عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:
((ثَلاَثٌ لا تُرَدّ: الوَسَائِدُ وَالدُّهْنُ وَاللَّبن))
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 619، وَحَسَّنَهُ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2790]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ المَسْجِدَ قَال: ((أَعُوذُ بِاللهِ الْعَظِيم، وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيم، وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيم، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم؛ فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ قَالَ الشَّيْطَان: حُفِظَ مِنيِّ سَائِرَ الْيَوْم)) 0
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الثَّمَرِ المُسْتَطَابِ وَفي سُنَنِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 466]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ المَسْجِدَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ افْتحْ لي أَبْوَابَ رَحْمَتِك، وَإِذَا خَرَجَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ اعْصِمْني مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم))
[صَحَّحَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ وَالذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأَلْبَانيُّ في سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 733]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: أَنَّهُ كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجَاً إِلى سَفَر؛ كَبَّرَ ثَلاثَاً ثُمَّ قَال: ((سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِين، وَإِنَّا إِلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُون، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هَذَا البِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَه، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَر، وَالخَلِيفَةُ في الأَهْل، اللَّهُمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَر، وَكَآبَةِ المَنْظَر، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ في المَالِ وَالأَهْل)) 0
وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنّ: ((آيِبُونَ تَائِبُون، عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُون))
[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1342 / عَبْد الْبَاقِي]
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: أَنَّهُ كَانَ إِذَا أُتِيَ بِدَابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا؛ وَضَعَ رِجْلَهُ في الرِّكَابِ ثُمَّ قَال: ((بِسْمِ الله، حَتىَّ إِذَا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرِهَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: الحَمْدُ لله، ثمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِين، وَإِنَّا إِلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُون، ثمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: الحَمْدُ للهِ ثَلاثَ مَرَّات، ثمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: اللهُ أَكْبَرُ ثَلاَثَ مَرَّات، ثمَّ قَال: سُبْحَانَكَ إِنيِّ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لي؛ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْت)) 0
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ أَبي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 2602، 3446]
عَن صُهَيْبٍ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَرَ قَرْيَةً يُرِيدُ دُخُولَهَا؛ إِلاَّ قَالَ حِينَ يَرَاهَا: ((اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْن، وَرَبَّ الأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْن، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْن، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا ذَرَيْن؛ أَسْأَلُكَ خَيرَ هَذِهِ القَرْيَةِ وَخَيرَ أَهْلِهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ أَهْلِهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا)) 0
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الْكَلِمِ الطَّيِّب، وَالإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص]
(يُتْبَعُ)
(/)
مَا يُقَالُ لِلْمُسَافِر: عَن أَنَسٍ رَضِي اللهُ عَنهُ قَال: ((جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ الله؛ إِنيِّ أُرِيدُ سَفَرًا فَزَوِّدْني؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: ((زَوَّدَكَ اللهُ التَّقْوَى)) 00 قَالَ زِدْني؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: ((وَغَفَرَ ذَنْبَك)) 00 قَالَ زِدْني بِأَبي أَنْتَ وَأُمِّي؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: ((وَيَسَّرَ لَكَ الخَيرَ حَيْثُمَا كُنْت))
[حَسَنٌ صَحِيح 0 قَالَ ذَلِكَ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3444]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا وَدَّعَ أَحَدًا قَال:
((أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِك)) 0
وَيُجِيبُ المُسَافِر: ((أَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ الَّذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعُه))
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 16]
عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنهَا أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ قَال: ((اللَّهُمَّ إِنيِّ أَسْأَلُكَ خَيرَهَا وَخَيرَ مَا فِيهَا وَخَيرَ مَا أُرْسِلَتْ بِه، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِه)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 899 / عَبْد البَاقِي]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال:
((إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً أَوْ اشْتَرَى خَادِمًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنيِّ أَسْأَلُكَ خَيرَهَا وَخَيرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْه، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْه، وَإِذَا اشْتَرَى بَعِيرًا فَلْيَأْخُذْ بِذِرْوَةِ سَنَامِهِ وَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِك)) 0
[حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 2160]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال:
((لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتيَ أَهْلَهُ قَال: بِاسْمِ الله؛ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا؛ فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ في ذَلِك؛ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدَا))
[رَوَاهُ الإِمَامَانِ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ بِرَقْمَيْ: 6388، 1434]
عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَجَدَّ ثَوْبًا؛ سَمَّاهُ بِاسْمِهِ ـ إِمَّا قَمِيصًا أَوْ عِمَامَةً ـ ثُمَّ يَقُول: ((اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ، أَسْأَلُكَ مِن خَيرِهِ وَخَيرِ مَا صُنِعَ لَه، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَه))
[صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم 0 كَذَا قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ، صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في أَبي دَاوُدَ وَفي التِّرْمِذِيِّ بِرَقَام: 4020، 1767]
عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال: ((دُعَاءُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا بِهِ وَهُوَ في بَطْنِ الحُوت: لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنيِّ كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِين، إِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ في شَيْءٍ قَطُّ إِلاَّ اسْتُجِيبَ لَه)) 0
[صَحَّحَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأَلْبَانيُّ في الْكَلِمِ الطَّيِّب، رَوَاهُ الحَاكِم]
(يُتْبَعُ)
(/)
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنهُ قَال: ((قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مجْلِسٍ حَتىَّ يَدْعُوَ بِهَؤُلاءِ الدَّعَوَاتِ لأَصْحَابِه: اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِن خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيك، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَك، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلا تجْعَلْ مُصِيبَتَنَا في دِينِنَا، وَلا تجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبرَ هَمِّنَا، وَلا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لا يَرْحَمُنَا)) 0
[حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي التَّوَسُّلِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3502]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ وَبحَمْدِهِ في يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّة؛ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْر)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6405 / فَتْح الْبَارِي، وَرَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2691 / عَبْد البَاقِي]
عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ:
كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى مَا يحِبُّ قَال:
((الحَمْدُ للهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَات)) 0
وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ قَال: ((الحَمْدُ للهِ عَلَى كُلِّ حَال))
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 8858، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَة]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَنْ رَأَى مُبْتَلًى فَقَال: الحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَاني مِمَّا ابْتَلاكَ بِهِ، وَفَضَّلَني عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً؛ لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ البَلاَء))
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 11193، 2737، رَوَاهُ الطَّبرَانيّ]
عَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءهُ فَقَال: إِنيِّ قَدْ عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتي فَأَعِنيِّ؛ قَالَ رَضِي اللهُ عَنهُ: أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللهُ عَنْك؟
قَالَ رَضِي اللهُ عَنهُ قُلْ: ((اللَّهُمَّ اكْفِني بحَلاَلِكَ عَنْ حَرَامِك، وَاغْنِني بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاك)) 0
[وَصِير: اسْمُ جَبَل 0 حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3563]
عَن أُسَامَةَ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللهُ عَنهُ قَال: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَعَثَرَتْ دَابَّتُهُ فَقُلْتُ: تَعِسَ الشَّيْطَان؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:
((لا تَقُلْ تَعِسَ الشَّيْطَان؛ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَعَاظَمَ حَتىَّ يَكُونَ مِثْلَ البَيْت، وَيَقُولُ بِقُوَّتي، وَلَكِنْ قُلْ: بِسْمِ الله؛ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَصَاغَرَ حَتىَّ يَكُونَ مِثْلَ الذُّبَاب))
[صَحَّحَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأَلْبَانيُّ في سُنَنِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4982]
عَن أَبي مَالِكٍ الأَشْعَرِيَّ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((إِنَّ للهِ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا لَيْسُواْ بِأَنْبِيَاءَ وَلا شُهَدَاء، يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلّ))
وَكَانَ في أَقْصَى المجْلِسِ أَعْرَابيٌّ فَقَال: ((انْعَتْهُمْ لَنَا)) 00 يَعْني صِفْهُمْ لَنَا 00؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((هُمْ نَاسٌ مِن أَفْنَاءِ النَّاسِ وَنَوَازِعِ القَبَائِل ـ أَيْ مخْتَلَفِ الْقَبَائِل ـ لَمْ تَصِلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَة، تَحَابُّواْ في اللهِ وَتَصَافَوْا، يَضَعُ اللهُ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فَيُجْلِسُهُمْ عَلَيْهَا، فَيجْعَلُ وُجُوهَهُمْ نُورًا، وَثِيَابَهُمْ نُورًا، يَفْزَعُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلا يَفْزَعُون، وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللهِ الَّذِينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يحْزَنُون))
[حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في فِقْهِ السِّيرَةِ بِرَقْم: (150)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]
عَن أَبي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعَاً؛ فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَة؛ إِلاَّ كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَة)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامَانِ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ بِرَقْمَيْ: 2320، 1553]
عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا؛ إِلاَّ كَانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَة، وَمَا سُرِقَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَة، وَمَا أَكَلَ السَّبْعُ مِنْهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَة، وَمَا أَكَلَتِ الطَّيْرُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَة، وَلا يَرْزَؤُهُ أَحَدٌ ـ أَيْ لا يُصِيبُ مِنْ زَرْعِهِ أَحَدٌ ـ إِلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَة)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1552 / عَبْد البَاقِي]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((لَيَتَمَنَّيَنَّ أَقْوَامٌ وُلُّواْ هَذَا الأَمْر؛ أَنَّهُمْ خَرُّواْ مِنَ الثُّرَيَّا؛ وَأَنَّهُمْ لَمْ يَلُواْ شَيْئَا))
[حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 9491، رَوَاهُ أَحْمَد]
عَن أَبي مَرْيَمَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((مَنْ وَلاَّهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا مِن أَمْرِ المُسْلِمِين، فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجَتِهِمْ وَخَلَّتِهِمْ وَفَقْرِهِمْ؛ احْتَجَبَ اللهُ عَنْهُ دُونَ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ وَفَقْرِه))
[صَحَّحَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأَلْبَانيُّ في سُنَنِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 2948]
عَن عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((مَا مِن إِمَامٍ يُغْلِقُ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الحَاجَةِ وَالخَلَّةِ وَالمَسْكَنَة؛ إِلاَّ أَغْلَقَ اللهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ خَلَّتِهِ وَحَاجَتِهِ وَمَسْكَنَتِه)) 0
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1332، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]
عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَنْ لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ، وَمَنْ لا يَغْفِرْ لا يُغْفَرْ لَه)) 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيِحِ وَالصَّحِيحَة، وَقَالَ الإِمَامُ
الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال: ((لا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلاَّ مِنْ شَقِيّ)) 0
[حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَين:
أَبي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 4942، 1923]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال:
((مَنْ ضَرَبَ بِسَوْطٍ ظُلْمًا اقْتُصَّ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَة))
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِع، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَرَوَاهُ الإِمَامَانِ الْبَيْهَقِيُّ وَالطَّبرَانيّ]
(يُتْبَعُ)
(/)
عَن هِشَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال: ((إِنَّ اللهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ في الدُّنْيَا))
[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2613 / عَبْد الْبَاقِي]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ الله؛ لا يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا؛ لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَة)) 00 أَيْ رِيحَهَا 0
[صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 كَذَا قَالَ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ وَالحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك، صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ ابْنِ مَاجَةَ وَأَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 252، 3664، وَرَوَاهُ أَحْمَد]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِن أَعْمَالِهِمُ الصَّلاَة، يَقُولُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ لِمَلاَئِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَم: انْظُرُواْ في صَلاَةِ عَبْدِي أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا؟
فَإِنْ كَانَتْ تَامَّة؛ كُتِبَتْ لَهُ تَامَّة، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالىَ: انْظُرُواْ؛ هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّع؟ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالىَ: أَتِمُّواْ لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِه، ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ)) 0
[صَحَّحَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأَلْبَانيُّ في سُنَنِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 864]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ لَقِيَ امْرَأَةً مُتَطَيِّبَةً تُرِيدُ المَسْجِد؛ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا أَمَةَ الجَبَّار؛ أَيْنَ تُرِيدِين 00؟
قَالَتِ المَسْجِد، قَالَ رَضِي اللهُ عَنهُ: وَلَهُ تَطَيَّبْتِ؟! قَالَتْ نَعَمْ؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُول: ((أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ إِلى المَسْجِد؛ لَمْ تُقْبَلْ لَهَا صَلاَةٌ حَتىَّ تَغْتَسِل)) 0
[حَسَنٌ صَحِيح 0 قَالَ ذَلِكَ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4002]
جَاءتْ أُمُّ حُمَيْدٍ الأَنْصَارِيَّةُ رَضِي اللهُ عَنهَا النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله؛ إِنيِّ أُحِبُّ الصَّلاَةَ مَعَك؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: ((قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ تحِبِّينَ الصَّلاَةَ مَعِي، وَصَلاَتُكِ في بَيْتِكِ خَيرٌ لَكِ مِنْ صَلاَتِكِ في حُجْرَتِك، وَصَلاَتُكِ في حُجْرَتِكِ خَيرٌ مِنْ صَلاَتِكِ في دَارِك، وَصَلاَتُكِ في دَارِكِ خَيرٌ لَكِ مِنْ صَلاَتِكِ في مَسْجِدِ قَوْمِك، وَصَلاَتُكِ في مَسْجِدِ قَوْمِكِ خَيرٌ لَكِ مِنْ صَلاَتِكِ في مَسْجِدِي)) 0
فَأَمَرَتْ فَبُنيَ لَهَا مَسْجِدٌ في أَقْصَى شَيْءٍ مِنْ بَيْتِهَا وَأَظْلَمِه، فَكَانَتْ تُصَلِّي فِيهِ حَتىَّ لَقِيَتِ اللهَ عَزَّ وَجَلّ)) 0
[صَحَّحَهُ العَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقم: 26969، الكَنْز: 20870]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَثَلُ الَّذِي يَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ ثُمَّ لا يُحَدِّثُ بِه؛ كَمَثَلِ الَّذِي يَكْنِزُ الْكَنْزَ فَلا يُنْفِقُ مِنه)) 0
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَفي الصَّحِيحَةِ وَفي التَّرْغِيبِ بِأَرْقَام:
5835، 3479، 122، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبيرِ وَالأَوْسَط]
(يُتْبَعُ)
(/)
عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال: ((أَحَبُّ النَّاسِ إِلى اللهِ عَزَّ وَجَلّ: أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاس، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلى اللهِ عَزَّ وَجَلّ: سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِم: تَكْشِفُ عَنهُ كُرْبَة، أَوْ تَقْضِي عَنهُ دَيْنَا، أَوْ تَطْرُدُ عَنهُ جُوعَا، وَلأَن أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ في حَاجَةٍ؛ أَحَبُّ إِليَّ مِن أَن أَعْتَكِفَ في هَذَا المَسْجِدِ شَهْرَا)) 00 أَيْ مَسْجدِ المَدِينَة 0
[حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 176، 906، رَوَاهُ الطَّبَرَانيّ]
عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَير، مَغَالِيقَ لِلشَّرّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرّ، مَغَالِيقَ لِلْخَير؛ فَطُوبىَ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيرِ عَلَى يَدَيْه، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْه))
[حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 237]
عَن أَبي بَكْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ في الدُّنْيَا ـ مَعَ مَا يُدَّخَرُ لَهُ في الآخِرَة ـ مِنَ الْبَغْيِ وَالخيَانَةِ وَالْكَذِب، وَإِنَّ أَعْجَلَ الطَّاعَةِ ثَوَابًا: لَصِلَةُ الرَّحِم، حَتىَّ إِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ لَيَكُونُونَ فَجَرَةً؛ فَتَنمُو أَمْوَالهُمْ، وَيَكْثُرُ عَدَدُهُمْ؛ إِذَا تَوَاصَلُواْ)) 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقم: 10642، رَوَاهُ الطَّبرَانيّ]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((احْفَظُواْ أَنْسَابَكُمْ تَصِلُواْ أَرْحَامَكُمْ؛ فَإِنَّهُ لا بُعْدَ بِالرَّحِمِ إِذَا قَرُبَتْ وَإِنْ كَانَتْ بَعِيدَة، وَلا قُرْبَ بِهَا إِذَا بَعُدَتْ وَإِنْ كَانَتْ قَرِيبَة ـ أَيْ لا يَكُونُ الْبَعِيدُ قَاطِعًا لِرَحِمِهِ إِذَا وَصَلَهَا، وَلا يَكُونُ الْقَرِيبُ وَاصِلاً لِرَحِمِهِ إِذَا قَطَعَهَا ـ وَكُلُّ رَحِمٍ آتِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمَامَ صَاحِبِهَا؛ تَشْهَدُ لَهُ بِصِلَةٍ إِنْ كَانَ وَصَلهَا، وَعَلَيْهِ بِقَطِيعَةٍ إِنْ كَانَ قَطَعَهَا)) 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 71]
عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِىِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: ((لا يَكُونُ لأَحَدٍ ثَلاَثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلاَثُ أَخَوَات؛ فَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ إلاَّ دَخَلَ الجَنَّةَ)) 0
[حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 79]
عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنهَا أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال:
((اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِن أَمْرِ أُمَّتي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْه، وَمَنْ وَليَ مِن أَمْرِ أُمَّتي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِه)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1828 / عَبْد الْبَاقِي]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِم، لا يَظْلِمُهُ وَلا يُسْلِمُه ـ أَيْ لا يَخْذُلُهُ وَيَتْرُكُه ـ وَمَنْ كَانَ في حَاجَةِ أَخِيه؛ كَانَ اللهُ في حَاجَتِه، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَة؛ فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَة، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا؛ سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَة)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامَانِ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ بِرَقْمَيْ: 2442، 2580]
(يُتْبَعُ)
(/)
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال: ((مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا؛ نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَة، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ؛ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ في الدُّنْيَا وَالآخِرَة، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا؛ سَتَرَهُ اللهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَة، وَاللهُ في عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيه، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا؛ سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلى الجَنَّة، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ الله، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ؛ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَة، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَة، وَحَفَّتْهُمُ المَلائِكَة، وَذَكَرَهُمْ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَه، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُه))
[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2699 / عَبْد الْبَاقِي]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال:
((خَلَقَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ فَكَتَبَ حَيَاتهَا وَمَوْتهَا، وَمُصِيبَاتِهَا وَرِزْقَهَا)) 0
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 1152، رَوَاهُ أَحْمَد]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((لَوْ يَعْلَمُ المُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعُقُوبَة؛ مَا طَمِعَ بجَنَّتِهِ أَحَد، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَة؛ مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَد)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ بِرَقْم: 2755 / عَبْدُ الْبَاقِي]
عَن أَبي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِه؛ فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الجَنَّة)) 00 فَقَالَ لَهُ رَجُل: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((وَإِنْ قَضِيبًا مِن أَرَاك))
[الأَرَاكُ هُوَ السِّوَاك 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ بِرَقْم: 137 / عَبْدُ الْبَاقِي]
عَن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ: الَّذِينَ تحِبُّونَهُمْ وَيحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ ـ أَيْ يَدْعُونَ لَكُمْ وَتَدْعُونَ لَهُمْ ـ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ: الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ))
[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1855 / عَبْدُ الْبَاقِي]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال: ((الرَّاحمُونَ يَرْحمُهُمْ الرَّحمَن؛ ارْحمُواْ مَنْ في الأَرْضِ يَرْحمُكُمْ مَنْ في السَّمَاء))
[حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ التِّرْمِذِيِّ وَأَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 1924، 4941]
عَنْ مَالِكِ بْنِ قَيْسٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَنْ ضَارَّ أَضَرَّ اللهُ بِه، وَمَنْ شَاقَّ شَقَّ اللهُ عَلَيْه))
[حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 2342، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]
عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي لَيْلَى رَضِي اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ: أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا))
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 5004،
وَفي التَّرْغِيبِ بِرَقْم: 2805، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَالْبَيْهَقِيُّ وَالْبَزَّار]
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((لَزَوَالُ الدُّنْيَا؛ أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِم)) 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم:
(1395)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 3987]
عَن أَنَسٍ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال:
((أَبىَ اللهُ أَنْ يجْعَلَ لِقَاتِلِ المُؤْمِنِ تَوْبَة))
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 23]
عَن عَمْرٍو الخُزَاعِيِّ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَن أَمِنَ رَجُلاً عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ؛ فَأَنَا بَرِيءٌ مِنَ الْقَاتِلِ وَإِنْ كَانَ المَقْتُولُ كَافِرًا))
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِع، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَرَوَاهُ الطَّبرَانيّ]
عَن عَمْرِو بْنِ حَبِيبٍ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((خَابَ عَبْدٌ وَخَسِر؛ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ في قَلْبِهِ رَحْمَةً لِلْبَشَر)) 0
[حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ((الجَامِعِ)) بِرَقْم: (5516)، رَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِر، وَابْنُ مَنْدَة، وَأَبُو نُعَيْمٍ في المَعْرِفَة]
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((المَرْأَةُ عَوْرَة، وَإِنَّهَا إِذَا خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا؛ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَان، وَإِنَّهَا لا تَكُونُ أَقْرَبَ إِلى اللهِ مِنهَا في قَعْرِ بَيْتِهَا))
[اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ أَيْ تَلَقَّفَهَا لِيُغْوِيَ بِهَا 0 صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 344، 2688، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]
عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال: ((مَنْ تَوَضَّأَ في بَيْتِهِ فَأَحْسَنَ الْوُضُوء، ثُمَّ أَتَى المَسْجِد؛ فَهُوَ زَائِرُ الله، وَحَقٌّ عَلَى المَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ الزَّائِر)) 0
[قَالَ الأَلْبَانيُّ في الثَّمَرِ المُسْتَطَاب: إِسْنَادٌ جَيِّد: (187)، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الطَّبرَانيّ]
عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال:
((مَثَلُ الْعَالِمِ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الخَيرَ ويَنْسَى نَفْسَه؛ كَمَثَلِ السِّرَاجِ يُضِيءُ لِلنَّاسِ ويَحْرِقُ نَفْسَه)) 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في اقْتِضَاءَ الْعِلْمِ الْعَمَلَ بِرَقْم: (49)، وَقَالَ في قِيَامِ رَمَضَان: إِسْنَادُهُ جَيِّد، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال:
((أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا: أَحْسَنُهُمْ خُلُقَا، وَخِيَارُكُمْ: خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقَا)) 0
[حَسَنٌ صَحِيح 0 قَالَ ذَلِكَ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1162]
عَن خَرَشَةَ بْنِ الحُرِّ قَال: ((شَهِدَ رَجُلٌ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بِشَهَادَة؛ فَقَالَ لَهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لَسْتُ أَعْرِفُك ـ وَلا يَضُرُّكَ أَنْ لا أَعْرِفُك ـ ائْتِ بمَنْ يَعْرِفُك 00؟
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْم: أَنَا أَعْرِفُه؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: بِأَيِّ شَيْءٍ تَعْرِفُه 00؟
قَالَ بِالْعَدَالَةِ وَالْفَضْل 00
فَقَالَ رَضِي اللهُ عَنهُ: فَهُوَ جَارُكَ الأَدْنىَ الَّذِي تَعْرِفُهُ لَيْلَهُ وَنَهَارَه، وَمُدْخَلَهُ وَمُخْرَجَه 00؟
قَالَ لا؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَعَامَلَكَ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَم، اللَّذَيْنِ بهِمَا يُسْتَدَلُّ عَلَى الْوَرَع 00؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ لا، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَرَفِيقُكَ في السَّفَر، الَّذِي يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى مَكَارِمِ الأَخْلاَق 00؟
قَالَ لا؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لَسْتَ تَعْرِفُه، ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُل: ائْتِ بِمَنْ يَعْرِفُك)) 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في مخْتَصَرِ الإِرْوَاءِ بِرَقْم: 2637، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيّ]
عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: ((كَانَتْ نَاقَةٌ لِرَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ تُسَمَّى العَضْبَاء، وَكَانَتْ لا تُسْبَق، فَجَاءَ أَعْرَابيٌّ عَلَى قَعُودٍ لَهُ ـ أَيْ جَمَل ـ فَسَبَقَهَا؛ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى المُسْلِمِينَ وَقَالُواْ: سُبِقَتِ العَضْبَاء؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: ((إِنَّ حَقَّاً عَلَى اللهِ أَنْ لا يَرْفَعَ شَيْئَاً مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ وَضَعَه)) 00 أَيْ خَفَضَه 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6501 / فَتْح]
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((مَثَلُ المُؤْمِنِينَ مَثَلُ النَّحْلَة؛ إِن أَكَلَتْ أَكَلَتْ طَيِّبًا، وَإِنْ وَضَعَتْ وَضَعَتْ طَيِّبًا، وَإِنْ وَقَعَتْ عَلَى عُودِ شَجَرٍ لَمْ تَكْسِرْهُ، وَمَثَلُ المُؤْمِنِ مَثَلُ سَبِيكَةِ الذَّهَب: إِنْ نَفَخْتَ عَلَيْهَا احْمَرَّتْ ـ أَيْ تَطَايَرَ مِنهَا الشَّرَر ـ وَإٍنْ وُزِنَتْ لَمْ تَنْقُصْ)) 0
[حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 10785، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((وَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه؛ لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يُخَوَّنَ الأَمِينُ وَيُؤْتَمَنَ الخَائِن، وَحَتىَّ يَظْهَرَ الفُحْشُ وَالتَّفَحُّش، وَقَطِيعَةُ الأَرْحَامِ وَسُوءُ الجِوَار، وَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه: إِنَّ مَثَلَ المُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ الْقِطْعَةِ مِنَ الذَّهَب: نَفَخَ عَلَيْهَا صَاحِبُهَا ـ أَيْ تَطَايَرَ مِنهَا الشَّرَر ـ فَلَمْ تَتَغَيَّرْ وَلَمْ تَنْقُصْ، وَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه؛ إِنَّ مَثَلَ المُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ النَّحْلَة: أَكَلَتْ طَيِّبًا وَوَضَعَتْ طَيِّبًا، وَوَقَعَتْ فَلَمْ تَكْسِرْ وَلَمْ تُفْسِدْ))
[صَحَّحَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2288، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]
عَن أَبي رَزِينٍ الْعُقَيْليِّ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَثَلُ المُؤْمِنِ مَثَلُ النَّحْلَة: لا تَأْكُلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وَلا تَضَعُ إِلاَّ طَيِّبًا)) 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5847، 355، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَثَلُ المُؤْمِنِ مَثَلُ النَّخْلَة: مَا أَخَذْتَ مِنْهَا مِنْ شَيْءٍ نَفَعَك)) 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ((الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ)) بِرَقْمَيْ: (5848، 2285)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]
عَن أَنَسٍ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال:
((مَثَلُ أُمَّتي مَثَلُ المَطَر: لا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُه)) 0
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5854، 2286، وَصَحَّحَهُ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2869]
عَن أَبي عِنَبَةَ الخَوْلانِيَّ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال: ((لا يَزَالُ اللهُ يَغْرِسُ في هَذَا الدِّينِ غَرْسًا؛ يَسْتَعْمِلُهُمْ في طَاعَتِه)) 0
[حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 8]
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنِ ابْنِ عَمِيرَةَ الكِنْدِيِّ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((إِذَا عُمِلَتِ الخَطِيئَةُ في الأَرْض: كَانَ مَنْ شَهِدَهَا فَكَرِهَهَا أَوْ فَأَنْكَرَهَا؛ كَانَ كَمَن غَابَ عَنْهَا، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا؛ كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا)) 0
[حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4345]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((إِنَّ الإِيمَانَ لَيَخْلَقُ في جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يخْلَقُ الثَّوْب؛ فَاسْأَلُواْ اللهَ أَنْ يُجَدِّدَ الإِيمَانَ في قُلُوبِكُمْ))
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1590، 1585، وَوَثَّقَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَحَسَّنَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال: ((إِنَّ اللهَ تَعَالىَ يُبْغِضُ كُلَّ عَالِمٍ بِالدُّنيَا، جَاهِلٍ بِالآخِرَة)) 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 2760]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلاَةَ يَوْماً فَقَال: ((مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا؛ كَانَتْ لَهُ نُوراً وَبُرْهَاناً وَنجَاةً مِنَ النَّارِ يَوْمَ القِيَامَة، وَمَنْ لَمْ يحَافِظْ عَلَيْهَا؛ لَمْ تَكُنْ لَهُ نُوراً وَلاَ نجَاةً وَلاَ بُرْهَاناً، وَكَانَ يَوْمَ القِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبىِّ بْنِ خَلَف)) 0
[حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في الثَّمَرِ المُسْتَطَابِ بِرَقْم: 52، رَوَاهُ الإِمَامُ الدَّارِمِيّ]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال: ((أَحَبُّ الْبِلادِ إِلى اللهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ البِلادِ إِلى اللهِ أَسْوَاقُهَا)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ بِرَقْم: 671 / عَبْد البَاقِي]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ المُؤْمِنَ مِن عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِه: عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَه، وَوَلَدًا صَالحًا تَرَكَه، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ أَوْ مَسْجِدًا بَنَاه، أَوْ بَيْتًا لابْنِ السَّبِيلِ بَنَاه، أَوْ نَهْرً أَجْرَاه))
[حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 242]
عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال:
((مَنْ مَشَى في ظُلْمَةِ اللَّيْلِ إِلى المَسَاجِد؛ آتَاهُ اللهُ نُورًا يَوْمَ القِيَامَة)) 0
[حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في الثَّمَرِ المُسْتَطَاب: 503، رَوَاهُ الطَّبرَانيّ]
عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبي سَوْدَةَ عَنْ أَخِيهِ أَنَّ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ:
((يَا نَبيَّ الله؛ أَفْتِنَا في بَيْتِ المَقْدِس)) 00؟
أَيْ تَسْأَلُ عَنْ فَضْلِهِ بَعْدَ أَنْ رَأَتْ تحْوِيلَ الْقِبْلَةِ عَنهُ؟
فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: ((أَرْضُ المَنْشَرِ وَالمحْشَر، إِيتُوهُ فَصَلُّواْ فِيه؛ فَإِنَّ صَلاَةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاه)) 0
قَالَتْ: أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يُطِقْ أَنْ يَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ أَوْ يَأْتِيَه 00؟ قَال صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم:
((فَلْيُهْدِ إِلَيْهِ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيه؛ فَإِنَّ مَنْ أَهْدَى لَهُ كَانَ كَمَنْ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِيه)) 0
[حَسَنٌ صَحِيح 0 قَالَ ذَلِكَ الأَلْبَانيُّ في الثَّمَرِ المُسْتَطَاب: 542، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]
(يُتْبَعُ)
(/)
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال: ((إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلالُهُ أَذِنَ لي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ دِيكٍ: قَدْ مَزَّقَتْ رِجْلاَهُ الأَرْض، وعُنُقُهُ مُنْثَنٍ تحْتَ الْعَرْشِ وَهُوَ يَقُول: سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَكَ رَبَّنَا؛ فَيَرُدُّ عَلَيْه جَلَّ جَلالُه: مَا يَعْلَمُ ذَلِكَ مَن حَلَفَ بي كَاذِبَا))
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَصَحَّحَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالطَّبرَانيُّ بِالأَوْسَطِ وَالْكَبِير]
عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلاثَة، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلاثَة: مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ المَرْأَةُ الصَّالِحَة، وَالمَسْكَنُ الصَّالِح، وَالمَرْكَبُ الصَّالِح، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَم: المَرْأَةُ السُّوء، وَالمَسْكَنُ السُّوء، وَالمَرْكَبُ السُّوء)) 0
[قَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ رَضِي اللهُ عَنهُ قَال: أَقْبَلْتُ مِنْ مَسْجِدِ بَني عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِقُبَاءَ عَلَى بَغْلَةٍ لي قَدْ صَلَّيْتُ فِيه؛ فَلَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ مَاشِيًا، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ نَزَلْتُ عَنْ بَغْلَتي، ثُمَّ قُلْتُ ارْكَبْ أَيْ عَمّ، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَيِ ابْنَ أَخِي؛ لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَرْكَبَ الدَّوَابَّ لَرَكِبْت، وَلَكِنيِّ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي إِلى هَذَا المَسْجِد، حَتىَّ يَأْتِيَ فَيُصَلِّيَ فِيه؛ فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَمْشِيَ إِلَيْهِ كَمَا رَأَيْتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي)) 0
[حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الثَّمَرِ المُسْتَطَاب: 575، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِي اللهُ عَنهُ قَال: ((إِنَّكُمْ في زَمَانٍ: الصَّلاةُ فِيهِ طَوِيلَة، وَالخُطْبَةُ فِيهِ قَصِيرَة، وَعُلَمَاؤُهُ كَثِير، وَخُطَبَاؤُهُ قَلِيل، وَسَيَأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَان: الصَّلاةُ فِيهِ قَصِيرَة، وَالخُطْبَةُ فِيهِ طَوِيلَة، خُطَبَاؤُهُ كَثِير، وَعُلَمَاؤُهُ قَلِيل))
[قَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِيرِ]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((ثَلاَثٌ لا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَلا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القِيَامَة: العَاقُّ وَالِدَيْه، وَالمَرْأَةُ المُتَرَجِّلَةُ المُتَشَبِّهَةُ بِالرِّجَال، وَالدَّيُّوث)) 0
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي جِلْبَابِ المَرْأَةِ المُسْلِمَة، رَوَاهُ أَحْمَد]
رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ ابْنِ أَبي مُلَيْكَةَ التَّيْمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:
((أَدْرَكْتُ ثَلاثِينَ مِن أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ كُلُّهُمْ يخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِه))
[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بَينَ رَقْمَيْ: 47، 48 / فَتْح]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((لا يَمْنَعْ جَارٌ جَارَه؛ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَةً في جِدَارِه)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2463 / فَتْح الْبَارِي، وَرَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1609 / عَبْد البَاقِي]
(يُتْبَعُ)
(/)
عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ جُوَيْرِيَةَ رَضِي للهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ خَرَجَ مِن عِنْدِهَا بُكْرَةً ـ أَيْ مُبَكِّرًا ـ حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ في مَسْجِدِهَا، ثمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَة؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((مَا زِلْتِ عَلَى الحَالِ الَّتي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا)) 00؟
قَالَتْ نَعَمْ؛ قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلاثَ مَرَّات؛ لَوْ وُزِنَتْ بمَا قُلْتِ مُنْذُ اليَوْمِ لَوَزَنَتْهُنّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبحَمْدِهِ؛ عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِه)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2726 / عَبْد البَاقِي]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاس، فَإِذَا رَأَى مُعْسِرَاً قَالَ لِفِتْيَانِهِ: تجَاوَزُواْ عَنْهُ؛ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا؛ فَتَجَاوَزَ اللهُ عَنْهُ))
[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2078 / فَتْح الْبَارِي، وَرَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1562 / عَبْد البَاقِي]
عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((إِنَّ رَجُلاً كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، أَتَاهُ المَلَكُ لِيَقْبِضَ رُوحَهُ، فَقِيلَ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ مِن خَير؟ قَالَ مَا أَعْلَم، قِيلَ لَهُ انْظُرْ؛ قَالَ مَا أَعْلَمُ شَيْئَاً، غَيرَ أَنيِّ كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ في الدُّنْيَا وَأُجَازِيهِمْ ـ أَيْ وَأُدَايِنُهُمْ ـ فَأُنْظِرُ المُوسِر، وَأَتَجَاوَزُ عَنِ المُعْسِر؛ فَأَدْخَلَهُ اللهُ الجَنَّة)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3451 / فَتْح]
عَن أَبي الْيَسَرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَن أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ؛ أَظَلَّهُ اللهُ في ظِلِّه)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ بِرَقْم: 3006 / عَبْد البَاقِي]
عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَنْ أَخَذَ شِبرَاً مِنَ الأَرْضِ ظُلْمَاً؛ فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِين)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3198 / فَتْح الْبَارِي، وَرَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1610 / عَبْد البَاقِي]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((لا حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْن: رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللهُ القُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَار، فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَال: لَيْتَني أُوتِيتُ مِثْلَمَا أُوتيَ فُلان؛ فَعَمِلْتُ مِثْلَمَا يَعْمَل، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَهُوَ يُهْلِكُهُ في الحَقّ؛ فَقَالَ رَجُل: لَيْتَني أُوتِيتُ مِثْلَمَا أُوتيَ فُلان؛ فَعَمِلْتُ مِثْلَمَا يَعْمَل))
[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5026 / فَتْح]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا؛ يَهْوِي بهَا في النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَينَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِب))
[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6477 / فَتْح الْبَارِي، وَرَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2988 / عَبْد البَاقِي]
عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَن عَادَ مَرِيضًا؛ خَاضَ في الرَّحْمَة، حَتىَّ إِذَا قَعَدَ اسْتَقَرَّ فِيهَا)) 0
(يُتْبَعُ)
(/)
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 522]
عَن أَنَسٍ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ؛ حَتىَّ يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِه)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 13 / فَتْح الْبَارِي، وَرَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 45 / عَبْد البَاقِي]
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:
((المُؤْمِنُونَ هَيِّنُونَ لَيِّنُون))
[حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 6669، 936، أَخْرَجَهُ ابْنُ المُبَارَك]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَنْ كَانَ لَيِّنًا هَيِّنًا سَهْلاً؛ حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّار)) 0
[قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الجامِعِ بِرَقْم: 2263، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ في السُّنَن]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((حُرِّمَ عَلَى النَّارِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ مِنَ النَّاس))
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الجامِعِ بِرَقْم: 5446، رَوَاهُ أَحْمَد]
عَن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((أَدْخَلَ اللهُ الجَنَّةَ رَجُلاً؛ كَانَ سَهْلاً بَائِعًا وَمُشْتَرِيًا)) 0
[حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 2202، كَمَا حَسَّنَهُ أَيْضًا في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 4696]
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: ((غَفَرَ اللهُ لِرَجُلٍ كَانَ قَبْلَكُمْ؛ كَانَ سَهْلاً إِذَا بَاع، سَهْلاً إِذَا اشْتَرَى، سَهْلاً إِذَا اقْتَضَى)) 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَفي الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 4162، 1181، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1320]
عَنْ جَابِرٍ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: ((رَحِمَ اللهُ عَبْدًا؛ سَمْحًا إِذَا بَاع، سَمْحًا إِذَا اشْتَرَى، سَمْحًا إِذَا اقْتَضَى)) 0
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 2203]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((المُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ؛ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ المُؤْمِنِ الَّذِي لا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ)) 0
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَفي الصَّحِيحَةِ وَفي سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4032]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((يَا أَبَا هُرَيْرَة؛ كُنْ وَرِعًا تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاس، وَكُنْ قَنِعًا تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاس، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحْسِنْ جِوَارَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَأَقِلَّ الضَّحِك؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ القَلْب)) 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4217]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ قَال: جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو جَارَه؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: اذْهَبْ فَاصْبِرْ، فَأَتَاهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((اذْهَبْ فَاطْرَحْ مَتَاعَكَ في الطَّرِيق))
(يُتْبَعُ)
(/)
فَطَرَحَ مَتَاعَهُ في الطَّرِيق؛ فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ فَيُخْبِرُهُمْ خَبَرَه؛ فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْعَنُونَهُ 00 فَعَلَ اللهُ بِهِ وَفَعَلَ وَفَعَل؛ فَجَاءَ إِلَيْهِ جَارُه، فَقَالَ لَهُ ارْجِعْ لا تَرَى مِنيِّ شَيْئًا تَكْرَهُه)) 0
[حَسَنٌ صَحِيح قَالَ ذَلِكَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 5153]
وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّ الجَارَ الجَائِرَ جَاءَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: ((إِنَّ النَّاسَ يَلْعَنُونَني))؟
قَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((فَقَدْ لَعَنَكَ اللهُ قَبْلَ النَّاس)) 0
[قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم]
عَن أَبي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:
((قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ العَمَلَ مِنَ الخَيْرِ وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْه)) 00؟!
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى المُؤْمِن)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2642 / عَبْد البَاقِي]
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال:
((لَيْسَ المُؤْمِنُ الَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِع))
[صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَالأَدَبِ المُفْرَدِ بِأَرْقَام: 5382، 149، 112، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الطَّبرَانيّ]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((خَيرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللهِ خَيرُهُمْ لِصَاحِبِه، وَخَيرُ الجِيرَانِ عِنْدَ اللهِ خَيرُهُمْ لِجَارِه)) 0
[صَحَّحَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ وَقَالَ فِيه: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَفي سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1944]
عَن أَبي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((لا يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنَ المَعْرُوف، وَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَلْقَ أَخَاهُ بِوَجْهٍ طَلِيق، وَإِنِ اشْتَرَيْتَ لَحْمًا، أَوْ طَبَخْتَ قِدْرًا؛ فَأَكْثِرْ مَرَقَتَهُ وَاغْرِفْ لِجَارِكَ مِنْهُ))
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1833]
عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((فُكُّواْ العَاني ـ أَيِ الأَسِير ـ وَأَطْعِمُواْ الجَائِع، وَعُودُواْ المَرِيض))
[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3046 / فَتْح]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((خَيرُكُمْ: مَنْ يُرْجَى خَيرُهُ وَيُؤْمَنُ شَرُّه، وَشَرُّكُمْ: مَنْ لا يُرْجَى خَيرُهُ وَلا يُؤْمَنُ شَرُّه))
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2263، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في مجْمَعِ الزَّوَائِد: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:
((تَعَوَّذُواْ بِاللهِ مِنْ جَارِ السَّوْء))
[حَسَنٌ صَحِيح: كَذَا قَالَ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 5502]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِي اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَنْ مَنَعَ فَضْلَ مَائِهِ أَوْ فَضْلَ كَلإِه؛ مَنْعَهُ اللهُ فَضْلَهُ يَوْمَ القِيَامَة))
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (6560، 1422)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]
(يُتْبَعُ)
(/)
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِي اللهُ عَنهُ قَال: ((قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: كَيْفَ لي أَنْ أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ وَإِذَا أَسَأْت 00؟
قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ أَنْ قَدْ أَحْسَنْتَ فَقَدْ أَحْسَنْت، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ قَدْ أَسَأْتَ فَقَدْ أَسَأْت))
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4223، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح: 271/ 10]
عَنِ المِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لأَصْحَابِه:
((مَا تَقُولُونَ في الزِّنَا)) 00؟
قَالُواْ حَرَّمَهُ اللهُ وَرَسُولُه؛ فَهُوَ حَرَامٌ إِلى يَوْمِ القِيَامَة؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لأَصْحَابِه: ((لأَنْ يَزْنيَ الرَّجُلُ بِعَشْرِ نِسْوَة؛ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِن أَنْ يَزْنيَ بِامْرَأَةِ جَارِه)) 0
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ أَحْمَد]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((أَتَدْرُونَ مَا المُفْلِس))؟
قَالُواْ: المُفْلِسُ فِينَا مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاع؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
((إِنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي؛ يَأْتي يَوْمَ القِيَامَةِ بِصَلاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاة، وَيَأْتي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا؛ فَيُعْطَى هَذَا مِن حَسَنَاتِه، وَهَذَا مِن حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْه؛ أُخِذَ مِن خَطَايَاهُمْ، فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ في النَّار)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2581 / عَبْد البَاقِي]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ قَال: ((سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّة؟
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((تَقْوَى اللهِ وَحُسْنُ الخُلُق))
[حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2004]
عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((إِنَّ المُؤْمِنَ يُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِه: دَرَجَاتِ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَار)) 0
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2500، 795، وَقَالَ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]
عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((إِنَّ المُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بحُسْنِ خُلُقِه: دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِم)) 0
[حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4798]
عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: ((إِنَّ أَثْقَلَ شَيْءٍ في المِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَة: الخُلُقُ الحَسَن)) 0
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في ظِلالِ الجَنَّةِ بِرَقْم: 782]
عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ في مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِن خُلُقٍ حَسَن، وَإِنَّ اللهَ لَيُبْغِضُ الفَاحِشَ الْبَذِيء))
[أَيْ سَيِّئَ الخُلُق 0 صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2002]
عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
(يُتْبَعُ)
(/)
((إِنَّ العَبْدَ إِذَا لَعَنَ شَيْئًا؛ صَعِدَتِ اللَّعْنَةُ إِلى السَّمَاء، فَتُغْلَقُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ دُونَهَا، ثُمَّ تَهْبِطُ إِلى الأَرْض، فَتُغْلَقُ أَبْوَابُهَا دُونَهَا، ثمَّ تَأْخُذُ يمِينًا وَشِمَالاً، فَإِذَا لَمْ تجِدْ مَسَاغًا؛ رَجَعَتْ إِلى الَّذِي لُعِن، فَإِنْ كَانَ لِذَلِكَ أَهْلاً؛ وَإِلاَّ رَجَعَتْ إِلى قَائِلِهَا))
[حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4905]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَن أَقَالَ مُسْلِمًا ـ أَيْ قَبِلَ مَعْذِرَتَهُ ـ أَقَالَ اللهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَة)) 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في مخْتَصَرِ الإِرْوَاءِ بِرَقْم: 1334، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]
عَن أَبي ذَرٍّ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ:
((اتَّقِ اللهِ حَيْثُمَا كُنْت، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَن)) 0
[حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (97)، وَحَسَّنَهُ أَيْضًا في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1987]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((الحَيَاءُ مِنَ الإِيمَان، وَالإِيمَانُ في الجَنَّة، وَالبَذَاءُ مِنَ الجَفَاء، وَالجَفَاءُ في النَّار)) 0
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1314، 2009، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَارِثِ رَضِي اللهُ عَنهُ قَال:
((مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم)) 0
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3641]
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((أَجِيبُواْ الدَّاعِي، وَلا تَرُدُّواْ الهَدِيَّة، وَلا تَضْرِبُواْ المُسْلِمِين)) 0
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ وَفي الجَامِعِ بِرَقْمَيْ: 157، 158، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ أَحْمَد]
عَن أُسَامَةَ بنِ شَرِيكٍ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَن أَحَبِّ عِبَادِ اللهِ إِلى الله؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
((أَحْسَنُهُمْ خُلُقَا))
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَفي الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (179، 432)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاق))
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 45، وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ]
عَنْ جَابِرٍ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((إِنَّ مِن أَحَبِّكُمْ إِليَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنيِّ مجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَة: أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاقَا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِليَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنيِّ مجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَة: الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهِقُون)) 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَفي الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2201، 791، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2018]
(يُتْبَعُ)
(/)
عَن أَبي ذَرٍّ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: ((تَبَسُّمُكَ في وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَة، وَأَمْرُكَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَة، وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ في أَرْضِ الضَّلالِ لَكَ صَدَقَة، وَبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ الرَّدِيءِ البَصَرِ لَكَ صَدَقَة، وَإِمَاطَتُكَ الحَجَرَ وَالشَّوْكَةَ وَالعَظْمَ عَنِ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَة، وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ في دَلْوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَة))
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 5219، وَفي سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1956]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((خِيَارُكُمْ: أَطْوَلُكُمْ أَعْمَارًا، وَأَحْسَنُكُمْ أَعْمَالاً)) 0
[صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَفي الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5574، 1298، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّان، وَلا الفَاحِشِ وَلا البَذِيء)) 0
[صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 332، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1977]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((بَيْنَمَا رَجُلٌ يمْشِي بِطَرِيق؛ اشْتَدَّ عَلَيْهِ العَطَش، فَوَجَدَ بِئْرَاً فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِب، ثمَّ خَرَج، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَش؛ فَقَالَ الرَّجُل: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الكَلْبُ مِنَ العَطَشِ مِثْلَ الَّذِي كَانَ بَلَغَ بي؛ فَنَزَلَ البِئْرَ فَمَلأَ خُفَّهُ، ثمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ فَسَقَى الكَلْب؛ فَشَكَرَ اللهُ لَهُ فَغَفَرَ لَه)) 00 قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ وَإِنَّ لَنَا في البَهَائِمِ أَجْرًا 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((نَعَمْ: في كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْر))
[رَوَاهُ الإِمَامَانِ البُخَارِيُّ بِرَقْم: 6009 / فَتْح، وَمُسْلِمٌ بِرَقْم: 2244 / عَبْد البَاقِي]
عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((عَلَيْكُمْ مَا تُطِيقُونَ مِنَ الأَعْمَال؛ فَإِنَّ اللهَ لا يَمَلُّ حَتىَّ تَمَلُّواْ)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1151 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 782 / عَبْد البَاقِي]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْس؛ فَقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْح، وَمَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ العَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْس؛ فَقَدْ أَدْرَكَ العَصْر)) 0
[رَوَاهُ البُخَارِيُّ بِرَقْم: 579، وَمُسْلِمٌ بِرَقْم: 608]
عَن أَبي قَتَادَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((إِنيِّ لأَقُومُ في الصَّلاةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا؛ فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبيّ؛ فَأَتَجَوَّزُ في صَلاتي؛ كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّه)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامَانِ البُخَارِيُّ بِرَقْم: 707، وَمُسْلِمٌ بِرَقْم: 470]
عَن أَنَسٍ رَضِي اللهُ عَنهُ قَال: ((إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيُسْلِمُ مَا يُرِيدُ إِلاَّ الدُّنْيَا؛ فَمَا يُسْلِمُ حَتىَّ يَكُونَ الإِسْلامُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2312 / عَبْد البَاقِي]
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ الخُزَاعِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: ((أَيُّمَا أَهْلُ بَيْتٍ مِنَ العَرَبِ أَوِ العَجَمِ أَرَادَ اللهُ بِهِمْ خَيرًا؛ أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الإِسْلاَم)) 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 51، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]
عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَة)) 00 قَالُواْ: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ 00؟
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((فَيَعْمَلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّق)) 00
قَالُواْ: فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَوْ لَمْ يَفْعَلْ 00؟
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((فَيُعِينُ ذَا الحَاجَةِ المَلْهُوف)) 00 قَالُواْ: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ 00؟
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((فَيَأْمُرُ بِالخَيرِ أَوْ قَالَ بِالمَعْرُوف)) 00 قَالُواْ: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ 00؟
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((فَيُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَة)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِرَقْم: 6022 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ بِرَقْم: 1008 / عَبْد البَاقِي]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:
((لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ في الجَنَّة؛ في شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاس))
[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ بِرَقْم: 2617 / عَبْد البَاقِي]
عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:
((مَنْ سَنَّ في الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَه؛ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَن عَمِلَ بِهَا، وَلا يَنْقُصُ مِن أُجُورِهِمْ شَيْء، وَمَنْ سَنَّ في الإِسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَه؛ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلا يَنْقُصُ مِن أَوْزَارِهِمْ شَيْء)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1017 / عَبْد البَاقِي]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((مَنْ دَعَا إِلى هُدًى؛ كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَه، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِن أُجُورِهِمْ شَيْئَا، وَمَنْ دَعَا إِلى ضَلالَةٍ؛ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِن آثَامِهِمْ شَيْئَا)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2674 / عَبْد البَاقِي]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:
((مَنْ جَاءَ مَسْجِدِي هَذَا لَمْ يَأْتِهِ إِلاَّ لخَيرٍ يَتَعَلَّمُهُ أَوْ يُعَلِّمُه؛ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ المُجَاهِدِ في سَبِيلِ الله))
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 227]
عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ يَوْمَ أُحُد، وَشُجَّ في رَأْسِهِ؛ فَجَعَلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْلُتُ الدَّمَ عَنْهُ وَيَقُول: كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّواْ نَبِيَّهُمْ وَكَسَرُواْ رَبَاعِيَتَهُ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلى الله 00؟ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: ? لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ ? {آلُ عِمْرَان/128}
[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1791 / عَبْد البَاقِي]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: إِنيِّ جِئْتُ أُبَايِعُكَ عَلَى الهِجْرَة، وَلَقَدْ تَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَان؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
(يُتْبَعُ)
(/)
((ارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا)) 0
[صَحَّحَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأَلْبَانيُّ في سُنَنِ النَّسَائِيّ]
عَن أَبي أَيُّوبٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا؛ فَرَّقَ اللهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ القِيَامَة))
[صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ وَفي المِشْكَاةِ بِرَقْمَيْ: 1566، 3361]
عَن ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِي اللهُ عَنهُ قَال: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سَفَر، فَانْطَلَقَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحَاجَتِهِ، فَرَأَيْنَا حُمَرَةً مَعَهَا فَرْخَان، فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا، فَجَاءتِ الحُمَرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِش ـ أَيْ تُرَفْرِف ـ فَجَاءَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال:
((مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا)) 0
[صَحَّحَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأَلْبَانيُّ في سُنَنِ أَبي دَاوُد بِرَقْم: 2675]
عَن أَبي أُمَامَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((مَنْ رَحِمَ وَلَوْ ذَبِيحَةَ عُصْفُور؛ رَحِمَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَة)) 0
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِع، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَرَوَاهُ الطَّبرَانيّ]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((أَدِّ الأَمَانَةَ إِلى مَنِ ائْتَمَنَك، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَك)) 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ وَأَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 1264، 3535]
عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((إِذَا أَسْلَمَ الْعَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلامُه؛ كَتَبَ اللهُ لَهُ كُلَّ حَسَنَةٍ كَانَ أَزْلَفَهَا، وَمُحِيَتْ عَنْهُ كُلُّ سَيِّئَةٍ كَانَ أَزْلَفَهَا، ثُمَّ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ القِصَاص: الحَسَنَةُ بِعَشْرَةِ أَمْثَالِهَا إِلى سَبْعِمِائَةِ ضِعْف، وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا إِلاَّ أَنْ يَتَجَاوَزَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا)) 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 4998]
عَن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاَثُ بَنَاتٍ فَصَبَرَ عَلَيْهِنّ، وَأَطْعَمَهُنَّ وَسَقَاهُنَّ وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِه ـ أَيْ مِنْ مَالِه ـ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ يَوْمَ القِيَامَة)) 0
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 3669]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: ((لا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ))
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 218، 4811، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((إِنَّ أَعْظَمَ الذُّنُوبِ عِنْدَ الله: رَجُلٌ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَلَمَّا قَضَى حَاجَتَهُ مِنهَا؛ طَلَّقَهَا وَذَهَبَ بِمَهْرِهَا، وَرَجُلٌ اسْتَعْمَلَ رَجُلاً فَذَهَبَ بِأُجْرَتِه، وَآخَرُ يَقْتُلُ دَابَّةً عَبَثًا))
[قَالَ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيّ، حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1567، 999، رَوَاهُ الحَاكِم]
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنِ الْبرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((زَيِّنُواْ القُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ؛ فَإِنَّ الصَّوْتَ الحَسَنَ يَزِيدُ القُرْآنَ حُسْناً))
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 3581، 771، رَوَاهُ الحَاكِمُ]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُه، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُه)) 0
[حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ وَقَالَ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي شَرْحِ الطَّحَاوِيَّةِ بِرَقْم: 277]
عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَنِ التَمَسَ رِضَا اللهِ بِسَخَطِ النَّاس؛ كَفَاهُ اللهُ مُؤْنَةَ النَّاس، وَمَنِ التَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ الله؛ وَكَلَهُ اللهُ إِلى النَّاس)) 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2414]
عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنهَا أَنَّهَا قَالَتْ: ((قُلْتُ يَا رَسُولَ الله:
? وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا أَتَوْاْ وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ رَاجِعُون ?
أَهُوَ الرَّجُلُ يَزْني وَيَسْرِقُ وَيَشْرَبُ الخَمْر 00؟
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((لا يَا بِنْتَ أَبي بَكْر، أَوْ لا يَا بِنْتَ الصِّدِّيق، وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَتَصَدَّق، وَهُوَ يَخَافُ أَنْ لا يُقْبَلَ مِنْه))
[حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في شَرْحِ الطَّحَاوِيَّةِ بِرَقْم: 365، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي؛ أُتِيَ بِذُنُوبِهِ فَوُضِعَتْ عَلَى رَأْسِهِ وَعَاتِقَيْه، فَكُلَّمَا رَكَعَ أَوْ سَجَد؛ تَسَاقَطَتْ عَنهُ)) 0
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 2551، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيّ]
عَن أَبي الجَعْدِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَنْ تَرَكَ ثَلاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا؛ طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِه)) 0
[حَسَنٌ صَحِيح 0 كَذَا قَالَ الأَلْبَانيُّ في أَبي دَاوُدَ وَالنَّسَائِيِّ بِرَقْمَيْ: 1052، 1369، وَقَالَ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم]
عَنِ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامَاً قَطُّ خَيْرَاً مِن أَنْ يَأْكُلَ مِن عَمَلِ يَدِه، وَإِنَّ نَبيَّ اللهِ دَاوُدَ كَانَ يَأْكُلُ مِن عَمَلِ يَدِه)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2072 / فَتْح]
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((إِذَا ظَهَرَ الزِّنَا وَالرِّبَا في قَرْيَةٍ؛ فَقَدْ أَحَلُّواْ بِأَنْفُسِهِمْ عَذَابَ الله)) 0
[صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأَلْبَانيُّ في الجَامِع]
عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((لا تَبَاغَضُواْ، وَلا تحَاسَدُواْ، وَلا تَدَابَرُواْ، وَكُونُواْ عِبَادَ اللهِ إِخْوَانَا))
[رَوَاهُ الإِمَامَانِ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ بِرَقْمَيْ: 6065، 2559]
(يُتْبَعُ)
(/)
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَعَدَ المِنْبَرَ يَوْمًا فَقَال: ((يَا مَعْشَرَ مَن أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلى قَلْبِه؛ لا تُؤْذُواْ المُسْلِمِينَ وَلا تُعَيِّرُوهُمْ، وَلا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ المُسْلِم؛ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَه، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَه؛ يَفْضَحْهُ وَلَوْ في جَوْفِ رَحْلِه))
[حَسَنٌ صَحِيح 0 كَذَا قَالَ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2032]
عَن أَبي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((يَا مَعْشَرَ مَن آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَه؛ لا تَغْتَابُواْ المُسْلِمِينَ وَلا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتهِمْ؛ يَتَّبِعُ اللهُ عَوْرَتَه، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللهُ عَوْرَتَه؛ يَفْضَحْهُ في بَيْتِه)) 0
[حَسَنٌ صَحِيح 0 كَذَا قَالَ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4880]
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: ((كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَارْتَفَعَتْ رِيحٌ خَبِيثَةٌ مُنْتِنَة؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
((أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ؟ هَذِهِ رِيحُ الَّذِينَ يَغْتَابُونَ المُؤْمِنِين))
[حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 732، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع]
عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَنْ رَدَّ عَن عِرْضِ أَخِيه؛ رَدَّ اللهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ القِيَامَة))
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1931]
عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((فَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِد: كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ)) 0
ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِين، حَتىَّ النَّمْلَةَ في جُحْرِهَا، وَحَتىَّ الحُوت؛ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْر)) 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2685]
عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: ((إِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ لِلْعَالِمِ مَنْ في السَّمَاوَاتِ وَمَنْ في الأَرْض، حَتىَّ الحِيتَانُ في البحْر)) 0
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 239]
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((الَّذِينَ يَذْكُرُونَ مِنْ جَلاَلِ اللهِ مِنْ تَسْبِيحَةٍ وَتَحْمِيدَةٍ وَتَكْبِيرَةٍ وَتَهْلِيلَة: يَتَعَاطَفْنَ حَوْلَ العَرْشِ لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ يُذَكِّرْنَ بِصَاحِبِهِنّ؛ أَلا يحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ لا يَزَالَ لَهُ عِنْدَ اللهِ شَيْءٌ يُذَكِّرُ بِه))
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في مخْتَصَرِ الْعُلُوّ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ أَبي شَيْبَة]
عَن أَنَسٍ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((إِنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَة؛ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2734]
عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ وَأَخَاهُ وَأَبَاه)) 00!!
[حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 118]
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ نَافِعٍ قَال: ((كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لا يَأْكُلُ حَتىَّ يُؤْتَى بمِسْكِينٍ يَأْكُلُ مَعَه)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِرَقْم: 5393]
قَالَ نَبيُّ اللهِ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلاَم:
((كُنْ لِلْيَتِيم؛ كَالأَبِ الرَّحِيم))
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: (138)، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ وَقَالَ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: ((خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَهْطٍ مِن أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَضْحَكُونَ وَيَتَحَدَّثُون؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَم؛ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا))
ثُمَّ انْصَرَفَ وَأَبْكَى الْقَوْم؛ فَأَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى إِلَيْه:
((يَا محَمَّد؛ لِمَ تُقَنِّطْ عِبَادِي)) 00؟!
فَرَجَعَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَال: ((أَبْشِرُواْ وَسَدِّدُواْ وَقَارِبُواْ)) 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 254]
عَن أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((أَلا أُخْبِرُكُمْ بخِيَارِكُمْ)) 00؟
قَالُواْ بَلَى، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
((الَّذِينَ إِذَا رُءواْ ذُكِرَ اللهُ تَعَالى، أَلا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ)) 00؟
قَالُواْ بَلَى؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
((المَشَّاءونَ بِالنَّمِيمَة، المُفْسِدُونَ بَيْنَ الأَحِبَّة، البَاغُونَ البُرَآءَ العَنَت)) 0
[أَيِ الَّذِينَ يُلْحِقُونَ بِالأَبْرِيَاءِ الضَّرَر 0 حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 323]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:
((إِذَا عَادَ الرَّجُلُ أَخَاهُ أَوْ زَارَه؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاك، وَتَبَوَّأْتَ مَنْزِلاً في الجَنَّة)) 0
[حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 345]
عَنِ ابْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا)) 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 358]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((المُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيم ـ أَيْ طَيِّبٌ لا يَعْرِفُ المَكْر ـ وَالفَاجِرُ خَبٌّ لَئِيم)) 0
[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 418]
عَن أَبي ذَرٍ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلالُهُ أَنَّهُ قَال: ((يَا عِبَادِي؛ إِنيِّ حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ محَرَّمَا؛ فَلا تَظَالَمُواْ، يَا عِبَادِي؛ كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَن هَدَيْتُه؛ فَاسْتَهْدُوني أَهْدِكُمْ، يَا عِبَادِي؛ كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَن أَطْعَمْتُه؛ فَاسْتَطْعِمُوني أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِي؛ كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَن كَسَوْتُه؛ فَاسْتَكْسُوني أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادِي؛ إِنَّكُمْ تخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا؛ فَاسْتَغْفِرُوني أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِي؛ إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُواْ ضَرِّي فَتَضُرُّوني، وَلَنْ تَبْلُغُواْ نَفْعِي فَتَنْفَعُوني، يَا عِبَادِي؛ لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ؛ كَانُواْ عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ؛ مَا زَادَ ذَلِكَ في مُلْكِي شَيْئَا، يَا عِبَادِي؛ لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ؛ كَانُواْ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِد؛ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئَا، يَا عِبَادِي؛ لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ؛ قَامُواْ في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُوني، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَه؛ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ المِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ البَحْر، يَا عِبَادِي؛ إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ، أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا؛ فَمَنْ وَجَدَ خَيرًا فَلْيَحْمَدِ الله، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِك؛ فَلا يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَه)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2577 / عَبْد البَاقِي]
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((يُحْشَرُ المُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ في صُورَةِ الرِّجَال، يَغْشَاهُمُ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَان، يُسَاقُونَ إِلى سِجْنٍ مِنْ جَهَنَّمَ يُقَالُ لَهُ بُولَس، تَعْلُوهُمْ نَارُ الأَنْيَارِ، وَيُسْقَوْنَ مِن عُصَارَةِ أَهْلِ النَّار))
[الذَّرُّ هُوَ النَّمْلُ الصَّغِير 0 حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 557]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((النَّاسُ مَعَادِن، كَمَعَادِنِ الفِضَّةِ وَالذَّهَب، خِيَارُهُمْ في الجَاهِليَّةِ خِيَارُهُمْ في الإِسْلامِ إِذَا فَقِهُواْ، وَالأَرْوَاحُ جُنُودٌ مجَنَّدَة، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَف، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَف))
[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2638 / عَبْد البَاقِي]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللهَ يَغْضَبْ عَلَيْه))
[حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم:
3373، وَحَسَّنَهُ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 658]
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:
((دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ في سَبِيلِ الله، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ في رَقَبَة، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِين، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِك، أَعْظَمُهَا أَجْرًا: الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِك)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 995 / عَبْد البَاقِي]
عَن أَبي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((إِنَّ هَذَا الأَمْرَ لا يَزَالُ فِيكُمْ وَأَنْتُمْ وُلاَتُهُ مَا لَمْ تُحْدِثُواْ أَحْدَاثًا، فَإِذَا فَعَلْتُمْ سَلَّطَ عَلَيْكُمْ شِرَارَ خَلْقِهِ فَيَلْحَتُوكُمْ كَمَا يُلْحَتُ الْقَضِيب)) 00 أَيْ كَمَا يُقَلَّمُ وَيُبْرَى الْقَلَم 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ظِلالِ الجَنَّةِ بِرَقْم: 1119]
عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَبَّ العِزَّةِ جَلَّ جَلالُهُ قَال:
((يَا ابْنَ آدَم؛ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَني وَرَجَوْتَني؛ غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلا أُبَالي، يَا ابْنَ آدَم؛ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاء، ثمَّ اسْتَغْفَرْتَني؛ غَفَرْتُ لَكَ وَلا أُبَالي، يَا ابْنَ آدَم؛ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَني بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا، ثُمَّ لَقِيتَني لا تُشْرِكُ بي شَيْئًا؛ لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَة)) 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3540]
إِعْدَادُ الْكَاتِب / يَاسِر الحَمَدَاني
ـ[د. حسان الشناوي]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 08:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لك أخي الكريم ياسر أن أتحفتنا بهذه الحواهر النبوية من كلام
المعصوم (صلوات ربي وتسليماته عليه وعلى آله الأطهار وصحبه الأبرار)
وليس لي من تععليق غير تذكير بأن كلام الحبيب (صلى الله عليه وآله وسلم)
وحي يوحى، ومن ثم يكون بهاؤه في منتدى الإبداع معالم هداية، ومناور
رشاد، قبل أن يكون منابع فصاحة، ودلائل بلاغة.
اللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته، وآل بيته؛ كما
صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 02:01 م]ـ
صلى الله عليك يا حبيبي يا رسول الله
جزاك الله الف خير
اليكم اخواني هذا الرابط
اسأل الله لي ولكم الخير والرضا
http://saaid.net/Warathah/qarni/index.htm(/)
هل لك بأن تجاور سيبويه في مشاعره؟ تفضل!
ـ[جلنار السمو]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 03:45 ص]ـ
السلام عليكم
من الجميل حقا أن نعرف ماخالج المرء من شعور
في ل؟؟ حظة مرت عليه.
فكتبها بدمه وروحه.
قبل قلمه.
فما بالك إذا كان هذا الشعور.
شعور دار وصار.
في خلد شيخ النحاة.
من حضر وبداة.
شيخ لايجهله إلا الجاهلون
بعربيتهم.
بيت القصيدهو:
أني لا أريد أن اكتب مدحا أو سيرة عنه.
فقد كفانا من كفانا ممن تكلم عن هذا
ولكن قرأت بيتين لسيبويه حركا في نفسي ما حركاوهما بيتين قالهما قبل وفاته:
[[] [
يؤمل دنيا لتبقى له
فوافى المنية دون الأمل
حثيثا يروي أصول الفسيل
فعاش الفسيل ومات الرجل [[/ size[/color]]
وذلك بعد أن عاد من بغداد وتوارى في فارس خجلا من الناس, وتحديدا بعدما انتصر الكسائي ومن معه في المسألة الزنبورية-المشهورة في كتب النحو, على الرغم من الحق مع شيخنا فعاد سيبويه إلى دياره بعدما حزّ في نفسه وآلمه ذلك,.
مما أدى إلى مرضه فمات ,كما يذكر كثيرون في سبب وفاته, وقد انتصر له اليزيدي في ما بعد.
والمطلوب أيها السادة الكرام:
هو أن تقرأ البيتين وتذكر لنا في أي الحالات أو المواقف---- سواء ٌ مرت أم لم تمر--- يمكنك أن تتمثل بهذين البيتين, وأنك أشبهت سيبويه في شعوره, مع تمنياتي لكم بطول العمر وحسن العمل.
ارجوكم إن وجدتم خطأ نحويا او حتى املائيا فلا تخبروا شيخنا سيبويه حتى لايموت الرجل مرتين بدل المرة -رحم الله الجميع-- ze
ـ[د. حسان الشناوي]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 08:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمة
فكرة أحسبها جديدة، وأراك تناولتها بأسلوب جذاب مدهش.
وسأعود مرة إذا أذنت؛ لطرافة الموضوع، وعلاقته بشيخنا الجليل (رحمه الله وغفر له).
فلك التحية والتقدير
ـ[زهرة العلم]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 01:21 م]ـ
اتمنى لكم التوفيق والنجاح إن شاء الله
أختكم زهرة العلم
ـ[جلنار السمو]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 11:08 م]ـ
اشكركما
ولكن لم تذكرا
شعوركما(/)
اعتراضات على المتحدثين العرب لاستخدامهم اللغة الإنجليزية في منتدى جدة
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 10:43 ص]ـ
جدة: صفاء الشريف
اعترض الدكتور زهير السباعي على استخدام المتحدثين العرب اللغة الإنجليزية في كلماتهم أو مداخلاتهم، وحث الجميع على الاعتزاز باللغة العربية مستشهداً بخطاب الملكة رانيا الذي كان باللغة العربية، مشيرا إلى حرص الوفد الصيني على استخدام لغته كما فعل ذلك رئيس الوزراء التركي وباقي الشخصيات الأجنبية المشاركة رغم أن أكثر من 90% من الحضور هم من العرب.
وفي الوقت الذي شعر فيه المتحدثون بالحرج علا تصفيق الحضور تأييداً لما قاله السباعي، إلا أن السيدة آسيا آل الشيخ بررت استخدامها اللغة الإنجليزية بأن محدثتها ومنسقة اللقاء تتحدث الإنجليزية.
تتمة ( http://www.alwatan.com.sa/daily/2007-02-27/economy/economy10.htm)(/)
جامع الاشتقاقات
ـ[التائب لله]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 11:20 ص]ـ
يا أهل الفصاحة والبيان
هل أدلكم على موضوع تمنوه من زمان
فالتقى الخاطران فصرح أحدهم بما كان
ألا وهو جامع الاشتقاقات فأعجبني لكم الرشدان
فمن أحب أن ينظر إليها لعله أن يكون لهما من الخلان
http://www.ahlaltahkek.com/vb/showthread.php?p=1135#post1135
ولا تنسونا بدعوة أن يحل علينا الرضوان(/)
باركوا لأخيكم
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 11:33 ص]ـ
:::
باركوا لأخيكم الاستاذ محمد خليل العاني وذلك لمناسبة زواجه المبارك البارحة الأثنين 26/ 2/2007 ندعوا الله ان يبارك له وعليه وان يرزقه الذرية الصالحة إنه سميع مجيب
قصي علي الدليمي
ـ[التائب لله]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 12:18 م]ـ
بارك الله له وبارك عليه وجمع بينهما في خير
ورزقهما الله بذرية أسود تحافظ بل وتردع أعداء الله عن بلدنا الحبيب الأنبار بعد أن يعيدها أباه وأعمامه من أيدي الغلاة والأمريكان
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 02:06 م]ـ
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع الله بينكما على خير، ماأجمل أن يكمل الإنسان الدين ونظنه كذلك ولا نزكّي على الله أحداً.
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 04:15 م]ـ
بارك الله له ورزقه الذريه الصالحه
ـ[أبو طارق]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 05:30 م]ـ
بارك الله له وبارك عليه وجمع بينهما في خير
ورزقه الله عليه الخلفة الصالحة
ـ[قطرالندى]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 05:44 م]ـ
بارك الله له وبارك عليه وجمع بينهما في خير
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 07:16 م]ـ
بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 07:52 م]ـ
بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير
اللهمَّ آمين
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 08:11 م]ـ
اين البقية باركوا لأخيكم الآن
ـ[الملك الضليل]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 08:31 م]ـ
بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين
ـ[سيف الدين]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 09:38 م]ـ
بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير
وأسأل الله أن يرزقه الذرية الصالحة
اللهم آمين
ـ[أبوعمار الأزهري]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 09:43 م]ـ
بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير
أسأل الله أن يرزقه الذرية الصالحة المصلِحة ... آمين
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 05:54 ص]ـ
اين الاعضاء البقية؟؟؟؟
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 07:33 ص]ـ
بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير
ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 11:30 ص]ـ
من مشاركات إخواني:
بارك الله له وبارك عليه وجمع بينهما في خير.
ووسع عليه رزقه، وأعانه على أمر دينه ودنياه، وحفظه وأهلنا في العراق الحبيب من كل مكروه، وبدد ظلمة ليلهم بفجر تسطع فيه أضواء الملة.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 01:39 م]ـ
اين اهل الفصيح الم تسمعوا؟ بزواج الاستاذ الاخ محمد خليل العاني
ـ[مهند نجاة]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 10:07 ص]ـ
مبارك يا سيد محمد خليل ورزقك الله الذرية الصالحة(/)
نحن الأتراك متطفلون عليكم في لغة الضاد!
ـ[إزميرلي]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 12:20 م]ـ
:::
أَنَا مُدَرِّسَةُ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ فيِ تُرْكِيَا، أُدَرِّسُ الْفَتَيَاتِ بِصُورَةٍ خَاصَّةٍ. إنَّ جُمُوعًا غَفِيرَةً مِنَ الْجِيلِ الصَّاعِدِ فيِ أَنْحَاءِ تُرْكِيَا يَحْرُصُونَ الْيَوْمَ عَلَى اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ بِرَغْبَةِ شَدِيدَةٍ، وَيَبْذُلُونَ جُهُودَهُمْ لِيَتَعَلَّمُوا هَذِهِ اللُّغَةَ، وَيُتْقِنُوهَا حَقَّ الإِتْقَانِ. إلاَّ أنَّ طُلاَّبَ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَمُدَرِّسِيهَا، - عَلَى رُغْمِ الانْفِتَاحِ الَّذِي مَرَّتْ بِهَا تُرْكِيَا فيِ السِّنِينَ الأَخِيرَةِ -، مَازَالُوا يُوَاجِهُونَ مَشَاكِلَ وَعَقَبَاتٍ عَلَى طَرِيقِهِمْ فيِ هَذَا الصَّدَدِ. وَلاَ نَجِدُ مَنْ يُسْعِفُنَا خَاصَّةً فيِ فَكِّ مُعْضِلاَتِ اللُّغَةِ وَتَوْضِيحِ مَعَانيِ الْكَلِمَاتِ وَالْمَفَاهِيمِ الَّتِي تَشُحُّ الْمَعَاجِمُ بِتَقْدِيمِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنَ الشَّرْحِ، بَلْهَ مَا يَحِيلُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُدُنِ الْكَبِيرَةِ وَعَلِى رَأْسِهَا إسْطَنْبُول الَّتِي لاَ تَخْلُو مِنَ الْعُلَمَاءِ وَإِنْ لَمِ يَكُونُوا فيِ دَرَجَةِ الْعَلاَمَةِ الشَّيْخ فَرِيدِ الدِّين آَيْدِنْ. وَهُوَ الْمَرْجِعُ الأْعْلَى فيِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَآَدَابِهَا عَلَى السَّاحَةِ التُّرْكِيَّةِ. غَيْرَ أَنَّ الْوُصُولَ إِلَيْهِ لَيْسَ مِنَ السَّهْلِ لِقِلَّةِ الْفُرَصِ وَبُعْدِ الْمَسَافَةِ. هَذَا وَنَرْجُو مِنْ كَرَمِكُمْ الْمُسَاعَدَةَ كُلَّمَا أَرْغَمَنَا غُمُوضُ الْكَلِمَاتِ وَتَعْقِيدُ الْمَفَاهِيمِ فَأَلْجَأَنَا إِلَيْكُمْ، وَنَحْنُ مُتُطُفِّلُونَ عَلَيْكُمْ، إِذْ أَنْتُمْ مِنْ أَبْنَاءِ الْعَرَبِيَّةِ، والنَاطِقِينَ بالضَّادِ سَلِيقَةً، وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 01:01 م]ـ
أهلا بك أخت إزميرلي وبارك الله جهودك في خدمة العربية.
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 01:17 م]ـ
الأستاذة الكريمة أهلاً بك، وجزاكم الله خيراً على ما تبذلينه في تعليم اللغة العربية، ووإن شاء الله ستجدين مبتغاك في هذا المنتدى الطيب، ففيه الكثير الطيب بحمد الله، وأنا أقوم بتعليم اللغة العربية في إستانبول ... وفعلاً هناك الكثيرون ممن يود معرفة اللغة العربية، وليس ذلك إلا من أجل فهم القرآن من منبعه مباشرة ... وقد التقيت بالأستاذ فريد آيدن وهو عالم فاضل ... وبالنسبة لشرح بعض المفاهيم فهناك بعض القواميس في هذا المجال وخاصة القواميس التي يصدرها: سردر موتجالى، وهو بصدد إعداد معجم موسع أظن أنه قد أشرف على الانتهاء منه .. وطبعاً لا غنى عن المعاجم العربية العربية وهنا قد تجدون مبتغاكم:
http://lexicons.sakhr.com/
وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 07:33 ص]ـ
أهلا بك إزميرلي
ستجدين مبتغاك هنا
ـ[ضاد]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 03:17 م]ـ
لَوْ كَانَ الأَمْرُ كَذَلِكَ لَاعْتَبَرْنَا سِيبَوَيْهَ مُتَطَفِّلاً.
نَحْنُ يَجْمَعُنُا قَبْلَ اللِّسَانِ دِينٌ وَاحِدٌ, وَمَنْ تَكَلَّمَ العَرَبِيَّةَ فَهُوَ عَرَبِيٌّ وَإِنْ أَتَى مِنْ أَدْغَالِ إِفْرِيقِيَا.
حَيَّاكِ اللهُ بَيْنَ إِخْوَانِكِ وَآمُلُ أَنْ تَجِدِي ضَالَّتَكِ فِي مُنْتَدَانَا.
بُورِكْتِ وَسَلِمْتِ.
ـ[إزميرلي]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 07:59 م]ـ
شُكْرًا عَلَى هَذِهِ الْحَفَاوَةِ والْمَشَاعِرِ الطَّيِّبَةِ. أجِدُنِي الآنَ غَرِيقَةً فِي بَحْرٍ مِنَ السُّرُورِ. يَسْتَقْبِلُنِي صَفْوَةٌ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ والْمَعْرِفَةِ إلَى مَائِدَةِ الْعِلْمِ. وَلاَ أَشَكُّ أَنَّ حَظِّي سَيَكُونُ وَافِرًا مِنْ هَذِهِ الْمَائِدَةِ الْمُبَارَكَةِ، وَأَعْتَرِفُ مَرَّةً أُخْرَى؛ بِأَنِّي تِلْمِيذَةٌ أَمَامَ هَذَا الصَّفِّ الْجَلِيلِ، وَفيِ بِدَايَةِ الطَّرِيقِ، لَعَلّيِ أَنَالُ شَيْئًا مِمَّا تُنْفِقُونَ مِنْ خَزَائِنِ عُلُومِكُم. وَلاَ أُبَالِغُ إِذَا أَفْصَحْتُ عَنْ آلاَمِي، وَكَمْ خَيَّمَتْ عَلَيَّ أَطْلاَلٌ مِنَ الْخُزْنِ كُلَّمَا اسْتَعْصَى عَلَيَّ لَفظٌ مِنْ أَلْفَاظِ الْعَرَبِيَّةِ وَلَمْ أَجِدْ مَنْ يَمُدُّنِي بِشَرْحِ مَعْنَاهُ. وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَقَرَّ عَيْنِي بِتَوْفِيقِهِ أَنْ وَصَلَ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا الرَّهْطِ الصَّالِحِ. وَأَرْجُو ألاَّ تَسْتَغْرِبُوا إِجْرَائِي لِلْحَرَكَاتِ الإِعْرَابِيَّةِ عَلَى عِبَارَاتِي. إِنّمَا أَفْعَلُ ذَلِكَ لَعَلَّ أَحَدَكُمْ إِذَا عَثَرَ عَلَى خَطَأٍ مِنِّي فِيمَا عَرَّبْتُهُ يُرْشِدُنِي إِلَى تَصْحِيحِهِ وَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ. تَحِيَّاتِي لَكُمْ جَمِيعًا. وَإِلَى لِقَاءٍ آَخَرَ عَلَى مَائِدَةِ الْعِلْمِ. وَدُمْتُمْ فيِ أَمَان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فصيحويه]ــــــــ[02 - 03 - 2007, 11:10 ص]ـ
أهلا بك
إن كانت تفرقنا البلدان والجنسيات فيجمعنا الإسلام والقرآن ولغة القرآن.
لغتنا أيها الأخت الكريمة مرتبطة بالإسلام الذي هو رسالة للعالم أجمع.
مرحبا مرة أخرى.
ـ[شهرزاد]ــــــــ[02 - 03 - 2007, 07:01 م]ـ
أهلا بكي اختي العزيزة وبأخوتنا الاتراك الذين نكن لهم كل احترام وتقدير وان شاء الله تجدين مبتغاك في هذا المنتدى المبارك
ـ[أبو طارق]ــــــــ[02 - 03 - 2007, 08:02 م]ـ
نرحبِ بكِ أخية
وأهلاً بكِ معلمة ومتعلمة(/)
نبي ومعجزة
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 04:07 م]ـ
يوسف u
ملك لم يؤت لأحد من بعد سليمان u. { رب السجن أحب إلى مما يدعونني اليه}. انصرفت مشيئة الله أن يخرج يوسف من السجن, ودنا فرج الله على يوسف, فقد رأى الملك الوليد بن الريان رؤياه التي تسببت في خروج يوسف من السجن, فنزل جبريل فسلم على يوسف وبشره بالفرج, وأن إرادة الله قد انصرفت كي يخرج من السجن. وقال جبريل: ان الله مخرجك من سجنك, وممكن لك في الأرض, يذل لك ملوكها, ويطيعك جبابرتها, ومعطيك الكلمة العليا على اخوتك وذلك بسبب رؤيا رآها الملك. والرؤيا تقول أن الملك الأكبر الريان بن الوليد رأى في نومه كأنه خرج من نهر يابس سبع بقرات سمان, كبيرات الحجم, يكاد اللحم يسقط من جوانب كل واحدة من كثرة السمنة, و هذا البقرات السبع تطاردهن سبع عجاف هزيلات ضعيفات لا يظهر منهن سوى الهيكل العظمي, وظلت تطاردهن حتى أمسكت كل بقرة من البقرات الضعاف الهزيلات ببقرة من السمان في آذانها وأكلتها فلم تبق منها الا القرنين, ورأى الملك سبع سنبلات قمح خضراء قد أقبل عليهن سبع سنبلات يابسات فأكلتهن حتى أتين عليهن فلم يبق منهن شيء وهن يابسات, وكذلك البقرات السبع كن عجافا ضعافا هزيلات حتى بعد أن أكلن البقرات السمان. استيقظ الملك الريان من نومه فزعا خائفا فقد هالته الرؤيا وأخافته, فكيف يرى الإنسان بقرة ضعيفة هزيلة تأكل بقرة سمينة ضخمة مكتنزة باللحم, ترك الملك فراشه على الفور وارتدى ملابسه مسرعا وغادر غرفة نومه الى ديوانه ومجلسه, حتى رآه وزراؤه على هذه الحالة وحاشيته, ولما أخذ مجلسه نظر الى الحضور في قلق وبدأ يقصّ رؤياه على الحاضرين فقال: {إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات, يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي ان كنتم للرؤيا تعبرون} 0 كان مجلسه جامعا, فقد أرسل الى الناس وأهل العلم منهم والعرّافة والكهانة والنجامة والسحرة, وأشراف قومه. فلما توجه إليهم بالأمر وطلب أن يفسروا رؤياه وقال: {يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي ان كنتم للرؤيا تعبرون}. أجابوا جميعا إجابة واحدة قالوا فيها انها مجرد أحلام خاطئة وهي أشياء مختلطة عليك أيها الملك وأنت نائم, وما نحن بتفسير الأحلام بعالمين, أي لا نعرف تفسير الأحلام لأنها مجرّد أشياء وأحداث مختلطة يتخيلها النائم في نومه. قطع كل هذه الأصوات صوت نبوا ساقي الملك الذي خرج من السجن منذ فترة وجيزة وقال في صوت واثق حازم بعد أن تذكر حاجة يوسف التي نسيها سنوات عديدة عندما قال له يوسف: {اذكرني عند ربك} أي عند ملكك. قال: أنا أنبئكم بتأويل هذه الرؤيا وتفسيرها, وأعرف من يفسرها لك أيها الملك بدقة. فوافق الملك على طلب الساقي. فقال الساقي: أرسلني الى السجن بعيدا عن المدينة, فبعثه فأتى بيوسف فقال له: أيها الصديق الصادق في تفسير وتأويل الرؤيا أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف, وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع الى الناس لعلهم يعلمون. فقال يوسف u: تزرعون سبع سنين, فالسبع بقرات سبع سنين تزرعون فيهن فيأتي المحصول عاليا, وتكون هذه السنوات السبع الأولى سنوات خير, وعليكم بترك ما يزيد عن حاجتكم في سنبله حتى لا يفسد عند تخزينه فترة زمنية طويلة, لأن السبع سنوات التالية لها ستكون شديدة لا زرع ولا محصول فيها. فتأكلون ما تم تخزينه من السبع الأولى, فاذا حبستم بذور القمح في سنابلها ستجدونه سليما, تصنعون منه طعامكم ولا تحدث بينكم مجاعة أو هلاك. وأضاف يوسف لرؤيا الملك شيئا من عنده يدل على ما أتاه الله من علم للغيب يتجاوز حتى رؤيا الملك التي فسرها تفسيرا صادقا تؤكده الأيام والسنون. أضاف يوسف قائلا: {ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون}. يغاث فيه الناس بالمطر والخير الكثير الوافر حتى أنهم في هذا العام يعصرون العنب خمرا والسمسم دهنا, والزيتون زيتا, وتحلب الألبان لكثرتها في ضروع الماشية, ويدل ذلك على كثرة النبات وعلى كثرة ووفرة الغيث, ونجاة الناس مما كانوا فيه من حاجة. وبهذا العام الذي أضافه يوسف u لرؤيا الملك الذي تحدث فيه عن سبع وسبع أي أربعة عشر عاما أضاف يوسف عليه السلام عامه إظهارا لفضله, وإعلاما لمكانته العلمية وبمعرفته لعلم الغيب الذي خصه به ربه كما خص عيسى بن مريم أيضا. عاد
(يُتْبَعُ)
(/)
الساقي الى الملك الريان, وقص عليه تأويل يوسف لرؤياه والسنة التي أضافها لرؤياه مما يدل على صدق ما فسر يوسف وأنه واقع بأمر الله لا محالة من ذلك. مما جعل الملك يشعر بمكانة هذا الرجل الصالح والنبي الطاهر يوسف الصديق عليه السلام. عرف الملك أن الذي قاله يوسف لا بد وأنه واقع لا محالة, فقال لساقيه نبوا وحرسه وأصحاب السجن القائمين عليه: {ائتوني به} اذهبوا وأحضروه فورا. خرج نبوا مسرعا من المدينة قاصدا السجن وقد عرف أنه تأخر على يوسف ولم يذكره الا بعد بضع سنين. ولما وصل السجن دخل الى يوسف مهللا فرحا سعيدا بخروجه من السجن ولكن يوسف u فاجأ صاحبه وقال: لن أذهب معك الآن واشترط لخروجه شرطا من الساقي أن يبلغ للملك, فقال يوسف: {ارجع الى ربك فاسأله ما بال النسوة التي قطعن أيديهن ان ربي بكيدهن عليم} 0 رفض u الخروج حتى تصح براءته عند الملك مما قذف به واتهم به, ودخل من أجله السجن وهو بريء منه. رفض u أن يخرج من السجن بعطف الملك, ويرميه الناس بعدها ويقولون: ذا الذي رواد امرأة مولاه. فأراد يوسف أن يبين براءته, ويحقق منزلته ومكانته من العفة والطهارة والخير. فلهذا قال لنبا ساعي الملك: ارجع الى الملك وقل له واسأله: {ما بال النسوة التي قطعن أيديهن, ان ربي بكيدهن عليم}.فرجع رسول الملك نبوا من عند يوسف حاملا رسالته هذه, فلما سمع الملك كلام يوسف, دعا النسوة اللاتي قطعن أيديهن ومعهن امرأة العزيز, وقال لهن: ما شأنكن, وذلك أن كل واحدة منكن كلمت يوسف في حق نفسها, فأجبن جميعا إجابة واحدة وقلن: حاشا لله ما علمنا على يوسف من سوء فهو شاب طاهر عفيف النفس حسن الخلق. ونهضت امرأة العزيز من وسط النسوة وقالت: {الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه} وان يوسف صادق ولم يكذب, فلما سمع يوسف هذا الكلام وهذه البراءة من امرأة العزيز قال: ليعلم سيدي العزيز أني لم أخنه بالغيب كما قيل عني واتهمني الناس. فلما تبين للملك عذر يوسف u وبراءته, عرف أمانته وكفايته وديانته وعلمه وعقله, وقال: {ائتوني به أستخلصه لنفسي} فلما جاء نبوا الساقي ورسول الملك الى يوسف قال له: أجب الملك الآن. خرج يوسف من السجن ودعا لأهل السجن بدعاء مشهور قال فيه: "اللهم عطف قلوب الأخيار, ولا تعم عنهم الأخبار" فهم أعلم الناس بالأخبار الى اليوم في كل بلدة. ولما خرج من السجن كتب على بابه: "هذا قبر الأحياء, وبيت الأحزان, وتجربة الأصدقاء, وشماتة الأعداء"0 ثم اغتسل يوسف وتنظف وتطهر من درن السجن, ولبس ثيابا جديدة رائعة, وقصد الى قصر الملك الريان, فلما وقف باب الملك قال: حسبي ربي من دنياي وحسبي ربي من خلقه عز جاهه وجل ثناؤه ولا اله غيره. فلما دخل على الملك قال: اللهم إني أسألك بخيرك من خيره وأعوذ بك من شره وشر غيره. فلما نظر اليه الملك سلم عليه يوسف بالعربية, فقال له الملك: ما هذا اللسان؟ وما هذه اللغة؟ قال يوسف: لسان عمي إسماعيل, ثم دعا له بالعبرانية. فقال له الملك: ما هذا اللسان؟ قال يوسف: هذا لسان أبي يعقوب. أعجب الملك بفصاحة يوسف ولغاته كما أعجب بأخلاقه وعفته وكان يوسف قد بلغ الثلاثين عاما, وأجلسه الى جواره وقال: إني أحب أن أسمع رؤياي منك مشافهة. فقال يوسف: نعم أيها الملك," لقد رأيت سبع بقرات سمان شهب حسان غير عجاف كشف لك عنهن نهر النيل, فطلعن عليك من شاطئه, ينزل اللبن من ضروعها, فبينما أنت كذلك تنظر إليهن وقد أعجبك حسنهن إذ نضب النيل, وغار ماؤه, وأصبح قليلا, وظهر قاعه, فخرج من طينه ووحله, سبع بقرات عجاف بطونهن لا تظهر, ليس لهن ضروع من شدة الضعف, ولهن أنياب وأسنان مخيفة, وأضراس وأكف كأكف الكلاب, وخراطيم كخراطيم السباع, فاختلطن بالبقرات السمان وهجمن عليهن و افترسهن افتراس السباع, وأكلن لحمهن, ومزقن جلودهن وحطمن عظامهن, فبينما أنت تنظر وتتعجب كيف غلبنهن وهن مهازيل ضعاف ثم لم يظهر فيهن سمنة مما أكلن اذا بسبع سنبلات خضر وسبع أخر سود يابسات في منبت واحد جذورهن في التراب والماء, وبينما تقول في نفسك ما هذا؟ هؤلاء خضر مثمرات وهؤلاء سود يابسات في المنبت واحد وأصولهن في الماء إذ هبت فردت أوراق السنبلات السود اليابسات على الخضر المثمرات فأشعلت فيهن النار فأحرقتهن وصرن سوادا متغيرات فهذا آخر ما رأيت من الرؤيا, ثم انتبهت مذعورا"0 فقال له الملك: فما
(يُتْبَعُ)
(/)
ترى في رؤياي أيها الصديق؟ فقال يوسف: أرى أيها الملك أن تجمع الطعام وتزرع زرعا كثيرا في هذه السنين الخصبة وتبني الأهرام والخزائن وتجعل القمح فيها بسنبلة وقصبة ليكون أبقى ولا يفسد وقصبة القمح تصبح علفا للدواب. وتأمر الناس فيرفعون من طعامهم الخمر فيكفيك ما جمعته من طعام لأهل مصر ومن حولها. ثم يأتيك الناس من كل مكان ليأخذوا مما كنزت لهم من هذا الطعام, فيجتمع عندك من الكنوز ما لا يجتمع لأحد من قبلك. تبسّم الريّان ونظر ليوسف نظرة إكبار و إجلال وقال له: ومن لي بهذا ومن يجمعه ويبيعه لي ويكفيني الشغل فيه؟ فقال يوسف: {اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم} أي أعلم بسني المجاعة وكاتب حاسب لهذا كله. فقال الملك: ومن أحق منك؟ وولاه خزائن الأرض وقال له: {انك اليوم لدينا مكين أمين}.وهلك العزيز الذي كان على هذه الخزائن قبل يوسف, وزوّج الملك يوسف بامرأة العزيز, وأنجب منها رجلين هما أفراييم بن يوسف, و منشه بن يوسف, وأصبح يوسف من يومها مكينا أمينا, بعد أن خصه الله بمعجزات كثيرة لا تحص ولا تعد, ولعل أشهرها تأويله للرؤيا, رؤيا صاحبي السجن ورؤيا الملك الوليد.
محمد u
قال تعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر* وان يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر* وكذبوا واتبعوا أهواءهم, وكل أمر مستقر*} 0
كان على رسول الله r , وعلى الأنبياء جميعا, أن يتحملوا تبعات رسالاتهم, ومن تبعات هذه الرسالات ومسؤولياتها الشاقة هو جدل الكفار وطرحهم أسئلة تحتاج الى إعجاز من الله I , وكم أعطى الله I لأنبيائه من المعجزات والآيات, ومنهم موسى u , فقد شق له البحر, وجعل عصاه ثعبانا ضخما يبطل سحر السحرة, ويزعج فرعون ومن معه, وجعل له الجبل يطير في الهواء .. وصالح الذي أتاه الناقة .. وغير ذلك .. وهنا نجد أن القرآن قد أورد كل هذه المعجزات في قصصه. ومما روي أن أهل مكة شأنهم شأن غيرهم من الأمم سألوا رسول الله r أن يريهم آية أو معجزة, فأراهم u القمر شقين!! قال رجل اسمه مطعم من أهل مكة: انشق القمر على عهد رسول الله r فصار فرقتين أو جزأين جزء على هذا الجبل, وجزء على هذا الجبل. ترى ماذا قال الكفار عن هذه المعجزة العظيمة؟ أجعلتهم يؤمنون بما جاء به محمد r, أم يصرّون على كفرهم؟ لم يصروا على كفرهم فقط بل انهم اتهموا رسول الله r وقالوا حجتهم الواهية, قالوا: ان محمدا قد سحرنا!! ظنوا أن هذا سحر, ورفضت عقولهم الايمان فنزل قول الله I:{ اقتربت الساعة وانشق القمر}. كانت مكة بيئة صحراوية لا ماء فيها ولا أنهار وتعتمد اعتمادا كبيرا على المطر, وكذلك كانت المدينة الا أن المدينة كان بها بعض الآبار لكنها لم تكن تكفي الا لشرب الناس فقط, ومن هذه الآبار "بئر حاء" الذي اشتراه أبو طلحة الأنصاري وأعطاه هديّة للمسلمين, وذلك عندما نزلت الآية الكريمة التي تقول: {لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبون}. ومرت بالمدينة أيام أصاب المسلمين قحط شديد, بسبب قلة المطر, فدخل رجل المسجد على رسول الله r وهو قائم على المنبر يخطب في الناس, فظل الرجل يمشي حتى جاء في مواجهة الرسول r , وقال للرسول: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل, فادع لنا الله يغيثنا. لقد طلب الرجل من رسول الله r الغوث بالدعاء الى أن ينزل الله المطر عليهم. رفع رسول الله r يديه وقال: "اللهم اسقنا, اللهم اسقنا, اللهم اسقنا". رواه البخاري. كان أنس بن مالك t في المسجد, مسجد رسول الله r في المدينة, فقال أنس: (والله ما في السماء من سحاب ولا فزعة ولا شيء, وما بيننا جبل سلع, وهو جبل داخل المدينة, فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس, فلما توسطت السماء انتشرت, ثم أمطرت, والله ما رأينا الشمس ستة أيام) ومرت الأيام الستة وفي يوم الجمعة التالي دخل رجل آخر من الباب نفسه الذي دخل منه الرجل في الجمعة السابقة, وكان رسول الله r يخطب في الناس فقال الرجل للرسول: يا رسول الله هلكت الأموال, وانقطعت السبل ادع الله أن يمسكها. أي أن الأمطار, من شدتها, قطعت الطرق, وبدأت تؤذي الماشية والزرع, فرفع رسول الله r يديه ثم قال:" اللهم حوالينا ولا علينا, اللهم على الآكام والجبال, ومنابت الشجر"والآكام التي يقصدها رسول الله r في الحديث هي التلال الصغيرة المرتفعة. وما ان انتهى رسول الله r من هذا الدعاء المبارك حتى انقطع المطر
(يُتْبَعُ)
(/)
وخرج الناس يمشون في الشمس. وكانت هذه معجزة نزول المطر بدعاء رسول الله r0
. ومن معجزاته r الكثيرة الذي يدل على صدق نبوته ورسالته, فالإنسان يعرف دائما ويعقل أن الماء له منابع منها الآبار والأنهار, وفي هذه المعجزة يروي أنس بن مالك tخادم رسول الله r يقول: ان الماء كان ينبع من بين أصابع رسول الله r فقد قال أنس t:( رأيت رسول الله r, وقد حانت صلاة العصر, والتمس الناس الماء للوضوء, فلم يجدوه, وكان عددهم قرابة ثلاثمئة رجل من أصحاب رسول الله r, فأتي رسول الله بماء للوضوء في إناء, فوضع رسول الله r يده في ذلك الإناء, وأمر الناس أن يتوضؤوا). يقول أنس: (فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه, فتوضأ الناس حتى توضؤوا من عند آخرهم) فسأل رجل أنسا راوي القصة فقال: كم كنتم يا أنس؟ قال أنس زهاء ثلاثمئة رجل. هذه معجزة ظاهرة, لا يستطيع بشر أن يأتي بها, وقد اختص بها رسول الله r , وهي معجزة تدل على صدق نبوته r, إذ شهدها الناس في مكان عام وبعدد كبير بلغ الثلاثمئة رجل تقريبا. خرج رسول الله r قاصدا مكة لزيارة بيت الله الحرام, وكان ذلك في السنة السادسة من الهجرة, وكان رسول الله لا يبغي حربا ولا قتالا ولكنه دعا المسلمين للنصرة والنجدة ودعا من حوله من قبائل الأعراب خشية أن تعترضه قريش بحرب, أو يصدوه عن البيت , فتثاقل عنه الأعراب وقبائلهم, فخرج بمن معه من المهاجرين والأنصار, ومن لحق به من العرب ليس معهم من السلاح الا السيوف في أغمادها وساق معه الهدي, وهو الماشية التي أراد إهداءها لمكة من النعم وأحرم بنيّة العمرة وهي الطواف والسعي بين الصفا والمروة فقط. والفرق بين الحج والعمرة أن العمرة تجوز للإنسان في السنة كلها, بينما الحج له وقت معروف من السنة, مع زيادة بعض الأعمال. وسار رسول الله r حتى نزل بأقصى الحديبية, وهي مكان أو موضع بينه وبين مكة مسافة قريبة, سميّت مرحلة واحدة من السير. ولما علمت قريش اعترضت على دخوله r مكة ومنعته من ذلك وجاءت الأخبار تقول أن كفار قريش قتلوا الرجال الذين أرسلهم رسول الله r للاستئذان في دخول مكة ومن بين هؤلاء عثمان بن عفان, فبايع المسلمون الرسول r , عندما نادى المنادي قائلا: أيها الناس, البيعة البيعة! فثاروا الى رسول الله, وهو تحت الشجرة فبايعوه على القتال حتى النصر, ولذلك فقد أطلق عليهم أهل بيعة الرضوان وأنزل الله فيهم قوله تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا} 0
وفي هذا اليوم العظيم يوم الحديبية, حدثت معجزة عظيمة من معجزات النبي r, فقد كان بالحديبية بئر ماء استطاع أصحاب أهل بيعة الرضوان وكان عددهم ألفا وأربعمائة رجل, استطاعوا أن ينزحوا الماء من البئر حتى لم يبق فيها ما يملأ كأس ماء واحدة, ولذلك فقد خاف الناس العطش من قلة الماء, فشكوا ذلك الى رسول الله r, فجاء u, وجلس على حافة البئر, فطلب قليلا من الماء فجيء به اليه r فتمضمض منه, ومجّ ما تمضمض به في البئر وأصحابه ينظرون. وما هي الا لحظات حتى بدأ البئر يضخ الماء فيعلو ويعلو فأخذ الناس يسقون الإبل والماشية ويشربون هم ويملؤون أوانيهم بالماء, وأدوات حمل الماء عندهم, ونحن نعرف أن عددهم كان ألفا وأربعمائة رجل, وهم من الصالحين ومن الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه عندما أطاعوا رسوله الكريم وبايعوه على التضحية بأرواحهم في سبيل دينهم ودعوة محمد r. وكانت هذه معجزة وآية نبوية صادقة تدل على مكانة رسولنا الكريم u عند ربه, لأنه رسول الله حقا وصدقا .. يروي جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام الأنصاري صحابي مشهور يعرفه المسلمون جيدا, كان صادقا وفيا لدينه ولرسوله r المعجزة0 ترى ماذا قال جابر بن عبدالله t؟ قال: سرنا مع النبي r حتى نزلنا واديا واسعا رحبا, فذهب رسول الله r يقضي حاجته, فسرت خلفه, و تتبعته باداوة فيها ماء, أو إناء فيه ماء, فنظر u فلم ير شيئا يستتر به واذا شجرتان بشاطئ الوادي, فانطلق u الى أحدهما فأخذ ببعض أغصانها وقال:"انقادي عليّ بإذن الله" فانقادت معه كالبعير المخشوش (أي الملجم بعود في عظم الأنف لينقاد به البعير) الذي يصانع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بعضا من أغصانها وقال:" انقادي عليّ بإذن الله" فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي
(يُتْبَعُ)
(/)
يصانع قائده حتى اذا كان بالمنتصف فيما بينهما لاءم بينهما, وجمع بينهما أي جمعهما, وقال u:" التئما عليّ بإذن الله" فالتأمتا. قال جابر: فخرجت أعدو بشدّة مخافة أن يحس بقربي فيبعد, فجلست أحدث نفسي فحانت مني التفاتة, فاذا أنا برسول الله r مقبل واذا الشجرتان افترقتا, وقامت كل واحدة منهما على ساق ... هده هي إحدى معجزات النبي الخارقة للعادة التي لا تكون الا لنبي من الأنبياء عليهم السلام. فالشجرة استجابت وأطاعت أمر رسول الله, انه أمر خارق للعادة. كان رسول الله r قد اعتاد حين يخطب في المسلمين أن يخطب على جذع نخلة .. وذات يوم جاءت امرأة من الأنصار وكان لها غلام يعمل نجارا. فقالت يا رسول الله ان لي غلاما نجارا فأمره أن يتخذ لك منبرا تخطب عليه؟ قال: بلى. فصنع له الغلام منبرا, فلما كان يوم الجمعة وقف رسول الله يخطب على المنبر الجديد المصنوع من الخشب فسمع u جذع النخلة يئن كما يئن الصبي, فقال النبي r :" ان هذا بكى لما فقد من الذكر". وجاءت رواية أخرى لهذه القصة في صحيح البخاري تقول: فصاحت النخلة (جذع النخلة) صياح الصبي ثم نزل r فضمه اليه يئن أنين الصبي الذي يسكن. قال r :" كانت تبكي (النخلة) على ما كانت تسمع من الذكر عندها". اذن فحنين الجذع شوقا الى سماع الذكر وتألما لفراق الحبيب الذي كان يخطب اليه واقفا عليه وهو جماد لا روح له ولا عقل في ظاهر الأمر. هذه معجزة بكل المقاييس تخالف ما اتفق عليه أن الجماد لا يتحرّك ولا يشعر, وفي الحقيقة فانها كائنات تسبّح بحمد الله I, وهي من الكائنات التي لا نسمع تسبيحها. بل سمعها الأنبياء بمعجزة وآية من الله I. واذا كان الرسول r قد جاء بمعجزة كهذه لا يقدر عليها بشر مثله, ولم تؤت لأحد من البشر الذين هو منهم, فان ذلك دليل على صدق وعظم نبوته u 0. انحصرت الخلافة بعد رسول الله r في أبي بكر الصديق t, والفاروق عمر t وعثمان ذي النورين t0
وفي هذه القصة المعجزة التي رواها الحافظ أبي بكر البيهقي رواه أحمد رضي الله تعالى عنهما عن سويد بن يزيد السلمي قال: سمعت أبا ذر الغفاري رضي الله عنه يقول: لا أذكر عثمان الا بخير بعد شيء رأيته, وبيّن ذلك الخبر الذي رآه فقال: كنت رجلا أتبع خلوات رسول الله r, فرأيته يوما جالسا وحده فاغتنمت خلوته فجئت حتى جلست اليه, فجاء أبو بكر فسلم عليه ثم جلس عن يمين رسول الله, فجاء عمر وجلس عن يمين أبي بكر, ثم جاء عثمان فجلس عن يمين عمر, وبين يدي رسول الله r سبع حصيات فأخذهن في كفه فسبّحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين جذع النخل, ثم وضعهن فخرسن أي سكتن, ثم أخذهن فوضعهن في كف أبي بكر فسبّحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النخل, ثم وضعهن فخرسن, ثم تناولهن فوضعهن في يد عمر فسبّحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين جذع النخل, ثم وضعهن فخرسن, ثم تناولهن فوضعهن في يد عثمان فسبّحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النخل, ثم وضعهن فخرسن, فقال النبي r :" هذه خلافة النبوة". فهذه معجزة عظيمة من معجزات النبي r ذات شقين أولهما: أن الحصى يسبّح في أيدي الخلفاء الراشدين. والثاني أن الخلافة فعلا انحصرت في أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وذي النورين عثمان ووصلت الى علي رضي الله عنهم. كان الأنصار في المدينة يستخرجون الماء من البئر بواسطة الإبل فانظر الى هذه القصة التي يرويها أنس بن مالك t فقال: كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يستخرجون الماء من البئر عليه, انه استصعب عليهم فمنعهم من استخدامه أي منعهم من استخدامه في هذا العمل. فجاء الأنصار الى رسول الله r فقالوا: انه كان لنا جمل نستخرج عليه الماء من البئر, وانه استصعب علينا وعصانا ومنعنا أن نكلفه بهذا العمل وقد عطش الزرع والنخيل. فقال رسول الله r لأصحابه:"قوموا" فقاموا فدخل البستان الذي فيه البعير أو المكان المحاط بالجدران الذي يأوي اليه البعير في وقت راحته, وكان الجمل في ناحية, فمشى النبي r نحوه, فقال الأنصار: انه صار مثل الذي به داء الكلب, أي أنه مسعور, و إنا نخاف صولته عليك يا رسول الله. فقال u:" ليس عليّ منه بأس" أي إني لا أخاف منه, فلما نظر الجمل الى رسول الله r, أقبل نحوه حتى خرّ ساجدا بين يديه, فأخذ رسول الله بناصيته أذل ما كانت قط حتى أدخله في العمل. فقال له أصحابه: يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل, تسجد لك ونحن أحق
(يُتْبَعُ)
(/)
أن نسجد لك فقال r :" لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها". وجاءت قصة أخرى في صحيح مسلم أن النبي r دخل يوما مع بعض أصحابه حائطا من حيطان الأنصار, فاذا جمل قد أتاه فجرجر وذرفت عيناه, فمسح رسول الله r سراته وذفراه فسكن وهدأ. فقال r :" من صاحب الجمل؟ " فجاء فتى من الأنصار قال: هو لي يا رسول الله. فقال له u :" أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملّكها الله لك؟ انه شكا إليّ أنك تجيعه وتدئبه".أي أنك تواصل عليه العمل ليل نهار دون انقطاع. هكذا كانت معجزة رسول الله r , انها آية من آيات النبوة ومعجزة من عظيم معجزاتها التي تثبت كل يوم وفي كل زمان أن رسالة محمد حق وأنه رسول الله صدقا وحقا.
و من معجزاته ما رواه البراء بن عازب t قال: عرضت لنا ونحن نقوم بحفر الخندق صخرة لا تأخذ فيها المعاول, فاشتكينا ذلك الى رسول الله r فجاء وأخذ المعول من سلمان الفارسي t, وقال: {بسم الله} ثم ضربها فنثر ثلثها. وخرج نور أضاء بين لابتي المدينة. فقال:" الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام, والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني الساعة". ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا آخر. فبرقت برقة من جهة فارس أضاءت ما بين لابيتها فقال:" الله أكبر .. أعطيت مفاتيح فارس, والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض من مكاني هذا, أي مدائن كسرى, وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليهم ابشروا بالنصر". ثم ضرب الثالثة, وقال:" بسم الله" قطعت بقية الصخرة وخرج نور من جهة اليمن أضاء ما بين لابتي المدينة حتى كأنه مصباح في جوف ليل مظلم فقال:" الله أكبر .. أعطيت مفاتيح اليمن, والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني الساعة". تحدث الرسول r عن معجزات ستحدث بعد سنوات طويلة من وفاته r, ولأنه كان آخر رسول, وخاتم الأنبياء فان معجزاته تتجدد مع الزمن. ماذا حدث بعد أن قال هذا رسول الله r؟ هذا ما سنعرفه بعد أن نحدد تاريخ حديثه هذا عن فتح الشام, فقد قال كلمته هذه في السنة الخامسة للهجرة. في هذا الزمن بالتحديد كانت القوة في العالم يملكها فريقان هما: الفرس والروم, والروم في الغرب والفرس في الشرق, وكان الروم يحتلون بلاد الشام وما فوقها, أما الفرس فمكانهم في إيران وأجزاء من العراق, وقد وقع بينهما معارك كبرى, تمنى المسلمون أن ينتصر فيها الروم على الفرس لأن الفرس كانوا وثنيين يعبدون الشمس والأصنام والنار وغير ذلك, أما الروم فكانوا أهل كتاب فهم نصارى يدينون بدين المسيحية. وجاءت الأنباء على غير ما يهوى المسلمون, فقد غلب الفرس الروم وحزن المسلمون حزنا شديدا ونزل القرآن الكريم بمعجزة تنبأت بانتصار الروم بعد بضع سنين, وأخبرهم في الوقت نفسه بخبر هزيمة الروم فقال Y: { ألم* غلبت الروم* في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون} 0 من الذي يستطيع أن يتنبأ بنتيجة حرب ستقع بعد تسع سنوات؟ وما الذي كان يضمن أنه خلال هذه السنوات التسع لن يحدث صلح بين الروم والفرس, فلا تقع بينهما حرب, أو تقع الحرب مرة أخرى ويهزم الروم أيضا؟ والتاريخ يقول لنا ان الروم قد هزمت مرتين, ولكن الله I هو عالم بالغيب, فبعد تسع سنين غلب الروم الفرس ألد أعدائهم وأقوى قوة على وجه الأرض معهم. ولكي يفتح المسلمون الشام عليهم أن يهزموا الروم, ولذلك فقد أيد الله المسلمين بنصره يوم اليرموك بعد عشرات السنين من قول رسول الله r :" أعطيت مفاتيح الشام", وبعد سنوات بعيدة من وفاته وخروجه من الدنيا, ترى ماذا حدث يوم اليرموك؟ بعد الانتهاء من حروب الردة, وتسيير خالد بن الوليد من اليمامة الى العراق في سنة 13 للهجرة, جهز الصديّق الجيوش الى الشام, فبعث عمرو بن العاص tالى فلسطين, وسيّر يزيد بن أبي سفيان t الى الشام, وأبا عبيدة بن الجرّاح t, وشرحبيل بن حسنة t, آمرا إياهم أن يتجهوا الى الشام عن طريق تبوك البلقاء حتى بلاد الشام0 وكان عدد كل لواء من هذه الألوية الأربعة ثلاثة آلاف, ثم توالت النجدات فيما بعد وجعل أبو بكر الصديق لكل منهم ولاية يتولاها, فصار عمرو بن العاص واليا على فلسطين, ويزيد واليا على دمشق, وعمر بن العاص واليا على حمص, وشرحبيل بن حسنة واليا على الأردن. بلغ هذا الأمر هرقل ملك الروم, وأراد أن يحارب الأمراء كل واحد على حدة حتى يهزمهم واحدا واحدا ولكن
(يُتْبَعُ)
(/)
عمرا t تنبّه لذلك. لقد وجد أمامه جيشا روميا يبلغ التسعين ألفا من الجنود, فأرسل وإخوانه الأمراء الى أبي بكر أمير المؤمنين في المدينة فأرسل أبو بكر t رسالة الى خالد بن الوليد t, وقال للمسلمين في المدينة كلمته المشهورة عن خالد t:( والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد). وكتب أبو بكر الصديق t لخالد بن الوليد t وقال له t:( سر حتى تأتي جموع المسلمين باليرموك) ففعل خالد t ذلك سريعا وعبر الجبال بجيش المسلمين ليصل المدد مبكرا لإخوانه في الشام ولما وصل خالد t الى الشام, فرح المسلمون به, وزاد جدهم ويقينهم بالنصر, واشتد غب الروم بمجيئه, حتى اهتز ملكهم هرقل وقال عندما علم بمجيء خالد: ألم أقل لكم لا تقاتلوهم لا طاقة بكم على هؤلاء. غضب أصحاب هرقل وقالوا له: قاتل ولا تخف الناس, واقض الذي عليك. وأصبح الجو مهيئا للقتال, وقال قادة جيش الروم لملكهم هرقل: لقد أتتك العرب وجمعت لك جموعا عظيمة, وهم يزعمون أن نبيهم محمدا, أخبرهم أنهم سينتصرون على أهل هذه البلاد, ولقد جاءوك بأبنائهم ونسائهم تصديقا لمقالة نبيهم. وبث الله فيهم الرعب حتى انهم أشاعوا أن خالدا في يده سيف منزل من السماء, أعطاه له رسول الله, فلا يقاتل به قوما الا انتصر عليهم. واستعد الطرفان للمعركة الروم في حيرة وارتباك ورعب مما يسمعون, والمسلمون على يقين وثقة من نصر الله لهم لأنهم يتذكرون ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم:" أعطيت مفاتيح الشام". بلغ عدد جيش الروم مائتين وأربعين ألف مقاتل, منهم ثمانون ألفا مقيدين بالسلاسل كي لا يفروا أثناء المعركة, والمسلمون: سبعة وعشرون ألفا وجاء خالد بتسعة آلاف ليبلغوا ستة وثلاثين ألفا تقريبا. ووقف خالد بن الوليد t بين الجنود يقول لهم: (ان هذا يوم من أيام الله, لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي, أخلصوا جهادكم, وأريدوا الله بعملكم, فان هذا يوم له ما بعده). وأرسل هرقل جاسوسا من رجاله يستطلع أحوال المسلمين فعاد اليه قائلا: هم بالليل رهبان, وبالنهار فرسان, ولو سرق ابن ملكهم لقطعوا يده, ولو زنى لرجم, لإقامة الحق فيهم. فقال القائد: لئن كنت صادقا, لبطن الأرض خير من لقاء هؤلاء على ظهرها, ولوددت أن حظي من الله أن يخلي بيننا وبينهم, فلا ينصرني عليهم, ولا ينصرهم علي. وقسم خالد جيشه كتائب سميت كراديس, كل كردوس مجموعة ضخمة من الرجال والخيل, لكي يحارب الروم على شكل موجات هائلة لا تنتهي. وقسم خالد بن الوليد الكراديس الى ثلاثة أقسام هي:
القلب: وكان قائده أبو عبيدة بن الجراح وعدده ثمانية عشر كردوسا وعلى كل كردوس أمير.
الميمنة: وكان قائدها عمرو بن العاص ومعه أحد عشر كردوسا وعلى كل كردوس قائد أو أمير.0
الميسرة: وكان قائدها يزيد بن أبي سفيان ومعه تسعة كراديس وعلى كل كردوس أمير0 وأمر خالد المقداد بن عمرو أن يقرأ على المسلمين سورة الأنفال لأن بها آيات الجهاد, فبدأ يقرأ ويمر بين صفوف المسلمين المتراصّة الصامتة والتي تستمع الى قول الله تعالى بإيمان شديد. وقد شهد اليرموك ألفا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم نحو مئة من أهل بدر, وكان أبو سفيان يسير فيقف على الكراديس, فيقول: الله .. الله .. إنكم زاد العرب وأنصار الإسلام, وانهم زاد الروم وأنصار الشرك والكفر, اللهم ان هذا يوم من أيامك, اللهم أنزل نصرك على عبادك. وبينما كان خالد يرتب ويفتش بين الجنود سمع رجلا من المسلمين يقول: ما أكثر الروم وأقل المسلمين. فقال خالد على الفور: (بل ما أقل الروم وأكثر المسلمين, انما تكثر الجنود بالنصر وتقل بالخذلان لا بعدد الرجال). هكذا بث فيهم خالد روح القتال والجهاد وجعل الخوف والقلق يتسرّب الى قلوب أعدائه من الروم. ونشب القتال بين المسلمين والروم, والتحم الناس, وتطارد الفرسان, وبينما هم على ذلك إذ قدم البريد من المدينة المنوّرة, فسألوه الخبر فلم يخبرهم الا بخير, وأخبرهم عن مدد قادم ولكن البريد جاء بخبر وفاة أبي بكر الصديق t في يوم الاثنين 22 جمادى الآخرة سنة 13 هجرية وتأمير أبي عبيدة قائدا على جيش المسلمين, فأبلغ الأمر خالدا, وأخبره بوفاة أبي بكر, وأخبره بأن الجند لم تخبر بعد, فقال خالد (أحسنت فقف) وأخذ الكتاب وجعله مخفيا حتى لا يشعر به الجنود, فيصيبهم قلق. كان القتال عنيفا, وظل على هذه الحال حتى تضعضع
(يُتْبَعُ)
(/)
الروم وسارع خالد بقلب الجيش, حتى كان بين خيلهم وجنودهم وكان جنود الروم لا يدري ما العمل, فمكان القتال واسع للمطاردة, ضيق في الهروب, وهربت خيلهم في الصحراء, وتفرّقت في البلاد, بينما قضى خالد وجنوده على جنودهم الذين هربوا وتراجعوا الى خنادقهم, ولكن خالد لم يتركهم فاقتحم عليهم خنادقهم, وبايع عكرمة بن أبي جهل على الموت مع أربعمائة فارس منهم ضرار بن الأزور وقاتلوا وقتل منهم رجال فاستشهدوا وجرح آخرون, وانتهت المعركة بالنصر والاستشهاد لثلاثة آلاف من المسلمين منهم عكرمة وابنه وغيرهم. وفتحت الشام, وتحققت المعجزة النبوية الشريفة التي جاءت على لسانه u :" أوتيت مفاتيح الشام" وأبصر المسلمون قصورها الحمر كما أبصرها الرسول عند الصخرة, أما مفاتيح فارس فلنذهب اليها.
و من معجزاته r :" الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس, والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض من مكاني هذا, وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليهم ابشروا بالنصر". أطلقت هذه المعجزة على لسان رسول الله r في السنة الخامسة من الهجرة, وتحققت في سنة ست عشرة للهجرة, أي بعد إحدى عشرة سنة من قولها عليه السلام, ولكن كيف حدثت المعجزة العظيمة وهي دخول جيش المسلمين عاصمة أكبر قوة في العالم وقتها مع الروم الذين هزموا في اليرموك بالشام, انها المدائن عاصمة كسرى ملك الفرس, وما كان أحد يظن أن يعبر المسلمون أنهارا لكي يفتحوا المدائن, ولكن عقيدة المسلمين كانت متأكدة من ذلك لقول رسول الله r :" ان أمتي ظاهرة عليهم" وبشرهم بالنصر قائلا:" ابشروا بالنصر". وبدأت إرهاصات تحقيق هذه المعجزة بعد فتح سعد بن أبي وقاص بلدا يقال لها بهرسير بالقرب من بغداد, وبعد أن دخل سعد بن أبي وقاص بهرسير طلب السفن ليعبر بالناس الى المدائن, فلم يقدر على شيء, ووجدهم قد ضموا السفن, فأقام ببهرسير أياما, حتى جاءه رجال من كفار الفرس, فدلوه على مخاضة يعبر من خلالها النهر ولكنه أبى وتردد في ذلك. ورأى سعد بن أبي وقاص رؤيا أن خيول المسلمين اقتحمتها, فعبرت, فعزم على العبور لتأويل رؤياه, وجمع الناس وخطب فيهم فقال لهم بعد أن حمد الله وأثنى عليه: ان عدوكم قد اعتصم منكم في البحر, فلا تخلصون اليه, وهم يصلون إليكم اذا شاءوا, فيناوشونكم في سفنهم, وليس وراءكم شيء تخافون منه, وقد رأيت من الرأي أن تبادروا جهاد العدو بنيتكم قبل أن تحصركم الدنيا, ألا إني قد عزمت على قطع وعبور هذا البحر إليهم. فقالوا جميعا: نعبر معك فافعل ما شئت. فدعا الناس للعبور ثم قال: من يبدأ منكم ويحمي لنا الشاطئ لكي لا يمنعونا من العبور؟ فخف اليه وأسرع عاصم بن عمرو وهو بطل من أبطال المسلمين وجاء وراءه ستمائة رجل من أهل النجدات, فجعل عليهم عاصم أميرا, فسار بهم حتى وقف على شاطئ دجلة. وعندئذ قال سعد: من يجيء معي لنمنع الشاطئ ونحميه من عدوكم ونحميكم حتى تعبروا؟ فخف اليه أسرع ستون بطلا, فتقدمهم سعد الى حافة النهر وهو يقول باسما لمن تردد حوله: أتخافون؟! ثم تلا قول الله Y:{ وما كان لنفس أن تموت الا بإذن الله كتابا مؤجلا} 0 ثم رفع سعد بن أبي وقاص فرسه فاقتحم النهر, واقتحم إخوانه معه. فلما رآهم الفرس وما صنعوا, جهزوا للخيل التي تقدمت خيلا مثلها, واقتحموا عليهم دجلة, ثم اقتربوا من عاصم بعدما اقترب من شاطئهم؛ فقال عاصم لأصحابه: الرماح الرماح! أشرعوها, واضربوهم من عيونهم, فطعن المسلمون الفرس في أعينهم, فمن لم يقتل منهم أصيب في عينيه, وتزلزلت بهم خيولهم, حتى فرّت عن الشاطئ. وصعد الستون على الشاطئ الآخر شاطئ الفرس وتلاحق خلفهم بقية الستمائة من كتيبة عاصم بن عمرو. ولما رأى سعد بن أبي وقاص أن عاصما على الشاطئ قد حماها ومنع الناس من أذى الفرس أذن للناس في اقتحام النهر وقال: قولوا: نستعين بالله ونتوكل عليه؛ حسبنا الله ونعم الوكيل, ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. وتلاحق معظم الجند, وركبوا الموج, وقد هاج النهر وماج والناس يتحدثون وهم عائمون على الخيل لا يكترثون ولا يهتمون بشيء, كما يتحدثون ويتسامرون في سيرهم على الأرض وكان سعد بن أبي وقاص وراءهم يسايره في الماء سلمان الفارسي, فعامت بهم الخيل, وسعد يقول: حسبنا الله ونعم الوكيل! والله لينصرن وليه, وليظهرن دينه, وليهزمن عدوه. هذه الكلمات التي قالها الرسول في بشراه
(يُتْبَعُ)
(/)
المعجزة بأنه أعطي مفاتيح فارس. ومضى سعد يقول وهو في الماء: وليهزمن الله عدوه, ان لم يكن في الجيش بغي أو ذنوب تغلب الحسنات. فقال له سلمان الفارسي: ذللت لهم والله البحور كما ذلل لهم البر, أما والذي نفس سلمان بيده ليخرجن منه أفواجا كما دخلوه أفواجا. وملأ فرسان المسلمين نهر دجلة خيلا ورجالا حتى ما يرى الماء من الشاطئ أحد, ثم خرجوا من الماء, والخيل تنفض أعرافها صاهلة بالنصر, فلما رأى الفرس ذلك انطلقوا لا ينظرون خلفهم فرارا من المسلمين, وظل المسلمون يطاردونهم حتى وصلوا الى القصر الأبيض في المدائن, وهو قصر ملكهم, وقد وجدوا فيه قوما وجنودا قد تحصنوا يريدون القتال فعرض عليهم المسلمين ثلاثة حلول, يختارون منها أيها شاءوا قالوا: وما هن؟ فقال لهم المسلمون:
1 - الإسلام, فان أسلمتم فلكم ما لنا وعليكم ما علينا.
2 - الجزية.
3 - وان أبيتم فالحرب والقتال.0 فقالوا لا حاجة لنا في الأولى ولا في الآخرة ولكن الوسطى وهي الجزية. دخل سعد بن أبي وقاص المدائن, عاصمة كسرى والفرس وآخر معاقلهم, وانتهى به الأمر الى إيوان كسرى ونظر سعد لضخامته وما فيه من فرش ومجوهرات, وأقبل ينظر في محتويات الإيوان والقصر وهو يقرأ قول الله U: { كم تركوا من جنات وعيون* وزروع ومقام كريم* ونعمة كانوا فيها فاكهين* كذلك وأورثناها قوما آخرين} 0 وصلى سعد في القصر صلاة الصبح ثماني ركعات, لم يفصل بينهن, واتخذ الأبوان مسجدا وجعله مصلى للمسلمين, وكان فيه تماثيل من الجص, ولم يلقها المسلمون, وتركوها على حالها, وأتم الصلاة في المدائن, إذ نوى سعد الإقامة بها, وكانت أول جمعة له فيها في صفر سنة ست عشرة. وتحقق قول رسول الله r ومعجزته التي قال فيها:" الله أكبر .. أعطيت مفاتيح فارس والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض من مكاني هذا", وتحققت المعجزة.
أما صنعاء .. أعطيت مفاتيح اليمن 0 قال رسول الله r :" الله أكبر .. أعطيت مفاتيح اليمن والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا". رأى الرسول عليه u في ضربته الثالثة أبواب صنعاء من الخندق في المدينة, وكانت معجزة تحققت في سنة 11 هجرية بعد ست سنوات من قول الرسول. ولكن كيف تحققت المعجزة؟ هذا ما سنراه في يوم صنعاء. كانت صنعاء عاصمة اليمن, يحكمها رجل يقال له قيس بن عبد يغوث ويحتلها الفرس. وكان "باذان" أميرا من قبل الفرس على اليمن, ولكنه لما أسلم أسلمت اليمن أقره الرسول r على إمارة اليمن حتى مات, فلما مات رسول الله r جعل ابنه شهرا واليا على صنعاء, وجعل معاذ بن جبل معلما ينتقل من كل ولاية من هذه الولايات بعد أن جعل لكل واحدة منها واليا. وحدث قبل وفاة النبي r أن قام رجل من قبيلة عنس بن قحطان, اسمه الأسود العنسي, وكان كاهنا, فتنبأ, وقال: انني أنا نبي, وتابعه قوم من أعراب اليمن, فقوي واشتد بهم ساعده, واقتحم بهم بلاد نجران في الجزيرة العربية, وأصبحت نجران تحت قيادته, ودخل في جماعته قبيلة من كهلان تسمى مذحج, وكثر ماله, واشتد أمره, ثم قصد صنعاء في اليمن, فقاتل أميرها شهرا كاملا فقتله, وهزم قوما من العجم كانوا فيها يسمون الأبناء, ثم تزوج بامرأة شهر بن باذان, وجعل أمره يشتهر بين الناس شهرة عظيمة, وصار لا يصل الى قوم الا انضموا اليه خوفا منه على أنفسهم وأولادهم. وكتب آمر الولايات للرسول صلى الله عليه وسلم بشأن الأسود العنسي وما يصنع بالناس هناك, فأرسل u كتابا الى من بصنعاء, يأمرهم فيه بالقيم على دينهم, والتمسك به, والنهوض الى الحرب, ومواجهة الأسود العنسي بكل الطرق كي يتخلصوا من شروره. عمل القوم بأمر رسول الله, ولكنهم وجدوا أن الأمر صعب عليهم, لأن الأسود العنسي قوي ولديه جنود يبطشون بالناس. وبينما هم على هذه الحال علموا أن الأسود العنسي قد تغير على قائد جيشه وهو قيس بن عبد يغوث, وأضمر له الشر, ولكن قيسا دافع عن نفسه أمامه وقال له: أنت أعظم من نفسي وأجل عندي من أن أحدث نفسي بك, فعفا عنه وقال له: قبلت توبتك. انتهز الأبناء من أتباع المسلمين الفرصة ودعوا قيس للفتك به فلبّى ووافق, وذهبوا الى زوجته التي تزوجها بعد قتل زوجها شهر بن باذان, فتعاونت معهم وقالت: والله ما خلق الله شخصا أبغض إليّ منه, ما يقوم لله على حق ويظلم الناس, فاذا عزمتهم فأعلموني الخبر. ولما جاء كتاب رسول الله r إليهم, ووصل كتابه الى
(يُتْبَعُ)
(/)
أهل نجران, فتجمعوا وأرادوا قتال الأسود العنسي, ولكنهم فوجئوا بقتله في قصره بمساعدة زوجته, وما ان طلع الفجر حتى أعلنوا أمرهم, وفرّ أصحابه, وجعلوا يترددون بين صنعاء ونجران, وذهب الخبر الى المدينة, وقد توفي رسول الله, ورغم أن قيس بن عبد يغوث رئيس جند الأسود العنسي ساهم في قتله, الا أنه عاد الى الارتداد عن الإسلام, وجمع جنود الأسود العنسي الهاربين, وأراد أن يقتل رؤساء الأبناء المسلمين, ولكنه لم يستطع, وسيطر على صنعاء, وطرد من هم أتباع المسلمين من العجم. وانضمت اليه عوام القبائل من منطقة حمير, واطمأن بصنعاء كما كان الأسود العنسي مطمئنا بها. ولكن الأبناء من العجم المسلمين, استنهضوا أنفسهم, والقبائل التي بقيت على الإسلام, وخرج فيروز على رأسهم, فحارب قيسا عند صنعاء وأجلاه عنها, وخرج هاربا في جنده حتى وصل الى المكان الذي قتل فيه الأسود العنسي, وجاء جيش المسلمين من المدينة بقيادة المهاجر بن أمية, وخلفه عكرمة بن أبي جهل بجيشه أيضا وهزم الله المرتدين, وأسر قيس وعمرو بن معد يكرب وأخذهما المسلمين الى المدينة فتابا وعفا عنهما أبو بكر وعادا الى قومهما مؤمنين, وأعطى الله مفاتيح اليمن للمسلمين وتحققت المعجزة التي نبأ بها رسول الله r0.
و من معجزات الرسول محمد قدح اللبن وأبو هريرة: كان أبو هريرة صاحب رسول الله r وكان من أهل الصفّة وهم فقراء ليس لهم مال ولا أهل ولاجاه, ويحكي أبو هريرة هذه المعجزة فيقول: والله إني كنت أشعر بالجوع الشديد, وكنت أضع الحجر على بطني من الجوع, ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمّر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله I, وما سألته الا ليطلب مني أن أتبعه الى داره فيطعمني, فلم يفعل أبو بكر, فمرّ عمر t فسألته عن آية من كتاب الله U وما سألته الا ليطلب مني أن أتبعه الى داره فيطعمني, فلم يفعل, ومرّ الرسول عليه الصلاة والسلام, فعرف ما في وجهي, وتبين له ما في نفسي فقال:" يا أبا هريرة" قلت: لبيك يا رسول الله فقال:" الحق" فلحقت به وعند داره استأذنت فأذن فوجدت لبنا في قدح, فقال الرسول r : من أين لكم هذا اللبن؟ فقالوا: أهداه لنا فلان أو آل فلان, قال الرسول ينادي أبا هريرة: "أبا هرّ". قلت لبيك يا رسول الله. قال:"انطلق الى أهل الصفة فادعهم لي". فقال أبو هريرة: وأهل الصفة هم أضياف الإسلام لم يأووا الى أهل, ولا مال, فاذا جاءت هدية الى رسول الله r أخذ منها وبعث إليهم منها, وأحزنني ذلك وكنت أرجو أن أشرب من اللبن على الفور شربة أتقوى بها بقية يومي وليلتي, وقلت: أنا الرسول المرسل إليهم من الرسول r فاذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم, وقلت ما يبقى من هذا اللبن بعد أن يشربوا معظمه ان لم يكن كله؟ هكذا كان الجوع يتملك من أبي هريرة حتى انه خشي ان لا يجد من قدح اللبن هذا ما يكفيه شربة واحدة إذ سيشاركه فيه أهل الصفة وهو عدد لا بأس به. قال أبو هريرة: ولم يكن أمامي شيء غير طاعة الله ورسوله, فانطلقت الى أهل الصفّة فدعوتهم فأقبلوا واستأذنوا فأخذوا مجالسهم من البيت, بيت رسول الله r 0. فقال رسول الله r:" يا أبا هريرة خذ قدح اللبن فأعطهم" فأخذت القدح فجعلت أعطيهم فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروى, ثم يرد القدح بعد أن يروى حتى وصلت الى آخرهم, ثم توجهت الى رسول الله r ودفعت اليه فأخذ قدح اللبن بيده وقد بقي قليل من فضلة, ثم رفع رسول الله r رأسه ونظر الى أبي هريرة وابتسم, وقال: "أبا هريرة". فقال أبو هريرة: لبيك يا رسول الله0 قال u : " بقيت أنا وأنت". فقال أبو هريرة: صدقت يا رسول الله0 قال u :" فاقعد واشرب". جلس أبو هريرة t وأمسك بقدح اللبن, فشرب, ولما رفع أبو هريرة القدح عن فمه قال له رسول الله r :" اشرب" فيشرب أبو هريرة وكلما رفع القدح أعاده له رسول الله r قائلا:" اشرب" وظل يقول له:" اشرب اشرب" حتى ارتوى أبو هريرة t تماما وذهب عن نفسه الجوع الذي أصابه بألم شديد في أمعائه وقال له رسول الله r:" اشرب يا أبا هريرة" فقال أبو هريرة t: لا والذي بعثك بالحق ما أجد له فيّ مسلكا, قال:" ناولوني القدح". فأعطى أبو هريرة t القدح لرسول الله r , وهي آية النبوة المحمدية, إذ أن قدحا من اللبن لا يكاد يروي رجلا أو غلاما صغيرا, أصبح في يد رسول الله r يروي جماعة من الناس كلهم أصابهم
(يُتْبَعُ)
(/)
الجوع. انها معجزة من معجزاته r , ثم يأتي الأدب النبوي فينتظر u أن يشرب الجميع فيشرب هو من القدح.
و من المعجزات إناء السمن يمتلئ بعد فراغه:كان أنس بن مالك خادما مطيعا لرسول الله r وكانت أمه أم سليم رضوان الله عليها صحابية قريبة من بيته r تأخذ منه الطعام ان كان في وفرة وان توفر لها ترسل هذا الطعام الى بيت رسول الله. ويحكي أنس بن مالك قصة بل هي معجزة حسية رآها بنفسه فقال: كانت لأمي أم سليم شاة فظلت تحلبها وتجمع منها السمن حتى جمعت من سمنها عكة أو إناء فملأت الإناء ثم بعثت به ربيبة لها أو خادمة فقالت: يا ربيبة اذهبي الى رسول الله r بهذا الإناء أو هذه العكة يأكل منها, فانطلقت بها ربيبة حتى أتت رسول الله r فقال: يا رسول الله هذه العكة أو هذا الإناء مليء بالسمن بعثت بها اليك أم سليم. فقال u : " افرغوا لها عكتها" أي أفرغوا هذا الإناء, فأفرغت العكة من السمن, وأعيدت الى ربيبة فارغة فانطلقت بها عائدة الى دار أم سليم ولم تكن أم سليم في دارها, فعلقت ربيبة الإناء أو العكة في وتد في الحائط ولما جاءت أم سليم وجدت العكة أو الإناء قد امتلأت الى آخرها وبدأت تقطر بالسمن الذي فاض منها فقالت أم سليم: يا ربيبة أليس أمرتك أن تنطلقي بها الى رسول الله؟ ألم أقل لك اذهبي بها الى رسول الله r ؟0 قالت ربيبة: بلى فعلت وان لم تصدّقيني فسلي رسول الله r 0. استغربت أم سليم الأمر, واصطحبت ربيبة معها وانطلقت الى رسول الله r حيث يجلس, ولما بلغت رسول الله r قالت: يا رسول الله إني بعثت مع ربيبة عكة مملوءة بالسمن فهل جاءت بها؟ فقال رسول الله r على الفور:" قد فعلت قد جاءت". قالت أم سليم: والذي بعثك بالحق, ودين الحق انها ممتلئة بالسمن والسمن يقطر منها. فقال أنس بن مالك صاحب الرواية: فقال r:" يا أم سليم أتعجبين ان كان الله أطعمك كما أطعمت نبيه, كلي وأطعمي". عادت أم سليم الى دارها, فقسّمت الإناء حتى لا يقطر سمنا وتركت فيه ما أكل منه دارها شهرا أو شهرين. وهذه معجزة أخرى من المعجزات المحمدية, لأنها لم تحدث للبشر كما حدثت لرسول الله r. الإناء يمتلئ سمنا بعد إفراغه ويبارك الله فيه.
الطعام القليل يشبع الكثير من الناس:كان أبو طلحة الأنصاري من أكثر الصحابة حظا في إسلامه, فتزوج مسلمة سبقته في الإسلام, ودعته للزواج منها وكان مهر أم سليم من أغلى المهور لو علم الناس قيمته, إذ أنه تقدم للزواج من أم سليم ولم يدخل الإسلام بعد, فقالت أم سليم: مهري إسلامك, أي دخولك في الإسلام. وأسلم أبو طلحة ودخل الإسلام وحسن إسلامه وتزوج أم سليم وأحسن معاشرتها ومعاملتها فعاشا في هناء في ظل ازدهار دعوة الحق في المدينة, ويروي أنس بن مالك t قصة جميلة هي بحق معجزة من معجزات النبي r. 0 قال أنس: قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله r ضعيفا أعرف فيه الجوع, فهل عندك شيء؟ لقد أحس أبو طلحة أن الرسول r جائع وعرف ذلك من صوته. قالت أم سليم: نعم. وبدأت تعد أقراصا من خبز الشعير ثم لفت الخبز ساخنا في خمار لها, لعد أم لفت الخبز ببعضه ثم أعطت أم سليم الخبز لأنس خادم النبي r وأرسلته به الى النبي u . ذهب أنس بن مالك الى رسول الله r في المسجد ومعه الناس, فلما دخل أنس قال رسول الله r : أرسلك أبو طلحة؟ فقال أنس: نعم يا رسول الله. فقال u لمن معه من الناس:" قوموا" وانطلق رسول الله مع أصحابه الى دار أبي طلحة الأنصاري, فلما رآهم أبو طلحة قال: يا أم سليم قد جاء رسول الله r والناس وليس عندنا ما نطعمهم فقالت: الله ورسوله أعلم, فلما أقبل رسول الله r قال:" هلمّ يا أم سليم ما عندك؟ " فأتت بذلك الخبز, فأمر رسول الله r أن يفتت الخبز, ففتت أم سليم الخبز في عكة ووضعت عليه السمن ثم قال رسول الله r ما شاء أن يقول ثم قال: "ائذن لعشرة" أي عشرة رجال. فأذن لعشرة من الرجال فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا. ثم قال:" ائذن لعشرة". فأذن لعشرة من الرجال فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا. ثم قال:" ائذن لعشرة". فأذن لعشرة من الرجال فأكلوا حتى شبعوا, وظل على هذه الحال حتى أكل القوم جميعا, وكانوا سبعين أو ثمانين رجلا. أليست هذه معجزة عظيمة من معجزات النبي r؟ بلى وربي انها معجزة عظيمة بحق, فمن عدد قليل من الخبز يطعم ثمانون رجلا ويشبع كل واحد منهم شبعا كاملا, هكذا كانت
(يُتْبَعُ)
(/)
معجزات النبي r واحدة تلو الأخرى0
كثرة الطعام:تكررت وتعددت معجزات تكثير الطعام والشراب, فبلغت عشرات المرات, في ظروف مختلفة ومواقف مختلفة, ومناسبات عديدة لكل مناسبة وقتها وظروفها. ومما روى أبو هريرة tعن شيء من هذه المعجزات, ما حدث في تبوك, وغزوة تبوك كلنا يعرف أنها كانت مشقة وعسرة, فقد خرج الرسول r والمسلمون في جو شديد الحر, ومشوا في طريق وعر بين الجبال والصخور, حتى انه u كان لا يجد ما يكفي من الإبل ما يحمل عليه رجاله وجنوده, ورغم تبرّع عثمان بن عفان وأهل الخير والكرم من المسلمين الا أن ذخيرة الجيش الإسلامي وزاده من الطعام كانت قليلة لأبعد حد يتخيّله الإنسان. فقد قال أبو هريرة t: كنا مع رسول الله r في غزوة غزاها (وهي غزوة تبوك) فنفذ زاد المسلمين واحتاجوا الى الطعام, ولم يكن أمامم سوى الإبل والجمال التي يركبوها, فاستأذنوا رسول الله r في نحر الإبل وذبحها ليأكلوا منها, فأذن لهم r, لما وجدهم في حاجة شديدة الى الطعام. وقد بلغ هذا الخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاعترض على هذا الأمر لما فيه من أذى للمسلمين ولعلمه بوعورة الطريق وبعده عن المدينة مما يجعل العودة شاقة بل مستحيلة وتعرّض المسلمين وحياتهم للخطر لو قطعوا هذه المسافة مشيا على الأقدام بعد قتال وجهاد ضد الكفار في تبوك. فجاء عمر الى رسول الله r فقال: يا رسول الله ابلهم التي تحملهم وتبلغهم عدوهم ينحرونها؟ أي أن هذا الأمر يحتاج إلى إعادة النظر, ووضع عمر t حلا أمام رسول الله وقال: ادع الله على بقايا الطعام, ادع الله U فيها بالبركة. فقال رسول الله r :" أجل يا عمر" ودعا ببقايا الطعام فجاء الناس بما بقي معهم فجمعت ثم دعا رسول الله r ربه أن يبارك فيها ودعاهم بأوعيتهم فملأوها بزاد وطعام كثير فقال رسول الله r :" أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أني عبدالله ورسوله ومن لقي الله U بها غير شاك دخل الجنة". وهكذا كانت معجزات تكثير الطعام متوالية تأتي متكررة في مناسبات عدة.
5. نعجة أم معبد: خرج رسول الله r مهاجرا من مكة الى المدينة, بعدما أذن الله I له بالهجرة, فلما قال الرسول لأبي بكر t في داره:" ان الله قد أذن لي في الخروج والهجرة" قال أبو بكر t ( الصحبة يا رسول الله) فقال u:" الصحبة" خرج الرسول من خوخة في بيت ظهر أبي بكر الى أن وصلا غار ثور وأمر أبو بكر ابنه عبدالله أن يتسمع لهما ما يقول الناس فيهما نهارا ثم يأتيهما مساء بما كان في ذلك اليوم من الخبر, كما أمر أبو بكر tعامر بن فهيرة مولاه t وراعيه أن يرعى غنمه نهارا ثم يريحها عليهما مساء, ليسقيهما من لبنها, واذا جاءهما عبدالله أو أخته أسماء بطعام اتبع عامر بن فهيرة أثرهما بالغنم حتى يختفي أثرهما ولا يتبعهما أحد فيعرف مكان الرسول وأبو بكر الصديق في الغار, غار ثور. وأقام الرسول r مع أبي بكر ثلاثة أيام, وطلبهما المشركون طوال ثلاثة الأيام, ولما مضت ثلاثة أيام, وسكن الناس عنهما, ويأسوا من العثور عليهما, أتاهما عبدالله بن أريقط الذي استأجراه بالراحلتين, فقدم أبو بكر لرسول الله rأفضلهما, وقال: (اركب فداك أبي وأمي) , ومضى الصديقان الرسول r وأبو بكر الصدّيق t في طريقهما المبارك الى المدينة. وفي الطريق مروا بخيمة أم معبد, وهي عاتكة بنت خالد من قبيلة خزاعة. مر الرسول r على خيمتها ومعه أبو بكر t, وكانت امرأة تجلس في خيمتها, تختبئ في قبة الخيمة, ثم تسقي وتطعم المارّة, فسألها r وصاحبه لحما وتمرا يشترونه منها, فلم يجدا عندها شيئا, وكان الرسول r وصاحبه يشعران بجوع شديد فنظر الرسول r فوجد شاة بالقرب من الخيمة, فقال u:" ما هذه الشاة يا أم معبد؟ " قالت: شاة أو نعجة خلفها الجهد والمرض عن الغنم, فقال:" هل بها لبن" قالت: هي أضعف من أن تدر لبنا. قال u :" أتأذنين لي أن احلبها؟ ". قالت متعجبة: بأبي أنت وأمي! ان رأيت بها حلبا فاحلبها. فدعا بها رسول الله r فمسح بيده على ضرعها, فسمّى الله تعالى, ودعا لها في شأنها, فامتلأ ضرعها ودرّت واجترّت, وطلب الرسول r بإناء يشرب فيه هو وأصحابه, فحلب فيه حتى امتلأ عن آخره, فشرب الجميع حتى أم معبد, وشرب الرسول وأصحابه من اللبن حتى رووا, ثم استراحوا وشربوا لبنا أيضا, ثم حلب الرسول في الإناء مرة أخرى حتى ملأه عن آخره, وتركه مليئا باللبن عندها, وقبل أن
(يُتْبَعُ)
(/)
يغادر المكان u, بايعها على الإسلام. هكذا كانت شاة أم معبد الضعيفة المجهدة معجزة لأنها سقت كل هذا الجمع بعد أم مسح عليه السلام على ضرعها ودعا ربه فسقى أصحابه وشرب هو وترك عندها لبنا. ولما جاء زوجها يسوق أغناما عجافا ضعيفة, رأى عندها لبنا فتعجّب وقال: من أين لك هذا يا أم معبد, والشاة عازب حيال, ولا حلوب في البيت؟ قال: لا والله, الا أنه مرّ بنا رجل مبارك, من حاله كذا وكذا. فقال زوجها: صفيه يا أم معبد, فوصفته له وصفا دقيقا في كلام طويل. قال أبو معبد: هذا والله صاحب قريش, الذي ذكر لنا من أمره في مكة. هكذا كانت معجزاته في الطعام والشراب r 0.
سدرة المنتهى: قال تعالى: {ثم دنا فتدلى* فكان قاب قوسين أو أدنى* فأوحى الى عبده ما أوحى* ما كذب الفؤاد ما رأى* أفتمارونه على ما يرى* ولقد رءاه نزلة أخرى* عند سدرة المنتهى* عندها جنة المأوى* إذ يغشى السدرة ما يغشى* ما زاغ البصر وما طغى* لقد رأى من آيات ربه الكبرى} 0 السدرة هي شجرة نبق عظيمة هائلة, لم تكن على الأرض ولكنها كانت في السماء, بعد السماء السابعة, وهي أكبر من أي شجرة ضخمة رأيتها في الدنيا ملايين المرات, والسدرة شجرة ينتهي اليها كل ما يصعد على الأرض من أعمال الناس والأرواح, ثم يقبض أو يؤخذ من عندها, وينتهي اليها كل ما يهبط من أعلى فيؤخذ منها. بعد أن عرفنا السدرة, وعرفنا أن الرسول r قد رأى في رحلة الإسراء ما رأى في السماء السابعة, بعد هذا كله صعد به جبريل الى ما بعد السماء السابعة, صعد به الى معجزة عظيمة, اتجه الى سدرة المنتهى, وقبل أن يصل رسول الله r الى السدرة رأى نهرا صافيا جميلا نصبت عليه خيام مرصّعة باللؤلؤ والياقوت وعلى حافتيه طيور جميلة خضراء عليها نضرة النعيم, فقال u : " يا جبريل ان هذا الطير لناعم". قال جبريل: يا محمد ان الذي يأكل هذا الطير أنعم منه. ثم قال جبريل: يا محمد؛ أتدري أي نهر هذا؟ فقال r : " لا". قال جبريل: هذا نهر الكوثر الذي أعطاك الله إياه. ثم رأى رسول الله r نهرا آخر يسمى نهر الرحمة فاغتسل فيه, فغفر الله له ما تقدم من ذنبه, وما تأخر؛ ثم رفع رسول الله r الى الجنة, ورأى الرسول r بها أنهارا من ماء صاف جميل, وأنهارا من لبن لم يتغير طعمه, وأنهارا من عسل مصفى. وقال u:" ان الله تعالى أعدّ لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر". وخرج النبي u من الجنة, فلقيه ملك, فرحّب به كما رحّبت به الملائكة من قبل, ولكنه كان عابسا لم يبتسم له كما ابتسمت الملائكة, فعجب عليه السلام وقال: " يا جبريل من هذا الملك, الذي قال لي مثل ما قالت الملائكة, ولم يضحك, ولم أر منه من البشر مثل الذي رأيت منهم". فقال جبريل: هذا مالك خازن النار .. أما انه لو ضحك الى أحد من قبلك, أو كان ضاحكا الى أحد من بعدك لضحك اليك, ولكنه لا يضحك. فقال u لجبريل:" ألا تأمره أن يريني النار؟ " فقال جبريل: بلى. ثم نادى جبريل مالكا فقال له: أر محمد النار. فكشف مالك عن النار غطاءها ففارت .. وارتفعت, حتى ظن الرسول أنها ستأتي على كل ما يرى, فيها غضب الله ونقمته, لو وضعت فيها الحديد والحجارة لأكلتها. فقال u :" يا جبريل مره ليردّها الى مكانها" فأمر جبريل عليه السلام مالكا أن يردها. فقال مالك للنار: أخبي فرجعت النار الى مكانها الذي خرجت منه, وردّ عليها غطاءها. ومالك: هو رئيس الملائكة القائمين على النار والعذاب يوم القيامة وقد ذكر اسمه في القرآن لقوله Y: { ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك, قال إنكم ماكثون} وقد مرت برسول الله r رائحة طيبة فقال لجبريل: " ما هذه الرائحة". قال جبريل: هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها!! كان من أخبارها في الدنيا أن سقط من يدها المشط الذي تمشط به شعر بنت فرعون فمالت على المشط وأخذته وقالت: باسم الله .. فقالت بنت فرعون: من الله هذا؟ أهو أبي فرعون؟ قالت الماشطة: لا .. انه ربي, وربك, ورب أبيك. قالت بنت فرعون: أولك رب غير أبي فرعون؟! قالت الماشطة: نعم, ربي, وربك ورب أبيك .. الله U. وبلغ الخبر فرعون, فدعاها, فقال لها: ألا رب غيري؟! قالت: نعم .. ربي وربك الله I, فغضب فرعون, وأمر بنار عظيمة, فأوقدت, فألقى فيها أولادها ما عدا طفلا رضيعا, فأمرها فرعون, أن تقذف بنفسها في النار, فتقاعست قليلا من أجل ولدها الرضيع,
(يُتْبَعُ)
(/)
فناداها الرضيع قائلا: يا أمّه! قعي ولا تقاعسي فانك على الحق, أي أدخلي ولا تخافي .. فانطلقت الماشطة الأم الى النار فأحرقتها, وتلك الرائحة الطيّبة رائحتها في الآخرة. ووصل الرسول r سدرة المنتهى, فاذا به يرى مفاجأة, فقد رأى جبريل على حقيقته, رأى السدرة وقد ملأها من نور الله الخلاق r ما يحير العقل ويدهشه من العجب والجمال .. وسمع من جبريل عليه السلام مفاجأة, قال له جبريل: يا محمد, في مثل هذا المقام يترك الصاحب الى صاحبه؛ الخليل الى خليله, والحبيب الى حبيبه. قال جبريل: الى هنا ينتهي عروجي, لا أستطيع التقدم ولو تقدمت بعد ذلك قيد شعرة لاحترقت, فتقدم أنت الى خليلك وحبيبك, فما منّا الا له مقام معلوم. ووجد الرسول r نفسه يسمو في عالم النور القدسي حتى صار من الله الخلاق عز وجل كما جاء في القرآن الكريم قريبا جدا, قال I: { ثم دنا فتدلى* فكان قاب قوسين أو أدنى}. ولما اقترب الرسول r من الله U فكلمه الله عند ذلك فقال له: سل .. فقال محمد r :" انك اتخذت ابراهيم خليلا, وكلمت موسى تكليما, وأعطيت داود ملكا عظيما, وألنت له الحديد وسخرت له الجبال. وأعطيت سليمان ملكا, وسخرت له الجن والإنس والشياطين, وسخرت له الرياح, وجعلت له ملكا لا ينبغي لأحد من بعده. علمت عيسى التوراة والإنجيل, وجعلته يبرئ الأكمه والأبرص, ويحيى الموتى بإذنك, وأعذته وأمه من الشيطان الرجيم, فلم يكن للشيطان عليهما سبيل". فقال له الرب Y:" وقد اتخذتك خليلا, وأرسلتك للناس كافة وبشيرا ونذيرا, وشرحت لك صدرك, ووضعت عنك وزرك الذي أنقض ظهرك .. وجعلت أمتك خير أمة أخرجت للناس وأعطيتك سبعا من المثاني لم يعطها نبي قبلك, وأعطيتك نهر الكوثر, و أعطيتك ثمانية أسهم هي: الإسلام, والهجرة, والجهاد, والصلاة, والصدقة, وصوم رمضان, والأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, وجعلتك فاتحا, وخاتما للمرسلين. فكان رسول الله r :" فضلني ربي بست: أعطاني فواتح الكلام وخواتيمه, وجوامع الحديث, وأرسلني الى الناس كافة بشيرا ونذيرا, وقذف في قلوب أعدائي الرعب من مسيرة شهر, وأحلت لي الغنائم, ولم تحل لأحد قبلي, وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا". ومن خلال هذه المعجزة العظيمة الصعود الى السماء والوصول الى سدرة المنتهى, فرض الله I حينئذ على محمد r وعلى أمته خمسين صلاة في اليوم والليلة, ولما أوحى الله الى عبده ما أوحى رجع فلقيه موسى عليه السلام حيث هو في السماء السادسة فقال: بم أمرت يا محمد؟ قال u :" بخمسين صلاة". قال موسى: ارجع الى ربك فاسأله التخفيف. فقد لقيت من بني اسرائيل شدّة. فرجع رسول الله r الى ربه عز وجل وسأله التخفيف فوضع عنه عشرا, أي خفف الخمسين الى أربعين ثم رجع رسول الله r فقال: بكم أمرت؟ قال r :" بأربعين صلاة". قال موسى: فارجع الى ربك فاسأله التخفيف فقد لقيت من بني اسرائيل شدة, وتعلا, فرجع الرسول r الى ربه عز وجل فسأله التخفيف, فخفف عنه عشرا, فرجع الى موسى, وظل يرجع الرسول r ويسأله التخفيف حتى أصبحت خمس صلوات في اليوم والليلة ... فقال له موسى: ارجع الى ربك فاسأله التخفيف, فقد لقيت من بني اسرائيل شدّة .. فقال الرسول r :" قد رجعت الى ربي حتى استحييت, فما أنا براجع اليه". وكان الرسول r قد رجع الى ربه فخفف الى الثلاثين والعشرين والعشر صلوات في اليوم والليلة حتى وصل الى خمس صلوات في اليوم والليلة, وما ان قال:" استحييت, فما أنا براجع اليه" حتى سمع عليه السلام مناديا يقوا: أما انك كما صبّرت نفسك على خمس صلوات فإنهن يجزين عنك خمسين صلاة, فان كل حسنة بعشرة أمثالها, فرضي محمد r كل الرضا. عاد الرسول r من فوق السماء السابعة فعاد حتى هبط الى السماء الدنيا, فنظر الى أسفل منه, فرأى وهجا ودخانا وسمع أصواتا, فقال u:" من هؤلاء يا جبريل؟ " قال جبريل: هذه الشياطين تحوم على قلوب بني آدم كي لا يتفكروا في ملكوت السموات والأرض, ولولا ذلك لرأوا العجائب .. وظلّ الرسول r يهبط الى الأرض حتى بلغ بيت المقدس, فوجد الأنبياء مجتمعين فيه ينتظرون الصلاة فحيّاهم u فحيّوه, ولما حانت الصلاة قام النبيون لأدائها, فجاء جبريل, أخذ بيد النبي r الى موقف الإمام, وأشار اليه أن يصلي بهم فصلى بهم ... والغالب أنها كانت صلاة الصبح, وفي إمامته u للأنبياء تشريف له u و إعلاء لقدره على سائر
(يُتْبَعُ)
(/)
الأنبياء. ثم ركب الرسول u البراق بعد أن خرج من بيت المقدس, فركب البراق وعاد الى مكة والناس نيام فلما أصبح الصبح, وصحت مكة, وعلت الشمس, شمس الضحى, أخبر u الناس بما حدث معه, وأول من رآه أبو جهل, وكان كثيرا ما يستهزئ بالنبي r, فجاءه أبو جهل وقال له مستهزئا: أراك ممعنا في تفكير عميق, فهل حدث لك شيء جديد؟ قال رسول r :" نعم". 0 قال أبو جهل: وما هو؟ فقال u:" انني أسري بي الليلة" أي انتقلت وسافرت0 قال أبو جهل: إلى أين؟! فقال u :" الى بيت المقدس"0 ففتح أبو جهل فمه من الدهشة وقال: ثم عدت إلينا؟! فقال u في ثقة واطمئنان: "نعم" 0 كان أبو جهل يسخر من الرسول r, ويقول: هذا يزعم أنه يكلم من السماء .. وكان هو وجماعته قد أكثروا من ترديد هذا الكلام حتى نسوه لفترة فلما سمع أبو جهل أن الرسول قد سافر ليلا من مكة الى بيت المقدس, والعكس في الليلة نفسها مع أنهم يسافرون لها في شهر, أراد أبو جهل أن يستغل هذه المعجزة التي لم يصدقها للسخرية من محمد, والإساءة له أمام الناس, كي ينصرفوا عنه إذ أنه يقول ما لا تقبله العقول .. ظنّ أبو جهل أنه بإمكانه أن يكذب الرسول r لأنه يقول أشياء لا يقبلها عقله هو, وأراد أن يجمع الناس لأنه يتوقع أن يتراجع محمد rعما قاله والذي لا يصدقه, ولما خاف أن ينكر محمد r ما قاله أمام الناس قال له: أرأيت يا محمد ان أنا دعوت قومك لتحدثهم بما حدثتني به؟ أتقول لهم ما قلت لي؟ فقال رسول الله r :" نعم".0 فنادى أبو جهل بأعلى صوته: يا معشر كعب بن لؤي. فجاء الناس اليه, فقال أبو جهل للرسول صلى الله عليه وسلم: حدّث قومك بما حدثتني به. فقال رسول الله r :" إني أسري بي الليلة". فقالوا: إلى أين؟ فقال u :" الى بيت المقدس". فقالوا: ثم أصبحت الآن بيننا بعد كل هذا السفر؟!! قال u:" نعم". وهنا هاج القوم, وصاروا يضربون كفا على كف, ويضع بعضهم يده على رأسه عجبا لكذب محمد صلى الله عليه وسلم كما يظن ويدّعي. وصاروا يكذبون رسول الله r, حتى قال له رجل منهم اسمه المطعم بن عدي: والله يا محمد لقد كان أمرك فيما مضى أمرا هيّنا, أما اليوم فقد أمعنت في الكذب بما لا تصدقه العقول .. إننا نركب الإبل الى بيت المقدس فنظل شهرا في الذهاب وشهرا في العودة ثم تزعم أنك سافرت هذا السفر في ليلة واحدة؟ واللات والعزى لا أصدقك, وما كان هذا الذي تقوله يحدث أبدا .. !! وقال بعضهم في استهزاء: وماذا رأيت في بيت المقدس؟ فقال u:" قابلت عددا من الأنبياء منهم ابراهيم u وموسى u وعيسى u وصلّيت بهم وكلمتهم". وكذب الكفار الرسول r وسخروا منه, وقالوا: لو أن أبا بكر سمع صاحبه محمدا يقول ما يقول اليوم لكذبه, ولانصرف عنه, وكف عن مناصرته وتأييده؛ وإذا انصرف عنه, وكف عن مناصرته, انصرف الكثيرون معه عن محمد, فيهون شأنه ويضعف أمره, فجرى أحدهم يبحث عن أبي بكر في كل مكان حتى وجده في أحد مجالس قريش, فقال له هل سمعت ما يقول صاحبك يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: وما ذاك الذي يقول صاحبي؟ قال الرجل: يزعم أنه أسري به الليلة الى بيت المقدس, ثم أصبح بيننا!! فقال أبو بكر: أوقد قال ذلك؟ قال الرجل: نعم و اللات و العزى لقد قال ذلك. قال أبو بكر: لئن كان قد قال ذلك فوالله لقد صدق. فقال الرجل في عجب ودهشة: أتصدقه أنه ذهب الى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح. قال أبو بكر: نعم إني أصدقه حتى لو قال أبعد من ذلك. أصدقه أن الخبر يأتيه من السماء في ساعة من ليل أو نهار. أفلا أصدقه فيما هو أقل من ذلك عجبا؟!!! وقام أبو بكر والرجل وبعض من كانوا معه, وذهبوا الى حيث يجلس رسول الله r ويتحدث عن الإسراء, فلما وصلوا الى هناك سمعوا المطعم بن عدي يقول: يا محمد: ان كنت ذهبت الليلة الى بيت المقدس ودخلته وصليت فيه, فلا بدّ أنك شاهدته, وعرفت معالمه: من أبواب وجدران وغيرها, فصفه لنا .. ثم أضاف المطعم بن عدي قائلا: إننا نعرف أنك لم تذهب قبل هذه الليلة الى بيت المقدس, فاذا وصفته لنا الآن كان ذلك دليلا قاطعا على أنك زرته الليلة!!!. وهنا أحس رسول الله r في حيرة شديدة تعتريه, وأن كربا أو غما لا مثيل له يستولي عليه .. انه لم يذهب الى بيت المقدس قبل هذه الليلة وحين ذهب اليها في إسرائه كان في شغل بما أنعم الله عليه من أيمان وآيات كبرى. لم يهتم بتأمل الحوائط والنوافذ والأبواب وغير ذلك من
(يُتْبَعُ)
(/)
الأشياء البسيطة, كيف يعي لذلك ومعه البراق, وهو معجزة وعجب عجاب, وكان معه جبريل وهو رسول رب العالمين اليه, والوقت غير مناسب لأن ينشغل الرسول r أو ينشغل ضميره بالمباني وغيرها من هذه الأشياء. فقد رأى من آيات ربه ما رأى, انشغل بكل هذه الآيات, وعاد من السماء السابعة الى الأولى, وهبط من الأولى الى أرض بيت المقدس كل هذه المعجزات الكبرى لم تجعله يلتفت الى شيء من هذا القبيل حوله. والأهم من ذلك أنه uقد عجز ولم يجد ما يجيب به على سؤالهم. ولما رأى هؤلاء الكفار أنه u سكت ولم يجب, استعدوا للسخرية والتكذيب, وكان أبو بكر الصديق قد ذهب الى بيت المقدس كثيرا وله دراية به .. وكان الى جانب ذلك لا يشك في صدق رسول الله r, وأنه u قد زار حقا في تلك الليلة بيت المقدس, ولا جدال في ذلك. فلما رأى أبو بكر توقف رسول الله rعن الاجابة, ورأى القوم يوشكون أن يرفعوا أصواتهم بالسخرية والاستهزاء والتكذيب, قال أبو بكر للرسول r: صفه لي يا رسول الله, فاني قد جئته وزرته عدة مرّات. وقد رغب أبو بكر من هذا أن يقطع ألسنتهم ويمنعهم من السخرية, وأن يأتي بالدليل على صدق إسرائه. وعند ذلك حدثت المعجزة, وأراد الله أن ينصر نبيه r, فرفع بيت المقدس وجعله في بصر رسول الله r وبصيرته, فظهر له بيت المقدس واضحا وجليّا, فقال u: باب منه مكانه كذا, فصاح أبو بكر فرحا وقال: صدقت يا رسول الله أشهد أنك أنت رسول الله .. واستمر رسول الله r يقول:" وباب منه في موضع كذا .. " فيعود أبو بكر ويقول في حماسة وفرح: صدقت يا رسول الله, أشهد أنك رسول الله, وظل أبو بكر يقول ذلك في كل فقرة, ولذلك فقد سمي أبو بكر من هذا اليوم باسم الصدّيق t. سكت أبو جهل والكفار وعلموا أن رسول الله لم ولن يهزم أمامهم, ولكنهم عادوا الى التضليل والكذب وقال أحدهم: يا قوم؛ وألم يخبركم الوليد بن المغيرة, فان ما سمعناه اليوم من محمد ان هو الا السحر بعينه. وأسرع بعضهم يغيّر مجرى الحديث فقال: يا محمد؛ ان كنت ذهبت الليلة الى بيت المقدس حقا فان لنا عيرا ذهبت بتجارتنا الى بلاد الشام, فهل تستطيع أن تخبرنا أين مكانها الآن من الطريق؟ لقد وصفت لنا بيت المقدس, ولعلك تعرف مكان قافلتنا الآن فأين هي الآن من مكة؟ فأخبرهم رسول الله rأنه مرّ بهذه القافلة بوادي كذا وهو متوجه الى الشام, فخافوا من منظر البراق وجماله, لأن البراق كان سيره صوت مخيف, فأزعج القوم, وجعل جمالهم تنفر وتهرب هنا وهناك, فهرب منهم بعير فدلهم الرسول rعلى مكانه. فلما عادت القافلة, وحكى لها الكفار ما قاله الرسول rعنهم, صدقوه, وصدقوا ما قاله u. وقال رجل آخر للرسول r: ان لنا قافلة أخرى ذهبت الى الشام فدلنا على مكانها في الطريق. فقال u:" مررت بهذا الإبل وأنا قادم في مكان كذا وكذا, وفيها جمل عليه غرارتان: غرارة سوداء وغرارة بيضاء, فلما حاذيتها نفرت العير, أي أن الإبل خافت وذعرت من حس البراق, وصرع بعير وانكسر". فلما عادوا الى مكة أخبروا بصدق ما قاله الرسول r . ورغم ذلك قالوا: هذا هو السحر. وعاد أحدهم يقول لرسول الله r: وإن لنا إبلا, فأخبرنا بمكانها ومتى تجيء؟ فقال عليه u:" تأتيكم هذه العير يوم كذا يقدمها جمل أورق عليه غطاء من الصوف الأحمر وغرارتان." فلما كان وصول القافلة خرجت قريش لتنظر هل يصدق موعد رسول الله r أو لا يصدق, وكاد النهار ينتهي وأوشكت الشمس على المغيب, فقال أحد الكفار ساخرا: ها هو ذا اليوم ينتهي, ولم تقدم القافلة, ولم تجيء, اليوم بطل سحر محمد .. وما كاد الرجل يتم كلمته حتى صاح أحد المؤمنين المسلمين: الله أكبر هذه طلائع القافلة قد ظهرت. وقدمت القافلة, وفي مقدمتها جمل أورق عليه غطاء من الصوف الأحمر وغرارتان كما وصفه رسول الله r ولكن الكفار وقريشا مع كل هذه المعجزات ظلوا على ضلالهم وسخريتهم وتكذيبهم. وبقيت في أذهاننا معجزات رسول الله r حية لا ننساها أبدا.
(يُتْبَعُ)
(/)
البراق العجيب قال تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا, انه هو السميع البصير} 0 كان r في بداية دعوته, فلم يمض وقت طويل على بدء دعوته المباركة حتى عزه ربه بمعجزات أثارت في كفار مكة الدهشة والعجب, وكان لها أثر واضح بين الذين آمنوا برسول الله r وبين الذين لم يؤمنوا به. هذه المعجزة هي معجزة الإسراء والمعراج والذي كان البراق من أعاجيبها. وقبل أن نتحدث عن البراق نسأل أنفسنا عن الإسراء والمعراج ما هما؟
الإسراء:هو انتقال الرسول r ليلا من مكة الى بيت المقدس, ثم عودته الى مكة في الليلة نفسها. في حين أن هذه المسافة يقطعها الناس في شهر ذهابا وشهر في العودة. و أما المعراج: فهو صعوده u من بيت المقدس الى السموات العلا الى سدرة المنتهى حيث أوحى الله اليه ما أوحى, ثم هبوطه الى بيت المقدس في ليلة الإسراء نفسها. كان لهذه المعجزة الكبرى معجزة الإسراء والمعراج حكايات عجيبة ومواقف طريفة سنسمعها واحدة تلو الأخرى: فبينما كان الرسول r نائما بجوار الكعبة ذات ليلة أتاه جبريل بدابة بيضاء جميلة أكبر من الحمار وأقل من الحصان انها البراق العجيب. وقد كانت البراق دابة يركبها الأنبياء قبل رسول الله r, فلما أراد النبي r ركوبها نفرت وهاجت. فصاح جبريل (مه يا براق! يحملك على هذا! فوالله ما ركبك قط أكرم على الله منه). فاستحيا البراق وهدأت ثورته وسكن مكانه. وركب رسول الله r البراق فكان سيره غاية في السرعة والانسياب فلا اضطراب ولا قلقلة في سيره, مما أشعر الرسول r بالراحة والاطمئنان, فكأنه مستقر على فراش ساكن وسرير ناعم. وقد ذكر أنه كان من سرعته ما يثير العجب حتى أنه يضع حافره في كل خطوة عند منتهى البصر, وكان دائما مستوي السير فلا يعلو ولا يهبط حتى اذا قابلته عقبة مرتفعة, قصرت رجلاه الأماميتان وطالت الخلفيتان .. واذا قابله واد منخفض طالت رجلاه الأماميتان وقصرت رجلتاه الخلفيتان .. !! .. وهكذا توفرت للرحلة معجزات ما بعدها معجزات. أما جبريل عليه السلام فكان يسير بجناحيه الى جانب البراق مؤنسا ورفيقا للرسول r, كانت وجهتهما بيت المقدس حيث يوجد المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله.
2. مشهد في الطريق:وفي الطريق تعددت المشاهد وفي هذا المشهد تظهر امرأة جميلة متبرّجة بكل أنواع الزينة, حاسرة على ذراعيها تنادي: يا محمد انظرني أسألك, فلم يلتفت اليها صلى الله عليه وسلم, ثم سار u ما شاء الله له أن يسير, فقال جبريل للرسول: أما سمعت شيئا في الطريق؟ فقال عليه السلام:" بينما أنا أسير اذا بامرأة حاسرة على ذراعيها عليها من كل زينة خلقها الله تقول: يا محمد انظرني أسألك! فلم أجبها, ولم أقم عليها .. ". قال جبريل: تلك الدنيا, أما أنك لو أجبتها, لو أقمت عليها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة, وأما الشيء الذي ناداك من جانب الطريق فهو إبليس. ثم قدّم جبريل u لرسول الله r إناءين في أحدهما خمر, وفي الآخر لبن, وقال له: اختر ما شئت, فاختار رسول الله إناء اللبن فشربه, وأعرض عن الخمر, ولم تكن الخمر قد حرّمت في الإسلام حينئذ, فلما اختار الرسول اللبن قال له جبريل: هديت الى الفطرة, ولو شربت الخمر لغويت وغويت أمتك. فقال r:" الله أكبر الله أكبر". وقد قصد جبريل u بهذا أن الخمر كانت في أصلها عصيرا طيّبا أو نقيعا نافعا للبدن؛ ثم تحوّلت عن هذا الأصل الطيب النافع في اللون والطعم والريح وتحول كل هذا من شيء طيب نافع مفيد للجسم والبدن الى عصير خبيث يذهب بالعقل, ويدمّر الجسم, ويفسد الإرادة, ويتلف البدن, والأدهى من ذلك كله أنه يوقع العداوة والبغضاء بين الناس .. فلو أن الرسول قد شرب الخمر لكان ذلك قبولا منه لشيء صار خبيث, ورفضا لكل ما هو طيب نافع, وتفضيلا للخبيث على الطيب, وهذا لا يقبله منطق رسول الله ودعوته وخلقه الكريم, فهو لا يهوى الخبائث, بل يدعو للطيّب والطاهر وبذلك يثبت u على الأصل النافع الطيّب .. واللبن الذي اختاره r شراب أصيل لم يتغيّر لونه ولم يتحول الى شراب خبيث يذهب العقول كالخمر, فهو نافع للصحة والبدن, فلما شربه r آثر الصالح على الفاسد و هذه سنة الله التي فطر الله الناس عليها, وهي سنن دائمة الوجود باقية بقاء الناس لما فيها من نفع للناس أجمعين, ولذا فقد قال له
(يُتْبَعُ)
(/)
جبريل عليه السلام: هديت الى الفطرة, فما فعله رسول الله من شربه للبن هو منهج يسير على سنة الله في خلقه, الذين يعيشون الآن على وجه المعمورة والذين خلو من قبل. نزل رسول الله r عند بيت المقدس, وصلى بالأنبياء إماما, وربط البراق بحلقة باب المسجد.
معراج الرسول محمد r
المشهد الأول:قدم لرسول الله r معراج جميل والمعراج "سلم" لم تر الخلائق مثله, فصعد r ومعه جبريل فوق المعراج حتى بلغا السماء الأولى, وهي سماء الدنيا, وطلب جبريل من ملائكة هذه السماء أن يفتحوا له أبوابها, فناداه مناد: من أنت؟ فقال: أنا جبريل. قال المنادي: ومن معك؟ قال جبريل: معي محمد. قال: أوقد بعث محمد؟ قال جبريل: نعم. وفتح له, فتحت لهما السماء والدنيا, ونظر رسول الله r فاذا رجل تام الخلقة عن يمينه أسودة (أرواح) , وعن يساره أسودة. فاذا نظر الى التي عن يمينه تبسم, وقال: روح طيبة اجعلوها في عليين فيفتح باب ويخرج منه ريح طيبة, فتدخل فيه, واذا نظر الى التي على يساره حزن وقطّب جبينه وقال: روح خبيثة اجعلوها في سجيّن, فيفتح باب ويخرج منه ريح خبيثة, فتدخل فيه. سأل رسول الله r عن هذا الشخص التام الخلق وعن هذه الأسودة, وعن هذين البابين فقال جبريل u: أما الشخص التام الخلقة فهو أبوك آدم. و أما هذه الأسودة عن يمينه وعن يساره فهي أرواح بنيه؛ أهل يمينه هم أهل الجنة, وأهل شماله هم أهل النار, فاذا نظر الى أهل الجنة تبسم واذا نظر الى أهل النار حزن وابتأس. وأما البابان فالباب الذي الى اليمين باب الجنة, والباب الذي الى اليسار باب جهنّم. رحّب آدم بمحمد r وقال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح. فردّ رسول الله r التحية بأحسن منها. ومضى الى مشهد آخر من مشاهد المعراج. التي تعدّ درسا من دروس الدعوة العظيمة وقدوة حميدة للناس أجمعين.
المشهد الثاني:نظر الرسول r فرأى موائد كثيرة, عليها لحم مشرّح جيّد ولا يقربها أحد, وموائد أخرى عليها لحم نتن كريه الرائحة وحول هذا اللحم النتنة أناس يتنافسون على الأكل منها ويتركون اللحم المشرّح الجيّد, فقال رسول الله r:" ومن هؤلاء يا جبريل"؟ قال جبريل: هذا حال ناس من أمتك يتركون الحلال الطيّب فلا يطعمونه, ويأتون الحرام الخبيث فيأكلونه!!.
المشهد الثالث:ثم مضى رسول الله r, فوجد ناسا شفاههم كمشافر الإبل, فيأتي من يفتح أفواههم, فيلقي فيها قطعا من اللحم الخبيث, فيضجون منها الى الله لأنها تصير نارا في أمعائهم فلا يجيرهم أحد حتى تخرج من أسفلهم فقال u:" من هؤلاء يا جبريل"؟ قال جبريل: هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى بالباطل ظلما, انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا.
المشهد الرابع: رأى الرسول r طريقا ممتدا الى النار يمر فيه آل فرعون, فيعرضون على النار غدوّا وعشيّا, وأثناء مرورهم يجدون على الطريق أقواما بطونهم منتفخة مثل البيوت, كلما نهض أحدهم سقط يقول: اللهم أخر يوم القيامة, اللهم لا تقم الساعة فبطؤهم آل فرعون بأقدامهم, فقال u:" من هؤلاء يا جبريل"؟ 0 قال جبريل: هؤلاء هم الذين يتعاملون بالربا من أمتك. {ولا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس}.
المشهد الخامس:مضى الرسول r فرأى أقواما يقطع اللحم من جنوبهم ثم يقال لكل منهم: كل من هذا اللحم كما كنت تأكل لحم أخيك ميتا. فقال الرسول r:" من هؤلاء يل جبريل"؟ قال جبريل: هؤلاء هم الذين يغتابون الناس من أمتك, كان كل منهم يأكل لحم أخيه ميتا.
المشهد السادس:ومضى رسول الله r فوجد أقواما تضرب رؤؤسهم بالصخر كلما ضربت تحطمت, وكلما تحطمت عادت كما كانت فترضخ من جديد بالصخر فتتحطم .. وهكذا, فقال u:" من هؤلاء يا جبريل"؟ قال جبريل u: هؤلاء من أمتك هم الذين تتثاقل رؤؤسهم عن الصلاة المكتوبة.
المشهد السابع: ومضى رسول الله r فوجد أقواما يسترون عوراتهم من الأمام والخلف برقاع وهم يسرحون كما تسرح الإبل. يأكلون الضريع والزقوم ورضف جهنم وحجارتها؛ فقال u:" من هؤلاء يا جبريل"؟ قال جبريل عليه السلام: هؤلاء هم الذين لا يؤدون صدقات أموالهم, وما ظلمهم الله تعالى شيئا, وما الله بظلام للعبيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
المشهد الثامن: في هذا المشهد يأتي رسول الله على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها هو يزيد عليها, وذلك دليل على كثرة الذنوب التي ارتكبها والمعاصي التي اقترفها, ومع ذلك فهو يزيد منها ويثقل على نفسه بالذنوب فلما رآه رسول الله r قال:"ما هذا يا جبريل"؟ قال جبريل: هذا الرجل من أمتك تكون عليه أمانات الناس, لا يقدر على أدائها وهو يزيد عليها أمانات أخرى, وقد دعا الإسلام الى ردّ الأمانات.
المشهد التاسع: في هذا المشهد الذي لو تخيّلناه لكان مرعبا بحق, ولكنه يعبر بصدق عن دور اللسان في حياة المؤمن, فقد مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أقوام تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد, كلما قرضت عادت كما كانت لا يفر عنهم من ذلك شيء وهذا جزاء من يتكلم بالشر, ويخوض فيه بين الناس فلما رأى رسول الله ذلك قال لجبريل:" ما هذا يا جبريل"؟ قال جبريل: هؤلاء خطباء الفتنة.
المشهد العاشر: هذا المشهد يثير في نفوسنا الراحة ويبعث فيها الاطمئنان والسكينة, فقد مرّ الرسول على أقوام يحصدون في يوم؛ كلما حصدوا عاد كما كان. وكثرة الحصاد والمحصول على هذا الوجه رمز لجزاء الله سبحانه الذي لا يتناهى, فلما رآهم رسول الله r على ذلك سأل جبريل:" ما هذا يا جبريل"؟ قال جبريل: هؤلاء هم المجاهدون في سبيل الله, تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف. ولذلك يشبه الله العمل الصالح في الآية: {كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء}.
المشهد الحادي عشر: هذا مشهد من مشاهد الجنة التي وعد بها المتقون والصالحون, فقد أتى رسول الله r على واد فسيح, فهبت عليه منه ريح باردة طيبة, ورائحة مسك أزكى من مسك الأرض, وسمع من جهته صوتا, فقال عليه السلام:" يا جبريل .. ما هذا الريح الطيبة الباردة؟ وما هذا المسك؟. وما هذا الصوت؟ ". قال جبريل: هذا صوت الجنة تقول: رب ائتني بما وعدتني, فقد كثرت غرفي, واستبرقي, وحريري, وسندسي, ولؤلؤي, ومرجاني وفضتي, وذهبي, وأكوابي, وصحافي, وأباريقي, وكؤؤسي, وعسلي ومائي, وخمري, ولبني, فائتني بما وعدتني. فقال I: لك كل مسلم ومسلمة, ومؤمن ومؤمنة, ومن آمن بي وبرسلي, وعمل صالحا, ولم يشرك بي شيئا .. ولم يتخذ من دوني أندادا .. ومن خشيني فهو آمن, ومن سألني أعطيته, ومن أقرضني جزيته, ومن توكل عليّ كفيته, إني أنا الله لا اله الا أنا لا أخلف الميعاد وقد أفلح المؤمنون, وتبارك الله أحسن الخالقين. قالت الجنة: قد رضيت ..
المشهد الثاني عشر: هذا المشهد عن جهنم أعاذنا الله من شرها, ومنعنا من لهيبها, وجنبنا غيظها وفورانها, فقد جاء r على واد فسيح, فسمع صوتا منكرا, ووجد ريحا خبيثة فقال:" ما هذه الريح يا جبريل؟ وما هذا الصوت؟ ". قال جبريل: هذا صوت جهنم تقول: يا رب ائتني بما وعدتني فقد كثرت سلاسلي, وأغلالي, وسعيري, وحميمي, وضريعي, وغسّاقي, وعذابي, وقد بعد قراري, واشتد حرّي, فائتني بما وعدتني. فقال لها رب العزة: لك كل مشرك ومشركة, وكافر وكافرة, وكل خبيث وخبيثة, وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب. قالت النار قد رضيت. أعاذنا الله من شرها, وجنّبنا المعاصي وحبّب إلينا الطاعات حتى نكون من أهل الجنة بعيدا عن النار وعذابها. هذه مشاهد السماء الأولى و إلى السماء الثانية الى السابعة: صعد جبريل الى السماء الثانية وقد صحبه رسول الله r, فاستفتح كما فعل في السماء الأولى .. فقال خازن السماء الثانية: من هذا الذي معك يا جبريل؟ فقال جبريل: هذا محمد رسول الله r. قال: أوقد بعث؟ قال جبريل: نعم. فقال: حيّاه الله من أخ, ومن خليفة, فنعم الأخ ونعم الخليفة, ونعم المجيء جاء. دخل النبي r فاذا بشابين, فسأل جبريل:" من الشابان يا جبريل؟ ". قال جبريل: هذان عيسى بن مريم, ويحيى بن زكريا عليهما السلام, وكل منها ابن خالة الآخر, فلما رأيا النبي r قالا: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح, فحيّاهما u, ثم صعد جبريل الى السماء الثالثة برسول الله r فاستفتح, فقالوا: من هذا؟ قال جبريل: أنا جبريل, فقالوا: من معك؟ قال جبريل: محمد رسول الله. قالوا: أوقد أرسل اليه؟ قال جبريل: نعم. قالوا: حيّاه الله من أخ وخليفة, فنعم الأخ, ونعم الخليفة, ونعم المجيء جاء. دخل رسول الله r فاذا هو برجل قد فضّل على الناس في الحسن والجمال, فقال u:" من هذا يا جبريل الذي فضّل
(يُتْبَعُ)
(/)
على الناس في الحسن؟ ". قال جبريل: هذا أخوك يوسف u. فحيّاه الرسول r فلما رآه يوسف u قال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح. ثم صعد به جبريل الى السماء الرابعة فاستفتح, ففتح له ولقي تحية وترحيبا كعادته فاذا هو برجل عليه علامات الوقار والجلال, ورفعة الشأن فقال u:" من هذا يا جبريل؟ ". قال جبريل: هذا إدريس نبي الله u رفعه الله مكانا عليّا فلما رآه إدريس u قال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح, فردّ عليه السلام التحيّة. ثم صعد النبي r الى السماء الخامسة فاستفتح ففتح له, ولقي من التحيّة ما اعتاد عليه في السموات السابقة, فدخل النبي r فاذا هو برجل جالس وحوله قوم يقصّ عليهم من أمر الله ما شاء الله؛ فقال: "من هذا يا جبريل؟ ". فقال جبريل u: هذا المحبب الى قومه هارون بن عمران, وهؤلاء بنو اسرائيل, فلما رأى هارون محمدا u قال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح, فحيّاه الرسول u. ثم صعد به جبريل الى السماء السادسة فاستفتح, ففتحت السماء له, ورحّب به u ولما دخل عليه السلام فاذا برجل جالس فمرّ به فبكى الرجل, فقال الرسول u:" يا جبريل من هذا؟ ". قال جبريل: هذا موسى ابن عمران. فقال u:" فماله يبكي؟ ". قال جبريل: انه يقول: تزعم بنو اسرائيل أني أكرم بني آدم على الله Y, وهذا رجل من بني آدم قد فاقني في رتبته, فلو أنه بنفسه لما اهتممت, ولكنه مع كل نبي أمّته. ثم صعد به جبريل عليه السلام الى السماء السابعة فاستفتح ففتحت له, ودخل u فاذا به يرى البيت المعمور, وهو بيت في السماء السابعة يقوم في سمت الكعبة الشريفة في أرضنا هذه يدخله كل يوم للصلاة فيه سبعون ألف ملك لا يعودون اليه الى يوم القيامة, ورأى u رجلا أحسن ما يكون الرجال قد أسند ظهره الى البيت المعمور فقال عليه السلام:" من هذا الرجل يا جبريل؟ ". قال جبريل: هذا أبوك ابراهيم u, خليل الرحمن. فسلم رسول الله r فردّ عليه الخليل السلام. ورأى الرسول r حول ابراهيم الخليل قوما جلوسا بيض الوجوه أمثال القراطيس .. وقوما في ألوانهم شيء, فدخلوا نهرا اغتسلوا فيه, فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء, ثم دخلوا نهرا آخر, فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلصت ألوانهم, فصارت مثل ألوان أصحابهم, فجاءوا فجلسوا الى أصحابهم. فقال عليه السلام:" يا جبريل من هؤلاء البيض الوجوه؟ ومن هؤلاء الذين في ألوانهم شيء؟ وما هذه الأنهار التي دخلوا فيها فجاءوا وقد صفت ألوانهم؟ ".قال جبريل: أما هؤلاء البيض الوجوه فقوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم, أي أنهم أخلصوا دينهم لله؛ فليس في قلوبهم شيء من شك أو ميل الى الإثم والبغي, فكان إيمانهم نقيا صافيا. وأما هؤلاء الذين في ألوانهم شيء؛ فقوم خلطوا عملا صالحا, وآخر سيئا, فتابوا فتاب الله عليهم. وأما الأنهار فهي: نهر الرحمة, ونهر النعمة, والثالث: شراب طهور. هذه هي معجزة الإسراء والمعراج, معجزة مشاهد الطريق العظيمة, ومشاهد العروج الى السماء معجزة الخروج من مكة ليلا والوصول الى بيت المقدس في لحظات سريعة, وكان البراق هو الأداة التي سخرها الله ضمن أدوات انصرفت مشيئته أن تكون, فكان لونه معجزة, يضع قدمه في محل رؤيا العين أو على امتداد البصر خافت من حس أقدامه الإبل وهربت في الصحراء ولم يكن البراق الشيء العجيب الوحيد, بل ما شاهده الرسول r يعد معجزات متعددة واحدة تلو الأخرى تقدم النصح والإرشاد للناس أجمعين.
المراجع
1 - تاريخ الطبري ج1 , ج2 , ج3
2 - العرائس للثعلبي0
3 - قصص الأنبياء0
4 - عرائس المجالس0
5 - أنبياء الله لأحمد بهجت0
6 - سيرة ابن هشام0
7 - السيرة النبوية0
8 - الكامل في التاريخ0
9 - معجزات محمد للشعراوي0
10 - تاريخ ابن عسكر0
أبو شادي الصوري [/ SIZE][/FONT](/)
نوح عليه السلام
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 04:10 م]ـ
نوح u
قال تعالى: {فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنّور فاسلك فيها من كلّ زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم, ولا تخاطبني في الذين ظلموا, انهم مغرقون}. المؤمنون 27.
إلى من أرسل نوح: كل نبي أرسل لأمة, فموسى لبني إسرائيل, ومحمد لقريش وللعالمين, وصالح لقوم ثمود, وهود إلى قوم عاد, وهكذا. وأما نوح فلمن أرسل من القوم؟ أرسل إلى أولاد قابيل بن آدم ومن تابعهم من ولد شيت بن آدم (العرائس للثعلبي) وقد تحدث المفسرون عن ذلك فقالوا: كان لآدم نسلان من أولاده أو قبيلتان إحداهما تسكن السهل والوادي الأخضر والأخرى تسكن الجبل. وكان للرجال في القبيلة التي تسكن الجبل جمال وروعة أما نساؤهم فكنّ ذوات دمامة وقبح. فالرجال أجمل من النساء كثيرا, أما القبيلة التي تسكن السهل والوادي فكانت نساؤها رائعة الجمال لا يستطيع الرجل أن يمعن النظر فيهن لشدة جمالهن, أما الرجال فكانوا على عكس ذلك فقد كانوا من القبح والدمامة بمكان فلا تطيق أن تعيش معهم من الدمامة والقبح. واستغل إبليس هذه المفارقة العجيبة وأراد أن يخلطهما ببعض حتى تشيع الفاحشة بينهم, فنزل على رجل من أهل السهل, وجاءه على هيئة غلام ليعمل في بستانه وزرعه, فاستأجره وجعله خادما له, فجاء لإبليس بمزمار يحدث صوتا مثل مزامير الرعاة للغنم, وبدأ يحدث به صوتا عاليا ليسمع قبيلة الجبل صوتا غريبا فجاءوا على هذا الصوت, وأقاموا حفلا جعلوه عيدا كل عام يأتون إليه وبدأت نساء السهل تخرجن متبرّجات وهن على قدر من الجمال_ فرآهن الرجال, وهرع رجل من الجبل إلى أصحابه يحكي لهم عن الخبر فتحولوا إليهم ونزلوا معهم وظهرت الفاحشة الكبرى وحقق إبليس ما كان يريده, فلقد أقسم في السماء ليغوينهم أجمعين إلا الصالحين منهم والمؤمنين بالله عز وجل. وكثر بنو قابيل وظهرت المعصية, وأكثروا الفساد وأصبح إبليس وأبنائه بينهم يفعلون بهم ما يريدون ويدعوهم إلى المعصية فيستجيبون. وقد كانت الفترة ما بين وفاة آدم ونوح عليهما السلام حافلة بالإيمان والفساد وممن آمنوا وكانوا صالحين: ودّا ويغوث, ويعوق, وسواع, ونسر كانوا قوما صالحين وكان لهم أتباع يقتدون بهم. (تفسير ابن كثير سورة نوح). وتذكر أن آدم عليه السلام له أربعون ولدا عشرون غلاما وعشرون جارية فكان ممن عاش منهم هابيل وقابيل, وود, كان ود يقال له: شيث ويقال له هبة الله, وقد جعله اخوته رئيسا وسيدا عليهم, وولد له سواع ويغوث ويعوق ونسر. كان "ود" رجلا صالحا كما ذكرنا, وكان محببا في قومه, فلما مات عكفوا على الجلوس حول قبره في أرض بابل وحزنوا عليه حزنا شديدا وأصبحوا يزورون قبره بصفة دائمة, ورأى إبليس حالهم هذا وجزعهم عليه فأراد أن يستثمر هذا الضعف فيهم فتشبّه بصورة إنسان ثم قال لهم: إني أرى جزعكم على هذا الرجل, فهل لكم أن أصوّر لكم مثله فيكون في ناديكم فتذكرونه به؟. فقالوا: نعم. فصنع إبليس صنما مثل "ود" فوضعوه في ناديهم فجعلوا يقدّسون الصنم ويذكرونه صباح مساء. فلما رأى إبليس ذلك منهم واطمأن الى غيّهم قال لهم في خطوة جعلته يتمكن من عقيدتهم ويفسدهم_قال: هل أجعل لكم في منزل كل منكم تمثالا مثله ليكون له في بيته فتذكرونه, وتعبدونه؟ قالوا: نعم. فصنع لكل أهل بيت تمثالا مثله, فأقبلوا على هذه التماثيل الأصنام التي حملت اسم الرجل "ود" ولما جاء أبناؤهم أدركوا ما يفعله الآباء, جعلوا يقلّدونهم فيما يصنعون بهذه التماثيل من عبادة وتأليه, وتوالت بعد ذلك أجيالهم وأحفادهم في عبادة الأصنام, ونسوا "ود" الرجل الصالح وجعلوه صنما يعبد من دون الله وبذلك استطاع إبليس أن يحول اسم الرجل الصالح إلى رمز للوثنيّة والكفر, فكان "ود" أول ما عبد غير الله, وكان أول صنم يعبد من غير الله اسمه "ود". وقد أضل بهذه الأصنام كثيرا من الأمم فقد استمرّت في عبادتها هذه الأمم قرونا عديدة حتى إلى زمان جاهلية العرب قبل الإسلام وقد قال المفسرون (ابن عباس في تفسير ابن كثير): صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد ذلك. فمثلا "ود" كان صنما لبني كلاب بن الجندل, وأما سواع فكانت لهزيل, وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجرف _عند سبأ_ وأما "يعوق" فكانت لهمدان
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي كلاع وكلها قبائل عربية قديمة _ وهي أسماء قديمة لرجال صالحين عاشوا في زمن قبل نوح عليه السلام ما بين آدم ونوح. وقد كان بين نوح وآدم عليهم السلام عشرة قرون, كلهم على شريعة من الحق, فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين, وقد جاء القرآن، بقوله تعالى: {وما كان الناس إلا أمّة واحدة فاختلفوا} البقرة 213, كانوا على الهدر جميعا فاختلفوا, وزيّن لهم الشيطان عبادة الأصنام, فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين, فكان أول نبي بعث نوح u0
سنوات نوح: إن الله تبارك وتعالى لما أجمع القوم على العمل بما يعصيه I ويكرهه من خلقه من ركوب الفواحش وشرب الخمور والاشتغال بالملاهي عن طاعته I. لما رأى منهم كل ذلك أرسل نوحا إليهم وهو ابن خمسين وثلاثمائة سنة, وقيل أربعمائة وثمانين سنة, ثم عاش بعد ذلك ثلاثمائة وخمسين, وقيل انه دعاهم في نبوته مائة وعشرين سنة. وركب السفينة وهو ابن ستمائة سنة, ثم مكث بعد ذلك ثلاثمئة وخمسين سنة. لبث نوح u في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما كما قال الله عز وجل يدعوهم إلى الله سرا وجهرا, فيمضي قرن (مئة سنة) بعد قرن, فلا يستجيبون له حتى مضى على ذلك ثلاثة قرون وهو يدعوهم جهارا نهارا _ وهم من دعوته على حالهم, لا يسمعون له ولا يستجيبون. كان كلما دعاهم هجموا عليه وخنقوه حتى يغشى عليه, ويسقط على الأرض مغشيا عليه, فإذا أفاق قال: اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون, وكان هذا العمل يتكرر دوما سنوات وسنوات وقيل أن نوحا كان يضرب من قومه حتى الوهن والضعف والمرض ويلف في ثياب كأنه مات, ويظن أنه قد مات, ثم يخرج فيدعوهم مرّة أخرى0 كان يخرج مرّة أخرى ومرات يدعوهم, حتى كان الآباء يقولون للأبناء: قد كان نوح مع آبائنا وأجدادنا, وأجداد أجدادنا _ انه رجل مجنون لم يقبلوا منه دعوة دعاها ونحن لن نقبل دعوة يدعوها. وذات يوم جاء رجل ومعه ابنا يتوكأ على عصا مما أصابه من الشيخوخة, فقال العجوز لابنه وهو يشير إلى نوح: أنظر يا بني إلي هذا الشيخ إياك أن يغرّك. فقال الابن لأبيه: يا أبت أعطني العصا التي تتوكأ عليها. فأعطاه أبوه الشيخ العجوز العصا التي كان يتوكأ عليها وجلس على الأرض, فمشى الابن إلى نوح عليه السلام, فضربه عدّة ضربات ولكن نوح u لم ييأس وظلّ يدعو قومه عشرات ومئات السنين ولكن دون جدوى. دعا نوح قومه إلى أفراد العبادة لله وحده لا شريك له, وألا يعبدوا معه صنما ولا تمثالا ولا طاغوتا وأن يعترفوا بوحدانيّته, وأنه لا اله غيره ولا رب سواه. وقال لهم نوح: {اعبدوا الله ما لكم من اله غيره, إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم}. وقال: {أن لا تعبدوا إلا الله, إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم}. وقال لهم نوح: {يا قوم إني لكم نذير مبين أن اعبدوا الله واتقوه و أطيعون}. ترى بماذا أجابوا نوح بعد أن دعاهم إلى الله U بكل أنواع الدعوة في الليل والنهار, والسر والعلانية, بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى, فلم ينجح كل هذا, واستمر أكثرهم على الضلالة والطغيان وعبادة الأصنام, ونصبوا لنوح العداوة في كل وقت وأوان, وتنقصوه وسخروا منه. وقالوا له: {إنا لنراك في ضلال مبين}. وقال لهم نوح: {يا قوم ليس بي ضلالة ولكنّي رسول من ربّ العالمين} أي إنني لست كما تزعمون من أني ضال, بل على الهدى المستقيم رسول من رب العالمين, أي الذي يقول للشيء كن فيكون. ثم قال نوح: {أبلّغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون}.هكذا أجابهم نوح في بلاغ وذكاء وكلام مقنع لا جدال فيه. فقالوا له: {ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنّكم كاذبين}. تعجب القوم أن يكون نوح بشرا رسولا, وتنقصوا ممن اتبعه وقالوا: انهم أراذلنا أي: الضعفاء منا, والأقل مكانة ومستوى منا, فنحن أفضل منهم مالا وحسبا ونسبا ولأنهم كذلك يا نوح: ضعفاء فقراء أراذل فقد استجابوا بمجرد ما دعوتهم إليه من غير نظر ولا رويّة ولا تمحيص. ونسي هؤلاء الكفار أن الحق ظاهر لا يحتاج إلى رويّة ولا فكر ولا نظر. وظلوا يعترضون ويجادلون نوحا ومن آمن معه, فقالوا: {وما نرى لكم علينا من فضل} أي: لم يظهر لكم أمر بعد اتصافكم بالإيمان ولا ميّزة علينا. واتهموه وقومه بالكذب وقالوا: {بل نظنّكم كاذبين} عند هذا الحد تحدث u بأنه
(يُتْبَعُ)
(/)
صادق ولن يلزمهم أو يكرههم على شيء وأنه لا يريد منهم أجرا على دعوته إياهم, وان طلبت أجرا فإني سأطلبه من الله الذي ثوابه وأجره أفضل مما عندكم وخير مما تعطونني, ولن أطرد هؤلاء ولن أبعدهم عني فقد آمنوا بربهم مهما عرضتم من اغراءات. قال لهم نوح: {أرأيتم إن كنت على بيّنة من ربي وءاتاني رحمة من عنده فعمّيت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون} و قال نوح: {وما أنا بطارد الذين ءامنوا, إنهم ملاقو ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون}.و قد تطاول الجدال والزمان بينهم وبين نوح عليه السلام, وكان كلما انقرض جيل منهم وصّ من بعده بعدم الإيمان بدعوة نوح ومحاربته ومخالفته, وكان الوالد إذا بلغ ولده وعقل جلس إليه ووصاه فيما بينه وبينه, ألا يؤمن بنوح أبدا ما عاش وما بقي. و قالوا: {يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا}.ثم طلبوا معجزات ظنوا أن نوح لن يقدر عليها بأمر الله فقالوا: {فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين] وجاء ردّه الأخير: {ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم, هو ربّكم واليه ترجعون} 0وجاء التأكيد من الله U أنه لا فائدة من هؤلاء فلن يؤمن منهم أحد إلا من آمن. وقال الله I لنوح: {وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد ءامن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون} 0و بدأ نوح u ينتظر أوامر أخرى من ربّه.
المعجزة الكبرى: بدأت المعجزة الكبرى لنوح u بحوار جميل بينه وبين ربّه وكان بمثابة تقرير كامل عما كلفه الله به من عمل جاء في هذا الحوار الكريم: {قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا* فلم يزدهم دعائي إلا فرارا * و إني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في ءاذانهم واستغشوا ثيابهم وأصرّوا واستكبروا استكبارا * ثمّ إني دعوتهم جهارا * ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا * فقلت استغفروا ربّكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا} 0وظلّ نوح u يذكر لقومه ما دعاهم إليه, ويصوّر لهم عظمة الله في خلقه, ويبيّن لهم نعم الله عليهم _ ولم يكن لهذا إجابة أو سبيل_ فقد ضلوا ضلالا شديدا, وزاد فسادهم وخبثهم مع كثرة جدالهم وإحساسهم بأنهم الأكثر فهما وعلما من نوح وهنا قدّم u نتائج عمله طوال مئات السنين وصبره على أجيال وأجيال منهم, فدعا ربه أن يهلكهم حتى لا يفسدوا في الأرض ويضلوا غيرهم ضلالا بعيدا وقال: {وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارا * انك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا} 0و جاء الأمر الكريم الذي حمل في طيّاته معجزات عظيمة. قال الله Y لنوح u:{ واصنع الفلك بأعيننا ووحينا} 0ولربما قال نوح: يا رب وما الفلك؟ فقال له: بيت من خشب يجري على وجه الماء حتى أغرق أهل المعصية وأريح أرضي منهم. ربما سأل نوح عن الماء, وهو يعلم أن الله على كل شيء قدير. و قيل إن نوحا سأل عن الخشب, فأمره ربّه بغرس شجر الساج كثير الخشب عظيم الأصول والفروع, فأمره الله تعالى بذلك وظلّ يغرس ويغرس وانتظر أربعين عاما حتى أصبح الشجر غابات هائلة. وفي هذه السنوات توقف نوح عن دعوة قومه إلي عبادة الله فلم يدعهم فأعقم الله تعالى أرحام نسائهم فلم يولد لهم ولد, فلما كبر الشجر أمره ربه أن يقطع الشجر فقطعه وجففه ثم قال: يا رب كيف أتخذ هذا البيت أي كيف أصنع هذه السفينة؟ فقال له: اجعله مائلا على ثلاث صور رأسه كرأس الديك وجوفه كجوف الطير وذنبه كذنب الديك مائلا واجعلها متطابقة واجعل أبوابها في جنبيها واجعلها ثلاث طبقات واجعل طولها ثمانين ذراعا وارتفاعها في السماء ثلاثين ذراعا. أورد هذا الثعلبي في العرائس وقال أن هذا قول أهل الكتاب0هذا المجنون يتخذ بيتا يسير به على الماء_ يقصدون السفينة_ ثم يضحكون. وقد جاءت صورة هذا المشهد في القرآن الكريم في قوله I: { ويصنع الفلك وكلما مرّ عليه ملأ من قومه سخروا منه} أي يستهزئون به وقد استبعدوا أن يحدث ما توعّدهم به. فيجيب عليهم نوح قائلا: {قال إن تسخروا منّا فإنّا نسخر منكم كما تسخرون}. ثم أضاف موضحا ما توعّدهم بأنه وقومه سوف يسخر منهم ويتعجب منهم من استمرارهم على كفرهم وعنادهم الذي سوف يقتضي وقوع العذاب بهم وحلوله عليهم لاحقا, مؤكدا وقوع ذلك بقوله: {فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحلّ عليه عذاب مقيم} 0وأوحى الله إلى نوح u أن عجّل صنعة الفلك, وانته من صناعة السفينة, فقد
(يُتْبَعُ)
(/)
اشتد غضبا على من عصاه _ عند ذلك استأجر نوح أجراء وعمّال يعملون معه في صنع السفينة وأولاده سام وحام ويافث ينحتون معه السفينة فجعلها ستمائة وستين ذراعا للطول وعرضها ثلاثمائة وثلاثين ذراعا وطولها في السماء ثلاثة وثلاثين ذراعا وطلاها بالقار داخلها وخارجها بعد أن فجر الله له عين القار بجوار السفينة تغلي غليانا وشدّها بالمسامير الحديد وطلاها كلها بالقار, وجاء في قوله عن المسامير الحديد: {وحملناه على ذات ألواح ودسر}. و قد كان عيسى بن مريم يحيي الموتى بأمر الله, فقال له الحواريون: لو بعثت لنا رجلا من قبره يكون قد رأى سفينة نوح فيحدثنا عنها! فانطلق عيسى u والحواريون خلفه حتى وصل إلى كثيب من تراب, فأخذ حفنة من التراب وقال: أتدرون ما هذا التراب؟ قالوا: الله ورسوله أعلم!! قال u: هذا قبر حام بن نوح, فضرب التراب بعصاه وقال: قم بإذن الله, فإذا هو قائم ينفض التراب عن رأسه, وقد شاب شعره وأصبح شيخا عجوزا, فقال له عيسى u: أهكذا مت وهلكت؟ فقال حام بن نوح: لا, ولكني مت وأنا شاب؛ ولكني ظننت أنه الساعة (يوم القيامة) فشبت من الخوف. فقال عيسى u: حدّثنا عن سفينة نوح. قال: كان طولها ألف ذراع ومائتي ذراع وعرضها ستمائة ذراع وكانت ثلاث طبقات: فطبقة فيها الدواب والوحوش, وطبقة فيها الأنس, وطبقة فيها الطير. فلما كثر ارواث الدواب أوحى الله إلى نوح أن اغمز ذنب الفيل, فغمزه فوقع منه خنزير وخنزيرة, فأقبلا على روث الحيوانات0
فار التنور: انتهى نوح من السفينة فبناها, وأعدها كما يجب, وما بقي إلا إيجاد البحر الذي ستبحر عليه وتتطهر الأرض بمائه من دنس الكفار. حدّد الله مكان وزمان البداية بأمر عظيم وكريم, فجعل خروج الماء من التنور وفورانه هو بداية المعجزة الكبرى التي هزت الدنيا بأسرها, وقد كانت كلمة السر أو علامة السر هي فوران التنور, وقد قالوا عن فوران التنور عدة أقوال أولها: أنه طلوع الفجر وبزوغ الصباح. و أشهر ما قيل في التنور أنه مكان صناعة الخبز, وكان فرنا أو تنورا من حجارة, وكان لآدم ثم انتقل إلى نوح فقيل له: إذا رأيت الماء يفور من التنور فاركب أنت وأصحابك. فنبع الماء من التنور فعلمت به امرأته فأخبرته وقالت له: لقد فار الماء من التنور. و قيل ان التنور فار في الكوفة, وقيل بالشام في موضع اسمه عين الورق, وقيل انه بالهند0 فلما رأى نوح فوران التنور علم أنها البداية, بداية هلاك قومه. كان فوران الماء علما وإخبارا لنوح u ببداية معجزته كنبي ودليلا على هلاك قومه_ كان الأمر الرباني من جزأين:
الجزء الأول: إشارة البدء المتفق عليها والموصى بها لنوح عليه السلام وهي فوران التنور.
أما الجزء الثاني فكان كما ذكرت الآية الكريمة: {قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن ءامن, وما ءامن معه إلا قليل} 0وقد قال المفسرون: إن الله أرسل المطر أربعين يوما وليلة فأقبلت الوحوش والطير والدواب إلي نوح حين أصابها المطر, وسخرت له, فحمل كل منها كما أمره الله U:{ من كل زوجين اثنين} وبدأ في إدخال الحيوانات والطيور وكان آخر ما حمل الحمار فلما دخل الحمار بصدره تعلق إبليس بذنبه أو ذيله فلم تستقل رجلاه فجعل نوح يقول ادخل فينهض فلا يستطيع _ حتى قيل إن نوح قال: ويحك ادخل وان كان الشيطان معك _ كلمة زلّ بها لسان نوح فلما قالها نوح خلى الشيطان سبيله فدخل ودخل الشيطان معه. فقال له نوح: ما أدخلك يا عدو الله _ فقال الشيطان: ألم تقل أدخل ولو كان الشيطان معك؟ ّ! قال نوح: أخرج يا عدو الله .. فقال: ما أخرج _ وزعم المؤرخون أنه أي الشيطان كان في الفلك0 و قيل إن الحيّة والعقرب أتيا نوح فقالا: احملنا فقال: إنكما سبب الضرر والبلايا فلا أحملكما0قالا: احملنا ونحن نضمن لك أن لا نضر أحدا ذكرك, فمن قرأ حين يخاف مضرتهما (الحية والعقرب) من قرأ: {سلام على نوح من العالمين * إن كذلك نجزي المحسنين * انه من عبادنا المؤمنين} لم يضره أو يصبه أذى أبدا. و قيل إن نوح u قال: يا رب كيف أصنع بالأسد والبقر, وكيف أصنع بالعناق والذئاب, وكيف أصنع بالحمام والقط؟ قال الله تعالى لنوح: من ألقى بينهم العداوة يا نوح؟ قال نوح عليه السلام: أنت يا رب العالمين. فقال U لنوح: فأنا الذي أؤلف بينهم حتى لا يتضاروا ولا يضرّ بعضهم بعضا. فحمل نوح عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام السباع والدواب في الطبقة الأولى فألقى الله على الأسد الحمى وشغله بنفسه عن الدواب والبقر و جعل الوحوش في الطابق الثاني من السفينة, وركب هو ومن معه من أولاد آدم في الطبقة العليا وهبط جبريل u الى الأرض .. وحمل إلى نوح u في السفينة من كل حيوان وطير ووحش زوجين اثنين, بقرة وثورا, فيلا وفيلة, عصفورا وعصفورة, نمرا ونمرة, قطا وقطة .. إلى آخر المخلوقات كان نوح عليه السلام قد صنع أقفاصا للوحوش وهو يصنع السفينة .. وساق جبريل u أمامه من كل زوجين اثنين, لضمان بقاء نوع الحيوان والطير على الأرض و هذا دليل على أن الطوفان أغرق الأرض كلها, فلولا ذلك ما كان معنى لحمل كل هذه الأنواع من المخلوقات حيوان وطير_ أليف وغير أليف صعدت كل هذه الحيوانات والوحوش والطيور كما ذكرنا, وصعد الذين آمنوا مع نوح, قيل انهم كانوا ثمانين إنسانا0 كان عدد المؤمنين قليلا فقد جاء تأكيد ذلك في الآية الكريمة: {وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن ءامن, وما ءامن معه إلا قليل} 0انتهى كل هذا وأصبحت السفينة جاهزة على الأرض. وانتظر نوح ومن معه أمر الله I, وقد جعل الله فوران التنّور آية بينه وبين نوح وعهد الله إليه فقال: إذا رأيت التنور قد فار فاركب أنت ومن معك على الفلك واحمل فيها من كل زوجين اثنين كما قال Y:{ حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور}. جاء أمر الله هنا أي: جاء عذابه وهو الطوفان الهادر لم تكن زوجة نوح مؤمنة به فلم تصعد إلي السفينة وهي أم أولاده كلهم وهم: حام و سام و يافث و يام, ويسميه أهل الكتاب كنعان, وهو الذي قد غرق في الطوفان, فقد ماتت قبل الطوفان وقيل إنها غرقت مع من غرق, وكانت ممن سبق عليها القول لكفرها. وقد نزلت فيها الآية الكريمة في سورة التحريم في قوله I:{ ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأة لوط, كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين} 0وبدأ الطوفان الهادر .. وما أدراك ما الطوفان الهادر0
جاء وصف الطوفان في القرآن _ حينما جاء أمر الله_ وفار التنور في الفرن الكائن في بيت نوح عليه السلام. قال القرآن الكريم عن الطوفان الذي سبقه دعاء نوح, قال نوح: {فدعا ربه أني مغلوب فانتصر}. ماذا حدث بعد هذا الدعاء؟ بدأ الطوفان الهادر بأمر من الله, إذ يقول الله U: { ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر} ,
{وفجرنا الأرض عيونا}. أرسل الله من السماء مطرا لم تعهده الأرض قبله ولا تمطره بعده, وكان كأفواه القرب, وأمر الله الأرض فنبعت من جميع أرجائها .. آبارا وعيونا تضخ بالماء. ارتفع الماء إلى أعلى جبل في الأرض خمسة عشر ذراعا وهو الذي قاله أهل الكتاب وقيل ثمانين ذراعا. وعمّ جميع الأرض طولها والعرض سهلها وحزنها, وجبالها وقفارها ورمالها, ولم يبق على وجه الأرض ممن كان بها من الأحياء عين تطرف ولا صغير ولا كبير, وكان أهل ذلك الزمان قد ملأوا السهل والجبل, فلم تكن بقعة على الأرض إلا ولها ملك وصاحب وحائز0 ارتفعت المياه من فتحات الأرض, لم تبق هناك فتحة في الأرض إلا وخرج منها الماء انهمرت من السماء أمطارا غزيرة بكميّات لم تر مثلها الأرض, ومضت ساعات وساعات وانفجرت حركة غير عادية, ارتفعت قيعان المحيطات ارتفاعات مفاجئة, واندفع موج البحار يكتسح الجزء اليابس من الأرض. وغرقت الكرة الأرضية للمرة الأولى في المياه. لم تعد كرة أرضية, بل أصبحت كرة مائية, لأن الطوفان أغرقها جميعا بالماء ولم يبق فيها أرض يابسة أبدا. وقد ذكر أن الطوفان حدث في شهر أغسطس, في الثالث عشر منه0 وقد طغى الماء وارتفع الموج ارتفاعا هائلا, وقال Y:{ إنا لمّا طغى الماء حملناكم في الجارية* لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية} 0 كان كنعان بن نوح u كافرا, ولم يكن نوح يعرف هذا عنه حتى جاءت لحظة الطوفان, وكان يتصوّر أنه مؤمن عنيد, اختار النجاة باللجوء إلى الجبل, وكان ارتفاع الموج قد أنهى حوارهما قبل أن يعرف نوح أنه مؤمن وقد جاء هذا الحوار في القرآن الكريم: {وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بنيّ اركب معنا ولا تكن مع الكافرين * قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء, قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم, وحال بينهما الموج فكان من المغرقين}. وعندما حال الموج بين نوح u وبين ابنه, ولم
(يُتْبَعُ)
(/)
يكن نوح قد تأكد من إيمان ابنه, ولم يعلم أنه من الكافرين. لجأ نوح u إلى ربه ترى ماذا قال نوح u لربه في شأن ابنه. ذلك ما ترويه الآية المباركة فتقول: و نادى نوح ربه فقال: {ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وانّ وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين} 0أراد نوح أن يقول لربه, أن ابنه من أهله, وقد وعده الله بنجاة كل أهله المؤمنين. فجاء الرد من الله I لنوح u , ليكشف حقيقة هذا الابن الغريق0 قال U :{ قال يا نوح انه ليس من أهلك, انه عمل غير صالح, فلا تسألن ما ليس لك به علم, إني أعظك أن تكون من الجاهلين} 0 غرق الابن, وغرق أهل الكفر والطغيان, وبدأت رحلة العودة, العودة للأرض الطاهرة التي خلت تماما من الكفر والكفار0 جاء الأمر من الله: {وقيل يا أرض ابلعي ماءك} فتوقف الماء الذي كان يتدفق من العيون0 {و يا سماء أقلعي} فتوقف الماء المنهمر من السماء.0 {وغيض الماء} بمعنى أنه نقص, وانصرف عائدا إلى باطن الأرض ورست سفينة نوح u على الأرض, وهلك الظالمون, وقال رب العزة لنوح: {اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك, وأمم سنمتعهم ثم يمسّهم منا عذاب أليم} 0 و رست السفينة, وهبط نوح عليه السلام, وأطلق سراح الطيور والوحوش فتفرّقت في الأرض جميعا, وعلم نوح u أن الأرض قد جفت ويبست من الماء عندما بعث غرابا يأتيه بالخبر, فوجد "جيفة" فظلّ يأكل منها واشتغل عنه بالأكل ولم يرجع إليه فدعا عليه بالخوف ولذلك الغراب لا يألف البيوت0 ثم بعث الحمامة فطارت وجاءت عائدة بغصن زيتون بمنقارها وطين برجليها فعلم أن البلاد قد جفت وطوقها بالخضرة التي نجدها في عنق الحمام أحيانا ودعا لها أن تكون في أنس وأمان فمن ثم تألف البيوت, ويربيها الناس فلا تخاف وتطير مسافات وتعود إلى أصحابها. هذه هي معجزة نوح , لم تكن معجزة التنور الذي فار منه الماء وحده و إنما حياة نوح ألف سنة إلا خمسين معجزة. و بناء السفينة وما احتاجه من زراعة الشجر وانتظار خشبه عشرات السنين معجزة. و ركوب السفينة مع الحيوانات على اختلاف أنواعها معجزة. و الطوفان الهادر معجزة, والهبوط معجزة. إنها معجزات النبي نوح u وليست قصة حياته.(/)
صالح عليه السلام
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 04:13 م]ـ
صالح u
رغت الناقة وصاح جبريل قال تعالى: {إنا مرسلو الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر * ونبّئهم أن الماء قسمة
بينهم, كلّ شرب محتضر * فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر * فكيف كان عذابي ونذر * إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتضر} 0
المعجزة: إن الله سبحانه وتعالى عندما يؤيد رسله وأنبياءه بالمعجزات فانه لا يتحدى بها فردا واحدا, ولكنه يتحدى أمة بأكملها, انه يطلب منهم أن يستعين بعضهم ببعض إن استطاعوا, ولن يستطيعوا. وحتى لا يقول الكفار: لقد جاء نبي يدعو الرسالة بشيء لم نتقنه ونبغ فيه, ولو تعلمناه لجئنا بمثل هذه المعجزة, جاءهم بشيء تعلموه بل ونبغوا فيه واشتهروا بفعله, ثم بعد ذلك تحداهم به, لكنهم يعجزون!! و معنى التحدي هو إثارة حماس القوى المعارضة لتفعل والقوى المعارضة هي الكفار, أو غير المؤمنين. لقد تحدّاهم علنا, لتهيج نفوسهم أمام الناس, ويحاولوا قدر طاقاتهم أن يأتوا بمثل المعجزة ويحشدوا لها طاقاتهم, بل ويجنّدوا لها للرد عليها, ولكنهم مع كل ذلك, ورغم كل ذلك يعجزون. وإذا كان صالح u قد احتاج من الله عز وجلّ معجزة, كي يعزز دعوته ورسالته بالحجة التي لا ترد فإننا يجب أن نعرف معنى المعجزة وما هي المعجزة؟ (ومعنى المعجزة أن يأتي الله سبحانه وتعالى على يد رسول من البشر بأمر خارق ليثبت بها صدق بلاغ هذا الرسول عن الله عز وجل, فكان الرسول يقول: أنا لم أعرف بينكم بما نبغتم فيه, ولكني أتيت بشيء لا تقدرون عليه. وأنا أتحداكم أن تجتمعوا جميعا وتستعينوا بعضكم ببعض .. ولن تقدروا على الإتيان بهذه المعجزة. و هذا دليل صدقي في التبليغ عن الله .. إن أعوزكم الدليل, وكنتم في شك مما أقول). نعود إلى صالح u الذي أرسله الله تعالى إلى قوم ثمود, وثمود قبيلة كبيرة كانت تعبد الأصنام, فأرسل الله سيدنا صالحا إليهم, وقال صالح لقومه: {يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره}. قال لهم صالح نفس الكلمة التي يقولها كل نبي لقومه, هي لا تتغيّر ولا تتبدّل {اعبدوا الله ما لكم من اله غيره} , وكانت دعوة صالح u مفاجأة لهم, لأنه يتهم آلهتهم ويقول أنها بلا قيمة, وهو ينهاهم عن عبادتها ويأمرهم بعبادة الله وحده, وأحدثت دعوته هزة كبيرة في مجتمعهم وكان صالح معروفا بينهم بالحكمة والنقاء والخير, فكان يحظى باحترامهم جميعا قبل أن يوحي الله إليه ويرسله بالدعوة إليهم. ولذلك فانهم توجهوا إليه بالحديث فقالوا: {قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوّا قبل هذا, أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا و إننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب} 0لقد استنكروا على صالح أن يقول هذا, وقالوا: هذا الرجل الذي كان لنا رجاء حسنا فيه لعلمه وعقله وصدقه وحسن تدبيره, يصدر منه مثل هذا الكلام, أيعقل هذا؟ لقد خاب رجاؤنا فيك يا صالح .. أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا؟ وظلوا يستنكرون ما هو حق وواجب, ويدهشون أن يدعوهم أخوهم صالح إلى عبادة الله وحده. لم تكن لديهم حجج ولا براهين في الرد على صالح, سوى هذا التفكير وهذه الكلمات, فقط هم غاضبون ومندهشون لأن الآلهة التي يريد أن يبعدهم عنها صالح كان آباؤهم وأجدادهم يعبدونها!! حطم صالح عليه السلام جدار الجهل الذي يستظلون به وحطم العادات المهلكة والتقاليد البالية التي سيطرت على عقولهم عن التفكير نهائيا فما إن أثار صالح عليه السلام حركة هذه العقول لتفكر, وتتدبر أمرا بّينا واضحا, ما إن فعل هذا حتى استشاط غضبهم, واختلطت الحيرة بالغضب واليأس والطيش, فصاروا لا يدركون ما يقولون, لأنهم أمام خيارين إما تتفتح عقولهم وتقبل ما يقوله صالح عليه السلام أو يتركوا هذه العقول تتحجر وتقف عند أفكار السابقين وخرافاتهم, وأوهام العادات والتقاليد المستقرّة في رؤوسهم حتى أنه تمكّنت لدرجة الجهل المطبق. وكانت دعوة صالح لهم واضحة وضوح الشمس, فهي دعوة التوحيد في صميمها, وهي إعلان مباشر بحرية العقل وحرية التفكير وحرية الاختيار فهذه الحجج بين أيديهم الله واحد, خالق كل شيء, لا شريك له وهو النافع وهو الرازق وهو الرحيم_ أمام حجر لا ينفع ولا يضر من صنع من يعبدونه, وهو من خلق الله سبحانه عز وجلّ. وقد ساق صالح عليه السلام حججا يعيشونها فقال لهم: {اعبدوا الله ما لكم من اله غيره} 0 ثم ذكرهم
(يُتْبَعُ)
(/)
بالنعم فقال: {واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوّأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا}. وذكّرهم بنعم الله فقال: {فاذكروا ءالاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين}.أي إنما جعلكم الله خلفاء من بعد قوم عاد لتعتبروا بما كان من أمرهم, وتعملوا بخلاف ما عملوا, وأباح لكم الأرض تبنون من سهولها قصورا, وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين أي متميّزين وحاذقين في صنعها وإتقانها و إحكامها, فقابلوا نعمة الله بالشكر والعمل الصالح, والعبادة له وحده لا شريك له, وإياكم ومخالفته والعدول عن طاعته, فان عاقبة ذلك وخيمة0 ولهذا وعظهم صالح بقوله: {أتتركون في ما ههنا آمنين* في جنّات وعيون * و زروع ونخل طلعها هضيم}. أي متراكم كثير حسن بهيّ ناضج. ولما عارضوه وقالوا: انك كنت فينا عاقلا وحكيما الى آخر هذه الحجج الضعيفة التي يردون هم عليها دون أن يشعرون, لما قالوا ذلك تلطف صالح في رده عليهم وألان لهم الجانب, فقال لهم: {يا قوم أرأيتم إن كنت على بيّنة من ربي وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدوني غير تخسير}. قال لهم: فما ظنكم إن كان الأمر كما أقول لكم وأدعوكم إليه؟ ماذا يكون عذركم عند الله؟ وماذا يخلصكم بين يديه وأنتم تطلبون مني أن أترك دعاءكم الى طاعته؟ وأنا لا يمكنني هذا لأنه واجب عليّ لو تركته لما قدر أحد منكم ولا من غيركم أن يجيرني منه ولا ينصرني, فأنا لا أزال أدعوكم الى الله وحده لا شريك له, حتى يحكم الله بيني وبينكم. المصدر السابق. ولكنهم بعد ذلك اتهموا صالح بأن له سحرا, أو أنه مسحور لا يدري ما يقول في دعائه لهم إلى أفراد العبادة لله وحده, وترك ما سواه من الأصنام والأنداد. ظلوا يقولون له هكذا ويعارضونه يمينا ويسارا وصالح عليه السلام يدعو ليل نهار, ويأتي بالحجج من هنا والأخرى من هناك, لعلهم يرجعون عما هم فيه. طلب منهم أن يستغفروا الله عسى الله أن يغفر لهم ذنوبهم, وطلب منهم أن يتوبوا إليه, ويقلعوا عما هم فيه ويقبلوا على عبادته, فان فعلوا ذلك, فانه I يقبل منهم ويتجاوز عنهم وقال لهم: {إن ربّي قريب مجيب}. ولكن كل هذا دون جدوى, وأحس صالح عليه السلام أن الأمر قد صعب تماما, وأن الأمور تسير الى الاتجاه الأسوأ فكلما دعا هؤلاء تمرّدوا وتملّصوا وجادلوا في أمر من أمور جاهليّتهم في جدال لا ينقطع ولا تنفع معه الحجة والوضوح لأن الطرف الآخر الذي هو شريك في هذا الحوار طمس الله على عقولهم, ولم يعودوا يتفكّرون في أمر أو يتدبّرون شيئا أبدا كان لا بد لهم من معجزة تعجزهم وتخرس ألسنتهم, تكون خارقة فلا تتحرّك ألسنتهم بجدل أبدا, وجاء الحل على لسانهم فقالوا لصالح u : { فأت بآية إن كنت من الصادقين}. طلبوا منه أن يأتيهم بخارق يدلّ على صدق ما جاءهم به. وقد ذكر المفسرون أن ثمود اجتمعوا يوما في ناديهم, فجاءهم رسول الله صالح فدعاهم الى الله, وذكّرهم وحذرهم ووعظهم وأمرهم, فقالوا له: إن أنت أخرجت لنا من هذه الصخرة, وأشاروا الى صخرة هناك_ إن أنت أخرجت لنا منها ناقة_ من صفاتها كذا وكذا وذكروا أوصافا فأسموها ونعتوها وتفننوا فيها, وأن تكون عشراء طويلة0 فقال لهم صالح u وهو يعرفهم ويعرف طباعهم: أرأيتم إن أجبتكم الى ما سألتم على الوجه الذي طلبتم, أتؤمنون بما جئتكم به وتصدقون ما أرسلت به؟ كان شرط صالح عليه السلام واضحا لا جدال فيه, فهم يطلبون ناقة تخرج من صخرة أمامهم, عشراء طويلة, بكل الأوصاف التي طلبوها, و هذا الأمر في حدود تفكير البشر مستحيل, وقد طلبوه خصيصا لأنه مستحيل وظنوا أنهم بطلبهم المستحيل هذا يعجزون صالح. هكذا وصلت حدود البشر ولا حدود لهم تتجاوز هذا الأمر. أمّا صالح u فقد استوثق منهم العهد ووضع الشرط وهو على يقين دائم بأن الله I لن يخذله أبدا, ولم يتطرّق الى تفكيره أن ما يطلبونه مستحيل بل هو يسير على الله U فليطلب من ربه المعجزة اليسيرة على الله Y, المستحيلة في ظنهم.0 وانتظر القوم, وجهزوا سخريتهم عندما يعجز صالح عن الإتيان بناقة تخرج من هذه الصخرة التي أشاروا اليها وهذا مستحيل في ظنّهم وعرفهم ويقينهم. اتجه صالح u الى ربه, وقام الى مصلاه فصلى لله I ما قدّر له أن يصلي, واتجه في خشوع وإيمان الى ربه بالدعاء, فطلب من ربه أن يجيبهم الى ما طلبوا, فكان منه الدعاء ومن الله
(يُتْبَعُ)
(/)
الاستجابة. استجاب الله U فأمر I تلك الصخرة التي أشاروا اليها أن تنفطر عن ناقة عظيمة عشراء على الوجه والشروط التي وضعوها, أو على الصفة التي نعتوا. كانت الناقة آية ومعجزة من معجزات الله, لأن الآية هي المعجزة, ويقال أن الناقة كانت معجزة لأن صخرة في الجبل انشقت يوما وخرجت منها الناقة وخرج وراءها وليدها الصغير, وولدت من غير الطريق المعروف للولادة, ويقال أنها كانت معجزة لأنها تشرب المياه الموجودة في الآبار في يوم فلا تقترب بقية الحيوانات من المياه في هذا اليوم, وقيل إنها كانت معجزة لأنها كانت تدر لبنا يكفي الناس جميعا في اليوم الذي تشرب فيه الماء فلا يبغي الناس منه شبعا. كانت هذه الناقة معجزة, ووصفها الله Y بقوله: {ناقة الله} 0 لقد أضافها الله لنفسه سبحانه عز وجل بمعنى أنها ليست ناقة عادية و إنما هي معجزة من الله0
نعود الى صالح u بعد أن بيّنا كيف كانت الناقة آية ومعجزة. انفطرت الصخرة عن الناقة, وظهرت لهم مع وليدها. فلما عاينوها كذلك رأوا أمرا عظيما, ومنظرا هائلا, وقدرة باهرة, ودليلا قاطعا, وبرهانا ساطعا فآمن كثير منهم, واستمرّ أكثرهم على كفرهم وضلالهم وعنادهم. قال لهم صالح u: { ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسّوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب}. وأصدر الله أمره الى صالح أن يأمر قومه بعدم المساس بالناقة أو إيذائها أو قتلها, أمرهم أن يتركوها تأكل من أرض الله, وألا يمسوها بسوء, وحذرهم أنهم إذا مدّوا أيديهم بالأذى للناقة فسوف يأخذهم عذاب قريب. وقد أدهشت الناقة قوم ثمود في البداية, فقد كانت ناقة مباركة .. كان لبنها يكفي آلاف الرجال والنساء والأطفال, وكانت إذا نامت في موضع هجرته كل الحيوانات الأخرى, كان واضحا أنها ليست مجرّد ناقة عاديّة, و إنما هي آية من آيات الله. وعاشت الناقة بينهم, فآمن منهم من آمن وبقي أغلبهم على الكفر والعناد. وكان رئيس الذين آمنوا رجل يقال له: جندع بن عمرو بن محلاة وكان من رؤسائهم وأشرافهم0 وهمّ بقيّة الأشراف بالدخول في دين صالح إلا أن رجلا يقال له ذؤاب بن عمر ورجل آخر اسمه الحباب كان صاحب أصنامهم نهياهم عن ذلك. ولما حذرهم صالح u من أن هذه ناقة الله فلا يمسوها بسوء أبدا, تحسّروا على أن تبقى بين أظهرهم, ترعى حيث شاءت من أرضهم وترد الماء يوما بعد يوم, وكانت إذا وردت الماء تشرب ماء البئر يومها ذلك, فكانوا يرفعون حاجتهم من الماء في يومهم المخصص لهم ليشربوها في اليوم التالي يوم الناقة, ويقال أنهم كانوا يشربون من لبنها كفايتهم, ولهذا قال: {لها شرب ولكم شرب يوم معلوم}. وكانت الناقة فتنة لهم واختبارا عظيما لإيمانهم ليرى أيؤمنون بها أم يكفرون؟ والله أعلم بما يفعلون. وقد قال الله I لصالح: {فارتقبهم} أي انتظر ما يكون من أمرهم
{و اصطبر} على أذاهم فسيأتيك الخبر على جليّة. وقال له U:{ ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر}. ورغم أنه كان واضحا أنها ليست مجرد ناقة عادية, و إنما هي آية ومعجزة من معجزات الله, رغم ذلك تحوّلت الكراهية عن سيدنا صالح الى الناقة المباركة!! تركزت عليها الكراهية, وبدأت المؤامرة تنسج خيوطها ضد الناقة .. كره الكافرون هذه الناقة العظيمة, وهذه الآية المعجزة, كرهوا ناقة الله وآية الله العظيمة, ودبّروا في أنفسهم أمرا. وقد كان طبيعيّا أن يجيء التدبير السيئ من رؤساء القوم.
وقد ذكر المؤرخون وعلماء التفسير (الطبري في تاريخه): أن امرأتين من ثمود اسم إحداها "صدوقة" ابنة المحيا بن زهير المختار, وكانت ذات حسب ومال, وكانت تحت رجل مسلم آمن بصالح ففارقته وتركته, فدعت ابن عم لها يقال له "مصرع" بن مهرج بن المحيا, وعرضت عليه نفسها إن هو عقر الناقة, واسم الأخرى "عنيزة" بنت غنيم بن مجاز, وتكنّى أم غنمة أو أم عثمان وكانت عجوزا كافرة لها بنات من زوجها ذؤاب بن عمرو أحد الرؤساء فعرضت بناتها الأربع على قدار بن سالف, إن هو عقر الناقة فله أي بناتها شاء, أي واحدة منهن يرغبها. فابتدر وانتدب هذان الشابان لعقرها وسعيا في قومهم بذلك, فاستجاب لهما سبعة آخرون فصاروا تسعة. وهم المذكورون في قوله Y:
(يُتْبَعُ)
(/)
{وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون}. وسعوا في بقيّة القبيلة قبيلة ثمود وحسّنوا لهم قتل الناقة وكان لهم مجلس كبير. فلما سقط الليل على مدينة ثمود. وانتصبت الجبال شامخة تحتضن البيوت المنحوتة فيها, وبدا واضحا للكافرين أن أحدا لا يمكن أن ينالهم بسوء. وفي داخل أحد القصور أضيئت المشاعل, وجلس الكفار وقد دارت عليهم كؤوس الشراب وهم شبه دائرة. كل رؤساء القوم حضروا هذه الجلسة الخطيرة. انعقدت الجلسة ودار بينهم حوار طويل. قال أحد الكافرين: {أبشرا منّا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر} 0وقال آخر: {أءلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر} 0 وعادت الكؤوس تدور وانتقل الحوار من صالح الى ناقة الله. 0 قال أحد الكافرين: إذا جاء الصيف جاءت الناقة الى ظل الوادي البارد فتهرب منه المواشي الى الحر. وقال كافر آخر: و إذا جاء الشتاء بحثت الناقة عن أدفأ مكان واستراحت فيه فتهرب مواشينا الى البرد وتتعرض للمرض. وأصبح الجميع في سكر كامل وكؤوس الشراب تدور وهي تهتز في أيدي الشاربين, وأمر أحد الجالسين أن تكف المغنية عن الغناء حتى يستطيع أن يفكّر .. وصمت الجميع.
ثم قطع هذا الرجل السكّير صمت الحاضرين بقوله: ليس هناك غير حل واحد. قالوا وما هو؟ قال: نقتل الناقة, ثم بعدها نقتل صالحا. وبدأ الحاضرون في الحديث عن صالح بقول السوء فقال أحدهم: كم نتشاءم منه ونتطيّر, ومن ناقته ومن كل الذين أمنوا معه. انه حل واحد نقتل الناقة, ثم نثني عليه, طرح اسم القاتل, انه رجل جبار من جبابرة المدينة, رجل يعبث في الأرض فسادا ولا يكف عن شرب الخمر والويل لمن يعترضه وهو مخمور, وله أعوان يساعدونه على القتل. ويستطيعون أن يكونوا أداة للجريمة ويختاروا مكان التنفيذ بأنفسهم0
و جاءت ليلة الغدر, كانت الناقة المباركة تنام وهي تضم لصدرها طفلها الصغير الذي استدفأ بها, واستعدّ المجرمون التسعة لجريمتهم وعلى رأسهم قدار بن سالف. لعنه الله, وخرجوا من جوف الظلام وفي نفوسهم الخيانة, وكان زعيمهم قدار بن سالف قد شرب كثيرا من الخمر, حتى لم يعد يرى ما أمامه وهجم الرجال التسعة على الناقة فنهضت واقفة ونهض طفلها فزعا, وامتدت الأيدي القاتلة اليها للقضاء عليها, وكان أوّل من سطا على الناقة هو قدار بن سالف, فعرقبها أي ضربها في عرقوبها فسقطت على الأرض, ثم ابتدروها بأسيافهم يقطعونها فلما رأى ذلك طفلها, شرد عنهم فعلا الى الجبل هناك ورغا ثلاث مرات. ولما علم صالح u بما حدث خرج غاضبا على قومه, وقال لهم: ألم أحذركم أن تمسوا الناقة. قالوا: قتلناها فائتنا بالعذاب واستعجله لنا ألم تقل لنا أنك من المرسلين؟ فقال لهم صالح u:{ تمتعوا في دياركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب} 0 أي غير يومهم ذلك. فلم يصدقوه أيضا في هذا الوعد الأكيد, بل انهم لما أمسوا هموا بقتله وأرادوا, فيما يزعمون أن يلحقوه بالناقة, فأقسموا أن يهجموا عليه في داره فيقتلوه ولكن الله حمى نبيّه صالحا u منه ونجاه. وقال الله I:{ قالوا تقاسموا بالله لنبيّتنّه وأهله ثم لنقولنّ لوليه ما شهدنا مهلك أهله و إنا لصادقون} 0 وأصبحت ثمود اليوم الأوّل من أيّام النظرة الثلاثة _ التي أنظرهم بها صالح_ ووجوههم مصفرّة, فلما أمسوا قالوا: ألا قد مضى يوم من الأجل ثم أصبحوا في اليوم الثاني من أيّام التأجيل, ووجوههم محمرّة وفي الثالث من أيّام المتاع اسودّت وجوههم. فلما أمسوا قالوا: ألا قد مضى الأجل. وليس هناك شيء من العذاب. وفي فجر اليوم الرابع انشقت السماء عن صيحة جبارة, انقضّت الصيحة على الجبال فهلك فيها كل شيء حي, وارتجفت الأرض رجفة جبّارة فهلك فوقها كل شيء. هلكوا جميعا في صرخة واحدة, أما الذين آمنوا بسيّدنا صالح فكانوا قد غادروا المكان مع النبي صالح u ونجّاهم الله.(/)
موسى عليه السلام
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 04:15 م]ـ
موسى u
القتيل ولحم البقر: قال تعالى: {و إذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة, قالوا أتتخذنا هزوا, قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين* قالوا ادع لنا ربك يبيّن لنا ما هي, قال انه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر و لا عوان بين ذلك, فافعلوا ما تؤمرون} 0
1 - آزر و راحيل: أعدّت راحيل الفراش لزوجها آزر بن حيلوت ليستريح من عناء التعب وراحت تسأله عن مغيبة بالأمس, وقد انتظرته طويلا في كوخهما 0
فقال آزر: لقد أحسست ثقلا ووجعا, فقضيت الليلة عند أحد أصدقائي لعلي أصيب شيئا من الراحة, ولكني أصبحت أشد تعبا0
فقالت راحيل: عما قليل ستشعر بالراحة تماما وما عليك إلا أن تستريح وتحكي لنا ما صادفك في رحلة السوق هذه المرّة.0
فقال آزر: لا شيء يا زوجتي سوى التعب والشعور بمقدمات المرض, ولم أبع شيئا أو أشتر غير عجلة صغيرة عجفاء هزيلة قد يبلغ عمرها ثلاثة أشهر أو أربعة .. اشتريتها لولدي ألياب. 0
راحيل: وأين هي؟ .. وما قصتها؟
آزر: هي بقرة صغيرة ذات لون أصفر جميل يعمّ بدنها كلها, وقد وقع قلبي أن أشتريها .. وما إن اشتريتها حتى أقبلت تأكل ما قدّمت لها من الكلأ اليابس .. وهي الآن ترعى في الغيضة القريبة منا .. ثم سكت قليلا وقال: وأنت كيف أخبارك؟ وكيف حال ولدنا الياب؟ أين هو؟
راحيل: يلعب مع صبيان القرية وهو بخير .. , وقد مرّ بنا نبي الله موسى u وهو عائد من جبل المناجاة وقد دعا لولدنا الياب فقبّله .. ومسح على رأسه ودعا له بخير _ ولكنه لم ينتظر كعادته-0
آزر إذا كان لم ينتظر كعادته فلا بدّ أن بني إسرائيل أحدثوا حدثا في غيبته, فأخبره الله به, فرجع على هذه الحالة التي ذكرتها من الحزن والغضب.0
راحيل: سمعت أنه ترك بني إسرائيل يعبدون عجلا من ذهب صنعه لهم ساحر منهم اسمه السامري .. فكلمت نبي الله موسى حين جاء في ذلك فلم يجبني بجواب0
آزر: هذا هو السبب, فما أشد ما يلقى نبي الله موسى من بني إسرائيل.0
قالت راحيل لزوجها آزر: ألا تقوم معي لتريني العجلة التي اشتريتها لولدنا الياب0 - قام الرجل يتوكأ على عصاه وسار هو وزوجته حتى بلغا مكان العجلة, فنظرت اليها راحيل, فإذا لونها الأصفر الجميل يتألق كأنه ينبعث منه شعاع الشمس, فسرّت بمنظرها سرورا عظيما, وأحسّت كأنما تطالعها بفأل حسن, وأخذت تمر بيدها على جسمها وتمسح لها رأسها وفمها .. والتفتت الى آزر وقالت: انظر يا آزر فانني أراها مقبلة على عشب الغيضة ولن تمضي عليها بضعة أيام حتى تمتلئ لحما. وبعد قليل استدار الزوجان عائدين الى الكوخ ..
قال آزر: إنها حقا بقرة جميلة, وإن قلبي يحدثني أن ستكون خير المال أتركه لولدي الياب .. فاستاءت راحيل من إشارة آزر إلى الموت وقالت: ولكنها تحتاج الى جهد ورعاية حتى تثمر ويجني ثمرها فهي ضعيفة عجفاء كما ترى0 فقال آزر: اعلمي أنني لا أورث ابني الياب سوى تقوى الله I, وهو Y يتولى الصالحين وسيتولاني في ولدي الياب, وسيبارك له في مالي أو في كنزي الذي تتهكمين به .. فاذا أنا فارقتكم فالتفتي لولدك, وعلميه قواعد الايمان وما ورثناه عن آبائنا: ابراهيم واسحاق ويعقوب ويوسف وما تلقيناه عن نبي الله موسى ولا تهتمي بأمر العجلة .. لا تحرثي عليها أرضا, ولا تسقي بها زرعا, ولا تركبي لها ظهرا, ولا تحلبي لها لبنا .. ذريها واتركيها مسلّمة في الغيضة ولا تفكري فيها فانها ستكون بعين الله. ومتى كبر الياب فاذكري له شأنها. عاد الزوجان بعد هذه الرحلة الى الكوخ, فدخل آزر الى فراشه وقد أحسّ بالتعب يعاوده من جديد, وتحدث مع زوجته في أمور كثيرة تحدث معها عن خوفه من الموت وكرر لها الوصية بولده الياب والكنز الثمين وهو العجلة الصفراء العجفاء التي سيتركها له. وقال لها: لقد كان حقا علينا أن نتحدث عن الحياة لا عن الموت والفرح لا الحزن, نعم هذا الصبح سوف أحدثك عن الحياة والفرح وأقول لك انني أحب أن يتزوج ولدي الياب رفقة بنت شمعون فان أباها من صلحاء شيوخ بني اسرائيل .. وكان شمعون بن نفتالي هذا رجلا غنيا يملك الكثير من الغنم والبقر ويملك الذهب والفضة, وصاحب وصديق نبي الله موسى u الذي لا يكاد يفارقه, وهو شيخ من العبّاد, وكثيرا ما كان يقول لآزر: لقد سميّت ابنتي الوحيدة رفقة تيمّنا باسم رفقة زوجة أبينا اسحاق نبي الله,
(يُتْبَعُ)
(/)
وأتمنى على الله أن يكتب لها الزواج من شاب صالح .. ثم يقول: حبذا لو كان هذا الشاب هو غلامك الصغير الياب فانه يكبرها بعامين. سعدت راحيل بهذا الكلام, وقالت: حبذا لو كان ذلك ان رفقة طفلة جميلة وستكون أجمل اذا ما كبرت .. وسعدت راحيل أيضا بحديث زوجها المتفائل عن الزواج والفرح ولكن المرض اشتد على الرجل, ولم يمهله وقتا طويلا فتوفي بعد عدة أيام.
2 - زواج لم يتم جاء رجل يقال له منسى بن اليشع الى صديقه شمعون بن نفتالي الرجل الغني الصالح, وقال له: ان ناداب ابن أخيك صوغر قد أوفدني اليك لأرجوك أن تزوجه ابنتك رفقة, وأرى أن تجيب رجاءه رعاية لقرابته ورحمه. فقال شمعون على الفور وقد أشاح بوجهه: تكلم في غير هذا يا منسى, ولا تخاطبني في هذا الماجن الذي قطع علاقته بربه. وليكن في علمك يا منسى أن ناداب لا يريد الزواج برفقة؛ انما يريد أن يرثني .. ويريد أن تؤول تركتي اليه مع رفقة .. ولست أول من جاء ليخطب له ابنتي ومحال أن يكون ذلك. فقال منسى: لك الحق يا شمعون, واني أٌقرّك وأوافقك على كل كلمة قلتها, وما حملني على أن أكون رسوله اليك الا ما رأيته في عينيه من الشر, فاني أخشى أن يقتلك ويؤذي ابنتك من بعدك.0 فقال شمعون: هذا ما أشعر به يا منسى, وذلك ما أتوقعه من هذا الشرير, ومع ذلك فلن أزوّجها له, وليفعل ما يشاء0 صمت منسى لحظة ثم قال: ولكن عليك أن تدبر أمر ابنتك من الآن, وتختار لها بنفسك الشاب الذي تراه كفءا لصلاحها وعقلها. قال شمعون: اخترت لها الياب ابن صديقي آزر رحمه الله. ولكني لا أعرف أين يقيم, وأنا دائم البحث عنه, فاذا عثرت به زوجته اياها, انه الآن في الثامنةعشر من عمره, وقد ورث كل ما نعرف لأبيه من خلال وصفات, لقد ورث الشرف والصدق, وصدق الايمان بالله.
3. قتيل بني اسرائيل: استيقظ بنو اسرائيل في صبيحة يوم من أيام الله وقد وجدوا جثة شمعون بن نفتالي ملوّثة بالدماء وملقاة قرب محلة بعيدة عن المكان الذي فيه منزلته وعشيرته. وقد دوى خبر مقتله دويا هائلا في بني اسرائيل وأثار ضجة كبيرة فيما بينهم لما كان له من حسن الخلق وجودة الرأي ووفرة الغنى وكثرة البر والصدقة. وصار هياج بين الناس, وحزن الفقراء واليتامى والضعفاء, وقامت عشيرته بل بلدته كلها تطالب بدمه وتلقي وزر الجريمة على سكان المكان الذي وجدت فيه جثة شمعون بن نفتالي, وكان أشد الجميع مطالبة بدم شمعون هو "ناداب بن صوغر" ابن أخ شمعون, مظهرا الحزن والجزع لما أصاب عمه العزيز! وكان أهل المحلة التي وجدت جثة القتيل قربها من أشد الناس حزنا عليه ولكن عشيرة "شمعون" القتيل وعلى رأسهم "ناداب بن صوغر" ظلوا مصرّين على أنه قتل بيد من فئة من أهل هذه المحلة واشتدوا في المطالبة بدم قتيلهم. وعلا الضجيج, وكثر اللغط, واشتد الجدل بين الفريقين, وأوشكوا أن يقتتلوا, فاجتمع شيوخ بني اسرائيل ومن حولهم الغوغاء والعامة الى نبي الله موسى عليه السلام ليفصل بين الفريقين في قضيّة دم القتيل. واجتمع الناس في مجلس يشبه مجلس القضاء أو المحاكمة وكان الاجتماع في ساحة واسعة امتلأت عن آخرها شيبا وشبابا, ورجالا ونساءا, وجاء أهل القتيل " شمعون" وجاء أهل البلدة المتهمة, وتكلم ناداب بن صوغر في جزع وحزن مثبتا التهمة على القرية الظالمة وأدلى بما لديه من حجج, وأنكرت القرية تهمة القتل وأوّلت ذلك بما تكن للقتيل من حب ومعزة واحترام. وانتظر الناس كلمة نبي الله موسى عليه السلام, فهي الفاصلة بينهم, فأنصت الجميع وأرهفت الآذان وتطاولت اليه الأعناق, واذا به يقول: ان الله يأمركم أن تذبحوا بقرة. وسمع القريبون من موسى الكلام فدهشوا لها وعجبوا, وظهرت الحيرة على وجوههم وفي نظراتهم, أما البعيدون عن المجلس فلم يسمعوا غير أنهم رأوا الدهشة والحيرة على وجوه غيرهم فتصايحوا يريدون معرفة حكم نبي الله موسى .. وارتفعت الأصوات. فوقف أحد الناس على مكان مرتفع وصاح بأعلى صوته وقال: [ان الله يأمركم أن تذبحوا بقرة] وعندما سمع الناس قوله هاجوا وأحدثوا شغبا, وساد الهرج والمرج, واختلطت أصوات ساخرة بأصوات مستنكرة هذا الطلب وهذا الأمر. فهذا يقول: ما دخل معرفة القاتل بذبح البقرة؟ وآخر يقول: ان نبي الله يمزح. وثالث ينادي بأعلى صوته قائلا: وهل هذا وقت المزاح؟ وقال ناداب بن صوغر: ان موسى يهزأ بنا. انه يتخذنا هزوا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسادت الفوضى فانسحب موسى من المجلس, وانفضّ الناس وهم يتندّرون بالبقرة التي يريد نبي الله ذبحها. أما المؤمنون الأتقياء فقد طلبوا من الناس أن يكفوا عن السخرية والشغب وقالوا لهم: ان نبي الله موسى لم يقل شيئا من عنده, بل هو كلام الله الذي كلمه به, فهو يقول لكم: {ان الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} فكيف يكون هذا مزاحا؟ عليكم أن تتلقوا أمر الله بالطاعة والتسليم لا بالسخرية والشغب والتندر والمعصية. وفي اليوم التالي جاء موسى عليه السلام الى مجلس القضاء وجلس بين المؤمنين الأتقياء, وتقدّمت اليه عشيرة القتيل وقالوا له: يا نبي الله أتتخذنا هزوا؟!!! قال موسى: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين. وهنا وقف شيخ كبير صالح وقال: يا بني اسرائيل لقد رضيت عشيرة القتيل, وعرفت أن نبي الله لا يتخذها هزوا وخصوصا أن القتيل كان من صالحي خلصائه وأصحابه. وبعد نقاش وحوار حول من يدفع ثمن البقرة قال أحد الشيوخ العقلاء: أرى أن يشترك في ثمن البقرة كل رجال بني اسرائيل, فالقتيل قتيلنا جميعا, وسلام الشعب لا يهم طائفة دون طائفة بل يهم الجميع. سكت الناس ورضوا بهذا الحكم, ونظر الجميع الى نبي الله موسى. فقال موسى: اذن فاجمعوا المال واشتروا البقرة واذبحوها طاعة لأمر ربكم. وتلكأ القوم وقالوا: أي بقرة نذبح؟ ادع لنا ربك يبيّن لنا ما هي. وصمت موسى وأصغى لنداء الله في قلبه ثم قال لهم: {انه يقول انها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون} 0وسألوا وجادلوا عن لونها, وقالوا: لا بد أن نعرف لونها. فتوجه موسى الى الله يسأله فسمع الاجابة في صدره بأنها: {بقرة صفراء فاقع لونها تسرّ الناظرين} .. ولكن القوم جادلوا وأكثروا الجدال وقالوا لموسى: {ادع لنا ربك يبيّن لنا ما هي ان البقر تشابه علينا و إنا ان شاء الله لمهتدون} 0وظل بنو اسرائيل في شكهم فمنهم من يؤيّد ومنهم من يستنكر حتى أنهم قضوا عدّة أيّام يتجادلون, ثم ذهب صلحاء القوم وعقلاؤهم الى موسى يقولون له: انك مطالب بالفصل في قضيّة دم القتيل شمعون فلا يشغلك عناد قومك عن هذه القضيّة فاسأل ربك عما يريدون. فسأل موسى ربه, ثم اجتمع القوم ليسمعوا الاجابة: {قال انه يقول انها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلّمة لا شية فيها, قالوا الآن جئت بالحق, فذبحوها وما كادوا يفعلون} 0أي أن هذه البقرة معفاة من الخدمة فهي غير مذللة لحرث الأرض أو سقيها, وليس في جسمها بقعة أو علامة من لون يخالف لون جسمها الأصفر الصافي الفاقع. اقتنع القوم وقالوا: {الآن جئت بالحق}. وأخذوا يبحثون عن بقرة: لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك صفراء فاقع لونها, تسر الناظرين لا ذلول, تثير الأرض, ولا تسقي الحرث, لا شية فيها, فلم يعثروا عليها عند أحد من أهل القرى التي حولهم. كانوا اذا وجدوا بقرة صفراء ردّوها لأن فيها شيئا من لون يخالف لونها الأصفر, فاذا وجدوها صفراء خالصة ردوها لأنها بكر أو فارض وليست عوانا بين ذلك, وهكذا دقق بنو اسرائيل في البحث عن البقرة التي تتكامل فيها الأوصاف المطلوبة, وقسموا أنفسهم مجموعات وفرق للبحث عن البقرة المطلوبة في أنحاء شبه جزيرة سيناء الواسعة, وانتشروا في الشمال والجنوب.
4. بقرة الياب الصفراء: بلغ الياب الثامنة عشرة من عمره وأصبح فتى يافعا وجاءت أمه لتقول له: يا بنيّ لقد كبرت وبلغت سن الثامنة عشرة وصار لزاما على أن أدلك على الكنز الذي تركه لك أبوك. دهش الياب وقال لأمه: كنز؟! ان أبي كان فقيرا فكيف يترك لي كنزا؟ قالت الأم راحيل: لقد ترك لك عجلة صغيرة منذ تسع سنوات وأوصى أن اتركها في أرض الله لا أذللها بحرث أو سقي ولا أتعدها بحراسة فهي في حراسة الله. وقال: اذا كبر الياب فادفعيها اليه. فقال الياب لأمه: وفي أي مكان تركها؟ قالت راحيل: لا أدري ولكنه قال: انها في الغيضة الواسعة المجاورة لنا, فاذهب اليها وابحث عنها وسوف لا يطول بحثك لأن الله سيقبل بها عليك. فقال الياب: ولكن ما لونها أو علامتها التي أعرفها بها؟ قالت راحيل: انها صفراء فاقع لونها تسر الناظرين كأن شعاع الشمس ينبعث من جلدها, ليس فيها لون آخر غير هذا اللون الأصفر حتى ولا لون قرنيها وأظلافها.
(يُتْبَعُ)
(/)
خرج الياب للبحث عنها, وما هي الا ساعة واحدة حتى عاد بالبقرة الصفراء الجميلة وقد كبرت بعد أن كانت صغيرة وامتلأ جسمها باللحم بعد أن كانت هزيلة. قال الياب: يا لها من كنز مبارك يا أمي .. قالت راحيل: ان ثمنها لا يزيد على ثلاثة دنانير, ولكن المال الحلال الصالح لا يقدّر بعدد, بل يقدّر بما فيه من بركة, وبرّ وتقوى الله والنيّة الصالحة. من أجل هذا سمّاها أبوك الكنز. فقال الياب: والمال الحلال الصالح يا أمي ينميه الله ببركة التقوى فيعد بالمئات والألوف. وما يدرينا لعل هذه البقرة ذات الدنانير الثلاثة تباع بالألوف التي لا تخطر لنا ببال!
5 - البقرة المعجزة: مضت أيّام, وبينما كان الياب جالسا مرّ به أعرابي يقول له: ان جماعة من بني اسرائيل يبحثون في لهفة شديدة عن بقرة تشبه بقرتك وقد دللتهم عليك و إني لأرى أنك لو رفعت ثمنها عليهم لأعطوك ما تريد ولو طلبت ملء جلدها ذهبا لأعطوك. جاء القوم من بني اسرائيل وقالوا لالياب: لقد جئنا من عند نبي الله موسى فبعنا هذه البقرة ولا تزد في سعرها. قال الياب: ان كانت البقرة لنبي الله موسى فله من غير ثمن.
فقال قوم: ان شعب اسرائيل فقراء وقد أنهكتهم الصحراء فاقبل منا ما بأيدينا وليبارك الله لك فيه.
قال الياب: ان شعب اسرائيل ليس فقيرا, لقد صنع عجلا من الذهب ليعبده من دون الله فليس من الكثير عليه أن يدفع لي ما أريد. استأذن أمه للذهاب مع القوم ليلقى نبي الله موسى وليتقاضى ثمن البقرة, وقال انه لن يطيل الغياب.
6 - معجزة الحق والعدل: اجتمع بنو اسرائيل لما سمعوا أنهم وجدوا البقرة, وجاءوا يهرولون ويقولون: لقد وجدنا البقرة .. لقد وجدنا البقرة. فلما سمع ناداب هذا الكلام وجاءته هذه الأخبار انعقد لسانه عن الكلام واصفرّ وجهه, ووجد نفسه يقوم من مكانه مع أصحابه الى حيث يهرول الناس, فلما بلغوا ساحة القضاء وجدوه مكتظة عن آخرها بالناس ورأوا البقرة قائمة أمام نبي الله موسى, وأنه u يقبّل الياب صاحب البقرة لما عرف أنه ابن الرجل الصالح آزر ويربّت على كتفيه ويقول له: لقد صرت رجلا والحمد لله, لقد مررت بك وأنت غلام صغير فمسحت على رأسك ودعوت لك بالخير. وكان بالقرب منه منسى بن اليشع الرجل الذي جاء يخطب رفقة بنت شمعون القتيل لناداب ابن أخيه, وتذكر في رغبة شمعون في زواج الياب بن آزر منها, فدنا منه ورحّب به, وانحنى الى أذن موسى وأسرّ اليه كلاما لم يسمعه أحد, ثم ترك الجميع وهرول الى بيت رفقة ليخبرها أن فتاها الياب هو صاحب البقرة وقد حضر معها, أما نبي الله موسى فقد أمر بذبح البقرة, فذبحوها, فلما انتهوا قال: اقطعوا عضوا منها, فقطعوه. 0 فقال u: فليحمل هذا العضو الياب فانه غريب وان كان إسرائيليا. فحمل الياب العضو. وقال موسى: هيا بنا الى قبر شمعون. فذهبت الجموع تتدافع الى القبر في زحام شديد, وكثرة هائلة وهم لا يدرون ماذا يريد نبي الله بهذا كله. قال موسى: افتحوا القبر واخرجوا جثة القتيل, ونادى: يا الياب! اضرب القتيل بالعضو الذي بيدك. وكانت الدهشة والعجب حين رأى الناس القتيل يعود الى الحياة, ويقف بين الناس بشرا سويّا. فقال موسى: يا شمعون نسألك بحق الذي ردّ اليك الحياة أن تذكر لنا سم الذي قتلك. فقال شمعون: الذي قتلني هو ناداب بن صوغر. وفي وسط ذهول الناس لهذه المعجزة, عاد شمعون الى الموت وأقبلت الجموع ثائرة على ناداب تريد أن تفتك به, ولكن موسى u قال: القصاص حكم الله .. فلنقم عليه حد القتل جزاء ما فعل. وشهد الناس مشهدا عجيبا: شهدوا الياب يزف الى رفقة في بيت أبيها. وشهدوا ناداب يندب حظه وهو يساق الى الموت. تلك هي معجزة القتيل الذي ردّه الله الى الحياة ليشهد على قاتله. ويقول الله عز وجل عن هذه المعجزة: {فقلنا اضربوه ببعضها, كذلك يحي الله الموتى ويريكم آياته لعلّكم تعقلون} 0 سبحان الله خالق المعجزات والآيات ..
موسى والخضر والبحر:
قال تعالى: {فلما بلغ مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا* فلما جاوزاه قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا* قال أرأيت إذ أوينا الى الصخرة فاني نسيت الحوت وما أنسانيه الا الشيطان أن أذكره, واتخذ سبيله في البحر عجبا* قال ذلك ما كنا نبغ فارتدّا على آثارهما قصصا* فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما} 0
(يُتْبَعُ)
(/)
اختص الله U موسى u بنعم كثيرة, وكذلك اختص قومه بهذه النعم التي أنعم بها عليه, ولذلك فقد ظل موسى u يشكر الله على نعمه. وكان موسى يصلي لله شكرا على ما أعطاه من نعم, يتعبّده حمدا على ما وهب له, ويبتهل اليه أن يديم عليه رضاه وكرمه. وذات يوم سأل ربّه: يا رب؛ أأنا الآن الوحيد على وجه الأرض الذي حبوتني بالعلم, وخصصتني بالمعرفة؟! فأجابه ربه Y: يا موسى انك لا تعلم الا ما شئنا نحن أن تعلمه, ولا تعرف الا ما أردنا لك أن تعرفه. قال موسى u متسائلا: يا رب, أيوجد من هو أعلم مني؟! فأجابه ربه: لي عبد صالح يعلم ما لا تعلم. ويعرف ما لا تعرف. قال موسى u: يا رب, أين أجد عبدك الصالح هذا؟ لقد اشتاقت نفسي الى معرفته. قال I: يقيم الآن عند مجمع البحرين. قال موسى u: يا رب؛ أريد أن أذهب لأراه, فأرشدني اليه, ووفقني للقائه. قال Y: اذهب وسأجعل لك من عندي آية تدلك وعلامة بيّنة ترشدك.
1. البحث عن العبد الصالح: تهيأ موسى u للذهاب لمقابلة العبد الصالح, الذي أرشده الله I اليه, فنادى يوشع بن نون فتاه المخلص وقال له: يا يوشع, إني عزمت على القيام برحلة, لا أدري: أتطول هي أم تقصر؟!! فهل لك في أن تصحبني في تلك الرحلة التي لا يعلم الا الله مداها؟! وكان يوشع بن نون هو الفتى الذي أحبّ موسى u, وآمن به وأخلص له, ووهبه قلبه, وصحبه في غدوّه ورواحه, ينهل من حكمة موسى u, ويغترف من علمه, ويأخذ من معرفته. قال يوشع: إني لك يا سيدي الصاحب الوفي والرفيق المطيع الأمين. قال موسى عليه السلام: اذن, فلنتهيأ لرحلتنا من فورنا, ولنسر على بركة الله, فهو مرشدنا وهادينا الى سواء السبيل. وتهيأ موسى u وفتاه للسفر وتزوّدا بزاد مما يتزود به عادة المسافرون, الذين يقطعون الصحارى, ويجتازون الفيافي والقفار, مثل الخبز الجف, والتمر اليابس, واللحم المقدد. ولما جهزا جهازهما؛ سأل يوشع بن نون موسى: يا سيدي أي المطايا تركب؟ وأي القوافل تصحب؟ وأي الطرق تسلك؟! قال موسى u: يا بني, ستكون مطيتنا أرجلنا, وسيكون البحر صاحبنا, وسيكون شاطئه مسلكنا. سأل يوشع متعجبا: والى أين نقصد؟! قال موسى u: نقصد مجمع البحرين, لأقابل رجلا من عباد الله الصالحين, أرشدني الله اليه. قال الفتى: وهل تعرف مجمع البحرين؟! أجاب موسى u: سيعرّفني الله مجمع البحرين ويهديني اليه.
2. رحلة البحث: مضى موسى u ومعه فتاه يوشع على شاطئ البحر, أياما وليالي, لا يكلان ولا يملان ولا يتأففان من طول سير, أو وعورة طريق؛ ولا يتوقفان الا لتناول غذاء, أو لأخذ قسط من النوم. ومرّ عليهما وهما على هذه الحالة وقت من الزمن, وموسى لا يزال كأول عهده بالرحلة: نشيطا, متشوقا الى مقابلة عبدالله الصالح, ولم تفتر همته, ولم يدركه سأم, ولم يتطرّق الى نفسه ملل. وسأل يوشع موسى يوما: يا ترى!! ألا يزال أمامنا مرحلة طويلة حتى نصل الى مجمع البحرين؟ قال موسى u: لا أدري!! ولكنني لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين, أو أمضي حقبا. واستمر موسى u وفتاه يوشع يغذان السير في البر, وهما على روح الثبات والنشاط حتى نفد طعامهما, فاصطاد يوشع حوتا من البحر حمله معه, ليتزودا من لحمه, ووصلا الى صخرة عظيمة فجلسا يستجمان بجوارها, ويستظلان بظلها, ويصيبان قسطا من الراحة والنوم. فلما نالا قسطا من النوم قاما يسيران ويسعيان, فما كاد ينصرم نهارهما هذا, ويمسي عليهما المساء حتى شعر موسى بتعب وفتور لم يعهده من منذ بدأ رحلته, وأحس أن قدميه لا تستطيعان حمله أكثر مما حملتاه, أحس كذلك أن أعضاءه قد وهنت وضعفت, فجلس على الأرض, وقال لفتاه: {آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا} عسى أن يمدّنا الله ببعض القوة التي تعيننا بلوغ غايتنا. حينئذ ضرب الفتى يوشع جبينه بيده, وصرخ صرخة مكتومة وقال لموسى: {أرأيت إذ أوينا الى الصخرة فاني نسيت الحوت وما أنسانيه الا الشيطان أن أذكره}. قال موسى u مستفسرا: وما بال الحوت؟! أجاب يوشع قائلا: لقد تسرّب الحوت, واتخذ سبيله في البحر عجبا. لقد هرب الحوت من السلة, ومضى في طريق محدد الاتجاه الى البحر. تعجب موسى u من كلام فتاه يوشع, وسأله وقد دبّت في نفسه فرحة أمل, وابتسامة تفاؤل فقال: أفصح يا يوشع, ماذا حدث للحوت وما الذي حدث منه؟!! قال يوشع: حدث وأنت نائم, ان أفقت أنا من نومي على صوت السلة التي بها الحوت, وكانت
(يُتْبَعُ)
(/)
بجانبي, ففتحت عيني, فوجدته ينزلق متدحرجا بين الصخور, فأسرعت خلفه لأعيده الى مكانه؛ ولكني رأيت عجبا, ورأيت ما أدهشني. قال موسى فرحا مستبشرا: ماذا رأيت؟ عجّل بالقول!! قال الفتى في أسف وحسرة: رأيت الحوت قد غمره الماء, وخيّل إليّ أنه يتحرّك, ويتقلّب, كأن الحياة قد ردّت اليه, يضطرب في سرب بين الصخور, خرج منه الى البحر, دون أن أدركه, أو أستطيع اللحاق به. فلم يدهش موسى, ولم يتعجب, فقد لمس في آيات الله له كل مقدرة, ورأى في بيّناته له كل عجب. ولكنه سرّ وفرح, فقد أدرك أن بعث الحوت الميّت, وردّه حيا, هو آية الله التي وعده بها ليرشده الى مجمع البحرين, وعرف أن الطريق الذي تسرب فيه الحوت هو الطريق الذي يؤدي الى عبد الله الصالح الذي ينشد لقاءه, فنهض نشيطا فرحا, وهو يقول لفتاه: {ذلك ما كنا نبغ} فهيا بنا نعود الى الصخرة. هذه الحالة في حد ذاتها بداية معجزات موسى u التي وهبها الله له في هذه القصة الجميلة. وسنرى المعجزات العجاب حين يلتقي بالعبد الصالح. فما أشرق الصباح حتى ارتدّ موسى u وصاحبه فتاه يوشع يقصّان ويبحثان عن آثارهما وطريقهما الذي جاءا منه, حتى لا يضلا عن الصخرة التي نزلا بجانبها من قبل, وما زالا سائرين يتحسسان طريقهما الأول, حتى وصلا اليها؛ فقال موسى u لفتاه يوشع: يا يوشع أرني المكان الذي تسرّب منه الحوت ونفذ الى البحر. فأشار يوشع لموسى الى سرب بين الصخور, وقال له: هذا هو الطريق الذي سلكه الحوت. فنظر موسى u الى حيث أشار يوشع, فوجده سربا بين الصخور يفضي الى البحر من ناحيته الأخرى, فنفذ منه ومن ورائه فتاه, فخرجا الى البحر من الناحية الأخرى للصخرة, ونظر موسى حوله, فرأى ما وعده الله حقا!! رأى ما حجبته الصخرة عن رؤيته بعظم رمها! رأى ماء البحر العذب يلتقي بماء البحر المالح. ورأى بجانب الصخرة بساطا أخضر نضيرا من عشب أخضر, وقد جلس عليه شيخ جميل وضيء مهيب الطلعة, أبيض اللحية, وقد تربّع في جلسته. عندئذ عرف موسى u أنه أمام العبد الصالح الذي وعده ربه بلقائه, وهو الرجل الذي علمه الله U أشياء من علم الغيب الذي استأثر به.0 وكانت هذه الثانية خطوة على طريق المعجزات في هذه القصة المباركة, ترى بعد هذا اللقاء ماذا فعل موسى u مع العبد الصالح؟ لنرى ذلك.0 وتقدّم موسى من العبد الصالح وقال له: السلام عليك يا حبيب الله. فنظر الشيخ اليه, وقد أشرق وجهه, وردّ عليه السلام قائلا: وعليك السلام يا نبيّ الله. ثم دعاه الى الجلوس بجانبه, فجلس موسى u وهو يسأله دهشا مستعجبا: أو تعرفني؟! قال الشيخ: نعم, أو لست موسى نبي اسرائيل؟ قال موسى وقد ازداد عجبه: من أعلمك عني؟! ومن عرّفك بي؟! أجاب الشيخ أعلمني عنك الذي أعلمك عني, وعرّفني بك الذي عرّفك بمكاني. فامتلأ قلب موسى هيبة من الشيخ, و إيمانا به, وعلم أنه حقا في حضرة رجل صالح قد اصطفاه ربه, واتخذه وليّا وآتاه رحمة من عنده وعلما من لدنه. فقال يسأله في تلطف وتودد: {هل أتبعك على أن تعلمنِ مما علّمت رشداْ}. فابتسم الشيخ لموسى u وقال له: {انك لن تستطيع معي صبرا}. قال موسى: سأصبر على كل ما تعلمني إياه, وترشدني اليه. فهز الشيخ رأسه باسما, وقال: {وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا}. يا موسى ان علمي الذي أعلمه غير علمك الذي تعلمه, لن تستطيع أن تصبر على ما يصدر من علمي, ولا تقدر أن تطيق ما تراه مني. قال موسى:
{ستجدني ان شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا} فقد صح عزمي على أن أكون تابعك لتعلمني مما علمك الله وترشدني الى ما أرشدك اليه. حينئذ حط عصفور على حجر في الماء, فنقر نقرة في الماء ثم طار, فقال الشيخ: أرأيت يا موسى ما أخذ العصفور في منقاره من الماء؟! والله ما علمي وعلمك في جنب علم الله الا كما أخذ هذا الطير بمنقاره من البحر ثم قال: {فان اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا} أفسر لك ما خفي عليك تفسيره. قال موسى على الفور: لك عليّ ذلك. وبدأت قصّة المعجزة, بل المعجزات في هذه القصة في ثلاثة مشاهد عجيبة, سيفسر أسبابها العبد الصالح في النهاية فتكون معجزة حضرها موسى u وتعلّم منها أنها معجزات علم الغيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
القصة الأولى: اصطحب العبد الصالح النبي موسى u إلى شاطئ البحر وكان يتبعهما يوشع, وعند الشاطئ لاحت لهما سفينة سائرة في عرض البحر, فأشار لها الشيخ بيده فاقتربت من الساحل وأطلّ رجالها منها يستفسرون الشيخ وموسى عما يريدان, فعرفوا الشيخ لأنهم يرونه دائما جالسا يتعبّد على ساحل البحر؛ وقال لهم الشيخ: نريد منكم أن تحملونا معكم الى حيث تقصدون وليس معنا ما ننقدكم إياه أو نقدمه لكم أجرا على ذلك. فقال رجال السفينة: مرحبا بالرجل الصالح ... وركب الشيخ وموسى و يوشع السفينة, ورحّب بهم أهلها أجمل ترحيب وأكرمه, وتسابقوا الى خدمتهم. ومضت السفينة في طريقها سائرة بهم حتى قاربت أن ترسو على ميناء إحدى المدن؛ حينئذ رأى موسى من الشيخ أمرا عجيبا! رآه قد أخذ فأسا من السفينة, واقترب من جدارها, وما زال يعالج بها لوحا من ألواحها حتى كسره, وخرقها. فلم يملك موسى نفسه, وغضب لفعل الشيخ بالسفينة, لأنه رأى في ذلك إساءة لأصحاب السفينة, وتعريضا لهم جميعا لخطر الغرق؛ فقال له والغضب بدا على وجهه: ماذا فعلت؟ قوم حملونا بغير أجر وأكرمونا غاية الإكرام, عمدت الى سفينتهم فخرقتها, لتغرقها وتغرق أهلها؟! {لقد جئت شيئا أمرا}. قال الشيخ: {ألم أقل لك انك لن تستطيع معي صبرا}. تذكّر موسى على الفور وعده للشيخ ألا يسأله عما يرى منه, وعجب لما فعله الشيخ, وعما يربط هذا الفعل القبيح بالعلم الذي يعلمه, ولكنه لم يسمعه الا أنه قال للشيخ أسفا: {لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا}. وما لبثت السفينة أن رست بجانب المدينة التي تقصدها, فنزل منها الشيخ وموسى, وأخذا يسيران في المدينة. وقد بدا أن الشيخ يستعدّ لموقف آخر أكثر عجبا من الموقف الأول وموسى u لا يعلم شيئا عمّا يجري ويخشى المناقشة حتى لا يتهم بعدم الصبر أو ينقض شرط الرجل الصالح, الذي قال له: {فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا} فصمت موسى u.
القصة الثانية:مضى موسى والعبد الصالح يتجوّل في المدينة مع موسى u ويدخل هنا وهناك, ويتردد بين شوارعها وطرقاتها ومسالكها. ولكن موسى u عجب أشد العجب وجزع أشد الجزع, عندما أتى العبد الصالح أمرا عجبا وفعلا نكرا .. ترى ماذا فعل الشيخ العبد الصالح؟ لقد اقترب من غلام كان يلعب في الطريق, فجذبه بيده, ثم أمسك بعنقه بكلتا يديه, وما زال يضغط عليه حتى قتله. أصبح الأمر لا يحتمل بالنسبة لموسى u فهو يرى جريمة قتل مروّعة أمامه, فنظر الى ما فعل العبد الصالح متعجبا ثم ذاهلا, ثم خرج من عجبه, وأفاق من ذهوله, ساخطا مستنكرا غضبا, وصرخ في الشيخ قائلا: يا رجل ما فعل هذا الغلام حتى تقتله؟! {أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا} فقال الشيخ في هدوء: {ألم أقل انك لن تستطيع معي صبرا}.هدأ موسى u, وسكّن من غضبه, وتحيّر في أمر هذا الرجل الصالح الذي اتبعه لهدف واحد وهو أن يستزيد من علمه, فلم يجد عنده حتى الآن شيئا من ذلك, بل انه يأتي أفعالا منكرة لا يرضاها علم, ولا تقرّها شريعة, ولكنه لم يسعه الا أن قال للشيخ: {ان سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدنّي عذرا} يحق لك به ترك مرافقتي, والانصراف عن صحبتي.
القصة الثالثة: خرج الرجل الصالح وموسى من تلك المدينة, وضربا في الأرض حتى وصلا الى مدينة أخرى, وكانا قد جاعا وتعبا, فسألا أهل المدينة ضيافة وطعاما, فلم يجبهما أحد الى ذلك, وكان كل من سألاه ضيافة يقول لهما: إننا لا نضيف الغرباء الا بأجر. وكل من يسألاه طعاما يقول لهما: إننا لا نعطي طعاما بغير ثمن. ولما نال من موسى التعب مبلغه, جلس هو وفتاه يستريحان في ظل جدار منزل. ودعا موسى الشيخ الى الجلوس معهما ليستريح من عناء السير, ولكنّ موسى رأى شيا عجيبا يثير الدهشة. ترى ما هذا الشيء؟ لقد رأى الشيخ يتقدم من الجدار الذي بالقرب منهما_ وكان جدارا قديما يوشك أن ينقض, فيفكك أحجاره المتخلخلة, ثم يجمع من الطريق ترابا, ويعجنه بالماء, ويصنع منه طينا يعيد به تثبيت الأحجار في أماكنها, حتى أعاد إقامة الجدار متينا ثابتا من غير أن يطلب منه ذلك أحد. فدار بخلد موسى أن الشيخ يفعل ذلك لينال عليه أجرا يمكنه أن يشتري به طعاما من أهل المدينة التي لا تضيف غريبا الا بأمر, ولا تطعم جائعا الا بثمن. وما ان انتهى الشيخ من عمله, حتى طلب من موسى أن يتبعه ثم انصرف
(يُتْبَعُ)
(/)
عائدا ولم يطلب من أحدا شيء أبدا!! فقال له موسى بدهشة: ولم اذن أقمت الجدار؟! لقد كان جدارا مهدما فأصلحته, ومائلا فأقمته, فلم لا تطلب من أصحابه أجر ما فعلت؟! {لو شئت لاتّخذت عليه أجرا}. عند ذلك نظر الشيخ الى موسى, وقال له: {هذا فراق بيني وبينك}. انتبه موسى, وأدرك أنه تجاوز الشرط المبرم بينه وبين الشيخ ألا يسأله عن شيء حتى يذكره هو له, وأدرك موسى أنه قد حق عليه فعلا فراق الشيخ, لأنه لم يستطع أن يضبط نفسه من السؤال, ولا أن يكف لسانه عن الكلام, وكان ذلك نزولا على حكم الشرط الذي اشترطه للشيخ على نفسه. فقال موسى للشيخ أسفا: حقا لقد عذرت معي, فما استطعت أن أكبح نفسي عن السؤال, ولا أن أردّ لساني عن الكلام, ولا أن أصبر على ما رأيته يصدر منك من الفعال. فقال الشيخ ملاطفا: لا تأسف ولا تحزن, سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا. فقال موسى فرحا متشوّقا: هات حديثك فاني متشوّق اليه. فقال الشيخ: هيا بنا نتخيّر مكانا نجلس فيه, لأفسّر لك ما خفي عنك, وأشرح ما غمض عليك. وعندما يكشف العبد الصالح سر المواقف الثلاثة: خرق السفينة, وقتل الغلام, وبناء الجدار في قرية بخيلة لا تطعم ولا تسقي, سنرى المعجزات التي كشف لموسى عنها, وليعلم أن ما عنده من علم فهو قليل.
معجزات علم الغيب: بادر موسى على الفور العبد الصالح بالسؤال فقال له: ما أمر السفينة؟ فأجاب العبد الصالح: أمّا السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر, وهم شركاء فيها, وهم شركاء كذلك فيما تحمل من تجارة قليلة ضئيلة, يبادلونها بتجارة ثانية, ويتقاضون بها سلعا أخرى فيما يمرون به من البلاد, ويرسون عليه من المدن. قال موسى: ولم اذن خرقتها وحال أصحابها على ما تصف من الفقر والضعف, وقد أكرمونا وأحسنوا إلينا, وأجهدوا أنفسهم في ضيافتنا؟! قال الشيخ: أردت أن أعيبها, فان المدينة التي رست عليها بها ملك ظالم جبار يرسل أتباعه يفحصون السفن التي ترسو بمدينته, ويختبرونها, فالسفن التي على حالة جيّدة يأخذها من أصحابها غصبا, ويسلبها قوة واقتدارا, أما السفن المعطوبة التي بها عيب, أو التي أصابها تلف فانه لا يأخذها. فاتضحت الحقيقة, وظهرت المعجزة أمام عيني موسى u, معجزة علم رآه يفوق حتى خياله. وقال للشيخ ضاحكا: لذا خرقت أنت السفينة فعبتها حتى لا يأخذها من أصحابها المساكين هذا الملك الظالم؟ قال العبد الصالح: نعم فعلت ذلك, لكي يتركها الملك الظالم, فيستطيع أصحابها بعد ذلك أن يصلحوها ويرتزقوا منها. فتخيّل موسى u أصحاب السفينة, وهم غاضبون ساخطون حين يكشفون عن العطب الذي أصابها, ولكنهم لو علموا ما كان مخبأ لهم, كما عرفه موسى من العبد الصالح لفرحوا وحمدوا ربهم على ذلك فربّ مصيبة فيها الفرج. ثم قال موسى للشيخ: وما سبب قتلك الغلام؟! أجاب الشيخ: أما الغلام فكان أبواه مؤمنين, وكان هو كافرا طاغيا ضالا, {فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا} يؤذيهما اذا عصياه ببذاءته وفساده, ويؤذيهما اذا اتبعاه بكفره وضلاله. قال موسى: لقد أراح الله منه أبويه, وجنبهما شرّ السقوط في معصيته ولكنهما لا يشعران بنعمة موت هذا الابن الضال, ولا يحسان الا بشدّة وقع وفاته, وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم. قال الشيخ معقبا على هذا الكلام: نعم, فسيبدلهما ربهما خيرا منه زكاة, وأصلح منه دينا وأحسن منه خلقا, وأقرب رحما. قال موسى: ان الله على كل شيء قدير, يشمل برحمته من يشاء. أجاب الشيخ: أما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة, وكان تحته كنز لهما, خبأه لهما أبوهما قبل أن يموت, وكان أبوهما صالحا مؤمنا تقيا, فأراد ربّك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك. قال موسى متسائلا: فأقمت الجدار خوفا من ضياع الكنز؟ أجاب الشيخ: نعم ليبقى الكنز مصونا من أيدي العابثين, حتى يشب الغلامان فيستطيعا أن ينتفعا به في حياتهما ومعاشهما. عند ذلك ظهرت المعجزات وحقائق العلم الخفي الذي يعلمه العبد الصالح لموسى, وأدرك أن ما خفي عليه كان علما ظاهرا لهذا الرجل (العبد الصالح) وأن ما استتر عنه كان معرفة واضحة أمام الشيخ, فاختصّ موسى حين أراد أن يعلمه ربه بهذه المعجزات العظيمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
البحر ينشق نصفين: قال تعالى: {فأحينا الى موسى أن اضرب بعصاك البحر, فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم* وأزلفنا ثم الآخرين* وأنجينا موسى ومن معه أجمعين* ثم أغرقنا الآخرين* ان في ذلك لآية, وما كان أكثرهم مؤمنين} 0 تعدّد ت معجزات موسى u مع البحر والنهر وعيون الماء وقد وهب الله موسى هذه المعجزات كي يمكّن المؤمنين من دعوته وينصر موسى عليه السلام على أعدائه, ولكي تكون هذه المعجزات عبرا إيمانية ودروسا تستجيب أمامها العقول المتحجرة, ولو نظرنا لموسى u, نجد أن حياته بدأت بصندوق حمله في نهر النيل الى أن وصل الى قصر فرعون, فحملته آسية امرأة فرعون وتربّى موسى u في قصر فرعون على ضفاف النيل. ومعجزة موسى مع البحر بدأ بغباء فرعون وقومه, فأرسل الله عليهم آيات العذاب كالجراد والضفادع, ثم وقعت آخر آيات العذاب الدنيوي, وهي آية الدم. لقد تحوّلت مياه النيل الى دم لا يستطيع أن يسيغه أحد وكانت آية جديدة على قوم فرعون إذ أن الآيات السابقة كانت من النوع المعروف في البيئة الزراعية, التي تقوم حياتها على النهر, سواء فاض النهر أم أمسك عن فيضانه. أما آخر الآيات التي عذب بها قوم فرعون فهي الدم, وهذا لون جديد لم تألفه البيئة المصرية, لقد تحولت مياه النيل الى دم, وتمّ هذا التحوّل الى المصريين من أتباع فرعون, فكان موسى وقومه يشربون مياها عاديّة, وكان أي مصري يملأ كأسه ليشرب, يكتشف أن كأسه مملوء بالدم. كانت هذه الآية من آيات العذاب بمثابة صدمة اهتز لها المصريون وقصر فرعون, انها آية رهيبة وكارثة ضخمة. ولم يجدوا أمامهم ملاذا يتوسّلون اليه ليتخلصوا من عذاب هذه الآية الرهيبة سوى موسى u فذهبوا يتوسلون اليه ويرجونه أن يدعو ربه, وقالوا انهم مقابل ذلك سوف يطلقون سراح بني اسرائيل هذه المرّة بعد أن رفضوا خروجهم ومنعوهم قبل ذلك مرّات ومرّات. استجاب موسى u لتوسلاتهم التي طالما كرروها في مواقف عدة ولم يوفوا بعهودهم أبدا, ودعا موسى ربه فانكشف عنهم العذاب, وعاد الماء صافيا, فشربوا منه وارتووا, ولما حان تنفيذ وعدهم والوفاء بعهدهم الذي عاهدوه موسى u رفضوا, ورفض فرعون أن يسمح لموسى باصطحاب قومه من بني اسرائيل والرحيل بهم وزاد الأمر تعقيدا, أن فرعون تشدد أكثر في كفره, واشتد في الهجوم على موسى, وأعلن بين قومه أنه اله, وقال: أليس لي ملك مصر, وهذه الأنهار التي تجري من تحتي؟ وأعلن فرعون أن موسى ساحر كذاب, وأنه رجل فقير لا يملك مالا ولا يملك أسورة واحدة من الذهب. وقد قصّ القرآن، كل هذا المشهد المثير فقال U:{ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا الى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين* فلما جاءهم بآياتنا اذا هم منها يضحكون* وما نريهم من آية الا هي أكبر من أختها, وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون* وقالوا يا أيّه الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون* فلما كشفنا عنهم العذاب اذا هم ينكثون* ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون* أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين* فلولا ألقى عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين* فاستخف قومه فأطاعوه, انهم كانوا قوما فاسقين*} 0 هكذا بدا فرعون متجبرا مغرورا, وبدا واضحا لموسى u أن هذا الفرعون وقومه لن يؤمنوا مهما أعطوا من عهود, وأن فرعون لن يكف عن تعذيب بني اسرائيل, والاستخفاف بهم 0 شعر موسى u أنه لا فائدة من هؤلاء, ومن كبيرهم الفرعون. لقد أغلقوا عقولهم في وجه الإيمان, وأغمضوا عيونهم لكي لا ترى جمال الخالق وعبرة خلقه الماثلة أمامهم. و جاء الدعاء من موسى عليه السلام, جاء هذه المرّة غاضبا ساحقا لا رجعة عنه, وقف مع أخيه هارون وقد شاركه هذا الإحساس بأنه لا فائدة من هؤلاء, رفع موسى يده الى السماء ورفع هارون يده الى السماء ودعا كل منهما ربه فقال: وقال موسى: {يارب ان هؤلاء قوم لا يؤمنون * فاصفح عنهم وقل سلام, فسوف يعلمون} 0 و قد استجاب الله عز وجل لهذا الدعاء, وخاطب موسى وهارون فقال لهما: قال: {لقد أجيبت دعوتكما فاستقيما لي ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون} 0 ترى ما هي الخطوة القادمة؟ ماذا عليه أن يفعل موسى؟ لقد أمر أن يخرج من مصر, وأذن له بالخروج من مصر واصطحاب قومه معه. و الغريب أن بعض قوم موسى كانوا لم يؤمنوا به بعد وقد ذكرهم
(يُتْبَعُ)
(/)
الله في آياته فقال I:{ فما آمن لموسى إلا ذريّة من قومه على خوف من فرعون و ملأه أن يفتنهم, وان فرعون لعال في الأرض وانه لمن المسرفين} 0لقد انتهى أمر فرعون, وانصرفت مشيئة الله عز وجل أن يوضع حد لجرائم هذا الكافر اللعين, بعد أن استنفدت معه كافة الطرق وخرج من رحمة ربه, صدر الأمر لموسى بالخروج من مصر, واستأذن بنو اسرائيل فرعون في الخروج الى عيد لهم, فأذن لهم وهو كاره, وتجهزوا للخروج وتأهبوا وحملوا معهم حليهم واستعاروا من حلي المصريين شيئا كثيرا. ومع دخول الليل خرج بنو اسرائيل يتقدمهم موسى u وسار بهم نحو البحر الأحمر قاصدا بلاد الشام. وما هي الا لحظات حتى التقطت وسائل التجسس الخاصة بفرعون و استخباراته, التقطت أخبار خروج موسى مصطحبا قومه الى بلاد الشام وأنه خرج ليلا. ثار فرعون ثورة عارمة, وأمر أن يحشد جيش عظيم, من كل المملكة, وقال في سياق أوامره الثائرة الغاضبة أن موسى غاظه, فقال: {وانهم لنا لغائظون} 0 لقد غاظني موسى, ولا بد من قتاله والقضاء عليه وعلى بني اسرائيل .. وأعلن ذلك صراحة أمام الناس. و في وقت قصير جمع فرعون جيشا ضخما, جاء لمطاردة موسى والقضاء عليه, وخرج جيش فرعون مسرعا, كان المشهد مخيفا مهيبا لكثرة عدد الجند وكثافة السلاح الذي يحملونه في ذلك الوقت, بينما حمل بنو اسرائيل جزءا من متاعهم وخرجوا خائفين. بدأت المطاردة العنيفة, فجيش فرعون يجري بأقصى سرعة, ويطوي الطريق طيّا, في حين أن موسى وبني اسرائيل لم يكونوا بهذه السرعة, لكثرة ما حملوا على ظهورهم وأكتافهم من متاع أحبوا أن يحتفظوا بها لأنفسهم, واقترب جيش فرعون من موسى وقومه, وكلما نظر القوم خلفهم هالهم هذا الجيش الضخم. و من بعيد .. ثار غبار يدل على أن جيش الفرعون يقترب, واقترب فعلا وظهرت أعلام الجيش, وامتلأ قوم موسى بالرعب .. لقد كان الموقف حرجا وخطيرا جدا, لقد وجدوا البحر أمامهم والعدو الظالم خلفهم يلاحقهم كي يقضي عليهم وليست أمامهم فرصة واحدة للدفاع عن أنفسهم, انهم مجموعة من النساء والأطفال والرجال غير المسلحين. لو لحق بهم فرعون فسيذبحهم جميعا, ولن يبقى منهم أحدا. بدأت الناس تبكي خوفا, ونادت أصوات تقول: سيدركنا يا موسى .. سيدركنا فرعون. فقال لهم موسى عليه السلام بهدوء واطمئنان شديد: كلا .. ان معي ربي سيهدين.0 لجأ موسى u في هذه اللحظات الى ربه, إذ لا ملجأ الا اليه سبحانه Y, فتلقى أمرا صريحا ووحيا كاملا بأن يضرب بعصاه البحر. جاء ذلك في القرآن الكريم فقال I:{ فاتبعوهم مشرقين* فلما تراآ الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون* قال كلا ان معي ربي سيهدين * فأوحينا الى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} نفذ موسى u أمر ربه, ضرب البحر بعصاه فانفلق البحر نصفين, وكانت معجزة هائلة من المعجزات التي منّ الله بها على موسى u. انشق طريق صلب يابس في وسط البحر وأصبح الموج كالجبل الراسخ عن اليمين وعن اليسار, وتقدّم موسى وقومه في وسط هذه المعجزة المدهشة, التي كان يجب أن تتعظ بها جيوش الباطل التي تلاحقهم وتطاردهم. تقدّم موسى وسار بهم عبر البحر, كانت المعجزة هائلة بكل المقاييس. طريق يابس, وسط أمواج من البحر تموج عن يمين وتموج عن شمال ولا تغرق هذا الطريق الذي انشق في وسطها, والغريب أن جيش فرعون سوف يتابع المسير خلفهم دون النظر أو الدهشة أو التمعن والاعتبار, كل هذا لم يرد على عقول مغلقة, أغلقها الكفر, فخسرت نور الايمان. لقد كانت الأمواج تعلو وتهبط وتتصارع فيما بينها ولكنها ما ان تصل الى الطريق المشقوق وسط البحر حتى تبدو وكأن يدا خفيّة تمنعها من أن تغرق هذا الطريق أو حتى تبلله 0 وصل فرعون الى البحر, وشاهد هذه المعجزة, شاهد البحر وقد انشق نصفين, ووجد فيه طريقا يابسا. أحسّ في البداية بالخوف, ولكنه زاد في عناده ونسي كل تأمّل وعبرة, وأمر عربته أن تنطلق في هذا الطريق العجيب, فتقدمت عربته مسرعة تقطع الطريق, ولحقه جيشه القوي الجرّار في الطريق, واشتدّت المطاردة هنا وهناك, وأصبح الفريقان على مرمى البصر من بعضهما, ولكن موسى وقومه كانوا قد عبروا البحر, قبل فرعون, وعند خروج آخر فرد من بني اسرائيل من طريق البحر ووقوفه على الضفة الأخرى, التفت موسى u الى البحر وأراد أن يضربه بعصاه ليعود كما كان, ولكن الله عز وجل أوحى
(يُتْبَعُ)
(/)
الى موسى أن يترك البحر على حاله كما هو. كان موسى يريد أن يفصل البحر بينه وبين فرعون لينجو بقومه من بطش فرعون, مخافة أن يلحق بهم ويبطش بهم ويعذبهم, ولو أنه ضرب البحر ربما لتغيّرت أحوال لا ندري ما هي ولكنّ الله I قال له: {واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون} 0هكذا شاءت إرادة الله, لقد أراد الله إغراق آل فرعون, ولهذا أمر موسى أن يترك البحر على حاله. و وصل فرعون بجيشه الى منتصف البحر, وتجاوز منتصفه وكاد يصل الى الضفة الأخرى .. وأصدر الله U أمرا الى جبريل فحرّك الموج, فانطبقت الأمواج على فرعون وجيشه. وغرق الفرعون وجيشه, غرق مع كفره وعناده "لقد غرق الكفر ونجا الايمان", وعندما غرق فرعون رأى مقعده في النار وهو يغرق, لذلك أدرك وقد انكشف عنه الحجاب, أدرك أن موسى u كان صادقا أمينا, ولم يكن ساحرا أو كاذبا كما ادّعى عليه أمام جموع الكفار من قومه, أدرك أنه عبد ذليل, ولن يكون في يوم من الأيام ربّا كما زعم أمام الناس. دخل فرعون في سكرات الموت, وأدرك أيضا أنه كان مخطئا عندما حارب موسى u وطارده وعاداه وقرّر أن يؤمن في هذه اللحظة, جاءت هذه اللحظة في القرآن الكريم في الآية الكريمة التي تقول: {حتى اذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل وأنا من المسلمين} 0 هل قبلت توبة فرعون؟ لا لم تقبل توبته, لأنها جاءت بعد أن أدركه العذاب والموت, وقد قال له جبريل u:{ الآن و قد عصيت قبل وكنت من المفسدين} 0 انتهى الوقت المحدد للتوبة, توبة فرعون, وانتهى الأمر ولا نجاة من الغرق والموت, سينجو جسدك وحده, ستموت وتقذف الأمواج جثتك الى الشاطئ, لتكون آية وعبرة لمن بعدك. قال I:{ فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية, وان كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون} 0 هذه معجزة البحر مع موسى u, انها واحدة من المعجزات العظيمة التي أفاء الله بها على عبده موسى0
العصا والحيّة: قال تعالى: {وما تلك بيمينك يا موسى * قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى* قال ألقها يا موسى* فألقاها فاذا هي حيّة تسعى* قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى}.
ازدحمت قصة موسى u بالمعجزات, ولعل سبب كل هذا ما كان عليه اليهود من تعنّت وكبرياء, وقد بدأت المعجزات في قصة موسى u مع بدء حياته وفي طفولته, فها هو فرعون قد اتخذ قرارا بقتل كل طفل ينجب من بني اسرائيل, ولكن إرادة الله انصرفت لنجاة موسى بل وأن ينمو ويترعرع في قصر فرعون ذاته. كان ذلك عندما خافت أم موسى على ولدها من الذبح اذا علم فرعون بوجوده, فألهمها الله أن تضع صندوقا وتلقيه في النهر أو في البحر, وظل الصندوق يحمل موسى و تتلاطمه الأمواج حتى وصل الى شاطئ تحت القصر لتراه آسيا زوجة فرعون وتطلب من زوجها أن يبقيه لهم يستمتعون بتربيته ليملأ عليهم دنياهم. واستمرّت المعجزة لتكمل مسيرة موسى u, فها هي أم موسى خائفة والهة على ابنها فأراد الله أن يطمئن قلبها, فألهمها القوة والصبر حتى يجمعها بابنها الذي أصبح عائما في النهر, تراقبه أخته خوفا عليه, وقد كادت أن تصرخ أو تفقد تماسكها لولا مشيئة الله أن تكون قوية شجاعة في ذلك الموقف. فرحت آسيا بوصول هذا الطفل الجميل الى قصرها وموافقة زوجها فرعون على الإبقاء عليه والعدول عن فكرة قتله شأنه شأن أطفال بني اسرائيل, وبقيت أم موسى حزينة باكية, فلم تكد ترمي موسى في نهر النيل حتى أحست أنها ترمي قلبها خلفه, وظلت تتابع الصندوق الذي يحمل وليدها حتى غاب عن عينها واختفت أخباره. طلع الصباح على أم موسى فاذا قلبها فارغ يذوب حزنا عليه, وكادت تفقد صوابها وتبدي ولهها على وليدها الفقيد, لولا أن الله U ربط على قلبها وملأ بالسلام نفسها, فهدأت واستكانت واطمأنت, وتركت أمر ابنها الى الله Y, وأمرت ابنتها أن تذهب بهدوء الى جوار قصر فرعون وتحاول أن تعرف أخبار أخيها موسى u, وحذرتها من أن يشعر أحد بأنها تتجسس عليهم. و رفض موسى كل المرضعات, وأوقف قبوله للرضاعة على ثدي أمه!! أليست هذه معجزة كبرى بدأ بها موسى حياته؟! و قد تحدث القرآن الكريم على طفولة موسى u فقال I:{ وأصبح فؤاد أم موسى فارغا, ان كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين* وقالت لأخته قصّيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون* وحرّمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل
(يُتْبَعُ)
(/)
أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون} 0 و كان وعد الله حقا, وأصبحت أم موسى u مرضعة لابنها دون أن يشعر فرعون أو أحد من قصره, وكانت تتردد كل يوم على القصر فتسعد نفسها ويهدأ فؤادها, وتقرّ عينها برؤية ابنها بعد إرضاعه والتمتع بلذة الأمومة, وقد وصف القرآن هذه المعجزة فقال U:{ فرددناه الى أمه كي تقرّ عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكنّ أكثرهم لا يعلمون} 0 كان موسى u موضع حب الجميع, فكان لا يراه أحد الا أحبّه وهذا من الله عز وجل إذ قال I:
{ وألقيت عليك محبة من عندي ولتصنع على عيني} 0 كبر موسى وترعرع, وأصبح فتيا شابا وتعلم علوما كثيرة, وعلم أنه ليس ابنا لفرعون, وكان يرى اضطهاد فرعون ورجاله وأتباعه لبني اسرائيل, ودخل المدينة على حين غفلة ذات يوم, فوجد رجلا من أتباع فرعون يقتتل مع رجل من بني اسرائيل, واستغاث به الرجل الضعيف فتدخل ووكز الرجل الظالم بيده فوقع قتيلا, فقد كان موسى قويا لدرجة أن اذا ضرب خصمه ضربة واحدة فانه يقتله. ولم يقصد موسى قتل ذلك الرجل, وكان موته مفاجأة مزعجة له لدرجة أنه قال: {هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين} ودعا موسى ربه .. قال: {رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي} 0 وغفر الله I له, انه هو الغفور الرحيم. و بعد أيام قليلة جاء قريبه هذا الذي قتل من أجله أحد أقارب فرعون, جاء يستنجد به في معركة أخرى مع رجل آخر, فأدرك موسى أنه من هواة المشاجرات والمعارك, فصرخ به موسى قائلا: {انك لغويّ مبين} واندفع نحوه فخاف الرجل منه واعتقد أنه سيبطش به كما بطش بعدوّه بالأمس فقال مسترحما موسى: {يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس ان تريد الا أن تكون جبّارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين}. بهذه الكلمات كشف الرجل المصري سرا كان يبحث عنه جنود فرعون, فلم يكن قد عرف بعد قاتل الرجل, وأصبح موسى خائفا يترقب خطرا قد يلحق به وهو في المدينة, وأرسل الله U لموسى رجلا مصريا عاقلا ينصحه ويحذره, وقد أطلعنا القرآن الكريم على ذلك في قوله تعالى: {فلمّا أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس, ان تريد الا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين} 0 خرج موسى من المدينة ودعا ربّه: {ربّ نجّني من القوم الظالمين} 0 سافر موسى الى مدين وجلس عند بئرها الرئيسي الضخم, وجاء الرجال الأقوياء يسقون أغنامهم. كان موسى متعبا من السفر, جائعا لم يأكل شيئا منذ فترة, أحسّ أنه فقير غريب, هارب من بطش فرعون وقومه بسبب ما أصابه في المدينة, دعا ربه وهو جالس تحت الشجرة بالقرب من البئر قائلا: {ربّ إني لما أنزلت إليّ من خير فقير} 0 في هذا الوقت لاحظ موسى جماعة من الرعاة يسقون غنمهم, ووجد امرأتين تمنعان غنمهما أن تختلط بغنم القوم, فشعر موسى u أن الفتاتين بحاجة الى المساعدة, تقدّم منهما وسأل ان كان يستطيع أن يساعدهما بشيء .. فقالت الفتاة الكبرى: نحن ننتظر حتى ينتهي الرعاة من سقي أغناهم لنسقي. فقال موسى: ولماذا لا تسقيان معهم؟ فقالت الصغرى: لا نستطيع أن نزاحم الرجال كما ترى!! نظر إليهما موسى في دهشة لأنهما ترعيان الغنم .. وهذه مهنة يجب أن يعمل بها الرجال, لأنها شاقة متعبة, وسأل موسى u مرة أخرى: لماذا ترعيان الغنم؟ فأجابت الصغرى أيضا قائلة: أبونا شيخ كبير لا تساعده صحته على الخروج معنا كل يوم. عندئذ تقدم u في شهامة الرجال وقال: سأسقي لكما. مشى موسى وخلفه الفتاتان وأمامه الغنم, حتى وصل الى بئر مدين وهناك عند البئر اكتشف أن الرعاة قد وضعوا على فم البئر صخرة ضخمة لا يستطيع أن يحرّكها الا عشرة رجال, وعلى الفور احتضن موسى الصخرة ورفعها من فم البئر, وسط دهشة الفتاتين اللتين شاهدتا عروق رقبته ويديه قد انتفخت بشدّة عند رفعه للصخرة الضخمة, لقد كان موسى رجلا قويا, منحه الله قوة هي بمقاييس عصره معجزة, وسقى u الغنم وأعاد الصخرة مكانها وتركهما تمضيان الى حال سبيلهما ثم عاد الى الشجرة التي كان يجلس تحتها من قبل, ورفع يده بالدعاء المشهور عنه فقال مرّة أخرى: {ربّ إني لما أنزلت إليّ من خير فقير}. عادت الفتاتان الى دارهما وحكتا لأبيهما شعيب قصة الشاب الكريم الذي سقى لهما وجعلهما تعودان الى الدار مسرعتين مبكرتين على غير عادتهما. وشرحتا له كيف سقى, وكيف
(يُتْبَعُ)
(/)
نام متعبا, يبدو عليه أنه قادم من سفر بعيد, وجائع ومجهد. أرسل له الأب إحداهما ليعطيه أجر ما سقى لهما, وجاءته على استحياء فجعلها تمشي خلفه وتنبهه هي الى الطريق. وهناك أكرمه الرجل وقدّم له الطعام وعرض عليه إحدى ابنتيه ليتزوجها على أن يعمل في رعي الغنم عنده ثماني سنوات, فان أتمّ عشر سنوات, فله الحرية ان شاء. وافق موسى على هذا العرض السخي الذي كان بمشيئة الله خيرا لموسى. و مضت السنون واستكمل الله لنبيه موسى u التأهل لكي يكون نبيا يتحمّل الأمانة وعظمها ومشاقها. وانتهت الفترة المحددة وبدأت مرحلة المعجزة الكبرى في حياة موسى, سنرى بداية المعجزة هناك تحت جبل الطور, وسنرى العلاقة بين العصا والحية.
العصا: كانت العصا معجزة من المعجزات التي انصرفت مشيئة الله I أن تكون كما كانت, وأن تفعل ما فعلت ولكن أهميتها في نظر موسى u كانت محصورة في شيئين هما على حد قوله: {أتوكأ عليها} , {وأهش بها على غنمي}. و لكن لأن موسى نبي ولكلام الأنبياء جوامع قد ينطقون بها, فتنصرف الأحداث بمشيئة الله لتفسيرها, قد قال بعد الأهميتين الاثنتين اللتين ذكرهما: {ولي فيها مآرب أخرى}. وعصا موسى لها عدة أسماء ذكرها العلماء, فقيل أن اسمها "ماسا" وقيل اسمها "نفعة", و اسمها "غياث", وقال آخرون: اسمها "عليق" وكان طولها عشرة أذرع على طول موسى u . و قد ورد عن عصا موسى u قصص وحكايات قصيرة, ذكرها المؤرخون وأصحاب كتب السير, ومنها أنه: كان لعصا موسى شعبتان و محجن في أسفل الشعبتين وسنان حديديان في أسفلها, وأن موسى uاذا دخل مغارة أو سار في ليل شديد الظلام, كانت تظيء شعبتاها كالشمعتين من نار تنيران له مد البصر, وأنه كان اذا أعوزه الماء دلاها في البئر فتمتد على قدر ماء البئر ويصير في رأسها شبه الدلو فيستسقي بها .. الى آخر هذه الصفات التي لا نريد الخوض فيها كثيرا لأننا لا نعرف مدى صحتها. و منها أن العصا كانت تضرب بها الأرض فتخرج طعاما يكفي ليوم موسى u , وكان يضرب بها على الجبل الوعر الصعب المرتقى وعلى الحجر والشوك فتفرج له الطريق, وكان اذا أراد عبور نهر من الأنهار بلا سفينة ضرب بها عليه فانفلق وبدا له فيه طريق تنفرج .. قضى موسى u الأجل الذي حدده له شعيب, تزوّج خلاله ابنته "صفورا", وقرر الخروج من مدين فسار بأهله, منفصلا عن أرض مدين ببلاد الشام, وكان ذلك في فصل الشتاء حيث البرد والظلام الشديد, وكانت معه امرأته وأغنامه التي أعطاها له شعيب أجر ما فعل. و سار موسى u في برّ الشام مبتعدا عن المدن وأماكن العمران مخافة الملوك الذي كانوا بالشام, وكان أكبر همّه u يومئذ إخراج أخيه هارون من مصر ان استطاع الى ذلك سبيلا, فسار موسى في البريّة غير عارف بطرقها, فألجأه السير الى جانب الطور الأيمن الغربي في عشيّة شاتية شديدة البرد, وأظلم عليه الليل وأخذت السماء ترعد وتبرق وتمطر, وقد كانت زوجته حاملا في شهرها التاسع, ففاجأها الطلق والولادة. فأصابته حيرة شديدة خوفا على زوجته من البرد والظلام وهي في هذه الحالة, فبينما هو كذلك إذ آنس من جانب الطور نورا فحسبه نارا, فقال لأهله: {امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى} يقصد أنه يتمنى أن يجد من يدله على الطريق التي أضلها, فلما أتى النار واقترب منها رأى نورا عظيما ممتدا من السماء الى شجرة عظيمة هناك, كان موسى قد دخل واديا يقال له طوى, لاحظ الصمت والسكون, والدفء والهدوء, واقترب موسى من النار, وما كاد يقترب منها حتى سمع صوتا يناديه: {أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين} 0 توقف موسى عن السير فجأة, وأصابته رعشة, شعر أن الصوت يأتي من كل مكان ولا يجيء من مكان محدد. نودي موسى من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة, ارتجت الأرض بالخشوع والرهبة والله Y ينادي: {إني أنا ربك} 0 و ازداد خوف موسى وارتعاشه, فسمع الصوت يقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
{فاخلع نعليك انك بالوادي المقدّس طوى} 0 فلما سمع ذلك علم أنه ربه, خفق قلبه وكل لسانه وضعفت بنيته وصار حيا كأنه ميّت الا أن روح الحياة تدب فيه من غير حراك, وكان السبب في أمر الله له بأن تمس راحة قدميه الأرض الطيّبة فتناله بركتها لأنها مقدسة, وقال بعض العلماء أن السبب هو أن الحفوة , أي أن يمشي الإنسان حافيا, في مكان مقدس أو طاهر تعدّ من إمارات التواضع والاحترام وتهذيب النفس. ثم تلقى موسى u الوحي الإلهي الذي بلغه بأنه نبي مختار من الله U فقال: {و أنا اخترتك فاستمع لما يوحى * إنني أنا الله لا اله الا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري* إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى * فلا يصدّنّك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردّى}. و جاء دور العصا التي انصرفت مشيئة الله أن تكون معجزة من معجزات موسى u , فقد سأل الرحمن الرحيم عبده موسى u عن العصا فقال: {وما تلك بيمينك يا موسى}. أجاب موسى إجابة البشر الذين لهم حدود في المعرفة, فقال في حدود المعرفة, فقال في حدود علمه: {هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى} 0إلى هذا الحد توقف موسىuعن الحديث فهذه حدوده كبشر, والمآرب الأخرى يعرفها موسى u, فهو اذا ألقاها فيرى أنها انقلبت حية كأعظم ما يكون من الثعابين السوداء الضخمة تدب على الأرض, جاء في وصفها: إنها سوداء مدلهمة تدب على أربع قوائم فتصير شعبتاها فما مفتوحا وفيه اثنا عشر نابا و ضرسا لها صريف
و صرير يخرج منها كلهب النار, وعيناها تلمعان كما يلمع البرق .. وكانت تكون في عظم الثعبان وفي خفة الجان ولين الحية, وذلك موافق لنص القرآن الكريم حيث يقول الله I في موضع: {فاذا هي ثعبان مبين}. و في موضع آخر: {كأنها جانّ}. و في موضع ثالث: {فاذا حيّة تسعى}. نعود الى مشهد الحوار بين موسى u ورب العزة U فبعد أن عرف موسى ما بيمينه وقال: {هي عصاي} جاءه الأمر الإلهي فجأة يقول: {ألقها يا موسى}. رمى موسى u العصا من يده, وقد ازدادت دهشته, و فوجئ u بما يرى أمامه, فالعصا قد تحوّلت الى ثعبان عظيم هائل الجسم, وراح الثعبان يتحرّك بسرعة مخيفة, ولم يستطع موسى أن يقاوم خوفه, وأحسّ أن بدنه يهتز بشدة ويرتعش بعنف, وانتابه شعور بزلزال من الخوف, فما كان منه الا أن استدار الى الخلف فزعا وانطلق يجري خطوات قليلة حتى ناداه ربه .. كي يثبّته ويطمئنه قائلا: {يا موسى لا تخف إني لا يخاف لديّ المرسلون} 0 {أقبل ولا تخف انك من الآمنين}. توقف موسى لحظات واستدار وعاد مكانه خائفا من الحية التي تتحرك أمامه. كيف يقف موسى u أمام ثعبان ضخم بدأ يتحرّك أمامه ويرفع رأسه ويفتح فمه؟ وعاد صوت رب العزة يناديه قائلا: {خذها ولا تخف} 0 كيف يأخذها وهي تتحرّك؟! لم يسبق لموسى أن أمسك ثعبانا ضخما كهذا بين يديه, فهذا طريق الموت والهلاك بعينه, من يجرؤ على ذلك؟ ولكن جاء التأكيد من الله I والوعد بالاطمئنان وعدم الخوف, قال I:{ خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى}. تردد موسى برهة, وخاف وتلعثم لحظة, وبدأ يقترب بحذر شديد, مدّ موسى يده التي كانت ترتعش, وكان على موسى جبة صوف فلفّ كمّه على يده وهو للثعبان هائب, فنودي أن أخرج يدك, فحسر كمّه عن يده ووضع تحت يده رأسها فلما أدخل يده ولمس الثعبان فاذا هي عصاه في يده ويده بين شعبتيها حيث كان يضعها. ثم جاء الأمر الإلهي مرة أخرى لموسى u فقال له: {اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب {0 وضع موسى يده في جيبه وأخرجها فاذا هي تتلألأ كالقمر, يعجز البصر عن النظر الى بريقها الجميل, وقد زاد ذلك انفعال موسى u, فوضع يده على قلبه كما أمره ربه: {واضمم اليك جناحك من الرهب}. وضع يده على قلبه كما أمره الله فذهب خوفه وشعر بالطمأنينة, وسكنت أطرافه عن الارتجاف والارتعاش, واستعاد توازنه وأصدر الله U أمرا بعد أن أراه هاتين المعجزتين بأن يذهب الى فرعون فيدعوه الى الله برفق ولين, فأبدى موسى u خوفه وفزعه من فرعون وقال لربه أنه قتل نفسا منهم ويخاف أن يقتلوه. لم يدر موسى u أن عصاه هي التي رأى منها المعجزات ستهز بقدرة الله أركان فرعون وملكه كله. و لذلك ولعدم دراية موسى u بما في الغيب طلب من ربه أن يرسل معه أخاه هارون u. طمأن الله نبيّه موسى u وقال انه سيكون معهما يسمع ويرى,
(يُتْبَعُ)
(/)
وأن فرعون رغم جبروته وسطوته لن يمسّهما بسوء, وعرّف موسى أنه هو الغالب. وقد روت الآيات الكريمة كل ما ذكرناه في هذا الموقف عن العصا0 قال تعالى: {هل أتاك حديث موسى * إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى* فلما أتاها نودي أن يا موسى* إني أنا ربّك فاخلع نعليك انك بالوادي المقدّس طوى* وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى* انني أنا الله لا اله الا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري* ان الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى* فلا يصدّنّك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردّى* وما تلك بيمينك يا موسى * قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى* قال ألقها يا موسى* فألقاها فاذا هي حيّة تسعى* قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى* واضمم يدك الى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى} 0
في قصر فرعون: مضى موسى u الى مصر, ثم دخل على الطاغية فرعون, فحدّثه عن الله Y وعن فضله ورحمته ورزقه, وحدّثه عن وجوب توحيده وعبادته, حاول أن يدعوه بطريق ليّنة, خاطب فيها وجدانه, ولكن فرعون تكبّر وتجبّر, وذكّر موسى بأن ربّاه وانتشله من النيل طفلا, وذكّره بمقتل القبطي, ثم سأله عن رب العالمين فقال: انه ربي وربك, وجادل فرعون جدالا كثيرا, والعصا في يد موسى u, وبعد أن أنهى موسى كلامه والرد على فرعون, نظر اليه فرعون وقال في تهديد وعيد: {لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنّك من المسجونين} 0 عندئذ أدرك موسى أن الحجج لن تفلح والأمور العقلية لن تحرّك في هذا الفرعون المغرور المتكبّر ساكنا, فتحسس موسى u العصا التي في يده, وأدرك أن وقت إظهار المعجزة قد جاء وآن أوانه فقال لفرعون: {أولو جئتك بشيء مبين} 0 و كان في نبرة موسى u تحدّ لفرعون, فقبل فرعون التحدي على الفور و قال: {فأت به ان كنت من الصادقين} 0 عندئذ أمسك موسى بعصاه وألقاها في صالة القصر وسط ذهول فرعون والوزراء الجالسين حوله, الذين ظنوا أن العصا سقطت منه بسبب ارتباكه من طلب فرعون الدليل على صدقه. وفجأة تحوّلت العصا الى ثعبان مبين, ثعبان هائل يتحرّك بسرعة عظيمة, اتجه الثعبان على الفور الى فرعون, شحب وجه فرعون من الخوف وثبت مكانه في البداية, وخرج الناس مذعورين منفضين عن مجلسه, وذعر فرعون ثم وثب عن مكانه, وصاح مستنجدا بموسى u وقف الجميع على جوانب بوابات القصر ينظرون بذعر ويشهدون ما يفعله موسى, فهز موسى يده الى الثعبان فعاد في يده عصا كما كان. عاد موسى يكشف أمام الواقفين معجزته الثانية, أدخل يده في جيبه وأخرجها فاذا هي بيضاء كالقمر, فذهل الواقفون فرعون ووزراؤه. و هكذا استمرّت العصا معجزة من معجزات موسى, ولها مشاهد كثيرة لم تنته بعد.
السحرة: ظن فرعون بعد كل ما حدث معه وشهده بنفسه أن أمر موسى وهارون عليهما السلام ضرب من ضروب السحر, وقال لحاشيته: ان موسى ساحر يعرف علم السحر والسحرة, يريد أن يخرجكم به من أرضكم, فماذا تأمرون؟ و قال العلماء قول ابن عباس وأورده الثعلبي في العرائس: قال فرعون أيضا لما رأى من سلطان الله I في يد موسى وعصاه: إنن أرى أننا لن نغلب موسى وننتصر عليه الا بمن هو مثله, فأخذنا غلمانا من بين اسرائيل يقال لهم "الغرقاء" يعلمونهم السحر كما يعلمون الصغار في الكتّاب, فعلموهم سحرا كثيرا, ثم ان فرعون واعد موسى موعدا, وقال له: أنت ساحر يا موسى .. ولقد قررت أن أكشف أمرك أمام الناس جميعا, وبعد أيام قليلة يحضر السحرة. فقال موسى u: ومتى ألتقي بالسحرة؟ قال فرعون: موعدكم يوم الزينة, انه يوم من أيام الربيع يحتفل به الناس جميعا. وسوف يأتي الناس في ضحى هذا اليوم, هذا هو موعدك يا موسى. فقال موسى u: سأخرج مبكرا من بيتي في هذا اليوم. و بعد هذا اللقاء خرج موسى u من قصر فرعون, وركب عدد من الرجال مركباتهم و أسرعوا يتفرقون في مصر كلها: ان على جميع السحرة الماهرين التوجه الى قصر فرعون لأمر هام. واستدعى فرعون نبي الله موسى وحاول تهديده و إخافته ولكن موسى ظل على حاله. و جاء يوم الزينة, واجتمع السحرة الى فرعون فوعدهم بأجر كبير لو غلبوا موسى u. و خرج الناس جماعات جماعات, أطفالا و نساء, شبابا و شيوخا, جاءوا ليشهدوا مباراة هي الأولى من نوعها: مباراة بين سحرة فكلهم يظنون أن موسى عليه السلام ساحرا!! بدأ
(يُتْبَعُ)
(/)
الناس بأخذ أماكنهم في الاحتفال منذ الصباح الباكر, ولم يكن أحد في مصر لم يعرف قصة التحدي واللقاء بين هؤلاء السحرة, ولم يكن أحد يعرف بمعجزة موسى التي ستخرس كل الألسنة, وستجعل من فرعون وسحرته مثالا للكذب والتجني. كانت العصا في يد موسى u, وتقدّم السحرة خمسة, عشرة, عشرون ساحرا, وموسى يقف وحيدا في ساحة المباراة أو قل ساحة الحرب والصراع بين الحق والباطل, بين الصدق والكذب, بين التواضع وبين الكبر والافتراء, انها معركة بين الكفر و الايمان كفر فرعون وسحرته و إيمان موسى u ومعجزته. جلس فرعون تحت مظلة واقية من الشمس, ومن حوله جنوده وحاشيته وقادته وهو يرتدي أفخم الثياب المرصّعة بالجواهر, أما موسى u فوقف صامتا يذكر الله في نفسه ولا ينظر لشيء حوله. و تقدّم السحرة الى موسى u وسط الجمع الهائل الذين استجمعوا كل حواسهم لرؤية وسماع ما سيحدث. قال السحرة لموسى: {إما أن تلقي و إما أن نكون أوّل من ألقى}. قال موسى u: بل ألقوا. فقال السحرة: نحن الغالبون بعزة فرعون. فقال موسى: ويلكم, لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب أليم. في هذه اللحظة, التفت موسى فاذا جبريل على يمينه يقول له: يا موسى ترفق بأولياء الله, قال موسى لنفسه: هؤلاء سحرة جاءوا ينصرون دين فرعون, عاد جبريل يقول: ترفّق بأولياء الله, هم من الساعة الى صلاة العصر عندك .. , وبعد صلاة العصر في الجنة. و هؤلاء السحرة اختلف في عددهم فقال كعب: انهم كانوا اثني عشر ألفا. وقال عالم آخر: بضعة وثلاثين. وقال عكرمة: سبعين ألفا. وقد أجمعت الأقاويل على أن فرعون جمع السحرة وهم سبعون ألفا فاختار منهم سبعة آلاف ليس فيهم الا من هو ساحر ماهر, ثم اختار سبعمائة ثم اختار سبعين من كبارهم وعلمائهم, وكان رئيسهم يسمّى شمعون, وقيل يوحنّا وقيل ان أعلم السحرة كانا بأقصى الصعيد وكانا أخوين. نعود الى ساحة المباراة: لما قال لهم موسى u:{ ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى} فتناجى السحرة فيما بينهم, فقال بعضهم لبعض: ما هذا بقول ساحر, فذلك قول الله U:{ فتنازعوا أمرهم بينهم وأسرّوا النّجوى} فقال السحرة: {فلنأتينّك بسحر مثله} 0 رمى السحرة بعصيّهم وحبالهم, فإذا المكان يمتلئ بالثعابين والحيّات التي تجري هنا وهناك فجأة لقد سحروا أعين الناس, و استرهبوهم وأخافوهم و جاءوا بسحر عظيم, وهلّل المصريون مكان الاحتفال, وابتسم فرعون ابتسامة عريضة وظنّ أنه قضى على موسى u. نظر موسى الى حبالهم وعصيّهم فشعر بالخوف, وكذلك هارون الواقف الى جواره, ولكنه سرعان ما سمع صوتا يقول له: {لا تخف انك أنت الأعلى* وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا انما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى} 0 اطمأن نبي الله موسى حين سمع رب العالمين يطمئنه, ولم يعد يرتكب أو ترتعش يداه, ثم رفع عصاه وألقاها فجأة. و لم تكد عصا موسى u تلامس الأرض حتى وقعت المعجزة, فقد تحوّلت الى ثعبان جبار سريع الحركة, وتقدّم هذا الثعبان فجأة نحو حبال السحرة وعصيّهم التي كانت تتحرّك وبدأ بأكلها واحدا بعد آخر. راحت عصا موسى u تأكل حبال السحرة وعصيّهم بسرعة مخيفة. و في دقائق معدودات خلت ساحة المباراة تماما من كل حبال السحرة وعصيّهم, لقد اختفت في بطن عصا موسى, ومشى الثعبان الضخم في أدب نحو موسى, ومدّ موسى يده فتحوّل الثعبان الى عصا. أدرك السحرة أن هذا ليس سحرا, لعلمهم بالسحر وعلومه.
و كانت المفاجأة الكبرى: لقد سجد السحرة جميعا على الأرض وقالوا: {آمنّا برب العالمين ربّ موسى وهارون}.إنها المعجزة التي تولّد معها الايمان بالله U ولكن لم ينتهي دور العصا بعد0 استمر الصراع بين الحق والباطل, وبين موسى uوفرعون الكافر, وقرر فرعون ومن معه من الناس قتل موسى وأتباعه, وعلم موسى بذلك فصحب أتباعه ليلا وسار بهم نحو البحر قاصدا بلاد الشام, وعلم فرعون بذلك فحشد جيشا ضخما, وتحرّك جيش فرعون في أبّهته وعظمته وسلاحه وخرج وراء موسى. و مضى الجيش مسرعا يثير غبارا شديدا وموسى ينظر خلفه فيرى غبار الجيش يطارده, فامتلأ قوم موسى رعبا, وكان الموقف حرجا وخطيرا, فالبحر أمامهم والعدو وراءهم ولا مكان للهرب, ولا توجد لديهم القدرة على القتال والحرب, وقالت النسوة وبعض الرجال: سيدركنا فرعون بجيشه .. سيهلكنا جميعا, ولكن موسى u قال: كلا .. ان معي ربي سيهدين. تحسّس موسى عصاه مطمئنا .. طوّحها في الهواء وضرب بها البحر فانفلق الى جزأين, كل منهما كالطود العظيم, وتقدّم موسى في الطريق الجديد وسط البحر وتبعه فرعون. و انتهى موسى من عبور البحر, فنظر وراءه وأراد أن يضرب بعصاه ولكن الله أوحى اليه بأن يترك البحر على حاله وينتظر حتى يدخل كل جنود الكفر في الطريق وسط البحر: {واترك البحر رهوا, انهم جند مغرقون} 0ولما أذن الله تعالى, ضرب موسى u البحر بعصاه ثانية, فعاد البحر كسالف عهده, وانهالت الأمواج على فرعون وجنوده, ولما أدرك الغرق فرعون قال: {آمنت أنه لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل وأنا من المسلمين} 0 و لكن الله لم يقبل توبته لأنها جاءت متأخرة, فقد عاث في الأرض فسادا وكبرا, فكان من المغرقين.(/)
إبراهيم عليه السلام
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 04:25 م]ـ
إبراهيم u
قال تعالى: {قالوا حرّقوه وانصروا آلهتكم ان كنتم فاعلين* قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم* وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين} 0
إبراهيم الخليل عليه السلام نبي الله, وهو خليل الرحمن, وأبو الأنبياء الأكبر من بعد نوح عليهما السلام, ولد ابراهيم u في أور الكلدانيين في العراق, أما أبوه فهو "آزر" كما ورد في القرآن الكريم, وكان قوم ابراهيم u الذين ولد فيهم يعبدون الكواكب السيّارة والأصنام, وقد دلت الآثار التي اكتشفت في العراق على صحة ما عرف في التاريخ من عبادتهم للأصنام الكثيرة, كما ورد في القرآن الكريم حتى كاد أن يكون لكل منهم صنم خاص به سواء الأغنياء أو الفقراء منهم في ذلك. و قد عاب ابراهيم u على قومه في العراق شركهم بالله وعبادتهم الأصنام, وجادل أباه وقومه في ذلك, ثم أراد أن يلفت أنظارهم الى باطل ما هم عليه من عبادة غير الله بما جاء به من حجج مقنعة وقوية وقيامه بتكسيره أصنامهم الا كبيرهم, ولكن لم يرجعوا عن كفرهم وضلالهم, و إنما قرروا قتله بإلقائه في النار. هذه السطور هي ملخص سريع لقصة سيدنا ابراهيم الى أن جاءت معجزة خروجه من النار ونجاته منها. ولنر هذا الصراع من البدء الى أن وصل الى نقطة القرار الشرير وهو السعي الى حرق ابراهيم u بالنار والتخلص منه.
الحوار: بدأ ابراهيم u حوارا مع أبيه بالدعوة الى الله فنهاه عن عبادة الأصنام وقد ذكر ذلك في القرآن الكريم. قال U:{ وإذ قال ابراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين} 0 و لقد أنكر ابراهيم u على أبيه عبادة الأصنام, وقال له: إني أراك وقومك تسلكون مسلك الضلال, فأنتم لا تهتدون الى الطريق الصحيح, إنكم تائهون لا تهتدون الى أين تذهبون, ان ضلالكم هذا واضح لا شبهة فيه لأن الأصنام والأوثان التي تعبدونها, والتي اتخذتموها آلهة لكم, لا تصلح أن تكون آلهة في أنفسها. قد آمن ابراهيم u وأيقن أن الله واحد لا شريك له صاحب معجزات تفوق كل هذا الكون آمن بذلك وبدأ يضرب الأمثال لقد أراه ربه الدلالة على وحدانيّته, فلما رأى كوكبا قال لقومه هذا ربي على زعمكم, لأنهم كانوا يعبدون الكواكب والشمس والنجوم والقمر, وكذلك قال ابراهيم لقومه عن القمر فقال: انه ربي على زعم أنكم تقولون أنه اله ورب وكذلك عن الشمس, فلما غابت وأفلت, وقد رأى أفول الشمس قال للناس مبرّئا نفسه من الكفر والشرك: إني بريء من شرككم بالله I. و إني بريء أيضا من هذه الأصنام والكواكب والمعبودات التي جعلتموها آلهة مع الله, و قال ابراهيم u:{ قال يا قوم إني بريء مما تشركون} 0 ثم أضاف ابراهيم u مبلّغا قومه رسالته ودينه وربّه الذي آمن به, فقال: {إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا, وما أنا من المشركين} 0 و هنا يقصد ابراهيم u أنه قصد بعبادته وتوحيده لله U, وبذلك يكون u حنيفا, أي مائلا للحق ومنحازا له, و قال ابراهيم u نافيا عن نفسه الشرك: {و ما أنا من المشركين} ولن أشرك بعبادة ربي أبدا فهو الذي خلقني ورزقني ومنّ عليّ بكل هذه النعم التي لا تحصى ولا تعد. و لكن القوم لم يقتنعوا بكل هذه الحجج القويّة والدعوة الواضحة.
الحوار مع قومه: جادل القوم الكفار ابراهيم u فيما يقوله وفيما توصّل اليه من الحق بشأن معبوداتهم الباطلة, لم يقنعهم قول الحق الذي قاله ابراهيم عليه السلام فقال لهم: أتجادلونني في أمر الله الذي لا اله الا هو, وقد بصّرني وهداني الى الحق, فكيف ألتفت الى أقوالكم الفاسدة, و إنني لا أخاف من آلهتكم ولا أبالي بها ولا أقيم لها وزنا أبدا فان كانت حقا آلهة وكان لها ضرر أو كيد فكيدوني بها ولا تمهلوني, فالذي ينفع ويضر هو الله وحده أفلا تعتبرون وتعقلون وتتذكرون ما بيّنته لكم لتعلموا أن هذه الأصنام باطلة فتبتعدوا عن عبادتها, كيف أخاف من هذه الأصنام التي تعبدونها من دون الله ولا تخافون أنتم من الله الذي أشركتم به. فأي الطائفتين يا قوم أحق بالأمن والطمأنينة والنجاة من عذاب الله يوم القيامة. هل هو الفريق الذي يعبد أصناما خرساء صمّاء لا تنفع ولا تضرّ, ولا تنطق ولا تعقل, أو من يعبد الله الذي بيده الضرر والنفع, وخالق كل هذه النعم, وكل هذا الكون بما فيه الكواكب والشمس والقمر
(يُتْبَعُ)
(/)
والأحجار التي تعبدونها فهل تعقلون كل هذا؟ ان كنتم تعقلوه فاعبدوا الله وحده لا شريك له واتركوا عبادة الأصنام. أما الآمنون المطمئنون فهم الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك له, I, ان هؤلاء المؤمنين هم الآمنون المهتدون في الدنيا.
الحوار الثاني مع الأب: حرص ابراهيم كل الحرص على هداية أبيه وضمّه الى دعوة التوحيد وترك الشرك بالله عز وجل, فكان u صريحا معه, يصارحه فيما هو عليه من الكفر, ويقول له ان هذا الكفر ان لم يقلع عنه ويتركه سيذهب الى النار, وسيعذب عذابا شديدا. لذلك فقد كان u لطيفا ليّنا مع أبيه فهو يكرر دعوته له بغاية التلطف واللين معه, مستعملا في حديثه كلمة {يا أبت} يشعره بأنه ابنه البار الحريص على ما ينفع أباه. وقد جاء حديثه في القرآن الكريم مع أبيه لطيفا ليّنا فقال له: {واذكر في الكتاب ابراهيم, انه كان صدّيقا نبيّا* إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا} 0 لقد سلك u في دعوته لأبيه مسلكا عظيما, ومنهجا حسنا, واحتج عليه أبدع احتجاج كل ذلك بحسن أدب وخلق جميل, حتى لا تأخذه عزة نفسه فيرتكب ذنبا ويستمر في شركه وكفره. لقد طلب ابراهيم من أبيه معرفة السبب في عبادته لما لا ينفع ولا يضر ولا يستحق العبادة أصلا, كيف يترك عبادة الله الخالق الرازق النافع الضار الذي يحيي ويميت؟! وهل يستسيغ ذلك عاقل؟! و ابتعد u عن وصف أبيه بالجهل فقال: {يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك} 0 كان u في حديثه وسطا, فلم يصف أباه بالجهل المطلق, ولم يصف نفسه بالعلم الفائق, ولكنه قال عليه السلام لأبيه: ان معي طائفة من العلم وشيئا منه ليس معك, وذلك علم الدلالة على الحق والطريق الصحيح, وهي دلالات وحجج واضحة قوية حاسمة لا لبس ولا شكّ فيها, فلا تستكثر يا أبت عليّ النصح وأقبل قولي. فلك أن تتصوّر أنني أسير معك في طريق وعندي معرفة بالطريق ومسالكه, فمن مصلحتك أن تتبعني حتى تنجو من الضلال والتيه. و حذر u أباه من عبادة الشيطان, فقال له: {يا أبت لا تعبد الشيطان, ان الشيطان كان للرحمن عصيّا} 0 أي أن عبادتك لغير الله من أصنام وأوثان هي عبادة للشيطان, لأن الشيطان هو الذي يأمر بذلك وهو المؤول عنها, ولا ينبغي لك أن تطيع من يعصي الله الذي خلقك وأنعم عليك. ثم قال ابراهيم لأبيه في تلطف: يا أبت إني أخاف ان عصيت الله وواليت عدوّه أن يقطع رحمته عنك كما قطعها عن الشيطان, فتكون كالشيطان يصيبك عذاب شديد. و قد كان كل هذا التحذير والتخويف واضحا, ولكنه حمل أدبا وحسن خلق من ابراهيم حين قال: {أخاف أن يمسّك عذاب} 0فذكر u خوفه عليه حتى من مس العذاب. هكذا كان u لطيفا مع أبيه, حسن الخلق ينصحه ويدعوه لطاعة الله, فيبدأ كل نصيحة من نصائحه الأربع بقوله {يا أبت} على سبيل التوسل اليه والاستعطاف, ونيل رضاه, بذلك ضرب u مثلا عظيما في حسن الخلق والتأدب مع أقرب الناس اليه وهو أبوه آزر, ولكن هل كان رد الأب إيجابيا؟ للأسف, لم يكن كذلك, فقد أصرّ على عناده وكفره وقال لإبراهيم: أمعرض أنت يا ابراهيم ومنصرف عن آلهتي؟ لئن لم تمتنع عن الطعن و الإساءة لآلهتي وان لم تبتعد عن نصحك لي بترك عبادتها لأرجمنّك بالحجارة, هيا اهجرني وابعد عني ولا تعد تأتيني أبدا. سمع u ردّ أبيه, ولم يعارضه بسوء الرد ولم يستمر معه في الجدال, و إنما قال له: {سلام عليك سأستغفر لك ربي انه كان بي حفيّا} 0 لن أصيبك بمكروه يا أبي, ولكن سأدعو ربي أن يغفر لك انه كان بي حفيا أي مبالغا في اللطف بي0 و قال u: سأجتنبكم وأتبرأ منكم ومن آلهتكم التي تعبدونها من دون الله, وأعبد ربي وحده لا شريك له عسى أن لا أكون بدعائه خائبا ضائع الجهد والسعي. ومضى ابراهيم لشأنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحوار قبل تحطيم الأصنام: عاد ابراهيم u ليحاور قومه, عسى أن يعودوا عن عنادهم وكفرهم, وسألهم قائلا: {ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون} 0 فأجابوا على الفور: {قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين} 0 أي أنهم يعبدونها تقليدا لأسلافهم وأجدادهم, وحجتهم أمام ابراهيم هي تقليد آبائهم الذين ضلوا الطريق. فقال لهم u وعلى الفور وفي جرأة شديدة: {لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين} 0 عند ذلك اتهموا ابراهيم عليه السلام باللعب بالألفاظ وقالوا له: {قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين} 0 أي: أجئتنا بالجد في دعوتك ورسالتك ونسبتنا الى الكفر والضلال, أم أنت من اللاعبين المازحين في كلامهم, إننا لم نسمع من قبل كلاما كالذي تقوله يا ابراهيم. فقال ابراهيم عليه السلام: لست بلاعب, بل أدعوكم الى الله ربكم خالق السموات والأرض الذي خلقهن وأبدعهن انه هو الذي يجب أن يعبد وليس هذه الأصنام التي لا تضر ولا تنفع وأنا على ذلكم من الشاهدين, قوي الحجة, فهذه حجتي التي لا ينكرها أحد, وأنتم تحتجون بحجة باطلة وهي أنكم وجدتم آباءكم يعبدونها.
بعد انتهاء هذا الجدال بين ابراهيم u وقومه أراد u أن يلفت أنظارهم, فعزم على تكسير أصنامهم وتحطيمها, لقد أقسم ابراهيم قائلا: {و تالله لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين} 0 و انتظر ابراهيم انصرافهم وخروجهم من عيدهم وتجمعهم, وحمل فأسا ومضى الى حيث توجد الأصنام وجعل يحطم ويكسر الأصنام, حتى جعلها جميعا قطعا متناثرة هنا وهناك وأبقى على صنمهم الأكبر, أكبر صنم فيهم وعلّق في عنقه الفأس التي كسر بها بقيّة الأصنام, لعلهم يرجعون الى إبراهيم u ودينه ويتعظون بهذه الموعظة.
المعجزة: عاد الكفار الى الأصنام و هالهم وروّعهم ما شاهدوه .. لقد كسرت أصنامهم جميعها وعلّق الفأس في عنق الصنم الأكبر فقالوا: من الظالم الذي فعل هذا بآلهتنا؟ انه جريء في ظلمه هذا. كان بعض الناس من الكفار قد سمعوا ابراهيم u ويقول: {لأكيدنّ أصنامكم} فقالوا: سمعنا فتى يذكر أصناما بمكروه منه اسمه ابراهيم. فقرروا أن يشكّلوا له محكمة يحاكمونه فيها أمام حشد كبير من الناس وهذا ما يريده ابراهيم u, حتى يبيّن لأكبر عدد من الناس وأمام أكبر عدد منهم أنهم جاهلون, وأغبياء عندما عبدوا هذه الأصنام التي لا تدفع عنهم الضرر ولا تدفع حتى عن نفسها الضرر, ولا تملك لنفسها ضرّا نصرا عندما تتعرّض لسوء وهذا أمر ماثل وواضح أمامكم. و احتشد الناس وجيء بإبراهيم أمام حشد هائل من الناس وطرح عليه السؤال: {أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا ابراهيم} 0 أجابهم بما يريد من إثبات بطلان حجتهم, وغباء تفكيرهم قال: {بل فعله كبيرهم هذا فسئلوهم ان كانوا ينطقون}!! حتى يتبيّن لهم أن هذه الأصنام لا تنطق ولا تعقل فهي جماد, وبهذا قصد ابراهيم تقريعهم وتوبيخهم على عبادة هذه الأصنام, فراجعوا عقولهم, ورجع بعضهم الى بعض لضعف حجتهم وعجزهم عن الرد, وقال بعضهم لبعض: أنتم الظالمون بعبادة من لا ينطق بلفظة ولا يملك لنفسه شيئا, فكيف بنفع من يعبده ويدفع عنه الضرر وقد فشلوا في منع الفأس من تكسيرهم وتحطيمها0 و لكن الكفار عادوا الى جهلهم وعنادهم وقالوا لإبراهيم: لقد علمت أنهم لا ينطقون يا ابراهيم فكيف تقول لنا اسألوهم ان كانوا ينطقون, وأنت تعلم أنها لا تنطق؟ عند ذلك بدأ ابراهيم عليه السلام في استثمار هذا الموقف بعد أن وضعهم في أوّل طريق الحجة السليمة الصحيحة فقال لهم: إذا كانت لا تنطق ولا تنفع ولا تضر فلم تعبدونها من دون الله؟ , ثم تضجّر ابراهيم وتأفف منهم وقال لهم: {أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون} 0 و رغم كل ذلك فقد صدر الأمر, أمر العاجز عن الإقناع بالحجة صدر الأمر بقتل ابراهيم u, وأن يكون هذا القتل بطريقة بشعة, انه الحرق بالنار حتى الموت. قالوا: {حرّقوه وانصروا آلهتكم ان كنتم فاعلين} 0 و جاء قولهم أو حكمهم في موضع آخر من الآيات الكريمة: {قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم* فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين} 0لقد عدلوا عن الجدال والمناظرة لما انقطعت حجتهم وغلبهم ابراهيم u بالحق, ولم تبق لهم حجة ولا شبهة الا استعمال قوتهم وسلطانهم, لينصروا ما هم عليه من سفههم وطغيانهم, فكادهم الله Y, وأملى كلمته ودينه وبرهانه. ذهب الكفار الى رجل من الأكراد يقال له "هيزن" وطلبوا
(يُتْبَعُ)
(/)
منه أن يصنع منجنيقا ليضعوا فيه إبراهيم u ويلقوه في النار. و شرعوا على الفور في جمع الحطب من جميع الأماكن والشعاب هنا وهناك, فمكثوا مدة طويلة حتى أن المرأة منهم كانت اذا مرضت تنذر لئن عوفيت لتحملن حطبا لحرق ابراهيم u, وحفروا حفرة ضخمة فوضعوا فيها كل الحطب الذي جمعوه, وأشعلوا النار, فاضطرمت وتأججت والتهبت علاها شرر لم ير مثله قط. ثم أخذوا يقيّدون ابراهيم ويكتنفونه ويربطونه بالحبال وهو يقول:" لا اله الا أنت سبحانك رب العالمين لك الحمد ولك الملك, لا شريك لك"0 فلما حملوه ووضعوه في كفة المنجنيق مقيّدا مكشوفا وأطلقوه الى النار بالمنجنيق, لقيه جبريل في الهواء فقال له: يا إبراهيم ألك حاجة؟ فقال: أما اليك فلا! وجاء أمر الله فوريّا وسريعا للنار فقال I:{ يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم} حتى قيل أنه لولا أن الله قال: {وسلاما على ابراهيم} لآذى بردها ابراهيم u . و قيل أنه لم يصب إبراهيم u منها إلا العرق على وجهه كان يمسحه جبريل u و لما ألقي ابراهيم u في النار كان يقول: اللهم إنك في السماء واحد, وأنا في الأرض واحد أعبدك. وكان معه في النار ملك الظل, وصار ابراهيم u من ميل الحفرة حوله نار وهو في روضة خضراء, والناس ينظرون اليه لا يقدرون على الوصول, ولا هو يخرج إليهم. و مكث ابراهيم في النار أربعين يوما أو خمسين يوما كانت أطيب عيشا وأكثر بردا و سعادة. و لم تحرق النار منه سوى وثاقه وحبله الذي ربطوه به فقط وكانت النار بردا وسلاما على ابراهيم, خرج منها بمعجزة عظيمة منّ الله بها عليه, وأبت النار أن تحرق الا الكفار, فانها لا تحرق الأنبياء بأمر الله, وهذه معجزة من معجزات ابراهيم u التي منّ الله بها عليه.
الكبش العظيم: قال تعالى: {فلما أسلما وتلّه للجبين* و ناديناه أن يا ابراهيم* قد صدّقت الرؤيا, إنا كذلك نجزي المحسنين* إن هذا لهو البلاء المبين* و فديناه بذبح عظيم} 0 كان إبراهيم u قد كبر ونالت منه الشيخوخة منالها ولم ينجب أبناء, وكان يدعو ربه دائما أن يرزقه الولد فأحست سارة برغبته هذه فقالت له: يا ابراهيم, إني عاقر, وأحب أن يرزقك الله بولد ولذلك فانني سأهب لك جاريتي هاجر لكي تتزوّجها, فقد يرزقك الله بل ويرزقنا جميعا منها ولدا تقرّ به أعيننا!! صمت ابراهيم قليلا وحذر سارة من الغيرة اذا أتمّ هذا الأمر, فقالت سارة في ثقة واطمئنان تعودان الى عاطفة وحنان متدفقين منها وهي أنثى شأنها شأن حواء على وجه الأرض, تحكم الأمور وتغلبها على الأرجح بعاطفتها, قالت: لا تخف يا ابراهيم, لا تخف. تزوّج ابراهيم u من هاجر التي وهبتها له سارة ومرّت أيام جميلة سعيدة فحملت هاجر و ولدت لإبراهيم u ولدا جميلا وضيئا أسمّاه إسماعيل0 جاء إسماعيل بفرحة كبيرة دخلت على نفس ابراهيم u فأحب ابراهيم u إسماعيل حبا كثيرا, فكم من مرّة حمله وداعبه, وأحبه حبا كثيرا. و استمرّت الأحوال في البيت النبوي الكبير هانئة سعيدة بوليدهم الصغير, فأبو الأنبياء سعيد غاية السعادة يشكر ربه ليل نهار ويسبّح بحمده على ما أفاء عليه من نعمة الولد وهو في هذا السن المتقدم. و فجأة دوت في البيت النبوي الكبير مفاجأة كان مصدرها السيّدة سارة, فقد خرجت الأنوثة لطبيعتها تعبّر عما يجيش في صدرها دون تكلف, دبّت الغيرة في نفس الأنثى سارة وهي شأنه شأن بنات جنسها لا تستطيع أن تكتم ما في نفسها ولا أن تغيّر فطرة النساء وبنات حوّاء, جاهدت نفسها وكظمت غيظها, وحاولت أن تفعل شيئا, كانت تعلم أن هذا الأمر سيزعج ابراهيم u ولكن نفسها لم تقاوم جبروت الغيرة, اقتربت من إبراهيم قليلا و تهاوت الدموع من عينيها قطرات وقالت في صوت متهدج: يا إبراهيم؛ إني لا أستطيع أن أساكن هاجر و ابنها بعد اليوم, فانظر لنفسك و لها أمرا. صمتت سارة وقد انتابها حزن شديد من أجل خليل الله الذي شاركها الصمت أيضا, نعم لا تستطيع سارة أن تكبح جماح الغيرة, و هذا ما كان يخشاه إبراهيم. ظنّ u في البداية أن الأمر بضع خطوات و ينتهي الأمر بمسكن جديد قريب لهاجر و ابنها, و لكن سارة ذهبت مذهبا بعيدا, قالت: إنني لا أريد أن تسكن هاجر بلدا أسكنه .. هكذا لم تستطع الصبر على مجرد وجودهما بالقرب منه u فيراهما بين الحين والآخر عن قرب. انصرفت مشيئة الله أن يكون هذا قول سارة, وحاول u أن يترضى سارة على هاجر
(يُتْبَعُ)
(/)
وولدها إسماعيل, ولكنها أبت وأصرّت, فوجد أن لا مناص من أن يباعد بينهما. اصطحب إبراهيم هاجر و ولده إسماعيل, و خرج بهما قاصدا مكانا يؤويهما فيه, و سار ما شاء الله له أن يسير, فترك فلسطين, و قصد جهة الجنوب, ضاربا في صحراء الحجاز, كان ذلك على ما يبدو بوحي خفي, فكان يمشي طوال النهار ولا يستقر في مكان إلا إذا أحس بتعب و احتاج للراحة أو أحس بجوع أو عطش, ثم يستأنف المسير بهاجر و ولده الطفل الصغير, و ظلّ على هذه الحال إلى أن استقرّ به المقام بوادي مكة, و مكان ملتقى الطرق للقادم و الذاهب من الشام إلى اليمن و بالعكس, و في هذا الوادي أقام u لأسرته الصغيرة الأم و وليدها خيمة, يأويان إليها إذا جنّ عليهما الليل و يضعان فيها ما معهما من زاد و متاع0 التفتت هاجر يمينا و نظرت يسارا, و كان ما تراه لا يوحي بشيء مريح, فهو مكان مجدب مقفر, فلم تقع عيناها على زرع و لا ضرع, و لا ماء, و لا حتى بشر يؤنسون وحدتها0 ساد الصمت برهة من الزمن هاجر تنظر هنا وهناك, و قد أصابتها حيرة و دهشة, فكيف اختار u هذا المكان المقفر الموحش مستقرّا لأسرته, لا بد و أنه موحى إليه أو مأمور بذلك, وخطر ببالها أن تسأله حتى تجد تأكيدا لخواطره و شكوكها, فرفعت رأسها و قالت في شغف: أأمرك ربك أن تتركنا هنا يا إبراهيم؟!. قال إبراهيم: نعم0 قالت هاجر المؤمنة بربها على الفور: إذن توكل على الله, فقد وكلتنا إلى من لا يضيع عنده الرجاء0 و في وداع يحمل هيبة الايمان وجبروت المشاعر, ترك u هاجر ووليدها الطفل الصغير إسماعيل ومضى وأحسب أن الدموع قد احتبست في حدقات هؤلاء البشر منها دموع طفل أنهكه السفر, وأقلقه أم ّ تضطرب أمام تجربة لم تعهدها من قبل0 ومضى u منصرفا عن زوجته وابنه, فلما صار على مرمى النظر منهما, رفع رأسه وابتهل في دعاء خاشع فقال: {ربنا إني أسكنت من ذريّتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرّم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون} 0 وكانت نظرة الوداع من إبراهيم بعد هذا الدعاء المبارك, الذي يعد دعاء للزمان, ومضى u عائدا إلى بلاد الشام. مرّت الأيام وعطش إسماعيل و بكى وهرولت هاجر من وادي المروة إلى جبل الصفا وكررت, وتفجّر بئر زمزم, وشرب إسماعيل من عين عذبة خصصت لضيوف الرحمن, ولم تخف هاجر الضيعة فهنا سيبني خليل الله بيت الله. وكانت عين زمزم التي تفجر ماؤها خير شيء في هذا المكان رغبة المارّة, فنزلوا بها, وأقاموا أوقاتا الى جوارها للاستراحة والاستسقاء. و راق لإحدى قبائل العرب أن تنزل بجوار وادي مكة, وهي قبيلة جرهم, فاستأذنوا هاجر, فأذنت لهم, فوجدت الى جوارها من تستأنس به, وتطمئن الى جواره. وعمرت مكة بهذه القبيلة وأصبح الوادي عامرا بالناس و الإبل والماشية والطيور, وتحققت دعوة إبراهيم u عندما دعا لها وهو مغادر هذا الوادي قاصدا بلاد الشام وفلسطين التي تسكنها سارة حين دعا ربه قائلا: {فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات}. وفي بلاد الشام شعر u بحنين لرؤية ابنه إسماعيل وزوجته هاجر, وجاء خليل الله إبراهيم ليرى ما فعل الله بوديعته, فوجد عمرانا وناسا وخياما, وحياة تدب في كل مكان, حتى ظن أنه قد ضلّ عن وادي مكة الذي ترك فيه إسماعيل وهاجر بأمر ربه, فقد كان واديا غير ذي زرع, حتى أنه سأل: أهذا وادي مكة, أهنا تسكن هاجر وإسماعيل؟ عرف u أنه وادي مكة. ومضى خليل الرحمن u يبحث عن خيمة هاجر وابنه إسماعيل بلهفة ما بعدها لهفة, وشوق ما بعده شوق, لقد كثرت الخيام وتعددت, ولكن خيمة هاجر شهيرة, معروفة لدى العامة في مكة. فأرشده الناس إليها0 نظر الخليل u في وجه طفله المشرق, فسرّه سرورا كثيرا, وفرح به فرحا وفرحت هاجر بلقاء زوجها وشكرا الله على ما أولاهما من نعم, وعلى ما حباهما من عطف. و ظلّ هذا حال ابراهيم عليه السلام يأتي الى أسرته الصغيرة الجميلة بين الحين والحين لرؤية إسماعيل وأمه. و في كل مرّة كان u يصلي ويسجد شكرا لله I الذي أقر عينه بجمال طفله وهو في هذه السن البعيدة والعمر المتأخر, ولم تكن هذه نعمة الله الوحيدة على ابراهيم الخليل u, ولكن الله أفاء عليه بالكثير الكثير من النعم والعطايا. وأكبرها نعمة الايمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
و لقد اختبر u اختبارا عظيما, بكل المقاييس, ولكنه اختبار من الله لرجل هو خليله وهو عبده وهو نبي من الصالحين, أي نوع من أنواع الاختبار يا ترى سيجري على إبراهيم الخليل u 0 نحن أمام نبي يعدّ أبو الأنبياء, وخليل الرحمن, وصفه ربه بالحلم, ونحن أيضا أمام نبي قلبه أرحم قلب على وجه الأرض, فاتسع هذا القلب الكبير لحب الله Y, وحب مخلوقاته, وهذا القلب الرحيم, يمتحن في دقاته دقة دقة ونبضاته نبضة نبضة, لقد كان إسماعيل دقات قلبه, وحبه الكبير, جاءه على كبر من السن, جاءه وهو طاعن في السن ولا أمل هناك في أن ينجب ثم يأتيه الاختبار الصعب في هذا الابن الذي هو قرّة عينه ونبضة قلبه0 يجيء الأمر والاختبار أثناء النوم, لم يكن وحيا مباشرا فما أن استسلم u للنوم حتى رأى في المنام أنه يذبح ابنه و بكره و وحيده الذي لم ينجب غيره0 ترى ماذا حدث في هذه الرؤيا؟ لقد رأى u في نومه هاتفا يهتف قائلا: يا إبراهيم؛ اذبح ابنك في سبيل الله0 ترى ماذا فعل u بعدما سمع هذا الهاتف؟ لقد هبّ u من نومه مذعورا, واستعاذ بالله من مكر الشيطان, ثم عاود نومه مرة أخرى, فعاوده الهاتف أيضا يهتف قائلا: يا إبراهيم اذبح ابنك في سبيل الله0 فهبّ u قائما, وقد صحّ عنده أن الهاتف من عند الله عز وجل, وتحقق أن الله يأمره بذبح ابنه الحبيب إسماعيل. فمن الخطأ أن يظن الإنسان أن صراعا من نفس إبراهيم لم ينشأ بعد هذه الرؤيا, فهذا بلاء مبين, لا بدّ أن ينشأ في النفس من أجله صراع طويل, نشب هذا الصراع في نفس ابراهيم u, صراع الأبوّة الحانية والقلب الذي حمل أكبر قدر من الرحمة والحلم, فكّر ابراهيم في الأمر وتدبّر, وتراجع كل شيء الا شيء واحد وهو الايمان بالله, فهكذا أراه الله في المنام, وبهذه الرؤيا يكون الأمر بالتنفيذ من الله, ورؤيا الأنبياء حق, فلينفذ ابراهيم u أمر ربه, فكله خير فاذا كان التفكير يقتصر على إسماعيل الابن ومخاطبة قلب إبراهيم لنفسه, فان هذا الأمر لابد وأن يتراجع إلى الخلف. أزاح u كل هذا من تفكيره, وصوّب فكره لاتجاه واحد يقول: نفذ أمر حبيبك يا إبراهيم كل ما فكر فيه u, كيف يفاتح ابنه في الأمر وماذا يقول عنه اذا أرقده الأرض ليذبحه. من الأفضل أن يقول لولده ليكون ذلك أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قهرا ويذبحه قهرا. وصل u إلى هذه القناعة, لا بد أن يكون صريحا وواضحا مع ابنه. جاء u إلى ابنه, فقال له: يا بنيّ خذ الحبل والسكين وانطلق بنا إلى هذه الهضبة لنجمع الحطب. أطاع الابن أباه, و فعل ما أمره به, و تبعه إلى الهضبة التي أشار إليها والده, كان إسماعيل غلاما مطيعا لا يعصي أباه أبدا, مضى إلى هناك حيث أمره و وقف u أمام ابنه و قد أصبح الاثنان في خلوة لا يراهما أحد إلا الله I, عندئذ قال u لابنه: {يا بنيّ إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى, قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} 0 انظر إلى تلطفه u في إبلاغ ولده هذا الأمر, وتركه للأمر لينظر فيه الابن بالطاعة, إن الأمر مقضي في نظر الأب u لأنه وحي من ربه .. فماذا يرى الابن الكريم في ذلك؟ وجاءت إجابة إسماعيل بنفس جواب ابراهيم u هذا أمر يا أبي, انه أمر الله, فبادر بتنفيذه, وجاء الرد في القرآن على لسان إسماعيل يقول: {يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين} 0 انظر إلى هذا الشق من المعجزة, إنه ردّ الابن, إنسان يعرف أنه سيذبح فيمتثل للأمر الإلهي ويقدم المشيئة ويطمئن والده أنه سيجده .. إن شاء الله .. من ا الصابرين0 فلما تناول الأب u من الابن u الحبل ليوثقه والسكين في يده ليذبحه, قال الابن u له: يا أبتاه, إذا أردت ذبحي فاشدد وثاقي لئلا يصيبك شيء من دمي فينقص أجري, إن الموت لشديد, ولا آمن أن أضطرب عند الذبح إذا أحسست مس السكين, و اشحذ شفرتك حتى تجهز عليّ سريعا, فإذا أنت أضجعتني لتذبحني, فاكببني على وجهي, ولا تضجعني لجنبي, فإني أخشى إن أنت نظرت إلى وجهي أن تدركك رقة, فتحول بينك وبين تنفيذ أمر ربّك فيّ, و إن أردت أن تردّ قميصي على أمي فافعل, فعسى أن يكون هذا أسلى لها0 فقال الأب u: نعم العون أنت يا بني على أمر الله. ثم شحذ u شفرته, وأحكم وثاق ابنه,
(يُتْبَعُ)
(/)
و كبّه على وجهه جعل جبينه إلى الأرض متحاشيا النظر إلى وجهه, و بسمل واستشهد ثم همّ بذبحه, ولم يكد يسحب السكين على قفا ابنه ليذبحه, حتى سمع مناديا ينادي, ماذا يقول المنادي إذن؟ إنه يبشر بالمعجزة الكبرى. قال المنادي يا إبراهيم؛ قد صدقت الرؤيا, فافتد ابنك بذبح عظيم .. !! نظر الأب u إلى حيث سمع المنادي, فوجد بجانبه كبشا أبيض أعين أقرن, فعرف أن الله Y قد أرسل هذا الكبش فداء لابنه إسماعيل, و قيل أن هذا الكبش رعى في الجنة أربعين خريفا, وكان يرتفع في الجنة حتى تشقق, وكان له ثغاء, وقيل أنه الكبش الذي قرّبه هابيل ابن آدم فتقبّل منه0 أخلى الأب u ابنه u من وثاقه, وهو يقبّله باكيا من شدة الفرح ويقول: يا بنيّ؛ لقد وهبت لي اليوم من جديد. ثم أوثق الكبش جيدا, و ذبحه شاكرا ربه, وكان هذا البلاء العظيم الذي ابتلى الله به إبراهيم و إسماعيل عليهما السلام هو اختبار عظيم, ومعجزة بكل المقاييس من المعجزات التي ساقتها إرادة الله I لهما, وقد ضربا عليهما السلام المثل العظيم في الرضا والتسليم بقضاء الله وقدره, والطاعة الخاشعة المؤمنة لأمر الله, فوهبهما الله هذه المعجزة الكريمة, والأضحية المباركة. وقد تحدّث القرآن الكريم عن هذه المعجزة في لحظتها الحاسمة فقال عز وجل: {فلما أسلما وتلّه للجبين} 0 قيل: أسلما: أي استسلما لأمر الله وعزما على ذلك فما أن ألقاه إلى وجهه: {وناديناه أن يا إبراهيم* قد صدّقت الرؤيا, إنا كذلك نجزي المحسنين* إن هذا لهو البلاء المبين* و فديناه بذبح عظيم} 0 هذا هو الإسلام الحقيقي, الذي ضربا عليهما السلام فيه المثل العظيم, فكان جزاء الله لهما عظيما, لأنهما أحسنا عبادة الله, وأحسنا طاعة الله, ونجحا في اختبار صعب شمل المصاعب التي تهزم قوى الإنسان و تجعله يخرّ صريعا أمامها, ولكن بقدر ما كان للأب من إيمان مدهش وصبر عظيم وتسليك قانع راض بهذا القدر كان للابن الغلام الصغير0 إنه u كان معجزة إيمانية سلوكيّة, و ضرب ابنه u مثلا في الطاعة فكان مدهشا في رباطة جأشه و وصوله إلى مدى بعيد الطاعة. إن الموقف كله معجزة, ولم يكن الكبش وحده هو المعجزة, الأب, الابن, الكبش, مشيئة الله, كل هذه الأطراف صنعت معجزة هائلة لن تنساها البشريّة.(/)
عزيرعليه السلام
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 04:27 م]ـ
عزير u
قال تعالى: {أو كالذي مرّ على قرية و هي خاوية على عروشها قال أنّى يحي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم, قال بل لبثت مائة عام فانظر الى طعامك لم يتسنّه وانظر الى حمارك ولنجعلك آية للناس و انظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما, فلمّا تبيّن له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير} 0 حديثنا عن معجزة عزير u, يحتاج الى تعريف مختصر يسير, بمن هو عزير,, حتى نجعل لكل أوّل آخر, ونربط المعجزات بالمصائر. و عزير u صبي من نسل نبي الله هارون u, وفي وقت معجزته هذه كان يقيم مع قومه من بني اسرائيل في بابل, الذين كثروا بها وتناسلوا بعد أن أخرجهم بختنصر, وأخذ معظم الأسرى الى بابل وكان بختنصرهو أول من جاس في ديارهم, بعد أن أفسدوا في الأرض, ولذلك فقد حقت عليهم كلمة الله I:{ وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدنّ في الأرض مرّتين ولتعلنّ علوّا كبيرا* فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار, وكان وعد الله مفعول} 0كان عزير u صبيا نابها كارها لحياة الذل في أرض بابل, يملأ قلبه الأسى والحزن لما يلقاه بنو قومه من الذل والعبودية والهوان, وكان عزير عابدا صالحا يقرأ التوراة, ولم يكن في بني إسرائيل آنذاك من يحفظ التوراة عن ظهر قلب سوى عزير, وكان أبوه وجدّه يحفظانها من قبل.
و كان u يقرأ التوراة ويعمل بها, ويعظ الناس, فأحبّه الإسرائيليون والبابليون على حد سواء, لخلقه, واستقامته, وحسن سيرته وسلوكه بينهم, وصدق نصائحه وتوجيهاته ومواعظه, وكان u مستجاب الدعاء, فما يدعو لأحد بخير إلا استجاب الله لدعائه المبارك. و قد تزوّج u وأنجب ابنين, ولما بلغ الأربعين من عمره أوحى الله إليه أنه سيخرج من هذه الأرض, أرض بابل, التي أسره فيها بختنصر وأن بني إسرائيل سيخرجون أيضا, ويعيدون عمارة بلادهم0 ولأنه u كان عاقلا هادئا حكيما, لم يبح لأحد بما أوحي إليه لا لبني إسرائيل ولا لغيرهم, وكان كتمانه هذا حرصا وخوفا على بني إسرائيل من أن ينزل بهم شر من أي جانب أو جهة0 و مرّت الأيام و هو u يجد في داخله حافزا إلى الخروج من بابل حيث الذل والمهانة إلى حيث وعده ربه بعمارة الأرض المقدسة, وتزايدت في داخله u تلك الحوافز يوما بعد يوم, ومر شهر وحنينه u يشتد أكثر وأكثر, وأصبح لا يطيق البقاء في بابل وأقرّ في نفسه أنه لا مفرّ من الخروج. فكّر u قليلا فيما سيواجهه من مشاكل من جراء خروجه من بابل, فماذا سيصنع بزوجته وأبنائه, وخادمته التي طالما كانت وفيّة أمينة مطيعة له على مدى سنوات مضت. و سأل نفسه: كيف يصطحب كل هؤلاء معه؟ وفي ظل حراسة مشددة, وهل يغفل هؤلاء الحراس, الذين وضعهم الملك في كل مكان من بابل؟ كانت هذه المشكلة التي تؤرقه u وأحس أنها ستعطل خروجه من بابل, ولكنه فكر في الأمر مليّا, وجمع زوجته وبنيه, وخادمته الأمينة في ليلة من الليالي, وفي مكان أمين, وقد سكن الليل, وأوى الناس إلى مضاجعهم, وقال لهم: لقد قررت الرحيل. فقالت الزوجة: إلى أين؟ فقال u : إلى الأرض المقدسة. قالت الزوجة: إن هذا الأمر غاية في الصعوبة, ونحن نحاط بهذا الكم من حراس بختنصر. و لكنه u الذي أوحي إليه أصرّ أن يخرج مهما كان الثمن, ذلك لأنه رأى في الخروج تنفيذا لأمر الله Y0 عندما أباح u بالسر وهو أن خروجه بوحي من الله I, وأن الوحي بشّره بعمارة بني إسرائيل لأرضهم, و زوال ذل وهوان بختنصر عنهم, فرحت الزوجة والأبناء والخادمة, وعرفوا أنه u أصبح نبيّا من أنبياء بني إسرائيل0 فقال لهم u: لقد أوحي إلي منذ ثلاثة أشهر, وها هي التوراة في قلبي أحفظها, فهي كلام الله, تنير لي الطريق إن شاء الله0 طلبت الزوجة عندئذ من زوجها u أن يعلم بني إسرائيل بما أوحي إليه من الله Y, حتى يستبشروا وتقوى عزائمهم ويتخلصوا من الذل الذي اعتادوا عليه منذ أن اجتاحهم بختنصر بجيوشه القاسية الفتاكة. و قالت الزوجة والأبناء: إن خروجك وحيدا لن يعمّر الأرض لأنك لن تجد هناك من يعينك على ذلك, ولن تجد أيضا هناك من تعلمه التوراة, و بقاؤك معنا سيفيدنا لأننا سنتعلمها منك0 قال u: هذا أمر الله, وأنا جبلت على طاعته ولن أعصي له أمرا, وقد أوحى الله
(يُتْبَعُ)
(/)
أمرا واقعا في المستقبل لا نعرف نحن عنه شيئا, ولكن مشيئة الله نافذة, و بعد وقت قليل سيلحق بي بنو إسرائيل وستلحقون بي أنتم جميعا, فاصبروا, ولا تجزعوا فإنه أمر الله, ولا رادّ لأمره, سنلتقي هناك في الأرض المقدسة, وسنجتمع كلنا في الغد القريب. ثم أكّد u على سريّة خروجه, فقال لهم: إذا أصبحتم فاكتموا أمري, فإذا سأل عني سائل فقولوا له: خرج ولا ندري متى يعود .. ! 0 فلما تأثرت الزوجة والأبناء أكّد u قائلا: تصبّروا, فإننا سنلتقي إن شاء الله, هكذا أوحى الله إليّ .. كفوا عن البكاء والحزن, واحبسوا أصواتكم حتى لا يشعر بنا أحد .. و الآن أستودعكم الله. سألت الزوجة: و ماذا أعددت لركوبك؟ قال u : لقد اشتريت حمارا جلدا قويا منذ أيام لهذا الغرض0 فقالت: وأين هو؟ قال: تركته عند صديقي, و واعدته أن يلقاني به الليلة, خارج أسوار المدينة. قالت: وهل علم صديقك بنبأ رحيلك؟ فقال u: نعم, علم بكل شيء, وكان أول من آمن بنبوّتي, وسيكتم أمري كله إن شاء الله. كان الفراق صعبا بالنسبة للزوجة والأولاد والخادمة, وكان وداعا هامسا, حارا, هادئا .. وخرج u 0
المعجزة: مضى u في رحلة طويلة شاقة, بعد لحظات خوف وترقب أثناء خروجه من بابل وقد أحاطها الحراس والجنود في كل مكان. و بعد طول مسير وكثير عناء, وجد u نفسه في الأرض المقدسة التي طالما تاقت نفسه لرؤيتها, فلما دخل وجد شيئا عجيبا, لم يجد آثارا للعمران, بل وجد الخراب جاثما عليها منذ ثلاثين سنة مضت, منذ أن خرّبتها جيوش بختنصر الذي كان قد اقتحم دمشق, وسار منها إلى بيت المقدس, وتذكّر u ملك بني إسرائيل الذي خرج إليه, و قدّم له الطاعة و طلب منه الصلح, و أعطاه من الأموال و الجواهر والأشياء النفيسة ما أرضاه, ويومها طلب بختنصر بعض أعيان بني إسرائيل ليكونوا رهائن عنده ضمانا لاستمرار الصلح, وعدم التمرّد0 وتذكّر أن أهله بني إسرائيل لما نزل بختنصر فزعوا, وتفرّقوا, وأغلقوا دورهم عليهم, فلما صالحه الملك وأعطاه الرهائن وجلا عن البلاد بجيشه, خرجوا من جحورهم غاضبين يلومون ملكهم على الصلح, ويعلنون أنهم كانوا قادرين على قتال عدوّهم, و إنزال الهزيمة به, و ثاروا على ملكهم و قتلوه, و نقضوا الصلح مع بختنصر. و تذكّر كذلك لما رأى الخراب أن بختنصر لما علم بما حدث منهم عاد إلى بيت المقدس, فتحصنوا بداخلها, فحاصرها حصارا شديدا, ثم قام بدك أسوارها بما يقذفه عليها من مدمّرات, حتى تهدّمت, فاندفع جيشه وخرّب المدينة, وقتل النساء والأطفال, و خرّب الدور و الزرع والقرى و قتل وأسر كل من وصلت إليه يداه0 حتى خرّبت الديار, وكثرت الدماء, وتناثرت الأشلاء وهرب من هرب إلى مصر, و مكة و يثرب وجهات أخرى, و أُسر من أُسر0 بقي بختنصر ليأتي على البقيّة الباقية من هدم للبيع والمعابد و إحراق كل ما وقع له من نسخ التوراة, و قتل الشباب من الأسرى القادرين على حمل السلاح, و استبقى النساء والأطفال عبيدا عنده و خدما, وغادر البلاد بعد أن تركها خرابا. كل هذا تذكره u 0 لما رأى الخراب والدمار حوله في كل مكان؛ وجد أشجار الفاكهة قائمة بغير عناية, فلم تحصد منذ سنين ولم تقطف ثمارها, فهي محمّلة بالثمار الحديثة والقديمة, والأعشاب و بعض الزروع وقد تفرّقت هنا وهناك بغير انتظام, وقد كست الأرض, فتطول في مكان وتقصر في الآخر. و سمع u عواء الذئاب بعيدا, و أصوات السباع, و بحث عن أي أثر لأي إنسان فلم يجد, وظل u يمشي و يمشي حتى بلغ مدينة القدس و وجد بها آثارا لمذبحة بختنصر. فعظام القتلى بقايا بالية مبعثرة, والدماء على الجدران سوداء جافة, وعشرات الألوف من الجماجم الآدميّة تدل على هول ما أنزل بختنصر ببني إسرائيل من هلاك, و رأى u البيوت و قد تهدمت و طمرتها الأنقاض, أما المساجد والمعابد فقد أصبحت خاوية على عروشها, مهجورة و قد ملأها التراب ... أهاله u ما شهده من مشاهد, وقد جرت أحداث بختنصر هذه وهو صبي لم يتجاوز العاشرة من عمره, ولكنه سمع فيما بعد بهذه المذابح والمعارك من الآباء لكن ما شهده كان أكبر مما تصوّره, لم يكن يعرف أن هذه المعارك كانت عاتية فادحة الخسائر إلى هذا الحد, الذي يشهده بعينيه وهو يمر بين الأنقاض والديار المهدّمة. طاف u مدينة الأشباح, وقد شغله هذا الماضي المفجع المحزن والحاضر وما سيكون عليه المستقبل, سأل نفسه عدة
(يُتْبَعُ)
(/)
أسئلة: أتصبح هذه الأرض القفراء عامرة؟ أتصير هذه يوما من الأيام, معمورة الأسواق والندوات والمجالس, آهلة بالسكان والأطفال والنساء والبيوت؟ لقد أوحى الله إليه أنه I سيعيدها سيرتها الأولى فتدب فيها الحياة, وتنشط الحركة وتقوم التجارة, ويزدهر نشاط الناس بالزراعة والصناعة .. صمت u قليلا و تساءل في عجب {أنّى يحي هذه الله بعد موتها} 0 أحس u بوحدة قاتلة, ووحشيّة مميتة من هذا الصمت الذي يطوف حوله, صمت المدينة, والأشجار, وكل شيء حوله صامت لا يتحرك, وأحزنته مشاهد الدمار التي ما زالت متناثرة في الشوارع والطرقات على شكل عظام ودماء, وبقايا حياة كانت مليئة بالحيوية والبهجة, ولم يسمع u حوله سوى صوت الرياح تهمس في أذنيه مرة عاصفة وأخرى عليلة هادئة النسمات. من كل هذا الجو الموحش آثر u أن يتخذ لنفسه مغارة في أحد الجبال المحيطة بالقدس ليقيم فيها, وحث حماره فمشى, وعند أحد البساتين توقف u وصنع لنفسه سلة ملأها عنبا وتينا, وعصر بعض العنب, وجعله معه في إناء من الجلد ليشربه0 و في ضحى ذلك اليوم دخل u مغارته الواسعة العتيدة فربط بها حماره, ووضع سلته وشرابه إلى جانبه واستلقى على ظهره ليريح نفسه من العناء والتعب, وقد شغل فكره بواحدة من الأفكار تقول: كيف تعود الحياة ثانية إلى هذه القرية؟! وهو u على علم من وحي الله أن الحياة ستعود مرة ثانية إلى هذه القرية ولكنه إنسان, ومازال رغم كل ذلك يقول ويردد: {أنّى يحي هذه الله بعد موتها} 0 من هذا التساؤل العجيب, ومن هذا الاستطلاع وحبه المعروف عند البشر, تكون المعجزة في طريقها إليه u بأمر الله U0. ظل u يقول: كيف تعود الحياة إلى سائر بني إسرائيل و ها هي صامتة صمت الزمن أيامي؟! ظل u على هذه الحال, حتى أسلمه التعب والتساؤل والرغبة في المعرفة إلى نوم عميق عمق الزمن الذي طال, ثقيل ثقل السنين التي مضت ولم يشعر بها u أبدا0 و في نومه العميق أو في نومته الصغرى, نام نومة كبرى, لقد قبض الله روحه, ولم يعد u يشعر بشيء مما حوله فهو في يد العناية الإلهية, تنصرف إلى ما تشاء ولا رادّ لمشيئة الله لا في الأرض ولا في السماء0 مضت السنون سريعة خاطفة عاما وراء عام, ومضى على خروجه u من بابل عشرة أعوام, انتظرت فيها زوجته و بنوه مشيئة الله Y التي تتيح لهم الخروج من بابل حتى يلحقوا به في الأرض المقدسة, ولكن طال انتظارهم, ولم يحدث شيء, وتلاحقت الأعوام حتى بلغت أربعين عاما, ولم يخرج بنو إسرائيل و لم تأت أخبار عنه u, ويئسوا من العودة إلى الأرض المقدسة0 أربعون عاما كانت كافية لتغيير أشياء كثيرة, فتغيّرت أجيال و اندثرت أجيال. و في خضم هذا الأمن والطمأنينة, نشأت في بني إسرائيل فتاة جميلة بارعة الجمال, تتسم بالذكاء حتى تفوقت على بنات جيلها جمالا و ذكاء, فكان أن رآها ملك بابل فطلب الزواج منها, فتزوجها وهام بها حبا, وأصبحت ذات مكانة رفيعة لدى زوجها, ومنزلة عظيمة ومنّ الله عليها بمولود جميل, مما زاد حبها رسوخا في نفس زوجها الملك, ملك بابل, وأصبحت الزوجة ذات مكانة عظيمة في أوساط زوجها والقصر وكل من حولها, وكان لها عظيم الأثر في نفس زوجها الملك مما جعله يحسن معاملة بني إسرائيل, فصار الأحبار يدخلون القصر ويعلمون ابنها التوراة, فأصبح محبا لأهل أمه, مما جعل الأحبار يشعرون ببركة هذا الزواج, فأصبحوا يتمتعون بمعاملة كريمة و احترام كبير و إكرام ليس له مثيل, وأصبح لهم نفوذ كبير في القصر, فهم بمنزلة وزراء الملك وأعلى الناس في حاشيته ومستشاريه. ومرّت السنون والأحوال تزداد تحسنا بالنسبة لبني إسرائيل, وجاء اليوم الذي مات فيه الملك, فخلفه ابنه الذي رضع حبا لأخواله بني إسرائيل, وحفظ منهم التوراة وعلومها, وأحبهم حبا شديدا, وجاء اليوم أيضا الذي جلست فيه الأم لابنها الملك لتحدثه عن أرض بني إسرائيل التي ما زالت خاوية خربة وتحتاج لأبنائها كي يعمروها, ويزرعوا أرضها0 وفي اليوم المشهود لبني إسرائيل والذي جاء بعد مضي سبعين سنة على خروج عزير u من بابل خرج المنادي ينادي في شوارع بابل: من أحبّ أن يخرج من بني إسرائيل إلى بلاده فليخرج ولا حرج عليه في ذلك0 خرج بنو إسرائيل مهاجرين إلى بلادهم, وهناك هالهم ما رأوه من خراب و دمار, و لكنهم شمّروا عن ساعد الجد, فغرسوا و زرعوا, و دبّت الحركة في المدينة التي
(يُتْبَعُ)
(/)
أصبحت أكثر نظافة و نظاما عما قبل, وعادت الحياة تدب من جديد في أرجائها, و خرجوا إلى القرى المحيطة بها فعمروها, و بدأ التجار عملهم, فاستؤنفت التجارة بين القرى, و بدأ أرباب الصناعة في تشغيل صناعاتهم وظهرت المساكن الجديدة هنا وهناك, وامتدت الأيادي للبناء, وكان الجميع في سعادة وهم يبنون ويعمّرون ويشعرون بالحريّة, ولم يعد الذل يطاردهم كما كان في بابل. ومضت ثلاثون سنة أصبحت فيها البلاد عامرة, وقد أثمرت صناعاتهم وعمّرت قراهم, وانحسرت آثار الكارثة التي مرت بهم تماما ولم يعد لها أثر يذكر0 كانت زوجة عزير u قد كبرت وأخذ منها الزمان ما أخذ, وكذلك خادمته الصغيرة, وقد بحثوا جميعا في أول مجيئهم مع بني إسرائيل عنه u في كل مكان بالمدينة, فلم يجدوا له أثرا, وأرسلوا إلى المدن والقرى للبحث عنه u ولكن دون جدوى0 وأثناء سؤالهم هذا صرفهم الله Y عن المغارة التي سكنها u و مات فيها, وانصرفت مشيئة الله أن لا يقترب بشر من هذه المغارة, لأمر عنده كان مفعولا, و اكتملت مئة عام على وفاته u, فتحرّك الجسد الذي أصبح ترابا, وأحياه ربه بعد مئة عام, ردّ فيه الحياة, فاجتمعت عظام جسمه ونبض قلبه من جديد فاعتدل جالسا, و نظر حوله هنا وهناك فوجد إلى جواره إناء العصير, وطعامه لم يحدث له شيء وسمع مناديا ينادي {كم لبثت} كم من الوقت قضيت في النوم.؟ نظر u حوله فوجد الشمس قد بدأت تعلو من المشرق, فأجاب على الفور
{لبثت يوما أو بعض يوم} أي نمت يوما أو أقل من يوم, فوجد الصوت الذي ناداه يقول {بل لبثت مئة عام .. } 0 دهش u وفزع مما سمع, وردّد في ذهول: مئة عام؟! وأعاد النظر إلى سلة الفاكهة, فوجد العنب طازجا كأنه مقطوف لتوه وكذلك التين, والعصير في الإناء الجلدي كما هو لم يتغيّر ولم تصدر عنه رائحة غير مقبولة, ولم يتبخر ولم يتجمّد, ولم يدركه أي تحول في الطعم أو اللون0 تذكر u شيئا و نظر هنا وهناك بسرعة, و تطلع إلى الأفق هناك خلف الأشجار, وكأنه يبحث عن شيء, لقد تذكّر حماره, أين هو؟ .. لا بد أنه هرب, ووقعت عيناه على عظام بالية في المكان الذي ربطه فيه, وربما تساءل في نفسه, ولم الحمار, لقد أصبح عظاما نخرة بعد أن أفناه الدهر؟ وقف u بين فاكهته وطعامه الذي لم يتغيّر و بين حماره الذي فني وأصبح عظاما لطول ما مرّ به من السنين, وبدأ يردد: إنها مئة عام, حقا إنها مئة عام, كانت كافية بإفناء جلد الحمار وعظامه, ولحمه, لقد بليت حوافره وزالت وأصبح مكان عينيه حفرتان في عظام الرأس المجوّفة0 رأى u آيات ربه: فطعامه لم يتغير وحماره أصابه الفناء .. سبحان الله, إنها بلا شك آية من آيات الله العلي القدير, ونعمة من نعمه العظيمة, ثم زاد مستدركا: بل إنها آية, وكرّر: إنها آية من آيات الله0 وانصرف u للتسبيح والصلوات حتى سمع قول الله عز وجلّ: {ولنجعلك آية للناس} 0 لم تكن الآية في الطعام والشراب الذي لم يتغيّر بل أصبحت في نفسه u, وهذا ما جعله يفكّر فيما سيأتي من بعد ذلك. ما الذي سيحدث بحيث يصبح u آية تدعو إلى العجب والدهشة ومعجزة يتحدّث عنها الناس جميعا؟! ولكن ما هي الآية؟ وعمّ ستكون المعجزة؟! فجأة سمع u نداء خفيّا, يقطع عليه تفكيره, ويصرفه عن هذا التفكّر والتأمّل, جاء النداء يقول آمرا عزير: {وانظر الى العظام} 0 نظر u إلى العظام, ثم أكمل الصوت أو النداء: {كيف ننشزها ثم نكسوها لحما} 0 أعاد النظر u فإذا به يجد عظام الحمار تتحرك قائمة بقدرة الله ومشيئته, كل عضو يتحرك إلى مكانه المعروف من الجسم, حتى اكتمل هيكل الحمار العظمي ثم يكسو الله بقدرته ومشيئته هيكل العظام هذا باللحم, حتى يعود حماره u خلقا كاملا سويا كما كان0 أخذته u الدهشة لكنه تمالك نفسه, ولما رأى ذلك بعينه سلّم وآمن بقدرة الله I, واطمأن يقينه, فقال في خشوع: {أعلم أن الله على كل شيء قدير} 0 لقد كان u في زمن سبق موته يعجب لقدرة الله كيف تعيد الحياة إلى هذه البلاد بعد أن رآها مقفرة موحشة, وها هو اليوم يرى أعجب وأعظم مما كان يتصوّر, إنها قدرة الله I0 خرج u ينظر إلى الطريق العام فوجد الناس تأتيه من بعيد وهم يتكلمون رائحين وغادين, ورأى المدينة قد عمّرت, ورأى في المدينة أنوارا خافتة تظهر مع طلائع الظلام التي أقبلت مع الغروب, مما جعله u يشعر بالفرح والسرور ويشكر الله على نعمته, ويتيقن كما
(يُتْبَعُ)
(/)
كان أن الله على كل شيء قدير0 مضى u إلى المدينة يتطلع إلى أخبارها وكيف أصبحت بعد مئة عام, وماذا يفعل الناس: أهم سعداء أم بهم همّ وما هي أخبار أسرته؟ هل هناك أحد منهم على قيد الحياة؟ دخل u المدينة وفي رأسه مئات الأسئلة يريد إجابة عليها, فإذا به يرى مبان جديدة, رائعة التقسيم والبنيان على غير ما كان يرى منذ مئة عام, وشوارع وخططا غير التي كان بعهدها في القديم, وأخذ ينظر هنا وهناك, ويتنقل في طرقاتها وشوارعها بحثا عن منزله القديم الذي تركه منذ أكثر من مئة وعشرين سنة, ولما وجد نفسه في مكان جديد عليه وقد تغيّر تماما عما عهده قبل مئة عام, هداه فكره إلى أن يسأل الناس المارّة في الشوارع0 تحدّث u و قال لأحدهم: أين دار عزير؟ فأجابه الرجل: لا نعرف دار عزير, و لكن يوجد هنا ديار أبناء عزير! انظر إلى هذه الدور المتراصّة, إنها دور أبناء عزير0 مضى u إلى المكان حتى جاء إلى دور أبنائه, وعند أوّل باب من أبوابها طرق الباب طرقا خفيفا, فسمع صوتا من الداخل يقول: من الطارق؟ من بالباب؟ فأجاب على الفور: أنا عزير!! فقال الفتى الذي ردّ عليه: ماذا تقول؟ عزير! أتسخر منا يا رجل؟ فقال u: افتح الباب يا بني وستعرف أنني لا أكذب عليك ولا أسخر منك0 ففتح الفتى الباب, ونظر إلى الرجل في دهشة واستغراب, ثم قال: لقد فقدنا عزير منذ مئة عام على ما سمعت من أبي, وكان سنه يومئذ أربعين سنة, فلو كان حيا لوجب أن تكون سنه الآن مئة و أربعين سنة, وأنا أراك الآن في سن الأربعين, إنّك أصغر من أحفاده, فكيف يمكنني التصديق بأنك أنت عزير؟! سمع الناس الحوار بين عزير و أحد أحفاده فتجمّعوا حوله وأمطروه بالأسئلة, وكان يجيب بثقة ولسان صدق ويقول لهم: لقد أماتني الله مئة عام ثم بعثني, ورأيت بنفسي طعامي لم يتغيّر لونه ولا طعمه وشرابي لم يتبخر ولم يتغيّر وحماري الذي رأيت عظامه تتحرك وتأتي كل واحدة مكانها حتى اكتمل, فكساه الله لحما وعلا صوته ونهق نهيقا شديدا, كل هذا بعد مئة عام وقد ظننتها يوما أو بعض يوم, ولكنّ الله Y أعلمني أنها مئة عام, بعثت بعدها بمشيئة الله, أليس الله على كل شيء قدير؟! في هذه الأثناء ظهرت عجوز لا ترى ما أمامها تتوكأ بصعوبة على الحائط مقعدة, ونادت قائلة: أدخلوه إلى داخل الدار, فإنني أعرف علامة في عزير فإن كان هو عرفته بها, فدخل عزير u عليها فإذا هي عجوز عمياء قد أهلكها الدهر, فقالت له: أتقول أنك أنت عزير يا هذا؟ قال: نعم0 قالت: لقد كان لدى عزير خادمة, وقد تركها وسنها عشرون عاما, أتعرف اسمها؟ قال: نعم اسمها "أشتر"0 و قد تركتها و سنها عشرون عاما, فإذا كانت على قيد الحياة فسنّها الآن مئة وعشرون عاما0 فقالت العجوز: أتعرف أنني أنا "اشتر" خادمة عزير؟ وكان في عزير علامة, فقد كان مستجاب الدعوة فينا, فكان لا يسأل الله شيئا إلا استجاب له, فإن كنت عزيرا حقا, فادع الله لي أن يردّ عليّ بصري, وأن يشفي قدمي, فقد صرت مقعدة لا أستطيع المشي والنهوض من شدة الآلام فيهما0 و في لحظات دعا u ربه, ومسح بيده على عينيها, وأخذ بيدها لينهضها وهي مقعدة فإذا بها تنهض على ساقيها, وتبصر أحسن ما يكون الإبصار, و تأملت في وجه وقالت: أشهد أنك عزير, إني أراك الآن كما رأيتك آخر مرة شاهدتك فيها منذ مئة عام0 وجاءت عجوز أخرى يقرب عمرها من مئة وأربعين عاما وقالت: وأنا أتعرفني يا عزير؟ فقال: أنت زوجتي ولن أجهلك أبدا0 وكان عند خروجه قد أعطاها خاتمه وقال: لعلك تذكرينني به, وكذلك هي فقد أعطته خاتمها كي يذكرها به, فقالت له: أتذكر ماذا تبادلنا ليلة خروجك؟ قال: تبادلنا خاتمي وخاتمك, فقد أعطيتك خاتمي وقلت لك: لعلك تذكرينني به .. وأعطيتني خاتمك وقلت لي: لعلك تذكرني به .. وها هو ذا خاتمك, وخلعه من إصبعه, وقدّمه لها0 فرحت العجوز زوجة عزير وقالت: وها هو ذا خاتمك يا عزير ولطالما ذكرتك به0 وتجمّع الناس على هذه الأحداث العجيبة التي جرت أمامهم فتكاثروا وجاء غيرهم, حتى ضاقت دار عزير, فوقفوا أمامها يعجبون لهذا الأمر العظيم, وهذه الآية الكبرى التي توالت أمامهم كالحلم, فكلما همّوا بتكذيب كلمة جاء تصديقها بشاهد وموثق, لأن مشيئته U انصرفت كي يكون عزير آية للناس, وذلك لقول الله I:{ ولنجعلك آية للناس} 0 في هذه الأثناء خرجت خادمته التي أبصرت واستعادة عافيتها
(يُتْبَعُ)
(/)
وانصرفت عنها آلام قدميها, مسرعة إلى مكان هي تعرف ارتباطه بهذا الأمر وهذه الآية, التي انصرفت مشيئة الله أن يكون عزير بطلها, لقد خرجت إلى بني إسرائيل وهم في أنديتهم ومجالسهم, وأخبرتهم بخبر وصوله, وكان على رأس المجلس شيخ وقور أخذ منه الدهر ما أخذ, إنه ابن عزير الذي بلغ من العمر عتيّا. لقد بلغ مئة سنة وثماني عشرة, وجلس شيخا في مجلسهم .. وجاءت تصرخ وتقول: هذا عزير قد جاءكم0 فقال ابن عزير الأكبر وقد رفع وجهه وفحص ببصره الضعيف هذه الفتاة: من هذه الجارية؟ فقالت: أنا جارية أبيك عزير .. أنا خادمته " أشتر", لقد جاء أبوك ودعا لي ربه بالشفاء وردّ بصري عليّ فاستجاب الله له كما عرفناه منذ مئة عام, أتدري أن الله أماته مئة عام ثم أحياه وبعثه من جديد! صمت الشيوخ جميعا وساد المجلس لحظات من الهول والصمت, وهم يسمعون كلاما يظنون أنه لا يصدق, ولكن ها هي جارية عزير ماثلة أمامهم وقد قصّت عليهم حقائق, فهي " أشتر" وهو اسمها, و عزير كان مستجاب الدعاء كما علموا وتعلموا من الآباء والأجداد, إنها حقائق لا تكذب, و عزير خرج من بينهم منذ مئة عام كما تقول أيضا, وهي الآن تدعوهم لرؤيته رؤيا العين, كل هذا دعاهم إلى الوقوف فردا فردا والتوجه إلى خارج مجلسهم كي يروا بأعينهم ما سمعته آذانهم, وأن لم يروه شكّوا في الأمر كله, فلن يصدّق أحد منهم ما سمعه من أشتر تصديقا كاملا إلا إذا مضى في طريقه إلى دار عزير ورأى بنفسه عزيرا ماثلا أمامه بهيئته التي فقدت خيالها وملامحها ذاكرتهم, مضى القوم في الطريق إلى دار عزير, ولم يتوقف أحد منهم ولم يتحدث أحد منهم إلى أحد0 تقدّم ابن عزير الجميع وهو يتكئ على عصاه وقد أهلكته الشيخوخة ولم يسعفه الكبر كي يسرع الخطى أكثر من هذا, لقد بلغ مئة وعشرين عاما, و"أشتر" تقول إن أباه هناك في سن الصبا وهو في سن الأربعين, يا له من أمر يعجب له الإنسان المحدود بفكره وقدرته0 وعلى مشارف المنزل وعلى مقربة منه تمعّن ابن عزير ومسح عينيه كي ينقشع عنهما بعض ما تركه الزمن من غمامة, فرأى شابا في الأربعين قد وقف شامخا شديدا عظيم البنية وقد أضاء وجهه نور الإيمان
و تقوى القلب0 حيّا ابن عزير أباه وهو يتفحّص وجهه وقال في هدوء شديد موجها حديثه إلى أبيه عزير: إن لي في أبي علامة0 فقال عزير u: وما هي؟ قال الابن الشيخ: شامة سوداء مثل الهلال بين كتفيه0 صمت الابن الشيخ وساد الصمت المكان لحظات, والجميع يتطلع بعينه إلى عزير, وظنوا أن الأمر فيه من الكذب, فالأب شاب واقف في شموخ والابن عجوز لا تكاد رجلاه تحملانه0 صمت عزير u قليلا ثم حرّك يديه وكشف لابنه عن كتفه فنظر الابن إلى كتف أبيه فوجد الشامة السوداء مثل الهلال على كتفه .. هلل الابن الشيخ وقبّل أباه ورحّب به وقال: إنه حقا أبي وأشهد أنه أبي .. وهلل معه بنو إسرائيل جميعا وفرحوا بمجيء عزير و وجوده بينهم0 لكن أحد الأحبار قطع هذا الترحيب بدليل جديد يريد أن يتأكد من خلاله أن هذا الشاب الماثل أمامه الذي مات مئة عام وكان له من العمر أربعين قبلها هو عزير حقا0 قال الحبر: إن لنا نحن بنو إسرائيل في عزير علامة, غير التي شهدها ابنك وشهد أنك أباه0 قال: لم يكن فينا أحد يحفظ التوراة عن ظهر قلب كما حفظها عزير0 فقال u في ثقة واعتزاز, وصدق وكبرياء لهؤلاء الناس: وأنا أحفظ التوراة عن ظهر قلب0 قام بعض شيوخ بني إسرائيل وانسحبوا من المجلس و جاءوا بنسخة من التوراة قديمة كان أحدهم قد خبأها خوفا من بختنصر الذي كان يحرق التوراة أو يريد حرقها, و قالوا لعزير: اقرأ علينا التوراة, ونحن نراجع إن كنت تحفظها أم لا0 جلس u شابا وسط القوم وشرع يقرأ التوراة عن ظهر قلب وهم يراجعون عليه في صحف التوراة, وظل يقرأ ويقرأ وهم يزدادون خشوعا حتى انتهى منها دون أن يخطئ في حرف واحد من حروفها, أو يتردد في آية واحدة من آياتها أو كلماتها0 شهد الجميع بأنه عزير, وفرحوا به, ونظر بعضهم في المجلس فوجد آية عظيمة من آيات الله, لقد جلس عزير في هذا المجلس وفيه بنوه وبنو بنيه وهم شيوخ وقد شاب شعرهم وشابت لحاهم, وقوّست السنون ظهورهم و حنتها بشدة, بينما يجلس عزير شابا في الأربعين أسود الشعر, قوي البنية, منتصب القامة, فكانت آية عظيمة, وكان u آية بما حدث له وحدث معه من مشاهد اختصه الله بها حينما قال له: {ولنجعلك آية للناس} 0 حقا إنه آية في موته وهو في سن الأربعين وآية في بعثه بعد مئة سنة, ورؤيته مشهد إعادة خلق حماره من جديد والعظام تتحرّك أمامه واللحم يكسو جسم الحمار من جديد, وطعامه لم يتغيّر, ولم تجففه الشمس ولا الهواء بل ظل طازجا, وقد جاءت قصة عزير في القرآن الكريم تحكي عن الآية التي جعلت فيه, وأخذت منه درسا وعظة لكي يعلم من لا يعلم أن الله على كل شيء قدير وأنه I قادر على أن يحيي الموتى فهو الذي خلقها, وأماتها, وأنشأها مرّة أخرى, وهو خالق الطعام وقادر على إبقائه مئة عام دون أن يتبخر أو يتخثر أو تفوح رائحته كما يحصل خلال أيام قليلة بين يدي البشر, وهو القادر على خلق حمار عزير بعد أن أماته مئة عام وهو الذي صوّره أمام عبده عزير كي يؤمن الذين في قلوبهم تردد بأن الله على كل شيء قدير, فالخلق خلقه والكون كونه I, ليس كمثله شيء, واحد أحد فرد صمد0 و نقرأ قصته u في سورة البقرة. قال تعالى: {أو كالذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت, قال لبثت يوما أو بعض يوم, قال بل لبثت مائة عام فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسنّه وانظر الى حمارك ولنجعلك آية للناس, وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما, فلمّا تبيّن له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير}(/)
لنتذاكر آي الذكر الحكيم .. سويا
ـ[جنون الفصحى]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 08:03 م]ـ
أعزائي أعضاء الفصيح الكرام ..
هذه دعوة .... لنتذكرآيات القران الكريم من خلال
البحث عن كلمة وردت في آية
والطريقة كالآتي ..
سأحدد كلمة وردت في القرآن
وعلى العضو من بعدي تحديد
الآية واسم السورة
واختيار كلمة اخرى لمن يأتي بعده
وهكذا ..
أعزائي .. لا يخفى عليكم ما لهذه الطريقة
الشيقة .. من فوائد جمة أهمها .. تذاكر آي الذكر الحكيم
والآن الكلمة المطلوب البحث عنها هي (السيارة)
ووفقكم الله لكل خير.
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 12:23 ص]ـ
جزاك الله خيراً على موضوعك العظيم النفع
أختي الفاضلة وشكر الله لك حرصك ..
قال تعالى في سورة يوسف:
"وجاءت سيّارةٌ فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسرّوه بضاعةً والله عليم بما يعملون".
الكلمة القادمة: خرقوا
ـ[قطرالندى]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 05:57 م]ـ
وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون
سورة الأنعام - سورة 6 - آية 100
الكلمة: مشكاة
ـ[جنون الفصحى]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 09:29 م]ـ
أخي: رؤبه ..
الكلمة كانت ((السيارة)) بأل التعريف وهي موجوده في نفس السورة ((سورة يوسف)).
(قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيبت الجبّ يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين)
وجزاك الله خير الجزاء على حسن تجاوبك ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
عزيزتي (قطر الندى):
كلمة مشكاة موجودة في سورة النور آية (35):
(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)))
و جزاك الله خير الجزاء ..
سيكون البحث جار عن (الصيف).
ـ[زينب محمد]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 12:17 ص]ـ
موفقة أختي العزيزة ..
سورة قربش:
قال تعالى:"لإيلاف قريش* إيلافهم رحلة الشتاء والصيف"
الكلمة القادمة: سرمدًا ..
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 02:12 م]ـ
ذكرت هذه الكلمة:"سرمدا" مرتين في نفس السورة سورةَ القصص
قال تعالى" قل أرءيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إلهٌ غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون* قل أرءيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة من إلهٌ غير الله يأتيكم بليلٍ تسكنون فيه أفلا تبصرون"
الكلمة: أَنُلْزِمُكُمُوهَا.
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 04:44 م]ـ
جزاكم الله كلّ الخير ووفّقكم الله تعالى لخدمة الاسلام والمسلمين ........
وردت كلمة "أنلزمكموها"في سورة هود الآية (27)
قال تعالى:قَال يقوم ِأرءيتمْ انْ كنتُ على بيِّنةٍ من ربّي وآتني رَحمة ً منْ عِندهِ فَعُمَََِّيَتْ عليكم أنُلْزِمُكُمُوها وأنتمْ لها كارهون.
ألكلمة "مسغبة"
ـ[البحار الصغير]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 05:01 م]ـ
وردت كلمة مسغبة في قول الله تعالى (أو إطعام في يوم ذي مسغبة)
كلمة -مُراغَماً-
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 05:11 م]ـ
وردت كلمة مراغَماً في سورة النساء الآية 100قال جلَّ وعلا:
"ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغَماً كثيراً وسعةً ,
ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدكه الموتُ فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيماً"
الكلمة: رتقاً
ـ[أسير 1]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 07:46 م]ـ
حياكم الله ..
و بوركتم على الفكرة الجميلة
الكلمة: رتقاً
في سورؤة الأنبياء
"" أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ""
الكلمة المطلوبة: أذان
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[02 - 03 - 2007, 02:35 م]ـ
قال تعالى في سورة التوبة "الفاضحة":
"وأذانٌ من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أنّ اللهَ بريءٌ من المشركين ورسولُهُ"
الكلمة: الغنم
ـ[أبو طارق]ــــــــ[02 - 03 - 2007, 08:41 م]ـ
سورة الأنعام الآية 146
قال تعالى: ((وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُونَ))
الكلمة: انفصام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسير 1]ــــــــ[02 - 03 - 2007, 09:09 م]ـ
الكلمة: انفصام
لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا
وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
المطلوب: إلا إذا(/)
لمحبي الظواهر الفلكية
ـ[برقش]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 10:24 م]ـ
لمحبي الظواهر الفلكية فقط:)
سيشهد ليل السبت الأحد خسوفا قمريا كليا يُرى في أنحاء عديدة من العالم، بما فيها البلاد العربية. فإذا كنت من محبي الظواهر الفلكية، فلا تفوّت عليك هذه الليلة.
لمعرفة تفاصيل عامة عن خسوف القمر، وكذلك عن كسوف الشمس، يمكنك الذهاب إلى هذه الصفحة لموقع جمعية الفلك بالقطيف:
http://www.qasweb.org/events/Eclipse/eclipses.htm
إذا أردت الاطلاع على توقيت مختلف مراحل خسوف القمر التالي في مدينتك، وأنت تعرف الإنجليزية وتعرف إحداثيات موقع مدينتك والفارق بين توقيت مدينتك وتوقيت غرينتش، فاذهب إلى الرابط التالي واملأ الفراغات:
http://aa.usno.navy.mil/data/docs/LunarEclipse.html#formb
وإليك هذا المثل.
لنفترض أنك تعيش في الرياض. إحداثيات مدينة الرياض هي كالتالي:
خط الطول: 46 درجة 44 دقيقة شرقا
خط العرض: 24 درجة 39 دقيقة شمالا
الفرق عن توقيت غرنيتش: +3 ساعات
(توجد عدة وسائل لمعرفة هذه التفاصيل. وأنا استعملت المعلومات المزودة في هذا الموقع على الإنترنت:
http://www.timeanddate.com/worldclock/city.html?n=214
بعد ذلك عد إلى
http://aa.usno.navy.mil/data/docs/LunarEclipse.html#formb
واملأ المعلومات في الفراغات ثم اضغط على Get Data. ستذهب عندئذ إلى جدول يريك أوقات مختلف مراحل الخسوف، مثل دخول القمر شبه الظل، دخول القمر الظل، وغيرهما.
على أمل ألا يكون الطقس غائما في تلك الليلة:)
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 02:53 م]ـ
لا اراها اليوم إلا غائمه
اليوم سوف يكون الخسوف إن شاء الله(/)
كيف يسعد الرجل المرأة؟ وكيف تسعد المرأة الرجل؟
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 12:57 ص]ـ
كيف يسعد الرجل المرأة؟
على الرجل أن يكون
1
صديقاً
2
رفيقاً
3
حبيباً
4
أخاً
5
أباً
6
سيداً
7
رئيساً
8
كهربائياً
9
نجاراً
10
سباكاً
11
ميكانيكياً
12
مصمماً للديكور
13
صاحب أسلوب
14
طبيباً نفسياً
15
مبيد حشرات
16
طبيباً معالجاً
17
مستمعاً
18
مرتباً
19
نظيفاً جدا
20
عاطفياً
21
رياضياً
22
دافئاً
23
يقظاً ومتنبهاً
24
أنيقاً
25
ذكياً
26
مرحاً
27
مبدعاً
28
حساساً
29
قوياً
30
يتفهم
31
يتحمل
32
متعقلاً
33
طموحاً
34
قادراً ومؤهلاً
35
شجاعاً
36
مصمماً
37
صادقاً
38
يعتمد عليه
39
يمدحها بانتظام
40
يحب التسوق
41
محترماً
42
غنياً جدا
43
لا يرفع ضغطها
44
لا ينظر لغيرها من البنات
كيف تسعد المرأة الرجل؟
1
بس تتركه في
حاله
:):):)
: D :D :D
ـ[ايام العمر]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 02:24 ص]ـ
أضحك الله سنك:):):)
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 05:52 ص]ـ
التفاهم المستقبل آمن
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 11:20 ص]ـ
أضحك الله سنك أخي الكريم عاشق الفصحى، وإليك هذه النصائح أيضاً، والأمر متروك كل حسب وضعه
ثلاثون وصية .. تسعد بها زوجتك
الدكتور حسان شمسي باشا
السعادة الزوجية أشبه بقرص من العسل تبنيه نحلتان، وكلما زاد الجهد فيه زادت حلاوة الشهد فيه. وكثيرون يسألون كيف يصنعون السعادة في بيوتهم، ولماذا يفشلون في تحقيق هناءة الأسرة واستقرارها.
ولا شك أن مسؤولية السعادة الزوجية تقع على الزوجين.فلا بد من وجود المحبة بين الزوجين. وليس المقصود بالمحبة ذلك الشعور الأهوج الذي يلتهب فجأة وينطفئ فجأة، إنما هو ذلك التوافق الروحي والإحساس العاطفي النبيل بين الزوجين.
والبيت السعيد لا يقف على المحبة وحدها، بل لا بد أن تتبعها روح التسامح بين الزوجين. والتسامح لا يتأتى بغير تبادل حسن الظن والثقة بين الطرفين. والتعاون عامل رئيسي في تهيئة البيت السعيد، وبغيره تضعف قيم المحبة والتسامح. والتعاون يكون أدبياً ومادياً. ويتمثل الأول في حسن استعداد الزوجين لحل ما يعرض للأسرة من مشكلات. فمعظم الشقاق ينشأ عن عدم تقدير أحد الزوجين لمتاعب الآخر، أو عدم إنصاف حقوق شريكه.
ولا نستطيع أن نعدد العوامل الرئيسة في تهيئة البيت السعيد دون أن نذكر العفة بإجلال وخشوع، فإنها محور الحياة الكريمة، وأصل الخير في علاقات الإنسان.
وقد كتب أحد علماء الاجتماع يقول: " لقد دلتني التجربة على أن أفضل شعار يمكن أن يتخذه الأزواج لتفادي الشقاق، هو أنه لا يوجد حريق يتعذر إطفاؤه عند بدء اشتعاله بفنجان من ماء .. ذلك لأن أكثر الخلافات الزوجية التي تنتهي بالطلاق ترجع إلى أشياء تافهة تتطور تدريجياً حتى يتعذر إصلاحها ".
وتقع المسؤولية في خلق السعادة البيتية على الوالدين، فكثيراً ما يهدم البيت لسان لاذع، أو طبع حاد يسرع إلى الخصام، وكثيراً ما يهدم أركان السعادة البيتية حب التسلط أو عدم الإخلاص من قبل أحد الوالدين وأمور صغيرة في المبنى عظيمة في المعنى. وهاك بعضاً من تلك الوصايا التي تسهم في إسعاد زوجك.
1. لا تُهنْ زوجتك، فإن أي إهانة توجهها إليها، تظل راسخة في قلبها وعقلها. وأخطر الإهانات التي لا تستطيع زوجتك أن تغفرها لك بقلبها، حتى ولو غفرتها لك بلسانها، هي أن تنفعل فتضر بها، أو تشتمها أو تلعن أباها أو أمها، أو تتهمها في عرضها.
2. أحسِنْ معاملتك لزوجتك تُحسنْ إليك. أشعرها أنك تفضلها على نفسك، وأنك حريص على إسعادها، ومحافظ على صحتها، ومضحٍّ من أجلها،إن مرضتْ مثلاً، بما أنت عليه قادر.
3. تذكر أن زوجتك تحب أن تجلس لتتحدث معها وإليها في كل ما يخطر ببالك من شؤون. لا تعد إلى بيتك مقطب الوجه عابس المحيا، صامتا أخرسا، فإن ذلك يثير فيها القلق والشكوك.!
4. لا تفرض على زوجتك اهتماماتك الشخصية المتعلقة بثقافتك أو تخصصك، فإن كنت أستاذا في الفلك مثلا فلا تتوقع أن يكون لها نفس اهتمامك بالنجوم والأفلاك!!
(يُتْبَعُ)
(/)
5. كن مستقيما في حياتك، تكن هي كذلك. ففي الأثر: " عفوا تعف نساؤكم " رواه الطبراني. وحذار من أن تمدن عينيك إلى ما لا يحل لك، سواء كان ذلك في طريق أو أمام شاشة التلفاز، وما أسوأ ما أتت به الفضائيات من مشاكل زوجية!!
6. إياك إياك أن تثير غيرة زوجتك، بأن تذكِّرها من حين لآخر أنك مقدم على الزواج من أخرى، أو تبدي إعجابك بإحدى النساء، فإن ذلك يطعن في قلبها في الصميم، ويقلب مودتها إلى موج من القلق والشكوك والظنون. وكثيرا ما تتظاهر تلك المشاعر بأعراض جسدية مختلفة، من صداع إلى آلام هنا وهناك، فإذا بالزوج يأخذ زوجته من طبيب إلى طبيب!!
7. لا تذكِّر زوجتك بعيوب صدرت منها في مواقف معينة، ولا تعيِّرها بتلك الأخطاء والمعايب، وخاصة أمام الآخرين.
8. عدِّل سلوكك من حين لآخر، فليس المطلوب فقط أن تقوم زوجتك بتعديل سلوكها، وتستمر أنت متشبثا بما أنت عليه، وتجنب ما يثير غيظ زوجتك ولو كان مزاحا.
9. اكتسب من صفات زوجتك الحميدة، فكم من الرجال ازداد التزاما بدينه حين رأى تمسك زوجته بقيمها الدينية والأخلاقية، وما يصدر عنها من تصرفات سامية.
10. الزم الهدوء ولا تغضب فالغضب أساس الشحناء والتباغض. وإن أخطأت تجاه زوجتك فاعتذر إليها. لا تنم ليلتك وأنت غاضب منها وهي حزينة باكية. تذكَّر أن ما غضبْتَ منه – في أكثر الأحوال – أمر تافه لا يستحق تعكير صفو حياتكما الزوجية، ولا يحتاج إلى كل ذلك الانفعال. استعذ بالله من الشيطان الرجيم، وهدئ ثورتك، وتذكر أن ما بينك وبين زوجتك من روابط ومحبة أسمى بكثير من أن تدنسه لحظة غضب عابرة، أو ثورة انفعال طارئة.
11. امنح زوجتك الثقة بنفسها. لا تجعلها تابعة تدور في مجرَّتك وخادمة منفِّذةً لأوامرك. بل شجِّعها على أن يكون لها كيانها وتفكيرها وقرارها. استشرها في كل أمورك، وحاورها ولكن بالتي هي أحسن. خذ بقرارها عندما تعلم أنه الأصوب، وأخبرها بذلك وإن خالفتها الرأي فاصرفها إلى رأيك برفق ولباقة.
12. أثن على زوجتك عندما تقوم بعمل يستحق الثناء، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " من لم يشكر الناس لم يشكر الله " رواه الترمذي.
13. توقف عن توجيه التجريح والتوبيخ، ولا تقارنها بغيرها من قريباتك اللاتي تعجب بهن وتريدها أن تتخذهن مُثُلاً عليا تجري في أذيالهن، وتلهث في أعقابهن.
14. حاول أن توفر لها الإمكانات التي تشجعها على المثابرة وتحصيل المعارف. فإن كانت تبتغي الحصول على شهادة في فرع من فروع المعرفة فيسِّرْ لها ذلك، طالما أن ذلك الأمر لا يتعارض مع مبادئ الدين، ولا يشغلها عن التزاماتها الزوجية والبيتية. وتجاوبْ مع ما تحرزه زوجتك من نجاح فيما تقوم به.
15. أنصتْ إلى زوجتك باهتمام، فإن ذلك يعمل على تخليصها مما ران عليها من هموم ومكبوتات، وتحاشى الإثارة والتكذيب، ولكن هناك من النساء من لا تستطيع التوقف عن الكلام، أو تصبُّ حديثها على ذم أهلك أو أقربائك، فعليك حينئذ أن تعامل الأمر بالحكمة والموعظة الحسنة.
16. أشعر زوجتك بأنها في مأمن من أي خطر، وأنك لا يمكن أن تفرط فيها، أو أن تنفصل عنها.
17. أشعر زوجتك أنك كفيلٌ برعايتها اقتصاديا مهما كانت ميسورة الحال. لا تطمع في مالٍ ورثتْهُ عن أبيها، فلا يحلُّ لك شرعاً أن تستولي على أموالها.
ولا تبخل عليها بحجة أنها ثرية، فمهما كانت غنية في حاجة نفسية إلى الشعور بأنك البديل الحقيقي لأبيها.
18.حذار من العلاقات الاجتماعية غير المباحة. فكثير من خراب البيوت الزوجية منشؤه تلك العلاقات.
19. وائم بين حبك لزوجك وحبك لوالديك وأهلك، فلا يطغى جانب على جانب، ولا يسيطر حب على حساب حب آخر. فأعط كل ذي حق حقه بالحسنى، والقسطاس المستقيم
20.كن لزوجك كما تحب أن تكونَ هي لك في كل ميادين الحياة، فإنها تحب منك كما تحب منها. قال ابن عباس رضي الله عنهما: إني أحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي
21. أعطها قسطا وافرا وحظا يسيرا من الترفيه خارج المنزل، كلون من ألوان التغيير، وخاصة قبل أن يكون لها أطفال تشغل نفسها بهم.
22. شاركها وجدانيا فيما تحب أن تشاركك فيه، فزر أهلها وحافظ على علاقة كلها مودة واحترام تجاه أهلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
23. لا تجعلها تغار من عملك بانشغالك به أكثر من اللازم، ولا تجعله يستأثر بكل وقتك، وخاصة في إجازة الأسبوع، فلا تحرمها منك في وقت الإجازة سواء كان ذلك في البيت أم خارجه، حتى لا تشعر بالملل والسآمة.
24. إذا خرجت من البيت فودعها بابتسامة وطلب الدعاء. وإذا دخلت فلا تفاجئها حتى تكون متأهبة للقائك، ولئلا تكون على حال لا تحب أن تراها عليها، وخاصة إن كنت قادما من السفر.
25. انظر معها إلى الحياة من منظار واحد .. وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنساء بقوله:" أرفق بالقوارير " [1] وقوله: " إنما النساء شقائق الرجال " [2] و قوله: " استوصوا بالنساء خيرا " [3]
26. حاول أن تساعد زوجك في بعض أعمالها المنزلية، فلقد بلغ من حسن معاشرة الرسول لنسائه التبرع بمساعدتهن في واجباتهن المنزلية. قالت عائشة رضي الله عنها:
" كان يكون في مهنة أهله –يعني خدمة أهله– فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة " [4]
27. حاول أن تغض الطرف عن بعض نقائص زوجتك، وتذكر ما لها من محاسن ومكارم تغطي هذا النقص لقوله فيما رواه مسلم " لا يفرك (أي لا يبغض) مؤمنٌ مؤمنة إن كرِهَ منها خُلُقاً رضي منها آخر ".
28. على الزوج أن يلاطف زوجته ويداعبها، وتأس برسول الله في ذلك: " فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك؟ " [5]. وحتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه – وهو القوي الشديد الجاد في حكمه – كان يقول: " ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي (أي في الأنس والسهولة) فإن كان في القوم كان رجلا ".
29. استمع إلى نقد زوجتك بصدر رحب، فقد كان نساء النبي يراجعنه في الرأي، فلا يغضب منهن.
30. أحسن إلى زوجتك وأولادك، فالرسول يقول: " خيركم خيركم لأهله " [6]. فإن أنت أحسنت إليهم أحسنوا إليك، وبدلوا حياتك التعيسة سعادة وهناء. لا تبخل على زوجك ونفسك وأولادك، وأنفق بالمعروف، فإنفاقك على أهلك صدقة. قال: " أفضل الدنانير دينار تنفقه على أهلك … " [7].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] رواه أحمد في مسنده
[2] رواه أحمد في مسنده
[3] رواه البخاري
[4] رواه البخاري
[5] رواه البخاري
[6] رواه الترمذي
[7] رواه مسلم وأحمد
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 11:40 ص]ـ
ومن اجل أن لانهضم الحقوق نأتي بالقسم الآخر على بركة الله:
ثلاثون وصية ..
تسعدين بها زوجك
الدكتور حسان شمسي باشا
ليس في العالم كله مكان يضاهي البيت السعيد جمالا وراحة. فأينما سافرنا، وأنى هللنا، لا نجد أفضل من البيت الذي تخيم عليه ظلال السعادة.
والبيت السعيد هو ذلك البيت الذي لا خصام فيه ولا نزاع .. الذي لا يُسمع فيه الكلام اللاذع القاسي، ولا النقد المرير. هو البيت الذي يأوي إليه أفراد الأسرة فيجدون فيه الراحة والهدوء والطمأنينة.
وتقع المسؤولية في خلق السعادة البيئية على الوالدين. ولكننا أردنا هذا المقال أن نبين كيف تستطيع المرأة بذكائها وحكمتها وحسن معاملتها أن تسعد زوجها و من ثم تسعد بيتها.
1. تذكري أنك أنت مسؤولة عن إسعاد زوجك وأولادك، وتذكري أن رضا زوجك عنك يدخلك الجنة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة " [1].
2. لا تحمِّلي زوجك ما يفوق طاقته. فلا تحشري رغباتك ولا تكدسي طلباتك مرة واحدة، حتى لا يرهق زوجك فيهرب منك. وإذا أصررت على مطالبك الكثيرة، فقد يرفضها جميعا ويرفضك أنت رفضا تاما، غير آسف ولا نادم. وتذكري ما قاله عمر بن عبد العزيز لابنه: " إنني أخشى أن أحمل الناس على الحق جملةً، فيرفضونه جملةً ".
وعن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يحب المرأة المَلِقَةَ البزْعة (أي الظريفة) مع زوجها،الحصان (أي الممتنعة عن غيره) " [2]
3.لا تكلفيه أن يتحلى مرة واحدة بكل الصفات والفضائل والمكارم التي تشتهين أن تجتمع فيه. فمن النادر جدا أن تجتمع كل تلك الصفات في شخص واحد!
4.حين يتزوج رجل امرأة، يتعلق بصورتها الحلوة كما رآها في الواقع، ويود أن يحفظ لها هذه الصورة سليمة صافية ساحرة طوال حياته، فلا تشوهي صورتك التي في ذهنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
حافظي على جمالك وأناقتك، ونضرة صحتك، ورشاقة حركاتك، وحلاوة حديثك، ولا تتحدثي بصوت أجش، ولا ترددي ألفاظا سوقية هابطة، وإذا تخليت عن هذه السمات النسوية المطلوبة، أو أهملت شيئا منها، هبطت صورتك في نظر زوجك، وابتعدت أنت عن الصورة النسوية الرائعة التي ينشدها كل رجل في امرأته.
جاء في وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة الصالحة أنه قال: " … وإذا نظر إليها (أي زوجته) سرَّته " [3]
5. حافظي على تدينك. التزمي بالحجاب الإسلامي، ولا تتساهلي في أن يرى أحدٌ شيئا من جسدك ولو للمحة عابرة، فإن زوجك يغار عليك ويحرص على ألا يراك إلا من تحل له رؤيتك.
تزوج رجل بنتا أُعجب بحجابها وتدينها، حين ردت على صاحبتها في مناقشة مسموعة، إذ قالت " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ". وقال لها إنه سيظل دائما يتصورها بهذه الصورة الطاهرة السامية: مؤمنة بالله، راضية بقدره، متمسكة بالمبادئ السامية والأفكار الطاهرة. ولعل زوجك يرى فيك مثل ذلك، فلا تحطمي صورتك في قلبه وعقله تجملي لزوجك قبل أن يأتي إلى البيت في المساء، فيراك في أحسن حال. البسي ثوبا نظيفا لائقا، واستعملي من العطور ما يحب، ضعي على صدرك شيئا من الحلي التي أهداها إليك، فهو يحب أن يرى أثر هداياه عليك، وكوني كما لو كنت في زيارة إحدى صديقاتك أو قريباتك.
6. لا تنشغلي بأعمال البيت عن زوجك، فتظهر كل أعمال الطهي والتنظيف والترتيب عندما يأتي الزوج إلى بيته متعبا مرهقا. فلا يراك إلا في المطبخ، أو في ثياب التنظيف والعمل!! قومي بهذه الأعمال في غيابه.
7. رتبي بيتك على أحسن حال. غيري من ترتيب غرفة الجلوس من حين لآخر. ضعي لمساتك الفنية في انتقاء مواضع اللوحات أو قطع التزيين وغيرها.
8. لا تتحسري على العاطفة الملتهبة، ومشاعر الحب الفياضة وأحلام اليقظة التي كنت تعيشين فيها قبل الزواج، فهي تهدأ بعد الزواج وتتحول إلى عاطفة هادئة متزنة
9. إذا كان الرجل هو صاحب الكلمة الأولى في العلاقة الزوجية، فأنت المسؤولة عن النجاح والتوافق والانسجام في الزواج. ومهما بلغتِ من علم وثقافة، ومنصب وسلطان، ارضخي لزوجك والجئي إليه، ولا تصطدمي معه في الرأي. واهتمي في مناقشاتك معه بأن تتبادلي الأفكار مع زوجك تبادلا فعليا، فتفاعل الآراء المثمر خير من استقطابها استقطابا مدمرا.
10. أشعري زوجك دائما بمشاركتك له في مشاعره وأفراحه، وهمومه وأحاسيسه. أشعريه أنه يحيا في جنة هادئة وادعة، حتى يتفرغ للعمل والإبداع والإنتاج مما يجعل حياته حافلة مثمرة.
11. جربي الكلام الحلو المفيد، والابتسامة المشرقة المضيئة، والفكاهة المنعشة، والبشاشة الممتعة، وابتعدي عن الحزن والغم، والهذر واللغو، والعبوس والتجهم، والكآبة والاكتئاب.
12. أظهري لزوجك مهارتك وبراعتك وتفوقك على سائر النساء، وسيزداد تمسك زوجك بك، واعتزازه بصفاتك الشخصية، حين تتقنين كل شيء تعملينه.
13. لا تضيعي وقتك في ثرثرات هاتفية مع صاحباتك، أو في قراءة مجلات تافهة تتحدث عن أخبار الممثلين والممثلات، والمغنين والمغنيات، وفي قراءة قصص الحب والعلاقات الغرامية والأوهام. فما أكثر تلك المجلات في أيامنا، وما أكثر النساء اللواتي يقضين معظم أوقاتهن في قراءة تلك المجلات التافهة الهابطة.
اختاري من المجلات ما يفيد ذهنك وعقلك وقلبك، وما يزيدك ثقافة وتعينك على حل مشاكل البيت والأولاد.
15. اختاري من برامج التلفاز ما يفيدك ويزيدك ثقافة وخبرة، ولا تضيعي وقتك في المسلسلات الهابطة والأفلام المائعة.
16. شجعي زوجك على النشاط الرياضي والبدني خارج البيت. امش معه إن أمكن واستمتعا بالهواء الطلق في عطلة نهاية الأسبوع وكلما سنحت الفرصة لذلك.
17 تخيري الأوقات المناسبة لعرض مشاكل الأسرة ومناقشة حلها، إذ يصعب حل المشاكل قبل خروج زوجك للعمل في الصباح بسبب قلة الوقت، ولا تناقشي أي مشكلة عند عودته من عمله في المساء مرهقا متعبا. ولعل المساء هو أفضل فترة لمناقشة المشاكل ومحاولة حلها، ولا تناقشي مشاكل الأبناء في حضورهم، حتى لا يشعروا أنهم أعباء ثقيلة عليك وعلى زوجك، وأنهم سبب الخلاف بين الوالدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
18 لا تسرعي بالشكوى إلى زوجك بمجرد دخوله البيت من أمور تافهة مثل صراخ الأولاد. ولا تطلبي من زوجك أن يلعب دور الشرطي للأولاد، يقبض على المتهم ويحاكمه أو يضر به.
19 لا تنتقدي سلوك زوجك أمام أطفاله، ولا تستعملي ألفاظا غير لائقة يرددها الأبناء من بعدها مثل " جاء البعبع " أو " وصل الهم " …
فبعض النساء، إن تكاسل ولدها في المذاكرة قالت له: لن تنجح أبدا في حياتك فأنت كسول فاشل مثل أبيك، وإذا مرض زوجها قللت من أهمية مرضه، وإن حدثها زوجها بقصة قاطعته قائلة " لقد سمعتها من قبل .. " وغير ذلك من الأمور التي قد تبدو تافهة ولكنها تحمل في طياتها الكثير من الآلام للزوج!!
20.حذار حذار من الإفراط في الغيرة و العتاب، وتجنبي التصرفات التي تؤجج غيرة زوجك، وتبلبل أفكاره. أوصى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ابنته فقال: " إياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق، وإياك وكثرة العتب فإنه يورد البغضاء "
21.إياك أن تغاري من حب زوجك لأمه وأبيه. فكيف نقبل من زوجة مسلمة أن تبدأ حياتها بالغيرة من حب زوجها لأهله، وهو حب فطري أوجبه الله على المسلمين لا يمس حب زوجها لها من قريب أو بعيد؟ وكيف نقبل من زوجة مسلمة أن توحي لزوجها أن يبدأ حياته معها بمعصية الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في أهله، يعق والديه ويقطع رحمه من أجل رضا زوجته؟!
وهو ما أنبأ عنه الرسول صلى الله عليه وسلم عن تغيير حال المسلمين وأخلاقهم في المستقبل، فأخبر بأنه في ذلك الزمان: " أطاع الرجل زوجته وعق أمه، وبر صديقه وجفا أباه " [4]
22. لا تنقلي مشاكل بيتك إلى أهلك، فتوغري صدور أهلك ضد زوجك. بل حلي تلك المشاكل بالتعاون مع زوجك.
لا تستعل على زوجك إذا ما كنت أغنى منه أو أعلى حسبا ونسبا أو أكثر ثقافة وعلما، فلا يجوز استصغار الزوج وانتقاص قدره والتعالي عليه. يقول رسول الله صلى اللع عليه وسلم:
" لا ينظر الله تبارك وتعالى إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه " [5].
24.لا تمتنعي على زوجك في المعاشرة الزوجية. قال الرسول صلى الله عليه وسلم " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فلم تأته، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح " [6].
وتذكري أن أول حقوق للزوج على زوجه طاعتها له. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " [7].
ولا تصومي نفلا إلا بإذن زوجك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه (أي في غير رمضان) ولا تأذن في بيته إلا بإذنه " [8]
25. لا تنسِ فضل زوجك عليكِ، فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم تناسي فضل الزوج سببا لدخول المرأة النار، وسمَّاه كفراً. فعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" أُريتُ النار، فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن ". قيل: أيكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير (أي الزوج) ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهرَ، ثم رأتْ منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط " [9].
26. حافظي على أموال زوجك، ولا تنفقي شيئا من ماله إلا بإذنه، وبعد أن تستوثق من رضاه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تنفق امرأة شيئا من بيت زوجها إلا بإذنه. قيل يا رسول الله ولا الطعام؟ قال: ذلك أفضل أموالنا " [10].
وإذا أعسر زوجك فتصدقي عليه من مالك، وإن لم يكن لك مال، فاصبري على شظف العيش معه لعل الله تعالى يفرج عليكما.
27. إذا كنت من الأمهات العاملات، فلا تتصوري أن ما يحتاج إليه زوجك وأولادك هو المال وحده، فتغدق الأم عليهم المال تعويضا عن تقصيرها في أداء مهامها الإنسانية. وهيهات هيهات أن يتساوى اللبن الصناعي مع لبن الأم الرباني الطبيعي. أو يتساوى حنان الخادمة مع حنان الأم .. وطعام الخادمة الكافرة مع طعام الزوجة النظيفة، وتربية المربية الجاهلة مع تربية الأم الواعية.
28. لا تضجري من عمل زوجك، فإن أسوأ ما تصنع بعض النساء هو إعلان الضجر من عمل الزوج. والإعلان يكون عادة في خلق النكد، والدأب على الشكوى، واتهام الزوج بإهمالها .. واللجوء إلى بيت أمها غضبى.
29. تذكري أن الزوج الذي اعتاد أن يرى أمه هي أول من تستيقظ من نومها، ثم توقظ كل من في البيت بعد ذلك، وتجهز لهم الفطور، وتعاون الصغار في ارتداء ملابسهم، لن يرضى بامرأة اعتادت أن تنام حتى منتصف الشمس في كبد السماء.!!
30. تذكري أن البيت المملوء بالحب والسلام، والتقدير المتبادل والاحترام، مع طعام مكون من كسرة خبز وماء، خير من بيت مليء بالذبائح واللحوم وأشهى الطعام، وهو مليء بالنكد والخصام!!
--------------------------------------------------------------------------------
[1] رواه ابن ماجة والترمذي
[2] رواه الديلمي
[3] رواه ابن ماجة
[4] رواه الترمذي
[5] رواه النسائي والبزار والحاكم وقال صحيح الإسناد
[6] متفق عليه
[7] رواه الترمذي وصححه
[8] رواه البخاري
[9] رواه البخاري
[10] رواه الترمذي بسند جيد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 01:48 م]ـ
جزاك الله الف خير أخي الشمالي
واضحك الله سنك د. عاشق الفصحى
ولكني لا اعتقد بأن يكون غنيا
ملاحظه:هذه الفقره للمزوجين
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 07:50 م]ـ
شكراً لك أخي الشمالي على هذا الإبداع والإمتاع
وشكراً لكل من تداخل
وتحية منعنعة بنعناع طيبة للجميع(/)
فشل كبدي حاد لامرأة سعودية استخدمت أعشابا سامة
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 07:44 ص]ـ
استقبل مركز الكبد بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض مؤخرا امرأة سعودية سبعينية كانت قد أجرت عملية سابقة لبتر إحدى رجليها من اسفل الركبة بسبب مرض السكر والغرغرينا ونتج عن ذلك التهاب بكتيري جرثومي مكان البتر مما دعا المريضة حسب أقوالها إلى استخدام المرة والصن وذلك منعا (للشمم) أو التهاب الجرح. وقد حصلت هذه السيدة على هذه المواد من محلات للعطارة بمنطقة الرياض وقامت باستخدام جرام واحد من المرة مذابة بلتر ماء وكذلك الصن ما يقارب خمسة جرامات مذابة في لتر من الماء، وحسب أقوالها فإنها كانت تقوم بشرب كاس من كل منهما عدة مرات في اليوم ولمدة شهرين متواصلين. كما كانت منتظمة بحقن الانسلوين وهو الدواء الوحيد الذي كانت تستخدمه مما سبب لها بعد استخدامها لهذه الأعشاب، كل هذه الفترة، التعب والصفار والوهن وحضرت إلى مركز الإسعاف والطوارئ بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني.
وقد تبين بعد التحاليل التي عملت لها بالمدينة الطبية أنها تعاني من حالة فشل كبدي حاد والتهاب في مكان جرح البتر وعدم وجود فيروسات أو أمراض كبد أخرى تبرر هذا الفشل الحاد وكانت إنزيمات الكبد لهذه المريضة طبيعية جدا في السابق، وقد تجاوز مستوى هذه الأنزيمات 4700 (الطبيعي اقل من 40) مع وجود سيولة عالية في الدم ونقص في بروتين الألبومين مما استدعى إدخالها إلى وحدة أمراض الكبد تحت إشراف الدكتور إبراهيم بن حمد الطرّيف استشاري أمراض الكبد.
وقد تم عمل خزعة من الكبد لها عن طريق وريد الرقبة وذلك بسبب سيولة الدم العالية لديها واتضح أن لديها اكثر من 50% من خلايا الكبد قد دمرت تماما مما أدى إلى فشل حاد للكبد، هذا وقد عولجت المريضة وذلك بإيقاف استخدامها لهذه الأعشاب وعلاج الفشل الكبدي لديها، وقد تجاوزت ولله الحمد هذه المريضة أزمتها الصحية كما تم علاج التهاب الجرح بمضادات للجراثيم مناسبة عن طريق الوريد وغادرت المستشفى خلال عشرة أيام وهي بحالة صحية جيدة بعد شفاء التهاب الجرح وتحسن وظائف الكبد لديها.
وقد تم عمل التحاليل على هذه الأعشاب التي كانت تستخدمها هذه المريضة وذلك في مركز السموم بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض وتبين من التحاليل التي اشرف عليها الدكتور محمد عبدالله الطفيل مشكورا أن هذه الأعشاب كانت السبب الوحيد لفشل كبد هذه المرأة لاحتوائها على مواد كيميائية سامة للكبد من فصيلة الفينولات تسمى (ب كريسول) وأيضا احتوائها على كميات كبيرة جدا من (الرصاص والزرنيخ) والتي هي سامة أيضا، كما أفاد التقرير بأن هذه الأعشاب الطبيعية غير صالحة البتة للاستخدام الآدمي.
هذا وقد راجعت المريضة عيادة الكبد بعد عدة أسابيع من خروجها وهي في حالة صحية مستقرة وتبين أن جميع تحاليل الكبد لهذه المريضة عادت إلى وضعها الطبيعي ولله الحمد وقد أخذت المريضة وعدا على نفسها بان لا تعاود استخدام هذه الأعشاب أو غيرها لأغراض طبية.
وحول استخدامات الأعشاب الطبيعية ودرجة خطورتها قال الدكتور إبراهيم بن حمد الطرّيف استشاري أمراض وزراعة الكبد في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية: أن استخدام الأعشاب الطبيعية لأغراض طبية هو مشكلة كبيرة نشاهدها بشكل شبه يومي لدى مرضى الكبد، وان الكثير من هذه الحالات لايتم اكتشافها ولكنه مع الأسف يؤدي إلي اعتلالات مرضية وإلى بعض الوفيات، لذا يجب تكاتف المواطنين وجميع الجهات المسؤولة بمنع هذه الممارسات الخاطئة التي يذهب ضحيتها بعض من مستخدميها، وذلك بغرض الاتجار بحياة المرضى وبيعهم حفنة من الأعشاب قيمتها عدة ريالات بمبالغ خيالية نظرا لأنها لأغراض طبية، وأضاف انه ليس ضد الطب البديل ولكنه بحاجة إلى عمل ضوابط وتقنين له، وقال الدكتور إبراهيم الطريف: انه إذا تم إنتاج هذه الأعشاب عن طريق شركات عالمية ووضع عليها تاريخ الإنتاج والانتهاء وتم حفظها في أماكن آمنة من الرطوبة والحرارة ومنع تجرثمها وكتابة مركباتها الكيميائية وجرعاتها واستخداماتها ومضاعفاتها الجانبية المحتملة ومن هم الأشخاص الذين يجب أن يستخدموها وبأي جرعات ..... الخ. وذلك بعد ثبوت فعالية هذه المركبات علميا (بالضبط كما هي الحال بالنسبة للعقاقير الطبية) فهنا ربما يكون الاستخدام الأكثر أمنا وربما يعود على المريض بالفائدة لا المضرة.
من هذه الحالة يتضح جليا أن ارتباط هذه الأعشاب بتدمير الكبد قد اثبت علميا وبدون أدنى شك، ورغم استخدام هذه الأعشاب لمدة طويلة (ربما كانت المدة الزمنية من أهم الأسباب للتأثير على الكبد) لم تؤدِ الغرض الذي استخدمت من اجله (منع الشمم أو شفاء التهاب الجرح لدى المريضة) بل أدى إلى تدمير كبد المريضة لولا لطف الله.
مع العلم بأن بعض هذه الأعشاب الطبيعية غير صالحة للاستخدام الآدمي بتاتا رغم بيعها في محلات العطارة، كما أن هذه الأعشاب الطبيعية قد تمثل خطرا كبيرا على من يتناولها، لذا لابد من الحذر من استخدام هذه الأعشاب أو غيرها.
وناشد الدكتور الطريف الجميع بالتضافر ضد هذه المزاولات الخاطئة والخطيرة التي تكلف الأرواح والأموال وألا ينخدع البعض ببعض الكلمات الجذابة مثل (أعشاب طبيعية ليس لها أعراض جانبية، وخالي من المركبات الكيميائية ... الخ) .. والواقع أن جميع الأعشاب الطبية تحتوي على مواد كيماوية منها المفيد بجرعات محددة ومنها ماهو مضر ... وان ما تقوم به شركات الأدوية هو استحضار المادة الدوائية الفعالة من المركبات وابعاد الشوائب والمواد الضارة الأخرى منها. كما أن الكثير من الأدوية الحديثة قد استخلص أصلا من بعض الأعشاب الطبيعية.(/)
مُحَمَّد
ـ[مُحَمَّد]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 10:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي ..
أنا شخص ٌ جديد ... إنضم إليكم حديثا ً
بكل صراحة .. انا ضعيف جدا ً في اللغة العربية
برغم محبتي لها .. ولكن لا يمنع ذلك وجود ثغرات كبيرة في طريقتي
حيث أني لا أجيد التعبير ... ايضا ً في الإعراب اجد مشكلة كبيرة
والأهم من ذلك والذي دفعني الى هنا .. شيئين اثنين:
" الأعداد " و " الهمزة "
وهي في إعتقادي مشكلة لكثير من الأشخاص
وليس أنا فقط ... ولكني اطمح للأفضل
لا استطيع التعبير بشكل واضح ....
ولا أستطيع إظهار عربيّتي للناس بشكل يرضيني أنا قبل رضاهم
لا أخفيكم ... في المنتديات الأخرى يطلقون علي إسم (النحوي)
وهذه مشكلة حيث ان معظم مرتادي المنتديات مشاكلهم اللغوية كثيرة جدا ً
فأستلذ ّ بدوري في التصحيح الإملائي لهم بالرغم أني اصغرهم سنا ً
ولأني صغير ... فأحببت أن أعيد توثيق وتثبيت لغتي من جديد
بمساعَدَتِكُم أنتُم أساتذتي ... فـ هل لي من قبول بينكم؟
ايضا ً طلب أخير ..
أتمنى من كل شخص يأتي بعدي في أي موضوع ٍ كان
يصحح أخطائي الإملائية وتراكيب الجُمَل
ابتداء ً من هذا الموضوع لكي ابتديء في التعليم من الآن
هذا ولكم خالص التحية ....
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 12:59 م]ـ
حياك الله أخي الفاضل بين إخوانك.
ولا شك ستجد الفائدة العظيمة هاهنا، فالفصيح يضم بين جنباته أعلاما و نجوماً، نسأل الله عز وجل أن يحفظهم للعربية و أن يحفظ العربية بهم.
و أنا أتعلم هنا مثلك أخي، و هذه محاولة بسيطة مني لتوجيهك لبعض الأخطاء في مشاركتك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي ..
أنا شخص ٌ جديد ... إنضم إليكم حديثا ً
بكل صراحة .. انا ضعيف جدا ً في اللغة العربية
برغم محبتي لها .. ولكن لا يمنع ذلك وجود ثغرات كبيرة في طريقتي
حيث أني لا أجيد التعبير ... ايضا ً في الإعراب اجد مشكلة كبيرة
والأهم من ذلك والذي دفعني الى هنا .. شيئين اثنين:
" الأعداد " و " الهمزة "
وهي في إعتقادي مشكلة لكثير من الأشخاص
وليس أنا فقط ... ولكني اطمح للأفضل
لا استطيع التعبير بشكل واضح ....
ولا أستطيع إظهار عربيّتي للناس بشكل يرضيني أنا قبل رضاهم
لا أخفيكم ... في المنتديات الأخرى يطلقون علي إسم (النحوي)
وهذه مشكلة حيث ان معظم مرتادي المنتديات مشاكلهم اللغوية كثيرة جدا ً
فأستلذ ّ بدوري في التصحيح الإملائي لهم بالرغم أني اصغرهم سنا ً
ولأني صغير ... فأحببت أن أعيد توثيق وتثبيت لغتي من جديد
بمساعَدَتِكُم أنتُم أساتذتي ... فـ هل لي من قبول بينكم؟
ايضا ً طلب أخير ..
أتمنى من كل شخص يأتي بعدي في أي موضوع ٍ كان
يصحح أخطائي الإملائية وتراكيب الجُمَل
ابتداء ً من هذا الموضوع لكي ابتديء في التعليم من الآن
هذا ولكم خالص التحية ....
هناك أشياء أخرى لفتت نظري، لكن لم أشر إليها لشكي فيها:)، ننتظر التصحيح من الأساتذة الكرام إن شاء الله.
والسلام عليكم(/)
كيفيّة التواصل معكم
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 02:04 م]ـ
ألرّجاء اخباري عن كيفيّة التواصل مع المنتدى وكيفيّة طرح المواضيع؟؟؟؟
ما هي مدى صلاحيّاتي والشكر والأمتنان سلفا؟؟؟
أخوكم: شائق(/)
اختبر ذكائك في حل هذا اللغز
ـ[دره النقيب]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 06:48 م]ـ
مر اعرابي على رهط من الشباب وقال لهم السلام عليكم ايها المئه قالوا لسنا بمئه ولكن نحن وضعفنا زائدا نصفنا زائدا ربعنا وانت معنا نصبح مئه فكم هو العدد الاصلي؟ ;)
ـ[دره النقيب]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 08:38 م]ـ
العدد الاصلي هو -----------0 - بسيط جدا وطرحي له وافي
ـ[دره النقيب]ــــــــ[02 - 03 - 2007, 07:27 م]ـ
::: مر اعرابي على رهط من الشباب فسلم عليهم فقال السلام عليكم ايها المئه قالوا: لسنا مئه ولكن نحن ومئلنا زائدا نصفنا زائدا ربعنا وانت معنا نصبح مئه فكم هو عددهم
ـ[الأحمر]ــــــــ[02 - 03 - 2007, 11:22 م]ـ
السلام عليكم
36
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 01:30 ص]ـ
السلام عليكم
36
نعم هذا الحل صحيح للأخفش لكن يوجد صفحة للألغاز
وفقك الله يادره وأحملي اللغز لتلك الصفحة(/)
قرأت لك: رؤبة بن العجاج
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 11:47 م]ـ
الشاعر رؤبة بن العجاج
وقال الشاعر رؤبة بن العجاج واصفاً هزيمة حملة أبرهة ببيتين شعر: ومسهم ما مس أصحاب الفيل ترميهم بحجارة من سجيل , ولعبت بهم طير أبابيل فصيروا مثل عصف مأكول , بعد أعوام جاء القرآن في سورة الفيل ليقول نفس كلام هذا الشاعر: "ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل، أم يجعل كيدهم في تضليل، وأرسل عليهم طيراً أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول".
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 02:26 م]ـ
وقال الشاعر رؤبة بن العجاج واصفاً هزيمة حملة أبرهة ببيتين شعر: ومسهم ما مس أصحاب الفيل ترميهم بحجارة من سجيل , ولعبت بهم طير أبابيل فصيروا مثل عصف مأكول , بعد أعوام جاء القرآن في سورة الفيل ليقول نفس كلام هذا الشاعر: "ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل، أم يجعل كيدهم في تضليل، وأرسل عليهم طيراً أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول".
بارك الله فيك أخي الفاضل ..
لكن هناك خطأ كبير جدا في المصدر الذي أخذت منه هذه المعلومة!!!!
فرؤبة بن العجاج بن عبد الله بن رؤبة التميمي ,أبو الجحّاف
شاعرٌ رجّازٌ أمويٌ مخضرمٌ أدرك الدولة العباسية,
وتوفي في خلافة أبي جعفر المنصور عام 183أو 184هـ!!!
وليس هناك من العرب من يحمل الإسم ذاته
إلا راجزٌ آخر يدعى: رؤبة بن العجاج الباهلي, أبو بيهس ,
وهو إسلاميٌّ أيضاً وليس بجاهليّ ..
فكيف يقول المصدر:
بعد أعوام جاء القرآن في سورة الفيل ليقول نفس كلام هذا الشاعر: "ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل، ألم يجعل كيدهم في تضليل، وأرسل عليهم طيراً أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول".
ولك مني الشكر والتقدير ..
والسلام,,,
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 12:49 ص]ـ
جزاك الله خيراً على البيان الصائب.
ـ[دره النقيب]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 10:46 م]ـ
[660033 مقدما ارجو المعذره على تطفلي ياخي رؤبه ان لسمك لم يمر على من قبل فهل تتفضل بايضاح معنى اسمك حفظك الله ورعاك وعاشت الاسامي كما يقال عندنا
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 08:44 ص]ـ
[660033 مقدما ارجو المعذره على تطفلي ياخي رؤبه ان لسمك لم يمر على من قبل فهل تتفضل بايضاح معنى اسمك حفظك الله ورعاك وعاشت الاسامي كما يقال عندنا
حياك الله أختي درة النقيب من العراق الحبيب ..
اسمي الحقيقي هو"سالم" كما ترينه في توقيعي:): rolleyes:..
أمّا اسم معرفي فهو على اسم الشاعر الرجّاز الكبير رؤبة بن العجاج التميمي رحمهما الله وغفر له وجمعنا وإياه في مستقر رحمته ..
و كلمة رؤبة ذات معانٍ كثيرة:
- رُوْبة الليل: هي ساعة من الليل.- قيل سمّى العجَّاج الراجز ولده
رؤبة به لأنه ولد في منتصف الليل.
- رُوبة اللبن: خميرة تخلط مع اللبن ليروب.
- الروبة: تقول العرب فلان لا يقوم بروبة أهله أي بما أسندوا إليه من حوائجهم.
- الروبة: الكسل والفتور بسبب كثرة شرب اللبن.
- الروبة: تقول العرب أرضٌ روبة أي كريمة.
-الروبة: شجر الزعرور.
_ الروبة: اللبن الذي زبدُهُ فيه وأيضاً اللبن الذي نزع منه زبده فهو من الأضداد.
- الروبة: تطلق على العقل قالت العرب:روبة المرء عقله.
- الرُؤْبة - بالهمز -: هي القطعة التي يُرْأَب بها اي يشدُّ ويصلح بها الشيء.
هذا ما يحضرني الآن في معنى اسم رؤبة.
و للفائدة ارجعي إلى كتاب خزانة الأدب للبغدادي رحمه الله الجزء الأول ترجمة رؤبة بن العجاج صفحة93.
" ملاحظة ذكرت خطأً أنَّ رؤبة الشاعر التميمي توفي في سنة 183أو 184وكلاهما خطأٌ, والصواب أنه رحمه الله توفي عام 145هجري "
والسلام,,,(/)
سليمان عليه السلام
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 01:43 ص]ـ
سليمان u
قال تعالى: {و لسليمان الرياح غدوّها شهر ورواحها شهر وأرسلنا له عين القطر, ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه, ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير} 0خرج سليمان u كعادته الى بيت المقدس, وكانت العاصفة شديدة, وبقي هناك في محرابه, يعبد الله حتى انتصف الليل, فلما همّ للعودة, تجلى له نور الله عز وجل, وشعر كأن روحه تهيم في تلك الأشعة النورانية, فانطلق لسانه وتحرّكت شفتاه فقال: {وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي انك أنت الوهاب} 0 شعر سليمان u كأنه في حلم لم يستيقظ منه الا في الصباح فعاد الى قصره وجلس على عرشه يفكر فيما رآه من محرابه, وفيما دعا به ربه. فسمع هاتفا يهتف به ويقول له: لقد استجاب الله دعاءك, وسخر لك في ملكه ما لم يسخره لغيرك. سخر الله I الرياح لسليمان تجري بأمره حيث يشاء فتسقط الأمطار, وتسوق السفن. وسخر له الجن والشياطين, يعملون له ما يريد من بناء المساكن والقصور, و إصلاح الأرض للزراعة, وحفر الآبار لريّها. وأخضع الله Y لسليمان u الطير والحيوان, فكان هؤلاء وهؤلاء من رعاياه المخلصين. وكان u عبدا شكورا, يحمد الله وكان من عباد الله المخلصين. فقال عليه السلام: رب, بما أنعمت عليّ وعلى والديّ, سأهب نفسي لطاعتك والجهاد في سبيلك, فوفقني الى طريقك المستقيم. سأحارب الفقر الذي يذل عبادك المخلصين. سأعلن الحرب على الظلم الذي فتن عبيدك الأولين. سأجاهد ما حييت المشركين بك, الخارجين عن طاعتك. عند ذلك سمع الملائكة تقول آمين. فسجد لله القوي العزيز. وحرص سليمان عليه السلام أن لا يفتنه الشيطان بالملك الواسع الذي وهبه الله له والقوى الخارقة التي لم يهبها الله لأحد من قبله ولا لأحد من بعده. سخر u كل هذه النعم التي أنعم الله بها عليه للإصلاح والتعمير, فخرجت السفن تدفعها ريح سليمان, وعادت تحمل المتاجر من البلاد النائية والجزية من ملوك الأرض والأقطار الواسعة, وقامت شياطين الجن بحفر الآبار وبنائها في الصحراء, و إصلاح الأراضي المحيطة بها, وقطع الأحجار من الجبال, وبناء المدن والأمصار بشوارعها الممهدة, وميادينها الفسيحة, وجعلت في وسط كل ميدان قدرا كبيرا من الحجر المنحوت, يشبه وعاء الطعام, ولكنه عظيم الاتساع, وتأتي السحب بعد ذلك فتملؤه بمياه الأمطار, فاذا هي كبيرة عظيمة الاتساع, تكسب الميادين بهجة وجمالا فاذا أخذت المدينة زخرفها وازينت أقبل الناس على سكناها وبذر البذور في الوادي المحيط بها, وريّها بمياه الأمطار والآبار فتخضرّ الأرض, ويعم الخير, ويعيش الناس في رخاء يعبدون الله الواهب الرزاق. وكثرت عمارة المدن, وزراعة الصحارى, وعاش بنو اسرائيل في نعيم ما رأوا مثيله في غابر الأيام والأزمان. وكان قصر سليمان قصرا رائعا, بل يعدّ من أروع ما تمّ تشييده في هذا الوقت, فأحجاره من الرخام المرمر, وجدرانه وسقفه مموّهة بالذهب الخالص, وبالقرب من مساكن الجند وحظائر الخيل, وتحت القصر خزائن الملك في جوف الأرض, يهبطون اليها في سراديب ممتدّة بين قاعاتها, وفي نهايتها أبواب ضخمة, وقف على كل منها ماردان من عفاريت الجان. ومن المعجزات التي أنعم الله بها على سليمان, أن الشياطين كانت تخرج كل يوم الى الجبال: بعضهم ينبشونها ويستخرجون دفائنها من الذهب والماس, وآخرون يغوصون في البحار يصيدون حبّات اللؤلؤ الثمينة, ويعود هؤلاء وهؤلاء في المساء, فيضعون ما جمعوا في خزائن سليمان, ثم يغلقون أبواب الخزائن كلها, ويخرجون من سراديبها الى بهو القصر العظيم, فتغلق البوابة الكبرى, ويقف لحراستها ماردان من أشراف الجان, لا تغمض لهما عين. كانوا يخرجون في كل يوم ويعودون, حتى امتلأت خزائن الأرض بالمعادن النفيسة, والأحجار الكريمة التي لا يجرؤ على الدنو منها والاقتراب منها انس ولا جان. وكان سليمان عليه السلام يعاقب من يخالفه من الشياطين عقابا صارما, فيحبسه في قارورة من زجاج فلا يستطيع الفرار منها طول حياته, وفي يوم جيء له بأحد الشياطين مقيدا بالأغلال, فلما سأل عن ذنبه قيل له: انه قد أضاع لؤلؤة كبيرة خرج بها من البحر, ولم يودعها خزائن الملك. قال سليمان: أين خبأتها أيها العفريت؟ قال الشيطان: لقد غصت مع الغائصين, وخرجت بلؤلؤة في حجم رأس
(يُتْبَعُ)
(/)
الإنسان, ما رأى أحد مثلها في جمالها, وروعة بريقها, وظننت أنني بهذه اللؤلؤة سأحظى برضاك عني طول حياتي, ولكنني عند العودة فوجئت بمارد جبّار قد انقض علي من السماء, وخطفها مني ثم انطلق في الجو نحو الجنوب, واختفى بين طيات السحاب, فما استطعت اللحاق به. قال سليمان: اذا كان حقا ما تقول فاني سأعرض الجن عليك لتخرجه من بينهم. قال الشيطان: لو كان هذا الجني من مملكتك لما استطاع أن يفرّ مني, ولكنه جنيّ من نوع آخر يعيش في مملكة أخرى. عندئذ أمر سليمان عليه السلام بسجنه حتى يرى مبلغ صدقه, ودعا وزيره "آصف" وكان وزيرا حكيما, وعالما, فرأى الوزير أن الجني صادق فيما يقوله, فقال لسليمان: يا نبي الله؛ ان الشياطين لا تهتم بجمع اللآلئ بنفسها, ولا بد أنها مسخرة لملك من الإنس, ولقد ساق الله اليك هذا الحادث ليذكرك بما أخذته على نفسك وهو الجهاد في سبيل الله بما وهب لك من القرى, فشغلك جمع النفائس عن الوفاء بوعدك, وأرى أن تجدّ في البحث وراء هذا المارد حتى تهتدي الى الملك الذي أرسله وربما وجدته من المجوس الذين يتخذون لهم أربابا من دون الله I. أمر سليمان بإطلاق سراح الجني الذي صاد اللؤلؤة, ومكث بعد ذلك ساعة مطرقا يفكر في كلام وزيره, ثم ذهب الى محرابه في بيت المقدس حتى منتصف الليل, وفي الصباح أمر أن يتهيأ الجيش للزحف نحو الجنوب0 خرج سليمان يوما على صهوة جواد أشهب وعن يمينه فرسان الإنس على خيول حمر, وعن يساره فرسان الجن على خيول سود, وخلفه المشاة الذين لا يحصى عددهم من الإنس ومردة الجن, وانتشرت الطيور جماعات في السماء, تحجب أشعة الشمس المحرقة عن هذا الجيش العظيم الذي لم ير الناس مثله. تحرّك الجيش الى الجنوب وظل أيام يضرب في مجاهل الصحراء حتى أشرف على وادي النمل فقالت نملة: {يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون} 0 سمع u قولها, وفهم حديثها, فتبسّم ضاحكا من قولها وقال: {ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحا ترضاه} 0 أحسّ سليمان بالمعجزة التي أنعم الله بها عليه وهي أنه يسمع قول نملة في باطن الأرض لا ترى بالعين المجرّدة ويفهم لغتها, ذلك أمر لا يؤتى لأحد غيره u وبمشيئة الله وقدرته U.0
أمر u فضربت الخيام, واستراح الجيش أمام وادي النمل يوما وليلة, ولمّا تهيأ الجيش بعد ذلك للرحيل, جمع فتات الطعام, فاتخذ النمل طريقه اليه ينقله الى بيوته, وتحوّل جيشه الى طريق آخر في الصحراء, فظلوا سائرين فيها ليالي وأيّاما, ولم يصادفوا واحة ينزلون بها, أو عينا يشربون منها حتى نفذ ما كان معهم من الماء, وأقبل السقاءون على سليمان يخبرونه حقيقة الأمر. واستخدم u ما أتاه الله من فضل, بل نقول أنه استخدم المعجزة التي حباه الله اياها وهي تسخير الجن له فأصدر سليمان أمره الى شياطين الجن بحفر الآبار و إخراج الماء من باطن الأرض, فحفروا ولكنهم لم يجدوا ماء فأعادوا الحفر في أكثر من جهة, فما خرج الماء في واحدة منها, وعادوا الى سليمان بخيبة الأمل. قيل لسليمان u: ان الهدهد وحده هو الذي يعرف بفطرته أماكن الماء في طبقات الأرض, وهو الذي يستطيع أن يخبرنا عن ماء قريب من السطح. قال سليمان لحاجبه: عليّ بالهدهد. خرج الحاجب وعاد ليقول: ان الهدهد ليس موجودا يا مولاي. غضب سليمان u, وخرج يتفقد الطير, فوجد مكان الهدهد خاليا فقال: {ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين} 0 قال الغراب: لقد رأيته ينطلق نحو الجنوب في صحبة هدهد آخر من طيور هذه الأرض. قال سليمان: لأعذبنه عذابا شديدا, أو لأذبحنّه, أو ليأتيني بدليل قوي يبرر به سبب عصيانه أمري ومخالفته تعليماتي. فقال "آصف" وزير سليمان u: ان هذه أول مخالفة تصدر من طير ضعيف, كان مثالا للطاعة والولاء, ولا بد أن في الأمر سرّا. قال سليمان: أي سر يختفي وراء غياب الهدهد؟!. قال آصف: أخشى أن قد اقتربنا من وادي الجان, واستعملت أبالسته السحر والخداع فأضلتنا عن مكان الماء وأسرت الهدهد حتى لا يكتشف لنا ينابيعه. وقد أخبرني أحد الشياطين أنه سمع في جوف الجبل عزف الجن, وحاول أن يتفقد أثرهم فما عرف طريقهم, ولا مكانهم, وأبدى خوفه من أن نكون قد وقعنا في أسر مارد جبار من شياطين الجن. تبسّم u لهذا الخبر العجيب, وقال: الحمد لله الذي هدانا إليهم, وان
(يُتْبَعُ)
(/)
النصر لقريب. كان أمر الماء يشغل سليمان, لأن جنوده يشعرون بالعطش وفي هذا الأمر خطر على حياتهم, فخرج u من خيمته وأمر الريح العاصف بحمل السحب الماطرة اليه. فهبت الرياح من الشمال والجنوب, وساقت أمامها السحب ونزل المطر غزيرا من السماء, فملئت القدور والقرب والمواعين وشرب الجيش ماء عذبا, وحمدوا الله جميعا على رحمته, وجليل نعمته, وهذه معجزة من معجزات نبي الله سليمان عليه السلام. نعود الى الهدهد الذي ترك مكانه بين الطيور, بدون اذن منه u فانه نظر الى مواعين الماء فوجدها فارغة, فخاف أن يموت جيش سيده من العطش, فترك مكانه وأسرع الى الأمام يجدّ في البحث عن الماء, فوج طبقات الأرض كلها صخور صمّاء, ليس بها عين من عيون الماء, وصادفه في طريقه هدهد آخر مقبل من الجنوب, فتعارفا وتطوّع هدهد الجنوب, وأرشده الى ينبوع عظيم. انطلق الهدهدان حتى أتيا واديا خصيبا, ثم وقفا يستريحان على شجرة في بستان كبير مملوء بالأشجار والورود و الزهور وفي وسطه بحيرة واسعة, يخرج الماء اليها من عيون الأرض. فينساب في الجداول بين نبات الأرض وأشجارها. فرح هدهد سليمان, واستأذن صديقه هدهد الجنوب أن يعود الى سيّده ليخبره بما رأى, ولكن هدهد الجنوب استوقفه وقال له: أنت لم تر الا شيئا صغيرا, فتعال معي لتشاهد عزا وملكا كبيرا خلف هذا الوادي, حتى اذا عدت الى سيّدك أخبرته بكل ما رأيت, فيكون لخبرك أثر عظيم في نفسه0
قال هدهد سليمان: وماذا تريني بعد؟
قال هدهد الجنوب: انطلق معي لتشاهد بعينيك0
طار الهدهدان وتخطيا جبلا عاليا, ثم هبطا على واد أخضر به زرع نضير, وقصور فخمة, ثم اتجها نحو قصر بديع فوق ربوة عالية, فدهش هدهد الشمال بما رأى من مناظر العز والجاه, ومظاهر الملك والسلطان0
فقال لصاحبه: عجبا ما رأيت مثل هذا الا في ملك سليمان في الشمال.
قال هدهد الجنوب: وما ملك سليمان هذه بجانب ملك "بلقيس" في الجنوب, اهبط معي من هذه الفتحة لتشاهد هذه المملكة الرائعة وقومها وهم يعبدون الشمس. هبط الهدهدان, ورأى هدهد سليمان القوم يسجدون للشمس من دون الله, فراغه ذلك, ثم ذهب به هدهد الجنوب الى قصر "بلقيس" وأراه عرشها العظيم, ثم قال له: انظر الى هذه اللؤلؤة الكبيرة, هل عند سيّدك مثلها؟
قال هدهد سليمان: كيف وصلت اليها هذه اللؤلؤة؟
قال هدهد الجنوب: جاء بها عفريت من الجن منذ شهر.
قال هدهد سليمان: اذن هذه لؤلؤة سليمان التي خطفها عفريتكم من يد الجني الذي صادها والويل لكم من سليمان.
قال هدهد الجنوب: ليس الأمر كما تظن ف "بلقيس" تملك الجن كما تملك الإنس, وأخشى على ملكك أن يغترّ بقوته, ويقدم على محاربتها, فيذوق ذل الأسر والهوان على يد جنودها. ورغم أن هدهد الجنوب بالغ في القول على علاقة الجن ببلقيس لأن هذا الأمر لم يعطى الا لسليمان u, فقد سمع هدهد سليمان كل هذا, ورأى ما رأى, ثم عاد مسرعا الى سليمان, فوجد سحبا كثيرة تسقط الأمطار والقوم يشربون. وصل الهدهد-هدهد سليمان- الى مقرّه, وتقدّم في ذلة وخضوع الى الملك سليمان فوجده ساخطا عليه, وخاف على نفسه سوء العاقبة.
قال سليمان: أين كنت أيها الهدهد؟ وما سبب مخالفتك أمري؛ وتركك مكانك بدون إذني؟! قصّ الهدهد على سليمان قصته كلها. ابتسم سليمان وقال: {سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين* اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تولّ عنهم فانظر ماذا يرجعون} 0 حمل الهدهد رسالة سليمان الى بلقيس وطار بها الى قصرها فوجدها جالسة على عرشها, وأمامها حاشيتها ووزراؤها فأسقط الخطاب في حجرها واختفى وراء ستار النافذة. كانت بلقيس قد عقدت مجلس الشورى للنظر في الأخبار التي جاء بها الجن عن سليمان وجيوشه, فلما وقعت الرسالة في حجرها عجبت لذلك, ثم قرأتها على الحاضرين, جاء في الرسالة: {انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم* ألا تعلو عليّ وأتوني مسلمين} 0 فقالت لهم بلقيس: {أفتوني في أمري} 0 قالوا: {نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر اليك فانظري ماذا تأمرين} 0 قالت بلقيس: {ان الملوك اذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة} ولقد سمعت بسليمان من قبل, ولا أرغب في حرب أخشى منها الهوان لقومي. و إني مرسلة الى سليمان بهدية, فان كان من طلاب الدنيا قنع بها ورجع عنها, وان رفضها فهو صاحب مبدأ, لا ينثني عنه, وعند ذلك نذهب اليه مسلمين قبل
(يُتْبَعُ)
(/)
أن يأخذنا أسرى مقيّدين. ذهب رسول بلقيس الى سليمان وقدّم بين يديه صندوقا مملوءا بالذهب والأحجار الكريمة. قال سليمان: من أين هذا؟ قال: هدية من ملكتنا "بلقيس" الى الملك سليمان. قال سليمان: {أتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون} 0 {ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجهم منها أذلة وهم صاغرون} 0 عاد الرسول الى بلقيس, وأخبرها بما سمع, فأمرت قومها أن يحملوا راية بيضاء, وخرجت بهم الى سليمان u في موكب عظيم, ولكن سليمان سيستبق وصول هذا الموكب بمعجزة تدهش لها بلقيس, ترى ما هذه المعجزة, وماذا ستكون؟ علم الهدهد من خلال طيرانه ورحلاته أن بلقيس خرجت, فعاد الى سليمان وأخبره بخروجها, فأمر الجن أن يعدوا لها بنيانا تنزل فيه, فبنوا صرحا من قوارير خضر, وجعلوا له طوابق من قوارير بيض, فصار كأنه الماء, وجعلوا تحت الطوابق صور دواب البحر من السمك وغيره, فأصبح الذي ينظر الى أرضه الزجاجية يظن أنها بحيرة بمائه وأسماكها. ولما ظهر ركب " بلقيس" في الأفق البعيد, جمع سليمان أهل الرأي من الإنس والجان, وقال لهم:
{أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين}. فوقف عفريت من الجن وقال: {أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك} أي قبل أن تنتهي من مجلسك. قال سليمان: {سوف لا ينتهي مجلسي قبل حضورها. قال وزيره "آصف" وكان رجلا عنده علم من الله U:{ أنا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك}. رفع u نظره الى السماء, وسجد "آصف" ودعا ربه سبحانه وتعالى, فاذا العرش أمامهم, فلما نظر سليمان الى الأرض, ورأى العرش سرّ سرورا كثيرا, وأمر بوضعه أمامه مقلوبا. أقبلت "بلقيس" فرأت عرشها مقلوبا أمام سليمان, وعجبت كثيرا لأنها تركته بقصرها في حراسة شديدة, ثم نظرت الى قومها فوجدتهم جميعا في ذهول. قال سليمان: أهكذا عرشك؟ قالت: كأنه هو, ولقد أتيتك بقومي مسلمين. قال سليمان: الآن أنت وقومك, في أمان, وستظلين ملكة قومك تصرّفين أمورهم, وتحكمينهم بما أمر الله. طلبت "بلقيس" السماح لها بالعودة الى قومها لتبشرهم بالدين الجديد, فعرض عليها سليمان أن تستريح من عناء السفر قبل العودة فقبلت دعوته, وخرجت لتغير ملابسها في خيمتها, وذهب سليمان الى الصرح فجلس على كرسي وانتظر قدومها. أقبلت "بلقيس" في زينتها الى مدخل الصرح, ووجدت سليمان في نهاية البهو يرحب بمقدمها, فلما نظرت الى أرضه حسبتها حوضا مملوءا بالماء, وخشيت أن تبتل ملابسها, فكشفت عن ساقيها لتخوض الماء. قال سليمان: {انه صرح ممرّد} من قوارير زجاجية. فخجلت من جهلها, وأقرّت لسليمان بالنبوّة, ولربه بالعظمة والقوّة, وقالت في حماسة ويقين: ربّ, إني ظلمت نفسي بعبادة الشمس, وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين. ورجعت الى قومها مؤمنة, وصارت ترسل الجزية في كل عام الى سليمان. قضى سليمان سنواته الباقية من حياته يقود رعيته بالعدل, ويتقرّب الى ربه بالعبادة, وقد اختار لعبادته مكانا ببيت المقدس, لا يجرؤ أحد على الدنو منه ما دام هو قائم يصلي في المحراب. فلما علم أنه حان حينه, وانتهى أجله, توكأ على عصاه, وخرج الى المسجد الأقصى, فدخل المحراب, واتجه الى الله مرتكزا على عصاه, فقبضه ملك الموت, وظل جثمانه واقفا تسنده العصا أياما, والناس والجن لا يدرون بموته, ولا يجرءون على الاقتراب منه في محرابه, حتى تآكلت العصا, لقد أكلتها حشرة الأرض, فانكسرت العصا, ووقع الجثمان على الأرض فشاع الخبر, وشيّعته بنو اسرائيل الى مثواه, وعادوا من قبره يرددون: سبحانك اللهم! تؤتي الملك من تشاء, وتنزع الملك ممن تشاء. هكذا كانت معجزات سليمان عليه السلام فهو يكلم النمل والطير والحيوان, ويسخر الرياح والجن بأمر ربه, وعندما يموت يكون موته هكذا, إنها معجزات عظيمة(/)
أيّوب عليه السلام
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 01:47 ص]ـ
أيوب u
قال تعالى: {واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب* اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب} 0 أيوب هو نبي الله من نسل ابراهيم u, وقد تزوج من ذرية يوسف بن يعقوب فتاة أسمها رحمة كانت مثله صلاحا وتقوى, جازت زوجها في عبادته لله I, وفي حمده وشكره له , وفي تقربه اليه. وقد اشتهر أيوب بين الناس بالصبر, وقصته مشهورة, ولنبدأ مع أيوب الغني, فقد كان رجلا غنيا, ذا مال كثير, بسط الله له الرزق, وافسح له طريق الثراء, حتى كان يملك قرية كاملة في دمشق تسمى "الثنية" وهي قرية تقع بين دمشق وأذرعات, ويملك ما فيها من مزارع خضراء منبسطة فسيحة, وله فيها بساتين مزهرة, وله بها منشآت وديار. كانت الأبقار و الشياه الحلوب, ترتع في مزارعه, وتنيخ في مربضه الإبل الخفاف, و النياق الولود, وتسرح بأرضه الخيل والبغال والحمير. ولقد أفاض الله برزقه على عبده الصالح أيوب ففوق ما رزقه من نعمة المال, رزقه نعمة أخرى جزيلة محبوبة, تلك نعمة الأولاد كم البنات والبنين. فقد كمل له بذلك ما تمنّاه كل امرئ لنفسه من متع الدنيا ورفاهية الحياة, ولذاذة العيش, ونضرة النعيم. فهل كان أيوب بما أعطاه الله من نعم الدنيا وبهجة الحياة منعما مرفها, ينعم بجاه المال ويهنأ بخلف من البنين والبنات, ونسى كل ما عداه؟ والحق يقال عكس ذلك, فلم يكن أيوب كذلك, فلم يبخل على نفسه وعياله, وكان لا يحب كنز المال. كان أيوب ذا مال, ولكن كانت أمواله لمن حوله قبل ان تكون لنفسه, وكان منها زكاة وهبات وعطايا كان برا بكل من حوله! يرعى غلمانه وخدمه قبل أن يرعى أهله, فلكل رجل من أتباعه زوجة ودار ومتاع, ولكل غلام مدّخر من المال. وكان لا يطعم طعاما وهو يعلم بمكان جائع يشتهي الطعام! وكان لسانه لا يكف عن ذكر الله والحمد والتسبيح لربه ولا يفتر جنانه عن التفكير في الله Y. وتحدث الناس عن أيوب, ولهجت ألسنتهم بالدعاء له والثناء عليه, وعمرت قلوبهم بحبه والإخلاص له! وكذلك أهل السماء من الملائكة ذكروا أيوب ذكرا حسنا. كل هذا أغاظ إبليس, كثرة ذكر أيوب والثناء عليه, وإبليس أقسم أن يغوي البشر أجمعين, وبسبب ذلك طرده ربه من الجنة جزاء عصيانه, فقال كلمته المعروفة: رب, بما أغويتني وطردتني بسبب آدم لأزينن لذريته في الأرض, ولأغوينهم أجمعين. واستطرد إبليس قائلا: الا عبادك المخلصين. وكان أيوب عليه السلام من عباده المخلصين. وكانت محنة أيوب وقصة مرضه المشهورة هي محنته, ولعل أشهر ما ذكر عن هذه المحنة كانت هذه القصة التي جاء فيها: تحدّث الملائكة, ملائكة الأرض فيما بينهم عن الخلق وعبادتهم, قال قائل منهم: ما على الأرض اليوم خير من أيوب, هو أعظم المؤمنين إيمانا, وأكثرهم عبادة لله, وشكرا لنعمته ودعوة له. وسمع الشيطان ما يقال ... فساءه ذلك, وطار الى أيوب محاولا إغواءه, ولكن أيوب بقي, قلبه هو الصفاء لله والحب لله. وقد كان أيوب عليه السلام محصنا بإيمانه ضد وسوسة الشيطان, فما استطاع إبليس أن يغريه بشيء مما يغري به الأغنياء! وما قدر على أن يدفع به الى ما كان يدفع اليه أمثاله من الأثرياء!! حاول إبليس عن طريق شياطين البشر أن يحرّض أيوب على ارتكاب المعاصي, فأتاه بشرذمة من الناس يزيّنون له اللهو والمجون والمتعة المحرّمة, ويدعونه الى ترك التقشف, والى التهاون في العبادة لينعم نفسه بمباهج الدنيا, ويمتعها بما أوتي من نعم وجاه ومال. ولكن قلب أيوب كان تقيّا نقيّا, فلم يستجب لما زيّن له؛ وكانت نفسه مؤمنة ورعة, فلم تسمع ما دعيت اليه. كانت متعته u تكمن في أشياء كثيرة, كانت متعته في أن يكفل أيتاما مات عنهم عائلهم, وكانت بهجته في أن يساعد بماله أرملة ذهب عنها رجلها, أو فقير أضرّ به فقره, أو عاجزا أقعده عجزه, فيشعر بالسعادة لسعادتهم ويهنأ لهنائهم, ويشكر الله على أن هيأ له كل هذه السعادة وكل هذا الهناء. وطال الأمد بإبليس دون أن يستطيع الوصول الى غايته من استمالة أيوب ببلاء لم يكن منتظرا, سرّ له إبليس وفرح فعاود مع أيوب نشاطه من جديد, ونعود الى أشهر رواية عن أيوب ومحنته فنقول: حين يئس الشيطان من إغواء أيوب, قال لله تعالى: يا رب ان عبدك أيوب الذي يعبدك ويقدسك لا يعبدك حبا, و انما يعبدك لأغراض. يعبدك
(يُتْبَعُ)
(/)
ثمنا لما منحته من مال وبنين, وما أعطيته من ثروة وعقار, وهو يطمع أن تحفظ عليه ماله وثراءه وأولاده, وكأن النعم العديدة التي منحتها له هي السر في عبادته, انه يخاف أن يمسها الفناء أو تزول .. وعلى ذلك فعبادته مشوبة بالرغبة والرهبة, يشيع فيها الخوف والطمع .. وليست عبادة خالصة ولا حبا خالصا. وقد ذكرت الرواية أن الله تعالى قال لإبليس: ان أيوب عبد مؤمن خالص الايمان .. وليكون أيوب قبسا من الايمان ومثالا عاليا في الصبر .. قد أبحت ماله وعقاره .. افعل ما تريد, ثم انظر الى ما تنتهي. وهكذا انطلقت الشياطين فأتت على أرض أيوب وأملاكه وزرعه ونعمه ودمّرتها جميعا .. وانحدر أيوب من قمة الثراء الى حضيض الفقر فجأة .. وانتظر الشيطان أيوب .. وقال أيوب عليه السلام عن المال: عارية لله استردها .. ووديعة كانت عندنا فأخذها, نعمنا بها دهرا, فالحمد لله على ما أنعم, وسلبنا اياها اليوم, فله الحمد معطيا وسالبا, راضيا وساخطا, نافعا وضارا, وهو الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء, ويضر من يشاء, ويذل من يشاء, ثم خرّ أيوب عليه السلام ساجدا وترك إبليس وسط دهشته المخزية. وعاد الشيطان يقول لله تعالى: يا رب .. اذا كان أيوب لم يقابل النعمة الا بالحمد, والمصيبة الا بالصبر, فليس ذلك الا اعتدادا بما لديه من أولاد .. انه يطمع أن يشتدّ بهم ظهره ويسترد بهم ثروته. وتستطرد الرواية فتقول: ان الله أباح للشيطان أولاد أيوب .. فزلزل عليهم البيت الذي يسكنون فيه فقتلهم جميعا. وهنا قال أيوب داعيا ربه: الله أعطى .. والله أخذ .. فله الحمد معطيا وسالبا, ساخطا وراضيا, نافعا وضارا. ثم خرّ u ساجدا وترك إبليس وسط دهشته المخزية. وعاد إبليس يدعو الله, أن أيوب لم يزل صابرا لأنه معافى في بدنه, ولو أنك سلطتني يا رب على بدنه .. فسوف تكف عن صبره. وتقول الرواية أن الله أباح جسد أيوب للشيطان يتصرف فيه كيف يشاء .. فضرب الشيطان جسد أيوب من رأسه حتى قدميه, فمرض أيوب مرضا جلديا راح لحمه يتساقط ويتقيّح .. حتى هجره الأهل والأصحاب .. ولم يعد معه الا زوجته .. ومرت الأيام, وتتابعت الشهور, وأيوب تزداد حالته سوءا, حتى لم يعد يستطيع أحد أن يقترب منه لعفن قروحه, ونتن رائحتها, فبرم الناس به, ونفروا منه, وانقطعوا عن زيارته, وتذمّر أهله من جيرته وظلت زوجته هي الوحيدة التي تخدمه, وتقضي له حاجاته. ومرت السنون وأهل أيوب لا يستطيعون على جيرته صبرا, ولا يحتملون له قربا, وجهروا باستيائهم, وأظهروا تذمّرهم بالأقوال والأفعال, فلم تجد رحمة بدا من أن تعرش لزوجها عريشا في ظاهر المدينة وتنقله اليه. وانتقل أيوب u الذي كان يملك الضياع, ويسكن القصور الى عريش من القش على قارعة الطريق, ورغم ذلك لم يتركه الناس لحاله, بل كانوا اذا مرّوا عليه أظهروا تذمرهم, وأبدوا تأففهم. وقالوا: لو كان رب هذا له حاجة فيه لما فعل به ذلك. وهكذا ظل u تمر عليه السنة تلو السنة وهو جسد ملقى في عريشه لا يصدر عنه حركة الا حركة لسانه في فمه بذكر الله, ولا يسمع منه الا صوت يردد اسم الله. كانت رحمة زوجته u تقوم بخدمة الناس لتكسب لها ولأيوب من طعامهما, وما يقوم بأودهما. ثم تعود اليه في نهاية اليوم بما تيسر لها الحصول عليه من طعام تطعمه وتسقيه, وتقضي الليل بجانبه؛ فاذا أصبح الصباح عاودت ما فعلته بالأمس. ولكن هذا الحالة لم تدم لاشمئزاز الناس الذين كانت تقوم بخدمتهم, لعلمهم أنها تقوم على خدمة أيوب u المبتلى, وعلى غسل جروحه وتضميد قروحه, فأظهروا لها الامتعاض من خدمتها لهم, ثم طردوها من خدمتهم. فأصبحت "رحمة" بلا عمل وسدّت منافذ الكسب في وجه رحمة! وفكرت رحمة وهداها تفكيرها الى أن تذهب مع الصباح الى سوق في ظاهر المدينة, ويدها قابضة على حزمة ملفوف بها شيء يبدو أنها تحرص عليه, وتعول من ورائه على خير كثير. وبلغت رحمة السوق, واتجهت الى الجانب الذي تعرض فيه حاجات النساء من زينة وعطر وملبس, وفتحت لفافتها بيد مرتعشة, وجلست مع البائعات, وكانت بضاعتها ضفيرة من الخيوط الذهبية الطويلة الناعمة, كانت بالأمس نصف شعرها, فباعتها الى أحد النساء وأخذت ثمنها. وابتاعت رحمة بثمن شعرها طعاما وشرابا, وعادت الى زوجها تطعمه وتسقيه, فقد كانت برا وفية بزوجها. وبعد أن نفد ثمن شعرها ما بقي لها شيء تبيعه. ولكن أيوب u كان
(يُتْبَعُ)
(/)
على صلابته وقوته, ويئس الشيطان فكر في رحمة فذهب اليها وملأ قلبها باليأس حتى ذهبت الى أيوب تقول له:حتى متى يعذبك الله, أن المال والعيال والصديق والرفيق, أين شبابك الذاهب وعزك القديم؟ وأجاب أيوب امرأته: لقد سوّل لك الشيطان أمرا .. أتراك تبكين على غرفات وولد مات؟ قالت: لماذا لا تدعو الله أن يزيح بلواك ويشفيك ويكشف حزنك؟ قال أيوب: كم مكثنا في الرخاء؟!! قال رحمة: ثمانين سنة. قال أيوب: كم لبثنا في البلاء والمرض؟ قالت سبع سنين. قال: أستحي أن أطلب من الله رفع بلائي, وما قضيت فيه مدّة رخائي. لقد بدأ إيمانك يضعف يا رحمة, وضاق بقضاء الله قلبك .. لئن برئت وعادت إليّ القوة لأضربنّك مئة عصا .. وحرام بعد اليوم أن آكل طعاما من يديك أو أشرب شرابا أو أكلفك أمرا .. فاذهبي عني. وذهبت عنه زوجته وبقي أيوب جسدا صابرا وحيدا, يحتمل ما لا تحتمله الجبال .. وأخيرا فزع أيوب الى الله داعيا متحننا لا متبرما, ودعا الله أن يشفيه. ماذا قال u في دعائه يا ترى؟ لقد قال القرآن الكريم أن أيوب u نادى ربه فقال: {أني مسني الضرّ وأنت أرحم الراحمين} 0 وجاءت الاستجابة سريعة من الله I, ونزل وحي الله على أيوب u:{ اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب}.وضرب أيوب الأرض برجله الضعيفة كما أمره الله, فانفجرت عيون من ماء عذب زلال بارد وصاف, فاغتسل أيوب بماء إحدى هذه العيون التي فجرها له الله Y, فاذا بجلده الدامي المتقرّح يصبح سليما نظيفا جميلا, وشرب u من ماء عين أخرى, فاذا به سليم معافى, قد سرت في جسمه القوّة, ودبّ النشاط .. !! وكانت إحدى معجزات الله القادر على كل شيء الذي يقول للشيء كن فيكون. وجلس u وقد استردّ صحته, وعافيته, ورونقه وجماله, في حلة قشيبة من عند الله, فشكر الله على ما ابتلاه, وعلى ما أنعم به عليه. وكان قد أقسم أن يضرب امرأته مائة ضربة بالعصا عندما يشفى, وها هو قد شفي, وكان الله U يعرف أنه لا يقصد ضرب امرأته, ولكي لا يرجع عن يمينه أو يكذب فيها أمره الله أن يجمع حزمة من أعواد الريحان عددها مائة, ويضرب بها امرأته ضربة واحدة, وبذلك يكون برّ في قسمه ولم يكذب. رحم الله أيوب العبد الصابر. {وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث, إنا وجدناه صابرا, نعم العبد انه أوّاب} 0(/)
عيسى عليه السلام
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 01:48 ص]ـ
عيسى u
قال تعالى: {فناداها من تحتها الا تحزني قد جعل ربك تحتك سريّا} 0 و قال تعالى: {فأشارت اليه قالوا كيف نكلّم من كان في المهد صبيا} 0
معجزة الحمل والميلاد تأخرت مريم ابنة عمران عن صاحباتها يوما, فلما ذهبت تملأ جرّتها من الينبوع وجدت نفسها وحيدة, وأحست وحشة ورهبة, واضطرب جسمها فجأة, فشعرت بالخوف, وأقبلت على الماء مسرعة تردد أدعية الصلاة, واذا شاب قوي, وسيم الطلعة, جميل الهيئة, ينظر اليها كأنما خرج من الأرض. خافت مريم, وأصابها الذعر, وتوقعت شرا ينزل بها فقالت: {إني أعود بالرحمن منك ان كنت تقيّا} 0 ذلك الشاب الجميل كان جبريل u, فلما رأى جبريل u انزعاجها قال لها: {انما أنا رسول ربك اليك لأهب لك غلاما زكيا} 0 احتارت مريم في أمره, وخافت أن يكون بشرا أراد بها سوءا, وأرادت الهرب, فهبط عليها الهام من الله I, واذا هي واقفة بثبات واطمئنان, ثم رأت صفا من الملائكة عن يمينها, وصفا عن شمالها, فهدأت نفسها, وذهب خوفها. قالت الملائكة: {يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقرّبين} 0 قالت مريم متوجهة الى الله Y:{ رب أنّى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر} 0
قال جبريل u: { كذلك الله يخلق ما يشاء, اذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون}. تلقت مريم هذا النبأ العظيم بخوف وفرح, ان الملائكة تبشرها بولد يكون نورا وهدى للناس, ورسولا الى بني اسرائيل, يا له من شرف عظيم. رفعت مريم رضوان الله عليها رأسها أمام جبريل عليه السلام وقالت: هاأنذا أمة الله. ليكن ما يريد الله. تقدّم جبريل عليه السلام, ونفخ في جيبها, ثم اختفى عنها مع الملائكة بعد أن وهبها وديعة القدّوس الأعلى. أحيطت مريم العذراء بسر هائل, لم تعهده امرأة سواها من قبل فالجنين يتحرّك في بطنها, وأمرها صائر الى الفضيحة, وهي العذراء الصالحة التي عاشت عمرها طاهرة نقيّة. لم تطق مريم البقاء بحالتها هذه في الناصرة, فأسرعت بالعودة الى جبال حبرون, لتكشف سرّها الى مثلها, تثق فيها, وتطمئن اليها, وتلاقت مريم مع خالتها "أليصابات" فألقت اليها بسرّها الرهيب و"أليصابات" خالة مريم وامرأة زكريا u 0 كانت أليصابات زوجة زكريا قد حملت هي أيضا, بعد أن استجاب الله لدعاء زوجها, فروت كل منهما قصتها وتحدّثتا بغرابة حملهما, وكانت "أليصابات" العجوز قد حملت بحيي u, ومكثت مريم وخالتها أليصابات معا ثلاثة أشهر في هذا البيت الهادئ على سفح الجبل وقد سمعت مريم و أليصابات وهما نائمتان على سرير واحد نداء سماويا ألهمهما أن الطفل عيسى ويحيى سيشتركان معا في إتمام القصد الإلهي, ونزل هذا الخبر على قلبيهما بردا وسلاما. وعادت العذراء المباركة الى الناصرة, وهي الفتاة الباسمة المشرقة, فقد أصبحت تعيش في عالم جديد أكثر اتصالا بالله, تفكر طويلا بفرح ممزوج بالخوف. انتفخ بطنها, وبدأت تفطن الى الريبة التي تخامر قلوب المحيطين بها, فكانت تفكر في ذلك طويلا, وأخيرا استقرّ عزمها على أن تكشف سرّها الى ابن عمّها يوسف النجار, وكان أشد الناس برّا بها وحرصا عليها, فأرسلت له وألقت اليه بسرها الذي كان حملا ثقيلا عليها. وقع هذا الخبر على يوسف, وقوع الصاعقة, فشك في أمرها, وهو أعلم الناس بعفتها وطهارتها, وعاد الى منزله, وأوى الى فراشه شارد الفكر مضطرب الفؤاد, فطار النوم من عينيه, وعصر الحزن قلبه. وفي هدوء الليل هبط الوحي الإلهي على ذلك الرجل المعذب والقلب الجريح, وأنبأه الحقيقة العظمى, فقام من نومه, وقد آمن بحقيقة مريم العذراء, وأسرع اليها في منزل عمتها ليعتذر لها عن ريبته وشكه فيها, ثم عرض عليها أن يضمها في بيته ليستر أمرها, ويحظى بشرف رعايتها كما يرعى الزوج زوجته. أذعنت مريم لإلحاح عمتها فقبلت هذا العرض وذهبت الى بيت يوسف, فأتمّت فيه مدّة الحمل. لما صارت في الشهر التاسع, ورأى يوسف سوء حالتها, أشفق عليها, وبذل المستحيل ليخفي أمرها, ويمنع سوء القالة عنها, فقرّر السفر بها لتضع مولودها, بعيدة عن الناصرة وأهلها. أمر القيصر, وهو ملك بلاد الشام في ذلك الوقت, أمر بحصر عدد السكان, وكتابة أسمائهم في سجلات, وهدّد كل من يتخلف عن تدوين اسمه, وأسماء عائلته بالعقاب الشديد. فسافر الناس من
(يُتْبَعُ)
(/)
الشمال والجنوب الى القدس, لتدوين أسمائهم, فكنت ترى الطريق مزدحمة بالمسافرين. مالت الشمس الى الغرب, واذا وقعت العين على ركب المسافرين, الذين جاءوا من بلاد الجليل في الشمال وقد بدا عليهم أثر التعب, وأضناهم السفر الطويل تجد من بين هؤلاء المسافرين فتاة قروية هي مريم العذراء على دابة وقد أمسك بمقودها رجل هو يوسف النجار الذي كان يبدي اهتماما عظيما بها. جاءا معا الى القدس, ليقيّدا اسميهما في سجلات المحاكم, ولعلهما أرادا الاختفاء عن قومها خشية الفضيحة, اقترب الركب المبارك من "بيت لحم" وهي مدينة فلسطينية, وشعرت مريم بمقدمات الوضع, فمال يوسف النجار بها الى بيت لحم, وأنزلها بالقرب من كهف كبير, وقد استعمله الرعاة من قديم الزمان مربطا للماشية والأغنام, فجلست مريم بجوار جذع نخلة, وذهب ابن عمها الى القدس, ليستأجر لها مكانا خاليا, وما كان هناك مكان يصلح لراحة حبلى في شهرها الأخير, لكثرة الوافدين على المدينة في هذا الوقت. فما كان منه الا أن أخذها الى مكان خال بجوار نخلة يمر من تحتها جدول صغير من الماء. كانت مريم العذراء وحيدة هناك بجوار النخلة, انها نخلة معمّرة, وأمامها جدول صغير من الماء العذب يسري ماؤه, فقاست مريم حرارة الوحدة وقت الولادة, فجاءها المخاض الى جذع النخلة, فوضعت ابنها البكر, وقامت الى الجدول وغسلته ثم اتجهت به الى الكهف, وفي هذا المكان الهادئ نام المسيح نومته الأولى, ودخل الى العالم بهذه الصورة المتواضعة كما يدخل أي مولود عادي من عامة الناس, وقد استقبلته السماء بمظاهر الترحيب والبشر, فشع نور على مهد هذا الوليد المبارك, وكانت أمه بعد هذا المجهود الشاق قد استسلمت لضعف ألمّ بها, فرأت مظاهر الحفاوة والتكريم لهذا المولود, وسمعت ترتيل الملائكة الذين جاءوا يحتفون بالمولود الجديد, يسبّحون ويهللون ويهتفون بالتحية لمولده, وشاهدت هذا النور الذي انبثق من السماء الى الأرض, يعلن لملايين البشر فجر الخلاص من الظلم والاستبداد, وظلام الجهل والضلال. أفاقت مريم من ضعفها, وعاد اليها نشاطها, فاذا طفلها ينظر اليها نظرة العطف والتساؤل, واذا قلبها مفعم بالذكريات الأليمة, والصور البشعة, واذا هي نهب للتفكير في ساعة لقاء أهلها وذويها. كيف ترد على التهم التي ستنهال عليها؟! ظلت تفكّر في ذلك كثيرا, فانتابها موجة من الضيق, ونكست رأسها تحاول إبعاد هذه الوساوس عنها. قالت: {يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيّا} يا الهي؛ أنت عليم بحالي فألهمني الرشاد, وخلصني مما أقاسيه. كانت مريم حقا في حيرة شديدة, لا تستطيع البقاء بمولودها في هذا المكان بدون طعام, ولا تستطيع أن تعود به الى ذويها في الناصرة, ولا الى أقربائها في بيت لحم, فيرموها بالسوء, ويقذفوها بالتهم أشكالا وألوانا أظلمت الدنيا في عينها, وساءت الحياة أمامهما, وبينما هي في غمرة من ذلك سمعت صوتا يناديها: يا مريم, لا تحزني!! قد جعل ربك تحتك ماء سريّا وهزي اليك بجزع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي من الرطب, واشربي من الماء, وتوكلي بعد ذلك على الله فهو نعم المولى, ونعم النصير. سمعا مريم هذا النداء السماوي يتردد على أذنها, فكان بردا وسلاما على قلبها, أعاد اليها الأمن والثقة, وأذهب عنها الخوف والاضطراب فقامت مريم الى الجدول وشربت, وهزت بجذع النخلة وجمعت ما وقع منها من رطب, ثم أقبلت على الطفل وأشرق وجهها بمحياه, فانزاح عنها الكابوس الثقيل, وكانت قد سمعت حديث الناس حول ظهور النجم الأكبر, وتساؤلهم عن آيات ظهور المسيح المنتظر الذي بشرت به التوراة. وبينما هي كذلك جاء يوسف النجار اليها في لهفة وحسرة, فوجدها في أتم صحة, تغسل الخرق, وتنشرها على أشعة الشمس, وقد حماها الله من كل سوء, فلما نظر اليها يستفسر عن حالها أشارت الى المولود, فأسرع يوسف اليه, ووقف برهة يتأمل ذلك الوجه المشرق الجميل, ونحن نتصور ما يجول في رأس هذا الرجل المؤمن من الأفكار, بعدما رأى من آيات الله, وما سمع من حديث القوم, فنعرف السر فيما فعله بعد ذلك, حينما وهب كل وقته, وبذل كل جهده لرعاية هذا الوليد الخارق لناموس الحياة وأمه السيّدة العذراء. ونتصوره أيضا يعود الى مريم, وقد نكّس رأسه هيبة وإجلالا ليسألها عملا يؤديه, أو خدمة يقدمها. حقا!؟ ان يوسف النجار كان رجلا صالحا
(يُتْبَعُ)
(/)
تقيا نبيلا, كشف الله عن بصيرته, وألهمه الحقيقة والصواب. ونحن نتصور مريم تقضي مدة النفاس في هذا المكان الخلائي الهادئ, فنجدها هانئة به, وقد راضت نفسها على الإقامة فيه, وكان يوسف النجار يذرع الأرض كل يوم ويقطع طريقها بين الكهف الذي ولد فيه المسيح وبين القدس, حيث يقضي حوائجها, ويشتري لها الخبز والطعام, فاذا عاد من المدينة وجد تمرا كثيرا, جاءت به هذه النخلة التي شبّ عمرها, واخضرّت أوراقها, بعد أن أصابها الكبر ونخرها السوس. انتهت مدة نفاس مريم العذراء, وحان موعد الرحيل الى المدينة, فعاود مريم القلق, وانتابها الوسواس من جديد. كان يوسف يحزم الأمتعة استعدادا للرحيل, ومريم غارقة في همومها ودعائها تطلب العون من الله, فسمعت هاتفا يهتف بها: يا مريم؛ صومي اليوم عن الكلام, فلا تكلمي أحد من الناس, والله يتولاك برعايته. كان الهاتف بهذا الأمر هو جبريل عليه السلام, فصدعت للأمر, ونذرت الصوم قالت: {إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم انسيّا} , ولما فرغ يوسف النجار من حزم الأمتعة, حملها على دابته ثم نظر الى مريم, ودعاها للركوب, فركبت دون أن تحرك شفتيها بكلمة واحدة. اتجهت مريم بالطفل الى جبال حبرون, وجاءت به الى قومها تحمله, قالوا: يا مريم؛ لقد جئت شيئا فريّا, وأمرا منكرا!؟ سكتت مريم ولم تقل شيئا للدفاع عن نفسها, فأيقنوا أنها ارتكبت خطيئة, وقالوا: {يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيّا} 0 تكلمي يا مريم ودافعي عن نفسك. كيف جئت بهذا الغلام؟! كانت مريم صائمة لا تستطيع الكلام, فلما ألحوا عليها وكثر كلامهم وسؤالهم لها, اتخذت قرارا صامتا أصابهم الدهشة الشديدة!! كانت مريم صائمة عن الكلام, لا تستطيع الكلام, فلما ألحوا عليها وكثر سؤالهم لها: أشارت الى الطفل ليكلموه, انه أمر عجيب, كيف تطلب مريم شيئا خارقا لم نعتد عليه, انها تطلب معجزة, تريد أن يتكلم هذا الطفل الملفوف في قطعة من القماش. قالوا في دهشة واستغراب: {كيف نكلم من كان في المهد صبيا}. كيف نكلم هذا الطفل الذي يكفينا سماع صوت بكائه بصعوبة شديدة من ضعفه وطفولته المبكرة. لقد ولد منذ أيام قليلة, فهل يعقل إنسان هذا الذي تريده مريم, انها تريد المستحيل. ولكن مريم كانت بحاجة الى معجزة كي يصدقها الناس, إذ كيف يصدق الناس أن طفلا أنجب بغير أب, وفي هذا الأمر اتهام للعرض والشرف, حتى أنهم قالوا ان أمها كانت طاهرة شريفة وأبوها لم يكن يوما من الأيام سيئ الخلق حتى تأتي هي بهذا الفعل المشين. انصرفت مشيئة الله أن يكون الرد معجزة, لأن الإقناع في مثل هذه المواقف يحتاج الى معجزات ومعجزات, والمعجزة والشيء الخارق هنا أن يعتدل الطفل في فراشه ويعرف الناس بنفسه ويدافع عن أمه وما أثير حولها من عبارات الشك والطعن في شرفها وعرضها. تكلم عيسى المسيح u, بعد أن قالوا: {كيف نكلم من كان في المهد صبيا}. قال عيسى وهو ملفوف في رباط الأطفال وملفوف بخرق الفراش .. قال: {إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا* وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا* وبرّا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيّا* والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا* ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذي فيه يمترون} 0 وكان حديثه في المهد معجزة عظيمة.
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 01:55 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم على سعيك في الخير لكن هذا الموضوع غيرموثق بأحاديث ويعتبربهذه الطريقة لايصلح للنشروربما يكون فيه بعض الأخطاء وحتى لاتأثم يا أخي الكريم وثق هذا الموضوع بالأحاديث الصحيحة
تحياتي لك ولجهدك وفقك الله وسدد خطاك
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 03:37 ص]ـ
أخي العزيز: نعيم
هذا الموضوع الذي تريد توثيقه بالأحاديث لا يتحدث إلا عن قصة مريم التي نفخ الله فيها من روحه0
فعد إلى كتاب الله و ستجد الدواء الشافي في آياته0
و أود منك السموحة إذا كان في كتابتي ما يؤذيك وفقك الله و سدد خطاك على الحق 0
ـ[ضاد]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 01:46 م]ـ
يفتقد إلى التوثيق.(/)
طريق النجاة
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 01:56 ص]ـ
أخي الشاب ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد ..
أخي في الله، من منطلق أخوّتنا الإسلامية واقتداءً بسنة نبينا محمد القائل: {لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه}. اسمح لي أن أقدم لك هذه الكلمات.
كل مؤمن في الدنيا يخاف عقاب الله وسخطه. فهل تأمن يا أخي عقاب الله؟!
وهل تريد أن تكون من المعذبين غداً يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم؟!
وهل ترضى لنفسك أن تنتكس من أسفل سافلين بعد أن خلقها الله في أحسن تقويم؟!
وهل ترغب في الفضيحة بين الخلائق وعلى رؤوس الأشهاد يوم القيامة؟!
إنني أخي الكريم لا يخالجني أدنى شك في أنك لا تريد أن يحصل لك شيء من ذلك. دعني أحدثك حديث الأخ لأخيه عن شيء واحد فقط من الجرائم التي انتشرت في هذا العصر وخصوصاً بين الشباب.
إنني أعلم أن هناك أسئلة كثيرة تدور في رأسك: ما هذا الجرم؟ هل الحديث عنه مهم إلى هذا الحد؟! كيف النجاة والمخرج منه، وكيف نتقيه؟ ما أضراره وعواقبه؟
أخي الحبيب ...
إنني على يقين أنك تعلم أن جريمة اللواط حرام، ولكنك لم تعرف مدى عظم هذه الجريمة وشناعتها عند الله عز وجل حيث إن ذلك مخالف لفطرة الإنسان، بل وفطرة الحيوان.
فكيف بك أخي الشاب تفعل ذلك وكأنك لا تعلم أن الله بعظمته وجبروته وقوته يراك وأنت تفعل هذا الجرم، وأنّ باستطاعته أن يعجل لك العقوبة، وأن ينزل عليك عذاباً من عنده، أو أن يقبض روحك وأنت على ذلك، فما هو موقفك من ربك يوم القيامة؟ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102]
إشارات تحذيرية تطالعنا نتوقف عند بعضها:
قال رسول الله: {إنّ أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط} 0
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: (لو أنّ لوطياً اغتسل بكل قطرة من السماء لقي ربه غير طاهر).
عن علي بن أبي طالب قال: (من أمكن من نفسه يُفعل به، طرح الله عليه شهوة النساء).
عن النجيب بن سري رحمه الله قال: (كانوا يكرهون أن يحد النظر إلى الغلام الجميل الوجه).
أخرج أبو الأسود كتاباً لأحد أصحابه، فقال: أشهد أن هذا إملاء علي ابن أبي طالب على أبي الأسود
: (إذا استغنى الرجل بالرجل، والنساء بالنساء، كان الخسف، والمسخ، والقذف من السماء).
في التاريخ عبرة
لقد صبّ الله العذاب على أمة من الأمم لما تفشى فيهم هذا المرض الخطير، بل ذكر قصتهم في أكثر من موضع في القرآن الكريم، فقال عز وجل: وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ [النمل:54 - 58].
وكما ترى فقد جاء على لسان هؤلاء القوم اعتراف بأن آل لوط المؤمنين أناس يتطهرون عن هذا الفعل الشنيع القذر؛ لأن فطرة الإنسان تعلم بما ألهمها الله من غريزة أنّ هذا خلاف الفطرة.
وجاء في تفسير هذه الآيات أن جبريل u قد رفع قرى قوم لوط بأمر الله I حتى سمعت ملائكة السماء الدنيا نبح كلابهم، ثم قلبهم، وألقاهم من ذلك العلو الشاهق، وبعد ذلك أتبعهم الله الحجارة المتناهية في الحرارة كالمطر، وهكذا صارت هذه الأمة أحاديث للناس إلى قيام الساعة.
قال الإمام الآجري رحمه الله: (لقد أخبركم الله عن قوم لوط قبيح ما فعلوا من اللواط، وقد عاقبهم الله بأن طمس على أعينهم، فعميت أبصارهم، ثم اقتلع جبريل عليه السلام مدائنهم بجناحه حتى علاها نحو السماء بجميع من فيها، ثم أقلبها عليهم، ثم قُذفوا بحجارة من سجيل، فلن يفلت منهم حاضر ولا مسافر إلا أخذته الحجارة حتى هلكوا عن آخرهم، ويقال: إنهم كانوا أربعة آلاف).
ولنا هاهنا وقفة: لماذا عاقبهم الله سبحانه وتعالى بهذا العقاب الأليم الذي لم تعاقب به أمة من الأمم سواهم؟ إن هذا العذاب لم يكن ليصيبهم لو لم يكن ذنبهم عظيماً وخطؤهم جسيماً.
الذل في الدنيا
(يُتْبَعُ)
(/)
إنّ عمل قوم لوط يعد شذوذاً بالغاً عن الفطرة وانحرافاً جارفاً، ونزوة قذرة، فلا عجب أن يكون موقف الإسلام من هذا العمل الدنيء صارماً وزاجراً. وقد تبين لك فيما سبق الوعيد المنتظر لمن ارتكب هذا المنكر الخطير في الآخرة، فما عقوبته في الدنيا؟
لم يثبت عن رسول الله أنه قضى في هذه الجريمة لأنه عمل لم تعرفه العرب، ولكن ثبت عنه أنه قال: {اقتلوا الفاعل والمفعول به} 0 حكم به أبو بكر وكان علي بن أبي طالب أشد الصحابة في الحكم عليه.
ثبت عن خالد بن الوليد أنه وجد في بعض نواحي العرب رجلاً يُنكح كما تُنكح المرأة، فكتب إلى أبي بكر الصديق t، فاستشار أبو بكر الصحابة y فكان علي بن أبي طالب أشدهم قولاً فيه، فقال: (ما فعل هذا إلا أمة من الأمم واحدة وقد علمتم ما فعل الله بها، أرى أن يحرق بالنار). فكتب إلى خالد، فحرقه. قال ابن القصار وابن تيمية رحمهما الله: (أجمعت الصحابة على قتله، وإنما اختلفوا في كيفية قتله). قال أبو بكر في كيفية قتله: (يرمى من شاهق). وقال علي r:( يهدم عليه حائط).
وقال ابن عباس y:( يقتلان بالحجارة). قال علي وابن عباس وجابر بن زيد و عبدالله بن معمر والزهري ومالك، وهو رواية عن الإمام أحمد وأحد قولي الشافعي وأبي ثور وغيرهم: (يرجم من عَمل عَمَل قوم لوط محصناً أو غير محصن).سئل ابن عباس عن حد اللوطي فقال: (يُنظر إلى أعلى بناء في القرية فيُرمى به منكوساً ثم يُتبع بالحجارة). كان جابر بن زيد يقول: (حرمة الدبر أشد من حرمة الفرج).
أخطاره الدنيوية
من عقوبة هذه الجريمة ما يتسبب عنها من أمراض كثيرة فتاكة، عجز الطب بقدراته العظيمة وأجهزته المتنوعة عن علاجها فضلاً عن القضاء عليها، ولا غالب لأمر الله. ومن هذه الأمراض:
الإيدز: الذي لم يتوصل الأطباء بعد إلى علاج ناجح له، وهو ينتشر بالاتصال الجنسي المحرم، أو الشذوذ الجنسي (اللواط).
السيلان: الذي يسبب التهاباً حاداً أو مزمناً في الخصيتين، وقد يؤدي إلى العقم، وإلى التهابات في المفاصل.
الزهري: الذي يسمى عامياً (بداء الإفرنج) لصدوره عن المجتمعات الإفرنجية التي تفشو فيها الفاحشة.
التقرحات الجنسية: التي تسبب التهابات في العقد البلغمية قد تؤدي إلى خراجات قيحية مزمنة، والتهابات في المجاري البولية، وآلام مفصلية، وتورمات في الأطراف.
هذه أخطر أمراض الشذوذ الجنسي، وغيرها كثير، فهل من أحد يرغب في الإصابة بشيء منها؟! نسأل الله السلامة والعافية من كل سوء.
طريق النجاة
أخي إن طريق النجاة واضح وضوح الشمس، ألا وهو الابتعاد عن الجرم العظيم. وإليك بعض الأسباب التي تساعدك على ذلك:
1 - التوبة والرجوع إلى الله.
2 - الابتعاد عن رفقاء السوء الذين يزينون لك المنكر ويوقعونك في الإثم، فهم من أعظم
الأسباب في إصلاح الشاب أو انحرافه، فعليك باختيار الرفقة الصالحة التي تعينك على
أمور دينك ودنياك.
3 - غض البصر عن كل ما يثير الشهوة من النظر ومخالطة المردان، أو الصور التي تموج
بها المجلات والأفلام، وغيرها.
4 - السعي في الزواج لتحصين نفسك، وتتبع دعوة النبي للشباب في قوله: {يا معشر
الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء}.
5 - الإكثار من الصوم لتنكسر الشهوة، لقوله: {إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم،
فضيقوا عليه بالجوع}.
6 - ملء الفراغ بما ينفع لأن الإنسان إذا خلا صار عرضة للخواطر الآثمة التي يوسوس بها
الشيطان، والنفس الأمارة بالسوء.
وأخيراً أخي الشاب ..
ماذا تنتظر؟ هل تنتظر أن يُقبض عليك وأنت متلبس بهذه الجريمة؟
هل فكرت في حال أبيك الذي يكدح من أجل أن يؤمن لك ما تريد؟! وهو الذي كان يعتز بابنه في المجالس.
هل فكّرت في حال أمك التي أمضت الليالي الطوال من أجل راحتك؟! أتهديهما فضيحة تسود منها وجهيهما أمام الناس؟
هل تنتظر موتاً يأتيك، وأنت مستمر في ممارسة هذه الجريمة، فالموت ليس له موعد، والموت كذلك لا يعرف كبيراً ولا صغيراً.
وفي الختام أخي العزيز أرجو أن أكون قد وفقت لإظهار صورة موجزة عن حكم هذه الجريمة، وأضرارها، لتكون عبرة لمن لم يفعل هذه الجريمة وسبباً لتوبة من أوقعه الشيطان في حبائلها حتى يكون في زمرة التائبين العائدين إلى ربهم. ويجب عليك أخي الكريم أن تبلغ كل شاب بعظم جريمة اللواط وخطرها حتى يكون لك الأجر والثواب من الله.
أسأل الله العلي القدير أن يمن علينا وعليك بالتوبة، وأن يجعل ما كتبت لك وما قرأت أنت فيها حُجة لنا ولك لا علينا وعليك، والله الموفق إلى ما فيه صلاح المسلمين.
وقفات:
قال بلال بن سعد: (ربّ مسرور مغبون، يأكل ويشرب ويضحك، وقد حُقّ له في كتاب الله عز وجل أنه من وقود النار).
كان الحسن يقول: (رحم الله امرءًا لم يغرّه كثرة ما يرى من الناس، ابن آدم: إنك تموت وحدك، وتبعث وحدك، وتحاسب وحدك).
أعلى درجة حرارة توصل الإنسان لإنتاجها تتراوح بين 300 - 400 مليون درجة وهي الحرارة الناشئة عن انفجار قنبلة ذرية. فنعوذ بالله من النار ومن غضب الجبار.
كان بعض السلف يقرأ: فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [الزلزلة:8،7] فيبكي ثم يقول: (إن هذا الإحصاء شديد).
قال أحمد بن عاصم: (هذه غنيمة باردة، أصلح ما بقي من عمرك، يُغفر لك ما مضى).(/)
من كل شجرة زهرة
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 02:03 ص]ـ
اسأل نفسك
أخي تعال معي لنسأل أنفسنا عن هذا العام كيف قضيناه؟ ولنفتش كتاب أعمالنا كيف أمليناه؟ لنراجع أعمالنا في تصديق إيماننا بالله I، لننظر في إقامة صلاتنا، لنتدبر في فرائض الله Y علينا كيف قمنا بها وهل أديناها حق الأداء؟ لنتدبر فيما نهى الله U عنه، وحذر عباده من التجرؤ عليه، هل ابتعدنا عنه و اجتنبناه؟ لننظر في حق الله I علينا هل أديناه؟ لننظر في حق العباد هل وافيناه؟ فان كان خيرا فالحمد لله على نعمه، وان كان غير ذلك تبنا إلى الله واستغفرناه 0
كم يتمنى المرء تمام شهره و هو يعلم أن ذلك ينقص من عمره كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهر وشهره يهدم سنته وسنته تهدم عمره كيف يفرح من يقوده عمره إلى اجله وتقوده حياته إلي موته؟
كيف تستقبل عامك الجديد:
1 - بالتوبة النصوح0
2 - عقد القلب على المحافظة على الطاعات0
3 - العزم على ترك المنهيات0
4 - رد الحقوق إلى أهلها واستحلالهم منها0
5 - الإقبال على أهل الصلاح ومجالسهم 0
6 - ترك رفقاء السوء0
7 - كثرة سؤال الله العصمة والتوفيق والسداد0
8 - الصدق مع الله في الإقبال عليه0
إذا أر د ت
1 - إذا أردت أن يغفر الله لك ذنوبك فقل ثلاث مرات
((استغفر الله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه))
2 - إذا أردت أن تكسب في كل يوم مائة حسنة أو يحط عنك مائة سيئة فقل مائة مرة
: ((سبحان الله))
3 - إذا أردت أن يكون لك كنز من كنوز الجنة فقل:
((لا حول ولا قوة إلا بالله))
4 - إذا أردت أن يكفيك الله الهم فقل سبع مرات:
((حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم))
وصية
عن أبى ذر t قال: أوصاني خليلي محمد r بسبع:
* أن أنظر إلى من هو أسفل مني و لا أنظر إلى من هو فوقي0
* وأن أحب المساكين وأن أدنوا منهم 0
* وأن أصل رحمي وإن قطعوني وجفوني0
* وأن أقول الحق وإن كان مراً0
* وأن لا أخاف في الله لومة لائم 0
* وأن لا أسأل أحداً شيئاً0
*وأن أستكثر من قول: ((لا حول ولا قوة إلا بالله)) فإنها من كنوز الجنة0
جمع خصال
قال علي t من جمع ست خصال لم يدع للجنة مطلبا ولا عن النار
مهربا أولهما:
* من عرف الله فأطاعه0
* وعرف الشيطان فعصاه0
* وعرف الحق فأتبعه0
* وعرف الباطل فاتقاه0
*وعرف الدنيا فرفضها0
*وعرف الآخرة فطلبها0
نصائح
يا نفس كفي عن العصيان واكتسبي فعلاً جميلاً لعل الله يرحمني
1 - القران الكريم مصدر النور والهداية للمسلم فاحرص على تلاوته وحفظه0
2 - عليك بالإستعانه بالله I فهي السبيل الوحيد والطريق الأهم للنجاح في الدنيا والآخرة.
3 - إياك وترك الصلاة أو تأخرها عن وقتها0
4 - لا تؤجل عمل يومك ليوم آخر.
5 - احذرالإساءة لوالديك في كل الأوقات.
6 - ثق بنفسك وبقدرتك بالاستعانة بالله U والتوكل عليه Y0
7- تخلص من مشاعر القلق واليأس فهي كفيلة بتحقيق الفشل.
8 - النظافة والجمال جزء من حياتنا اليومية لقوله e:" النظافة من الإيمان"
9 - المحافظة على الجدران والمباني والمنشئات العامة والخاصة يمثل جانباً هاماً من جوانب التربية الوطنية للإنسان 0
10 - ابتعدعن رفقاء السوء ولا تصاحب إلا الأخيار.
11 - الكتابة على الجدران سلوك عابث يؤدي إلي ظلم وإيذاء الآخرين0
12 - لا تسهر كثيراً لأن ذلك يؤثر على صحتك .....
13 - زيارة المريض واجبة يحثنا عليها ديننا الحنيف.
14 - حافظ على المياه ولا تسرف فيها دون فائدة ’وافتح الصنبور بما يكفيك فقط ولا تزيد عن ذلك
فالله Iسائلك عن هذا الإسراف فماذا تقول؟
15 - الأمانة والصدق والإخلاص خصال للمسلم يجب التحلي بها.
16 - تحل دائماً بالروح الإسلامية فلا تغتر لنجاح ولا تقنط من رحمة الله عند رسوبك وعليك بالصبر.
17 - إذا استغنى الناس بالدنيا ‘ فاستغن أنت بالله Y وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله U وإذا انسوا بأحبابهم فاجعل انسك بالله I وإذا تعرفوا إلى كبرائهم لينالوا بهم العزة والكرامة فتعرف أنت إلى الله Y وتودد إليه تنل بذلك غاية العزة والرفعة0
أشياء ضائعة
*علم لا يعمل به.
*وعمل لا إخلاص فيه.
*ومال لا ينفق منه.
*وقلب فارغ.
*وبدن معطل.
*ومحبه لا تتقيد برضى المحبوب.
*ووقت مضيع.
*وفكر يجول فيما لا ينفع.
*وخدمه من لا يقرب من الله.
*وخوفك ممن لا يملك لك ضراً ولا نفعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
أقوال
* من ترك فضول النظر منح الخشوع.
*من ترك فضول الطعام منح لذة العبادة.
* من ترك فضول الضحك منح الهيبة.
*من ترك حب الدنيا منح حب الآخرة.
اثنان واثنان
* الصحيحان (البخاري ومسلم)
* الحجران (الذهب والفضه)
* القمران (الشمس والقمر)
* الحرمان (مكة والمدينة)
* الداران (الدنيا والآخرة)
* العشاءان (المغرب والعشاء)
* القبلتان (المسجد الحرام والمسجد الأقصى)
* الضدان (الماء والنار)
* الهجرتان (هجرة الحبشة وهجرة المدينة)
* الفراتان (النيل والفرات)
* العراقان (الكوفة والبصرة)
*الأسودان (التمر والماء)
*الجديدان (الليل والنهار)
*الرافدان (دجلة والفرات)
المسلمون في العالم
1ـ عدد المسلمين في آسيا 600 مليون مسلم.
2ـ عدد المسلمين في أفريقيا 300مليون مسلم.
3ـ عدد المسلمين في أوروبا 60 مليون مسلم.
4ـ عدد المسلمين في أمريكا الشمالية 6 ملايين مسلم.
5ـ عدد المسلمين في استراليا 200 ألف مسلم.
6ـ عدد المسلمين في العالم اكثر من مليار مسلم أي اكثر من ربع سكان العالم.
حكم في الكلام
*خير الكلام ما أغنى قليله عن كثيره
*خير الكلام ما لم تحتاج بعده إلى كلام
*ابلغ الكلام ما سبق معناه لفظه
*الكلام البليغ ما فهمته العامة ورضيته الخاصة
حكمة بليغة في ثمرة طلب العلم
قال الشافعي رحمه الله:
من تعلم القران عظمت قيمته.
ومن نظر في الفقه نبل قدره.
ومن كتب الحديث قويت حجته.
ومن نظر في اللغة رق طبعه.
ومن نظر في الحساب جزل رأيه.
ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه
حكمة في العلم
العلم دواء القلوب العليلة، وشحذ للأذهان الكليلة، ونورُُ في الظلمة،وأنسُُ في الوحشة، وصاحبُُ في الوحدة، وشرفُُ للوضيع، وعزُُ للذليل. من تحلى بغيرة فهو مُعطل ومن تعطل منةُ فهو مُقفل.
طلب القلب
اطلب قلبك في ثلاث مواطن:
عند سماع القران , وفي مجال الذكر , وفي أوقات الخلوة. فان لم تجده في هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب. فانه لا قلب لك.
فوائد المحافظة على صلاة الفجر والعصر
* طاعة الله I والرسول r0
* الانتصار على هوى النفس
* النجاة من النار
* دخول الجنة قال r( من صلى البردين {الفجر والعصر} دخل الجنة)
* النظر إلى وجه الله الكريم وهو اعظم لذائذ الجنة
* أنه يكون في حفظ الله وامانه
* شهادة الملائكة للمصلين عند رب العالمين
* التخلص من صفات المنافقين
قول الشاعر
قطعت شهور العمر لهوا وغفلة** ولم تحترم فيما أتيت المحرّما
فلا رجب وافيت فيه بحقه**ولا صمت شهر الصوم صوما متمما
ولا في ليالي عشر ذي الحجة الذي**مضى كنت قواما ولا كنت محرما
فهل لك أن تمحي الذنوب بعبرة**وتبكي عليها حسرة وتندما
و تستقبل العام الجديد بتوبة**لعلك أن تمحوا بها ما تقد ما
مفاهيم رياضية:
1ـ المربع شكل رباعي زواياه الأربع قوائم وأضلاعه الأربعة متطابقة.
2ـ المستطيل شكل رباعي زواياه الأربع قوائم.
3ـ المعين شكل رباعي أضلاعه الأربعة متطابقة.
4ـ متوازي الأضلاع شكل رباعي أضلاعه المتواجهه متوازية ومتطابقة.
5ـ المكعب مجسم يتألف سطحه من ستة مناطق مربعة.
6ـ الحجم هو مقدار ما يشغله الجسم من حيز في الفراغ.
7ـ متوازي المستطيلات مجسم يتألف من ستة مناطق مستطيلة.
8 ـ الديسمتر المكعب هو حجم وعاء سعته لتر واحد.
كيف تحافظ على الكتب
ينبغي على القارئ أن يحافظ على كتابه، سواءً كان ملكا له أو لغيره، وذلك لتستمر الاستفادة منه. وحتى تحافظ على كتابك ينبغي أن تتلافى الأوضاع الخاطئة التي تعرض الكتاب للتلف أو التمزق ومنها:
v وضع الكتاب مقلوبا أو تركه مفتوحا لفترة طويلة.
v فتح الكتاب بقوة أو فرك الصفحات باليد.
v وضع الكتب بعضها فوق بعض.
v وضع الكتب الكبيرة فوق الكتب الصغيرة.
v وضع الكتب بشكل مائل في المكتبة.
v تقليب الصفحات بشدة أو بسرعة وعصبية.
v طي حاشية الورق أو زاويتها ليُعلم المكان الذي وقف عنده.
v عدم الإسراع في إصلاح الصفحات التي تتعرض للشق أو الخرق.
v رمي الكتاب أو إلقاؤه من أعلى، بل ينبغي تسليمه يدا بيد.
v استخدام الكتب كمخدة أو مروحة أو مسند أو متكأ أو مقتلة للبعوض أو مائدة لوضع الطعان أو الشراب.
قال الشاعر:
عليك بالحفظ دون الجمع في كتب -فإن للكتب آفاتٍ تفرقها
الماء يغرقها و النار تُحرقها والفأر يخرقها واللص يسرقها
(يُتْبَعُ)
(/)
هَذهِ بعضُ الأمور التي تُؤدِّي إلى تلفِ الكتب ... فتأمل!
شُكر
النظافة سلوك حضاري إنساني حث علية ديننا الإسلامي فتعالوا:ــ
نشكر الذي يحافظ على نظافة طعامه وشرابه وملبسة.
ونشكر الذي يحافظ على نظافة بيئته.
ونشكر الذي يحافظ على نظافة مدرسته.
ونشكر الذي لا يرمي المخلفات على الأرض وخاصة الطعام.
ونشكر الذي يبعد الأذى عن الطريق لقول الرسول r:(( إماطة الأذى عن الطريق صدقة))
حق المعلم على الطالب
*استئذانه في دخول الفصل والخروج منه.
*أن يبدأ بالسلام عليه.
*أ ن يستمع لحديثه أثناء الشرح.
* القيام بالواجبات المنزلية.
* ألا يناديه باسمه مجرداً وإنما يقول له يا أستاذ.
* وضع النفايات في صناديق القمامة.
* المحافظة على أثاث الفصل وعلى الأدوات المدرسية.
فضل طلب العلم وآدابه
لاشك أن قضية فضل طلب العلم وأدبه قضية مطروحة بإلحاح في المجتمعات العربية، ففي عالم اليوم، الذي تكتظ ساحة الحياة فيه بمعطيات العلوم الحديثة وتطبيقاتها في كل مجال وعلي كل الجبهات، أصبح من اللازم على الإنسان العادي أن يسعى لطلب العلم وأن يتحلى بالآداب الإسلامية في ذلك و لقد استطاعت العلوم الحديثة أن تنقل الإنسان من حياة محدودة الوسائل المادية والإمكانات الحياتية إلي آفاق باهرة ومتجددة من الرغد والرفاهية والتحكم في بيئته وغذائه و صناعاته وزراعته و تنقلاته و نمط حياته ومنهج عمله،فصار – غدواً وروحاً- يخضع لآثارها و معطياتها مما جعل هذه العلوم عنصرا ريادياً مهيمنا على الفكر الإنساني المعا صر بمضامينه، ونتائجه وتفاعلاته.
إذن فالإنسان منذ خلق على وجه الأرض خلقت معه قابلية التعلم، ويكفي العلم شرفاً أنه السبيل الوحيد للتوصل من خلاله إلى المعبود والذي يستحق العبادة وحده I ، ومعرفة كيفية التوصل إليه وبلوغ رضاه
ولذا فرض رسول الله r طلب العلم على كل مسلم، لأنه الوسيلة إلى المهمة التي خلق الله الخلق من أجلها، وأثنى الله I على العلماء لأنهم أشد الناس خشية لله تعالى فقال Y:} إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ {ويكفي العلم شرفاً أن الله Uاتصف به، فالله U هو العالم والعليم، ولقد أحسن الشاعر عندما عرض مناظرة بين العلم وبين فضل العلم على العقل فقال:
علم العليم وعقل العاقل اختلفا ... من ذا الذي منهما قد أحرز الشرفا
فقال العلم أنا أحرزت غايته ... وقال العقل أنا الرحمن بي عرفا
فأفصح العلم إفصاحاً وقال ... بأينا الرحمن في قرآنه اتصفا
فبان للعقل أن العلم سيده ... فقبل العقل رأس العلم وانصرفا
من آداب المتعلم
أولاً: طهارة النفس من رذائل الأخلاق ومذموم الأوصاف؛ لأن العلم عبادة القلب، فكما لا تصح الصلاة إلا بتطهير الظاهر، فكذلك لا تصح عبادة الباطن وعمارة القلب إلا بعد طهارته من خبائث الأخلاق.
وسأضرب مثالاً قريباً من ذلك، كلنا يعرف الإمام الشافعي t صاحب المذهب المشهور، فقد كان t معروفاً بشدة ذكائه وحفظه الشديد، فكان يحفظ الصفحة بمجرد وقوع بصره عليها وذات مرة أراد الحفظ فخانته ذاكرته، فلم يعرف السبب وهنا ذهب إلى شيخه وأستاذه وكيع بن الجراح و شكى له حاله،فأعلمه شيخه بأنه لا بد وأنه قد وقع في معصية من المعاصي، وطلب منه أن يستغفر الله، وأخبره بأن هذا العلم نور من الله I، فإذا عصى العبد ربه رفع ذاك النور فنظم الإمام الشافعي ذلك بقوله:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي****فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور****ونور الله لا يهدى لعاصي
ثانياً: أن يجعل المتعلم (العلم) همه الأول والآخر، وشغله الشاغل، قال U:[ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه]
ثالثاً: أن لا يتكبر المتعلم على العلم ولا يتأمر على المعلم، بل يلقي إليه زمام أمره بالكلية ويذعن لنصيحته إذعان المريض الجاهل للطبيب المشفق الحاذق
رابعاً: أن يتأدب المتعلم مع معلمه فلا يكلفه شططاً بأن يبحث عن الأسئلة المحرجة، فعليك أن تسأل عما ينفعك
خامساً: أن لا يدع الطالب فناً من العلوم المحمودة ولا نوعاً من أنواعه إلا وينظر فيه نظراً يطلع به على مقصده وغاياته، ثم إن ساعده العمر طلب التبحر فيه، و إلا اشتغل بالأهم منه واستوفاه، فإن العلوم متعاونة وبعضها مرتبط ببعض.
سادساً: ومن آداب المتعلم أن يكون قصده وجه الله I، فلا يقصد به مالاً أو جاهاً أو مماراة للسفهاء أو مباهاة للآخرين، فمن قصد وجه الله I رفعه ونفعه.
هل تعلم
1 - أن عدد أضلاع الجسم السليم هي 24 ضلعاً0
2 - أن الإنسان يستخدم 44 عضله عندما يتكلم0
3 - أن نسبة الماء في الدم عند الإنسان 83 %0
4 - أن للذبابة خمسة أعين0
5 - أن الشجر الذي يصنع منة الفلين هو شجر البلوط0
6 - أن عدد المآذن في الحرم المكي تسع مآذن.
7 - أنه لا توجد حياة على سطح القمر بسبب عدم وجود الهواء.
8 - أن أكبر صحراء في المملكة هي صحراء الربع الخالي.
9 - أن عدد الجامعات السعودية ثماني جامعات.
10 - أن سرعة الصوت أقل من سرعة الضوء.
11 - أن عدد غزوات الرسول r التي غزاها 27 غزوة.
12 - أن الياردة تساوي 3 أقدام.
13 - أن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية يصادف 23 من سبتمبر
في كل عام.
14 - أن الملك عبد العزيز ولد في الرياض سنة 1293 هـ وتوفي عام 1373 هـ
في مدينة الطائف.
15 - أن المملكة العربية السعودية هي الأولى عالمياً في تحلية المياه المالحة.
16 - أن توحيد المملكة العربية السعودية كان في عام 21 من جماد الأولى
سنة 1351 هـ.
والحمد لله رب العالمين، وصلاة وسلاماً على أمير الأنبياء وسيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً سهل لنا أمورنا وتوفنا مسلمين يا رب العالمين، اللهم انفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وعملاً وفقهاً في الدين برحمتك يا أرحم الراحمين0(/)
حالنا مع القرآن الكريم
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 02:16 ص]ـ
أخي الكريم: إذا تأملنا أحوالنا مع القرآن وجدنا أننا بعيدون كل البعد عن هدى القرآن وتعاليمه، فكثير من الناس لا يقرءون القرآن بالكلية، وبعضهم لا يقرأه إلا في الصلوات، وبعضهم لا يقرأه إلا مضطراً، وبعضهم يقرأه ولكن دون فهم أو تدبر، وبعضهم يقرأه ولا يعمل به، بل هناك من يكذّب ببعض آيات القرآن ويصدُّ عنها، أو يصف بعض أحكامه بأنها لا تتلاءم مع العصر الذي نعيش فيه، وهذا من الكفر البين وسلوك غير سبيل المؤمنين!! أنواع هجر القرآن
قال الإمام ابن القيم رحمه الله ((هجر القرآن أنواع:
* هجر سماعه والإيمان والإصغاء إليه 0
* هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه، وإن قرأه وآمن به
* هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه 0
* هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم منه 0
من أسباب هجر القرآن
* عدم الإيمان، والتكذيب به في الباطن وإن لم يصرح بذلك 0
* الجهل بمعانيه وأوجه إعجازه 0
* الانهماك في الدنيا والغفلة عن الآخرة 0
* طول الأمل والتسويف 0
القرآن الكريم
القرآن هو كلام الله الذي أنزله على سيدنا محمدا لمتعبد بتلاوته المتحدي بأقصر سورة منه والمنقول إلينا بالتواتر المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس والقران الكتاب معناهما واحد يدل كل منهما على ما يدل إليه الآخر ولفظ القران اشهر وأوضح ويطلق القران على الكل والبعض كسورة وآية قال الله تعالى {انا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقران مع السفرة الكرام البررة فعلينا جميعا المحافظة على كتاب الله والاستمرار على ذلك حتى يضاعف
الله لنا الحسنات ويحط عنا السيئات.
معلومات عن القرآن الكريم
* القرآن يتكون من (ثلاثين جزءاً)
* الجزء يتكون من حزبين.
* الحزب يتكون من أربعة أرباع.
* عدد سو ر القرآن مائة وأربعة عشر سورة.
* عدد سجداته أربع عشرة سجدة.
* افضل سورة في القرآن سورة الفاتحة.
* أطول سورة في القرآن سورة البقرة.
* أطول آية في القرآن آية الدين في سورة البقرة.
* اقصر آية في القرآن في أول سورة (طه).
مفاتيح الخير
* مفتاح الصلاة: الطهور
* مفتاح الجنة: التوحيد
* مفتاح العزة: طاعة الله والرسول
* مفتاح الإيمان: التفكير في آيات الله ومخلوقاته
* مفتاح الرزق: السعي مع الاستغفار والتقوى
* مفتاح كل خير: الرغبة في الله والدار الآخرة
* مفتاح الحج: الإحرام
* مفتاح البر: الصدق
* مفتاح الفلاح: التقوى
* مفتاح الإجابة: الدعاء
* مفتاح المزيد: الشكر
بستان العقل::
إذا تم العقل .... نقص الكلام
خير الكلام ..... ما قل ودل
المرء ..... حيث يضع نفسه.
آفة العلم .... النسيان.
ظن العاقل .... خير من يقين الجاهل.
أعقل الناس ,,أعذرهم للناس.
العاقل من أتعظ بغيره والجاهل من أتعظ بنفسه(/)
براعة العرب في الرياضيات
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 02:44 ص]ـ
المقدمة
الحمد لله الذي خلقنا من عدم و علمنا بالقلم وأرسل علينا رسولا ليبعدنا عن الظلم فله الحمد ربنا الذي هدانا للإسلام دينا و بعث لنا محمداً e رسولاً ونبيا وأنزل عليه القرآن مفصلاً ومبينا، و جعله خاتم الأنبياء لكل الأمم r وعلى آله وصحبه و من سار على نهجه و اتبع ملته إلى يوم الدين .. أما بعد:
إنّا- أبناء العرب- نعتز و نفتخر بما نجده الآن مطوراً لدى الغرب من العلوم و المعارف لأنّ ذلك ناتج عن علماء العرب الذين برعوا في كثير من العلوم و منها [الطب و الصيدلة و الطيران و الكيمياء و الأحياء و الرياضيات و الفلك] و غيرها الكثير
و لقدكان لاحتلال الأندلس و سيطرة النصارى الذين دخلوه طلباً للعلم في الظاهر و لكنهم يخفون في نفوسهم ما يرودن من سيطرة و احتلال و طرد للمسلمين و بذلك استولوا على جميع كتب العلماء العرب و من هؤلاء العلماء من برع في الرياضيات0
لذا و أنا كلي فخر و اعتزاز ببراعة العرب فإني أتناول ذرة من معارفهم عبر صفحات بحثي هذا و الله ولي التوفيق 0
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم؛؛؛
الرياضيات و العرب
لقد برع العرب في العلوم الرياضية و أجادوا فيها، و أضافوا إليها إضافات هامة أثارت الإعجاب و الدهشة لدى علماء الغرب، فاعترفوا بفضل العرب و أثرهم الكبير في تقدم العلم و العمران.
لقد اطلع العرب عل حساب الهنود فأخذوا عنه نظام الترقيم، إذ أنهم رأوا أنه أفضل من النظام الشائع بينهم و هو نظام الترقيم على حساب الجمل، و كان لدى الهنود أشكال عديدة للأرقام، هذب العرب بعضها و كونوا من ذلك سلسلتين، عرفت إحداهما بالأرقام الهندية و هي التي تستعملها هذه البلاد و أكثر الأقطار العربية و الإسلامية و هي (1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9)، و عرفت الثانية بالأرقام الغبارية، و قد انتشر استعمالها في بلاد الغرب و الأندلس، و عن طريق الأندلس دخلت هذه الأرقام إلى أوروبا و عرفت باسم الأرقام العربية ( Arabic Number ) و هي:
[1 , 2 , 3 , 4 , 5 , 6 , 7 , 8 , 9] و ليس المهم هنا تهذيب العرب للأرقام و توفيقهم في اختيار هاتين السلسلتين أو إدخالهما الى أوروبا، بل المهم هو إيجاد طريقة جديدة لها و هي طريقة الإحصاء العشري، و استعمال الصفر لنفس الغاية التي نستعملها الآن.
أوائل في الرياضيات
(س1) من أوّل من حوّل الكسور العاديّة إلى عشريّة؟
(ج1) أوّل من حوّل الكسور العاديّة إلى كسور عشريّة في علم الحساب هو غياث الدين جمشيد الكاشي قبل عام 840 هجرية-1436 م.
(س2) من أوّل من استعمل الأسس السالبة؟
(ج2) يعدّ العالم المسلم السموأل المغربي، وهو عالم اشتهر باختصاصه في علم الحساب، أوّل من استعمل الأسس السالبة في الرياضيات، وتوفي هذا العالم الفذّ في بغداد عام 1175م.
(س3) من أوّل من استخدم الجذر التربيعي؟
(ج3) إن الجذر التربيعي هو أوّل حرف من حروف كلمة جذر، وهو المصطلح الذي أدخله العالم المسلم الرياضي محمد بن موسى الخوارزمي، وأوّل من استعمله للأغراض الحسابية هو العالم أبو الحسن علي بن محمد القلصادي الأندلسي الذي ولد عام 825 هجرية وتوفي سنة 891 هجرية وانتشر هذا الرمز في مختلف لغات العالم.
أوائل رياضية
(س1) من أوّل من استعمل الرموز في الرياضيات؟
(ج1) أوّل من استعمل الرموز أو المجاهيل في علم الرياضيات هم العرب المسلمون فاستعملوا (س) للمحهول الأول،و (ص) للثاني و (ج) للمعادلات للجذر … وهكذا.
(س2) من أوّل رسالة طبعت في أوروبا عن الرياضيات؟
(ج2) أوّل رسالة عن علم الرياضيات طبعت في أوروبا كانت مأخوذة من جداول العالم المسلم أبي عبدالله البتاني،وقد طبعت هذه الرسالة الأولى عام 1493م في اليونان.
(س3) من أوّل من أدخل الأرقام الهندية إلى العربية؟
(ج3) إن الأرقام التي نستعملها اليوم في كتابة الأعداد العربية [1, 2, 3 , 4 , 5] الخ هي أرقام دخيلة استعملها الهنود من قبل العرب بقرون طويلة،وأول من أدخل هذه الأرقام إلى العربية هو أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي عالم الرياضيات،وكان العرب قبل استعمالهم لهذه الأعداد يستخدمون الأرقام الأوروبية التي يستعملها الغرب الآن
(يُتْبَعُ)
(/)
[1 ,2 ,3 ,4 , 5] الخ، وقد سلب الغرب هذه الأرقام منا من جملة ما سلبه من علم وتراث وحضارة ونسبها إلى نفسه.
أوائل رياضية
(س1) من أوّل من وضع أسس علم الجبر؟
(ج1) أوّل من وضع أسس علم الجبر هو العالم المسلم أبو الحسن محمد بن موسى الخوارزمي ولد هذا العبقري الفذّ في بلدة خوارزم بإقليم تركستان في العام 164 هجرية، برع في علم الحساب و وضع فيه كتاباً له أسماه ((الجبر والمقابلة)) شرح فيه قواعد وأسس هذا العلم العام تحرف اسمه عند الأوروبيين فأطلقوا عليه ( ALGEBRA) أي علم الحساب، وتوفي –رحمه الله –عام 235 هجرية.
(س2) من أوّل من أسس علم حساب المثلثات؟
(ج2) يبدو أن الفراعنة القدماء عرفوا حساب المثلثات وساعدهم ذلك على بناء الأهرامات الثلاثة، وظل علم حساب المثلثات نوعاً من أنواع الهندسة،حتى جاء العرب المسلمون وطوروه و وضعوا الأسس الحديثة له لجعله علماً مستقلاً بذاته،وكان من أوائل المؤسسين لحساب المثلثات،أبو عبد الله البتاني والزرقلي ونصير الدين الطوسي.
(س3) من أوّل من أدخل الصفر في علم الحساب؟
(ج3) أوّل من أدخل الصفر في علم الحساب هو العالم المسلم محمد بن موسى الخوارزمي المتوفى عام 235م. وكان هذا الاكتشاف في علم الحساب نقلة كبيرة في دراسة الأرقام وتغيراً جذرياًّ لمفهوم الرقم.
أوائل رياضية
(س1) من هم أوّل من أخترع المعداد اليدوي؟
(ج1) قام الصينيون باختراع أوّل معداد يدوي في التاريخ،واستعانوا به على إجراء العمليات الحسابية وذلك في العام 1000 قبل الميلاد وسموه ((الأبوكس)).
(س2) متى و أين تم صنع أوّل حاسوب إلكتروني؟
(ج) تم اختراع أوّل حاسوب إلكتروني يعمل بالكهرباء في عام 1946م بالولايات المتحدة الأمريكية، وأطلق عليه اسم (إنياك: Eniac ) ، وهو من حواسيب الجيل الأوّل التي تعمل بالصمامات المفرغة وتستهلك قدراً كبيراً من الكهرباء، وهي تشمل مساحة كبيرة.
الأرقام العربية و الصفر
من المعروف أن للأرقام الرومانية أشكال عديدة بحيث يصعب تعلمها بسهولة، و لما جاء العرب شعروا بصعوبتها فنقبوا في الأرقام الهندية فوجدوا أن فكرتها أفضل بكثير من السابقة فأخذوا عن الهنود أرقامهم بعد أن طوروها وشذبوها لتكون أكثر فعالية، ولهذه الأرقام العديدمن المزايامنها:
1 - أنها تقتصر على عشرة أشكال بما فيها الصفر، و من هذه الأشكال يمكن تركيب أي عدد مهما كان كبيرا بينما الأرقام الرومانية تحتاج إلى أشكال عديدة و تشتمل على أشكال جديدة للدلالة على بعض الأعداد.
2 - أنها تقوم على النظام العشري، و على أساس القيم الوضعية بحيث يكون للرقم قيمتان:
أ)) قيمة في نفسه، كقيمة الأربعة في العدد (4)
ب)) قيمة بالنسبة إلى المنزلة التي يقع فيها، كقيمة الثلاثة في العدد 234 و هي ثلاثين.
و من الغريب أن الأوربيين لم يتمكنوا من استعمال هذه الأرقام إلا بعد انقضاء قرون عديدة من اطلاعهم عليها، أي أنه لم يعم استعمالها في أوروبا و العالم إلا في أواخر القرن السادس عشر.
الأعداد في القران الكريم
1 - عدد آيات القران الكريم حسب مصحف المدينة 6236 آية.
2 - عدد كلمات القران الكريم 77473 كلمة.
3 - عدد حروف القران الكريم حسب لفظها 332588 حرفاً.
4 - عدد نقط القرا ن الكريم 156081 نقطة.
الزوايا
هناك أنواع متعددة من الزوايا: ــ
1ــ زاوية قائمة ويكون ضلعاها متعامدان وقياسها يساوي 90ْ.
2ــ زاوية حادة ويكون قياسها اصغر من الزاوية القائمة.
3ــ زاوية منفرجة ويكون قياسها اكبر من الزاوية القائمة.
4ــ زاوية مستقيمة ويكون قياسها مساوياً لـ 180ْ.
5ــ زاوية منعكسة ويكون قياسها اكبر من 180ْ واصغر من 360ْ.
6ــ زاوية دائرية ويكون قياسها مساوياً لـ 360ْ.
الإعجاز العددي في القرآن الكريم
يوم بعد يوم يثبت القرآن الكريم عظمته وإعجازه العلمي ويظهر ذلك جلياً بعد أن وصل العلماء إلى حقائق علمية وصل إليها القرآن الكريم قبل 14 قرناً ومن تلك الحقائق أن كلمة البحر أي (المياة) ذكرت في القرآن 32 مرة وذكرت كلمة البر (اليابسة) 13 مرة فإذا جمعنا عدد كلمات البحار + عدد كلمات البر فسنحصل على المجوع 45 وإذا قمنا بمعادلة بسيطة لنظهر فيها نسبة كل من الماء واليابسة إلى المجموع الكلي لعدد كلمات البحر والبر وضربها بـ "100" فإننا سنحصل على:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) 32 ÷45×100= 11111111 ‚ 71 ?
(2) 13÷45×100= 88888888 ‚ 28?
وهذا ما توصل إليه العلماء والعلم الحديث بعد 14 قرناً. وإذا جمعنا العدد الأول مع العدد الثاني فسنحصل على المجموع 100?
ما رأيك بهذه النتائج؟
لا نملك إلا أن نقول تبارك الله أحسن الخالقين
عجائب الأرقام
1. ذُكر السحر [60] مرة
2. و ذُكرة الفتنة [60] مرة
3. ذُكرت الزكاة [32] مرة
4. و ذُكرة البركة [32] مرة
5. ذُكر العقل [49] مرة
6. و ذُكر النور [49] مرة
7. ذُكر اللسان [25] مرة
8. و ذُكرت الموعظة [25] مرة
9. ذُكرت الرغبة [8] مرات
10. و ذُكرت الرهبة [8] مرات
11. ذُكرت الشدة [114] مرة
12. وذُكرالصبر [114] مرة
13. ذُكر الرسول r[4] مرات
14. وذُكرت الشربعة [4] مرات
15. ذُكر الرجل [24] مرة
16. وذُكرت المرأة [24] مرة
17. ذُكر البحرُ [32] مرة
18. وذُكر (البر + اليابس) [13] مرة
من العجائب العددية
من عجائب العدد 12345679 أنك إذا ضربته بأي عدد قابل القسمة على 9 فإن حاصل الضرب يكون مؤلفاً من رقم مكرر عدة مرات، وفي ما يلي بعض الأمثلة:
12345679×9 = 111111111
12345679×18=222222222 9
12345679×27 = 333333333
12345679×36 = 444444444
12345679×45 = 555555555
12345679×54 =666666666
12345679×63 = 777777777
12345679×72 =888888888
12345679×81 = 999999999
أوهام الرقم 13
كثير من أهل الشرق و الغرب يعتبرون أن الرقم 13 يحمل الويل و الدمار في طياته، و الغريب أن هذا الرقم يتجنبه كثيرون من أهل الغرب في مواعيد إقامة الحفلات و الولائم و الفنادق، و يروون أن بعضهم يقول: إن السبب يرجع الى الضائقة المالية عام 1930 التي حلت بالعالم لأن مجموع أرقام عام 1930 يساوي 13، و لكي يزيدوا من حجتهم رجعوا الى سنوات الضنك المشهورة عندهم و هي: 1903، 1912، 1921، و مجموع أرقامها يساوي 13 و كذلك رحلة أبولو 13 التي فشلت بسبب الرقم 13.
و لكن الإسلام حارب هذه الخرافات فالإسلام لا يعترف بالتشاؤم و الطيرة
و يحث على التفاؤل و حب الخير، و الطريف أن الكاتب العملاق عباس محمود العقاد كان يسخر من هذه الخرافات فحينما أراد أن يسكن في ضاحية مصر الجديدة اختار متعمدا منزلا يحمل الرقم 13.
من العلماء العرب
ثابت بن قرة
هو أبو الحسن ثابت بن قرة بن عارف الحراني، وطنه الأصلي حران الواقعة بين النهرين،عاش بين 221 - 288 هجرية، واشتهر بعلوم مختلفة مثل الرياضيات والطب والفلك والفلسفة، وكان يجيد مع اللغة العربية عدداً من اللغات الأخرى منها السريانية واليونانية والعبرية ويعتبر ثابت بن قرة أول من ترجم مؤلفات بطليموس.
وقد امتدحه الكثير من مؤلفي الغرب، فقد قال عنه الدكتور جورج سارثون في كتابه [المدخل في تاريخ العلوم] أن ثابت بن قرة يعدُ من أعظم المترجمين فقد ترجم كتب كثيرة في مختلف العلوم كالرياضيات والطب والمنطق والتنجيم. وقال عنه المؤلف المشهور لين ثورنديك في كتابه [ملخص تاريخ الحضارة] أن ثابت بن قرة كان رياضياً ولغوياً بارع وله مخطوطة مهمة جداً في علم الجبر,.
لقد كان لثابت بن قرة دوراً كبير في علم التفاضل والتكامل فهو من الممهدين لهذا العلم وذلك من خلال إيجاد حجم القطع المكافئ حول محوره وذلك في السنة 870 هـ، فقد استطاع العلماء والرياضيين من خلال علم التفاضل والتكامل أن يجدوا حلول للمسائل المعقدة والعمليات الملتوية. كان ثابت بن قرة من المولعين بالفلك، فأخذ يدرس الشمس وحركتا دراسة دقيقة فقد كتب عنه المؤلف سيدني فيش في كتابه " الشرق الأوسط " أن ثابت درس حركة الشمس وحسب طول السنة الشمسية فوجدها 365 يوماً و 6 ساعات و 9دقائق و 10 ثوان بالضبط أكثر من الحقيقة بأقل من نصف ثانية، كما حسب ميل البرج فوجده 23 درجة و33 دقيقة و30 ثانية.
لمع ثابت بن قرة بين علماء عصره في مقدرته الفائقة بإدخاله علم الجبر على علم الهندسة،لهذا يعتبر إبن قرة أبا الهندسة التحليلية، فقد كان يتصف بسرعة البديهة والدقة في الحساب وأصالة التفكير0
(يُتْبَعُ)
(/)
كان ثابت بن قرة يحب العلم لا طمعاً في كسب يجنيه ولا سعياً وراء شهرة تعٌليه، إنما أحبه لأنه رأى في المعرفة مصدر سعادة كانت نفسه تتوق إليها. ولما كانت المعرفة غير محصورة في حقل معين من النشاط الإنساني، فان ثابت دفعه فضوله إلى ارتيادها كلها مصلحاً ما فيها من اعوجاج ومضيفا إلى تراث القدامى ثمار عبقريته الخلاقة.
وكان ثابت بن قرة متجهًا في أول أمره إلى التجارة، إذا كان صرافاَ في حران ولكنه عدل عن هذا و اتجه إلى دراسة الفلك والفلسفة وبرع في الرياضيات بجميع فروعها، وأضاف إليها إضافات عظيمة أثارت إعجاب علماء الغرب ودهشتهم، والجدير بالذكر إن تعميم نظرية فيثاغورث و ابتكار قانونين أحدهما في إيجاد الأعداد المتحابة، والأخر للمربعات السحرية لا يرجع إلى لأي عالم غربي، بل يعود إلى عالمنا العظيم ثابت بن قرة، ولكن علماء الرياضيات في أوروبا الذين حصلوا على السيطرة التامة على العلوم بعد القرن السابع الهجري الموافق الثالث عشر الميلادي تجاهلوا الخدمة التي قدمها ثابت للحضارة الإنسانية، بل إن بين هؤلاء يؤمن إيماناً كاملاً أن عقلاً عربياً لا يمكن أن يكون أساس نظريات جاليليو و جاوس و نيوتن و اويلر وفردي وغيرهم، ولا يرجع هذا إلى مجرد مصادفة، بل يعود إلى أمرين مهمين:
الأول: هو تحامل وإجحاف الغربيين على التراث العربي الإسلامي 0
الثاني:إهمال العرب لتراثهم، مما ساعد الغربيين على هذا الاعتقاد0
غياث الدين الكاشي:
هو غياث الدين بن مسعود بن محمود الكاشي ولد في مدينةكاشان وعاش في سمر قند كان فلكياً ورياضياً وله بعض الكتب باللغتين العربيةوالفارسية منها: (رسالة المحيطية) التي تبحث في كيفية تعيين نسبة محيط الدائرة إلىقطرها وهي النسبة التي يطلق عليها علماء الرياضيات في عصرنا الحلي الرمز (?) وقيمتها كما حسبها الكاشي هي: 1415926525898732 ر3 وللكاشي كتاب مفتاح الحساب الذي تضمن الكسور العشرية
موسى بن شاكر:
أحد علماء المسلمين في الرياضيات الذين بلغ نجمهم في عصر المأمون ولا سيما في الهندسة
اشتهر أولاده الثلاثة [محمد] و [أحمد] و [حسن] بالعمل في الحيل:
(الميكانيكا) خاصة الأول والثاني منهم. في حين انفرد حسن بالعمل في الهندسة. وحل مسائل العويصة تقسمه الزاوية إلي ثلاثة أقسام متساوية.
إسهامات العرب في الرياضيات
في مجال الحساب:
يعتبر علماء العرب أول من طور العمليات الحسابية الأربع، الجمع والتضعيف التنصيف التفريق، الضرب والقسمة، كما أن لهم الفضل في عمليات استخراج الجذور. وقد قاموا بتقسيم الأعداد إلى ثلاثة أنواع هي:
1 - أعداد تامة: وهي التي قننها أبو البنا المراكشي بقوله أن العدد التام هو العدد الذي يساوي مجموع أجزاءه (قواسمه). العدد 6 عدد تام لأن 6 = 1 + 2 + 3
2/ أعداد زائدة: العدد الزائد هو ما يكون أقل من مجموع أجزائه (قواسمه).
العدد 12 عدد زائد لأن 12 =6+4+3+2+1
3/ العدد الناقص: وهو العدد الذي يكون أكبر من مجموع أجزائه مثل العدد:10=5+2+1
كما أوجد ثابت بن قرة قاعدة للأعداد المتحابة وهي أن يكون مجموع قواسم أ حد العددين مساويا للآخر فمثلا
(220 , 248) عددان متحابان لأن:
مجموع قواسم 220:1+2+4+5+10+11+20+22+44+55+110=248
مجموع قواسم 284: 1+2+4+71+142 =220
كما قام الكاشي بوضع الكسور العشرية في كتاب الرسالة المحيطية ولأول مرة بالتاريخ، حيث عبر عن:
2ط = 6.283185.7179865
علم الهندسة
الهندسة هي دراسة مختلف أنواع الأشكال وصفاتها. كما أنها دراسة علاقة الأشكال والزوايا والمسافات ببعضها. وتنقسم الهندسة البسيطة إلى جزئين: الهندسة المستوية والهندسة الفراغية. وفي الهندسة المستوية تدرس الأشكال التي لها بعدين فقط، أي التي لها طول وعرض. أما الهندسة الفراغية فتدرس الهندسة في ثلاثة أبعاد، وتتعامل مع مفرغات مثل متوازيات المستطيلات، والمجسمات الأسطوانية، والأجسام مخروطية الشكل، والأجسام الكروية، الخ ... أي مع الأشكال التي لها طول وعرض وسمك. أصبحت الهندسة جزءا أساسيا من العلوم المعاصرة لا يمكن إحراز أي تقدم بدونها. فهل تعرفون كيف اكتشفت الهندسة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أصل كلمة هندسة باللغة الإنكليزية (جيومتري) يعود إلى لغة الإغريق القديمة. وهي تتكون من كلمتين [جيو] ومعناها الأرض [متري] ومعناها قياس.وهكذا كانوا من أوائل الذين اكتشفوا الهندسة. ففي كل سنة كان نهر النيل يفيض فيغرق الأرياف، مما كان يؤدي إلى إزالة علامات الحدود بين تقسيمات الأرض المختلفة، وكانوا لذلك بحاجة إلى طريقة ما لإعادة قياس قطع أراضهم. فصمموا طريقة لوضع علامات للأراضي بمساعدة القوائم والجبال. وكانوا يضعون قائم في الأرض في مكان مناسب. وكان قائم أخر يوضع في مكان أخر، ثم يوصل القائمان بحبل يحدد الحدود، وبوصل قائمان آخرين كانت المساحة تعلم كموقع للزراعة أو للبناء.
وفي البداية كانت كل الهندسة تعتمد على الحدس والبديهة. لكن معلما إغريقيا كان اسمه طاليس انكب في عام (600) قبل الميلاد على إثبات المبادئ الهندسية بطريقة علمية. وفي الهندسة تدعي الحقيقة [نظرية] واكتشف طاليس إثباتات لبعض النظريات فوضع بداية للهندسة الوصفية.
لكن اقليدس الإسكندري (نسبة إلى الإسكندرية في مصر) كان هو الذي منح الهندسة وضع العلم. في عام (300) قبل الميلاد تقريبا جمع اقليدس كل النتائج الهندسية التي كانت معروفة حتى ذلك الوقت. ثم نظمها بطريقة منهجية في سلسلة من (13) كتابا. و أطلق على هذه الكتب اسم [المبادئ] وقد استخدمها العالم كافة قرابة (2000) ألفي عام في دراسة الهندسة. وتطورت هندسة اقليدس على هذه المبادئ. ومع مرور المزمن طور رياضيون مختلفون فروعا أخرى للهندسة. ونحن في الوقت الحاضر ندرس أنواعاً كثيرة من الهندسة مثل الهندسة التحليلية،وهند المثلثات، وهندسة منكوفسكي (ذلت الأبعاد الأربعة)، والهندسة غير الإقليديسية , والهندسة الاسقاطية، الخ.
إننا نستخدم مبادئ الهندسة في كل حياتنا المعاصرة، لوضع التصاميم والديكورات في المعمار والمناظر الطبيعية والحدائق. إن الكثير من الأدوات التي يستخدمها المساحون مثل البوصلة والسدسية والمزولة ...... الخ لها علاقة بالهندسة.
التسلية في الرياضيات
الضرب باستخدام الأصابع:
الأدوات اللازمة له موجودة دائما مع من يستخدم هذا الجدول الآلي، تتكون هذه الأدوات اللازمة للنجاح من مجموعة تامة من أصابع يدي أحد الأفراد 0 بما فيها الإبهام، وتساعد المهارة المبدئية لجدول الضرب للأعداد التي لا تزيد عن "5" خمسة، فنجعل العدد (6) للخنصر في كل من اليدين، والعدد (7) للبنصر، والعدد (8) للإصبع الوسطى، والعدد (9) للسبابة، والعدد (10) للإبهام 0
مثلا: لضرب 7 × 9 =؟
ضع يديك الاثنتين أمامك 0 والكفان إلى الداخل 0 وضع طرف البنصر الذي قيمته (7) من أحد اليدين، ولتكن اليسرى ضد طرف السبابة الذي قيمته (9) من اليد الأخرى - وذلك تتصل الإصبعان 0
وتكون هاتان الإصبعان والأصابع التي تحتها (6) في العدد وهي تعد
(60) في النتيجة النهائية 0 والأصابع التي فوق الإصبعين المتصلين ثلاثة أصابع في اليد اليسرى - وإصبع واحد في اليد اليمنى 0 أضرب هذين العدديين، وأضف حاصل ضربهما وهو (3) إلى العدد (60) التي حصلنا عليها سابقا 0 فنحصل على النتيجة المطلوبة 0
7 × 6 = 60 + 3 × 1 = 63
تعريفات
الهندسة: هي علم الجمال و الكمال الكامن في الأشكال!
النقطة: هي شكل هندسي طوله = عرض = ارتفاعه = صفراً
الزاوية: نقطة انشطرت إلى نقطتين طارت كل منهما في اتجاه إلى ما لا نهاية
شبه المنحرف: متوازي أضلاع، تمدد أحد أضلاعه، وانكمش ضلعه المقابل!
المثلث: هو شبه منحرف طول إحدى قاعدتيه المتوازيتين يساوي صفراً
الدائرة: عبارة عن مضلع منتظم عدد أضلاعه لا نهائي!
التطابق: يتطابق الشكلان إذا كان لهما " المقاس نفسه التشابه (بين الأشكال: (يتشابه الشكلان إذا كان أحدهما صورة للآخر!
التشابه بين المجسمات: (يتشابه المجسمان إذا كان أحدهما نموذجاً مصغراً للآخر!
المجموعة غير المنتهية:هي المجموعة التي عناصرها أوراق الدفاتر الممزقة على أبواب المدارس في نهاية العام الدراسي
بعض الطرق المساعدة لفهم مادة الرياضيات
1 - الإلمام بالعمليات الأربع: (الجمع ــ الطرح ــ الضرب ــ القسمة)
2 - الحرص على حفظ جدول الضرب ومراجعته باستمرار.
3 - المشاركة مع المعلم في الدرس والتركيز أثناء الشرح.
4 - عند حل الواجبات ابدأ بقراءة الأمثلة والتمارين المحلولة.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - حاول أن تراجع الدروس السابقة دائماً لارتباط الدروس بعضها ببعض.
6 - حاول أن تطبق الرياضيات في حياتك اليومية.
7 - الإنتباه الجيد والإنصات لشرح المعلم أثناء الحصة.
8 - سؤال المعلم عن الشىء الغير مفهوم وهذا عنصر أساسي لفهم مادة الرياضيات.
9 - يجب أن يكون مع الطالب جميع أدواته اللازمة.
10 - ابدأ بمذاكرة مادة الرياضيات وأنت خالي الذهن واختر المكان المناسب والوقت المناسب والكافي.
11 - الإعتماد على النفس عند حل المسائل التي في الكتاب أو مسائل الواجب.
12 - قراءة السؤال عدة مرات قبل الحل وفكر جيداً بالطريقة الصحيحة.
13 - الإبتعاد عن السرعة و العجلة في حل التمارين لأنها حتماً ستؤدي إلى الخطأ.
14 - تذكر كل ما درسته سابقاً من قوانين ورموز وطرق حل.
15 - ابعد عن ذهنك بأن مادة الرياضيات مادة صعبة. بل هي فعلاً مادة سهلة وشيقة ومحببة إلى النفس ولها ارتباط وثيق بالحياة.
16 - ابذل جهدأ إضافياً مع التركيز ولا تذاكر الرياضيات كما تذاكر مادة المحفوظات.
الكمبيوتر و الحياة
إن ازدياد التقدم التكنولوجي و الانفجار المعرفي يجعل الحياة اليومية للأفراد أكثر تعقيدا، و بذلك يصبح ضروريا للأفراد تنمية وسائل فعالة لحل المشكلات المختلفة التي تواجههم.
و من هذه الطرق استخدام الكمبيوتر في مناشط الحياة المختلفة و الذي بدوره أصبح مظهر من مظاهر هذا العصر، و قد يرجع ذلك الى قدرة الكمبيوتر على تخزين البيانات، و المعلومات التي يمكن استرجاعها وقت الحاجة، و كذلك قدرة الكمبيوتر على انجاز العمليات المختلفة في سرعة و دقة.
و أصبح الكمبيوتر و تطبيقاته مستخدما في مجالات الحياة المختلفة، في البنوك، و دراسة الأحوال الجوية و التنبؤ بها، و الأمور العسكرية، و أبحاث الفضاء، و المستشفيات، و في قطاعات الإنتاج المختلفة، و في المنازل و التعليم، أي هناك دورا كبيرا يؤديه الكمبيوتر في نواحي الحياة المختلفة.
لذلك أخي الطالب .. إننا بحاجة إلى نكون على وعي بالكمبيوتر قبل حاجتنا الى تعلم القراءة و الكتابة، أي أن نكون مزودين بمعلومات و خبرات ضرورية لفهم تأثير الكمبيوتر علينا و على المجتمع، و لابد من تعلم بعض مهارات استخدام لغة الكمبيوتر و برمجته، فهو يساعدنا كثيرا في حل واجباتنا المنزلية و خاصة في الرياضيات.
عوامل تشغيل رياضية
? ? ? ?
? ? ? ? ?
? ? ? ?
? ? ? ?(/)
الماء في حياتنا
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 04:04 ص]ـ
الماء أساس الحياة فلا صناعة و لا زراعة و لا إعمار بدون توفر الماء و هذا مصداقا لقول الحق تبارك و تعالى في محكم التنزيل:
] أو لم يرَ الذين كفروا أن السموات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما و جعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ([الأنبياء 30]
يوجد الماء في الطبيعة بصور مختلفة منها العذب و منها المالح و بالتالي تختلف استخداماته حسب تلك الصور فمنها ما يستخدم للشرب و منها ما يستخدم للزراعة
أو الصناعة و غيرها و قد أشار الخالق في كتابه العزيز إلى صنفي الماء الرئيسين
في الآية الكريمة:
) وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج000 ([فاطر12]
الماء المادة الأكثر شيوعا على الأرض و يغطي أكثر من 70% من سطح الأرض يملأ الماء المحيطات و الأنهار و البحيرات و يوجد في باطن الأرض و في الهواء الذي نتنفسه و في كل مكان و لا حياة بدون ماء0
كل الكائنات الحية (نبات , حيوان , إنسان) لابد لها من الماء كي تعيش و في الحقيقة فإن كل الكائنات تتكون غالبا من الماء كما أن ثلثي جسم الإنسان مكون من الماء
و ثلاثة أرباع جسم الدجاجة من الماء كما أن أربعة أخماس ثمرة الأناناس من الماء0
و يعتقد بعض علماء الطبيعة أن الحياة نفسها بدأت في الماء – في ماء البحر المالح0
منذ بداية العالم و الماء يقوم بتشكيل تضاريس الأرض 0 فالمطر يهطل على اليابسة
و يجرف التربة إلى الأنهار 0 و مياه المحيطات تلتطم بالشواطئ بقوة مكسرة و محطمة للهوات الصخرية على الشاطئ كما أنها تحمل الصخور المحطمة و تبني رواسب صخرية حيثما تفرغ حملها و المثالج تشق مجاري الوديان و تقطع الجبال0
و يحول الماء دون تغير مناخ الأرض إلى البرودة الشديدة أو الحرارة الشديدة و تمتص اليابسة حرارة الشمس و تطلقها بسرعة بينما تمتص المحيطات حرارة الشمس و تطلقها ببطء و لهذا فإن النسيم القادم من البحر يجلب الدفء إلى اليابسة شتاء و البرودة صيفا0
كان الماء عبر التاريخ عصب الحياة فقد ازدهرت الحضارات المعروفة حيثما كانت مصادر الماء وفيرة كما أنها انهارت عندما قلت مصادر المياه و تقاتل الناس من أجل حفرة ماء مشوب بالوحل كما عبد الوثنيون آلهة المطر و صلوا من أجلها و على العموم فعندما يتوقف هطول الأمطار فإن المحاصيل تذبل و تعم المجاعة الأرض و أحيانا تسقط الأمطار بغزارة كبيرة و بصورة فجائية و نتيجة لهذا فإن مياه الأنهار تطفح
و تفيض فوق ضفافها و تغرق كل ما يعترض مجراها من بشر و أشياء أخرى0
في أيامنا الحاضرة ازدادت أهمية الماء أكثر من أي وقت مضى فنحن نستعمل الماء
في منازلنا للتنظيف و الطبخ و الاستحمام و التخلص من الفضلات كما نستعمل الماء لري الأراضي الزراعية الجافة و ذلك لتوفير المزيد من الطعام 0و تستعمل مصانعنا الماء أكثر من استعمالها لأية مادة أخرى 0 ونستعمل تدفق مياه الأنهار السريع و ماء الشلالات الصاخبة المدوية لإنتاج الكهرباء0
إن احتياجنا للماء في زيادة مستمرة و في كل عام يزداد عدد سكان العالم كما
أن المصانع تنتج أكثر و تزداد حاجتها إلى الماء 0
نحن نعيش في عالم من الماء و لكن معظم هذا الماء – حوالي 97% منه- يوجد
في المحيطات 0وهو ماء شديد الملوحة إذا ما استعمل للشرب أو الزراعة أوالصناعة0
إن نسبة 3% فقط من مياه العالم عذبة 0 و هذا الماء غير متوفر بيسر للناس إذ قد يكون محجوزاً في المثالج و الأغطية الثلجية0
كميات الماء الموجودة على الأرض في هذه الأيام هي نفسها التي كانت موجودة
في السابق و التي ستظل و تبقى للمستقبل 0 و كل قطرة ماء نقوم باستعمالها سوف تجد طريقها إلى المحيطات و هناك ستتبخر بفعل حرارة الشمس ثم تعود فتسقط
على الأرض ثانية على هيئة مطر و هكذا يستعمل الماء ثم يعاد استعماله مرات
و مرات و لا يمكن استنفاده أو فناؤه إلا بإذن الله0
و بالرغم من وجود كميات وفيرة من الماء العذب في العالم فإن بعض المناطق تعاني من نقص الماء؛ فالمطر لا يسقط بالتساوي على أنحاء الأرض المختلفة 0 إذ إن بعض المناطق تكون جافة جداً على الدوام بينما يكون بعضها الآخر مطيراً جداً 0
(يُتْبَعُ)
(/)
و يمكن أن تنتاب نوبة من الجفاف و بشكل مفاجئ منطقة ليست في العادة ذات أمطار كافية كما يمكن أن تجتاح الفيضانات منطقة أخرى بعد هطول أمطار غزيرة عليها0
تعاني بعض المناطق نقصان الماء بسبب عدم كفاية إدارة سكانها لمصادر الماء لديها 0 و يستقر الناس حيثما يوجد الماء الوفير و ذلك بجوار البحيرات و الأنهار حيث تنمو المدن و تزدهر الصناعة0
1 - الماء في الكائنات الحية:
يتكون كل كائن حي في معظمه من الماء , فجسم الإنسان مؤلف بنسبة 65% منه وكذلك في الفأر0 أما الفيل و سنبلة القمح فيتألفان بنسبة 70% منه , و درنة البطاطس ودودة الأرض تتألفان من80% منه0 أما ثمرة الطماطم ففيها95%0
و تحتاج كل الكائنات الحية إلى كميات من الماء للقيام بعملياتها الحيوية 0 و يجب
أن تتناول النباتات و الحيوانات و الإنسان العناصر الغذائية 0 و تساعد المحاليل المائية على تحليل العناصر الغذائية إلى طاقة أو مواد لازمة لنموه و إصلاح ما تلف منها0
و تتم هذه التفاعلات في وسط محلول مائي 0 و على كل كائن حي أن يتناول الماء في حدود طبيعته و إلا سيموت 0 فالإنسان يستطيع أن يبقى على قيد الحياة لمدة أسبوع واحد فقط بلا ماء 0 و يموت الإنسان إذا فقد جسمه أكثر من20% من الماء0 ويجب على الإنسان تناول حوالي 2.4لتر من الماء يوميا إما على هيئة ماء شرب
أو مشروبات أخرى غير الماء أو في الطعام الذي يتناوله0
1 - الماء في المنزل:
يستعمل الناس الماء لأكثر من حاجتهم للبقاء أحياء 0 فهم يحتاجونه للتنظيف
و الطبخ و الاستحمام و التخلص من الفضلات 0 فاستعماله بهذه الصورة يعتبر ضربا من الرفاهية لكثير منهم 0 و يتعين على الناس في القرى سحب الماء يدويا من بئر القرية أو حمله في جرار من البرك و الأنهار البعيدة عن منازلهم0
و يمكن أن يستعمل كل فرد في بلد متقدم ما معدله 260لتراً من الماء في منزله يوميا حيث يلزمه استخدام 11لترا لطرد أقذار المرحاض و من 115 - 150لترا للاستحمام و38 لترا لغسل الأطباق و 115 لترا لتشغيل غسالة ملابس0
2 - الماء للري و الزراعة:
معظم النباتات التي يزرعها الإنسان تتطلب كميات كبيرة من الماء0 و يزرع الناس معظم محاصيلهم الزراعية في المناطق ذات الأمطار الوفيرة0
ولكنهم في سبيل الحصول على ما يكفيهم من الغذاء فإنه يلزمهم ري المناطق الجافة ولا تعتبر كميات الأمطار التي تستهلكها المحاصيل الزراعية من ضمن استعمالات الماء0 و مياه الري التي تستعملها أمة ما تعتبر مهمة بالنسبة لموارد هذه الأمة المائية , إذ إن هذه المياه تعتبر مستهلكة زائلة و لن يبقى منها شيء يعاد استعماله 0
تأخذ النباتات الماء عن طريق جذورها ثم تمرره بعد ذلك عبر أوراقها إلى الهواء على هيئة غاز يسمى بخار الماء0 وتحمل الرياح هذا البخار و يزول السائل0 و من الناحية الأخرى فإن كل ما نستخدمه من الماء في منازلنا يعود إلى مصادر الماء ثانية حيث يعاد استعماله مرة أخرى0
3 - الماء لإنتاج الكهرباء: لإنتاج القدرة الكهربائية اللازمة لإضاءة منازلنا و تشغيل المصانع تقوم محطات توليد القدرة الكهربائية باستعمال الفحم الحجري أو أي وقود آخر لتحويل الماء إلى بخار و يؤمن البخار الطاقة اللازمة لتشغيل الآلات التي ستنتج الطاقة الكهربائية 0 وتستخدم محطات توليد القوة الكهرومائية طاقة المياه الساقطة من الشلالات و السدود لتدوير التوربينات التي تدفع بدورها مولدا لإنتاج الكهرباء0
4 - الماء للصناعة:
تعتبر الصناعات الأكثر استعمالا للماء و هي تستعمل بعدة طرق فهي تستعمله في تنظيف الفاكهة و الخضروات قبل تعبئتها أو تجميدها كما يستعمل مادة أساسية في المشروبات الغازية و الأطعمة المعلبة المحفوظة و منتجات عديدة أخرى في تكييف الهواء و تنظيف المصانع 0 ولكن معظم كميات المياه المستعملة في الصناعة يتم استعمالها في عمليات التبريد 0 فمثلا يبرد الماء البخار المستعمل في إنتاج القدرة الكهربائية من حرق الوقود كما يقوم بتبريد الغازات الساخنة الناتجة عن عمليات تكرير النفط0 و يبرد الفولاذ الساخن في مصانع الفولاذ0
ومع أن الصناعة تستعمل كميات وفيرة من الماء إلا أن نحو 20% من هذا الماء يعتبر مستهلكا مهدراً0
5 - الماء لعمليات النقل:
يستخدم الإنسان البحيرات و الأنهار في تنقلاتهم و حمل بضائعهم و ذلك بعد أن تعلموا بناء القوارب الصغيرة و بعد أن بنوا القوارب الكبيرة أبحروا في المحيطات بحثا عن بلاد و طرق تجارية جديدة و لا زالوا يعتمدون على عمليات النقل البحري لنقل منتجاتهم الثقيلة كالآليات و الفحم الحجري و الحبوب و الزيوت0
8 - الماء لعمليات الترويح: استخدم الإنسان الماء في متنزهاتهم و وسائل ترويحهم على امتداد البحيرات و الأنهار و البحار و هم يتمتعون بالرياضات على الماء كالسباحة و صيد السمك و الإبحار 0 كما يتمتعون بجمال البحيرات الهادئة
و شلالات الماء الهادرة و الأمواج الصاخبة التي تتكسر على الشواطئ0
للماء على سطح الأرض حركة دائمة من المحيطات إلى الهواء ثم إلى الأرض
ثم إلى المحيطات مرة أخرى 0
تبخر حرارة الشمس الماء من المحيطات و يصعد هذا الماء على هيئة بخار غير مرئي ثم يسقط على هيئة مطر أو ثلج أو أي شكل آخر من أشكال الرطوبة المائية هذه الرطوبة (مطر) تسقط مباشرة على المحيطات و ما يتبقى منه يسقط على بقية أنحاء الأرض و هذا بدوره في نفس الوقت يعود إلى البحر و هكذا تبدأ دورة الماء من جديد 0
و بسبب دورة الماء فإن كمية الماء الموجودة على الأرض حاليا هي نفسها التي كانت على الأرض سابقا و هي التي ستبقى على الدوام 0
مياه الأرض: في الأرض كميات هائلة من الماء لكن معظمها موجود في المحيطات التي تغطي 70% من سطح الأرض 0
الماء في الهواء: من وقت لآخر يصعد كل الماء الذي على الأرض إلى الغلاف الجوي على هيئة بخار ماء و يشكل هذا بدوره الأمطار التي تسقط على الأرض
و لكن الغلاف الجوي يحتوي عادة على واحد في الألف من 1% من كمية الماء0(/)
المجتمع الإسلامي
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 04:07 ص]ـ
المجتمع الإسلامي
قال الله I : (( يا أيّها الناس إنّا خلقناكُم مِنْ ذَكَر وأُنثى وجَعَلناكُم شُعوباً وقبائلَ لِتعارَفوا إنّ أكرمَكُم عِندَ الله اتقاكُم).
إنّ دراسة الاجتماع الإسلامي أو تنظيم الإسلام للمجتمع الإنساني تدلّنا على الأسس والروابط المتينة التي بنى الإسلام عليها العلاقات الاجتماعية والقيم الإنسانية الرفيعة. إنّ الأخلاق والقانون والتوجيه التعبّدي والمفاهيم العقيدية كلّها تصبّ في بناء الهيكل الاجتماعي وتنظيمه على أساس الحبّ والتعاون واحترام مشاعر الإنسان، وتركيز مفهوم المشاركة الوجدانية والعاطفية، وتوظيف مشاعر الرحمة. واهتمام الإسلام بالانفتاح والتفاعل الاجتماعي، وحثّه على استمرار هذا السلوك يعكس لنا قيمة الحياة الاجتماعية وعنايته بالمجتمع وآدابه. ولقد أثبتت التجارب التاريخية والحضارية أنّ الأسس والروابط المادّية وحدها لاتبني مجتمعاً متماسكاً، ولا تشيّد بنية إنسانية متينة.
ولعلّ دراسة وتحليل المجتمع المادّي المعاصر تكشف لنا عمق المأساة النفسية والاجتماعية، والجفاف الروحي، وغياب الروح الإنساني من العلاقات والروابط وإحساس الإنسان بالقلق والسأم والملل واللامعنى والغربة والوحشة. ومن الواضح في دراسات علم النفس والأخلاق والمعايشة الحسّية أنّ إشباع الجانب النفسي والعاطفي إشباعاً سليماً لهو من أبرز حاجات الإنسان وأكثرها تأثيراً في سعادته، بل السعادة في حقيقتها قضية نفسية، وإحساس داخلي يتمثّل بالشعور بالرضا والحبّ والطمأنينة. والإنسان يشعر بالحاجة الى عناية الآخرين وتعاطفهم معه في بعض مراحل حياته أكثر من مراحل ومواقف أخرى. فهو في مرحلة الطفولة والشيخوخة والعجز والمرض والحوادث المؤلمة يحتاج إلى المواساة والإسناد العاطفي والإشعار بعناية الآخرين ورعايتهم له أكثر من حاجته إلى تلك المواقف والمشاعر في أوقات وظروف أخرى. وانّ افتقاد هذه المواقف من الآخرين يؤثّر تأثيراً سلبياً على شخصية الإنسان فتنعكس على علاقته بنفسه وبمجتمعه. وانّ أخطر المشاعر المرضية التي تفرز نتائج عدوانية عند الكثير من الناس هو شعور الإنسان برفض الآخرين له وعدم احترام شخصيّته. فمثل هذه المواقف من الآخرين، ومثل هذه المشاعر من الإنسان تصنع حالة مرضية تزيد في شقائه ومعاناته، لذا دعا الإسلام إلى المواساة والرحمة، وتفقّد الغائب، وحثّ على التزاور، وأكّد على زيارة المريض وصلة الرحم والجار واتّخاذ الأخوان والأصدقاء، ليدخل أفراد المجتمع في سلسلة من التفاعل العاطفي والوجداني الذي تفيض منه روح المواساة والعناية بالأخرى، ويزرع مشاعر الحبّ والاحترام للشخصية الأمر الذي يساهم في بناء السلوك القويم، ويعالج حالات الزيغ والانحراف.0
ـ[ضاد]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 01:52 م]ـ
التوثيق؟(/)
الثقافات
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 04:46 ص]ـ
الثقافات تتعدد، وتختلف باختلاف المبادئ والتصورات الفكرية لدى الأمم. وبالتالي فإنه يمكننا القول أن الثقافة هي: حصيلة مقومات شتى تكون في النهاية صورة معينة، وشخصية خاصة لأي أمة، بكل ما تحمله من تصورات وأفكار، وآمال، وتطلعات.
لذا، فإن ثقافة كل أمة تشكل عناصر مهمة بالنسبة لأبنائها؛ لأنها وثيقة الارتباط بالإنسان، وإكمال شخصيته من الناحيتين: المادية، والروحية. كما أنها عميقة الصلة بالمجتمع؛ لأنها تحوي عناصر الفكر، والتصور، والاعتقاد التي تشكل بدورها الأرضية الفكرية للبناء الأخلاقي، وتركيب شخصية الفرد بنواحيها العقلية، والنفسية، والروحية. لذا، فقد اهتمت الأمم عبر تأريخها بنشر ثقافاتها، وحمايتها من الانصهار في غيرها من الثقافات، أو السماح لغيرها بالحلول محلها. وعن الثقافة يقول الأستاذ "عمر عودة الخطيب": "هي الصورة الحية للأمة، فهي تحدد ملامح شخصيتها، وهي التي تضبط سيرها في الحياة، وتحدد اتجاهها فيها. إنها عقيدتها التي تؤمن بها، ومبادئها التي تحرص عليها، ونظمها التي تعمل على التزامها، وتراثها الذي تخشى عليه الضياع والاندثار، وفكرها الذي تود له الذيوع والانتشار".هذا هو المعنى العام للثقافة.
فما هو المعنى الخاص لها؟ معنى الثقافة الخاص يمكن استخلاصه من تعريفها اللغوي والاصطلاحي.
تعريف الثقافة لغة واصطلاحاً:
1) في اللغة:
إن تعريف كلمة "ثقافة" تعريفاً دقيقاً أمر غير متاح، وذلك أن المعنى اللفظي لهذه الكلمة يضيق عن استيعاب مدلولها المتشعب، ذي الدلالات الكثيرة، والأبعاد غير المتناهية؛ لأنها كلمة جديدة لا تتصل بالمدلول اللغوي الذي ذكرته معاجم اللغة العربية، إلا من قبيل التأويل والمجاز. فهي مأخوذة من كلمة ( culture) المشتقة من أصل لاتيني: بمعنى الفلاحة أو الزراعة. لكن هذا لا يمنع أن نشير إلى بعض ما أوردته المعاجم من مدلولات هذه الكلمة: إن أصل كلمة ثقافة مأخوذ من الفعل "ثقف".ومعاني هذا الفعل كثيرة، منها على سبيل الذكر لا الحصر:
أ) الحذق، الفطنة، سرعة أخذ العلم وفهمه. فيقال: ثقف الرجل ثقفاً وثقافة: أي صار حاذقاً.
ب) تقويم المعوج من الأشياء، وتثقيف الشيء تسويته، ومنه المثاقفة، و المثاقفة: هو ما تسوى به الرماح.
ج) إدراك الشيء والظفر به. وعليه: ثقفته بمعنى صادفته، وأدركته، وظفرت به ومنه قوله تعالى {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ}.
د) التهذيب والتأديب.
هـ) ومن المعاني المتداولة لكلمة ثقافة: المشاركة البارعة في فروع شتى من المعرفة وبلوغ الفرد والجماعة مستوى في كسب المعلومات.
2) في الاصطلاح: إن المعنى الاصطلاحي لكلمة "ثقافة" أوسع بكثير من معناها اللغوي مما يبرز صعوبة إيجاد تعريف جامع لها.
... ذلك أن التعريفات الاصطلاحية لها اختلفت باختلاف توجها المعرفين وتخصصاتهم العلمية. ومع هذا فسنذكر بعض هذه التعريفات:
أ) قال هنري لاوست: "إن الثقافة هي مجموعة الأفكار والعادات الموروثة، التي يتكون منها مبدأ خلقي لأمة ما، ويؤمن أصحابها بصحتها، وتنشأ منها عقلية خاصة بتلك الأمة تمتاز عن سواها".
ب) آرنست باركر: "إنها ذخيرة مشتركة لأمة من الأمم تجمعت لها، وانتقلت من جيل إلى جيل خلال تأريخ طويل، وتغلب عليها بوجه عام عقيدة دينية هي جزء من تلك الذخيرة المشتركة من الأفكار والمشاعر واللغة".
جـ) ماثيو أرنولد: "محاولتنا الوصول إلى الكمال الشامل عن طريق العلم بأحسن ما في الفكر الإنساني مما يؤدي إلى رقي البشرية".
د) هي مجموعة من العلوم والفنون والمعارف النظرية التي تؤلف الفكر الشامل للإنسان فتكسبه أسباب الرقي والتقديم والوعي.
هـ) هي ما تعكسه حضارة معينة تضم ثمرات الفكر من علم، وفن، وقانون، وأخلاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع هذا فإن هذه التعريفات على مالها من مدلولات قيمة. إلا أنها لا تغطي الأبعاد المختلفة لمعنى الثقافة أو مفهومها، وهذا لا يعني قصورها أو خطأها. وحتى يكون للثقافة معناها ومفهومها الشامل، فلابد من أن تشمل الجانبين: النظري والعلمي. وقد يكون التعريف الذي اختاره "مالك بن نبي" هو أقرب التعريفات لهذا المفهوم فقد عرف الثقافة بأنها: "مجموعة من الصفات الخلقية، والقيم الاجتماعية التي تؤثر في الفرد منذ ولادته، وتصبح لا شعورياً العلاقة التي تربط سلوكه بأسلوب الحياة في الوسط الذي ولد فيه".
عناصر الثقافة:
يرى بعض العلماء ان الثقافة تقسم الى قسمين رئيسيين:
1) عناصر مادية: و هي تتضمن كل ما ينتجه الإنسان من مخترعات حسية.
2) عناصر غير مادية: تتضمن الأعراف و العادات و التقاليد و القيم و الأخلاق، و هي عناصر سلوكية التي يمارسها الفرد خلال حياته. ولكن الغالبية العظمى ترى ان العناصر الثقافية ثلاثة و على رأس هؤلاء العلماء " رالف لنتون " الذي قسم العناصر الثقافية إلى:
أولا – العموميات أو العالميات الثقافية: وهي تلك العناصر من الثقافة التي تشترك فيها الغالبية العظمى من الأمة ((عموميات)) أو الغالبية العظمى من العالم ((عالميات)) .. و تشمل هذه العناصر المخترعات المادية و الممارسات المعنوية. و هذه العناصر مثل الأفكار العامة، العادات و التقاليد، النظم، و الاستجابات العاطفية، و المخترعات التي تخدم الأمة و تميزها عن غيرها و تجعلها متميزة بأسلوب حياة معينة و استعمالات للمخترعات التي بين يديها بطريقة خاصة بها. فالزواج من حيث المحتوى أو المفهوم يعتبر من العالميات أما من حيث الشكل و الطريقة فيعتبر من العموميات.
ثانيا – الخصوصيات أو التخصصات الثقافية: هي العناصر التي يشارك بها بعض الأفراد المجتمع، أو فئة من المجتمع ولكن ممارسة تلك الفئة من الناس لهذا النوع من الثقافة يعود بالفائدة دوما على المجتمع ككل، ولا يضر بأحد كما انه ذو فائدة كبيرة للجماعة .. مثال على ذلك ما يقوم به البعض من سلوكيات أو مهارات أو قدرات تعود بالفائدة على الجميع ..
و الخصوصيات أو التخصصات تقسم الى عدة أقسام منها:
1) الخصوصيات المهنية: هي العناصر الثقافية التي يمارسها أصحاب مهن معينة دون غيرهم ((كلباس الأطباء أو الجنود .. الخ)) أو أسلوب حياة عمال المناجم، أم طريقة غناء الصيادين .. الخ.
2) الخصوصيات الطبقية: كتصرفات و لباس و طريقة حياة طبقة معينة من طبقات المجتمع، أو طريقة حديثهم.
3) الخصوصيات العقائدية: يظهر ذلك في ممارسة الأفراد للشعائر الدينية أو طريقة الملبس أو المأكل أو إقامة الطقوس الدينية المختلفة في المناسبات العامة.
4) الخصوصيات العنصرية: فهناك عادات و قيم و طريقة حياة يومية يمارسها جنس معين في مجتمع معين ولا يمارسها جنس آخر في نفس المجتمع و تعود هذه الممارسة للعنصر الذي انحدر منه هؤلاء الأفراد.
خصائص الثقافة:
أ) - مكتسبة: الثقافة لا يرثها الإنسان كما يرث لون عينية أو بشرته، بل يكتسبها بطرق مقصودة ((بالتعلم)) أو عرضية من الأفراد الذين تفاعل معهم و يعيشون حوله، منذ ولادته، كأسرته و أقرانه و غيرهم من الذين يخالطهم.
ب) - انتقالية: الثقافة تراث اجتماعي يتعلمها و يتمثلها الفرد بصفة عضوا في جماعة معينة، فهي تنتقل من جيل الى جيل بوساطة عمليه التنشئة الاجتماعية، و من جماعة لأخرى، أو من مجتمع لآخر بوساطة عملية التثقف " Acculturation "
ت) - تراكمية: و هذا يعني ان الثقافة ذات طابع تاريخي تراكمي عبر الزمن، فهي تنتقل من الجيل الى الجيل الذي يليه، بحيث يبدأ الجيل التالي من حيث انتهى الجيل الذي قبله، و هذا يساعد على ظهور انساق و أنماط ثقافية جديدة.
ث) - الثقافة أداة لتكيف الفرد بالمجتمع: تعتبر الثقافة الأداة التي يستطيع الإنسان من خلالها ان يتكيف بسرعة مع التغيرات التي تطرأ على بيئته الاجتماعية، و تزيد أيضا من قدرته على استخدام ما هو موجود في بيئته
(يُتْبَعُ)
(/)
ج) - تكاملية: الثقافة ذات طابع تكاملي , و هي مركبة حيث تتكون من عناصر و سمات مادية و فكرية ,تتجمع مع بعضها في نمط pattern , و أنماط ثقافة تترابط و تتكامل مع بعضها بفضل بعض العناصر التجريدية التي يطلق عليها اسم موضوعات أساسية أو تشكيلات configurations و يقول كلاكهون ((فأسلوب حياة كل جماعة هو عبارة عنب ناء و ليس مجرد مجموعة عشوائية من أنماط الاعتقاد و السلوك الممكنة ماديا , و الفعالة وظيفيا ,فالثقافة نسق تقوم أجزاؤه على الاعتماد المتبادل فيما بينها ..
ح) - واقعية: اعتبر كثير من العلماء الظاهر الثقافية كالظواهر الاجتماعية ,و بالتالي فانه ينبغي النظر اليها (كالأشياء) واقعية مستقلة لا تتعلق بوجود أفراد معينين. و بناء عليها يمكن دراستها كأشياء مدركة موضوعيا, و ثؤثر الظواهر الثقافية بعضها ببعض ,كما تؤثر في السلوك الاجتماعي للأفراد في المجتمع و هي تخضع (لقواعد) اجتماعية.
خ) - استمرارية: الثقافة ظاهرة تنبع من وجود الجماعة و رضاهم عنها ,و تمسكهم بها ,و نقلها الى الأجيال اللاحقة ,فهي بذلك ليست ملكا لفرد معين.,فهي لا تموت بموت الفرد ,لأنها ملك جماعي و تراث يرثه جميع أفراد المجتمع, كما انه لا يمكن القضاء على ثقافة ما , الا بالقضاء على جميع أفراد المجتمع الذي يتبعها , أو تذويب تلك الجماعة التي تمارس تلك الثقافة بجماعة اكبر أو أقوى ,و لا تفنى الثقافة الا اذا انقرض المجتمع الذي يمارسها سواء بالقوة أو الحرب أو السيطرة أو ظهور ثقافة جديدة من منطلق عقائدي جديد قوي و مسيطر ,و هذا أمر يصعب تنفيذه على ارض الواقع.
د) - إنسانية: الثقافة ظاهرة تخص الإنسان فقط لأنها نتاج عقلي , و لا إنسان يمتاز عن باقي المخلوقات بقدرته العقلية و إمكاناته الإبداعية ,و لا يشارك الإنسان في هذه الظاهرة – الثقافة – أي من المخلوقات الحية ,فتتطور الإنسان من المرحلة الرعوية الى المرحلة الزراعية فالمرحلة الصناعية ,و تعلم من الذين سبوه , و هو بدوره سينقلها إلى الأجيال القادمة لان الثقافة التي هي من صنع الإنسان لا تنتقل الا من خلاص الإنسان نفسه.
الأنماط الثقافية: إن العناصر المعيارية لأي ثقافة تأخذ شكل نماذج تمثل أنماط السلوك الفردي التي يمارسها أعضاء المجتمع.
و تعطى هذه الأنماط التماسك و الاستمرارية و الشكل المميز لأسلوب الحياة للناس و المتبنين لها. و للتخطيط الثقافي مظهران متكاملان: سلوك ظاهري مأخوذ بدلالته المميزة و قيم نفسية مفهومة ضمنا. إن هذه القيم الضمنية تؤثر في الأشكال الظاهرية الممارسة. و القيم المختلفة تتضح في أشكال المختلفة و هذا ما يمكن رؤيته مثلا من أنماط الزواج بين الأمريكيين و العرب فاختيار القرين أو الطرف الآخر يقوم به الأفراد في ثقافة معينه و يفرض من العائلات الأخرى و هكذا.
و في المجتمعات الأوربية يعتبر تقديم الأشياء الثمينة خلال الخطبة وفي وقت الزواج ثانويا ((و شكليا)) وفي المجتمعات أخرى كالمجتمعات العربية يعتبر أساسية و منظمة و متبعة.و مع هذا نتعرف على الطريقة الصحيحة في كلا المجتمعين ظاهريا و ((ضمنيا)) و اكثر من هذا يستطيع أعضاء كل من المجتمعين القول بان نمطهم و طريقتهم في الزواج هي الأصح. و هكذا يمكن القول ان النمط الثقافي هو: " انعكاس العناصر المشتركة على السلوك الفردي لهؤلاء الذين يعيشون في الثقافة التي ولدوا في أحضانها ".
كيف تتكون الثقافة:
أ). الثقافة الفردية: يخلق الطفل مزوداً بحوافز ودوافع وقدرات وإمكانيات يتميز ببعضها عن جميع المخلوقات الأخرى غير البشرية، تدفعه لأنماط من السلوك الفطري الغريزي، وتتيح له ابتداء تلمس حاجاته الجسدية، في ظل الشعور بالأمن في حضن الأم التي تحوطه بالمحبة وتغمره بالحنان وتشمله بالرعاية، فلا يلبث أن يحاول تركيب ومطابقة ما يرى وما يسمع، وأن يحاول التعبير عن كل ذلك بالمحاكاة والتقليد. إن المدركات الذهنية والحسية في السنوات الخمس الأولى النابعة من الحوافز والدوافع والقدرات المخلوقة مع الطفل يصح لنا أن نسميها (ثقافة فطرية) وللطفل ثقافة مكتسبة وهي ما يتراكم حول الثقافة الفطرية وفوقها بعد سنواته الخمس الأولى، وتتكون هذه الثقافة المكتسبة لدى الفرد عن طريقين.
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - التعلم الذاتي واكتساب القدرات والمهارات بالتقليد والمحاكاة وبمعايشة اللعب وبالحوادث والاستقراءات المتلاحقة عن قصد وعن غير قصد.
2 - وبالتعليم من الغير، وفق أو على غير خطة مرسومة ومنهج مدروس.
وبين هاتين الثقافتين ـ الفطرية والمكتسبة ـ جسر موصل أو حاجز غير واضح تماماً، فالجزء البسيط من المدركات والمكتسبات دون سن التمييز أقرب إلى الثقافة الفطرية أو لنقل هو انبثاق عنها وختام لها. والجزء المركب والمعقد من هذه المدركات والمكتسبات أقرب إلى الثقافة المكتسبة أو لنقل هو ابتداء فيضها أو هو منبعها وأساسها. ونظراً لدور الغير في هذه الفترة من حياة الإنسان، والأثر المهم الذي يخلفه، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم [كل مولود يولد على الفطرة وأبواه يمجسانه أو يهودانه أو ينصرانه] رواه أبو يعلى و الطبراني والبيهقي.
ب). الثقافة الاجتماعية: هناك (الثقافة البدائية التلقائية وتوجد حيث يوجد المجتمع، وهي تسود كافة المجتمعات الإنسانية ولا يخلو منها مجتمع، وتتجلى في عموم الحالة السائدة في المجتمع).وهناك (ثقافة موجهة قد تم التخطيط لها على أسس متينة وقواعد ثابتة).
العلاقة بين الثقافة والحضارة:
صحيح أن الثقافة ليست هي الحضارة، ولكنها العنصر الهام في عملية البناء الحضاري، فبمقدار شمولية الثقافة وتوازنها واستقرارها وصحة متبنياتها يرتفع عمود الحضارة، وتترسخ أركانها في المجتمع. وليس لقوة مهما بلغت أن تهزم أو تهدم حضارة قائمة على ثقافة صحيحة سليمة جامعة. وكما أن الثقافة هي الركن الأساسي لبناء الحضارة فان البنيان الحضاري بعد أن يقوم يلقي بظلاله على الثقافة بحيث يمكن اعتبار الحضارة القائمة رافداً جديداً من روافد الثقافة المستقبلية، وتقوم علاقة نمو متبادل مضطرد بين الثقافة والحضارة. وما يقال عن الحضارة والعلاقة المتبادلة بينها وبين الثقافة يقال عن المدنية التي هي وليدة الحضارة ومظهرها الواقعي العملي. من المهم أن نشير هنا إلى أن هنالك من يسوي بين الثقافة والحضارة ويجعلهما مفهوماً واحداً، ومن اشهر هؤلاء تايلور في القرن الماضي. وهنالك من يفرق بينهما إما على أساس أن الثقافة تشير إلى ما هو عقلي في حين تشير الحضارة إلى ما هو مادي أو بالعكس على أساس أن الثقافة تعني المظاهر المادية للحضارة كالتقنية والصناعة وأن الحضارة تعني المظاهر الأدبية والفلسفية والعقلية. وعلى سبيل المثال فان المفكرين الأوروبيين في عصر النهضة ـ ولا سيما الألمان منهم ـ يقصرون الحضارة على الإنجازات التقنية والمعرفة العلمية الموضوعية التي يمكن أن تقاس قياساً كمياً، في حين يرون أن الثقافة تشير إلى المعرفة الذاتية غير الوصفية ذات الأحكام التقويمية كالديانات والاعتقادات والأخلاق والفلسفة والآداب والفنون. والحقيقة أن الثقافة والحضارة متداخلتان إلى ما دون التساوي ومتمايزتان دون تباعد. لا يمكن وضع سقف للتقدم الثقافي في عالم سريع التطور، دائم التغير والتبدل بل والتحول. إن وضع سقف لثقافة أمة يعني وقف نمو الأمة، والإخلال بشروط بقائها ونمائها، وبالتالي بداية شوط السقوط والموت. ولكي تبقى الثقافة في حالة نمو، لابد من انفتاح الثقافات المتنوعة المتباينة على بعضها، الانفتاح الذي يسمح بالفعل والانفعال من أجل الإطلال على آفاق جديدة من عوامل الثقافة ومكوناتها. لكن ذلك مشروط بالانفتاح الحر الذي يتيح التفاعل الطبيعي الحر دون قسر أو ضغط أو إلجاء ليتم في بوتقة التفاعل، فعل الثقافة الأصح والأكمل و الأشمل بالثقافات الأقل صحة وكمالاً وشمولاً. أو لنقل لتجتذب كل ثقافة ما تحتاج لكمالها وشمولها من الثقافات المنفتحة عليها بشكل حر يشبه انتقال السوائل في الأواني المستطرقة، ولا أقول يشبه التفاعل بين السخونة والبرودة، بحيث يبرد الساخن ويسخن البارد حتى تتساوى درجة الحرارة في السائلين المتجاورين. إن هذا التفاعل الحر ـ الذي ينطوي على الفعل والانفعال ـ قد يؤدي إلى الوصول إلى ثقافة عالمية باتت ملامحها شبه واضحة، يتوحد عليها البشر في يوم من الأيام مهما طال انتظاره. من هنا دعونا نطل على ما يسمى بالغزو الثقافي الذي يقابله الانهزام الثقافي. إن كل الثقافات الإقليمية والقومية والعرقية قابلة لأن تمارس الغزو الثقافي أو أن تقع فريسة له بسبب الانهزام الثقافي. والانهزام الثقافي في هذه الحال إما داخلي ذاتي أو لغزو ثقافي خارجي. أما عندما تكون الثقافة إنسانية عالمية فلا ينطبق على تحولاتها عنوان الانهزام الثقافي، كما لا يمكن أن يوصم أثرها في الثقافات القومية بالغزو الثقافي، بل إنه التفاعل الثقافي فعلاً وانفعالاً. لا ينكر هنا أن القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية قد تساند ثقافة ما فتصمد لوقت أطول أو ربما تفرض على الشعوب بالقوة والقهر، لكن ذلك لن يدوم طويلاً، فكم من أمة مهزومة عسكرياً استطاعت أن تهزم مستعمريها ثقافياً، وما زالت ماثلة في الأذهان حالة التتار والمغول الذين اكتسحوا العالم الإسلامي عسكرياً ليجدوا أن الإسلام قد اكتسحهم ثقافياً، ولم يترك أمامهم أي مجال سوى تبني ثقافته واعتناق عقيدته وتمثل قيمه الإنسانية العليا، فاستسلموا لذلك دون مقاومة. إن الشعوب التي يخفت في أعماقها ووجدانها صوت ثقافتها، وتنبهر أبصارها بوهج بريق ثقافة الغير، لابد أن تنهزم أمام الغير وأمام ثقافته، وانهزام الشعوب ليس بالضرورة انهزاما للثقافة التي كانت تحملها، فالثقافة القائمة على أسس سليمة وأركان صحيحة لا تنهزم لا في السلم ولا في الحرب، وإن كمنت إلى حين تحت ضغط عوامل خارجية طارئة ومؤقتة. أما الثقافات الأخرى التي لا تملك مثل هذه الشروط والمقومات، فإنها سرعان ما تنهزم وتؤول إلى الزوال، مهما لمع بريقها في حين من الأحيان، ومهما روجت لها الأنظمة القوية المسيطرة عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، فالحق لابد أن يسود والباطل لابد أن يمحى من الوجود.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضاد]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 01:52 م]ـ
من أين هذا؟ نقل أم تأليف؟(/)
المرأة في الديانات الأخرى
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 04:50 ص]ـ
المرأه في الديانات الاخرى
المرأة .. هذه الإنسانة التي جعلها كل من هب ودب قضيته! حتى وإن أساؤا إليها ولم يحسنوا .. فأثاروا حولها الشبهات دون شبهات!! .. ونادو بتحريرها من قيود الإسلام التي كبلها بها .. زعموا ... باطلاً وزوراً. قالوا إن الإسلام لم ينصفها .. واضطهدها وانتقصها حقوقها .. وتشعبت بهم الطرق ... طرق الضلالة .. فذهبوا في كل واد وناد يدعون لتحريرها!! .. تحريرها مماذا؟! .. مما يصون كرامتها، ويحفظ عزتها، ويدعون الحرص على إعطائها كافة حقوقها ومساواتها بالرجل في كل شيء!! .. فهل حقاً ما ذهبوا إليه؟! .. لندع التاريخ بحقائقه يرد على شبهاتهم وإفتراءاتهم .. ولننظر ماذا قدم الإسلام للمرأة .. وماذا قدم غيره من المناهج المختلفة والشرائع المتباينة .. وبمقارنةٍ سريعةٍ .. بين حالة المرأة في الشرائع المختلفة، وحالتها في شريعة الإسلام الغراء .. يمكن أن تتضح الصورة وتظهر الحقائق .. فعند اليونان .. ماذا كانت؟ .. في أول عهدها كانت محتقرة مهينة حتى جعلوها رجساً من عمل الشيطان .. كانت كسقط المتاع تباع وتشترى في الأسواق! .. محرومة من حق الميراث والتملك ولا أهلية لها .. يقول فيلسوفهم سقراط: " إن وجود المرأة هو أكبر منشأ ومصدر للأزمة والانهيار في العالم .. إن المرأة تشبة شجرة مسمومة، حيث يكون ظاهرها جميلاً ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالاً "! .. ثم في أوج حضارتهم تبدلت المرأة، واختلطت بالرجال، وشاعت الفاحشة .. حتى أصبح الزنا علناً .. واتخذوا التماثيل العارية باسم الأدب والفن! .. وعُدَّ من الحرية أن تكون المرأة عاهراً لها عشاق!! .. وأفرغوا على الفاحشة ألوان القداسة بإدخالها المعابد!! .. فماذا كان المصير؟ سقطت اليونان، وانهارت حضارتها، وزالت .. {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ} [هود:102].أما عند الرومان .. فلم تكن بأحسن حالاً منها عند اليونان .. إذ كان الشعار عندهم فيما يتعلق بالمرأة " إن قيدها لا ينزع، ونَيْرَها لا يخلع " .. وكان الأب غير ملزم بضم أبنائه إليه .. وله أن يضم لأسرته من الأجانب عنها ما شاء .. ويخرج منها من أبنائه ـ عن طريق البيع ـ ما شاء!. وكانت سلطة رب الأسرة على أبنائه وبناته وزوجته وزوجات أبنائه تشمل البيع والنفى والتعذيب وربما القتل أحياناً! .. حتى جاء قانون "جوستيان عام 565م" فجعل سلطة الأب تأديبية فقط .. وليس للمراة عند الرومان أية حقوق أهلية أو مالية بل لم يكن لها التصرف في مالها الخاص .. فهو يخضع لأبيها ثم للوصي الشرعي عليها من بعده .. فهى في حالة رق مدى حياتها .. تنتقل من رق أبيها إلى رق زوجها ..
وعندهم في قوانين الألواح الاثنى عشر أن فقدان الأهلية هي السن والحالة العقلية والجنس ـ أى الأنوثة ـ ولذا كانوا يفرضون الحجر عليها لأنوثتها!!! هذا في حين أننا نجد المرأة عند الصينيين القدماء مشبهة بالمياه المؤلمة تغسل السعادة والمال وكان للصيني الحق في بيع زوجته أو دفنها حية، وإذا مات تورث لأهله!.بينما نجدها في قانون حمورابي في عداد الماشية المملوكة .. فمن قتل بنتاً لرجل أعطاه ابنته ليقتلها أو يتملكها. أما عند اليهود ففي شريعة مانو أن المرأة لا تعرف السلوك السوى ولا الشرف ولا الفضيلة وإنما تحب الشهوات الدنسة والزينة والتمرد والغضب، لذا لم يكن لها الحق في الاستقلال عن أبيها أو زوجها أو ولدها، وهي قاصرة طيلة حياتها، بل لم يكن لها حق الحياة بعد وفاة زوجها فهي تحرق معه حية على موقد واحد يوم وفاته وإلا .. عادت لاتعامل كإنسانة .. فقد كانوا ينظرون إلى المرأة التي لا زوج لها على أنها منبوذة ومدنسة لكل شيء تمسه .. والمنبوذ عندهم في رتبة الحيوان! .. وفي شرائع الهندوس يقولون: ليس الصبر المقدر والريح والموت والجحيم والسم والأفاعى والنار أسوأ من المرأة .. فيا عجباً .. كيف جعلوا المرأة بلية فوق كل بلية .. ! وفي شريعة الفرس أبيح الزواج من المحارم كالأمهات والأخوات والعمات والخالات .. إلى آخره .. وكانت تحت سلطة الرجل المطلقة .. يحق له أن يحكم عليها بالموت .. أو ينعم عليها بالحياة!! .. وكانت تُنْفى أيام الحيض إلى مكان بعيد، لا يجوز لأحد
(يُتْبَعُ)
(/)
مخالطتها! .. ثم نادى " مزدك " فيهم باقتسام الأموال والنساء والمتعة، فشاعت الفوضى وعم الدمار .. وأصبح الرجل يدخل على نساء غيره .. حتى صار لا يَعْرفُ الرجل منهم ولده .. ولا المولود يعرف أباه فماذا عنها؟ .. انهارت وسقطت {فَهَلْ تَرَى لهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} [الحاقة ـ آية:8] وعند اليهود كانت تعتبرها بعض الطوائف في مرتبة الخادم .. ! وكان لأبيها الحق في بيعها قاصرة، وهي لا ترث إذا كان لأبيها بنون .. واليهود يعتبرون المرأة لعنة لأنها أغوت آدم .. جاء في التوراة (المحرفة): " المرأة أمرّ من الموت ".وعندما يصيبها الحيض لا يجالسونها ولا يؤاكلونها، بل يعتبرونها نجسة، وكل ما تلمسه من طعام أو إنسان أو حيوان نجساً .. فبعضهم يطردها خارج البيت حتى تطهر .. وبعضهم ينصب لها خيمة يجعلها فيها ويضع أمامها خبزاً وماءً .. !! فتأمل مدى القسوة التي كانت تعامل بها في أيام تكون فيها مضطربة النفس .. ومحتاجة إلى شيء من العطف والرفق .. وفي النصرانية هال رجال المسيحية الأوائل ما رأوا في المجتمع الروماني من انتشار الفواحش وما آل إليه حالهم من انحلال أخلاقي شنيع، فاعتبروا المرأة باباً للشيطان، وأنها مسئولة عن هذا كله لاختلاطها بالرجال في فوضي شديدة .. فقرروا أن الزواج دنس يجب الابتعاد عنه .. وأن العلاقة بالمرأة رجس في ذاتها .. ! قال أحد قديسيهم ويسمى ترتوليان: " إنها مدخل الشيطان إلى النفس، ناقضة لنواميس الله .. مشوهة للرجل " .. ! وقال آخر ويُسمى سوستام: " إنها شر لابد منه، وآفة مرغوب فيها، وخطر على الأسرة والبيت، ومحبوبة فتاكة، ومصيبة مطلية مموهة ".وكان من المضحكات المبكيات أن يجتمع مجمع " ماكون " ليبحث فيما إذا كانت المرأة مجرد جسم لا روح فيه أم لها روح؟!! ثم انتهوا إلى أنها خلو من الروح الناجية " أى من عذاب القبر " .. عدا مريم أم المسيح عليهما السلام .. ثم عقد الفرنسيون عام 586 للميلاد مؤتمر للبحث: هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟! .. وأخيراً قرروا أنها إنسان خُلق لخدمة الرجل فحسب! ثم أصدر البرلمان الإنجليزى في عصر هنري الثامن قراراً يحظر على المرأة أن تقرأ " العهد الجديد " لأنها تعتبر نجسة .. !! وفي سنة 15 للميلاد شُكل مجلس إجتماعي في بريطانيا خصيصاً لتعذيب النساء .. وكان ضمن مواده .. تعذيبهن وهن أحياء بالنار!! .. وذلك في القرن الخامس عشر! ومن الظريف أ ن القانون الإنجليزي عام 1805 للميلاد وكان يبيح للرجل أن يبيع زوجته بستة بنسات ـ يعنى نصف شلن ـ فما أرخص المرأة عندهم! ..
أما القانون الفرنسي الذي وُضِع عقب الثورة الفرنسية في نهاية القرن الثاني عشر والتي أعلنت تحرير الإنسان من العبودية والمهانة، فقد نص على أن المرأة ليست أهلاً للتعاقد! .. كما نص على أن القاصرين الذين يحجر عليهم هم: الصبى المجنون والمرأة .. واستمر الحال كذلك حتى عام 1938 حتى عُدل! .. وإذا نظرنا إلى حالة المرأة عند العرب قبل الإسلام فسنراها مهضومة في كثير من حقوقها، ليس لها حق الإِرث .. فقد كانوا يقولون: " لا يرثنا إلا من يحمل السيف ويحمى البيضة " .. ولم يكن لها على زوجها أى حق، وليس للطلاق عدد معين .. ولا لتعدد الزوجات عدد محدود .. وإن مات الرجل عن زوجته وله أولاد من غيرها .. كان الولد الأكبر أحق بزوجة أبيه " نكاح المقت " ويعتبرها إرثاً كبقية أموال أبيه، إن شاء ألقى عليها ثوباً؛ إظهاراً لرغبته في زواجها .. أو يتركها لأهلها، أو يحبسها حتى تفتدى نفسها، أو تموت فيذهب بمالها .. أما بعض القبائل فكانت تتشاءم من ولادة الأنثى فتئذها؛ إما خشية العار أو خشية الفقر .. وكانت هذه العادة منتشرة في "بعض" القبائل فقط، منها ربيعة وكِندة وتميم وطييء .. ومنهم من دفن في الجاهلية إحدى عشرة بنتاً موؤودة! .. وكان عندهم أنواع من الزواج بغيضة فاسدة .. أبطلها الإسلام جميعاً ما عدا الزواج الراقي التي كانت تُعرف به قريش من خطبة ومهر وعقد فقد أقره الإسلام مع إبطال بعض العادات الظالمة للنساء فيه من استبداد في تزويجهن كرهاً أو عضلهن أو أكل مهورهن .. وما كانت المرأة العربية تفتخر بشيء قبل الإسلام على أخواتها في العالم كله سوى حماية الرجل لها، والدفاع عن شرفها، والثأر لامتهان كرامتها .. وهذا لم يكن عند كل العرب؛ وإنما كان من بعض القبائل
(يُتْبَعُ)
(/)
دون غيرها. أما المرأة في الإسلام .. فما أجلَّ الإسلام .. وما أجلَّ شريعته وأحكامه .. فلم يعتبرها جرثومة خبيثة كما اعتبرها الآخرون ـ ولكنه قرر أنها بين يدى الإسلام قسيمة الرجل .. وبداية .. قرر أنها والرجل في الإنسانية والكرامة والأهلية سواءّ بسواء .. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء:1] .. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إنما النساء شقائق الرجال] رواه أحمد و الترمذي وأبو داود عن عائشة. وقد وردت آيات كثيرة تساوى الرجال بالنساء في الإنسانية .. كما وردت الآيات تساويهن بالرجال في الإيمان .. والجزاء والمثوبة، قال تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ} [آل عمران:195] .. {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا} [التوبة:72].ثم إن الإسلام كرمها وليدةً .. وصبية ً .. وأختاً .. وزوجاً .. وأمّاً. والأحاديث الصحيحة في هذا كثيرة .. ولو ذهبنا نعدد الآيات والآحاديث التي جاءت توصي بالمرأة خيراً منذ ولادتها حتى مماتها .. ومن ترغيب الأب في رحمتها وحسن رعايتها وتأديبها ابنة .. وحفاظا على كرامتها وصونها أختا ًوحسن عشرتها والإحسان إليها زوجة .. والشفقة بها والحنو عليها والتلطف والتأدب معها أمّاً .. لفاض الكلام واتسع .. ولكن حسبنا التنويه بالحقائق والثوابت .. فمن السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحمل أمامة ابنةَ ابنته زينب وهو يصلى .. والصلاة من أجلّ العبادات .. ومن وصاياه صلى الله عليه وسلم: [استوصوا بالنساء خيراً] (متفق عليه)، وعن عائشة رضى الله عنها قالت: [ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادماً قط ولا امرأة] (رواه مسلم) .. فأين هذا من إهانتها وتعذيبها وضربها في الشرائع السابقة التي أوردتها .. ثم إن الإسلام جعل لها الحق في الميراث .. خلافاً للشرائع الأخرى، وجعل لها الأهلية الكاملة في التعامل والبيع والشراء والتصرف في أموالها، ولها حق التملك ولم يحجر عليها كما في الشرائع الأخرى .. ثم جعل كرامتها مثل كرامة الرجل سواءً بسواء .. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة لأم هانيء بنت أبي طالب ـ وقد أجارت رجلين من أحمائها قد استوجبا القتل ـ[قد أجرنا من أجرت يا أم هانيء، وأمّنّا من أمّنت] (رواه البخارى بنحوه).أما مراعاته لمشاعرها ونفسيتها ففي هذا يفيض الكلام فانظر كيف كان يعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحائض .. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: [كنت أشرب من الإناء وأنا حائض ثم أناوله للنبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيَّ] (رواه مسلم).وعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم [كان يتكيء في حجري وأنا حائض فيقرأ القرآن] (متفق عليه) .. وهذا خلافا لمن يعدونها نجسة .. ويطردونها من البيت إن حاضت .. فتأمل .. حتى في آخر خطبة خطبها النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع أوصى بالنساء خيراً .. وكان آخر ما وصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث كلمات، ظل يتكلم بهن حتى تلجلج لسانه صلى الله عليه وسلم جعل يقول: [الصلاة الصلاة .. وما ملكت أيمانكم، لاتكلفوهم مالا يطيقون .. الله الله في النساء فإنهن عوان في أيديكم] (رواه النسائي وابن ماجه).فهل هناك مقارنة بين ما أكرمها به الإسلام وبين ما كانت عليه من امتهانٍ وضعة؟! ألم ترى أن السيف يصغر قدرُه إذا قيل: إن السيف خيرّ من العصا0
ـ[ضاد]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 01:51 م]ـ
منقولك أم تأليفك؟(/)
الدين الإسلامي
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 04:54 ص]ـ
دعوة الإسلام إلى عبادة الله وحده
ذلك هو الشرك الذي طم سيله في الآفاق قبل الإسلام، وتلك هي الوثنية الجاهلية التي سادت العالم القديم، فماذا كان موقف الإسلام من الشرك بكل مظاهره وأنواعه؟
الدين الإسلامي
كيف ظهر الدين الإسلامي؟
ظهر الإسلام في القرن السابع الميلادي في شبه الجزيرة العربية على يد النبي محمد، وخلال فترة قصيرة نسبيًا انتشر في مختلف أنحاء العالم. (عن طريق السلام وعن طريق الحرب). يبلغ اليوم عدد المسلمين في العالم حوالي مليارد مسلم – من غرب أفريقيا حتى إندونيسيا.
كان ظهور الإسلام وانتشاره أمرًا مذهلاً: شعب غير معروف تقريبًا توحّده قوة الإيمان بالدين الجديد. وخلال فترة قصيرة سيطر على مساحات واسعة في شتى أنحاء العالم شملت بلادنا، سوريا، العراق، فارس، مصر، شمال أفريقيا، إسبانيا، فرنسا وبلاد أخرى في أوروبا، وكذلك أجزاءً من الهند والصين، بواسطة هذه الفتوحات ولدت حضارة جديدة احتنضت جزءًا كبيرًا من تراث العالم القديم، وتطوّرت وأصبحت حضارة لامعة بحد ذاتها مصدر نبع للحضارات الأخرى وخاصة الغربية، حيث تركت بصمات في مجال الدين والحضارة والفن.
من هو النبي محمد؟
النبي محمد هو النبي المبشر للدين الإسلامي، وهو من قبيلة قريش. ولد في مدينة مكة عام 570 ميلادي، أصبح يتيم الأب والأم وهو صغير السن, فترعرع في بيت عمّه. حين أصبح في سن 40 نزل عليه الوحي حاملاً معه كلام الله. في البداية ظن أنه يتعرض لعمل من أعمال الشيطان، ولكن سرعان ما اقتنع بأن الله اختاره ليكون مبشرًا وهاديًا للبشر. في حوالي عام 613 بدأ دعوته محذرًا من عذاب يوم القيامة ولكنة كان يواجه بالإستخفاف والتنكيل والرفض. في عام 622 هاجر النبي محمد إلى مدينة يثرب، ومنذ ذلك الحين ُعرفت يثرب باسم المدينة المنورة. وكان يوم هجرته من مكة إلى المدينة بداية التقويم الإسلامي الجديد والمعروف بالتقويم الهجري.
أراد النبي محمد أن يضم إلى جانبه يهود المدينة، وعندما خاب ظنه وأمله بهم، عمل ضدهم بشدة تارةً وبدبلوماسية تارةً أخرى, حتى أخرجوا من المدينة وبقي فيها طائفة مسلمة متجانسة. في عام 630 عاد النبي محمد إلى مسقط رأسه في مكة وأمر بإلغاء عبادة الأصنام والأوثان. استسلم أبناء قريش, وقد قام النبي محمد بإصدار العفو عنهم ولم ينتقم منهم، عندما توفي النبي محمد في المدينة سنة 632 كان معظم سكان شبه الجزيرة العربية قد دخلوا دين الإسلام. ومع وفاة النبي محمد بدأ عهد الفتوحات الإسلامية.
ما هو القرآن؟
القرآن هو الكتاب المقدس لدى مليارد مسلم في شتى أنحاء العالم. حسب العقيدة الإسلامية القرآن هو كلام الله إلى النبي محمد نزل عليه بواسطة الوحي الملاك جبريل حيث نزل منجّماً (على مراحل) ومن نفس المصدر الذي نزل منه كل من التوراة والإنجيل. يتكوّن القرآن من 114 سورة مرتبة حسب الطول. في البداية السور الطويلة وفي النهاية السور القصيرة. يتطرق القرآن إلى مواضيع مختلفة ومتعددة مثل: وصف يوم القيامة وعظمة الخالق وصفاته، قصص الأنبياء والرسل، فروض العبادة كالصلاة والزكاة والصيام والحج، قوانين الأحوال الشخصية وقوانين الحرب المحرمات وقوانين السلوك العام. لم يتم تدوين القرآن في عهد النبي محمد، وقد تناقله المسلمون بواسطة الحفظ, أي شفويًا، وبعد موت النبي محمد سنة 632 وموت الكثير من حفظة القرآن في كل مكان، دعت الحاجة إلى تجميعه وتدوينه في نسخة واحدة. وفي عام 651 تم إنجاز مهمة جمع القرآن وإعداده ليكتب ويحفظ للأجيال.
لقد جاء الإسلام يدعو إلى عبادة الله وحده، ونبذ عبادة كل ما سواه ومن سواه من الآلهة المزعومين، والأرباب المزيفين، سواء كانوا من البشر أم من الجن أم أي عالم من عوالم المخلوقات العلوية والسفلية، إن روح الإسلام هو التوحيد، توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، الذي هو إفراد الله بالعبادة ـ وأن عنوان الإسلام هو تلك الكلمة العظيمة التي هي أفضل ما قاله محمد والنبيون من قبله "لا إله إلا الله" إحدى كلمتي الشهادة في الإسلام. إن سر الإسلام ـ على سعة تعاليمه ـ يتجلى في دستوره الخالد: القرآن الكريم، وسر هذا الدستور يتركز في فاتحته: أم القرآن والسبع المثاني، وسر هذه
(يُتْبَعُ)
(/)
الفاتحة يتلخص في هذه الآية الكريمة: (إياك نعبد وإياك نستعين): أي لا نعبد شيئا ولا أحدا غيرك، ولا نستعين بكائن سواك. إن أول وصية في القرآن، وأول مبدأ يبايع عليه الرسول كل من اعتنق دينه أن (اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا). وأول ما دعا إليه رسول الإسلام ملوك الأرض وأمراءها هو هذه القضية الكبرى: أن يعبد الله وحده لا شريك له، وأن تطرح الآلهة والأرباب التي اتخذها الناس من دون الله، فأذلوا أنفسهم لمن لا يستحق الذل والخضوع. ومن هنا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يختم رسائله إلى قيصر والنجاشي، وغيرهما من أصحاب الملك والإمارة بهذه الآية الكريمة من سورة آل عمران: (يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم: ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا، ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، فإن تولوا فقولوا: اشهدوا بأنا مسلمون). بل أكد القرآن أن هذه الدعوة هي دعوة الرسل جميعا، فكلهم دعا قومه إلى عبادة الله وحده، واجتناب عبادة الطاغوت، وكل ما عبد من دون الله فهو طاغوت، فهما مبعودان لا ثالث لهما: إما الله وإما الطاغوت. ومن استكبر عن عبادة الله سقط ـ حتما ـ في عبادة الطاغوت. قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت).وقال سبحانه مخاطبا خاتم رسله محمدا صلى الله عليه وسلم: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه: أنه لا إله إلا أنا فاعبدون). شدد الإسلام حملته على الشرك، وقعد له كل مرصد، وحاربه بكل سلاح، وقرر أنه الإثم العظيم، والضلال البعيد، والجرم الأكبر، والذنب الذي لا يغتفر. (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله، فقد افترى إثما عظيما) (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا).وفي الصحيح: "من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار"، "ومن لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار".كل ذنب يمكن أن يغفره الله بفضله وكرمه، ويمكن أن يقبل فيه شفاعة الشافعين، إلا الإشراك بالله تعالى. في الحديث القدسي: "يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا، لاتيتك بقرابها مغفرة! ".ففي هذه الآيات والأحاديث أن أهل التوحيد الخالص ـ الذي لا يشرك صاحبه بالله شيئا أي شيء ـ يعفى لهم ما لا يعفى لغيرهم، لأن التوحيد المحض يحرق الذنوب والخطايا وإن كانت مثل زبد البحر، كما أن الشرك يمحق الحسنات وإن كانت عدد الرمل. لقد كان الإسلام على الحق ـ كل الحق ـ حين وقف موقفة الصارم من الشرك بكل أنواعه. وحرم ـ أشد التحريم ـ أو توجه العبادة إلى غير الله جل ثناؤه. فالعبادة ـ كما قال ابن سيده ـ نوع من الخضوع لا يستحقه إلا المنعم بأعلى أجناس النعم، كالحياة والفهم والسمع والبصر، لأن أقل القليل من العبادة يكبر عن أن يستحقه إلا من كان له أعلى جنس من النعمة، ألا وهو الله سبحانه، فلذلك لا يستحق العبادة إلا الله. وقال الإمام الرازي: إن العبادة عبارة عن نهاية التعظيم، وهي لا تليق إلا بمن صدر عنه غاية الإنعام، وأعظم وجوه الإنعام: الحياة التي تفيد المكنة من الانتفاع، وإليها الإشارة بقوله تعالى: (وقد خلقتك من قل وإن لم تك شيئا) وقوله: (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم .. ؟ الآية). وخلق ما ينتفع به من الأشياء وإليها الإشارة بقوله تعالى: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا).ومثله قوله سبحانه: (ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة).
والحقيقة التي لا ريب فيها أن النعم التي تحيط بالإنسان في كل أطوار حياته، وتغمره من قرنه إلى قدمه، إنما هي من عند الله، كما قال سبحانه: (وما بكم من نعمة فمن الله).
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن القيم:"الرب تبارك اسمه، وتعالى جده ولا إله غيره ـ هو المنعم على الحقيقة بصنوف النعم، التي لا يحصيها أهل سماواته وأرضه. فإيجادهم نعمة منه .. وجعلهم أحياء ناطقين نعمة منه .. وإعطاؤهم الأسماع والأبصار والعقول نعمة منه .. وإدرار الأرزاق عليهم ـ على اختلاف أنواعها وأصنافها ـ نعمة منه .. وتعريفهم نفسه بأسمائه وصفاته وأفعاله نعمة منه .. وإجراء ذكره على ألسنتهم، ومحبته ومعرفته على قلوبهم، نعمة منه .. وحفظهم بعد إيجادهم نعمة منه .. وقيامه بمصالحهم دقيقها وجليلها نعمة منه .. وهدايتهم إلى أسباب مصالحهم ومعايشهم نعمة منه .. وذكر نعمه تعالى على سبيل التفضيل لا سبيل إليه ولا قدرة للبشر عليه".فلهذا كان هو وحده الجدير بأن يعبد، ولا يشرك معه أحد ولا شيء في الأرض أو في السماء. لم يكن الإسلام متعنتا ولا متزمتا إذن، حين قاوم الشرك إلى هذه الدرجة. فالشرك ـ في الحقيقة ـ هوان لا يليق بكرامة الإنسان، وأي هوان يصيب الإنسان أشد من هذا الشرك الذي يسخر الإنسان المكرم للحيوان والجماد، ويخيفه مما لا يخاف، ويرجيه فيما لا يرجى؟! ثم إن الشرك ـ فضلا عما فيه من انحطاط وقذارة وهوان بالإنسان ـ هو كذب على الحقيقة، وتزوير على الواقع، وصدق الله: إذ يقول: (فاجتنبوا الرجس من الأوثان، اجتنبوا قول الزور، حنفاء لله غير مشركين به، ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق).
أعلن الإسلام الحرب على هذا الشرك الضال المضل بكل ألوانه وأصنافه، ورفع من قيمة الإنسان، وأعلن أنه المخلوق المكرم المفضل المستخلف لله في الأرض، المصور في أحسن صورة وأحسن تقويم. (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر) (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) (وصوركم فأحسن صوركم) (علم الإنسان ما لم يعلم) (وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه).فكيف يسجد الإنسان لهذه المخلوقات وهي له مسخرة، وفي مصلحته وخدمته مذللة؟ وكيف يسجد لها وقد سجدت الملائكة بأمر الله تحية له واحتفاء به (إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين، فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس).أعلن الإسلام أنه ليس في العالم المخلوق شيء يستحق أن يسجد له الإنسان أو يتضرع إليه أو يرجوه أو يخشاه! فالملائكة عباد لله خاشعون خاضعون (لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون، يسبحون الليل والنهار لا يفترون) (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) (لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعلمون، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون).والبشر ـ وإن علا سلطانهم، أو عظم قدرهم، أنبياء كانوا أو سلاطين، هم أيضا عباد لله، لا يملكون لأنفسهم، فضلا عن غيرهم، ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. والعبودية هي الوصف اللازم لهم جميعا (إن كل من في السموات والأرض إلا آتى الرحمن عبدا، لقد أحصاهم وعدهم عدا، وكلهم آتيه يوم القيامة فردا).والشمس والقمر والنجوم إن هي إلا كواكب مسخرات بأمره تعالى، لا يجوز أن ينحني صلب من أجلها راكعا، أو يخر وجه من أجلها ساجدا (ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون).وكل ما يدعى من دون الله في الأرض أو السماء، هو مخلوق عاجز لا قدرة له، محتاج لا قيام له بذاته، ضعيف لا يقوى على حماية نفسه بله غيره (يأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له، إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له، وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه، ضعف الطالب والمطلوب، ما قدروا الله حق قدره، إن الله لقوي عزيز) (قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا. أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه، إن عذاب ربك كان محذورا). (إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين).
سد الذرائع المفضية إلى الشرك
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد احتاط الإسلام كل الاحتياط، فسد كل ذريعة تفضي إلى الشرك أو مشابهة المشركين. فنجد نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم يرفض في شدة وصراحة كل مبالغة في تعظيمه تظهره في غير مظهر العبودية لله، التي لا يفخر بغيرها، فيقول لأصحابه " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، وقولوا: عبد الله ورسوله" متفق عليه. وروى النسائي عن ابن عباس: أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت فقال: أجعلتني لله ندا؟! قل: ما شاء الله وحده. وروى الطبراني: أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله".وهكذا علمهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطوا كل ذي حق حقه، فالعبد عبد والرب رب. وروى النسائي عن أنس بسند جيد ـ أن أناسا قالوا: يا رسول الله، يا خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا، وابن سيدنا، فقال: يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل". وفي رواية أنه قال لهم "السيد الله تبارك وتعالى".إن الجماهير دائما تميل إلى الغلو في تعظيم القادة، بعضهم عن إخلاص، وبعضهم عن ملق، فكيف إذا كان القائد نبيا؟ وكيف إذا كان سيد النبيين؟! ولكن النبي لقنهم درسا ألا يتجاوزوا به حد العبودية: "أنا محمد بن عبد الله ورسوله".كما علمهم أن يعلنوا ل يوم تسع مرات، في الصلوات المفروضة، فضلا عن السنن والنوافل كلما جلسوا للتشهد: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".
لا تتخذوا القبور مساجد
إن الغلو في تعظيم الصالحين والقديسين في حياتهم، والتبرك بآثارهم وقبورهم بعد مماتهم، هما أوسع أبواب الشرك بالله، وقد سدهما النبي صلى الله عليه وسلم سدا منيعا، فلم يقر أحدا على الغلو في تعظيمه حيا أو تعظيم قبره ميتا، بل دعا ربه فقال: اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. وعن علي بن الحسين ـ زين العابدين ـ رضي الله عنهما: أنه رأى رجلا يجئ إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو، فنهاه وقال: "ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وقال: "لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا فإن تسليمكم ليبلغني إينما كنتم".وفي الصحيح عن عائشة: أن أم سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور، فقال: أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله". فهؤلاء ـ كما قال العلماء ـ جمعوا بين فتنة القبور، وفتنة التماثيل. وروى الشيخان عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم (وهو في اللحظات الأخيرة له يودع الدنيا ويستقبل الآخرة) كان يقول: لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا. وكل هذا احتياط من النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، فالقليل يجر إلى الكثير، والصغير يدفع إلى الكبير، فربما تدرج بهم الأمر إلى تلك القبور فعظموها مع الله، وأصبحت شبيهة بالأصنام تبركا وتمسحا بها، وطوافا حولها، وتقبيلا لجوانبها، والتماسا للبركات عندها أو منها، كما يفعل ذلك اليوم بعض الضالين من المسلمين، ويعتذر لهم بعض الخادعين أو المخدوعين. وقد روى أهل العلم في أصنام قوم نوح "ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر" أنها أسماء قوم صالحين، لما ماتوا عكفوا على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم! وقد أنكر أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم كل ما يشتم منه رائحة التقديس لمكان أو شيء من مخلوقات الله، فعن المعرور بن سويد قال: صليت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في طريق مكة صلاة الصبح، ثم رأى الناس يذهبون مذاهب، فقال: أين يذهب هؤلاء فقيل: يا أمير المؤمنين، مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم فهم يصلون فيه، فقال: إنما هلك من كان قبلكم بمثل هذا: كانوا يتبعون آثار أنبيائهم ويتخذونها كنائس وبيعا، فمن أدركته الصلاة منكم في هذه المساجد فليصل، ومن لا فليمض ولا
(يُتْبَعُ)
(/)
يتعمدها، وكذلك أرسل عمر رضي الله عنه أيضا فقطع الشجرة التي بايع تحتها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما نهى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند طلوع الشمس أو عند زوالها أو عند غروبها، بعدا بالمسلم عن مظنة المشابهة لعباد الشمس الذين يسجدون لها في هذه الأوقات.
لا حلف إلا بالله
ومما منعه النبي صلى الله عليه وسلم أن يحلف المسلم بغير الله تعالى، فالحلف تنظيم وتقديس للمحلوف به، ولا ينبغي أن يكون التعظيم والتقديس إلا للخالق جل وعلا، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: "من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله"، "من حلف بغير الله فقد أشرك"، "لا تحلفوا بآبائكم". وكانوا يحلفون فيقولون: والكعبة فأمرهم النبي إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة. لا ذبح ولا نذر إلا لله وحرم الإسلام على المسلم أن يذبح لغير الله فقال عليه السلام "لعن الله من ذبح لغير الله".وقد جعل من الأطعمة المحرمة ما أهل لغير الله به (أي رفع الصوت عند ذبحه باسم غير الله) وكذلك ما ذبح على النصب. وهكذا حمى الإسلام جناب التوحيد، وسد منافذ الشرك.
أوثان جديدة يجب الحذر منها:
ومن واجبنا ونحن نتبين تحذير الإسلام من الشرك بكل صوره ـ أن ننبه على أوثان جديدة غزت عقيدة التوحيد الخالصة في هذا العصر، إن بعض السطحيين من المتدينين أنفسهم يحصرون الشرك وعبادة غير الله في صورة واحدة، هي الوثنية التقليدية التي تتمثل في عبادة إله أو آلهة مجسمة أو منظورة، تقدم الصلوات والقرابين إليها، وتلتمس المنافع والبركات من بين يديها. ونسي هؤلاء أن الشرك مراتب وأنواع، وأن الأصنام منها ما يرى ومنها ما لا يرى، وأن العبادة منها التقليدي وغير التقليدي. من الشرك أكبر وأصغر، ومنه جلي وخفي، بل منه ما هو أخفى من دبيب النمل على الصفا. ومن الأوثان ما يعبده الناس ويقدمون له الولاء، وإن لم يسموه وثنا أو إلها أو ربا، ولم يسموا ما يقدمونه إليه عبادة، ولكن العبرة بالمقاصد لا بالألفاظ، وبالمسميات لا بالأسماء. لهذا حذر الإسلام من الشرك كله: أكبره وأصغره، جليه وخفيه، وأغلق كل المنافذ التي تهب منها ريحه السموم، حماية لحمى التوحيد. حتى رأينا النبي صلى الله عليه وسلم يعد الرياء شركا. ويعتبر القسم بغير الله شركا. وينكر على من قال له: ما شاء الله وشئت يا رسول الله، فيقول له: أجعلتني لله ندا؟! قل: ما شاء الله وحده. وينهى أن يقول المسلم: هذه لله وللرحم، أو لوجه الله وفلان، فإن الله لا يقبل الشركة، وإنه لأغنى الأغنياء عن الشرك. كما رأيناه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعد تقديس المقابر والأضرحة ضربا من الوثنية، وهذا ما جعله يدعو ربه فيقول: "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد".بل رأينا القرآن الكريم يلفتنا إلى "وثن" أو "إله" خطير، يتعبد له الملايين وهم لا يشعرون، وذلك هو "الهوى". أفرأيت من اتخذ إلهه وهواه وأضله الله على علم .. " أرأيت من اتخذ ألهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا".
وفي عصرنا هذا ظهرت أوثان ومعبودات شتى، أصبحت تمتلك قلوب الناس ومشاعرهم وولاءهم، بذكرها يهتفون، وباسمها يقسمون، وفي سبيلها يجاهدون ويستشهدون، تلك هي أوثان الوطنية والقومية وما شاكلها. تدخل المدارس والجامعات، وتشهد المؤتمرات والندوات، وتقرأ الصحف والمجلات، وتسمع برامج الإذاعات، فلا تكاد تسمع لله ذكرا، أو تجد له مكانا، وإنما تجد معبودا آخر، تدور حوله كل الأفكار، وكل المشاعر، وكل الأعمال، إلا القليل، أو أقل القليل، إنه "الوطن" أو القومية ـ العروبة مثلا ـ أو المجتمع أو الدولة أو غير ذلك من أصنام هذا العصر. ومن السائد المنتشر الآن البداءة باسم الوطن أو الشعب، وإن تكرم فباسم الله واسم الشعب، والحلف باسم الوطن أو الشعب "أقسمت باسمك يا بلادي" والجهاد في سبيل الوطن أو العروبة، فإن قتل فهو شهيد الوطن أو العروبة ونحوها. وهذا هو أخطر أنواع الشرك التي دخلت على المسلمين من حيث لا يشعرون، وسجلها الدارسون الأيقاظ، بوصفها ظاهرة جديدة في حياة المسلمين.
يقول الأستاذ برنارد لويس:
(يُتْبَعُ)
(/)
"كل باحث في التاريخ الإسلامي يعرف قصة الإسلام الرائعة في محاربته لعبادة الأوثان منذ بدء دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وكيف انتصر النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه وأقاموا عبادة الإله الواحد التي حلت محل الديدنات الوثنية لعرب الجاهلية، وفي أيامنا هذه تقوم معركة مماثلة أخرى ولكنها ليست ضد (اللات) و (العزى) وبقية آلهة الجاهلية، بل ضد مجموعة جديدة من الأصنام اسمها الدولة: والعنصر والقومية، وفي هذه المرة يظهر أن النصر حتى الآن هو حليف الأصنام!!! فإدخال هرطقة القومية العلمانية أو عبادة (الذات الجماعية) كان أرسخ المظالم التي أوقعها الغرب على الشرق الأوسط، ولكنها مع كل ذلك كانت أقل المظالم ذكرا وإعلانا. لقد أفسد الناس الأديان .. أنزلها الله لتسمو بهم فهبطوا هم بها! والعجب أن فسادها كان من رجال الأديان أنفسهم، لقد جعلوا من أنفسهم حجابا على باب الله الفسيح، مهمتهم أن يمنعوا الناس الاتصال المباشر به أو التقرب المباشر إليه، إنهم احتكروا لأنفسهم الصلة بالله والقرب منه، ووجدوها بضاعة رائجة وسلعة تشتد الحاجة إليها، فبالغوا في احتكارها وإغلاء أسعارها. ومن ثم قيدوا العبادات بمكان معين ـ يدخل في سلطتهم ـ لا تجوز إلا فيه. وقيدوها بوسيط معين، يقوم بعملية السمسرة بين الله وعباده، وقيدوها بمراسم وطقوس كهنوتية خاصة لا تقبل بدونها. وكل هذا يحتاج إلى إتاوات تبذل، وجعالات تدفع للأحبار والكهنة، المحتكرين لهذا الصنف من العلاقات!
رجال الكهنوت في العصور الوسطى
وقد بالغ رجال الدين المسيحي بالغرب في العصور الوسطى في فرض هذه المظاهر الكهنوتية فعلقوا في معابدهم رسوما وتماثيل للعذراء والمسيح، وأيقونات ونحوها، وعدتها الكنيسة شعائر تعبدية واجبة التقديس. وكان أعجب ما صنعوه أنهم اتخذوا من الجنة مصدرا للثروة يبيعون منها قراريط وأسهما لمن يدفع الثمن المعلوم، وعلى قدر المدفوع يكون عدد الأسهم، ومن الطرائف اللاذعة ما حكوا أن أحد أثرياء اليهود أراد أن يقابل هذه السخريات العجيبة بسخرية أمر وأعجب، فقد ذهب إلى أحد البابوات ولم يشتر منه الجنة، كما كان يفعل المسيحيون، ولكنه اشترى منه صفقة أخرى هي: جهنم! فباعها له بثمن بخس: لأنها سلعة لا يرغب فيها أحد، ولكن اليهودي الماكر أعلن للمسيحيين جميعا: ألا يبالوا بشراء الجنة بعد اليوم، لأنه هو قد اشترى من البابا جهنم، ولن يدخل أحدا فيها!! قالوا: فعاد البابا واشتراها بأضعاف ما باعها به! وكل قارئ للتاريخ يعرف ثروة "لوثر" على ما أسموه "صكوك الغفران".والرؤساء الروحانيون في المسيحية يزعمون أن لهم سلطة المنح والمنع، والغفران والحرمان، والإدخال في رحمة الله، والطرد منها، لأن المسيح قال لبعض تلاميذه: سأعطيك مفاتيح ملكوت السموات، فكل ما ربطته على الأرض يكون مربوطا في السموات، وكل ما حللته على الأرض يكون محلولا في السموات.
تحرير العبادة من قيود المكان
أما الإسلام فكان له شأن آخر في تقرير الصلة بالله والعبادة له. لقد حرر الإسلام العبادة من قيود الوساطة والمكان وكل مظاهر العبودية للكهنوت. فالأرض كلها محراب كبير للمسلم، فحيثما توجه يستطيع أن يتجه بعبادته إلى الله، وفي هذا يقول القرآن العظيم (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله) ويقول الرسول الكريم في بيان الخصائص التي أعطيتها أمته ولم تعطها أمة قبلها: (وجعلت لي الأرض مسجدا طهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل).وقد كانت هذه الخصيصة للعبادة الإسلامية موضع الإعجاب العظيم والتأثير البالغ من كثيرين من غير المسلمين، حتى من رجال الأديان أنفسهم، حتى قال أحدهم ـ وهو أسقف "لوفروا": لا يستطيع أحد يكون خالط المسلمين لأول مرة، ألا يدهش ويتأثر بمظهر عقيدتهم، فإنك حيثما كنت سواء أوجدت في شارع مطروق أم في محطة سكة حديدية أم في حقل ـ كان أكثر ما تألف عينك مشاهدته أن ترى رجلا ليس عليه أدنى مسحة للرياء، ولا أقل شائبة من حب الظهور، يذر عمله الذي يشغله كائنا ما كان، وينطلق في سكون الليل وتواضع لأداء صلاته في وقتها المعين".ولقد كان هذا المشهد الفريد في الأديان أحد العوامل التي أثرت في وجدان المحامي الكبير الأستاذ زكي عريبي عميد الطائفة اليهودية في مصر والذي اهتدى إلى الإسلام في عام 1960م، ومما جاء في محاضرته "لماذا
(يُتْبَعُ)
(/)
أسلمت؟ " قوله:"وما سمعت المؤذن يؤذن في الفجر أو في الظهر أو في وقت آخر إلا شعرت بأن صوت المؤذن ينبعث من الأفق من فوق المئذنة، شعرت بأنه صوت الله، الذي يفصل بين الحق والباطل والحلال والحرام، ويهدي الإنسان إلى الطريق المستقيم، وأركب السيارة في السفر وعلى الطريق بين الحقول وبين الفضاء تقع عيني على رجل متواضع يقف بين يدي الله في ثياب رثة مهلهلة، يقف على مصلى صغير، مفروش بالرقيق من الحصير على شاطئ ترعة متواضعة أيضا، يقف الرجل يصلي لله في خشوع وابتهال، فكانت نفسي تهفو إلى أن أصلي مثل صلاته، كنت أعتقد أن هذه نفحات الله في الأرض يلقيها في نفوس عباده الصالحين".حرر الإسلام العبادة من القيود المكانية المتزمتة، ولم يشترط المكان الخاص في عبادة من عباداته إلا في الحج، لما فيه من فوائد تفوق فائدة التحرر من المكان، من التجمع العالمي للمسلمين حول أول بيت وضع للناس، وفي أرض الذكريات الإبراهيمية، والذكريات المحمدية، إلى آخر ما سنذكر في أسرار الحج.
تحرير الضمير من قيود الوساطة في العبادة
ومع اشتراط المكان لعبادة الحج، فليس فيه أي شائبة لتأثير الكهنوت، وليس فيه أي ثغرة لتدخل الوسطاء والكهان بين المسلم وبين الله، وشأنه في ذلك شأنه في سائر عبادات الإسلام.
يقول الأستاذ العقاد: إن عبادات الإسلام قد امتازت بين عبادات الأديان بمزية لا نظير لها، فهي أرفعها وأرقاها بالنظر إلى حقيقتها، أو بالنظر إلى جماهير المتدينين بها، وتلك مزيته البينة التي يرعى بها استقلال الفرد في مسائل الضمير خير رعاية تتحقق لها في نظام حياة.
فالعبادات الإسلامية بأجمعها تكليف لضمير الإنسان وحده، لا يتوقف على توسيط هيكل أو تقريب كهانة. يصلي حيث أدركه موعد الصلاة، وأينما تكونوا فثم وجه الله. ويصوم ويفطر في داره أو في موطن عمله. ويحج ليذهب إلى بيت لا سلطان فيه لأصحاب سدانة، ولا حق عنده لأحد في قربانه، غير حق المساكين والمعوزين. ويذهب إلى صلاة الجماعة، فلا تتقيد صلاته الجامعة بمراسم كهانة أو إتاوة محراب، ويؤمه في هذه الصلاة الجامعة من هو أهل للإمامة بين الحاضرين باختيارهم لساعتهم إن لم يكن معروفا عندهم قبل ذلك، إنه الدين الذي نتعلم فيه أن الإنسان مخلوق مكلف، لا جرم تقوم عباداته على رعاية حق الضمير واستقلاله بمشيئته أكرم رعاية".إن عقيدة المسلم في الله لا تتيح مكانا لأولئك الوسطاء الذين يتحكمون في ضمائر عباد الله. فاعتقاد المسلم في الله يقوم على حقيقتين:
الله فوق عباده
أولاهما: أنه تعالى فوق عباده علوا وقهرا، وسلطانا وتصرفا، لا يشبهه شيء، ولا يحكم عليه شيء، ولا يقع في ملكه إلا ما يريد. (وهو القاهر فوق عباده، وهو الحكيم الخبير) (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (قل هو الله أحد الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) (والخلق جميعا عبيد في قضبته، لا يملكون لأنفسهم ـ فضلا عن غيرهم ـ ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا).ويتمثل هذا العلو الإلهي على الخلق في آية من القرآن عرفت عند المسلمين بآية الكرسي: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض، من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه؟ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء، وسع كرسيه السموات والأرض، ولا يؤده حفظهما، وهو العلي العظيم).
الله مع عباده
والحقيقة الثانية: أنه تعالى ـ مع عظمته وعلو شأنه ـ قريب من خلقه، بل هو معهم أينما كانوا، في جلوتهم وفي خلوتهم، يسمع ويرى، ويرعى ويهدي، يعطي من سأله، ويجيب من دعاه، فهو تعالى قريب في علوه، علي في دنوه، وقد جمع تعالى بين العظمة والعلو، وبين القرب والدنو، في آية واحدة، فقال تعالى: (هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش، يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، وهو معكم أينما كنتم والله بما تعلمون بصير).وقد عبر القرآن على لسان إبراهيم ـ أبي الأنبياء ـ عن العلاقة بين الإنسان والله فقال: (الذي خلقني فهو يدين، والذي هو يطعمني ويسقين، وإذا مرضت فهو يشفين، والذي يميتني ثم يحيين، والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين).وقال الله سبحانه مبينا قربه من عبده: (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه، ونحن
(يُتْبَعُ)
(/)
أقرب إليه من حبل الوريد) (ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون).وروى المفسرون أن رجلا جاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه، فنزل القرآن يجيب عن هذا السؤال بهذه الآية الكريمة: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان).وإن اللطائف في هذه الآية: أن سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم عن بعض الأمور قد وقع في القرآن بضع عشرة مرة، وكان كل جواب عن تلك الأسئلة مقترنا بكلمة (قل) مثل ـ (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت) (يسألونك ماذا ينفقون قل العفو) وكان مقتضى تلك الآيات أن يقال في هذه: وإذا سألك عبادي فقل: إني قريب، ولكن أسلوب الآية خالف المعتاد ولم يأمر الله رسوله أن يقول للناس ذلك، وقال سبحانه مباشرة (فإني قريب) ولهذا الأسلوب دلالته وإيحاؤه في الأنفس والعقول، إذ لم يجعل الله واسطة بينه وبين عباده، كأنه قال لرسوله لا تبلغهم أنت عني، كما تبلغ في أسئلة الأحكام، ولكن دعني أنا أقول لهم: إني قريب! ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه يجهرون بالدعاء قال لهم: "اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ولكن تدعون سميعا قريبا".
لا مكان للوسطاء في الإسلام
وبهاتين الحقيقتين: أنه تعالى فوق عباده قهرا وعلوا وسلطانا، وأنه قريب منهم، بل معهم، علما وإحاطة، ورعاية وإجابة ـ يتبين لنا أن لا مكان في الإسلام للوسطاء والسماسرة الذين يدعون الشفاعة عند الله، ويزعمون احتكار الوساطة لديه، ويبيعون ويشترون في خلق الله، كما يصنع أنصار الملوك الجبارين، والرؤساء المستبدين. نعم: لا مكان لهؤلاء، لأن الله في عقيدة الإسلام أجل وأعلى من أن يكون له وسطاء أو شفعاء يعلمونه من أمر الناس بما لم يكن يعلم، أو يوجهون إراداته إلى ما لم يكن يريد، وهو سبحانه أكرم من أن يدع رحمته وجنته غنيمة لهؤلاء الدجاجلة المضللين، يوزعونها بالأسهم والقراريط، فله وحده الخلق والأمر، وله وحده الملك والملك، وله وحده العقوبة والعفو، وقد قال تعالى ردا على من زعم أن الملائكة أبناء الله: (بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون).ورد على من زعم من اليهود والنصارى: أن لهم منزلة خاصة من الله (وقالت اليهود والنصارى: نحن أبناء الله وأحباؤه قل: فلم يعذبكم بذنوبكم؟ بل أنتم بشر ممن خلق، يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السموات والأرض وما بينهما وإليه المصير).وحكى عن المسيح أنه يقول لربه يوم القيامة في شأن من ادعوا الانتساب إلى دينه: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم).وعرف خاتم رسله محمدا حدود وظيفته فقال: (فذكر إنما أنت مذكر، لست عليهم بمسيطر) (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير، وما مسني السوء، إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون).فهل بعد هذا يمكن أن يعتقد المسلم في وجود "وسيط" يملك "التأثير" في إرادة الله رب العالمين؟! ثم لا مكان لهؤلاء الوسطاء أيضا، لأن المسلم لا يشعر يوما بحاجته إلى أحد منهم في الصلة بينه وبين ربه. إنه يوقن أن الله أقرب إليه من نفسه، وأنه معه حيث كان، وأنه يدنو منه كل ليلة فينادي: هل من داع فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من كذا؟ هل من كذا؟ وأنه تعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين، وأنه تعالى إذا تقرب عبده إليه شبرا تقرب هو إليه ذراعا، وإذا تقرب إليه ذراعا، تقرب سبحانه إليه باعا. إنه يستطيع أن يكلم ربه بلا ترجمان، وأن يناجيه بما شاء حيث شاء ومتى شاء، وأن يقف بين يديه بلا حجاب. فما حاجته إذا إلى الوسيط المزعوم؟ إن الوسيط الفذ الذي يعترف به الإسلام هو العمل الصالح مع الإيمان: (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا، ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا).
إخلاص القلوب أساس القبول
(يُتْبَعُ)
(/)
إن المبدأ الثالث الذي وضعه الإسلام في شأن العبادة: أن أساس القبول لأي عبادة هو إخلاص القلوب لله تعالى، فإن حقيقة العبادة ليست شكلا يتعلق بالمظهر، ولا رسما يتصل بالجسد، ولكنها سر يتعلق بالقلب، وإخلاص ينبع من الروح، فإذا لم يصدق قلب المسلم في عبادته، ولم يخلص لله في طاعته، وأداها رسوما خالية من الروح، كما ينطق الأبله بالألفاظ الخالية من المعنى، فهناك يردها الله عليه، كما يرد الصيرفي النقاد الدارهم الزائفة. قال تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين) (قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين) (قل الله أعبد مخلصا له الدين).
وقد افترى بعض المبشرين والمستشرقين على الإسلام، فزعموا أنه لا يعنى إلا بالمراسم والأشكال في العبادات، ولا يعنى بالقلب والنية والضمير، ورد هذه الفرية عليهم مستشرقون آخرون لم يسلم الإسلام منهم أيضا .. بيد أنهم لم يسيغوا هذا الكذب الوقاح والجهل الصراح.
قال جولد زيهر في كتابه عن "العقيدة والشريعة في الإسلام":
"مما لا شك فيه أن الإسلام شريعة، فهو يخضع المؤمنين به لأعمال شعائرية، ومع ذلك .. فإن معين التعاليم الإسلامية الأولى ـ وهو القرآن ـ يعتبر صراحة: أن الأعمال بالنيات، ويعد النية معيارا للقيمة الدينية: ويرى أنه إذا لم تقترن دقة احترام الشريعة بأعمال رحمة وخير كانت قليلة القيمة. (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون)."وفيما يتعلق بشعائر الحج التي نظمها، من بين تقاليد الوثنية العربية ـ استنادا إلى كلمة الله: (لكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم) ـ جعل محمد أهمية كبرى لنية التقوى التي يجب أن تصحب هذه الشعيرة حين يقول: "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها، ولكن يناله التقوى منكم"."والجزء الأكبر للإخلاص ـ كما في سورة غافر (فادعوا الله مخلصين له الدين) ولتقوى القلوب ـ كما في سورة الحج (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) ـ وللقلب السليم ـ كما في سورة الشعراء (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم).فهذه هي وجهة النظر التي تسود في تدير الفضل الديني للمؤمنين."وهذا الإقناع قد نما فيما بعد بفضل التعاليم المستخلصة من السنة، والتي ما لبثت أن شملت جميع نواحي الحياة الدينية، وبفضل نظرية النية والقصد والروح التي تلهم الأعمال، والتي اتخذت معيارا لقيمة العمل الديني، فمجرد ظل لباعث من بواعث الأثرة أو الرياء يجرد كل عمل طيب من قيمته. فالقلب هو الأساس في الإسلام، وهو موضع نظر الله تعالى، ومحل عنايته، وهو مستند القبول والفلاح في الآخرة، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يحب أن ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم"، "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب". ويقول القرآن: (وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد، هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ، من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب، ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود).
العبادة المقبولة عند الله
ولهذا يرى الإسلام أن العبادة المرضية عند الله ليست هي ذلك الشبح الخالي من الروح، وإنما هي تلك التي تصاحبها النية الصادقة، ويسري فيها روح الإخلاص سريان العصارة في أغصان الشجرة الناضرة، فتؤتي في النفس أكلها، وتثمر في الخلق والسلوك ثمرتها، وتذكر صاحب العبادة بحق الله، وتنبهه على حقوق الناس، فليست كل صلاة جديرة بالقبول عند الله، فإن من الصلوات ما يضرب بها وجه صاحبها، ومن هنا قال تعالى في شأن الصلاة المقبولة: (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر) فإن الصلاة ـ كما قال ابن تيمية ـ فيها دفع لشر مكروه، وهو الفحشاء والمنكر، وفيها تحصيل لخير محبوب، وهو ذكر الله، وحصول هذا المحبوب أكبر من دفع ذلك المكروه، فإن ذكر الله عبادة الله، وعبادة القلب لله مقصودة لذاتها،
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما اندفاع الشر عنه، فهو مقصود لغيره على سبيل التبع، فإن القلب خلق يحب الحق ويريده ويطلبه، فلما عرضت له إرادة الشر طلب دفع ذلك، فإنها تفسد القلب، كما يفسد الزرع بما ينبت فيه من الدغل، ولذا قال تعالى: (قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها) (قد أفلح من تزكى، وذكر اسم ربه فصلى).فإذا لم تؤد الصلاة مهمتها في إيقاظ الضمير، وغرس خشية الله ومراقبته في النفس، تلك التي تؤدي إلى الانتهاء عن الفحشاء والمنكر، فإن صلاته تلك تكون صلاة بتراء ناقصة، تكون جثة هامدة تنقصها الحياة وقد جاء في بعض الآثار: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له".وما قلناه في الصلاة نقوله في الصيام، فليس كل صيام يحظى بدرجة الرضا عند الله، ما لم يؤد إلى التقوى التي جعلها القرآن مرجوة بحصوله: (يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) فإذا لم يؤد إلى هذه التقوى، وصام بطنه وفرجه، ولم يصم لسانه ولا جوارحه ولا قلبه، فحري بصيامه أن يرد وأن يكون عملة زائفة، وأن ينطبق عليه ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" وقال عليه السلام: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر".ومن أجل ذلك كله كان السلف الصالحون من المسلمين يهتمون بالصوم عن اللغو والحرام، كما يصومون عن الشراب والطعام. قال عمر: ليس الصيام من الشراب والطعام وحده، ولكنه من الكذب والباطل واللغو" وروي عن علي مثله. وعن جابر قال: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صيامك سواء. وقال ميمون بن مهران: أهون الصيام الصيام عن الطعام. وكذلك الزكاة والصدقة، إذا داخلها رياء، أو لحقها من أو أذى للفقير، فإن ذلك يفسدها ويحبط ثوابها، فليس المهم هو المال الذي تعطيه اليد الغنية لليد المستحقة، وإنما المهم هو صدق النية، وصفاء السريرة، وإخلاص القلب، وقد قال ابن عطاء: الأعمال صور قائمة وروحها هو وجود سر الإخلاص فيها. وإننا لنجد هذا المعنى واضحا في هذه الآيات الكريمة من كتاب الله: (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم، يأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر، فمثله كمثل صفوان عليه تراب، فأصابه وابل فتركه صلدا، لا يقدرون على شيء مما كسبوا، والله لا يهدي القوم الكافرين، ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين، فإن لم يصبها وابل فطل، والله بما تعملون بصير).وليس بعد هذا التصوير القرآني بيان فيما للإخلاص من أثر في قبول الصدقة أو ردها.
بركة النية الصالحة
وقد قص علينا النبي صلى الله عليه وسلم قصة رجل مخلص أراد أن يتستر بصدقته، ويعطيها تحت ستار الليل، حيث يكون في مأمن من رياء الخلق، وابتغاء المحمدة والشهرة عند الناس، ولكنه أخطأ السبيل، فوضعها في غير موضعها، وأعطاها من لا يستحقها، ولكن صدق نيته وإخلاصه نفعه، وبارك عمله، فلم تذهب صدقته سدى، ولم تضع هباء، فقد روى البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال رجل: لا تصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على سارق! فقال: اللهم لك الحمد على سارق؟! لأتصدقن بصدقة .. فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على زانية!! فقال: اللهم لك الحمد على زانية؟! لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد غني فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على غني!! فقال: اللهم لك الحمد .. على سارق وزانية وغني؟!: فأتى ـ أي في المنام ـ فقيل له: أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما صدقتك على زانية فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما الغني فلعله أن يعتبر فينفق مما أعطاه الله".وبهذا القصص كان يعلمهم النبي الكريم أن الإخلاص هو ينبوع الخير، وميزان القبول.
إنما الأعمال بالنيات:
(يُتْبَعُ)
(/)
وما قلناه هنا عن الصلاة والصيام والصدقة يقال عن الحج وتلاوة القرآن، والجهاد، والهجرة من أجل الدين، وكل عمل شرعه الله ليتعبد به ويتقرب إليه، وقد هاجر بعض المسلمين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة من أجل امرأة يهواها تعرف بأم قيس، فسماه من يعرفونه "مهاجر أم قيس".وفي هذا الشأن حدثهم النبي ذلك الحديث الجامع الذي عده بعض المحدثين ربع الإسلام أو ثلثه أو نصفه، والذي افتتح به الإمام البخاري جامعه الصحيح "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".والعجيب أن بعض المستشرقين يشكك في ثبوت هذا الحديث ـ الذي أجمع علماء الإسلام في كل اختصاص على تلقيه بالقبول ـ بدعوى أنه حديث آحاد. ونسي المستشرق أن قيمة "النية" في الإسلام لا تعتمد على هذا الحديث وحده، وإنما تعتمد على نصوص وأحاديث كثيرة مستفيضة، تعطي في مجموعها يقينا جازما بأن الأعمال بالنيات، وأن لكل امرئ ما نوى، ولو أخذنا كتابا كالترغيب والترهيب للحافظ المنذري مثلا لوجدناه يذكر في فضل النية الصالحة أحد عشر حديثا، وفي الترغيب في الإخلاص ثلاثة عشر حديثا، وفي الترهيب من الرياء أكثر من ثلاثين.
مزاعم البابا عن الدين الإسلامي والرسول الكريم باطلة وديننا جاء رحمة للعالمين ولا يرضى العنف والإرهاب:
كذب سماحة مفتي عام المملكة فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ما ذكره بابا الفاتيكان من مزاعم باطلة في محاضرته التي ألقاها بجامعة ريكسيون الألمانية أن الدين الإسلامي لا يدين العنف والإرهاب، وأن ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام إنما هي أمور شريرة وغير إنسانية، وأن الدين الإسلامي أمر بنشره بحد السيف. وقال سماحته في حوار شامل ل «الرياض»: ديننا الإسلامي دين سماحة لا يرضى العنف والإرهاب، وجاء به الرسول محمد عليه الصلاة والسلام للعالمين ديناً يرفض العنف على المسلم وغير المسلم، فالظلم محرَّم في شريعتنا، فالإسلام يحرِّم الظلم. يقول الله في الحديث القدسي: «يا عبادي إني حرَّمت الظلم على نفسي وجعلته محرَّماً فلا تظالموا». ويقول النبي عليه السلام: «إتّق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب». ولهذا جعل الله تعالى عقوبة المفسدين في الأرض أعظم عقوبة، قال الله تعالى: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذابٌ عظيم}. ورداً على مزاعم أن ما جاء به المصطفى من دين هي أمور شريرة أمر بها أن تُقام بحدِّ السيف، قال سماحته: هذا كله كذب والرسول عليه الصلاة والسلام جاء رحمة للعالمين، فالله تعالى يقول: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} والمتأمل لصراعات الملل والأديان قبل الإسلام وكيف أن بعضهم إذا ظفر بملّة دمّر وقتل وسبى وأهلك، فجاء الإسلام فرحم الخلق كله من خلال هذه الشريعة الإسلامية السمحة والتي جاءت بكل ما يحقق العدل والإنصاف ويرسي دعائم الأمن والاستقرار في المجتمعات. وأضاف سماحته: فالإسلام بعيدٌ عن الإرهاب ولم ينتشر إلا بقناعة من الشعوب الذين تبصّروا ورأوا خير الإسلام وعدالته وحُسن نظمه، فدخل الناس في دين الله أفواجاً. ورداً على ما ذكره الفاتيكان بأن «المشيئة في الإسلام منقطعة عن العقل» أكد سماحته أن ذلك غير صحيح وكذب، فالله عزَّ وجلّ خاطبنا عن هذا الدين الإسلامي وقال سبحانه: {إن في ذلك ذكرى لمن كان له قلبٌ وألقى السمع وهو شهيد}، فالإسلام جاء بالفطرة والعقل السليم هو الذي يوافق الفطرة السليمة، ولا يتنافى مع النقل الصحيح، فالشريعة الإسلامية جاءت بما تؤكده الفطر والعقول لا بما تنافيه العقول. وأكد سماحته أن موقف الدين الإسلامي من الأديان الأخرى التي جاءت بها الرسل السابقة هو إيمان بجميع الرسل وتصديق لهم وأنهم رسل الله حقاً نصحوا أممهم وبلغوا رسالات الله وأقاموا حجّة الله على أممهم، والأمة المحمدية هي كما قال الله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمّة وسط لتكونوا شهداء على الناس}.فيوم القيامة يستشهد بهم الأنبياء على أممهم أنهم بلغوا أممهم رسالة ربهم. وأضاف سماحته: فنحن
(يُتْبَعُ)
(/)
موقفنا إيمانٌ بجميع الرسل، إلاّ أننا نعتقد حقاً أن هذه الشريعة الإسلامية نسخ الله بها جميع الشرائع وافترض الله على الخلق طاعة محمد عليه السلام واتباعه؛ فنحن نؤمن بموسى وعيسى وغيرهما من أنبياء الله؛ لكن الاتباع والعمل إنما هو لهذه الشريعة. وقال سماحته: ليعلم الجميع أن ما ينادي به إلى توافق بين الأديان ونحوه هي دعوى يكذبها الواقع؛ فإذا كان أولئك يهاجمون الإسلام ويكذبونه ورسول الإسلام محمد عليه السلام؛ فكيف يظنون أن هناك توافقاً وتقارباً وهم على الباطل من سب واستهزاء بالدين الإسلامي ومحمد عليه السلام. وعن موقف الإسلام من الأنبياء والملل قال سماحته: الإسلام رسالته أنه لا يجوز ولا يمكن سب أحد من الأنبياء فمن سبّ عيسى أو موسى فإنه كافر ولا يليق بمسلم أن يسبّ نبيّاً من الأنبياء.
أثر الدين الإسلامي في تهذيب النفس
يَأمرُ الدينُ بتوحيدِ الله تعالى وإخلاصِ العبادةِ والخضوعِ له، واعتقادِ أنه خالقُ كل شيء، ومُدبِّرُ الكَونِ والمصرِّفُ لشئونه، فهو الذي يُعطي ويَمنع، والذي يَضُر وينفع، والذي يُحْيِي ويُميت، لا شِريكَ له في مُلكِه، ولا يَستحق العبادةَ أحدٌ سِواه هذا الاعتقادُ يُحرر النفسَ ويرفعُها ويُطهِرّها من خُرافات الشِّرك وأوهامِه وأوزاره وآثامه، فلا تَنحط إلى عبادةِ جَمادٍ أو حَيوان، ولا تَصفُ بالإلهيةِ إنساناً كائناً مَن كان يَأمرُ الدينُ بتوحيدِ الله تعالى وإخلاصِ العبادةِ والخضوعِ له، واعتقادِ أنه خالقُ كل شيء، ومُدبِّرُ الكَونِ والمصرِّفُ لشئونه، فهو الذي يُعطي ويَمنع، والذي يَضُر وينفع، والذي يُحْيِي ويُميت، لا شِريكَ له في مُلكِه، ولا يَستحق العبادةَ أحدٌ سِواه هذا الاعتقادُ يُحرر النفسَ ويرفعُها ويُطهِرّها من خُرافات الشِّرك وأوهامِه وأوزاره وآثامه، فلا تَنحط إلى عبادةِ جَمادٍ أو حَيوان، ولا تَصفُ بالإلهيةِ إنساناً كائناً مَن كان قد فَرض الدِّين عباداتٍ كلها ذوات أثرٍ في النفسِ حَميد.
فَرض الصلاةَ، وجعل من شُروطها طهارةَ الثوبِ والبَدن والمكان: فَيقفُ الإنسان مُوجِّهاً قلبَه إلى ربه خَمسَ مراتٍ في اليَوم، نظيفَ الظاهرِ طاهرَ الباطن، مُثْنياً عليه تعالى بما هو أهلُه، طالباً منه العَونَ والهِداية، فَيؤَثِّر ذلك في نَفسِه ويُعَوِّدُه مراقبة الله تعالى وخَشيتَه، فَيمتنعُ عن الوقوعِ فيما حُرِّم عليه. {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} (2) وكما تَمنعُ الصلاةُ من الوقوع في المحرَّم فإنها كذلك تَبعثُ في النفس الطمأنينة، فلا يَشتد بها الجَزعُ إذا أَصاب الإنسان شرٌّ، وتنزعُ بها إلى بَذلِ المعروف، فلا يكونُ صاحبُها مَنُوعاً إِذا مَسَّه الخير: {إِنّ الإنْسَانَ خُلِقَ هَلُوْعًا * إذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوْعاً * وَإذَا مَسَّهُ الخَيرُ مَنُوعاً * إلاَّ المُصَلَّين * الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائمُون} (3)
أما الصومُ فإنه يُربِيّ في الإِنسانِ الصدقَ، والصبرَ، والقناعةَ، وضَبطَ النفس، وقوةَ الإرادة، واحتمالَ المشاقّ. يَعتزم المسلمُ الصَّومَ امتثالاَ لأمر ربه، ورغبة في ثوابه، وقد يَخلو بنفسه وليس عليه رَقيبُ غيرُها، ويكونُ قد اشتدَّ به الجُوع والعطش وفي مُتناوَل يَدِه أطيبُ المطاعم وأعذبُ المشارب فيأبى أن يتناولَ شيئاً تعظيماً لأمر الله تعالى ووفَاء بعهدِه له، أليس في تكرير ذلك ثلاثينَ يَوماً غَيرَ صومِ التطوُّع كلَّ سنة ما يُقوي هذه الفضائل في نفس المؤمن؟ بلى، وإنه ليَعرف بالصوم فوق ذَلك مِقدارَ النعمة عند فَواتها ومكانةَ الإحسانِ الإلهي في التَّفضل بها.
أما الزكاةُ التي فَرضها الله تعالى في مالِ الغَني سَدا لحاجةِ الفقير وتفريجا لكُربةِ الغارم، وتيسييراً لابْنِ السبيل، وعَوناً على سبيل الخير العام، فإنها تُعوِّد المؤمنَ الإحسانَ، وتُقوي في نفسه الرحمةَ، وتَسْتلُّ الأضغانَ من قلوب البائسين على الأغنياءَ المترَفين، وتُشْعِرُ قلوبَهم مَحبَّبَهم، وتَصدُّهم عن الإساءة إليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأمَّا الحجُّ فإن أعمالَه تُشعِر النفوس بالمساواة: يكون المسلمون فيها مُتجرِّدين عن زينة الحياة الدنيا، ليسَ على الواحدِ منهم إلا رِداءٌ وإِزار، وكلهم خاضعٌ خاشع لعَظمة ربِه تعالى عز وجل، لا فرقَ بين غني وفقير، وصعلوكِ وأمير، هنالك تَتطامَنُ النفوس وتَعرِف أن زُخْرُفَ الحياة باطل، وأنه لا ينبغي الاسْتِعْلاءُ والاسْتكبارُ بجاهٍ ولا مال، وأَن الناس كلَّهم لآدم، وآدمُ من تراب.
وكذلك حَرَّمَ الدينُ ما يُفسِد العقلَ، ويَحطُّ من كرامة المرءَ، ويَذْهب بحَيائِه وماله، ويُوقع بين الناسِ العداوةَْ من شُربِ الخمر، وقتل النفس وأكل الأموال بالباطل، والغِيبَة، والنَّميمة، وكلِّ ما فيه إيذاءُ أوضرر. فَمن يُؤمنُ بالله تعالى حقَّ الإِيمان ويَقومُ بفرائضه على الوجه الصحيح تعظيماً لأمره تعالى، وينتهِي عن مَحارمهِ خَشية منه، وخوفاً من عقابه، تَتربَّىفيه الملَكاتُ الفاضلةُ، وتَطهَّر نفسُهُ من الرذائلِ والأَخلاق السيئة. ويظهر أثرُ تهذيب الدين للنفس في المعاشرةِ والمعاملة، فمن كان متديناً واقفاً عند حدودِ ما أُمِر به ونُهِي عنه، حَسُنت معاشرتهُ للناس، واعْتَدلت مُعاملتُه لهم، فيَحترِم والدَيه وأَقاربَه ويَبرُّهم، ويواسي إخوانَه ويُساعدُهم، ويَقوم بحقوقِ أهله إنكان متزوجاً، ويُربى أَولادَه، ويُثقِّف عقولَهم، ويُهَذِّب نفوسهم، لا يؤذِي جارَه في نفسٍ ولا عِرض ولا مال، ولايَغْتابُ ولا يَنمُّ، ولا يَكذب إذا حَدَّث، ولا يُخلِف إذا وَعد، ولا يَخُونُ إِذا أؤتمن، ولا يَغُش إذا باع أو اشترى، ولا يُطَفِّف كيلاً ولا ميزاناً، ولا يُماطِل في حق، ولا يَبخَس أَحداً حقه، وإذا عُهِد إليه عَملٌ أتقنه وأدَّاه على أكمل وجه في غير تسويفٍ ولا تأخير، وإذا تولَّى أمرَ الناس نَظر في مصالحهم، وعَدل فيهم، ولم يكن لغَيْرِ الحقّ سُلطانٌ على نفسه، فلا يُحابى ولا يضيع حق ضعيف، وقُصارَى القول: إن الدين بما فيه من أوامرَ، ونَواهٍ، ومدح لمحاسنِ الأخلاق، وذَمّ لمساوئها، يُؤثر في النفوس فيُهذبها، ويظهر أَثره في الأعمالِ فَيُنَظِّمُها، ويجعلُها جاريةً على مَنهج الخير العام والمصلحة التامة.
مارأي علماء الشيعة الإمامية في أن حوّاء خلقت من ضلعٍ أعوج من أضلاع آدم u؟
إن المادة التي خلق الله عَزَّ و جَلَّ منها الإنسان و كوَّنه منها هي الطين، فأبونا آدم u خُلق من مادة الطين، و بذلك تشهد آيات قرآنية كثيرة، منها:
1 - قول الله عَزَّ و جَلَّ: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ}.
2 - قول الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ}.
3 - قول الله سبحانه: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ}.
4 - قول الله جَلَّ جَلالُه: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ}
5 - قول الله عَزَّ و جَلَّ: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ}.
6 - و قول الله عن لسان إبليس: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) فيتبيَّن أن خلق الإنسان بصورة عامة و النبي آدم u بصورة خاصة كان من مادة الطين من غير شك و ريب.
من أي شيء خُلقت حواء؟ أما بالنسبة إلى أمنا حواء فنقول أن العموم الوارد في الآيات السابقة يشملها أيضا كما يشمل جميع أفراد البشر، فهي خلقت من نفس المادة التي خلق منها النبي آدم u، و بذلك تشهد الآيات القرآنية أيضا و كذلك الأحاديث الواردة عن أهل البيت (عليهم السَّلام). أما مايفيدمن القرآن الكريم بأن المادة التي تم خلق حواء منها هي الطين، تماماً كآدم u فهو قول الله عَزَّ و جَلَّ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} 0و المقصود من النفس الواحدة هو الجنس البشري الواحد بدليل قوله الله عَزَّ و جَلَّ: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، و قوله تعالى أيضاً: {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ}.فالمقصود من كل هذه الآيات هو أن الله تعالى خلق الأزواج من جنس واحد، و ليس المقصود أنه تعالى خلق النساء من أبدان الرجال كما هو واضح.و أما الدليل من الأحاديث فما رَوى الشيخ الصدوق (قدس الله سره) في كتابه " علل الشرايع " أن النبي محمد r قال: " خلق اللهُ تعالى آدمَ من طين، و من فضلته وبقيَّته خُلقت حواء ... ".فالصحيح أن الله عَزَّ و جَلَّ خلق النبي آدم u أولاً من مادة الطين، ثم خلق من فاضل تلك المادة الطينية زوجته حواء، و هذا ما تؤكده الروايات الصحيحة المروية عن أهل البيت (عليهم السَّلام).
هل خُلقت حواء من ضلع أعوج؟ أما القول الذي يقول بأن حواء قد خُلقت من ضلع أعوج من أضلاع آدم u فهو قول غير صحيح و يخالف الواقع حتى لو استند إلى أحاديث دونتها بعض الصحاح، كالحديث الذي ذكره سمرة بن جندب حيث نسب إلى رسول الله r أنه قال: ألا إن المرأة خُلقت من ضلع، و انك إن تُرِد إقامتها تَكسرها، فدارِها تعش بها ثلاث مرات و كذلك ما نسبه أبو هريرة للرسول r أنه قال: المرأة خُلقت من ضلع اعوج وانك إن أقمتها كسرتها و ان تركتها تعش بها و فيها عوج
التوراة و خلق حواء:و لدى مراجعة الفصل الثاني من سفر التكوين من التوراة نجد أن ما جاء فيه بهذا الشأن يطابق ما جاءت به الأحاديث القائلة بأن حواء خلقت من ضلع من أضلاع آدم تماماً، و هذا الأمر مما يدعم فكرة تسرب هذه الإسرائيليات من التوراة إلى بعض كتب الحديث و من ثم أخذت طريقها إلى الشعر و الأدب، فهناك من الأدباء و الشعراء من وجد في هذه الأحاديث مبرراً كافياً للتهجم على المرأة و اتهامها بالاعوجاج، فقال بعضهم:هي الضلع العوجاء لست تقيمها * ألا إن تقويم الضلوع انكسارها أتجمع ضعفا و اقتدارا على الفتى * أليس عجيبا ضعفها و اقتدارها إلى غير ذلك من الآثار السلبية التي لا تزال موجودة في المجتمعات و القائمة على أساس هذه الإسرائيليات.رأي الإمام الباقر u في هذا القول:لقد كذَّب الإمام محمد بن علي الباقر u ما يقال عن حواء أنها خُلقت من ضلع من أضلاع النبي آدم u، و ردَّ على هذا القول بشدَّة عندما سئل عنه.قال الراوي: سُئل ـ أي الإمام الباقر uـ من أي شئ خلق الله حواء؟ فقال: " أي شئ يقولون هذا الخلق "؟ قلت: يقولون: إن الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم.فقال: " كذبوا، يعجز أن يخلقها من غير ضلعه "؟ ثم قال: " أخبرني أبي عن آبائه، قال: قال رسول الله r: إن الله تبارك و تعالى قبض قبضة من طين، فخلطها بيمينه و كلتا يديه يمين، فخلق منها آدم فَفضَل فضلة من الطين فخلق منها حواء ".
لماذا خلق الله الشيطان، و هل خلق الله إبليس لكي يغوي الناس و يبعدهم عن طريق الحق و الخير؟ ما هو الفرق بين الشيطان و إبليس؟ الفرق بين الشيطان و بين إبليس هو أن الشّيطان اسم جنس عام يشمل كل موجودٍ مؤذٍ مغوٍ طاغٍ متمرّد، سواءً كان إنساناً أم غير إنسان، أما إبليس فهو اسم عَلَمٍ خاص للشيطان الذي أغوى آدم u و هو الذي أقسم على إغواء أبناء آدم حيث قال: { ... فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}
هل خلق الله إبليس لكي يغوي الناس؟ إن الله عَزَّ و جَلَّ لم يخلق إبليس لمَّا خلقه شيطاناً لكي يوسوس في قلوب الناس و يقوم بإغوائهم و إبعادهم عن الخير و السعادة، بل خلقه مُختاراً طاهراً و صالحاً و كان من العُبَّاد، و رغم كونه من الجن إلا أنه تمكن من أن يصبح من المقربين لدى الله I لشدة طاعته و عبادته، و لكنه لمَّا خالف أمر الله بالسجود لآدم u نزل عن هذه المرتبة السامية و أبعده الله عن رحمته فأصبح شيطاناً رجيماً، و ذلك بسبب سوء اختياره و تكبّره و حسده لآدم و انحرافه و إتباعه لهوى النفس و طلبه للجاه و العلو.و إلى هذه الحقيقة يُشير القرآن الكريم و يذكر قصة إبليس و كيف أنه أصبح شيطاناً رجيماً بعيداً عن رحمة الله جَلَّ جَلالُه بعد أن كان مُقرباً، يقول القرآن الكريم: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ}
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضاد]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 01:51 م]ـ
منقولك أم منثورك؟(/)
العرب والأصنام
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 04:56 ص]ـ
[ما كان يفعله العرب مع الأصنام]
قال ابن إسحاق: واتخذ أهل كل دار في دارهم صنما يعبدونه فإذا أراد الرجل منهم سفرا تمسح به حين يركب فكان ذلك آخر ما يصنع حين يتوجه إلى سفره وإذا قدم من سفره تمسح به فكان ذلك أول ما يبدأ به قبل أن يدخل على أهله فلما بعث الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بالتوحيد قالت قريش: أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب وكانت العرب قد اتخذت مع الكعبة طواغيت وهي بيوت تعظمها كتعظيم الكعبة، لها سدنة وحجاب وتهدي لها كما تهدي للكعبة وتطوف به كطوافها بها، وتنحر عندها. وهى تعرف فضل الكعبة عليها، لأنها كانت قد عرفت أنها بيت إبراهيم الخليل ومسجده.
قال ابن إسحاق: فلما بعث الله تبارك وتعالى رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم أنزل عليه ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون وأنزل الله تعالى: وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم. وأنزل عليه قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون وأنزل عليه من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين نبئوني بعلم إن كنتم صادقين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين
كانت العقائد الشركية قد نالت رواجاً بين عامة المسلمين بسبب اختلاطهم مع أصناف من المشركين، ونفوذ الدولة الفاطمية الباطنية الإسماعيلية وانتشار الصوفية، فكانوا يحملون من العقائد الشركية في الأولياء والصالحين والمشايخ ما كان يعتقده اليهود والنصارى والمشركون، من الطواف حول القبور والاستغاثة بأصحابها والحج إليها وبناء المساجد الفخمة عليها وعقد المهرجانات عليها عاماً مقاماً والنذور للقبور، وقد عمَّت وطمَّت هذه العقائد إلى أن جعلوا الميت كالإله, والشيخ الحي كالنبي، وكانوا قد عزلوا الله تعالى عن أن يتخذوه إلهاً وعزلوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يكون رسولاً، وارتكبوا ما كان محض دين المشركين والنصارى، وقد وصلوا في عبادة القبور والسجود لها ودعاء أصحابها وجعل القبور قبلة وكعبة إلى حد كان هؤلاء القبوريون المشركون بالقبور يجدون عند عبادة القبور من الرقة والخشوع والدعاء وحضور القلب ما لم يجده أحدهم في مساجد الله. إلى أن كان الفسقة الفجرة أصحاب الكبائر من هؤلاء القبورية لا يتحاشون الكبائر. ولكن إذا رأوا الميت أو الهلال فوق رأس قبة القبر المعبود خشوا من فعل الفواحش، فيخشون المدفون تحت الهلال ولا يخشون خالق الأكوان، وكانوا يحلفون بالله بالكذب ولا يحلفون بالميت كذباً، فكانوا في الشرك كما كان قوم إبراهيم حيث قال لهم: ((وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطاناً)) [الأنعام:81] , وكان بعضهم يفضل شيخه على الأنبياء والمرسلين ويعتقد فيه الإلهية كالنصارى إلى غير ذلك من الكفريات والشركيات التي تدل على أن القبورية الوثنية قد عمت العباد وطمت البلاد إلا من شاء الله ".إن لعنة الجاهلية لم تدع شيئا دون أن تصيبه بالعقم والفساد. أفسدت العقائد والأفكار، وأفسدت العبادات والشعائر، وأفسدت الأخلاق والآداب، وأفسدت النظم والتقاليد، وأفسدت الحياة كلها، ولم يبق شيء من دين الله المنزل على أنبيائه إلا ناله رذاذ من هذا الشر المستطير. وحينما أراد الله أن يبعث خاتم رسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، كان في العالم ألوان من الشعائر والعبادات، بعضها بقايا أديان سماوية قديمة، وبعضها إضافات، وابتداعات أرضية جديدة، بعضها مسخت صورته ومعناه، وبعضها بقيت صورته، وإن مسخ معناه، فلم يعد يوجه إلى مستحقه وهو الله وإنما يتوجه به العابدون إلى إله أو آلهة أو سماسرة آلهة في الأرض أو في السماء! أديان بلغت في الرسوم والشكليات ففقدت الروح والإخلاص، وأديان تحررت من كل رسم وشكل،
(يُتْبَعُ)
(/)
ففقدت معنى التعبد والابتلاء. أديان تشددت وتعنتت وتزمتت حتى لكأنها إصر وأغلال، وأخرى ترخصت وغلت في الترخص، حتى لكأنها لهو ولعب.00وجاء الإسلام، فلم يمل مع الغالين، ولم ينحرف إلى المقصرين، بل شرعه الله "دينا قيما" لا عوج فيه، ولا غلو ولا تقصير، بل كان كما خاطب الله رسوله: (قل: إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم. دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين. قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين. قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء).أجل، جاء الإسلام بعدة توجيهات ومبادئ إصلاحية كانت هي حجارة الأساس، التي يقوم عليها صرح العبادة الشعائرية في الإسلام، ونحن نذكرها فيما يلي من الصحائف. منذ أكثر من ألفي سنة قال المؤرخ اليوناني المشهور بلوتارك بعد فحص واستقراء: "من الممكن أن نجد مدنا بلا أسوار، ولا ملوك ولا ثروة، ولا آداب ولا مسارح، لكن لم ير إنسان قط مدينة بلا معبد، أو لا يمارس أهلها العبادة".وما سجل التاريخ هذه الحقيقة إلا لأن الاتجاه إلى الخالق الأعلى مركوز في الفطرة البشرية، نابع من أعماق النفس، غير أن هذا الشعور الأصيل كثيرا ما أخطأ الطريق إلى معبوده الحق "الله جل جلاله" وجرفته تيارات الجهل أو الغفلة أو التضليل، فعبد غير الله، أو عبد معه آلهة شتى، أو عبده بغير ما شرعه ورضيه من صور التعبد. ولذا كانت مهمة الرسل أن يوجهوا الفطرة وجهتها السليمة إلى الله، وأن يحفظوا ذلك الشعور الأصيل من الانحراف، حتى لا يعبد الإنسان إلا الله، ولا يشرك به شيئا، ولا يتخذ بعض المخلوقات أربابا من دونه. وفي الفترات التي طال فيها الأمد على دعوة الرسل فنسيت أو حرفت، ضل الناس وعبدوا أنواعا من الآلهة لا يكاد العقل يصدقها. فهناك قوم عبدوا الشمس، كما حكى القرآن عن ملكة سبأ وقومها على لسان هدهد سليمان: (وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون).ومنهم من عبد القمر والكواكب، كقوم إبراهيم ومن بعدهم من الصابئة. ومنهم من عبد النار كالمجوس، الذين بنوا لها البيوت الكثيرة، ووقفوا لها الأوقاف، واتخذوا لها السدنة والحجاب، فلا يدعونها تخمد لحظة واحدة. ومن عبادتهم لها: أن يحفروا لها أخدودا مربعا في الأرض ويطوفون به. وهم أصناف مختلفة:
فمنهم من يحرم إلقاء النفوس فيها وإحراق الأبدان بها، وهم أكثر المجوس. وطائفة أخرى منهم تبلغ بهم عبادتهم لها أن يقربوا أنفسهم وأولادهم لها!! وهناك طائفة عكس هؤلاء عبدوا الماء من دون الله وتسمى (الحلبانية) وتزعم أن الماء لما كان أصل كل شيء، وبه كل ولادة ونمو ونشوء وطهارة وعمارة، كان حقه أن يعبد. وهناك طوائف كثيرة عبدوا الحيوانات: فطائفة عبدت الخيل، وطائفة عبدت البقر (كقدماء المصريين قديما الذين عبدوا عجل أبيس، وكالهندوس حتى اليوم).وهناك طائفة عبدت البشر الأحياء والأموات. وطائفة عبدت الشجر، وطائفة عبدت الجن كما قال تعالى: (بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون).وهناك من عبد الأصنام والأوثان، وهذا داء قديم منذ عهد قوم نوح الذين اتخذوا من دون الله ردا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا، وقد روى ابن عباس أنها كانت في الأصل صورا لبعض موتاهم الصالحين اتخذوها لتذكرهم بهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوها. وفي بلاد كالهند، قد بلغت الوثنية أوجها في القرن السادس الميلادي، وأصبح عدد الآلهة في هذا القرن 330 مليون. وقد أصبح كل شيء رائع، وكل شيء جذاب، وكل مرفق من مرافق الحياة، إليها يعبده الناس! وهكذا جاوزت الأصنام والتماثيل والآلهة والإلهات الحصر، وأربت على العد. وكانت عبادة الأصنام قد انتشرت في ديار العرب قبل الإسلام انتشارا ذريعا، قال ابن اسحاق: واتخذ إله كل دار في دارهم صنما يعبدونه، فإذا أراد رجل منهم سفرا تمسح به، وإذا قدم من سفر تمسح به، فيكون آخر عهده به وأول عهده به. وقال أبو رجاء العطاردي: كنا نعيد الحجر في الجاهلية فإذا وجدنا حجرا هو أحسن منه نلقي ذلك ونأخذه، فإذا لم نجد حجرا جمعنا حثية من تراب، ثم جئنا بغنم فحلبناها عليه، ثم طفنا به. وكذلك قال عمرو بن عبسة: "كنت امرءا ممن يعبد الحجارة، فينزل الحي ليس معهم إله، فيخرج الرجل منهم، فيأتي بأربعة أحجار فينصب ثلاثة لقدره، ويجعل أحسنها إلها يعبده،
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم لعله يجد ما هو أحسن منه قبل أن يرتحل، فيعتزله ويأخذ غيره"!!
ترى أي هوان أصاب الإنسان وأي ضلال لحقه حتى ركب هذه الأضاليل؟
ولما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وجد حول البيت ثلاثمائة وستين صنما، فجعل يطعن بسيفه في وجوهها وعيونها ويقول: (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) وهي تتساقط على رؤوسها، ثم أمر بها فأخرجت من المسجد وحرقت.
حتى القوم الذين كانوا قريبي العهد بالكتب السماوية والنبوات الهادية ـ وهم اليهود والنصارى ـ ضلوا طريق التوحيد، وزحفت عليهم الوثنيات، فأفسدت عليهم دينهم. فاليهود فسد تصورهم للألوهية، ونسبوا إلى الله ما لا يجوز أن ينسب إليه من صفات النقص، فهو تعالى عما يقولون ـ يجهل ويندم ويتعب ويصارع ويصرع ـ إلى آخر ما في أسفار العهد القديم. والنصارى غزتهم الوثنية، فتسرب دين المسيح من بين أيديهم، كما يتسرب الماء من بين الأصابع! والمؤسف حقا أن ديانة المسيح الحقة لم تكد تعيش على سلامتها وتوحيدها إلا فترة قصيرة جدا، ثم رزئ تاريخها برجلين حرفاها شر تحريف: أحدهما: رجل دين والثاني رجل ملك. فالأول: هو سانت "بولس" الذي طمس معالمها، وأطفأ نور التوحيد فيها، وطعمها بخرافات الجاهلية التي انتقل منها، والوثنية التي تأثر بها. والثاني: هو الملك قسطنطين الذي قضى على البقية الباقية ـ فقد جمع الأساقفة والبطارقة ليتناظروا ويخلصوا إلى عقيدة يتفقون عليها، وقد انتهوا إلى تلك العقيدة العجيبة: الإيمان بالله الواحد الأب، وبالرب يسوع المسيح ابن الله! إله حق من إله حق! تجسد من روح القدس وصار إنسانا وحمل به ثم ولد من مريم البتول، والم وشج وقتل وصلب ودفن الخ. وهكذا أصبحت النصرانية مزيجا من الخرافات اليونانية والوثنية الرومية والأفلاطونية المصرية. والمهم أن القوم عبدوا المسيح الذي كان من أشد الناس عبادة لله، واعترافا بعبوديته لربه! واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله. وأسرف المسيحيون في عبادة القديسين والصور المسيحية، كما يقول "سيل" ـ مترجم القرآن إلى الإنجليزية ـ عن نصارى القرن السادس0
ـ[ضاد]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 01:53 م]ـ
التخريج؟(/)
في الحقوق "أوامر و نواهي" عن الرسول الكريم
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 05:01 ص]ـ
في الحقوق عن النبي r
روى إسماعيل بن الفضل، عن ثابت بن دينار الثمالي، عن سيد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام.
قال u: حق الله الأكبر عليك: أن تعبده ولا تشرك به شيئا، فإذا فعلت ذلك بإخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة.
وحق نفسك عليك: أن تستعملها بطاعة الله I.
وحق اللسان: إكرامه عن الخنى وتعويده الخير وترك الفضول التي لا فائدة لها والبر بالناس وحسن القول فيهم.
وحق السمع: تنزيهه عن سماع الغيبة وسماع ما لا يحل سماعه.
وحق البصر: أن تغضه عما لا يحل لك وتعتبر بالنظر به.
وحق يدك: أن لا تبسطها إلى ما لا يحل لك.
وحق رجليك: أن لا تمشي بهما إلى ما لا يحل لك، فبهما تقف على الصراط فانظر أن لا تزل بك فتتردى في النار.
وحق بطنك: أن لا تجعله وعاء للحرام ولا تزيد على الشبع.
وحق فرجك: أن تحصنه عن الزنا وتحفظه من أن ينظر إليه.
وحق الصلاة: أن تعلم أنها مرقاة إلى الله Y وأنك فيها قائم بين يدي الله عز وجل، فإذا علمت ذلك قمت مقام الذليل الحقير الراغب الراهب الراجي الخائف المسكين المستكين المتضرع المعظم لمن كان بين يديه بالسكون والوقار وتقبل عليها بقلبك وتقيمها بحدودها وحقوقها.
وحق الحج: أن تعلم أنه وفادة إلى ربك وفرار إليه من ذنوبك وفيه قبول توبتك وقضاء الفرض الذي أوجبه الله عليك.
وحق الصوم: أن تعلم أنه حجاب ضربه الله U على لسانك وسمعك وبصرك وبطنك وفرجك ليسترك به من النار، فإن تركت الصوم خرقت ستر الله عليك.
وحق الصدقة: أن تعلم أنه ذخرك عند ربك Y ووديعتك التي لا تحتاج إلى الإشهاد عليها، وكنت بما تستودعه سرا أوثق منك بما تستودعه علانية. وتعلم أنها تدفع البلاء والأسقام عنك في الدنيا وتدفع عنك النار في الآخرة.
وحق الهدي: أن تريد به الله I ولا تريد به حلقه ولا تريد به إلا التعرض لوجه الله Y ونجاة روحك يوم تلقاه.
وحق السلطان: أن تعلم أنك جعلت له فتنة وأنه مبتلي فيك بما جعله الله U له عليك من السلطان، وأن عليك أن لا تتعرض بسخطه فتلقى بيدك إلى التهلكة وتكون شريكا له فيما يأتي إليك من سوء.
وحق سائسك بالعلم: التعظيم له والتوقير لمجلسه وحسن الاستماع إليه و الإقبال عليه وأن لا ترفع صوتك عليه ولا تجيب أحدا يسأله عن شئ حتى يكون هو الذي يجيب ولا تحدث في مجلسه [أحدا]، ولا تغتاب عنده أحدا وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء وأن تستر عيوبه وتظهر مناقبه ولا تجالس له عدوا ولا تعادي له وليا، فإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله بأنك قصدته وتعلمت علمه لله I لا للناس.
وأما حق سائسك بالملك: فأن تطيعه ولا تعصيه إلا فيما يسخط الله U فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وأما حق رعيتك بالسلطان: فأن تعلم أنهم صاروا رعيتك لضعفهم وقوتك فيجب أن تعدل فيهم وتكون لهم كالوالد الرحيم وتغفر لهم جهلهم ولا تعاجلهم بالعقوبة وتشكر الله I على ما أتاك من القوة عليهم.
وأما حق رعيتك بالعلم: فأن تعلم أن الله I إنما جعلك قيما لهم فيما أتاك من العلم وفتح لك من خزائنه، فإن أحسنت في تعليم الناس ولم تخرق بهم ولم تتجبر عليهم زادك الله من فضله، وإن أنت منعت الناس علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك كان حقا على الله U أن يسلبك العلم وبهاءه ويسقط من القلوب محلك.
وأما حق الزوجة: فأن تعلم أن الله Y جعلها لك سكنا وأنسا فتعلم أن ذلك
نعمة من الله عليك فتكرمها وترفق بها، وإن كان حقك عليها أوجب فإن لها عليك أن ترحمها لأنها أسيرك وتطعمها وتسقيها وتكسوها وإذا جهلت عفوت عنها.
وأما حق مملوكك: فأن تعلم أنه خلق ربك وابن أبيك وأمك ومن لحمك ودمك لم تملكه لأنك صنعته دون الله I ولا خلقت شيئا من جوارحه ولا أخرجت له رزقا ولكن الله Y كفاك ذلك ثم سخره لك وائتمنك عليه واستودعك إياه ليحفظ لك ما تأتيه من خير إليه فأحسن إليه كما أحسن الله إليك وإن كرهته استبدلته ولا تعذب خلق الله U ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما حق أمك: فأن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحدا ووقتك بجميع جوارحها ولم تبال أن تجوع وتطعمك وتعطش وتسقيك وتتعرى وتكسوك وتضحى وتظلك وتهجر النوم لاجلك ووقتك الحر والبرد لتكون لها وإنك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه.
وأما حق أبيك: فأن تعلم أنه أصلك وأنه لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك ما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة إلا بالله.
وأما حق ولدك: فأن تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره وأنك مسؤول عما وليته به من حسن الأدب والدلالة على ربه I والمعونة له على طاعته فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الإحسان إليه، معاقب على الإساءة إليه.
وأما حق أخيك: فأن تعلم أنه يدك وعزك وقوتك فلا تتخذه سلاحا على معصية الله ولا عدة للظلم بخلق الله ولا تدع نصرته على عدوه والنصيحة له فإن أطاع الله وإلا فليكن الله أكرم عليك منه ولا قوة إلا بالله.
وأما حق مولاك المنعم عليك: فأن تعلم أنه أنفق فيك ماله وأخرجك من ذل الرق ووحشته إلى عز الحرية وأنسها فأطلقك من أسر الملكية وفك عنك قيد العبودية وأخرجك من السجن وملكك نفسك وفرغك لعبادة ربك وتعلم أنه أولى الخلق بك في حياتك وموتك وأن نصرته عليك واجبة بنفسك وما أحتاج إليه منك ولا قوة إلا بالله. وأما حق مولاك الذي أنعمت عليه: فأن تعلم أن الله I جعل عتقك له وسيلة إليه وحجابا لك من النار وأن ثوابك في العاجل ميراثه إذا لم يكن له رحم مكافأة بما أنفقت من مالك، وفي الأجل الجنة.
وأما حق ذي المعروف عليك: فأن تشكره وتذكر معروفه وتكسبه المقالة الحسنة وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله Y، فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلانية وإن قدرت على مكافأته يوما كافيته.
وأما حق المؤذن: فأن تعلم أنه مذكر لك ربك U وداع لك إلى حظك وعونك على قضاء فرض الله Yعليك فاشكره على ذلك شكرك للمحسن إليك.
وأما حق إمامك في الصلاة: فأن تعلم أنه يقلد السفارة فيما بينك وبين ربك I وتكلم عنك ولم تتكلم عنه ودعا لك ولم تدع له وكفاك هول المقام بين يدي الله I، فإن كان نقص كان به دونك وإن كان تمام كنت شريكه ولم يكن له عليك فضل، وحفظ نفسك بنفسه وصلاتك بصلاته فتشكر له على قدر ذلك.
وأما حق جليسك: فأن تلين له جانبك وتنصفه في مجاراة اللفظ ولا تقوم من مجلسك إلا بإذنه ومن يجلس إليك يجوز له القيام عنك بغير إذنك، وتنسى زلاته وتحفظ خبراته ولا تسمعه إلا خيرا.
وأما حق جارك: فحفظه غائبا وإكرامه شاهدا ونصرته إذا كان مظلوما ولا تتبع له عورة، فإن علمت عليه سوء سترته عليه وإن علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه ولا تسلمه عند شديدة وتقيل عثرته وتغفر ذنبه وتعاشره معاشرة كريمة ولا قوة إلا بالله.
وأما حق الصاحب: فأن تصحبه بالتفضل والإنصاف وتكرمه كما يكرمك ولا تدعه يسبق إلى مكرمة فإن سبق كافأته وتوده كما يودك وتزجره عما يهم به من معصية الله. وكن عليه رحمة ولا تكن عليه عذابا ولا قوة إلا بالله.
وأما حق الشريك: فإن غاب كفيته وإن حضر رعيته ولا تحكم دون حكمه ولا تعمل برأيك دون مناظرته وتحفظ عليه من ماله ولا تخونه فيما عز أو هان من أمره فإن يد الله I مع الشريكين ما لم يتخاونا ولا قوة إلا بالله.
وأما حق مالك: فأن لا تأخذه إلا من حله ولا تنفقه إلا في وجهه ولا تؤثر على نفسك من لا يحمدك فاعمل فيه بطاعة ربك ولا تبخل فيه فتبوء بالحسرة والندامة مع التبعة ولا قوة إلا بالله.
وأما حق غريمك الذي يطالبك: فإن كنت موسرا أعطيته وإن كنت معسرا أرضيته بحسن القول ورددته عن نفسك ردا لطيفا.
وحق الخليط: أن لا تغره ولا تغشه ولا تخدعه وتتقي الله تبارك وتعالى في أمره.
وحق الخصم المدعي عليك، فإن كان ما يدعي عليك حقا كنت شاهده على نفسك ولا تظلمه وأوفيته حقه، وإن كان ما يدعي عليك باطلا رفقت به ولا تأت في أمره غير الرفق ولا تسخط ربك في أمره ولا قوة إلا بالله.
وحق خصمك الذي تدعي عليه، فإن كنت محقا في دعواك أجملت معاملته ولا تجحد حقه، وإن كنت مبطلا في دعواك اتقيت الله I وتبت إليه وتركت الدعوى.
وحق المستشير: إن علمت له رأيا حسنا أشرت عليه به وإن لم تعلم أرشدته إلى من يعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحق المشير عليك: أن لا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه وإن وافقك حمدت الله Y.
وحق المستنصح: أو تؤدي إليه النصيحة، وليكن مذهبك الرحمة والرفق به.
وحق الناصح: أن تلين له جناحك وتصغي إليه بسمعك فإن أتى بالصواب حمدت الله U، وإن لم يوفق رحمته ولم تتهمه وعلمت أنه أخطأ ولم تؤاخذه بذلك إلا أن يكون مستحقا للتهمة فلا تعبأ بشيء من أمره على حال ولا قوة إلا بالله.
وحق الكبير: توقيره لشيبه وإجلاله لتقدمه إلى الإسلام قبلك وترك مقابلته عند الخصام ولا تسبقه إلى طريق ولا تتقدمه ولا تستجهله وإن جهل عليك احتملته وأكرمته لحق الإسلام وحرمته.
وحق الصغير: رحمته في تعليمه والعفو عنه والستر عليه والرفق به والمعونة له.
وحق السائل: إعطاؤه على قدر حاجته.
وحق المسؤول: أنه إن أعطى فاقبل منه الشكر والمعرفة بفضله وإن منع فاقبل عذره.
وحق من سرك بشيء لله I: أن تحمد الله U أولا ثم تشكره.
وحق من أساء إليك: أن تعفو عنه وإن علمت أن العفو يضر انتصرت، قال الله I: " ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ".
وحق أهل ملتك: إضمار السلامة لهم والرحمة بهم والرفق بمسيئهم وتألفهم واستصلاحهم وشكر محسنهم وكف الأذى عنهم وأن تحب لهم ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك وأن يكون شيوخهم بمنزلة أبيك وشبانهم بمنزلة أخيك وعجائزهم بمنزلة أمك والصغار بمنزلة أولادك.
وحق أهل الذمة: أن تقبل منهم ما قبل الله U منهم ولا تظلمهم ما وفوا لله Y بعهده.
من مناهي النبي u
عن الصادق، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: نهى رسول الله r عن الأكل على الجنابة، وقال: إنه يورث الفقر.
ونهى عن تقليم الأظفار بالأسنان. وعن السواك في الحمام. والتنخع في المساجد.
ونهى عن أكل سؤر الفار. وقال r : لا تجعلوا المساجد طرقا حتى تصلوا فيها ركعتين.
ونهى أن يبول أحد تحت شجرة مثمرة أو على قارعة الطريق.
ونهى أن يأكل الإنسان بشماله. وأن يأكل وهو متكئ.
ونهى أن يجصص المقابر، ويصلي فيها.
وقال r : إذا اغتسل أحدكم في فضاء من الأرض فليحاذر على عورته ولا يشربن أحدكم الماء من مجاور عروة الإناء، فإنه مجتمع الوسخ.
ونهى أن يبول أحدكم في الماء الراكد، فإنه منه يكون ذهاب العقل.
ونهى أن يمشي الرجل في فرد نعل أن ينتعل وهو قائم.
ونهى أن يبول الرجل وفرجه باد للشمس أو القمر.
وقال r : إذا دخلتم الغائط فتجنبوا القبلة.
ونهى عن الرنة عند المصيبة.
ونهى عن النياحة والاستماع إليها.
ونهى عن اتباع النساء الجنائز.
ونهى أن يمحى شئ من كتاب الله I بالبزاق أو يكتب به.
ونهى أن يكذب الرجل في رؤياه متعمدا، وقال: يكلفه الله يوم القيامة أن يعقد شعيرة وما هو بعاقدها.
ونهى عن التصوير، وقال: من صور صورة كلفه الله يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ.
ونهى أن يحرق شئ من الحيوان بالنار.
ونهى عن سب الديك، وقال: إنه موقظ للصلاة.
ونهى أن يدخل الرجل في سوم أخيه المسلم.
ونهى أن يكثر الكلام عند المجامعة، قال: ويكون منه خرس الولد.
وقال r : لا تبيتوا القمامة ف ي بيوتكم، فإنها مقعد الشيطان.
وقال r : لا يبيتن أحد كم ويده غمرة، فإن فعل فأصابه لمم الشيطان فلا يلومن إلا نفسه.
ونهى أن يستنجي الرجل بالروث والرمة.
ونهى أن تخرج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها، فإن خرجت لعنها كل ملك في السماء وكل شئ تمر عليه من الجن والإنس حتى ترجع إلى بيتها.
ونهى أن تتزين لغير زوجها، فإن فعلت كان حقا على الله Y أن يحرقها بالنار.
ونهى أن تتكلم المرأة عند غير زوجها وغير ذي محرم منها أكثر من خمس كلمات مما لا بد لها منه.
ونهى أن تباشر المرأة المرأة ليس بينهما ثوب.
ونهى أن تحدث المرأة المرأة بما تخلو به مع زوجها.
ونهى أن يجامع الرجل أهله مستقبل القبلة وعلى ظهر طريق عام، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
ونهى أن يقول الرجل للرجل: زوجني أختك حتى أزوجك أختي.
ونهى عن إتيان العراف، قال: ومن أتاه وصده فقد برئ مما أنزل الله Y على محمد r.
ونهى عن اللعب بالنرد والشطرنج والكوبة والعرطبة. وهي العود والطنبور.
ونهى عن الغيبة والاستماع إليها.
ونهى عن النميمة والاستماع إليها، وقال: لا يدخل الجنة قتات يعني نمام.
ونهى عن إجابة الفاسقين إلى طعامهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونهى عن اليمين الكاذبة، وقال: إنها تترك الديار بلاقع. وقال: من حلف بيمين كاذبة صبرا ليقطع بها مال امرئ مسلم لقي الله U وهو عليه غضبان إلا أن يتوب ويرجع.
ونهى عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر.
ونهى أن يدخل الرجل حليلته إلى الحمام. قال r : لا يدخلن أحدكم الحمام إلا بمئزر.
ونهى عن المحادثة التي تدعو إلى غير الله Y.
ونهى عن تصفيق الوجه.
ونهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة.
ونهى عن لبس الحرير والديباج و القز للرجال، فأما للنساء فلا بأس.
ونهى أن تباع الثمار حتى تزهو يعني تصفر أو تحمر.
ونهى عن المحاقلة يعني بيع التمر بالرطب والزبيب بالعنب وما أشبه ذلك. ونهى عن بيع النرد وأن تشترى الخمر وأن تسقى الخمر. وقال r : لعن الله الخمر وغارسها وعاصرها وشاربها وساقيها وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه. وقال: من شربها لم تقبل له صلاة أربعين يوما، فإن مات وفي بطنه شئ من ذلك كان حقا على الله I أن يسقيه من طينة الخبال وهو صديد أهل النار وما يخرج من فروج الزناة فيجمع ذلك في قدور جنهم فيشربه أهل النار فيصهر به ما في بطونهم والجلود.
ونهى عن أكل الربا وشهادة الزور وكتابة الربا، وقال: إن الله Y لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه.
ونهى عن بيع وسلف.
ونهى عن بيعتين في بيع.
ونهى عن بيع ما ليس عندك.
ونهى عن بيع ما لم يضمن.
ونهى عن مصافحة الذمي.
ونهى أن ينشد الشعر وتنشد الضالة في المسجد.
ونهى أن يسل السيف في المسجد.
ونهى عن ضرب وجوه البهائم.
ونهى أن ينظر الرجل إلى عورة أخيه المسلم، وقال: من تأمل عورة أخيه لعنه سبعون ألف ملك.
ونهى المرأة أن تنظر إلى عورة المرأة.
ونهى أن ينفخ في طعام أو شراب أو ينفخ في موضع السجود.
ونهى أن يصلي الرجل في المقابر والطرق والارحبة والأودية ومرابط الإبل وعلى ظهر الكعبة.
ونهى عن قتل النحل.
ونهى عن الوسم في وجوه البهائم.
ونهى أن يحلف الرجل بغير الله، وقال: من حلف بغير الله فليس من الله في شئ.
ونهى أن يحلف الرجل بسورة من كتاب الله I، وقال: من حلف بسورة من كتاب الله فعليه بكل آية منها كفارة يمين، فمن شاء بر ومن شاء فجر.
ونهى أن يقول الرجل للرجل: لا، وحياتك وحياة فلان.
ونهى أن يقعد الرجل في المسجد وهو جنب.
ونهى عن التعري بالليل والنهار.
ونهى عن الحجامة يوم الأربعاء والجمعة.
ونهى عن الكلام يوم الجمعة والإمام يخطب، فمن فعل ذلك لغا ومن لغا فلا جمعة له.
ونهى عن التختم بخاتم صفر أو حديد.
ونهى أن ينقش [صورة] شئ من الحيوان على الخاتم.
ونهى عن الصلاة عند طلوع الشمس حتى ترتفع قدر رمح وعند غروبها وعند استوائها.
ونهى عن صوم ستة أيام: يوم الفطر ويوم الشك ويوم النحر وأيام التشريق.
ونهى أن يشرب الماء كرعا كما تشرب البهائم، وقال: اشربوا بأيديكم فإنها أفضل أوانيكم.
ونهى عن التزاق في البئر التي يشرب منها.
ونهى أن يستعمل أجير حتى يعلم ما أجرته.
ونهى عن الهجران، فمن كان لابد فاعلا فلا يهجر أخاه أكثر من ثلاثة أيام، فمن كان مهاجرا لأخيه أكثر من ذلك كانت النار أولى به.
ونهى عن بيع الذهب بالذهب وزيادة إلا وزنا بوزن.
ونهى عن المدح، وقال: احثوا في وجوه المداحين التراب.
وقال r : من تولى خصومة ظالم أو أعان عليها ثم نزل به ملك الموت قال له: أبشر بلعنة الله ونار جهنم وبئس المصير. وقال r : من مدح سلطانا جائرا واحتف به وتضعضع له طمعا فيه كان قرينه في النار، وقال: قال الله I : [ ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار]. وقال r : من ولى جائرا على جوره كان قرين هامان في جهنم. ومن بني بنيانا رياء وسمعة حمله يوم القيامة من الأرض السابعة وهو نار تشتعل ثم يطوق به في عنقه ويلقى في النار فلا يحبسه شئ منها دون قعرها إلا أن يتوب. قيل: يا رسول الله كيف يبني رياء وسمعة؟ قال: يبني فضلا على ما يكفيه استطالة منه على جيرانه و مباهاة لإخوانه. وقال r : من ظلم أجيرا أجره أحبط الله عمله وحرم عليه ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام. ومن خان جاره في شبر من الأرض جعله الله طوقا في عنقه من تخوم الأرضين السبع حتى يلقى الله يوم القيامة مطوقا به إلا أن يتوب ويرجع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ألا ومن تعلم القرآن ثم نسيه لقي الله يوم القيامة مغلولا ويسلط الله U عليه بكل آية حية تكون قرينته في النار إلا أن يغفر له. وقال r : من قرأ القرآن ثم شرب عليه حراما أو آثر عليه حب الدنيا وزينتها استوجب عليه سخط الله إلا أن يتوب. ألا إنه وإن مات على غير توبة حاجة القرآن يوم القيامة فلا يزائله إلا مدحوضا. ألا ومن زنى بامرأة مسلمة أو يهودية أو نصرانية أو مجوسية حرة أو أمة ثم لم يتب منه ومات مصرا عليه فتح الله له في قبره ثلاثمائة باب تخرج منه حيات وعقارب وثعبان النار يعذب بها إلى يوم القيامة، فإذا بعث من قبره تأذى الناس من نتن ريحه فيعرف بذلك وبما كان يعمل في دار الدنيا حتى يؤمر به إلى النار. ألا وإن الله حرم الحرام وحد الحدود فما أحد أغير من الله I، ومن غيرته حرم الفواحش.
ونهى أن يطلع الرجل في بيت جاره، وقال r : من نظر إلى عورة أخيه المسلم أو عورة غير أهله متعمدا أدخله الله مع المنافقين الذين كانوا يبحثون عن عورات الناس ولم يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله إلا أن يتوب. وقال r : من لم يرض بما قسم الله له من الرزق وبث شكواه ولم يصبر ولم يحتسب لم ترفع له حسنة ويلقى الله Y وهو عليه غضبان إلا أن يتوب.
ونهى أن يختال الرجل في مشيته، وقال r : من لبس ثوبا فاختال فيه خسف الله به من شفير جهنم وكان قرين قارون لأنه أول من اختال فخسف الله به وبداره الأرض، ومن اختال فقد نازع الله في جبروته. وقال r : من ظلم امرأة مهرها فهو عند الله زان، يقول الله Y يوم القيامة: " عبدي زوجتك أمتي على عهدي فلم توف بعهدي وظلمت أمتي، فيؤخذ من حسناته فدفع إليها بقدر حقها، فإذا لم يبق له حسنة أمر به إلى النار بنكثه العهد قال U: [ و أوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا].
ونهى عن كتمان الشهادة، وقال r : (( من كتمها أطعمه الله لحمه على رؤوس الخلائق)) وهو قول الله I : " ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ".
ونهى عن إيذاء الجار قال r : من آذى جاره حرم الله عليه ريح الجنة ومأواه جنهم وبئس المصير ومن ضيع حق جاره فليس منا، وما زال جبريل u يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. وما زال يوصيني بالمماليك حتى ظننت أنه سيجعل لهم وقتا إذا بلغوا ذلك الوقت عتقوا. وما زال يوصيني بالسواك حتى ظننت أنه سيجعله فريضة وما زال يوصيني بقيام الليل حتى ظننت أن خيار أمتي لن يناموا. ألا ومن استخف بفقير مسلم فقد استخف بحق الله والله يستخف به يوم القيامة إلا أن يتوب. وقال r : من أكرم فقيرا مسلما لقي الله يوم القيامة وهو عنه راض. وقال r: من عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها من مخافة الله I حرم الله عليه النار و أمنه من الفزع الأكبر وأنجز له ما وعده في كتابه في قوله Y: " ولمن خاف مقام ربه جنتان ". ألا ومن عرضت له دنيا و آخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقي الله يوم القيامة وليست لته حسنة يتقي بها النار، ومن اختار الآخرة وترك الدنيا رضي الله عنه وغفر له مساوئ عمله. ومن ملا عينه من حرام ملا الله عينه يوم القيامة من النار إلا أن يتوب ويرجع.
وقال r : من صافح امرأة تحرم عليه فقد باء بسخط الله I. ومن التزم امرأة حراما قرن في سلسلة من نار مع شيطان فيقذفان في النار. ومن غش مسلما في شراء أو بيع فليس منا ويحشر يوم القيامة مع اليهود لأنهم أغش الخلق للمسلمين.
ونهى رسول الله r أن يمنع أخذ الماعون جاره، وقال r: من منع الماعون جاره منعه الله خيره يوم القيامة ووكله إلى نفسه فما أسوأ حاله.
وقال r: أيما امرأة آذت زوجها بلسانها لم يقبل الله Y منها صرفا ولا عدلا و لا حسنة من عملها حتى ترضيه وإن صامت نهارها وقامت ليلها وأعتقت الرقاب وحملت على جياد الخيل في سبيل الله وكانت في أول من يرد النار. وكذلك الرجل إذا كان لها ظالما. ألا ومن لطم خد مسلم أو وجهه بدد الله عظامه يوم القيامة وحشر مغلولا حتى يدخل جهنم إلا أن يتوب. ألا ومن بات وفي قلبه غش لأخيه المسلم بات في سخط الله وأصبح كذلك حتى يتوب.
ونهى عن الغيبة، قال r: من اغتاب امرأ مسلما بطل صومه ونقض وضوءه وجاء يوم القيامة تفوح من فيه رائحة أنتن من الجيفة يتأذى به أهل الموقف، فإن مات قبل أن يتوب مات مستحلا لما حرم الله.
قال r: من كظم غيظا وهو قادر على إنفاذه وحلم عنه أعطاه الله أجر شهيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ألا ومن تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مجلس فردها عنه رد الله عنه ألف باب من الشر في الدنيا والآخرة، فإن هو لم يردها وهو قادر على ردها كان عليه كوزر من أغتابه سبعين مرة.
ونهى رسول الله r عن الخيانة، وقال: من خان أمانة في الدنيا ولم يردها إلى أهلها ثم أدركه الموت مات على غير ملتي ويلق الله وهو عليه غضبان. وقال r: من شهد شهادة زور على أحد من الناس علق بلسانه مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار. ألا ومن اشترى ما أخذ خيانة وهو يعلم فهو كالذي خان. ومن حبس عن أخيه المسلم شيئا من حقه حرم الله عليه بركة الرزق إلا أن يتوب. ألا ومن سمع فاحشة فأفشاها فهو كالذي أتى بها. ومن احتاج إليه أخوة المسلم في قرض وهو يقدر عليه فلم يفعل حرم الله عليه ريح الجنة. ألا ومن صبر على خلق امرأة سيئة الخلق واحتسب ذلك عند الله أعطاه الله ثواب الشاكرين. ألا وأيما امرأة لم ترفق بزوجها وحملته على ما لا يقدر عليه وما لا يطيق لم يقبل الله منها حسنة وتلقى الله وهو عليها غضبان. ألا ومن أكرم أخاه المسلم فإنما يكرم الله I.
ونهى (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يؤم الرجل قوما إلا بإذنهم، وقال: من أم قوما بإذنهم وهم به راضون فاقتصد بهم في حضوره وأحسن صلاته بقيامه وقراءته وركوعه وسجوده فله مثل أجر القوم ولا ينقص من أجورهم شيئا. وقال r : من مشى إلى ذي قرابة بنفسه وماله ليصل رحمه أعطاه الله عز وجل أجر مائة شهيد وله بكل خطوة أربعون ألف حسنة ومحا عنه أربعون ألف سيئة ورفع له من الدرجات مثل ذلك وكان كأنما عبد الله Y مائة سنة صابرا محتسبا. ومن كفى ضريرا حاجة من حوائج الدنيا ومشى له فيها حتى يقضي الله له حاجته أعطاه الله براءة من النفاق وبراءة من النار وقضى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا ولا يزال يخوض في رحمة الله U حتى يرجع. ومن مرض يوما وليلة فلم يشك إلى عواده بعثه الله I يوم القيامة مع خليله إبراهيم u حتى يجوز الصراط كالبرق اللامع. ومن سعى لمريض في حاجة قضاها أو لم يقضها خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فقال رجل من الأنصار: بأبي أنت وأمي يا رسول الله فإن كان المريض من أهل بيته أفلا يكون ذلك أعظم أجرا إذا سعى في حاجة أهل بيته؟ قال: نعم. ألا ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه اثنتين وسبعين كربة من كرب الآخرة واثنتين وسبعين كربة من كرب الدنيا أهونها المغص. ومن يبطل على ذي حق حقه له وهو يقدر على أداء حقه فعليه خطيئة عشار. ألا ومن علق سوطا بين يدي سلطان جائر جعل الله ذلك السوط يوم القيامة ثعبانا من النار طوله سبعون ذراعا يسلطه الله عليه في نار جهنم ومأواه النار وبئس المصير. ومن اصطنع إلى أخيه معروفا فامتن به عليه أحبط الله عمله وثبت وزره ولم يشكر له سعيه، ثم قال r: يقول الله I: حرمت الجنة على المنان والبخيل و القتات وهو النمام. ألا ومن تصدق بصدقة فله بوزن كل درهم مثل جبل أحد من نعيم الجنة. ومن مشى بصدقة إلى محتاج كان له كأجر صاحبها من غير أن ينقص من أجره شئ. ومن صلى على ميت صلى عليه سبعون ألف ملك وغفر الله له ما تقدم من ذنبه، فإن أقام حتى يدفن و يحثو عليه التراب كان له بكل قدم نقلها قيراط من الأجر. والقيراط مثل جبل أحد. ألا ومن ذرفت عيناه من خشية الله I كان له بكل قطرة قطرت من دموعه قصر في الجنة مكلل بالدر والجوهر، فيه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. ألا ومن مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة ومحا عنه سبعين ألف سيئة ويرفع له من الدرجات مثل ذلك، وإن مات وهو على ذلك وكل الله U به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره ويؤنسونه في وحدته ويستغفرون له حتى يبعث. ألا ومن أذن محتسبا يريد بذلك وجه الله عز وجل أعطاه الله ثواب أربعين ألف شهيد وأربعين ألف صديق ويدخل في شفاعته أربعين ألف مسيء من أمتي إلى الجنة. ألا وإن المؤذن إذا قال: " أشهد ألا لا إله إلا الله " صلى عليه سبعين ألف ملك واستغفروا له وكان يوم القيامة في ظل العرش حتى يفرغ الله من حساب الخلائق. وعند قوله: " أشهد أن محمدا رسول الله " يستغفر له أربعون ألف ملك. ومن حافظ على الصف الاول والتكبيرة الأولى لا يؤذي مسلما أعطاه الله من الأجر ما يعطي المؤذنين في الدنيا والآخرة. ألا من وتولى عرافة قوم أتي يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه، فإن قام فيهم بأمر الله I أطلقه الله وإن كان ظالما هوى به في نار جهنم وبئس المصير. وقال r: لا تحقروا شيئا من الشر وإن صغر في أعينكم ولا تستكثروا شيئا من الذنوب وإن كبر في أعينكم، فإنه لا كبير مع الاستغفار ولا صغير مع الإصرار.
ـ[ضاد]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 01:50 م]ـ
نرجو تخريج الأحاديث.
بوركت.(/)
اختبار ذكاء
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 12:01 م]ـ
*اذا كان مجموع عمري حسان و جمال هو 3 سنوات و 6 اشهر , فكم هو عمر جمال اذا علمنا ان حسان يكبره ب 3 سنوات؟
3 اشهر 4 اشهر 6 اشهر سنة سنة و ستة اشهر
* ما هو العدد المفقود في السلسلة التالية؟ 1 - 8 - 27 - 64 - ؟ - 216 - 343
91 99 110 125 127 152
* كلمة (طعام) بالنسبة لكلمة (فم) هي مثل كلمة (صوت) بالنسبة لكلمة ____؟
موسيقى حنجرة فم اذن لسان بيانو
*لو كنا بعد ساعتين من الان لكان قد بقي من الوقت حتى منتصف الليل نصف ما كان قد بقي لو اننا كنا ساعة واحدة بعد الان. فما هي الساعة الان؟
18:00 19:30 20:00 20:30 21:00 22:00
* ما العدد الذي لا ينتمي الى مجموعة الاعداد التالية: 3,7,9,11,13,17
3 7 9 11 13 19
12. ما العدد الذي يجب ان يتلو في هذه السلسلة العددية: 42 - 32 - 23 - 15 - 8 - __؟
الجواب: استعمل ارقام فقط
13. (اليد) بالنسبة ل (القفاز) هي مثل (الرأس) بالنسبة ل (__)؟
الجسم الشعر القبعة القلادة الرقبة الحلق
* ما العدد الذي يجب ان يتلو في السلسلة العددية التالية: 9 - 7 - 8 - 6 - 7 - 5 - 6 - __؟
7 4 5 3 8 2
* ما العدد الذي يجب ان يتلو في هذه السلسلة العددية: 169 - 121 - 81 - 49 - 25 - __؟
الجواب: استعمل ارقام فقط
* اختر الكلمة الاكثر مناسبة لملء الفراغ في العبارة التالية: حتى اكثر الورود ____ لديها اشواك
تفتحاً جاذبيةً انتشاراً بشاعةً عزلةً ضرراً
* حرف ال (ح) بالنسبة لكلمة (متحول) هي مثل رقم (3) بالنسبة ل:
23415 34126 463512 51342 45231
* لدى شادي و شاهر معاً 25 قلماً , فاذا علمنا ان لدى شادي من الاقلام اربعة مرات بقدر ما لدى شاهر , فما عدد الاقلام التي لدى سليم؟
4 5 8 10 15
* ما هو العدد الذي لا ينتمي الى السلسلة العددية التالية: 2 - 3 - 6 - 7 - 8 - 14 - 15 - 30
الجواب: استعمل ارقام فقط
24.
* (ق= 1) و (ر= 2) و (م= 3) فما المحصلة الرقمية في العملية الحسابية التالية: (قر X مرمر) + رمق = __؟
الجواب: استعمل ارقام فقط
* ما العدد الذي يجب ان يتلو في هذه السلسلة العددية: 1 - 5 - 9 - 13 - 17 - __؟
الجواب: استعمل ارقام فقط
30. اي من هذه الخمسة تحقق المقارنة التالية: (ل ل ن ل ن ل ل) بالنسبة ل 2242422 هي مثل (ن ن ل ن ل ن ن) بالنسبة ل:
4422424 4424244 2424224 2242442 4424242
* شروق اطول من شعاع , و محمد اقصر من شافي. فأي من هذه المقولات تصح اكثر؟
شروق اطول من محمد محمد اطول من شعاع شروق و شافي بطول واحد لا يمكن معرفة من منهما اطول
*بتغيير اماكن الاحرف في هذه الكلمة (بطاسلر) , يمكنك الحصول على اسم اي شيء من هذه:
مدينة دولة نبات بحر حيوان
* أربعة عمال يستطيعون بناء حائط خلال ساعة واحدة , كم من الوقت يلزم لخمسة من هؤلاء العمال كي يبنوا ذلك الحائط؟
40 دقيقة 45 دقيقة 48 دقيقة 50 دقيقة 55 دقيقة 75 دقيقة
*فأران اثنان يستطيعان ان يأكلان قطعتين بسكويت في خلال دقيقتين, كم فأراً يلزم ليأكلوا 6 قطع بسكويت خلال فترة 6 دقائق؟
فأراً واحداً فأران اثنان 3 فئران 4 فئران 6 فئران 12 فأراً
* قام البائع بعمل ترخيص على بضاعته فنزل من سعرها 20% من السعر الاصلي , و لكن بعد عدة ايام اراد ان يعيد الاسعار الى وضعها فما النسبة التي يجب ان يرفع بها اسعار البضاعة المرخصة لتعود الى السعر الاصلي؟
15% 20% 25% 30% 35%
*اذا علمنا ان مازن يحب الرقم 400 و لكنه لا يحب 300 , و ايضاً يحب 100 و لا يحب 99 , و يحب 2500 و لا يحب 2600. اذاً اي من هذه الاعداد يحبها مازن؟
650 900 1000 1100 1200
* هناك صندوق واحد يمكن فعلاً عمله من قطعة الكرتون هذه, اي من هذه الصناديق هو الصندوق الذي يمكن عمله؟
A B C D E
* كم وزن القطة اذا علمنا انها تزن نصف وزنها زائد 1 كيلوغرام؟
1.5 كيلوغرام 2 كيلوغرام 2.5 كيلوغرام 3 كيلوغرام 3.5 كيلوغرام 4 كيلوغرام
ـ[الحمزة]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 02:55 م]ـ
ثلاثة شهور
وائة وخمسة وعشرون
أذن
العاشرة والنصف 20:30
19 (كيف تكتب بالحروف؟)
اثنان
القبعة
أربعة
تسعة
جاذبية
51342
لا أدري
ثمانية
ستة وثلاثون
واحد وعشرون
4424244
لا يمكن معرفة من منهم أطول
مدينة (طرابلس)
ثمان وأربعون دقيقة
ستة فئران
خمسة وعشرون بالمائة
ألف
E
اثنان كيلو جرام
ــــــــــــــــــــــــــ
لا تنسونا في التصويبات اللغوية .. بارك الله فيكم.
ـ[الحمزة]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 03:29 م]ـ
51342 (واحد وخمسون ألفا وثلاثمائة واثنان وأربعون)
4424244 (أربعة ملايين وأربعمائة وأربعة وعشرون ألفا ومائتان وأربعة وأربعون)
ـ[الحمزة]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 01:04 م]ـ
* لدى شادي و شاهر معاً 25 قلماً , فاذا علمنا ان لدى شادي من الاقلام اربعة مرات بقدر ما لدى شاهر , فما عدد الاقلام التي لدى سليم؟
4 5 8 10 15
ما الإجابة؟(/)
أسماء أولاد إبليس
ـ[البيلسان]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 01:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال عبد الله بن محمد بن عبيد: حدثنا بشر بن الوليد الكندي، حدثنا محمد بن طلحة: عن زيد عن مجاهد قال: لإبليس خمسه من ولده قد جعل كل واحد منهم على شيء من أجره ثم سماهم فذكر: ثبر، و الأعور، ومسؤط، و داسم، و زلنبور.
فأما ثبر: فهو صاحب المصيبات الذي يأمر بالثبور و شق الجيوب، ولطم الخدود، ودعوى الجاهليه.
و أما الأعور: فهو صاحب الزنا الذي يأمر به ويزينه.
و أما مسؤط: فهو صاحب الكذب الذي يسمع فيلقى الرجل فيخبره بالخبر فيذهب الرجل إلى القوم فيقول لهم: قد رأيت رجلا أعرف وجهه، و ما أدري ما إسمه حدثني بكذا وكذا.
و أما داسم: فهو الذي يدخل مع الرجل إلى أهله يريه العيب فيهم ويغضبه عليهم.
و أما زلنبور: فهو صاحب السوق الذي يركز رايته في السوق.
نقول: نسمع العامة تطلق أسماء أخرى مثل المدحور، و قريح، و أبزنة.
والله أعلم.
للتنبية: ذكر في الكتاب (نوادر من التاريخ: الجزء الرابع) كلمة زلنبور و زلبنور ولا أعلم أيهما الصحيح، فمن كان عنده معرفه بالكلمة فليذكرها.(/)
المملكة العربية السعودية
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 03:26 م]ـ
المملكة العربية في سطور
1 - الاسم الرسمي: المملكة العربية السعودية0
2 - المؤسس: عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود0
3 - التوحيد والتأسيس: 21/ 5/1351هـ 23 أيلول سبتمبر 1932م
4 - الموقع: جنوب غرب قارة آسيا 0
5 - الحدود: شملا: العراق والأردن و جنوبا اليمن وعمان و غربا البحر الأحمر و شرقا الخليج العربي و قطر و البحرين و الأمارات0
6 - شعار الدولة: سيفان متقاطعان ونخلة0
7 - العلم: لونه أخضر عرضه يساوي ثلثي طوله تتوسطه كلمة التوحيد تحتها سيف مسلول وهو لا ينكس0
8 - الحكم: ملكي0
9 - الدستور: القرآن و السنة المحمدية0
10 - اللغة: العربية0
11 - العاصمة: الرياض0
12 - العملة: الريال السعودي0
13 - أهم المدن: الرياض, مكة المكرمة, جدة؟؟ , المدينة المنورة , الدمام , الظهران, الطائف, أبها , خميس مشيط , الباحة , الجوف, تبوك , حائل , بريدة , عنيزة , نجران , الخرج , جيزان0
14 - العطلات: الخميس و الجمعة 0(/)
أتمنى المساعدة
ـ[سام جدا]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 04:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
يا أعضاء الفصيح الأعزاء أرجو عذري على كثرة الطلبات أولا ..
لكني بحاجة ماسة لكم ..
طولبت بعمل تقرير عن برنامج قمنا بإعداده للنشاط
المشكلة في أني أول مرة يطلب مني عمل تقرير كبير الحجم كهذا ..
فأريد منكم أن تقدموا لي نماذج أسير عليها ..
وجزاكم الله خير الجزاء .. ( ops
ـ[الفتاة الضاحكة]ــــــــ[13 - 04 - 2007, 08:40 م]ـ
و لكنك لم تقولي لنا ما هو مشروعك؟؟؟
ـ[محمد الأكسر]ــــــــ[13 - 04 - 2007, 10:56 م]ـ
أخي الكريم
التقرير يبدأ
1 - مقدمة
تشمل
عنوان الموضوع
أسباب اختياره
الصعوبات التي واجهتك أثناء تنفيذه وكيف تغلبت عليها
تقسيمات المشروع باختصار
الشكر للمشرفين على المشروع
2 - أقسام الموضوع
تشرح فيها
الى كم قسمت موضوعك
القصل الأول
عنوانه كذا
واشتمل على عدة مباحث
ثم أسماء تلك المباحث أو الأقسام
ثم خلاصة القصل
وهكذا حتى تنتهي من أقسام الموضوع
3 - الخاتمة
وتشمل أهم النتائج التى توصلت إليها في ثنايا الدراسة
تحياتي وأتمنى ممن لديه أفكار أخرى ألا يبخل بها(/)
لمحبي الأمثال
ـ[سام جدا]ــــــــ[02 - 03 - 2007, 03:52 م]ـ
لكل مثل قصة ومناسبة .. كما نعرف ..
فمن يعرف قصة المثل المشهور (انج سعد فقد هلك سعيد)؟؟(/)
مع سيد قطب رحمه الله - الدكتور محمد سعيد رسلان
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 12:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع سيد قطب رحمه الله
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1131 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1131)
( المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1131
ـ[أبو طارق]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 04:32 م]ـ
سلمك الله أخينا الفاضل
وجزى الله الشيخ خيرًا
ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 08:02 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا عبد الرحمن , وبارك الله في علم وعمر فضيلة الشيخ محمد بن سعيد رسلان - حفظه الله تعالى -(/)
عن أقسام اللذات
ـ[مهاجر]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 10:54 ص]ـ
نقل أبو العباس ابن تيمية، رحمه الله، في "النبوات" عن المتفلسفة تقسيمهم اللذات إلى ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: اللذة الحسية، ورأسها لذتا: الوقاع والطعام، وإليهما أشار الفخر الرازي، رحمه الله، بقوله: "ثم إن لذات الدنيا زائلة خسيسة، وأعظم لذاتها الوقاع والطعام، وقد يحتقرهما الإنسان إذا تفكر فيهما". اهـ
والصنف الثاني: اللذة الوهمية، ورأسها: لذة الجاه عند البشر، إذ يجد المعظم في نفسه لذة، أي لذة، في تعظيم أتباعه له، ويعرف ذلك كل رئيس يعظمه أتباعه ولو نفاقا وتملقا، كما هو الغالب على أي ولاية في عصرنا الحاضر من ولاية السلطان إلى أدنى ولاية في أصغر دائرة حكومية، يتملق فيها الموظفون رئيسهم للحصول على إجازة أو إذن انصراف مبكر أو ............. إلخ من التجاوزات التي لا تخفى على أحد، وتصل شهوة التعظيم في نفس الرئيس إلى أن يطلبها ممن هو دونه، ولو كان يعلم زيفها، فالمهم عنده أن يتعاطى هذا "المخدر المعنوي" ولو كان في تعاطيه فساد قلبه واعتلال روحه.
وآخرون يجدون هذه اللذة في "زوجة عروب" تحسن التبعل لزوجها، فيحصل له من اللذة والنشوة، ما يعرفه كل من ابتلي بامرأة تسيء عشرته، فلا يرى منها حسنا، ولا يسمع منها طيبا، والنكاح رزق، كالمال، سواء بسواء، فمن وسع الله عليه فليشكر، ومن قدر عليه فليصبر حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
والصنف الثالث: اللذة العلمية، وهي أعلاها وأشرفها، وشرف العلم بشرف المعلوم، ولذا كان علماء الملة الربانيين، أوفر الناس نصيبا من هذه اللذة، إذ أفنوا الأيام والليالي في التعرف على بارئهم، عز وجل، فحصل لهم من كمال القوة العلمية ما لم يحصل لغيرهم.
وإلى ذلك يشير أبو العباس، رحمه الله، بقوله:
" .............. إن العلم بحسب المعلوم فإذا كان المعلوم محبوبا تكمل النفس بحبه كان العلم به كذلك وإن كان مكروها كان العلم به لحذره ودفع ضرره كالعلم بما يضر الإنسان من شياطين الإنس والجن فلم يكن المقصود نفس العلم بل المعلوم ولهذا قد يقولون، يقصد: الفلاسفة، سعادتها في العلم بالأمور الباقية وأنها تبقى ببقاء معلومها ثم يظنون أن الفلك والعقول والنفوس أمور باقية وأن بمعرفة هذه تحصل سعادة النفس!!!!! ".
بتصرف يسير من النبوات، (1/ 270).
ويقول عنهم في موضع تال:
"وهؤلاء المتفلسفة إنما يعظمون تجريد النفس عن الهيولي وهي المادة وهي البدن وهو الزهد في أغراض البدن وهو الزهد في الدنيا وهذا ليس فيه إلا تجريد النفس عن الاشتغال بهذا فتبقى النفس فارغة فيلقي إليها الشيطان ما يلقيه ويوهمه أن ذلك من علوم المكاشفات والحقائق وغايته وجود مطلق هو في الأذهان لا في الأعيان".
فالفلاسفة كعادتهم، جردوا أصولهم، حتى خرجوا بها عن الواقع إلى معان خيالية لا توجد إلا في أذهانهم، فاهتموا برياضات النفوس، على حساب الاعتقاد الصحيح المتلقى عن الوحي المعصوم، الذي هو، عند التحقيق، أفضل وسائل التزكية، إذ به يعرف المخلوق مراد خالقه، فيعبده على ما أراده منه لا على ما يهوى كل صاحب نحلة.
وقد سار بعض علماء الأخلاق في الإسلام على درب الفلاسفة، كأبي حامد، رحمه الله، الذي اعتنى بالزهد اعتناء فاق اعتناءه بالتوحيد، فالتلاقح الفكري بين المذاهب الفلسفية التجريدية المتقدمة والمذاهب الصوفية المتأخرة بارز في كتب ومناهج متأخري الصوفية، لاسيما من تلبس بهم ببدعة الحلول والاتحاد، سلمنا الله من فساد أقوالهم وإراداتهم.
وما في الدنيا من هذه اللذات، فإنما هو الصورة لا الأصل، فلذاتها ممزوجة بألم قبل المباشرة، وجهد عندها، وثقل بدن وغلظ روح بعدها، فلا يأكل الإنسان إلا بعد أن يجد ألم الجوع، فيصرف الوقت والجهد في شراء وإعداد طعامه، فيكون بمثابة الخادم المطيع لمعدته، فإذا ما قضى نهمته ثقل بدنه، وغلظت روحه، وتبلد ذهنه، فخر ساقطا بلا حراك، حتى إشعار آخر.
وإلى هذه المعاناة أشار، روحاني الإسلام، ابن القيم، رحمه الله، بقوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
"إن هاتين اللذتين اللتين هما آثر اللذات عند الناس ولا سبيل الى نيلهما الا بما يقترن بهما قبلهما وبعدهما من مباشرة القاذورات والتألم الحاصل عقبيهما مثل لذة الأكل فإن العاقل لو نظر الى طعامه حال مخالطته ريقه وعجنه به لنفرت نفسه منه ولو سقت تلك اللقمة من فيه لنفر طبعه من إعادتها إليه ثم إن لذته به إنما تحصل في مجرى نحو الأربع الأصابع فإذا فصل عن ذلك المجرى زال تلذذه به فإذا استقر في معدته وخالطه الشراب وما في المعدة من الأجزاء الفضلية فإنه حينئذ يصير في غاية الخسة فإن زاد على مقدار الحاجة أورث الأدواء المختلفة على تنوعها ولولا أن بقاءه موقوف على تناوله لكان تركه والحالة هذه أليق به كما قال بعضهم:
لولا قضاءه جرى نزهت أنملتي ******* عن أن تلم بمأكول ومشروب
وأما لذة الوقاع فقدرها أبين من أن نذكر آفاته ويدل عليه أن أعضاء هذه اللذة هي عورة الإنسان التي يستحيا من رؤيتها وذكرها وسترها أمر فطر الله عليه عباده ولا تتم لذة المواقعة إلا بالاطلاع عليها وإبرازها والتلطخ بالرطوبات المستقذرة المتولدة منها ثم إن تمامها إنما يحصل بانفصال النطفة وهي اللذة المقصودة من الوقاع وزمنها يشبه الآن الذي لا ينقسم فصعوبة تلك المزاولة والمحاولة والمطاولة والمراوضة والتعب لأجل لذة لحظة كمد الطرف فأي مقايسة بين هذه اللذة وبين التعب في طريق تحصيلها"
بتصرف يسير من "مفتاح دار السعادة"، (1/ 134).
وأما اللذة العلمية:
فالمعلوم الدنيوي، مهما شرف، لا يعادل المعلوم الديني، وأشرف علوم الدنيا، علم الطب، الذي يتعلق بذات الإنسان، وهو عند التحقيق لا ينهض لمعارضة علم التوحيد الذي يتعلق بذات الخالق، عز وجل، إذ بينهما من الفرق ما بين ذات الله، عز وجل، الكاملة الباقية، وذات المخلوق الناقصة الفانية.
فتبين بذلك أن اشرف لذات الدنيا: لذة العلم بالله عز وجل، ولا تكمل هذه اللذة إلا بعمل يصدق العلم.
وإذا ما دخل أهل الجنة الجنة، حصل لهم من كمال هذه اللذات ما لا يدرك العقل البشري كيفه، وإن أدرك معناه، فطعامهم ونكاحهم، كما قد علم، وأما معلومهم، فهو الزيادة التي وعدهم الله، عز وجل، بها في قوله: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، ولا لذة تعادل هذه اللذة، التي أنكرها المتكلمون نفاة الرؤية، فيا بؤسا لقوم حرموا أنفسهم من لذة شهود مقامات الجمال والجلال في أسماء الله، عز وجل، وصفاته، فخاضوا بحار التأويل والتحريف، فنجا من نجا وهلك من هلك عن بينة.
ولسان حال حادي الإيمان في نفس كل مؤمن:
حي على دار فيها كمال اللذات وعظيم الهبات من رب البريات، وما هي إلا أيام وساعات، وتنتهي الرحلة، ويحط المسافر رحله في دار المقامة، ومن صبر قليلا نال كثيرا.
والله أعلى وأعلم.
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 11:18 ص]ـ
اللهم اجعلنا ممن يحبون لذة العلم بك
جزاك الله الف خير أخي(/)
من نوادر ابن سيرين
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 03:03 م]ـ
نوادر ابن سيرين
نوادر محمد بن سيرين
النادرة الأولى:
روي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت في أذن امرأتي حلقة نصفها ذهب ونصفها فضة .. فقال: لعلك طلقتها طلقتين وبقيت عليك واحدة … فقال: نعم هي كذلك.
النادرة الثانية:
روي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنني على حمار ولا يزال يلقّيني في ماء وطين ثم رأيت جارية اسمها عقبة فأردفتها خلفي فقال ابن سيرين: تعقب ذرية إن شاء الله.
النادرة الثالثة:
سئل ابن سيرين عن رجل أخذ جرةً وأوثق فيها حبلاً وأدلاها في ركية فلما امتلأت الجرة انحل الحبل وسقطت الجرة، فقال: الحبل ميثاق والجرة امرأة والماء فتنة والركية مكر وهذا الرجل بعثه صاحبٌ له يخطب له امرأة فمكر الرجل وتزوجها.
النادرة الرابعة:
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال رأيت فخذي حمراء وعليها شعر نابت وأمرت رجلاً فقص ذلك الشعر. قال: أنت رجلٌ عليك دين يؤديه عنك رجلٌ من قرابتك.
النادرة الخامسة:
روي أن رجلاً أتى ابن سيرين وقال: رأيت كأني أشرب من قلة لها رأسان رأسٌ مالح ورأسٌ حلو، قال لك امرأة ولها أخت وأنت تراود أختها عن نفسها، فاتق الله تعالى. قال الرجل: صدقت وأشهد على أني تبت إلى الله تعالى.
النادرة السادسة:
روي أن امرأة جاءت ابن سيرين فقالت: رأيت في حجري لؤلؤتين، إحداهما أعظم من الأخرى، فسألتني أختي إعطاء إحدى اللؤلؤتين .. فأعطيتها الصغرى. قال: إن صدقت رؤياك فإنك تعلمت سورتين إحداهما أطول من الأخرى وعلمت أختك القصيرة، قالت: صدقت.
النادرة السابعة:
جاء رجلٌ إلى ابن سيرين فقال: رأى رجلٌ أنه يدق بيضاً من رؤوسها فيأخذ بياضها ويترك صفارها فقال ابن سيرين: قل للرجل يأتيني لأعبرها له قال: أبلغه عنك ذلك، قال: لا. ثم كرر عوده إليه مراراً وهو يقول كذلك في آخر الأمر قال: أنا الذي رأيته فاستحلفه بالله واستوثق منه فأمر أحد أصحابه أن يأتيه بأحد من دار الشرطة ليحمله إليه ويعرفه بأنه نباش الموتى وسارق أكفانهم، فقال أشهدك أني تبت إلى الله ولا أعود لذلك.
النادرة الثامنة:
أتت امرأة ابن سيرين فقالت: رأيت كأني قتلت زوجي مع قوم. فقال لها: إنك حملت زوجك على إثم فاتقي الله – عز وجل – قالت: صدقت.
النادرة التاسعة:
جاء رجلٌ إلى ابن سيرين فقال: إني خطبت امرأة في المنام سوداء قصيرة فقال له اذهب فتزوجها فإن سوداها مالها وقصرها قصر عمرها وترثها سريعاُ فكان كما قال.
النادرة العاشرة:
عن هشام بن حسان قال: قصّ رجل على ابن سيرين قال: رأيت كأني استسقيت فأتيت بقدح ماء فوضعته على كفي فانكسر القدح وبقي الماء في كفي،فقال له اتق الله فإنك لم تر شيئاً،فقال الرجل:سبحان الله أقصّ عليك الرؤيا وتقول لم تر شيئاً فقال له ابن سيرين: إنه من كذب فليس عليّ من كذبه شئ،إن كنت رأيت هذا فستلد امرأتك وتموت ويبقى الولد على يدك،فلما خرج الرجل قال:والله ما رأيت شيئا. قال هشام: فما لبث الرجل غير كثير حتى ولدت امرأته غلامًا وماتت وبقي الغلام.
النادرة الحادي عشرة:
عن عبدالله بن المبارك عن عبدالله بن مسلم (وهورجل من أهل مرو) قال: كنت أجالس ابن سيرين فتركت مجالسته وجالست قوماً من الإباضية فرأيت فيما يرى النائم كأني مع قوم يحملون جنازة النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيت ابن سيرين فذكرت له ذلك فقال: مالك جالست أقواماً يريدون أن يدفنوا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
النادرة الثاني عشرة:
أتى رجل إلى ابن سيرين فقال: رأيت البارحة امرأة من جيراني كأنها ذبحت في بيت من دارها،فقال: هذه امرأة نكحت الليلة في ذلك البيت. فعزّ على السائل ما ذكره لأن زوج المرأة كان غائباً عنها فلما انصرف قال لأهله:رأيت فلاناً (يعنون الغائب جاره)؟ فقال: وهل أتى،قالوا: نعم وفي بيته بات البارحة، فقصده وسأله كما قال ابن سيرين
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 03:12 م]ـ
بوركت أخي الحارث، ونعما ما نقلت ..
ملاحطة:
هناك تصويب: النادرة الثانية عشرة، النادرة الحادية عشرة. والسبب:
إذا جاء العدد على وزن فاعل (الحادي، الثاني) يوافق المعدود ..
ـ[لؤلؤة البحر]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 03:20 م]ـ
بورك فيك
على ما أسديت
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 03:23 م]ـ
بورك فيك أخي الحارث ..
لكن يا حبّذا لو ذكرت لنا المصدر ..
والسلام,,,
ـ[أبو طارق]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 04:00 م]ـ
أحسنت أيها الفاضل
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 04:10 م]ـ
بوركت أخي الحارث، ونعما ما نقلت ..
ملاحطة:
هناك تصويب: النادرة الثانية عشرة، النادرة الحادية عشرة. والسبب:
إذا جاء العدد على وزن فاعل (الحادي، الثاني) يوافق المعدود ..
شكراً لك أخي رائد
رحم الله امرئ اهدى إلي عيوبي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 04:13 م]ـ
بورك فيكم جميعاً
أخي رؤبه المصدر في كتاب تفسير الاحلام لابن سيرين(/)
أجيبوني ولكم الأجر إن شاء الله!!
ـ[أبو لين]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 10:17 م]ـ
:::
أوّد من أعضاء هذا المنتدى المبارك ألا يبخل عليّ بالإجابة على السؤال التالي من الناحية الفقهيّة:
مالفرق بين (الحلال والمباح والجائز) و (حرام و لا يجوز).
ولكم جزيل الشكر
ـ[لخالد]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 10:41 م]ـ
السلام عليكم
حمل ملف علم الفقه ( http://learningislam.net/Data/Zad%20Al%20Muslim/3elm%20fekh.doc) ستجد المصطلحات الفقهية مشروحة إن شاء الله
ـ[الفتاة الضاحكة]ــــــــ[13 - 04 - 2007, 08:42 م]ـ
أنا آسفة.لا أستطيع المساعدة ربما مرة أخرى.(/)
مصطلحات ومعانيها
ـ[البيلسان]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 11:07 م]ـ
:::
هذه بعض المصطلحات
التي نتعايش معها بشكل يومي في مجتمعتنا
*********
المحاضرة
فن إنتقال المعلومة من مفكرة المحاضر إلى مذكرات الحضور دون المرور على
أدمغتهم
*****
التفاوض
فن تقسيم الكيكة بطريقة ينصرف بعدها كل من الحضور معتقدا أنه حصل على الجزء
الأكبر
*****
غرفة الإجتماعات
مكان يتحدث كل من به و ليس بينهم مصغ ليرفض الجميع كل القرارات فيما بعد
*****
المدير
رجل يأتي متأخرا عندما تكون باكرا ويأتي باكرا عندما تكون متأخرا
*****
الإبتسامة
إنحناءة تستقيم بها كل الأمور
*****
التثاؤب
الشئ الوحيد الذي يفتح الرجل المتزوج به فمه
*****
إلخ
علامة توحي للآخرين بأنك تعرف أكثر مما قلت
*****
اللجنة
شخص لا يفعل شيئا بمفرده يجلس ليقرر بأن ليس هناك ما يمكن فعله كجماعة
*****
الخبرة
هي عدد الأخطاء التي إرتكبتها في حياتك السابقة
*****
القنبلة الذرية
إختراع لتدمير كل إختراع
*****
الفيلسوف
رجل أحمق يعاني طوال حياته ليذكر بعد الموت
*****
الديبلوماسي
شخص يطلب منك الذهاب إلى الجحيم بطريقة تجعلك تستعجل تلك الرحلة
*****
المتفاءل
رجل يسقط من اعلى برج و يقول في منتصف الطريق أنا لم أصب بعد
*****
المتشائم
شخص يرى أن "التاء" آخر حرف في كلمة "موت" دون أن "يربطها" لتكون آخر حرف
بمفردة "حياة"
*****
المجرم
شخص كغيره تم القبض عليه متلبسا
*****
السياسي
رجل يهز يدك قبل الإنتخابات و ثقتك بعدها
*****
المرأة
بندقية إن أجدتَ الإمساك بها ملكتَ عالمك وإن فقدت السيطرة أرسلت رصاصتها
إلى قلبك
*****
الزوج الذكي
هو الذي يتذكر عيد ميلاد زوجته وهديتها وينسى عدد الشمعات.
*****
الفضيحة
هي الشي الذي يجب ان يكون قذرا جدا ... حتى يكون لها تاثير جيد جدا.
*****
الضمير
شي غير مرئي يؤلمك ... عندما تكون بقية اشيائك المحسوسة تسعدك.
*****
الخطابة
العلم الحديث الذي استعاضوا به عن التنويم المغناطيسي
*****
الخبير
امرؤ يعرف أكثر من القليل القليل
*****
الخطأ
الاسم الآخر للصراحة في المجتمعات المتحضرة
*****
الدماغ
عضو في الجسم يبدأ في العمل حالما يستيقظ المرء ولا يتوقف إلا عندما يصل إلى
مقر عمله
*****
الثرثار
إنسان تسأله عن الوقت .. فيشرح لك كيف صنعت الساعة.
*****
الثقيل
أول من يحضر، وآخر من ينصرف.
*****
التجربة
الاسم الذي يطلقه الجميع على الخطأ.
*****
الغضب
ريح قوية تطفيء مصباح العقل.
*****
الدموع
تدل على المحبة، لكنها ليست دواءها.
*****
الكذاب
لص، لأن اللص يسرق مالك، والكذاب يسرق عقلك.
*****
النوم
أرخص وأسهل وأسرع طريقة لتحقيق الأحلام.
*****
المغرور
رجل لا يعرف أن يتكلم وفمه مملوء، لكنه يصر أن يتكلم ورأسه فارغ.
*****
السلام
فترة توقف قصيرة بين حربين للتعرف على شخصية العدو
"" منقول ""(/)
إرشاد الحيران إلى المتشابهات من القران
ـ[الصامت]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 11:20 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة القرآن
و جملنا بتلاوته ونورا لنا الطريق بهداه
و زيننا بالإيمان والتخلق بخلقه
لما كان القران الكريم فيه متشابهات كثيرة و متنوعة فمنها ما يكون في الآي و منها ما يكون في الكلمات و منها ما يكون في الأحرف و لما كانت هذه المتشابهات أصعب ما يعوق سير الحافظ أثناء حفظه - على حسب رأي - فكرة في هذا الموضوع لعلي أجد تجاوبا وعونا من الإخوة و الأخوات لفضل هذا العمل و أهميته ولقد سميته بـ إرشاد الحيران إلى المتشابهات من القران
و الموضوع هو أنا نحاول جمع المتشابهات بطريقة العمل التالية
1 - أن يضع أحدنا أية أو بعض أية أو كلمة لها متشابه و يذكر سورتها و رقم الأية
المجيب يذكر
1 - كم جاءت في القران
2 - نص الأية -الايات - المشابهة لها مع ذكر السورة و رقم الأية
3 - الإختلاف الموجود بين الأيات المتشابهة أن و جد ولو يلون محل الإختلاف سيكون أفضل بلا شك
[لعلي أعطي مثالا
سورة البقرة الأية 59 قوله تعالى (فبدّل الّذين ظلموا قولا غير الّذي قيل لهم فأنزلنا على الّذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون) 1
-جاءت مرتين
2 - الاولى في البقرة الأية 59 قوله تعالى (فبدّل الّذين ظلموا قولا غير الّذي قيل لهم فأنزلنا على الّذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون)
الثانية في سورة الأعراف الأية رقم162 (فبدّل الّذين ظلموا منهم قولا غير الّذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون)
3 - أوجه الإختلاف مبينة باللونين الأزرق و الأحمر
ولا يخفى عليكم فضل هذا العمل لما فيه من خدمة كتاب الله تعالى
و سأكون أول من يبدأ إن شاء الله
على الله توكلت
سورة الفاتحة رقم الآية 1 قوله تعالى (الحمد لله) و بعده قوله تعالى (رب العالمين) المراد هنا البحث عن المشابهات لـ (الحمد لله)
تنبيه
لقد سبق لي أن شاركت بهذا الموضوع في أحد المنتديات ثم رأيت أنه من المناسب إشراك أهل الفصيح في هذا العمل(/)
أنا أخوكم فمن يرحب بي؟
ـ[مهند نجاة]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 10:04 ص]ـ
:::
انا اخوكم من العراق طالب لغة عربية مرحلة رابعة من يرحب بي ومن يساعدني في انجاز بحثي انا في جامعة الأنبار- كلية التربية - قسم اللغة العربية. جئت للفصيح من خلال الأخ قصي علي الدليمي
مع جزيل الشكر والتقدير
اخوكم مهند نجاة
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 10:34 ص]ـ
حياك الله وبياك أخي مهند بين إخوانك في الفصيح
وفقك الله وسدد خطاك
ـ[د. حسان الشناوي]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 10:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة وبركاته
أخي الكريم
مهند
في أفياء الفصيح ستلقى كل خير نافع مفيد بفضل الله (تعالى).
وقد سبق الكبير أستاذنا الفاضل نعيم في الترحيب بك، وهذا وحده مشجع أن
تستمر؛ لأن هنا كبارا كراما من العلماء والنقاد والباحثين.
وفقك الله دائما.
وتقبل تحيتي
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 11:35 ص]ـ
حياك الله اخي العزيز ندعوا الله ان يوفقك حال كونك ضيفا وحبيبا ورفيق دربنا
ـ[~*O®©™ [عاشقة القوافي] ™©®O*~]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 02:33 م]ـ
حياك الله أخي وسدد خطاك وأنار دربك
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 02:57 م]ـ
أهلا وسهلا بك أخي في رحاب العربية
أتمنى أن يطيب لك المقام بيننا ...
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 04:13 م]ـ
اهلاً وسهلاً بك أخي في أرجاء الفصيح
فأعضاء ومشرفي المنتدى كالبنيان يشد بعضه بعضا
وعلى الله التكلان
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 05:17 م]ـ
اهلا بك يا اخي وزميلي الغالي. رحبوا به من أجلي بارك الله فيكم
ـ[أبو طارق]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 05:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وركاته
أهلاً بك أخي الكريم
ونأمل لك ومنك النفع والفائدة
وجزى الله الأخ الحبيب قصي على كريم دعوته
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 05:24 م]ـ
اصيل يا ابا طارق.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 05:24 م]ـ
اللهم اجمعني مع ابي طارق في الدنيا قبل الآخرة يا عظيم
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 07:27 م]ـ
أهلاً وسهلاً أخي مهند، شرُفنا بك.
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 11:42 م]ـ
السلام عليكم:
أهلاً بك وسهلاً أخاً كريماً عزيزاً غالياً، معلماً ومتعلماً، بين أخوة أحببت لقاءهم فأحبوا لقاءك. أحيِّي العراق شرفاءه وأنت-إن شاء الله -منهم والأخ قصي.
هذا ترحيب من الفصيح ومن حلب الشهباء،وهذا سلام يحبو قادّاً إسار الذل ناسفاً جبال الحزن متجاوزاً سلاسل الغربة مقتحماً مكامن العزلة سابحاً الفرات يطأ أرض الرافدين يروي أوار ظمئ هامته من طيب شموخ دجلة ليصل الأنبار مصافحاً الأخ الحبيب مهند.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 07:15 ص]ـ
بترك الله فيك يا استاذ عبد القادر وجزاك الله خيرا على هذه الكلمات الجميلة التي نبعت من قلب صادق كيف لا وانت من حلب الشهباء من ارض الخير والإيمان ارض الصالحين والاولياء. فبارك الله بك وجعلك من الناجحين في الدنيا والآخرة
مع كل الود والتقدير
اخوكم
قصي علي الدليمي
العراق / الأنبار
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 09:13 ص]ـ
بارك الله فيك أخي مهند عالماً ومتعلماً،,وبارك الله في الأخ الدليمي نفع الله بكما أهل الفصيح.
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 07:31 م]ـ
اهلاً وسهلاً بك اخي مهند وحياك الله في منتدى الفصيح. وبارك الله بالاخ قصي الدليمي.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 10:50 ص]ـ
وحياك الله يا استاذ محمد ومبارك عليك الزواج
ـ[أبوعمار الأزهري]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 12:10 ص]ـ
مرحبا بك أخي مهند فصيحا جديدا مفيدا ومستفيدا(/)
أضف (عين ثالثة) إلى قائمة الأصدقاء .. !
ـ[عين ثالثة]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 05:24 م]ـ
نسمع قصة وأخرى وثالثة ..
نتيجتها استغلال الصداقة و (انتهازية) الصديق ..
تسويغ الخبائث ..
مقارفة الآثام ..
التعاون على الاثم والعدوان ..
كلنا ندرك كم (يبطن) البعض من نوايا ..
كم من صديق اتخذ من الصداقة (جنة) فظل وأظل ..
أفسد بفساده ..
عبدالله بانعمة كم توقفنا عند هذا الرجل وهو يحكي الجانب (المظلم) في حياته ..
كم دارت (حكايته) في مجالسنا ..
عرفنا كيف (فقد) الكثير جراء أصدقاء سولوا له سوء العمل والنتيجة ..
ولولا أن (قيض) الله رفقة صالحة بعد أن أصابه ما أصابه ..
وكيف أن هؤلاء الصحبة الصالحة كانت له ومعه في (محنته) وما أصابه من (بلاء) لكان طريح الفراش صريع المعاناة ..
فهل تعلمنا من قصة هذا الشاب وماذا تعلمنا ..
مابال البعض منا وقد جعل من نفسه كشارع مشرع لكل صديق ..
يرد فيه الصالح والطالح ..
بل قد نجد من يدفعه (هواه) وميله نحومن يزين له سوء العمل ..
فإلى متى ودائرة الأصدقاء تتسع بلا ضوابط ..
متى ندرك خطورة (الهوى) شر وثن ..
ـ[أبو طارق]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 07:37 م]ـ
لا شك أن الرفقة تقع في قاعدة الحاجات الاجتاعية فكل إنسان يحتاج الرفقة، لأن الرفقة حاجة نفسية متأصلة في النفس البشرية من يوم يبدأ يدرك ويفهم ما يدور حوله، فإذا صلحت الرفقة صلح الإنسان وإذا حدث العكس فسد الإنسان، ولذلك كان التوجيه النبوي في اختيار الأصدقاء والرفقاء في قوله عليه الصلاة والسلام: [مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة] (متفق عليه)
فإذا صاحبت خيّراً حيا قلبك، وانشرح صدرك، واستنار فكرك، وبصّرك بعيوبك، وأعانك على الطاعة، ودلّك على أهل الخير.
وجليس الخير يذكرك بالله، ويحفظك في حضرتك ومغيبك، ويحافظ على سمعتك، ومجالس الخير تغشاها الرحمة وتحفّها الملائكة، وتتنزّل عليها السكينة، فاحرص على رفقة الطيبين المستقيمين، ولا تعد عيناك عنهم، فإنهم أمناء.
والحذر كل الحذر من رفيق السوء، فإنه يُفسد عليك دينك، ويخفي عنك عيوبك، يُحسّن لك القبيح، ويُقبّح لك الحسن، يجرّك إلى الرذيلة، ويباعدك من كل فضيلة، حتى يُجرّئك على فعل الموبقات والآثام، والصاحب ساحب، فقد يقودك إلى الفضيحة والخزي والعار، وليست الخطورة فقط في إيقاعك في التدخين أو الخمر أو المخدرات، بل الخطورة كل الخطورة في الأفكار المنحرفة والعقائد الضالة، فهذه أخطر وأشد من طغيان الشهوة؛ لأن زائغ العقيدة قد يستهين بشعائر الإسلام، ومحاسن الآداب، فهو لا يتورع عن المناكر، ولا يُؤتمن على المصالح، بل يُلبس الحق بالباطل، فهو ليس عضواً أشل، بل عضو مسموم يسري فساده كالهشيم في النار.
وفي الأثر: "إياك وقرين السوء فإنك به تُعرف".
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه = فكل قرين بالمقارن يقتدي
وإن كنت في قوم فصاحب خيارهم = ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
الشبكة الإسلامية ( http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=87894)
بوركت أيها الفاضل(/)
التحذير من مصاحبة سيء الخلق
ـ[أبو طارق]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 08:07 م]ـ
قال الفضيل بن عياض: لا تخالط سيئ الخلق فإنه لا يدعو إلا إلى شر.
وقال أيضًا: لأن يصحبني فاجر حسن الخلق أحب إلي من أن يصحبني عابدٌ سيئ الخلق.
وقال الحسن: من ساء خلقه عذب نفسه.
وقال يحيى بن معاذ: سوء الخلق سيئة لا تنفع معها كثرة الحسنات، وحسن الخلق حسنةٌ لا تضر معها كثرة السيئات.
قال الإمام الغزالي رحمه الله: الأخلاق السيئة هي السموم القاتلة، والمهلكات الدامغة، والمخازي الفاضحة، والرذائل الواضحة، والخبائث المبعدة عن جوار رب العالمين، المنخرطة بصاحبها في سلك الشياطين، وهي الأبواب المفتوحة إلى نار الله تعالى الموقدة التي تطلع على الأفئدة.
وقال أيضًا: الأخلاق الخبيثة أمراض القلوب وأسقام النفوس، إنها أمراض تفوت على صاحبها حياة الأبد.
وقال رحمه الله: على المسلم أن يخالط الناس، فكل ما رآه مذمومًا بين الخلق من خُلُق فليحذِّر نفسه منه ويُبعدها عنه، فإن المؤمن مرآة المؤمن، فيرى من عيوب غيره عُيوب نفسه، ويعلم أن الطِّباع متقاربةٌ في اتباع الهوى. فما يتصفُ به واحدٌ من الأقران لا ينفكُّ القرنُ الآخر عن أصله أو أعظم منه أو عن شيء منه، فليتفقَّد نفسه ويُطهِّرها من كل ما يذُمُّهُ من غيره وناهيك بهذا تأديبًا.
وقال أيضًا: إن حسن الخلق هو الإيمانُ، وسوء الخلق هو النفاق.
يتبع
ـ[أبو طارق]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 08:18 م]ـ
من مضار سوء الخلق:
سيئ الخلق مذكورٌ بالذكر القبيح، يمقته الله عز وجل، ويُبغضه الرسول صلى الله عليه وسلم، ويُبغضه الناس على اختلاف مشاربهم.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وإن أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني في الآخرة أسْوَؤُكم أخلاقًا" [رواه أحمد وحسنه الألباني].
وسيئ الخلق هو من ملأ الله أُذُنَيْهِ من ثناء الناس شرًّا وهو يسمعهُ.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهل الجنة من ملأ الله أُذنيه من ثناء الناس خيرًا، وهو يسمعُ، وأهل النار من ملأ أُذنيه من ثناء الناس شرًّا وهو يسمع" [رواه ابن ماجه وصححه الألباني].
بل إن سيئ الخلق يجلب لنفسه الهم والغم والكدر، وضيق العيش، ويجلب لغيره الشقاء.
قال أبو حازم سلمة بن دينار رحمه الله: "السيئُ الخلق أشقى الناس به نفسُهُ التي بين جنبيه، هي مِنه في بلاء، ثم زوجتُهُ، ثم ولدُهُ، حتى أنه ليدخل بيته، وإنهم لفي سرور، فيسمعون صوته، فينفرون منه فرَقًا منه، وحتى إن دابته تحيد مما يرميها بالحجارة، وإن كلبه ليراه فينزو على الجدار، حتى إن قِطَّهُ ليفرُّ منه".
قال الشاعر:
إذا لم تتسع أخلاق قوم = تضيق بهم فسيحاتُ البلاد
فراقب نفسك أيها الحبيب واحذر تسلل الأخلاق السيئة إليها وعالجها منذ البداية يسهل الأمر عليك، وإلا فإن الداء إذا تمكن ربما أهلك صاحبه، نسأل الله لنا ولكم العافية، والحمد لله رب العالمين.
الشبكة الإسلامية ( http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=133340)
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[31 - 05 - 2007, 02:31 م]ـ
جزاك الله خيراً، نسأل الله حب الصالحين.
ـ[~*O®©™ [عاشقة القوافي] ™©®O*~]ــــــــ[31 - 05 - 2007, 05:58 م]ـ
بوركت أخي
نسأل الله أن يحسن أخلاقنا.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[31 - 05 - 2007, 08:15 م]ـ
جزاكما الله خيرًا
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[31 - 05 - 2007, 08:22 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أبو طارق، على حسن الموضوع.
ـ[ديمة]ــــــــ[01 - 06 - 2007, 12:42 ص]ـ
قال رسولنا الكريم:=:"خالق الناس بخلق حسن"
جزاك الله خيرا يا أبا طارق.
ـ[نبض طيبة الطيبه]ــــــــ[28 - 08 - 2010, 03:06 ص]ـ
اللهم اهدنا لِأحسن الأخلاق وجزاك الله خير
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[28 - 08 - 2010, 01:09 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
الأستاذ الفاضل: أبا طارق
جزاك الله خيرا، موضوع قيم ومفيد، جعله الله في موازين حسناتكم يوم تلقونه، وكتب الله لكم الأجر والمثوبة / اللهم آمين.
حريٌّ بنا كذلك أن نفتش في أخلاقنا، وإن كان ثمة أي خلق سيء فيها أصلحناه .. نفع الله بكم.
اللهم اهدنا لِأحسن الأخلاق وجزاك الله خير
اللهم آمين، اللهم آمين، اللهم آمين
ـ[رحمة]ــــــــ[28 - 08 - 2010, 01:53 م]ـ
موضوع رائع يستحق الرفع من جديد.
جزاكم الله خيرا أستاذنا الكريم.(/)
علم التخاطب الإسلامي
ـ[محمد محمد يونس علي]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 11:08 م]ـ
[
FONT="Times New Roman"] علم التخاطب الإسلامي:
دراسة لسانية لمناهج علماء الأصول
في فهم النص
تأليف وترجمة د. محمد محمد يونس علي
نشرته دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت: 2006مقدمة الطبعة العربية
هذا العمل ترجمة لكتاب Medieval Islamic Pragmatics الذي صدر سنة 2000، ونشرته دار النشر كيرزون برس Curzon Press التي اندمجت مع روتلدج Routledge ثم انصهرا معا في شركة فرانسيس وتيلور Taylor & Francis؛ ولذا لن يستغرب القارئ الذي يرغب في الاطلاع على النسخة الإنجليزية من الكتاب أن يجد عنوان الكتاب مرتبطا بأي من دور النشر المذكورة.
يتناول الكتاب المناهج التخاطبية في علم الأصول، متّبعا في مناقشة تلك المناهج نهجا لسانيًا استثمرت فيه النظريات البراغماتية الحديثة التي تعنى بمسألتي اللغة، والتخاطب. ويرمي الكتاب إلى صوغ الأصول والنظريات اللغوية التي تبعثرت أجزاؤها وفروعها في كتب الأصول، وغاب عنها السياق النظري الشمولي، والإطار العام الذي يوجّه، ويفسّر تلك الأجزاء والفروع. وقد تطلّب صوغ تلك الأصول قراءة معمّقة ودقيقة للأصول الفلسفية الوجودية منها والمعرفية التي تنبثق عنها النظريات اللغوية للأصوليين.
لقد أثمر هذا التلاقح بين الدرس الأصولي والدرس اللساني نشأة علم جديد يمكن تسميته بعلم التخاطب الإسلامي، وقد شرعنا في هذا الكتاب في وضع قواعد الأساس لهذا العلم، الذي استمدت مادته من التبصرات العلمية التي خلّفها لنا الأصوليون في مجالات اللغة، وتحليل الخطاب والنص، والفلسفة، والمنطق.
ولابد من التذّكير هنا أن توليد علم فرعي من علم واسع كعلم الأصول ليس بدعة في تراث العربية، بل هو نهج سبق لعلماء التراث أن انتهجوه. ولعلّ أفضل مثال على ذلك يمكن ذكره في هذا السياق ما فعله عضد الدين الإيجي في النصف الأول من القرن الرابع عشر الميلادي (الموافق للنصف الأول من القرن الثامن الهجري) عندما كتب رسالة عن "الوضع"، وقد دُعم هذا العمل بمحاولات أخرى، وتكلّلت جهود علمائه أخيرا بنشأة علم منفصل في القرن الثامن عشر الميلادي سمي بـ "علم الوضع". وإذا ما أخذنا في الحسبان العلاقة الوطيدة بين "الوضع" وما يقابله في تراث العربية إجمالا، وفي علم الأصول على وجه الخصوص، وهو ما يعرف بـ "الاستعمال"، أدركنا أهمية أن يفعل بالاستعمال ما فعل بالوضع، وهو أن يصبح علما مستقلا، له ما يميزه في غايته، ومسائله، ومبادئه، وأصوله، وفلسفته، وغير ذلك مما تتطلبه العلوم. وما يقصده الأصوليون وغيرهم بالاستعمال هو ما نقصده بالتخاطب؛ إذ إن استعمال اللغة هو التخاطب بها، وهذا ما سوّغ لنا ترجمة اسم العلم المعروف في اللسانيات الغربية الحديثة بـ " pragmatics" بـ "علم التخاطب"؛ لكون معناه الحرفي -كما يذكر اللسانيون- دراسة الاستعمال the study of use.
إن الغاية من علم التخاطب هي معرفة كيفية حصول التفاهم بين المتخاطبين، وتشمل مسائله كل العناصر التي تسهم في إحداث التخاطب من وضع، واستعمال، وقرائن، وأنواع الدلالة المختلفة، والنظريات الدلالية ذات الصلة بالاستعمال والسياق. أما مبادؤه فهي قضايا اللغة المختلفة التي تبحث في فقه اللغة، والصرف، والنحو، والبلاغة، واللسانيات، وتحليل الخطاب والنص، وعلم الأصول، وعلم التفسير، وعلم الحديث، والمنطق، والفلسفة، وغير ذلك مما له صلة بالموضوع.
وأما أصول هذا العلم فقد يجد الناظر منها بغيته في كتب الأصول، وفي كتب اللسانيات الحديثة، ولاسيما في "البراغماتية"، أو ما سميناه بعلم التخاطب، وقد حاولنا في هذا الكتاب أن نصوغ ما يتعلق بهذا الموضوع من أصول لغوية، وفلسفية، وتخاطبية، مستفيدين في ذلك من جهود الأصوليين واللسانيين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما جوهر فلسفته فتقوم على التشديد على سمة "القصدية"، و"المرادية" في الخطاب؛ وهو ما يؤول إلى القول بأن التفاهم، أو التخاطب الناجح لا يحدث إلا إذا أدرك المخاطَب مراد المخاطِب. وهنا لابد من التفريق بين هذا النوع من البحث العلمي الموضوعي، وبين ما شاع في بعض اللسانيات الفرنسية وما شاكلها من تيّارات حداثية، وأدبية تُلغي سمة "المرادية" من الخطاب أو النص، وتجعل من لغته أو من طبقاته التحتية، وشحناته النفسية، ورموزه الاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والدينية محورا للتأمل، والنقد الانطباعي.
ولعلّ من أهم الأسباب التي دعت إلى نشأة علم التخاطب الإسلامي:
1. تضخّم المادة العلمية المتعلقة بالمسائل اللغوية والتخاطبية المبثوثة في كتب الأصول، الأمر الذي أدى إلى تراكم علمي ومعرفي يسمح باستقلاله.
2. عدم قصر هذا النوع من البحث على الحاجة الأصولية بل يشمل أيضا النصوص القانونية، والمعاهدات السياسية، والاتفاقات الاقتصادية، وأنواع الخطاب المختلفة، وغير ذلك مما تشتد الحاجة فيه إلى معرفة الطرائق الموصلة إلى تخاطب ناجح، وتحليل سليم للخطاب.
3. شيوع الفوضى في تحليل الخطاب والنص بحيث أصبح المجال مفتوحا لكل من هبّ ودبّ لاقتحام الموضوع.
4. تنويع مصادر البحث لكي تشمل الدراسات الأصولية وغيرها من الدراسات اللغوية، والبلاغية، واللسانية.
5. عدم وجود مجال مستقل في العلوم العربية يبحث مسائل هذا الحقل المعرفي.
إن فكرة إفراد علم إسلامي خاص يبحث مجال التخاطب ربما لا تروق لفئتين من المهتمين بالموضوع:
الفئة الأولى: هم أولئك الباحثون الذين يفضّلون المنهج الباطني في دراسة النص متجاوزين عنصر "القصد" أو "المراد" من الخطاب. وهؤلاء لهم منهجهم الخاص في التعامل مع النص يختلف اختلافا جوهريا عما ما هو معهود في البراغماتية الحديثة التي تجعل من مراد المتكلم " the intention of the speaker" محورًا للدراسة. أما المنهج البراغماتي فيقوم على فكرة مبادئ التعاون التي تعني أن للمتخاطبين مصالح مشتركة في حصول التفاهم بينهما، وهو ما يؤول إلى القول بوجود أصول للتخاطب، منها مثلا تلك التي صاغها بول قرايس Paul Grice في براغماتيته المشهورة، كمبدأ الكم، ومبدأ الكيف، ومبدأ صدق المتكلم، ومبدأ الأسلوب، ومبدأ المناسبة، ومنها تلك التي عرفها الأصوليون، وقُدّمت لها صياغة نظرية تأصيلية في هذه الكتب، كمبدأ بيان المتكلم، ومبدأ صدق المتكلم، ومبدأ الاستصحاب، ونحو ذلك، فضلا عن الأصول التخاطبية التي تصف طبيعة الخطاب المثالي، كأصل الحقيقة (القول بأن الحقيقة هي الأصل)، وأصل الترتيب، وعدم الاشتراك، وغيرها. وأما المنهج الباطني، الذي نجد له جذورا في التاريخ الإسلامي عند الفرق الباطنية، وبعض طوائف الصوفية، والمذاهب الغنوصية، وسار على دربه (في إطار ما يمكن تسميته بالباطنية الجديدة) ثلة من المحدثين يتزعمهم علي حرب، ومحمد أركون، ونصر حامد أبو زيد مع تفاوت بينهم في مدى التمسك بهذا المنهج، فيقوم على مبادئ مغايرة تماما لمبادئ المنهج البراغماتي، مثل مبدأ الحجب، ومبدأ الشك، ومبدأ المخاتلة، وهي مبادئ تقوم في مجملها على فكرة أن المتكلم لا يقول الحقيقة، بل هو مخادع مضلل، وهذا المنهج، وإن صلح لدراسة النصوص الأدبية المستغلقة وما شابهها من الفنون، فلا أظن أنه يصلح لدراسة النصوص الدينية والقانونية ونحوها مما ينتمي إلى النصوص المقاصدية.
الفئة الثانية: وهم أهل التقليد الذين يُغلقون باب الاجتهاد، ويسدون منافذ العقل والعلم، ويشككون في كل محاولات التجديد والتطوير، والانفتاح على مصادر المعرفة غير التراثية.
ولعل الفرق بين الفئتين: فئة الباطنيين الجدد، وفئة المقلدين أن الخلاف مع الفئة الأولى خلاف منهجي وجوهري ومبدئي، لا يتوقع معه الاتفاق إلا بالعودة إلى المنهج العلمي في دراسة النص، وليكن المرجع في ذلك الدراسات اللسانية بمدارسها المعتبرة التي تقوم على الموضوعية، بعيدًا عن أهواء بعض اللسانيين الفرنسيين الذين يصفهم تشومسكي بأنهم زمرة من الهواة يضيعون أوقاتهم في مقاهي فرنسا. أما الخلاف مع الفئة الثانية فهو خلاف ثقافي اجتماعي لا يحتاج حلّه إلا إلى وقت للتأمّل يدرك فيه هؤلاء أهمية الأمر، وصدق النوايا؛ ويتذكرون فيه أن علم أصول الفقه ما كان ليأخذ هذا الشكل
(يُتْبَعُ)
(/)
المطوّر لولا إفادة علمائه من الفلسفة والمنطق اليونانيين، وأنه لا خشية على الإسلام وعلى الشريعة من التمسك بالعلم الموضوعي.
ومنذ أن نشر هذا الكتاب باللغة الإنجليزية لا يزال يلقى عناية من المهتمين بهذا النوع من الدراسات في مختلف بقاع العالم، ولاسيما في أمريكا وأوروبا. وربما كان من أهم ما يلفت انتباه الباحثين الذين كتبوا مراجعات لهذا الكتاب، وغيرهم من الذين اطّلعوا على هذا العمل ذلك الاطراد العجيب الذي اتسمت به أفكار ابن تيمية على الرغم من تنوّع مساراتها بين عقديّة، وفلسفية، ومنطقيّة، ولغويّة. لقد كانت صورة ابن تيميّة في أذهان الغربيين، وكثير من المسلمين، ولا تزال أقرب إلى صورة الفقيه المتشدد الذي يتسم بضيق الأفق، ومعاداة المنطق، والتفكير العقلاني، والتشدد في المواقف والفتاوى، والتحامل على الآخرين. وقد أسهم كثير من خصومه، وربما من أنصاره في ترسيخ هذه الصورة، وترويجها، على الرغم من أن واقع الأمر يختلف تماما عن ذلك. إن المتمعّن في فكر ابن تيميّة ليلحظ بوضوح أنّه أشدّ المناوئين للتقليد الأعمى، وأكبر دعاة الاجتهاد في التاريخ الإسلاميّ، وربما كان نقده للفلاسفة المسلمين قائما على الإحساس بأنهم استسلموا لأفكار أرسطو وغيره من فلاسفة اليونان دون أن يُعملوا عقولهم بالقدر الكافي الذي يضمن الوصول إلى قواعد منطقية ومبادئ فلسفية أقرب إلى الصواب مما ورثوه عن فلاسفة الإغريق. ومن هذا المنطلق شرع في قراءة فاحصة للمنطق اليوناني بمدارسه المختلفة، وأردف بقراءة شروح الفلاسفة المسلمين وتعليقاتهم عليه بعقل متفتّح، وفكر ناقد، وكان من نتائج ذلك التفنيدُ العلميّ لكثير مما عُدّ من مسلّمات المنطق اليوناني، كالقول بأسبقية الكليات على الجزئيات، وطريقة القياس الأرسطي، وكيفيّة صياغة الحدود، ومسائل الإدراك، وغير ذلك من قضايا المنطق، والفلسفة، وربما كان مما يدعو إلى العجب أنه كثيرا ما يصحح أفكار بعض الفلاسفة اليونانيين، ويخطّئ ما يقابلها من آراء العلماء المسلمين وفلاسفتهم، غير أن أهم ما تخرج به بعد التحقيق والتدقيق في أصوله النظرية هو الانسجام الفريد بين عقائده الدينيّة، وأفكاره المنطقيّة، والفلسفية، واللغوية، وربّما كان هذا من أهم ما يمكن تقديمه مسوّغًا لدعوته لدرء تعارض العقل والنقل، كما هي مشروحة في كتاب له بهذا العنوان مع تفصيلات وشروحات أخرى مبثوثة في كتبه المختلفة. كلّ هذا يدعو إلى القول بأن ابن تيميّة هو الممثل الحقيقي للفكر الإسلامي الذي هو نتاج التفاعل والتلاقح بين النص المنقول والعقل المتفتّح. ومما زاد من أهميّة الأصول النظرية التي تمحورت أفكاره حولها أنها تمثل وسطًا بين تطرّف الظاهريّة في التمسّك بحرفيّة النص، ومبالغة أنصار التأويل في تباعدهم عن النص شكلاً، ومضمونًا. إن القارئ الموضوعي المدقّق لفكر ابن تيميّة قد يتفق أو يختلف معه، ولكنه لا يملك إلا أن يعجب به، وما زلت أذكر جيّدًا بهذه المناسبة عبارة د. م. ف. ماكدونالد الأستاذ السابق بجامعة إدنبرا: " you've changed my perception of Ibn Taymiyya" التي قالها لي بحضور د. فريدة أبوحيدر الأستاذة بجامعة لندن، وترجمةُ عبارته هي: "لقد غيّرتَ نظرتي إلى ابن تيميّة". ومن الباحثين الغربيين الذي صدر عنهم ما يشبه هذا الكلام د. ميشال كارتر الأستاذ بجامعة أوسلو ضمن مراجعته للكتاب التي سنقتبس منها بعض مما جاء في تعليقه عليه.
وعودة إلى ابن تيمية نقول: إن من يقرأ كتبه قد يشعر ببعض الاستياء من تهجّمه الحاد على بعض الأعلام، والفرق الإسلاميّة، ولكنّه ربما أبدى شيئًا من التفّهم عندما يقرأ عن الظروف السياسيّة، والدينيّة، والاجتماعية التي عاش فيها، ويعلم أن حياة ابن تيميّة كانت في معظمها معارك سياسيّة ضد الغزو المغولي، ومناهضة لأصحاب النفوذ في السلطتين الدينيّة والسياسية، وجرأة في إبداء الآراء العلمية والفتاوى الفقهية نشأ عنها تعرضه للكثير من المؤامرات والفتن، وكان من نتائجها تردده المتكرر على السجن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الموضوعات الأخرى المهمة التي نوقشت في الكتاب عناصر التخاطب، والتفريق بين مبادئه وأصوله. ومنها أيضا التفريق بين أنواع الدلالة المختلفة، ودراسة التصنيف الدلالي بنوعيه العلامي، والنصي، ولعلّ أهم ما ينوّه به هنا ربط أنواع الدلالة المختلفة بمبادئ التخاطب المفسرة والموجهة لها.
وأخيرا أقول: إن جملة ما ورد في الكتاب يتضمن حثًّا ضمنيًّا على الشروع في صوغ خطاب إسلامي علمي نهضوي راق يحسّن صورة التراث الإسلامي، ويظهره على حقيقته الغرّاء الناصعة البياض، لينفض عنه غبار التشويه الذي تكاثفت جهود أعدائه وبعض أنصاره على رسمه وترسيخه في أذهان الكثيرين. وأهم من كل هذا مبادرة الكتاب بالقيام بتلك النقلة النهضوية الحضارية المتمثلة في الانتقال من استيراد المعرفة من الغرب إلى تصديرها لهم. ولاغرو في أن التبصرات النافذة التي اشتملت عليها كتب الأصول جديرة بأن تصاغ صوغًا علميًّا حديثا يجاري وربما ينافس أحدث النظريات اللسانية الغربية الحديثة. ومن يقارن بين نظرات الأصوليين الثاقبة في اللغة والتخاطب ليجد ما يبرهن على إمكان ذلك. وما هذا العمل إلا لبنة صغيرة في صرح بناء أكبر ندعو الله أن يكلله بالنجاح، ولاسيما أن الأمر يتعلق بجانب مهم من حياة الأمة، فهو يتعامل مع المدخل إلى ثوابتها وثقافتها وحضارتها. ومن يسلّم بأن الحضارة الإسلامية حضارة نص، وحضارة عقل مؤسس على النص، لا يستغرب أن تثبت التجربة أن مشروعًا علميًّا حضاريا عمره يتجاوز ألف سنة يمكن أن يجد له مكانا مرموقا في مناقشات أساتذة الجامعات الغربية في القرن الواحد والعشرين وما بعده.
مراجعات وأصداء لهذا الكتاب
Mohamed Mohamed Yunis Ali, Medieval Islamic Pragmatics: Sunni Legal Theorists’ Models of Textual Communication (London: , Curzon Press-Routledge, 2000), (284PP).
أثار الكتاب اهتماما كبيرا في أوساط المهتمين بعلم الأصول، واللسانيات، وفلسفة اللغات، وقد تجسّد هذا الاهتمام في الأشكال الآتية:
1) عدد مراجعات الكتاب، وما جاء في هذه المراجعات
ومن هذه المراجعات:
? 1 - Anever M. Emon M University of California at Los Angeles.
? 2- Michael G. Carter.
? 3- Farhan Siddiqui.
? 4- Nicolas Rosei Nebot .
2) تدريسه في بعض الجامعات الغربية؛
3) سعة انتشاره في مكتبات الجامعات العالمية، ومواقع بائعي الكتب عبر الإنترنت.
مقتبسات مما جاء في المراجعات
• جاء في تقرير د. أدريان قالي رئيس تحرير المجلة البريطانية لدراسات الشرق الأوسط (وهو القارئ الذي كلفته دار النشر الكيرزون برس بمراجعة الكتاب) ما نص ترجمته:
"يتضمن الكتاب دراسة مفصلة جدا عن موضوع يُعدّ غاية في الأهمية والتشعب. برنارد ويس B. G. weiss هو واحد من العلماء الرواد الذين يعدون حجة في هذا الموضوع على مستوى العالم، وقد استطاع المؤلف أن يضيف عددا كبيرا جدا من الأفكار والتبصّرات في موضوعات لم يعالجها ويس نفسه بهذا العمق. إن أهمية التخاطب النصيّ والدلالة في العصور الإسلامية الوسطى بدأت الآن فقط تتجلى للعيان، وقد تمكن المؤلف، بإيضاحه الأصول والأطر النظرية التي عمل فيها علماء الأصول، من كشف أهمية العمل الذي قام به الأصوليون في هذا المجال. إن الأسس النظرية المتينة التي وضعها المؤلف في هذا الكتاب ستثير اهتمام العلماء المعاصرين في جميع أنحاء العالم لاسيما في أوربا. كما أنّ نجاح المؤلف في هذه المقارنة بين نظريات الأصوليين والنظريات البراغماتية الحديثة أعطى لعمله بعدًا آخر من الإثارة".
• أما د. أنفر م إيمون (من جامعة كاليفورنيا) فيقول في مراجعة له للكتاب نشرتها مجلة الجمعية الأمريكية لدراسات الشرق الأوسط ما نص ترجمته:
(يُتْبَعُ)
(/)
"إن ما لم ينجز بقدر كاف حتى الآن هو دراسة النظرية اللسانية والعلامية المفسرة لصوغ عمليات التأويل عند قدامى الأصولييين. وقد استطاع يونس علي –في هذا الجانب من التأويل الإسلامي – أن يقدم إسهاما جادا. فهي دراسة متينة ومتخصصة لمناقشات مهمة في النظرية اللسانية والعلامية في الفكر الفقهي الإسلامي. وتبدو أهمية عمله في أمرين: 1 - كونه يسد ثغرة في كتابات علماء أصول الفقه الإسلامي، و2 - كونه يقترح أن جزءا أساسيا من النظرية الأصولية تتضمن نظريات متنافسة في تفسير المعنى، وتحديده، وتأويله. (…)
يعد الكتاب مقدمة متينة، وسيكون مثيرا للمتخصصين، وكذلك لطلبة كل من الشريعة الإسلامية، وعلم التأويل الإسلامي، والنظرية اللسانية، والعلامية".
• وفي مراجعة أخرى لميشال كارتر (من جامعة أوسلو) نشرتها مجلة القانون والمجتمع الإسلامي نقرأ ما نصه:
يعد الكتاب إضافة جديدة إلى أدب نظرية الفقه الإسلامي على المستوى الأصولي. وما فعله علي بنجاح، وبتفصيل هو تطبيق اللسانيات البراغماتية الغربية على علم أصول الفقه الإسلامي حتى القرن الثامن الهجري؛ لكي يوضح دون إطناب كيف اكتشف الأصوليون الحاجة إلى تسويغ منهجي لطرائقهم في استنباط الأحكام الأصولية من النص. وبناء على ذلك سيكون مفيدا أيضا لطلبة الدين المقارن، والقانون المقارن. (…)
لقد خصص علي فصلا آخر من الكتاب لآراء ابن تيمية في التخاطب، ودرس في الفصل الأخير – وهو أصعب الفصول- نظريات الدلالة المختلفة. وينبغي أن يقال: إنه لا الموضوع ولا التحليل يتسم بالسهولة، ومما يحسب لعلي أنه حافظ على كبح جماح تعقيدات، وتشعبات المشكلة، الأمر الذي جعله يحقق نوعا من التعمق الفكري انطلاقا من الأسئلة المبدئية الأساسية حول كيفية حصول المعنى، وصولا إلى المباحث الختامية المتعلقة بكيفية إبلاغ المعنى وفهمه. (…) وما يلفت الانتباه في معالجة علي ذلك الاطراد الرائع والمثير للإعجاب في أفكار ابن تيمية. إننا نعلم أن ابن تيمية يحظى بقليل من الاحترام في الأمور المتعلقة بالتفكير المنطقي أو بأي نوع من التفكير يستدعي إقحام التأمل البشري بين الحقائق الظاهرة، ومعانيها الواضحة. وبناء على ذلك كان من المثير جدا أن نكتشف أن نظريته في الدلالة تنسجم تماما مع موقفه من المنطق. (…).
إن ما سبق ما هو إلا نزر مختار من تلك المسائل التي يناقشها هذا الكتاب الجذاب fascinating. (..).
وعلى أي حال، فإن هذا الكتاب ما هو إلا انطلاقة، وهي حقا انطلاقة واعدة جدا؛ إذ إن فكرة استخدام براغماتية قرايس لشرح مناهج علماء أصول الفقه الإسلامي مثمرة جدا، وقد نجح علي بمستوى يثير الإعجاب في البرهنة على عمق تفكير الأصوليين وتماسك منطقهم، وكيف أنهم قريبون من مفاهيم البراغماتية الحديثة.
• وفي مراجعة على الإنترنت يقول فرحان صديقي:
”لقد تعامل محمد محمد يونس علي مع موضوع متخصص جدا في أصول الفقه الإسلامي (…). إن نقطة القوة في الكتاب هي أنه يرمي إلى إعادة المناظرة الفكرية التي نسيها المسلمون مع أنها تسهم في إثراء مجتمعهم. (…) إن مؤلف الكتاب محمد محمد يونس علي يدعو المسلمين إلى أن يدرسوا الإسلام على مستوى فكري عال؛ ويروا كيف أن الدراسات العلامية الحديثة semiotics في الغرب تعود إلى التاريخ لتصغي إلى عصر من عصور الإسلام كان السمو فيه للفكر وليس للعاطفة".
وأشارنيكولاس روسي نيبوت Nicolas Rosei Nebot من جامعة مالقا (في مجلة الترجمة الصادرة باللغة الإسبانية في بداية مراجعته) إلى إجراءين ينبغي للباحثين الغربيين أن يقوموا بهما لتسهيل دراسة المصادر الإسلامية دون تحريف، وهما: 1 - تنقية كل ما يتصل بالإسلام من شوائب غريبة موجودة في أغلبية بحوث المستشرقين، 2 - القيام بالبحوث المتعلقة بالموضوعات الإسلامية بنفس الجدية والوسائل العلمية المستخدمة في الأمور المتعلقة بحضارتنا الغربية.
ثم قال: "وبمجرد أن نقوم بهذين الإجراءين فقد أعربنا عن استعدادنا للقيام بالعمل الموضوعي المطلوب، وكتاب Medieval Islamic Pragmatics يفي بهذين الإجراءين بوضوح، ومهارة، وحزم على نحو يستحق الإعجاب" (…) " فقد تمكن من هدم كل الأفكار والاصطلاحات الموجودة في الاستشراق المكتوب باللغة الإنجليزية واللغات الأوروبية الأخرى.
ولكي يصل إلى هدفه هذا، وهو إعادة بناء المجال الفكري في التخاطب الإسلامي من جديد، لا يتوانى المؤلف محمد يونس في الاستعانة بالتصميمات، والأشكال التوضيحية، التي تكشف –فضلا عن النص- السمة الأكاديمية المتأصلة في عناصر التخاطب بين علماء الإسلام (…)، والذي يجذب انتباه يونس علي هو موضوع المفاهيم في البحوث المتصلة بعمليات التخاطب، وقد وعد وبرهن –في هذه الدراسات النموذجية- على أن هذه المفاهيم يمكن أن تسهم في صوغ مفاهيم جديدة، وفي تطوير هذا الفرع من اللسانيات الحديثة". [/ FONT]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الحسن]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 11:00 م]ـ
د. محمد محمد يونس
أشكرك كلّ الشكر، وأود أن أعلمك أنّي من المتابعين والجادين في دراسة كتبك، ومن المعجبين بطريقة دراستك للعربية، ومن الكتب التي قرأتها: وصف العربية دلاليا، ومدخل إلى اللسانيات، ومدخل إلى علم التخاطب، وكذلك بعض أبحاثك وبخاصة بحثك عن القرافي، وغير ذلك، وكلّها من ممتلكات مكتبتي ولله الحمد.
وسبب هذه المتابعة أنني أدرس جزئية تتعلق بعلم التخاطب في نظرية النحو العربي كموضوع لأطروحة الدكتوراة.
وتقديمك لهذاالكتاب أضاف إليّ جديدا من أجل المتابعة في قراءة مؤلفاتك، وقد حاولت الحصول عليه من المكتبات بعد قراءتي لما كتبته قبل أيّام، ولم أوفّق.
فكيف السبيل إلى ذلك.
Ahmadalhasan***********
ـ[محمد محمد يونس علي]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 07:15 م]ـ
أخي العزيز بصمة
السلام عليكم ورحمة الله
أشكرك على ما جاء في رسالتك، ويؤسفني أن أخبرك أنه ليس لدي ما أفيدك به في كيفية الحصول على الكتاب، كل ما يمكن أن أدلك عليه هو موقع النيل والفرات على العنوان الآتي:
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb146484-107863&search=books
أو البريد الإلكتروني للناشر وهو
szrekany@inco.com.lb
أدعو لك بالتوفيق
ـ[محمد محمد يونس علي]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 07:33 م]ـ
:::
الفصل الأول
مقدمة
1، 1 - مراجعة عامة
1، 2 - مناهج الأصوليين التخاطبية في دراسة التخاطب
الفصل الثاني
الوضع والاستعمال
1.2. مقدمة
2.2. الوضع
1.2.2. الوضع الكلي والوضع الجزئي
2.2.2. الوضع العام والوضع الخاص
3.2. الاستعمال
1.3.2. القصد
2.3.2. القرينة
الفصل الثالث
الحمل
1.3. مقدمة
2.3. الفقه والفهم والحمل
3.3. الدلالة باللفظ ودلالة اللفظ
4.3. السياق من زاوية المخاطَب
1.4.3 النظرة الشمولية للنص
2.4.3 القرينة عنصرا دالا
3.4.3 أنواع القرينة
5.3 أنموذج الحمل عند الجمهور
1.5.3 الأصول
1.1.5.3 بيان المتكلم
2.1.5.3 مبدأ صدق المتكلم
3.1.5.3 مبدأ الإعمال
4.1.5.3 مبدأ التبادر
5.1.5.3 مبدأ الاستصحاب
الفصل الرابع
نظرية الحمل السياقي عند ابن تيميّة
4. 1. مقدمة
4. 2. الدعوة إلى المنهج السياقي
4. 3. الخلفيّة الفلسفيّة
4. 3. 1. موقف ابن تيمية الوجودي
4. 3. 2. نظرية نسبيّة الإدراك عند ابن تيمية
4. 3. 3. نظرية الحد السياقية عند ابن تيمية
4.4. نظرة ابن تيمية السياقية إلى اللغة والإفادة
5.4. نظرة ابن تيمية السياقية إلى التفريق بين الوضع والاستعمال
6.4. نظرة ابن تيمية السياقية إلى التفريق بين المعنى والمراد
7.4. نظرة ابن تيمية السياقية إلى الدلالة
8.4. مراجعة ابن تيمية النقديّة لثنائية الحقيقة والمجاز
1.8.4. رأي أنصار ثنائية الحقيقة والمجاز
1.1.8.4. حجج لتأييد التفريق بين الحقيقة والمجاز
2.8.4. حجج ضد التفريق بين الحقيقة والمجاز
3.8.4. تفسير ابن تيمية للمجاز
9.4. أنموذج الحمل عند ابن تيمية
1.9.4. التأويل
1.1.9.4. حدود التأويل
الفصل الخامس
طرق الدلالة
5. 1. المقدمة
5. 2. التصنيف العلامي للدلالة
5. 2. 1. الدلالة اللفظية الوضعية
1.1.2.5. أنواع الدلالة اللفظية الوضعية
2.1.2.5. نقد التصنيف
3.5. التصنيف النصي للدلالة
.1.3.5. طريقة الأحناف في تقسيم دلالة النص
1.1.3.5. عبارة النص
2.1.3.5. إشارة النص
3.1.3.5. دلالة النص
4.1.3.5. اقتضاء النص
.2.3.5. طريقة الشافعية في تقسيم دلالة النص
.1.2.3.5. تصنيف الجويني
.2.2.3.5. تصنيف الغزالي
.3.2.3.5. تصنيف الآمدي
.4.2.3.5. تصنيف ابن الحاجب
.3.3.5. دلالة المفهوم
.1.3.3.5. أنواع المفهوم
1.1.3.3.5. مفهوم الموافقة
2.1.3.3.5. مفهوم المخالفة
1.2.1.3.3.5. أركان مفهوم المخالفة
2.2.1.3.3.5. حجية دلالة مفهوم المخالفة
3.2.1.3.3.5. أسس مفهوم المخالفة
4.2.1.3.3.5. شروط حجية مفهوم المخالفة
5.2.1.3.3.5. أنواع مفهوم المخالفة
المصادر والمراجع
فهرس الأعلام والمصطلحات
المؤلفات العربية
1.1. المصادر
2.1. المراجع
2.المؤلفات الإنجليزية(/)
الإسلام السياسي والخروج من دائرة الإيمان
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 10:38 ص]ـ
الاسلام السياسي والخروج من دائرة الايمان
الدكتور غالب الفريجات
اخذ المسلمون ينحون باسلامهم في اتجاهات بعيدة كل البعد عن جوهر الحق، الذي جاء من السماء من خلال كتاب الله وسنة نبيه الكريم، عندما اخذوا يتنازلون عن الثوابت الواردة في جوهر الدين وفي مقدمتها الجهاد، لان الدين الاسلامي بدأ بالجهاد وانتصر به وسيبقى حتى يوم الدين يقاس بمعياره، وهو في اعتقادي كفريضة من فرائضه، التي دأب المسلمون على ذكرها بانها خمس، لانه فرض عين على كل مسلم ومسلمة مادامت ديار المسلمين محتلة من قبل اعدائهم، وهل هناك اغلى من فلسطين والعراق، حتى لا يهرع المسلمون الى تلبية نداء الجهاد؟.
حكام المسلمين يسيرون على خطى ونهج اعدائهم في واشنطن وتل ابيب ويأتمون بأوامرهم، ويتلذذون بالنوم في احضانهم، وهم اقرب الى طاعة اسيادهم في واشنطن وتل ابيب من طاعة الله،لا بل هم يحملون السلاح في قتال المسلمين تنفيذا لتعليمات بوش وشارون بدلا من الاحتكام الى كتاب الله وسنة نبيه عندما يأتيهم الخطر او يأتي الخطر بعض ديار المسلمين وهم اكثر عداء لديار المسلمين من اولئك الاعداء اتباع الشياطين، يستوي في ذلك النظام العربي الرسمي، ورجال السلطة في بلاد المسلمين خارج حدود الوطن العربي، فهم سواء بسواء، لا ذمة لهم ولا دين، دينهم مصالحهم وكراسي الحكم التي يجلسون عليها، وكعبتهم واشنطن وتل ابيب، وتراتيلهم في صلواتهم ما ورد في العهد القديم والجديد لبني صهيون.
رجال الدين في العالم الاسلامي موظفون صغار لدى حكام يتنافخون بالخزي والعار، وهؤلاء لا يهمهم الا المزايا والمكاسب الدنيوية البعيدة عن الورع الديني، فأي رجل دين حقيقي لا يعتلي المنبر ويدعو لهذا الصنم او ذاك لا ينتظر سيارة ولا منحة ولا بركة من بركات الصنم السلطان الذي يجب ان يدعو لهبالبطانة الصالحة، فكيف يكون ذلك اذا كان هذا الصنم بلا اخلاق ولا معرفة، لا بشؤون الدين ولا شؤون الدنيا، وكل ما يعنيه بطانة ترقص لافعاله وتسبح بحمد بركاته من العذاب والتعذيب لابناء جلدته، التي تنتصب قامته فروسية على اعمالهم،وتتقزم قامته امام اسياده في هذا الحفل الماسون اوذاك.
رجال الدين هم رجال الدنيا، لانهم يشغلون دنياهم بتحسين احوالهم الدنيوية، ولا يفقهون من جوهر الدين الا ما يملي عليهم السلطان من ترانيم وتعاويذ جاهلية، اكثر غرابة من تلك التي كان يقدمها الجاهليون لاصنامهم التي يقدمون على اكلها حالما تخور بطونهم، ولهذا فان الاسلام في نفوسهم وضمائرهم هو املاءات السلطان وما يرضي اسياد السلطان، ولا غرابة ان يطالب الاسياد الغاء فريضة الجهاد، فنقدم على ذلك منذ اكثر من ربع قرن،، حتى لا يكون الجهاد سبة لممارساتنا لان الجهاد ارهاب، والارهاب يطال الاعداء في عقر دارهم ولا يجوز ممارسة الارهاب حتى لو جاء الاعداء الى بيوتنا وفتحوها عنوة لممارسة البغاء في غرف نومنا.
الثقافة الدينية يجب ان تكون منسجمة مع التصالح والتضامن ليس بين افراد المجتمع، ولكن بينهم وبين من يحتل ديار المسلمين من صهاينة وامريكان، فالثقافة الدينية هي ثقافة التطبيع مع المحتل، وثقافة التسامح مع المارينز الذي جاء ليهدم بيوتنا ويدمر قرانا ومدننا ويلغي حضارتنا ويدوس على ثقافتنا، ثم ليأتي على لساننا وحاله يقول اليس هو لسان القرآن وحديث محمد عليه الصلاة والسلام؟، فلابد لنا من لكنة غير لكنة القرآن، وتراتيل كنائسية وليست محمدية قرآنية، ففي الاولى نسير على خطى الحضارة والتقدم، وفي الثانية نحن احفاد التخلف واتباع الارهاب، ولابد من اجتثاث التخلف والارهاب من نفوسنا وضمائرنا وعقولنا حتى نكون قادرين على فهم لغة اسيادنا في واشنطن وتل ابيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
الاسلام السياسي الذي يريده لنا بوش وشارون بدون جهاد ومقاومة، وعلينا ان ننقب في دفاترنا وكتبنا المدرسية من اية اشارة لهذا الارهاب الكامن في احشاءالكتب حتى لا نحشو عقول صغارنا، وعلينا ان نقر ان ترانيم الدين هي القادمة مع كل قدم امبريالي امريكي تغزو بلادنا ومع حذاء كل صهيوني يدوس فيه على كرامة انساننا،فلا شرف لنا ولا كرامة، اما الاوطان فهي ساحات جغرافية لا صلة لنا بها ولا صلة لها بنا، لان انساننا لا جذور له ولا ثقافة ولا حضارة، وهو ابن هذا العالم الذي تدون فيه احكام القانون الدولي في مجلس الامن الامريكي، مع الاخذ بعين الاعتبار آراء وتفاسير وتحليلات مستشار الامن العالمي في تل ابيب
يعود الاسلام غريبا كما بدأ غريبا قالها سيد الرسل وحبيب خالق هذا الكون، فهل ان اسلامنا يعيش في غربة قطعته عن الجذور التي عمقت غرسه؟، فكان له دولة وكانت له حضارة، واخذت هذه الجذور تذوي حتى اصابها اليباب، واخذنا لا نرى منه شيئا في الجوهر، وبدأ اتباعه يسيرون على نهج بدون خطى، يرددون آيات واحاديث بدون معنى، ودخلنا في ظلام داكن بفعل سلاطيننا الدينيين والدنيويين، واستمرأنا الحياة على ذلك، لانها حللتنا من حياة المكابدة والمعاناة، لان الرسول العظيم يقول لنا " ان من اعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " وبدلا من ذلك فان من اعظم الجهاد لدينا اصبح تمسحا وتملقا بسلطان جائر وعدو قاتل فتسابقنا على موائد الدنيا الرخيصة، وتركنا ملذات الآخرة التي تعبق بروح الجنة، التي لا يدخلها الا المتقون، وهؤلاء لن يكونوا ممن تغمض عيونهم عن رؤية الحق، ولا ممن يجهدون في طلب الدنيا بدلا من الآخرة، فارتعشت اياديهم وخفقت قلوبهم رعبا وخوفا على الارزاف والاعناق، التي هي من عند الله لا من عند السلطان.
يحق لبوش وشارون ان يفكرا نيابة عنا باسلام امريكي صهيوني جديد،لان من كانت حاله هكذا لا يستحق ان ينتسب الى الاسلام وهوغير جدير بان يكون من اتباع محمد، لان اسلامنا اشبه بذاك الوالد الذي يوصي ابنته بالصلاة وهي كاسية عارية امام ملايين الناس،او بتلك المؤذنة في احدى الكنائس وهي فارعة الرأس، فهذا هو اسلام بوش وهذه تعاليمه، فالويل كل الويل لمن لا يسير على هذا الاسلام الامريكي، اسلام كنائسي بتراتيل تلمودية.
اما سادتنا وولاة امرنا من حكام وسلاطين، وحتى من ائمة وشيوخ، فهم الاحق بوضع تعاليم الدين الاسلامي الامريكي من خلال تعاويذ وفتاوي، حتى يسهل على جمهور المسلمين من الاميين ان لا تزل خطاهم ولا يجانبون صواب هذه الفتاوي، لان السيد الامريكي يهدد باساطيله ودباباته وصواريخه وبحصارنا وقطع ارزاقنا، فما علينا حتى يتسنى لنا العيش الرغيد في ظل ديمقراطية السيد الجديد لهذا الكون الا ان نكون تلاميذ مطيعين طيعين، وحتى نصل الى قوله تعالى وكفى الله المؤمنين شر القتال من خلال فتوى سيستانية فارسية للامة وجمهور المسلمين.
تبا لامة لا تتحرك فيها كرامة، ولا تثور فيها نخوة، عندما تداس اوطانها، وتنتهك حرمات نسائها، ويتم تمزيق قرآنها، وتهدم معابدها ومساجدها على رؤوس المؤمنين في جنين والفلوجة.
في الاخير اريد منكم إخواني اعضاء ومشرفي الفصيح إجابة السؤال الاتي
ما الفرق مابين تسييس الدين وتديين السياسه؟
دمتم بألف خير
ـ[أبو طارق]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 03:49 م]ـ
س: ما هي النصيحة الغالية لحكام وعلماء المسلمين وأنتم تمارسون الدعوة الإسلامية في أشرف أرض وفي أوسع نطاق.؟
ج: نصيحتي لحكام المسلمين أن يتمسكوا بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يحكموها في الشعوب التي يتولون مسئوليتها تنفيذا لقوله تعالى:* وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ* وقوله عز وجل:* فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا* والآيات القرآنية في ذلك كثيرة.
وبذلك تتحقق سعادة الشعوب الإسلامية وتستقر الأوضاع المتقلبة في العالم الإسلامي ويجد الحاكم والمحكوم بغيته من السعادة والطمأنينة والأمن ويفوز الجميع بالسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة.
أما نصيحتي لعلماء المسلمين فهي أن يبينوا للناس الحق بأقوالهم وأعمالهم وأن يدعوا الناس إلى الله بإخلاص وشجاعة وأن لا يخافوا في ذلك لومة لائم. لأن عليهم مسئولية عظيمة ولأنهم يعلمون ما لا يعلمه غيرهم.
أسأل الله تعالى أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويجمع قلوب المسلمين قادة وشعوبا على ما يرضيه وأن يعيذهم جميعا من شرور وسيئات أعمالهم وأن يهديهم صراطه المستقيم إنه ولي ذلك والقادر عليه. أ هـ
ابن باز عليه رحمة الله ( http://www.salafiyat.com/showthread.php?t=1730)
فالخيرية فعلماء المسلمين باقية إن شاء الله , لايضرها من انتقصها أو نفاها. وبدل أن نقوم على الحكام ونثور ضدهم ندعو لهم بالصلاح والإصلاح؛ لأن الخروج عن الحكام يزيد من غضبهم ومقتهم ويرجع أثره على الشعوب.(/)
أفيدونا يا أهل الشعر
ـ[فخور بالعربية]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 01:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
سمعت بيتا من الشعر ويبدو أني سمعته خطأ لذا أرجوممن يعرفه أن يصححه لي
البيت للحريري عندما حضرته الوفاة دعا ابنه وأنشده بيتين من الشعر وقال له:
لا تغترر بفتن الزمان (هنا الشك) ولا تقل عند الشدائد لي أخ وقريب ..
جربتهم فإذا المعاقر عاقر والآل آل والحميم حميم
الشك عندي بالشطر الأول من البيت
بانتظار ردكم
وبورك فيكم
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 01:26 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه بغيتك إن شاء الله
خذ يابني بما اقول ولا تزغ =ماعشت عنه تعش وانت سليم
لاتغترر ببني الزمان ولا تقل =عند الشدائد لي اخ وحميم
جربتهم فاذا المعاقر عاقر =والآل آل والحميم حميم
ـ[فخور بالعربية]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 09:57 ص]ـ
شكراو ألف شكر أخي الحارث السماوي
وزادك الله من العلم مايعينك على تقواه
فعلا هو ما أردت
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 11:28 ص]ـ
شكراو ألف شكر أخي الحارث السماوي
وزادك الله من العلم مايعينك على تقواه
فعلا هو ما أردت
ازادنا الله جميعاً
وسأظل اكرر ما قلت
نحن كالبنيان(/)
أنشودة رائعة جدا
ـ[أبوعمار الأزهري]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 07:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى إخواني وأخواتي الأفاضل والفضليات هذا النشيد المؤثر وأرجو أن يعجبكم
ولا تنسوا أخاكم من الدعاء.
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=CbanqMLKH(/)
حل كامل لكتاب النحو ثالث ثانوي الجزء الثاني
ـ[عبدالله الهلالي]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 07:51 م]ـ
أريد حل كامل لكتاب النحو و الصرف الصف الثالث ثانوي الترم الثاني
أنا عضو جديد ولا تخيبون ظني فيكم
تكفون بس1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رعه
تقبلوا تحياااااااااااااااااتي:::(/)
علي وفاطمة والحسن والحسين أبناء محمد بن عبدالوهاب التميمي - رحمهم الله تعالى -
ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 08:03 م]ـ
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله.
لاشك ان كل عاقل لايسمى أبناءه الا بمن يحبهم , من هنا فقد سمى الشيخ محمد بن عبد الوهاب ابنه الاكبر علياً وابنته
فاطمة واثنين من أبنائه حسناً وحسيناً راجع كتاب الدرر السنية الطبعة الأولى دار الأفتاء (12/ 19) فنعم الاسم
والمسمى.
قال المؤلف: ولابأس هنا ان نبين حال أهل البيت رضى الله عنهما فى تسمية أبنائهم ولو بالآشارة فقط، فهذا على
رضى الله عنه يسمى ابنائه ثلاثة بأسماء الخلفاء قبله ابي بكر وعمر وعثمان ولاعجب فأنهم اخوة واصهار ورحماء
بينهم كما وصفهم الله تعالى. فأبو بكر صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذا عمر، فبعد وفاة ابى بكر تزوج على
من ارملته (اسماء بنت عنيس) وزوج على ابنته (ام كلثوم) عمر رضى الله عنهم اجمعين، وعثمان زوجه النبى صلى الله
عليه وسلم بابنتيه اللتين هن اخوات فاطمة الزهراء. ثم هذا الحسن رضى الله عنه سيد شباب اهل الجنة يسمى ابنه (
عمر) ولاغرابة! أليس هو زوج أخته؟ فهم آل بيت النبى رضوان الله عليهم اجمعين.
فهل سيطل علينا من يقول إن (محمد بن عبد الوهاب) يبغض آل البيت
عليهم السلام؟!!
ـ[همس الجراح]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 01:08 ص]ـ
نبأ ما كنا نعرفه
اللهم اجمع المسلمين على خير وقوّ أمرهم. وشد من أزرهم.
ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 09:53 ص]ـ
اللهم آمين , حياك الله أخي
ـ[سامح رضا]ــــــــ[24 - 03 - 2007, 03:31 م]ـ
نبأ ما كنا نعرفه ... بارك الله فيك
اللهم اجمع المسلمين على خير وقوّ أمرهم. وشد من أزرهم.(/)
هل من حق الزوج التفتيش بهاتف زوجتة النقال؟؟
ـ[البيلسان]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 10:19 ص]ـ
:::
أطرح بين أيديكم هذا الموضوع وأريد مشاركاتكم الهادفه
أحيانا يساور الرجل بعض الشكوك أو حتى الفضول للإطلاع على هاتف زوجته ..
وسؤالي هنا ...
هل من حق الزوج التفتيش والإطلاع على أرقام زوجته ومكالماتها وأوقتها!!!!!!!!!
وكذلك هل من حق الزوجه التفتيش والإطلاع على أرقام زوجها ومكالماته وأوقاته!!!!!!!!!
ترى!! ماذا ستفعل؟!! هل سيسألها؟!! أم سيراقب هاتفها ومكالماتها؟!!
فهل من حق الرجل تفتيش هاتف الزوجة أم العكس؟؟؟؟
ـ[قلم الرصاص]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 10:37 ص]ـ
لنفترض أن الزوجين يقومان بهذا العمل وبشكل سري
ولمدة شهر ولم تكن ظنونهما أو شكوكهما صائبة
فهل سيستمران في التفتيش .. ؟ لاأظن
فإذا وجدت بينهما الثقة انعدم الشك
وهذا لايعني أن نغفل تماما ونضع الحبل على الغارب
في رأيي لامانع من التفتيش لقطع الشك بالقين
بشرط أن يكون سرياً ,
أشكرك أخت / البيلسان
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 11:24 ص]ـ
هل بالضروره أن تمتلك الزوجه تلفون نقال (جوال)
والرجال قوامون على النساء
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 03:58 م]ـ
هل بالضروره أن تمتلك الزوجه تلفون نقال (جوال)
هل عندك شك في ضرورة امتلاك المرأة جوالاً؟؟؟؟؟!!!!!
ـ[البيلسان]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 04:52 م]ـ
أخوي الحارث السماوي أعتقد بأنه لا توجد إمرأة لا تمتلك جوال خصوصا هذة الفترة، تبعا لظروف العمل وغيرة.
أشكرك على وجهة نظرك.
أختي مريم الشماع أشكرك.
أخوي قلم رصاص ألا ترى أن هذا العمل لا يحدث بين الأزوج التي حياتهم مبنية على ثقة؟
و إذا كانت الثقة بينهما فلماذا يفتش كل واحد منهما هاتف الأخر بالسر؟؟
وأشكرك على ردك
بالنسبة لي أنا فإني أعطي زوجي كامل الحرية بإستخدام هاتفي النقال مع أنة نادرا ما يطلبة أو يستخدمة، حتى أنة يعرف رقمي السري و أنا أعرف رقمة السري لاكن لم أطلب منه يوما أن يريني هاتفة إلا برضاة ومن نفسة.
ـ[نردين]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 05:13 م]ـ
ليس من الأدب أن يفعل أحدهما ذلك لأن هناك رسائل خاصة مثلاً بين الزوجة وصديقاتها أو الزوج وأصدقائه .. ولو فتش احدهما بدون علم الاخر قد يفهم بعض الاشياء على غير وجهها الصحيح ...
اعرف اب كاد يقتل ابنته بسبب فهمة لرسالة خطأ في جوالها كانت قد ارسلتها صديقتها لها لتخبرها بنتيجتها في الكلية تقول (انتي حملتي اثنين) يعني معك مادتين ونحن في السعودية هذا المصطلح متعارف عندنا وليس بغريب لكن الاب لم يفهم الرسالة ...
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 05:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذاموضوع جدير بالنقاش والحوارحوله شريطة أن لايصل ذلك حد الجدال
أما كون الزوج أوالزوجة يفتش جوال الآخر فهذا أمرغيرمقبول في رأيي
لأن للرجل خصوصيته وكذلك للزوجة وإذا مابلغ الأمر لهذا الحد وهو النظروالتفتيش
فهذا من أسباب الخلاف والفتنة وبداية الشك الموصل في النهاية إلى نهاية العلاقة الزوجية
ويبقى السؤال لماذا يفتح الزوج أو الزوجة الجوال وهو يعلم أن به بعض الخصوصيات؟
إذا كانت الغيرة من دفع أحدهما لمثل هذا فقد يجد ما لايسره وستكون غيرة سلبية تؤدي إلى نتائج عكسية.
وإذا كان الدافع الشك فسيتعلق بما وجد وإن كان لايستحق وسيجعله سبب خلاف
وإذا ماكان فتح الجوال بدون سبب فهذا يعني عدم الثفة وإحترام الخصوصية
وفي رأيي من سيفعل شيء من هذا فلا يشتري لزوجتة جوال:)
كي تستقرحياتهما ولا يكون مفتاح شرومغلاق خيرومنفذ لإبليس
وتحياتي للجميع
ـ[المرشد]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 06:55 م]ـ
:::
تعليق:
هذا سلوك مشين، ويحوي أربعة محاذير:
*أولها: سوء الظن عادة، وفي الآي:"إن بعض الظن إثم".
*وثانيها: التجسس على الآخر، وقد قال الله:"ولاتجسسوا ... "
*وثالثها: تتبع للعورات، وفي الحديث:"ولاتتبعوا عوراتهم-أي: المسلمين-فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله"رواه النرمذي.
*ورابعها: أذية للمسلم، وفي الحديث:"لاتؤذوا المسلمين"رواه الترمذي.
والسلام
ـ[ضاد]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 07:55 م]ـ
ما رأيكم أن نقارن المسألة بقصة عائشة رضي الله عنها لما تبعت النبي صلى الله عليه وسلم ليلا دون علمه إلى مقبرة البقيع ظنا منها أنه ذاهب عند أحد أزواجه, لعلنا نصل إلى رأي أفضل في الموضوع؟
ـ[زهرة العلم]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 08:23 م]ـ
الثقة ضرورة للتعامل بين ا لزوجين
ومن حق الزوج الاطلاع على هاتف زوجته
وبصفة عامة التفتيش إما أن يكون بسبب الفضول أو الشك، وكل طرف من الزوجين مسؤول عن معرفة سبب ذلك ومحاولة علاجه بالحوار قبل أي تصرف يندم عليه مستقبلا.
ولكن ذلك يعتمد على طبيعة العلاقة بين الزوجين , بمعنى لو كانت علاقة الإثنان منفتحة الى اقصى حد على الأخر فلن تكون هناك مشكلة .. كما يجب مراعاة خصوصية وضع الرجل و عمله .. فأعرف على سبيل المثال من من الافضل المصارحة و المكاشفة بين الزوجين قبل أن يصل الأمر الى هذا الحد من الشك من اي طرف من الطرفين يعتمد عملهم على التعامل مع النساء.
. تبادل المعلومات بين الزوجين والصدق يسد باب المراقبه من اصله
والشك وهو مرض خطير واحد الاسباب الرئيسيه في تدهور العلاقة الزوجية
وما أجمل الثقة بين الزوجين
واستغفر الله لى ولكم اجمعين
وجزاكم الله خير ا
أختكم زهرة العلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 08:43 م]ـ
ما رأيكم أن نقارن المسألة بقصة عائشة رضي الله عنها لما تبعت النبي صلى الله عليه وسلم ليلا دون علمه إلى مقبرة البقيع ظنا منها أنه ذاهب عند أحد أزواجه, لعلنا نصل إلى رأي أفضل في الموضوع؟
لعله من باب الغيرة أخي ضاد، وإلا فعائشة رضي الله عنها عنها أكبر من أن يساورها شك في زوجها:= 00 والشيء بالشيء يذكر رفيق الدرب، فرسولنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لقب بالصادق الأمين وماذاك في رأي إلا من أنه:= كان يعيش في النور الذي يحوطه ويرعاه، فنبراسه الصدق ومنهاجه الوضوح، لذا لم يترك لأحد أن يطاله أدنى شك أو ارتياب في أموره كلها بأبي هو وأمي 00
نعود إلى موطن النقاش، فالحياة الزوجية، ليست إلا حياة قائمة على الصدق، وفي ظني، لا يمكن بحال من الأحوال أن تنبني مفاهيم الصدق على قواعد الشك
ذاك من جهة ومن جهة أخرى، فالسكن من السكون الأمر الذي يترك لنا مفردات كـ: أمن،سعادة، دعة، وضوح، هناء، 000 الخ 0 وكلها تصب في بوتقة الثقة المتبادلة بين الزوجين 00 يقول عز وجل: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الروم21
تلك قاعدة الزواج الناجح 000 الزواج القائم على الثقة والوضوح ومعرفة الدور
خرجنا قليلا!!
لنعد والعود أحمد، فما ظنكم بأحد الزوجين يتطاول على ما نسميه مجازا بـ: خصوصيات أحدهما، تصرف غير لائق بل أصفه بالحمق لأنه ينبع من شك يعتمل في الدواخل، أي حياة هانئة يشعر بها أحد الطرفين وفي صدره بعض شك في الآخر؟!!
أي سعادة تتشيأ بين أركان منزل تتجاذبه أشباح الشك والارتياب؟!!
أكتفي بهذا القدر ودمتم بخير
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 09:38 م]ـ
أي سعادة تتشيأ بين أركان منزل تتجاذبه أشباح الشك والارتياب؟!!
القولُ الفصلُ قولُ المتزوجين.:)
ـ[البيلسان]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 12:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الأخت مريم أشكرك على تفاعلك وردودك المختصرة بالرغم من أنك لم تعطينا رأيك بالموضوع.
الأخت زهرة العلم أشكرك فقد أعجبني ردك.
أخي ضاد رأيي من رأي أخي مغربي فيما قالة.
أخي مغربي ردك رائع و أشكرك.
أخي المرشد جزالك الله خير على تعليقك.
أخي نعيم كلامك في منتهى الروعة، وهذا ما أعتقده بأنة الأسلوب الصحيح، ولكن!!
لماذا تطلبون من المرآة عدم إقتنائها الجوال ;)
لماذا تسيئون الظن بها دائما ;)
وجزاكم الله خير على تفاعلكم معي، وأعدكم بأن أضع مواضيع جديرة بالنقاش والفائدة.
دعواتكم لي.
ـ[البيلسان]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 12:13 م]ـ
المعذرة أختي نردين: p سقط إسمك سهوا ( ops
أشكرك على إطرائك الجميل.
ـ[المرشد]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 01:55 م]ـ
تعقيب
أختي الكريمة! قولكم:
وسؤالي هنا ...
هل من حق الزوج التفتيش والإطلاع على أرقام زوجته ومكالماتها وأوقتها!!!!!!!!!
وكذلك هل من حق الزوجه التفتيش والإطلاع على أرقام زوجها ومكالماته وأوقاته!!!!!!!!!
مفهومه: (السؤال عن الحق الشرعي)، وعليه كان تعليقنا بعاليه، مع لحظ أنه منوط بأصل المسألة، وأما إذا قام داعي الريب والشك فللفقهاء تقرير مغاير للمشار إليه آنفا.
والسلام
ـ[لؤلؤة البحر]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 03:21 م]ـ
موضوع جدير بالنقاش.
أنا من رأيي أنه من المهم أن تكون العلاقة وثيقة بين الزوجين.
بمعنى أن يكونا زوجين وصدقين وحبيبين لا يكتم أحدهما سرا عن الآخر ويستشيره في جميع أموره ويعرفه بأصدقائه ورفقائه ومشاكله ونجاحاته.
وإلا لما كان معنى للسكن بين الزوجين. ولصارت العلاقة الزوجية كأي علاقة أخرى زمالة قرابة ..... الخ
ومن ذلك قضية الهاتف الجوال فهو وهي يعرف من يهاتف زوجه لكن ليس بالضروري متى وكيف ولماذا لأن من علاقته كما أسلفت ليس عنده وقت ولا داعي لهذه الأسئلة.
ـ[البيلسان]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 08:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الأخت لؤلؤة البحر أشكرك على إبداء رأيك ...
أخي المرشد طرحت لكم موضوعي هذا للفائدة وإبداء رأي الجميع وردود الفعل ولكل شخص وجهة نظر، وسوف أحاول بإذن الله أن أسأل أحد الفقهاء عن هذا الموضوع في أقرب وقت ممكن، و أفيدكم بما يقولة بأمانة ...
أشكرك ...
ـ[المرشد]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 07:43 م]ـ
تعليقة
الفقيه هو المجتهد، ولاوجود لمجتهد منذ قرون، والمحفوظ من مذاهب المجتهدين المعتبرة أربعة، وهي مذهب الإمام أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رضي الله عنهم.
والسلام
ـ[شهرزاد]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 12:24 ص]ـ
موضوع جميل، بالنسبة لرأيي لست مع تفتيش النقال سواء الزوج او الزوجة لأنه يجب ان تكون الثقة مبنية بينهما وما ان يدخل الشك قلبيهما ستبدأ المشاكل .. لذا مادامت الثقة موجودة لا داعي لمثل هذه التصرفات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المرشد]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 07:46 ص]ـ
خلاصة
أختي الكريمة! قولكم:
وسؤالي هنا ...
هل من حق الزوج التفتيش والإطلاع على أرقام زوجته ومكالماتها وأوقتها!!!!!!!!!
وكذلك هل من حق الزوجه التفتيش والإطلاع على أرقام زوجها ومكالماته وأوقاته!!!!!!!!!
مفهومه: (السؤال عن الحق الشرعي)، وعليه فهو سلوك مشين، ويحوي أربعة محاذير:
*أولها: سوء الظن عادة، وفي الآي:"إن بعض الظن إثم".
*وثانيها: التجسس على الآخر، وقد قال الله:"ولاتجسسوا ... "
*وثالثها: تتبع للعورات، وفي الحديث:"ولاتتبعوا عوراتهم-أي: المسلمين-فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله"رواه النرمذي.
*ورابعها: أذية للمسلم، وفي الحديث:"لاتؤذوا المسلمين"رواه الترمذي.
لكن إن كان هناك موجب شرعي لمطالعة (المحمول) الخاص بالزوجة مثلا -فيجوز مع لحظ قاعدة: (الضرورات تقدر بقدرها).
والسلام(/)
كم مرة رأيت النبي؟ مقطع مؤثر!
ـ[الفؤاد]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 10:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أملك تعليقا فقد ربط اللسان
http://www.7ammil.com/download.php?id=BNRZRZMDKA
من يستطيع التعليق فليتفضل
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 11:21 ص]ـ
وكيف استطيع
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى اله وسلم
جزاك الله خيراً إن شاء الله
ـ[أبو طارق]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 03:43 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يرزقنا حب نبيه , وقربه يوم القيامة
بوركت أيها الفاضل
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 04:07 م]ـ
اللهمَّ صَلِّ على رَسُولِنا ونَبِيِّنا مُحَمَّدٍ وعَلَى آلهِ وصَحْبِه وَسَلِّمْ
ـ[عضو1]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 06:40 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اللهم إني أسألك مرافقة نبيك في الجنة أنا ومن أمَّن على هذه الدعوة وأهلينا وأحبتنا ... آمين
بوركت
ـ[أبو لين]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 01:25 ص]ـ
أسأل الله العظيم أن يُبشرنا برؤية نبيه صلى الله عليه وسلم في منام كل مسلم وأن يرزقنا برحمته مرافقة حبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في جنّات النعيم(/)
هل من مرحب؟
ـ[جووري]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 04:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية عطره
أولاً:
احب أن اهنئ الإدارة والمشرف العام على الموقع والمنتدى
والذي يعتبر رافداً من روافد المعرفة المدرسية والأهتمامات والأنشطة التربوية.
ثانيا:
بعد زيارتي لكثير من المواضيع والمشاركات اتضح لي مدى الحاجة إلى مواقع ومنتديات
ذات نشاط تعليمي تربوي , مصاغ في قالب أكثر مرونة وشفافية.
ثالثاَ:
أتوجه بالشكر الجزيل لجميع منسوبي الفصيح من أعضاء ومشرفين وإدارة
لما يقومون به من جهد وأبداع ليظهر المنتدى في ابهى صورة
وهم بلاشك قادرون على تحقيق المزيد.
وفقكم الله ورعاكم
أختكم جوري
ـ[أبو طارق]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 04:34 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بكِ أخية
ومرحبًا بهذه المشاعر الطيبة تجاه الفصيح لغة وموقعًا
ونأمل لكِ ومنكِ دوام الفائدة
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 04:38 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلاً بك أخيه
حللت أهلاً ونزلت سهلاً
نعم بورك بمؤسس هذا المنتدى كما بورك بالمشرفين والأعضاء
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 05:23 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله وبياك بين إخوانك وأخواتك في الفصيح
وفقك الله وسدد خطاك
ـ[أبوعمار الأزهري]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 12:14 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بالأخت جووري وأهلا بك مفيدة ومستفيدة
ـ[قلم الرصاص]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 12:39 ص]ـ
مرحبا بك / جوري
نتمنى لك طيب الإقامة , وجلّ الفائدة
ـ[جووري]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 10:21 م]ـ
لله دركُم
ولسعت صدوركم بهذا المنتدى الشامخ بأهله وعلمه ويعلم الله أن تراحيبكم أثلجت صدورنا
وهو ليس بغريب عليكم ..
كل ما أملكه لكم الدعاء (جزآكم الله كل خيرا)
ولكم فائق احترامي
أختكم الصغيرة: جوري
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 04:34 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اخيتنا المبجلة حياك الله بيننا وندعوه ان يوفقك لما يحبه تعالى ويرضاه
ـ[أبو لين]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 04:39 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بك أخيتي أحسنت القول وأصبت الاختيار ونتمنى لك التوفيق(/)
من قتل (الصغير) وجرأه على النار؟!
ـ[عين ثالثة]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 05:50 م]ـ
الكل يهتم بالمناسبة ..
ينتظر موعد الاجتماع الذي شملت الدعوة الأسرة بكامل أفرادها ..
دون (منغص) وبلا (قيد) يمنع فيه اصطحاب الأطفال ..
فأطفالكم هذه المرة شموع تضيىء جنبات جمعنا ..
ذهبت الأسرة بكامل زينتها ..
تميز الأطفال بملابسهم ذات البياض الناصع ..
لم يتمالك الصغار أنفسهم وسط الجموع من أترابهم في تلك الليلة ..
لم يدعوا أرض إلا وتمرغوا فيها ..
بل تمادى منهم نفر فتسلق الأسوار ..
لم يعبأوا بطين أو غبار ..
الأم من جهة والأب في جانب آخر كل مشغول بسوالف لا تنتهي ..
في المنزل تفطنت الأم أن بياض الثياب لطخ بطين وغبار ..
صرخت في وجه الصغار ..
هددت وتوعدت أنها ستشتكي للأب ..
علم الأب ..
تنبه الأبوان كيف أن الصغير كان يتنقل بين الضيوف بثوب قد لطخ بالطين والغبار ..
وضعت الأم يديها يا للفشيلة والعار ..
أما الأب فقد عاد محملاً بالمنظفات التي خلت منها في تلك اللحظة الدار ..
مشهد التقطته من وحي الواقع بلسان الحال ..
قلت العار أن نقتل فرحة الصغير (وشعوره) لمجرد أن تلطخ ثوبه بطين أوغبار ..
ونغفل عن عار أكبر وشنار ..
يوم ربينا هذا الصغير على ثوب خط في الأرض ..
فعلنا ذلك كمن يجهل أن ما أسفل من الكعبين ففي النار ..(/)
صيد قلم ...
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 09:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
....................... رب يسر .......................
بهذه الجملة البسيطة كانت كتابات أغلب مؤلفي الكتب الإسلامية تبدأ
وفي رحلة قلمي في سفرتي إلى بلاد الحرمين ..
أقول: " رب يسر " قبل أن أخط بعض الجمل والحكايات والنوادر والشوارد عما شاهدته وقرأته وسمعته من هنا وهناك ..
أرجو أن تنال استحسانكم .... وأن تتسع صدوركم لقلمي المتواضع
إلى الرحلة الأولى ...
وبالله التوفيق ..
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 09:49 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ... وبعد ...
فهذه بعض صيد قلم .. فيها بإذن الله بعض العظة والعبرة والفائدة والطرفة ...
فإلى الصيد الأول ..........
........................ تميّز .........................
عجباً وكل عجب على تلك المهرجانات الغنائية والفنية التي تقام بالقرب من الحرمين في جدة أو في الطائف أو في أبها ..
زعموا إنها تجذب السياح وتنشط الاقتصاد وترفع الدخل .. !!
ونسى القائمون عليها تميز هذه البلاد وخصوصيتها بوجود الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين فيها ...
أيها " الفنييون " لا يمكن أن تقدموا بلادكم بديلاً " لوالت ديزني " أو غيرها مما يجذب السياح بهذه المهرجانات الغنائية والفنية ..
إن في عرصات هذه البلاد أعظم أحداث الدنيا وأخبارها وآثارها،
يمكنها أن تكون منابر للتوجيه والتعليم والتربية والدعوة ...
يجد فيها الزائر ما لايجده في غيرها من زوايا الأرض ..
وينقلب بعد ذلك إلى بلده بزاد روحي وأثر وجداني عظيم
وإلى رحلة قلم أخرى .....
تقبلوا محبتي
الربيع الأول ...
ـ[أبوعمار الأزهري]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 12:25 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سلمت يمينك
لا حرمنا الله صيد قلمك، ذلكم الصيد الحلال؛ لأنه قلم معلَّم. (ابتسامة)
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 10:34 ص]ـ
أبو عمار سلمت أيها الحبيب
وشاكراً لك تشجيعك الداعم الدائم
تحياتي
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 10:38 ص]ـ
........................ 12 مليون حاج ........................
بين مليوني حاج فقط كل سنة لايستطيع من يريد أداء فريضة الحاج أن يتنفس أو أن يؤدي المناسك كما يشاء ..
ويجد المرء مشقة عظيمة وتعباً كبيراً وقد يؤدي هذا الازدحام لهذا العدد الكبير في أماكن ضيقة إلى موت العديد من الحجاج وإلى كوارث فعلاً حصلت!
فما رأيكم بـ 12 مليون حاج سيؤدون النسك عام 1450هـ ـ أي بعد 30 عاماً فقط ـ؟؟
5 ملايين من داخل المملكة و 7 من خارجها ....
هذا العدد توقعته دراسة علمية أجراها الدكتور عمر سراج بكلية الهندسة بجامعة الملك عبدالعزيز.!
قد نوسع حدود الحرم وهي ممكنة ....
وقد نكسر الجبال الشاهقة في منى وهي ممكنة أيضاً .....
وقد نوسع الشوارع وهي ممكنة .. كذلك
ولكن ماذا سنفعل ببعض الشعائر ذات المكان المحدد وغير القابلة مساحتها للزيادة؟؟!!
وهي التي مرتبطة بعدد من يحتشدون لأدائها في وقت واحد كرمي الجمرات .... ؟؟
أعتقد إنه يجب أن يعكف العلماء والخبراء من الآن في دراسة ما يمكن عمله للمستقبل القادم
تحياتي القلبية ...
وإلى الرحلة القادمة .............
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 10:59 ص]ـ
ومع صيد جديد ...
ذكر أن الحسن بن عيسى الماسرجسي ـ وهو أحد المحدثين الثقات ـ أنفق في حجته التي مات فيها (300000) ثلاثمائة ألف درهم.
ومن العجيب أن هذا المحدث كان نصرانيا فأسلم وحسن إسلامه وطلب العلم حتى صار له فيه شأن، ولقد عُدّت المحابر في مجلسه اثنا عشر ألف محبرة،
وسبحان الله * ما أعظمه من دين!! من أخذ به عزّ ومن أعرض عنه ذلّ!!
فأين التجار المسلمون الذين ولدوا وعاشوا بين المسلمين؟!
نعم في الناس بقية ـ ولله الحمد ـ لكن من المؤكد أن حاجة الحجيج إلى أنواع من البذل والإحسان، دون أعداد التجار الذين يعرفون.
ولهذا يقال لإخواننا الذين وسّع الله عليهم: لا ينبغي أن يكون التنافس مقتصرا على أمر الدنيا، فما أحسن أن تجمعوا مع أمر الدنيا أمر الآخرة!
وقد أشار الله – عز وجل- إلى ذلك في كتابه، حيث قدم التزود بالتقوى على تجارة الدنيا فقال: (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى، واتقون يا أولي الألباب، ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم)
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 09:42 م]ـ
وصيدة جديدة ....
قرأت ....
في العمرة، لا تكاد تخطئ عين الحاج مريضاً،
أو محتاجاً،
أو معاقاً،
أو مفترشاً الأرض إلى آخر تلك الصور المتكررة،
والتي تبعث في نفسه شعوراً بأمور، ينبغي أن تظهر آثارها على سلوكه، ومن ذلك:
أن يشكر الله تعالى بلسانه وجوارحه، على أن عافاه مما ابتلى به هؤلاء الناس.
قد تبصر عيناك ـ مريضاً، فليكن ذلك دافعاً على اللهج بحمد الله على نعمة الصحة.
وقد تقع عينك على محتاج! فاحمد الله أن أغناك من فضله فلم تحتج، وتمد يدك إلى مخلوق.
وإن التفت فرأيت معاقاً، فاحمد الله على إطلاق جوارحك.
وإن رمقت بمقلتك أعمى فاحمد الله على نعمة البصر، وهكذا في أنواع من النعم تراها اجتمعت فيك، وفقدها ـ أو فقد بعضها ـ غيرك.
وعلى المسلم أن يتذكر برؤيته لهذه المناظر تفاوت الناس يوم القيامة!
فهاهم في الدنيا منهم الصحيح القوي، ومنهم المريض الضعيف، ومنهم من هو بين ذلك، وهم يوم القيامة سيتفاوتون على قدر أعمالهم، فمنهم منه في أعلى الدرجات، ومنهم منه في أدناها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 10:14 م]ـ
وفقك الله أخي الربيع على هذه الإختيارات الموفقة ولي تعليق بسيط حول التوقعات للحجاج في السنوات القادمة لأن العام المنصرم بلغ عدد الحجاج فيه قرابة ثلاثة ملائين حاج وهذا العدد فاق الحسابات والتوقعات ويؤكد أن الأعوام القادمة سيتضاعف العدد وربما والله أعلم أن هذا الرقم 12 مليون سيتم إستعابهم خلال العشرسنوات القادمة وحالياً هناك أعمال في المشاعرلتوسعة الطاقة الإستيعابية وبفضل الله تم إيجاد الحل للزحام حول الجمرات وهذه كانت أكبر العقبات في الحج
وفقك الله وأسعدك في الدارين
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 06:37 ص]ـ
نعيم الجداوي ... أشكر لك مرورك وتعليقك
نسأل الله تعالى أن يسمع منك ...
تحياتي لك
وإلى صيد قلم جديد ..
................. طرفة سخيفة ...................
في طريقي إلى مكة قادماً من الرياض لاحظت كثرة المقاهي التي تقدم الشيشة (الأرجيلة) والدخان عند دخولي الطائف بالقرب من السيل الكبير حيث ميقات السيل ....
لاأدري ماذا تقدم هذه المقاهي من الفوائد للمجتمع ولشباب هذه الأمة؟؟
وأين تقدم؟؟!!!
على بعد 80 كم من بيت الله تعالى!!
تذكرت إحدى الطرف القديمة السخيفة .. : إن واحد جلس على القهوة .. وطلب شاي ... ؟!!
وهي بالطبع طرفة - باااايخة - سخيفة، ولكنها تثير بعض التساؤلات حول المسميات وأصولها ..
فلماذا نسمي المكان الذي نتعاطى فيه المشروبات المتنوعة من شاي وقهوة وسحلب وحلبة حصى (والأخير مشروب مصري متميز) ..
لماذا نسمي هذا المكان قهوة ولا نسميه شاي؟؟!!
أو أي مسمى آخر من أسماء المشروبات المتنوعة الأخرى؟؟!!
هل من باحث مجيب؟
أكيد الدكتور عبدالرحمن عنده الجواب .. أو الأخوة المصريين مهاجر والأزهري وغيرهما
وإلى صيد جديد
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 08:44 ص]ـ
......... فضل الديانة والرواية ........
إنما هو دين، من حفظه، ساد، ومن ضيعه سقط ....
قال الزهري:
قدمت على عبد الملك بن مروان فقال:
من أين قدمت يا الزهري؟
قلت: من مكة
قال: فمن خلفت يسودها وأهلها؟
قلت: عطاء بن أبي رباح،
قال: فمن العرب أم من الموالي؟
قلت: من الموالي،
قال: فبم سادهم؟
قلت: بالديانة والرواية،
قال: إن أهل الديانة والرواية ينبغي أن يسودوا، فمن يسود أهل اليمن؟
قلت: طاوس بن كيسان،
قال: فمن العرب أو الموالي؟
قلت: من الموالي،
قال: فبم سادهم؟
قلت: بما ساد به عطاء،
قال: إنه لينبغي ذلك.
قال فمن يسود أهل مصر؟
قلت: يزيد بن حبيب،
قال: فمن العرب أم من الموالي؟
قلت: من الموالي؟
قال: فمن يسود أهل الشام؟
قلت: مكحول،
قال: فمن العرب أم من الموالي؟
قلت: من الموالي، عبد نوبي أعتقته امرأة من هذيل،
قال: فمن يسود أهل الجزيرة؟
قلت: ميمون بن مهران،
قال: فمن العرب أم من الموالي؟
قلت: من الموالي،
قال: فمن يسود أهل خراسان؟
قلت: الضحاك بن مزاحم،
قال: فمن العرب أم من الموالي؟
قلت: من الموالي؟
قال: فمن يسود أهل البصرة؟
قلت: الحسن البصري،
قال: فمن العرب أم من الموالي؟
قلت: من الموالي؟
قال: ويلك!!، ومن يسود أهل الكوفة؟
قلت: إبراهيم النخعي،
قال: فمن العرب أم من الموالي؟
قلت: من العرب.
قال: ويلك يا الزهري فرجت عني، والله لتسودن الموالي على العرب في هذا البلد حتى يخطب لها على المنابر، والعرب تحتها.
قلت: يا أمير المؤمنين: إنما هو دين، من حفظه، ساد، ومن ضيعه سقط.
يتبع .....
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 08:49 ص]ـ
تابع للصيد السابق ...
قال الذهبي:
قال الأصمعي: دخل عطاء بن أبي رباح على عبد الملك وهو جالس على السرير، وحوله الأشراف، وذلك بمكة في وقت حجة في خلافته،
فلما بصر به عبد الملك قام إليه فسلم عليه وأجلسه معه على السرير، وقعد بين يديه،
وقال: يا أبا محمد، حاجتك؟
قال: يا أمير المؤمنين، اتقِ الله في حرم الله وحرم رسوله، فتعاهده بالعمارة،
واتق الله في أولاد المهاجرين والأنصار، فإنك بهم جلست هذا المجلس،
واتق الله في أهل الثغور، فإنهم حصن المسلمين، وتفقد أمور المسلمين، فإنك وحدك المسؤول عنهم،
واتق الله فيمن على بابك، فلا تغفل عنهم، ولا تغلق دونهم بابك؛
فقال له: أفعل؛
ثم نهض وقام، فقبض على يده عبدُ الملك،
وقال: يا أبا محمد، إنما سألتنا عن حوائج غيرك، وقد قضيناها، فما حاجتك؟
قال: ما لي إلى مخلوق حاجة؛ ثم خرج، فقال عبد الملك: هذا وأبيك الشرف، هذا وأبيك السؤدد
يتبع .....
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 08:57 ص]ـ
تابع للصيد السابق ...
قال إبراهيم الحربي:
كان عطاء بن أبي رباح عبداً أسود لامرأة من أهل مكة،
وكان أنفه كأنه باقلاء،
فجاء سليمان بن عبد الملك أمير المؤمنين إلى عطاء هو وابناه فجلسوا إليه، فلما صلى انفتل إليهم،
فما زالوا يسألونه عن مناسك الحج، وقد حول قفاه إليهم،
ثم قال سليمان لابنيه: قوما؛ فقاما،
فقال: يا بني لا تنيا في طلب العلم، فإني لا أنسى ذلنا بين يدي هذا العبد الأسود.
قال أحد العلماء:
هل كان للتابعي الجليل، والعالم الكبير، عطاء بن أبي رباح،
وهو مولى، أسود شديد السواد، أعور، أفطس، أشل، أعرج، ليس في رأسه شعر إلا شعرات،
وقطعت يده مع ابن الزبير، ثم عمي، أن يسود؟!
وأن يكون مفتي أهل مكة أكثر من عشرين سنة، سيما في المناسك،
ويقول ابن عباس لأهل مكة: تجتمعون عليَّ وعندكم عطاء؟
وكان في زمان بني أمية يأمرون في الحج منادياً يصيح: لا يفتي الناس إلا عطاء بن أبي رباح، فإن لم يكن عطاء فعبد الله بن أبي نجيح، إلا بالعلم والتقوى والورع؟!
يتبع ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 09:00 ص]ـ
تابع للصيد السابق
وقال الحربي:
وكان محمد بن عبد الرحمن الأوقص عنقه داخل في بدنه،
وكان منكباه خارجين كأنهما زجان؛
فقالت له أمه: يا بني لا تكون في مجلس قوم إلا كنت المضحوك منه، المسخور به، فعليك بطلب العلم، فإنه يرفعك.
فولي قضاء مكة عشرين سنة.
قال: وكان الخصم إذا جلس إليه بين يديه يرعد حتى يقوم.
وإلى صيد جديد ...
تحياتي
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 01:23 م]ـ
وإلى صيد جديد ..
............... نعمة التشدد ................
من يمشي في شوارع مكة ...
ويرى ما يراه من فنون السواقات العجيبة للسيارات الغريبة!!
من بعض أهل مكة والمقيمين فيها ...
يقول بلسان الحال والمحال:
الحمدلله على نعمة " التشدد " في اختبارات فحص المتقدمين للحصول على رخص السواقة في دولتنا .. (الإمارات)
وكذلك التشدد في فحص السيارات لتمييز الصالحة منها وغير الصالحة ..
وعافاكم الله جميعاً .....
وإلى القادم
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 01:25 م]ـ
وصيد من نوع آخر ..
...................... وبه نستعين ........................
في حركة تغييب مدروسة وذكية لصوت العلماء وخطابهم المتوازن!!
نمت نزعة إلى خطاب ديني " تهييجي وتحريضي " لدى بعض الموجهين " الحزبيين " المتسترين بالسلفية .. فوالله ليسوا من السلفية بشيء
والذين جعلوا الخطاب الديني مطية للوصول إلى أغراضهم السياسية ...
وهذا اللون من الخطاب يعتمد على الإثارة والتثوير وتفجير العواطف ........
ويسيء أصحاب هذا الخطاب توجيه بعض المباديء الدينية كالجهاد وتحكيم الشريعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها ... لشحن قلوب الناس وبخاصة الشباب منهم، وإيغار صدورهم ضد المجتمع حكاماً وعلماءً ومحكومين ...
وزجهم في أتون التصادم مع مخالفيهم بالحق وبالباطل على السواء ....
صاد القلم هذا الكلام بعد أن انتشرت وبشكل رهيب المخيمات الدعوية في بلاد الحرمين والتي تربي الشباب المسلم على السمر وأغاني سموها أناشيد وتمييع الدين!!!
نسأل الله تعالى الهداية للجميع
وإلى صيد جديد
ـ[أبو طارق]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 04:52 م]ـ
بارك الله في قلمك أيها الفاضل
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 05:27 م]ـ
أهلاً بمرورك وتعليقك أخي أبو طارق
تحياتي لك
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 01:35 م]ـ
..................... في خطبة الجمعة .....................
كانت خطبة الجمعة رائعة بحق ..
تكلم فيها الشيخ الدكتور سعود الشريم عن " الرؤى والأحلام " وتعلق الكثير من الناس بها في هذا الزمان .....
وأعجبتني هذه الفقرة فصادها قلمي لكم لتستفيدوا .... :
قال الشيخ سعود الشريم:
" لقد تعلقت النفوس في هذا العصر بالرؤى والمنامات تعلقاً خالفوا فيه من تقدمهم من الزمن الأول من السلف الصالح ...
ثم توسعوا فيها وفي الحديث عنها والاعتماد عليها إلى درجة أن أصبحت شغلهم الشاغل، عبر المجالس والمنتديات والمجامع والقنوات الفضائية،إلى أن طغت على الفتوى الشرعية.
فأصبح السؤال عن الرؤى أكثر بأضعاف من السؤال عن أمور الدين، وما يجب على العبد ومالا يجب عليه ..... "
تقبلوا تحياتي
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 02:30 م]ـ
سلمت يداك ايها الربيع
لقد نشرت ربيعك فابدعت وأرسلت رياحك فانعمت
بارك الله فيك
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 09:58 م]ـ
اهلاً بأخي الحبيب الحارث ...
سعدت جداً بوجودك الكريم وتعليقك اللطيف
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 09:58 م]ـ
.......................... أمنية ..........................
كم كنت أتمنى وأنا أرى هذه الجموع والأفواج الكبيرة من الروافض الإيرانيين أن يكون في الحرم يومياً درس باللغة الفارسية لأحد العلماء المتخصصين تجذب هؤلاء الخلق .. لعل الله أن يلقي في قلبوهم الحق.
وخاصة المخدوعين منهم ..
حيث رأيت بنفسي ـ أثناء حضوري أحد الدروس ـ جلوس البعض منهم فقط للبركة، دون أن يفهموا ماذا يقول الشيخ ..
هذه أمنية أسأل الله تعالى أن تتحقق
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[14 - 03 - 2007, 08:55 ص]ـ
وفقكم الله تعالى لما يحبه تعالى ويرضاه ...... صيد موفق ووقفات مباركة باذنه تعالى
ـ[الملك الضليل]ــــــــ[14 - 03 - 2007, 04:36 م]ـ
أخي الربيع، بارك الله فيك، موفق إن شاء الله
أخي، ماذا تقصد بالمخيمات الدعوية؟ لقد فهمت من الاسم أنها مفيدة ولكنك انتقدتها ... أفصح رجاءً(/)
::شرح الأذكار الموظفة من الوابل الصيب للعلامة ابن القيم-فيديو::لشيخنا محمد سعيد رسلان
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 12:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الوابل الصَّيِّب من الكَلِم الطيب
للعلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى -
الجزء الثاني: الأذكار الموظفة
(10 محاضرات بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=89 ( http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=89)
نبذة عن السلسلة: فهذا شرح وتعليق على الجزء الثاني من كتاب «الوابل الصَّيِّب من الكَلِم الطَّيِّب» للإمام أبي عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر الزُّرعي الشهير ب «ابن قَيِّم الجُوزية» رحمه الله تعالى, وفيه بيان الأذكار الموظفة التي لا ينبغي للعبد أن يُخلَّ بها لشدة الحاجة إليها, وعِظَم الانتفاع بها في الآجل والعاجل.
انظر عناصر كل محاضرة لمزيد من البيان
(المحاضرات متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
أشرطة السلسلة:
م عنوان المحاضرة
1 أذكار الصباح والمساء
2 أذكار النوم
3 بداية من «أذكار من رأى رؤيا» إلى «أذكار دخول المسجد والخروج منه»
4 بداية من «أذكار الأذان» إلى «ذكر الركوع والسجود»
5 بداية من «أدعية الصلاة بعد التشهد» إلى «ذكر الاستخارة»
6 بداية من «أذكار الكرب والغمِّ والحزن والهمِّ» إلى «ذكر دخول المقابر»
7 بداية من «ذكر الاستسقاء» إلى «ذكر الضيف إذا نزل بقوم»
8 أحكام السلام وآداب الاستئذان
9 بداية من «الذكر عند العطاس» إلى «الذكر عند دخول الخلاء والخروج منه»
10 بداية من «الذكر عند إرادة الوضوء» إلى نهاية الكتاب
http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=89(/)
{صفحتي لعام 1428هـ / متفرقات} ـ يتبع إن شاء الله.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 12:37 م]ـ
حكمة لكل زمان:
لا تكن ممن يلعن ابليس في العلانية ويواليه في السر.
نسب الى (عمر بن عبد العزيز).
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 12:48 م]ـ
كلا .. إن الحق حق، ولا يمكن أن يتغير بالإنكار إلى الباطل، ولا بالأوهام أو الشكوك والظنون. وإن المؤمن بالحق لا يمكن أن يخسر أبداً أو يخيب، وإنما الخسارة على من أسس بنيانه على الباطل الزائف ثم انكشف الحق وظهر وتحقق وتراجع الباطل وصاحبه مغلوباً خائبا، ويا لها حسرة حينئذ على صاحب الأوهام والضلالات، لا على صاحب الحقائق. وقد قال ربنا عز وجل: {أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم} (التوبة: 109).
الطريق الثاني: العمل الصالح، وهو نتيجة مباشرة للإيمان الحقيقي المتواجد في القلب، وكلما قوي إيمان المرء بالحق حسنت أعماله وكثرت أفعاله الصالحة الجميلة، وكان له مغنم وربح كبير في سوق أهل الخير والطاعة. وما قل العمل وساء إلا لضعف الإيمان واليقين.
وقد قال ربنا عز وجل مبيناً مفاتيح الرحمة والخيرات والبركات (وهي الإيمان والتقوى والعمل): {ولو أن أهل القرى آمنوا وأتقوى لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون} (الأعراف: 96).
ولم يأتِ ذكر الإيمان في القرآن إلا مقروناً بالعمل، لأن الإيمان بالحق إيماناً مجرّداً عن الفعل لا ينفع الإنسان شيئاً، بل لا يجره إلا إلى الحسرة والخسارة والندامة. وماذا ينفع الإيمان بحقيقة نخالفها ونسير في غير اتجاهها؟ إن مصيرنا حينها سيكون إلى الحرمان حين تنكشف الحقائق وتقع الوقائع التي لم نعد لها عدّة بالعمل. ــــــــــــــ منقول للفائدة عن منتدى نور القرآن، بتصرف.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 11:06 م]ـ
http://www.ansab-online.com/phpBB2/showthread.php?p=80797
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 09:43 ص]ـ
http://55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=1194&select_page=1
وتجد داخل الرابط الشرح الكامل: ( .. ، ولكننا نجد الأمر على العكس من ذلك فقد ورد ذكر إسحاق عليه السلام في القرآن أكثر من ذكر أخيه حيث تكرر اسم إسماعيل عليه السلام إثنتا عشرة مرة بينما تكرر اسم إسحاق سبعة عشر مرة).
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 10:53 ص]ـ
http://www.dandis.ps/MainCart.php?
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 12:16 ص]ـ
http://www.foraqsa.com/
المسجد الأقصى
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 11:01 م]ـ
"ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر"
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[23 - 03 - 2007, 10:07 م]ـ
الأصل في العلم النشر وليس الحشر إن وافقة العبارة نصوص اللغة الصحيحة:
http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?t=3943&page=2
للتواصل والتعارف وتبادل المواقع المفيدة.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[31 - 03 - 2007, 08:59 م]ـ
إنصروا إخوانكم
بسم الله الرحمن الرحيم: من رسائل البريد
الآن في شبكة الإخلاص الإسلامية. . شارك في غزوة المدونات الجهادية. .
http://www.ekhlaas.org/forum/showthread.php?t=51832
إنصروا إخوانكم ولو بالبنان. .
إنصروا إخوانكم بنشر بياناتهم وإصدارتهم. .
إنصروا إخوانكم ولو بالقليل بما تستطيعون. .
ولنغزوا الأعداء بالمدونات الجهاديه. .
(ومعاً نبني مجد أمتنا)
لا تنسونا من الدعاء
إخوانكم في الله
في شبكة الإخلاص الإسلامية
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 12:23 م]ـ
موقع للمراجعة والإستفادة
http://www.islam2all.com/vb/showthread.php?t=4780
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[03 - 04 - 2007, 10:39 م]ـ
قليل من كثير مما هو متعلق بالمسجد الأقصى.
http://www.alaqsa-online.com/vB/showthread.php?t=2389
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[20 - 04 - 2007, 05:15 م]ـ
http://www.alaqsa-online.com/news/19407_2.htm
للتوثيق .......
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[24 - 04 - 2007, 11:40 ص]ـ
انهت دائرة الاوقاف الاسلامية في القدس منتصف هذا الشهر خدمة عدد من الحراس و هم (سامر صيام و نائل سيد احمد و ايهاب ابو غزالة و خالد شرف) و الذين لم يرق لقوات الاحتلال الاسرائيلي وجودهم في المسجد الاقصى المبارك من قبل فصلهم من عملهم كما وصفوا، و قامت دائرة الاوقاف بالقدس بتسليم كتب انهاء الخدمة لهؤلاء الحراس ممن يشتبه بميولهم المعارضة للسياسة الاردنية في المسجد الاقصى اوبمن يشتبه بتاييدهم لحركة المقاومة الاسلامية حماس او حزب التحرير او غيرهم من الفصائل التي لا تسالم المحتل، و قام زملاء الحراس بتكريم اخوانهم المفصولين اليوم الخميس 19/ 4/2007م و سط اجواء من الاستهجان و الاستنكار لهذا القرار التعسفي على حد وصف الحراس انفسهم، و استلم الحراس الاربعة اوسمة تقديرية من اخوانهم في الخدمة و رفقائهم منذ سنوات.
يذكر ان قوات الاحتلال منعت الحارس سامر صيام من دخول المسجد الاقصى عدة مرات و جاء قرار الفصل الاخير للحراس الاربعة بأمر مباشر من السيد وزير الاوقاف الاردني الذي تقوم بلاده على ادارة امور المسجد الاقصى المبارك رغم تعقيدات قوات الاحتلال و تشويش عمل الحراس لدرجة كبيرة في الاونة الاخيرة و تمنع عدد من الحراس من دخول المسجد ايضا و قد اعتدت مؤخرا ً على عدد من الحراس و اعتقلت عددا اخر فيما يواصل المتطرفون تدنيسهم للمسجد المبارك وسط صمت دولى و اسلامي و عربي مقيت، و تواصل اعمال الحفر في باب المغاربة.
المصدر: http://www.alaqsa-online.com/news/19407_2.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[24 - 04 - 2007, 11:42 ص]ـ
أحمد لله على سلامتك أستاذ نائل، غيبتك أقلقتنا عليك، نرجو أن يكون خيرا
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[24 - 04 - 2007, 12:04 م]ـ
أحمد لله على سلامتك أستاذ نائل، غيبتك أقلقتنا عليك، نرجو أن يكون خيرا
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:=(/)
خبران!!!!
ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 01:08 م]ـ
خبران:
الخبر الأول:
من أرض البلقان الحبيبة، حيث قررت الحكومة البوسنوية البدء في تجريد 1500 من المقاتلين الإسلاميين الذين شاركوا في حرب البلقان من: 1992_1995 م، من الجنسية البوسنوية التي حصلوا عليها بعد انتهاء الحرب، مكافأة لهم على عظيم بلائهم في تلك الحرب المجيدة، فآثر القوم، ومعظمهم من المطاردين أمنيا في بلدانهم الأصلية فضلا عن مطاردة الولايات المتحدة الأمريكية لكل ما يمت للإسلام بصلة عسكريا كان أم مدنيا، آثروا قبول المنحة البوسنوية، فاستقروا في البوسنة، وتزوجوا من نساءها، وأقاموا أسرا وليدة يراد اليوم القضاء عليها باستبعاد رب الأسرة، بناء على تعليمات القطب الأوحد، الراعي الرسمي للحرب العالمية على الإرهاب الإسلامي، والتاريخ يشهد لأولئك المقاتلين بأنهم لبوا نداء إخواننا في البلقان لما استنصروهم في الدين، في وقت كات فيه الدولة البوسنوية الوليدة تتعرض لأعنف هجوم شهدته البشرية في القرن الماضي، لم يفقه إلا ما يتعرض له الموحدون اليوم في العراق الحبيب.
فالعدو الصربي الأرثوذكسي، قد جرد حملة صليبية شرسة لاستئصال الإسلام من شبه الجزيرة البلقانية مسلحا بعتاد الجيش اليوغسلافي السابق، الذي جعله "تيتو" واحدا من أقوى وأشرس الجيوش الأوربية، وعلى الجانب الآخر: عقد المسلمون اتفاقيات هشة مع الكروات الكاثوليك، الذين خاضوا هم، أيضا، الحرب ابتداء مع المسلمين ضد الصرب، ثم ما لبثوا أن خانوا المسلمين، فصارت القسمة ثلاثية:
صربية تمدها الكتلة الشرقية بقيادة روسيا، زعيمة الأرثوذكسية في العالم، بالإضافة إلى: بلغاريا ورومانيا واليونان ....... إلخ، تمدها بالدعم المادي والمعنوي، بل بالمتطوعين الذين وفدوا لخوض هذه الحرب المقدسة لتصفية أحفاد "العثمانيين"، كما زعمت وسائل إعلامهم، الذين أذاقوا جيوش تلك الدول الحاقدة كؤوس الهزيمة مئات السنين، والتحقيق أن معظم إخواننا في البوسنة هم من أهل البلاد الأصليين من عرق "البوشناق"، وليسوا عثمانيين صليبة، وإنما ارتضوا الإسلام دينا بعدما رأوا من أخلاق الفاتحين الجدد.
وكرواتية كاثوليكية تمدها الكنيسة الكاثوليكية في روما بالمدد، بل وتأمر دول أوربا الغربية أمرا بأن تمد يد العون إلى شقيقتها الكرواتية.
وبوسنوية مسلمة بقيادة الرئيس علي عزت بيجوفيتش، رحمه الله، تنكرت لها أمم الأرض، وفي طليعتها الأمة الإسلامية التي تنتمي إليها، كعادتها في خذلان إخوانها في العصور الأخيرة، إلا ما كان من أفراد بذلوا أموالهم ودماءهم نصرة لإخوانهم في هذه المحنة، وكان من بينهم آلاف من المتطوعين، أغلبهم من العرب، وإن لم تخل الساحة من أعاجم ذاقوا حلاوة الإيمان، فوفد القوم من الدول العربية، ومن الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والسويد وبريطانيا وألمانيا، بل وسنغافورة!!!!!.
وقد تجرد القوم، أيما تجرد، من المكاسب الشخصية، فوفدوا ابتداء من سنة 1992 م، على أرض يجهلونها، لنصرة إخوان لهم في الدين، غيبوا عنه، فلم يعد لهم من الإسلام إلا اسمه، ومن المصحف إلا رسمه، فدهش البوسنيون، من أولئك النفر الذين قدموا من كل أقطار الأرض نصرة لهم ولا سبب ولا نسب بينهم إلا سبب: لا إله إلا الله محمد رسول الله، التي أقيمت سوق الجهاد من أجلها، فعرف القوم أن أولئك ليسوا بأمراء حرب أو تجار موت، فالتفوا حولهم، وعادوا إلى دين الله، عز وجل، زرافات ووحدانا، واستبدلوا الشعارات العلمانية بشعارات إسلامية، وبدأت رحلة جهاد استمرت ثلاث سنوات، حقق فيها المسلمون انتصارات كبيرة على آلة الحرب الصربية الغاشمة، انتهت باستيلاء المسلمين على 65% من أرض البوسنة، بعدما كان بأيديهم 17% فقط مع بداية الحرب، فضلا عن الاستيلاء على جبال "بانيلوك" الاستراتيجية التي تطل على مدن البوسنة الكبرى، وحصار القوات الصربية في مدينة "ديبوي"، وقصفها بالمدفعية الثقيلة، والاستيلاء على 52 قرية صربية في ضربة واحدة في شهر سبتمبر 1995، تشكل لسانا استراتيجيا يخترق أرض الصرب ............ إلخ، وكان أمرا مدهشا للغرب النصراني، أن تتحول هذه الشراذم التي بدأت القتال ببنادق قديمة إلى قوة عسكرية نظامية تمتلك
(يُتْبَعُ)
(/)
عتادا ثقيلا، تدك به معاقل الصرب دكا، وهو ما اضطر الولايات المتحدة وحلفاءها اضطرارا إلى تسوية القضية، ولو مؤقتا باتفاقية "دايتون" التي أوقفت المد الإسلامي في أرض البلقان، ولكنها على أية حال، أوقفت نزيف الدم المسلم، ولو إلى حين، وما لا يدرك كله لا يترك كله.
الشاهد من كل ذلك، أنه بالرغم من هذه الانتصارات، لم يطمع المجاهدون في أي مكاسب مادية أو معنوية، باستثناء إقامة بعضهم في أرض البلقان وحصولهم على الجنسية البوسنوية بعد زواجهم بنساء بوسنويات، كما تقدم، وهذا أمر لا يستدعي حمل السلاح وتعريض الروح للإزهاق، وإنما وقع عرضا لا قصدا، فلم يعمل القوم كـ "مرتزقة" في الجيش البوسنوي، كما يصور الإعلام المأجور دوما، وإنما كونوا فرقة من فرق الجيش البوسنوي لها نوع استقلال في اختيار عناصرها، وفق معايير شرعية معينة، لا سيما مع تفشي المخالفات الشرعية في بقية وحدات الجيش فضلا عن عمالة بعض أفرادها للصرب والكروات، وكذا لها نفس الاستقلالية في تحديد مهامها دون الخروج عن القيادة العامة بدليل استجابتهم لوقف إطلاق النار، في سنة 1995 م بعد أن كانوا على وشك الإجهاز على القوات الصربية المحاصرة في مدينة "ديبوي".
فلم تكن اتفاقية "دايتون" منحة من "ريتشارد هولبروك" الذي نسبت إليه هذه الاتفاقية، وإنما استجاب الغرب تحت وطأة ضربات المجاهدين التي خرجت عن حد السيطرة، وانتقلت من مرحلة الدفع إلى مرحلة الطلب.
وخلال هذه السنوات، كانت علاقتهم بالزعيم علي عزت بيجوفيتش، رحمه الله، وهو الذي تولى الشق السياسي من المعركة بكفاءة منقطعة النظير ضد "اللورد أوين" مبعوث السلام، وإن شئت الدقة فقل "مبعوث الجحيم"، وحلفائه من جنرالات صربيا الذين تبجحوا بتعاطي كؤوس الخمر مع "أوين" المحايد!!!، أثناء المفاوضات، كانت علاقتهم معه على أحسن ما يكون، وقد سجلت لنا كاميرات الفيديو لقاءاته الميدانية معهم، والتي ظهر فيها مدى الانسجام بين الجناح السياسي والجناح العسكري، بالرغم من خلافات لا تخلو منها أي جبهة، ولكن إدارة الأزمات تحتاج إلى نوعية خاصة من الرجال تقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وتتجرد من حظوظ النفس.
وأما علاقتهم بإخواننا في البلقان، فحدث ولا حرج، إذ حظي القوم بشعبية منقطعة النظير في أوساط إخواننا في البلقان، الذين عرفوا الإسلام بعيون أولئك، فراجعوا دينهم الذي اندثرت معالمه خلال الحقبة الشيوعية الملحدة، وإن حظوا ببعض التسامح في عهد "تيتو" الذي حاول صهر طوائف الدولة اليوغسلافية في بوتقة "المواطنة" التي أثبتت فشلها بالأمس في البلقان، وبعدها أفغانستان، بعد خيانة التحالف الشمالي والأوزبك، واليوم في العراق ............. إلخ.
وما أسهل الهدم، وأصعب البناء، إذ تستجيب الحكومة البوسنوية لضغط خارجي فتهدم بجرة قلم: 1500 أسرة!!!!!.
والخبر الثاني:
عن زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى السودان والمملكة العربية السعودية، في محاولة لتجميل الصورة الإيرانية بعد أحداث العراق الأخيرة التي استفزت القاصي والداني، والاستراتيجية الإيرانية واحدة لن تتغير، وإنما تبدي بعض المرونة أحيانا، لتحققيق مكاسب سياسية وجماهيرية، لأن الرئيس الإيراني باختصار، أشبه ما يكون بـ "ديكور سياسي"، أو: "متحدث رسمي" باسم القيادة الدينية الإيرانية التي تمسك بزمام السياسة الخارجية الإيرانية، فلا يغتر أهل السنة بالمجاملات الدبلوماسية الباردة التي لا تنطلي إلا على السذج الأغرار، وهذا ما أشار إليه محلل سياسي سعودي، تعامل مع الأمر بواقعية، إذ قال بأنه لا يمكن حل كل المشكلات، وإن شئت الدقة فقل: المصائب، العالقة بين المعسكرين منذ عام 1979 م، إلى الآن، في زيارة واحدة تستغرق ثلاثة أيام!!!!!!، ولا مانع أن تتحرك الدبلوماسية الإيرانية تحت شعار مكافحة الإمبريالية الأمريكية التي تسعى للقضاء على الإسلام، وهذا حق لا شك فيه ولكنه في هذا الموضع بالذات: يراد به باطل أي باطل، لا مانع أن تتحرك هذه الدبلوماسية في الوقت الذي تتحرك فيه قوات الحرس الثوري لتنفيذ الشق العسكري في المخطط الإيراني لاختراق العالم الإسلامي فتمد يد العون لنفس الشيطان الأمريكي الذي يسب ليل نهار في شوارع طهران لإسقاط حكومة الطالبان الإسلامية في أفغانستان باعتراف الرئيس الإيراني السابق: هاشمي رافسنجاني، و"محمد علي أبطحي" نائب الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، إن لم تخني الذاكرة، وتتحرك القيادات الدينية لاختراق العالم الإسلامي عقديا، بقيادة المرجع: محمد علي تسخيري، الذي يصر على أن ما يحصل الآن هو محاولات فردية لا سياسة منظمة مع أنه هو المسئول المباشر عنها!!!!!، كما هو حاصل اليوم في الشام، وفي مصر "على استحياء"، إذ يطل العملاء عبر صفحات الجرائد الصفراء من حين لآخر، وكذا الحال في السودان، بل ووصل الأمر إلى المغرب الأقصى، فمتى يفيق المسلمون، لا سيما العرب، لمواجهة هذا المد الكاسح المتزامن مع الهجمة الصليبية الشرسة على الشرق المسلم؟!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 01:53 م]ـ
خبرين ...
الأول ... فيه نكران للجميل / .. فصبر جميل والله المستعان
والثاني ... يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين / .. وحسبنا الله ونعم الوكيل
أخي مهاجر ... أخبارك موجعة ..
تحياتي لك
ـ[مهاجر]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 09:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا أيها الربيع الدافئ!!!!، على مرورك، ونحن الآن في أواسط "مارس" على أعتاب موسمك!!!!:):)
وقد جاء في المداخلة أن إخواننا في "البوسنة" من عرق "البوشناق"، وهو خطأ مني، إذ هم "سلاف"، كالصرب، فالعرق واحد، وإنما ميز بينهم الدين، الذي حمل الصرب على فعل ما فعلوه، فتسمية المجزرة التي حصلت على أرض البلقان بـ: "التطهير العرقي"، تدليس بين، إلا إذا كان العرق يطهر نفسه بنفسه!!!، وإنما هو "إبادة جماعية باسم الدين"، وقد أصدر قساوستهم صكوك غفران لكل صربي يقتل مسلما، ووضعت الجوائز لمن يقتل أطفال المسلمين، قوة الغد، وأصدرت الكنيسة الأرثوذكسية الآثمة فتوى بإباحة أعراض الموحدات لأتباعها، ومع كل هذا يقال بأنه: "تطهير عرقي"!!!!!، وما يحدث اليوم لإخواننا أهل السنة والجماعة في العراق الحبيب، يكاد يكون "نسخة طبق الأصل" مما حدث في البلقان مع كونه أكثر بشاعة، فالتعصب واحد، والفتاوى الآثمة بإباحة الدماء والأعراض والممتلكات والمساجد واحدة.
وأما "البوشناق" فهو: عرق إخواننا "ألبان كوسوفا"، الذين تعرضوا لحملة مماثلة مع نهاية القرن الماضي، انتهت في مثل هذه الأيام من عام 1999 م.
وبقي في أرض البلقان:
إخواننا "الألبان" في جمهورية "ألبانيا"، ونسبتهم تفوق السبعين في المائة، إن لم تخني الذاكرة، من إجمالي عدد سكان الجمهورية، ولكنهم، مع الأسف الشديد، مغيبون عن دينهم، لا سيما بعد رضوخهم للحكم الشيوعي الملحد، حقبة من الزمن، والطرق الصوفية المنحرفة، تنتشر هناك بصورة كبيرة.
وكذا إخواننا "ألبان مقدونيا":
وهم يشكلون نسبة كبيرة من سكان "مقدونيا"، تصل إلى الثلث، إن لم تخني الذاكرة، ومع ذلك لا يحظون بحقوق تتناسب مع تعدادهم، وكانت لهم مواجهات مع الدولة المقدونية، أوائل عام 2001 م، جاءت أحداث 11 سبتمبر لتحول الأنظار عنها، وعن كل أحداث العالم، إلى مدينة "نيويورك".
وبقيت طائفة أخيرة لا يسمع عنها الكثير، وهي طائفة "السنجق"، وهم ألبان يقيمون في جنوب صربيا تحت الحكم الحكم الصربي الجائر، وهذا رابط فيه بعض المعلومات عنهم:
http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=7555
فلم يتعرضوا لإبادة كالإبادة التي تعرض لها إخواننا في "البوسنة"، وإن كانوا، كغالب الأقليات الإسلامية، منتهكي الحقوق.
والله أعلى وأعلم.(/)
أجمل ما قيل في المرأة ..
ـ[البيلسان]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 01:42 م]ـ
:::
أكتب لكم أجمل ماقيل في المرأة ونبدأ
بكما يقال وراء كل رجل عظيم إمرأة
تلك الأم والزوجة والأخت ...
المرأة التي هي نصف الجتمع ...
قيل:
إن العيون التي في طرفها حور ... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به ... وهن أضعف خلق الله أركانا ((جرير.))
**************************
* لكل حديث عندهن بشاشة ... وكل قتيل بينهن شهيد ((جميل بن معمر.))
**************************
* ما من رجل عظيم يصادفني في الحياة إلا وأجزم في الحال إن والدته أكثر عظمة منه
**************************
* عظمة الرجل من عظمة المرأة وعظمة المرأة من عظمة نفسها
**************************
* يحتاج الرجل للعاطفة أكثر من احتياج المرأة لها لنقصانها عنده وازديادها لديها
**************************
* عندما تسمو عاطفة الحب عند المرأة تصبح حنانا
**************************
* المرأة أثمن جوهرة نزعت من تاج الطبيعة لتكون زينة للرجل وسعادة له
**************************
* المرأة أحلى هدية خص بها الله الرجل
**************************
* الحياء والصمت أجمل زينات المرأة
**************************
* المرأة أبهج شيء في الحياة
**************************
* المرأة تحفة الكون الرائعة
**************************
* الصمت حلية بالنسبة للنساء
**************************
* قلب الفتاة وردة لا يفتحها الا الحب
**************************
* المرأة كوكب يستضئ به الرجل ودونه يبيت في الظلام
**************************
* المرأة هي التي تقود الرجل إلى السعاده
**************************
* المرأه تكتم الحب اربعين عاما ولا تكتم البغض يوماً (اعرابي)
**************************
* اجمل امرأه هي المرأه التي ترتعد كلمات الحب على شفتيها (شوبان)
**************************
* في الحب تنسى المرأه كرامتها وفي الغيره تنسى حبها (بلزاك)
**************************
* المرأه كالقمر تعكس ضوء الرجل الذي تحبه (مثل امريكي)
**************************
* المرأه قلعه كبيره اذا سقط قلبها سقطت (مثل انجليزي)
**************************
* مهما تكن المرأه ثرثاره .. الحب يعلمها السكوت (روشبرن)
**************************
* المرأه مخلوق رقيق .. شفافه .. هادئه ان احبت الهدوء .. عاصفه ان جرح كبريائها ..
بركان ان حطم شموخها ... شمعه ذائبه ان فقدت حبها
**************************
* من الممكن ان تشعل المرأه اصابعها العشره للرجل شموع ..
في حاله واحده فقط ..
اذا احست انه جدير بأن تحرق اصابعها من اجله ..
ولا يكفيها احراق الاصابع ..
بل من الممكن ان تحرق عمرها من اجله ..
فقط بين لها ذلك ايها الرجل.
**************************
* المرأه كالورده .. ان احبت بصدق نجدها تكبر وتنمو وينتشر عبيرها لمن حولها ..
وان كرهت تجد العبير يتحول الى اشواك تؤذي نفسها قبل ان تؤذي من حولها ..
**************************
وأخيراً خذ الحذر
فالمرأه كالبركان .. بهدوئها يظل خامد .. وعندما تتعرض لأي هزه ..
ينفجر هذا البركان ..
تقبلوا تحياتي.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 03:12 م]ـ
بارك الله فيك
فهم الشخصيات عموما مهم لكل من الرجل والمرأة
ـ[دره النقيب]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 09:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: انك فعلا تستحق كل شكر وثناء وتقدير على ما جسدته في هذه العبارات الرقيقه لهذه المخلوقه الرقيقه والوديعه والاليفه عشت وبارك الله فيك
ـ[البيلسان]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 08:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أختي درة النقيب بارك الله فيك على ثنائك الجميل ...
أخي الزمخشري أشكرك على ثنائك ...
ـ[عابرةسبيل]ــــــــ[14 - 07 - 2009, 07:11 م]ـ
اشكرك اخي الكريم واريد هذه القصيده كامله اذا سمحت
إن العيون التي في طرفها حور ... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به ... وهن أضعف خلق الله أركانا ((جرير.))
ـ[حريزي مريم نور الهدى]ــــــــ[14 - 07 - 2009, 07:34 م]ـ
بارك الله فيك صفات مميزة
دمت بسلام
ـ[احمد السنيد]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 09:50 ص]ـ
اشكرك اخي الكريم واريد هذه القصيده كامله اذا سمحت
إن العيون التي في طرفها حور ... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به ... وهن أضعف خلق الله أركانا ((جرير.))
ياأم عمرو جزاك الله مغفرة
ردي علي فؤادي كالذي كحانا
ألست أملح من يمشي على قدم
يا أملح الناس كل الناس انسانا
يلقى غريمكم من غير عسرتكم
بالبذل بخلا وبالاحسان حرمانا
قد خنت من لم يكن يخشى خيانتكم
ماكنت أول موثوق به خانا
لقد كتمت الهوى حتى تهيجني
لاأستطيع لهذا الحب كتمانا
كاد الهوى يوم سلمانين يقتلني
وكاد يقتلني يوما ببيدانا
لابارك الله في من كان يحسبكم
الا على العهد حتى كانا ماكانا
لابارك الله في الدنيا اذا انقطعت
أسباب دنياك من اسباب دنيانا
مااحدث الدهر مماتعلمين لكم
للحبل صرما ولا للعهد نسيانا
ان العيون التي في طرفها حور
قتلتنا ثم لم يحين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لاحراك به
وهن اضعف خلق الله اركانا
ياحبذا جبل الريان من جبل
وحبذا ساكن الريان من كانا
وحبذا نفحات من يمانيه
تأتيك من قبل الريان احيانا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد السنيد]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 09:54 ص]ـ
بارك الله فيك مقتطفات طيبه وياحبذا لو زودتينا بمقتطفات عن الرجل لعله يكون في تعادل
ـ[أبو منة]ــــــــ[27 - 07 - 2009, 02:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المرأة عالمها واسع
فهي أشبه بمعادلات رياضية شبه معقدة فمن فهمها وأدرك كيف التعامل معها وفك لغزها ورموزها هنيء عيشه وهدئت حياته وسلكت مشربه
أما من أراد أن يقترب منها أو مجرد أن يعبث معها دون أن يدرك طرائقها أو حاول أن يقترب منها من غير حذر أحدثت فيها صدعا وثلما وكانت أشد فتكا به من متفجر شديد الانفجار
أشكرك أختي الكريمة علي هذة المفاتيح
أرجو أن تكون هذه المفاتيح مجربة لفترة طريلة ثم لاتكون "بلاك لاست"
تقبلي مروري(/)
بلغوا عني ولو آية
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 04:57 م]ـ
أربع كلمات بعد صلاة الفجر قبل الشروق = عبادة أكثر من ثلاث ساعات ...
كيف؟؟
عن جويرية أم المؤمنين (رضي الله عنها):أن النبي صلى الله عليه وسلم ..
خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة ..
فقال: مازلت على الحال التي فارقتك عليها.؟؟
قالت: نعم ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
لقد قلت بعدك أربع كلمات (ثلاث مرات) لو وُزنت بما قلتِ منذ اليوم لوزنتهنّ ..
سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضى نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته ..
والآن بعد قرائتك لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ..
دعني اهمس لك وأقول كن مثالياً في استغلال وقتك ....
بضع كلمات .. لا تأخذ منك ثواني تساوي اضعاف مضاعفه من أجور التسبيح.
فهل ستجعل يوماً يمر عليك دون ذكرها!!
وغيرك قد تسابق لذكرها
أنها فرصه لاتعوض!!
سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضى نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته ..
أخواني وأخواتي ..
يقول صلى الله عليه وسلم ((بلغوا عني ولو ايه))
وقد تكون بإرسالك هذه الرسالة لغيرك قد بلغت آيه تقف لك شفيعةً يوم القيامة.
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 05:02 م]ـ
من ترك صلاة الصبح فليس في وجهه نور
من ترك صلاة الظهر فليس في رزقه بركه.
من ترك صلاة العصر فليس في جسمه ىقوة.
من ترك صلاة المغرب فليس في أولاده ثمره.
من ترك صلاة العشاء فليس في نومه راحه.
ـ[نردين]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 06:18 م]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[~*O®©™ [عاشقة القوافي] ™©®O*~]ــــــــ[30 - 03 - 2007, 06:05 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[31 - 03 - 2007, 08:12 ص]ـ
بارك الله فيكما
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[01 - 04 - 2007, 07:50 م]ـ
جزيت خيرا أخي السماوي.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[01 - 04 - 2007, 07:59 م]ـ
بارك الله في جهدك
وحبذا لو أرفقت التخريج الصحيح للاطمئنان
بوركت(/)
بغية الأصفياء في دعاء الأنبياء
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 11:01 م]ـ
::: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا بعض الدعاء للأنبياء صلى الله عليهم وسلم، من القرآن الكريم ...
-نوح:= {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
-نوح:= {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ}
يونس:= { ... فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}
-يوسف {رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}
-يوسف:= {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}
-لوط:= {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ}
-أيوب:= {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}
-زكريا:= {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا}
-زكريا:= {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}
-زكريا:= {قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً}
-زكريا:= {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}
موسى:= {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ (17)}
موسى:= {قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
موسى:= {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)}
موسى:= { ... فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}
موسى:= {قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}
موسى:= {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ}
موسى:= {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}
موسى:= {قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ}
موسى:= {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}
عيسى:= {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
------وصلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم_______(/)
ناطحات سحاب ...
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 11:07 م]ـ
حبيبتي ...............
اعلمي بارك الله فيك
إني جداً مستاء من قراراتك المحبطة ..
ومستاء من واقعنا البئيس كمعلمين محرومين من أقل ما يستحقون من حقوق
ومستاء من عدم تقدير الناس لعملنا وجهدنا ..
ولكني رغم هذا وذاك ...
أعلنها بأنني لن أهرب من ميداني الذي أحببته
ولن أهزم أمام عواصفكم وعواصف ومحن الزمان ..
إسلبوني إجازتي كلها إن شئتم ..
وحملوني تكاليف التعليم جلها إن أحببتم ..
وألبسوني ثوب القهر والمرارة والمرض إن رضيتم
فهامتي كمعلم تناطح السحاب وتقف شامخة شموخ الجبال
ودمعتي من مقلتي لن تتجاوز حدود الكحال
وبسمتي سترتسم على شفتي رغم كل حال
لأن مهنتي مهنة الأنبياء والمرسلين ... لا مهنة من لامهنة له
أنا شمعة ... لا يهمني احتراقي في سبيل إنارة الطريق للآخرين
لا يضيرني أن أنفق من مشاعري وأحاسيسي قبل أن أنفق من أوقاتي
ولا يهزني أن أبذل من دمي ونفسي أضعاف ما أبذل من تعليمي وتوجيهاتي
لن .... أهرب ...
فرسالتي عظيمة
ومهمتي جسيمة
لن أترك الميدان
ولن أبرح المكان
ولن يهزمني الزمان
فأنا جندي مجهول ... يتشرف أن يستشهد في سبيل رسالته العظيمة ..
نحن من مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم
ونحن رجالها ..
نحن المعلمون قومٌ لاتهزنا الرياح العواتي
بكتاب الله تمسكنا
وبسنة نبينا عضضنا
وبهدي سلفنا الصالح اهتدينا ...
لن تخور قوانا لأننا نستمدها من عون الله تعالى لنا
ولا نعرف الهوانا ... وإن وقفت الدنيا كلها ضدنا
ولأن الله معنا ... والصبر والسلوان حبنا
لا نكل ولا نمل لنعيد لأمتنا مجدها وعزها بشباب أمثال مصعب بن عمير وخالد بن الوليد ومعاذ ومعوذ
سنعيد ـ بإذن الله وتوفيقه ـ المعوج إلى طريقه والمنحرف إلى سبيله، والعاق إلى بره، والجافي إلى عقله، والمفرط إلى صوابه، والفاسق إلى دينه ...
إن لم نكن نحن لها فمن لها؟؟؟؟
فلا يترك الزارع غرسه
ولا يغفل الوالد حرثه
ولا يهمل الباحث درسه
نبذل أسباب الهداية و الصلاح لأبناء غيرنا
ليجازينا الله ويكرمنا بصلاح أبنائنا
فكلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته
فأن يتفيأ الجيل المسلم ظلال القرآن فهذا منانا
وأن يستنشق عبير الإيمان فذاك هوانا
وأن يفيء إلى طاعة الرحمن فتلك دوانا
رغم الثقافات المخيفة القادمة
ورغم الأجواء والفضائيات التعيسة الهادمة
ورغم الاحباطات التي على الصدور جاثمة
سنكون أوفياء ... سنظل رجالاً صادقين وعلى عهدنا باقين
إننا أمة موعودة وموسومة بالخير من ربها، وما علينا إلا أن نعمل ما نستطيعه
سنضحي بالغالي والرخيص، وسنجود بالبسيط والنفيس
فأبناء اليوم رجال الغد، وما نبذله اليوم في تربيتهم إنما هو إسهام منا رائعٌ في نصر أمتنا وعِزها في المستقبل
لن أسألك يا وزارتي بعد اليوم .. كم أعطيتي وكم ساهمتي وكم أخذتُ وكم الكادر وكم المغادر
بل سيكون شغلي كما عاهدت نفسي:
كم أعطيت أنا ...
و كم وجهت أنا ..
و كم علّمت،وكم أفدت ونصحت، وكيف أثرت وأجدت ....
فأنا غني .. بثراء طلابي
بل أنا ثري .. بأداء أحبابي
أملك الدنيا وما فيها بصحبة كتابي
أخي المعلم، أختي المعلمة ...
تحية لمن فجر في حياتنا ينابيع العلم دفاقة ...
وأجرى في صحاري العقول أنهار الحكمة رقراقة ....
تحية وسلاماً إلى معلم الأجيال، في كل زمان، وكل مكان.
تحيتي إليك أيها المعلم الشامخ بعلمه وكبريائه ..
وكما قال الشاعر:
يا من إلى الله تدعو ... وترتجي منه أجرا
لك المدائح تترى ... شعراً وإن شئت نثرا
إنا نعيش بعصر ... يموج ظلماً ونكرا
الخير فيه توارى ... وأنت بالعصر أدرى
وكما قال أحد الدعاة:
الناس في متاجر الدنيا وأنت في متجر الآخرة، ومعية الملائكة.
الناس أرصدتهم في البنوك، ورصيدك هو في القلوب.
الناس تبني مدائن من تراب، وأنت تبني مدائن من فكر وقيم وآداب، وتعلي قلاع تناطح السحاب.
بقلم الربيع الول
ـ[زينب محمد]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 11:50 م]ـ
أخي المبارك الربيع الأول ..
جزاك الله خيرًا ..
وأثابك على نبضك الذي أخلص لرسالته، وما يفتأ ينصح ويرشد بأسلوب راق وعبارات رشيقة جذابة ..
بل سيكون شغلي كما عاهدت نفسي:
كم أعطيت أنا ...
و كم وجهت أنا ..
و كم علّمت،وكم أفدت ونصحت، وكيف أثرت وأجدت ....
لله درك،،
ماذا لو كان كل معلم يحمل هذا الإحساس وهذا الحب!!
جزاك الله خيرًا ..
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 06:41 ص]ـ
أخي المبارك الربيع الأول ..
جزاك الله خيرًا ..
وأثابك على نبضك الذي أخلص لرسالته، وما يفتأ ينصح ويرشد بأسلوب راق وعبارات رشيقة جذابة ..
لله درك،،
ماذا لو كان كل معلم يحمل هذا الإحساس وهذا الحب!!
جزاك الله خيرًا ..
أخيتي ..
تشجيع جميل منك لمثلي برغم تواضع قلمي
نسأل الله الاخلاص والقبول
تحياتي لك على حضورك الجميل(/)
المصحف أمامك على الشاشة
ـ[نردين]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 11:29 م]ـ
المصحف أمامك على الشاشة
أخي ... أختي في الله:
كم ساعة تقضيها أمام الجهاز بالتأكيد ستكون أكثر من ساعتين
مارأيك أن تخصص كل يوم خمس دقائق , أو عشرة أو ...
لتكسب فيها أجراً بقراءتك للمصحف ستقول كيف؟؟
ليس عليك إلا أن تضغط على الرابط أمامك ثم على السورة التي تريد قراءتها ثم
تقرءونها على حسب ما ترغبون في القراءة
أضغط هنا
http://quran.muslim-web.com
ـ[قلم الرصاص]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 01:15 ص]ـ
جزاكِ الله خيراً / نردين
ـ[الأسد]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 04:43 ص]ـ
شكرا أختي وبارك الله فيك وجعل ذلك في موازين حسناتكم
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 06:47 ص]ـ
أشكرك
تصفحت الموقع ورأيته مفيداً جداً
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 11:32 ص]ـ
بارك الله فيك أختي الكريمة وسبق أن أشرت لقراءة المصحف من هذا الموقع في الأسفل، وهو سهل ويستطيع الجميع تقليب صفحاته كما هو شاخص أمامه، نفعنا الله به وجعله حجة لنا لا علينا:
www.quranflash.com
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 11:54 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً
ـ[نردين]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 05:28 م]ـ
قلم الرصاص ,الأسد , الربيع الأول ,الشمالي ,الحارث السماوي
تشرفت بمروركم العطر
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 12:26 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
وليت أحد الخبراء في مجال الشبكة يجمع لنا عدد من المواقع التي تهتم بالقرآن وعلومه وله منا الدعاء ومن الله الثواب(/)
هل من مرحب؟؟!!
ـ[طالب فهم]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 11:30 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أنا عضو جديد معكم وأتشرف بانضمامي إليكم و أريد منكم ترحيبا كبيرا و أتمنى منكم مساعدتي لكي أصبح فصيحا كما هي دعوة هذا المنتدى الفصيح و شكرا لكم على الدوام و دمتم في رعاية الله و حفظه
و السلام عليكم و رحمة الله
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 12:28 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله وبياك بين إخوانك في الفصيح نافعاً مستنفعا
ومرحباً بك
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 06:47 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً بك مقيماً عزيزاً علينا
أسأل الله لك التوفيق
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 04:29 ص]ـ
حياك الله بيننا اخانا طالب فهم ندعوا الله ان ينفعك بمقدمك وايانا
ـ[أبو لين]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 04:35 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بك أخي فصيحا نافعا وستجد ما يسرك بإذن الله في هذا المنتدى المبارك
ـ[أبو طارق]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 05:04 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حللتَ أهلاً ووطئتَ سهلاً
ومرحبًا بك أخينا الفاضل
ـ[طالب فهم]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 08:48 م]ـ
بوركتم أجمعين و أحس أنني بين إخوة صالحين فأسأل الله جل و علا أن يبارك فيكم و يجعلكم هداة مهتدين و كل الشكر و التقدير على هذا الترحيب الجميل
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 09:34 م]ـ
اهلاً وسهلاً أخي
حتى وإن جاء متأخراً
ـ[أبوعمار الأزهري]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 01:36 ص]ـ
أهلا وسهلا بك أخي الكريم أنعم وأكرم, رزقنا الله وإياك حسن الفهم عنه وعن رسوله:= أرجو لك الخير بين إخوانك.(/)
أخوكم الأسد
ـ[الأسد]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 04:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , أنا أخوكم الأسد أتشرف بالانضمام إلى شبكتم الغراء , والتي تحمل اسما جميلا ولامعا هو عنوان لغتنا العربية الشامخة , والتي هي لغة القرآن الكريم , ولغة أهل الجنة يوم يلقونه سلام.
أرجو أن أتواصل معكم , واستفيد منكم وأفيد , كما أرجو أن أحظى بإعجابكم , وأنال تقديركم.
ولكم خالص شكري , ووافر امتناني.
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 06:45 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً بأسدنا العزيز بيننا
أسأل الله لك إقامة جميلة في ربوع الفصيح
حياك الله يا أخي
وتقبل محبتي ومودتي
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 02:40 م]ـ
أهلا وسهلاً بك نافعاً ومنتفعاً
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 03:44 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله وبياك أخي الكريم في الفصيح نافعاً مستنفعا
وفقك الله وسدد حطاك
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 01:05 ص]ـ
أهلا وسهلا بك
ـ[أبو لين]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 01:11 ص]ـ
حيّاك الله وبيّاك أخي أسد بين أعضاء الفصيح وأسأل الله العظيم أن تكون عضوا نافعا في هذا المنتدى المبارك.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 06:23 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حللت أهلاً ووطئت سهلاً
مرحبًا بك مفيدًا ومستفيدًا
ـ[نردين]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 10:53 ص]ـ
مرحباً ألف
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 10:08 م]ـ
أهلا بكَ أخي ..
أهلا حللتَ، وسهلا وطئت ..
تحياتي:
وحي.(/)
فتوى
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 08:38 ص]ـ
::: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخوتي:
ما هي أفضل وأوثق مواقع الفتاوى الشرعية الإسلامية وأسرعها ردَّاً؟
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 09:15 ص]ـ
عزيزي
ابحث عن الجواب هاهنا وستجده بإذن الله ...
أما الرد فلا أعلم عن المواقع التي ترد ..
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والافتاء ( http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=262&CID=1)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 11:38 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم،
هناك موقع مهم أيضاً على هذا الرابط:
www.islamonline.net
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 11:52 ص]ـ
http://saaid.net/fatwa/index.htm
http://sha.ms/f-65-%D9%81%D8%AA%D8%A7%D9%88%D9%89
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid=1121779389729&pagename=IslamOnline-Arabic-Ask_Scholar/Page/FatwaCounselA
وازيد هذه الروابط
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 01:48 م]ـ
مشكورين، جميعاً، بورك فيكم،
ونرجو المزيد من مواقع فتاوى: أنا أسأل و الشيخ يجيب عن سؤالي خاصة.(/)
إسلاميات
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 02:38 م]ـ
::: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
"إسلاميات":
نرى في بعض وسائل الإعلام وخاصة في مواقع الإنترنت،مصطلح"إسلاميات" يكون أحد عناوين هذه الفقرات في الصفحات هذه أوتلك، ويكون بين العديد العديد من العناوين، ولكن هل هذا الأسلوب صحيح لائق؟!
فإذا قلنا هذه فقرة "إسلاميات"فهل تصبح بقية العناوين والفقرات الأخرى -في المعنى-"كفريات"؟!!!.
فعندما نرى هذا العنوان الإعلامي (مثلاً) لتفصيل مواضيع هذا الموقع أو ذاك:
1 - معلومات عامة
2 - علم الفضاء
3 - علم الفلك
4 - الصحة والسكان
5 - الأدب
6 - اجتماع
7 - دردشة
8 - إسلاميات
9 - الإبداع
10 - ......
...............................
أليست الفقرات التي تقع اسماؤها قبل وبعد كلمة"اسلاميات" تندرج في جوهر الإسلاميات، أم هذه غير تلك؟!
إذاً لماذا هذا التفريق والانفصام في الشخصية المسلمة؟!!!
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 02:45 م]ـ
يا لك من فصيح
نعم إن كلمة اسلاميات تندرج فيها جميع المواضيع المذكوره
ولكن أصبحت في العاميه لفظ يطلق على ((قرآن-احاديث-كتب دينيه-أناشيد)
هذا هو القصد من ذلك
وفقنا الله وإياك
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 04:58 م]ـ
الله أكبر الله أكبر،
أخي،أخوتي الكرام:
إن هذا ليعبر التعبير الصادق عن حالنا في هذا الزمان وهو فصل كل شيء فصل العلم والعمل والأخلاق عن الإسلام ... والله هو من يعيدنا إلى الطريق القويم طريق {ياأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} .... والله المستعان
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 09:54 م]ـ
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
والله من وراء القصد
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[14 - 03 - 2007, 09:01 ص]ـ
بوركتم وبورك المسعى كذاك "اخي الحارث وفقك الله الاية:ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم "(/)
أختكم ... سنابل
ـ[:.: سنابل:.:]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 05:25 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
في الحقيقة أعجبني جدا هذا المنتدى وودت بالإنضمام إليكم
فأرجو أن ألقى قبولا رائعا بينكم ...
كما أتمنى أن أفيدكم ولو بالقليل ....
ودمتم جميعا بنقاء ومودة ..
أختكم في الله / سنابل
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 05:28 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله وبياك نافعة مستنفعة بين إخوانك وأخواتك في الفصيح
وفقك الله وسدد خطاك
ـ[شهرزاد]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 12:49 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا وسهلا بك اختي سنابل وحياك الله اخت كريمة بيننا:)
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 04:02 ص]ـ
سنابلُ مرحبا منذ القدوم ... سنابل ُ مرحبا في كل يوم
حياك الله اختنا المبجلة واهلا وسهلا بك
ـ[أبو لين]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 04:42 ص]ـ
أهلا بك أخيتي سنابل وحياك الله في هذا المنتدى المبارك وسعدنا بوجودك بيننا فصيحة نافعة إن شاء الله تعالى
ـ[أبو طارق]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 04:58 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بكِ أخية
وننتظركِ نافعة ومنتفعة
ـ[:.: سنابل:.:]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 06:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...
بصراحة أخجلتوني بكرمكم وبتواضعكم ...
لا عدمتكم ..
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 11:18 م]ـ
أهلا وسهلا
ـ[الملك الضليل]ــــــــ[14 - 03 - 2007, 04:06 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بكِ أخية
وننتظركِ نافعة ومنتفعة
حللت أهلا في أرجاء الفصيح الفسيح(/)
هلموا إلى نصرة الحبيب
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 06:24 م]ـ
::: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوتي،أساتذتي الكرام:
في الشهور والسنوات السابقة، من أكثرما أسال الدمعة في عين المسلم -بعدما جمدت طويلاً- المشهدُ،مشهدُ رفض الإساءة إلينا عن طريق الإساءة إلى حبيبنا وشفيعنا -بأبي هو وأمي-محمد صلى الله عليه وسلم.
ولكن!!! هل بدأت أو انتهت الإساءة في هذه الجريدة الأوربية أو تلك.-طبعاً هي من أعظم الإساءات-ولكن ليست الوحيدة في هذا الوقت أو ذاك. لو كان الرسول بين أظهرنا ماذا كان سيقول وهو يشاهد مشاهد انتهاك أعراض أمته هنا وهناك، ويرى التذبيح والتمثيل بشباب أمته،ويرى الدمعة تقطر دماً من عيون أطفال أمته، ويرى الحسرة الكبرى في قلوب الأمهات، والآباء.
ماذا كان سيقول لو رأى أرضاً كان يرفع فيها القول الخالد"لا إله إلا الله محمد رسول الله"وقد باتت يُرفع فيها كل ما يدل على غير ذلك؟،ويرى بعد كل هذاأمته يتلهون بكل شيء ما عدا نصرة أخوتهم، وهو الذي كان يعول عليهم كثيراً في إعلاء كلمة التوحيد ونصرة الإسلام، من بعده ... ماذا كان سيفعل-برأيكم- لو رأى أموال هذه الأمة تهدر هدراً في جيوب أعداء هذه الأمة وغيرهم،وفي الترهات والترف في نفس الوقت الذي يكون فيه مسلمون-من أهل لا إله إلا الله محمد رسول الله- فقراء مرضى جوعى ومشردون ومكروبون ...
يعيش مسلم ملآن البطن يتجشأ آمناً وهو يعلم-علم اليقين-أنه هناك مسلم (مثله) لا يحصِّل لقمة العيش يسد به رمقه وأطفاله، ولا الدواء ولا السكن.
أليست كل هذه المشاهد تؤذي رسول الله وتسيء إليه، كما غيرها؟
هؤلاء المسلمون-المترفين-واحدهم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله،أصلي أصوم أزكي أحج ... ولكن لم يخطر بباله أنه هذه هي الأركان التي ليس لمسلم غنًى عنها وعن الإخلاص بها. فهي فرض ... وحق للإسلام عليه من بعد عدم الإشراك بالله تعالى.
ولكن الركن هو الجزء الاساس في البناء -الذي لا يقوم البناء إلا به .. فأين تكملة البناء يا مسلمين .... ؟
لو بنى أحدهم بناء لأعلى البنيان ولم يبخل عليه بكل غالٍ وثمين ....
فأين نحن من إعلاء بنيان الإسلام .. ؟!
والله لو محصنا وفحصنا وفهمنا ديننا حق الفهم لعرفنا أن جوهره وأكثر نصوصه تدعو وتدل علىالوحدة، الوحدة، والتآلف والمحبة بين عناصر هذه الأمة، وخذوا صلاة الجماعة على حقيقتها مثلاً، والحض على الجماعة في القرآن والسنة أمثالاً.
.فهل تخيل المسلم الغني نفسه مكان المسلم الفقير؟ هل تخيل المسلم الآمن نفسه مكان المسلم الخائف الوجل؟ هل وضع المسلم العالم نفسه مكان المسلم الجاهل؟.
................ لا؟!!!
أنسينا [البنيان المرصوص يشد بعضه بعضا] ً أم ماذا .. ؟!!.
هل حسبنا أن الإسلام متمثلُه أناني وكلٌ بنفسه ليس له أدنى علاقة بأخيه المؤمن؟
إذاً فما حالكم مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
{لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه}
ولكن من هو الأخ؟ يقول تعالى:
{إنما المؤمنون أخوة}.
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}
صدقوني يا أخوتي لو طبقنا جوهر الشريعة والمحبة الداعية إليها حق التطبيق لَغَلَبْنا ولما غلبنا واستهين بناكل هذه الاستهانة-ما عدا المبيَّت لنا -
ولمَا تجرأ حثالة من البشر على قدوتنا وأسوتنا-بأبي هو وأمي ونفسي والناس أجمعين-.
ولكن تفاءلوا بالخير فإن اليقظة-إن شاء الله- قادمة والعملاق الإسلامي لا بد
سيصحو ............. فالله وعدنا وهو أحكم الحاكمين ......
وحينها سيقول أحدٌ:
{يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} ...
فإن لم يكن الرسول بين أظهرنا جسماً فهذه سنته حية باقية وهذا حبه باقٍ إلى يوم يبعثون.
ومن كان يعبد محمداً فإنّ محمداً قد مات،ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت.
وإليكم هذه الخاطرة:
ياأمة غرست لواء حضارة ....... عدلاً بسهل لا يهاب جبالا
فلتنهضي، عودي إليهم عنوة ... دكي حصون الظلم والأرتالا
فاروقنا عمرٌ فهاتوا مثله ....... طوداً يكون القول فيه فعالا(/)
واقع الجامعات وقدرتها على الارتقاء بمستواك!
ـ[بيان]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 07:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
واقع الجامعات وقدرتها على الارتقاء بمستواك،
وأخص بالذكر (قسم اللغة العربية) بمختلف جامعاتنا العربية،
من خلال اقتراح وطلب، وبعض الاستفسارات.
* هل ماتفرضه جامعاتنا من مقررات دراسية على المتخصصين بهذا
المجال كافية وتؤهل الطالب فعلا لأن يكون ملما بعلوم اللغة العربية
ومتمكنا منها؟!
أظن أن الإجابة على هذا السؤال ترتبط بمدى رضاك عن مستوى
خريجي وخريجات هذا القسم!
ومن هنا فأنا أقدم دعوة لأعضاء هذا المنتدى المبارك (أهل الخبرة)
لاقتراح خطة دراسية لطلاب وطالبات المرحلة الجامعية المتخصصين
بقسم اللغة العربية يتم فيها ذكر الأساسيات وتحديد الأولويات وإيضاح
لكيفية التدرج بين أفانين هذه العلوم؛
فيكون هذا الموضوع بداية ومرجعا لكل راغب ونواة بإذن الله
لمشاريع لاحقة.
هذا والله تعالى أعلم.(/)
اجعل جهازك يبدأ بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) وينتهي بـ (الحمد لله رب العالمين)
ـ[نردين]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 10:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
يسّر مجموعة الفردوس البريدية بالتعاون مع مجموعة شباب الإسلام البريدية
أن تقدم لكم هذا البرنامج الرائع والذي يقوم باستبدال صوت الموسيقي في جهازك تلقائياً ...
اجعل جهازك يبدأ بذكر الله (بسم الله الرحمن الرحيم) عند تشغيله
وينتهي بالحمد لله (الحمد لله رب العالمين) عند إغلاقه
بصوت رائع للشيخ مشاري راشد العفاسي
::للتحميل::
http://www.al-frdoos.net/upload/Startup-Shutdown.zip
:: الطريقة::
بعد تحميل الملف المضغوط فقط اضغط على الملف المرفق وسيتم عمل الخطوات تلقائياً
واهنئا بذكر الله في جميع أوقاتك
نسأل الله يجعل أوقاتنا كلها فيه وفي طاعته ورضاه
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
www.al-frdoos.net
:
منقول
ـ[ابو القاسم البغدادي 3]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 03:20 م]ـ
بارك الله فيك
شكرا على البرنامج
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 09:43 م]ـ
جزاك الله الف خير
ـ[نردين]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 04:48 م]ـ
أبو القاسم البغدادي ,الحارث السماوي ,أتمنى أن يكون أعجبكم
شكراً على المرور
ـ[ابوفتحي]ــــــــ[16 - 03 - 2007, 02:51 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم
وجاري التحميل
ـ[أبو لين]ــــــــ[16 - 03 - 2007, 04:29 ص]ـ
جزاك الله أًخيتي ألف خير وبارك فيك ورعاك.
ـ[نردين]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 09:01 م]ـ
أبو فتحي شكراًلمرورك العطر
أختك:نردين
ـ[نردين]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 09:02 م]ـ
بحر النحو رعاك الله أخي الكريم واشكر لك مرورك(/)
آية عظيمة تهز القلوب .. فهل ستهز قلبك ... ؟؟
ـ[نردين]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 11:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
آية عظيمة تهز القلوب .. لكن هل ستهز قلبك؟؟؟؟
حقاً إنها آية عظيمة حقاً إنها آية تهز القلوب
فكم من شخص سمعها ورق قلبه وكم من شخص دمعت عينه خشية لله
فعندما تقرأ هذه الآية أريدك أن تتفكر في كل حرف فيها
قال تعالى::
بسم الله الرحمن الرحيم
و إن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضياً
سورة مريم 71
أي أن كل من خلقه الله من بني آدم سوف يمر على الصراط ومن تحته نار جهنم
قبل ذلك أريدك أن تعرف شكل هذا الصراط فهو أدق من الشعرة وأحد من السيف
سوف يمر عليه الجميع بدون استثناء فهناك من يتعثر ويكبوا في نار جهنم وهناك من سيمر بسرعة البرق
وهناك من يسير ويتعثر ولكنه لا يسقط في نار جهنم لا يزال يسير على ذلك الصراط حتى يصل إلى باب الجنة
ولا نعلم على أي حال سيكون وضعنا ولكن الذي نعرفه أننا سوف نمر هذا الصراط
لكن هل سيوصلنا إلى باب الجنة أم أن لنا أعمالاً تمنعنا من الوصول
سيأتي ذلك اليوم الذي ترى فيه هذا الصراط
تخيلوا أنفسكم على ذلك الصراط وأنتم تسيرون وتنظرون من أسفلكم وترون نار جهنم
أوقد عليها ألف عام حتى أحمرت ثم أوقد عليها ألف عام حتى أبيضت
ثم أوقد عليها ألف عام حتى أسودت فهي سوداء مظلمة قد مزجت بغضب من الله
وأنواي تسيرون تتذكرون زلاتكم تتذكرون عصيانك لرب العزة والجلال
تتذكروا عدم تطبيقكم لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
و الله تعالى أعلم و أهدى إلى السبيل
أدعوكم أخواتي و إخواني بأن تفوقوا و تستعيذون بربكم
الآن أن يفتح على قلوبكم وأن يهديكم الصراط المستقيم
قوموا وأعلوها توبة لله سبحانه وتعالى
اسأل الله أن يتوب علينا اسأل الله أن يثبت قلوبنا على ما يرضيه وأن يثبتنا على الحق إلى أن نلاقيه
يا رب اغفر لنا خطايانا وتب علينا أنك أنت التواب الرحيم
منقول للفائدة
ـ[أبو طارق]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 05:11 م]ـ
بارك الله فيكِ أخيتي
ونسأل الله النجاة من العذاب
بوركتِ
ـ[نردين]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 04:51 م]ـ
ونسأل الله النجاة من العذاب
اللهم آمين
ـ[اسامة2]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 11:25 م]ـ
بارك الله فيك وامتع الله بك ونجاني واياك وجميع الموحدين من النار اللهم آمين
ـ[أبو لين]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 01:08 ص]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجزاك عنّا خير الجزاء وأن يجعلنا ممن يعبر الصراط في سرعة الريح وأن يخفف عنّا حسابنا وأن يجمعنا في جنّات النعيم , والقرآن الكريم كله يهز القلوب وتقشعر له الأبدان قال تعالى {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} الزمر23
وجزاك الله خيرا أُخيتي على هذه المشاركة الطيبة وأسأل الله أن تكون في ميزان حسناتك.
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 11:08 ص]ـ
اللهم إنا نسألك اللطف
بارك الله فيك أخيه
ولكن قلبي يهتز لجميع الايات القرآنيه
ـ[نردين]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 10:55 ص]ـ
بوركتم جميعاً
ولكن قلبي يهتز لجميع الايات القرآنيه
صحيح أخي الكريم(/)
تخلص من قيود الماضي ..
ـ[نردين]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 04:07 م]ـ
تخلص من قيود الماضي .. )
يعيش كثير منا أسرى الماضي فنجدهم لا يستطيعون التخلص منه في تفكيرهم أو سلوكهم مع العلم بأنه من المستحيل تغيير ماحدث في الماضي فلو أن شخصا تمنى أن غسل سيارته بالأمس فانه مهما أطال التمني لن يجعل سيارته نظيفه.
يمكن للانسان أن يختار بين الاستسلام للماضي وبين التعلم منه فالاستسلام للماضي يثير المشاعر السلبية عند تذكر أي حادثة أو تجربة غير مرضية ولكن التعلم من الماضي يعني قبول الانسان نفسه كما هو الان دون التعلق بأوهام ماحدث في الماضي من حيث كونها عوائق نفسية عن تحقيق الأهداف الحالية عندما يسترجع النسان ذكريات مؤلمة فانه يطلق العنان للمشاعر السلبية من شعور بالذنب أو تأنيب للضمير وغيرها.
وربما وجه الانسان اللوم للناس أو سوء الحظ مما قد ينتهي به الى الشعور بالغضب او الرغبه في الانتقام ماحصل في الماضي من قسوة
الوالدين أو فقد عزيز او وقوع حادث أليم وغيرها تجارب عانى منها كثير
من الناس وخصوصا الناجحون ولكنهم نجحوا في التخلص منها وركزوا
على لحظتهم الحاضره ووجهوا القدرات والطاقات نحوها بدلا من تضييعها في دوامة الهروب الى الماضي.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 04:37 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بالأخت نردين
إن حاولنا التخلص من الماضي وتناسيناه فلن نستطيع أن نصلح في الحاضر
بل نجعل الماضي بسلبياته نصب أعيننا لنتمكن من التعرف على مواطن الضعف و الخطأ لنصلحها , ونقومها.
أما أن يكون للماضي امتدادًا وطولاً ليشمل حاضرنا فهذا الخطأ بعينه.
نعم علينا أن نتخلص منه في سلوكياتنا. ولكن تبقى معرفتنا بالأخطأ تلافيه.
بوركتِ أخيتي
ـ[نردين]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 10:35 م]ـ
إذا كان الماضي أخطاء وقعت فيها أو صدرت مني أقول كما تقول
نجعل الماضي بسلبياته نصب أعيننا لنتمكن من التعرف على مواطن الضعف و الخطأ لنصلحها , ونقومها.
أما إن كان الماضي أحزان وهموم ليس لي يد فيها أو ذنب هل تتوقع أن وضعها نصب عيني برأيك صحيح؟ لاأظن ذلك
على العموم أشكرلك مداخلتك أخي أبا طارق
وعلى فكرة هذا المقال ليس من يدي
وللأسف لاأعرف من كاتبه
ـ[أبو طارق]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 04:57 م]ـ
أقول بقولكِ أخية
وسواء كان الموضوع لكِ أو من منقولكِ نشكركِ على الإفادة
بوركتِ(/)
كلمة العشق في ميزان العلماء
ـ[طالب فهم]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 09:14 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين و على آله و صحبه أجمعين.
و بعد إخوتي في الله قال الله تعالى ((و لا تكتموا الشهادة)) وقال تعالى ((و العصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذي آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر)) ; و قال رسول الله صلى عليه و سلم ((الدين النصيحة قلنا لمن قال لله و لرسوله و لكتابه و لأئمة المسلمين و عامتهم -) رواه مسلم.
وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال ((بايعت النبي صلى الله عليه و سلم على إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و النصح لكل مسلم)).
و قال الله تعالى ((ليس على الضعفاء و لا على المرضى و لا على الذين لا يجدون ما ينفقون إذا نصحوا لله ورسوله)).
و من هذا المنطلق أقول لكم أحبتي إن النصيحة في الدين تشمل خصال الإسلام كلها التي جاءت من إسلام وإيمان و إحسان و هي التي ذكرت في حديث جبريل المعلوم و المشهور كما في الصحيحين.
وهذه مقدمة يسيرة لنصيحتي التي لن أخص بها أحدا دون الآخر فهي عامة ولكم جميعا و هي تنبيه يسير ولكنه ليس بالهين قال تعالى ((و تحسبونه هينا و هو عند الله عظيم)).
و ذكرت هذا لكي لا يظن أحد أنني أقصد الإساءة أو التعالى فوالله و تالله و بالله ما أردت من هذا الكلام إلا وجه الله تبارك و تعالى و الله على ما أقول شهيد ووكيل و كفى به شهيد و وكيلا.
أقول و بالله التوفيق قد شاع في هذه الأزمان أخطاء كثيرة و جسيمة في كلام العرب و أخص المسلمين منهم لما يعرفه كل مسلم و الحمد لله.
قال الإمام العلامة تقي الدين الهلالي الحسيني رحمه الله في كتابه تقويم اللسانين مانصه ((المراد باللسانين اللسان و القلم فإن العرب تقول القلم أحد اللسانين و المقصود هنا إصلاح الأخطاء التي تفاقم أمرها في هذا الزمان حتى أصبحت مألوفة عند أكثر الخاصة بله العوام فشوهت وجه اللسان العربي المبين ورنقت صفو زلاله المعين مما يسوء كل طالب علم يحرص على حفظ لغة القرآن و صيانتها من الإفساد و التشويه والعبارات الجافية التي تشين
جمالها و تذهب ببهائها.
و لم يزل علماء اللغة معتنين بهذا الموضوع باذلين جهدهم في تنظيف الإنشاء العربي من الألفاظ الدخلية والتعابير الثقيلة و قد ألف في ذلك الإمام أبو القاسم بن علي الحريري كتابا نفيسا سماه ((درة الغواص في أوهام الخواص)) و هو مطبوع متداول. و ألف الشهاب الخفاجي كتاب ((شفاء العليل في العمي و المولد والدخيل))
و ألف الشيخ إبراهيم اليازجي الناقد البصيركتابا سماه ((لغة الجرائد)). و ألف الأديب أسعد داغر في ذلك كتابا سماه ((تذكرة الكاتب)).)). إنتهى كلامه رحمه الله.
ثم شرع في نقد بناء بالدليل و الحجة من الكتاب و السنة و من كلام العرب في بيان الأخطاء اللغوية الشائعة بين الناس في هذه الأونة الأخيرة و نبه على كثير من المسائل رحمه الله ثم و صل إلى موضوعنا وهو كلمة العشق أو مسمى العشق و بين الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس عن قصد أو عن غير قصد في هذه الكلمة التي إذا لم تستعمل في غير موضعها أفسدت المعنى و أضرته و إليك كلامه رحمه الله بالتفصيل.
قال رحمه الله و دائما مع الكتاب النفيس تقويم اللسانين مانصه ((قال في القاموس (العشق و المعشق كمقعد عجب المحب بمحبوبه أو إفراط الحب و يكون في عفاف و في دعارة أو عمى الحس عن إدراك عيبوبه أو مرض و ساوسي يجلبه إلى نفسه بتسليط فكره على إستحسان بعض الأمور اه.
قال الحافظ ابن الجوزي في كتابه تلبيس إبليس في أثناء انتقاده على بعض الصوفية استعمالهم لفظ العشق في حب الله تعالى قال (لا يعشق إلا ما ينكح و كلام صاحب القاموس يؤيده فإن قوله (يكون في عفاف و يكون في دعارة يدل على أن العشق لا يستعمل استعمالا صحيحا إلا في حب يتعلق بمن تمكن مباشرته و الشخص الذي تمكن مباشرته و هو المعشوق يكون ممتنع الوصول فيزيد ذلك الإمتناع في إذكاء نار العشق في قلب العاشق فإن كان تقيا عفيفا صبر وامتنع عن طلب الوصال إيثارا لما يبقى على ما يفنى أو تجنبا للعار و إن كان غير عفيف اندفع في طلب الوصال بدون مبالاة و هذا هو الذي عبر عنه اللغويون
(يُتْبَعُ)
(/)
بالدعارة و كلتا الحالين لا تتفق إلا مع المعشوق الذي تمكن مباشرته.
ثم قال رحمه الله ((أما الصحافة و العلم و المعرفة و الرياضة و ما أشبه ذلك فالصواب أن يعبر فيها بالحب وكذلك حب الله سبحانه و تعالى و حب رسوله و المؤمنين لا ينبغي أن يعبر عنه بالعشق و يدل على ذلك أيضا قول صاحب القاموس (أو مرض و ساوسي يجلبه إلى نفسه بتسليط فكره على استحسان بعض الصور) فإن من أحب الله ورسوله و العلم و أهله لا يجلب لنفسه مرضا وساوسيا أبدا بل يزداد عقله قوة و صحة.
و كذلك القول بأن العشق عمى الحس عن إدراك عيوب المعشوق لا يتناسب إلا من تمكن مباشرته.
ثم ساق حديثا و هو من عشق فعف فمات دخل الجنة فتكلم عن سنده و على العموم هذا الحديث لا يصح سندا و قد تكلم فيه العلماء قديما و حديثا و أغلب الذين تكلموا فيه قالوا ببطلانه ووضعه.
ثم قال رحمه الله ((و إن صدق الأنطاكي في نقله صحة الحديث عن الإمام الحافظ علاء الدين مغلطاني فإنه حجة في علم الحديث و يؤيد ما ذكرناه أن حب الله ذكر في القرآن في مواضع عديدة و لم يعبر عنه عنه بالعشق و حب رسول الله صلى الله عليه و سلم جاءفي الحديث أخرج البخاري من حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده و الناس أجمعين).
و الأحاديث التي جاء فيهما حب الله و رسوله و حب المؤمنين بعضهم بعضا كثيرة و لم يرد في شيء منها التعبير بالعشق.إنتهى كلامه رحمه الله و ليراجعه من شاء المصدر هو (تقويم اللسانين من ص75 إلى 78).
و أسوق لكم كلام أهل اللغة و الأدب في مسمى العشق لتعلموا أين تستعمل هذه الكلمة و أين يوظفونها
قال الخليل بن أحمد الفراهيدي في كتاب العين
عشق
عَشِقَها عَشَقاً والاسم العِشْقُ، قال رؤبة:
فَعَفَّ عن إسرارِها بعد العَسَقْ ولم يُضِعَها بين فَرْك وعَشَقْ
وفلانٌ عَشِيقُ فُلاَنةُ، وفُلانةُ عشيقَتُهُ، وهؤلاء عُشَّاق وعَشَاشيقُ فُلانةٍ.
قال الصاحب بن عباد في المحيط في اللغة.
عشق
عَشِقَ جاريةً عَشَقاً: كَلِفً بها.
و قال ابن سيده في المحكم و المحيط الأعظم
ع ش ق
العِشْق: عجب المحب بالمحبوب، يكون في عفاف الحب ودعارته. عَشِقه عِشْقا، وعَشَقا،
وتعشَّقه.
وقيل: العِشْق: الاسم، والعَشَق: المصدر.
ورجل عاشِق، من قوم عُشَّاق. وعِشِّيق: كثير العِشق. وامرأة عاشق وعاشِقة.
والعَشَقَة: شجرة تخضر ثم تدق وتصفر، عن الزجاجي، وزعم أن اشقاق العاشق من ذلك. وقال كراع: هي عند المولدين اللبلاب.
قال الزبيدي صاحب تاج العروس من جواهر القاموس
ع ش ق
العِشْقُ بالكَسْر، وإنّما أهمله لشُهْرَتِه. والمَعْشَق، كمَقْعَد، قال الأعشى:
وما بيَ منْ سُقْمٍ وما بيَ معْشَقُ
عُجْبُ المُحِبِّ بمَحْبوبِه. أو هو: إفْراطُ الحُبِّ. وسُئِلَ أبو العبّاس أحمدُ بنُ يَحْيى عن
الحُبِّ والعِشْق: أيّهُما أحْمَدُ؟ فقال: الحُبُّ؛ لأنّ العِشْق فيه إفراطٌ، ويكونُ العِشْق في
عَفاف الحُبّ وفي دَعارَةٍ، أو هو عَمَى الحِسِّ عن إدْراكِ عُيوبِه، أو مرَضٌ وسْواسيٌّ يجْلُبُه الى نفْسِه بتَسْليطِ فِكْرِه على استِحْسانِ بعْضِ الصّوَر. قال شيخُنا رحِمَه اللهُ تعالى: وقد
ألّف الرّئيسُ ابنُ سينا في العِشْقِ رسالةً، وبسَط فيها معْناه، وقال: إنّه لا يخْتَصّ بنوْع
الإنْسان، بل هوَ سارٍ في جَميع الموْجودات: من الفلَكِيّاتِ، والعُنْصُريّات، والنّباتات،
والمعْدِنيّات والحَيوانات، وأنّه لا يُدرَك معْناه ولا يُطَّلَع عليه، والتّعْبير عنه يَزيدُه خَفاء، وهو
كالحُسْنِ لا يُدرَكُ، ولا يُمكن التّعْبير عنه، وكالوَزْن في الشِّعرِ، وغيرِ ذلِك مما يُحالُ فيه على
الأذْواقِ السّليمة، والطِّباع المُسْتَقيمة. عشِقه، كعلِمه هذا هو الصّواب، ومثلُه في الصِّحاح والعُباب واللِّسان. وفي المِصْباح أنّه كضَرَب، وهو غيْر معْروفٍ، فلا يُعتَدُّ به، أشارَ له
شيخُنا عِشْقاً، بالكَسْرِ، وعشَقا أيضاً بالتّحْريكِ عن الفَرّاءِ. قال رؤبَة يَذكُر الحِمارَ والأُتُنَ:
ولم يُضِعْها بيْن فِرْكِ وعشَقْ
قال الجوهَريّ: وقال ابنُ السَّرّاجِ النّمَرِيّ في كِتاب الحُلَى: إنّما حرّكَه ضَرورةً ولم يحرِّكْه
بالكَسْر إتْباعاً للعيْن، كأنّه كرِه الجمْعَ بين كسرَتَيْن؛ لأنّ هذا عَزيزٌ في الأسْماءِ. وقال زُهيْر
(يُتْبَعُ)
(/)
بنُ أبي سُلْمَى: قامَتْ تَبدّى بِذِي خالٍ لتَحْزُنَني ولا مَحالةَ أن يشْتاقَ مَنْ عشِقا
فهو عاشِقٌ من قومٍ عُشّاق، وهي عاشِقٌ أيضاً. قال الفرّاءُ: يقولونَ: امرأةٌ مُحِبٌّ لزَوْجِها
وعاشِقٌ لزَوْجِها. وقال ابنُ فارِس: حمَلوه على قوْلِهم: رجل بادِنٌ، وامرأة بادِنٌ. وقد يُقال:
عاشِقَةٌ كطالِقة، وسُمِّي العاشِقُ عاشِقاً لأنّه يذْبُل من شِدّة الهَوَى، كما تذْبُلُ العَشَقَةُ إذا
قُطِعَتْ. وتعشَّقَه: تكلَّفَه، نقَله الجوْهَريُّ. ورجُلٌ عِشِّيقٌ كسِكّيت: كثيرُه أي: العِشْقالجوهريُّ عن ابنِ السّكّيت. وعشِق به كفَرِح بالشين والسّين: لصِق، ولذلك قِيل للكَلِف: عاشِق؛ للزومِه هَواه. والعَشَقَة، مُحرَّكة: شجَرة تخْضَرُّ، ثم تدقُّ وتصفَرُّ عن الزّجّاج،
وزعَم أنّ اشتِقاقَ العاشِقِ منه ج: عشَقٌ. وقال كُراعٌ: هي عند المولَّدين اللّبلاب. وقال
ابنُ دُرَيْد زعَم ناسٌ أنّ العَشَقَةَ اللّبلابَةُ، قالوا: ومنه اشتُقّ اسمُ العاشِق لذُبوله وهو كَلام
ضعيف. وفي الأساس: واشْتِقاق العِشْق من العَشَق وهو اللّبلاب؛ لأنه يلْتَوي على الشّجَر
ويلزَمُه.
و قال بن منظور في لسان العرب
عاشِق؛ للزومِه هَواه. والعَشَقَة، مُحرَّكة: شجَرة تخْضَرُّ، ثم تدقُّ وتصفَرُّ عن الزّجّاج،
وزعَم أنّ اشتِقاقَ العاشِقِ منه ج: عشَقٌ. وقال كُراعٌ: هي عند المولَّدين اللّبلاب. وقال
ابنُ دُرَيْد زعَم ناسٌ أنّ العَشَقَةَ اللّبلابَةُ، قالوا: ومنه اشتُقّ اسمُ العاشِق لذُبوله وهو كَلام
ضعيف. وفي الأساس: واشْتِقاق العِشْق من العَشَق وهو اللّبلاب؛ لأنه يلْتَوي على الشّجَر
ويلزَمُه. والمَعْشوق: كُلُّ محْبوب. واسمُ قَصْرٍ بسُرَّ مَنْ رَأى بالجانِبِ الغَرْبيّ منه، بناه
المُعتَمِدُ على الله. وأيضاً: ع بمِقْياس مِصْر له ذِكْر في ديوان ابنِ الفارِضِ، وقد امّحَى أثر وامرأَة عاشِقٌ، بغير هاء، وعاشِقةٌ. والعَشَقُ والعَسَقُ، بالشين والسين المهملة: اللزوم
للشيء لا يفارقه، ولذلك قيل للكَلِف عاشِق للزومه هواه والمَعْشَقُ: العِشْقُ؛ قال الأَعشى:
وما بيَ منْ سُقْمٍ وما بيَ مَعْشَق
وسئل أَبو العباس أَحمد بن يحيى عن الحُبِّ والعِشْقِ: أَيّهما أَحمد؟ فقال: الحُب لأن
العِشْقَ فيه إِفراط، وسمي العاشِقُ عاشِقاً لأَنه يَذْبُلُ من شدة الهوى كما تَذْبُل العَشَقَةُ إذا
قطعت، والعَشَقَةُ: شجرة تَخْضَرُّ ثم تَدِقُّ وتَصْفَرُّ؛ عن الزجاج، وزعم أَن اشتقاق العاشق ُه منه؛ وقال كراع: هي عند المُوَلَّدين اللَّبْلابُ، وجمعها العَشَقُ، والعَشَقُ الأَراك أَيضاً.
ابن الأَعرابي: العُشُقُ المُصْلحون غُرُوس الرياحين ومُسَوُّوها، قال: والعُشُقُ من الإِبل الذي
يلزم طَرُوقَتَه ولا يَحنّ إِلى غيرها. أَبو عمرو: يقال للناقة إذا اشتدت ضَبَعَتُها قد هَدِمَتْ
وهَوِسَتْ وبَلَمَتْ وتَهالَكَتْ وعَشِقَتْ وأَبْلَسَتْ، فهي مِبْلاسٌ، وأَرَبَّتْ مثله.
و الأن و بعد ما أوردناه من كلام العلماء العاملين و أهل الأدب المختصين فقد علم إن شاء الله تعالى أن كلمة العشق يستعملها كثير من الناس في غير محلها و
في غير موضعها الذي ارتضته لها العرب العرباء فهي لا تستعمل إلا مع امرأة و لا يكون هذا الأمر إلا في عفاف و لا يكون في دعارة كما قال أهل اللغة و الأدب و المصيبة أنك تجد المرء يقولها و يظن المسكين أنها ككلمة الحب و لا يعلم أن كلمة الحب قد وردت على لسان رسول الله صلى الله عليه و سلم و جاءت في كتاب الله في غير ما موضع و في هذا دلالة بينة واضحة و كافية على أنها لا تعبر عن كلمة العشق لأن هذه الأخيرة لم ترد في كتاب الله تعالى مطلقا و لو كانت مرادفا لكلمة الحب لذكرت في القرآن و عبر عنها القرآن بمفهوم الحب و لكن معناها الحقيقي مباين تماما لكلمة الحب و انظر إلى أهل الأدب حينما أرادوا أن يعبروا عن العشق قالوا هو شدة الهوى هذا لأنك أخي الكريم تقول للرجل إذا أحببته يا فلان إني أحبك في الله و لا تقول و العياذ بالله أعشقك في الله أو أهواك لأن هذا الكلام يعد قبح ما بعده قبح و لا ينبغي أن يقال و يخجل المرء عندما يجد أحدهم يقول مثلا أنا أعشق المصطفى صلى الله عليه و سلم أو أعشق فلانا و علانا والواجب و المطلوب أن يقول أحب المصطفى صلى الله عليه و سلم و أحب فلانا و علانا لأن هذا هو السليم لغة و المطلوب شرعا و كذلك إذا قال المرء أنا محب لفلان فهذا لا شيء فيه مطلقا أما أن يقول أنا عاشق لفلان فهذا و بصراحة لا ينبغي أن يستعمله الرجل إلا مع زوجته و مما دفعني لطرح هذا الموضوع في المنتدى هو النصح لله أولا ثم لكم وكذلك لما رأيت من كثرة استعمال لهذا اللفظ في غير موضعه فكان لابد من البيان خصوصا أننا نستعمله في حق أناس نحبهم في الله تعالى و أنا أسأل الإخوة الأفاضل الآن هل يستطيع أحد أن يقول أعشق فلانا أو علانا بعد كل ما ذكر فإن قالها فإنه لا يستطيع أن يقول أعشقه في الله و العياذ بالله تعالى هذا و ما كان من خطإ أو نسيان فمني ومن الشيطان و الله و رسوله منه براء إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب و صلى الله على نبينا محمد وآله و صحبه أجمعين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمار الأزهري]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 01:27 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سلمت يمينك
ـ[أبو طارق]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 04:47 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بوركت(/)
اتمنى أن تفيدوني ..
ـ[لون حياتك]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 09:18 م]ـ
السلام عليكم ..
اخواني انا بسألكم عن شآعر من العصر العبآسي ..
اسمه " طريح بن اسماعيل الثقفي "
اتمنى تفيدوني ..
بتاريخ مولده ووفاته .. ؟
ومن هم الخلفاء اللذين عاشرهم .. ؟
وماهو غرضه في الشعر .. ؟
اتمنى تفيدوني بأسرع وقت ..
اكون شاكره وممنونه لكم ..
إختكم ..(/)
صورة للمكان الذي سيشهد زيارة جميع مطربي وفناني العالم
ـ[محبة العربية]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 11:36 م]ـ
هذه بعض الصور التي رأيتها
للمكان الذي سيشهد زيارة جميع مطربي وفناني العالم
وكذلك سيشهد حضور جميع الوزراء والرؤساء والطبقة الممتازة من المجتمع
وجميع نجوم ستار أكاديمي
وكذلك سوبر ستار وستار2 و 3 و 4 و و و
الذين سيشاركون بعد أشهر في مسابقتهم في لبنان
وكذلك نجوم برنامج
Miss Lebanon
ونجوم برنامج الرئيس الذي لم يعرض
في
يوماً ما ..
والمكان .. !؟
http://saaid.net/rasael/janasah/24.jpg
....
....
....
....
....
القبر
....
هنا .. سيرقد كل فنان وفنانة وأمير ووزير على وجه الارض
وكما هو الحال قبل الذهاب لأي مكان
لا بد من بعض التجهيزات
الاغتسال .. وتبديل الملابس بملابس تناسب هذه المناسبة نسيت أن أخبركم
سيشهد هذا المكان زيارتك أنت أيضاً
نعم أنت
ربما اليوم وربما غدا وربما بعد غد
لا تخف .. مكانك محجوز
وينتظرك
فكن على استعداد
((الموت يأتي بغتة،، والقبر صندوق العمل))
فبلغوا هذه الرسالة
إلى كل من يتساهل بالصلاة أو يفرط فيها
إلى كل من يمنع الزكاة ويتهاون بها
إلى كل من يعق والديه ويعذبهما
إلى كل من يقطع أرحامه ويهجرهم
إلى كل من يحارب الله ورسوله بتعامله بالربا
إلى كل من يغش في البيع والشراء أو يرشي أو يرتشي
إلى كل من يغني ويستمع الغناء
إلى كل من يشاهد المسلسلات والفضائيات الهابطة
إلى كل من يضيع من يعول من زوجة وأولاد
إلى كل من يزني
إلى كل من يعمل عمل قوم لوط
إلى كل من ظلم وأكل حقوق الغير وخاصة العاملين في المنازل
إلى كل من ينام عن صلاة الفجر
إلى كل من يذهب إلى السحرة والمشعوذين
إلى كل من يحسد ويحقد على إخوانه المسلمين
إلى كل من يدور في الأسواق ركضاً خلف محارم المسلمين ويطلق بصرة على النساء
إلى كل من يستعمل المخدرات
إلى كل من هجر القرآن الكريم تلاوة وتدبراً وعملاً
إلى كل من يجالس أهل السوء والشر
إلى كل من هجر الصالحين ومجالس الذكر
إلى كل من لم يحج وهو يستطيع ويملك مقومات الحج
إلى كل من يشهد شهادة الزور أو يعين عليها
إلى كل من يوالي الكفار
إلى كل من يبتدع في دين الله
إلى كل من يكذب ويتحرى الكذب
إلى كل من نادى بالتبرج والسفور
إلى كل من غفل عن ذكر الله تعالى
أما آن الأوان أن نراجع حساباتنا؟
أما آن الأوان أن نتدارك ما بقي من أعمارنا؟
أما آن الأوان أن ننتبه من غفلتنا؟
أما آن الأوان أن نستيقظ من رقدتنا؟
انشر تؤجر
منقول للفائدة
:
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 12:04 ص]ـ
ربّنا آتنا في الدنيا حسنة ً وفي الآخرةِ حسنة ً وقنا عذابَ النار.
اللهمّ أجرني من عذاب القبر.
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 12:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرأً
نسألك اللهم السلامة والعافية في الدين والدنيا والآخرة ....
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 10:03 ص]ـ
ابدعت فاحسن الله اليك التفاتة مذكرة آجرك الله عليها
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 11:27 ص]ـ
عند مشاهدتي للعنوان قبل أيام تصورت أن الفكرة حقيقية، وعند مشاهدتي لأرقام المشاركات، قلت لا بد من معرفة الأصل والتعليق، فكنت قد حملت لكم في (يد الحاسوب) رابط لواقع أخر،وبعد ـ ـ ـ جزاكم الله خيراً.
وإن كان الرابط متكرر هنا وهناك وأكثر من مرة إلا أن هذا هو الباب المفتوح أمامي، ونسأل الله الفرج: http://www.alaqsa-online.com/pic/27207/default.htm
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 12:54 م]ـ
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
لا حول ولا قوة الا بالله
صدق البردوني حين قال
فسراويل الحاكمين تعاني ... رغم تبريدها ثوب الحراره
ـ[أبو طارق]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 04:14 م]ـ
نسأل الله حسن المنقلب
سلمكِ الله
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 07:16 م]ـ
الله الله الله الله.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 07:19 م]ـ
جميل جدا
ـ[شهرزاد]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 09:54 م]ـ
سبحان الله، نسأل الله حسن الخاتمة
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 10:00 م]ـ
القبر صندوق العمل!!!
اللهم نسألك رحمة من عندك تغننا بها عن رحمة من سواك 0
ـ[أبو لين]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 01:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا أُخيتي على هذا الطرح الغيور وجعله في ميزان حسناتك وأسأل الله العظيم أن يُحسن خاتمتنا إنّه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[نسيبة]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 03:04 م]ـ
بوركتِ أختنا الكريمة محبة العربية
نسأل الله العفو و العافية(/)
لحوم العلماء مسمومة يا سيد الدكتور محمد سعيد رسلان
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 01:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لحوم العلماء مسمومة يا سيد
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1142 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1142)
( المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1142
ـ[أبو طارق]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 04:39 م]ـ
حفظ الله علماءنا من كل سوء
بوركت أيها الفاضل(/)
ساعدوني غفر الله لكم
ـ[أبو فهر وليد]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 05:58 ص]ـ
أرجو سماع تسجيل بصوت العلامة محمود محمد شاكر رحمه الله(/)
أطفئ التلفاز واستمتع بالحياة
ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 06:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لفت انتباهي في احد المجلات العلمية دراسه اقيمت في مدارس جامعة
الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران حول امكانية الاستغناء عن التلفزيون
واقيمت حملة في المدارس حول هذا الموضوع وكان عنوان الحملة
(أطفئ التلفاز واستمتع بالحياة) وكان لهذه الحملة ردة فعل قوية النتائج
على الطالبات وأسرهم وكان هدفهم طالبات المرحله الابتدائية وكان للحملة عدة أهداف
منها تربويه ودينيه والكشف عن المواهب والقدرات الكامنه لدى الطالبات
وقد استخدمت عدة طرق للترويج للحملة.
وقد كان الموضوع صعب التنفيذ في البداية ولكن مع مرور
الوقت اصبح شيء عادي في الأستغناء عن التلفزيون لأنه وجد البديل.
وكان نجاح الحملة مفاجاة من قبل ادارة المدارس خصوصا ان الفكرة جديدة
في فكرتها وأسلوبها.
نتائج الحملة:
1 - اتفق الكثيرون على ان النظام والهدوء والسكينة التى حلت في ارجاء المنزل
هي من أبرز الأثار.
2 - عودة للحوار والترابط الاسري.
3 - عودة للكتاب.
وهناك ايضا الكثير من ردة الأفعال الدينيه والتربوية.
تساؤلاتي كثيرة حول هذا الموضوع:
هل بإمكاننا ان نستغنى عن التلفزيون؟؟
ماهو هدفنا من مشاهدة التلفزيون؟؟
هل مايعرض الأن في التلفزيون له قيمة او هدف؟؟ غير تضيعة الوقت!
لماذا نحن مجتمع غير قابل للتطور العلمي بعكس التطور
السريع في مجالات اخرى. هل السبب العادات والتقاليد؟؟
أتمنى من الجميع المشاركة وابداء وجهات النظر الشخصية حول هذا الموضوع ..
ولكم خالص التقدير والاحترام
منقول
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 07:48 ص]ـ
جزاك الله خيرأً أخي الكريم، ولكن يجب أن يضاف إليه: أغلق الانترنيت أيضاً ... :)
ـ[الدموع]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 11:54 ص]ـ
شكرا لك على الموضوع الرائع
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 03:11 م]ـ
أشكر أخي (العبدلي) على طرح مثل هذا الموضوع المهم جداً , وأرى أن الاستغناء عن التلفزيون بالكلية أمر صعب , ولكن يمكن التخفيف من ذلك بجعل أوقات لمشاهدة التلفزيون , خصوصاً أن هناك بعض القنوات الهادفة التي يستفيد منها الطفل من الناحية الثقافية والتعليمية.
ولله الحمد نشهد في هذا ا لزمن بروز قنوات تعليمة وشرعيه هادفه منها على سبيل المثال لا ا لحصر:
- قنوات المجد.
- قناة الناس
- قناة الحكمة.
- قناة الرسالة.
- قناة أقرأ.
- قناة الأمة.
- هناك قنوات مصريه تعليمية رائعة.
بارك الله في الجميع.
ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 06:33 ص]ـ
حياك الله أخي محمد , ان كان كذلك فلم لا؟ ولكنك ان اغلقتَ الانترنيت فسنخسر أخا كريما
ـ[أبو لين]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 03:23 م]ـ
جزاك الله خيرا على الموضوع الجميل.
ـ[نردين]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 04:51 م]ـ
هل مايعرض الأن في التلفزيون له قيمة او هدف؟؟ غير تضيعة الوقت!
لماذا نحن مجتمع غير قابل للتطور العلمي بعكس التطور
السريع في مجالات اخرى. هل السبب العادات والتقاليد؟؟
العادات والتقاليد عمرها ماكانت مشكلة المشكلة في عقولنا وتفكيرنا
ثلاثأرباع القنوات مضيعة للوقت وللأسف الربع فقط هو الذي نراه مفيد
ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[16 - 03 - 2007, 05:28 م]ـ
عفوا , شكرا لمرورك الأروع أيتها الدموع
ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[16 - 03 - 2007, 05:37 م]ـ
عفوا أخي عمر , بالفعل هذه قنوات ذوات فائدة , بورك فيك
ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[16 - 03 - 2007, 05:37 م]ـ
وإياك أخي بحر النحو
ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[16 - 03 - 2007, 05:39 م]ـ
صدقت يا نردين , فغالبية المتابعة تكون للقنوات الهابطة للاسف , شكرا لمرورك وتعليقك(/)
ما لا يعرفه الكثيرون عن ابن حزم رحمه الله ....
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 10:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده ... اللهم صل على محمد وعلى آله وبعد ..
انتشر على لسان الكثيرين التحذير من لسان الإمام ابن حزم رحمه الله .. وأنه وسيف الحجاج شقيقان ... وأن ابن حزم يضلل من يخالفه ويجعله مبتدعا وكاذبا على الله ومشرعا في دين الله ما لم يشرعه الله! .... قال الكثيرون ومنهم الذهبي (وكان ابن حزم كثير الوقيعة في العلماء بلسانه وقلمه فأورثه ذلك حقدا في قلوب أهل زمانه ومازالوا به حتى بغضوه إلى ملوكهم فطردوه عن بلاده حتى كانت وفاته في قرية له في شعبان من هذه السنة (ذكره الذهبي فى شذرات الذهب) ......
إلخ.
فالإمام رحمه الله تعالى لم يطعن في إمام من أئمة الاجتهاد الأربعة أو غيرهم .. ومن ادعى غير هذا فليذكر المكان الذي طعن به في أحد من هؤلاء لنراه ونكشف ما فيه إن كان حقاً هو طعن وشتم وسب أو غيره .. وهناك فرق بين أن أصف القول بأنه باطل أو فاسد أو جنون أو هوى .. وبين أن أصف قائله بذلك .. ومن أدرك هذا ارتاح وأمن من هذه التهمة الباطلة ..
قد يلزم أن يكون هذا القائل مُواقع لذلك الوصف الذي وصفنا به القول .. لكن هذا إن لم يتقدم قولنا في الثناء على قائله ومدحه وعده من أئمة الدين والهدى .. وقد تقدم كلام الإمام فيهم بكلام نفيس غاية في الإنصاف والإحسان والبر ..
وإنما الإمام يتكلم مع خصومه الذين قلدوا هؤلاء الأئمة .. وأبطلوا النصوص الشرعية وكانت حجته أنها مخالفة لإمامهم الذي يقلدونه في دينهم .. فاشتد ذلك على الإمام ودافع عن النصوص وأبطل وشنّع على كل من رد النصوص الصحيحة لأجل نصرة قول إمامه ..
وكل ما يتكلم به الإمام في كتبه متجه إلى القول نفسه ولا علاقة له بالقائل .. خاصة إن كان من أئمة الاجتهاد الذين أثنى عليهم في أكثر من رسالة وموضع وأعلى من شأنهم .. (وسيأتى الكلام عن ذلك بعد قليل) ....
وحتى من عاصره وشدد معه القول فعندما شنّع عليهم لترك النصوص لنصرة قول الإمام فلم يسمهم باسمهم في كل ما رد به ..
ولما أتى إلى خصم من خصومه وهو الباجي المالكي أثنى عليه وأنصفه ولم يعيبه في دينه ولا خلقه ..
وكان إذا أراد التشنيع على باطل أو بدعة لم يذكر الأشخاص بأسمائهم في كتبه إلا من اشتهر قوله بباطل أو بدعة .. كالأصم والنظام ومن كان من أمثالهما .. وإن أصرينا على أنه طعن في أحدهم – وهذا لا أجده على كثرة ما تتبعت كتب الإمام - ..
فمن يعترض بهذا يقول .. كلام الأقران في بعضهم ليس بحجة .. فنبطل كلامه في ذلك الشخص مما هو في دينه أو عقله أو غيره ..
وننظر في قول ذلك القائل إن كان صحيحاً أو باطلاً .. فلا يعني إن نفينا تلك التهمة أن نوافق القائل بما جاء به ..
وقد حطّ الثوري على أئمة في الدين فما أنقصهم ذلك .. وحطّ كذلك غيره على أئمة فما عرّاهم من العلم ولا أفسد قولهم ..
فالعبرة بالقول وموافقته للحق اليقيني .. ونسأل من يتجاوز حد الإنصاف ههنا .. إذا كان الإمام يعني بتوهين القول والطعن به .. صاحبه الذي تكلم به .. فلماذا سماهم أئمة هدى ودين وكتب فيهم رسالة خاصة .. ؟! (ستأتى بعد قليل).
وقد أدرجها البعض في كتابه الإحكام في أصول الأحكام ..
وإن كان الإمام ابن حزم قال كلمة فنحملها على الخطأ بلا تعمد ذلك ..
لما قدّمه من الثناء عليهم والانتساب إليهم .. وإن كان هذا حاكماً على منهج ما لكان الذي سب وشتم الإمام صراحاً بكتابه ناقضاً لمذهبه .. انظر كتاب السيف المجلى في الرد على المحلى للحنفي الهندي .. ولدي نسخة منه وفيه الطعن الصريح والشتم والسب ..
هل نقول أن مذهب أهل الرأي باطل لأجل هذه .. ؟!
حتما لا نقول .. بل نقول أننا نرى بطلانه من وجه آخر وليس هذا وجهه ..
وكذلك يقول أهل الرأي عن منهج أهل الظاهر .. وإلا تحكموا وتلاعبوا في الحقائق .. وقد يذكر هذه الفرية بعض الحاقدين على الإمام أو الجاهلين بهذه الحوادث .. لأجل نقضه لأصولهم وفروعهم ببرهان وقوة لم يألفوها ..
حتى أن بعض مقلدي مالك يقول لأصحابه لا تناقشوا أهل الظاهر .. ! وهو أحد هؤلاء الذين كذب على الإمام ابن حزم أو نقل له خبراً مكذوباً .. فقال به وصدع ونشره في كتبه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تصدى له العلامة ابن عقيل الظاهري .. جزاه الله عنا وعن أهل الظاهر خير الجزاء .. وقد كان الإمام في زمن تقليد، ويندر وجود من عاصره وخرج عن هذه الرتبة .. فكلامه في المحلى وغيره لمن عاصروه من أهل التقليد الذين قلما يقرأ أحدهم في كتب السنة ويفرق بين الصحيح والضعيف من الأثر فنافروه لأجل تلك الفضيلة التي عجزوا عن إبطالها ..
ولا حاجة لأهل الظاهر إلى القول أن الإمام كان شديد الغضب وكانت به علة تجعله يكون متسرعاً لضيق في صدره ..
فكلام مثل هذا لا يقول به المنصف .. فالإمام كتب كتبه ولم يكتب في منتديات حوار .. ! وكتب كتبه وراجعها واستدرك عليها .. فهل يعقل أن يجد ما يطعن به بإمام من أئمة الهدى ثم لا يغيره .. ؟! فلماذا وجدنا في كتبه التي بين أيدينا قوله: (ثم استدركنا، وكنا نقول كذا، وإلى آخره من هذه النصوص المشعرة بتغيير بعد تدوين) .. وهناك نماذج عن هذه الأمور من كلام الإمام ..
وأدع الإمام يحكي بنفسه عن هذا .. وقد كذب عليه شخص بعينه خفى عن الإمام أول الأمر ثم عرفه .. ورغم ذلك رد الكذب وشنع عليه ولم يذكره باسمه.
والأنموذج الأول ..
يقول الإمام ابن حزم الظاهري في جواب عن رسالة أتته فيها تعنيف ..
قال الخصم .. ((وهو – أي الإمام ابن حزم – ضعيف الرواية عارٍ من الشيوخ، وإنما هي كتب حسنها وأتقنها وضبطها، فمنها مروي مما قد رواها على شيخ أو شيخين لا أكثر، ومنها كتب مشهورة ثابتة بيده صحيحة مثل المسانيد والمصنفات والصحيح كمسلم والبخاري، لا يمترى في شيء منها، ومنها ما قد خفي على المحتج لعدم الراوي لها وقلة استعمالها أو لطروئها وحدوثها في بلدتنا لم يروها علماء بلدنا، ولا شغلوا بها، ولا سمعوا بها فيما مضى عمن مضى، فنافروها ولم يقبلوا عليها، فهم لا مكذبون لها ولا عاملون بها، ثم إنهم رأوا فيها تغليب أحاديث قد تُركت وسكت عنها الصحابة والتابعون والعلماء الماضون، ومخالفة أحكام قد حكم بها السلف الصالح وقضوا بها واستمر الحكم عليها)) ..
فقال الإمام مجيباً ..
((هذا كلام مخلط في غاية التناقض، أما قولهم عنا بضعف الرواية والتعري من الشيوخ: فلو كان لهم عقول لأضربوا عن هذا؛ لأنهم ليسوا من أهل الرواية فيعرفوا قويها من ضعيفها، ولا اشتغلوا بها قط ساعة من الدهر، وما يعرفون إلا المدونة على تصحيفهم لها، وما عرفوا قط من الصحابة رضي الله عنهم رجلاً ولا من التابعين عشرة رجال، ولا يفرقون بين تابع وصاحب سوى من ذكرنا، فلا حياء يمنعهم من أن يتعرضوا للكلام في الرواية، وأكثر المتكلمين في هذا الباب لا يقيمون الهجاء، ولا يعرفون ما حديث مسند من حديث مرسل، ولا ثقة من ضعيف، ولا حديث النبي صلى الله عليه وسلم من كعب الأحبار، وما منهم أحد يمزج له حديث موضوع مع صحيح فيميزه، ثم يقولون: عار من الشيوخ، وهم ما كان لهم شيخ قط – أي في الحديث -، ولا عمروا لمجلس حديث، ولا اشتغلوا بتفنيده، وإنما كان عندهم عبد الملك بن سليمان الخولاني، فكان شيخاً صالحاً لم يكن أيضاً مكثراً من الرواية، كان ربما ألم به بعضهم إلمام من لا يدري ما يطلب، يخرجون من عنده كما دخلوا، لم يعتدوا قط عنه بكلمة، ولا اهتبلوا بما يروي بلفظه، وإنما يقعدون عنده قعود راحة، إذا لم يكن عليهم شغل، ثم لم يلبث هؤلاء الخشارة أن نقضوا كذبهم خذلاناً من الله تعالى، فشهدوا لنا بأنها كتب أتقناها وضبطناها، منها مروي رويناه عن شيخ وشيخين، ومنها كتب مشهورة ثابتة بأيدينا مثل المسانيد والمصنفات، لا يمترون فيها، وهذا ضد ما حكموا من تعرّينا من الشوخ وضعف الرواية، فهم لا يدرون ما يقولون، ولا يبالون بالكذب والفضيجة، لكنا والله نصفهم بما هم أهله من أنهم ما ضبطوا قط كلمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صاحب ولا عن تابع، ولا يحسنون قراءة حديث لو وضع بأيديهم، ولا يفرقون بين جابر بن عبد الله وجابر بن زيد وجابر بن يزيد، ولا يفرقون بين رأي ورواية، وأما أن من كتبنا ما خفي على المحتج لعدم الرواي لها وقلة استعمالها فما خفاء العلم على الحمير حجة على أهل العلم، ولا قلة طلبهم لرواية السنن دليلاً على عدم الراوي، بل الرواة ولله الحمد موجودون، فمن أراد الله تعالى به خيراً وفّقه لطلب ما يقرب منه، ولم يشغله عما يعينه ما لا
(يُتْبَعُ)
(/)
يعينه وما لا يغني عنه من الله شيئاً، وكذلك ليس قلة استعمالهم لتلك الكتب عيباً على الكتب، وإنما العيب في ذلك على من ضيعها، وحظ نفسه ضيّع لو عقل، وأما ما ذكروه من طروئها في بلدهم، فما بلدهم حجة على أهل العلم، ولكن هكذا يكون إزراء السُكارى على الأصحاء، واعتراض أهل النقص على أهل الفضل، والعجب كله قولهم: (علماء بلدنا)، وهذه والله صفة معدومة في بلدهم جملة، فما يحسنون ولله الحمد لا رأياً ولا حديثاً ولا علماً من العلوم إلا الشاذ منهم النادر ممن هو عندهم مغموز عليه، (والجاهلون لأهل العلم أعداء) ومن جهل شيئاً عاداه، والعجب أيضاً عيبهم كتب العلم بأنهم لم يُسْمع ذكرها عندهم ولا سمعوا بها فيما مضى، فنافروها ولم يقبلوا عليها، إن هذا لعجب، فإذا نافرت كتب العلم هذه الطبقة المجهولة الجاهلة فكان ماذا؟ لقد أذكرني هذا الجنون ما حكام الأصمعي: فإنه ذكر أنه مر بكناسين على حش، أحدهما يكيل والثاني يستقي، والأعلى يقول للأسفل: إن المأموم سقط من عيني مذ قتل أخاه! فما سقوط هذه الكتب عند هؤلاء الجهال إلا كسقوط المأمون من عين الكناس، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وقولهم أنهم رأوا فيها تغليب أحاديث قد تركت، فليت شعري من تركها؟ لئن كان تركها تارك لقد أخذ بها من هو فوقه أو مثله، وما ضر الحديث الصحيح من تركه، بل تاركه هو المحروم حظ الأخذ به، فإما مخطئ مأجور في اجتهاده، وإما عاص لله تعالى في تقليده في ترك السنة، وأما قولهم: وسكت عنها الصحابة والتابعون والعلماء الماضون: فقد كذبوا على الصحابة والتابعين، وعلى العلماء الماضين، ونسبوا إليهم الباطل، وكيف سكتوا وهم رووها ونقلوها وأقاموا بها الحجة على من بعدهم كالذي يلزمهم، أما قولهم: ومخالفة أحكام قد حكم بها السلف الصالح ما خالفوا قط حكماً صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان واحد منهم أو اثنان خالفوا بعض ذلك فقد وافقه عير المخالف ممن هو ربما فوق المخالف له أو مثله، والحجة كلها هي القرآن والسنة، لا ترك تارك ولا أخذ آخذ، والحق حق أخذ به أو ترك، والباطل باطل أخذ به أو ترك، وما عدا هذا فهذر وهذيان، وبالله تعالى التوفيق، وما نعلق أشد خلافاً لما حكم به الصحابة والتابعون منهم، كم قصة في الموطأ خاصة لأبي بكر الصديق وعمر وعثمان وغيرهم رضي الله عنهم خالفوهم، فمن السلف الصالح إلا هؤلاء لو عقلوا!، ونعوذ بالله من الخلان والجبن)) .. رسائل ابن حزم 3/ 82 - 83
رد الإمام الكذب والافتراء بالحق والصواب وشنع عليهم لأجل تعمد الكذب هذا ولم يسم الكاتب هذا الذي كتب كتاباً أو رسالة ونشرها .. فمن يقول أنه طعن في أحد صراحة فليذكر هذا القول ..
وأما التشنيع في القول نفسه فهذا ما يقوم به خصوم الإمام ابن حزم الظاهري أيضاً .. أما فرية أن الحكام آذوه لأجل لسانه ففسادها ليس بكلامي أنا .. وإنما بكلام الإمام ابن حزم الظاهري ..
وهو هنا يبطل كل ما قاله من بعده أو من عاصره ليخوف الناظر من منهج أهل الظاهر .. وقد حفظت لنا رسالته هذه هذا المعنى .. وقد قال رحمه الله ..
((إلى هنا انتهى ما رسموا من السخف، وقد أوضحنا أنه كله عائد عليهم، وهم قوم كادونا من طريق المغالبة وإثارة العامة، فأركس الله تعالى جدودهم، وأضرع خدودهم، وله الحمد كثيراً، وخابوا في ذلك فعادوا إلى المطالبة عند السلطان، وكتبوا الكتب الكاذبة، فخيّب الله سعيهم، وأبطل بغيهم، وله الشكر واصباً، وخسئوا في ذلك فعادوا إلى المطالبة عند أمثالهم، فكتبوا الكتب السخيفة إلى مثل ابن زياد بداينة، وعبد الحق بصقلية، فأضاع الله كيدهم، وفلّ أَيْدَهُم، وله المن كثيراً والفضل، فخزوا في ذلك، ولم يبق لهم وجه إلا مثل هذه السخافة، فرموا سهمهم الضعيف، فأظهر الله في ذلك عوارهم، وأبدى عارهم، وهو أهل الطول والمنة علينا أبداً، فعاد جدهم حسيراً، وحدهم كسيراً، وحسبنا الله ونعم الوكيل))
بهذه الشهادة يعرف من ينصف نفسه وغيره كيف كادوا لهذا الإمام لأجل أنه أعلن أن الشرع في كتابه وسنته هو المرجوع إليه وهو الحق الذي لا يجوز غيره .. وبهذه الشهادة يبطل كل كلام قاله ممن تكلم في ترجمة له وفاته قول الإمام في نفس ما يتكلمون عنه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وأرادوا جعله عارياً من العلم والفضل والأدب والخلق بهذه الكذبة المفتراة ..
ويزيد بعضهم أن كتب الإمام حرقت ونحو هذه الجمل للإيهام بشدة ذلك الأمر .. وقد بين الإمام بلسان نفسه كذب كل هذا ..
وسواء حرقت بعض كتبه أو كل كتبه المطبوعة في السوق فلا يعني أن الناس كلهم حرقوا كتبه .. ولا يعني أنهم حرقوا ما كان عنده وعند كل أحد في بيته من كتبه .. فلا يعدو الإحراق الذي يذكرونه حرق كتب أو بعضها في السوق من بعضهم .. فكل من حرقها حرقها تقليداً وكيداً ككيد النساء أو جهلاً ..
وما ضر علم حرق كتب حملته .. وكما حرقوا بعض كتب الإمام أتى زمان بعده حرق فيه الحاكم كتب المذاهب .. فحرقة بحرقة ..
والله سبحانه هو الديان .. فهل يقولون أن هذا التحريق لكتبهم كان يدل على فساد ما فيها .. ؟!
فإن قالوا كذلك أبطلوا هذه الفرية .. ولله تعالى الحمد وله المنة ..
أما طرده من بلده لأجل القول بالظاهر فلا يصح هذا ..
وإنما كان خروج الإمام عن بلده لأجل أمر سياسي وليس هذا ..
عندما أخذ الحكم من كان الإمام ضده ويخالفه في مسألة الحكم .. فخرج إلى بلدة أخرى يحكمها من يعرفه الإمام لئلا يأخذه هذا الحاكم بالباطل .. وقد أثبت هو في كتابه طوق الحمامة بعض هذه الأحداث وفي غيره ..
وكذلك كان قد سجنه أحدهم لأجل أمر سياسي لا علاقة له بمنهجه الظاهري ..
ولا يثبت هذا عنه أصلاً .. إنما هي حكايات تروى عند بعض المتأخرين من الإخباريين ولا يصح منها شيء .. فقد أبطل الإمام بكلامه السابق أن يكون ابن عباد وغيره قد آذوه لأجل قوله بالظاهر .. ولو كان هذا النص عن الإمام مالك أو الشافعي أو أحمد لما رضي مقلدوه أن نقول عليه بقول الإخباريين وقد وجد نص كلامه في نفس الحادثة ..
وهذا يستحلون التشنيع به على الإمام ولا يستحلون التشنيع به إن كان عن إمام يقلدوه .. فالحق والإنصاف أن نأخذ قول صاحب العلاقة في كلامنا .. لا أن نهمل كلامهم ونأتي بكلام مفسر أو مؤرخ أو أصولي في صاحب ذلك القول .. فما عدا ذلك تناقض وقول بالباطل والكذب ..
فإن جهل أحدهم هذا النص وغيره مما كتبه الإمام في هذه الحوادث فعذره أنه جاهل بهذه الحادثة ..
أما الذي يعلم فيردد هذه الكذبة فهو كذاب مفتر .. نسأل الله السلامة والعفو والعافية ..
الأنموذج الثاني ..
وهو في الرسالة الثانية التي عنّف فيها كاتبها على الإمام كذلك حملت بين حروفها الكذب والتشنيع ..
ويظهر من خلال النصوص أن الإمام عرف كاتبها وكاتب التي نقلت منها لكنه رحمه الله لم يسم أحدهما باسمه ..
وهذه من فضائله ..
وقد قال له خصمه في الرسالة الثانية ..
((أرجو أن يريح الله منك العباد والبلاد)) .. فقال الإمام رحمه الله ..
((فإنما يريح الله من الكافر العاند عن كلام الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أما المؤمن فمستريح، وما أقول لك إلا كما قال جرير:
تمنى رجال أن أموت، وإن أمت * * * فتلك طريق لست فيها وحدي ..
لعل الذي يبغي وفاتي ويرتجي * * * بها قبل موتي أن يكون هو الردي ..
والله لئن مت ما أسد قبوركم، ولا أوفر عليكم رزقاً، ولأردن على رب رحيم، وشفيع مقبول، لأني كنت تبع كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، لا أتخذ دونهما وليجة، لكن إن مت أنت، فتقدم والله على رب خالفت كتابه، وعلى نبي اطرحت أوامره ظهرياً، وأطعت غيره دونه، فأعدّ للمسألة جواباً، وللبلاء جلباباً، وسترد فتعلم، ولا عليك إن مت عاجلاً أو تأخر موتي، فلقد أبقى الله تعالى لك ولأمثالك مما أعانني الله ووفقني له حزناً طويلاً، وخزياً جزيلاً، وكسراً لكل رأي وقياس، ونصراً للسنة مؤزراً، ولينصرن الله من ينصره، فهل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين؟!
وبعد، فلتطب نفسك بعد أن تذيقها برد اليأس، على أن تعارض بهوس ما في تلك الرسالة الحق الواضح، وكيف تعارض نص القرآن والسنة؟ هيهات من ذلك، فاقصر هو أروح لك، وأجمل بك إن شاء الله تعالى، والسلام على من اتبع الهدى ورحمة الله وبركاته، عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيدنا محمد وآله، وحسبنا الله تعالى ونعم الوكيل.))
انتهت رسالته الثانية وهي في رسائل ابن حزم 3/ 127 - 128
وهذه الفرية التي ادعوها أنه كان كثير الوقيعة في الأئمة .. ليس هذا إلا للتنفير من قوله ..
فيتوهم القارئ لكلامهم أن هذا الرجل يطعن في أئمة الدين فلا بد أن يكون جاهلاً أو داعياً إلى باطل أو بدعة ..
فيجتنب قوله ولا يلتفت إلى حجته ..
وقد كشف الله هذه الكذبة وعرّاها بكلام الإمام نفسه ..
واستمر من يعمل بالظاهر قرناً بعد قرن ..
خفي علينا أمره أو ظهر فلا فرق ..
فالله تعالى وحده الموفق والهادي إلى سواء السبيل ..
وهو الهادي والعاصم من القول في دينه بالرأي المجرد والظن ونسبة ذلك الظن إلى الدين .. ..
وبالله تعالى التوفيق .. والحمد لله رب العالمين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 11:01 ص]ـ
نعوده إلى كلامه عن أئمة الاجتهاد وإنصافهم رحمهم الله جميعاً:
ابن حزم أول من تكلم عن أسباب اختلاف الفقهاء (بعد عصر ظهور الأئمة أصحاب المذاهب المتبوعة كمالك والشافعى وأحمد وداود) ... وبين أن أكبر سبب لذلك هو تفاوتهم في جمع ومعرفة الحديث .. وأنه لا يظن بأحدهم تعمد مخالفة الحديث الصحيح أو تفضيل الرأي عليه .... وقد سبق في ذلك علماء القرن السابع كابن تيمية فى رسالته (رفع الملام عن الأئمة الأعلام) وابن القيم في بعض كتبه ... رحم الله الجميع ...
راجع الرسالة الباهرة وحملها من الرابط http://www.aldahereyah.net/books/open.php?cat=1&book=21
ويقول في الإحكام وهو يتكلم عن أسباب اختلاف الفقهاء
فصل فيه بيان سبب الاختلاف الواقع بين الائمة في صدر هذه الامة فإن قيل: فعلى أي وجه ترك هو ومن قبله كثيرا من الاحاديث؟ قيل له وبالله التوفيق: وقد بينا هذا فيما خلا، ولكن نأتي بفصول تقتضي تكرار ما قد ذكر فلا بد من تكراره، وذلك أن مالكا وغيره بشر ينسى كما ينسى سائر الناس، وقد تجد الرجل يحفظ الحديث ولا يحضره ذكره حتى يفتي بخلافه، وقد يعرض هذا في آي القرآن، وقد أمر عمر على المنبر بألا يزاد في مهور النساء على عدد ذكره، فذكرته امرأة بقول الله تعالى: وآتيتم احداهن قنطارا فترك قوله وقال: كل أحد أفقه منك يا عمر، وقال: امرأة أصابت وأمير المؤمنين أخطأ، وأمر برجم امرأة ولدت لستة أشهر، فذكره علي بقول الله تعالى وحمهله وقصاله ثلاثون شهرا مع قوله تعالى: * (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين فرجع عن الامر برجمها.
وهم أن يسطو بعيينة بن حصن، إذ قال له: يا عمر ما تعطينا الجزل، ولا تحكم فينا بالعدل.
فذكره الحر بن قيس بن حصن بن حذيفة بقول الله تعالى: واعرض عن الجاهلين وقال له: يا أمير المؤمنين هذا من الجاهلين فأمسك عمر.
وقال يوم مات رسول الله:=: والله ما مات رسول الله:= ولا يموت حتى يكون آخرنا، أو كلاما هذا معناه، حتى قرئت عليه: * (إنك ميت وإنهم ميتون) * فسقط السيف من يده وخر إلى الارض.
وقال: كأني والله لم أكن قرأتها قط.
فإذا أمكن هذا في القرآن، فهو في الحديث أمكن، وقد ينساه البتة، وقد لا ينساه بل يذكره، ولكن يتأول فيه تأويلا فيظن فيه خصوما أو نسخا أو معنى ما، وكل هذا لا يجوز اتباعه إلا بنص أو إجماع، لانه رأي من رأى ذلك، ولا يحل تقليد أحد ولا قبول رأيه.
وقد علم كل أحد أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا حوالي رسول الله:= بالمدينة مجتمعين، وكانوا ذوي معايش يطلبونها، وفي ضنك من القوت شديد - قد جاء ذلك منصوصا - وأن النبي:= وأبا بكر وعمر أخرجهم الجوع من بيوتهم، فكانوا من متحرف في الاسواق، ومن قائم على نخلة، ويحضر رسول الله:= في كل وقت منهم الطائفة إذا وجدوا أدنى فراغ مما هم بسبيله، هذما لا يستطيع أحد أن ينكره وقد ذكر ذلك أبو هريرة فقال: إن إخواني من المهاجر كان يشغلهم الصفق بالاسواق، وإن إخواني من الانصار كان يشغلهم القيام على نخلهم، وكنت امرأ مسكينا أصحب رسول الله:= على مل ء بطني، وقد أقر بذلك عمر فقال: فاتني مثل هذا من حديث رسول الله:=، ألهاني الصفق في الاسواق، ذكر ذلك في حديث استئذان أبي موسى فكان رسول الله:= يسأل عن المسألة، ويحكم بالحكم، ويأمر بالشئ ويفعل الشئ، فيعيه من حضره ويغيب بمن غاب عنه.
فلما مات النبي:= وولي أبو بكر رضي الله عنه، فمن حينئذ تفرق الصحابة للجهاد، إلى مسيلمة وإلى أهل الردة، وإلى الشام والعراق، وبقي بعضهم بالمدينة مع أبي بكر رضي الله عنه.
فكان إذا جاءت القضية ليس عنده فيها عن النبي:= أمر، سأل من بحضرته من الصحابة عن ذلك فإن وجد عندهم رجع إليه وإلا اجتهد في الحكم، ليس عليه غير ذلك، فلما ولي عمر رضي الله عنه فتحت الامصار، وزاد تفرق الصحابة في الاقطار، فكانت الحكومة
تنزل في المدينة أو في غيرها من البلاد، فإن كان عند الصحابة الحاضرين لها في ذلك عن النبي:= أثر، حكم به، وإلا اجتهد أمير تلك المدينة في ذلك، وقد يكون في تلك القضية حكم عن النبي:= موجود عند صاحب آخر، في بلد آخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد حضر المديني ما لم يحضر المصري، وحضر المصري ما لم يحضر الشامي، وحضر الشامي ما لم يحضر البصري، وحضر البصري ما لم يحضر الكوفي، وحضر الكوفي ما لم يحضر المديني، كل هذا موجود في الآثار وفي ضرورة العلم بما قدمنا من مغيب بعضهم عن مجلس النبي:= في بعض الاوقات وحضور غيره، ثم مغيب الذي حضر أمس وحضور الذي غاب فيدري كل واحد منهم ما حضر، ويفوته ما غاب عنه.
وهذا معلوم ببديهة العقل.
وقد كان علم التيمم عند عمار وغيره.
وجهله عمر وابن مسعود فقالا: لا يتيمم الجنب، ولو لم يجد الماء شهرين وكان حكم المسح عند علي وحذيفة رضي الله عنهما وغيرهم، وجهلته عائشة وابن عمر وأبو هريرة، وهم مدنيون.
وكان توريث بنت الابن مع البنت عند ابن مسعود، وجهله أبو موسى، وكان حكم الاستئذان عند أبي موسى، وعند أبي سعيد وجهله عمر.
وكان حكم الاذن للحائض في أن تنفر قبل أن تطوف، عند ابن عباس وأم سليم، وجهله عمر وزيد بن ثابت، وكان حكم تحريم المتعة والحمر الاهلية عند علي وغيره، وجهله ابن عباس.
وكان حكم الصرف عند عمر وأبي سعيد وغيرهما وجهله طلحة وابن عباس وابن عمر، وكان حكم إجلاء أهل الذمة من بلاد العرب، عند ابن عباس وعمر فنسيه عمر سنين فتركهم حتى ذكر فذكر، فأجلاهم.
وكان علم الكلالة عند بعضهم، ولم يعلمه عمر، وكان النهي عن بيع الخمر عند عمر وجهله سمرة.
وكان حكم الجدة عند المغيرة ومحمد بن مسلمة وجهله أبو بكر وعمر.
وكان حكم أخذ الجزية من المجوس، وألا يقدم على بلد فيه الطاعون، عند عبد الرحمن بن عوف، وجهله عمر وأبو عبيدة وجمهور الصحابة رضوان الله عنهم وكان حكم ميراث الجد عند معقل بن سنان، وجهله عمر.
ومثل هذا كثير جدا، فمضى الصحابة على ما ذكرنا، ثم خلف بعدهم التابعون الآخذون عنهم، وكل طبقة من التابعين في البلاد التي ذكرنا فإذا تفقهوا مع من كان عندهم من الصحابة، وكانوا لا يتعدون فتاويهم، لا تقليدا لهم، ولكن لانهم إنما أخذوا ورووا عنهم، إلا اليسير مما بلغهم عن غير من كان في بلادهم من الصحابة رضي الله عنهم، كاتباع أهل المدينة في الاكثر فتاوى ابن عمر، واتباع أهل الكوفة في الاكثر فتاوى ابن مسعود واتباع أهل مكة في الاكثر فتاوى ابن عباس.
ثم أتى بعد التابعين فقهاء الامصار: كأبي حنيفة، وسفيان، وابن أبي ليلى بالكوفة، وابن جريج بمكة، ومالك وابن الماجشون بالمدينة، وعثمان البتي وسوار بالبصرة، والاوزاعي بالشام، والليث بمصر، فجروا على تلك الطريقة من أخذ كل واحد منهم عن التابعين من أهل بلده فيما كان عندهم، واجتهادهم فيما لم يجدوا عندهم، وهو موجود عند غيرهم، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وكل ما ذكرنا مأجور على ما أصاب فيه حكم النبي:= أجرين ومأجور فيما خفي عنه منه أجرا واحدا، وقد يبلغ الرجل مما ذكرنا حديثان ظاهرهما التعارض، فيميل إلى أحدهما دون الثاني بضرب من الترجيحات التي صححنا أو أبطلنا قبل هذا في هذا الباب ويميل غيره إلى الحديث الذي ترك هذا بضرب من تلك الترجيحات كما روي عن عثمان في الجمع بين الاختين، حرمتهما آية، وأحلتهما آية، وكما مال ابن عمر إلى تحريم نساء أهل الكتاب جملة بقوله: * (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن قال ولا أعلم شركا أعظم من قول المرأة: إ ن عيسى ربها.
وغلب ذلك على الاباحة المنصوصة في الآية الاخرى، وكما جعل ابن عباس عدة الحامل آخر الاجلين من وضع الحمل، أو تمام أربعة أشهر وعشر، وكما تأول بعض الصحابة في الحمر الاهلية أنها إنما حرمت لانها لم تخمس، وتأول آخر منهم أنها حرمت لانها حمولة الناس، وتأول آخر منهم أنها حرمت لانها كانت تأكل العذرة، وقال بعضهم: بل حرمت لعينها، وكما تأول قدامة في شرب الخمر، قول الله تعالى: * (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا فعلى هذه الوجوه ترك مالك ومن كان قبله ما تركوا من الاحاديث والآيات، وعلى هذه الوجوه خالفهم نظراؤهم، فأخذ هؤلاء ما ترك أولئك، وأخذ أولئك ما ترك هؤلاء، فهي وجوه عشرة كما ذكرنا:
أحدها: ألا يبلغ العالم الخبر فيفتي فيه بنص آخر بلغه، كما قال عمر في خبر الاستئذان: خفي علي هذا من رسول الله:= ألهاني الصفق بالاسواق.
وقد أوردناه بإسناده من طريق البخاري في غير هذا المكان.
وثانيها: أن يقع في نفسه أن راوي الخبر لم يحفظ، وأنه وهم كفعل عمر في خبر فاطمة بنت قيس، وكفعل عائشة في خبر الميت يعذب ببكاء أهله، وهذا ظن لا معنى له، إن أطلق بطلت الاخبار كلها وإن خص به مكان دون مكان كان تحكما بالباطل.
وثالثها: أن يقع في نفسه أنه منسوخ كما ظن ابن عمر في آية نكاح الكتابيات.
ورابعها: أن يغلب نصا على نص بأنه أحوط وهذا لا معنى له، إذ لا يوجبه قرآن ولا سنة.
وخامسها: أن يغلب نصا على نص لكثرة العاملين به أو لجلالتهم، وهذا لا معنى له لما قد أفدناه قبلا في ترجيح الاخبار.
وسادسها: أن يغلب نصا لم يصح على نص صحيح، وهو لا يعلم بفساد الذي غلب.
وسابعها: أن يخصص عموما بظنه.
وثامنها: أن يأخذ بعموم لم يجب الاخذ به، ويترك الذي يثبت تخصيصه.
وتاسعها: أن يتأول في الخبر غير ظاهره بغير برهان لعله ظنها بغير برهان.
وعاشرها: أن يترك نصا صحيحا لقول صاحب بلغه، فيظن أنه لم يترك ذلك النص إلا لعلم كان عنده.
فهذه ظنون توجب الاختلاف الذي سبق في علم الله عز وجل، أنه سيكون، ونسأل الله تعالى التثبيت على الحق بمنه آمين.))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 11:17 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا الجهد، ودمتم بصحة وعافية.
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 12:56 م]ـ
جزيتم الف خير إن شاء الله
ـ[طالب فهم]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 03:19 م]ـ
لا شلت يمينك أخي الكريم و بورك فيك و زادك الله حرصا و توفيقا
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 08:01 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخوتى الكرام ... ووفقنا الله جميعاً لجمع شمل المسلمين.
ـ[السيد رضا]ــــــــ[09 - 04 - 2007, 02:08 ص]ـ
لا شلت يمينك أخي الكريم و بورك فيك و زادك الله حرصا و توفيقا
آمين ..
ـ[أبو سارة]ــــــــ[09 - 04 - 2007, 10:30 ص]ـ
جزيت خيرا أبا محمد على هذا الموضوع الماتع عن أبي محمد بن حزم رحمه الله
قولهم: لسان بن حزم وسيف الحجاج شقيقان، ليس فيه انتقاص للإمام ابن حزم، بل هو دليل على قوة حجته وأنها مدوية عند مناوئيه، هذا هو المعنى (الظاهر) لأنه يريد القوة والفتك.
ويشبهها قول ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد في مسألة من مسائل إنفاق الزوجة على زوجها المعسر: القول قول منجنيق العرب أبي محمد .... انتهى.
قال ذلك لأن قوله محرق
وابن حزم رحمه الله ليس عالما من العلماء فحسب، بل إمام مجتهد من أئمة أهل الإسلام، ومع هذا فهو ليس بمعصوم، ومآخذ العلماء عليه لاتقلل من شأنه.
وههنا محاورة منصفة بين متحاورين حول ابن حزم ( http://www.misrsalaf.com/vb/showthread.php?t=6381)
حتى أن بعض مقلدي مالك يقول لأصحابه لا تناقشوا أهل الظاهر .. ! وهو أحد هؤلاء الذين كذب على الإمام ابن حزم أو نقل له خبراً مكذوباً .. فقال به وصدع ونشره في كتبه ..
وقد تصدى له العلامة ابن عقيل الظاهري .. جزاه الله عنا وعن أهل الظاهر خير الجزاء [/ COLOR]
ظننت الموضوع يعالج قضية تاريخية لابن حزم، فعلمت من هذا النص أنها من معاصرين.
فعجبت ويحق لي أن أعجب!
اليوم أمم الدنيا تتكالب على المسلمين من كل حدب وصوب، يأتون من كل فج عميق!، ونحن نتناحر فيما بيننا (كل حزب بما لديهم فرحون)
إلى الله المشتكى!
حسنا ...
ليتسع صدرك أخي حينما أقول لك: إن دفاعك عن ابن حزم لاينفعه، لأنه إمام كبير بعلمه المودع بمصنفاته التي ملأت الآفاق ولم يدرك شأوها الحذاق،ولايضره قول المناوئين لأنهم أقصر منه باعا وأقل شعاعا!
رحم الله ابن حزم وعفا عنه.
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[09 - 04 - 2007, 01:49 م]ـ
جزيت خيرا أبا محمد على هذا الموضوع الماتع عن أبي محمد بن حزم رحمه الله
قولهم: لسان بن حزم وسيف الحجاج شقيقان، ليس فيه انتقاص للإمام ابن حزم، بل هو دليل على قوة حجته وأنها مدوية عند مناوئيه، هذا هو المعنى (الظاهر) لأنه يريد القوة والفتك.
ويشبهها قول ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد في مسألة من مسائل إنفاق الزوجة على زوجها المعسر: القول قول منجنيق العرب أبي محمد .... انتهى.
قال ذلك لأن قوله محرق
وابن حزم رحمه الله ليس عالما من العلماء فحسب، بل إمام مجتهد من أئمة أهل الإسلام، ومع هذا فهو ليس بمعصوم، ومآخذ العلماء عليه لاتقلل من شأنه ........
وجزيت أخي (أبو سارة) ووجهة نظرك ورأيك وجيه لا أعارضه ...
..... وههنا محاورة منصفة بين متحاورين حول ابن حزم
..............
.......
المنتدى الذى أشرت إليه أخي لا يعرف الإنصاف فقد نشرت فيه في هذا الموضوع كلامى الذى كتبته هنا وحذف وأغلق الموضوع!!!
.......
فعجبت ويحق لي أن أعجب!
اليوم أمم الدنيا تتكالب على المسلمين من كل حدب وصوب، يأتون من كل فج عميق!، ونحن نتناحر فيما بيننا (كل حزب بما لديهم فرحون)
إلى الله المشتكى! ......
نعم ... تكالبت علينا الأمم ولكن لماذا؟!!!
لعدم تعظيمنا نصوص الشرع وتقديم أرائنا وشهواتنا واجتهادات الفقهاء المخالفة للنصوص عليها ولو عظمناها لجاهدنا وانتصرنا ..
........
ليتسع صدرك أخي حينما أقول لك: إن دفاعك عن ابن حزم لاينفعه، لأنه إمام كبير بعلمه المودع بمصنفاته التي ملأت الآفاق ولم يدرك شأوها الحذاق،ولايضره قول المناوئين لأنهم أقصر منه باعا وأقل شعاعا!
رحم الله ابن حزم وعفا عنه.
نعم أخى الحبيب ... دفاع مثلى عن ابن حزم لا ينفعه فهو كما تقول ..
لكنه قد ينفع الصغار ممن يظن أن الطعن في ابن حزم من سمات طالب العلم!!!
ولا تتعجب فهناك الكثيرون ممن صفتهم تلك .. وهم وبال على هذه الأمة ..
وقديماً أخى الكريم كنت تائهاً حائراً حتى عرفت ابن حزم وكتبه عبر مقال كهذا .. فالحمد لله ...
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[09 - 04 - 2007, 02:00 م]ـ
أخي أبا محمد المصري جزيت خيرا وسلمت أناملك .....
أخي بما أنك أتحفتنا بسيرة عطرة لابن حزم رحمه الله وجزاه عن الأمة خيرا أرجو أن تتبعها بسيرة لأئمة المذاهب الأربعة حتى تسلم من رائحة العصبية الظاهرية لأني أشم من كلامك شيئا من هذه الرائحة!!!
هذا وأسأل الله أن يكون لسانك كلسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنطق فهو الأسوة الحسنة ...
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
آميـ ـــــــــــــــن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[09 - 04 - 2007, 02:10 م]ـ
مرحباً شيخنا الكريم أحمد الفقيه ..
أئمة المذاهب الأربعة رضوان الله عليهم قد اشبع غيري سيرتهم بحثا و عرضاً وأنصفهم القاصي والدانى ولا يحتاجون الثناء ولهم أتباع يذبون عنهم ويعرفون الخلق بهم وبفضلهم ... أما ابن حزم فمظلوم ظلم في حياته وبعد موته ولا يعرفه إلا محبو النصوص من الظاهرية أو أهل الأثر والحديث ...
عموماً بارك الله فيك على حبك للخير ... وإن شاء الله لدي سلسلة لسيرة الأئمة الآخرين من الأربعة وغيرهم وخاصة ما لا يعرفه أتباعهم عنهم ... أسأل الله تيسير إتمامها ونشرها وسيندهش الجميع مما فيها ..
وفقنا الله جميعاً للخير ...
ـ[عبد الرحمن الظاهري]ــــــــ[13 - 06 - 2009, 05:01 م]ـ
أئمة المذاهب الأربعة رضوان الله عليهم قد اشبع غيري سيرتهم بحثا و عرضاً وأنصفهم القاصي والدانى ولا يحتاجون الثناء ولهم أتباع يذبون عنهم ويعرفون الخلق بهم وبفضلهم ... أما ابن حزم فمظلوم ظلم في حياته وبعد موته ولا يعرفه إلا محبو النصوص من الظاهرية أو أهل الأثر والحديث ...
بارك الله فيكم ليتك تعرفني بنفسك يا أبا محمد ...
ـ[القعيب]ــــــــ[15 - 06 - 2009, 11:10 م]ـ
رحم الله ابن حزم رحمة واسعة(/)
عضو جديد
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 07:40 م]ـ
هل من مرحب ... أنا عضو جديد في هذا المنتدى الرائع فأرجو أن تقبلوني صديقا لكم. .
ـ[شهرزاد]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 09:39 م]ـ
اهلا وسهلا بك اخي الفاضل في المنتدى:)
ـ[أبو لين]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 12:11 ص]ـ
:::
حللت أهلا ونزلت سهلا أخي (جنرال) وحيّاك الله وبيّاك في هذا المنتدى المبارك والذي أسأل الله العظيم أن تكون عضوا نافعا فيه. وأن تكون زهرة يفوح عطرها في أرجاء منتدى الفصيح.
فأهلا بك أُخي.:):)
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 12:51 ص]ـ
:::
حللت أهلا ونزلت سهلا أخي (جنرال) وحيّاك الله وبيّاك في هذا المنتدى المبارك والذي أسأل الله العضيم أن تكون عضوا نافعا فيه. وأن تكون زهرة يفوح عطرها في أرجاء منتدى الفصيح.
فأهلا بك أُخي.:):)
أشكر كلا من {شهزاد وبحر النحو} على الترحيب بي (أخي بحر النحو لا أتوقع منك أن تكتب (العضيم) بهذا الشكل.والصواب (العظيم) والشكر لك موصول.
ـ[أبو لين]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 12:57 ص]ـ
لعلّ العجلة هي من أوقعتني في هذا الخطأ أخي جنرال ولك الشكر على التصويب.
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 01:01 ص]ـ
تمهل أخي!!!! فأنت في شبكة الفصيح: D :p :D
ـ[أبو طارق]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 06:27 م]ـ
مرحبًا بك أخي الفاضل
وننتظرك نافعًا ومنتفعًا إن شاء الله
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 11:14 م]ـ
بورك فيكم جميعا(/)
الحب
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 08:45 م]ـ
الحب ملكة يخلقها
الله
سبحانه له الحمد
في جميع خلقه
ولقد تكلمت عن صفات ومعاني جميلة له
في كتاباتي السابقة وذلك من باب
وهدوا إلى الطيب من القول
ولدي تجارب ودراسات خاصة في هذا المجال
عميقة جداً لا يستطيع العقل البشري العادي
الذي لم يذق حلاوة الإيمان ولا الصفاء الرباني
أن يصل لحقيقة كنهه
و من لم يكن له مدد رباني
فمستحيل عليه أن يذوق حلاوته
فضلاً عن أطواره
حاولت فيما سبق أن أكتب في العموميات
ولو كتبت في التفاصيل
لشطت بالناس الأقاويل
فما أكتبه رمزاً فهو قمرٌ
ينعكس بالضوء على صاحب التجربة
وهادياً لطالب الهداية في مرضات رب العالمين
لأن الحب أتى من
الله
سبحانه له الحمد
زل من أعتقد أنه من دون مراقبة الله فيه أنه سيكون قويماً
أو قوياً أو متناغماً مع الكون
و أصل قاعدة التفاعل الكوني
ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:
لا يؤمن أحدكم حتى يكون
الله ورسوله
أحب إليه من نفسه
قلت:
من يطبق هذه القاعدة ينعكس عليه الإشراق
ويصدق فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
ومن هذا الباب تجد كل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
في كل حديث بلفظ (لا يؤمن) أو (الإيمان) و ما شابهه
مؤديه إلى هذا الطريق ومقومة له
والقاعدة التي يقوم عليها هذا الأمر العدل
فالعدل أرض الحب ومنه ينبت
وما ذكر في الحديث القدسي أختم به هذه الخاطرة
فمقامها هو الفصل والختم
فعن سعيد بن عبدالعزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني
عن أبي ذر: عن النبي صلى الله عليه و سلم
فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال:
يا عبادي
إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا
يا عبادي
كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم
يا عبادي
كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم
يا عبادي
كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم
يا عبادي
إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفرلكم
يا عبادي
إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني
يا عبادي
لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا
يا عبادي
لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا
يا عبادي
لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل
إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر
يا عبادي
إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد
غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه
قال سعيد كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث
جثا على ركبتيه
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 12:25 ص]ـ
جزيت خيرا ..
ـ[أبو طارق]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 05:37 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[سيف الدين]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 06:40 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك وجزاك خيرا
وإذا أذنت لي باستفسار بسيط
أنت قلت
والقاعدة التي يقوم عليها هذا الأمر العدل
فالعدل أرض الحب ومنه ينبت
لماذا جعلت العدل هو القاعدة الأساسية لحب الله عز وجل؟
أنا أرى والله أعلم
أن معرفة الله هي التي توجب محبته (إعرف من تحب)
فإذا عرفت الله بأنه الخالق وعرفته بتفرده بصفات الكمال المطلق وهو الذي يلجئ إليه وتحتاج إليه الخلائق , ولا يحتاج إلى أحد , وأنك لا بد عائد إليه يوم الحساب
فإذا علمت ذلك فقد أحببته , وكانت علامة حبك له هي الطاعة في أمره ونهيه , واسترخصت الروح لأجله , واستعذبت العذاب في سبيله
هكذا أشعر وهكذا أحب الله ورسوله
اللهم ارزقنا حبك وحب نبيك وصحابتك وأوليائك
اللهم أمتنا على حبك وحب نبيك وصحابتك وأوليائك
اللهم آمين آمين
وبارك الله فيك
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 10:54 م]ـ
جزيت خيرا ..
وجزيت
من رب العالمين
بأكتر مما تحب وترضى
وعفواً أخي
المؤمن مرأة صاحبة
فترميزك لنفسك بإسم
كافر نصراني رومي
و أنت مؤمن مسلم عربي
يدل على
إنبهارك و إعجابك بهم
و الإنبهار و الإعجاب
بداية التبعية
و أنا أجلك عن هذا
و يجب أن تكون نفسك
متبوعه لا تابعه
و حب القيادة و العزة والشرف
في نفس كل عربي
و إن خبت
فالعرب أشرف أمة
فمن شك في قولي فقد كفر
وسند هذا القول
(كنتم خير أمة)
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 10:55 م]ـ
بارك الله فيك
وفيك
يا أخي
الكريم
و أفادنا
الله سبحانه له الحمد
من علمك
ـ[أبو لين]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 11:13 م]ـ
وجزيت
من رب العالمين
بأكتر مما تحب وترضى
وعفواً أخي
المؤمن مرأة صاحبة
فترميزك لنفسك بإسم
كافر نصراني رومي
و أنت مؤمن مسلم عربي
يدل على
إنبهارك و إعجابك بهم
و الإنبهار و الإعجاب
بداية التبعية
و أنا أجلك عن هذا
و يجب أن تكون نفسك
متبوعه لا تابعه
و حب القيادة و العزة والشرف
في نفس كل عربي
و إن خبت
فالعرب أشرف أمة
فمن شك في قولي فقد كفر
وسند هذا القول
(كنتم خير أمة)
بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 11:45 م]ـ
وجزيت
من رب العالمين
بأكتر مما تحب وترضى
وعفواً أخي
المؤمن مرأة صاحبة
فترميزك لنفسك بإسم
كافر نصراني رومي
و أنت مؤمن مسلم عربي
يدل على
إنبهارك و إعجابك بهم
و الإنبهار و الإعجاب
بداية التبعية
و أنا أجلك عن هذا
و يجب أن تكون نفسك
متبوعه لا تابعه
و حب القيادة و العزة والشرف
في نفس كل عربي
و إن خبت
فالعرب أشرف أمة
فمن شك في قولي فقد كفر
وسند هذا القول
(كنتم خير أمة)
أخي بارك الله فيك .. الفرق كبير بين الأعجاب بالصفات والأعجاب بالفكر و العقيدة ..... فالرسول:= والصحابة: r ... كانوا معجبين بحنكة خالد بن الوليد العسكرية قبل أسلامه .. !!! فما هو ردك؟ ......... (جزاك الله خيرا على هذه الغيرة النابعة من قلب خاشع)
وإليكم هذه النبذة عن رومل: (على سبيل الثقافة فقط لاغير!!!!)
من مشاهير القادة العسكريين الألمان.
(ثعلب الصحراء)
ولد رومل في 15 نوفمبر 1891، في مدينة هايدنهايم Heidenheim الألمانية. التحق رومل في عام 1910، بالفوج 23 مشاة في فوتمبرج Wuttemberg ، طالباً ضابطاً. اشترك في الحرب ضد فرنسا، ورومانيا وإيطاليا، أثناء الحرب العالمية الأولى، برتبة ملازم.
ظهرت بوادر عبقريته العسكرية، من خلال فهمه العميق لرجاله، وشجاعته غير العادية، وموهبته الفطرية في القيادة. فشغل عديداً من الوظائف في أكاديميات عسكرية مختلفة. وقد عمل معلماً بأكاديمية دريسدن العسكرية Dresden Military Academy ، أثناء الحرب العالمية الأولى.
في عام 1938، عُين رومل قائداً لمدرسة الضباط في مدينة فينر نويشتات Wiener Neustdt ، بالقرب من فيينا. وفي بداية الحرب العالمية الثانية، في 1939، عُين قائداً لحرس مقر الفوهرر، ولكن لم تكن هذه الوظيفة هي التي ترضي طموح وحماس جندي من جنود الخطوط الأمامية. وجاءته الفرصة لإثبات ذاته، في فبراير 1940، عندما تولى قيادة الفرقة السابعة مدرعات (البانزر)، ولم يكن لديه أي خبرة بالدبابات، ولم يتوفر له سوى ثلاثة أشهر لدراسة المدرعات والإلمام بأساليب قيادة هذه القوات، قبل أن يدخل بهذه الفرقة القتال. وقد نجحت مدرعات رومل نجاحاً باهراً، أدى إلى انهيار فرنسا، فنتج عن ذلك أن أُعطيت له فرصة أخرى لتطبيق العقيدة الجديدة في أفريقيا، وقد استفاد رومل من ذلك، لأنها كانت قيادة مستقلة.
ولم يمض أكثر من عامٍ على توليه قيادة الفرقة السابعة مدرعات، حتى أصبح رومل أحد ألمع قادة الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945)، فدرّب فيلق الصحراء الألماني، الذي تسلم قيادته في فبراير 1941، تمهيداً للعمليات الحربية في صحراء شمال أفريقيا، لنجدة الجيش الإيطالي المهزوم، فطرد الجنرال ويفل من بنغازي. وفي صيف 1942، دحر البريطانيين، وأرغمهم علي التضحية بطبرق، والأراضي الحدودية المحيطة بها، وجعل خسائرهم تصل إلي خمسين ألف رجل، قبل أن يتوقفوا في العلمين. وبدا في تلك الأيام، أن البريطانيين على وشك الخروج من مصر.
غير أن مونتجمري، القائد البريطاني، اغتنم فرصة وجود رومل في ألمانيا للعلاج، وشن هجوماً علي الخطوط الألمانية، وعاد رومل إلي ميدان المعركة، وأظهر براعة فائقة في حرب الصحراء، كما أظهر حنكة، حتى أثناء تراجعه أمام مونتجمري. ولكن استطاع الجيش الثامن البريطاني "فئران الصحراء" بقيادة مونتجمري هزيمة رومل في معركة العلمين، في مصر، في أكتوبر 1942.
وفي عام 1943، انسحب من أفريقيا ـ مريضاً ـ بعد إصرار من موسوليني Mussolini ، وأُرسل إلى اليونان. وكانت هذه خدعة لسحب القوات من فرنسا إلى اليونان. وقد نجح في ذلك، ونُقلت الفرقة الأولى مدرعات من فرنسا إلى اليونان.
لقد أظهر رومل دهاءً أعظم في تطبيق نظرية " Blitzkrieg " ( الحرب الخاطفة)، (وهي أسلوب الحرب المتطرف في خفة حركته، مستخدماً المدرعات والقوات المحملة)، في أفريقيا، لأنه مزج الدفاع بالهجوم، مع جذب المدرعات المعادية إلى فخاخٍ منصوبة، تمهيداً لقيام مدرعاته بضربات خاطفة للقضاء عليها. ويعلق ليدل هارت، المفكر العسكري والإستراتيجي الإنجليزي، على هذا قائلا: "إن القدرة على القيام بتحركات غير متوقعة، والإحساس الجاد بعامل الوقت والقدرة على إيجاد درجة من خفة الحركة تؤدي كلها إلى شل حركة المقاومة، ولذلك فمن الصعب إيجاد
(يُتْبَعُ)
(/)
شبيهاً حديثاً لرومل، فيما عدا جوديريان، أستاذ الحرب الخاطفة". لُقّب رومل بثعلب الصحراء لبراعته في التكتيك الحربي. وقامت شهرته على قيادته للجيش الألماني في الصحراء الغربية، وقد لعب دوراً مهماً في بروز هتلر.
ويقول ليدل هارت،: "كنت أنظر إلى رومل على أنه رجل تكتيكي عظيم، وقائد مقاتل بارع، لكنني لم أدرك درجة تعمقه في الإستراتيجية، (أو بالأحرى درجة تمكنه منها من خلال تأملاته)، إلا بعد اطلاعي على أوراقه الشخصية. وفوجئت عندما وجدت هذا القائد (المندفع) يفكر بهذه الدرجة من العمق، وأن جرأته كانت ترجع أصلاً إلى دهائه. وفي حالات معينة يمكن انتقاد بعض حركاته على أنها اندفاع وتهور، ولكن لا يمكن اعتبارها ضربات مقامر أعمى، عنيف الطباع. وإذا حللنا عملياته، لوجدنا أن بعض ضربات رومل، التي فشلت ونتج عنها عواقب وخيمة بالنسبة له، كانت تؤدي إلى عواقب أكثر قسوة لخصومه، علاوة على أنها أثرت تأثيراً كبيراً فيهم، فمكنته من الإفلات بجيشه من هذا المأزق بسهولة تامة. ويمكن قياس القادة بالطريقة التي يؤثرون فيها في خصومهم، وبهذا القياس يكون مكان رومل مرتفعا للغاية".
لقد أحدث رومل تأثيراً كبيراً في العالم بسيفه، وزاد من عمق هذا التأثير ببلاغة قلمه، لأن أي قائد آخر في التاريخ لم يستطع كتابة قصة حملاته بطريقة تضاهي في حيويتها وقيمتها كتابات رومل. لقد ولد رومل ليكون كاتباً، بالإضافة إلى أنه مقاتل بطبيعته، فكان يحب التعبير عما يجيش في نفسه على الورق، بالإضافة إلى عمله. وقام بذلك قبل أن يشتهر كقائد ناجح، فقدم بحثاً في تكتيكات المشاة، واستمد هذا البحث من تجاربه الشخصية، كضابطٍ صغيرٍ، في الحرب العالمية الأولى، ومن تأملاته عنها. وقد تميز بحثه بالحيوية والتشويق، في وقت كانت أغلب الكتب الرسمية عن التكتيك شديدة الملل. وقد نُشر هذه البحث عام 1937، ولاقى قبولاً كبيراً. وجاءت فرصته لإبراز مواهبه كقائد من طريق كتاباته، لأن كتابه عن تكتيكات المشاة، كان أول ما لفت نظر هتلر نحوه، ونتج عن ذلك تمهيد الطريق له إلى المناصب الكبرى. وقد استغل رومل الفرصة لأقصى حد، لأنه كان يتمتع أيضا بالعبقرية التنفيذية.
أما ما كتبه رومل عن "قواعد حرب الصحراء" فيعتبر مساهمة عظيمة في ميدان الفكر العسكري علاوة على التعليقات الحكيمة، وكلها عن مجالات جديدة: عن الحشد زمنا وليس مكانا، وعن أثر السرعة في مواجهة تفوق العدو، وعن المرونة كوسيلة للمفاجأة؛ وعن الأمن الذي توفره الجرأة، وعن القيود السخيفة التي تفرضها عقلية الإمدادات والتموين، وعن خلق مستوياتٍ جديدة، وعدم الرضوخ للأمر الجاري، وعن قيمة الرد غير المباشر (وليس المباشر) على تحركات العدو، وعن الطريقة التي يمكن بها تعويض النقص في استخدام القوة الجوية (وهذه مراجعة جذرية لقواعد الحرب البرية) بدون تمييز، وعن عدم فاعلية انعدام الضمير.
ومن الناحية الإنسانية، كان رومل رجلاً إنساناً بجانب طاقته العظيمة وعبقريته العسكرية. لقد كان رومل أكثر من أسطورة بالنسبة للبريطانيين، فأدى إعجابهم الشديد بقيادته البارعة، أن تحول هذا الإعجاب إلى شبه محبة لشخصه، وذلك يرجع إلى استخدامه السرعة والمفاجأة في عملياته الحربية في أفريقيا، ومحافظته على تقاليد الحرب العسكرية الشريفة المهذبة، وبسلوكه مسلك الفارس، نحو الكثيرين من أسرى الحرب، الذي قابلهم شخصياً. ولذلك، أصبح بطلاً في نظر جنود الجيش الثامن البريطاني (الذين كانوا يقاتلون ضده)، لدرجة أنهم إذا أرادوا أن يصفوا عملاً مجيداً قام به أحدهم قالوا أنه: "مثل رومل". ومثل هذا الإعجاب الشديد بقائد الأعداء، حمل في طياته بذوراً خطيرة، بالنسبة للروح المعنوية للجنود، مما أضطر القادة البريطانيين وأركان حربهم، أن يقوموا بمجهودات شاقة للقضاء على "أسطورة رومل". وقاموا بدعاية مضادة ولكنها لم تكن قائمة على تلويث سمعة رومل الشخصية، وإنما كانت قائمة على الإقلال من شأنه من الناحية العسكرية.
وبالطبع لم تكن انتصارات رومل بدون أخطاء، بل تكبد خسائر كبيرة، ونزلت به هزائم، كان يمكنه تفاديها، ولكننا إذا علمنا أن القائد الذي يقاتل ضد قوات متفوقة ربما أدى خطأ يرتكبه إلى هزيمته، بينما نجد أن القائد المتفوق في عدته وعتاده، يمكن أن يرتكب سلسلة من الأخطاء من دون أن يؤثر هذا في النتيجة. ولذلك ينطبق عليه القول المأثور لنابليون: "إن أعظم القادة أقلهم أخطاءً."
وفي عام 1944، قاد القوات الألمانية، التي وقفت أمام غزو الحلفاء، لمقاطعة نورماندي Normandy الفرنسية. وقد أُصيب بجروح خطيرة في إحدى الغارات الجوية. وفقد منصبه، لأنه أبلغ هتلر بأنه لا جدوى لألمانيا من استمرار الحرب. قيل إنه تورط في مؤامرة قتل هتلر في يوليه 1944، وخيّر بين المحاكمة في محكمة الشعب بتهمة الخيانة العظمى أو الانتحار بالسم. وكان اختيار الثانية يضمن عدم إلحاق الضرر بعائلته، وعمل جنازة رسمية له. فاختار السم.
نشرت زوجته مذكراته بعد وفاته في عام 1944
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 12:06 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك وجزاك خيرا
وإذا أذنت لي باستفسار بسيط
أنت قلت
والقاعدة التي يقوم عليها هذا الأمر العدل
فالعدل أرض الحب ومنه ينبت
لماذا جعلت العدل هو القاعدة الأساسية لحب الله عز وجل؟
أنا أرى والله أعلم
أن معرفة الله هي التي توجب محبته (إعرف من تحب)
فإذا عرفت الله بأنه الخالق وعرفته بتفرده بصفات الكمال المطلق وهو الذي يلجئ إليه وتحتاج إليه الخلائق , ولا يحتاج إلى أحد , وأنك لا بد عائد إليه يوم الحساب
فإذا علمت ذلك فقد أحببته , وكانت علامة حبك له هي الطاعة في أمره ونهيه , واسترخصت الروح لأجله , واستعذبت العذاب في سبيله
هكذا أشعر وهكذا أحب الله ورسوله
اللهم ارزقنا حبك وحب نبيك وصحابتك وأوليائك
اللهم أمتنا على حبك وحب نبيك وصحابتك وأوليائك
اللهم آمين آمين
وبارك الله فيك
أخي في
الله
سبحانه له الحمد
سيف الدين
هناك طرق كثيرة
في شرح ما أريد
أن تفهمه
ولكن أعطيك
جلية الأمر
فإن لم تفهم
فسأل ولا تخجل
و أنا خادمك
بما أستطيع
أعلم أخي أن بالعدل
قام أمر هذا الكون كله
وحتى في يوم القيامة
وأنت تعلم أن من صفات
الله
سبحانه له الحمد
الرحمن والرحيم
فالكون مدبر من العرش
و الله
سبحانه له الحمد
جعل تدبير هذا الكون
من العرش
بصفة الرحمة
وذلك في قوله
(الرحمن على العرش أستوى)
و الله
سبحانه له الحمد
فوق كل مخلوقاته
وليس العرش فقط
و مقصد هذه الآية
إن الله
سبحانه له الحمد
دبر هذا الخلق كله
ليس بالعدل فقط
بل بالرحمة
وحين ما نصل إلى هذا الفهم
نجد أن الرحمة لا تأتي
إلا ويكون الحب قبلها
فالرحمة نتيجة طبيعية
من الحب
كما أن الحب نتيجة طبيعية
من العدل
فلذلك الرحمة يوم القيامة
تكون رحمات كبرى
لأنه يوم تفصل فيه
الخلائق
وليس بعده من يوم
والحب من
الله
سبحانه له الحمد
ليس كمثله
من حب
لأن الله
سبحانه له الحمد
خلق الخلق
من حب
والعبادة
أصلها و أساسها
الحب
وهذا ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:
لا يؤمن أحدكم حتى يكون
الله ورسوله
أحب إليه من نفسه
ومن أحب الله ورسوله
حقيقة
سيجد نفسة من دون مواربه
أنه يحب الخلق كله
وتطبيق الحب لايكون إلا
بالعدل
لأن من الحب ينتج الحب
فمحال من الظلم
أن ينتج الحب
أحبك ربك
و أحسن خاتمتك
و أرشدك
لما يحب ويرضى
ـ[سيف الدين]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 01:02 ص]ـ
السلام عليكم
أخي وحبيبي في الله صالح بن حسن
أشكر لك حسن ردك وسعة صدرك وصبرك
هب أن رجلا كافرا مشركا وأردت هدايته للأسلام وحب الله ورسوله
أكنت تحدثه عن عدل الله واستوائه على العرش؟
أم كنت تقنعه وتعرفه بحقيقة وجوده في هذه الدنيا؟ وأنه مخلوق لله عز وجل
وأن الكون والإنسان والحياة حقيقة بنيت على أساس أنه
لا إله إلا الله؟
جزاك الله خيرا وجعل عملك في ميزان حسناتك , يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
أخوك سيف الدين
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 01:15 ص]ـ
أخي بارك الله فيك .. الفرق كبير بين الأعجاب بالصفات والأعجاب بالفكر و العقيدة ..... فالرسول:= والصحابة: r ... كانوا معجبين بحنكة خالد بن الوليد العسكرية قبل أسلامه .. !!! فما هو ردك؟ ......... (جزاك الله خيرا على هذه الغيرة النابعة من قلب خاشع)
وإليكم هذه النبذة عن رومل: (على سبيل الثقافة فقط لاغير!!!!)
من مشاهير القادة العسكريين الألمان.
(ثعلب الصحراء)
ولد رومل في 15 نوفمبر 1891، في مدينة هايدنهايم Heidenheim الألمانية. التحق رومل في عام 1910، بالفوج 23 مشاة في فوتمبرج Wuttemberg ، طالباً ضابطاً. اشترك في الحرب ضد فرنسا، ورومانيا وإيطاليا، أثناء الحرب العالمية الأولى، برتبة ملازم.
ظهرت بوادر عبقريته العسكرية، من خلال فهمه العميق لرجاله، وشجاعته غير العادية، وموهبته الفطرية في القيادة. فشغل عديداً من الوظائف في أكاديميات عسكرية مختلفة. وقد عمل معلماً بأكاديمية دريسدن العسكرية Dresden Military Academy ، أثناء الحرب العالمية الأولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
في عام 1938، عُين رومل قائداً لمدرسة الضباط في مدينة فينر نويشتات Wiener Neustdt ، بالقرب من فيينا. وفي بداية الحرب العالمية الثانية، في 1939، عُين قائداً لحرس مقر الفوهرر، ولكن لم تكن هذه الوظيفة هي التي ترضي طموح وحماس جندي من جنود الخطوط الأمامية. وجاءته الفرصة لإثبات ذاته، في فبراير 1940، عندما تولى قيادة الفرقة السابعة مدرعات (البانزر)، ولم يكن لديه أي خبرة بالدبابات، ولم يتوفر له سوى ثلاثة أشهر لدراسة المدرعات والإلمام بأساليب قيادة هذه القوات، قبل أن يدخل بهذه الفرقة القتال. وقد نجحت مدرعات رومل نجاحاً باهراً، أدى إلى انهيار فرنسا، فنتج عن ذلك أن أُعطيت له فرصة أخرى لتطبيق العقيدة الجديدة في أفريقيا، وقد استفاد رومل من ذلك، لأنها كانت قيادة مستقلة.
ولم يمض أكثر من عامٍ على توليه قيادة الفرقة السابعة مدرعات، حتى أصبح رومل أحد ألمع قادة الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945)، فدرّب فيلق الصحراء الألماني، الذي تسلم قيادته في فبراير 1941، تمهيداً للعمليات الحربية في صحراء شمال أفريقيا، لنجدة الجيش الإيطالي المهزوم، فطرد الجنرال ويفل من بنغازي. وفي صيف 1942، دحر البريطانيين، وأرغمهم علي التضحية بطبرق، والأراضي الحدودية المحيطة بها، وجعل خسائرهم تصل إلي خمسين ألف رجل، قبل أن يتوقفوا في العلمين. وبدا في تلك الأيام، أن البريطانيين على وشك الخروج من مصر.
غير أن مونتجمري، القائد البريطاني، اغتنم فرصة وجود رومل في ألمانيا للعلاج، وشن هجوماً علي الخطوط الألمانية، وعاد رومل إلي ميدان المعركة، وأظهر براعة فائقة في حرب الصحراء، كما أظهر حنكة، حتى أثناء تراجعه أمام مونتجمري. ولكن استطاع الجيش الثامن البريطاني "فئران الصحراء" بقيادة مونتجمري هزيمة رومل في معركة العلمين، في مصر، في أكتوبر 1942.
وفي عام 1943، انسحب من أفريقيا ـ مريضاً ـ بعد إصرار من موسوليني Mussolini ، وأُرسل إلى اليونان. وكانت هذه خدعة لسحب القوات من فرنسا إلى اليونان. وقد نجح في ذلك، ونُقلت الفرقة الأولى مدرعات من فرنسا إلى اليونان.
لقد أظهر رومل دهاءً أعظم في تطبيق نظرية " Blitzkrieg " ( الحرب الخاطفة)، (وهي أسلوب الحرب المتطرف في خفة حركته، مستخدماً المدرعات والقوات المحملة)، في أفريقيا، لأنه مزج الدفاع بالهجوم، مع جذب المدرعات المعادية إلى فخاخٍ منصوبة، تمهيداً لقيام مدرعاته بضربات خاطفة للقضاء عليها. ويعلق ليدل هارت، المفكر العسكري والإستراتيجي الإنجليزي، على هذا قائلا: "إن القدرة على القيام بتحركات غير متوقعة، والإحساس الجاد بعامل الوقت والقدرة على إيجاد درجة من خفة الحركة تؤدي كلها إلى شل حركة المقاومة، ولذلك فمن الصعب إيجاد شبيهاً حديثاً لرومل، فيما عدا جوديريان، أستاذ الحرب الخاطفة". لُقّب رومل بثعلب الصحراء لبراعته في التكتيك الحربي. وقامت شهرته على قيادته للجيش الألماني في الصحراء الغربية، وقد لعب دوراً مهماً في بروز هتلر.
ويقول ليدل هارت،: "كنت أنظر إلى رومل على أنه رجل تكتيكي عظيم، وقائد مقاتل بارع، لكنني لم أدرك درجة تعمقه في الإستراتيجية، (أو بالأحرى درجة تمكنه منها من خلال تأملاته)، إلا بعد اطلاعي على أوراقه الشخصية. وفوجئت عندما وجدت هذا القائد (المندفع) يفكر بهذه الدرجة من العمق، وأن جرأته كانت ترجع أصلاً إلى دهائه. وفي حالات معينة يمكن انتقاد بعض حركاته على أنها اندفاع وتهور، ولكن لا يمكن اعتبارها ضربات مقامر أعمى، عنيف الطباع. وإذا حللنا عملياته، لوجدنا أن بعض ضربات رومل، التي فشلت ونتج عنها عواقب وخيمة بالنسبة له، كانت تؤدي إلى عواقب أكثر قسوة لخصومه، علاوة على أنها أثرت تأثيراً كبيراً فيهم، فمكنته من الإفلات بجيشه من هذا المأزق بسهولة تامة. ويمكن قياس القادة بالطريقة التي يؤثرون فيها في خصومهم، وبهذا القياس يكون مكان رومل مرتفعا للغاية".
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أحدث رومل تأثيراً كبيراً في العالم بسيفه، وزاد من عمق هذا التأثير ببلاغة قلمه، لأن أي قائد آخر في التاريخ لم يستطع كتابة قصة حملاته بطريقة تضاهي في حيويتها وقيمتها كتابات رومل. لقد ولد رومل ليكون كاتباً، بالإضافة إلى أنه مقاتل بطبيعته، فكان يحب التعبير عما يجيش في نفسه على الورق، بالإضافة إلى عمله. وقام بذلك قبل أن يشتهر كقائد ناجح، فقدم بحثاً في تكتيكات المشاة، واستمد هذا البحث من تجاربه الشخصية، كضابطٍ صغيرٍ، في الحرب العالمية الأولى، ومن تأملاته عنها. وقد تميز بحثه بالحيوية والتشويق، في وقت كانت أغلب الكتب الرسمية عن التكتيك شديدة الملل. وقد نُشر هذه البحث عام 1937، ولاقى قبولاً كبيراً. وجاءت فرصته لإبراز مواهبه كقائد من طريق كتاباته، لأن كتابه عن تكتيكات المشاة، كان أول ما لفت نظر هتلر نحوه، ونتج عن ذلك تمهيد الطريق له إلى المناصب الكبرى. وقد استغل رومل الفرصة لأقصى حد، لأنه كان يتمتع أيضا بالعبقرية التنفيذية.
أما ما كتبه رومل عن "قواعد حرب الصحراء" فيعتبر مساهمة عظيمة في ميدان الفكر العسكري علاوة على التعليقات الحكيمة، وكلها عن مجالات جديدة: عن الحشد زمنا وليس مكانا، وعن أثر السرعة في مواجهة تفوق العدو، وعن المرونة كوسيلة للمفاجأة؛ وعن الأمن الذي توفره الجرأة، وعن القيود السخيفة التي تفرضها عقلية الإمدادات والتموين، وعن خلق مستوياتٍ جديدة، وعدم الرضوخ للأمر الجاري، وعن قيمة الرد غير المباشر (وليس المباشر) على تحركات العدو، وعن الطريقة التي يمكن بها تعويض النقص في استخدام القوة الجوية (وهذه مراجعة جذرية لقواعد الحرب البرية) بدون تمييز، وعن عدم فاعلية انعدام الضمير.
ومن الناحية الإنسانية، كان رومل رجلاً إنساناً بجانب طاقته العظيمة وعبقريته العسكرية. لقد كان رومل أكثر من أسطورة بالنسبة للبريطانيين، فأدى إعجابهم الشديد بقيادته البارعة، أن تحول هذا الإعجاب إلى شبه محبة لشخصه، وذلك يرجع إلى استخدامه السرعة والمفاجأة في عملياته الحربية في أفريقيا، ومحافظته على تقاليد الحرب العسكرية الشريفة المهذبة، وبسلوكه مسلك الفارس، نحو الكثيرين من أسرى الحرب، الذي قابلهم شخصياً. ولذلك، أصبح بطلاً في نظر جنود الجيش الثامن البريطاني (الذين كانوا يقاتلون ضده)، لدرجة أنهم إذا أرادوا أن يصفوا عملاً مجيداً قام به أحدهم قالوا أنه: "مثل رومل". ومثل هذا الإعجاب الشديد بقائد الأعداء، حمل في طياته بذوراً خطيرة، بالنسبة للروح المعنوية للجنود، مما أضطر القادة البريطانيين وأركان حربهم، أن يقوموا بمجهودات شاقة للقضاء على "أسطورة رومل". وقاموا بدعاية مضادة ولكنها لم تكن قائمة على تلويث سمعة رومل الشخصية، وإنما كانت قائمة على الإقلال من شأنه من الناحية العسكرية.
وبالطبع لم تكن انتصارات رومل بدون أخطاء، بل تكبد خسائر كبيرة، ونزلت به هزائم، كان يمكنه تفاديها، ولكننا إذا علمنا أن القائد الذي يقاتل ضد قوات متفوقة ربما أدى خطأ يرتكبه إلى هزيمته، بينما نجد أن القائد المتفوق في عدته وعتاده، يمكن أن يرتكب سلسلة من الأخطاء من دون أن يؤثر هذا في النتيجة. ولذلك ينطبق عليه القول المأثور لنابليون: "إن أعظم القادة أقلهم أخطاءً."
وفي عام 1944، قاد القوات الألمانية، التي وقفت أمام غزو الحلفاء، لمقاطعة نورماندي Normandy الفرنسية. وقد أُصيب بجروح خطيرة في إحدى الغارات الجوية. وفقد منصبه، لأنه أبلغ هتلر بأنه لا جدوى لألمانيا من استمرار الحرب. قيل إنه تورط في مؤامرة قتل هتلر في يوليه 1944، وخيّر بين المحاكمة في محكمة الشعب بتهمة الخيانة العظمى أو الانتحار بالسم. وكان اختيار الثانية يضمن عدم إلحاق الضرر بعائلته، وعمل جنازة رسمية له. فاختار السم.
نشرت زوجته مذكراته بعد وفاته في عام 1944
أخي في
الله
سبحانه له الحمد
قولك:
[فالرسول:= والصحابة: r ... كانوا معجبين بحنكة خالد بن الوليد العسكرية قبل أسلامه .. !!! فما هو ردك؟]
هذا الإعجاب قمة الإيمان
لأن المؤمن لا يبخس حق عدوة أبداً
أما ماذكرت عن رومل فأزيدك أنه كان متواضعاً
و كان يأكل مع جنودة
أما ذكرك عنه أنه كاتب فهل يعني ذلك في المعارك العسكرية شيأ
إذا ما ذكرت خارج عن موضوع المناقشة
لأنه أمر تدويني وليس عسكري
أنما الذي فاتك أن العسكرية الجرمانية قامت
في كثير منها على العسكرية الإسلامية
ففي الحرب العالمية الأولى
قام الجيش التركي والضباط الجرمان بالهجوم على الحامية
البريطانية في البصرة فأراد القائد التركي أن يحاصر البصرة
فقال له الضابط الجرماني: هذا خطأ إن حاصرتهم فسوف يستأسدون
ألا تعلم تاريخكم؟ قال:وكيف؟
فقال له الجرماني:لقد أنتصرتم أيها المسلمون علينا في موقعة اليرموك
حينما جعلتم لنا طريقاً للفرار.
وطبق القائد التركي هذه الفكرة وأنسحب الجيش البريطاني وهزم
وكانت العسكرية الجرمانية في القرن 18 و19
تعتمد على سياسة الأرض المحروقة
ومنذ بداية القرن العشرين أعتمدت على التكتيك العسكري الإسلامي
و لكن حرب الخنادق و التطور العلمي في الأسلحة غير بعض المفاهيم
وما الحرب الخاطفة إلا من أبتكار أسلافك
وما التكتيك و الإستراتيجية العسكرية التي أستخدمها رومل
إلا من وحي سيرة خالد بن وليد العسكرية وحتى تواضعة مع جنودة
هي من قيم العسكرية الإسلامية
و أرشدك إلى كتاب
(سف الله خالد بن وليد تأليف الجنرال. أ.أكرَم
وترجمة العميد الركن صبحي الجابي
طبع في دمشق 1976)
وبعد النظر سيتبين لك أن دعيك ماهو إلى مقلد ومقصر في تقليدة
لواحد من رموز أمتك ومن بني جلدتك
فهل يفتخر الإنسان بالأصل أم بالفرع
فلا تغرنك الدعاية الرنانة والطنطة الكذابة
التي تريد أن تلغي الأصول وتأخذ بالقشور
و لا يغرنك الأسلحة والدبابات الحديثة
المهم في العسكرية الإنسان
أنظر إلى المقاومة العراقية
أدخلت تكتيكات مازال الأمريكان
يحاولوا فهمها
فضلاً عن مقاومتها أو إبطالها
العربي بطبعة سيد
ويفقد نفسة إذا كان تابعاً
لغير دينه وعروبته
لأنها ببساطة غريبة علية
وليست منه
وفقك
الله
سبحانه له الجمد
لما يحب ويرضى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[~*O®©™ [عاشقة القوافي] ™©®O*~]ــــــــ[20 - 03 - 2007, 09:29 م]ـ
أخي صالح مقالتك أو خاطرتك كما ترغب.
هي جميلة بأسلوب سهل جذاب
بارك الله فيك
ونريد منك المزيد ولن تطيش عقولنا ما دمت فينا حاضرا.
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[20 - 03 - 2007, 09:39 م]ـ
يبدو أخي صالح أن لديك معلومات عن رومل والحرب العالمية الثانية أكثر مني .. !!! رغم سعة أطلاعي على تفاصيل تلك الحرب.
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 12:25 م]ـ
بارك الله فيك.
وفيك
و أعز
من شأنك
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 07:06 م]ـ
السلام عليكم
أخي وحبيبي في الله صالح بن حسن
أشكر لك حسن ردك وسعة صدرك وصبرك
هب أن رجلا كافرا مشركا وأردت هدايته للإسلام وحب الله ورسوله
أكنت تحدثه عن عدل الله واستوائه على العرش؟
أم كنت تقنعه وتعرفه بحقيقة وجوده في هذه الدنيا؟ وأنه مخلوق لله عز وجل
وأن الكون والإنسان والحياة حقيقة بنيت على أساس أنه
لا إله إلا الله؟
جزاك الله خيرا وجعل عملك في ميزان حسناتك , يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
أخوك سيف الدين
أخي سيف الدين
حفظك
الله
سبحانه له الحمد
ورعاك وسدد خطاك
أولاً: أنبهك إني كتبت بعجالة سهواً في ردي لك السابق:
(لأن من الحب ينتج الحب)
و الصحيح هو:
(لأن من العدل ينتج الحب)
ثانياً: أن قولي هنا في هذه الخاطرة و الردود المنصبة فيها
يندرج من باب (ما يقال للخاصة لا يقال للعامة)
فالكلام هنا ليس بمستوى كل أحد
ثالثا:
الدعوة إلى الهداية
تبدأ من الإنسان نفسه
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)
فالداعية سلوك وخلق أولاً
و لذالك أهلونا ومعلمونا كانوا يعلموننا الأدب قبل العلم
وقبل أن يكون داعية علية أن يصفي النية
لأن النية مقامها كبير بالضرورة
وكانت عند الإمام الشافعي المقام الأول في الدين
تفسيراً لقول رسولنا الخاتم
(إنما الأعمال بالنيات)
لقد كان أهلونا و أسلافنا يفهمون هذا أحسن منا
لأعطيك مثلاً وقصة لعلها توصل ما أردت أن أوصك إياه
كان أهلونا قبل المدارس الحديثة
يحفظون أولادهم القرآن الكريم
ليس من باب الحفظ فقط فهو معروف عند الجميع
بل لأن الأطفال نياتهم وقلوبهم طاهرة
فتحصل لهم بركة القرآن وحفظه
لأن من يحفظه كبيراً من دون النية الصافية
لله
سبحانه له الحمد
ينعكس عليه بقسوة القلب وغلظته
وهذا ما حصل للخوارج فكانوا يستعرضون المسلمين
أي باللغة الحديثة (المذابح الجماعية)
وما يحصل الآن وتراه من التطرف
فالقرآن بركته تحصل من صفاء النية
فلقد كان هناك في اليمن رجل تاجر محسن
وقبض علية بتهمة السرقة
فجاءه صاحب له وقال له:
لماذا لا نجعل القراء يختمون لك ختمة
عسى الله أن يفرج عنك هذه الكربة
- وكان من عادات اليمنيين ختم القرآن للشخص المبتلى بمصيبة
فإذا عملت يحصل الفرج بإذن الله.
لذلك كان كثيرا ما تجد القراء في المساجد
وكان الناس يعطونهم الذي فيه النصيب بنية التقرب
لله
سبحانه له الحمد -
فوافق هذا التاجر
وكان هذا الكلام في المساء , وعملت الختمة له في الليل
بعد صلاة العشاء , وفي الصباح أعترف التاجر بسرقة
فعجب صاحبه من هذا الأمر وسأل في هذا الأمر
من أهل الفضل مستغرباً فكان جوابهم:
ألم تقرأ (وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا تَبَارًا)
فانظر يا أخي وتأمل ولا تكن من الذين ينخدعون
بالمظهر ويعتنون به
فالسحرة تقرأ القرآن و آية الكرسي لكي تحظر به
ويلبسوا على الناس بأنهم صالحين
وما يكتب من طلاسم ومعها آيات
إلا من هذا القبيل
هذا يحصل لمن يقرب القرآن من دون نية
فالرجل الحصيف عليه
أن لا يتحفظ القرآن ويتعلم التجويد
من دون استحضار النية الخالصة
لله
سبحانه له الحمد
(يُتْبَعُ)
(/)
و تأمل من خلال هذه المقولة
سورة يونس الآيات من 54 إلى 65
قال لي صاحب لي وأخ في الله و أسمة
محمد العطية:
كنت طالباً في أمريكيا -وهذا كان في السبعينيات والثمانيات من القرن الماضي -
فزرت مدينة ديترويت عاصمة صناعة السيارات
وتمشيت فيها فإذ بي أرى شخصاً كبير السن نحيلاً قصيراً
على وجهه علامات من نور الإيمان ويلبس لباساً متوسط الحال
تنبئ عن حالته أنه فقير وغلبان
فنادا علي لما أستشف برؤيتي إني عربي
فوقفت أنظر إليه وجاء يخاطبني
فإذا به أنه من أهل اليمن ولا يعرف من اللغة الانجليزية إلا بعض الحروف
فتكلم عن الإسلام بعفوية والدعوة وهو يقيناً ليس بعالم
ولكن ما صدمني أنه رأى في الجهة المقابلة للشارع
رجلاً أمريكياً أسوداً ضخم الجثة مفتول العضلات كل من يراه
يحسب له ألف حساب , فصاح به يدعوه ,
فما كان من الأمريكي إلا أتى طائعاً ومستكيناً له
فمسكه وقال له أقرأ الفاتحة فجعل يقرأها وهو يتعتع
وهذا يصلح له
فعجبت من هذا الضخم العملاق كيف يأتمر ويكون كالطفل الصغير أمام هذا الشيخ
الكبير و الضئيل في الحجم بالنسبة له
وهنا تساءل صاحبي و استعجب كيف برجل جاهل
في العلم واللغة أن يدعو للإسلام ويسلم الناس على يديه
قلت له: النية الصافية
لله
سبحانه له الحمد
فاعلم يا أخي سيف الدين
أن الداعية هو سلوك وخلق ينبع من صفاء نية
ثم علم وتجارب وأساليب
وما مثلك إلى كمن يختصر المسألة في الجدل
ويلغي ما نوهت به
و يتغافل عن قوله
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا)
إن للكافر الذي يريد الهداية علامات
و الذي يريد الجدل علامات
فسأل أهل الاختصاص
و لا أتعدى بمقامي عليهم
و لتكون بينك وبينهم ربطة و وشائج
ولتكن مع الذين
(وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ)
وقبل الختام:
لا تحرمني من أسئلتك ومناكفاتك التي تدل حقيقة
أنك طالب علم , فإن الملائكة تبسط أجنحتها على طالب العلم
ألا أتأدب و أقضي جزء من وقتي لخدمته
إذا سنحت لي الفرصة
ولدتك أمك يا ابن آدم باكياً
************والناس حولك يضحكون سروراً
فاجهد بنفسك أن تكون إذا بكوا
************** يوم موتك ضاحكاً مسروراً(/)
عضو جديد ينتظر الترحيب
ـ[فيصل العنزي]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 11:09 م]ـ
السلام عليكم روحمة الله وبركاته
يشرفني أن أكون عضوًا في هذا المنتدى الرائع
الذي يتناول اللغة العربية بكل مجالاتها وهذا الذي أعجبني في هذا المنتدى
وإن شاء الله تعالى نرى كل ماهو جديد في هذا المنتدى الراقي
مع تمنياتي للجميع دوام التوفيق والسداد
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 11:19 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم فيصل
وحياك الله وبياك بين إخوانك في الفصيح نافعاً مستنفعا
حللت أهلاً ووطئت سهلا
وفقك الله وسدد خطاك
ـ[فيصل العنزي]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 11:55 م]ـ
شكراً جزيلاً أخي الأستاذ نعيم الحداوي وشكراً على التعديل
شاكر لك ومقدر كريم الترحيب
ـ[أبو لين]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 12:04 ص]ـ
أهلا وسهلا بك أخي الحبيب فيصل في هذا المنتدى المبارك لقد أحسنت الاختيار ولا أقول لك إلا (حللت أهلا ونزلت سهلا) فحيّاك الله فصيحا نافعا بين إخوانك.
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 11:11 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلاً وسهلاً بك أخي
ـ[أبو طارق]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 05:27 م]ـ
وعلكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بكَ أخي الكريم
وننتظرك نافعًا ومنتفعًا
ـ[الألبانى]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 05:53 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً ومرحباً بك أخى فيصل، فقد وضعت الرحال فى خير منزل، وفقك الله لما فيه الخير، وأتمنى لك عظيم الفائدة فى منتدى الفصيح.
ـ[السراج]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 06:14 م]ـ
مرحباً بك في روضة الفصيح ..
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 11:15 م]ـ
أهلا وسهلا بك أخي العزيز
ـ[أبوعمار الأزهري]ــــــــ[11 - 04 - 2007, 03:42 م]ـ
مرحبا بك أخانا فيصل،نتمنى لك طيب المقام بين إخوانك
ـ[الملك الضليل]ــــــــ[11 - 04 - 2007, 05:44 م]ـ
أهلا وسهلا ومرحبا ... في أرجاء الفصيح
ـ[الفتاة الضاحكة]ــــــــ[14 - 04 - 2007, 05:41 م]ـ
أهلا و سهلا بكل الأعضاء(/)
كلمة الخلق في ميزان العلماء
ـ[طالب فهم]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 11:19 م]ـ
الحمد لله الخلاق العليم و الصلاة و السلام على من أرسله الله بالهدى و الخير العميم و على آله و صحبه أصحاب الهدى و الصراط المستقيم و على من اقثفى أثرهم و سلك سبيلهم إلى يوم الزلزلة العظيم
و بعد
فقد شاع في هذه الأزمنة المتأخرة أخطاء جسيمة في كلام العرب الخواص فضلا عن العوام منهم و هذا نتيجة لبعدهم السحيق عن كلام العرب المتقدمين الذين كانوا مثالا يقتدى بهم في وجه اللسان العربي المبين و من بين هذه الأخطاء المرتكبة في هذه الأيام كثرة استعمال كلمة الخلق في غير محلها.
قال العلامة تقي الدين الهلالي رحمه الله في كتابه القيم الرائع تقويم اللسانين أي القلم و اللسان.
الخلق:
كثر استعمال الخلق في هذا الزمان بمعنى الإنشاء و الإيجاد , يقال مثلا: يجب علينا أن نسعى لخلق نهضة ثقافية و هو استعمال فاسد , جاء من جهلة المترجمين لكلمة في اللغات الأوربية مشتركة , تستعمل في إنشاء الله تعالى المخلوقات و إيجادها على غير مثال سابق , و تستعمل في تلك اللغات أيضا في معنى الإنشاء المطلق.
أما في اللغة العربية فإن الخلق بمعنى الإيجاد و الإنشاء خاص بالله تعالى , و من أسمائه الخالق و الخلاق , قال تعالى في سورة النحل (17) ((أفمن يخلق كمن لا يخلق , أفلا تذكرون)) و قال تعالى في السورة نفسها (19/ 20) ((و الله يعلم ما تسرون و ما تعلنون , و الذين تدعون من دون الله لا يخلقون شيئا , و هم يخلقون)). و قال تعالى في سورة الرعد (16) ((أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء و هو الواحد القهار)).
أما في هذا الزمان الذي اختلت فيه الموازين و المقاييس و صار الناس فوضى في الإنشاء العربي , فلم يبق الخلق خاصا بالله تعالى , بل صار الناس كلهم خالقين و خلاقين.
قال في لسان العرب: خلق: الله تعالى , و تقدس الخالق و الخلاق: و في التنزيل: ((هو الله الخالق البارئ المصور)) و فيه ((بلى و هو الخلاق العليم)): و إنما قدم أول وهلة , لأنه من أسماء الله تعالى:
الأزهري: و من صفات الله تعالى الخالق و الخلاق , و لا تجوز هذه الصفة بالألف و اللام لغير الله , عز وجل , و هو الذي أوجد الأشياء جميعها , بعد أن لم تكن موجودة: و أصل الخلق التقدير , فهو باعتبار تقدير ما منه وجودها , و بالاعتبار للإيجاد على وفق التقدير: خالق:
و الخلق في كلام العرب: ابتداع الشيء على مثال لم يسبق إليه , و كل شيء خلقه الله فهو مبتدئه على غير مثال سبق إليه: ((ألا له الخلق و الأمر , تبارك الله رب العالمين)) اه. (تقويم اللسانين ص 14/ 15)
و بهذا فقد علم إن شاء الله تعالى أن كلمة الخلق يستعملها كثيرا من الناس في غير موضعها الذي ارتضته لها العرب العرباء و نص عليه أهل العلم الأكفاء و هي خاصة بالله رب العالمين
قال عز من قائل
((أفمن يخلق كمن لا يخلق , أفلا تذكرون))
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
ـ[طالب فهم]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 12:46 ص]ـ
الحمد لله الخلاق العليم و الصلاة و السلام على من أرسله الله بالهدى و الخير العميم و على آله و صحبه أصحاب الهدى و الصراط المستقيم و على من اقثفى أثرهم و سلك سبيلهم إلى يوم الزلزلة العظيم
و بعد
فقد شاع في هذه الأزمنة المتأخرة أخطاء جسيمة في كلام العرب الخواص فضلا عن العوام منهم و هذا نتيجة لبعدهم السحيق عن كلام العرب المتقدمين الذين كانوا مثالا يقتدى بهم في وجه اللسان العربي المبين و من بين هذه الأخطاء المرتكبة في هذه الأيام كثرة استعمال كلمة الخلق في غير محلها.
قال العلامة تقي الدين الهلالي رحمه الله في كتابه القيم الرائع تقويم اللسانين أي القلم و اللسان.
الخلق:
كثر استعمال الخلق في هذا الزمان بمعنى الإنشاء و الإيجاد , يقال مثلا: يجب علينا أن نسعى لخلق نهضة ثقافية و هو استعمال فاسد , جاء من جهلة المترجمين لكلمة في اللغات الأوربية مشتركة , تستعمل في إنشاء الله تعالى المخلوقات و إيجادها على غير مثال سابق , و تستعمل في تلك اللغات أيضا في معنى الإنشاء المطلق.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما في اللغة العربية فإن الخلق بمعنى الإيجاد و الإنشاء خاص بالله تعالى , و من أسمائه الخالق و الخلاق , قال تعالى في سورة النحل (17) ((أفمن يخلق كمن لا يخلق , أفلا تذكرون)) و قال تعالى في السورة نفسها (19/ 20) ((و الله يعلم ما تسرون و ما تعلنون , و الذين تدعون من دون الله لا يخلقون شيئا , و هم يخلقون)). و قال تعالى في سورة الرعد (16) ((أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء و هو الواحد القهار)).
أما في هذا الزمان الذي اختلت فيه الموازين و المقاييس و صار الناس فوضى في الإنشاء العربي , فلم يبق الخلق خاصا بالله تعالى , بل صار الناس كلهم خالقين و خلاقين.
قال في لسان العرب: خلق: الله تعالى , و تقدس الخالق و الخلاق: و في التنزيل: ((هو الله الخالق البارئ المصور)) و فيه ((بلى و هو الخلاق العليم)): و إنما قدم أول وهلة , لأنه من أسماء الله تعالى:
الأزهري: و من صفات الله تعالى الخالق و الخلاق , و لا تجوز هذه الصفة بالألف و اللام لغير الله , عز وجل , و هو الذي أوجد الأشياء جميعها , بعد أن لم تكن موجودة: و أصل الخلق التقدير , فهو باعتبار تقدير ما منه وجودها , و بالاعتبار للإيجاد على وفق التقدير: خالق:
والخَلْقُ في كلام العرب: ابتِداع الشيء على مِثال لم يُسبق إِليه: وكل شيء خلَقه الله فهو
مُبْتَدِئه على غير مثال سُبق إِليه: أَلا له الخَلق والأَمر تبارك الله أَحسن الخالقين. قال أَبو بكر
بن الأَنباري: الخلق في كلام العرب على وجهين: أَحدهما الإِنْشاء على مثال أَبْدعَه، والآخر
التقدير؛ وقال في قوله تعالى: فتبارك الله أَحسنُ الخالقين، معناه أَحسن المُقدِّرين؛ وكذلك
قوله تعالى: وتَخْلقُون إِفْكاً؛ أَي تُقدِّرون كذباً.
وقوله تعالى: أَنِّي أَخْلُق لكم من الطين خَلْقه؛ تقديره، ولم يرد أَنه يُحدِث معدوماً. ابن سيده: خَلق الله الشيء يَخلُقه خلقاً أَحدثه بعد أَن لم يكن، والخَلْقُ يكون المصدر ويكون
المَخْلُوقَ؛ وقوله عز وجل: يخلُقكم في بطون أُمهاتكم خَلْقاً من بعد خَلق في ظُلمات ثلاث؛
أَي يخلُقكم نُطَفاً ثم عَلَقاً ثم مُضَغاً ثم عِظاماً ثم يَكسُو العِظام لحماً ثم يُصوّر ويَنفُخ فيه
الرُّوح، فذلك معنى خَلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث في البَطن والرَّحِم والمَشِيمةِ، وقد
قيل في الأَصلاب والرحم والبطن؛ وقوله تعالى: الذي أَحسَنَ كلَّ شيء خَلْقَه؛ في قراءة من
قرأَ به؛ قال ثعلب: فيه ثلاثة أَوجه: فقال خَلْقاً منه، وقال خَلْقَ كلِّ شيء، وقال عَلَّم كُلَّ شيء خَلْقَه؛ وقوله عز وجل: فلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ الله؛ قيل: معناه دِينَ الله لأَن الله فَطَر الخَلْقَ
على الإِسلام وخلَقهم من ظهر آدم، عليه السلام، كالذّرِّ، وأَشْهَدَهم أَنه ربهم وآمنوا، فمن
كفر فقد غيَّر خلق الله، وقيل: هو الخِصاء لأَنَّ من يَخْصِي الفحل فقد غيَّر خَلْقَ الله، وقال
الحسن ومجاهد: فليغيرن خَلْقَ الله، أَي دِينَ الله؛ قال ابن عرفة: ذهب قوم إِلى أَن قولهما
حجة لمن قال الإِيمان مخلوق ولا حجة له، لأَن قولهما دِين الله أَرادا حكم الله، والدِّينُ
الحُكْم، أَي فليغيرن حكم الله والخَلْق الدّين. وأَما قوله تعالى: لا تَبْدِيلَ لخَلْق الله؛ قال قتادة:
لدِين الله، وقيل: معناه أَنَّ ما خلقه الله فهو الصحيح لا يَقدِر أَحد أَن يُبَدِّلَ معنى صحة
الدين. وقوله تعالى: ولقد جئتمُونا فُرادَى كما خَلَقْناكم أَوَّل مرة؛ أَي قُدرتُنا على حَشْركم
كقدرتنا على خَلْقِكم.
و يطلق الخلق أيضا على التقدير قال في اللسان: و خلق الأديم يخلقه خلقا , قدره لما يريد قبل القطع , و قاسه ليقطع منه مزادة أو قربة أو خفا , قال زهير يمدح رجلا.
و لأنت تفري ما خلقت و بعض القوم يخلق ثم لا يفري
يقول: أنت إذا قدرت أمرا قطعته و أمضيته , و غيرك يقدر مالا يقطعه , لأنه ليس بماضي العزم , و أنت مضاء على ما عزمت عليه. اه
أقول: و قد رأيت أهل البادية في الصحراء يدبغون جلد البعير و يقطعونه نعالا , فكلما احتاج أحدهم إلى نعلين يضع قدمه اليمنى على قطعة كبيرة من الجلد المذكور , فيأتي الشخص الذي يقطع النعلين و يخط خطا إلى جانب القدم دائرا بها و ذلك هو الخلق , ثم يقطع النعل على ذلك التخطيط , و ذلك القطع هو الفري , ثم يفعل ذلك بالقدم الأخرى , فتجيء النعلان على قدر القدمين بلا زيد و لا نقص: فقول الشاعر
و لأنت تفري ما خلقت و بعض القوم يخلق ثم لا يفري
يريد أن ممدوحه متى عزم على شيء نفذ عزمه , و غيره يعزم و يقدر , ثم لا ينفذ شيئا , لأنه خائر العزيمة , ضعيف الإرادة.
و المعنى الثالث للخلق هو الكذب: قال تعالى في سورة العنكبوت ((إنما تعبدون من دون الله أوثانا و تخلقون إفكا)) أي تكذبون كذبا. و قال الشاعر:
لي حيلة فيمن ينم (()) و ليس في الكذب حيلة
من كان يخلق ما يقو (()) ل فحيلتي فيه قليلة
(تقويم اللسانين ص 14/ 16) بتصرف
و بهذا فقد علم إن شاء الله تعالى أن كلمة الخلق يستعملها كثيرا من الناس في غير موضعها الذي ارتضته لها العرب العرباء و نص عليه أهل العلم الأكفاء و هي خاصة بالله رب العالمين عند قصد الإيجاد و الإنشاء
قال عز من قائل
((أفمن يخلق كمن لا يخلق , أفلا تذكرون))
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو لين]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 01:16 ص]ـ
بارك الله فيك أخي طالب علم ونفعنا بما تقول وجزاك الله عنّا ألف خير.
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 11:16 م]ـ
بوركت أخي.
ـ[طالب فهم]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 09:16 م]ـ
و فيكم بارك الله و هدى(/)
دورة علمية مجانية، شرح كتاب (نحو العربية3) للدكتور عبد اللطيف الخطيب
ـ[أبو تمام]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 12:05 ص]ـ
السلام عليكم
تقيم إدارة الدراسات الإسلامية في الكويت دورة علمية تبدأ غدا الأحد 11/ 10/2007م، الموافق 21من صفر 1428هـ، ومن بين مواد الدورة شرح كتابٍ في النحو العربي، وهو كتاب الدكتور الفاضل عبد اللطيف الخطيب - حفظه الله- الأستاذ في جامعة الكويت (نحو العربية)، وسيقوم بنفسه بشرح ج3 من كتابه، والدكتور غني عن التعريف به.
ملاحظة الدورة مجانية، والمحاضرات تبدأ غدا الأحد بعد صلاة العصر.
وستقام في المسجد الذي بجانب المركز الإسلامي الواقع في منطقة الفروانية خلف فندق كروان بلازا، ويوجد كذلك مكان مخصص للنساء.
مع العلم أن الدكتور سوف يقوم بعد صلاة المغرب من نفس اليوم بشرح كتاب في علم البلاغة، وهو كتاب البلاغة الواضحة (علم المعاني).
والله الموفق
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 12:30 ص]ـ
بارك الله فيك.
مكانها المنتدى العام.
ـ[أبو تمام]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 12:36 ص]ـ
بارك الله فيك أستاذتنا مريم
لقد احترت أين أضع الموضوع، فأخذت أقفز من قسم إلى قسم وأضع الموضوع في كل قسم حطت ركابي عنده:)
لقد وضعت في المنتدى العام موضوعا
لك التحية
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 12:45 ص]ـ
مرحباً بك - أبا تمام - في أيّ قسم ٍ كنت.(/)
دورة مجانية في علوم متنوعة
ـ[أبو تمام]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 12:31 ص]ـ
تقيم إدارة الدراسات الإسلامية في الكويت دورة علمية بدأت اليوم السبت 10/ 3/2007م، الموافق 20من صفر 1428هـ، والعلوم التي سوف تناول في الدورة على هذا الترتيب:
1 - في الفقه: شرح كتاب (الوجيز في القواعد الفقهية)، وسيقوم الدكتور أحمد الملا بشرحه، وموعده السبت والإثنين من كل أسبوع بعد صلاة المغرب.
2 - في علوم القرآن: شرح كتاب (شرح الجزرية)، وسيقوم الشيخ حناشي العدواني بشرحه، وذلك يوم الإثنين بعد صلاة العصر.
كذلك سنكون هناك دورة سند للشيخ العدواني نفسه، وذلك يومي السبت والأربعاء بعد صلاة العصر.
3 - في العقيدة: شرح كتاب (تيسير العزيز الحميد)، وسيقوم الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق بشرحه، وذلك يوم الأحد بعد صلاة المغرب.
4 - في علم النحو العربي:شرح كتاب (نحو العربية ج3) للدكتور عبد اللطيف الخطيب، وسيقوم الدكتور نفسه بشرح كتابه، وذلك يوم الأحد بعد صلاة العصر.
5 - في علم البلاغة: شرح كتاب (البلاغة الواضحة لعلي الجارم ومصطفى أمين) علم البيان،/ وسيقوم الدكتور الخطيب بشرح الكتاب (علم المعاني)، وذلك يوم الأحد بعد صلاة المغرب.
ملاحظة الدورة مجانية، والمحاضرات بدأت اليوم السبت10/ 3/2007م، ومستمرة لأشهر.
وستقام في المسجد الذي بجانب المركز الإسلامي في منطقة الفروانية ق6،ش13، خلف فندق كروان بلازا، و يوجد كذلك مكان مخصص للنساء.
ولمن يقرأ عليه بالنشر لتعم الفائدة، ولك الأجر - إن شاء الله-.
والله الموفق
ـ[شهرزاد]ــــــــ[14 - 03 - 2007, 09:54 م]ـ
جزاك الله خير إن شاء الله نكون اول الحاضرين لكن للأسف قرأت الموضوع متأخرا: ((/)
أحاديث قدسية
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 02:49 م]ـ
عن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أتاني جبريل ـ عليه السلام ـ من عند الله تبارك وتعالى، فقال: يا محمد إن الله عز وجل قال لك: إني قد فرضت على أمتك خمس صلوات، من وافاهن على وضوئهن ومواقيتهن، وسجودهن، فإن له عندي بهن عهد أن أدخله بهن الجنة، ومن لقيني قد انقص من ذلك شيئا ـ أو كلمة تشبهها ـ فليس له عندي عهد، إن شئت عذبته، وإن شئت رحمته".
--------------------------------------------------------------------------------
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما
قال: "أتاني ربي في احسن صورة، فقال: يا محمد، قلت: لبيك ربي وسعديك، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: ربي لا أدري، فوضع يده بين كتفي، فوجدت بردها بين ثديي، فعلمت ما بين المشرق والمغرب، قال: يا محمد، فقلت لبيك ربي وسعديك، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الدرجات، والكفارات، وفي تقل الأقدام إلي الجماعات، وإسباغ الوضوء في المكروهات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، ومن يحافظ عليهن عاش بخيرٍ، ومات بخير، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه".
--------------------------------------------------------------------------------
عن أنس ـ رضي الله عنه
قال: نزلت (يا أيها الناس اتقوا ربكم) إلي قوله (ولكن عذاب الله شديد) على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في مسير له، فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه فقال: "أتدرون أي يوم؟ " هذا يوم يقول الله لآدم: قم فابعث بعثاً إلي النار: من كل ألف تسع مائةٍ وتسعة وتسعين إلي النار وواحداً إلي الجنة" فكبر ذلك على المسلمين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سددوا وقاربوا وابشروا، فوالذي نفسي بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير، أو كالرقمة في ذراع الدابة، إن معكم لخليقتين ما كانتا في شيء قط إلا كثرتاه: يأجوج ومأجوج، ومن هلك من كفرة الجن والإنس".
ولي عوده بإذن الله
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 04:28 م]ـ
عن خزيمة بن ثابت ـ رضي الله عنه
قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام، يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين".
--------------------------------------------------------------------------------
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا ابتلى الله العبد المسلم ببلاء في جسده، قال الله: اكتب له عمله الصالح الذي كان يعمله، فإن شفاه غسله وطهره وإن قبضه غفر له ورحمه".
--------------------------------------------------------------------------------
عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال الله جل وعلا: أتشتهون شيئاً؟ قالوا: ربنا وما فوق ما أعطيتنا؟ فيقول: بل رضاي اكبر".
--------------------------------------------------------------------------------
عن العرباض بن سارية ـ رضي الله عنه
عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعني عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: "إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين، لم أرض له ثواباً دون الجنة، إذا حمدني عليهما".
--------------------------------------------------------------------------------
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه
قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم رجلا يقول: قد هلك الناس فهو أهلكهم، يقول الله: إنه هو هالك".
--------------------------------------------------------------------------------
عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه
قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلي كل مسلم يهودياً أو نصرانياً فيقول: هذا فكاكك من النار".
--------------------------------------------------------------------------------
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 04:47 م]ـ
حفظك أخي الحارث وجزاك الله خيراً واسمح لي بنقلها في العام وحبذا لو خرجّتها وفقك الله وتحياتي لك
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 09:23 م]ـ
افعل ما يحلو لك فأنت المشير والمستشار
أما عن إخراج الحديث
(يُتْبَعُ)
(/)
في كتاب رياض الصالحين
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 10:26 ص]ـ
عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبتضم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك، واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة، وسموه بيت الحمد".
--------------------------------------------------------------------------------
عن واثلة ـ رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء".
--------------------------------------------------------------------------------
عن الأسود بن سريع ـ رضي الله عنه
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "أربعة يوم القيامة، رجل أصم لا يسمع شيئاً، ورجل أحمق، ورجل مات في فترة، فأما الأصم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً، وأما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه، فيرسل إليهم: أن أدخلوا النار قال: فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً".
--------------------------------------------------------------------------------
عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "افتخرت النار والجنة، فقالت النار، يدخلني الجبارون والمتكبرون والملوك والأشراف، وقالت الجنة: يدخلني الفقراء والضعفاء والمساكين، فقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء، وقال للجنة: أنت رحمتي وسعت كل شيء، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما النار فيلقى فيها وهي تقول: هل من مزيد؟ حتى يأتيها الله فيضع قدمه عليها فتزوي فتقول: قدي قدي، وأما الجنة فيلقي فيها ما شاء فينشئ الله لها ما يشاء".
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[23 - 03 - 2007, 11:12 م]ـ
أسأل الله عز وجل أن يكتب لك الأجر أخي السماوي على هذا المجهود الرائع
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[24 - 03 - 2007, 09:18 ص]ـ
أسأل الله عز وجل أن يكتب لك الأجر أخي السماوي على هذا المجهود الرائع
بارك الله فيك أخي الجنرال(/)
نسألكم الدعاء لأخيكم رائد. ع
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 04:28 م]ـ
قدر الله وما شاء فعل!
في يوم ما بعد غد الثلاثاء القادم، بتاريخ 23/ 2/1427هـ
يخضع أخوكم رائد0ع لعملية جراحية إثر تعرضه لآلام مبرحة في البطن
نسأل الله الكريم المنان أن يكلل هذه العملية بالنجاح، وأن يجزل لأخينا رائد الثواب
وطهور بإذن الله 0
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 04:34 م]ـ
خفف الله عنه آلامه، وجعلها مغفرة له، وزيادة في الأجر، ورزقه الله الصحة والعافية ...
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
ـ[قلم الرصاص]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 04:56 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 04:56 م]ـ
نسأل الله تعالى أن يشفيه ويعافيه ويكتب له الأجر والثواب وأن يعيده إلى أهله سالماً غانما مرتدياً ثوب الصحة والعافية
وجزاك الله خيراً أخي مغربي على هذه اللفتة الكريمة منك لأخينا رائد وهذا ماعهدناه منك وفقك الله وسدد خطاك
ومأجور إن شاء الله يارائد
ـ[أبو طارق]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 05:22 م]ـ
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعافيه , ويشفه من كل سوء
وأن يعيده إلينا سليمًا إن شاء الله
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 07:33 م]ـ
اللهم اشفه وارفع عنه.
ـ[ايام العمر]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 07:43 م]ـ
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيه
وأن يرده إلينا سالما
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 07:57 م]ـ
لا بأسَ عليه
طهور إن شاء الله
اللهمّ أعدهُ إلى أصحابه ومحبّيه سالماً بحولك وقوّتك.
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 08:14 م]ـ
السلام عليكم:
اللهم اشف أخانا رائد،وأعده لنا سالماً غانماً الأجر والثواب،
طهور إن شاء الله، ورفع الله من درجاته، ورفع عنه الابتلاء،إنه هو السميع القدير.
ـ[نردين]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 08:34 م]ـ
اللهم اشفه وارفع عنه ياارحم الراحمين
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 09:14 م]ـ
اللهم يا مالك الملك با ذا الحلال والاكرام يا ارحم الراحمين اشفي اخانا رائد وارفع عنه فانك انت المعافي والكافي والشافي
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 10:07 م]ـ
نسأل الله لك السلامة أخي الكريم.
ـ[أبو لين]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 10:50 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه ولا أقول له إلا (لا بأس عليك أخي رائد وطهور إن شاء الله)
ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 11:07 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 11:12 م]ـ
نسأل الله له العافية.
ـ[مهاجر]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 08:25 ص]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
اللهم اجعله كفارة لسيئاته وزيادة في حسناته.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 09:12 ص]ـ
طهور ان شاء الله أخ رائد، أذهب البأس رب الناس واشف لاشفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقما.
ـ[لؤلؤة البحر]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 09:18 ص]ـ
أسأل الله الكريم
بمنه وجوده وكرمه أن يشفيه ويعافيه ويحفظه من كل مكروه إنه سميع مجيب
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 09:21 ص]ـ
اسأل الله العظيم ان يشفيه
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 11:48 ص]ـ
لا بأ س عليك اخي رائد طهور ان شاء الله تعالى "اذهب البأس رب الناس اشف انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقما"
ـ[التواقه،،]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 02:49 م]ـ
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا
الذي إذا أراد شيء فإنما يقول له كن فيكون فأمره بين الكاف والنون
أن يكتب له اليسر قبلها والشفاء بعدها
وأن يجزل له الأجر المضاعف على ما ألم به
اللهم رب الناس اذهب الباس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك
شفاء لا يغادر سقما
وحفظ الله الجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 04:33 م]ـ
أبشركم إخوتي
ففي اللحظة التي أكتب لكم فيها هذه السطور يبلغكم أخوكم رائد سلامه الحار وثناءه العاطر بعد إفاقته من العملية الجراحية التي كان مقررا إجراؤها يوم الثلاثاء القادم والتي تكللت بحمد الله ومنه وكرمه بالنجاح 0
نسأل الله العلي القدير أن يجزل لأخينا الثواب، وأن يلبسه ثوب العافية
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 04:55 م]ـ
أبشركم إخوتي
ففي اللحظة التي أكتب لكم فيها هذه السطور يبلغكم أخوكم رائد سلامه الحار وثناءه العاطر بعد إفاقته من العملية الجراحية التي كان مقررا إجراؤها يوم الثلاثاء القادم والتي تكللت بحمد الله ومنه وكرمه بالنجاح 0
نسأل الله العلي القدير أن يجزل لأخينا الثواب، وأن يلبسه ثوب العافية
بشرك الله بالجنة يامغربي والحمد لله على سلامة رائد ...
ويا رائد لن أقول لك علي عندما تعود يالسلامة إن شاء الله
وجرت العادة لدينا من يخرج من المستشفى يقوم بعمل وليمة ولكني أعذرك لبعد المسافة ولكني لا أعذرصديقك مغربي من (السوبيا)
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 06:37 م]ـ
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه ..
اللهم اشفه وعافه واكفه من كل سوء ..
شفاك الله وعافاك أستاذنا الحبيب رائد ..
ـ[منسيون]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 06:37 م]ـ
بالسلامة ان شاء الله.
ـ[سيف الدين]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 06:44 م]ـ
أبشركم إخوتي
ففي اللحظة التي أكتب لكم فيها هذه السطور يبلغكم أخوكم رائد سلامه الحار وثناءه العاطر بعد إفاقته من العملية الجراحية التي كان مقررا إجراؤها يوم الثلاثاء القادم والتي تكللت بحمد الله ومنه وكرمه بالنجاح 0
نسأل الله العلي القدير أن يجزل لأخينا الثواب، وأن يلبسه ثوب العافية
حمدا لله على السلامة
ـ[الحامدي]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 10:30 م]ـ
الحمد لله على السلامة، وعلى أن من على رائدنا بالعافية،
اللهم فاجعله شفاءً لا يغادر سقما، وأذهب عنه البأس والبلاء والسقم، وأجزل له الثواب والأجر.
آمين يا رب العالمين، آمين يا رب العالمين.
ـ[زينب محمد]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 10:41 م]ـ
أبشركم إخوتي
ففي اللحظة التي أكتب لكم فيها هذه السطور يبلغكم أخوكم رائد سلامه الحار وثناءه العاطر بعد إفاقته من العملية الجراحية التي كان مقررا إجراؤها يوم الثلاثاء القادم والتي تكللت بحمد الله ومنه وكرمه بالنجاح 0
نسأل الله العلي القدير أن يجزل لأخينا الثواب، وأن يلبسه ثوب العافية
أخي المغربي جزاك الله خيرًا، وبشرك بجنان الفردوس ..
وأقول لأخي رائد:
أسأل الله الذي يسر لك العملية -بفضله ومنته- أن يتم عليك الشفاء والعافية، ويمتعك بصحتك وجوارحك في طاعته ..
اللهم آآمين ..
**
أخي المغربي ..
بلغ سلامنا لرائد ..
أدامكم الله في عافية ..
ـ[نسيبة]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 12:36 ص]ـ
الحمد لله
اللهم اشفه شفاءً لا يغادر سقما
و ألبسه ثوب العافية
ـ[نبراس]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 01:37 ص]ـ
حمدا لله على سلامتك أخي رائد
وطهور إن شاء الله
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 09:20 ص]ـ
اللهم أنت الشافي لا شافي إلا أنت ولا شفاء إلا شفاؤك اشفه شفاء لا يغادر سقما
آمين آمين آمين
ـ[أبو طارق]ــــــــ[14 - 03 - 2007, 04:42 م]ـ
نحمد الله على سلامته
الأستاذ مغربي:
أرجو أن تبلغه سلامنا وشوقنا إليه
ـ[أبوعمار الأزهري]ــــــــ[16 - 03 - 2007, 12:43 ص]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[16 - 03 - 2007, 12:50 ص]ـ
أبلغته سلامكم الحار
وسيعود إلينا بإذن الله فاعلا منفعلا، يملأ جنبات الفصيح 0
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 12:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ليس لي في مثل هذا الموضع إلا أن أقول كما قال حافظ إبراهيم:
شكرتُ جميلَ صنعكمُ بدمعي ... ودمعُ العين مقياسُ الشعور
لأول مرة قد ذاق جفني ..... -على ما ذاقه- دمعَ السرور
أشكركم أحبتي وأخواني وأخواتي نجوم الفصيح والله لقد اشتقت إليكم كثيرا، الحمد لله .. لقد وصلتني دعواتكم، ولقد تيسرت العملية إيما تيسير .. أجدد شكري لكم أحبتي ..
أستأذنكم أخواني لأشكر أخي وحبيبي المغربي، فما فتئ يبث الأشواق من الجزيرة العربية إلى الشام عبر هاتفه الجوال ...
جزيت خيرا أخي المغربي .. جزيت خيرا أيها الفصيح ..
جزاكم الله كل خير، واللقاء قريب إن شاء الله ..
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 02:28 م]ـ
الحمد لله على سلامتك أخي رائد، أشرق الفصيح بك أيها الرائع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ايام العمر]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 02:39 م]ـ
حمدا لله على سلامتك أخي رائد
ـ[الحامدي]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 02:52 م]ـ
الحمد لله على أنْ متعنا بلقائك بعد العملية معافى سليما، فالله يبارك لك في صحتك، ويبقيك ذخرا للفصيح ولأهل الفصيح ...
ـ[أبو طارق]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 05:22 م]ـ
حمدًا لله على سلامتك أخي الحبيب وأستاذي القدير
ولا أراك الله مكروهًا
ـ[نردين]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 06:12 م]ـ
الحمدلله على السلامة
ـ[أبو-أحمد]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 09:29 م]ـ
شغلتُ فغبت مدة، وفي هذا المساء قرأت "نسألكم الدعاء" فخفق قلبي وأخذت اتلو آيات كريمة. الحمد لله العملية تكللت بالنجاح فحمدا لله وشكرا على سلامة أخينا وحبيبنا الأستاذ رائد، وأهنيء جميع أحبابه بسلامته.
ـ[أم يوسف2]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 02:03 م]ـ
اللهم اشفى مرضانا ومرضى المسلمين اجمعين يارب امين
اسال الله لك الشفاء العاجل اخي الكريم
ـ[أم يوسف2]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 02:04 م]ـ
حمد لله علي سلامتك
ـ[وليد البغدادي]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 02:10 م]ـ
حمداً لله على سلامتك .. وعودتك بين أهلك وأحبابك
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 02:20 م]ـ
أشكر لكم ما أوفدتم من كلمات تنعش القلب وتشفي الغليل، وأقول لكل من شارك، قولَ أبي العلاء:
وافى الكتابُ فأوجبَ الشُّكرا ... فضممتُهُ ولثمته عشرا
وفضضتُه وقرأته فإذا ... أحلى كتاب في الورى يُقرا
فمحاه دمعي من تحدره ... شوقا إليك فلم يدع سطرا(/)
أبو عيسى ببابكم .. شدّه حُسن رياضكم
ـ[ابو عيسى]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 12:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الجميل أن يتشارك أصحاب الهم الواحد فيكونون صرحا شامخ البنيان يطلقون عليه مسمى (الفصيح) , في زمن قل الآبهون بهذه اللغة العظيمة لغة القرآن الكريم , فبين مفتون برطانة الأعاجم وتائه لا يلوي على شيء تظهر ثلة مباركة تحاول جهدها أن تحافظ على هذا اللسان الخالد أس الفصاحة و منبع البلاغة , فالحمد لله حمدا كثيرا أن لقيت منتدى يختص بعلوم اللغة العربية و آدآبها , فنِعمَ الوسيلة و نِعمَ الغاية , تقبلوا مشاركتي المتواضعة.
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 12:10 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله وبياك يا أخي الكريم ومرحباً بك وبهذا الفكرالجميل وأنعم بك وأكرم وهذه الإطلالة الحريصة على لغة القرآن
وفقك الله وسدد خطاك
ـ[ابو عيسى]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 04:40 ص]ـ
شكرا لك أخي نعيم
بورك فيك أيها الفاضل
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 05:27 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي العزيز
سعيدين بوجودك الكريم بيننا
ـ[قلم الرصاص]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 08:03 ص]ـ
أبوعيسى
أهلا بك , وعلى الرحب والسعة
نتمنى أن تفيد وتستفيد
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 11:40 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حللت اهلاً ونزلت سهلاً
بوركت اناملك أخي
فاسلوبك في الكتابة رائع
ـ[الحامدي]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 05:37 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبا بك أخي الفاضل أبا عيسى بين إخوانك في الفصيح مفيدا ومستفيدا، ووالله إني لأستشف من أسلوبك ولغتك أن لديك ما يحتاجه أهل الفصيح وزواره.
ـ[الملك الضليل]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 05:00 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك في رحاب الفصيح
أبشر أخا العرب، أنا فصيح جديد مثلك لقيت من الفصحاء ما لم ألقه من القرناء، ففي هذا المنتدى ما يشبع الجوعان ويروي الظمآن، أبشر بحفاوة الاستقبال وغزارة العلم والفوائد.
نفعنا الله بك
ـ[أبو طارق]ــــــــ[14 - 03 - 2007, 04:20 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بأبي عيسى أستاذًا ننهل من معينه , ونفيد من علمه
ولا أرحب بضيف بل بأستاذ ننتظر مدرار فيضه
فنأمل منك ولك الفائدة
ـ[ابو عيسى]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 01:43 م]ـ
إخوتي الفضلاء الربيع الأول , قلم الرصاص , الحارث السماوي , الحامدي , الملك الضليل , أبا طارق , أشكركم جميعا على ما أسبغتموه عليّ من حفاوة وترحاب كريمين .. فقد أخجلتموني بهذه الردود التي تحملني فوق ما أحتمل .. و أسأل الله أن أكون عند حسن ظنكم بي
ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[16 - 03 - 2007, 05:23 م]ـ
مرحبا ابا عيسى , و أخيرا رأيناك هنا يا رجل , حياك الله بيننا
ـ[ابو عيسى]ــــــــ[21 - 03 - 2007, 03:00 م]ـ
حياك الله أخي العزيز ابن عيبان , أنت أكثر من يعلم ما لدي من مشاغل فكان هذا سبب تأخري بالتسجيل هنا , الحمد لله أولا و آخرا(/)
نحو منهجية عملية في حفظ القرآن الكريم
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 02:05 ص]ـ
نحو منهجية عملية في حفظ القرآن الكريم
فيصل البعداني
انتشرت الصحوة الإسلامية المباركة في عصرنا، وأصبحت نتائجها ظاهرة لكل أحد، ولعل من بعض ثمارها المباركة عودة كثير من شباب الأمة إلى القرآن الكريم قراءة وحفظاً، ونظراً لسلوك كثير من أولئك مسلكاً غير منهجي أثناء مرحلة الحفظ، مما يؤدي إلى سوء الحفظ سواء أكان ذلك من حيث النطق أو الاستيعاب لكامل ما يحفظ، أو استقرار الحفظ وثباته في الذهن، بالإضافة إلى عدم مواصلة الكثير منهم للحفظ والتوقف بعد ابتداء المشوار، أو حتى عدم الابتداء من الأصل مع وجود رغبة صادقة، وحرص أكيد للتشرف بحفظ القرآن الكريم. ولقد بادرت في كتابة هذه السطور علها أن تفيد الراغبين في حفظ كتاب الله الكريم، وقد حاولت الاستفادة من أصحاب الخبرة في هذا المجال رجاء أن يكون الطرح أكثر فائدة وواقعية، وقد قمت بتقسيم الموضوع إلى ثلاثة أقسام كالتالي:
أولاً: ما ينبغي فعله لمن أراد حفظ القرآن الكريم قبل أن يحفظ.
ثانياً: خطوات عملية مقترحة لحفظ القرآن الكريم.
ثالثاً: ما يفعله الحافظ بعد أن يحفظ.
وإليك قارئي الكريم التفصيل والبيان:
ما ينبغي فعله لمن أراد حفظ القرآن الكريم قبل أن يحفظ:
1 - الإخلاص لله تعالى:
لا يخفى أن الإخلاص وإرادة وجه الله تعالى شرط لصحة العمل وقبوله إن كان عبادياً محضاً كالصلاة والصيام والطواف .. الخ، كما أنه شرط للثواب ونيل الأجر في الأمور المباحة كالأكل والشرب وحسن المعاشرة للناس ... الخ. وبما أن قراءة القرآن وحفظه من الأمور العبادية المحضة فإنها لا تقبل عند الله تعالى إلا بالإخلاص، وهي داخلة في مثل قوله تعالى ((فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً)) (1)، وقوله تعالى في الحديث القدسي (أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) (2).
2 - استشعار عظمة القرآن الكريم ومعرفة منزلته:
ومن الأمور التي تحقق ذلك:
* تذكر أن القرآن كلام الله تعالى ((فَأجرْه حتى يسمع كلام الله)) (3) وعظمته مأخوذة من عظمة الله، ولا أعظم من الله، وبالتالي فلا أعظم ولا أقدس من كلامه سبحانه.
* إدراك الأمر الذى نزل من أجله القرآن، وهو هداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور ((ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)) (4)، ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)) (5).
* من عظمة القرآن عظمة الشهر الذي أنزل فيه القرآن (شهر رمضان)، فهو أفضل الشهور، وعظمة الليلة التي أنزل فيها القرآن (ليلة القدر)، فهي خير الليالي، وعظمة الرسول الذي أنزل عليه القرآن فهو إمام الأنبياء والمرسلين وسيد ولد آدم ولا فخر، وعظمة معلمه ومتعلمه حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيان أفضليتهما (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) (6) , وفي رواية (إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه) (7).
* وصف الله تعالى له بالعظمة في مثل قوله تعالى ((ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم) (8)، ويكفي هذا في بيان مقدار عظمته وجلاله.
3 - إدراك فضل أهل القرآن وعظم ثوابهم:
وقد جاء بيان ذلك في كثير من النصوص ومنها:
* ما رواه عمر رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين) (9).
* ما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول» ألم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف) (10).
* عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن في الصفة فقال: أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين (11) في غير إثم ولا قطع رحم , فقلنا: يا رسول الله، نحب ذلك، قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلِّم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل) (12).
* عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) (13).
(يُتْبَعُ)
(/)
* عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها) (14).
* عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله) (15).
* عن عائشة رضي الله عنها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ القرآن وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران) (16).
* عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب، والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مر أو خبيث وريحها مر) (17).
4 - معرفة أن الشارع قد حث على قراءة القرآن والاستماع إليه في نصوص منها:
(أ) في القراءة:
قوله تعالى ((إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور)) (18)، وقوله -صلى الله عليه وسلم- (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) (19).
(ب) في الاستماع:
قوله تعالى ((وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون)) (19). قال الليث بن سعد: (يقال ما الرحمة إلى أحد بأسرع منها إلى مستمع القرآن لقوله تعالى ((وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون))، ولعل من الله واجبة) (20).
5 - إدراك من أراد الحفظ الهدف من قراءة القرآن وحفظه:
ويمكن أن يحصل ذلك عن طريق استشعار الأمور التالية:
* ما يقع من تحصيل الأجور العظيمة الواردة في النصوص، ومنها ما سبق بيانه.
* قراءة لتنفيذ الأوامر وتطبيق التعاليم الواردة فى الآيات.
* قراءة التصورات الصحيحة الصائبة حيث أن القرآن الكريم هو المصدر الوحيد لتصوراتنا لقوله تعالى ((ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شىء)) (21).
6 - التنبه إلى سهولة القرآن لمن اراد حفظه:
لقوله تعالى ((ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)) (22)، قال القرطبي - رحمه الله تعالى - عن هذه الآية» أي سهلناه للحفظ وأعنا عليه من أراد حفظه فهل من طالب لحفظه فيعان عليه «(23).
7 - ضرورة وجود العزيمة الصادقة:
وذلك عند الابتداء في الحفظ والاستمرار على ذلك، إذ بدونها يخور العبد ويتهاون ولا يتجاوز الأمر كونه مجرد أمنية وحلم يقظة، ويمكن أن يوجد الإنسان هذه العزيمة الصادقة بمعرفته لعظمة القرآن ومكانة أهله، والفضل الجزيل لقارئه ومستمعه إذ أن النصوص الواردة في ذلك تحث المسلم وتدفعه بشدة إلى تكوين رغبة جادة في قرارة نفسه على الحفظ والمواصلة.
8 - التقليل من المشاغل والاكتفاء بالحفظ وبذل الجهد في ذلك:
قال الله تعالى ((والذين جاهدوا فينا لَنهديَنَهُم سُبُلَنَا)) (24)، ومعروف أنه من سار على الدرب وصل، ومن جد وجد، ومن زرع حصد، ومما يعرفه الناس عن النملة أنها تحاول الرقي إلى مكان مرتفع وقد تفشل في الوصول إلى غايتها وتسقط، ولكنها لا تكل أو تمل وتبذل جهداً مضاعفاً إلى أن يتكلل جهدها بالنجاح، وهذا هو ما ينبغي فعله لمن أراد حفظ القرآن.
9 - تفريغ وقت يومي للحفظ:
سواء أكان ذلك بعد الفجر أو بعد العصر أو بعد المغرب ... إلخ، كل حسب ما يناسبه. وكون مكان الحفظ في المسجد أولى لقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي سبق ( ... أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد) (12)، ومعلوم أن الجو في المسجد مهيأ لهذا الأمر، وغيره ليس مثله. وكونه مع مجموعة أفضل لحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده) (25)، ولأن الجماعة عنصر مساعد ومشجع والإنسان قد يصاب بكسل وفتور فتدفعه الجماعة إلى المواصلة، ولذا قيل (الصاحب ساحب).
10 - اختيار شيخ مجيد للتلقي عليه:
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذا قرر أهل العلم أنه لا يصح التعويل في قراءة القرآن الكريم على المصاحف وحدها بل لابد من التلقي على حافظ متقن متلق عن شيخ، ولذا قال سليمان بن موسى» كان يقال: لا تأخذوا القرآن من الصحفيين «(26)، وقال سعيد التنوخي» كان يقال: لا تحملوا العلم عن صحفي ولا تأخذوا القرآن عن مصحفي «(27)، ولكون قراءة القرآن مبناها على التلقي والسماع جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول: (والله لقد أخذت من في رسول الله بضعاً وسبعين سورة) «(28)، وذكر ابن حجر في الفتح بيان كيفية أخذ عبد الله لبقية القرآن فقال: (زاد عاصم عن بدر عن عبد الله:» وأخذت بقية القرآن عن أصحابه «) (29)، ولأهمية التلقي في تعلم القرآن نجد أن بعض الصحابة كانوا يوجهون طلابهم إلى ضرورة التلقي عن المتلقي، فعن معد يكرب قال:» أتينا عبد الله فسألناه أن يقرأ علينا: طسم المائتين فقال: ما هي معي ولكن عليكم مَن اخذها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خباب بن الأرت قال: فأتينا خباب بن الأرت فقرأها علينا «(30)، بل إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يعارض جبريل بالقرآن كل عام مرة وعام وفاته مرتين (31)، وكان يأمر أصحابه بالتلقي فيقول (اقرأوا القرآن من أربعة نفر: من ابن أم عبد ومن أبي بن كعب ومن سالم مولى أبي حذيفة ومن معاذ بن جبل) (32).
11 - اختيار مصحف معين في الحفظ حتى ترسخ مواضع الآيات في الذهن ولا يكون هناك تشتت ..
12 - الحرص على الابتداء في الحفظ من آخر المصحف وبخاصة صغير السن أو ضعيف العزيمة، حتى يشعر أنه قد أنجز شيئاً في فترة وجيزة، حيث أن السور أكثر عدداً وأقل صعوبة ولديه خلفية عنها عن طريق مقررات القرآن في المدارس النظامية.
13 - دعاء الله تعالى بالتوفيق والتمكين من الحفظ واللجوء إليه في ذلك لأن حفظ القرآن الكريم منة من الله وهبة.
خطوات عملية مقترحة لحفظ القرآن الكريم:
1 - تحديد مقدار معين لحفظه في جلسة واحدة في حدود طاقة القارئ وينبغي له أن لا يزيد كمية المقدار كثيراً في أيام حماسه وبخاصة في بداية الحفظ، حتى لا يكل أو يمل أو يصاب بالإحباط حين لا يستطيع المحافظة على ذلك المقدار، وبالتالي يؤدي ذلك إلى تركه الحفظ بالكلية، بل عليه أن يربي نفسه على المرونة في تحديد المقدار جاعلاً نصب عينيه أن أهم قضية هي الاستمرار اليومي في الحفظ لا غير.
2 - قراءة المقدار المعين على الشيخ المختار من المصحف قبل مباشرة الحفظ وتلزم هذه الخطوة إذا كان القارئ لا يجيد قراءة الرسم العثماني.
3 - قراءة القارئ المقدار المحدد للحفظ من المصحف بينه وبين نفسه لإصلاح النطق في الكلمات التي لم يجد قراءتها.
4 - أن يحفظ القارئ المقطع آية آية، ويقوم بربط الآية الثانية بالتي تليها وإذا كانت الآية الواحدة تقل عن سطر فآيتين آيتين بحيث لا يتم الزيادة على سطرين أو ثلاثة في المرة الواحدة.
5 - أن يرفع الصوت بتوسط أثناء الحفظ لأن خفض الصوت يكسل القارئ ورفعه جداً يتعبه ويؤذي من حوله، هذا في الأصل أما لو كان خاشعاً، خالي الذهن وخفض صوته فلا بأس لكن لابد من القراءة باللسان، أما إمرار العين بدون تحريك اللسان فلا.
6 - نطق الآيات أثناء الحفظ بترتيل وتمهل، والحرص على عدم إغفال أحكام التجويد أثناء القراءة امتثالاً لقوله تعالى ((ورتل القرآن ترتيلاً)) (33) واهتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في تركه تحريك لسانه استعجالاً به بعد نزول قوله تعالى ((لا تحرك به لسانك لتعجل به)) (34)، ولأن هذا هو هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تعليمه القرآن لأصحابه، قال الله تعالى ((وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث)) (35). ولقد سئل أنس بن مالك: كيف كانت قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:» كانت مدّاً ثم قرأ: (بسم الله الرحمن الرحيم) يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم «(36)، وهذا ا لأمر كان ديدن كبار الصحابة، ولذا قال ابن عباس راداً على أبي حجر حين قال له: إني سريع القراءة وإني أقرأ القرآن في ثلاث:» لأن أقرأ البقرة في ليلة فأدبرها وأرتلها أحب إليَّ من أن أقرأ كما تقول «،وفي رواية» أحب إليَّ من أن أقرأ القرآن أجمع هذرمةً «(37)، ولا شك أن الترتيل أثناء الحفظ يعين على تدبر الآيات والتفكر في معانيها مما يعني جمع القارئ بين حفظ الآيات والفهم مبدئياً
(يُتْبَعُ)
(/)
لمعناها، وهو مما يعمق الحفظ ويقويه أيما تقوية.
7 - أن يُسمِّع على نفسه المقدار المعين حفظه بعد إنهائه له.
8 - أن يقوم بقراءة المقدار المحفوظ من المصحف بعد تسميعه على نفسه للتأكد من سلامة الحفظ وعدم تجاوزه لبعض الآيات أو الكلمات أو الخطأ في الشكل.
9 - أن يقوم بتسميع ما حفظ على شيخه المختار ولا بد من ذلك.
10 - يفضل ربط المقدار المحفوظ من سورة ما قسمت إلى مقاطع بما حفظ من أول السورة يومياً ليتم الربط بين المقاطع المحفوظة، وهذا أمر لا دخل له في برنامج الحافظ للمراجعة.
ما يفعله الحافظ بعد أن يحفظ:
1 - الخوف من الوقوع في الرياء:
والرياء في موضوعنا: طلب الحافظ للجاه والمنزلة في نفوس الخلق بإظهاره لهم إكماله لحفظ القرآن، أو جودة حفظه وحسن أدائه، وهو ضرب من الإشراك، ولذا قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله. قال: الرياء يقول الله عز وجل - يوم القيامة إذا جزى العباد بأعمالهم -: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء) (38)، والمرائي بالقرآن معرض نفسه للعقوبة الشديدة الواردة في حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه ... ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار) (39). والواجب على مريد النجاة الحرص على الإخلاص واستمرار سلامة القصد والنية.
2 - الحذر من الغفلة عن العمل بالقرآن والتأدب بآدابه والتخلق بأخلاقه:
لأن القرآن إنما أنزل ليعمل به، ويتخذ نبراساً ومنهاج حياة، قال ابن مسعود رضي الله عنه» أنزل القرآن ليعملوا به فاتخذوا دراسته عملاً، إن أحدكم ليقرأ القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفاً، وقد أسقط العمل به «(40)، وقال بعض أهل العلم:» إن العبد ليتلو القرآن فيلعن نفسه وهو لا يعلم، يقول: ألا لعنة الله على الظالمين، وهو ظالم نفسه، ألا لعنة الله على الكاذبين، وهو منهم «(40)، وقال أنس رضي الله عنه:» رب تال للقرآن والقرآن يلعنه «(4).
3 - الخشية من العجب بالنفس والتعالي على الخلق:
فالعجب استعظام النفس لما بذلت من أسباب لتحصيل حفظ القرآن الكريم والله تعالى هو الهادي إلى ذلك والمعين على تسهيله وتحققه، ولولا إحسانه وفضله لما تمكن العبد من حفظ القرآن أو بعضه، والواجب بدلاً من ذلك شكر الله تعالى على نعمته بمعرفتها حق المعرفة وإسناد الفضل إليه سبحانه وحده لا شريك له في تحققها، والتعالي على الخلق هو التكبر عليهم واعتقاد العبد بلوغه مرتبة في الكمال لم يبلغها من حوله فيتجه إلى احتقارهم وتجهيلهم، ومن هذه حاله ينسى ما ورد من النصوص في التحذير من مثل ذلك، ومنها قوله تعالى في الحديث القدسي: (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار) (41)، وقوله -صلى الله عليه وسلم- (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) (42) ..
4 - تذكر النصوص الآمرة بتعهد القرآن والمحذرة من نسيانه:
وردت نصوص كثيرة تحث على تعاهد القرآن وتحذر من هجره ونسيانه ومنها:
* عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقهما ذهبت) (43).
* وعن عبد الله قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (بئس ما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت، بل نسي واستذكر القرآن فإنه أشد تفصياً (44) من صدور الرجال من النعم) (45).
* وعن أبي موسى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصياً من الإبل في عقلها) (46).
وبسبب هذه النصوص ومثيلاتها تحدث أهل العلم عن الزمن الذي لا يشرع للعبد تجاوزه سواء أكان من حيث القلة أو الكثرة في قراءة القرآن الكريم فأقل زمن يستحب قراءة القرآن فيه على المختار ثلاثة أيام لقوله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عنه عبد الله بن عمرو: (لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث) (47).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذا كان معاذ بن جبل يكره أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث (48) وكان ابن مسعود يقول: (اقرؤوا القرآن في سبع ولا تقرؤوه في أقل من ثلاث) (49).
والحكمة - والله أعلم - في عدم مشروعية قراءته في أقل من ثلاث أن لا تؤدي سرعة القراءة إلى قلة الفهم والتدبر أو الملل والتضجر أو الهذرمة وعدم إتقان النطق، وما ثبت عن السلف من قراءته في أقل من ذلك فهو محمول إما على أنه لم يبلغهم في ذلك حديث من مثل الحديث السابق، أو أنهم كانوا يفهمون ويتفكرون فيما يقرءونه مع هذه السرعة (50)، أو أن ذلك كان في فترة حماس وكثرة نشاط أو وقت فاضل كرمضان ونحوه فأرادوا استغلاله لا أن يكون ذلك عادة لهم في سائر العمر.
وأما أوسع زمن جاءت النصوص مبينة مشروعية قراءة القرآن فيه فأربعون يوماً كما ورد فى حديث عبد الله بن عمرو أنه سأل النبي-صلى الله عليه وسلم-: في كم يقرأ القرآن؟ قال: (فى أربعين) (51)، ولذا قال إسحاق بن راهويه: (ولا نحب للرجل أن يأتي عليه أكثر من أربعين ولم يقرأ القرآن لهذا الحديث) (52)، وقال أيضاً: (يكره للرجل أن يمر عليه أربعون يوماً لا يقرأ فيها القرآن) (53).
5 - نسيان القرآن سببه الذنوب والمعاصي:
جاءت الكثير من النصوص التي تجعل ذنوب العبد سبباً لما يصيبه من مصائب وبلايا والتي من أعظمها ولا شك نسيان القرآن الكريم، ومما جاء في ذلك قوله-صلى الله عليه وسلم-: (لا يصيب عبداً نكبة فما فوقها أو دونها إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر) (54)، وقد كان هذا الأمر جلياً في أذهان السلف، ولذا قال الضحاك مزاحم: (ما من أحد تعلم القرآن فنسيه إلا بذنب يحدثه لأن الله تعالى يقول: ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم)) (55)، وإن نسيان القرآن من أعظم المصائب) (56)، بل إنهم - رحمهم الله تعالى- كانوا يقفون موقفاً صارماً ممن هذه حاله كما جاء من طريق ابن سيرين بإسناد صحيح في الذي ينسى القرآن كيف أنهم كانوا يكرهونه ويقولون فيه قولاً شديداً (57)، وقد ذكر القرطبي - رحمه الله - سبب تلك الكراهية وذلك الموقف الشديد فقال: (من حفظ القرآن أو بعضه فقد علت رتبته بالنسبة إلى من لم يحفظه، فإذا أخل بهذه المرتبة الدينية حتى تزحزح عنها ناسب أن يعاقب على ذلك، فإن تَرْك معاهدة القرآن يفضي إلى الرجوع إلى الجهل والرجوع إلى الجهل بعد العلم شديد) (58).
بل إن بعضهم يعده ذنباً كما روى أبو العالية عن أنس موقوفاً (كنا نعد من أعظم الذنوب أن يتعلم الرجل القرآن ثم ينام عنه حتى ينساه) (59).
قال ابن كثير - رحمه الله -:"وقد أدخل بعض المفسرين هذا المعنى في قوله تعالى ((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)) (60)، وهذا الذي قاله وإن لم يكن هو المراد جميعه فهو بعضه، فإن الإعراض عن تلاوة القرآن، وتعريضه للنسيان، وعدم الاعتناء به فيه تهاون كبير وتفريط شديد نعوذ بالله منه" (61).
6 - كيف تكون المراجعة؟
لا شك أن الطريقة الأسلم للمراجعة هي تخصيص وقت كاف غير وقت الحفظ يقرأ فيه المرء ما يفتح الله تعالى عليه فيه، ولكن نظراً لعدم قدرة كثير من الناس على تخصيص وقت معين لذلك فيمكن استخدام الطرق التالية:
(أ) - القراءة في السنن الرواتب غير راتبة الفجر تكون خمسة أثمان، في كل ركعتين ثمن.
- في ركعتي ما قبل العصر تكون ثمناً واحداً.
- في الصلوات المفروضة وقيام الليل تكون ثمنين.
وعلى هذا فالحد الأدنى في اليوم الواحد يكون جزءاً كاملاً من القرآن الكريم.
(ب) القراءة في الصلاة النافلة من غير الرواتب، وفي السيارة،. وبين الأذان والإقامة وأثناء الذهاب للدراسة أو العمل والعودة من ذلك ... إلخ من حالات الإنسان المناسبة.
(جـ) الجلوس بعد الفجر ولو قليلاً للقراءة بحيث يلزم الإنسان نفسه أن يقرأ في ذلك الوقت شيئاً من القرآن الكريم ولو ثمناً واحداً.
(د) يمكن لأصحاب الهمم العالية استخدام طريقة (فمي مشوق) وهي طريقة كان يستخدمها بعض مشايخ الإقراء في أرض الكنانة بحيث أن الحافظ يستطيع مراجعة القرآن كاملاً في أسبوع واحد وبيانها كالتالي:
- الفاء من (فمي مشوق) للفاتحة والميم للمائدة والياء ليونس والميم لمريم والشين للشعراء والواو للصافات والقاف لسورة ق.
- فيكون المقدار في اليوم الأول من أول (الفاتحة) إلى أول (المائدة).
- وفي اليوم الثاني من أول (المائدة) إلى أول (يونس)
- وفي اليوم الثالث من أول (يونس) إلى أول (مريم).
- وفي اليوم الرابع من أول (مريم) إلى أول (الشعراء).
- وفي اليوم الخامس من أول (الشعراء) إلى أول (الصافات).
- وفي اليوم السادس من أول (الصافات) إلى أول (ق).
- وفي اليوم السابع من أول، (ق) إلى آخر المصحف الشريف.
(هـ) على من حفظ شيئاً من القرآن الكريم دون عشرة أجزاء أن لا يمر عليه خمسة عشر يوماً دون إتمام مراجعته.
والله نسأل للجميع التوفيق والسداد.
المصدر: موقع صيد الفوائد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 01:00 م]ـ
حفظك الله ورعاك
وجزاك الله الف خير
اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتها(/)
الصمت ... عبادة ...
ـ[سكينة]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 03:43 م]ـ
:::
الصمت
الصمت عبادة من غير عناء وزينة من غير حلي و هيئة من غير سلطان و حصن من غير سور و زين للعالم و ستر للجاهل.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[14 - 03 - 2007, 04:55 م]ـ
وخير منه: الحديث في طاعة الله , وفيما يرضاه الله سبحانه
أحسنتِ
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[16 - 03 - 2007, 05:39 م]ـ
للدعابة! سؤل أحد المجربين كيف تعرف ذكاء الإنسان، قال من كلامه. قيل له وإذا ماتكلم، قال لاأعتقد يوجد أحد ذكي لهذه الدرجة.
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[16 - 03 - 2007, 07:46 م]ـ
سؤل
الصواب: سئل.
ـ[قصي الذبيان]ــــــــ[16 - 03 - 2007, 08:56 م]ـ
ولكن اعلموا بأن الصمت على المنكر ... منكر! والصمت على أخطاء الآخرين ليس من الفضائل.
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 01:14 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ولكن هل من الضروري أن تعمى اعيننا ونحن نقرأ، الا يمكن ان تكون المشاركة ثابتة ... غفر الله لك ...(/)
عضوة جديدة هل من مرحب؟؟
ـ[فقدتك]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 10:35 م]ـ
تحية طيبة للكل يشرفني ويسعدني ان انضم الى هذا المنتدى الرائع الجميل وارجو ان اكون عنصرا فعالا معكم والله يقدرني على العطاء واطلب منكم المساعدة والرد على مواضيعي وبالذات المقال الشخصي .. الذاتي .. راجية من المولى عز وجل ان يوفقني واياكم لما يحب ويرضى ..
أختكم: فقدتك.
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 10:45 م]ـ
حياك الله وبياك بين إخوانك واخواتك في الفصيح نافعة مستنفعة
وفقك الله وسدد خطاك
ـ[النابغة الذبياني]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 12:13 ص]ـ
حللتِ أهلا ً ووطأتِ سهلا ً
ونفع الله بك
ـ[قلم الرصاص]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 12:25 ص]ـ
أهلا بك / فقدتك
وعلى الرحب والسعة
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 12:27 ص]ـ
أهلا وسهلا بك.
ـ[الحامدي]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 05:40 ص]ـ
مرحبا بك أختي، لا فقدتك.
أنت بين إخوانك في الفصيح، فنرجو لك مُقاما طيبا بين ظهرانيهم مفيدة ومستفيدة.
ـ[الملك الضليل]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 05:10 م]ـ
أهلا وسهلا ومرحبا بك
ـ[أبوعمار الأزهري]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 05:25 م]ـ
أهلا وسهلا بك أختنا الفاضلة مفيدة ومستفيدة
ـ[فقدتك]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 07:13 م]ـ
شكرا شكا على كل الرادين علي وان شاء الله اكون عند حسن ظنكم ..
أختكم: فقدتك.
ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 09:33 م]ـ
حللت أهلا ووطئت سهلا
أهلا بك في هذه الدوحة الغناء
ـ[أبو طارق]ــــــــ[14 - 03 - 2007, 03:26 م]ـ
مرحبًا بكِ أخية
ونأمل لكِ طيب المقام(/)
صلة القرابة بين الإمام جعفر الصادق وأبي بكرالصدّيق رضي الله عنه
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 03:04 ص]ـ
:::
الحمد لله وكفى .. وسلامٌ على عباده الذين اصطفى ..
أما بعد:
فهذه مطوية قيّمة تبيّن صلة القرابة بين
الإمام جعفر الصادق رحمهالله وبين خليفة رسول الله:= أبي بكر
الصدّيق: r ومدى العلاقة الحميمة بين آل عليِّ وآل أبي بكر رضوان الله عليهم
تفضلوا بالدخول هنا ( http://www.alburhan.com/selected_article.aspx?id=1762%20&pre=1713%20&) لتحميلها,,
http://www.alburhan.com/rtb_uploaded_images/s_1_m.gif
http://www.alburhan.com/rtb_uploaded_images/s_2_m.gif
http://www.alburhan.com/rtb_uploaded_images/s_3_m.gif
ولا تنسونا من دعائكم ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 06:04 م]ـ
ورضي الله عن صحابة رسول الله:=
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 06:10 م]ـ
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=15521
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 01:15 ص]ـ
وجزاك الله خيراً على مرورك أخي الحبيب نائل ..
ـ[أبو لين]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 01:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي رؤبة على طرح مثل تلك المواضيع نعم نحن في حاجة لنعرف ماهو أكثر عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونوّد المزيد منك:)
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 02:18 ص]ـ
أبشر أخي الحبيب بحر النحو بما يقر العين ويزيل الغين:)
ـ[أبو لين]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 03:04 ص]ـ
لك الشكر الجزيل أخي رؤبة. لا حرمنا الله من علمك ( ops
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 03:12 ص]ـ
وفقك الله ياروبة وجزاك خيراً على هذا الإيضاح
الذي يرد على كتب ومؤلفات مخالفة لهذا الترابط
تحياتي لك وجزاك الله خير الجزاء
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 03:48 ص]ـ
وجزاك الله خيراً يا أبا تركي,,
ـ[مهاجر]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 09:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا الهذيل.
وجزى الله نائل وبحر ونعيم على مداخلاتهم.
فعلاقة الصحابة الكرام بآل البيت، رضوان الله على الجميع، مما يلزم كل مسلم، في هذه الآونة، أن يطلع عليه، ليعرف حقيقة العلاقة بين الطرفين، لا سيما بين الصديقين: أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما، وأبي الحسن، رضي الله عنه، وعجبا لمن يزعم عداوة بين رجلين زوج أحدهما ابنته للآخر، فكانت أم كلثوم بنت فاطمة، رحمها الله، ورضي عن أمها، زوجا للفاروق، رضي الله عنه، وكان أبوها، رضي الله عنه، من كبار رجال دولة الخلافة العمرية، فكان قاضيا من قضاتها الذين يشار إليهم بالبنان، وأقضيته أشهر من أن تذكر، ومع ذلك تأبى نفوس إلا أن تلطخ هذه العلاقة الحميمة بين الرجلين بكلام ينسب للإمام جعفر الصادق، رحمه الله، يستحي المرء من ذكره، ولكن ماذا تملك لمن كذب بالمتواترات وصدق الترهات!!!!!.
والحمد لله على نعمة الإسلام والسنة.
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 02:32 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي المهاجر على مرورك الكريم ..
وصدقت فيما ذهبت إليه ..
ولله درّ المتنبي إذ يقول:
وكيف يصحُّ في الأذهان شيءٌ ... إذا احتاج النّهارُ إلى دليلِ
لكن المشكلة في فهم من ينطبق عليهم قول الشاعر:
لي حيلةٌ فيمن ينمُّ وليس في الكذّاب حيلة
من كان يخلق ما يقول فحيلتي فيه قليلة
ولك مني كل الشكر والمودة والحب أخي المهاجر على جهدك وجهاد يراعك في سبيل إيضاح الحق ونصرة السنّة النبوية الشريفة
والسلام,,,
ـ[أبو لين]ــــــــ[16 - 03 - 2007, 04:25 ص]ـ
أخي الحبيب مهاجر أين أنت يارجل؟!!
أهلا بك وبمداخلاتك العطرة التي تحمل في طيّاتها الزهور. كم اشتقنا لأناملك ..... فعدنا أن لا تبخل علينا ولو بقليل من العلم النيّر. وجزاك الله خيرا وجزى الله أخي رؤبة ألف خير على ما قدمه لنا من مشاركة فاح عبيرها في المنتدى.
ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 03 - 2007, 08:26 ص]ـ
جزاكما الله خيرا أيها الحبيبان الكريمان على حسن التحية والظن.
ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[16 - 03 - 2007, 05:26 م]ـ
جزاك الله خيرا على ما قدمت أخي رؤبة
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[16 - 03 - 2007, 05:30 م]ـ
جزاك الله خيراً على مرورك أخي ابن عبيّان
وتفضّلاً منك هذا بريدي:
farisal3na*************
ويشرفني أن تضيفني إليك ..
وجزاك الله خيراً ..(/)
مواقع للقرآن الكريم
ـ[نردين]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 02:15 م]ـ
مواقع القرآن الكريم
:::
1 - موقع آيات:
http://www.ayaat.com/
2- موقع رياض القرآن:
http://www.ryadh-quran.net/media/
3- موقع نون للدرسات والأبحاث القرآنية:
http://www.islamnoon.com/
4- موقع قاف لخدمة القرآن الكريم:
http://www.qaaaf.com/Gn/
5- موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف:
http://www.qurancomplex.org/
6- موقع ترتيل >> قراءات
http://www.tarteel.com/
7- موقع القرآن الكريم:
http://www.tarteel.com/
8- شبكة التفسير والدراسات القرآنية:
http://www.tafsir.net
9- موقع الشيخ سعود الشريم:
http://www.shuraym.com/main/
10- القرآن الكريم من شبكة المسلم:
http://quran.muslim-web.com/
11- موقع الأوفى >> أول محرك بحث مختص بالقرآن الكريم والحديث الشريف وعلوم الدين الإسلامي:
http://www.alawfa.com/
12- خيمة القراءات القرآنية:
http://www.khayma.com/tajweed/homepage.htm
13- موقع طريق القرآن:
http://www.quranway.net/
14- مصحف التجويد >> فيه عرض لوسائل تقنية حديثة خاصة بتلاوة و تعليم القرآن
http://easyquran.com/index.html
15- موقع و منتديات حفاظ الوحيين >>>>>>> رائع جدا
http://www.alwhyyn.net/
16- موقع قراء القرآن الكريم:
http://qquran.com/qu.php
17- موقع مزامير آل داوود:
http://www.mazameer.com/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموضوع منقول
نسألكم الدعاء لمن جمعها ونقلها
ـ[أبو لين]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 03:18 م]ـ
جزاك الله خيرا أختي نردين ولك الشكر على هذه المواقع القيمة
ـ[أبو طارق]ــــــــ[14 - 03 - 2007, 04:32 م]ـ
جزاكِ الله خيرًا , وبارك الله فيكِ
ـ[نردين]ــــــــ[14 - 03 - 2007, 05:13 م]ـ
وجزاكم مثله خير الجزاء
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[14 - 03 - 2007, 07:47 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء على هذه المواقع المفيدة
ـ[ايام العمر]ــــــــ[14 - 03 - 2007, 08:15 م]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[نردين]ــــــــ[14 - 03 - 2007, 08:24 م]ـ
نعيم الحداوي ,ايام العمر
لكم مثل دعائكم(/)
الاستعمار ... النسب
ـ[الملك الضليل]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 05:40 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه محاولة مني لمناقشة موضوعين مختلفين أظنهما متعلقين بعلوم الاجتماع، فأرجو من الفصحاء عامة والمتخصصين في علوم الاجتماع خاصة أن يدلو دلائهم ونعنا الله بكم جميعا.
بعد النظر في تاريخ بلادي الجزائر وخاصة السنوات الأولى للإحتلال الفرنسي وجدت أن قوات الإحتلال ركزت على ثلاث جبهات مهمة:
الجبهة الأولى: ضرب الإسلام وتعاليمه السامية.
الجبهة الثانية: ضرب اللغة العربية، لغة القرآن والحضارة.
الجبهة الثالثة: نسخ الأنساب واستبدالها بألقاب مستحدثة.
وكانت هذه الجبهات بمجموعها محاولة لطمس هوية الشعب الجزائري التي لخصها رائد الإصلاح في الجزائر الإمام عبد الحميد بن باديس:
شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب ... من قال حاد عن أصله أو قال مات فقد كذب
والموضوعان اللذان أود طرحهما هما:
الموضوع الأول: مقارنة بين الإستدمار الفرنسي والإستدمار البريطاني، إذ أني أظن أن الإستدمار البريطاني لم يؤثر على ثقافة الشعوب المستعمرة بقدر تأثير الإستدمار الفرنسي الذي أينما حل، حل معه الدمار والخراب في البلاد والعباد.
الموضوع الثاني: أهمية الأنساب في صياغة المجتمع المتماسك، ولماذا أهمل العرب اليوم النسب؟
أرجو منكم المشاركة وإثراء النقاش
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 05:59 م]ـ
ليست إجابة على طرحك القيم، ولكن منوعات متعلقة بجزء منها، ونسعى للمزيد.
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9687
ـ[الملك الضليل]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 12:22 ص]ـ
أين أنتم أيها الفصحاء
ـ[الأسد]ــــــــ[21 - 03 - 2007, 07:26 م]ـ
أعتقد أن الاستدمار - وهي تسمية في محلها - خلف دمارا كبيرا في عدة مجالات , وأهدافه لا تختلف , إلا إنها قد تزيد وتضعف , ولعل بلد المليون شهيد من أشد المتضررين من تبعاتها؛ وقد يكون للقرب الجغرافي دوره في ذلك الضرر الكبير, والحال مثله في ليبيا التي عانت من الاستدمار الإيطالي.
أما فيما يخص شأن الأنساب والتماسك بالقبلية فهي وإن كانت من النعرات الجاهلية إلا أننا قد نحتاجها في إحياء القومية العربية وبث الروح الإسلامية التي ظلت غائبة منذ سنين , وما أظن أن من ينسى إعتداده بنسبه سيعتد بعروبته وماضيه العريق.
ـ[10197]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 08:04 م]ـ
السلام عليكم
أعتقد ان درجة تأثير الإستعمار على أمة ما يكون بدرجة قابليتها لذلك الإستعمار، وقابليتها تختلف حسب تمسكها بمقوماتها سواء الدينية أو الإجتماعية، وبإرثها الحضاري كذلك، فالإستعمار الفرنسي استطاع أن يسلخ شعوبا في إفريقيا عن تاريخهم وينسيهم لغتهم الأصلية ويحولهم إلى مسيحيين في حين لم يفلح مع دول أخرى كانت شعوبها تدين بالإسلام،
أما الفرق بين الإستدمارين البريطاني والفرنسي فأظن أن الإستدمار الفرنسي في الجزائر كان استعمار استيطاني ويعني أن يحل شعب مكان شعب آخر (كما يحاول اليهود-عليهم لعنة الله - في فلسطين)، ولا يتأتى هذا إلا بطرد الأول للثاني أو إدماجه أو مسخه ليصبح دون أي مقومات تؤزه ليثور على الظلم الجاثي فوقه، فاختارت فرنسا الخيار الثالث وكانت محاولة المسخ بتهديم المساجد والزوايا وكل ما يمد بصلة إلى العروبة والإسلام.
أما الإستدمارين الفرنسي-البريطاني في الشرق الأوسط فكان لإعادة رسم الخارطة السياسية في العالم بعد سقوط الخلافة (ملأ الفراغ) وتأمين منابع النفط المكتشفة حديثا بالإظافة إلى تقسيم وإنشاء الدول العربية ودولة اليهود(/)
نساء .. ومسمار جحا .. !!
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 09:24 م]ـ
استعداداً لما يعرف " بعيد الأم " .. عند الغرب ...
احتفل أخواننا الشباب الكبار منهم والصغار على طريقتهم الخاصة بالأمهات المسكينات
وذلك على مدرجات ملاعبنا الرياضية في مباريات ما يسمى " بالدوري " ..
حيث " تلاسن وتسابب " مشجعي الفريقين بأقبح وأقذر العبارات في حق الأم المسكينة
وتفننوا في إظهار عضلات اللسان والأيدي من قذف بأبشع العبارات المسيئة للأم وبالعلب و " القواطي " والنعل والأحذية المتطايرة على الرؤوس ..
إخلاقيات وتصرفات وقع فيها الكبار قبل الصغار والعقلاء قبل السفهاء ...
يتعب الآباء والأمهات والمعلمون والمعلمات في تعليم الصغار فنون التصرفات الجميلة والأخلاق الحميدة ويربونهم على الدين وحسن الخلق والحب والطهارة .. لسنين عدة ..
ثم يصطحبونهم معهم أو يتركونهم يذهبون إلى الملاعب لمشاهدة المباريات مع أقربائهم أو أصدقائهم
لتضيع جهود سنين عديدة في لحظات يتعلم فيها الطفل فنون أخلاق الملاعب والمدرجات ويعود محملاً ومخزناً في ذهنه وعقله وقلبه كمية هائلة من مشاهد التعصب والألفاظ والعبارات التي يندي لها الجبين ويخجل منها الإنسان السوي ..
والتي للأم فيها النصيب الأكبر وكأنها هي سبب هزيمة هذا الفريق وهي من عليها أن تتحمل نتائج أخطاء التحكيم أو إضاعة هدف محقق وغير ذلك مما يجعلها " علكة " في فم كل سفيه وقح لا يعرف لأمه ولا لأمهات غيره حرمة ولا تقدير ..
قال الشاعر:
الأم مدرسة إن أعددتها .. أعددت شعباً طيب الأعراق
وهؤلاء يقولون:
الأم " مسخرة " إن شتمتها ... هزمت الأعداء وعانقت الأمجاد
قد يتساءل الفرد منا متعجباً ..
لماذا الأم بالذات؟؟!! في حين أن الأب سالم من هذه الشتائم والسباب في الغالب؟!!!
ويأتيك الجواب سريعاً ..
إن مثل هذه التصرفات والسباب ما تعلمها الصغار إلا من مدرجات الملاعب أو حافلات الأندية الرياضية التي يذهبون إليها لممارسة الرياضة وقد أخذوها عمن أكبر عنهم وهؤلاء أخذوها من الغرب ..
حيث إن الغربي يسب أم الآخر في حالة الغضب أو التعصب الرياضي لأن الرجل الغربي غالباً لا يعرف من أباه .. !
لذا لا يتأثر كثيراً بشتم أبيه مثلما يتأثر إذا شتمت أمه ..
وطبعاً نحن نتلقى كل ما هو سيء من تلك الحضارات ونطبقها فوراً بحذافيرها بل ويمكن أسوأ من ذلك ..
لذا أنا أهيب بالمسئولين عن الرياضة في البلاد العربية بالوقوف وقفة صارمة ضد هذه التصرفات الغريبة عن مجتمعاتنا المحافظة والتي ما جاءتنا إلا من تقليدنا لكل ما هو غربي صالحاً كان أم طالحا ..
وأنصح كل أب غيور وأم غيورة بمنع هؤلاء الصبية من الذهاب إلى مثل هذه التجمعات بحجة تشجيع النادي أو المنتخب لما لها من أضرار على سلوكيات هؤلاء الصغار مما يرونه ويسمعونه ممن أكبر منهم .. فلا تحقرن صغيرة أن الجبال من الحصى ..
إن المرأة الغربية عندما شعرت أنها أصبحت صفراً على الشمال وبعدما أضاع المجتمع حقوقها عامة بتلك التصرفات وغيرها من السلوكيات التي جعلت من منها سلعة تباع وتشترى وأصبحت كالكرة تتقاذفها الأرجل هنا وهناك دونما شعور بها وإحساس
وباسم الحرية والمساواة زج بها وفرض عليها أوضاع وظيفية مزرية ...
تحركت لديها هناك الشعور بالنقص والهوان فعرفن أنهن وقعن في لعبة كبرى تحطمت فيها كبرياءها وشموخها وعلياءها
فأخذن بالمطالبة بحقوقهن وتمردن على الأوضاع فكان أن أنصاع لها المجتمع بتخصيص يوم لها تشعر فيها أنها معززة مكرمة وسمي ذلك اليوم بيوم المرأة ...
وبما أن العالم كله يتبع الغرب وتحديداً أمريكا التي ابتدعت هذا اليوم كان لزماً على هذا اليوم أن يكون عالمياً , تبعاً للسيدة الغربية التي هي سيدة نساء الدنيا في نظرهم
فسمي بيوم المرأة العالمي .. ثم بعد ذلك جعلوا يوماً عالمياً للأم وسمي بـ " عيد الأم ".
وبما إنه "عالمي" وجب علينا شئنا أم أبينا أن نحتفل به وإلا رمينا بالإرهاب والتطرف ومحاربة المرأة وهضم حقوقها وعدم إنصافها ومخالفة القوانين الدولية والأنظمة العالمية ..
إن الداعين إلى حقوق المرأة اليوم هم أكثر الناس الذين سعوا ويسعون إلى نهش لحمها وكسر عظمها واستغلال جمالها في زبالات عروض الأزياء وقمامات حفلات تتويج ملكات الجمال واستخدامها وسيلة ترفيه للجنود والمرتزقة وزبائن الصالات والبارات وكازينوهات القمار في الحضارات الرأسمالية والشيوعية!!!
نحن نشجع تلك الحضارات على مطالبها بأن تأخذ المرأة حقوقها كاملة غير منقوصة فديننا والحمد لله يحثنا على ذلك
ونؤيد أخواننا وأخواتنا من بني جلدتنا ممن أخذتهم الحمية على حقوق المرأة الضائعة.
إنهم يصيحون ليلاً ونهاراً: يجب حماية المرأة وتركها حرة تفعل في نفسها ما تشاء ولا نريد أحد وصياً عليها
ويجب أن تأخذ المرأة حقها في قيادة سيارتها الخاصة ...
ويجب عليها أن تخرج وتدخل متى وأين شاءت ...... وكأن الحقوق اختزلت في قيادة سيارة أو تركها لتعبث بنفسها كيفما شاءت وأرادت؟؟!!!
ونحن إذ نشجعهم في بعض مطالبهم نذكرهم أيضاً ..
أن التي طردت من برلمان إحدى الدول بسبب الحجاب تسمى امرأة!!!
وأن اللواتي منعن من التعليم في مدارس فرنسا بسبب الحجاب يسمين نساء!!!
وأن التي طردها وزير إحدى الدول الغربية ورفض الحديث معها بحجة إنها تلبس النقاب هي أيضاً من بنات حواء!!!
وأن اللواتي طردن من وظائفهن في بعض الدول العربية والغربية بسبب الحجاب أو النقاب هن أيضاً من الجنس اللطيف!!!
وأن التي منعت من الظهور على الشاشة كمذيعة بسبب إنها لبست الحجاب هي أيضاً فتاة!!!
فلم هذا التمييز وهذه العنصرية؟؟!! وأين حقوق هذه أو تلك؟؟ أليست امرأة؟؟
أين المتباكون؟ وأين نصراء المرأة؟ وأين اختفت جمعيات حقوق المرأة؟؟
لماذا سكت الجميع عن الكلام المباح عندما تعلق الأمر بحق المرأة في أن تلبس الحجاب؟؟ وحقها في أن تلبس النقاب؟؟ وحق المحجبة أوالمنقبة بأن تدرس أوتعمل وأن تلبس ما تشاء ... ؟؟!!
الذكي من يعرف الإجابة وله جائزة (عشرة مسامير)!! من مسامير جحا ....
بقلم / الربيع الأول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المرشد]ــــــــ[14 - 03 - 2007, 06:09 ص]ـ
:::
تعليق
مجرد الإحتفال بما يسمى ب (عيد الأم) دون وقوع في محاذير شرعية مصاحبة =مسألة فقهية خلافية، والأكثر من الفقهاء على عدم الحرمة،لأن التشبه بالكفار-أي فيما اختصوا به-مكروه وليس محرما.
والسلام
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[14 - 03 - 2007, 08:29 ص]ـ
صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "الجنة تحت اقدام الامهات"
فهل هكذا يكون جزاء من لها هذه المكانة العظيمة؟؟؟؟؟؟ حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[أبو طارق]ــــــــ[14 - 03 - 2007, 03:23 م]ـ
بارك الله فيك أستاذنا الربيع
:::
تعليق
مجرد الإحتفال بما يسمى ب (عيد الأم) دون وقوع في محاذير شرعية مصاحبة =مسألة فقهية خلافية، والأكثر من الفقهاء على عدم الحرمة،لأن التشبه بالكفار-أي فيما اختصوا به-مكروه وليس محرما.
والسلام
السؤال: تقليد الغرب أصبح من الأمور التي نشاهدها في عصرنا هذا، وخاصة بين الشباب الذين لا يعرفون طريق الحق، فمنهم من يقلدهم في أخلاقهم، ومنهم من يقلدهم في ملابسهم، ولذلك فإنني حين أرى هذا المنظر أحزن عليهم، وحينما أريد أن أدعوهم إلى الحق فإنهم يعرضون عن ذلك، فهل نحن مؤاخذون في ذلك، وما هي الطريقة المثلى في دعوتهم؟
الجواب: تقليد الغرب هو عرض وليس هو أصل المرض، ولكن هو عرض من أعراض المرض، وأصل المرض هو أننا لم نعبد الله ولم نؤمن به ونوحده كما أمر، ولهذا تحقق ما قاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه} وكما في الرواية الأخرى: {لو أن أحدهم أتى امرأته على قارعة الطريق لفعلتم} حتى عندما صنعوا أفلاماً جنسية صنع المسلمون أفلاماً جنسية -نسأل الله العفو والعافية- وهذه مصيبة عظيمة إذا وقعت في المسلمين، ولذا قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الذي أشرنا إليه من قبل: {من تشبه بقوم فهو منهم} فمن تشبه بالكفار بعقائدهم وأحوالهم أصبح منهم، ومن تشبه بالأخيار فهو أيضاً منهم، فهذه المصيبة الكبرى التي هي عرض من أعراض المرض الأساسي.
أما بالنسبة لقول الأخ: هل نحن مؤاخذون؟
نعم؛ نحن مؤاخذون إن لم ندعُ إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وهذا الغزو الفكري وهذا الانبهار بحضارة الغرب وعاداته لا يمكن أن يقاوم إلا بعمل وبجهد إيماني قوي ومتواصل، وعلى جميع الجبهات، وعلى جميع المستويات، لأنه مُكثف ومُركَّز، ويستخدم كل الوسائل والطرق، ولا يمكن أن يقاوم بجهود محدودة أو معدودة أبداً، بل المدرسة تنظر إلى الطلاب وإلى حالهم، ونحارب هذا التقليد في البيت، وكذلك الدعاة أئمة المساجد، وكل إنسان كما قال الأخ: يحزن عندما يرى هذا، وهذا الحزن يجب أن يتحول إلى دعوة، بل إلى دعاء أيضاً.
ومن الدعوة: الدعاء وهو أن ندعو الله أن يهديهم، وهذه قضية قد ننساها.
أقول: قد دعوت ونصحت وما استجاب لي، لكن هل دعوت الله بيني وبين ربي سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وهذا الإنسان لا يعلم، اللهم اهدي فلاناً، لماذا لا ندعو الله؟ وخاصة بعض الناس لو هداهم الله لاهتدى على أيديهم كثير، ولسد باب من أبواب الشر على الدعوة، وعلى الإيمان، فندعو الله أن يهديهم سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ونبذل الجهود لهدايتهم، وهذا التقليد وغيره هو مما يجب أن نعالجه، وهذا هو شأننا، وهذا هو طريقنا وسبيلنا كما أمر الله، أن ندعو إليه على بصيرة، وأن نحارب هذه الظواهر السيئة الشاذة بجميع أنواعها.
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentID=2884)
صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "الجنة تحت اقدام الامهات"
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة المجلد الثاني ( http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=887)
ـ[رهـ الحس ـيف]ــــــــ[16 - 03 - 2007, 09:26 م]ـ
بارك الله فيك اخي العزيز
استمر في طرح مثل هذا من المفيد
تحياتي لك(/)
الناس أصناف وأجناس
ـ[طالب فهم]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 05:52 ص]ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا و تجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية و تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه و يأتي هؤلاء بوجه)) متفق عليه.
سمع عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها أخبرته قالت استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: ((ائذنوا له بئس أخو العشيرة أو ابن العشيرة فلما دخل ألان له الكلام. فقلت يا رسول الله قلت ما قلت ثم ألنت له الكلام قال أي عائشة إن شر الناس من تركه الناس أو ودعه الناس اتقاء فحشه)) رواه البخاري.
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود)) رواه أبو داوود و أحمد و ابن حبان و الدارقطني و صححه الألباني في الصحيحة و قال
وذوو الهيئات الذين يقالون عثراتهم الذين ليسوا يعرفون بالشر فيزل أحدهم الزلة.). ويستفاد منه جواز الشفاعة فيما يقتضي التعزير ويدخل فيه سائر الأحاديث الواردة في ندب الستر على المسلم وهي محمولة على ما لم يبلغ الإمام.
عن بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح جاءه العباس بن عبد المطلب بأبي سفيان بن حرب فأسلم بمر الظهران فقال له العباس يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر فلو جعلت له شيئا قال ((نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن)) رواه مسلم و أبو داوود و الدارقطني و حسنه الشيخ الألباني.
((خاطبوا الناس على قدر عقولهم , أتريدون أن يكذب الله و رسوله))
ـ[الأسد]ــــــــ[21 - 03 - 2007, 07:32 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم , وشكرا على ما قدمت , وجعل الله ذلك في موازين حسناتك.(/)
عند انبلاج الصبح يحمد القوم السرى
ـ[قصي الذبيان]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 01:50 م]ـ
ورد في رواية الطيب صالح "موسم الهجرة الى الشمال" هذا القول، وهو موضوع بين علامتي اقتباس: "عند انبلاج الصبح يحمد القوم السري" هل هو شطر من بيت شعر، ام قول مأثور، ام مَثَل؟
كما وورد في رواية "لعبة النسيان" للكاتب المغربي محمد براده هذا البيت:
"ونضحك للقرد في مودّته"
اشعر بأن هذا جزء من بيت شعر، فمن القائل وما هي تكملة البيت، ان كان شعرا؟
بحثت كثيرا فيما تيسر لي من المراجع وعلى الانترنت فلم اجد ما ابحث عنه.
بالمناسبة، انا عضو جديد على المنتدى، وانا طالب اردني ادرس في الولايات المتحدة الامريكية ومتخصص في الادب الانجليزي والادب المقارن. أعدُّ حاليا اطروحة الدكتوراة وهي في الادب المقارن والترجمة والدراسات الثقافية. من ضمن ما اقوم بدراسته في اطروحتي: مكانة الادب العربي وبالتحديد الرواية العربية في الادب العالمي، ومدى مساهمة الترجمة في ذلك. وادرس ايضا الاثار السلبية للترجمة. فقد قمت بدراسة اكثر من خمس عشرة رواية عربية مترجمة الى الانجليزية وقرأت الاصل العربي والترجمة ووجدت ان الترجمة في أغلب الاحيان شوّهت الاصل تشويها هائلا ليس فقط على المستوى الجمالي او الاسلوبي بل وعلى المستوى الدلالي والمعنوي والمحتوى بشكل عام. القصة طويلة ولكن النتائج مؤسفة حقا، والموضوع ممتع جدا للبحث به. وخصصت فصلا قصيرا في رسالتي عن صورة الانسان العربي وثقافته والصور النمطية السلبية في الذهنية والعقلية الغربية وهي بالتالي اسباب تكمن وراء الترجمة المشوهة غير الامينة. ففي كثير من الحالات التي درستها وجدت ان المترجم الغربي افترض سوء النية عن قصد او بدون قصد وترجم بطريقة بعيدة عما يقوله النص الاصلي تماما. البعض يدّعي انها مجرد أخطاء غير مقصودة، ولكن حسب ما توصلت اليه من خلال تحليلي للأخطاء حسب تكرارها ونوعيتها وموقعها في النص واسلوب المترجم في ترجمة النص بشكل عام والاستراتيجيات التي يستخدمها بالاضافة الى كثير من المعايير التي يطول شرحها، وجدت انها ليست أخطاء، بل هي أهداف لدى المترجم وهي مقصودة كل القصد يهدف من خلالها الى التشويه والتحريف. كثير من المترجمين هنا يعملون ضمن أجندة خاصة محددة الاهداف مسبقا ويعملون ضمن أطر ومنهجيات لها اغراضها وغالبا ما تهدف الى التشويه والتحريف، وتقديس اللغة الانجليزية والثقافة الغربية. وهذا قادني الى تخصيص جزء آخر في الاطروحة عن أثر اللغة الانجليزية كلغة امبريالية ولغة المستعمر Colonial/ Imperial Language ولغة عالمية Lingua Franca على لغات وآداب الشعوب الاخرى واثر ذلك على مكانة اداب الشعوب الاخرى وتحديدا الأدب العربي.
شاكرا لكم تحمّلي وطالبا العون فيما اوردته من نصوص أعلاه وما يمكن ان اطلبه لاحقا النُتَف الاخرى لاحقا. وأنا أعتز حقيقة بهذا المنتدى الذي دخلته محض الصدفة قبل ايام خلال عملية بحث كنت اقوم بها، واذا به منتدى رائع رائع.
أخوكم: قصي الذبيان
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[16 - 03 - 2007, 06:49 م]ـ
قرأت هذا الشعر غير منسوب:
يا نفسُ قومي بعدَما نامَ الورى
إنْ تعملي خيراً فذو العرشِ يرى
لا تبكِ يا عينُ دعي عنكِ الكرى
عندَ الصباحِ يحمَدُ القومُ السُّرى
ـ[مهاجر]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 04:16 ص]ـ
يحضرني الآن، وإن كان التوثيق والعزو ينقصني لبعد العهد، أن قائلها: أبو سليمان خالد بن الوليد، رضي الله عنه، لما اجتاز إحدى البوادي في مهمة خطيرة بصحبة فريق من جيشه، فوصلوا في الصباح بعد مسيرهم طوال الليل، فصار قوله مثلا، فمن شمر عن ساعد الجد في ليله حمد حاله عند طلوع الصباح، خلاف من عجز وقعد.
والله أعلى وأعلم.(/)
كلمة حق في جحا ....
ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 02:17 م]ـ
] [جحآ] [من التابعين .. فأحفظوا عرضه!!!
انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم " من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة " متفق عليه , وحفاظاً على مكانة من عرف بالإسلام والصلاح وإدراك القرون المفضلة , أقول: إن (جحا) ليس أسطورة , بل هو حقيقة , واسمه (دجين بن ثابت الفزاري – رحمه الله -) أدرك ورأى أنس بن مالك رضي الله عنه , وجحا لقب له , عُرف بالظرافة , يقول مكي بن إبراهيم – رحمه الله – (رأيت جحا الذي يقال فيه: كذب وكان فتى ظريفاً) ولقد ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء 8/ 172 , والزركلي في الأعلام 2/ 112.
وإن شخص (جحا) معروف لدى الكثير من الناس وعلى جميع المستويات فضلاً عن الأطفال. وما إذ تذكر الحماقة والنكت والغباوة إلا ويذكر – رحمه الله - , والسؤال: هل يا ترى أما وجد من اتصف بهذه الصفات غيره؟ وهل الأمر مقصود؟ ولماذا يجعلون معه حماراً؟ ثم لماذا ذكر كان ذلك في معرض قصص الكذب والخداع و ... و ... ؟ إلا آخر الأسئلة التي يجب أن يوجد لها جواب , بل لم يعد الأمر قاصراً على أن يُؤلف في نكته مؤلفاً , بل تعدى الشأن إلا أن سميت بعض منتجات الأطفال (ببفكي الخليج " جحا وحماره) وأنشودة تعرض بين الحين والآخر في قناة المجد (أهلً جحا أهلاً جحا) وفي كليهما مصوراً مع حماره؟ وعليه أقول:
- إن كان جحا صالحاً وأدرك بعض الصحابة ويخرج بهذه الصورة فهذا منكر وجرم كبير.
- وإن كان من عامة المسلمين فلماذا الكلام فيه , والكذب عليه , وتصويره بصورة خيالية؟ كيف وهو متوفى؟ وقد جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم " أذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم " رواه الترمذي.
- وإن كان جحا أسطورة فكيف يحدث الناس بخيال؟ فأين هم من النافع والمفيد؟ وهذه دعوة للجميع بالحرص والاعتناء والدقة والتأمل فيما يعرض أو يسمى أو يقال , وفق الله الجميع لخيري الدنيا والآخرة.
الشيخ خالد بن علي الحيان
عضو دعوة في الشؤون الدينية للقوات البحرية , مجلة الدعوة 02023 ص 70
وهذا ما ذكره الذهبي في ترجمة [جُحَا]
[جُحَا*]
أبو الغُصن صاحب النوادر , دُجين بنُ ثابت , البربوعيُّ , البصري , وقيل: هذا آخر.
رأى دجين أنساً , وروى عن أسلم , وهشام بت عُروة شيئا يسيراً.
وعنه: ابنُ المبارك , ومُسلم بنُ إبراهيم , وأبو جابر محمد بن عبد الملك , , والأصمعي , وبشْر بن محمد السّثكري , وأبو عمر الحوضي.
قال النسائي: ليس بثقة.
وقال ابن عدِي: ما يرويه ليس بمحفوظ.
ورُوي عن ابن معين قال: دجين بن ثابت هو جحا (1).
وخطَّأ ابن عدي من حكى هذا عن يحيى , وقال: لأنه أعلم بالرجال من أن يقول هذا , والدجين إذا روى عنه ابن المبارك , ووكيع , وعبد الصمد , فهؤلاء أعلم بالله من أن يرووا عن جحا.
وأما أحمد الشيرازي , فذكر في " الألقاب " أنه جحا , ثم روى عن مكي بن إبراهيم قال (رأيت جحا , الذي قال فيه: مكذوب عليه , وكان فتى ظريفاً , وكان له جيران مخنثون يمازحونه , ويزيدون عليه).
قال عباد بن صهيب: حدثنا أبو الغصن جحا – وما رأيت ً أعقل منه -.
قال كاتبه: لعله كان يمزح أيام الشبيبة , فلما شاخ , أقبل على شأنه , وأخذ عنه المحدثون.
وقد قيل: إن جحا المتماجن أصغر من دجين , لأن عثمان ابن أبي شيبة لحق جحا , فالله أعلم.
وكذلك وهمَ من قال: إن أبا الغصن ثابت بن قيس المدني هو جحا.
ــــــــــــ
الهوامش
*) التاريخ الكبير 3/ 257 , التاريخ الصغير 2/ 126 , الجرح والتعديل 3/ 444 - 445 , المجروحين 1/ 294 , الصحاح للجوهري: مادة غصن , الفهرست لابن النديم 435 , أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي من ص 25 ’ ةنثر الدرر للوزير الأبي 571 الفصل الخامس (مخطوط) , والمشتبه في رجال الحديث للذهبي 1/ 283 , ميزان الاعتدال 2/ 32 , حياة الحيوان للدميري 1/ 273 مادة: دجن , ثمرات الأوراق في المحاضرات لابن حجة الحموي 1/ 162 , تبصير المنتبه لابن حجر 2/ 558 , لسان الميزان 2/ 328 , تاج العروس 9/ 196 , 10/ 67 - 68.
1) في تاريخ يحيى 2/ 155 الدجين ليس حديثه بشيء , وقد سمع منه ابن المبارك.
والله تعالى اعلم ..
للأمانة: منقول ..
دمتم بود ..
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 04:57 م]ـ
أشكرك على هذه المعلومة ....
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 09:11 م]ـ
شكراً جزيلاً اخي
معلومه جديده لدى الفكر
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 09:12 م]ـ
شكرأ جزيلا اخي
معلوماتك جديده لدي
ـ[أبو لين]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 11:10 م]ـ
شكرا لك يا أبا محمد وبارك فيك ورعاك ... نعم ينبغي أن نتوخّى الحذر في الخوض في مثل تلك الأمور وأن نتجنب أعراض المسلمين .. فجزاك الله خيرا وجعل هذا الموضوع في ميزان حسناتك ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[23 - 03 - 2007, 11:04 م]ـ
طرح جميل أخي محي الدين بارك الله فيك(/)
مرحبا بالأديب د. جاسم الفهيد
ـ[ابو عيسى]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 06:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
يسعدني في هذا المنتدى الطيب أن أقدم لكم شاعراً أديباً .. برق من نجد ليضع بصمته المميزة في سماء الشعر الفسيح .. فلقصائده عذوبة تروي ظمأ المتلقي .. و مسك يتضوع طيبه بين أبياتها .. له لغة سهلة غير معقدة أو متكلفة .. وهو مع هذا دكتور متخصص في مجال البلاغة والنقد .. ذلك هو الدكتور. جاسم بن سليمان الفهيد المعروف ب (البارق النجدي) .. فله أجمل التحية و أرق الترحيب .. حللتَ أهلا و وطئتَ سهلا
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 06:30 م]ـ
حياك الله وبياك أيها البارق النجدي
ومرحباً بشاعرنا الجميل بين إخوانه في الفصيح ومرحباً بما يحمل من فكرو شعرنسعد بقرأءته وأشكر لك أخي أبو عيسى هذا التقديم لشاعر جدير بالترحيب ويسعدنا أن يكون معنا في الفصيح
تحياتي لكما
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 06:56 م]ـ
حياك الله أستاذنا الأديب الحبيب البارق النجدي
فإننا نشيم برقك مذ فترة أن يسح بعاعه علينا وكان ولله الحمد ..
حللت أهلاً ونزللت سهلاً
ـ[أبو طارق]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 11:04 م]ـ
مرحبًا به في الفصيح
ونسعد بانضمام أهل العلم والتميز
وشكر الله لك أخي على هذا التقديم الطيب
وهل من الممكن أن نتعرف على معرف الدكتور؟
إذا كان معرفه (البارق النجدي) فإني لم أجد هذا المعرف ضمن الأعضاء
أم أنه سجل بمعرف آخر؟
وعلى كل نرحب به ونسعد بانضمامه
ـ[معالي]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 10:53 ص]ـ
أما إن كان انضمامه حقيقة فقد وفد الجلال والبهاء1
أستاذ أبا عيسى
حاولتُ مرارًا الاتصال به، لينضم إلى الفصيح، ولم أفلح.
وأحسبك أسديتَ معروفا عظيما للفصيح وأهله.
مرحبًا بالبارق وأهلا، وشكر الله لك.
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 10:12 م]ـ
مرحبًا به وأهلا ..
وأعتقد أني قرأت له قصائدَ هنا ..
على كلِّ حالٍ سعدنا بلقائك، وننتظرُ منه نجدية ًبارقة ً ..
تحياتي:
وحي.
ـ[البارق النجدي]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 01:53 م]ـ
أخي الكريم/أبي عيسي
أشكر لك دعوتك الكريمة للمشاركة في هذا المنتدى الجميل,
وأشكرك ثانية على هذا الترحيب الرقيق والتحايا الطيبة ,
فلك ودي وامتناني.
والشكر موصول للإخوة الإعزاء:
نعيم الحداوي
رؤبة بن العجاج
أبو طارق
معالي
وحي اليراع
على مشاعرهم الكريمة المفعمة بالطيب والنقاء
وآمل أن تحوز إسهاماتي في هذا المنتدى رضا ذوائقهم الأدبية
وتقبلوا مني جميعا
اطيب التحايا وأرق الأمنيات
الداعي لكم بخير
اخوكم البارق النجدي
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 03:06 م]ـ
أهلا بكَ بين إخوانك وأخواتك ..
ويسعدنا انضمامك بيننا، وعند النظر إلى مشاركاتكَ عرفتُ أنه ربما اختلط لديَّ أمرُ الساخر والفصيح ..
حيَّاك الله وبيَّاك ..
أخوك:
وحي.
ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 03:26 م]ـ
حيا الله الدكتور جاسم الفهيد , وجزى الله أخانا أبا عيسى على دعوته لك , فقد قدم لنا خدمة طيبة بذلك
ـ[أبو طارق]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 05:12 م]ـ
مرحبًا بالأديب
أنرت بطلتك الفصيح
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 09:19 م]ـ
مرحباً والف مرحباً
انرت الفصيح د. جاسم
ـ[ابو عيسى]ــــــــ[21 - 03 - 2007, 03:05 م]ـ
أخي الكريم البارق النجدي .. بل أنا من يشكر لك قبول دعوتي و يشرفني بأن أكون الداعي لك .. فمثلك أهل أن يكون بين العلماء و الأدباء في شبكة الفصيح
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[25 - 03 - 2007, 10:42 م]ـ
مرحبا بك أخي الكريم في منتداك.
ـ[نردين]ــــــــ[26 - 03 - 2007, 12:02 ص]ـ
مرحباً الف
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[26 - 03 - 2007, 12:34 ص]ـ
مرحبًا بك يا دكتور
حللت أهلاً، وسعدنا بك.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[26 - 03 - 2007, 01:01 ص]ـ
مرحبا بك وأهلا
ـ[البارق النجدي]ــــــــ[17 - 04 - 2007, 07:04 م]ـ
الأعزاء
ابن عيبان العبدلي
الحارث السماوي
الجنرال رومل
نردين
خالد الشبل
مغربي
الشكر موصول لكم على تراحيبك الرقيقة
ومشاعركم الكريمة
فتقبلوا مني أطيب التحايا وأعذبها
وعذرا على التأخر في ردّ التحية
دمتم جميعا بخير وألق
أخوكم /البارق النجدي
والسلام(/)
لتحيا اللغة العربية: يعيش سيبويه
ـ[ابو هريرة]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 06:08 م]ـ
لتحيا اللغة العربية: يعيش سيبويه
قال تعالى: وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
موضوع هام جداً يتضمن أموراً خطيرة يجب على الجميع التوقف عندها
وإعطائها ما تستحق من أهمية في إطار حملة شرسة تم التخطيط لها بعناية
من قبل أعداء الأمة وأتباعهم من الخونة وعبيد الغرب.
أصدر الأستاذ شريف الشوباشى، وكيل وزارة الثقافة المصرى للشؤون الخارجية، منذ أشهر قلائل كتابا عنوانه "لتحيا اللغة العربية: يسقط سيبويه"، تناول فيه اللغة العربية الفصحى والكلام الذى يثور فى العصر الحديث بين الحين والحين عن صعوبة قواعدها عارضًا الوسائل التى يراها كفيلة بالقضاء على هذه الشكوى مع الحفاظ على الفصحى فى ذات الوقت حسبما جاء فى كلامه. وهو ينطلق مما يقول إنه لاحظه فى التقويم السنوى العالمى المسمى بالـ"ألمناك" لعام 2004م من تراجع اللغة العربية عن المكانة التى كانت تشغلها قبلا، وهو ما فهمتُ منه أنها قد أُسْقِطَتْ نهائيا من هذه المطبوعة التى تهتم بإيراد أحدث الإحصاءات والمعلومات الأساسية فى كل المجالات فى العالم. يقول كاتبنا إن الـ"ألمناك" لم تَعُدْ تنظر إلى لغتنا بوصفها لغةً قائمةً بذاتها، إذ اللغة إنما جُعِلَتْ لتكون أساسا للتفاهم اليومى بين الناس لا لتكون أداة للدراسة والتعليم. وما دامت اللغة العربية قد انحصر استعمالها فى الدرس والعلم ولم تعد تستخدم فى أغراضنا اليومية، فمعنى ذلك أنها أضحت لغة ميتة، وبناءً على هذا فلا يصح إدراجها بين اللغات التى لا يزال يستخدمها أصحابها. ثم يمضى قائلا إن الأمر قد هاله وبعثه على التفكير فى هذه القضية، وبخاصة أن تلك المطبوعة هى أحد أهم المراجع بالنسبة لكبار الكتاب والمتخصصين فى الغرب، ومن الخطإ إذن أن نأخذ ما جاء فيها باستخفاف. ومع ذلك فلا بد من التنبيه إلى أنه رغم هذا قد أشار، ولكن على نحو عارض وسريع، إلى أن الـ"ألمناك" هو من المطبوعات التى لا تخلو من الأغراض الخبيثة (ص7ـ 8). وهنا أحب أن تكون أولى وقفاتى، فمن المؤكد أن ما فعله الـ"ألمناك" بشأن لغتنا هو الزيف والتدليس والخبث بعينه ونفسه وقَضّه وقََضِيضِه، وليس له معنى غير هذا، ولا يمكن أن يُفْهَم إلا على هذا النحو. ولكن كيف ذلك؟ المعروف أن اللغة، أية لغة، لها مستويات عدة: المستوى الفصيح، ومستوى الأحاديث الثقافية للمتعلمين، ومستوى أحاديثهم العادية، ومستوى العامة، ومستوى الدهماء والغوغاء. بل إننا فى هذا المستوى الأخير مثلا يمكن أن نميز بين ضروب مختلفة من العامية كما هو الحال فى لغة بعض الطوائف الخاصة كطائفة اللصوص أو الشحاذين… وهلم جرا. وهذا لون واحد من ألوان التقسيمات اللغوية حسب المستوى الثقافى والاجتماعى للمتحدثين بها، وقد تُقَسَّم هذه المستويات على نحو مختلف بعض الشىء كما فعل د. السعيد محمد بدوى فى كتابه "مستويات العربية المعاصرة فى مصر" (دار المعارف/ 1973م/ 89 وما بعدها)، إذ قسمها إلى: فصحى التراث، وفصحى العصر الحاضر، وعامية المثقفين، وعامية المتنورين، وعامية الأميين. بل إن اللغة لتختلف فى البلد الواحد من مكان إلى مكان، مثلما هو الوضع فى مصر حيث تتمايز لغة أهل الصعيد بوجه عام عن لغة الوجه البحرى، وكما تتمايز لغة أهل قريتى عن لغة القرية المجاورة لها مع أنهما توشكان، بفضل التوسع العمرانى، أن تصبحا قرية واحدة. واللغة فى الواقع هى كل هذه المستويات، وذلك على عكس ما يريد محرِّرو الـ"ألمناك" أن يوهمونا به من أن اللهجات العامية التى يتحدث بها العرب ليست هى اللغة العربية، وعليه فلا بد من استبعاد هذه اللغة من قائمة اللغات التى لا تزال حية تُسْتَعْمَل! إن هذا لهو البَكَش بعينه! وإلا فليست هناك لغة واحدة فى العالم ينطبق عليها هذا الشرط الغريب الذى لم يشأ أصحاب الـ"ألمناك" أن يطبقوه إلا على لغة القرآن الكريم لغرض فى نفس يعقوب!
(يُتْبَعُ)
(/)
فمعروف أن المستوى الفصيح فى أية لغة يقتصر استعماله على مجال التأليف والإبداع والخطب والمحاضرات والندوات، أما فى الحياة اليومية فهناك مستويات أخرى يلجأ إليها الناس لتصريف أمورهم كما أشرنا آنفا. هكذا كانت اللغات البشرية، وهكذا هى الآن، وهكذا ستظل. ومن يقل غير هذا فهو إما جاهل أو بكّاش، والذين قاموا على إخراج الـ"ألمناك" لا يمكن أن يصلوا فى الجهالة إلى هذا المدى المغرق فى السُّفُول، وإلا كانت فضيحة لا تغتفر! فلم يبق إلا أن أن يكونوا بكّاشين. والغرض من وراء ذلك أن يغرسوا فى نفوسنا أن لغتنا قد انتهى دورها ولم يعد أمامها إلا أن نواريها التراب وأن نتخذ العاميات عنها بديلا. وهذا فى الواقع هو ما يريده منا بعض المستشرقين والمبشرين ممن يعملون على أن يقيموا بيننا وبين القرآن المجيد حاجزا لا يمكن تخطيه، ألا وهو حاجز اللغة، إذ متى ما اختفت اللغة الفصحى التى نزل بها كتاب الله فقد حيل بيننا وبين ذلك الكتاب، اللهم إلا أن يفكر فى دراسته بعض المتخصصين، أو نترجمه إلى اللغة العامية كما سمعنا من ينادى بهذا فى الأشهر الأخيرة فى أرض الكنانة حامية القرآن واللسان الذى نزل به هذا القرآن، وعندئذ لن يكون النص المترجَم هو القرآن الكريم بل كلاما عاميا متخلفا ليس بينه وبين أسلوب القرآن المعجز أية صلة، فضلا عن أن الترجمة لن تكون سوى فهم خاص لذلك النص بما لا بد أن يصاحب هذا الفهم من قصور وأخطاء ونزوات وأهواء. ثم مع توالى الأيام يزداد النص المترجَم ابتعادا عن الأصل الإلهى الكريم ... إلى أن نفيق ذات يوم على نص ليس بينه وبين الأصل أية وشيجة.
لكن الأستاذ الشوباشى يؤكد أنه حريص أبلغ الحرص على اللغة الفصحى لأنها، حسبما يقول، هى الرباط الوحيد الآن بين شعوب الأمة العربية بعد تفرقهم سياسيا وتمزقهم اقتصاديا، كما أنه، حسبما يقول، لا يحب أن ينقطع ما بيننا وبين التراث العظيم المكتوب بالفصحى، ومن ثم فهو لا يفكر فى استبدال العامية بها (ص16ــ 17، 138، 165ــ 166)، بل كل ما يبغيه هو تطوير اللغة العربية بتقريب الفجوة التى تفصل فصحاها عن عاميتها حتى يستطيع الناس أن يتكلموا بها ويكتبوا دون أن يقعوا فى الأخطاء التى يقعون فيها الآن، وحتى تساير العصر الذى نعيش فيه فلا يأتى علينا يومٌ نجد أننا لا بد أن نتخلى عنها لعجزها عن الوفاء بمتطلباتنا (ص141)، وذلك من خلال تطوير قواعدها التى لم تتغير طوال عمرها البالغ خمسة عشر قرنا، مخالفة بذلك ما جرى للُّغات الأخرى من عدم توقف قواعدها عن التغيير كل هذه المدة كما حدث للغة الصينية التى كانت تتطور قواعدها كل خمسمائة عام، وكما حصل فى اللغة الإنجليزية أكثر من مرة رغم تاريخها القصير بالنسبة للغتنا، وكما أراد الفرنسيون كذلك أن يصنعوا فى لغتهم، وإن لم يصلوا إلى المدى الذى بلغه أهل الإنجليزية، وبخاصة فى أمريكا، من تبسيط وتطويع انتقلت به هذه اللغة من حال إلى حال لتصبح أسهل لغات العالم تعلما (ص45ــ 46، 49، 55).
هذا ما قاله الكاتب، ولكن ما طبيعة التطوير الذى يريد من خلاله التقريب بين الفصحى والعامية يا ترى؟ إنه يرى أن المفعول به يمثل عقبة كأداء فى سبيل إتقان العربية، ومن ثم نراه ينادى بألا يكون منوَّنا، بل يُكْتَفَى فيه بالسكون (ص172). وهو يريد بهذا إلغاء الإعراب، لكن كلامه تُعْوِزه الدقة ووضوح التعبير كما هو بيّن جلىّ. كذلك نراه ينادى أيضا بالتخلص من التأنيث فى الأرقام وفى الجمع معا، فنقول مثلا: "تسع رجال، وتسع نساء" على السواء، كما نقول: "النساء كلهم أكلوا" بدلا من "النساء كلهن أكلن" ... وهكذا، وهو ما ينسحب على الأسماء الموصولة التى تكتفى العامية فيها بكلمة "اللى" فى كل الحالات (ص171ــ 172، 175)، على حين تستعمل الفصحى مجموعة كاملة منها هى "الذى والتى واللذان واللتان والذين واللاتى". وبالمثل نجده ينادى بالتخلص من صيغة المثنى فلا يكون لدينا بعدها إلا المفرد والجمع فقط مثلما هو الأمر فى اللهجة العامية واللغات الأوربية. وعلى نفس الوتيرة يهاجم الجملة الفعلية زاعما أنها تؤدى إلى التباس المعنى بخلاف الاسمية التى تعبر عن المراد بكل وضوح ودقة (ص168). وفوق ذلك فهو يهاجم العربية لكثرة ما فيها من مترادفات (ص177ـ 180)، كما يتهمها بأن فيها نقصا معيبا فى حروف العلة وأن غالبية حروفها
(يُتْبَعُ)
(/)
ساكنة (ص168ـ 170). والمتأمل فى هذه الاقتراحات والاتهامات يلحظ من فوره أنها تكاد تقلب الفصحى عامية بما يباعد بيننا وبين اللغة التى ظل آباؤنا وأجدادنا يستعملونها فى الكتابة والقراءة والتفكير العلمى والإبداع الأدبى لما ينوف على خمسة عشر قرنا، ومن ثم يقيم بيننا وبين التراث العظيم الذى خلفوه جدارا عاليا سوف يزداد مع الأيام والسنين ارتفاعا وسُمْكا وصلادة، فضلا عن أنه سوف يجعلنا نشعر مع القرآن الكريم بغربة مزعجة لا نجدها الآن، وهو ما يتناقض مع ما أكده فى أكثر من موضع فى الكتاب من أنه لا يهدف أبدا إلى القضاء على الفصحى وإحلال العامية مكانها!
ولست أريد أن أدخل فى مناقشة نيته من وراء ما كتبه فى هذه القضية، فقد يكون حسن القصد فيما يدعو إليه ومؤمنا بأن ما يقوله من شأنه أن يخدم لغته القومية فعلا، وقد يكون أقدم على هذا الذى كتبه هنا وهو يدرك أنه سوف ينجلى عن نتائج غاية فى الوخامة، فعلم ذلك كله عند الله. ثم إنى أعترف بأن انتسابه إلى الأستاذ محمد مفيد الشوباشى، القصاص والشاعر والناقد والمترجم المعروف صاحب الأسلوب المحكم الجميل، والمدافع بمنتهى الشراسة والحق عن أصالة الحضارة الإسلامية والعقلية العربية وجمال لغة الضاد أسلوبا وإبداعا أدبيا رغم أنه كان يساريا، والذى قرأت له عددا من المؤلفات والمترجمات واستمتعت بها غاية الاستمتاع منها "القصة العربية القديمة" و"رحلة الأدب العربى إلى أوربا" و"الأدب الثورى عبر التاريخ" و"آسيا وجداول الربيع" لترجنيف و"نافخ البوق" لتوماس هاردى، أقول إن انتسابه لمحمد مفيد الشوباشى يَغُلّ يدى عن أن أتناول ما كتبه فى موضوعنا بنفس الشدة التى أرد بها على من يهاجمون العربية أو الإسلام. ولقد بلغ من اعتزاز الشوباشى الكبير بلغتنا العبقرية أنه كان ينحى باللائمة على كاتبنا فى شبابه حين يراه يجرى على منوال اللغات الأوربية فى كثير من الأحيان بإيثاره الجملة الاسمية على الفعلية حسبما حدثنا الكاتب نفسه (ص168)، وإن لم ألاحظ فى الكتاب الذى بين يدىّ الآن والذى أرسله لى كاتبنا مشكورا ولا فى كتابه الآخر "الداء العربى" الذى أرسله معه أن للجملة الاسمية الغلبة على غريمتها الفعلية. كما أن الأديب الراحل كان يرفض أشد الرفض استعمال العامية فى الكتابة حتى ولا فى الحوار القصصى. والطريف أنه كان يستند، ضمن ما يستند إليه فى ذلك الرفض، على التحليلات الماركسية فى الفكر والأدب. ويستطيع القارئ أن يجد شيئا مما كتبه فى هذا المجال فى مقال له بمجلة "العالم العربى" القاهرية فى عدد مارس 1958م. وهناك سبب آخر يمنعنى أن أكون شديدا فى نقد ما كتبه أ. شريف الشوباشى، فقد بدا لى، أثناء مناقشتى أنا ود. عبد الله التطاوى له ولآرائه الواردة فى كتابه المذكور فى الحلقة التى سجلتها معنا قناة "التنوير" المصرية من برنامج "لِلْوُدّ قضيّة" منذ أيام، أنه رجل دمث الخلق متواضع، وليست فيه لجاجة بعض الكتاب ممن يعملون على التنقص من تراثنا فى الدين أو الفكر أو الأدب. بل إنه فى الكتاب الذى نحن بصدد الحديث عنه هنا لم يحدث أن تعرض بكلمة سوء لأى من رموزنا التاريخية، وكذلك لم يقع أن ذكر الرسول إلا بمنتهى التبجيل والاحترام، كما كان دائم الصلاة عليه إلا فيما ندر. وكان أدبا جميلا منه أن نجده يقول عن هذا الصحابى أو ذاك: "سيدنا فلان". وفوق هذا كله فقد رأيناه يبتدئ كلامه فى تلك الحلقة بالقول بأن ما كتبه فى كتابه ذاك إنما هو مجرد رأى قد يكون صوابا، وقد يكون خطأ. على أن هذا كله لم يمنعنى فى الحلقة التلفازية المذكورة ولن يمنعنى الآن من أن أختلف معه غاية الاختلاف إذا رأيت أن كلامه غير منطقى أو أن من شأن الأخذ به أن يقودنا إلى ما لا تحمد عقباه من نتائج.
(يُتْبَعُ)
(/)
وينطلق كاتبنا فى دعوته إلى تطوير اللغة وقواعدها من منطلقين: الأول أن كثيرا من الكتاب والخطباء العرب يخطئون فى لغتهم، وأن التلاميذ والطلاب يشكون مُرَّ الشكوى من حصة اللغة العربية ولا يرون فيها شيئا أكثر من كونها عبئا ثقيلا لا بد أن يتحملوه كى ينجحوا فى امتحانات آخر العام، والسلام، غير واجدين أية لذة فى دراستها. ثم إنها ليست وسيلة طبيعية فى التعبير عن أفكار من يستعملها ومشاعره، بل عليه أن يتكلفها تكلفا. والثانى أنها لم تعد تساير العصر أو تفى بمتطلبات التعبير عنه بعد أن طال بها الزمن دون أن يطرأ عليها ما تحتاجه من تطورعلى عكس اللغات العالمية الأخرى التى لا يكتفى أصحابها بما يعتريها من تطور طبيعى، بل يحدثون فيها ضربا آخر منه يقصدونه قصدا.
يقول أ. الشوباشى: "كثيرا ما فوجئت بكبار المثقفين يخطئون أخطاء لا تُصَدَّق فى لغتهم الأم التى يكتبون ويبدعون بها، وبعض هؤلاء أو معظمهم يُعَدّون من رموز الأدب والكتابة فى مصر والعالم العربى ... وعندما كنت أقارن حالنا بالآخرين كنت أجد نفسى مضطرا لأن أعترف بأنه لا يوجد مثقف واحد فى فرنسا أو إنجلترا أو إسبانيا أوحتى البرازيل يخطئ فى لغته الأم بهذه الصورة. فهل كل الشعوب العربية بمثقفيها ومفكريها أصبحت معوقة ذهنيا بحيث لا تستطيع تعلم اللغة والإلمام بها إلماما سليما؟ وإذا وسّعْنا باب المقارنة مع الآخرين نجد أن أى سكرتيرةٍ متواضعةٍ حاصلةٍ على شهادة متوسطة فى أى دولة غربية قادرةٌ على أن تكتب بنفسها خطابا دون أخطاء لغوية… فهل السكرتيرة الفرنسية تمتلك قدرات ذهنية أرقى من المثقفين وأصحاب الشهادات العليا فى العالم العربى؟ بالطبع لا. إذا فالخلل يكمن فى الطرف الآخر من المعادلة، وهو اللغة المستخدمة عند كل من الطرفين ... فاللغة الفرنسية طيعة وسهلة ومباشرة، كما أن السكرتيرة، مَثَلُها مَثَلُ كل من يجيد الفرنسية، لديها أدوات تسهل مهمتها وتجعلها قادرة على تجنب الخطإ. وعلى رأس هذه الأدوات قاموس اللغة الفرنسية الذى يقوم على ترتيب الحروف الأبجدية، بالإضافة إلى ترسانة من القواميس الخاصة بالقواعد وبالمترادفات وغير ذلك من الكتب التى يتعلم أى تلميذ فرنسى كيفية استخدامها فى المدرسة" (ص67ــ 68).
والرد على هذا سهل غاية السهولة، فقد كان الكتّاب والعلماء والأدباء والشعراء العرب طوال الخمسة عشر قرنا الماضية يستخدمون لغتهم استخداما سليما ويسيطرون عليها ويبدعون بها على أحسن وضع، فلماذا يعجز كثير منهم الآن عن أن يصنعوا صنيع أسلافهم؟ إنه الكسل العقلى والاكتفاء بأقل القليل، وهو عيب شامل، وليس خاصا بالكتابة فحسب، بل كل صاحب حرفة أو عمل يعانى من نفاد الصبر، وليس عنده من طول البال ما يساعده على تجويد ما تصنع يداه. وهذا هو السبب فى أن عماراتنا كثيرا ما تنهار الآن قبل أن يمر عليها سوى أشهر أو سنوات معدودات. وهو نفسه السبب فى أننا نشكو من إهمال الصنائعية والعمال، وهو أيضا السبب فى أن كثيرا من شوارعنا ممتلئة بالحُفَر والمطبّات والقاذورات والأصوات العالية المزعجة والبذاءات المقذعة التى تشمئز منها النفوس الكريمة، وأن البلاعات فيها إما أعلى من مستوى الأرض أو أوطأ منها، وكثيرا ما تكون مكشوفة بحيث يقع فيها الأطفال لتبتلعهم بأفواهها الفاغرة وتغيّبهم فى بطونها إلى الأبد، وأن كل شىء فى حياتنا تقريبا قبيح ومشوه، وأننا لا نستطيع أن نعتمد على أنفسنا فى توفير ما نحتاج إليه من طعام أو ملابس مثلا، ناهيك عن تصنيع السيارات والحواسيب ومعدات القتال ... إلخ. ثم إنك يا أ. شوباشى تعرف أن كثيرا جدا ممن تسميهم مثقفين وكتّابا كبارا ليس لديهم اطلاع كاف على اللغة أو التراث رغم أنهم كثيرا ما يتعرضون لهما بالكتابة والتقويم. أليست هذه محنة؟ ولسوف أعطيك هنا مثالا سريعا على ما أقول: فقد كتب جمال الغيطانى فى روايته المسماة بـ"الزينى بركات"، والتى يطنطن لها البعض بغير حق، أن اليهود قد طاردوا النبى محمدا بالحجارة من فوق أسوار الطائف حين التجأ إليها فى عهد الدعوة المكية، وأن امرأة من يهود هى التى أكلت (لاحِظْ:" أكلت" لا "لاكَتْ") كبد حمزة رضى الله عنه (دار المستقبل العربى/ ط 3/ 1985م/ 225). وهذا، كما ترى، كلام مضحك بل تخريف عجيب إن وقع من أى تلميذ صغير كان جديرا أن يعاقَب على جهله بمثل هذه
(يُتْبَعُ)
(/)
الوقائع الأساسية فى سيرة نبينا عليه السلام، فالتلاميذ والطلاب فى كل مراحل الدراسة ونوعياتها، بما فيها مدرسة الصنائع التى تخرج منها الكاتب، يعرفون أن الذين طاردوا النبى فى الطائف ورَمَوْه بالحجارة أوانذاك هم عبيدُها وصبيانُها وسفهاؤها من المشركين وليس اليهود، لأن اليهود لم يكونوا قد ظهروا فى حياة النبى عليه السلام بعد، كما أن التى لاكت كبد حمزة، رضى الله عنه (لاكَتْ لا أَكَلَتْ) هى هندٌ بنتُ عتبة زوجةُ أبى سفيان لا امرأةٌ من يهود، وكان ذلك عقب غزوة أُحُد. ومعروف أن ذلك إنما وقع بعد الهجرة بالقرب من المدينة، وليس فى الطائف فى العهد المكى! والغيطانى أحد الكتاب الذين قد ترى فيهم طائفة من نقاد آخر زمن أديبا ذا شأن، فضلا عن أنه كثير الحديث عن ولعه بالتاريخ الإسلامى، مما يجعلنى أتساءل: ترى ماذا كان يمكن أن يكون علمه بهذا التاريخ لو لم يكن وَلِعًا به إلى هذا المدى؟ كما أن فى لغته ضعفا وركاكة استفزا فاروق عبد القادر فأصلاه فى الكتاب الذى صدر له فى سلسلة "كتاب الهلال" منذ شهور نارا حامية. ولو كان محمد مفيد الشوباشى حيًّا لأسمعه هو وأمثاله من الكتّاب ما يؤلمهم جزاءً وِفاقًا على هذا الضعف المزرى فى لغتهم القومية! والمصيبة أن المؤلف لم يتنبه ولا نبهه أحد ممن حوله لهذا الجهل على مدى الطبعات الثلاث التى طُبِعَها الكتاب فيصححه!
وبالمناسبة لماذا كان الشوباشى والمنفلوطى والعقاد والرافعى وإبراهيم رمزى والمازنى وأمين الريحانى ومطران ونعيمة وجبران وكرم ملحم كرم ومَلَك حفنى ناصف ومىّ زيادة والزيات والصيرفى والسحرتى وعنان وهيكل ومحمد لطفى جمعة وفخرى أبو السعود وشكيب أرسلان وكرد على وشفيق جبرى ونزار قبانى وسعد الله ونوس وغادة السمان وعبد القدوس الأنصارى وأحمد السباعى وخليل سكاكينى وابنته وداد وإبراهيم طوقان وأخته فدوى وهارون هاشم رشيد ومحمد عزة دَرْوَزَة ونازك الملائكة والجواهرى والسياب وعبد الكريم غلاب ومحمود المسعدى وحسنى عبد الوهاب ومحمود شلتوت والسحار وباكثير وأمين يوسف غراب وزكى نجيب محمود وزكريا إبراهيم ومحمد الغزالى وخالد محمد خالد وعبد الرحمن الشرقاوى مثلا بهذه القوة والمتانة فى الأسلوب، ولم يتخرج أىٌّ منهم من أى من أقسام اللغة العربية بالجامعة، بل إن عددا منهم لم يتلقَّوْا تعليما جامعيا أصلا؟ حتى سلامة موسى، الذى كان كثير العيب على اللسان العربى ويرميه بالبداوة ويعلن كراهيته له لأنه اللسان الذى نزل به القرآن، يخلو أسلوبه من الأخطاء التى تبرقش كتابات أدبائنا الذين تسللوا إلى ميدان الأدب والفكر فى غفلة من الزمن! ثم لماذا هذا الضعف الشائن فى كثير من كتّاب هذا الجيل بالذات؟ أتكون اللغة العربية قد انقلبت بين عشية وضحاها من لغة يمكن إتقانها لمن يريد ويبذل فيها ما تحتاجه من جهد واهتمام إلى لغة عصيّةٍ شَموس؟ ولكن هل هذا مما تسمح به طبيعة الأشياء؟ إن المشكلة هى أننا أصبحنا فاقدى الصبر، على طريقة العوامّ الذين ما إن تبدأ فى شرح ما تريده لهم حتى يفاجئوك بقولهم دون أدنى حياء: هات من الآخر! وعبثا تحاول أن تعرف ما الذى يستعجلهم كل هذا الاستعجال فلا تجد إلا نفاد الصبر وقلة الأدب! فحياتهم، والحمد لله، فارغة من أى شىء مهم، وكل ما هنالك أنهم يفتقرون إلى ذلك الصبر الذى تحدث عنه الشيخ محمد عبده فى تفسيره لسورة "العصر" فأفاض وأمتع، وهو الصبر الإيجابى الذى بدونه لا تقوم حضارة ولا يتم تقدم: الصبر على مشقات العمل والإنتاج والإبداع والإتقان والتخطيط والاهتمام بالتفاصيل والالتزام بالنظام الدقيق والحرص على المراجعة والعمل على إصلاح الخطإ أوَّلاً بأوّل ... وما إلى هذا.
إن الناس الآن تبدو وكأن عفريتا قد ركبها، وكل ما يهمها هو أن تأخذ فلوسا، أما أن تقدِّم لك لقاء هذه الفلوس الخدمة التى تريد على الوجه الذى يرضى الله ورسوله فكلا وألف كلا! وبالمناسبة فكاتب هذه السطور، الذى هو أنا، رغم تخصصى فى الأدب العربى، دائما ما أراجع المعاجم وكتب النحو والصرف حتى فيما أنا متأكد منه، وذلك كى يجىء أسلوبى على أحسن ما أستطيع. ولست أعرف ذلك الاطمئنان الكاذب الذى يأخذ كثيرا من الكتّاب فلا يراجعون شيئا مما يكتبون البتة. ثم إنى أجد فى هذه المراجعات متعة عقلية وفنية لا تقدر بثمن، كما أنها توسع أفق
(يُتْبَعُ)
(/)
معارفى وتكسبنى الثقة بنفسى. وأنت نفسك يا أ. شوباشى قد قلتها: فالسكرتيرة الفرنسية تتدرع لمهنتها بعدد من معاجم اللغة والإملاء وما إلى هذا مما يعصم ما تكتبه من كثير من الأخطاء التى تقع فيها أمثالها عندنا ممن لا يهتممن بأن يكون فى حوزتهن قاموسٌ فردٌ يوحّد الله لأنهن لا يفكرن أصلا فى تثقيف عقولهن ولا التأنق فى كتاباتهن، ولا شغلةَ طول النهار لهن إلا الكلام عن تقميع البامية وتقلية الملوخية والفستان التى اشترته فلانة والطلاق الذى وقع على رأس علانة ... وهَلُمَّ جَرًّا. ولا أحسب الرجال يختلفون عن النساء كثيرا فى هذا السبيل! إنه الفرق بين مجتمع متحضر مثقف ومجتمع لا تهتم الغالبية الساحقة من أفراده إلا بالطعام والشراب والتسالى الخفيفة كمشاهدة المرناء وحل الكلمات المتقاطعة والتآمر على الجيران ومكايدتهم ونحوه، حتى إن كثيرا من دور النشر عندنا لم تعد تطبع من الكتب التى تصدرها أكثر من خمسمائة نسخة للكتاب تباع فى عدة أعوام! يا أ. شوباشى، أنت تنكأ الجراح، فبالله عليك لا تتهم اللغة العربية. إننا، فى هذه الأيام النحسات، شعوب تعيش خارج خريطة التاريخ، شعوب لا قيمة لها حضارية، شعوب تستهلك ولا تبدع! إن العرب والمسلمين، يوم أن كانوا يتمتعون حقا بالثقة بأنفسهم والإيمان بربهم والقدرة على التضحية والتحمس للعمل والإنتاج والسعى فى أعقاب العلم واللهاث خلف الثقافة الرفيعة، قد فتحوا البلاد وبسطوا سلطانهم ولغتهم ودينهم على الدنيا فى بضعة عقود قليلة من السنين رغم أنهم لم يكونوا يملكون من الإمكانات شيئا يذكر. وكانوا فى ذلك الوقت أيضا يقبضون على زمام لغتهم أحسن ما يكون القبض على الزمام، أما الآن فانظر تَرَ ماذا أصبح حالهم. إنهم يصعبون على الكافر، وإسرائيل، التى تتكون من عصابات متنافرة من أرجاء الأرض المتباعدة، تسومهم الخسف والهوان دون أن يستطيعوا أن يقولوا لها: "بِمْ"، رغم أنها من الناحية العددية لا تبلغ خمس معشارهم! ويوم أن يعود لهم سابق عزهم ومجدهم فعندها لن نسمع من يقول إن العربية صعبة أو إنها تحتاج إلى حذف هذا الجزء أو ذاك من قواعدها وتقريبها إلى العامية. إنها منظومة واحدة، والحال هنا هى نفسها هناك. ولهذا ترانا ضعفاء حتى فى ميدان الرياضة واللعب مع توفر الإمكانات اللازمة للتفوق فى هذا المجال. لكنه، مرةً أخرى، الكسل واللامبالاة وغياب الروح وضعف الشعور بالكرامة القومية والظن بأن الفًَهْلَوَة والبَكَش يمكن أن يوصلانا إلى ما نريد، مع أنه قد ثبت لنا مرات ومرات ومرات أن هذا الأسلوب لا يؤدى إلى غير الكوارث، لكننا لا نتعظ أبدا! ترى أأمضى فى هذا الموّال أم الأفضل أن أكفأ على الخبر ماجورا وأسكت؟ أما أنا فأوثر أن أسكت! وعلى الناحية الأخرى أستطيع أن أعدد لك أمثلة على سهولة إتقان اللغة الفصحى لمن يريد بحقٍّ أن يتقنها: فقد كان معنا فى المدينة الجامعية فى النصف الثانى من ستينات القرن الماضى طلاب من الصين والاتحاد السوفييتى وبعض البلدان الأفريقية والآسيوية يحسنون الحديث والكتابة بها مع أنهم إنما تعلموها فى بلادهم لا فى بلد عربى. كما أذكر فتاتين صغيرتين لأب مصرى وأم بريطانية التقينا بهما فى أوكسفورد فى أواخر العقد الثامن من القرن الفائت، وكانتا تحسنان العربية الفصحى إلى حد كبير حديثًا وكتابةً رغم أنهما لم تكونا قد تخطّتا الثانية عشرة من عمرهما. وعندما كنت فى جامبيا فى غرب أفريقيا فى منتصف الثمانينات من القرن المنصرم تعرفتُ إلى شاب أفريقى من سيراليون رأيت لديه اهتماما بأن يكمل دراسته فى اللغة العربية، وكان يبيع فى السوق بعض الأشياء الصغيرة التى تهم المرأة بغية أن يوفر شيئا من المال يستعين به على هدفه. والشاهد فى الحكاية أننى أردت أن أستوثق من مدى معرفته بلغة العرب التى درسها كلغة أجنبية ولم يَعْدُ فى تعليمه المدرسىّ الثانية الثانوبة، فعقدت له امتحانا فى النصوص والقواعد فوجدته قد أحرز درجة عالية رغم انقطاعه عن الدراسة منذ وقت ليس بالقصير. وكان يكلمنى باللغة الفصحى بسهولة كبيرة. وقد دفعنى هذا إلى تشجيعه، بل إننى حين عدت وقتها إلى مصر أرسلت إليه طَرْدَيْن (أو بلغة البريد فى بعض دول الخليج: بَعِيثَتَيْن) من الكتب. كذلك كانت مَىّ زيادة لا تستطيع فى البداية أن تكتب بالفصحى، بل تستخدم الفرنسية، ثم
(يُتْبَعُ)
(/)
بدا لها أن تتقن لغة القرآن، وصحّ منها العزم على ذلك، وساعدها فى هذا السبيل أحمد لطفى السيد، وكان من بين ما نبهها إليه وأخذها فيه بالحزم وجوب قراءة القرآن المجيد والتضلع من أسلوبه وموسيقاه ... حتى أصبحت فى نهاية الأمر واحدة من أكابر كتاب العربية وأصحاب الأساليب فيها. وبالمناسبة هناك من بين المستشرقين من يتقن لغة القرآن أفضل من كثير من كتاب هذه الأيام عندنا! كما أن مئات العلماء الهنود والباكستانيين والإيرانيين يكتبون باللغة العربية ويتكلمون بها أفضل من كثير من أبناء العربية!
أما عن التلاميذ والطلاب العرب وضعفهم فى لغتهم الأم فيقول كاتبنا: "ومن منطلق معرفتى بمستوى التعليم فى فرنسا وغيرها من الدول الغربية أستطيع أن أجزم بأن المستوى اللغوى لخريجى الجامعات المصرية من غير المتخصصين يوازى مستوى تلميذ فى بداية المرحلة الإعدادية هناك فى لغته الأم. فهل يعكس هذا نبوغ تلاميذ العالم الغربى وتخلف طلاب العلم عندنا؟ بالتأكيد لا، فإن المستوى الذهنى متقارب بين الاثنين. إنما المعضلة تكمن فى اللغة العربية التى ترقى تعقيداتها إلى مستوى اللوغاريتمات على عقول غير المتخصصين… فعلينا بعيدا عن النفاق أن نعترف بأن طلبة المدارس يكرهون حصة اللغة العربية وينعون همها أكثر من أى مادة تعليمية أخرى. فإلى متى نجعل أطفالنا وشبابنا يتجرعون عذاب القواعد المعقدة التى عفا عليها الزمن ولم تعد تواكب العصر؟ " (ص 12). هذا ما قاله الكاتب، وأنا أزيد عليه أن الأغلبية الساحقة من الطلاب المتخصصين فى اللغة العربية وآدابها لا تعرف شيئا ذا قيمة عن أدب أمتهم أو لغتها بل لا يحسنون الكتابة دون أخطاء إملائية فادحة، بل لا يعرف كثير منهم كيف يضبط النص بالفتح والكسر والضم… إلخ مما دفع زميلا لنا ظريفا إلى القول بأن الواحد من هؤلاء الطلاب يحمل مخلاة فى جيبه مملوءة بما شئت من الفتحات والكسرات والضمّات والسكنات والشدّات والتنوينات، ثم إذا ما طولبوا بتشكيل نص من النصوص أخرجوا المخلاة ومدوا أيديهم فيها وكبشوا حفنة من محتوياتها ثم رشّوها كيفما اتفق على كلمات النص فتقع حركات التشكيل هنا وهناك اعتباطا، وأن هذا هو السبب فى أن بعضهم قد يضع مثلا على أول حرف فى الكلمة سكونا ثم يُتْبِعه على الحرف الثانى بشَدّة ... وهكذا مما لا يُعْقَل لأنه مستحيل. لكن كيف يكون مستحيلا، ونحن قوم بارعون فى صنع المعجزات مما لا قِبَل به للغربيين سادة العالم الآن فى ميادين العلم والثقافة والإبداع؟ ألسنا نحن الذين دهنّا الهواء دُوكُو؟ ألسنا نحن الذين عبّأنا الشمس فى زجاجات؟ ألسنا نحن الذين صَرَرْنا الفيل فى المنديل؟ هل يستطيع أحد أن يدلنى على قوم آخرين حققوا هذه الإنجازات أو نصفها أو ثلثها أوعشرها أو حتى واحدا على الألف أو على المليون منها؟ إن كل ما فعله الغربيون مثلا أنهم اخترعوا القطارات والسيارات والغواصات والقنابل والصواريخ وسفن الفضاء والحاسوب والمِشْباك (النِّتّ) وما إلى هذا مما لا إعجاز فيه لأنه يخضع للقوانين التى يسير عليها الكون، أما نحن فنأتى بالمستحيل الذى لا يستطيعه أحد سوانا من البشر! إلا أننى ينبغى أن أضيف أن الأغلبية الساحقة أيضا من الطلاب فى أى تخصص لا يفترقون عن طلاب أقسام اللغة العربية فى الضعف العلمى. فالشكوى عامة بين الأساتذة من أن الطلبة لا يهتمون بما يتلقَّوْن من علوم ودروس، وأن كل همهم هو النجاح فى الامتحان والحصول على الشهادة من أى طريق، ولهذا تراهم لا يبذلون الجهد المطلوب ولا يقرأون شيئا إلا فى الشاذ النادر. وكنت اليوم فى زيارة لصديق مريض فى المستشفى، ومررت فى طريق العودة ببائع للكتب القديمة أعرفه فتوقفت عنده لأشترى بعض ما أجدنى بحاجة إليه منها، وأخذت أسأله كعادتى عن مدى إقبال طلاب الجامعة التى يقع جَوْسَقه على الرصيف المواجه لها، فجاءت إجابته على ما توقعت من أنهم لا يكادون يقرأون شيئا، اللهم إلا إذا كلفهم الدكتور ببحث، فإنهم عندئذ يأتون فيسألونه عن الكتب التى يمكن أن يجدوا فيها ما ينقلونه فى هذا البحث. أقول: "ينقلونه"، لأن البحث عندهم لا يعنى أكثر من نقل بضع صفحات من هذا الكتاب أوذاك دون فهم: نقلها نقلا كله أخطاء إملائية ودون أية إضافة شخصية!
(يُتْبَعُ)
(/)
فالعيب يقع أساسا فى هذه المنطقة، منطقة اللامبالاة بالقيم الثقافية والعقلية وكذلك الترهُّل الذهنى والذوقى. ودعنا من حكاية ارتفاع سعر الكتاب، فالعرب ليسوا كلهم فقراء، وهم جميعا، سواء منهم الفقراء والأغنياء، حريصون على اقتناء أدوات الحضارة الحديثة مهما كانت غالية الثمن. ثم هاهى ذى إصدارات "مكتبة الأسرة" مثلا فى مصر تباع بأسعار زهيدة، فهل تغير المصريون وأضحَوْا أكثر حُبًّا للقراءة؟ أستطيع أن أجيب بملء يقينى على ذلك السؤال بالنفى، وإلا فأين موضع المكتبة فى البيت المصرى؟ إن المكتبة عندنا، إن وُجِدَتْ، ليست فى معظم الأحوال أكثر من مكان توضع فيه التحف وجهاز المِرْناء وبعض الدباديب، وكان الله يحب المحسنين! ترى كيف يمكن أن يسيطر على لغته القومية من لا يقرأ شيئا فى هذه اللغة ولا يستطيع أن يتذوق روائعها بل لا يبالى بأن يتذوق هذه الروائع، وإذا حدثتَه عنها كنتَ كمن يتحدث عن إحدى غرائب واق الواق؟ على أن هذا لا يعنى أن المنهج الذى تعلَّم به اللغة العربية هو منهج سليم، فالواقع أن أساتذة النحو غالبا ما يحصرون أنفسهم فى دائرة المعلومات النظرية، فترى الطلاب لهذا يحفظون القواعد حفظا، وقد يستطيع بعضهم (بعضهم فقط) أن يُعْرِبوا ما يُطْلَب إليهم إعرابه من كلمات أو جمل، لكنهم لا يقدرون مع هذا أن يقرأوا أو يكتبوا على نحوٍ صحيح! كذلك فدروس النحو والصرف محشوة بالتفصيلات التى قلما تفيد عارفها فى ميدان الواقع. وأنا أزعم أن مجموعة القواعد التى يحتاح إليها الشخص العادى لكى يكتب ويقرأ على نحو سليم ليست بالكثيرة ولا المرهقة. والمهم هو الاهتمام بالدروس التطبيقية التى يردد فيها الأستاذ الأمثلة الأساسية فى كل درس، ويظل الطلاب يكررونها بعد ذلك فى المدرسة والجامعة والبيت قراءة وكتابة حتى تنطبع فى آذانهم وأيديهم وأذهانهم وتنطلق بها ألسنتهم وأقلامهم كأنها سليقة فيهم. والمهم أيضا أن يقتنع الطالب بأن اللغة قيمة قومية ودينية وثقافية واجتماعية تستحق أن يبذل فيها الجهد والتعب، أما قبل ذلك فكلا وألف كلا. ولقد كنت أفعل هذا منذ صباى أنا وزميل لى أصبح الآن أستاذا فى الجامعة مثلى حتى أتقنّا لغتنا مبكرا دون أن نجد حولنا من يأخذ بأيدينا، بَيْدَ أن تحمّسَنا لهذه اللغة وأدبها وطموحَنا من البداية إلى أن نكون من الكتاب والأدباء كان نعم المعين! وقد كان هذا هو نفسه الأسلوب الذى جريت عليه مع الطلاب حين عُهِد إلىّ، فى أواسط السبعينات من القرن البائد، أن أدرّس للطلاب، وأنا لا أزال مدرسا مساعدا، مادة التدريبات النحوية رغم عدم تخصصى فى النحو أصلا، فكان اهتمامى كله تقريبًا منصبًّا على التطبيقات وعلى تمرين الطلاب على القراءة والكتابة الصحيحة. وقد أثمر هذا الأسلوب مع عدد منهم أصبحوا بدورهم فيما بعد دكاترة فى الجامعة، على عكس الباقين الذين لم يكونوا مهتمين بالأمر، فإنهم لم يستفيدوا كثيرا كما لا أحتاج أن أقول. أما الآن فإن الغالبية الرهيبة من الطلاب لا تريد أن تبذل أى جهد حتى إنهم لا يفكرون مثلا فى الرجوع إلى المعجم، بل لا يعرفون كيف يستعملونه إذا حدثت المعجزة وبدا لهم أن يستفسروا عن معنى كلمة من الكلمات، فيأتون إلينا ويسألوننا عما يريدون. فإذا نبهناهم إلى أنهم ينبغى أن يرجعوا بأنفسهم إلى هذا القاموس أو ذاك أخذوا ينظرون إلينا فى استغراب بل فى بلاهة وكأننا نحدثهم عن عجيبة من عجائب الحياة! والغريب أن هؤلاء الطلاب أنفسهم إذا ما ألقت الأقدار بواحد مثلى فى طريقهم بعد تخرجهم واشتغالهم ببعض الحرف أو الصنائع التى يلجأون إليها فى هذا العصر الممتلئ بالبطالة فإنهم يستطيعون بمنتهى السهولة خداعى أنا الذى أظن نفسى ذكيا، ويلعبون بى وبأسلافى بعبقرية شيطانية عجيبة كما يلعب الحواة بالبيضة والحجر! والسؤال هو: كيف قد صاروا أذكياء على هذا "النحو" يا ترى، وهم الذين لم يكونوا يفهمون شيئا فى "النحو"؟ إنها كراهية العلم، والبراعة مع ذلك فى الفهلوة وشغل الثلاث ورقات! إنهم أبناء مجتمعهم وبيئتهم! وللتفكهة أذكر أن أحد أساتذة النحو المشهورين كان قد ألف مذكرة فى تلك المادة سماها: " تحفة الطلاب، فى النحو والإعراب"، فكنت، لشدة ضيقى بمستوى الطلاب المتدنى والمخجل فى لغتهم، أقترح عليه أن يغير تسميتها إلى "ضَرْب القبقاب، فى رؤوس الطلاب"،
(يُتْبَعُ)
(/)
فيضحك حتى يستلقى على قفاه!
وهنا أود أن أوضح شيئا، ألا وهو أن الخطأ سيظل ملازما لكل من يتحدث اللغة الفصحى رغم ذلك، لا لعيب فى هذه اللغة بل بسبب الطبيعة البشرية التى لا تنفك عن الخطإ مهما حاولت التحرز منه. وقديما قال رسولنا الأعظم: " كُلّ بنى آدم خطّاء، وخير الخطّائين التوابون". والتوبة من الخطإ فى هذا المجال تكون ببذل مزيد من الجهد فى مراجعة القواعد وفى تطبيقها فى الكلام والكتابة. وهذا الكلام لا يقتصر على فصحانا وحدها بل على كل فصحى، ومنها فصحى الإنحليزية والفرنسية والألمانية التى أخشى أن يكون حديث الأستاذ الشوباشى عن تفوق أهلها فى استعمالها قد أوحى للقارئ أنهم لا يخطئون فيها كما نخطئ نحن فى فصحى لغتنا الأم! كذلك أود أن ألفت النطر إلى أن الخطأ فى استخدام اللغة لا يقتصر على المستوى الفصيح فحسب، بل ينسحب أيضا على المستويات العامية. كل ما فى الأمر أننا، بسبب عدم وعينا بقواعد العامية، ولأن الأحاديث اليومية التى نستخدم فيها اللهجات العامية ليست مناسبات رسمية، لا نلتفت للخطإ فيها، وبخاصة أننا لا نبتغى فيها المتعة والأناقة كما فى الفصحى، بل نكتفى منها عادةً بمجرد التفهيم وتوصيل الفكرة التى نريد الحديث عنها بأى سبيل. بالضبط مثلما لا نلتفت لخطإ من تخطئ فى المشى، بينما نتنبه بحدةٍ لمن تخطئ فى حركات الرقص مثلا، ومثلما لا نلتفت لإهمال المرأة فى لبس مباذل البيت، على حين تكون أعيننا مُفَنْجَلَة لأى تقصير فى طريقة ارتدائها لملابس السهرة ... إلخ. إننا فى الواقع لا نكف عن البابأة والتأتأة والفأفأة والتلعثم والتردد وقطع الجملة قبل تمامها واستخدام الكلمات فى غير موضعها واللجوء إلى كثير من جمل الحشو لملء الفراغات فى أحاديثنا العامية اليومية، وكثيرا ما نخطئ أيضا فى نطق هذا اللفظ أو ذاك، وتركيب هذه الجملة أو تلك، بيد أننا لا نتنبه لذلك ولا نلقى إليه بالا لأن اللهجة العامية لا علاقة لها بالرسميات ولا يُقْصَد بها إلى الإمتاع، وليست لها فى أذهاننا قواعد واضحة كالفصحى نضعها نصب أعيننا لنتحاكم إليها. ويوم تصبح رسميا، لا قدر الله، هى لغة الكتابة والمحاضرات والندوات والصحافة والإذاعة وندرس قواعدها فى المدارس والجامعات، فعندئذ سوف نتنبه لما نقترفه فيها من أخطاء! وكل هذا رغم أننا لا نكفّ لحظة عن استعمالها، على عكس الفصحى التى لا تستخدم إلا فى التأليف والمحاضرات والندوات والخطب وما أشبه! وبالمناسبة فقواعد العامية كثيرة ومعقدة على عكس ما نظن. أقول هذا من واقع قراءتى لقواعد بعض اللهجات العربية، ومنها لهجتنا المصرية التى أذكر أنى راجعت آجُرّوميّتها، أيام أن كنت أدرس للحصول على درجة الدكتوريّة فى بلاد جون بول، فى كتاب وضعه أحد الضباط الإنجليز على عهد الاحتلال البريطانى لمصر يقع فى عدة مئات من الصفحات الممتلئة بكثير من التفصيلات والاستثناءات التى ليس لها ضابط، مما يسبب للذهن الدوار ... وهَلُمَّ جَرًّا.
وحجة كاتبنا فى المناداة بالتغيير الذى يدعو إليه هى أن العربية الفصحى لم تتطور قواعدها منذ خمسة عشر قرنا بحيث لم تعد ملائمة للتعبير عما نريد فى عصرنا هذا (ص 13، 55، 71)، بل إنه ليدّعِى أن العرب قد هجروا فصحاهم تماما (ص 135). وإنا لنسأله: متى وكيف عجزت اللغة الفصحى عندنا عن مجاراة العصر أو التعبير عن أية فكرة أو عاطفة نريد التعبير عنها؟ هاهى ذى الكتب تصدر فى بلاد العرب فى كل التخصصات مكتوبة بالفصحى، ولم نسمع أن أحدا قد شكا من أنه عاجز عن التعبير من خلالها عما يريد لا فى الفلسفة ولا فى الطب ولا فى الجيولوجيا ولا فى الكيمياء ولا فى الطبيعة ولا فى القانون ولا فى الاقتصاد ولا فى السياسة ولا … ولا… رغم أننا لسنا فاعلين حضاريا فى هذه الطور المخزى من تاريخنا بل مجرد متلقين فى معظم الأحوال. فما بالنا لو أننا كنا من المبدعين مثل أسلافنا فى أيام عز الحضارة العربية حين كان العالَم يتعلم على أيديهم ويفتح آذانه وأعينه وقلبه لما يقولون؟ ثم هاهو ذا كاتبنا نفسه قد ألف كتابه بهذه الفصحى التى ينعى عليها عجزها وتخلفها! أليس هذا هو التناقض بعينه؟ ومن قبل ردد سلامة موسى هذه الفرية التى افتراها جماعة من المبشرين والمستشرقين ممن يسوؤهم أن يَرَوُا القرآن أمام أعينهم فهم يعملون بكل ما عندهم من كيد وخبث
(يُتْبَعُ)
(/)
على محوه عن طريق تدمير اللغة التى نزل بها، وهى اللغة الفصحى. وكان سلامة موسى، ومن قبله بعض شياطين الاستشراق والتبشير، يَدْعُون بدعوتهم الإبليسية مستخدمين هذه الفصحى التى يزعمون بشأنها المزاعم والأباطيل! والذى قرأ سلامة موسى يعرف أنه كثير الكتابة فى موضوعات العلوم الطبيعية والنفسية والفلسفية الحديثة، فبأية لغة يا ترى كتب ما كتب فى هذه الموضوعات؟ لقد كتبها بالفصحى! ومع هذا كان يردد دائما فى إملال مزعج كاذب أن هذه اللغة هى لغة قديمة لا تصلح أن تكون وعاء للعلوم العصرية. فأَنَّى لنا أن نصدّق هذا السخف الفِجّ؟ ويستطيع القارئ أن يجد كلامه ذاك التافه فى كتابه "البلاغة العصرية واللغة العربية" (المطبعة العصرية/ 1953م/ 49ـــ 51). إن مزاعم هذا الرجل ليس لها من معنى إلا أن اللغة الفصحى قد وردت إلينا الآن لتوّها من الماضى البعيد، وعلينا أن نستعين بها فى التعبير عن علوم العصر وأفكاره وهى لا تزال بعَبَلها، أو كما كان قدماؤنا يقولون: لا تزال بعُجَرها وبُجَرها! وكأنها ليست ذات تاريخ طويل مرّت فيه بتطورات هائلة جعلتها فى كل مرحلة من مراحله قادرة تمام المقدرة على التعبير عن كل ما يريد منها أصحابها لم تخذلهم يوما! ومما قاله ذلك الرجل أيضا فى معرض الزراية على الفصحى والتنفير والتحقير منها بصريح القول ودون أية تورية أو تجميل أن اللغة عند زكى مبارك وابن عربشاه والحكومة المصرية "ليست لغة الديمقراطية والأتومبيل والتلفزيون بل هى لغة القرآن وتقاليد العرب" (المرجع السابق/ 54). وكان كلامه هذا تعليقا على قول زكى مبارك (والعهدة عليه) إن المرأة لا تستحق إلا الضرب بالحذاء، وعلى استنكار المؤرخ المسلم ابن عربشاه لخلوّ مراسلات جنكيز خان من عبارات التبجيل والتفخيم التى كان يجرى عليها الإنشاء الديوانى فى عصور التخلف الأدبى، وعلى ما يقوله هو من أن الحكومة المصرية عندما أنشأت كلية دار العلوم لم تسمح للنصارى بالالتحاق بها. فانظر كيف جاءت إشارته إلى القرآن فى هذا السياق المسىء الذى يراد منه اتهام كتاب الله العظيم بأنه يناقض الديمقراطية والعلوم العصرية والتسامح الدينى واحترام المرأة! وانظر كذلك إلى هذه اللدغة السامة فى دعواه الكاذبة بأن العربية التى وصلتنا عن آبائنا وجدودنا غير صالحة للتعامل مع المعارف العلمية الحديثة، إذ يقول: "لم يكن المجتمع العربى القديم يعيش على المعارف والمنطق إلا فى أقله، وكان يعيش على العقائد والغيبيات فى أكثره، ولذلك يشقّ علينا فى مجتمعنا أن نؤدى المعانى للمعارف المادية لأن لغتنا حافلة بكلمات الغيبيات والعقائد دون كلمات العلوم الجديدة" (السابق/ 51). ووجه التدليس والكذب فى هذا الكلام أنه يضع العقائد والغيبيات (الإسلامية طبعا، وليس غيرها) فى مواجهة المعارف والمنطق. فهذه واحدة، ولست محتاجا إلى أن أنصّ للقارئ على هدفه الخبيث من وراء ذلك. والثانية أنه يتجاهل بكلامه هذا الميراثَ اللغوىَّ العظيمَ الذى ورثناه عن عصور الازدهار العلمى من تاريخنا الحضارى فى مجالات الطب والحساب والكيمياء والطبيعة والفلك والهندسة والفلسفة والجغرافيا والمنطق ... إلخ. وقد نقل كاتبنا (ص 40) قول سلامة موسى عن العربية إننا "قد ورثناها من بدو الجاهلية فى عصر الناقة، ويراد لنا أن نتعامل بها فى عصر الطائرة"، وأبدى موافقته على هذا الحكم، وإن كان قد احترز بأنه، على عكس سلامة موسى، لا يريد استبدال العامية بالفصحى (ص 40ــ 41). ولا أدرى أىّ خَبَلٍ قد أصاب عقل موسى، الذى كان كثير الطنطنة بالعلم ولا يكف عن التنفج بأنه كاتبٌ عصرىٌّ بل مستقبلىّ، فكل اللغات ترجع إلى أصول قديمة لا علاقة لها بالعلوم الحديثة، لكنها مع ذلك تتطور لتواجه المواقف الجديدة التى لم يكن لها بها عهد من قبل. أم ترى اللغات الأوربية التى يمجدها فى الفاضية والملآنة قد نزلت من السماء دفعة واحدة كاملة لا ينقصها شىء إلى يوم يُبْعَثون؟ أرجو أن يرى القارئ الفاضل التواء المنطق والذهن عند من يحاربون لغتنا، وغير لغتنا أيضا!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولبنت الشاطئ، رحمها الله، كتاب شديد الأهمية عن تطور اللغة العربية عنوانه "لغتنا والحياة" تتبعت فيه المراحل التى مرت بها هذه اللغة العبقرية منذ العصر الجاهلى إلى العصر الحديث، وكيف انفتحت لها القلوب والعقول مع انتشار الإسلام، وكيف كانت تواجه الظروف والأوضاع والمشاكل التى تقابلها وتنتصر عليها، وكيف أَثْرَتْ واتسعت ألفاظًا وتراكيبَ وصُوَرًا حتى صارت على ما هى عليه اليوم ولم تبق على نفس الوضع التى كانت عليه فى الجاهلية أو فى صدر الإسلام، بل وَسِعَتْ كلَّ أنواع الفنون والعلوم. وينبغى على القارئ أن يرجع إلى هذا الكتاب كى يكون على ذكر مما حدث للغة الضاد من تطورات هائلة ومتنوعة ويتضح له تدليس من يريدون أن يبيعوا له الترام فى عز النهار متصورين فى أنفسهم الذكاء واللَّوْذَعِيّة، وفيه هو البلاهةَ والغباء. ترى هل يمكن لأى بكّاش أن يدعى أن اللغة التى نكتب بها اليوم هى نفسها اللغة التى كان يستعملها امرؤ القيس كما يقال عادة أو حتى لغة ابن المقفَّع أو الجاحظ أو القاضى الفاضل أو حتى لغة الرافعى أو الزيات مثلا؟ إن العربية لم تكف قطّ عن التطور، ومن يَقُلْ بغير هذا فهو إما واهم لا يدرك ما يقع حوله وإما جاهل وإما غشاش! ترى أيمكن أن يمر يوم بل ساعة بل دقيقة على أى كائن حى دون أن تعتريه التغيرات من كل نوع؟ كلا بالطبع. وهو نفسه الجواب فى حالة اللغة. وردًّا على دعوى من يقول إن اللغة العربية لم تتطور نشير بسرعة إلى توارى آلاف الكلمات عن الأنظار ونشوء آلاف أخرى لم تكن موجودة فيها من قبل، واختفاء ألوان من التراكيب والتعابير والصور كانت لها شَنّة ورَنّة يوما ثم تغيرت الأذواق فاختفت أو كادت. مثلا أين يا ترى ذهب العدد الهائل من الألفاظ الرعوية التى كان العرب الجاهليون يستعملونها؟ لقد اندثرت أغلبيتها ومال الباقى على أسلات أقلامنا وعلى ألسنتنا نحن أهل الحضر إلى الاحتجاب، لأننا لم نعد نعيش فى مجتمع رعوى. وبالمثل أين ذهبت الصيغ القَسَمِيّة التالية: "وَايْمُ الله، أَجِدَّك، عَمْرُك الله، تَرَبِّ الكعبة" أو تركيبات مثل: "إنْ كاد فلان لَيَفْعَل كذا، وكَرِِبَ أن يفعله، واخْلَوْلَقَ أن يصنع كيت، وجعل يصنعه، وجاء القوم أكْتَعِين أبْصَعِين، وقام الطلاب ليس/ أو لا يكون زيدا، وارتفع السحاب متى لُجَج البحر، وأَجمِْلْ بفلانة، وإنْ كُلُّ مهاجم لمّّا عليه مدافع"، فضلا عن كثير من صور التنازع والاشتغال المعروفة لدارسى النحو العربى المفصل، وعدد غير قليل من صيغ الأسماء والأفعال مثل: "فِعْلَلّ وفُعَلِّل وفَعَيْلَل وفَعْفَعِيل وفَوْعال وفُعَلْعَل وفِعْلِياء وفَعْلَلَى وفِعَلاّل وفَعَلَّلَى، وفَعْيَلَ وفَيْعَلَ وفَعْوَلَ وفَعْنَلَ وافْعَالَّ وافْعَنْلَلَ وافْعَنْلَى"؟ كما أننا بوحه عام قلما نستخدم الآن صيغ التصغير أو أسلوب الإغراء والتحذير. وبالمثل يندر أن يََصِف أحدنا المنادى العَلَم أو يعطف عليه اسما آخر، أو يستعمل من أدوات النداء"أَىْ" أو "هَيَا" أو حتى الهمزة، أو يستخدم "بَلْهَ" بل نقول عادة: " فضلاً عن". كذلك فنحن نلزم فى الأعلام الحديثة، والأجنبية منها بالذات، السكون فى كل الأحوال، ونكتفى فى عبارة "لا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلا بالله" مثلا بفتح اللام من "حول" والتاء المربوطة من"قوة" مهملين الإعرابات الباقية فلا نقول: " لا حولٌ ولا قوةٌ" أو "لا حولاً ولا قوةً"، ولم نعد نستخدم من أخوات "ظَنََّّ" الفعل "دَرَى (أحمدُ أستاذَه عالمًا كبيرًا) " المتعدّى إلى مفعولين، أو الفعل "أرَيْتُه (العملَ قيمةً كريمةً) " المتعدى لثلاثة فاعيل، بالضبط مثلما لم نعد نستعمل فى الحال قولهم: "جاؤوا الجَمّاءَ الغفيرَ" ... وهكذا. ومن ناحية أخرى فقد أخذ المجمع اللغوى بمصر بكثير من التسهيلات فلم يَرُدّ أى لفظ أو تركيب أو عبارة مستجدّة لها وجه من الصحة، ودعا إلى التوسع فى القياس بدلا من العناد الحرون الذى يلجأ إليه بعض المتنطعين فى اعتراضهم على اعتماد القياس فى بعض الاستعمالات الجديدة بشبهة أننا ينبغى أن نلتزم بما ورد عن العرب فى هذه المادة أو تلك الصيغة أو ذلك التركيب ولا نقيس على ما قالوه. وإذا كان الشىء بالشىء يذكر فقد يكون من المناسب أن أقول إنى قد أصبحت بدورى أكثر تسامحا ومرونة تجاه ما يسارع غيرى إلى تخطئته بناء على
(يُتْبَعُ)
(/)
أنهم لم يقابلوا هذا الاستعمال من قبل. ورأيى فى هذا الموضوع أن من الصعب الجزم بأن التركيب الفلانى أو التعبير العلانى خطأٌ ما دام لا يصادم أصلا من أصول اللغة، إذ ثبت لى فى كثير من المواقف أن الاستعمال المَقُول بخطئه ليس فى الحقيقة كذلك، بل كل ما هناك أن المخطِّئ قد تسرع فحكم على ما ليس له به علم، وبخاصة أنه قد صار سهلا الآن أن يكون تحت أيدينا فى دقائق معدودة كل الشواهد الشعرية أو جُلّها وكثير جدا من شواهد كتابات الفحول القدماء فى الاستعمال الذى نكون بصدده بنقرات قليلة على فأرة الحاسوب، وذلك كله ببركة الأقراص المدمجة، وهو ما كان علماء العرب يُفْنُون فيه الأيام والليالى، وربما الشهور والسنين، كى يضعوا أيديهم على بعضه.
وأما ما كان ينقص العربية من المعانى والمفاهيم والمصطلحات الجديدة مما كان موجودا فى غيرها من اللغات أو مما توصل إليه علماؤها أنفسهم فإنها كانت تستحدثه أوّلاً بأوّل بطُرُقها المختلفة كالاشتقاق والنحت والتعريب وإضفاء المعنى الجديد على لفظة قديمة ... إلخ. وبين يدىّ، وأنا أكتب هذا الكلام، كتاب د. عبد الصبور شاهين: "العربية لغة العلوم والتقنية"، الذى يتناول فيه الجانب اللغوى من التراث العلمى العربى وكيف استطاعت لغة القرآن أن تستوعب العلوم المختلفة فى كل مرحلة من مراحل تاريخها حتى العصر الحديث، إلى جانب قضايا الترجمة وصَوْغ المصطلحات العلمية التى تحتاجها اللغة كلما هلّ عليها علم أو فن جديد. وهو ما يبين أن العربية لم تعجز يوما عن التعبير عن أى فكرة أو مفهوم علمى، على عكس ما يريد إيهامَنا به المتعجلون الذين لا صبر عندهم على التحقيق والتمحيص، أو المقلدون الحاطبون فى حبال أعداء هذه اللغة ودينها. كذلك للدكتور كارم السيد غنيم كتاب فى ذات الموضوع عنوانه "اللغة العربية والصحوة العلمية الحديثة" يحسن بالقارئ الرجوع إليه أيضا لأهميته الشديدة فيما نحن بصدده. فكيف يقال بهذه البساطة إن نحو لغتنا وصرفها لم يعترهما أى تطور؟ لقد تطورا، لكنه التطور الذى لا يمس جوهر اللغة وسماتها الفارقة، بل يحافظ على خطوطها العامة ويُبْقِى على شخصيتها. أما ما يريده الكاتب من تطوير فما هو فى الحقيقة بتطوير بل تغيير لملامح اللغة وروحها، وهو كفيل ببتّ الصلة بيننا وبين اللغة التى عرفها أسلافنا وآباؤنا طوال الخمسة عشر قرنا الماضية أو يزيد، وكذلك الآداب والعلوم التى كُتِبَتْ بها، وقبل هذا وذاك القرآن المجيد. لماذا؟ لأنه يريد أن يلغى، وإلى الأبد، أبوابا من النحو والصرف لا غنى للغة ولا لنا عنها، أما ما توارى من الاستعمالات القديمة مما تحدثتُ عنه آنفا فإنه لم يُلْغَ، بل مازال موجودا فى مستودع اللغة بحيث نستطيع أن نستخرجه متى وجدنا أننا بحاجة إليه. فهو يمثل إذن مخزونا إستراتيجيا ينفعنا وقت الضيق، علاوة على أن هناك تحت أيدينا بدائل تغنى عنه بحيث لا تفقد اللغة شيئا أساسيا منها: فـ"اخلولق" مثلا تنوب عنها "عسى"، و"إنْ ... لمّا" نستعيض عنها بـ"ما ... إلا"، و"دَرَيْتُ سعيدا وفيًّا للعهد" يمكن أن نقول بدلا منها: "تيقنت/ تأكد لى أنه وفىٌّ للعهد"، وبالمثل يمكننا أن نقول: "ما أجمل فلانة" عوضا عن" أَجْمِِلْ بها" ... وهكذا. أما إذا حذفنا التثنية والتأنيث والإعراب مثلا من لغتنا إلى الأبد، فماذا نحن فاعلون عندئذ؟
ويا ليت الأمر يقتصر على هذا الذى يقترحه أ. الشوباشى، فالواقع أن كل من لا تعجبه اللغة العربية له اقتراحاته التى يريد لىّ عنقها إليها، فما العمل إذن؟ أنأخذ بكل تلك المقترحات؟ إذن ففى ضربة واحدة لن يبقى من قواعد اللغة التى نعرفها شىء تقريبا! أم نأخذ مقترحات البعض ونهمل مقترحات البعض الآخر؟ ولكن على أى أساس سيكون قبولنا أو رفضنا؟ لقد سبق أن نادى قاسم أمين مثلا فى كتيّبه المسمَّى:" كلمات" بتسكين أواخر الألفاظ. كما نادى عبد العزيز فهمى باصطناع الحروف اللاتينية، وله كتاب فى هذا الموضوع اسمه "الحروف اللاتينية لكتابة العربية". وتابعه فى ذلك سلامة موسى، الذى نادى أيضا بإلغاء المثنى، وبالتذكير والتأنيث فى الجمادات والمعانى والأعداد أسوة بالإنجليزية (البلاغة العصرية واللغة العربية/ 102 وما بعدها). ونادى طه حسين فى كتابه "نقد وإصلاح" بأن نكتب الألفاظ كما ننطقها، وهو ما من شأنه إرباك اللغة وإملائها
(يُتْبَعُ)
(/)
على السواء تمام الإرباك. وألقى أمين الخولى محاضرة عن التجديد فى النحو عام 1943م نادى فيها بتنوين كل الأسماء وإلغاء باب "الممنوع من الصرف" إلى غير رجعة، وإعراب المثنى بالألف دائما، وإلزام "أبوك وأخوك" الواو باستمرار، وإجراء جمع المذكر السالم فى كل أحواله مجرى كلمة "حين"، أى بالياء والتنوين مثل الاسم المفرد. ويمكن قراءة هذه المحاضرة فى كتابه "مناهج تجديد فى النحو والبلاغة والتفسير والأدب". وقبل هذا كله نادى بعض المستشرقين والمبشرين، مثل ولهلم سبيتا وسلدين ولمور ووليم ولكوكس، بهجران الفصحى واستبدال العامية بها، وتابعهم فى هذه الدعوة المشؤومة بعض العرب من مسلمين ونصارى: ومنهم عثمان صبرى، الذى ألف فى ذلك بحثين على الأقل وطبق دعوته فى روايتين كتبهما على النحو الجديد الذى اقترحه بلغة متكلفة مصطنعة، ولويس عوض، الذى كتب "مذكرات طالب بعثة" بلغة لا ندرى من أين أتى بها، لأنها لا تشبه أيا من العاميات التى نعرفها، وسعيد عقل الصليبى اللبنانى الذى كان يريد، لا تَرْك الفصحى فقط، بل إحياء النزعة الفينيقية أيضا من بعد أن أجحمها الله ... ترى ما الذى يبقى من لساننا العبقرى بعد هذا كله؟ وما سر هذه الدعوات المحمومة التى انطلقت أول ما انطلقت من قِبَل المستشرقين والمبشرين؟ إنهم يزعمون أن الفصحى لا تستطيع استيعاب العلوم الحديثة أو التعبير عنها؟ فهل يا ترى تستطيعه اللهجات العامية المتخلفة التى لا تاريخ لها على الإطلاق فى مجال الآداب أو العلوم أو الفنون، اللهم إلا بعض الأزجال قديما فى الأندلس، وهذه الأغانى والمسرحيات التى نسمعها فى المذياع أو نشاهدها على المسرح أو فى المرناء فى عصرنا الحالىّ، ثم الأمثال الشعبية، وهذا كل ما هنالك؟ ثم ما القول فى هذه الآلاف المؤلفة من الكتب والبحوث والمقالات والدراسات والمحاضرات والأحاديث العلمية التى صبها أصحابها فى قالب الفصحى ولم يَدُرْ فى خَلَدهم للحظةٍ أن يكتبوها بالعامية؟ أَوَعلينا أن نلغى عقولنا ونصدق هذا التدليس؟ إن مثل هذه الشبهات لا تجوز على أى شخص له عقل فى رأسه.
والآن نريد أن ننظر فيما قاله كاتبنا لنناقشه. ولكن لا بد أولا من إيضاح نقطة على جانب كبير من الأهمية، فقد يستغرب بعض القراء موقفى هذا الذى يبدو متشددا ويتصورون أنه مبالغة فى الخوف مما لا مخافة فيه. والواقع أن المسألة ليست كما تبدو للعيان، إذ إن هذه الخطوة التى يدعونا المؤلف إلى اتخاذها هى بمثابة خلع الطوبة الأولى فى الجدار، التى إن تم خلعها كان خلع الأحجار الباقية أسهل شىء فى الوجود كما هو معلوم، فمعظم النار من مستصغر الشرر، ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة. وهناك مثالان قريبان جدا خبرتهما بنفسى، إذ صدر منذ عامين كتاب يحمل فيه صاحبه على سيبويه ويدعو إلى نبذ الإعراب والفصحى والاستعاضة عنها بالعامية، وفكرتُ فى كتابة رد عليه رغم أن أحدا لم يسمع به من قبل ورغم ما يعكسه الكتاب من جهل مبين وتهور أحمق. وكان رأى بعض من عرفوا بنيّتى أنه لا داعى لأن أشغل نفسى بشخص مثله ليس على شىء من العلم. إلا أننى كان لى رؤية أخرى، فقد تنبهتُ إلى مغزى أن تنشر له كتابَه التافهَ دارُ نشرٍ كبيرةٌ مشهورةٌ وفى حلةٍ جذابةٍ فاخرة، وأن يكتب عنه بعض الصحافيين واصفا إياه بأنه حلقة فى سلسلة اللغويين الكبار بدءا بابن جنى، وانتهاء بإبراهيم اليازجى. المهم أننى، بعد أن أصدرت بعدة أشهرٍ كتابى "دفاع عن النحو والفصحى ـــ الدعوة إلى العامية تطلّ برأسها من جديد"، الذى فنَّدْتُ فيه الهراء الماسخ الذى هرف به صاحبنا، علمت من أحد الأصدقاء أن ذلك الجاهل المتهور قد أصدر كتابا آخر يهاجم فيه كتب الأحاديث والمحدّثين، على الرغم من أنه كان حريصا، أثناء هجومه على النحو وسيبويه، أن يطمئننا بأن دعوته لا تَمَسّ الدينَ بأى سوء. وهاهو ذا الدين قد مسَّه هو نفسه لا سواه من خلال إنكاره الأحاديث النبوية التى تمثل المصدر الثانى للتشريع فى الإسلام، ولم تمرّ على طمأنته الكاذبة لنا إلا سنتان اثنتان لا غير. والبقية تأتى! كذلك كنت قد لاحظت، فى ثمانينات القرن الماضى، ما يكتبه خليل عبد الكريم من مقالات فى جريدة "الأهالى" يدعو فيها إلى وجوب النأى بالدين عن ميدان السياسة والاقتصاد والاقتصار منه على جوانب العبادة والأخلاق حفاظا على
(يُتْبَعُ)
(/)
قدسيته وطهارته كما يقول هو وأمثاله، وكأن الدين لم ينزل لتطهير السياسة والاقتصاد مما يخالطهما من رِجْس، بل لنلفّه فى ورق سلوفان ونضعه على الرفّ كى نمتِّّع أبصارنا به أو لنبلّه ونشرب منقوعه على الريق. ثم وجدتُ بعد ذلك بقليل أنه شرع يلمز هذين الجانبين أيضا، لِيُثنِّىَ بالتنقص من الصحابة، مع بعض الخبطات من تحت لتحت فى شخص النبى علبه السلام، وهو ما استفزنى للرد عليه وإظهار جهله ونياته السيئة فى كتابى "اليسار الإسلامى وتطاولاته المفضوحة على الله والرسول والصحابة". ثم كشف الرجل الغطاء تماما عن مقاصده وظهر كتاب باسمه يقول فيه عن سيد النبيين والمرسلين إن خديجة بنت خُوَيْلِد وورقة بن نوفل هما اللذان أعدّاه للنبوة وصنعاه صناعة، وإن خديجة قد "صَنْفَرَتْه وقَلْوَظَتْه" (هكذا بالنص على أسلوب الحُوذِيّة والحشاشين)، فدفعنى هذا مرة ثانية إلى الرد على قلة الأدب تلك فى كتاب بعنوان "لكنّ محمدا لا بَوَاكِىَ له" عبّرت فيه عن شكِّى القوى فى أن يكون مؤلفه شخصا ينتمى إلى أسرة مسلمة مهما يكن رأيه الحقيقى فى دين محمد، ورجَّحْتُ، بناء على أسبابٍ رأيتُها جِدّ وجيهة، أن يكون وراءه مبشر رقيع يتنقّب بالاسم المذكور على الغلاف، برضا صاحبه طبعا! ثم هاهو ذا مؤلفنا، على رقته ودماثة نفسه كما قلت، قد وقعتُ له على عبارة عارضة، لكن لها دلالتها الخطيرة، إذ وجدته يقول فى الصفحة المائة والعشرين، زاريا على من سماهم "الذين يفرضون مرجعياتٍ سَلَفِيّةً لكل قضايا المجتمع ومشكلاته المستعصية"، إنهم "يقحمون الدين الحنيف فى كل شىء. ليس فى السياسة فقط، لكن فى التعاملات اليومية والعلاقات الاجتماعية والقوانين وقواعد السلوك العام". ترى يا إلهى ما الذى يتبقى من "الدين الحنيف" بعد أن ننحّيه عن ميدان السياسة والقوانين والسلوك العام والعلاقات الاجتماعية؟ أسيظل بعد هذا "دينا"، و"حنيفا" أيضا؟ إننا نشمئز من شرب الخمر ومن لحم الخنزير والزنا واللواط والسحاق والتعامل بالربا بسبب نهى الشريعة المغلظ عنها، ونحترم الكبير ونصل الرحم ونغض البصرعن التطلع إلى النساء ونأكل بيمنانا ونسمى الله عندئذ ونحمده بعد الفراغ من الطعام لأن ديننا قد حث على ذلك، ونستهجن تبرج المرأة أو تشبُّهها بالرجال أو تشبُّه الرجال بها لأنه غير مقبول فى دين محمد، ونستحرم الربا لأنه ممنوع فى القرآن والسنة، وقوانيننا فى الزواج والطلاق والميراث مثلا مستقاة من الإسلام ... وهكذا. فهل يريد المؤلف منا أن نلقى كل هذه الأوامر والنواهى وراء ظهورنا أم ماذا؟
والآن مع مقترحات أ. الشوباشى: وأول شىء نقف عنده ما قاله بشأن المفعول به، ونصّه: "ولعل من أبرز أسباب تعقيد العربية ووقوع الغالبية فى شرك الخطإ هو المفعول به. والمشكلة أن المفعول به فى العربية لا يُعْرَف من مكانه فى الجملة، وإنما من إعرابه، وبالتالى من تشكيله. وأرى أنه من الأقرب إلى المنطق أن نقول مثلا: "رأيت رجلْ طويلْ يأكلْ خبز" بدلا من "رأيت رجلا طويلا يأكل خبزا". والسبب الوحيد الذى يجعلنا نتمسك بالمفعول به "مُنَوَّنًا" هو أننا ورثناه من نحاة العصور السالفة وأصبح مألوفا لآذاننا. لكنه من غير المنطقى أن نقبل هذا السبب ونستكين لثقافة الأذن. وإذا قلنا: "رأيت رجلْ طويلْ يأكلْ خبز"، فهل يؤدى هذا للقارئ أو المستمع أى التباس فى المعنى؟ وبغير مكابرة فإن الغالبيية العظمى يخطئون فى المفعول به عند الكتابة، كما أنهم لا يفهمون معنى بعض الجمل غير المشكَّلة بسبب ذوبان المفعول به وسط مفردات الجملة حيث إن تركيبة اللغة العربية لا تحدد له مكانا محسوبا ومعروفا سلفا" (ص172).
وتعليقى على هذا هو أن المسألة التى يتكلم عنها الأستاذ غير مقصورة على المفعول به، بل تشمل تقريبا كل الأسماء والأفعال المضارعة أيضا، إذ إن وظائف الكلمات فى لغتنا لا تتضح أساسا إلا بضبطها. كما أننى لا أفهم تخصيصه "التنوين" بالذات باعتراضه، والمفعول به وغير المفعول به لا ينوَّن فى جميع الحالات كما هو معروف؟ فهذا دليل آخر على أن المسائل فى ذهنه غير واضحة. أما بالنسبة لثقافة الأذن التى يعدّها من عيوب العرب فعلينا أن نلاحظ أنه يتكلم، لا عن عرب الجزيرة وحدهم، بل عن المصريين والعراقيين والشوام والمغاربة والسودانيين، فهل هؤلاء جميعا ثقافتهم أذنية مع أن
(يُتْبَعُ)
(/)
أغلبهم لم يكونوا يوما أميين يعتمدون فى آدابهم ومعارفهم على الأذن والحفظ والمناقلة الشفوية بالمعنى الذى نقصده حين نتكلم عن العرب الأصلاء أيام الجاهلية؟ وحتى بالنسبة للعرب الأصلاء، أيظن أنهم ظلوا لا يتطورون حتى بعد أن أصبحوا سادة الدنيا فى العلوم والآداب؟ لقد كان الأوربيون إلى قرون قليلة خلت متخلفين ومتوحشين بطريقة مزرية، وكان العرب الذين لا يعجبون مؤلفنا الآن يسخرون منهم ومن جهلهم وخشونتهم. فهل نظل ننعتهم بأنهم متوحشون أميون إلى أبد الآبدين؟ ثم ما العيب فى الاعتماد على الأذن فيما ينبغى الاحتكام إلى الأذن فيه؟ إن التنوين، بلا شك، يضفى على الكلمة موسيقية يجعلها أجمل وأقدر على غزو القلوب، فهل نتخلى بهذه البساطة عن التنوين، وبخاصة أن آذاننا، كما تقول، قد ألفته؟ إن اقتراحك هذا يذكرنى بالتركى الذى اشترى بعض القُلَل ووضها أمام بيته، ثم جلس إليها، وكلما مر أحد السابلة من خلق الله الغَلابَى من أمثالى ومدّ يده إلى واحدة منها ليبلّ ريقه الناشف أسرع التركى فنهره قائلا، وهو يشير إلى قُلَّة أخرى بعيدة: "اترك هذه، واشرب من تلك! ". طيب! ثلاثة أيمان بالله العظيم يا أستاذ شوباشى ما أنا شارب إلا من القُلّة التى أُحِبّ، والذى تريد أن تعمله، اعمله!
إن المعيار الذى تتخذه هنا هو أن تؤدى الكلمة المعنى، والسلام. لكن من قال إن هذا معيار سليم فى كل الأحوال؟ ترى لماذا جئتَ لابسًا بدلةً ورباط رقبة وكنت على سِنْجَة عشرة يوم تسجيل الحلقة التلفازية الخاصة بمناقشة كتابك؟ لقد كان يكفى أن تلبس مثلى قميصا وسروالا. لا، بل إنه ليكفى أن يضع الواحد منا خرقة على جسمه إذا أراد الخروج للشارع! لا، بل إنه ليس للخرقة أي داع فى أوقات الحر، ولْيخرج الواحد منا كما ولدته أمه، على الأقل لنوفر العملة الصعبة التى نشترى بها آلات الغزل والنسيج أو التى نشترى بها الملابس الجاهزة حتى لو كانت من المنتوجات الصينية التى أسعارها فى متناول أى كحيان عدمان، وأنت سيد العارفين بأن بلادنا فى حاجة إلى كل دولار نُدبِّقه كى يهبش الملايينَ أىُّ لص من خريجى مدرسة " خذ الفلوس واجْرِ" من شاكلة المرأة الحديدية! (المرأة الحديدية من الطبعة المصرية لا الإنجليزية من أمثال مسز ثاتشر، التى ظُفْرُها برقبة ألف ممن يُسَمَّوْن بـ"الرجال" من العالم السَّكّة الذى يدعونه: "العالم الثالث" رغم كراهيتى الشديدة لها ولعنجهيتها ولوقوفها ضد قضايانا). ومرة أخرى أقول: لماذا يا ترى نحرص فى الحفلات والمناسبات السعيدة على تزيين المائدة عندما نجلس إلى الطعام، وعلى إضاءة الشموع الخافتة بدلا من الثريا التى اشتريناها بالغالى ودفعنا فيها شيئًا وشويّات، وعلى تشغيل موسيقى هادئة من النوع الكلاسيك التى يغرم بها من لا يعجبهم من المثقفين "نِصْف لبّة" موسيقانا من عزف خالد الذكر المعلم حسب الله حتى يقال عنهم إن ذوقهم أوربى، ويقوم على تقديم الطعام لنا جرسونٌ أنيق يرتدى بابيونة فى رقبته وينحنى فى كل مرة بأدب يفقع المرارة بل يفلق الحجر، واضعا طَبَقًا وراء طبق وعلى راحته تماما (ولماذا العجلة؟ هل سيفوته ا لقطار؟)، ونحن نبتسم له رغم أن عصافير بطوننا لا تكفّ عن الزقزقة وتود لو نَزَلَتْ على الطعام "حَتَتَك بَتَتَك" غير مبالية بهذا الذى يسمونه: "الإتيكيت"، لعنة الله عليه؟ ألم يكن يكفى أن يُدْلَق الطعام على الأرض دَلْقًا، وعلى كل من يريد أن يأكل أن ينبطح على بطنه ويلعقه كما تفعل القطط مثلا؟ ألم نكن سنشبع؟ أم كان الطعام سيقول: لا؟ ولماذا كذلك الرقص والغناء؟ ألا يكفى أننا نمشى ونتكلم ونصيح؟ ألا بد من الحركات والأصوات الموقَّعة؟ ولماذا كل هذه القواعد الكثيرة المعقدة التى يتحكم بها أهل الفيفا فى لعبة الكرة؟ لقد كان الناس قديما يلعبونها كيفما اتفق فيركل الواحد منهم الكرة أو خُصْيَتَىْ غريمه: لا يهم! كُلّه ماشٍ! وكان الذى ينكسر من اللاعبين أو حتى يموت يروح فى ستين ألف داهية دون أن يسأل عنه أحد أو يدفع له دية، فما الذى جعل خبراء الفيفا يحشرون أنوفهم فى أمور الكرة ويحرمون الناس من الحرية التى كانوا يتمتعون بها فى ممارستها؟ إنها الحضارة، كما تعرف، والرغبة عند أهل الذوق الراقى فى المتعة يا أستاذ. ولكنك تتجاهل ذلك عند مناقشتك لأمور النحو العربى! وأرجو ألا يقول لى أحد:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل أوربا غير متحضرة، وليس عندها إعراب؟ فجوابى جاهز، وهو أن هذه مسألة أذواق، وهم لهم ذوقهم، ونحن لنا ذوقنا، مثلما لهم نبيهم، ولنا نبينا، وكل من له نبىّ يصلى عليه! وفوق ذلك فالإعراب فى لغتنا يعطيها مرونة عجيبة فى بناء الجملة لا تتوفر فى أية لغة أخرى، فترانا نقدّم ونؤخّر، ونحذف ونَذْكُر حسبما تقتضيه البلاغة. كما أن التشكيل جزء أصيل فى الإملاء العربى، على الأقل لإزالة الالتباس كما لا بد أن يكون القراء قد لاحظوا ذلك فيما أكتب، وإن كنت أسرف قليلا فى هذا السبيل. أما اللغات الأوربية التى ترى أنها هى المثال الذى ينبغى أن نحتذيه فهى لغات متيبّسة الحركة كالذى فى رقبته خشونة أو غضروف، فهو لا يستطيع أن يتلفت براحته، بل عليه أن يظل ناظرا قدامه، أو كالقطار الذى لا يمكنه إلا أن يجرى فوق القضبان وإلى الأمام فقط آخذا كل شىء فى وجهه، لكن ليس على طريقة قطار كَفْر الدوّار الذى دخل فى البيوت والدكاكين وحصد من الأرواح ما لا أعرف عدده الآن. أتذكرونه؟ والله إنى لحزينٌ وآخذٌ على خاطرى منك كثيرا يا أستاذ شوباشى، فأنت ابن الرجل الذى أمتعنا، ونحن شبانٌ، بأسلوبه العذب الذى يغزو القلوب غزوا سواء فى ذلك مؤلفاته أو مترجماته. لا عليكِ يا لغتنا العبقرية الفاتنة! غدًا، حين نزيح غُمّةَ التخلف والكسل عن كواهلنا وسوادَ خزيه عن وجوهنا، يأتيكِ من يقدّر جمالك وأناقتك وسحرك ودلالك وأصالة البيت الذى أنت منه ويدفع فيك المهر الذى تستحقين! صحيح: لم يجدوا فى الورد عيبا فقالوا له: يا أحمر الخدين!
ونأتى إلى اقتراح كاتبنا بحذف التأنيث. وأذكر أن د. عبد المنعم تليمة قد دافع، فى حلقة التلفاز التى تكررت الإشارة إليها آنفا، عن هذا الرأى قائلا إننا الآن فى عصر يهتم بحقوق المرأة ولا يقبل أبدا أية تفرقة بينها وبين الرجل. وعلى هذا فلا بد أن تُعَامَل كالرجل سواءً بسواءٍ فى الضمائر والأسماء والصفات. وقد رددتُ على ذلك بالقول بأن الله جعل كل الأحياء ذكرا وأنثى، ويوم أن يتوصل العلماء إلى جعل البشر جنسًا واحدًا لا هو ذكر ولا هو أنثى، فعند ذلك سوف تختفى تلقائيا ظاهرة التأنيث. أما قبل ذلك فلا أدرى سببا للمناداة بإلغائها. ثم أضفتُ أن حقوق المرأة وحرصها على التميزعن الرجل وعدم الخضوع له يقتضى منا أن نُفْرِدها بضمائرَ وصيغٍ اسميةٍ ووصفيةٍ خاصّةٍ بها، وإلا كانت مجرد ظل لِسِى السيّد فنعبّرعنها بما نستعمله له دون تفرقة. ثم إن التأنيث موجود مثلا فى اللغة الفرنسية التى يتقنها الكاتب، لا فى الضمائر والأسماء والصفات فقط، بل فى أدوات التعريف والتنكير أيضا، على خلاف ما عندنا، إذ لا تعرف لغتنا إلا أداة تعريف واحدة للمذكر والمؤنث إفرادًا وتثنيةً وجمعًا، أما التنكير فليس له لدينا أداة. كما أن لتأنيث الأسماء والصفات فى لغة فولتير قواعد متعددة حسبما هو معروف. لكن البعض قد يعترض بأن المنطق كان يقتضى اتفاق العدد عندنا فى التذكير والتأنيث مع الاسم المعدود فنقول: "تسعة نساء، وتسع رجال"، لا العكس. ولا أحب أن أضيع وقتى ووقت القارئ ووقت المعترض فى مناقشة مثل هذا الاعتراض، بل أختصر الكلام اختصارا وأقول: هذا الذى كان، وهذا الذى حصل، ويستوى من حيث الصعوبة أو السهولة أن نخالف بين العدد والمعدود أو نوافق. المهم أن هناك قاعدة تحكم هذا، وأن الأمر ليس فوضى. وليس من المعقول أن نأتى للغتنا كل فترة فنعبث بها حتى تصير كالخرقة الممزقة. وبالمناسبة فليست هناك لغة فى الأرض أهلُها راضون عنها تمام الرضا حتى ولا الإنجليزية، التى تعانى من عيوب كثيرة جدا على عكس ما يوحى به كلام الأستاذ الكاتب. وكما أكرر دائما، فالعبرة بالتكرار والتعود، وكل صعبٍ لا بد أن يَذِلّ ويُسْلِس قيادَه لمن يَرُوضه بالاهتمام والجِدّ والحرص على الإتقان. وقد أُثيرت مسألة إطلاق كلمة "أستاذ" بصغتها المذكَّرة هذه على بعض دكتورات الجامعة، ودافع الدكتور تليمة عن هذا الصنيع. لكنى أرى أنه مجرد تقليد ممسوخ للغة جون بول، التى لا يصح اتخاذها هى أو غيرها مثالا أعلى للغتنا الدقيقة الأنيقة المصفاة من كل أثر للخشونة الموجودة فى الإنجليزية أو غير الإنجليزية. إن هذا يذكّرنى بما صنعه بنو إسرائيل فور نجاتهم من بطش فرعون، الذى رَأَوْه بأم أعينهم يغرق مع جنوده ومَلَئه لكنهم لم يتعظوا، إذ ما إن
(يُتْبَعُ)
(/)
أتَوْا فى سيناء على قوم يعكفون على أصنام لهم حتى صاحوا بنبيّهم قائلين: "يا موسى، اجعلْ لنا إلهًا كما لهم آلهة. قال: إنكم قوم تجهلون* إن هؤلاء مُتَبَّرٌ ما هم فيه، وباطلٌ ما كانوا يعملون" (الأعراف/ 139ـ 140). كذلك أذكر أنه كانت لجيراننا بنتٌ حلوةٌ جدا حباها الله شعرًا وَحْفًا ناعمًا جميلاً يصل إلى خَصْرها ويضفى عليها مزيدا من الفتنة والبهاء، لكنها بنَزَقها وقلة عقلها أبت إلا أن تقصّه آلاجَرْسُون تقليدا لصديقة لها شعرُها شائك كالليفة الجديدة ظلت تزنّ عليها وتغريها بذلك غيرةً من شعرها الفاتن الجميل. وعبثا حاولت أمها أن تبصّرها بسوء رأيها، فقد كانت، كما قلت، قليلة العقل عنيدة. ثم رأيناها بعد أن نالت مرادها وقد فقدت شيئا كثيرا من حلاوتها وفتنتها. ولكنْ على من تقرأ مزاميرَك يا داود؟
ومن بين ما أخذه المؤلف على الفصحى وجودُ التثنية فيها. ولست فى الحق أدرى كيف يمكن أن تكون هذه السمة مَعَابة تؤخذ على لغة القرآن، إذ هى دليل على الدقة، فبدلا من أن تتعامل مع ما يزيد على واحد نفس المعاملة نراها تفرق بين الاثنين وما هو أكبر من ذلك. والأستاذ المؤلف يتخذ من اللغات الأوربية هنا أيضا معيارا يعاير به لغتنا، ناسيا أن لكل لسان شخصيته وأوضاعه، فضلا عن أن الحياة ذاتها قد أفردت المثنى بوضع خاص، فالكون كله قائم على التقابلات الثنائية: فاليمين يقابله الشمال، والأعلى يقابله الأسفل، والأمام يقابله الوراء، والذكر تقابله الأنثى، والسماء تقابلها الأرض، والجنة تقابلها النار، والماضى يقابله المستقبل، والبحر يقابله البر…وهكذا. وفى الإنجليزية ما زالت هناك كلمة " both: كلاهما" فى مقابل " all: كلّهم"، وكذلك عبارة " one another: كلاهما الآخر" فى مقابل " each other: كل منهم الآخر"، وهو أمر له دلالته التى لا ينبغى أن تفوتنا. سيقول الأستاذ: لكن الطلبة يضيقون بهذا، فأقول له: ليس للكسالى الحق فى فرض كسلهم على الحياة. إن سقوط الهمة والكسل مسؤولان عن الكوارث المتلاحقة التى تنزل على رؤوسنا منذ قرون، ولا تكاد تترك لنا فرصة لنتنفس ونقبّ على وجه الدنيا. كفانا بلادة وجمود! ولنكن، ولو مرة واحدة، كأجدادنا الذين فتحوا العالم، وليس فى أيديهم غير هذه اللغةِ التى لا تعجب البعضَ والكِتَابِ الذى نزل بها، والذى لا يستطيع أقوام أن يناموا ملء أعينهم رغم كل ما فى أيديهم من سلطان وثروة وقوة وجبروت ما دام هناك من يقرؤه ويؤمن به! أما مبدأ "كله عند العرب صابون" فلا محل له من الإعراب. وهنا ينبغى أن نشير إلى ما جاء فى نهاية كلام المؤلف حول هذه القضية من أن اللهجات العامية قد تخلصت من المثنى تلقائيا وأصبح الاثنان جمعا كما يقتضى المنطق (ص 174). فأما أن المنطق يقتضى هذا فغير صحيح كما سبق أن وضحنا، وأما أن العاميات قد تخلصت من المثنى، فإن كان المقصود أنها تخلصت منه تماما فهذا لم يحدث، إذ ما زلنا نقول فى لغتنا اليومية: ولدين وبنتين وكتابين وورقتين وأستاذين ومدرّستين ... إلخ، لكنه صحيح فى مجال الضمائر رغم ذلك.
وقد حاول مقدم البرنامج التلفازى الذى نوقش فيه كتاب الأستاذ المؤلف أن يسوّغ ما نادى به من معاملة المثنى معاملة الجمع، فاستشهد بقوله تعالى: "وداودَ وسليمانَ إذ يحكُمان فى الحرث إذ نَفَشَتْ فيه غنمُ القوم، وكنا لحكمهم شاهدين" (الأنبياء/ 78)، وبقول أمير الشعراء مخاطبًا النبى عليه السلام:
فإذا رَحِمْتَ فأنتَ أُمٌّ أو أبٌ هذان فى الدنيا هما الرُّحَماءُ
حيث استعمل القرآن ضمير الجمع فى كلمة: "حكمهم" لداود وسليمان، وهما اثنان فقط، واستخدم شوقى صيغة الجمع: "الرحماء" فى وصف الوالدين، وهما اثنان أيضا فقط. وكان جوابى أن ذلك ليس بلازم، فكلمة "حكمهم" يدخل فيها أيضا "القوم" الذين احتكموا إلى النبيين الكريمين، ومن ثم يكون ضمير الجمع عائدا على أكثر من اثنين: داود وسليمان وأولئك القوم. كما أن فى بيت شوقى غرضا بلاغيا مؤدّاه أن رحمة الأبوين هى الرحمة الحقيقية أو تَعْدِل جميع الرحمة الموجودة فى العالم، فكأنهما كل الرحماء فى الدنيا. أى أن الكلام هنا على المجاز لا على الحقيقة. ويمكن أن أزيد أيضا بعض ما أورده المرحوم محمد خليفة التونسى فى كتابه "أضواء على لغتنا السمحة" (كتاب العربى/ 15 أكتوبر 1985م/ 32ــ 35، 178ــ 180) من
(يُتْبَعُ)
(/)
شواهد تبدو وكأنها تجرى عكس ما أقول، فقد أورد مثلا قوله عَزَّ من قائل: "هذان خَصْمان اختصموا فى ربهم: فالذين كفروا قُطِّعَتْ لهم ثياب من نار ... * إن الله يُدْخِل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار ... " (الحج/ 19ــ 23)، حيث قال سبحانه: "خَصْمان اختصموا" واصفًا المثنى بالجمع. والرد هو أن الخصمين هنا ليسا فردين كما يُظَنّ، بل جماعتين: هما جماعة الكافرين، وجماعة المؤمنين كما هو واضح من بقية الكلام. وبالمثل احتج، رحمه الله، بالآية الكريمة التالية التى تتحدث عن قصة الخلق والحوار الذى دار بين الله سبحانه وبين السماء والأرض حينذاك قائلةً: "ثم استوى إلى السماء وهى دُخَان فقال لها وللأرض: ائتيا طَوْعًا أو كَرْهًا. قالتا: أتينا طائعِين" (فُصِّلَتْ/ 11)، حيث قال تعالى عن السماء والأرض: "طائعِين" لا "طائعتين". لكن توجيه ذلك سهل غاية السهولة، فالمقصود السماء والأرض وسكانهما أيضا لا السماء والأرض فحسب، ولذلك استخدمت الآية الكريمة جمع المذكر السالم الذى لا يستخدم لغير العاقل إلا فى غرض بلاغى كما هو الحال هنا. ومما يعضد هذا أن القرآن الكريم قد يصف الاسم المفرد من هذا النوع أو يخبر عنه بصيغة الجمع أيضا مما يدل على أن المسألة ليست من باب معاملةً اللمثتى معاملة الجمع. وهذه بعض الشواهد على ما أقول: "فإن حزب الله هم الغالبون" (المائدة/ 56)، ألا إن حزب الله هم المفلحون" (المجادلة/ 22)، "وهل أتاك نبأُ الخَصْم إذ تَسَوَّروا المحراب" (ص/ 21)، "وَدَّتْ طائفةٌ من أهل الكتاب لو يُضِلّونكم" (آل عمران/ 69)، "ولْتَأْتِ طائفةٌ أخرى لم يُصَلّوا فَلْيُصَلّوا معك" (النساء/ 102). والذى أريد أن أقوله من خلال هذا التوضيح أن القواعد النحوية ينبغى أن تكون مُطَّرِدة ما أمكن حتى لا يرتبك من يستعملونها.
ومما يعيب به المؤلف اللغةََ الفصحى أيضا الجملةُ الفعلية. وهو متأثر فى هذا باللغات الأوربية التى لا تعرف إلا الجملة الاسمية، مما يذكّرنى بأيام الفقر والعزوبة حين كان طعامنا فى غالب الأحيان شطائر الفول والفلافل وما إليها. فهل هناك عاقل يعرف ما يُصْلِح صحته ويريد أن يستمتع بأذواق الطعام المختلفة التى أنعم الله بها على عباده يستمر على هذه الخطة القَشِفة حتى بعد أن تتيسر أحواله وتتسع قدراته المادية؟ إن وجود لونين من الجُمَل فى "لغتنا الجميلة"، على حد وصف فاروق شوشة لها، هو نعمة من النعم العظيمة، إذ يتيح لنا أن ننوِّع أساليبنا على ما نحب بدلا من أن نسير دائما على وتيرة واحدة كما سبق القول عندما أشرت إلى المرونة التى تتمتع بها الجملة العربية الفصيحة، فهل نرفس هذه النعمة لأن الأوربيين محرومون منها فى لغاتهم، ونفعل كما فعل بنو إسرائيل حين أرادوا أن يكون لهم إله آخر مع الله كما للوثنيين الذين مَرُّوا بهم فى سيناء آلهة، أو كالبنت صاحبة الشعر الحريرى الطويل الجميل التى لم تهدأ إلا بعد أن قصّته تقليدا أعمى لما فعلته صديقتها بشعرها الليفىّ الأكرت؟ إننى أربأ بأنفسنا أن نكون كرؤساء القبائل الهمجية فى غابات أفريقيا أيام الهجمة الأوربية المسعورة على تلك القارة حينما كان طلائع الاستعمار من شياطين الإنس يضحكون على أولئك الزعماء فيُغْرونهم بقِطَع الزجاج الملونة التى لا قيمة لها على الإطلاق فى مقابل الألماس والذهب وغيرهما من المعادن والأحجار الكريمة. لكننا، والحمد لله، لسنا من التخلف والانخداع بهذه البهرجات الزائفة الرخيصة والفرح بها وإيثارها على الألماس والياقوت واللؤلؤ إلى هذا الحد! والأستاذ الشوباشى ينتمى إلى بيت علم وأدب، وكان أبوه من كبار الأدباء والنقاد والمترجمين، فكيف يقع فى هذا الشَّرَك؟ إننا جميعا نريد للغتنا انتعاشا وازدهارا كما كان حالها أيام مجدها العظيم، لكن السبيل الذى ينتهجه كاتبنا ليس هو السبيل المؤدى إلى هذه الغاية. وثَمَّةَ نقطة لا بد من توضيحها فى هذا السياق، وهى أن الفصحى، رغم كل شىء، قد نهضت نهوضًا عظيمًا ورائعًا من عثارها الطويل الذى كانت مرتكسة فيه أيام الحكم العثمانى حيث كانت الأمية والجهل ضاربين بأطنابهما فى أقطار العرب، والدليل على ما أقول أن الأمية قد انحسرت إلى حد ملموس وانتشر التعليم، وأصبح عندنا الآن ذخيرة من الأساليب قد يصعب أن نعثر على مثلها حتى فى
(يُتْبَعُ)
(/)
أيام الازدهار الثقافى للأمة العربية أيام العباسيين. وقد سبق أن أعطيت بعض الأمثلة على أصحاب الأساليب الفخمة فى عصرنا بما يغنى عن إعادة القول فيها هنا. لكننا، مع ذلك، نريد لهذه اللغة الكريمة أن تنتعش وتزدهر أكثر وأكثر، وأن يشعر الناس جميعا بحلاوتها وروعتها وفتنتها ويتذوقوا النعمة التى أنعم بها المولى عليهم فى شخصها، وبخاصة أن التفوق العام فيها مرتبط بالتفوق العلمى والأدبى والثقافى مما نحتاجه للخروج من تخلفنا الحالى الذى أوردنا مورد العجز والذل وأطمع فينا من يساوى ومن لا يساوى من دول العالم، فلم يعد أحد يحترمنا أو يقيم لنا وزنا حتى إن الفيلبين وهندوراس ولا أدرى من أيضا من الدول التى لا يعرف أحد مكانها على الخريطة تشترك فى احتلال العراق مساندة للأمريكان، وحتى إن أحدا فى الأمم المتحدة لا يبالى بما يحدث لإخواننا الفلسطينيين الأبطال على يد عصابات بنى صهيون المدعومين ماليا وعسكريا وسياسيا من أمريكا والغرب كله من مجازر لا تتوقف يوما ولو ساعةً من نهار، على حين أنه لو تألم شخص واحد من الأقليات فى بلد إسلامى أو عربى لوجعٍ فى ظفر خنصره الشمال من قدمه الحافية الجرباء لقام مجلس الأمن فى الأمم المتحدة بهيله وهيلمانه يدعو إلى استقلال صاحب الظفر بدولة قائمة برأسها ومعاقبة العرب والمسلمين جميعا بسبب ما حدث لظفره! وبالمناسبة فالإنجليزية والفرنسية مثلا تقدِّمان الفعل، فى بعض الأحيان، على الاسم بما يشبه الجملة الفعلية عندنا، وتسميان هذا اللون من التركيب: " inversion"، وإن كانت الإنجليزية تتوسع فيه أكثر من الفرنسية.
ويعيب الأستاذ المؤلف كذلك لسان العرب بما يسميه "النقص الغريب فى حروف العلة" (ص 168). يقصد أننا لانعرف إلا الفتحة والكسرة والضمة الصافية ومدّاتها، بخلاف الفرنسية مثلا، التى تعرف حروف علة أخرى بالإضافة إلى ما تعرفه العربية من مثل e, u, y, ai, eu, eau, ou"، إلى جانب الـ" accent"، الذى يوضع على بعض هذه الحروف بأشكاله الثلاثة المعروفة. وهو عيب موهوم، إذ من ذا الذى يشعر أن ذلك يقيده فى التعبير عما يشاء؟ ثم إن هذه الحركات كثيرا ما تختلط وتتداخل من كلمة لأخرى، وأحيانا ما يكون وجودها صوريا. ونفس الملاحظة تصدق على الإنجليزية، التى ينبغى عليك أن تحفظ نطق كل كلمة من كلماتها تقريبا بالسماع رغم ذلك، إذ الكتابة فى كثير جدا من الحالات شىء، والنطق شىء آخر. وبالمثل فتانك اللغتان ينقصهما من حروف لغتنا "الثاء والحاء والخاء والعين والغين والقاف والهاء"، ومع ذلك فإننا لا نشغل أنفسنا كثيرا بمثل هذا الأمر ما دام أصحابهما لا يشعرون بأنه يشكل عبئا عليهم فى الإفصاح عما يريدون. وما دمنا قد دخلنا فى هذا الموضوع، فما رأى كاتبنا فى وجود الـ" ph" مع الـ" f" فى الفرنسية والإنجليزية؟ هل يرى له أى لزوم؟ وهل هو راض عن تبدل طريقة النطق للـ" d" والـ" t" والـ" s" فيهما من موضع إلى موضع ما بين ترقيق وتغليظ، فضلا عن عدم نطق بعض الحروف المكتوبة؟ وهل يرى داعيا لوجود تركيبة الـ" th" فى الفرنسية ما دامت الـ" t" وحدها تكفى؟ وذلك علاوة على اختلاف نطق الـ" c" والـ" g" فيها وفى الإنجليزية حسب الحرف الذى يأتى بعدهما ... إلخ. وبالمناسبة فقد أخطأ المؤلف هنا حين أراد أن يعلل السبب فى تسمية اللغة العربية بـ"لغة الضاد"، إذ حسب أن ذلك راجع إلى أنها هى اللغة الوحيدة فى العالم التى تفخّم "الدال" وتضخّمها فتقلبها "ضادا" (ص 149). فأما أنها، على الأقل فى نطاق علمنا، هى اللغة الوحيدة فى العالم التى تعرف نطق "الضاد" فهذا صحيح، لكن بمعنى غير المعنى الذى شرحه سيادته، لأن "الضاد"، كما جاء فى كلامه، ليست هى "الضاد" العربية الأصيلة بل "الضاد" حسبما ننطقها هنا فى مصر، وهذه موجودة فى الفرنسية والإنجليزية متمثلة فى تفخيم حرف الـ" d" فى كثير من الكلمات على ما هو معلوم، مثل " dogue" فى الأولى، و" double" فى الثانية. أما "الضاد" العربية فهى شىء بين "الضاد" المصرية و"الظاء". كذلك يعيب الأستاذ شريف لغة العرب بأن غالبية الكلمات والأفعال فيها تتكون من حروف ساكنة فقط، على عكس كل لغات العالم الحديثة (ص 169)، وهى دعوى غير صحيحة، إذ الغلبة فيها إنما هى للحروف المتحركة لا الساكنة كما يعرف كل من له أدنى إلمام بلغتنا. أما إن كان يقصد الإملاء
(يُتْبَعُ)
(/)
وأننا عادة ما نهمل تشكيل الكلمات فملاحظته تكون عندئذ فى محلها. ولكن لا بد مع هذا من المسارعة إلى القول بأن السياق والتعود والإلمام بقواعد اللغة يعوّض عن هذا إلى حد كبير، علاوة على أن كثيرا من المؤلفين يحرصون على تشكيل ما يَرَوْن أنه بحاجة لذلك. بل إن القارئ فى كثير من الأحيان لا يحتاج إلى التشكيل على الإطلاق، وهاهو ذا كتاب المؤلف بين أيدى القراء، وهو غير مشكَّل، فهل وجد أحدهم صعوبة فى قراءة أية كلمة فيه؟ لقد أورد سيادته مثالا على الالتباس الذى يجده القارئ فى هذه الحالة كلمةَ "قتلت" إذا لم يتم تشكيلها، لأنها يمكن أن تُنْطَق بعَشْر طُرُق. وأنا معه فى أن الكلمة المذكورة تقبل النطق فعلا بكل هذه الصُّوَر، لكنْ على المستوى النظرى فقط، أما على أرض الواقع العملى فالسياق والتعود والخبرة والإلمام بالقواعد يسهّل الأمر، كما قلت، إلى حد كبير، بل يعوّض كذلك عن غياب التشكيل تمام التعويض فى كثير من الأحيان، وإلا فكيف كان يقرأ الناس ما يقرأون كل لحظة من نهار منذ أن انتشرت الكتابة فى حياة العرب حتى هذه الساعة؟ أكانوا يتهتهون قليلا ثم يتركون ما يقرأونه وينصرفون عنه إلى شىء آخر أم ماذا؟ ثم إنه إذا كانت الكلمة المذكورة تحتمل عشر طرق فى النطق فإن معظم الكلمات لا تحتمل إلا طريقة أو اثنتين لا غير كما هو معروف. وعلى أية حال فإن التشكيل، كما وضّحْتُ، يُعَدّ ركنا أساسيا فى إملائنا، بَيْدَ أن عبقرية لغة القرآن وانتظامها الشديد فى قواعد صرفها ونحوها يغنيان عن هذا التشكيل فى كثير جدا جدا جدا من الحالات، وبخاصة إذا كان القراء على شاكلتى أنا وأمثالى ممن يعرفون تلك القواعد جيدا. هذا، ولا يفوتنى أن أنبِّه إلى الخطإ الذى وقع فيه الكاتب حين قال إن "غالبية الكلمات والأفعال فى العربية تتكون من حروف ساكنة فقط"، إذ جعل "الكلمات" قسيمة لـ"الأفعال"، وهذا غير صحيح، فالأفعال قسم من أقسام "الكلمة". وعلى هذا فالصواب أن نقول: "الأسماء والأفعال والحروف"، أو أن نكتفى بذكر "الكلمات" فحسب، لأن الكلمات فى لغتنا تنقسم إلى "اسم وفعل وحرف" حسبما هو معروف.
وقد نال المترادفاتِ أيضا من هجوم الكاتب وزرايته نصيبٌ كافٍ، فأخذ يتألم من اتساع هذه الظاهرة فى لغتنا داعيا إلى الاكتفاء منها بالقليل. وأنا فى الواقع لا أدرى كيف يمكن أن تكون هذه السِّمَة مَسَبَّةً فى لغة القرآن. ترى هل يمكن أن نجىء إلى رجل شديد الثراء بجِدّه وعمله ودأبه وذكائه وحيويته وطموحه فنقول له موبّخين: لماذا كل هذا الغنى والنعمة التى أنت فيها؟ لم لا تكون فقيرا؟ أم هل يمكن أن نذهب إلى إحدى الجميلات الفاتنات ونبكّتها قائلين: لماذا كل هذا الجمال الذى وَهَبَكِيه الله؟ لم لا تكونين قبيحة؟ وبالنسبة للمترادفات، فليقل لنا الأستاذ الفاضل كيف يمكن أن نتخلص من هذا الفائض اللغوى؟ هل نعمل له محرقة؟ لكن أيضمن ألا يطلع علينا أحد المستشرقين فيتهم العرب والمسلمين بالتخلف والوحشية وحرق الكتب، وبخاصة أننا لم نستطع بعد أن نخلص من التهمة الظالمة السخيفة بحرق مكتبة الإسكندرية رغم تفنيد عدد من الكتاب الغرب أنفسهم لها بأدلة علمية لا يخرّ منها الماء؟ وهبْ أننا دمَّرنا الكتب، ولا أدرى كيف، لأن هذه المترادفات ليست موجودةً فى مكان واحد بحيث يمكن أن نرسل طائرة فتدك المكان فوق رؤوس هذه الكلمات اللعينة التى هى علة كل تخلفنا وذلنا، وتريحنا إلى الأبد منها ومما جلبته لنا من عار وشنار، فما الذى سنستفيده من هذا؟ إن تلك الألفاظ موجودة فى بطون القواميس ولا تسبب لنا أية مشكلة، فلماذا نشغل أنفسنا بها؟ أهى مجرد الرغبة فى إثارة عاصفة فى فنجان؟ أما من يريد أن يستعملها فلسنا نملك له شيئا! أم ترى المؤلف الكريم يقترح إصدار تشريع بإعدامه أو سجنه مثلا؟ لكن المشكلة أن مثل هذا القانون سوف يكون فرصة رائعة لأنصار حقوق الإنسان فى الغرب كى يؤلّبوا علينا أمريكا (دستور يا أسيادى الأمريكان، دستور! اللهم اجعل كلامى خفيفا على الأسياد!) فتحتلنا رغم أنهم يكرهون لغتنا ويعملون على القضاء عليها، وذلك على طريقتهم الشيطانية فى الإفادة من الشىء ونقيضه، كما فعلوا مع صدام حسين وبه، إذ استفادوا منه فى ضرب إيران، وشجعوه على غزو الكويت، ثم انقلبوا عليه واتهموه بالعدوان على هذين البلدين وبحيازة الأسلحة
(يُتْبَعُ)
(/)
النووية التى اشترى معداتها من أوربا تحت سمعهم وبصرهم وهم ساكتون ما دامت النتيجة هى نزح ثروات العراق إلى بلاد الغرب! إن كثرة المترادفات لهى دليل على الدقة الهائلة التى تتمتع بها لغة العرب، فتراها تسمِّى الشىء أسماء مختلفة حسب الزاوية التى تنظر منه إليها، فالسيوف مثلا تسمى: "هندوانية" للدلالة على أنها صناعة هندية، وكانت الهند وقتها مشهورة بصناعة السيوف، فهذه التسمية لون من الافتخار، كما يقول الواحد منا الآن إن حاسوبه مثلا صناعة يابانية لا صينية. وقد تسمَّى أيضا بـ"البِيض" للإشارة إلى ناصع لونها، وقد يسمَّى الواحد منها: "جُرَازا" للإيحاء بمقدرته الرهيبة فى القطع من ضربة واحدة لا غير ... وهكذا. على أن هناك سببا ثانيا وراء كثرة المترادفات عندنا، ألا وهو اختلاف القبائل قبل الإسلام فى تسمية بعض الأشياء، مثلما نقول فى مصر الآن: "كرنب"، على حين يقول الشوام: "ملفوف"، ومثلما نقول: "طماطم"، ويقولون هم: "بندورة" ... إلخ، علاوة على أن كثيرا من هذه المترادفات ليست فى الحقيقة تسميات مختلفة للشىء بل نُعُوتًا له استعملها الشعراء والكتاب دون موصوفاتها فظن المتعجلون أنها إسراف فى الترادف. لكن ذلك كله لا يمثل لنا أية مشكلة، فهذه التسميات الكثيرة لا تتعدى بطون المعاجم كما قلنا، أما عند الكتابة فلا أحد منا يستطيع أن يتذكر عادةً إلا اسمين أو ثلاثة أو أربعة مثلا لأى معنى كان فى يوم من الأيام يحظى بوفرة فى التسميات. ويظل الباقى هناك مخزونا إستراتيجيا نستعمله عند اللزوم: إما لمسمّاه الأول، وإما فى معنى مجازى جديد، وإما لشىء مستحدَث لم يكن للعرب به عهد من قبل ... إلخ. ويشيد د. عثمان أمين بهذه الخصيصة من خصائص لغة الضاد قائلا إنها تتفوق بها على لغات العالم، إذ لا توجد فى أى من هذه اللغات مثل تلك الوفرة من الألفاظ الدالة على الشىء منظورا إليه فى مختلف درجاته وأحواله، ومتفاوت صوره وألوانه. ثم ينقل عن حسن الشريف المثال التالى: "فالظمأ والصَّدَى والأُوَام والهُيَام كلمات تدل على العطش، إلا أن كلا منها يصور درجة من درجاته: فأنت تعطش إذا أحسست بحاجة إلى الماء، ثم يشتد بك العطش فتظمأ، ثم يشتد بك الظمأ فتَصْدَى، ويشتد بك الصَّدَى فتَؤُوم، ويشتد بك الأُوَام فتَهِيم ... وواضح أن هذه الخاصية العربية ... تغنينا باللفظ الواحد عن عبارة مطوَّلة تحدد المعنى المقصود، وتجعلنا نقول عن المشرف على الموت عطشا إنه "هائم"، حين لا يستطيع الفرنسى مثلا أن يؤدى هذا المعنى إلا فى ثلاث كلمات، إذ يقول: "مائتٌ من الظمإ: mourant de soif"، أو فى سبع كلمات ليكون المعنى أوضح فيقول: "على وشك أن يموت من الظمإ: sur le point de mourir de soif"، ثم يعقّب على هذا النقل قائلا إن "هذا المثال المتقدم يشير إلى خصيصة عربية أخرى لا نكاد نجد لها نظيرا فى غيرها من اللغات التى نعرفها، وهى الإيجاز فى اللفظ والتركيز فى المعنى دون الإخلال بما درجت عليه من الوضوح والتمييز" (فلسفة اللغة العربية/ المكتبة الثقافية/ أول نوفمبر 1965م/ 58ــ 59). كذلك أثنى والد المؤلف على هذه الخصيصة فى اللغة الفصحى قائلا إن أية لغة غير العربية لا تعرف إلا كلمة واحدة للتعبير عن المشى للرجل والمرأة على السواء، أما لغتنا فتقول عن المرأة: "تتَأوَّد" و"تتبختر" و"تَرْفُل" وغير ذلك من الكلمات التى تصور تأنق المرأة فى مشيتها وتنطق بما كان لذلك من أهمية (العرب والحضارة الأوربية/ المكتبة الثقافية/ 15 أغسطس 1961م/ 62). ومرة أخرى نقول: لم يجدوا فى الورد عيبا، فقالوا له: يا أحمر الخدين! على كل حال لا ينبغى أن تضيق منا الصدور، فمصيرها أن تروق وتحلو! والمهم أن يفيق "أولاد الإيه" العرب من هذا الخُمَار الذى هم فيه، وعندئذٍ، لا قبلئذٍ، لن نسمع مثل هذه التصايحات التى تحاول التشكيك فى كل شىء من تراثنا العظيم! لكن متى؟ "تلك هى المسألة" كما يقول سيدنا شكسبير! أما الآن فواضح أنه "لا حياة لمن تنادى"!
(يُتْبَعُ)
(/)
وبهذا نكون قد انتهينا من مناقشة فكرة المؤلف الرئيسية بتفصيلاتها المختلفة، وتبقى بعض النقاط الفرعية التى تحتاج إلى شىء من التريث إزاءها. ومن ذلك قوله إن اللغة العربية "هى اللغة الوحيدة فى العالم التى لم تتغير قواعدها الأساسية منذ 1500 سنة كاملة. قد يرى البعض فى ذلك رسوخًا واستمراريةً ودليلاً على رصانة اللغة، لكنى أرى فيه جمودًا وتحجرًا ينعكس سلبيًّا على العقل العربى" (ص 13). وهذا كلام لا نوافق المؤلف عليه بعدما بيّنّا كيف أن كل ما قاله عن عيوب هذه اللغة هو مجرد دعاوَى قائمةٍ على الشبهات المتعجلة، ولا أزيد. والواقع أن من الصعب الاقتناع بأن طول عمر العربية دليل على التحجر، وبخاصة بعدما رأينا أنها لم تكفّ يوما عن التطور كما وضّحْتُ فى هذا البحث، وأن التأليف بها فى شتى المجالات والعلوم والفنون مستمر على الدوام. إن طول عمر لغة القرآن إنما هو برهان جلىّ على أصالتها التى لم تستطع لغة أخرى أن تجاريها فيها. ولقد دفعت هذه الأصالة العجيبة كبار الأدباء العرب النصارى المتمكنين من لغتهم والغيورين عليها والعارفين بفضلها وعبقريتها إلى الإشادة بذلك السر الذى حمى تلك اللغة من الاندثار أو التغير الجذرى الذى من شأنه أن يقيم حاجزا صَلْدا ما بين ماضيها وحاضرها أو التحلل وإفساح المجال للهجاتها المختلفة مثلما حدث لغيرها من اللغات، ولم يمنعهم عدم إيمانهم بدين محمد من القول بأن ذلك السر هو القرآن. ومن هؤلاء سليمان البستانى مترجم الإلياذة الذى كان يعرف عددا من اللغات الأجنبية، ومنها اليونانية القديمة (إلياذة هوميروس/ دار إحياء التراث العربى/ بيروت/ 1/ 113ــ 115)، وجرجى زيدان (مختارات جرجى زيدان/ مطبعة الهلال/ القاهرة/ 1937/ 187ــ 189). وإلى القرآن الكريم أيضا تعزو مىّ زيادة النصرانيةُ اللبنانيةُ المتمصِّرةُ فصاحةَ المسلمين العربِ واستقامةَ لفظهم وجمالَ نطقهم وفخامةَ أسلوب الكاتبين منهم (باحثة البادية وعائشة التيمورية/ كتاب الهلال/ يونيه 1999م/ 60). وبالمناسبة لقد أحدث الأتراك فى لغتهم تغييرات كثيرة وعنيفة عامدين متعمدين كى يبتعدوا عن مدار العربية ظنا منهم أن ذلك هو المفتاح الذى سيلحقهم بأوربا فى التفوق والتحضر والتقدم الاقتصادى والعسكرى، بَيْدَ أن تركيا ما زالت دولة من دول العالم الثالث، وتعانى من كل ما تعانى منه دول ذلك العالم، ولم يشفع لها ما فعلته بلغتها أو بدينها فى هذا السبيل بشىء! بل إن أوربا لا تزال تقف منها موقف المتربص الكاره، وتأبى عليها أن تلتحق بالاتحاد الأوربى بسبب أنها دولة مسلمة! بعد كل الذى فعلته؟ إى وربى بعد كل الذى فعلته! فما رأى مؤلفنا الفاضل؟ وعلى الناحية الأخرى هاهى ذى دول النمور الآسيوية قد أحرزت فى الفترة الأخيرة نهضة اقتصادية عظيمة من دون أن تحدث فى لغاتها أو دينها هذا الذى فعلته تركيا الكمالية! فما رأى مؤلفنا الفاضل فى هذه أيضا؟ كذلك يقول سيادته إن "ظاهرة رفض المساس باللغة العربية هى جزء من ظاهرة أعم أصبحت مسيطرة على المجتمعات العربية، فقد استشرى منذ الثلث الأخير من القرن العشرين تيار جارف يعتبر كل بدعة مكروهة، ويرى فى أى فكر حرّ متطور محاولةً شيطانية لتقليد الغرب ونَبْذًا للدين والثقافة العربية الأصيلة" (ص/ 58). ويؤسفنى أننى لا أستطيع أن أتفق معه فى هذا التعليل، وإلا فأين مكان والده والشدياق وبطرس وسليمان البستانى وناصيف وإبراهيم اليازجى وجرجى زيدان وخليل مطران وابن باديس وشكيب أرسلان ومحمد كرد على والبشير الإبراهيمى والطاهر والفاضل ابنى عاشور والرافعى والعقاد وطه حسين والزيات وعثمان أمين وحسن الشريف ومحمد محمد حسين ومحمود شاكر وبنت الشاطئ وشوقى ضيف ومحمد شوقى أمين ومحمد خليفة التونسى وعلى الطنطاوى ومحمد الغزالى وحسين نصار ونجيب محفوظ وعبد الصبور شاهين وفاروق شوشة وغيرهم من الكتاب والأدباء العرب الفطاحل من هذه النزعة، وهم قد جاؤوا قبل ظهورها بزمن طويل، ولهم رؤية للدين وللحياة تختلف عن رؤية أصحابها؟ وأين مكان واحد مثلى لا تربطه أية رابطة بالجماعات الدينية التى يرمى المؤلف بكلامه ناحيتها، وأرى أنهم كثيرا ما يسيئون لدين محمد عليه السلام، وإن ظنوا بحسن نية أنهم يحسنون صنعا، إذ هم يحبون هذا الدين العظيم حُبًّا جمًّا لكنهم قد يخطئون السبيل
(يُتْبَعُ)
(/)
لخدمته؟ بل أين منهم أيضا مكان أحمد لطفى السيد، الذى كان، رغم كل ما هو معروف عنه من أفكار لا تعجب كثيرا منا، يحمل على العامية حملة شعواء واسِمًا إياها بأنها ممسوخة الألفاظ، منحطة التراكيب، ملحونة الإعراب؟ (المنتخبات/ طبعة المقتطف/ 1945م/ 123). ثم من قال إن الجماعات الدينية المشار إليها تهتم أصلا بمسألة كهذه؟ إن كل ما تهتم به لا يكاد يخرج عن قضية الحلال والحرام بالمعنى الضيق لهذين المفهومين، أما اللغة فخارج دائرة اهتمام أفرادها. إن المسألة فى وضعها الصحيح هى أن سيادته يتبنى قضية خاسرة، فضلا على أنه لم يستطع أن يربحنا، ولو بالباطل، إلى صفّه. لكنه للأسف لا يريد أن يعترف بهذا، فما العمل؟ نحن مقتنعون مثله، بل أشد منه، أننا متخلفون، وأن الغرب أقوى منا، وأن لديه أشياء كثيرة فى العلوم والصناعات والفنون والنظام والتخطيط والتنسيق والتعاون والجَلَد على العمل والصبر على مشقات الحياة ... إلخ لا بد لنا من الاستفادة منها والتتلمذ عليه فيها، وبخاصة أن كثيرا من القيم التى عنده هى مما يدعو إليه الإسلام أيضا، مع تفوقها فى الإسلام وخلوها من الشوائب والأوضار التى تمازجها لديه. لكن هناك شيئين لا نفكر فى التخلى عنهما ولا فى مطاوعة الغرب فى التفريط فيهما أبدا: اللغة والدين! فإن وافقَنا الكاتبُ على هذا فنحن أحباب، وإلا فهو فى طريق، ونحن فى طريق، ومعنا والده أو بالأحرى روح والده ترفرف علينا وتشجعنا على مخالفة ابنه وتنكر عليه هذا الموقف تمام الإنكار!
وزرايةً من الكاتب أيضا على اللغة العربية يزعم أن عشق العرب الأول يتمثل فى التلاعب بالكلمات. يريد أن يقول إنهم لم يكونوا ينظرون إلى اللغة على أنها وسيلة للتفاهم بل للعبث وإضاعة الوقت جريا وراء سجعة أو جناس أو طباق، أو لتحبير رسائل تقرأ فى ذات الوقت من اليمين للشمال وبالعكس ... إلى غير ذلك من ألوان الزينات الشكلية التى يؤكد أنها لا تفيد فى شىء. وهو يشير فى هذا المقام إلى ما كان يفعله واصل بن عطاء، الخطيب والمفكر المعتزلى المشهور الذى كان فى لسانه لثغة، فكان يتجنبها فى خُطَبه مستبدلا كل كلمة فيها "راء" بكلمة أخرى ترادفها تخلو من هذا الحرف (ص 84ــ 85) رغم أن هذا المثال إنما يدل على عكس ما يريد الكاتب، إذ لا أظن لغةً أخرى تستطيع أن توفر مثل هذه الإمكانية العجيبة لأحد من أبنائها بأى حال! كذلك فإننى، وإن كنت فى ذوقى الكتابى كأبناء عصرى من الكتاب والأدباء ممن لا يتبعون فى أساليبهم سبيل المحسّنين المزخرفين، لا أستطيع أن أنكر أن هذه التزيينات إنما تدل رغم ذلك على مدى ما تتمتع به هذه اللغة العجيبة من إمكانات صوتية ومعنوية، وعلى ما كان هؤلاء الأدباء يملكونه من موهبة أسلوبية وعقلية تتيح لهم هذه السيطرة الرائعة على لغة أمتهم. صحيح أن بعضهم كانت تستغرقه النزعة الشكلية إلى حد مبالغ فيه بحيث لا يقدم لنا ما يكتبه شيئًا فكريًّا ذا قيمة كبيرة، بيد أن كثيرًا جدًّا أيضًا من النصوص التى تزخرفها البديعيات كانت تحتوى فى ذات الوقت على مضمون عقلى وأدبى رائع، ومنها "رسالة الغفران" لأبى العلاء المعرِّىّ، ومقامات الهمدانى والحريرى التى يرى فيها نقادنا المحدثون حتى من اليساريين أنفسهم الأساسَ الأولَ للقصة القصيرة العربية، وكذلك "ألف ليلة وليلة" التى بهرت المستشرقين وكتبوا عنها البحوث المطوَّلة ورَأَوْا فيها إبداعا أدبيا قل أن يوجد له ضَرِيب! ومع ذلك كله فإن العرب لم يكونوا كلهم من عشاق التلاعب بالكلمات، وإلا فهل كان عبد الحميد الكاتب أو ابن المقفع أو سهل بن هارون أو الجاحظ أو ابن سلاّم أو ابن قتيبة أو أبو الفرج الأصفهانى أو ابن المعتز أو أبو حيان التوحيدى أو ابن جنى أو القالى أو القاضى الجرجانى أو عبد القاهر أو أسامة بن منقذ أو ابن حزم أو الغزالى أو الفارابى أو ابن سينا أو ابن رشد أو ابن مسكويه أو الطبرى أو القرطبى أو الزمخشرى أو القُشَيْرى أو السيوطى أو ابن خَلْدون أو جابر بن حيان أو ابن الهيثم أو أبو بكر الرازى وغيرهم، وهم بالألوف، كانوا يتلاعبون بالكلمات؟ لقد كان هذا الاتجاه يا أ. شوباشى محصورا فى بعض العصور فحسب، وحتى فى هذه العصور لم يكن كل الكتاب يجرون عليه فى مؤلفاتهم، ولا كان الذين يجرون عليه يتّبعونه فى كل ما يؤلفون. ولست أظن أن مثل هذه
(يُتْبَعُ)
(/)
الحقائق الدامغة كانت غائبة عمَّن أحسب، صوابًا أو خطأً، أنهم أمدّوك بالنصوص القديمة وعناوين الكتب التى أُخِذت منها وأسماء مؤلفيها ممن لا أظنك على معرفة بهم إلى الحد الذى يعكسه كتابك، نظرا لثقافتك الفرنسية التى أقدّرها رغم هذا! وعلى أية حال فقد كان ينبغى أن ينبهك إلى ذلك الأمر الأستاذُ الذى ذكر لى قُبَيْل دخولنا إلى الأستوديو لمناقشة كتابك أن دوره انحصر فى قراءة مخطوط الكتاب وإجازة نشره، وذلك عندما سألتُه عما إذا كان هو الذى أمدَّك بالمعلومات الخاصة بالأدب العربى التى لا يعرفها عادة إلا أهل الاختصاص مما استبعدتُ معه أن تكون قد توصلت إليها وحدك فى مظانّها التى تستعصى إلا على خبير فى الموضوع.
ومن النقاط التى يثيرها الأستاذ الشوباشى دون أى داع مسألة قدسية اللغة العربية، التى قال، وأنا معه فى هذا الذى قال، إنه لا يوجد فى القرآن أو الأحاديث النبوية ما يدل على صحتها رغم ما ذكر من أن بعض المتحجرين، حسب وصفه، يرون أنها مقدسة فعلا (ص 71 وما بعدها). وهو يرمى من وراء هذا إلى أنه لا مانع من الأخذ بما يدعو إليه فى كتابه من تغيير اللغة على النحو الذى يقترحه ونرى نحن أنه سيكون له عواقب وخيمة إذا تحقق ما يريد. ثم إنه لا يكتفى بهذا، بل يتساءل عما إذا كان هناك نص فى كتاب الله أو سنة رسوله يؤكد أفضلية العرب على سائر الأمم. وهو يرمى هنا أيضا إلى نفس الغاية فيما أظن. وأنا معه هنا أيضا فى أنْ ليس فى القرآن المجيد أو الحديث النبوى الشريف ما يدل على أن العرب هم أفضل الأمم. بل إن فى كلام النبوة أنه لا فضل لعربى على عجمى إلا بالتقوى والعمل الصالح. وأزيده من الشعر بيتا حسبما يقول إخواننا السعوديون فأقول له ما أكرره دائما من أن العرب فى هذا العصر هم عنوان الهوان والمذلة والبلادة والضياع. لكن هذا كله لا يوصّل، فيما أرى، إلى شىء مما يريد بلوغه من تغيير اللغة على النحو الذى يرمى إليه. فلغتنا، وإن لم تكن مقدسة، تستحق منا أن نهيم بغرامها ونفاخر أصحاب اللغات الأخرى بها ونرى أنها لغة مباركة لأنها هى الوعاء الذى اصطفاه الله تعالى لحفظ كتابه الكريم إلى يوم الدين! والواقع أنه إذا لم يكن هذا الاصطفاء كافيا لهُيَامنا بتلك اللغة وحرصنا على الاعتزاز بها فلا أدرى كيف يمكن أن يكون هناك سبب للاعتزاز بأى شىء فى الحياة! وعلى أية حال لقد ذكر سيادته أن من الأمم الأخرى من ينظر نظرة تقديس إلى لغته، وعلى هذا فحتّى لو قدَّسنا لغتنا فلن نكون بدعا فى ذلك. لكن العرب الآن لا يقدسون كلهم لغتهم أيًّا كان معنى التقديس، وإلا لكانوا أتقنوها كما ينبغى أن يكون إتقان اللغة القومية، ولم يكن معظم طلابهم ومثقفيهم بهذا المستوى المتدنى فيها وفى غيرها. إن الذين يعتزون بلغة القرآن، أو إن شئت فقل: إن الذين يقدّسونها، إنما هم الذين اطَّلعوا على أسرارها ويستطيعون من ثَمَّ أن يحسّوا بما فيها من عبقرية، أما العامة، وكذلك أشباه العامة ممن لا يمكنهم تذوق جمالها حتى لو كانوا حاصلين على أعلى الشهادات الجامعية، فليسوا من تقديسها فى شىء. هذا، وقد تناقض المؤلف فى تحديد الزمن الذى يزعم أن نزعة تقديس اللغة العربية قد بدأت فيه: فمرة يقول إنه العصر الأموى بما كان سائدا فيه من اتجاه عروبى يجعل الأولوية فى الدولة للعرب مُؤْثِرًا إياهم على بقية الأجناس المسلمة (ص 87ــ 88)، ومرة يقول إنه العصر العباسى، وبخاصة منذ عهد المعتصم حين أطلت الشعوبية برأسها وأخذ المسلمون من غير العرب يزايدون، كما يقول، على اللغة العربية ويبالغون فى تبجيلها رغبةً منهم فى إثبات حسن إسلامهم (ص 95ــ 96).
وهنا نجد الكاتب يُدْخِلنا فى قضية جانبية لا علاقة لها، فيما نرى، بموضوع الكتاب الذى هو المناداة بإصلاح اللغة العربية، إذ يقفز فجأة فيخصص فصلا يتحدث فيه عن الدور الذى قام به النصارى العرب قديما منذ العصر الجاهلى حتى العصر الحديث فى مجالات الأدب والعلم (ص 96 وما بعدها)، وهو ما لا نريد المشاحّة فيه، اللهم إلا حين يتنكبّ سبيل الحقيقة زاعما أن نصارى العهد العباسى، عندما رأَوْا أنفسهم وقد أُبْعِدوا عن مجالات الإبداع الأدبى بسبب من تقديس المسلمين للغتهم وكراهيتهم لمشاركتهم إياهم فى ميادينها، قد انكبوا على العلوم الطبيعية تاركين للمسلمين التفوق فى الأدب وإبداعاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا نص كلامه: "وعندما اكتملت سيطرة العناصر غير العربية على الدولة فى العصرالعباسى كادت دراسة اللغة تقتصر على المسلمين وحدهم نظرا لأنها تتم فى المساجد والمدارس الدينية، وارتبطت بحفظ القرآن. ولجأ المسيحيون إلى العلوم فبرعوا فيها وظهرت أجيال من الأطباء والفلاسفة وعلماء الرياضيات استعان بهم الخلفاء والأمراء، أما المسلمون فكادوا يغيبون عن ساحة العلم ودراسته فى مناخ من التردى الحضارى" (ص 97). فالمعروف أن النصارى فى تلك العهود قد استأثروا بترجمة العلوم، أما الاشتغال بالعلم ذاته فكان نصيب المسلمين فيه هو الأعظم، والأسماء المشهورة فى هذا المجال هى أسماء جابر بن حيان والحسن بن الهيثم وابن سينا والرازى وعلى بن عيسى والزهراوى وابن البيطار ورشيد الدين الصورى وابن رشد وابن أبى أُصَيْبِعَة وأبى جعفر الغافقى والبيرونى وأبى معشر البلخى والفرقانى والبوزجانى والخوارزمى وعبد اللطيف البغدادى وابن النفيس وعلى بن رضوان وابن الجزار وعمار بن على ... إلخ؟ وهو نفسه يعود فيذكر أسماء بعض العلماء العرب المسلمين هادما بذلك ما قاله قبلا عن انفراد النصارى تقريبا بالعلوم فى مقابل انفراد المسلمين بالأدب واللغة (ص 100).
ومما لا نوافق سيادته عليه أيضا اتخاذُُه من استحالة إلمام أى شخص بجميع مفردات العربية وأشعارها تكأةً للهجوم على الفصحى وقواعدها والدعوة إلى هجرانها والاستعاضة عنها بلغةٍ لا إعرابَ فيها ولا مترادفاتِ ولا تثنيةَ ولا تأنيثَ مما أفضنا فى مناقشته من قبل (ص115)، إذ إن هذا العجز غير خاص بلغتنا وشعرها، بل يصدق على حميع اللغات. وهذه هى طبيعة الحياة كلها لا الأدب والشعر فحسب، فلكلٍّ منا من أىّ شىء فى الدنيا نصيب محدود لا يعدوه رغم ترامى أطراف الأرض وكثرة الخيرات الإلهية. ترى هل يمكن أن يملك أى إنسان جميع السيارات مثلا أو جميع البيوت أو جميع الحقول أو جميع الكتب أو جميع المصانع أو جميع الأحذية التى فى الدنيا؟ فلماذا يحاول الكاتب أن يوهمنا بأن فى عجز العربى، مهما كان نصيبه من الثقافة اللغوية، عن استيعاب مفردات لغته كلها فى عقله ما يدعو إلى الاستغراب وما يستلزم فوق ذلك أن نهجر هذه اللغة إلى لغة أخرى ليس فيها كل هذه المفردات التى تتضمنها الفصحى والتى تصل، كما يقول، إلى مليونَىْ كلمة؟ وهنا نراه ينعَى على العربية خلوها من المعاجم العملية السهلة الموجودة فى اللغات الأخرى (ص 115). ولست فى الحقيقة أعرف ماذا يقصد مؤلفنا بخُلُوّ لغتنا من هذا اللون من المعاجم، فالمعروف أن هناك معاجم عربية كثيرة، لكن المشكلة تكمن فى أن العرب لا يهتمون بالثقافة والقراءة عموما، وبخاصة فى ميدان اللغة، اللهم إلا المتخصصين، أما سائر أفراد الشعب فهم فى عمومهم فى واد، والاهتمامات الثقافية فى واد. وحتى إذا كان يقصد بالمعاجم السهلة العملية تلك التى تُرَتَّب فيها الكلمات بناء على رسمها لا على جذرها اللغوى كما هو متبع فى المعاجم العربية الأصيلة، فهذا الضرب من المعاجم موجود عندنا أيضا. ولدىَّ فى مكتبتى الخاصة عدد منها رغم أنى أفضِّل الطريقة المعجمية التقليدية لملاءمتها لطبيعة لغتنا، لكنى اشتريتها من باب اقتناء كل ما أستطيع اقتناءه من الجديد فى ميدان اللغة والأدب، ولتكون أيضا فى متناول أولادى الصغار إذا ما أرادوا أن يبحثوا عن معنى كلمة دون أن يرهقوا أنفسهم فى البحث عن أصل مادتها. ومن هذه المعاجم "منجد الطلاب" و"الرائد" و"لاروس" وغيرها. وتتجاوز المعاجم ودوائر المعارف التى فى مكتبتى فى كل ما يخطر على البال تقريبا من العلوم والفنون مائتين رغم أنها ليست من المكتبات الغنية التى أراها أو أسمع بها عند بعض العلماء. إلا أننى حريص أشد الحرص على امتلاك أكبر عدد ممكن من هذا الضرب من الكتب لأنها تسهل الوصول إلى المعلومات التى أبغيها فى أسرع وقت وبأوجز عبارة. لكن كم من خريجى أقسام اللغة العربية، ودعنا من خريجى الأقسام الأخرى، يهتم بأن يكون فى بيته معجم، أو أن يفتح أى كتاب أصلا؟ هذه هى المشكلة لا اللغة العربية وصعوبتها المزعومة! وأنتهز الآن الفرصة لأُعِيد القول هنا بصوتٍ عالٍ وبملء فمى إن مثل هذه المزاعم والشكاوَى سوف تختفى وتصبح فى خبر "كان" يوم يُقْبِل العرب على القراءة ويهتمون بترقية عقولهم وأذواقهم كما يهتمون ببطونهم
(يُتْبَعُ)
(/)
وتسلياتهم التافهة، وكما كان أجدادهم يهتمون بالعلم والأدب وشؤون الفكر والثقافة أيام مجدهم الحضارى!
ومن آراء المؤلف الغريبة أيضا التى لا أدرى من أين عنّت له قوله إن عندنا نحن العرب منذ قرون طوال شيزوفرانيا لغوية، إذ عندما نترك أنفسنا على سجيتها فإننا نستعمل اللهجة العامية، أما عندما نكتب أو نقرأ أو نستمع إلى نشرات الأخبار فإننا نتحول إلى اللغة الفصحى (ص 125). وهو رأىٌ فطيرٌ لا ينهض على أى أساس، فنحن لا تتغير شخصيتنا عندما ننتقل من مستوى لغوى إلى مستوى لغوى آخر حسب السياق الذى نجد أنفسنا فيه، وإلا لكان البشر جميعا مصابين بألوان وألوان من الشيزوفرانيا لأنهم دائمو التنقل من حالة لأخرى فى كل وقت من النهار والليل: ففى البيت نرتدى المنامة والشبشب، أما عندما نخرج إلى الشارع فنلبس القميص والسراويل، وفى الحفلات والمناسبات الرسمية نأخذ كامل زينتنا ونلبس البدلة ورباط الرقبة والحذاء والجورب ... إلخ. ونحن حين نكون فى الشارع فى عجلة من أمرنا فإننا نسكت صراخ بطوننا بشطيرة كيفما اتفق، على حين أننا لو كنا بالبيت فلن نرضى من زوجاتنا بأقل من الطبيخ واللحم والسَّلَطات والجبن والفواكه ... وهلم جرًّا. كذلك فالواحد منا يكون خارج البيت مجاملا مع الآخرين، بينما يترك نفسه على طبيعته مع أهل بيته فيصرخ وينفعل، وقد يكون وَعْرا شديد الوعورة ... وهكذا، وهكذا. ترى أيخطر فى بال أحدنا أن يسمّى شيئًا من هذا شيزوفرانيا؟ وعلى كل حال فهذا الانتقالُ من مستوى لغوى إلى مستوى لغوى آخر موجودٌ فى كل اللغات، وليس مقصورا على لغة القرآن، إذ الحياة فى كل مجالاتها ومظاهرها مرتبةٌ درجاتٍ بعضُها فوق بعض. والفصحى، كما سلف القول، تشبه ارتداء الملابس الرسمية كاملة، أما عامية المثقفين فتشبه القميص والسراويل، وأما عامية غير المتعلمين فتشبه مباذل العمل، وتبقى عامية الدهماء والغوغاء، وهى أشبه ما تكون بملابس الكناسين وكاسحى المجارى. ولست أقصد بهذا تحقيرا لأى أحد أو لأية مهنة. إنما هو مَثَلٌ ضَرَبْتُه لأبين للقراء الأفاضل أن المؤلف لا يقول كلاما سليما حين يتهم العرب من دون سائر خلق الله بأنهم مصابون بداء "الشيزوفرانيا"! وليس الفرق بين اللغة الفصحى واللهجة العامية كالفرق بين لغتين مختلفتين كما يزعم خطأً، وإلا فكيف يفهم العامىُّ المغرقُ فى الأميةِ والجهلِ كلامَ الخطيب يوم الجمعة والآيات القرآنية والأحاديث النبوية وأقوال الصحابة وأبيات الشعر التى تتضمنها الخطبة عادة؟ وقل مثل ذلك فى نشرات الأخبار والتحليلات السياسية والكلمات التى تلقى فى الندوات العامة. كذلك كيف يفسر الكاتب مقدرة ابنتى الصغيرة التى لا تزال فى المرحلة الابتدائية على فهم القصص والمجلات والكتب التى أشتريها لها لتقرأها وتستمتع بها، حتى إنها لتفاجئنى بترديد بعض عباراتها الفصحى كما فعلت الليلةَ مثلا حين كنت أهدهدها وهى بجوارى تقرأ فى إحدى مجلات "ميكى"، إذ انطلق لسانهاقائلةً: "لماذا تُرَبِّتُ على كَتِفى يا أبى؟ ": هكذا بالنص كما شكَّلتُ الجملة، مما جعلنى أهتف بصوت مسموع وأنا أقهقه: "تعال يا أستاذ شوباشى، اسمع! "، وهو ما دفعها إلى السؤال باستغراب: "من الأستاذ الشوباشى هذا يا بابا؟ "، فضحكتْ زوجتى، التى تعرف الأمر وتتابعه معى أَوَّلاً بأَوَّل… والطريف أن هذه الصغيرة نفسها كثيرا ما تسألنى عن بعض الكلمات والعبارات العامية التى لا تدرك معناها فيما أحب الاستماع إليه من أغانٍ مثل أغنية "غُلُبْت أصالح فى روحى" لكوكب الشرق، التى لم تفهم منها عبارة "صعبان علىّ اللى قاسيته، فى الحب من طول الهجران"؟ ثم كيف يفسر سيادته استطاعتى أثناء طفولتى الأولى فى الكُتّاب فهم قصص الأنبياء التى كانت تقع فى يدى بين الحين والحين فى خمسينات القرن الماضى حين كانت القرية المصرية غارقة فى ظلمات الأمية إلى حد كبير، وكل ما كان فى جَعْبتنا من الفكر والثقافة فى ذلك الحين قواعدُ الإملاء وعملياتُ الحساب الأولية وحفظُ بعض السُوَر القرآنية؟ وماذا يقول فى القراء الذين لم يحصلوا على أية شهادة علمية، لكنهم يحبون القراءة ويستطيعون أن يفهموا ويتلذذوا بمطالعة الكتب الراقية التى ألفها فطاحل الكتاب والأدباء كالعقاد والمازنى وطه حسين وأحمد أمين وفريد أبو حديد مثلا؟ وكيف يا ترى يفهم هذا النوعُ من
(يُتْبَعُ)
(/)
القراء بوجهٍ عامٍّ آياتِ القرآن وأحاديثَ النبىّ، وكتب التفسير والفقه وغيرها من المؤلفات التراثية؟ إن الكاتب يبدو وكأنه يتحدث عن مخلوقات تعيش فى الفضاء الخارجى لا نعرف عنهم شيئا إلا ما تحكيه الأساطير والقصص الخرافية، فهو يأخذ راحته تماما فى الحديث عنهم وعن غرائب أحوالهم مطمئنًّا إلى أن أحدا لن يستطيع أن يعقِّب على ما يقول! ثم بالله عليكم أيها القراء، هل يُعْقَل أنه إذا ذهب واحد مثلى إلى البقال وأصابه خَبَلٌ فى عقله (بعد الشر!) وقال له: " أعطنى يا بُنَىَّ رغيفا من الخبز، وزِدْ عليه قطعة من الجبن"، أن البقال لن يفهم من هذا الكلام شيئا كما يزعم أ. الشوباشى؟ طيب ما رأيك يا أ. شوباشى أنى أنا نفسى قد فهمت هذه الجملة من أول وهلة؟ تَصَوَّرْ! ألست أستحق منك جائزة؟ لا تضحكوا من فضلكم أيها القراء الكرام من منطقى هذا فى الرد، فإن مثل تلك الدعوى لا يُرَدّ عليها إلا بذاك المنطق! والواقع أن هذا الكلام هو من عيّنة الزعم المضحك بأن المجمع اللغوى يقول فى تسمية الساندويتش: "شاطر ومشطور وبينهما طازج"! ومن الغرائب فى هذا السياق قول المؤلف إن العربى فى كل العصور والأزمنة كان يهجر الفصحى ويلجأ إلى العامية يعبر بها عما فى صدره حتى إنه لو ذهب لحبيبته وقال لها: "أنا هائم فى غرامك" أو "وجهك الصبوح يهز كيانى" لانتهت العلاقة بينهما بهذا الغزل البليغ (ص 135). وطبعا لو أنه، بدلا من هذا، غازلها بالفرنسية التى لا تعرف منها حرفا فلسوف ترتمى على صدره من فورها وتُكَلْبِش فيه واقعةً لشوشتها فى هواه، ولن يستطيع أحد عندئذ أن يفكّه منها ولو بالطبل البلدى! لكن ماذا تقول يا أستاذ فى كل الغزل العربى طوال الخمسة عشر قرنا الماضية وزيادة، وقد كان كله بالفصحى، اللهم إلا الأغانى العاطفية فى العقود الأخيرة، بل كانت رسائل بعض الشعراء إلى حبائبهم بهذه اللغة كما فعل بشار والعباس بن الأحنف وابن زيدون والبهاء زهير، لا بالعامية كما تظن أنت؟ ملعوبة هذه؟ أليس كذلك؟ وما رأيك فى أن المحبين والمحبّات، حتى فى عصرنا هذا، حين يكتب بعضهم لبعض رسائل غرامية إنما يكتبونها عادة بالفصحى، ويبكون إذا استمعوا إلى الأغانى الفصيحة من مثل: "أيظن؟ " أو "لا تكذبى"، أو "رسالة من امرأة مجهولة" أو "لستَ قلبى" أو "حبيبَها" أو "قصة الأمس" أو "أراك عَصِىَّ الدمع" أو "فَجْر" أو "جبل التَّوْباد" أو "عُدْتَ يا يوم مولدى" أو "أشواق" أو "لا تُوَدِّعْنى حبيبى"؟ بل إنهم حينما يبكون إنما يبكون بالفصحى! ما رأيك فى هذه أيضا؟ ملعوبة؟ ألا توافقنى على هذا؟ حتى أحمد رمزى فى الفِلْم المشهور الذى لا أعرف عنوانه، والذى كان يقوم بدور السّنّيد فيه كالعادة الأستاذ غراب (عبد السلام النابلسى)، كان يستعين بسعد عبد الوهاب فى كتابة الخطابات الملتهبة للممثلة إيمان باللغة الفصيحة مما لا تُعَدّ الجملتان اللتان استشهدتَ بهما سيادتك بجانبه شيئا بالمرة! أتستطيع أن تنكر هذه الواقعة أيضا؟ إنك إن فعلت فسوف أرفع دعوى قضائية وأطلب شهادة الممثلَيْن المذكورَيْن، ولا أظنهما يجحدان الشهادة، وإلا فهناك نسخة الفلم، وهى لا يمكن أن تغير ذمتها! وقِسْ على ذلك الفلم غيره من الأفلام!
وبعد، فقد آن لنا أن نلقى القلم ونستريح، ولكن قبل أن نفعل لا بد أن نبين للقراء ماذا نقصد بكلمة "عبقرية" حين نصف بها لغتنا الفصحى: أول شىء أنها لغة طويلة العمر، إذ يبلغ عمرها أكثر من ستة عشر قرنا بكثير، وهذه الخصيصة دليل على أصالتها وعلى أن فيها سرًّا وبركة، وإلا ما استطاعت أن تقوم بحاجات أجدادنا وآبائنا ثم حاجاتنا نحن أيضا على مدار هذا التاريخ الطويل الذى لم يهبه اللهُ للغةٍ غيرها. لكن أ. الشوباشى لا يستطيع أن يدرك هذا المعنى، ونحن ندعو الله له بالاهتداء إلى إدراكه حتى لا يتجنى على هذه اللغة العبقرية. وثانى شىء أنها تخلو من التنافر فى حروف كلماتها بحيث لا تجد فيها مثلا كلمة تحتوى على "دال" يوجد قبلها أو بعدها "طاء" أو "ظاء"، أو كلمة تحتوى على "جيم" يجىء قبلها أو بعدها "غين"، أو كلمة تحتوى على "سين" يأتى قبلها أو بعدها "شين" ... إلخ. وعلى هذا فأنت حين تقرؤها أو تتكلمها لن تجد فيها ما يثقل على لسانك أو أذنك أو ذوقك. بل إنها لا تقبل أن تكون فيها كلمة تبدأ بحرف ساكن. وهذا وذاك مما لا يتوفر
(يُتْبَعُ)
(/)
لغيرها مما نعرفه على الأقل من اللغات الأوربية التى يفاخرنا بها كل من فى قلبه شىء تجاه العربية الفصيحة! وثالثا فهذه اللغة كل كلماتها موزونة، والأوزان التى تجرى عليها تلك الكلمات معروفة ومعدودة ويمكن أن يُلِمّ بها أى شخص فى عجالة: فالأفعال الماضية مثلا إذا كانت مكونة من ثلاثة أحرف لا تخرج عن أن تكون على وزن "فَعَلَ" أو "فَعِلَ" أو "فَعُلَ". والمضارع من الوزن الأول يكون إما على وزن "يَفْعَلُ" أو "يَفْعِلُ" أو "يَفْعُلُ". أما من الوزن الثانى فهو إما على وزن "يَفْعِلَ" أو "يَفْعَل"، ولا ثالث لهما. ويبقى الوزن الثالث، والمضارع منه ليس له إلا صورة واحدة هى "يَفْعُل" ... وهذا مجرد مثال. ولهذا كانت اللغة الفصحى لغة مُوَقَّعَة تمتع الأذن، وهذه قيمة يهتم بها ذوّاقو اللغات. كذلك فكل وزن من أوزان الكلمة له معنى أو أكثر، ومن ثم كان من السهل فى كثير من الأحيان معرفة المعنى الإضافى للكلمة بسهولة: فمثلا المصادر الثلاثية التى على وزن "فُعَال" تدل عادة على مرض أو ألم مثل: "دُوَار، زكام، صداع، كُبَاد، كساح، قراع، خُنَاق" ... إلخ. كما أن اسم الآلة لا يخرج فى صِيَغه القياسية عن الأوزان التالية: "مِفْعَل، مِفْعال، مِفْعَلة، فَعّال، فَعّالة، فاعُول" ... وهلم جرا. ثم إن الإعراب الذى يزعج بعض الناس هو أيضا سر من أسرار هذه اللغة العجيبة التى انبثقت من قلب الصحراء، لكنْ ما إن نزل بها كتاب الله حتى انطلقت من عزلتها إلى آفاق العالمية وصارت لغةَ إمبراطوريةٍ متراميةِ الأطراف. وهذا الإعراب يعطيها مرونة وحرية وحيوية ليست للغةٍ غيرها. إن كاتبنا يبدى ضيقة بهذه السمة مفضلا عليها أن تجىء الجملة على وتيرة واحدة لا تتغير، كالذى لا يعرف من ألوان الأطعمة إلا " السميط والجبن"، فيظل طول النهار يأكل "سميطًا وجبنًا، سميطًا وجبنًا، سميطًا وجبنًا" حتى مشّّشَتْ بطنه من الجبن وتكلَّس السميط فيها، مع أن خيرات الله فى ميدان الأكل لا حَصْر لها ولا حدّ لتنوعها. لكن ماذا نقول فيه وفى أمثاله ممن لا يريدون أن يعرفوا أن نعم الله كثيرة وأن فى الدنيا أشياء غير "السميط والجبن"؟ وفضلا عن هذا فإن الفصحى تمتاز بالثراء الفاخر فى معجمها اللفظى، فما من شىء أو صفة أو معنى مهما كان من دقته إلا وَضَع له العرب عدة كلمات تنظر إليه من كل زواياه مثلما رأينا فيما قاله حسن الشريف فى مثال "العطش"، وكذلك ما قاله محمد مفيد الشوباشى فى "مشى المرأة"، وما قلته أنا فى بعض أسماء "السيف". وهناك مزايا أخرى كثيرة ليس هنا موضع تبيانها، فتُطْلَب فى مظانّها.
ونصل الآن إلى خط النهاية، ولكن قبل أن نطوى أوراقنا لا بد من كلمة حق نقولها فى سيبويه، الذى نادى مؤلفنا بسقوطه. لقد أسدى هذا الرجل إلى لغة القرآن يدًا جُلَّى بتأليف أشهر كتاب فى النحو العربى حتى ليكفى أن يقال: "الكتاب" ليعرف السامع للتوّ أن المقصود كتاب هذا العالم الجليل. ويزيد الرجلَ فضلا أنه فارسى، على حين أن من العرب الآن من يدعون إلى خنق اللغة العربية زاعمين عليها المزاعم مهوّلين فى أمر صعوبتها، وكأنها هى الشىء الصعب الوحيد فى العالم، مع أن الحياة كلها صعوبات. إن الأمم القوية هى التى تفرض كلمتها وشخصيتها على الدنيا لا التى تفرّ منهزمة أمام أول عقبة تصادفها فى طريقها. لقد مضت عدة قرون على العرب والمسلمين وهم موتى أو أشباه موتى، بينما تقتحم أمم أخرى بلادهم اقتحامًا وتملى كلمتها عليهم وتريد أن تُُكْرِههم على أن يعيشوا بالأسلوب الذى تريده هى لا الذى يريدونه هم، ومنه التخلى عن لغة القرآن. وهو الحلم الذى يراودهم منذ أجيال، ولا يريدون أن يكفّوا عن محاولة جعله حقيقة! فكيف نقبل أن يهان سيبويه، وهو رمز من رموزنا العلمية والدينية، وكذلك القومية رغم أن الرجل فارسى الأصل؟ إن العرب هم الذين يتشرفون بسيبويه، وليس هو الذى يتشرف بهم، وإن كان شرفه نابعا من خدمته للّغة التى اختارتها السماء لحمل رسالة الدين الأخير، الدين الذى أتى به محمد صلى الله عليه وسلم والذى تعهد الله بحفظ كتابه. وعلى هذا فإننا نهتف من أعماق قلوبنا وبأعلى حِسّنا: يعيش سيبويه! ويعيش معه محمد فريد الشوباشى عاشق اللغة الفصحى التى عشقها سيبويه وخدمها بنور عينيه وعقله! ولا عاش من يكره الفصحى ويعمل على تدميرها رغم أنه، بمشيئة الله تعالى وحوله وطوله، لن يكون أبدا من المفلحين! وأرجو ألا يكون الأستاذ شريف الشوباشى من هؤلاء الكارهين، إن لم يكن من أجل شىء فلأنه وكيل وزارة الثقافة فى أكبر دولة عربية، ووكيل الثقافة فى مصر ينبغى أن يكون من المتدلهين فى هوى لغة القرآن!
لا ندري كيف يمكن ان تكون اللهجات بديلاً عن اللغة العربية؟؟؟!!!
فأي لهجة تُتبع وكل مدينة بل كل قرية لها لهجة خاصة بها؟؟؟!!!
أم نكون مثل الهند لغات متعددة حتى استقر الأمر بهم إلى جعل اللغة الانجليزية
هي البديل؟؟؟؟ عجباً لكم يا عبدة الغرب كيف تفكرون؟؟؟!!!
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالفتاح]ــــــــ[04 - 07 - 2007, 12:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع المهم
ـ[~*O®©™ [عاشقة القوافي] ™©®O*~]ــــــــ[05 - 07 - 2007, 02:14 م]ـ
بوركت أخي على هذا الموضوع الهام فالقلة أخي هم من يرون أن هذه اللغة العربية أصل لهذه الأمة والكثير يرى أنها ليست لغة للعلوم لخلوها من المصطلح.
ـ[الغيور]ــــــــ[05 - 07 - 2007, 03:00 م]ـ
بارك الله فيك , وأهلك كل من يحارب هذه اللغة العظيمة , لغة أهل الجنة ...
إنها من صميم الدين , والجاهل لايعلم هذا.
ـ[أبو مراد الجابي]ــــــــ[10 - 07 - 2007, 11:48 م]ـ
في نهاية دراستي للغة العربية التي لا أحب دراستها أرسلت أنا وصديقي أبيات من الشعر لشيخي أشعره بحالي وحال كثير من زملائي، أقول
يا شينخ عندي بعض قول مشكل والبعض يا ذا الشيخ فيه مسائل
ومسائل عندي أريد حلولها وحلول بعض القول لا تتكامل
ومسائل كملت ويبقى نصفها والنصف فيه المبهمات مراحل
ومراحل عرفات ويبق فهمها والفهم في النحو السقيم ضخاقل
شيخي تراك النحو والزم نهجنا وعليك بالقرآن فيه فضائل
محمد الجابي
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[10 - 07 - 2007, 11:58 م]ـ
لم يخطر على بالي أبدا أن في الفصيح من لا يحب دراسة العربية
ولا تعارض بين دراسة النحو والقرآن حتى تنصح شيخك بترك النحو والتزام القرآن
بل النحو سبب لفهم القرآن
ونصيحتي هي أن تحب دراسة العربية
هداني الله وإياك
ـ[معالي]ــــــــ[14 - 07 - 2007, 06:53 ص]ـ
الفصل القائم اليوم بين دراسة العلوم الشرعية وعلوم العربية حتى ليُظن أنهما بابان مختلفان خطأ صريح، من وجهة نظري!
فالعربية من علوم الدين، وهذا ما يغفل عنه خلق كثير.
أما أصل الموضوع، وهو (لتحيا العربية، يعيش سيبويه) فهو مكرر، وقد سبق مناقشته من أكثر من وجه.
شكرًا للجميع.(/)
مساء الجميع بكل خير
ـ[الصعلوك]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 06:12 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله مساء الجميع بكل خير
الصعلوك ضيف جديد جاءكم ليعانق أجواءكم الرحبة
حفظكم الله و رعاكم
بالتوفيق أيها الأخوة الكرام
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 07:06 م]ـ
حياك الله أخي الحبيب الشريف الغطريف وليس الصعلوك:)
أفادنا الله بك وأفادك بنا وجعلنا جميعاً من المستفيدين
تحياتي لك أخي الكريم
والسلام,,
ـ[نردين]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 09:34 م]ـ
مساء الخير واهلاً وسهلاً ونتمنى أن تستفيد من هذا المنتدى المتمكن وأن نستفيد منك إذا أمكن
ـ[أبو طارق]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 10:24 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بكَ في ركب الفصيح
ونأمل لك ومنك النفع والفائدة
ـ[أبو لين]ــــــــ[16 - 03 - 2007, 04:32 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلا بك أخي بين إخوتك فحيّاك الله وبيّاك
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 12:42 ص]ـ
أهلا وسهلا بك أخي
ـ[قلم الرصاص]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 08:41 ص]ـ
أهلا بك أخي الصعلوك
نتمنى أن تفيد وتستفيد من فوائد المفيد والمستفيد إفادة واستفادة
نستفيد منها ونفيد من لم يستفد كاستفادتنا إفادة من أهل الفوائد المفيدة.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 09:25 ص]ـ
حيهلا بك وتحية من عند الله مباركة طيبة ابعثها لك من الانبار
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 10:27 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا وسهلا بك في رحاب الفصيح(/)
أمثال وحكم، شارك بمثل أو حكمة من واقعك الخاص
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 09:58 م]ـ
::: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هناك مجمعات للأمثال والحكم العربية، وهي خلاصة تجربة مجتمع كامل،
بعضه القليل لمسناه في الحياة حقيقة وكثير لم نلمسه بعد.
فهل مرت في حياتك حالة جعلتك تتمثل وترى وتتذكر مثلاًأو حكمة سمعتها عن العرب، طابقت فصدقت ما أنت فيه؟
يكفي أن تذكر نص المثل أوالحكمة فحسب، دون ذكر تفاصيل الحالة.
فأنا قد مر معي ما يصدق هذه الحكمة للمتنبي:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ..... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا;).
ـ[سكينة]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 12:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مثل مر معي شخصيا
يهب الله كل طائر رزقه لكنه لا يلقيه له في العش.
و ايضا-
لا يمكنك اضافة السكر اذا كان الملح هو المطلوب.
و جزاكم الله خيرا.
ـ[قصي الذبيان]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 02:34 م]ـ
"وهذا الميدان يا حديدان" مثل يردده الكثيرون، فما هي قصة هذا المثل؟
ـ[نردين]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 09:04 م]ـ
"وهذا الميدان يا حديدان" مثل يردده الكثيرون، فما هي قصة هذا المثل؟
أظن أنه الميدان ياحميدان هذا ماسمع
أما قصته فلااعرفها
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 09:14 م]ـ
::::; allh
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 09:15 م]ـ
السلام عليكم:
أخي الكريم:
هذه الصفحة لم تختص بشرح قصة المثل أو الحكمة، بل لتلخيص قصة جرت مع أحدنا طابق ما جاء في المثل أو الحكمة، فكانت خلاصة تجربة لو اتعظنا بها من قبل أن يقع الفأس بالرأس لكان أسلم، ولا بأس من ذكر قصة المثل بعد سرده إن كان داخلاً ضمن نطاق ما فتحت لأجله هذه الصفحة ..
شكر الله لكم
----------
وأما عن المثل الذي أشرت إليه فربما يقول: لم يبقَ بالميدان إلا حديدان" أي بقي في الساحة وحيداً دون الناس ودون مؤازر.ولا أعرف قصته
ـ[خبر مقدّم]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 10:11 م]ـ
السلام عليكم
هذا الميدان يا حميدان
مثل شعبي أسمعه كثيرا معناه: الميدان أمامك يا حميدان فأثبت لنا براعتك. أو أثبت لنا ما تقول.
ـ[خبر مقدّم]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 10:21 م]ـ
هذا البيت قد تمثلته في أحدهم:
كلانا مظهر لأخيه هجر ** وفي جنباته حب دفين
ـ[قلم الرصاص]ــــــــ[20 - 03 - 2007, 09:46 ص]ـ
لي صديق طبعه الوصل وسمته البساطة والمرح
انقطع عني لأيام فهاتفته وبادرته بالدعابة والثرثرة المفضلة بيننا
ولكني لمست منه انقباضاً , فقلت:- اليوم يومي , سأغلبك بالهذر
وقد فهم مغزاي فقال:-
((ويلٌ للشجيِّ من الخليِّ))
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[20 - 03 - 2007, 10:18 ص]ـ
::: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هناك مجمعات للأمثال والحكم العربية، وهي خلاصة تجربة مجتمع كامل،
بعضه القليل لمسناه في الحياة حقيقة وكثير لم نلمسه بعد.
فهل مرت في حياتك حالة جعلتك تتمثل وترى وتتذكر مثلاًأو حكمة سمعتها عن العرب، طابقت فصدقت ما أنت فيه؟
يكفي أن تذكر نص المثل أوالحكمة فحسب، دون ذكر تفاصيل الحالة.
فأنا قد مر معي ما يصدق هذه الحكمة للمتنبي:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ..... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا;).
أخي عبدالقادر أظن بأن الموضوع متكرر
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=10722
ـ[~*O®©™ [عاشقة القوافي] ™©®O*~]ــــــــ[20 - 03 - 2007, 07:36 م]ـ
"ما حك جلدك مثل ظفرك"
وأنا جربت هذا المثل في كثير من الأحيان وكان صادقا.
والشكر موصول لجميع المشاركين.
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[20 - 03 - 2007, 11:52 م]ـ
السلام عليكم:
أخي الحارث:
ربما حصل هناك لبس فهذه الصفحة خاصة جدا بسرد أمثال وحكم مر معنا ما طابق هذا المثل أو تلك الحكمة في فترة من حياتنا، فكانت السلوان لنا.
فكل الأمثال والحكم-تقريباً-لها فائدتها ووقعها في النفس، ولكن التجربة خير برهان
ـ[الأسد]ــــــــ[21 - 03 - 2007, 01:50 ص]ـ
لا أدري إن كان هذا المثل من إنشائي , أم أنه من توارد الخواطر.
كنت منهمكا في مهام عديدة في الدراسة , ومع الأهل , والهواية , والوظيفة ,
فتداعت علي هذه الأمور حتى قل ّ عطائي , فخرجت بهذه المقولة:
(إذا كثرت المهام قل ّ الاهتمام)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 11:28 م]ـ
أخاك أخاك إن مَنْ لا أخا له .......... كَساعٍ إلى الهيجا بغير سلاح
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 11:29 م]ـ
إذا غامَرْتَ في شرف مروم .......... فلا تقنع بما دون النجوم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 11:30 م]ـ
إذا لم يكن إلا الأَسِنَّةُ مركبا ....... فلا رأي للمضطر إلا ركوبها
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 11:31 م]ـ
دع الأيام تفعل ما تشاء ........ وطب نفسا بما حكم القضاء
وما نيل المطالب بالتمني ......... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 11:32 م]ـ
ولا خير في حسن الجسوم وطولها ........ إذا لم يزن طول الجسوم عقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 11:33 م]ـ
البغي يصرع أهله ......... والظلم مرتعه وخيم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 11:34 م]ـ
تأبي الرماح إذا اجتمعن تكسرا ........ وإذا افترقن تكسرت أفرادا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 11:58 م]ـ
ما كل مايتمنى المرء يدركه=تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
أذا أنت أكرمت الكريم ملكته=وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
أذا رأيت نيوب الليث بارزة=فلا تظن أن الليث يبتسم
فأطالب العز في لظى ودع الذل=ولوكان في جنات الخلود
من يهن يسهل الهوان عليه=ما لجرح بميت أيلام
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله=وأخو الجهاله في الشقاوة ينعم
وإذا لم يكن من الموت بد=فمن العجز أن تموت جبانا
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى=عدوله ما من صداقته بد
لا خيل عندك تهديها ولا مال=فليسعد المنطق إن لم يسعد الحال
الخيل والليل والبيداء تعرفني=والسيف والرمح والقرطاس والقلم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 03 - 2007, 12:04 ص]ـ
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا= فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدالٌ وفي الترك راحةٌ= وفي القلب صبرٌ للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه= ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الودادِ طبيعةٌ= فلا خير في ودٍ يجيء تكلفا
ولا خير في خلّ يخون خليله =ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشاً قد تقادم عهده =ويظهر سراً كان بالأمس قد خفا
سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن بها = صديقٌ صدوقٌ صادقُ الوعد منصفا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 03 - 2007, 12:09 ص]ـ
ومن لم يصانع في أمورٍ كثيرةٍ ... يُضَرّس بأنيابٍ ويوطأ بمنسم
ومن يجعل المعروف من دون عرضهِ ... يفره , ومن لا يتقي الشتم يُشتمِ
ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضلِهِ ... على قومه يُستغنَ عنه ويذمم
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ... وإن يرقَ أسباب السماء بسلّمِ
ومن يجعل المعروف في غير أهلهِ ... يكن حمده ذمّاً عليه ويندمِ
ومن يغترب يحسب عدوّاً صديقه ... ومن لا يكرّم نفسه لا يُكرّمِ
ومهما تكن عند امرءِ من خليقةٍ ... وإن خالها تخفى على الناس تُعلمِ
وكائن ترى من صامتٍ لك معجبٍ ... زيادتهُ أو نقصه في التكلّمِ
لسان الفتى نصفٌ , ونصفٌ فؤاده ... فلم يبقَ إلا صورة اللحم والدمِ
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[25 - 03 - 2007, 10:39 م]ـ
{فكة من جحا غنيمة} مثل شعبي يطلق عند غياب الشخص غير المرغوب فيه
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[26 - 03 - 2007, 08:39 م]ـ
لسلام عليكم:
أخوتي،:
أرجو أن يقرأ مضمون عنوان هذه الصفحة.
بوركتم جميعاً
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[26 - 03 - 2007, 09:44 م]ـ
حار امري في هواكم
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 08:16 ص]ـ
رضى الناس غاية لا تدرك(/)
من يدرس في جامعة أم القرى بمكة المكرمة؟
ـ[الإقليد]ــــــــ[16 - 03 - 2007, 04:50 م]ـ
يراسلني على الخاص لحاجتي الماسة لبعض المعلومات
مع كل الشكر
ـ[معالي]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 10:50 ص]ـ
ألغي الخاص، فلعلك تطرح مسألتك هنا، أخي الكريم.
موفق.
ـ[الإقليد]ــــــــ[20 - 03 - 2007, 10:51 م]ـ
هناك مكتبة رقمية مخصصة لمنسوبي وطلاب الجامعة
وفيها كتب لا تباع إلا هناك
ويلزمني رقم سري حتى أدخل لهذه المكتبة لتحميل الكتب فمن يساعدني بتزويدي ببعضها مع هتان شكر
ـ[معالي]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 09:58 م]ـ
هات أسماء الكتب، وسأبحث وأوافيك بخبرها حال تمكني من دخول الفصيح بإذن الله.
هناك جهاز مخصص داخل الجامعة للبحث في الرقمية، ولكنها لا تباع، بل يمكنك معرفة وجود الكتب التي تبحث عنها من عدمها، فقط.
فإن وجدتها فخذ رقم الفهرسة وزرها بمقرها في العابدية.
هذا هو الإجراء المتبع.
ـ[الإقليد]ــــــــ[24 - 03 - 2007, 04:32 م]ـ
لا تباع وإنما يمكن تحميلها كملف وورد أو بي دي إف
وإلا فكل المكتبات عندها خدمة البحث في قاعدة البيانات الخاصة بأسماء الكتب
وأنا بحثت عما أريد فوجدتها
أريد فقط اسم مستخدم وكلمة مرور للتحميل(/)
قذائف الحق (من الروائع) - الدكتور محمد سعيد رسلان
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[16 - 03 - 2007, 09:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قذائف الحق
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1143 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1143)
( المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1143(/)
نبي الرحمة ودين الإنسانية
ـ[الأسد]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 03:42 ص]ـ
أنبئت أن رسول الله أوعدني == والعفو عند رسول الله مأمول
مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ال == قرآن فيها مواعيظ وتفصيل
إن الرسول لنور يستضاء به == مهند من سيوف الله مسلول
كعادة الكفر والكافرين لن يرضيهم نبي ولن ترضيهم ملة أو دين، ومع ذلك قال صلى الله عليه وسلم لكفار قريش حين دخل مكة فاتحا - بعد أن نصره الله عليهم - اذهبوا فأنتم الطلقاء، وعندما آذاه أهل الطائف وطردوه وسخروا به وانتقصوه صلى الله عليه وسلم أبى أن يحل بهم العذاب، ومنع ملك الجبال أن يطبق عليهم الأخشبين , وقال صلى الله عليه وسلم له: لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله لايشرك به شيئا، وقد حدث ذلك.
كماأنه صلى الله عليه وسلم عفى عن كعب بن زهير رضي الله عنه قائل الأبيات السابقة بعد أن أهدر دمه.
رحمته صلى الله عليه وسلم أكبرمن أن يشار إليها، وأكثر من أن تعدد مواقفها، وقد استلهم ذلك من ربه الرحيم الرحمن سبحانه وتعالى الذي أودع في قلب نبيه صلى الله عليه وسلم كل معاني الرحمة والشفقة والإنسانية التي لاتوجد في مخلوق سواه ((وإنك لعلى خلق عظيم)).
ومن يقرأ في سيرته ويتتبع أحداث حياته صلى الله عليه وسلم يجدها مليئة بهذه الرحمة والمودة اللطيفة التي نشأت معه منذ نعومة أظفاره صلوات ربي وسلامه عليه، والتي أصبحت أساسا له فإذا هو يرحم الكبير , ويحنو على الصغير، ويحن على المسكين، ويرأف بحال اليتيم، ويحسن معاملة اللئيم، بل إنه يحسن معاملة الكفار سواء في الغزوات أو في المعاملات، فوضع لنا صلى الله عليه وسلم منهجا للفلاح، وقانونا هو أساس الصلاح والنجاح.
إننا ونحن نقرأ سيرته صلى الله عليه يجب علينا أن نحتذي خطاه ونترسم منهجه حتى يتسنى لنا العيش الصالح والطريق القويم المستقيم الذي يجعلنا قدوة لغيرنا كما هو قدوتنا صلى الله عليه وسلم، بل إنه حتى الكافر المنصف والمحايد ليعجب بشخصيته صلى الله عليه وسلم، ويقتدي بها، ولذلك كان الأديب الإنجليزي العالمي (برنارد شو) معجبا ومغرما بشخصيته صلى الله عليه وسلم، ومولعا بكفاحه البطولي في سبيل نصرة دينه وإعلاء كلمتة ربه.
ولو أن كل إنسان ألزم نفسه باحتذاء نبيه والاقتداء به، والعمل بأوامر دينه الذي شرعه الله لنا لما وصلنا إلى مانحن عليه الآن من تقاعس وتخاذل أفضى بنا وبأمتنا الإسلامية إلى التضعضع والتفرق والإنقسام، حتى أننا أصبحتا نخاف من مستقبل الأيام، وماذا سيحل بنا؟ ومالذي ستؤول إليه أحوالنا؟ فيارب لطفك ورحمتك!
لهذا وغيره من بعدنا عن ديننا واهتمامنا بدنيانا أصبحنا أضحوكة لغيرنا، ومثارالتهكم والهزء من قبل أعدائنا وأعداء ديننا الذين هم من سيفرح ويسر عندما يرانا على هذه الحال.
ولعل مافعله الدنماركي الملعون وغيره من أعداء ملتنا من سب لحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم لهو من أسباب تخاذلنا عن ديننا وغفلتنا عن سيرته ومنهجه صلى الله عليه وسلم، وكذلك ما فعله البابا النصراني هو الآخر ليس بمستغرب عليه ولا على أعوانه وأنصاره، وسيخرج غيره الكثير من ديانته ومن ديانات أخرى ستظهر لنا الغل الدفين والحقد المبطن منذ سنين.
ويبقى الحل كيف نواجه تلك الأخطار، ونتصدى لها ونحن مكبلون حسيا ومعنويا؟
إن الدفاع عن ديننا وعن نبينا صلى الله عليه وسلم يتطلب منا مراجعة الكثير من حساباتنا ثم التصدي للخطر، فسلاح المؤمن الفتاك هو الدعاء، وأعظم وأنعم بهذا السلاح الذي يتوفر لكل شخص كبيرا كان أو صغيرا، رجلا أو امرأة، ثم إن هذا السلاح تزداد قوته بقوة مالكه، ويقوى مفعوله بقوة إيمانه واحتسابه، وماأعظم سهام الليل التي تصيب ولن تخيب إن شاء الله، فعليكم بكل من أراد الإسلام أو المصطفى صلى الله عليه وسلم بأذى، أحرقوه بتلك السهام.
ثم إذا كان حبيبنا صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا وسراجنا المنير دائما وأبدا فإننا بلا أدنى شك سنؤثر على غيرنا ونصبح قدوة له، وما أكثر القصص والأخبار التي أسلم أصحابها نتيجة تأثرهم وإعجابهم بهذا الإسلام وبشخصياته المؤثرة وأبرزها وأعظمها شخصيته صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إننا نمتلك نعمة أنعم الله بها علينا وهي الثورة المعلوماتية والسهولة الإتصالية، وهذه النعمة يجب ألا نحولها إلى نقمة بإساءة استخدامها، فانفتاحنا مع الآخر وحوارنا معه قد يكون نافعا مفيدا إذا ما أصلحنا صورة الإسلام المشوهة اليوم، إلا أن هذا المجال لا ينبغي أن يغوص فيه إلا من يرى نفسه أهلا لذلك بعد أن يكون سليما من الشهوات والشبهات التي قد تعيقه في هذا المجال، لذلك أنصح أخواني وأخواتي ممن يجيدون الإتصال مع الآخر والتواصل الفكري والديني معه ألا يبخلوا على دينهم ونبيهم بالذود عنه، والتعريف الصحيح به.
وفي هذا المقام يجب أن نشيد بتلك الثورة التي ثارها كل مسلم ومسلمة غيور على دينه، وهي نصرة النبي صلى الله عليه وسلم بأي وسيلة كانت، وهذه الثورة في محلها، وهي ردة فعل طبيعية، إلا أننا لانريد لها الخمود والجمود بل نريد أن نذكيها بلهيب شوقنا وحبنا لنبينا صلى الله عليه وسلم، فالمقاطعة لانريدها أن تتوقف بل نريد لها الاستمرار، فكل ما وقع في أيدينا من إنتاج تلك الدول يجب علينا مقاطعته ما استطعنا لذلك سبيلا فهذ أقصى مانملك، لاسيما أن المقاطعات السابقة آتت أكلها و أينعت ثمارها، إلا أنني أرى للأسف بعض أخواننا لم يحرك ساكنا، ولم يعرف مايدور حوله، والأدهى من ذلك من يتجاهل تعاليا وغرورا.
ولا ينبغي أن ننسى هذه المقاطعة ونتغافل عنها فهي سلاحنا القوي الذي سيرهق كاهل أعدائنا، وما يجب علينا فعله هو إعلانها والحث عليها دائما وأبدا كل ما حن ّ حين وجد ّ جديد.
وديننا ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم , كل منهما محفوظ بحفظ الله تعالى إلى يوم الدين , إلا أن ذلك قد يكون من الابتلاء الذي قدره الله لنا؛ ليرى هل نحن واعون أم غافلون.
وصلى الله وبارك على خير من وطئ الثرى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ...
* وشهد شاهد من أهلها , يقول الأديب الإنجليزي (برنارد شو):
قد درست الدين الإسلامي , وشخصية محمد تلك الشخصية العظيمة اللامعة , فوجدت محمدا بعيدا عما يلحقونه به من التهم , ويجب أن يسمى في الحقيقة مخلص الإنسانية ومنقذها
ـ[أبو طارق]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 05:59 م]ـ
بارك الله في قلمك أيها الفاضل
وجعله الله سيفًا مسلولا على أعداء الإسلام
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 06:07 م]ـ
اللهم صلِّ على نبينا نبي الهدى والرحمة وعلى آله وصحبه وسلم
بارك الله فيك أخي وأجزل لك المثوبة(/)
ما رأيك أن تترك الماوس وتطوف في هذه الأماكن الرائعة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 01:22 م]ـ
http://mekanlar.nurris.org/
ما رأيك أن تترك الماوس وتطوف في هذه الأماكن الرائعة.
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 10:20 ص]ـ
سلمت يداك أخي الشمالي
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 11:08 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحارث وان شاء تكون استمتعت في هذه النزهة الجميلة.
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 01:05 م]ـ
كنت اود أن اطوف داخل الحرم المكي لا خارجه:)
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 04:31 م]ـ
أكرمك الله أخي الشمال على هذه الروائع ...
ـ[أبو طارق]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 05:01 م]ـ
متميز كعادتك
بوركت
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 11:04 ص]ـ
أخي الحارث الحرم المكي ليس ببعيد عنك جعلنا الله من زواره على الدوامز.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 11:06 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم محمد ماهر، وتطواف مسرّ ان شاء الله.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 11:06 ص]ـ
بارك الله أخي الكريم أبو طارق على كريم مروركم.(/)
سارع للإشتراك فى حملات الدفاع عن الأمة
ـ[بهاء الدين]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 05:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سارع للإشتراك فى حملات الدفاع عن الأمة جهدك مهم؟
إخوانى فى الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرنى أن أقدم لكم
سلسلة حملات الدفاع عن الأمة لصد هجوم الأعداء المتداعين علينا متحدين لتفرقنا نحن لغثائية ووهن أصابتنا حكام ومحكومين وأعراضها المرضية حتى يبحث كل منا عن نفسه هل إصيب بهذه الأعراض؟
فينهض لعلاج نفسه
والأعراض هى (حب الدنيا وكراهية الموت) كما أخبرنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لذا كان من الضرورى أن أقدم وصفة علاجية عملية
وفق مراحل زمنية ومناسبة لكل فرد مسلم مهما كان عمره ومنصبه
معتمدا 100% على الكتاب والسنة ومنهج السيرة الحركى
وسير الصالحين من سلف الأمة
وما تعلمته من أساتذتى الدعاة أيا كانت إنتماءتهم الفكرية
فهم لى زهور ورياحين أشم منهم أطيب ريح
وكان عدد الحملات 12 حملة
إستغرق إعداد مادتها ثلاث سنوات تقريبا
رفعت من واقع للأمة مرير
يحتاج إلى عمل جاد خالصا لوجه الله تعالى حتى ينفع الله به
مخاطبا القلوب قبل العقول بأسلوب سهل وبسيط هو للعوام أقرب
وهم جموع الأمة مما يقرب ميعاد النصر والتمكين الذى وعدنا الله به
أما الأخوة العاملين فى حقل الدعوة
فلست أهلا لمخاطبتهم فهم كلهم أساتذتى أتتلمذ على أيديهم إلى أن ألقى الله
كل يوم أتعلم منهم الجديد
فأنا شطأهم وهم الزراع (أزهرين , أوقاف , غيرهم ممن يمثلون الحركات الإسلامية)
شطء يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار
خواطرهى من القلب
إلى القلوب المؤمنة الصادقة الباحثة والساهرة لنصرة الأمة
أقدمه لكم هدية حمله على جهازك فى مفضلتك لقراءته على مهل الموضوع كبير كل يوم إقرأ مقالة حتى تقتنع بها أولا
وإياك أن يكن تعليقك بعد الإنتهاء من القراءة
الله مقالة رائعة يافرحتى بك
فلا نريد قراء معجبين وفقط ماذا كسبت أمتنا إذن؟
إن فى الطرف الأخر معجبين كثيرين متطوعين لنشر الرزيلة وما أكثرهم
فهلا من منافس لهم لنشر الخير حتى يرضى عنا الله
ستقوم أنت إن شاء الله بهذا الدور الرائع
واحسن الظن بك بدليل أننى أخاطبك الأن
قم بواجبك الأن فى نشرها للمنتديات بإرسال الروابط للموضوعات وكل مقالة بها صوتياتها ومرئياتها التى تشرحها (المقالات الناطقة) وأرسلها لكل مستخدمى شبكة الإنترنت
أما غير المشتركبن وعندهم جهاز كمبيوتر تنسخ لهم على cd
أما العامة وما أكئرهم
فقد شغلتهم ظروف المعيشة الصعبة وليس عندهم الوقت للكمبيوتروالإنترنت
إطبع المقالة لهم فى أى مركز كمبيوتر ووزعها
على نفقتك الخاصة طبعا
فكم من أموال أنفقت فى الماضى تبرعات وهدايا لمن يسميهم البعض بالنجوم ونقود ترمى على رؤوسهم فى الأفراح؟؟؟ بكل فرح وسرور
طبعا أنت لست منهم أقصد الناس الذين ليس لهم هدف فى هذه الدنيا
فهل من منفق ولو من مصروفه الشخصى نصف ماينفقه على الجوال فى مكالمات تسالى ومسابقات ليست أهم طبعا
فأنت صاحب هدف تغار على دينك
وأظنك إن شاء الله من أصحاب الهمم العالية بدليل أنك مازلت تقرأ كلامى لك الأن ولم ت CANEL وتقول ياعم إحنا ناقصين دروشة عايزين نفرفش ياعم الشيخ؟
الفرفشة الحقيقية
أن نرى الأمة منتصرة على اللصوص اللذين يسرقون ثرواتها من بترول وغيرها وحرم شبابنا من خيرات بلاده وكثرت العنوسة وتأخر الشباب عن الزواج
ولكنك إن شاء الله منذ هذه اللحظة
ستنفق جزء من دخلك لتصوير ما يعجبك وتعطيه لمن يحتاج إليها
وكله فى سبيل الله لنشر الخير والدعوة إلى الله
عسى أن يهدى الله على يديك من يقتنع بما فيها وتأخذ أجر (الدال على الخير كفاعله)
ليس المهم مصدر المقالة فهى ملك لكل مسلم إن أعجبتك أكتبها بإسمك وأرسلها
فأنا وأنت فريق عمل واحد
ليس المهم من أحرز الهدف المهم أن نفوز
وضعت لك المقالة فى نقطة الجزاء والمرمى خالى
ماذا تنتظر أمسك الماوسى وأقذفها بقوة فى الشبكة العنكبوتية المهم أن ننتصر جميعا ويهتف جمهورنا ويقفزعاليا فى الهواء فرحا بالنصر
الذى إشتقنا إليه منذ 6 أكتوبر 73 (العاشر من رمضان) لم نهتف مرة واحدة
فعندنا عجز رهيب فى الهدافين بيدخل فينا أهداف كثيرة
ولكننا فى نهاية المباراة مبشرين إن شاء الله بالنصرفكن أنت الهداف من اليوم
(يُتْبَعُ)
(/)
وإياك أن تكن هدافا للأعداء فى شباكنا بأن ترسل أنت رسائلهم الإباحية وخاصة موضوع البلوتوث الذى أصاب مرمى شباب أمتنا فى مقتل
تب من الأن وإضحك عليهم وكن ضمن فريق عملنا على الشبكة
أعتقد أنك الأن مقتنع بكلامى؟
والكلمة الطيبة فرض عين على كل مسلم ومسلمة
فى ظل الأوضاع الراهنة التى تمر بها الأمة
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء} تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (
همنا أن تسود أمتنا وتعلوا راية القرأن
وختاما
إستمع لهذه الأنشودة وعنوانها (همنا)
http://www.anashed. net/anashed/ ashretah/ a7la_al_anashed. html
وإلى حملات برنامجنا العملى على بركة الله نبدأ
أولا
الحملة الإسلامية للدفاع عن الأقصى؟
1 - النداء الأول من الأقصى أين أنتم يا مسلمون؟ أما زلتم نائمون؟ إستيقظوا فقد طال نومكم سامحكم الله؟
http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=41
2 - النداء الثانى المخرج العاجل والسريع للإنقاذ ورسالة إلى حراس الأقصى
إقرأها وأرسلها لفلسطين لا وقت الجرافات مازالت فى الحرم
http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=43
ثانيا
الحملة الإسلامية للدفاع عن النبى محمد
صلى الله عليه وسلم والإسلام وبها
1 – رسالة إلى شعب الدينمارك وشعوب الغرب http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=23
2 – رسالة إلى بابا الفاتيكان ومن تبعه http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=1
ثالثا
الحملة الإسلامية للقضاء على البطالة
وتوفير فرص عمل ليتزوج الشباب وبها
1 – إستقيموا أو إستقيلوا يرحمكم الله
http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=2
2 – ياعلية قومى أما آن لكم أن تتوبوا؟ وحكاية صندوق التائبين http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=42
3 – المشروع القومى لفريضة الزكاة http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=34
رابعا
الحملة الإسلامية لصد هجوم نساء اليهود على شباب الأمة وبها
1 – زوجوا الشباب يا سادة؟ http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=25
2 – إنتبهوا يا شباب الأمة إنها الحرب الحقيقية؟
http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=35
3 – شواطئ البلاد المسلمة وحلول غضب الله عليها لما يحدث فيها
وبث مباشروالتعليق للشيخ لحظة وقوع الزلزال بأندونسيا) توسنامى) http://alfoaad. net/ivt/details. php?linkid= 24
خامسا
الحملة الإسلامية لكشف مخططات الأعداء وحربها على الأمة
وحلول عملية لإفسادها أول بأول وبها
1 – إستيقظوا من نومكم قد قامت الحرب؟ وقمنا من النوم يا شيخ ماذا نفعل؟ http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=19
2 – ولماذا عيد الأضحى يا صدام؟
http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=33
3 – من مكة المكرمة وقرار مجلس الأمن رقم 1 لسنة 580م
http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=38
4 – فى عرفات الله والمؤتمر السنوى والقرارات (الإقتصادية , السياسية , والإجتماعية)
التى تحررنا من التبعية http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=32
سادسا
الحملة الإسلامية لإصلاح بيوتنا من الداخل والإستقرار الإجتماعى
1 – إستقصاء لحل المشاكل الزوجية http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=11
2 – رسالة خاصة للنساء http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=24
3 – رسالة خاصة للرجال http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=9
4 – مواعظ أغلى من الذهب للزوجين
http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=39
5 – رسالة للزوجة الحبيبة إلى قلب زوحها http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=12
6 – رسالة إلى من أفنوا حياتهم من أجل إسعادنا (الجد , الجدة) http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=10
سابعا
الحملة الإسلامية لحماية أولادنا فى مرحلة المراهقة
(يُتْبَعُ)
(/)
1 – سن الثانوى وما يجب أن يفعلوه http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=7
2 – سن الجامعة وما يجب أن يفعلوه
http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=28
3 – نصيحة لمستخدمى الفضائيات والإنترنت والهواتف الجوالة http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=27
4 – واقع مرير وقع فيه شباب الأمة إلا ما رحم ربى
http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=37
ثامنا
الحملة الإسلامية لتربية أولادنا على الإسلام
1 - وكلمة مهمة لأولياء الأمور
http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=3
2 – سن الحضانة وما يجب أن يتعلموه http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=26
3- سن الإبتدائى وما يجب أن يتعلموه http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=5
4– سن الإعدادى وما يجب أن يتعلموه http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=6
تاسعا
الحملة الإسلامية لتوحيد صفوف الأمة فى وجه أعدائنا المتداعين علينا (إتحدوا هم علينا , وتفرقنا نحن (
1 – أساتذتى الدعاة تعانقوا؟ http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=17
2 – الحب ( I love you ) ؟
http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=36
3 – رسالة إلى إخوانى فى الله أئمة المساجد http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=16
عاشرا
الحملة الإسلامية لبعث الأمل والثقة والنصرفى نفوس الأمة
بدلا من روح اليأس والهزيمة التى أصابتها فى مقتل
1 – يا قومنا أبشروا ظهرت بشائر النصر والخلافة فهيا أسرعوا لتكونوا من رجالها http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=29
إحدى عشر
الحملة الإسلامية لقول الحق و قصة غلام الأخدود رضى الله عنه المذكورة فى سورة البروج
1 - رسالة إلى ضباط الشرطة فى بلاد الإسلام http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=22
2 – رسالة إلى الملوك والروؤساء فى بلاد الإسلام http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=15
إثنى عشر
الحملة الإسلامية لإقامة الصلاة فى الرعية والمضيعين لها وغنيمة مواسم الطاعات وبرنامج عملى لليوم والليلة
1 – أقيموا الصلاة يا أهلى وياأحبابى؟ http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=20
2 – أهلا وسهلا يا رمضان شرفت يا شهر القرأن http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=13
3 – برنامج عملى لليوم والليلة http://www.alfoaad. net/portal/ news.php? action=view&id=14
أخيرا
جزاكم الله خيرا
شاهد خطبة الجمعة للشيخ / فؤاد داود
موضوعها
الإسلام منهج حياة
http://alfoaad. net/ivt/details. php?linkid= 4
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم فى الله فؤاد داود
http://www.alfoaad. net/
ت 20128265323+
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 06:00 م]ـ
جزاك الله خيراً، ولا بد من عودة للتواصل أكثر.
ـ[سيف الدين]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 06:01 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله في جهدكم الطيب
أخي الفاضل الروابط التي وضعتها لا تعمل
هل هناك غيرها؟
وجزاك الله خيرا
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 06:12 م]ـ
جزاكم الله خيراً ولكن الروابط لا تعمل ...(/)
هام وبلا عنوان، نسأل الله الثبات وحسن الختام
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 06:06 م]ـ
هل بدأ اليهود في بناء هيكلهم المزعوم؟!
على الرغم من أصوات التنديد المطالبة بوقف عمليات الحفر وما ادعوه من ترميم في تلة الطريق المؤدي إلى باب المغاربة ما زالت سلطات الاحتلال ماضية في إجراءاتها، تواصل حفرياتها وهدمها لذلك الطريق وغرفتين من المسجد الأقصى المبارك، ورفضت كل المناشدات والالتماسات لوقف عملية إزالة الطريق التاريخي العريق،وأكد إيهود أولمرت بعد أسبوع من بدء الحفريات في اجتماع مجلس وزرائه في 11/ 2/2007م: " أن الحفريات ستستمر وأنه ما من سبب يدعو إلى وقفها لأنها تجري في منطقة "إسرائيلية"!!
فما السر في هذا الإصرار والتحدي لكل المعاهدات الاتفاقات والأعراف الدولية؟! وماذا وراء ترميم ذلك الطريق؟! وهل يريد اليهود حقاً مجرد إعادة بنائه؟ ولماذا اختاروا هذا التوقيت بالذات؟! وما علاقة تلك البقعة بالهيكل المزعوم؟! ولماذا بث هذا الحدث بالخصوص على شاشات التلفزة بثاً مباشراًً؟! بل لماذا أمر إيهود أولمرت بتركيب كاميرات للبث على مدار الساعة؟!! ولماذا لم تسلط الأضواء على العديد من الإنشاءات التي لا تقل خطورة عن هدم طريق المغاربة حين أقاموا في الآونة الأخيرة داخل أسوار المسجد الأقصى وأسفله المعابد والكنس والمتاحف لتاريخ الهيكل المزعوم؟!! ولماذا ستهدم مبان داخل المسجد الأقصى بحجة ترميم طريق المغاربة؟! وهل فعلا بدأت الخطوة الأولى في بناء الهيكل المزعوم؟!
أسئلة تدور في ذهن كل متابع لتلك التطورات والممارسات اليهودية، ألخص أجوبتها بالآتي لعلها تكشف وتوضح لنا حقيقة ما جرى وما يجري في منطقة باب المغاربة:
1. طريق المغاربة الموجود في ساحة البراق والتي حولها اليهود إلى ساحة لإقامة عبادتهم فيها وأسموها " حارة المبكى " بعد أن احتلوها في عام 1967م، طريق يسيطر عليه اليهود 100 %، ويصل اليهود من خلاله مباشرة من ساحة البراق إلى باب المغاربة المفضي إلى رحاب المسجد الأقصى المبارك، وتلك البوابة الوحيدة التي يحتفظ اليهود بمفاتيحها، ويدخل منها السياح واليهود وقوات الأمن إلى باحة المسجد الأقصى، ومن تلك البوابة اقتحم المجرم شارون محاطا بآلافٍ من جنود الاحتلال وقوات حرس الحدود المسجد الأقصى عام 2000م واندلعت بعدها المواجهات وانتفاضة الأقصى مما استفز المسلمين وأثار مشاعرهم، وتبعتها أحداث جسام خلفت المزيد من الضحايا والجرحى في أنحاء فلسطين كافة.
2. لخص الكاتب اليهودي "نداف شرغاي" أهمية هذا المشروع في جريدة هآرتس بمقال تحت عنوان "باب اليهود" كشف السر الذي لا يعرفه – حسب قوله - إلا عدد قليل من الناس وهو: " أن هناك بوابة أخرى موجودة تحت باب المغاربة وهي بوابة " بيركلي" التي لا تنوي سلطة الآثار الكشف عنها في إطار الحفريات الحالية، وهي إحدى بوابات جبل الهيكل الأصلية "!!. لهذا حفروا بداية بالآليات الثقيلة ثم في المرحلة الثانية استعملت آليات أصغر ويدوية أحياناً على أمل أن يجدوا لهم أثراً من بوابة الهيكل المزعوم!!! وهيهات لهم ذلك.
3. وظهرت بعض مخططات ذلك البناء الذي سيتسع ليكون ممراً للمركبات والشاحنات للوصول إلى ساحة المسجد الأقصى متى احتاجوا لذلك!! وإن كان الأمر كما يدعون مجرد ترميم فلماذا هذا الحفر العميق ووضع قواعد خرسانية لمشروع أكبر من أن يكون درجاً أو ممراً للمشاة؟!! لذا تعالت الأصوات من المؤسسات الإسلامية في القدس، ومنهم الشيخ رائد صلاح للتحذير من أن الهدف الحقيقي لهذا الهدم بناء كنيس يهودي مكان مسجد البراق وهو الملاصق لباب المغاربة ويعد جزءاً من المسجد الأقصى، والجسر الضخم هدفه إتاحة إدخال آليات عسكرية وشاحنات كمقدمة للاعتداء على المسجد الأقصى المبارك وزعزعة أساساته وبناء كنيس كبير داخل المسجد الأقصى!!
(يُتْبَعُ)
(/)
4. الوقت مناسب لليهود للبدء بتلك الإجراءات، فحال أمتنا مهيأ لذلك، وردود الأفعال لا تعدو أكثر من الشجب والاستنكار ولا حراك بعده، وإمعاناً في التضليل سمحوا وقبل أيام من بتركيب منبر جديد لمصلى المسجد الأقصى شحن من الأردن يشابه ويحاكي المنبر الذي تم حرقه حينما أحرقوا المسجد الأقصى في 21/ 8/1969م. ولا أدري ما الذي ينقص المسجد الأقصى المنبر أم المصلين؟!! أليس أولى من المنبر أن يهدم الجدار الذي أحاط بشرقي القدس ومنع أهلها من الوصول إليها، ونصرة المسجد الأقصى من الهدم والتدمير؟! ووقف تلك المشاريع التي سلبت منا كل ما تحت المسجد الأقصى من أنفاق وتسويات وسمحت لليهود بالعبث بهذا المكان الطاهر؟!
5. والمتابع للتصريحات هذه الأيام يرى أن وتيرة التحدي فيها زادت أضعاف ما كانت عليه في السابق، حيث بدأ المسؤولون اليهود يستهجنون علناً ذكر اسم المسجد الأقصى ويحرفون الألفاظ ويقولون إن اسمه الحقيقي "جبل الهيكل"، ويستغربون على شاشات التلفزة إدعاء المسلمين بأن القدس لهم، ويؤكدون أن ليس للعرب والمسلمين حقاً في المسجد الأقصى، ويؤكدون أن المشكلة مع العرب ليست في الحفريات ولكن في ادعائهم بأن لهم حقاً في تلك البقعة!! وتوافق بذلك العلمانيون من قادة اليهود مع حاخامات وأفراد الجماعات اليهودية العاملة لإقامة المعبد المزعوم على أنقاض الأقصى.
6. نعم بدأ اليهود ببناء الهيكل المزعوم، ومهما كانت الحقيقة مرة فلا بد أن تكشف، فإعادة بناء طريق المغاربة هو خطوة أولى لبدء العمل في تنفيذ مشروع إقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، وبناء أجزاء جديدة تحاكي المجسم المزعوم للهيكل الذي رسموه في مخيلتهم وأوجدوه واقعا في مجسماتهم التي بنوها للزائرين والمتحمسين لمشروع هدم المسجد الأقصى وإقامة المعبد المزعوم على أنقاضه، فالطريق جزء أساسي من بناء الهيكل المزعوم، فهو المعبر الرئيس للهيكل حسب تخليهم للصورة التي كان عليها قبل أن يهدم!!
7. وفي هذا البناء إرضاء للجماعات اليهودية المتطرفة العاملة لهدم المسجد الأقصى حيث حددوا السنة الحالية 2007م لبدء البناء وإلا سيحل بهم غضب الله تعالى!! والحكومة اليهودية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بقناعات بتلك الجماعات والتي تدعمها أحزاب سياسية تحت قبة البرلمان اليهودي والتي تؤمن بضرورة بناء الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى المبارك. وهذا المشروع سيسارع أيضاً في جمع الأموال وحشد الهمم والتأييد والتبرعات لصالح اليهود لإكمال مشروع بناء الهيكل المزعوم.
8. طريق باب المغاربة هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، ولا سيادة قانونية لسلطات الاحتلال على المسجد الأقصى، وإزالة أي جزء من المسجد الأقصى المبارك جريمة جديدة، وهدم باب المغاربة والغرف المجاورة له هو هدم لجزء من المسجد الأقصى، وهو خلاف ما يروج له اليهود في وسائل الإعلام المحلية والإعلامية، فطريق باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى المبارك وقف إسلامي على مر التاريخ، وجزء لا يتجزأ منه، وأي ترميم في المسجد الأقصى والمرافق المجاورة له هو من اختصاص دائرة الأوقاف الإسلامية، وقد أعلنت دائرة الأوقاف تكراراً ومراراً أنها تريد ترميم ما هو بحاجة إلى ترميم، لكنّ سلطات الاحتلال رفضت ذلك!!
9. هذا الطريق إن كان الهدف من حفريات اليهود الحالية مجرد الترميم فقط - ونؤكد أن الترميم ليس من حقهم – فلماذا يسعون لتوسيع باب المغاربة وهدم الغرف المجاورة له ليتسع لدخول الشاحنات إن دعت الحاجة؟!! فاليهود وفق القرارات الدولية كيان محتل، والقدس لا سلطة لهم عليها فكيف ترممون في مسجد للمسلمين وليس كأي مسجد فمكانته في قلوب المسلمين أكبر من أن يدلل عليها.
10. أرادوا بذلك أن يهيئوا العالم أجمع إلى أن التغيير قادم لا محالة، والمشروع قد بدأ، وسينقل للعالم عبر الفضائيات بثاً حياً!! وإن تقسيم المسجد الأقصى قد بدأ فعلياً، فقد ملكوا ما تحته وما حوله، ويعملون الآن لسلب جزءاً منه، قال أحدهم إنه بعد أن يتكشف مسجد البراق فإنهم سيحوّلونه إلى كنيس يهودي!!
فتلك عدة نقاط هي الدافع الأساس لإكمال هذا المشروع مهما بلغت التضحيات من المسلمين ... مخطط يهودي قديم لم يأتِ بقرار ليل نفذ في الصباح!! بل هو إجماعٌ عندهم على إقامة الهيكل اليهودي المزعوم على أنقاض مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وما تلك التصريحات المتضاربة والتطمينات الخادعة إلا من قبيل ذر الرماد في العيون، فلن يهدأ لهم بال حتى يقيموا هيكلهم الثالث، وما ممارساتهم وإجراءاتهم في المسجد وما حوله إلا لتشويه التاريخ وطمس الحقائق، وتأكيد سلطتهم على المسجد الأقصى والقدس. ولا نملك إلا أن نرفع أكف الدعاء أن يحفظ الله تعالى المسجد الأقصى من كيد الكائدين، ونطالب المسلمين في كل مكان النصرة لأولى القبلتين، وأهلها الصامدين في وجه اليهود، والرد على خداعهم وأكاذيبهم، وكشف افتراءاتهم.
عيسى القدومي
15/ 2/2007م.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 06:12 م]ـ
http://www.aqsaonline.info/palestine.aspx?id=1457&pid=9
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من خلال الرابط تشاهد بعض الصور، عيسى القدومي
15/ 2/2007م.
لحاجة في نفسي، هل الصمت هو المطلوب؟.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 10:39 م]ـ
> http://www.alaqsa-online.com/pic/27207/default.htm
صور للوضع في المسجد الاقصى يوم الاثنين 27\ 2\2007 و يظهر فيه:
صورة احد الحراس المفصولين من عملهم تعسفيا في المسجد الاقصى
اليهود و هم يتجولون في المسجد
الاقصى المبارك رغم رفض دائرة الاوقاف الاسلامية لهذه الاعمال،الا انها لم تحرك ساكنا لمواجهة هذا الامر
صور باب مصلى البراق الغربي الذي يزمع الصهاينة جعله مدخلا ً للهيكل المزعوم.
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 12:30 ص]ـ
اللهم زلزل الأرض على بني صهيون ...... أحسنت اختيار الوضوع أخي نائل ...
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 10:47 ص]ـ
لن يستجيب الله لضعفاء النفوس فالمؤمن القوي احب إلى الله من المؤمن الضعيف يقول الله سبحانه وتعالى (واعدوا لهم ما استطعتم من قوه ومن رباط الخيل)) ويقول جلا جلاله (ولا تخشوهم واخشوني)
فمتى عملنا بكتاب الله وطبقناه هناك إذاً لا خوف على المسلمين
نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فاذا طلبنا العزة في غيره اذلنا الله
رحمك الله يا عمر
وصدق البردوني حين قال
حكامنا إن تصدوا للحمى اقتحموا .. وإن تصدى له المستعمر انسحبوا
هم يفرشون لجيش الغزو اعينهم .. ويدعون وثوباً قبل أن يثبوا
بل أن حال لسان حكامنا (نخاف أن تصينا دائره)
أوليس في رسول الله القدوه الم يعلموا أنه عاش بين الدوائر دفاعاً عن الاسلام
(والله يا عماه لو وضعوا الشمس على يميني والقمر على يسارى ما تركت هذا الدين)
فلا حول ولا قوة الا بالله
امتي هل لك بين الامم .. منبرٌ للسيف أو للقلمِ
اتلقاك وطرفي مطرقٌ .. خجلا من امسك النصرمِ
والله من وراء القصد
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 12:10 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.(/)
قرأت لك: مجموعة نصائح ....
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 06:26 م]ـ
1. دع القهوة تبرد: لا تشرب القهوة او اي شراب ساخن، فقد يزيد هذا من خطر الاصابة بسرطان الفم او المرئ، بل ينصح بترك الفنجان يبرد قليلا.
2. مضغ الخضار جيدا: ان مضغ الطعام جيدا يزيد من نسبة المواد الكيماوية المكافحة للسرطان التي تطلقها الخضراوات مثل البروكلي والملفوف والقرنبيط.
3. المشي يوميا: المشي اليومي لمدة نصف ساعة او ساعة يقلل من امكانية الاصابة بسرطان الثدي بنسبة 18 % ويساعد على التخلص من 3 كيلو غرامات تقريبا في السنة ويحافظ على قوام الجسم.
4. الاكثار من تناول اللوز: يفضل تناول اللوز بين الوجبات اليومية وعند الشعور بالجوع فهي غنية بالعناصر المغذية التي قد يفتقر الها النظام الغذائي اليومي.
5.إ ضافة القرفة على القهوة: ضع نصف ملعقة صغيرة من القرفة في فنجان القهوة اليومي حيث يسهم في خفض مستويات الكوليسترول في الدم ويساعد الجسم على استخدام الانسولين بفاعلية اكثر.
6. لا داعي للعجلة والسرعة: لابد من اخذ الوقت عند القيام بالاعمال اليومية لتفادي التعرض لارتفاع ضغط الدم.
7. مضغ العلكة (اللبان) بين الوجبات: ينصح بمضغ العلكة الخالية من السكر بعد الطعام لمدة نصف ساعة وذلك لتخفيف من اعراض حموضة المعدة.
8. 3 حصص يومية من الخضار والفواكه: احرص على تناول الخضار والفواكه بمعدل 3 حصص يومية فبالامكان ان تخفف من خطر الاصابة بالنوبة القلبية بنسبة 70 %.
9. الاستعاضة بالعسل عن السكر: عند تحلية الشاي او الحليب عليك باستعمال العسل عن السكر وذلك لقدرته على تقوية المناعة ومكافحة الجراثيم.
10. اختيار جيد للنظارة الشمسية: يجب ان توفر النظارات الشمسية حماية جيدة من اشعة الشمس فوق البنفسجية التي يمكن ان تؤدي للاصابة باعتام عدسة العين او بالعمى في الشيخوخة، لذا احرص كل الحرص عند شراء النظارات للتاكد من نوعيتها الجيدة.
11. احرص على متابعة نوع الشامة على الجلد: تشير الابحاث الى ان القدرة على ملاحظات التغيرات التي تطرأ على الشامات المختلفة على الجلد تزداد بنسبة 13% وان الحرص في ملاحظتها يجنب الاصابة بالسرطان.
12. نظافة الاسنان: احرص على تفادي ترطيب فرشاة الاسنان بالماء قبل وضع المعجون عليها حيث ان الفرشاة الجافة تزيد من امكانية التخلص من البلاك بنسبة 67 %.
13. النوم بشكل افضل: تناول التفاح لمكافحة الارق والنوم بشكل عميق فالنوم يساعد على مكافحة الشيخوخة المبكرة والاحتفاظ ببشرة شبابية.
14. الاستعاضة بالخبز الاسمر عن الابيض: الخبز الاسمر (القمح الكامل) يحتوي على نسبة اكبر من الالياف الغذائية، وبالتالي فهو اكثر قدرة على الاشباع، كما ان الكربوهيدرات الموجودة في الخبر الابيض تسبب تقلبات كبيرة في مستويات سكر الدم.
15. شرب الشاي الاخضر: ينصح بتناول كوب من الشاي الاخضر يوميا والذي يمنع التاكسد في خلايا الجسم، ويخفف من امكانية حدوث السرطان.
16. تناول السمك مرة في الاسبوع: على الرغم من ان الاختصاصين يوصون بتناول صحتين من السمك اسبوعيا، الا ان تناول حصة واحدة يمكن ان تساعد على تحسين توازن المواد الكيميائية الدماغية، والسمك مفيد لصحة القلب والدماغ.
17. التوقف عن قضم الاظافر: هذه العادة تفسد جمال يديك وقد تسبب تشققات دقيقة في الاسنان مما يزيد امكانية اصابتها بالتسوس وقد تؤدي لتمزقات صغيرة في اللثة وقد تسبب التقرحات والالتهابات.
18. الاكثار من تناول الاعشاب: تناول الاعشاب الطبيعية بين الوجبات حيث تساعد على الهضم وتخلص الجسم من السموم والشوائب ..
19. الاستمتاع بالاجازة: اغتنم فرصة الاجازة وحاول اعداد برنامج خاص للاسترخاء والراحة بعد عناء اسبوع كامل من العمل.
20. تناول قطعتين من الشوكولاته يوميا: حيث يؤكد الخبراء ان الشوكولاته تبعد عنك فقر الدم وتحسن المزاج ..
21. استخدام كريم الوقاية من الشمس: للحفاظ على سلامة البشرة وحمايتها من التجاعيد لابد من استخدام كريم الوقاية قبل التعرض لاشعة الشمس.
22. لا لحمل الاغراض الثقيلة: ابتعد عن حمل اي حقائب ثقيلة كي لا تؤثر على العمود الفقري او على طريقة الوقوف والسير بشكل سلبي.
23. الانتباه للون اللسان: يمكن للون اللسان ان يكون مؤشرا لمشكلات صحية لذا احرص على لونه واكتسابه لاي لون مختلف، فاللون الابيض يدل على ضعف في جهاز المناعة واللون الاصفر يدل على الافراط في الطعام والشراب والاحمر في طرف اللسان يعتبر مؤشرا على الاجهاد النفسي.
24. التنزه خارج المنزل: التغير والخروج عن الروتين اليومي يساعد في رفع المعنويات والابتعاد عن التوتر والاكتئاب اذ يجب اعداد برنامج للتنزه خارج المنزل وزيارة الاهل والأصدقاء.
25. نظافة الملابس: قد لا ترى بالعين المجردة ما تحمل الميكروبات ولكن تغييرها ونظافتها يمنع الاصابة باي جراثيم وميكروبات خفيفة خاصة مع حرارة الطقس وارتفاع حرارة الشمس.
الرجاء لا تجعل خير هذه الرسالة يقف عند حدود جهازك وساهم في نشر هذه المعلومات المفيدة بين جميع معارفك وأكسب منهم أجر الصدقة الجارية التي سيكتبها الله جزاك مساهمتك
في منفعة الأخريين وزرع الخير في قلوبهم
إلى كل إنسان مسلم يفكر بالخير لأخيه الإنسان ............ يدا بيد نعمل ونرقي .......... لنعيد مجد حضارتنا وثقافتنا وكرامتنا ..... لا تكن مجرد رقم في أرقام ساكني هذا العالم ...... لم نخلق للطعام والشراب والمتعة .... فلنتذكر الله ..... وأخينا الإنسان
وأخيرا نسألكم الدعاء الصالح لي ولجميع المسلمين
دمتم في حفظ الله ورعايته.
من إعداد: مجموعة الرسائل، أرسلت أصلاً بواسطة الأخ والحبيب (طالب عوض الله)، عبر البريد الخاص، وإيماناً بأن الأصل في العلم النشر وليس الحشر، قمت بذلك، هل ذلك مناسب أم علينا الإكتفاء بالقراءة ومن ثم عدم التفاعل في النقل؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نردين]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 09:22 م]ـ
نقل طيب أستاذ نائل
جزاك الله خيراً
ـ[أبو لين]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 12:38 ص]ـ
بارك الله فيك أخي نائل معلومات قيّمة استفدت منها الكثير جعلها الله في ميزان حسناتك.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 12:11 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[23 - 03 - 2007, 11:06 م]ـ
أحسنت اختيار الموضوع أخي نائل بارك الله فيك(/)
تحية لكل الأعضاء
ـ[عبدالكريم الجازوي]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 09:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الاخوة الاعضاء في (شبكة الفصيح) سلام عليكم هذه هي المشاركة الاولى لي في هذه الشبكة الطيبة اردت لالقاء السلام والتحية كما ارجو قبولي للاستفادة العلمية من الشبكة وأعضائها ولكم فائق الاحترام
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 10:14 م]ـ
وعليكم السلام ..
أهلا بكَ أخي: عبد الكريم ..
فرحنا بمقدمكَ، وابتهجنا بطلعتكَ.
حيَّاك المولى ..
تحياتي:
وحي.
ـ[أبو لين]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 12:34 ص]ـ
أهلا بك أخي عبد الرحمن وجعلك الله فصيحا نافعا فاعلا في هذا المنتدى المبارك.
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 12:36 ص]ـ
أهلا وسهلا بك أخي عبد الكريم.
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 10:17 ص]ـ
اهلاً وسهلاً بك أخي عبدالكريم نافعاً ومنتفعاً
ـ[أبو طارق]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 05:25 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك , ومرحبًا بك أيها المفضال
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 09:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الاخوة الاعضاء في (شبكة الفصيح) سلام عليكم هذه هي المشاركة الاولى لي في هذه الشبكة الطيبة اردت لالقاء السلام والتحية كما ارجو قبولي للاستفادة العلمية من الشبكة وأعضائها ولكم فائق الاحترام
وعليكم السلام
اهلاً بك أخي في ربوع الفصيح
ـ[عبدالكريم الجازوي]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 01:06 ص]ـ
بارك الله فيكم ايها الأفاضل على حسن الاستقبال وكرم الضيافة(/)
رحبوا بالمشرف الجديد للمنتدى العام الأستاذ رائد ع
ـ[الحامدي]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 04:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أستاذ قدير تعرفونه كلكم، وهو الآن قد عاد إلينا مكللا بالسلامة، وقد تم تعيينه للتو مشرفا على المنتدى العام، فهنيئا له وبارك الله فيه للمنتدى، وبارك للمنتدى فيه.
هنا تستقبل التهانئ والتبريكات لأخينا الأستاذ رائد ع.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 04:07 م]ـ
أشرق الفصيح بانضمامك أخي رائد
أسأل الله لك الإعانة والتوفيق إنه ولي ذلك والقادر عليه
ـ[أبيات شعر]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 04:19 م]ـ
مبارك عليك الاشراف.
بالتوفيق إن شاء الله.
ـ[أحاول أن]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 04:22 م]ـ
التهاني لنا أستاذ رائد .. بارك الله في علمك ..
أسعدتنا عودتك .. ألبسك الله ثياب الصحة والعافية ..
وبارك في وجودك المؤثر المفيد ..
ـ[أبو طارق]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 04:40 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا ندري بأيهما نفرح؛ أبعودته أم بتعينه
بارك الله في القاسم , وجزاه الله خيرًا على صنيعه الطيب
أستاذي رائد: أسعد بقربك , وأتشرف بمجاورتك
فأسأل الله أن يعينك في مهامك , ويلهمك الصبر والسداد
ـ[سيف الدين]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 06:06 م]ـ
السلام عليكم
حمدا لله على السلامة , ومبارك عليك الإشراف , أعانك الله وأجزل لك الأجر والثواب.
دمت بخير
ـ[أبو لين]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 06:32 م]ـ
حمدا لله على سلامتك أخي رائد وأعانك الله على تلك المهمة التي أنتم أهل لها
وأسأل الله لك التوفيق.
ـ[نردين]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 07:47 م]ـ
مبارك عليك الترقية مشرفنا رائد /ع
ـ[الأسد]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 07:51 م]ـ
الحمد لله على السلامة , والعود أحمد
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 08:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي رائد: الحمد لله على سلامتكم وبارك الله فيكم وأمدكم بالخير والصحة والعافية. شد الله من أزركم لتكملوا أنتم ورفاقكم تحسين العام والخاص والسير به إلى التطوير المنشود. ثقتنا بكم كبيرة وأنتم أهل لها.
ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 08:23 م]ـ
أهلا بعودتك أخي رائد .. وأعانك الله على ما كلفت به.
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 09:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أستاذ قدير تعرفونه كلكم، وهو الآن قد عاد إلينا مكللا بالسلامة، وقد تم تعيينه للتو مشرفا على المنتدى العام، فهنيئا له وبارك فيه للمنتدى، وبارك للمنتدى فيه.
هنا تستقبل التهانئ والتبريكات لأخينا الأستاذ رائد ع.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اولاً: الحمد لله على السلامه
ثانياً: مبروك أخي رائد
ثالثاً: لا احرمنا الله منك
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 10:38 م]ـ
حمداً لله على السلامة أستاذ رائد، وأهنئك بالمنصب الذي كُلفتَ به، فتح الله تعالى لك أبواب الخير في الدنيا والآخرة.
ـ[زينب محمد]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 11:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
أولًا:
الحمد لله على سلامتك أخي رائد. ع، وجعل ما ألم بك كفارة ورفعة ..
ثانيًا:
هنيئًا لك هذا التتويج والترقية ..
ولقلمك المتأنق هذا التميز ..
وفقك الله، ويسر أمرك.
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 12:34 ص]ـ
الحمد لله على سلامتك ومبارك عليك الإشراف وهذه المحبة من الجميع
وأعانك الله ووفقك وسدد خطاك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 01:30 ص]ـ
كل الحب والتقدير لأخينا: رائد ع وهنيئاً لنا وللمنتدى بك و" أعط القوس باريها"
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 07:21 م]ـ
نبارك له نفتدي علمه ..... بأرواحنا نستبيد القيود
ـ[أبو-أحمد]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 09:34 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
يسعدني كثيرا أن أهنيء الأستاذ رائد.ع. وفقك الله يا اخانا الكريم، وهدانا وإياك الصراط المستقيم، وأثابك على جهودك.
ـ[أبوعمار الأزهري]ــــــــ[21 - 03 - 2007, 12:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مبارك عليك أستاذ رائد هذا التشريف وأعانك الله على مابه من تكليف
وبارك الله في شيخنا القاسم على رأيه القاطع الحاسم.
دمتم بخير
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[21 - 03 - 2007, 01:15 ص]ـ
بارك الله فيه وبه وعليه وله .. :)
هو أهلٌ لما حمّل له وأنيط به
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 12:37 م]ـ
حكم الزمان بفرقتي وبعادي=ممن أحبُّ ولم يكن بمرادي
يا عاذلي لو ذقت كاسات الفراق=لعلمت كيف تفتت الأكباد
أشكركم أخواتي وأخواني، ووالله لقد سررت كثيرا وأنا أتصفح هذه الردود ..
ولأول مرة أرى الكملة دواء شافياً ...
أساتذتي:
إني ليفرحني أن أكون مشرفا بينكم، وطلب من الله السداد والإعانة ...
بوركتم جميعا ..
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 01:08 م]ـ
الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات، وأهلاَ بك يا صاحب المقالات، .. ومن ترك الاستماع من ذوي العقول مات عقله، وأشهد أنك أحسنت الخيارات لكثير من العبارات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 01:54 م]ـ
الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات، وأهلاَ بك يا صاحب المقالات، .. ومن ترك الاستماع من ذوي العقول مات عقله، وأشهد أنك أحسنت الخيارات لكثير من العبارات.
لقد نبهتني أخي نائل إلى التوقيع، وكنت قد أغفلت معناه ...
أما قولك: (وأشهد أنك أحسنت الخيارات لكثير من العبارات)
فأقول:
قد عرفناك بختيارك إذ كا ... ن دليل على اللبيب حسن اختيارهِ
ولستُ باللبيب ...
ـ[المعلم]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 12:03 م]ـ
أعانك الله وسددك ونفع بك ....
ـ[~*O®©™ [عاشقة القوافي] ™©®O*~]ــــــــ[04 - 04 - 2007, 05:51 م]ـ
حمدا لله على سلامتك أخي ووفقك.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[04 - 04 - 2007, 11:40 م]ـ
حمدا لله على سلامتكم أخي رائد جعلكم الله رائد خير وهداية وأعانكم على حمل المهام التي أنيطت بكم. وفقكم الله وسددكم.
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[05 - 04 - 2007, 11:28 م]ـ
المعلم: آمين وإياكم أخي الكريم.
عاشقة القوافي: سلمك الله، أعاننا الله وإياك.
الأغر: سلمكم الله أستاذي، بوركت وحمدا لله على سلامتك أيضا ..
ـ[مهاجر]ــــــــ[06 - 04 - 2007, 10:48 ص]ـ
بارك الله فيك أخي رائد وأعانك على مهمتك الجديدة.
ملاحظة: تهنئة متأخرة جدا يصح أن يطلق عليها أنها "بايتة"، كما يطلق، عندنا في مصر الحبيبة، على الطعام الذي مر على طبخه وقت طويل!!!!!:):)
فعذرا على هذا التأخير.
ـ[القيصري]ــــــــ[06 - 04 - 2007, 11:33 ص]ـ
وفقك الله الأخ رائد
القيصري
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[06 - 04 - 2007, 11:36 ص]ـ
بوركت أخي مهاجر ..
ورضيت باللقيا وأول نظرة ... إن القليل من الحبيب كثير(/)
هدية من فصيحة جديدة للفصحاء والفصيحات
ـ[010]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 12:45 ص]ـ
علامات توفيق الله للعبد
د. ناصر بن يحيى الحنيني
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:
عباد الله: إن الله عزوجل خلق الخلق لطاعته ومحبته ومرضاته، والله سبحانه يحب من عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، ولا يرضى لعباده الكفر، والله سبحانه لايأمر بالفحشاء والمنكر، وأعظم نعمة على العبد وهي النعمة التي لا توازيها نعمه أن هداه للإسلام والعيش بين المسلمين والتنعم بأحكام وشرائع هذا الدين.
ولكن ياعباد الله المؤمن يعيش في هذه الدنيا وهو يخاف من فتنها ومن تقلباتها، ويخشى على نفسه الفتنة والزيغ بعد الهدى فاللهم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وخاصةً أيها المسلمون بعد أن فُتح على المسلمين من وسائل اللهو والعبث والاتصال ما فتح.
ولهذا كان حريا على المسلم في خضم هذه الفتن والمشغلات أن يتلمس مرضاة الله وتوفيقه ويتعرف على علامات الله لتوفيق الله لعبده فإن كانت فيه فليحمد الله ولْيَثْبُت ويزداد منها وإن لم تكن فيه تدارك نفسه وأكثر منها.
ومما يجعل لطرح مثل هذا الموضوع أهميةً كبرى: اختلالُ موازين كثير من الناس، وظنُّهم أن من توفيق الله للعبد هو أن تفتح له الدنيا وإن ضيع أمر دينه وآخرته، وهذا من الجهل المركب بدين الله وبكتاب الله وسنة مصطفاه، وعليه فإن من تأمل كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وتدبرهما حق التدبر يجد أن من علامات توفيق الله للعبد ما يلي:
أولاً: إن أعظم ما يمكن أن يكون من علامات التوفيق هو التوفيق للعمل الصالح عموماً على اختلاف أنواعه بدنيا أو مالياً أو قولياً والله عزوجل بين أن الطاعة والتوفيق لها هو الفوز العظيم فقال سبحانه: (ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً)، وجاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قالوا يا رسول الله وكيف يستعمله قال يوفقه لعمل صالح قبل موته) وجاء أيضا في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: (أن رجلا قال يا رسول الله أي الناس خير قال من طال عمره وحسن عمله قيل فأي الناس شر قال من طال عمره وساء عمله).
ثانياً: أن يوفق العبد لطلب العلم الشرعي والتفقه في دين الله ومن سلك طريق العلم فإنه على خير كثير فقد جاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين).
ثالثاً:التوفيق لنشر الخير والدعوة إلى الله وإصلاح الناس فإن هذه مهمة الأنبياء والرسل وقد قال الله عزوجل: (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين) وإن من توفيق الله للداعية والذي ينشر الخير أن يدعوهم للأصل العظيم والأمر الأول الذي لأجله خلقت السموات والأرض وهو الدعوة إلى توحيد الله والتي كانت أساس دعوة الأنبياء والرسل عليهم السلام لأن الدعوة إلى التوحيد والتحذير من الشرك ووسائله مما يحبه الله عزوجل لأن التوحيد أعظم ما يطاع الله به في هذه الأرض والشرك أعظم عصي الله به في الأرض كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه سئل أي الذنب أعظم قال: (أن تجعل لله نداً وهو خلقك) وفقنا الله وإياكم للدعوة إلى توحيده ومحاربة الشرك وأهله إنه ولي ذلك والقادر عليه سبحانه.
رابعاً:أن يوفق العبد للتوبة من الوقوع في المعاصي حتى لو تكررت منه، أو يحال بينه وبين المعاصي فلا يستطيع أن يصل إليها فإن هذا من علامة التوفيق والسداد وإرادة الله به خيراً كما قال جل وعلا: (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً)، والله عزوجل يفرح بتوبة عبده نسأل الله أن يمن علينا وعليكم بقبول توبتنا وأوبتنا إلى ربنا وأن يحول بيننا وبين المعاصي وكل ما يبغض ربنا، فيا أيها الشاب الكريم إذا هممت بأن تعصي ربك وأعددت العدة لذلك وأغلقت الأبواب وأرخيت الستور وحيل بينك وبين المعصية فاحمد الله كثيراً واشكره كثيراً فإن ربك يريد بك خيراً فربك لما أراد بيوسف عليه السلام خيراً عصمه من الوقوع في الفاحشة وصرفها عنه فقال سبحانه: (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين) عصمنا الله وإياك من الزلل والوقوع في فيما يغضبه
(يُتْبَعُ)
(/)
سبحانه.
خامساً: ومن علامات التوفيق أن يوفق العبد لنفع الناس وقضاء حوائجهم كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (أحب الناس إلى الله أنفعهم .. ).
سادساً: أن يوفق العبد للعناية بكتاب الله تعلما وتعليما (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) فهنيئاً لك يا من تدرس كتاب الله وتدرسه ويامن تقرأه كل يوم، وأنت يامن فرطت في كتاب الله وتلاوته تدارك نفسك فإن من علامة التوفيق أن توفق لتلاوة كتاب الله حتى تحوز على هذه الخيريه والأجر العظيم.
سابعاً: أن يوفق العبد للقيام بشعيرة الأمربالمعروف والنهي عن المنكر كما قال جل وعلا: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) وقال سبحانه: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) فعلق سبحانه الفلاح والتوفيق على من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر وجعل الخيرية في هذه الأمة لمن أمر ونهى جعلنا الله وإياكم منهم.
-أن يوفق للإحسان إلى أهله وزوجه (خيركم خيركم لأهله)
ثامناً: أن يوفق العبد لكريم الخصال وحسن الأخلاق وسلامة الصدر ومحبة الخير للمؤمنين كما جاء في الحديث (إن من خياركم أحاسنكم أخلاقاً) وحسن الخلق أثقل شيء في الميزان وأما سلامة الصدر من الغل والغش والحسد فهو من توفيق الله للعبد لأنه من أسباب دخول الجنة كما جاء في الحديث والرسول صلى الله عليه وسلم قال (لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه)
تاسعاً: عدم تدخل الإنسان فيما لايعنيه كالاشتغال بتتبع أخبار الناس وما فعلوا وما أكلوا وما شربوا، والتدخل في الأمور التي لا يحسنها ونحو ذلك فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه) وجاء في سير أعلام النبلاء في ترجمة الصحابي الجليل أبودجانة المجاهد البطل أنه دخل عليه بعض أصحابه وهو مريض – ووجهه يتهلل – فقيل له:ما لوجهك يتهلل؟ فقال: ما من عمل شيء أو ثق عندي من اثنتين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، والأخرى فكان قلبي للمسلمين سليماً.
عاشراً: حسن عشرة الإنسان لأهله فقد قال صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)، فالعبد إذا قضى حوائج أهله وقدمها على الأصدقاء والأصحاب والأقارب كان موفقاً مسدداً فحقهم أولى وأوجب من غيرهم فيجب عليك أخي أن تعطي لكل ذي حق حقه، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفرون إنه هو الغفور الرحيم.
العلامة الحادية عشرة: أن يلهم السداد والصواب في الأقوال والأعمال والمواقف وهي الحكمة التي قال الله عنها سبحانه: (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً)
العلامة الثانية عشرة: أن يوفق العبد وييسر له الجهاد والشهادة في سبيل الله فإنها من أفضل القربات وأعلى المقامات (فضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً) كيف لا والله عزوجل قال عمن استشهد أنه مصطفى ومختار فقال سبحانه: (وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء) فاتخذهم الله واصطفاهم وأنعم عليهم بالشهادة في سبيله فاللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك مقبلين غير مدبرين.
فياعبد الله بعد ان تعرفنا على بعض علامات توفيق الله للعبد عليك بأن تلهج بالدعاء لربك صباحا ومساء بأن يوفقك لما يحبه ويرضاه وأن يوفق لخير الأعمال وافضلها عنده سبحانه، فاللهم وفقنا لما تحب وترضى ياحي يا قيوم
من خير البريد
ـ[قلم الرصاص]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 09:29 ص]ـ
اللهم وفقنا لما تحب وترضى
بارك الله فيك (010)
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 10:19 ص]ـ
اللهم إنا نسألك رضاك
جزيت خيراً إن شاء الله
ـ[010]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 04:33 م]ـ
اللهم وفقنا لما تحب وترضى
بارك الله فيك (010)
أخي قلم الرصاص زاد مروركم لنا شرفا وأسأله التوفيقنا لما يحب ويرضى
ويبارك فيك ويرزقك ما تتمنى من أمور الدنيا والآخرة آمين
ـ[010]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 04:36 م]ـ
اللهم إنا نسألك رضاك
جزيت خيراً إن شاء الله
أخي الحارث السماوي زدتنا نورا بمروركم أسال الله أن يرضى عنا ويرضينا آمين
وجزيت الخير كله أوله وآخره ويسر لك كل ما تحب وتتمنى في الدنيا والآخرة آمين
ـ[لؤلؤة البحر]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 04:50 م]ـ
جزاك الله خيرا أيها المبارك
ونفع بما نقلت
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 05:01 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الهدية الطيبّة المباركة الدالّة على كرم عنصرك ..
ونسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ..
حياك الله بيننا أخيّتنا كاتبةً ومشاركةً ومبدعةً ..
والسلام,,
ـ[أبو طارق]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 05:26 م]ـ
أحسنتِ أخية
ونرحب بكِ مفيدة ومستفيدة(/)
من صور كمال عبودية النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 11:18 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
وسن لأمته، أي النبي صلى الله عليه وسلم، الحمد والاسترجاع والرضى عن الله ولم يكن ذلك منافيا لدمع العين وحزن القلب ولذلك كان أرضى الخلق عن الله في قضائه وأعظمهم له حمدا وبكى مع ذلك يوم موت ابنه إبراهيم رأفة منه ورحمة للولد ورقة عليه والقلب ممتلئ بالرضى عن الله عز و جل وشكره واللسان مشتغل بذكره وحمده.
ولما ضاق هذا المشهد والجمع بين الأمرين على بعض العارفين يوم مات ولده جعل يضحك فقيل له: أتضحك في هذه الحالة؟ قال: إن الله تعالى قضى بقضاء فأحببت أن أرضى بقضائه فأشكل هذا على جماعة من أهل العلم فقالوا: كيف يبكي رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم مات ابنه إبراهيم وهو أرضى الخلق عن الله ويبلغ الرضى بهذا العارف إلى أن يضحك، فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: هدي نبينا صلى الله عليه و سلم كان أكمل من هدي هذا العارف فإنه أعطى العبودية حقها فاتسع قلبه للرضى عن الله ولرحمة الولد والرقة عليه فحمد الله ورضي عنه في قضائه وبكى رحمة ورأفة فحملته الرأفة على البكاء وعبوديته لله ومحبته له على الرضى والحمد وهذا العارف ضاق قلبه عن اجتماع الأمرين ولم يتسع باطنه لشهودهما والقيام بهما فشغلته عبودية الرضى عن عبودية الرحمة والرأفة. اهـ
"زاد المعاد"، (1/ 203، 204).
فاتسع قلب العبد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم للعبادتين في آن واحد بينما ضاق قلب ذلك العارف عن الجمع بينهما فاختار الرضا.
ويقول أبو العباس بن تيمية رحمه الله:
وكان حال رسول الله أكمل من حاله، أي: من حال الصديق رضي الله عنه يوم بدر، ومقامه أعلى من مقامه ولم يكن الأمر كما ظنه بعض الجهال أن حال أبي بكر أكمل نعوذ بالله من ذلك ولا نقص في استغاثة النبي صلى الله عليه و سلم ربه في هذا المقام كما توهمه بعض الناس وتكلم ابن عقيل وغيره في هذا الموضع بخطل من القول مردود على من قاله بل كان رسول الله صلى الله عليه جامعا كاملا له من كل مقام ذروة سنامة ووسيلته فيعلم أن الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد ومحو الأسباب أن تكون أسبابا قدح في العقل والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع ويعلم أن عليه أن يجاهد المشركين ويقيم الدين بكل ما يقدر عليه من جهاده بنفسه وماله وتحريضه للمؤمنين ويعلم أن الاستنصار بالله والاستغاثة به والدعاء له فيه أعظم الجهاد وأعظم الأسباب في تحصيل المأمور ودفع المحذور.
ولهذا كان يستفتح بصعاليك المهاجرين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أقبلت قريش ومعه أصحابه أخبر أصحابه بمصارعهم وقال: هذا مصرع عتبة بن ربيعة وهذا مصرع شيبة بن ربيعة وهذا مصرع أمية بن خلف وهذا مصرع أبي جهل بن هشام وهذا مصرع فلان، ثم مع علمه أن ذلك سيكون يعلم أن الله إذا قضى شيئا يكون فلا يمنع ذلك أن يقضيه بأسباب تكون وأن من الأسباب ما يكون العباد مأمورين به ومن أعظم ما يؤمر به الاستغاثة بالله فقام بما يؤمر به مع علمه بأنه سيكون ما وعد به كما أنه يعبد الله ويطيعه مع علمه بأن له السعادة في الآخرة.
والقلب إذا غشيته الهيبة والمخافة والتضرع قد يغيب عنه شهود ما يعلمه ولا يمنعه ذلك أن يكون عالما به مصدقا له ولا أن يكون في اجتهاد وجهاد بمباشرة الأسباب ومن علم أنه إذا مات يدخل الجنة لم يمنع أن يجد بعض ألم الموت والمريض الذي إذا أخبر أن في دوائه العافية لا يمنعه أن يجد مرارة الدواء فقام مجتهدا في الدعاء المأمور به وكان هو رأس الأمر وقطب رحى الدين فعليه أن يقول بأفضل مما يقوم به غيره.
وذلك الدعاء والاستغاثة كان أعظم الأسباب التي نزل بها النصر ومقام أبي بكر دون هذا وهو معاونه الرسول والذب عنه وإخباره بأنا واثقون بنصر الله تعالى والنظر إلى جهة العدو وهل قاتلوا المسلمين أم لا والنظر إلى صفوف المسلمين لئلا تختل وتبليغ المسلمين ما يأمر به النبي صلى الله عليه و سلم في هذه الحال
ولهذا قال تعالى: (إلا تنصروه فقد نصره الله إذا أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار)، سورة التوبة 40، وأخبر تعالى أن الناس إذا لم ينصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار
وهذه الحال كان الخوف فيها على النبي صلى الله عليه و سلم دون غيره والوزير مع الأمير له حال وللأمير حال.
بتصرف يسير من "منهاج السنة"، (8/ 80_82).
فكان النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من جمع بين عبوديتي: التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب، ولا يعني ذلك القدح في صديقه وأنيسه في الغار، وإنما هو التفاضل في الكمال.
والله أعلى وأعلم.
ـ[أبو لين]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 02:41 م]ـ
نعم أخي وعزيزي ورفيق دربي مهاجر لا حرمنا الله من مواضيعك المفيدة
والجدير بالذكر هنا أنّ أبا بكر الصديق: r تعلم من معلمه الأول الرسول:=
في هذا الموقف والدليل على أنّه لا يترك شيئا إلا ويتعلمه من الرسول:= أنّه استفاد من حادثة الغار وتصدّق بماله كله فقال له الرسول:= وماذا تركت لأهلك فقال كلاما يدل على أنّه نعم المتعلم (تركت لهم الله ورسوله:=) وهذا هو قمّة التوكل على الله فنعم المُعلّم محمد:= , ونعم المتعلم أبو بكر: r
وجزاك الله خيرا على هذا الموضوع الجميل ونحن في حاجة لنتعلّم المزيد عن معلم البشريّة محمد:= وعلى آله وصحبه ونستفيد من مواقف أصحابه الأوفياء الأكارم.
فبارك الله فيك أخي مهاجر ورعاك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 05:58 م]ـ
بارك الله فيك وفي قلمك أيها الفاضل
ـ[مهاجر]ــــــــ[20 - 03 - 2007, 12:10 م]ـ
جزاكما الله خيرا أيها الكريمان الحبيبان.
وتصديقا لكلام "البحر":
ظهرت أمارات ذلك أيضا:
يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إذ لم تتحمل قلوب الصحابة هذه المصيبة إلا قلوبا معدودة: كالصديق والعباس والمغيرة، رضي الله عنهم، ولكن الصديق تميز عنهما بأن ثباته لم يقتصر على ذاته، وإنما تعداه إلى باقي الصحابة، بما فيهم عمر رضي الله عنه.
وفي حروب الردة كان لرباطة جأشه دور كبير في تثبيت الصحابة، رضوان الله عليهم، لما مال بعضهم إلى إرجاء إنفاذ بعث أسامة، رضي الله عنه، وقتال المرتدين لحين استتباب الأمر، فما زال الصديق، رضي الله عنه، يهبهم من روحه حتى صاروا كالأسود، كما في رواية ابن مسعود، أو أنس، رضي الله عنهما، لا أتذكر حاليا، وإن كان الأرجح أنها عن ابن مسعود رضي الله عنه.
فكان عنده من الشجاعة ما ثبت به نفسه ابتداء، وما ثبت به أمة بأكملها قد أحاط بها أعداؤها من كل جهة انتهاء، فالله دره ما كان أشجع جنانه!!!.
والله أعلى وأعلم.(/)
المسجد الأقصى آية في كتاب الله/ يتبع إن شاء الله
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 10:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسابقة الكويت الثقافية الدولية الأولى عن المسجد الأقصى
تفاصيل المسابقة
http://www.almhml.com/vb/showthread.php?t=3266
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[03 - 04 - 2007, 10:41 م]ـ
http://www.alaqsa-online.com/vB/showthread.php?t=2389
قليل من التفسير، مع طلب للزيادة المفيدة.
ـ[مشمش]ــــــــ[07 - 04 - 2007, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكور أخى فى الله
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[07 - 04 - 2007, 08:37 ص]ـ
بارك الله فيك أخي نائل
واتمنى أن تكون المسابقه بين الرؤساء العرب
والله من وراء القصد
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[07 - 04 - 2007, 10:33 ص]ـ
أخي الحارث تحية طيبة وبعد ... هي كذلك، ولا تزول قدم عبد حتى يسأل .. والسلام عليكم تواصلنا معكم من بيت المقدس، وهل ينسى وننسى؟.
نعم يا أخي حان وقت الكلام وحمزة سيد الشهداء ............. والحمد لله.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[04 - 12 - 2007, 07:29 م]ـ
السلام عليكم
عن المسجد الأقصى وأحوال الأمة وأشياء أخرى
يحتار المرء من أين يبدأ وماذا يكتب ... صليت بالمسجد الأقصى صلاة مغرب هذا اليوم وأعلم أن أحوال الأمة مؤلمة وقد يكون هناك ما هو أهم، ولكن من وفق ووصل الى المسجد الأقصى ليعجب من هكذا حال أم أن ما سمعت ورأيت لا يستدعي أن اعجب ... من صلى بالمسجد الأقصى هذا اليوم ليستغرب هوان الأمة إذ أصبحنا نصلى تحت أنغام الموسيقى المتواجد تحت نوافذ (شبابيك المسجد التي على يمين ويسار المحراب والمطلة على القصور الأموية أو قرية سلوان)، حيث إعتاد يهود وفي أكثر من مرة وحيث هذا المكان تحت تصرفهم الآن على نصب ووضع كل ما هب ودب مما يؤذي رواد المسجد حسب تصور يهود ووسوسة إبليس لهم ..... وقد قلت طفح الكيل أو عبارة لا أطيل عدا أني أعترف بعدم القدرة على الكتابة والوصف، ماذا بعد؟ الى أي المراحل وصلنا من الهوان والذي يثير العجب أكثر هو عدم الشجب والإستنكار لهذا العمل الخسيس وكأن الأمر عادي جداً ... ولو أطلت قليلاً ستكون محاولة مني لوصف الواقع أكثر: تعجب من حالة الصمت أو لا إنكار لهذا، تتأمل في الطريق بعد الصلاة تجد منا الكثير من يبيع في محله ما هو محبب ليهود من قبعة أو شمعدان .. أو من يتلهى بالشدة لعب الورق أو ما يسمى بطاولة الزهر .. هل يا ترى أتواضع معكم وأسأل هل أن تفكيري ينم عل السطحية دعوني أستفيد منكم.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[11 - 12 - 2007, 04:58 م]ـ
يرفع للتذكير.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[11 - 12 - 2007, 07:28 م]ـ
وعليكم السلام
الله المستعان يا أستاذ نائل، ما دمنا مختلفين ومتنازعين فلن تهب لنا ريح.
ـ[مشمش]ــــــــ[18 - 12 - 2007, 11:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد شعرت أخى نائل بالمرارة والألم لما سمعته منك.
كان الله فى عونك وفى عون كل مسلم غيور على دينه ووطنه
ولكن اسمع أخى إلى قول الله تعالى" ياأيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا "
وعن أبى مالك الحارث بن عاصم الأشعرى رضى الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن -أو تملأ -مابين السماوات والأرض، و الصلاة نور،والصدق برهان،والصبر ضياء،
و القرآن حجة لك أو عليك.كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها، أو موبقها " رواه مسلم.
وقال الله تعالى "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين "
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[20 - 12 - 2007, 06:31 م]ـ
أشكر الأخت مشمش على المرور الكريم.(/)
معالم من بيت المقدس، مع الإعتذار عن عدم القدرة على رفع الصور.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 10:57 م]ـ
المسجد الأقصى الأسير
يستصرخكم لتحريره والخلافة هي محققة التحرير
FROM JERUSALEM
نداء استغاثة .... نداء استغاثة .... نداء استغاثة
الأقصى في خطر
معلومات عامة عن الحرم القدسي الشريف
144الذي تبلغ مساحته نحو
دونما ويضم المصليات الآتية
1 - المسجد الأقصى المبارك: ويقع في الواجهة الجنوبية من ساحة الحرم القدسي وجداره الجنوبي يطل على بلدة سلوان التاريخية وعلى وادي قدرون، أما جداره الغربي فهو المعروف بحائط البراق.
2 - المسجد الأقصى القديم: ويقع أسفل المسجد الأقصى وتم تجديده وفرشه ويتسع لآلاف المصلين.
3 - المصلى المرواني: ويقع بمحاذاة الأقصى القديم إلى الشرق منه وهو مصلى قديم تم تجديده وفرشه وإضاءته وتهويته ومساحته شاسعة تستوعب آلاف المصلين.
4 - مسجد قبة الصخرة المشرفة: ويقع بمواجهة المسجد الأقصى إلى الشمال منه ويصعد إليه بدرجات تنتهي إلى ساحة فسيحة يقوم عليها هذا المسجد وهو بناء هندسي مثمن غاية في الروعة والجمال ودقة الزخرفة والعمران، وقبته معلم شهير من أجمل وأكبر قباب المساجد في العالم الإسلامي، ويقال إن المسجد بني فوق الصخرة التي عرج منها الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى السماوات العلى بعد أن أسري به ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله.
إلى جانب هذه المصليات تزخر ساحة الحرم القدسي الشريف بالعديد من المصليات الأخرى المكشوفة (المصاطب) والأروقة والقباب وسبل المياه العذبة والمدارس التاريخية والمحاريب والأبنية الأثرية القديمة وفيها مساحات خضراء ومزروعة بأشجار الزيتون وترتفع فوق أسوار الحرم المآذن الجميلة التاريخية.
ويطلق اسم المسجد الأقصى على مجمل المساحة التي يشغلها الحرم القدسي بمكوناته وساحاته وهذه التسمية هي المقصودة في الآية الكريمة (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)، وأيضا في الحديث الشريف "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجدي هذا والمسجد الحرام ومسجد بيت المقدس".
بني المسجد الأقصى في نهاية القرن السابع الميلادي في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان واكتمل بناؤه في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك. وتعرض عبر التاريخ لمحن كثيرة بعضها طبيعي بفعل الزلازل وبعضها بفعل أطماع الغزاة كما فعل الصليبيون وكما يتعرض له حاليا وهو أسير تحت الاحتلال الإسرائيلي.
منبر صلاح الدين: في الحادي والعشرين من أغسطس/ آب 1969 أقدم متشدد أسترالي يهودي اتهمته سلطات التحقيق الإسرائيلية بالجنون على ارتكاب جريمة إحراق المسجد الأقصى ما أسفر عن أضرار كبيرة لحقت به وأفدحها كان إحراق منبر المسجد وهو الذي أمر ببنائه السلطان الأيوبي نور الدين زنكي وأحضره السلطان صلاح الدين الأيوبي عندما حرر القدس من أيدي الصليبيين. والمنبر المحترق كان تحفة فنية نادرة وهو صنو لمنبر آخر صنع في نفس الوقت وهو الآن موجود في الجامع الأموي في دمشق
من قلب الأقصى
أطفال في مهرجان طفل الأقصى الرابع 2005
من مهرجان صندوق طفل الأقصى الرابع 2005
صلاة الجمعة في ساحات المسجد الأقصى
قبة السلسلة ومسجد قبة الصخرة
الجامع القبلي في ليل رمضان
قبة الصخرة المشرفة
مهرجان طفل الأقصى والمقدسات الثالث
قبة الصخرة في الليل
محراب المصلى المرواني
ترميم مقبرة باب الرحمة
من داخل الجامع القبلي
الجامع القبلي 25 - 03 - 2004
مسجد قبة الصخرة يوم العيد
الصخرة من الأعلى
منبر صلاح الدين
جانب من القصور الأموية في الليل
قبة الجامع القبلي
صلاة الترويح في المسجد الأقصى المبارك 2
مسجد قبة الصخرة وموائد الرحمن
الجامع القبلي ومائدة الرحمن
باب العامود قبيل الغروب
يوم الجمعة بإتجاه باب الأسباط
صلاة الترويح في المسجد الأقصى المبارك 1
موائد الرحمن رمضان 1424هـ
مسجد قبة الصخرة
الجامع القبلي من الغرب 1
من داخل الجامع القبلي
قبة الصخرة من الجهة الغربية
الجامع القبلي
من القصور الأموية
قبة الجامع القبلي من الداخل
قلعة داوود الإسلامية
سور القدس (1)
منبر برهان الدين
بيت من زمن النكسة 2
بيت من زمن النكسة 1
الكأس وقبة الصخرة
(يُتْبَعُ)
(/)
الجامع القبلي بعد صلاة الجمعة
قبة الصخرة من رأس العمود
باب القطانين
ساحة الغزالي
قبة سليمان
مسجد البراق الشريف
مسجد قبة الصخرة من الغرب
الصحاب الجليل شداد بن أوس
ضباب في صحن الصخرة
الخلوات المحتلة!
الجامع القبلي في الشتاء
مسجد قبة الصخرة من الجو
مسجد قبة الصخرة
الجامع القبلي قبل صلاة الظهر
قبة الصخرة في الصيف
من روائع مسجد قبة الصخرة
المتحف الإسلامي
الجامع القبلي من مسجد قبة الصخرة
المسجد الأقصى من الطائره
الجامع القبلي بعد صلاة الظهر
باب المغاربة
هدية طفل الأقصى لعيد الفطر 1423هـ
مسجد قبة الصخرة من جهة المتحف
الأقصى القديم
المسجد الاقصى المبارك في العصر الأموي
من شبابيك الجامع القبلي
مئذنة باب السلسلة
مكتبة المسجد الأقصى العامة
قبة الصخرة من داخل جامع المسجد الأقصى
موائد الرحمن في المسجد الاقصى المبارك
قبة الصخرة المشرفة من الشرق
الرواق الأمامي للجامع القبلي 2
الرواق الأمامي للجامع القبلي 1
الجامع القبلي من الداخل
قبة الصخرة بعد الغروب
البوابات الأموية
باب الرحمة من الداخل
الساحة الشرقية في الليل
مسجد قبة الصخرة المشرفة
مسجد عبد الله بن عمر في حارة الشرف
منعنا الظالمون
من جدار مسجد قبة الصخرة
بقايا منبرصلاح الدين
صخرة المعراج
المسجد الأقصى في الليل
داخل الجامع القبلي (جامع المسجد الأقصى)
قبة الصخرة من درجات الأقصى القديم
الجامع القبلي من جهة الساحة الشرقية
غيمة من بيت المقدس
باب الرحمة من خارج السور
الجامع القبلي من جهة المصلى المرواني
مسجد حارة الشرف
من قلب مسجد الصخره (2)
قطف الزيتون في المسجد الأقصى
مسجد قبة الصخره
الشقوق في السور الجنوبي 2
الشقوق في السور الجنوبي 1
من الساحة الجديدة الى الجامع القبلي
دكة المؤذنين
من قلب الصخرة 1
صورة فريدة تضم مسجد الصخره والجامع القبلي وجانب من القصور الاموية
الساحة ودار القرآن الكريم
الممر المؤدي الى باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب الأسباط
باب الرحمة من جهة المصلى المرواني
مسجد قبة الصخره من جهة باب الرحمة
مهرجان صندوق طفل الأقصى والمقدّسات الأوّل
دون تعليق
داخل مسجد قبّة الصخرة المشرّفة
منبر نور الدين زنكي
أحد أبواب مسجد قبّة الصخرة
السور الجنوبيّ للمسجد الأقصى
صورة للأقصى من الجوّ تبينّ موقعه بالنسبة للبلدة القديمة
المتحف الإسلامي في الأقصى الشريف
باب الرحمة ودار الحديث
تاريخ العزة
الحائط الحزين
أحدث الصور للأقصى
صورة عمودية للأقصى
الرجاء تبليغ وتمرير هذه الرسالة لكل من تعرف
وساهم معنا في نصرة الأقصى
من أعداد وتصميم أخوكم
جلال شلش
jalalsch@yahoo.de
مؤسس ومدير مجموعة الرسالة
رابط لأجل الأقصى بواسطة الفصيح: http://www.help-aqsa.org/
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 03:00 م]ـ
قرية تقع في ظاهر القدس الشرقين وتقوم على بقعة قرية رومانية بهذا الاسم. وأقرب قرية لها العيزرية.
بلغ سكانها سنة 1961م 3631 نسمة .. من عائلاتها المشهورة. الخنافسة، وهي من أكثرها عدداً. وحمولة: الحلبية، وتعود بأصلها إلى ناحية حلب في سورية. وأما حمولة آل جابر، أو العريقات، فهم من قبيلة الحوطات من قبائل شرقي الأردن الشمالية. وكان في القرية جامع بني سنة 1351 هـ على أنقاض الجامع القديم الذي دمرته الزلزلة عام 1927م.
أسست مدرستها سنة 1932م. وكانت ابتدائية كاملة (سبعة صفوف) ارتفعت بعد النكبة إلى الإعدادية.
أشهر مزروعاتها: الزيتون، والتين، واشجار الفاكهة .. ويستخرجون الجبن من ألبان الماشية. وتجاورها: خربة الرغابيني، والزعرورة، وأبو صوانة.
معجم البلدان الفلسطينية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اضافة لواقع اليوم: قرية ابو ديس لا تبعد إلاأمتار عن المسجد الأقصى، ولكن لواقع الجدار يستحيل وصول أهل القرية الى القدس إلا بالسير ساعة عبر طريق خاص كما ويلزمهم تصريح من دولة يهود.(/)
من قرى بيت المقدس
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 11:17 م]ـ
قبية أو قبيا بلدة فلسطينة تقع إلى الغرب من مدينة رام الله وتتبع الآن محافظة رام الله والبيرة وقديما كانت تتبع إلى قضاء الرملة حيث أنها لا تبعد عن اللد سوى 11 كم إلى الشمال الشرقي منها، وتقع إلى الشمال الشرقي من مدينة القدس وتبعد عنها نحو 32 كم. تبلغ مساحتها حوالي 16,000 دونم. وحسب آخر إحصاء، يبلغ عدد سكانها المقيم فيها حوالي 5,000 ويوجد مثلهم مهجرين.
عشائر وعائلات قبيا:
زكال
عشيره غيظان
دار حامد
دار الحلحولي
عشيرة الاجرب
دار ناصر
دار الشايب
عشيرةقطنه0الخطيب
دار العرجا
دار المسلم
دار خليفة
دار دلول
دار سبوبة
عشيرة العبسي
وأصول هذه العائلات هي من:
عمورية في نابلس ومنها الاجرب
السيلة في جنين ومنها غيظان والخباص
جمزو في الرملة ومنها دار الخطيب
من عابود دار مسلم
وهناك عائلات هاجرت في أواخر القرن الثامن عشر إلى قرية المزيرعة. وفي عام 1967 م هاجر نصف القباويون إلى الزرقاء بالأردن ويعرفون هناك بالقباوي.
== أشهر مجاهدي قبيا
1 - الشيخ الشهيد سليمان غيظان 2 - المجاهد البطل راتب عبدالله زيدان 2 - المجاهد البطل نايف رضوان 3 - خالد غيظان4 - احمد يعقوب 5 - محمد سمير الحلحولي
مجزرة قيبة
كان عدد سكانها 1635 نسمة، في اليوم الرابع عشر من شهر أكتوبر عام 1953 م،، وعزلتها عن سائر القرى المجاورة، ثم بدأت بقصف القرية بشكل مركز بمدافع الهاون، واستخدمت الألغام والقنابل، كما توجهت بعض القوات المعادية وطوقت قرى شقبا وبدرس ونعلين لمنع تحركات النجدات للقرية، وقامت هذه القوات بزرع الألغام على جميع الطرق المؤدية إليها. استمر الهجوم الصهيوني حتى الساعة الرابعة من صباح يوم التالي وأجبر السكان على البقاء داخل بيوتهم ثم نسفت فوق رؤوسهم، وقدر عدد البيوت التي نسفت 56 بيتا، بالإضافة إلى مسجد ومدرستين وخزان مياه. بلغ عدد الشهداء في هذه المجزرة 67 مواطناً من أهل قبية، من الرجال والنساء والأطفال، وفي البدايه اعتقلت القوات الشهيد محمد مصطفى حسان واحمد مصطفى عبدالرحيم (الشهير بالبدوي) وحققت معهم وقد فر البدوي من المكان واخبر القريه.
كان الذي أعطى الأوامر لتنفيذ المجزرة ضد قرية قبية هو دافيد بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل، وقاد عملية تنفيذ المجزرة أرئيل شارون رئيس الحكومة الحالي وكان آنذاك يقود الوحدة 101. كانت القوة التي نفذت المجزرة تتكون من 600 شخصا.
مؤسسات قبيا
يوجد في قبيا مسجدين: مسجد شهداء قبيا، ومسجد الشهيد سليمان
مجمع قبيا الاجتماعي (ديوان) على نفقة رجل الاعمال الفاضل شاهر غازي
مجلس بلدي قبي1995) ومن اهم انجازات المجلس مد شبكة مياه جديدة واقامة مجمع خدمات طبية كبير وبناء مدرسة نموذجية للبنات وتعبيد الشوارع من الانجازات الهامة التي لا يستطيع احد انكارها
جمعية قبيا لتنمية الريف ورئيسها ابراهيمعبد الرحيم
جمعية قبيا النسويةالتعاونية للتنمية الريفية
مدرسة قبيا الثانويه للذكور وتأسست عام 1924
مدرسه بنات قبيا الثانويه الحديثة
مدرسة قبيا الاساسية
نادي قبيا الرياضي ويتكون النادي من طابقين ويعد النادي من اهم المؤسسات في القريه ويقوم النادي بمتابعة جميع الامور على جميع الاصعده ومن ابرز مؤسسي النادي سعيد طه عبد الفتاح سمارء محممود طه احمد العبد حلاوه حسين حمدالله سليمان دلول غيظان وغيرهم وبعدهاقام النادي المتابعه وجاءة فئه جديد ونشيطه وقامو ببناء النادي الجديد وعلى راسهم علي عقل ابو صامد وصابر حسان ابو فادي الخطيب حسين غازي فايز وغيرهم من الرياضين وتابع النادي نشاطه والمتابعه وانجز انجاز عظيم وقفز في النادي إلى الامام واصبح النادي من اهم المؤسسات في القريه وتابع النادي نشاطه وفعليته امام الؤسسات وبعدها جاء نشاط النادي اكثر بعد الانتخابات الاخيره وظهرت قيادة شابه وصعدو في النادي إلى القمه ومنهم محمد حسان خليل حسن وصطفى حي وحسين البيك وعطيه حماد رسمي عبد السلام زيدان وجمعه احمد عيسى ويوسف حسن جميل العبسي وغيرهم، ...
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 11:25 م]ـ
تقع قريتنا هذه في نحو منتصف الطريق بين قريتي «قوله» و «دير طريف» وعلى مسافة نحو ميلين عن كل منهما. ترتفع 75 متراً عن سطح البحر ولها مساحة قدرها 45 دونماً.
(يُتْبَعُ)
(/)