إن لم يكن جامدا.
ثانيا: دلالة التضمن:
وهي دلالة اللفظ على بعض المعنى المقصود من قبل المتكلم أو هي: دلالة اللفظ الموضوعة من قبل المتكلم على جزء المعنى المقصود، أو هي: دلالة اللفظ الوضعية على جزء مسماه، كدلالة لفظ "الشجرة" على: الأوراق، فإن الشجرة تضمنت الأوراق وغيرها، فالذهن يتصور الأوراق وبقية الأجزاء مباشرة عند النطق بلفظ الشجرة، فيتصور بدلالة التضمن: فروعها وخشبها وثمارها وجميع ما حوت من أجزاء، فدلالتها على كل الأجزاء: دلالة مطابقة، ودلالتها على جزء أو أكثر: دلالة تضمن، فدلالة المطابقة تكافئ مجموع دلالات التضمن للفظ الواحد.
ومثاله في الأسماء والصفات:
دلالة اسم الله "العزيز" على: ذات الله، عز وجل، تضمنا، وعلى: صفة العزة تضمنا، وعلى كليهما: مطابقة.
ثالثا: دلالة اللزوم:
وهي دلالة اللفظ على معنى يخرج عن دلالة المطابقة والتضمن وهو لازم لوجوده لزوما عقليا يتصوره الذهن عند ذكر اللفظ، وسمي لازما لارتباطه بمدلول اللفظ وامتناع انفكاكه عنه، ومثاله:
دلالة الشيء على سبب وجوده، أو دلالة المسبب على سببه، كدلالة الحمل على الوطء إلا في خوارق استثنائية كخلق عيسى صلى الله عليه وسلم.
وأما دلالة الالتزام فهي عكس دلالة اللزوم فهي: دلالة السبب على المسبب، كما في قوله تعالى: (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ): فأطلق السبب: وهو الأكل، وأراد المسبب: وهو ما يصاحب ذلك من العوارض البشرية من: ثقل بدن وإخراج .............. إلخ، ليؤكد على بشرية المسيح صلى الله عليه وسلم.
ومن ثم فإن دلالة اللزوم مبنية على فهم العقل لترابط الأسباب بحيث ترتبط العلة بمعلولها، والنتيجة بسببها، فدلالة السقف على الأعمدة: دلالة لزوم، لأن العاقل يعلم أن السقف لا يوجد إلا بعد وجود الحائط أو الأعمدة، فالذهن لا يتصور السقف إلا مرفوعا على شيء، فلفظ السقف دلنا على الأعمدة باللزوم مع ملاحظة أن الأعمدة ليست مما دل عليه لفظ السقف بالمطابقة أو بالتضمن.
(يُتْبَعُ)
(/)
والله، عز وجل، كثيرا ما يدعو العقلاء إلى النظر بدلالة اللزوم إلى ما في الكون من آيات تدل على عظمة أوصافه وكمال أفعاله، فتكون من باب الاستدلال على السبب بالمسبب، أو من باب الاستدلال بالمخلوق على الخالق، عز وجل، كما في قوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ).
وفي باب الأسماء والصفات يقال بأن: الاسم يدل على الذات والصفة التي يتضمنها: دلالة مطابقة، وعلى أحدهما: دلالة تضمن، وعلى الصفات التي تتضمنها بقية الأسماء: دلالة لزوم، فاسم الله عز وجل: "العليم": يدل على الذات العلية وصفة العلم، كليهما، دلالة مطابقة، وعلى أحدهما، دلالة تضمن، وعلى صفة الحياة، دلالة التزام لأن العلم لا يقوم إلا بحي.
الدلالة الاقترانية لأسماء الله عز وجل:
لأسماء الله، عز وجل، تعلقا بالمخلوقات، وذلك يكون في الأسماء المتضمنة لصفات متعدية كـ: الخلق، والرزق، والمغفرة .......... إلخ، فلا خالق بلا مخلوق له، وإن كان الله، عز وجل، متصفا بالخلق قبل أن يخلق الخلق، ولكنه، عز وجل، "خالق بالقوة" قبل أن يخلق، فلما خلق الخلق، وأخرجه من الوجود إلى العدم، صار "خالقا بالفعل" جل وعلا.
ولا رازق بلا مرزوق، ولا غفور بلا عبد يذنب فيغفر له، وهكذا ...........
ومن أبرز الأسماء التي كثيرا ما ترد مقترنة:
العزيز والحكيم: فكل منهما دال على الكمال الخاص الذي يقتضيه، وهو العزة المطلقة في العزيز، والحكمة المطلقة في الحكيم، والجمع بينهما دال على كمال آخر وهو أن عزته تعالى مقرونة بالحكمة، فعزته لا تقتضي ظلما وجورا، كما يفعل العزيز مع من كان مقهورا، فإن العزيز منهم قد تأخذه العزة بالإثم فيظلم غيره ولا يحكم فعله.
والله، عز وجل، كما أخبر عن نفسه: (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)، لتمام علمه وحكمته، لا لكمال عزته وجبروته فقط، كما ذهبت إلى ذلك الجبرية.
والعزيز والعليم: وقد ذكر الله، عز وجل، هذين الاسمين مقترنين بعد بيان قدرته في تسيير الأجرام الفضائية والكواكب الدرية وترتيب مواقيتها الزمنية، كما ورد في قوله تعالى: (فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)، وقوله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)، وقوله تعالى: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)، وذلك ليعلم الجميع أن كل شيء موجود إنما هو بعلم ومشيئة، وليس أمرا تلقائيا عفويا دون عزة وحكمة، فهذا التقدير لمسير الشمس والقمر والليل والنهار وحركات النجوم في مطالعها ومغاربها تقدير ناشئ عن عزته وعلمه.
والعزيز الرحيم: وقد اقترنا كثيرا في أعقاب قصص الأنبياء، كما في سورة الشعراء، إذ جاء عقيب كل قصة من قصص الأنبياء المذكورة فيها قوله تعالى: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)، فجعل العزة في مقابل النقمة على أعداء الرسل الذين هلكوا، وجعل الرحمة في مقابل النعمة على أتباع الرسل الذين نجوا.
يقول الزركشي رحمه الله: "وأما مناسبة قوله: العزيز الرحيم، فإنه تعالى نفى الإيمان عن الأكثر فدل بالمفهوم على إيمان الأقل فكانت العزة على من لم يؤمن والرحمة لمن آمن وهما مرتبتان كترتيب الفريقين".
"البرهان"، (3/ 20).
والسميع والعليم: وهما يقترنان عند الاستعاذة من الشيطان الرجيم، لأنه غير مرئي، قال تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
وأما الاستعاذة من شياطين الإنس، فقد قرن الله، عز وجل، فيها بين: السميع والبصير، لأن شياطين الإنس مرئية، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
(يُتْبَعُ)
(/)
والحميد والمجيد:
الحميد: اسم جامع لصفات الجمال، فالموصوف يحمد بكل جميل.
والمجيد: اسم جامع لصفات الجلال، فالموصوف يمجد بكل جليل.
فالله، عز وجل، قد جمع لنفسه:
صفات الجمال كـ: المغفرة والرحمة .......... إلخ.
وصفات الجلال كـ: العزة والقوة والقهر ............. إلخ.
وفي التنزيل: (قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).
والغني والحليم:فهو غني عن عباده، ومع ذلك يحلم على من يمن بنفقته عليه، عز وجل، فلا يعاجله بالعقوبة، مع تمام استحقاقه لها، إذ كيف يمن الفقير على الغني، بما تفضل به الثاني على الأول ابتداء، إن هذا أمر مستنكر، حتى بين البشر، غنيهم وفقيرهم، فكيف بالرب، جل وعلا، الذي له الغنى المطلق، والعبد المفتقر له افتقارا كاملا في كل شؤونه؟!!!، لاشك أنه أقبح وأقبح من باب أولى.
والغني والكريم:فكلاهما مكمل للآخر، فليس كل غني كريما، وليس كل كريم غنيا، فقد يكون الغني بخيلا، وقد يكون الكريم فقيرا، فجمع الرب جل وعلا لنفسه الوصفين، لما في اجتماعها من الكمال المطلق اللائق بجلاله.
والواسع والعليم:
فكرمه وفضله، عز وجل، لا يناقض حكمته، بل يضع فضله مواضعه لسعته ورحمته، ويمنعه من ليس من أهله بعلمه وحكمته.
والغفور والودود:فالعبد الذي بينه وبين الله، عز وجل، محبة وود لو أذنب ثم تاب واستغفر نادما صادقا، فإن الله يقبل توبته ويعيد محبته ويرجع الود أعظم مما كان.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وهذا بخلاف ما يظنه من نقصت معرفته بربه من أنه سبحانه إذا غفر لعبده ذنبه فإنه لا يعود الود الذي كان له منه قبل الجناية واحتجوا في ذلك بأثر إسرائيلي مكذوب أن الله قال لداود عليه السلام: يا داود: "أما الذنب فقد غفرناه وأما الود فلا يعود"، وهذا كذب قطعا فإن الود يعود بعد التوبة النصوح أعظم مما كان فإنه سبحانه يحب التوابين ولو لم بعد الود لما حصلت له محبته وأيضا فإنه يفرح بتوبة التائب ومحال أن يفرح بها أعظم فرح وأكمله وهو لا يحبه وتأمل سر اقتران هذين الاسمين في قوله تعالى: (إنه هو يبدىء ويعيد وهو الغفور الودود)، تجد فيه من الرد والإنكار على من قال لا يعود الود والمحبة منه لعبده أبدا ما هو من كنوز القرآن ولطائف فهمه وفي ذلك ما يهيج القلب السليم ويأخذ بمجامعه ويجعله عاكفا على ربه الذي لا إله إلا هو ولا رب له سواه عكوف المحب الصادق على محبوبه الذي لا غنى له عنه ولا بد له منه ولا تندفع ضرورته بغيره أبدا".
"طريق الهجرتين"، (1/ 356، 357).
الأول والآخر والظاهر والباطن:فاقترانها دال على كمال الإحاطتين:
الزمانية: في اسمي: الأول والآخر.
والمكانية: في اسمي: الظاهر والباطن.
وبهذا تنتهي مقدمات هذه المشاركات، ويتبقى، إن شاء الرب جل وعلا وأعان، موضوع المشاركات الأساسي، وهو عرض موجز لأسماء الله، عز وجل، التي رجح الشيخ المؤلف، حفظه الله، ثبوتها لله، عز وجل، وستكون مشاركات موجزة، إن شاء الله، بمثابة إشارات لمسائل هذا الباب الجليل.
والله أعلى وأعلم.
وكل عام وأنتم بخير.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 07:54 م]ـ
السلام عليكم
كل عام وأنتم بخير أيها الكرام.
وقبل الشروع في سرد الأسماء الحسنى الثابتة، وفق اجتهاد الشيخ المؤلف حفظه الله، تحسن الإشارة إلى أن هذه الأسماء ليست هي كل أسماء الله، عز وجل، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ)، والحديث عند أحمد، رحمه الله، في مسند: عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، والشاهد منه قوله: (أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما قوله: (سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ)، فإنه قد يفيد بظاهره، بادي الرأي، أن أسماء الله، عز وجل، منها: ما سمى به نفسه، ومنها ما سماه به غيره، فالقسمة العقلية هنا: ثنائية، فنص على أحدهما وأومأ إلى الآخر، وهذا معنى غير مقصود هنا، لأن أسماء الله، عز وجل، توقيفية، لا تعرف إلا بنص الشارع، عز وجل، عليها، ووصف: (سميت به نفسك): لا مفهوم له، ليقال بأن من أسماء الله، عز وجل، ما سمى به نفسه، ومنها ما سماه به غيره، وإنما هو من قبيل: الصفة الكاشفة، التي تفيد التوكيد على المعنى دون نظر إلى مفهوم مخالفتها، تماما كقوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا)، فلا يقول أحد بأن النهي عن الشرك إنما توجه إلى ما لم ينزل به الله، عز وجل، سلطانا، فيفيد بمفهوم مخالفته: جواز إشراك ما نزل الله به سلطانا معه في العبادة!!!، وإنما هو كما تقدم من قبيل: الصفة الكاشفة التي تزيد المعنى بيانا، ويشبهه إلى حد كبير من كلامنا الدارج قولك: رأيته بعيني وسمعته بأذني، مع أن المخاطب يعلم جيدا أنك ما رأيته إلا بعينك، لأنها جارحة الإبصار، وما سمعته إلا بأذنك لأنها جارحة السمع، ولكنك قصدت مزيد توكيد.
وأما حديث: (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ)
فإن ظاهره، بادي الرأي، يوحي بقصر أسماء الله، عز وجل على: 99، وهو ما رجحه ابن حزم، رحمه الله، أخذا بظاهر أسلوب القصر في قوله: (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ)، فتقديم الخبر، متعلق الجار والمجرور: "لله"، على اسم إن "تسعة" يفيد قصره عليه، أي: قصر أسماء الله، عز وجل، على هذا العدد: 99، ولكن عند النظر إلى بقية النص، يظهر لنا قيد لهذا الإطلاق، وهو قوله: (من أحصاها دخل الجنة)، أي أن: لله، عز وجل، 99 اسما، موصوفة بأن من أحصاها دخل الجنة، فجملة: (مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ): صفة لـ: تسعا وتسعين، فيستفاد من مفهوم الصفة، أن لله، عز وجل، أسماء أخرى لا تشترك مع هذه الأسماء في هذا الحكم، تماما كما تقول: عندي: 99 درهما أعددتها للصدقة، فإن هذا الحصر لا يمنع وجود دراهم أخرى عندك أعددتها لغير الصدقة.
ومع أول الأسماء حسب الترتيب الذي ارتضاه الشيخ المؤلف حفظه الله:
1ـ الرحمن:
فالرحمن: صفة مشبهة على وزن: "فعلان" التي يفيد الامتلاء، وهي أعم من الرحيم من جهة أن وصف الرحمة المستفاد منها: عام يشمل جميع الخلائق، بينما وصف الرحمة المستفاد من: "رحيم": خاص لا يشمل إلا المؤمنين، وعليه يكون الرحمن: جاريا على أهل الدنيا، والرحيم: جاريا على المؤمنين في الآخرة دون من سواهم.
فـ "الرحمن" أعم من جهة الفعل، لأنه يشمل المؤمن والكافر، بينما "الرحيم": لا يشمل إلا المؤمن، وهو أخص من جهة أنه لا يسمى به إلا الله، عز وجل، بينما اسم: "رحيم" قد يطلق على بعض الخلق، فيوصف فلان بأنه: رحيم ولا يقال: رحمن.
يقول القرطبي رحمه الله: الرحمن خاص الاسم عام الفعل والرحيم عام الاسم خاص الفعل وهذا قول الجمهور.
ومن اللطائف التي أشار إليها الشيخ، حفظه الله، هو اقتران هذا الاسم الذي يدل على سعة الرحمة باستواء الله، عز وجل، على عرشه، الذي هو أوسع مخلوقاته، فاستوى، عز وجل، على أوسع المخلوقات بأوسع الصفات.
2_ الرحيم:
وهو صيغة مبالغة "فعيل" بمعنى: "فاعل"، "رحيم" بمعنى: "راحم"، وسبق أنه يدل على رحمة خاصة بالمؤمنين يوم القيامة.
3_ الملك:
وأصل الملك في اللغة: الربط والشد، يقول ابن فارس رحمه الله: (أصل هذا التركيب يدل على قوة في الشيء وصحة، ومنه قولهم: ملكت العجين أملكه ملكا إذا شددت عجنه وبالغت فيه).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الاسم من الأسماء الدالة على ربوبية الله، عز وجل، دلالة تضمن، لأنه يدل بالتضمن على صفة: "الملك"، فالله، عز وجل، متصف بأنه "الملك"، ملكا عاما مطلقا، فلا شيء في الكون يخرج عن سلطانه الكوني، وهذا مقتضى ربوبيته، وإن خرج بعض عباده عن سلطانه الشرعي، فلا يقدح ذلك في ربوبيته، لأنهم إنما قصروا في توحيد الألوهية: توحيد القصد والطلب المتعلق بأفعالهم، لا توحيد الربوبية: المتعلق بأفعال الله، عز وجل، فلا راد لقضائه الكوني، ولا مبدل لكلماته الكونيات، وكل العباد، شاءوا أم أبوا، تحت قهر سلطان ربوبيته، فهم عبيده، وإن لم يخضعوا لأمره الشرعي، فعبادة المنقاد للأمر والنهي: عبادة العابد، وعبادة غير المنقاد: عبادة المذلل المسخر شاء أم أبى، وإنما حرم شرف العبودية الخاصة، وإن لم يخرج من دائرة العبودية العامة التي تشمل جميع الخلائق.
ومع كونه "الملك"، جل وعلا، فهو: "المالك"، فملوك الدنيا قد يكون أحدهم مالكا لرقبة الشيء، ولكنه لا يملك التصرف فيها، فالأمر موكول لوزير أو وكيل بيده السلطان الحقيقي، وقد يكون ملكا متصرفا غير مالك، كالوزير والوكيل المفوض، وقد يجتمع له الوصفان، ولكن ملكه قاصر من جهة:
أنه ملك محدود، لا يتجاوز ما في يده إلى ما في يد غيره.
وأنه قد ينازعه، بل قد يغلب عليه، فينتزع ملك أقوى منه ما تحت يده، كما هو حال كثير من ملوك الدنيا الذين زالت ممالكهم بأيدي غيرهم.
وأنه، وإن صفا له حينا من الدهر، إلا أنه إلى زوال لا محالة.
وأن ملكه غير مطلق، فهو مقيد بـ:
القيد الشرعي: إن كان معظما لأمر الشارع، عز وجل، فلا يرفع ولا يضع إلا بإذنه.
والقيد الكوني: إن أبى الانقياد للأمر الشرعي، فهو معبد مذلل رغما عنه كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
وإذا كان الأمر كذلك، وكان اسم "الملك" دالا على الربوبية دلالة تضمن، فهو دال على مطلب الألوهية: العلة الغائية من خلق العباد، دلالة التزام، فيلزم من أقر بملك الله، عز وجل، أن يخضع لأمره الشرعي، لأنه لا مستحق للعبادة إلا من خلق وصور وبرأ وأحيى وأمات ورزق، وكثير من آي القرآن تدل على هذا التلازم بين نوعي التوحيد: الربوبية والألوهية، كما في:
قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، فـ: "الخلق": من معاني الربوبية، ولازمه: "التقوى"، فهو دال عليها دلالة العلة على معلولها.
وقوله تعالى: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)، فـ: "الخلق": من معاني الربوبية، ولازمه: "العبادة"، فهو دال عليها دلالة العلة على معلولها، أيضا.
وقوله تعالى: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا)، فلازم "الربوبية": العبادة التي هي مقتضى الألوهية، وهو، عز وجل، مستحق لها لأنه لا مثل له ولا شبيه، فهذه الآية قد حوت أنواع التوحيد الثلاثة: الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات.
وهذا باب جليل لمن تأمله وتتبع آياته في الكتاب المنزل.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 10:02 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا أستاذنا الفاضل
لم أستطع في هذه الزيارة قراءة ما تفضلتم به , ولعلي أجد فرصة للعودة والاستفادة من طرحكم النافع الماتع إن شاء الله
ـ[مهاجر]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 12:34 ص]ـ
وجزاك خيرا أبا طارق ونفعك ونفع بك أيها الكريم.
وعودة لأصل الموضوع ومع:
4_ القدوس:
فالتقديس في اللغة: التطهير، ومنه قولك: قدس فلان ربه، أي: نزهه عن كل دنس، وقول الداعي: قدس الله روح فلان، أي: طهرها من أدرانها، فهو خبر بمعنى الإنشاء، أي: اللهم قدس روحه، ومنه: روح القدس: جبريل عليه السلام، وفي التنزيل: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)، يقول أبو السعود رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
رُوحُ القدس} يعني جبريلُ عليه السلام أي الروحُ المطهّر من الأدناس البشرية، وإضافةُ الروحِ إلى القدس وهو الطُهْرُ كإضافة حاتم إلى الجود حيث قيل: حاتمُ الجودِ للمبالغة في ذلك الوصفِ كأنه طبعٌ منه. اهـ
فالمعنى: الروح المقدسة، ومن ثم أضيف الموصوف إلى صفته مبالغة في الوصف، كما أشار إلى ذلك أبو السعود رحمه الله.
ومنه: بيت المقدس، والكلام فيه كالكلام في: روح القدس، فالمعنى: البيت المقدس، ومن ثم أضيف الموصوف إلى صفته، فكأنه لمزيد قدسيته قد صار بيتا للقدسية ذاتها.
واسم الله، عز وجل، القدوس: مدلوله نفي أي دنس يلحق الذات القدسية، ولذا كثيرا ما يقرن بـ: "السبوح": الذي يفيد التنزه عن كل نقص، فالباري عز وجل: منزه عن كل نقص مبرأ من كل دنس، ومن أدعية الركوع والسجود الثابتة من حديث عائشة، رضي الله عنها، مرفوعا: (سبوح قدوس، رب الملائكة والروح)، فلما وصف نفسه، عز وجل، بالسلامة من كل نقص ودنس، ناسب ذلك إثبات ربوبيته لأطهر الذوات: ذوات الملائكة، لاسيما: الروح القدس: جبريل عليه السلام.
ولا يكفي الوقوف على مدلول النفي، بل لابد من التثنية بمدلول الإثبات: فهو، جل وعلا، منزه عن كل نقص، مطهر من كل دنس: متصف بكل كمال مطلق، وهذه طريقة أهل السنة والجماعة في هذا الباب الجليل، فهم يتبعون النفي الإثبات، فالله، عز وجل: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)، فهذا النفي، وهو: (السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، وهذا الإثبات.
5_ السلام:
فالسلام في اللغة: مصدر استعمل اسما للموصوف بالسلامة، فعله: سلم يسلم سلاما وسلامة، وفي الوصف بالمصدر مزيد مبالغة في إثبات الصفة للموصوف، كما تقول: فلان عدل، فهي أبلغ في وصفه بالعدل من: فلان عادل، فكأنه قد اتصف بالعدل حتى جاز الإخبار عنه بأنه هو نفسه: العدل، ولا يعني ذلك القول بأن الصفة هي عين الموصوف، كما ذهب إلى ذلك المعتزلة، متوسلين بذلك إلى نفي صفات الباري، عز وجل، بل الصحيح أن الصفة: قدر زائد على الذات، قائمة بها، قيام الصفة بالموصوف، على وجه يليق بذات وصفات الباري، عز وجل، فالصفة لا استقلال لها ولا قيام لها بنفسها، وإنما تقوم بذات متصفة بها.
وكما قيل في اسم "القدوس"، يقال في اسم "السلام"، فمدلوله مدلول: نفي، فالله، عز وجل، سالم من كل عيب، ولا يكفي النفي إلا بإثبات كمال ضده، فهو مع ذلك: متصف بكل كمال مطلق.
6_ المؤمن:
المؤمن في اللغة: اسم فاعل للموصوف بالإيمان، وأصله: أمن يأمن أمنا، وهو دال على معان ثابتة لله، عز وجل، من أبرزها:
أولا: أن المؤمن هو الذي أمن الناس ألا يظلم أحدا منهم، وفي التنزيل:
(وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا).
(مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ).
(الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ).
ثانيا: أن المؤمن هو الذي يجير المظلوم من الظالم.
فهذان معنيان يتعلقان بنفي الظلم.
ثالثا: أن المؤمن هو الذي يصدق المؤمنين إذا وحدوه، لأنه قد وحد نفسه، فصدق قول كل موحد وحده، وفي التنزيل: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
رابعا: أن المؤمن هو الذي يصدق مع عباده المؤمنين في وعده.
فهذان معنيان يتعلقان بإثبات الصدق، فكأن للاسم مدلولين: مدلول نفي: للظلم، ومدلول إثبات: للصدق.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 02:04 ص]ـ
ومع:
7_ المهيمن:والمهيمن: اسم فاعل من "هيمن"، وله ثلاثة معان يدور حولها:
(يُتْبَعُ)
(/)
المعنى الأول: السيطرة والحفظ، وقد وصف القرآن بأنه مهيمن على ما سبقه من الكتب، في قوله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ)، فهو ناسخ لها، دال على ما صح منها ولم يقع فيه تحريف من الأحكام والأخبار، ولذا كان الراجح في مسألة: شرع من قبلنا، التي يتناولها الأصوليون في مبحث: "أدلة الأحكام": أنه شرع لنا إذا حكاه شرعنا، وأقره: تصريحا، أو حتى بالسكوت عليه، فمجرد ذكره في شرعنا مع عدم نقضه إقرار بصحته وجواز العمل به، ولو كان باطلا لنقضه القرآن كما وقع في أقوالهم الباطلة التي أتى عليها القرآن بالنقض.
والمعنى الثاني: المؤمن: الذي أمن غيره من الخوف، فهو بهذا يقترب في دلالته من اسم الله: "المؤمن" في أحد معانيه وهي: أن العباد قد أمنوا من أن يظلمهم فلا حاجة له، عز وجل، في ظلمهم، لأن الظالم لا يظلم إلا لافتقاره إلى ما في يد المظلوم فيقهره ليقضي حاجته منه، والله، عز وجل، منزه عن الافتقار والحاجة، فهو الغني بذاته المغني لغيره، فمنه تستمد الخلائق كلها: أسباب البقاء والغنى.
والمعنى الثالث: العلو: فالله، عز وجل، علي على خلقه: علو شأن، وعلو قهر، وعلو ذات.
8_ العزيز:
العزيز: صيغة مبالغة على وزن "فعيل" من: عز يعز عزا وعزة.
وللعزة معان تليق بذات الباري، عز وجل، منها:
أولا: الغلبة: وهذه هي عزة القدر، ومنه قوله تعالى: (فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ)، يقول أبو السعود رحمه الله:
{وَعَزَّنِى فِى الخطاب} أي غلبنِي في مخاطبتِه إيَّاي محاجَّةً بأنْ جاء بحجاجٍ لم أقدرْ على ردِّه في مغالبته إيَّاي. اهـ
فهو، عز وجل، عزيز، لا غالب له بل هو غالب كل شيء.
ثانيا: العزيز بمعنى: الجليل الشريف الرفيع الشأن، ومنه قوله تعالى: (لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)، فابن سلول، لعنه الله، رأى نفسه وأتباعه من المنافقين: أسيادا أجلاء، ورأى المهاجرين: أذلاء، فأبطل الله، عز وجل، دعواه، بقوله: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ).
فالله، عز وجل، جليل، رفيع القدر، عزيز الجانب، لا يقدر أحد على إيصال الأذى إليه، وفي الحديث القدسي: (يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي).
ثالثا: القوة والمنعة: ومنه قوله تعالى: (إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ)، وقولك: أرض عزاز: أي قوية صلبة.
رابعا: العزيز بمعنى المنقطع النظير: ومنه حديث: (عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ مُجَاشِعٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ فَعَزَّتْ الْغَنَمُ فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إِنَّ الْجَذَعَ يُوَفِّي مِمَّا يُوَفِّي مِنْهُ الثَّنِيُّ)، فلما قلت الغنم وندرت رخص لهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الأضحية في الجذع من الضأن وهو الذي بلغ: ستة أشهر، فهو يعدل الثني أو المسنة من الماعز التي بلغت عاما.
والله، عز وجل، عزيز، لا ند له، ولا نظير، ولا مثيل، ولا شبيه.
9_ الجبار:
الجبار: صيغة مبالغة على وزن "فعال"، من جبر الشيء إذا: أصلحه بضرب من القهر، ومنه جبر العظم أي: أصلح كسره، وجبر الفقير أي: أغناه، ويستعمل الجبر مرادفا للإكراه على الفعل والإلزام بلا تخيير.
فالجبار، عز وجل، هو الذي يجبر الفقر بالغنى، والمرض بالصحة، والخيبة والفشل بالتوفيق والأمل، والخوف والحزن بالأمن والاطمئنان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا لابد من الإشارة إلى بطلان استدلال طائفة: "الجبرية" بهذا الاسم الكريم على صحة مذهبهم في كون الإنسان مجبورا في كل أفعاله: الاختيارية وغير الاختيارية، وعليه فإن الإنسان لا يؤاخذ عندهم بأفعاله، لأنه إنما جبر عليها جبرا، فلا إرادة له في اختيار أفعاله، فهو كما يقال: ريشة في مهب الريح!!!!!، فأراد القوم وصف الله، عز وجل، بالقوة والقهر، فغلوا حتى نسبوا إليه، عز وجل، الظلم، إذ كيف يؤاخذ المكلف على ما أكره عليه، فوقع منه بلا اختيار؟!!!!!
ومفتاح باب القدر: التمييز بين الإرادتين: الكونية والشرعية.
فإنه يصح أن يقال بأن الله، عز وجل، قد شاء وقوع الكفر والمعاصي، بإطلاق المشيئة، لأنها لا تكون إلا كونية متعلقة بأمره الكوني الذي يشمل كل أفعال المكلفين: الاختيارية وغير الاختيارية من: إيمان وكفر، وطاعة ومعصية، أو يقال: قد أرادها كونا، بتقييد الإرادة بكونها: كونية، لأن الإرادة منها ما هو شرعي، وهو مقتضى: الأمر والنهي الشرعيين: افعل ولا تفعل، مناط الابتلاء والتمحيص في هذه الدار، فلا يقال بأن الله، عز وجل، قد رضي بالكفر والمعاصي لمجرد أنه أذن في وقوعها كونا، كما يدعي الإباحية من الجبرية، الذين يحتجون بالقدر الكوني على المعصية، ولا ينظرون بعين الاعتبار إلى القدر الشرعي الذي كلف به العبد.
وعليه فإن اسم الله، عز وجل، الجبار في هذا الموضع يتعلق بسنن الله، عز وجل، الكونية، التي لا تحويل فيها ولا تبديل، فهي تجري على كل الخلائق، مؤمنهم وكافرهم، كالحركات اللاإرادية في الإنسان كحركة القلب وسريان الروح في البدن، والمرض، والموت، فهذه لا يؤاخذ العبد عليها، لأنه لم يكلف بها لتعلقها بالأمر القدري الكوني، والتكليف إنما يقع بالأمر القدري الشرعي، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
ومقابل أولئك: قال القدرية نفاة القدر: لا قدر والأمر أنف، ويجوز للمكلف أن يعمل أعمالا لا يريدها الله، عز وجل، فأرادوا تنزيه الله، عز وجل، عن الظلم، فغلوا، حتى نسبوا إليه: العجز، فالحوادث تقع في كونه، وإن لم يردها!!!!، والصحيح أنه قد تقع أعمال لا يريدها الله، عز وجل، شرعا، لمخالفتها مقتضى الأمر والنهي، وهذا لا يقدح في كمال إرادته، عز وجل، أما أن يقال بأن من الأعمال ما يقع خلاف إرادة الله الكونية التي لا تخرج عنها ذرة من ذرات هذا الكون، فهذا عين القدح في إرادة الله، عز وجل، فآل الأمر، مرة أخرى، إلى وجوب معرفة الفارق بين الإرادتين: الكونية والشرعية، ومتعلق كل منهما، وتقدم أن سبب الضلال في هذا الباب هو: الخلط بينهما.
وأما أهل السنة والجماعة، أصحاب المذهب الوسط، فهم، كعادتهم، وسط بين الغلو والجفاء، فقد أثبتوا للمكلف إرادة يقع بها فعله اختيارا، ولكنها إرادة مخلوقة لله، عز وجل، فهو خالقها وخالق الفعل الذي يقع بها وخالق الفاعل، فلا تخرج إرادة العبد عن إرادة الرب، جل وعلا، الكونية، وإن خرجت عن إرادته الشرعية إن خالف المكلف الأمر والنهي، فترك المأمور أو ارتكب المحظور، فالله، عز وجل، خالق، والعبد: فاعل حقيقة، بإرادة حقيقية مؤثرة في الفعل تأثير السبب في المسبب، هي مناط الثواب والعقاب، ولا يتصور ذلك إلا من الرب، جل وعلا، الذي وصف نفسه بقوله: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، فليس كمثله شيء قي ذاته وصفاته وأفعاله، والقدر من أفعاله، وهو سر من أسراره، لم يطلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا، فلا جدوى من الخوض فيه، بقياس أفعال الله، عز وجل، على أفعالنا، إذ يستحيل في حقنا، نحن البشر، أن يقدر أحدنا على الآخر فعلا، ومن ثم يفعله المأمور مختارا غير مكره بحيث تصح مكافأته عليه إن كان صوابا، و مؤاخذته عليه إن كان خطأ، ولكن في حق الله، عز وجل، لا يصح، كما تقدم، أن يقاس فعله على فعلنا، وهو، جل وعلا، لن يظلمنا، لأنه غني عنا، لا حاجة له فيما أيدينا، فالواجب على العبد أن يشغل نفسه بما كلف به من أوامر ونواه ولا يتكلف البحث في لم يؤمر بالبحث فيه، فلا مطمع في إدراك سر القدر بعقول البشر القاصرة، تماما كما أنه لا مطمع في إدراك كيفية ذات الله، عز وجل، بنفس العقول القاصرة،
(يُتْبَعُ)
(/)
فالقدر، كما تقدم، فعل الله، عز وجل، وفعله فرع عن ذاته، فكيف ينظر عاقل في فرع لم يطق إدراك كيفية أصله ابتداء، وكما سبق في مقدمات هذه المشاركة: القول في الصفات والأفعال كالقول في الذات، فكيفية الأولى غير معلومة لنا قياسا على كيفية الأخرى، وإن كان لكلها كيفية، ولكن عقولنا لا تطيق إدراك هذه الحقائق الغيبية التي ابتلينا بالإيمان بها دون أن نراها، مصداقا لقوله تعالى في وصف المؤمنين: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ).
ومع إرادة الله، عز وجل، الشر، كونا لا شرعا، كما تقدم، إلا أنه، عند التحقيق، ليس شرا محضا، ففيه من المصالح ما قد يغفل عنه العقل القاصر ابتداء، فلا يدرك حكمة وقوعه، وما يترتب عليه من مصالح آجلة تفوق مفسدته العاجلة، فالشر لا ينسب إلى الله، عز وجل، إلا من جهة الخلق، لا المحبة والرضا، وفي حديث علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، مرفوعا: (وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ)، فهو شر باعتبار المقدور لا ذات القدر الذي هو فعل الله، عز وجل، وكم من المصائب والبلايا والأمراض ما قد نتج عنها أضعاف أضعافها من المصالح التي ما كانت لتتحقق لولا وقوعها، فـ: (لَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ)، ولولا الكفر لما عرف فضل الإيمان، ولولا اعتداء أهل الباطل على أهل الحق، لعطلت سوق الجهاد، بالحجة والبرهان تارة، وبالسيف والسنان، تارة أخرى، وبضدها تتميز الأشياء، ولولا المرض، لما انكسر العبد لربه، بل إن كثيرا من الأمراض تساعد على قتل بكتيريا وفيروسات مسببة لأمراض أخرى، فتكون ابتلاء من جهة، وعافية من جهة أخرى، ولولا فقد الأحبة لما حمد العبد واسترجع، ونال أجر الصابر المحتسب.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 11:00 م]ـ
ومع:
10_ المتكبر:
فالمتكبر: اسم فاعل من "تكبر"، والتاء فيه، كما سبقت الإشارة إلى ذلك من كلام الحافظ البيهقي رحمه الله: تاء التفرد والتخصيص بالكبر، لا تاء التعاطي والتكلف، فالتاء في حق غير الله، عز وجل، تفيد نوع تكلف، كـ: ترأس فلان، أي تكلف أسباب الرئاسة وإن لم يكن أهلا لها.
وأصل الكبر: العزة والامتناع.
فالكبرياء، في حق الباري، عز وجل: كمال مطلق، ولذا كانت التاء في اسمه "المتكبر": تاء التفرد، فهو سبحانه وتعالى: المنفرد بالكبرياء، لأن له من صفات الكمال الأزلي الأبدي المطلق ما استحق به أن يوصف بالكبرياء: وصف كمال لا يعتريه أي نقص.
وهو في حق المخلوق: نقص مطلق، لأن صفات المخلوق، مهما بلغت من الحسن، لا تصل إلى درجة الكمال المطلق التي يتصف به الباري، عز وجل، ولذا كانت التاء في "المتكبر" إذا أطلق على أحد من البشر: تاء تكلف وافتعال، فهو متكلف ما ليس أهلا له، لنقص ذاته وصفاته، فكيف ينازع من اتصف بالنقص من اتصف بالكمال وصفا من أخص أوصافه؟!!!، أي تكلف وافتعال أكبر من هذا؟!!!.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله:
"وهذا هو حقيقة دين الإسلام الذى أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه وهو أن يستسلم العبد لله لا لغيره فالمستسلم له ولغيره مشرك والممتنع عن الاستسلام له مستكبر، وقد ثبت فى الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن الجنة لا يدخلها من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)، كما أن النار لا يدخلها من في قلبه مثقال ذرة من إيمان، فجعل الكبر مقابلا للإيمان فإن الكبر ينافي حقيقة العبودية كما ثبت فى الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يقول الله: العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما عذبته)، فالعظمة والكبرياء من خصائص الربوبية والكبرياء أعلى من العظمة ولهذا جعلها بمنزلة الرداء كما جعل العظمة بمنزلة الإزار.
ولهذا كان شعار الصلوات والأذان والأعياد هو التكبير وكان مستحبا فى الأمكنة العالية كالصفا والمروة وإذا علا الانسان شرفا أو ركب دابة ونحو ذلك وبه يطفأ الحريق وإن عظم وعند الأذان يهرب الشيطان، قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين).
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل من استكبر عن عبادة الله لابد أن يعبد غيره فإن الإنسان حساس يتحرك بالإرادة وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أصدق الأسماء حارث وهمام)، فالحارث الكاسب الفاعل والهمام فعال من الهم والهم أول الإرادة فالإنسان له إرادة دائما وكل إرادة فلابد لها من مراد تنتهي إليه فلابد لكل عبد من مراد محبوب هو منتهى حبه وارادته فمن لم يكن الله معبوده ومنتهى حبه وإرادته بل استكبر عن ذلك فلابد أن يكون له مراد محبوب يستعبده ويستذله غير الله فيكون عبدا لذلك المراد المحبوب إما المال وإما الجاه وإما الصور وإما ما يتخذه إلها من دون الله كالشمس والقمر والكواكب والأوثان وقبور الأنبياء والصالحين أو من الملائكة والأنبياء الذين يتخذهم أربابا أو غير ذلك مما عبد من دون الله) ". اهـ
"رسالة العبودية"، ص125_132.
فمن أظلم ممن نازع الله، عز وجل، خصائص ربوبيته، فادعى لنفسه الكبرياء وهي شاهدة عليه بنقصه وفنائه.
وكل من تكبر عن التأله للإله الحق، فإنه لابد متأله لغيره من المعبودات الباطلة، فالتذلل والتعبد أصل فيه، مهما ادعى من كبرياء وعظمة، فإن لم يذل لربه، جل وعلا، ذل لغيره من مال أو جاه أو سلطان، أو صورة محرمة ......... إلخ.
وما وقع الغلو في الملائكة والأنبياء والأئمة والأولياء، إلا لتقصير في حق المعبود الحق، جل وعلا، فلما أقفرت القلوب من معرفة كمالاته المطلقة الموجبة لكبرياءه، راحت تتلمس التذلل والتعبد لسواه، ولو عرفته بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وأفعاله المتناهية في الحكمة لما ابتغت معبودا سواه، فلا معبود بحق سواه، وهذا هو معنى: "لا إله إلا الله": الكلمة التي خلقنا من أجلها، فلها أرسلت الرسل وأقيمت سوق الجهاد وسلت سيوف الحق على الباطل وأريقت الدماء على جنبتي طريقها، فلم تصل إلينا من طريق معبد، وإنما وصلت من طريق خضب بدماء الموحدين في ساحات الوغى، و: من خطب الحسناء لم يغلها المهر، فهي، عند التحقيق، تستحق بذل المهج وإنفاق الأموال وإفناء الأعمار من أجلها.
وأخيرا تجدر الإشارة إلى مسألة الصفات التي تتفاوت في دلالتها على الكمال أو النقص تبعا للموصوف، فمن الصفات:
ما هو كمال مطلق في حق الخالق والمخلوق كـ: العلم، والسمع، والبصر، والكلام ......... إلخ، فهذه يجوز إطلاقها على المخلوق، مع كون كمالها في حقه محدودا، ويجب إثبات كمال ما جاءت به النصوص الصحيحة منها لله، عز وجل، من باب أولى، لأنه خالق الكمال الذي اتصف به خلقه، وخالق الكمال أولى به.
ومنها ما هو: كمال في حق الخالق، عز وجل، نقص في حق المخلوق، كـ: صفة الكبرياء، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
ومنها ما هو: كمال في حق المخلوق، نقص في حق الخالق، عز وجل، كالصاحبة والولد والأكل والشرب ......... إلخ، فهذه لا يجوز وصف الباري، عز وجل، بها، لأنها، وإن احتوت كمالا، إلا أنها لا تنفك عن نقص الحاجة والافتقار اللذين تنزه الباري، عز وجل، عنهما.
ومع:
11_ الخالق:
فـ: "الخالق": اسم فاعل من: خلق، يخلق، خلقا، والخلق قد يطلق على:
مصدر الفعل: كما في قوله تعالى: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ).
أو المخلوق، فيكون بمعنى "المفعول": كما في قوله تعالى: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ)، أي: هذه مخلوقاته التي بهر إتقانها العقول فأروني ماذا خلق الذين تعبدونهم من دونه حتى يستحقوا صرف هذه العبادة لهم، ففي الآية تعريض بهم، وإشارة لطيفة لتوحيد الألوهية بدلالة توحيد الربوبية، فمن خلق وأتقن، وهذا من مقتضيات الربوبية، هو المستحق للعبادة، وهذا هو مقتضى الألوهية.
والخلق يأتي بمعان من أبرزها:
التقدير: وهو المعنى المتبادر إلى الذهن عند اقتران اسم الله عز وجل: "الخالق" بـ: "البارئ" و "المصور"، وشاهده من كلام العرب قول الشاعر مادحا:
ولأنت تفري ما خلقت ******* وبعض الناس يخلق ثم لا يفري
أي: ولأنت تفعل ما قدرت، خلاف غيرك ممن يقدر ولكنه يعجز عن فعل ما قدره.
وهذا المعنى ثابت لله، عز وجل، فهو المقدر لكل المخلوقات قبل إخراجها من العدم إلى الوجود.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويأتي بمعنى: نفس الإيجاد من العدم، وهو التالي للتقدير، ومنه قوله تعالى: (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا).
فيكون بمعنى اسم الله: "البارئ".
ويأتي بمعنى الكذب: لأن الكاذب يؤلف كلاما لا حقيقة له في الخارج، ومنه قوله تعالى: (إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا)، وهذا المعنى، بطبيعة الحال، منتف عن الله، عز وجل، فخبره الصدق وحكمه العدل.
والخلق هو المرتبة الرابعة من مراتب القدر، فالله، عز وجل، علم فكتب فشاء فخلق، فيكون الخلق هنا، أيضا، بمعنى إيجاد الذوات والأفعال من العدم.
ومع:
12_ البارئ:
فالبارئ: اسم فاعل من من: برأ، يبرأ، برءا، و:
برُء بمعنى: خلا من العيب، فيكون لازما.
وبرئ المريض بمعنى: شفي من المرض.
وأبرأ فلان فلانا من دينه بمعنى: خلصه منه، فيتعدى بالهمزة.
ويقال بريت القلم وبريت القوس بمعنى: جعلتهما صالحين لما سيستخدمان فيه من كتابة وإصابة.
فإذا قصد باسم: "البارئ": المعنى اللازم، فإنه يدل على وصف الله، عز وجل، بأنه السالم من كل عيب، المنزه عن كل نقص، فيكون مدلوله مدلول نفي، تماما كاسم الله: "السلام"، وسبقت الإشارة إلى أن معنى النفي في هذا الباب ليس مقصودا لذاته، وإنما هو مقصود لغيره، ألا وهو: إثبات كمال الضد المنفي، فهو، عز وجل، سالم من كل عيب، متصف بكل كمال مطلق.
وإذا قصد به المعنى المتعدي، فإنه يدل على المرحلة التالية للتقدير، وهي: الإيجاد من العدم، فالباري، عز وجل، هو الذي أخرجنا من العدم إلى الوجود ووهبنا الحياة التي تسري في أجسامنا.
ويأتي الإبراء، أيضا، بمعنى: فصل كل جنس عن الآخر، وتصوير كل مخلوق بما يناسب الغاية من خلقه، فللحجر صورة تناسبه، وللشجر أخرى تناسبه، وللحيوانات العجماوات صورة تناسبها، وللإنسان العاقل الناطق صورة تناسبه، فالله، عز وجل، هو: (الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى).
ومع:
13_ المصور:
فالمصور: اسم فاعل من: صور يصور تصويرا.
والصورة قد تكون محسوسة تدركها الحواس، وقد تكون معقولة توجد في الأذهان دون الأعيان، وهي المعاني الكلية التي لا تقوم بنفسها: قيام الذوات المحسوسة.
فالصورة المحسوسة: صورة زيد وعمرو.
والصورة المعقولة: صورة علم وفضل وكرم وشجاعة زيد .......... إلخ من الأوصاف التي لا تقوم إلا بموصوفها.
فالتصوير هو المرحلة التالية للبرء، فبعد إيجاد الشيء من العدم، يصوره الله، عز وجل، بصورة لا يشاركه فيها أحد، تماما، كما لا تتطابق بصمتان في عالم البشر، فلكل صورة وعلامة تميز وجوده عن وجود من سواه.
ولذا كانت هذه الأسماء الثلاثة: الخالق البارئ المصور، مقترنة، لشدة تلازمها، فالله، عز وجل، يقدر ثم يخرج مقدوره من العدم ثم يهبه علامة تميزه عما سواه من المقدورات، وهذا من بديع صنعه عز وجل.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 01:42 ص]ـ
ومع:
14_ الأول:
فالأول في اللغة على وزن "أفعل" من: آل يؤول أولا، وهو صفة مشبهة للموصوف بالأولية.
وأولية الله، عز وجل، مطلقة، فهو الأول الذي ليس قبله شيء، كما فسره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، مرفوعا، من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه وفيه: (اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ)، فأكد إثبات الأولية: (أنت الأول)، بنفيها عمن سواه: (فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ).
فالله، عز وجل، هو الذي لم يسبقه في الوجود شيء، وهو الذي علا بذاته وشأنه فوق كل شيء، وهو الذي لا يحتاج إلى غيره في شيء.
ومن أوليته، عز وجل، تقدمه مطلقا في كل وصف كمال، فكل كمال مطلق له منه ذروته، فهو الأول في كل كمال، لا تحد كماله العقول.
(يُتْبَعُ)
(/)
فليست أوليته بالنسبة لما بعده، كما يقول من ينكر وصف الله، عز وجل، بالإثبات، ويقتصر على أوصاف النفي والإضافة، فيقول: ليس بكذا وكذا، أو: هو أول باعتبار ما بعده، آخر باعتبار ما قبله .......... إلخ، فيفر بذلك من وصف الله، عز وجل، بصفات الكمال الثبوتية التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهي، عند التحقيق، غالب أوصاف الله عز وجل.
ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الموضع:
أن من لوازم الكمال أنه: فعال لما يريد أزلا وأبدا، وفي التنزيل: (إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ)، و: (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ)، فلم يكن الباري، عز وجل، معطلا عن الفعل، ثم صار فاعلا، فهو الخالق، قبل أن يخلق، فله أولية الصفة، قبل خلق الخلق، وهو الرازق، قبل أن يرزق، فله أولية الصفة، قبل رزق العباد ........... إلخ، فله صفات الكمال الأزلي الأبدي، التي تصدر عنها أفعاله، خلاف البشر الذين يصدر كمالهم عن أفعالهم، باكتساب الخبرة من تكرار الفعل حتى يبلغوا درجة الإتقان فيه، فيصح وصفهم بالخبرة والإتقان والمهارة ....... إلخ من الصفات التي تليق بالبشر، فيقال: هذا طبيب خبير أو متقن أو ماهر أو حاذق ........ إلخ، لأنه أفنى من عمره كذا وكذا من السنين في دراسة علم الطب وعلاج المرضى، حتى صارت عنده ملكة تشخيص الداء ووصف الدواء المناسب، وبطبيعة الحال: تصور هذا المعنى في حق الله، عز وجل، من أفسد ما يكون، لأن فيه كمالا مسبوقا بنقص، والله، عز وجل، له الكمال المطلق الذي لا يسبقه ولا يعتريه ولا يلحقه أي نقص، وهو قول اليهود الذين قالوا بأن الله، عز وجل، خلق الخلق ليجرب ويزداد خبرة بخلقه!!!!!، وجاء في توراتهم المحرفة: (إن الله لما رأى الفساد والشر استشرى بالناس بكى حتى رمدت عيناه وقال: لماذا خلقت الإنسان؟!!!!)، وقد سار على دربهم من مبتدعة هذه الأمة وضلالها من قال ببدعة: "البداء"، فعندهم الله، عز وجل، يفعل الفعل، ثم يبدو له أن يرجع عنه!!!!، ولازم هذا القول الفاسد: أن الله، عز وجل، موصوف بعدم العلم، فقد فوجيء بفعل عباده فبدا له رد فعل مناسب!!!!، أو أنه موصوف بعدم الحكمة، فقد علم وقدر ما هم فاعلون، ولكن تراءت له المصلحة بعد ذلك في غير ما قد علم وقدر من الأزل!!!!، ولا أقبح من هذا القول الذي فيه قياس أفعال الله، عز وجل، على أفعال الجهال السفهاء من عباده الذين يجهلون عواقب الأمور أو لا يحسنون التقدير، فعندهم من فساد التصور الناشئ عن الجهل ما عندهم، تعالى الله، عز وجل، عما يقول الظالمون علوا كبيرا، فأين أولئك وأولئك من قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)، وهل يكتب المقادير إلا من اتصف بالعلم الأزلي والحكمة البالغة التي تعجز العقول عن إدراكها في كثير من المواضع؟!!
وبهذا التقرير يمكن الرد أيضا على شبهة المتكلمين في نفي صفات الأفعال المتعلقة بمشيئة الله، عز وجل، كالكلام، والرضا، والمحبة، والسخط، والكره، والغضب ......... إلخ، بدعوى أنه يلزم منها أن الله، عز وجل، قد قامت بذاته القدسية الحوادث المخلوقة، أي الأفعال الحادثة المتعلقة بالمشيئة، وقد وقعوا، كعادتهم، في فخ قياس صفات وأفعال الله، عز وجل، على صفات وأفعال خلقه، فلم يعرفوا من الكلام إلا كلام المخلوقين الذين يحدث بعد أن كان عدما، بينما كلام الله، عز وجل، قديم النوع، فالله عز وجل متصف بصفة الكلام من الأزل، حادث الأفراد، فأفراد كلامه حادثة بمعنى أنها متجددة لا مخلوقة، فالحدوث في اللغة يأتي بمعنى التجدد الذي لا يلزم منه وجود بعد عدم، وفي التنزيل: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ)، و: (وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ)، وهذا الحدوث تبع لمشيئته، عز وجل، فهو يتكلم بما شاء كيف شاء متى شاء، فآحاد أفعاله حادثة ولكنها ليست مخلوقة كآحاد أفعال البشر لتقاس عليها، فذات الله، عز وجل، وصفاته، وأنواع
(يُتْبَعُ)
(/)
أفعاله وآحادها المتعلقة بمشيئته غير مخلوقة، وذات المخلوق وصفاته، وأنواع أفعاله وآحادها المتعلقة بمشيئته مخلوقة، فكيف يقاس الخالق على المخلوق، ليتوصل بذلك إلى نفي صفات الخالق، عز وجل، فرارا من ناتج هذا القياس الفاسد؟!!!!.
وبمصطلحات المتكلمين الفلسفية يقال بأنه جل وعلا قبل أن يتكلم: "متكلم بالقوة"، فهو متصف بالقدرة على الكلام، وإن لم يشأ أن يتكلم، فإذا شاء أن يتكلم فهو: "متكلم بالفعل"، وهو قبل أن يخلق: "خالق بالقوة"، فهو متصف بالقدرة على الخلق، وإن لم يشأ أن يخلق، فإذا شاء أن يخلق فهو: "خالق بالفعل" ................ إلخ، فالقول في بعض الصفات كالقول في بعض.
فلم يكن جل وعلا، معطلا عن كمالاته المطلقة ثم اتصف بها لما خلق ورزق وتكلم .......... إلخ، بل له الكمال المطلق: أزلا وأبدا.
وما أجمل قول عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله: (ولن يدخل الإيمان قلب رجل حتى يعلم أن الله تعالى لم يزل إلها واحدا بجميع أسمائه وصفاته لم يحدث له منها شيء كما لم تزل وحدانيته).
ومع:
15_ الآخر:
فالآخر في اللغة اسم فاعل لمن اتصف بالآخرية: أخر يأخر أخرا.
وآخرية الله، عز وجل، كأوليته: مطلقة، فهو الآخر الذي ليس بعده شيء، كما فسره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، السابق وفيه: (وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ)، فأكد إثبات الآخرية: (أنت الآخر)، بنفيها عمن سواه: (فَلَيْسَ بعدك شَيْءٌ)، تماما كما في اسمه: الأول.
والآخر سبحانه هو: المتصف بالبقاء والآخرية، فهو الآخر الذي ليس بعده شيء الباقي بعد فناء الخلق.
وقد يشكل على ذلك: القول بخلود أهل الجنة والنار، فآخريتهم، من هذا الوجه، أيضا: مطلقة، فلا آخر لنعيم الأولين وعذاب الآخرين، فلو سلم بانتفاء أوليتهم المطلقة، لأنهم كانوا عدما قبل أن يخلقهم الله، عز وجل، فكيف يسلم بأن آخريتهم ليست كآخرية الله، عز وجل، ويدخل في ذلك أيضا: المستثنون من الصعقة في قوله تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ)، وهم: الشهداء والحور العين على قول، وأيا كانوا فهم مستثنون، فآخريتهم من هذا الوجه أيضا: مطلقة.
والجواب: أن آخريتهم، وإن كانت مطلقة، إلا أنها من الله، عز وجل، فليست آخرية ذاتية اتصفوا بها اتصاف من لا يفتقر إلى غيره، فهم مفتقرون إلى الله، عز وجل، من جهة إمدادهم بأسباب هذه الآخرية، خلاف آخرية الله، عز وجل، فهي آخرية مطلقة، لا يفتقر فيها إلى سبب، إذ كيف يفتقر خالق الأسباب إلى الأسباب التي خلقها؟!!!!
وهذا ما يعبر عنه العلماء بقولهم: هو باق، عز وجل، ببقائه، وهم باقون بإبقائه لهم، فالفعل: "بقي": لازم للذات المتصفة به، ذات الرب، جل وعلا، والفعل: "أبقى": متعد للذوات الأخرى، فهو، عز وجل، مبق، لهم.
وتأمل قوله تعالى: (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)، فقدم محبته لهم على محبتهم له، لأن محبته من صفات أفعاله، وصفاته: أزلية أبدية، ومحبتهم، من صفات أفعالهم: مخلوقة لا يقدرون على إحداثها إلا إذا أمدهم الرب، جل وعلا، بأسبابها من عبادات قلبية وبدنية ونعم دينية ودنيوية، ونعيم سرمدي أبدي في الآخرة، فمحبتهم مفتقرة إليه: سببا وإيجادا،، ومحبته ذاتية لا تفتقر إلى سبب.
والأولية والآخرية المطلقة من لوازم الحياة الكاملة: فحياته، عز وجل، لم تسبق بعدم، وهذا مقتضى اسمه: الأول، ولا يلحقها فناء، وهذا مقتضى اسمه الآخر.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 03:49 ص]ـ
جزاك الله خيرًا , وكتب أجرك, وأجزل لك الثواب.
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 02:14 ص]ـ
وجزاك دكتور: شوارد، وكتب أجرك، وأجزل لك المثوبة، ونفعك ونفع بك أيها الكريم.
ومع:
16_ الظاهر:
فالظاهر في اللغة: اسم فاعل لمن اتصف بالظهور.
والظهور في اللغة يأتي على معان من أبرزها:
(يُتْبَعُ)
(/)
العلو: فيقال: اعتلى فلان ظهر البيت، أي: أعلاه، ومنه قوله تعالى: (فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا)، أي: فما اسطاعوا أن يعتلوه.
فالله، عز وجل، العلي: علو ذات، جاء به النقل ودل عليه العقل، لأنه من صفات الكمال المطلق، وعلو شأن، وعلو قهر.
و: الغلبة: فيقال ظهر فلان على فلان: أي غلبه وقهره، ومنه قوله تعالى: (فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ)، أي: غالبين، فالله، عز وجل، غالب، لا يقهره أحد، وهو الذي أمد عباده المؤمنين بأسباب الغلبة الشرعية، وفي التنزيل: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ)، فإن خالفوها، جرت عليهم سنة الخذلان الكونية: (وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ)، فوكلوا إلى عددهم وعتادهم، فظهر عليهم عدوهم.
وقد يشكل على هذا المعنى قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)، فهو خبر عن ظهور هذا الدين مطلقا، والمسلمون اليوم، حالهم كما لا يخفى: حال ذل وانهزام، فكيف يكون الله، عز وجل، مظهرا لدينه مطلقا؟!!.
والجواب:
أن الانهزام الواقع اليوم: انهزام لأتباع الدين لا لذات الدين، فالدين ظاهر مطلقا: ظهور حجة وبرهان، فلا يقدر كافر أو مبتدع أن يقيم دليلا نقليا صحيحا أو عقليا صريحا على بطلان: ملة الإسلام، أو: نحلة أهل السنة والجماعة، ورثة علم النبوة.
وهو ظاهر: ظهور سيف وسنان: إذا قيض الله له أمراء وأجناد يقيمون شعيرة الجهاد على الوجه الشرعي.
وهو ما نفتقده اليوم، فالهزيمة ليست هزيمة منهج، وإنما هي: هزيمة أتباع منهج تركوه، وراحوا يلتمسون العزة في مناهج الشرق والغرب، وأنى لهم ذلك؟!!!
و: السند والحماية وما يركن إليه، فيقال: ظهر فلان بكذا: أي استند عليه وركن إليه وافتخر به.
فالله، عز وجل، هو سند عباده، الذي يلجئون إليه في قضاء حوائجهم وتفريج كروبهم.
والمظاهرة والمعاونة:
فيقال ظاهر فلان فلانا إذا أعانه، ومنه قوله تعالى: (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ)
وهو قريب من المعنى السابق، فالله، عز وجل، هو الذي يعين عباده بإمدادهم بأسباب بقائهم، فهو الذي أقامهم وأعانهم ورزقهم، وهو بهذا المعنى يقترب من اسم الله عز وجل: "القيوم": بمعنى المقيم لعباده بإمدادهم بأسباب الحياة.
والظهور والبيان: فالله، عز وجل، ظاهر بين، قد أقام الأدلة العقلية والفطرية والحسية والشرعية على وجوده، وهذا من مقتضيات ربوبيته، الدالة على ألوهيته: دلالة لزوم، فمن عرف الله، حق المعرفة، لم يبغ ربا سواه، وإنما ضل من ضل في هذا الباب لجهله بربه عز وجل.
ومع:
17_ الباطن:
فالباطن: اسم فاعل لمن اتصف بالبطون، والبطون خلاف الظهور.
وفي التنزيل: (وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)، أي: وما خفي منها فلم يظهر.
والباطن، سبحانه، هو الذي لا يرى في الدنيا ولا يدرك في الآخرة، وإن كان يرى، فرؤيته يوم القيامة: رؤية تنعم لعباده المؤمنين، لا رؤية إدراك يلزم منها إحاطة الرائي بالمرئي، تعالى ربنا عز وجل أن يحيط به شيء من خلقه، وفي التنزيل: (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ)، فإن رجع الضمير لذاته القدسية، فالآية نص في المسألة، وإن رجع لعموم علمه، دخل العلم بذاته القدسية وأسمائه الحسنى وصفاته العلى في عموم علمه، فالآية دالة على المطلوب في كلا القولين.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالرؤية أعم من الإدراك، فلا يلزم من رؤية الشيء إدراكه، تماما كما استدل ابن عباس، رضي الله عنهما، في تفسير قوله تعالى: (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)، برؤية السماء، فالناظر إليها: يراها، وإن كان بصره لا يحيط بها، مع كونها مخلوقة، فكيف بالخالق، عز وجل، فله المثل الأعلى، فلا يدرك بالأبصار من باب أولى، وإن كان أهل الجنة يرونه يوم القيامة.
والشيء لا يرى إما:
لكونه خفيا لا يرى، وهذا محال في حق الله، عز وجل، في الآخرة، فإن لازم قول من نفى رؤيته يوم القيامة أن بقية المرئيات المخلوقة أكمل منه لكونها ذواتا تدركها الأبصار.
وأما في الدنيا فإن استحالة رؤيته: كمال في حقه، لأن فيه مزيد تعظيم له في قلوب عباده الذين احتجب عنهم في دار الفناء، وامتن عليهم بمعرفة بعض أسمائه الحسنى وصفاته العلى التي جاء بها الوحي، فالعباد ممتحنون بالإيمان به دون رؤيته، وإلا لو ظهر لهم في هذه الدار، لآمن من في الأرض كلهم جميعا، فسقط الابتلاء وصار الغيب شهادة، والإيمان لا يكون إلا بما غاب عن مدركات البشر، فما جدوى الإيمان بشيء تدركه الحواس؟!!.
فمن آمن في الأولى كوفئ في الأخرى بانكشاف حجاب النور ورداء الكبرياء، فصار الغيب الذي آمن به شهادة، والجزاء من جنس العمل.
وإما: لضعف إدراك البشر في هذه الدنيا، فالأبصار والأجساد لا تطيق رؤيته في هذه الدار الفانية، ولما طلبها موسى صلى الله عليه وسلم، قال له الله عز وجل: (لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي)، (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)، وأما في الدار الباقية، فإن الأجساد تكون غير الأجساد والأبصار غير الأبصار، فيركب الباري، عز وجل، أهل الجنة في صورة تصلح لهذا المقام الجليل، فيرونه فضلا منه ومنة عليهم.
والبطون صفة تشمل أيضا: العلم والإحاطة والهيمنة.
وهذه الصفات كما تقدم: دالة على كمال الإحاطتين:
الزمانية: في اسمي: الأول والآخر.
والمكانية: في اسمي: الظاهر والباطن.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 06:41 م]ـ
ومع:
18_ السميع:
فالسميع لغة على وزن: فعيل، صيغة مبالغة: من: سمع يسمع سمعا.
ويطلق السمع في لغة العرب على عدة معان من أبرزها:
مطلق السمع: وهو إدراك المسموعات، فيقال: سمع فلان كلام فلان، أي أدركه بقوة السمع التي خلقها الله، عز وجل، فيه، فالحواس لا تعمل إلا بإذن الله، عز وجل، فلو شاء لعطلها عن العمل، فلا ينتفع بها صاحبها.
و: الاستماع: وهو أخص من السمع، لأن فيه نوع إنصات، وفي التنزيل: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ)، وهو متعد بنفسه فتقول: استمعت القرآن، وبغيره فتقول: استمعت إلى القرآن، فلم يكن استماعهم إلى القرآن: سماعا عابرا، وإنما كان استماعا، بدليل تواصيهم بالإنصات والانتباه في قوله تعالى: (قَالُوا أَنْصِتُوا).
و: الفهم: فتقول: سمعنا وأطعنا: أي فهمنا أمرك، وأطعناه.
و: الطاعة: فيقال: سمع فلان كلام فلان: أي أطاعه وامتثل له.
و: إجابة الدعاء: فيقال: سمع الله دعاء فلان: أي استجابه، ومنه دعاء الرفع من الركوع: (سمع الله لمن حمده)، أي: أجابه، فلا يتصور أن المقصود هنا مجرد إدراكه، لأن ذلك حاصل لكل المسموعات، ولو كان المتكلم كافرا، فالله، عز وجل، محيط، بكل المسموعات إحاطة عامة، فدل ذلك على أن إجابة الدعاء أخص من مطلق إدراكه.
(يُتْبَعُ)
(/)
و: النصرة والتأييد: ومنه قوله تعالى: (قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)، أي: أسمع كلامكما وأرى مكانكما فلا يصلون إليكما بأذى، فلا يتصور هنا، أيضا، أن المقصود: أسمعكما وأراكما سمع ورؤية إحاطة، لأن هذين حاصلان لكل أحد، بل حاصلان لمن بعثا إليه، فما الذي امتازا به عنه إن كان المقصود مجرد الإحاطة؟!.
والسمع صفة ذات وصفة فعل، فهو من جهة أصله:
صفة ذات، فالله، عز وجل، متصف بالسمع أزلا وأبدا، ولا يعني تجدد المسموع تجدد السمع، فلا يقال بأن تجدد مسموعات الله، عز وجل، من كلام خلقه ودعائهم، يلزم منه تجدد صفة سمعه، فيكون قد طرأ على ذاته القدسية من الكمالات ما كانت معطلة عنه، تعالى عز وجل عن ذلك علوا كبيرا، تماما كما يسمع الإنسان صوت الأذان في اليوم أكثر من مرة، فيتجدد مسموعه، ولا يقال بأن سمعه، الذي هو إدراكه للأذان المسموع قد تجدد، ولله المثل الأعلى.
وسمع الله، عز وجل، بهذا القيد، معناه: الإحاطة بكل المسموعات، فهو سامع لكل كلمة نتلفظ بها، لا يشغله سمع عن سمع، فلا يؤثر في سمعه: اختلاف الأصوات وتعدد اللغات، فله منه الكمال المطلق والإدراك التام.
والسمع من جهة آحاد المسموعات:صفة فعل: لأنه يتعلق بمشيئة الله، عز وجل، فهو قد سمع قول المجادلة في قوله تعالى: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ)، وقت أن جاءت تشكو زوجها للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فتعلق سمعه، عز وجل، بآحاد مسموعات خلقه، تعلق صفة المشيئة بآحاد الأفعال، فشاء الرب، جل وعلا، أن يسمع كلام المجادلة وقت أن جاءت تشكو.
وكذا من جهة: إجابة الدعاء: فهو صفة فعل تختص بعباده المؤمنين، لأنهم هم الذين يدعونه رغبا ورهبا، اللهم ما ورد استثناؤه من إجابة دعوة المظلوم، ولو كان كافرا.
والإجابة قد تتخلف لعدم استيفاء شروط الإجابة من إخلاص وطيب مطعم ...... إلأخ، أو لوجود مانع من: دعاء بإثم أو قطيعة .......... إلخ، وفي البخاري من طريق أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، مرفوعا: (لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ)
وكذا من جهة: نصرة أوليائه، فهي صفة فعل تتعلق بمشيئته، عز وجل، وهي مختصة بعباده المؤمنين دون من سواهم، فالله، عز وجل، ناصر الرسل وأتباعهم، ومخزي الكافرين وأعوانهم، وفي التنزيل: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)، والنصر كالدعاء تماما: له شروط لا يتحقق بتخلف أحدها، وموانع لا يتحقق بوجود أحدها، فمن شروطه: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
ومن موانعه: (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ).
والسمع قد يأتي بمعنى الإسماع:
فالله، عز وجل، يُسمِع من يشاء من عباده ما شاء من وحيه على لسان رسله عليهم الصلاة والسلام، وفي التنزيل: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ)، فمنهم من يسمع فينتفع، ومنهم من يسمع فلا يزداد إلا نفورا لعدم صلاحية المحل للانتفاع بنصوص الوحي المنزل، ومن الناس من تطوف أرواحهم حول العرش، ومنهم من تطوف أرواحهم حول الحش.
فالحاصل أن سياق الآية هو الذي يحدد نوع السمع المراد فيها على التفصيل السابق.
ومع:
19_ البصير:
فالبصير لغة على وزن فعيل من: بصُر، يبصر، بصرا.
والبصر يثبت في حق الله، عز وجل، بمعنى:
إدراك المبصرات: فلا يغيب عنه شيء منها، فهو بصير بعينين حقيقيتين، أثبتهما لنفسه، على وجه يليق بذاته القدسية، لا يعلم كيفيتهما إلا هو، فالكلام فيهما، كالكلام في بقية الصفات سواء أكانت ذاتية أم فعلية، فرع على الكلام في ذاته القدسية، ولا يدرك كيفيتها إلا هو، فكذا صفاته العلى.
ويأتي بمعنى: العلم، وفي التنزيل: (وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).
ويأتي بمعنى: النصرة والتأييد، كما سبق في صفة السمع في قوله تعالى: (قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى).
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 07:36 م]ـ
ومع:
20_ المولى:
فالمولى في اللغة: مصدر على وزن: مَفعَل، فعله: ولي يلي وليا وولاية.
والمولى من المشتركات اللفظية التي تدل على عدة معان متباينة على سبيل البدل، فإذا دل السياق على أحدها لم يدل على الباقي، خلاف المشتركات المعنوية التي ترجع في أصلها إلى معنى كلي واحد، وإن اختلفت حقائقها الجزئية عند التقييد.
فالمولى: اسْمٌ يقَع على جَماعةٍ كَثيِرَة فهو الرَّبُّ والمَالكُ والسَّيِّد والمُنْعِم والمُعْتِقُ والنَّاصر والمُحِبّ والتَّابِع والجارُ وابنُ العَمّ والحَلِيفُ والعَقيد والصِّهْر والعبْد والمُعْتَقُ، (فهو بهذين المعنيين: العبد والسيد، و: المعتِق والمعتَق من الألفاظ المتضادة التي تدل على المعنى وضده في نفس الوقت، كـ: "جلل"، فهو يطلق على العظيم من الأمور وعلى الحقير في نفس الوقت، وسياق النص هو الذي يعين المعنى المراد)، والمُنْعَم عَلَيه وأكْثرها قد جاءت في الحديث فَيُضاف كُلّ واحِدٍ إلى ما يَقْتَضيه الحديثُ الوَارِدُ فيه. وكُلُّ مَن وَلِيَ أمْراً أو قام به فَهُو مَوْلاهُ وَوَليُّه. وقد تَخْتَلِف مَصادرُ هذه الأسْمَاء فالوَلايَةُ بالفَتْح في النَّسَب والنُّصْرة والمُعْتِق. والوِلاَية بالكسْر في الإمَارة. والوَلاءُ المُعْتَق والمُوَالاةُ مِن وَالَى القَوْمَ.
"النهاية في غريب الحديث"، (5/ 510)، وما بين القوسين زيادة إيضاح للمتضادات اللغوية ليست في الأصل.
والفرق بين الوالي والمولى: أن الوالي هو الذي يتولى الإمارة فيكون واليا عليك وعلى غيرك، فولايته عامة، بينما المولى هو الذي يتولاك ولاية خاصة مقتضاها: النصرة والمحبة والتأييد، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ)، فعلي، رضي الله عنه، من سادات الأولياء، الذين فرض الله، عز وجل، محبتهم، شأنه في ذلك شأن: بقية العشرة والآل والصحب الكرام البررة رضي الله عنهم جميعا.
ومنه: قوله صلى الله عليه وسلم لزيد رضي الله عنه: (أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلَانَا)، فالولاية هنا، أيضا، ولاية خاصة تقتضي المحبة والنصرة.
والفرق بين الولي والمولى: أن الولي هو من تولى أمرك وقام بتدبير حالك وحال غيرك وهذه من ولاية العموم.
أما المولى فهو من تركن إليه، وتعتمد عليه، وتحتمي به في شدتك ورخائك، ويسرك وعسرك، فولايته، كما تقدم، ولاية خصوص.
فالله، عز وجل، هو مولى المؤمنين يكلؤهم ويحفظهم ويدبر أمرهم، تدبيرا خاصا يقتضي فلاحهم في الأولى والآخرة، خلاف التدبير الكوني العام الذي يشمل أمر المؤمن والكافر، ورزق المؤمن والكافر ............ إلخ، فلا يختص بالمؤمنين.
وفي الحديث: (مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ).
فلفظ: "وليا": نكرة في سياق الشرط تفيد العموم، فمن عادى لله وليا، بالمعنى الخاص، أي ولي، مطيع لله، عز وجل، ممتثل لأمره ونهيه، فقد آذنه الباري، عز وجل، بالحرب.
ومع:
21_ النصير:
فالنصير في اللغة: من صيغ المبالغة: فعيل بمعنى فاعل أو مفعول لأن كل واحد من المتناصرين ناصر ومنصور.
فصفة النصرة: صفة فعل تختص بالمؤمنين، فالنصر من الله، عز وجل، لا يكون إلا لعباده المؤمنين، وفي التنزيل: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ).
يقول ابن القيم، رحمه الله، في تفسير قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)، أي: (متى اعتصمتم به تولاكم ونصركم على أنفسكم وعلى الشيطان، وهما العدوان اللذان لا يفارقان العبد، وعداوتهما أضر من عداوة العدو الخارج، فالنصر على هذا العدو أهم، والعبد إليه أحوج، وكمال النصرة على العدو بحسب كمال الاعتصام بالله).
ومع:
22_ العفو:
فالعفو في اللغة: على وزن فعول من: العَفْو، والعفو هو: محو الأثر فيقال، عفت الرياح الآثار إذا درستها ومحتها.
ومنه قول لبيد:
عفت الديار محلها فمقامها ******* بمنى تأبد غولها فرجامها
ويأتي العفو، أيضا، بمعنى: الزيادة.
يقول القرطبي رحمه الله:
(مأخوذ من قولك: عفت الريح الأثر أي أذهبته وعفا الشيء كثر فهو من الأضداد ومنه قوله تعالى: "حتى عفوا"). اهـ
أي: حتى كثروا، ومنه قوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ)، أي: ما فضل وزاد على نفقتكم، ومنه الأمر بإعفاء اللحى أي: تكثيرها
والعفو: صفة فعل تتعلق بمشيئة الله، عز وجل، وهي مختصة بعباده المؤمنين، فلا يكون عفو عن كافر مات على غير ملة الإسلام.
والله، عز وجل، هو الماحي لذنوب عباده المؤمنين، والفرق بينه وبين المغفرة أن العفو قد يكون بعد سابقة عذاب، تماما كما يصدر ملوك الدنيا عفوا عاما عن بعض السجناء لمناسبة دينية أو وطنية ....... إلخ، فيكون السجين قد أمضى زمنا من العقوبة، قبل صدور العفو عنه، ولله المثل الأعلى، بينما المغفرة تكون ابتداء بلا سابقة عذاب.
يقول القرطبي رحمه الله:
(العفو: عفو الله عزوجل عن خلقه وقد يكون بعد العقوبة وقبلها بخلاف الغفران فإنه لا يكون معه عقوبة ألبتة.
وكل من استحق عقوبة فتركت له فقد عفي عنه فالعفو: محو الذنب). اهـ
"تفسير القرطبي"، (1/ 397).
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 06:51 م]ـ
ومع:
23_ القدير:
فالقدير: صيغة مبالغة من: قدر، يقدر، تقديرا.
وهنا لابد من الإشارة إلى الاختلاف الدقيق الواقع بين معاني أسماء ثلاثة: القادر، والقدير، والمقتدر.
يقول ابن الأثير رحمه الله: (في أسماء اللّه تعالى [القادِر والمْقتدِر والقَدِير] فالقادر: اسم فاعل من قَدَر يَقْدر، والقَدير: فَعيل منه وهو للمبالغة، والمْقتدر: مُفْتَعِل من اقْتَدَر وهو أبْلَغ)
"النهاية في غريب الأثر"، (4/ 41).
ويقول الزجاج رحمه الله: (القدير أبلغ في الوصف من القادر، لأن القادر اسم الفاعل من: قدر يقدر فهو قادر، وقدير: فعيل، وفعيل من أبنية المبالغة).
فالقادر من جهة الدلالة على المعنى: أولها، لأنه من جهة البناء اللغوي: اسم فاعل من الفعل الثلاثي: "قدر".
ويليه في قوة المعنى: القدير: فهو صيغة مبالغة من نفس الفعل الثلاثي، وصيغة المبالغة أبلغ في الوصف من اسم الفاعل.
ويليه: المقتدر، فهو، وإن كان اسم فاعل، والأصل أن صيغة المبالغة أبلغ منه كما تقدم، إلا أنه أبلغ في وصف القدرة من صيغة المبالغة: "القدير"، لاختلاف الجذر اللغوي، فالقاعدة السابقة إنما تصح إذا كان جذرهما اللغوي واحدا، فتكون صيغة المبالغة أبلغ من اسم الفاعل على الأصل المتقرر، كما في: "قادر" و "قدير"، أما وقد اختلف الجذر اللغوي، لأن "المقتدر" جذره خماسي: "اقتدر"، والزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى، كما قرر البلاغيون، فإن "المقتدر" أبلغ في الوصف بالقدرة من "القدير" ومن "القادر" من باب أولى.
هذا من جهة الاشتقاق اللغوي، وأما من جهة المعنى، فإنه يلزم قبل بيان معنى كل اسم منها الإشارة إلى:
مراتب القدر، وقد سبقت الإشارة إليها في مداخلة سابقة فهي: أربع مراتب: العلم والكتابة والمشيئة والخلق، وهي مرتبة في التأثير في إيجاد المقدور ترتيبها في الذكر، فالله عز وجل: علم فكتب فشاء فخلق.
وعليه قال العلماء:
القادر متعلق بالمرتبة الأولى من القدر، وهي: العلم، مع التنبيه على أن علم الله الأزلي، هو علم: تأثيري، فليس علم إحاطة وفقط، كما ذهب إلى ذلك من ذهب من القدرية، لنفي تأثير الله، عز وجل، بأسمائه الحسنى وصفاته العلى في مقدوراته، فالصانع في الدنيا لا يستطيع أن يخرج سلعة متقنة إلا إذا سبق صناعته علم مسبق بتفاصيلها له أبلغ الأثر في إخراجها في أحسن صورة، ولله المثل الأعلى، فهو أولى بهذا الكمال المطلق الذي يتصف به العلماء والصناع المهرة من البشر، ولا إشكال في إجراء القياس الأولوي في مثل هذه المواضع، لأن الصفة التي جرى فيها: صفة كمال مطلق، فالعلم: كمال مطلق يمدح به العالم مدحا مطلقا، وقبل كل ذلك قد جاء الدليل السمعي الصحيح بإثباتها فصح إجراء القياس العقلي تبعا للنص كما تقرر ذلك في المقدمات.
فليس علم الله، عز وجل، مجرد علم لما يقع من أفعال العباد، فهذا جزء من معناه، وإنما هو عالم ما الخلق فاعلوه بعلم متعلق بحكمته التي تعجز العقول عن إدراكها، وقدرته التي لا يعجزها شيء.
وأما القدير فهو متعلق بالمرتبة الرابعة من مراتب القدر وهي مرتبة: الخلق، فالقدير هو الذي يخلق وفق سابق التقدير، وعليه صح أن يقال: القدر من التقدير، (المتعلق بـ: القادر)، و القدرة، (المتعلقة بـ: القدير).
فبدايته في التقدير بعلم أزلي محيط مؤثر في كل المقدورات، ونهايته في القدرة الموجدة لهذه المقدورات.
وبقي اسم: "المقتدر": فهو جامع لكلا الاسمين السابقين، فالمقتدر هو: القادر المقدِر للخلق قبل إيجاده، القدير الموجد لهذا الخلق.
تماما كما قيل في اسم: "المليك" فهو جامع لاسمي: المالك، لأعيان خلقه، الملك: المتصرف فيهم بمقتضى حكمته التي بهرت العقول.
ولعل ذلك هو سر اقتران الاسمين: المليك والمقتدر، في قوله تعالى: (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)، لدلالتيهما المزدوجتين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبهذا تتم هذه النبذة الموجزة عن هذه الأسماء الثلاثة، بما يغني عن الرجوع إليها مرة أخرى لضيق المقام، فيكون في هذه المداخلة نوع خروج على ترتيب الشيخ المؤلف، حفظه الله، لأنه ذكر: "القادر" و "المقتدر" في مواضع أخرى لا تلي "القدير" مباشرة.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 09:41 م]ـ
زادك الله من فضله
ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 02:53 ص]ـ
وزادك، أبا طارق، أيها الكريم الفاضل.
ومع:
24_ اللطيف:
فاللطيف في اللغة: صفة مشبهة للموصوف باللطف فعله: لطف يلطف لطفا، واللطف يأتي على معنيين:
رقة الشيء واستحسانه وخفته على النفس.
أو: احتجابه وخفاؤه، وهذا المعنى مما يصح وصف الباري، عز وجل، به لأنه قد احتجب عن خلقه في الفانية فلا يراه إلا عباده المؤمنون في دار كرامته.
وقد حمل جمهور أهل العلم الرؤية التي وقعت للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، في المعراج على: "رؤية القلب" لا "العين"، فقيدت روايات الخبر المطلقة عن ابن عباس، رضي الله عنهما، بالروايات المقيدة برؤية الفؤاد، وقد ثبتت، أيضا، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، وحمل المطلق على المقيد، عند اتحاد الحكم، مسلك معروف عند الأصوليين، فزال التعارض الظاهري بين هذه الأخبار، فضلا عن زوال التعارض بينها وبين رواية عائشة، رضي الله عنها، التي نفت فيها الرؤية، فحمل نفيها على: رؤية العين، وحمل إثبات ابن عباس على: رؤية الفؤاد، فزال الخلاف، كما تقدم، وعلى فرض بقاءه، فإنه من الخلاف السائغ الذي لا يضلل فيه المخالف ولا ينكر عليه، لأنه خلاف في مسألة علمية فرعية، لا أصل كلي، وإن كان الراجح ما تقدم.
فلا يلتفت إلى أقوال بعض المبتدعة الذين هولوا من شأن هذا الخلاف، وغيره من الخلافات الفرعية التي وقعت بين الصحابة، رضوان الله عليهم، ليتوصلوا بذلك إلى إبطال فهم سلف الأمة لنصوص الشريعة بدعوى وقوع الخلاف بينهم، لأنها، كما تقدم، خلافات فرعية، فلم يختلف الصدر الأول، رضوان الله عليهم، في أصل كلي في الدين سواء أكان علميا أم عمليا وكانت القرون الثلاثة المفضلة، إجمالا، متحدة الأصول، وإن خالف بعض أهل البدع الذين ظهروا بعد وقوع الفتنة، فخلافهم غير معتبر، أصلا، وليس لأحدهم قدم لسان صدق في الآخرين، فرؤوس البدع التي أطلت في عهد السلف: شذاذ من شذاذ الآفاق، غلب على كثير منهم الجهل وعجمة اللسان، ولم يجترئ، أصحاب البدع المغلظة، كالجهمية نفاة الصفات، على الظهور في عهد الصحابة، رضي الله عنهم، لأنه كانوا مقموعين، فلم يظهروا إلا في نهاية الدولة الأموية، على التفصيل المعروف في كتب الفرق والمقالات
وعودة لاسم اللطيف بعد هذا الاستطراد العارض:
فالله، عز وجل، لطيف بعباده رفيق بهم، قريب منهم، يلطف بعباده:
لطفا عاما: فيرزق كل العباد: مؤمنهم وكافرهم، وفي التنزيل: (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ)، فأتبع اللطف الرزق، فهو لكل العباد، وإن جحدوا منته وفضله جل وعلا.
ولطفا خاصا: بعباده المؤمنين فينصرهم على عدوهم إن التزموا سننه الشرعية، ويمحصهم بالابتلاء ليرفع درجاتهم، ويدخلهم الجنة برحمته يوم التناد.
وهذا اللطف تفضل منه، جل وعلا، ومنة، فليس بواجب عليه كما ذهب إلى ذلك المعتزلة ومن شايعهم من أهل البدع الذين ورثوا هذا القول المحدث عن أسلافهم المعتزلة، وعدوه إلى إيجاب اللطف الخاص على الله، جل وعلا، بإرسال الرسل لهداية البشر، واللطف العام بوجوب تنصيب أئمة بعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والصحيح في هاتين المسألتين:
أن الله، عز وجل، لا يوجب أحد من خلقه عليه شيئا، وإنما هو الذي يكتب على نفسه إذا شاء ما شاء، وفي التنزيل: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ)، فلم يكتبها ولم يوجبها أحد عليه، وإنما كتبها، عز وجل، على نفسه، تفضلا منه على عباده.
وأما إرسال الرسل فهو جائز في حق الباري، عز وجل، فلا يجب عليه شيء على التفصيل المتقدم.
وأما تنصيب الأئمة فهو واجب على الأمة حفظا للدين، وسياسة للدنيا به، فلا تجب على الله، عز وجل، طردا للأصل المتقدم الذكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو، عز وجل، لطيف بعباده يعلم ما تكن صدورهم وتخفيه، فيحصي عليهم ما قدمت أيديهم، وما ربك بظلام للعبيد.
ومن مباحث هذا الاسم الكريم:
مبحث جواز دعاء: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه).
فيلزم قبل ذلك التمهيد ببيان: أنواع المرتبة الثانية من مراتب القدر: الكتابة، فلها: خمسة أنواع:
الكتابة الأزلية: وهي المذكورة في حديث ابن عمرو، رضي الله عنهما، مرفوعا: (كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ قَالَ وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ).
والكتابة الميثاقية: وهي المذكورة في قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ).
فهذان النوعان لا يقبلان المحو أو التغيير.
والكتابة العمرية: وهي التي يكتبها الملك عند نفخ الروح، بعد مضي: 120 يوما على خلق الجنين في بطن أمه، فيؤمر بكتب أربع كلمات: عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، كما في حديث عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، عن الصادق المصدوق، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
والكتابة السنوية: وتكون في ليلة القدر، فيكتب فيها أسماء من يحج، ومن يموت ....... إلخ في هذه السنة، مصداقا لقوله تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ)، فالأمر الثاني هو الأمر الكوني الذي يكون الله، عز وجل، به الكائنات، ويخلق به: حركات وأفعال العباد.
والكتابة اليومية: وهي سوق المقادير إلى آجالها الذي قدرها الله، عز وجل، من الأزل، فهي تأويل أقدار الله، عز وجل، بمقدوراتها.
والثلاثة الأخيرة: العمرية والسنوية واليومية، تكون معلقة غير مبرمة في الصحف التي تحملها الملائكة، ففيها على سبيل المثال: عمر فلان معلقا على صلة رحمه، فإن وصله فسيزاد في عمره كذا، وإن قطعه فلن يزاد في عمره كذا، وإن كان الأمر مبرما في اللوح المحفوظ الذي لا اطلاع لأحد من الخلق على ما فيه، ولو كان ملكا مقربا أو نبيا مرسلا، ففلان سيصل أو سيقطع، وسيعيش كذا وكذا من السنين: قولا واحدا، فالقضاء في اللوح المحفوظ: مبرم غير معلق.
وعليه فإن الدعاء بسؤال اللطف في القضاء، يصح إن تعلق بالأنواع الثلاثة الأخيرة، لأنها مما يقبل المحو والتغيير، وعليه حمل قوله تعالى: (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)، فيمحو الله ما يشاء مما يقبل المحو مما في أيدي الملائكة من القضاء المعلق، وحمله بعض العلماء على: النسخ، فكل شريعة لاحقة ناسخة لما تقدمها، بل قد يقع النسخ للحكم في الشريعة الواحدة، على التفصيل المعروف في كتب الأصول، وكلا المعنيين صحيح.
ومع:
25_ الخبير:
فهو في اللغة: صيغة مبالغة: فعيل من خبر يخبر خبرا، فالخبير أخص من العليم، إذ الخبرة: علم وزيادة، فالخبير بالشيء من علمه وقام بمعالجته وبيانه وتجربته وامتحانه فأحاط بتفاصيله الدقيقة وألم بكيفية وصفه على الحقيقة.
فالله، عز وجل، عليم خبير بعباده، وما يصلح معاشهم ومعادهم، لذا كان شرعه أكمل من أي شرعة أرضية، بل لا وجه للمقارنة أصلا، لأن الصانع أعلم بصنعته، والخالق أعلم بما يصلح خلقه، فعجبا لمن استبدل شرائع بشر يأكلون الطعام ويحدثون الحدث، قد امتلأت بطونهم بما قد علم، بشرع الخبير بمكامن صلاح وفساد النفوس، الذي شرع لها من الأوامر ما يزكيها، ومن النواهي ما يردعها، (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ).
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[04 - 10 - 2007, 06:21 م]ـ
السلام عليكم
عذرا أيها الكرام على هذا التأخير نظرا لانقطاع الاتصال خلال الأيام الماضية لخلل حدث في الشركة التي تمد الحي بهذه الخدمة، وأغلب الظن، أن المشاركات ستمتد بعد رمضان، إن شاء الله، لصعوبة استكمالها في باقي أيام الشهر الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
واستكمالا لفوائد المداخلة السابقة:
وهي فائدة تتعلق بمبحث في علم البلاغة، وكثيرا ما يعرج عليه الأصوليون في مسائل بحث: "العام وأنواعه".
فقوله تعالى: (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)، قد يقال بأنه من: "العام الذي أريد به الخاص"، فـ: "ما" في: (ما يشاء): تفيد العموم ابتداء، فيمحو ويثبت كل ما يشاء، ولكن هذا العام قد خص بكونه: مما يقبل المحو والإثبات، فيقال بأنه: عام قد خص بدلالة العقل، كما في قوله تعالى: (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ)، أي: وأوتيت من كل شيء مما يؤتى الملوك من جاه وعظمة ...... إلخ، أو يقال بأنه قد خص بنصوص أخرى دلت على أن ما في اللوح المحفوظ: مبرم لا يقبل المحو أو التغيير.
ومع:
26_ الوتر:
وهو اسم من الأسماء التي اجتهد الشيخ المؤلف، حفظه الله، في تتبعها في كتب التراث التي أجرى بحثه القيم عليها، فلم يرد هذا الاسم الذي قد يبدو غريبا على بعض القراء للوهلة الأولى، في القرآن الكريم، وإنما ورد في السنة في مواضع منها:
حديث علي، رضي الله عنه، مرفوعا، من طريق عاصم بن ضمرة السلولي: (يا أهل القرآن أوتروا، فإن الله وتر يحب الوتر).
وحديث أبي هريرة، رضي الله عنه، من طريق أبي الزناد عن الأعرج رواية: (لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا مِائَةٌ إِلَّا وَاحِدًا لَا يَحْفَظُهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهُوَ وَتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ)
والوتر في اللغة:
هو الفرد، وإن شئت أن تعرفه بضده فهو: ما لم يتشفع، فهو ضد الشفع، فالأول يفيد الأحدية، والثاني يفيد الزوجية.
والتواتر في اللغة يأتي بمعنى: التتابع، فيقال جاء القوم تترى، أي متتابعين، وفي التنزيل: (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى)، يقول أبو السعود رحمه الله: "أي متواتِرينَ واحداً بعد واحدٍ من الوِتْرِ وهو الفَردُ". اهـ
ومنه قيل للخبر المتواتر: متواتر، لأن رواته قد تتابعوا على روايته، فارتقى من مرتبة الظنية إلى مرتبة القطعية، على ما تقرر في علم المصطلح.
وقيل في تفسير قوله تعالى: (والشفع والوتر): الوتر هو: الله الواحد، عز وجل، والشفع: هو بقية الخلق خلقوا أزواجا.
والله، عز وجل، وتر، قد استغنى عمن يشفعه، بل إن صلاح هذا الكون إنما هو بتوحيد المعبود، جل وعلا، وفي التنزيل: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)، فصحت الشرطية، وإن كان الشرط: فيهما آلهة إلا الله، وجوابه: لفسدتا، باطلين، لأن تعدد الآلهة يعني تعدد الإرادات المدبرة للكون، فإذا اختلفت وقع الفساد في الكون، فإذا أراد أحدهم تحريك شيء، وأراد الآخر تسكينه، تعارضت إرادتاهما، واستحال الجمع بينهما لأن الحركة والسكون: نقيضان: لا يجتمعان ولا يرتفعان عن الشيء الواحد في نفس الوقت، فإما: متحرك وإما ساكن، وإن ارتفعت الإرادتان، وهو أمر مستحيل في هذه الصورة، على ما تقرر من استحالة رفع النقيضين، لزم من ذلك عجز كل منهما عن إنفاذ أمره، والعاجز لا يكون ربا نافذ المشيئة تخضع ذرات الكون لإرادته المطلقة، ولو افترضنا توافق الإرادتين، فإن ذلك لا يرفع الإشكال لأن كل منهما عاجز عن إنفاذ أمره دون موافقة الآخر، فصار مفتقرا إليه من هذه الجهة، تماما كما يقال في أي مستند دنيوي في حياتنا يحتاج إلى تأشيرة أكثر من مسئول لا تتعارض آراؤهم، فرغم عدم التعارض، فإن المستند لا يصير نافذ المفعول إلا باجتماع تأشيراتهم عليه، وهذا أمر مستحيل في حق الرب الإله الفرد، جل وعلا، فلا شريك له يفتقر إلى رضاه عن أفعاله وأقداره، وإنما له الهيمنة المطلقة على كل أقدار كونه، لا يشاركه أحد فيها، وهذه "الوترية" في تدبير أقدار الكائنات من المعاني الأصلية لهذا الاسم.
(يُتْبَعُ)
(/)
والعلماء يقولون: التمانع في الربوبية وتدبير الكون يدل على التمانع في الألوهية، فلازم "وتريته" في التدبير الكوني: "وتريته" في التدبير الشرعي، فلا حكم شرعي إلا له، كما أنه لا حكم كوني إلا له، فلا حلال إلا ما أحله، وإن حرمه غيره، ولا حرام إلا ما حرمه، وإن أحله غيره، لأنه، عز وجل، وتر، (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)، لتمام علمه وحكمته.
يقول ابن أبي العز، رحمه الله، في "شرح الطحاوية" معلقا على قوله تعالى: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ):
(فَتَأَمَّلْ هَذَا الْبُرْهَانَ الْبَاهِرَ، بِهَذَا اللَّفْظِ الْوَجِيزِ الظَّاهِرِ. فَإِنَّ الْإِلَهَ الْحَقَّ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ خَالِقًا فَاعِلًا، يُوصِلُ إِلَى عَابِدِهِ النَّفْعَ وَيَدْفَعُ عَنْهُ الضُّرَّ، فَلَوْ كَانَ مَعَهُ سُبْحَانَهُ إِلَهٌ آخَرُ يُشْرِكُهُ فِي مُلْكِهِ، لَكَانَ لَهُ خَلْقٌ وَفِعْلٌ، وَحِينَئِذٍ فَلَا يَرْضَى تِلْكَ الشَّرِكَةَ، بَلْ إِنْ قَدَرَ عَلَى قَهْرِ ذَلِكَ الشَّرِيكِ وَتَفَرُّدِهِ بِالْمُلْكِ وَالْإِلَهِيَّةِ دُونَهُ فَعَلَ، وَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ انْفَرَدَ بِخَلْقِهِ وَذَهَبَ بِذَلِكَ الْخَلْقِ، كَمَا يَنْفَرِدُ مُلُوكُ الدُّنْيَا بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ بِمُلْكِهِ، إِذَا لَمْ يَقْدِرِ الْمُنْفَرِدُ مِنْهُمْ عَلَى قَهْرِ الْآخَرِ وَالْعُلُوِّ عَلَيْهِ. فَلَا بُدَّ مِنْ أَحَدِ ثَلَاثَةِ أُمُورٍ:
إِمَّا أَنْ يَذْهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِخَلْقِهِ وَسُلْطَانِهِ.
وَإِمَّا أَنْ يَعْلُوَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ.وَإِمَّا أَنْ يَكُونُوا تَحْتَ قَهْرِ مَلِكٍ وَاحِدٍ يَتَصَرَّفُ فِيهِمْ كَيْفَ يَشَاءُ، وَلَا يَتَصَرَّفُونَ فِيهِ، بَلْ يَكُونُ وَحْدَهُ هُوَ الْإِلَهُ، وَهُمُ الْعَبِيدُ الْمَرْبُوبُونَ الْمَقْهُورُونَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ.
وَانْتِظَامُ أَمْرِ الْعَالَمِ كُلِّهِ وَإِحْكَامُ أَمْرِهِ، مِنْ أَدَلِّ دَلِيلٍ عَلَى أَنَّ مُدَبِّرَهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ، وَمَلِكٌ وَاحِدٌ، وَرَبٌّ وَاحِدٌ، لَا إِلَهَ لِلْخَلْقِ غَيْرُهُ، وَلَا رَبَّ لَهُمْ سِوَاهُ. كَمَا قَدْ دَلَّ دَلِيلُ التَّمَانُعِ عَلَى أَنَّ خَالِقَ الْعَالَمِ وَاحِدٌ، لَا رَبَّ غَيْرُهُ وَلَا إِلَهَ سِوَاهُ، فَذَلكَ تَمَانُعٌ فِي الْفِعْلِ وَالْإِيجَادِ، وَهَذَا تَمَانُعٌ فِي الْعِبَادَةِ وَالْإِلَهِيَّةِ. فَكَمَا يَسْتَحِيلُ أَنْ يَكُونَ لِلْعَالَمِ رَبَّانِ خَالِقَانِ مُتَكَافِئَانِ، كَذَلِكَ يَسْتَحِيلُ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ إِلَهَانِ مَعْبُودَانِ)
فلا رب خالق رازق إلا الله مقتضاها: لا إله حاكم إلا الله، يحكم ما يريد، لا ينازعه حكمه إلا طاغوت ليس له من أمر تدبير الكون شيئا، ومع ذلك ينازع من له التدبير المطلق: ملكه، فيدعي له من سلطان الحكم ما يدعي، مع أنه، عاجز عن تدبير أمر بوله وغائطه، فكيف بتدبير أمر غيره، فكيف بتدبير أمر الكون بأسره؟!!!!
ولأجل ذلك كان ادعاء الصاحبة والولد لله، عز وجل، سبا له، تعالى وتقدس عنه، لأنه نفي لوتريته، فالزوجة لا تكون إلا من جنس زوجها، والولد لا يكون إلا من جنس أبيه، والله، عز وجل، (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، والزواج، في أصله، وإن كان كمالا في حقنا، لا ينفك عن نقص مطلق ينافي الغنى المطلق: مقتضى وتريته، عز وجل، لأن الزوج لا يأنس إلا بزوجه، وكذلك الولد فهو كمال من جهة كونه: قرة عين لأبيه، ولكنه لا ينفك هو الآخر عن نقص مطلق، فالأب يحتاج إليه في إبقاء نسله، وإعانته على قضاء حوائجه وإدارة شئونه، ورعايته إذا تقدم به العمر ......... إلخ، وكلها معان منتفية عن الإله الحق، جل وعلا، ولهذا رد الباري، عز وجل، هذه الفرية بقوله: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، فكيف يكون له صاحبة وولد، وهو الذي تفرد بالخلق، فما
(يُتْبَعُ)
(/)
سواه مخلوق، والتسوية بين الخالق والمخلوق من جهة الزوجية: تسوية بين مختلفين تأباها الفطر النقية والعقول السليمة إلا على مذهب النصارى الذين جوزوا تجسد الإله الذي لا تحيط بعلمه العقول في جسد بشري تحمله أنثى، تسعة أشهر، ثم تلده كما تلد النساء، وترضعه كما يرضع الصبيان، وتفطمه فيتغذى كما يتغذى سائر البشر، فيثقل بدنه، ويصيبه من عوارض النقص البشري الذي جبلت عليه الأجساد ما يصيبه، فينام ويحدث و ........... إلخ، وقد شايعهم طوائف من هذه الأمة ممن قالوا بالحلول والاتحاد بنوعيهما: العام في كل المخلوقات، والخاص في مخلوق بعينه!!!!، والحمد لله على نعمة الإسلام والفطرة السوية والعقل السليم.
فانتفى المعلول: "الولد" بانتفاء علته: "الصاحبة"، فلا إله إلا من استغنى عن كل ما سواه فتحققت له معاني الربوبية المطلقة، فاستحق بذلك: إفراده بالألوهية.
ووترية الباري، عز وجل، وترية: ذات وصفات، فكما أنه، عز وجل، وتر في ذاته، فهو وتر في صفاته، فليس كمثله شيء، كما تقدم مرارا، في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، ومن جهة أخرى: أحوال عباده شفع فهم مترددون بين: إيمان وكفر، وطاعة ومعصية، وعز وذل، وغنى وفقر، .......... إلخ، بينما صفاته لا تتبدل ولا تتغير، فله الكمال الأزلي المطلق، لم يكتسب كمالا كان معطلا عنه، ولا يعتري صفات قدسه نقص، فتجري عليه الأغيار كما تجري على خلقه.
والوتر يدل بدلالة اللزوم على صفات الأحدية والسيادة والصمدية، فكل ما تفرد به الباري، عز وجل، فاسم الوتر دال عليه دلالة لزوم، سواء أكان من الصفات التي لا يشترك غيره معه فيها، ولو من جهة أصل المعنى، أو من الصفات التي يشترك غيره معه فيها من جهة أصل المعنى، فله، جل وعلا، منها الكمال المطلق، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في مواضع عدة.
والشاهد: أن قياس الوتر الفرد على غيره من المخلوقات من جهة: الزوجية: قياس مع الفارق، فالخلق لا صلاح لهم إلا بالتزاوج، فكل ذكر لابد له من أنثى يسكن إليها، وكل أنثى لابد لها من ذكر تسكن إليه، بل الإلكترون سالب الشحنة مفتقر إلى البروتون موجب الشحنة ليحصل له الاستقرار في مداره، بينما الكون لا صلاح له إلا برب معبود وتر فرد لا شريك له.
ومع:
27_ الجميل:
وهو، أيضا، من الأسماء التي قد تبدو للوهلة الأولى، جديدة على سمع القارئ، وقد استدل له الشيخ المؤلف، حفظه الله، بحديث ابن مسعود، رضي الله عنه مرفوعا: (لَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ كِبْرٍ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَيُعْجِبُنِي أَنْ يَكُونَ ثَوْبِي غَسِيلًا وَرَأْسِي دَهِينًا وَشِرَاكُ نَعْلِي جَدِيدًا وَذَكَرَ أَشْيَاءَ حَتَّى ذَكَرَ عِلَاقَةَ سَوْطِهِ أَفَمِنْ الْكِبْرِ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَا ذَاكَ الْجَمَالُ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ وَلَكِنَّ الْكِبْرَ مَنْ سَفِهَ الْحَقَّ وَازْدَرَى النَّاسَ)، والحديث عند أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، والطبراني في معجمه الكبير.
وجمال الله، عز وجل، جمال مطلق، فهو: جمال ذات وصفات وأفعال وأسماء، يقول ابن عباس، رضي الله عنهما: (حجب الذات بالصفات، وحجب الصفات بالأفعال، فما ظنك بأوصاف الكمال، وستر بنعوت العظمة والجلال).
فالله، عز وجل، هو الذي خلق يوسف، صلى الله عليه وسلم، وآتاه شطر الحسن، وهو الذي خلق حواء: أجمل النساء، والجمال: كمال مطلق، ثبت للباري، عز وجل، بدليل صحيح صريح، فإجراء قياس الأولى هنا، أيضا، جائز:
من جهة أن كل كمال مطلق قد ثبت للمخلوق فالخالق أولى بأعلى مراتبه على وجه يليق بجلاله لا يشترك فيه مع المخلوق في كيفية.
ومن جهة كونه، عز وجل، خالق هذا الجمال، فهو أولى بالاتصاف به.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل صورة جميلة فهي من خلقه، ومن مزالق هذا الباب: تزيين الشيطان الصور المحرمة في عين الناظر، فيشغل بجمال المخلوق عن جمال الخالق، ويمتلئ قلبه بشهوة محرمة لصورة ناقص فان يشغل به عن الكامل الباقي، ولهذا أمرنا بغض النظر عن الصور المحرمة، لئلا تفسد القلوب بمحبة غير الله عز وجل.
والجمال أحد ركني الكمال، فالله، عز وجل، حميد: (وهذا هو ركن: الجمال)، مجيد: (وهذا هو ركن: الجلال)، ولله، عز وجل، منهما أعلى المراتب، لأن له مرتبة الكمال المطلق، وكل من مدح من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، فإنما مدح بالجمع بين هذين الركنين، فمعظم البشر مفَرط في أحدهما، مفَرِط في الآخر، فتجده دائما: رفيقا لينا، ولو في المواضع التي تحتاج الشدة، أو: شديدا ولو في المواضع التي تحتاج رفقا ولينا، بينما آحاد البشر من المرسلين ومن سار على طريقتهم هم الذين حققوا هذه الثنائية، فجمعوا بين المتضادين، كل في موضعه، وهذه هي العظمة الحقيقية، ومن أوصاف محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: الضحوك القتال، فهو: ضحوك بشوش في وجوه المؤمنين، قتال لمن كفر برب العالمين.
ومع:
28_ الحيي:
وهو كسابقيه من الأسماء غير المشهورة، وقد استدل له الشيخ المؤلف، حفظه الله، بحديث: ( ...... إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر .... )، وحديث: (إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا).
وحياء الله، عز وجل، صفة: فعل، فهو حياء حقيقي، لا نعلم كيفيته، وإن كنا نعلم معناه، وهو وصف كمال لله، عز وجل، لا يعارض الحكمة، ولا يعارض بيان الحق والحجة كما قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا)، فليس كحياء بعض البشر الذين يحملهم أحيانا على ترك بعض الواجب من أمر بمعروف أو نهي عن منكر، كما هو واقع في أزمان الغربة كالزمن الذي نعيشه الآن، فكثير منا يؤثر السلامة، فلا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، وإن كان ظاهرا، وللمسألة ضوابط شرعية لا يتسع المقام لتفصيلها وأدناها: إنكار القلب والزوال عن المنكر إن لم تستطع إزالته.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[06 - 10 - 2007, 09:12 ص]ـ
ومع:
29_ الستير:
وهو، أيضا، من الأسماء التي لم تشتهر بين عموم المسلمين، بل الاسم المشتهر الذي يدل على صفة الستر الثابتة لله، عز وجل، على الوجه اللائق بجلاله، هو اسم: "الستار": صيغة مبالغة: "فعال" من الستر، ولم يرد في دليل في القرآن أو في السنة، وإنما يصح إطلاقه، على الباري، عز وجل، على مذهب من جوز اشتقاق أسماء للباري، عز وجل، من صفاته العلى، بضوابط أبرزها: أن تكون حسنى قد بلغت الغاية من الحسن فلا تدل على النقص بأي وجه من الأوجه، وإنما هي أعلام تدل على صفات كمال مطلق اشتقت منها، اشتقاق الاسم من الصفة، وجماهير السلف على المنع من ذلك، لأن الباب، كما تقدم مرارا، توقيفي بحت.
ودليل هذا الاسم من السنة حديث:
( ...... إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر .... )
وعند البيهقي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: ( ......... إن الله ستير يحب الستر)
والستير لغة: فعِيل، صيغة مبالغة من: ستر يستر سترا، ومنه قيل لـ: "الستارة": "ستارة"، لأنها تحجب ما خلفها عن أعين الناظرين، ومنه قوله تعالى: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا)، أي: ساترا، فهو: "مفعول" بمعنى: "فاعل"، وكأنه ستره قد بلغ غاية صح معها أن يوصف هو نفسه بأنه مستور بساتر آخر، وفي هذا من كمال الستر والحفظ والعناية بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والستير، عز وجل، هو الذي من شأنه حب الستر والصون والعفاف، فهو، عز وجل، يحب الستر على عباده، لا يفضح عبده من أول مرة، بل يستره ويغفر له ذنوبه، ما لم يجاهر، فكل أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم معافون إلا المجاهرين، مصداقا لحديث أبي هريرة وأبي قتادة الأنصاري، رضي الله عنهما، مرفوعا: (كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ)، فلا حرمة لهم، وقد فضحوا أنفسهم بأنفسهم، فغرهم ستر الباري، عز وجل، حتى اجترؤوا على كشف ما ستره، بل والتباهي بما اقترفوه من موبقات.
والستر يأتي بمعنى المنع والإبعاد عن الشيء، فالستير، عز وجل، هو الذي يمنع أوليائه من أعدائه، فينصرهم عليهم، فهم في منعة ما التزموا سنته الشرعية، وإلا جرت عليهم سنته الكونية التي لا تحابي أحدا.
ومع:
30_ الكبير:
فقد ورد هذا الاسم مقترنا بـ: "المتعال" في قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ)، ففي الآية اسم مقيد وهو: "عالم الغيب"، واسمان مطلقان وهما: "الكبير" و "المتعال".
والكبير في اللغة: صيغة مبالغة على وزن "فعيل" من: كبر يكبر كبرا فهو: كبير، وضده الصغير، وهما من الأسماء المتضايفة التي تقال باعتبار بعضها إلى بعض، فالشيء قد يكون كبيرا باعتبار، صغيرا باعتبار، فيكون كبيرا في جنب ما هو أصغر منه، وصغيرا في جنب ما هو أكبر منه، ويستعمل الوصفان في: الكميات المتصلة كالكثير والقليل والمنفصلة كالعدد.
والكبر يكون في اتساع الذات وعظمة الصفات، فيكون الكبير كبيرا باعتبار: كبر ذاته، وكمال صفاته.
والله، عز وجل، هو الكبير الذي لا أكبر ولا أعظم من ذاته القدسية وصفاته العلية، فهو الذي: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)، وجاء في وصف الكرسي أنه: كالمرقاة إلى العرش بين يديه.
وعند ابن جرير، رحمه الله، من حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، موقوفا: (ما السموات السبع، والأرضون السبع في يد الله إلا كخردلة في يد أحدكم).
وهو الذي اتصف بصفات الكمال المطلق غير المتناهي، فلا منتهى لذاته، مع كونه بائنا عن خلقه غير حال في ذواتهم، ولا منتهى لعظمة صفاته، فلا تحده العقول، ولا تدركه الأبصار، وإن كانت تراه في الجنة.
وهو الكبير في أسمائه: له الأسماء الحسنى التي لا منتهى لحسنها.
وهو الكبير في أفعاله: فلا تصدر إلا عن كمال علمه وحكمته.
فله الكبر المطلق في كل كمال وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو استأثر به في علم الغيب عنده.
ومع:
31_ المتعال:
فقد ورد في التنزيل: في قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ).
وفي السنة: عند أحمد، رحمه الله، في مسند ابن عمر، رضي الله عنهما، وفيه: ( ............ يَقُولُ اللَّهُ أَنَا الْجَبَّارُ أَنَا الْمُتَكَبِّرُ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمُتَعَالِي .................. ).
والمتعال لغة: اسم فاعل من: "تعالى"، وهو أبلغ من "علا"، في الدلالة على العلو، وإن اشتركا في أصل المعنى، لأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، فضلا عن أن الزيادة في الفعل: "تعالى" تدل على تفرده، عز وجل، بهذه الصفة، فالتاء في "تعالى" كالتاء في "تكبر" تدل على تفرده، عز وجل، بهذه الصفات على الوجه اللائق بجلاله.
والمتعالي، سبحانه، هو القاهر لخلقه بقدرته التامة، وأغلب المفسرين جعلوا هذا الاسم دالا على علو القهر، وهو أحد معاني العلو الثلاثة: الذات والشأن والقهر، يقول ابن كثير رحمه الله: (المتعال على كل شيء قد أحاط بكل شيء علما وقهر كل شيء فخضعت له الرقاب ودان له العباد طوعا وكرها).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعند التحقيق، لا مانع أن يكون الاسم نصا في أحد أنواع العلو مع دلالته في نفس الوقت على بقية أنواع العلو، فلا تعارض يمنع الجمع بين هذه المعاني، فكلها ثابتة للباري، عز وجل، على الوجه اللائق بجلاله.
واجتماع علو القهر مع علو الفوقية يعني أنه الملك من فوق عرشه الذي علا بذاته فوق كل شيء، والذي قهر كل شيء، وخضع لجلاله كل شيء، وذل لعظمته وكبريائه كل شيء.
وفي التنزيل: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ).
فلو وجد أكثر من إله، لانتفى علو القهر لهم جميعا، فإما أن يستقل كل منهم بملكه، كما يستقل ملوك الدنيا، وإنما أن ينزع القوي منهم ملك الضعيف، وإما أن يكونوا جميعا تحت قهر إله واحد، متعال، تخضع له رقاب ملوك الدنيا، وانتظام أمر العالم وفق هذه السنن الكونية الدقيقة دليل على القول الأخير، فالتمانع في الربوبية، بحيث يستحيل وجود خالق أو رازق أو متعال قهار غير الله، دال على التمانع في الألوهية، فلا معبود بحق سواه، وفي الآية سبر وتقسيم بديع، إذ ذكر جميع الاحتمالات وأتى عليها بالبطلان، وأشار إلى القول الصحيح بدلالة مفهوم مخالفة الأقوال المذكورة في الآية، فلما لم يذهب كل إله بما خلق، ولم يعل بعضهم على بعض، علم أنهم، جميعا، عباد مربوبون مقهورون.
والتعالي: صفة ذات قائمة بذات الباري، عز وجل، القدسية، لا تنفك عنها، على وجه يليق بها، وهو من جهة دلالته على علو خاص: علو القهر، دال على صفة فعلية متعلقة بمشيئته، عز وجل، تماما كوصف الاستواء، فهو علو خاص لا يدرك إلا بالدليل السمعي، فالعقل لا يوجبه ولا يمنعه ابتداء، وإنما يجوزه، فلما جاء الدليل السمعي بإثباته انتقل من الإمكان إلى الإيجاب، خلاف علو الذات والشأن والقهر، فهي مما جاء به السمع ودل عليه العقل ابتداء.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله
ـ[امرأه تتمنى الفلسفه]ــــــــ[07 - 10 - 2007, 03:01 ص]ـ
والله أعلى وأعلم .. <<-- صدقت
جعل الله من ميزان حسنااتك
ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 10 - 2007, 09:13 ص]ـ
شكر الله لك مرورك، وجعله في ميزان حسناتك، وأجزل لك المثوبة، ونفعك ونفع بك.
ومع:
32_ الواحد:
فالواحد لغة: اسم فاعل للموصوف بالواحدية أو الوحدانية، من: وحد، يوحد، وحادة، وتوحيدا.
والتوحيد في اللغة يأتي على معنيين:
جعل الشيء واحدا، كما تقول: وحد فلان البلاد تحت رايته.
والاعتقاد، كما تقول: وحدت الله، أي: اعتقدت أن الله، عز وجل، واحد، لا شريك له.
والمعنى الثاني هو المتصور في حق الباري، عز وجل، فهو واحد لا شريك له، إن اعتقد العبد ذلك أو أنكره.
والواحد، سبحانه، هو القائم بنفسه، وهذا جزء من معنى اسمه: "القيوم" كما سبقت الإشارة إلى ذلك، فلا يفتقر إلى ما سواه، فغناه ذاتي غير مكتسب، لم يزدد كمالا بأفعاله، وهو المنفرد بوصفه، وهو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته، فهو واحد باعتبار تفرده بكمال الذات، والأسماء، والصفات، وإن اشتركت المخلوقات معه في الأسماء الدالة على المعاني الكلية المطلقة التي لا توجد إلا في الأذهان، فلها ذوات، ولكنها ليست كذاته القدسية، وإن اشتركا في اسم "الذات"، ولها أسماء، ولكنها ليست كأسمائه الحسنى، فأسماؤه، عز وجل، أعلام على ذاته تدل على كمال الأوصاف التي اشتقت منها، بينما أسماء البشر مجرد أعلام تدل على ذواتهم، فلا يلزم منها اتصافهم بما اشتقت منه، ولها صفات، ولكنها ليست كصفاته العلى التي لا يعتريها النقص بأي وجه من الأوجه.
وقد اقترن اسم الواحد بـ: "القهار"، من جهة أن الأول دال على الثاني بدلالة اللزوم، فهو القهار الذي انفرد بعلو القهر، فلا شريك له ولا منازع في علوه، قد ذلت الخلائق لكبريائه.
واسم الله: الواحد: دال، كما تقدم، على صفة الوحدانية، وهي صفة ذات، قائمة بذات الله، عز وجل، أزلا وأبدا، قيام الصفة بالموصوف، فلا تنفك عنها أبدا.
ومع:
33_ القهار:
فالقهار: صيغة مبالغة على وزن: "فعال" من: قهر يقهر قهرا فهو قاهر وقهار.
(يُتْبَعُ)
(/)
والفرق بين: القاهر والقهار، كالفرق بين: الرازق والرزاق، فالأولان يدلان على المعنى الكلي المطلق، فهو قاهر رازق إجمالا، والآخران يدلان على كثرة آحاد المقهورين والمرزوقين، باعتبار الكم أو الكيف.
فالله، عز وجل، قاهر رازق إجمالا، يقهر ويرزق كل الكائنات، وباعتبار قهره ورزقه لفلان وفلان وفلان ................ إلخ، هو: القهار الرزاق، أو باعتبار قهره: للكفرة والفجرة والظلمة ..................... إلخ، (وكلها أنواع يندرج تحتها أفراد لا يحصي عددهم إلا الباري عز وجل)، ورزقه للفقراء والمساكين والأغنياء والأجنة في بطون أمهاتها والأطفال والرجال والذكور والإناث ............... ، (وكلها، أيضا، أنواع يندرج تحتها أفراد لا يحصي عددهم إلا الباري عز وجل).
ويشبه ذلك إلى حد كبير: الفرق بين: "عالم الغيب"، و "علام الغيوب"، فهو عالم الغيب: إجمالا، فـ: "أل" في "الغيب": جنسية استغراقية فهي دالة على جنس الغيب، مستغرقة لآحاده، فناسب "عالم": "الغيب" باعتبار المعنى الكلي الواحد، وهو واحد لا يتجزأ، وهو "علام الغيوب"، باعتبار آحادها، فهو يعلم آجال عباده إجمالا، فقد كتبها في اللوح المحفوظ قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وتفصيلا يعلم: أجل فلان وفلان وفلان .............. إلخ، فهو من هذا الوجه: (علام لآجال أولئك الآحاد)، فناسب "علام": "الغيوب" باعتبار المعنى الجزئي المتعدد.
ومع:
34_ الحق:
فالحق في اللغة: اسم فاعل من: حق يحق حقا.
والحق يأتي بمعنى:
المطابقة والموافقة والثبات وعدم الزوال: فيقال هذا الدين: حق، لا يزول إلى قيام الساعة، فلا تخلو الأرض من قائم لله بحجة.
و: العدل خلاف الباطل والظلم.
و: الاعتقاد الصحيح، فيقال: اعتقدت أن الله، عز وجل، هو الإله المعبود بحق.
وقد ورد الحق في القرآن الكريم بمعان كثيرة منها: الإسلام والعدل والحكمة والصدق والوحي والقرآن، ومنه قوله تعالى: (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ)، والحقيقة، والحساب والجزاء، ومنه قوله تعالى: (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ).
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: وقوله: {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ} قال ابن عباس: {دِينَهُمُ} أي: حسابهم، وكل ما في القرآن {دِينَهُمُ} أي: حسابهم. وكذا قال غير واحد. اهـ
والحق، سبحانه وتعالى، هو المتصف بالوجود الدائم، الأزلي الأبدي، فلا يزول ولا يحول، وكل أوصاف الحق جامعة للجلال والجمال الدائمين بديمومة الذات القدسية، فهو حق في: ذاته، حق في أسمائه، حق في صفاته، حق في أفعاله، دينه الحق، وحكمه الكوني والشرعي حق، فلا شرعة أكمل من شرعته، ووعده الحق، فلا يتخلف إذا استوفى العبد شروطه وانتفت موانعه، وهذه قاعدة مطردة في كل نصوص الوعد، فلا يستحق العبد موعود الرب، جل وعلا، الذي تفضل به ابتداء، إلا باستيفاء شروطه وانتفاء موانعه، وأعظمها: الشرك، فهو محبط لكل عمل صالح، وإن جاءت النصوص ببيان ثواب ومنزلة فاعله، وفي التنزيل: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا)، و: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، و: (إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)، والكريم هو الذي لا يتخلف وعده، على التفصيل السابق، بل قد يتخلف وعيده، فضلا منه ومنة، فيكون العبد مستحقا للعقوبة، فيعفو عنه سيده ومولاه، وهذا خلاف من قال بإيجاب الثواب والعقاب على الباري، عز وجل، فأوجبوا عليه ثواب المطيع وعقاب العاصي، وكأن المطيع قد أطاع ابتداء دون توفيق الباري، عز وجل، وكأن العاصي لا مطمع له في عفوه، عز وجل، إن مات على التوحيد، فمذهبهم: يدعو الأولين إلى العجب والمنة على الباري، عز وجل، بأعمالهم، وفي التنزيل: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)، ويدعو الآخرين لليأس والقنوط من رحمة الله، عز وجل، وفي التنزيل: (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ)، فأين أولئك من قوله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، وعمومه مخصوص بقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)، في حق من مات، أما الحي، فإن الله، يغفر له، إن استغفر، كل الذنوب، بما فيها الشرك الأكبر المخرج من ملة الإسلام، بل ويبدل سيئاته حسنات، فأي فضل ومنة بعد ذلك من الرب الغني جل وعلا؟
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 07:06 ص]ـ
ومع:
35_ المبين:
فالمبين لغة: اسم فاعل له جذران لغويان: بان وأبان.
فالأول: لازم، فتقول: بان الحق، أي: ظهر.
والثاني: متعد، فتقول: أبان فلان الحق، أي: أظهره.
والإبانة تأتي بمعنى التميز والانفصال، فيقال للفراق: بين، ويقال للطلاق: بائن، لأن فيهما انفصال الخليلين في الفراق، والزوجين في الطلاق.
والله، عز وجل، مبين بالمعنى اللازم من جهة:
أنه، عز وجل، بائن من خلقه، متميز عنهم، لا يحل في شيء منهم، ولا يحل شيء منهم فيه، فهو العلي فوق عباده علوا حقيقيا، على الوجه اللائق بجلاله، وعلوه، كما تقدم في أكثر من موضع: عام يدل عليه السمع والعقل، وخاص: وهو استواؤه على عرشه استواء يليق بجلاله فهذا لا يثبت إلا بالسمع.
وفي شرح الطحاوية: (فَعُلِمَ أَنَّ مُرَادَهُ أَنَّ اللَّهَ يَتَعَالَى عَنْ أَنْ يُحِيطَ أَحَدٌ بِحَدِّهِ، لِأَنَّ الْمَعْنَى أَنَّهُ مُتَمَيِّزٌ عَنْ خَلْقِهِ مُنْفَصِلٌ عَنْهُمْ مُبَايِنٌ لَهُمْ. سُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: بِمَ نَعْرِفُ رَبَّنَا؟ قَالَ: بِأَنَّهُ عَلَى الْعَرْشِ، بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ، قِيلَ: بِحَدٍّ؟ قَالَ: بِحَدٍّ، انْتَهَى). اهـ
فالمقصود بالحد هنا: ليس حد إحاطة، فالله، عز وجل، أعظم وأجل من أن يحيط به بصر أو علم مخلوق مصداقا لقوله عز وجل: (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ).
وإنما المقصود الحد الذي يلزم منه إثبات علو الباري، عز وجل، على خلقه، فلا يحل ولا يختلط بذواتهم على التفصيل السابق، فلفظ الحد من الألفاظ المجملة التي لا تطلق نفيا ولا إثباتا قبل الاستفسار عن مقصود قائلها، فهي تحتمل حقا يثبت، كما سبق من كلام ابن المبارك، رحمه الله، وباطلا ينفى، إن كان مقصود قائلها: أن الخلق يطيقون الإحاطة بالباري، عز وجل، أو أن كماله المطلق له نهاية، فهذا باطل، إذ لا منتهى لكماله، عز وجل، فقد أعيى العقول إدراك كنه ذاته القدسية وصفاته العلى.
ومن جهة أنه بين لمن طلب الدليل عليه، فالفطرة والعقل والحس والشرع، كلها تدل على وجود، عز وجل، وتمام ربوبيته المقتضية لتمام ألوهيته، فـ:
في كل شيء له آية ******* تدل على أنه الواحد.
ولما سئل الأعرابي ذو الفطرة السوية: ما الدليل على وجود الرب تعالى؟، قال: يا سبحان الله، إن البعر ليدل على البعير، وإن أثر الأقدام ليدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، أفلا يدل ذلك على وجود اللطيف الخبير؟!!.
بل هو، عز وجل، عند التحقيق، الدليل على كل شيء، فكيف يستدل على الدليل بمدلوله، وقد أثر عن ابن تيمية، رحمه الله، أنه كان يتمثل بقول الشاعر:
وليس يصح في الأذهان شيء ******* إذا احتاج النهار إلى دليل.
يقول البيهقي رحمه الله: (المبين له معان منها: أنه بين لذوي العقول، ومنها أن الفضل يقع به، ومنها أن التحقيق والتمييز إليه، ومنها أن الهداية إليه). اهـ
وهو، عز وجل، مبين، بالمعنى المتعدي من جهة:
أنه قد أبان الحق لخلقه، وأقام عليهم الحجة بإرسال الرسل مصداقا لقوله تعالى: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)، وآخرهم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي قال: (قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ).
ومع:
36_ القوي:
فالقوي في اللغة: صفة مشبهة للموصوف بالقوة من قوي تقوى قوة.
والقوة هي القدرة على إحداث الفعل، وقد يفرق بين القدرة والقوة من جهة:
أن كل قوي من ذوي الشعور فهو قادر، وليس كل قادر قويا.
وأن القوة يوصف بها من يشعر ومن لا يشعر، فتقول: زيد قوي، و: الريح قوية، بينما القدرة لا يوصف بها إلا ذو الشعور فتقول: زيد قادر، ولا تقول: الريح قادرة.
بتصرف من "شرح الواسطية"، للشيخ ابن عثيمين، رحمه الله، ص125.
(يُتْبَعُ)
(/)
والله، عز وجل، هو القوي، الكامل في قدرته، فلا يستولي عليه العجز في حال من الأحوال، فقوته مطلقة كاملة لا منتهى لها، وفي التنزيل: (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 08:41 ص]ـ
ومع:
37_ المتين:
ودليل ثبوته:
قوله تعالى: (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)، فجاء معرفا بالألف واللام.
وقول ابن مسعود، رضي الله عنه: (أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)، والحديث عند أبي داود، رحمه الله، في أول كتاب الحروف والقراءات، والترمذي في سننه، والنسائي في الكبرى، وأحمد والطيالسي وأبي يعلى في مسانيدهم، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه.
وكان هذا قبل أن يجمع عثمان، رضي الله عنه، الأمة على حرف واحد من الأحرف السبعة، بعد زوال سبب الرخصة في القراءة بها، لما اعتادت الألسنة القراءة بحرف قريش الذي نزل به القرآن، والرخصة إنما تشرع عند وجود سببها، فإذا وجد وجدت، وإذا زال زالت فهي تدور معه وجودا وعدما، كما يدور الحكم مع علته، فضلا عن وجود ما يستدعي العمل بالعزيمة وترك الرخصة في هذه المسألة بعينها لما وقع التنازع بين المسلمين في القراءة، كما في حديث حذيفة، رضي الله عنه، وكما وقع بين يدي عثمان، رضي الله عنه، في المدينة، فصارت المصلحة في جمع الناس على حرف واحد سدا لهذا الباب ودرءا لهذه الفتنة، وهو ما حمده الصحابة، رضي الله عنهم، وعلى رأسهم علي، رضي الله عنه، للخليفة الشهيد: ذي النورين رضي الله عنه.
والمتين في اللغة: صفة مشبهة للموصوف بالمتانة، والمتين هو الشيء الثابت في قوته، الشديد في عزمه وتماسكه، والواسع في كماله وعظمته ويلحق بمعناه: الثبات والامتداد والصلابة والارتفاع، ومنه: المتن: وهو ما صلب وارتفع من الأرض، ولهذا قيل لمتن الحديث متنا في علم المصطلح، لأن المسند بذكر سند القول: يقويه ويرفعه إلى قائله، أو يقال هو من: تمتين القوس، أي: شدها بالعصب، لأن المسند يقوي الحديث بسنده.
"تدريب الراوي"، (1/ 121).
ويأتي المتين بمعنى الواسع، يقول ابن منظور رحمه الله: (المتن من كل شيء ما صلب ظهره والجمع متون).
والمتين سبحانه، هو القوي في ذاته الشديد الواسع الكبير المحيط، فلا تنقطع قوته ولا تتأثر قدرته، فهو الذي بلغ النهاية في كمال القوة والقدرة.
وقد وصف الباري، عز وجل، بعض أفعاله بوصف المتين، فقال: (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)، فدل ذلك على أن صفة المتانة تطلق على الذات القدسية، وعلى أفعال الباري، عز وجل، فكيده صفة كمال مقيد، فلا تطلق مجردة عن قيدها، لأن معناها الكلي يقبل الانقسام إلى ما هو محمود، وما هو مذموم، فلزم تقييدها بالمعنى المحمود، وهو الكيد بأعدائه من الكفار والمنافقين والفسقة والعصاة ............. إلخ، فهو يملي لأعدائه، ويكيد كيدا متينا على الوجه اللائق بجلاله.
وقد فسر ابن عباس، رضي الله عنهما، المتين بـ: الشديد، فقال: الشديد في قوته، الشديد في عزته.
ويجوز الإخبار عن الله، عز وجل، بأنه: "الشديد" مطلقا عن أي قيد، ولكن لا يوصف بذلك، ولا يقال، من باب أولى، إن من أسمائه الشديد، لأن باب الإخبار عن الباري، عز وجل، كما تقدم في أكثر من موضع، أوسع من باب الصفات، وباب الصفات أوسع من باب الأسماء.
وأما وصف الله، عز وجل، بالشدة مقيدة، فقد جاء به التنزيل في مثل:
قوله تعالى: (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ).
وقوله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
وقوله تعالى: (وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ).
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 07:55 ص]ـ
ومع:
38_ الحي:
فالحي في اللغة: صفة مشبهة للموصوف بالحياة، فعله: حي يحي حياة، وله كـ: المبين والقيوم، جذران لغويان:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدهما: لازم، وهو الثلاثي: حي، فيفيد وصف الباري، عز وجل، بالحياة، وصفا ذاتيا معنويا لا ينفك عنه، فلا تتعلق حياته، عز وجل، بمشيئته، وإلا لصح أن يقال: هو حي إذا شاء، وإذا شاء مات أو أمات نفسه، فصح بذلك مذهب النصارى الفاسد في فداء الرب تبارك وتعالى بني آدم بنفسه القدسية على خشبة الصلب، كما يزعم من لا نقل ولا عقل عنده، فالموت صفة نقص مطلق، تعالى الباري عز وجل، أن يتصف بها، لما فيها من معنى: الفناء والهلاك والتحلل .......... إلخ من المعاني التي لا تليق إلا بذوات المخلوقين الفانية، والموت، وإن دخله الكمال من بعض جهاته، كأن يقال بأن موت الشهيد كمال في حقه، إلا أن النقص الملازم له لا ينفك عنه بأي حال من الأحوال، فالشهيد قد فارقت روحه جسده، فزالت صفة الحياة عنه، وإن كان حيا عند ربه، عز وجل، مصداق قوله تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ)، وقوله تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)، إلا أن هذه الحياة: حياة برزخية لا تجري عليها أحكام الحياة الدنيا، بدليل: ترمل امرأته وتقسيم إرثه ............... إلخ من أحكام الميت، والأصل في أحكامه أنها: كأحكام غيره من الأموات، إلا ما دل النص على اختصاصه به، فثبت أن وصف الموت، مع ما فيه من النقص المطلق، لا يفارق أحدا من الخلق، فالخلق كلهم أموات قبل إخراجهم إلى هذه الدنيا، سائرون في رحلة العمر نحو مصير واحد هو: الأجل المحتوم، فقبل الحياة موت، وبعدها موت، مصداق قوله تعالى: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)، بل إنهم يحملون الموت في أحشائهم في كل لحظات حياتهم، فخلايا أجسادهم تموت وتتجدد باستمرار، فأجسادهم تعالج الموت في كل وقت، فلا ينفك أحد عن وصف الموت، فضلا عما يلحقهم أبدانهم من إعياء يسلمهم إلى الموتة الصغرى: النوم، وفيه يضعف اتصال الروح بالبدن، فيعاين منكرو البعث ما ينكرونه كل يوم، فينشرهم الباري، عز وجل، بالنهار، بعد أن أماتهم بالليل ومع ذلك ينكرون قدرته على بعث الأجساد ونشرها، مع أنه يبعثها وينشرها كل يوم مصداق قوله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
فأي نقص بعد هذا: موت قبل الوجود، وموت بعده، وموت خلاله، فضلا عما يعتري حياة المخلوق من غفلة، وسنة، وإعياء، ولغوب، ومرض ............. إلخ من عوارض نقص الحياة.
فالميت لا يصلح أن يكون إلها، لأن الميت عاجز عن تدبير أمر نفسه، فهو لا يقدر على تغسيل بدنه ودفنه، فضلا عن تدبير أمر الكون!!!!، وفي أثر الزجاجتين اللتين أخذهما موسى، صلى الله عليه وسلم، وقام عليهما يقظا، حتى غلبته عيناه فانكسرتا، فعرفه الباري، عز وجل، ما يقع في الكون إن غفل، عز وجل، عن تدبير أمره، فيه، على ضعف إسناده، دليل على أن انتظام أمر هذا الكون على هذا الشكل البديع والنمط الدقيق وفق سنن كونية محكمة، هو في حد ذاته، دليل على حياة الرب، عز وجل، حياة كاملة، أزلية، أبدية، لا يعتريها النقص بأي حال من الأحوال، فهي الحي الذي لا يموت، مصداق قوله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ)، فأثبت لنفسه صفة الحياة، وأكدها بنفي صفة الموت، وقد تقدم مرارا، أن باب النفي في الأسماء والصفات، ليس مقصودا لذاته، كما هو صنيع المعتزلة ومن تأثر بهم من المتكلمين، بل هو مقصود لغيره، فالنفي في هذا الباب متضمن لإثبات كمال ضده، فهو الذي لا يموت، لأن له الحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها فناء، ولا يتخللها نقص، فهي أصل كل حياة، وما ذكر في صفة "الجمال" يطرد في صفة "الحياة"، وفي كل صفات ربنا، تبارك وتعالى، فيقال أيضا:
(يُتْبَعُ)
(/)
النقل والعقل قد دلا على إثبات صفة الحياة للباري، عز وجل، فهي صفة ذاتية معنوية، كما تقدم، لم يخالف فيها حتى المعتزلة والمتكلمون.
والحياة صفة كمال مطلق، فإذا ثبت اتصاف المخلوق بها، فالباري، عز وجل، أولى بالاتصاف بها، لأنه أولى بكل كمال مطلق، وقياس الأولى، كما تقدم مرارا، سائغ، بل لازم في هذا الباب، لإثبات كمالات الرب، عز وجل، شريطة أن يكون بعد ثبوت الصفة بالنقل الصحيح، فهو تبع لا أصل، لأن الباب، كما تقدم مرارا: غيبي محض.
والله، عز وجل، هو خالق هذا الكمال في الأحياء، فهو خالق كل حياة، أفلا يكون خالق هذا الكمال أولى به؟!
وهذه النقاط الثلاثة مطردة، كما تقدم، في إثبات صفات ربنا تبارك وتعالى.
الشاهد أنه بالتفريق بين الحياتين: حياة الخالق، تبارك وتعالى، وحياة المخلوق، تتضح أهمية وجود رب مدبر لهذا الكون، له حياة كاملة، لم تسبق بعدم، ولا يلحقها فناء، ولا يتخللها نقص، غير مفتقرة إلى أسباب، بل هي، أصل كل حياة، فغيرها مفتقر إليها من جهة التدبير الكوني والشرعي بتيسير أسباب الحياة الجسدية والروحية، فالطعام والشراب لحياة الأبدان، والوحي لحياة الأرواح، في ثنائية بديعة فيها من التوازن والوسطية ما عجزت مناهج البشر، أو حتى الشرائع السماوية السابقة عن تحقيقه، فالحمد لله، الحي القيوم، أن من علينا بأسباب حياة الأبدان والأرواح: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، فهو روح لهذا العالم الحيران الذي تاه قلبه في بيداء الشبهات، وجسده في بيداء الشهوات.ومرة أخرى: كيف ينتظم أمر هذا العالم بتدبير إله يموت، ما الفرق بينه وبين غيره من المخلوقات إن كان الموت يلحقه كما يلحقها، وقد علم أن الرب، لا بد أن يباين المربوب، فيكون متصفا بما يغنيه عما سواه، ويجعل ما سواه مفتقرا إليه، والحياة أصل كل غنى، ولا يتصور غنى من افتقر إلى أسباب الحياة، فإذا ما ضيق عليه فيها لقيه من العنت ما لقيه، فكيف إذا أزهق خلق من خلقه روحه على خشبة الصلب، فقطع عنه أسباب الحياة بالكلية؟!!!!
ولهذا كانت كل الأسماء الحسنى دالة على اسم "الحي" بدلالة اللزوم، لأن كل صفات الكمال التي تتضمنها لا يتصور قيامها إلا بحي، وهذا أمر تدركه العقول حتى قبل ورود السمع، ولذا كانت هذه الصفة، حتى على طريقة المتكلمين، هي أصل الصفات الثبوتية، فكيف تثبت صفة مدح أصلا، لمن لم يتصف بالحياة؟!!!، وهل يوصف الميت بالعلم والقدرة والقوة ......... إلخ من الصفات الثبوتية.
والعجب يزداد إذا نظرنا لمن عبد حجرا مفتقرا للحياة، أو قبرا لا يملك صاحبه لنفسه فضلا عن غيره نفعا ولا ضرا، إن كان له صاحب أصلا، أو حيوانا بهيما ليس له من الحياة إلا حياة البدن، كحال عباد البقر، أشهر عباد الحيوان في العصر الحاضر، فكل من عبد سوى الله، عز وجل، فقد عبد مخلوقا لا حياة له أصلا، أو له حياة ناقصة، لا تصلح لتدبير شأن صاحبها فضلا عن غيره، على تفاوت في نقصانها.
ولذا كان إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم، إمام الموحدين، مؤيدا لما استدل بعجز معبود أبيه آزر على بطلان إلهيته، فقال: (يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا)، فمن لا يسمع ولا يبصر، لا تقوم به حياة، لأنها أصل السمع والبصر، فكيف يعبد الإنسان مخلوقا أنقص منه؟!!!.
وكان مؤيدا لما ناظر عباد الكواكب من الصابئة، فألزمهم بطلان آلهتهم لأنها آلهة آفلة، تظهر وتغيب، تشرق وتغرب، وهذا نقص من جهة أن تمام الألوهية فرع على تمام الربوبية، والرب، كما تقدم مرارا، لابد أن تكون حياته كاملة، لا تعتريها غفلة، ليقوم على تدبير شؤون عباده، فلا يتصور رب يغيب عن مربوبه، ولو لحظة، إذ العبد مفتقر إليه في كل لحظة، في حركاته الاختيارية وغير الاختيارية، فإن كان مؤمنا فهو مفتقر إليه من جهة: التدبير الشرعي والتدبير الكوني، وإن كان كافرا فلن يستغني عن تدبيره الكوني، مهما كابر وادعى، فقلبه الذي ينبض لا
(يُتْبَعُ)
(/)
ينبض إلا بتدبيره الكوني، والدماء التي تجري في عروقه لا تجري إلا به، وإفرازات معدته وأمعائه التي تهضم الطعام لا تفرز إلا به ............... إلخ.
والموت في حق الباري، عز وجل، من: "المحال لذاته"، فهو لا يتعلق بقدرة الله، عز وجل، أصلا، لأنه ممتنع في حقه، فضلا عن معارضته الخبر الصحيح، ابتداء، تماما كما لو قيل: هل يقدر الله، عز وجل، على أن يخلق مثله، فالسؤال فاسد من أصله لأنه يلزم منه إثبات الشريك لله، عز وجل، وهذا مخالف للخبر الصحيح فضلا عن كونه ممتنعا في حق الباري، عز وجل، لأنه، أيضا من: "المحال لذاته"، فإن تعلق فإنما يتعلق بعلم الله، عز وجل، تماما كما قال تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)، فتعلق علمه، عز وجل، بأمر محال لذاته، لأنه يستحيل أن يوجد في الكون آلهة تعبد بحق إلا الله، عز وجل، وإن وجدت آلهة باطلة غيره.
وقال تعالى في موضع آخر: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ)، وكل هذا محال لذاته، ومع ذلك أخبرنا الله، عز وجل، بلوازم هذا القول الباطل لو سلمنا جدلا بوقوعه.
والجذر المتعدي هو: أحيى: المتعدي بهمزة التعدية، فهو، عز وجل، حي في ذاته، محيٍ لغيره، فكل حياة إنما تستمد أسبابها منه، وبهذا أجيب عن شبهة بقاء بعض المخلوقات بعد نفخة الصعق، كالشهداء والحور العين ورضوان خازن الجنة وزبانية العذاب، كما جاء في تفسير قوله تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ)، فهي، وإن لم تمت إلا أن حياتها مفتقرة إلى الرب، جل وعلا، واهب الحياة لكل حي، فهو الذي أبقاها، بينما حياته، عز وجل هي الحياة الكاملة غير المفتقرة لسبب، فهي حياة باقية في نفسها مبقية لغيرها.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[11 - 10 - 2007, 12:22 م]ـ
ومع:
39_ القيوم:
وقد ورد هذا الاسم مقترنا باسم الله عز وجل: "الحي"، وقد اعتبر بعض العلماء: القائم والقيم والقيام من الأسماء الحسنى، وليست كذلك، لأنها وردت مضافة مقيدة، فمن ذلك:
قوله تعالى: (أفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ)، فقيد اسم: "القائم" بكونه قائما على كل نفس بما كسبت، يحصيه عليها، وهذا، وإن كان من معاني اسم: "القيوم" الذي ورد مطلقا، كما سيأتي إن شاء الله، إلا أن ذلك ليس كافيا لإثبات الاسم مطلقا، وإن كان دالا على صفة ثابتة لله عز وجل.
ودعاؤه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قيام الليل من حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، وفيه: (اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ .............. ).
وجاء "القيام" في قراءة شاذة، لم يصح سندها، عن عمر، رضي الله عنه، فلا تقوم بها حجة، أشار إليها البخاري، رحمه الله، في كتاب التفسير، في تفسير سورة نوح، بقوله:
{دَيَّارًا}
مِنْ دَوْرٍ وَلَكِنَّهُ فَيْعَالٌ مِنْ الدَّوَرَانِ كَمَا قَرَأَ عُمَرُ الْحَيُّ الْقَيَّامُ وَهِيَ مِنْ قُمْتُ وَقَالَ غَيْرُهُ دَيَّارًا أَحَدًا.
والقيوم في اللغة من صيغ المبالغة، وهو كـ: المبين والحي: ثنائي الجذر اللغوي، فجذراه:
قام اللازم، وعليه يقال بأن القيوم: دل على صفة القيام الذاتية، الثابتة لله، عز وجل، فالله، عز وجل، قائم بذاته، مستغن عمن سواه، بل كل ما سواه مفتقر إليه من جهة إمداده بأسباب القيام والبقاء، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في شرح اسم: "الحي".
وهو، عز وجل، القائم على عباده، بما كسبوا، فيحصي عليهم أعمالهم، ليجازيهم عليها، وفي التنزيل: (أفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ)، أي: أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت خير أم من لا يملك تدبير أمر نفسه فضلا عن تدبير أمر غيره وإحصاء عمله ........ إلخ من الأمور التي تفرد بها الباري، عز وجل، فهي من لوازم ربوبيته العامة المقتضية لوجوب إفراده بالإلهية، فلا إله معبود بحق سواه، لأنه لا رب مدبر سواه.
وفي الحديث القدسي: (يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ).
والجذر الثاني هو: أقام المتعدي، فهو، عز وجل، باعتبار ذاته: قائم بنفسه، وباعتبار فعله: مقيم لغيره، فكل الكائنات تستمد أسباب قيامها وبقائها منه جل وعلا، كما سبقت الإشارة إلى ذلك مرارا.
وكما قيل في اسم الله: "الحي"، يقال في اسم الله: "القيوم"، فجميع الأسماء الحسنى تدل على صفة القيومية باللزوم ما عدا اسم القيوم فإنه يدل عليها بالتضمن، ولذا كان الراجح أن هذين الاسمين: "الحي القيوم" مقترنين هما اسم الله، الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، لأنهما يجمعان كمال الأوصاف والأفعال الثابتة لله، عز وجل، فكمال الأوصاف من كمال: "الحي"، وكمال الأفعال من كمال: "القيوم".
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[12 - 10 - 2007, 08:58 ص]ـ
ومع:
40_ العلي:
فالعلي في اللغة: فعيل بمعنى: فاعل، صفة مشبهة للموصوف بالعلو، فعله: علا يعلو علوا، وهو ليس كـ: "المتعال"، في قوة دلالته على العلو، لأن "العلي": من الثلاثي "علا"، و "المتعال" من: "تعالى"، و مبنى الثاني زائد على مبنى الأول، فلزم منه زيادة المعنى، وهو تفرد المتعال بالعلو، فهو: علي وزيادة، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
والعلي يدل على أنواع العلو الثلاثة:
علو الذات، وعلو الشأن، وعلو القهر، وهو يتوجه أول ما يتوجه إلى علو الذات والفوقية، فهو علي على خلقه علوا عاما قبل أن يخلق العرش ويعلو عليه علوا خاصا يليق بجلاله عز وجل.
ولم تخالف الطوائف المنتسبة للإسلام في: علو الشأن، وعلو القهر، وإنما وقع الخلاف في علو الذات، لأن منكريه ظنوا أن من لوازم إثباته: تحيز الباري، عز وجل، في جهة أو مكان محدود، وهو سبحانه وتعالى، لا تحده الحدود، ولا تدرك كنه ذاته العقول، وافتقاره إلى العرش الذي استوى وعلا عليه، وأنه محدود به ......... إلخ، من لوازم قياس التمثيل وقياس الشمول الفاسدين، اللذين أوقعا من أجراهما على الباري، عز وجل، في تشبيه الخالق، جل وعلا، بالمخلوق، فعلوه على عرشه، كعلو ملوك الدنيا على عروشهم التي تقلهم، فهم مفتقرون إليها، افتقار الجالس إلى ما يجلس عليه، وعلوه عليه، يلزم منه أن العرش يحد ذاته القدسية، كما تحد عروش ملوك الدنيا ذواتهم .................. إلخ.
وأصل هذه المسألة الجليلة هو أدلة العلو التي بلغت حد التواتر، وأخصها بمحل النزاع: حديث الجارية، ففيه نص على السؤال عن الله، عز وجل، بـ: "أين"، وقد حسم النبي صلى الله عليه وسلم النزاع بإقراره الجارية على قولها: في السماء، فلا يتصور أنها عنت السماء الزرقاء المخلوقة التي نشاهدها، إذ لا يعقل أن المخلوق يحد خالقه، تعالى الله، عز وجل، عن ذلك علوا كبيرا، وإنما قصدت العلو المطلق، فالعرب تطلق لفظ: "سماء" على كل ما علا الإنسان، كالسماء المعروفة، والسحاب، وفي حديث زيد بن خالد الجهني، رضي الله عنه، في صلح الحديبية: (صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ)، أي: مطر، والمطر لا ينزل إلا من السحاب، فأطلق الكل: المحل: السماء، وأراد الحال: السحاب فهو حال فيها، عند من يقول بالمجاز، وسقف الدار ............... إلخ، فالمعنى الكلي المشترك بينها: مطلق العلو، وعلو كل شيء بحسبه، فعلو السقف غير علو السحاب غير علو السماء غير علو الباري عز وجل، فكل مقيد بمقيده، فعلو الباري، عز وجل، علو مطلق، على جميع الكائنات، قد تعالى عن أن تحده جهة مخلوقة، فهو مستو على العرش: سقف المخلوقات، فما فوقه عدم بالنسبة للمخلوقات، إذ ما ثم إلا الخالق، عز وجل، فكيف يتصور عاقل أن إثبات العلو لله، عز وجل، يلزم منه إحاطة الجهة المخلوقة بذاته القدسية؟!!!
وأما لفظ: الجهة والمكان ............... إلخ من الألفاظ المجملة التي لم يأت بها النص السمعي، فإن الواجب على المكلف أن يتوقف فيها: إثباتا ونفيا فلا يثبت أو ينفي إلا بعد أن يعرف مراد قائلها، مع أن الأولى في هذا الباب: الالتزام بألفاظ الوحي ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، لأنه غيب محض، فلا يرجع فيه إلا إلى نص الشارع، عز وجل، أو نص نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لأنه المبلغ عن ربه، فمن أثبت الجهة يقال له:
ماذا تقصد بالجهة: هل تقصد الجهة المخلوقة التي نراها: فهذا باطل لأن المخلوق لا يحد الخالق، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
أم تقصد الجهة غير المخلوقة، التي هي: العلو المطلق، الذي هو صفة من الصفات الذاتية المعنوية الثابتة لله، عز وجل، وصفاته، جل وعلا، غير مخلوقة، لأنها فرع عن ذاته القدسية، وذاته غير مخلوقة، فكذا صفاته، وقد علم بداهة أنه ما ثم إلا خالق ومخلوق، فلابد من التمايز بينهما، فكيف يسوى بينهما بادعاء أن بعض صفات الخالق، عز وجل، كصفات المخلوقين: مخلوقة؟!!!!!
وكذا يقال لمن نفاها:
ماذا تقصد بنفي الجهة:
(يُتْبَعُ)
(/)
هل تقصد نفي تحيز الباري، عز وجل، في الجهة المخلوقة التي نراها، فهذا حق.
أم تقصد نفي علو الله، عز وجل، بنفي الجهة غير المخلوقة، التي يلزم من إثباتها إثبات أن الله، عز وجل، بائن من خلقه، فلا يحل فيهم حلولا خاصا: كما ادعى النصارى، أو عاما: كما ادعى الحلولية، ولا يتحد بذواتهم: اتحادا خاصا أو عاما، كما ادعى الاتحادية من غلاة الصوفية، وفي هذا من وصف الله، عز وجل، بالنقص ما فيه، إذ كيف يوصف من لا يحيط العقل به علما، ولا تدركه العين بصرا وإن رأته يوم القيامة، كيف يوصف بأنه يحل أو يتحد بذات مخلوقة محدودة فيها من النقص ما فيها؟!!!!!، فإن قصد نفي هذا العلو فهو مبطل أيما إبطال.
وكذا يقال في لفظ المكان: فالمكان المخلوق ذو الأبعاد والمحاور الفراغية الذي يخضع لأحكامنا العقلية وأقيستنا المنطقية منفي، والمكان الغيبي غير المخلوق الذي لا يخضع لحكم العقل أو قياس منطق: مثبت.
وحل الإشكال إنما يكمن في قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
فـ: "ليس كمثله شيء": نفي لأقيسة التمثيل والشمول الفاسدة.
و: "هو السميع البصير": إثبات لصفات الباري، عز وجل، بعد الاحتراز من قياس صفاته على صفات خلقه بـ: "ليس كمثله شيء".
يقول ابن خزيمة رحمه الله: (والله قد وصف نفسه في غير موضع من تنزيله ووحيه وأعلمنا أنه العلي العظيم، أفليس العلي يا ذوي الحجا ما يكون عليا لا كما تزعم المعطلة الجهمية أنه أعلى وأسفل ووسط ومع كل شيء وفي كل موضع من أرض وسماء وفي أجواف جميع الحيوان!!!!، ولو تدبروا آية من كتاب الله ووفقهم الله لفهمها، لعقلوا أنهم جهال لا يفهمون ما يقولون، وبان لهم جهل أنفسهم وخطأ مقالتهم). اهـ
وبقيت الإشارة إلى مسألتين مهمتين:
أولاهما: أن علو الله، عز وجل، نوعان:
علو عام: وهو الذي دل عليه اسما: "العلي" و "المتعال"، وهو علو ذاتي لا ينفك عن ذات الباري، عز وجل، القدسية، فلا تعلق له بمشيئته، وإنما هو عال على خلقه، أزلا وأبدا، على وجه يليق بجلاله، علوا لا تدرك العقول كيفيته وإن أدركت معناه الكلي المشترك الذي لا يوجد إلا في الأذهان، وعليه لا يصح أن يقال: الله، عز وجل، عال على خلقه إذا شاء!!!، فهي كما لو قال القائل: الله، عز وجل، حي إذا شاء، فالحياة وصف لازم لذاته القدسية، كما سبقت الإشارة إلى ذلك عند الكلام على اسم: "الحي"، وكذا العلو.
والعلو العام يدرك بالسمع ابتداء، والعقل يدل عليه وجوبا، فهو من قبيل: الواجب الذاتي، لأن فيه كمالا مطلقا، والكمال المطلق واجب في حق واجب الوجود: الله عز وجل.
وعلو خاص: وهو الذي دل عليه وصف الاستواء، ولم يدل عليه اسم من أسماء الله، عز وجل، دلالة مباشرة، وإن دل عليه الاسمان السابقان: باعتبار معناهما العام، وهو من صفات الأفعال التي تتعلق بمشيئة الباري، عز وجل، خلاف العلو الذي هو من صفات ذاته، وعليه يصح أن يقال: الله يستوي على عرشه إذا شاء، كيف شاء، فلا تدرك العقول كنه استوائه، وإن أدركت معناه، كما جاء في جواب الإمام مالك، رحمه الله، لمن سأله عن كيفية استواء الله، عز وجل، على عرشه.
وهو علو لا يدرك إلا بالسمع، فلا يدل عليه العقل، ولا يمنعه، وإنما يجوزه، فهو من قبيل: الممكن أو الجائز، فلما جاء النص بإثباته، صار واجبا في حق الباري، عز وجل، لأن مجرد اتصافه به، دليل على أنه كمال مطلق، لأنه، عز وجل، منزه عن أن يتصف بصفة نقص، بل له من الكمال أعلاه.
والعلو كالجمال: علو في الذات، وعلو في الصفات، كما أن الجمال: جمال ذات وجمال صفات، فله من كليهما أعلى المراتب وأشرفها تبارك وتعالى وتقدس وتنزه عن كل نقص وعيب.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[13 - 10 - 2007, 10:01 ص]ـ
ومع:
41_ العظيم:
فالعظيم في اللغة: صفة مشبهة لمن اتصف بالعظمة.
والكلام في عظمة الباري، عز وجل، يشمل كلا الأمرين:
(يُتْبَعُ)
(/)
عظمة الذات: فذات الله، عز وجل، أعظم الذوات، بل لا يدانيها في عظمتها ذات، فهي ذات حقيقية متصفة بالعظمة اللانهائية التي لا يحدها عقل ولا يدركها بصر، وبها قامت صفات ربنا، عز وجل، فهي ذات متصفة بصفات الكمال المطلق، فليست ذاتا مجردة من الصفات، كما ادعى من ادعى من الجهمية والمعتزلة، وليست هي عين الصفات، كما ذهب إلى ذلك بعض أهل الاعتزال، بل الصحيح أن الصفات: قدر زائد عليها، فهي قائمة بها قيام: الصفات بالموصوف، وهذا أمر مشاهد في عالم المخلوقات، فذات المخلوق قد تتصف بأكثر من صفة تمدح بها، فيقال: فلان كريم شجاع عالم فصيح ........... إلخ، مع كون ذاته ذاتا واحدة لا تتعدد بتعدد صفاتها، فلا يخطر ببال عاقل أن إثبات الصفات يلزم منه تعدد بتعددها لأنها لا تقوم بذاتها ليقال بأن إثباتها للباري، عز وجل، يلزم منه: تعدد القدماء، بل لا قيام لها إلا بذات تتصف بها، وكلما ازدادت صفات الكمال التي تمدح بها ازدادت كمالا على كمال، ولله المثل الأعلى، فهو أولى بكل كمال لأنه خالقه، فلا يمتنع، بل يجب، إثبات صفات الكمال المطلق التي أثبتها لنفسه، وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الوجه اللائق به، فلا ند له ولا مثيل ولا نظير يحاكيه لتتوه العقول في بيداء التشبيه والتكييف التي تاه فيها الجهمية والمعتزلة ومن سار على دربهم من أرباب الكلام.
وعظمة الصفات: فصفات ربنا، عز وجل، أعظم الصفات وأكملها، فهي صفات حقيقية، على كيفية لا تدركها الأفهام، تماما كالذات القدسية، فالكلام في الأولى فرع الكلام في الثانية، ولله در الناظم إذ يقول:
وما نقول في صفات قدسه ******* فرع الذي نقول في نفسه
فكما تحيرت العقول في عظمة الذات، تحيرت في عظمة الصفات.
وللعظمة جذران لغويان:
لازم: وهو "عظم" وقد سبق الكلام عليه تفصيلا عند الكلام على عظمة الذات والصفات.
ومتعد: وهو أعظم الشيء، إذا جعله عظيما، ومنه قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)
فالعظمة إذن من صفات الذات باعتبار معناها اللازم، ومن صفات الأفعال المتعلقة بذات الباري، عز وجل، باعتبار معناها المتعدي.
ومع:
42_ الشكور:
فالشكور في اللغة: من صيغ المبالغة: فعول من: شكر يشكر شكرا، وأصل الشكر: الزيادة والنماء والظهور.
والشكر هو: إعطاء الجزيل على القليل، فالله، عز وجل، يشكر عمل عبده القليل، إذا أخلص النية وكان العمل موافقا لما شرعه، فينميه له، ويجزيه عنه خير الجزاء وأعظمه وأكمله، وعند البخاري من حديث أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مرفوعا: (مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ).
وقد غفر، عز وجل، لبغي من بني إسرائيل سقت كلبا، فشكر الله، عز وجل، لها، لما قام في قلبها من داعي الإخلاص الذي حملها على سقي كلب حيث لا يراها إلا الباري، عز وجل، فلم تطلب بعملها محمدة سواه، وشكر، عز وجل، لرجل نحى غصن شوك على الطريق، فغفر له، فأي شكران للطاعة أعظم من ذلك؟، وما حاجة الرب جل وعلا لسقي كلب أو تنحية غصن، وهو الغني، سبحانه، عن كل ما سواه، إلا أنه أراد أن يتفضل على عباده فيشكر أعمالهم ويزيدهم من فضله.
والشكر يباين الحمد من جهات أبرزها:
أن الشكر لا يكون إلا في السراء، بينما الحمد يكون في السراء والضراء.
وأن الشكر يكون لله، عز وجل، ويكون للبشر، فيشرع لمن أسدي إليه معروف أن يشكر صاحبه، بل إن ذلك من تمام شكران الله، عز وجل، بينما الحمد لا يكون إلا لله، عز وجل.
وأن الشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح، وفي التنزيل: (اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)، والحمد لا يكون إلا بالقلب واللسان، فبينهما عموم وخصوص مطلق، لأن دائرة الشكر أوسع من دائرة الحمد، فهي تحويه وزيادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما المدح فإنه يباين الحمد من جهة أنه يكون على الأمور الاختيارية كـ: محاسن الأخلاق، والجبلية كـ: جمال الوجه وقوة البدن ........... إلخ مما لا دخل للإنسان في اكتسابه، وإنما هو محض تفضل من الخالق عز وجل، بينما يقتصر الحمد على الأمور الاختيارية فقط.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[15 - 10 - 2007, 05:56 م]ـ
ومع:
43_ الحليم:
فالحليم في اللغة: صفة مشبهة على وزن "فعيل" للموصوف بالحلم، والحلم: هو الأناة وعدم العجلة في معالجة الأمور.
وخلاصة المعاني في تفسير الحليم أنه الذي لا يعجل بالعقوبة والانتقام، ولا يحبس عن عباده بذنوبهم: الفضل والإنعام، بل يرزق العاصي كما يرزق المطيع، وإن كان بينهما تفاضل على مقتضى الحكمة، وهو ذو الصفح مع المقدرة على العقاب.
وبقيت نكتة لطيفة عن الفرق بين "الحليم" و "الصبور":
فكلاهما لا يعاجل العاصي بالعقوبة، ولكن الاسم الأول يدل على صبر، سبق في علم الله، عز وجل، الأزلي، أن الكافر أو العاصي فيه سيتوب ويصلح، بينما الاسم الثاني يدل على صبر، سبق في علم الله، عز وجل، الأزلي، أن الكافر أو العاصي فيه، لن يتوب أبدا، فصار صبره، عز وجل، عليه من باب الإملاء والاستدراج، مصداق قوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)، فصبر الباري، عز وجل، على أمثال عكرمة وصفوان وأبي سفيان، رضي الله عنهم، وغيرهم ممن تأخر إسلامهم من: "الحليم"، وصبره على أمثال فرعون وهامان وقارون، وأبي جهل، وأمية بن خلف، وأبي بن خلف، وعقبة بن أبي معيط، وغيرهم من الطواغيت من: "الصبور".
وقد ورد اقتران هذا الاسم بـ: "الغني" في قوله تعالى: (وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ)، و "العليم" في قوله تعالى: (وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ)، لأن الفقير مظنة الضعف، والضعيف حليم شاء أم أبى، لأنه لا يملك عقوبة من يظلمه أو يتعدى على حقه، والعلم لازم للحلم، على التفصيل السابق، فعلم الله، عز وجل، الأزلي هو الذي يفصل في مسألة إمهاله، عز وجل، للعصاة، هل هو: إمهال حلم م إمهال صبر؟.
واقترن أيضا بـ: "الغفور" في قوله تعالى: (وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ)، وهذا واضح بلا إشكال، لأن من مقتضيات الحلم: غفران الذنوب وسترها.
والحلم من صفات الأفعال المتعلقة بمشيئة الله، عز وجل، ويقال فيها كما يقال في غيرها من صفات الأفعال: قديمة النوع حادثة الأفراد، فقد اتصف الباري، عز وجل، بنوعها أزلا وأبدا، اتصافا تعجز عقولنا عن إدراك كيفيته وإن لم تعجز عن إدراك معناه، وأما آحاده فحادثة، بمعنى أنها: متجددة، لا مخلوقة كأفعال آحاد البشر، فالحدوث يطلق على التجدد، وإن لم يكن الفعل مخلوقا، وحدوثها تبع لوجود سببها، فإذا ما عصى عاص ترجى توبته، حلم الله، عز وجل، عليه، حلما يليق بجلاله، لأنه علم من الأزل أنه سيؤوب، وتعلق هذا الحلم بمشيئته، عز وجل، أن يحلم على عبده فلان حين ارتكابه المعصية.
والحليم من صفات الجمال التي لا يكون الكمال إلا باقترانها بصفات الجلال، فلا ينبغي للعاصي أن يغتر بحلم الله، عز وجل، وستره، فالذي وصف نفسه بأنه حليم، هو الذي وصف نفسه بأنه عزيز ذو انتقام، فيلزمه استحضار كلا النوعين: فيستحضر صفات الجمال لئلا ييأس من رحمة الله، عز وجل، ويستحضر صفات الجلال لئلا يغتر بحلم الله، عز وجل، فيسرف على نفسه متعللا بحسن الظن بالله، عز وجل، وسعة رحمته، وعظيم مغفرته وستره، ولو أحسن الظن لأحسن العمل، كما قال الحسن البصري رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتتعدى هذه النظرة الثنائية إلى نصوص: الوعد والوعيد، فنصوص الوعد من مقتضيات صفات الجمال، ونصوص الوعيد من مقتضيات صفات الجلال، فمن عبد الله، عز وجل، بالوعد فقط: آل أمره إلى الوقوع في بدعة الإرجاء مع ما يصاحبها من تفريط في الواجبات، وجرأة على المحرمات بحجة أن: الله غفور رحيم، ومن عبد الله، عز وجل، بالوعيد فقط: آل أمره إلى الوقوع في بدعة الخوارج مع ما يصاحبها من تشدد وغلو في مسائل التكفير واستحلال الدماء والأموال والأعراض وتقنيط العصاة من رحمة الله، عز وجل، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم، وأهل السنة، كعادتهم، وسط بين الطرفين، فهم يعبدون الله، عز وجل، بكلا النوعين فلا يغلبون طرفا على طرف، فللوعد مواضع لا يصلح فيها الوعيد، وللوعيد مواضع لا يصلح فيها الوعد، فيعمل بكل في موضعه.
ومع:
44_ الواسع:
فاسم الله الواسع ورد في القرآن:
مطلقا منونا مرادا به العلمية مقترنا باسمه العليم في 7 مواضع منها:
قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
ومناسبة ذكر اسم الله، عز وجل، الواسع، واضحة في هذه الآية، فالله، عز وجل، موصوف بسعة الذات، على الوجه اللائق بجلاله، وفي الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما: (السماوات السبع، والأرضون السبع وما فيهن في يد الرحمن كخردلة في يد أحدكم)، فأينما ولى المصلى وجهه فثم جهة الباري عز وجل، فقد أحاط بالكون، إحاطة الخالق بالمخلوق.
وعند الترمذي من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ فَلَمْ نَدْرِ أَيْنَ الْقِبْلَةُ فَصَلَّى كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا عَلَى حِيَالِهِ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا ذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَ: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِذَاكَ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ أَشْعَثَ السَّمَّانِ وَأَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ يُضَعَّفُ فِي الْحَدِيثِ وَقَدْ ذَهَبَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى هَذَا قَالُوا إِذَا صَلَّى فِي الْغَيْمِ لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ ثُمَّ اسْتَبَانَ لَهُ بَعْدَمَا صَلَّى أَنَّهُ صَلَّى لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ فَإِنَّ صَلَاتَهُ جَائِزَةٌ وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَقُ. اهـ
فإذا اجتهد في غيم فغلب على ظنه أن القبلة إلى جهة معينة، فصلى إليها، ثم بان له خطأ اجتهاده، فصلاته صحيحة، خلاف ما لو صلى ابتداء بلا اجتهاد فبان خطؤه، فصلاته غير مجزئة، أو اجتهد في موضع يمكنه فيه معرفة جهة القبلة يقينا، كمدينة أو قرية فيها مساجد معلومة القبلة، فاجتهاده في هذه الصورة منزل منزلة: الاجتهاد في مقابل النص القطعي، فيكون فاسد الاعتبار، كما لو اجتهد فصلى إلى غير القبلة، فجاءه خبر قطعي عنها فإنه يرجع إلى ذلك الخبر الذي ينزل منزلة النص المقدم على كل اجتهاد، كما في حديث تغيير القبلة واستدارة المصلين في مسجد ذي القبلتين إلى جهة البيت الحرام بعد أن ابتدءوا صلاتهم إلى جهة بيت المقدس، بخلاف ما لو كان المخبر في هذه الصورة إنما يخبر عن اجتهاد هو الآخر، فلا يلزمه الرجوع عن اجتهاده إلى اجتهاد غيره، بل إنه لا يجوز له ذلك.
ولو تغير اجتهاده من صلاة لأخرى، فصلاته الأولى صحيحة، والثانية، أيضا، صحيحة، لأن الاجتهاد لا ينقض الاجتهاد، بل له أن يجتهد داخل الصلاة الواحدة، فيستدير إلى الجهة التي ترجح عنده أنها جهة القبلة.
وهو مع سعته، عز وجل، عليم بما قام بقلب كل مصل، فنوايا العباد ومكنونات صدورهم لا تخفى عليه.
ومقيدا في قوله تعالى: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ)
واللمم: كل شيء بين حدي: الدنيا والآخرة، كما في أثر ابن عباس، رضي الله عنهما، من طريق العوفي.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمناسبة ذكر سعة المغفرة هنا، أيضا، واضحة، فالمغفرة صفة من صفات الله، عز وجل، والصفة تتبع الموصوف، فكما أن ذاته، عز وجل، متصفة بالسعة، فكذا صفاته، فمغفرته واسعة لكل كافر وعاص، فلو تاب الكافر قبل الغرغرة قبلت توبته، ولو تاب العاصي قبلت توبته من باب أولى، ولو مات الكافر على كفره، لم تقبل له توبة أبدا، لأن الكفر هو الذنب الوحيد الذي لا يغفره الله، عز وجل، لصاحبه إذا مات عليه، وعليه حمل قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا)، وأما مرتكب الكبيرة، أو: الفاسق الملي ذو العصيان، كما أطلق عليه بعض المتأخرين، فإنه تحت المشيئة إن مات قبل التوبة، فإن شاء الباري، عز وجل، عفا عنه، وإن شاء عذبه عذابا غير أبدي حتى يطهر من دنس معصيته، ومآله إلى الجنة لأن معه أصل الإيمان، أو: مطلق الإيمان، وإن تخلف وصف: الإيمان المطلق في حقه.
والواسع في اللغة: اسم فاعل لمن اتصف بالوسع، وقد يطلق على الغنى فيقال: فلان ينفق من سعة.
وكلا المعنيين صحيح في حق الباري، عز وجل، فهو متصف بالوسع: ذاتا وصفاتا، وهو الغني الذي لا ينفد ما عنده، وفي الحديث القدسي: (لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ).
والسعة كـ: العظمة والجمال: تطلق على الذات والصفات، كما تقدم، على الوجه اللائق بالله، عز وجل، فله ذات لا مثيل لها ولا نظير في سعتها وعظمتها، وله صفات، لا نظير لها، أيضا، في السعة والعظمة، وإن اشتركت مع صفات خلقه في معانيها الكلية.
ومن لطائف هذا البحث:
سر اقتران اسم الله: "الواسع"، باسمه: "العليم" في قوله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، وهو ما أشار إليه ابن القيم، رحمه الله، فقال ما معناه: أنه لا تستبعد هذه المضاعفة في حق من اتصف بالوسع، فهو يعطي الجزيل على القليل، ويضاعف الحسنات، ومع ذلك فإن هذه المضاعفة لا تحصل لكل منفق، بدليل أن كثيرا من المنفقين لا تقبل صدقاتهم أصلا فضلا عن مضاعفتها، فإنه، عز وجل، عليم بمن تصلح له هذه المضاعفة، فهو يعطي بمقتضى سعته وكرمه، ويمنع بمقتضى حكمته وعدله.
ولما كان اسم الواسع متعلقا بذات الباري، عز وجل، وصفاته، كان وصف: الوسع، وصف ذات وفعل، فهو ملازم للذات القدسية لا ينفك عنها، وصفاته الفعلية المتعلقة بمشيئته، توصف، أيضا، بالوسع فهو: واسع المغفرة، واسع الحلم، واسع الرضا إذا رضي عن عبده المؤمن، واسع السخط إذا سخط على عبده الكافر .............. إلخ، فالأمر مطرد في كل أوصافه، عز وجل، ذاتية كانت أم فعلية، معنوية كانت أم خبرية.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 09:24 م]ـ
ومع:
45_ العليم:
فقد أشار الشيخ، حفظه الله، إلى عدة أسماء دلت على صفة العلم، كـ: "علام" و "أعلم"، ولكنها لم تستوف شروط الأسماء المطلقة، لأنها لم ترد إلا مقيدة في مثل:
قوله تعالى: (إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ)، فهو مقيد بـ: "الغيوب"، والحصر المستفاد من التوكيد بـ: "أنت": حصر حقيقي يفيد اختصاصه، عز وجل، بعلم الغيب المطلق، فلا يطلع عليه إلا من شاء من خلقه، مع استئثاره، عز وجل، بغيوب، لا يعلمها إلا هو، كالمكتوب في اللوح المحفوظ من الآجال المبرمة، خلاف الآجال المعلقة المكتوبة في الصحف التي بأيدي الملائكة، وفي دعاء تفريج الكروب: (أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ
(يُتْبَعُ)
(/)
قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي)، وفي حديث الشفاعة الطويل: (فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ الْآنَ يُلْهِمُنِيهِ اللَّهُ)، وفي رواية أحمد في المسند من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (فَأَحْمَدُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي وَلَا يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ بَعْدِي)، فهي محامد لا يعلمها إلا الله، عز وجل، يعلمها نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ذلك الموقف العظيم.
فلا اطلاع لأي أحد، كائنا من كان، على الغيب المطلق الذي استأثر به الله، عز وجل، خلاف ما يقوله من غلا في المشايخ والأئمة فادعى لهم من العلوم ما اختص به الباري، عز وجل، نفسه.
وقد نص الله، عز وجل، في كتابه على جملة من هذه الغيوب المطلقة فقال جل شأنه: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
وقد يكون الحصر إضافيا من جهة أن البشر قد يوصفون بالعلم، فيقال: فلان: عالم، أو علامة، إذا كان غزير العلم، ولكن يبقى أن وصفه بهذا إنما يصح في مقابل أفراد جنسه، بخلاف علم الباري، عز وجل، فكل ما عداه من علوم البشر قاصر، حادث بعد جهل، فكل العلوم التجريبية الحديثة لم تظهر هكذا دفعة واحدة، وإنما سبقها العديد من التجارب والمحاولات حتى استقرت على صورتها الحالية، مع كونها عرضة للخطأ والطعن والتعديل بالحذف والإضافة، ويوما بعد يوم، يكتشف الإنسان أشياء جديدة يعرف بها مقدار ما كان عليه من جهل.
فالخالق، عز وجل، والمخلوق، كلاهما يوصف بـ: "العلم"، ولكن شتان ما بين علم كامل أزلي أبدي، وعلم ناقص حادث فان.
وقوله تعالى: (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ).
فقيد بـ: محل الرسالة، فهو منصوب بـ: "يعلم"، مقدر دل عليه المذكور: "أعلم".
وقوله تعالى: (اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ).
فقيد بـ: ما في أنفسهم.
وقوله تعالى: (قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا)
فقيد بـ: ما لبثوا.
وقوله تعالى: (اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ)
فقيد بـ: عملهم.
وقوله تعالى: (اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ)
فقيد بـ: إيمانهن.
والعليم من: أبنية المبالغة من: علم يعلم علما، وأبسط تعريف له هو تعريفه بنقيضه: الجهل، فهو: نقيض الجهل، إذ لا يجتمعان ولا يرتفعان، فإما: عالم بالمسألة وإما جاهل.
وخلافا لتقسيمات الأصوليين المتأخرين، وهي مصطلحات حادثة، فإن دائرة العلم أوسع من دائرة العلم الذي اصطلحوا عليه إذ قصروه على الإدراك الجازم، وترتب على ذلك ما ترتب عليه من الكلام في حجية خبر الآحاد، وهل يفيد العلم، أم يفيد: الظن الراجح، فلا يحتج به في العلميات، كما ذهب إلى ذلك من ذهب من المتكلمين، وتحرير المسألة: أن محل النزاع في دلالة خبر الآحاد وهل يفيد العلم أو الظن شيء، والاحتجاج به في العلميات والعمليات على حد سواء شيء آخر، فخبر الآحاد يفيد ابتداء: الظن الراجح الموجب للعلم والعمل، كما أشار إلى ذلك ابن عبد البر، رحمه الله، فهو حجة في العقائد والشرائع، وأدلة ذلك أكثر من أن تحصى في هذه العجالة.
وأما العلم في نصوص الشارع، عز وجل، فإنه يشمل:
الإدراك الجازم، وهو الأصل المطرد، كما في قوله تعالى: (عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا)، فلا يتصور أن المعنى هنا: غلب على ظن الله، عز وجل، ظنا راجحا، أنكم ستذكرونهن!!!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويشمل أيضا: الظن الراجح الموجب للعمل سواء أكان العمل قلبيا: كتصديق خبر ونحوه، أم بدنيا، كامتثال أمر من صلاة وحج وجهاد .................. إلخ، كما في قوله تعالى: (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ)، فلا اطلاع لأحد على مكنون قلوبهن ليقال بأن العلم هنا هو: الإدراك الجازم، إذ لا يعلم ما في القلوب إلا خالقها، عز وجل، ومع ذلك أوجب هذا الظن الراجح قبول بيعتهن على الإيمان، فاكتفي بالظن الراجح في قبول أصل الدين، الذي لا يصح إلا به، فكيف لا يكتفى به في بقية الأصول، بزعم أنه يفيد الظن، والظن مذموم شرعا؟!!!!.
وهنا لابد من الإشارة إلى مسألة: التفريق بين حقائق ألفاظ النصوص اللغوية، والحقائق العرفية التي اصطلح عليها المتأخرون، فـ:
"الظن" على سبيل المثال يرد في معرض الذم في نصوص الوحي كما في: (وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا)، و: (وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ) ......... إلخ، بينما عنى به المتأخرون من الأصوليين درجة من درجات العلم، وإن لم يكن جازما، فهو غير مذموم في اصطلاحهم، بدليل أنهم مجمعون على العمل به في الفروع، وإنما حصل الخلاف في العمل به في الأصول، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، فيخلط من يخلط، عمدا أو جهلا، بين الأمرين، فيقول: خبر الآحاد يفيد الظن، (بالمعنى الاصطلاحي)، والظن مذموم شرعا، (بالمعنى اللغوي)، بدليل كذا وكذا من الآيات فينقل القارئ أو المستمع من الاصطلاح الحادث إلى أصل الوضع في اللغة ليتوصل بذلك إلى إبطال العمل بخبر الآحاد في العقائد، وهو الأمر الذي صار قاعدة مسلما بها بين جموع المعتزلة ومن سار على دربهم من أرباب الكلام.
بل الظن الذي حاولوا ترويج معناه اللغوي المذموم قد يرد أحيانا بمعنى: العلم الجازم، كما في قوله تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، وقوله تعالى: (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)، وقوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ)، فلا يعقل أن الظن هنا إنما هو: الظن الراجح الذي لا يصل إلى درجة الجزم، أو: الظن المذموم.
وللعلم جذران لغويان، تماما كما سبق في: "المبين" و "القيوم":
فأصله اللازم: علم، بكسر اللام وتخفيفها، فهو بهذا الاعتبار من الصفات الذاتية المعنوية التي أثبتها الباري، عز وجل، لنفسه، ولم يقع الخلاف في إثبات هذه الصفة بين عموم طوائف الأمة، اللهم إلا غلاة النفاة من الباطنية والفلاسفة والجهمية، لأن العلم، كمال مطلق، يمدح المتصف به بإطلاق، وسبق مرارا، أن مقتضى قياس الأولى في هذا الموضع هو أن: كل كمال مطلق لا يلحقه أي نقص من أي وجه من الوجوه، اتصف المخلوق به، فالله، عز وجل، أولى به، على كيفية لا تدركها العقول، فضلا عن كون خالق الكمال أولى به، والنص قد ورد بإثباته لله، عز وجل، ابتداء، فلا يتصور فيه إلا الكمال المطلق، وإنما القياس تبع في هذا الباب لا أصل.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول شارح الطحاوية رحمه الله: (وَكُلُّ كَمَالٍ لَا نَقْصَ فِيهِ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ، ثَبَتَ نَوْعُهُ لِلْمَخْلُوقِ وَالْمَرْبُوبِ الْمُدَبَّرِ-: فَإِنَّمَا اسْتَفَادَهُ مِنْ خَالِقِهِ وَرَبِّهِ وَمُدَبِّرِهِ، وَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْهُ، وَأَنَّ كُلَّ نَقْصٍ وَعَيْبٍ فِي نَفْسِهِ، وَهُوَ مَا تَضَمَّنَ سَلْبَ هَذَا الْكَمَالِ، إِذَا وَجَبَ نَفْيُهُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَخْلُوقَاتِ وَالْمُمْكِنَاتِ وَالْمُحْدَثَاتِ -: فَإِنَّهُ يَجِبُ نَفْيُهُ عَنِ الرَّبِّ تَعَالَى بِطَرِيقِ الْأَوْلَى). اهـ
"شرح الطحاوية"، ص69.
وصفة العلم تدل بدلالة اللزوم على الحياة والقيومية، إذ كيف يقوم العلم بموات أو جماد، والقيوم الذي أقام عباده، خلقا ورزقا ......... إلخ، وقام على أعمالهم يحصيها عليهم مع سبق علمه بها في الأزل، كيف لا يكون عليما، فهو عليم باعتبار: العلم الأزلي المؤثر في خلق الكائنات، وعلم الظهور والانكشاف في مثل قوله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ)، فهو العلم الثاني الذي يقتضي الثواب والعقاب، فهو خالق العباد وأفعالهم ابتداء بعلم مؤثر، ومحصي أعمالهم انتهاء بعلم كاشف مظهر، فقد أحاط بكل شيء علما أزلا وأبدا.
وهي دالة، أيضا، بنفس الدلالة على صفة الخلق، لأن الخلق لابد أن يسبق بعلم، كما هو مشاهد في الصناعات في عالم البشر، ولله المثل الأعلى، وبهذا جاء التنزيل في مثل قوله تعالى: (بدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، فقرن بين الخلق والعلم إذ لا انفكاك بينهما، وهو دليل بين على أن الله، عز وجل، موصوف على أنه فاعل بإرادة هي مقتضى علمه، عز وجل، إذ العلم والإرادة لا يقومان إلا بذات حية مختارة، ولله المثل الأعلى، وبهذا يفرق الناظر بين الحي الذي يفعل مختارا، والجماد الذي يفعل بطبع أو قوة أودعها الله، عز وجل، فيه، فيقال له: فاعل بالطبع لا الاختيار، فهو مطبوع مجبول على هذا الفعل بمقتضى ما خلق الله، عز وجل، فيه من الأسباب المؤثرة، كالنار، فهي محرقة لأن الله، عز وجل، خلق فيها القدرة على الإحراق، فهي سبب مؤثر فيه، إن شاء الله، عز وجل، أمضاه، فنتج عنه مسبَبه، على الأصل، وإن شاء أبطله معجزة أو كرامة، كما في معجزة الخليل صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما ألقاه قومه في النار، فسلبها الله، عز وجل، خاصية الإحراق بل جعلها سببا للبرد والسلامة وهما ضدا مسبَبها: الإحراق، وكما في كرامة أبي مسلم الخولاني، رحمه الله، لما ألقاه الأسود العنسي في النار، فمشى عليها حتى خرج منها سالما، فتعطل السبب كرامة لهذا الولي الصالح.
هذه الفقرة مستفادة بتصرف كبير من كتاب "الرد على المنطقيين" لشيخ الإسلام رحمه الله.
وأصله المتعدي هو:
"علَم"، بفتح اللام وتشديدها، فهي متعدية بتشديد عين الفعل، فتتعدى إلى ثلاثة مفعولات، بعد أن كانت متعدية لمفعولين، كما في قولك: علَم محمد أحمد النحو سهلا.
فالله، عز وجل، موصوف بالعلم صفة ذات لازمة، وبالتعليم صفة فعل متعد، فهو الذي علم آدم الأسماء كلها، وهو الذي علم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما لم يكن يعلم وامتن عليه بقوله تعالى: (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا)، وعلم الخضر، عليه السلام، ما لم يعلمه موسى صلى الله عليه وسلم، وعلم كل الكائنات كيف تحصل أسباب بقائها من: طعام وشراب ونكاح .................. إلخ، وعلم العقلاء من بني آدم فنون العلوم والصناعات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو الذي أرسل محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فهدى به من ضلالة، وعلم به من جهالة، بعثه على حين فترة من الرسل، وقد نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، انزوى الحق في أشخاصهم، ففروا إلى الصوامع والبيع، يقصدهم المريدون، ويفر إليهم طلاب الحق من أمثال سلمان، رضي الله عنه، وقد آثروا العزلة على الخلطة، فتخلت النصرانية عن قيادة العالم وصارت طقوسا لا تتعدى محيط كنائسها، حتى بزغ فجر الإسلام من قلب الصحراء العربية، ليتسلم قيادة البشرية إلى ما شاء الله، على منهاج النبوة:
منهاج: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ).
منهاج: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)
منهاج: (لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما)
منهاج: (إن الله قد بعث محمداً صلى الله عليه وسلم إلينا ولا نعلم شيئا وإنما نفعل كما رأيناه يفعل)
منهاج: (عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةَ).
فقد بين صلى الله عليه وعلى آله وسلم الدين كله: أصولا وفروعا، عقيدة وشريعة وسلوكا، فلسنا في حاجة إلى استدراك مستدرك من متكلم يخوض في العقائد، أو صاحب رأي يخالف السنة برأيه، أو ساسة يرون المصلحة بخلاف ما قرره الشارع، عز وجل، أو شيخ يدعي من علوم التزكية ما لم يأت به محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فشريعته تامة تامة: قد تكفلت بتزكية الأرواح والأبدان في توازن عجيب، فلا هي يهودية تغلو في الماديات، ولا هي نصرانية تغلو في الروحانيات، وداخل ملة الإسلام: يقف أهل السنة والجماعة بين النحل وقوف الإسلام بين الملل.
ويوم نحي الإسلام عن القيادة، ارتدت البشرية إلى جاهليتها الأولى، في ثوب عصري، أشبع الغرائز، في بهيمية منقطعة النظير يشهد لها الفحش والشذوذ الذي تعاني منه الحضارة الغربية العجوز، وقد أثبتت التجربة فشلها الذريع في قيادة البشرية، وباتت الساحة مهيأة لعودة الإسلام، من جديد إلى سدة الحكم، ليقود البشرية مرة أخرى إلى سعادة الدارين.
ولعلم الرب، جل وعلا، مراتب هي:
علمه بالشيء قبل كونه.
و: علمه بالشيء وهو في اللوح المحفوظ، وهاتان المرتبتان لا يبلغهما ملك مقرب ولا نبي مرسل.
و: علمه بالشيء حال كونه ووقوعه.
و: علمه بالشيء بعد كونه ووقوعه.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 10 - 2007, 07:28 ص]ـ
ومع:
46_ التواب:
فالتواب في اللغة: من صيغ المبالغة: صيغة: "فعال" التي تفيد كثرة وقوع الفعل، إما باعتبار كثرة من يتوب عليهم، أو كثرة مرات توبته على العبد الواحد، إن أذنب، ثم رجع، ثم أذنب ثم تاب، كما في الحديث القدسي: (أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ)، فتكرر الذنب من العبد وتكررت التوبة من الرب جل وعلا، ولا يعني ذلك تعمد الوقوع في الذنب بحجة أن الله، عز وجل، قد تكفل لمن تكرر منه وقوع الذنب بتكرر التوبة متى أقلع وندم، وإنما الحديث في حق من صدق في توبته وجاهد نفسه فغلبته
(يُتْبَعُ)
(/)
فوقع في الذنب مرة أخرى، فتاب توبة نصوحا فغلبته نفسه مرة أخرى ................ إلخ فهو في جهاد مستمر مع نفسه، فتارة يغلبها وتارة تغلبه.
وجذر الاسم اللغوي: تاب يتوب توبا وتوبة، والتوبة هي: الرجوع عن الشيء إلى غيره، وترك الذنب على أجمل الوجوه، فهي أبلغ وجوه الاعتذار، فإن للاعتذار ثلاث مراتب:
أولها: إنكار وقوع الذنب، فيقول المذنب: لم أفعل.
وثانيها: الإقرار به مع التعلل بأي حجة سواء أكانت قوية أم متهافتة، فيقول المذنب: فعلت كذا لأجل كذا وكذا.
وثالثها: وهو أعلاها وأكملها أن يقول: فعلت وأسأت ولا حجة لي، وقد أقلعت نادما.
وللتوبة ثلاثة شروط ذكرها العلماء:
الإقلاع فورا عن الذنب.
والندم على ما فات، وهذا شرط يغفل عنه كثير من الناس، كما أشار إلى ذلك أحد الدعاة المعاصرين، فكثير من العصاة يقلع عن ذنب بعينه، لا لأنه ندم واستغفر، وإنما لأنه تجاوز مرحلة عمرية كان اقتراف هذا الذنب فيها أمرا غير مستهجن في مجتمعاتنا التي غلب عليها الترف، فنقله الشيطان إلى ذنب جديد مناسب للمرحلة العمرية التي هو فيها الآن، فلكل مرحلة ذنوبها، فهو يقلع خجلا من نظرة المجتمع، لا خجلا من نظر الباري، عز وجل، إليه، وهو يقترف المعصية.
والعزم على عدم العودة: فلا يكون الندم آنيا، مع تبييت نية الرجوع إلى الذنب متى استطاع إلى ذلك سبيلا، فتكون التوبة رد فعل لحالة الوحشة والندم التي تعقب ارتكاب المعصية، ومن ثم تشتاق النفس إلى اللذة الموهومة التي يجدها العاصي حال مباشرة الذنب.
وإن كان الذنب متعلقا بحقوق العباد فلابد من رد المظالم إلى أهلها، أو طلب العفو والصفح منهم ما لم تترتب على ذلك مفسدة، وإلا أكثر من الدعاء لهم والثناء عليهم وإخراج الصدقات بأعيانهم أو أوصافهم إن جهل أعيانهم، لاسيما إن كانت المظالم أموالا اختلسها أو اغتصبها ولا يستطيع ردها إلى أصحابها لجهله بأعيانهم أو تعذر الوصول إليهم.
وتوبة العبد واقعة بين توبتين من الله، عز وجل، فهي:
مسبوقة بتوبة الرب، جل وعلا، عليه وفي التنزيل: (ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)، فلولا أنه أذن بتوبتهم ابتداء، ما وفقوا إليها انتهاء، فإذنه الكوني سابق لامتثالهم الأمر الشرعي بالتوبة، فكل الحركات والسكنات إنما تقع بكلماته الكونيات، وقد قرن الله، عز وجل، بين اسميه: التواب والرحيم في نهاية الآية لأن من لوازم رحمته بعباده أن يوفق عاصيهم إلى توبة تجب ما قبلها.
ومتبوعة بتوبة منه، جل وعلا، إذ يقبل هذه التوبة، ومجرد قبوله لها كرم بالغ، إذ هو الغني عمن سواه، لا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين، وفي التنزيل: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) و: (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا)، وفي الحديث القدسي: (يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي)، فكيف وهو مع قبولها يفرح بتوبة العبد، فرح: (لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ)، بل ويكرم صاحب التوبة فيبدل سيئاته حسنات: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)، وهذا من معاني اسمه: "الودود"، فهو لا يعفو فقط، إذ العفو لا يلزم منه المودة وصفاء النفس، فقد يعفو الإنسان عمن أساء في حقه، ولا تصفو نفسه له، ولكن الله، عز وجل، لكمال غناه عن خلقه: يعفو ويغفر ويصفح بل ويفرح بتوبة التائب فيكرمه بتبديل سيئاته حسنات، فأي ود وفضل وكرم بعد هذا؟!!!
فالله، عز وجل، يتوب أولا: إذنا وتوفيقا وإلهاما، فيتوب العبد، فيتوب الله، عز وجل، ثانيا: قبولا وإثابة.
والتواب: اسم يدل على صفة التوبة، وهي صفة فعل تتعلق بمشيئة الله، عز وجل، فمتى شاء الله، عز وجل، توبة عبده كونا، فإنه يلهمه إياها شرعا، ثم يتقبلها منه بمنه وكرمه.
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[20 - 10 - 2007, 10:00 ص]ـ
ومع:
47_ الحكيم:
فالحكيم في اللغة: صيغة مبالغة على وزن "فعيل" بمعنى "فاعل"، فالله، عز وجل، حكيم محكِم، قد أتقن كل شيء، وفق سنن كونية، تعمل عمل الأسباب التي تؤدي لمسبَباتها، ما لم يتخلف شرط أو يوجد مانع، فالنار سبب الحريق، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، ولكن الله، عز وجل، منع إحراقها إبراهيم عليه الصلاة والسلام معجزة، فنزع من السبب تأثيره، كما نزع من السكين تأثير القطع لما امتثل إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأمر ربه فأرقد إسماعيل عليه الصلاة والسلام ليذبحه.
والحكمة في اللغة تأتي على معان منها:
المنع والإحاطة: ومنها حكمة اللجام التي تمنع الدابة من الانفلات، ومنه قول حسان رضي الله عنه:
فنحكم بالقوافي من هجانا ******* ونضرب حين تختلط الدماء
أي: نمنع من هجانا من هجونا بأبيات تردعه، وبسيف يضرب حين تختلط الدماء.
وقول جرير رحمه الله:
أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم ******* إني أخاف عليكم أن أغضبا
أي: امنعوا سفهاءكم من هجائي، وإلا أطلقت لساني عليكم حال الغضب.
والله، عز وجل، حكيم، قد اتصف بحكمة حقيقية، على الوجه اللائق بجلاله، ولا يقال هنا بأن في الحكمة نوع افتقار، لأن الحكمة لا تكون إلا لغرض تعلل به الأفعال، فيقال في عالم البشر: فلان فعل كذا لحكمة وهي: رجاء حصول كذا وكذا، وفي هذا من الافتقار إلى الغرض ما فيه، فلما وقع المتكلمون في قياس الشمول، كعادتهم، فقاسوا الله، عز وجل، على خلقه، في هذه الصفة فروا من ناتج قياسهم الفاسد فقالوا: الحكمة هنا ليست على حقيقتها، لأن الحكيم لا يفعل إلا لغرض، وأفعال الله، عز وجل، لا تعلل بالأغراض، وهو لفظ مجمل يلزم بيان مقصود قائله قبل إثباته أو نفيه، فيقال:
ما المقصود بالغرض هنا: هل المقصود الغرض الذي يماثل الغرض البشري من جهة الافتقار إليه، فهذا منتف قطعا في حق الباري، عز وجل، فهو الغني عمن سواه، وكل ما عداه مفتقر إليه.
أم تقصد غاية لا يلزم منها افتقار، بل هي تزيد الفاعل كمالا، لأنها تدل على عظيم علمه ودقيق تدبيره، فهو الذي يدبر أمر هذا الكون تدبيرا كونيا يدل على تفرده، عز وجل، بالربوبية، فلا رب مدبر مرب لعباده عالم بأسباب صلاحهم سواه، ومن ثم لزم إفراده بالألوهية، فمن قدر ودبر، ومن بيده ملكوت السماوات والأرض، ومن خضعت لكلماته الكونيات ذرات الكون، هو المستحق لأن يفرد بالعبادة: محبة وخضوعا.
والحكمة ترتبط بالعلم ارتباطا وثيقا، فلا حكمة بلا علم، فالعلم سابق الحكمة، فمن علم دقائق الأمور ابتداء، سهل عليه تدبيرها انتهاء، ولله المثل الأعلى.
وقد اقتضت حكمة الله، عز وجل، وقوع بعض المكروه شرعا، فالله، عز وجل، يكره الكفر شرعا، ولذا حذر منه وتوعد عليه، ومع ذلك اقتضت حكمته وقوعه كونا، فهو مع قبحه، وسيلة لحصول محبوب تفوق مصلحته مفسدة وقوع الكفر، فلولا الكفر لما عرف الإيمان، وبضدها تتميز الأشياء، ولولاه لما قامت سوق الجهاد بين حزب الله وحزب الشيطان، ولولاه لما نافح العلماء الربانيون عن الملة، فحصل بذلك من التنسك والتأله للباري، عز وجل، ما حصل، ولولاه ما خط مؤمن حرفا ولا رفع سيفا نصرة للدين الحق، ولولاه لتعطلت عبودية: التوبة، إذ يتوب الله، عز وجل، على من يتوب من الكافرين كل يوم، وهذا أمر مشاهد لا يحتاج مزيد بيان ............... إلخ من الحكم والمصالح التي تفوق مفسدة وقوع المكروه، فالله، عز وجل، غني كريم، ما منع إلا ليعطي، وما ابتلى إلا ليعافي، وما قدر نقص الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ إلا ليعلم الصابرين، علم ظهور وانكشاف، فيوفيهم أجرهم بغير حساب.
اللهم اجعلنا ممن امتننت عليهم بمنة الصبر عند الصدمة الأولى، فحبسوا النفس واللسان عن الجزع والتسخط، وسلموا لحكمتك في وقوع البلاء، فردوا أقدارك بأقدارك.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[21 - 10 - 2007, 09:38 ص]ـ
ومع:
48_ الغني:
فالغني في اللغة: صفة مشبهة للموصوف بالغنى من: غنِي غنىً.
والغنى على نوعين:
(يُتْبَعُ)
(/)
غنى نسبي: وهو الذي يتصف البشر به إذا قل احتياجهم إلى غيرهم في تحصيل أسباب المعاش من أموال وأقوات ............. إلخ، وهم مع ذلك لا استقلال لهم في تحصيل هذه الأسباب من جهة:
أن كل سبب لابد له من أسباب أخرى معينة، وقد يعارضه مانع يبطله، فيظل الإنسان محتاجا إلى تعاضد الأسباب، وإزالة الموانع حتى يحصل له تمام الانتفاع بالسبب، وغالبا لا يستقل الإنسان بمفرده في ذلك، فيحتاج إلى من يعينه في تكميل الأسباب ورفع الموانع، فالمريض لا يستغني عن الطبيب ليصف له الدواء الذي هو سبب العلاج، ويحذره من موانع الشفاء من طعام أو شراب أو .............. إلخ، والإنسان مدني بطبعه، لا يستغني عن الجماعة التي تنهض بفروض الكفايات في شتى الفنون والصناعات، فبعضها مفتقر إلى بعض في تحصيل هذه الفروض تحصيلا لا تتعطل معه ضرورات الحياة.
فالفقر أمر ذاتي في الإنسان فهو مفتقر إلى غيره من البشر في إقامة نسيج اجتماعي ينتظم الأفراد، وهو مفتقر قبل ذلك إلى رب خالق مدبر، يخلق له أسباب المعاش ويدبر له شئونه، فإليه يتوجه في قضاء الحوائج، وبتمام محبته والخضوع له يسد رمق فؤاده ويلملم شعثه، والنفس جبلت على التأله للمعبود، فإن لم تتأله لخالقها ومدبر أمرها، وفق ما شرع على ألسنة رسله عليهم الصلاة والسلام، وقعت في شراك التأله لغيره، فهلكت في أودية الضلال، وما أكثرها!!!!، ومن عبد الله، عز وجل، بغير ما شرع على ألسنة رسله، وقع في شراك البدعة، فلابد من توحيد في العبادة، وتوحيد في المتابعة لتسلم النفس من الهلاك، ويسلم القلب من الشتات، وقليل من جمع بينهما فنجا، وكثير من فرط فيهما فهلك!!!!.
فالحاصل أن الافتقار أمر مركوز في الفطر فهم: مفتقرون إلى الباري، عز وجل، في إيجاد أسباب البقاء، مفتقرون إلى بعضهم في معالجة هذه الأسباب، فهم في فقر مستمر، وإن أظهر الاستغناء منهم من أظهر اغترارا بما في يده من أسباب، مصداق قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى)، فتقدير الكلام كما يقول أبو السعود رحمه الله: أي يطغى لأنْ رَأى نفسَهُ مستغنياً، فظنه الغنى سبب طغيانه.
والنوع الثاني:
الغنى المطلق: وهو غنى من لا يفتقر إلى سواه، بل كل ما سواه مفتقر إليه: إيجادا وإمدادا، وهو الله، عز وجل، الغني بذاته، المغني لغيره، وعليه يقال:
بأن لاسم "الغني" جذران لغويان:
غنِي اللازم، فيكون دالة على صفة الغنى وهي صفة ذات لا تنفك عن ذات الله، عز وجل، القدسية، فهو غني أزلا وأبدا، لا يفتقر إلى سواه، مصداق قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)، فلم يخلقهم ليأنس بهم من وحشة، أو ليتقوى بهم من ضعف، وإنما حصر الغاية بأقوى أدوات الحصر: النفي والإثبات، فما خلقوا إلا لعبادته، وما أشرفها من وظيفة تؤهل صاحبها إلى الانتظام في سلك النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا.
والجذر الثاني هو: أغنى المتعدي لغيره، فيكون من صفات الأفعال المتعلقة بمشيئة الله، عز وجل، فهو يغني من شاء متى شاء كيف شاء، وفي التنزيل: (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى).
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 10 - 2007, 07:15 م]ـ
السلام عليكم
عذرا على هذا الانقطاع، أيها الكرام، لتجدد الأعطال الفنية في الشركة المسئولة عن إمداد حينا بهذه الخدمة.
ومع:
49_ الكريم:
فالكرم في اللغة يدور على معنيين رئيسيين:
الجود وهو المعنى الأشهر، والأصالة، فيقال: فلان كريم النسب، أي: ذو نسب أصيل.
والله، عز وجل، أكرم الأكرمين، فجوده لا يدانيه جود، وذاته وصفاته لا مثل لها، فهي متفردة تفرد كريم النسب في عالم البشر.
(يُتْبَعُ)
(/)
والكريم: صفة مشبهة للموصوف بالكرم من: كرُم يكْرُم كرَما، من باب: "فَعُل"، وهي صيغة الأفعال اللازمة التي تعرف بـ: "أفعال السجايا"، لأنها تدل على صفات ملازمة للذوات ملازمة السجايا للنفوس كـ: شَرُف، و: طَهُر .......... إلخ، وقد تقدم أن الصفات المشبهة إنما تصاغ من الأفعال اللازمة، وإن صيغت مبانيها على مبنى صيغة المبالغة: "فعيل"، كما في: "كريم" و "شريف".
والفرق بين الكريم والسخي: أن الكريم هو الذي يعطي بلا طلب، و: السخي هو: الذي يعطي بعد الطلب، فالكرم منزلة أعلى من منزلة السخاء.
ولاسم الكريم جذر آخر متعد من: أكرم، الذي يتعدى بهمزة التعدي، فالله، عز وجل، كريم في ذاته، مكرم لمن استحق الإكرام من عباده، وفي التنزيل: (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ)، و: مكرِم: اسم فاعل من الرباعي: أكرم، فالآية تدل بمفهوم مخالفتها على أن من أكرمه الله، عز وجل، فلا مهين له.
فصار الاسم دالا على:
صفة الكرم الذاتية المعنوية.
وصفة الإكرام الفعلية المتعلقة بمشيئة الباري، عز وجل، فمن شاء الله، عز وجل، إكرامه من عباده، فهو المُكرَم، وخير ما أكرم العبد به: الطاعة، ومن شاء إهانته فهو المهان، وشر ما أهين به العبد: المعصية، لاسيما: معاصي السر أو ذنوب الخلوات فهي أصل الانتكاسات، عافانا الله من معاصي السر والعلن.
وعليه يصح وصف الله، عز وجل، بأنه مهين لمن استحق الإهانة من عباده، لورود الفعل الدال عليه، ولا يقال بأن من أسماء الله، عز وجل، المهين، لأن باب الأسماء أخص من باب الصفات، فكل اسم يحوي صفة ولا عكس ولا يلزم من ثبوت الأعم ثبوت الأخص، والباب كما تقدم مرارا: توقيفي بحت، بل وصف الله، عز وجل، بأنه: مهين لا يصح إلا بتقييده بمن يستحق الإهانة، لأن الإهانة المطلقة لا تدل على كمال من اتصف بها، حتى تقيد بالقيد السابق فتكون من باب الجزاء العدل.
وقد اقترن اسم الله الكريم بـ: "الغني" في قوله تعالى: (وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ)، والمناسبة بينهما واضحة، لأن الكرم فرع الغنى، وإن تخلف في بعض أفراد البشر ممن اتصفوا بالغنى على بخل فيهم، والله، عز وجل، منزه عن البخل، لأن البخيل يخشى زوال ما في يده، وخزائن الله، عز وجل، لا تنفد، فهو الغني في ذاته، المغني لعباده، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
واقترن أيضا بـ: "الحليم" في حديث علي رضي الله عنه: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)، والمناسبة بينهما أن الحليم هو الذي يصبر على إساءة غيره رجاء أوبته، فيتألفه بإكرامه والإحسان إليه، وإن كان مقيما على الإساءة، عله يرجع عنها، ولله المثل الأعلى، فهو يتودد إلى عباده بنعمه، مع غناه المطلق عنهم، فتكون سببا في رجوع من تقدم في علمه الأزلي أنهم سيؤوبون إليه، وتكون استدراجا لمن تقدم في علمه الأزلي أنهم سيقيمون على الكفر أو المعصية بل وسيستعملونها في حربه وحرب رسله وأوليائه، فيحلم عن الأولين ويصبر على الآخرين، كما تقدم عند الكلام على اسمي: الحليم والصبور.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[31 - 10 - 2007, 03:14 م]ـ
ومع:
50_ الأحد:
فالأحد في اللغة: اسم فاعل، أو صفة مشبهة للموصوف بالأحدية من: أحد، بفتح الحاء وتشديدها، أي: جعله أو اعتقده واحدا على التفصيل السابق في اسم "الواحد"، يوحد، تأحيدا وتوحيدا.
وأصل الهمزة في "أحد": واو، فيكون أصل "أحد": "وحد" لأنه من الوحدة.
والفرق بين "الأحد" و "الواحد": أن الأول يرد في موارد النفي والجحود، فتقول: ما جاءني من أحد، فالتنصيص على عموم النفي بـ: "من" زاد النفي والجحود قوة، فناسب أن يكون المنفي: "أحد" لا "واحد"، وفي التنزيل: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)، بينما الثاني: "واحد" يرد في موارد الإثبات، فتقول: جاءني واحد منهم، فيكون المعنى: جاءني واحد لا اثنان، ولا تقول: جاءني أحد منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما إذا أضيف "أحد" لما بعده، فإن معناه يقرب جدا من معنى "واحد"، فتقول: جاءني أحد الثلاثة، و: جاءني واحد من الثلاثة.
وقد يشكل على ما سبق مجيء أحد في موارد الإثبات في نحو قوله تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، والجواب أن الإثبات هنا متضمن للنفي والجحود لأنه رد على مشركي العرب الذين اتخذوا آلهة متعددة، فكأن الآية تنفي آلهتهم الباطلة بإثبات ضدها من تفرد وأحدية الملك عز وجل، والله أعلم.
والأحد، عز وجل، عند أهل السنة والجماعة هو: المنفرد بذاته ووصفه، المباين لغيره، فمعناه قريب من معنى اسم "الواحد"، فهو، عز وجل، أحد في ذاته، لا تقاس ذاته القدسية على ذوات خلقه، من جهة: تركيب أجساد الخلق من أجزاء يفتقر بعضها لبعض، فليس اتصافه، عز وجل، بالصفات الذاتية الخبرية، كالوجه والعين واليد، كاتصافنا بها، فهي في حقنا أعضاء تفتقر إليها أجسادنا المخلوقة وتدركها حواسنا القاصرة، وفي حقه، عز وجل، صفات لا يدري كنهها إلا المتصف بها، جل وعلا، وإن كانت تشترك مع صفات البشر اشتراكا معنويا، في المعاني الكلية الجامعة، التي لا توجد خارج الذهن إلا مقيدة، كما سبقت الإشارة إلى ذلك مرارا.
والمتكلمون جعلوا هذا النوع: هو أول أنواع التوحيد، ولكنه لم يسلم، كالعادة من أقيستهم العقلية الفاسدة، فتوصلوا بإثبات الأحدية إلى: نفي صفات الباري، عز وجل، بحجة أنه يلزم منها:
التركيب والتجزؤ الذي ينزه الله، عز وجل، عنه، وهذا نتيجة قياس صفاته على صفات خلقه لمجرد الاشتراك في اللفظ الدال عليها والمعنى الكلي الجامع، على التفصيل المتقدم، فلم يفهموا من صفة العين إلا آلة الإبصار التي يرونها في الخارج، مع أن ما يرونه لا يوجد مطلقا في الخارج، فلا أحد منهم يزعم أن الذي يراه هو: العين المجردة، وإنما يقول: هذه عين إنسان، وهذه عين جمل، وهذه عين هرة .............. إلخ، فإذا كان التباين واقعا بين أعين المخلوقات تبعا لتباين ذواتها مع كونها جميعا يشملها اسم: المخلوق، أفلا يكون التباين أولى بين الخالق، عز وجل، الذي ليس كمثله شيء في ذاته وصفاته، والمخلوق؟، وعلى هذا فقس في كل الصفات التي نفوها بحجة التركيب الفاسدة، وبهذا يظهر أن ما رموا به أهل السنة من التشبيه، لأنهم يثبتون الصفات التي أثبتها الله عز وجل لنفسه وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الوجه اللائق بجلاله فيجرونها على معانيها الظاهرة دون خوض في كيفية، هو عين ما وقعوا فيه فقد شبهوا ابتداء، ففروا من التشبيه إلى نقيضه: التعطيل، فصارت صفات الله، عز وجل، عندهم مشتركة مع صفات البشر اشتراكا لفظيا فقط، فلا يوجد أدنى شبه، ولو في أصل المعنى بين سمع الله، عز وجل، وسمع المخلوق، ولازم هذا القول: إبطال دلالة الألفاظ التي خوطب بها المكلفون، فما معنى أن يخاطبهم الله، عز وجل، بقوله: (إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، وهو لا يقصد معنى السمع الذي استقر عندهم، بغض النظر عن الكيفية، فالكلام الآن في المعاني الكلية، كما تقدم مرارا، إذ لا سبيل إلى إدراك كيفية صفات الباري، عز وجل، بعقولنا القاصرة، فصار الوحي، بلازم قولهم، ألغازا لا يمكن فهمها وتدبرها، لأن المشترك اللفظي لا يدرك معناه إلا بقرينة خارجية ترجح أحد معانيه على بقية المعاني، إذ لا أدنى علاقة في المعنى بينها وإنما يدل المشترك اللفظي عليها على سبيل البدل فإن دل على إحداها لم يدل على البقية ولو من جهة المعنى الكلي، كما في لفظ: "عين"، وهو أحد أشهر المشتركات اللفظية، فهو يطلق على: العين الباصرة، والجاسوس، وعين الماء ........... إلخ، ولا يدرك المعنى المراد إلا بقرينة مرجحة، فترجح دلالة السياق في: شربت من العين، عين الماء، وترجح نفس الدلالة في: قبض الجند على عين للأعداء، الجاسوس، وهكذا ........ ، وهم قد اعتمدوا القرينة العقلية في هذا الباب لتبرير تأويلاتهم، والقرينة العقلية لا تصلح في باب غيبي، كهذا الباب، لا يدرك إلا بالأدلة السمعية الصحيحة، فلا قرينة لفظية تشهد لما ذهبوا إليه، بل إن سياقات النصوص تشهد لمن أجرى ظواهرها، فأثبت ما تضمنته ألفاظها من وصف الله، عز وجل، بصفات الكمال المطلق التي
(يُتْبَعُ)
(/)
أثبتها لنفسه وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الوجه اللائق بجلاله من غير تكييف ولا تشبيه، ولا تعطيل ولا تحريف، سموه: "تأويلا" ليروج على المخاطَب.
فصار التوحيد عندهم نفيا بلا إثبات، فنفيهم مفصل: ليس بكذا ولا بكذا .............. إلخ، لا يتضمن إثباتا، وإنما هو نفي محض، مقصود لغيره، وإثباتهم مجمل، مع أن الأصل فيه التفصيل، لأن فيه مزيد بيان لصفات الكمال الثابتة لله، عز وجل، فهو مقصود لذاته، فعكس القوم المسألة وجعلوا المقصود لغيره أصلا في الباب، وجعلوا المقصود لذاته فرعا، فخالفوا طريقة المرسلين في أشرف أبواب العلم.
ولفظ التركيب كغيره من الألفاظ الحادثة التي تكلم بها من تكلم ممن خاض في هذا الباب على طريقة المتكلمين، فهو: مجمل يفتقر إلى بيان، فلا يقبل بإطلاق، ولا يرد بإطلاق إلا بعد البيان، فإن قصد بنفيه: نفي افتقار الله، عز وجل، للأعضاء والأجزاء، كما يفتقر إليها البشر وبقية جنس الحيوان، مع إثبات الصفات الخبرية الذاتية كالعين واليد ............. إلخ على الوجه اللائق بجلال الله، عز وجل، فهذا حق، وإن قصد بنفيه: نفي اتصاف الله، عز وجل، بهذه الصفات، للشبه التي تقدم بسط الكلام فيها، فهذا باطل لأن فيه ردا للنصوص الصحيحة الصريحة في هذا الباب بحجة أنها توهم التشبيه، وأي إساءة أعظم من توهم المعاني الباطلة في نصوص الوحي المنزل بنوعيه: القرآن والسنة.
وعن هذه الألفاظ الحادثة يقول شيخ الإسلام رحمه الله:
(الاستدلال بالقرآن إنما يكون على لغة العرب التي أنزل بها بل قد نزل بلغة قريش كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِه} وقال: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} فليس لأحد يحمل ألفاظ القرآن على غير ذلك من عرف عام واصطلاح خاص بل لا يحمله إلا على معاني عنوها بها إما من المعنى اللغوي أو أعم أو مغايرا له لم يكن له أن يضع القرآن على ما وضعه هو بل يضع القرآن على مواضعه التي بينها الله لمن خاطبه بالقرآن بلغته ومتى فعل غير ذلك كان ذلك تحريفا للكلام عن مواضعه ومن المعلوم أنه ما من طائفة إلا وقد تصطلح على ألفاظ يتخاطبون بها كما أن من المتكلمين من يقول "الأحد" هو الذي لا ينقسم وكل جسم منقسم ويقول: الجسم هو مطلق المتحيز القابل للقسمة حتى يدخل في ذلك الهواء وغيره لكن ليس له أن يحمل كلام الله وكلام رسوله إلا على اللغة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب بها أمته وهي لغة العرب عموما ولغة قريش خصوصا).
"بيان تلبيس الجهمية"، (3/ 34).
وثمة شبهة أخرى حملتهم على نفي تعدد صفات الباري، عز وجل، وهي تأثرهم بالعقيدة النصرانية في مسألة: تعدد القدماء، فجعلوا الصفات بمنزلة أقانيم النصارى، فإثباتها عندهم يعني: تعدد القدماء، مع أنها لا توجد قائمة بنفسها أبدا، إذ لا قيام لصفة إلا بموصوف، وتعدد الصفات لموصوف واحد، مع كونه واحدا في ذاته، أمر غير ممتنع، فقد يوصف فلان من الناس بأنه كذا وكذا، كما أثر عن الحسن بن علي خادم عبد الله بن المبارك، رحمه الله، أنه اجتمع يوما بأصحابه ليعدوا خصال عبد الله من الخير، فهل قال أحد إن تعدد خصال ابن المبارك، رحمه الله، يلزم منه تعدد ذات عبد الله، أو أن: علم عبد الله ذات، وبذله ذات، وفقهه ذات، وفصاحته ذات، وجهاده ذات ...................... إلخ؟!!!!، أم أنها كلها صفات لموصوف واحد، ولله المثل العلى، بينما أقانيم النصارى: ذوات مستقلة، قائمة بنفسها: فالمسيح صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذات مستقلة، ومريم عليها السلام ذات مستقلة، والروح القدس، عليه السلام، ذات مستقلة، فقياس هذا على هذا: قياس مع الفارق.
وصفة الأحدية: صفة ذات أزلية ثابتة لله، عز وجل، فلا تنفك عن ذاته، فهو الأحد أزلا وأبدا.
ومع:
51_ الصمد:
فالصمد في اللغة: صفة مشبهة للموصوف بالصمدية، من: صمد يصمد صمْدا، وهو يأتي على عدة معان منها:
السيد المطاع الذي لا يقضى أمر دون الرجوع إليه، وهو قول طائفة من السلف وأكثر الخلف وجمهور اللغويين.
و: الذي لا جوف له، لأن الجوف مظنة الضعف، فمن له جوف مفتقر إلى ما يملؤه، فيكون مفتقرا إلى الطعام والشراب، ومن كان له جوف فلابد له من مدخل ومخرج، مدخل للغذاء ومخرج للفضلات، وكل هذا مما يتنزه عنه الباري عز وجل.
و: الذي انتهى سؤدده وكمل في أنواع الشرف والسؤدد.
و: الباقي بعد خلقه، فالصمود يلزم منه البقاء بعد سقوط الغير وفنائه، وفي عالم البشر يقال: انهار الكل ما عدا فلانا فإنه صمد فلم يزلزله الخطب وإن كان جللا، ولله المثل الأعلى.
و: قيل: يفسره ما بعده: (لم يلد ولم يولد)، فيكون من المجمل المفتقر إلى البيان، وبيانه متصل به، وأولى ما فسر به القرآن: القرآن، والآية تشير إلى المعنى الثاني، لأن الولادة لا تكون إلا من أجوف، والله، عز وجل، منزه عن الجوف، لما فيه من الافتقار إلى ما يملؤه على التفصيل المتقدم.
ومن معانيه أيضا: السيد المقصود لقضاء الحاجات، فالصمْد هو: القصد.
وكل هذه المعاني، مع تفاوتها قوة وضعفا، صحيحة، فلا مانع من الجمع بينها، فكلها مما يصح وصف الله، عز وجل، أو الإخبار عنه بها.
والصمدية من: صفات الذات التي لا تنفك عن ذات الله، عز وجل، القدسية، فهو الصمد أزلا وأبدا.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[06 - 11 - 2007, 04:56 م]ـ
ومع:
52_ القريب:
فالقريب في اللغة: فعيل بمعنى فاعل، فهو صيغة مبالغة تدل على صفة القرب، وهو في اللغة: نقيض البعد.
والقرب في اللغة على أنواع فمنه:
قرب المكان، ومنه قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا)
و: قرب الزمان، ومنه قوله تعالى: (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا)
و: قرب النسب، ومنه قوله تعالى: (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ)
و: قرب الحظوة والمنزلة، ومنه قوله تعالى: (فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ)
فهده معان متعددة يجمعها معنى كلي مشترك هو: الدنو وعدم البعد، وهو يختلف باختلاف موارده، فالسياق هو الذي يرجح معنى على آخر، فإن دل على مكان، صار القرب هنا: نصا في قرب المكان، وإن دل على زمان صار: نصا في قرب الزمان، فسياق النص يرفع الظاهر المحتمل إلى مرتبة النص القطعي غير المحتمل، وهذا ما يعرف بـ: "الظاهر المركب"، لأن دلالته مركبة من: مادة اللفظ، والسياق الذي ورد فيه.
والله، عز وجل، يقرب من عباده كما شاء، كيف شاء، وهو مع قربه: علي على خلقه، مستو على عرشه، فلا تختلط ذاته القدسية بذوات خلقه، وإلى هذا المعنى أشار صاحب سلم الوصول، رحمه الله، بقوله:
وذكره للقرب والمعية ******* لم ينف للعلو والفوقية
فإنه العلي في دنوه ******* وهو القريب جل في علوه
وأما النصوص التي استدل بها من نفى علو الله، عز وجل، فزعم أنها تثبت قربه ومعيته على وجه يقتضي الحلول أو الاتحاد أو اختلاط ذاته بذوات خلقه، فليس فيها حجة لهم، بل السياق يدل على نقيض ما ذهبوا إليه، فالقرب إما أن يفسر بأنه:
قرب حقيقي لا يقتضي حلولا أو اتحادا، لأن الله، عز وجل، محيط بخلقه، فالسماوات السبع والأرضون السبع في يد الله، عز وجل، كخردلة في يد أحدنا، فالخردلة، مع دقتها، يصح أن يوصف من هي في يده بأنه قريب منها باعتبار إحاطته بها، ولا يلزم من ذلك أن ذاته قد اتحدت أو حلت فيها، تماما كمن أمسك زجاجة ماء شفافة، فإنه يصح أن يقال بأنه محيط بها، عالم بما تحويه، قريب منها، ولا يلزم من ذلك حلول أو اتحاد على التفصيل السابق، ولله المثل الأعلى.
وإما أن يقال، وهو الأرجح، إن سياق النصوص هو الذي يوضح معانيها، ففي:
قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ):
القرينة السمعية المستفادة من نفس السياق: (وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ) تدل على أن القرب هنا: بمعنى العلم، فهو عالم بما توسوس به النفوس، تماما كما يقال عن فلان بأنه قريب من فلان لأنه يعلم جميع أسراره، ولله المثل الأعلى، والآية التي تليها تبين أن القرب هنا إنما يكون بواسطة الملكين اللذين يكتبان كل قول يتلفظ به العبد، فصار السياق هنا بمنزلة القرينة السمعية الصحيحة التي ترجح هذا التفسير، وإن قيل بأنه تأويل، فهو تأويل صحيح، لأنه اعتمد على قرينة سمعية في باب غيبي محض، خلاف تأويلات المتكلمين التي تعتمد على قرائن عقلية أحدثها القوم فرارا من لوازم باطلة أوقعهم فيها: إعراضهم عن تدبر ألفاظ النصوص ومعرفة السياق التي وردت فيه، فضلا عن لوازم قياس الخالق على المخلوق قياس تمثيل أو شمول وكلاهما فاسد لا يعول عليه في هذا الباب، فكان تأويلهم رد فعل لنتائج فاسدة سلموا بها، فوقعوا في شَرَك التشبيه ابتداء، فأداهم إلى التعطيل انتهاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
والقرينة العقلية لا تصلح في مثل هذه المواضع، لأن الباب، كما تقدم مرارا، غيبي، فلا دخل للعقل فيه أصلا إلا على وجه الانقياد والتسليم، وإن كان لابد من قياس فهو فرع عن إثبات النص، لا أصل فيه، فالعقل أصل في العلم بالنص ومعرفة معانيه وتدبرها لا في ثبوته، فهو، كما يقول العلماء، مع النص بمنزلة العامي مع العالم لا يسعه إلا التقليد، بل النص أعلى منزلة من ذلك، لأن العامي قد يبلغ يوما ما مرتبة العالم إذا تفقه، والعقل مهما ترقى في معارج الكمال لا يمكنه أن يدرك الحقائق الغيبية إلا بتوقيف من الشارع، عز وجل، فآل أمره في النهاية إلى التسليم والمتابعة، وكلما كان أكثر انقيادا، كان أكثر كمالا، لأن تمام الحكمة في تمام التسليم للوحي المعصوم، لاسيما في باب لا دخل للعقل فيه، على التفصيل المتقدم، وفي عالم البشر، يمدح من سلم للمتخصص البارع الذي شهد له بالإتقان في حرفة أو مهنة ما، لأنه وضع الأمر في نصابه، كمريض تحرى حتى عرف أمهر الأطباء، فسلم له جسده مطمئنا، مع أنه بشر يصيب ويخطئ، وخبره خبر واحد، أفلا يسلم الواحد منا بعد ذلك روحه للوحي المعصوم الذي لا يخطئ، فيقبل أخباره سواء أكانت آحادا أم متواترة، كما قبل خبر أهل الصناعات في صناعاتهم؟!!!!.
ومن ذلك أيضا:
قوله تعالى: (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ).
فالقرب هنا، أيضا، إما أن يكون بالمعنى العام الذي يقتضي قربه، عز وجل، من خلقه، لأن له كمال الإحاطة: زمانا ومكانا، كما تقدم في أسماء: الأول والآخر، والظاهر والباطن، وإما أن يفسر القرب هنا بـ: قرب ملك الموت، عليه السلام، وأعوانه، بدلالة السياق، فهو سياق احتضار وخروج روح.
وقوله تعالى: (وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ).
فالقرينة قد دلت هنا، أيضا، على أن المقصود، هو إثبات ألوهية الله، عز وجل، في السماء وفي الأرض، وليس المقصود: وجود ذاته القدسية في السماء وفي الأرض، فيكون في كل مكان، كما يدعى أهل الاتحاد والحلول العام، فلم يقل: وهو الموجود في السماوات وفي الأرض ليصح استدلالهم، ومن هنا كان تفسير: لا إله إلا الله بـ: لا موجود إلا الله، من أفسد ما يكون، لأن الوجود، وإن كان واحدا بالنوع، إلا أنه متعدد الأفراد، فوجود المخلوقات نفسها متعدد: فزيد له وجود، وعمرو له وجود آخر ............. إلخ، ولا يلزم من اتحادهما في الدلالة المطلقة لـ: الوجود، اتحادهما في الدلالة المقيدة، فإذا كان التباين حاصلا بين الكائنات ممكنة الوجوب، فكيف بالله، عز وجل، واجب الوجود، إذا ما قورن بمخلوقاته ممكنة الوجوب، فالتسوية بين الوجود الواجب الكامل، والوجود الممكن الناقص: تسوية بين مختلفين لا تقبلها العقول السليمة، ولابد من معنى يمتاز به الرب، جل وعلا، عن بقية الموجودات، تتضمنه الشهادة: أعظم أركان الإسلام، فـ: لا إله إلا الله، عند المحققين تعني: لا معبود بحق إلا الله، ففيها إفراد الباري، عز وجل، بمعنى لا يشترك معه فيه غيره من المعبودات الباطلة، وهو: العبودية الحقة، عبودية أهل السماء وأهل الأرض، عبودية استسلام القلب وانقياد الجوارح، وقد علم أن العرب تقول: فلان أمير في مصر وفي الشام، ولا يفهم عاقل من ذلك أنه حال بذاته فيهما، وإنما المقصود: إثبات ترأسه وسيادته عليهما في نفس الوقت، وإن خلتا من ذاته، ولله المثل الأعلى، فهو الإله في السماء والأرض، ولا يلزم ذلك حلول ذاته فيهما لما في ذلك من معنى: إحاطتهما به، وهو معنى باطل قد دلت النصوص على انتفائه.
وقد ختمت الآية بالإشارة إلى علمه المحيط، عز وجل، وهي قرينة سمعية معتبرة تسوغ القول بأن المقصود: وهو الذي بعلمه في السماء وفي الأرض، فتكون الآية دليلا معتبرا على إثبات معية الله، عز وجل، العلمية، وهي معية عامة لكل الخلق، فلا يخلو من علمه مكان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ووقف بعض القراء على: (وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ)، فيكون المعنى: وهو الله العلي على السماوات، لأن "في" تأتي بمعنى "على"، وفي التنزيل: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ)، أي: على سطحها ولم يقل عاقل بأن معناها: فسيروا في باطن الأرض!!!!، و (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ)، أي: سيروا على سطحها بسهولة، و: (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ)، أي: عليها كناية عن تمكن الصلب.
ثم استأنف بـ: (وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُون)، فيكون عليا فوق سماواته، عليما بما يعمله الخلق في أرضه، فلا شيء يخفى عليه أو يغيب.
وقوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ)
وهي كسابقتها، فصلة الموصول دالة على معنى: الألوهية: "في السماء إله"، و "في الأرض إله"، فهو الإله المعبود بحق في السماء وفي الأرض، ولم يقل: وهو الذي في السماء موجود وفي الأرض موجود، وقد ختمت باسم: "العليم" فصح أن يستدل بهذه القرينة السمعية المستفادة من نفس السياق على أن المراد: المعية العلمية العامة، وكلا الوجهين سائغ.
وكذا نصوص المعية من قبيل:
وقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
فالمعية هنا: عامة، والمعية العامة من: صفات الله، عز وجل، الذاتية المعنوية، فلا تتعلق بمشيئته، عز وجل، ولا تختص بخلق دون آخر، فالله، عز وجل، مع جميع خلقه، مؤمنهم وكافرهم، بعلمه المحيط، ولا يقال بأن تفسير المعية هنا بالعلم: تأويل بالمعنى الاصطلاحي المتأخر عند المتكلمين لأن السياق هنا، أيضا، قد دل على صحته، فقرينته سمعية صحيحة لا عقلية متوهمة، فقد سبق المعية ذكر العلم في قوله تعالى: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا)، ولحقها ذكره، أيضا، في آخر الآية في قوله تعالى: (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)، أي: عليم، لأن البصر هنا قد تعلق بالأعمال فصح تفسيره بالعلم.
وقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
والكلام فيها كسابقتها: فالمعية عامة تقتضي العلم والإحاطة، سبقها ذكر العلم في قوله: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ)، ولحقها ذكر العلم في قوله: (إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
فالشاهد أن هذه الآيات قد دلت على المعية العامة وهي صفة ذات تثبت في حق المؤمن والكافر، والمطيع والعاصي.
وقوله تعالى: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).
فالمعية هنا: خاصة، بفئة من الخلق، قد وصفوا بالتقوى والإحسان، والمعية الخاصة تدل على النصرة والتأييد لأنها لا تكون إلا للمؤمنين، خلاف العامة التي يشترك فيها المؤمن والكافر، وسياق الآيات وسبب نزولها، وهما قرينتان سمعيتان معتبرتان تدلان على ذلك، لأن الآيات نزلت بعد غزوة أحد، وكان المقام مقام تسلية وتعزية للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقبلها الأمر بالصبر وعدم الجزع أو الضيق، لأن الله، عز وجل، مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، فكأن علة الصبر وعدم الجزع: الثقة بمعية الله، عز وجل، الخاصة، فمن كان الله، عز وجل، معه، فمما يخشى وعلام يجزع؟،
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن هذه المعية لا تكون لأي أحد فقد علقت بوصفي: التقوى والإحسان، تعلق الحكم بعلته، فهي دائرة معهما وجودا وعدما، فمتى وجدا، فقد تحققت العلة وثبت لازمها: النصر والتأييد، ومتى تخلفت فقد تخلف لازمها.
وقوله تعالى: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
فالمعية هنا، أيضا، معية خاصة، ولكنها أخص من التي قبلها، لأن تلك قيدت بوصف يتحقق في أفراد كثر، بينما قيدت هذه بأفراد بعينهم، فكان الله، عز وجل، مع نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصاحبه الصديق، رضي الله عنه، ينصرهما ويؤيدهما ويذهب عنهما الحزن، وسياق الآية، وسياق الواقعة يدل على ذلك، بلا تكلف أو تعسف، ولا يتصور في مقام كهذا أن تكون المعية المقصودة هي: المعية العامة، لأنها تجعل قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: لا تحزن إن الله معنا، لغوا، يتنزه عنه كلامه عليه الصلاة والسلام، إذ لمعترض أن يقول: والله، عز وجل، مع من كانوا خارج الغار، أيضا، فأي فضل للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصاحبه، في أمر يستوي فيه المؤمن والكافر، فهو بمنزلة قولك: فلان يأكل الطعام ويشرب الشراب، فلا مزية فيه توجب التفضيل، لأن البشر كلهم يأكلون ويشربون، وفي هذه الآية رد قوي على من أنكر فضيلة الصديق، رضي الله عنه، في هذا الموقف العظيم، وتعسف وتكلف وكسر أعناق النصوص ليجعل المنقبة مثلبة، فمن كان الله معه، ناصرا ومؤيدا، كيف يطعن في عدالته، وقد اطلع الله، عز وجل، على ما في قلبه من إيمان وتقوى، فاختاره لصحبة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ونصرهما من القوم الظالمين.
وقوله تعالى: (قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى).فهي كقول المنجد لمن استنجد به: لا تخف أنا معك، ولو كانا مفترقين بأبدانهما، ولله المثل الأعلى، فالمعية والسمع والبصر هنا: للتأييد والنصرة بقرينة: (قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى).
وحديث أبي موسى، رضي الله عنه، مرفوعا وفيه: (وَالَّذِي تَدْعُونَهُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَةِ أَحَدِكُمْ) فالمعية هنا: معية إجابة لقرينة: "والذي تدعونه"، فالدعاء تناسبه الإجابة.
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت).
فلا يتصور عاقل أن الله، عز وجل، مع العبد بذاته في كل مكان، وإنما الكلام في: معية الاطلاع والقدرة والسلطان، وهي التي توجب حذر العبد وخشيته من خالقه، عز وجل، أن يراه حيث نهاه، أو يفقده حيث أمره.
وهكذا يلتمس لكل نص ما يناسبه من القرائن اللفظية المعتبرة وتجتنب القرائن العقلية المتوهمة إلا إن كان لها مستند سمعي صحيح فتصير، عندئذ، غير متوهمة، لأنها استمدت اعتبارها من اعتبار الدليل السمعي الدال على صحتها فلا استقلال لها في هذا الباب، كما سبقت الإشارة إلى ذلك مرارا.
ويراعى في مثل هذه المسائل الجليلة: جمع أدلة الباب ورد متشابهها إلى محكمها، فلا يقتصر المستدل على دليل دون آخر، وإنما يُعمل النصوص جميعا ليصل إلى الحق: بغية كل طالب.
وللقريب جذران لغويان:
جذر لازم يدل على صفة القرب الذاتية: وسبق بيانها.
وجذر متعد من: قرب، بفتح الراء وتشديدها، وقد علم أن تضعيف عين الفعل الثلاثي اللازم مما يعديه إلى المفعول بنفسه، كـ: شَرُف وشَرَف بفتح الراء وتشديدها، فيكون القرب من صفات الأفعال المتعلقة بمشيئة الله، عز وجل، وفي التنزيل: (وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا).
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[08 - 11 - 2007, 02:48 م]ـ
مع:
53_ المجيب:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومناسبة ذكره بعد "القريب" واضحة، فقد سبق أن من أنواع القرب الثابتة للباري، عز وجل، قرب الإجابة، فهو قريب الإجابة لمن دعاه ما لم يتعجل، بل إنه يجيب أنواعا من الدعاء، وإن كان الداعي كافرا، وعند الترمذي بإسناد حسن: ( .................... وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ فَوْقَ الْغَمَامِ وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ)، فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، كما في حديث بعث معاذ، رضي الله عنه، إلى اليمن.
والمجيب في اللغة: اسم فاعل من أجاب الرباعي، فيكون اسم الفاعل منه: مضموم الأول مكسور ما قبل الآخر.
والإجابة على ضربين:
إجابة النائل بالمال، وإجابة السائل بالعلم، فالأولى: مادية، والثانية: معنوية.
وكلا الضربين ثابت في حق الله، عز وجل، فهو الذي يجيب النائل والمضطر، فيغني من فقر ويكشف السوء عن المضطر، وفي التنزيل: (أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ)، فهو الذي بيده مقاليد الأمور، يعافي من البلاء، ويرفع من الضعة، ويطعم من جوع، ويسقي من ظمأ، وكل هذا من تمام ربوبيته، عز وجل، وتمام الربوبية يقتضي تمام الألوهية، ولهذا أتبعها بقوله: (أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ)، إذ كيف تثبت معاني الربوبية له، ويعبد غيره من آلهة الباطل التي وصفها بقوله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ).
وهو الذي علم من جهل، فأرسل الرسل، عليهم الصلاة والسلام، وأنزل الكتب، واصطفى بني آدم، فاختصهم بنعمة العقل والفهم، وما عُبد الله، عز وجل، بنافلة بعد الفريضة، أعظم من طلب العلم، وعند أحمد وابن ماجه من حديث صفوان بن عسال رضي الله عنه: (مَا مِنْ خَارِجٍ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ إِلَّا وَضَعَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا بِمَا يَصْنَعُ)، فهذه إجابة السائل بالعلم.
والعلم خير زاد في سفر الهجرة إلى الله، عز وجل، فاستكثر منه قدر استطاعتك فإن الزاد شحيح والصاحب عزيز!!.
وشرط إجابة الدعاء: صدق الإيمان والولاء، فالله، عز وجل، حكيم في إجابته، قد يعجل أو يؤجل تبعا لحال السائل والسؤال، فقد تكون المصلحة في تأخير الإجابة، أو حتى عدمها بالمرة، فيدخرها الله، عز وجل، للداعي فيرى أثرها في يوم تعز فيه الحسنات، أو يرد الله، عز وجل، بدعائه قدرا نازلا من السماء، وعند الترمذي من حديث سلمان، رضي الله عنه، مرفوعا: (لَا يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلَّا الْبِرُّ)، والقضاء الذي يرده الدعاء هو: القضاء المعلق في الصحف التي بأيدي الملائكة لا القضاء المبرم في اللوح المحفوظ، فلا سبيل لتبديله، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
وإجابة الدعاء من صفات الله، عز وجل، الفعلية التي تتعلق بمشيئته.
ـ[مهاجر]ــــــــ[10 - 11 - 2007, 03:06 م]ـ
ومع:
54_ الغفور:
وهو في اللغة: صيغة مبالغة: على وزن "فعول" التي تدل على الكثرة والقوة في الفعل، فالله، عز وجل، يغفر لعبده، إن تاب وأناب، وإن تكرر منه الذنب، ومغفرته عامة لا استثناء فيها في دار العمل: الدنيا، وعليه حمل قوله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، وهي خاصة في دار الجزاء بمن مات ومعه أصل الإيمان، فلا ينالها كافر أو مشرك، حكم الله، عز وجل، عليه بالخلود في النار، عدلا منه، جل وعلا، وعليه حمل قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ
(يُتْبَعُ)
(/)
بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا).
وأصل الغفر: التغطية والستر، ومنه "المغفر": غطاء الرأس، فالله، عز وجل، يستر على عبده فيغفر له ذنوبه فضلا منه ومنة.
واختار الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله، القول بأن لاسم: "الغفور" جذرين لغويين:
جذر لازم: وهو المتعلق بوصف الله، عز وجل، بصفة المغفرة وصفا ثابتا لا ينفك عن ذاته القدسية، فيكون: "غفور": صفة مشبهة، لأن الصفة المشبهة، كما تقدم في أكثر من مناسبة، لا تشتق إلا من الفعل اللازم الذي يدل على اتصاف الذات بالصفة اتصافا أزليا أبديا، لا يتعلق بالمشيئة، فأصل المغفرة، أو: نوعها: أزلي أزلية الذات الإلهية.
وجذر متعد: فيكون "غفور": بمعنى "غافر"، اسم فاعل من "غفر"، وفي التنزيل: (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ)، فهو متصف بالمغفرة اللازمة التي لا تنفك عن ذاته القدسية، والمغفرة المتعدية التي تتعلق بمشيئته، فأفرادها حادثة، بمعنى متجددة لا مخلوقة، فيغفر لعباده إذا استغفروا، أو: يغفر ابتداء إذا شاء أن يغفر، فالمغفرة كبقية الصفات الذاتية من وجه الفعلية من وجه آخر: أزلية النوع، وهذا معنى كونها ذاتية، حادثة الأفراد، وهذا معنى كونها فعلية، والمغفرة من الصفات الذاتية المعنوية لأن العقل يدل عليها، وإن كان مرجع الإثبات الأول في هذا الباب، كما تقدم مرارا: الدليل السمعي الصحيح الصريح.
وسبق في اسم "العفو" أن: المغفرة تكون ابتداء، بينما العفو لا يكون إلا بعد سابقة عقاب.
وأشار الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله، في شرح الواسطية إلى أن العفو يكون غالبا عن ترك الواجبات، والمغفرة تكون عن فعل المحرمات، فهذا وجه آخر في التفريق بينهما.
واسم "الغفور" يقترن غالبا باسم "الرحيم" لأن بهما تمام المقصود، ففي المغفرة: زوال المكروب وآثار الذنب، وفي الرحمة: حصول المطلوب، فالمغفرة أولا تخلية للمحل، والرحمة ثانيا تحلية له.
واسم الله، عز وجل، "الغفور" يدل على دعوة العباد إلى الاستغفار بنوعيه:
العام: وهو الاستغفار من صغائر الذنوب، وما يدور من خواطر السوء في القلب، فهو متعلق بمنطقة حديث النفس: المنطقة التي تتولد منها الخواطر التي لا يؤاخذ الإنسان عليها إلا إذا صارت نوايا وإرادات جازمة.
والخاص: وهو الاستغفار بعد وقوع المعصية عمدا، واقتراف الإثم، فهو متعلق بمنطقة الكسب بعد أن تحول الخاطر إلى إرادة جازمة، تولد عنها الفعل.
فالعبد محتاج إلى الاستغفار في كل أحواله، فهو ما بين: خواطر تكدر صفوه وتشغله عن السير إلى ربه، وذنوب تثقل كاهله فتعرقل مسيرته.
والاستغفار يسبق التسبيح والتحميد، فهو الذي يجعل المحل قابلا لهما، فيطهر العبد قلبه بالاستغفار ابتداء، ويحليه بالتسبيح والتحميد انتهاء، فلا غني للعبد عن كليهما.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[12 - 11 - 2007, 02:06 م]ـ
ومع:
55_ الودود:
فالودود: صيغة مبالغة: "فعول" من: ود، يود، ودا.
وللود في اللغة معان منها:
التمني: ومنه قوله تعالى: (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ)، أي: يود أحدهم التعمير في الدنيا ألف سنة، فـ: "لو" هنا: مصدرية، وهي لا تأتي في هذا الموضع إلا مصدرية فيكون المصدر المنسبك منها ومن الفعل المضارع بعدها في محل نصب مفعول به للفعل " ود" أو "يود"، ومنه قول الشاعر:
من الخفرات البيض ود جليسها ******* إذا ما انقضت أحدوثة أن تعيدها.
أي: ود جليسها إعادة أحدوثتها إذا ما انقضت لعذوبة حديثها وفصاحة منطقها.
وفي التنزيل أيضا: (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ)، أي: يود الذين كفروا وعصوا الرسول تسوية الأرض بهم.
و: (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ)، أي: ربما يود الذين كفروا كونهم مسلمين.
و: (يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ)، أي: يود المجرم الافتداء من عذاب يومئذ ببنيه.
ومنها: المحبة، وفي التنزيل: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ).
ومنها: المرافقة والصحبة، وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما: (إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ وُدًّا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ).
والودود: فعول كما تقدم، وهي تأتي بمعنى:
فاعل، أي واد، فالله، عز وجل، يود رسله وأولياءه، بل ويود أعداءه إذا تابوا وأنابوا إليه، مع عظم ما اقترفوه قبل التوبة، فيفرح بتوبتهم، مع كمال غناه عنهم، بل ويقربهم ويفيض عليهم من جوده وكرمه، وهذا ما لا تجده في عالم البشر، فإن المخطئ قد يعتذر، فيقبل من أخطأ في حقه اعتذاره، ولكن قلبه، غالبا، لا يصفو إلا بعد حين، وربما لم يعد الود بينهما كما كان أبدا، مهما اعتذر المخطئ وأبدى ندمه، لأن قلوب البشر تضيق، في كثير من الأحيان عن تحمل الإساءة، ولما طلب أخوة يوسف صلى الله عليه وسلم من أبيهم أن يستغفر لهم قال لهم: (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، فلم يجبهم إلى طلبهم مباشرة، وإنما أرجأه إلى حين، لينسى إساءتهم لابنيه، فيصفو قلبه أولا، ولم يقل: سأستغفر الدالة على المبادرة، وإنما أتى بـ: سوف الدالة على التراخي.
والود منه:
عام: لكل الخلق بواسع كرمه وسابغ نعمته.
ومنه خاص: بالمؤمنين فهم معهم: معية نصرة وتأييد يتولى أمرهم، ويصنع لهم، وينصرهم على عدوهم.
وتأتي، أيضا، بمعنى: مفعول، أي: مودود، وهو كما يقول ابن القيم رحمه الله: (الذي يستحق أن يحب الحب كله وأن يكون أحب إلى العبد من سمعه وبصره وجميع محبوباته).
والود من صفات الله، عز وجل، الفعلية، المتعلقة بمشيئته.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 07:02 م]ـ
ومع:
56_ الولي:
فالولي في اللغة: صيغة مبالغة من اسم الفاعل: "الوالي" من: ولي يلي ولاية، والولي هو الذي يلي غيره بحيث يكون قريبا منه بلا فاصل، وهو كـ: "المولى": مشترك لفظي يدل على عدة معان في نفس الوقت على سبيل البدل، فيطلق على: الوالد، والناصر، والحاكم، والسيد ................ إلخ.
وولاية الله عز وجل لعباده على وجهين:
الوجه الأول: الولاية العامة، وهي حاصلة للعباد كلهم، مؤمنهم وكافرهم، فالله، عز وجل، هو الذي يتولى تدبير شؤونهم، فيخلقهم، ويرزقهم، ويزوجهم، ويقبض أرواحهم .................. إلخ، بكلماته الكونيات، وفي التنزيل: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)، فلا تقتصر ولايته العامة على المكلفين فقط، وإنما هي ولاية عامة لا تخرج عنها ذرة من ذرات هذا الكون.
والوجه الثاني: الولاية الخاصة، وهي لا تكون إلا للمؤمنين الذين التزموا بمقتضى كلماته الشرعيات: افعل ولا تفعل، فاستحقوا هذه الولاية الخاصة، ولاية الحفظ والتدبير والنصرة والتأييد، ومن دعاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (يا ولي الإسلام وأهله مسكني بالإسلام حتى ألقاك عليه)، والحديث عند الطبراني في الأوسط من حديث أنس، رضي الله عنه، وقد صححه الشيخ الألباني، رحمه الله، في "السلسلة الصحيحة"، فالمؤمن تجتمع فيه الولايتان: الكونية والشرعية، فتجري عليه كلمات الباري، عز وجل، بنوعيها: الكونيات والشرعيات، بينما الكافر تجري عليه: الكلمات الكونيات دون الشرعيات لأنه أعرض عن الذكر، فاكتفى بحياة الجسد البهيمية، مصداق قوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ).
والفرق بين اسمي: "الولي" و "المولى"، أن "الولي" قد دل في أغلب النصوص على الولاية العامة، بينما "المولى" قد دل على الولاية الخاصة.
ومع:
57_ الحميد:
فالحميد في اللغة: صيغة مبالغة على وزن: "فعيل" بمعنى: "مفعول": محمود، من حمد يحمد حمدا.
والحمد نقيض الذم، فهو بمعنى: الشكر والثناء، وهو المكافأة على العمل.
والحمد أعم من الشكر، فبينهما عموم وخصوص مطلق، فكل شكر حمد ولا عكس.لأن الحمد يكون حال النعمة والنقمة، بينما الشكر لا يكون إلا حال النعمة.
وفي المقابل: الشكر أعم من الحمد من جهة كونه: بالقلب واللسان والجوارح، بينما الحمد لا يكون إلا بالقلب واللسان، فتكون دائرة الشكر أوسع من دائرة الحمد بهذا الاعتبار.
وأما الحمد مع المدح، فهو كالشكر مع الحمد، فبينهما، أيضا، عموم وخصوص مطلق، فكل مدح حمد، ولا عكس، لأن المدح يكون على الأمور الجبلية غير الاختيارية والأمور الاختيارية، فيمدح فلان على وسامته وقسامته ويمدح على كرمه وجوده، بينما الحمد لا يكون إلا على الأمور الاختيارية.
يقول الراغب الأصفهاني رحمه الله: (الحمد أخص من المدح وأعم من الشكر، فإن المدح يقال فيما يكون من الإنسان باختياره، وما يقال منه وفيه بالتسخير، فقد يمدح الإنسان بطول قامته وصباحة وجهه، كما يمدح ببذل ماله وسخائه وعلمه، والحمد يكون في الثاني دون الأول، والشكر لا يقال إلا في مقابلة نعمة، فكل شكر حمد، وليس كل حمد شكرا، وكل حمد مدح، وليس كل مدح حمدا، ويقال فلان محمود إذا حُمِد، ومحمد إذا كثرت خصاله المحمودة). اهـ
فمحمد أبلغ من محمود من جهة أن جذر محمد: حمد الرباعي: بتضعيف الميم، بينما جذر محمود: حمد الثلاثي، وزيادة المبنى تدل على زيادة المعنى كما سبقت الإشارة إلى ذلك في أكثر من موضع.
والحميد قسيم المجيد، فبالحمد والمجد يكون الكمال، لأنه مركب من: جمال الحمد وجلال المجد.
والله، عز وجل، هو المحمود لذاته، فكل ما سواه إنما يمدح لغيره، فحمد نفسه، عز وجل، في كتابه: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، وحمده عباده بما علمهم من محامده: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ)، وحمده نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، في الدنيا، بما علمه، ويوم القيامة بمحامد استأثر بها في علم الغيب عنده فلا يطلع نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم عليها إلا في موقف الشفاعة تشريفا له وبيانا لعلو منزلته وتقدمه على أولي العزم عليهم الصلاة والسلام، وفي حديث الشفاعة: (فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ الْآنَ يُلْهِمُنِيهِ اللَّهُ).
ومن تمام حمده: تنزيهه عن كل نقص وعيب، فلا ولد له ولا والد، ولا شريك له في ملكه، ولا ولي له من الذل، فهو الكبير المتعال، مصداق قوله تعالى: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا).
والحميد يدل على صفة ذات معنوية قائمة بذات الباري، عز وجل، قيام الصفة بالموصوف، فلا تنفك عنها أبدا.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طه تركي محمود]ــــــــ[17 - 11 - 2007, 02:52 م]ـ
أشكرك أخي مهاجر على هذه الدرر .. واللهَ اسأل أن يحفظك من كل سوء إنه نعم الجيب
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 11 - 2007, 02:48 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي طه، وحفظك وحفظ أهلنا في العراق الحبيب من كل سوء إنه نعم المجيب.
58_ الحفيظ:
فالحفيظ: صيغة مبالغة من: حفظ يحفظ حفظا.
وللحفظ معان منها:
صيانة الشيء من التلف والضياع.
ويستعمل في حفظ العلم وضبط مسائله، فيقال: فلان: حافظ، وهو لقب اشتهر إطلاقه على القراء والمحدثين، والقوم: حفاظ، وللقرطبي، رحمه الله، مصنف باسم: "تذكرة الحفاظ" ترجم فيه للعديد من الحفاظ.
والمعنيان ثابتان لله، عز وجل، فهو:
حفيظ لعباده: كونا، بإجراء الأرزاق وتيسير الأقوات، وشرعا، بإنزال الكتب وإرسال الرسل، فذاك للأبدان، وهذا للأرواح.
وهو حفيظ عليهم يحصي عليهم أعمالهم، وفي التنزيل: (إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ).
وقد ذكر الغزالي، رحمه الله، أن الحفظ على وجهين:
الوجه الأول: إدامة وجود الموجودات وإبقاؤها ويضاده العدم.
والوجه الثاني: صيانة المتقابلات المتضادات بعضها عن بعض، فلا يطغى أحدها على الآخر، فالماء والنار متقابلان، قد حفظ الله، عز وجل، التوازن بينهما، فلا يطغى أحدهما على الآخر، لحاجة الخلائق كلهم لكليهما.
ومثله التوازن الدقيق في السلاسل الغذائية، فالكائنات الضعيفة تتكاثر بمعدل أعلى من تكاثر الكائنات القوية، لتحافظ على بقائها، بإذن الله، عز وجل، الكوني، حتى في عالم البشر، فمعدل المواليد في الدول الفقيرة أعلى منه في الدول الغنية، لأن ضيق العيش وسوء الخدمات الصحية في البلاد الفقيرة يتسبب، بإذن الله الكوني، في وفاة العديد من المواليد، فاقتضى ذلك، بحكمة الباري عز وجل، زيادة المواليد في مقابل ذلك، في توازن عجيب.
والحيوان يتغذى على النبات ثم يموت فيتحلل إلى مواد عضوية أولية يستفيد منها النبات في نموه، فكأن الحيوان سبب لبقاء النبات، كما أن النبات سبب لبقائه.
وقد فطر الله، عز وجل، هذا الكون على سنن كونية بديعة، تجعل المتأمل فيها يلهج بالتسبيح، فسبحان من هذا خلقه.
والحفظ من صفات الله، عز وجل، الذاتية المعنوية، باعتبار قيامه بذات الله، عز وجل، والفعلية باعتبار تعلقه بمشيئته جل وعلا.
59_ المجيد:
فالمجيد في اللغة: من صيغ المبالغة: فعيل من: مجد، يمجد، تمجيدا، والمجيد هو: الكريم الفعال، وقيل: إذا قارن شرف الذات حسن الفعال سمي: مجدا، فالمجد صفة للذات والصفات معا، فالله، عز وجل، له من المجد نوعاه:
مجد الذات: فذاته أكمل الذوات، لا تشبهها ذات من الذوات، فلا تفتقر إلى غيرها في إيجاد أو إمداد، بل هي أزلية أبدية، يفتقر ما سواها إليها في الإيجاد والإمداد، فكل حياة هو واهبها، وكل سبب بقاء هو خالقه، فلا يعقل أن يفتقر الخالق الكامل الصمد، جل وعلا، للمخلوق الناقص الفاني.
ومجد الصفات: فصفته أكمل الصفات، ليس كمثلها صفة، لا ند له ولا نظير، ولا مثيل له ولا شبيه، قد أعيى الخلائق إدراك كنه صفاته، فلا يعلم كيف هي إلا هو، وإنما عرفنا منها ما امتن علينا به من معاني الكمال التي دلت عليه ألفاظها، فالاستواء معلوم، والكيف مجهول، ومن الله البيان، وعلى الرسول البلاغ، وأمرنا لنسلم لرب العالمين.
وللمجيد جذران لغويان:
مجد: اللازم، فهو دال على: المجد: وهو صفة ذاتية معنوية تثبت لله، عز وجل، على الوجه اللائق بجلاله.
ومجد: بتشديد الجيم، المتعدي، فهو دال التمجيد: وهو صفة فعلية تتعلق بمشيئة الله، عز وجل، على الوجه اللائق بجلاله.
ومن حديث ابن عمر، رضي الله عنه، مرفوعا: (قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ
{وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ يَقُولُ اللَّهُ أَنَا الْجَبَّارُ أَنَا الْمُتَكَبِّرُ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمُتَعَالِي يُمَجِّدُ نَفْسَهُ قَالَ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَدِّدُهَا حَتَّى رَجَفَ بِهِ الْمِنْبَرُ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيَخِرُّ بِهِ)، والحديث عند أحمد، رحمه الله، في مسنده.
فهو مجيد في ذاته ممجد لها، ولا أحق بالمجد والحمد منه.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[22 - 11 - 2007, 05:54 م]ـ
ومع:
60_ الفتاح:
فالفتاح: صيغة مبالغة من: قتح يفتح فتحا.
والفتح: ضد الإغلاق.
والله، عز وجل، هو الفتاح الذي يفتح:
أبواب الرحمة والرزق لعباده أجمعين، فيكون الفتح هنا: كونا لا شرعا، فالرزق مكفول لكل الخلائق: مؤمنهم وكافرهم، مصداق قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ).
وهو الذي يفتح أبواب الرحمة الخاصة: رحمة النبوة، على من يصطفيه من خلقه، ويفتح لأتباعهم من حملة علم النبوة ما يفتح من أبواب العلم والفقه في الدين، وفي حديث معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه، مرفوعا: (مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ).
وهو الذي يفتح على نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم من محامده في مقام الشفاعة ما يفتح، فيلهمه محامد لم يؤتها أحد قبله.
وهو الذي يفتح على عباده المؤمنين ديار الكفار والمشركين إن التزموا سننه الشرعية، وإلا أسلمهم إلى سننه الكونية التي لا تداهن أحدا، ومنه قيل لانتصارات المسلمين على الكفار والمشركين: فتوحات.
وهو الذي يفتح أبواب النعم على عتاة خلقه: ابتلاء واستدراجا، مصداق قوله تعالى: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ)
وهو الذي يحكم بين عباده فيما هم فيه يختلفون، فالفتح يأتي بمعنى: الحكم والفصل بين الخلائق، ومنه قوله تعالى: (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ)، وقوله تعالى: (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ)، وليس المقصود هنا فتحا بعينه كفتح مكة، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قبل إسلام الطلقاء فنفعهم إيمانهم بخلاف أولئك، فلا ينفعهم إيمانهم، يقول ابن كثير رحمه الله:
ومَنْ زعم أن المراد من هذا الفتح فتحُ مكة فقد أبعد النَّجْعة، وأخطأ فأفحش، فإن يوم الفتح قد قَبِل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إسلام الطلقاء، وقد كانوا قريبًا من ألفين، ولو كان المراد فتح مكة لما قبل إسلامهم، لقوله: {قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ}، وإنما المراد الفتح الذي هو القضاء والفصل، كقوله تعالى: {فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 118]، وكقوله: {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} [سبأ: 26]، وقال تعالى: {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} [إبراهيم: 15]، وقال: {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} [البقرة: 89]، وقال: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} [الأنفال: 19]. اهـ
وصفة الفتح من الصفات الفعلية المتعلقة بمشيئة الله عز وجل.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 11 - 2007, 02:09 م]ـ
ومع:
61_ الشهيد:
فالشهيد في اللغة: صيغة مبالغة من: شهد يشهد شهودا وشهادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشهود هو: الحضور مع الرؤية والمشاهدة، كما في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه: (صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا الصُّبْحَ فَقَالَ أَشَاهِدٌ فُلَانٌ قَالُوا لَا قَالَ أَشَاهِدٌ فُلَانٌ قَالُوا لَا قَالَ إِنَّ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ أَثْقَلُ الصَّلَوَاتِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَيْتُمُوهُمَا وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الرُّكَبِ وَإِنَّ الصَّفَّ الْأَوَّلَ عَلَى مِثْلِ صَفِّ الْمَلَائِكَةِ وَلَوْ عَلِمْتُمْ مَا فَضِيلَتُهُ لَابْتَدَرْتُمُوهُ وَإِنَّ صَلَاةَ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ وَحْدَهُ وَصَلَاتُهُ مَعَ الرَّجُلَيْنِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ مَعَ الرَّجُلِ وَمَا كَثُرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى)، والحديث عند أبي داود في سننه، والبيهقي في الكبرى، وابن حبان وابن خزيمة، رحمهما الله، في صحيحيهما.
والشهادة تأتي بمعنى الإخبار بما شاهده، فيقال: شهد فلان على فلان بكذا وكذا، أي: أخبر عنه بأنه فعل كذا وكذا، كما في حديث أبي بكرة، رضي الله عنه، مرفوعا: (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ قُلْنَا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى قُلْتُ لَا يَسْكُتُ).
والشهادة قسيم الغيب، فالشهادة: ما أدركه الحس، والغيب: ما غاب عن الحس، وإن كان كلاهما موجودا، فليست الشهادة قسيم العدم، لأن العدم ليس بشيء أصلا ليدركه الحس.
والشهادة تأتي بمعنى: الحكم، فيقال: شهد فلان على فلان بالعدالة أو الفسق، ومنه حديث خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ أُمَّ الْعَلَاءِ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهُمْ اقْتَسَمُوا الْمُهَاجِرِينَ قُرْعَةً قَالَتْ فَطَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَأَنْزَلْنَاهُ فِي أَبْيَاتِنَا فَوَجِعَ وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَلَمَّا تُوُفِّيَ غُسِّلَ وَكُفِّنَ فِي أَثْوَابِهِ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ فَقُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ يُكْرِمُهُ اللَّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا هُوَ فَوَاللَّهِ لَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ وَ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَاذَا يُفْعَلُ بِي فَقَالَتْ وَاللَّهِ لَا أُزَكِّي بَعْدَهُ أَحَدًا أَبَدًا
والشهيد، عز وجل، هو الرقيب على خلقه أينما كانوا وحيثما كانوا، يحصي عليهم أفعالهم، فيجازيهم عليها، فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا.
والشهيد هو الذي شهد لنفسه، وشهد له الملائكة وأولوا العلم بالوحدانية، مصداق قوله تعالى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
واسم الشهيد إن كان بمعنى الرقيب المطلع فهو دال على صفة ذاتية معنوية.
وإن كان بمعنى الشاهد الذي شهد لنفسه ولغيره، فهو من صفات الأفعال المتعلقة بمشيئة الله عز وجل.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[جلمود]ــــــــ[23 - 11 - 2007, 03:48 م]ـ
أخي مهاجر سلام الله عليكم،
جزاك الله خيرا وبارك فيك على هذا المجهود وهذا العمل الجليل،
وكما قال العلماء فإن الموضوع يشرف بشرف موضوعه،
وما أشرف موضوعك!
كنت قد دعوتُك للمشاركة هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=189214#post189214) ،
فليتك تلبي الدعوة!
والسلام!
ـ[مهاجر]ــــــــ[30 - 11 - 2007, 03:50 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك خيرا أخي جلمود، ودعوتك تحتاج إلى بحث، وكما قال الأخ: محمد الجبلي، ليس الهدف من الموضوع بيان حكم الغناء والموسيقى، لاسيما في ثوبها المعاصر، فالأمر شبه محسوم، والخلاف فيه غير سائغ، وإن أُثِر عن بعض السلف، لاسيما بعض أهل المدينة، إباحة السماع، إن لم تخني الذاكرة، مع أن سماعهم في ذلك الوقت لا يمكن أن ينزل حكمه على الغناء المعاصر بأي حال من الأحوال، والأدلة التي يوردها المصنفون في هذه المسألة: أدلة لا تقبل المعارضة بفعل آحاد من السلف، أو قول يكاد ينفرد به ابن حزم، رحمه الله، أو فتوى معاصرة تعرض صاحبها لضغوط الواقع الذي نعيشه.
وللشيخ محمد ناصر الدين الألباني، رحمه الله، رسالة في هذه المسألة تجدها على هذا الرابط:
http://www.shamela.ws/open.php?cat=11&book=1282
وعودة لموضوع المشاركة:
ومع:
62_ المقدم:
فلم يرد هذا الاسم في القرآن، ولكن سمى به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رب العزة والجلال في حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، مرفوعا وفيه: (أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ).
والمقدم في اللغة: اسم فاعل من: قدم يقدم تقديما.
وتقديم الله، عز وجل، إما أن يكون:
كونيا: فهو تقديمه، عز وجل، في خلقه وتكوينه وفعله، فيقدم خلق ما يشاء، ويقدم هلاك ما يشاء، فقدم خلق النمرود على خلق فرعون، وقدم هلاك الأول على هلاك الثاني، وهكذا إيجاده وإعدامه، عز وجل، متعلق بمشيئته، تقديما وتأخيرا، كما علم أزلا، فكتب في اللوح المحفوظ، فيكون خروج المقدورات من حيز العدم إلى حيز الوجود مطابقا لعلمه الأزلي وكتابته المبرمة في اللوح المحفوظ.
وفي التنزيل: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ)
ومن التقديم المتعلق بالتدبير الكوني: اصطفاء الحق لمن شاء من خلقه، وتقديم بعض خلقه على بعض بناء على حكمته في ابتلاء المخلوقات واصطفاء من شاء للرسالات، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ).
أو شرعيا: فهو متعلق بمحبة الله، عز وجل، لفعل دون فعل، وتقديم بعض الأحكام على بعض، لما تقتضيه المصلحة التي تعود على العباد، وعند النسائي بسند صححه الألباني، رحمه الله، من حديث البراء، رضي الله عنه، مرفوعا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ وَالْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ بِمَدِّ صَوْتِهِ وَيُصَدِّقُهُ مَنْ سَمِعَهُ مِنْ رَطْبٍ وَيَابِسٍ وَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ صَلَّى مَعَهُ).
واسم المقدم يدل على صفة التقديم، وهي صفة فعلية تتعلق بمشيئة الله عز وجل.
ومع:
63_ المؤخر:
وهو عكس اسم "المقدم"، فهو مكمل لمعنى الكمال فيه، وفي دعاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (أنت المقدم وأنت المؤخر)، كما في إثبات صفة النفع وصفة الضر لله عز وجل، فمن معاني ربوبية الله، عز وجل: الاتصاف بالوصف وضده، على وجه لا تعارض فيه، ولا نقص، فهو، عز وجل، الذي خلق الخير وأمر به، فينسب إليه من جهة الخلق: كونا، ومن جهة الأمر: شرعا، وهو الذي خلق الشر ونهى عنه، فينسب إليه من جهة الخلق: كونا، ومن جهة النهي: شرعا، فهو شر في المقدور لا في ذات القدر، فقدر الله، عز وجل، كله خير، وإنما اقتضت حكمته، عز وجل، خلق الشر، لما يترتب عليه من حكم جليلة تعجز كثير من العقول عن إدراكها بادي الرأي فلا ترى إلا الشر الماثل في المقدور وتغفل عما يجلبه من خير، فهو خير باعتبار مآله.
فهو الذي خلق القوة والصحة، وخلق الضعف والمرض، لتظهر آثار أسمائه الحسنى وصفاته العلى في خلقه، فيكون المرض رحمة في حق بعض الخلق، من جهة: تكفير الذنوب، والرضا بالمقدور، والتواضع والانكسار للباري عز وجل، ودعائه والتضرع إليه، فتظهر آثار أسماء: السميع والقريب الذي يسمع دعاء عبده فيجيبه، وهو في حق آخرين نقمة وعذاب، ينتقم به الله، عز وجل، من الجبابرة، فتظهر آثار أسماء وصفات الجلال من قبيل: الجبار والعزيز الذي له عزة القهر والغلبة.
والله، عز وجل، هو المؤخر الذي يؤخر الأشياء فيضعها في مواضعها، إما:
تأخيرا كونيا، كما في حديث أم حبيبة، رضي الله عنها، مرفوعا: (اللَّهُمَّ أَمْتِعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَأَلْتِ اللَّهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ لَنْ يُعَجِّلَ شَيْئًا قَبْلَ حِلِّهِ أَوْ يُؤَخِّرَ شَيْئًا عَنْ حِلِّهِ وَلَوْ كُنْتِ سَأَلْتِ اللَّهَ أَنْ يُعِيذَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ أَوْ عَذَابٍ فِي الْقَبْرِ كَانَ خَيْرًا وَأَفْضَلَ).
أو: تأخيرا شرعيا، كما في حديث أبي عطية، رحمه الله، وفيه: (دَخَلْتُ أَنَا وَمَسْرُوقٌ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْنَا يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدُهُمَا يُعَجِّلُ الْإِفْطَارَ وَيُعَجِّلُ الصَّلَاةَ وَالْآخَرُ يُؤَخِّرُ الْإِفْطَارَ وَيُؤَخِّرُ الصَّلَاةَ قَالَتْ أَيُّهُمَا الَّذِي يُعَجِّلُ الْإِفْطَارَ وَيُعَجِّلُ الصَّلَاةَ قَالَ قُلْنَا عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَتْ كَذَلِكَ كَانَ يَصْنَعُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم).
والمؤخر، أيضا، هو الذي يؤخر العذاب بمقتضى حكمته ابتلاء لعباده لعلهم يتوبوا، فيكون أثر اسم "الحليم" قد ظهر فيهم، وإلا كان استدراجا فيكون أثر اسم "الصبور" قد ظهر فيهم.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[02 - 12 - 2007, 12:24 ص]ـ
64_ المليك:
فالمليك: صيغة مبالغة من: ملك يملك مِلكا ومُلكا.
يقول ابن الجوزي رحمه الله: "المليك هو المالك، وبناء فعيل للمبالغة في الوصف، ويكون المليك بمعنى الملك".
والمليك، كما تقدم في اسم المالك، يجمع وصفي: "المِلك" و "المُلك"، فالله، عز وجل، هو: "المَلِك"، "المالك" يملك أعيان الكائنات ويملك التصرف المطلق فيها.
ومع:
65_ المقتدر:
فالمقتدر: اسم فاعل من "اقتدر"، فعله: اقتدر يقتدر اقتدارا، وهو أكثر مبالغة من القادر والقدير، فهو جامع بين دلالتيهما المعنويتين، فالمقتدر: قادر قدير، لأن المبالغة في المبنى تدل على المبالغة في المعنى، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في أكثر من موضع.
يقول الزركشي رحمه الله: "واعلم أن اللفظ إذا كان على وزن من الأوزان ثم نقل إلى وزن آخر أعلى منه فلا بد أن يتضمن من المعنى أكثر مما تضمنه أولا، لأن الألفاظ أدلة على المعاني، فإذا زيدت في الألفاظ وجب زيادة المعاني ضرورة ومنه قوله تعالى: (فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر)، فهو أبلغ من قادر لدلالته على أنه قادر متمكن القدرة لا يرد شيء عن اقتضاء قدرته ويسمى هذا قوة اللفظ لقوة المعنى، كقوله تعالى: (لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)، قيل: لأنه لما كانت السيئة ثقيلة وفيها تكلف زيد في لفظ فعلها، وقوله تعالى: (يصطرخون فيها) فإنه أبلغ من يتصارخون".
وتقدم أن: القادر يتعلق بمرتبة العلم، المرتبة الأولى من مراتب القدر، والقدير يتعلق بمرتبة الخلق، المرتبة الرابعة من مراتب القدر، والقدير هو: القادر القدير، فهو الذي علم أزلا، فخلق بعلمه الكوني المؤثر، فجاء خلقه مطابقا لعلمه.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[أبو لين]ــــــــ[03 - 12 - 2007, 01:09 ص]ـ
جميل ....... بوركت أخي الحبيب.
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[03 - 12 - 2007, 10:11 ص]ـ
فهو الذي علم أزلا، فخلق بعلمه الكوني المؤثر، فجاء خلقه مطابقا لعلمه.
:; allh:;allh
قدّوسٌ قدّوسٌ ..
تقدّست ذاته ..
وأسماؤه وصفاتُه ..
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ونحن متابعون لما تجود علينا به مما فتح الله به عليك ..
والسلام,,,
ـ[مهاجر]ــــــــ[04 - 12 - 2007, 08:08 ص]ـ
جزاكما الله خيرا على المرور أيها الكريمان الفاضلان.
ومع:
66_ المسعر:
وهو من الأسماء التي تبدو، للوهلة الأولى، جديدة على سمع القارئ، إذ لم ترد في القرآن الكريم، وإنما وردت في السنة في حديث أنس بن مالك، رضي الله عنه، مرفوعا: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ)، والحديث عند أبي داود.
وفي الحديث حصر بتعريف الجزأين: إن الله تعالى هو: الخالق، فالمبتدأ: لفظ الجلالة "الله" معرف بـ: "أل"، والأخبار: الخالق القابض الباسط الرازق المسعر معرفة هي الأخرى بـ: "أل"، والحصر يفيد التوكيد فضلا عن التوكيد بـ: "إن"، وضمير الفصل "هو"، واسمية الجملة، وكل هذه المؤكدات تزيد المعنى قوة، واختصاصا بالباري عز وجل.
والمسعر اسم من أسماء الله، عز وجل، التي تدل على صفات الأفعال، فهو يدل على صفة "التسعير" بنوعيها:
الكوني والشرعي:
فالكوني: يتعلق بتصريف المقادير، وهو التدبير الكوني، فالأسعار بيد الله، عز وجل، إن شاء رفعها وضيق الأقوات بعدله، عقوبة أو ابتلاء، وإن شاء خفضها ووسع الأقوات بفضله، ثوابا أو استدراجا، مصداق:
قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، فتوسيع الأقوات مرتبط بإقامة أحكام الملة، وتعظيم قدر الشريعة، فالارتباط بين التقدير الكوني والتقدير الشرعي وثيق الصلة، فالعز والتمكين في الدنيا والآخرة يكون لعباد الرحمن الذين رفعوا لواء دينه، وأقاموا شعائره وشرائعه، وإن وقع لهم الابتلاء بالتضييق، ابتداء، تمحيصا لما في القلوب، وفي التنزيل: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)، و: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)، ولا تمكين انتهاء إلا بابتلاء ابتداء، كما أثر عن الشافعي، رحمه الله، نسأل الله، عز وجل، العافية في الدين والدنيا.
وفي الاستدراج:
قوله تعالى: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ).
وقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آَبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ).
فليست كل سعة في الأقوات نعمة، بل قد تكون استدراجا تعقبه نقمة.
يقول المناوي رحمه الله: (المسعر هو الذي يرفع سعر الأقوات ويضعها، فليس ذلك إلا إليه وما تولاه الله بنفسه ولم يكله إلى عباده لا دخل لهم فيه).
وأما التسعير الشرعي: فهو متعلق بأفعال المكلفين من جهة منع الظلم وكف التجار عن ظلم العباد باحتكار الأقوات لترتفع أسعارها، فتضيق أرزاق المسلمين، ومن جهة منع وقوع الظلم على التجار في نفس الوقت بفرض أسعار لا تناسبهم، عند حصول الرخاء والسعة، فالمسألة تختلف من بلد إلى بلد، ومن زمن إلى زمن، فالبلاد الغنية يختلف حالها عن البلاد الفقيرة، وأزمنة الرخاء غير أزمنة الشدة.
والمسعر: اسم فاعل من التسعير، من: سعر النار إذا رفعها وأوقدها، فمادة الفعل تدل على الارتفاع، ووجه المناسبة بينه وبين النار أن ألسنة اللهب ترتفع إذا أوقدت النار وسعرت، وفي التنزيل: (وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ)، ويقال: ناقة مسعورة كأن بها جنونا من سرعتها، أو مسعورة بمعنى: جوعانة متلهفة إلى التهام الطعام.
والمسعر، سبحانه، هو الذي يسعر بعدله العذاب على أعدائه، في الآخرة، فهو متعلق من هذا الوجه بتدبيره الكوني، ويعذب من يشاء بالنار في الدنيا، فلا يعذب بالنار إلا هو، فهو متعلق من هذا الوجه بتدبيره الشرعي، إذ النهي عن التعذيب بالنار تكليف شرعي، وقد خصه بعض أهل العلم بما إذا كان الحرق بالنار قصاصا فمن حَرَقَ حُرِق.
وعند أبي داود، رحمه الله، من حديث حَمْزَةَ الْأَسْلَمِيُّ: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّرَهُ عَلَى سَرِيَّةٍ قَالَ فَخَرَجْتُ فِيهَا وَقَالَ إِنْ وَجَدْتُمْ فُلَانًا فَأَحْرِقُوهُ بِالنَّارِ فَوَلَّيْتُ فَنَادَانِي فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ إِنْ وَجَدْتُمْ فُلَانًا فَاقْتُلُوهُ وَلَا تُحْرِقُوهُ فَإِنَّهُ لَا يُعَذِّبُ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ).
وقد استدل بعض الأصوليين بهذا الحديث على جواز وقوع النسخ قبل التمكن من الفعل لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمرهم ابتداء، ونهاهم انتهاء قبل أن يفعلوا ما أمروا به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن تأمل عاصفة ارتفاع الأسعار التي تجتاح مصر، في هذ الآونة، علم حاجتنا، معشر المصريين، إلى الرجوع إلى جادة الدين، فهو حصن للغني من الطغيان وللفقير من الكفران.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[05 - 12 - 2007, 08:25 ص]ـ
ومع:
67_ القابض:
فالقابض في اللغة: اسم فاعل من: قبض، يقبض، قبضا، وهو خلاف البسط، فالقابض والباسط اسمان متضادان، لا يتم معنى الكمال إلا بذكر كليهما، تماما كـ: "المقدم" و "المؤخر"، فالله، عز وجل، القابض الباسط، المقدم المؤخر، الأول الآخر، الظاهر الباطن.
والقبض يأتي بمعنى: قبض الشيء، وقبض اليد عن تناول الشيء، فهو من الأسماء المتضادة، التي تدل على المعنى وضده، فيقال: قبضت الشيء، وقبضت يدي، بمعنى: قبضتها عن تناول الشيء، فظهر المراد تبعا للسياق، فمن الأول:
قوله تعالى: (فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ)، ومن الثاني: حديث عائشة، رضي الله عنها، أَنَّ امْرَأَةً مَدَّتْ يَدَهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ فَقَبَضَ يَدَهُ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَدَدْتُ يَدِي إِلَيْكَ بِكِتَابٍ فَلَمْ تَأْخُذْهُ فَقَالَ إِنِّي لَمْ أَدْرِ أَيَدُ امْرَأَةٍ هِيَ أَوْ رَجُلٍ قَالَتْ بَلْ يَدُ امْرَأَةٍ قَالَ لَوْ كُنْتِ امْرَأَةً لَغَيَّرْتِ أَظْفَارَكِ بِالْحِنَّاءِ، والحديث عند النسائي، رحمه الله، وهو متكلم في إسناده، والراجح ضعفه، وهو مخالف للأحاديث التي جاءت في الأمر بتجنب النساء الزينة، عند خروجهن من بيوتهن، ولو إلى المساجد، وهي أحاديث أقوى إسنادا، كحديث أبي هريرة، رضي الله عنه، مرفوعا: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن تفلات)، ومعنى "التفل": سوء الرائحة، وهو كناية عن المبالغة في عدم التطيب، فليس المعنى تعمد عدم التنظف طلبا للرائحة المنفرة، فليس هذا من دين الإسلام في شيء، ولم يتعبد الله، عز وجل، خلقه بما يؤذي الغير وينفرهم مما يصادم الفطر السوية، فلا يقوى حديث عائشة، رضي الله عنها، وإن حسنه بعض أهل العلم المتأخرين، على معارضة الأحاديث الأخرى، فهي أصح وأقوى إسنادا.
والقابض، عز وجل، هو الذي يمسك الأرزاق وغيرها عن العباد بمقتضى لطفه وحكمته، وفي التنزيل: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ)، فقد تكون الحكمة في إمساك الأرزاق، وقد يكون الخير في المنع، والشر في العطاء، فالعطاء ليس دليلا مطردا على الرضا، بل قد يكون استدراجا لمن سخط الله، عز وجل، عليه، وفي التنزيل: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ).
فيوسع ويضيق ابتلاء وامتحانا، لينظر ماذا يعمل الغني فيما استخلف فيه، وماذا يعمل الفقير فيما ابتلي به، فلكل عبودية، فعبودية السراء غير عبودية الضراء، وعبودية الغنى غير عبودية الفقر، وعبودية السعة غير عبودية الضيق، وعبودية الأمن غير عبودية الخوف .............. إلخ.
وقبضه، عز وجل، وصف حقيقي، فصفة القبضة ثابتة له، تبارك وتعالى، على الوجه اللائق بجلاله وعظمته، وفي التنزيل: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)، وعند الشيخين، رحمهما الله، واللفظ لفظ البخاري من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: جَاءَ حَبْرٌ مِنْ الْأَحْبَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّا نَجِدُ أَنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ وَسَائِرَ الْخَلَائِقِ عَلَى إِصْبَعٍ فَيَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الْحَبْرِ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
وعند أبي داود، رحمه الله، في: "باب القدر"، من حديث أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه، مرفوعا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ جَاءَ مِنْهُمْ الْأَحْمَرُ وَالْأَبْيَضُ وَالْأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ وَالسَّهْلُ وَالْحَزْنُ وَالْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ.
والحديث عند عبد بن حميد، رحمه الله، في مسنده بلفظ قريب.
ولازم إثبات القبضة: إثبات صفة اليد لله، تبارك وتعالى، على الوجه اللائق بجلاله، والباب مطرد عند أهل السنة، سواء في الصفات الذاتية بنوعيها: المعنوية والخبرية، أو الصفات الفعلية المتعلقة بمشيئته، عز وجل، كما سبق في أكثر من موضع.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"وقد تواتر في السنة مجيء اليد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فالمفهوم من هذا الكلام أن لله تعالى يدين مختصتان به ذاتيتان له كما يليق بجلاله، وأنه سبحانه خلق آدم بيده دون الملائكة وإبليس، وأنه سبحانه يقبض الأرض ويطوي السماوات بيده وأن يداه مبسوطتان".
"مجموع الفتاوى"، (6/ 363).
واسم الله، عز وجل، "القابض" يدل على صفة القبض، دلالة تضمن، وهي صفة فعلية متعلقة بمشيئته جل وعلا، فيقبض ما شاء، كيف شاء، متى شاء.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 12 - 2007, 08:01 م]ـ
ومع:
68_ الباسط:
وهو الاسم المقابل لاسم: القابض.
وقد ورد معه في نفس سياق قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق).
والباسط: اسم فاعل فعله: بسط، يبسط بسطا.
والبسط يأتي على معان منها:
الطلب، ومنه قوله تعالى: (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ).
والأخذ، ومنه قبض الملائكة لأرواح الظالمين، مصداق قوله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ).
والصولة والضرب والفتك، ومنه قوله تعالى: (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)، وقوله تعالى: (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ).
والبذل والعطاء، ومنه قوله تعالى: (بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء).
والبسط في حقنا: معلوم المعنى والكيفية، وفي حق الله، عز وجل، معلوم المعنى مجهول الكيفية.
والباسط سبحانه هو الذي: يبسط الرزق لعباده، تفضلا وإنعاما، أو استدراجا وامتحانا، فإن شاء بسط، وإن شاء قبض، وفي كل حكمة، علمها من علمها وجهلها من جهلها، وفي التنزيل: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ).
وهو سبحانه الذي يبسط يده بالتوبة لمن أساء، وعند مسلم من حديث أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه، مرفوعا: (إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها).
وقد أوجب كثير من أهل العلم: اقتران الأسماء المتقابلة، لأن معنى الكمال المطلق المستفاد منها لا يكتمل إلا بذكرها مقترنة، لئلا يتوهم السامع إثبات المعنى ونفي ضده، مع ما فيه من كمال، فلا يقال: القابض إلا مقترنا بالباسط، ليكتمل المعنى، فلا يتوهم متوهم: إثبات أحدهما دون الآخر، وذهب الشيخ الدكتور محمود عبد الرازق، حفظه الله، في بحثه إلى عدم اشتراط ذلك، وإن كان مستحسنا من جهة اكتمال المعنى، على التفصيل المتقدم، وعلل ذلك بقوله: "لأن أسماء الله كلها حسنى وكلها تدل على الكمال، وكل واحد منها يفيد المدح والثناء على الله بنفسه كما أن الأسماء الحسنى لا تخلو من التقييد بالممكنات، (كالقدرة، فاسم الله، عز وجل، "القدير"، مقيد بكل ممكن، فالله، عز وجل، قدير على كل ممكن، فخرج بذلك: "المحال لذاته" كالموت في حقه، جل وعلا، وهذا العموم في القدرة مستفاد وإن لم يقيد اسم القدير به، فإطلاق الاسم دال على القيد العقلي المتقدم، وإن لم يذكر في السياق)، فالقبض مقيد بما يشاء الله قبضه، والبسط كذلك ....................................... ، ومن ثم فإن اسمي الله: القابض والباسط كل منهما يفيد المدح والثناء بنفسه، وإن ذكرا مقترنين زادت دلالة الكمال في وصف رب العزة والجلال، كما هو الحال عند اقتران: الحي مع القيوم، والرحمن مع الرحيم، والغني مع الكريم، والقريب مع المجيب وغير ذلك من أسماء الله، عز وجل، المتقابلة، فالقول بوجوب ذكر الاسمين معا فيه نظر وإن كان مستحسنا. اهـ
والخلاف يسير، لاسيما والكل مجمع على أن في اقتران هذه الأسماء المتقابلة مزيد بيان لكمال صفات الباري عز وجل.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[27 - 12 - 2007, 08:14 ص]ـ
السلام عليكم.
كل عام وأنتم بخير أيها الكرام. تقبل الله منا ومنكم.
معذرة على هذا الانقطاع، أسأل الله، عز وجل، ألا يتكرر مرة أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومواصلة لموضوع المداخلات:
ومع:
69_ الرازق:
فالرازق: اسم فاعل فعله: رزق، يرزق، رَزْقا و رِزْقا، وقد قصر بعض أهل العلم المعاصرين الوصف على: الرَزْق دون الرِزْق.
وقد يسمى المطر رزقا، لأن الرزق يكون على إثره، فيكون ذلك من باب إطلاق المسَبَب وإرادة السبب، وهو أحد علاقات المجاز المرسل عند من يقول بالمجاز من البلاغيين.
ويطلق الرزق على الشكر، ومنه قوله تعالى: (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ)، يقول ابن كثير رحمه الله: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} قال بعضهم: يعني: وتجعلون رزقكم بمعنى شكركم أنكم تكذبون، أي: تكذبون بدل الشكر.
واسم الله، عز وجل، الرازق، متعلق بالتقدير الأزلي، فالله، سبحانه وتعالى، قدر خلقهم ورزقهم معا قبل وجودهم، فالرزق وصف عام يتعلق بعموم الكون في عالم الملك والملكوت.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
(وَالرِّزْقُ اسْمٌ لِكُلِّ مَا يُغْتَذَى بِهِ الْإِنْسَانُ؛ وَذَلِكَ يَعُمُّ رِزْقَ الدُّنْيَا وَرِزْقَ الْآخِرَةِ. وَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ: مَا افْتَقَرَ تَقِيٌّ قَطُّ قَالُوا: وَلِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}. وَقَوْلُ الْقَائِلِ: قَدْ نَرَى مَنْ يَتَّقِي وَهُوَ مَحْرُومٌ. وَمَنْ هُوَ بِخِلَافِ ذَلِكَ وَهُوَ مَرْزُوقٌ. فَجَوَابُهُ: أَنَّ الْآيَةَ اقْتَضَتْ أَنَّ الْمُتَّقِيَ يُرْزَقُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَلَمْ تَدُلَّ عَلَى أَنَّ غَيْرَ الْمُتَّقِي لَا يُرْزَقُ؛ بَلْ لَا بُدَّ لِكُلِّ مَخْلُوقٍ مِنْ الرِّزْقِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} حَتَّى إنَّ مَا يَتَنَاوَلُهُ الْعَبْدُ مِنْ الْحَرَامِ هُوَ دَاخِلٌ فِي هَذَا الرِّزْقِ فَالْكُفَّارُ قَدْ يُرْزَقُونَ بِأَسْبَابِ مُحَرَّمَةٍ وَيُرْزَقُونَ رِزْقًا حَسَنًا وَقَدْ لَا يُرْزَقُونَ إلَّا بِتَكَلُّفِ وَأَهْلُ التَّقْوَى يَرْزُقُهُمْ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُونَ وَلَا يَكُونُ رِزْقُهُمْ بِأَسْبَابِ مُحَرَّمَةٍ وَلَا يَكُونُ خَبِيثًا وَالتَّقِيُّ لَا يُحْرَمُ مَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ مِنْ الرِّزْقِ وَإِنَّمَا يُحْمَى مِنْ فُضُولِ الدُّنْيَا رَحْمَةً بِهِ وَإِحْسَانًا إلَيْهِ؛ فَإِنَّ تَوْسِيعَ الرِّزْقِ قَدْ يَكُونُ مَضَرَّةً عَلَى صَاحِبِهِ وَتَقْدِيرَهُ يَكُونُ رَحْمَةً لِصَاحِبِهِ. قَالَ تَعَالَى: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ} {وَأَمَّا إذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ} {كُلًّا} أَيْ: لَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ فَلَيْسَ كُلُّ مَنْ وُسِّعَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ يَكُونُ مُكْرَمًا وَلَا كُلُّ مَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ يَكُونُ مُهَانًا؛ بَلْ قَدْ يُوَسَّعُ عَلَيْهِ رِزْقُهُ إمْلَاءً وَاسْتِدْرَاجًا وَقَدْ يُقَدَّرُ عَلَيْهِ رِزْقُهُ حِمَايَةً وَصِيَانَةً لَهُ وَضِيقُ الرِّزْقِ عَلَى عَبْدٍ مِنْ أَهْلِ الدِّينِ قَدْ يَكُونُ لِمَا لَهُ مِنْ ذُنُوبٍ وَخَطَايَا كَمَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: إنَّ الْعَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَنْ أَكْثَرَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}. وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ وَالِاسْتِغْفَارُ سَبَبٌ لِلرِّزْقِ وَالنِّعْمَةِ وَأَنَّ الْمَعَاصِيَ سَبَبٌ لِلْمَصَائِبِ وَالشَّدَّةِ فَقَالَ تَعَالَى: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} إلَى قَوْلِهِ: {وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} وَقَالَ تَعَالَى: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} إلَى قَوْلِهِ: {وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ
(يُتْبَعُ)
(/)
لَكُمْ أَنْهَارًا} وَقَالَ تَعَالَى: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ}).
"مجموع الفتاوى"، (16/ 52_54).
واسم الله، الرازق، يتعلق بالتقدير الكلي العام، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، بخلاف اسمه الكريم: الرزاق، فصيغة المبالغة تدل على تكرار الفعل، وهو أمر غير متصور في التقدير الكوني العام، فقد فُرِغ منه، بخلاف التقدير الجزئي الخاص المتعلق بآحاد الرزق، فهو حادث، بمعنى أنه متجدد، فيتكرر بتكرار الرزق، فناسب أن تأتي الصيغة الدالة عليه: صيغة مبالغة، لأنه يتجدد مرارا بعدد المرزوقين وعدد ما يسوقه الله، عز وجل، إليهم من الأرزاق.
واسم الله، عز وجل، الرازق، يدل بدلالة التضمن على صفة الرزق الفعلية المتعلقة بمشيئته، عز وجل، فهو يرزق من يشاء كيف شاء متى شاء.
ومع:
70_ القاهر:
فقد ورد في القرآن الكريم الكريم في موضعين في:
قوله تعالى: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ).
وقوله تعالى: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ).
وجاء في السنة في حديث سرد الأسماء الحسنى عند ابن ماجه رحمه الله.
والقاهر في اللغة: اسم فاعل للموصوف بقهر غيره، فعله: قهر يقهر قهرا، وقهرت الشيء غلبته وعلوت عليه مع إذلاله بالاضطرار، فتقول: أخذتهم قهرا: أي من غير رضاهم.
ففيه معنى العلو على الغير مع تمام السلطان.
وعلو القهر أحد أنواع العلو الثلاثة: علو القهر وعلو الشأن وعلو الفوقية، وإليها أشار صاحب سلم الوصول، رحمه الله، بقوله:
علو قهر وعلو الشان ******* جل عن الأضداد والأعوان
كذا له العلو والفوقيه ******* على عباده بلا كيفيه
ولم يقع الخلاف بين المنتسبين إلى الملة في علو القهر والشأن، وإنما وقع في علو الباري، عز وجل، بذاته، القدسية، على عرشه، وهو أحد نوعي العلو:
العلو العام: وهو الذي يدل عليه العقل، وإن كان مدار الباب على خبر الوحي المعصوم، وهو صفة ذاتية معنوية لا تتعلق بمشيئة الله، عز وجل، فهو العلي على خلقه: أزلا وأبدا على الوجه اللائق بجلاله وعظمته علوا تدرك العقول معناه وتعجز عن حده وتكييفه.
والعلو الخاص: وهو الاستواء على العرش، فمداره على خبر الوحي المعصوم، إذ لا يدل العقل عليه، وإن كان لا يحيله، فهو من محارات العقول لا محالاتها، فالاستواء: صفة فعلية تتعلق بمشيئة الباري، عز وجل، فيستوي على عرشه استواء يليق بجلاله، متى شاء كيف شاء، ولا دور للعقل فيه إلا التسليم وتدبر المعنى دون الخوض في الكيف، فلا مطمع في دركه.
والقاهر هو الغالب على جميع الخلائق على المعنى العام، الذي يعلو في قهره وقوته فلا غالب له ولا منازع له، بل كل شيء تحت قهره وسلطانه، فيستحيل أن يكون لهذا العالم إلا إله واحد، فلو فرض وجود إلهين، وأراد أحدهما شيئا، فلا يخلو الأمر من حالين:
أن يوافقه الأول: فلا يقال عندئذ إن مشيئته مطلقة، لأنه مفتقر إلى إذن الآخر وإن وافقه.
وإما أن يخالفه: فيقع التضاد بين إرادتيهما فتنفذ إرادة الأقوى، ويكون هو القاهر الغالب ويكون الآخر هو المقهور الخاسر، فلا تستقيم أمور العالم إلا بإله واحد قاهر لما سواه، متفرد بالسلطان، منزه عن الشريك والولد، غني عما سواه، ممد لخلقه بأسباب البقاء، فلا غنى لهم عنه، فكلهم فقراء إليه، وما ثم إلا: غني غناه ذاتي أصيل، وفقير فقره ذاتي أصيل.
يقول ابن جرير، رحمه الله، في تفسير قوله تعالى: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ):
"ويعني بقوله:"القاهر"، المذلِّل المستعبد خلقه، العالي عليهم. وإنما قال: "فوق عباده"، لأنه وصف نفسه تعالى ذكره بقهره إياهم. ومن صفة كلّ قاهر شيئًا أن يكون مستعليًا عليه.
فمعنى الكلام إذًا: والله الغالب عبادَه، المذلِّ لهم، العالي عليهم بتذليله لهم، وخلقه إياهم، فهو فوقهم بقهره إياهم، وهم دونه". اهـ
واسم القاهر يدل بالمطابقة والتضمن واللزوم على ما دل عليه اسمه: القهار، غير أن الأول يدل على القهر الكلي العام، فمعنى القهر فيه: إجمالي، بخلاف اسم القهار فهو يدل على القهر الجزئي الخاص، باعتبار آحاد المقهورين، فمعنى القهر فيه: تفصيلي، فناسب أن يرد بصيغة المبالغة الدالة على الكثرة وتعدد آحاد الفعل والمفعول.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الربيع الزهراني]ــــــــ[31 - 12 - 2007, 06:36 م]ـ
أشكر (مهاجر على مجهوده الكبير وحتى يتسنى للأخوة قراءة الأسماء أقترح عرضها واحدا واحدا.
ـ[مهاجر]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 08:20 ص]ـ
شكر الله لك أبا الربيع مرورك وحسن ثنائك.
وبعض اللمحات تكون قصيرة بحيث يمكن إدراج أكثر من اسم في مداخلة واحدة كهذه المداخلة وهي مع:
71_ الديان:
فلم يرد هذا الاسم في القرآن الكريم، ولكن سمى اللهَ، عز وجل، به النبيُ صلى الله عليه وعلى آله وسلم على سبيل الإطلاق، فعند البخاري، تعليقا، من حديث جابر، رضي الله عنه، مرفوعا: ( ............ ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مِنْ قُرْبٍ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ)، والحديث عند أحمد، رحمه الله، في مسند عبد الله بن أنيس، رضي الله عنه، وعند الحاكم في مستدركه والطبراني في مسند الشاميين من حديث جابر، رضي الله عنه، أيضا.
والديان صيغة مبالغة على وزن: "فعال"، فعله: دان يدين دينا، والدين يأتي بمعنى:
القهر: فيقال دان الله عباده، إذا قهرهم فدانوا له وانقادوا.
والمحاسبة: ومنه قيل لليوم الآخر: يوم الدين، لأن الله، عز وجل، يحاسب عباده فيه، يقول ابن القيم، رحمه الله، في معنى يوم الدين: "يوم يدين الله العباد بأعمالهم: إن خيرا فخيرا، وإن شرا فشرا، وذلك يتضمن جزاءهم وحسابهم". اهـ
والخلق: فيقال: المرء على دين خليله، أي: على خلقه.
وقد يكون الديان بمعنى: صاحب الديوان، وهو الكتاب الحافظ للأعمال، كما روى أحمد من حديث عائشة، رضي الله عنها، مرفوعا: (الدَّوَاوِينُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثَلَاثَةٌ دِيوَانٌ لَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا وَدِيوَانٌ لَا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا وَدِيوَانٌ لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ فَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ}
وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ مِنْ صَوْمِ يَوْمٍ تَرَكَهُ أَوْ صَلَاةٍ تَرَكَهَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ ذَلِكَ وَيَتَجَاوَزُ إِنْ شَاءَ وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا الْقِصَاصُ لَا مَحَالَةَ).
والديان سبحانه هو الذي دانت له الخليقة، وعنت له الوجوه وذلت لعظمته الجبابرة وخضع لعزته كل عزيز، فله انقاد الكون بذراته، وكل مجازى بأفعاله، قد أحصاها الديان: (فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى).
واسم الديان يدل على صفة من صفات الأفعال المتعلقة بمشيئة الباري عز وجل.
ومع:
72_ الشاكر:
فقد ورد في موضعين من التنزيل في:
قوله تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ).
وقوله تعالى: (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا).
ولم يرد في السنة النبوية المطهرة.
والشاكر: اسم فاعل للموصوف بالشكر، فعله: شكر يشكر شكرا، والشكر هو: الثناء الجميل على الفعل الجليل، ومجازاة الإحسان بالإحسان، وتقدم أن الشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح، بخلاف الحمد الذي يقتصر على القلب واللسان، وفي التنزيل: (اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)، والعمل لا يكون إلا بالجوارح، وقد يقال بأن العمل هنا يشمل: عمل القلب من الرضا، وعمل اللسان من الذكر، وعمل الجوارح من الطاعات، فيكون مفهوم العمل أعم من الأعمال البدنية الظاهرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشكور أبلغ من الشاكر، لأن صيغة المبالغة تدل على زيادة في المعنى عن صيغة اسم الفاعل، فالشكور هو: المبالغ في الشكر بالقلب واللسان والجوارح، يقول المناوي رحمه الله: (الشكور الباذل وسعه في أداء الشكر بقلبه ولسانه وجوارحه اعتقادا واعترافا، وقيل: الشاكر من يشكر على الرخاء، والشكور على البلاء، والشاكر من يشكر العطاء، والشكور من يشكر على المنع). اهـ
والله، عز وجل، شاكر يجازي العباد على أعمالهم، ويزيدهم من فضله أجورهم، فيرضى بالأعمال، وإن قلت، مصداق قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (وَاعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ وَأَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ)، ويتفضل بمضاعفة الأجر، مصداق قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ)، فلا تحقرن من المعروف شيئا، مصداق قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ)، وقوله: (يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ).
والله، عز وجل، غني عنا وعن شكرنا، فلا يفتقر إلى طاعتنا أو أعمالنا، بل يتفضل علينا بالشكر والثناء والثواب، وفي التنزيل: (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا).
يقول القاضي البيضاوي رحمه الله: ({مَّا يَفْعَلُ الله بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءَامَنْتُمْ} أيتشفى به غيظاً أو يدفع به ضرراً أو يستجلب به نفعاً وهو الغني المتعالي عن النفع والضر، وإنما يعاقب المصر بكفر ........................... {وَكَانَ الله شاكرا} مثيباً يقبل اليسير ويعطي الجزيل. {عَلِيماً} بحق شكركم وإيمانكم). اهـ
واسم الشاكر يدل على صفة الشكر الفعلية المتعلقة بمشيئة الله عز وجل.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 04:42 ص]ـ
ومع:
73_ المنان:
فلم يرد اسم المنان في القرآن الكريم، وإنما ورد في السنة في حديث أنس، رضي الله عنه، وفيه: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ).
والمنان في اللغة: صيغة مبالغة على وزن: "فعال" من: من، يمن منا، بمعنى: قطعه وذهب به، والمنين: الحبل الضعيف، ورجل منين: أي ضعيف، والمنون: الموت، لأنه يمن كل شيء فيضعفه وينقصه ويقطعه، وفي التنزيل: (أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ)، يقول أبو السعود رحمه الله: "وقيلَ: المنونُ الموتُ وهو في الأصلِ فَعُولٌ من مَنه إذا قطَعُه لأنَّ الموتَ قطوعٌ". اهـ
يقول الراغب الأصفهاني رحمه الله: "والمنة النعمة الثقيلة ويقال ذلك على وجهين:
أحدهما: أن يكون ذلك بالفعل فيقال من فلان على فلان إذا أثقله بالنعمة وعلى ذلك قوله: (لقد من الله على المؤمنين - كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم - ولقد مننا على موسى وهارون - يمن على من يشاء - ونريد أن نمن على الذين استضعفوا) وذلك على الحقيقة لا يكون إلا لله تعالى.
والثاني: أن يكون ذلك بالقول وذلك مستقبح فيما بين الناس إلا عند كفران النعمة، ولقبح ذلك قيل المنة تهدم الصنيعة، ولحسن ذكرها عند الكفران قيل: إذا كفرت النعمة حسنت المنة.
وقوله: (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا على إسلامكم) فالمنة منهم بالقول ومنة الله عليهم بالفعل وهو هدايته إياهم كما ذكر، وقوله: (فإما منا بعد وإما فداء) فالمن إشارة إلى الإطلاق بلا عوض" اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمنان، عز وجل، هو العظيم الهبات الوافر العطايا، الذي ينعم غير فاخر بالإنعام والذي يبدأ بالنوال قبل السؤال، وهو المعطي ابتداء وانتهاء، فلا يطلب الجزاء في إحسانه إليه بل أوجب بفضله لعباده حقا عليه، وفي التنزيل:
(ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ).
و: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ).
و: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ).
و: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ).
وفي حديث معاذ، رضي الله عنه، مرفوعا: (فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا).
والمنة من الصفات التي يظهر فيها الفرق بين صفات الباري، عز وجل، وصفات خلقه، فالمنة في حقه، عز وجل، كمال مطلق، لأنه المنعم المتفضل حقيقة، وفي حق آحاد خلقه: نقص، لأن المنان مذموم شرعا، كما عند مسلم، رحمه الله، من حديث أبي ذر، رضي الله عنه، وفيه: (ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالَ فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مِرَارًا قَالَ أَبُو ذَرٍّ خَابُوا وَخَسِرُوا مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْمُسْبِلُ وَالْمَنَّانُ وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ).
وتقدم أن من الصفات ما هو:
كمال في حق الخالق، عز وجل، نقص في حق المخلوق، كـ: الكبرياء والعظمة، فاتصاف الغني، سبحانه، بهما: كمال، واتصاف المخلوق المفتقر إلى ما سواه من الأسباب: نقص.
وما هو: كمال في حق المخلوق، نقص في حق الخالق، عز وجل، كـ: النكاح، فالقادر عليه من الخَلق يوصف بالكمال، والله، عز وجل، منزه عنه، لأنه، وإن كان كمالا من جهة، إلا أن فيه نقصا لا ينفك عنه، من جهة حاجة الناكح، فهو ينكح شهوة وافتقارا إلى الولد، والباري، عز وجل، غني عن الصاحبة والولد، فضلا عن ورود النص، وهو العمدة في هذا الباب، بامتناع ذلك على الله، عز وجل، وفي التنزيل: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، فهو خالق، كل شيء، فما عداه مخلوق، ولا يتصور أن يتخذ الخالق، عز وجل، صاحبة من جنس ما خلق، لأن الخالق، عز وجل، لا ند له ولا نظير يكافئه، والزوجة لابد أن تكافئ زوجها، ولو من جهة الخَلق، وهذا أمر مشاهد في الأزواج المخلوقة، فلكل ما يناسبه، فللآدمي ما يناسبه، وللحيوان، باختلاف أجناسه ما يناسبه تبعا لاختلاف جنسه.
والمنان لا يملك، حقيقة، ما من به، وإنما هو مجرد سبب أجرى الله، عز وجل، به العطاء على خلقه، فإنه لا يوجد سبب مستقل بذاته في الوجود، فلا بد له من: أسباب تنضم إليه، وموانع تنتفي عنه، حتى يحصل المقصود منه، والله، عز وجل، هو: خالق الأسباب ومُسَبَباتها، وخالق القوة في السبب والقابلية في المحل، فقد يرد السبب على محل غير قابل، فلا ينتج مُسببه، فلا استقلال لأحد من الخلق بعطاء يعطيه، ليمن به على غيره.
يقول الطحاوي رحمه الله:
"فإنه لَوْ قُدِّرَ أَنَّ شَيْئًا مِنَ الْأَسْبَابِ يَكُونُ مُسْتَقِلًّا بِالْمَطْلُوبِ، وَإِنَّمَا يَكُونُ بِمَشِيئَة الله وَتَيْسِيرِه - لَكَانَ الْوَاجِبُ أَنْ لَا يُرْجَى إِلَّا الله، وَلَا يُتَوَكَّلُ إِلَّا عليه، وَلَا يُسْأَلُ إِلَّا هُوَ، وَلَا يُسْتَغَاثُ إِلَّا به، وَلَا يُسْتَعَانُ إِلَّا هُوَ، فله الْحَمْدُ، وإليه الْمُشْتَكَى، وَهُوَ الْمُسْتَعَانُ، وبه الْمُسْتَغَاثُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّة إِلَّا بالله. فَكَيْفَ وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْأَسْبَابِ مُسْتَقِلًّا بِمَطْلُوبٍ، بَلْ لَا بُدَّ مِنَ
(يُتْبَعُ)
(/)
انْضِمَامِ أَسْبَابٍ أُخَرَ إليه، وَلَا بُدَّ أَيْضًا مِنْ صَرْفِ الْمَوَانِعِ وَالْمُعَارِضَاتِ عنه، حتى يَحْصُلَ الْمَقْصُودُ، فَكُلُّ سَبَبٍ فله شَرِيكٌ، وله ضِدٌّ، فَإِنْ لَمْ يُعَاوِنْه شَرِيكُه، وَلَمْ يَنْصَرِفْ عنه ضِدُّه - لَمْ تَحْصُلْ مَشِيئَة.
وَالْمَطَرُ وَحْدَه لَا يُنْبِتُ النَّبَاتَ إِلَّا بِمَا يَنْضَمُّ إليه مِنَ الْهَوَاءِ وَالتُّرَابِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، ثُمَّ الزَّرْعُ لَا يَتِمُّ حتى تُصْرَفَ عنه الْآفَاتُ الْمُفْسِدَة له، وَالطَّعَامُ وَالشَّرَابُ لَا يُغَذِّي إِلَّا بِمَا جُعِلَ في الْبَدَنِ مِنَ الْأَعْضَاءِ وَالْقُوَى، وَمَجْمُوعُ ذَلِكَ لَا يُفِيدُ إِنْ لَمْ تُصْرَفْ عنه الْمُفَسِدَاتُ.
وَالْمَخْلُوقُ الذي يُعْطِيكَ أَوْ يَنْصُرُكَ، فَهُوَ - مَعَ أَنَّ الله يَجْعَلُ فيه الْإِرَادَة وَالْقُوَّة وَالْفِعْلَ -: فَلَا يَتِمُّ مَا يَفْعَلُه إِلَّا بِأَسْبَابٍ كثيرة، خَارِجَة عَنْ قُدْرَتِه، تُعَاوِنُه على مَطْلُوبِه، وَلَوْ كَانَ مَلِكًا مُطَاعًا، وَلَا بُدَّ أَنْ يُصْرَفَ عَنِ الْأَسْبَابِ الْمُتَعَاوِنَة مَا يُعَارِضُهَا وَيُمَانِعُهَا، فَلَا يَتِمُّ الْمَطْلُوبُ إِلَّا بِوُجُودِ الْمُقْتَضِي وَعَدَمِ الْمَانِعِ.
وَكُلُّ سَبَبٍ مُعَيَّنٍ فَإِنَّمَا هُوَ جُزْءٌ مِنَ الْمُقْتَضِي، فَلَيْسَ في الْوُجُودِ شَيْءٌ وَاحِدٌ هُوَ مُقْتَضٍ تَامٌّ، وَإِنْ سُمِّي مُقْتَضِيًا، وَسُمِّي سَائِرُ مَا يُعِينُه شُرُوطًا - فَهَذَا نِزَاعٌ لَفْظِي. وَأَمَّا أَنْ يَكُونَ في الْمَخْلُوقَاتِ عِلَّة تَامَّة تَسْتَلْزِمُ مَعْلُولَهَا فَهَذَا بَاطِلٌ.
وَمَنْ عَرَفَ هَذَا حَقَّ الْمَعْرِفَة انْفَتَحَ له بَابُ تَوْحِيدِ الله، وَعَلِمَ أنه لَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يُسْأَلَ غيره، فَضْلًا عَنْ أَنْ يُعْبَدَ غيره، وَلَا يُتَوَكَّلَ على غيره، وَلَا يُرْجَى غيره". اهـ
"شرح الطحاوية"، ص353، 354.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[10 - 01 - 2008, 12:26 ص]ـ
ومع:
74 _ القادر:فالقادر في اللغة: اسم فاعل من: قدر، يقدر فهو: قادر.
والتقدير في اللغة على معان منها:
أولا: الروية والتفكير في تسوية الأمر.
ثانيا: تقديره بعلامات يقطعه عليها.
ثالثا: أن تنوي أمرا بعقدك، فتقول: قدرت أمر كذا وكذا، أي: نويته وعقدت عليه.
وسبقت الإشارة إلى أن اسم الله عز وجل: القادر يتعلق بالمرتبة الأولى من مراتب القدر: مرتبة العلم الأزلي، أو: العلم الأول الذي قدر فيه الباري، عز وجل، كل شيء قبل تكوينه بكلمته التكوينية: كن، وسبقت الإشارة إلى أنه علم مؤثر في تقدير الكائنات وبرئها وبَدْعَها، وهو: علم مفقود، لا مطمع في إدراكه، ومقابله: العلم الموجود: علم الشريعة، علم التكليف، علم: افعل ولا تفعل، الذي يتعلق به الثواب والعقاب، وهو الذي أُمِرنا بتحصيله، وحمل النفس على العمل به، وتبليغه، والصبر على الأذى في سبيل ذلك.
يقول الطحاوي رحمه الله: "العلم علمان: علم في الخلق موجود، وعلم في الخلق مفقود، فإنكار العلم الموجود كفر، وادعاء العلم المفقود كفر، ولا يثبت الإيمان إلا بقبول العلم الموجود، وترك طلب العلم المفقود". اهـ
ومع:
75_ الخلاق:
فالخلاق: صيغة مبالغة على وزن: فعال من اسم الفاعل: الخالق، فعله: خلق، يخلق، خلقا.
والفرق بين: الخالق والخلاق:
أن الخالق هو الذي ينشئ الشيء من العدم بتقدير وعلم، فالخلق يأتي بمعنى: التقدير، وإن لم يخرج المخلوق المقدر من حيز العدم إلى حيز الوجود، يقول الشيخ الشنقيطي رحمه الله:
قوله تعالى: {هُوَ الذي خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي الأرض جَمِيعاً ثُمَّ استوى إِلَى السماء}.
ظاهره أن ما في الأرض جميعاً خلق بالفعل قبل السماء، ولكنه بين في موضع آخر أن المراد بخلقه قبل السماء، تقديره. والعرب تسمي التقدير خلقاً كقول زهير:
ولأنت تفري ما خلقت وبعض ******* القوم يخلق ثم لا يفري
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الخلاق فهو يتعلق بإبداعه، عز وجل، خلقه، كما وكيفا، فصيغة المبالغة تدل على الكثرة في الأوصاف والأعيان، فالخلاق هو الذي يبدع في خلقه كما وكيفا بقدرته المطلقة، فيعيد ما خلق ويكرره كما كان، بل يخلق خلقا جديدا أحسن مما كان.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، تعليقا على قول من قال: ليس في الإمكان أبدع من هذا العالم، لأنه لو كان كذلك ولم يخلقه لكان بخلا يناقض الجود أو عجزا يناقض القدرة: "لا ريب أن الله سبحانه يقدر على غير هذا العالم وعلى إبداع غيره إلى ما لا يتناهى كثرة ويقدر على غير ما فعله كما بين ذلك في غير موضع من القرآن، "كقوله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، و: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ)، و: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ)، و: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ)، و: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً)، و: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً)، و: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى)، و: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا)، و: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ) "، وقد يراد به، (أي: قول القائل: ليس في الإمكان)، أنه ما يمكن أحسن منه ولا أكمل منه، فهذا ليس قدحا في القدرة، بل قد أثبت قدرته على غير فعله، لكن قال: ما فعله أحسن وأكمل مما لم يفعله، وهذا وصف له سبحانه بالكرم والجود والإحسان، وهو سبحانه الأكرم فلا يتصور أكرم منه سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا". اهـ
فالله، عز وجل، يقدر على خلق غير هذا الكون، ويقدر على أن يهدي الضال، ويبصر الأعمى، ولكن ليس كل ما يقدر عليه يشاء فعله كونا، فإنه لو شاءه كونا، فلا راد لمشيئته الكونية التي لا تتخلف أبدا، بخلاف المشيئة الشرعية التي تتخلف لحكمة تقتضي ذلك، فكفر الكافر، وإن كان شرا محضا، إلا أنه شر من جهة المقدور، لا ذات القدر، الذي هو فعل الرب، جل وعلا، فالشر ليس إليه، وإن كان خالقه، والخير، كل الخير، في فعله، جل وعلا، فهو شر باعتبار ذاته، خير باعتبار خالقه الذي قضى به، لمصلحة ترجح مفسدة إيجاده، فظهرت حكمة الرب، جل وعلا، في خلق الشر، باعتباره: مرادا لغيره، فلولا الكفر ما عُرف فضل الإيمان، ولولا تسلط الكفار على أهل الإيمان ما وُجدت سنة: "التدافع"، وما سل سيف أو خط قلم دفاعا عن الملة، وهذا عين الحكمة، والله، عز وجل، قادر على أن يظلم عباده، ولكنه لا يظلمهم، لأنه كتب على نفسه العدل، وفي التنزيل: (وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)، فلم يوجبه عليه أحد، كما قال المعتزلة، وإنما أوجبه على نفسه تفضلا منه على عباده، ومن لا يقدر على الظلم أنقص ممن يقدر عليه ولكنه يمتنع عنه لتمام عدله وفضله.
وسبق أن من ضوابط هذه المسألة:
التفريق بين "الممكن أو الجائز"، فهذا يصح تعلق القدرة به، ومن أمثلته الشهيرة: إرسال الرسل فهو: جائز في حق الرب، جل وعلا، بخلاف المعتزلة ومن تبعهم من القائلين بوجوب ذلك على الله، عز وجل، بخلاف "المحال لذاته أو: المستحيل الذاتي"، كوجود شريك لله، عز وجل، فهذا لا تتعلق به القدرة، لأنه عدم، والعدم ليس بشيء أصلا لتتعلق به قدرة الله، عز وجل، وإن صح تعلق علمه، سبحانه وتعالى به، كما في قوله تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)، فذكر ما كان سيحدث، لو كان فيهما آلهة إلا الله، مع أن وجود الشريك للباري، عز وجل، أمر: محال لذاته، وإنما صح ذكر ذلك لتعلقه بعلمه سبحانه وتعالى بما لم يكن أن لو كان كيف يكون، ولو كان مستحيلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن كثير، رحمه الله، في تفسير قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ): "وقوله: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ} تقرير للمعاد، وأنه تعالى قادر على إقامة الساعة، فإنه الخلاق الذي لا يعجزه خلق ما يشاء، وهو العليم بما تمزق من الأجساد، وتفرق في سائر أقطار الأرض". اهـ
وجعل القرطبي، رحمه الله، الخلاق دالا على تقدير الله، عز وجل، للأخلاق وتقسيمها بين العباد، فمنهم السهل ومنهم الحزن، ومنهم اللين ومنهم الشديد، ومنهم الشجاع ومنهم الجبان ............. إلخ، وهذا قول يسعه اللفظ ويحتمله، يقول رحمه الله: "إن ربك هو الخلاق، أي: المقدر للخلق والأخلاق، العليم بأهل الوفاق والنفاق". اهـ
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 01 - 2008, 01:54 ص]ـ
ومع:
76 _ المالك:
فقد ورد هذا الاسم:
مقيدا في قوله تعالى: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ).
ومطلقا في قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إِنَّ أَخْنَعَ اسْمٍ عِنْدَ اللَّهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الْأَمْلَاكِ زَادَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي رِوَايَتِهِ لَا مَالِكَ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ)، والشاهد في زيادة ابن أبي شيبة، رحمه الله، وإليها أشار البيهقي، رحمه الله، بقوله: ................ ثنا أبو بكر بن أبى شيبة قالا ثنا سفيان بن عيينة عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم: أخنع اسم عند الله يوم القيامة رجل يسمى ملك الأملاك - لفظ حديث أحمد - زاد أبو بكر بن أبى شيبة في روايته: لا مالك إلا الله.
وأخنع بمعنى: أوضع، من: الوضاعة، كما أشار إلى ذلك البيهقي، رحمه الله، في نفس الموضع.
وسبق أن من دلالة اسم "المالك" التضمنية: ملكية العين، دون تصرف، ومن دلالة "الملك" التضمنية: التصرف في العين، ولو كان المتصرف لا يملكها، ومن دلالة "المليك" التضمنية: كلا الأمرين: الملكية والتصرف، والله، عز وجل، هو المالك الملك المليك، فله الملكية المطلقة والتصرف المطلق في خلقه بمقتضى ربوبيته العامة والخاصة جل وعلا.
وإلى ذلك أشار ابن القيم، رحمه الله، بقوله: (الفرق بين الملك والمالك: أن المالك هو المتصرف بفعله، والملك هو المتصرف بفعله وأمره، والرب تعالى مالك الملك فهو المتصرف بفعله وأمره).
يقول الشيخ الدكتور محمود عبد الرازق، حفظه الله، مصنف هذا البحث:
والله، عز وجل، مالك الملك، ملكه عن أصالة واستحقاق لأنه الخالق الحي القيوم الوارث فعلة استحقاق الملك أمران:
الأول: صناعة الشيء وإنشاؤه واختراعه.
والثاني: دوام الحياة، فحياته، عز وجل، أزلية أبدية، ودوام الحياة علة أخرى لاستحقاق الملك لأنه يوجب انتقال الملكية وثبوت التملك، فالله، عز وجل، يرث الأرض ومن عليها بعد فناء الخلق.
بتصرف من البحث موضوع المداخلات: ص597.
ومع:
77 _ الرزاق:
فهو في اللغة: من صيغ المبالغة على وزن: "فعال" من اسم الفاعل: "الرازق".
وحقيقة الرزق: العطاء المتجدد الذي يأخذه صاحبه في كل تقدير يومي أو سنوي أو عمري، فينال ما قسم له في التقدير الأزلي والميثاقي.
وصيغة المبالغة: "الرزاق" تدل على تجدد الفعل وحدوثه، فهي تتعلق بآحاد الفعل، سواء أكان آحاد: "الرزق"، أو آحاد: "المرزوقين"، بخلاف اسم الفاعل: "الرازق" الذي يدل على الرزق إجمالا دون تفصيل.
فاسم "الرازق": يتعلق بالتقدير الأزلي الإجمالي، واسم "الرزاق": يتعلق بالتقدير اليومي التفصيلي، فهو بمثابة تأويل التقدير الأزلي، فوقوع ما تقدم من تقدير الأرزاق في علم الأزل هو مدلول اسم: "الرزاق" الذي يسوق الأرزاق إلى عباده في كل وقت.
ومع:
78_ الوكيل:
فقد ورد اسم الوكيل في قوله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)، وهذا هو الموضع الوحيد في القرآن الذي ورد فيه الاسم مطلقا معرفا بالألف واللام، لكن ورد في مواضع أخرى مقرونا بمعاني العلو التي تزيده كمالا على كمال، كما في قوله تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ).
والوكيل في اللغة: القيم الكفيل الذي تكفل بأرزاق العباد، وحقيقة الوكيل: أنه يستقل بأمر الموكول إليه، فالوكيل يضمن القيام بما وُكل به، فهو منزل منزلة الأصيل الذي وكله، فالتوكل يتضمن الإشراف على الشيء ومراقبته وتعهده، وفي البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي، رضي الله عنه، مرفوعا: (مَنْ تَوَكَّلَ لِي مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ وَمَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ تَوَكَّلْتُ لَهُ بِالْجَنَّةِ).
وربما فسر الوكيل بـ: "الكفيل"، ولكنه أعم، فكل كفيل وكيل وليس كل وكيل كفيل.
والوكيل سبحانه هو الذي توكل بالعالمين خلقا وتدبيرا، وهداية وتقديرا، فهو المتوكل بخلقه إيجادا وإعدادا وإمداد، فأوجدهم من عدم، وأعد الأرواح والأبدان، وأمدها بأسباب الحياة والبقاء، فحياة الروح: الوحي المنزل، وحياة البدن: الغذاء المستنبت، فقبضة الطين تفتقر إلى ما يخرج منه، ونفخة الروح تفتقر إلى نور الوحي، ولكل خلق ما يلائمه.
وتوكيل العبد ربه يكون بتفويضه نفسه إليه وعزلها عن التصرف إلا بإذنه الشرعي، وهذا هو عزل النفس عن الربوبية وقيامها بالعبودية، وهو معنى كون الرب وكيل عبده أي: كافيه والقائم بأموره ومصالحه لأنه ينوب عنه في التصرف، فوكالة الرب عبده: أمر وتعبد وإحسان له وخلعة منه عليه لا عن حاجة منه وافتقار إليه، وأما توكيل العبد الرب فتسليم لربوبيته وقيام بعبوديته.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[18 - 01 - 2008, 01:59 ص]ـ
أسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجزيك خير ما يجزي عباده المحسنين!
ـ[نور الندى]ــــــــ[18 - 01 - 2008, 03:13 ص]ـ
http://www.s77.com/3DSmile/35/t-098.gif (http://www.s77.com/index.php?t=smiles)
ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 01 - 2008, 03:29 ص]ـ
جزاكما الله خيرا أيها الكريمان، ونفعكما ونفع بكما.
ومع:
79_ الرقيب:
فقد ورد هذا الاسم منونا مقرونا بمعاني العلو والفوقية، في قوله تعالى: (وكان الله على كل شيء رقيبا)، فـ: "كل": نص في العموم لا مخصص له في هذه الآية، فالرقيب هنا جاء بالمعنى: الكوني، فمراقبة الله، عز وجل، لكل خلقه، حيهم وجمادهم، مؤمنهم وكافرهم، مراقبة كونية يستوي فيها كل الأفراد، فهو، عز وجل، مطلع على كل خلقه، فالصفة: صفة ذات معنوية لا تنفك عن ذات الباري، عز وجل، ولا تتعلق بمشيئته، لأنها ليست فعلا يفعله الله، عز وجل، إذا شاء، كيف شاء، على الوجه اللائق بجلاله، بل مراقبته لخلقه في كل أوقاتهم وعلى جميع أحوالهم.
وورد الاسم مقيدا في:
قوله تعالى: (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ)، فقيد المراقبة بـ: "عليهم".
وقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)، فقيد المراقبة بـ: "عليكم".
والرقيب: فعيل بمعنى: "فاعل" وهو الموصوف بالمراقبة، والمراقبة تأتي بمعنى: الحفظ والحراسة، ومنه حديث ابن عمر، رضي الله عنهما، عن أبي بكر رضي الله عنه: (ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ).
ومراقبة الله، عز وجل، لخلقه عن: استعلاء وفوقية، فلا تقتضي مخالطة أو حلولا أو اتحادا، فالله، عز وجل، مستو على عرشه، بائن من خلقه، محيط بهم بعلمه، وهذا معنى متصور في حق آحاد المخلوقات، كالقمر، الذي يسير مع المسافر، فلا يغيب عنه، ولا يخالطه أو يحل فيه أو يتحد به، ولله المثل الأعلى، فهو أحق بهذا الكمال من خلقه، فالنصوص قد تواترت في بيانه، والعقل قد دل على صحته، لأن خالق الكمال أولى به، فاجتمعت له دلالتا: النقل والعقل، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
وهو، عز وجل، رقيب بملائكته، فهي تسجل أعمال العباد وكسبهم، وفي التنزيل: (كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)،
يقول أبو السعود رحمه الله:
وقولُه تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لحافظين} حالٌ من فاعلِ تكذبونَ مفيدةٌ لبطلانِ تكذيبِهم وتحققِ ما يكذبونَ بهِ أي تكذبونَ بالجزاءِ والحالُ أنَّ عليكُم من قبلِنا لحافظينَ لأعمالِكم. اهـ
ومراقبة العبد لربه هي المقصود الشرعي من مراقبة الرب لعبده، فإن العبد إذا علم هيمنة الباري، عز وجل، بكلماته الكونيات، على مقادير الخلائق، وعلم اطلاعه على أفعالهم، ومراقبته لخطرات قلوبهم، أورثه ذلك التزاما بكلماته الشرعيات، فإذا آمن بمراقبة الله، عز وجل، له كونا، راقبه شرعا، فحفظ حدوده، وأحل حلاله، وحرم حرامه، والتزم سنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فهو المبلغ عن ربه، المبين لشرعه قولا وفعلا وتقريرا.
ومع:
80 _ المحسن:
فقد ورد هذا الاسم في السنة النبوية مطلقا يفيد المدح والثناء على الله، عز وجل، في حديث شداد بن أوس، رضي الله عنه، مرفوعا: (حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتين، قال: إن الله محسن يحب الإحسان إلى كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)، والحديث عند عبد الرزاق، رحمه الله، في مصنفه، والطبراني، رحمه الله، في معجمه الكبير.
وحديث أنس، رضي الله عنه، مرفوعا: (إذا حكمتم فاعدلوا، وإذا قتلتم فأحسنوا، فإن الله عز وجل محسن يحب الإحسان)، والحديث عند الطبراني، رحمه الله، في معجمه الأوسط.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ورد الحديث عند مسلم، رحمه الله، من حديث شداد بن أوس، رضي الله عنه، مرفوعا بذكر الوصف دون الاسم، فقال رضي الله عنه: (ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ).
فكتب الله، عز وجل، الإحسان على كل شيء، وعموم: "كل شيء" يدخل فيه الباري، عز وجل، لصحة الإخبار عنه، جل وعلا، بـ: "شيء"، وفي التنزيل: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ)، وباب الإخبار عن الباري، عز وجل، أوسع من باب الوصف، وباب الوصف أوسع من باب الاسم، فالأخيران توقيفيان محضان، بخلاف الأول، ففيه من السعة ما ليس فيهما، ولذا صح الإخبار عن الله، عز وجل، بـ: "القديم"، و "الأزلي"، وإن كان الأولى في مثل هذا الباب: الالتزام بألفاظ الوحي المنزل، ففي اسم: "الأول" غنية عن هذين الوصفين.
والله، عز وجل، يكتب على نفسه ما شاء، فلا يكتب غيره عليه شيئا، وفي التنزيل: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)، فكتب الإحسان على نفسه كما كتب الرحمة، إحسانا منه إلى خلقه وتفضلا عليهم.
واسم المحسن: اسم فاعل من: "أحسن" المتعدي، وهو يطلق على:
الله، عز وجل، فله كمال الحسن في أسمائه وصفاته وأفعاله، فكل كمال وجمال في الكون خلقه، وخالق الكمال والجمال أولى به، وله كمال الحكمة في أفعاله، فأحكام شرعه معللة، وغاية خلقه مبينة: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ).
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وهو، أي: باب الأسماء والصفات، باب المحبين حقاً الذي لا يدخل منه غيرهم، ولا يشبع من معرفته أحد منهم، بل كلما بدا له منه علم ازداد شوقاً ومحبة وظمأ. فإذا انضم داعي الإحسان والإنعام إلى داعي الكمال والجمال لم يتخلف عن محبة من هذا شأنه إلا أردأ القلوب وأخبثها وأشدها نقصاً وأبعدها من كل خير، فإن الله فطر القلوب على محبة المحسن الكامل في أوصافه وأخلاقه، وإذا كانت هذه فطرة الله التي فطر عليها قلوب عباده، فمن المعلوم أنه لا أحد أعظم إحساناً منه سبحانه وتعالى ولا شيء أكمل منه ولا أجمل، فكل كمال وجمال في المخلوق من آثار صنعه سبحانه وتعالى، وهو الذي لا يحد كماله، ولا يوصف جلاله وجماله، ولا يحصى أحد من خلقه ثناءً عليه بجميل صفاته وعظيم إحسانه وبديع أفعاله، بل هو كما أثنى على نفسه.
وإذا كان الكمال محبوباً لذاته ونفسه وجب أن يكون الله هو المحبوب لذاته وصفاته، إذ لا شيء أكمل منه، وكل اسم من أسمائه وصفة من صفاته تستدعي محبه خاصة فإن أسمائه كلها حسنى وهي مشتقة من صفاته، وأفعاله دالة عليها فهو المحبوب المحمود لذاته وصفاته وأفعاله وأسمائه.
فهو المحبوب المحمود على كل ما فعل وعلى كل أمر، إذ ليس في أفعاله عبث ولا في أوامره سفه، بل أفعاله كلها لا تخرج عن الحكمة والمصلحة والعدل والفضل والرحمة، وكل واحد من ذلك يستوجب الحمد والثناءَ والمحبة عليه، وكلامه كله صدق وعدل، وجزاؤه كله فضل وعدل: فإنه إن أعطى فبفضله ورحمته ونعمته، وإن منع أو عاقب فبعدله وحكمته:
ما للعباد عليه حق واجب ******* كلا ولا سعى لديه ضائع
إن عذبوا فبعدله، أو نعموا ******* فبفضله، وهو الكريم الواسع". اهـ
واسم المحسن يدل على ذات المحسن، جل وعلا، من جهة اشتقاقه من الفعل اللازم: "حَسُنَ"، فيكون من هذا الوجه دالا على: صفة ذات معنوية لا نتفك عن ذاته القدسية.
ويدل على فعل الإحسان، من جهة اشتقاقه من الفعل المتعدي: "أحسن"، فيكون من هذا الوجه دالا على: صفة الإحسان الفعلية المتعدية المتعلقة بمشيئته عز وجل.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[10 - 02 - 2008, 09:59 ص]ـ
ومع:
81 _ الحسيب:
وقد ورد هذا الاسم في كتاب الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
مطلقا منونا: في قوله تعالى: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا). فالتقييد بعموم: "كل شيء" يؤول إلى الإطلاق.
ومقيدا في قوله تعالى: (فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا)، فهو مقيد بكونه، عز وجل، محاسبا لكم على ما أنفقتموه من أموالهم، هل أنفقتموه في محله، أم استهنتم ففرطتم وبذرتم الأموال بدارا؟.
والحسيب في اللغة: من صيغ المبالغة، من: حسب، يحسب، حسابا، فتكون لازمة، بمعنى: الكافي الكريم الرفيع الشأن، والحسب في حق آحاد البشر: الشرف الثابت في الآباء والأجداد، والحسب: الفعل الصالح، فهو بمنزلة الشرف لفاعله، فحسب المرء ما قدمت يداه لا ما ثبت لآبائه وأجداده مما لم تصنع يداه.
وللحسيب أيضا جذر متعد من: حاسب، يحاسب، فيدل على صفة: المحاسبة المتعدية، لأن المحاسب يحاسب غيره.
يقول الغزالي رحمه الله: "الحسيب هو: الكافي، وهو الذي من كان له كان حسبه، والله، سبحانه وتعالى، حسيب كل أحد وكافيه، وهذا وصف لا تتصور حقيقته لغيره، فإن الكفاية إنما يحتاج إليها المكفي لوجوده ولدوام وجوده ولكمال وجوده، وليس في الوجود شيء هو وحده كاف لشيء إلا الله، عز وجل، فإنه وحده كاف لكل شيء لا لبعض الأشياء، أي: هو وحده كاف ليحصل به وجود الأشياء ويدوم بها وجودها ويكمل به وجودها". اهـ
فهو الموجد المعد الممد بأسباب البقاء وأسباب الكمال، فله البقاء الأزلي الأبدي، والكمال المطلق الذاتي، من باب أولى، فلا يفتقر إلى سبب، ولا يحتاج إلى مدد، فواهب الشيء أحق به.
والحسيب هو الذي: يكفي عباده إذا التجئوا إليه، واستعانوا به، واعتمدوا عليه.
وهو: الكريم العظيم المجيد الذي له الشأن العالي والمجد الباقي.
وهو: المحاسب الذي يحصي على العباد أعمالهم فيجزيهم بها: إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
وهذا الاسم يدل بـ:
جذره اللازم على: صفة الحسب الذاتية المعنوية.
وجذره المتعدي على: صفة المحاسبة المتعدية، فهي صفة فعل تتعلق بمشيئته عز وجل.
ومع:
82_ الشافي:
فقد ورد هذا الاسم معرفا بالألف واللام في:
حديث عائشة رضي الله عنها: (أَذْهِبْ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا).
والشافي في اللغة: اسم فاعل، فعله: شفى يشفى شفاء، وشفا كل شيء: حرفه، ومنه قوله تعالى: (وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).
يقول أبو السعود رحمه الله: ({وَكُنتُمْ على شَفَا حُفْرَةٍ مّنَ النار} شفا الحفرةِ وشفَتُها حَرْفها أي كنتم مشرفين على الوقوع في نار جهنَّم لكفركم).
وإن عدي بالهمزة أفاد إزالة الشفاء، فيكون معنى: أشفاك الله: أذهب الله عنك الشفاء، فأفاد ضد المعنى.
والشفاء كالصحة: حقيقة في الأجسام، مجاز في المعاني عند من يقول بالمجاز، فصحة البدن وشفاؤه: حقيقة، وصحة القول وشفاء النفس بقهر عدوها: مجاز، ومنه:
الحديث الصحيح، فهو وصف اصطلاحي لقول مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو موقوف على غيره، فاستعملت الصحة في الدلالة على هذا المعنى، فصار مجازا فيه، ويمكن أن يقال بأن في الكلام: استعارة، إذ شبه القول في صحته بالجسد الصحيح وحذف المشبه به: الجسد، فآلت الصورة إلى صورة: تشبيه حذف أحد طرفيه، وهذه صورة الاستعارة القياسية.
وكذلك في الشفاء، ومنه:
تعلم شفاء النفس قهر عدوها ******* فبالغ بلطف في التحيل والمكر
أي: اعلم بأن شفاء النفس إنما يكون في قهر عدوها، فالأسلوب حاصر بتعريف جزئيه: "شفاء النفس" و "قهر عدوها".
فشبه شفاء النفس المعنوي بشفاء البدن المادي، وحذف المشبه به، فهي أيضا، استعارة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والله، عز وجل، هو الشافي مطلقا فهو الذي: يشفي النفوس من الشبهات والشهوات، بما أنزل على قلب نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الآيات البينات، وهو الذي يشفي الأبدان من عللها، وإنما الأسباب كالآلات بيد الصناع، فكما لا يقال: السيف ضرب العنق، إلا على وجه: المجاز الإسنادي، بإسناد الفعل إلى غير فاعله، وإنما السياف هو الذي ضرب العنق، فكذلك لا يقال: الدواء شفى المريض، إلا على وجه المجاز، أيضا، وإنما الشافي حقيقة هو الله، عز وجل، فهو الذي قدر الشفاء أزلا، وجعل الدواء سببا فيه، بما أودعه فيه من قوة الشفاء، فهو سبب مؤثر، يحصل الشفاء به، ولكنه لا يستقل بالتأثير، بل هو تابع لمشيئة الله، عز وجل، الكونية، فإن شاء الله، عز وجل، أثر السبب فشُفي المريض، وإن شاء لم يؤثر لانتفاء شرط أو وجود مانع، أو لمحض المشيئة الكونية المهيمنة، فلم يشف المريض.
وفي التنزيل: (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ).
فأتى بضمير الفصل "هو" الذي يفيد التوكيد في: الهداية والإطعام والشفاء، لأن بعض الناس قد يظن حصولها استقلالا، كأن يعتقد أن الرسول البشري يستقل بهداية البشر: هداية توفيق، وإنما الصحيح أن هدايته مقصورة على الإرشاد والدلالة، أو يعتقد أن الطعام يشبع بنفسه، وإنما هو سبب مؤثر لا يستقل بإحداث الشبع بدليل أن بعض الناس يأكل فلا يشبع، أو يعتقد أن الدواء أو الطبيب يشفيان بنفسهما، وإنما الصحيح أنهما سبب على التفصيل المتقدم.
ولم يأت بالضمير في الموت والحياة، لأن أمرهما ظاهر، فالله، عز وجل، هو المحيي المميت، فلا يشتبه ذلك على عاقل.
وفي قوله تعالى على لسان الخليل صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ): تأدب مع الباري، عز وجل، بنسبة المرض إلى نفسه والشفاء إلى الله، عز وجل، مع أن كليهما منه، تبارك وتعالى، ونظير ذلك:
قوله تعالى على لسان الجن: (وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا)، فحذفوا الفاعل في الشر، وأثبتوه في الرشد، مع أن الله، عز وجل، هو خالق الخير والشر جميعا، وإن كان الشر لا ينسب إليه إلا على جهة الخلق، مع كونه شرا في المقدور المخلوق نفسه، لا في ذات الخلق والقدر، ففيه من المصلحة ما يفوق مفسدة إيجاده، فهو خير من هذا الوجه، ومن دعاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما في حديث علي رضي الله عنه: (وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ).
وفي "معرفة السنن والآثار" للبيهقي رحمه الله: "وروينا عن النضر بن شميل، أنه قال في قوله: «والشر ليس إليك: تفسيره: الشر لا يتقرب به إليك» وقال المزني: مخرج هذه الكلمة صحيح، وهو موضع تعظيم، كما لا يقال: يا خالق العذرة، وكذلك لا يقال: يا خالق الخنزير، ولا ينبغي أن يضاف إليه التقصير"
وقوله تعالى: (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا)، فنسب العيب إلى نفسه مع كونه لا يخرج عن إرادة الله، عز وجل، الكونية، بل والشرعية في هذا الموضع بعينه، لأنه لم يقصد عيبها إضرارا بهم، بل قصد نفعهم كما دل على ذلك سياق القصة.
وفي قوله تعالى: (وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا).
فنسب القتل إلى نفسه، والإبدال إلى الله، عز وجل، مع أن كليهما من قدره، ونسب استخراج الكنز إلى الله، عز وجل، لأنه خير محض.
وكلما كانت النفوس أقرب إلى الله، عز وجل، صار حصول الشفاء للنفس أو البدن بالرقى الشرعية والأذكار النبوية، أو حتى بالأدوية الحسية أقرب، وهو أمر تتفاوت فيه القلوب بعددها.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشافي: يدل على صفة الشفاء الفعلية المتعلقة بمشيئة الباري، عز وجل، فإن شاء شفى، وإن شاء لم يشف.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[13 - 02 - 2008, 08:55 ص]ـ
ومع:
83_ الرفيق:
فقد ورد في السنة في حديث عائشة، رضي الله عنها، مرفوعا، وفيه: (إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ).
والرفيق في اللغة:من صيغ المبالغة: فعيل بمعنى فاعل، فعله: رفق، يرفق، رفقا، والرفق هو: اللطف وهو ضد العنف، وهو: لين الجانب ولطافة الفعل.
ورفيقك هو الذي يرافقك في السفر.
والمعنيان ثابتان لله، عز وجل، على الوجه اللائق بجلاله:
فالله، عز وجل، رفيق بعباده، يدبر أمرهم، ويغفر ذنبهم، بلا عوض أو حاجة.
وهو الرفيق الذي يعلم ما العباد عليه عاكفون، فهم معهم بعلمه: معية عامة يستوي فيها المؤمن والكافر، والبر والفاجر، وفي التنزيل: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، فبدأها بالعلم وختمها به، فدل ذلك على أن المعية: معية علمية، فالله، عز وجل، على عرشه، كما يليق بجلاله، مع خلقه بعلمه المحيط، لا تخفى عليه منهم خافية.
وهو مع عباده المؤمنين، ينصرهم على عدوهم، ويحفظهم في أهلهم، وفي التنزيل: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)، فهذا النصر، ومن دعاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ)، وهذا الحفظ في الأهل.
وكان آخر كلام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (اللهم الرفيق الأعلى).
يقول ابن حجر رحمه الله: "وَقَالَ الْجَوْهَرِيّ: الرَّفِيق الْأَعْلَى الْجَنَّة. وَيُؤَيِّدهُ مَا وَقَعَ عِنْد أَبِي إِسْحَاق: الرَّفِيق الْأَعْلَى الْجَنَّة، وَقِيلَ بَلْ الرَّفِيق هُنَا اِسْم جِنْس يَشْمَل الْوَاحِد وَمَا فَوْقه وَالْمُرَاد الْأَنْبِيَاء وَمَنْ ذُكِرَ فِي الْآيَة. (وهي قوله تعالى: "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا")، وَقَدْ خُتِمَتْ بِقَوْلِهِ: (وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) وَنُكْتَة الْإِتْيَان بِهَذِهِ الْكَلِمَة بِالْإِفْرَادِ الْإِشَارَة إِلَى أَنَّ أَهْل الْجَنَّة يَدْخُلُونَهَا عَلَى قَلْب رَجُل وَاحِد، نَبَّهَ عَلَيْهِ السُّهَيْلِيُّ. وَزَعَمَ بَعْض الْمَغَارِبَة أَنَّهُ يَحْتَمِل أَنْ يُرَاد بِالرَّفِيقِ الْأَعْلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لِأَنَّهُ مِنْ أَسْمَائِهِ كَمَا أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن مُغَفَّل رَفَعَهُ " إِنَّ اللَّه رَفِيق يُحِبّ الرِّفْق "". اهـ
والمحمود في العبد أن يجمع بين الرفق والشدة، فلكل مقام مقال، فإن اشتبهت عليه الأمور، فليكن ميله إلى الرفق، فإن النجاح معه أكثر، كما أشار إلى ذلك الغزالي، رحمه الله، ولا يعني ذلك إعطاء الدنية في الدين، أو إذلال النفس لغير بارئها، فحلم الضعيف: عجز، وحلم القوي: كيس، ووضع الحلم في غير موضعه، كتقليد الخنازير بقلائد اللؤلؤ، ولله در أبي الطيب إذ يقول:
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر ******* كوضع السيف في موضع الندى
وقد دل اسم الرفيق على صفة "الرفق" وهي من صفات الأفعال المتعلقة بمشيئة الله عز وجل.
ومع:
84_ المعطي:
ودليله حديث معاوية، رضي الله عنه، مرفوعا: (مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَاللَّهُ الْمُعْطِي وَأَنَا الْقَاسِمُ وَلَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالصيغة: صيغة قصر بتعريف الجزأين: "الله" و "المعطي"، وهو قصر إضافي، لأن الله، عز وجل، الخالق الرازق المعطي .......... إلخ، فليس وصفه المعطي فقط، أو هو من باب قصر الصفة على الموصوف، فيكون هو المعطي حقيقة، وإن كان غيره معطيا من جهة كونه سببا في الإعطاء، فهو خالق الإعطاء وسببه، وكل إعطاء لإعطائه تبع.
وفي رواية أخرى عند البخاري ذكر وصف الإعطاء الذي يتضمنه الاسم، فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَيُعْطِي اللَّهُ وَلَنْ يَزَالَ أَمْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مُسْتَقِيمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَوْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ).
والمعطي: اسم فاعل من "أعطى" المتعدي إلى مفعولين: المُعْطى إليه والمُعْطى.
فالله، عز وجل هو الذي: (أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى):
فعطاؤه الكوني: عطاء الخلق، فأعطى كلَّ حيوان نظيرَه في الخلق والصورة حيث زوّج الحصانَ بالحِجْر والبعيرَ بالناقة والرجلَ بالمرأة ولم يزوِّج شيئاً من ذلك بخلاف جنسِه، كما قال أبو السعود، رحمه الله، وعطاء الرزق، فلكل رزقه المعلوم، وهذا عطاء الأبدان.
وعطاؤه الشرعي: عطاء الوحي والرسالات التي أشرقت القلوب بنورها، وهذا عطاء الأديان، وفي التنزيل: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، فالروح هو القرآن، الذي هو للقلوب بمنزلةِ الروحِ للأبدانِ حيثُ يُحيَيها حياةً أبديةً، ولأجل هذا العطاء خُلِق الإنسان، وبه يتفاضل العباد يوم التناد: (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ).
والمعطي يدل على صفة الإعطاء الفعلية المتعلقة بمشيئة الله، عز وجل، فإن شاء أعطى فضلا، وإن شاء منع عدلا، وما ربك بظلام للعبيد.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 12:51 ص]ـ
ومع:
85_ المقيت:
فقد ورد هذا الاسم في قوله تعالى: (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا)، فعم الوصف الذي يدل عليه الاسم، بصيغة العموم: "كل" وهي نص في العموم، والعموم في مثل هذه الآية محفوظ، فالله، عز وجل، مقيت كل شيء.
يقول أبو السعود رحمه الله: "أي مقتدراً، من أقات على الشيء إذا اقتدر عليه أو شهيداً حفيظاً، واشتقاقُه من القُوت، فإنه يقوِّي البدَنَ ويحفَظُه". اهـ
والمقيت: اسم فاعل للموصوف بالإقاتة، من: أقات المتعدي بالهمزة، فالله، عز وجل، مقيت غيره، وأصله: قات اللازم، يقوت، قوتا، والقوت: هو ما يمسك الرمق من الرزق.
فالله، عز وجل، مقيت:
الأبدان: بغذائها المادي، والأرواح بغذائها المعنوي، فسلامة الأديان والأبدان من مقاصد الشريعة، ولذا كان حفظ الدين والنفس من الضرورات الخمس التي جاءت الشريعة لحفظها.
وهو المقيت الذي يحصي أعمال العباد ويحفظها فلا يغادر منها صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى.
يقول البيهقي رحمه الله: "المقيت هو المقتدر فيرجع معناه إلى صفة القدرة وقيل: المقيت الحفيظ، وقيل: هو معطي القوت فيكون من صفات الفعل". اهـ
وإذا تأمل الإنسان تحول الغذاء في بدنه إلى دم يغذي أعضاءه، فيتحول بعضه إلى أنسجة عصبية، وآخر إلى أنسجة عضلية، وثالث إلى أنسجة وعائية، ورابع إلى أنسجة ضامة ....... إلخ، علم يقينا أن الله، عز وجل، مقيت هذه الأنسجة، فالغذاء واحد، والناتج متعدد، فلا تخطئ أنسجة الأعصاب يوما فتنتج خلايا عضلية، ولا تخطئ العضلات يوما فتنتج أعصابا، فالله، عز وجل، هو المقيت لكل خلية من خلاياها قد تكفل لها بإيصال الرزق الذي قدره لها، فكل قطرة دم تحمل الغذاء إلى خلية بعينها، قد علم كل أناس مشربهم، فعلام التنازع وقد تكفل المقيت، عز وجل، بقوت الأبدان والخلايا؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمقيت يدل على صفة: "الإقاتة" المتعدية، وهي صفة فعلية متعلقة بمشيئته عز وجل.
ومع:
86_ السيد:
فقد ورد في حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه، رضي الله عنه، مرفوعا، وفيه: (السَّيِّدُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى).
والصيغة: صيغة حصر بتعريف الجزأين: لفظ الجلالة: "الله"، و "السيد"، كما في قوله تعالى: (اللَّهُ الصَّمَدُ).
فالقصر هنا: حقيقي من جهة أن السيادة المطلقة لله، عز وجل، وإن صح إطلاق وصف السيادة على البشر، ولكنها سيادة مقيدة، كما في قوله تعالى: (وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ)، أي: زوجها، فالزوج سيد ولكن سيادته مقيدة، تماما كوصف "الرب" فهو عند إطلاقه يختص بالله، عز وجل، وعند تقييده يكون بحسب مقيِده.
يقول ابن القيم رحمه الله: "السيد إذا أطلق عليه تعالى فهو بمعنى المالك والمولى والرب لا بالمعنى الذي يطلق على المخلوق". اهـ
و السيد في اللغة: صفة مشبهة للموصوف بالسيادة من: ساد يسود سيادة، والصفة المشبهة تدل على ملازمة الصفة للموصوف، فوصف السيادة: وصف ذات للباري، عز وجل، فلا يتعلق بمشيئته كصفات الأفعال.
ولله، عز وجل، السيادة المطلقة:
كونا: فما شاءه كان وما لم يشأه لم يكن.
وشرعا: فهو السيد الذي يأمر عباده بما فيه صلاح معادهم ومعاشهم.
ومع:
87_ الطيب:
فقد ورد في:
حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، مرفوعا: (إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا).
وحديث صَالِحِ بْنِ أَبِي حَسَّانَ عن سعيد بن المسيب، رحمه الله، عند الترمذي مرفوعا: (إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ فَنَظِّفُوا أُرَاهُ قَالَ أَفْنِيَتَكُمْ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ).
قَالَ، أي: صالح بن أبي حسان الراوي عن ابن المسيب رحمه الله: َذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ فَقَالَ حَدَّثَنِيهِ عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ نَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ. قَالَ أَبُو عِيسَى، أي الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَخَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ يُضَعَّفُ وَيُقَالُ ابْنُ إِيَاسٍ.
وقد علم من تتبع أحكام الترمذي، رحمه الله، في جامعه، أنه لا يطلق وصف الغرابة بمفرده إلا فيما هو ضعيف عنده، وقد حسن علامة الشام: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، رحمه الله، هذا الحديث.
والطيب في اللغة: صفة مشبهة من: طاب يطيب طيبا.
والطيب قد يكون محسوسا، كما في قوله تعالى: (كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا)، وهذا في الدار الفانية، وقوله تعالى: (وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ)، وهذا في الدار الباقية.
وقد يكون غير محسوس، كما في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ)، فالتشبيه: تشبيه مرسل مفصل، ذكر فيه طرفا التشبيه: الكلمة غير المحسوسة والشجرة المحسوسة وأداة التشبيه: الكاف، ووجه الشبه وهو قوله تعالى: (أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ).
والله، عز وجل، هو الطيب المبرأ من كل نقص وعيب، فاسم الطيب من الأسماء التي تتضمن نفي صفة عن الله، عز وجل، مع إثبات كمال ضدها، فلا يكفي أن يقول القائل: إن الله، عز وجل، مبرأ من كل نقص، بل يردف ذلك بقوله: وهو متصف بكل كمال مطلق وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو استأثر به في علم الغيب عنده.
يقول القاضي عياض رحمه الله: (الطَّيِّب فِي صِفَة اللَّه تَعَالَى بِمَعْنَى الْمُنَزَّه عَنْ النَّقَائِص، وَهُوَ بِمَعْنَى الْقُدُّوس، وَأَصْل الطِّيب الزَّكَاة وَالطَّهَارَة وَالسَّلَامَة مِنْ الْخُبْث).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول النووي، رحمه الله، في "شرح الأربعين": (ومعنى الطيب: المنزه عن النقائص والخبائث، فيكون بمعنى القدوس، وقيل: طيب الثناء ومستلذ الأسماء عند العارفين بها، وهو طيَب عباده لدخول الجنة بالأعمال الصالحة وطيبها لهم، والكلمة الطيبة: لا إله إلا الله).
"شرح الأربعين النووية"، ص59.
فالله، عز وجل، طيب في نفسه، مطيب لغيره، فصار للاسم جذران:
جذر لازم: وهو "طاب" الذي يدل على صفة الذات.
وجذر متعد: وهو "أطاب" الذي يدل على صفة الفعل المتعلقة بمشيئته، عز وجل، على الوجه اللائق بجلاله، فيطيب من يشاء متى شاء كيف شاء.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 06:12 م]ـ
ومع:
88_ الحكم:
فالحكم في اللغة من صيغ المبالغة لاسم الفاعل: الحاكم، وسبق بيان الأصل اللغوي للحكمة عند الكلام على اسم الله: "الحكيم"، فالحكم لغة يرجع إلى: المنع.
والحُكم هو: القضاء بالعدل.
وحكم الله، عز وجل، في عباده على نوعين:
الأول: الحكم الكوني وهو المتعلق بالمشيئة، أو الإرادة الكونية، فهو واقع لا محالة، لأنه تأويل ما علمه الله، عز وجل، من الأزل، وكتبه في اللوح المحفوظ كتابة محكمة لا تقبل التبديل أو النسخ، مصداق قوله تعالى: (لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ)، فكلماته الكونيات نافذة في خلقه لا مبدل لها وإن حملت الآية على الكلمات الشرعية صارت من باب الخبر المراد به الإنشاء، فيؤول الكلام إلى: لا تبدلوا كلمات الله الشرعيات التي كلفكم بمقتضاها، بخلاف المكتوب في الصحف التي بأيدي الملائكة، فهو مما يقبل التبديل، بدعاء ونحوه، مصداق قوله تعالى: (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)، وبخلاف الحكم الشرعي فهو يقبل النسخ في زمن التشريع، مصداق قوله تعالى: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، وجعل المفسرون قوله تعالى: (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)، دليلا على وقوع النسخ بمعناه الاصطلاحي، فتكون الآية محتملة للوجهين:
تبديل ما في الصحف التي بأيدي الملائكة تبديلا يتعلق بفعل الأسباب وانتفاء الموانع، وهي لا تخرج عن إرادة الله، عز وجل، الكونية، لأنه هو الذي خلق السبب والمسبب، فالسبب بنفسه لا يؤدي إلى نتيجة، إلا أن يشاء الله، عز وجل، جريانه وانتفاء موانعه، وإن كان في نفسه مؤثرا بما أودعه الله، عز وجل، فيه، من قوة.
والنسخ الشرعي المعروف، ويستثنى منه نصوص مؤبدة، أطلق عليها الأصوليون اسم: المحكم، من جهة كونها مؤبدة بنص الشارع، عز وجل، فلا تقبل النسخ أو التبديل، لا لذاتها، فهي أحكام كبقية الأحكام، وإنما لتعلق خطاب الشارع، عز وجل، المانع من نسخها إلى قيام الساعة، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)، وبعد وفاته صلى الله عليه وعلى آله وسلم صارت النصوص كلها محكمة في حقنا بانقطاع الوحي، فلا نسخ بعد عصر النبوة.
ومن المحكم أيضا: ما لا يقبل النسخ لذاته، كوجوب توحيد الله، عز وجل، ومكارم الأخلاق، فلا تنسخ الرسالات: توحيد الله، عز وجل، لأنها لم تأت إلا لتقريره، فكيف تنسخه؟!!!!، ولا تنسخ مكارم الأخلاق، فلا يكون الكذب واجبا أو مستحبا أو مباحا في شريعة منزلة.
فصار المحكم على ثلاثة أنواع:المحكم لذاته: كالتوحيد ومكارم الأخلاق.
والمحكم لتعلق خطاب التأبيد إلى يوم القيامة به: كالجهاد.
والمحكم بوفاته صلى الله عليه وعلى آله وسلم وانقطاع الوحي واستقرار الأحكام الشرعية.
والثاني: الحكم الشرعي، وهو الحكم الذي يتعلق بأفعال المكلفين، مقتضى الأمر والنهي، افعل على وجه الوجوب والاستحباب، ولا تفعل على وجه الكراهة والتحريم، وافعل أو لا تفعل على وجه الإباحة والإذن، وبه يتعلق الثواب والعقاب، ولأجله خلق العباد، وأرسلت الرسل، وأنزلت الكتب، وقد يتخلف إذا قدر الله، عز وجل، تخلفه، ولا يوجب ذلك قدحا في قدرة الله، عز وجل، على خلقه، لأنهم لن يخرجوا عن حكمه الشرعي إلا بحكمه الكوني الذي قدر به عليهم ألا يعبدوه، عدلا منه، عز وجل، لعلمه الأزلي بعدم قبول المحل، فكان مقتضى الحكمة أن يتخلف الامتثال في حقهم للكلمات الشرعيات.
وقد ذكر القرطبي، رحمه الله، للحكم ثلاثة معان:
أولها: الإرادة، فالله، عز وجل، قد حكم في الأزل بما اقتضته إرادته، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ كتابة مبرمة لا تقبل التبديل أو النسخ.
وثانيها: ما يرجع إلى الكلام: فيكون معناه: المبين لعباده ما في كتابه من أحكام شرعية، فكلامه حكم، ومنه قيل لمن يبين الحلال والحرام للناس ويفصل بينهم: حكم.
وثالثها: ما يرجع إلى الفعل: فيكون معناه الذي ينفذ حكمه الكوني في عباده بالسعادة والشقاء.
واسم الحكم يدل على صفة الحكم بنوعيها: الكوني والشرعي، وهي من صفات الأفعال، لأنها متعلقة بمشيئة الله، عز وجل، فتأويل المقدورات تبع لمشيئته، إن شاء أحيى فلان، وإن شاء أمات فلان، وإن شاء أغنى فلان، وإن شاء أفقر فلان ................. ، وفي التنزيل: (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا)، وسن الشرائع وإرسال الرسل وإنزال الكتب ونسخ الأحكام إنما يتبع، هو الآخر، مشيئته، إن شاء بعث رسولا برسالة جديدة، تنسخ ما قبلها: نسخا عاما أو خاصا، وإن شاء بعث نبيا يجدد شريعة من سبقه، وإن شاء أنزل آيات الكتاب بالحق، وإن شاء نسخها فأتى بخير منها أو مثلها.
فله الحكم المطلق في عباده: كونا وشرعا، لا شريك له في حكمه، ولا ند له في حكمته.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بثينة]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 07:05 م]ـ
السلام عليكم.
اللهم اغفرلي يا غفور و يا رحمان يا رحيم ....
22 يوما و أنا بالمنتدى و لم أر هذه الصفحة؟؟؟؟؟؟؟؟ ( ops
يا الهي، ما هذا التأخر؟؟؟
لقد غابت عني أشياء كثيرة .... و لا يسعني لآن أن أقرأ كل هذه الصفحات، لكن سأحاول واحدة بواحدة .. الله يعينني.
بارك الله فيك أخي مهاجر .....
اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك أن تدخل أخونا الحبيب " مهاجر" جنة الفردوس الأعلى يا ربي يا كريم.
آمين.
ـ[مهاجر]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 08:12 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وبارك الله وأسكنك وإخواني الفردوس الأعلى، وجزاك خيرا على حسن الظن.
ومع:
89_ الأكرم:
فقد ورد في قوله تعالى: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ)، وقد دلت الآية على اختصاص الله، عز وجل، بهذا الاسم دلالة حصر بتعريف الجزأين: "ربك" المعرف بالإضافة، و: "الأكرم" المعرف بـ: "أل".
والأكرم: اسم تفضيل من الفعل اللازم: كرم يكرم كرما، فهو يدل على صفة لازمة لا تتعدى لغير الموصوف، فضلا عن كون اسم التفضيل مظنة الاختصاص، فـ: "أل" فيه: للعهد، لأنها اتصلت بصيغة: "أفعل" التي تدل على التمييز، فيكون المقصود: موصوفا بعينه لا يشاركه غيره في هذا الوصف، وهو الله، عز وجل، أكرم الأكرمين، وإن صح اشتراك غيره معه في أصل الصفة: الكرم، فيصح إطلاق وصف الكرم على الخالق، عز وجل، والمخلوق، من باب الاشتراك المعنوي، ولا يلزم من ذلك، كما تقدم مرارا، تمثيل أو تشبيه، لأن الاشتراك في المعنى: اشتراك في أمر ذهني مطلق لا يوجد في الخارج إلا مقيدا بموصوف، فيكون تابعا له، فكرم الله، عز وجل، فرع عليه، وهو، تبارك وتعالى، ليس كمثله شيء، فكذا كيفية صفاته ليس كمثلها شيء وإن اشتركت مع صفات الخلق في المعنى والاسم الدال على هذا المعنى والذي لا يمكن معرفته إلا به، لأن الألفاظ إنما وضعت للدلالة على معانيها، فلا بد من لفظ للدلالة على المعنى، بغض النظر عن الذات التي يقوم بها هذا المعنى، فإن الكيفية تبع لها، كما تقدم، وكرم الباري، عز وجل، كرم مطلق لا يعتريه نقص، لأنه، عز وجل، الغني الذي لا ينقص ملكه، ولو أعطى كل مخلوق مسألته، فلا يمل من سؤال السائلين ولا يتضجر من كثرة الداعين، ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا في الثلث الآخر، ليجيب الداعي ويعطي السائل وما به حاجة إليهم، ولو كفر أهل الأرض جميعا ما ضره ذلك، وما نقص من ملكه شيئا، مصداق قوله تعالى: (وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ)، فأكد غناه المطلق بـ: "إن"، واللام المزحلقة في: "لغني" لئلا يجتمع مؤكدان في صدر الجملة، واسمية الجملة، ليعلم الخلق كمال غناه عما سواه، وأما كرم المخلوق فهو فرع على ذاته الناقصة، فكرمه محدود، وملكه محدود، إن سئل مرة أعطى، وإن سئل الثانية تبرم وتضجر.
فلو قيل بأن: صيغة التفضيل هنا على أصلها: لصح المعنى على التفصيل السابق، لأن الله، عز وجل، أكرم الأكرمين.
ولو قيل بأنها منزوعة التفضيل، كما في قوله تعالى: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ)، وما يشركون لا خير فيه أصلا، لو قيل ذلك: لصح على وجه: كون كرم المخلوق لا ينهض إلى كرم الخالق، عز وجل، فكل كريم أمام كرمه: بخيل، وكل منفق أمام عطاياه ممسك، ومن تفضل على عباده بوصف الكرم، فجادت نفوسهم، وفاضت عطاياهم، أفلا يكون أحق به منهم؟.
والله، عز وجل، هو الكريم في ذاته، الكريم في أفعاله، فهو كريم مُكْرِم، فاسم الأكرم يتضمن المعنيين: اللازم القائم بذاته القدسية، والمتعدي إلى عباده المتعلق بمشيئته الكونية، فمن أكرمه فهو الكريم، ومن أذله فهو الذليل، مصداق قوله تعالى: (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ)، فالاسم دال على صفة الذات وصفة الفعل معا.
ومع:
90_ البر:
فقد ورد في قوله تعالى: (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ).
والبر في اللغة: اسم فاعل للموصوف بالبر، فعله: بر، يبر فهو بار.
وفي لسان العرب: البر: العطوف الرحيم اللطيف الكريم.
والبر كما يقول ابن عباس رضي الله عنهما: اللطيف.
وجعله ابن الأثير، رحمه الله، بمعنى: "البار"، وإنما جاء التنزيل بالأول دون الثاني.
وأشار الضحاك، رحمه الله، إلى معنى الصدق، فقال: هو الصادق فيما وعد.
بتصرف من "مختصر معارج القبول"، ص36، 37.
ويقول أبو السعود رحمه الله: "البر: المحسن"، ففسره باسم آخر من أسمائه عز وجل.
وسياق الآية يشهد لقول الضحاك، رحمه الله، فقد بر بوعده لأهل كرامته، فدعوه في الأولى، واستجاب لهم في الآخرة، فوفاهم أجرهم بغير حساب، و: (مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا)، و: (مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا).
واسم البر يدل على صفة البر الفعلية المتعلقة بمشيئته، جل وعلا، فهي من صفات الأفعال.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[27 - 03 - 2008, 09:59 ص]ـ
عذرا على هذا الانقطاع، أيها الكرام، لتجدد بعض المشكلات في خدمة الشبكة عندنا في الحي:
ومع:
91_ الغفار:
فالغفار: صيغة مبالغة من: "غفر" الثلاثي على وزن: "فعال"، وهي تدل على كثرة وقوع آحاد الفعل بغض النظر عن قدره، فالمبالغة في القدر تكون بـ: "فعول"، فيقال: فلان أكال، إذا كان يأكل مرات عديدة بغض النظر عن قدر المأكول، ويقال: فلان أكول، إذا كان قدر أكله كبيرا، وإن لم يأكل إلا مرة واحدة.
فالغفار: هو الذي يغفر لعبده، كلما أخطأ فاستغفر، والعبد كثير الخطأ، فيتكرر منه الاستغفار، وتكرر مغفرة الباري، عز وجل، تبع له.
والغفور: هو الذي يغفر الذنب، وإن عظم، وفي التنزيل: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا)، وهذا في الآخرة.
وأما في الدنيا: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
وقد أشار مؤلف البحث، الشيخ الدكتور: محمود عبد الرازق حفظه الله وسدده، إلى أن الاستغفار على نوعين:
استغفار عام: وهو الاستغفار الذي يزيل أثر الخواطر السيئة، وإن لم يؤاخذ بها الإنسان مصداق قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي مَا وَسْوَسَتْ بِهِ صُدُورُهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَكَلَّمْ)، ولكنها لا تخلو من نوع تقصير، فلها وإن ندرت أثر سيء في قلب الإنسان، يتطلب استغفارا مزيلا له، فيعود القلب نقيا كما كان، فضلا عن أن الإنسان قد يسترسل معها، فتصير عزما جازما بعد أن كانت خاطرة عابرة، فيؤاخذ بها الإنسان، فالخاطرة العابرة أول العزم الجازم، فكان الاستغفار في الأولى من باب: سد ذرائع الثانية، فيقطع الإنسان الطريق على الشيطان، بالمبادرة إلى الاستغفار.
يقول ابن القيم رحمه الله: "دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت شهوة وهمة، فإن لم تدافعها صارت فعلاً، فإن لم تتداركه بضده صار عادة، فيصعب عليك الانتقال عنها". اهـ
واستغفار خاص: وهو الاستغفار الحاصل بعد الوقوع في الذنب، وهو الغالب على أحوال العباد، بخلاف الأول الذي يغفل عنه كثير منهم.
وبين الاستغفار والتوبة: اقتران وافتراق، فإذا افترقا اجتمعا، فدل كل منهما على نفسه أصالة، وعلى الآخر نيابة، وإن اجتمعا افترقا، فدل الاستغفار على ما مضى، ودلت التوبة على ما يستقبل من الأمر، فالاستغفار: محو لذنب مضى، والتوبة: احتراز عن ذنب قد يقع.
واسم الله، عز وجل، "الغفار" يدل على صفة المغفرة، باعتبار آحادها، وهي صفة فعل تتعلق بمشيئة الله، عز وجل، فتتكرر بتكرر مغفرة الله، عز وجل، لعباده، وما أكثر تكرارها.
ومع:
92_ الرءوف:
فقد ورد في آيات كثيرة منها:
قوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)
فأكد الأمر بعدة مؤكدات تتناسب مع المقام، لأن من خاف بطلان عمله السابق، بورود الناسخ، كما خاف القوم بطلان صلاة من مات منهم، قبل تغيير القبلة، يحتاج إلى مزيد اطمئنان، فناسب أن تتعدد المؤكدات لتزيل هذا الخوف فتحل محله الطمأنينة، فمن ذلك:
التوكيد بـ: "إن"، واسمية الجملة، واللام المزحلقة في: "لرءوف"، وتقديم المعمول: "بالناس" على عامله: "رءوف رحيم"، فأصل الكلام: رءوف رحيم بالناس، وقد تقرر أن تقديم ما حقه التأخير من أساليب الحصر والتوكيد.
وقد أشار الشيخ مؤلف البحث، حفظه الله وسدده، إلى لطيفة تتعلق بتقديم: "الرءوف" على: "الرحيم"، فالرأفة هي الرحمة الشديدة، فهي رحمة وزيادة، فلا تتعلق إلا بالمؤمنين، ينما الرحمة أعم منها، فهي تشمل المؤمن والكافر، بل وغير العاقل، فذكر الرأفة قبل الرحمة من باب: ذكر الخاص قبل العام، لأن الرأفة نوع من الرحمة، كما تقدم، فكل رأفة رحمة ولا عكس، وتقدم أن الكلام في الآية السابقة في حق المؤمنين، فناسب أن يقدم ما اخْتُصوا به على ما عمهم وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
بخلاف قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، فالرحمن يدل على: الرحمة العامة، والرحيم يدل على: الرحمة الخاصة بالمؤمنين، فالسياق سياق: خصوص بعد عموم، فناسب أن يقدم العام هنا، لأن المقام مقام: ربوبية: يشترك فيها المؤمن والكافر، فالله، عز وجل، رب كل الكائنات.
وفي تسمية الصلاة بالإيمان: دليل لأهل السنة على دخول الأعمال في مسمى الإيمان، فذكر الإيمان في هذا السياق من باب: إطلاق الكل وإرادة الجزء، أو من باب: ذكر عموم الإيمان، وإرادة خصوص فرد من أفراده، وهو: الصلاة، وقد دلت قرينة سبب نزول هذه الآية على هذا الفرد بعينه.
واسم الرءوف يدل على صفة الرأفة وهي: صفة فعل تتعلق بمشيئة الله عز وجل.
ومع:
93_ الوهاب:
فهو صيغة مبالغة على وزن: "فعال" من: "وهب" الثلاثي، وتقدم أن: "فعال" تدل على كثرة وقوع آحاد الفعل، فهبات الله، عز وجل، لعباده لا حصر لها.
يقول ابن منظور رحمه الله:
"الهِبةُ العَطِيَّة الخاليةُ عن الأَعْواضِ والأَغْراضِ فإِذا كَثُرَتْ سُمِّي صاحِبُها وَهَّاباً وهو من أَبنية المُبالغة .............. والوَهَّابُ من صفاتِ اللّه المُنعِمُ على العباد واللّهُ تعالى الوهَّابُ الواهِبُ". اهـ بتصرف يسير.
وهباته، عز وجل، عظيمة القدر، مع كثرة آحادها، فهو الذي وهب سليمان صلى الله عليه وسلم، ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، وهو الذي يجيب دعاء المسألة، وإن وقع من كافر أو فاسق، وفي حديث أبي ذر، رضي الله عنه، مرفوعا: (يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ).
والواهب في الدنيا قد ينتظر ثواب هبته، وهو ما اصطلح الفقهاء على تسميته بـ: "هبة الثواب"، كهدايا الخاطب إلى مخطوبته إن نوى استرجاعها إن لم يتم الزواج، وقد نُهِي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عنها، لأنها مظنة الافتقار إلى عوضها، فإذا كان هذا كمالا ثابتا للرسول البشري، فمرسله الرب العلي، عز وجل، أحق وأولى به، من باب: "قياس الأولى" الذي تقدمت الإشارة إليه مرارا، فلا يتصور أن يهب الله، عز وجل، عباده، هبات يفتقر إلى ثوابها، وفي التنزيل: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ).
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[03 - 04 - 2008, 08:12 ص]ـ
ومع:
94_ الجواد:
فقد ورد في حديث سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه، مرفوعا: (إن الله جواد يحب الجواد، ويحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها)، والحديث عند ابن أبي شيبة، رحمه الله، في "مصنفه"، والبيهقي، رحمه الله، في "شعب الإيمان"، وقال السيوطي، رحمه الله، في "الدر المنثور": "وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله جواد كريم يستحي من العبد المسلم إذا دعاه أن يرد يديه صفراً ليس فيهما شيء» ". اهـ
وقد أثبته ابن القيم، رحمه الله، في "النونية" فقال:
وهو الجواد فجوده عم الوجود ******* جميعه بالفضل والإحسان
وهو الجواد فلا يخيب سائلا ******* ولو أنه من أمة الكفران
والتكرار في: "وهو الجواد": للتوكيد، كما في قول عنترة:
يدعون عنتر والرماح كأنها ******* أشطان بئر في لبان الأدهم
يدعون عنتر والسيوف كأنها ******* لمع البوارق في سحاب مظلم
أي: ينادي القوم: يا عنترَ، على لغة من ينتظر، أقبل، فالدعاء هنا بمعنى: النداء، فيتعدى إلى مفعول واحد، كما في قول علي رضي الله عنه:
لما رأيت الأمر أمرا منكرا ******* أوقدت ناري ودعوت قنبرا
ورواية الحافظ، رحمه الله، في "الفتح":
إِنِّي إِذَا رَأَيْت أَمْرًا مُنْكَرًا ******* أَوْقَدْت نَارِي وَدَعَوْت قَنْبَرَا
الشاهد أن في التكرار: إطنابا يفيد توكيد المعنى وتثبيته في ذهن السامع.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالجواد، عز وجل، يعطي السائل ويجيب الداعي، ولو كان كافرا، مصداق قوله تعالى: (وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا)، وقوله تعالى: (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ)، وقوله تعالى: (وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ).
والجواد: صفة مشبهة للموصوف بالجواد، فهي تدل على وصف لازم للموصوف، فعله: جاد يجود جودة.
والجود، كما عرفه الحافظ، رحمه الله، في "الفتح"، (1/ 41): "إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي، فهو أعم من الصدقة". اهـ بتصرف يسير
والجواد هو الذي يعطي حال الرخاء شكرا على المنحة، وحال الشدة صبرا على المحنة، فتكون المصيبة: محنة في الظاهر، منحة في الباطن، يرفع الله بها الذين آمنوا من عباده والذين أوتوا العلم درجات، فينزل من البلاء على قدر الإيمان، وينزل من الصبر على قدر المصاب، ومن علم حكمة الله، عز وجل، في ابتلاء العباد، هانت عليه الشدائد، فالنفوس مطمئنة، والقلوب موقنة، والألسن ذاكرة، والجوارح شاكرة، ولسان حال المؤمن: (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى).
والجواد هو الذي من على عباده بمعرفة أسمائه الحسنى وصفاته العلى، فزكت النفوس وطهرت القلوب بمعرفة أجل مذكور، وأشرف معلوم، فهي الزاد، في سفر الهجرة إلى الرب المعبود، ولأجلها خلقت الكائنات، وبعثت الرسل بالرسالات، فمن أحصاها فاز بإرث النبوات، واستحق روضات الجنات، و: (لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ)، و: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ).
ومع:
95_ السبوح:
فقد ورد في حديث عَائِشَةَ، رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ.
والسبوح من صيغ المبالغة على وزن: "فعول"، بضم العين وتشديدها، من: سبح يسبح تسبيحا، واسم مصدره: سبحان، فهو نائب عن المفعول المطلق ملازم للنصب.
يقول ابن منظور رحمه الله في مادة: "سبح":
"قال ابن شميل رأَيت في المنام كأَنَّ إِنساناً فسر لي سبحان الله فقال أَما ترى الفرس يَسْبَحُ في سرعته؟ وقال سبحان الله السرعةُ إِليه والخِفَّةُ في طاعته وجِماعُ معناه بُعْدُه تبارك وتعالى عن أَن يكون له مِثْلٌ أَو شريك أَو ندٌّ أَو ضدّ. قال سيبويه زعم أَبو الخطاب أَن سبحان الله كقولك براءَةَ الله أَي أُبَرِّئُ اللهَ من السوء براءةً وقيل قوله سبحانك أَي أُنزهك يا رب من كل سوء وأُبرئك وروى الأَزهري بإِسناده أَن ابن الكَوَّا سأَل عليّاً رضوان الله تعالى عليه عن سبحان الله فقال كلمة رضيها الله لنفسه فأَوصى بها والعرب تقول سُبْحانَ مِن كذا إِذا تعجبت منه". اهـ
فالمادة تدور حول: التقديس والتنزيه من كل عيب، والتعجب من بديع صنعه وعظيم حكمته.
واسما: "السبوح" و "القدوس": من الأسماء الدالة على نفي ما لا يليق بالرب، تبارك وتعالى، فلا يتم المعنى إلا بإثبات الكمال المقابل للنقص المنفي، لما تقرر مرارا، من أن النفي غير مقصود لذاته، بل لابد من إثبات كمال ضده، فالله، عز وجل، مبرأ من كل نقص، متصف بكل كمال مطلق، ولذا قال بعدهما: "رب الملائكة والروح"، فأتبع النفي بإثبات الكمال، فهو المنزه المبرأ من كل عيب، المتصف بكمال الربوبية، فهو: رب الملائكة والروح، فعم ثم خص إمعانا في التوكيد، وتنويها بذكر الروح الأمين: جبريل عليه الصلاة والسلام.
يقول النووي رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وَقَالَ اِبْن فَارِس وَالزُّبَيْدِيّ وَغَيْرهمَا: سُبُّوح هُوَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، فَالْمُرَاد بِالسُّبُّوحِ الْقُدُّوس الْمُسَبَّح الْمُقَدَّس، فَكَأَنَّهُ قَالَ: مُسَبَّح مُقَدَّس رَبّ الْمَلَائِكَة وَالرُّوح. وَمَعْنَى (سُبُّوح) الْمُبَرَّأ مِنْ النَّقَائِض وَالشَّرِيك وَكُلّ مَا لَا يَلِيق بِالْإِلَهِيَّةِ، (وَقُدُّوس) الْمُطَهَّر مِنْ كُلّ مَا لَا يَلِيق بِالْخَالِقِ". اهـ
وأشد الناس تنزيها للباري، عز وجل، عما لا يليق بجلاله: رسله عليهم الصلاة والسلام، فهم أعلم الناس به، ومن كان بالله أعلم كان له أخشى، وعلى تنزيهه أحرص، فليس سواء عالم وجهول.
وفي التنزيل: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
فنزه نفسه عن العيب، وسلم على رسله الذين وصفوه بما يستحق من كمال ونزهوه عما لا يليق به من نقص، ثم ختم بإثبات الكمال المطلق المستلزم لجنس المحامد، فـ: "أل" في الحمد: جنسية تفيد استغراق جنس ما دخلت عليه، فله الحمد في الأولى والآخرة، وله الحمد فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ، وله من وصف الحمد أكمله، ومن قدره أوفره، حمد نفسه ابتداء، وسبحته ملائكته انتهاء، فتراهم: (حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ)، وَ: (قِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، إثباتا بعد تنزيه، وتحلية بعد تخلية.
يقول صاحب "سبل السلام"، رحمه الله، في شرح حديث سمرة، رضي الله عنه، مرفوعا: {أَحَبُّ الْكَلَامِ إلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ، لَا يَضُرُّك بِأَيِّهِنَّ بَدَأْت: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَاَللَّهُ أَكْبَرُ}.
"وَقَوْلُهُ (لَا يَضُرُّك بِأَيِّهِنَّ بَدَأْت) دَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَا تَرْتِيبَ بَيْنَهَا وَلَكِنْ تَقْدِيمُ التَّنْزِيهِ أَوْلَى؛ لِأَنَّهُ تَقَدُّمُ التَّخْلِيَةِ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ عَلَى التَّحْلِيَةِ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالتَّنْزِيهُ تَخْلِيَةٌ عَنْ كُلِّ قَبِيحٍ وَإِثْبَاتُ الْحَمْدِ وَالْوَحْدَانِيَّة وَالْأَكْبَرِيَّةِ تَحْلِيَةٌ بِكُلِّ صِفَاتِ الْكَمَالِ، لَكِنَّهُ لَمَّا كَانَ تَعَالَى مُنَزَّهَةٌ ذَاتُهُ عَنْ كُلِّ قَبِيحٍ لَمْ تَضُرَّ الْبُدَاءَةُ بِالتَّحْلِيَةِ وَتَقْدِيمُهَا عَلَى التَّخْلِيَةِ". اهـ
واسم: "السبوح" دال على صفة الذات إن كان معناه: المنزه في ذاته وأوصافه وأفعاله، ودال على صفة الفعل إن كان معناه من اتصف بتنزيه نفسه عن كل عيب.
بتصرف من "أسماء الله الحسنى"، ص686.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[11 - 04 - 2008, 02:24 م]ـ
ومع:
96_ الوارث:
فقد ورد في عدة آيات منها:
قوله تعالى: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ).
وقوله تعالى: (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ).
وقوله تعالى: (وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ).
يقول أبو السعود رحمه الله:
" {وَنَحْنُ الوارثون} أي الباقون بعد فناءِ الخلقِ قاطبةً، المالكون للملك عند انقضاءِ زمان المُلك المجازيِّ، الحاكمون الكلَّ أولاً وآخراً، وليس لهم إلا التصرفُ الصُّوريُّ والملكُ المجازي". اهـ
فملك العبد: مجازي من جهة المآل، حقيقي من جهة الحال، فيترتب عليه من الحقوق ما يترتب، مع كونه غير مطلق، كملك الله، عز وجل، فملك البشر مقيد بأمر رب البشر:
الكوني: فهو الذي يعطي فضلا، ويمنع عدلا، مصداق قوله تعالى: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
(يُتْبَعُ)
(/)
والشرعي: فلا يحل له التصرف في ملكه بخلاف مراد الشارع، عز وجل، فلا يملك بيع الدرهم بدرهمين، مع كونه مالكا للدرهم، لنهي الله، عز وجل، عن ذلك، وليس له أن يحتج بملكه للدرهم، فهو مستخلف فيه، لا يضعه إلا حيث يأمره سيده، مصداق قوله تعالى: (آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ)، فملكه ناقص، وأحدهما عن الآخر زائل، بخلاف ملك الباري، عز وجل، فهو الملك التام، الباقي، فلا تزول صفة الملك عنه، عز وجل، فله الملك أزلا وأبدا: فهو الملك قبل أن يخلق، الملك بعد أن خلق، الملك بعد فناء خلقه، الملك يوم البعث والنشور.
والوارث:
اسم فاعل من: ورث، يرث وراثة، فالوارث هو الموصوف بوراثة غيره.
يقول ابن منظور رحمه الله:
"الوارث صفة من صفات الله عز وجل وهو الباقي الدائم الذي يَرِثُ الخلائقَ ويبقى بعد فنائهم والله عز وجل يرث الأَرض ومَن عليها وهو خير الوارثين أَي يبقى بعد فناء الكل ويَفْنى مَن سواه فيرجع ما كان مِلْكَ العِباد إِليه وحده لا شريك له". اهـ
"لسان العرب"، مادة: "ورث".
فالله، عز وجل، الوارث الباقي بعد فناء خلقه، المورِث الذي شرع لعباده أحكام الإرث:
في الدنيا: فيرث بعضهم بعضا، على التفصيل المذكور في كتب الفرائض.
وفي الآخرة: يورث عباده المؤمنين، جنة الخلد، مصداق قوله تعالى: (أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
فبقاءه، عز وجل، بعد فناء عباده: ذاتي لا يفتقر إلى سواه، فله الحياة الكاملة: أزلا وأبدا، بخلاف بقاء عباده بعد بعثهم، فهم باقون بإبقائه لهم، فلا غنى لهم عن أسباب الحياة منه، ولو شاء لأفناهم أجمعين، فمن وهب الحياة التامة في الجنة، فلا سنة ولا نوم ولا مرض ولا موت، أفلا يكون أحق بالاتصاف بها، على الوجه اللائق بجلاله، مصداق قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى)، و: (وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).
فالاسم دال على جذرين:
ورث: الثلاثي الدال على وصف البقاء بعد فناء الخلق، فهو وصف ذات لازم.
و: ورث: الرباعي، بتشديد الراء، الدال على وصف التوريث، فهو وصف فعل متعد، متعلق بمشيئة الله، عز وجل، فمن شاء ورثه من الجنان فضلا، ومن شاء حرمه عدلا.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 04 - 2008, 09:41 ص]ـ
ومع:
97_ الرب:
فقد ورد في عدة نصوص منها:
قوله تعالى: (سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ)
فـ: "سلام": دعاء بالسلامة من الآفات، ولذا صح الابتداء به مع كونه نكرة، كما في قوله تعالى: (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ).
و: "من رب رحيم": خبر المبتدأ، فابتداء غاية السلام على عباد الرحمن في دار السلام من: السلام، عز وجل، فأي كرامة بعد ذلك؟، ولأجل تلك المنازل، شُدت المآزر، وشمرت السواعد، وفي ذلك: فليتنافس المتنافسون، و: (لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ).
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ).
والرب: صفة مشبهة للموصوف بالربوبية، فعله: رب، يرب، ربوبية.
والرب هو: الذي يربي غيره وينشئه شيئا فشيئا، ومنه تفسير ابن جرير، رحمه الله، لـ: "ربانيين" في قوله تعالى: (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ):
"وأولى الأقوال عندي، (أي: ابن جرير رحمه الله)، بالصواب في "الربانيين" أنهم جمع "رباني"، وأن "الرباني" المنسوب إلى "الرَّبَّان"، الذي يربُّ الناسَ، وهو الذي يُصْلح أمورهم، و"يربّها"، ويقوم بها، ومنه قول علقمة بن عبدة:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَكُنْتُ امْرَأً أَفْضَتْ إلَيْكَ رِبَابَتي ******* وَقَبْلَكَ رَبَّتْني فَضِعْتُ رُبُوبُ
يعني بقوله:"ربتني": ولي أمري والقيامَ به قبلك من يربه ويصلحه، فلم يصلحوه، ولكنهم أضاعوني فضعتُ.
يقال منه:"رَبَّ أمري فلان، فهو يُربُّه رَبًّا، وهو رَابُّه". فإذا أريد به المبالغة في مدْحه قيل: "هو ربّان"، كما يقال: "هو نعسان" من قولهم: "نعَس يَنعُس". اهـ
ومنه حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، مرفوعا: (أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ قَالَ أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ قَالَ هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا قَالَ لَا غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ).
يقول القرطبي رحمه الله: "قال الهروي وغيره: يقال لمن قام بإصلاح شيء وإتمامه: قد ربه يربه فهو رب له وراب، ومنه سمي الربانيون لقيامهم بالكتب. وفي الحديث: (هل لك من نعمة تربها عليه) أي تقوم بها وتصلحها". اهـ
ومن شواهد مجيء الربوبية بمعنى التعاهد والتنشئة شيئا فشيئا:
قول الشاعر:
ربيته حتى إذا ما تمعددا ******* كان جزائي بالعصا أن أجلدا
وقول قرمان بن الأعرف:
وربيته حتى إذا ما تركته ******* أخا القوم واستغنى عن المسح شاربه
وهو كناية عن استغنائه عن الخدمة، والكناية لا تمنع إرادة معنى اللفظ الأصلي بالإضافة إلى معنى المكنى عنه.
ورب الشيء: هو مالكه، ومنه قوله تعالى: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ)، أي: مالكه، فإضافة المخلوق المنفصل عن ذات الباري، عز وجل، إليه، إنما تكون على إضافة التشريف والتكريم، كما في قوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا)، و: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)، و: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)، و: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ)، فابتداء نفخ الروح في جسد آدم عليه السلام من الله، عز وجل، وإنما أضاف الروح المخلوقة إليه، جل وعلا، تشريفا وتكريما لآدم عليه السلام، و: (فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا).
بخلاف ما لو كان المضاف إليه، جل وعلا، صفة قائمة بذاته القدسية، لا تنفصل عنها، إذ لا قيام لها إلا بالذات العلية، فتكون الإضافة هنا: إضافة صفة إلى موصوف كما في: (إنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ)، فالكلمة هي: "كن"، وكلمات الله، عز وجل، الكونية والشرعية من صفاته الذاتية، باعتبار نوعها، الفعلية، باعتبار آحادها، وأما الإضافة في قوله تعالى: (وَرُوحٌ مِنْهُ): فهي، كالنوع الأول: إضافة تشريف، فابتداء خلق روح المسيح صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنما كان من الرب، جل وعلا، وأضيفت روحه إلى خالقها تشريفا وتكريما لها، فهي روح زكية، لرسول من أولي العزم عليهم الصلاة والسلام: صفوة الخلق.
أو إضافة موصوف إلى صفة، كما في قوله تعالى: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ)، فليست الإضافة هنا كالإضافة في: رب البيت، لأن صفة العزة: صفة كمال لا تنفصل عن الذات القدسية، فالمعنى هنا: صاحب العزة، بخلاف: رب البيت، فهو صاحبه، أيضا، ولكنه: خالقه، ولا يصح ذلك في وصف العزة، لأن عزة الله، عز وجل، فرع على ذاته، فكما أن ذاته القدسية: غير مخلوقة، فكذا صفات الكمال القائمة بها.
فضابط المسألة: تحديد جهة الإضافة: فإن كانت إضافة مخلوق إلى خالق فهي إضافة تشريف وتكريم، وإن كانت إضافة صفة إلى موصوف فهي إضافة وصف، وسبقت الإشارة إلى ذلك مرارا.
ويطلق الرب، أيضا، على السيد المطاع، ومنه:
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله تعالى: (أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا).
و: المعبود، ومنه قول عمرو بن الجموح رضي الله عنه:
أرب يبول الثعلبان برأسه ******* لقد ذل من بالت عليه الثعالب.
ولا يطلق مجردا عن الإضافة إلا على الله، عز وجل، فهو: "الرب" بإطلاق، بخلاف بقية الأرباب فلا تكون ربوبيتهم إلا مقيدة.
وللربوبية ثلاثة أركان:
الخلق: فالرب هو الخالق الذي قدر الموجودات قبل وجودها، فأنشأ من العدم، وفي التنزيل: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، فلازم الربوبية: إفراده، عز وجل، بالتقوى، فمن أوجد وأعد وأمد بالنعم، أفلا يستحق أن يفرد بأنواع العبادات، فلا يعبد إلا هو بما شرع على لسان رسله عليهم الصلاة والسلام؟!!.
وفي التنزيل: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)، فاستدل على: إفراده، عز وجل، بالحكم: قدرا وشرعا، والتعبد بمقتضى كلماته الشرعيات، بـ: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)، فمن استحق وصف الربوبية، استحق أن يفرد بـ:
الحكم: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
والعبادة: فقد: (أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ).
يقول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "فإذا قيل لك: من ربك؟، فقل: ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه، وهو معبودي ليس لي معبود سواه". اهـ
فجعل توحيد الربوبية وسيلة لتوحيد الطاعة والعبادة.
والملك: فالله، عز وجل، هو مالك الأعيان، الملك المتصرف فيها، فله السلطان المطلق، بخلاف مُلك غيره، فهو مقيد بقدره وشرعه، جل وعلا، فقد يتلف مِلك العبد، إذا أراد الرب، جل وعلا، تلفه، ومع سلامته فإنه إنما يتصرف فيه بمقتضى ما شرعه الملك، عز وجل، فهو مستخلف فيه، مبتلى بامتثال أمر الشارع، عز وجل، فيه.
والتدبير: فله التدبير المطلق لكل الموجودات، بخلاف تدبير عباده، فلا يتعدى ما تحت أيديهم، مع كونه، أيضا، مقيدا بحكمه الكوني وحكمه الشرعي، فلا يملك العباد خروجا عليهما، فمن خرج عن أمره الشرعي، فإنما خرج بمقتضى أمره الكوني، فالعباد ما بين: ابتلاء بالمقدور الكوني والمأمور الشرعي.
ويمكن أن يقال بأن: "دلالة التواطؤ"، أو: "الاشتراك المعنوي": حاصلة بين: ربوبية الرب، جل وعلا، المطلقة، و: ربوبية المخلوق المقيدة، فكلاهما يشترك في معنى: "الصاحب"، أو "المالك" الكلي، وهو معنى مجرد في الأذهان، لا وجود له في الأعيان إلا مقيدا، فتختلف الربوبية تبعا لنوعها، فربوبية الله، عز وجل، نوع من جنس الربوبية المطلقة، وهو يباين ربوبية المخلوق، فهي نوع آخر من نفس الجنس المطلق، بل إن أفراد النوع الواحد تتباين تبعا لتباين الأفراد، فربوبية زيد غير ربوبية عمرو غير ربوبية بكر، مع اندراجهم جميعا تحت نوع واحد، وهو: المخلوق، بل تحت نوع أخص، وهو: المخلوق العاقل الناطق لا مطلق المخلوق الذي يدخل فيه غير العاقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبهذا تنحل شبهة الاتحادية الذين سووا بين وجود الباري، عز وجل، ووجود المخلوق، فجعلوا الوجود واحدا، لمجرد الاشتراك في وصف الوجود الكلي المطلق في الأذهان، فظنوا أن هذا كاف في نفي الفارق بين وجود الباري، عز وجل، الأزلي الأبدي الكامل، ووجود المخلوق الفاني الناقص، فالجنس والنوع عندهم واحد، والصحيح أن: جنس الوجود، وهو: معناه الكلي واحد، بخلاف أنواعه فهي تتباين بتباين الموجودات، بل إن وجود النوع الواحد يتباين تبعا لتباين أفراده، فوجود زيد غير وجود عمرو غير وجود بكر .............. إلخ، على التفصيل المتقدم في الربوبية، وعلى هذا فَسِر في كل صفات الباري، عز وجل، الذي أثبتها لنفسه، وأثبتها له نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فالاشتراك في المعنى: لا إشكال فيه، بل إن الإشكال في نفيه، لأنه يصير نصوص الصفات ألفاظا مبهمة لا معنى لها، فيكون الأمر بتدبر آي القرآن: تكليفا بمحال، إذ كيف يتدبر الإنسان ما لا يعلم معناه، فالعلم بالمعنى: أول درجات التدبر، وقد تقرر في الأصول أن: التكليف لا يكون إلا بمعلوم مقدور، والتكليف بتدبر ألفاظ لا يعلم معناها: تكليف بمجهول فهو محال.
والربوبية إما أن تكون:
عامة: كما في:
قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، فهو رب كل الكائنات، سواء أكانت عاقلة أم غير عاقلة، وإنما خص العاقل بالذكر في هذا السياق تغليبا، فهو من باب: الخاص الذي أريد به العام، أو من باب: إطلاق البعض وإرادة الكل، ويشترك في هذه الربوبية: المؤمن والكافر، والطائع والعاصي .... إلخ.
وقوله تعالى على لسان موسى عليه الصلاة والسلام رادا على فرعون ومن حوله: (قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ)، مع أنهم كانوا كفارا جاحدين، فتبين أن الربوبية هنا هي ربوبية الإيجاد والتنشئة والانقياد لأمره الكوني وإن خالفوا أمره الشرعي.
أو خاصة: كما في:
قوله تعالى: (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)، فربوبية الله، عز وجل، لعبده ورسوله محمد، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أعلى مراتب الربوبية الخاصة التي لا تكون إلا لمؤمن، وأكمل الخلق إيمانا: النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وقوله تعالى على لسان إمام الموحدين: الخليل صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ).
وقوله تعالى على لسانه أيضا: (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى).
وقوله على لسان الكليم عليه الصلاة والسلام: (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ).
وقوله على لسانه أيضا: (رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ).
وقوله على لسان زكريا عليه السلام: (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ).
وقوله على لسان مريم عليها السلام: (رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ).
وقوله على لسان أمها: (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
والنصوص في ذلك أكثر من أن تحصى.
وقد اجتمعا في قوله تعالى: (قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ)، فذكر الربوبية العامة ثم أتبعها بذكر الربوبية الخاصة، فالسياق: خصوص بعد عموم، لنكتة لطيفة، وهي أن: إقرار السحرة بالربوبية العامة في هذا الموضع بعينه: مجمل يحتاج إلى بيان، لادعاء فرعون، لعنه الله، الربوبية، فلا يحصل البيان بالربوبية المطلقة، لاحتمال قصدهم فرعون، ولو احتمالا ضئيلا تدفعه قرينة الحال والسياق، فقطعوا كل احتمال، بذكر الربوبية الخاصة، التي حصل بها تمام البيان، فصار إيمانهم محكما لا يتطرق إليه أي إلباس.
وإلى ذلك أشار ابن هشام، رحمه الله، بقوله:
"وإنما قال العلماء في قوله تعالى: {ءامَنَّا بِرَبّ الْعَلَمِينَ رَبّ مُوسَى وَهَرُونَ} إنه بيان، لأن فرعون كانَ قد ادعى الربوبية، فلو اقتصروا على قولهم: {بربِّ العالمين} لم يكن ذلك صريحاً في الإيمان بالرب الحق سبحانه وتعالى". اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
"شرح شذور الذهب"، ص445.
والألوهية لازم الربوبية، فالارتباط بين: الرب الخالق، والإله المعبود: ارتباط وثيق، بينته آيات كثيرة منها:
قوله تعالى: (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)، فذكر الرب الهادي، عز وجل، في الآية الأولى، وذكر حقه من عموم الألوهية في الآية الثانية: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ)، فاللام: للاستحقاق، فلا إله معبود بحق سواه، وعلة ذلك أنه: (رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَه)، فلا شريك له في ربوبيته، ليشرك به في ألوهيته.
وتأمل دعاء يوسف عليه الصلاة والسلام:
(رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)، فصدر دعائه: توسل بالربوبية: (رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ) إلى الألوهية: (تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)، فالأولى: وسيلة تراد لغيرها، والثانية: مقصد يراد لذاته.
وسيد الاستغفار كما في حديث شداد بن أوس، رضي الله عنه، مرفوعا: (اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ)
فأوله ربوبية: (اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي)، وتاليه ألوهية: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ)، وثالثه ربوبية: (خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ)، متوسلا بها إلى ألوهية: (أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ)، فغفران الذنوب نهاية السؤل.
وقد سلك القرآن الكريم في إثبات الربوبية مسلكا بديعا اعتمد فيه: "السبر والتقسيم" في مواضع، و "قياس الأولى" في مواضع:
فالسبر والتقسيم يكون بحصر الاحتمالات وترداد النظر فيها حتى يصل المستدل إلى علة الحكم، فيكون ما عداها: من قبيل الأوصاف الطردية التي لا تصلح لتعليل الحكم، فيقال على سبيل المثال:
حكم الخمر: التحريم، وأوصافها: الإسكار والطعم واللون والرائحة والقوام ........ إلخ، فترداد النظر في هذه الأوصاف يقطع بأن علة تحريمها: الإسكار، لأن الطعم واللون والرائحة والقوام: أوصاف طردية، فكم من السوائل التي تشترك مع الخمر في لونها أو سيولتها ...... إلخ من الأوصاف الطردية، ومع ذلك لم يحكم الشارع، عز وجل، بتحريمها.
وهكذا أمر الربوبية في نحو:
قوله تعالى: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ)، فالاحتمالات المذكورة ثلاثة:
أنهم خلقوا من غير شيء: فهذا محال لأن الحادث لابد له من محدث.
أو: أنهم هم الخالقون: وهذا، أيضا، محال، لأنهم كانوا عدما قبل خلقهم فكيف يوجد العدم موجودا؟.
أو: أنهم خلقوا السماوات والأرض، فذكرها من باب: الخصوص بعد عموم: "الخالقون"، لأن التحدي بخلقها تحد بآية من أعظم آيات ربوبية الخالق عز وجل.
فلم يبق إلا الاحتمال الأخير وهو المحذوف لدلالة السياق عليه، وهو: أنهم مخلوقون مربوبون لرب خالق بارئ مصور، تبارك وتعالى، قدر خلقهم من الأزل، فأخرجهم من العدم إلى الوجود، وصورهم فأحسن صورهم، فيكون هو وحده: المستحق لكمال ألوهيته فرعا على تمام ربوبيته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي حديث جبير بن مطعم، رضي الله عنه، مرفوعا: (سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الْآيَةَ: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمْ الْمُسَيْطِرُونَ}، قَالَ: كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرَ).
وهذا الجدال العقلي البديع من أروع دلائل إعجاز هذا القرآن العظيم، فهو معجز بمبناه ومعناه، فتجتمع في ألفاظه الموجزة: المعاني الكثيرة، التي تفنى الأقلام في خطها، والصحف في تدوينها.
ومنه أيضا:
قوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ)، فنفى نفع دعاء غيره من المعبودات، لأن المعبود المسئول إما أن يكون:
مالكا مستقلا: وهذا محال فالكون كله ملك لخالقه عز وجل.
أو: شريكا: فلا شريك له عز وجل.
أو: ظهيرا معاونا: والله، عز وجل، الغني، فلا يحتاج إلى معونة خلقه، بل الخلق كلهم مفتقرون إلى معونته: إيجادا وإعدادا وإمدادا، وفي التنزيل: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ).
وأسلوب السبر والتقسيم يظهر في مواضع عدة غير مواضع إثبات الربوبية فيظهر في:
مقام وصف الله، عز وجل، في نحو:
قوله تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)، فنفى احتمال كونه، جل وعلا، مولودا من غيره، ونفى كونه والدا لغيره، ونفى مماثلة غيره له، ولو من غير ولادة، فلم يبق إلا أنه الصمد: الباقي بعد فناء كل خلقه، الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، فـ: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
وكذا في قوله تعالى: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، فلم تكن له صاحبة، فكيف يكون له ولد، ونفي الملزوم يقتضي نفي اللازم، ولا ند له ولا نظير، فهو خالق كل شيء، والصاحبة إنما تكون من جنس زوجها، وهو مع خلقه للكائنات: بكل شيء عليم، فهو، عز وجل، موصوف بالفعل مع الإرادة مصداق قوله تعالى: (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ)، لا أنه فاعل بالطبع: فعل العلة المستوجبة لمعلولها اضطرارا، فيكون اتصافه، عز وجل، بالخلق، اتصاف النار الصماء البكماء بالإحراق فهي تحرق رغما عنها فلا إرادة لها لتختار، كما زعم الفلاسفة أصحاب الفهم السقيم والقلب المريض.
فأبطلت الآية مزاعمهم بأوجز عبارة وأوفى بيان.
ومن السبر والتقسيم أيضا:
قوله تعالى: (وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ).
فالاحتمالات ثلاثة:
أن يكون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد حضر نداء موسى عليه الصلاة والسلام، وهذا محال يكذبه العقل والحس.
أو: يكون قد رحل إلى مدين فتلقى هذا الخبر من أهلها، وهذا أمر يكذبه الحس فلم يدخل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أرض مدين، ولم يجلس إلى معلم قبل بعثته، مصداق قوله تعالى: (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ).
فلم يبق إلا الاحتمال المحذوف لدلالة الاحتمالين المذكورين عليه وهو أنه: تلقى هذا الخبر عن الوحي المعصوم، وهذا أحد أوجه إعجاز القرآن العظيم، ففيه من أخبار الماضين ما لا يعلمه إلا نبي مرسل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ).
فدل المذكور على المحذوف، فلم يكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم شاهدا ما ذكر في الآية، فدل ذلك أنه ما علمه إلا بخبر الوحي المعصوم.
ونظيره:
قوله تعالى: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ).
وتتبع هذا الأسلوب باستقراء نصوص الوحي أمر يستحق إنفاق الوقت والجهد.
وسلك القرآن الكريم أيضا:
مسلك قياس الأولى في إثبات ربوبية الله، عز وجل، في نحو:
قوله تعالى: (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ)، فمن خلق السماوات والأرض، مع عظمهما، قادر من باب أولى على خلق أولئك المكذبين.
وقد سلكه القرآن الكريم، أيضا، في إثبات البعث في نحو:
قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، فبعث الموتى أيسر من خلق السماوات والأرض، وكلها يسيرة على الله، عز وجل، وإنما تنزل معهم في الخطاب إلزاما لهم بالحجة القاطعة.
وقوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، فإعادة الخلق أهون من ابتدائه، وكلها هينة على الله، عز وجل، فـ: "أفعل" هنا: منزوعة التفضيل، كما في قول الفرزدق:
إن الذي سمك السماء بنى لنا ******* بيتا دعائمه أعز وأطول
أي: عزيزة طويلة.
وسلك القرآن، أيضا، مسلك قياس الطرد والعكس في إقامة الحجج وبيان الأحكام، في نحو:
قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ)، فإنه يفيد:
بدلالة الطرد: أن من وافقهم في علة التكذيب، استحق جزائهم من الهلاك.
وبدلالة العكس: أن من خالفهم في علة التكذيب، استحق عكس جزائهم من النجاة.
وهكذا، كل عبارة لها مفهوم، فإن النظم يفيد بالمنطوق حكما، وبالمفهوم ضده، إذا كان المفهوم معتبرا كما في:
مفهوم الشرط في نحو قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ)، فإنه يفيد بطرد العلة التي علق عليها حكم التثبت، وهي: الفسق، وجوب التثبت في خبر كل فاسق، فالعلة متعدية، لا تختص بفاسق بعينه، ويفيد بعكسها: قبول خبر العدل بلا تثبت، فعدالته كافية في قبول خبره.
وتتبع أساليب الجدل القرآني، مما يقطع بإعجاز هذا الكتاب المنزل، كما تقدم، ففيه رد قاطع على الفلاسفة الذين تبجحوا بمقاييس عقولهم القاصرة، وظنوا أن طريقتهم في الاستدلال هي الغاية، وإنما ما صح منها، عند التحقيق، فرع على طريقة القرآن في إقامة البراهين العقلية القاطعة على مسائل الوحي: علمية كانت أو عملية، مصداق قوله تعالى: (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا)، فكيف يقدح في أصل بفرعه، وكيف تسوغ معارضة النقل الصادق بالعقل القاصر؟!!!!
ومقابل الربوبية العامة: العبودية العامة:
عبودية: (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا).
فالقصر بالنفي والاستثناء في هذه الآية: حقيقي، فضلا عن عموم الحكم الذي دل عليه لفظ: "كل" فهو نص في العموم لا مخصص له في هذه الآية، فكل من في السماوات والأرض، آتي الرحمن عبدا خاضعا منقادا.
يقول أبو السعود رحمه الله: "أي ما منهم أحدٌ من الملائكة والثقلين {إِلاَّ اتِى الرحمن عَبْداً} إلا وهو مملوكٌ له يأوي إليه بالعبودية والانقيادِ". اهـ
ومقابل الربوبية الخاصة: العبودية الخاصة:
عبودية: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).
عبودية: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا)، فعاد بأول كلمة نطق بها بالإبطال على فرية من غلا فيه من النصارى.
عبودية: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا).
عبودية: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ).
عبودية: (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ).
عبودية: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ)
عبودية: (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا).
عبودية: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ).
عبودية: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).
وتتبع هذه المادة في الكتاب المنزل، أمر يستحق، أيضا، إنفاق الوقت والجهد.
وعذرا على الإطالة والاستطراد في أكثر من موضع.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 03:34 م]ـ
ومع:
98_ الأعلى:
فقد ورد في عدة نصوص منها:
قوله تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى).
وقوله تعالى: (إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى).
وحديث حذيفة، رضي الله عنه، مرفوعا، وفيه: ( .................. ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ).
وحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَرَأَ: {سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، قَالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى".
وقد ثبت ذلك عن أبي موسي الأشعري والمغيرة بن شعبة، رضي الله عنهما، كما عند ابن أبي شيبة، رحمه الله، في مصنفه.
وقد اختلف في رفعه ووقفه، وإلى ذلك أشار أبو داود، رحمه الله، بقوله: "قَالَ أَبُو دَاوُد خُولِفَ وَكِيعٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَرَوَاهُ أَبُو وَكِيعٍ وَشُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا". اهـ
وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا رَكَعَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ وَذَلِكَ أَدْنَاهُ وَإِذا سَجَدَ فَلْيَقُلْ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى ثَلَاثًا وَذَلِكَ أَدْنَاهُ". اهـ
وقد أعل بالإرسال، كما أشار إلى ذلك أبو داود، رحمه الله، بقوله: "قَالَ أَبُو دَاوُد هَذَا مُرْسَلٌ عَوْنٌ لَمْ يُدْرِكْ عَبْدَ اللَّهِ". اهـ
وقد علم من نص أبي داود، رحمه الله، أنه قد نبه على ما في كتابه من أحاديث بها وهن شديد، والحديثان السابقان، بهما وهن من جهة: الاختلاف في الرفع والوقف في الأول، و: الإرسال في الثاني، وثبوت الحديث الأول، ولو موقوفا، يجعله حجة في الباب، لأنه مثله لا يقال بالرأي، إذ الأصل في أذكار الصلاة: التوقيف، وقد اعتمده الشافعية، رحمهم الله، في مشروعية هذا الذكر في الصلاة سواء أكانت: فريضة أم نافلة، لأن الأصل: التسوية بين الفريضة والنافلة إلا فيما جاء الدليل بخلافه كجواز صلاة النافلة من قعود مع القدرة على القيام بخلاف الفريضة، وأما الحنابلة، رحمهم الله، فقد قالوا بمشروعيته في النافلة دون الفريضة.
والحديث الثاني: مرسل، والمرسل من أقسام الضعيف المنجبر، فليس وهنه وهنا شديدا إلا إذا كان مرسل تابعي صغير، كمراسيل: الزهري، رحمه الله، أو مراسيل من نص أهل العلم على وهن مراسيله، كمراسيل: الحسن وأبي العالية رحمهما الله.
وعليه ينظر في أقوال أهل العلم في مرسل ابن عون عن ابن مسعود، رضي الله عنه، هل ينجبر بالمتابعة أم هو شديد الوهن، فيكون على رسم أبي داود، رحمه الله، في رسالته إلى أهل مكة، لأنه اشترط بيان ما وهنه شديد عنده كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
و: "الأعلى": في اللغة: أفعل التفضيل من: علا، يعلو، علوا.
ومعناه يدور على المفاضلة بين اثنين أو جمع في كمال وصف أو فعل.
فالله، عز وجل، هو الأعلى، له من صفات الجمال والجلال التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، المثل الأعلى، فلا يدانيه في كمالها مخلوق، ولو اشتركا في الاسم الدال على المعنى الكلي، فله من الحياة أكملها: فهو الحي أزلا وأبدا، لا تأخذه سنة ولا نوم، ولا يمسه لغوب، ولا يعتريه نقص المرض أو الموت، وللمخلوق منها: الحياة الناقصة الحادثة الفانية، ولا يمنع ذلك من اشتراكهما في معنى: "الحياة" الكلي المجرد، فإن المعاني إذا قطعت عن الإضافة صارت كلية مجردة في الأذهان لا وجود لها في الأعيان، لأنها لا تقوم إلا بأعيان خارج الذهن، فلا يلزم من وقوع الشركة فيها: التمثيل أو التشبيه، فإذا ما أضيفت، صارت تبعا للمضاف إليه، لأن المضاف يأخذ حكم المضاف إليه: لفظا ومعنى، فتصير حياة الله، عز وجل، تبعا لذاته القدسية، فرعا عليها، كما تقدم مرارا، وتصير حياة المخلوق تبعا لذاته الحادثة الفانية، فرعا عليها، وهكذا في كل الصفات والأفعال، فله من السمع أكمله، ومن البصر أكمله
(يُتْبَعُ)
(/)
.......... إلخ، وإن وقعت الشركة في معانيها الكلية المجردة على التفصيل السابق.
ويتعلق بهذه المسألة: جواز القياس في باب الأخبار، فالأصل: عدم الجواز، لأن القياس فرع على إدراك الأصل والفرع والعلة الجامعة، وقياس الله، عز وجل، على خلقه، قياس تمثيل أو شمول، قياس غائب على شاهد، فلم تدرك العقول كنه الفرع لتقيسه على الأصل، وأنى للعقول القاصرة الفانية أن تدرك كنه الذات الإلهية الكاملة الباقية؟، فهو قياس مع الفارق، وأي فارق!!!!!، فالفارق بين صفة الخالق، عز وجل، وصفة المخلوق، كالفارق بين ذات الخالق، عز وجل، وذات المخلوق، وما وقع الخلط في باب الصفات والأفعال إلا من هذه الجهة، فإن مقاييس العقل النسبية المحدودة لا تدرك كمال الرب، جل وعلا، المطلق، فهو الأول الذي ليس قبله شيء، وهي لا تدرك إلا أولا مقيدا بما بعده فهو أول من هذا الوجه، وهو الآخر الذي ليس بعده شيء، وهي لا تدرك إلا آخرا مقيدا بما قبله فهو آخر من هذا الوجه، فمدركاتها نسبية محدودة، وكماله، عز وجل، مطلق لا منتهى له، فكيف جاز للمحدود الناقص أن يحكم على الكامل المطلق؟!!!.
ومع ذلك أجاز أهل العلم في هذا الباب: نوعا من القياس يتعلق بهذا الاسم الكريم وهو: "قياس الأولى"، مصداق قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، و: (وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، وضابطه: أن كل كمال مطلق لا يعتريه النقص من أي وجه من الأوجه جاز وصف المخلوق به، فالله، عز وجل، أولى به، مع قطع الطمع عن إدراك كيفيته، بقيد: وروده في الأخبار الصحيحة، فالباب: توقيفي، لا يتعدى فيه العقل: نصوص الوحي إثباتا ونفيا.
وأما إذا كانت الصفة: كمالا من وجه، نقصا من وجه آخر، فلا يجري هذا القياس فيها، كـ: الأكل والشرب والنكاح، على سبيل المثال، فهي في حق المخلوق: كمال، ولكنه لا يخلو من نقص الحاجة الملازم له، والله، عز وجل، منزه عن الحاجة والافتقار إلى ما سواه، فهو القيوم بذاته، المقيم لغيره، فغناه عما سواه: مطلق، وافتقار ما سواه إليه: مطلق، فضلا عن ورود النص النافي لهذه الأوصاف، نحو: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)، و: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، فانتفاء الملزوم: الصاحبة يدل على انتفاء اللازم: الولد.
و: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4))، فانتفاء اللازم: الولد يدل على انتفاء الملزوم: الصاحبة، وفي الآية سبر وتقسيم مبطل لمعتقدهم الفاسد في الرب جل وعلا:
فإنه إما أن يكون: والدا لما سواه، فيتولد من ذاته القدسية، ذات أخرى، تولد الابن من أبيه، وهذا أمر في غاية الفساد، إذ الوالد دوما مفتقر لولده، وتقدم أن الله، عز وجل، غني عما سواه.
ولا التفات لتخريف النصارى الذين قالوا بتولد: الصفة من ذاته القدسية، فيكون عيسى، عليه الصلاة والسلام، بزعمهم الفاسد، كلمة الله المتولدة منه: تولد الصفة من الموصوف، فإن الصفة لا قيام لها إلا بموصوف، فلا يتصور أن تتولد منه، تولد الابن من أبيه، لأن الابن يباين أباه، وصفات الله، عز وجل، صفات كمال أزلية أبدية، لا تباين ذاته القدسية أبدا، وإلا لزم تعطيل الرب، جل وعلا، من صفات الكمال بانفصالها عن ذاته، ولم يسمع أحد من العقلاء، أن صفة قد انفصلت عن موصوف فقامت بذاتها، فالأمور المعنوية لا يمكن أن توجد خارج الأذهان إلا قائمة بذوات حقيقية، فتكون فرعا عليها، كما سبقت الإشارة إلى ذلك مرارا، أما أن توجد خارج الذهن قائمة بذاتها، فتكون الكلمة التكوينية: "كن" هي عيسى، عليه الصلاة والسلام، فهذا من أبطل الباطل، لأن مآل الجسد: الموت، فيلزم من ذلك: موت صفة الكلام بموت جسد
(يُتْبَعُ)
(/)
المسيح عليه الصلاة والسلام، وهذا ما وقع فيه المعتزلة لما قالوا بخلق القرآن، فإن لازم كلامهم: أن ذات الله، عز وجل، مخلوقة، لأن صفتها مخلوقة، وكل مخلوق يلحقه الفناء، وتصور لازم هذا القول كاف لإبطاله.
ثم إن عيسى عليه الصلاة والسلام ليس هو: "كن"، أصلا، وإنما خُلِق بـ: "كن"، مصداق قوله تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)، فقال له: "كن"، لا أنه هو نفس: "كن" ولو كان هو: "كن" لجاز لمخرف أن يقول بأن هذا الكون قد خلق بـ: عيسى عليه الصلاة والسلام، وأن معنى قوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ): أنه، عز وجل، إذا أراد شيئا فإنما يقول له: يا عيسى!!!!.
وإما: أن يكون متولدا من غيره، وهذا، أيضا، من أبطل الباطل.
وإما أن يكون له مكافئ، وهذا، أيضا، من أبطل الباطل.
فلزم أنه، عز وجل، المتفرد بكل كمال لا يدانيه كمال، وقد سبقت الإشارة إلى ذلك في المداخلة السابقة.
ولله المثل الأعلى في كل شيء، ليس في صفاته فقط، فله المثل الأعلى، في أسمائه وأفعاله.
وفي التنزيل: (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى)، و: (وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، واللام في: "ولله"، و: "له" لام الاستحقاق، و: "أل" في: "الأعلى": جنسية استغراقية تفيد استغراق أوصاف العلو والكمال، فاستغراقها استغراق مجازي كما قرر البلاغيون: استغراق معان لا ذوات، وتقديم ما حقه التأخير يدل على القصر والتوكيد، فله، جل وعلا، دون من سواه، المثل الأعلى الكامل في قلوب أهل السماوات وأهل الأرض.
انظر: "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح"، (2/ 198) وما بعدها.
ففي أفعاله: لا تقاس أقداره الكونية، وهي من أفعاله، على أفعال عباده: قياس تمثيل أو شمول، فلا يقال: إن تقدير الفعل على العبد قبل وقوعه ثم حسابه عليه، أمر لا يتصوره العقل البشري، فهذا محال فعلا في حق البشر، ولكن مقاييس العقول البشرية، وهي نسبية محدودة، كما تقدم، لا تجري على أفعال خالق هذه العقول، إذ كيف يحكم الفرع على الأصل، وكيف يقيس المخلوق أفعال خالقه، تبارك وتعالى، على أفعاله؟!!!.
ومع ذلك فإن للعقل دورا إيجابيا في بعض مسائل هذا الباب:
ففي الرد على المعتزلة الذين قصروا فائدة الأمر على: الامتثال فقط، فأنكروا: النسخ قبل وقوع الفعل، لأنه، بزعمهم، لا فائدة منه، فتأولوا: أمر الله، عز وجل، إبراهيمَ بذبح إسماعيل عليهما الصلاة والسلام، إذ ما الفائدة من أمره بشيء قد سبق في علم الله، عز وجل، أنه لن يقع؟، والجواب: أن فائدة الأمر ليست مقصورة على الامتثال فقط، كما زعموا، بل هي دائرة بين: الامتثال والابتلاء، فأمرُ إبراهيم بذبح إسماعيل هو من باب الابتلاء، وقد مثل له الأصوليون بالسيد إذا أمر عبده بأمر ما، وهو لا يريد وقوعه، وإنما يريد ابتلاءه: أيطيع فيستحق الثواب، أو يعصي فيستحق العقاب، مع علمه بأن العبد سيمتثل إن كان مطيعا وسيمتنع إن كان عاصيا، ولله المثل الأعلى، فعلمه بأحوال عباده: كلي تفصيلي، فالقياس هنا صحيح لأنه: قياس أولى، فإن ذلك لو ثبت للعبد على جهة الكمال، فهو ثابت لله، عز وجل، من باب أولى.
وفي باب الأمر الشرعي الذي علم الله، عز وجل، عدم وقوعه، كأمر أبي جهل، لعنه الله، بالإيمان، مثل العلماء لذلك بـ: من يأمر غيره بما ينفعه، كما أمر الله عز وجل أبا جهل بما ينفعه من الإيمان، مع إرادته عدم وقوع ذلك، لما يترتب على ذلك من مصلحة تفوق مصلحة امتثاله، ولله المثل الأعلى هنا، أيضا، فإن تقدير وقوع الشر، الذي هو شر باعتباره مقدورا لا قدرا فقدر الله عز وجل خير كله، تقدير وقوع هذا الشر يتحقق به من الخير ما لم يكن ليتحقق لولا وقوعه، فهو شر من جهة فعل العبد، خير من جهة فعل الرب، لما يترتب عليه من مصلحة عاجلة وآجلة، وهذا أصل يتمسك به في كل المصائب الكونية سواء أكانت: خاصة كفقد حبيب، أو: عامة كنكبة تحل بالمسلمين، كما هو مشاهد اليوم في كثير من أقطار المسلمين، ففي العراق الحبيب، على سبيل المثال: حلت النكبة ابتداء، وتعرض الموحدون لزلزال شديد، فكانت شرا من جهة المقدور، فلما قام أهل العراق المخلصون بامتثال الأمر الشرعي بجهاد المحتل الكافر وأذنابه من المبتدعة والخونة، صارت المحنة في حقهم منحة، فاتخذ الله، عز وجل، منهم من اتخذ: شهداء، ولا نزكيهم على ربهم، وموعود الله، عز وجل، لمن بقي منهم بالنصر والتمكين، لن يتخلف ما استمسكوا بدينه وأقاموا شرعه في سلمهم وحربهم.
فصار العقل في هذه المسائل: تابعا يشهد للوحي ويؤيده، لا متبوعا يقدح في الوحي ويعارضه، فالقياس في الأخبار والغيبيات: نافلة لا تقبل إلا بعد فريضة التسليم لخبر الوحي الصادق.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 04:19 م]ـ
ومع آخر الأسماء التي ناقشها البحث:
99_ الإله:
فقد ورد في عدة نصوص منها:
قوله تعالى: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)
فأسند إليه وصف الوحدانية الذي وُصِف به الخبر الموطئ: "إله"، فليس المقصود إثبات الألوهية، لأن المبتدأ: "المسند إليه" يدل بمادته على معنى الألوهية فإسناد نفس المعنى إليه تكرار لا مسوغ له، فصار محل الفائدة: وصف: "واحد" الذي وصف به الخبر، وصار الخبر موطئا لما بعده، كما في قوله تعالى: (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ)، فالخبر: "قوم": موطئ لما بعده، فليس المقصود الإخبار عنهم بأنهم: قوم، فهذا أمر مستقر في ذهن السامع، وإنما المقصود وصفهم بالإسراف الذي يدل عليه اسم الفاعل المشتق: "مسرفون"، والخبر: وصف في المعنى، فلزم أن يدل على وصف، إما بنفسه، وإما بغيره، فيكون موطئا ممهدا لما بعده.
يقول ابن هشام رحمه الله:
"وإن كان الخبر مثلاً غير مقصود لذاته قيل: خبر موطِّئ، ليعلم أن المقصود ما بعده كقوله تعالى: (بلْ أنتم قومٌ تجهلون)، (فالمقصود وصفهم بالجهالة لا أنهم قوم فهذا أمر لا يحتاج إلى ذكر)، وقوله:
كفى بجسمي نحولاً أنني رجلٌ ******* لولا مخاطبتي إيّاكَ لمْ ترني
(والبيت لأبي الطيب، فليس مقصوده: الإخبار عن نفسه بأنه رجل، فهذا أمر يدركه المخاطب، وإنما مقصوده: الإخبار عن نحافته الشديدة، فلولا صوته لما رآه مخاطبه!!!!).
ولهذا أعيد الضمير بعد قوم ورجل إلى ما قبلهما، لا إليهما، (فلم يرجع الضمير إلى أقرب مذكور، وهذا خلاف الأصل، مراعاة للمعنى، فاللفظ تابع له لا العكس)، ومثله الحال الموطِّئة في نحو: (إنا أنزلناهُ قرآناً عربياً)، (فالحال كالخبر: وصف في المعنى، فليس المقصود وصفه بأنه قرآن، فهذا أمر يدركه السامع، وإنما المقصود بيان كونه عربيا معجزا بنظمه).
بتصرف واسع من "مغني اللبيب"، (2/ 324).
وورد أيضا في: قوله تعالى: (وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
فـ: "إله" نكرة في سياق النفي، فتفيد بدلالة الظاهر: عموم نفي إله غير الله، عز وجل، فلما دخلت عليها: "من" التي تفيد التنصيص على العموم، صارت نصا لا يحتمل غيره في نفي أي إله غير الله، عز وجل، ولابد من تقدير محذوف يقتضيه السياق، فالواقع يشهد بأن كثيرا من المعبودات قد اتخذت آلهة من دون الله، سواء أكانت راضية أم ساخطة.
يقول ابن منظور رحمه الله:
"الإلَهُ الله عز وجل وكل ما اتخذ من دونه معبوداً إلَهٌ عند متخذه والجمع آلِهَةٌ والآلِهَةُ الأَصنام سموا بذلك لاعتقادهم أَن العبادة تَحُقُّ لها وأَسماؤُهم تَتْبَعُ اعتقاداتهم لا ما عليه الشيء في نفسه". اهـ
"لسان العرب"، مادة: "أله".
فيكون تقدير الكلام: وما من إله حق إلا الله، أو: وما من إله معبود بحق إلا الله، وهذا ما اصطلح الأصوليون على تسميته بـ: "دلالة الاقتضاء"، كما في:
قوله تعالى: (وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)، أي: فأفطر فعليه صيام عدة من أيام أخر.
وقوله تعالى: (وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ)، أي: فحلق فعليه فدية من صيام أو صدقة أو نسك.
وقوله تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا)، أي: فضرب فانبجست.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمعنى: لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله، وعليه يكون لفظ الجلالة: "الله": بدلا من الضمير الذي تحمله لفظ: "حق"، ولا يعارض ذلك كونه مصدرا جامدا، والأصل في الجامد ألا يتحمل ضميرا، لأن المقصود هنا: المعنى الذي دل عليه المصدر، فهو جامد لفظا مشتق معنى، وإذا كان اسم العلم الجامد الذي لا يدل على معنى أصلا كـ: "حاتم" قد يؤول بالمشتق فيتحمل ضميرا، ويصح النعت به، فتقول: هذا حاتم جودا، إذا اعتبر جنسا في الجود الذي اشتهر به حاتم الطائي، تندرج تحته أفراد، فالنعت بالمصدر أولى بالقبول، لأنه يدل على المعنى: دلالة مطابقة، بخلاف العلم الجامد الذي دل على المعنى دلالة التزام بقرينة خارجية، فلولا شهرة حاتم بالجود، لما صح تأويله بمشتق، يصح وقوعه: خبرا أو نعتا أو حالا.
وترجم البخاري رحمه الله: "بَاب مَا يُذْكَرُ فِي الذَّاتِ وَالنُّعُوتِ وَأَسَامِي اللَّهِ وَقَالَ خُبَيْبٌ وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ فَذَكَرَ الذَّاتَ بِاسْمِهِ تَعَالَى".
وذكر حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، مرفوعا: "بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةً مِنْهُمْ خُبَيْبٌ الْأَنْصَارِيُّ فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِيَاضٍ أَنَّ ابْنَةَ الْحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا اسْتَعَارَ مِنْهَا مُوسَى يَسْتَحِدُّ بِهَا فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ قَالَ خُبَيْبٌ الْأَنْصَارِيُّ:
وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا ******* عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ ******* يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
فَقَتَلَهُ ابْنُ الْحَارِثِ فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ خَبَرَهُمْ يَوْمَ أُصِيبُوا".
وقد سمعه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأقره، كما يقول الحافظ، رحمه الله، في "الفتح"، ولو كان باطلا، لما وسع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم السكوت عنه، لأنه: لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة في حق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلما سكت في موضع البيان، وسكت الوحي فلم يستدرك عليه، عُلِم من هذين التقريرين: بيان صحة قول خبيب، رضي الله عنه، وهذا أصل يفزع إليه في مثل هذه المواضع.
والإله: اسم مفعول بمعنى: المألوه، أي: المعبود، وأصله: "إلاه" على وزن: فِعال بمعنى مفعول، كـ: "إمام" بمعنى: "مؤتم به"، فلما دخلت عليه الألف واللام صار: "الإلاه"، فحذفت الألف الثانية تخفيفا، فآل اللفظ إلى: "الإله".
بتصرف من: "لسان العرب"، مادة: "أله".
والإله غير الرب، فالثاني يستلزم الأول، و:
الأول: مقصود لذاته، مصداق قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) فلم يقل: إلا ليعرفون، كما يقول غلاة المرجئة كجهم وأتباعه الذين قصروا الإيمان على مجرد المعرفة فلزم على مذهبهم القول بإيمان إبليس لعنه الله مع استكباره وعصيانه أمر إلهه عز وجل ولم يقل: إلا ليصدقوا بوجودي ويقروا بربوبيتي، وإن أشركوا في عبادتي فيكون معنى "لا إله إلا الله": لا خالق ولا رازق إلا الله كما ذهب إلى ذلك المتكلمون الذين سووا بين نوعي التوحيد فصار الإله عندهم بمعنى: الرب وهو أمر لم ينكره المشركون كما في قوله تعالى: (لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ)، وقوله تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) فالرسل عليهم الصلاة والسلام لم تبعث أصالة لتقرير ربوبية الله عز وجل فهو أمر حاصل مستقر في الفطر السوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني: مقصود لغيره، فمن خلق وبرأ وصور ورزق وأمات وأحيى ....... إلخ، هو المستحق لأن يفرد وحده بالإلهية، والإلهية إنما تكون: اعتقادا بالقلب، وإقرار باللسان، وعملا بالجوارح، فينقاد الباطن والظاهر لله، عز وجل، بالطاعة، فتتحرر القلوب من طاغوت الشبهات، وتتحرر الجوارح من طاغوت الشهوات، فلا سلطان عليها إلا سلطان الوحي، فإليه تحتكم فيما شجر، وله تنقاد فيما أمر، مصداق قوله تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، فلا حظ لنفوسهم، ولا ميل لقلوبهم، وإنما شأنهم تمام التسليم، فالقسم في الآية مؤكد بالنفي، وفي الكلام حذف يقتضيه السياق، فتقدير الكلام: فتقضي بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا من قضائك فينقادوا له بتمام التسليم، كما أشار إلى ذلك أبو السعود رحمه الله.
وتحكيم الوحي: عام لا مخصص له، فالوحي: صادق في خبره، حاكم في أمره، كما يقول شيخ الإسلام، رحمه الله، فله السلطان في: العقائد والشرائع، والعبادات والمعاملات، والأخلاق والسياسات، فلا يجوز عزله عن منصب الرئاسة، ولا يحل تعطيل أمره بتقديم أمر غيره، مصداق قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، فمتى صح النقل، سلم العقل، وانقاد القلب، فأقر اللسان، وأطاعت الجند أمر الملك، فعمرت الجوارح بالمنجيات، وعطلت عن المهلكات.
وشهود مقام الربوبية أول منازل مشهد الإلهية:
يقول ابن القيم، رحمه الله، في "طريق الهجرتين":
"وكذلك إِذا شهد مشهد القيومية الجامع لصفات الأفعال وأنه قائم على كل شيء، وقائم على كل نفس بما كسبت، وأنه تعالى هو القائم بنفسه المقيم لغيره القائم عليه بتدبيره وربوبيته وقهره وإيصال جزاء المحسن إليه وجزاء المسيء إليه وأنه بكمال قيوميته لا ينام ولا ينبغى له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل، لا تأخذه سنة ولا نوم ولا يضل ولا ينسى. وهذا المشهد من أرفع مشاهد العارفين، وهو مشهد الربوبية. وأعلى منه مشهد الإلهية الذى هو مشهد الرسل وأتباعهم الحنفاء، وهو شهادة أن لا إله إلا هو وأن إلهية ما سواه باطل ومحال، كما أن ربوبية ما سواه كذلك فلا أحد سواه يستحق أن يؤله ويعبد، ويصلى له ويسجد، ويستحق نهاية الحب مع نهاية الذل لكمال أسمائه وصفاته وأفعاله، فهو المطاع وحده على الحقيقة، والمألوه وحده، وله الحكم وحده، فكل عبودية لغيره باطلة وعناء وضلال، وكل محبة لغيره عذاب لصاحبها، وكل غنى لغيره فقر وفاقة، وكل عز بغيره ذل وصغار، وكل تكثر بغيره قلة وذلة، فكما استحال أن يكون للخلق رب غيره فكذلك استحال أن يكون لهم إله غيره". اهـ
وعن ضلال من ضل في هذا الباب، يقول ابن تيمية رحمه الله:
" .............. وطائفة ظنوا أن التوحيد ليس إلا الإقرار بتوحيد الربوبية، وأن الله خالق كل شيء وهو الذي يسمونه: توحيد الأفعال.
ومن أهل الكلام من أطال نظره في تقرير هذا التوحيد: إما بدليل أن الاشتراك يوجب نقص القدرة وفوات الكمال، واستقلال كل من الفاعلين بالمفعول محال، وإما بغير ذلك من الدلائل. ويظن أنه بذلك قرر الوحدانية وأثبت أنه لا إله إلا هو. وأن الإلهية هي القدرة على الاختراع أو نحو ذلك. فإذا ثبت أنه لا يقدر على الاختراع إلا الله، وأنه لا شريك له في الخلق - كان هذا معنى قولنا: لا إله إلا الله، ولم يعلم أن مشركي العرب كانوا مقرين بهذا التوحيد، كما قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} وقال تعالى: {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} الآيات وقال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} قال ابن عباس وغيره: تسألهم من خلق السماوات والأرض فيقولون الله، وهم مع ذلك يعبدون غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا التوحيد هو من التوحيد الواجب، لكن لا يحصل به الواجب ولا يخلص بمجرده عن الإشراك الذي هو أكبر الكبائر، الذي لا يغفره الله بل لابد أن يخلص لله الدين، فلا يعبد إلا إياه، فيكون دينه لله.
والإله: هو المألوه الذي تألهه القلوب، وكونه يستحق الإلهية مستلزم لصفات الكمال، فلا يستحق أن يكون معبوداً محبوباً لذاته إلا هو وكل عمل لا يراد به وجهه فهو باطل، وعبادة غيره وحب غيره يوجب الفساد. كما قال تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} وقد بسطنا الكلام على هذا في غير هذا الموضع.
وبينا أن هذه الآية ليس المقصود بها ما يقوله من يقوله من أهل الكلام، من ذكر دليل التمانع الدال على وحدانية الرب تعالى، فإن التمانع يمنع وجود المفعول لا يوجب فساده بعد وجوده، وذلك يذكر في الأسباب والبدايات التي تجري مجرى العلل الفاعلات. والثاني يذكر في الحكم والنهايات التي تذكر في العلل التي هي الغايات، كما في قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فقدم الغاية المقصودة على الوسيلة الموصلة. كما قد بسط في غير هذا الموضع.
ثم إن طائفة ممن تكلم في تحقيق التوحيد على طريق أهل التصوف، ظن أن توحيد الربوبية هو الغاية، والفناء فيه هو النهاية، وأنه إذا شهد ذلك سقط عنه استحسان الحسن، واستقباح القبح، فآل بهم الأمر إلى تعطيل الأمر والنهي، والوعد والوعيد. ولم يفرقوا بين مشيئته الشاملة لجميع المخلوقات، وبين محبته ورضاه المختص بالطاعات، وبين كلماته الكونيات التي لا يجاوزها بر ولا فاجر، لشمول القدر لكل مخلوق، وكلماته الدينيات التي اختص بموافقتها أنبياؤه وأولياؤه.
فالعبد مع شهوده الربوبية العامة الشاملة للمؤمن والكافر، والبر والفاجر عليه أن يشهد ألوهيته التي اختص بها عباده المؤمنين، الذين عبدوه وأطاعوا أمره، واتبعوا رسله". اهـ
وأشار، رحمه الله، إلى طرف من ذلك في "التدمرية" بقوله:
"بل الإله الحق هو الذي يستحق بأن يعبد فهو: إله بمعنى مألوه، لا إله بمعنى آله، والتوحيد أن يعبد الله وحده لا شريك له والإشراك أن يجعل مع الله إلها آخر". اهـ
وبهذا تنتهي هذه المداخلات، أسأل الله، عز وجل، أن ينفع بها كاتبها وقارئها، وهي فرع على أصل، ولا غنى للفرع عن أصله، وأصلها، كما تقدم في بداية المشاركات بحث الشيخ الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني، حفظه الله وسدده، "أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة"، وهذا رابط له:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1668
فلزم الرجوع إليه، لتكتمل الفائدة، وهو كأي بحث بشري: عرضة للصواب والخطأ، والمسألة ليست قطعية لا يجوز الاجتهاد فيها، كما ادعى ذلك بعض المغرضين من غير المسلمين ممن استغل طرح العلماء قديما وحديثا لهذه المسألة، وزعم على شاشة فضائية مشبوهة أن المسلمين يغيرون ثوابتهم الدينية لمجرد اختلاف اجتهاد عالم عن اجتهاد آخر في تحديد بعض الأسماء!!!!، وهي كالعادة دعوات تتميز بقدر كبير من الجهل والتهويل، فحديث الأسماء الشهير: حديث ضعيف قد أدرج فيه الراوي من اجتهاده ما ليس من أصله، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وعلماء أهل السنة لم يجتهدوا في هذا الباب التوقيفي بعقولهم فأجازوا كالفلاسفة والنصارى والمعتزلة من الإسلاميين تسمية الله، عز وجل، بما لم يسم به نفسه، أو يسمه به رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإنما نظروا في النصوص، فهي منطلقهم في هذا الباب، فوقع الاختلاف في تحديد الأسماء تبعا لاختلاف اجتهادهم، فما رآه أحدهم اسما مطلقا رآه الآخر مقيدا أو وصفا لا اسما ......... إلخ من أسباب اختلاف الاجتهاد في هذا الباب، فضلا عن اختلافهم في جواز اشتقاق اسم لله، عز وجل، من صفة ثابتة بالكتاب أو السنة، فقد أجاز بعض أهل العلم ذلك، فأجازوا نحو: "المنعم"، و "الستار"، و "المبدئ" ........ إلخ بضوابط من أهمها: أن تكون الصفة صفة كمال مطلق، ومنع الجمهور ذلك لأن الباب كما تقدم مرارا: توقيفي محض، وهذا هو القول الراجح والله أعلم.
والله أعلى وأعلم.
تمت بحمد الله.(/)
شبكة شعراء العرب
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 09 - 2007, 08:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الإخوة الأكارم
بدأ التسجيل لأول منتدى عربي للدراسات النقدية والتحليلية وتقييم الشعر العربي الموزون فقط.
والله ولي التوفيق
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 09 - 2007, 08:41 م]ـ
هذا هو الرابط للإعلان السابق
www.**********.com
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[10 - 09 - 2007, 10:29 م]ـ
أخي العزيز وصديقي الكريم الأستاذ محمد سعد، بارك الله فيك، دخلت من الباب الذي أشرتكم إليه، فوجدت (كثيرا) من الفصحاء والفصيحات هناك، ومن قبل أعطاني صديق آخر رابط موقع لهدف محدد، فلما فتحته رأيت فيه معظم الفصحاء الذين افتقدناهم أو قل نشاطهم في الفصيح هناك، فسألت نفسي: هل بدأ الفصيح في تفريخ مواقع أخرى أكثر تخصصا؟ ولكن الذي حيرني أكثر أن تلك المواقع أيضا شاملة على خلاف ما تدل عليه أسماؤها وتوحي به أشكالها؛ فسألت أخرى: ما الذي لم يجدوه في الفصيح ووجدوه هنا؟ وهل يستطيع الواحد منا أن يعطي جهده لموقعين أو عدة مواقع بشكل متزن مع شواغل الحياة الكثيرة وصوارفها العديدة؟ ولم أصل إلى الإجابة إلى الآن، ويبدو لي أن الأفضل هو تجميع الجهود وضم الصفوف وتكاتف العاملين في خدمة لغتنا الشريفة، وفي توقيعي الحالي-وهو بيت من شعر شاعر الإسلام محمد إقبال-إشارة إلى ذلك، ولا أخشى أن يقتل الفصيح ويتفرق دمه في المواقع، ولكن أدعو إلى دراسة دوافع هذه الظاهرة التي أنظر إليها بإيجابية حتى الآن.
وهذا ربما فتح حوارا حول تجربة الفصيح حتى الآن وما الذي ينقصها وتحتاج إليه للنهوض به والتقدم إلى الأحسن الذي يسعى إليه المسلم جهده إلى أن يلقى ربه.
ـ[همس الجراح]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 02:58 م]ـ
صدقت أخي الدكتور سليمان؛ فتوزيع الجهود شتات لها، وقتل للموقع الأول، وضعف للموقع الثاني.وتكرار للمقولات، واجترار للمعلومات. والله أعلم.(/)
تقبل الله منّا ومنكم ... وهذه هديتي!
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[10 - 09 - 2007, 11:33 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,وبعد؛
فقد تكون الليلة المقبلة أول ليالي شهر رمضان؛ الشهر العظيم ,والضيف الكريم, شهر القرآن, والرحمة والغفران, والعتق من النيران!
فأحببتُ أن تكون هذه النافذة لتبادل التهاني بحلول هذا الشهر المبارك العظيم, وليضع كلُّ عضوٍ هديّة يراها مفيدة لإخوانه وأخواته في هذه المناسبة العظيمة!
وهذه تهنئة مني لكم جميعًا أهل الفصيح؛ فأسأل الله العظيم أن يبلغنا الشهر الكريم ,وأن يتقبّل منّا ومنكم ,وكلُّ عام وأنتم بخير.
فلنكن مع القرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1087)
ولنقطف من أزاهير هذا البستان ( http://www.saaid.net/book/list.php?cat=97),
سائلًا الله تعالى أن ينفعكم بها, وينفع بكم.
وإلى تهانيكم وهداياكم ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم بلّغنا رمضان , وارزقنا فيه عملًا صالحًا متقبّلا.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 12:13 ص]ـ
و عليكم السلام أستاذي د. شوارد.
بلّغنا الله الشهر الفضيل، وأعاننا على قيامه و صيامه.
جزيتم خيرا.
ـ[غير مسجل]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 12:39 ص]ـ
أعضاء الفصيح الكرام
كل عام وأنتم بخير
نسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان وأن يوفقنا لصيامه وقيامه
وهذه هديتي لكم:
اللهم إني أستغفرك مما تبت إليك منه ثم عدت إليه
وأستغفرك لما جعلته لك على نفسي فلم أوف لك به
وأستغفرك مما زعمت أني أردت به وجهك فخالط قلبي ما قد علمت
اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، ذا الجلال والإكرام
إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا وأشهدك وكفى بك شهيدًا أني أشهد ألا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدًا عبدك ورسولك،وأشهد أن وعدك حق ولقاءك حق والجنة حق والنار حق وأشهد أن الساعة آتية لا ريب فيها، وأنك تبعث من في القبور
وأنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف وعورة وذنب وخطيئة، وأني لا أثق إلا برحمتك،فاغفر لي ذنوبي كلها وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم
وصلي اللهم وبارك على نبينا محمد وعلى سائر الأنبياء والمرسلين
سبحان الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون.
شكرًا د/ شوارد
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 05:52 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أستاذنا الحبيب,,
أعاننا الله وإياكم على صيام هذا الشهر وقيامه
وطاعته فيه كما يحبّ ربنا ويرضى ..
ونسأل الله أن يجعلنا فيه من عتقائه من النار ..
وأن يتجاوز عنا وعن المسلمين
ويكشف كرب الأمة عنها ..
ويحيق بأعدائها التبار والبوار ..
وفقنا الله لما يحب ويرضى ...
وأجاب الله لكلٍ منا مسألته وحقق له بغيته ..
وأقرّ عينه بالقبول والسعي المشكور ..
والسلام,,
ـ[مستحيل]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 08:38 ص]ـ
أسال المولى تبارك وتعالى أن يبلغنا وجميع المسلمين هذا الشهر العظيم
وأن يعيننا على صيامه وقيامه وأن يتقبله منا ..... آمين ...
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ...
وهذه هديتي
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=62799&scholar_id=76
http://allssaaher.jeeran.com/40-alnawawiah.swf
ـ[أنا البحر]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 05:29 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال, وأعاننا على صيامه وقيامه, وأجزل الله لك أستاذنا د. شوارد الأجر والمثوبة.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 10:06 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا على هداياكم الطيبة
ونسأل الله أن يعيننا على ذكره, وشكره, وحسن عبادته
ـ[أحاول أن]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 11:03 م]ـ
بارك الله في أيامك وأعمالك أستاذنا الدكتور /شوارد ..
وبلغك رمضان وجعلك فيه من الفائزين ..
ونسأل الله الكريم أن يجعل أشهرنا كلها رمضان , وألا نكون من عباد رمضان وحسب ..
تقبل الله من الجميع وأعاده علينا والأمة في ثياب عز ٍ وسؤدد ..
تلاوة عطرة للشيخ / ياسر الدوسري
http://saaid.net/mktarat/ramadan/flash/10.htm
وفلاش لقصة مؤثرة:
http://www.emanway.com/play_flash.php?cid=14&id=146
ـ[أبو عمار]ــــــــ[12 - 09 - 2007, 01:07 ص]ـ
عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.بارك الله فيك د/ شوارد
(يُتْبَعُ)
(/)
على هذا العمل الطيب الرائع و الدال على الخير كفاعلة و نحن في أيام الخير والبركة
وهذه هديتي لجميع الأعضاء
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا قَالَ الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[12 - 09 - 2007, 11:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ... مبارك علينا ولنا طلة الشهر الكريم ... وهديتي المتواضعة هي:بضع من المواقع الاسلامية .....
وقفات وأحكام لشهر الصيام:
http://saaid.net/PowerPoint/353.pps
العشر الأواخر والدعاء:
http://saaid.net/PowerPoint/351.pps
فتاوى حول زكاة الفطر:
http://saaid.net/PowerPoint/349.pps
هدايا رمضانية سخية:
http://saaid.net/PowerPoint/348.pps
رمضان والمواقع الجنسية:
http://saaid.net/PowerPoint/344.pps
فتاوى رمضانية:
http://saaid.net/PowerPoint/335.pps
رمضان والرحيل المر:
http://saaid.net/PowerPoint/154.pps
فتاوى رمضانية نسائية:
http://saaid.net/PowerPoint/147.pps
فتاوى رمضانية 2:
http://saaid.net/PowerPoint/145.pps
فتاوى رمضانية 1:
http://saaid.net/PowerPoint/137.pps
جدول المسجد الرمضاني:
http://saaid.net/PowerPoint/84.pps
رمضان 1425:
http://saaid.net/PowerPoint/80.pps
شذرات رمضانية:
http://saaid.net/PowerPoint/32.pps
وقفات مع صائم:
http://saaid.net/PowerPoint/28.pps
كيف تجعل من رمضان نقطة انطلاق للتغيير إلى الأبد؟!:
http://saaid.net/PowerPoint/340.ppt
... الموضوع منقول و دمتم في حفظ الرحمن ...
__________________
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 02:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا , وكتب أجركم.
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 10:59 م]ـ
بارك الله فيك دكتورنا الحبيب على هذه النافذة التي وجدنا فيها من الخيرالكثير
وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام
ونسأله ان يعتق رقابنا من النار في هذا الشهر الفضيل
ودمتم في رعاية الله(/)
من فتاوى الصيام:: (3محاضرات فيديو) لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 03:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الآن
:: من فتاوى الصيام::
جديد.:: (3 محاضرات بالصوت والصورة)::. جديد
http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=96 ( http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=96)
http://www.rslan.com/images/index/fatawa.jpg (http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=96)
نبذة عن السلسلة: قراءة وتعليق على فتاوى الصيام للشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى -.
الأسئلة مدرجة في صفحة المحاضرة
(المحاضرات متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
أشرطة السلسلة:
م عنوان المحاضرة
1 الشريط الأول
2 الشريط الثاني
3 الشريط الثالث
http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=96
ـ[م.$/أحمد ممدوح]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 12:21 م]ـ
جزى الله الشيخ عنا خيرا وأعانه على نشر العلم الصحيح عن سنة النبى صلى الله عليه وسلم ...............(/)
جدول محاسبة فى رمضان!
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 12:18 م]ـ
:::
أخوانى حتى لا نضيع رمضان نقلت لكم هذا الجدول عسى أن ينفعنا جميعاً
http://upload.9q9q.net/file/wVvDDbpmKMK/-------.xls.xls-1-.html-Accounting.html
أرجو منكم طبع النسخة وتوزيعها فى أسرع وقت ممكن حتى ننال المثوبة.
الجدول ممتاز ممتاز:):):):):)
الملف منقول
هيا معاً لنشر الخير .........................
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[12 - 09 - 2007, 11:13 ص]ـ
يا خسارة ألم يستفد أحد والله ما ظننت ذلك!!!!!!!!
ـ[جوارح]ــــــــ[12 - 09 - 2007, 11:37 ص]ـ
بارك الله فيك وجعله في موازين حسناتك
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[12 - 09 - 2007, 03:55 م]ـ
كن .... ولا تكن ...... في رمضان كن .... ممن يدخل باب الريان. عَنْ سَهْلٍ رضي الله تعالى عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ. رواه البخاري كن .... ممن يُغْفَر لهم.
أسأل الله العظيم أن نكون منهم. آمين
وجزاك الله خيراً أخى الكريم .....(/)
بمناسبة شهر الصوم
ـ[طلال الحذيفي]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 08:18 م]ـ
بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ
بمناسبة حلولِ شهرِ رمضانِ المبارك اتقدم بكبير التهاني لكلِ المسلمينَ في أرجاءِ المعمورةِ عامةً وإلى أسرةِ شبكة الفصيح خاصةً واسألُ الله أن يجعلهُ شهرَ خيرِ وبركاتٍ ويوفقنا فيه ِإلى صالحِ الأعمالِ وأن يكفر َبهِ عنَّا ما ران َعلى قلوبنا منَ الأدرانِ والهفواتِ إنهُ ولي ذلكَ والقادرُ عليهِ والصلاةُ على سيدِ الخلقِ محمدٌ أكرمُ الرسلِ وخاتمهم عليه أفضلُ الصلاةِ وأزكى التسليمْ.
طلال الحذيفي / تعز / لتسعٍ وعشرين َيوماً خلونَ من شعبانِ للعامِ سبعةِ وعشريَن َ وأربعِ مئةٍ وألفٍ من هجرة الرسول الأعظم
ـ[همس الجراح]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 03:05 م]ـ
رمضان هلّ
دكتور عثمان قدري مكانسي
رمضان هلّ بوافر الخيرات = يهدي لنا الآمال والبركات
يحيي القلوب بهدي رب راحم = ويُمِدنا بالنور والنفحات
شهرَ الفضائل جئتنا تجلو العنا = بالحب تنعشنا وبالنسَمات
فيك الكتاب تنزلت أنوارُه = هدياً يضيء بمحكم الآيات
يزجي لنا الخير العميم بشرعه = فيميس دربُ الحب بالسبُحات
في ليلة غراء أكرمنا بها الـ = مولى فكانت غُرة الساعات
يا ليلة القدر الجميل بهاؤها = فيك الرضا الموسوم بالخيرات
خير من الألف الشهور، تنزّل الـ = الروح الملاكُ بأعذب الكلمات
فيها البشائروالسلام يخصناالـ = الملك الكريم إلى الصباح الآتي
في عشره الأولى مكارم رحمة = يتلوه غفران مع الحسنات
ثم المتاب، به انعتاق رقابنا = من لفح نار لاهب الجمَرات
برضا الإله إلى الجنان مآلنا = يا سعدَ من يسعى إلى الجنّات
يا رب فاقبل من عبادك حبهم = وارفق بهم بالعفو والرحَمات
واجعل قبورهم إذا أتَوك منازلاً= فتحت نوافذها إلى الروضات
في الحشر أبعِدْ عنهمُ لفح اللظى = في ظل عرشك بارد النسمات
وعلى الصراط أجزهمُ في لمحة = البرق المضيء وواسع الخطوات
أنت المؤمّل ياعظيم فهب لنا = دار النعيم وموئل السادات
غرة رمضان 1428
13 - 09 - 2007
ـ[أبو طارق]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 03:58 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم
مرحبًا بالأستاذين الفاضلين: طلال وهمس
وفق الله الجميع
ـ[طلال الحذيفي]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 10:01 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم
مرحبًا بالأستاذين الفاضلين: طلال وهمس
وفق الله الجميع
هلا أبو طارق
وبك َآلاااااااااااااااااااااافُ التراحيبِ
كأنكَ النافذةُ المضيئةُ في هذا الصرحِ
تقبل خالص تحياتي
ـ[طلال الحذيفي]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 10:06 م]ـ
همس الجرح
شكراً لك ِعلى مروركِ
وجزيل الشكر للدكتور عثمان قدري مكانسي
على قصيدتهِ
لكِ كل تحية وسلام
طلال الحذيفي(/)
نصائح رمضانية
ـ[أبو عمار]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 11:54 م]ـ
ما رأيكم أن نجعل هذه الصفحة (نصائح رمضانية)
نجمع فيها نصائح غالية تتعلق بالطاعات والأذكار والعبادات مما يخف على النفس عمله ويثقل في الميزان أجره
وإليكم أولى هذه النصائح
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ. أخرجه البخاري ومسلم.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[12 - 09 - 2007, 08:33 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الفاضل
ونأمل من الجميع المشاركة لتعم الفائدة
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[12 - 09 - 2007, 11:37 م]ـ
بوركت أبا علي ووفقك الله تعالى ......
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال لمعاذ رضي الله عنه: ((كُف عليك هذا , وأشار إلى لسانه)) رواه أحمد , والترمذي , والنسائي , وابن ماجه. فقال معاذ: أو إنا مؤاخذون بما نتكلم به يارسول الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام:
((ثكلتك أمك يامعاذ , وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)).
ضرر اللسان عظيم , وخطره جسيم , كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يأخذ بلسانه ويبكي ويقول: هذا أوردني الموارد.
اللسان سبع ضار , وثعبان ينهش , ونار تتلهب.
لسانك لاتذكر به عورة إمرئ ... فكلك عوراتٌ وللناس ألسن
ابن عباس رضي الله عنهما يقول للسانه: يالسان قل خيراً تغنم , أو أسكت عن شر تسلم. رحم الله مسلماً حبس لسانه عن الخنا , وقيده عن الغيبة , ومنعه من اللغو , وحبسه عن الحرام.
رحم الله من حاسب ألفاظه , ورعى أحفاظه , وأدب منطقه , ووزن كلامه.
يقول تبارك اسمه: ((مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) ق: 18
فكل لفظة محفوظة , وكل كلمة محسوبة. (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) فصلت: 46
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:
((من يضمن لي مابين لحييه وما بين فخذيه , أضمن له الجنة)) رواه البخاري عن سهل بن معاذ
احذر لسانك أيها الإنسان ... لا يلدغنك إنه ثعبان
والله إن الموت زلة لفظة ... فيها الهلاك وكلها خسران
لما تأدب السلف الصالح بأدب الكتاب والسنة , وزنوا ألفاظهم , واحترموا كلامهم , فكان نطقهم ذكراً , ونظرهم عبرا, وصمتهم فكراً.
ولما خاف الأبرار من لقاء الواحد القهار , أعملوا الألسنة في ذكره وشكره , وكفوا عن الخنا والهراء.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: ((والله مافي الأرض أحق بطول حبس من لسان)). يريد الصالحون الكلام فيذكرون تبعاته وعقوباته ونتائجه فيصمتون.
* كيف يصوم من أطلق للسانه العنان؟
* كيف يصوم من لعب به لسانه , وخدعه كلامه , وغره منطقه؟
* كيف يصوم من كذب , واغتاب , واكثر الشتم والسباب, ونسي يوم الحساب؟
* كيف يصوم من شهد الزور ولم يكف عن المسلمين الشرور؟
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)) متفق عليه
وهل االإسلام إلا عمل وتطبيق , ومنهج وانقياد , وسلك وامتثال.
يقول جل اسمه ((وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ)) الإسراء: 53
والتي هي أحسن هي اللفظ المؤدب الجميل البديع الذي لايجرح هيئة ولاشخصاً , ولاعرض مسلم ,
ولاينال من كرامة المؤمن. يقول عز من قائل: ((وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)) الحجرات: 12
كم من صائم أفصد صومه يوم فسد لسانه , وساء منطقه , واختل لفظه؟
ليس المقصود من الصيام الجوع والظمأ , بل التهذيب والتأديب.
في اللسان أكثر من عشرة أمراض إذا لم يُتحكم فيه.
من عيوبه: الكذب , والغيبة , والنميمة , والبذاء , والسب , والفحش , والزور , واللعن , والسخر , والاستهزاء , وغيرها.
رب كلمة هوى بها صاحبها في النار على وجهه أطلقها بلا عنان , وسرحها بلا زمام , وأرسلها بلا خطام.
اللسان طريق للخير , وسبيل للشر , فيا لقرة عين من ذكر الله به , واستغفر , وحمد , وسبح , وشكر , وتاب.
ويالخيبة من هتك به الأعراض , وجرح به الحرمات , وثلم به القيم.
يا أيها الصائمون , رطبوا ألسنتكم بالذكر , وهذبوها بالتقوى , وطهروها من المعاصي.
اللهم إنا نسألك ألسنةً صادقة , وقلوباً سليمة , وأخلاقاً مستقيمة.
... الشيخ عائض القرني ...
__________________
ـ[حمده]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 01:49 ص]ـ
موضوع جميل يستحق المشاركة
1 - عجل بالإفطار:
فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتعجيل بالإفطار فقال:
" لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " متفق عليه.
ووراء ذلك فوائد طبية وآثار صحية ونفسية هامة للصائمين. فالصائم في أمس الحاجة إلى ما يذهب شعور الظمأ والجوع. والتأخير في الإفطار يزيد انخفاض سكر الدم ويؤدي إلى الشعور بالهبوط العام، وهو تعذيب نفسي تأباه الشريعة السمحاء.
2 - افطر على رطبات أو بضع تمرات وماء:
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة، فإن لم يجد تمرا فالماء، فإنه طهور " رواه أبو داود والترمذي. وقد اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأطعمة دون سواها لفوائدها الصحية الجمة، وليس فقط لتوفرها في بيئته الصحراوية.
فالصائم يكون بحاجة إلى مصدر سكري سريع الهضم، يدفع عنه الجوع، مثلما يكون في حاجة إلى الماء. وأسرع المواد الغذائية امتصاصا المواد التي تحتوي على سكريات أحادية أو ثنائية. ولن تجد أفضل مما جاءت به السنة المطهرة، حينما يفتتح الصائم إفطاره بالرطب والماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[همس الجراح]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 02:44 م]ـ
روى عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكْلة السحر " رواه مسلم.
ـ[أبو عمار]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 11:46 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخي أبا طارق على المرور و المشاركة الطيبة.
وبارك الله فيك أخي الكريم أبا محمد محيى الدين على هذه النصائح الغالية فالدال على الخير كفاعله.
و جزاك الله خيرا أختي حمده على المشاركة الرائعة.
أسأل الله العظيم أن ينتفع الإخوة والاخوات بما ذكرتم وقلتم.
وجزاك الله خيرا أخي الكريم همس الجراح على المشاركة النافعة
عسى الله أن يجعلكم مفاتيح للخير ودعاة إليه، وأن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل وأن يجنبنا مواطن الزيغ والزلل.
ـ[أبو عمار]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 11:54 م]ـ
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ? الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ.
متفق عليه.
ـ[أبو عمار]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 11:57 م]ـ
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ.
متفق عليه.
ـ[نسيبة]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 03:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
كان رسول الله:= يخصّ رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور، فيكثر من أنواع العبادات من صلاة وذكر ودعاء وصدقة ... ، فهل لنا في رسول الله:= قدوة وأسوة؟
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21]
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 05:49 م]ـ
أخي أبا علي:
بارك الله فيك، ونفع بك
ـ[أبو عمار]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 11:13 م]ـ
بارك الله فيك أيتها الأخت الفاضلة نسيبة أسأل الله العظيم أن ينتفع الإخوة والاخوات بما ذكرتي و الدال على الخير كفاعله.
أخي الكريم الاستاذ / خالد الشبل بارك الله فيك على المرور وننتظر منك مشاركة كما عودتنا
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 11:00 م]ـ
تشهد القنوات الفضائية هذه الأيام نشاطا ملحوظا استعدادا لشهر رمضان الكريم لإيجاد – بزعمهم – جوا فنيا مناسبا له، وكذلك المؤسسات الحكومية والشركات التجارية تسعى لترتيب وضعها الداخلي ونشاطها الخارجي ليتسق مع وضعية هذا الشهر.
كما أنه لا يخفى على القارئ الكريم، حالة الاستنفار التي تعيشها الأسر المسلمة قبيل حلول هذا الضيف، فحمى الشراء مستعرة، والأسواق مزدحمة، وسيل الأغذية الهدار لا يكاد يفي بغرض المتسوقين لتأمين سفرة عامرة وزاخرة بشتى أصناف المأكولات الجديدة.
فالكل يسعى للتجديد في هذا الشهر على اختلاف أهدافهم ومكمن مصالحهم.
فلماذا أنا - حال كوني مسلما – بعيد عن هذا التجديد؟ لماذا أتقن فقه النقد ولا أملك مفاتيح التغيير؟ لماذا أذوب في تفريط الماضي ولا أسعى لتجديد المستقبل؟ لماذا ساعات عمري أنفقها بالأماني ولا أحسن جودة التخطيط؟ نعم أريد رمضان ولكن بشكل مختلف عما مضى، حيث كنت أستقبله كما يستقبله كثير من الناس، نشاط ومعنويات مرتفعة في أول أيامه ثم تخبو جذوة نشاطي شيئا فشيئا حتى تعود أيام رمضان ولياليه كما كانت قبله بل قد تكون الغفلة أشد.
فينبغي علينا أن نرسم لهذا الشهر وسائل وسبل لتحقيق أهدافنا منه.
بمعنى أن تكون لأحدنا أجندة خاصة – تناسب ظروفه -لأنواع العبادات التي يعزم القيام بها في هذا الشهر الفضيل ..
وسأذكر ما يمكن ذكره –في هذه المقالة – ما هو مهم أن يكون في هذه الأجندة وأترك ما زاد عليها كل حسب همته:
1 - التوبة والاستغفار والإنابة في هذا هذا الشهر وإرجاع الحقوق لأصحابها إن كانت ثمة حقوق في الذمة وحث أفراد الأسرة والأصدقاء على ذلك.
2 - العزم على صيام هذا الشهر الكريم من غير تردد إيمانا منك بأن هذا في رضي الله تعالى ومحتسبا للأجر (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - صلة الرحم: يقوم الفرد بجرد أسماء أرحامه ولو من خلال جهازه النقال وفرزهم على حسب نوع الوصل الذي سيصلهم به، فمنهم من سيصله بزيارة، ومنهم من سيصله بمكالمة، ومنهم من سيصله بدفع زكاة أو صدقة، وليس بالضرورة أن يكون اليوم الأول من شهر رمضان هو يوم الوصل بل يوزعهم على أيام الشهر ويفضل قبل العشر الأواخر من الشهر حتى يتسنى له التفرغ للعبادة فيها.
4 - قراءة القرآن: جميل أن تختم في هذا الشهر ختمتين أو ثلاث ... أو عشر، لكن الأجمل لو كانت لك ختمة تتسم بالقراءة المتأنية من مصحف بهامشه تفسير كتفسير ابن سعدي أو محمد الأشقر أو غيرهما من العلماء الثقات وكلما مررت بآية أشكل عليك فهمها رمقت بعينك تفسيرها على هامش المصحف، وتكون ختمتك موزعة على أيام الشهر توزيعا مناسبا فإنك لو تقرأ قبل كل فرض وجهين و بعد كل فرض وجهين فقط فإنك ستختم بإذن الله تعالى خلال الشهر.
5 - المواظبة على أداء الصلوات المفروضة في المسجد وإدراك تكبيرة الإحرام ما استطعت لذلك سبيلا.
6 - الابتعاد كل البعد عن آفة الغيبة والقول البذيء فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم (الصيام جنة ما لم يخرقها بكذب أوغيبة) وذلك بمفارقة المجالس التي تدفعك لهذا السلوك الخاطئ وتضيع عليك ثمرة ما جنيته في نهارك وتكون كالتي نقضت غزلها.
7 - المحافظة على صلاة التراويح مع إمام مسجدك ولا يخدعنك الشيطان بأنواع من حيله فيفوت عليك أجرا عظيما فقد صح عن نبيك صلى الله عليه وسلم: (إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف هو، كتب له قيام ليلة).
8 - أن تتكفل بإفطار صائم واحد على الأقل ولو أحد أفراد العمالة الوافدة الفقيرة في منطقتك التي تقطنها كأن يفطر معك، أو تتوجه لأحد اللجان الخيرية وتدفع لها صدقة إفطار صائم فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من فطر صائماً كان له مثل الأجر غيره أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء) ولكن تحرص أن يكون التبرع سابق لأيام التفطير، لأنه من الأخطاء التي ترتكبها بعض اللجان الخيرية أنها تأخذ صدقة إفطار صائم إلى آخر يوم في رمضان ولا أدري من الصائم الذي ستفطره ليلة العيد، فمن تم إفطاره خلال الشهر من صدقة غيرك لا يمكن نقل حسناته لك!
9 - أداء عمرة في رمضان إن تيسر لك ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (عمرة في رمضان تعدل حجة).
10 - الاجتهاد بالدعاء لك ولأرحامك ولأمتك فإن رمضان نفحة مباركة من الرحمن وحري أن يستجاب لك.
فهذه عشرة كاملة فإن زدت عليها فأنت موفق وإن اقتصرت عليها ففيها خير كثير، واعلم أن التغيير والتجديد في هذا الشهر مبدأ شرعي، وقد روي عن جابر رضي الله عنه (إذا صمت فليصم سمعك وبصرك من المحارم، ولسانك من الكذب، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء). منقول للفائدة والعظة
ـ[أبو عمار]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 11:31 م]ـ
أخي الكريم أبو محمد محيي الدين
مشاركة رائعة زادت الموضوع تألقا
فبارك الله فيك وجزاك خيرا على هذه النصائح الغالية العشر الكاملة
أسأل الله العظيم أن يعتق رقبنا أجمعين في هذا الشهر الكريم
ـ[أبو عمار]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 05:27 ص]ـ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ.
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 06:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان فانسلخ قبل أن يغفر له ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة. قال ربعي: ولا أعلمه إلا قد قال أو أحدهما).
مسند أحمد.
ـ[أبو عمار]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 02:49 ص]ـ
بارك الله فيك د/شوارد على المرور و المشاركة الطيبة و جزاكم الله خيرا و نفع بك.
أسأل الله العظيم أن ينتفع الإخوة والاخوات بما ذكرتم وقلتم.
ـ[سامي الشافعي]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 03:08 ص]ـ
اشغل أوقاتك بالطاعة من ذكر وقراءة قرآن وقيام وتهجد وصدقة وصلة رحم وانو ـ جازما ـ على أن تبقى على تيك الحال بعد رمضان (فاستقم كما أمرت ... ).
ـ[أبو عمار]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 03:23 ص]ـ
بارك الله فيك اخي العزيز الغالى سامى على المشاركة.
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
ـ[أبو إسلام]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 03:51 ص]ـ
أخي أبا علي:
بارك الله فيك، ونفع بك على هذا الموضوع الرائعة و أنتظار مشاركة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمار]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 05:27 ص]ـ
بارك الله فيك اخي أبو اسلام و نحن فى انتظار مشاركتك.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 03:26 م]ـ
بوركت أخي الكريم ابو علي على هذه الصفحة المشرقة والشكر لك ولجميع المشاركين ... والرسول صلى الله عليه ويلم يقول رغم أنف امرء يكررها ثلاث مرات وعندمل سئل من يارسول الله قال من أدرك رمضان ولم يغفر له فلنبادر الى موجبات المغفرة جميعاً ...
ـ[أبو عمار]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 10:54 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أحمد على المشاركة و أسأل الله العظيم ان تعم الفائدة.
ـ[أبو عمار]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 11:11 م]ـ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَثْقَلُ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ الْعِشَاءُ وَالْفَجْرُ
ـ[نسيبة]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 06:03 م]ـ
نفعنا الله و إياكم، و جزاكم عنّا خيرا.
رمضان شهر المسابقة والمنافسة، مسابقة إلى الطاعات، ومنافسة في الخيرات،
(سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) الحديد-21
(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) آل عمران-133
رمضان شهر القرآن: وحي الله الخالد،
فأكرم نفسك بأنواره و تعرّض لها من كلّ مدخل:
نور القراءة بلسان مرتّل و قلب متدبّر.
نور الخشوع عند قيام الليل.
نور التدبّر و اقتباس الهدى من آيه الحكيم.
نور الاستقامة النابع من الائتمار بأوامره و الانتهاء بنواهيه.
ـ[أبو عمار]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 04:03 ص]ـ
بارك الله فيك أيتها الأخت الفاضه ونفع الله بما قلت وذكرت وجزاك الله خيرا
ـ[أبو عمار]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 05:15 ص]ـ
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ كَانَتْ عَلَيْنَا رِعَايَةُ الْإِبِلِ فَجَاءَتْ نَوْبَتِي فَرَوَّحْتُهَا بِعَشِيٍّ فَأَدْرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا يُحَدِّثُ النَّاسَ فَأَدْرَكْتُ مِنْ قَوْلِهِ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ مُقْبِلٌ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ قَالَ فَقُلْتُ مَا أَجْوَدَ هَذِهِ فَإِذَا قَائِلٌ بَيْنَ يَدَيَّ يَقُولُ الَّتِي قَبْلَهَا أَجْوَدُ فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُمَرُ قَالَ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ جِئْتَ آنِفًا قَالَ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ أَوْ فَيُسْبِغُ الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ.
أخرجه مسلم
ـ[أبو عمار]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 05:16 ص]ـ
قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنْ الْمُتَطَهِّرِينَ فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ
أخرجه الترمذي
ـ[نسيبة]ــــــــ[03 - 10 - 2007, 06:36 م]ـ
وفيك بارك الله أخي الفاضل و جزاك خيرا كثيرا
ـ[نسيبة]ــــــــ[03 - 10 - 2007, 06:41 م]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل، فإن شاتمه أحد أوقاتله فليقل "إني صائم إني صائم ")
إني صائم إني صائم": إقرار يذكّر الصائم أنه ملتزم مع الله
التزام هو جُنّة من إتيان ذنب أو معصية
هو جُنّة من انصياع للشهوات
التزام مع الله يسمو به الصائم عن كلّ خُلُق يسوء
هو جُنّة من سلوك أساسه الانفعال
هو الصوم يعلّم الصائم ارتقاء الروح و الجسد
هو الصوم جنّة
جّنّة النفس أن تقبل الدّناءة
جنّة من قسوة تُنسي العبد ربّه
جنّة من غفلة تُذهِب عقله
جنّة من عادات تضيّع عباداته
هو الصوم جُنّة من طريق مآله عذاب الله و عقابه
فيا باغي الخير أقبل!
أقبِل تائبا متطهّرا "إنّ الله يحبّ التوّابين و يحبّ المتطهّرين"
فيا سعد من أقبل يصالح مولاه فالجزاء بيد الجواد الكريم سبحانه!
اللهم اجعلنا من التّوّابين و اجعلنا من المتطهّرين. آمين.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 10 - 2007, 07:28 م]ـ
بارك الله فيك أخت نسيبة تأتين بكل جميل، جعلها الله في ميزان حسناتك.
ـ[نسيبة]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 06:24 م]ـ
آمين.
بوركت أخي الفاضل
جزانا الله و إياكم بماهو أهلٌ له.
http://img305.imageshack.us/img305/3299/000000000tmanyatii3ft4.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نسيبة]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 06:39 م]ـ
رمضان الكريم
شهر الهدى و البيّنات
شهر التطهّر
شهر التقوى
شهر الجود
شهر التزكية
شيخ الشهور
قد آذنت شمسه بالغروب!
وما تبقى من ليالٍ خيرٌ مما مضى
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: (كان رسول الله إذا دخلت العشر شد مئزره و أحيا ليله و أيقظ أهله) رواه البخاري و مسلم
فلنضاعف الجهد و لنستدرك ما مضى بما بقي!
والله المستعان
ـ[نسيبة]ــــــــ[07 - 10 - 2007, 01:20 ص]ـ
دعِ البكاءَ على الأطلال و الدار = واذكر لمن بان من خلٍّ ومن جارِ
وذر الدموع نحيباً و ابكِ من أسفٍ = على فراق ليالٍ ذات أنوارِ
على ليالٍ لشهر الصوم ما جُعلَت= إلا لتمحيص آثام و أوزار
يا لائمي في البكا زدني به كلفًا = واسمع غريب أحاديث و أخبار
ما كان أحسننا و الشمل مجتمعٌ = منا المصلي ومنا القانت القاري
وفي التراويح للراحات جامعة = فيها المصابيح تزهو مثل أزهار
شهر به ليلة القدر التي شرفت=حقاً على كل شهر ذات أسرار
شهر به يعتق الله العصاة وقد = أشفوا على جرف من خصة النار
فابكوا ما مضى في الشهر واغتنموا =ما قد بقي فهو حقٌّ عنكم جاري
ـ[أبو طارق]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 02:29 ص]ـ
سلمت أنامل الفضلاء على جهدهم الطيب
وجزاكم الله خيرًا
ـ[نسيبة]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 08:39 م]ـ
جزاك الله خيرا مثله [ line]
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي"اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي" (رواه الترمذي وغيره).
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا
ـ[أبو عمار]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 09:39 م]ـ
بارك الله فيك أيتها الاخت الفاضلة نسيبة على هذا العمل الطيب أسأل الله العظيم أن ينتفع الإخوة والاخوات بما ذكرتم وقلتم.
عسى الله أن يجعلكم مفاتيح للخير ودعاة إليه، وأن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول
والعمل وأن يجنبنا مواطن الزيغ والزلل.
ـ[نسيبة]ــــــــ[11 - 10 - 2007, 06:23 م]ـ
اللهم آمين آمين.
[ line]
الاستغفار ختام الأعمال الصالحة. قال ابن القيّم: "الاستغفار بعد الطاعة لا يقلّ عن الاستغفار بعد المعصية".
فلنجعل ختام رمضان استغفارا يرقّع ما تخرّق من الصيام باللغو و الرّفث، عسى الله عزّ و جلّ أن يتقبّل منّا صالح الأعمال.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) -الأعراف23
(سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) -البقرة285
ـ[نسيبة]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 11:53 م]ـ
نعمة سابغة و رحمة واسعة أن تخرج من رمضان مغفورا لك، فحافظ على تلك النعمة ولا تبدلها نقمة بالعودة إلى العصيان بعد وداع رمضان.
[ line]
صُمت أيام الشهر إيمانا و احتسابا و قمت لياليه إيمانا و احتسابا، هكذا نظنّك، و هذا الإيمان و الاحتساب شرط في كلّ عبادة في أي لحظة: (وَمَا أُمِرُوا إِلاّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) -البيّنة5.
فاجعل صيامك تطوّعا بعد رمضان إيمانا و احتسابا، و قيامك بعده إيمانا و احتسابا، و كلّ أعمالك و طاعاتك إيمانا و احتسابا فالاحتساب هو لبّ الإخلاص و روح القربات، فهو فريضة الدّهر لا مناسبة الشهر.
ـ[نسيبة]ــــــــ[18 - 10 - 2007, 10:21 م]ـ
قيامك طوال الشهر في الصلاة مع الإمام مهما استرسل و أطال حُجّة عليك بأن لك القدرة على طول القيام، فلا تقصّر فيه سائر العام، خذ بنصيب من ذاك القيام بعد شهر الصيام، فهو (شرف المؤمن) كما جاء في الحديث، فلا تفرّط في شرفك بقية العام!
ـ[نسيبة]ــــــــ[23 - 10 - 2007, 12:12 ص]ـ
حافظت بقدر استطاعتك على قلبك و عقلك، فصمت بهما عن غوائل الهوى النّزّاعة للشوى، و صنت سمعك و بصرك و فؤادك عن الحرام في شهر الصيام، لكن صيام تلك الجوارح عن الحرام لا نهاية له بغروب شمس أو بهلال عيد، فصيام السمع و البصر و الفؤاد عن الحرام شريعة الله في سائر العام (إنّ السّمع و البصر و الفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسئولا) الإسراء 36. فأنت لا تُسأل عنهم فقط في أيام الصيام بل ما بقي في عمرك من عقود أو أعوام أو أيّام!
ـ[نسيبة]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 12:40 ص]ـ
تخلّقتَ بأخلاق الإسلام في رمضان، و كنتَ تقول لمن سابّك أو شاتَمك: "إنّي امرؤ صائم"، فأمسكت لسانك في أيام الشهر الكريم، و لم تجعل يوم صومك و يوم فطرك سواء، فهلا علّمك الصيام أنّ ذلك الإمساك هو مِلاك الأخلاق في سائر الأيام، و أن حسن الأخلاق هو أثقل شيء في الموازين، و دليل الكمال في إيمان المؤمنين؟
ـ[أبو عمار]ــــــــ[29 - 10 - 2007, 08:00 م]ـ
بارك الله فيك أخت نسيبة تأتين بكل جميل، جعلها الله في ميزان حسناتك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نسيبة]ــــــــ[06 - 11 - 2007, 12:45 ص]ـ
و فيك بارك الله أخي الكريم
وجزاك الله خيرا، فأنت صاحب فضل إنشاء الموضوع
[ line]
ختمت القرآن مرّة أو بعض مرّة أو أكثر من مرّة في رمضان، و هذا إنصاف لنفسك من الوقوع في هجران القرآن، فإذا عزفت عن الشواغل و الصّوارف حتّى أنجزت هذا .. هلا صرفتها عنك مرّات أُخر للإكثار من تحزيب القرآن في سائر الأيام؟(/)
إبليس ... في اجتماعٍ تعيس!!
ـ[فصيحة ولكن ... ]ــــــــ[12 - 09 - 2007, 12:52 ص]ـ
جمعتني ليلة شاتية، رياحها عاتية، بخلي، وظلي، والحبيب الأول، خالد بن يزيد، الأديب الفريد، فلا أنس لي إلا بقربه، ولا سعادة لي إلا بأنسه، يأتيني بغريب الأخبار، ونادر الأشعار، فهو صادق اللهجة، بهي المهجة.
فلما تقشع السحاب، بدا بدر جميل خلاب، فرأيت أن نوقد النار، ونتقي البرد بدثار، فكانت ليلة سمر، على ضوء قمر، ليلة لن أنسى سعدها، وإن طال بعدها.
ومما قلته في تلك الليلة، من الدهاء والحيلة، لأستدر ذاكرته، واستحث همته، لننهل من أخباره، ونكشف بعض أسراره.
قلت: يا أبا يزيد، لك من الأسفار العديد، فأخبرني عن أغرب ما رأيت، وأعجب ما سمعت، فلقاء أمثالك يقل، وحديثك لا يمل.
قال: قذفتني الأمواج على جزيرة، بعد ليلة مريرة، وعاصفة كبيرة، بحثت عن صحبي فلم أجد، لا أحمد ولا محمد ولا حتى حمد، فسرت بين أحراشها، فلم أر إلا العصافير وأعشاشها، فأشجارها تطاول السحاب، وأنهارها تأسر الألباب، وبعد طويل التجوال، والتنقل بين الأدغال، تيقنت أن وجود البشر فيها محال.
وفي ليلة استدار بدرها، واعتدل جوها، رأيت شهباً كثيرة، تسقط على الجزيرة، فأسرعت إلى مكان الشهب، فوجدت الأشجار تلتهب، ثم سمعت أصواتاً غريبة، وتمتمات مريبة، فاختبأت أتتبع الصوت، وأترقب الموت، فإذا المكان، قاعة اجتماعات الشياطين والجان!
جمعهم إبليس اللعين ـ هذا ما تبين لي بعد حين ـ فجمع الأجداد والأحفاد، للقائه قبل الأصفاد، ليعطيهم الوصايا الجياد، قبل أن يحال بينهم وبين العباد.
فسمعته يناديهم قائلاً:
معاشر الأبناء النجباء، والأحفاد النبلاء، علمتم أن كل شيطان، سيصفد بعد قليل من الزمان، فلم يبق إلا بضع عشرة ليلة، قبل الأصفاد وانعدام الحيلة، فيغشانا شهر رمضان، شهر يحاصر فيه كل شيطان، فلا يخلص إلى ما كان يخلص إليه، ولن تصل وسوسته أبعد من نعليه، فإليكم الوصايا المهمة، لتلافي المصيبة المدلهمة، افهموها بتأن، وطبقوها بترو، ورددوها بتغن، ونفذوها باستعجال، فالعجلة من أصدق صفاتنا والخصال.
1. عليكم بتكثيف الوساوس، على أتباع بوش ورايس، ليستمر عملهم بعد التصفيد، وقبل أغلال الحديد، فيضيقوا على منابر الدعاة، ويشككوا في أخبار الثقاة، فيثيروا مسألة الرؤية والحساب، ليكثر القيل ويعم الاضطراب، حتى لا تفاجئنا الأغلال، ونحن بين الأهل والآل.
2. عليكم بتكثير الأز، على أهل الطرب والهز ـ خصوصاً بعد " نكوص " المطربات، وتسميتهن بالتائبات، ليحيوا ليالي الشهر، ويكثروا برامج العهر.
3. أما أصحاب القنوات، mbc وروثانا و art وبقية الأخوات، فإياكم أن تقصدوا أصحابهن بالوسوسة، فنفوسهم على طاعتنا مؤسسة، يفعلون ما الشياطين عنه عاجزون، ويتقنون من الوسوسة مالا تفهمون، فهم خير خلف، لأبي جهل وفرعون "ودارون" وأمية بن خلف.
4. أما الممثلون والممثلات، وأصحاب الأفلام والمسلسلات، فاطلبوا منهم تخفيف المجون، فقد آذونا ونحن في السجون، وإن كنا من الشياطين، إلا أن الذوق قد وزع بين العالمين.
5. عليكم بإلهاء شباب المسلمين، عن تدبر السبع المثاني والمفصل والمئين، فكلما بعدوا عن تدبر القرآن، كان إغواؤهم بيد الصبيان.
6. زينوا الطعام في أعينهم، ليكثروا من شرائه فيتخمهم، وروّجوا للطبخات الرمضانية، وأنواع الرز الهندية، فكلما ملئت بطونهم، قعدوا عن عبادتهم وبقية شؤونهم.
7. " لا صوم إلا بالنوم " اجعلوه شعار القوم، فكل لحظة يغفلون فيها عن الاستغفار، ومناجاة الغفار، ومحاكاة الأبرار، تكونون عندي من المصطفين الأخيار.
8. أقنعوهم في شعبان، بأعمال لا تنتهي إلا بعد رمضان، كاستراحات الطائرة، والمسلسلات الفاجرة، فعند بداية رمضان، سيحال بيننا وبين الإخوان.
9. أبعدوهم عن الدعاة، والوعاظ الهداة، واصنعوا بينهم المشاكل، وأكثروا بينهم من القلاقل، حتى لا يجدو إليهم سبيلاً، فيحولوا ما صنعنا تحويلاً.
10. واعلموا أننا حين التصفيد، والحول بيننا وبين العبيد، فإن إخواننا شياطين البشر، لا يصفدون طيلة الشهر، فعلموهم فنون الوسوسة، والخبرات المكدسة، حتى يقوموا بها خير قيام، ويصرفوا الناس عن الصيام والقيام.
فقام أحد الشياطين، وقال: يا سيد الملاعين، أتيتك بوفد من إنس الشياطين، لتعقد لهم دورة تدريبية، في الأساليب الليبرالية، في هدم الدولة الإسلامية، فقال إبليس: ومن هم؟
فقاطعته وقلت: يا أبا يزيد من هم؟
قال: ذكروا أسماء كثيرة، وذاكرتي في الحفظ فقيرة، لم أحفظ منها اسماً، ولم أعرف لهم رسماً ولا وسماً.
قلت: أكمل.
قال: فقامت الشياطين، للترحيب بالضيوف القادمين، فاستغليت فرصة القيام، للهرب بسلام، فمكثت في مكاني، حتى وجدت من أسعفني وآواني.
قلت: من؟
قال: أخبرك في ليلة سمر أخرى، حين يحمد القوم السرى.
منقول من منتدى المعالي للكاتب: (كاتب 1)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[12 - 09 - 2007, 08:27 م]ـ
سلمت يمينكِ على جميل نقلكِ
فرغم كثرة الفساد , وبث البرامج التي تدعو لكل رذيلة , إلا أن في القليل خيرًا و صلاحًا , والقليل - كثره الله - محمود , والشباب المسلم في حيطة وحذر بإذن المولى. ونسأل الله أن يشُلَّ أيادي المفسدين , ويرد المسلمين إليه ردًا جميلا.
ـ[همس الجراح]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 02:50 م]ـ
حلوة، وممتعة، أكثري منها يا أختاه جزاك الله الخير، وأبعد عنك الضير، وأطعمك عند الإفطار لحم طير،
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 05:34 م]ـ
نقل جميل أختي الكريمة فصيحة ولكن المهم ان نعتبر من الدروس ...
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 11:03 م]ـ
بوركت أخيتي ... وقفات فيها من التذكير ما لا يخفى ...
أدعو الله ان يصلح حال المسلمين .. اللهم آمين
ـ[ابو تمام الحذيفي]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 05:54 ص]ـ
3. أما أصحاب القنوات، mbc وروثانا و art وبقية الأخوات، فإياكم أن تقصدوا أصحابهن بالوسوسة، فنفوسهم على طاعتنا مؤسسة، يفعلون ما الشياطين عنه عاجزون، ويتقنون من الوسوسة مالا تفهمون، فهم خير خلف، لأبي جهل وفرعون "ودارون" وأمية بن خلف.
)
سلمت يمينك يا فصيحة
كلام جميل يحاكي واقع اليوم
لله در من كتبها
ـ[فصيحة ولكن ... ]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 02:25 م]ـ
سلمت يمينكِ على جميل نقلكِ
فرغم كثرة الفساد , وبث البرامج التي تدعو لكل رذيلة , إلا أن في القليل خيرًا و صلاحًا،
صدقت!
والقليل - كثره الله - محمود , والشباب المسلم في حيطة وحذر بإذن المولى.
الحمد لله ...
ونسأل الله أن يشُلَّ أيادي المفسدين , ويرد المسلمين إليه ردًا جميلا.
آمين ...
إضافة قيّمة، جزاك الله خيرًا ...
ـ[فصيحة ولكن ... ]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 02:28 م]ـ
حلوة، وممتعة، أكثري منها يا أختاه جزاك الله الخير، وأبعد عنك الضير، وأطعمك عند الإفطار لحم طير،
إن مررت بمثلها، مما أفاد وأمتع فلن أبخل عليكم بإذن الله ...
شكر الله لك ...
ـ[فصيحة ولكن ... ]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 02:29 م]ـ
نقل جميل أختي الكريمة فصيحة ولكن المهم ان نعتبر من الدروس ...
بالفعل!
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ...
بارك الله فيك ...
ـ[فصيحة ولكن ... ]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 02:31 م]ـ
بوركت أخيتي ... وقفات فيها من التذكير ما لا يخفى ...
أدعو الله ان يصلح حال المسلمين .. اللهم آمين
آمين ...
جزاك الله خيرًا ونفع بك ...
ـ[فصيحة ولكن ... ]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 02:33 م]ـ
سلمت يمينك يا فصيحة
كلام جميل يحاكي واقع اليوم
لله در من كتبها
آمين، وإياك ...
جزاك الله خيرًا ...(/)
آخر الصحابة موتاً
ـ[محمد سعد]ــــــــ[12 - 09 - 2007, 04:25 م]ـ
آخر من مات من الصحابة: أبو الفضل عامر بن واثلة الليثي، توفي في مكة بعد عام 100هـ وكان يقول: " رأيت رسول الله:= وما على وجه الأرض رجل رآه غيري"
وآخر البدريين من الانصار كعب بن عمرو الخزرجب، ابو اليسر 55هـ وآخر البدريين من المهاجرين: " سعد بن أبي وقاص وهو آخر المبشرين بالجنة، وآخر أزواجه:= أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية
ـ[أبو طارق]ــــــــ[12 - 09 - 2007, 08:00 م]ـ
ما أجمل ما تختاره لنا أستاذنا الفاضل
فجزاك الله خيرًا
وليتك أستاذي تشير إلى المصدر؛ لينالنا صالح دعاء إخواننا بإذن المولى
ـ[محمد سعد]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 09:56 ص]ـ
أخي أبا طارق الأكرم
تحية حب خالصة لك، ملاحظة هامة سأخذ فيها إن شاء الله، ولكن بعض ما أكتبه هو في قصاصات كنت أجمها وأنا طالب في الثانوية العامة أو بعدها قليل ولم تكن لي دراية بالتوثيق آنذاك، وكنت أعتبرها خاصة لي، حتى جاء هذا اليوم، ملاحظة تسعدني من أخ كريم.(/)
طرفًا من الغيب
ـ[محمد سعد]ــــــــ[12 - 09 - 2007, 11:39 م]ـ
قال عامر بن الظرب العدواني في وصيته:
إني وجدت صِدق الحديث طرفاً من الغيب فاصدقوا .. ومن لزم الصدق وعوَّدَه لسانه، فلا يكاد يتكلم بشيء يظنه إلاَّ جاء على ظنِّه.
ـ[همس الجراح]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 02:33 م]ـ
هذا الرجل يتكلم كلام العارفين، رحمه الله تعالى، فالصدق مرضاة للرب(/)
أحمق الناس
ـ[محمد سعد]ــــــــ[12 - 09 - 2007, 11:44 م]ـ
قال " عمر بن الخطاب": r لجلسائه: أخبروني بأحمق الناس؟
قالوا: رجل باع آخرته بدنياه، فقال: ألا أنبئكم بأحمق منه؟
قالوا: بلى، قال: رجل باع لآخرته بدنيا غيره
" التذكرة الحمدونية ص151"(/)
البريء جريء
ـ[محمد سعد]ــــــــ[12 - 09 - 2007, 11:50 م]ـ
قال الجُنيْد: " قال لنا السريّ السقطي:
البريء جريء والخائن خائف، والجاني مستوحش.
ومن الشعر الجيد في هذا المعنى:
أمستوحش أنت لما أسأت= فأحسن إذا شئت واستأنس نشوار المحاضرة 3/ 121(/)
لافتة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[12 - 09 - 2007, 11:57 م]ـ
نهاية الصبر أن لا تُحدث أحداً بمصيبتك، ولا تُذلّ نفسك عنده. لأن الصبر على المصيبة يفل حدّ الشامت بها.
إذا ما الدهر جرّ على أناس= بكَلكله أناخ بآخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا = سيلقى الشامتون كما لقينا
ـ[السليك بن سلكه]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 10:40 م]ـ
جعلن الله وإياك من الصابرين ورزقنا من اليقين ما يهون به علينا مصائب الدنيا(/)
"فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً "
ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 12:36 ص]ـ
قال ابن عباس في قوله تعالى: " فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً" (النحل97)
هي القناعة وقال حكيم لابنه: يا بني العبد حرٌ إذا قنع والحر عبد إذا طمع وكان يقال: أنت العزيز ما التحفت بالقناعة.
وقيل القانع بما قسم الله في حدائق النعيم اللطائف والظرائف / الثعالبي
ـ[أبو طارق]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 11:07 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[همس الجراح]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 02:39 م]ـ
القناعة من الشرف، والطمع يزري بصاحبه
ولقد رأيت بعض الطامعين قلب الجملة التالية: " الطمع ضر ما نفع " ـ فقال: " الطمع ما ضر نفع " وكل يغني على ليلاه(/)
الصوم الكامل
ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 01:24 ص]ـ
ليس الصوم المفروض هو عدم تناول الطعام فقط، بل يفرض على الصائم أن تصوم جميع حواسه وأعضائه عن كل ما حرم الله عليه حتى يصبح صيامه كاملا وأجره تاماً.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 11:05 م]ـ
نسأل الله أن يتقبل منا
سلمت أناملك
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 11:13 م]ـ
وفقك الله ياأبا فادي
ومع الأسف تكثرالمشاحنات وضيق الصدور في رمضان في شوارعنا واسواقنا بحجة الصيام
وهل الصيام يضيق الصدروالشوارع أم انا شعوب نحتاج لمزيد من الوقت لنعي معنى الصيام والحكمة من رمضان؟
ـ[محمد سعد]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 09:50 ص]ـ
وفقك الله ياأبا فادي
ومع الأسف تكثرالمشاحنات وضيق الصدور في رمضان في شوارعنا واسواقنا بحجة الصيام
وهل الصيام يضيق الصدروالشوارع أم انا شعوب نحتاج لمزيد من الوقت لنعي معنى الصيام والحكمة من رمضان؟
الحقيقة أخي نعيم نحن بحاجة إلى أن نعود إلى ديننا عودة تعرفنا بأصوله وما جاء به، فالصيام مدرسة يتمتع الخريج فيها بأجمل معاني الصبر ولو فهمنا فقه الصيام جيداً ما هكذا الحال لا يصر صديق، وفقنا الله والمسلمين إلى كل خير
ـ[السليك بن سلكه]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 10:38 م]ـ
ولا تنسوا النوم في المكاتب وتعطيل مصالح المسلمين بحجة الصوم(/)
من الأعلام
ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 01:31 ص]ـ
السَّجَّاد
هو علي بن عبد الله ابن العباس جدّ أبو العباس السفاح وأبو جعفر المنصور، كان سيدا شريفا بليغا وكان يُعرف كأجمل قرشي على وجه الأرض وأكثرهم وسامة، وكان يُعرف بكثرة صلاته حتى لقب بالسَّجَّاد لكثرة سجوده، كان مولده عام 661م، ووفاته عام 736م عليه رحمة الله.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 10:56 م]ـ
سلمت يمينك
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 11:52 م]ـ
بورك قلمك اخي محمد وننتظر البقية!!!
ـ[محمد سعد]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 12:07 ص]ـ
أول من اسرج السراج في المسجد، كان نصرانيا، قدم المدينة فاسلم سنة تسع، وذكر للنبي قصة الجساسة والدجال، غزا مع النبي:= وكان راهب أهل عصره وعابدهم انتقل ألى الشام بعد قتل عثمان وسكن فلسطين وكان كثير التهجد، قام ليلة بآية حتى أصبح وهي " أم حسب الذين اجترحوا السيئات" وعده عمر خير أهل المدينة في خلافته، وفي عهد عمر خرجت نار بالحرة فجاءه عمر وقال له: " اخرج. فقال: وما أنا وما تخشى أن يبلغ من أمري فصغر نفسه ثم قام فحاشها حتى أدخلها الباب الذي خرجت منه ثم قام في أثرها ثم خرج فلم تضره. مات في الشام وقبره ببيت جبرين من بلاد فلسطين.
أنه (تميم الداري)(/)
تهنئه بشهر رمضان
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 01:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم بخير وشهرمبارك عليكم جميعاً
نسأل الله ان يعيننا وإياكم على صيامه وقيامه
وان يختم لنا ولكم فيه بالرحمة والعتق من النار
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 02:37 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 02:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أنتهزحلول شهر رمضان المبارك لأقدم أسمى التهاني والتبريك إلى مؤسس هذا المنتدى وللإخوة المشرفين وأعضاء المنتدى الكرام، داعياً المولى القدير أن يعيده علينا وعلى الأمة بالخير واليمن والبركات.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 04:21 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نسأل الله أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا , وسائر أعمالنا
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 04:48 م]ـ
جعلنا الله وإياكم من المقبولين
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 09:05 م]ـ
جزاك الله خيراً أستاذ نعيم، جعلنا الله من المقبولين.
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 10:42 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .......
اللهم بلغنا شهر رمضان واجعلنا من صائميه وقائميه إيمانا واحتسابا وجميع المسلمين يالله .......
ـ[همس الجراح]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 02:41 م]ـ
اللهم اجعلنا من عتقائه، واكتب لنا عز الحياة في الدنيا، وحسن المآب في الآخرة
ـ[السليك بن سلكه]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 10:36 م]ـ
وأنت وجميع الأمه الأسلاميه بخير وعافيه(/)
فتاوى تهم المسلم في رمضان
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 11:51 م]ـ
في البداية أُهنأ جميع الأعضاء في هذا المنتدى المبارك بحلول شهر رمضان المبارك وأسأل الله أن يجعلها عام خير وبركه على كل المسلمين
الفتاوى:
ما هو السفر المبيح للفطر؟
س: ما هي مسافة السفر المبيح للفطر؟
ج: السفر المبيح للفطر وقصر الصلاة: هو 83 كيلومتراً تقريبا، ً ومن العلماء من لم يحدد مسافة للسفر، بل كل ما هو في عرف الناس سفر فهو سفر. ورسول الله صلي الله عليه وسلم كان إذا سافر ثلاة فراسخ قصر الصلاة.
والسفر المحرم: ليس مبيحاً للقصر ولا للفطر؛ لأن سفر المعصية لا تناسبه الرخصة. وبعض أهل العلم لا يفرق بين سفر المعصية وسفر الطاعة لعموم الأدلة والعلم عند الله؟
[الشيخ ابن عثيمين فقه العبادات]
حكم من أكل أثناء الأذان أو بعده بقليل
س: قال تعالى: (وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ) [البقرة:187] ما حكم من أكل سحوره وشرب ماء وقت الأذان أو بعد أذان الفجر بربع ساعة؟
ج: إن كان المذكور في السؤال يعلم أن ذلك قبل تبين الصبح فلا قضاء عليه، وإن علم أنه بعد تبين الصبح فعليه القضاء، أما إن كان لا يعلم هل كان أكله وشربه بعد تبين الصبح أو قبله فلا قضاء عليه لأن الأصل بقاء الليل ولكن ينبغي للمؤمن أن يحتاط لصيامه وأن يمسك عن المفطرات إذا سمع الأذان إلا إذا علم أن هذا الأذان كان قبل الصبح.
[فتاوى اللجنة الدائمة]
الامتحان والصيام
س: هل الامتحان المدرسي عذر يبيح الافطار فى رمضان؟ ج
ج: الامتحان المدرسي ونحوه لا يعتبر عذرا مبيحا للافطار فى نهار رمضان، ولا يجوز طاعة الوالدين في الافطار للامتحان، لانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وانما الطاعة في المعروف كما جاء بذلك الحديث الصحيح عن النبي صلي الله عليه وسلم.
[الشيخ ابن باز مجموع فتاوى ومقالات متنوعة]
حكم سحب دم للصائم
س: ما حكم من سحب منه دم وهو صائم في رمضان وذلك بغرض التحليل من يده اليمنى ومقداره (برواز) متوسط؟
ج: مثل هذا التحليل لا يفسد الصوم، بل يعفى عنه، لأنه مما تدعو الحاجة إليه وليس من جنس المفطرات المعلومة من الشرع المطهر.
[الشيخ ابن باز، مجموع فتاوى ومقالات متنوعة]
استنشاق الصائم للبخار
س: أفيدكم بأنني احد العاملين في المؤسسة العامة للتحلية، ويحل علينا شهر رمضان ونحن صائمون وعلى رأس العمل، والذي فيه بخار ماء من المحطة التي نعمل بها، وقد نستنشقه في كثير من الاحوال فهل يبطل صيامنا؟ وهل يلزمنا قضاء ذلك اليوم الذي قد استنشقنا فيه بخار الماء سواء كان فريضة أم نافلة؟ وهل علينا عن كل يوم صدقة؟ ج: إذا كان الأمر كما ذكر، فصيامكم صحيح ولا شىء عليكم.
[اللجنة الدائمة، فتوى رقم 1131]
المضمضة للصائم
س: إذا تمضمض الصائم أو استنشق فدخل إلى حلقه ماء دون قصد، هل يفسد صومه؟
ج: إذا تمضمض الصائم أو استنشق فدخل الماء إلى جوفه لم يفطر لأنه لم يتعمد ذلك لقوله تعالى: (وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ) [الأحزاب:5]
[الشيخ ابن عثيمين فتاوى اسلامية]
دواء الغرغرة فى نهار رمضان
س: هل يبطل الصوم باستعمال دواء الغرغرة؟
ج: لا يبطل الصوم إذا لم يبتلعه ولكن لا تفعله إلا إذا دعت الحاجة ولا تفطر به إذا لم يدخل جوفك شىء منه.
[الشيخ ابن عثيمين الفتاوى 1/ 170]
من احتلم في نهار رمضان
س: إذا احتلم الصائم في نهار رمضان هل يبطل صومه أم لا؟ وهل تجب عليه المبادرة بالغسل؟
ج: الإحتلام لا يبطل الصوم لأنه ليس باختيار الصائم وعليه أن يغتسل غسل الجنابة. ولو احتلم بعد صلاة الفجر وأخّر الغسل إلى وقت صلاة الظهر فلا بأس وهكذا لو جامع أهله في الليل ولم يغتسل إلا بعد طلوع الفجر لم يكن عليه حرج في ذلك فقد ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه كان يصبح جنباً من جماع ثم يغتسل ويصوم .. وهكذا الحائض والنفساء لو طهرتا في الليل ولم تغتسلا إلا بعد طلوع الفجر لم يكن عليهما بأس في ذلك وصومهما صحيح .. ولكن لا يجوز لهما ولا للجنب تأخير الغسل أو الصلاة الي طلوع الشمس حتى يؤدوا الصلاة في وقتها. وعلى الرجل أن يبادر بالغسل من الجنابة قبل صلاة الفجر حتى يتمكن من الصلاة في الجماعة .. والله ولي التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
[الشيخ ابن باز فتاوى اسلامية]
حكم الأكل ناسياً
س: ما حكم من أكل أو شرب ناسياً وهل يجب على من رآه يأكل ويشرب ناسياً أن يذكره بصيامه؟
ج: من أكل أو شرب ناسياً وهو صائم فإن صيامه صحيح، لكن إذا تذكر يجب عليه أن يقلع حتى إذا كانت اللقمة أو الشربة في فمه، فإنه يجب عليه أن يلفظها، ودليل تمام صومه: قول النبي صلي الله عليه وسلم فيما ثبت عنه من حديث أبي هريرة: (من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه) ولأن النسيان لا يؤاخذ به المرء في فعل محظور لقوله تعالى: (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) [البقرة:286] فقال الله تعالى: (قد فعلت).
أما من رآه فإنه يجب عليه أن يذكره لأن هذا من تغيير المنكر وقد قال صلي الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه) ولا ريب أن أكل الصائم وشربه حال صيامه من المنكر ولكنه يعفى عنه حال النسيان لعدم المؤاخذة أما من رآه فإنه لا عذر له في ترك الإنكار عليه.
[الشيخ ابن عثيمين فقه العبادات]
استعمال قطرة العين
س: ما حكم استعمال قطرة العين في نهار رمضان، هل تفطر أم لا؟
ج: الصحيح: أن القطرة لا تفطر وإن كان فيها خلاف بين أهل العلم، حيث قال بعضهم إنه إذا وصل طعمها إلى الحلق فإنها تفطر.
والصحيح: أنها لا تفطر مطلقاً؛ لأن العين ليست منفذاً لكن لو قضى احتياطاً وخروجاً من الخلاف من وجد طعمها في الحلق فلا بأس وإلا فالصحيح أنها لا تفطر سواء كانت في العين أو في الأذن.
[الشيخ ابن باز مجموع فتاوي ومقالات متنوعة]
استعمال الإبر في الوريد والعضل
س: ما حكم استعمال الإبر في الوريد، والإبر التي في العضل؟ وما الفرق بينهما وذلك للصائم؟ ج: الصحيح انهما لا تفطران، وإنما التي تفطر هي إبر التغذية خاصة.
وهكذا أخذ الدم للتحليل لا يفطر به الصائم، لأنه ليس مثل الحجامة، أما الحجامة فيفطر بها الحاجم والمحجوم في أصح اقوال العلماء، لقول النبي صلي الله عليه وسلم: (أفطر الحاجم والمحجوم)
[الشيخ ابن باز مجموع فتاوي ومقالات متنوعة]
السواك في رمضان
س: هناك من يتحرز من السواك في رمضان .. خشية إفساد الصوم. هل هذا صحيح .. وما هو الوقت المفضل للسواك في رمضان؟
ج: التحرز من السواك في نهار رمضان أو في غيره من الأيام التي يكون الإنسان فيها صائماً لا وجه له لأن السواك سنة فهو كما جاء في الحديث الصحيح: (مطهرة للفم مرضاة للرب) ومشروع متأكد عند الوضوء، وعند الصلاة، وعند القيام من النوم، وعند دخول المنزل أول ما يدخل، في الصيام، وفي غيره وليس مفسداً للصوم إلا إذا كان السواك له طعم وأثر في ريقك فإنك لا تبتلع طعمه وكذلك لو خرج بالتسوك دم من اللثة فإنك لا تبتلعه وإذا تحرزت في هذا فإنه لا يؤثر في الصيام شيئاً.
[الشيخ ابن عثيمين فقه العبادات]
استعمال التحاميل فى نهار رمضان
س: ما حكم استعمال التحاميل في نهار رمضان إذا كان الصائم مريضا؟
ج: لا بأس بها، ولا بأس أن يستعمل الانسان التحاميل التي تكون من دبره اذا مريضا، لأن هذا ليس اكلا ولا شربا، ولا بمعنى الاكل والشرب، والشارع إنما حرم علينا الاكل والشرب.
فما قام مقام الاكل والشرب اعطي حكم الاكل والشرب، وما ليس كذلك، فإنه لايدخل فيه لفظا ولا معنى، فلا يثبت له حكم الاكل ولا الشرب.
[الشيخ ابن عثيمين الفتاوى 1/ 502]
بلع الريق للصائم
س: ما حكم بلع الريق للصائم؟
ج: لا حرج فى بلع الريق، ولا اعلم في ذلك خلافا بين أهل العلم لمشقة أو تعذر التحرز منه.
أما النخامة والبلغم فيجب لفظهما إذا وصلتا الى الفم، ولا يجوز للصائم بلعهما لإمكان التحرز منها، وليسا مثل الريق، وبالله التوفيق.
[الشيخ ابن باز مجموع فتاوى ومقالات متنوعة]
سريان البنج فى الجسم هل يفطر الصائم
س: سريان البنج فى الجسم هل يفطر الصائم؟ وخروج الدم عند قلع الضرس؟
ج: كلاهما لا يفطران، ولكن لا يبلع الدم الخارج من الضرس.
[الشيخ ابن عثيمين الفتاوى 1/ 511]
حكم شم الصائم رائحة الطيب والعود
س: هل يجوز للصائم أن يشم رائحة الطيب والعود؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج: لا يستنشق العود، أما أنواع الطيب غير البخور فلا بأس بها، لكن العود نفسه لا يستنشقه، لأن بعض اهل العلم يرى أن العود يفطر الصائم إذا استشقه، لأنه يذهب الى المخ والدماغ، وله سريان قوي، أما شمه من غير قصد فلا يفطره.
الشيخ ابن باز [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة]
السباحة والغوص للصائم
س: ما حكم السباحة للصائم في الماء؟
ج: لا بأس ان يغوص الصائم في الماء أو يعوم فيه يسبح، لأن ذلك ليس من المفطرات.
والاصل الحل حتى يقوم دليل علي الكراهة، أو علي التحريم، وليس هناك دليل على التحريم، ولا على الكراهة.
إنما كرهه بعض أهل العلم خوفا من أن يدخل إلى حلقه شىء وهو لا يشعر به.
الشيخ ابن عثيمين [فقه العبادات ص 191]
السحور صحة الصيام
س: إنسان نام قبل السحور فى رمضان وهو على نية السحور حتى الصباح، هل صيامه صحيح ام لا؟ ج: صيامه صحيح، لأن السحور ليس شرطا فى صحة الصيام، وإنما هو مستحب، لقول النبي صلي الله عليه وسلم (تسحروا فإن في السحور بركة) متفق عليه.
الشيخ ابن باز [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة]
كثرة النوم في نهار رمضان
س: هل الانسان في أيام رمضان إذا تسحر ثم صلى الصبح ونام حتى صلاة الظهر، ثم صلاها ونام الى صلاة العصر، ثم صلاها ونام الى وقت الفطر. هل صيامه صحيح؟
ج: إذا كان الأمر كما ذكر، فالصيام صحيح، ولكن استمرار الصائم غالب النهار نائما تفريط منه، لا سيما وشهر رمضان زمن شريف ينبغي أن يستفيد منه المسلم فيما ينفعه من كثرة قراءة القرآن وطلب الرزق وتعلم العلم.
[فتاوى اللجنة الدائمة، فتوى 12901]
الجماع والصوم
س: رجل جامع زوجته بعد أذان الفجر بعد ما نوى الإمساك مرتين في كل يوم مرة علماً بأن زوجته كانت راضية بذلك، وقد مضى على هذه القصة أكثر من خمس سنوات فما الحكم؟
ج: على الزوج قضاء اليومين المذكورين وعليه كفارة الجماع في نهار رمضان مثل كفارة الظهار وهي عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، وعلى زوجته مثل ذلك لأنها موافقة له عالمة بالتحريم.
[الشيخ ابن باز]
قضاء الصوم
س: إذا طهرت المرأة بعد الفجر مباشرة هل تمسك وتصوم هذا اليوم ويُعتبر يوماً لها أم عليها قضاء ذلك اليوم؟ ج: إذا انقطع الدم منها وقت طلوع الفجر أو قبله بقليل صح صومها وأجزأ عن الفرض ولو لم تغتسل إلا بعد أن أصبح الصبح، أما إذا لم ينقطع إلا بعد تبين الصبح فإنها تمسك ذلك اليوم ولا يجزئها بل تقضيه بعد رمضان.
[الشيخ ابن باز]
ـ[أبو طارق]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 11:56 م]ـ
مرحبًا بالأستاذ عمر
سلمت يمينك على نقلك الطيب
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 06:10 م]ـ
رمضان مبارك أخي الفاضل عمر، وجزاك الله خيراً.
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 10:53 م]ـ
بوركت أخي عمر ووفقك الله تعالى وجزاك خيرا
ـ[السليك بن سلكه]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 10:35 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء يا أخي على هذه المعلومات القيمه(/)
محاسبة النَّفْس
ـ[محمد سعد]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 10:45 ص]ـ
يا نفس:
أن الفكر يهدي، والهوى يردي، والشهوات آفات، واللذات مفسدات، والرزق مقسوم، والحريص محروم، والدنيا تضر، والأمل يغر، والأمن اغترار، واليقظة استبصار، والغفلة ضلالة، والغرة جهالة.
يا نفس:
مكاسب الدنيا بالإنفاق، والآخرة بالاستحقاق، والهوى عدو العقل، واللهو من ثمار الجهل، والأعمال من ثمار النيات، والصدقة أفضل الحسنات، والطمع فقر ظاهر، واليأس غنى حاضر.
يا نفس:
السلامة في التفرد، والراحة في التزهد، والساعات تكمن الآفات، والعمر تفنيه اللحظات، والدنيا سوق الخسران، والجنة دار الأمان، والحساب قبل العقاب، والثواب بعد الحساب، والدنيا دار الأشقياء، والجنة دار الأتقياء
من كتاب محاسبة النفس تأليف تقي الدين إبراهيم بن علي الكفعمي
ـ[همس الجراح]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 02:35 م]ـ
هذا حكمة الكلام وخلاصة الفكر، وفاكهة القلوب
جزاك الله خيرا
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 02:51 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد على هذه النصائح في هذا الشهر الكريم ... جعلها الله في ميزان حسناتك.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 04:10 م]ـ
جزاك الله خيرًا أستاذنا الفاضل(/)
أهذا في الحرم؟؟
ـ[السهم الراقي]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 03:40 م]ـ
السلام عليكم جميعا
نعم هو في الحرم إن شاء الله
هل يذكركم بعبد الباسط عبدالصمد أو مقرئ آخر
لاتنسوا قول ماشاء الله
وأرجو أن تتحفونا بمالديكم من النوادر
http://upload.9q9q.net/file/qQLy0WkGf/-------------11---1428.wma.html-Accounting.html
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 03:49 م]ـ
أخي الكريم
الرابط لا يعمل، وأرجو ألا يكون ملفاً مخالفاً.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 03:51 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الرابط لا يعمل
ـ[السهم الراقي]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 03:57 م]ـ
تم التعديل والرابط يعمل إن شاء الله
كما أرجو المعذرة
تقبل الله منا ومنكم صالح العمل
ـ[أبو طارق]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 04:06 م]ـ
أحسنت
ـ[السهم الراقي]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 01:14 ص]ـ
أحسنت
شكرا لك(/)
هيا نتدبر القرآن .... في شهر القرآن
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 05:13 م]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
قال الله سبحانه تعالى:
{أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}
{أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}
{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}
في شهر رمضان يقرأ القرآن مَن لم يكن يقرؤه، ويزيد في مقدار قراءته مَن كان يقرؤه قبل رمضان.
وكثيرا ما ينقدح في صدر القارئ معنًى من المعاني القرآنية، أو قبس من أنوار الكلمات الربانية، فيرى بعين البصيرة ما لم يكن يراه بعين البصر، ويلين قلبه وجلده خشوعا وإجلالا لذكر الله عز وجل، فيزداد إيمانا ويقينا، ويزداد كذلك علما وفهما.
وقد قال غير واحد من السلف: إن العلم ليس بكثرة المسائل، ولكنه نور يقذفه الله في قلب العبد.
وفي الحديث المشهور عن علي رضي الله عنه: (( ... إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن)).
وقد خطر لي أن يذكر كُل منا ما انقدح في ذهنه، وظهر له من استنباط أو تدبر في المعاني القرآنية في أثناء قراءته القرآن في هذا الشهر الكريم.
ومن تدبر آية واحدة فلعلها تكون سبيلا لفوزه في الآخرة، ونجاته يوم القيامة.
ومن نظر في أحوال السلف وجد هذا كثيرا عندهم، رحمهم الله ورضي عنهم، وألحقنا بهم بمنه وكرمه.
وقد أفرده بالتصنيف أيضا جماعة من أهل العلم، منهم الكرجي القصاب، والطوفي الحنبلي، والحافظ السيوطي.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
وأعاننا على تدبر كتابه، والوصول لنيل ثوابه.
أخوكم/ أبو مالك العوضي
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 01:02 ص]ـ
اقتراح رائع بارك الله فيك على فتح هذا الباب من العلم يا أبا مالك
أخبرنا بعض المشائخ أن الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله كان يكتب في رمضان بعض استنباطاته من القرآن الكريم أثناء كثافة قراءته فأخرج من ذلك كتابا كاملا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 01:34 م]ـ
هذه بعض الرسائل الخاصة بجوال (تدبر):
((تدبر كتاب الله مفتاح للعلوم والمعارف، وبه يستنتج كل خير وتستخرج منه جميع العلوم، وبه يزداد الإيمان في القلب وترسخ شجرته [ابن سعدي])).
(((يستحيون نساءكم) أي: يستبقون بناتكم. والاستحياء من الحياة. (المن) هو شيء كالعسل فيه حلاوة يسقط على الشجر من السماء ثم يتجمد. وأصل المن: كل ما من الله به مما لا عمل فيه ولا كد. (السلوى): هو اسم طائر من الطيور))
((حقيقة التدبر: إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، وما تدبر آياته إلا باتباعه، وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفا وقد -والله- أسقطه كله، ما يرى القرآن له في خلق ولا عمل [الحسن البصري]))
((دعاؤنا لربنا يحتاج منا دعاء آخر أن يتقبله الله، قال تعالى عن خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام -بعد أن دعا بعدة أدعية-: {ربنا وتقبل دعاء})).
((علق ابن كثير على قوله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} فقال: وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء، متخللة بين أحكام الصيام، إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة، بل وعند كل فطر)).
((قد علم أنه من قرأ كتابا في الطب أو الحساب أو غيرهما فإنه لا بد أن يكون راغبا في فهمه وتصور معانيه، فكيف بمن يقرأ كتاب الله تعالى -الذي به هداه وبه يعرف الحق والباطل، والخير والشر-؟ فإن معرفة الحروف بدون المعاني لا يحصل معها المقصود إذ اللفظ إنما يراد للمعنى. [ابن تيمية])).
((تأمل! جبل عظيم، شاهق، لو نزل عليه القرآن لخشع، بل تشقق وتصدع، وقلبك هذا، الذي هو -في حجمه- كقطعة صغيرة من هذا الجبل، كم سمع القرآن وقرأه؟ ومع ذلك لم يخشع ولم يتأثر؟ والسر في ذلك كلمة واحدة: إنه لم يتدبر. (أ. د. ناصر العمر))).
(يُتْبَعُ)
(/)
((جمع الله تعالى الحمد لنفسه في الزمان والمكان كله فقال: {وله الحمد في السماوات والأرض} وقال: {وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة} فتبين بهذا أن الألف واللام في (الحمد) مستغرقة لجميع أنواع المحامد، وهو ثناء أثنى به تعالى على نفسه، وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه به. (الأمين الشنقيطي)))
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 01:34 م]ـ
مجموعة أخرى من رسائل التدبر:
((من مفاتيح التدبر التأني في القراءة:
روى الترمذي وصححه أن أم سلمة نعتت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هي قراءة مفسرة حرفا حرفا، وهذا كقول أنس - كما في البخاري -: كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم مدا.
وقال ابن أبي مليكة: سافرت مع ابن عباس، فكان يقوم نصف الليل، فيقرأ القرآن حرفا حرفا ثم يبكي حتى تسمع له نشيجا.))
(({يهدي الله لنوره من يشاء} تأمل .. وفقك الله كم حرم هذا النور أناس كثيرون هم أذكى منك! وأكثر اطلاعا منك! وأقوى منك! وأغنى منك! فاثبت على هذا النور، حتى تأتي - بفضل الله - يوم القيامة مع {النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم})).
((وصية من إمام عاش مع القرآن:
عليك بتدبر القرآن حتى تعرف المعنى، تدبره من أوله إلى آخره، واقرأه بتدبر وتعقل، ورغبة في العمل والفائدة، لا تقرأه بقلب غافل، اقرأه بقلب حاضر، واسأل أهل العلم عما أشكل عليك، مع أن أكثره - بحمد الله - واضح للعامة والخاصة ممن يعرف اللغة العربية. [ابن باز])).
((تأمل في سر اختيار القطران دون غيره في قوله تعالى: {سرابيلهم من قطران} وذلك - والله أعلم - لأن له أربع خصائص: حار على الجلد، وسريع الاشتعال في النار، ومنتن الريح، وأسود اللون، تطلى به أجسامهم حتى تكون كالسرابيل! ثم تذكر - أجارك الله من عذابه - أن التفاوت بين قطران الدنيا وقطران الآخرة، كالتفاوت بين نار الدنيا ونار الآخرة! [الزمخشري])).
((إياك - يا أخي - ثم إياك، أن يزهدك في كتاب الله تعالى كثرة الزاهدين فيه، ولا كثرة المحتقرين لمن يعمل به ويدعو إليه، واعلم أن العاقل، الكيس، الحكيم، لا يكترث بانتقاد المجانين. (الأمين الشنقيطي))).
((قال تعالى: {ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا} تأمل .. هذا وصف الخدم، فما ظنك بالمخدومين؟! لا شك أن حالهم ونعيمهم أعظم وأعلى! جعلنا الله وإياك من أهل ذلك النعيم.)).
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 10:18 م]ـ
أحسنت
وجزاك الله خيرًا
ـ[أبو سارة]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 06:05 ص]ـ
السلام عليكم
جزيتم خيرا مدرارا وزوجتم عاجلا أبكارا ووقيتم نارا ووردتم من الجنة أنهارا
تحيات أطايب أما بعد
1 - قال تعالى: (إِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِين (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) 34 يوسف
2 - وقال تعالى: إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ يوسف50
3 - وقال تعالى: قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ يوسف28
كلما قرأت هذه الآية أو استمعت إليها أعد نفسي بأن أقرأ ما أمكنني من أقوال المفسرين وسؤال رجال الدين عنها والتوسع في معناها، لكن هذا لم يحصل إلى اليوم، أسأل الله التسهيل.
واستجابة لسؤال شيخنا وحبيبنا أبي مالك حفظه الله وقدس سره: يذكر كُل منا ما انقدح في ذهنه، وظهر له من استنباط أو تدبر في المعاني القرآنية.
فهمت من الآية أن يوسف نبي الله عليه الصلاة والسلام وهو الكريم بن الكريم بن الكريم بن الخليل لم ينج من كيدهن لولا استعانته واستغاثته بالله تعالى واستجابة الله له، فوقف عقلي وتلبد بل تبلد فكري عن قياس هذا الأمر على أمثالنا من المقصرين لدرجة الإهمال،والله يلطف بحالنا وهو العالم بأمرنا.
هذا الشيء هو الذي وعدت نفسي بفهمه إن تهيأ لي فراغ من الوقت.
إنما مشاركتي هنا هي عن مفهوم آخر للآية الأولى،وهي أن ولي الأمر من حاكم أو مسؤول أو قائد ومتحكم أو أب أو أخ كبير أو أم كلهم له الحق في أن يبذل قصارى جهده لمنع من هم تحت مسؤوليته وإمرته عن الوقوع بالنقائص على اختلاف عللها ومفارقة درجاتها وأن يطلب من الله إعانته وإغاثته في تحقيق ذلك وإلا فهو من الخاسرين لا محالة بدليل الآية.
أتروني أبعدت النجعة، أم في بحبوحة المنتجع؟
الله المستعان
ـ[أحاول أن]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 11:34 ص]ـ
في سورة الأنبياء من الآية الكريمة {82} إلى نهاية الصفحة الشريفة الآية {90}
ذكر الله سبحانه وتعالى ثلاثة أنواع من الابتلاءات العظمى "والحالات المستعصية في نظر الطب ":
- فقد أيوب عليه السلام لأبنائه وأمراض "الجلدية " ,
-ابتلاع الحوت ليونس عليه السلام "الغرق " ,
-وحدة زكريا عليه السلام " العقم " ..
فلنتدبَّر أدب َ ابتهال ِ الأنبياء , وسرعة إجابة الخالق عز َّ وجل .. فما كاد ينتهى النبي من دعائه إلاو تأتي الفاء "تعقيبا مباشرا واستجابة سريعة " من مدبِّر هذا الكون سبحانه وتعالى وهو القريب ممن دعاه ..
_ (لم يفصل حكم ٌ أو وصف ٌ أو حدثٌ بين الدعاء وبين (فاستجبنا له) _ ..
يقول الله عز وجل: {وأيوب ُ إذ نادى ربَّه أنِّي مَسَّنيَ الضُّرُّ وأنت َ أرْحَم ُ الرَّاحِمِين *فاسْتَجَبْنا لهُ فَكَشَفْنا ما بِه ِمِن ضُرّ}
ويقول سبحانه: {وَذَا النُّون ِ إِذ ْ ذَهَب َ مُغَاضِبَا فَظَنَّ أَن ْ لَن ْنَّقْدِرَ عَلَيْه ِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَات ِ أن ْ لا إلَهَ إلاَّ أَنْت َ سُبْحَانَك َ إنِّي كُنْتُ مِن َ الظَّالِمِين * فاسْتَجَبْنا له ُ ونَجَّيْنَاه ُ من الغَمِّ}
ويقول سبحانه: {وزكريَّا إذ نادى ربَّه ُ رب ِّ لا تَذَرْنِي فَرْدَا وَ أنْت َ خَيْر ُ الوارِثِين * فاسْتَجَبْنا له ووهَبْنَا له يحيى وَأَصْلَحْنَا لَه ُ زَوْجَه} ..
:; allh
فما أجدر أن يتدبَّر هذه الصفحة العظيمة كل ُّ مريض ٍ أو مُبْتَلى , حيث وصفة العلاج العاجل لما استعصى واستحال في عالم الطب البشري ..
طوى الله هذه الصفحة وقد غفر لكم وتاب عليكم .. وأثابكم عليها خيرا كثيرا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالي]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 07:12 ص]ـ
شكر الله لكم شيخنا أبا مالك، ولكن -إن أذنتم- لي وقفة مع ما ذكرتم، ولاسيما أن الصفحة يردها الكبار والصغار في ميدان العلم، وهذا -بحسب فهمي- باب من أبواب الاجتهاد أحسب أنه خاص بأهل العلم الراسخين.
ثم إن انقدح في ذهن مَنْ دونهم فهمٌ لشيء من كتاب الله لم يُسبق إليه أو لم يعرضه على أحد أهل العلم فيقره عليه أفلا يُخشى على مثل هذا أن يكون قد قال في كتاب الله ما ليس منه؟!
أقول هذا تحرزًا يا شيخ، وأحسبكم إن شاء الله أحرص مني على ذلك، ولاسيما أن حرص السلف يرحمهم الله على التحقيق والتدقيق -إذا ما تعلق الأمر بالدين- معروف مشهور.
وفقكم الله، ونفع بعلمكم، وجزاكم خيرا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 07:56 م]ـ
وفقكم الله
الفائدة حاصلة في جميع الأحوال، فإما فهم صحيح يدل على عقل سديد يؤيده كلام أهل العلم، وإما فهم مغلوط يعرضه على أهل العلم ليرشدوه إلى صواب القول فيه.
.................
مجموعة أخرى من رسائل التدبر:
((يجب على من علم كتاب الله أن يزدجر بنواهيه ويخشى الله ويتقيه ويراقبه ويستحييه، فإنه حمل أعباء الرسل، وصار شهيدا في القيامة على من خالف من أهل الملل، فالواجب على من خصه الله بحفظ كتابه، أن يتلوه حق تلاوته، ويتدبر حقائق عبارته، ـ ويتفهم عجائبه، ويتبين غرائبه، قال الله تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} [القرطبي في مقدمة تفسير]))
((في سورة الشعراء (آية 52) قال تعالى -في قصة أصحاب موسى-: {أن أسر بعبادي} فلما ضعف توكلهم ولم يستشعروا كفاية الله لهم، سلبهم هذا الوصف الشريف، فقال عنهم (آية 61) {قال أصحاب موسى إنا لمدركون} [د. محمد بن عبد الله بن جابر القحطاني]))
((ما أحسن وقع القرآن وبل نداه على القلوب التي ما تحجرت ولا غلب عليها الأشر والبطر والكفر والنفاق والزندقة، والإلحاد! هو والله نهر الحياة المتدفق على قلوب القابلين له، والمؤمنين به، يغذيها بالإيمان، والتقوى لله تعالى، ويحميها من التعفن والفساد، ويحملها على كل خير وفضيلة [الشيخ صالح البليهي]))
((إذا حبست عن طاعة، فكن على وجل من أن تكون ممن خذلهم الله وثبطهم عن الطاعة كما ثبط المنافقين عن الخروج للجهاد، قال تعالى: {ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين} [د. مساعد بن سليمان الطيار]))
((وقد أعلم الله تعالى خلقه أن من تلا القرآن، وأراد به متاجرة مولاه الكريم، فإنه يربحه الربح الذي لا بعده ربح، ويعرفه بركة المتاجرة في الدنيا والآخرة [الإمام الآجري]))
((قال حازم بن دينار: رأيت رجلا قام يصلي من الليل، فافتتح سورة الواقعة، فلم يجاوز قوله {خافضة رافعة} حتى أصبح، فخرج من المسجد، فتبعته، فقلت: بأبي أنت وأمي! ما {خافضة رافعة} - أي لماذا استمررت طول الليل ترددها -؟! فقال: إن الآخرة خفضت قوما لا يرفعون أبدا، ورفعت قوما لا ينخفضون أبدا، فإذا الرجل عمر بن عبد العزيز رحمه الله))
((القلب لا يدخله حقائق الإيمان إذا كان فيه ما ينجسه من الكبر والحسد قال تعالى: {أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم}، وقال تعالى: {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا} وأمثال ذلك [ابن تيمية]))
((الصبر زاد، لكنه قد ينفد؛ لذا أمرنا أن نستعين بالصلاة الخاشعة؛ لتمد الصبر وتقويه: {واستعينوا بالصبر والصلاة، وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} [د. محمد الخضيري])).
((إذا عظم في صدرك تعظيم المتكلم بالقرآن، لم يكن عندك شيء أرفع، ولا أشرف، ولا أنفع، ولا ألذ، ولا أحلى من استماع كلام الله جل وعز، وفهم معاني قوله تعظيما وحبا له، وإجلالا، إذ كان تعالى قائله، فحب القول على قدر حب قائله [الحارث المحاسبي])).
(يُتْبَعُ)
(/)
((إذا ذكر أهل الكتاب - في القرآن - بصيغة {الذين آتيناهم الكتاب} فهذا لا يذكره الله إلا في معرض المدح، وإذا ذكروا بصيغة {أوتوا نصيبا من الكتاب} فلا تكون إلا في معرض الذم، وإن قيل فيهم {أوتوا الكتاب} فقد يتناول الفريقين؛ لكنه لا يفرد به الممدوحون فقط، وإذا جاءت {أهل الكتاب} عمت الفريقين كليهما [ابن القيم]))
((من النصح لكتاب الله: شدة حبه، وتعظيم قدره، والرغبة في فهمه، والعناية بتدبره؛ لفهم ما أحب مولاه أن يفهمه عنه، وكذلك الناصح من الناس يفهم وصية من ينصحه، وإن ورد عليه كتاب منه، عني بفهمه؛ ليقوم عليه بما كتب به فيه إليه، فكذلك الناصح لكتاب ربه، يعنى بفهمه؛ ليقوم لله بما أمر به كما يحب ويرضى، ويتخلق بأخلاقه، ويتأدب بآدابه [ابن رجب]))
((تأمل وجه إشارة القرآن إلى طلب علو الهمة في دعاء عباد الرحمن - أواخر سورة الفرقان - {واجعلنا للمتقين إماما} ثم تأمل كيف مدح الناطق بهذا الدعاء! فكيف بمن بذل الجهد في طلبه؟ ثم إن مدح الداعي بذلك دليل على جواز وقوعه، جعلنا الله تعالى أئمة للمتقين. [د. محمد العواجي]))
((المؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرضه، فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله وما قبح، فما خوفه به مولاه من عقابه خافه، وما رغب فيه مولاه رغب فيه ورجاه، فمن كانت هذه صفته - أو ما قاربها - فقد تلاه حق تلاوته، وكان له القرآن شاهدا وشفيعا، وأنيسا وحرزا، ونفع نفسه، وأهله، وعاد على والديه وولده كل خير في الدنيا والآخرة [الإمام الآجري]))
((تأمل قوله تعالى -لما جيء بعرش بلقيس لسليمان عليه السلام-: {فلما رآه مستقرا عنده} فمع تلك السرعة العظيمة التي حمل بها العرش، إلا أن الله قال: {مستقرا} وكأنه قد أتي به منذ زمن، والمشاهد أن الإنسان إذا أحضر الشيء الكبير بسرعة، فلا بد أن تظهر آثار السرعة عليه وعلى الشيء المحضر، وهذا ما لم يظهر على عرش بلقيس، فتبارك الله القوي العظيم [ابن عثيمين])).
((ينبغي للقارئ أن يكون شأنه الخشوع، والتدبر، والخضوع، فهذا هو المقصود المطلوب، وبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب، وقد بات جماعة من السلف يتلو الواحد منهم آية واحدة ليلة كاملة أو معظم ليلة يتدبرها عند القراءة [النووي]))
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 10:01 ص]ـ
:::
{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} النور51
{وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} النور52
{فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} الطلاق2, 3
{وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً} الطلاق4
{ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً} الطلاق5
ـــــــــــــــــــ
جزاكم لله خيرًا أخي الشيخ أبا مالك, وكتب أجركم.
وقفتُ مع هذه الآيات الكريمات حين قرأتُ قول الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
{فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} الطلاق2, 3
فتأمّلتُ هذا الموضع الذي يأتي فيه بيان عاقبة التقوى بصيغة الشرط!
وإنّه لحقيقٌ بالتدبر والتأمّل؛إذْ هو غاية كلّ حي التي يسعى إليها؛ أن يعرفَ عاقبة التقوى ومآلها؛ فيعرف طريقه إلى الجنة, ليشد إليها رحالها!
فذهبتُ أستقصي سياقاتها في القرآن العظيم؛ فوجدت أكثرها قد ورد في سياق الحديث عن أحكام الطلاق والأسرة وما إليها من التخلّق بالأخلاق الكريمة, ورأيت أن في التذكير بها في هذه السياقات لفتًا إلى مواضع يكثر تضييع التقوى فيها؛ بما يلابس ذلك من العداوة والشحناء, كما في أحوال الطلاق والتخاصم, ونحوهما, و لا أعلمُ أنه قد جاء سَوْقُ بيان عاقبة التقوى بهذه الصيغة (أي الشرط) في مواضع تبدو أحقَّ بها ـ في الظاهرـ لبيان أن أكثر الناس على تضييعِ هذه الحقوق , وللإشارة من طرفٍ خفي ـ إلى أن التقوى ليست في علاقة الإنسان بربّه من إقام الصلاة , وإيتاء الزكاة , وغيرهما من العبادات , فحسب, بل في كل عملٍ من معاملات الإنسان وعلاقاته بالناس, لاسيما من كان بينه وبينهم معروفٌ و قربى!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدبّر آخر:
كنّا قبل أيام نتذاكر في هذا المنتدى سيرة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله, وبعض مواقفه االفريدة العجيبة, وكنتُ أقول , وما زلتُ: إنّ في بلاد الإسلام من معاصري الشيخ علماء لا يقلّ علمهم عن علم الشيخ , وكرماء وباذلين لايقل بذلهم عنه, وعاملين مخلصين متقين ـ نحسبهم كذلك ـ يضارعونه في إخلاصه وحبه لأمته , و في عمل الخير , وبذل المعروف لكل مسلم , وفي التعليم والفتوى في كل آن ,إلى ما هنالك مما عُرف به الشيخ ـ رحمه الله ـ من أعمال جليلة, ولكني أقول: إنّه لم يجتمع هذا كله في رجلٍ واحدٍ , كما اجتمع للإمام , فالذي يقرأ سيرته يعجب أشد العجب من إحاطة خيره بالجليل والحقير , والصغير والكبير, ومن البركة التي جعلها الله في عمره؛حتى إنّه كان يقوم بالتدريس, والفتوى, والتأليف, وإغاثة المهلوف, , وقضاء حوائج الناس, والنصح لولاة المسلمين وعامتهم, وما شئت من أفعال الخير والمعروف التي لا تحصى!!
فأنى له الوقتُ لعمل ذلك كلّه؟!
وقلْ مثل ذلك في سلفه الصالح من علماء الأمة , الذين اقتفى أثرهم!!
بل إن العجب ليبلغ منتهاه حين نقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم , وكيف كان يقوم بكل ما قام به , من تبليغ الرسالة, وأداء الأمانة, والتعليم , والفتوى, والقضاء , والدعوة , والجهاد , ومجالسة أهله ومؤانستهم, ومخالطة أصحابه ومحادثته لهم, وكيف لو أنّا قسمنا عمره الشريف على أحاديثه:=التي حفظها لنا المحدثون, لعجبنا كيف تيسّر له قول كل تلك الأقوال , على ما فيها من جوامع الكلم, وبدائع الحكم , وغرر الأحكام , ومكارم الأخلاق!! , وغير ذلك من أعماله صلى الله عليه وسلم , الجليلة الشريفة ,التي تأتّت له في جزء يسير من عمره الشريف, هو عمر بعثته!
وقد يقال: إن فعل النبي صلى الله عليه وسلم لايقاس بغيره, وعطاء الله له في سائر أموره هو مما اختصه به سبحانه. ومع هذا؛فإنه صلى اله عليه وسلم داخلٌ في عموم المتقين!
لكنّي حين أعود إلى سيرته صلى اله عليه وسلم و وسيرة أتباعه من العلماء الربانيين ,وقول الله تبارك وتعالى:
( ... وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) الطلاق2, 3
يسكنُ ما ثار في نفسي من العجب؛لوعد الله؛فأعلمُ يقينًا أن من رزقه سبحانه البركة في العمر والوقت؛ حتى يتيسّر فيه بالتقوى مالا يتيسّر بغيرها!!!!
سبحان الله والحمد لله , والله أكبر.
وشكر الله لكم أخي الكريم أبا مالك. وجعلنا الله وإياك والمسلمين ـ من المتقين الذين يرزقون من حيث لا يحتسبون!
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[10 - 08 - 2008, 06:55 ص]ـ
اللهم بلغنا رمضان، وتقبل منا صيامنا وقيامنا، واغفر زلاتنا، وامح خطايانا
إنك بعبادك رؤوف رحيم
ـ[أم أسامة]ــــــــ[10 - 08 - 2008, 11:27 ص]ـ
مجموعة من الخطوات المعينة بإذن الله على تدبر القرآن:
1) استحضار الجو الإيماني ومعايشة الحالة الإيمانية التي سيتقدم بها الفهم والتدبر وذلك بان يراعى آداب تلاوة القرآن.
2) تلاوة القرآن الكريم والوقوف على كل آية وتدبرها والانفعال معها.
3) تسجيل الخواطر والمعاني لحظة ورودها أو بعد الانتهاء من القراءة.
4) الاطلاع على تفسير مختصر لبيان كلمة غريبة أو تحديد معنى غامض أو معرفة حكم خاص، فهذا الاطلاع للتوضيح أو التصويب أو الاستدراك مثل كتاب زبدة التفسير للشيخ محمد سليمان الأشقر.
5) محاولة تطبيق كل آية في كتاب الله تمر أثناء القراءة في الواقع واستخراج العبر والعظات من قصص السابقين وتدوينها والرجوع إليها بعد الرجوع إلى تفاسير السلف.
6) الحرص على حفظ الآيات في الصدر كما فعل سلفنا الصالح وكما كان يفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يحفظ العشر آيات ولا ينتقل إلى غيرها حتى يطبقها وتكون واقعا عمليا في حياته.
7) الاطلاع على تفسير مطول يتوسع صاحبه في مباحثه ويستطرد في موضوعاته ويعرض ألوانا مختلفة من المعارف والثقافات مثل تفسير ابن كثير وتفسير الطبري وتفسير السعدي وأضواء البيان للشنقيطي .. وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[10 - 08 - 2008, 02:25 م]ـ
جزيتم خير الجزاء(/)
من طرائف الأعراب في الصوم!!!
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 06:04 م]ـ
سئل أحدهم وكان يصوم لأول مرة كيف وجدت الصيام:
فاجاب الحمد لله جيد ولولا نعمة المضمضمة في الوضوء لكان متنا من العطش ...
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 10:57 م]ـ
أضحك الله سنك أخي الكريم ووفقك الله وباركك على هذه الوقفة المباركة
ـ[السليك بن سلكه]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 11:49 م]ـ
قيل لأعرابي: جاءك شهر الصيام فما انت فاعل
قال: والله لأبددن شمله بالأسفار
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 10:08 ص]ـ
بارك الله فيك اخي أبو محمد وأضحكك الله في سبيله ...
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 10:08 ص]ـ
أضحك الله سنك اخي السلكة لقد زدتنا بهجة بمرورك اللطيف ...
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 10:36 ص]ـ
اجتمع الناس ليلة لرؤيته فكانوا يحدقون في الأفق ولا يرون
شيئا فصاح رجل من بينهم لقد رأيته! لقد رأيته! فتعجب الناس
من قوة إبصاره وهتفوا: كيف أمكنك أن تراه دوننا فطرب الرجل
لهذا الثناء وصاح وهذا هلال آخر بجواره! فضحك الحاضرون منه.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 10:37 ص]ـ
خرج الناس بالبصرة يوما لرؤيته فرآه واحد منهم ولم يزل
يومئ إليه حتى رآه الناس معه فلما كان هلال الفطر جاء
(الجماز) صاحب النوادر إلى ذلك الرجل وقال له: قم أخرجنا
مما أدخلتنا فيه
ـ[ليلى الاخيلية]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 11:43 ص]ـ
موضوع جميل وطريف ..
جزاك الله خيراً أخي الشمالي فقد رسمت البسمة على وجوهنا ..
ـ[لست في الظل]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 11:58 ص]ـ
فعلا موضوع طريف
شكرا جزيلا،،،
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 12:48 م]ـ
وجزاك الله كل خير اختي الكريمة الأخيلية نفع الله بك ...
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 12:49 م]ـ
بارك الله فيك أخت تحت الحر:) وجزاك الله كل خير ...
ـ[همس الجراح]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 03:26 م]ـ
لأول مرة يصلي بدوي صلاة التراويح، فلما انتهى الناس من الصلاة سئل عن رأيه فيها فقال:
لولا ذاك الشايب الذي (يحميها كلما بردت) لانتهينا منها سريعاً
وكان يقصد المؤذن الذي يصلي على النبي بعد كل تسليمة، فيقوم الناس للصلاة مرة أخرى!
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 03:41 م]ـ
أضحك الله سنك اخي همس الجراح على هذه الاضافة الظريفة ...
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 03:44 م]ـ
رائع بارك الله فيكم وتقبل طاعتكم أخي الأستاذ أحمد والإخوة الكرام ...
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 05:01 م]ـ
بارك الله فيك على كريم المرور وتقبل الله منكم صيامكم وقيامكم آمين آمين ...
ـ[دعدُ]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 06:38 م]ـ
موضوع ماتع:) , بورك في صاحب النافذة وجميع المشاركين.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 12:54 م]ـ
وبارك الله في المارين أيضاً حياك الله أخية ...
ـ[أبو سارة]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 04:04 ص]ـ
قيل لأعرابي، كيف تفعل إذا وافق شهر رمضان الحج وأنت حاج؟
قال: ليس من البر الصوم في السفر!
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 11:55 ص]ـ
بارك الله فيك اخي ابو سارة واضحك الله سنك ... وهذ مثل واحد ذهب الى الحج فوصل مبكراُ
فقال وهو هناك لو حججنا الآن ورجعنا لكي نعيّد مع اهلنا في البلد!!
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 04:42 م]ـ
يروى أنه كان ثعلب يمر في احدى الغابات ورأى قطعة لحم معلقة على شجرة ولكن بداخلها قنبلة ففكر ثم تنحى جانباً ينتظر ... فمر الذئب ونظر فرأى قطعة اللحم هذه فقال للثعلب أم ترى اللحم هذا؟! فقال له الثعلب انا اليوم صائم ... فانزل الذئب قطعة اللحم وعند اول لقمة انفجرت القنبلة ... فجرح جرحاً بليغا وتنحى جانباً، فعندها تقدم الثعلب وبدأ يأكل اللحم والذئب ينظر اليه بحنق وقال له أما قلت انك صائم؟! قال له بلى ولكن أنت اما سمعت صوت مدفع الافطار ...
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 07:42 م]ـ
بارك الله فيك اخي الغنام
جعلت على وجهي ابتسامة عريضة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 10:33 ص]ـ
ابتسامة دائمة ان شاء الله أخي الجزائري ...
ـ[أبوجهاد المصري]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 08:06 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا، والله لا يخلون هذا المنتدى من المتع والطرائف أبدا
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 08:21 م]ـ
بارك الله فيك على كريم المرور وحتى لرمضان طرفه أخي ابو جهاد ...
ـ[أبو طارق]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 12:03 ص]ـ
رؤي أعرابي وهو يأكل فاكهة في نهار رمضان فقيل له ماهذا؟ فقال الأعرابي على الفور: قرأت في كتاب الله «وكلوا من ثمره إذا أثمر» .. والإنسان لايضمن عمره وقد خفت أن أموت قبل وقت الإفطار فأكون قد مت عاصياً.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 12:26 ص]ـ
أضحك الله سنك أخي أبو طارق والشكر لك على عاطر المرور ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 04:32 م]ـ
بارك الله فيك أخي الأستاذ أحمد وفي مشاركيك في هذه الطرف الرمضانية. ومما يشبه ما ذكرتموه أن أحدهم مرض له ولد، فنذر لله أن يصوم ثلاثة أيام ويذبح خروفا إن شفى الله الصغير، فشفي من فوره، فوفى الرجل بنذره في الصوم والذبح، وما لبث الغلام أن مات،فقال الرجل: والله الأيام الثلاثة أحسمها من رمضان والخروف هو خروف الأضحية!
تقبل الله صيامكم وقيامكم وسائر أعمالكم في هذه الشهر الكريم وكفاكم شر الجهل بالله ودينه.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 05:17 م]ـ
بارك الله فيك د. خاطر على هذه المشاركة الظريفة ونفع الله بك.
ـ[منارة علم]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 09:17 م]ـ
لك جزيل الشكر أخي الكريم ....
على موضوعك اللطيف ...
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 09:34 م]ـ
بارك الله فيك أختي الكريمة منارة علم والشكر لك على عاطر المرور.
ـ[معالي]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 09:34 م]ـ
أحسن الله إليكم جميعا.
لو كان الموضوع (من الطرائف في شهر الصوم) لأرفقتُ طرفة تتعلق بصلاة التراويح، وقد حصلت في منطقة عسير، ونشرتها إحدى الصحف في العشر الأول من الشهر الكريم.:)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 09:41 م]ـ
وهي كذلك أختي الفاضلة معالي وننتظر مساهمتك مشكورة مأجورة ان شاء الله.
ـ[معالي]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 09:13 ص]ـ
في إحدى محافظات منطقة عسير (جنوب السعودية) اعتاد المصلون سنويا في أحد المساجد إحضار حافظ للقرآن ليؤمهم في صلاة التراويح.
وفي هذا العام أحضروا أحدهم للغرض ذاته، لكنهم لاحظوا أن إمامهم لم يقنت بهم في الليلة الأولى، فغضوا الطرف، وقالوا لعل ذلك أمر ليلة فحسب!
لكن الفعل نفسه تكرر من الإمام الليلة الثانية والثالثة، فسألوه أن يدعو بهم في هذه الليالي الفضيلة، فوعدهم خيرا.
وفي الليلة التي تليها كان موعدهم مع دعوات عليهم يجأر بها الإمام الفذ، غفر الله له!!
وبعد أن كان المأمومون يؤمّنون على الجمل الأولى من الدعاء، خفت التأمين شيئا فشيئا حتى تلاشى تماما!
وبعد انقضاء الصلاة كانت الحقيقة تقول: إن إمامهم لا يجيد من العربية إلا قراءة القرآن الذي كان يحفظه، وبالتالي فقد كان يدعو عليهم جهلا منه عفا الله عنه.
وعليه اضطروا إلى أن يبحثوا عن إمام بديل يدعو لهم!:)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 09:33 ص]ـ
أضحك الله سنك أختي الكريمة على هذه المشاركة اللطيفة ولا حرمنا من امثالها بارك الله فيك.
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 10:36 ص]ـ
سلمت لنا وسلمت انفاسك الطريفة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 06:02 م]ـ
بوركت اخي الكريم أبو محمد على لطيف المرور ...
أحمد ومحمد صديقان حميمان ضاقت بهم الأحوال واشتد بهما الجوع يوماً ففكرا أن يذهبا إلى كنيسة قريبة سمعا أن القسيس هناك يطعم الناس ولكن أحمد اراد أن يأخذ الموضوع على المضمون فقال لمحمد أنا سأغير إسمي إلى جرجس، ولكن محمد قال له لن ولم أغير إسمي مهما كان الثمن وإن بت جائعاً وهكذا دخلا على القسيس وبدأ محمد يشرح له الوضع:أنت كريم سمعنا بك وبكرمك .... وأنا محتاج الى هذا الكرم لفاقة حلت بي! سأله القسيس ما اسمك قال له محمد فأشار له على المطبخ وقال له كل وخذ ماتريد، جاء الدور على صديقه بدا يشرح له أيضاً الوضع ... ساله وأنت مااسمك قال له جرجس عندها قال له القسيس أهلاً بك ياأخي جرجس تعال ياحبيبي واجلس بجنبي لأنه نحن الأثنين اليوم صايمين وسنبقى صايمين شهرين كمان.
ـ[الوفاء]ــــــــ[07 - 10 - 2007, 01:28 ص]ـ
هههههههههههههههههههههههههههه مشكور اخوي احمد الغنام على هذي الطرائف الاكثر من روعه تقبلوا مروري: p
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 03:55 ص]ـ
ضاع لأحدهم حمار فنذر أن يصوم ثلاثة أيام إن وجد الحمار وبعد فترة من الزمن وجد حماره فأوفى بنذره وصام الايام الثلاثة وما ان أكمل الصيام حتى مات الحمار فقال: لأخصمنها من شهر رمضان: d
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 05:02 م]ـ
بارك الله لك اخية الوفاء وأضحك الله سنك وفي سبيله ...
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 05:03 م]ـ
أضحك الله سنك وبوركت على المساهمة الطريفة أخي محيي الدين.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 10:27 م]ـ
فمن لي ببيت البدوي المتغزل في امرأة
شطره الثاني
عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول
ـ[أبو طارق]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 11:03 م]ـ
فمن لي ببيت البدوي المتغزل في امرأة
شطره الثاني
عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول
نبئت أن فتاة كنت أطلبها = عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول
وهذا ابن سكَّرة الهاشمي وكان ضعيف الحال يتحدث في شعره عن أوضاع الصائمين من الفقراء فيقول:
وهنَّوا بالصيام فقلت مهلاً = فإني طول عمري في صيامِ
وهل فطرٌ لمن يُمسي ويضحي = يؤمِّل فضل أقوات اللئامِ
يسر الله على الفقراء والمحتاجين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 11:10 م]ـ
أخي الكريم محمد الجبلي بارك الله لك تذكيرك لنا بالبيت والشكر موصول للأخ أبو طارق على أتمامه للفائدة.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[12 - 10 - 2007, 07:24 م]ـ
شكرا أبا طارق
قرأت أن ابن سيرين كان يضحك من هذا البيت
ـ[عذب]ــــــــ[14 - 10 - 2007, 10:06 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي على هذه القصص الطريفة ...
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[14 - 10 - 2007, 04:28 م]ـ
بوركت على المرور الكريم.(/)
تعازينا للأستاذة وضحاء آل زعير
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 08:42 م]ـ
إنا لله و إنا إليه راجعون
الليث أخو الأستاذة وضحا توفاه الله بعد أن صلى فجر اليوم (الجمعة) إثر حادث مروري، و معه أصحابه.
(الليث) من حفظة كتاب الله.
التحق هذه السنة بكلية (الشريعة)، لكن الله عزوجل لم يكتب له أن يدرس فيها.
رحمه الله و غفر له.
و ألهمها ووالدتها المكلومة الصبر والسلوان
ـ[أنا البحر]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 08:50 م]ـ
إنا لله وإن إليه راجعون
إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فاصبري واحتسبي.
غفر الله له وجمعكم به في مستقر رحمته.
ـ[ابنة الإسلام]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 08:51 م]ـ
لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار؛ فاصبري واحتسبي.
عظم الله أجركم وغفر لميتكم.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 09:09 م]ـ
عظم الله أجركم، وغفر الله له ولهم، وأحسن الله عزائكم، وإنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[أحاول أن]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 09:09 م]ـ
:::
{ولَنَبْلُوَنكم ْ بشيء ٍ من الخوف والجوع ِ ونقص ٍ من الأموال ِ والأنفس والثمرات وبشِّر ِ الصَّابرين *الذين َ إذا أصابَتهم مصيبةٌ قالُوا إنَّا للهِ وإنَّا إليه ِراجعُون * أولئك َعليهمْ صَلَوَاتٌ مِنْ ربِّهِِم ورحمة وأولئِك هُم المُهْتَدون} البقرة آية 157
نسأل الله الكريم أن يلهمكم الثبات والصبر , وألا يحرمكم أجره ولا يفتنكم بعده ..
اللهم اجعل وفاته في هذا اليوم وفي هذا الشهر من بشائر حسن الخاتمة .. وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وأرِه ِ -يا أكرم مسؤول- منزله من الجنة , واجمعه بوالديه وأهله في الفردوس الأعلى .. اللهم وثبِّته بالقول الثابت يا أرحم الراحمين ..
ـ[أبو طارق]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 09:19 م]ـ
لله ما أخذ وله ما أعطى , وكل شيء عنده بمقدار
إنا لله وإنا إليه راجعون
ربط الله على قلوبكم , وآجركم على مصيبتكم , وأخلف لكم خيرًا منها
اللهم اغفر له وارحمه , وعافه واعفُ عنه , ووسع مدخله , وأكرم نزله , واغسله بالماء والثلج والبرد , ونقِّه من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم جازِه بالحسنات إحسانًا , وبالسيئاتِ عفوًا وغفرانًا
اللهم بيض وجهه , ونور قبره , ويمن كتابه ويسر حسابه , وارزقه الفردوس الأعلى.
صبركم الله أخية , وربط على قلوبكم
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 09:51 م]ـ
عظم الله أجركم وأحسن عزاءكم وغفر لميتكم وإنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم اغفر له ولأصحابه وثبتهم بالقول الثابت وأبدلهم دورا خيرا من دورهم وأهلا خير من أهلهم وأكرم نزلهم ونقهم من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس واغسلهم بماء الثلج والبرد آمين ..
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 10:15 م]ـ
لله ما أخذ وله ما أعطى , وكل شيء عنده بمقدار
إنا لله وإنا إليه راجعون
ربط الله على قلوبكم , وآجركم على مصيبتكم , وأخلف لكم خيرًا منها
اللهم اغفر له وارحمه , وعافه واعفُ عنه , ووسع مدخله , وأكرم نزله , واغسله بالماء والثلج والبرد , ونقِّه من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم جازِه بالحسنات إحسانًا , وبالسيئاتِ عفوًا وغفرانًا
اللهم بيض وجهه , ونور قبره , ويمن كتابه ويسر حسابه , وارزقه الفردوس الأعلى.
صبركم الله أخية , وربط على قلوبكم
اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين عظم الله أجركم
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 10:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ........ عظم الله أجركم وغفر لميتكم وتقبل عزاءكم ....
ندعو الله أن يلهم أخيتنا الاستاذة"وضحا"الصبر والاحتساب وأن يرحم ويغفر لفقيدها الراحل إلى مثواه الأول بعد الدنيا .... "إنا لله وإنا إاليه راجعون"
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 10:42 م]ـ
عظم الله أجركم، وغفر لهم، وجعل موتهم في هذا اليوم وهم صيام، من البشارة لهم بالجنة بإذن الله، وحوادث السير من الهدم والهدمى من الشهداء السبعة كما في الحديث، وإنا لله وإنا إليه راجعون، تعازينا للأسر الكريمة وللأستاذة وضحاء، اصبروا واحتسبوا تؤجروا.
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 10:48 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
إن لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبروا ولتحتسبوا، رحمه الله تعالى وغفر له ورحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه.
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 11:32 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
عظم الله أجركم وغفر لميتكم اصبروا واحتسبوا يا أخية
ـ[أم ندى]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 12:49 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم الهم أهله الصبر والسلوان وهذاقضاء الله وقدره اللهم تقلبه مع عبادك الصاحين الأبرار
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 01:17 ص]ـ
اللهم أغفر له وارحمه واجعل الجنة نزله وألهم ذويه الصبر والسلوان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 03:36 ص]ـ
:::
{ولَنَبْلُوَنكم ْ بشيء ٍ من الخوف والجوع ِ ونقص ٍ من الأموال ِ والأنفس والثمرات وبشِّر ِ الصَّابرين *الذين َ إذا أصابَتهم مصيبةٌ قالُوا إنَّا للهِ وإنَّا إليه ِراجعُون * أولئك َعليهمْ صَلَوَاتٌ مِنْ ربِّهِِم ورحمة وأولئِك هُم المُهْتَدون} البقرة آية 157
عظّم الله أجركم آل زعير ,وأحسن عزاءكم, وغفر لميتكم ,ولرفاقه, وألهمكم وأهلهم الصبر والاحتساب ,وجعلكم ممن يقول: (إنَّا للهِ وإنَّا إليه ِراجعُون).
ـ[ليلى الاخيلية]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 11:38 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
أحسن الله عزاءكم وعظّم أجركم وغفر للموتى جميعاً ..
هنيئاً لهم هذه الميْتة ونسأل الله أن يجعلها علامة على حسن الخاتمة ..
اللهم أفرغ على آل زعير صبراً ..
وعلى ذوي الموتى جميعاً ..
اللهم وآتنا من اليقين ماتهوّن به علينا مصائب الدنيا ..
اللهم آمين ..
ـ[معالي]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 12:53 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
لا أعلم ماذا أقول، ولكن أدعو الله الكريم المنان أن يربط على قلوبكم، وأن يغفر لميتكم، وأن يجعل الجنة نزله ومآله.
كما ندعو لأصحابه الذين كانوا برفقته بالرحمة والمغفرة، ولأهليهم بالصبر والسلوان.
ـ[لخالد]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 04:25 م]ـ
لا إله إلا الله
إنا لله و إنا إليه راجعون
ـ[مهاجر]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 05:24 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم صبر أهل الفقيد، رحمه الله، واجعلهم ممن فاز بأجر الصبر عند الصدمة الأولى، ولا تحرمهم أجره، ولا تفتنهم بعده.
ـ[نسيبة]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 07:06 م]ـ
أحسن الله عزاءكم وعظّم أجركم وغفر للموتى جميعاً ..
هنيئاً لهم هذه الميْتة ونسأل الله أن يجعلها علامة على حسن الخاتمة ..
اللهم أفرغ على آل زعير صبراً ..
وعلى ذوي الموتى جميعاً ..
اللهم وآتنا من اليقين ماتهوّن به علينا مصائب الدنيا ..
اللهم آمين ..
اللهم آمين
و إنّا لله و إنّا إليه راجعون
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 07:47 م]ـ
{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}
أعظم الله أجركم، يا أستاذة وضحاء، وأحسن الله عزاءكم، ورحم أخاكم، ورفع درجته في المهديين، وفسح له في قبره، ونوّر له فيه، وخلفه في عقبه في الغابرين، وغفر لنا وله.
آمين، يا رب العالمين.
ـ[زينب محمد]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 12:44 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
آلمنا الخبر والله ..
نسأل الله أن يفرغ عليهم صبرًا ..
ويربط على قلوبهم ..
ويرحم ميتهم، ويجعل موته في هذا الشهر، خاتمة حسنة ..
.
.
عظم الله أجركم آل زعير ..
ـ[أم يوسف2]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 12:53 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحم الله شباب المسلمين
نسأل الله الصبر والسلوان لأسرة الفقيد
والسلام
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 01:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، ولا أراكم مكروهًا فيمن تحبون. و تقبل دعاءكم.
ـ[د. علي السعود]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 01:16 ص]ـ
إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى.
ولتصبري ولتحتسبي.
اللهم اغفر له، وارجمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله.
وألهم أهله الصبر.
ـ[الهليلي]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 01:37 ص]ـ
<كل نفس ذائقة الموت وانما تجزون ماكنتم تعملون >
عضم الله اجركم ورحم الله ميتكم ومن رافقه الى الجنان انشاء الله تعالى في هذا الشهر الفضيل
ـ[أبو سارة]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 03:49 ص]ـ
أحسن الله عزاءكم وغفر لميتكم وألهمكم الصبر والسلوان
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[مستحيل]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 01:58 م]ـ
عظم الله أجركم وأحسن عزائكم وغفر لميتكم.
(اللهم يا حنان يا منان يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم اللهم اغفر له ولأصحابه وارحمهم , وعافهم واعف عنهم ,وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم جازهم بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواَ وغفرانا)
(اللهم افتح أبواب السماء لروحه وأبواب رحمتك وأبواب جنتك أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم هذا عبدك خرج من روح الدنيا وسعتها إلى ظلمة القبر وما هو لاقيه, كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمد عبدك ورسولك وأنت أعلم به , اللهم يمن كتابه وهون حسابه , ولين ترابه والهمه حسن جوابه وطيب ثراه واكرم مثواه واجعل الجنة مستقره ومأواه)
اللهم اغفر لموتانا وموتى جميع المسلمين في هذا الشهر الكريم يا رب العالمين.
ـ[فصيحة ولكن ... ]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 02:36 م]ـ
غفر الله له ورحمه ومن معه ...
اللهم اربط على قلوب أهلهم وارزقهم الصبر ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 12:38 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون::
عزيزتي وضحاء: عظم الله أجركم، وغفر لميتكم واسكنه فسيح جناته
هو ومن كان برفقته::
أعتذر عن تأخري ولكن لم أعلم سوى هذه اللحظة::
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 12:43 ص]ـ
إنا لله وإن إليه راجعون
إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فاصبري واحتسبي.
غفر الله له وجمعكم به في مستقر رحمته.
ـ[خالد الثبيتي]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 03:02 ص]ـ
إنا لله وإن إليه راجعون
اللهم اغفر لموتانا وموتى جميع المسلمين
أحسن الله عزاءكم ورحم الله ميتكم
ـ[مسعود رتيمه]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 11:37 ص]ـ
لله ما أخذ وله ما أعطى , وكل شيء عنده بمقدار
إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم اغفر لموتانا وموتى جميع المسلمين
أحسن الله عزاءكم ورحم الله ميتكم فاصبري واحتسبي.
غفر الله له وجمعكم به في مستقر رحمته امين يا رب العالمين.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 03:41 م]ـ
اسكنه الله الجنة واسكنكم معه
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 05:03 م]ـ
أحسن الله عزاءكم، وغفرالله له وأسكنه جناته
اللهم ألهم أهله الصبر والسلوى
ـ[السليك بن سلكه]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 05:29 م]ـ
عظم الله أجركم ورحم ميتكم
ـ[@الحلم المستحيل@]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 05:38 ص]ـ
إنا لله وإنا اليه راجعون
أعظم الله أجركم وغفر لميتكم وأحسن الله عزاءكم
ـ[حذيفة]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 11:05 ص]ـ
إنا لله و إنا إليه راجعون,
:::
{ولَنَبْلُوَنكم ْ بشيء ٍ من الخوف والجوع ِ ونقص ٍ من الأموال ِ والأنفس والثمرات وبشِّر ِ الصَّابرين *الذين َ إذا أصابَتهم مصيبةٌ قالُوا إنَّا للهِ وإنَّا إليه ِراجعُون * أولئك َعليهمْ صَلَوَاتٌ مِنْ ربِّهِِم ورحمة وأولئِك هُم المُهْتَدون} البقرة آية 157
نسأل الله الكريم أن يلهمكم الثبات والصبر , وألا يحرمكم أجره ولا يفتنكم بعده ..
اللهم اجعل وفاته في هذا اليوم وفي هذا الشهر من بشائر حسن الخاتمة .. وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وأرِه ِ -يا أكرم مسؤول- منزله من الجنة , واجمعه بوالديه وأهله في الفردوس الأعلى .. اللهم وثبِّته بالقول الثابت يا أرحم الراحمين ..
آمين
ـ[عَروب]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 02:46 م]ـ
ماشاء الله تبارك الرحمن أقول ذلك لأنه مات ميتة حسنة بإذن الله
حافظ لكتاب الله دارس لعلومه
أحسن الله عزاءهم وجبر مصابهم وغفر له وجمعهم به في جناته
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 02:50 ص]ـ
رحمه الله , وجعل مثواه الجنة ونسأل الله لأهله الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[قطرالندى]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 05:17 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
عظّم الله أجركم وأحسن عزاءكموغفر لميتكم وألهمكم الصبر والاحتساب
ـ[التواقه،،]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 02:01 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
{كل نفس ذائقة الموت}
هنيئا ً لمن لقي ربه حافظا ً لكتابه وصائما ً
اللهم احسن خاتمتنا جميعا ً ولا تقبض أرواحنا إلا على حال ترضاه وقول تحبه يارب العالمين
أسأل الله جل في علاه أن يكرمه فهو وحده الكريم
ويرضيه ويوسع له في قبره على مد بصره ويجعله روضة من رياض الجنة
وأسأله أن يلهم أهله الصبر وعظيم الجزاء
عظم الله أجرك أختي وضحاء وحفظك
ـ[الأسد]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 04:20 ص]ـ
اللهم ارحمه واغفرله وأسكنه فسيح جناتك , وألهم ذويه الصبر والسلوان ولا حول ولا قوة إلا بالله , وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 07:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وكتب أجركم، وتقبل دعاءكم.
ارحم اللهم ميتنا، واجمعنا به في الفردوس يا كريم.
ـ[ايام العمر]ــــــــ[29 - 09 - 2007, 09:02 م]ـ
رحمه الله،وأسكنه فسيح جناته
عظم الله أجرك أختي وضحاء،وأجر أسرتك
وجمعكم الله به في مستقر رحمته،ولعل وفاته في الشهر الفضيل دليلا على حسن الختام
أسأل الله بمنه وكرمه أن يربط على قلوبكم،ويثبتكم،ويثيبكم على صبركم
ولله ماأخذ ولله ماأعطى
وإنا لله وإنا اليه راجعون
تمنيت والله ياأختي أن لدي رقمك لأهاتفك وأعزيك لكني لاأملكه
ولكني أملك أن أدعو أنا والإخوة الكرام الرحيم المنان في هذه الأيام المباركةأن يرحمه ويرزقه الفردوس الأعلى من الجنة
آمين يارب العالمين
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[03 - 10 - 2007, 05:18 ص]ـ
رحمه الله،وأسكنه فسيح جناته
عظم الله أجرك أختي وضحاء،وأجر أسرتك
وجمعكم الله به في مستقر رحمته،ولعل وفاته في الشهر الفضيل دليلا على حسن الختام
أسأل الله بمنه وكرمه أن يربط على قلوبكم،ويثبتكم،ويثيبكم على صبركم
ولله ماأخذ ولله ماأعطى
وإنا لله وإنا اليه راجعون
تمنيت والله ياأختي أن لدي رقمك لأهاتفك وأعزيك لكني لاأملكه
ولكني أملك أن أدعو أنا والإخوة الكرام الرحيم المنان في هذه الأيام المباركةأن يرحمه ويرزقه الفردوس الأعلى من الجنة
آمين يارب العالمين
جزاك الله خيرا، و بارك فيك، و تقبل دعاءك.
أشكر لك مشاعرك أختي الكريمة أيام العمر.(/)
هل من مرحب؟
ـ[السليك بن سلكه]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 11:45 م]ـ
:::
هل من مرحب بالسليك بن سلكه صاحب العدو السريع وسيد الصعاليك
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 01:18 ص]ـ
أهلاً بك أخي الكريم بيننا
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 11:50 ص]ـ
حياك الله وبياك أخي السلكة وأهلاً بك بين أسرة الفصيح ...
ـ[السليك بن سلكه]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 02:09 م]ـ
شكرا لكم على الترحيب
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 03:09 م]ـ
أهلا بك، الشاعر ... سليك المقانب، في الفصيح، أرنا من شعرك وكرم عطائك.
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 06:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... حياك الله أخانا المبجل ندعو الله أن يوفقك معنا وأن يوفقنا معك ....... ووفقك الله لما يحبه تعالى ويرضاه
ـ[السليك بن سلكه]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 05:00 م]ـ
أشكرك دكتورنا الكريم
ـ[السليك بن سلكه]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 05:01 م]ـ
أخي أبو محمد محيي الدّين
آمين يارب وشكراً لك
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 05:19 م]ـ
السلام عليكم, ومباركٌ عليك الشهر؛
حيّاك الله السليك بن السُّلكة وبيّاك ,وننتظرـ نحن الفصحاء ـ منك في الفصيح عدوًا لا يُجارى.
ـ[السليك بن سلكه]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 05:32 م]ـ
ومبارك عليك الشهر يا دكتور أما العدو فابشر به ولكن بعد رمضان
ـ[همس الجراح]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 03:27 م]ـ
(مِيت أهلين وسهلين)(/)
هل من ناصح؟
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 01:10 ص]ـ
الإخوة الأفاضل والأخوات الفاضلات:
ما رأيكم بقنوات المجد الفضائية؟
فقد عزمت على أن استقلّ الفضاء:)
مع خالص تقديري
ـ[ابو تمام الحذيفي]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 05:30 ص]ـ
انا لا ارى افضل منها اطلاقا سيما قناة المجد للقرآن الكريم
والله اعلم
ـ[ابنة الإسلام]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 11:22 ص]ـ
قنوات المجد من أفضل القنوات بل هي الفضلى.
وجزى الله القائمين عليها خيرا فجهودهم جبارة، وإخلاصهم ورغبتهم في الخير واضحة، نحسبهم كذلك والله حسيبهم.
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 10:40 م]ـ
شكرا لكم
ـ[السليك بن سلكه]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 04:25 م]ـ
شكرا لكم
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 11:08 م]ـ
السلام عليكم وكل عام وأنت بخيريا أبايحي فقدناك من زمن فأين أنت؟
أما قنوات المجد فهي في تقديري أفضل القنوات لأنها جمعت بين القرآن والحديث والعلوم الدينية والعلوم العامة
وقد إهتمت المجد بالقاعدة وهي الأطفال وهذا سيكون له أثركبيرعلى مستقبلها حيث أتوقع ان تحوز على متابعة الأسرة العربية خلال سنوات وتكون الأولى بلامنازع
وأمنياتي ودعواتي للقائمين عليها بالتوفيق
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 01:27 ص]ـ
السلام عليكم
أحيي الإخوة والأخوات الكرام على كريم تفاعلهم
وأخص بالذكر الأخ الحبيب: نعيم الحداوي
شاكراً له سؤاله عن أخيه
كما وأهنئ الجميع بالشهر الفضيل: شهر رمضان المبارك
سائلاً المولى ـ عز وجل ـ أن يجعلنا فيه من المقبولين
وأن يجعلنا فيه من عتقائه من النار
آمين
أما بالنسبة الي هذا الموضوع الذي سقته
أقصد بذلك موضوع قناة المجد
فلم يبعثني له ـ على قلة اهتمامي بقنوات الفضاء بجميع صنوفها ـ لم يبعثني له
إلا باعث حثيث؛ وذلك ما سمعته من أحد المتدينين عندنا
من تحذير من هذه القناة
ووصفه الغريب لها
بأنها قناة سرورية محترقة
وقد تعجبتُ من وصفه هذا كثيرا
وجال في خيالي صورة الرماد المحترق لا نفع فيه ولا غناء
وهو مع ذلك نار في نار
فما كان مني إلا أن مضيت عنه ولم أعقّب
حتى إني لم أسأله عن تحرير هذا المصطلح العجيب:
(السرورية) ;)
والله المستعان
سلامي للجميع
وكل عام وأنتم بخير
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 10:08 ص]ـ
حتى إني لم أسأله عن تحرير هذا المصطلح العجيب:
(السرورية) ;)
يا قوم
أفتوني في أمري
هذه السرورية
ما هيه؟
وهل الوصف بها سُبّة أو تهمة؟
وما دخل قناة المجد بكل هذا!
فهل من مبدِّد لظلام هذه الحيرة
وله مني عظيم الامتنان سلفا
أخوكم / أبو يحيى
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 11:01 ص]ـ
:::
الإخوة الأفاضل والأخوات الفاضلات:
ما رأيكم بقنوات المجد الفضائية؟
فقد عزمت على أن استقلّ الفضاء:)
مع خالص تقديري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد؛
فأهلًا بك أخي أحمد , وتقبل الله منا ومنك, وكل عام وأنت بخير.
أخي الكريم:
كنتُ قد قرأتُ سؤالك هذا قبل مدة؛فعجبتُ أشد العجب أن يُسأل مثلُ هذا!؛ فهل يصح أن يقال: كيف هو الحق , وكيف هي الشمس, وكيف هي النعمة, وكيف هي العافية؟!
ولم يزُلْ عجبي إلا بعد قراءتي لردك الأسبق؛ فلا تكترث لقول مثل هؤلاء ,ولا برميهم لأهل الحق بـ "السرورية" ونحوها من الألقاب التي يُراد بها غمط الحق ,وطمس الشمس ـ زعموا!:
تعد ذنوبي عند قومٍ كثيرة =
ولا ذنب لي إلا العلا والفضائل
وإني وإن كنت الأخير زمانه =
لآت بما لم تستطعه الأوائل
وإن كان في لبس الفتى شرف له =
فما السيف إلا غمده والحمائل
ولما رأيت الجهل في الناس فاشياً =
تجاهلت حتى ظن أني جاهل
فواعجبا كم يدعي الفضل ناقص =
و وا أسفى كم يظهر النقص فاضل
إذا وصف الطائي بالبخل مادر=
وعير قساً بالفهاهة باقل
وقال السها للشمس أنت ضئيلة =
وقال الدجا للصبح لونك حائل
وطاولت الأرض السماء سفاهة =
وفاخرت الشهب الحصا والجنادل
فيا موت زر إن الحياة ذميمة =
ويا نفس جدي إن دهرك هازل
إذا كنت تبغي العيش فابغ توسطا =
فعند التناهي يقصر المتطاول
توقى البدور النقص وهي أهلة =
ويدركها النقصان وهي كوامل
ـــــــــــ
أخي الكريم:
أكثر من يصف المجد بالسرورية قومٌ عرفوا بـ (الجامية)؛وهي ألقابٌ ابتلينا بها؛ فرّقت لحمة المسلمين , وزرعت الفتنة في صفوفهم , ولكن لا مناص من بيان الحقّ؛ فهؤلاء أخي على خطأ ظاهرٍ ,فاحذر منهم ,ونسأل الله لهم الهداية , وكفَّ ألسنتهم عن أعراض المسلمين:
أقلّوا عليهم لا أبا لأبيكم = من اللوم أو سدُّوا المكان الذي سدُّوا
أقْدِم أخي على ما نويت , فو الله للمجدُ مجدٌ لك في الدنيا والآخرةـ نحسبها والقائمين عليها ,من الصالحين المصلحين.
تنبيه: لا تسمح شروط المنتدى بتداول الرأي في العقائد وما يبث الفرقة؛ فآمل الاكتفاء بهذا, والرجوع إلى أهل العلم في ذلك.وفقك الله وأعانك على الخير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 12:04 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد؛
فأهلًا بك أخي أحمد , وتقبل الله منا ومنك, وكل عام وأنت بخير.
أخي الكريم:
كنتُ قد قرأتُ سؤالك هذا قبل مدة؛فعجبتُ أشد العجب أن يُسأل مثلُ هذا!؛ فهل يصح أن يقال: كيف هو الحق , وكيف هي الشمس, وكيف هي النعمة, وكيف هي العافية؟!
ولم يزُلْ عجبي إلا بعد قراءتي لردك الأسبق؛ فلا تكترث لقول مثل هؤلاء ,ولا برميهم لأهل الحق بـ "السرورية" ونحوها من الألقاب التي يُراد بها غمط الحق ,وطمس الشمس ـ زعموا!:
تعد ذنوبي عند قومٍ كثيرة =
ولا ذنب لي إلا العلا والفضائل
وإني وإن كنت الأخير زمانه =
لآت بما لم تستطعه الأوائل
وإن كان في لبس الفتى شرف له =
فما السيف إلا غمده والحمائل
ولما رأيت الجهل في الناس فاشياً =
تجاهلت حتى ظن أني جاهل
فواعجبا كم يدعي الفضل ناقص =
و وا أسفى كم يظهر النقص فاضل
إذا وصف الطائي بالبخل مادر=
وعير قساً بالفهاهة باقل
وقال السها للشمس أنت ضئيلة =
وقال الدجا للصبح لونك حائل
وطاولت الأرض السماء سفاهة =
وفاخرت الشهب الحصا والجنادل
فيا موت زر إن الحياة ذميمة =
ويا نفس جدي إن دهرك هازل
إذا كنت تبغي العيش فابغ توسطا =
فعند التناهي يقصر المتطاول
توقى البدور النقص وهي أهلة =
ويدركها النقصان وهي كوامل
ـــــــــــ
أخي الكريم:
أكثر من يصف المجد بالسرورية قومٌ عرفوا بـ (الجامية)؛وهي ألقابٌ ابتلينا بها؛ فرّقت لحمة المسلمين , وزرعت الفتنة في صفوفهم , ولكن لا مناص من بيان الحقّ؛ فهؤلاء أخي على خطأ ظاهرٍ ,فاحذر منهم ,ونسأل الله لهم الهداية , وكفَّ ألسنتهم عن أعراض المسلمين:
أقلّوا عليهم لا أبا لأبيكم = من اللوم أو سدُّوا المكان الذي سدُّوا
أقْدِم أخي على ما نويت , فو الله للمجدُ مجدٌ لك في الدنيا والآخرةـ نحسبها والقائمين عليها ,من الصالحين المصلحين.
تنبيه: لا تسمح شروط المنتدى بتداول الرأي في العقائد وما يبث الفرقة؛ فآمل الاكتفاء بهذا, والرجوع إلى أهل العلم في ذلك.وفقك الله وأعانك على الخير.
أستاذي الفاضل/ د. شوارد
أيها الناصح الأمين
لست أدري كيف أوفيك حقك من الشكر والثناء
إلا أن أسأل المولى ـ عز وجل ـ بأن يجزيك خير الجزاء
وأن يجزل لك المثوبة والأجر
في هذه الأيام والليالي المباركات
فلقد أزلت عن عيني غشاوة التضليل والوهَم
وإن كنت قد فجأتني بمصلح جديد (الجامية):)
ولكن لا بأس؛ ليتجرع أولئك القوم من جام حقدهم وحسدهم على صالحي الأمة وأخيارهم: mad:
ولتشرب (السرورية) بكأس السرور
أقصد بذلك كأس الفخر لا كأس ... : p
وأبشرك أني من الغد، بل من اليوم
سأشترك في جميع باقة قناة المجد
وأحرص على برامجها أشد الحرص
لا سيما قنوات القرآن والعلم الشرعي
ملاحظة / لم أكن أعلم قبل أن تنبهني ـ بارك الله فيك ـ بأن في بعض قولي مخالفة لشروط المنتدى، ومنكم التمس العذر
وقد كفاني ردك فاكتفيت
والحمد لله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوك المحب / أبو يحيى
ـ[أبو سارة]ــــــــ[02 - 10 - 2007, 03:27 ص]ـ
ليس بها سبة أو تهمة، لعله يعني بالسرورية أتباع محمد بن سرور زين العابدين صاحب مجلة (السنة) التي تصدر في بريطانيا،إن كان المقصود فقد اطلعت على عدد منها قبل سنوات وقد كتب تحت عنوانها: (مجلة دعوية سياسية)!، لا أدري إن كانت على قيد الحياة أم انقطعت، ولبعض العلماء الأجلاء فيها كلام، ليس هذا محله.
لو جئنا إلى هذا المصنِّف لوجدناه مصنَّفا عند آخرين بتصنيف آخر، وكلها حرب تصنيفات بين فرق المسلمين المحسوبين على أهل السنة،ولو قرأت كتاب الشيخ بكر أبو زيد الموسوم: تصنيف الناس بين الشك واليقين، لربما عرفت مالم تكن تعرف من التراشق بنحو هذه المصطلحات.
مهما يكن من أمر، المقياس الحقيقي هو عرض مانراه على منهج أهل السنة على فهم السلف الصالح،وهو المحجة البيضاء التي تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يزيغ عنها إلا هالك، نسأل الله العفو والسلامة.
قناة المجد فيها خير كثير بل هي أفضل الموجود من القنوات.
والله الموفق
ـ[الشيخ فؤاد]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 05:03 ص]ـ
نعم فآنآ راي من رآي اعزائي الكرآم اخوآني في للهـ,,,
الذي يعجبني في المجد هوو القران الكرييمّ:) ..
ولكن يوجد اعترراض بصيط اود طرحه لكم واخذ ارائكم,,,
مارآيكم في قنوآآت روتانه واخوواتهآ,,,;)
انهاا تخرب الاجيااال البريئه الطااهر العفيفه,,,
انتظر ارائكم يااخواني في للهـ ...
تقبلو احر تحياتي ,,
الشيخ فؤاد ..
ـ[امرأه تتمنى الفلسفه]ــــــــ[12 - 10 - 2007, 01:50 ص]ـ
الإخوة الأفاضل والأخوات الفاضلات:
ما رأيكم بقنوات المجد الفضائية؟
فقد عزمت على أن استقلّ الفضاء:)
مع خالص تقديري
أخي العزيز ..
يكفي من هذه القنااة انها تأتي بالقرآن الكريم .. وهذا شيء وسبب أنك لاتعتزل هذه القناة .. ماذا تريد أكثر من ذلك:) .. وهذا رأيي .. ( ops
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[امرأه تتمنى الفلسفه]ــــــــ[12 - 10 - 2007, 02:02 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد؛
فأهلًا بك أخي أحمد , وتقبل الله منا ومنك, وكل عام وأنت بخير.
أخي الكريم:
كنتُ قد قرأتُ سؤالك هذا قبل مدة؛فعجبتُ أشد العجب أن يُسأل مثلُ هذا!؛ فهل يصح أن يقال: كيف هو الحق , وكيف هي الشمس, وكيف هي النعمة, وكيف هي العافية؟!
ولم يزُلْ عجبي إلا بعد قراءتي لردك الأسبق؛ فلا تكترث لقول مثل هؤلاء ,ولا برميهم لأهل الحق بـ "السرورية" ونحوها من الألقاب التي يُراد بها غمط الحق ,وطمس الشمس ـ زعموا!:
تعد ذنوبي عند قومٍ كثيرة =
ولا ذنب لي إلا العلا والفضائل
وإني وإن كنت الأخير زمانه =
لآت بما لم تستطعه الأوائل
وإن كان في لبس الفتى شرف له =
فما السيف إلا غمده والحمائل
ولما رأيت الجهل في الناس فاشياً =
تجاهلت حتى ظن أني جاهل
فواعجبا كم يدعي الفضل ناقص =
و وا أسفى كم يظهر النقص فاضل
إذا وصف الطائي بالبخل مادر=
وعير قساً بالفهاهة باقل
وقال السها للشمس أنت ضئيلة =
وقال الدجا للصبح لونك حائل
وطاولت الأرض السماء سفاهة =
وفاخرت الشهب الحصا والجنادل
فيا موت زر إن الحياة ذميمة =
ويا نفس جدي إن دهرك هازل
إذا كنت تبغي العيش فابغ توسطا =
فعند التناهي يقصر المتطاول
توقى البدور النقص وهي أهلة =
ويدركها النقصان وهي كوامل
ـــــــــــ
أخي الكريم:
أكثر من يصف المجد بالسرورية قومٌ عرفوا بـ (الجامية)؛وهي ألقابٌ ابتلينا بها؛ فرّقت لحمة المسلمين , وزرعت الفتنة في صفوفهم , ولكن لا مناص من بيان الحقّ؛ فهؤلاء أخي على خطأ ظاهرٍ ,فاحذر منهم ,ونسأل الله لهم الهداية , وكفَّ ألسنتهم عن أعراض المسلمين:
أقلّوا عليهم لا أبا لأبيكم = من اللوم أو سدُّوا المكان الذي سدُّوا
أقْدِم أخي على ما نويت , فو الله للمجدُ مجدٌ لك في الدنيا والآخرةـ نحسبها والقائمين عليها ,من الصالحين المصلحين.
تنبيه: لا تسمح شروط المنتدى بتداول الرأي في العقائد وما يبث الفرقة؛ فآمل الاكتفاء بهذا, والرجوع إلى أهل العلم في ذلك.وفقك الله وأعانك على الخير.
أخي ..
من تقصد بالـ[الجامية] .. ;)؟؟؟
تنبيه: آناا آسفة على سؤالي هذا .. وآنا لآ أقصد به شيئاً .. لكن حقاً اريد أن اعرف .. من باب الأستطلاع فقط لاغير
ولك جزيل الشكر .. ( ops
ـ[امرأه تتمنى الفلسفه]ــــــــ[12 - 10 - 2007, 02:08 ص]ـ
نعم فآنآ راي من رآي اعزائي الكرآم اخوآني في للهـ,,,
الذي يعجبني في المجد هوو القران الكرييمّ:) ..
ولكن يوجد اعترراض بصيط اود طرحه لكم واخذ ارائكم,,,
مارآيكم في قنوآآت روتانه واخوواتهآ,,,;)
انهاا تخرب الاجيااال البريئه الطااهر العفيفه,,,
انتظر ارائكم يااخواني في للهـ ...
تقبلو احر تحياتي ,,
الشيخ فؤاد ..
أخي الكريم ..
مادخل روتانا في هذا الموضوع .. وانت تعرف رأينا بهذه القناة والكثير تحدثوا بهذا الموضوع .. لكن لآ شيء جديد .. فلماذا تكرار السؤال ياشيخي الفاضل ( ops(/)
زولة!
ـ[رفاعية]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 01:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم سلمنا إلى رمضان وسلم رمضان إلينا وتسلمه منا متقبلا
قرأت قصة عن مناظرة سيبويه والكسائي
فأدركت أنني لا أعرف شيئا عن اللغة وعلمائها
وأريد بانضمامي إليكم أن أغير هذا الوضع
رفاعية من السودان
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 03:47 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, وبعد؛ فأهلا ومرحبًا بك في ربوع الفصيح, وأسأل الله أن يتحقق بانضمامك إليه مبتغاك, وأن تكوني فيه نافعة منتفعة.
"اللهم سلمنا إلى رمضان وسلم رمضان إلينا وتسلمه منا متقبلا"
آمين.و جزاك الله خيرا.
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 04:00 ص]ـ
وأودّ بمناسبة العنوان هنا (زولة!) أن أوجّه سؤالًا إلى أخي الحبيب الدكتور سليمان في تأنيث (زولة) وعلاقة ذلك بما أفادنا به حفظه الله من تأنيث (إنسانة) فما الوجه فيه؟
ـ[رفاعية]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 10:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. شوارد
وجزيت
ترحيب دافئ
وتساؤل هو بداية سريعة لتحقيق مبتغاي
ما أعرفه أن:
زولة تعني الفطنة الذكية - وهو ما أرجو أن أكونه -
قال الشاعر:
وأدت إلي القول منهن زولة
تلاحن أو ترنو لقول الملاحن
أنتظر معك د. سليمان
لأن هذا كل ما أعرفه
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 04:41 م]ـ
في البداية رحبوا معي بهذه الزولة الفصيحة، في الفصيح، ودعوني أحتفي بها احتفاء خاصا؛لقلة أهل تلك الناحية في بلاد الإسلام والعربية من الأزوال والزولات هنا، ومن كان قد حضر منهم ألقى السلام وانصرف ثم لم يعد بعد، وأرجو أن تبقى معنا هذه الزولة مستفيدة ومفيدة، فأهلا بأهل رفاعة (ود أب سن) شيخ العرب في البطانة.
أما الزولة ففي القاموس المحيط:"الزَوْلُ: العَجَبُ، والصقر ... والشجاع، وعين باليمن، والجواد، والشخص، والبلاء، والخفيف الظريف الفطن، وهي: بالهاء-أي الزولة-والجمع: أزوال، وتزَوَّل: تناهى ظَرْفه."
والعجب أن يكون من معاني الزول: العجب، ونحن أمرنا كله عجب من العجب، وهذا قول ليس يُدْرى أمديح أم هجاء، ما لم أُطِل في شرحه، ولست بفاعل الآن، ولعلي أفعل في مكان وزمان آخرين في الفصيح.
وقد ذكر من معاني الزول: الشخص، وهو المعنى الذي يجري عليه استعمالنا لهذه الكلمة العربية الفصيحة الكثيرة المعاني، وهي كلها معان جميلة عالية، إلا البلاء، فنعوذ بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وشماتة الأعداء، وقد يكون البلاء بالخير، كما قال الله -عز وجل- في كتابه الكريم:"ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون".
وكلام مجد الدين واضح في فصاحة الزولة، وأوضح منه ما جاء في المعجم الوسيط:"الزول: الخفيف الحركات، والفطن، والشخص، والشجاع الذي يزول الناس من شجاعته، والصقر، والجمع أزوال، ويقال: هذا زول من الأزوال: عجب من العجائب. والزولة: مؤنث الزول، ويقال: شَتْوَة زولة: عجيبة في بردها وشدتها." ومن عجيب المصادفات أن شيخنا الحجة أبا قصي ناداني بكلمة بالزول اليوم في إحدى مشاركاته بهذا المنتدى، فدل ذلك على فصاحتها العالية؛ إذ لم أعهده يستعمل من الكلمات والعبارات والجمل إلا ما كان كذلك، ولولا أننا صيام والأهم كثير لأفضت في الحديث عن هذه الكلمة العربية الفصيحة ومعانيها الكثيرة، والجامع بينها من مقاييس اللغة، لابن فارس، رحمه الله، لكن حسبكم الآن من القلادة ما أحاط بالعنق، وأختم بتكرار الترحيب بالزولة رفاعية. والسلام.
ـ[بندر المهوس]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 04:55 م]ـ
كلام جميل عن كلمة ورادة في كثير من الألسن ...
ـ[رفاعية]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 05:35 م]ـ
في البداية رحبوا معي بهذه الزولة الفصيحة، في الفصيح، ودعوني أحتفي بها احتفاء خاصا؛لقلة أهل تلك الناحية في بلاد الإسلام والعربية من الأزوال والزولات هنا، ومن كان قد حضر منهم ألقى السلام وانصرف ثم لم يعد بعد، وأرجو أن تبقى معنا هذه الزولة مستفيدة ومفيدة، فأهلا بأهل رفاعة (ود أب سن) شيخ العرب في البطانة.
أما الزولة ففي القاموس المحيط:"الزَوْلُ: العَجَبُ، والصقر ... والشجاع، وعين باليمن، والجواد، والشخص، والبلاء، والخفيف الظريف الفطن، وهي: بالهاء-أي الزولة-والجمع: أزوال، وتزَوَّل: تناهى ظَرْفه."
والعجب أن يكون من معاني الزول: العجب، ونحن أمرنا كله عجب من العجب، وهذا قول ليس يُدْرى أمديح أم هجاء، ما لم أُطِل في شرحه، ولست بفاعل الآن، ولعلي أفعل في مكان وزمان آخرين في الفصيح.
وقد ذكر من معاني الزول: الشخص، وهو المعنى الذي يجري عليه استعمالنا لهذه الكلمة العربية الفصيحة الكثيرة المعاني، وهي كلها معان جميلة عالية، إلا البلاء، فنعوذ بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وشماتة الأعداء، وقد يكون البلاء بالخير، كما قال الله -عز وجل- في كتابه الكريم:"ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون".
وكلام مجد الدين واضح في فصاحة الزولة، وأوضح منه ما جاء في المعجم الوسيط:"الزول: الخفيف الحركات، والفطن، والشخص، والشجاع الذي يزول الناس من شجاعته، والصقر، والجمع أزوال، ويقال: هذا زول من الأزوال: عجب من العجائب. والزولة: مؤنث الزول، ويقال: شَتْوَة زولة: عجيبة في بردها وشدتها." ومن عجيب المصادفات أن شيخنا الحجة أبا قصي ناداني بكلمة بالزول اليوم في إحدى مشاركاته بهذا المنتدى، فدل ذلك على فصاحتها العالية؛ إذ لم أعهده يستعمل من الكلمات والعبارات والجمل إلا ما كان كذلك، ولولا أننا صيام والأهم كثير لأفضت في الحديث عن هذه الكلمة العربية الفصيحة ومعانيها الكثيرة، والجامع بينها من مقاييس اللغة، لابن فارس، رحمه الله، لكن حسبكم الآن من القلادة ما أحاط بالعنق، وأختم بتكرار الترحيب بالزولة رفاعية. والسلام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لأن هذا مقام الفصيح
لم أستطع أن أرد على جميل ترحابك أستاذي
بأبيات لعبد الله محمد خير - برغم جمالها -
أو بدوبيت - مع أن الأبشيهي عده من الفنون الشعرية السبعة -
أو بمسدار من رفاعة - مع أنه على نمط الرجز الرباعي -
ومع حرارة الجو هنا في - أم درمان - سعدت بكلامك الذي - أثلج صدري -
د. سليمان خاطر
أنتظر استفاضتك بشغف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 06:13 م]ـ
كأنك قد رددت بكل ذلك، وأبشري بالإفاضة،لكن بعد رمضان إن شاء الله عز وجل. وأعانكم الله على حرأم درمان في رمضان.
ـ[دعدُ]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 06:45 م]ـ
كلام جميل عن كلمة ورادة في كثير من الألسن ...
حقاً هو كذلك، بوركتم أيها الأزوال الفصحاء!
ـ[أبو طارق]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 10:38 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بالأخت الفاضلة
سعدنا بانضمامكِ
ونأمل منكِ ولكِ دوام النفع والفائدة
ـ[معالي]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 07:42 ص]ـ
أهلا وسهلا ومرحبا بالزولة الكريمة
سعداء بحضورك الذي جلب لنا هذا النفع من أشياخنا، كعادتهم وفقهم الله.
نرحّب بك، وننتظر منك الكثير؛ فخطاك هنا تبشر بخير كثير.
حياك الله.(/)
مهرجان رمضان في تركيا!!!
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 11:02 ص]ـ
حبذا لو كل واحد منا يعطينا لمحة عن أهم نشاطات رمضان في بلده!!!
وهاكم عن أهم النشاطات في تركيا ...
تتجلى في شهر رمضان الأنشطة والفعاليات الخيرية والثقافية المعبرة عن التوّجه الإسلامي لتركيا.
إفطار على الهواء
وفيما يتعلق بموائد الرحمن التي عرفتها تركيا منذ حوالي 10 سنوات فقط،
نرى البلاد تبدأ التجيهزات اللازمة لهذا المهرجان الرمضاني من شهر شعبان
ولا يقتصر الأمر على تناول الإفطار لعامة الناس، بل تحرص الخيمات الرمضانية على استضافة مشاهير الشعر والأدب والمسرح والسينما والفكر والصحافة والإعلام والسياسة والدعوة الإسلامية؛ لكي يتحدثوا عن ذكرياتهم وانطباعاتهم عن شهر رمضان.
وقد أقامت بلدية "حي أسٌكدار" بالطرف الأسيوي للمدينة شادراً رمضانياً لإفطار عدد 8 آلاف صائم بشكل يومي، وهو نفس الأمر الذي تقوم به باقي البلديات الأخرى في أنحاء البلاد ...
موسيقى صوفية
كما تقوم مقاه صغيرة مؤقتة بتقديم عروض من الموسيقى الصوفية والدينية مثل فرقة مولانا للموسيقى الصوفية، وأمسيات شعرية دينية يشارك فيها مشاهير الشعر التركي، علاوة على تقديم عروض "القره قوز" و"حاجي وات" بشخصياتهما الشعبية الفكاهية، وذلك في مكان يطلق عليه تعبير "فسح- خانه" داخل حديقة جول خانه المطلة على مضيق البسفور وبحر مرمرة.
أمّا صلاة التراويح فهي تمثل واحدة من أبرز العبادات الرمضانية في تركيا، حيث تمتلئ المساجد يومياً بالآلاف الذين يهرعون بعد الإفطار مباشرة لكي يجدوا مكانا لهم بين الازدحام الذي تشهده المساجد بمناسبة الشهر المبارك.
كما تقوم العائلات كبيرة العدد بأداء صلاة التراويح داخل المنازل، حيث يقوم أحدهم بإمامة الجمع رجالاً ونساءً وأطفالاً.
وتنظم المساجد في تركيا دورات لتعليم قراءة القرآن وحفظ الأحاديث للأطفال مجاناً يومي السبت والأحد حيث العطلة المدرسية الأسبوعية.
الخرقة الشريفة
ومن العادات الشهيرة عند الأتراك في رمضان قيام الرجال والسيدات من كل أنحاء البلاد بزيارة جامع الخرقة الشريفة بحي الفاتح بإستانبول، لمشاهدة الخرقة النبوية الشريفة التي أهداها الرسول -صلي الله عليه وسلم- أوس القرني، وقد نقلها السلطان سليم من الحجاز لإستانبول أثناء حكمه للدولة العثمانية.
وهذه الخرقة محفوظة في الجامع منذ تأسيسه عام 1853م حيث سمح السلطان عبد الحميد الثاني بفتح صندوق الخرقة الشريفة لعرضها على المواطنين في شهر رمضان.
ويصاحب هذه العادة إقامة سوق حول الجامع لبيع الكتب والهدايا والملابس الشرقية والحلويات والمسابح وأغطية الرأس.
ويتم السماح للناس أيضا في رمضان بزيارة حجرة الأمانات المقدسة الموجودة بقصر طوب قابى -الباب العالي- التي تحوي مقتنيات للرسل والأنبياء والصحابة.
وتقوم محطات التلفزيون في إطار مشاركتها في فعاليات الشهر الثقافية، بلفت أنظار المشاهدين لآخر إصدارات التواشيح الدينية والأغاني، وتقدم منها فقرات قصيرة خلال برامجها ونشرات أخبارها الرئيسية.
كما تتسابق المحطات التلفزيونية على اختلاف مشاربها - في أيام الشهر الكريم على تقديم برامج ومسلسلات تاريخية ودينية إسلامية مدبلجة من إنتاج شركات الإعلام العربية والإسلامية، علاوة على تخصيص برامج ثقافية ودينية قبل الإفطار
.
ـ[السليك بن سلكه]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 02:11 م]ـ
شكرا لك على الموضوع الجميل
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 01:07 م]ـ
بارك الله فيك اخي السليك على لطيف المرور ونفع الله بك ...(/)
عضو جديد
ـ[ملكة الليل]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 10:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشرفني حقا أن أشارك في هذا المنتدى الأكثر من رائع
وأرجو من الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه
وأتمنى أن أكون ضيفه خفيفة ظل: p
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 04:59 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ,وبعد؛
فحيّاك الله وبيّاك في الفصيح ,وأسأل الله لك التوفيق لما يحبه ويرضاه. أهلًا بكلّ محبٍ للعربية.
ـ[سوسنه]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 06:47 م]ـ
اهلا الف هلا
الاعضاء متعاونين وبهم الخير ولا يبخلون فالف اهلا بكي عزيزتي
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 07:03 م]ـ
حيا الله أخيتنا "ملكة الليل " .. وندعو الله ان يوفقها معنا وأن يوفقنا معها ....
ـ[ملكة الليل]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 09:19 م]ـ
جزاكم
الله
الف
خير
ـ[أبو طارق]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 09:49 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة اللله وبركاته
حللتِ أهلاً ووطئتِ سهلاً
ومرحبًا بكِ أخية
وننتظر نافعة ومنتفعة
ـ[السليك بن سلكه]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 10:34 م]ـ
جعلك الله ممن يفيد ويستفيد وأهلاّبك
ـ[محمد بدوي]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 04:17 م]ـ
اهلا الف هلا
الاعضاء متعاونين وبهم الخير ولا يبخلون فالف اهلا بكي عزيزتي
عذرا منك .... ولكن لماذا لا يكون كلامك بالفصحى-وأنت من" الفصيح"-
ـ[محمود خلف حمد السبهاني]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 05:40 م]ـ
حياك الله يا ملكة الليل وستجدين منا كل العون بأذن الله تعالى
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 10:16 م]ـ
حياك الله معنا نافعة منتفعة.
ـ[معالي]ــــــــ[29 - 10 - 2007, 03:14 ص]ـ
مرحبا بك أختي الكريمة، والله ينفعك وينفع بك.(/)
هل من سبيل إلى تقويم عكد اللسان?!!
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 11:39 م]ـ
:::
ها أنا قد وضعتُ رحالي بينكم فأفيدوني بارك الله فيكم
هل من سبيل إلى تقويم عكد اللسان الذي تضلع من اللهجة العامية قرابة العشرون ربيعاً
كيف استطيع أن أكون فصيحاً؟
بليغاً؟
عل من سبيل إلى ذلك أفيدوا أخاكم لا حرمتم الأجر
(فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)
ـ[الهليلي]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 02:01 ص]ـ
بارك الله فيك يا ابو معاذ وانت اكيد انك تقرأ القرآن ولكن اكثر من قرائته جهرا وباذن الله يتغير الحال واهلا بك.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 04:49 م]ـ
مرحبًا أبا معاذ
حللتَ أهلاً ووطئت سهلاً
ومرحبًا بك نافعًا ومنتفعًا
وأسلوبك يوحي بمقدرة في الكتابة
ننتظرك بشوق
ـ[السليك بن سلكه]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 10:33 م]ـ
كما قال لك اخي الهليلي ويا حبذا أن يكون ذلك على يد شيخ
ـ[محمد بدوي]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 04:02 م]ـ
اعلم أخي أن العربية لسان وتستطيع أن تكون فصيحا بالدربة والمران فعليك
كما تفضل الأخ"الهليلي"أن تكثر من قراءة القران قراءة مجودة ,وهذا يقتضي
أن تلم بعلم التجويد.
واعلم أنه ينبغي عليك عند قراءة أي كتاب أن تعمد إلى قراءته بالفصحى
قراءة "صامتة"-وهذا شرط هام لكي تجري الفصحى على لسانك بسهولة-
وإن كنت ممن يحبون" الاستماع" إلى علمائنا الأفاضل-وأنعم به من فعل-
فتخير منهم الفصحاء الذين انعدم اللحن في كلامهم أو كاد فإن في ذلك فائدة كبيرة لا تخفى على ذي لب.
واعلم أن نيتك في ذلك لها أثر عظيم, وعليك بالدعاء.
والله ولي من والاه
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 10:34 م]ـ
بارك الله فيكم أهل العربية
وقراءة القرآن لا جرم أنه منبع ومعين صافي
لكن هل القراءة الصامتة أي بالتحديق بالمقلتين فقط
أم رفع الصوت بالقرآن أفضل من جانب تنمية الرصيد اللغوي عند القاريء
دمتم في حفظ الله ورعايته
ـ[محمد بدوي]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 04:51 م]ـ
حياك الله وبياك, وجعل جنة الفردوس مأواك وبعد:اعلم أخي أن قراءة
القران جهرا تزيد حقيقة من الرصيد اللغوي الثمين لدى قارئه, ولكنها متلازمة
مع القراءة الصامتة "بالفصحى"حصرا, وهذا الفعل من أهدافه أن تجري الفصحى على لسانك بسهولة ويسر, وليست القراءة الفصحى هي مجرد التحديق
بالعينين فحسب ... فهي تساعد "العقل الباطن" على أن تألف الفصحى.
والله أعلم.
ـ[معالي]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 07:48 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك وأهلا أستاذ أبا معاذ
نتمنى لك ومنك النفع والفائدة.
وللأستاذ محمد بدوي -والمشاركين الكرام- عظيم الشكر على هذه الفوائد.
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[15 - 10 - 2007, 02:39 م]ـ
الإخوة الأكارم
سدد الله أقوالكم وقبل الله أفعالكم
وسلمكم وحياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم(/)
أسباب الغفران في شهر رمضان::لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 01:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أسباب الغفران في شهر رمضان
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1281 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1281)
http://www.rslan.com/images/index/asbab.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1281)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1281
ـ[دعدُ]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 03:37 م]ـ
جزاك الله خيراً على ماقدمت.
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 05:01 م]ـ
جزاك الله خيرًا, وبارك فيك.(/)
أوليّات
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 05:46 م]ـ
أول من استرق الرقيق إدريس عليه السلام.
أول من شاب إبراهيم الخليل عليه السلام وهو أول من قص شاربه وأول من فرق شعره وأول من تمضمض وأول من استاك وأول من قلم الأظفار وأول من استنجى وأول من اختتن وأول من رمى الجمار.
أول من سمي خليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين ولي الخلافة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أول من سمي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وسيأتي ذكره في الكلام على خليج القاهرة في أوائل المسالك والممالك.
أول من أقطع القطائع من الخلفاء أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو أول من اتخذ صاحب شرطة من الخلفاء.
أول من اتخذ بيتاً ترمى فيه قصص أهل الظلامات أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وبقي حتى كتب له شتمه في رقعة وطرحت في البيت فتركه ثم اتخذه المهدي بعده ثم ترك بعد ذلك.
أول من سلم عليه بالخلافة فقيل السلام عليك يا أمير المؤمنين معاوية وكانوا قبل ذلك يقولون السلام عليكم
أول من سار في الناس بالجبرية من الخلفاء وأمر أن لا يخاطب باسمه كما يخاطب الخلفاء قبله الوليد بن عبد الملك فاتفق أن خالف رجل فخاطبه باسمه فأمر به فوطيء.
أول من رتب مراتب الخلافة وأقام حاجباً للاستئذان عليه أبو جعفر المنصور واتخذ في قصره بيتاً يجلس فيه الناس حتى يؤذن لهم وهو أول من اتخذ الأتراك اتخذ حماداً التركي ثم اتخذ المهدي بعده مباركاً التركي ثم أكثر الخلفاء من الأتراك بعد ذلك.
أول من جلس للمصائب من الخلفاء على البساط دون الأنماط هارون الرشيد حين نعي إليه قريبه: إبراهيم بن علي فاتخذ الخلفاء ذلك دأباً في المآتم.
أول من نعت على المنبر بنعت الخلافة الأمين بن الرشيد فقيل: اللهم وأصلح عبدك وخليفتك عبد الله محمداً الأمين.
أول من أضيف لقبه من الخلفاء إلى اسم الله المعتصم فقيل المعتصم بالله ثم تابعه الخلفاء على ذلك.
أول من جلس على السرير من ملوك العرب جذيمة الأبرش وهو أول من وقعت له السمعة من ملوك العرب وأول من لبس الطوق منهم.
أول من مشت الرجال معه وهو راكب الأشعث بن قيس.
أول من مشي بين يديه بالأعمدة الحديد زياد بن أبيه و هو أول من جلس الناس بين يديه على الكراسي وهو أول من اتخذ العسس والحرس.
أول من سلم عليه بالإمرة المغيرة بن شعبة فقيل السلام عليك أيها الأمير وكانوا قبل ذلك يقولون السلام عليكم ثم تبعه الأمراء على ذلك.
أول من حمل إليه الثلج الحجاج بن يوسف
أول من نقش اسمه من الملوك على الدنانير والدراهم مع الخلفاء عز الدولة بن بويه وإخوته ملوك الديلم القائمين على الخلفاء العباسيين ببغداد في سنة أربع وثلاثين وثلثمائة
أول من سمي وزيراً في الإسلام أحمد بن سليمان الخلال وزير السفاح أول خلفاء بني العباس ثم تبعه وزراء الخلفاء والملوك على ذلك وكانوا قبل ذلك يقولون كاتباً.
القضاة أول قاض كان في الإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه استقضاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه في خلافته فمكث سنة لا يأتيه أحد في قضية.
أول قاض بالمدينة النبوية عبد الله بن نوفل استقضاء عليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته.
أول قاض بالبصرة أبو مريم الحنفي أحد بني حنيفة استقضاه أميرها عروة بن غزوان في سنة أربع عشرة من الهجرة.
أول قاض بمصر قيس بن أبي العاص السهمي استقضاه عليها عمر ابن الخطاب رضي الله عنه.
أول قاض بمصر خرج لرؤية الهلال عبد الله بن لهيعة.
قال أبو عمر الكندي: وهو أول قاض ولي مصر عن خليفة ولهيا عن أبي جعفر المنصور في أول سنة خمس وخمسين ومائة.
أول من نطق بالحكمة أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام.
أول من دل على تركيب الأفلاك وقد مسير الكواكب وكشف عن أخوال تأثيراتها ونبه على عجائب الصنع فيها إدريس عليه السلام.
أول من نظر في الطب أفريدون ملك الفرس بعد الضحاك وفي أيامه ظهرت الفلاسفة وتكلموا في علومهم.
أول من وضع النحو أبو الأسود الدؤلي بأمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وهو أول من نقط المصاحف النقط الأول على الإعراب.
أول من صنف في علم الكلام واصل بن عطاء المعتزلي.
(يُتْبَعُ)
(/)
أول من ترجم له كتب الطب والنجوم وغيرها من كتب العلوم الفلسفية خالد بن يزيد ثم تلاه المأمون فأكثر من ذلك.
أول من عمل العروض الخليل بن أحمد وهو أول من صنف اللغة مرتبة على حروف المعجم صنف كتابه العين.
أول من صنف في علم البديع عبد الله بن المعتز.
أول من خطب على العصا وعلى الراحلة قس بن ساعدة الإيادي وقد تقدم ذكر خطبته التي خطبتها على الراحلة في الكلام على الخطب.
أول من عمل المنبر تميم الداري عمله للنبي صلى الله عليه وسلم وكان قد رأى منابر الكنائس بالشام.
أول من أرتج عليه في الخطبة عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال: أيها الناس إن اللذين كانا من قبلي كانا يعدان لهذا المقام مقالاً وأنتم إلى إمام عادل أحوج منكم إلى إمام قائل وستأتيكم الخطبة على وجهها في الجمعة الأخرى ثم نزل.
أول من خطب جالساً معاوية ين كثر شحمه.
أول من أقام الجمعة بالمدينة قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم أسعد بن زرارة الأنصاري ببني بياضة.
أول من رفع يده في الخطبة يوم الجمعة عبيد الله بن عبد الله بن عمر.
أول من أخرج المنبر في العيد مروان بن الحكم ولم يكن قبل ذلك يخرج.
الخط أول من خط بالقلم في الجملة قيل آدم عليه السلام وقيل إدريس.
أول من كتب بالعربية قيل هود عليه السلام أنزل عليه وقيل إسماعيل وقيل ثلاث نفر من بولان من طيئ اصطلحوا على ذلك
أول من كتب في أول الكتب باسمك اللهم أمية بن أبي الصلت فكتبها قريش في كتبهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكتبها في ابتداء الأمر
أول من كتب من فلان إلى فلان قس بن ساعدة فيما قاله العسكري وأقره النبي صلى الله عليه وسلم في مكاتباته.
أول من أرخ بالهجرة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه.
أول من كتب في آخر كتابه وكتب فلان بن فلان أبي بن كعب قاله العسكري.
وأول من ختمها في الإسلام النبي صلى الله عليه وسلم حين قيل له: إن ملوك الأعاجم لا يقرؤون كتاباً غير مختوم فاتخذ خاتماً نقش فصه " محمد رسول الله " فكان يختم به الكتب وسيأتي ذكر ذلك في الكلام على الخواتم.
أول من اتخذ الطين لختم الكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاله الثعالبي في لطائف المعارف.
منقول بتصرف من المكتبه الأسلاميه
ـ[محمد سعد]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 06:01 م]ـ
منتخب من ذكر الأوائل
أول من خلق الله القلم
أول جبل وضع في الأرض: أبو قبيس،
أول مسجد وضع في الأرض: المسجد الحرام،
أول ولد آدم: قابيل،
أول من خط وخاط: إدريس،
أول من اختن وضاف: إبراهيم،
أول من ركب الخيل وتكلم بالعربية: إسماعيل،
أول من عمل القراطيس: يوسف،
أول من سرد الدروع وقال أما بعد: داود،
أول من صبغ بالسواد: فرعون،
أول من دخل الحمام وعمل الصابون: سليمان،
أول من طبخ بالآجر: هامان.
أول من سيب السوايب: عمرو بن لحي،
أول من سن الدية مائة من الإبل: عبد المطلب،
أول من قطع في السرقة في الجاهلية: وقضى بالقسامة وخلع نعليه عند دخول الكعبة: الوليد بن المغيرة،
أول من قضى في الخنثى من حيث يبول: عامر بن الظرب، أول عربي قسم الذكر مثل حظ الأنثيين: عامر بن جشم.
أول ما نزل من القرآن: "اقرأ باسم ربك"، أول آية نزلت في القتال: "أذن للذين يقاتلون"،
أول من أسلم من الرجال: أبو بكر، ومن الصبيان: علي، ومن الموالي: زيد، ومن النساء: خديجة، ومن الأنصار: جابر بن عبد الله بن رباب، أول من هاجر إلى الحبشة: حاطب بن عمرو، وإلى المدينة: مصعب بن عميرة، ومن النساء: أم كلثوم بنت عتبة، أول من بايع ليلة العقبة: أسعد بن زرارة،
أول من بايع بيعة الرضوان: أبو سنان الأسدي،
أول من أذَّن: بلال،
أول من بنى مسجداً في الإسلام: عمار،
أول من سل سيفاً في الإسلام: الزبير،
أول من عدا به فرسه في سبيل الله: عبد الله بن جحش، وهو أول من دعا يا أمير المؤمنين،
أول شهيد في الإسلام: سمية.
أول ظهار كان في الإسلام: ظهار أوس بن الصامت من المجادلة،
أول خلع كان في الإسلام: خلع حبيبة بنت سهل بن ثابت بن قيس،
أول لعان كان في الإسلام: لعان هلال بن أمية مع زوجته،
أول مرجوم كان في الإسلام: ماعز،
أول من سن الصلاة عند القتل: خبيب،
أول من أوصى بثلث ماله: البراء ابن معرور،
أول من دفن بالبقيع: عثمان ابن مظعون.
أول من جمع القرآن: أبو بكر،
أول من قص: تميم،
أول من وضع النحو: أبو الأسود،
أول من نقط المصحف: يحيى بن يعمر.
أول ما يرفع من الناس: الخشوع،
أول ما تفقدون من دينكم: الأمانة،
أول الآيات: طلوع الشمس من مغربها،
أول من تنشق عنه الأرض: نبينا وهو أول من يقرع باب الجنة، وأول شافع، وأول مشفع، أول من يكسى إبراهيم، أول ما يحاسب العبد به: الصلاة، أول أمة تدخل الجنة: أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
منقول عن " المنتخب من ذكر الأوائل:
ـ[أبو طارق]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 04:43 م]ـ
جزاكما الله خيرًا على نثقلكما الطيب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليك بن سلكه]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 05:29 م]ـ
شكراً لكما على هذه المعلومات القيمه
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 10:34 م]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله .. بوركتما ووفقكما الله تعالى(/)
مسابقات رمضانية وجوائز قيمة
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 08:15 م]ـ
مسابقات رمضانية وجوائز قيمة على الرابط التالي:
http://www.al-maqha.com/showthread.php?t=904(/)
تُوُفِّيَت جدة شيخنا الفاضل / ماهر الفحل، عليها رحمة الله تعالى.
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 10:49 م]ـ
السلام عليكم
إنا لله وإنا إليه راجعون.
تُوُفِّيَت جدة شيخنا الفاضل / ماهر الفحل، عليها رحمة الله تعالى.
علمت ذلك من أحد المنتديات
لقد كانت جدة فاضلة .. وكان الشيخ ماهر حفظه الله يبرّها بأسلوب يتقاصر عن مثله الكثير في آبائهم .. فضلاً عن الأجداد ..
وقد توفيت رحمها الله تعالى ليلة الأربعاء 30/ شعبان /1428 في الساعة الواحدة ونصف بعد منتصف الليل بعد أن صلّت القيام، وأكثرتْ من الذكر. وكانت قليلة النظير بكثرة عبادتها ونصحها لبنات جنسها وحسن تربيتها لذريتها، وعاشت تسعاً وثمانين عاماً قضتها في طاعة الله.
رحمها الله تعالى .. وأسكنها الفردوس الأعلى ..
وألحق بها ذريتها وأهلها في عليين ..
لله ما أخذ وله ما أعطى ..
فليصبر شيخنا الحبيب وليحتسب
ـ[معالي]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 01:01 ص]ـ
رحمها الله، وأكرم نزلها، وأسكنها الفردوس الأعلى.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 04:05 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
رحمها الله رحمة واسعة , وغفر لها , وتجاوز عنها
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 11:41 م]ـ
غفر الله لها وأكرم نزلها فهو أكرم الأكرمين ... انا لله وانا اليه راجعون.
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 01:37 ص]ـ
أحسن الله عزاءه , وغفر لها, ورحمها, وألهم أهلها الصبر والاحتساب.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 03:32 م]ـ
رحمها الله وغفر لها
ونعزي الشيخ العلامة الذي أغرق الساحة العلمية ببحوثه الرصينة ماهر الفحل
ـ[فصيحة ولكن ... ]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 03:44 م]ـ
رحمها الله وغفر لها ...(/)
قالت أنا البحر ... (مراجعات في مواعيد الأحبة)
ـ[معالي]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 01:45 ص]ـ
السلام عليكم
قال الأستاذ باحث لغوي مخاطبا أستاذتنا الغالية أنا البحر:
السلام عليكم
كيف احصل على نسخة من بحث د. عوض القوزي
وإن لم تجدي البحث هل من الممكن إعطائي في أي جامعة الدكتور لأراسله وأطلب البحث منه
اشكرك على هذه الإضاءة
فجاءه جوابها:
و عليكم السلام و رحمة الله
أخي الكريم:
البحث لدي و هو عبارة عن ملزمة مكونة من 21 ورقة تقريبا
و ليس مخزنا على الكمبيوتر
و لا أعلم كيف أرسله لك. . .
و بكل صراحة أفكر عندما ينشئ أستاذنا القاسم منتدانا المأمول "منتدى الدراسات العليا" أن أطبعه على الوورد و أنزله في قسم تحقيق التراث - هذا أحد الأقسام المتوقع وجودها داخل منتدى الدراسات العليا لأهميته -
"هل رأيتم كيف بدأ الحلم يتحقق في نفسي و بدأت معالمه تتضح": rolleyes:
و الأستاذ الدكتور عوض القوزي أستاذ النحو و الصرف في قسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود بالرياض و هو محقق كتاب التعليقة حفظه الله و رعاه.
ما زلت بانتظاركم يا أصحاب الشأن!!!
وقد يسّر الله لنا هذا المنتدى الحبيب، وإن لم يكن به قسم للتحقيق، ولم تستحل فكرة نشر البحث المذكور واقعا، فهل نراها كذلك قريبا؟!
أتمنى ذلك!
الغالية والعزيزة أنا البحر:)
أعلم أني كنتُ كثيرًا ما أعد ببذلٍ ثم يقعد بي عن الوفاء به نسيانٌ أو غيره من الموانع!
وأعلم أن مثل هذا التذكير في حقي منقصة ومثلبة؛ كون مثلي به أحق وأولى، ولكني أردت مداعبتك أولا، ثم تحريضك على نشر البحث متى وجدتُ من نفسك (فرغة)؛ علنا نحظى بشيء من ثمر عقل د. القوزي، وفقه الله.
شكر الله، ووفقك، وجزاك خير الجزاء.
مُحبتك.
ـ[معالي]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 01:51 ص]ـ
عنّ لي الآن أن نجمع في هذه النافذة مواعيد ندّت منا -وما أكثرها! - ثم أنسانا إياها تكاثر الظباء، فما رأيكم؟
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 07:33 م]ـ
قالت معالي:
"كانت محاضرتنا الأولى في مادة الأدب للفصل الثاني تدور حول هذا الموضوع.
وقد قال شيخنا أ. د.عبدالله العضيبي كلاما في غاية النفع، ولعل الله ييسر لي إما تصوير المحاضرة وإرفاق صورها، وإما تلخيص ما جاء فيه."
هل تذكرين هذه؟ وقد تكرر الوعد بذلك عدة مرات هناك!
ـ[أبو طارق]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 08:57 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هل تذكرين هذه؟ وقد تكرر الوعد بذلك عدة مرات هناك!
وسيكون علينا الدعاء لكم بالتوفيق والتيسير
فأسأل الله أن ييسر عليكم ما وعدتم لتتحقق لنا الفائدة ولكم الأجر إن شاء الله
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 09:19 م]ـ
وذكرت الأستاذة معالي أنها ستذكر لنا أسماء مكتبات مكة العامة وعناوينها
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 12:51 ص]ـ
عنّ لي الآن أن نجمع في هذه النافذة مواعيد ندّت منا -وما أكثرها! - ثم أنسانا إياها تكاثر الظباء، فما رأيكم؟
لا تُثقلوا على الأستاذة معالي؛فيكفيها أنها فتحت باب التذكير!
وأحسبها قد فتحت على نفسها بابًا ـ لا أتمنى الولوج منه؛فيكثر الاعتذار!
فما أكثرالظباء التي رفعتُ لها قوسي, ثمّ لم أصوّب سهامي!
ولكن لا مناص؛ فقد وَلجتُ!
وأنا على ذُكرٍ من جُلِّ تلك الظباء ,وهي عندي مدوّنة في ملفّ؛لأصيد منها ما شئتُ متى شاء الله ,ولَطُفَ المِزاجُ و شَفّ! على أن بعضها قد طواه النسيان ,الذي يبدو أنّه قد ذكّر اللبيبة معالي بما تذكّرنا به في هذا الباب الطريف في استرجاع الحقوق, ولا غرو؛فهي محامية الفصيح! أو (أمّ منزله ,كما يلقبّها الجهالين, سيّد العارفين) وحسبك بنسيانٍ يحْمِلُ على التذكير؛و كم في المفارقات من عِبْرَة, و كم فيها من انقداحِ فِكْرَة!
أمّا الظباء التي توجبُ الوفاء؛ فـ
ـ ترجمةٌ ـ أحسبها إضافة إلى سابقة لأمّ منزل الفصيح ـ لشيخنا وأستاذنا العلامة الدكتور محمد أبو موسى حفظه الله لنا ورعاه.
ـ ويعقبها ـ إن شاء الله ـ ترجماتٌ لأعلام آخرين لم ترد أسماؤهم, لا في المُنجز, ولا في الموعود به.
ـ وعودةٌ إلى استضافة اللبيب الحبيب سليمان ,في نافذة المبدع مغربي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ و ردٌّ على ردّ ,للناقدة الحصيفة ,والأديبة المنيفة؛ أحاول أن ,في موضوع: ثكل أخت ... في رثاء الوليد بن طريف؛ لصاحب الاختيارات الموفقة, والألفاظ المنمّقة ,مبدعِ الأراجيز, والشاعرِ في بعض ما أُجيز؛ رؤبة الأديب الأريب.
ـ و وعدٌ بالعودِ إلى قطعته: إلى أصيلع الفاتيكان؛ مكتوبٌ في ملفّي, وهو عني غيرُ مخفي!
ـ و ردٌ في الموضوع نفسه؛ على المبدع الشاعر الكبير محمد الجهالين, وشعرُ الجهالين غيرُ رجزِ رؤبة؛فلا وجه للقِران بينهما! ولكلٍّ بابه الذي يلِجُ منه؛ فيُعجِبُ ويُطْرِب؛ فأمّا الجهالين؛ فيجوزُعندي من أوسع أبواب الشعر؛ إذْ هو ـ فيما أزعم ـ من أعرف شعراء العصر بها!
ـ وردٌ على نافذة اللقاء معه؛فقد اطّلعتُ هذا المساء على لقائه البديع هناك ,وعرفتُ منه مالم أعرف من قبل؛ فأكبرْته؛ ناثرًا وشاعرا! وزوّرتُ في نفسي كلامًا صرفني عنه ـ ما يصرفني في أكثر ما تقع عليه عيني من إبداع الفصحاء ,وهو بسببٍ من رغبةٍ ورهبة ,تراوح بينهما كثرةُ الصوارف و قلة حيلة المصروف؛ رغبةٍ في أن يكون وقوفي وقوفًا يليق بالموقوف! ورهبةٍ من تقصيرٍ لا يعدّه القادرون على التمام من المعروف!
ولَمْ أرَ في عيوب النّاسِ عيبًا 000 كنَقْصِ القادرينَ على التّمَامِ
ـ و وقفةٌ مع تأمّلات في شوارد الأبيات, للمبدع ابن هشام ,وقد وعدتُه؛ فلم أفِ به؛ مع ذُكْري له كل حين, وتعلّق نفسي بما هنالك؛ فلي مع الشوارد ـ أنّي صحبتُها حتى ألِفَتْنِي و ألِفتُها!
ومن رأى ردّ ابن هشام عليّ في تلك النافذة ـ علم علم اليقين سببًا من أسباب غيابه!
ولعلَّ غياب الآخرين منه بسببٍ! وإن كنتُ لا أوافقُه عليه.
ـ ولي رأي في هذا أَعِدُ بإضافته إلى نافذة أبي قصي في (الصلاة على الفصيح!).
ومن العجيبِ أنّي أَعِدُ ـ في سياق الاعتراف بالوفاء بوعودٍ سَبَقَتْ! فأنّى الخروج من هذا الباب!
ـ وجوابٌ عن سؤال لأخي الدكتور سليمان في نافذة استشارات الأدب؛ ومن رحمة الله بي أنه أمهلني مدةً؛فكأنما هو مطّلعٌ على ضيق (ذاتِ الوقت) مسترشدٌ بقوله تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} البقرة280.
والمراد بالاستشهاد هنا صدر الآية:).
ـ وردٌ على الأستاذة ليلى الاخيلية في نافذة: الغيرة على الفصيح.
ـ أمّا الردود ذات الوعود؛فعذبُها مورود ,وحبلها موصول ممدود, وإن تباعد الزمان ,فإنها في النفس بمكان!
ـ ومنها؛سكونٌُ للناقدة النافذة:أحاول أن ـ حقٌ على كلّ فصيحٍ أن يحرّكه!
وقد سَكَنَ بي عنه تَحَيُّنُ الفرصةِ؛لحركةٍ تليق بذاك السكون؛ فمتى تكون؟!
وما كان من هذا الباب؛فكثيرٌ؛ فكم خَلَّفْتُ في الفصيح من ظبيٍ جريح!
وإليك فاتحةَ الباب, صاحبةَ الطموح الوثّاب, وحسنِ التأتّي في الفصيح إلى الموارد العذاب ـ تبارك الوهّاب ـ دعواتٍ أسأل الله أن تكون من الدعاء المستجاب؛ بأن يحفظ اللهُ عليكِ عقلك, ويعطيك سؤلَكِ, في رضاه.
ـ[أحاول أن]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 03:36 م]ـ
رعى الله علمك وأدبك وفطنتك أستاذتي معالي ..
أما الوعود فما أكثرها ..
ليست منّا صغار الفصحاء .. لكن حين ننتظرها بشوق ٍ من الكبار ..
لا نلزمكموها , وإنما هي هبات ٌ تنثرونها بين أيدينا - من نحتاج العلم والدعم - ..
وكنت ُ أقول في نفسي ليتنا نشُن ُّ حملة ضد عبارة " و لي عودة .. " ..
فلا أقسى َّ من انتظار ٍ لزائر ٍ لن يجيء ..
ولا أمر َّ من ترقب ٍ لغائب ٍ كريم ٍ لا يعود ..
ولتكن كما يريد الفاضل ,د/شوارد .. نظِرة إلى ميسرة ..
أعاننا الله وإياكم على الصيام والقيام إيمانا واحتسابا ..
وبارك في أعمارنا وأعمالنا وأوقاتنا ..
ـ[معالي]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 02:01 ص]ـ
وقد كانت تحدّثني ظنوني ... بأني من (عتابك) غير ناجِ
على أني -وإن لاقيتُ عتْبًا ... (لعذرك) بعد هذا (العتْب) راجِ
أشياخنا الأجلاء
لي عودة بإذن الله (ولتعذرني أستاذتي الغالية أحاول أن):)
ولكني أمرّ على عجل الآن، وقد كرهتُ المرور دون تعليق على فضل كرمكم الذي غمرني هنا، وإن كان باللوم والتقريع!:)
أسعدكم الله، وبارك فيكم، وتقبل منا ومنكم.
ـ[أنا البحر]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 11:47 ص]ـ
حيا الله إطلالة أستاذتنا الغالية معالي , وإطلاتها كالغيث أينما وقع نفع.
وجزيت خيرا لفتح هذه النافذة التي تذكرنا بوعود قد وعدناها فألهتنا عنها مشاغل الحياة, أو قعدت بنا هممنا.
أما بحث د. القوزي فلعلي أحضره _إن شاء الله_ بعد أن أظفر بنسخة رقمية منه.
بورك في فكرك الوقاد.
ـ[معالي]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 07:26 ص]ـ
وذكرت الأستاذة معالي أنها ستذكر لنا أسماء مكتبات مكة العامة وعناوينها
أستاذنا القدير
وعدتُ برقم مكتبة الحرم ومكتبة الجامعة، كما أذكر، وقد أنفذتُ وعدي -وزيادة- هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=172812#post172812)، بفضل الله.
والحقيقة أن وهن ذاكرتي يجعلني لا أعوّل عليها كثيرًا، فإن كنتم تعلمون موضع ذلك الوعد فعاجلوني به، ولعل الله أن ييسر لي الوفاء عاجلا غير آجل.
سلمكم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالي]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 07:30 ص]ـ
قالت معالي:
"كانت محاضرتنا الأولى في مادة الأدب للفصل الثاني تدور حول هذا الموضوع.
وقد قال شيخنا أ. د.عبدالله العضيبي كلاما في غاية النفع، ولعل الله ييسر لي إما تصوير المحاضرة وإرفاق صورها، وإما تلخيص ما جاء فيه."
هل تذكرين هذه؟ وقد تكرر الوعد بذلك عدة مرات هناك!
أبشر يا شيخ، بإذن الله، وإنما أخرني عن هذا عطل الماسح الضوئي (السكانر)، ولا زال على عطله حتى الساعة!
لكن لعلي ألجأ إلى الثانية:
وإما تلخيص ما جاء فيه."
إلى أن يجعل الله بعد عسر يسرا.
وفقكم الله، وشكر لكم جهودكم، وأرجو أن يكون غيابكم هذه المدة لمانع خير.
ـ[معالي]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 07:36 ص]ـ
لا تُثقلوا على الأستاذة معالي؛فيكفيها أنها فتحت باب التذكير!
وأحسبها قد فتحت على نفسها بابًا ـ لا أتمنى الولوج منه؛فيكثر الاعتذار!
فما أكثرالظباء التي رفعتُ لها قوسي, ثمّ لم أصوّب سهامي!
ولكن لا مناص؛ فقد وَلجتُ!
وأنا على ذُكرٍ من جُلِّ تلك الظباء ,وهي عندي مدوّنة في ملفّ؛لأصيد منها ما شئتُ متى شاء الله ,ولَطُفَ المِزاجُ و شَفّ! على أن بعضها قد طواه النسيان ,الذي يبدو أنّه قد ذكّر اللبيبة معالي بما تذكّرنا به في هذا الباب الطريف في استرجاع الحقوق, ولا غرو؛فهي محامية الفصيح! أو (أمّ منزله ,كما يلقبّها الجهالين, سيّد العارفين) وحسبك بنسيانٍ يحْمِلُ على التذكير؛و كم في المفارقات من عِبْرَة, و كم فيها من انقداحِ فِكْرَة!
أمّا الظباء التي توجبُ الوفاء؛ فـ
ـ ترجمةٌ ـ أحسبها إضافة إلى سابقة لأمّ منزل الفصيح ـ لشيخنا وأستاذنا العلامة الدكتور محمد أبو موسى حفظه الله لنا ورعاه.
ـ ويعقبها ـ إن شاء الله ـ ترجماتٌ لأعلام آخرين لم ترد أسماؤهم, لا في المُنجز, ولا في الموعود به.
ـ وعودةٌ إلى استضافة اللبيب الحبيب سليمان ,في نافذة المبدع مغربي.
ـ و ردٌّ على ردّ ,للناقدة الحصيفة ,والأديبة المنيفة؛ أحاول أن ,في موضوع: ثكل أخت ... في رثاء الوليد بن طريف؛ لصاحب الاختيارات الموفقة, والألفاظ المنمّقة ,مبدعِ الأراجيز, والشاعرِ في بعض ما أُجيز؛ رؤبة الأديب الأريب.
ـ و وعدٌ بالعودِ إلى قطعته: إلى أصيلع الفاتيكان؛ مكتوبٌ في ملفّي, وهو عني غيرُ مخفي!
ـ و ردٌ في الموضوع نفسه؛ على المبدع الشاعر الكبير محمد الجهالين, وشعرُ الجهالين غيرُ رجزِ رؤبة؛فلا وجه للقِران بينهما! ولكلٍّ بابه الذي يلِجُ منه؛ فيُعجِبُ ويُطْرِب؛ فأمّا الجهالين؛ فيجوزُعندي من أوسع أبواب الشعر؛ إذْ هو ـ فيما أزعم ـ من أعرف شعراء العصر بها!
ـ وردٌ على نافذة اللقاء معه؛فقد اطّلعتُ هذا المساء على لقائه البديع هناك ,وعرفتُ منه مالم أعرف من قبل؛ فأكبرْته؛ ناثرًا وشاعرا! وزوّرتُ في نفسي كلامًا صرفني عنه ـ ما يصرفني في أكثر ما تقع عليه عيني من إبداع الفصحاء ,وهو بسببٍ من رغبةٍ ورهبة ,تراوح بينهما كثرةُ الصوارف و قلة حيلة المصروف؛ رغبةٍ في أن يكون وقوفي وقوفًا يليق بالموقوف! ورهبةٍ من تقصيرٍ لا يعدّه القادرون على التمام من المعروف!
ولَمْ أرَ في عيوب النّاسِ عيبًا 000 كنَقْصِ القادرينَ على التّمَامِ
ـ و وقفةٌ مع تأمّلات في شوارد الأبيات, للمبدع ابن هشام ,وقد وعدتُه؛ فلم أفِ به؛ مع ذُكْري له كل حين, وتعلّق نفسي بما هنالك؛ فلي مع الشوارد ـ أنّي صحبتُها حتى ألِفَتْنِي و ألِفتُها!
ومن رأى ردّ ابن هشام عليّ في تلك النافذة ـ علم علم اليقين سببًا من أسباب غيابه!
ولعلَّ غياب الآخرين منه بسببٍ! وإن كنتُ لا أوافقُه عليه.
ـ ولي رأي في هذا أَعِدُ بإضافته إلى نافذة أبي قصي في (الصلاة على الفصيح!).
ومن العجيبِ أنّي أَعِدُ ـ في سياق الاعتراف بالوفاء بوعودٍ سَبَقَتْ! فأنّى الخروج من هذا الباب!
ـ وجوابٌ عن سؤال لأخي الدكتور سليمان في نافذة استشارات الأدب؛ ومن رحمة الله بي أنه أمهلني مدةً؛فكأنما هو مطّلعٌ على ضيق (ذاتِ الوقت) مسترشدٌ بقوله تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} البقرة280.
والمراد بالاستشهاد هنا صدر الآية:).
ـ وردٌ على الأستاذة ليلى الاخيلية في نافذة: الغيرة على الفصيح.
ـ أمّا الردود ذات الوعود؛فعذبُها مورود ,وحبلها موصول ممدود, وإن تباعد الزمان ,فإنها في النفس بمكان!
ـ ومنها؛سكونٌُ للناقدة النافذة:أحاول أن ـ حقٌ على كلّ فصيحٍ أن يحرّكه!
وقد سَكَنَ بي عنه تَحَيُّنُ الفرصةِ؛لحركةٍ تليق بذاك السكون؛ فمتى تكون؟!
وما كان من هذا الباب؛فكثيرٌ؛ فكم خَلَّفْتُ في الفصيح من ظبيٍ جريح!
وإليك فاتحةَ الباب, صاحبةَ الطموح الوثّاب, وحسنِ التأتّي في الفصيح إلى الموارد العذاب ـ تبارك الوهّاب ـ دعواتٍ أسأل الله أن تكون من الدعاء المستجاب؛ بأن يحفظ اللهُ عليكِ عقلك, ويعطيك سؤلَكِ, في رضاه.
بدءًا دافع الله عنكم كل ملمة وغمة، وسلمكم شر الصوارف والشواغل؛ فقد كنتم -شيخنا- ذا منّ وفضل حين التمستم لي عذرًا، وحاولتم أن تجدوا لي مخرجا مما وقعتُ فيه من حرج، أوردتني إياه الأستاذة الحبيبة أنا البحر، الذي كان ما وقعت فيه نصرة لها في غيبتها!:)
أقول هذا على غير جدّ، وإنما أشياخنا سراتنا، وكلُّ ما (يكتب) الشريفُ شريفُ، أما الغالية أنا البحر فبيني وبينها من خالص المودّة ما توثقت عراه ولا أخال لها فصمًا حتى نلقى الله جل وعز في زمرة المتحابين فيه، أسأل الله أن يجعلنا منهم.
كان مروركم ضافيا، شيخنا الكريم، كعادتكم دائما، وأرجو الله أن يعيننا جميعا على ما فيه الخير والبرّ.
بارك الله فيكم، ورفع قدركم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالي]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 07:45 ص]ـ
رعى الله علمك وأدبك وفطنتك معالي ..
أما الوعود فما أكثرها ..
ليست منّا صغار الفصحاء .. لكن حين ننتظرها بشوق ٍ من الكبار ..
لا نلزمكموها , وإنما هي هبات ٌ تنثرونها بين أيدينا - من نحتاج العلم والدعم - ..
وكنت ُ أقول في نفسي ليتنا نشُن ُّ حملة ضد عبارة " و لي عودة .. " ..
فلا أقسى َّ من انتظار ٍ لزائر ٍ لن يجيء ..
ولا أمر َّ من ترقب ٍ لغائب ٍ كريم ٍ لا يعود ..
ولتكن كما يريد الفاضل ,د/شوارد .. نظِرة إلى ميسرة ..
أعاننا الله وإياكم على الصيام والقيام إيمانا واحتسابا ..
وبارك في أعمارنا وأعمالنا وأوقاتنا ..
لا زلت أيتها القديرة الأديبة الأريبة على علمك وأدبك وجميل خلقك!
أسعدك الله كما أسعدتني برؤية سكبك الراقي كرقي نفسك، وبارك في عطائك الجميل أينما حللتِ.
وتقبل الله دعواتك الصالحات.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وسيكون علينا الدعاء لكم بالتوفيق والتيسير
فأسأل الله أن ييسر عليكم ما وعدتم لتتحقق لنا الفائدة ولكم الأجر إن شاء الله
الله يجزيك خير الجزاء، ويبارك فيك.
ـ[معالي]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 07:49 ص]ـ
حيا الله إطلالة أستاذتنا الغالية معالي , وإطلاتها كالغيث أينما وقع نفع.
وجزيت خيرا لفتح هذه النافذة التي تذكرنا بوعود قد وعدناها فألهتنا عنها مشاغل الحياة, أو قعدت بنا هممنا.
أما بحث د. القوزي فلعلي أحضره _إن شاء الله_ بعد أن أظفر بنسخة رقمية منه.
بورك في فكرك الوقاد.
وحياك الله، وشكر لك حسن ظنك.
هذا أولا.
أما بعد فأنت ترين بأمّ عينيك ما حلّ بي جرّاء وسمي الموضوع باسمك الكريم:)، وما أصدق قول أجدادنا: "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها"، وأراني حفرت لك فوقعتُ شرّ وقعة!:)
الله وحده المستعان، وعليه التكلان، وأسأله التيسير لي ولك وللجميع.
سلمك الله.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 09:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[أنا البحر]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 02:02 م]ـ
أما بعد فأنت ترين بأمّ عينيك ما حلّ بي جرّاء وسمي الموضوع باسمك الكريم:)، وما أصدق قول أجدادنا: "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها"، وأراني حفرت لك فوقعتُ شرّ وقعة!:)
أرأيتِ!!
على نفسكِ جنيتِ!
وحق لك_غاليتي_ أن ترددي::)
تكاثرت الظباء على معالي ... فما تدري معالي ما تصيدُ
وفق الله الجميع, وأعاننا على حسن الوفاء.
ـ[معالي]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 08:26 ص]ـ
قالت معالي:
"كانت محاضرتنا الأولى في مادة الأدب للفصل الثاني تدور حول هذا الموضوع.
وقد قال شيخنا أ. د.عبدالله العضيبي كلاما في غاية النفع، ولعل الله ييسر لي إما تصوير المحاضرة وإرفاق صورها، وإما تلخيص ما جاء فيه."
هل تذكرين هذه؟ وقد تكرر الوعد بذلك عدة مرات هناك!
هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=26540) بدأ إنجاز الوعد، والله يعين على إتمامه.
سأكتب ما وجدت فرصة، ولعلي بحاجة إلى وقت غير يسير؛ فالمحاضرة مفرغة في صفحات تجاوزت الثلاثين!
ـ[معالي]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 08:38 ص]ـ
ظبي جديد لشيخنا د. شوارد، كتب الله له الأجر والمثوبة والإعانة والتوفيق إلى كل خير.
سأكتبُ ـ إن شاء الله ـ في أقرب سانحةٍ؛ قراءةً للقصيدة, في منتدى الأدب؛ أعانني الله على هذا الظبي الجديد!
فالقصيدة جاءت كما الشيخ؛بديعة الصنعة, جليلة القدر!
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 10:48 ص]ـ
هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=26540) بدأ إنجاز الوعد، والله يعين على إتمامه.
سأكتب ما وجدت فرصة، ولعلي بحاجة إلى وقت غير يسير؛ فالمحاضرة مفرغة في صفحات تجاوزت الثلاثين!
جزاك الله خيرًا, وأعانك.
ظبي جديد لشيخنا د. شوارد، كتب الله له الأجر والمثوبة والإعانة والتوفيق إلى كل خير.
و رأس ظبيك هناك؛جاء بظبيٍ منسيٍ قديم؛ فأيُّ تكاثرٍ هذا؟!
قواعد البيانات وقوائم الرسائل العلمية ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=173443#post173443)
بورك في الظباء.
ـ[معالي]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 07:55 ص]ـ
من ظباء شيخنا د. سليمان خاطر، سلمه الله:
وبعد الترجمة لشيخي العلامة عبد الله الطيب-رحمه الله- سأترجم لأستاذي الأستاذ الدكتور محمد صالح الشنطى، إن لم يسبقني إلى ذلك أهل السبق إلى الخيرات.
ـ[معالي]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 07:56 ص]ـ
ولأستاذتنا أحاول أن، وفقها الله:
ممن أراه من أعلام العصر الزاخرين النوادر , (وتأخرت ترجمته هنا كثيرا) ..
العلامة: الدكتور ناصر الدين الأسد ..
ـ[معالي]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 08:00 ص]ـ
وظبي قديم لي تذكرته الآن، والله المستعان:
وهو تبويب دليل مواقع اللغة العربية ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=24606) على نحو ما رأى الشيخ اللبيب د. شوارد ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=617&page=14)، حفظه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالي]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 08:13 ص]ـ
....
الكلام عن الشاعر الفحل ابوالطيب رائع وبهذه المناسبة لدى بحث يتناول شخصية المتنبئ من خلال شعره ساحاول عرض جزء منه على هذا الموقع ان شاء الله اذا امكن.هذاكله طبعا بعد ان تقبلونى صديقا جديدا لمنتداكم العامر.
ابوخيرالله:;
ـ[معالي]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 08:16 ص]ـ
....
أمّا مروري هنا؛ فليس من هذا الباب؛ولعلّي أكفّر عن هذا ونحوه؛ بوقوفٍ يسُرّ كلَّ محبٍ للعربية وشاعرها العظيم ـ على شوارد المتنبي المُسْهِرات؛ رصدتُّ له عَبْرِي ,و حشدتُ له صبري, ونذرتُ له طرفًا من عمري؛ وعن أوان إخراجه ,إن سألتم؛ فما أدري!
ـ[معالي]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 09:40 ص]ـ
تنسيق التراجم. ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=11875&page=4)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 12:45 ص]ـ
كان الله في عونك أستاذة معالي
أما التبويب بعد إجازة العيد نبدأ العمل بإذن المولى جلَّ في علاه
لكن متى نرى تتمة:):
مِنْ مُلَحِ العِلمِ: صِلاتُ النسبِ و المُصَاهرةِ بين العُلمَاءِ ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11894) ؟
وفق الله الجميع
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 08:21 ص]ـ
كان الله في عونها حقًا؛ وهذا آخَرُ خَنَسَ في مكان مّا؛
موضوع رائع ومهم، جزاكم الله خيرا د. سليمان.
وأرجو أن نجد هنا ثمار العقول، لعل الله عز وجل أن ينفع بها.
ولعلي إن شاركت أنطلق من كلماته الجامعة بما يسعفني به رأيي القاصر، وإنما المقصود الإفادة من ملحوظاتكم، فإن زللتُ فلن أعدم كريما مصوِّبا، وإن أصبت فكل أشياخنا مشجّع مؤازر.
ما أريد الإثقال , ولكني أرى الحفرة اتسعت! فتكاثرت الظباء حتى تكاثر معها خراش!
فما رأيكم ـ رعاكم الله ـ في تأجيلها (كلِّها) إلى ما بعد الإجازة؛لنفرغ للعشر المباركات, فشؤون العيد!
تقبّل الله منّا ومنكم , وغفر ذنبنا وذنبكم ,وهدانا لقيام العشر , وليلة القدر, ورزقنا وإياكم والمسلمين العتق من النار في هذه الليالي الشريفة. وكلّ عام وأنتم بخير.
ـ[أنا البحر]ــــــــ[17 - 10 - 2007, 03:05 ص]ـ
وقال أستاذنا د. سليمان خاطر هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=26184):
(... ولعلي أجد وقتا، فأعود إليه بقراءة أعمق وتعليق أشمل، وإلى الله المشتكى وهو الموفق والمستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل.)
ـ[معالي]ــــــــ[22 - 10 - 2007, 03:21 ص]ـ
الله المستعان!
وقتي يضيق هذه المدّة لبعض شؤوني العائلية، فلو أوسعتموني عذرا ولعل الله أن ييسر أمري وأمركم، ويعيننا على إنجاز ما ينتظر.
ـ[معالي]ــــــــ[22 - 10 - 2007, 11:28 م]ـ
تعليق قاصر على قصيدة الأستاذ أحمد الفاخرة! ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=27442)
ـ[معالي]ــــــــ[22 - 10 - 2007, 11:33 م]ـ
أما آن أن ننقله إلى العام؟
إن رأيتم فدونكم الموضوع، انقلوه إلى هناك، أو أعود إلى فعل ذلك، بإذن الله.
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[25 - 10 - 2007, 07:31 ص]ـ
جزيتم خيراً على التذكير الأستاذة/معالي ...
واعتذر لكم عن انقطاعي عن المنتدى بسبب انشغالي ببحثي ...
ولا زلنا ننتظر ما وعدنا به ...
دمتم للعلم مستذكرين ..
وبارك الله في جهود جهابذة الفصيح ...
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[25 - 10 - 2007, 11:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أحسنتم, بارك الله فيكم.
أما وقد أصبحت الظباء عامة, سائرة في الناس؛ فأمهلوني حتى تجاوز عقبة عملٍ أرجو ألا يطول!
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[25 - 10 - 2007, 11:51 ص]ـ
تعليق قاصر على قصيدة الأستاذ أحمد الفاخرة! ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=27442)
الرابط السابق لا يعمل , وهذا تصحيحه:
تعليق قاصر على قصيدة الأستاذ أحمد الفاخرة! ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=27442[/url)
أعانك الله.
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[25 - 10 - 2007, 11:59 ص]ـ
خطر لي خاطر لمّا رأيت الصفحة قد نقلت إلى العام:
وجود هذا الموضوع مهم للتذكير بالوعود, ولعلّها تكون ملاذًا للعائذين بها من ضيق الوقت! ولكني أخشى أن نكتفي بجمع الظباء دون صيدها!
ولذا سأحاول في كل زيارةٍ ـ فيها متسع وقتٍ ـ أن أصيد!
فإن تأخر بعضنا عن صيده إلى حين ميسرة؛ فليكن؛ ولتكن هذه الصفحة (جوف فرا الفصيح)!
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 10:48 م]ـ
أستاذي الكريم د. شوارد
قلتم في أحد مشاركاتكم:
:::
بارك الله في جهودكم أختنا وضحاء , هذا عملٌ عظيم النفع؛ فواصلوا كتب الله أجركم.
سأضيف إن شاء الله إلى هذه القائمة بعد مراجعة ماعندي ومراجعة القائمة هنا.
و لا زال طلابكم في انتظار ما ستجودون به هنا. ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=156853#post156853)
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[28 - 10 - 2007, 08:51 م]ـ
و لا زال طلابكم في انتظار ما ستجودون به هنا. ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=156853#post156853)
أحسب أنّ انتظارهم لن يزول ـ ما لم تزل (لا) من زال ... (ابتسامة).
الأستاذة الفاضلة وضحاء:
ما نسيتُ وعدي هناك, ولكن أُنسيت أن أذكره هنا؛ وقد تكاثرت عليّ الظباء, والشغول؛ فالله المستعان!
و لقد جمعتُ من مصادر الأسلوبية قدرًا أرجو أن يكون إضافةً جيدة. وسترونه عند فراغي من بعض ما يشغلني ـ إن شاء الله.
وجُزيت خيرًا لاهتمامك بالموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالي]ــــــــ[29 - 10 - 2007, 03:50 ص]ـ
كان الله في عونك أستاذة معالي
أما التبويب بعد إجازة العيد نبدأ العمل بإذن المولى جلَّ في علاه
لكن متى نرى تتمة:):
مِنْ مُلَحِ العِلمِ: صِلاتُ النسبِ و المُصَاهرةِ بين العُلمَاءِ ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11894) ؟
وفق الله الجميع
الله يجزيك خير الجزاء.
انتهيتُ منها بفضل الله.
ـ[معالي]ــــــــ[29 - 10 - 2007, 03:52 ص]ـ
وظبي قديم لي تذكرته الآن، والله المستعان:
وهو تبويب دليل مواقع اللغة العربية ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=24606) على نحو ما رأى الشيخ اللبيب د. شوارد ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=617&page=14)، حفظه الله.
أما هذا فالعمل فيه قائم مع أستاذي الكريم أبي طارق، وفقه الله.
ـ[معالي]ــــــــ[29 - 10 - 2007, 03:53 ص]ـ
الرابط السابق لا يعمل , وهذا تصحيحه:
تعليق قاصر على قصيدة الأستاذ أحمد الفاخرة! ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=27442[/url)
أعانك الله.
أحسن الله إليكم، شيخنا الكريم، وجزاكم خير الجزاء.
ـ[معالي]ــــــــ[29 - 10 - 2007, 03:54 ص]ـ
جزيتم خيراً على التذكير الأستاذة/معالي ...
واعتذر لكم عن انقطاعي عن المنتدى بسبب انشغالي ببحثي ...
ولا زلنا ننتظر ما وعدنا به ...
دمتم للعلم مستذكرين ..
وبارك الله في جهود جهابذة الفصيح ...
مرحبا بعودتكم، أستاذ باحث لغوي، وأرجو الله أن يكتب لكم التوفيق والإعانة.
ـ[معالي]ــــــــ[10 - 01 - 2008, 04:52 ص]ـ
^^^^(/)
مخطوطات ومصاحف من القرن الأول
ـ[سيبويه الأخفش الفراهيدي]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 08:13 م]ـ
:::
اكتشاف مثير في الجامع الكبير بصنعاء
الأخبار: 12مصحفاً و3 آلاف مخطوط تحتوي آيات قرآنية ورسائل للخلفاء الراشدين
الخميس 15 مارس - آذار 2007 / أخبار اليمن
أثناء عملية ترميم الجامع الكبير التي تقوم الهئية العامة للآثار بتنفيذها حالياً .. وعندما كان الأخ نبيل مدهش أحد أخصائي الآثار يقوم بازالة طبقات لجص كانت تشكل جداراً عازلاً عن جدار الجامع الأصلى اكتشف وجود عقد من القضاض تحته جدار رقيق معمور بالياجور وعند إزالة قطع الياجور أطلت عليه خزانة (مكان مجوف داخل الجدار) مكتظ بالمخطوطات الجلدية .. ومن هنا بدأت حكاية اكتشاف كنز المخطوطات الجديد وفي التحقيق الذي نشرته اليوم صحيفة 26 سبتمبر الناطقة باسم وزارة الدفاع تكشف الصحيفة قصة هذا الاكتشاف الكبير من خلال محررها خالد العابد:
أكثر من ثلاثة آلاف مخطوط وقطع أثرية أخرى واثني عشر مصحفاً من الرقائق الجلدية تعود إلى القرن الأول الهجري ومنها إلى الثاني والثالث ولمعرفة المزيد من المعلومات عن هذا الاكتشاف الهام "26سبتمبر" زارت الجامع الكبير ودار المخطوطات وفي الجناح الغربي من الجامع الكبير شاهدنا المكان الذي وجدت فيه المخطوطات وهو عبارة عن خزانة مجوفة في الجدار على شكل نصف دائري طولي.
في البداية تحدث الأخ عبدالملك المقحفي أمين دار المخطوطات في الجامع الكبير قائلاً: الخزانة التي وجدت فيها المخطوطات ملاصقة من الجهة الشمالية لضريح مايعرف بالنبي حنظلة في مؤخرة الجامع والذي مازال مكانه قائماً حتى اليوم وبالقرب من مكان المحراب الذي يروى أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر ببنائه .. وهناك احتمال أن هذه المخطوطات لها علاقة بالمحراب وتاريخ بناء الجامع .. وعموماً لدينا لجنة لفحص وحصر هذه المخطوطات التي تعتبر كنزاً سيضيف الكثير لتاريخ اليمن والثقافة الاسلامية، ولكن من الملاحظ أن هذه المخطوطات الجلدية معظمها لآيات قرآنية ومصاحف على الرق بالخط الكوفي غير المنقوط وبعض المخطوطات الأخرى التي نتوقع أنها ستظهر معلومات ووثائق جديدة ومثيرة ستغير وتضيف الكثير لتاريخ الجامع الكبير ودوره الديني.
....... وقال الأخ أحمد مسعود المفلحي مدير الترميم والصيانة بالدار: في الواقع هذا الاكتشاف الجديد الذي يعد حدثاً تاريخياً وأثرياً وثقافياً مهماً جداً لم يحظ بالاهتمام الكافي سواء كان إعلامياً أو رسمياً أو غير ذلك ولو كان هذا الاكتشاف في أية دول عربية أخرى مثل مصر أو غيرها لسلطت عليها القنوات الفضائية وجمعت علماء الآثار وجعلت منه حدثاً عالمياً .. وأنا لا أبالغ لو قلت بأن هذا الاكتشاف الذي يضم مصاحف قرآنية ومجلدات مغلفة ومخطوطات أخرى منها تاريخية ووقفية ورسائل من والى الخلفاء بالاضافة إلى مجموعة من الأغلفة الخشبية والمجلدات المحبوكة التي سنتعلم منها اليوم طريقة التجليد والحباكة من شدة دقتها .. واجمالي الموجودات تصل إلى حوالى 21 مصحفاً شبه مكتملة و3 آلاف مخطوطة تعتبر فريدة لاحتفاظها برونقها رغم عمرها الذي يعود إلى القرون الأولى للهجرة معظمها بحالة جيدة وسليمة ويعود ذلك إلى مناخ مدينة صنعاء المعتدل وسيتم وضع خطة لترميم وتصنيف هذه المخطوطات التي تحتاج إلى وقت وتمويل ويجب على الجهات المختصة الاهتمام بهذا الاكتشاف المهم جداً ليس على مستوى بلادنا فقط ولكن على المستوى العربي والاسلامي.
منقول من منتدى الوراق(/)
خدمة الجوال الدعوي: العلم والوعظ بين يديك!
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 09:28 م]ـ
منقول
لايخفى عليكم أهمية تدبر القرآن وتأمل معانية في حياة المسلم
واليوم جئت لكم بهدية قيمة لاتقدر بثمن
خصوصا أن القائمين
عليها أناس من أهل الاختصاص
ومن أهل هذا العلم
علوم القرآن
وهي خدمة تصلك بين يديك وعلى أي حال كنت فيا لله
ما أسهلها من نعمة! ..
إليكم الخبر:
بعون الله تعالى-ومع بداية شهر رمضان-سينطلق جوال تدبر
( tadabbor )
وهو يهتم بتدبر القرآن وفهمه وبيان معانيه، ويشرف عليه جمع من أهل العلم
، المهتمين بهذا الشأن، منهم:
أ. د.ناصر العمر.
د. محمد الخضيري.
د. محمد الربيعة.
د. عصام العويد.
د. عمر المقبل.
د. عبدالرحمن الشهري.
فقط أرسل رقم 1 إلى 81800
،وستصلك أكثر من رسالة يوميا تعينك على فهم القرآن وتدبره،
علما أن قيمة ا?شتراك 12 ريالا شهريا،بواقع 40 هللة يوميا،
ومايبقي بعد رسم الاتصالات سيصرف في دعم مشروع التدبر.
علماً أن هذه الخدمة هي إحدى خدمات الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم
فاشترك
وحث غيرك على الاشتراك بها
ـ[أبو طارق]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 10:13 م]ـ
جزاك الله خيرًا أستاذنات الفاضل
ـ[فصيحة ولكن ... ]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 03:42 م]ـ
بارك الله فيك، ودمت للخير سباقاً ...
ـ[معالي]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 06:44 ص]ـ
شكر الله لكم، وسنضمّ -بإذن الله- في هذه الصفحة ما نعرف من خدمة الجوال الدعوي.
http://www.9m.com/upload/14-09-2007/0444501189765233.jpg
نعمة، وأيّ نعمة!
ـ[معالي]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 06:49 ص]ـ
جوال الشيخ صالح المغامسي، وهو عبارة عن رسائل وسائط:
أرسل 15 إلى 5222
ـ[معالي]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 06:51 ص]ـ
علماء الإسلام (ابن باز، ابن عثيمين، الفوزان، ابن جبرين، وغيرهم) يفتونك حول مسائل تخص المرأة المسلمة، والفتاوى خلال الشهر الكريم تخص الصيام.
أرسل رقم 6 إلى 88050
ـ[معالي]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 06:54 ص]ـ
جوال الزواج أحد أنشطة مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج، ويحوي ثلاث قنوات:
1 أخبار المشروع
2 القناة الإرشادية للزوج
3 القناة الإرشادية للزوجة
فقط أرسل رقم القناة إلى 88088
ـ[معالي]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 06:55 ص]ـ
جوال (الجواب الكافي) من قناة المجد، الذي يرسل أبرز الفتاوى المعروضة في البرنامج:
أرسل رقم 4 إلى 88444
ـ[معالي]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 06:58 ص]ـ
حملة التبرع لغسيل دم مرضى الفشل الكلوي المحتاجين هي حملة رسمية تشرف عليها شركة الاتصالات السعودية، ويمكن التبرع عن طريق إرسال رسالة فارغة إلى الرقم (5060)
تكلفة الرسالة الواحدة عشرة ريالات.
ـ[معالي]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 07:02 ص]ـ
لدعم أيتام الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (إنسان) ( http://www.ensan.org.sa/) اشترك في جوال إنسان:
أرسل 1 إلى 80864
جعلها الله صدقة جارية.
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 07:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا, وبارك فيكم ,وفي أعمالكم؛ من فتح النافذة , ومن مدّ منها الأفق إلى كل خير ,وأسأل الله أن يجعلنا من الذين يسارعون في الخيرات.
ـ[معالي]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 10:04 ص]ـ
جوال الشيخ ابن باز رحمه الله.
أرسل 1 إلى 88552
https://il.packet.me.uk/dmirror/http/binbazsms.com/banner/100x150.gif
وريعه للمشاريع العلمية والدعوية.(/)
ما المقصود بـ (مدارسة القرآن)؟
ـ[أبو طارق]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 10:40 م]ـ
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما معنى أن سيدنا جبريل - عليه السلام - كان يدارس الرسول - عليه الصلاة والسلام - القرآن في رمضان؟
هل يسمعه عليه أم المقصود تفسيره أم ماذا؟
وكيف نتبع هذه السنة فى رمضان: هل نزيد من القراءة أم نقرأ التفسير أم ماذا؟
وهل لو اتخذت صديقة نتدارس سويا القرآن أكون فعلت سنة أم ابتدعت - نسأل الله العافية -
الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك.
المقصود به عَرْض القرآن، وقراءة النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على جبريل، وقراءة جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، فيُثْبَت الْمُحكَم، ويُنسَخ المنسوخ تلاوة.
قال ابن حجر في شرح هذا الحديث: ظَاهِره أَنَّ كُلاًّ مِنْهُمَا كَانَ يَقْرَأ عَلَى الآخَر، وَهِيَ مُوَافَقَة لِقَوْلِهِ " يُعَارِضهُ "، فَيَسْتَدْعِي ذَلِكَ زَمَانًا زَائِدًا عَلَى مَا لَوْ قَرَأَ الْوَاحِد.
وقال: وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو عُبَيْد مِنْ طَرِيق دَاوُدَ بْن أَبِي هِنْد قَالَ: قُلْت لِلشَّعْبِيِّ: قَوْله تَعَالَى (شَهْر رَمَضَان الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآن) أَمَا كَانَ يَنْزِل عَلَيْهِ فِي سَائِر السَّنَة؟ قَالَ: بَلَى. وَلَكِنْ جِبْرِيل كَانَ يُعَارِض مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَان مَا أَنْزَلَ اللَّه، فَيُحْكِم اللَّه مَا يَشَاء، وَيُثْبِت مَا يَشَاء. اهـ.
ويُؤيِّد هذا ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان يَعْرِض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فَعَرَض عليه مرتين في العام الذي قُبِض فيه. رواه البخاري.
وفَهِم النبي صلى الله عليه وسلم مِن مُعارضة جبريل له القرآن مرّتين أن ذلك علامة على دُنوّ أجَلِه عليه الصلاة والسلام.
وفي حديث عائشة رضي الله عنها أنها سألت فاطمة رضي الله عنها فقالت: إنه كان حدثني أن جبريل كان يُعَارِضه بالقرآن كل عام مرة، وأنه عَارَضه به في العام مرتين. قال: ولا أراني إلاَّ قد حَضَر أجَلِي. رواه البخاري ومسلم.
وشهر رمضان هو شَهْر القرآن، ولذا كان السلف إذا دَخَل شهر رمضان طووا الكُتُب، وأقبلوا على القرآن.
ولو اتَّخَذ الإنسان من يُعينه على القراءة والمسارعة في الخيرات لم يكن في ذلك مِن حَرَج، بل هو أمْر مشروع.
قال النووي عن مدارسة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم القرآن: وَفِي هَذَا الْحَدِيث فَوَائِد مِنْهَا بَيَان عِظَم جُوده صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَمِنْهَا اِسْتِحْبَاب إِكْثَار الْجُود فِي رَمَضَان. وَمِنْهَا زِيَادَة الْجُود وَالْخَيْر عِنْد مُلاقَاة الصَّالِحِينَ وَعَقِبَ فِرَاقهمْ لِلتَّأَثُّرِ بِلِقَائِهِمْ. وَمِنْهَا اِسْتِحْبَاب مُدَارَسَة الْقُرْآن. اهـ.
والله أعلم.
شبكة مشكاة الإسلامية ( http://www.almeshkat.com/index.php?pg=qa&cat=2&ref=1297)
يسر الله علينا حفظ كتابه والعمل به(/)
تقول العرب في السمن
ـ[محمد سعد]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 01:05 م]ـ
تقول العرب
* تقول العرب في تقسيم السّمن:
- رجل سمين
- ثم لحيم
- ثم شحيم
- ثم بَلَنْدَح وعكوك
- وامرأة سمينة
- ثم رضراضة
- ثم خَدَلَجَّة
- ثم عَرَكْرَكة، وعَضَنكَّة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 02:53 م]ـ
بوركت على المعلومات القيمة والثمينة ...(/)
مَنْ اشتُهر عند الأثر بلقبه
ـ[محمد سعد]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 01:19 م]ـ
غسيل الملائكة: وهو حنظلة بن أبي عامر الأنصاري أصيب يوم أحد فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة غسلته.
قتيل الجن: هو سعد بن عبادة بال في جحر فقتله الجن.
مصافح الملائكة:هو عمران بن حصين.
حمي الدبر:هو عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح حمته النحل إلى أن كان الليل.
(ذو الشهادتين: هو خزيمة بن ثابت الأنصاري شهد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقضاء دين اليهودي حين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه وفاه اعتمادا على خبر النبي صلى الله عليه وسلم فجعل صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين.
ذو العين:هو قتادة بن النعمان أصيبت عينه يوم أحد فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذو اليدين: هو عبيد بن عبد عمرو الخزاعي كان يعمل بيديه معا.
ذو العمامة:هو أبو أحيحة سعيد بن العاص بن أمية كان إذا لبس عمامته لم يلبس قرشي عمامته حتى ينزعها.
ذو الثدية: كانت إحدى يديه مخدجة كالثدي كان رأس الخوارج ذو الثفنات كان يقال ذلك لعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ولعلي بن عبد الله بن عباس لما علا أعضاء السجدات منهما من شبه ثفنات العبير
ذو السيفين:هو أبو الهيثم بن التيهان سمي بذلك لتقلده في الحرب بسيفين
ذات النطاقين: هي أسماء بنت أبي بكر سميت بذلك لأنها شقت نطاقها للسفرة في الليلة التي هاجر النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوها إلى المدينة
عروة الصعاليك: هو عروة بن الورد كان إذا شكا إليه أحد أعطاه فرسا ورمحا وقال له إن لم تستغن بذلك فلا أغناك الله
سليك المقانب:هو سليك بن سلكة كان أعدى الناس حتى إن الفرس لا يدركه
طفيل الأعراس: رجل من غطفان وقيل هو من موالي عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يتتبع الأعراس فيأتيها من غير دعوة وإليه تنسب الطفيلية
أشج بني أمية:هو عمر بن عبد العزيز
جبار بني العباس: هو هارون الرشيد لأنه أغزى ابنه القاسم الروم فقتل منهم خمسين ألفا وأخذ منهم خمسة آلاف دابة بالسروج واللجم الفضة وأغزى علي بن عيسى بن ماهان بلاد الترك فقتل منهم أربعين ألفا وغزا هو بنفسه بلاد الروم ففتح هرقلة وأخذ الجزية من ملك الروم
بنات طارق: هن بنات العلاء بن طارق بن أمية بن عبد شمس سمين بجدهن يضرب بهن المثل في الحسن والشرف
بنات الحارث: هن بنات الحارث بن هشام يضرب بهن المثل في الحسن وغلو المهر
ـ[عَروب]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 02:31 م]ـ
غسيل الملائكة: وهو حنظلة بن أبي عامر الأنصاري أصيب يوم أحد فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة غسلته.
مصافح الملائكة:هو عمران بن حصين.
هنيئًا لهم والله
هذه الألقاب لم أعلم بها من قبل
موضوع رائع يا أخي الكريم:)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 03:14 م]ـ
هذه الألقاب كانت بمثابة الأوسمة في زماننا هذا وتفوقها معنوياً بحيث خلدت اصحابها كما نرى من غير تماثيل وأصنام لهم كما هو الحال اليوم،كما انها مأخوذة من صفة كانت ملازمة لهم،لا أنها تمنح مجاناً ... بوركت أخي محمد على هذا الموضوع الجميل.
ـ[فصيحة ولكن ... ]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 03:48 م]ـ
استفدت كثيراً ...
جزاك الله خيراً ...
ـ[سيبويه الأخفش الفراهيدي]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 03:31 ص]ـ
ونحن نقول في زمننا هذا .... من اشتهر في الطرب والفن والكرة بلقبه!!!
تحياتي لك أخي ..(/)
هدية السهم الراقي للفصيح وأهله بمناسبة شهر القرآن
ـ[السهم الراقي]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 02:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمناسبة شهر القرآن شهرالخيرات
هديتي لكم جميعا
فقد وجدت هذا الموقع وأحببت أن تشاركوني فيه
وفيه
كأنك تقرأ مباشرة من المصحف
وفيه أنواع مصاحف
شئ فريد في عالم النت
كتب الله لنا ولكم الاجر
http://www.quranflash.com
ـ[مستحيل]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 05:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 04:59 م]ـ
بوركت ووفقك الله أيها الفاضل ...
ـ[السهم الراقي]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 01:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وإياك أخي الكريم
ـ[السهم الراقي]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 01:23 ص]ـ
بوركت ووفقك الله أيها الفاضل ...
وإياك أخي الفاضل
ـ[أبو طارق]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 04:05 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[السهم الراقي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 03:21 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء
وجزاك الله بخير
ـ[السهم الراقي]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 03:20 م]ـ
ألم ترق الهدية لغالبية الاعضاء أم ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[السهم الراقي]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 03:37 م]ـ
ألم ترق الهدية لغالبية الاعضاء أم ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سؤال
هل من مجيب
؟؟؟
ـ[السهم الراقي]ــــــــ[02 - 10 - 2007, 10:19 م]ـ
وبمناسبة دخول العشر أيضا
ـ[أبو طارق]ــــــــ[03 - 10 - 2007, 12:00 ص]ـ
لو رأيت عدد المشاهدات لعلمت فائدة مشاركتك
بوركت
ـ[السهم الراقي]ــــــــ[03 - 10 - 2007, 03:20 م]ـ
لو رأيت عدد المشاهدات لعلمت فائدة مشاركتك
بوركت
جزاك الله خيرا
وأعلم انك بذا تواسيني ولكن عندما تكثر المشاهدات وتقل الردود فهذا يعني جاذبية في العنوان مع موضوع غير جيد
اسأل الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم
ـ[أبو طارق]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 12:17 ص]ـ
عندما تكثر المشاهدات وتقل الردود فهذا يعني جاذبية في العنوان مع موضوع غير جيد
لا ويرحمك الله , يكفي أن الموضوع يحتوي كتاب الله , فلا فائدة تقارن بفائدة كتاب الله تعالى.
أما رؤية المشاركات فصحيح أن عدمها يؤثر في النفس سلبًا؛ ولكن لابد أن يكون مقصدنا النفع والأجر, وبذلك فلا يهم إن رد أحدٌ أو لا , والشكر مطلوب , ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله
وفقنا الله وإياك
ـ[السهم الراقي]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 05:18 م]ـ
لا ويرحمك الله , يكفي أن الموضوع يحتوي كتاب الله , فلا فائدة تقارن بفائدة كتاب الله تعالى.
أما رؤية المشاركات فصحيح أن عدمها يؤثر في النفس سلبًا؛ ولكن لابد أن يكون مقصدنا النفع والأجر, وبذلك فلا يهم إن رد أحدٌ أو لا , والشكر مطلوب , ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله
وفقنا الله وإياك
ياأبا طارق كم أثلج صدري ردك
جزاك الله خيرا
ـ[نور الندى]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 04:40 م]ـ
http://www.s77.com/3DSmile/35/t-098.gif (http://www.s77.com/index.php?t=smiles)
بوركت السهم الراقى
ادخل هنا لتعرف المصادفة
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=27018
لقد سبقتنى الى الخير جزاك الله كل خير وجزى من لحق بدربك
ـ[السهم الراقي]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 03:11 م]ـ
http://www.s77.com/3DSmile/35/t-098.gif (http://www.s77.com/index.php?t=smiles)
بوركت السهم الراقى
ادخل هنا لتعرف المصادفة
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=27018
لقد سبقتنى الى الخير جزاك الله كل خير وجزى من لحق بدربك
مادام الأمر ابتغاء وجه الله العظيم فلاعليك من منا سبق الآخر
اسأل الله أن لايحرمنا الأجر والمثوبة(/)
الشمس ستطلع من مغربها على المريخ طوال شهر سبتمبر!
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 09:12 ص]ـ
منقول عن الموقع في الأسفل
===========================
SCROLL DOWN FOR ENGLISH
سبحان الله العظيم!!
خبر عاجل وخطير:الشمس ستطلع من مغربها على المريخ طوال شهر سبتمبر!!
نقلاً عن الموقع الأمريكي الشهير http://www.space. com
============ ========= ========= ==
ذكر علماء الفلك ان كوكب المريخ قد تباطئت سرعته في الاتجاه الشرقي في الاسابيع القليلة الماضية حتى وصل الى مرحلة التذبذب ما بين الشرق والغرب ...... وفي يوم الاربعاء 30 يوليو توقفت حركة المريخ عن السير في الاتجاه الشرقي
وبعد ذلك في شهري اغسطس وسبتمبر تحول المريخ بالانطلاق بشكل عكسي نحو الغرب .... وذلك الى نهاية شهر سبتمبر ...... وذلك يعني ان الشمس تشرق الان من مغربها على المريخ!!
!!
وهذه الظاهرة العجيبة تسمى: retrograde motion او الحركة العكسية ..... ويقول العلماء ان كل الكواكب سوف تحدث لها هذه الظاهرة مرة على الاقل!!! ومن بينها كوكبنا!!
كوكب الارض سوف تحدث له هذه الحركة العكسية يوما ما وسوف تشرق الشمس من مغربها!!
وقد يكون هذا الامر قريبا ونحن غافلون!!
لقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم ان من علامات الساعة الكبرى ان تشرق الشمس من مغربها وعندما يحدث ذلك لا تقبل التوبة!!
والعجيب ان علماء الشريعة قد ذكروا ان طلوع الشمس من المغرب يحدث فقط مرة واحدة يوم الطلوع، ثم تعود إلى الطلوع من المشرق وتستمر هكذا إلى أن يشاء الله .... وهذا مشابه لما يحدث في المريخ فانه يتوقف ويعكس الاتجاه لفترة بسيطة ثم يعود كما كان!
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون، فذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) رواه البخاري ومسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (بادروا الأعمال ستا: (فذكر منها) طلوع الشمس من مغربها) رواه مسلم
ان هذا الخبر على خطورته فانه يفتح ابوابا للدعوة سواء للمسلمين الغافلين او الكفار .... فعندما نعرض هذه الاحاديث التي ذكرت تلك الظاهرة قبل 1400 سنة .... فسوف يدخل في الاسلام خلق كثير ........... واما المسلمون فقد راوا ان هذا الامر حدث للمريخ وما يدرينا لعله مقدمة لما سيحدث على كوكبنا في القريب العاجل؟!!
وهذا احد المواقع الموثوقة التي نقلت هذا الخبر الهائل والذي لا يعرف قيمته الا المسلمون:
http://www.space. com/spacewatch/ mars_retro. ..ade_030725. html
وقد اقتطعت من الموقع السابق هذا الجزء والذي قمت بترجمته في الاعلى:
For the past few weeks, Mars has appeared to slow in its eastward trajectory, almost seeming to waver, as if it had become uncertain.
On Wednesday, July 30, that steady eastward course will come to a stop. Then, for the next two months, the planet will move backward against the star background - toward the west. On Sept. 29 it will pause again before resuming its normal eastward direction.
All the planets exhibit retrograde motion at one time or another. Ancient astronomers were unable to come up with a satisfactory explanation for it. The motion is tricky. For one thing, while behaving in this strange manner, Mars will also appear to deviate somewhat from its normal course; the retrograde motion will appear to bring it a little below its regular orbital track.
ومن يريد الاستزادة عن ادلة طلوع الشمس من مغربها في القرآن والسنة:
http://www.almawa. net/fetan/ fetk7.html
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت الآية 53]
(إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ) 87 (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) 88
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [النمل الآية 93]
سبحان الله وبحمده ...... سبحان الله العظيم
مما وصلني اليكترونيا ..... منقول
http://www.wataonline.net/site/modules/new...ewtopic.php?top
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 01:09 م]ـ
بارك الله فيك أخي ماهر
آمل أن تضع إيميلك أخي العزيز
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 02:19 م]ـ
أكرمك الله أخي الزمخشري:
هاو الإيميل وكنت قد وضعته في السابق:
mmkafas***********
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 04:17 م]ـ
شكر الله لك أخي محمد ماهر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 04:21 م]ـ
ولكم أخي الكريم وبارك الله فيكم
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 05:00 م]ـ
بوركت على هذا النقل اخي محمد زكيف حالك ... رمضان مبارك عليكم جعلنا الله من عتقائه.
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 10:35 م]ـ
أكرمك الله أخي الكريم ورفع قدرك وبارك الله فيكم وتقبل الله طاعتنا جميعاً ... أنا بخير والحمد لله وأرجو أن تكون أنت والأمة الإسلامية بخير ...(/)
الهمة وعُلوُّها
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 10:38 م]ـ
منقول
..................................................................
الهمة: هي الباعث على الفعل، وتوصف بعلو أو سفول ..
قال أحد الصالحين: همتك فاحفظها، فإن الهمة مقدمة الأشياء، فمن صلحت له همته وصدق فيها، صلح له ما وراء ذلك من الأعمال
الهمة محلها القلب
الهمة عمل قلبي، والقلب لا سلطان عليه لغير صاحبه، وكما أن الطائر يطير بجناحيه، كذلك يطير المرء بهمته، فتحلق به إلى أعلى الآفاق، طليقةًً من القيود التي تكبل الأجساد ..
إن يَسْلُب القوم العِدا مُلْكِي وتُسْلِمني الجموعْ
فالقلب بين ضُلُوعِهِ لم تُسْلِمِ القلبَ الضلوعْ
ونقل ابن قتيبة عن بعض كتب الحكمة:
" ذو الهمة إن حُطَّ، فنفسه تأبى إلا عُلُوّاً، كالشعلة ِ من النار يُصَوِّبُها صاحبها، وتأبى إلا ارتفاعا "
همَّة المؤمن أبلغ من عمله
قال صلى الله عليه وسلم:" من همَّ بحسنة، فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة " رواه البخاري
وقال صلى الله عليه وسلم: " من سأل الله الشهادة بصدقٍ، بلَّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه " رواه مسلم وغيره
وقال صلى الله عليه وسلم فيمن تجهز للجهاد، ثم أدركه الموت: " قد أوقع الله أجره على قدر نيته " رواه الإمام أحمد وغيره
وقال صلى الله عليه وسلم: " ما من امرئٍ تكون له صلاة بليل، فغلبه عليها نوم، إلا كُتب له أجر صلاته، وكان نومه صدقةً عليه " رواه النسائي وأبو داود
وقد يتفوق المؤمن بهمته العالية كما بيَّن ذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في قوله:
" سبق درهم مائة ألف "، قالوا: يا رسول الله، كيف يسبق درهم مائة ألف؟!،
قال:" رجل كان له درهمان، فأخذ أحدهما، فتصدق به، وآخر له مال كثير،
فأخذ من عَرْضها مائة ألف "رواه أحمد وغيره
خصائص كبير الهمة
يا عالي الهمَّة ..
بقَدْر ما تَتَعنَّى، تنالُ ما تتمنَّى
إن عالي الهمة يجود بالنفس والنفيس في سبيل تحصيل غايته، وتحقيق بغيته، لأنه يعلم أن المكارم منوطة بالمكاره، وأن المصالح والخيرات، و اللذات و الكمالات كلها لا تنال إلا بحظ من المشقة، ولا يُعبر إليها إلا على جسر من التعب:
بَصُرتُ بالراحة الكبرى فلم أرها ... تُنال إلا على جسر من التعب
****
فقل لِمُرَجِّي معالي الأمور ... بغير اجتهاد: رجوتَ المحالا
****
أحزان قلبي لا تزول ... حتى أبشر بالقبول
وأرى كتابي باليمين ... وتُسَرَّ عيني بالرسول
****
عالي الهمة يُرى منطلقاً بثقة وقوة وإقدام نحو غايته التي حددها على بصيرة وعلم، فيقتحم الأهوال، ويستهين الصعاب ..
****
ذريني أنل ما لا يُنال من العُلا ... فصعب العلا في الصعب والسهل في السهل
تريدين إدراك المعالي رخيصة ... ولا بُدَّ دون الشَّهْدِ من إبر النحْلِ
****
من أراد الجنة سلعةَ الله الغالية لم يلتفت إلى لوم لائم، ولا عذل عاذل، ومضى يكدح في السعي لها
قال تعالى: (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا)
وقال صلى الله عليه وسلم: " من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة "
كبير الهمة لا ينقُضُ عَزْمه
قال تعالى: (فإذا عزمت فتوكل على الله)
قال جعفر الخلدي البغدادي: " ما عقدت لله على نفسي عقدا، فنكثته "
علام يندم كبير الهمة؟
يندم على ساعة مرت به في الدنيا لم يعمرها بذكر الله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم: " ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها "
يا كبير الهمة: لا يضرك التفرد، فإن طرق العلاء قليلة الإيناس
فعالي الهمة ترقى في مدارج الكمال بحيث صار لا يأبه بقلة السالكين، ووحشة الطريق لأنه يحصل مع كل مرتبة
يرتقي إليها من الأنس بالله ما يزيل هذه الوحشة، و إلا انقطع به السبيل ..
عالي الهمة لا يرضى بالدون ولا يرضيه إلا معالي الأمور
إن عالي الهمة يعلم أنه إذا لم يزد شيئا في الدنيا فسوف يكون زائدا عليها، ومن ثم فهو لا يرضى بأن يحتل هامش الحياة، بل لابد أن يكون في صلبها ومتنها عضوا مؤثرا
إذا ما مضى يوم ولم أصطنع يدا * ولم أقتبس علما فما هو من عمري
إن كبير الهمة نوع من البشر تتحدى همته ما يراه مستحيلا، وينجز ما ينوء به العصبة أولو القوة،
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقتحم الصعاب والأهوال لا يلوي على شيء
له همم لا منتهى لكبارها وهمته الصغرى أجل من الدهر
ندرة كبيريّ الهمة في الناس
يصدق عليهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " تجدون الناس كإبل مائة، لا يجد الرجل فيها راحلة "
وهم في الناس ثلة من الأولين، وقليل من الآخرين
وقد كانوا إذا عدوا قليلا فقد صاروا أعز من القليل.
عالي الهمة لا يرضى بما دون الجنة
إن كبير الهمة لا يعتد بما له فناء، ولا يرضى بحياة مستعارة، ولا بقُنيةٍ مستردة، بل همه قنية مؤبدة، وحياة مخلدة، فهو لا يزال يحلق في سماء المعالي، و لا ينتهي تحليقه دون عليين، فهي غايته العظمى، وهمه الأسمى ..
عالي الهمة شريف النفس يعرف قدر نفسه
وعالي الهمة يعرف قدر نفسه، في غير كبر، و لا عجب، ولا غرور، وإذا عرف المرء قدر نفسه، صانها عن الرذائل، وحفظها من أن تهان، ونزهها عن دنايا الأمور، و سفاسفها في السر والعلن، وجنبها مواطن الذل بأن يحملها ما لا تطيق أو يضعها فيما لا يليق بقدرها، فتبقى نفسه في حصن حصين، وعز منيع لا تعطى الدنية، و لا ترضى بالنقص، ولا تقنع بالدون ..
كبير الهمة عصامي لا عظامي
فكبير الهمة عصامي يبني مجده بشرف نفسه، لا اتكالا على حسبه ونسبه، و لا يضيره ألا يكون ذا نسب، فحسبه همته شرفا ونسبا، فإن ضم كبر الهمة إلى نسب كان كعقد علق على جيد حسناء ..
الحث على علو الهمة في القرآن والسنة
تواردت نصوص القرآن والسنة على حث المؤمنين على ارتياد معالي الأمور، والتسابق في الخيرات، وتحذيرهم من سقوط الهمة، وتنوعت أساليب القرآن في ذلك ..
فمنها: ذم ساقطي الهمة وتصويرهم في أبشع صورة:
(واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون)
ومنها: ثناؤه سبحانه على أصحاب الهمم العالية وفي طليعتهم الأنبياء والمرسلون
وفي مقدمتهم أولو العزم من الرسل وعلى رأسهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم ..
(فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل)
ومنها: أنه عبر سبحانه عن أوليائه الذين كبرت همتهم بوصف الرجال في مواطن البأس والجلد والعزيمة والثبات على الطاعة، والقوة في دين الله
(فيه رجال يحبون أن يطهروا والله يحب المطهرين)
(يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله و إقام الصلاة وإيتاء الزكاة)
(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)
ومنها: أنه سبحانه أمر المؤمنين بالهمة العالية، والتنافس في الخيرات ..
(فاستبقوا الخيرات)
أما السنة الشريفة فمليئة بالكثير من الصور ..
قال صلى الله عليه وسلم: (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها، فليغرسها)
وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (إن الله تعالى يحب معالي الأمور، ويكره سفاسفها)
وقال صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه: (إذا سأل أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه عز وجل)
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ..
فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة)
***********
كبر الهمة يجلب لك بإذن الله خيرا غير مجذوذ، ويجري في عروقك دم الشهامة والركض في ميدان العلم والعمل، فلا ترى واقفا إلا على أبواب الفضائل، ولا باسطا يديك إلا لمهمات الأمور ..
إن التحلي بكبر الهمة يسلب منك سفاسف الآمال والأعمال، ويجتث منك شجرة الذل والهوان والتملق والمداهنة ..
مجالات علو الهمة:
* علو الهمة في طلب العلم
قال يحيى بن أبي كثير: لا ينال العلم براحة الجسد ..
ومن يصطبر للعلم يظفر بنيله ... ومن يخطب الحسناء يصبر على البذل
ومن لم يذل النفس في طلب العلى ... يسيرا يعش دهرا طويلا أخا ذل
* علو الهمة في العبادة والاستقامة
قال الحسن: من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره
قال وهيب بن الورد: إن استطعت أن لا يسبقك إلى الله أحد فافعل ..
واحسرتاه تقضى العمر وانصرمت ... ساعاته بين ذل العجز والكسل
(يُتْبَعُ)
(/)
والقوم قد أخذوا درب النجاة وقد ساروا ... إلى المطلب الأعلى على مهل
* علو الهمة في البحث عن الحق
لقد حفل التاريخ الإسلامي قديمه وحديثه بنماذج رائعة من المهتدين الذين ارتفعت همتهم في البحث عن الدين الحق
و بذلوا في سبيل ذلك النفس والنفيس، فصاروا مضرب الأمثال، وحجة لله على خلقه أن من انطلق باحثا عن الحق مخلصا لله تعالى، فإن الله عز وجل يهديه إليه، ويمن عليه بأعظم نعمة في الوجود نعمة الإسلام
ومن النماذج المشرقة في البحث عن الحق
سلمان الفارسي رضي الله عنه ..
أبوذر رضي الله عنه ...
* علو الهمة في الدعوة إلى الله تعالى ..
كبير الهمة يحمل هم الدعوة
من أعظم ما يهتم به الداعية هداية قومه، وبلوغ الجهد في النصح لهم، كما يتضح ذلك جليا لمن تدبر سير المرسلين، خاصة خاتمهم وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم ..
إن المتأمل لقوائم عظماء رجالات الإسلام من الرعيل الأول فمن بعدهم ليرى أن علو الهمة هو القاسم المشترك بين كل هؤلاء الذين اعتزوا بالإسلام، واعتز بهم الإسلام، ووقفوا حياتهم لحراسة الملة وخدمة الأمة سواء كانوا علماء أو دعاة أو مجددين أو مجاهدين أو مربين أو عباد صالحين ولو لم يتحلوا بعلو الهمة لما كان لهم موضع في قوائم العظماء ولما تربعوا في قلوب أبناء ملتهم، ولما تزينت بذكرهم صحائف التاريخ و لا جعل الله لهم لسان صدق في الآخرين ..
* علو الهمة في الجهاد في سبيل الله
قال عمران بن حصين: (ما لقي صلى الله عليه وسلم كتيبة إلا كان أول من يضرب)
وكذلك الشجعان في أمته والأبطال لا يحصون عدة، و لا يحاط بهم كثرة، سيما أصحابه المؤيدين الممدوحين في التنزيل بقوله تعالى:
(محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)
قال صلى الله عليه وسلم: (إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف)
حال الأمة عند سقوط الهمة
إن سقوط الهمم وخساستها حليف الهوان، وقرين الذل والصغار، وهو أصل الأمراض التي تفشت في أمتنا،
فأورثتها قحطا في الر جال، وجفافا في القرائح، وتقليدا أعمى، وتواكلا وكسلا، واستسلاما لما يسمى الأمر الواقع ..
كل ذل يصيب الإنسان من غيره، ويناله من ظاهره: قريب شفاؤه، ويسير إزالته،
فإذا نبع الذل من النفس، وانبثق من القلب، فهو الداء الدوي، والموت الخفي ..
أسباب انحطاط الهمم
حتى نكون أبعد عن انحطاط الهمم لابد أن نتعرف على أسباب ذلك ..
* الوهن .. كما فسره الرسول صلى الله عليه وسلم: (حب الدنيا، وكراهية الموت)
* الفتور .. قال صلى الله عليه وسلم: (إن لكل عمل شِرَّةً، ولكل شِرَّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك)
* اهدار الوقت الثمين في فضول المباحات .. قال صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)
* العجز والكسل .. قال تعالى: (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين)
* الغفلة .. وشجرة الغفلة تُسقى بماء الجهل الذي هو عدو الفضائل كلها
قال ابن القيم رحمه الله: لابد من سِنة الغفلة، ورقاد الغفلة، ولكن كن خفيف النوم ..
* التسويف والتمني .. وهما صفة بليد الحس، عديم المبالاة، الذي كلَّما همَّت نفسه بخير، إما يعيقها بسوف حتى يفجأه الموت، وإما يركب بها بحر التمني، وهو بحر لا ساحل له، يدمن ركوبه مفاليس العالم.
* ملاحظة سافل الهمة من طلاب الدنيا .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنما مَثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يُحْذِيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة)
* العشق .. لأن صاحبه يحسر همته في حصول معشوقه فيلهيه عن حب الله ورسوله.
* الانحراف في فهم العقيدة .. لا سيما مسألة القضاء والقدر، عدم تحقيق التوكل على الله تعالى، بدعة الإرجاء.
* الفناء في ملاحظة حقوق الأهل والأولاد واستغراق الجهد في التوسع في تحقيق مطالبهم ..
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم)
(يُتْبَعُ)
(/)
* المناهج التربوية والتعليمية الهدامة .. التي تثبط الهمم، وتخنق المواهب، وتكبت الطاقات، وتخرب العقول، وتنشىء الخنوع، وتزرع في الأجيال ازدراء النفس، وتعمق فيها احتقار الذات، والشعور بالدونية.
* توالي الضربات، وازدياد اضطهاد العاملين للإسلام، مما ينتج الشعور بالإحباط في نفوس الذين لا يفقهون حقيقة البلاء، وسنن الله عز وجل في خلقه.
أسباب الارتقاء بالهمة
* العلم والبصيرة .. العلم يصعد بالهمة، ويرفع طالبه عن حضيض التقليد، ويُصفِّي النية.
* إرادة الآخرة، وجعل الهموم همَّا واحداً .. قال تعالى: (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا)
وقال صلى الله عليه وسلم: (من كانت همّه الآخرة، جمع الله له شملَه، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا راغمة، ومن كانت همّه الدنيا، فرَّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له)
* كثرة ذكر الموت .. عن عطاء قال: كان عمر بن عبد العزيز يجمع كل ليلة الفقهاء، فيتذاكرون الموت والقيامة والآخرة ويبكون.
* الدعاء .. لأنه سنة الأنبياء، وجالب كل خير، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (أعجز الناس من عجز عن الدعاء)
* الاجتهاد في حصر الذهن، وتركيز الفكر في معالي الأمور .. قال الحسن: نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
* التحول عن البيئة المثبطة .. إذا سقطت الجوهرة في مكان نجس فيحتاج ذلك إلى كثير من الماء حتى تُنَظَّف إذا صببناه عليها وهي في مكانها، ولكن إذا أخرجناها من مكانها سهل تنظيفها بالقليل من الماء.
* صحبة أولي الهمم العالية، ومطالعة أخبارهم .. قال صلى الله عليه وسلم: (إن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر)
* نصيحة المخلصين .. قال صلى الله عليه وسلم: (إن الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)
* المبادرة والمداومة والمثابرة في كل الظروف .. قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)
أطفالنا وعلو الهمة
قال أبو حامد الغزالي رحمه الله: والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة، فإن عُوِّد الخير وعُلِّمه نشأ عليه، وسَعِدَ في الدنيا والآخرة، وإن عُوِّد الشر، وأُهْمِل إهمالَ البهائم شقي وهلك .. وصيانته بأن يؤدِّبَه، ويهذبه، ويعلمه محاسن الأخلاق ..
وقال ابن خلدون: التعليم في الصغر أشد رسوخاً، وهو أصل لما بعده.
كِبَارُ الهمَّةِ النَّابغُون .. مُخْتَصَرُ الطريق إلى المَجْد ..
إن المرء لا يولد عالماً، وإنما تربيه جماعة، وتصنعه بيئة، و تتعهده بالرعاية والتعليم، حتى يمتلك ناصية العلم الذي يطلبه.
.........
إن الأمة التي تهتم بالنابغين، تصنع بهم مستقبلها المشرق، لأنهم يُصْلِحون أمرها، ويسهمون في ازدهارها، والأمة التي تهمل رعاية نابغيها سوف تشقى حين يتولى أمورها جهلة قاصرون يوردونها المهالك، أو مرضى نفسيون معقدون يسومونها سوء العذاب، أو سفلة أصحاب نفوس دنيئة وهِممٍ خسيسة يبيعونها لأعدائها بثمن بخس.
أثر عُلُوّ الهمَّة في إصلاح الفرد والأمَّة
أصحاب الهمة العالية هم الذين يقوون على البذل في سبيل المقصد الأعلى، و يبدلون أفكار العالم، ويغيرون مجرى الحياة بجهادهم وتضحياتهم، ومن ثَمَّ فهم القلة التي تنقذ الموقف، وهم الصفوة التي تباشر مهمة " الانتشال السريع " من وحل الوهن، و وهدة الإحباط.
...............
زاحم بكتفيك وساعديك قوافل العظماء المجددين من السلف والخلف، ولا تؤجل فإن مرور الزمن ليس من صالحك، وإن الطغيان كلما طال أمده، كلما تأصَّلت في نفوس المتميعين معاني الاستخذاء، ولابد من مبادرة تنتشل، ما دام في الذين جرفهم التيار بقية عرق ينبض، وبذرة فطرة كامنة.
..........
هذا زمان لا توسُّط عنده ... يبغي المغامر عالياً وجليلا
كن سابقاً فيه أو ابق بمعزلٍ ... ليس التوسط للنبوغ سبيلا
..........
إن أمتك المسلمة تترقب منك جذبة " عُمَرِيَّة " توقد في قلبها مصباح الهمة في ديجور هذه الغفلة المدلهمة، وتنتظر منك صيحة " أيوبية " تغرس بذرة الأمل، في بيداء اليأس، وعلى قدر المئونة؛ تأتي من الله المعونة، فاستعن بالله ولا تعجز.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 05:55 م]ـ
موضوع جميل ومفيد أخي الكريم محمد ماهر بارك الله فيك على هذا الجهد المشكور ...(/)
عاشقة النحو والصرف
ـ[سيناء احمد]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 09:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ايها الاخوة والاخوات اود ان اكون مشاركة وصديقة في منتداكم هذا علّني افيد واستفيد راجية لكم الموفقيه .. مباركة لكم هذا الشهر شهر رمضان الفضيل اعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات .....
ـ[محمد سعد]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 09:48 م]ـ
أهلاً وسهلاً أخت سيناء أحمد، ومرحباً بين أخوتك في الفصيح، فصيح الخير الذي يجمع محبي هذه اللغة، راجياً ان تكون إقامة فيها الفائدة ونحن بانتظار مساهماتك. ألف تحية
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 03:20 م]ـ
وعليكم السلام
أهلا بك في نادي الفصيح، والشهر مبارك على الجميع.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 05:30 م]ـ
أهلا بك في الفصيح، إقامة مباركة وشهر مبارك.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 10:10 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حللتِ أهلاً ووطئتِ سهلاً
وننتظركِ نافعة ومنتفعة
ـ[معالي]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 07:43 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك وأهلا أيتها الكريمة
نتمنى لك ومنك النفع والفائدة.
ـ[همس الجراح]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 02:18 م]ـ
أهلاً بأختنا هلا ........... ومرحباً مُسَهِّلا
خصي الفصيح دعوة ........... نحن بحاجة لها
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 03:28 م]ـ
حللت اهلا ونزلت سهلا اخية سيناء فمرحباً بك بين أسرة الفصيح ...
ـ[العطر الجذاب]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 06:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مسائكم يعمه الخير إنشاء الله وكل عام وأنتم بخير وبصحةٍ وعافية، لامانع لدي أن انضم معكم متعلما فأنتم أصحاب الفكر والقلم والإبداع من الأساتذة منكم والمعلمات منكن، فأسأل الله أن يوفقني وإياكم وأن ينفع بكم هذا المنتدى
ـ[ابورياض]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 04:33 م]ـ
السلام عليكم احبابي الاعزاء ارجو ان احظى بالقبول عندكم لانني وجدت ضالتي
فانا استاذ لغة عربية بالمتوسط فاتمنى لكم صياما مقبولا وعيدا سعيدا وكل عام وانتم بخير.
اخوكم محمد ابورياض
abou_riad66*************
abou_riad@naseej.com
ـ[سيناء احمد]ــــــــ[28 - 10 - 2007, 09:09 م]ـ
حياكم الله جميعا وبارك الله فيكم وهذا اميلي يااخوتي واخواتي لمن يريد مراسلتي-- senaaahmad-- والسلام عليكم(/)
الدكتور محمد أبو موسى، ليتني ما عرفتك!
ـ[أبو الطيب الشمالي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 12:13 ص]ـ
:::
كنت في وقت مضى لم يبعد عن فكري ولكنه ابتعد في الزمن قليلا، أقرأ بنهم لأسطورة من الأساطير اسمها ((محمود شاكر)): r وكنت أعجب من تحريك كلامه لكوامن نفسي، وتأثيره على فكري، وتبصيره لي معالم الطريق، فانطلقت أبحث عن صورة لهذا الشخص حتى ظفرت بها لأرى علامات من الصدق والأمانة والوفاء والتقدير للعلم، والمحبة لأهله، والصبر فإن الصبر أتعلمه من خلال رؤيتي لصورته: r .
ولكن المحزن أن هذا العلم العالم لم أتمكن من مجالسته لأدون أخلاقه التي ربما كانت سببا في أثره اللطيف على هذه اللغة الشريفة.
وفي يوم من الأيام هتف في أذني هاتف أن محمود شاكر: r لم يمت بل خلف رجلا عالما يحبه ويسير على خطاه، ويتميز بالكثير، ويتقن فن التفكير السليم، ولديه رؤية واضحة للعلم وأهله، وعنده منهج سليم يتبعه، وهو مع هذا لا يذم من العلم شيئا، ولا يحتقر من المعروف قليلا، إنه الدكتور محمد أبو موسى.
والمشكلة أنني لا أستطيع الحضور إليه لعوارض اكتنفتني، وزلزلت شيئا من النفس التي أنهكها صدق ((شاكر)) و ((محمد أبو موسى)) رضي الله عنهما، فبقيت متلددا، وواضعا يدا على خد أخط على الأرض أنتظر فرج الله تعالى.
من سوء الطالع أني تعرفت على تلميذ يدعي التلمذة على يد الدكتور محمد أبو موسى، ولم أجد علم الدكتور باديا من صفحة عنقه، ولا لائحا من بريق عينيه، فأصبت بإحباط وهاهو - حسبي الله - يمسك رقبتي، ويضغط على نفسي ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى.
دعاني إلى هذا حاجة في نفسي وهي مودعة عند إخوتي الذين تعلموا على يديه، أرجو أن يبينوا لي وللرواد ما يتميز به الشيخ الجليل محمد أبو موسى: r من أخلاق في العلم، وأخلاق جبله الله عليها حتى أعرف الذين يدعون التلمذة عليه من الذين شربوا معه من كأس واحدة.
وحتى أستخلص لنفسي نظاما أخلاقيا مبنيا على المحسنين من المسلمين، والعلماء الخلف الذين يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان.
فهل تطيب نفوسكم يا تلاميذ الشيخ محمد أبوموسى بتدوين أخلاقه في محاضراته، ومكتبه، وبيته، ومع طلبته، وأبنائه، وأساتذته، وتلاميذه، ويكون هذا الباب مفتوحا لأجمع قدرا كبيرا من خلق الشيخ فأتفحصه في كتاباته، ووالله إن في كلامه إلا حق وخلق طيب وصدق ووفاء.
هل تطيب نفوسكم؟
أرجو ذلك
كتبه: أبو الطيب الشمالي ((جمع الله عليه ما تفرق من نفسه، وتشتت من فكره))
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 03:16 م]ـ
رحم الله الشيخ محمودًا، ونفع بتلاميذه
بارك الله فيك يا أستاذ أبا الطيب.
لن يخفى على مثلك أن حسن الطالع وسوءه لا أثر لهما في المقدور، وفقك الله.
ـ[أبو الطيب الشمالي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 03:49 م]ـ
أشكر لك هذا التنبيه اللطيف.
صدقت أن سوء الطالع ليس له أثر في المقدور، وأستغفر الله من قولي ولي ولك ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء والأموات.
أرجو أن تكون لديك مساهمة في موضوعي هذا.
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 04:35 م]ـ
الشيخ - وفقه الله - له شدةٌ في حقٍ، ولينٌ لمبتغي العلم الصادق، لا تملُ حديثَه، فكأنه شهدٌ ينطقُ، وعلمٌ يتحدثُ إليكَ.
غيور ما أشد غيرته! إذا ذُكر أهلُ العلم بما يسوءُ،ومنافحٌ ما أصدقَ إخلاصَه للغته ودينه.
محبٌ لمن صدقَ في طلبِه، فظٌ غليظٌ على من توانى وتكاسلَ.
وإن كنتُ عاتبا فلي عتبٌ على ما وسمتَ به موضوعك، فقد أسأتَ إلى غائبٍ غني عن معرفة الناس.
ـ[أبو الطيب الشمالي]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 09:41 ص]ـ
إني آسف إن كنت جرحت مشاعركم بعنواني الذي وضعته (الدكتور محمد أبو موسى، ليتني ما عرفتك) لكن لعلكم تلتمسون لمن أحب طريقة الشيخ محمود شاكر والشيخ محمد أبو موسى عذرا حيث إنني جريت على ما جرى عليه محمود شاكر في مقالته التي عنونها بقوله: (المتنبي، ليتني ما عرفته) وهو فيها يثني ويلزم الجادة، ويفتش عن الحق، ويذكر تأثره بهذا الفخر العربي.
يا أبا حاتم إن كان العنوان أساء فأنا معتذر، وإن كنت معتقدا أنني لم أخالف الجادة، وما هذا إلا من شغفي بما يكتب، وتأثري بما يصوغ.
ولو لم أعرف كتبه لكنت جاهلا بما يحاك من حولي، وما عرفت ما وصلت إليه حالنا مع العلم من تدهور غريب.
أشكر عتبك، وأرجو الا تنسوا الموضوع الذي أريده.
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 10:36 ص]ـ
لله دره كانت لنا أياما جميلة معه::
أخي الكريم لاتصدق كل مايقال وحكم عقلك::
وللأسف الرجل الذي ذكرت إنما هو يعكس صورته هو::
تحياتي::
ـ[أبو الطيب الشمالي]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 02:49 م]ـ
لا يهمني إن عكس صورة نفسه أو أن نفسه عكست صورة طبعه أو أنه لا يعكس شيئا لأنه قاتم اللون لا بريق له.
إلا أن الذي يهمني فساد يثور من فمه كل حين، وبلاء يخرجه كل وقت حينما يقول: وكنا عند شيخنا الشيخ محمد أبو موسى، وهو ليس على طريقته.
وانظري إلى التقرب العجيب منه يقول: شيخنا، فإلى أي مدى جريت في ميدان العلم على طريق الشيخ وحفظت رسمه، واتبعت خطه، ووضعت الحافر على الحافر؟!
والجواب بعد كل هذا: إنها المناصب التي تتقرب من الأجلاء لا لأجل الوفاء للعلم وإنما لأجل الإحاطة بكل ما يرفع من ذكره، ويطير ند الناس اسمه فيقال: فلان كان شيخه فلان.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم
أين النظام الأخلاقي الذي يتمتع به أبوموسى يا تلاميذه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالي]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 07:37 ص]ـ
أخي الفاضل
تقول هذا ولم تدرس على الشيخ، فكيف لو درستَ عليه؟!!
أما مرادك فهو قريب التحقيق -بإذن الله- بعد أن وعدنا شيخنا د. شوارد بترجمة تليق بالشيخ أبو موسى.
فانتظر -سلمك الله- فكلنا منتظرون.
لفت نظري قولك:
وانظري إلى التقرب العجيب منه يقول: شيخنا، فإلى أي مدى جريت في ميدان العلم على طريق الشيخ وحفظت رسمه، واتبعت خطه، ووضعت الحافر على الحافر؟!
أسلوب التناسخ لا يعجب الشيخ، بل يذمّه ذمًا شديدًا، وهو لا يريد لأحد من طلابه السير على طريقته على نحو وضع الحافر على الحافر، كما في عبارتك.
الشيخ يريد أن يحرر العقول من أسر (التقليد) بلا تفكير، وأن يحملها على اتباع الحق الأبلج بوعي وبصيرة، ويكره أشد الكره أن يُردد كلامه -أو كلام غيره- بلا عقل.
ولذلك تجد النبهاء من تلامذته لهم خطى مميِّزة لهم، وإن التقوا معه من وجوه إلا أن تميزا واضحا لهم يلمحه كل ذي بصيرة.
شكرًا لك، أخي الكريم.
ـ[أبو الطيب الشمالي]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 11:17 ص]ـ
لو كنت أقصد اتباعه في كل ما يقول بحيث يكون كلامه في العلم لا يخالف لضربت عن الثناء عليه صفحا، لكنني أقصد اهتمامه بإكرام العلم، وعدم احتقاره، والفرح بكل ما يقربنا إلى الحقيقة، وفوق هذا كله تحريره للعقول من ربقة التقليد التي أجبرتني على الكتابة،ولا يعني اتباع الخطى أن يكون الإنسان مقلدا، بل قد يكون المقلد لمن هو نابغ في فكره تحررا، وتحريرا لعقله من الترهات الملقاة على جوانب الطريق.
المقلد مذموم إن كان يقلد في الحق والباطل، والمتحرر الذي يرى الحق وينسبه لأهله، ويلتمس من خلال الحق الذي رآه حقا آخر ينطق به.
راجعي كلام الشيخ جيدا وستعرفين ما أقصد، وأظنه لا يخفى عليك.
أرجو أن يكون ما قصدته قد اتضح، وأشكر لك دخولك على ديواني، وأشكر لك أخرى أن فهمت وأخبرتني بما فهمت.
ـ[معالي]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 07:17 ص]ـ
وأشكر لك أخرى أن فهمت وأخبرتني بما فهمت.
الحمدلله أنك على ما فهمت.
شكرًا لك، أخي الفاضل.(/)
من حلم المهلب
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 03:25 ص]ـ
مر المهلب بحي من همدان فرآه شاب من أهل الحي
فقال: أهذا المهلب؟
قالوا: نعم
قال: والله إنه لا يساوي خمسمائة درهم.
وكان المهلب أعور، فسمعه، فلما كان من الغد أخذ المهلب في كمه خمسمائة درهم وأتى الحي وارتقب الغلام حتى رآه فأتى إليه وقال له:
أفتح حجرك،
ففتح الشاب حجره فسكب فيها الخمسمائة درهم
وقال: خذ قيمة عمك المهلب والله لو قومتني بعشرة آلاف دينار لأتيتك بها فسمعه شيخ من أهل الحي فقال:والله ما أخطأ من جعلك سيدا(/)
تعزية قصي علي الدليمي
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 09:29 ص]ـ
:::
{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}
انتقلت إلى رحمة الله تعالى المرحومة الحاجة (أم عباس) جدة قصي علي الدليمي. بعد ان قضت مدة من تحمِّل الأمراض صابرة ً محتسبة ًلله، وكانت (رحمها الله) صائمة ً مصلية ً مزكية ًمتصدقة ًعلى الفقراء والمحتاجين، خرجت من الدنيا ولم تترك مالا ً لأن المال كان عندها للمحتاجين لا لها وقد ربت اولادها واحفادها على الصدق والأمانة ومحبة الأخرين - كانت مدرسة للأخلاق والفضيلة - وما عرف عنها أبدا ً انها تخاصمت مع جيرانها أبدا ً وقد حجت إلى بيت الله الحرام فاتقنت الحج لا تحمل حقدا ً على أحد سليمة َ القلب حنونة ً - نحسبها على الله والله حسيبها ولا نزكّي على الله أحدا ً- تغمدها الله برحمته الواسعة، ولا تنسوها من دعائكم - يرحمكم الله -
إنا لله وإنا اليه راجعون
اخوكم
قصي علي الدليمي
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 09:39 ص]ـ
:::
إنا لله وإنا اليه راجعون.
أحسن الله عزاءكم ,وغفر لها ,وتغمدها بواسع رحمته, وجميع موتى المسلمين.
ـ[حذيفة]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 09:49 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله،
إنا لله و إنا إليه راجعون،
غفر الله لها و رحمها و أدخلها جنته إنه هو الرحمن الرحيم،
و رزق أهلها الصبر و أثابكم خيرا.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 10:19 ص]ـ
إنا لله و إنا إليه راجعون، غفر الله لها و رحمها و أدخلها جنته إنه هو الرحمن الرحيم،
ولله ما أعطى ولله ما أخذ
ـ[أنا البحر]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 12:09 م]ـ
إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فاصبر واحتسب.
ورحم الله جدتك وجعل أعالي الفردوس سكنا لها.
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 12:40 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبروا ولتحتسبوا.
أحسن الله عزاءكم وغفر لميتكم أخي الكريم قصي.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 12:43 م]ـ
انا لله وانا اليه راجعون ... غفر الله لها ولنا وجها الجنة مأواها.
ـ[أبو الطيب الشمالي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 12:53 م]ـ
أحسن الله عزاءك، وغفر لميتك، وأسكن فقيدتكم الفردوس.
والزم الدعاء لها فإنها قضت عمرها في تربيتكم، وهي اليوم أشد حاجة إلى دعائكم من احتياجكم لها.
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 01:22 م]ـ
رحم الله ميتكم وألهمكم الصبر والسلوان
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 02:06 م]ـ
رحمها الله وغفر له وتغمدها بواسع فضله
ـ[دعدُ]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 02:47 م]ـ
عظم الله أجركم وغفر لميتكم.
اللهم أبدلها داراً خيراً من دارها وأهلاً خيراً من أهلها،واجمعنا وأهلها وذريتها بها في جناتك جنات النعيم.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 03:04 م]ـ
أعظم الله أجركم يا أستاذ قصي، وأحسن عزاءكم، وغفر لجدتكم، وفسح لها في قبرها.
ـ[أم ندى]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 03:16 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
عظم الله أجركم واللهمكم الصبر والسلوان
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 03:22 م]ـ
من جوار المسجد الأقصى ومن أيام الشهر الفضيل، ونسأل الله الفرج لأهل العراق ولبنان وبيت المقدس وسائر بلاد أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ[ابنة الإسلام]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 04:56 م]ـ
إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب.
غفر الله لها ونور قبرها وأسكنها فسيح جناته، وألهمكم الصبر والسلوان.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 05:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا ً، وشكر الله سعيكم، ولا تنسوها من خالص الدعاء
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 05:25 م]ـ
إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب.
غفر الله لها ونور قبرها وأسكنها فسيح جناته، وألهمكم الصبر والسلوان.
آمين، يا رب العالمين، وأحسن الله عزاءكم، أستاذ قصي.
ـ[مهاجر]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 05:31 م]ـ
أحسن الله عزاءك في قصي في الحاجة جدتك، رحمها الله، وأجزل لك وللأهل مثوبة الصبر والرضا بقضائه.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 05:56 م]ـ
إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فاصبر واحتسب.
ورحم الله جدتك وجعل أعالي الفردوس سكنا لها.
اللهم آمين
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 08:05 م]ـ
رحمها الله وغفرلها وأسكنها فسيح جناته وجمعكم بها في الفردوس الأعلى
ـ[فوزي دحام الحديثي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 09:10 م]ـ
اخي العزيز قصي الدليمي
البقاء لله وانا لله وانا اليه راجعون
اللهم ارحم موتى جميع المسلمين
امين امين امين
يارب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[اسامة2]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 09:36 م]ـ
ان لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فالتصبر ولتحتسب, واذكر مصابك برسول الله صلى الله عليه وسلم, فانها أعظم المصائب.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 09:38 م]ـ
غفر الله لها وأسكنها فسيح جناته
ونسأل الله أن ينور قبرها , وييمن كتابها , وييسر حسابها
صبركم الله أخي قصي
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 03:37 م]ـ
غفر الله لها إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار إنا لله وإنا إليه راجعون
أحسن الله عزاك أخي قصي وعذرا على القطيعة
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 06:55 م]ـ
اشكر كل اخوتي الذين قدموا التعزية بوفاة جدتي - غفر الله لها - آمين وجزاهم الله عني خيرا واطلب منهم الدعاء لها. يرحمكم الله
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 08:32 م]ـ
غفر الله لها وأسكنها فسيح جناته
ونسأل الله أن ينور قبرها , وييمن كتابها , وييسر حسابها
صبركم الله أخي قصي
اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين
ـ[نسيبة]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 01:40 ص]ـ
إنّا لله و إنّا إليه راجعون
إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب.
غفر الله لها ونور قبرها وأسكنها فسيح جناته، وألهمكم الصبر والسلوان.
اللهم آمين
أحسن الله عزاءكم
ـ[معالي]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 07:13 ص]ـ
غفر الله لها، وأسكنها الجنان، وأفسح لها قبرها، ونور لها فيه.
أحسن الله عزاءكم، أستاذ قصي.
ـ[جلمود]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 07:27 ص]ـ
إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب.
غفر الله لها ونور قبرها وأسكنها فسيح جناته، وألهمكم الصبر والسلوان.
آمين يا رب العالمين!
وأحسن الله عزاءكم، أستاذ قصي!
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 04:36 م]ـ
بارك الله بكم ايها الاخوة الاعزاء
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 02:50 ص]ـ
عظم الله أجرك ونسأل الله الحي القيوم أن يسكنها فسيح جناته وان يعوضكم فيه خير ويعوضها في حياتها بالجنة.
والحمد لله رب العالمين
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 05:01 ص]ـ
بارك الله بك اخي محمد وكثَّر من امثالك وجزاك الله خيرا
اخوك
قصي علي الدليمي
mqusaiali80*************
ـ[ايام العمر]ــــــــ[29 - 09 - 2007, 02:49 ص]ـ
عظم الله أجركم
وأحسن عزاءكم ورحم جدتكم وأسكنها فسيح جناته(/)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ماريا]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 08:24 م]ـ
أخواني الكرام , رمضان كريم وأعاده الله على الامة العربية والاسلامية بالخير والمسرات. أتمنى أن تقبلوني عضوة في هذا المنتدى العلمي الرائع فأن طالبة جامعية تخصصي لغة عربية وأوجه بعض الصعوبات في النحو والصرف2 وكم أتمنى أن اجد المساعدة منكم.
وجزيتم الف خير .............
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 08:28 م]ـ
أهلا بك بين أخوتك في الفصيح من أجل الفصيح
ونتمنى أن تجدي ما يسرك
ـ[نور الندى]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 08:35 م]ـ
اهلا بك معنا وكل عام وانت بخير
ـ[ماريا]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 09:47 م]ـ
جزاكم الله خيرااااااااا
ـ[معالي]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 07:44 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك وأهلا، أخت ماريا
نتمنى لك ومنك النفع والفائدة.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 07:36 م]ـ
أهلا بك (عضوا) في الفصيح، أختي الكريمة.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 11:44 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بكِ أختنا الفاضلة
وننتظركِ نافعة ومنتفعة(/)
ارْتَحَلتُ زَمَاناً وَ حَلَلتُ مَكَاناً (فهل من مكانٍ لعلي سليم)
ـ[علي سليم]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 06:56 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
ارتحلنا حيث الصمت قائم و حللنا حيث الصمت ارتحل ...
فمن ارتحل باب الامل بالحلول باقٍ ... و عودة الصمت من رحيله لا ينفعه البواقِ ...
و لذا كبّرنا على الصمت اربعا ...
فقرأنا في الاولى بفاتحة الكتاب و ختمنا بالصلاة والدعاء ... غفر الله لك ايها الصمت و ابدلك اهلا خيرا من اهلك فلا اهل لك الا الجماد ....
فكان على الاكتاف و الارداف ... حيث واريناه التراب و السراب ...
وارحيلاه ... واصمتاه ....
و مأتم العزاء قائم ... و لا مكان بينهم الاّ اهل اللسان حيث هم و الصمت نقيضان ....
و كان الصمت كالكلالة ... اصله مبتور و فرعه معقور ... فلم يتزوج حتى يُنجب و الاّ لكان الصمت يُجمع بصيغة منتهى الجموع و جمع تكسير و جمع مذكر سالم ...
و عندها يُكثر الهرج و المرج و تُقام الساعة و تدنو الشمس من رؤوس العباد .....
و تتطاير الصحف ...
و ما اجمل صحيفة اليمين و الصمت لا يمين له ... و من اخذ كتابه بشماله فلا خير فيه ... و الصمت كلتا يديه شمال ....
و الجنة تسبيح الملائكة و ترحيبهم (ادخلوها سالمين) و تزاور اهلها و غناء حورها ... فاين الصمت من هذا ....
و من كان شأنه كشأني ... فودّع الصمت و دفنه ... فليقل خيرا و الاّ فالصمت خير منه .....
مدخل:
طالت الاسطر و عانقت الحروف بعضها و كانت زينتها مكان التنوين ....
كلام رأيت البداية فيه ... شرحا و تذيلا بوابة للمنتدى ...
فمن تغنّى بمسمى رحيل الصمت كان كلامنا باذن
الله بلسما بله دثارا ينفع من المرض حيث البرد القارس كما انه ينفع صاحبه بجماله و انتفاعه بماله ....
و من رحّل الصمت و بمفهوم المخالفة يُصبح مكانه حلول الحديث او الكلام ...
و لذا كان ما كان من الكلام لكاتب هذه السطور ....
اسأل الله ان يتقبل مني و منكم ... و ان يشرح صدري لاقول ما فيه خير لي و لكم ....
ـ[علي سليم]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 06:11 ص]ـ
اذا لا مكان!!!! و اذا قيل لكم ارجعوا فارجعوا ....
ـ[معالي]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 07:11 ص]ـ
بل لك مكان، أستاذ علي، وفقك الله!
واعذرنا إن تأخرنا عن الردّ والترحيب بعودتك، على أنك لم تمهلنا وقتا كافيا، سلمك الله.
على كل حال
عودا حميدًا، وحيا الله عودتك، ونتمنى أن نجد ثمر هذه العودة المباركة دائما.
ـ[علي سليم]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 09:27 م]ـ
بارك الله فيك و ختم لكم بالحسنى و اجزل لك المولى بالعطاء ...
ـ[أبو طارق]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 11:41 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حللتَ أهلاً ووطئت سهلاً
ومرحبًا بكَ مفيدًا ومستفيدًا
ونأمل لك ومنك دوام النفع والفائدة
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 12:03 ص]ـ
أهلا بك أخي علي سليم في الفصيح، ولأول مرة أرى عضوا في الفصيح من لبنان، فمرحبا بك، وإقامة طيبة مع الإفادة والاستفادة.
ـ[علي سليم]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 07:15 ص]ـ
الاخ او طارق و الاخ سليمان خاطر ... بارك المولى فيكما على حسن الضيافة ....
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 09:47 ص]ـ
مرحباً بك أخي الكريم علي سليم ونرجو لك اقامة طيبة بين اسرة الفصيح ...
ـ[علي سليم]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 09:55 ص]ـ
اخي احمد بارك الله فيك و في حسن ترحيبك ....(/)
ابن باز وسارق الغاز
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 01:45 م]ـ
أعزائي الكرام إليكم هذه القصة الحقيقية عن عالم الأمة شيخنا ابن باز غفر الله له .. حدثني صاحبي أبو عبدالله من مكة عندما زارني بالرياض وكنا نتحدث عن الشيخ ومواقفه الرائعة تجاه أمته بهذه القصة قائلاً: عندما كنت معتكفا في بيت الله الحرام بالعشر الأواخر من رمضان وبعد صلاة الفجر نحضر كل يوم درس للشيخ ابن عثيمين رحمه الله وسأل احد الطلاب الشيخ عن مسألة فيها شبهة وعن رأي ابن باز فيها فأجاب الشيخ السائل وأثنى على الشيخ ابن باز رحمهما الله جميعا. وبينما كنت استمع للدرس فإذا رجل بجانبي في أواخر الثلاثينات تقريبا عيناه تذرفان الدمع بشكل غزير وارتفع صوت نشيجه حتى أحس به الطلاب.
وعندما فرغ الشيخ ابن عثيمين من درسه وأنفض المجلس ونظرت للشاب الذي كان بجواري يبكي فإذا هو في حال حزينة ومعه المصحف فاقتربت منه أكثر ودفعني فضولي فسألته بعد أن سلمت عليه كيف حالك أخي. ما يبكيك؟ فأجاب بلغة مكسره نوعا ما: جزآك الله خيرا وعاودت سؤاله مرة أخرى ما يبكيك أخي فقال بنبرة حزينة لا لاشي إنما تذكرت ابن باز فبكيت. واتضح لي من حديثه انه من دولة باكستان أو أفغانستان وكان يرتدي الزى السعودي وأردف قائلاً كانت لي مع الشيخ قصة وهي أنني كنت قبل عشر سنوات أعمل حارسا في احد مصانع ألبلك بمدينة الطائف وجاءتني رسالة من باكستان بأن والدتي في حالة خطره ويلزم إجراء عملية لزرع كلية لها وتكلفة العملية 7000 آلاف ريال سعودي ولم يكن عندي سوى 1000 ألف ريال ولم أجد يعطيني مالا فطلبت من المصنع سلفه ورفضوا .. فقالوا لي أن والدتي الآن في حال خطره وإذا لم تجري العملية خلال أسبوع ربما تموت وحالتها في تدهور وكنت ابكي طوال اليوم فهذه أمي التي ربتني وسهرت علي.
وأمام هذا الظرف القاسي قررت القفز بأحد المنازل المجاورة للمصنع الساعة الثانية ليلا وبعد قفزي لسور المنزل بلحظات لم اشعر إلا برجال الشرطة يمسكون بي ويأخذوني بسيارتهم وأظلمت الدنيا بعدها في عيني. وفجأة وقبل صلاة الفجر إذا برجال الشرطة يرجعونني لنفس المنزل الذي كنت انوي سرقة اسطوانات الغاز منه وأدخلوني للمجلس ثم انصرف رجال الشرطة فإذا بأحد الشباب يقدم لي طعاماً وقال كل بسم الله , ولم أصدق ما أنا فيه , وعندما أذن الفجر قالوا لي توضأ للصلاة وكنت وقتها بالمجلس خائفا أترقب. فإذا برجل كبير السن يقوده احد الشباب يدخل علي بالمجلس وكان يرتدي بشتاً وأمسك بيدي وسلم علي قائلاً: هل أكلت قلت له نعم وأمسك بيدي اليمنى وأخذني معه للمسجد وصلينا الفجر وبعدها رأيت الرجل المسن الذي امسك بيدي يجلس على كرسي بمقدمة المسجد والتف حوله المصلين وكثير من الطلاب فأخذ الشيخ يتكلم ويحدث عليهم ووضعت يدي على رأسي من الخجل والخوف!!! ياآآآآ الله ماذا فعلت؟ سرقت منزل الشيخ ابن باز وكنت أعرفه باسمه فقد كان مشهورا عندنا بباكستان. وعند فراغ الشيخ من الدرس أخذوني للمنزل مرة أخرى وأمسك الشيخ بيدي وتناولنا الإفطار بحضور كثير من الشباب وأجلسني الشيخ بجواره وأثناء الأكل قال لي الشيخ ما اسمك؟ قلت له مرتضى. قال لي لم سرقت فأخبرته بالقصة فقال حسنا سنعطيك 9000 آلاف ريال قلت له المطلوب 7000 آلاف قال الباقي مصروف لك ولكن لا تعاود السرقة مرة أخرى يا ولدي. فأخذت المال وشكرته ودعوت له. وسافرت لباكستان وأجرت والدتي العملية وتعافت بحمد الله. وعدت بعد خمسة أشهر للسعودية وتوجهت للرياض ابحث عن الشيخ وذهبت إليه بمنزله فعرفته بنفسي وعرفني وسألني عن والدتي وأعطيته مبلغ 1500 ريال قال ما هذا؟ قلت الباقي فقال هولك وقلت للشيخ يا شيخ لي طلب عندك فقال ما هو يا ولدي. قلت أريدك أن اعمل عندك خادما أو أي شيء أرجوك يا شيخ لا ترد طلبي حفظك الله. فقال حسنا وبالفعل أصبحت أعمل بمنزل الشيخ حتى وفاته رحمه الله .. .
وقد أخبرني احد الشباب المقربين من الشيخ عن قصتي قائلاً: أتعرف انك عندما قفزت للمنزل كان الشيخ يصلي الليل وسمع صوتا في الحوش وضغط على الجرس الذي يستخدمه الشيخ لإيقاظ أهل بيته للصلوات المفروضة فقط. فإستيقضوا جميعا واستغربوا ذلك وأخبرهم أنه سمع صوتا فأبلغوا أحد الحراس واتصل على الشرطة وحضروا عل الفور وأمسكوا بك. وعندما علم الشيخ بذلك قال ما الخبر قالوا له لص حاول السرقة وذهبوا به للشرطة فقال الشيخ وهو غاضب (لا لا هاتوه الآن من الشرطة؟ أكيد ما سرق إلا هو محتاج) ثم حدث ما صار في القصة.قلت لصاحبي وقد بدت الشمس بالشروق هون عليك الأمة كلها بكت على فراقه،،،
منقول للفائدة
ـ[أبو لين]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 11:15 م]ـ
رحمك الله يا فقيد الأمة وشكرا لك أخي الزمخشري على طرح هذه القصة ووالله إنها لشئ بسيط من روائع قصص هذا العالم فلقد كان جار لنا في مدينة الطائف ووالله إن الحي الذي نحن فيه كان يزدحم بالناس والمسجد يمتلئ بالمصلين ورائحة الطيب (العود) لا تفارق منزلنا بحكم مجاورتنا له فماذا أقول (هل أتكلم عن تواضعه وحبه للخير وللمساكين أم عن علمه الواسع بالدين واللغة العربية أم ذكائه وقوة ذاكرته أم عن تسبيحه الذي لا يفارق شفتيه أم ... أم ....... .....
رحمك الله يا شيخنا وحشرنا وإياك في جنات النعيم آميييييين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نسيبة]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 01:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
رحم الله العالم الجليل و أسكنه فسيح الجنان
و أجار الأمّة في مصيبة فقده و فقد أمثاله من العلماء الأجلاّء
ـ[معالي]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 07:24 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة!
يا ألله!
هذا العَلم عزيز المثال، بوّأه الله عليين، وجمعنا به في دار المقامة.
ذكّرني موضوعك، أستاذنا الكريم جزاك الله خيرا، بقصيدة أبحث عنها كاملة منذ زمن طويل، كُتبت في رثاء الشيخ يرحمه الله، ومنها:
اطو سجادة الصلاة ففيها ... من بقاياه ركعة وسجودُ
ودموعٌ بها من الخوف كانت ... عطر أيامه وهن الشهودُ
أيها المبصر الذي ما عرفناه ... مذ عرفناه غير بئر تجودُ
يا أبانا وجدنا وأخانا ... ومحبوك والدٌ وحفيدُ
وهي للصيخان أو للثبيتي، فجزى الله خير الجزاء من يوافيني بها كاملة.
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 10:39 ص]ـ
:::
الطيبون كالكلمة الطيبة؛
{تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} إبراهيم25
رحمك الله يا حبر الأمة, وجعل الفردوس الأعلى مثواك, وجزاك عنا وعن المسلمين خير ما يجزي عباده الصالحين.
دمعت عيناي ـ والله ـ إذْ خطرتْ تلك الأيام القلائل! التي كنتُ أغشى فيها مجلسَ الشيخ في مدينة الطائف, التي كان يُصِيف بها ـ رحمه الله ـ في حي عُودَةَ, الذي فاح طيبًا وعُودًا بعلم سيّد الطيب, وعطائه الخصيب, وخلقه العجيب, وتواضعه القريب؛ فما رأيتُه إلا تذكّرتُ سِيَرَ النبلاء من علماء الأوائل وزُهّادهم الفضلاء, فما كنتُ أَراه إلا أُرى أنْهُ مِنْ غيرِ أهل زماننا!
أحسبه كان ـ رحمه الله ـ من بقية السلف؛ وما رأيت رجلًا من أهل زماننا يُجمِعُ الناسُ: تقيُّهم وفاجرُهم ـ على حبه, كذاك الشيخ الجليل ,الذي ما رأيتُ حبّ الناس له, والقبول الذي وضعه الله له في الأرض ـ إلا ازددتُ يقينًا بما وعد الله به المتقربين إليه!
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} الأحزاب23
غفر الله لابن باز, وجزاه عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير الجزاء!
وجزاك الله خيرًا أخي الزمخشري ,وإنْ كنتَ أَشْجيتنا؛ فأبكيتنا!
ولعلّ من بركاتِ هذا العمل الصالح ,وهو قطرة في بحر أعمال الشيخ, رحمه الله ـ حفظَ الناسِ له ,ورَدَّهم له بين الفينة والأخرى؛ حتي سُقْتَهُ إلينا في هذا الوقت المبارك؛ لنتذكّر فضائلَ الشيخ وأعمالَه الجليلة؛فتَخفِق قلوبُنا بالدعاء له!
فأوصي نفسي وإخواني وأخواتي؛بالاستكثار من الإعمال الصالحة, وألا يحقرنّ أحدٌ من المعروف شيئًا!
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 11:03 ص]ـ
رحمة الله على الشيخ ابن باز فقد كان مثلا للأخلاق الفاضلة والصفح والعفو واتباع النبي عليه الصلاة والسلام .....
لقد مات الشيخ رحمه الله ولكنه خلف بعده دروسا وعبرا مستقاة من منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم.
ولقد ذكرتني هذه القصة - والشيء بالشيء يذكر- بقصة صديق لي أيام الماجستير من بورما (برماوي) تعرفت عليه في السنة المنهجية وأخبرني أنه كان يريد المجيء إلى السعودية لطلب العلم ولكنه لم يوفق لذلك فبينا هو نائم إذ يرى نفسه يقود طائرة متجها إلى المدينة ... وإذا به يرى في المسجد النبوي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام فسأل عن تعبير هذه الرؤيا فقيل له إنك ستقبل وستذهب إلى المملكة لطلب العلم ....
ذهب صديقي إلى المملكة وكان على كفالة الرابطة فكان يدرس العربية حتى ترقى في درجاتها وأصبح من طلاب الماجستير ... سمع صديقي داعي الجهاد يا خيل الله اركبي في أفغانستان أيام ظلم الاتحاد السوفيتي -الذي أسقطه الخالق فكان عظة وعبرة لأولي الأبصار - فذهب للجهاد دون أخذ إذن من الرابطة ... اقترف صديقي خطأ واضحا وهو جهاده دون علم وإذن الرابطة فما كان من الرابطة إلا أن أمرت بتسفيره عقوبة له ....
ضاقت بصديقي الحيل واشتد عليه الأمر دعا الله أن يفرج همه وينفس كربه ... تذكر أن الشيخ ابن باز يحب مساعدة المسلمين ويثق به ولاة أمرنا حفظهم الله .... ذهب إلى الشيخ ابن باز في مكتبه فقابله وهو خارج من المكتب وقال له الشيخ ابن باز اكتب قصتك وما تريد وسأراها في حال عودتي ... كتب صديقي قصته وما جرى له ثم وضعها في مكتب الشيخ ابن باز رحمه الله
يقول من كان مع الشيخ رحمه الله لصديقي: ما إن قرأ الشيخ قصتك حتى بكى بكاء حارا وقال لمن معه اكتب خطابا إلى الداخلية بأننا نرغب في تحويل المذكور إلى كفالتنا ... أهـ
والله إنني لم أصدق صديقي حتى أطلعني على الخطاب المذكور وفيه كلام الشيخ وختمه المعروف فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 12:16 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة!
يا ألله!
هذا العَلم عزيز المثال، بوّأه الله عليين، وجمعنا به في دار المقامة.
ذكّرني موضوعك، أستاذنا الكريم جزاك الله خيرا، بقصيدة أبحث عنها كاملة منذ زمن طويل، كُتبت في رثاء الشيخ يرحمه الله، ومنها:
اطو سجادة الصلاة ففيها ... من بقاياه ركعة وسجودُ
ودموعٌ بها من الخوف كانت ... عطر أيامه وهن الشهودُ
أيها المبصر الذي ما عرفناه ... مذ عرفناه غير بئر تجودُ
يا أبانا وجدنا وأخانا ... ومحبوك والدٌ وحفيدُ
وهي للصيخان أو للثبيتي، فجزى الله خير الجزاء من يوافيني بها كاملة.
أستاذتنا الأديبة معالي؛
القصيدة للشاعرعبد الله بن حمد الصيخان, وهاكها ـ كما هي في موقع الشيخ ـ رحمه الله ـ وأرجو أن تكون كاملة, وهي فيه غير مضبوطة, وقد عنيتُ بضبطها؛كما فهمْتُها:
أمير التُّقَى
اطْوِ سُجَّادَةَ الصلاةِ ففيها = من بقاياهُ ركْعَةٌ وسُجودُ
ودموعٌ لها من الخوفِ كانتْ =عِطْرَ أيامِهِ .. و هُنَّ الشُّهودُ
وأضيئوا مِصْباحَهُ إن دَجَى اللّيـ = ــلُ على جانِبَيهِ يَسْرِ وُجُودُ (1)
أيُّها المُبْصِرُ الذي ما عَرَفْنا = مُذْ عرفناهُ غيرَ بئرٍ تَجُودُ
يا أبانا وجَدَّنا وأخانا =ورعاياك والدٌ و حَفِيدُ
أيُّ دارٍ تركتَ فهي حياةٌ = في رحيلٍ عنها يكونُ الخلودُ
أيُّ درسٍ تركتَ فهو سَنَانَا = ما توالى على القديمِ جديدُ
أنتَ فرعٌ في دوحةٍ ظَلَّلَتْها =بين أُمِّ القرى ونَجْد ـ السُّعُودُ
ورَعَتْها إرادةُ اللهِ فينا = قد تلاقَتْ عقيدةٌ و وَرِيدُ (2)
فأتَتْ أُكْلَهَا وطَابَ جَنَاها = والسَّعيدُ السَّعيدُ من يستزيدُ
أرأيتَ الورى تَنَادَوا ففاضتْ =عِنْدَ مَعْلاتِهِم إليك الحُشُودُ
أدْمُعٌ تَحْمِلُ الرِّحالَ ,وحتى=يستوي فيه سيِّدٌ ومَسُودُ (3)
أيُّها السَّمْحُ كَمْ حَمَلْتَ ثقيلًا =وأَلَنْتَ الحديدَ وهو الشّديدُ (4)
كم أنرتَ الدُّجَى وأنتَ كليلٌ = وسلَكْتَ الطريقَ وهو البعيدُ
أيُّها السَّمْحُ يا رَعَى اللهُ وَجْهًا =عَطّرَتْهُ الآياتُ فَهْوَ الحَمِيدُ
يا أميرَ التُّقَى أنَخْتَ المطايا =واصطفى ركْبَك العزيزُ الودودُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*1 - ما أبدع هذا البيت!
*2 - أحسبه قال: فتلاقت.
*3 - لم أفهم قوله: و حتى؛في هذا السياق! وأحسبها: و حُبٌ, على ضعفها.
*4 - وما أدقّ صنعة هذا البيت؛ وما أجلَّها!.
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 12:29 م]ـ
سأكتبُ ـ إن شاء الله ـ في أقرب سانحةٍ؛ قراءةً للقصيدة, في منتدى الأدب؛ أعانني الله على هذا الظبي الجديد!
فالقصيدة جاءت كما الشيخ؛بديعة الصنعة, جليلة القدر!
ـ[أبو طارق]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 12:02 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة
وصدق فيه الشيخ الزهراني:
في الجودِ مدرسةٌ، في البذلِ مملكةٌ = في العلم نابغةٌ، أستاذُ أجيالِ
الحق مذهبُه، والنصح يعجبُه = والذكر يطربُه يحيا به سالي
العلم مؤنسُه، والله يحرسُه = ما كان مجلسُه للقيلِ والقالِ
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 12:58 ص]ـ
اللهم ارحم الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين
ـ[تميم الداري]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 01:52 ص]ـ
جزاك الله خير أخي الزمخشري ورحم الله الشيخ الجليل ابن باز
وهذه معلومات بسيطة عن الشيخ الجليل
http://www.4img.com/ar/up/07/01/30/301ad0e3bd5cb1627a2044908a42fdc2.jpg
الإمام الجليل عبد العزيز بن باز -رحمه الله-
فقيه العصر وزينة الدهر وعلاّمة الجزيرة
- السعودية -
12/ذوالحجة/1330هـ إلى 27/محرم/1420هـ
هو الشيخ العلامة والإمام الرباني عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن آل باز ..
ولد سماحته في مدينة الرياض في 12/ذي الحجة/1330هـ، ونشأ في بيت علم،
وكان بصيراً في صغره، ثم أصيب بفقد البصر فيما بعد وعمره عشرون عاماً.
عاش يتيماً في حجر والدته بعد وفاة والده وهو في الثالثة من عمره ..
حفظ القرآن وهو دون سن البلوغ، وتفقه في الدين على أيدي شيوخ أفذاذ ومن
أشهر شيوخه: محمد بن ابراهيم آل الشيخ، والشيخ محمد بن عبد اللطيف
آل الشيخ، والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ وقاص البخاري، وغيرهم من كبار العلماء.
وقد تقلد الإمام عدة مناصب دينية منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
تولى القضاء من سنة 1357هـ - 1371هـ، ثم التدريس بكلية الشريعة
حتى سنة 1380هـ ثم منصب رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،
ثم رئيساًلها، ثم مفتي المملكة سنة 1414هـ، ورئيس هيئة كبار العلماء،
ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، ورئيس المجمع الفقهي،
ورئيس المجلس العالي للمساجد، وغيرها من المهام الكبيرة.
حصل على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلامية سنة 1405هـ.
ومن صفاته الكريمة رحمه الله، أنه كان صابراً أميناً شجاعاً في
كلمة الحق، ملتزماً بالكتاب والسنة في كل شؤونه، حاضر البديهة،
قوي الذاكرة، متواضعاً حليماً، واسع الصدر صاحب فراسة،
زاهداً ورعاً عفيفاً، حسن الأخلاق في التعامل مع العامة والخاصة،
جواداً كريماً، قلَّ أن يأكل طعامه بمفرده، يلتزم الشورى في كل أموره،
يحب الخير لكل المسلمين، ويشفع لهم في الملمات، وقضاء الحوائج.
تلك هي الصفات التي كان يتمتع بها علماء السلف السابقون ممن
حملوا دعوة الإسلام وبلغوها للناس، فكان لهم أجر جهدهم وجهادهم في سبيل دعوة الإسلام العظيمة.
ومن مؤلفاته الشهيرة:
1. الفوائد الجلية في المباحث الفرضية.
2. التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة.
3. وجوب العمل بسنة رسول الله وكفر من أنكرها.
4. العقيدة الصحيحة وما يضادها.
5. الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة.
6. حكم السفور والحجاب ونكاح الشغار.
7. حكم الإسلام فيمن طعن في القرآن أو في رسول الله.
8. الجهاد في سبيل الله.
9. التحذير من البدع.
10. نقد القومية العربية.
وغيرها الكثير.
ثم المحاضرات والندوات والبرامج الإذاعية الكثيرة أيضاً.
وللإمام تلامذة كثيرون من داخل المملكة وخارجها ونذكر بعضهم من الداخل منهم:
1. الشيخ محمد بن عثيمين.
2. الشيخ عبد الله بن جبرين.
3. الشيخ عبد العزيز الراجحي.
4. الشيخ عبد العزيز السدحان.
5. الشيخ عبد الله بن قعور.
6. الشيخ عبد الله العتيبي.
7. الشيخ عبد العزيز المشعل.
8. الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركي.
9. الشيخ صالح الأطرم.
10. الشيخ عبد الرحمن البراك.
وغيرهم من كبار الشيوخ الأجلاء.
دوره في الدعوة إلى الله:
لقد سطر الشيخ رحمه الله دوراً عظيماً في توجيه الدعاة وطلاب العلم على المنهج الصحيح المستمد من كتاب الله، ومن سنة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وجههم إلى الدعوة للعقيدة الصحيحة والتحذير من البدع والابتداع بالحكمة والموعظة الحسنة، وحثهم على الأخوّة والمحبة فيما بينهم، وازداد عدد الدعاة إلى الله في عهده في الداخل والخارج.
مواقفه المشهودة تجاه المسلمين الذين وقع عليهم ظلم الظالمين:
يروي الشيخ عبد الله العقيل حفظه الله أن أول معرفته بالشيخ عبد العزيز بن باز كان سنة 1375هـ، 1955م في موسم الحج حيث كان ثمة حفل للإخوان المسلمين في فندق مصر، تكلم فيه الشيخ محمد محمود الصواف، و د. سعيد رمضان، والشيخ عبد العزيز بن باز رحمهم الله، وقد قام بعض رجالات المخابرات المصرية الموفدين من الحكم العسكري بمصر، بقطع الميكروفون عن المتحدثين، وأحدثوا بعض الشغب الذي سرعان ما أحبطه الإخوان ولله الحمد، وقد أبرق الشيخ بن باز إلى أمير مكة المكرمة طالباً منه اتخاذ اللازم تجاه أولئك المفسدين من العملاء المأجورين، ومشيداً بالإخوان المسلمين، وجهادهم في فلسطين وقناة السويس، وصبرهم على المحن في السجون في سبيل الله، وعملهم الجاد في نشر الدعوة الإسلامية، وإصلاح النشء الجديد، ومقاومة الفساد والإلحاد، و التصدي للدعوات القومية والاشتراكية والعلمانية التي يتبناها حاكم مصر العسكري الذي انتصب لحرب الإسلام ودعاته والعاملين في سبيله مقتفياً أثر كمال أتاتورك الهالك.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد كان الشيخ ابن باز رجل المواقف الصعبة والذي تصدى للأفكار المنحرفة والمبادئ الهدامة مهما كان مصدرها، وقد اجتاح العالم العربي قبل عدة سنوات المد القومي الناصري، والموجة العارمة التي تبنتها الأنظمة والأحزاب العلمانية التي كانت تنادي بالعروبة بديلاً عن الإسلام، وقف لها ابن باز بكل صلابة وقوة في دروسه ومحاضراته أمام هذه الموجة التي كادت تعم بلواها شرائح المجتمع وأصدر كتابه القيم (في نقد القومية العربية وتسفيه دعاتها من العلمانيين والصليبيين وبيان خطأ أرائهم وبطلان دعواهم) وكذا تصديه للحداثة والعلمنة ومناهج التغريب التي أخذت تنتشر في المجتمعات العربية، وقد تسبب بفضل الله في انكماش هذه الأفكار وانحسارها، وارتفع صوت الأدب الإسلامي الهادف والاعتزاز بالإسلام كنظام شامل لكل شؤون الدنيا والآخرة.
وحين اشتد الظلم على المسلمين، وتواطأت قوى الاستعمار العالمي على حربهم في فلسطين وأفغانستان والفلبين وكشمير، أصدر كتابه القيم عن ضرورة الجهاد للتصدي لهؤلاء البغاة والطغاة، وساق الأدلة من الكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة، حيث الجهاد هو الفريضة الماضية إلى يوم القيامة وأن تركه يورث الذل والمهانة للأمة، والتي لا تقوم لها قائمة مالم تعد إلى تطبيق هذه الفريضة، وهذه الشعيرة الإسلامية الواجبة.
لم يكن رحمه الله يحب الجدل والتعصب الإقليمي والمذهبي، ولا المجاملة على حساب الدين، وهذا النموذج من العلماء هو الذي فرض احترامه على الجميع بفضل ما يتصف به من العلم الواسع والفهم الدقيق، ومن التواضع الجم، ولين الجانب للمخالف، والتبسط معه حتى يوقفه على الحق بأدلته، ويناشده الالتزام بها.
كما أن له مواقف مشرفة أخرى لا تنسى، في مساعدة أسر المعتقلين بمصر وسورية وحثه الناس على الإسهام في عونهم وشد أزرهم، لأن الظالمين قد شددوا التضييق على هذه العوائل، وأصدروا الأحكام القاسية على من يقدم لهم العون، فقد وقف الإمام إلى جانبهم وحث على مساعدتهم، وإنقاذهم من ظلم الظالمين.
تلك مواقف الإمام ابن باز الذي كان يعيش مع قضايا المسلمين ويسهم في رفع المعاناة عنهم قدر طاقته ودون تردد، وتلك، ولا شك وظيفة العلماء الربانيين في كل عصر وجيل.
ومن أقواله الحكيمة:
· إذا صدق المسلمون وتكاتفوا وأعدوا لعدوهم ما استطاعوا من العدة ونصروا دين الله، فالله يعينهم وينصرهم، ويجعلهم فوق العدو لا تحته.
· وأهل الفلاح والنصر والعاقبة الحميدة هم الذين عملوا الصالحات وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، ونصروا الله عز وجل.
· التعاون على البر والتقوى هو تعاون على تحقيق ما أمر الله به ورسوله قولاً وعملاً وعقيدة وعلى ترك ما حرم الله ورسوله.
أقوال العلماء في هذا الشيخ الجليل:
قال فيه الشيخ مصطفى مشهور المرشد العام الراحل لجماعة الإخوان المسلمين رحمه الله: (كان لوفاة العالم الجليل الداعية العظيم عبد العزيز بن باز أثره البالغ في نفوسنا، فهو عالم فذ حرص طوال حياته على قول كلمة الحق وبيان جوانب الإسلام العظيم، كما عمل على نصرة السنة والدفاع عنها والذود عن دعوة الإسلام، والردعلى شبهات المغرضين والكائدين للإسلام، كما وقف حياته أمام الإلحاد والملحدين وقفات جادة صادقة، إنّ فقد هذا العالم الجليل لهو خطب جلل وخسارة كبيرة، لا على المملكة العربية السعودية بعينها ولكن على جميع المسلمين في شتى بقاع الأرض).
وقال عنه الشيخ د. يوسف القرضاوي حفظه الله: (ودعت الأمة الإسلامية علماً من أعلامها الأفذاذ ونجماً من نجومها الساطعة في سماء العلم علاّمة الجزيرة عبد العزيز بن باز الذي كان جبلاً من جبال العلم، وبحراً من بحور الفقه وإماماً من أئمة الهدى، وعماداً من أعمدة الدين، وركناً من أركان الأمة، طالما استفاد من علمه المسلمون في الجزيرة والخليج وفي شتى بقاع الأرض، عن طريق اللقاء والمشافهة، وعن طريق الكتاب والمراسلة، وعن طريق الهواتف والإذاعة، وعن طريق الكتابة والصحافة، وعن طريق الرسائل والشريط المسموع).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال عنه د. عجيل النشمي: هو (الإمام الثبت الحافظ جيل السنة، قامع البدعة الشيخ عبد العزيز بن باز، من المجددين في هذا العصر، الحافظين للأمة دينها، فقدت الأمة الإسلامية فقيهاً محدثاً مفسراً لغوياً من طبقة السلف الأخيار، الأئمة الأعلام، ورعاً وعلماً، مع جرأة في الحق ماضية لا تلين).
وقال عنه الشيخ عبد الله بن منيع: (إن الحديث عنه تنشرح له الصدور، وتنفتح له النفوس ويحلو ذكره باللسان، أخذنا عنه العناية والدقة في إصدار القرار بالحكم أو الفتوى أو بالرأي، وأخذنا عنه المرونة في النقاش، وتبادل الآراء، والوقوف عند الحقيقة، والبعد عن التعصب بالرأي).
وقال عنه الشيخ أحمد ياسين رحمه الله: (كان ابن باز علاّمة ومرجعاً إسلامياً على النطاق العالمي، له باع طويل في الدفاع عن قضايا الإسلام والمسلمين، وهو على قدر كبير من العلم والتمسك بطريق السلف الصالح السائرين على منهج الكتاب والسنة في الدعوة الإسلامية).
ولن أنسى موقفه حين جاء البعض يطلبون رأيه بالسلام مع اسرائيل، فأخرج لهؤلاء بياناً لحركة حماس جاء فيه، إن أرض فلسطين كلها أرض وقف إسلامي لا يمكن التفريط بها، أو التنازل عنها، وهو عالم المرحلة الذي ترك بصمات واضحة في العصر الحاضر).
والحديث عن العلاّمة ابن باز ذو شجون، ولا نستطيع أن نوفي الشيخ ما يستحقه في هذه العجالة.
إن موت العلماء الأفذاذ مصيبة كبيرة، فإن الأمة تفقد بفقدهم الدليل الذي يهدي والنور الذي يضيء الطريق.
يقول الإمام علي كرم الله وجهه: (إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه).
وقال ابن عمر رضي الله عنهما: (ما قبض الله عالماً إلا كان ثغرة في الإسلام لا تسد).
يؤكد هذا حديث عبد الله بن عمرو المتفق عليه: (إن الله لا يقبض العلم ينزعه انتزاعاً من صدور الناس، ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا). [القرضاوي]
http://www.4img.com/ar/up/07/01/30/7486cef2522ee03547cfb970a404a874.jpg
عبد العزيز بن باز وسوء الظن؟؟؟
يذكر أنه ذات مرة،أثناء السلام عليه في مجلسه، صافحه رجل كان فيه رائحة دخان (سجائر) ...
فنبه أحد الحاضرين الشيخ، لعله يوبخ أو ينصح هذا الرجل
فقال، برحابة صدره المعروفة، وحسن ظنه بالناس:
لا تتعجل الحكم،لربما كان جالسا مع شخص مدخن، فأصابه شيء منه ..
حلم غرييييييييييب:
لا يعرف أن الشيخ - رحمه الله _انتصر لنفسه أبدا .....
قال له رجل ذات مرة: ياشيخ لقد اغتبتك،فأحللني، فقال الشيخ رحمه الله:ظهري حلال لكل مسلم .......
كرم وجوووووود:
كان ياتيه الفقراء والمساكين لطلب المعونة ...
فلا يتردد أن يعطيهم .....
بل إنه - حين كان في الجامعة الإسلامية - كثيرا ما يطلب من صندوق الجامعة سلفة تخصم من راتبه، ليعطيها هؤلاء الفقراء ....
مريض وقلبه معلق برسالته:
يقول الشيخ: أحمد القطان:
زرته وهو مريض في قدمه والطبيب واقف على رأسه كل ساعة يستأذنه كل حين في علا جه.
لكن حاجات الناس وأسئلتهم، جعلت الطبيب ينتظر طويلا إلى أن ودعناه والطبيب لم يعالجه بعد ....
داعية نادر:
ذهب وفد سعودي في إحدى المهمات إلى أفريقيا.
فجاءت عجوز، وقالت: أنتم من السعودية؟
فقال الوفد: نعم.
فقالت: أبلغ سلامي للشيخ ابن باز،
فقال: كيف عرفته؟
فقالت: لقد كنت أنا وزوجي عائلة نصرانية،وأسلمنا وهددنا أقاربنا
ثم طردونا وضاقت بنا الدنيا.
فسألت عمن يمكن ان يساعدنا؟ فقيل لي ليس لكم بعد الله سوى رجل يدعى ابن باز.
فكتبت إليه ولم أكن أتوقع وصول الرسالة.
ولكن فجاة وذات يوم، طلبتني السفارة السعودية.
وإذ بالشيخ قد أرسل لنا مساعدة مبدئية قدرها 10000ريالا.
فهذا الرجل له الفضل بعد الله علينا بعد ان عرف بأننا في بلاء، بعد إسلامنا ...
محبة عجيبة:
أحد الحجاج القادمين من الاتحاد السوفييتي سابقا، دخل على مقر الشيخ في منى.
وعندما رآه قال:أنت الشيخ ابن باز،فقال: نعم.
فسلم عليه الحاج،وضمه وقبل رأسه
وهو يقول: لقد كنت دعوت الله ألا يميتني حتى أراك.
موقف بسيط حدث لاحد الاخوه يرويها بنفسه:
منذ سنوات عندما كنت على مقاعد الدراسة الجامعية، أشكل علي أمر محير ...
واحترت من أسأل وأنا أعلم انشغال المشايخ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فقررت- بثقة - سؤال المفتي شخصيا ...
كلمته -ورغم ما أسمع أحيانا من أنهم يتحرجون من مكالمات النساء ...
إلا أني سمعت صوتا وقورا،هادئ النبرة، مستمعا ممتازا،،،
لا يخلو من حنان أبوي .....
وحين انتهيت أخبرني بفتواه ..
رحمه الله .....
إلى الآن حين يتساءلون: من هو الرجل، تقفز صورته إلى ذاكرتي ....
لا أدري لم تذكرته في هذه الأزمة التي تعصف بالأمة::فأنشد مع الشاعر:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خف كجلد الأجرب.
مواقف أخرى ...........
كان هناك شخص في الدلم، يعادي الشيخ، والشيخ ساكت عنه ......
وشاء الله أن يتوفى هذا الرجل،والشيخ في الحج ....
فلما أحضر للدفن، رفض إمام المسجد الصلاة عليه، ولما حضر الشيخ من الحج وعلم بذلك، غضب على إمام المسجد، ولامه على ذلك.
ثم توجه إلى قبر الرجل، وصلى عليه ودعا له بالخير ..
يقول شاهين سائق الشيخ:
من مواقفه معي أنني تأخرت أكثر من مرة عن النزول للسيارة، لإيصاله إلى صلاة الفجر.
وقد كان في كل مرة يبتسم،ولم يقل أي كلمة عن هذا التأخير، على الرغم من أنه يقف قبلي عند السيارة ....
هكذا كان حاله رحمه الله مع كافة العاملين، حيث لم يتذمر من أي شخص ..
يقول الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري:
ذات مرة استفتاني والدي وهو على فراش الموت، فأفتيته، فقال:
يا بني من غير احتقار لك، لا أقتنع إلا بفتوى من الشيخ ابن باز.
فأتيت سماحته، فأفتاني، وكان قد حمل إليه عدد من مجلة الثقافة والفنون التي كتبت فيها خمسا وأربعين صفحة مما لا تسر الكتابة عنها ولا تشرف، فصار الشيخ ينهرني، ويردد: ما أعظم مصيبتك عند الله،
ثم صار يبرم أطراف غترته، وقد اغرورقت عيناه من الدموع، ويدعو لي ,
فزالت الموجدة من نفسي، وتمزق قلبي حزنا لصدق هذا الإنسان في موعظته وحرصه على هداية الناس.
ولو جادلني لكابرت في المجادلة، وقد فتح الله قلبي لحسن نيته,
ومنذ تلك اللحظة بشهور تقلص حب الغناء والطرب من وجداني وتولدت عندي كراهية للغناء.
كراهية ما كنت أتصور حدوثها قط فسبحان مقلب القلوب.
حكمة ......
طلب وفد من المسلمين الأمريكيين منه أن يختار لهم كتابا في الفقه ليكون أساسا لأئمة مساجدهم، فسكت قليلا، ثم قال: يصعب أن أختاركتابا معينا، ولكن يمكن أن أوصي بعدة كتب بعد التشاور مع بعض الإخوان ممن لهم تجربة وعلم ..
فاستغربوا من إجابته، فلربما لو سألوا غيره، لاختار كتابا من كتبه، أو من كتب جماعته،أو مذهبه وأشار عليهم به.
فأقنعهم ذلك الجواب غير المنتظر بالشيخ أكثر وأكثر، وبدد ما في عقولهم مما كانوا يسمعونه عن علماء المملكة من كلام مغرض>>
وفاته رحمه الله:
انتقل الشيخ إلى رحمة الله تعالى يوم الخميس 27/محرم/1420هـ عن عمر يناهز التسعين عاماً وصُلي عليه بالحرم المكي الشريف يوم الجمعة 28/محرم، كما صُلي عليه صلاة الغائب في جميع مساجد المملكة، وبعض المساجد في الدول العربية والإسلامية، وقد تم دفنه في مقبرة العدل بمكة المكرمة.
رحم الله شيخنا الجليل، وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
بكاء ابن باز أثناء شرح محبة الرسول صلى الله عليه وسلم:
http://www.binbaz.org.sa/media/binbaz.mp3
حلقة حياة انسان .. (قناة المجد الفضائية)
http://www.almoso3h.com/data2/Life-Ibn-Baz-Rahmtalla-rm.zip
موقع الشيخ ابن باز رحمة الله ..
http://www.binbaz.org.sa/
منقول
ـ[معالي]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 07:36 ص]ـ
وما رأيت رجلًا من أهل زماننا يُجمِعُ الناسُ: تقيُّهم وفاجرُهم ـ على حبه, كذاك الشيخ الجليل ,الذي ما رأيتُ حبّ الناس له, والقبول الذي وضعه الله له في الأرض ـ إلا ازددتُ يقينًا بما وعد الله به المتقربين إليه!
صدقتَ، أستاذنا القدير، وبررتَ، وكم أعجبُ لهذا عجبًا شديدًا!
أذكر أنني في السنة الأولى من المرحلة المتوسطة كان يُفرض علينا قراءة الفاتحة جماعيا في طابور الصباح، وعلمتُ أن هذا بدعة لا يصح فعلها، فعرضتُ الأمر على الإدارة -وقد كانت فيّ جرأة- ثم على بعض المعلمات فلم تفلح جهودي، بل رأت إحدى المعلمات أن هذا من الصدّ عن ذكر الله!
المهم عنّ لي الكتابة إلى الشيخ يرحمه الله، وأيّدني والدي وفقه الله، فكتبتُ رسالة إليه أسأله أن يوجّه الخطاب فيها إلى إدارة المدرسة، وقد فعل رحمه الله رحمة واسعة!
وما كان أشد فرحتي وجوابه يصل إلى صندوق بريدنا!
حملت الجواب إلى الإدارة، وتعجّبتُ من ردّة فعل الجميع!
والله لكأن أمرًا ملكيا وصلهن، ولم تُقرأ الفاتحة بعد ذلك اليوم حتى تخرجت من المتوسطة بفضل الله، ولا علم لي إن عادت الآن أم لا.
فرحم الله الشيخ؛ ما كان أنفذ كلمته لدى الجميع!
أما ما جدتم به -شيخنا د. شوارد- من قصيدة الصيخان، وتصحيح نسبتها، ثم التعليق عليها، فليس لكم جزاء يليق بمعروفكم سوى الدعاء، فالله يجزيكم عني خير الجزاء، ويصلح منكم النية والذرية، ويرزقكم الإخلاص والقبول في هذا الشهر الكريم، ويعينكم على الصيام والقيام وصالح الأعمال، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
لقد ألقى أحدُهم باكيا بعضَها في حلقة (حياة إنسان) المدرج رابطها في المشاركة التي سبقت هذه، وتأثرتُ لها تأثرًا أجرى دمعي، حتى أزمعت البحث عنها، ولم يتحقق لي العثور عليها إلا الآن على يديكم، جزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 09:37 ص]ـ
رحم الله هذا العلم الحبر ولا أجد أصدق من أن يقال عن محبيه:
أضحى ابن حنبل محنة مرضية**** وبحب أحمد يعرف المتنسِّكُ
عير أني أستشف صفة في الشيخ تلوح جدا في مواقفه وهي التوازن والأناة في النظر إلى الأمور وعدم تغليب جانب على حساب آخر وعدم الانبهار بظواهر الأحداث قبل التمحيص والتحليل مع الركون إلى معيار الشريعة في استصدار الأحكام دون ضغط من أحد فإن تفكير الإنسان سريع التأثر بما يقال حوله.
ولكم جر التعجل والتعسف في الأحكام وتقويم الأحداث من مآس على الأمة في حاضرها ومآلها.
*للأسف أن كثيرا من المواقف الفذة من سير أشياخنا على غرار ما ذكر للشيخ آنفا لم تسطر في كتاب بل هي محفوظة في الصدور تموت بموت حفاظها وإنها لجديرة بالكتابة والتقييد لما لها من كشف لجميل سجاياهم وصفاء معادنهم والتي يمكن للنشء أن يتأسى بها ويحتذي حذوها وقد قال الإمام أحمد: سير الرجال أحب إلينا من كثير من الفقه،
وفي هذا المجال سبق أن جمعتني مجالس مع ابن الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله (أحمد) قبل سنوات وكان حديثه في تلك المجالس في الأعم هو عن والده الشيخ العلامة عبد الرحمن بن سعدي وكنت أسأله عن طريقته في كتابته وتأليفه وتحضيره وشؤونه وقد ذكر مواقف كثيرة في منتهى الروعة عن الشيخ ولم تدون حسب علمي وكنت آمل أن يمتص ما عند ابنه من أخبار عن والده الشيخ قبل أن يوافيه الأجل إلا أنه وللأسف توفي قبل تحقق تلك البغية فلله الأمر من قبل ومن بعد ولعلي أوافيكم بشيء مما ذكره لاجقا إن شاء الله ويمكن أن أسوق لكم هذا الموقف من مواقف النبل عنه رحمه الله:
ذكر أحمد ابن الشيخ ابن سعدي رحمه الله أنه في يوم ما طرق علينا الباب أحد الناس ظهرا وكنا نتناول الغداء مع الشيخ رحمه الله فذهبت فإذا رجل يقول أريد أن أستفتي الشيخ فقالت الآن الوقت غير مناسب، اذهب ثم ارجع العصر فذهب الرجل فلما رجعت قال لي الشيخ من الذي أتي فقلت: رجل يريد الفتوى، فقال: وماذا قلت له: قلت أرجعته، فقال لي: لا تردن أحدا أبدا يريد حاجة؛ فخدمة الناس أحب إلينا من الطعام والشراب.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 11:11 م]ـ
الإخوة والأخوات، بارك الله فيكم وجزاكم خيرا على ما سطرتموه هنا في حق إمام من أئمة هذه الأمة الوسط، وضاعف الأجر لأخينا الأستاذ الزمخشري بما فتح هذا الباب لتجديد الدعاء للشيخ في هذا الشهر الكريم، فرحمه الله وجميع مشائخنا وعلمائنا ودعاتنا من سلف هذه الأمة المباركة.
والشيخ-أعلى الله مقامه في العليين- ممن أجمعت الدنيا على علمه الغزير وفضله الكبير وعمله الصالح وحبه الخير للجميع، وقد ذكرتم من ذلك ما يكفي هنا ولا يتناهى لو ملأت المجلدات، وقد بلغ خيره وفضله وكرمه ما بلغ اليل والنهار، وكان أمة في رجل.
وقد خطر لي هنا أنه -رحمه الله- كان من أعلام أهل الإسلام الذين تأثرت الأمة كلها بوفاتهم، كعمر-رضي الله عنه- الذي كان بابا منيعا بين المسلمين والفتن التي تموج كموج البحار، فلما كسر الباب حدث ما حدث من القواصم التي نسأل الله منها العواصم. وما ظهرت الجرأة على الدين في هذا العصر من بعض الأدعياء، بالإفراط والتفريط في أمر الفتوى؛ فأدى ذلك إلى البلبلة والفتن والمصائب الكبرى إلا بعد وفاة ابن باز، رحمه الله.
وقد قرأت كثيرا مما كتب عنه شعرا ونثرا في كتب ومقالات وخطب ولم أجد في ذلك كله أجمع ولا أوجز ولا أنفع مما كتبه عنه الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد في كتابه (تراجم لتسعة من الأعلام) وقد جعل ترجمته خاتمة الترجم التسع، وكانت في نحو 150 صفحة تغني عن 150 كتابا، والله أعلم.
وما زلت أرى أن جوانب مهمة من سيرة الشيخ لم تسلط عليها من الضوء ما تستحق، مثل كرمه ورحمته بالأمة قاطبة ووسطيته وجرأته في الحق وحرصه العجيب على نشر العلم ونفع عموم الأمة. والله المستعان.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 11:27 م]ـ
إلى جميع الأساتذة الفضلاء الذين أناروا بكلماتهم هذه الموضوع الشكر الأجزل
ـ[معالي]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 10:04 ص]ـ
https://il.packet.me.uk/dmirror/http/binbazsms.com/banner/100x150.gif
وريعه للمشاريع العلمية والدعوية.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 12:28 ص]ـ
مشاركة سابقة:
العلامة ابن باز (طيب الله ثراه) ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=12182)(/)
رمضان شهر التزكية::: لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 02:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رمضان شهر التزكية
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1282 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1282)
( المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1282(/)
باب العلم، وباب العبارة عنه
ـ[أبو الطيب الشمالي]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 02:57 م]ـ
:::
قال الشيخ محمد أبو موسى: (وقبل أن أدع هذه الوصاة الكريمة، أنبه إلى شيء كريم آخر فيها، وهو عناية الشيخ - رحمه الله - بلغة العلم، وتنبيهه المتكرر على ضرورة العناية بها؛ لأن لغة العلم جزء من العلم، فليس تحصيل المسألة بمنته عند فهمها، ولا بمنته عند تمحيصها، وإنما لا بد أن نروض أنفسنا على العبارة عن المسألة؛ لأن علمها باب، والعبارة عنها باب آخر، وهذا مما لا يتهاون فيه أهل العلم؛ لأن لغة العلم لغة خاصة فيها من التحرير والتدقيق واليقظة ما يحتاج العلم به إلى رياضة، وتدرب، وتعلم. راجع قول الشيخ" وطريقة في العبارة عن المغزى في تلك الموافقة لم يمهدها ")
مدخل إلى كتابي عبد القاهر، ص 147 - 148
ـ[معالي]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 07:26 ص]ـ
كلام رائع!
وله مثله في الحديث عن التحليل الأدبي.
حفظه الله ونفع به.
شكرًا لك، أخي الكريم.(/)
افتتاحية العدد الأول من مجلة السلف
ـ[علي سليم]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 07:27 ص]ـ
افتتاحية العدد الاول من مجلة السلف
--------------------------------------------------------------------------------
افتتاحية العدد
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و من تبعهم باحسانا الى يوم الدين ....
ثم اما بعد:
عصفت رياح التغيير و تفوّه البكم فكان وبالا من الجهل ينثره هنا و هناك فانبت زرعا حصاده مثل نباته لا خير فيه .... غير رونق شكله و حُسْن التوائه ....
فظنّ عديم البصيرة أن التجارة قائمة فاحتكر رأس ماله و غضّ طرفه عن سؤاله ثم باع بأبخس الاثمان ....
و اعتقد مسلوب العقل, ان حَمْلَ الاسفار تُغني عن النقل ... فوزّع الجهل بين اصحابه و اكتفى بالفضل ...
فلم يُخْرج عن حصاده حق الله تعالى في عباده و لا عن علمه المكنوز حيث هو ركاز و فيه النسبة ....
فنشأ على حبّ الظهور حتى تكاسل عن الفتور فدوّن السطور تلو السطور ثم تلعثم تُرجمانه فآثر السكوت!!!
فلم يعبأ بمقولة اهل النصح و فضّل المسح على الغسل فعبث بصلاة الصبح, وأذّن قبل النضج ففتحنا عليه أوئل سورة الفتح, لم يدركنا الا عند التسليم!!!
فلا عيب ان يكون الطالب نابغة, و لا ضير ان يكون الشيخ طالبا و في كلٍ صدقة جارية ....
فاعتدل قليلا و سَبّ طولا, فضاع سعيّ السنين و غدا تُوزَن الاعمال عند رب العالمين ...
فتبرأ من جهدنا و كدّنا ... فانتسبنا اليه فعُرٍفَ بفضلنا!!!
فاغتسلنا بعلمه فزال جهلنا و توضأ بسؤرنا فعاد الجهل مزدوجاً!!!
فاقتدينا بشخصه فاتممنا و قصّر من دون خوف و لا سفر!!!
فتحرّينا الصواب من القول, و اهديناه زبدة القوم, فأشار الينا بحداثة السنَ فتواضعنا فسألناه (زِدْنَا) قصدنا العلم ....... فظنّ من قبيح القول!!! فأمطرَ علينا بَرَداً فكان بردا و سلاما ....
فاعتكفنا في غير المساجد الثلاثة, فأُشِير الينا بالسفاهة, و قلّة الباع ...
فاعتذرنا عن سوء ظنهم, فتغلّبوا علينا بطلاسم علمهم!!!
فمكثنا اياما صائمين فوجدنا الخير في الحديث فالسكوت لا يكون الا مع غمض الجفون .... فاعتمدنا نشر العلوم و اغتنمنا قلّة الباعة و كثّرة المتسوّلين .....
عذرا .... ما مثلنا الا كمثل جناح البعوض, فزدنا يا مولانا من عمل الاولين ....
مَنْ تخطّى الركاب نال أذى العوام و من آثر أرباب القول حظيَ برضا الوالي و السلطان!!!
مَنْ نطق بمفعوم الكتاب يَكُنْ قوله مخالفا للاجماع!!!
مَنْ نَشَرَ السنة عُوتب من سواد الامّة!!!
مَنْ طمس الشركيات و البدع زجّ خلف قضبان السجون فلم يُدْعَ!!!
مَنْ كتب مقولة, أصابته عَيْنٌ أو دمه مهدورة!!!
مَنْ قلّدَ الشيوخ ألبسوه تاجا و حشدوا له الجموع!!!
أرادوك مسيّرا محبوبا ... مخيّرا محجوبا ...
أساؤوا فهمك فعابوا كلامك ... و استعذبوا عيب كلامك ....
احتاجوا لك عند عجزهم ... و ارهبوك عندما عجّزتهم بفهمك ....
أيقوا نُضجك و بلوغك ... كسروا قلمك و جفّوا مداده ....
سخروا من لغتك .... و ردوّا جميل قولك بتأتأة السنتهم ....
فهزموك قلبا فهنت عليهم قالبا ....
فيا اخا الاسلام .... و يا أمة الايماء .... اغتنموا نصحيّ و الدنيا تجارب ...
ابدأ من حيث انتهى القوم و لا تتحسّر على الشباب فلن يعود يوما ....
قدّم ما بوسعك فانك مؤاخذ بما تعلم و ربما مبلغ اوعى من سامع ....
و اعلم ان العلم و الجهل لا يستويان ربما يجتمعان و لا يفترقان او يفترقان ثم يعودان .....
و أشرف الجهل (لا اعلم) و بات من شرفه نصف العلم!!!!
.................................................. .................
.................................................. .....
...........................................
..............................
...............
مجلة السلف
ـ[معالي]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 07:52 ص]ـ
كلام جميل رفيع!
شكر الله لك، وتقبل منا ومنك.
ـ[علي سليم]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 09:00 ص]ـ
بوركت اخي معالي و اعلى الله درجتك(/)
ويل للعرب من شّر قد اقترب
ـ[علي سليم]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 09:06 ص]ـ
ويل للعرب من شّر قد اقترب
------------------------------------------------------------ --------------------
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسوله محمد صلى الله عليه و سلم:
الكثير كتب و ألّف عن اعظم فتنة ما بين خلق آدم الى قيام الساعة فاحببت ان اختصر
تلك المطوّلات و اجمع بين تلك الاوصاف ...
فمن اجل هذا و ذاك رأيت من الانسب ان اخطّ هذه الرسالة بقلمي على الشكل التالي:
_ حذف القصص الطويلة.
- جمع الاوصاف الدقيقة.
_اعتماد على الاحاديث الصحيحة
_ ....
# فعن انس رضي الله عنه ان النبي عليه السلام قال:
(ان أمام الدجال سنون خداعات يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويخون فيها الأمين
ويؤتمن فيها الخائن ويتكلم فيها الروبيضة)
ولأبي هريرة: قيل وما الروبيضة؟
قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة.
# وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه السلام قال:
(ثلاثة اذا خرجنا لم ينفع نفسا" ايمانها لم تكن آمنت من قبل:
1 - الدجال
2 - الدابة
3 - طلوع الشمس من مفربها)
# وعن النبي عليه السلام أنه قال:
(ما بين خلق آدم عليه السلام الى قيام الساعة فتنة أعظم من فتنة الدجال)
# ومن فتنته:
1_ ((معه ملكان من الملائكة يشبهان نبيين أإحدهما عن يمينه والآخر عن شماله
وذلك فتنة الناس فبقول:
ألست بربكم أحي وأميت؟ فيقول أحد الملكين: كذبت فما سمعه أحد من الناس
الا صاحبه _أي الملك الآخر_ فيقول له صاحبه:
صدقت وسمعه الناس فيحسبون أنه صدق الدجال وذاك فتنة))
2_أنه ((معه نهران يجريان: أحدهما رأي العين ماء أبيض والآخر رأي العين نار تأجّج))
3_أنه ((معه جبل خبز)) أي معه من الخبز قدر الجبل وأطلق الخبز وأراد به أصله وهو
القمح.
4_ ((وأن من فتنته أن معه جنة ونارا" فناره جنة وجنته نار))
5_ ((ومن فتنته أمره للسماء بالمطر فتمطر وللأرض بأن تخرج كنوزها فتخرج ... ))
6_ ((ومن فتنته تسليطه على رجل هو من خيار الناس يومئذ فيقتله ثم يحييه ... ))
7_ (( ... ))
# صفاته:
وهي على قسمين: صفات خلقية وصفات خلقية:
فالخلقية هي:
ادّعاؤه الايمان والصلاح ثم النبوة ثم الالهية ..
والخلقية هي:
1 ((مكتوب بين عينيه كافر أو ك.ف. ر))
2 ((جفال الشعر)) أي كثير الشعر
3 ((شاب قطط)) أي شديد جعودة الشعر
4 ((رأسه من ورائه حبك)) أي شعره متكسر من الجعودة
5 ((أفجّ)) وهو الذي اذا مشى باعد بين رجليه كالمختتن
6 ((جسيم أحمر))
7 ((قصير))
8 ((أجلى الجبهة)) جليّت الجبهة اذا اتسعت
9 ((أعور عين اليمنى))
10 ((عينه اليسى كأنها عنبة طافية))
11 ((ممسوح عين اليسى عليها ظفرة غليظة)) أي لحمة
12 ((احدى عينيه ليس لها حاجب))
13 ((احدى عينيه خضراء كالزجاجة))
14 ((لا يولد له))
15 ((لا يدخل المدينة ولا مكة))
16 ((لا يسخّر له من الدواب الا الحمار))
17 (( ... ))
# مخرجه ووجهته ومهلكه:
يخرج الدجال من قبل المشرق حيث العراق من خرسان حيث كوثى.
ووجهته الأرض كلها الا أربعة مساجد: مسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد المقدس والطور
وأول مصر من أمصار العرب يدخله البصرة.
وأما مهلكه فعند عقبة الفيق وهي مدينة بالشام بين دمشق وطبريا عند باب الّلد وهو موضع
بالشام.
# التحصينات:
_ قبل مجيئه:
1 الاستعاذة من فتنته فقد صحّ ذلك عن النبي عليه السلام من قوله وفعله:
فقال عليه السلام ((تعوذوا من أربع: من فتنة المسيح الدجال ... )) وهي من واجبات
الصلاة فتنبه
وأما فعله فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام ((أنه كان يدعوا في الصلاة: اللهم اني أعوذ
بك من فتنة الدجال ... ))
2 عدم تمنّي لقاءه:
فقد صح عن النبي عليه السلام أنه قال (لا تتمنو لقاء العدو ... ))
3 حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف فقد قال عليه السلام: ((من حفظ عشر آيات من أول
سورة الكهف عصم من فتنة الدجال))
قال النووي: قيل سبب ذلك ما في أولها من العجائب و الايات فمن تدّبرها لم يفتن بالدجال.
4 ...
_ عند خروجه:
1 الهروب منه فقد صح عن النبي عليه السلام انه قال (من سمع بالدجال فلينأ_اي فليبتعد_
منه فوالله ان الرجل ليأتيه و هو يحسب انه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات))
2. ..
_ عند لقاءه:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 قراءة ما حفظه _ قبل مجيئه_من سورة الكهف فقد فال النبي عليه السلام ((فمن رأه منكم
قليقرأ عليه فواتح سورة الكهف))
2 ((التفل في وجهه)) و هو بين النفخ و البصاق
3 الشرب من ناره فقد صح عن النبي عليه السلام انه قال (فان ادركه احد منكم فليأت النهر
الذي يراه نارا فليغمض عينيه ثم ليطأطئ رأسه فليشرب فانه ماء بارد))
4 الاستعانة بالله فقد فال عليه السلام (فمن ابتلي بناره فليغمض عينيه و ليستعن بالله))
5 الاستغاثة بالله لحديث الرسول عليه السلام ((فمن ابتلي بناره فليستغث بالله و ليقرأ فواتح
الكهف فتكون عليه بردا" و سلاما"))
6 انكار المنكر فقد قال عليه الصلاة و السلام ((ان بعدي الكذّاب المضلّ ... فسيقول: انا ربكم
فمن قال كذبت لست ربنا لكن الله ربنا لا اله الا هو عليه توكّلنا و اليه انبنا و نعوذ بالله
منك فلا سبيل له عليه))
و في رواية ((و نعوذ بالل من شرّك لم يكن له عليه سلطان))
اذا" فمن رأى الدجال فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف ثم ليتفل في وجهه ثم ليسأل الله العون
و الغوث ثم يعيد قراءة فواتح الكهف ثم ليغمض عينيه و ليطأطيء رأسه ليشرب فانه ماء
بارد و عذب طيّب.
# فمن أي الفريقين انت؟
و عند خروج الدجال يتفرق الناس يومئذ الى فريقين:
فريق في جنة الدجال و فريق في ناره_ جعلني الله و ايّاكم في ناره_
فمن ابتلي بناره او ظهر عليه سمات المؤمنين فهو في نار الدجال و جنة الرحمن
و من دخل جنة الدجال او اتبعه على دعواه فهو في نار رب الدجال.
# فمن اي الفريقين انت؟
فان خرجت (من مكة او المدينة) اليه او لم توفّق لقراءة ما بين عينيه فانت من اصحابه ..
و ان لم تخرج اليه أو وفقت لقراءة حقيقته فأنت _والحمد لله_ من أصحاب عيسى عليه السلام
فقال عليه الصلاة والسلام (فان الدجال يعرفه كل مؤمن))
وقال أيضا" ((مكتوب بين عينيه (أي الدجال) كافر يقرؤه كل مؤمن))
وفي رواية ((كاتب وغير كاتب))
وقال أيضا" ((ترجف المدينة ثلاث رجفات ولا يدخل رعبه اليها ويخرج اليه كل كافر ومنافق))
# أتباعه:
قال عليه السلام (يتبعه أقوام كأن وجوههم المجانّ المطروقة))
المجان المطروقة وهو الترس والطراق جلد يقطع على مقدار الترس فيلطق
ظهره.
شبّه وجوههم بالترس لبسطها وتدويرها وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها.
وقال عليه السلام (يتبعه سبعون ألفا" من يهود أصبهان ... ))
# عدد الناجين من فتنته:
فقد صح عن النبي أنه قال (لا ينجو من فتنة الدجال الا اثنا عشر ألفا رجل وسبعة آلاف
امرأة))
وهذا الحديث من حديث حسان بن عطية وحكم عليه العلماء برفعه لأن أمثال هذه الأحاديث لا تقال
بالرأي والله أعلم
وهذا ما تيسر لي جمعه نسأل الله تعالى القبول ....(/)
قالوا في رمضان/أ. د.جابر قميحة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 12:34 م]ـ
قالوا في رمضان
أ. د/ جابر قميحة ... عن موقع"أدباء الشام"
من الحقائق التي حملها إلينا التاريخ، وسرى مسرى الأمثال قولهم "العرب أمة شاعرة". وكذلك قولهم "الشعر ديوان العرب". ولا مبالغة في ذلك: فالشعر هو الذي حفظ تاريخهم وأيامهم، ومسيرتة حياتهم.
و ها قد أهل علينا باليمن والبركات شهر رمضان المعظم، وهو ربيع النفوس والقلوب، وكان لرمضان في وجدان الشعراء تدفق ثرار فاض بأعذب الكلم. فلتكن هذه الحلقة من "ديوان العرب" عن "رمضان والصيام.
ونستهلها بقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).
ثم لنستمع بعد ذلك للشاعر "يس الفيل" وهو يحيي هذا الشهر المعظم قائلاً:
شهر الصيام تحية من شاعر=عن كل ما يؤذي المشاعر صاما
هذى أحاسيسي بليلك تزدهي=ومشاعري لك طاعة تتسامى
أقبل كما أرجو عوالم رحمةٍ=حتى لمن هو عن سناك تعامى
وأقم كريمًا بين أكرم أمةٍ= خطرت هدى، وتألقت إسلاما
ويتحدثُ الشاعرُ عن فضيلة الصوم، وأثرها الروحي والتربوي في نفوس المسلمين الذين يصومون ويعبدون الله .. ابتغاء وجه الله. يقول الشاعر يس الفيل:
هذى الجموعُ إلى الصيام تسابَقَتْ=الكل فيك بفيض برك هاما
صاموا نهارًا، واستظل بليلهم=أمل، وجادوا باليسير كراما
يبغون وجه الله في ملأ طغى=ومضى يقطع بينهم .. أرحامَا
يتألقون بما أفأت عليهم=ويحطمون بأرضهم .. أصناما
وإليك يلتجئون إن عصفت بهم=محنٌ، ومدت للضلوع سهاما
فانصر عبادك، إنهم بك قوةٌ =كبرى، وهم بسوي رضاك يتامى
وبعاطفةٍ إيمانية متدفقة: نرى الشاعر "محمد هاشم رشيد" يوجهُ نداء للمسلمين في كل من بالمعمورة لكي يدركوا عبرة الصوم، ويأخذوا أنفسهم بها عمليًا، تُرى ماذا يقصد الشاعر بعبرة الصوم؟ يقول الشاعر:
أيها المسلمون في كل أرض= وعلى كل بقعة أو بلاد ..
آن يا إخوتي اللقاءُ المرجى=بعد طول النوى وطول البعاد
لم نكن غير أمة وحدتها=شرعة الحق والهدى والرشادِ
ثم عدنا قبائلاً وشعوبًا=وافترقنا في كل أفق ونادِ
عبرة الصوم أن نتلاقى=من جديد على طريق الجهادِ
فلقد وحد الصيام خطانا =ومنانا برغم أنف الأعادي
وفي قصة شعرية، يقدم الشاعر محمد هاشم رشيد عبرًا، وقيمًا إنسانيةً أخرى للصوم، وتبدأ هذه القصيدةُ القصصيةُ بأحدِ المسلمين الموسرين الصائمين يقدمه الشاعر وقد:
سارَ والشمسُ فوقهُ تتلظى=فتحيلُ الوجودَ شعلةَ نارِ
ساهمًا، ملء صدره زفراتٌ=خلفته مبلبل الأفكارِ
ظامئًا يعصف الصدى بين جنبيه=كلفح الهجير بين البراري
جائعًا ـ تصرخ الضلوعُ وتشكو= ما تلاقيه من ضني وانصهار
وبينما هو في الطريق إلى قصره: رأى ما يشبهُ الكوخ بلا سقف، وقد ضم عجوزًا وفتيةً استبد بهم الفقرُ والضعفُ والشقاء، فيتفتح ضمير الصائم الثري، ويستبد به الحزن لما يرى، ولكن الشعورَ الحيَّ وحده لا يطعم جائعًا، ولا يروي ظامئًا، لذلك ترجَمَ الرجلُ شعورَه إلى عمل:
وأتى الكوخ قائلاً: "أيها القومُ
هلموا .. فأنتم في جواري
اهجروا الكوخ، وانزلوا في رحابي
أنتِ أمي، وهؤلاء صغاري
...
ويختمُ الشاعر قصتَه بإبرازِ أهمِّ القيم الروحيةِ والاجتماعيةِ، والإنسانية التي يقودُنا إليها الصوم. فيقول:
هكذا الصومُ فكرةٌ تملأُ النفس=فتسمو لعالم الأنوارِ
هكذا الصومُ نشوةٌ تاسر الروح=فتمضي مع النسيم السارِي
هكذا الصوم رحمة تغمر القلب=فيحيا بسنة الإيثار
ليس معناهُ أن نجوعَ ونصدى=ونقضي الحياة مثل الضوارِي
ونرى البؤس والشقاءَ فنغضي =ثم نرجو تفضلُ الجبارِ
ونلتقي بشاعر طيبة محمد ضياء الدين الصابوني، وهو يفيضُ سعادةً وبشرا بقدوم رمضان العظيم، فيقول:
شهر أطل بفجره البسام = دنيا من الإشراق والإلهامِ
شهرٌ أطل فمرحبًا بقدومه = وبفيضه المتدفق المترامي
...
يبرز الشاعر الجو الروحي الذي يسيطرُ على الصائمين في رمضان، من خشوع وتقوى وذكر وتسبيح، فيقول:
وفي رمضان كم خشعت قلوبٌ= بذكر الله والسبع المثاني
وفي رمضان كم غفرت ذنوب=تفتح فيه أبوابُ الجنانِ
وما أحلى ليالي الذكر فيه=تبيت وأنتَ موصولُ الجنان
وتسبح في معارج من كمالٍ= وتتلو فيه من غرر البيانِ
وليلُ الصائمين ليل عبادة وقيامٍ تقربًا إلى الله، واستنزالاً لرحمته وغفرانه. يقول شاعرُ طيبة:
يا ليالي القيام عودي علينا=وانفحينا بأطيب النفحات
جمعتنا في الروض منها سويعا=ت مع الراغبين في القرباتِ
يقطعونَ الليلَ الطويلَ بترتيـ =ـيل جميل منور الكلماتِ
ويقول الشاعر "حسن فتح الباب" إن رمضان هو أكثر الشهور إلهامًا لي بأجمل قصائدي، فهو شهرُ الصفاء العقلي والروحي، لذلك تنطلق فيه القريحة بشعرِ التوبةِ والنجاوى.
ومن قصائد الشاعر الرمضانية قصيدةٌ بعنوان (غفران) يقول فيها:
كلما طافت على الكون نهايا=وسرت في موكب الدنيا خطايا
أشرقت روحي يا رب ورفت=في ضياء غامر منك الحنايا
واستفاض الطهر يسري في فؤادي=من معانيك، ويجتاح الخلايا
واجتلى قلبي أسرار النجاوى=وجلا نورك عن حسي دجايا
رب فارحم، نادما مما يعاني=وتقبل توبة من كل جاني
واهدِ في غمرٍ من الدجن سراةً=وأقل عثرة مكلومٍ وعاني
رب واسكب من سماواتك فيضًا =يغمر النفس بآمال حسانِ
وبهذا الدعاء الطيب ـ يا عزيزي القارئ ـ نختم مقالنا عن رمضان والصوم. ونودعك على أمل اللقاء في مقال جديد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 10:15 م]ـ
شكرا لك،أخي الكريم الأستاذ أحمد الغنام وجزاك الله خيرا على هذا النقل الطيب، وبورك في المنقول عنه.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 03:43 م]ـ
جزاك الله خيراً د. سليمان خاطرعلى المرور العاطر نفعنا الله بك وأعتقنا في هذه الشهر المبارك.(/)
تمنيت الانضمام إليكم وأحمد الله
ـ[صفي الدين الحلي]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 07:05 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة ....
أخواني / أخواتي أعضاء شبكه الفصيح يشرفني أن أكون من أعضاء هذا المنتدى الراقي وأرجو من الله أن أكون عضواَ فعالاً في منتداكم الموقر
تمنيت الانضمام إليكم وأحمد الله الذي حقق أمنيتي بالألتحاق إليكم
نبذه عن من لقبوني به:
صفي الدين الحلي
عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم، السنبسي الطائي.
شاعر عصره، ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق.
انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فَتَقَّرب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد.
له (ديوان شعر)، و (العاطل الحالي): رسالة في الزجل والموالي، و (الأغلاطي)، معجم للأغلاط اللغوية و (درر النحور)، وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و (صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء)، و (الخدمة الجليلة)، رسالة في وصف الصيد بالبندق.
قيل أنه أنتسب إلى المذهب الشيعي وهذا لايعنني بشي فالمعني لدي هو شعره الرائع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقبلو أجمل تحياتي أخوكم /
عاشق الفصحى الملقب بصفي الدين الحلي
http://www.q6r.com/up/uploads/21e95b9c55.gif
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 10:11 م]ـ
أهلا بك أخي الكريم صفي الدين الحلي، في الفصيح، وأرجو أن تكون مثل صاحبك أديبا شاعرا عالما لغويا صاحب نكتة وملح ونوادر، حاضر البديهة سهل الشعر.
ومما سرني توقيعك المذكر بذكر الله (لا تنس ذكر الله). وليس صحيحا ما (قيل إنه انتسب) إلى المذهب الشيعي. والله أعلم.
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 10:31 م]ـ
حياك الله أخانا المبجل .... وندعو الله ان يوفقك معنا لما يحبه تعالى ويرضاه
ـ[معالي]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 08:31 ص]ـ
حُييتَ، أستاذ صفي الدين الحلي
ونرجو الله أن تكون نلت مبتغاك، وأن ينفعك وينفع بك.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 09:59 ص]ـ
حللت اهلا ونزلت سهلا أخي الحلي ننتظر مشاركاتك الجميلة ...
ـ[صفي الدين الحلي]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 09:05 م]ـ
أسعدتني والله ردودكم وأعلتني شرفاً
جزاكم الله بي خيراً
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 10:38 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله وبياك ومرحباً بك في الفصيح بين إخوانك واخواتك وكل عام وأنت بخير
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 12:40 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
حيّاك الله وبيّاك أيّها الحلّيُ؛وأرجو أن نراك من الحالِّين الحالِين, وأن تنشد مع صفيِّك صفيٍّ:
قليلٌ إلى غير اكتسابِ العُلى نهضي= ومُستَبعَدٌ في غيرِ ذَيل التّقى رَكضي
فكيفَ، ولي عزمٌ، إذا ما امتَطَيتُه =تيقنتُ أنّ الأرضَ أجمعَ في قبضي
وما ليَ لا أغشَى الجِبالَ بمِثلِها = من العزمِ، والأنضاءَ في وَعرِها أُنضي
على أنّ لي عَزمًا، إذا رُمتُ مَطلَبًا =رأيتُ السّما أدنَى إليَّ مِنَ الأرضِ
تنبيه: كتابه هو: العاطل والحالي والمرخص والغالي, لا العاطل الحالي.
جعلنا الله وإياك ممن يتّضح له الحق من الباطل, والحالي من العاطل. ودمت صفيًّا للفصحاء.(/)
الحذف في القرآن الكريم
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 12:57 ص]ـ
هل أفرد أحد من أهل العلم قضية الحذف في القرآن في كتاب أو بحث؟
وأين أجده؟
أتمنى المساعدة
وجزاكم الله خيرا
ـ[معالي]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 08:35 ص]ـ
للباحث: حفظي حافظ محمد أشتية رسالة دكتوراة عنوانها: ظاهرة الحذف في القرآن الكريم، بإشراف محمد بركات حمدي أبو علي.
عمان - الجامعة الأردنية - كلية الدراسات العليا، 1995
وهنا ( http://www.biblioislam.net/Elibrary/arabic/library/search.asp) تجد المزيد.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 12:28 ص]ـ
أجمع ما أعرفه كتب في ذلك: حكم الحذف والاختصار في كتاب الله الجبار، في مجلدين، لبهجت عبد الواحد محمد، نشر مكتبة دنديس، عمان الأردن، ط/1 عام 1421هـ -2000م.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 09:25 ص]ـ
أخي الكريم أبو سهيل يسر الله لك طريق العلم ... هنا على هذا الرابط تجد دراسة جيدة في هذا المجال:
http://www.quransite.com/vb/showthread.php?t=3340(/)
أنا محتاج كل الحاجة لأسماء مؤلفي هذه الكتب ..... بأسرع وقت ممكن
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 06:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....
اساتذتي أنا محتاج كل الحاجة وخلال الساعات القليلة القادمة لاسماء مؤلفي هذه الكتب ...... باسرع وقت اذا امكن ..... وفقكم الله جميعا
1: الانوار النبوية في اربعين حديثا في شمائل خير البرية.
2: المقتطف من اجازات العراقيين واسانيدهم.
3: صلة الخلف باسانيد السلف.
4: نشيد الايمان.
5: التفسير الواضح الميسر.
6: تاويلات اهل السنة تفسير ال؟؟؟؟
7: قانون التاويل
8: كتاب اللمع في الرد على اهل الزيغ والبدع للامام؟؟؟؟؟؟؟؟؟
9: الجامع لصلة الارحام في نسب السادة الكرام الامامين الحسن والحسين(/)
أحبكم في الله
ـ[نصرالدين]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 09:53 م]ـ
السلام عليكم
اسمي نصرالدين من الاردن وانا عضو جديد
ارجو قبولي كمشارك في هذا المنتدى الرائع
مع اجمل التحيات
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 10:26 م]ـ
أهلا بك أخي الكريم
حياك الله
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 10:36 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله
مرحباً بك وحياك الله وبياك في الفصيح وكل عام وأنت بخير
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 12:15 ص]ـ
أهلا بك في الفصيح أخي نصر الدين نصر الله بك الدين.
ـ[نصرالدين]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 06:03 م]ـ
الشكرالجزيل لكل من حياني ورحب بي ..............
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 06:16 م]ـ
وعليكم السلام والرحمة
أهلاً بك في بيتك الفصيح أخي نصر الدين! ننتظر اسهاماتك الجميلة ...
ـ[أبو طارق]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 01:18 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بكَ أخي الفاضل
نتظرك مفيدًا ومستفيدًا
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 11:29 ص]ـ
حيّاك الله وبيّاك أخي نصر الدين ,وجعلك ناصرًا لدينه ولغة كتابه عز وجل. وأحبك الله الذي أحببتنا فيه.(/)
هل يكتب الدكتور محمد أبو موسى بحثا عن عبد القاهر غير ما كتب؟
ـ[أبو الطيب الشمالي]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 01:14 ص]ـ
قال الدكتور محمد أبو موسى: (وبعض مباحث عبد القاهر البلاغية كان مصدرها في تقديري إيماضات في الشعر، وأرجو أن أعان في بيان ذلك في غير هذا الموضع) مدخل إلى كتابي عبد القاهر ص 186
أتوافقونني الرأي؟
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 02:47 ص]ـ
فصل الدكتور أبو موسى في الذي أوردته أعلاه في (مراجعات في أصول الدرس البلاغي). عقد فصلا عنوانه " مراجعات في جذور الدرس البلاغي " تحدث فيه عن تلك الإيماضات التي شق عبد القاهر منها طريقه.
ـ[معالي]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 08:09 ص]ـ
أذكر قولة للشيخ حفظه الله في قاعة الدرس مفادها: أنه لو قُدِّر له الكتابة حول كتابي عبدالقاهر مرة أخرى لأتى بضعف ضعف ما ألّف حولهما قبل!
بارك الله له في علمه وعمره!(/)
أين الله يا أتباع (نذار) و (حسام)؟
ـ[علي سليم]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 06:45 ص]ـ
أين الله يا أتباع (نذار) و (حسام)
--------------------------------------------------------------------------------
أين الله
قلت لهم أين الله يا أتباع (نذار) و (حسام)
قالوا أنت كافر وكفرك أشد من أصحاب الاوثان
قلت كيف تنكرون على سؤال صدر من رسول الله صلى الله عليه وسلم
والحديث صحيح رواه الامام مسلم (امام الاتقياء)
قالوا بل الحديث ضعيف والجارية خرساء
قلت لهم ان صح قولكم فقد أشارت في تلك الرواية الى السماء
قالوا يا وهابية ليس لله مكان
لا هو فوق ولا تحت ولا عن اليمين ولا عن الشمال
ولا هو داخل العالم ولا خارجه بل ليس له مكان
قلت مهلا" فقد عبدتم عدما" وهذا ما قاله شيخ الاسلام
ثم قلت لهم كيف تنكرون حقيقة نطق بها اللسان
سبحان ربي الأعلى دعاء السجود برهانا" أن الله في السماء
هداكم الله يا أذناب (نزار) و (حسام)
.........
ثم قلت .. يا أفراخ الجهمية (جهمية هذا الزمان)
أو ما قرأتم قوله تعالى ((أأمنتم من في السماء))
قالوا قرأنا والمقصود هنا ملائكة العذاب
قلت مهلا .. " فقد قال خير الأنام
(ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)
فهل هذه ملائكة الرحمة يا أغبياء
هداكم الله يا أذناب (نزار) و (حسام)
............
ثم قلت لهم قول المولى في سبع سور من القرآن
((الرحمن على العرش استوى)) و العرش سقف السماء
قالوا بكل وقاحة .. الاستواء هنا بمعنى الاستيلاء
قلت مهلا" .. فقد قفيتم اثر اليهود الاشقياء
قيل لهم قولوا ((حطة)) تفوزوا بمغفرة من الرحمن
قالوا (حنطة) و زادوا نونا" فهل جزاء الاحسان الا الاحسان
فقولوا لي بربكم .. هل هناك فرق بين (نون) اليهود و (لام) الاحباش؟
فكيليهما زاد, و من زاد فقد اتهم الكتاب بالنقصان
هداكم الله يا اذناب (نزار) و (حسام)
............
ثم قلت رويدا" .. يا اصحاب التأويل و التعطيل
لدي هدية لكم .. ((تعرج الملائكة و الروح اليه .. ))
و عندها ضحك احدهم قائلا" (العروج هنا الى جبريل)
قلت الروح معناها جبريل و هذا قول اكثر المفسرين
و هل يعرج جبريل الى جبريل؟
فان صح قولكم .. فالى اين عرج الصادق الامين؟
هداكم الله يا اذناب (نزار) و (حسام)
.............
ثم قلت مهلا" .. يا اصحاب الاهواء و التزييف
سوف اسمعكم قول المولى بشأن المسيح عليه السلام
((يا عيسى اني متوفّيك و رافعك اليّ .. )) فما هو جوابكم يا مساكين؟
قالوا الرفع هنا رفع مكانة و رتبة و تمكين
قلت مهلا" .. يا اصحاب التكفير .. وقعتم في كفر عظيم
و هل رتبة الله هي نفسها رتبة المسيح؟
هداكم الله يا اذناب (نزار) و (حسام)
.............
ثم قلت اخبروني عن قوله ((اليه يصعد الكلم الطيّب .. ))
أيكون الصعود الى الشمال ام الى اليمين؟
أو بماذا كانت تفتخر (زينب) ام المؤمنين
كفى وقاحة و حماقة يا اساتذة الشياطين
فان كنتم تزعمون ان ليس لله مكان
فالى اين تتجهون في الدعاء؟؟؟(/)
كيف تكون عضوًا ناجحًا في المنتديات؟
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 11:16 ص]ـ
تعال أخي أختي نتعرف على بعض الوسائل التي تجعلك عضوًا محبوبًا
1. قبل أن تضع موضوعا خاصا بك .. حاول التعرف على بعض موضوعات المنتدى .. وشارك فيما تستطيعه منها .. ولتكن مشاركتك:
أ. تحمل إضافةً أو نقاشًا جيدا .. ولا تكتفي بكلمات الشكر والثناء.
ب. ابتعد عن المجاملات المصطنعة والزائدة عن الحد
د. ابتعد عن النقد اللاذع .. فلا تكن كل مشاركاتك نقد وتجريح .. وبدلا من ذلك اكتب نصيحة تحمل قدرا من الود الصادق والرغبة في الأفضل لمن تحدثه.
ج. ابتعد عن السخرية .. فإنها تؤذي الأعضاء وتسيء إليهم
ح. عبر عن رأيك بطريقة محترمة ولائقة دون التعرض للآخرين بالنقد والتجريح
2. أول موضوعاتك -وحبذا كلها- .. يفضل أن تكون من كتاباتك أنت الشخصية .. وحاول الابتعاد عن النقل قدر المستطاع.
3. قم بكتابة الموضوع باستخدام لون خط واضح .. وبتنسيق جميل .. فكثير من الأعضاء ينصرفون عن قراءة الموضوعات ذات الألوان الباهتة .. وحاول التنويع بين الألوان المستخدمة في الموضوع .. والخطوط الصغيرة جدا و الكبيرة جدا.
وهنا:
4. حاول استخدام ال smilyies لأن الأيكونات تحمل قدرا من مشاعرك وتعبر عن حالتك .. وتعطي انطباعاً عنك أنك شخص متواصل ومرح.
5. تقبل آراء الآخرين بصدر رحب .. سواء كانت ملحوظات على الموضوع أو مدح فيه.
6. كما ذكرت سابقا أن هناك الكثير من الموضوعات الجادة وهناك موضوعات طريفة .. هنا تذكر أن " لكل مقام مقال "
7. اجعل ردك على أي موضوع منصب على الموضوع نفسه لا على صاحب الموضوع.
8. اجعل هدفك في أي نقاش هو نصرة الحق والفكرة الصحيحة وليس نصرة نفسك.
7. ابتعد عن الجدال .. خصوصا إذا كنت قد عبرت عن وجهة نظرك .. فالمحافظة على المحبة بين الإخوة أهم من نصرة النفس .. وتذكر هنا النقطة رقم 8.
9. الجدية مطلوبة .. ولكن ليس إلى حد الانغلاق على الذات .. افتح قلبك للأعضاء وشاركهم في أمورهم الصغيرة .. ستجدهم حولك يحبونك.
10. " تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل " كما قال الإمام أحمد بن حنبل .. فتجاوز عن الهنات والصغائر من الأعضاء .. وقدم التسامح على كل شيء. وكن كبيرا في تصرفاتك .. يجعلك هذا كبيرا في أعين الآخرين.
11. لا تكتب موضوعات كثيرة ذات فائدة قليلة، اكتب موضوعا واحدا وجميلا وركز جهدك عليه ثم تابع الردود واقرأها ولا تنس الرد على أي عضو إذ إن نسيانه قد يجعله يعتقد أنك تتعمد تجاهله، وعليه حاول قدر المستطاع إجابة جميع الأعضاء الذين ساهموا في موضوعك.
12. أثناء تعليقك على موضوع لا تخرج من لبه ونقطة الحوار فيه إلى موضوعات فرعية ومهاترات شخصية .. فالمنتدى ليس كالمسنجر أو غرفة محادثة، وكل كلمة تكتبها تكون إما لك أو عليك. إذا رغبت في التنبيه إلى موضوع أو نقطة أخرى، يمكن الاستفادة من ميزة الرسائل الخاصة، أرسل ملاحظتك الخاصة برسالة خاصة وسيكون شاكرا لك على جميل صنيعك ورقي ذوقك
13. من الطبيعي جدا أن تكون لديك فكرة شاملة ودقيقة عما تكتب، فلا يصح أن تضع موضوعا لا تعرف أبعاده ولا تملك خلفية وافية عنه، حتى لا تقع في إحراج من السائلين مما يكون صورة خاطئة عنك.
14. عند كتابتك لموضوع معين، حاول استخدام جميع طاقاتك المتوفرة حتى يبدو الموضوع مميزا في أبهى حلّة ويأخذ حقه من المناقشة، حاول توثيقه بالاستشهادات القرآنية والنبوية، والصور والوقائع الحقيقية. اقتبس من الشعر والنثر، وقارن بين المشاهدات والحقائق.
15. المنتدى يقرؤه شرائح مختلفة من البشر فيهم أطفال ومراهقون و كبار، معاقون ومرضى، ديانات، جنسيات، أعراق، مختلفة، حاول الانتباه إلى ما تقوله وضع هذا في ذهنك حتى لا تجرح معاقا أوتساهم في انحراف طفل، أوتثير فتيلة النزاع الديني أو العرقي، راقب كلامك جيدا، وانتبه لكل ما تقوله.
16. الكل يتوقع منك الأفضل عند تسجيلك في المنتدى وأنت مطالب به لوضع صورة جيدة عنك ونحن نرغب في رؤية إبداعاتك أينما كتبت لذا حاول بذل قصارى جهدك في أي عمل تقوم به، لأنه يعكس روحك بالتأكيد، والرسول المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم أوصانا قائلا في حديثه " من عمل منكم عملا فليتقنه " لذا حاول الاجتهاد قدر المستطاع في إبراز موهبتك.
(يُتْبَعُ)
(/)
17. غني عن القول إن طريقتك في الكتابة لفظة لفظة، تعكس دينك وتربيتك ومبادئك، والقراء المحترمون لا يمكنهم الحكم عليك إلا من أسلوبك، فالله الله فيما تكتب، واحترام الجميع وتقديرهم، والبعد عن التطاول على من تحاوره، لهو دلالة واضحة على علو أخلاقك ونبل صفات من زرعها فيك والعكس كذلك.
18. من الذكاء الاطلاع على كتاب معين يختص بالموضوع الذي تطرحه، حتى يغنيك لغويا ويقويك في الحجة، ويثري أسلوبك ويعفيك عن الوقوع في الخطأ.
19. سعة صدرك وتحملك النقد أمر مطلوب، فلا تمتعض فور رؤيتك نقدا لا يعجبك، بل على العكس، المع بأخلاقك وارقَ بأهدافك فوق كل تصرفات طائشة، واجعل من ردودك نموذجا أعلى لشخصك، كن واثقا من كلامك وناقش النقد بصدر رحب ووصل حجتك بأرق الكلمات وأعطرها حتى تؤثر في نفوس القراء وتحركهم نحو فكرتك والمولى عز وجل أوصى نبيه الكريم بالصبر على أذى الكلام واتباع الأسلوب الأمثل في الحجة والموعظة الحسنة.
20. لا تضع بينك وبين الآخرين حواجز لا وجود لها، أو تضع تصورا عنهم في خيالك أنت فقط، اتجه إليهم مباشرة، واستخدم الرسائل الخاصة للاستفسارات الشخصية بدلا من طرح موضوع كامل في المنتدى عن شخص معين إمعانا في الخصوصية واتباعا للذوق العام في المنتدى.
21. من الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون، الاعتقاد بعدم أهميتهم في المنتدى، ويدللون على ذلك، عدم رد المشرفين أو زملائهم عليهم أولا بأول. وهذا خطأ فادح، لأن المشرفين لديهم مسؤوليات كثيرة وتأخرهم في الرد ليس له صلة بأهميتك، قد يتأخر رد الأعضاء على موضوع ما، لكنه لا يعكس أبدًا موقعك وترتيبك. الأعضاء مختلفو الاهتمامات والهوايات وقد لا يلفتهم ما تكتبه، حاول معالجة الأمر مع نفسك أولا، ابحث عن العلة في ذاتك قبل اتهام الآخرين فاكتب بأسلوب جيد واختر موضوعا مناسبًا ثم انظر للنتيجة.
22. عند كتابتك موضوعا ما، اختر عنوانا يدل عليك بسرعة بحيث يستطيع القارئ إدراكه من عنوانه، إذ إن معظم الأعضاء يبتعدون عن قراءة الموضوعات المبهمة ذات العناوين " الحقوني يا شباب ... " و " النجدة "، كل ما عليك عمله هو وضع الفكرة الأساسية في عنوانك الرئيسِ وشرحها بطريقة مبسطة حتى يسهل الرد عليك، وإيجاد حل لمشكلتك.
23. عند كتابتك لموضوع معين حدد نوعه، وتحت أي منتدى ينطوي، ثم اذهب للمنتدى وضع موضوعك فيه، لأن هذا يسهل عملية ترتيب الموضوعات ونقلها للمنتديات ذات العلاقة. وبالتالي قراءتها من أصحاب الاختصاص. فلا تضع موضوعا في غير القسم المناسب له، لأنه بهذه الطريقة لن ُيقَرأ ممن وجه إليه.بل سيكون ضائعا تائها ريثما ينقل، مما يؤخر عملية الرد عليه
ومناقشته.
منقول
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 03:57 م]ـ
موضوع جميل أفدت منه كثيرا، لكن شوهته كثرة الأخطاء من كل نوع: نحوية ولغوية وصرفية وإملائية وكتابية، فلا بد من أمرين:
1 - تصحيح الأخطاء الكثيرة جدا، قدر الإمكان؛ لأن هذا لا يليق بالفصيح هذه الأخطاء الكثيرة
2 - تهذيبه باختصاره، قدر الإمكان؛ لأن طول الموضوع قد يكسل القارئ مع فائدته.
ولا أدري هل كونه منقولا يمنع من التصرف فيه أو لا.
وشكرا لك أخي الكريم الأستاذ أحمد؛ فإنك حريص على جلب كل خير إلينا في هذه الشبكة، فجزاك الله عنا خيرا وبارك فيك.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 04:11 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم د. خاطر ... اذا كان عندك الوقت لتصحيحه واختصاره فافعل اخي الكريم والا يجب الانتظار بعض الشيء نفع الله بك.
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 12:03 ص]ـ
موضوع جيد؛بارك الله فيك أخي أحمد الغنام, وأرجو تصويب الأخطاء ـ وإن كان الموضوع منقولًا؛ ليبقى الفصيحُ فصيحا!
ومما ورد التحذير منه في هذه النصائح ,وهو واقعٌ في الفصيح؛بل هو مما يَضُرُّه ـ ما ورد في الفقرة 11:
"11. لا تكتب مواضيع كثيرة ذات فائدة قليلة، اكتب موضوعا واحدا وجميلا وركز جهدك علية ثم تابع الردود وأقرءها ولا تنسى الرد على أي عضو إذ أن نسيانه قد يجعله يعتقد انك تتعمد تجاهله، وعلية حاول قدر المستطاع إجابة جميع الأعضاء الذين ساهموا في موضوعك."
فمن الأعضاء ـ هداهم الله ـ من يكتبُ في اليوم الواحد موضوعاتٍ عدة, وأنا أرى أن كتابة موضوعٍ واحد في أسبوعٍ يكثّر الموضوعات, ويشتّت الذهن, ولا يسمح بما نتوخّاه في الفصيح من إدارة الحوارعلى فكرة الموضوع , وإشباع الكلام فيه, فكيف لو كتب كاتبٌ الموضوعات ذوات العدد في يومٍ واحد؟!
وقُل مثلَ ذلك فيما لو كُتِبت تلك الموضوعاتُ من أكثر من عضو؛ إذْ العاقبة واحدة في الحالين, وإن تعدد الكاتبون! فينبغي أن يُباعدَ الفصحاءُ بين موضوعاتهم في الزمن, وبينها وبين موضوعات غيرهم.
وعندي أن قلة الموضوعات ـ على جودةٍ وإتقانٍ وكثرةِ تعليقٍ وتعقيبٍ و ردٍّ ـ خيرٌ من كثرتها ـ خاويةً على عروشها!
وإذا كان لدى إدارة الفصيح ومشرفيه تحكّم تقنيّ في ذلك؛فليفعلوا ـ بعد استفتاء الفصحاء فيه ـ فإن ذلك أجدى عليه وأنفع, وأدني ألا يطردَ الجيدَ من الموضوعات الرديءُ؛ وهو ما صَرّح به في أحد ردوده بعضُ من هجر المنتدى من كبار أعضائه!
كنت قد وعدت بكتابة هذا في موضوع أخينا أبي قصي (أنصلي على الفصيح) ,فجاء به السياقُ هنا.
وفقكم الله وبارك فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 12:32 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم د. شوارد على ماتفضلت به، وان شاء الله يكون مثل هذا الموضوع اضاءات للأعضاء والزوار والمشرفين والاداريين على حد سواء فنستفيد منه جميعاً والتصحيح نتعاون عليه بقدر المستطاع ... وياحبذا لو قام أحد الأخوة باختصاره كما اقترح د. خاطر وان كنت ارجح أن يقوم صاحب الاقتراح بذلك لتصوره للموضوع فيكون أنجح بإذن الله.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 12:34 ص]ـ
سلمت يمينك أخي الحبيب
وعندي أن قلة الموضوعات ـ على جودةٍ وإتقانٍ وكثرةِ تعليقٍ وتعقيبٍ و ردٍّ ـ خيرٌ من كثرتها ـ خاويةً على عروشها!
أحسنت أستاذنا
ولا بد أن نضع نصب أعيننا أن المنتديات تجمع بين كبار أهل العلم ومن هم دونهم , والصنف الثاني يضع موضوعات في نظره أنها جيدة , فعلينا ألا نحسسهم بأنهم لا يجيدون انتقاء موضوعاتهم , بل علينا أن نقبل منهم مقابل دعوتهم إلى الأجود والأرقى.
ونأمل من الجميع أن يضعوا ما كتبه الكبار نصب أعينهم
بوركتم جميعًا
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 12:39 ص]ـ
وبوركت أخي أبو طارق وان شاء الله يكون الموضوع أكثر فائدة عندما ينقح ويكون بمثابة دستور للمنتديات ... الله كريم.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 12:54 ص]ـ
سلمت أخي الفاضل
وأعتذر إليك فقد تطفلت على موضوعك قليلاً
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 01:00 ص]ـ
سامحك الله أخي أبو طارق وأين التطفل؟! أرى بأن نزيد من الملحوظات حول هذا الموضوع لظني أنه مفيد جداً بارك الله فيك ...
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 03:47 م]ـ
لعلي أجد وقتا لصياغته صياغة تليق بمضمونه المهم،وأسأل الله العون في شهر الوقت فيه قصير والأعمال فيه كثيرة.
ـ[أبو سندس]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 06:38 م]ـ
جميل روائع
تقبل اعجابي
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 07:27 ص]ـ
... ولا بد أن نضع نصب أعيننا أن المنتديات تجمع بين كبار أهل العلم ومن هم دونهم , والصنف الثاني يضع موضوعات في نظره أنها جيدة , فعلينا ألا نحسسهم بأنهم لا يجيدون انتقاء موضوعاتهم , بل علينا أن نقبل منهم مقابل دعوتهم إلى الأجود والأرقى.
ونأمل من الجميع أن يضعوا ما كتبه الكبار نصب أعينهم
بوركتم جميعًا [/ CENTER][/SIZE][/COLOR]
ما قلتَه أخي الحبيب أبا طارق صحيح؛ ولكن المقصود تجنب إغراق المنتدى بالموضوعات؛ سواء أكانت جيدة أم رديئة, دون النظر إلى مكان كاتبها من العلم ,وما تقدّم في ردي السابق من ذكر طرد الرديء للجيد ـ ليس رأيي ,ولكنه رأي صرّح به أحد الأعضاء معلّلًا به هجره للمنتدى؛ فنقلتُه, لنحذر من هجر بعض أعضاء المنتدى الفاعلين فيه.
ولستُ ممن يحبّذ قسمة أعضاء المنتدى إلى: (كبار و ... )؛فكلُّ من يحرص على تعلّم العربية لغة القرآن ـ كبيرُّ ,وأحبّ أن نضع مكانَها: الشُّداةَ والمُنْتَهِين, والشادي والمُنْتَهِي)؛إذْ هكذا كان ينظر أسلافنا إلى طبقات الناس في العلم.
وأرى ألا ينأى المنتهي بنفسه عن مشاركة شداة العربية؛فهم المقصود الأهم بمثل هذه المواقع المباركة, ورسالتنا (جميعًا) إنما هي إنبات جيلٍ يُحبّ العربية ,ويتذوّق جمالها, ويفخر بعبقريتها.
و خلاصة القول: الإسرافُ في إضافة الموضوعات, وعدم الفصل بينها بزمنٍ كافٍ ـ في رأيي ـ مضرٌّ بالمنتدى في كلِّ حال!
وفقكم الله.
ـ[معالي]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 07:43 ص]ـ
أحسن الله إليك أستاذ أحمد كما أحسنت، وبارك في التعقيبات الرفيعة التي تعودنا مثلها كثيرًا من أصحابها.
وإن أذنتَ صوّبتُ ما تناهى إلى علمي أنه خطأ من الأخطاء التي أشار إليها الشيخان، سلمهما الله.
والله يجزيك خير الجزاء، ويبارك في نقولك الرفيعة القدر.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 08:12 ص]ـ
شكر الله مرورك الكريم اخي أبو سندس ونفعنا الله بك.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 08:14 ص]ـ
د. شوارد بوركت على الجهد التي تبذله للارتقاء بالمنتدى وان شاء الله نتعلم من بعضنا البعض لكي نساهم في هذا الرقي.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 08:16 ص]ـ
بوركت أختي الكريمة معالي على المرور وأرحب ونرحب مع جزيل الشكر بإسهامك في هذا الموضوع كيفما تشائين أخية وكما تعودنا منك المبادرة الى الخير.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[02 - 03 - 2009, 05:39 م]ـ
ربما نحتاج هذا الموضوع بين الفينة والفينة للأهمية.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[02 - 03 - 2009, 06:01 م]ـ
ربما نحتاج هذا الموضوع بين الفينة والفينة للأهمية.
نعم نحتاجه والله
ومع كثرة الفوائد التي حواها هذا الموضوع, فهو يذكرنا بعلمين جليلين حبيبين
وإننا والله لفي شوق إلى تعودا تقديمه هنا
موضوع جميل أفدت منه كثيرا.
موضوع جيد؛بارك الله فيك أخي أحمد الغنام.
العود العود أستاذينا
ولن نفقد الأمل ما دمنا نرى آثاركما في الفصيح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[03 - 03 - 2009, 01:08 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخي أحمد على هذا النقل الماتع ..
بالفعل يا عزيزي نحتاج تفعيل تلك الكلمات التي ذُكرت في مقالك ..
أو ترسيخها إن لم تكن موجودة عندنا وعند غيرنا .. لأن أي بناء في العالم ..
لا يكتمل إلا بالحرص على التطوير والتطوير يبدأ من الذات ثم ينتقل إلى الذوات
ثم بعد ذلك بمشاركة الذوات فيما هم فيه من عمل أو منتدى أو أي مكان كان ..
يحدث ما نرجوه وما نأمله وبما أن أهل الفصيح جلهم إن لم يكن كلهم .. هُم أصحاب عقل مستنير وقلب أثير .. ويحبون الخير لهذا المكان المختلف عن كل
الأماكن الأخرى .. فإنهم بلا شكٍ سيستمعون إلى هذا النداء الجلي .. وسيعملون على تحقيق الأهداف التي ذُكرت .. إن شاء الله .. وأنا من أوائلهم.
بوركت يا أخي لحرصك الدائم على إثراء الجديد والقيّم.(/)
حوار قصير بين حنظلة وابنه مرة
ـ[سامي المهاجر]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 10:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من خلال تصفحي لبعض المواقع , قرات هذه (المعمعه) بين اب وابنه , احببت ان انقلها اليكم:
كان في بني تميم رجل اسمه حنظل وكان معروفا بسرعة الجواب المسكت حتى لا يكاد أحد يقهره فتزوج امرأة منهم اسمها علقما فولدت له عدة أولاد لكن لم يسلم له منهم غير ولد اسماه مرُة ,وكان مرُة أحد لساناَ وأسرع جواب من أبيه مع بشاعة منظره وقبح مخبره.
فقال يوماَ حنظلة لولده أعطني كذا فلم يعتني مرُة بوالده ولم يأبه به فغضب حنظلة غضبا شديداً فالتفت إلى ولده مرة فقال له
يا مرُة انك خبيث كاسمك
فقال مرُة: أخبث مني من سماني به.
فقال حنظلة: انك لمرُ يا مرة.
فقال مرُة: أعجبتني حلاوتك يا حنظلة.
قال حنظلة: والله لست من الناس.
فقال مرُ من شابه أباه فما ظلم
قال حنظلة: لا رضي الله عن بطن تقلبة فيها.
قال مرُة أجل ولا عن ظهرنزلت منه
قال حنظلة: ويحك لا تزداد إلا سوء أدب.
قال مرُة أتجني من الشوك عنبا.
قال حنظلة: لقد كنت شؤما على أخوتك فماتوا.
فقال مرُة أعجبتني كثرة عمومتي يا مبارك.
قال حنظلة: لا أفلحت أبدا.
فقال مرُة فكيف يفلح من أنت أبوه.
قال حنظلة: ما أحوجك إلي تأديب.
فقال مرُة: الذي نشأت على يديه أحوج مني إليه.
قال حنظلة: أراحني الله كما اراح أخوتك.
فقال مرُة تختنق بحبل حتى تموت فتستريح مني.
قال حنظلة: لأدعون الله عليك.
فقال مرُة الذي تدعوه عالم بك.
قال حنظلة: ما يعلم مني إلا خيراًَ.
فقال مرُة مادح نفسه يقرؤك السلام.
قال حنظلة: ما أجد لي خيرا من السكوت.
فقال مرُة: يمنعك منه سوء خلقك الذميم.
قال حنظلة لو لا صبري ما تجرأت عليً.
فقال مرُة إذن نفسك فلمها.
قال حنظلة: إن قمت إليك لأوجعنك ضربا.
فقال مرُة: ما أنت أشد مني بطشا.
قال حنظلة: أتضرب أباك إذا ضربك؟
فقال مرُة أو عندك شك في ذلك؟
قال حنظلة: فأذن سود الله وجهك.
فقال مرُة أما أنت فبيض الله عينيك (يعني الله يموتك)
قال حنظلة: ورٌم الله منك الأرض.
فقال مرُة: أذن فرق الله بينك وبين العافية.
قال حنظلة: يا رب ترزق الناس أولادا طيبين وأنا ترزقني شيطانا.
فقال مرُة أما علمت أن من العصا العصية والحيُة لا تلد إلا حية.
فنقطع حنظلة عن الكلام: ولم يعش بعد ذلك إلا يوما وليلة ومات
الله يرزقك يا مرُة ولد مثلك او اشد عقوق
احترامي وتقديري
ـ[أبو طارق]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 11:46 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا أخي الفاضل
وندعو الله ألا نكون مثل ذلك الوالد , ولا نُرزق مثل ذلك الولد
قال حنظلة: يا رب ترزق الناس أولادا طيبين وأنا ترزقني شيطانا.
فيه اعتراض على الله , وهذا لا يجوز
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 01:07 ص]ـ
بورك النقل اخي الكريم المهاجر ولا جعل مثل ذلك الأب والابن قدوة لنا ... وأظن أنها قصة رمزية لاترقى أن تكون حقيقة والله أعلم ...
ـ[سامي المهاجر]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 10:47 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا أخي الفاضل
وندعو الله ألا نكون مثل ذلك الوالد , ولا نُرزق مثل ذلك الولد
فيه اعتراض على الله , وهذا لا يجوز
اهلا بك اخي الكريم ابو طارق , اصبت في ملاحظتك , والبيان ضروري حتى لا تمر الكلمات (المعتاده بين الناس) دون شرح وايضاح , بارك الله فيك على هذا المرور الكريم.
احمد الغنام كتب
بورك النقل اخي الكريم المهاجر ولا جعل مثل ذلك الأب والابن قدوة لنا ... وأظن أنها قصة رمزية لاترقى أن تكون حقيقة والله أعلم ...
وبك بارك الله اخي الفاضل , متفق معك ان هذه قصه رمزيه , ساخره , لكنها تضرب جرس الانذار للاباء , ان لم يحسنوا تربيه اولادهم.(/)
الاعتداء في الدعاء تعريفه وبعض صوره
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 12:04 ص]ـ
الاعتداء في الدعاء
والاعتداء في الدعاء عرّفه ابن القيم رحمه الله بقوله:
" كل سؤال يناقض حكمة الله أو يتضمن مناقضة شرعه وأمره أو يتضمن خلاف ما أخبر به فهو اعتداء لا يحبه الله ولا يحب سائله "، وقد فسره رحمه الله "بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله من الإعانة على المحرمات وتارة بأن يسأل ما لا يفعله الله مثل أن يساله تخليده إلى يوم القيامة أو يسأله أن يرفع عنه لوازم البشرية من الحاجة إلى الطعام والشراب أو يسأله أن يطلعه على غيبه أو يساله أن يجعله من المعصومين أو يسأله أن يهب له ولدا من غير زوجة ولا أمة ونحو ذلك مما سؤاله اعتداء".ا. هـ (بدائع الفوائد3/ 13)
ألا وإنّ مما ابتليت به الأمة في بعض الأمصار من محدثات في طريقة الدعاء أو في ألفاظ الأدعية حتى رأينا وسمعنا ألوانا منها صعب علينا إحصاؤها فضلاً عن إنكارها، وربما توارثها الناس جيلاً بعد جيل إلى أن استقر الأمر عند بعضهم أنها من السنة وهي ليست كذلك، فإذا تُركِت قيل: تُركت السنة
فمن الإعتداء في الدعاء تلك الأدعية التي تحوي في ثناياها ألفاظاً أو جملاً محذورة أو مُوهِمَة و مخالفة للشرع بل في بعضها ما يقدح في التوحيد ويخدش في الإيمان فمن ذلك:
1ـ قول بعضهم في الدعاء (في السماء مُلكك، وفي الأرض سلطانك، وفي البحر عظمتك ... )
وقد سُئِلَت اللجنة الدائمة للإفتاء عن هذه العبارة فكان الجواب:
"أما العبارة المذكورة في السؤال فتركها أولى؛ لأن فيها إيهاماً فقد يظن منها البعض تخصيص الملك بالسماء فقط، أو السلطان بالأرض فقط، وهكذا.وعظمة الله وملكه وسلطانه وقهره عام في جميع خلقه ".ا. هـ 26/ 369.
2ـ قول بعضهم (يا من لا تراه العيون، ولا تخالطه الظنون، ولا يصفه الواصفون ... الخ).
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله (14/ 143) في جوابه عن حكم مثل هذا الدعاء فقال:" هذه أسجاع غير واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيما ورد عنه من الأدعية ما هو خير منها من غير تكلف. والجملة الأولى: (يا من لا تراه العيون) إنْ أراد في الآخرة أو مطلقاً فخطأ مخالف لما دَلَّ عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح مِن أنَّ الله تعالى يُرَى في الآخرة، وإنْ أراد في الدنيا فإنَّ الله تعالى يُثنى عليه بالصفات الدالة على الكمال والإثبات لا بالصفات السلبية. والتفصيل في الصفات السلبية بغير ما ورد من ديدن أهل التعطيل. فعليك بالوارد، ودع عنك الجمل الشوارد. "ا. هـ.
* وقال العلامة الفوزان عن هذا الدعاء: أما ما ذُكر في السؤال؛ فلم يَرِد في كلام الله وكلام رسوله فيما أعلم؛ فلا ينبغي الدُّعاء به. وأيضًا في كلمة: (لا يصفه الواصفون)! نظرٌ ظاهرٌ؛ لأنّ الله سبحانه يُوصف بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، وربما يكون هذا اللفظ منقولاً عن نفاة الصِّفات. (المنتقى1/ 49).ا. هـ.
3 - قول بعضهم (يا من أمره بين الكاف والنون).
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح الأربعين النووية ص76: وبهذه المناسبة أَوَد أن أُنبه على كلمة دارجة عند العوام حيث يقولون (يامن أمره بين الكاف والنون) وهذا غلط عظيم، والصواب: (يا من أمره بعد الكاف والنون) لأن مابين الكاف والنون ليس أمراً، فالأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون؛ لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك، لكن باجتماعهما تكون أمراً. اهـ.
4 - قول بعضهم (يا فرد يا صمد).
وقد سئل العلامة الفوزان: هل يوصف الله تعالى بالقِدَم؛ كأن يقول القائل: يا قديم! ارحمني! أو ما أشبه ذلك؟ وهل الفرد من أسماء الله تعالى؟ أفتوني مأجورين.
الجواب: ليس من أسماء الله تعالى القديم، وإنما من أسمائه الأول، وكذلك ليس من أسمائه الفرد، وإنما من أسمائه الواحد الأحد؛ فلا يجوز أن يقال: يا قديم! أو: يا فرد! ارحمني! .... الخ (المنتقى1/ 27).
وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء المجموعة الثانية 2/ 353 مانصه: هل الفرد اسم من أسماء الله تعالى؟ الجواب: أسماء الله تعالى توقيفية، و (الفرد) لم يرد في القرآن ولم يثبت في السنة، وعليه لا يسمى الله تعالى به، وإنما يخبر عنه به فقط.
5ـ قول بعضهم (اللهم عليك باليهود ومن هاودهم).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الفيروز آبادي في القاموس المحيط ص420:المهاودة: الموادعة والمصالحة والممايلة، والهوادة: اللين وما يرجى به الصلاح والرخصة.ا, هـ.
قلت: وهذه من عظيم الرزايا أن يدعو بعضهم بمثل هذا الدعاء ولا يعلم معناه لا من جهة اللغة ولا حكمه وما يترتب عليه من جهة الشرع، وهذه مصيبة البعض أن يردد أدعية لا يفقه معناها.
* وقد سئل العلامة الفوزان: ما حكم قول بعض خطباء المساجد في نهاية الخطبة: (اللهم عليك باليهود ومن هاودهم). ألا يدخل في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم؟ لأنه قد هاود اليهود ووادعهم، فهل هذا اعتداء في الدعاء؟
ج: نعم، (هاودهم) هذه الكلمة معناها المصالحة، هاود معناه المصالحة، واليهود يجوز الصلح معهم، إذا كان فيه مصلحة للمسلمين، يجوز الصلح معهم كما صالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، وكما صالح قريشاً في الحديبية، الصلح إذا كان من مصلحة المسلمين فإن الكفار يُصالَحون لأجل مصلحة المسلمين، هذا هو الحقّ، أما كلمة (هادوهم) معناه أنّ الرسول يدخل في هذا، وسبق أني نبهت واحداً على هذه اللفظة، لكنه لم يتجنّبها هداه الله. (شريط (4) وجه (ب) من شرح الحموية 4/ 11/1424هـ).
قلت: بل ويشمل هذا الدعاء كل حُكام المسلمين الذين صالحوا اليهود قديما وحديثا، فتأمل أيها اللبيب.
6ـ ومن صور الإعتداء في الدعاء (الدعاء على عموم الكفار بالهلاك والاستئصال). ويدل لهذا:
* أولا: أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يثبت أنه دعا على عموم الكفار وإنما دعا على قبائل أو أشخاص بأعيانهم، بل لما جاءه ملك الجبال وعرض عليه أن يطبق عليهم الأخشبين؟ فقال: لا، لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئاً.
بل إنه لما دعا على بعضهم بأسمائهم نزل قوله تعالى (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ) وقد روى مسلم في الصحيح عن أبي هريرة قال قيل: يا رسول الله ادع على المشركين قال ((إني لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة)).
* ثانياً: أن هذا يخالف مقتضى حكمة الله من بقاء الكفار إلى يوم القيامة، بل إن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق، وأيضا ربما سيترتب على هذا تعيطل باب الولاء والبراء، وباب الجهاد.
* ثالثاً: أنه ليس للمسلم أن يدعو بالإستئصال على من أذن الله له بأن يبرهم ويقسط إليهم كما قال تعالى (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
بل كيف يستقيم أن يدعو المسلم على زوجته الكتابية بالهلاك مع أن الله تعالى قد أذن له في نكاحها، وامتن عليهما بقوله تعالى (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) الروم 21 فهل المودة والرحمة تقتضي أن يدعو عليها بالهلاك؟ أم كيف يستقيم أن يدعو الولد المسلم على والديه بالهلاك إن كانوا كافرين، والله جلّ وعلا يقول عنهما (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً) لقمان 15.فإن الدعاء على عموم الكفار يشملهما، فهل هذه هي المصاحبة بالمعروف؟
* قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح كتاب التوحيد عند: باب قوله تعالى (أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) الأعراف191: أما الدعاء بالهلاك لعموم الكفار، فإنه محل نظر، ولهذا لم يدع النبي صلى الله عليه وسلم على قريش بالهلاك، بل قال: "اللهم! عليك بهم، اللهم! اجعلها عليهم سنين كسني يوسف"، وهذا دعاء عليهم بالتضييق، والتضييق قد يكون من مصلحة الظالم بحيث يرجع إلى الله عن ظلمه. فالمهم أنَّ الدعاء بالهلاك لجميع الكفار عندي تردد فيه ا. هـ.
* وقال ابن تيمية: 8/ 336: ودعاء نوح على أهل الأرض بالهلاك كان بعد أن أعلمه الله أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن.
* وقال الشيخ الفوزان:المشروع في القنوت وغيره الدعاء على المعتدين من الكفار على المسلمين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قَنَتَ يدعو على الكفار خَصَّ المعتدين منهم ولم يدع على جميعهم فقال: اللهم العن فلاناً وفلاناً والقبيلة الفلانية ولم يعمم الكفار. (مجلة الدعوة العدد1869ـ 16 رمضان1423هـ).
* وقد أفتت اللجنة الدائمة 24/ 275: مانصه:
وقول الكاتب: (اللهم عليك بالكفار والمشركين واليهود، اللهم لا تبق أحداً منهم في الوجود، اللهم أفنهم فناءك عادا وثمود). والدعاء بفناء كل الكفار اعتداء في الدعاء؛ لأن الله قدر وجودهم وبقاءهم لحكمة، والله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. ا. هـ.
* وقال معالي الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الاسلامية:
"هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي الصحابة في دعائهم على الكفار أن يكون دعاءً خاصاً على المعتدي، على الظالم، على من حارب الإسلام وأهله، كما في دعاء عمر في القنوت: اللهم عليك بكفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن دينك ويقاتلون أولياءك،. (رواه البيهقي في السنن2/ 210)، أما الدعاء على اليهود والنصارى جميعاً بالإستئصال، فإنه لا يجوز شرعاً. وهو من الاعتداء في الدعاء؛ وذلك لأن الله جلّ وعلا أخبرنا أنّ اليهود والنصارى سيبقون إلى زمن خروج المسيح الدجال، فإذا دعا أحد بأن يستأصلهم الله جلّ وعلا الآن قبل نزول المسيح الدجال فهو إعتراضٌ على ما أجرى الله حكمته وقدره الكوني ببقائهم إلى آخر الزمان؛ ولهذا لم يؤثر عن أحد من السلف ولا من أئمة الإسلام أنه دعا بهذا الدعاء العام على اليهود النصارى، وإنما يُدعى بالدعاء الخاص لمن قاتل، لمن حارب، لمن آذى المؤمنين ونحو ذلك"ا. هـ (محاضرة أسباب الثبات على الدين)
وكتبه: محمد بن أحمد الفيفي
عضو الدعوة بوزارة الشؤون الاسلامية
منقول
وتحية طيبة لأبي طارق هداه الله للخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 12:19 ص]ـ
سلمك الله وعافاك على نقلك الطيب
ونسأل الله أن يهدينا جميعًا إلى ما فيه الخير والصلاح
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 01:48 ص]ـ
سلمك الله وعافاك على نقلك الطيب
ونسأل الله أن يهدينا جميعًا إلى ما فيه الخير والصلاح
آمين أمين يارب(/)
كلمات خالدة
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 01:24 ص]ـ
كلمات خالده
أولاً الخلد لله العظيم ولكتابه الكريم ولسنة نبييه الرحيم
ثانياً هذه الكلمات مررت عليها في قراءاتي فأحببت ان تشاركوني بالأستمتاع والتأمل
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
1 - قبل ان اتزوج كان عندي ست نظريات لتربية الأطفال اما الآن فعندي ست اطفال وليس عندي لهم نظريات ((جان جاك روسو))
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
2 - توقف عن فعل ما لا يليق بك قبل ان يصبح عاده يصعب التخلص منها؟
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
3 - ابق بعيداً عن اللذين يستهينون بطموحاتك الصغار يفعلون ذلك دائماً اما العظيم فعلاً يجعلك تشعر انك ايضاً يمكن ان تصبح عظيماً ((مارك توين))
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
4 - ان الضمير الحي لا يمكن ان يحول دون ارتكاب الخطايا ولكنه يمنع من التمتع بها ((ثيودور درايزر))
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
5 - ينبغي للأنسان ان يتألم كثيراً او يموت شاباً ((مثل دنماركي))
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
6 - لا وجود الا للبطولات الصغيره البطولات الكبير نحن نخترعها لاحقاً؟
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
7 - من المؤلم ان الخيانه التي تنجح لا يجرؤ احد على تسميتها خيانه؟
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
8 - كلما زاد عدد الأمور التي يخجل منها الأنسان كان اقرب الى الكمال ((سوفوكليس))
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
9 - ما من انسان لا يشكل خطراًعلى انسان ((ماري دي رابوتيه))
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
10 - ان طمأنينة النفس تأتي من التسليم بأسوأ الفروض ((بنيونانغ))
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
11 - كلما ازددت معرفتي لبعض الناس ازددت تعلقاً بكلبي ((جون وليم))
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 01:18 م]ـ
بارك الله فيك، يا أستاذ
كلمات بعضها يكتب بالمداد المذهّب.
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 12:56 ص]ـ
وفيك أيضاً أخي خالد
لا حرمنا الله من مداخلاتك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 05:04 ص]ـ
مشكور أخي الأحيمر على ما نقلت لنا فقد امتعتنا
ـ[معالي]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 08:13 ص]ـ
كلمات خالدة
أولا الخلد لله العظيم ولكتابه الكريم ولسنة نبيه الرحيم
ثانيا هذه الكلمات مررت عليها في قراءاتي فأحببت أن تشاركوني الاستمتاع والتأمل
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
1 - قبل أن أتزوج كان عندي ست نظريات لتربية الأطفال أما الآن فعندي ستة أطفال وليس عندي لهم نظريات ((جان جاك روسو))
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
2 - توقف عن فعل ما لا يليق بك قبل أن يصبح عادة يصعب التخلص منها.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
3 - ابق بعيدا عن الذين يستهينون بطموحاتك، الصغار يفعلون ذلك دائما، أما العظيم فعلا فيجعلك تشعر أنك أيضا يمكن ان تصبح عظيما ((مارك توين))
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
4 - إن الضمير الحي لا يمكن أن يحول دون ارتكاب الخطايا ولكنه يمنع من التمتع بها ((ثيودور درايزر))
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
5 - ينبغي للإنسان أن يتألم كثيرا أو يموت شابا ((مثل دنماركي))
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
6 - لا وجود إلا للبطولات الصغيرة البطولات الكبير نحن نخترعها لاحقا؟
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
7 - من المؤلم أن الخيانة التي تنجح لا يجرؤ أحد على تسميتها خيانة.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
8 - كلما زاد عدد الأمور التي يخجل منها الإنسان كان أقرب إلى الكمال ((سوفوكليس))
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
9 - ما من إنسان لا يشكل خطراعلى إنسان ((ماري دي رابوتيه))
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
10 - إن طمأنينة النفس تأتي من التسليم بأسوأ الفروض ((بنيونانغ))
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
11 - كلما ازدادت معرفتي ببعض الناس ازددت تعلقا بكلبي ((جون وليم))
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أهلا بالأستاذ الأحيمر، وشكر الله لك هذه القطوف الماتعات التي في بعضها عبر وخلاصة تجارب، على أن بعضها تقول إثر قراءته: ليس بعد الكفر ذنب!:)
وفقك الله، وشكر لك.
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 03:00 م]ـ
الأستاذه معالي أشكر لك تعليقك وتصويباتك
على أن بعضها تقول إثر قراءته: ليس بعد الكفر ذنب!:)
وفقك الله، وشكر لك.
مثل ماذا بارك الله بكِ(/)
وقفة ضيف ... على حرف مملكة الحرف
ـ[شوقي الصغير]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 06:35 ص]ـ
على حرف مملكة الحرف
يقف شوقي الصغير
ومعه شوقه الكبير ...........
إلى البلاط العربي ..
فهل من حاتم ... يذبح له جزورامن الترحيب
وينشد
أماوي إني لاأقول لزائرٍ إذاجاءيوماحل في أحرفي النزرُ
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 03:42 م]ـ
أهلا بك في الفصيح،أخي الكريم من بلد مليون شاعر،ونسأل الله لك طيب الإقامة هنا ناشرا للفصاحة والبلاغة.
ـ[معالي]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 09:31 م]ـ
الله يحييك أستاذ شوقي الصغير، ونرجو الله أن تجد بيننا المتعة والفائدة.
مرحبا وأهلا بك.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 09:43 م]ـ
حللت اهلاً ونزلت سهلاً بين أسرة الفصيح أخي الكريم شوقي الصغير وليكن لنا نصيب الفائدة من هذا اللقب اللطيف.
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 11:25 م]ـ
مرحبا بكلا الشوقين ...... وكلنا شوق لما يحمله الشوق الصغير من كم علمه وجم ابداعه ...... حياك الله اخي العزيز
ـ[أبو طارق]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 12:48 ص]ـ
مرحبًا بك في نادي الفصيح نافعًا ومنتفعًا
ونأمل لك طيب المقام
ـ[ليلى الاخيلية]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 08:54 ص]ـ
أهلاً ومرحباً أيها الضيف الكريم ..
نتمنى لك طيب المقام ..
نفعك الله ونفع بك ..
ـ[الحامدي]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 06:04 م]ـ
مرحبا بك، وأهلا بك يا شوقنا "الكبير".
طاب مقامك بيننا مفيدا مستفيدا.
فـ"ـالفصيح" كله حاتم، فاستمتع بالقرى.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 06:34 م]ـ
فأهلاً بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله ونرجو أن تفيد وتستفيد منا، وشكراً لتعطيرك منتدى الفصيح بباقتك الرائعة من مشاركات مستقبلية
لك منا أجمل المنى وأزكى التحيات والمحبة
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 01:00 ص]ـ
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا ... نحن الضيوف و أنت رب (المنتدى)(/)
من غرر الوصايا: وصية سفيان الثوري لسليمان بن عيسى، رحمهم الله.
ـ[معالي]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 09:09 ص]ـ
السلام عليكم
وصلت هذه الدرة إلى بريدي من طريق أخت لنا تقطن إحدى بلدان أوروبا، ولها معنا في الفصيح مشاركات، غير أني نسيت المعرف الذي تكتب به؛ لطول عهد الفصيح بها، وأرجو الله أن يعيدها إلينا قريبا.
تأملتُ هذه الكلمات الرائعة، ودعوت لمرسلتها بخير، ثم رأيتُ ألا يُحرم من لم يقرأها من أهل دارنا من خيرها العظيم.
نفع الله بها، ورحم صاحبها، وجزى مرسلتها خير الجزاء.
قال سليمان بن عيسى: قال لي سفيان الثوري رحمه الله:
"أما بعد، عافانا الله وإياك من سخطه وأعاذنا من النار برحمته, فأوصيك بتقوى الله واحذر عقابه, وأن تجهل بعد إذ علمت فتهلك, وأن تهلك بعد إذ عرفت, وأن تعمى عن الهدى بعد إذ بصرت, وتدع الطريق بعد إذ وضح لك, وتغتر بأهل الباطل بطلبهم الدنيا وحرصهم عليها وجمعهم إياها؛ فإن القول فيها شديد والخطر عظيم والأجل قريب. وكأن قد كان ما تحذر فتفرغ, وفرغ قلبك ثم الجد الجد و الوحاء الوحاء (1) والهرب الهرب.
فارتحل إلى الآخرة قبل أن يُرحل بك, واستقبل رُسُل ربك بما تحب أن تُستقبل به وانكمش في أمورك واشدد مئزرك, وقدم جهازك من قبل أن يُقضى قضاؤك ويحال بينك وبين ما تريد. فقد وعظتك, بما وعظت به نفسي, والتوفيق من الله ومفتاح التوفيق الدعاء, والتضرع, والاستكانة, والندامة على ما فرطت في أمرك, ولا يضع حقك من هذه الأيام والليالي.
وأسأل الله الذي منّ علينا بمعرفته ألا يكلنا وإياك إلى أنفسنا، وأن يتولى منا ومنك ما يتولى من أوليائه وأحبابه، ثم إياك وما يفسد عليك عملك فإنما يفسد عليك عملك الرياء؛ فإن لم يكن رياء فإعجابك بنفسك، حتى يخيل إليك أنك أفضل من أخ لك، وعسى ألا تصيب من العمل مثل الذي يصيب، ولعله أن يكون هو أورع منك عما حرم الله، وأزكى منك عملا، فإن لم تكن معجبا بنفسك فإياك أن تحب محمدة الناس، ومحمدتهم أن تحب أن يكرموك بعملك، ويروا لك به شرفا ومنزلة في صدورهم أو حاجة إليهم في أمور كثيرة، فإنما تريد بعملك زعمت وجه الدار الآخرة لا تريد به غيره، فكفى بكثرة ذكر الموت مزهدا في الدنيا، ومرغبا في الآخرة، وكفى بطول الأمل قلة خوف وجرأة على المعاصي، وكفى بالحسرة والندامة يوم القيامة لمن كان يعلم ولا يعمل."
(1) قال ابن منظور في (لسان العرب) (15/ 381 - 382)
الوحى: العجلة يقولون:
الوحى الوحى ... الوحاء الوحاء
يعني البدار البدار , والوحاء الوحاء يعني الإسراع فيمدونهما ويقصرونهما
إذا جمعوا بينهما فإذا أفردوه مدوه ولم يقصروه.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 03:38 م]ـ
من الدرر الغوالي، فبارك الله فيك يا معالي وفي صاحبتك ورحم الله سلفنا الصالح.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 05:23 م]ـ
بارك الله فيك اختي الكريمة على هذا النقل الجميل والبليغ نفع الله بك وبصديقتك.
ـ[معالي]ــــــــ[29 - 10 - 2007, 09:32 ص]ـ
شكر الله لكما مروركما الضافي، وجزاكما خيرا.
ـ[خالد الصافي]ــــــــ[29 - 10 - 2007, 11:42 ص]ـ
بارك لكم وبارك الله في علمائنا وجمعنا وإياهم بجوار الحبيب المصطفى
ـ[أبو طارق]ــــــــ[29 - 10 - 2007, 04:51 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزى الله الأخت خير الجزاء
وجزاك الله خيرًا على نقلكِ الطيب(/)
أي أمانة للبريد المعربي؟
ـ[5803]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 06:59 م]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
أي أمانة للبريد المغربي؟!
http://images.3arbi.multiply.com/ima...nF7rTPiKbXalMQ
http://images.3arbi.multiply.com/ima...tCpM20YEhAoRdg
هذا هو الطرد البريدي الذي حوى ظرفا به ظرف، به ثلاث نسخ من مخطوط رواية: نساء مستعملات
وهذا وصل تسلمه الكاتب من إدارة البريد بتاريخ الإرسال يوم 22 يونيو 2007 على الساعة 2 و 25 دقيقة بعد الزوال بتوقيت طنجة الذي يوافق توقيت غرينتش.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بتاريخ 22 يونيو سنة 2007 تم من طرف الروائي المغربي الأستاذ: محمد محمد البقاش بعث طرد بريدي به مخطوط روايته: نساء مستعملات ـ رواية من الأدب المَمْدَري ـ للتباري بها هذه السنة ـ 2007 ـ مع الروائيين؛ إلى مجلة دبي الثقافية.
وبتاريخ 12 شتنبر 2007 رجع الطرد البريدي إلى صاحبه وقد وضعت فوقه ورقة مطبوعة مؤشرة بعلامة x تعود لبريد الإمارات العربية المتحدة؛ تفصح بعلامتها أن البريد المرسل من طرف الكاتب البقاش إلى مجلة دبي الثقافية لم يطلب من إدارة المجلة، ومعنى ذلك أنه مكث في مركز البريد الإماراتي فترة طويلة ينتظر من يستلمه، وقد توصل المعني بالإشعار دون أن يطلبه هو، أو يبعث في طلبه أحد، فتمت إعادته من حيث أتى وقدم، ولكن اللافت هو أن الطرد البريدي الذي بين يديك حضرة القارئ الكريم، والذي أرجو أن تخضعه لتقنية التكبير في حاسوبك لتقرأ التفاصيل الدقيقة، هذا الطرد كتبت عليه كلمة: ZAGORA ، وزكورة مدينة مغربية تقع في الجنوب المغربي، فهل بعث الكاتب بريده لمدينة زكورة ليتبارى بروايته فيها مع السياح وهم منغمسون في الاستمتاع بالسياحة الجنسية؟ هل تم وضع المطبوع العائد لبريد الإمارات للتمويه في غفلة عن كتابة كلمة زكورة ZAGORA الفاضحة؟ هل كان ذلك خطأ محضا؟ وإذا كان كذلك فلماذا لا يعاد إرساله إلى وجهته كعملية تصحيحية للخطأ؛ بدل إعادته إلى صاحبه؟
قبل عدة سنوات من تاريخ طباعته لكتاب: التفكير بالنصوص (بحث أكاديمي) كان قد بعث به إلى عالم المعرفة من أجل نشره في السلسلة دون أن يفلح نظرا لمخالفة ما يكتب خطة النشر عندهم كما يقولون، ولا بأس، هذا الكتاب ضاع بمظروفه ولم يصل الكويت إلى عالم المعرفة، أو يعد إليه؛ علما بأن بريده مضمون ومعزز بمطبوع الإشعار بالوصول؛ حتى إذا تعذر وصوله إلى وجهته رجع إليه. وهنا ومن أجل الترويح قليلا عن النفس يمكن ترداد قول يتداوله الناس عندنا في كل المدن المغربية وهو: أنك ما دمت في المغرب، فلا تستغرب.
ومنذ أسابيع قليلة بعث بالبريد الإلكتروني إلى جريدة حق العودة الفلسطينية قصيدة شعرية عن جريمة اليهود في حق الطفلة هدى بشاطئ غزة، فنشرت في العدد 23 الذي كان خاصا بذكرى 59 ليوم الأرض، ولم يكتف بحمله من الإنترنت إلى حاسوبه، بل طالب رئيسة التحرير نهاد بقاعي ببعث نسخة ورقية من الجريدة إليه، ووصلته، ولكنها كانت للعدد 24، ومن الطريف حقا أن ساعي البريد عندما ناوله رسالته المضمونة، وأنهى الإجراءات القانونية سأله مستسمحا؛ فشجعه الكاتب، فقال له: أيّ علاقة تجمع بيننا وبين إسرائيل؟ فقال: لا شيء كشعوب، وما على إسرائيل إلا أن ترحل عن فلسطين كلها وتستوطن أمريكا مثلا أو أوروبا .. هذا شأنهم. فأردف: وهذه الرسالة؟ لم أنتبه لأني لا أستطيع القراءة إلا بوضع نضارات، ففهم قصده لأن لديه علم بأن رسالة من جريدة حق العودة ستصله من غزة بفلسطين حيث إسرائيل المحتلة لكل فلسطين وليس للضفة الغربية وقطاع غزة فحسب؛ جاثمة على صدر شعب مقهور، فقال له: إنني صحفي، وعنواني الكامل وأرقام تلفوني موجودة على شبكة الإنترنت، وموجودة بكل كتبي أيضا، فأردف: لم أكن أعرف، فهل تمنحني بطاقتك الوطنية لأني لم أنتبه إليها؟ فتسلمها وقرأ مهنة الصحافة فيها، ثم ناولها له وشكره وذهب. ولك حضرة القارئ الكريم أن تستنتج ما تريد مما هو متعلق بهذا الحوار لتكتشف مدى الرغبة في إحصاء الصغيرة والكبيرة على الناس .. وحين فتح بريده إذا به نسخة من العدد 24 من جريدة حق العودة، فاتصل بنهاد من جديد فأعلمته أنها قد بعثت إلى عنوانه بحي الزودية بالعدد 23 قبل العدد 24، عندها علم الكاتب البقاش أنهم قد صادروا العدد 23 واحتفظوا به، وربما استحيوا هذه المرة فلم يصادروا العدد 24، وهو يتمنى أن يصله العدد 23 الذي وعدته ببعثه مرة أخرى مسئولة جريدة حق العودة الفلسطينية.
إدارة البريد بها جمارك ـ ديوانة ـ تفتش الطرود البريدية قبل إغلاقها، والطرد البريدي للكاتب البقاش خضع لذلك قبل إغلاقه على ظرف، به ظرف، به ثلاث نسخ من مخطوط روايته: نساء مستعملات؛ وصله ممزقا من جهاته الثلاثة، ومفتوحا بتقنية بسيطة يستغرب لها مادام بريده قد خضع للتفتيش، آه عفوا، صحيح أنه لا بد لكل مركز بريد أن يقوم بنفس الدور حتى يصل إلى وجهته التي لم يصلها للأسف.
عندما ترفع رأسك قليلا تنظر إلى اللوحات المكتوبة على باب البريد تجد فيها: الأمانة، فهل حقا هناك أمانة؟ وهل حقا في البريد المغربي أمناء؟ لا أكاد أعتقد.
طنجة في:
14 شتنبر 2007(/)
منارة علم تتشرف بالانضمام إليكم, فهل من مرحب؟
ـ[منارة علم]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 09:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأخواني وأخواتي أبناء هذا المنتدى المتألق ورواده الرائعين ....
أحببت هذا المنتدى الجميل الذي يمتلك أهداف بناءة تخدم في المقام الأول لغتنا العربية ...
وكان دخولي في هذا المنتدى عن طريق صديقة لي .... أحسست أنها أكتسبت الفوائد العظيمة منه ....
فشجعتني بالأنضمام أليه ....
بالرغم من قضاء وقتي مع جهاز الكمبيوتر وخاصة الأنترنت بشكل قليل جدا ... بحكم دراستي في قسم الترجمة باللغة الأنجليزية ,لا أجد الوقت الكافي للتصفح عبر الأنترنت الإ بشكل سريع بوقت محدود, الإ أنني أحببت أن أكون من رواد هذا المنتدى, حتى لا يتعدى أهتمامي باللغة الأنجليزية, ويطغي على لغتي الأم وحتى أكتسب بشكل واسع من المعارف والمعلومات التي أجهلها في اللغة العربية ,متمنية أن أكون عند حسن ظن الجميع ...
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 09:32 م]ـ
حياك الله وبياك أخية منارة علم واهلاً وسهلاً بك في أسرة الفصيح.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 12:51 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بكِ أخية , ونسعد بانضمامكِ
ونأمل لكِ ومنكِ النفع والفائدة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 05:06 ص]ـ
أهلاً وسهلاً بالأخت منارة علم، نتشرف بوجودك بيننا، كما نسعد بمشاركاتك واسهاماتك تقدم العربية.
ـ[معالي]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 08:04 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك هذه الهمة، وأرجو الله لك التوفيق والسداد، وأن تحقق غايتك هنا.
مرحبا بك.
ـ[ليلى الاخيلية]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 08:13 ص]ـ
حيّاك الله وبيّاك ونفعك ونفع بك ..
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 10:42 ص]ـ
حياك الله أيتها الفاضلة وألهمك الله الصدق والإخلاص والتوفيق
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 10:51 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
حيّاك الله وبيّاك؛وشكر لك غيرتك على لغتك لغة القرآن, وقد اخترتِ المكانَ المناسبَ لنيل مرادك ,فأسأل لك التوفيق ,وجزى الله خيرًا من دلّك على الفصيح.
ـ[منارة، علم]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 04:45 م]ـ
جزيل الشكر وخالص العرفان موصول لكم جميعا .... على مروركم الطيب جماعة الخير أعتذر عن عدم الرد مباشرة لكم وذلك لأسباب بسيطة ...
وقعت في لبس بالأمس أثناء دخولي لكلمة السر ...
كنت أنتظر أدارة المنتدى لحل مشكلتي عن طريق أرسال كلمة السر عبر البريد ...
ولم أستطيع الأنتظار أكثر ,فقمت بالتسجيل مرة اخرى على نفس الأسم بزيادة فاصلة بين علم ورشاد ......... بارك الله لكم وجزاكم خير وبركة .....
ـ[معالي]ــــــــ[29 - 09 - 2007, 07:34 ص]ـ
ولم أستطيع الأنتظار أكثر ,فقمت بالتسجيل مرة اخرى على نفس الأسم بزيادة فاصلة بين علم ورشاد ......... بارك الله لكم وجزاكم خير وبركة ..... [/ COLOR]
عزيزتي
الفاصلة بين علم ومنارة، لا بين علم ورشاد!
أرجو ألا يقودك هذا الخطأ الجديد إلى التسجيل باسم ثالث!:)(/)
ابن رجب الحنبلي يحث الصائمين
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 10:52 م]ـ
ما قاله ابن رجب الحنبلي في كتابه "لطائف المعارف" حاثا الصائمين على الإقبال فقال:
يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي.
يا شموس التقوى والإيمان اطلعي.
يا صحائف أعمال الصائمين ارتفعي.
يا قلوب الصائمين اخشعي.
يا أقدام المتهجدين اسجدي لربك و اركعي.
يا عيون المجتهدين لا تهجعي.
يا ذنوب التائبين لا ترجعي. يا أرض الهوى ابلعي ماءك ويا سماء النفوس أقلعي.
يا بروق العشاق للعشاق المعي.
يا خواطر العارفين ارتعي.
يا همم المحبين بغير الله لا تقنعي.
يا جنيد اطرب. يا شبلي احضر. يا رابعة اسمعي.
قد مدت في هذه الأيام موائد الإنعام للصوام فما منكم إلا من دعي: "يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ" (الأحقاف:31).
ويا همم المؤمنين أسرعي.
فطوبى لمن أجاب فأصاب وويل لمن طرد عن الباب و ما دعي.
والحمد لله أولا وآخرا.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 11:12 م]ـ
بوركت أخي أحمد على ما جئت به، دائماً سباق للكلام الجميل
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 09:03 ص]ـ
بارك الله فيك على المرور اللطيف الذي أسعد به دائماً أخي الحبيب محمد.(/)
مواعظ وحكم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 11:31 م]ـ
أقدم لكم هذه الفوائد الجليلة من كتاب" الفوائد " لابن قيم الجوزية. أرجو الله أن يكون فيها الفائدة.
عبر وحكم
* بين العبد وبين الله والجنة قنطرة تقطع بخطوتين: خطوة عن نفسه, وخطوة عن الخلق, فيسقط نفسه ويلغيها فيما بينه وبين الناس, ويسقط الناس ويلغيهم فيما بينه وبين الله, فلا يلتفت الا الى من دله على الله وعلى الطريق الموصلة اليه. صاح بالصحابة واعظ: {اقترب للناس حسابهم} الأنبياء 1, فجزعت للخوف قلوبهم, فجرت من الحذر العيون {فسالت أودية بقدرها} الرعد 17.
* تزينت الدنيا لعلي رضي الله عنه فقال: "أنت طالق ثلاثا لا رجعة لي فيك". وكانت تكفيه واحدة للسنة, لكنه جمع الثلاث لئلا يتصور للهوى جواز المراجعة. ودينه الصحيح وطبعه السليم يأنفان من المحلل, كيف وهو أحد رواة حديش "لعن الله المحلل" أحمد في المسند 1\ 87, 107,121, والنسائي, وأبو يعلى, الترمذي, والبيهقي. ما في هذه الدار موضع خلوة فاتخذه في نفسك. لا بد أن تجذبك الجواذب فاعرفها وكن منها على حذر, ولا تضرك الشواغل اذا خلوت منها وأنت فيها.
* نور الحق أضوأ من نور الشمس, فيحق لخفافيش البصائر أن تعشو عنه.
الطريق الى الله خال من أهل الشك ومن الذين يتبعون الشهوات, وهو معمور بأهل اليقين والصبر, وهو على الطريق كالأعلام {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} السجدة 24.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 11:33 م]ـ
حسن الخلق من التقوى
*جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين تقوى الله وحسن الخلق, لأن تقوى الله تصلح ما بين العبد وبين ربه, وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه. قتقوى الله توجب له محبة الله, وحسن الخلق يدعو الناس الى محبته.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 11:36 م]ـ
فاتقوا الله وأجملوا الطلب
• جمع النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:" فاتقوا الله وأجملوا في الطلب" أخرجه ابن ماجه في الكفارات 2\ 725 (2144). بين مصالح الدنيا والآخرة, ونعيمها ولذاتها انما ينال بتقوى الله. وراحة القلب والبدن, وترك الاهتمام والحرص الشديد والتعب والعناد والكد والشقاء في طلب الدنيا, انما ينال بالاجمال في الطلب, فمن اتقى الله فاز بلذة الآخرة ونعيمها, ومن أجمل في الطلب استراح من نكد الدنيا وهمومها, فالله المستعان.
قد نادت الدنيا على نفسها = لو كان في ذا الخلق من يسمع
كم واثق بالعيش أهلكته = وجامع فرقت ما يجمع
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 11:39 م]ـ
• اشتر نفسك اليوم, فان السوق قائمة, والثمن موجود, والبضائع رخيصة, وسيأتي على تلك البضائع يوم لا تصل فيه الى قليل ولا كثير: { .. وذلك يوم التغابن} التغابن 9, {ويوم يعض الظالم على يديه} الفرقان 27.
اذا أنت لم ترحل بزاد من التقى = وأبصرت يوم الحشر من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله = وأنك لم ترصد كما كان أرصدا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 11:42 م]ـ
• اذا حملت على القلب هموه الدنيا وأثقالها, وتهاونت بأورادها التي هي قوته وحياته, كنت كالمسافر الذي يحمل دابته فوق طاقتها ولا يوفيها علفها, فما أسرع ما تقف به.
ومشتت العزمات ينفق عمره = حيران لا ظفران ولا اخفاق
هل السائق العجلان يملك أمره = فما كل سير اليعملات وخيد
رويدا بأخفاف المطى فانما = تداس جباه تحتها وخدود
اليعمل: الناقة التي تعمل كثيرا, العذرة: خد البعير اذا أسرعت في المشي.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 11:48 م]ـ
• من تلمح حلاوة العافية هانت عليه مرارة الصبر.
• الغاية أول في التقدير, آخر في الوجود, مبدأ في نظر العقل, منتهى في منازل الوصول.
• ألفت عجز العادة, فلو علت بك همّتك ربا المعالي لاحت لك أنوار العزائم.
• انما تفاوت القوم بالهمم لا بالصور.
نزول همة الكساح دلاه في جب العذرة. الكساح: داء يصيب الابل, العذرة فناء البيت, وكذلك يقال للغائط.
• بينك وبين الفائزين جبل الهرم, نزلوا بين يديه ونزلت خلفه, فاطو فصل منزل, تلحق بالقوم.
• الدنيا مضمار سباق, وقد انعقد الغبار وخفى السابق, والناس في المضمار بين فارس وراجل وأصحاب حمر معقرة.
• في الطبع شره, والحمية أوفق.
• لص الحرص لا يمشي الا في ظلام الهوى.
• حبة المشتهى تحت فخ التلف, فتفكر الذبح وقد هان الصبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
• قوة الطمع في بلوغ الأمل توجب الاجتهاد في الطلب, وشدة الحذر من فوت المأمول.
• البخيل فقير لا يؤجر على فقره.
• الصبر على عطش الضر, ولا الشرب من شرعة منّ.
• تجوع الحرة, ولا تأكل بثدييها.
• لا تسأل سوى مولاك, فسؤال العبد غير سيده تشنيع عليه.
• غرس الخلوة يثمر الأنس.
• استوحش مما لا يدوم معك, واستأنس بمن لا يفارقك.
• عزلة الجاهل فساد, وأما عزلة العالم فمعها حذاؤها وسقاؤها.
• اذا اجتمع العقل واليقين في بيت العزلة, واستحضر الفكر وجرت بينهم مناجاة:
أتاك حديث لا يمل سماعه = شهى الينا نثره ونظامه
اذا ذكرته النفس زال عناؤها = وزال عن القلب المعنى ظلامه
• اذا خرجت من عدوك لفظة سفه, فلا تلحقها بمثلها تلقّحها, ونسل الخصام نسل مذموم.
• حميتك لنفسك أثر الجهل بها, فلو عرفتها حق معرفتها أعنت الخصم عليها.
• اذا اقتدحت نار الانتقام من نار الغضب ابتدأت بحراق القادح.
• أوثق غضبك بسلسلة الحلم, فانه كلب ان أفلت أتلف.
• من سبقت له سابقة السعادة, دل على الدليل قبل الطلب.
• اذا أراد القدر شخصا بذر في أرض قلبه بذر التوفيق, ثم سقاه بماء الرغبة والرهبة, ثم أقام عليه بأطوار المراقبة, واستخدم له حارس العلم, فاذا الزرع قائم على سوقه.
• اذا طلع نجم الهمة في ظلام ليل البطالة, وردفه قمر العزيمة, أشرقت أرض القلب بنور ربها.
• اذا جن الليل تغالب النوم والسهر, فالخوف والشوق في مقدم عسكر اليقظة, والكسل والتواني في كتيبة الغفلة, فاذا حمل العزم حمل على الميمنة فانهزمت جنود التفريط, فما يطلع الفجر الا وقد قسمت السهمان وبردت الغنيمة لأهلها.
• سفر الليل لا بطيقه الا مضمر المجاعة, النجائب في الأول, وحاملات الزاد في الأخير.
• لا تسأم الوقوف على الباب ولوطردت, ولا تقطع الاعتذار ولو ردت, فان فتح الباب للمقبولين دونك فاهجم هجوم الكذابين وادخل دخول الطفيلية وابسط كف {وتصدّق علينا} يوسف 88.
• يا مستفتحا باب المعاش بغير اقليد التقوى (أي مفتاحها) , كيف توسع طريق الخطايا وتشكو ضيق الزرع.
• لو وقفت عند مراد التقوى لم يفتك مراد.
• المعاصي سد في باب الكسب, و" ان العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه", جزء من حديث أخرجه ابن ماجه 2\ 1334 رقم 4022, وأحمد 5\ 277, عن ثوبان.
تالله ما جئتكم زائرا = الا وجدت الأرض تطوي لي
ولا انثنى عزمي عن بابكم = الا عثرت بأذيالي
• الأرواح هي الأشباح كالأطيار في الأبراج, وليس ما أعد للاستفراخ كمن هيىء للسباق.
• من أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان فلينظر ماذا يوليه من العمل وبأي شغل يشغله.
• كن من أبناء الآخرة ولا تكن من أبناء الدنيا, فان الوليد يتبع الأم.
• الدنيا لا تساوي نقل أقدامك اليها, فكيف تعدو خلفها؟.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 12:34 ص]ـ
بوركت اخي محمد على هذه اللمعات الجليلة في هذا الشهر العظيم.(/)
قصة وفاة الليث "أحداث وتفاصيل" .. رثاء من شقيقه عبدالله بن زعير ..
ـ[ليلى الاخيلية]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 08:09 ص]ـ
:::
فلوس الورشة مع من؟
فلوس الورشة مع من؟ هذا النص القصير لآخر رسالة وردت جوالي في 26/ 8/1428هـ من جوال أخي و حبيبي (الليث) –يرحمه الله-؛ فقد كانت سيارتنا (الصالون 2002)، والتي توفي فيها بعد اصطدامه بسيارة النقل (التريلا) في ورشة الصيانة منذ فترة، و كان يسعى لتسلمها، وما كان يعلم أن الله قد كتب حتفه فيها، و أنه سيقضي بها.
إنها أقدار الله سبحانه و تعالى .. مات أخي (ليث) –كما نناديه في البيت- و هو في زهرة شبابه و عنفوان القوة و النشاط و الحيوية .. ثمانية عشر عامًا فقط قضاها من عمره، مرّ فيها بمواقف شتى، منها الحلو و منها المرّ، منها السعادة و منها الحزن. و لم يكن أصفاها من الكدر غير أيامها الأولى قبل أن يدخل المدرسة الابتدائية، فقبلها كان يعيش حنان الأب و عطفه و رعايته، ونظرات التشجيع والاهتمام بجوار أمه التي كان له مكانة خاصة عندها –عظم الله أجرهما و أجرنا جميعا-.
لقد مرّ أخي (ليث) مع سني عمره القليلة بمواقف أشعلت في قلبه الحرقة لفقدان والده سنين طوال، كان فيها طفلاً يرى أباه كل الدنيا كما يرى الأطفال آباءهم؛ ففي أول أيام مشواره الدراسي يدخل المدرسة بدون والده المعتقل من عام 1415هـ، و يمضي (ليث) كل المرحلة الابتدائية في مدارس تحفيظ القرآن دون أن يجد أبًا ينتظره ليطلعه على شهادته و تفوقه الدراسي كسائر أقرانه. بل و أمضى بعض المتوسطة و الثانوية كذلك و لم ينعم بحنان أبيه و فرحته به، و مشاركته لتفوقه و نجاحه. كل ذلك و والده الذي يسمع عنه من الناس أنه الشيخ و الخطيب، و المدرس في الجامعة نفسها التي سجل فيها (ليث) ولم يدرس بعد، فقد سبقه الموت إليها. شاهد (ليث) حب الناس لأبيه ولم ينعم بهذه المحبة إلا نزرًا يسيرًا و ضئيلاً.
بل مات الليث!! نعم مات ووالده د. سعيد بن مبارك آل زعير في السجن .. إنه قدر الله و الحمدلله على قدره.
لم أكن أعلم أن فقد الأخوة محزن كهذا الحزن الذي عشته ضحى الجمعة 2/ 9/1428هـ؛ حيث رنّ هاتفي الجوال، و إذا بأخي المبارك (مبارك) يسلّم علي قائلاً: أخوك (ليث) أُصيب في حادث سير، سأمر بك لنذهب للمشفى.
سألته: كيف هي إصابته؟
قال بعد تلكؤ: يطلبك الحلّ! جملة قصيرة المبنى لكنها تزلزل الكيان.
ذهبنا لمشفى الشميسي وسط الرياض، وحرصنا على رؤيته؛ لكن صلاة الجمعة أدركتنا، فصلينا بالمسجد المجاور لثلاجة الموتى. كان الخطيب يتحدث عن رمضان و العودة إلى الله، وأنا في واد من الحزن و الأسى. لقد كانت تتملكني و أخي مشاعر واحدة .. كيف ننقل الخبر لوالدتي؟! يا لهول الصدمة، و يا لعظم الحمل و العبء!
منذ ذهابنا للمشفى كانت تردنا عشرات الاتصالات من والدتي و إخوتي سائلة عن التفاصيل بعد أن بلغهم خبر الحادث متأخرًا. قلنا لهم إنه في غيبوبة، و لديه عدد من الإصابات، بينما ينقل لنا بعض الإخوة ظنون الوالدة بوفاته.
عدنا بعد الصلاة التي لم تطل لثلاجة الموتى. عظّم الله أجركم. قالها موظف الثلاجة، و طلب منا الانتظار ريثما تُحضر الجثة. دقائق و أشار لنا بالدخول.
الله أكبر! إنا لله و إنا إليه راجعون!!
أخي (ليث) مسجّى على سرير الموت جثة هامدة .. لا حراك .. الله المستعان!
لم نتأمل غير وجهه المكلوم، و قلوبنا مكلومة بفراقه و رؤيته على هذه الحال؛ و كأنه النائم على فراش النوم لا فراش الموت رغم هول الحادث الذي وقع. لقد كان أخي (مبارك) يحاول رؤية أجزاء أخرى من جسده، و أنا أكبّر و أسترجع؛ لما نراه من حقيقة إلهية .. إنه الموت لا مفرّ و لا مهرب منه!
(ليث)!! لو قلتها (100) مرة لم يأتني منه أي جواب! ذلك الجسم الضخم القوي، ذلكم الشاب النابض بالحيوية والنشاط .. البسمة الصادقة و القلب النقي .. لا حراك! إيهٍ أيتها الدنيا .. أفٍ ثم تفٍ .. ما أحقرك!
توزعت إصابات في بعض أنحاء الجسد الحبيب! أخذنا له بصمة من إبهامه الأيسر، و انطلقنا نحو المنزل نحمل أكبر عبء .. أثقل هم يمرّ بنا في حياتنا كلها .. ألا و هو نقل خبر الوفاة لأمي الحبيبة الغالية.
(يُتْبَعُ)
(/)
دخلنا على والدتي و إخوتي كلهم مجتمعون لنلقي لهم ما نحمل من حزن. كانت والدتي في زاوية الغرفة جالسة، أمامها عدد من المناديل تمسح بها دموعها من هول خبر الحادث، و كيف أن ابنها الغالي أُصيب، و هو في غيبوبة! كل واحد من إخوتي كان يضع يديه على خديه ينتظر منا الخبر اليقين .. كيف الحادث؟ متى؟ كيف أُصيب؟ أسئلة كثيرة تجول بخاطرهم. شرعنا في الحديث لأمي، مذكرينها بأهمية الصبر، و أنه لن يكون لنا إلا قضاء الله و قدره. قلنا لها: لقد أُصيب (ليث) في حادث في الجنادرية، و مات –الله يعظّم أجرك-. نصف ثانية من الصمت المطبق في الغرفة التي ذُهل فيها الجميع!! انحدرت بعدها أدمع الجميع و أولهم أمي المكلومة .. مكلومة بولدها و زوجها المسجون، والآن و لدها المتوفى في حادث سير عنيف. أي قلبٍ تحملين يا أماه و أي صبر تطيقين؟!
التمّ الجميع حول الوالدة لتصبيرها، وتذكيرها بعِظم الأجر بعد أن بكت قليلاً لم تتجاوز فيه بضع دقائق دون نياح أو صراخ. و كان مما قالت وأثّر في نفسي كثيرًا: مات الغالي!!
لقد كان لليث عندها مكانة خاصة مع جرأته و شدّته رحمه الله و عفى عنه و غفر له و رحمه. بقيت أردّد عليها بعض ما يسلّيها من عِظم مصيبة الأمة بفقد محمد (صلى الله عليه و سلم). و أنها قد صبرت على مصائب عدة، و هذه واحدة منها، مذكِّرًا إياها بعِظم أجر الصبر. كنا نتناوب الحديث معها أنا و أخي (مبارك) و أختي الكبرى، ونتناوب البكاء أحيانًا. نعم، فالمصاب جلل! لم أعش في عمري لحظة فقدٍ لشقيق، و لم أكن أعتقد أن فقده سيكون مُحزنًا، و مُبكيًا، و مؤلمًا بمثل هذا المستوى. مع اختلافي مع (ليث) أحيانًا، و لكني أعرف صدقه، و محبته، و اعتزازه بي .. رحمه الله رحمة و اسعة، و أسكنه بحبوحة جنانه.
دقائق بسيطة جدًا انتهت فيها –بالنسبة لي- الأزمة الأكبر بعد وفاة أخي، والمتمثلة في نقل الخبر للوالدة، التي تلقّته برضا و صبر؛ فالحمد لله رب العالمين. و جاءت مرحلة نقل الخبر للأقارب و الناس؛ فبدأتها باتصال بعمي (عبد الله) أخبرته فيه، و أوكلت إليه مهمة نقله لبقية الأعمام الذين ما برحت أتلقى اتصالاتهم و توافدهم على المنزل، هم و الأصدقاء، و الأقارب، و بعض المشائخ.
كنت أستشعر عِظم المسؤولية علي؛ فأنا الأكبر في هذه الأسرة؛ إذ يقطن عائلها –والدي حفظه الله- بين جنبات السجن، هو و أحد أشقائي كذلك، و هذا أحدهم يتوفى! فحرصت على أن يشاركني القائد أستاذ الصبر –فرّج الله له-، فسارعنا بإجراء جملة من الاتصالات من هنا و هناك ليشفع أحدهم بحضور والدي و شقيقي (سعد) الصلاة و العزاء.
لقد مرّ بنا الجمعة 2/ 9/1428هـ كأثقل أيام العمر .. فقد حبيب في مقتبل العمر، بيت مكلوم بالسجن للوالد والابن .. و زاد الله كلمنا بفراق حبيبنا (ليث) في حادث سير عنيف؛ لكنها سنة الله و قضاؤه و قدره، فالحمد لله على المصاب.
تطايرت الاتصالات ذهابًا و إيابًا، و تقاطرت رسائل الجوال لتنقل الخبر و تردّ بالعزاء و التسلية .. (توفي شقيقي (الليث) بحادث سير .. الصلاة عصر غد السبت في الراجحي .. عبد الله بن زعير): نص رسالة مرسلة.
استمرت الجهود حثيثة ليحضر الوالد .. اتصالات هنا و هناك .. الديوان الملكي .. وزارة الداخلية، و حتى بيوت بعض الأعيان مع أن اليوم إجازة (يوم الجمعة).
الساعة 2:00 فجر السبت .. يرن هاتف أخي (مبارك)
المتصل: الأمير محمد بن نايف يريد أن يحادثك.
أخي مبارك: أهلا و سهلا.
و بعد السلام، و تقديم سموه للعزاء قال: الآن تذهب لسجن ( .... ) و تأخذ الوالد و أخيك (سعد) ليحضروا الصلاة، و يشاركونكم العزاء.
- شكرًا سمو الأمير ..
- لا أبدا .. هذا واجبنا.
- السلام عليكم.
- و عليكم السلام.
اتصل بي أخي (مبارك) و أبلغني بالمهاتفة بعد أن غفوت نصف ساعة متأثرًا بعد إرهاق يوم طويل. ركب معي السيارة وانطلقنا نحو الأب الحبيب و (سعد) الشقيق. و عاد الهم مرة أخرى .. كيف ننقل الخبر للوالد؟ كيف سيكون أثره عليه؟! هل بلغه النبأ أم نحن من سيبلغه؟ أسئلة كنت أتبادلها و شقيقي (مبارك).
(يُتْبَعُ)
(/)
وصلنا البوابة الخارجية، و بعد استيثاقات من هوياتنا قابلنا الضابط المختص، و طلب منا الانتظار لإنهاء بعض الإجراءات. نصف ساعة طويلة من الانتظار، و الفجر يوشك على الطلوع. وصل شقيقي (سعد)، و بعد عناق و سلام بعد انقطاع ستة أشهر .. ما هي إلا هنيهة و نسمع صوت جلبة. قال الضابط: الوالد جاء. قفزنا مسرعين للخارج و عانقنا الوالد و قبلناه –نحن الثلاثة- فأنا و (مبارك) لم نشاهده منذ ثلاثة أشهر، أما (سعد) فلم يره منذ ستة أشهر مع أنهما تحت سقف سجن واحد!!
أقرأ في تعابير وجه والدي و شقيقي السؤال ذاته: لماذا حضرتما؟! ما الذي جاء بكما في هذه الساعة المبكرة من الصبح؟! ما الخطب؟!
والدي كان ناحل الجسم، و ينتابه شيء من الارتعاش. سألناه عن صحته، و وضعه، و أحواله .. قاطعنا قائلاً: ما الذي جاء بكم؟! أجاب مبارك: (ليث) مات. قال أبي و لا يزال مذهولاً من وقت مجيئنا أكثر من الخبر: في حادث؟ قلنا: نعم. قال: الحمد لله؛ كلنا سنموت. كيف الوالدة و الإخوان؟ أجبنا: بخير.
هكذا تلقى الوالد الخبر، و لم أر أي أثر لتأثره من خبر وفاة شقيقي، مع مكانته عنده، و هو القائل قصيدة فيه، عندما كان مسجونا عام 1416هـ، ومطلعها:
ليث يناديني .. إياك و اللينِ!
صبرك يسليني .. في وسط خلق الله ..
قلنا للضابط: سوف نخرج. قال: تفضلوا. وعند الباب أذن الفجر، و معنا أكواب ماء تناولناها على جوعنا.
سلكنا طريق (الملك فهد)، و كنت أقود سيارتي مسرعًا لنشهد صلاة الفجر في المسجد القريب لمنزل الوالد، جامع العساف الذي أشرف على إنشائه وكان أول إمام له قبل الاعتقال الأول في 4/ 10/1415هـ .. كنا طوال الطريق نتحدث عن الأسرة، و نطمئن على صحة والدي و شقيقي في السجن. وصلنا في الوقت المناسب، و تلقى الوالد العزاء من المصلين.
كنت أنتظر و دائمًا ما أحرص على هذه اللحظات .. لقاء الأسرة بوالدي. صافح أبي الوالدة و عزّاها، و قد كانت متماسكة عند السلام عليه، و كان مما قال: أعطاك الله 12 ولدًا و أخذ منهم واحدًا؛ فالحمد لله. و مما قاله كذلك: إذا علمنا أن كل الأقدار مدوّنة في اللوح المحفوظ، و رُزقنا التصديق و الإيمان بها .. تهون كل المصائب علينا. عانقت أمي شقيقي و لم تتمالك نفسها حينها؛ فبكت للقائه بعد طول غياب .. لقاء صعب، لقاء يحمل مشاعر متعددة و متناقضة في نفس الوقت. الأسرة كلها تعيش حالة الأسى و الحزن بفقد عزيز منها .. و الأب و أحد الأبناء في السجن، و اللقاء بهم و قد خرجوا.
هل نفرح لخروجهما؟ هل نبكي لفقد الحبيب؟! هل نقول للوالد والشقيق الحمد لله على سلامتكما؟ أم نقول أحسن الله عزاءكما؟ لقد كنت أحمل المشاعر هذه كلها، و أظن كل أسرتي كذلك بل و أحمل مسؤولية التعامل مع الحدث بتفاصيله، و ترتيبات العزاء، و استلام الميت و نقله و غسله و دفنه. يشاركني في ذلك إخوتي و أعمامي بارك الله فيهم جميعًا.
نقلنا (الليث) من المستشفى لمغسلة (الراجحي) بسيارتهم بارك الله فيهم و في الشيخ سليمان، الذي سخّر ماله لخدمة دين الله، و منه هذا المجال؛ حيث سهّلوا علينا كل الأمور من النقل إلى القبر؛ فلا حرمهم الله الأجر و المثوبة. و غسلناه بمشاركة بعض الأعمام، و معنا أخي (مبارك) بالتغسيل -متناوبين- و التكفين، و تركناه لقبيل صلاة العصر مكشوف الوجه الهادئ النائم.
قبل العصر انتقلت و والدي لنلقي نظرة الوداع على أخي (الليث)، وداع أخير إلى لقاء في جنة الخلد –بإذن الله-. دلفنا باب المغسلة .. الليث مُسجّى و قد لُفّ بأكفانه و غُطّي بمشلحه الأسود الذي كان يلبسه أحيانا في بعض المناسبات.
الله أكبر! قالها أبي و هوى على جبين أخي (ليث)، يقبّله ثلاث مرات. و هنا تحركت المشاعر في نفس أبي لأول مرة منذ الحدث. قبّله أخي (سعد)، و قبّلته، و كذلك فعل بعض من معنا .. لُفّ وجهه و غُطّي، و حملناه أمام الإمام للصلاة، و بعد صلاة العصر أمّ والدي المصلين على ابنه و بعض الجنائز، و من ثم نقلناه لمقبرة النسيم حيث الجمع الغفير من المعزين الذين انتقلوا هناك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
نزلت و أبي و شقيقيّ (مبارك) و (محمد)، فأنزلنا (ليث) في لحده بكل حرص و هدوء. و مع ثقله و كبر حجمه، إلا أنه كان خفيفًا وقتها. فككنا أربطة الكفن، بقيت أنا و أبي يساعدنا أحد الأخيار بوضع (اللبن) و لصقها بالطين. خرج أبي، و خرج مساعدنا، و كنت آخر من خرج من القبر مع نداء من وقفوا على شفا القبر يطلبون الخروج ليبدأوا بإهالة التراب، و المشاركة في الدفن، و ودعناه للقاء في جنة الفردوس أيها الحبيب.
لقد أرهقنا الدفن؛ فالجميع ملتمّ على القبر من علماء و مشائخ و مسؤولين و دعاة، و أقارب و أصدقاء و معارف، و محبين؛ كلٌ منهم يريد المشاركة في الدفن، والتراب تحتهم. و بعد زمن تمّ الدفن، و الناس تلهج ألسنتها بالدعاء أن يرحم الله الفقيد ويثبّته عند السؤال. و بعده خرج (أبي) برفقة أخي (مبارك) لساحة المقبرة ليتلقى التعزية من الناس و لكن هيهات! فالناس تتقاطر على الشيخ تريد تعزيته، والسلام عليه بعد الإفراج عنه. كاد أن يسقط الوالد مرات بسبب التدافع الشديد، فتمّ تغيير المكان أكثر من مرة؛ لكن الوالد أُرهق و تعب، فطلب المغادرة للبيت. اعتذرنا من المعزّين الذين لم يسلموا عليه، و هم أكثر من النصف، و أخبرناهم بأنه سيتلقّى العزاء في بيته بحي القدس.
كان العزاء حتى نهاية يوم الثلاثاء، و توافد علينا معزّون من كل حدب و صوب .. جوالات لا تهدأ، رجال، و نساء و أطفال .. علماء، و مسؤولين، و وزراء، و مشائخ، و دعاة. أصدقاء الفقيد، و أقاربنا .. لقد سلونا عن مصيبتنا بالتمام مع هذا الجمع الغفير من المحبين و المعزين.
الثانية ليلاً من يوم الثلاثاء .. يعود أبي وشقيقي سعد للسجن مرة أخرى ..
رحمك الله أخي (الليث)، و غفر لك، و وسّع نزلك، و جعل الجنة مثواك .. اللهم اعف عنه فقد عفونا عنه جميعًا ..
رسائل شكروثناء ..
رسالة شكر لخادم الحرمين الشريفين .. الوالد القائد؛ الذي تلمّس مشاعرنا حال الأزمة فوجّه بالإفراج عن والدنا ليشاركنا الصلاة والدفن و العزاء .. وفقه الله لحفظ أمن وإيمان البلاد ..
رسالة شكر لوزير الداخلية؛ لإفراجه عن الوالد في هذه المحنة.
رسالة شكر لمساعده للشؤون الأمنية؛ لتعزيته و تسريعه الإفراج عن الوالد، و فسح المهلة بيوم آخر.
لكل المسؤولين من وزراء، و علماء، و مشائخ، و دعاة.
لكل من وقف معنا في هذه المصيبة مواسيًا و معزّيًا، و مساعدًا و معاونًا. لكل من صلّى معنا أو غسّل و دفن، أو حمل. لكل من أرسل رسالة تعزية أو اتصل. لكل من شاركنا بمشاعره و لو لم نره أو نسمع صوته .. لكل المحبين و المشاركين .. لا أراكم الله مكروهًا قط.
عبدالله بن سعيد آل زعير
من جوار مسجد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
الجمعة 17رمضان 1428
a_alzuair*************
-----------------
المقال منقول وقد قرأته فجر هذا اليوم وأحببت نقله من الساحة العربية للكاتب الفاضل أبا لجين إبراهيم ..
ـ[معالي]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 08:28 ص]ـ
أصلحك الله يا ليلى!
والله إني لأشعر أن نياط القلب تتقطع لمصابهم، أسأل الله أن يربط على قلوبهم، ويرزقهم الصبر والتسليم.
ومع كل سطر أقرؤه لأبي سعيد كانت الدموع تغلبني فلا أستطيع المتابعة إلا بعد لأي!
لكني أبشرك أني اتصلت بوضحاء ووالدتها وإحدى أخواتها بعد الحادث بيوم أو يومين، وهالني ثباتهن -بفضل الله- بالرغم من عظم الخطب، وتوالي المصائب.
أرجو الله أن يرحم فقيدهم وأصحابه المرافقين له؛ فلبعضهم قصص محزنة؛ إذ إن اثنين منهم شقيقان، ومنهم مَن هو وحيد والدته التي ترملت وهو صغير، كما علمتُ.
جزيت خيرا أختي ليلى.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 08:41 ص]ـ
غفر الله للميت وأدخله فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان وشكر الله للاخت الأخيلية على هذا النقل المؤثر والذي فيه العبر الكثيرة وهل هناك أعظم من الموت واعظاً أحسن الله خاتمتنا آمين آمين.
ـ[ليلى الاخيلية]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 08:47 ص]ـ
وجزاك الله خير الجزاء وأتمه وأكمله أختي الكريمة معالي ..
على مرورك وعلى نبل مشاعرك ..
الله المستعان هذه حال الدنيا الدنيّة ..
والحمد لله الذي ثبت قلوبهم وألهمهم الصبر .. والله إني عجبت من ثبات الشيخ سعيد وقت سماعه الخبر أشد العجب .. فلله دره وثبته الله وجعل ما أصاب آل زعير غرة هذا الشهر الكريم تكفيراً وتطهيراً لهم ورفعة في درجاتهم وكما جاء في الحديث " إذا أحب الله قوما ابتلاهم " ..
ومما يؤنس القلب الحزين ويسليه أني سمعت من إحدى الداعيات أن من علامات حسن الخاتمة الموت في رمضان لأن أبواب النار مغلقة ..
ولا يزال البلاء بالعبد المؤمن حتى يلقى الله وماعليه خطيئة .. فالحمد لله على كل حال .. والحمد لله على ماقضى وقدّر ..
ـ[ليلى الاخيلية]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 08:51 ص]ـ
وشكر الله لك مرورك الكريم أستاذ أحمد ..
صدقت .. كفى بالموت واعظاً ..
وذكر الموت مما يزهد في هذه الفانية ويعين على الطاعة ..
نسأل الله العظيم المنان الكريم أن يقبضنا على أحب الأعمال إليه ويرزقنا ووالدينا ومن نحب من المسلمين حسن الخاتمة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 11:26 ص]ـ
رحم الله الليث ,ورفاقه, وجبر مصاب أهليهم جميعا.
كلمات ومواقف مؤثرةٌ , أسأل الله أن يجعلها في موازين حسناتهم , وأن يثبتهم.
جزاك الله خيرًا أختنا ليلى الأخيلية على هذا النقل.
ـ[الأحمر]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 01:33 م]ـ
السلام عليكم
أحسن الله عزاءكم وغفر لميتكم ورحمه
ـ[أحاول أن]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 02:05 م]ـ
[ SIZE="5"]:::
لم أكن أعلم أن فقد الأخوة محزن كهذا الحزن الذي عشته ضحى الجمعة 2/ 9/1428هـ؛
و كان مما قالت وأثّر في نفسي كثيرًا: مات الغالي!!
.
اللهم ألهمهم الصبر , واربط أفئدتهم كما ربطت فؤاد أم موسى ..
ونسأل الله أن يغفر له ولأصدقائه وموتانا وموتى المسلمين ..
يقول أخي _ونحن سكان ذات الحي ّ-:
" كان الرضا سمة هذا العزاء الموجع رغم الزحام الشديد والمصاب الجلل ,
و لم أعجب لشيء ٍ عجبي من ابتسامة ِ رضا ما فارقت محيا الشيخ ,رغم وهنه وضعفه الجسدي الواضح , يبتسم حتى عندما يتحدث عن الفقيد أو يقول: لماذا أحزن وكان يحفظ القرآن وبارَّا بي وبأمِّه! .. "
اللهم فارضهم واجعلهم خيرا مما نظن ..
يا ليلى:
وكم هيَّجت ليلى من الدمع بعدها ... فقلت:ألا يا عين فابكي بكاءها
فقد تلتقي الأرواح ُ بالدمع ِ إذ جرى ... كما اشتاقت ِ الأنهار في الجدب ِ ماءها!
وقد ينكؤ ُ الجرح الجراح فما درت ْ**وربّك في أي ّ الجروح ِ دماءها!!
ـ[ايام العمر]ــــــــ[29 - 09 - 2007, 02:47 ص]ـ
رحمه الله وصبر قلوبهم
ولا حول ولاقوة إلابالله
اللهم نفس كربهم وكروب المسلمين ورد لهم والدهم وأخاهم واجمعهم على الحق المبين يارب العالمين
ـ[قطرالندى]ــــــــ[29 - 09 - 2007, 03:46 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
المقال مبكي جدا عظم الله أجرهم وغفر لميتهم وأسكنه الله فسيح جناته
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[29 - 09 - 2007, 05:12 م]ـ
رحمه الله، وأسكنه الجنة
قدم إلى رب رحيم.
اللهم ارزق أهله الصبر، وفرّج همهم، وليبشروا بخير، ففي المسند بسند صحيح
"لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة".
بارك الله فيك أستاذة ليلى.
ـ[المربد]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 08:56 ص]ـ
الحمد لله على كل حال
وانا الله وانا اليه راجعون
وعزاؤنا انه ومن كانوا معه كلهم كانوا من حفظة كتاب الله
نسال الله ان يغفر لهم وان لايحرمنا اجرهم ولايفتننا بعدهم
ـ[أبو طارق]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 12:22 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
غفر الله له , وأسكنه فسيح جناته
وأسأل الله أن يصبرهم ويؤجرهم
ثبات ما بعده ثبات
أسأل الله ألا يريهم بأسًا
ويجمعهم بأحبتهم
ـ[أحاول أن]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 05:02 ص]ـ
عذرا للمارة على الموجعات هنا ..
لكن ّ الاسم " الليث , كل الليث " يلح ُّ علينا بتذكر تلك الصفحة ..
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=24879
فبارك الله في صاحبها الماهر , وناقدها الباهر ..
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 08:39 ص]ـ
وكم هيَّجت ليلى من الدمع بعدها ... فقلت:ألا يا عين فابكي بكاءها
فقد تلتقي الأرواح ُ بالدمع ِ إذ جرى ... كما اشتاقت ِ الأنهار في الجدب ِ ماءها!
وقد ينكؤ ُ الجرح الجراح فما درت ْ**وربّك في أي ّ الجروح ِ دماءها!!
ربما تذهب هذه ـ مع الشوارد ,التي لا يُعرفُ لها قائل؛ فتأخذ من اسم قائلها نصيبا!
فبارك الله في صاحبها الماهر , وناقدها الباهر ..
بل:"في صاحبها الماهر , ونُقّادها ... ".
بارك الله فيك , ورفع قدرك.
تقبّل الله منّا ومنكم, وجعلنا من المقبولين الفائزين برضوانه ,وجنانه.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 01:37 م]ـ
رحم الله الليث ,ورفاقه, وجبر مصاب أهليهم جميعا.
كلمات ومواقف مؤثرةٌ , أسأل الله أن يجعلها في موازين حسناتهم , وأن يثبتهم.
جزاك الله خيرًا أختنا ليلى الأخيلية على هذا النقل.
آمين
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[03 - 10 - 2007, 05:49 ص]ـ
الإخوة الكرام ..
جزاكم الله خيرا، ولا أراكم مكروها فيمن تحبون، و تقبل منكم دعاءكم و كتب أجركم.
الكريمة ليلى
سامحك الله فقد نكأت جرحا!
الغالية معالي ..
أبشرك أن أمهات الآخرين في ثبات، فأم الشابين -و كانت مدرستي في المرحلة الثانوية- في ثبات وصابرة، و كذلك أرملة القريشي فقد كانت محتسبة في ابنها الوحيد. جميع أسر البقية التقينا بهم و هم -و لله الحمد- صابرون.
الأستاذ الفاضل خالد الشبل ..
الحمد لله على ابتلائه، فكل ما يأتي به الله خير.
الفاضلة أحاول أن ..
سامحك الله فقد جدّدت الجراح بهذه القصيدة.
بارك الله لنا في أخي المفضال د. عبدالله، و قد سطر مشاعرنا في تلك الأيام.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 01:16 ص]ـ
غفر الله لهم جميعًا , وأسكنهم الفردوس الأعلى
ـ[أنوار الليل]ــــــــ[13 - 11 - 2007, 07:54 ص]ـ
رحمهم الله، وأسأل الله العظيم أن يسكنهم الفردوس الأعلى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[15 - 11 - 2007, 12:19 ص]ـ
أتمنى أن يحذف الموضوع من قِبل أصحاب الشأن مراعاة لمشاعر الأستاذه وضحاء فليس من المنطق أن نجدد أحزانها كلما دخلت المنتدى(/)
تلاوة مميزة ... (3)
ـ[ليلى الاخيلية]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 08:37 ص]ـ
:::
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه , أما بعد ...
فهذه تلاوة خاشعة وعذبة ومميزة جداً .. كنت أبحث عنها منذ سنين ولكني لم أستطع الحصول عليها لعدم معرفتي لاسم القارئ وقتها ..
وقد وجدتها مصادفة من خلال بحثي عن تلاوة أخرى .. فلله الحمد من قبل ومن بعد ..
لا أطيل عليكم .. أترككم مع التلاوة المباركة للقارئ ناصر بن علي الغامدي .. وهي من سورة المؤمنون ..
أتمنى لكم طيب الاستماع ..
http://download.quran.islamway.com/quran3/152/023.mp3
جعلنا الله وإياكم ممن يتلون كتابه الكريم آناء الليل وأطراف النهار .. وجعلنا ممن يقيم حروفه وحدوده .. وجعله شافعاً لنا يوم نلقاه وجعله حجة لنا لا علينا ..
وجعلنا الله ممن صام وقام رمضان إيماناً واحتساباً فغفر له ماتقدم من ذنبه ووالدينا ومن نحب ومن أوصانا بالدعاء .. اللهم آمين.
ـ[ماهر احمد]ــــــــ[29 - 09 - 2007, 09:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرااااااااااااا
ـ[ليلى الاخيلية]ــــــــ[29 - 09 - 2007, 09:39 ص]ـ
وجزاك خيراً أخي الكريم ..
شكر لجميل مرورك ..(/)
أسئلة وإجابات منوعة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 10:48 ص]ـ
ما أول ما نزل من التوراة؟
بسم الله الرحمن الرحيم.
2ـ ما أول هدية أهديت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة؟
قصعة خبزاً وسمناً ولبناً وهي هدية من زيد بن حارثة.
3ـ من أول من قُتل من المشركين في غزوة بدر الكبرى؟
الأسود بن عبد الأسد المخزومي والذي قتله حمزة بن عبد المطلب.
4ـ من هي أول امرأة بكر هاجرت؟
أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط.
5ـ من أول من صام؟
آدم عليه السلام .. صام ثلاثة أيام في كل شهر.
6ـ ما أول ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة؟
" صلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ".
7ـ من أول من صنف تفسير القرآن الكريم بالإسناد؟
مالك بن انس.
8ـ من أول من هاجر من المسلمين إلى الحبشة؟
حاطب بن عمرو.
9ـ من أول من لبس السروال؟
إبراهيم عليه السلام.
10ـ من أول من قاتل بالسيف؟
إبراهيم الخليل عليه السلام.
11ـ من أول من سمي أحمد؟
هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يسم أحمد قبله.
12ـ من أول من ولي بيت المال؟
أبو عبيدة الجراح.
13ـ ما أول جبل وضع في الأرض؟
جبل أبي قبيس بمكة.
14ـ من أول من ألف في أحكام القرآن؟
الإمام الشافعي رضي الله عنه.
15ـ من أول داعية إسلامي؟
مصعب بن عمير.
16ـ من أول من أضاف اسم الله إلى اسمه من الخلفاء؟
المعتصم .. فقيل المعتصم بالله.
17ـ من أول من فتق لسانه بالعربية؟
إسماعيل عليه السلام وهو ابن أربع عشرة سنة.
18ـ من أول من طاف بالبيت العتيق؟
الملائكة.
20ـ من أول من استلم الحجر الأسود من الأئمة؟
ابن الزبير.
ـ[هاني السمعو]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 09:10 م]ـ
جزيت خيرا أخي محمد وأضيف
أول من أضاف الضيف خليل الله ابراهيم
أول من رمى بسهم إسماعيل عليه السلام
أول من رمى بسهم في الإسلام سعد بن أبي وقاص
أول شهيدة في الإسلام سمية أم عمار بن ياسر
ـ[غدير]ــــــــ[07 - 10 - 2007, 02:36 م]ـ
جزاك الله الف خير على الطرح الرائع
ـ[أبو طارق]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 01:59 ص]ـ
نقل طيب أستاذ محمد
وإضافة جميلة من الأستاذ هاني
جزاكما الله خيرًا
ـ[طويل العمر]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 04:22 ص]ـ
بوركت جهودكم أوائل جميلة ومعلومات مفيدة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 05:34 ص]ـ
معلومات للذاكرة بوركت أخي محمد والأخ هاني ...(/)
أكيد ستعجبك هذه الألقاب
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 04:59 م]ـ
هذه طائفة من الألقاب لا بد أنها ستنال رضاك.
مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم (حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية)
الصوامة القوامة (حفصة بنت عمر بن الخطاب)
الزهراء (فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم)
صاحبة الرط (أم سليط بنت عبيد)
السفيرة ظمياء (بنت أشرس التميمية)
الممرضة الأولى (رفيدة بنت كعب الأسلمية)
الحسناء (زينب بنت حنظلة الطائية)
صاحبة البئر (آمنة بنت الأرقم المخزومية)
صاحبة الجمل (أم زيد بنت حرام الأنصارية)
العطارة (أسماء بنت مخربة التميمية)
مسلمة الطائف (رقيقة الثقفية)
ذات الخمار (هنيدة بنت صعصعة بن ناجية التميمية)
أيم العرب (أم سلمة هند بنت أبي أمية)
الطاهرة (خديجة بنت خويلد)
الخاطبة (نفيسة بنت أمية التميمية)
البرصاء (أمامة بنت الحارث بن عوف)
صاحبة بيت الأذان (النوار بنت مالك الأنصارية)
أول المهاجرات الى المدينة (ليلى بنت أبي حثمة العدوية)
المسكينة (قيلة بنت مخرمة التميمية)
المعتدة (الفريعة بنت مالك الخدري)
صاحبة الإزار (فاطمة بنت الوليد بن المغيرة)
صاحبة بيت الشورى (فاطمة بنت قيس بن خالد الفهرية)
ذات القميص النبوي (فاطمة بنت أسد بن هشام بن عبد مناف)
الغميصاء (أم سليم بنت ملحان الأنصارية)
أم الشهداء (عفراء بنت عبيد الأنصارية)
صاحبة الرؤيا (عاتكة بنت عبدالمطلب)
المختلعة (جميلة بنت أُبي الأنصارية)
المشترطة (ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب)
الشيماء (حذافة بنت حارث السعدية)
أم المساكين (زينب بنت خزيمة الهلالية)
العَقَبِيَّة (أم منيع بنت عمرو بن عدي الأنصارية)
العتقاء (الشفاء بنت عوف الزهرية)
صاحبة النملة (الشفاء بنت عبدالله العدوية)
صاحبة الخميصة (أم خالد بنت خالد بن سعيد)
الشهيدة الأولى (سمية بنت خباط)
حرة الحرائر (سعاد بنت سلمة بن زهير الأنصارية)
الحوراء العيناء (أم رومان الكنانية)
المجيرة على المسلمين (زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم)
المرأة القرآنية (زينب بنت جحش الأسدية
شهيدة البحر (أم حرام بنت ملحان الأنصارية)
المجادلة (خولة بنت ثعلبة الأنصارية)
الشقية (أسماء بنت النعمان بن أبي الجون الكندية)
الشهيدة (أم ورقة بنت عبدالله بن الحارث الأنصارية)
صاحبة العُكة (أم مالك الأنصارية)
صاحبة القلادة (أمية بنت قيس الغفارية)
مضيفة الرسول (أم معبد عاتكة بنت خالد الخزاعية)
حاضنة الرسول (أم أيمن بركة بنت ثعلبة)
ذات النطاقين (أسماء بنت أبي بكر الصديق)
خطيبة النساء (أسماء بنت يزيد الأنصارية)
الممتحنة (أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط)
الواهبة (أم شريك غزية بنت جابر العامرية)
البحرية الحبشية (أسماء بنت عميس الخثعمية)
ظئر إبراهيم (أم بردة خولة بنت المنذر الأنصارية)
خالة الرسول (الفريعة بنت وهب الزهرية)
ـ[سامي المهاجر]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 10:59 م]ـ
بارك الله بك اخي الفاضل على هذه المعلومات , والتي بعضها اقراه لاول مره , يا حبذا لو تفضلت و ذكرت لنا سبب واصل كل تسميه حتى تكون الفائده اكبر , مع الشكر مسبقا.
اخوك سامي
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 11:27 م]ـ
حيّاك الله أخي سامي، أسعدني مرورك، إن شاء الله سأفرد لكل لقب صفحة خاصة، إن بقي في العمر بقية.(/)
نُبَذ من كلام النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 05:14 م]ـ
((من كلامه صلى الله عليه وسلم))
المسلم مَنْ سَلم المسلمون من لِسانه ويَدِه
الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نفسَه، وعَملَ لما بعد الموت
كلُّكم رَاعٍ ومَسْؤُلٌ عن رعيته
أوَّلُ ما تفقدون من دينكم الأمانةُ، وآخِرُ ما تفقدون الصَّلاَة
الرِّزْقُ أشدُّ طلباً للعبد من أجَلِهِ
النَّظَر في الخُضْرَة يَزِيدُ في البصر، والنظر في المرأة الحَسْنَاء كذلك
الشُّؤم في المرأة والفَرَسِ والدار نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فيهما كثيرُ من الناس:
الصحةُ، والفَرَاغُ
أهلُ المعروفِ في الدنيا هُمْ أهلُ المعروف في الآخرة
السُّلْطَانُ ظِلُّ الله في أرضه، يَأْوِى إليه كلُّ مظلوم
السعادة كل السعادة طولُ العمر في طاعَةِ الله
خَصْلَتَانِ لاَ يكونان في مُنَافق: حُسْنُ سَمْتِ، وفِقْهٌ في الدين.
الشيخُ شاب في حب اثنتين: قي حُبِّ الحياة، وكثرة المال
فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة
كانت الأَرواحُ جنوداً مُجَنَّدَةً، فما تعارف منها ائْتَلَفَ، وما تَنَاكر منها اختلف
الرَّغْبَةُ في الدنيا تُكثِرُ الهمَّ والحزن، والبَطَالة تقسى القلب
الزنا يُورِثُ الفَقْرَ
رأسُ الحكمة مخافةُ الله
صَنَائع المعروف تَقِي مَصَارع السُّوء
صِلَةُ الرحِمِ تَزِيدُ في العمر
الرجُلُ في ظِلَّ صدقته حتى يقضى بين الناس
العُلَمَاء أمَنَاءُ الله على خلقه.
المؤمِنُ للمؤمِنِ كالبُنْيان يَشُدُّ بعضه بعضاً
ما وقى به المرءُ عِرْضَه كُتِبَ له به صدقة
الناسُ مَعَادن كمعادن الذهب والفضة
لكل شيء عِمَاد، وعمادُ الدينِ الفقهُ
المسلم أخو المسلم لاَ يظلمه ولاَ يشتمه
الوَيْلُ كل الويل لمن ترك عِيالَهُ بخيرٍ، وقَدِمَ على ربه بشر
مَنْ سَرّتْه حَسَنته وساءته سيئته فهو مؤمن
من يَشْتَهِ كرامَةِ الآخرة يَدَعْ زينةَ الدنيا
مَنْ أصبح مُعَافىً في بدنه آمنا في سِرْبِهِ عنده قُوتُ يومِهِ فكأنما حِيزَتْ له الدنيا بحَذَافِيرها
رحم الله عبداً قَالَ خيراً فَغَنِمَ أو سَكَتَ فسلم
جُبِلَتِ النفوسُ على حب مَنْ أحسن إليها وبُغْضِ من أساء إليها
دَعْ ما يَرِيبُكَ إلى مالاَ يريبك
الْتَمِسُوا الرزقَ في خَبَايا الأَرض
اطْلُبُوا الفضلَ عند الرحَمَاء من أمتي تعيشوا في أكْنَافهم
ليأخُذِ العبدُ من نفسه لنفسه، ومن دُنْيَاه لآخرته، ومن الشبيبة قبل الكبر، ومن الحياة قبل الممات، فما بعد الدنيا من دارٍ إلاَ الجنة أو النار
اتقوا دَعْوَةَ المظلوم فإنها تُحْمَلُ على الغمام، يقول الله عز وجل: وعزتي وجلاَلي لأنْصُرَنَّكَ ولو بعد حين
لاَ يفلح قومٌ تملِكُهم امرأة
لاَ يبلغ العبد حقيقَةَ الإَيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن لِيُخْطِئه، وما أخطأه لم يكن ليُصِيبَه
لاَ يشبع عالم من علم حتى يكون مُنْتهاه الجنة
لاَ يعجبنكم إسلام رجل حتى تعلموا كُنْهَ عَقْله.
إن الله إذا أنْعَمَ على عبدٍ نعمةً أحَبَّ أن تُرَى عليه
إن الله يحبّ الرِّفْقَ في الأمر كله
إن هذه القُلُوبَ تَصْدَأ كما يَصْدَأ الحديد، قيل فما جلاَؤها؟ قَالَ: ذكْرُ الله، وتلاَوة القرآن
ليس مِنَّا من وسع الله عليه ثم قَتَّرَ على عِياله
ليس لك من مالك إلاَ ما أكَلْتَ فأفْنَيْتَ، أو لَبِسْتَ فأبليت، أو تصدقت فأبقيت. الخلقُ كلُّهم عِيالُ الله، فأحَبُّهم إليه أنفعهم لعياله
كفى بالسلامة داء
ربَّ مُبَلَّغ أوْعى من سامع
جمالُ الرجل فصاحة لسانه
الصوم في الشِّتَاءِ الغنيمةُ الباردة
الخيرُ معقودٌ بِنَوَاصِى الخيل
التاجر الجَبَانُ محروم
السلام تحيةٌ لملَّتنا وأمان لذمَّتنا
العالم والمتعلم شريكان في الخير
مَنْ صَمَتَ نَجَا
من تواضع للّه رفعه الله(/)
نُبذ من كلام أبي بكر الصِّدِّيق رضى الله عنه
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 05:20 م]ـ
ومن كلام أبي بكر الصِّدِّيق رضى الله عنه
إن الله قَرَنَ وَعْدَه بوعيده ليكون العبد راغباً راهباً
ليسَتْ مع العزاء مُصيبة
الموت أهون مما بعده، وأشد مما قبله
ثلاَثة من كُنَّ فيه كُنَّ عليه: البغي، والنكث، والمكر
ذل قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة
لاَ يكونَنَّ قولُكَ لَغْواً في عفو ولاَ عقوبة ولاَ تجعل وعدك ضجاجاً في كل شيء
إذا فاتَكَ خيرٌ فأدركه، وإن أدركك شر فَاسْبِقه
إن عليك من الله عيونا تراك
احْرِصْ على الموت تُوهَبْ لك الحياة؛
قَالَه لخالد بن الوليد حين بعثه إلى أهل الردة
رحم الله امرأ أعانَ أخاه بنفسه.
يا هادىَ الطريقِ جُرْتَ فالفجْر أو البَجْرُ
أطْوَعُ الناسِ للّه أشدُّهم بُغْضاً لمعصيته.
إن الله يَرَى من باطنك ما يَرَى من ظاهرك.
إن أولى الناسِ بالله أشدُّهم تولِّياً له.
إياك وغِيبَةَ الجاهلية؛ فإن الله أبْغَضَهَا وأبغض أهلها.
كثيرُ القولِ يُنْسِى بعضُه بعضا، وإنما لك ما وُعِىَ عنك.
أصْلِحْ نفسَك يَصْلُحْ لك الناس
لا تجعل سرَّكَ مع عَلاَنيتك فيمرج أمرُك
خيرُ الخَصْلتين لك أبْغَضُهما إليك.
وقَالَ عند موته لعمر رضى الله عنهما: والله ما نمتُ فحلمت، وما شبعت فتوهمت، وإني لعَلَى السبيلِ ما زُغْتُ ولم آلُ جَهْداً، وإني أوصيك بتقوى الله، وأحَذِّرُك يا عمر نفسَك، فإن لكل نفس شهوة إذا أعطيتها تمادت فيها، ورغبت فيها.
وقدم وفد من اليمن عليه فقرأ عليهم القرآن، فبَكَوْا، فَقَالَ: هكذا كنا حتى قَسَتِ القلوب.
وقَالَ له عمر رضى الله عنهما: اسْتَخْلِفْ غيري، قَالَ: ما حَبَوْنَاك بها، إنما حبوناها بك ومر بابنه عبد الرحمن وهو يُمَاظُّ جارَه، فَقَالَ: لاَ تُمَاظِّ جارَك؛ فإن العُرْفَ يبقى ويذهب الناس.
قَالَ لعمر رضى الله عنهما حين أنكر مُصَالحة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أهلَ مكة: اسْتَمْسِكْ بغَرْزِهِ فإنه عَلَى الحق.
وقَالَ في خطبة له: إن أكْيَسَ الكَيْس التقى، وإن أعْجَزَ العَجْز الفجور، وإن أقْوَاكم عندي الضعيفُ حتى أعْطِيه حَقَّه، وإن أضْعَفَكم عندي القويُّ حتى آخُذَ منه الحق، فإنكم في مَهَل، وراءه أجَل، فبادروا في مَهَل آجالكم قبل أن تُقْطَع آمالكم فتردكم إلى سوء أعمالكم
إن الله لاَ يقبل نافلةً حتى تُؤَدَّى فريضة ومر به رجلٌ ومعه ثوب فَقَالَ: أتبيع الثوب؟ فَقَالَ الرجل: لاَ عافاك الله، فَقَالَ رضى الله عنه: قد عُلِّمتم لو تعلمون، قل لاَ، وعَافَاك الله.
وقَالَ: أربع مَنْ كن فيه كان من خيار عباد الله: مَنْ فرح بالتائب، واستغفر للمذنب، ودعا المدبر، وأعان المحسن.
وقَالَ: حق لميزان يُوضَعُ فيه الحق أن يكون ثقيلاَ، وحق لميزان يوضَعُ فيه الباطلُ أن يكون حفيفاً(/)
نُبذ من كلام الفاروق عُمَرَ بنِ الخطاب رضى الله عنه
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 05:22 م]ـ
ومن كلام الفاروق عُمَرَ بنِ الخطاب رضى الله عنه
مَنْ كتم سره كان الخيارُ في يده.
أشقى الوُلاَة مَنْ شقيت به رعيته.
اتقوا مَنْ تُبْغضه قلوبكم.
أعقلُ الناس أعْذَرُهم للناس.
لاَ تؤخِّرْ عملَ يومك لغَدِك.
اجْعَلُوا الرأسَ رأسين.
أخِيفُوا الهوامَّ قبل أن تخيفكم.
لي على كل خائن أمينان الماء والطين.
أكثروا من العِيال فإنكم لاَ تَدْرون بمن تُرْزَقُون
لو أن الشكْرَ والصبرَ بعيران لما بالَيْتُ بأيهما ركبت.
مَنْ لم يعرف الشركان جَديراً أن يَقَعَ فيه
ما الخمر صِرْفاً بأذْهَبَ للعقول من الطمع
قلّما أدْبَرَ شيء فأقبل.
إلى الله أشكو ضَعْفَ الأمين وخيانة القوى.
مُرْ ذوى القرابات أن يتزاوَرُوا ولاَ يَتَجَاوروا.
غمض عن الدنيا عينك، ووَلِّ عنها قلبك، وإياك أن تهلكك كما أهلكت من كان قبلك، فقد رأيت مَصَارعها، وعانيت سوء آثارها على أهلها، وكيف عَرِىَ من كَسَتْ، وجاع من أطعمت، ومات من أحْيَتْ.
إياكم والقُحَمَ التي مَنْ هَوَى فيها أتَتْ على نفسه أو ألمت به.
احتفظ من النعمة احتفاظَكَ من المعصية فوا لله لهىَ أخوفُهما عندي عليكَ، أن تستدرجك وتَخْدَعك.
وكتب إلى ابنِهِ عبدِ الله: أما بعد فإنه مَنِ اتَّقَى الله وَقَاه، ومن توكَّلَ عليه كفاه، ومن أقرضه جَزَاه، ومن شكره زاده، فَلْتَكُنِ التقوى عِمَادَ بصرك، وجلاَء قَلْبك واعلم أنه لاَعَمَلَ لمن لاَ نية له، ولاَ أجر لمن لاَ حَسَنة له، ولاَ مال لمن لاَ رِفْقَ له، ولاَ جديدَ لمن لاَ خَلَقَ له، والسلام.
ليس لأحدٍ عذرٌ في تعمُّدِ ضلاَلة حَسِبَهَا هُدىً، ولاَ تركِ حق حَسِبه ضلاَلة.
شِرَارُ الأمور مُحْدَثاتُها، واقتصادٌ في سنةٍ خيرٌ من اجتهاد في بدعة.
لاَ ينفع تكلُّم بحق لاَ نَفَاذ له.
لاَ تُسْكِنُوا نساءكم الغُرَف، ولاَ تعلموهُنَّ الكتابة، واستعينوا عليهن بالعُرْى وعَوِّدُوهن " لاَ " فإن " نعم " تجرِّؤُهن.
وسأل رَجُلاً عن شيء، فَقَالَ: الله أعلم، فَقَالَ رضى الله عنه: لقد شَقِينَا إن كنا لاَ نعلم أن الله أعلم، إذا سُئل أحدكم عن شيء لاَ يعلمه فليقل لاَ أدري. وكان يقول: إذا لم أعْلَمْ أنا فلاَ علمت ما رأيت.
الدنيا أملٌ محتوم، وأجل مُنْتَقَص (لعل أصله " وأجل منقض ")، وبَلاَغ إلى دار غيرها، وسيرٌ إلى الموت ليس فيه تصريح، فرحم الله امرأ فَكَّر في أمره، ونصح لنفسه، وراقَبَ ربه، واستقال ذنبه
إذا تناجى القومُ في دينهم دون العامة فإنهم في تأسيس ضلاَلة.
إياكم والبِطْنَة فإنها مَكْسَلة عن الصلاَة مَفْسَدة للجَوْف، مُؤَدِّية إلى السَّقَم.
مَنْ يَئِسَ من شيء استغنى عنه.
الدين ميِسَمُ الكِرام.
رحم الله امرأ أهْدَى إلىَّ عُيُوبي.
السيد هو الجواد حين يُسْأل، الحليمُ حين يستجهل، البار بمن يعاشره.
أفلَحَ مَنْ حفظ من الطمع والغضب والهوى نفسَه.(/)
نُبذ من كلام ذي النُّورَيْنِ عثمان بن عفان رضي الله عنه
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 05:24 م]ـ
ومن كلام ذي النُّورَيْنِ عثمان بن عفان رضي الله عنه
إنَّ لكل شيء آفةً، ولكل نعمة عاهة، وإن آفة هذا الدِّين وعاهة هذه النعمة عَيَّابُونَ طَعَّانُون، يُرُونَكم ما تحبون، ويُسِرُّون ما تكرهون، طَغَام مثلُ النعام يتبعون أول ناعق.
ما يَزَعُ الله بالسلطان أكْثَرُ مما يَزَعُ بالقرآن.
الْهَدِيَّةُ من العامل إذا عُزل مثلُها منه إذا عمل.
يكفيك من الحاسد أنه يغتمُّ وقتَ سرورك
خيرُ العباد مَنْ عَصَم واعتصم بكتاب الله تعالى، ونظر إلى قبر فبكى، وقَالَ: هو أولُ منازلِ الآخرة وآخر منازل الدنيا؛ فمن شُدِّد عليه فما بَعْده أشد، ومن هُوِّن عليه فما بعده أهون.
أنتم إلى إمام فَعَّال أحْوَجُ منكم إلى إمام قَوَّال - قَالَه يوم صَعِدَ المنبر فأُرْتِجَ عليه.
وقَالَ يوم حصر: لأن أقْتَلَ قبل الدماء أحب إلى من أقتل بعد الدماء(/)
نُبذ من كلام المرتَضَى عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 05:26 م]ـ
ومن كلام المرتَضَى عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه
من رضى عن نفسه كَثُرَ الساخِطُ عليه
ومن ضيعه الأَقرب أتِيحَ له الأَبعدُ
ومَنْ بَالَغَ في الخُصُومة أثِم، ومن قَصَّر فيها ظلم.
من كَرُمَتْ عليه نفسه هانت عليه شهوته.
ألاَ حُرٌّ يَدَعُ هذه الُّلمَاظة لأَهلها.
أنه ليس لأَنفسكم ثمن إلاَ الجنة، فلاَ تبيعوها إلاَ بها.
من عَظَّم صَغار المصائب ابتلاَه الله بكبارها
الولاَيات مضامير الرجال.
ليس بَلَدٌ أحقَّ بك من بلد.
خير البلاَد ما حملك.
إذا كان في رجل خَلَّة رائعة فانتظر أخواتها.
للعبد جَهْدُ العاجز.
رُبَّ مفتون يحسن القول فيه.
ما لابن آدم والفخر؟ أوله نُطْفة وآخره جيفة، لاَ يَرْزُقُ نفسَه ولاَ يَدْفَع حتفه.
الدنيا تغر وتضر وتمر، إن الله تعالى لم يَرَ فيها ثواباً لأَوليائه، ولاَ عقاباً لأَعدائه، وإن أهل الدنيا كَرَكْبٍ بينما هم حلولٌ إذ صاح بهم صائحهم فارتَحَلُوا.
مَنْ صارع الحقَّ صرعه.
القلب مصحف البصر.
التُّقَي رئيسُ الأَخلاَق.
ما أحْسَنَ تواضع الأَغنياء طلباً لما عند الله، وأحْسَنَ منه تِيهُ الفقراء على الأَغنياء اتكالاً على الله.
كل مقتَصرٍ عليه كافٍ.
من لم يُعْطِ قاعداً لم يُعْطٍ قائماً.
الدهر يومان: يوم لك، ويوم عليك، فإن كان لك فلاَ تَبْطَر، وإن كان عليك فلاَ تَضْجَر.
من طلب شيئاً ناله أو بَعْضَه.
الركون إلى الدنيا مع ما تعاين منها جَهْل، والتقصير في حسن العمل إذا وَثِقْتَ بالثواب عليه غبن، والطمأنينة إلى كل أحَدٍ قبل الاَختيار عجز، والبخل جامعٌ لمساوئ الأخلاق.
مَنْ كثرت نعمةُ الله عنده كثرت حوائج الناس إليه، فمن قام للّه فيها بما يحبُّ عَرَّضَها للدوام والبقاء، ومن لم يقم عَرَّضَها للزوال والفَنَاء.
الرغبة مفتاح النَّصَب، والحسد مَطِيَّةُ التعب.
الخُرقُ المعالجةُ قبل الإمكان والأناةُ بعد الفُرْصَة
من علم أن كلامه مِنْ عمله قَلَّ كلامه إلاَ فيما يَعْنيه.
من نَظَر في عُيُوبِ الناس فأنكرها ثم رَضِيها لنفسه فذلك الأحمقُ بعينه.
صَوَابُ الرأي بالدول يبقى ببقائها، ويذهب بذهابها
العفَافُ زينةُ الفقر، والشكر زينةُ الغنى.
المؤمنُ بِشْرُه في وَجْهه وحُزْنه في قلبه
الجاهل المتعلم شبيه بالعالم، والعالم المتعسِّفُ شبيه بالجاهل
ينام الرجل على الثُّكْل. ولاَ ينام على الحرب
الناسُ أبناء الدنيا، ولاَ يُلام الرجل على حُبِّ أمه
رسولُكَ تَرْجُمَان عقلك، وكتابك أبْلَغُ ما ينطق عنك.
الحظ أتى مَنْ لاَ يأتيه
الطمع ضامن غير وفيّ
الأمانيُّ تعمى أعين البصائر
لاَ تجارة كالعمل الصالح، ولاَ ربح كالثواب، ولاَ فائدة كالتوفيق، ولاَ حسب كالتواضع، ولاَ شَرَفَ كالعلم، ولاَ ورَعَ كالوقوف عند الشبهة، ولاَ قُرْبة كحسن الخلق، ولاَ عِبَادة كأداء الفَرْض، ولاَ عقل كالتدبير، ولاَ وَحْدَةَ أوحَشُ من العُجَب.
من أطال الأمل أساء العمل.
وسمع رَجُلاً من الحَرورِية يتهجد ويقرأ فَقَالَ: نومٌ على يقين خيرٌ من صلاَة على شك
نَفَسُ المرء خُطَاه إلى أجله
إذا تم العقل نقص الكلام.
قدرُ الرجلِ على قدر همته
قيمة كلِّ امرئ ما لاَ يُحْسِنه
المال مادة الشهوات
الحِرْمانُ خيرٌ من الامتنان
الناسُ أعداء ما جهلوا(/)
احذروا من الشوربة فإنها تسمل العين (أحياناً).
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 05:33 م]ـ
لم تكن زوجة سعودية تعلم أن عدم إعدادها لحساء "الحريرة" سيجعلها تخسر عينها اليسرى على يد زوجها بعد لحظات من موعد إفطار الصائمين في شهر رمضان، وأكدت تلك الزوجة اعتراف زوجها بجرمه لدى الشرطة، معللا تصرفه بعدم شربه للدخان، وهو ما جعله يثور بسرعة ويتصرف هذا التصرف اللاإنساني، مشيرة إلى أن القضية سيتم تحويلها للقضاء بعد شهر.
وفي تفاصيل القصة كما ترويها تلك السيدة، تقول: "اعتدت أن يكتب لي زوجي كل طلباته الخاصة من الطعام الذي يحب تناوله على الإفطار خلال شهر رمضان، وأحرص من جانبي على تنفيذ كل طلباته بشكل يومي"، مشيرة إلى أنها قبل أسبوع من الآن أخطأت قراءة طلباته وأعدت له شوربة عدس على عكس طلبه (شوربة حريرة) مع أنه وضع تحتها أربعة خطوط لأهميتها لديه، معللة ذلك بضيق الوقت قبل الإفطار الذي غالبا ما تكون فيه المرأة مشغولة بكثير من الأشياء داخل المطبخ".
وتضيف في حديثها للصحافية ابتسام القحطاني من جريدة "شمس" السعودية: "بالفعل أعددت شوربة العدس؛ لأنني لم أتنبه للخطوط التي وضعها تحت شوربة الحريرة، وقمت قبل أذان المغرب بنصف ساعة كاملة بتحضير وجبة الإفطار وبعد الأذان وضعت له الشوربة في الصينية، وما هي إلا ثوان حتى تفاجأت به يسكب الشوربة الحارة على وجهي في حالة من الهيجان والغضب ويتلفظ علي بألفاظ غريبة وغير لائقة ونهض من مكانه وأخذ الورقة التي كتب عليها طلباته اليومية ليحضرها أمامي لأقرأ له ما كتبه وكنت لحظتها مغمضة العينين ولا أستطيع أن أفتح عيني بسبب حرارة الشوربة على وجهي وعيني، حيث كنت أبحث عن المغسلة لغسل وجهي وسط صراخ أطفالي الثلاثة ودهشتهم من تصرف والدهم".
ورغم ذلك- والكلام مازال للزوجة- استمر زوجي في حماقته ولحق بي أمام المغسلة وغرس أصبعه السبابة في عيني اليسرى وهو يصرخ ويطلب مني قراءة نوع الشوربة التي طلب مني إعدادها ويحاول إدخال اصبعه مرة أخرى في عيني اليمنى لكن عناية الله كانت أقوى منه عندما قمت بتغطيتها بقوة وصرخت في وجهه بأعلى صوتي مستنجدة بالجيران فقطع الورقة وألقى بها على مائدة الطعام وخرج من المنزل وتركني أصرخ بشدة من قوة الألم الصادر من عيني التي بدأت تنزف بشدة، فضلا عن حرارة وجهي من شوربة العدس، فما كان من أحد أطفالي إلا الاتصال بأهلي الذين حضروا للمنزل ونقلوني للمستشفى.
وأضافت: "أكد لي الأطباء عدم جدوى تمكن عيني من الرؤية مجددا بسبب إتلاف الشبكية والقرنية والغشاء المحيط بهما بسبب إدخال زوجي أصبعه بعنف داخل العين"، مؤكدة عدم تنازلها عن القضية إطلاقا، على الرغم من محاولات الصلح الكثيرة بين الطرفين خاصة من قبل أهل زوجها، مشيرة إلى أن أهلها رفضوا كل المغريات التي تقدم بها الزوج وأهله وطالبوا بتنفيذ الحكم الشرعي عليه من قبل المحكمة.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 05:53 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحمدو وتقبل الله طاعاتكم في هذا الشهر الفضيل، ومن الآن سأشرب الشوربة على اي حال تفادياً للمحكمة:)
ـ[هاني السمعو]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 09:05 م]ـ
بارك الله فيكم أخي عبد القادر ولكن إن كانت نسيت الشوربة طارت عينها فما يحدث بالمرأة إن نسيت طبق الكبة المقلية (خاصة شغل حلب)؟؟؟؟؟؟
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 09:24 م]ـ
(خاصة شغل حلب)؟؟؟؟؟؟
--------------------
(عراسي حارتك خاي) (تحب الكبة؟).
شكراً أخي السمعو على أنك ذكرتني بالكبة لأنه قد مضى وقت طويل لم ألتهمها به، وأرجو أن يكون ذلك بصحبة الأخيار أمثالكم،سيدي.
ولكن عيني أهم عندي من (الكبة).
فعلاً"شر البلية ما يضحك".
ـ[سامي المهاجر]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 10:54 م]ـ
زوج لم يفهم من الصيام , الا (شرب الحريره)!!!!!
يستاهل ان يطبق به حكم الله , العين بالعين ......
الى متى يظل هذا الجهل المطبق والمعشعش في رؤوس , بعض (ذكرانا)
حسبي الله ونعم الوكيل ولاحول ولاقوه الابالله العلي العظيم
ـ[هاني السمعو]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 11:00 م]ـ
--------------------
(عراسي حارتك خاي) (تحب الكبة؟).
شكراً أخي السمعو على أنك ذكرتني بالكبة لأنه قد مضى وقت طويل لم ألتهمها به، وأرجو أن يكون ذلك بصحبة الأخيار أمثالكم،سيدي.
ولكن عيني أهم عندي من (الكبة).
فعلاً"شر البلية ما يضحك".
أشكرك أخي عبد القادر ولا أخفيك شوقي إلى حلب وأهل حلب وأصدقائي وأهلي في حلب وكنت أريد أن أسألك عن العمل الذي بدأ به الدكتور قباوة منذ 5 سنوات في مسجد عبد الله بن عباس ولم أستطع أن أتابع معه بسبب سفري إلى دولة الإمارات هل انتهى منه؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 11:43 م]ـ
أسألك عن العمل الذي بدأ به الدكتور قباوة منذ 5 سنوات في مسجد عبد الله بن عباس ولم أستطع أن أتابع معه بسبب سفري إلى دولة الإمارات هل انتهى منه؟؟؟؟؟؟؟
----------------------
أخي هاني:
نحن مع أستاذنا الدكتور "فخرالدين قباوة" في إعراب سورة النساء، ولم ينته منها بعد.
أرجو أن تعود لتكمل معنا هذه المسيرة المباركة إن شاء الله جل جلاله.
لك تحياتي واحترامي أخي.
أخوك:عبد القادر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالي]ــــــــ[29 - 09 - 2007, 07:30 ص]ـ
شكرًا جزيلا أستاذ عبدالقادر، وفقك الله.
الحقيقة أن وضع المشكلات الأسرية السعودية تحت المجهر، ومن ثَمّ جَعْل ذلك مطية لتدخل حقوق الإنسان، وما يتبع ذلك، هذا كله صار (موضة) صحافتنا السعودية في السنيّات الأخيرة، ولا أدري ما العلة؟!
شخصيًا لم أعد أثق بمنقولات هذه الصحف، إلا ما ندر، وصحيفة (شمس) من الصحف التي نرجو الله أن يريحنا من شرها!
سلمكم الله من كل شر.
ـ[ريتال]ــــــــ[29 - 09 - 2007, 10:24 ص]ـ
سلمت أستاذة معالي رفع الله قدرك
وأثق تماما بأن هناك من يريد تشويه المجتمع السعودي ولا أدري ما العلة؟!!
ولعل الخبر كله أكذوبة، فمن يثق؟؟؟
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[29 - 09 - 2007, 11:14 ص]ـ
السلام عليكم ..
أستاذتنا الكبرى معالي، الأستاذة ريتال:
أقدر لكما حرصكما على سمعة المجتمع السعودي الأغر، وأنا استغربت من هذا الخبر الذي نقلته كما هو-غير أني لم أنقل صورة المرأة صاحبة الشأن في هذا الخبر والتي سملت عينها-،ووجدته غريباً عن مجتمع إسلامي متحضر كالمجتمع السعودي،وأنا أظن في الشعب السعودي كله الخير والبركة والصلاح. فهل ممكن أن يكون لكل قاعدة شواذ؟ وهذا منها؟!
لا أدري.
فأرجو من الله العزيز الجليل أن يكون الخبر كما أرادته السيدة"ريتال" (أكذوبة).(/)
عضو جديد
ـ[المربد]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 08:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 03:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً بك في الفصيح أخاً عزيزاً كريماً، واتحفنا لشعراء المربد.
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 06:46 م]ـ
وعليكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وإن زدتنا زدناك: d
ـ[أبو طارق]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 12:12 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بك
ونأملك منك ولك دوام النفع والفائدة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 12:41 ص]ـ
وعليكم السلام والرحمة أهلاً بك فصيحاً بين الفصحاء أخي المربد.
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 11:07 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
حيّاك الله (المربد) وبيّاك في الفصيح , وأرجو لك التوفيق.(/)
قصة رؤيا رقيقة بنت نباتة وبلاغتها في قصصها
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 06:58 م]ـ
قصة رؤيا رقيقة بنت نباتة
وبلاغتها في قصصها
حدثونا عن يعقوب بن محمد الزهري عن عبد العزيز بن ربيع وعن أبي حويصة قال تحدث مخرمة بن نوفل أن أمه رقيقة بنت نباتة وكانت لدة عبد المطلب قالة تتابعت على قريش سنون أقحلت الضرع وأرقت العظم فبينا أنا راقدة مهمومة إذا بهاتف صيت بصوت صحل يقول معشر قريش أن هذاالنبي صلى الله عليه وسلم لمبعوث منكم وهذا أبان نجومه فحيَّ هل بالحيا والخصب إلا فانظروا منكم رجلاً طوالاً عظاماً أبيض بضاً أوطف الأهداب سهل الخدين له سنة تدعو إليه وفضل يدل عليه إلا فليدلف إليه من كل بطن رجل إلا ثم ليسنوا من الماء وليلتمسوا الركن وليرتقوا أبا قبيس إلا ثم ليدع الرجل وليؤمن القوم إلا فافعلوا إذا ما شئتم قالت فأصبحت على ذلك مفراة مذعورة قد قب جلدي ووله عقلي فقصصت رؤياي فنمت في شعاب مكة فو الحرمة والحرم أن بقي بها أبطحي إلا قال هذا شيبة الحمد فتتامت عنده قريش وانقض إليه من كل بطن رجل فتسنوا والتمسوا الركن وارتقى أبا قبيس فطفق القوم يدفون حوله ما إن يستوسقهم مهلة حتى قر بذروته واستوكفوا جنابيه ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه وآله وهو يومئذٍ غلام حين أيفع أو هم أو كرب فقام عبد المطلب فقال اللهم ساد الخلة وكاشف الكربة أنت عالم غير معلم ومسؤول غير مبخل وهذه عبداؤك وإماؤك بعذرات حرمك يشكون إليك سنتهم التي أكلت الظلف والخف اللهم وأمطرنا غيثاً مريعاً مغدقاً قالت فما راموا والبيت حتى انفجرت السماء بمائها وكظ الوادي فأسمعهم بثجيجه فسمعت شيخان قريش وجلتها وهي تقول هنيئاً لك أبا البطحاء أي عاش بك أهل البطحاء وفي ذلك تقول رقيقة:
بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا= وقد فقدنا الحيا واجلوذ المطر
فجاد بالماء جون له سيل= فانتعشت به الأنعام والشجر
منّ من الله بالميمون طائره = وخير من بشرت يوماً به مضر
:=
المصدر: بلاغات النساء(/)
كلام نائلة ابنة الفرافصة الكلبية بعد مقتل عثمان رضي الله عنه
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 07:12 م]ـ
لما قتل عثمان بن عفان مكث ثلاثاً ثم دفن ليلاً قال فغدت نائلة ابنة الفرافصة الكلبية زوجته متسلبة في اطمار معها نسوة من قومها وغيرهم إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه فاستقبلت القبلة بوجهها ووجهت إحدى نسوتها تستنهض الناس قال فتقوضت الخلق نحوها وقد سدلت ثوبها على وجهها وألقت كمها على رأسها حتى آذنوها باجتماع الناس فحمدت الله وأثنت عليه وصلت علىالنبي صلى الله عليه وسلم ثم قالت:
عثمان ذو النورين قتل مظلوماً بينكم بعد الاعتذار وإن أعطاكم العتبي معاشر المؤمنة وأهل الملة لا تستنكروا مقامي ولا تستكثروا كلامي فإني حرى عبرى رزئت جليلاً وتذوقت ثكلاً من عثمان بن عفان ثالث الأركان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه في الفضل عند تراجع الناس في الشورى يوم الإرشاد فكان الطبيب المرتضى المختار حتى لم يتقدمه متقدم ولم يشك في فضله متأثم ألقوا إليه الأزمة وخلوه والأمة حين عرفوا له حقه وحمدوا مذاهبه وصدقه فكان واحدهم غير مدافع وخيرتهم غير منازع لا ينكر له حسن الغناء ولا عنه سماح النعماء إذ وصل أجنحة المسلمين حين نهضوا إلى رؤوس أئمة الكفر حيث ركضوا فقلدوه الأمور إذ لم يكن فيهم له نظير فسلك بهم سبيل الهدى وبالنبي وصاحبيه اقتدى مخسئاً للشيطان إلى مداحره مقصياً للعدوان إلى مزاحره تنقشع منه الطواغيت وتزايل عنه المصاليت امتد له الدين واتصل به السبيل المستقيم ولحق الكفر بالأطراف قليل الألآف والأحلاف فتركه حين لا خير في الإسلام في افتتاح البلاد ولا أرى لأهله في تجهيز البعوث فأقام يمدكم بالرأي ويمنعكم بالأدنى يصفح عن مسيئكم في إساءته ويقبل من محسنكم بإحسانه ويكافيكم بماله ضعيف الانتصار منكم قوي المعونة منكم فاستلنتم عريكته حين منحكم محبته وأجركم أرسانكم آمناً جرأتكم وعدوانكم فأراهكموا الحق إخواناً وأراكموه الباطل شيطاناً في عقب سيرة من رأيتموه فظاً وعددتموه غليظاً قهركم منه بالقمع وطاعتكم إياه على الجدع يعاملكم الحنة وتحونكم بالضرب وكان والله أعلم بآدابكم ومصالحكم فلله هو كأن قد نظر في ضمائركم وعرف إعلانكم وسرائركم فحين فقدتم سطوته وأمنتم بطشه ورأيتم أن الطرق قد انشعبت لكم والسبل قد اتصلت بكم ظننتم أن الله يصلح عمل المفسدين فعدوتم عدوة الأعداء وشددتم شدة السفهاء على النقي التقي الخفيف بكتاب الله عز وجل لسان الثقيل عند الله ميزاناً فسفكتم دمه وأنهكتم حرمه واستحللتم منه الحرم الأربع حرمة الإسلام وحرمة الخلافة وحرمة الشهر الحرام وحرمة البلد الحرام فليعلمن الذين سعوا في أمره ودبوا في قتله ومنعونا عن دفنه اللهم ان بئس للظالمين بدلاً وانهم شرُ مكاناً وأضعف جنداً لتتعبدنكم الشبهات ولتفرقن بكم الطرقات ولتذكرن بعدها عثمان ولا عثمان وكيف بسخط الله من بعده وأين كنتم كعثمان ذي النورين منفس الكرب زوج ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه وصاحب البرمد ورومة هيهات والله ما مثله بموجود ولا مثل فعله بمعدود يا هؤلاء إنكم في فتنةٍ عمياء صماء طباق السماء ممتدة الحيران شوهاء العيان في لبسٍ من الأمر قد توزع كل ذي حقٍ حقه ويئس من كل خبرٍ أهله فلهوات الشر فاغرة وآيات السوء كاشرة وعيون الباطل خزر وأهله شزر ولئن نكرتم أمر عثمان وبشعتم الدعة لتنكرن غير ذلك من غيره حين لا ينفعكم عقاب ولا يسمع منكم استعتاب ثم أقبلت بوجهها على قبرالنبي صلى الله عليه وسلم لى الله عليه فقالت اللهم اشهد.
أيا قبرالنبي و صاحبيه = عذيري إن شكوت ضياع ثوبي
فإني لا سبيل فتنفعوني = ولا أيدكم في منع حوبيثم انصرفت باكية مسترجعة وتفرق الناس مع انصرافها.(/)
فائدة
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 07:31 م]ـ
خرج رجل من قريش قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم، فركب البحر، فانكسرت سفينته، فوقع قي جزيرة في أرض لا يرى بها أنيسا، فبينا هو يطوف في تلك الجزيره إذا هو بشيخ كبير مجتمع العلم، فقال: من أنت؟ قلت: رجل من العرب.
قال: من أيّ العرب؟ قلت: رجل من قريش.
قال: بأبي وأمي قريش، وأين مساكنها اليوم؟ قلت: بمكة.
قال: فهل خرج محمد بعد؟ قلت: وما خروج محمد؟ قال: فقص علىّ كيف يكون خروجه، وأخبرني أنه نبي، وأنه سيخرج، فإذا خرج فأتّبعه وقص أمره، ثم قال لي: أعالم أنت بمكة؟ قلت: نعم.
قال: فهل تعرف مكانا يقال له " المطابخ "؟ قلت: نعم.
قال: أفتدري لم سُمِّىَ المطابخ؟ قلت: لا.
فقال: إن جيشين منا تواعدوا للقتال، فنزل أحدهما شرقي الجبل، ونزل الآخر غربيه، فنحرنا فيه الجُزُر من جانبيه جميعا، فسميَ بنا المطابخ.
ثم قال: هل تعرف مكانا بمكة يقال له " القعيقعان "؟ قلت: نعم.
قال: فهل تدري لم سمىَّ قيقعان؟ قلت: لا قال: فإنت لما خرجنا من المطابخ للقتال، فاجتمعنا بذلك الجبل، فاقتتلنا فيه، وقعقعوا السلاح، سميناه قعيقعان.
ثم قال: هل تعرف فيها بقعة يقال لها " فاضِحُ " قلت: أجل، نعم.
قال: فهل تدري لم سمى فاضحا؟ قلت لا.
قال: فإننا تناجزنا، فاقتتلنا قتالا فضح بعضنا بعضا، فسميناه فاضحا.
ثم قال: هل تعرف فيها موضعا يقال له " أَجياد "؟ قال: قلت، نعم.
قال: فهل تدري لم سمى أجيادا؟ قلت: لا.
قال: فإنا لما أتيناه على جريدة خيل، فاقتلعت فيه الخيل، ليست فيها رجّالة، سمى أَجيادا لجياد الخيل.
ثم انصرف عني إلى الروضة.
فقلت: يا عبد الله، سألتني فأخبرتك، فأخبرني، من أنت؟ فألتفت إلي، فقال مجيبا:
كأَن لم يكن بين الحجون إلى الصَّفا ... أَنيس، ولم يسمُر بمكَّة سامرِ
بلى، نحن كنَّا أَهلَها، فأَزالنا ... صروف الَّليالي والجدود العواثُرِ
فظننا أنه الحارث بن مضاض الجرهمي، مدّ له عمره إلى ذلك اليوم؛ وبعضهم يقول، شيخ من جرهم.
ـ[همس الجراح]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 09:22 ص]ـ
هذه لطيفة من اللطائف، جزاك الله خيراً أخي الأحيمرالسعدي.(/)
استئذان
ـ[الباحث المصري]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 08:22 م]ـ
بسم الله وبحمده والصلاة على محمد وآله
كل عام وأنتم بخير
باحث مصري يستأذن في المشاركة في هذا المرج الرائع
تأذنون لي؟
ودمتم لله ولقرآنه ولنبيه موالين
ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 08:45 م]ـ
على الرحب والسعة أخي الكريم فنحن نرحب بأمثالك من الفصحاء، والميدان مفتوح للمشاركة
ـ[أبو طارق]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 11:55 م]ـ
حياك الله أخي الباحث
ومرحبًا بك نافعًا ومنتفعًا
ـ[همس الجراح]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 09:16 ص]ـ
يا سيدي لو زرتنا لرأيتنا= نحن الضيوف وأنت رب المنزل
ـ[الباحث المصري]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 07:22 م]ـ
مشكور أخي محمد على الترحيب
وبارك الله فيك
********************
أبا طارق أخي
ممتن لترحيبك
ودمت طارقا بكل خير
**************
أخي همس الجراح
مجرد اسمك يكفيني
مشكور على المرور
******************
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 08:13 م]ـ
اهلا وسهى بك في الفصيح نافعا ومنتفعا اخي الباحث.
ـ[الجوهر الفرد]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 09:47 م]ـ
حيّاك وبيّاك
... مرحبا: حللتم أهلا ونزلتم سهلا.
...... لو ضاقت البيوت فالأبيات ما تضيق، وكذلك صدورنا، لاسيما إن كان القادم إليها ممن يزداد برأيهم المنتدى فسحة؛ أمثالكم أخي الباحث المصري.
ـ[الباحث المصري]ــــــــ[02 - 10 - 2007, 02:37 ص]ـ
أخي أحمد الغنام
بارك الله فيك
ودمت غانما لكل خير
*********************
أخي صاحب التسمية الرائعة الجوهر الفرد
بارك الله فيك
ودمت متألقا بضياء جواهر إيمانك(/)
قال العلماء
ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 09:25 م]ـ
قال العلماء: "ليست هيبة الشيخ لشيبته ولا لسنه ولا لشخصه، ولكن لكمال عقله، والعاقل هو المهيب؛ ولو رأيت شخصاً جمع جميع الخصال وعدم العقل لما هبته "
من بغية الوعاة (1/ 121)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 09:38 م]ـ
كالنحل تطوف بنا على فرائد اللغة وطرائفها فبارك الله فيك أخي محمد سعد.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 12:01 ص]ـ
ألم تر أن العقل زين لأهله = ولكن تمام العقل طول التجارب
وقال آخر:
إذا طال عمر المرء في غير آفة = أفادت له الأيام في كَرِّها عقلا
وقال حكيم إذا عقلك عقلك عما لا يعنيك فأنت عاقل. ويقال لا شرف إلا شرف العقل ولا غنى إلا غنى النفس. وقيل يعيش العاقل بعقله حيث كان كما يعيش الأسد بقوته حيث كان، ويقول الشاعر:
إذا لم يكن للمرء عقل فإنه = وإن كان ذا بيت على الناس هينوقالوا العاقل لا تبطره المنزلة كالجبل لا يتزعزع وإن اشتدت الريح، والجاهل تبطره أدنى منزلة كالشجيرات تحركها أدنى ريح. منقول
سلمت أستاذنا الحبيب
ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 12:12 ص]ـ
سلمت أخي أبا طارق، تعليقاتك تحث على العمل والبحث في المفيد، دمت سالمًا(/)
علماء آثروا العلم على الزواج
ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 09:30 م]ـ
العلماء العزاب اللذين آثروا العلم على الزواج
1. أحمد بن عباس المساميري الشافعي (699 هـ) لم يتزوج إلى أن مات.
2. سعد بن خليل الرومي المرزباني (814 هـ) لم يتزوج كذلك.
3.سعدون بن إسماعيل الجذاميّ (295هـ) لم يتزوج ولاتسرى ولا اشتغل بشئ من الدنيا.
4.عبدالله بن أحمد الخشاب (567هـ) لم يتزوج ولاتسّرى.
5.على بن سيف اللواتي الأبياري (814هـ) لم يتزوج.
6.على بن محمد بن خروف الأندلسي (609 أو 605 أو606 أو 610هـ) لم يتزوج قط.
7.القاسم بن عبد الرحمن الأوسي المالقي (575 هـ) لم يعرف له قط في شبيبته صبوة، ولا اتخذ أهلاً، ولا سمعت منه هفوة.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 09:36 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد على الموضوع القديم الجديد في المنتدى وهناك كتاب بهذا المعنى للشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 10:11 م]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد، ومن علمكم نستفيد
ـ[أبو طارق]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 11:42 م]ـ
سلمت أناملك على نقولاتك الطيبة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 11:51 م]ـ
وأنا أشكر لك هذا المرور الذي يعطر ما أكتب، دمت سالمًا
ـ[همس الجراح]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 09:19 ص]ـ
كتاب الشيخ المرحوم عبد الفتاح أبو غدة عنوانه " العلماء العزاب "
شكر الله الأستاذ محمد سعد يتحفنا دائماً بأطاييب الأفكار
ـ[أبو سارة]ــــــــ[02 - 10 - 2007, 03:35 ص]ـ
ومن العلماء العزاب أيضا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
ولكن .. ألا يعد ذلك من التبتل المنهي عنه؟ أم أن الظروف أجبرتهم على ذلك؟
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[02 - 10 - 2007, 05:22 ص]ـ
ومن الإنصاف أن نقول إن الزوجة الصالحة المتعلمة وكذا الزوج الصالح المتعلم خير معين على العلم لقرينه وهذا ظاهر للعيان مشاهد للجميع
في مضمار الرسائل الجامعية كثيرا ما نرى نماذج مشرقة مشرّفة من التعاون بين الزوجين في تهيئة الجو والمساعدة على البحث والطباعة وكثير جدا من الأعمال البحثية التي تذكر لهم فتشكر.
يحدث أحدهم أنه ذهب ثلاث مرات لأسبانيا لجلب وثائق لزوجته الباحثة في مرحلة الدكتوراه في تاريخ الأندلس.
وأخرى قامت بطباعة رسالة زوجها في الحاسب الآلي، وغير ذلك.
ـ[همس الجراح]ــــــــ[03 - 10 - 2007, 05:33 م]ـ
لنا من رسولنا صلى الله عليه وسلم قوله في حديث الثلاثة الذين جاءوا يسألون عن حياته في بيته أنْ قال: " أما أنا فـ .... وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني ".
ومن عزف عن الزواج من العلماء فلهم ظروفهم التي منعتهم من الزواج، وحاشا أن يرغبوا عن سنة رسول الله ابتداء وهم الدعاة إليها المنافحون عنها.
ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 10 - 2007, 09:38 ص]ـ
شكر الله لكم أيها الكرام.
ومن أشهر النحاة العزاب: أبو حيان الغرناطي، رحمه الله، صاحب "البحر المحيط"، عصري شيخ الإسلام، رحمه الله، فهما من أشهر عزاب زمانهم!!!!، وقد عمر لبعد التسعين، إن لم تخني الذاكرة، ولم يتزوج مع يساره.
وكثير من المؤلفين يكتب في مقدمة مؤلفاته مشيدا بجهد زوجه في إعداد مادة البحث أو الكتاب، فهي نعم الزوج، تأمينا على كلام أستاذنا "الزمخشري".
وأحيانا تكون الزوجة: "نقمة وبلاء" يثاب العالم على صبره على سوء خلقها، ومن أشهر أمثلة هذا الصنف: زوج ابن أبي زيد القيرواني، رحمه الله، علم المالكية، رحمهم الله، في زمانه، الملقب بـ: "مالك الصغير"، صاحب: "الرسالة" الشهيرة في الفقه المالكي، فقد أثر عن زوجه سوء خلقها وكثرة إهانتها له، مع كونه مهيبا جليلا بين أقرانه وطلابه، فلما سئل عن ذلك أجاب بأنها ابنة شيخه الأثير، فصبره عليها وفاء له وحفظ له في ابنته بعد موته، فأكرم بهذا صلة لرحم الشيخ والمؤدب، ولم تكن علوم السلف حروفا تسطر، وإنما كانت أعمالا تُؤثَر، فمن ابتلي بزوج من هذا الطراز فله في "مالك الصغير" خير عزاء!!!!.
والله أعلى وأعلم.
ـ[معروفي]ــــــــ[07 - 10 - 2007, 09:32 م]ـ
كتاب الشيخ أبي غدة رحمه الله تعالى من أرقى الكتب التي قرأتها في حياتي في هذا
الموضوع، و قد لخصته كاملاً من شدة تعلقي به، فجزاه الله تعالى خير الجزاء.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 03:29 ص]ـ
الذي أعرفه أن عبدالفتاح أبو غدة من تلاميذ زاهد الكوثري.
عبدالفتاح حاول أن ينال من الشيخ ناصر الدين الألباني بكل مايقدر عليه من تأليب الناس والحكومات، وقد رد عليه الألباني في كتاب طبع عام 1395 هـ بعنوان: (كشف النقاب عمَّا في كلمات أبي غدة من الأباطيل والافتراءات) وصفه الألباني بأنه: أفاك أثيم
وعقب على بعض أقول أبي غدة بقوله: في هذا الكلام من الكذب والضلال ما لا يصدقه إنسانٌ يحترم دينه وعقله، بل يحترم إخوانه وأصدقاءه ...
ولايتورع أن يصفه وعلماء السعودية بالوهاببين يريد التنفير لاغير، لكنه لم يترك وقد رد عليه الألباني في الكتاب المذكور وبين أباطيله وتناوله في مقدمة شرح العقيدة الطحاوية، ولايحيق المكر السيئ إلا بأهله.
ومن شاء الزيادة فما عليه إلا أن يبحث بمحركات البحث ليرى العجب العجاب، وهذا شيء http://www.daawah.net/articles/56.html من أشياء.
وإن عالما مهما كانت مكانته يقع في الشيخ الألباني وعلماء السنة الأفاضل فصفة العلم فيه نقيصة.
والله لا أحب أن أذكر مثل هذه التوضيحات،لكن حق علمائنا علينا دين لانفارقه ماحيينا.
وليعذرني من يخالفني،ولعل المشرف الكريم ينقح الموضوع ويرفع عنه الزيادات التي أوجبت هذا التبيين،وحينها لا بأس بحذف مشاركتي.
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عذب]ــــــــ[14 - 10 - 2007, 10:08 ص]ـ
السلام عليكم
شكرا للأخ محمد على هذا الموضوع الطيب.
و لكن، أليس ذلك بمخالف للهدي النبوي؟ طبعا لأولئك العلماء ظروفهم، و لكنني كثيرا ما تساءلت عن ذلك.
أخي أبا سارة، جزاك الله خيرا على توضيحك و إنصافك للشيخ ناصر الدين الألباني، رحمة الله عليه.
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 10 - 2007, 09:20 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخي: عذب
كثيرا ما يخطر ببالي، كلام لشيخ الإسلام، رحمه الله، يتعلق بأي مخالفة للسنة يقع فيها عالم أو عابد، كمن يدعو بدعاء مبتدع أو يسلك سبيلا مخالفا للسنة، اعتقادا أو عملا أو سلوكا، ومع ذلك يعتذر أئمة أهل السنة له بـ: قيام نية خالصة في قلبه، غفرت له بعينه هذه المخالفة، بل ربما أثيب بنيته الصالحة مع مخالفة عمله للسنة، فيأتي الأتباع والمعجبون فيظنون أن دعاء هذا العابد بهذا الدعاء المخالف للسنة هو في أصله مشروع، فكل من دعا به، فهو مأجور، فيقلدونه في الصورة دون أن يقوم بقلوبهم ما قام بقلبه من النية الخالصة، فيكون العمل في حقه محمودا، لا لذاته، فهو مخالف للسنة على كل حال سواء أقام به عالم أم عامي، وإنما لأمر خارج هو نيته الخالصة، ويكون في حقهم مذموما لأنهم لم يقلدوا إلا الصورة، فلا نية تشفع لهم كما شفعت له، وإنما محض تقليد، فلان دعا بهذا الدعاء فحصل له من الكرامات كذا وكذا: إذن الدعاء مشروع مستحب دون النظر لأي قرائن خارجية احتفت به.
وكذا الحال في مسألة عدم الزواج:
فمن التمس لهم العذر بانشغالهم بطلب العلم ونشره ووضع التصانيف والذب عن السنة ........... إلخ من الوظائف الجليلة، كما هو حال أمثال ابن تيمية والنووي، رحمهما الله، فقد انتهى الأمر بالنسبة له، فلا يلزم من تركهم الزواج لظروف طارئة أن متابعتهم في ذلك أمر محمود، لمجرد أنهم أئمة يقتدى بهم، دون النظر في القرائن الخارجية التي احتفت بهذا الأمر، والاقتداء بصاحب الشريعة صلى الله عليه وعلى آله وسلم أولى وأولى، ولا حجة من قياس أو رأي أو فعل صحابي أو تابعي أو إمام يقتدى به تصمد أمام قوله، فقوله شرع متبع.
ولو فرض أن بعضهم ترك الزواج مع قدرته على أعبائه، لأنه تأول فرأى أن الزواج سيشغله عما هو أهم، فإن ذلك ينزل منزلة العابد الذي يدعو دعاء هو في نفسه مخالف للسنة، ولكن تقوم بقلبه النية الخالصة التي تجبر هذا النقص في عمله، على التفصيل السابق، فلا يأتي من بعده ليقول: لي أسوة في فلان وفلان في ترك الزواج، لأنه لا أسوة في فعل مخالف للسنة، قلد فيه المقلد الصورة الظاهرة دون النية الباطنة، وأحكام الشريعة عامة، تشمل عموم المكلفين، فالزواج محمدة في حق كل مكلف قادر عليه، ولكن قد توجد بعض الصور التي لا يقاس عليها، لأنها نادرة، والنادر لا حكم له، يكون فيها عدم الزواج في حق الرجل أو المرأة أفضل، فربما صرفه عما هو أهم، وربما منعه الله، عز وجل، نعمة المنكح، صيانة له عن نكاح امرأة تقعده عن الطاعة، والعكس، فتكون المصلحة في عدم الزواج، وهذا، كما سبق أمر غير مطرد فلا يقاس عليه وإلا لما تزوج أحد أصلا خوفا من زوجة أو زوج يعيق السير إلى الله، عز وجل، وإنما هو مما يتصبر به العزاب أمثالي في هذا العصر الذي يغني حاله عن مقاله، فلنا في أولئك أسوة: في الصبر لا في ذات الفعل!!!!!
وإلى الله المشتكى.
وقد أحسن من قال:
دعوا كل قول لقول محمد ******* فما آمن في دينه كمخاطر
فالخير، كل الخير، في اتباع قول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفعله، فاتباع المعصوم عصمة.
والله أعلى وأعلم.
ـ[الاثري البهجاتي]ــــــــ[20 - 10 - 2007, 01:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قال الامام مالك -رحمه الله- عن محمد بن اسحاق-رحمه الله - (صاحب السيرة) -أنه دجال من الدجالين
وابو محمد بن حزم -رحمه الله-قال عن الترمذي -رحمه الله-ومن محمد بن سورة هذا يعني الترمذي
أعيذك بالله أن تعقد الولاء على شخص
فمن سب أو انتقص من علم شيخنا الالباني -رحمه الله-أو جرحه أو أقذعه الشيخ بالسباب فقد خلع ربقة أهل السنة من عنقه
أما أن تجرح في الدعاة والمشايخ فلا وألف لا الا بوجود خلل في منهج الشيخ نفسه وتقارن منهج الشيخ باصول اهل السنه فما وافق وماخالف كل بقدره
والسلام والله المستعان(/)
وفاة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن المسند
ـ[تميم الداري]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 08:28 م]ـ
:::
http://www.sabq.org/inf/newsm/3370.jpg
انتقل إلى رحمة الله تعالى فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن المسند قبل
ظهر هذا اليوم الإثنين الموافق 19/ 9/1428هـ، وسيصلى عليه بعد صلاة
العصر غداً الثلاثاء بمسجد الراجحي في حي الربوة.
كان المسند محباً للخير وعالماً من علماء السعودية ومنذ صغرنا ونحن نتابع
الشيخ وبرامجه
نتقدم بالعزاء لأبنائه الدكتور عمر والدكتور عثمان والأستاذ علي وبقية الأبناء
والبنات ولعموم أسرة آل مسند في الرياض والقصيم وبقية مناطق المملكة.
إنا لله وإنا إليه راجعون
هنا خبر وفاته ( http://www.sabq.org/inf/news.php?action=show&id=3370)
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 09:27 م]ـ
إنالله وإنا إليه راجعون غفرالله للشيخ ورحمه وأسكنه فسيح جناته وجمعنا به في الفردوس الأعلى فقد كان من علماءنا الذين نحبهم ونجلهم وكان له في القلوب مكانة خصه الرحمن بها ومامن أحد إلا ويثني على الشيخ
رحمه الله رحمة واسعه وإنالله وإنا إليه راجعون
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 10:08 م]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة وغفر له وأدخله الجنة بمنه وكرمه آمين آمين.
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 11:08 م]ـ
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} الأنبياء35
إنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم اغفر له ,وارحمه, واجعل الفردوس الأعلى مثواه, واجزه خيرًا عن الإسلام والمسلمين؛ فقد كان ـ وما شهدنا إلا بما علمنا ـ ناصحًا لأمته, محبوبًا في خلقك ,عالمًا عاملًا في سبيل دينك.
وعظم اللهم أجرأهله وذويه, وألهمهم الصبر والسلوان.
جزاك الله خيرًا.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[02 - 10 - 2007, 12:40 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
نسأل الله له الرحمة والمغفرة والعتق من النيران
ـ[ايام العمر]ــــــــ[02 - 10 - 2007, 01:50 ص]ـ
رحمه الله،وأسكنه فسيح جناته.
إننا والله نحبه،ونحب برامجه،ولطف أسلوبه.
غفر الله له،أسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
ـ[همس الجراح]ــــــــ[03 - 10 - 2007, 05:35 م]ـ
اللهم ارحمه رحمة واسعة، ووسّع مدخله، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقّه من الخطايا كما يُنَقى الثوب الأبيض من الدنس.
وارحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه.
ـ[نسيبة]ــــــــ[03 - 10 - 2007, 06:44 م]ـ
إنّا لله و إنّا إليه راجعون
رحم الله الشيخ الجليل رحمة واسعة و أسكنه فسيح جنّاته مع الشهداء و الصّدّيقين.
آمين.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[04 - 10 - 2007, 03:22 ص]ـ
اللهم عوضه الجنة
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[04 - 10 - 2007, 04:21 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته.(/)
أهمية اللغة العربية
ـ[أبو محمد عبدالله]ــــــــ[02 - 10 - 2007, 03:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد فإن من ألطاف الله تعالى ونعمته ورحمته أن جعل للناس لسانا يتفاهمون به، فإن الناس يحتاج بعضهم لبعض ولا يمكن أن يقوم أحد منهم بحاجته دون بعض، ولا يمكن أن يستقل منهم إنسان بقضاء أموره ولا بأداء مهماته إلا إذا وجد من يساعده على ذلك، ومن هنا احتاجوا إلى التفاهم فيما بينهم والتعارف، فجعل الله لهم وسائل للتعارف ومن أعظمها الأنساب حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} وجعل لهم وسائل للتفاهم وأعظمها اللغات ولهذا ربط الله بين الألوان واللغات وبين خلق السماوات والأرض في قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} فالبشر لا يمكن أن يتفاهموا إلا عن طريق وسائل الحس، إلا عن طريق الحواس الخمس، لأن وسائل العلم لدى الإنسان ثلاثة، هي العقل والروح والحس، فالعقل لا يمكن أن يتفاهم الناس عن طريقه لأنه من الأمور المعنوية غير الحسية، والأرواح كذلك يمكن بها التعارف لكن لا يمكن بها التفاهم، ولهذا حصل التعارف بينها في عالم الذر كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري تعليقا في الصحيح وأخرجه مسلم مسندا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف» لكن التفاهم إنما يتم عن طريق إحدى هذه الحواس، وهذه الحواس مدركاتها هي المسموعات والمبصرات والملموسات والمشمومات والمذوقات، وقد جعل الله تعالى أصناف الحيوان تتفاهم عن طريق هذه الوسائل، فمن الحيوانات ما يتفاهم عن طريق إفراز رائحة يحصل بها التفاهم والتعارف بفطرة الله لها على ذلك، كالنحل وغيره من الحيوانات، ومنها ما يمكن تفاهمه عن طريق السمع وما يمكن تفاهمه عن طريق البصر بالإشارات والحركات وما يمكن تفاهمه عن طريق اللمس، لكن الذوق لا يمكن أن يحصل التفاهم عن طريقه لأن الطعوم محصورة وقد صرح العلماء بأن أنواع الطعوم خمسة هي الحلاوة والمرارة والمزية والملحية والتفاهة، فهذه خمس هي أصل الطعوم كلها، أما المرئيات والمشاهدات وكذلك المسموعات فهي كثيرة جدا يمكن التفاهم عن طريقها، وبهذا تخلص لنا جارحتان للتفاهم فيما بين الإنسان، فالتفاهم بين بني آدم لا يتم إلا عن طريق السمع أو عن طريق البصر، أما عن طريق السمع فإنهم بالإمكان أن يسمعوا الكلام، وأما عن طريق البصر فإنهم بالإمكان أن يقرءوا الكتابة أو أن يفهموا الإشارات، وهاتان الوسيلتان يمكن أن تفيا بمقصود الإنسان، لكن جعل الله بعض بني آدم عميا وجعل بعضهم صما، فالعميان لا يمكن أن يتفاهموا عن طريق البصر مع غيرهم، والصم لا يمكن أن يتفاهموا عن طريق السمع مع غيرهم، فبقي التوازن بين هاتين الحاستين، لكنه جعل الزمن أيضا مقسوما بين ليل ونهار، وقد محا الله آية الليل وجعل آية النهار مبصرة، وبذلك ازدادت نسبة العميان في البشر بوجود الليل، فكان إذا التفاهم عن طريق السمع أقوى وأوسع من التفاهم عن طريق البصر، ومن هنا جعل الله هذه اللغات هي أساس التفاهم بين الناس، وقد علم آدم الأسماء كلها كما أخبر بذلك في كتابه: {وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}، وهذا التعليم اختلف فيه الناس هل كان عن طريق الوحي والتوقيف، أو كان عن طريق الإلهام والإلقاء، وكل ذلك ممكن والله سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء، لكن اتفق الناس على أن ما يتجدد من دلالات الألفاظ وما يطرأ من المجازات إنما هو عن طريق الإلهام ويضع الله القبول على بعض المصطلحات فتشيع بين الناس، ومن هنا فكل جديد يطلق الناس عليه عدة أسماء باعتبار أذواقهم، ولكنه سيثبت له اسم واحد يضع الله عليه القبول بين غيره من الأسماء، عندما صنع أول جهاز كمبيوتر في الولايات المتحدة في جامعة بنسلفانيا سمي في البداية
(يُتْبَعُ)
(/)
النظامة ثم سمي الرتابة ثم سمي الحاسوب ثم سمي بالحاسب الآلي ثم سمي بعد ذلك بالعقل الإلكتروني وهذه أسماء كثيرة كلها لبعض وظائف هذه الآلة المحدثة، لكن بتطور الزمان وبتطور الدلالات لا بد أن يثبت اسم واحد لهذه الآلة يكون اسما عالميا مشهورا، وكذلك لما طرأت آلة الفاكس للإرسال الكتابي عن طريق الاتصالات الهاتفية، إما عن طريق الكابلات أو عن طريق الأقمار الصناعية أو عن طريق الألياف الزجاجية سميت في البداية كذلك بالناقل، ثم سميت كذلك بالهاتف الكاتب، ثم سميت بعد ذلك بالكاتوب، وغيرها من المصطلحات فبتطور الزمن سيختار اسم واحد يضع الله عليه القبول وينتشر بين الناس، لا شك أن البشر متنوعون في الأذواق وفي البيئة وفي أنماط الحياة وبسبب ذلك تنوعت لغاتهم واختلفت، وقد نص العلماء على أن الله تعالى علم آدم اثنتين وسبعين لغة وهي أصول لغات العالم، وهذه اللغات تنطلق إلى سلالات، سلالات لغوية أصلها أربع فقط ومنها تتشعب بقية اللغات كلها حتى تصل إلى العد الموجود اليوم، ففي الهند وحدها 450 لغة، في دولة وحدة في الهند وحدها، وهذه اللغات بعضها يكون مشتقا من بعض بالتداخل، كحال اللغة الفارسية مع اللغة البشتونية، واللغة الأردية مع الفارسية ومع العربية، واللغة التركية كذلك مع اللغة العربية في التداخل في كثير من المفردات، وكذلك فإن بعض اللغات يكون قابلا للتطور بسرعة هائلة، فيتجدد، تتجدد دلالاته ومصطلحاته ومن ذلك اللغة الإنجليزية، واللغة الفرنسية إلى حد ما، فإن ألفاظها تتناقل وتتجدد ومن هنا فنسبة عشر بالمائة من اللغة الفرنسية هو من الكلمات المنقولة إما من اللغة الإغريقية أو من اللغة الرومانية أو غيرها من اللغات حتى من اللغة العربية، لكن هذه اللغات سواء كانت توقيفية أو كانت إلهامية فإن كل ذلك يرجع إلى الاختيار الرباني والاصطفاء الإلهي والقبول الذي يضعه الله على الكلمات حتى تتناسب مع الأذواق، فالحسن والقبح بمعنى ملاءمة الطبع ومنافرته ووصف الكمال والنقص أمر عقلي، وبمعنى ترتب الثواب والعقاب عاجلا أو آجلا أمر شرعي، ومن هنا قد حصل الخلاف بين أهل السنة والمعتزلة فيما يتعلق بالتحسين والتقبيح، والخلاف ينبغي أن يكون لفظيا لأن الحسن والقبح بمعنى ملاءمة الطبع ومنافرته لا شك أن هذا راجع إلى العقل، أما الحسن والقبح بمعنى ترتب الثواب والعقاب فهذا شرعي قطعا لا بد فيه من وحي، فالخلاف إذن يمكن أن يرجع إلى خلاف لفظي ولا تترتب عليه أحكام كثيرة، وإذا كان الأمر كذلك وكان الأمر راجعا إلى أن الله سبحانه وتعالى يضع القبول على بعض الكلمات فتناسب أذواق أكبر حد من البشر، فإن هذه اللغة العربية قد اصطفاها الله على غيرها من اللغات، وشرفها على غيرها من اللغات، وتكلم بها سبحانه وتعالى بهذا القرآن الذي تحدى به الثقلين الإنس والجن أن يأتوا بسورة من مثله، فأقصر سورة في كتاب الله هي سورة الكوثر، وهي ثلاث آيات وقد تحدى الله الثقلين الإنس والجن على مر الدهور منذ أنزلت هذه السورة بمكة أن يأتوا بسورة من مثلها، قدر ثلاث آيات فقط، وإلى الآن جاء كثير من المحاولات الفاشلة وباءت كلها بالفشل، بل إن تلك المحاولات إذا سمع العقلاء بعضها ضحكوا واشتد هزؤهم منه كمحاولات مسيلمة الكذاب فهي غاية في السخافة وعدم الانسجام وذلك أنه اتجه إلى اتجاه واحد وهو تركيب الألفاظ دون النظر إلى الإعجاز المعنوي والإعجاز العلمي والإعجاز التشريعي وغيرها من أنواع الإعجاز التي جعلها الله في القرآن، إذن اختيار هذه اللغة هو اختيار رباني بوحي من عند الله سبحانه وتعالى واصطفاء منه لا معقب لحكمه، {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} ولو جاء الناس فصوتوا وجاءت أغلبيتهم على رفض هذه اللغة فإن ذلك لا يقلل نفوذها ولا يقلل القبول الذي جعل الله عليها، لأنه اصطفاء من عند الله لا يستطيع الناس رفضه ولا تجاهله، ومن هنا فإن الغربيين الذين يفخرون بلغاتهم ويزعمونها اللغات العالمية المسايرة لتطور العالم لا يزال فيهم من مثقفيهم وقادتهم وعلمائهم من يتخصص في دراسة اللغة العربية ويخصص وقته لها، وفي العصر الماضي اشتهر عدد كبير من هؤلاء مثل بروكلمان ومثل يوسف شخت وغيرهما من كبار المستشرقين الذين عنوا باللغة العربية ونشروا كثيرا من مخطوطاتها ودرسوها وحفظوا كثيرا من
(يُتْبَعُ)
(/)
أشعار العرب، وصرح كثير منهم بأن هذه اللغة لا تعدلها أية لغة، وأذكر أننا في العام الماضي قابلنا أحد المشتشرقين الكبار في جامعة في استكتلاند في شمال بريطانيا فذكر أنه قد خلد شهادته بأن اللغة العربية لا تعدلها لغة ولا تساويها في السمو والارتقاء، ولا في الذوق ولا في الاتساع، وأنه كتب هذه الشهادة في جامعته وخلدها قبل ثلاثين سنة، وهذا كلام الأعداء، \"والحق ما شهدت به الأعداء\".
إننا في بحثنا في أهمية أي شيء ننظر فيه من ناحية الحكم الشرعي ثم من ناحية الفائدة والمصلحة للبشرية، فلنبدأ أولا بحكم الشرع في لغة العرب وتعلمها، فنقول إن الله سبحانه وتعالى قد فرض على كل من آمن به تعلم جزء من العربية، وبهذا تكون العربية فرض عين على كل إنسان بقدر ما يقيم به ألفاظ الفاتحة وبقدر ما يقيم به التكبير والتسميع والسلام في الصلاة فهذا القدر من العربية فرض عين على كل مسلم، ولا يسع مسلما جهله، وهذا القدر اختلف الناس في تحديده، لأن الله تعالى يقول في كتابه {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} والناس تتباين رؤاهم في تحديد هذا القدر الذي هو أقل ما يخاطب به الإنسان من تعلم العربية، فقال قوم: لا بد أن يصل إلى مستوى يفهم به ألفاظ الفاتحة وألفاظ التشهد وألفاظ الدعاء المأمور به على سبيل الوجوب، وكذلك ألفاظ الأذكار التي تجب مرة في العمر كالهيللة والاستغفار والتسبيح والتحميد وغير ذلك، فيجب عليه أن يتعلم معانيها بالعربية، وهذا القول هو الراجح، ومن القائلين به مالك والأوزاعي وسفيان الثوري وغيرهم من كبار علماء السلف، فرأوا أنه يجب على الإنسان المسلم أن يتعلم معاني هذه الكلمات لأنه لو قال: لا إله إلا الله دون أن يفقه معناها فيمكن أن تلقن هذه الكلمة لأي إنسان ولا يلزم بمقتضياتها، ولذلك فإن شهادة أن لا إله إلا الله كما ذكرنا من قبل لها أربع مقتضيات، من لم يحقق هذه المقتضيات الأربع ليس شاهدا أن لا إله إلا الله، فالمقتضى الأول، هو العلم بمعناها، العلم أن لا إله إلا الله، أن يعلم الإنسان ذلك في نفسه، والمقتضى الثاني هو مقتضى القول أن ينطق بذلك لأنها مشروطة على القادرين لا يدخل الإنسان الإيمان وهو قادر على النطق إلا إذا نطق بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، المقتضى الثالث أن يلتزم بحقوقها التي يقاتل عليها من تركها، «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإذا قالوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها» فهذه حقوق لا إله إلا الله، المقتضى الرابع هو الإلزام بها، أن يسعى الإنسان لنشر لا إله إلا الله وتوسيع دائرة القائلين بها وإلزام الناس بها، فهذه المقتضيات الأربع هي مقتضيات شهادة أن لا إله إلا الله، وقد توسع بعض المتأخرين من المتكلمين في هذا الباب فقد ذكر عليش في شرحه لـ\"أم البراهين\" في العقائد الأشعرية للسنوسي أن من لم يفهم ما تتناوله شهادة أن لا إله إلا الله من العقائد وهو خمس وستون عقيدة على مقتضى عد المتكلمين فإنه لم يؤد مقتضياتها، وهذا تشدد ومبالغة لا محالة، ولكنه يدلنا على أهمية فهم شهادة أن لا إله إلا الله، إذا كان بعض أهل العلم يرون أنك إذا لم تحقق مقتضياتها جميعا وهي خمس وستون عقيدة فمعنى ذلك أنك لم تفهمها فهذا يدلنا على أهمية تعلم اللغة التي تفهم بها معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ثم بعد ذلك إن الذي يدعو وهو لا يفهم ما يدعو به، أو يثني على الله وهو لا يفهم معنى ما يثني به لا يمكن أن ينال أجر ما يقول لأن الصلاة قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: «وإن الرجل ليصلي الصلاة وما كتب له نصفها ثلثها ربعها حتى انتهى إلى العشر» لأنه لا يكتب له منها إلا ما عقل ووعى، ومن هنا فإن على الإنسان أن يتفهم ويتدبر ما يقول، ولهذا قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} وقال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} وهذا الخطاب ليس للعرب وحدهم، بل لجميع من آمن بهذا القرآن ونحن مع القول الأول المسهل الذي يقتضي أقل نسبة وهي ما يكون الإنسان به فاهما لمقتضى ما يقول من شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول
(يُتْبَعُ)
(/)
الله، ومحبا لما سوى ذلك وعالما أنه كلام الله ومصدقا به على سبيل الإجمال لا على سبيل التفصيل فهذا القول لا شك أسهل وأيسر وهو الراجح من ناحية الاستدلال، لكن مع هذا لا نهمل الأقوال الأخرى ولا نعتدي على أقوال أهل العلم، فلهذا لا بد أن يعلم كل إنسان أن من واجباته العينية أن يتعلم جزءا من العربية يفهم به معنى شهادة أن لا إله إلا الله ويقيم به حروف الفاتحة، ويقيم به حروف ألفاظ التعبدات في الصلاة وغيرها من الواجبات العينية، فهذا القدر لا خلاف في وجوبه، المرتبة الثانية هي ما يتعلق بفروض الكفايات من العربية، فقد افترض الله على المسلمين تعلم علوم العربية فرض كفاية إذا قام به من يحصل به إقامة الحجة على الناس كفى ذلك، وهذا داخل في عموم قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ} فلا يمكن أن يكون الإنسان شاهدا لله إذا لم يكن فاهما لما يشهد به، لأن العلم شرط في الشهادة لقول الله تعالى: {وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ} ولقوله تعالى: {إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}، وفي حديث ابن عباس الذي أخرجه البيهقي في السنن بإسناد فيه ضعف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أترى الشمس إذا طلعت؟ » قال: نعم، قال: «على مثلها فاشهد أو دع»، ومن هنا فلا يمكن أن يشهد الشاهد بما لا يعلمه ولا يفهمه، لا بد أن يكون الإنسان فاهما لما يشهد به حتى تقبل شهادته على ذلك، والله تعالى جعل هذه الأمة شهداء على الناس كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} ولا يمكن أن تتم الشهادة على الناس إذا كنت لا تفهم ما تشهد به، والناس لم تجد وسيلة للاطلاع على أحوالهم وما كذبوا به أنبياءهم إلا القرآن، والقرآن بلسان عربي مبين، فإذا لم تفهم هذا فلا يمكن أن تكون شاهدا على الناس، إذا جاء نوح يوم القيامة يخاصمه قومه فقالوا: ما جاءنا من بشير ولا نذير، فقال: بلى قد مكثت فيكم ألف سنة إلا خمسين عاما، فيقال: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، إذا كنت أنت لا تفهم الآيات التي جاءت في قصة نوح فلا يمكن أن تكون من الشهداء على هذا لأن الشهادة من شرطها العلم، وفروض الكفاية في اللغة العربية هي بتعلم علومها الأساسية، وعلومها الأساسية هي أربعة عشر علما داخلة كلها في فروض الكفاية، إذا لم يكن في الأمة من يعلمها حصل الإثم على أفرادها جميعا، وإذا كان فيها في كل بلد من يعلم هذه العلوم بقدر رد الشبهات وإجابة الأسئلة المتعلقة بالقرآن والسنة سقط الإثم عن الجميع وفرض الكفاية قد اختلف العلماء هل هو أفضل أم فرض العين، ولذلك قال السيوطي رحمه الله في الكوكب الساطع:
فرض الكفاية مهم يقصد
وذهب الأستاذ والجويني
وهو على كل رأى الجمهور
فقيل مبهم وقيل عينا
ونظر عن فاعل يجرد
ونجله يفضل فرض العين
والقول بالبعض هو المنصور
وقيل من قام به ووهنا
فعلى هذا هذه العلوم الأربعة عشر لا بد أن يكون في كل حاضرة من حواضر المسلمين من يعرف منها ما يرد به الشبهات ويجيب به الاختلافات التي يوردها الناس على الكتاب والسنة، وهذه العلوم هي علم النحو الذي هو أقدمها وأشرفها، ومرجعه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فهو واضعه حيث كتب لأبي الأسود الدؤلي رحمه الله كتابه، وكان منطلق هذا العلم، وهذا العلم به إقامة الكلم ومعرفة التركيب كما قال ابن مالك رحمه الله في كافيته:
وبعد فالنحو صلاح الألسنه
والنفس إن تعدم سناه في سنه
فمن لم يعرفه لا يمكن أن يفهم {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ولا أن يفهم \"لا إله إلا الله\" ولذلك من لا يعرف جزئياته ويستطيع إجابة مسائله لا يمكن أن يفتي الناس في كثير من مسائلهم الفقهية، ولذلك حصلت مسألة في تاريخ هذه الأمة عجيبة عرضت على عدد من كبار أهل العلم فأحجم عنها أكثرهم حتى جاء أهل اللغة وهم الذين استطاعوا أن يحلوا إشكالها، وذلك في قول الشاعر:
فأنت طلاق والطلاق عزيمة
ثلاث ومن يخرق أعق وأشأم
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا البيت يمكن أن يقرأ على أوجه متعددة، فأنت طلاق والطلاق عزيمةً ثلاثٌ أو فأنت طلاق والطلاق عزيمةٌ ثلاثاً ومن يخرق أعق وأشأم، ويختلف المعنى ويختلف الحكم الفقهي باختلاف الشكل، فإذا قال: فأنت طلاق والطلاق عزيمةً ثلاثٌ فإنه لا يلزم إلا طلقة واحدة، وإذا قال: فأنت طلاق والطلاق عزيمةٌ ثلاثا فإن ذلك ملزم لثلاث طلقات، ولذلك فمثل هذا كثير، وقد حصل للقرافي رحمه الله في قول الشاعر:
ما يقول الفقيه أيده اللـ ـه ولا زال شأنه يزدان
في فتى علق الطلاق بشهر قبلما قبل قبله رمضان
أو بعدما بعد بعده رمضان، فقال في هذين البيتين مائتان وخمسون مسألة علمية، وكل ذلك راجع إلى شكل هذين البيتين وما يتعلق بهما وما يؤخذ منهما من دلالات الألفاظ، وقد حصل للشاطبي رحمه الله قصة أخرى مع شيخه ابن الفخار أثبتها في كتابه \"الإفادات والإنشادات\" فيقول إن الشيخ ابن الفخار اجتمع عليه أهل الحديث ذات ليلة فحدثهم ثم أراد أن يحمض لهم، والإحماض لدى أهل الحديث أن ينشدهم قصة أو أدبا أو شعرا يزيل عنهم الملل، فسألهم عن معنى قول الشاعر:
رأت قمر السماء فأذكرتني
كلانا ناظر قمرا ولكن
ليالي وصلنا بالرقمتين
رأيت بعينها ورأت بعيني
فلم يستطع أحد منهم أن يحل هذا الأشكال، لم يستطع أحد من طلاب الحديث في الأندلس في ذلك الوقت ومنهم أبو إسحاق الشاطبي أن يحل هذا الإشكال، فسألوا الإمام ابن الفخار أن يشرح لهم هذا البيت فشرحه وبين لهم أن القمر قمران قمر حقيقي وقمر مجازي، فالقمر الحقيقي هو قمر السماء، والقمر المجازي هو الوجه المذكور هنا، وأن النظر كذلك إما أن يكون نظرا حقيقيا أو أن يكون نظرا مجازيا، فعين البصيرة وعين البصر نظران، وأن الرجل أراد ادعاء أن يجعل الحقيقة مجازا وأن يجعل المجاز حقيقة، فقال: رأت قمر السماء فأذكرتني ليالي وصلنا بالرقمتين، كلانا ناظر قمرا، ولكن رأيت بعينها، فعينها عين الحقيقة، وقد انقلبت إلي فكنت أنا ناظرا بعين الحقيقة وهي التي تنظر بعين المجاز، كلانا ناظر قمرا ولكن رأيت بعينها ورأت بعيني، فمن لم يكن عارفا بما يفهم به مثل هذا من اللغة العربية سيقع في إشكالات لا نهاية لها، وكذلك فإن لسان الدين بن الخطيب رحمه الله في كتابه: \"الإحاطة في أخبار غرناطة\" ذكر الإشكالات التي يقع فيها الموثقون والقضاة عندما يكتبون الأحكام ويوثقونها فكثيرا ما يكتبون ألفاظا لا تفهم أو لا تؤدي المعنى، أو تكون أحوط وأوسع مما قاله القائل، وبذلك يقولون على القائل ما لم يقله، ويكتبون عليه ما لم يشهد به، فيقعون في شهادة الزور من حيث لا يشعرون، وذلك لنقص فهمهم للعربية، ومثل هذا في رواية الحديث، فإن كثيرا من أهل الحديث يروون الحديث بالمعنى وهي مسألة خلافية الخلاف فيها مشهور قديم، لكن المشكل أن بعضهم يلحن في روايته وقد قال أحمد بن حنبل رحمه الله: «إن اللاحن في الحديث أحد الكاذبين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار»، وهو لا يلحن قطعا فمن قال عليه باللحن فقد قال عليه ما لم يقل وبهذا يكون أحد الكاذبين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبهذا يعلم خطر التكلم في العلم إذا لم يكن الإنسان صاحب لسان يمكن أن يعبر به أو أن يروي به، ومثل هذا في القراءة، فإن إقامة قراءة القرآن إنما تكون بما وافق وجها نحويا، ولذلك قال ابن الجزري رحمه الله:
وكل ما وافق وجها نحوي
وصح إسنادا هو القرآن
وكان للرسم احتمالا يحوي
فهذه الثلاثة الأركان
ولذلك فالذين يلحنون في القراءة أو في الحديث كان ذلك جرحة فيهم لدى كثير ممن سواهم بل اقتضى نبذ روايتهم لدى أكثر أهل العلم، ومن هنا فعدد من الذين تكلم فيهم ما دفعوا عن ثقة ولا عن ضبط، وإنما تكلم فيهم من جهة اللحن كأبي عبد الله بن عدي الحافظ صاحب الكامل، فقد كان يلحن فتكلم فيه كثير من أهل العلم في روايته بسبب اللحن، مع أنه إمام حافظ عدل ثقة، لكن تكلم فيهم من جهة اللحن فقط، ومثل هذا ما حصل لليث بن أبي سليم مع أنه عدل لكنه كان يلحن، ولذلك يقول فيه أحد الشعراء:
ينادي ربه باللحن ليث
لذلك إن دعاه لا يجيب
(يُتْبَعُ)
(/)
فتكلم فيه بعض الناس من قبل اللحن الذي يقع فيه، فقالوا: لا يوثق بروايته للحنه فيها، واللحن يقلب المعنى كثيرا، ولذلك فإن أبا الأسود حين كلمته ابنته فقالت: ما أشدُّ الحرِّ، قال: أيام ناجر، قالت: أنا متعجبة لا مستفهمة، قال: ما هكذا تقول العرب، هي أرادت: ما أشدَّ الحرَّ، فقالت: ما أشدُّ الحرِّ، ومثل هذا ما حصل للوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين عندما أتاه أعرابي فسأله فقال: ما شانَك؟ فقال: فدع في رسغي وعور في عيني، فقال له عمر بن عبد العزيز: الأمير يريد ما شأنُك، فقال: جئت ممتارا لأهلي، ثم سأله عمن معه ولحن في ذلك، فأخبره أن معه ختنه، قال: ومن ختنَك؟ يقصد: ومن ختنُك؟ فقال: حجام كان معنا بالبادية، فقال له عمر بن عبد العزيز: الأمير يريد: ومن ختنُك، فمثل هذا في اللحن كثير، ويقال إن عمر بن عبد العزيز حين كان بالمسجد والوليد يخطب قال الوليد: يا ليتها كانت القاضيةُ بالرفع، فقال عمر: وددتها والله، ود لو مات عندما قرأها هكذا، ولذلك فإن سبب قراءة سيبويه للنحو أنه في البداية اشتغل برواية الحديث، ولكنه قرأ: «ما من أصحابي إلا من شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء، فقرأها هو: ليس أبو الدرداء، فلحنه أصحابه وهزءوا به، فعدل عن قراءة الحديث وذهب حتى تمرس في اللغة وألف الكتاب ثم بعد ذلك روى الحديث، ولذلك فإن مالكا رحمه الله قد درس النحو على الخليل بن أحمد فجلس عنده أسبوعا يلازمه حتى أتقن النحو فيه، والشافعي رحمه الله لم يشتغل بدراسة العلم حتى جلس في قبيلة بني هذيل حتى حفظ عشرين ألفا من أشعارهم، ونحو هذا كثير جدا في حال سلفنا، فمن لم يكن ذا سلاح من علم النحو لا يمكن أن يفهم ولا أن يفتي في كثير من المسائل، ثم بعد النحو علم مفردات اللغة، وهو العلم الثاني في الأهمية، فهذه اللغة العربية ليست مثل غيرها من اللغات، بل لها كثير من المفردات المتداخلة، بعضها يجمعها جذر واحد وبعضها يختلف في الجذر، وبعضها يعرف في بعض المناطق دون بعض، والقرآن الكريم قد اختير من خير هذه الكلمات والمفردات، واختار الله له أفضل التعبيرات، فلذلك فتارة يأتي التعبير بلغة حمير لغة أهل اليمن وتارة بلغة أهل نجد وتارة بلغة أهل الحجاز يختار من كل لغة أحسنها وأفصحها وأدقها معنى وأحسنها ذوقا حتى يتكامل ذلك ويكون جميعا من اللغة العربية المختارة، والذين يزعمون أن القرآن جاء بلغة قبيلة واحدة من العرب يغلطون في هذا ويرد عليهم الاعتراض وقد جاء أحد النحويين من أهل اليمن وكان في مجلس الخليفة هارون الرشيد، فأخبره أن القرآن نزل بلغتهم وبدأ يسرد بعض الكلمات التي لا يعرفها قريش وهي في القرآن من لغة أهل اليمن ويذكر شواهدها فلما أطال كان بحضرته أحد القرشيين، فقال: أسمعت ما يقول هذا اليماني قال: لا أدري ما يقول، غير أن الله تعالى يقول فيه كتابه: {جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ} ولم يقل: جعلوا شناترهم في صناراتهم، وهذه لغة أهل اليمن، الشناتر الأصابع والصنارات الآذان، فالله تعالى يختار من الكلمات ألطفها وأقربها للذوق الصحيح السليم، سواء كان من لغة أهل اليمن أو من لغة أهل الحجاز أو من لغة أهل نجد أو غيرهم، ومن لم يعرف مفردات اللغة لم يحل له الكلام في التفسير ولا التفهم فيه ولا التدبر في كثير من الكلمات، بل إن كثيرا من الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتورعون من الكلام في بعض الكلمات التي جاءت في القرآن إذا لم تكن من لغتهم ولم يعرفوا دلالاتها ومدلولاتها، حتى إن أبا بكر رضي الله عنه قال: «أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في القرآن ما لا أعلم» وعمر بن الخطاب رضي الله عنه كان في مجلسه فأتته امرأة من أهل اليمن تستعديه على زوجها، فقالت: يا أمير المؤمنين إن بعلي عبد حقي وترك الوصيد رهوا ولي عليه مهيمن فهل لي عليه من مسيطر؟ فقال: لم أفهم ما تقولين، فقال ابن عباس: كلمات كلهن في كتاب الله، إن بعلي أي زوجي، {وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا} عبد حقي أي تركه وضيعه {إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} أي التاركين لعبادة ذلك الولد أو لعبادته، وترك الوصيد رهوا، الوصيد الباب {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} رهوا أي مفتوحا {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ} ولي
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه مهيمن أي شاهد {وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} فهل لي عليه من مسيطر أي حاكم {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ}، فاستشهد له ابن عباس على الكلمات التي أطلقتها هذه المرأة وأنها كلها في القرآن ففهم عمر دلالاتها وأعداها على زوجها، ونظير هذا ما حصل لابن عباس رضي الله عنهما مع نافع بن الأزرق أمير الأزارقة من الخوارج، فإنه أتاه من العراق يسأله عن تفسير كلمات من مفردات اللغة العربية في القرآن، فأطال عليه وأكثر واشتهرت هذه المسائل فيما بعد بمسائل ابن الأزرق، وهي تربو على مائتي مسألة من المفردات القرآنية، منها مثلا قول: {أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} قال: ما معنى غير ممنون قال: غير مقطوع، أما سمعت قول الحارث بن حلزة اليشكري:
فترى خلفها من الرجع والوقـ
ـع منينا كأنه إهباء
سأله عن عدة كلمات من هذا ويذكر له شواهدها في اللغة، فبينما هو كذلك إذ ضجر به، فجاء عمر بن أبي ربيعة المخزومي فسأله ابن عباس عن آخر ما قال من الشعر فأنشده قصيدته التي مطلعها:
أمن آل نعم أنت غاد فمبكر
بحاجة نفس لم تقل في جوابها
غداة غد أم رائح فمهجر
فتبلغ عذرا والمقالة تعذر
حتى أتى على آخر القصيدة وهي ثمانون بيتا، فحفظها ابن عباس بهذه المرة الواحدة، فقال له نافع بن الأزرق: «لله أنت يابن عباس نضرب إليك آباط الإبل في طلب العلم فتعرض عنا ويأتيك شاب حدث من قريش ينشدك سفها فتسمعه» فقال: «ما سمعت سفها» فقال: بلى، أما سمعت قوله:
رأت رجلا أَيْمَى إذا الشمس عارضت
فيخزى وأيمى بالعشي فيخسر
فقال ما هكذا قال، إنما قال:
رأت رجلا أيمى إذا الشمس عارضت
فيضحى وأيمى بالعشي فيخصر
ثم سأله عن قول الله تعالى: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} فقال: ما معنى قوله: وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى؟ قال: تضحى تبرز للشمس، قال: هل تعرف العرب ذلك في أشعارها؟ قال: أما سمعت قول المخزومي بالأمس:
رأت رجلا أيمى إذا الشمس عارضت
فيضحى وأيمى بالعشي فيخصر
ولذلك فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أوصى بديوان العرب وحفظه، وكان يتعهد أشعار العرب ويستمع إليها، ولهذا فإن حسان بن ثابت كان ينشد بعض أشعاره في المسجد فكان عمر إذا أنشد حسان شيئا من شعره في هجاء المشركين أو في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه أذن له فإذا ذكر شيئا من أشعاره في الخمر وأمور الجاهلية خرج عمر، فمر به وهو ينشد شيئا من أشعاره في أولاد جفنة من قصيدته اللامية التي يقول فيها:
أبناء جفنة حول قبر أبيهم
يغشون حتى ما تهر كلابهم
يسقون من ورد البريص عليهم
بيض الوجوه كريمة أحسابهم
نجل ابن مارية الكريم المفضل
لا يسألون عن السواد المقبل
بردى يصفق بالرحيق السلسل
شم الأنوف من الطراز الأول
حتى أتى على القصيدة فغضب عمر من إنشادها، وكان جَبَلَةُ بن الأيهم إذ ذاك قد تنصر وهرب إلى الروم وأرسل بهدية إلى حسان فامتدحه حسان بأبيات يقول فيها:
إن ابن جفنة من بقية معشر
لم ينسني بالشام إذ هو ربها
يعطي الجزيل ولا يجده عنده
وأتيته يوما فقرب مجلسي
لم يغذهم آباؤهم باللوم
كلا ولا متنصرا بالروم
إلا كبعض عطية المذموم
وسقى فرواني من الخرطوم
فغضب عمر حين امتدح هذا الكافر فقال له حسان: مه يابن الخطاب فقد كنت أنشده وفيه من هو أفضل منك فما تعداها عمر، وكذلك فإن عمر كان يسأل الشعراء ويقيم بينهم المفاضلة، فأتاه رجل من ذرية هرم بن سنان فسأله: قال: ما نحل جدك هرم زهير بن أبي سلمى، فقال: أعطاه أثوابا خلقت، وأموالا نفدت، قال: لكن ما كسا زهير أباك لا ينفد، فأنشده بعض مدحه فيه بقوله:
يكلف شأو امرأين قدما حسنا
هو الجواد فإن يلحق بشأوهما
أو يسبقاه على ما كان من مهل
إلى أن يقول فيها:
بل اذكرن خير قيس كلها نسبا
القائد الخيل منكوبا دوابرها
غزت سمانا فآضت ضمرا خدجا
نال الملوك وبذى هذه السوقا
على تكاليفه فمثله لحقا
فمثل ما قدما من صالح سبقا
وخيرها نائلا وخيرها خلقا
قد أحكمت حكمات القد والأبقا
من بعد ما جنبوها بدنا عققا
(يُتْبَعُ)
(/)
فطرب عمر لهذه الأبيات وأخبر أن ما كساه زهير هذا الرجل لا يخلق ولا يبلى، وكذلك سأل عمر أحد الشعراء عن أشعر الناس فجرى على عادة العرب أن يفضلوا من كان بينه وبينهم قرابة ليفخروا بشعره، فقال: لا بل أشعر العرب من يقول: من ومن، أو قائل: من ومن يقصد به زهير بن أبي سلمى في حكمه التي قال في آخر معلقته الميمية، ومن لم يعرف مفردات هذه اللغة فكثيرا ما يلتبس عليه الكلام ولا يفهمه وبالأخص في زماننا هذا الذي تداخلت فيه اللغات والحضارات، ولا أزال أعجب من بعض المثقفين الذين يحاولون ترجمة القرآن إلى لغات أخرى وهم لا يتقنون مفردات اللغة العربية فيقعون في أخطاء عجيبة، ترجم أحدهم القرآن بالفرنسية وهو من المتبجحين بالمهارة في اللغات، لكنه قال في قول الله تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} فسر حافِّين بحافِين بأن معناها بلا نعال، وكذلك آخر حاول ترجمة القرآن إلى الإنجليزية فترجم قول الله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ} قال ما معناه: لا تجعل يدك مربوطة إلى عنقك ولا تبسطها بسطا شديدا حتى تنخلع، فلم يفهم هذه المفردات ومن هنا وقع في هذا الغلط البالغ، ونظير هذا كثير جدا، فكثيرا ما يقع الإنسان في إشكال وهو يتدبر آية من القرآن أو يتفهم حديثا فيخطئ في فهمه خطأ بالغا، ولهذا فإن الأولين لم يكن لديهم النقاط التي تميز الحروف وإنما كانوا يميزونها بفطرتهم وذوقهم إذا قرأ الإنسان قرأ على السليقة فلم يخطئ، ولذلك يقال بأن الشافعي رحمه الله عندما أراد أن يحفظ القرآن وقد سمعه مرة واحدة، أراد أن يراجعه حفظه في المرة الواحدة فأراد أن يراجعه فأخطأ في كلمات في نقاط الحروف فقط، فقرأ قول الله تعالى: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه} قرأها يعنيه، وهذا مناسب للذوق وهو نفس المعنى لكنه غير موافق للرواية فكان ذلك خطأ، ونحن اليوم قد فسدت أذواقنا اللغوية فلم يعد أحد منا يستطيع أن يتكل على الحروف على أشكال الحروف دون النقاط، بل منذ وضع الحجاج نقاط الحروف واستعان في ذلك بأبي الأسود الدؤلي اجتهد الناس في ضبط هذه النقاط والاعتماد عليها في التفريق بين الحروف، ولذلك اشتهر في المحدثين بعض المصحفين، واشتهرت رواياتهم بالتصحيف، حتى إن رجلا قرأ حديثا فيه: حدثنا فلان قال أخبرنا فلان إلى أن بلغ إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عن رجل، فقال له أحد الحاضرين ويلك ومن الرجل الذي يحدث عنه ربنا عز وجل، فإذا هو صحف عن الله عز وجل، فقرأها عن رجل، عز وجل قرأها عن رجل، وقد قال القاضي عياض رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم عند حديث جعفر بن مبشر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل حين أدبر: «أفلح وأبيه إن صدق» قال القاضي عياض: هذه الرواية وإن ثبتت في الصحيح فهي مصحفة، فأصل الكلام أفلح والله إن صدق، ولكن طالت الألف وقصرت اللام ولم يكن هناك نقاط فصارت وأبيه بدل والله، وهذا تأويل القاضي عياض رحمه الله في هذا الأمر، وإن كان كثير من المحدثين لا يوافقونه فيه، كذلك فإن الذين يريدون تفهم المسائل والقضايا كالوصايا والأوقاف ونحوها كثيرا ما يخطئون بالتصحيف إذا لم يكونوا من المتقنين لمفردات اللغة العربية، بل كثير منهم يأخذ حديثا فيقرؤه على وجه فاسد ويحاول تطبيقه كذلك فقرأ أحدهم: \"الحبة السوداء شفاء من كل داء\" فقرأها \"الحية السوداء شفاء من كل داء\" فأخذ حية ذات سم وظنها شفاء، وهذا العلم لا بد من معرفته، ولذلك اعتنى به أسلافنا وبلغت العناية به أن كثيرا منهم كان يستطيع عد مفردات اللغة كالخليل بن أحمد الذي ألف كتاب العين أراد بذلك أن يعد الإنسان مفردات اللغة في يديه، قال: «من حفظ كتابي هذا استطاع أن يعد مفردات اللغة في أصابعه» كتاب العين للخليل بن أحمد، ثم بعد هذا العلم الثالث، وهو علم التصريف، الذي يعرف به أوجه الاشتقاق في الكلمات، وهو علم كذلك لا غنى عنه في تفسير القرآن والسنة، ولا يمكن أن يكون الإنسان صاحب تدبر وتفهم إلا إذا كان متقنا لهذا العلم، ومن هنا فكثير من خلافات الفقهاء في الاستنباط أصلها الخلاف في مسائل صرفية، فمثلا قال ابن الأنباري رحمه الله: إن الخلاف بين المالكية والشافعية في العدة هل
(يُتْبَعُ)
(/)
هي بالحيض أو بالأطهار خلاف أصله راجع إلى التصريف، وذلك أن الله تعالى يقول في كتابه: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} فقال: القرء الذي يجمع على قروء هو الحيض، والقرء الذي يجمع على أقراء هو الطهر، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث فاطمة بنت أبي حبيش: «اتركي الصلاة في أيام أقرائك» فقال هو: القروء هي الحيض والأقراء هي الأطهار، واستدل على ذلك بقول الأعشى:
أفي كل عام أنت عازم غزوة
مورثة مالا وفي الحي رفعة
تشد لأقصاها عزيم عزائكا
لما ضاع فيها من قروء نسائكا
والذي يضيع هو الأطهار لا الحيض، واستدل كذلك بقول الراجز:
يا رب ذي ضغن علي قارض
له قروء كقروء الحائض
فالقروء هنا للحيض لا للأطهار، ونظير هذا كثير جدا في الكلمات القرآنية أو كلمات السنة التي يكون الاختلاف في فهم دلالاتها سببا للاختلاف في مسائل فقهية، ويكون ذلك راجعا إلى أحد علوم اللغة المذكورة، ثم العلم الرابع من هذه العلوم هو علم المعاني الذي يتم به التعبير على الوجه الصحيح من التقديم والتأخير والحذف والإثبات وغير ذلك مما يحتاج إليه المعبر في كلامه، ولا يمكن أن يفهم الإنسان سرد الكلام ولا تفصيل الجمل إلا إذا كان عارفا بعلم المعاني، ثم العلم الذي بعده هو علم البيان الذي يقصد به التعبير بأساليب متنوعة عن معنى واحد كالحقيقة والمجاز والكناية والتصريح وأنواع التشبيه، فهذا العلم من لم يتقنه لا يمكن أن يفهم كثيرا من دلالات الألفاظ من الكتاب والسنة، ثم بعد هذا علم البديع الذي يدرك به الإعجاز في القرآن، فإن كثيرا من الناس يؤمنون بسبب إعجاز القرآن اللفظي، حتى إن أعرابيا قرأ عليه قارئ قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} فلما وصل إلى قوله: {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} خر ساجدا، لإعجاز هذه الألفاظ في ترتيبها ودقتها في وصف المطر، وتهيئته وإنزال الغيث منه، وكذلك فإن كثيرا من الذين آمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم في بداية عهده، إنما كان إعجازهم بهذا القرآن تحديا بالألفاظ نفسها والسياق، ولذلك قال عتبة بن ربيعة: والله لقد سمعت سجع الكهان وشعر الشعراء وخطب البلغاء فما سمعت شيئا كهذا القرآن، وقد بين الله سبحانه وتعالى هذا النوع من الإعجاز فيه وأرشد إليه في عدد كبير من الآيات، ثم بعد هذا من هذه العلوم علم الاشتقاق الذي تفهم به العلاقة بين ألفاظ اللغة، وتجعل به اللغة سلالات متقاربة، وهذا العلم كذلك معين على أوجه التدبر المختلفة، ومعين على الاستنباط لكثير من الأحكام من الآيات ومن الأحاديث، ثم بعد هذا علم آخر من علوم اللغة العربية وهو علم آداب العرب وأشعارها، ولا يمكن أن يستدل لأي معنى من معاني القرآن أو السنة إلا من خلال هذا العلم، فإن الاستدلال بدلالات الألفاظ إنما تكون على هذا الوجه، ومن أشعار العرب تؤخذ وتعرف، ولذلك أوصى عمر بحفظ ديوان العرب، وكذلك من هذه العلوم اللغوية المهمة علم التاريخ الذي يعرف به طريقة التأريخ لأية حادثة، فتاريخ العرب يبدأ بالليالي لسبقها على الأيام، ويعبر عنه بعبارة مناسبة سواء كان في أول الشهر أو في آخره، ومن لم يتقن ذلك لم يستطع الاستدلال بالتاريخ، والتاريخ ضرب من ضروب الاستدلال بالقرآن ولهذا رد الله تعالى على اليهود والنصارى حين زعموا أن إبراهيم كان يهوديا أو نصرانيا، فقال الله تعالى: {وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ} فبداية اليهودية نزول التوراة، وبداية النصرانية نزول الإنجيل، وإبراهيم ما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده، فهذه الدعوى باطلة، ومثل هذا ما استدل به الخطيب البغدادي حين جاء اليهود بوثيقة يزعمون فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم أسقط عنهم الجزية، وهي وثيقة قد كتبوها في عصور سابقة، ووضعوا عليها الزيت ووضعوها في الشمس أو سخنوها على النار حتى أصبحت قديمة، وأخرجوها بأيام أحد خلفاء بني العباس، فلما عرضت هذه الوثيقة على الخطيب البغدادي بصق عليها وقال: هذه مزورة مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل: من أين لك ذلك؟ فقال: ذكر من شهودها سعد بن
(يُتْبَعُ)
(/)
معاذ ومعاوية بن أبي سفيان، وما جمعهما الإسلام، أسلم معاوية عام الفتح ومات سعد أيام غزوة بني قريظة وقد جرح بالأحزاب وغزوة بني قريظة كانت في نهاية العام الخامس من الهجرة والفتح كان في العام الثامن من الهجرة، فما جمعهما الإسلام فكيف يستشهدان على شهادة واحدة، ومثل هذا ما حصل للحاكم أبي عبد الله أحمد بين البيع حين سمع شيخا بنيسابور يحدث فيحدث عن هشام بن عمار، فسأله فقال: متى دخلت مصر؟ قال: سنة ثمانين، فقال: إن هذا الشيخ لقي هشاما بعد موته بإحدى عشرة سنة، فنظير هذا مما يحتاج الناس إليه في إثبات العلم ولا يمكن الاستغناء عنه، ثم من علوم العربية المفيدة كذلك علم العروض وعلم القوافي، إذ بهما إقامة الشعر، والشعر أهميته واضحة سواء كانت في التاريخ الماضي، ولذلك علقت المعلقات على الكعبة، أو كانت في صدر الإسلام ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم حسان أن يهجو قريشا وأخبره أن هجاءه أشد عليهم من وقع النبل، وأمر أبا بكر أن يعينه على ذلك، ولهذا حين وصل إليهم قول حسان رضي الله عنه:
وإن كرام الأصل من آل هاشم
بنو بنت مخزوم ووالدك العبد
قالت قريش: هذا والله شعر ما غاب عنه ابن أبي قحافة، فإنه استله منهم كما تسل الشعرة من العجين، إن كرام الأصل من آل هاشم بنو بنت مخزوم، عبد الله وأبو طالب أمهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزومية، فهذا لا يعرفه إلا من كان من أهل الأنساب من أنساب قريش فلذلك قالوا: شعر والله ما غاب عنه ابن أبي قحافة، والعروض والقوافي بهما إقامة أوزان الشعر ومعرفة قوافيه، والشعر من أوجه الإتقان في هذه اللغة والتميز فيها، فهو أمر يحتاج إليه، ولذلك نص شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله على أن الأهزاج المخالفة لأوزان الخليل بن أحمد بدعة لا يحل الاشتغال بها، ومثل هذا يطلق على الشعر الحر، فما كان منه غير جار على التفعيلات المعروفة أو كان خارقا لها فهو تغيير وابتداع يؤدي إلى نقض المألوف والمشهور بين الناس، ولذلك يعتبر منهيا عنه من هذا الوجه، هذه بعض علوم اللغة العربية التي هي فروض كفايات، وبهذا يعرف مزية هذه اللغة من ناحية الحكم، أما من ناحية المصلحة فإن أعظم ما تحتاج إليه الشعوب والأمم هو ما يميزها حتى لا تذوب فيما سواها، وكل أمة لها حضارة ولها ميزات تميزها عن غيرها، وإذا جهلت هذه الميزات وزالت ذابت تلك الأمة في غيرها من الأمم، ومن هنا فإن الميزة التي تميز هذه الأمة عن غيرها من الأمم هي اللسان العربي، وإذا تخلصت هذه الأمة من لسانها أصبحت ذنبا في ذيل غيرها من الأمم وكانت تابعة لغيرها ولم يعد لها تاريخ ولم يعد لها ذكر بين الأمم.
إن الحفاظ على هذه اللغة العربية بالإضافة إلى أنه مما يتعبد الله به ويبتغى به وجهه هو كذلك من التسنن بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين وأصحابه المهديين والتابعين وأتباعهم، وهو كذلك مما يرفع الله به الدرجات ويزيد به المنازل، والناس محتاجون إليه، ولا يمكن أن يستغنى عنه، ولهذا يجب على الآباء أن يعلموا أولادهم هذه اللغة، وأن يعلموهم محبتها، ويجب على أساتذة اللغة العربية أن لا يكونوا من الفتانين وأن يحببوا هذه اللغة العربية إلى من يدرسها، وأن يحدثوا لديهم ذوقا لغويا يقتضي منهم محبة لهذه اللغة العربية وعناية بها وتركيزا عليها، وكذلك على الأمهات أن يشاركن في تعليم الأولاد وتحبيب هذه اللغة إليهم، وعلى الكبار كذلك أن يدرسوها وأن يتدبروها وأن يعلموا أنهم لا يمكن أن يفهموا القرآن ولا السنة إذا إذا كان لديهم رصيد من هذه اللغة، وأن يفهموا كذلك أن قيمهم وتاريخهم ومجدهم مرتبط بهذه اللغة، إن الحفاظ على هذه اللغة لا يمكن أن يكون من واجبات نظام أو دولة فقط، بل لا بد أن يكون من واجبات الأفراد والأمة بكاملها، وأن تعتني بذلك وأن يقع التعاون عليه، وأن لا يبقى أحد يستطيع المشاركة فيه إلا قدم مشاركته، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى وأن يزيدنا علما، وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.
اللهم وفقنا لما يرضيك عنا وخذ بنواصينا إلى الخير أجمعين اللهم استرنا بسترك الجميل، اللهم ألهمنا رشدنا وأعذنا من شرور أنفسنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
منقول من موقع العلامة الشيخ/ محمدالحسن ولد الددو
أخوكم/ محب الددو
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - 10 - 2007, 04:24 م]ـ
بارك الله فيكم
وهو تفريغ للمحاضرة الصوتية الرائعة، وهذا رابطها:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=45235
ـ[أبو طارق]ــــــــ[03 - 10 - 2007, 12:09 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بك أخي الفاضل في الفصيح
ونشكر لك جهدك الطيب(/)
ممكن ترحيب حار
ـ[روحي فداك]ــــــــ[02 - 10 - 2007, 06:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ابي ترحيب حااااار منكم يا حلوين
تحياتي لكم
رمضان كريم
ـ[عبدالدائم مختار]ــــــــ[02 - 10 - 2007, 07:45 م]ـ
أما الترحيب فدونك
أهلا بك وسهلا
وأما الحلوين فأراها غير لائقة بمن تجاوز الستين أو حتى السبعين هنا:)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[02 - 10 - 2007, 08:21 م]ـ
اهلاً وسهلاً أخي الكريم فداك ولو استعملت اللغة الفصحى لكان أفضل بارك الله فيك.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 10 - 2007, 08:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً وسهلاً بك أيها الأخر الكريم، وفعلاً كنت أتمنى أن تستخدم الفصحى، وأما عبارة " يا حلوين" فهي للأطفال ولا تناسب هذا المنتدى الذي يضم نخبة من الإخوة الأفاضل العلماء، بارك الله فيك، والكل بانتظار مساهماتك ان شاء الله
ـ[أبو طارق]ــــــــ[03 - 10 - 2007, 12:04 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بك أخي الكريم
وليتنا نلتزم الفصحى في حديثنا وفقك الله(/)
السلام عليكم أخوكم فتح الله عضو جديد معكم
ـ[فتح الله 12]ــــــــ[03 - 10 - 2007, 06:46 ص]ـ
أحييكم و أنا معجب جدا بمنتداكم فبتكاثف الجهود و استثمار التكنولوجيا الحديثة نعيد للغة العربية مكانتها الاولى لدى الأمة إن شاء الله و إني لشديد الفخر بانتسابي إليكم.
أنا طالب علمي لكني أحب اللغة العربية و الشعر وقد تعلمت العروض و لي محاولات في الشعر العمودي غير أن معلوماتي سطحية عن شعر التفعيلة فلو تكرتم بشرحه لي أو بإمدادي برابط أطلع من خلاله على الموضوع.
مع جزيل الشكر و الامتنان و جزاكم الله خيرا.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[03 - 10 - 2007, 07:04 ص]ـ
أهلاً وسهلاً بك أخي الكريم فتح الله في بيت الفصيح والله يفتح علينا وعليك ... وتستطيع من هذا القسم الاطلاع على فنون الشعر.
http://www.alfaseeh.com/vb/forumdisplay.php?s=&daysprune=&f=42
ـ[فتح الله 12]ــــــــ[03 - 10 - 2007, 07:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أحمد الغنام و أنا ممتن جدا لتفاعلك مع سؤالي
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[03 - 10 - 2007, 09:47 ص]ـ
أهلا بك في الفصيح، موفقا مسددا.
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[03 - 10 - 2007, 10:15 م]ـ
مرحبا بك أخانا بيننا رفيق درب موفق بإذنه تعالى
ـ[أبو طارق]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 01:09 ص]ـ
مرحبًا بك أخي الفاضل
وبإذن الله تجد في الفصيح ما يسرك
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 04:23 ص]ـ
أهلا بك أخي فتح الله
ـ[فتح الله 12]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 07:30 ص]ـ
الاخوة الافاضل:
د. سليمان خاطر
أبو محمد محيي الدين
أبو طارق
خالدالشبل
شكرا على حسن الترحيب و كرم الضيافة
و جزاكم ربي كل خير(/)
موقع أعجبني
ـ[ابو محمد123]ــــــــ[03 - 10 - 2007, 01:13 م]ـ
بمناسبة كتابتي معكم لأول مرة أهديكم موقع عن الصين أعجبني فيه معلومات ممتازة فيه روابط لدعوة الغير مسلمين عموما والصينيين خصوصا للإسلام
فيه رحلات متخصصة
وفيه ............... وفيه ...................... الكثير والكثير
أرجو أن تعطوني رأيكم
إليكم الموقع
www.china-b-h.com(/)
نصيحة أكثم بن صيفي لبنيه
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[03 - 10 - 2007, 11:25 م]ـ
جمع أكثم بن صيفي بنيه، فقال: يا بنيّ، قد أتت عليّ مائتا سنة، وإني مزودكم من نفسي؛ عليكم بالبرِّ فإنه ينمي العدد، وكفُّوا السنتكم فإن مقتل الرجل فكَّيه، إن قول الحق لم يدع لي صديقا، وإنه لا ينفع من الجزع التَّبكيَّ، ولا مما هو واقع التَّوقِّى، وفي طلب المعالي يكون الغرر " ويقال: يكون العَوَرَ "، الاقتصاد في السعي أَبقى للجمال، ومن لا يأسى على ما فاته ودَّعَ بدنَه، ومن قنع بما هو فيه قرَّت عينه، التَّقدَّم قبل التَّندُّم، أن أُصبح عند رأس الأمر أُحبُّ من أن أُصبح عند ذنبه، لم يهلك من مالك ما وعظك، ويل لعالم أَمرٍ من جاهله، الوحشة ذهابُ الأَعلام " أي العظماء "، ويتشابه الأمر إذا أقبل، فإذا أَدبر عرفه الأحمق والكِّيس، عند الرخاء حمق، والجزع عند النازلة آفة التجمل، ولا تغضبوا من اليسير فإنه يجني الكثير، لا تجيبوا فيما لا تسألون عنه، ولا تضحكوا مما لا يضحك منه، تناءوا في الديار ولا تباغضوا، فإن من يجتمع يتقعقع عمده " أو عُمُدُه، يقالان جميعا " ولقد رأيت جبلا مطلا تزايله حجارته، ولقد رأيته أَملس ما فيه صدع، أَلزموا النساء المهانة، ولنعم لهو الحرَّة المغزل، وأَحمق الحُمق الفجور، وحيلة من لا حيلة له الصبرُ، إن كنت نافعي فورِّ عن عينك، إن تعش تر ما لم ترَ، قد أقرّ صامت، المكثار كحاطب الليل، ومن أَكثر أَسقط، والسَّروُ الظاهر الرَّياش، لا تبوُلُوا على أَكمة، ولا تفشوا سراً إلى أَمةٍ، من لم يرج إلا ما هو مسوجب له كان قمنا أن يدرك حاجته، ولا تمنعنكم مساويْ رجل من ذكر محاسنه.
المصدر:المعمرون والوصايا(/)
رسالة تواصل متنوعة
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[04 - 10 - 2007, 04:18 م]ـ
كنت أبحث كالعادة هنا وهناك عبر الشبكة، وصلت الى منتدى التوحيد / حراس العقيدة .. ، وسبق لي أن شاركت هناك، وهذا ما أعجبني: ((المنتدى مفتوح للتصفح فقط دون الكتابة خلال العشر الأواخر من رمضان)).
ــــــــــــــــــــــــــ
فقررت في نفسي أن أكتب تحت عنوان: رسالة تواصل متنوعة هنا في (الفصيح) لتهنئة الزملاء بمناسبة قرب وداع الشهر الفضيل ـ شهر رمضان ـ وقرب ظهور هلال عيد الفطر، مع الإعتذار للتعجل قي الكتابة فهذه هي الدنيا فقد قيل كن قي الدنيا كعابر سبيل .. وقيل الكثير ومما قيل الدنيا قنطرة .. والى أن نعود إن كان في العمر بقية لكم سلام من القدس يحمل الشوق والحنين والسلام عليكم.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[04 - 10 - 2007, 04:59 م]ـ
بوركت أخي نائل على التواصل ونرى الكثير من المنتديات تتوقف نشاطاتها في العشر الأواخر فبارك الله لهم اجتهادهم في ذلك وأعاننا وأعانهم على الاستفادة من هذه الايام الفضيلة على أتم وجه ان شاء الله.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 12:57 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ونسأل الله أن يعيد علينا رمضان أعوامًا عديدة وقد صلح حال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها
وفقكم الله أستاذ نائل
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 05:47 م]ـ
لإخوة الكرام: أحمد الغنام، خالد أبو طارق أشكر لكم المرور الكريم والتعاون الدائم.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[19 - 01 - 2008, 12:11 ص]ـ
للمراجعة: http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentID=9717(/)
تعطيل صلاة الجمعة
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[04 - 10 - 2007, 07:05 م]ـ
كثيراً ما تُعطَّل عندنا صلاة الجمعة بقرار حكوميّ يصحبه منع التجول عندما يصل الوضع الأمنيّ لدرجة الغليان -عافاكم الله - خوفاً من حوادث أخرى مُدمية.
ومدينة الموصل لن تقام فيها صلاة الجمعة غداً.
فما الحكم الفقهيّ هنا وكيف يرأب المسلمون الصدع؟ وعلى من يقع الإثم -إن كان ثمة إثم-؟ وهل يصح أن يجتمع الجيران ليقيموا الصلاة في أحد المنازل؟
جزاكم الله خيراً
ـ[الباحث المصري]ــــــــ[04 - 10 - 2007, 09:32 م]ـ
هناك آراء فقهية تتساهل في شروط صلاة الجمعة في الظروف والعدد
أعتقد أنه من الممكن الأخذ بهذا الرأي في مثل تلك الحالة
فلو اجتمعتم في مكان متسع أو منزل كبير وصليتم الجمعة لكان خيرا لكم ما دامت الأمور تتكرر وليست حالة نادرة
ورأب الصدع أخي يكون بتثقيف الإنسان لنفسه بثقافة التسامح وتقبل الآخر وعدم الوقوف من المخالف موقف العداء أو الضد
هكذا وعلى المدى البعيد لا يجد دعاة الحريق من يحمل لهم الحطب
وفي مثل هذه الظروف الأمنية أخي لا تستطيع أن تحدد موضوع الإثم
فمنع الصلاة لم يأت شركا أو كفرا أو عنداولكن لحماية المصلين من هجمات أو أذى أو قيام تظاهرات عنيفة ... وقد تكون هناك أسباب أخرى خبيثة .. الأمر نسبي
نشر الله التسامح في قلوبنا لينتشر الأمن في بلادنا
ودمت سالما
ـ[أبو طارق]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 12:39 ص]ـ
كان الله في عون إخواننا
ونسأل الله أن يتجاوز عنهم
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 02:55 ص]ـ
اللهم احفظ إخواننا السنة في العراق ويسر لهم أمور دينهم ودنياهم(/)
أنثى الماء .. هل لي بينكم مكان؟
ـ[أنثى الماء]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 01:48 ص]ـ
شبكة الفصيح .. حدثتني صديقتي عنها كثيراً ..
قالت لي: ستجدين ضالتكِ هنا ..
سجلت وبداخلي شيئاً من الخوف .. والغربه
عذراً ..
هل لي بينكمـ مكآن؟
أنثى الماء ..
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 06:57 ص]ـ
تفضلي يا أخية فالمكان يسع الجميع
اسمك جميل ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 07:22 ص]ـ
أهلا وسهلاً بك نافعة منتفعة أختي الكريمة.
ـ[أبو عابد]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 08:09 ص]ـ
أهلاً وسهلاً بيَّه وبِك، حللت أهلاً ووطأت سهلاً
ثمة سؤال يحتاج إلى إجابة (هل الماء ذكر أم أنثى)؟
دمتِ بخير ...
ـ[أبو طارق]ــــــــ[06 - 10 - 2007, 01:29 ص]ـ
مرحبًا بكِ أخية
ونأمل لكِ طيب المقام, وتقديم النافع والفيد
ـ[الجوهر الفرد]ــــــــ[06 - 10 - 2007, 01:42 ص]ـ
يا زائرا مدينتي، مرحى هلمّ _-_-_-_ ردّد معي ذا البيت تلحينا
مدينتي نخلة بالحُبّ رافلة _-_-_-_ حجرا يرمونها تمرا ترمينا
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[07 - 10 - 2007, 12:05 ص]ـ
حياك الله يا ابنة الاكارم ندعو الله ان يوفقك في هذا الصرح المبارك
ـ[همس الجراح]ــــــــ[07 - 10 - 2007, 07:36 ص]ـ
أهلا بك ومرحبا، وأسأل سؤال الأخ أبي عابد، فاسمك لا يخطر على بال
ـ[غدير]ــــــــ[07 - 10 - 2007, 02:27 م]ـ
هلآ وسهلآ ومرحبآ يا هلا والله بختي .. حبيبتي
نتمنى ان تقضي معنا وقتاًً ممتعاًً ..
تحياتي(/)
الدكتور بشر مغادرا إلى أرض الوطن ...
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 02:07 ص]ـ
السلام عليكم
يغادرنا اليوم، الخميس 23/ 9/1428هـ، في رعاية الله الدكتور بشر في زيارة خاطفة إلى موطنه السودان وسيعود بإذن المولى في يوم الثلاثاء القادم ... نتمنى للدكتور زيارة هانئة وأن يكلل عودته إلى موطنه الثاني بالسلامة والعافية
ـ[دعدُ]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 02:55 ص]ـ
حفظه الله ورعاه في حله وترحاله، وأعاده لنا سالماً.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 04:24 ص]ـ
وعليكم السلام
يعود سالمًا بإذن الله.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 10:19 ص]ـ
وعليكم السلام
كل أمنيات السعادة لك د. سليمان. وبأمان الله في ذهابك وعودتك
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 10:54 ص]ـ
يسر الله لك سفرك د. سليمان وأعادك الله سالماً غانماً ان شاء الله، وشكر الله لأخينا مغربي على حسن المتابعة.
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 11:23 ص]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته؛
حفظ الله أخي الحبيب الدكتور سليمان, ورعاه, وحقق له في الدارين مبتغاه, وأقرّ أعيننا بعودته سالمًا غانما.
وشكرا لك أخي مغربي.
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 01:49 م]ـ
حفظه الله ورعاه في حله وترحاله، وأعاده لنا سالماً.
اللهمّ آمين.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[06 - 10 - 2007, 01:14 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حفظه الله ورعاه
ورده الله إلينا سالمًا غانمًا
ـ[الأسد]ــــــــ[06 - 10 - 2007, 07:02 ص]ـ
سهل الله دربك وأعادك سالما إن شاء الله.
ـ[أم يوسف2]ــــــــ[06 - 10 - 2007, 11:47 م]ـ
أعادك الله إلينا سالما أستاذنا الدكتور (سليمان)
والسلام
ـ[جلمود]ــــــــ[07 - 10 - 2007, 04:21 ص]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته؛
حفظ الله أخي الحبيب الدكتور سليمان, ورعاه, وحقق له في الدارين مبتغاه, وأقرّ أعيننا بعودته سالمًا غانما.
آمين يا رب العالمين!
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 02:37 م]ـ
السلام عليكم جميعا أيها الأحباب في الله، ها أنا ذا قد عدت بحمد الله وبفضله تحفني دعواتكم في هذا الشهر المبارك، وبذلك أيضا كانت رحلتي القصيرة موفقة جدا، ضاعف الله لكم الأجر وجزاكم عني خير الجزاء وبارك الله لي فيكم أيها الكرام. وشكر آخر لأخينا الحبيب مغربي.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 05:38 م]ـ
وعليكم السلام
الحمد لله على سلامتكم يا دكتور سليمان.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 07:18 م]ـ
وعليكم السلام
الحمد لله على السلامة، وعودا حميدا
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 08:32 م]ـ
عودا حميدا ومقدما رشيدا د. سليمان
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 09:52 م]ـ
حمداً لله على سلامتك يادكتورنا الحبيب
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[11 - 10 - 2007, 10:50 ص]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته؛
والحمد لله على سلامتك, وتوفيق الله لك , ودمت موفقا , وتقبل الله منا ومنكم ,وأهل الفصيح, وجعلنا الله من عتقائه في هذا الشهر الكريم, وكل عام وأنتم بخير.
ـ[عبدالدائم مختار]ــــــــ[11 - 10 - 2007, 12:01 م]ـ
عودا حميدا
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[12 - 10 - 2007, 05:16 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا، إخوتي الكرام وأخواتي الكريمات، وشكر الله لكم هذا الاهتمام بأخيكم. وأهتبل هذه السانحة لأشكركم وأهنئكم بعيد الفطر المبارك، أعاده الله علينا ونحن أكثر عزة ومنعة وقوة، وتقبل الله الصيام والقيام وسائر الأعمال الصالحة وبلغنا رمضان في صحة وعافية وستر.(/)
المروءة .. شذر مذر!!
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 06:48 ص]ـ
صادف عثمان بن طلحة وهو " كافر " أم سلمة وهي " مسلمة " تريد الهجرة إلى دار الإسلام المدينة المنورة بعد أن أفرج قومها عن ولدها الصغير بعد عذاب سنة كاملة، وذلك في التنعيم " موقع مسجد عائشة في مكة الآن "
فأبت مروءة عثمان وشهامته وهو " كافر قبل أن يسلم " أن يترك امرأة تسير في الصحراء لوحدها مسافة تقترب من 450 كم متراً فأناخ لها ناقته وصحبها إلى المدينة وأوصلها إلى هناك ورجع لوحده إلى مكة
مسافة 450 كم بالناقة تعني عندهم سفر ثلاثة أيام بلياليها أو أقل أو أكثر ..
لقد كان عثمان في هذه الرحلة قمة في غض البصر وهو " كافر "
فقد كان ينيخ الناقة ويعطي ظهره لأم سلمة كي تنزل دون أن تقع عينه عليها
وإن أرادها أن تركب ينيخ الناقة ثم يدير ظهره حتى تركب.
وكان إذا أراد الراحة والنوم ذهب بعيداً ونام لوحده بعد أن اطمأن عليها وعلى مكان نومها.
وإن قدم أصدر صوتاً حتى تعتدل " أم سلمة في جلستها وتسوي ثيابها ..
كل هذا هو " كافر "
بمعنى أنه لم تحركه بواعث الإيمان، ولا تعاليم العقيدة، ولا آداب الشريعة، ولا حقوق الأخوة الإسلامية
بل أن محركه الأول والأخير هي شهامة ومروءة الرجل العربي ...
قد لا أكون بارعاً أكثر من أم سلمة نفسها تحكي لنا حكايتها مع هذا الرجل الذي أصبح بعد ذلك من عظماء المسلمين ...
لقد دمعت عيني والله عندما قرأت هذه القصة، وكلما قرأتها وكأني أقرؤها لأول مرة فتدمع عيني مرة أخرى
تأثرت بها عظيم تأثر ..
تذكرت حالنا ونحن " مسلمون " كيف أضعنا الشهامة والمروءة وهي من أعظم أخلاقنا وأرفع فعالنا حين امتزجت كخصال متأصلة فينا مع حث عليها من شريعتنا الغراء وديننا الحنيف ..
أضعناها واستبدلناها بالميوعة والخسة والنذالة والغش والخداع
لن أطيل عليكم أترككم والقصة وعلى لسان صاحبتها
إقرأها ثم ابك على حالك.
تقول أم سلمة رضي الله عنها:
ارتحلت بعيري ثم أخذت ابني فوضعته في حجري، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة.
قالت وما معي أحد من خلق الله.
قالت فقلت: أتبلغ بمن لقيت حتى أقدم على زوجي، حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة بن أبي طلحة أخا بني عبد الدار فقال لي: إلى أين يا بنت أبي أمية؟
قالت فقلت: أريد زوجي بالمدينة. قال أو ما معك أحد؟
قالت فقلت: لا والله إلا الله وبني هذا.
قال والله ما لك من مترك فأخذ بخطام البعير فانطلق معي يهوي بي، فوالله ما صحبت رجلا من العرب قط، أرى أنه كان أكرم منه كان إذا بلغ المنزل أناخ بي، ثم استأخر عني، حتى إذا نزلت استأخر ببعيري، فحط عنه ثم قيده في الشجرة، ثم تنحى إلى شجرة فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فقدمه فرحله ثم استأخر عني، وقال اركبي. فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه فقاده حتى ينزل بي.
فلم يزل يصنع ذلك بي حتى أقدمني المدينة، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء
قال زوجك في هذه القرية - وكان أبو سلمة بها نازلا - فادخليها على بركة الله ثم انصرف راجعا إلى مكة.
فكانت تقول والله ما أعلم أهل بيت في الإسلام أصابهم ما أصاب آل أبي سلمة، وما رأيت صاحباً قط كان أكرم من عثمان بن طلحة.
ورجال هذه خصالهم كان لابد من مكافأتهم مكافأة مجزية يظل أثرها إلى يوم القيامة
وقد روى الأزرقي في تاريخ مكة عن جده عن مجاهد في قوله تعالى " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها "
قال: نزلت في عثمان بن طلحة حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة، ودخل به الكعبة يوم الفتح، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتلو هذه الآية، فدعا عثمان فدفع إليه المفتاح، وقال صلى الله عليه وسلم خذوها يا بني طلحة بأمانة الله سبحانه، لا ينزعها منكم إلا ظالم.
وهاهم أحفاد طلحة من بني شيبة يتوارثون شرف حمل المفتاح أباً عن جد إلى يوم القيامة.
ولا يدخل ملك أو رئيس أو أمير داخل الكعبة إلا بإذنهم، فأي شرف وأية رفعة بعد هذا الشرف العظيم.
إن مما يدمي القلب في هذا العصر أن المروءة أصبحت عزيزة بل غريبة وحلت خوارمها بدلاً عنها:
فها هو إطلاق النظر دون حياء أو خجل من النساء قبل الرجال يقصم ظهر المرؤة ويرديها قتيلة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وهاهو الجشع والغش والخداع واستغلال أقوات الناس ورفع إيجارات البيوت بشكل غير منطقي ينفي عن هؤلاء أية صفة شهامة أو مروءة كانت في أجدادنا وآبائنا
وهاهي المنكرات من الملابس الفاضحات والحركات " الماصخات " المائلات المميلات والضحكات المجلجلات في المراكز والأسواق و" السنترات " تقضي على أي أمل في عودة المروءة إلى القلوب والعقول ...
أين أنت يا أيها الإمام الجليل البخاري، عندما كنت تعد من يأكل وهو يمشي في الأسواق خارما للمروءة فكنت تأنف أن تأخذ منه حديثاً وإن كان عابداً عالماً صالحاً؟؟!
أين أنت من رجال يمشون محتشمين ومن خلفهم أزواجهم وبناتهم لا يسترن إلا عوراتهن؟!!
أين أنت يا صاحب الصحيح وأنت من كان يعتبر فعل الرجل الذي ينادي دابته ويوحي لها كأن في يديه طعام لكي تقترب منه فيمسكها، فعلاً قبيحاً كاذباً وغشاً للحيوان وخداعاً له وغير مؤهل لأخذ الحديث عنه ..
فكنت تترفع أن تأخذ من مثله ففي منهجك أن من يكذب على الحيوان قد يكذب في حديث رسول الله!!
أين أنت لترى العجب العجاب في أسواقنا من خداع وغش وتدليس وكذب وحلف بالله بل بأغلظ الأيمان من أجل الدرهم والدرهمين.
تعالى اسأل عن العشرة المبشرين بالجنة الذين لا يعرفهم هذا الجيل مقابل احد عشر لاعباً في أي فريق عالمي؟!!! حيث ستجد أن أسماءهم محفورة في القلوب ناهيك أن تكون محفوظة
واسأل عن أسماء زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأسماء بناته فستسمع العجب العجاب، في حين إن سألت عن أسماء المغنيات والممثلات والراقصات فستأتيك المعلقات
لقد كنتم تعدون وضع الرجل يده في يد زوجته وهو يمشى في السوق أو الحي من أكبر الخوارم في مروءة هذا الرجل وأخلاقه
فكيف إن رجلاً بل شبيه رجل يمشي بلا استحياء وقد وضع يده في خاصرة امرأة أجنبية عنه بدعوى إنها صديقة وعشيقة؟!!
لقد ضاعت الغيرة أيها الإمام وماتت المروءة وضاقت الأرض بما رحبت،وانقلبت الموازين، وأصبح الحليم حيراناً
بقلم ابن المبارك
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 09:44 م]ـ
بارك الله لك أخي مبارك على هذه المواعظ والتي نسأل الله أن تعيننا وتكون لنا زاداً يوصلنا لمرضات الله عز وجلّ.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[06 - 10 - 2007, 01:04 ص]ـ
سلمك الله وعافاك أستاذ كرم
ومرحبًا بك بعد غيبة
ومرحبًا بموضوعاتك الطيبة التي افتقدناها زمنًا
وإلى الله المشتكى
فقد تردت أحوالنا, وساءت فعالنا, ولكن الخير موجود, وسبل الصلاح لن تزول بإذن الله. ومادام القرآن بيننا فلن نضل , ومادامت السنة النبوية بين أيدينا فلن نزيغ, ومادمت سير النجوم الزواهر من الصحابة والسلف الطاهر تُقرأ علينا فنحن على طريق الصلاح إن تمثلنا بها, ومادام بين أظهرنا من يذكرنا إذا نسينا , وينبهنا إذا غفلنا فلن نضيع.
سلمتم من كل سوء
وتقبل الله منا ومنكم
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 02:56 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم الأستاذ كرم وجعل ما سطرته يدك هنا في ميزان حسناتك وأصلح الله حال أمتنا، وأرجو أن يعمم هذا الكلام الطيب على المواقع المختلفة في الشبكة، لعل الله ينفع به من شاء من عباده وإمائه، وهو من أعظم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتي هي أحسن، وهو السبيل الوحيد للإصلاح المنشود في هذه الأمة الخيرة الوسط، نسأل الله أن يردنا إليه ردا جميلا، وجزاك الله خيرا.
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[13 - 10 - 2007, 12:12 ص]ـ
لا فض فوك يا ابن المبارك ... المبارك بإذنه تعالى ....
الوقفات فيها من العظة والتذكير والنصح ما لا تخفى ..... جزيت الجنة بإذنه تعالى ....
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[14 - 10 - 2007, 04:09 م]ـ
جزيتم خيراً على هذا المرور الكريم وهذه التعليقات الوافية
وبوركت أقلامكم
وتقبلوا محبتي جميعاً
ـ[السهم الراقي]ــــــــ[15 - 10 - 2007, 07:49 ص]ـ
بارك الله فيك وبك أيها الواعظ
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[15 - 10 - 2007, 02:48 م]ـ
سلمت يمينك وشمالك وحفظ الله
إذا بصر القلب المروءة والتقى ... فإن عمى العينين ليس يضير(/)
يا أهل اللغة العربية ... أطلب منكم المساعدة
ـ[العذاب الهادئ]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 09:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا مشتركة جديدة انا بحاجة لكم أخواني الأعزاء
في الحقيقة طلبي هو
مقالا حول مظهرمن المظاهر الجمالية الطبيعية التالية:
الأزهار، الجبال، المطر، المطر، الصحراء
مع مراعا الآتي:
1 - عرض وجهات نظرك في عنصر الطبيعة
2 - استخدام عنصر التشخيص
3 - قواعد تنظيم عناصر المقال
وجزاك الله عظيم الأجر والثواب
أختكم في الله: العذاب الهادئ
ـ[أبو طارق]ــــــــ[06 - 10 - 2007, 01:18 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بكِ ( http://www.alfaseeh.net/vb/announcement.php?f=2)
ضعي محاولتكِ , ولن تعدمي التوجيه
ـ[الجوهر الفرد]ــــــــ[06 - 10 - 2007, 01:58 ص]ـ
لا تستصغري عملك وإن قلّ.
... حاولي وتوكّلي على الله، لا تتواكلي، وكلّ الفصحاء-ها هنا- عضد ومعصم وساعد.(/)
الصبر فن وخلق
ـ[الأسد]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 07:53 م]ـ
صبر آدم على مفارقة الوطن الأول من الجنة , وصبر نوح على فقد الولد , وصبر وصبر إبراهيم على مقام ذبح الإبن , وصبر يعقوب على فراق يوسف , وصبر موسى على أذى الطاغية , وصبر داود على مرارة الندم , وصبر سليمان على فتنة الدنيا , وصبر عيسى على ألم الفقر , أما حبيبنا ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فقد صبر عليها كلها , وذاقها كلها , وعاشها كلها , فقد صبر صلى الله عليه وسلم على فراق الوطن , ومراتع الفتوة , وملاعب الصبا , وربوع الشباب , فترك الأهل والعشيرة والدار والمال , وصبر على فقد الولد , فسالت أرواح أبنائه بين يديه , وقعقعت أنفسهم بين ناظريه , وصبر على ألم الأذى , فأوذي في المنهج والوطن والسمعة والرسالة والخلق والزوجة , وصير على شماتة العدو , وتنكر الصديق , وعقوق القريب , ونيل الحاسد , وتشفي الحاقد , وتألب الخصوم , وتكالب الأحزاب , وتكاثر المناوئين , وصولة الباطل , وقلة الناصر.
الأب مات ولم يره , والأم ماتت ولم تتم رضاعه , والجد فارق الدنيا ولم يحطه برعاية , والعم ذهب وقت النضال , وخديجة ودعت يوم الحزن , والابن سالت روحه يوم تمام الحب , وعائشة تُرمى ساعة كمال الأنس , وحمزة يقتل زمن المصاولة.
كذبوه , شتموه , سبوه , آذوه , فنزل (اصبر على ما يقولون) ,
حاربوه , نازلوه , طاردوه , قاتلوه , فنزل (واصبر وما صبرك إلا بالله) , هجروه , وأعرضوا عنه , وصدوا عن سبيله , ووقفوا في طريقه , فنزل (فاصبر صبرا جميلا) , طال عليه الأمد , ترقب النصر , كثر العدو , تزاحمت النكبات , فنزل (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل).
فصبر صبرا جميلا في كل مقامات العبودية , صبر في رضاه وغضبه , وسلمه وحربه , وغناه وفقره , فصار إمام الصابرين وقدوة الشاكرين.
اللهم ثبتنا على سنته , ووفقنا لسيرته , وانصر بنا دعوته.
منقول من مقال د. عائض القرني في مجلة السعودية العددالثالث من 1427 هـ.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 09:36 م]ـ
نقل رائع بارك الله لك أخي الأسد وجعلها الله في ميزان حسناتك وميزان حسنات الشيخ القرني.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[06 - 10 - 2007, 01:10 ص]ـ
سلمت يمينك على حسن نقولاتك أخي الطيب
بوركت
ـ[الأسد]ــــــــ[06 - 10 - 2007, 07:03 ص]ـ
وبوركتما على الحضور وتشريف هذه الصفحة.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[06 - 10 - 2007, 07:11 ص]ـ
شكر الله تفاعلك
وأحسنت النقل أيها المبارك
ـ[الأسد]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 05:20 م]ـ
وشكرا لك عزيزي , وبارك فيك , ويسعدني مرورك
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 02:04 م]ـ
عظم الله أجرك-أخي الكريم- على هذا النقل في هذه العشر من شهر الصبر. بارك الله فيك، وأعاننا جميعا على الصبر.
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[14 - 10 - 2007, 10:39 م]ـ
بوركت اخي الفاضل وجزاك الله الجنة
ـ[بل الصدى]ــــــــ[26 - 09 - 2009, 07:13 ص]ـ
رفع للفائدة(/)
إلى من يهمه الأمر
ـ[اركان العاني]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 10:02 م]ـ
أيها السادة والسيدات:
السلام عليكم
في ظل نظام العولمة الجديد بدأ ومنذ سنتين نظام جديد في عالم الحساب وهو كما يلي تسهيل عملية ضرب الأعداد كما في المثال التالي 6×6=66و9×8=89 وهكذا ومن يدري قد ياتي يوم وإذا الدور على النحو فيكون المرفوع منصوبا والمجرور مكسورا وهكذا أقول لا أدري إلى أين يسير هذا العالم ربما إلى حافة الهاوية والله أعلم
وكفانا وكفاكم وكفا الناس أجمعين شرور المحن وجزاكم الله خيرا .....
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 10:17 م]ـ
ايها الساده والسيدات السلام عليكم في ظل نظام العولمه الجديد بدا ومنذ سنتين نظام جديد في عالم الحساب وهو كما يلي تسهيل عملية ضرب الاعداد كما في المثال التالي 6×6=66و9×8=89 وهكذا ومن يدري قد ياتي يوم واذا الدور علىالنحو فيكون المرفوع منصوبا والمجرور مكسورا وهكذا اقول لا ادري الى اين يسير هذا العالم ربما الى حافة الهاويه والله اعلم وكفانا وكفاكم وكفا الناس اجمعين شرور المحن وجزاكم الله خيرا .....
أشكرك على طرحك الذي أشم فيه رائحة الغيرة على اللغة العربية، وأذكرك أن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم الذي تكفل الله بحفظه، فكن مطمئنا عليها، فاللغة العربية التي نضجت واستوت على سوقها فبل مجيء القرآن بقيت على حالها في أجمل صورة وأحلى مظهر، ولولا القرآن الكريم لأصبح للعرب لغات ولغات، وليس مجرد اختلاف في القواعد والحركات.
ـ[قريشي]ــــــــ[06 - 10 - 2007, 04:42 م]ـ
أيها السادة والسيدات:
السلام عليكم
في ظل نظام العولمة الجديد بدأ ومنذ سنتين نظام جديد في عالم الحساب وهو كما يلي تسهيل عملية ضرب الأعداد كما في المثال التالي 6×6=66و9×8=89 وهكذا ومن يدري قد ياتي يوم وإذا الدور على النحو فيكون المرفوع منصوبا والمجرور مكسورا وهكذا أقول لا أدري إلى أين يسير هذا العالم ربما إلى حافة الهاوية والله أعلم
وكفانا وكفاكم وكفا الناس أجمعين شرور المحن وجزاكم الله خيرا .....
بدأ "و"منذ هذه الواو تسمى واو الجهل فلا تستعمل إلا في الصحافة فأرجو أن تلغيها في شبكة الفصيح فمنذ ظرف زمان متعلق بالفعل: بدأ
ـ[اركان العاني]ــــــــ[06 - 10 - 2007, 09:43 م]ـ
اشكرك ياليث بن ضرغام على هذه الملاحظه والتي فعلا فاتتني وهذا دليل على نباهتك لان اللغه العربيه هي لغة القران الكريم .. اما الاخ العزيز قريشي فارجو ان لا يكون الحساب على الاخطاء الاملائيه في كل الاوقات فهناك الكثير من الاحطاء الاملائيه لا تغير في معنى الكلام .. وهناك الكثير من الاخطاء الاملائيه تغير تغيرا كبيرا في المعنى فمثلا قوله تعالى (انما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ) وهنا اي تغيير في الحركه تنعكس الايه تماما وجزاك الله وجزا الجميع الف خير .....
ـ[أبو طارق]ــــــــ[06 - 10 - 2007, 11:10 م]ـ
مرحبًا بك أخي أركان
اما الاخ العزيز قريشي فارجو ان لا يكون الحساب على الاخطاء الاملائيه في كل الاوقات
بل يجب ذلك أولاً لسلامة ما نكتب من الأخطاء الإملائية؛ لأنها تنقص من قدرها.
ثانيًا لأن الفصيح يوجب علينا ذلك.
مرحبًا بك مرة أخرى(/)
أرجو التفصيل
ـ[اسامة2]ــــــــ[06 - 10 - 2007, 03:13 م]ـ
السلام عليكم وبعد:
ما قولكم في قول المصلين ((ءامين)) بعد الامام. وكم حركة يمد مد البدل.واذا كان اثنتين على رواية حفص عن عاصم فلمَ يمدون اربع. ارجو التفصيل ولكم الاجر الجزيل وجنة الجليل.(/)
ثلاثة من الصحابة جمعوا بين كونهم أنصارا ومهاجرين
ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 10 - 2007, 01:13 ص]ـ
ثلاثة من الصحابة جمعوا بين كونهم أنصاراً مهاجرين. ذكرهم ابن إسحاق في سيرته. أحدهم: ذكوان بن عبد قيس من بني الخزرج. قال ابن إسحاق: كان خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معه بمكة، ثم هاجر منها إلى المدينة وكان يقال له: مهاجري أنصاري شهد بدراً وقتل بأحد شهيداً. والعباس بن عبادة بن نضلة من بني الخزرج أيضاً. قال ابن إسحاق: كان فيمن خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة، فأقام معه بها قتل يوم أحد شهيداً. وعقبة بن وهب خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجراً من المدينة إلى مكة. وكان يقال له مهاجري أنصاري حليف لبني الخزرج.
ـ[همس الجراح]ــــــــ[07 - 10 - 2007, 07:34 ص]ـ
معلومة طيبة جزاك المولى خيرا
ـ[أبو طارق]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 02:06 ص]ـ
سلمت أيها الفاضل
متعة القراة فيما تخطه أناملك
غير أني حريص على معرفة المصدر, لا لشيء إلا لحب النقل
سلمت من كل سوء
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 05:31 ص]ـ
بارك الله لك أخي محمد وزادك من لدنه علما ... والمصدر ذكر أخي أبو طارق على ما أظن وهو سيرة ابن اسحاق والله أعلم.(/)
إلى أهل العلم
ـ[اسامة2]ــــــــ[07 - 10 - 2007, 08:51 م]ـ
السلام عليكم وبعد:
ما قول اهل العلم بالقرآن في مد المصلين قول ((ءامين)) -البدل- اربع حركات او اكثر بعد قول الامام ولا الضالين, ومعلوم ان رواية حفص عن عاصم يمد البدل حركتين؟؟ ارجو التفصيل لمن كان عنده التأصيل.
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[07 - 10 - 2007, 09:03 م]ـ
أهلا بك أخي الكريم
على رواية ورش وآخرين يجوز مد البدل أربع أو ست حركات أيضا
والمصلون خلف الامام مذاهبهم مختلفة فلم التشديد على الناس ما دام في الأمر سعة
ـ[اسامة2]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 11:44 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم ,واعلم ما ذكرت ,ولكني اردت شيئا علميا ,لانه كما هو معلوم هناك مواضع في القرآن الكريم يخالف حفصا القاعدة فأردت ان اعرف هل هذا الموضع منها؟ وليس ثمة تشديد اخي الكريم اشكرك على مرورك المبارك.(/)
عمر بن عبد العزيز والحسن البصري
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 04:42 م]ـ
روي أنه كتب عمربن عبد العزيز إلى الحسن رضي الله عنهما يقول له: اني قد ابتليت بهذا الأمر فانظر لي أعواناً يعينوني عليه فكتب إليه الحسن كتاباً يقول في أثنائه: اما أبناء الدنيا فلا تريدهم وأما أبناء الآخرة فلا يريدونك فاستعن بالله والسلام.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 05:08 م]ـ
موعظة بليغة من سيدا المواعظ في عصرهما رحمهما الله وبارك الله لك أخي الأحيمر وجعلها في ميزان حسناتك.
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[12 - 10 - 2007, 11:54 م]ـ
كتبت فأوجزت وأبدعت ووعظت وأحسنت فأحسن الله إليك أخي الفاضل
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[13 - 10 - 2007, 08:34 م]ـ
أخي أحمد لك أشكرك جزيل الشكر وكل عام وأنتم بخير
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[13 - 10 - 2007, 08:35 م]ـ
أبو محمد محيي الدّين
بارك الله فيك أخي الكريم وكل عام وأنتم بخير(/)
اقرأ القرآن الكريم وقلب صفحاته على النت
ـ[نور الندى]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 10:46 م]ـ
http://www.s77.com/3DSmile/36/F_097.gif (http://www.s77.com/index.php?t=smiles)
تستطيع الآن أن تقلب القرآن الكريم وصفحاته على النت
ادخل هنا لترى http://www.quranflash.com/#
http://www.s77.com/3DSmile/36/F_093.gif (http://www.s77.com/index.php?t=smiles)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 02:12 ص]ـ
جزاكِ الله خيرًا على جهدكِ الطيب
تم طرح هذا الرابط من قبل بواسطة السهم الراقي هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=26452)
وأسأل الله أن يجزيكما خير الجزاء(/)
ما الحكم لو صفعت شخصا في الحرم؟
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 10:46 م]ـ
السلام عليكم
سؤالي غريب لكن الموقف الذي مررت به قبل أيام سيبرره
قررت العمرة فأخذت أهلي معي , ثم وأنا أدخل الحرم من باب الملك عبد العزيز مشت أمي على مسار ملون مخصص للكراسي المدولبة , وإذا بشخص بغيض - ممن يؤجرون هذه الكراسي للمعتمرين العاجزين - يسير بكرسي مدولب لا أحد يجلس عليه وبسرعة كبيرة وخاطب أمي بحدة: وخري والا أدعس أبوك , وهممت بصفعه وقد والله رفعت يدي فتذكرت أنني محرم وصائم وفي بيت الله فكظمت ومشيت
السؤال: لو صفعته في المسجد الحرام وأنا محرم فما الحكم؟
ـ[أبو طارق]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 01:57 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تقبل الله منكم أبا وسن
نعجب من تصرفات مثل هؤلاء في مثل هذه الأماكن , وفي مثل هذه الأوقات الطيبة, التي كان عليه اغتنام خيرها وأجرها. ونحمد الله أنك كضمت غيظك
لا أعلم الحكم الشرعي في المسألة , وعسى أن نتلقى طرح الأستاذ مهاجر أو الأستاذ كرم, أو أحد الأساتذة الأفاضل. وللتنبيه: فالرجل يطلب حكمًا شرعيًا , لذا يجب على الجميع ألا يلقوا بالأحكام جزافًا
وفقكم الله
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 09:49 م]ـ
أهلا بأبي طارق
ـ[أبو سارة]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 04:13 ص]ـ
صفعة المخطئ في الحرم عليها أجر،وبما أنها وافقت رمضان فلك بها أجران
وذلك على مذهب الجاحظ:)
ـ[أبو لين]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 05:08 ص]ـ
أخي الحبيب محمد السلام عليك ورحمة الله وبركاته ....
أحيي فيك صبرك وشجاعتك في امتلاك أعصابك وعدم المجازفة لخوض أمور قد لا يحمد عقباها وأذكرك بقوله تعالى {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} وأنت أخي الحبيب لا تسأل هل عليك إثم أم لا؟ بل قل هل لو عفوت عنه ألي أجر .... وسترتاح بعدها بإذن الله لأن طرحك لسؤال يدل على أنك مازلت غاضبا من الموقف وأنا أعلم أنه موقف يثير جميع الشياطين في الرأس خاصة إذا كانت تلك المرأة هي قرة عينك (أمك) _ حفظها الله لك _ ولكن أرى أن تحتسب الأجر عند الله تعالى فما صنعته هو عين الصواب.
مع الود.
ـ[السهم الراقي]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 03:14 م]ـ
أخي الحبيب محمد السلام عليك ورحمة الله وبركاته ....
أحيي فيك صبرك وشجاعتك في امتلاك أعصابك وعدم المجازفة لخوض أمور قد لا يحمد عقباها وأذكرك بقوله تعالى {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} وأنت أخي الحبيب لا تسأل هل عليك إثم أم لا؟ بل قل هل لو عفوت عنه ألي أجر .... وسترتاح بعدها بإذن الله لأن طرحك لسؤال يدل على أنك مازلت غاضبا من الموقف وأنا أعلم أنه موقف يثير جميع الشياطين في الرأس خاصة إذا كانت تلك المرأة هي قرة عينك (أمك) _ حفظها الله لك _ ولكن أرى أن تحتسب الأجر عند الله تعالى فما صنعته هو عين الصواب.
مع الود.
ماشاء الله فعلا هذا الكلام عين الحكمة
أخي محمد ماشاء الله زادك الله من فضله
فالصبر من أفضل الفضائل
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 05:42 م]ـ
وعليكم السلام
الجواب: تقبل الله عمرتكم، وكتب لكم الأجر.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 10:10 م]ـ
أبا لين: جزيت الخير على النصح ولكن لو اعتمرت من قابل وحصل مثل ذلك فلا أضمن نفسي لذا أريد الحكم الشرعي
أبا عبد الله: منا ومنكم
صفعة المخطئ في الحرم عليها أجر،وبما أنها وافقت رمضان فلك بها أجران
وذلك على مذهب الجاحظ
أبا سارة بداية كيف أحوالك؟ فنحن نفتقدك
وأضحك الله سنك
السهم الراقي: شكرا لك
ـ[أبو سارة]ــــــــ[11 - 10 - 2007, 03:39 ص]ـ
حييت أخي محمد، وأحيي فيك صبرك وحلمك، وحسنا فعلت، أنت المنتصر إن شاء الله، لأنك كظمت الغيظ ولم تعامله بالمثل، وطبقت قول الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الأعراف199
ونصيحة الأستاذ أبي لين موفقة.
شكرا لسؤالك، وكما يقولون: حي الدنيا بخير،ولله الحمد.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[12 - 10 - 2007, 12:02 ص]ـ
أهلا بأبي سارة
كنت أفتش صفحات العهد القديم فرأيت حواراتنا القديمة فافتقدتكم
دمت صديقا
ـ[امرأه تتمنى الفلسفه]ــــــــ[12 - 10 - 2007, 02:27 ص]ـ
[[صفعة المخطئ في الحرم عليها أجر،وبما أنها وافقت رمضان فلك بها أجران
وذلك على مذهب الجاحظ]]
لآتعليق .. لأول مرةً اعرف بهذا الحكم ;)
ـ[امرأه تتمنى الفلسفه]ــــــــ[12 - 10 - 2007, 02:30 ص]ـ
قبل ..
وقبل ..
كل شيء ..
لابد أن تسأل الشيخ ..
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[12 - 10 - 2007, 04:38 م]ـ
كلام الأستاذ أبي سارة دعابة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عذب]ــــــــ[14 - 10 - 2007, 10:00 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته،
أخي محمد،
أحييك على سعة صدرك و كظمك لغيظك، و ما فعلته هو الأفضل. أما بالنسبة لأولئك ممن يؤجرون تلك الكراسي المدولبة، هداهم الله، لا ينظرون إلا إلى كسب المال و بأسرع وقت. لا ألومهم في ذلك، و لكن يا عباد الله، ارعوا حرمة المكان. فكم من شخص تعرض لـ "حوادث سير" مع هؤلاء ... و قد أدمى أحدهم قدم عمي منذ بضع سنين ... هداهم الله و إيانا.
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[14 - 10 - 2007, 02:17 م]ـ
أخي محمد
كنت أمر على عنوان موضوعك فأقول ماهذا السؤال الغريب فعلاً؟ ولا يشجعني العنوان على الدخول
وقرأت موضوعك اليوم ويا لهول ما قرأت
سامحك الله، ألا أدبت ذلك الحيوان وأحتسبت تأديبه عند الله لئلا يؤذي غيرك من ضيوف الرحمن،
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[14 - 10 - 2007, 10:15 م]ـ
قرأت الموضوع في الثانية ظهراً والآن العاشرة ليلاً ولا زلت أتميز من الغيظ
لله أبوك، كيف صبرت؟
ـ[أبو لين]ــــــــ[15 - 10 - 2007, 04:49 ص]ـ
أخي محمد
كنت أمر على عنوان موضوعك فأقول ماهذا السؤال الغريب فعلاً؟ ولا يشجعني العنوان على الدخول
وقرأت موضوعك اليوم ويا لهول ما قرأت
سامحك الله، ألا أدبت ذلك الحيوان وأحتسبت تأديبه عند الله لئلا يؤذي غيرك من ضيوف الرحمن،
أخي الكريم أحيي فيك غيرتك وحميتك ولكن ما تقول في قوله تعالى {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} فصلت34
ولا تستوي حسنة الذين آمنوا بالله, واستقاموا على شرعه, وأحسنوا إلى خلقه, وسيئة الذين كفروا به وخالفوا أمره, وأساؤوا إلى خلقه. ادفع بعفوك وحلمك وإحسانك مَن أساء إليك, وقابل إساءته لك بالإحسان إليه, فبذلك يصير المسيء إليك الذي بينك وبينه عداوة كأنه قريب لك شفيق عليك.
ـ[فتح الله 12]ــــــــ[15 - 10 - 2007, 04:30 م]ـ
السلام عليكم
سؤالي غريب لكن الموقف الذي مررت به قبل أيام سيبرره
قررت العمرة فأخذت أهلي معي , ثم وأنا أدخل الحرم من باب الملك عبد العزيز مشت أمي على مسار ملون مخصص للكراسي المدولبة , وإذا بشخص بغيض - ممن يؤجرون هذه الكراسي للمعتمرين العاجزين - يسير بكرسي مدولب لا أحد يجلس عليه وبسرعة كبيرة وخاطب أمي بحدة: وخري والا أدعس أبوك , وهممت بصفعه وقد والله رفعت يدي فتذكرت أنني محرم وصائم وفي بيت الله فكظمت ومشيت
السؤال: لو صفعته في المسجد الحرام وأنا محرم فما الحكم؟
لله أنت يا أستاذي محمد الجبلي
تتبعت آثارك في المنتدى فوجدتك متغاضيا عمن أساء إليك ناصحا لمن أساء لغيرك كريم النفس و الخلق
أما بعد هذا الأمر الذي حدثت عنه فإنه بإذن الله لا يظهر لي غيض إذا أسيء إلي
فإن عاب علي أحدهم ذلك أقول:"تعال أخبرك بما حدث لأستاذي محمد الجبلي في الحرم وكيف فعل هو"
أدام الله نعمته عليك
ـ[فتح الله 12]ــــــــ[15 - 10 - 2007, 07:20 م]ـ
خطأ مطبعي
"غيظ" و ليس "غيض"
أعتذر
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[15 - 10 - 2007, 07:26 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته،
أخي محمد،
أحييك على سعة صدرك و كظمك لغيظك، و ما فعلته هو الأفضل. أما بالنسبة لأولئك ممن يؤجرون تلك الكراسي المدولبة، هداهم الله، لا ينظرون إلا إلى كسب المال و بأسرع وقت. لا ألومهم في ذلك، و لكن يا عباد الله، ارعوا حرمة المكان. فكم من شخص تعرض لـ "حوادث سير" مع هؤلاء ... و قد أدمى أحدهم قدم عمي منذ بضع سنين ... هداهم الله و إيانا.
لا ويغالون في الأسعار أيضا تخيل أنني سمعت أحدهم يساوم أحدهم ليضع أمه على أحد هذه الكراسي لتكمل سعيها فقط - أظنها قد أكملت شوطين - فطلب منه صاحب الكرسي 200 ريال
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[15 - 10 - 2007, 07:29 م]ـ
أخي محمد
كنت أمر على عنوان موضوعك فأقول ماهذا السؤال الغريب فعلاً؟ ولا يشجعني العنوان على الدخول
وقرأت موضوعك اليوم ويا لهول ما قرأت
سامحك الله، ألا أدبت ذلك الحيوان وأحتسبت تأديبه عند الله لئلا يؤذي غيرك من ضيوف الرحمن،
لو في غير الحرم لرأيت ما يسرك
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[15 - 10 - 2007, 07:34 م]ـ
لله أنت يا أستاذي محمد الجبلي
تتبعت آثارك في المنتدى فوجدتك متغاضيا عمن أساء إليك ناصحا لمن أساء لغيرك كريم النفس و الخلق
أما بعد هذا الأمر الذي حدثت عنه فإنه بإذن الله لا يظهر لي غيض إذا أسيء إلي
فإن عاب علي أحدهم ذلك أقول:"تعال أخبرك بما حدث لأستاذي محمد الجبلي في الحرم وكيف فعل هو"
أدام الله نعمته عليكشهادة أعتز بها وأنوء بحملها فلا أظنني مطابقا للصورة التي رسمتها لي
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[15 - 10 - 2007, 07:36 م]ـ
الشكر لجميع الأخوة الذين تفاعلوا مع الموضوع لكنني ما زلت أريد الحكم الشرعي
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[15 - 10 - 2007, 09:13 م]ـ
تقبل الله عمرة أخينا الكاظم لغيظه
أخي الأحيمر السعدي سامحك الله وما أبقيت لعباد الرحمن وأين أنت من حديث رسول الله انما الشديد من يملك نفسه عند الغضب
وما أدراك أن هذا لم يكن اختبارا قد رفع درجة أخينا عند الله
ولو كل جاهل أساء قابلناه بالاساءة لانتقصت هيبة الحرم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[15 - 10 - 2007, 11:17 م]ـ
تقبل الله عمرة أخينا الكاظم لغيظه
أخي الأحيمر السعدي سامحك الله وما أبقيت لعباد الرحمن وأين أنت من حديث رسول الله انما الشديد من يملك نفسه عند الغضب
وما أدراك أن هذا لم يكن اختبارا قد رفع درجة أخينا عند الله
ولو كل جاهل أساء قابلناه بالاساءة لانتقصت هيبة الحرم
يا اخي القضيه ليست خطأ وأنتهى القضيه أن نترك مثل هذا يؤذي ضيوف بيت الله الحرام وغضي يبرره أن هذا الشخص يمثلني أمام المسلمين من العرب وغيرهم اللذين يفدون إلى الحج أو العمره ولو كل جاهل ومعتدٍ في البيت الحرام تركنا له الحبل على الغارب لأنتقضت هيبة البيت
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[15 - 10 - 2007, 11:26 م]ـ
أخي الكريم أحيي فيك غيرتك وحميتك ولكن ما تقول في قوله تعالى {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} فصلت34
ولا تستوي حسنة الذين آمنوا بالله, واستقاموا على شرعه, وأحسنوا إلى خلقه, وسيئة الذين كفروا به وخالفوا أمره, وأساؤوا إلى خلقه. ادفع بعفوك وحلمك وإحسانك مَن أساء إليك, وقابل إساءته لك بالإحسان إليه, فبذلك يصير المسيء إليك الذي بينك وبينه عداوة كأنه قريب لك شفيق عليك.
لا تنسى قوله تعالى ((وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ))
أريد رأيك هل تسمح بتكرار ذلك الفعل مع أمي وأمك أم ترى أن نضع له حداً؟
أجبني بارك الله فيك فربما أغير رأيي
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 01:12 ص]ـ
أخي الكريم الأحيمر السعدي بارك الله فيك
أنا وأنت والحجاج ينبغي أن نتمالك أعصابنا ونكظم غيظنا أما أمر هؤلاء فمردود الى السلطان الى رجال أمن الحرم (أقصد الشرطة) فعليهم تقع مسؤولية تأديبهم ومحاسبتهم
على فكرة00 أنا (وزميلي الذي حججت معه) ممن عانى منهم لازلت أذكر رفيقي في الحج الذي كان يطوف بأمه على كرسي بنفسه (قبل سنتين) وقد أتى صاحب عربة مستأجَربسرعة فصدم كعبي زميلي ويصيح عليه بسرعة بسرعة حتى أقعده في مسكنه يوما من شدة الألم وحرمه من الذهاب الى المسجد الحرام 0
فسلوك أصحاب العربات عموما لاينم عن احترام للبيت الحرام
ـ[أبو لين]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 05:27 ص]ـ
لا تنسى قوله تعالى ((وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ))
أريد رأيك هل تسمح بتكرار ذلك الفعل مع أمي وأمك أم ترى أن نضع له حداً؟
أجبني بارك الله فيك فربما أغير رأيي
أخي الكريم الأحيمر أحدثك عن نفسي لو حدث معي هذا الموقف قد لا أتمالك أعصابي أبدا وقد تحدث أمور لا يُحمد عقباها ولكن أخي الكريم لنشجع الرجل على ما قام به من امتلاك نفسه وكتم غيظه في قلبه ونهون عليه ولا نزيده حرقة ونذكره بالأجر العظيم فهذا هو ديدن الأنبياء (الصبر والعفو والصفح) فلنتعلم منهم ولو في موقف واحد ولعلنا نتعلم من أخينا محمد الجبلي الصبر والحلم ونحتسب الأجر عند الله وأنا أعلم أن الذي يده في النار ليس كمن يده في الماء ولكن السؤال موجه لك أخي الحبيب ولجميع المشاركين في هذه النافذة
أ ليس ما فعله محمد هو عين العقل؟
ثم إذا كنت تتحدث أخي الأحيمر عن أصحاب العربات فلا بد من أنظمة تقمع أولئك المستغلين للناس وأن يوضع لهم طريقا خاصا بالعربات فقط وأن توضع كذلك تسعيرة محددة توقفهم عن الاستغلال لزوار بيت الله , فما رأيك.
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 04:21 م]ـ
أخي الكريم الأحيمر أحدثك عن نفسي لو حدث معي هذا الموقف قد لا أتمالك أعصابي أبدا وقد تحدث أمور لا يُحمد عقباها ولكن أخي الكريم لنشجع الرجل على ما قام به من امتلاك نفسه وكتم غيظه في قلبه ونهون عليه ولا نزيده حرقة ونذكره بالأجر العظيم فهذا هو ديدن الأنبياء (الصبر والعفو والصفح) فلنتعلم منهم ولو في موقف واحد ولعلنا نتعلم من أخينا محمد الجبلي الصبر والحلم ونحتسب الأجر عند الله وأنا أعلم أن الذي يده في النار ليس كمن يده في الماء ولكن السؤال موجه لك أخي الحبيب ولجميع المشاركين في هذه النافذة
أ ليس ما فعله محمد هو عين العقل؟
ثم إذا كنت تتحدث أخي الأحيمر عن أصحاب العربات فلا بد من أنظمة تقمع أولئك المستغلين للناس وأن يوضع لهم طريقا خاصا بالعربات فقط وأن توضع كذلك تسعيرة محددة توقفهم عن الاستغلال لزوار بيت الله , فما رأيك.
أخي الكريم جزاك الله خيراً على سعة صدرك وأحب أن أوضح لك عدة نقاط.
1 - صدقت في ما ذكرت بأن الواجب أن ((نشجع الرجل على ما قام به من امتلاك نفسه وكتم غيظه في قلبه ونهون عليه ولا نزيده حرقة ونذكره بالأجر العظيم فهذا هو ديدن الأنبياء (الصبر والعفو والصفح) فلنتعلم منهم ولو في موقف واحد ولعلنا نتعلم من أخينا محمد الجبلي الصبر والحلم ونحتسب الأجر عند الله))
2 - فعلاً ما فعله محمد هو عين العقل ولكنه ليس عين العدل
3 - بالنسبه لمسار العربات فهو موجود ولا تسير العربات إلا فيه والدوله لم تقصر في هذا المجال ولكنها لا تستطيع أن تراقب كل شخص في الحرم أو غيره أما التسعيره فلا علم لي بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو لين]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 08:59 م]ـ
نعم هناك مسار للعربات في السعي أما عند الطواف لا يوجد ... ووجدت هذا العام أكثر من واحد يستخدم العربات في الطواف وكم من قدم انصابت في الطواف أمام عيني
... المقصد أخي الكريم إما أن تمنع العربات ألبته من الطواف وإما أن يخصص لها طريق حتى لا تؤذي الطائفين بالكعبة وأنا أعلم أن حكومتنا حفظها الله من كل سوء لم تقصر لا في توسعة للحرم ولا في تسهيل أمور الحجاج أو المعتمرين ولكن أتمنى أن يضعوا حدا للمستغلين وتكون العربات مرقمة حتى يستطيع المعتمر أو الحاج أن يوصل أي شكوى ضدهم وهم بدورهم يتصرفون معهم ويضعون حدا للمستهترين والمستغلين.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 10:21 م]ـ
فلنتعلم منهم ولو في موقف واحد ولعلنا نتعلم من أخينا محمد الجبلي الصبر والحلم لعلك لا تدري أن أخاك من أسرع الناس غضبا وكم مددت يدي لأسباب تافهة
لكن هيبة الحرم ورمضان أقوى من غضبي
وبالنسبة لمشاكل العربات فالدولة وضعت مسارات لكن الاستغلال بقي
أما صاحبنا فلو في غير الحرم لنال مثلما نال ذاك الذي خان أمانته وأمسك يد فتاة ولمس جسمها في السوق
محتجا بأنه أبعدها عن مسار السيارات وأنقذها فصاحت به فصفعه أخي الأصغر فجاءني قائلا: خليك شاهد , فصفعته الأخرى وعندما قال: وش دخلك؟ قلت له تلك أختي وأنا لا أعرفها
وذلك الرجل يعمل في مركز حساس يقتضي عليه أن يمنع مثل هذه الأشياء وكان وقتها في الخدمة
أخي الأحيمر
لا عليك فوالله لن يتركه الله , وإن لم ينل جزاءه مني فسيسهل الله له غيري ليؤدبه فقد دعوت الله في الحرم ((اللهم ضعه في يد من لا يخافك))(/)
رجاءً .... ابتسم
ـ[غدير]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 01:02 ص]ـ
رجاءً ابتسم
================================
عندما تحاول أن تستوعب مايدور حولك ولا تستطيع
.. ابتسم:
فأنت على الأقل لم تصل بعد لمرحلة الجنون
.. عندما تحاول أن تقترب خطوة فتجد نفسك قد عدت خطوات للوراء
.. ابتسم:
فانت محاط بأناس أقل مايقال عنهم انهم محبطون
.. عندما تبذل كل مابوسعك لتحافظ على هدوئك واتزانك ولا تستطيع
.. ابتسم:
فبالتأكيد هناك حساد ومغرضون
.. عندما يصل بك الأمر لتخوض تحدٍ بدون نتيجة تُذكر
.. ابتسم:
فلست وحدك ضحية هذا الكون
.. عندما تثق في أقرب الناس إليك وتسلمهم مفاتيح حياتك فيخذلونك
.. ابتسم:
فهناك الملايين ممن سبقوك عانوا من الخيانة بسبب أو بدون
.. لو تركك كل الأصدقاء والأقرباء وهجرك العالم بأكمله
.. ابتسم:
فإن الله معك بإذن الله
.. الابتسامة سر الجمال .. وسر السعادة الغامرة
.. الابتسامه صدقة .. فهي أيضا سر الأجر العظيم بإذن الله
.. الابتسامة .. بداية الألفة .. ومفتاحا لقلوب الأخرين
ابتسم ..
فهي لن تنقصك شيئا بل ستزيدك
وترفعك عاليا فوق السحب
تحياتي
غديـ:pــــــــــــــــــــــــــــــــــ: D: ــــــــــــر
ـ[أبو طارق]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 01:19 ص]ـ
كلمات طيبة
سلمت يمينك أخية(/)
عضو جديد بينكم، أترحبون به؟
ـ[أعجمي]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 09:42 ص]ـ
:::
السَّلام عليكم ورحمة اللهِ وبركاته
عضو جديد بينكم، أترحبون به؟
إنه ليسعدني أن أكون عضوًا بينكم.
مُعرفي باسم (أعجمي) وليس اسمي، بل وصف حالي وحال العجمة الشديدة في لساني، فلا يَعْجَب أحدكم من لحن لساني.
وأسأل الله أن تكون عضويتي في هذا المكان الطيب، فاتحة خير لي ليستقيم هذا الأعوج، وكان الله في عونكم ما دمتم في عوني (ابتسامة):)
هلا دللتموني على طريقة أُقَّوم بها هذا الأعوج الضاري؟
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 12:24 م]ـ
بارك الله لك أخي الكريم ... حياك الله وبياك بين أسرة الفصيح وان شاء الله تستفيد وتفيد أعانك الله هلى هذه العجمة.
ـ[أبو لين]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 05:44 ص]ـ
أهلا بك أخي الحبيب ونتمنى لك طيب الإقامة بيننا.
ـ[دعدُ]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 06:02 ص]ـ
والله ما أرى إلا لساناً عربياً مبيناً، على كلٍ ...
حياك الله وبياك بين أسرة الفصيح وان شاء الله تستفيد وتفيد
ـ[أعجمي]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 07:37 ص]ـ
قوم كرام
سعدت بكم أيها الفضلاء: أحمد الغنَّام، أبو لين، دعدُ ... وعلى ترحيبكم بي
ـ[أبو طارق]ــــــــ[11 - 10 - 2007, 12:01 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً أهلاً بمن وصل = على الرؤوس في المقل
قلوبنا هي المحل = وهي فسيح المقعدِمرحبًا بك أخي الفاضل
ونأمل منك ولك دوام النفع والفائدة
ـ[أعجمي]ــــــــ[15 - 10 - 2007, 10:02 م]ـ
جزاك الله خيرًا أيها الكريم
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[15 - 10 - 2007, 10:53 م]ـ
عضو جديد بينكم، أترحبون به؟
ولماذا لا نفعل
أهلاً بك ومرحبا
ـ[نور صبري]ــــــــ[15 - 10 - 2007, 11:13 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً أهلاً بمن وصل = على الرؤوس في المقل
قلوبنا هي المحل = وهي فسيح المقعدِمرحبًا بك أخي الفاضل
ونأمل منك ولك دوام النفع والفائدة
تحية واعتزاز لك استاذنا الفاضل قبل العضو الجديد ...
ـ[أعجمي]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 01:32 ص]ـ
حَيَّاك الله يا أيها الأحيمر السعدي المدني.
بارك الله فيمن حَيَّاني، وخاصةً من أتى بها متعجلاً
ولا أدري أَعُقِد لساني عن من قد أتى متأخرًا؟
ــــــــ
الهدية الأولى:
نتائج الفكر في النحو - السهيلي - pdf
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=27216
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 10:52 م]ـ
حياك الله بيننا ووفقك لما يحبه تعالى ويرضاه
ـ[أعجمي]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 11:03 م]ـ
جزاك الله عني خيرًا أيها الفاضل الكريم
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[17 - 10 - 2007, 01:55 م]ـ
أهلا وسهلاً والسلام عليكمُ
وتحية منّا تزف إليكمُ
أحبابنا لا تقبح الدنيا وفيها أنتمُ
أما تقويم شطط اللسان، فداوم على قراءة كتاب الكريم الرحمن، ففيه أنصع بيان، لمن رام صحة اللغة وجودة السليقة وبالله التوفيق.
ـ[معالي]ــــــــ[20 - 10 - 2007, 03:12 ص]ـ
حياك الله وبياك أخانا الكريم
وقد ظلمتَ نفسك، وبالغت، فاطلب الصفح منها، عفا الله عنك.
وفقك الله ونفعك ونفع بك.
ـ[نور الندى]ــــــــ[21 - 10 - 2007, 08:03 م]ـ
http://www.s77.com/3DSmile/35/t-099.gif (http://www.s77.com/index.php?t=smiles)
ـ[السليك بن سلكه]ــــــــ[29 - 10 - 2007, 03:53 م]ـ
أهلا بك أخي الكريم(/)
النوم ضروري لسلامة قلبك
ـ[بنتصحراء]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 12:48 م]ـ
النوم ضروري لسلامة قلبك
يقول الباحثون إن النوم أكثر من اللازم، أو أقل منه يضاعف من مخاطر الإصابة بأمراض مميتة للقلب والأوعية الدموية.
فقد فحصت فرق طبية من جامعتي ووريك وجامعة كوليدج لندن البريطانيتين أنماط النوم لدى عشرة آلاف و308 موظفين حكوميين وقارنوها بمعدلات الوفاة.
ووجد الباحثون تضاعفا لخطر المرض بين الذين قلصوا ساعات نومهم من سبع ساعات إلى خمسة في الليلة، مقارنة بالذين التزموا بسبع ساعات كل ليلة.
وكذلك كانت الخطورة لمن زادوا ساعات النوم إلى ثماني ساعات على الأقل.
استند البحث على بيانات ما بين عامي 1985 و1988 وبيانات متابعة ما بين عامي 1992 و1993.
كما أخذ الباحثون في الحسبان عوامل أخرى من قبيل العمر والجنس والحالة الاجتماعية والدرجة الوظيفية والتدخين وممارسة النشاط البدني من عدمه.
يقول الباحث البروفيسور فرانسيسكو كابوتشيو "أصبحت قلة ساعات النوم واضطرابات النوم أكثر شيوعا .. وصاحب المزيد من أعراض الإرهاق المزمن والشعور بالنعاس خلال النهار أكثر مما كان الوضع قبل عقود مضت".
وتابع بالقول "النوم يضاهي عملية يومية لاستعادة العافية العضوية والحرمان منه يترك تداعيات كبيرة".
كما أشار البروفيسور كابوتشيو إلى وجود علاقة محتملة بين الافتقار إلى النوم وزيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم والإصابة بداء السكري النوع
وأضاف بالقول: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن انتظام ساعات النوم نحو سبع ساعات كل ليلة يحقق أفضل النتائج للصحة، أما الإقلال المستمر من ساعات النوم قد يترك الباب مفتوحا أمام اعتلال الصحة".
ولكن د. نيل ستانلي، خبير النوم بمستشفى نورفوك ونوريتش الجامعي أضاف بالقول: "النوم شأنه شأن الوزن أو مقاس الحذاء الخاص بك: كل منا لديه المقاس الذي يناسبه، وإذا نمنا أكثر مما نحتاج أو أقل منه فسوف يكون لذلك نتائج على الصحة".(/)
موسوعة الخلق والنشوء - بحث مقارن في العقائد والمذا
ـ[حاتم ناصر الشرباتي]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 01:20 م]ـ
http://www.sharabati.org/maws2.jpg
مَوْسوعة الخلق والنشوء
مُقدمة
أحمد الله تعالى حمد الشاكرين وأتوب إليه وأستغفره، أحمده تعالى حمد الشاكرين القانتين، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، وأصلي وأسلّم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن سار على هديه إلى يوم الدّين، رب اغفر لي ولوالديّ ولأساتذتي وأصحاب الفضل علي، وأنر قلبي واشرح لي صدري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، ووفقني لصالح الأعمال.
إنّ أساس العقيدة في الإسلام قائم على إعطاء الأجوبة المقنعة لتساؤلات الإنسان عن أصل وحقيقة هذا الوجود، ويركز على حقائق ثابتة أولها الإيمان الراسخ بالله تعالى خالقا لهذا الوجود ومسيراً له، مشترطاً أن يكون هذا الإيمان آتياً عن طريق العقل وإعماله بالتفكير المستنير ليصل الإنسان عن طريقه أنّ وراء تلك الموجودات الثلاث (الكون والحياة والإنسان) خالقاً أوجدها من العدم وأنّ لهذه الحياة الدنيا ما قبلها وهو الله تعالى، وأنّ لها ما بعدها وهو يوم القيامة حيث يبعث الإنسان ليحاسب على ما قدمت يداه كما أوجب الإسلام الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ورسالته والملائكة والرّسل جميعاً ويوم القيامة والقدر خيره وشره من الله تعالى.
أما الشيوعيّة فهي مبدأ مبني على المادة وليس العقل، لأنّ فكرتها الأساسية والتي تفرعت عنها كل أفكارها أنّ جميع الموجودات من كون وحياة وإنسان هي مادة فقط، وأنّ المادة هي أصل الموجودات وأنّ التّطور المادي تبعا لوسائل الإنتاج هو المحرك الفعلي والوحيد للمجتمع وعلاقاته جميعاً، وأن المادة أزلية واجبة الوجود لم يخلقها خالق، وأن ليس للمادة ما قبلها ولا يوجد بعدها شيْ، فهم ينكرون فكرة الخلق وبالتالي وجود خالق خلق الموجودات أي أنهم يرفضون الناحية
الروحية في الأشياء من كونها مخلوقة لخالق ويعتبرون فكرة الناحية الروحية خطراً على الحياة، وبالتالي فالدّين عندهم إنما هو أفيون الشعوب المخدر لأمانيهم وتطلعاتهم وهو بالتالي من عوامل تخلف المجتمعات.
أما نظرتهم للفكر فهي مادية أيضا، إذ هو عندهم انعكاس للواقع على الدّماغ كما تنعكس الصورة على صفحة المرآة، فالمادة عندهم هي أصل الفكر وأصل الحضارة، وهي أصل كل شيء ومن تطورها المادي توجد الأشياء ولا بد، هذه هي حتمية التّطور عندهم.
لقد ضلّت الشيوعية الطريق لمصادمتها الفطرة التي جُبِلَ عليها الإنسان باعتمادها نظرية التّطور المادي تبعا لوسائل الإنتاج فأعمت نفسها عن حقيقة وجود خالق لهذا الكون، وأكثر ما روّج له الشيوعيون في دعم نظرياتهم حول إنكار الخلق كانت " نظرية داروين " تلك النظرية التي وافقت ما روجوا له من إنكار الخلق. ومع أن كثيرا ممن ابتدعوا تلك النظرية السّقيمة أو ساهم في نشرها والترويج لها قد كفر بها بعد أن أتاه اليقين واقتنع بزيفها، إلا أن نفرا ممن يستهويهم كلّ شاذ وغريب لا زال يتشدّق بها، لذا رأيت أن أقوم باستعراض تلك النظرية نقاشا ومناقشة ونقضا وأن أبين صحة وحقيقة نظرة الإسلام حول الخلق.
لقد انهارت إمبراطورية الشيوعية وتفسخت أركانها لفساد عقيدتها القائمة على الإلحاد، فهي فكرة خيالية سقيمة لا تستند إلى الواقع وتتصادم مع الفطرة التي جُبل عليها الإنسان لجحودها وإنكارها وجود الخالق، فأي مبدأ هذا الذي ينهار بعد سبعين عاما من محاولة فرضه وتطبيقه؟ إنه الباطل الذي يحمل جذور فنائه، لذا فليس من المستغرب أن ينهار هذا النظام وأن ينقلب رجاله ودعاته إلى الصّف المعارض له المطالب بالإجهاز عليه، فقد شهد العالم حديثا انهيار إمبراطورية الشيوعية المتمثلة بالاتحاد السوفييتي انهيارا منبئا بفشل ذريع إذ كان هذا الانهيار ناجما عن مصادمة الشيوعية لفطرة البشر وفساد وعقم أفكارها، ومن الأفكار
والعقائد الفاسدة تلك كان عقيدة التّطور المادي وإنكار الخلق اللذان هما الأساس العقائدي عندهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أمّا المبدأ الرأسمالي الديموقراطي فهو والشيوعية صنوان، إذ هو مبدأ كفر لا يرتكز على الإيمان بالله الخالق، لقد كان الأجدر أن يتهدم هذا النظام الفاشل لقيامه على عقيدة الكفر قبل قرينه إلا أن عمليات الترقيع والتجميل عملت على إطالة عمره وإن غدا لناظره قريب، فسيشهد العالم قريبا إن شاء الله انهيارا ثانيا سيدمر ويزيل كل إمبراطوريات الرأسمالية الديموقراطية وزوال حضارتهم واندثارها ولعنة الناس كافة لها لِما جرّت عليهم من ويلات ونكبات وانقلاب رجالها عليها وذلك لقيامها على أفكار وعقائد فاسدة، ولعجزها عن موافقة الفطرة الإنسانية، ولن ينسى البشر أن تلك الأنظمة كانت المغذي الناشر لكل فساد في العالم بما في ذلك أفكار التّطور ومعتقداته السّقيمة.
نعم، ستزول أنظمة الديموقراطية الفاسدة وتندرس وستصبح أثرا بعد عين لتفسح الطريق أمام نظام سماوي كامل شامل موافق لفطرة الإنسان لقيامه على الإيمان بالله تعالى خالقا ومدبراً، ويومها فقط ستعيش الإنسانية بالأمن والاستقرار والطمأنينة.
لقد كُتب هذا البحث لأول مرّة مختصرا قبل ثلاثون سنة ليقدم للجمعية الإسلامية في مخيم النصيرات بغزة، حيث نال المرتبة الأولى أمام الأبحاث المقدمة يومها، ومن يومها كنت أراقب وأراجع كل ما استجدّ من أبحاث في موضوع البحث فأرجع للبحث أجري عليه التعديلات والإضافات اللازمة على ضوء ما استجد من مواضيع وأبحاث.
لقد طُرِحت تساؤلات عدة في موضوع حياة الإنسان والتباين في وجهات النظر حوله بين الحكم الشرعي ورأي الطّب، وحول حكم أجهزة الإنعاش الطبية الحديثة ورفعها بعد الحكم بموت الإنسان طبيا خلافا لما يراه الحكم الشرعي بعدم
موت الإنسان، وهل يعتبر رفعها في مثل تلك الحالة قتلاً؟ وتساؤلات أخرى حول موضوع نقل الأعضاء والتبرع بها قبل أو بعد الوفاة …. كما استجد موضوع أطفال الأنابيب بعد أن تجاوز الموضوع مرحلة الاختبارات … .. وأخيراً استجدت مسألة الاستنساخ البشري بعد أن نجح العلماء في مختبرات (بي بي إل تيرابوتيكس B.B. L. Terabotix) الاسكتلندية في أول عملية استنساخ حيوان بالغ بإعلانهم ولادة النعجة "دللي" بطريق الاستنساخ، ومن ثم تصريحات العالم الأمريكي (ريتشارد سيد) تصميمه على بدأ العمل في حقل الاستنساخ البشري والتوقعات بنجاح ذلك.
لذا فقد تمّ إجراء تعديلات وإضافات عدّة اقتضتها ما استجد من مواضيع. وحسبي أني قد بذلت الوُسع في ذلك، فمن وقف معي عند هذا الحد فقد اكتفى، ومن طلب المزيد فالباب مُشَرّعٌ أمامه، وعليه فقد قمت في نهاية الكتاب بتزويد القارئ بكشف حاوٍ لأسماء المراجع التي اعتمدتها وتلك التي اعتمدها غيري ممن سبقني إلى الكتابة في الموضوع، والتي يمكن لمن شاء الرجوع إليها رغبة في التَوَثق أو زيادة في الفائدة والتوسع.
لقد آثرت في بحثي هذا أن تكون جميع مواضيعه مُدَعّمَة بالأدلة وموجزة في العبارة لتكون أبلغ في التأثير، وقد استدللت بأقوال وآراء علماء التّطور المادي المؤيدين لنظريات التّطور المادي المختلفة، وكذلك آراء المعارضين لها من العلماء والمفكرين مثبتا آرائهم كما وردت في كتبهم وأبحاثهم بالتفصيل أو بتصرف مني بالنّص حيث يقتضي الأمر ذلك، مشيرا لكل في موضعه.
أما في الأبحاث المتعلقة بالفكر الإسلامي فقد تمّ الاستدلال بنصوص القرآن الكريم وما صحّ أو حَسُنَ عندي من الحديث مستبعدا أي حديث ضعيف أو موضوع، ثمّ آراء واجتهادات وتفسيرات مشاهير الفقهاء والمفسرين، إمّا حرفيا أو بتصرف مني بالنّص حيث يقتضي الأمر ذلك مشيرا لكل في موضعه.
وإني إذ أتشرف بنشر بحثي المتواضع هذا وإخراجه من محبسه فلا أدعي لنفسي الفخر بالقيام بعمل فريد متميز، بل قد قمت بجمع ونقل وترتيب آراء من سبقني إلى ذلك حيث لم أعثر على بحث متكامل يفي هذا الموضوع الهام حقه باستكمال كافة جوانبه مضيفا وجهة نظري المعتمدة وترجيحي الرأي الأرجح في كل موضوع حيث تناولت نقاش كافة وجهات النّظر نقاشا هادفا ونقض ما يحتاج منها إلى ذلك موصلاً القارئ إلى الرأي الأرجح والأصح، فأتى الكتاب شاملاً وافياً خلافاً لكل ما نشر في الموضوع على ما أعلم.
لقد تم تصنيف مواضيع الكتاب من خلال خمسة أبواب، كل باب منها يحوى عدّة فصول حسب ما يقتضيه طبيعة البحث.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد جرى تقسيم الباب الأول وهو "نظريات التّطور المادي" إلى خمسة عشر فصلاً تبحث في التّطور ومذاهبه وتاريخ ومشاهير تلك المذاهب، وجرى فيه استعراض كافة المذاهب التّطورية علماً بأنه قد جرى التركيز بصورة خاصة على مذهب " داروين " وتفصيلاته باعتباره أشهرها.
أما الباب الثاني وهو " نقض نظريات التّطور المادي " فقد جرى تقسيمه إلى خمسة فصول روعي فيه أن يكون شاملاً مستعرضاً آراء مشاهير العلماء في الموضوع.
أما الباب الثالث وهو " الإسلام وخلق الإنسان " فقد جرى تقسيمه إلى ثلاث فصول تناولت وجهة نظر الإسلام حول خلق الإنسان، رُكز فيها على نصوص القرآن الكريم المصدر الأول في الأدلة الشرعية، كما حوى الفصل الثالث منها مواضيع: خلق آدم أبو البشر عليه السّلام وخلق زوجته حواء، وخلق عيسى بن مريم عليه السّلام، وقصة أصحاب الكهف والرقيم، وموضوع إعادة الحياة.
أما الباب الرابع وهو "عملية الحمل والولادة وتكون الإنسان" فقد قسم إلى تسعة فصول تناولت مواضيع الزوجية والتكوين والحمل والولادة وأطوار الحمل
وكل ما يتعلق بخلق الإنسان حسب وجهة النظر الإسلامية، كما أُضيف إليه موضوع " من هو الأصلح للبقاء " رداً على أشهر أسس وقواعد نظريات التّطور بالصراع لبقاء الأصلح، كما أضيف إليه موضوع نسب الإنسان مرفقا بالنماذج والأمثلة.
أمّا الباب الخامس فقد جرى تقسيمه إلى فصلين:
" الإدراك الفكري والتمييز الغريزي " والذي قُسّم إلى ستة فروع تناولت مواضيع التفكير وطرقه والتمييز الغريزي والفرق بينهما. الفصل الأول
" الحياة والموت والأحكام الشرعية المتعلقة بهما " وقد قُسِّم إلى ثمانية فروع تناولت مواضيع الحياة والموت وأجهزة الإنعاش الطبية ونقل الأعضاء وأطفال الأنابيب والاستنساخ البشري والأحكام الشرعية المتعلقة بكل تلك المواضيع، علما بان كل تلك المواضيع مرتبطة بموضوع الخلق والنشوء لارتباطها الوثيق بنشوء الإنسان وحياته. الفصل الثاني
لذا فإنّ هذا الكتاب موجه لكل مهتم بمواضيع الخلق والنشوء وبشكل خاص فهو موجه:
إلى كلّ من تقلّب وجهه في السّماء وأعمل عقله النير في التفكر في الموجودات الكونية، فتوصّل إلى حقيقة أنّ لكل تلك المخلوقات خالقاً أوجدها من العدم.
وإلى كل من قصر عقله عن إدراك حقيقة هذه الحياة الدنيا فكفر أو ألحد أو تشكك
وإلى كل من لا زال يبحث عن الحقيقة ليثبتها ببرهان قاطع.
وإلى كل الباحثين عن الحقيقة بصدق وإخلاص ونزاهة.
علهم يجدون في كتابي هذا ضالتهم المنشودة، معيناً لهم على الوصول إلى الحق واليقين.
لقد بذلت الوُسع في بحثي هذا:
ليكون الكافي لمن رغب في الحقيقة.
وليكون المرشد لمن نشد ضالته.
وليكون الدليل لمن بحث عن أدلة توصله
وليكون الجواب الشافي لكل حائر أو متسائل.
وليكون الموسوعة الشاملة لبحث لم أجد في المكتبة كتاب أعطى هذا الموضوع حقه من كل الجوانب.
وليكون المنارة للمبحرين المخلصين السائرين إلى الهدى بحزم وثبات، تنير لهم الطريق لتوصلهم إلى شاطئ النور والسلامة.
فإن تحقق ما قصدت فالحمد والشكر لله تعالى وحده، وإن خفي علي شئ أدى إلى نقص، فأدعو الله تعالى الصفح والمغفرة وقد اقتضت حكمته تعالى استيلاء النقص على كافة البشر.
والله تعالى أسأل حُسْنَ العمل وخير الثواب، والحمد لله رب العالمين.
حاتم ناصر أحمد ألشرباتي
الأول من شهر جمادى الأولى سنة 1424هـ
الأول من شهر تموز سنة 2003م
www.sharabati.org
ـ[حاتم ناصر الشرباتي]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 01:53 م]ـ
http://tbn0.google.com/images?q=tbn:8GPXdSE68Jf1uM:http://www.sharabati.org/maws2.jpg
مَوْسوعة الخلق والنشوء
البحث سيكون بعدد من الحلقات المسلسلة
ولأهمية البحث أرجوا التثبيت
للرفع
ـ[حاتم ناصر الشرباتي]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 09:34 م]ـ
الباب الأول
[نظريات التطور المادي]
[1] التّطور
[2] تاريخ المذاهب التّطورية
[3] أشهر المذاهب التّطورية
[4] داروين ونظريته حول خلق الإنسان
[5] شجرة الأحياء
[6] الحياة
[7] تطور الإنسان
[8] كيف نشأ الإنسان؟
[9] تاريخ تطور الحياة حتى ظهور الإنسان وسيادته
[10] عصور التّقدم البشري الأولى
[11] على هامش نظرية التّطور والارتقاء المادي
[12] عوامل التّطور
[13] الخلق والصدفة العشوائية
(يُتْبَعُ)
(/)
[14] هل الإنسان من سلالة القرود؟
[15] الإنسان البدائي
http://www.neystadt.org/john/album/Tanzania2003/Animals/DSCN1243-Elephant-Eating.jpg
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/23/21/1.png
http://www.rasheed-b.com/wp_files3/calf1.jpg
ـ[حاتم ناصر الشرباتي]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 10:03 م]ـ
التطور [1] Evolution
http://www.islamonline.net/Arabic/Science/2003/10/images/images/pic01.gif
إنّ التّطور يعني التحول أو الانتقال من حال إلى حال. جاء في "لسان العرب":- (الطّور هو التّارة – الحال – الحد بين ألشيئين، والجمع أطوار، والأطوار هي الحالات المختلفة والتارات والحدود واحدها طور) [2]، وهو في عرف علماء التطور "التحول من نوع حي إلى نوع حي آخر".
أما جريدة " هوستن بوست Houston Post " فقد عرّفت التطور التعريف التالي: " أنه يعني ارتقاء الحياة من جهاز عضوي ذي خلية واحدة إلى أعلى درجات الارتقاء، وهو بالتالي: التغير الذي طرأ على الإنسان نتيجة حلقات من التغيرات العضوية خلال ملايين السنين." [3]
ونظرية التّطور ترتكز على ثلاث قواعد رئيسية كما حددتها "الموسوعة العالمية"
[1] إنّ الكائنات الحيّة تتبدل أشكالها جيلاً بعد جيل تبدلاً بطيئاً، وتنتج في النهاية أنسالاً تتمتع بصفات غير صفات أسلافها.
[2] إنً هذا التّطور قديم وُجد يوم وُجدت الكائنات، وهو السّبب في وجود كلّ الكائنات الحيّة من حيوان ونبات في هذا الكون وتلك التي انقرضت، وهذا هو "التناسخ Reincarnation "[ 4] الذي تقول به بعض الديانات.
[3] إنّ جميع الكائنات الحية من حيوان ونبات مرتبط بعضه ببعض ارتباط صلة وقرابة، وكلها تجتمع عند الجد الأعلى للكائنات جميعا. [5]
وفي وصف التّطور يقول الكاتب " بلات Platt " قي كتابه " نهر الحياة " ما يلي:
(حينما خرجت الكائنات الحيّة لتعيش فوق اليابسة انقلبت زعانفها أرجلاً وخياشيمها رئات وفلوسها جلوداً) [6]
بقي أن نسأل: هل يحدث التّطور في عرفهم فجأة وبدون مقدمات أم أنه يحتاج إلى زمن معين، وإن احتاج إلى زمن فما هو الزمن اللازم للتّطور؟. ويجيب على هذا التساؤل "دوبز هنسكي" الأستاذ في جامعة كولومبيا في كتابه "الوراثة وأصل الأنواع" قائلاً: (إنّ التّطور يحتاج إلى نحو ملياري سنة وإن هناك عوامل فاعلة يمكن دراستها دراسة تجريبية) [7].
يقول بعض علماء التّطور القدامى –وهم قليل- بأن هناك خالقاً هو الذي يحرك آلية التّطور لكن أكثر علماء التّطور وخاصة غير القدامى منهم يدّعون أن الحياة قد نشأت من مادة غير حيّة بدون أي تدخل الهي، أي أن المادة قد أوجدت نفسها بنفسها دون وجود خالق أوجدها، ويقف في مقدمة من قال بذلك " سير جولين هكسله " حيث يقول:
(إننا نقبل كل أحداث التّطور، وتطور الحياة واقع وليس نظرية وهو أساس أفكارنا) [8]
لكن هذا القول لم ينفرد به "هكسله" بل هو رأي مجمع عليه من كل العلماء المنادون بفكرة التطور المادي، فنفس الفكرة لكن بألفاظ أخرى قد وردت في كتاب "علم الحياة لك" حيث يقول:
(إن كل علماء الحياة المحترمين يقرون بأن تطور الحياة على الأرض أمر واقع) [9]
وفي تصريح لمدير إحدى الجامعات الأمريكية معبراً فيه عن رأي أكثرية الأساتذة المنادين بالتطور ورد ما يلي:
(لا بدّ أن يكون المرء قد اعتمد على فكرة مسبقة وتمسك بها حتى يجرؤ على أن يرفض الواقع، وإن كل من يفحص أدلة التّطور لا بدّ له من أن يعترف بأنها واقع تاريخي) [10]
كما أن فريقا من رحال الآوكليروس يحملون نفس الرأي ويدعون له، وفي ذلك كتبت جريدة " ميلوكي جورنال Milwaukee Journal " ( صرّح خوري كنيسة سان جاك الكاثوليكية مؤيداً التّطور بقوله: ليس هناك شكٌ بأن التّطور حقيقة واقعة) [11]
لقد أصبحت فكرة التّطور مقبولة بصورة عامة في أوساط علماء الغرب، وذلك مما يمكن استنتاجه من أقواهم، ومن ذلك على سبيل المثال قول أحد رواد الفضاء نتيجة تجاربه خارج كبسولته، وقد علقت جريدة " نيويورك تايمس " الأمريكية في افتتاحية عددها الصادر بتاريخ 14/ 11 / 1966 على قوله بما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
(إنّ كل ردود الفعل والغرائز المنطوية في أفكار الناس وأجسامهم بفعل ملايين السنين من التّطور العضوي الأرضي قد أخضعت لتجربة قاسية بتعريضها لوسط غريب ومختلف وأعني به الفضاء) [12]
ويؤكد نقس الأقوال عالم تطوري شهير وهو "دوبز هنسكي " حيث يقول في كتابه " الأساس الحيوي لحرية الإنسان ": (لقد ثبت بما لا يجعل مجال للشك حتى العقد الأخير من القرن التاسع عشر بأن التّطور أمر واقع) [13]
وبناء عليه فالتّطور في نظر القائلين به " وهم كثير " هو حقيقة حتمية لا نقاش فيها ولا مجال لديهم للشك بها أو الطّعن بصحتها، وذلك يقتضينا دراسة تلك النّظرية بأدلتها ودراسة أقوال وأدلة من نادى بها وأقوال وأدلة من عارضها، ومن ثم نحكم على صحتها أو بطلانها على ضوء ذلك، خاصّة وأن غالبية وسائل الإعلام في بلادنا تروج لها، كما أصبحت مادة من المواد التي تفرضها دول المنطقة على طلابنا في المدارس والمعاهد والجامعات كجزء من التوجيه الثقافي الذي تفرضه عليهم سفارات وأجهزة الدول الغربية بغطاء ما يسمى بالتعاون الثقافي، ويفرضه عليهم الكافر المستعمر تثبيتا لاستعماره الثقافي بواسطة مراكزه المتعددة وأشهرها "اليونسكو" والاتفاقات الثقافية وغيرها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] البحث منقول بتصرف عن كتاب (خلق لا تطور) - د. إحسان حقي.
[2] لسان العرب – ابن منظور – مجلد (4) صفحة (507)
[3] خلق لا تطور، صفحه (13)، نقلاً عن Houston Post
[4 ] التناسخ أو التقمص هو الإيمان بأن النفس البشرية تتقمص بعد موت صاحبها جسداً آخر، سواء أكان هذا الجسد لإنسان أو حيوان أو نبات، وبذلك يكون لها وجود جديد أو أكثر من وجود. ومن أقدم من قال بالتناسخ الفيلسوف اليوناني " فيثاغورس " وبعض الديانات الشرقية كالهندوسية.
[5] خلق لا تطور صفحه (14) نقلاً عن: الموسوعة العالمية - طبعة 1966. World book encyclopedia
[6] المصدر السابق، صفحه (13 – 14) نقلا عن: Ruthe Ford Platt: Le Fleuve de la vie.
[7] المصدر السابق، صفحه (14) نقلا عن Dobzhansky: geneties and the origin of spices.
[8] Sir Julian Huxley من كبار علماء التطور، وكلمته المذكورة كان قد عبر فيها عن آراء زملائه في الكلمة التي ألقاها في الذكرى المؤوية للداروينية واتي أقيمت في شيكاغو سنة 1959.
- خلق لا تطور صفحه (15): نقلا عن جريدة " نيويورك تايمس " بتاريخ 29/ 11/1959.
[9] المصدر السابق، نقلاً عن: B.F., B.B. Vance Miller – Biology for you.
[10] المصدر السابق نقلاً عن: جريدة " New Orleans Times Picayune " عدد 7/ 5 / 1964.
[11] المصدر السابق نقلاً عن جريدة Milwaukee journal
[12] المصدر السابق، صفحه (16) نقلا عن: جريدة "نيويورك تايمس" في عددها الصادر بتاريخ 14/ 11/1966
[13] المصدر السابق، صفحه (17) نقل عن: T. Dobzhansky , Genetics and the Origin of Species
ـ[حاتم ناصر الشرباتي]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 10:10 م]ـ
ما وجه القرابة؟
http://www.inciraq.com/papage/ximage/1403/phumanbg100.jpg
http://www.islamonline.net/Arabic/Science/2003/10/images/images/pic02.gif
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X800-1/95/4/1.png
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 05:15 م]ـ
جزاك الله خيراً(/)
المدرسة الإنجيلية العربية في الخليل (المانونايت)
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 02:17 م]ـ
المدرسة الإنجيلية العربية في الخليل (المانونايت)
صرح من صروح التبشير وافساد عقائد أبنائنا وتسميم أفكارهم
ورد المقال التالي في " الحال ":
مدرسة دار الأيتام الإنجيلية في الخليل مثار جدل
خاص ب "الحال "
نادى خطباء عدد من المساجد في محافظة الخليل وفي أكثر من مرّة بإغلاق مدرسة دار الأيتام الإنجيلية العربية في المدينة، ليس لأنّها مدرسة مسيحية، بل لكونها تسمم أفكار الطلبة – حسب تعبيرهم ـ وألأطفال المسلمون فيها يرددون الترانيم المسيحية كل صباح.
المدرسة تقع وسط مدينة الخليل وتعني بشكل خاص بفئة الأيتام والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أن ذلك لم يمنع الأغنياء من أن يضعوا أولادهم فيها منذ انشائها قبل أكثر من أربعين عاماً، حتى أصبحت تضم اليوم 14 معلماً ومعلمة من بينهم أربعة مسلمون، ويتجاوز عدد طلابها 220 طالبا وطالبه.
طلبة وأهال يشرحون الوضع
الطالب محمد شحادة (12 عاما) درس في هذه المدرسة حتى الصف السادس، يقول عن عاداتهم الصباحية: كنا صباحا نغني معهم " هو الرب يسوع نستطيع وبدمه البديع كن غالبا كن غالبا " وذلك بعد أن ننشد في الساحة المكشوفة فدائي، إذ يأخذوننا بعد ذلك إلى غرفة أسمها " أسمبلي" – وهي المكان المخصص لصلاة المسيحيين – لنقول ترانيم صباحية قبل الحصة الأولى. ويضيف: " عادة يطلبون منا حفظ بعض أيات القرآن الكريم ولكنهم لا يأتون ليسمعوا ما حفظنا، فهم يهتمون بحصص الموسيقى أكثر من تحفيظنا للدين، إذ تخصص هذه الحصص ليحفظونا الترانيم المسيحية ".
بدوي التكروري طالب آخر انتقل من هذه المدرسة هذا العام بعد أن أنهى الصف السادس، يقول: كانوا يكتبون لنا نصوصاً باللغة الانجليزية على اللوح ونقوم بكتابتها على بطاقات معايدة لترسل إلى أناس في أمريكا خاصة في أعيادهم المسيحية.
وعلقت أم أحد الأطفال الذين لديهم مشكلة في النطق على وجود ابنها في مدرسة مسيحية: " ابني يدرس فيها لأنّ لديه مشكلة بالنطق، وفعلا أخاف عليه في مدرسة مسيحية، ولكن هذه المدرسة الوحيدة في المحافظة التي تدرس النطق، ففي المدارس الأخرى يعلمون لغة الإشارة.
لكن والدة طفلين يدرسان ويبيتان في المدرسة " بالقسم الداخلي " أشارت إلى أنّ وجود أولادها في المدرسة يوفر عليها الكثير من المأكل والملبس والمسكن وأجرة الطريق، ولذلك فهي تصر على أن تبقيهم حتى الصف السادس. كما أنّ أحمد يغمور ولي أمر طالبين فيها يقول:" لا أشعر بأنّ أطفالي يحفظون شيئا من الانجيل أو من الترانيم، ولم أشعر بالفرق خاصة وأنّ المدرسة تدرس نفس منهاج التربية والتعليم وان كانت الادارة مسيحية". لكنه يشير إلى أنّ أحد أبنائه عاد أحد الأيام ومعه " تي شيرت " مرسوم عليه صليب، واحتج أولياء الأمور للمدرسة وادارتها في حينة.
الحاج يسري الطباخي أحد أولياء الأمور الذين أجتمعوا لإتخاذ قرار بشأن المدرسة يقول: " توجهنا إلى مديرية التربية والتعليم وأعلمناهم أنّ المدرسة تسمم أفكار الطلاب، لكنهم لم يتفبلوا منا رغم أن هذه المدرسة توزع على الأطفال الهدايا وتقول لهم أنها من " سيدنا المسيح " وإن محمدا عليه السلام لا يعطي الهدايا! حتى أنّ المدرسين يعطون الهدايا مقابل حفظ الطلاب المسلمين لصفحات من الانجيل".0
فيما قال وسام الكركي عما يحصل في هذه المدرسة " أعرف من جيران لي أن من يصوم بأيام رمضان من طلبة القسم الداخلي يضربونه حتى يفطر، ومن يصلي بالخفية يمنعونه".
http://naqed.info/forums/uploads/post-569-1190362797_thumb.jpg
منقول
يتبع على حلقات
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 03:05 م]ـ
ويعود المبشرون من جديد
ومأساة متكررة بأفريقيا وتركيا
وتكفير في بلد المليون شهيد
والمليون شهيد قتلوا على يد أهل التنصير
وآخر الأخبار
مليون ونصف طفل مسلم بأفريقيا معروضون للبيع والتنصير
وفي الحجاز ونجد وتهامه
أعداء الله يعلنون الحرب على دين الله
وبحماية حكامنا الخونة
فمن لهم؟
وعندنا في فلسطين:
- محاولات تبشير وتنصير
- مراكز الخنوع في صورة مكتبة متنقلة
- مراكز شقاء وتسميم الطفولة
- جمعيات تنشط في الخفاء وتعمل بأساليب شيطانية:
- مسرحيات وألعاب
- هدايا وكتب وقصص
- ألعاب ترفيهية
- تمريض وتطبيب
- مراكز افساد الطفولة في مدينة خليل الرحمن
- ومركز الأمم النصرانية TIPH الناشط في بث السموم والتدخل في شؤون الخليل
مدينة خليل الرحمن بالذات!!!!
لماذا مدينة الخليل بالذات؟
فمن لهم، وماذا نحن فاعلون؟
أنتركهم يُفسدون ويعبثون؟
إذا فقد ضلّ سعينا في الحياة الدنيا
(لا سمح الله)
وبالتأكيد لا يصدهم الا وعي الأمة كافة
فلتقرع الطبول
وليستيقذ النيام
فالحذر الحذر
وليعمل العاملون
ولتكاتف الجهود
أخي في الله
أخبرني متى تغضبْ؟
إذا انتهكت محارمنا .... لقد انتهكت!
إذا نُسفت معالمنا ... لقد نُسفت!
ولم تغضبْ
إذا قُتلت شهامتنا .... لقد قُتلت!
إذا ديست كرامتنا ... لقد ديست!
إذا قامت قيامتنا ... أظنها قامت!
ولم تغضبْ فأخبرني متى تغضبْ؟
إذا نُهبت مواردنا ... قد نُهبت!
إذا نكبت معاهدنا .... لقد نكبت!
إذا هُدمت مساجدنا ... لقد هًدمت!
وظل المسجد الأقصى ..... وظلت قدسنا تُغصبْ ..... ولم تغضبْ فأخبرني متى تغضبْ؟
عدوي أو عدوك يهتك الأعراض يعبث في دمي لعباً وأنت تراقب الملعبْ ...
إذا لله، للحرمات، للإسلام لم تغضبْ فأخبرني متى تغضبْ؟!
رأيت القهر ألواناً وأشكالاً ولم تغضبْ فأخبرني متى تغضبْ؟
وتجلس كالدمى الخرساء بطنك يملأ المكتبْ
تبيت تقدس الأرقام كالأصنام فوق ملفّها تنكبْ
رأيت الموت فوق رؤوسنا ينصب
رأيت فتنة الصبايا القانتات في تونس ولم تغضب!
رأيت فتنة الشباب والشابات في مدينة الخليل ولم تغضبْ!
رأيت فساد وافساد أهل الصليب بمدينتك ولم تغضب!
رأيت استهداف ديننا وأخلاقنا في بلدك ... وتدافع، ولا تغضب.
رأيت مدارس التنصير في مدينتك .... ولم تغضب
فصارحني بلا خجلٍ متى تغضب؟!
http://www.tawdeeh.com/images/agbat.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 03:10 م]ـ
المدرسة الإنجيلية العربية في الخليل
صرح من صروح التبشير وافساد عقائد أبنائنا وتسميم أفكارهم
حديثاً قامت الجمعية الانجيلية العربية (المانونايت) الصليبية صاحبة المدرسة الشهيرة القائمة في - عين سارة - ببناء مشروع ضخم تبلغ مساحته 17000 متر مربع على ساحات مدينة الخليل في منطقة الحرايق - الحاووز الثاني - ببناء مدرسة انجيلية وهي ليست مدرسة انجيلية بل هي كنيسة مثلها مثل اي كنيسة اخرى ... وذلك بعد أن قامت بشراء قطعة الأرض ذات الموقع الحساس من أصحاب الأرض بثمن مغري ......
فالسؤال هنا لمن تنشأ هذه الكنيسة في الوقت الذي تنعم به مدينة الخليل نسبة100% من المسلمين ولا يقطنها أي نصراني؟
يعني باختصار هذه الكنيسة اقيمة على ارض مدينة الخليل محاولة لتنصير اطفالنا جميعا فهي مدرسة تبشيرية تنصيرية،،
والمعلوم أن أراضي مدينة الخليل بالكامل إما تابعة لوقف ابراهيم الخليل أو لوقف الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري، وبما أنّ الأرض المباعة للجمعية النصرانية هي من أراضي الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري فقد قام متولي الوقف المذكور وعدد من رجالات آل تميم برفع دعوى أمام المحاكم المختصة لفسخ عملية البيع لعدم جواز بيع أراضي الوقف للكفار شرعا وقانونا، وتم الحصول على أمر تحفظي بمنع الاستمرار في ابناء لحين البت في القضية، وينظر حاليا في الاستئناف الذي قدم من النصارى على هذا القرار.
وقامت العديد من المساجد او بالاحرى اغلبية المساجد في مدينة الخليل في يوم الجمعة الماضي في خطبة الجمعة بالدعوة للانتباه ورص الصفوف في مقاومة هذه الهجمة التنصيرية في مدينة خليل الرحمن. منقول
http://elreem.el.funpic.de/ph/9039.jpg
كنيسة المسكوبية في الخليل
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 03:15 م]ـ
المدرسة الإنجيلية العربية في الخليل (المانونايت)
صرح من صروح التبشير وافساد عقائد أبنائنا وتسميم أفكارهم
خطبة جمعة ألقيت في مساجد الخليل
الخطبة الأولى
الحمد لله القائل
{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا -! لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا: وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} ........
وبعد؛
أيها الناس:
ان الله قد استرعاكم أمانة الاهل والولد فاتقوا الله فيهم وفي أنفسكم "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون".
أيها الناس إنكم أمسيتم بنعمة قد ملأت قلوب أعدائكم وعلى رأسهم اليهود والنصارى حَسداً وحقدًا وغلاًَ أن أصبتم تلكمُ النّعمة ألا وهي الإسلام, فحاربوكم وناجزوكم وقاتلوكم وأنفقوا الأموال ومكروا بكم مكر الليل والنهار وحاكوا المؤامرات ورسموا المخططات ظنا منهم أنهم سيفلحون في صدكم عن السبيل وردكم عن الدين وسلبكم نعمة الإسلام العظيم قال تعالى"وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ".
أيها الناس؛
ما فتئَ أعداؤكم ومنهم الصليبيون يعملون على تمييع ثقافتكم وفهمكم لدينكم العظيم, وتجريع أبنائكم السموم , كيف لا, وهم أصحاب الحروب الصليبية, وحملات التنصير والاستشراق في بلاد المسلمين, وقد كان لمدينتكم, مدينة خليل الرحمن نصيب من حملاتهم, فمكروا بكم لأنكم تُنَزِّهون ربكم عن الصاحبة والولد, فكادوا لكم و أثمر كيدهم الخبيث شجرة خبيثة طلعها كأنه رؤوس الشياطين, أطلت برأسها تريد أن تخطف أبناءكم إلى ظلمات الكفر والشرك بالله العظيم, إنها المدرسة الإنجيلية المعروفة باسم " المانونايت", التي تسقي أبناءكم السُم الزعاف.
أيها الناس؛
(يُتْبَعُ)
(/)
قامت مجلة الحال بنشر مقال في عددها السابع عشر -سيوزَع عليكم عند خروجكم من المسجد- حول هذه المدرسة تضمن هذا المقال شهادات ممن درسوا في هذه المدرسة أو من أولياء أمورهم أو من جيران المدرسة عما يحدث فيها من إجرام في حق أبنائكم يكشف حقدهم وخبثهم, ومن هذه الشهادات شهادة أحد طلابها سابقًا يقول فيها كنا صباحاً نُغنّي معهم هو الرَب يسوع, نستطيع وبدمه البديع كن غالباً كن غالباً) , ثم يتابع فيقول: (إذ يأخذوننا إلى غرفة الآسمبلي وهي المكان المخصص لصلاة المسيحيين- والمعنى كنيسة أيها الناس- لنقولَ ترانيم المسيحية قبل الدخول إلى الحصة الأولى).
أشهد أن لا اله إلا الله, الله أكبر أيها المسلمون, الله أكبر أيها الموحدون, الله أكبر أيها المؤمنون, أبناؤكم يرددون ترانيم الكفر وترانيم تأليه عيسى ابن مريم, أإله مع الله؟
تعالى الله عما يشركون. فهلّا تفطرت منكم القلوب أن يدعوَ أبناؤكم لله ولدا.
ويضيف أحد الشهود فيقول: (إن هذه المدرسة توزع على الأطفال الهدايا وتقولُ لهم أنها من سيدنا المسيح, وأن محمداً عليه السلام لا يعطي الهدايا) , تُرى أيها الناس, من أحب خلق الله إليكم أليس محمداً رسولَ الله؟! , تُرى من شفيعكم يوم القيامة أليس محمداً رسولَ الله؟ من أسوتكم وقدوتكم وقائدكم ونبيكم وهاديكم ونذريكم وبشيركم؟ أليس محمداً رسولَ الله. إن هؤلاء يزرعون في نفوس أطفالكم كراهية رسول الله.
أيها الناس؛
هؤلاء هم الذين يمنعون الناس من الدخول إلى المدرسة والى الغرفة -الكنيسة- حتى لا يُفتضح أمرهم, وقد رفضت مديرة المدرسة – كما ذكرت المجلة – أن تُجري لقاءً معهم. هؤلاء مصرونَ على أن يبقُوا في هذه المدينة رغم رفضكم لوجودهم, وهم مصرون على إنشاء مبنى جديد لإكمال عملهم, فلماذا يصرون على البقاء؟ هل حقًا أنهم يريدون خدمتكم, أم أنهم امتدادٌ للحرب الصليبية التي أطلقها بوش, أليسوا هم أتباع الفاتيكان الذي شتم نبيكم؟ أليسوا هم مِن جلدة قتلة إخوانكم في العراق؟ أولئك الذين يغتصبون المسلمات وينتهكون الحرمات ويدنسون المقدسات, ولا يستهدفون إلا عقيدتكم ودينكم.
فماذا أنتم فاعلون, هل ترضون بهذا المنكر؟ فوالله إنكم لقادرون على تغييره. فأروا الله منكم ما يحب ويرضى.
استغفروا الله وادعوه وانتم موقنون بالإجابة.
الخطبة الثانية.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, وبعد؛
فان كثيرا من الذين يرسلون أبناءهم إلى هذه المدرسة لا يعلمون ما يجري فيها ألا فقد علموا, فلينتهوا, واعلموا أن الله ساؤلكم عن أبنائكم, فمن كان له ابنٌ فليخرجه من هذه المدرسة حتى لا يَهلكَ ويُهلكَه, وحذارِ أن يسجل أحدنا ابنه في أَتون الشرك هذا, فيلقيَه في النار وهو غافل, إنه لا يفلح القوم الغافلون.
أيها الناس, لما أسس مسجد ضرارا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وارصداً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ, ما كان من رسول الله إلا أن أنهى أمر هذا المسجد وسدَ باب الشر وهو مسجد, فما بالكم بكنيسةٍ تلقي بأبنائكم إلى التهلكة, فليكن رسول الله أسوتَكم, وأجمِعوا أمركم, أنتم ووجهاء هذه المدينة علىٍ سد باب الشر هذا وإغلاق هذه المدرسة, وطرد القائمين عليها من هذه الأرض الطاهرة, وانتم على ذلك قادرون وعنه يوم القيامة مسؤولون. اللهم هل بلغت ألهم فاشهد.
منقول .... وللبحث بقية
http://arch.arab-eng.org/uploadfile/uploading/saladdin_minbar2_l.jpg
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 03:25 م]ـ
اجتماع جماهري لوجهاء المدينة وشيوخها وأهل الحل والعقد فيها
في تمام الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم الأحد 09 - 09 - 2007 تم في قاعات فلسطين في الخليل اجتماع جماهري لوجهاء المدينة وشيوخها وأهل الحل والعقد فيها وتباحثوا في أمر الهجمة التنصيرية في المدينة، واستمعوا لشهادات عدد من طلاب مدرسة دار الأيتام الانجيلية وبعض الشهود ممن تمكن من دخول المدرسة والاطلاع عن قرب على الكنيسة النصرانية والصلبان والأجراس داخل المدرسة، وتقرر تشكيل فريق متابعة للاتصال بأولياء أمور الطلاب لإقناعهم باخراج أبنائهم منها، وتقرير توجه وفد غدا صباحا لمدير التربية والتعليم وتسليمه الكتاب المفتوح المنشور هنا بعد أن وقع من أهل الحل والعقد بالمدينة. والقيام باجراءات حيوية أخرى يعلن عنها في
(يُتْبَعُ)
(/)
وقتها ان شاء الله.
http://www.assabeel.info/inside/images/5601_1.jpg
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 03:40 م]ـ
وفد وجهاء الخليل في لقاء مع مدير التربية والتعليم
توجه اليوم وفدا كبيرا يضم معظم كبار العشائر ورجال الاصلاح والفئه المؤثرة واهل الخيرمن اهالي مدينه الخليل الى مديريه التربيه والتعليم للمطالبه باغلاق مدرسه انجيليه (المولينايت) في مدينه لا يقطن فيها اي نصراني وقد استعدت دائرة التربيه والتعليم لاستيعاب كافه الطلاب الموجودين في هذة المدرسه في حال اغلاقها ومن ثم توجه الوفد الى مقر المدرسه لايصال رساله واضحه مفادها اننا لا نقبل بمثل هذة المدارس بيننا وانه يجب اغلاقها. وتم تسليم مدير التربية كتاب أهل الحل والعقد في المدينة.
ومن الجدير ذكرة ان من بعض الامور التي تقوم به هذة المدرسه اخذ الطلاب الى الاماكن المخصصه لصلاة النصارى وتعلمهم ترانيم ليقولوها قبل دخولهم الى الصف وذكر احد اولياء الامور من ان ابنه عاد في احد الايام ومعه قميص مرسوم عليه الصليب وتقوم ايضا هذة المدرسه باعطاء الهدايا للطلاب وتقول لهم انها من المسيح وان محمدا عليه الصلاة والسلام لا يعطي شيئا حتى انهم يعطون الهدايا للاطفال مقابل حفظهم لصفحات من الانجيل وتقوم ايضا باجبار الطلبه الصائمين على الافطارفي ايام رمضان والكثير الكثير من الامور التي من شانها ان تحرف ابنائنا عن عقيدتهم.
كتاب مفتوح لمدير التربية والتعليم
اقتباس السيد مدير التربية والتعليم المحترم:
الموضوع: إغلاق المدرسة الإنجيلية العربية في الخليل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
نحن أهل الحل والعقد في مدينة خليل الرحمن نحيطكم علما أننا عزمنا على القيام بما يلزم لإغلاق المدرسة الإنجيلية العربية بعد الاطلاع على الممارسات التنصيرية لأبنائنا من قبل إدارة المدرسة, وخصوصا ما يحصل في الكنيسة داخل المدرسة, والتي تطلق عليها المدرسة اسم ASSEMBLY , والتي يجبرون فيها أبنائنا على تلاوة ترانيم نصرانية, ويعلمونهم ما يناقض عقيدتنا, ويضيقون عليهم عند صيامهم وصلاتهم, ويمنعونهم من ذلك.
لذا نرجو تعاونكم بالقيام بدوركم في الذب عن معتقداتنا من خلال العمل على استيعاب أبنائنا من الذين يدرسون في هذه المدرسة في المدارس الحكومية الأخرى في المدينة.
شاكرين لكم حسن تعاونكم.
وتقبل تحياتنا
الخليل في 8 - 9 - 2007.
أهل الحل والعقد
http://www.qatifkids.com/images/upload/358-552262.jpg
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 03:48 م]ـ
...... بعد توجه الوفد لمدير التربية والتعليم في المحافظة واصلوا مسيرة الخير لمدرسة المانونايت، حيث سلموا المسؤلين الكتاب التالي:
كتاب مفتوح إلى إدارة المدرسة الإنجيلية العربية في الخليل
حيث أن مدرستكم تعمل بشكل منظم ومستمر على تنصير أبنائنا, وحيث ثبت لنا أنكم تجبرونهم على تلاوة ترانيم تتناقض مع العقيدة الإسلامية, وتتهجمون على رسولنا الأكرم , وتدخلونهم إلى كنيسة المدرسة التي تطلقون عليها Assembly لتعليمهم ما يناقض الإسلام لتنصيرهم, فيها صليب وصور تتناقض مع معتقداتنا، غير آبهين بمشاعر المسلمين في بلد خليل الرحمن, ومتحدين بكل صلافة إسلامنا.
وبعد الاطلاع على أفعالكم الشنيعة من خلال تواتر استماعنا إلى الشهود من أولياء الأمور وأبنائهم, وبالرغم من التحذيرات السابقة لكم, إلا أنكم تماديتم في غيكم, واستهترتم بقيمنا الإسلامية. وعليه فإنه لا مكان لكم في هذه المدينة الطاهرة، وعليكم المغادرة والبحث عن مكان آخر لكم خارج هذه الديار.
(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
أهل الحل والعقد في مدينة خليل الرحمن
عنهم:-
http://www3.0zz0.com/2007/09/10/13/49976520.jpg
http://www3.0zz0.com/2007/09/10/13/59404935.jpg
http://www3.0zz0.com/2007/09/10/13/90406910.jpg
http://www3.0zz0.com/2007/09/10/13/30419598.jpg
http://www5.0zz0.com/2007/09/10/14/84026684.jpg
http://www5.0zz0.com/2007/09/10/14/44523798.jpg
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 03:58 م]ـ
...... بعد توجه الوفد لمدير التربية والتعليم في المحافظة واصلوا مسيرة الخير لمدرسة المانونايت ...... 2
http://www5.0zz0.com/2007/09/10/14/55382451.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www5.0zz0.com/2007/09/10/14/52921647.jpg
http://www5.0zz0.com/2007/09/10/14/87964513.jpg
http://www5.0zz0.com/2007/09/10/14/83243402.jpg
http://www5.0zz0.com/2007/09/10/14/62253813.jpg
منقول >>>>>>>>>> والبقية تأتي بعون الله
http://www.qatifkids.com/images/upload/358-552262.jpg
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 04:07 م]ـ
مؤامرة أمريكية على عقول الأطفال المسلمين
شريف عبد العزيز
أعلنت (كارين هاجس) نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الدبلوماسية العامة والتى توصف بأنها أمينة سر الرئيس بوش الصغير، عن إطلاق خطة أمريكية جديدة تستهدف عقول أطفال المسلمين التي تتراوح أعمارهم بين سن 8 - 14 عاما وذلك فى 14 دولة مسلمة،من أجل تغيير نظرتهم المستقبلية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية.
منقول
التعليق
اليوم يشهد العالم الإسلامي فصلاً جديدًا من فصول الحرب الصليبية الأمريكية، حيث تدشن دولة العدوان والطغيان العالمي برنامجًا جديدًا في محاربة المسلمين ومؤامرة هي الأخطر والأخبث في تاريخ الصراع بين العالم الإسلامي ودولة القطب الواحد، حرب لا تستهدف بلاد المسلمين ولا ثرواتهم الطبيعية ولا حتى مقدساتهم (وإن كانت في دائرة الهدف)، إنما تستهدف المخزون الإستراتيجي للأمة المسلمة، ورأس مالها المدخر للمعركة الفاصلة بين اليهود والمسلمين والتي أظلتنا أوقاتها وهبت علينا نسمات صباحها.
إنها حرب من نوع جديد وخطير، حرب إستباقية ليست كسائر الحروب الإستباقية التي افتتحت بها أمريكا الألفية الثالثة، ضد أفغانستان والعراق، بل هي حرب إستباقية في مجال الأفكار والعقول والقلوب، وهدفها أطفال المسلمين، وفي مرحلة معينة ومخصوصة هي الأهم في مراحل بناء شخصية أبناء المسلمين من سن 8 ـ 14 عامًا، أي في مرحلة التأديب والتوجيه والتكوين العقلي والسلوكي للطفل.
وكأنا بأمريكا لم تكف بما حققته في مجال الغزو الفكري لكثير من المسلمين البالغين حتى أصبحت الهجرة لأمريكا أسمى أمنيات كثير منهم، وحتى رأينا من أبناء المسلمين من يمجد في أمريكا ويعلي من شأنها، ورأينا منهم من بهرته القوة الأمريكية وأصبح يخشاها كخشية الله أو أشد خشية، ويحذر من مخالفتها، وعاقبة معاداتها، وحتى رأينا من المسلمين من أصيب بهزيمة نفسية شديدة جراء الانتصارات الأمريكية المتتالية على العالم الإسلامي، وعشش اليأس في قلبه جراء ذلك، كل هذه الأمور حققها الغزو الفكري الأمريكي لعقول المسلمين.
ومع ذلك لم تكتف أمريكا بذلك فقررت نقل المعركة لميادين جديدة، وفي عقر دار المسلمين وداخل كل بيت مسلم، وذلك عبر التسلل لعقول أطفال المسلمين مستخدمين في ذلك أساليب شيطانية، على رأسها آلة إعلامية ذات إمكانات ضخمة تنتج آلاف البرامج والأفلام والمسلسلات الخاصة بالطفل، تروج كلها للمفاهيم الأمريكية ونمط الحياة فيها، حتى أصبح لا يخلو أي فيلم كارتوني أمريكي من هذه الأهداف والمفاهيم، وبصورة شديدة الخبث تحبب الطفل في بطل الفيلم الأمريكي وأفعاله وبطولاته حتى ولو كان ظالمًا أو سارقًا أو قاطع طريق، وأيضًا من أساليب هذه الحرب الإستباقية العبث في مناهج تعليم أطفال المسلمين تحت مسمى تطويرها وتحديثها، مستخدمين في ذلك المفتونين من أبناء المسلمين ورجال أمريكا الذي وصلوا لأماكن حساسة في بلاد المسلمين، ويكفي من أجل الاستدلال على ذلك أن نعرف أن المشرفة على برامج تطوير التعليم الإعدادي والثانوي في أكبر بلاد المسلمين وهي مصر المحروسة امرأة اسمها (عفاف كوجك) وهي أمريكية من أصل مصري، هذا غير دور المنظمات الدولية والهيئات الكشفية واليونسكو والأمم المتحدة ومؤسسات رعاية الطفولة العالمية، وكلها منظمات مشبوهة واقعة تحت التأثير والضغط الأمريكي من أجل المساهمة في منظومة العبث بعقول أطفال المسلمين، وعلى ما يبدو أن هذه الحرب قد بدأت من فترة ولكن لم يعلن عنها إلا مؤخرًا، لأن أمريكا لم تعد في حاجة لأن تعادي المسلمين سرًا وقد أمكنها الجهر، فأعلنت بكل صلف وغرور أنها تستهدف أطفال المسلمين، وتريد السيطرة على مستقبل المسلمين وآمالهم، ولكن أمريكا لا تعلم يقينا أنها ليست قدرنا الذي لا مفر منه، بل لا تزال طائفة من أمة محمد عصية على كل هذه الحروب، صامدة في وجه كل هذه المؤامرات والمخططات مستمسكة بشرع ربها، معتصمة بالقلعة الشامخة ـ كتاب الله ـ لا يضرها كيد أمريكا ولا غيرها من شياطين الأنس والجن.
ولكن لابد من نداء أخير وصيحة تحذير من المخطط الأمريكي والحفاظ على مستقبلنا ومخزوننا الاستراتيجي وعدتنا وقت الأزمات، فحذار يا أمة ..
انتهى النقل من مفكرة الاسلام
vvvvvvvvvvvvvvvvvvvvvvvvvvvvvvvvvvv
المصدر: مفكرة الاسلام:
بصراحة هذا موضوع يهم الأمة الاسلامية بشكل كبير
ونحن نعلم كم هي الهجمة الغربية على عقول أبناء المسلمين وخاصة من خلال مناهج التعليم
وهنا لابد أن يسلك الاعلام هذا الطريق الذي سلكته مفكرة الاسلام في مقالها هذا في فضح المؤامرات التي تحاك ضد الأمة الاسلامية من دول الكفر الاستعمارية كلها وعلى رأسها أمريكا.
فعلا هذا مقال يشهد به لمفكرة الاسلام ولكاتب المقال
بارك الله فيهم ونسأل الله أن يكتب لنا ولهم الثبات على الحق
__________________
بربك أيها الغافي تيقظ ... فقد ضجت بغفوتك المُهودُ
ألم توقظك ولولةُ العذارى ... مروعة ترددها النجودُ
http://www.palestineremembered.com/GeoPoints/Hebron_534/Hebron-11077.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 04:22 م]ـ
للرفع
نظراً لأهمية الموضوع آمل تثبيته
http://daga.dhs.org/max/Photopage/Palestine/slides/View%20of%20Hebron%20Old%20City%20and%20Settlement.JPG
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 05:07 م]ـ
أخي الحبيب طالب عوض الله مرحباً بك، والحمد لله لا زال في الأمة من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، كيف لا وحمزة سيد الشهداء .. واصل ونسأل الله لك العون والرشاد.
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 08:25 م]ـ
أخي الحبيب طالب عوض الله مرحباً بك، والحمد لله لا زال في الأمة من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، كيف لا وحمزة سيد الشهداء .. واصل ونسأل الله لك العون والرشاد.
نعم أخي الحبيب نائل
من مستلزمات حمل الدعوة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة الفساد والكفر ومنها التنصير فما أقوم به جزء من عملي أرجو الله تقبله خالصا لوجهه الكريم.
انكار المنكر فرض
واستعمال القوى المادية لازالته منوط بالاستطاعة
المنكر هو كل ما قبحه الشرع وحرمه، من ترك واجب، او فعل حرام، وانكار المنكر حكم شرعي اوجبه الله سبحانه على المسلمين جميعا افرادا وجماعات، كتلا وامة ودولة، روى مسلم عن ابي سعيد الخدرى قال: سمعت رسول الله يقول: (من راى منكم منكرا فليغيره بيده، فان لم يستطع فبلسانه، فان لم يستطع فبقلبه، وذلك اضعف الايمان) وقد اوجب الله على المسلمين ان يقيموا من بينهم تكتلات وجماعات ليأمروا بالمعروف ولينهوا عن المنكر. (ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون).
وقد شرف الله سبحانه هذه الامة بان جعلها خيرا مة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله حيث قال: (كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله).
وقد فرق سبحانه بين المؤمنين والمنافقين بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث قال: " المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يامرون بالمنكر وينهون عن المعروف " وحيث قال: " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ".
وقد توعد الله سبحانه المسلمين بالعقاب ان هم سكتوا عن المنكر، ولم يعملوا على تغييره وازالته. عن حذيفة بن اليمان عن النبي قال: " والذى نفسي بيده لتامرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، او ليوشكن الله ان يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم " وعن هيثم$ قال: واني سمعت رسول الله يقول " ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي، ثم يقدرون على ان يغيروا، الا يوشك ان يعمهم الله منه بعقاب " وعنه فيما رواه احمد قوله " ان الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة، حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على ان ينكروه فلا ينكروه، فاذا فعلوا ذلك عذب الخاصة والعامة".
فكل مسلم يشاهد منكرا اى منكر امامه وجب عليه ان يعمل على انكاره وتغييره باحد الاساليب الثلاثة الواردة في حديث ابي سعيد الخدرى السابق حسب استطاعته، والا لحقه الاثم.
والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على المسلمين في كل الاحوال، سواء اكانت هناك دولة خلافة اسلامية ام لم تكن، وسواء اكان الحكم المطبق على المسلمين هو حكم الاسلام، ام حكم الكفر، وسواء احسن الحاكم تطبيق احكام الاسلام ام اساء التطبيق. وقد كان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر موجودا ايام الرسول وايام الصحابه، وايام التابعين وتابعيهم، وسيبقى حكمه قائما حتى قيام الساعة.
والمنكر قد يحصل من افراد، او من جماعات او من الدولة. والذى يعمل على انكار المنكر وتغييره هوالدولة والافراد والتكتلات والاصل في الدولة الاسلامية ان يكون الحاكم فيها هو القوام على رعاية شؤون الناس باحكام الشرع، وهو المسؤول شرعا عن منع المنكرات، سواء حصلت من افراد او من جماعات، فالرسول يقول (الامام راع وهو مسؤول عن رعيته). وقد اوكل الله اليه ان يرغم الناس افرادا وجماعات على القيام باداء جميع الواجبات التي اوجبها الله عليهم، واذا استدعى الامر استخدام القوى لارغامهم على ادائها وجب عليه ان يستخدمها. كما اوجب الله عليه ان يمنع الناس عن ارتكاب المحرمات، واذا استدعى الامر استخدام القوى لمنعهم من ارتكاب المحرمات وجب عليه استخدامها. فالدولة
(يُتْبَعُ)
(/)
هي الاصل في تغيير المنكر وازالته باليد، اى بالقوة لانها مسؤولة شرعا عن تطبيق الاسلام، وعن الزام الناس باحكامه.
اما تغيير الافراد للمنكر، فالفرد الذى يرد امامه منكرا كأن يرى شخصا يشرب الخمر او يسرق او يهم بقتل شخص او الزنى. فان كان قادرا ولو بغلبه الظن على ازالة هذا المنكر بيده وجب عليه ان يبادر الى تغييره وازالته بيده. فيمنع الشخص من شرب الخمر، او من السرقة، او من القتل، او من الزنى، يمنع كل ذلك ويزيله بيده، لانه قادر على تغييره باليد، تنفيذا لقوله (من راى منكم منكرا فليغيره بيده) واستعمال اليد، اى القوة المادية لتغيير المنكر منوط بالقدرة الفعلية ولو بغلبة الظن على تغيير عين هذا المنكر وازالته باليد، فان عدمت قدرة الازالة لا يستعمل اليد، لان استعمالها عندئذ لا يحقق الغرض الذى استعملت اليد من اجله، وهو تغيير المنكر وازالته، فمناط استعمال اليد الوارد في الحديث منوط بالقدرة على تغيير المنكر بالفعل، بدليل ان الحديث نفسه جعل الانتقال الى انكار المنكر باللسان عند عدم الاستطاعة، اى عدم القدرة على تغير المنكر وازالته باليد حيث قال: (فان لم يستطع فبلسانه) وانكار المنكر باللسان لا يعتبر تغييرا للمنكر، وانما هو تغيير على مرتكب المنكر، اى انكار عليه ارتكابه المنكر، فان لم يستطع الانكار بلسانه فعليه ان يكره ذلك المنكر بقلبه وان لا يرضى به.
هذا كله في المنكر الذى يحصل من افراد او جماعات، اما المنكر الذى يحصل من الحاكم كان ياكل اموال الناس بالباطل، او يمنع الحقوق، او يهمل في شأن من شؤون الرعية، او يقصر في واجب من واجباتها، او يخالف حكما من احكام الاسلام، او غير ذلك من المنكرات ففرض على المسلمين جميعا ان يحاسبوه، وان ينكروا عليه ذلك، وان يعملوا على التغيير عليه، امة، وجيشا، وتكتلات، وافرادا، وياثمون بالسكوت عنه، وبترك الانكار والتغيير عليه.
ويكون الانكار والتغيير عليه عند ارتكابه منكرا من المنكرات بطريقة المحاسبة باللسان. لما روى مسلم عن ام سلمة ان رسول الله قال: " ستكون امراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره برىء، ومن انكر سلم، ولكن من رضى وتابع " ولما روى عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ( .. كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتاخذن على يدي الظالم، ولتاطرنه على الحق اطرا ولتقصرنه على الحق قصرا، او ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعننكم كما لعنهم). كما جعل رسول الله قوله الحق عند سلطان جائر افضل الجهاد، حيث اجاب الرجل الذى ساله: اى الجهاد افضل ? قال: (كلمة حق عند سلطان جائر). ولورود احاديث تحرم الخروج عليه بالسلاح الا في حالة واحدة استثنيت من حرمه الخروج عليه بالسلاح، وهي حالة ما اذا ظهر الكفرالبواح، الذى فيه من الله برهان بانه كفر صراح لا شك فيه. اى اذا اظهر الحكم باحكام الكفر الصراح، وترك الحكم بما انزل الله. فعن عوف ابن مالك الاشجعي قال: سمعت رسول الله يقول: (خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، قال: قلنا يا رسول الله افلا ننابذهم بالسيف، فقال: لا ما اقاموا فيكم الصلاة) والمراد باقامة الصلاة الحكم بالاسلام، اى تطبيق احكام الشرع من باب تسميه الكل باسم الجزء، وعن ام سلمة ان رسول الله قال: (ستكون امراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره برىء، ومن انكر سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: افلا نقاتلهم ? قال: لا ما صلوا) اي ما قاموا باحكام الشرع ومنها الصلاة من باب اطلاق الجزء على الكل، وعن عبادة بن الصامت قال: (بايعنا رسول الله على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى اثره علينا، وعلى ان لا ننازع الامر اهله، وعلى ان نقول بالحق اينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم) وزاد في رواية (قال الا ان تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان).
فمفهوم هذه الاحاديث الثلاثة ينهى عن الخروج على الحاكم بالسلاح، الا في حالة عدم حكمه بما انزل الله، اى في حالة حكمه باحكام الكفر البواح، الذى فيه من الله برهان بانه كفر صراح لا شك فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعليه فان اى حاكم من حكام المسلمين لم يحكم بما انزل الله، وحكم باحكام الكفر الصراح وجب على المسلمين جميعا الخروج عليه بالسلاح، لازاحته عن الحكم، ولازالة حكم الكفر الذى يحكم به، ووضع ما نزل الله من احكام موضع التطبيق والتنفيذ.
ووجوب الخروج عليه بالسلاح منوط بالقدرة على ازاحته، وازالة حكم الكفر الصراح بالقوة المادية، ولو بغلبة الظن، لان استعمال اليد، اى القوة المادية لتغيير المنكر والحكم باحكام الكفر من اكبر المنكرات منوط بالاستطاعة على ازالة المنكر ازالة فعلية بتلك القوة المادية. فمناط حديث وجوب تغيير المنكر باليد، ومناط حديثي وجوب الخروج عل الحاكم الذى يحكم باحكام الكفر الصراح بالسلاح مربوط بقدرة القوة المادية واستطاعتها على تغيير المنكر، والكفر الصراح وازالته بالفعل، ولو بغلبة الظن، ولكن اذا لم تكن القوة المادية قادرة بالفعل، او بغلبة الظن على تغيير المنكر واحكام الكفر وازالته بالفعل، فانها لا تستعمل، لان استعمالها حينئذ لايحقق الغرض الذى اوجب الشارع لاجله استعمالها، وهو تغيير المنكر، واحكام الكفر وازالتهما بالفعل. ويعمل عندئذ على انكار المنكر باللسان، كما يعمل على زيادة القوة حتى تصل الى حد استطاعتها، ولو بغلبه الظن على تغيرا المنكر واحكام الكفر بالفعل وعند ذلك يجب استعمالها.
والامة بمجموعها اذا وحدت ارادتها، والجيش بما يملك من القوة المادية، والقبائل الكبيرة ذات النفوذ والتي تملك القوة والتكتلات السياسية التي لها قوة كبيرة مؤثرة في الجيش، او في القبائل الكبيرة، او في الامة، كل واحد منهم اذا ملك القدرة على ازاحة الحاكم، الذى يحكم باحكام الكفر الصراح، ولا يحكم باحكام الاسلام، كان واجبا عليه شرعا الخروج على ذلك الحاكم، ليزيحه عن الحكم، وليزيل احكام الكفر، وليعيد الحكم بما انزل الله.
هذا حكما اساسي من احكام الاسلام، راينا واجبا علينا ان نبلغه للناس، ليكونوا على بصيرة من امرهم على هداه.
(والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون)
منقول
http://www.tropicalisland.de/united_arab_emirates/fujairah/dibba/thumbnails/DXB%20Dibba%20-%20stop%20sign%20near%20Dibba%20mosque%205340x3400.jpg
http://www.yabdoo.com/users/785/gallery/1428_p51728.gif
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 08:27 م]ـ
النصرانية و مزاولتها لمهنتها
بقلم:حامل الراية
بدأت الحملات الصليبية التبشيرية على أرض الإسلام وإبناء المسلمين، بعد فشل وهزيمة الفرنجة بحروبهم ضدد الإسلام، وقام بأول عملية تبشير مؤسس التبشير وباعثه: ريمون لول، الإسباني، رئيس إسقافية طليطلة، وكان ذلك عام 1299 م.
ومنذ ذلك الحين، والكفر والكفار لا يألون جهدا في سبيل تقويض بناء الإسلام، وعملوا بكل جهدهم على هدم الإسلام عقيدة في نفوس أبناء المسلمين.
وقد برزت عدة طرق إستخدمها المبشرون: إثارة النعرات الطائفية، والعرقية.
هدم الإسلام في نفوس المسلمين. تجريد المسلم من إرتباطه مع الله عز وجل.
وفي هذه الايام تعمل الدول الغربية المستعمرة على احياء العملية التبشيرية كل يوم وكل وقت وفي كل بقاع العالم الاسلامية ولقد حصل حادثتين في فلسطين في مدينة الخليل في منطقتين:-
الاولى:
منطقة الحرايق الحاووز الثاني لقد تم شراء قطعة ارض في هذه المنطقة بمساحة 17.5 دونم لصالح اناس اجانب غربيين (مسيحيون) يريدون ان يقيموا عليها بناء ضخم يضم مدرسة كبيرة لرعاية الايتام هذا حسب رايهم، وفي الواقع والحقيقة ان هؤلاء الاشخاص لا يريدون ذلك وانما يريدون ان يبنوا عليها مدسة تبشيرة ضخمة وهذا لم يحدث، فلقد تصدى لهم رجال اهالي الخليل اهل الحل والعقد في المدينة الذين لم بركنوا ساكنين عما حصل فلقد قاموا بمعارضتها المعارضة الشرعية ورفعوا دعوة عامة ضدها بحجة ان الارض وقف لتميم الداري اللهم ارضى عنه ونجحوا في ذلك، وتوقفوا اصحاب الارض عن البناء ولكن اصحاب الارض في بعد عملوا استئنفوا الحكم والاحداث جارية.
الثانية:
(يُتْبَعُ)
(/)
منطقة عين سارة ويوجد هناك مدرسة دار ايتام انجيلية تعمل على تدريس الطلبة وهناك فيها قسم داخلي للاطفال اليتامى، البعض من اهل الخليل لا يعرفون مدى خطورة مثل هذه المؤسسات على ابناءهم، فلايدرون انها اكبر مصيبة لوجود مثل هذه المدرسة فيدخلون اطفالهم اليها،
وبحمد الله وفضله ان هناك اناس يكدون ليل نهار يريدون للامة الاسلامية كل الخير وهم لهم رجال اهالي الخليل اهل الحل والعقد في المدينة فعندما وصلهم الخبر تحققوا من ذلك ((وورد في جريدة الحال العدد 17 التي تصدر عن جامعة بيرزيت دلائل وبراهين من خلال خبر صحفي ((ولقد قمت بارفاق صورة عن هذا الخبر مع المقال))))، وبعد التحقق عملوا على رفع دعوة عامة ايضا في المحكمة الشرعية في المنطقة،
ولقد قام هؤلاء الرجال بتعميم الخبر على باقي اهل الخليل وجمعوا انفسهم وخرجوا الي التربية والتعليم للمطالبة باغلاق هذه المدرسة والمفرح في الامر ان مدير التربية والتعليم استعد بشكل كامل على استيعاب الطلاب الذين يدرسون في المدرسة حال اغلاقها ومن ثم توجهوا الي المدرسة وقابلوا مديرتها المسيحية وطالبوا باغلاقها على مسمع الجميع.
ولكن بعد كل هذه الضجة التي حصلت في مدينة الخليل يجب ان نتسائل لماذا لم يدري عنها ابن القدس ورام الله وبيت لحم، الهذا علاقة سياسية ام علاقة اعلامية؟؟؟؟؟
ولماذا لم يعمل الاعلام على تفطية مثل هذه الاحداث؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بالاحرى ان الاعلام لم يقم بنشرها هل لذلك اسباب واقعية ام اسباب شرعية؟؟؟؟؟؟
وهل عدم نشر مثل هذه الاخبار علاقة بالجهة المقابلة وهو المسيحيون؟؟؟؟؟؟
تعليق
نعم بارك الله فيك
أقول و بالله التوفيق، إن حدثا مثل هذا لا بد من أن يولى أهمية كبرى، وخاصة أن من بات ولم يهتم بامر المسلمين فليس منهم، ومن مقتضيات حامل الدعوة إينما وجد ان يهتم بأمر المسلمين، وان يقوم على فكرهم وحسهم، ففي الوقت الذي تشن دول الكفر أبشع حملاتها على المسلمين، فلا بد للمسلمين من أن يتكاتفوا ويقفوا صفا واحد في وجه الكفر، الذي لا يريد إلا إبادتهم كما تفضلت وذكرت.
إن الإعلام، ومن خلال عمله، فلا بد من أن يكون من نفس جنس تلك الأمة التي يعمل من خلالها ويدعي إنتسابه إليها، فإن لم يكن ما يقوم به من أجل مصالحها، بل يكون ضدها، فلا يد أن يكون هناك خلل.
إن حدث مثل هذا لا بد من أن تغطيه وسائل الإعلام بكل قوة، وتعرض على جنباته لقاءات ومقابلات من أجل توعية المسلمين إلى الخطر المحدق بهم من جراء وجود حركات تبشيرية بين أوساط المسلمين.
فإن لم يقم الإعلام بهذا الدور فهناك خلل، والخلل في أمرين إثنين لا ثالث لهما:
إما أن يكون الحدث فعلا تافه لا يستأهل أن تنقله وسائل الإعلام، ومن ثم لا يشكل خطرا على المسلمين، ولا يحتاج المسلمون أن يوّعوا لمثل هذا الأمر.
أو أن يكون الإعلام صارفا نظره عن تلك المصالح والأصوليات والمبادئ التي نتكلم عنها.
وهنا يكمن الأمر، فقطعا إن الإعلام صارفا نظره عن تلك المصالح والأهداف التي يتطلع أبناء الأمة الإسلامية المخلصين إلى تحقيقها، وبالتالي فتلك المصالح تعني نهضة المسلمين، فإن صرف النظر عنها بل ومحاربتها يعني أن يكون الإعلام في صف، والأمة الإسلامية في صف.
وهذا يقتضي، بأن يباشر أبناء الأمة الإسلامية بكشف تلك الأحداث التي لا يتعاطى معها الإعلام، وفضح حجج الإعلام في عدم التعاطي معها، حتى وإن أدى ذلك إلى ما أدى.
فإن هذا العمل يؤدي إلى هدم ذلك السد الذي يحول بين المسلمين وبين تحقيق غاياتهم، ورفعة مركزهم والعودة لإستلام قيادة العالم التي خُلقت من اجلهم.
أبو آدم
منقول: منتدى الناقد الاعلامي
http://www.tawdeeh.com/images/agbat.jpg
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 09:53 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخانا الكريم ...
حملة شرسة يتعرض لها أبناء المسلمين، في غياب الراعي، وهذا خبر آخر حول الموضوع:
حملات التنصير في الجزائر تستهدف الأطفال
قالت صحيفة الخبر الجزائرية الصادرة اليوم إن جماعة فرنسية ومغربية تقوم بحملة تنصيرانطلاقا من مرسيليا بفرنسا، تشمل المهاجرين المتوجهين إلى الجزائر مستهدفة شريحة الأطفال بوجه خاص.
05.07.2007 18:15
ومن جهة أخرى فإن المغتربين القادمين مؤخرا عبر ميناء مرسيليا لقضاء العطلة الصيفية بالجزائر، قد فوجئوا باستهدافهم من قبل جماعة وصفتها الصحيفة بكونها فرانكو- مغاربية النطق، وتقوم بتسليمهم طرودا ورسائل تحوي مواد تبشيرية.
وأضافت الخبر أن الجماعة كانت حسب شهادة أحد القادمين، تفضل منح هذه الطرود مغلقة للأطفال على وجه التحديد، وتبين بعد فتحها أنها تحوي عددا من الأدوات المكتوبة والسمعية البصرية الداعية إلى الديانة المسيحية.
وتضم عينة من هذه الطرود -تقول الخبر إنها حصلت عليها من عائلة مغتربة أخرى- الإنجيل بالفرنسية والعربية، وقرصين مضغوطين حول حياة المسيح بست لغات من بينها العربية الفصحى إلى جانب عشر لهجات شمال أفريقية منها العربية الدارجة لتونس ومصر والجزائر والمغرب، ناهيك عن الشاوية والقبائلية والأمازيغية، واصطحاب ذلك بدليل مكتوب يحوي صورا تعبيرية يحمل عنوان ''من التوراة إلى الإنجيل'' مختوما بعبارة ''من البداية إلى النهاية''.
أما الكتيبات فيتصدرها عنوان ''نجار وأعظم'' لمؤلف يدعى جوش ماكدونيل، مزدوج الطبعة الفرنسية والعربية، تليه نسختان باللغتين من كتيب بعنوان 'كلمني عن الله'' وفي ذيله عبارة ''كيف تتغير الحياة؟ ''، ''أي شيء يمنح السعادة؟ ''.
كما يحوي نهجا لتحفيظ التعاليم المسيحية، مع ختم هذا الكتيب بشهادة عن مسيحية اللاعب البرازيلي جورج دي آموريم المدعو جورجينيو. ويشير غلاف الكتاب إلى أن الطبعة صدرت في فرانكفورت بألمانيا.
وكالات
http://www.akhbaralaalam.net/news_detail.php?id=3845&uniq_id=1192255713
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 09:58 م]ـ
وخبر آخر مع الصورة:
هيئة علماء المسلمين: حملة أمريكية لتنصير أطفال العراق
نشر موقع "الهيئة نت" التابع لهيئة علماء المسلمين بالعراق عددا من الصور التي تبين جهود الاحتلال الأمريكي لتنصير أطفال العراق، عبر السماح لعدد من الهيئات التنصيرية بجمع التبرعات لإرسال نسخ من الإنجيل ومطبوعات تنصيرية واسطوانات كمبيوتر مدمجة لتوزيعها على أطف
20.09.2007 09:11
وتتضمن الصور التي نشرها موقع "الهيئة نت" صورة لصفحة رئيسية لحملة جمع التبرعات من أجل إيصال نسخ من الأناجيل والمطبوعات التنصيرية للعراقيين، وخصوصاً المسلمين منهم، وتظهر في أعلى الصفحة صورة لفتاة عراقية محجبة، ما يدل على أن الفتيات العراقيات الصغيرات هن الهدف الرئيسي لهذه الحملة التنصيرية.
وقالت هيئة علماء المسلمين إن منظمة أمريكية تنصيرية تدعى "معسكر الصليبيين العالمي من أجل المسيح" ومقرها ولاية فلوريدا، تتبنى الحملة التنصيرية في العراق، وأضافت أن بعض الصور التي أوردتها هذه المنظمة التنصيرية تبين حصول عدد من أطفال المسلمين في العراق على نسخة من الإنجيل وكتاب تنصيري وقرص مدمج مجاناً مع هدايا عينية لكل منهم.
هيئة علماء المسلمين: حملة أمريكية لتنصير أطفال العراق
نشر موقع "الهيئة نت" التابع لهيئة علماء المسلمين بالعراق عددا من الصور التي تبين جهود الاحتلال الأمريكي لتنصير أطفال العراق، عبر السماح لعدد من الهيئات التنصيرية بجمع التبرعات لإرسال نسخ من الإنجيل ومطبوعات تنصيرية واسطوانات كمبيوتر مدمجة لتوزيعها على أطف
20.09.2007 09:11
وتتضمن الصور التي نشرها موقع "الهيئة نت" صورة لصفحة رئيسية لحملة جمع التبرعات من أجل إيصال نسخ من الأناجيل والمطبوعات التنصيرية للعراقيين، وخصوصاً المسلمين منهم، وتظهر في أعلى الصفحة صورة لفتاة عراقية محجبة، ما يدل على أن الفتيات العراقيات الصغيرات هن الهدف الرئيسي لهذه الحملة التنصيرية.
وقالت هيئة علماء المسلمين إن منظمة أمريكية تنصيرية تدعى "معسكر الصليبيين العالمي من أجل المسيح" ومقرها ولاية فلوريدا، تتبنى الحملة التنصيرية في العراق، وأضافت أن بعض الصور التي أوردتها هذه المنظمة التنصيرية تبين حصول عدد من أطفال المسلمين في العراق على نسخة من الإنجيل وكتاب تنصيري وقرص مدمج مجاناً مع هدايا عينية لكل منهم.
http://www.akhbaralaalam.net/news_detail.php?id=6426
لكم الله يا أطفال العراق بل أطفال كل المسلمين، إنا لله وإنا إليه راجعون ... كيف ستقفون بين يدي الله يا حكام المسلمين وقادتها وضباط الجيش .... ولكن لقد أسمعت لو ناديت حياً
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 11:25 م]ـ
تركيا .. نشاط تبشيري ورفض مدرسة للرهبان
سعد عبد المجيد
-إستانبول -
http://www.isesco.org.ma/arabic/Culture/IslamicCulture/photo46.gif
رفض مسئول كبير بالبرلمان التركي طلبات أوروبية وأمريكية لإعادة فتح مدرسة للرهبان الأرثوذكس قرب إستانبول أغلقت منذ نحو 40 عامًا، قائلا بأن إغلاقها تم وفقًا لاتفاقية دولية، فيما تشهد البلاد نشاطا تبشيريا مكثفا يستهدف بالأساس سكان المناطق الفقيرة في وسط تركيا وشرقها.
وذكرت جريدة "زمان" التركية الصادرة الأربعاء 12 - 11 - 2003 أن صادق ياقوت نائب رئيس البرلمان التركي، العضو البرلماني عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، اعترض على فكرة ومساعي إعادة فتح مدرسة للرهبان الأرثوذكس بجزيرة هايبلي في بحر مرمرة قرب إستانبول.
وقال ياقوت: إن إغلاق المدرسة التي تم بعد انقلاب 1960 العسكري يتماشى مع اتفاقية لوزان التي وقعتها تركيا مع الحلفاء عام 1923 في أعقاب الحرب العالمية الأولى وتعرضت نصوصها -من بين أمور أخرى- لأوضاع وحقوق الأقليات بتركيا واليونان. وأضاف أن إعادة افتتاح المدرسة يتطلب اتفاقية مماثلة.
ويبذل البطريك الأرثوذكسي بإستانبول جهودًا حثيثة منذ شهور لإقناع حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم بإعادة افتتاح المدرسة.
وقال ياقوت: إنه "إذا كان الأمر يتعلق بوجود رغبة لتعليم أبناء الطائفة المسيحية الأرثوذكسية دينهم، فيمكن تحقيق ذلك بطرق أخرى؛ كأن يُفتح قسم بالجامعات يتولى التدريس فيه أتراك وليس غيرهم".
مطالب أوروبية وأمريكية
(يُتْبَعُ)
(/)
واشترط ما يعرف باسم "تقرير حالة التقدم" الخاص بطلب ضم تركيا لعضوية الاتحاد الأوربي الصادر في 5 - 11 - 2003 ضرورة احترام حقوق الطوائف والأقليات الدينية غير الإسلامية. ولا توجد إحصائية رسمية معلنة حول أعداد هذه الأقليات، لكن بعض التقديرات تشير إلى أن عددهم يبلغ نحو 20 ألف مسيحي ومثلهم من اليهود.
وذكر تقرير لشبكة "سي إن إن" الإخبارية التركية السبت 8 - 11 - 2003 أن كلا من الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون وكوستاس سميتس رئيس الوزراء اليوناني وجورج باباندريو وزير خارجيته طالبوا بإعادة افتتاح المدرسة في اتصالات أجروها مع المسئولين الأتراك.
وقالت الشبكة: إن مدرسة الرهبان بإستانبول كانت أغلقت قبل 39 سنة بعد الانقلاب العسكري بتركيا عام 1960، بعد أن ظلت تعمل لنحو 140 عاما خرجت خلالها نحو ألف راهب.
وإستانبول وإزمير وأنطاكية وأنطاليا وماردين وجزر بحر مرمرة على رأس المدن التركية التي تنتشر بها الكنائس الخاصة بأتباع الطوائف المسيحية المختلفة.
أنشطة تبشيرية
وقدر ألطين طونش، الباحث التركي البارز في شئون الأقليات الدينية والتبشير، أن المنظمات التبشيرية المسيحية شيدت 39 كنيسة صغيرة بمدينة إستانبول وحدها في السنوات الخمس الأخيرة. وقال: إن هذه المنظمات تستغل واقعة طلب تركيا الانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي كي تنشط من أجل إحياء ما أسماه "دولة بونطس" المسيحية القديمة التي كانت موجودة في ساحل البحر الأسود في القرن الحادي عشر الميلادي.
وكشفت جريدة "زمان" التركية الإثنين 10 - 11 - 2003 أن تقريرا أمنيا أعدته الأجهزة التركية عُرض على الحكومة يتعلق بأنشطة الجمعيات التبشيرية خاصة المنتمية للمذهب البروتستانتي في المناطق التي دمرها زلزال 1999 بوسط تركيا. وأكد التقرير أن هذه الجمعيات تهدف إلى تنصير أعداد كبيرة من المسلمين المتضررين بتركيا.
كما أشار التقرير الأمني إلى أن الأنشطة التبشيرية تتجه نحو مناطق وسط وشرق تركيا التي تقطنها تجمعات سكنية فقيرة.
استقطاب الشيعة
وذكر التقرير الأمني أن الجمعيات والمنظمات التبشيرية تسعى لاستقطاب أبناء الطائفة العلوية الشيعية لتنصيرهم مستغلة تعدد مزاعم هذه الطائفة في السنوات الأخيرة بتعرضها للاضطهاد من الأغلبية السُنية.
وقال الدكتور عز الدين دوجان رئيس مؤسسة "وقف جيم العلوي" الخيرية الثلاثاء 11 - 11 - 2003 في مؤتمر بإستانبول -جمع شخصيات تنتمي للطائفة العلوية-: إنه سيجري مشاورات مع رئاسة الشئون الدينية التركية، بشأن أوضاع الطائفة العلوية تحمل مطالب بالاعتراف بأبناء الطائفة رسميا، والحصول على مساعدات مالية؛ تسمح بتقديم أنشطة لأفراد الطائفة، كما هو الحال مع أتباع المذهب السني الحنفي.
ولا يوجد إحصائية رسمية بشأن عدد المنتسبين لهذه الطائفة -وتقول الروايات بأن عددهم يتراوح بين 5 ملايين و 25 مليونًا- ويتركز أنباؤها في وسط تركيا، خاصة محافظات أرزنجان وسيواس وآق شهر.
مؤسسة خاصة بالعلويين
وكان زعماء الطائفة العلوية التركية قد عقدوا اجتماعهم الثالث مطلع الأسبوع الحالي تحت اسم "مؤتمر زعامة إيمان الأناضول" الذي نظمته مؤسسة "وقف جيم العلوي" بهدف توحيد صفوفهم لتأسيس مؤسسة دينية خاصة بهم بعيدا عن مؤسسة الشئون الدينية التركية التي يعتبرونها تمثل الطائفة السنية فقط.
وحضر المؤتمر نحو ألفي شخصية من زعماء الطائفة العلوية في البلقان والأناضول -من بينهم البكتاشيون والعلويون والمولاويون وممثلون للشيعة والأحزاب السياسية والأرمن- بهدف تأسيس مؤسسة للعلويين تحمل الصفة الرسمية وتُعنى بشرح مفهوم العلويين والبكتاشيين والمولاويين للإسلام والدفاع عن حقوق الطائفة العلوية.
وقال الدكتور عز الدين دوجان رئيس المركز التعليمي والثقافي العلوي في تركيا ورئيس مؤسسة جيم (اسم الأماكن التي يتجمع بها العلويون الأتراك لأداء طقوس صلواتهم): إن كافة العلويين يرغبون في تأسيس مؤسسة علوية دينية لخدمة العقيدة الإسلامية؛ لأن العلويين لا يملكون أي مؤسسة تعكس قيمهم الخاصة.
ليست ثقافة
(يُتْبَعُ)
(/)
وتطرق عز دوجان في كلمته خلال المؤتمر إلى ما ذكره رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا من أن العلوية هي "ثقافة"، وتأكيد أردوغان أنه لا يمكن مقارنة "بيوت جيم" بالمساجد وأن "بيوت جيم هذه لا يمكن أن تكون أماكن للعبادة؛ لأن أماكن العبادة التي حددها الإسلام هي الجوامع فقط".
ووجه دوجان انتقادات لرئيس الوزراء التركي طيب أردوغان، وأعرب عن دهشته لما ذكره رغم كونه رئيس جمهورية علمانية. ورأى دوجان أنه "لا يمكن لرئيس وزراء جمهورية علمانية أن يحدد إيمان أي شخص أو يحدد كيفية الإيمان بأي دين أو يرسم الإطار الثقافي لذلك وفقا لهويته السياسية".
وأضاف أن السبيل الوحيد أمام أردوغان "كي يصحح خطأه هو أن يقدم خدمات للمواطنين العلويين ضمن إطار الدولة وأن يعترف أمام الجميع بأنه تخطى حدوده".
وطلب دوجان من رئيس الوزراء التركي الاعتذار للعلويين، مؤكدًا أنه "يتعين على الساسة الأتراك أن يفهموا أن احترام عقيدة الآخرين وإيمانهم ليس منحة منهم وإنما يجب أن ينظروا لذلك في إطار الديمقراطية والاحترام"، على حد قوله.
سيف العلويين وذهبهم
وحذر رئيس المركز التعليمي والثقافي العلوي في تركيا رئيس مؤسسة جيم، رئيس الوزراء أردوغان من أنه في حالة عدم استجابة الحكومة التركية لمطالب العلويين فإن "الآلاف من المنتمين للعلوية في تركيا سيقومون برفع دعاوى قضائية ضد الدولة التركية".
منقول: إسلام أون لاين. نت/ 12 - 11 - 2003
أخي الحبيب " محمد ماهر " أسعده الله بالاسلام وأسعد الاسلام به
والغزوات التبشيرية المستهدفة فتنة أبناء الاسلام في دينهم وأخلاقهم مُستمرة هنا وهناك
في فلسطين ..... وفي تركيا ......... وفي تونس ....
مدرسة للرهبان الأرثوذكس قرب إستانبول
أزمة الحجاب وفتنة المؤمنات القانتات في تونس
ومراكز شقاء وافساد الطفولة في مدينة خليل الرحمن
ومكتبة السلام واللاعنف المتنقلة في مدينة خليل الرحمن
ومقر جمعية الشبان المسيحية في بلدة دورا جنوب الخليل
هجمات أعداء الله على أحباب الله نشطة ومستمرة
هل نتركهم على افسادهم؟
أم نغضب لمحارم الله؟
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 11:40 م]ـ
كتاب مفتوح تم تسليمه لمحافظ الخليل من قبل أهل الحل والعقد يوم الثلاثاء 18 أيلول 2007
السيد محافظ الخليل المحترم:
الموضوع: إغلاق المدرسة الإنجيلية العربية في الخليل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
نحن أهل الحل والعقد في مدينة خليل الرحمن نحيطكم علما أننا امتثالا لأمر الله تعالى بالأمر بالمعروف والعمل على إزالة المنكر قمنا بخطوات عملية - وبشكل حضاري - لإغلاق المدرسة الإنجيلية العربية بعد الاطلاع على الممارسات التنصيرية لأبنائنا من قبل إدارة المدرسة, وخصوصا ما يحصل في الكنيسة داخل المدرسة , والتي تطلق عليها المدرسة اسم ASSEMBLY للتضليل، كما تأكد لدينا أنهم يجبرون أبنائنا على تلاوة ترانيم نصرانية, ويعلمونهم ما يناقض عقيدتنا, ويضيّقون عليهم عند صيامهم وصلاتهم, ويمنعونهم من ذلك (وخصوصا القسم الداخلي)،- ولدينا الأدلة الدامغة القطعية وهي بحوزتنا-.
أما عن هذه الخطوات:
أننا قمنا بزيارة السيد مدير التربية في الخليل وأطلعناه على ما يجري في المدرسة لأبنائنا وطلبنا منه القيام بدوره للعمل لتحقيق غايتنا بإغلاق المدرسة واستيعاب أبنائنا -الذين سيخرجون من هذه المدرسة- في المدارس الحكومية وقد أظهر التعاون المرجو منه، ثم توجه الوفد الذي ضم أكثر من خمسمائة رجل من وجهاء المدينة إلى المدرسة المذكورة، وبشكل حضاري أيضا وأبلغنا إدارة المدرسة بقرارنا (إغلاق المدرسة) وسلمناهم كتابا بذلك وطلبنا منهم الرد، وقد توجهنا اليوم إليهم لأخذ الرد بعد طول انتظار، وفهمنا من ردهم أنهم مصممون على البقاء متحدين أهل البلد، والاستمرار في أعمالهم بكل صلف.
لذا نرجو تعاونكم بالقيام بدوركم في الذبِّ عن أبنائنا بالقيام بما يلزم من خطوات لترحيلهم، وأن تسيروا في هذه القضية بهذا الاتجاه حتى لا تخرج الأمور عن سيطرة العقلاء.
شاكرين لكم حسن تعاونكم.
وتقبل تحياتنا
الخليل 17 - 9 - 2007
أهل الحل والعقد
عنهم:
منقول >>>>> والبقية تأتي بعون الله
http://www.poica.org/editor/case_studies/27_jer_photo.jpg
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 11:41 م]ـ
مع محافظ الخليل
الخليل - أمس الثلاثاء 18 أيلول 2007 توجه وفد من وجهاء وشيوخ الخليل اهل الحل والعقد بها لمقابلة محافظ الخليل وشرح أعمال المدرسة الإنجيلية العربية في الخليل (المانونايت) في تنصير الطلاب، طالبين منه إغلاق هذه المدرسة التبشيرية، وبعد جدال عنيف ورفض محافظ الخليل طلب الوفد فقد أفهموه صراحة أنّ قرار أهل البلد هو الذي سينفذ أخيرا، وقام الوفد بمغادرة مكتب المحافظ مستهجنا هذا الموقف. وقبل مغادرتهم المكتب فقد طوقت مباني المدرسة الواقعة في شارع عين سارة العشرات من أفراد الأجهزة الأمنية المزودة بالأسلحة والهراوات مغلقة المداخل المأدية لمدخل المدرسة وانتشر العشرات منهم على جوانب الشارع الرئيسي تحسبا لمنع قيام أهالي البلد بالوصول للمدرسة.
http://www.palestineremembered.com/GeoPoints/Hebron_534/Hebron-11074.jpg
سوق قصبة المدينة مدينة أشباح ومتاجر مغلقة في مدينة لها محافظ برتبة مُراسل في سلطة هزيلة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 11:46 م]ـ
مدير شرطة الخليل يحذر من المساس بالمدرسة الانجيلية بالمدينة
الخليل-الايام: حذر مدير شرطة محافظة الخليل العميد ماجد هواري، امس، من اي مساس بالمدرسة الانجيلية بالمدينة، وذلك على خلفية احتجاجات ابدتها اوساط حة اسلامية على وجود المدرسة بالمحافظة ......
منقول:صحيفة الحياة، رابط الخبر
التعليق ..... يأتي هذا التهديد في ظل النشاطات القوية لحزب التحرير في المدينة والقرى المجاورة والتي كان آخرها توزيع نشرة محلية في معظم مساجد المحافظة وكذلك الفعاليات القوية وحملات الهمس بين المواطنين والدروس والخطب في المساجد، وإن شاء الله سنعمل بكل قوة على ابقاء الموضوع مفتوحا الى ان يستجاب لطلبنا هذا والذي يدعو الى اغلاق هذا الوكر الخبيث.
http://farm2.static.flickr.com/1171/1411903118_b8662c3579.jpg
جريدة الأيام ........................ وكالة معا
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 05:12 م]ـ
تسجيل حضور ومتابعة بكل سرور
اللهم عجل بالفرج ولا أملك إلا التذكير بالتاريخ الحافل بمواقف الرجال كتلك المواقف المشرفة التي لم تفارق أسم المعتصم الى اليوم.
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 11:06 ص]ـ
تسجيل حضور ومتابعة بكل سرور
اللهم عجل بالفرج ولا أملك إلا التذكير بالتاريخ الحافل بمواقف الرجال كتلك المواقف المشرفة التي لم تفارق أسم المعتصم الى اليوم.
أخي الحبيب نائل سلام عليك
منذ بزوغ نور من المسجد الأقصى عام 1952 يعلن انطلاق مسيرة حملة الدعوة الاسلامية لإستئناف الحياة الاسلامية بإعادة دولة الخلافة الراشدة والمسلمون المخلصون العاملون لم تفتر لهم همة في تحقق ذلك الوعد وينتظرون التمكين بمشيئة رب العالمين.
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X800-1/24/55/1.png
http://farm1.static.flickr.com/118/294479455_d1f876fd46_m.jpg
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 12:28 م]ـ
هذا ما سمح نشره اعلامياً
الشرطة الفلسطينية تتعهد بحماية المدرسة الانجيلية في الخليل
التاريخ: 19/ 09 / 2007 الساعة: 12:17
الخليل- معا- تعهد مدير الشرطة الفلسطينية في مدينة الخليل العميد ماجد الهواري, بتوفير الحماية للمدرسة الانجيلية في الخليل, وذلك اثناء اجتماع مع اولياء امور الطلبة في تلك المدرسة.
وذكرت مصادر في شرطة الخليل أن الاجتماع بين مدير الشرطة واولياء امور الطلبة عقد اليوم على خلفية احتجاج حزب التحرير على وجود هذه المدرسة داخل محافظة الخليل.
واستمع العميد الهواري الى مطالبهم, واكدوا ان المدرسة ملتزمة بالمنهاج الفلسطيني التزاما كاملا ويقوم مشرفو التربية والتعليم بالتفتيش بشكل دوري على المدرسة, وان اولياء الامور لهم الحق في تدريس ابنائهم في اي مدرسة فلسطينية.
واكد مدير الشرطة بالخليل ان الشرطة ستقوم بالحفاظ على المدرسة وعدم الاعتداء عليها وسيتم تطبيق القانون باي قرار يصدر من الجهات المسؤولة.
و قد أكد أحد الأخوة ان ما نقل على لسان أولياء امور الطلبة هنا هو محض كذب
و ارجو من الأخ حامل الراية الافادة اكثر في الموضوع و في هذه النقطة بالذات
مشاركة: حامل الراية
لقد وصلني حديثا نشرة بعنوان احتجاج اولياء الامور على اغلاق المدرسة
وبعد البحث وجدنا ان هذه النشرة لم تنشر في الصحائف ولا في الاذاعات
وتيبن ان الذي قد كتبها هو معلم التربية الاسلامية في نفس المدرسة ولفقها باسم اولياء الامور
وبالنسبة لاولياء الامور لقد كانوا من الناس الذي وقفوا مع اغلاق المدرسة
والبارحة تم نقل طالبين من المدرسة وساوافيكم باسمائم باذن الله
وهذا كله انما يدل على اصرار اولياء الامور على اغلاق المدرسة
يالنسبة للشرطة ساوافيكم في حال التأكد من الخبر بشكل دقيق في الوقت القريب باذن الله
وشكرا لكم
http://www.independance.tn/arabic/images/stories/photos/Journaux.jpg
منقول >>>>>>>>>>منتدى الناقد الاعلامي
والبقية تأتي بعون الله
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 03:01 م]ـ
النصارى يريدون إيجاد الفتنة بين المسلمين
http://elreem.el.funpic.de/ph/9039.jpg
كنيسة المسكوب في الخليل
والسؤالُ الذي يطرح نفسه .. لماذا يصر البعضُ على إبقاءِ أبنائِهِم في المدرسةِ بعدما تبين لهم الحق؟!
لماذا يصر البعضُ على إبقاءِ أبنائِهم في المدرسةِ بعدما تبين لهم أنَّ أبناءَهُم يتعلمونَ الإنجيلَ .. وعقيدةَ التثليثِ .. ألا يعلمونَ أنَّ هذا عمل حرام؟! بل إنَّهُ جريمةٌ ومن أكبرِ الجرائمِ ... ألم يسمعوا قول الله تعالى-: ((لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ)) .. ألم يقرؤوا قوله تعالى: ((لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ)).
ونتساءل مرةً أخرى .. لماذا يدافع بعض أولياءُ الأمورِ عن هذه المدرسةِ التصيريةِ التبشيريةِ بشدَّة؟! بل و أكثرَ من القائمينَ عليها أنفسِهِم؟! قال تعالى: ((وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 03:12 م]ـ
أرسل أصلا بواسطة مجاهد افتراضي
طبعا الحق كله على المسلمين بالخليل والتجار المسلمين وجب عليهم في مثل هذه الحالة بناء لجنة للم التبرعات لبناء مدرسة توازيها تماما بالافعال ولكن تدرس الفكر الاسلامي وهكذا سينصلح الحال ويقطع اساس التبشير اما بالنسبة للمدرسه هذه على وجه الخصوص بقولهم كل كلب بيجي يومه .................
[ font="Arial"]
:::
مهلا أخي الحبيب
ردك الانفعالي هذا سبقك اليه نفر من أهل الخليل برئاسة المحامي عبد الخالق يغمور ومحمد أحمد الشرباتي والحاج عيسى صالح عبد النبي النتشه وجمع من أهل الخليل، فأنشؤا " بيت الخليل الخيري للأيتام " في طلعة الزاهد فوق مطحنة آل عبد النبي والقائمة للآن في موقع الحاووز للأولاد وفي زقاق الهيش للبنات، وازدهرت المحاولة الانفعالية مما أشعر القوم أنها قد عملوا خيراَ، ولمن ينتبهوا لأنهم أعطوا إبر مورفين خدرت العقول عن التفكير في خطر وجود المدرسة التبشيرية في هذا البلد الاسلامي ....... لذا فالرد أخي الحبيب هو تكاتفت الجهود من اجل إغلاق هذا الوكر الشيطاني لا تشتيت الجهود بعد 51 عاما في تخدير الناس في رد انفعالي آخر يزيد الطين بلة. وتلك الجمعية قد أصبحت ضغثا على أباله بدل أن تعالج المشكلة.
http://www.poica.org/editor/case_studies/27_jer_photo.jpg
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 03:21 م]ـ
نشر الشيخ طالب عوض الله هذا الموضوع فكانت هناك ردود منها رد الأخ (مجاهد افتراضي):
لا يا اخي!!
بارك الله فيمن قاموا ببناء بيت الخليل الخيري للايتام لانه شربة ماء صغيرة احسن ما نموت من العطش انت فاكر انه في حد بقدر يغلق المدرسة التبشيرية في الوقت الحالي اذن انت مخطيء!!
مين بدو يغلقها السلطة العميلة للاحتلال ولامريكا!!
ولا المستوطنين الذين يسيطرون على ربع الخليل!
ولا اهل الخليل اللي مش قادرين يتنفسوا فما بالك باغلاق مدرسة تابعة ل مالطة وبدعم امريكي!!
يعني با ختصار طول ما القائد فاسد بدها تفسد الامة
وبقولك لما عباس يحكمنا هو وشلته اللي اسفل منه ومجموعات تطلق على نفسها كتائب وهي لحماية اليهود والمستوطنين بالخليل ولا يوجد منهم الشريف الا من رحم ربي عمرنا ما بننتصر ولا بنقدر نساعد الاسلام با شيء!!
بناء الجمعية التي قام بها اهل الخير بالخليل هي فرض وواجب شرعي يجازون عليه وكان الواجب ان تقوم منذ زمن وهي على الاقل تبعد ابناء المسلمين عن هذا الوباء لفترة لحين اغلاقها ولا اظن انها ستغلق حاليا!!!!!!!!؟؟!؟!؟!؟!؟!؟
اخي عليكم بالدعاء لله وخصوصا بليلة القدر المباركة ان ينصر المسلمين السنة الموحدين في الضفة وراس حربتهم حماس لتزيل كل الشرور من الضفة والامة ان شاء الله
وجزاك الله خيرا لاهتمامك ودفاعك عن الاسلام
وبانتظار جديدك
الأخ الحبيب هداك الله
بل أهل الخليل قادرون على اغلاقها، وسيغلقونها إن شاء الله بتكاتف الجهود، وقد سبق لأهل الخليل أن تحدوا السلطة الفاسدة وأجبروا بلدية الخليل على الغاء شركة كهرباء الخليل وعودة الكهرباء للملكية العامة، والرد على وجود المدرسة لا يمكن أن يكون ردا انفعاليا ببناء مدرسة منافسة وإنشاء جمعية تنسي الناس المطالبة باغلاق هذا المركز الاستيطاني مما دفعهم لشراء أرض في موقع الحرايق من أجل اقامة مركز ضخم، فقد أثبتت التجارب القائمة في العالم الاسلامي فشل تلك الجمعيات، بل كانت ملهية ومسكنة للناس عن التحرك الصحيح، فقد قامت تكتلات عديده على أساس الجمعيات، فقامت في البلاد جمعيات محلية وإقليمية، تهدف إلى غايات خيرية، فأقامت مدارس ومستشفيات وملاجئ، وساعدت في أعمال البر والخير، وكانت تغلب على هذه الجمعيات الصبغة الطائفية. وقد شجع الاستعمار هذه الجمعيات، حتى ظهرت أعمالها الخيرية للناس. وكانت أكثرها جمعيات ثقافية وخيرية ولم يوجد بينها جمعيات سياسية إلا نادرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا نظر بعين التدقيق إلى نتائج هذه الجمعيات يرى أنها لم تثمر شيئا ينفع الأمة أو يساعد على النهضة. وكان ضررها خفيا، بحيث لا يظهر إلا للمدقق، مع أن وجودها من حيث هو ضرر كبير، بغض النظر عن النفع الجزئي، وذلك أن الأمة الإسلامية برمتها، بحكم وجود بعض الأفكار الإسلامية، وبحكم تطبيقها لبعض الأحكام الشرعية، وبحكم تمكن المشاعر الإسلامية فيها بتأثير الإسلام، توجد فيها أحاسيس النهضة، وفيها عاطفة الخير، وفيها الميل الطبيعي للتكتل، لأن روح الإسلام روح جماعية، فإذا تركت الأمة الإسلامية وشأنها، تحول هذا الإحساس ـ منطقيا ـ إلى فكر، وانتج هذا الفكر عملا ينهض بالأمة. ولكن وجود الجمعيات حال دون ذلك، لأنها كانت متنفسا لهذه العاطفة المتأججة، وتصريفا لذلك الإحساس في هذه الجزئية من العمل، وهي جزئية الجمعية. فيرى عضو الجمعية أنه بنى مدرسة، أو انشأ مستشفى، أو ساهم في عمل من أعمال البر، فيشعر بالراحة والطمأنينة، ويقنع بهذا العمل. بخلاف ما لو لم تنشأ هذه الجمعية، فان الروح الجماعية تدفعه للتكتل الصحيح، وهو التكتل الحزبي، الذي يوجد النهضة الصحيحة.
وقامت إلى جانب الجمعيات الثقافية والخيرية جمعيات أخلاقية تعمل لنهضة الأمة على أساس الأخلاق بالوعظ والإرشاد، والمحاضرات والنشرات، على اعتبار أن الخلق هو أساس النهضة. وقد بذلت في هذه الجمعيات جهود وأموال، ولكنها لم تكن لهذا نتائج هامة، ونفست عاطفة الأمة بهذه الأحاديث المملولة المكررة المبتذلة. وقد كان قيام مثل هذه الجمعيات مبنيا على الفهم المغلوط كقوله تعالى مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم " وانك لعلى خلق عظيم " مع أنه وصف لشخص الرسول وليس للمجتمع، ولقوله عليه السلام " إن الله بعثني لتمام مكارم الأخلاق " ولقوله عليه السلام " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " مع أن هذين الحديثين وأمثالهما مما يتعلق بصفات الفرد لا بالجماعة. ومبنيا كذلك على خطأ الشاعر في قوله:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
مع أن الأمم لا تكون بالأخلاق، وإنما تكون بالعقائد التي تعتنقها، وبالأفكار التي تحملها، وبالأنظمة التي تطبقها. وكان كذلك مبنيا على الفهم المغلوط لمعنى المجتمع، من أنه مكون من أفراد، مع أن المجتمع هو كل مكون من أجزاء هي: الإنسان، والأفكار، والمشاعر، والأنظمة. وفساده إنما هو آت من فساد الأفكار والمشاعر والأنظمة، لا من فساد الإنسان. وإصلاحه إنما يكون بإصلاح أفكاره ومشاعره وأنظمته.
وكان كذلك مبنيا على ما تركز في الأذهان لدى كثير من المصلحين وعلماء الأخلاق، من أن الجماعة إنما يهدمها الفرد، والفرد إنما تبنيه وتهدمه أخلاقه، فالخلق القويم يجعله قويا، مستقيما، فعالا، منتجا، عاملا للخير والصلاح والإصلاح. والخلق الذميم يجعله ضعيفا مسترخيا، لا نفع منه، ولا خير فيه، ولا هم له في الحياة إلا إشباع شهواته، وإرضاء أنانيته. ولذلك رأوا أن إصلاح الجماعة إنما يأتي من طريق إصلاح الفرد، فأرادوا إصلاح المجتمع بالمنهج الأخلاقي وتوسلوا بالأخلاق على إنهاض الأمة.
وبالرغم من إخفاق جميع الحركات الإصلاحية التي قامت على أساس القاعدة الخلقية فإن الناس لا يزالون مقتنعين بأن هذه القاعدة هي أساس الإصلاح، وأقاموا الجمعيات الإصلاحية على هذا الأساس. مع أن الحقيقة أن وسائل إصلاح الجماعة غير وسائل إصلاح الفرد ولو كان جزءا من الجماعة، لأن فساد الجماعة آت من فساد مشاعرها الجماعية ومن فساد أجوائها الفكرية والروحية، وآت أيضا من وجود المفاهيم المغلوطة عند الجماعة. وبعبارة أخرى آت من فساد العرف العام. وإصلاحها لا يأتي إلا بإيجاد العرف العام الصالح. وبتعبير آخر لا يأتي إلا من إصلاح مشاعر الجماعة، وإيجاد الأجواء الروحية الصحيحة، والأجواء الفكرية التي تتصل بالناحية الروحية، وتطبيق النظام من قبل الدولة. ولا يتأتى ذلك إلا بإيجاد الأجواء الإسلامية، ولا بد من تصحيح المفاهيم للأشياء عند الناس كافة. وبهذا تصلح الجماعة، ويصلح الفرد. ولا يتأتى ذلك بالتكتل على أساس الجمعية، ولا بجعل الأخلاق والوعظ والإرشاد أساسا للتكتل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا جاء إخفاق جميع التكتلات على أساس الجمعيات في أحداث نهضة أو إصلاح، كما جاء إخفاق جميع التكتلات على أساس التسمية الحزبية، التي لم تبن على مبدأ معين، ولم تسبق بتفهم ما، ولم تجعل رابطتها مبنية على جامع صحيح بين الأفراد.
http://www.icshebron.org/motamar3.JPG
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 03:28 م]ـ
:::
النصارى يريدون إيجاد الفتنة بين المسلمين
الخطبة الأولى
الحمد لله القائل: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً (92) إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً)
الحمدُ للهِ الواحدِ الأحدِ .. الفردِ الصمدِ .. الذي لم يلدْ ولم يولدْ .. ولم يكنْ له كُفُواً أحد .. وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له .. رَغْمَ أنفِ أصحابِ الثالوثِ ورَغْمَ أنفِ عَبَدَةِ الصليبِ .. ورَغْم أنفِ مُؤلِّهِي البشرِ
(سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً).
وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه .. عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ؛ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) رواهُ مسلم.
أما بعدُ .. أيها الناس،
أوصيكُم ونفسيَ بتقوى اللهِ وطاعتِه .. وأُحذرُكُم ونفسيَ من مغبةِ معصيتِه ومخالفةِ أمرِه .. فإنَّ التقوى وقايةً والمعاصي غوايَةً .. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (102) (آل عمران).
أيها الناس،
كنا قد خَطبْنا وقُلنا لكم .. عمَّا تَفعلُه وتقومُ به المدرسةُ الإنجيليةُ المانونايت في مدينة خليل الرحمن .. من تنصيرٍ وتبشيرٍ لأبنائِنا .. وتحميلِهم عقيدةَ النصرانيةِ عقيدةَ الثالوثِ .. وما تعطيهِ من عقائدِ الكفرِ لهم .. والجديدُ في هذا الموضوعِ .. هو تجاوبُ عددٍ من أولياءِ الأمورِ باركَ اللهُ فيهم .. في محافظة الخليل .. بعد أنِ انجَلَتِ الأمورُ عندهم ..
وبدأوا بسحبِ أبنائِهم من المدرسةِ ونقلِهم إلى مدارسَ أُخرى .. إلا أنَّ بعضَ أولياءِ الأُمورِ .. مُصرونَ على إبقاءِ أبنائِهم في المدرسةِ .. بالرغمِ من معرفتِهِم بما تقومُ به هذه المدرسةُ التبشيريةُ التنصيرية.
والجديدُ في هذا الموضوعِ أيضا .. أن رجالاتِ محافظةِ الخليلِ تحقَّقُوا وتأكّدُوا .. من أنَّ هذهِ المدرسةَ (المانونايت) .. تعلِّمُ وتدرِّسُ الإنجيلَ لأبنائِنا .. وتحمِّلُهُم عقيدةَ النصرانيةِ .. عقيدةَ التثليث ..
فتحركوا وبأسلوبٍ حضاري .. وأَرسَلُوا وفداً من رجالاتِ المحافظةِ .. إلى مديرية ِالتربيةِ والتعليمِ .. وسَلَّمُوها كتاباً بذلك .. فأجابَتْهُم مشكورَةً .. بأنها وعملاً بالقانونِ .. ستستوعبُ جميعَ الطلابِ الذين يدرسونَ في مدرسةِ المانونايت في مدارسِ التربيةِ كُلاً في منطقتِه ..
أيها الناس،
وبأسلوبٍ حضاريٍ أيضا .. قامَ رجالاتُ المحافظةِ وأهلُ الحلِ والعقدِ فيها .. بإرسالِ وفدٍ إلى إدارةِ مدرسةِ المانونايت .. وطلبوا منها إغلاقَ المدرسةِ نهائياً .. لكن .. وبَدَلَ أن تنصاعَ إدارةِ المدرسةِ لطلبِ أهالي المحافظة .. قامت بعملٍ قذرٍ وحقيرٍ .. وهو العملُ على إثارةِ الفتنةِ بينَ أبناءِ المحافظةِ .. أجل .. عملتْ على إثارةِ الفتنةِ بينَ المسلمينَ في المحافظة!!!! وقامتْ بمحاولةِ إثارةِ نَعَراتٍ طائفيةٍ .. باتهامِ أهلِ المحافظةِ .. بأنهم يعملونَ على تحريضٍ طائِفي .. هذا ما تروجُّه مدرسةُ المانونايت بين الناسِ .. وهذا عملٌ حقيرٌ قذرٌ ومرفوضٌ جملةً وتفصيلاً .. ثم قامت بتحريضِ بعضِ أولياءِ أمورِ الطلابِ .. وزجَّتْهُم في محاولةٍ يائسةٍ ضدَّ أهلِ البلدِ .. لإيجادِ فتنةٍ داخليةٍ في محافظة الخليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
أيها الناس، القساوسةُ والرهبانُ هم من يُسيِّرونَ هذه المدرسةَ وأعمالَها
.. وأذكركُّم بمقولتِهم الشهيرة في مؤتمرات تنصيرهم .. (بأن يتخذوا لهدفهم رسولا مِنَّا .. بمعنى أن يقطعَ الشجرةَ أحدُ أغصانها) .. فترجموا قولَهم هذا بإثارة الفتنة بين أبناءِ
البلدِ الواحدِ .. لكن أهلَ المحافظة ولله المِنَّةُ والفضلُ .. واعونَ على خُبثِهِم وخططِهِم ومَكرهِم .. ولا يوجدُ في البلدِ أو المحافظةِ فريقانِ .. بل البلدُ والمحافظةُ كلُّها فريقٌ واحدٌ .. وعلى قلبِ رجلٍ واحدٍ .. وضدَّ أيِّ أعمالِ تنصيرٍ وتبشيرٍ لأبنائِهِم .. وهم مُصرِّونَ كلَّ الإصرارِ على إغلاقِها .. ويقفونَ صفاً واحداً من أجلِ إغلاقِها نهائياً .. قال تعالى (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ).
أيها الناس،
والسؤالُ الذي يطرح نفسه .. لماذا يصر البعضُ على إبقاءِ أبنائِهِم في المدرسةِ بعدما تبين لهم الحق؟!
لماذا يصر البعضُ على إبقاءِ أبنائِهم في المدرسةِ بعدما تبين لهم أنَّ أبناءَهُم يتعلمونَ الإنجيلَ .. وعقيدةَ التثليثِ .. ألا يعلمونَ أنَّ هذا عمل حرام؟! بل إنَّهُ جريمةٌ ومن أكبرِ الجرائمِ ... ألم يسمعوا قول الله تعالى-: ((لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ)) .. ألم يقرؤوا قوله تعالى: ((لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ)).
ونتساءل مرةً أخرى .. لماذا يدافع بعض أولياءُ الأمورِ عن هذه المدرسةِ التصيريةِ التبشيريةِ بشدَّة؟! بل و أكثرَ من القائمينَ عليها أنفسِهِم؟! قال تعالى: ((وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)).
هذه رسالتنا لأولياءِ الأمورِ هؤلاءِ .. هذا العملُ هو ضدُّ المدرسةِ .. التي تُنَصِّرُ أبناءنا وتغرسُ فيهم عقائدَ الكفرِ .. وتعلِّمُهُم الإنجيلَ وعقيدةَ التثليثِ .. وليسَ ضدَّ أولياءِ أمورِ الطلابِ .. وإنَّ من أولياءِ الأمورِ هؤلاءِ منِ اعتبرَ نفسَه في موضعِ الخصومةِ معَ أهلِ المحافظةِ .. معَ أنهم وأهلُ المحافظةِ
في صفٍّ واحدٍ .. وأهلُ البلدِ حريصونَ على أبناءِ المسلمينَ .. ونحنُ نعذُرُكم لعدم معرفتِكُم .. لأننا ندركُ أنكم لا تعلمون ما تقوم به هذه المدرسة ونحن نعلمُ أن أحداً منكم لا يرضى أن يتعلمَ أبناؤُه الإنجيلَ وعقيدةَ النصارى عقيدةَ الثالوث .. ولهذا وقَفَ بعضُكُم موقفَ المنتقدِ لعدمِ علمِه، ألا فقد عَلِمَ فَلْينتهِ.
وهذه رسالةٌ أخرى .. إلى هؤلاءِ القلةِ من أولياءِ الأمورِ .. الذينَ يدافعونَ عن المدرسةِ .. نقولُ لهم ما قالَه الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ). ونقولُ لهم: يجب أن تدافعوا عن أبنائِكم .. و نحن معكم في الحرصِ على أبنائِكم .. ولسنا أوصياءَ عليكم .. ولكنَّنا نتناصح ..
فننصحَكُم: لا تدافعوا عن هذه المدرسة (المانونايت) .. فأمر مدرسة المانونايت .. محسوم بإذن الله تعالى .. وهو الإغلاق نهائيا .. وإننا لنستغرب منكم ... كيف تدافعون عن الذينَ أرسلهم بوش قاتلُ المسلمين وأبناءِ المسلمينَ لتنصيرِ أبنائنا .. كيف تدافعونَ عن من يمنعُ ويعاقبُ أبناءَنا من الصلاةِ (صلاةِ المسلمين) في المدرسة؟! كيف تدافعون عن من يجبرُ أبناءَنا على تلاوةِ ترانيمَ نصرانية .. إن أهل محافظة الخليل لن يسمحوا بهذا قطعيا .. ولن يسكُتوا عنه أبدا.
أيها الناس،
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك تصميمٌ من أهالي محافظةِ الخليلِ وأهلِ الحلِّ والعقدِ فيها .. على أنَّ مدرسةَ المانونايت هذه يجب أن ترحلَ وبشكلٍ نهائيٍ .. ولن نسمحَ بأن تُسممَ أفكارَ أبنائِنا .. ولن نسمحَ بأن يعلِّمونهم الإنجيل .. ويُحمِّلونهم عقيدةَ النصرانيةِ عقيدةَ التثليثِ ..
فهذا خط أحمر .. أجل خط أحمر .. فأهل المحافظة لن يسمحوا بذلك لكائنٍ من كان .. بالإعتداءِ على عقيدتنا الإسلامية.
َعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: قُلْتُ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّ ابْنَ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ، فَهَلْ ذَلِكَ نَافِعُهُ؟ "، قَالَ: (لَا يَنْفَعُهُ؛ إنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْماً رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ).أخرجهُ مسلم.
أدعو الله وأنتم موقنون بالإجابة .. ويا فوز المستغفرين إستغفروا الله.
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى
(ءالله خير أما يشركون)
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده المرتجى .. القائل (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ... ).
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المجتبى.
أما بعد أيها الناس:
فإنه يحرمُ عليكمُ السكوتُ على تعليمِ أبنائِكُم مفاهيمَ وعقائدَ الكفرِ .. يحرمُ عليكُم أن تتركونهم فريسةً لهؤلاءِ الصليبيينَ يعبثونَ بعقولهم .. ويغيرونَ عقيدتهم .. ويعلمونَهم الإنجيلَ وعقيدةَ النصارى عقيدةَ الثالوث .. قال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)) .. وقال - تعالى-: ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ)).
أيها الناس،
إن علاقة المسلمينَ بالنصارى الذين يعيشونَ في بلادنا .. هي علاقةُ رعايةٍ .. وهم أهلُ ذمةٍ .. وهم في ذمتِنا .. ونحن نرعاهُم ونحميهِم منذ أربعةَ عشرَ قرناً .. وقد أوصى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأهلِ الذمةِ .. فقال (من آذى ذمياً فقد آذاني) .. وإن العهدةَ العمريةَ التي عقدها أميرُ المؤمنين عمرُ بنُ الخطابِ مع نصارى بلادِنا .. تنصُّ أنهم في حمايتنا ورعايتنا وفي ذمتنا .. وأنه لا يجوز لهم أنيقوموا بأعمالِ التنصيرِ في بلادِ المسلمينَ .. وأنه لا يجوز لهم القيام بأي عملٍ من أعمالِِ التنصير.
أيها الناس:
ليكن شهرُ رمضان المبارك .. حافزاً لكم لتسجلوا في صحائفِ أعمالِكم مواقفَ ترضي اللهَ ورسولَه .. وليكن هذا الشهر الكريم .. شهرَ أعمالٍ ومواقفَ مشرفةٍ لكل مسلم منكم .. وليكن شهراً تكسبونَ فيه الثوابَ العظيمَ .. كما كان أجدادُكم العظامُ حريصين على كسبِ الثوابِ فيه .. فأرُوا اللهَ من أنفسكِم خيراً .. وكونوا سداً منيعاً في وجهِ التنصيرِ والتبشيرِ .. وفي وجهِ من يعملُ على تغييرِ عقائدِ أبنائِكم .. وتعليمِهِمُ الإنجيلَ وعقيدةَ النصرانيةَ عقيدةَ الكفرِ .. عقيدةَ الثالوث.
وإلى أهالي الطلاب وأولياء أمورهم .. نقول لهم
سارعوا إلى سحبِ أبنائِكم من هذه المدرسةِ في هذا الشهرِ الفضيلِ .. شهرِ الخيرِ والبركاتِ الذي تضاعَفُ فيه الحسناتُ .. فالفضلُ عظيمٌ في هذا الشهرِ الكريم .. فسارعوا في سحبِ أبنائِكم فتكونوا قد حافظتُم على أبنائِكم فتفوزوا بعزِّ الدنيا ونعيمِ الآخرة .. وإياكم أن ينطبقَ عليكم قول الله تعالى (((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ))).
خطبة جمعة في عدد من مساجد الخليل يوم الجمعة 21.09.2007
منقول >>>>>>>>>> والبقية تأتي بعون الله
http://www.moveed.com/data/media/6/shm_plpt.gif
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 03:37 م]ـ
كتاب لمدير التربية والتعليم 2
:::
السيد مدير التربية والتعليم المحترم:
تناهى إلى مسامعنا أن عددا من أولياء الأمور في المدرسة الإنجيلية سيزورون مكتب التربية والتعليم لإظهار دعمهم لها وهنا نودّ أن نسجل النقاط التالية:
أ-إننا نقدر حرص هؤلاء الآباء على تعليم أبنائهم ونحن نشاركهم هذا الحرص على تعليمهم ونرى أن موقفهم هذا نابع من عدم معرفتهم لما تقوم به المدرسة من نشاطات تبشيرية لأبنائنا.
ب- نرى أن هذا الموقف من أولياء غير مبرر وخاصة وأن مديرية التربية والتعليم مستعدة لاستيعاب أبنائهم في المدارس الحكومية.
ج-نؤكد أننا سننشر قريبا ملف المدرسة الإنجيلية على الملألفضح نشاطها التنصيري وسيكون النشر في جميع أرجاء فلسطين.
ونختم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
" كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ".
وتقبل تحياتنا الخليل
أهل الحل والعقد
عنهم:
18 - 9 - 2007
http://www.un.org/unrwa/arabic/overview/images/EduMAIN.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 03:50 م]ـ
تحقيق عن أعمال مدرسة المانونايت التنصيرية نشرته جريدة (الحال):
http://hizb-ut-tahrir.info/arabic/images/uploads/kassasyadooo.JPG
لقاء مراسل جريدة " الحال " مع أحد شباب حزب التحرير في الخليل
س1 الصراع على وجود المدرسة هو مادي خالص؟.
ج1 هذا الادعاء تحاول إدارة المدرسة إفهامه لبعض الأولياء وهو عار عن الصحة، ولا يستحق المناقشة ومع هذا فأننا نقول ان إدارة المدرسة تريد حرف القضية، وهم يظنون أن أهل الحل والعقد والوجهاء يتعاطون مع القضية حسب عقلية إدارة المدرسة التي من خلالها تجني الأموال والإرباح لجيوبهم بالمتاجرة بالدين والأدلة على ذلك موجودة وهي مذهلة، وستنشر من ضمن ملف المدرسة قريبا، ونقطة أخرى بجدر ذكرها أن البناء مملوك لشخص واحد ,والقائمون على هذا العمل هم أهل المحافظة، وفي الاجتماع الذي عقده أهل المحافظة قبل عشرين يوما أعلن أحد أفراد هذه العائلة أنهم سيتبرعون بهذه الأملاك (أي بناية المدرسة) لتكون مدرسة حكومية بدلا منها. ولو كان الهدف ماديا كما تدعي المدرسة لما أوقفوا هؤلاء عن شراء الأرض لبناء مدرستهم عليها، خصوصا أنهم ذكروا أنهم سيخلونها إلى الموقع الجديد خلال عامين، فلو كان الهدف ماديا لمكناهم من البناء في الموقع الجديد ليتم إخلاء هذا المبنى، ولكن الفكرة هي أننا لا نريدهم في أي مكان في ديارنا للأسباب المعروفة.
س2 أولياء أمور الطلبة يقولون إن المدرسة تخدم أبنائهم ولا تعمل على زرع المسيحية في عقولهم؟ ج2 أولياء الأمور لا يقولون هذا الكلام , فقط عدد منهم لا يتجاوز أصابع اليد حركتهم إدارة المدرسة ليكونوا في الواجهة ويصدوا عنها الاتهامات، استطاعت النفاذ إليهم، وهم علمانيون يؤمنون بحرية الأديان وحرية العقيدة والحرية الشخصية، احدهم قال:" نحن أحرار في تدريس أبنائنا أي دين ونحن راشدون ولا نريد وصاية من أحد".
نحن نعتقد أنهم ضحايا هذه المدرسة وهم دليل حي على جرائمها منذ عقود، وإدارة المدرسة قامت بهذه المحاولة الحقيرة لإيجاد فتنة في المحافظة من خلال هؤلاء وكذلك من خلال بث فكرة التحريض على مؤسسة وطنية وإثارة نعرات طائفية, ولقد باءت هذه المحاولة بالفشل بفضل وعي أبناء المسلين في هذه المحافظة. أما أولياء الأمور بجملتهم فإن موقفهم مغاير تماما لهؤلاء, وهم حريصون على أبنائهم ويريدون أن يتلقى أبناءهم التعليم الأفضل ونحن كذلك, ولكنهم لا يعرفون حقيقة ما يجرى في المدرسة ,ونعذرهم بسبب ذلك , ولقد تغير موقفهم من المدرسة بعد الاطلاع على ما يجري لأبنائهم وعدد منهم نقلوا أبنائهم من المدرسة , وفي كل يوم يتم نقل العديد من الطلبة وأظن أنه في وقت قريب ستكون المدرسة خاوية على عروشها خالية من الطلاب وإنشاء الله ستنشرها في العدد القادم بإذن الله.
س3 المدرسة موجودة منذ 50 عاما لماذا لم ينتبه الناس وأهل الحل العقد إلى هذه المدرسة إلا اليوم؟
ج3 في الآونة الأخيرة تناهى إلى مسامعنا أخبارا عن المدرسة ورائحة نتنة منبعثة منها فتابعناها، فقادتنا إلى كارثة وجريمة كبرى ترتكب وأمور مذهلة تقشعر لها الأبدان وتذهب منها العقول، فكان هذا الدافع للتحرك في هذا الوقت.
س4 ماذا حصل للدعوة التي أقيمت ضد بناء المدرسة الجديدة؟
ج4 المحكمة قررت توقيف المدرسة عن العمل وحسب فهمنها من المحامين فإن إجراءات المحكمة تستغرق وقتا طويلا لإنهاء القضية.
س5 أسماء طلاب أخرجوا من المدرسة.ج5 هناك العديد منهم ولكن الأسماء ليست بحوزتنا الآن وفي العدد القادم إنشاء الله سيكون الجميع خارجها.
س6 أرجو أن تزودونا بأوراق ووثائق خاصة بالموضوع؟
ج6 سنعلنها في وقت قريب, وفي ملف متكامل وسيكون كشف الملف للرأي العام مدويا، وسيحدث زلزالا كبيرا وتداعيات لا تخطر على البال.
س7 بلغنا أن القوى السياسية في الخليل قد أصدرت بيانا تشجب فيه العمل فماذا تردون؟
ج7 هذا البيان لم يصدر عن أي قوة سياسية وليس لأية حركة سياسية أو حزب سياسي أي علاقة بهذا البيان المزور، ونحن نتحدى أن توقع عليه أي قوة سياسية في المنطقة ,وحتى لماذا لم تصدر أي قوة سياسية بيانا خاصا بها وموقفا منه لتتم مناقشته.
س8 هل تتوقعون أن تستجيب المدرسة لطلب أهل الحل والعقد بالرحيل؟
ج8 لقد قمنا بإجراءات حضارية منها التوجه إلى التربية والتعليم في وفد ضم أكثر من خمسمائة من وجهاء المدينة وكذلك إلى المدرسة , سلمناهم كتابا يتضمن الطلب بالرحيل، وكذلك توجه وفد إلى المحافظة، وقام بإجراءات وأعمال سلمية وحضارية، ونحن مصرون على تحقيق هذا الهدف ولن نتنازل عنه قطيعا، ونحن لا نعمل حسب التوقعات من المدرسة بل لنا أجندتنا ونسير بحسبها، لدينا خطوات مدروسة مضبوطة بتواريخ معينة، نلتزم بها ونحن نخلص النية لله تعالى، ونتبع أوامره بإزالة هذا المنكر وإنشاء الله سيوفقنا في تحقيقه.
س9 ما مدى مشاركة الجماهير في هذا العمل؟
ج9 أساس هذا العمل هو الجماهير، فهذه قضية متعلقة بالرأي العام فالمحافظة بأكملها تساند هذه التوجه، ونحن نتوقع بعد نشر الملف لهذه المدرسة واطلاع الجماهير عليه فإننا نتوقع عملا جماهيريا يشارك فيه عشرات الآلاف من المحافظة عن أبنائهم.
س10 - هناك اتهام بان حزب التحرير وراء العمل فكيف تردون؟؟؟
ج10 - هذه العمل يقوم به أهل الحل والعقد وكذلك الوجهاء في المحافظة, وهم نواة العمل, وحزب التحرير هو في مقدمة الركب و من صلب عملة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
منقول >>>>>>>>>>>>>> والبقية تأتي بعونه تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 03:59 م]ـ
تسجيل حضور ومتابعة بكل سرور
اللهم عجل بالفرج ولا أملك إلا التذكير بالتاريخ الحافل بمواقف الرجال كتلك المواقف المشرفة التي لم تفارق أسم المعتصم الى اليوم.
http://www.palestineremembered.com/GeoPoints/Hebron_534/Hebron-11092.jpg
طلاب الخليل
أخي في الله بارك الله بك على التفاعل، ولكن:
أطفالنا أمل المستقبل ورجائه يتعرضون في الخليل للتنصير واستهدافهم في أخلاقهم وعقيدتهم وتسميم أفكارهم ........ أنتركهم في وكر التنصير؟
لا والله .... ونأمل مشاركتكم والعمل الجاد مع أهل الحل والعقد في مدينة الخليل بالتوعية والتضامن
http://elreem.el.funpic.de/ph/9038.jpg
طالبات الخليل يمرون على حاجز عسكري اسمنتي قرب مدرستهم في الخليل
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 04:07 م]ـ
حملة تنصير الطفل الفلسطيني!!!!! **
إليكم هذا المنقول!!
السلام عليكم
يبدو ان الفشل الذر يع للحملة الصليبية لتنصير شباب المسلمين جعلهم ينحون منحاً آخر وهو التركيز في عملهم التنصيري على أطفال المسلمين وذلك لعدم وجود خلفية علمية دينية لدى الأطفال وأنهم لايملكون موهبة المناقشة والرد اللتي تبرز عند الشباب المسلم عموما , وقد وقع اختيارهم على الطفل االفلسطيني لتنفيذ حملتهم لما يمر به من ظروف غير عادية (فقدان الأب, انقطاع الدراسة, حرمانه من وسائل الترفيه) 0وكل هذا قديسهل من عملية جذبه الى الدين النصراني بتعويضه النقص والحرمان في هذه النواحي,
وقد تبنى هذا المشروع جمعية الكتاب المقدس في القدس لما لديه من خبرة باحتياجيات وظروف المجتمع الفلسطيني ولانه يملك فروع في جميع المناطق (نابلس , غزة , بير زيت) وقد سمي هذا المشروع ب فريق الطفل الفلسطيني , واقد أعلن مكتب الجمعية في القدس عن اهداف وخطوات للمشروع (الظاهر منها في اعلانهم) وهي كالتالي:
1.الدمى المتحركة
2. مسرحيات متنوعة
3.الخداع البصري
4. الألعاب الترفيهية
5. الفيديو بروجكتلر
6.تقديم هدايا وقصثص وكتب
وانتم تلاحظون طريقتهم بجذب الاطفال عن طريق الترفيه والعروض المرئية وكيف ينتهي الامر الى توزيع الهدايا وخصوصا القصص التنصيرية ,واللتي سنعرضها لكم وهي كالتالي:1 - العروض المرئية
هناك الكثير من العروض المرئية اللتي تعرض عن طريق البروجكتور والفيديو اللتي تؤثر في عقيدة الطفل لما لها من اسلوب شيق محبب لدى الاطفال ومن الافلام اللتي يتم عرضها:
1 - حدوتة كتابية
2 - المغامرون الصغار كرتون
3 - فيلم كرتون الملك المنتصر
و
يبقى الكفر ملة واحدة أسأل الله ان يرد كيدهم إلى نحورهم ..
قناة 'المهد' الفلسطينية تكثف نشاطها التنصيري
مفكرة الإسلام: تواصل قناة 'المهد' التنصيرية بفلسطين محاولاتها لجذب قطاعات أكبر من المشاهدين وذلك عبر بث برامج تربوية واجتماعية وترفيهية بجانب برامجها الدينية التنصيرية.
وأفادت صحيفة [كريستيان بوست] نقلا عن القس 'ميخائيل صباح أسيانيوس' أن القناة التنصيرية تقدم خدمة جليلة إلى الكنيسة، وذلك ببرامجها الجيدة –على حد وصفه- وتبنيها وجهة نظر الكنيسة في مختلف الأمور'.
ومن جهته قال صاحب القناة الأرثوذكسي'سمير كومسيه': إنه يتلقى مكالمات من المشاهدين بشكل مستمر تعبر عن تقديرهم للدور الذي تقوم به.
وأضاف كومسيه أن القناة تنقل الفعاليات الروحية داخل الكنيسة إلى المرضى والمعوقين وكبار السن الذين قد يجدوا صعوبات في الحضور إلى الكنيسة.
وتعد 'قناة المهد' التي تتخذ من بيت لحم مقرا لها المحطة المسيحية الخاصة الوحيدة في فلسطين والعالم العربي
.
منقول: منتديات نوافذ الاسلامية
ويعود المبشرون من جديد
ومأساة متكررة بأفريقيا وتركيا
وتكفير في بلد المليون شهيد
والمليون شهيد قتلوا على يد أهل التنصير
وآخر الأخبار
مليون ونصف طفل مسلم بأفريقيا معروضون للبيع والتنصير
فمن لهم؟
وعندنا في فلسطين:
- محاولات تبشير وتنصير
- مراكز الخنوع في صورة مكتبة متنقلة
- مراكز شقاء وتسميم الطفولة
- جمعيات تنشط في الخفاء وتعمل بأساليب شيطانية:
- مسرحيات وألعاب
- هدايا وكتب وقصص
- ألعاب ترفيهية
- تمريض وتطبيب
فمن لهم، وماذا نحن فاعلون؟
أنتركهم يُفسدون ويعبثون؟
إذا فقد ضلّ سعينا في الحياة الدنيا
(لا سمح الله)
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالتأكيد لا يصدهم الا وعي الأمة كافة
فلتقرع الطبول
وليستيقذ النيام
فالحذر الحذر
http://www.bbc.co.uk/arabic/specials/images/1235_hebron_school/4122914_2.jpg
طالبات في ساحة المدرسة اليعقوبية في الخليل
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[24 - 10 - 2007, 12:51 م]ـ
تسجيل حضور ومتابعة بكل سرور
اللهم عجل بالفرج ولا أملك إلا التذكير بالتاريخ الحافل بمواقف الرجال كتلك المواقف المشرفة التي لم تفارق أسم المعتصم الى اليوم.
:::
الأخ الحبيب نائل
حضورك دائما يفتح آفاق محاضر الخير ان شاء الله:
الغزو الصليبي لعقول أطفال المسلمين
دخل الطفل من إحدى الجنسيات العربية وهو في المرحلة الابتدائية إلى البيت فسألته أمه كيف قضى يومه في مدرسته الأجنبية ..
قال الطفل: ماما ... أنا لا أحب محمد! قالت الأم: ومن هو محمد؟
قال: الرسول المسلم تقول الأم و هي تشكي هذا الموضوع لإذاعة القران الكريم .. وكانت عبرتها تخنقها .. ! تكمل قائلة: أحسست بصدمه كبيره .. فنحن عائله ملتزمة .. فكيف يخرج ابني بهذا الفكر! تقول لم اهتم بتعليمه الصلاة فهو الى الآن لم يكمل حتى السابعة من عمره!
قالت له بعد ان حاولت ان تفهم منه: محمد عليه السلام هو رسولنا و حبيبنا .. كيف تقول هذا الكلام! قال: لأنه لا يعطيني الشوكولاته .. !
تقول الأم استغربت قوله هذا .. وقالت له: وهل رأيته أنت حتى يعطيك؟؟
قال: لا و لكن اليوم قالت لنا المدرسة ان محمد سوف يأتي بروحه الى المدرسة .. و المسيح عليه السلام سوف يأتي .. و سنرى من تحبون و من هو الكريم!! طلبت المعلمة من الأطفال أن يغمضوا أعينهم و يضعوا رؤوسهم على الطاولة .. أمتثل التلاميذ لها .. وقالت الآن سيأتي محمد و سنرى هل يعطيكم هديه ام لا! بعد فتره قالت لهم افتحوا أعينكم .. وعندها لم يجدوا شيئا .. فأصاب الأطفال الإحباط .. ! و قالت لنرى ماذا سيعطيكم المسيح؟! أغمضوا أعينهم مره أخرى .. وعندما فتحوها وجدوا الشوكولا ..
انظر لخبث هؤلاء النصارى و كيف هي طريقة تفكيرهم .. يحاولون تنصير الأطفال عن طريق أشياء محببة لديهم!
انتبه اخي لأطفالك .. انتبهي أختي لأطفالك .. واتقوا الله فيهم .. تلك المدارس الأجنبية ليست سوى مراكز تنصير في البلاد الاسلاميه، وربما يكونون في الدول المسلمه والمعلم النصراني وغيره يسعون طبعاَ ليس فقط في حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بل حتى في الصحابه والمشايخ والصالحين ..
حفظ الله اطفالنا من هؤلاء ... وحفظ الله المسلمين من كل من يسعى لزعزعة إيمانهم .. فالحذر الحذر .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.jericho-city.org/images%5Carabic850.jpg
طلاب يخرجون من مدرسة المانونايت بالخليل
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[24 - 10 - 2007, 01:35 م]ـ
التقرير الرهيب حول خطط النصارى في مصر
الشيخ محمد الغزالي
تعالوا نقرأ التقرير الذي وصفه الشيخ محمد الغزالى - رحمه الله - بـ ((التقرير الرهيب)) ... في كتابه الممنوع من التداول في مصر ((قذائف الحق))، يقول الشيخ - رحمه الله -:" كنت في الأسكندرية في مارس من سنة 1973 وعلمت من غير قصد بخطاب ألقاه البابا شنودة في الكنيسة المرقصية الكبرى في اجتماع سري أعان الله على إظهار ما وقع فيه ... وإلى القراء تقرير ما حدث كما نقل مسجلاً إلى الجهات المعنية:
((:::
نقدم لسيادتكم هذا التقرير لأهم ما دار في الاجتماع:- بعد أداء الصلاة و التراتيل طلب البابا شنودة من عامة الحاضرين الانصراف ولم يمكث معه سوى رجال الدين وبعض أثرياء الأسكندرية، وبدأ كلمته قائلاً: " إن كل شىء على ما يرام و يجري حسب الخطة الموضوعة لكل جانب من جوانب العمل على حدة في إطار الهدف الموحد "، ثم تحدث في عدد من الموضوعات على النحو التالي: أولاً: شعب الكنيسة صرح لهم (أي شنودة) أن مصادرهم ـ في إدارة التعبئة و الإحصاء ـ أبلغتهم أن عدد المسيحيين في مصر بلغ ما يقارب الثمان مليون (8.000.000) نسمة (هذا الكلام في عام 1973)، و على شعب الكنيسة أن يعلم ذلك جيدًا، كما يجب عليه أن ينشر ذلك و يؤيده بين المسلمين، إذ سيكون ذلك سندنا في المطالب التي سنتقدم بها إلى الحكومة التي سنذكرها لكم اليوم. و التخطيط العام الذي تم الاتفاق عليه بالإجماع و الذي صدرت بشأنه التعليمات
(يُتْبَعُ)
(/)
الخاصة لتنفيذه، وُضع على أساس بلوغ شعب الكنيسة إلى نصف الشعب المصري، بحيث يتساوى عدد شعب الكنيسة مع عدد المسلمين لأول مرة منذ 13 قرنًا، أي منذ ((الاستعمار العربي و الغزو الإسلامي لبلادنا)) ـ على حد قوله ـ، و المدة المحددة وفقًا للتخطيط الموضوع للوصول إلى هذه النتيجة المطلوبة تتراوح بين 12 ـ 15 سنة من الآن. و لذلك فإن الكنيسة تحرم تحريمًا تامًا تحديد النسل أو تنظيمه، و تعد كل من يفعل ذلك خارجًا عن تعليمات الكنيسة، و مطرودًا من رحمة الرب، و قاتلاً لشعب الكنيسة، و مضيعًا لمجده، و ذلك باستثناء الحالات التي يقرر فيها الطب و الكنيسة خطر الحمل أو الولادة على حياة المرأة، و قد اتخذت الكنيسة عدة قرارات لتحقيق الخطة القاضية بزيادة عددهم: ـ 1 - تحريم تحديد النسل 2 - تشجيع تحديد النسل و تنظيمه بين المسلمين (خاصة و أن أكثر من 65% من الأطباء و القائمين على الخدمات الصحية هم من شعب الكنيسة) 3 - تشجيع الإكثار من شعبنا ووضع حوافز ومساعدات مادية ومعنوية للأسر الفقيرة من شعبنا. 4 - التنبيه على العاملين بالخدمات الصحية على المستويين الحكومي وغير الحكومي كي يضاعفوا الخدمات الصحية لشعبنا، و بذل العناية و الجهد الوافرين، وذلك من شأنه تقليل الوفيات بين شعبنا على أن نفعل عكس ذلك مع المسلمين. 6 - تشجيع الزواج المبكر و تخفيض تكاليفه، و ذلك بتخفيف رسوم فتح الكنائس و رسوم الإكليل بكنائس الأحياء الشعبية 7 - تحرم الكنيسة تحريمًا تامًا على أصحاب العمارات و المساكن المسيحيين تأجير أي مسكن أو شقة أو محل تجاري للمسلمين، و تعتبر من يفعل ذلك من الآن فصاعدًا مطرودًا من رحمة الرب و رعاية الكنيسة، كما يجب العمل بشتى الوسائل على إخراج السكان المسلمين من العمارات و البيوت المملوكة لشعب الكنيسة، و إذا نفذنا هذه السياسة بقدر ما يسعنا الجهد فسنشجع و نسهل الزواج بين شبابنا المسيحي، كما سنصعبه و نضيق فرصه بين شباب المسلمين، مما سيكون أثرًا فعالاً في الوصول إلى الهدف، و ليس بخافٍ أن الغرض من هذه القرارات هو انخفاض معدل الزيادة بين المسلمين و ارتفاع هذا المعدل بين المسيحيين. ثانيًا: اقتصاد شعب الكنيسة: ـ قال شنودة: " إن المال يأتينا بقدر ما نطلب و أكثر مما نطلب، و ذلك من مصادر ثلاثة: أمريكا، الحبشة و الفاتيكان، و لكن ينبغي أن يكون الاعتماد الأول في تخطيطنا الاقتصادي على مالنا الخاص الذي نجمعه من الداخل، و على التعاون على فعل الخير بين أفراد شعب الكنيسة، كذلك يجب الاهتمام أكثر بشراء الأرض، و تنفيذ نظام القروض و المساعدات لمن يقومون بذلك لمعاونتهم على البناء، و قد ثبت من واقع الإحصاءات الرسمية أن أكثر من 60 % من تجارة مصر الداخلية هي بأيدي المسيحيين، و علينا أن نعمل على زيادة هذه النسبة. و تخطيطنا الاقتصادي للمستقبل يستهدف إفقار المسلمين و نزع الثروة من أيديهم ما أمكن، بالقدر الذي يعمل به هذا التخطيط على إثراء شعبنا، كما يلزمنا مداومة تذكير شعبنا و التنبيه عليه تنبيهًا مشددًا من حين لآخر بأن يقاطع المسلمين اقتصاديًا، و أن يمتنع عن التعامل المادي معهم امتناعًا مطلقًا، إلا في الحالات التي يتعذر فيها ذلك، و يعني ذلك مقاطعة: المحامين ـ المحاسبين ـ المدرسين ـ الأطباء ـ الصيادلة ـ العيادات ـ المستشفيات الخاصة ـ المحلات التجارية الكبيرة و الصغيرة ـ الجمعيات الاستهلاكية أيضًا (!!)، و ذلك مادام ممكنًا لهم التعامل مع إخوانهم من شعب الكنيسة، كما يجب أن يُنبهوا دومًا إلى مقاطعة صنّاع المسلمين و حرفييهم و الاستعاضة عنهم بالصناع و الحرفيين النصارى، و لو كلفهم ذلك الانتقال و الجهد و المشقة. "ثم قال البابا شنودة: " إن هذا الأمر بالغ الأهمية لتخطيطنا العام في المدى القريب و البعيد." ثالثًا: تعليم شعب الكنيسة: قال البابا شنودة: " إنه يجب فيما يتعلق بالتعليم العام للشعب المسيحي الاستمرار في السياسة التعليمية المتبعة حاليًا مع مضاعفة الجهد في ذلك، خاصة و أن بعض المساجد شرعت تقوم بمهام تعليمية كالتي نقوم بها في كنائسنا، الأمر الذي سيجعل مضاعفة الجهد المبذول حاليًا أمرًا حتميًا حتى تستمر النسبة التي يمكن الظفر بها من مقاعد الجامعة و خاصة الكليات العملية " .. ثم قال
(يُتْبَعُ)
(/)
: " إني إذ أهنئ شعب الكنيسة خاصة المدرسين منهم على هذا الجهد و هذه النتائج، إذ وصلت نسبتنا في بعض الوظائف الهامة و الخطيرة كالطب و الصيدلة و الهندسة و غيرها أكثر من 60%!!!! إني إذ أهنئهم أدعو لهم يسوع المسيح الرب المخلص أن يمنحهم بركاته و توفيقه، حتى يواصلوا الجهد لزيادة هذه النسبة في المستقبل القريب. "رابعًا: التبشير: قال البابا شنودة: " كذلك فإنه يجب مضاعفة الجهود التبشيرية الحالية إذ أن الخطة التبشيرية التي وضعت بنيت على أساس هدف اتُّفق عليه للمرحلة القادمة، وهو زحزحة أكبر عدد من المسلمين عن دينهم و التمسك به، على ألا يكون من الضروري اعتناقهم المسيحية، فإن الهدف هو زعزعة الدين في نفوسهم، و تشكيك الجموع الغفيرة منهم في كتابهم و صدق محمد (قلت: " اللهم صلِّ عليه و على آله وسلم ") .. و من ثم يجب عمل كل الطرق و استغلال كل الإمكانيات الكنائسية للتشكيك في القرآن و إثبات بطلانه و تكذيب محمد (قلت: صلى الله عليه و سلم) و إذا أفلحنا في تنفيذ هذا المخطط التبشيري في المرحلة المقبلة فإننا نكون قد نجحنا في إزاحة هذه الفئات من طريقنا، و إن لم تكن هذه الفئات مستقبلاً معنا فلن تكون علينا. غير أنه ينبغي أن يُراعَي في تنفيذ هذا المخطط التبشيري أن يتم بطريقة هادئة و ذكية، حتى لا يكون سببًا في إثارة حفيظة المسلمين أو يقظتهم. و إن الخطأ الذي وقع منا في المحاولات التبشيرية الأخيرة ـ التي نجح مبشرونا فيها في هداية عدد من المسلمين إلى الإيمان و الخلاص على يد الرب يسوع المخلص ـ هو تسرب أنباء هذا النجاح إلى المسلمين، لأن ذلك من شأنه تنبيه المسلمين و إيقاظهم من غفلتهم، و هذا أمر ثابت في تاريخهم الطويل معنا، و ليس هو بالأمر الهين، و من شأن هذه اليقظة أن تُفسد علينا مخططاتنا المدروسة، و تؤخر ثمارها و تُضيِّع جهودنا، و لذا فقد أصدرت التعليمات الخاصة بهذا الأمر، و سننشرها في كل الكنائس لكي يتصرف جميع شعبنا مع المسلمين بطريقة ودية تمتص غضبهم ..... (قلت: هذا لا يحدث الآن .. فقد مات الذين يختشون) ........ و تقنعهم بكذب هذه الأنباء، كما سبق التنبيه على رعاة الكنائس و الآباء و القساوسة بمشاركة المسلمين احتفالاتهم الدينية، و تهنئتهم بأعيادهم، و إظهار المودة و المحبة لهم. و على شعب الكنيسة في المصالح و الوزارات و المؤسسات إظهار هذه الروح لمن يخالطونهم من المسلمين ... "ثم قال بالحرف الواحد:" إننا يجب أن ننتهز ما هم فيه من نكسة و محنة ...... (يقصد ما قبل حرب 1973 و ما بعد نكسة يونيو 1967) ...... لأن ذلك في صالحنا، و لن نستطيع إحراز أية مكاسب أو أي تقدم نحو هدفنا إذا انتهت المشكلة مع إسرائيل سواء بالسلم أو بالحرب "، .... ثم هاجم من أسماهم بضعاف القلوب الذين يقدمون مصالحهم الخاصة على مجد شعب الرب و الكنيسة، و على تحقيق الهدف الذي يعمل له الشعب منذ عهد بعيد، و قال أنه لم يلتفت إلى هلعهم، و أصر علي أنه سيتقدم للحكومة رسميًا بالمطالب الواردة بعد، حيث أنه إذا لم يكسب شعب الكنيسة في هذه المرحلة مكاسب على المستوى الرسمي فربما لا يستطيع إحراز أي تقدم بعد ذلك. "ثم قال بالحرف الواحد: " و ليعلم الجميع خاصة ضعاف القلوب أن القوى الكبرى في العالم تقف وراءنا و لسنا نعمل وحدنا، و لا بد من أن نحقق الهدف، لكن العامل الأول و الخطير في الوصول إلى ما نريد هو وحدة شعب الكنيسة و تماسكه و ترابطه .. و لكن إذا تبددت هذه الوحدة و ذلك التماسك فلن تكون هناك قوة على وجه الأرض مهما عظم شأنها تستطيع مساعدتنا. "مطالب البابا شنودة يقول الشيخ الغزالي - رحمه الله -:" ثم عدد البابا شنودة المطالب التي صرح بها بأنه سوف يقدمها رسميًا إلى الحكومة: 1 - أن يصبح مركز البابا الرسمي في البروتوكول السياسي بعد رئيس الجمهورية و قبل رئيس الوزراء. 2 - أن تُخصَّص لهم ((للنصارى)) ثمان وزارات 3 - أن تُخصَّص لهم ربع القيادات العليا في الجيش و الشرطة 4 - أن تُخصَّص لهم ربع المراكز القيادية المدنية، كرؤساء مجالس المؤسسات و الشركات و المحافظين و وكلاء الوزارات و المديرين العامين و رؤساء مجالس المدن. 5 - أن يُستشار البابا عند شغل هذه النسبة في الوزارات و المراكز العسكرية و المدنية، و يكون له حق ترشيح بعض العناصر و التعديل فيها. 6 - أن يُسمَح لهم بإنشاء جامعة خاصة بهم، و قد وضعت الكنيسة بالفعل تخطيط هذه الجامعة، و هي تضم المعاهد اللاهوتية و الكليات العملية و النظرية، و تُموَّ ل من مالهم الخاص. 7 - أن يُسمَح لهم بإقامة إذاعة من مالهم الخاص. ثم ختم حديثه بأن بشّر الحاضرين و طلب منهم نقل هذه البشرى لشعب الكنيسة بأن أملهم الأكبر في عودة البلاد و الأراضي إلى أصحابها من ((الغزاة المسلمين)) قد بات وشيكًا، و ليس في ذلك أدنى غرابة ـ في زعمه ـ و ضرب لهم مثلا بأسبانيا النصرانية التي ظلت بأيدي ((المستعمرين المسلمين)) قرابة ثمانية قرون (800 سنة)، ثم استردها أصحابها النصارى، ثم قال و في التاريخ المعاصر عادت أكثر من بلد إلى أهلها بعد أن طُردوا منها منذ قرون طويلة جدًا ...... قال الشيخ - رحمه الله - (واضح أن شنودة يقصد إسرائيل) و في ختام الاجتماع أنهى حديثه ببعض الأدعية الدينية للمسيح الرب الذي يحميهم و يبارك خطواتهم!!!!!!!!! ")) انتهى كلام الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله -
منقول من موقع طريق الإسلام
http://www.ahrla.org/elmarsad%20gifs/pope3.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[24 - 10 - 2007, 03:49 م]ـ
طالب عوض الله
الأخ الحبيب نائل
حضورك دائما يفتح آفاق محاضر الخير ان شاء الله، ......
ــــــــــــــــــــــــ
أخي الكريم طالب عوض الله، أشكرك على هذا القول وأستغفر الله العظيم لنا ولكم، وبعد ... مداخلةلا بد منها إن كان القول صواب نتمسك به وإن كان يخالف الشرع نتراجع عنه، أليس الإسلام هودين الله؟
أليس أتباعه يؤمنون بأن الأنبياء إخوة؟
أليس الإسلام دين كامل؟، حتماً ستكون الإجابةعلى كل ما سلف بـ (نعم) أليس كذلك؟
وماذا بعد ... إذن علينا أن ندعوا القائمين على (مدرسة المانونايت) الى لقاء مفتوح على أن يحضر هذا اللقاء من شاء من طرفهم وتحدد الدعوة،اللقاء،الموعد، ويحضر كذلك أهل الأطفال وما أقصد بعبارة تحدد الدعوة أي تكون واضحة وصريحة لدعوة القائمين على المدرسة (مدرسة المانونايت) الى الإسلام وتعريفهم بنظام الإسلام المتعلق برعاية الأطفال، والأيتام ويتم التركيزعلى حصر اللقاء والحوار لدعوتهم الى الإسلام وأنهم بحاجة لفهم الإسلام لحصولهم على ثواب الإشراف، وإن كنت أعلم أنهم أصحاب نوايا سيئة تهدف الى ما تبينون لنا كل يوم من خلال مقالاتكم المشكورة، ولا أريد التوسع فالفكرة قد تكون واضحة وهي دعوتنا لهم الى الإسلام أو طاش سهمي بعيداً عن صحة البيان فما كان القصد إلا للتأكد من أن هذه الفكرة توافق الشرع أم تخالف الشرع أم أني لا أقرأ ما تكتبون وسبق أن قمتم بهذا؟.
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[25 - 10 - 2007, 08:34 ص]ـ
طالب عوض الله
الأخ الحبيب نائل
حضورك دائما يفتح آفاق محاضر الخير ان شاء الله، ......
ــــــــــــــــــــــــ
أخي الكريم طالب عوض الله، أشكرك على هذا القول وأستغفر الله العظيم لنا ولكم، وبعد ... مداخلةلا بد منها إن كان القول صواب نتمسك به وإن كان يخالف الشرع نتراجع عنه، أليس الإسلام هودين الله؟
أليس أتباعه يؤمنون بأن الأنبياء إخوة؟
أليس الإسلام دين كامل؟، حتماً ستكون الإجابةعلى كل ما سلف بـ (نعم) أليس كذلك؟
وماذا بعد ... إذن علينا أن ندعوا القائمين على (مدرسة المانونايت) الى لقاء مفتوح على أن يحضر هذا اللقاء من شاء من طرفهم وتحدد الدعوة،اللقاء،الموعد، ويحضر كذلك أهل الأطفال وما أقصد بعبارة تحدد الدعوة أي تكون واضحة وصريحة لدعوة القائمين على المدرسة (مدرسة المانونايت) الى الإسلام وتعريفهم بنظام الإسلام المتعلق برعاية الأطفال، والأيتام ويتم التركيزعلى حصر اللقاء والحوار لدعوتهم الى الإسلام وأنهم بحاجة لفهم الإسلام لحصولهم على ثواب الإشراف، وإن كنت أعلم أنهم أصحاب نوايا سيئة تهدف الى ما تبينون لنا كل يوم من خلال مقالاتكم المشكورة، ولا أريد التوسع فالفكرة قد تكون واضحة وهي دعوتنا لهم الى الإسلام أو طاش سهمي بعيداً عن صحة البيان فما كان القصد إلا للتأكد من أن هذه الفكرة توافق الشرع أم تخالف الشرع أم أني لا أقرأ ما تكتبون وسبق أن قمتم بهذا؟.
الأخ الحبيب نائل نُلت الجنة ان شاء الله
اقتراحك ممكن تنفيذه لو كنت تتعامل مع بشر سوي، هؤلاء القوم خفافيش بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، فحينما توجه لهم الوفد لم يحظوا منهم بأي جواب ولم يقبلوا أن يردوا على أسئلة المراسل الصحفي الذي رافق الوفد.
ولكي تكون على وعي تام بنفسية هؤلاء الناس وكيفية تعاملهم، فيكفي مدة 51 سنة عمل فيب الخليل دون أن يلاحظ أهل البلد خطورة عملهم، ولكي تكون الصورة أقرب للوضوح، فارجع لشريط الفيديو الذي صور زيارة الوفد داخل المدرسة الموجود في هذا الرابط:
منتدى الناقد تلاعلامي: معارضة اهل الحل و العقد بالخليل للمدرسة الانجيلية http://naqed.info/forums/--t1793.html
http://www.ksa2.com/demo/mimages/horseshoe.jpg
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[26 - 10 - 2007, 08:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أمدرسة أطفال أم قلعة حصينة؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن سار على دربه واهتدى يهديه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد أيها الأخوة المسلمون:
(يُتْبَعُ)
(/)
هول يفوق كل هول، وكارثة في الوجود تذوب عندها كل كارثة، الإثم الأول، والكفر الأكبر، طوفان يأكل كل روح , ويدمر كل بناء بالتوحيد يلوح، يتمثل في قميص الشرك الموجب لخلود الشقاء في دار البقاء؛ التنصير لعشرات الملايين من المسلمين، الردة الكبرى، والخروج من الدين أفواجاً وأفواجا، أرقام تُخمر الألباب، وأحوال تقيد الحروف عن البيان والإعراب حين غفلة من مسلمي العجم والأعراب0
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.
إن من أكبر المنكرات أيها الأخوة الكرام، بل من أشد الجرائم عند الله سبحانه، هو الارتداد عن دين الله سبحانه الذي ارتضاه لعباده، فقال سبحانه:" وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
لقد وزع عليكم اليوم أيها الإخوة الكرام على الله تحقيق صحفي عن دار الأيتام الإنجيلية في مدينة خليل الرحمن أو ما يسمى المونونايت وقد جاء فيه بعض الحقائق عن هذه المدرسة التي تعمل على رد أبنائنا عن دينهم، وأين في مدينة جد الأنبياء والمرسلين، مدينتكم، مدينة خليل الرحمن.
ومن بين الحقائق التي جاءت فيه:
1 - بلغ عدد طلاب هذه المدرسة لهذا العام 320 طالبا وطالبة.
2 - عدد المدرسين في هذه المدرسة بلغ 14 معلما ومعلمة بينهم أربعة من المسلمين.
لقد شهد بعض من كان من طلاب هذه المدرسة وأهليهم بما هو فظيع:
- فقد قال الطالب محمد شحادة، الذي درس في هذه المدرسة حتى الصف السادس أنهم كانوا صباحا يغنون معهم بكلمات يظهر منها الكفر البواح، فقد كانوا يقولون: " هو الرب يسوع ........... الخ " وأن إدارة المدرسة كانوا يأخذون الطلاب بعد الإذاعة المدرسية إلى غرفة خاصة تسمى أسمبلي وهي مكان مخصص لصلاة المسيحيين كما ذكر الطالب نفسه – حتى يرددون فيها ترانيم مسيحية.
- طالب آخر اسمه بدوي التكروري أنهى الصف السادس في نفس المدرة وانتقل الى مدرسة أخرى، قال:" كانوا يكتبون لنا نصوصا باللغة الإنجليزية على اللوح ونقوم بكتابتها على بطاقات معايدة لترسل إلى أناس من أمريكا خاصة في أعيدهم المسيحية.
- وقال السيد وسام الكركي:" أعرف من جيران لي أن من يصوم بأيام رمضان من طلبة القسم الداخلي يضربونه حتى يفطر، وممن يصلي بالخفية يمنعونه ".
إن هذه الشهادات وغيرها أيها الأخوة الكرام تدلل وبشكل لا يدع مجالا للشك بأن هذه المدرسة تعمل على تسميم أفكار الطلبة وحرفهم عن دينهم فقد ذكر بعض الأخوة من اهل الحي أيضا كلمات يندى لها جبين كل مسلم غيور على دينه وأمته.
فقد ذكر بعض أهالي الحي الذين قمنا بزيارتهم: أن من أساليب المدرسة التي تعمل من خلالها على حرف عقيدة أبنائنا في هذه المدرسة،أن أطفالنا أطفال المسلمون في هذه المدرسة يوضعون في غرفة بها فتحة في السقف، وعندما يذكر اسم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام تفتح هذه الفتحة ويرمى عليهم من خلالها الأوساخ أو الحجارة، وعندما يذكر اسم سيدنا عيسى عليه السلام تفتح فيرمى عليهم من خلالها الحلوى وما لذ وطاب.
طبعا هذا الأسلوب واضح من أنهم بذلك يحببون الأطفال بسيدنا عيسى وعليهم أن يحبوه لأنه رسول من الله سبحانه، ولكنهم يكرهونهم بسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، كما أنهم حينما يحببونهم بسيدنا عيسى إنما يسعون إلى تحبيبهم بدين النصارى، وعندما يكرهونهم بسيدنا محمد إنما يسعون إلى تكريههم بدين الإسلام الذي هو الدين المقبول عند الله سبحانه:" ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه "
أيها الأخوة المسلمون هذا بيان للناس ولينذروا به.
أيها الأخوة اعذروني إن أطلت عليكم ولكن الموضوع جد خطير، فهناك بعض الناس قد يقولون إن هذه المدرسة تقدم لأبنائهم الطعام والشراب والملبس والمأوى، وتقدم لهم المساعدات وغير ذلك، وبميزان العقل فإن ذلك صحيح، ولكنه بميزان الله سبحانه لا يساوي شيئا أمام كلمة يقولونها في مدرستهم ويعلمونها أبناءنا، فهم يقولون بأن سيدنا عيسى ابن الله سبحانه، وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فانظر إلى عظم هذه الكلمة في ميزان الله سبحانه:" وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً {88} لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً {89} تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً {90} أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً {91}.
فانظروا إلى عظم تلك الكلمة في ميزان الله سبحانه، تكاد السماوات يتفطرن منه، أي تتفتت كما يتفتت لوح الزجاج، وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا، كل هذا لمجرد قولهم أن لله ولدا فكيف إن كان ذلك عن اعتقاد.
وكيف إن علموه لأبنائنا وزرعوه فيهم، إن الجريمة تكون أكبر،وإن المصيبة تكون أعظم والله.
فإنني من هنا أيها الأخوة أدعوكم للعمل على إغلاق هذه المدرسة التي وجودها حرام حرام، وأؤكد على ضرورة تغيير هذا المنكر العظيم.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
http://www3.0zz0.com/2007/09/10/13/59404935.jpg
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[26 - 10 - 2007, 08:53 ص]ـ
أخي في الله
أخبرني متى تغضبْ؟
إذا انتهكت محارمنا .... لقد انتهكت!
إذا نُسفت معالمنا ... لقد نُسفت!
ولم تغضبْ
إذا قُتلت شهامتنا .... لقد قُتلت!
إذا ديست كرامتنا ... لقد ديست!
إذا قامت قيامتنا ... أظنها قامت!
ولم تغضبْ فأخبرني متى تغضبْ؟
إذا نُهبت مواردنا ... قد نُهبت!
إذا نكبت معاهدنا .... لقد نكبت!
إذا هُدمت مساجدنا ... لقد هًدمت!
وظل المسجد الأقصى ..... وظلت قدسنا تُغصبْ ..... ولم تغضبْ فأخبرني متى تغضبْ؟
عدوي أو عدوك يهتك الأعراض يعبث في دمي لعباً وأنت تراقب الملعبْ ...
إذا لله، للحرمات، للإسلام لم تغضبْ فأخبرني متى تغضبْ؟!
رأيت القهر ألواناً وأشكالاً ولم تغضبْ فأخبرني متى تغضبْ؟
وتجلس كالدمى الخرساء بطنك يملأ المكتبْ
تبيت تقدس الأرقام كالأصنام فوق ملفّها تنكبْ
رأيت الموت فوق رؤوسنا ينصب
رأيت فتنة الصبايا القانتات في تونس ولم تغضب!
رأيت فتنة الشباب والشابات في مدينة الخليل ولم تغضبْ!
رأيت فساد وافساد أهل الصليب بمدينتك ولم تغضب!
رأيت استهداف ديننا وأخلاقنا في بلدك ... وتدافع، ولا تغضب.
رأيت مدارس التنصير في مدينتك .... ولم تغضب
فصارحني بلا خجلٍ متى تغضب؟
معالم الغضب لدين الله
د. بشر بن فهد البشر
الغيرة لله تبارك وتعالى، والغيرة للدين؛ هي غيرة الرجل المسلم، وغيرة المرأة المسلمة أن تنتهك محارم الله، وأن يعصى الرب سبحانه وتعالى، وهذه تتمثل في أمور منها:
الغضب لله سبحانه وتعالى أن يعصى: وهذا قد أمر الله به؛ حيث قال:
((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)) (التوبة: 73).
وكان نبينا- صلى الله عليه وسلم- لا ينتقم لنفسه؛ إلا أن تنتهك محارم الله سبحانه؛ فيغضب لله تعالى؛ بل ولا يقوم لغضبه شيء- صلى الله عليه وسلم-، والسيرة النبوية والشمائل المحمدية وكتب السنة ودواوينها؛ مليئة بالشواهد والأمثلة على عدم انتقام النبي- صلى الله عليه وسلم- لنفسه؛ ويكفي أن نتذكر أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قد عفا عن قريش يوم فتح مكة دفعة واحدة، وهم قد آذوه وأخرجوه من بلده، أما غيرته لله تبارك وتعالى؛ فأكثر من أن تحصر؛ ومثال ذلك:
حينما دخل النبي- صلى الله عليه وسلم على أم المؤمنين عائشة– رضي الله عنها –، وفي بيتها قرام فيه صور: أي (ستر فيه صور)؛ فتلون وجهه- صلى الله عليه وسلم-؛ ثم تناول الستر؛ فهتكه، وقال: ((من أشد الناس عذابا يوم القيامة؛ الذين يصورون الصور)) والحديث رواه البخاري.
فقد تغير وجهه- صلى الله عليه وسلم-؛ غضبا لله تعالى، وإنكاراً لهذا المنكر، وهو وضع الصور؛ كالستائر التي توضع اليوم على النوافذ، وحينما شفع أسامة– رضي الله عنه – في المرأة المخزومية التي سرقت؛ غضب النبي- صلى الله عليه وسلم -، وقال: ((أتشفع في حد من حدود الله؟؛ لو أن فاطمة بنت محمد سرقت؛ لقطع محمد يدها)).
ومن معالم الغضب لله تبارك وتعالى:
نصرة المؤمن والمؤمنة لله ولرسوله- صلى الله عليه وسلم- بالأقوال وبالأفعال: قال الله سبحانه: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ)) (الصف: 14).
وقال سبحانه: ((وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)) (الحج:40).
فإذا رأى المسلم منكرا، أو سمع بقولٍ يطعن في السنة، أو يستهزئ بالدين، أو يتعرض لأهل العلم والفضل؛ فإن المؤمن يغضب لله تعالى، ويبادر لنصرة الله تعالى، ونصرة رسوله- صلى الله عليه وسلم-، ولقد حرم الله سبحانه أن يجلس المؤمن في مجلس يستهزأ فيه بآيات الله تعالى (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا)) (النساء: 14).
إذن يقوم المؤمن من هذا المجلس الذي لم يستطع تغيير المنكر فيه؛ غضباً لله تبارك وتعالى.
حكى العالم اللغوي: (أبو العباس المبرد) – رحمه الله تعالى– صاحب
(يُتْبَعُ)
(/)
(الكامل، والمقتضب)؛ حكى عن شيخه عالم النحو (أبي عثمان المازني): أنه قصده بعض أهل الذمة ليقرأ عليه كتاب (سيبويه)، وبذل له مائة دينار من الذهب؛ فامتنع ورده؛ فقال له تلميذه المبرد: (أترد هذا القدر مع شدة فاقتك!! فقال: إن هذا الكتاب (كتاب سيبويه) يشتمل على ثلاثمائة آية من القرآن، ولست أرى تمكين هذا الذمي منها غيرة على القرآن)؛ فعوضه الله تعالى ألف دينار من الواثق العباسي بسبب اختلاف في إعراب كلمة في بيت من الشعر.
فهذا العالم غضب لله تعالى، وغار أن يتعلم ذمي، وأن يمكن من ثلاثمائة آية من القرآن؛ فعوضه الله سبحانه وتعالى.
وإن من معالم الغضب لله سبحانه:
الجهاد في سبيل الله تعالى بالأقوال، وبالأموال والأفعال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم- (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم)) رواه أبو داوود بإسناد صحيح عن أنس - رضي الله تعالى عنه.
فالجهاد إذن هو أعظم ما يقوم به المسلم حين يغضب لله تعالى من ظهور الطاغوت والكفر، واستيلائه على هذه الأرض، وتحكمه في عباد الله تعالى؛ فيجاهدهم المؤمن بلسانه وماله ونفسه؛ لتكون كلمة الله هي العليا، وتكون كلمة الذين كفروا السفلى.
ومن ذلك أيضا:
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: هذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ الذي هو سياج يحفظ الله تعالى به الأمة والمجتمع؛ فتسير السفينة آمنة؛ أما إذا ترك فإن السفينة تغرق، والمجتمع يتلوث ويتلطخ بأوحال الرذيلة والمعصية والفاحشة؛ هذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي ضيعه الكثيرون؛ أمر الله عز وجل به كل المسلمين: ((وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ))
(آل عمران: 104).
وأمر به النبي- صلى الله عليه وسلم- حين قال: ((من رأى منكم منكرا؛ فليغره بيده؛ فإن لم يستطع فبلسانه؛ فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)).
وإن من هذا النوع من الغيرة:
أن يغار المسلم على أعراض إخوانه المسلمين: أن يغار عليها أن تنتهك أو أن يتعرض لها أهل السوء، وأن يغار عليها أن يراها في الشوارع وقد خالفت أمر الله تعالى، وارتكبت الزور والمنكر.
وإنك لتجد عجباً حينما تخاطب كثيراً من الناس في هذا الموضوع؛ فيقابلك أحدهم؛ فيقول: (إن عليك بالحكمة، وعليك أن تترك الناس ولا تتعرض لهم، ولماذا تدخل مع الناس في مشاكل).
ويظن أن ذلك ينجيه أمام الله تعالى، ويظن أن ذلك عذر يكفي أن يقوله لتسقط عنه هذه الواجبات العظيمة، وما علم المسكين أنه قد وضع الحكمة في غير موضعها، وأنزلها في غير منزلتها؛ حينما فرط في أمر فرضه الله تعالى عليه؛ فرأى المعصية والمنكر أمامه وتركه؛ ويوم القيامة يتندم، ولكن حينما لا ينفع الندم، إن الحكمة تعني أن تضع الأمور في مواضعها وفي نصابها الذي وضعها الله تعالى فيه؛ فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ولا تداهن في الله تعالى، ولا تسكت على باطل؛ فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس.
وإن التفريط في هذا النوع من الغضب لله تعالى والغيرة على حرماته؛ يسبب الكثير من العقوبات، وإن ترك الغضب لله؛ انحراف عن ما أمر الله تعالى به، وقد قال الله سبحانه (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) (النور: 63).
قال الإمام أحمد: (أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك)؛ لعله إذا رد بعض أمر النبي- صلى الله عليه وسلم- قد يصيبه شيء من الزيغ فيهلك، ويكفي أن نعلم أن القعود مع الذين يستهزئون بآيات الله تعالى؛ إذا رضي المؤمن بذلك وبقي معهم وهو يعلم باستهزائهم؛ فإنه يكون مثلهم؛ كما أخبرنا الله تعالى: ((إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ)) (النساء: 140).
وأما ترك الجهاد؛ فإن عاقبته ذلة الأمة وضعفها وتمزقها؛ بل وأن يكون بأسها بينها؛ كما هو الحاصل اليوم، وأما ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فإنه سبب من أسباب انتشار الفساد، وضياع العفة والطهارة من المجتمع؛ فإن الفاسقين يتطاولون على أعراض المسلمين، وأول ما دخل النقص على بني إسرائيل هو من تركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ قال الله تعالى: ((لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ، كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ)) (المائدة: 78، 79).
منقول
http://www.yabdoo.com/users/476/gallery/3078_p99491.gif
http://www.tarbya.net/AdminFiles/Images/upsetbaby.jpg
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[28 - 10 - 2007, 12:43 م]ـ
[ QUOTE= طالب عوض الله;181471] [ FONT="Arial"][SIZE="5"][RIGHT][COLOR="Blue"][B] الأخ الحبيب نائل نُلت الجنة ان شاء الله
اقتراحك ممكن تنفيذه لو كنت تتعامل مع بشر سوي، هؤلاء القوم خفافيش بكل ما تحمل هذه الكلمة، ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[28 - 10 - 2007, 12:45 م]ـ
..... وإن كنت أعلم أنهم أصحاب نوايا سيئة تهدف الى ما تبينون لنا كل يوم من خلال مقالاتكم المشكورة، ولا أريد التوسع فالفكرة قد تكون واضحة وهي دعوتنا لهم الى الإسلام ....
. [/ quote]
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[28 - 10 - 2007, 03:42 م]ـ
..... وإن كنت أعلم أنهم أصحاب نوايا سيئة تهدف الى ما تبينون لنا كل يوم من خلال مقالاتكم المشكورة، ولا أريد التوسع فالفكرة قد تكون واضحة وهي دعوتنا لهم الى الإسلام ....
. [/ QUOTE]
بارك الله في الأخ نائل
والقرآن الكريم قد بين لنا المعادلة بشقيها أخي نائل:
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X800-1/2/120/1.png
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X800-1/3/85/1.png
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[28 - 10 - 2007, 03:45 م]ـ
قُرعت الطبول وارتفع الأذان
ألا فليستيقظ النيام
النصارى وكافة أهل الصليب يريدون إيجاد الفتنة بين المسلمين
والسؤالُ الذي يطرح نفسه .. لماذا يصر البعضُ على إبقاءِ أبنائِهِم في المدرسةِ بعدما تبين لهم الحق؟!
لماذا يصر البعضُ على إبقاءِ أبنائِهم في المدرسةِ بعدما تبين لهم أنَّ أبناءَهُم يتعلمونَ الإنجيلَ .. وعقيدةَ التثليثِ .. ألا يعلمونَ أنَّ هذا عمل حرام؟! بل إنَّهُ جريمةٌ ومن أكبرِ الجرائمِ ... ألم يسمعوا قول الله تعالى-: ((لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ)) .. ألم يقرؤوا قوله تعالى: ((لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ)).
ونتساءل مرةً أخرى .. لماذا يدافع البعض عن هذه المدرسةِ التصيريةِ التبشيريةِ بشدَّة؟! بل و أكثرَ من القائمينَ عليها أنفسِهِم؟! قال تعالى: ((وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)).
ويعود المبشرون من جديد
ومأساة متكررة بأفريقيا وتركيا
وتكفير في بلد المليون شهيد
والمليون شهيد قتلوا على يد أهل التنصير
وآخر الأخبار
مليون ونصف طفل مسلم بأفريقيا معروضون للبيع والتنصير
وفي الحجاز ونجد وتهامه
أعداء الله يعلنون الحرب على دين الله
وبحماية حكامنا الخونة
فمن لهم؟
وعندنا في فلسطين:
- محاولات تبشير وتنصير
- مراكز شقاء وتسميم الطفولة
- جمعيات تنشط في الخفاء وتعمل بأساليب شيطانية:
- مسرحيات وألعاب
- هدايا وكتب وقصص
- ألعاب ترفيهية
- تمريض وتطبيب
- مراكز افساد الطفولة في مدينة خليل الرحمن
- ومركز الأمم النصرانية TIPH الناشط في بث السموم والتدخل في شؤون الخليل
مدينة خليل الرحمن بالذات!!!!
لماذا مدينة الخليل بالذات؟
فمن لهم، وماذا نحن فاعلون؟
أنتركهم يُفسدون ويعبثون؟
إذا فقد ضلّ سعينا في الحياة الدنيا
(لا سمح الله)
وبالتأكيد لا يصدهم الا وعي الأمة كافة
فلتقرع الطبول
وليستيقذ النيام
والنيام أخوة الأموات
فالحذر الحذر
وليعمل العاملون
ولتكاتف الجهود
أخي في الله
أخبرني متى تغضبْ؟
إذا انتهكت محارمنا .... لقد انتهكت!
إذا نُسفت معالمنا ... لقد نُسفت!
ولم تغضبْ
إذا قُتلت شهامتنا .... لقد قُتلت!
إذا ديست كرامتنا ... لقد ديست!
إذا قامت قيامتنا ... أظنها قامت!
ولم تغضبْ فأخبرني متى تغضبْ؟
إذا نُهبت مواردنا ... قد نُهبت!
إذا نكبت معاهدنا .... لقد نكبت!
إذا هُدمت مساجدنا ... لقد هًدمت!
وظل المسجد الأقصى ..... وظلت قدسنا تُغصبْ ..... ولم تغضبْ فأخبرني متى تغضبْ؟
عدوي أو عدوك يهتك الأعراض يعبث في دمي لعباً وأنت تراقب الملعبْ ...
إذا لله، للحرمات، للإسلام لم تغضبْ فأخبرني متى تغضبْ؟!
رأيت القهر ألواناً وأشكالاً ولم تغضبْ فأخبرني متى تغضبْ؟
وتجلس كالدمى الخرساء بطنك يملأ المكتبْ
تبيت تقدس الأرقام كالأصنام فوق ملفّها تنكبْ
رأيت الموت فوق رؤوسنا ينصب
رأيت فتنة الصبايا القانتات في تونس ولم تغضب!
رأيت فتنة الشباب والشابات في مدينة الخليل ولم تغضبْ!
رأيت فساد وافساد أهل الصليب بمدينتك ولم تغضب!
رأيت استهداف ديننا وأخلاقنا في بلدك ... وتدافع، ولا تغضب.
رأيت مدارس التنصير في مدينتك .... ولم تغضب
فصارحني بلا خجل متى تغضب؟!
وصارحني بلا خجلٍ لأي أمّة تُنسب؟!
والنيام أخوة الأموات،
http://www.pediatric-orthopedics.com/Topics/Bones/Skell_BW_c.jpg
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X800-1/39/42/1.png
أفيقوا يا نيام!
أفيقوا يا نيام
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[31 - 10 - 2007, 03:17 م]ـ
يحتار الإنسان من أين يبدأ، والكلام هو الكلام، ولانهاية للكلام: (كان النصارى ينشرون دعاتهم بين قبائل المغول طمعاً في تنصيرهم وقد مهد لهم الطاغية هولاكو سبيل الدعوة بسبب زوجته الصليبية ظفر خاتون،وذات مرة توجه جماعة من كبار النصارى لحضور حفل مغولي كبير عقد بسبب تنصر أحد أمراء المغول، فأخذ واحد من دعاة النصارى في شتم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان هناك كلب صيد مربوط، فلما بدأ هذا الصليبي الحاقد في سب النبي صلى الله عليه وسلم زمجر الكلب وهاج ثم وثب على الصليبي وخمشه بشدة، فخلصوه منه بعد جهد، فقال الصليبي: كلا بل هذا الكلب عزيز النفس رآني أشير بيدي فظن أني أريد ضربه، ثم عاد لسب النبي وأقذع في السب، عندها قطع الكلب رباطه ووثب على عنق الصليبي وقلع زوره في الحال فمات الصليبي من فوره، فعندها أسلم نحو أربعين ألفاً من المغول) الدرر الكامنة جزء 3صفحة 202، فيا معشر المسلمين هل الكلاب أشد منكم حباً للنبي صلى الله عليه وسلم.
رواه العلامة ابن حجر العسقلاني في كتابه النفيس الدرر الكامنة.
حتى الكلاب تغضب ل ..... آه معذرة أخجل أن أكتب، الدعاء سلاح لاتملكه جميع الدول (والأيام دول) وقد تكون المنفعة بعد الضرر يا أهل العبر والبصر.
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=10203
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[02 - 11 - 2007, 09:09 ص]ـ
يحتار الإنسان من أين يبدأ، والكلام هو الكلام، ولانهاية للكلام: (كان النصارى ينشرون دعاتهم بين قبائل المغول طمعاً في تنصيرهم وقد مهد لهم الطاغية هولاكو سبيل الدعوة بسبب زوجته الصليبية ظفر خاتون،وذات مرة توجه جماعة من كبار النصارى لحضور حفل مغولي كبير عقد بسبب تنصر أحد أمراء المغول، فأخذ واحد من دعاة النصارى في شتم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان هناك كلب صيد مربوط، فلما بدأ هذا الصليبي الحاقد في سب النبي صلى الله عليه وسلم زمجر الكلب وهاج ثم وثب على الصليبي وخمشه بشدة، فخلصوه منه بعد جهد، فقال الصليبي: كلا بل هذا الكلب عزيز النفس رآني أشير بيدي فظن أني أريد ضربه، ثم عاد لسب النبي وأقذع في السب، عندها قطع الكلب رباطه ووثب على عنق الصليبي وقلع زوره في الحال فمات الصليبي من فوره، فعندها أسلم نحو أربعين ألفاً من المغول) الدرر الكامنة جزء 3صفحة 202، فيا معشر المسلمين هل الكلاب أشد منكم حباً للنبي صلى الله عليه وسلم.
رواه العلامة ابن حجر العسقلاني في كتابه النفيس الدرر الكامنة.
حتى الكلاب تغضب ل ..... آه معذرة أخجل أن أكتب، الدعاء سلاح لاتملكه جميع الدول (والأيام دول) وقد تكون المنفعة بعد الضرر يا أهل العبر والبصر.
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=10203
أخي الحبيب نائل
الهجمة الشرسة على دين الله من أهل الصليب قائمة على أشدها
ولكن مهلا، اليك ردود على موضوعي هذا في أحد المنتديات من أحد شباب الخليل:
نسيت الموضوع الي بدنا نناقشو
كنت بسمعه في الاغنية وراحت عن بالي
بس نفسي اعرف ليش عوض الله بيحط صورة بعد اخر مقاله ...
وبعدين هو مفكر انو يمكن افكر اقرا وحده منهم؟؟؟؟
اي انا كتبي في الجامعه مش فاتحهم
احلا نضال والله
عجبني شغلات كتير منها ... اسمع يا فتى
والشغله التاية في خطا املائي في الرد الاخير قبل تاع ابو شهاب
هههههههههههههههه
ما تتعب حالك هون يا عوض الله
احنا هون جماعه كفار (بنظرك) والله اقفل على قلوبنا ما رح ننهدي
شوفلك منتدى تاني يمكن تهديلك واحد تدخل في الجنه بلاش تضيع وقتك هون
وجاء دور كلمة أصحاب المنتدى ... ونسألهم تحديد موقفهم من سفهاء لم يراعوا أدبا ولا حُرمات ما موقفهم منهم؟ ننتظر رد أصحاب المنتدى فقط.
للرفع
رد ادارة المنتدى
هلا بالله عليك رح الاداره تسمع لهيك كلام؟؟؟؟
هلا مين بتفكر الناس الموجودين هون؟ مش مسلمين؟ مش ناس بتقول لا الله الا الله محمد رسول الله؟؟
شوف انا بصراحه لو كان كل الحق معك ... ولو كنت انتا الصح ... وكل الشباب والمناقشين غلط ... ما رح انصفك .. بتعرف ليش؟؟ لانو اسلوبك مش اسلوب ناس راقيه ...
ورح احكيلك كلمه جوهريه ..
اقتباس:
العقيد
حكا كلمه جوهريه وهادا رأي الاداره ...
شكرا الك ..
على فكره بتعرف شو يعني سفيه؟؟ بس حابب اعرف معناها بعد اذنك ..
من مصائبنا أخي نائل: شباب هائم على وجهه على غير هدى
http://www.alriyadh.com/2006/09/29/img/299071.jpg
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[11 - 11 - 2007, 12:41 م]ـ
جدل في الخليل حول مدرسة مسيحية
هيثم الشريف فلسطين
الحوار المتمدن - العدد: 2041 - 2007/ 9 / 17
" هو الرب بيسوع نستطيع .. وبدمه البديع كن غالبا .. كن غالبا .. "عبارة يرددها الأطفال المسلمون كل صباح في مدرسة دارالايتام الانجيلية العربية في الخليل ... وذلك ما دفع بخطباء المساجد في محافظة الخليل وفي أكثر من مرة الى المناداة باغلاق هذه المدرسة ليس لكونها المدرسة المسيحية الوحيدة في محافظة الخليل فحسب وانما لكونها تسمم أفكار الطلبة بحسبهم.
المدرسة الواقعة على الجهة المقابلة لجمعية الشبان المسلمين في وسط مدينة الخليل تعنى بشكل خاص بفئة الايتام والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة .. الا أن ذلك لم يمنع الاغنياء من أن يضعوا أولادهم فيها .. وكانت المدرسة قد أنشأت قبل أكثر من أربعين عاما حين استأجروا مقرها من أحد سكان المحافظة على الرغم من علمه المسبق بأنها مدرسة تبشيرية بحسب جيرانها.
(يُتْبَعُ)
(/)
الطالب محمد شحاده (12 سنة) كان قد تعلم في المدرسة المسيحية حتى الصف السادس الابتدائي قبل أن ينتقل الى مدرسة أخرى وأخذ يتحدث عن عاداتهم الصباحية" كنا صباحا نغني معهم " هو الرب بيسوع نستطيع وبدمه البديع كن غالبا كن غالبا .. "أو نغني"ليلة عيد .. ليلة عيد .. الليلة ليلة عيد .. زينه وناس صوت جراس عم بتغني بعيد .. وذلك بعد أن ننشد في الساحة المكشوفة فدائي .... اذ ياخذوننا بعد ذلك الى غرفة اسمها "اسمبلي"-وهي المكان المخصص لصلاه المسيحيين- لنقول ترانيم مسيحية قبل الحصة الاولى وذلك في كل صباح ..
وبكل براءة تحدث الطالب شحاده عن تدريسهم مادة التربية الاسلامية "عادة يطلبوا منا حفظ بعض آيات القرآن ولكنهم لا يأتون ليسمعوا لنا ما حفظنا .. فهم يهتموا بحصص الموسيقى أكثر من تحفيظنا للدين .. اذ تخصص هذه الحصص ليحفظونا بعض الترانيم المسيحية.
طالب آخر انتقل الى مدرسة جديده هذا العام بعد أن درس أيضا من الصف الاول حتى السادس في المدرسة المسيحية واسمه بدوي التكروري والذي أخذ يتذكر أيام تواجده في المدرسة المسيحية يقول"كنا نعطل باعيادهم الرسمية الى جانب يومي السبت والاحد .. كما كانوا يكتبوا لنا نصوص باللغة الانجليزية على اللوح ونقوم بكتابتها على بطاقات معايدة لترسل الى أناس في أمريكا خاصة في أعيادهم المسيحية.
أما سفيان وليد 21 عاما والذي يدرس الآن في احدى الجامعات فقد أكد أن والده أخرجه من المدرسة بعد نصف سنة قضاها فيها وأضاف يقول"طالما أني مسلم فالاولى لي بأن أدرس في مدرسة للمسلمين ".
كما أن أم أحد الاطفال الذين لديهم مشكلة في النطق ورفضت الافصاح عن اسمها فقد علقت على وجود ابنها في مدرسة مسيحية مشكوك في أمرها كما يقول البعض قائلة " ابني بالصف الخاص لأن لديه مشكلة بالنطق .. وفعلا أخاف عليه في مدرسة مسيحية .. ولكن هذه المدرسة الوحيدة في المحافظة التي تدرس النطق ففي المدارس الاخرى يعلمون لغة الاشارة وليس النطق"
وأنا شخصيا تضيف" حاولت أن أدخل احدى البنايات الا أنهم رفضوا .. وهذا سلوك غريب!! ثم ان ابني يحضر عادة معه الكثير من الهدايا في اعياد المسيحيين أما في اعيدانا فلا يعطونه شيء ..
كما وصفت ما يجري بالمدرسة بالغريب"بصراحة سألت بنات من الصف السادس عما أسلوب تعليمهن فقلن لي أنهم يعلموهن من دينهم"المسيحية"!! وبحسب ما أعلم فان من يركزوا عليهم في ذلك هم من يدرسون ويبيتون في القسم الداخلي في المدرسة اذ يحفظونهم من ترانيمهم بدلا من تحفيظهم الفاتحة كل صباح.
وهذا ما نفته والدة طفلين يدرسون ويبيتون في المدرسة"بالقسم الداخلي"أضافة الى أنها اشارت الى أن وجود أولادها في المدرسة يوفر عليها الكثير من المأكل والملبس والسكن وأجرة الطريق ولذلك فهي مصرة على أن تبقيهم حتى الصف السادس.
كما أن أحمد يغمور ولي أمر طالبين اثنين في المدرسة أكد أنها مدرسة كغيرها من المدارس وان كان عدد طلابها محدود" لا أشعر بان أطفالي يحفظون شيئا من الانجيل أو من الترانيم ولم أشعر بالفرق خاصة وأن المدرسة تدرس نفس منهاج التربية والتعليم وان كانت الادارة هي ادارة مسيحية.
وان كان أحد ابنائي قد عاد في أحد الايام ومعه "تي شيرت" مرسوم عليها صليب حيث وضعت حينها على الشعار ملصق آخر كي أغطي به الشعار أما أولياء الامور فكما أذكر فكانوا قد احتجوا للمدرسة وادارتها في ذلك الحين.
الحاج يسري الطباخي أحد أولياء الامور الذين اجتمعوا لاتخاذ قرار بشأن المدرسة حيث أخذ يقول
" درسنا موضوع المدرسة وتوجهنا الى مدير التربية والتعليم واعلمناهم أن المدرسة تسمم أفكار الطلاب ولكنهم لم يتقبلوا منا .. على الرغم من أن هذه المدرسة تسمم أفكار الاطفال منذ صغرهم اذ يوزعون على الاطفال الهدايا ويقولون لهم أنها من سيدنا المسيح"عيسى عليه السلام" وأن محمد عليه السلام لا يعطي الهدايا! حتى أنهم يعطون الهدايا مقابل حفظ الاطفال المسلمون لصفحات من الانجيل.
فيما أعطى وسام الكركي مثالا على أثر تدريس هذه المدرسة على الطلاب بقوله" أذكرأن لي جار درس فيها منذ زمن والآن هو موجود في كندا حيث زوجوه فتاة مسيحية .. ثم أنا اعرف من جيران لي أنه وبأيام رمضان من كان يصوم يضربوه حتى يفطر .. ومن كان يصلي بالخفية يمنعوه.
(يُتْبَعُ)
(/)
حملنا في الحال كل ذلك وتوجهنا الى مدرسة دارالايتام الانجيلية العربية بهدف الاستفسار من القائمين على المدرسة النجيلية المسيحية في الخليل لطرح الامر برمته الا أن طلبنا لاجراء لقاء قوبل بالرفض المطلق حيث قالت المسؤولة الاولى عن المدرسة وزوجها الاجنبي وبحضور مدير اداري في المدرسة أنها ترفض اجراء اللقاء .. وأخذت تسأل مرات عدة عن السبب من وراء الحوار .. ثم منعتنا من التصوير أو الالتقاء بالطلاب في المدرسة ..
فلم نجد بدا من انتظار الطلاب خارج أسوار المدرسة وهذا ما تم فعلا
وقد اعتبر بعض المواطنين ومنهم سائد الطباخي 40 عاما أن رفض المدرسة لاجراء لقاء صحفي هو الرفض ذاته الذي يواجهه كل صحفي يرغب بعمل لقاء أو تحقيق عن المدرسة وأن ذلك يؤكد بحسب رأيه أن لديهم شيء سري يخشون أن يكتشفه احد في اساليب تدريسهم.
لكن المواطن هشام هاشم قال" حبذا لو كثير من الثقافات تتسلل الينا خصوصا بعض الثقافات الممنوعة بمجتمعنا .. اذ هناك الكثير من الثقافات في مجتمعنا العربي ممنوعة ولو انني متيقن انني قادر على فعل موازي تعبوي لأطفالي لكنت أدخلتهم بالمدرسة ومع ذلك فبرأيي فان الثقافة التي تقدمها هذه المدرسة غير بريئة وغير دينية محضة وانما دينية سياسية.
مدير التربية والتعليم في محافظة الخليل محمد عمران القواسمة أكد على حرص التربية والتعليم على أن تكون مسيرة التربية وكذلك التعليم في المدرسة الانجيلية كبقية المدارس الخاصة ووفق الاصول التي لا تؤثر على عقائد الناس ولا على تراثهم ولا على ثقافتهم.
مع ذلك أشار القواسمة الى أن توجه الناس لهذه المدرسة هو برغبتهم الذاتية وأضاف يقول" نحن لا ندفع أحد الى هذه المدرسة أو تلك فالتعليم الخاص برغبة ذاتية من أولياء الامور فلولي الامر أن يفحص الامر ويتأكد أذا كان التعليم في هذه المدرسة يثق به فيستمر بالابقاء على ابنه فيها والا فان له الحق في مراجعة نفسه ووضع ابنه في مدرسة أخرى ..
كما أن على هذه المدرسة يختم مدير التربية والتعليم كما كل المدارس أن تدرس المنهاج الفلسطيني واذا ما ارادت الاستزاده من أي موضوع معرفي آخر بعد ذلك فان ذلك يعود لها.
القائم بأعمال مفتي محافظة الخليل محمد سالم أبو زنيد سألناه عن شرعية وجود مدرسة مسيحية تعلمهم من الانجيل وتحفظهم ترانيم مسيحية فأخذ يقول" الاصل في وجود مدرسة مسيحية في بقعة اسلامية حلال وأكبر شاهد على ذلك العهده العمرية حيث فتح عمرو بن الخطاب بيت المقدس وابقى على الكنائس ومدارس وبيوت النصارى.
وبالرغم من أن مدرسة دارالايتام الانجيلية العربية يقول القائم بأعمال مفتي محافظة الخليل قد تنفع المسلمين خاصة الفقراء أو اليتامى اذ يعطفوا عليهم ويعلموهم الا أننا لا نأمن من طرفهم في تعليمهم لانهم يدسوا السم في العسل لقول الله تعالى"ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم".
أما حول أن المدرسة تدرس الدين الاسلامي فقال أبو زنيد"حتى في أوروبا وأمريكا يدرسوا العقيدة الاسلامية ولكن شرطنا هنا أن من يعطي المادة الاسلامية أو قراءة القرآن يجب أن يكون مسلم حتى لا يجيرّها حسب فهمه ان كان نصرانيا أو يهوديا.
كما لم يخفي المفتي خشيته من غسل أدمغة الاطفال وابعادهم عن الدين والتعالم الاسلامية وأضاف" حسب ما علمت فهم ينشدون اناشيد وطنية في طابور الصباح بالساحة على مسمع من الناس لكنهم اذا اتيحت لهم الفرصة لتحفيظهم بعض الفقرات من الانجيل أو بعض الاناشيد التي تشكك في العقيدة الاسلامية فهم لا يتورعون عن ذلك ومن هنا فاننا نخشى على ابناءنا أن نقدمهم لقمة سائغة على طبق من ذهب لامثال هؤلاء لذلك فان على رجال الاصلاح والفئات المتعلمة والمسؤولة أن توجد البديل من مدارس خاصة تحتضن الفقراء والايتام والمعاقين الموجودين في المدارس النصرانية حتى لا ندع الفرصة أمام عامة الناس الذين لا يعرفون مخططات النصاري أن لا يرسلوا ابنائهم لتلك المدارس.
وختم القائم بأعمال مفتي محافظة الخليل حديثه بالقول"لا بد من النصح والارشاد في المساجد والخطب والندوات والتلفزيون لبيان عواقب ارسال ابناءنا الى هذه المدرسة.
ونختم هنا بالقول أننا لا نسعى اطلاقا من خلال الحدية في التعامل مع هذا الموضوع لان نثير حساسية محلية فلسطينية ما بين أتباع الديانة المسلمة والمسيحية لاننا لسنا ضد الدين المسيحي كدين مسيحي فالجميع له الحق بأن يأخذ حقة في الوصول الى الجميع اذا أحب الجميع التواصل معه .. ولكن البعض يقف ضد ان تكون دول ما تتستر من خلال مدارس تبشيرية دينية محضة ولها سياسات بالجوهروهذا هو ما يثير حفيظة البعض.
http://www.poica.org/editor/case_studies/27_jer_photo.jpg
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[11 - 11 - 2007, 05:06 م]ـ
والله المستعان على ما تصفون، ولا حول ولاقوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب عوض الله]ــــــــ[26 - 11 - 2007, 08:44 ص]ـ
والله المستعان على ما تصفون، ولا حول ولاقوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
الأخ الحبيب نائل سلام عليك
نحن نطلب العون من الله تعالى فقط وأملنا فيه كبير فهو المستعان لذا فتوجهنا اليه دائما وأبدا ..... أشكرك على التنفاعل معنا.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/a/a3/Handshake_(Workshop_Cologne_'06).jpeg/180px-Handshake_(Workshop_Cologne_'06).jpeg(/)
من أجل التلذذ بقراءة راقية على الشبكة!!
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 04:31 م]ـ
من أجل التلذذ بقراءة راقية على الشبكة!!!
إلى مرتادي المنتديات الأفاضل،
ونحن نعيش بين أكناف هذا النعيم بسياحتنا في أرجاء المعمورة على هذه الشبكة الساحرة، نرى أنفسنا ضمن دائرة المشاركة الفاعلة وذلك إشباعا لتوجهاتنا الثقافية في مختلف أنواعها ...
فأود أن نتعاون في الرقي بما نشارك به من مواضيع وذلك من خلال الوصول إلى لغة سليمة خالية من الأخطاء قدر الإمكان! إذ إنه من حق الواحد منا التلذذ بما يقرأ ... وكلما كانت المشاركات والمساهمات خالية من الأخطاء على اختلافها كلما ارتاحت النفس واطمأنت إلى هذه الكتابات.
فكم من فوائد جليلة على الشبكة تضيع هباءً نتيجة خطأ إملائي يسير، وكم من مواضيع ثرية تفقد الفائدة المرجوة منها نتيجة تسرع في الكتابة ... وتساؤلات كثيرة تراود الذاكرة ولا مجال لعرضها كلها، وأغلب هذه الأخطاء يمكن تفاديها بلا شك وبمجهود يسير ... قد يكون بنظرة سريعة على الموضوع قبل اعتماده أو معاينته من خلال أيقونات التحكم ولا أظن أنه يأخذ منا كثير عناء أو وقتٍ نظرا لحجم الموضوع الذي نصرف عليه من الوقت الكبير والكبير ... أفلا يستحق منا بضع دقائق وربما ثوانٍ؟!.
أنتظر اقتراحاتكم وتفاعلكم لإثراء الموضوع مشكورين مأجورين إن شاء الله،
وأظن أن كل واحد منا في ذاكرته الكثير حول هذا الموضوع الهام والله أعلم!!! ...
ـ[تيما]ــــــــ[27 - 01 - 2009, 09:24 م]ـ
تلبية مبكرة جدا لإثراء موضوعكم أستاذ أحمد:)
بارك الله فيك .. رائع ما قرأت هنا ودعت الحاجة إلى رفع الموضوع للتذكير أن تدقيق المشاركة قبل إدخالها إلى المنتدى لا يتطلب الكثير من الوقت.
أغلب الأخطاء الواردة في المشاركات تنحصر في أمور بسيطة لو صرفنا عليها القليل من الجهد لخرجت المشاركات في أبهى حلة. وأذكر من الأخطاء التي تمر عليّ يوميا:
- عدم التفريق بين همزتي الوصل والقطع
- عدم التفريق بين التاء المربوطة والهاء
- عدم الالتزام بنظام معين بخصوص علامات الترقيم
- عدم وضع فاصل بين الكلمتين المتجاورتين (لاأظن مثلا)
كثيرة هي المشاركات الرائعة التي أقرأ يوميا ولا يعيبها شيء في غالب الأحيان إلا أخطاء مطبعية بسيطة، لكن هذه الأخطاء على بساطتها كفيلة بهز صورة الكاتب أمام القارىء ..
أضم صوتي إلى صوتك أستاذ أحمد بضرورة صرف القليل من الوقت والجهد لإخراج المشاركة بأقل خسائر ممكنة.
مع تمنياتنا من الجميع المساهمة معنا بتوفير قراءة راقية للمتصفح كما ورد في عنوان هذه المشاركة.
ودمتم
.
.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[27 - 01 - 2009, 10:35 م]ـ
بارك الله فيك أستاذ أحمد
الموضوع غاية في الأهمية، وكم من موضوع رائع الطرح والأفكار والفائدة أزعج القارئ وضيّع عليه لذة الاستمتاع بجماليته كثرة الأخطاء الإملائية أو اللغوية أو النحوية أو حتى الطباعية
لا أقول أن نتوقف عن الكتابة والمشاركات لعدم إلمامنا التام بهذه التفاصيل ولكن ليتنا نحاول اللجوء إلى وسائل متعددة لتنقيح ما نضع إما عن طريق " الوورد" أو عن طريق مساعدة أحد المتمكنين في اللغة، وما أروع أن نحاول التعلم لننقح ما نضع
لا تتوقف عن المشاركة مهما ظننت في نفسك عدم القدرة، فمحاولاتك التصحيح وإخراج المشاركة أفضل في كل مرة ستحسن مستواك بكل تأكيد.
ونحن لا ننتظر من المشاركين أن تكون كتاباتهم خالية تماما من كل خطأ فجل من لا يخطئ ونحن أولكم. ولكن لنحاول قدر الإمكان التقليل منها، فدخولك هنا يعني حبك للغة الفصحى فحاول أن تخرج موضوعك ومشاركتك بالفصحى الصحيحة قدر الإمكان.
طريقة أخرى: وهي قراءة مشاركات الآخرين ومحاولة تدقيقها بنفسك والانتباه لكل خطأ ومعرفة الصواب، وليتكم تنوهون عند وجوده لتصويبه ونحن لكم من الشاكرين، ليظهر المنتدى في أكمل صورة قدر الإمكان ولكي ترتقي الذائقة التصويبية وتتحسن السليقة اللغوية والتي تضعضعت في أيامنا هذه.
إضافة لما قالته تيما من أخطاء، أضيف: الانتباه للنقط ولا سيما الياء في آخر الكلمة، مثل (وطني) فالكثيرون يكتبونها (وطنى) بالألف المقصورة،
و تذكرت التكرار للأحرف بهدف التنبيه للأمر مثل (اق1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رأ)
فهو أمر غير سليم وتكرار إشارات الاستفهام أو التعجب، والنقاط المتتالية بعد كل فقرة، فيكفي نقطة واحدة.
وأذكر بالتنوين المهمل غالبا
وغير ذلك من الأخطاء الشائعة، والتي تفقدنا لذة الاستمتاع بما نقرأ
وفقكم الله وسدد خطاكم على طريق الخير
ـ[سما الإسلام]ــــــــ[28 - 01 - 2009, 09:57 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا
قد تكون الأخطاء نتيجة للسرعة "وهذه تزول بالمراجعة قبل اعتماد الموضوع"
و قد تكون نتيجة لعدم معرفة الصواب
أغلب من يقع في هذه الأخطاء "و أنا من بينهم" لا يعرف ما تصحيحها
لذا وجب على الإخوة و الأخوات الأفاضل من المشرفين تنبيه الأعضاء لما هو خطأ لغويا و حبذا لو كان هذا مصحوبا بشرح مبسط
فمثلا في موضوع لي كتبت كلمة "إعطِ" بدلا من "أعطِ" فقامت أختي الباحثة "بارك الله فيها" بتصحيحها و أخبرتني أن أصلها من الفعل أعطى
و على الأعضاء تقبل هذا فنحن هنا للتعلم
و في رأيي أن الخطأ لا ينقص من قدر الكاتب إن كان لا يعلم فليس هناك من يعلم كل شيء و علينا جميعا أن نتعلم من أخطائنا
بورك فيكم جميعا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[28 - 01 - 2009, 10:08 م]ـ
كل الشكر موصول للأستاذ أحمد على هذا الموضوع المهم , و كذلك للأستاذة تيما التي استخرجت هذا الكنز المدفون.
و لا أضيف على ما ذكرتموه شيئاَ سوى التذكير بأيقونة "معاينة المشاركة" عند إضافة موضوع أو رد , فهي بمثوبة المجهر أو المدقق الإملائي الذي يمكِّن العضو من اكتشاف الكثير من الأخطاء بسهولة و دون عناء.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[28 - 01 - 2009, 10:20 م]ـ
سلمت الأنامل, وبوركت الجهود
موضوع طيب بطيبة كاتبه, ونقي بنقاء رافعه, ومتعة إضافاته
سلمكم الله من ثلة طيبة
لا أزيد على ما قيل, ولكني أذكر بكلمة: فقد تكون الأخطاء ناتجة عن جهل وعدم معرفة, وفي هذه الحالة يأتي دور الإخوة في التصويب, ولكن كيف يكون التصويب:
- أن يكون المصوب سمحًا خلوقًا. أي حال التصويب, ولا يجعل المخطئ يُنكر عليه طريقة تصويبه.
- أن يرشد المخطئَ إلى مواضع الخطأ وكيفية تصويبه.
- وعلى المخطئ ألا يثور ويغضب من تصويب إخوانه له.
واعذروني على عجلتي
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[29 - 01 - 2009, 12:47 م]ـ
تلبية مبكرة جدا لإثراء موضوعكم أستاذ أحمد:)
بارك الله فيك .. رائع ما قرأت هنا ودعت الحاجة إلى رفع الموضوع للتذكير أن تدقيق المشاركة قبل إدخالها إلى المنتدى لا يتطلب الكثير من الوقت.
أغلب الأخطاء الواردة في المشاركات تنحصر في أمور بسيطة لو صرفنا عليها القليل من الجهد لخرجت المشاركات في أبهى حلة. وأذكر من الأخطاء التي تمر عليّ يوميا:
- عدم التفريق بين همزتي الوصل والقطع
- عدم التفريق بين التاء المربوطة والهاء
- عدم الالتزام بنظام معين بخصوص علامات الترقيم
- عدم وضع فاصل بين الكلمتين المتجاورتين (لاأظن مثلا)
كثيرة هي المشاركات الرائعة التي أقرأ يوميا ولا يعيبها شيء في غالب الأحيان إلا أخطاء مطبعية بسيطة، لكن هذه الأخطاء على بساطتها كفيلة بهز صورة الكاتب أمام القارىء ..
أضم صوتي إلى صوتك أستاذ أحمد بضرورة صرف القليل من الوقت والجهد لإخراج المشاركة بأقل خسائر ممكنة.
مع تمنياتنا من الجميع المساهمة معنا بتوفير قراءة راقية للمتصفح كما ورد في عنوان هذه المشاركة.
ودمتم
.
.
أحيا الله بك أمة أخت تيما، ولتبدأ من أمة الفصيح والأبعد فالأبعد، نفع الله أخية وجزاك الله خيراً.
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[30 - 01 - 2009, 10:03 ص]ـ
أخي العزيز أحمد
لم لا يكون في المنتدى " فريق للسع اللذيذ " يتجول هنا وهناك يلسع ويبين الأخطاء بكل روح أخوية وعبارات مودة؟
هذا الفريق ينشأ من المشرفين والأعضاء أنفسهم وقد جربناه في منتدى آخر وأنتج نتائج مذهلة
فإن راقت لكم الفكرة يمكننا مناقشتها بتفاصيلها في قسم الإشراف
ولكم مني أجمل تحية وتقدير على أفكاركم النيّرة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[30 - 01 - 2009, 11:41 ص]ـ
أخي العزيز أحمد
لم لا يكون في المنتدى " فريق للسع اللذيذ " يتجول هنا وهناك يلسع ويبين الأخطاء بكل روح أخوية وعبارات مودة؟
هذا الفريق ينشأ من المشرفين والأعضاء أنفسهم وقد جربناه في منتدى آخر وأنتج نتائج مذهلة
فإن راقت لكم الفكرة يمكننا مناقشتها بتفاصيلها في قسم الإشراف
ولكم مني أجمل تحية وتقدير على أفكاركم النيّرة
بوركت أخي الكريم مبارك، للحقيقة هناك أكثر من نافذة تصب في نفس الهدف،واقتراحك هذا أرى أنه فتح في طريق التغلب على هذه المشكلة، فلنناقش الأمر،واسمح لي أن أنقله للنافذة التي فتحناها لمناقشة موضوع تصحيح الأخطاء في الفصيح، وآمل أن نبدأ خطوة عملية قوية في هذه الصدد.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 01 - 2009, 12:11 م]ـ
والنقاط المتتالية بعد كل فقرة، فيكفي نقطة واحدة.
وصلت ولن تنفذ ............ :)
بارك الله فيك.
بارك الله فيك أخي الأستاذ أحمد
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[30 - 01 - 2009, 01:58 م]ـ
وصلت ولن تنفذ ............ :)
بارك الله فيك.
بارك الله فيك أخي الأستاذ أحمد
تستطيع ألا تنفذ أخي الكريم رعداً، لن يجبرك أحد وستبقى المشاركة ناقصة مهما كانت رائعة المعاني والتعبير. (إنه خيارك):)
ولكني واثقة من أن الكثيرين سينفذون ولن يقصروا وسيعملون جاهدين لتكون مشاركاتهم أقرب ما تكون إلى الكمال.
بارك الله فيك وشكراً لمرورك الكريم
ـ[قلم الخاطر]ــــــــ[30 - 01 - 2009, 03:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك أخي احمد على هذا التنبيه والتذكير
نعم ويقتل لذة القراءة ومتعتها كثرة الأخطاء
لا سيما بمنتدىً سمى باسم (الفصيح)
فأجدر أن يخلو من الأخطاء.
لن أزيد على ما ذكر إلا أني التمس المعذرة لي ولبعض المشاركين عند الوقوع في الأخطاء الغير مقصودة (لعدم معرفة مواقع الحركات على لوحة المفاتيح، او بسبب السرعة، أو زيادات يعتقد بأنها تضفي جمالا إذا لم تكن كذلك .. )
بارك الله فيك وسددك
تستطيع ألا تنفذ أخي الكريم رعداً، لن يجبرك أحد وستبقى المشاركة ناقصة مهما كانت رائعة المعاني والتعبير. (إنه خيارك):)
ولكني واثقة من أن الكثيرين سينفذون ولن يقصرو وسيعملون جاهدين لتكون مشاركاتهم أقرب ما تكون إلى الكمال.
بارك الله فيك وشكراً لمرورك الكريم
وليس تضامناً مع رعد بقدر ما تعودت في استخدام أكثر من نقطة نهاية الجملة بل وكل جملة كما هنا ...
ولكن سأحاول وإن لم أستطع فتقبلي تيمناً بالمثل السائد (الزيادة ولا النقص):)
وأرجو من الله أن يهديك إلى الحقيقة: d
والله الهادي إلى سواء السبيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[04 - 02 - 2009, 04:55 م]ـ
بارك الله فيك أستاذ أحمد
الموضوع غاية في الأهمية، وكم من موضوع رائع الطرح والأفكار والفائدة أزعج القارئ وضيّع عليه لذة الاستمتاع بجماليته كثرة الأخطاء الإملائية أو اللغوية أو النحوية أو حتى الطباعية
لا أقول أن نتوقف عن الكتابة والمشاركات لعدم إلمامنا التام بهذه التفاصيل ولكن ليتنا نحاول اللجوء إلى وسائل متعددة لتنقيح ما نضع إما عن طريق " الوورد" أو عن طريق مساعدة أحد المتمكنين في اللغة، وما أروع أن نحاول التعلم لننقح ما نضع
لا تتوقف عن المشاركة مهما ظننت في نفسك عدم القدرة، فمحاولاتك التصحيح وإخراج المشاركة أفضل في كل مرة ستحسن مستواك بكل تأكيد.
ونحن لا ننتظر من المشاركين أن تكون كتاباتهم خالية تماما من كل خطأ فجل من لا يخطئ ونحن أولكم. ولكن لنحاول قدر الإمكان التقليل منها، فدخولك هنا يعني حبك للغة الفصحى فحاول أن تخرج موضوعك ومشاركتك بالفصحى الصحيحة قدر الإمكان.
طريقة أخرى: وهي قراءة مشاركات الآخرين ومحاولة تدقيقها بنفسك والانتباه لكل خطأ ومعرفة الصواب، وليتكم تنوهون عند وجوده لتصويبه ونحن لكم من الشاكرين، ليظهر المنتدى في أكمل صورة قدر الإمكان ولكي ترتقي الذائقة التصويبية وتتحسن السليقة اللغوية والتي تضعضعت في أيامنا هذه.
إضافة لما قالته تيما من أخطاء، أضيف: الانتباه للنقط ولا سيما الياء في آخر الكلمة، مثل (وطني) فالكثيرون يكتبونها (وطنى) بالألف المقصورة،
و تذكرت التكرار للأحرف بهدف التنبيه للأمر مثل (اق1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رأ)
فهو أمر غير سليم وتكرار إشارات الاستفهام أو التعجب، والنقاط المتتالية بعد كل فقرة، فيكفي نقطة واحدة.
وأذكر بالتنوين المهمل غالبا
وغير ذلك من الأخطاء الشائعة، والتي تفقدنا لذة الاستمتاع بما نقرأ
وفقكم الله وسدد خطاكم على طريق الخير
نقارب ونسدد أختي الباحثة، علّ وعسى نقدم مايفيد هنا، وبارك الله لك جهودك المشهودة في هذا المجال.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[04 - 02 - 2009, 04:59 م]ـ
أما أنا فأحسب أن علامات الترقيم وإهمال الشدة أبرز الأخطاء.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[04 - 02 - 2009, 05:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك أخي أحمد على هذا التنبيه والتذكير
نعم ويقتل لذة القراءة ومتعتها كثرة الأخطاء
لا سيما بمنتدىً سمي باسم (الفصيح)
فأجدر أن يخلو من الأخطاء.
لن أزيد على ما ذكر إلا أني ألتمس المعذرة لي ولبعض المشاركين عند الوقوع في الأخطاء غير المقصودة (لعدم معرفة مواقع الحركات على لوحة المفاتيح، أو بسبب السرعة، أو زيادات يعتقد بأنها تضفي جمالا إذا لم تكن كذلك .. )
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا أحد فوق الخطأ أخي الكريم
من ذا الذي ما ساء قط
ومن له الحسنى فقط
فكلنا ذوو خطأ, ومادام في الأمر تعلم فلا بأس
أما عن مواضع الحركات في اللوحة فأمرها يسير جدًا, وإن وجدنا عسرًا في التعامل معها نتركها إلى أن نتقن التعامل معها, المهم في الكلمات والحروف.
ورحم الله امرءًا أهدى إليَّ عيوبي
ـ[أبو طارق]ــــــــ[04 - 02 - 2009, 05:35 م]ـ
تستطيع ألا تنفذ أخي الكريم رعداً، لن يجبرك أحد وستبقى المشاركة ناقصة مهما كانت رائعة المعاني والتعبير. (إنه خيارك):)
ولكني واثقة من أن الكثيرين سينفذون ولن يقصروا وسيعملون جاهدين لتكون مشاركاتهم أقرب ما تكون إلى الكمال.
بارك الله فيك وشكراً لمرورك الكريم
أستاذنا القسام يرفض؟!
لا عليكِ أستاذة الباحثة سأتولى أمره:)
أعجبني معرفك الجديد
فلا هنت أخي الفاضل
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 02 - 2009, 12:47 م]ـ
بورك كل من مر هنا وترك أثراً ويبقى الانتباه لأخطائنا نحن وننتقل بعدها إلى الأقرب فالأقرب.(/)
من لطائف اللغة العربية
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 05:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركانه ,
أحببت أن اضع بين أيديكم أحبتي موضوعا طريفا يعنى بطرائف اللغة العربية وعجائبها لذاك أتمنى التفاعل والتشارك من الجميع وفقكم الله جميعا ....
من لطائف اللغة العربية وعجائبها:جملة تقرأ من اليمين بعمنى ومن اليسار بمعنىً آخر و قد جاءت في قصة رجل من المسلمين أسره الروم فلما طلبوا منه إرسال رسالة إلى قائد المسلمين ليشجعه على القدوم إليهم (وكان الروم قد نصبوا للمسلمين كميناً) فكانت الرسالة هذه الجملة فقط فإن قرأت من اليمين كان كما أراد الروم وإذا قرأت من الشمال كان تحذيراً للمسلمين ,
(نصحت فدع ريبك ودع مهلك) فإذا عكست كانت (كلهم عدو كبير عد فتحصن).
ـ[عذب]ــــــــ[14 - 10 - 2007, 09:56 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بوركت أخي على هذا النقل.
لقد كان القدماء متمكنين من اللغة بصورة تبعث على الفخر و الاعتزاز. أما اليوم .....(/)
وبدأ تقسيم الكعكة!!
ـ[مهاجر]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 09:00 ص]ـ
أصدر الكونجرس الأمريكي قرارا يمهد لتقسيم العراق الحبيب إلى ثلاث دويلات: في الشمال المتواطئ مع الدولة العبرية اللقيطة، وفي الغرب السني، وفي الجنوب المتواطئ مع الجارة الشرقية التي تشاركه النِحْلة، وإن كانت عند التحقيق تستخدمه لتمرير مشروعها القومي الجاهلي.
وقد بدأت هذه الدعوى الخبيثة من الجنوب، على لسان أحد السفهاء ممن يحمل لقب الحكمة!!!، وواكب ذلك حملات تصفية وتهجير واسعة النطاق لإخواننا أهل السنة والجماعة في الجنوب، فقبل الغزو المشئوم الذي أتى بأولئك الخونة من أبناء الشمال والجنوب ليسلموا العراق لقمة سائغة لأعدائه، كانت نسبة أهل السنة في البصرة تصل إلى: 30%، وآخر إحصائية قرأتها تؤكد تدني نسبتهم إلى: 7%، والفضل يرجع إلى الميليشيات المجاهدة التي تقوم بعمليات فدائية لخطف الشباب العزل من من الشوارع والبقية معروفة، والصور التي تبثها الفضائيات والمواقع الإلكترونية لا تحتاج إلى مزيد تعليق.
وفي الشمال بدأت في الأيام الأخيرة حملة مشابهة لتصفية الوجود العربي، وإن شئت الدقة فقل: الوجود الإسلامي العربي من مناطق الشمال التي عجت ببني يهود، أبناء الدولة اللقيطة، حتى ذكر أحد المتخصصين على شاشة فضائية "الجزيرة" أن البضائع الإسرائيلية قد غزت الأسواق العراقية، عن طريق الشمال الخائن حيث يتم تغيير علاماتها التجارية المسجلة لإخفاء بلد المنشأ الحقيقي، فضلا عن حركة الشراء الملحوظة للأراضي في شمال العراق من قبل رجال الأعمال اليهود، وقد أصدرت هيئة علماء المسلمين بيانا أدانت فيه حركة التصفية التي وقعت الأسبوع الماضي لعدد من علماء أهل السنة في مدينة الموصل شمال العراق، وعطلت صلاة الجمعة الماضية في الموصل احتجاجا على هذا المخطط الآثم.
والقوم علمانيون حتى النخاع، فأقصى ما يتمنونه إقامة دويلة طائفية أحادية العرق في الشمال لا تمت إلى الإسلام أو العروبة بصلة، فلغتها الأولى: الكردية، ولغتها الثانية: الإنجليزية بعد إلغاء اللغة العربية، لها رئيس وحكومة، بل وعلم خاص بها، وأما إسلامهم فهو إسلام من الطراز "الأتاتوركي": عقائد يغلب عليها الخلل وشعائر تمارس تحت ضغوط كبيرة.
وأما الجارة الشرقية فتصدر الآلات الجراحية والعقاقير الملوثة بفيروس الإيدز إلى العراق، في الوقت الذي يتغنى فيه رئيسها: الذي لا يجيد إلا جمع الناس حوله للهتاف ضد أمريكا التي قدموا لها يد العون باعتراف رؤوسهم لغزو العراق، يتغنى فيه بيوم "تحرير القدس" الذي لا يعدو كونه يوما للثرثرة والمسيرات غير المجدية بزعم نصرة القضية الفلسطينية في استهلاك إعلامي مكشوف يجمل وجه القوم القبيح، ويغطي على جرائمهم في العراق، ضد من يهتفون لنصرتهم، وحال إخواننا الفلسطينيين في العراق أشهر من أن يذكر، وقد انخفض عددهم من: 34 ألف إلى نحو 15 ألف بعد أن تعرضوا لحملة إبادة وتهجير كبيرة على أيدي الميليشيات الموالية لأعداء أمريكا وأنصار الحق الفلسطيني، حتى استقبلت: البرازيل وتشيلي في أقصى الجنوب الغربي من الكرة الأرضية أعدادا منهم فرت من العراق!!!!، ولا زالت أعداد منهم تعيش متخفية في العراق، أو معلقة في معسكرات اللاجئين على الحدود السورية والأردنية، في ظروف معيشية صعبة، ولم نستفد من أحمدي نجاد سوى: تحيا فلسطين والموت لأمريكا وإسرائيل، ومن تحت المائدة تتصافح الأيدي الآثمة التي تآمرت على الإسلام والعروبة في أرض الرافدين، ولا عزاء للمغفلين من أبناء الحركات الإسلامية في العالم العربي ممن اغتروا بهذه الشعارات المزيفة، في ظل ضعف عام تعاني منه أمة الإسلام: عقديا وفكريا وسياسيا واقتصاديا ........... إلخ.
ولم يعد القوم كونهم مطايا للاحتلال، تماما كما كانوا مطايا لعباد الصليب لما دخلوا الشام قديما وحديثا، فحرصوا، كأي مستعمر، على تقريب العناصر الخائنة، وكما كانوا أيام تآمروا على خلافة بني العباس السنية في أواسط القرن السابع الهجري، ولا أدري كيف يكتب الله، عز وجل، الخلاص لبيت المقدس على أيدي أحفاد أولئك الخونة، ومن قرأ التاريخ اعتبر.
وإلى الله المشتكى.
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[13 - 10 - 2007, 12:35 ص]ـ
رغم ما أصابنا من قتل وتعذيب، وما نعانيه من غربة وتهجير، وما نقاسيه من فقر وتشريد ..
رغم أنف الاحتلال والميليشيات، ورغم أنف عملاء المنطقة الخضراء .. نقول كل عام والعراق بخير،
وكل عام والاحتلال في هزيمة وشر .. تقبل الله صيامنا وقيامنا، وأعاد مفقودينا وأسرانا وخفف عنا في غربتنا
وأعاد البسمة الى وجوهنا، وعم بالأمان مدننا وأحيائنا،
بعد أن ندحر بإذن الله عدونا .. "حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[همس الجراح]ــــــــ[13 - 10 - 2007, 03:50 ص]ـ
ويبدأون اليوم بتقسيم السودان حين تجد الجنوبيين يلوحون بعصا الانقسام الواضح، ويبدأ المتمردون في دار فور - بعد تسليحهم - بنغمة الاستقلال عن الخرطوم، ولا ننس أن دارفور بمساحة فرنسا.
وهكذا " تتداعى الأمم علينا كما تداعى الأكَلة إلى قصعتها ... "
والسبب كله بعدنا عن الله وشرعه(/)
نعت القرآن
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 04:36 م]ـ
هوحبل الله الممدود، وعهده المعهود، وظله العميم، وصراطه المستقيم، وحجته الكبرى، ومحجته الوضحى، هو الواضح سبيله، الراشد دليله، الذي من استضاء بمصابيحه أبصر ونجا، ومن أعرض عنها زل وهوى، فضائل القرآن، لا تستقصى في ألف قران. حجة الله وعهده، ووعيده ووعده، به يعلم الله الجاهل، ويعمل العاقل. وينتبه الساهي، ويتذكر اللاهي. بشير الثواب، ونذير العقاب، وشفاء الصدور، وجلاء الأمور. من فضائله أنه يقرأ دائباً، ويكتب ويمل فلا يمل. ما أهون الدنيا على من جعل القرآن إمامه، وتصور الموت أمامه. طوبى لمن جعل القرآن مصباح قلبه، ومفتاح لبه. من خلق القرآن حفظ ترتيبه، وحسن ترتيله.(/)
كل عام وأنتم بخير، وعساكم عواده في ظل دولة الخلافة الراشده على منهاج النبوة
ـ[حاتم ناصر الشرباتي]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 11:13 م]ـ
http://www.geocities.com/sarab_sh2002/baba1.jpg
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 11:55 م]ـ
وأنتم بخير إن شاء الله والأمة الإسلامية جمعاء، وأعاد الله العز للمسلمين ....
ـ[أبو طارق]ــــــــ[11 - 10 - 2007, 12:06 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ونسأل الله أن يحفظ العباد والبلاد من عبث العابثين, وفساد المفسدين
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[11 - 10 - 2007, 12:26 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم وغفر لنا ولكم ووفقنا والأمة الإسلامية لما يحبه تعالى ويرضاه
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[11 - 10 - 2007, 08:04 ص]ـ
اية خلافة؟.هل توجد على وجه البسيطة اليوم خلافة راشدة على منهاج النبوة. نورونا
ـ[عذب]ــــــــ[14 - 10 - 2007, 09:54 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كل عام و الأمة الإسلامية بخير ...
إلا أن رأيي من رأي الأخ قصي، أين هي الخلافة الراشدة في زماننا هذا؟
ـ[أبو ذؤيب الهذلي]ــــــــ[14 - 10 - 2007, 10:04 ص]ـ
كل عام وأمة الإسلام بخير وعزة ومنعة ..
الرجل يسأل الله أن يمن على أمة الإسلام بخلافة راشدة .. إذن السؤال عن أين هي دولة الخلافة ليس له مكان ..
الرجل عنده حلم .. مثل ما لكل المسلمين حلم بأن تجمعهم دولة خلافة على منهاج النبوة ..
وعيدكم مبارك.
ـ[عذب]ــــــــ[14 - 10 - 2007, 10:28 ص]ـ
إن كان كما ذكرت أخي أبا ذؤيب، فارموا بكلامي عرض الحائط.
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[14 - 10 - 2007, 10:11 م]ـ
أحب أن أسأل فقط
لو وجدت الخلافه الراشده فمن أين نأتي برعيةٍ لها؟
كما تكونون يولى عليكم
وكل عام وأنتم بخير أخي حاتم وبقية الأخوه(/)
نبذة عن زكاة الفطر
ـ[مهاجر]ــــــــ[11 - 10 - 2007, 01:16 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم:
أما بعد:
كل عام وأنتم بخير أيها الكرام بمناسبة اقتراب عيد الفطر المبارك، تقبل الله منا ومنكم.
وهذه نبذة موجزة عن بعض أحكام زكاة الفطر من باب الذكرى، لعل الله، عز وجل، أن ينفع بها.
وبداية مع بيان لفظها: "زكاة الفطر":
فالإضافة هنا من باب إضافة المسَبَب إلى سببه، فالزكاة مسبب، والفطر سببها، إذ تجب بالفطر من رمضان، وفي بعض روايات البخاري: زكاة الفطر من رمضان.
حكمها:
هي واجبة على كل فرد من المسلمين صغيرا كان أو كبيرا، ذكرا أو أنثى، حرا أو عبدا.
وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما: (فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ)، وقد توقف أحمد، رحمه الله، في زيادة "من المسلمين"، لمخالفة مالك، رحمه الله، جمعا من الثقات فيها، فرواها ولم يرووها، حتى وُجِدت متابعات لمالك، رحمه الله، وإن لم يكن أصحابها من كبار الحفاظ كـ: الضحاك بن عثمان وعمر بن نافع، فدل ذلك على أنها لها أصلا.
وقد نقل ابن المنذر، رحمه الله، الإجماع على فرضيتها، واعترض الحافظ، رحمه الله، على نقل هذا الإجماع، إذ ورد عن بعض أهل العلم القول بسنيتها، والراجح: الوجوب، لأن النصوص قد جاءت بصيغ هي نصوص في باب الأمر من قبيل: "فرض"، وهو من أقوى الألفاظ الدالة على الوجوب ولا صارف لها عن الوجوب يحملنا على القول بأنها سنة.
وقد ذهب الأحناف والظاهرية، رحمهم الله، إلى أنها تجب على الزوجة من مالها لظاهر الخبر: (على كل حر أو عبد: ذكر أو أنثى)، وتأول الجمهور هذا الظاهر بأن الزوجة تابعة لزوجها في النفقة، فيلزمه إخراجها عنه وعن أولاده.
واستدلوا بأثر ابن عمر، رضي الله عنهما، أنه كان يعطي صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَنْ جَمِيعِ أَهْلِهِ كَبِيرِهِمْ وَصَغِيرِهِمْ عَمَّنْ يَعُولُ وَعَنْ رَقِيقِهِ وَعَنْ رَقِيقِ نِسَائِهِ. وقد رواه ابن أبي شيبة، رحمه الله، في مصنفه، والدارقطني في سننه وهذه روايته.
واستدلوا بحديث ابن عمر، رضي الله عنهما، أيضا: "أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقة الفطر عن الصغير والكبير والحر والعبد ممن تمونون"، وقوله: "أمر": نص في الأمر وهو حقيقة في الوجوب، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وقوله: "ممن تمونون": نص في محل النزاع، لأن مؤونة الزوجة على زوجها.
وقد حسن الشيخ الألباني، رحمه الله، إسناد هذا الحديث، بمجموع شواهده، ورجح بعض أهل العلم: ضعفه، لأن مخرج هذه الشواهد واحد، ومن شروط تقوية الحديث بالشواهد: أن تكون هذه الشواهد مختلفة المخرج، لئلا تؤول في النهاية إلى رواية واحدة حملها أكثر من راو عن نفس الشيخ، والرواية لا تصلح لتقوية نفسها.
ورجح الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله، قول الأحناف والظاهرية، رحمهم الله، ولكنه لم يمنع إخراجها عن الزوجة ومن تلزمه نفقتهم برضاهم.
وهي تجب على الصغير من ماله، إن كان له مال، أو من مال من تلزمه نفقته، ولو لم يكن من أهل الصيام، بأن كان رضيعا أو صغيرا غير مميز أو مميزا لم يبلغ، فهي من هذا الوجه: من قبيل الأحكام الوضعية التي لا تتعلق بفعل المكلف على جهة التعبد، فتكون واجبة في ماله، أو مال وليه، كوجوب سداد قيم ما أتلفه، وإن كان غير متعمد، لأن ضمان المتلفات إنما يقع على جهة الوضع لا التكليف.
وأما الجنين فقد وردت آثار عن عثمان، رضي الله عنه، وسليمان بن يسار، رحمه الله، فيها وجوب أداء زكاة الفطر عن الجنين إذا بلغ: 120 يوما، وهو قول ابن حزم، رحمه الله، وكأن مناط المسألة عنده: تحقق الحياة ولو حكما، فمتى وجدت في: جنين أو رضيع أو صغير ............ إلخ، وجبت زكاة الفطر، وإن لم يكن من أهل التكليف أصلا.
ورأى بعض أهل العلم إخراجها عن الجنين إذا بلغ: 40 يوما.
(يُتْبَعُ)
(/)