طلب تخريج وتحقيق المرفوع والموقوف في هذا الحديث: تعلموا العلم وتعلموا له السكينة والوقار
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[26 - 08 - 10, 04:01 م]ـ
583 - حدثني خلف بن القاسم، نا أحمد بن الحسن الرازي، نا أزهر بن زفر بن صدقة، ثنا عبد المنعم بن بشير، نا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعلموا العلم وتعلموا له السكينة والوقار وتواضعوا لمن تتعلمون منه ولمن تعلمونه ولا تكونوا جبابرة العلماء»
طلب تخريج وتحقيق المرفوع والموقوف في هذا الحديث؟
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 08:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - موقوفا:
رواه البيهقي في الشعب (281/ 3) وفي المدخل (515) و ابن عبد البر في الجامع (269/ 1) و غيرهم من طريق ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد، عن عمران بن مسلم، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: ((تعلموا العلم وعلموه الناس، وتعلموا الوقار والسكينة ... ))
قلت: هذا إسناد [ضعيف جدا] عمران بن مسلم هذا لم أعرفه ويحتمل أن يكون تحرف من عمران بن أبي أنس وهو [ثقة] و لكن لم يدرك عمر رضي الله عنه فهو منقطع.
ورواه أيضا الآجري في الاخلاق (56/ 1) من طريق محمد بن بكار ثنا عنبسة بن عبد الواحد عن عمرو بن عامر البجلي قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((تعلموا العلم، وتعلموا للعلم السكينة والحلم ... )) فذكره بنحوه
قلت: هذا إسناد [ساقط] عمرو بن عامر [مجهول] ولم يدرك عمر ولا أظنه أدرك من أدرك عمر!!
ورواه أيضا الخطيب في الجامع (93/ 1) من طريق إسماعيل بن عمرو، نا شريك، وحفص بن غياث، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، قال: قال عمر بن الخطاب: ((تعلموا العلم ... )) فذكره بنحوه
قلت: هذا إسناد [ضعيف جدا] اسماعيل بن عمرو البجلي [ضعيف الحديث] ضعفه الدارقطني وابن عدي , وشريك [سيء الحفظ] و حفص [ثبت ساء حفظه بآخره] , و العلاء بن المسيب [ثقة قد يهم] , وأبوه [ثقة صدوق] قال يحيى بن معين: ((لم يسمع من أحد من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم إلا من البراء بن عازب، و أبى إياس عامر بن عبدة))
ويروى نحوه عن علي رضي الله عنه:
رواه الشجري في أماليه من طريق ابو علي الحسن بن علي الطوسي، قال حدثنا أحمد بن سيار المروزي، قال حدثنا هاني بن المتوكل، قال حدثنا محمد بن عياض الأنصاري أبو المنذر، قال حدثني عباس بن زريع الأزدي، قال: قال علي بن أبي طالب: ((العلم خليل المؤمن، والعقل دليله، والحلم وزيره، والرفق قيده، والصبر أمير جنوده، تواضعوا لمن تتعلمون منه، وتواضعوا لمن تعلمونه ولا تكونوا جبابرة العلماء، وخير دينكم الورع))
قلت: هذا إسناد [واه] هاني بن المتوكل أظنه هو ابو هاشم الاسكندراني [فقيه مجهول] , ومحمد بن عياض [مجهول] ولم أجد أحدا يروي عنه غير هانئ بن المتوكل , والعباس بن زريع [مجهول] كذلك , ولا أظنه أدرك علي.
2 - مرفوعا:
رواه الطبراني في الاوسط و الخطيب في الجامع (809) من طريق عباد بن كثير، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تواضعوا لمن تعلمون منه، وتواضعوا لمن تعلمون، ولا تكونوا جبابرة العلماء))
قلت: هذا [باطل] تقرد بهذا عن ابي الزناد: عباد بن كثير وهو [ليس بشيء , وقد تركوه] قال عبد الله بن إدريس: ((كان شعبة لا يستغفر له))!!
ورواه مرفوعا أيضا ابن عبد البر في الجامع (246/ 1) من طريق عبد المنعم بن بشير، قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعلموا العلم وتعلموا له السكينة والوقار وتواضعوا لمن تتعلمون منه، ولا تكونوا جبابرة العلماء))
قلت: هذا إسناد [ساقط] عبد المنعم [متهم بالوضع] , وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم [ضعيف الحديث]
ورواه مرفوعا أيضا أيضا الشجري في أماليه من طريق ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة، وتواضعوا لمن تعلمون، وتواضعوا لمن تتعلمون منه، ولا تكونوا جبابرة العلماء فلا يقوى عملكم بجهلكم))
قلت: هذا إسناد [ضعيف جدا] , ليث [ضعيف مضطرب الحديث]
ورواه مرفوعا أيضا بنحوه القاضي عياض في الالماع (47/ 1) من طريق محمد بن عبد الملك الأنصارى عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((تواضعوا لمن تعلمون منه العلم وتواضعوا لمن تعلمونه))
قلت: هذا [باطل] , تفرد به محمد بن عبد الملك [كذبوه] وقد رماه بالكذب الامام أحمد و ابو حاتم و غيرهما.
والخلاصة: أن هذا الخبر [ضعيف] لا يصح لا موقوفا ولا مرفوعاً
والله تعالى أعلم.
¥(72/279)
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[26 - 11 - 10, 07:01 م]ـ
أبو القاسم البيضاوي
جزاك الله خيرا
تحقيق وتخريج رائع
هذا الجهد المبارك
سينتفع به حتما كل من زار الموقع والباحثين من المنتديات الأخرى , الذين هم بأمس الحاجة
لمعرفة الصحيح من الضعيف في منتدياتهم , واصل تحقيقاتك القيمة فلها طيب الأثر لدى الجميع.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 11:57 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم(72/280)
هل يصح هذا الاثر في سماع الغناء؟
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 04:47 م]ـ
قالت عائشة رضي الله عنها بينا أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالسان في البيت استأذنت علينا امرأة كانت تغني فلم تزل بها عائشة رضي الله عنها حتى غنت فلما غنت استأذن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلما استأذن عمر ألقت المغنية ما كان في يدها وخرجت واستأخرت عائشة رضي الله عنها عن مجلسها فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال بأبي وأمي مما تضحك فأخبره ما صنعت القينة وعائشة.فقال عمر:أما والله لا الله ورسوله أحق أن يخشى يا عائشة
ـ[ابو رحمة]ــــــــ[28 - 08 - 10, 06:17 ص]ـ
الى أن يأتى الإخوة المتخصصون
أنقل اليك ماقاله الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع
قال عنه (حديث حسن أخرجه الفاكهى فى "أخبار مكة" رقم 1740 من طريق عبدالجبار بن الورد؛ قال: سمعت ابن أبى مليكة يقول: قالت عائشة به. واسناده قوى.) انتهى
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 03:13 م]ـ
جزاك الله خيرا ,ونطمع في المزيد.(72/281)
مثل الذي يجلس على فراش المغنية مثل الذي نهشه أسود من أساود يوم القيامة
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[26 - 08 - 10, 05:06 م]ـ
وعن عبد الله بن عمرو رفع الحديث قال مثل الذي يجلس على فراش المغنية مثل الذي نهشه أسود من أساود يوم القيامة. رواه الطبراني ورجاله ثقات. (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد)
هل ما قاله الهيثمي صحيح؟
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[28 - 08 - 10, 05:07 م]ـ
الصحيح في الرواية لفظ (المغيبة)، أي التي غاب عنها زوجها.
وانظر السلسلة الضعيفة (4637). والله أعلم.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[13 - 09 - 10, 07:08 م]ـ
أبو محمد الشربيني
أحسن الله إليك(72/282)
لا يحل ثمن المغنية ولا بيعها ولا شراؤها ولا الاستماع إليها
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[26 - 08 - 10, 05:20 م]ـ
لا يحل ثمن المغنية ولا بيعها ولا شراؤها ولا الاستماع إليها
الراوي: - المحدث: الشوكاني ( http://www.dorar.net/mhd/1255)- المصدر: نيل الأوطار ( http://www.dorar.net/book/$r-%3Esource_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 8/ 263
خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره
وقال بعض طلبة العلم إسناده كلهم ثقات متفق عليهم سوى يزيد بن عبد الملك النوفلي فإنه مختلف في أمره وخرج حديثه هذا محمد بن يحيى الهمذاني في صحيحه وقال في النفس من يزيد بن عبد الملك مع أن ابن معين قال ما كان به بأس وبوب الهمذاني هذا في صحيحه على تحريم بيع المغنيات وشرائهن وهو من أصحاب ابن خزيمة وكان عالم
فهل في سنده الحديث شيء؟
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[28 - 08 - 10, 05:01 م]ـ
قال الحميدي في مسنده (910):
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرَّحٌ أَبُو الْمُهَلَّبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: لاَ يَحِلُّ ثَمَنُ الْمُغَنِّيَةِ، وَلاَ بَيْعُهَا، وَلاَ شِرَاؤُهَا، وَلاَ الاِسْتِمَاعُ إِلَيْهَا.
و مطرح بن يزيد الكنانى، أبو المهلب الكوفى، حكم عليه الحافظان الذهبي وابن حجر بالضعف
وأصل الحديث هو ما أخرجه الترمذي (1282)، قال:
حدثنا قتيبة أخبرنا بكر بن نضر عن عبيد الله ابن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة: عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلموهن ولا خير في تجارة فيهن وثمنهن حرام في مثل هذا أنزلت هذه الآية (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) إلى آخر الآية
وفي بعض النسخ أنه استغربه
وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله، ولكن قد يخالف في ذلك. والله أعلم.
ـ[ابو رحمة]ــــــــ[29 - 08 - 10, 09:42 ص]ـ
الراوي: - المحدث: الشوكاني - المصدر: نيل الأوطار - لصفحة أو الرقم: 8/ 263
خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره
الاخ احمد ابو انس هل تستطيع نقل عبارة الشوكانى فى تحسين الحديث
بارك الله فيك
حدثنا قتيبة أخبرنا بكر بن نضر عن عبيد الله ابن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة: عن رسول الله قال لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلموهن ولا خير في تجارة فيهن وثمنهن حرام في مثل هذا أنزلت هذه الآية (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) إلى آخر الآية
قال الشيخ المحدث عبدالله بن يوسف الجديع ما ملخصه
قال الامام النووى فى المجموع (اتفق الحفاظ على أنه ضعيف) وأعله بعلى بن يزيد
وقال ايضا (الجديع) فمحصل ما سبق أن هذه المتابعه واهية لاتزيد الحديث الا وهنا على وهن
وقد حكم الشيخ الجديع على أصل الحديث بأنه منكر
والله أعلم
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[13 - 09 - 10, 06:53 م]ـ
أبو محمد الشربيني
بورك فيك
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[13 - 09 - 10, 06:56 م]ـ
أخي أبو رحمة
اعتذر أنا نقلته من
موقع الدرر السنية
وقد بحثت في كتاب الشوكاني لم أجده يحسنه
والله أعلم 0(72/283)
هل هؤلاء العلماء صرحوابأن حديث الجارية مضطرب وضعفوه وهمالحافظ بن حجر
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[27 - 08 - 10, 08:10 م]ـ
هل هؤلاء العلماء صرحوابأن حديث الجارية مضطرب وضعفوه وهم {الحافظ بن حجر} {الحافظ البيهقي} {الحافظ البزار} {الامام السبكي} اخوكم من السودان كايدقاسم ارجوالتوضيح اخوة الايمان
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[27 - 08 - 10, 08:21 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=216996
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144280
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8944
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[27 - 08 - 10, 09:46 م]ـ
بارك الله فيكم ايها الاعضاء وجزاكم الله كل خير(72/284)
كم عدد الصحابة الذين روى لهم البخاري ومسلم والكتب الستة هل هناك احصائية بالعدد؟
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[27 - 08 - 10, 08:20 م]ـ
للأهمية القصوى:
س: 1 كم عدد الصحابة الذين روى لهم البخاري ومسلم؟
النتيجة: الصحابة الذين روي لهم في الصحيحين أحاديث عددهم (. . .)
س 2: وكذلك الأمر بالنسبة للكتب الستة ـ؟
س 3: كم عدد الصحابة الذين تم نقل الحديث عنهم اي الذين رووا لنا السنة ,؟
أخواني من لديه اجابة على احد التساؤلات فليجب بما يعلم ولو كان الجواب تقريبي او ظني , وليس شرطا ان تكون الإجابة على كل الأسئلة. .
ارجوا ابداء
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[27 - 08 - 10, 08:28 م]ـ
مع ملاحظة: هل ما ذكره الامام ابن حزم في رسالته في عدد الصحابة يشمل كل الصحابة الذين رووى الحديث ولو بشكل تقريبي ظني؟
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[28 - 08 - 10, 03:17 ص]ـ
كشف النقاب عما روى الشيخان للأصحاب
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=59289
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[28 - 08 - 10, 04:31 م]ـ
مع ملاحظة: هل ما ذكره الامام ابن حزم في رسالته في عدد الصحابة يشمل كل الصحابة الذين رووى الحديث ولو بشكل تقريبي ظني؟
هذا خاص بمسند بقي بن مخلد
ولو أردت ما يتعلق بالصحيحين، فعليك بكشف النقاب
ولو أردت ما يتعلق بالكتب الستة، فعليك بتحفة الأشراف
أما عدد الصحابة الذين رووا مطلقا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فلا أعلم له سبيلا. والله أعلم.
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[28 - 08 - 10, 06:30 م]ـ
الأخوة الكرام سيف جمعة وأبي محمد الشربيني بارك الله فيكم ونفع بكم
بالنسبة إلى تحفة الأشراف لمن؟
شاكر لكم تعاونكم
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[28 - 08 - 10, 06:36 م]ـ
علما ان حجم المخطوطة 50 ميجا وهو حجم كبير جدا هل اجد الكتاب الموصوف بملف وورد! او اصغر من هذا الحجم؟!
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[28 - 08 - 10, 07:31 م]ـ
حملت كتاب كشف النقاب وهو مخطوطة لكن تصفحته سريعا لم اجد ذكره للرواة واحصائهم بل غاية ما فيه تفسير الفاظ الاحاديث!!!!!!
إلا ان كنت لم اقع على المقصود فليدلني على الصفحة او رقم الصورة
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[28 - 08 - 10, 07:37 م]ـ
تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للمزي لم يقوم بكتابة العدد انما يذكر الصحابي وما رواه
المهم يبدوا ان هناك طريقة اخرى يمكن استخدامها لمعرفة العدد خاصة في الكتب الستة سأقوم عليها ان شاء الله
ـ[محمد يحيي عبد الفتاح]ــــــــ[29 - 08 - 10, 03:02 ص]ـ
يمكن الاستعانة بالمكتبة الشاملة في خدمة تراجم الرواه المدمجة في البرنامج وأصلها من تهذيب الكمال وتقريبه
ولكن ليعلم أن الامر يحتاج إلى مراجعة فالبحث سيعطيك عدد من عده ابن حجر في الطبقة الاولى وقد يكون فيهم مختلف في صحبته أومن له رؤيا أو من لم يسم
قم ببحث مركب في رواة التهذيبين
1 - لمعرفة من روي لهم في الكتب الستة
اكتب في رقم الطبقة: 1
النتيجة: 691 (منهم حوالي 9 لم يسموا)
وهناك 22 ذكرهم ابن حجر في الطبقة الثانية مختلف في صحبتهم
و 9 في الثالثة
و 1 في الرابعة
2 - الصحبة (الطبقة الأولى في التهذيب) الذين روى لهم البخاري ومسلم: نكتب 1 في الطبقة و خ م في من أخرج له هذا عدد من أخرجا له جميعا:
النتيجة 136
مسلم (وحده أو مع البخاري) 196
البخاري (وحده أو مع مسلم) 167
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[29 - 08 - 10, 04:03 ص]ـ
عدد الصحابة الرواة للأحاديث:
قال الحاكم النيسابوري: عددهم أربعة ألاف.
وقال الذهبي: لا يصلون لهذا العدد أبدا؛ فهم لا يتعدون ألف وثمانمائة
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[29 - 08 - 10, 05:00 ص]ـ
تحفة السامع والقاري ختم صحيح البخاري
للشيخ عبدالوكيل حفظه الله
وأما عدد الصحابة الذين روى عنهم: قال الوالد رحمه الله، في شرحه قمر الأقمار، الذين أخرج لهم من الصحابة فمئة وواحد و تسعون صحابيا بين الرجال والنساء.
والذين اتفق الشيخان على الرواية عنهم مئة و ثلاثة و عشرون رجلا واللاتي اتفقا على إخراج أحاديثهن ثلاث وعشرون صحابية واللاتي انفرد البخاري بإخراج أحاديثهن سبع نسوة.
الرسالة في المرفقات ..
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[29 - 08 - 10, 05:17 ص]ـ
وقد ألَّف الشيخ يحي بن أبي بكر العامري اليمني في الصحابة الذين لهم رواية في الصحيحين أو أحدهما كتاباً سماه "الرياض المستطابة في جملة من روى في الصحيحين من الصحابة.
قاله الشيخ العباد في رسالته:
كيف نستفيد من الكتب الحديثية الستة.
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[29 - 08 - 10, 07:26 م]ـ
أخي محمد يحيى عبد الفتاح
الخطوة رقم (1) وهي معرفة الصحابة في الكتب الستة قمت بها وطلعت النتيجة كما ذكرت. .
بيد أن الخطوة رقم (2) والتي فيها اني اضع رمز (خ) أو (م) فيمن روى له كلما وضعتها لا يطلع شيئا
أقصد اني اضع رقم (1) في الطبقة و رمز (خ) في من روى له فلا يطلع لي شيئا لا ادري ما السبب
ارجوا التوضيح أكثر وجزاك الله خيرا ونفع بك
الأخ الكريم مصعب الجهني.
قلت:
عدد الصحابة الرواة للأحاديث:
قال الحاكم النيسابوري: عددهم أربعة ألاف.
وقال الذهبي: لا يصلون لهذا العدد أبدا؛ فهم لا يتعدون ألف وثمانمائة
بحثت عن هذا النقل فلم اجده! هل نقلته بالنص الحرفي أم بمعناه فتعثر علينا لقياه
ارجوا وضع المصدر جزاك الله خيرا أو من يعرف فليضعه لنا شاكرين لكم
¥(72/285)
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[29 - 08 - 10, 07:29 م]ـ
أخي الحبيب الكريم سيف جمعة اشكرك على حرصك على المساعدة وافادة اخوانك بارك الله فيك
بالنسبة الى الكتاب الذي ذكرته يبدوا انه غير موجود على النت , ولو كان عندك او عند احد الاخوة فيكفينا فقط ذكره للعدد مع المصدر
واشكرك مجددا للفائدة والملف المرفق , رفع الله قدركم
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[29 - 08 - 10, 07:34 م]ـ
للضرورة أين اجد ما اشار إليه مصعب الجهني من نقله كلام الحاكم وتعقيب الذهبي؟
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[30 - 08 - 10, 12:53 ص]ـ
أخي أبو عبد الرحمن:
هذا النقل للذهبي من كتابه: (تجريد أسماء الصحابة) فقد ذكر كلام الحاكم ثم عقب عليه.
وقد نظمهم ابن الجوزي فذكر 1858 صحابياً ممن رووا الأحاديث؛ وذكر أخرون بأنهم ألف وخمسمائة.
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[30 - 08 - 10, 08:16 ص]ـ
قلت:
وقد نظمهم ابن الجوزي فذكر 1858 صحابياً ممن رووا الأحاديث؛ وذكر أخرون بأنهم ألف وخمسمائة.
أين أجد هذا أخي الكريم؟ أقصد كلام ابن الجوزي؟ ومن هم الآخرون الذين قالوا ما قلت؟ وأين اجده؟!
جزاك الله خيرا معلوماتك قيمة جدا(72/286)
هل هذا القول له سند خدرت رجل رجل عند ابن عباس
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[28 - 08 - 10, 12:21 ص]ـ
{خدرت رجل رجل عندابن عباس رضي الله عنهما فقال له ابن عباس اذكراحب الناس اليك فقال يامحمداه فزهب خدره} {وهل اخرج ابن ابي السني عن ابي هريرة1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اذاضل احدكم شيئا اواراد عونا فليقل ياغبادالله اغيثوني فان لله عبادا لاترونهم}
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[28 - 08 - 10, 08:44 ص]ـ
الحديث الأول من قول ابن عمر رضي الله عنهما والخلاف في تضعيفه وتصحيحه ...
وسمعتُ الشيخ/ عبد الله السعد بشريط له هو على الشبكة وموجود عندي يقول إن هذه الكلمة - يا محمد - ليست بشرك!
ولا أدري توجيه الشيخ لها لأنه قالها ولم يتكلم عن توجيهها ...
والحديث الثاني غير صحيح وإن كنتُ الآن لايحضرني تخريجه بالضبط.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[28 - 08 - 10, 12:28 م]ـ
حتى لو فرضنا أن الأثر صحيح، فكما قال الشيخ عبدالله السعد ـ فك الله أسره ـ بأنه ليس شركاً ..
فابن عباس رضي الله عنه قال له: أذكر أحب الناس إليك، ولم يقل له: استغث أو أدعو أحب الناس إليك ..
وقد يحصل بالتجربة أن الشخص عندما يذكر محبوبه يقشعر بدنه أو ينشط قلبه فيذهب هذا الخدر ..
فالرواية ليس فيها اسغاثة أو دعاء غير الله ..
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[28 - 08 - 10, 03:14 م]ـ
{خدرت رجل رجل عندابن عباس رضي الله عنهما فقال له ابن عباس اذكراحب الناس اليك فقال يامحمداه فزهب خدره} {وهل اخرج ابن ابي السني عن ابي هريرة1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اذاضل احدكم شيئا اواراد عونا فليقل ياغبادالله اغيثوني فان لله عبادا لاترونهم}
الحديث الأول: يروى عن ابن عباس وابن عمر
فحديث ابن عباس رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة (168)، وحكم عليه الشيخ الألباني رحمه الله بالوضع في تخريج الكلم الطيب.
وحديث ابن عمر رواه البخاري في الأدب المفرد، وأيضا ابن السني، وضعفه الشيخ الألباني رحمه الله.
أما الحديث الثاني:
لم أجده عن أبي هريرة في عمل اليوم والليلة لابن النسي، والذي فيه عن عبد الله بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: «إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا، يا عباد الله احبسوا، فإن لله عز وجل في الأرض حاضرا سيحبسه»
وضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في الضعيفة (655)، وانظر (656) في الضعيفة أيضا. والله أعلم.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[28 - 08 - 10, 04:05 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا
نوقش موضوع قول ابن عمر رضي الله عنهما ((يا محمد)) مرارا في الملتقى ولو استخدمت خاصية البحث لوجدت ما تريد وفقك الله
راجع الرابط التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2192
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[29 - 08 - 10, 02:58 ص]ـ
بارك الله فيكم وفي مجهودكم(72/287)
أريد تخريج أثر ابن مسعود-كيف كنتم تستقبلون شهر رمضان؟
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 05:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نفع الله بكم أريد تخريج أثر ابن مسعود هذا:
سُئِل ابن مسعود -رضي الله عنه-:
كيف كنتم تستقبلون شهر رمضان؟
قال:
((ما كان أحدنا يجرؤ أن يستقبل الهلال
وفي قلبه مثقال ذرة حقد على أخيه المسلم)).
,
وهل هو ثابت عنه رضي الله عنه أم لا؟
لأنه انتشر في هذه الشبكة بشكل كبير ولم أجد له تخريج.
بارك الله بكم.
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[30 - 08 - 10, 04:57 ص]ـ
هل من مساعد؟
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 03:50 م]ـ
للرفع
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 11:12 م]ـ
لم أجده(72/288)
هل ورد حديث صحيح في اجر الصلاة في المسجد الأقصى
ـ[أبو البراء الفلسطيني]ــــــــ[28 - 08 - 10, 07:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بحثت كثيرا عن حديث صحيح في اجر الصلاة في المسجد الاقصى فلم اجد، فالاحاديث التي تقول ان اجر الصلاة فيه بخمسمائة صلاة فيما سواه جميعها ضعيفة، وكذلك الاحاديث التي تقول بان اجر الصلاة فيه بمئتنان وخمسون صلاة فيه سواه فهي ضعيفة ايضا.
فهل تعلمون حديث صحيح في اجر الصلاة في المسجد الاقصى لا حرمنا الله اياكم.
ـ[أبو البراء الفلسطيني]ــــــــ[28 - 08 - 10, 08:06 ص]ـ
وجدت حديث إسناده حسن رواه الطبراني في المعجم الاوسط فما حكمكم فيه؟
رقم الحديث: 8452
المصدر: المعجم الأوسط.
حدثنا موسى بن هارون، نا أحمد بن حفص، حدثني أبي، نا إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال: تذاكرنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما أفضل: مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو مسجد بيت المقدس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلى، وليوشكن أن يكون للرجل مثل سية قوسه من الأرض حيث يرى بيت المقدس خيرا له من الدنيا وما فيها" رواه الطبراني.
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[28 - 08 - 10, 03:46 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1352087
وانظر السلسلة الصحيحة (2902).
ـ[أبو البراء الفلسطيني]ــــــــ[29 - 08 - 10, 12:47 ص]ـ
شكرا اخي ابو محمد على ادراج الرابط(72/289)
إذا رأيت بنيان مكة يطاول جبالها! سؤال؟
ـ[صخر]ــــــــ[28 - 08 - 10, 04:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ماصحة هذا الحديث؟:
(إذا رأيت بنيان مكة يطاول جبالها فاعلم أن الأمر قد أظلك)
وكذلك:
(فإذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ورأيت البناء يعلو رؤوس الجبال فاعلم أن الأمر قد أظلك)
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[29 - 08 - 10, 03:18 ص]ـ
الأول: لم أقف عليه مسندا
والثاني: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14306) بإسناد لا بأس به
وقال الشيخ حمود التويجري رحمه الله في إتحاف الجماعة:
ما جاء في عمارة مكة والخروج منها
عن جابر رضي الله عنه: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخبره: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «سيخرج أهل مكة منها ثم لا يعمرونها (أو: لا تعمر إلا قليلًا)، ثم تعمر وتمتلئ وتبنى، ثم يخرجون منها فلا يعودون إليها أبدًا».
رواه: الإمام أحمد، وأبو يعلى. قال الهيثمي: "وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح". وعن يوسف بن ماهك؛ قال: "كنت جالسًا مع عبد الله بن عمرو بنالعاص رضي الله عنهما في ناحية المسجد الحرام؛ إذ نظر إلى بيت مشرف على أبي قبيس، فقال: أبيت ذاك؟ فقلت: نعم. فقال: إذا رأيت بيوتها (يعني: مكة) قد علت أخشبيها، وفجرت بطونها أنهارًا؛ فقد أزف الأمر".
رواه أبو الوليد الأزرقي في "أخبار مكة"، وفي إسناده مسلم بن خالد الزنجي: وثقه ابن معين، وضعفه أبو داود، وقال ابن عدي: "حسن الحديث"، وقال أبو حاتم: "إمام في الفقه؛ تعرف وتنكر، ليس بذاك القوي، يكتب حديثه ولا يحتج به"، وقال النسائي: "ليس بالقوي". وبقية رجاله رجال الصحيح.
ويشهد لهذا الأثر ما رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" عن يعلى بن عطاء عن أبيه؛ قال: "كنت آخذًا بلجام دابة عبد الله بن عمرو، فقال: إذا رأيت مكة قد بعجت كظائم، ورأيت البناء يعلو رؤوس الجبال؛ فاعلم أن الأمر قد أظلك".
وقد ظهر مصداق هذا الأثر والحديث قبله في زماننا، فعمرت مكة، وبنيت، واتسعت اتساعًا عظيمًا، وامتلأت بالسكان، وعلت بيوتها على أخشبيها، وأجريت مياه العيون في جميع نواحيها؛ فعلم من هذا أن الأمر قد أزف؛ أي: دنا قيام الساعة وقرب.
وقوله: "بعجت كظائم"؛ أي: حفرت قنوات. ذكره ابن الأثير وابن منظور وغيرهما من أهل اللغة.
ـ[صخر]ــــــــ[30 - 08 - 10, 05:55 م]ـ
بارك الله فيك أخانا أبا محمد
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[30 - 08 - 10, 06:33 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87482(72/290)
ما درجة حديث سويد بن حنظلة أنه مر على رجل يؤم قوما في مصحف فضربه برجله
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[28 - 08 - 10, 04:47 م]ـ
عن سويد بن حنظلة البكري، «أنه مر على رجل يؤم قوما في مصحف فضربه برجله»
أخرجه ابن أبي داود في المصاحف
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[28 - 08 - 10, 04:56 م]ـ
وكذلك
عن سويد بن حنظلة، «أنه مر بقوم يؤمهم رجل في المصحف، فكره ذلك في رمضان ونحا المصحف
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[29 - 08 - 10, 06:30 ص]ـ
هذا ما أفادني به الشيخ مسعد بن سعد السعدني الحيسني
إسناده صحيح إلى ابن حنظلة: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7301 - ط. عوّامة = 7224 ط. الرشد)، وابن أبي داود في المصاحف (786، 787 ط. البشائر الإسلامية)، من طرقٍ عن سفيان الثوري، به.
وعند ابن أبي شيبة: (سليمان بن حنظلة البكري).
وذكره المزي في تهذيبه (12/ 246)، في ترجمته: (سويد).
والصواب في اسمه: سويد بن حنظلة، والله أعلم.
وسويد صحابي.
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[29 - 08 - 10, 11:03 ص]ـ
جاء الحديث في المصاحف من طريقن
الطريق الأولى ح (692) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْخَصِيبِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَيَّاشٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ الْبَكْرِيِّ، " أَنَّهُ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ يَؤُمُّ قَوْمًا فِي مُصْحَفٍ فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ "
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْخَصِيبِ
قال عبد الرحمان بن أبى حاتم: سمعت منه بالكوفة، و محله الصدق.
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات "، و قال: ربما أخطأ.
وكيع بن الجراح الإمام الثبت الحجة
الطريق الثانية
(693) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ، حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَيَّاشٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ، " أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ يَؤُمُّهُمْ رَجُلٌ فِي الْمُصْحَفِ، فَكَرِهَ ذَلِكَ فِي رَمَضَانَ، وَنَحَّا الْمُصْحَفَ "
محمد بن مسكين ثقة وثقه غير واحد
ثقة من الطبقة الثانية من أصحاب الثوري وكيع والقطان وبن مهدي وأمثالهم يقدمون عليه هو أفضل حال من عبد الرزاق فيه فلا ينزل عن درجة الثقة فيه إن شاء الله
فيظهر من خلال دراسة هذا الإسناد أن الأول أقوى من الثاني وكلاهما مقبول لكن يقدم المتن الثاني فنحا المصحف وكره ذالك لكن لم يضربه برجله لأن مخرج الحديث واحد والله تعالى أعلم
لكن لم لم أجد في شيوخ عياش غير صحابي واحد تأخرت وفاته جدا حيث توفي في سنة 87 ألا وهو بن أبي أوفى وغالب شيوخه من كبار التابعين
وسويد بن غفلة صحابي لكن هل هو نفسه المذكور في هذا الإسناد أم لا؟؟ لم يجزم بن حجر في ذالك بشي ففي الإصابة ج3ص 225
ترجمة رقم 3599 - سويد بن حنظلة قال أبو عمر بن عبد البر لا أعلم له غير هذا الحديث قلت أخرجه أبو داود وابن ماجة ولفظه المسلم أخو المسلم وفيه قصة له مع وائل بن حجر استفتى فيها النبي صلى الله عليه و سلم فذكر له ذلك قال الأزدي ما روى عنه إلا ابنته قال بن عبد البر لا أعلم له نسبا قلت قد زعم بن حبان أنه جعفي
وروى الثوري عن عباس العامري عن سويد بن حنظلة البلوي حديثا غير هذا فما أدري هو الصحابي أو غيره إنتهى
قال أبو داود في سننه ح 3258 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِىُّ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى عَنْ جَدَّتِهِ عَنْ أَبِيهَا سُوَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ خَرَجْنَا نُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ وَمَعَنَا وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ فَأَخَذَهُ عَدُوٌّ لَهُ فَتَحَرَّجَ الْقَوْمُ أَنْ يَحْلِفُوا وَحَلَفْتُ أَنَّهُ أَخِى فَخَلَّى سَبِيلَهُ فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّ الْقَوْمَ تَحَرَّجُوا أَنْ يَحْلِفُوا وَحَلَفْتُ أَنَّهُ أَخِى قَالَ «صَدَقْتَ الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ».
قلت ولم أجد في ترجمة الصحابي متى توفي لكن يبعد أن يكون بقي كثيرا لأنه كان كبيرا نسبيا في عهد الرسول كما قد يفهم ذالك من الحديث والله تعالى أعلم فتلوح شبهة إنقطاع لكن لا أجزم بشيء الآن
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[29 - 08 - 10, 11:58 ص]ـ
ثقة من الطبقة الثانية من أصحاب الثوري وكيع والقطان وبن مهدي وأمثالهم يقدمون عليه هو أفضل حال من عبد الرزاق فيه فلا ينزل عن درجة الثقة فيه إن شاء الله
طبعا هنا أقصد مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[29 - 08 - 10, 06:10 م]ـ
قولك: فيظهر من خلال دراسة هذا الإسناد أن الأول أقوى من الثاني وكلاهما مقبول لكن يقدم المتن الثاني فنحا المصحف وكره ذالك لكن لم يضربه برجله لأن مخرج الحديث واحد والله تعالى أعلم
قلت: إنما ضرب الرجل برجله وليس المصحف.
¥(72/291)
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[29 - 08 - 10, 11:36 م]ـ
هل ثبت سماع عياش العامري من سويد بن حنظلة؟؟؟
أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[30 - 08 - 10, 07:33 ص]ـ
قولك: فيظهر من خلال دراسة هذا الإسناد أن الأول أقوى من الثاني وكلاهما مقبول لكن يقدم المتن الثاني فنحا المصحف وكره ذالك لكن لم يضربه برجله لأن مخرج الحديث واحد والله تعالى أعلم
قلت: إنما ضرب الرجل برجله وليس المصحف.
أخطأت العبارة بل الذي أذهب إليه أن السند الثاني أقوى والمتن الثاني أسلم فكيف الرجل في صلاته ويضربه برجله أفلا ينتظر حتى يكمل الركعتين على الأقل فالحديث الثاني أقوى سندا وأسلم متنا من الإعتراض وقلت بهذا لأن مخرج الحديث واحد فيحكم للثاني والله تعالى أعلم هذا إن قلنا بالإتصال بين عياش العامري من سويد بن حنظلة ونعم الذي ضربه هو الرجل الذي يصلي بالناس وليس المصحف أي كان قصدي أنه نحى الكتاب ولم يضرب الرجل وشكرا على التوضيح فكلامي محتمل وها قد بينته الآن بارك الله فيك
هل ثبت سماع عياش العامري من سويد بن حنظلة؟؟؟
أفيدونا بارك الله فيكم.
لم أقف على ذالك حتى الساعة ومن ذهب إلى الإنقطاع بينهما قوله له وجاهة
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[10 - 09 - 10, 06:08 ص]ـ
وذكره المزي في تهذيبه (12/ 246)، في ترجمته: (سويد).
والصواب في اسمه: سويد بن حنظلة، والله أعلم.
وسويد صحابي.
قلت: كذا وقع في (كتاب المصاحف): (سويد بن حنظلة)! وهو تحريف لا ريب فيه عند الناقد! وقد راج ذلك على كثير ممن تكلموا على هذا الأثر! وكأنه تحريف قديم! فقد راج على أبي الحجاج الحافظ من قبل! وساق هذا الأثر في ترجمة (سويد بن حنظلة) من (التهذيب) فقال: (وقال سفيان الثوري عن عياش العامري عن سويد بن حنظلة البكري أنه مر بقوم يؤمهم رجل في المصحف في رمضان فكره ذلك ونحى المصحف)!
ثم جاء بعده الشهاب ابن حجر وتردد في الأمر! فقال في ترجمة (سويد بن حنظلة) من (الإصابة): (وروى الثوري عن [عياش] العامري عن سويد بن حنظلة [البكري] حديثا غير هذا، فما أدري هو الصحابي أو غيره)؟!
قلت: وليس من ذا شيء؟
والصواب أن صاحب هذا الأثر هو: (سلَيم بن حنظلة البكري) ذلك التابعي الذي يروي عن عمر وعبد الله وأبي بن كعب وغيرهم من الصحابة، وهو الوحيد الذين ذكروا رواية عياش العامري عنه، فقال البخاري في (تاريخه): (سليم بن حنظلة البكري الكوفي سمع عمرو وأبي بن كعب روى عنه هارون بن عنترة وعياش العامري).
وقال ابن حبان في (الثقات): (سليم بن حنظلة البكري من أهل الكوفة يروى عن عمر وأبى بن كعب روى عنه عياش العامري وهارون بن عنترة وهارون كذاب).
وقال أبو حاتم الرازي - كما في الجرح والتعديل -: (سليم بن حنظلة البكري السعدي الكوفى روى عن عبد الله بن مسعود روى عنه أبو إسحاق وأبو سنان وهارون بن عنترة وعياش العامري).
وقد فرق البخاري بينه وبين (سليم بن حنظلة السعدي الكوفي) الذي يروي عن ابن مسعود وعنه أبو إسحاق السبيعي وعمارة بن عمير! وتبعه ابن حبان على هذا التفريق كعادته في اقتفاء آثار البخاري حتى في أوهامه!
وقد جمع بينهما: أبو حاتم الرازي، فقال - كما في الجرح والتعديل -: (سليم بن حنظلة البكري السعدي الكوفى روى عن عبد الله بن مسعود روى عنه أبو إسحاق وأبو سنان وهارون بن عنترة وعياش العامري).
قلت: وهذا هو الصواب على التحقيق، وكلا الرجلين من طبقة واحدة! وكلاهما يروي عن ابن مسعود! فأشبه ذلك أن يكونا واحدًا!
ويؤيده: أن أبا إسحاق السبيعي قد روى عنه أثرًا فنسبه (بكريًّا) فقال: (عن سليم بن حنظلة البكري). راجع: (سنن الدارمي) [رقم/ 3395].
أما (سويد بن حنظلة) فذا شيخ آخر قديم مختلف في صحبته! ولم ينسبه أحد (بكريًا)! ولا ذكروا من الرواة عنه سوى ابنته وحدها!
ويؤيد أن صاحب هذا الأثر هو (سليم بن حنظلة): أن ابن أبي شيبة قد أخرج هذا الأثر بعينه في (مصنفه) من طريق الثوري عن عياش العامري عن سليم بن حنظلة البكري: (أنه مر على رجل يؤم قوما في المصحف فضربه برجله).
قلت: لكن تحرف (سليم) عند ابن أبي شيبة إلى (سليمان)! هكذا وقع في جميع الطبعات التي وقفت عليها من (مصنف ابن أبي شيبة)! فانظر:
1 - طبعة دار القبلة [5/ 87 - 88].
2 - وطبعة دار الفاروق [3/ 274].
3 - وطبعة مكتبة الرشد [3/ 307].
ففي جميعها: (سليمان بن حنظلة)! كذا (سليمان)؟ وما (سليمان)؟ ومن يكون هذا (السليمان)؟! وإنما هو (سليم) بلا مَثْنَوِيَّة! ولم ينتبه أحد من المعلقين على هذه الطبعات إلى ذلك التحريف! فالله المستعان.(72/292)
ما صحة حديث: يارب اجعلني من امة محمد
ـ[ابو حسن المصري]ــــــــ[28 - 08 - 10, 09:51 م]ـ
السلام عليكم
ما صحة هذه الرواية
"صعد سيدنا موسى الجبل ليكلم رب العزه فقال
يارب قرأت فى الالواح ان امة من عبادك تغفر لهم قبل ان تستقر اللقمه فى بطنهم لانهم يبدؤن طعامهم ببسم الله الرحمن الرحيم وينهونه بالحمد لله
يارب اجعلها امتى
فيقول الله عز و جل
انها امة حبيبى محمد
يقول موسى
يارب قرأت فى الالواح ان امة من الامم جعلت لها الارض مسجدا
يارب اجعلها امتى
يقول عز و جل
انها امة حبيبى محمد
يقول موسى
يارب قرات فى الالواح ان امة من الامم جعلت لها الماء طهورا
يارب اجعلها امتى
يقول رب العزه
انها امة حبيبى محمد
يقول موسى
يارب اجعلنى من امة حبيبك محمد عليه الصلاة و السلام
يقول له الله عز وجل
تأدب ياموسى الم يكفيك ان تكون كليمى"
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[28 - 08 - 10, 10:13 م]ـ
http://www.dorar.net/enc/hadith_spread
ـ[ابو حسن المصري]ــــــــ[30 - 08 - 10, 05:35 م]ـ
شكرا لك
ولكن متن الحديث مختلف
عما هو موجود بالرابط
الرجاء من الإخوة الإفادة(72/293)
حديث ام معبد
ـ[أبو عبد الرحمن الدمياطى]ــــــــ[29 - 08 - 10, 04:16 ص]ـ
حديث ام معبد التى وصفت فيه النبى صلى الله عليه وسلم ما درجته وهل حققه العلامة الالبانى رحمه الله وهل اسلمت؟ ارجو من اخوانى المساعدة العاجلة جمعنا الله فى جنته
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[29 - 08 - 10, 01:27 م]ـ
http://www.mahaja.com/showthread.php?1714-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A8%D8%B5%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%B5%D8%B1%D8%A9-%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D8%A3%D9%85-%D9%85%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D9%82-%D8%A8%D9%86-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A2%D9%84-%D8%A8%D9%86-%D9%86%D8%A7%D8(72/294)
قول الحافظ النسائي في رواية حماد بن سلمة عن سعيد الجريري
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[29 - 08 - 10, 11:54 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن سعيد بن إياس الجريري ثقة غير أن الأيمة ذكروه فيمن تغير وبعضهم سمى جماعة رووا عنه قبل الاختلاط كما قال العجلي إنما الصحيح عَنه حماد بن سلمة وإسماعيل بن علية وعبد الأعلى من أصحهم سماعا منه ... نقله الحافظ في تهذيبه وبعضهم حدد زمانا كما قال أبو داود وكل من أدرك أيوب فسماعه من الجريري جيد نقله المزي في تهذيبه أيضا
وقد وقفت بحمد الله على قول لإمام من أيمة هذا الشأن في بيان رواية حماد بن سلمة عن الجريري لم يذكره المزي ولا ابن حجر ولم يستدركه محققو تهذيب الكمال فأحببت أن أنفع بها إخواني المشتغلين بهذا العلم
قال أبو عبد الرحمن النسائي في السنن الكبرى [ح 10069]: حماد بن سلمة في الجريري أثبت من عيسى بن يونس لأن الجريري كان قد اختلط وسماع حماد بن سلمة منه قديم قبل أن يختلط قال يحيى بن سعيد القطان قال كهمس أنكرنا الجريري أيام الطاعون وحديث حماد أولى بالصواب من حديث عيسى وابن المبارك وبالله التوفيق
أقول: حماد أدرك أيوب وروى عنه ورواية من أدرك أيوب عن الجريري جيدة كما قال أبو داود وقد نص العجلي كما تقدم أن رواية ابن سلمة عن الجريري صحيحة وهذان كافيان في قبول روايته لكن مثل هذا النقل عن إمام ناقد مطلع كالنسائي مع تنصيصه على رواية حماد وعدم نقل أهل الاختصاص له حقيق أن يشهر ويذاع ولله الحمد والفضل والمنة
كتبه راجي رحمة الكريم الغني أبو صهيب الجزائري في 19 من الشهر المبارك رمضان بالمدينة النبوية على نبينا صلاة وسلام رب البرية
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[29 - 08 - 10, 12:49 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=214775
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[29 - 08 - 10, 06:20 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أبا محمد قد وقفت على بحث الشيخ من مدة وانتفعت به بارك الله فيه ولم يشر إلى قول النسائي
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[30 - 08 - 10, 02:27 ص]ـ
أخي الكريم، وفقك الله
ما نقلته أنت يتعلق بوقت السماع (زمن الاختلاط)
وفي حالة النص بالضعف كما تقدم من الإمام مسلم، فيكون المعنى:
على الرغم من تقدم سماع حماد من الجريري إلا أنه يضعف فيه
وهذا كان فهم الشيخ محمد عمرو رحمه الله.
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[30 - 08 - 10, 03:23 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد
تضعيف حماد في الجريري مطلقا أظنها مسألة تحتاج إلى شيء من التحرير فإن الإمام مسلما نفسه الذي ذكر أنه تكلم في هذه الرواية خرج في الصحيح حديثا بها والله أعلم
ومما يتعلق بسماع حماد من الجريري الذي لم يذكره الحافظان المزي ولا ابن حجر قول أبي داود في السنن حماد بن سلمة والثقفي سماعهما واحد. والثقفي هو عبد الوهاب بن عبد المجيد وسماعه من الجريري قديم(72/295)
(يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[29 - 08 - 10, 04:18 م]ـ
وفي الحال مرَّ رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ فقال: (يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه). قال: فواللَّه ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمد رسول عبده ورسوله، ثم لم ألبث أن تزوجت رقية. وكان يقال: أحسن زوجين رآهما إنسان، رقية وعثمان. كان زواج عثمان لرقية بعد النبوة لا قبلها،
ما صحة هذا الحديث؟
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[29 - 08 - 10, 04:44 م]ـ
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (39/ 25)، وفيه عبد العزيز الزهري، حكم عليه الحافظ أنه متروك. والله أعلم.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[13 - 09 - 10, 06:50 م]ـ
أبو محمد الشربيني
جزاك الله خيرا وبارك فيك(72/296)
هل هذا الحديث صحيح: من شهد العشاء من ليلة القدر فقد أخذ بحظه منها
ـ[أبو ظافر]ــــــــ[29 - 08 - 10, 05:00 م]ـ
هل هذا الحديث صحيح: من شهد العشاء من ليلة القدر فقد أخذ بحظه منها
قرأت في موقع الدرر السنية أن عبد البر قال: هذا لا يكون رأياً ولا يؤخذ إلا توقيفاً، ومراسيل سعيد أصح المراسيل، فهل معنى هذا أن الحديث صحيح.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[29 - 08 - 10, 05:28 م]ـ
هذا توجيه قول سعيد رحمه الله ومعنى كلامه: (قَوْلُهُ مَنْ شَهِدَ الْعِشَاءَ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَقَدْ أَخَذَ بِحَظِّهِ مِنْهَا يُرِيدُ - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - مَعْنَى الْحَدِيثِ الْمُتَقَدِّمِ فِي الصَّلَاةِ أَنَّ مَنْ شَهِدَ الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ لَيْلَةٍ فَمَنْ شَهِدَ الْعِشَاءَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ عَدَلَ لَهُ ذَلِكَ قِيَامَ نِصْفِهَا، وَهَذَا بِفَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى حَظٌّ وَافِرٌ مِنْهَا وَخَصَّ بِذَلِكَ صَلَاةَ الْعِشَاءِ دُونَ صَلَاةِ الْفَجْرِ عَلَى مَا جَاءَ فِيهَا؛ لِأَنَّ صَلَاةَ الْعِشَاءِ مِنْ اللَّيْلَةِ وَلَيْسَتْ صَلَاةُ الصُّبْحِ مِنْ اللَّيْلَةِ عَلَى مَا قَدَّمْنَا، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.) المنتقى شرح الموطأ للباجي.
والقول المذكور هو استنباط فالمؤثر هو صحة الاستنباط سواء أصح هذا الأثر عن سعيد أم لم يصح، والله أعلم.
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[29 - 08 - 10, 07:00 م]ـ
بوركتم.
راجعوا "الضعيفة" (2445).(72/297)
حديث حسين مني وأنا من حسين وحديث تربة كربلاء
ـ[محمد الشنقيطي المدني]ــــــــ[29 - 08 - 10, 09:25 م]ـ
كما تعلمون حفظكم الله أن الألباني رحمه الله صحح كثير من الأحاديث وحسنها ثم تبين لعلماء الحديث بعده ضعفها بل وضعفها الشديد أحيانا
وتوجد أمثله كثيرة على ذلك
ولكن سؤالي هنا عن حديثين فقط
أولهما
حديث حسين مني وأنا من حسين
والثاني
حديث جبريل وتربة كربلاء الذي حسنه الألباني أيضا
فماهي علتهما الإسناديه؟؟
وهل الحق مع الألباني أم مع من ضعف الحديثين
ورضي الله تعالى عن إمامنا وقدوتنا الحسين
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[30 - 08 - 10, 03:38 ص]ـ
أما الحديث الأول:
قد حسنه الترمذي، وصححه ابن حبان والحاكم
وأما الحديث الثاني:
ففي ذكر جبريل يحتاج لدراسة، وأصح منه حديث فيه ذكر ملك القطر، أخرجه ابن حبان (6742)
ـ[وليد]ــــــــ[30 - 08 - 10, 04:16 ص]ـ
كما تعلمون حفظكم الله أن الألباني رحمه الله صحح كثير من الأحاديث وحسنها ثم تبين لعلماء الحديث بعده ضعفها بل وضعفها الشديد أحيانا
وتوجد أمثله كثيرة على ذلك
هلا ذكرت لنا من هذه الأمثلة
بارك الله فيك وجزاك خيرا
ـ[محمد الشنقيطي المدني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 01:10 م]ـ
أما الحديث الأول:
قد حسنه الترمذي، وصححه ابن حبان والحاكم
معروف عند جميع المحدثين تساهل العلماء الذين ذكرتهم في التصحيح فكم من الأحاديث التي وضعها الحاكم-مثلا- في مستدركه على الصحيحين ثم اتفق جميع العلماء بعدذلك على أنها مكذوبة أوشديدة الضعف مع إتيانهم بالأدلة الواضحة على أنها مكذوبه أو ضعبفة جدا
هلا ذكرت لنا من هذه الأمثلة
بارك الله فيك وجزاك خيرا
الأمثله كثيرة جدا تجدها هنا في هذا الموقع وفي غيره من مواقع الحديث
ولو فتحت موضوع خاص بها فسوف تعلم أن ما قلته صحيح
لنرجع لموضوعنا
هل من مجيب على الأسئلة المطروحه وجزاه الله خيرا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولاسيما الحديث الثاني فكثيرا ما يستدل به الرافضة
ـ[أبو سليمان الجندى الأثرى]ــــــــ[02 - 10 - 10, 05:53 م]ـ
بسم الله ,,
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد الانبياء و المرسلين ,,
((نَصرُ ناصر الدين فى تحسين حديث قتلُ الحُسين))
أذكر لكم مشاركتى بارك الله فيكم , فى هذا الموضوع المهم , من باب المدارسة لا من باب الحكم على الحديث أو الفتوى فيه ..
سوف احوال جمع طرق الحديث إن شاء الله تعالى على قدر استطاعتى و بالله التوفيق:
(طريق: عائشه رضى الله عنها)
(أخرج) الطبرانى فى الكبير ,
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ , و ذكؤت الحديث
قلتُ: رجاله ثقات (و لكنه منقطع) ,
العله هنا: هو سماع (سعيد بن أبى هند) من عائشه ,
و رايت فى تهذيب الكمال , انه سمع من بعض الصحابة مثل: أبى هريرة و بن عباس و ابو موسى ,
وسمع من ذكوان مولى عائشه.
فالراجح ان هنا انقطاع بين سعيد و عائشة ..
الامالى الخميسية للشجرى ,,
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقَنَّعِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدٌ الْمُظَفَّرُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَايِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَرَفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , قال كان لعائشه .. فكذر الحديث ..
قلتُ: إسنادة ثقات , إلا ان احمد بن على , حسن الحديث ,
و قال الدارقطنى: لا بأس به
لكن يشكل , ان هنا موضع ارسال بين أبى سلمة و القصة.
لكن يجاب أنه سمع من عائشه , فقد رايت فى تهذيب الكمال و انه سمع من عائشه , لكن يشكل علينا , بانه لم يصرح السماع من عائشه!!
(طريق: ام سلمة رضى الله عنها)
(أخرج) , عبد بن حميد فى مسنده
¥(72/298)
أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ
و ذكرت الحديث.
قلتُ: رجاله ثقات , و لكن نفس العلة , هو عدم ثبات سماع (سعيد) من أم سلمة!!
فالراجح أنه منقطع ايضاً!!
(أخرج) بن أبى عاصم فى الاحاد و المثنى ,,
حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ سَهْلٍ الأَعْرَجُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عُثْمَانَ، نا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ
قلتُ: موسى بن يعقوب , و محمد بن خالد , حسن الحديث , و الراجح الاحتجاج بهم فى الشواهد و المتابعات.
و الاسناد متصل , فقد سمع بن وهب من أم سلمة.
و لكن فى الحديث (أن الملك جبريل)!!
و فى مشيخه بن طهران , و فى تاريخ دمشق لابن عساكر
عَنْ عَبَّادِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ هَاشِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ
و ذكرت الحديث ..
و اقل احوال الحديث هو الحسن , فعباد بن إسحاق , هو عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث (العامري) , و قد رمى بالقدرية ,
و الاكثر على تحسين حديث
و الاكثر قالوا عنه: ليس به بأس , مثل النسائى و بن حنبل و ابى داود و بن خزيمة و بن معين و بل وثقه مرة البخارى ,
و البعض على تضعيفه مثل الدارقطنى , و يحيى بن سعيد القطان و العلجى و بن عيينة قال: قدرى.
فالراجح , أن الحديث حسن .. على الاقل يُبقل فى الشواهد و المتابعات
فى الاملى الخميسية للشجرى ,,
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحِيمِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ
قلتُ: جعفر و عبد الرحيم و أبيه و جده , لا يخلوا حالهم جميعاً من مقال , فمختلفٌ فيهم و منهم من وثقهم و من ضعفهم , و حديثهم حسن فى الشواهد و المتابعات ,
فى المطالب العالية
َقَالَ إِسْحَاقُ: نا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَرْبَدَ النَّخَعِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ
قلتُ: رجاله ثقات , إلى صالح النخغى , فلم أرى فى تهذيب الكمال , سماعاً لموسى من صالح , و صالح مجهول
إلا ان بن أبى حاتم قال:
((قال أبي: روى عن أم سلمة، روى عنه موسى الجهني))
تاريخ دمشق
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُهْتَدِي، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، يَعْنِي: ابْنَ صَالِحٍ الأَزْدِيَّ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ دَاوُدَ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ
قلتُ: رجاله ثقات , إلا بن صالح , فهو حسن الحديث و رمى بالتشيع , و ابو بكر بن عياش , أيضا حسن الحديث
و إن سلمنا الاحتجاج بهما , فداود , لا أعلم فيه جرحاً ولا تعديلاً و أظن ان حاله مجهول ..
و لم أرى سمعاً لموسى بن عقة من شخص يُدعى داود فى تهذيب الكمال!! و الله اعلم
تاريخ دمشق
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، وَغَيْرُهُ إِجَازَةً، قَالُوا: أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ رِيذَةَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ زِيَادٍ الأَسَدِيُّ، نَا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ
قلتُ: إسنادة ثقات , إلا عمرو بن ثابت , ضعيف و هو رافضى , لا يقبل أحد حديثه!! و لا يحتج به
¥(72/299)
ثم ان الحديث , الذى رواه فيه مبالغة فى تعظيم الرتبه حيث شمها رسول الله و قال ريحُ و كرب وبلاء!! و هذا لا يثبت فى المرويات!!
الشريعه للأجرى ,
حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ الْوَاسِطِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ صَالِحِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ
قلتُ: إسنادة ثقات , إلا عمر بن صالح و فهو ضعيف الحديث
و قد أنكره الذهبى و قال: اتى بخبر منكر.
و عبيد الله , ثقه سمع من جدته أم سلمة , و لكن تبقى علة الحديث فى (عمر)!!
(طريق: على رضى الله عنه)
الاحاد و المثانى ,
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ مُدْرِكٍ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَجِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَافَرَ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قلتُ:فالعلة هنا , عبد الله بن نجى و ابيه ..
قال البخارى , فى روايته عن أبيه عن على , فيه نظر!!
و كذلك وفقه الدارقطنى و الذهبى ,
لأن أبيه لم يوثقه إلا العجلى , و بن حبان , قال إذا انفرد ابنه بالروايه لا تقبل إلا فى الشواهد و المتابعات , و قال الالبانى: من صحح تلك الروايه فقد وهم.
(طريق: أبى أمامة)
فى الامالى الخميسية للشجرى
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ، قِرَاءَةً عَلَيهِ بِأَصْفَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ
قلتُ: فيه أبو غالب , و ابنه و على بن حسين , و بعضهم , و منهم الضعيف و حسن الحديث , فالظاهر أنه يصلح فى الشواهد و المتابعات
(طريق: لبابة , ام الفضل رضى الله عنها)
المتسدرك ,
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، ثنا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ
قلتُ: فيه محمد بن مصعب , الاكثر على تضعيفه , من البخارى و الدارقطنى و النسائى و تكلم فيه حيى بن معين شديداً فقال ك ليس من أصحاب الحديث كان مغفلاً
و قال بن حنبل: ليس به بأس
ثم انه لو صح الاحتجاج به , فهناك عله أخرى و هى سماع أبى عمار من ام الفضل ,
و ابى عمار هو شداد بن عبد الله , و أم الفضل و هى لبابة الصحابية , فلم أجد فى تهذيب الكمال سماعاً له منها!!
و رأيت الذهبى قال فى الحديث ,
((ضعيف منقطع , به محمد بن الفضل ضعيف , ثم أن شداداً لم يسمع من أم الفضل))
و هذا هو الراجح و الله اعلم
(طريق: زينب و إن لم تذكر فيه , رضى الله عنها)
تاريخ دمشق
أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الْمُجْتَبَى الْعَلَوِيَّةُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ السُّلَمِيِّ، أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، أَنَا أَبُو يَعْلَى، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، نَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثِ ابْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَبْسِيِّ، عَنْ مَوْلَى لِزَيْنَبَ، أَوْ عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ، عَنْ زَيْنَبَ
قلتُ: أم المجتبى , مجهوله لا اعلم لها حالاً.
بن صالح , كما ذكرت سابقاً , حسن الحديث و رمى بالتشيع
و جرير مجهول الحال , ثم لو صح الاحتاج ,
فمن هو مولى زينب!!؟؟
(طريق: محمد بن صالح)
تاريخ دمشق
¥(72/300)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعِزِّ بْنُ كَادِشٍ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَسْنُونٍ، أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا يُونُسُ، نَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ ان رسول الله صلى الله عليه و سلم و و ذكر الحديث ..
قلتُ: إسنادة ثقات , إلا ابو العز بن كادش , كان يضع الحديث , و هو من شيوخ بن عساكر , و أقر أنه وضع الحديث ثم تاب و اناب كما ذكر الذهبى.
و لو صح الاحتجاج بأبو العز , فمحمد بن صالح و إن وثقه البعض و ضعفه الاخر , فهنا موضع إنقطاع بينه و بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
فعليه فالحديث مرسل!!
(طريق: بن عباس رضى الله عنهما)
كشف الاستار ,
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الصَّيْرَفِيُّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
قلتُ: ابراهيم , صدوق و يصلح فى الشواهد
و الحسين , اتفقوا على تضعيفه
ثم ان البزار , صرح بتفرد الحكم بتلك الروايه فقال:
((لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى بِهَذَا اللَّفْظِ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَالْحَكَمُ حَدَّثَ بِمَا لا نَعْلَمُ عَنْ غَيْرِهِ.))
(طريق: انس رضى الله عنه)
صحيح بن حبان , و مسند الامام,
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
قلتُ: رجاله ثقات إلا عمارة , فهو صدقى كثير الخطأ
و قال أحمد: ليس به بس , إلا أنه يروى عن أنس مناكير
و هناك بعض الطرق , الاخرى تركتها , لأن بها متروكين , حوالى ثلاث طرق , و بالاضافه الى ضيق , وقتى فانا اكتب المشاركة على عجالة ,
و لكن ينتج لنا , انا ما ذهب اليه الالبانى من تحسين بل تصحيح الحديث , هو الحق إن شاء الله تعالى , فبكثرة الطرق الحسنة و ليست الضعيفه , يتقوى الحديث بشواهدة و متابعاته و يدل على أنه له أصلاً و بالله التوفيق , و لا سبيل للرافضة للإحتجاج به على فضل التربة و بل روى فى بعض الروايات الضعيفه , انها تربة (كربٍ و بلاء) , أى مذمومة و ليس بها اى تفضيل , بل وراوى الزيادة المنكرة رافضىٌ كما أشرت و إسمه عمرو بن ثابت. و هو ليس بثابت (ابتسامة).
الجمع بين الاحاديث:
لنحاول الجمع بين الاحاديث بارك الله فيكم ,
فلو رأينا , لقلنا أن القصة حدثت فى يوم أم سلمة رضى الله عنها , ثم قالها صلى الله عليه وسلم , لعائشة رضى الله عنها ,
او , ان عائشه لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلما راته حزيناً , سألته عن حزنه فحكى لها القصة ..
أما عن الجمع بين (جبريل) و (ملك القطر)
فلا أستطيع القول فيه , و أتركه لمن هو اعلم منى , و أكف لسانى عنه , و أسأل الله ان يغفر لى تقصيرى ..
و للتنبيه , ذكر بعض هذه الطرق العلامة الالبانى فى السلسلة الصحيحه 3\ 159
و مجموع الطرق عند الالبانى 6 طرق فقط , و لعلى هنا و بفضل الله جمعت ما يقرب من 17 طريق و بالله التوفيق
أسال الله ان يغفر لى خطأى وأن يعافينى و إياكم , و أن يعلمنا ما جهلنا و أن ينفعنا بما علمنا و الحمد لله رب العالمين ,
و كتبه ,
أبُو سليمان الجندي الأثري ,
غفر الله له و لوالديه و للمسلمين
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 07:43 ص]ـ
بالنسبة لحديث " حسين مني ... " , فيرويه:
1 - الحسن بن عرفة (صدوق) , و 2 - محمد بن المبارك الصوري (ثقة) , و 3 - عبد الله بن عون الخراز (ثقة) , و 4 - داود بن رشيد (ثقة) , و 5 - سعيد بن منصور (ثقة حافظ مشهور) , كلهم:
عن اسماعيل بن عياش (ثقة إذا روى عن الشاميين مضطرب عن غيرهم) , (ح)
ويرويه أيضا: 1 - يعقوب بن محمد بن كاسب (سيئ الحفظ) , و 2 - العباس بن الوليد النرسي (ثقة) كلاهما عن: يحيى بن سليم (سيئ الحفظ وهو متقن لحديث عبد الله بن خثيم) , (ح)
و يرويه ايضا: 1 - أحمد القواش (لم أجده) , و 2 - عبيد الله بن موسى (صدوق) , كلاهما عن: مسلم بن خالد (سيئ الحفظ) , (ح)
ويرويه ايضا: عفان بن مسلم (ثقة ثبت حافظ) عن: وهيب بن خالد (ثقة ثبت تغير بآخره)
¥(72/301)
كلهم (وهيب و مسلم بن خالد و يحيى بن سليم و اسماعيل بن عياش):
عن عبد الله بن عثمان بن خثيم (ثقة متكلم فيه) عن سعيد بن أبي راشد (ذكره ابن حبان في الثقات)، عن يعلى العامري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني إلى طعام دعوا له قال: فاستمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام القوم، وحسين مع غلمان يلعب، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذه، فطفق الصبي يفرها هنا مرة وها هنا مرة، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يضاحكه حتى أخذه قال: فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه ووضع فاه على فيه وقبله وقال: " حسين مني، وأنا من حسين، اللهم أحب من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط "
قلت: وخالف هؤلاء:
أبو صالح عبد الله بن صالح (كاتب الليث صدوق في حفظه كلام , وكتابه حسن حسن حاله أبو زرعة و غيره , و ضعفه آخرون) فرواه عن معاوية بن صالح (ثقة صدوق ربما وهم) عن راشد بن سعد (ثقة) عن يعلى بن مرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه قال: ((خرجنا مع النبي صلى الله عليه و سلم ودعينا إلى طعام فإذا حسين يلعب في الطريق فأسرع النبي صلى الله عليه و سلم أمام القوم ثم بسط يديه فجعل الغلام يفر ها هنا وههنا ويضاحكه النبي صلى الله عليه و سلم حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى في رأسه ثم أعتنقه ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم: " حسين منى وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا الحسين سبط من الأسباط "))
قلت: ولعل هذه الرواية هي الصواب قال البخاري في التاريخ الكبير بعد رواية هذا الحديث من هذا الطريق: ((وقال عفان عن وهيب عن عبد الله بن خثيم عن سعيد بن أبي راشد عن يعلى عن النبي صلى الله عليه وسلم، والاول اصح)) أي أنه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يصوب رواية عبد الله بن صالح , و الذي يظهر أن الحديث قابل للتحسين لكن فيه اضطراب , و الله أعلم.
ـ[محمد الشنقيطي المدني]ــــــــ[03 - 10 - 10, 08:39 ص]ـ
شيخي قبل أن تبدأ في الحديث الثاني
بالنسبة لحديث
"حسين منى وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا الحسين سبط من الأسباط "
إذا كانت الطريق الأولى والتي اتفق عليها أربعة من الرواة وقواها البخاري ولم يخالفها غير صاحب الغرائب معاوية من صالح فيها مجهول لم يوثقه غير بن حبا ن الذي يوثق المجاهيل
كيف نقول أنها قابلة للتحسن
ثم ان الطريق الثا نية واضح أنها خطأ ووهم من معاوية فجعل (سعيد بن أبي راشد) (راشد بن سعد) لتقارب الأسماء
فهل يعقل شيخي أنة تقوي الطريق الخطأ الطريق المجهول
اليس واضح أن الحديث الأول ضعيف على أقل تقدير
ـ[محمد الشنقيطي المدني]ــــــــ[03 - 10 - 10, 09:11 ص]ـ
إذا كانت الطريق الأولى والتي اتفق عليها أربعة من الرواة وقواها البخاري
تصحيح
البخاري قوى طريق عبد الله بن صالح
اليس اتفاق اربعة من الرواة يجعل طريق عبد الله هي الأضعف
ولو سلمنا انها هي الأصح
فكما تعلم يستحيل أن يكون كلا الطريقين صحيحتين
فلو قلنا أن الأولى صحيحه فسوف تكون علتها المجهول الذي في سندها
أما إن قلنا أن الثانيه صحيحه فسوف يكون علتها معاوية الذي كان مصدر من مصار الأحاديث الغريبة والذي كانو يتجنبونه وفيه كلام كثير
اليس الحديث ضعيف على أقل تقدير في كلا الحالتين
ـ[محمد الشنقيطي المدني]ــــــــ[03 - 10 - 10, 09:33 ص]ـ
جزاك الله خير يا ابو سليمان الجندي الأثري على تخريجك الطيب
الله يبارك في علمك ويدخل الجنه يارب
وان شا الله ابو القاسم البيضاوي يعطينا رأيه وملاحظاته على تخريجك
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[22 - 10 - 10, 08:36 ص]ـ
حديث يعلى بن مرة: حسينٌ مني وأنا من حسين
يرويه عبد الله بن صالح كاتب الليث عن معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن يعلى بن مرة:
وعنه:
- بكر بن سهل، وعنه الطبراني في المعجم الكبير، وعن الطبراني أبو نعيم في معرفة الصحابة (كل ذلك عن جوامع الكلم)
- البخاري في الأدب المفرد (364)،
- يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 308)
¥(72/302)
ويرويه أيضا عبد الله بن عثمان بن خُثيم عن سعيد بن أبي راشد عن يعلى، والظاهر أن سعيد بن أبي راشد إنما هو راشد بن سعد، انقلب اسمه على ابن خثيم، ولعل هذا هو السبب أن سعيد بن أبي راشد لم يترجم له أبو عبد الله البخاري في التاريخ الكبير، ولا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في الجرح والتعديل
فأما تخريج الحديث، فيرويه عنه جماعة، منهم:
- إسماعيل بن عياش (جامع الترمذي 4144)، والكنى والأسماء للدولابي (479) والعيال لابن أبي الديا
- سفيان بن سعيد الثوري (السنن لابن ماجه 144)
- مسلم بن خالد، ومن هذا الطريق أخرجه الطبراني في الكبير (عن جوامع الكلم)
- وهيب بن خالد الباهلي، وعنه عفان بن مسلم، وعنه أحمد في المسند (18027) وفي فضائل الصحابة (1361) وأبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (الرشد 32733) والمسند (807) والبخاري في التاريخ الكبير (ترجمة يعلى بن مرة 8/)، ومن طريق أبي بكر بن أبي شيبة رواه ابن حبان (6971)، ورواه من طريق عفان أيضا الحاكم (3/ 177)، والطبراني في الكبير (عن جوامع الكلم)
- يحيى بن سليم الطائفي (السنن لابن ماجه 144) ومن هذا الطريق أخرجه الطبراني في الكبير (عن جوامع الكلم)
قال أبو عبد الله البخاري في التاريخ الكبير (8/ 1052):
(1052) -[12874] قَالَ لَنَا أَبُو صَالِحٍ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَدُعِينَا لِطَعَامٍ، قَالَ: فَإِذَا الْحُسَيْنُ يَلْعَبُ فِي الطَّرِيقِ فَأَسْرَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَمَامَ الْقَوْمِ، يَعْنِي ثُمَّ بَسَطَ يَدَيْهِ فَجَعَلَ حُسَيْنٌ يَمُرُّ مَرَّةً هَهُنَا وَمَرَّةً هَهُنَا، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُضَاحِكُهُ حَتَّى أَخَذَهُ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِحْدَى يَدَيْهِ فِي ذَقْنِهِ وَالأُخْرَى بَيْنَ رَأْسِهِ ثُمَّ اعْتَنَقَهُ فَقَبَّلَهُ، وَقَالَ: " حُسَيْنُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، أَحَبَّ اللَّهَ مَنْ أَحَبَّ الْحَسَنَيْنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، سِبْطَانِ مِنَ الأَسْبَاطِ ".
وَقَالَ عَفَّانُ: عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ يَعْلَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالأَوَّلُ أَصَحُّ.
قلت: إذاً لا أرى بالحديث بأسا، بالإسناد الذي انتقاه البخاري، رحمة الله عليه
فأما الكلام في عبد الله بن صالح، فالظاهر أنه مما وقع له في آخر حياته، من تغير، بسبب جار له كان يدس في كتبه ما ليس من حديثه، ولا يضر هذا هنا، لأن من الرواة عنه ها هنا البخاري ويعقوب بن سفيان الفسوي
وفي ذلك مبحث يأتي إن شاء الله تعالى،
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[22 - 10 - 10, 08:17 م]ـ
معروف عند جميع المحدثين تساهل العلماء الذين ذكرتهم في التصحيح
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سأعود للكلام عن الحديث الثاني بإذن الله تعالى , لكن لفت انتباهي بعض ما قلتَه فأردت تصويبه , فقولك أن الترمذي و الحاكم متساهلين قول غير سليم فالحاكم عنده تساهل نعم , أما الترمذي فحاشاه , كيف وهو غالبا ما يحكم على الاحاديث انطلاقا من حكم شيخه الامام الجبل سيد الحفاظ ابو عبد الله البخاري؟!! , فلو ذكرت الحاكم فقط لكان كلامك صوابا , أما حشر الترمذي مع الحاكم فلا و الله لا أرضاه , و رميه بالتساهل إنما هو تقليد أعمى قاله الذهبي لكنه لم يرمه بالتساهل مطلقا إنما قال ذلك في بعض تحسيناته , ومن جاء بعده إنما قلده في هذا وهذا مجانب للصواب , و أنا ألزم كل من يقول بهذا أن يرمي الامام البخاري أيضا بالتساهل , و الله المستعان.
ـ[محمد الشنقيطي المدني]ــــــــ[22 - 10 - 10, 09:25 م]ـ
جزاكم الله خير
والحمد لله أنه ظهر أن الحق مع الألباني في أن الحديث الأول حسن
ونحن في إنتظار كلامكم عن الحديث الثاني وهو الأهم
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[02 - 11 - 10, 07:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
¥(72/303)
قد ذكر الاخ ابو سليمان طرق هذا الحديث فأحْسَنَ ترتيبها و تعليلها فجزاه الله خيرا , وقد أمضيت مدة أتأما في هذا الحديث و في طرقه فوجدت أن الحديث ثابت بمجموع طرقه , و قد كفاني الاخ ابو سليمان بسرد طرقه , الحق أنه لا يخلو طريق من طرق هذا الحديث من ضعف لكن ليست كلها متساوية في الضعف ففيها الضعيف جدا وفيها ما هو واه بالمرة وفيها كذلك ما ضعفه ينجبر ومنها ما قد يحسن إسناده , و من الطرق التي ضعفها محتمل ما رواه الطبراني و غيره في الكبير قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن عبيد، حدثني شرحبيل بن مدرك الجعفي، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه، أنه سافر مع علي رضي الله تعالى عنه، فلما حاذى نينوى، قال: ((صبرا أبا عبد الله، صبرا بشط الفرات، قلت: وما ذاك؟ قال: " دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان، فقلت: هل أغضبك أحد يا رسول الله؟ مالي أرى عينيك مفيضتين؟ قال: قام من عندي جبريل عليه السلام، فأخبرني أن أمتي تقتل الحسين ابني، ثم قال: هل لك أن أريك من تربته؟ قلت: نعم، فمد يده فقبض، فلما رأيتها لم أملك عيني أن فاضتا "
قلت: شيخ الطبراني هو مطين [ثقة حافظ] و ابن ابي شيبة [ثقة حافظ] و محمد بن عبيد هو الطنافسي [ثقة] و شرحبيل [ثقة صدوق] و عبد الله بن نجي [صدوق] و أبوه نجي [صالح] عن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - , وقد جاء عن أم سلمة وعن عائشة و عن أنس و عن أم الفضل و غيرهم رضي الله عنهم أجمعين بطرق يشد بعضها بعضا.
ومما لم يذكره الاخ ابو سليمان بارك الله فيه ما رواه الدارقطني في العلل: حدثنا جعفر بن محمد بن أحمد الواسطي، حدثنا إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي، حدثنا أبي، حدثنا أبو الحسين العكلي، حدثنا شعبة عن عمارة بن غزية الأنصاري، عن أبيه، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن عائشة ... بنحوه , وهذا منقطع فمحمد بن ابراهيم التيمي لم يسمع من عائشة.
ومن الاسانيد الصالحة في الشواهد ما رواه ابن ابي عاصم في الآحاد و المثاني: حدثنا فضل بن سهل الأعرج نا محمد بن خالد بن عثمان نا موسى بن يعقوب عن هاشم بن هاشم عن عبد الله بن وهب بن زمعة أن أم سلمة رضي الله عنها حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: اضطجع ذات يوم للنوم فاستيقظ وهو خائر النفس ثم اضطجع ثم استيقظ وفي يده تربة حمراء يقلبها في يده فقالت أم سلمة رضي الله عنها يا نبي الله ما هذه التربة قال أخبرني جبريل عليه السلام أن هذا يقتل بأرض العراق للحسين فقلت يا جبريل أرني تربة الأرض التي يقتل فيها وهي هذه
وفيه موسى بن يعقوب [سيئ الحفظ]
أما زيادة ((ملك القطر)) أو ((ملك المطر)) فلا تصح , فقد تفرد بها شيبان بن فروخ [صدوق ليس بذاك] و عمارة بن زاذان [سيئ الحفظ] عن ثابت عن انس وهذه زيادة منكرة وتفردهما عن مثل ثابت لا يحتمل.
و الخلاصة أن الحديث يتقوى بمجموع طرقه.
و الله أعلم.
ـ[أبو سليمان الجندى الأثرى]ــــــــ[13 - 11 - 10, 10:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قد ذكر الاخ ابو سليمان طرق هذا الحديث فأحْسَنَ ترتيبها و تعليلها فجزاه الله خيرا , وقد أمضيت مدة أتأما في هذا الحديث و في طرقه فوجدت أن الحديث ثابت بمجموع طرقه , و قد كفاني الاخ ابو سليمان بسرد طرقه , الحق أنه لا يخلو طريق من طرق هذا الحديث من ضعف لكن ليست كلها متساوية في الضعف ففيها الضعيف جدا وفيها ما هو واه بالمرة وفيها كذلك ما ضعفه ينجبر ومنها ما قد يحسن إسناده , و من الطرق التي ضعفها محتمل ما رواه الطبراني و غيره في الكبير قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن عبيد، حدثني شرحبيل بن مدرك الجعفي، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه، أنه سافر مع علي رضي الله تعالى عنه، فلما حاذى نينوى، قال: ((صبرا أبا عبد الله، صبرا بشط الفرات، قلت: وما ذاك؟ قال: " دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان، فقلت: هل أغضبك أحد يا رسول الله؟ مالي أرى عينيك مفيضتين؟ قال: قام من عندي جبريل عليه السلام، فأخبرني أن أمتي تقتل الحسين ابني، ثم قال: هل لك أن أريك من تربته؟ قلت: نعم، فمد يده فقبض،
¥(72/304)
فلما رأيتها لم أملك عيني أن فاضتا "
قلت: شيخ الطبراني هو مطين [ثقة حافظ] و ابن ابي شيبة [ثقة حافظ] و محمد بن عبيد هو الطنافسي [ثقة] و شرحبيل [ثقة صدوق] و عبد الله بن نجي [صدوق] و أبوه نجي [صالح] عن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - , وقد جاء عن أم سلمة وعن عائشة و عن أنس و عن أم الفضل و غيرهم رضي الله عنهم أجمعين بطرق يشد بعضها بعضا.
ومما لم يذكره الاخ ابو سليمان بارك الله فيه ما رواه الدارقطني في العلل: حدثنا جعفر بن محمد بن أحمد الواسطي، حدثنا إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي، حدثنا أبي، حدثنا أبو الحسين العكلي، حدثنا شعبة عن عمارة بن غزية الأنصاري، عن أبيه، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن عائشة ... بنحوه , وهذا منقطع فمحمد بن ابراهيم التيمي لم يسمع من عائشة.
ومن الاسانيد الصالحة في الشواهد ما رواه ابن ابي عاصم في الآحاد و المثاني: حدثنا فضل بن سهل الأعرج نا محمد بن خالد بن عثمان نا موسى بن يعقوب عن هاشم بن هاشم عن عبد الله بن وهب بن زمعة أن أم سلمة رضي الله عنها حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: اضطجع ذات يوم للنوم فاستيقظ وهو خائر النفس ثم اضطجع ثم استيقظ وفي يده تربة حمراء يقلبها في يده فقالت أم سلمة رضي الله عنها يا نبي الله ما هذه التربة قال أخبرني جبريل عليه السلام أن هذا يقتل بأرض العراق للحسين فقلت يا جبريل أرني تربة الأرض التي يقتل فيها وهي هذه
وفيه موسى بن يعقوب [سيئ الحفظ]
أما زيادة ((ملك القطر)) أو ((ملك المطر)) فلا تصح , فقد تفرد بها شيبان بن فروخ [صدوق ليس بذاك] و عمارة بن زاذان [سيئ الحفظ] عن ثابت عن انس وهذه زيادة منكرة وتفردهما عن مثل ثابت لا يحتمل.
و الخلاصة أن الحديث يتقوى بمجموع طرقه.
و الله أعلم.
أحسن الله إيليكم اخى الحبيب \ أبو القاسم البيضاوي , قد جمعت فأفدت ..
و كنت أتنظر التلعيق على لفظة (ملك القطر) فالحديث .. كانى وهمت , انها من زيادات فروخ أو عمارة!!
ولا أدرى كيف وهمت على ذلك ..
و الحق كما قلتُ و كما قلتَ سابقاً .. أن الحديث يتقوى بجموع طرقة ويشد بعضه البعض .. و الحمد لله رب العالمين ..
و جزاكم الله خيراً ..(72/305)
ما صحة هذا الحديث
ـ[أبو صلاح الدرويش]ــــــــ[29 - 08 - 10, 10:00 م]ـ
ما صحة هذا الحديث {الفجر فجران فأما الفجر الأول فإنه لا يحرم الطعام ولا يحل الصلاة وأما الثانى فإنه يحرم الطعام ويحل الصلاة}
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[29 - 08 - 10, 11:34 م]ـ
693 - " الفجر فجران فجر يحرم فيه الطعام و تحل فيه الصلاة و فجر تحرم فيه الصلاة
و يحل فيه الطعام ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 314:
أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " (1/ 52 / 2) و عنه الحاكم (1/ 425) من طريق
أبي أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. و قال ابن خزيمة: " (لم) يرفعه في
الدنيا غير أبي أحمد الزبيري ". و قال الحاكم: " صحيح الإسناد ". و وافقه
الذهبي.
من فقه الحديث:
قال ابن خزيمة: " في هذا الخبر دلالة على أن صلاة الفرض لا يجوز أداؤها قبل
دخول وقتها ". و قال: " (فجر يحرم فيه الطعام) يريد على الصائم. (و يحل
فيه الصلاة) يريد صلاة الصبح. (و فجر يحرم فيه الصلاة) يريد صلاة الصبح،
إذا طلع الفجر الأول لم يحل أن يصلي في ذلك الوقت صلاة الصبح، لأن الفجر الأول
يكون بالليل، و لم يرد أنه لا يجوز أن يتطوع بالصلاة بعد الفجر الأول. و قوله
(و يحل فيه الطعام) يريد لمن يريد الصيام ".(72/306)
حديث آية الرجم
ـ[سامح النجار]ــــــــ[30 - 08 - 10, 03:20 ص]ـ
من الثابت أن آية الرجم لم تُكتب فى المصحف و هذا ما وضحه الفاروق فى خطبته.
و اثناء الجمع الثانى دار هذا الحوار بين الصحابين الجليلين زيد بن ثابت و سعيد بن العاض رضى الله عنهما
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، ثنا الحسين بن محمد بن زياد، ثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن كثير بن الصلت، قال: كان سعيد بن العاص، وزيد بن ثابت يكتبان المصاحف فمرا على هذه الآية، فقال زيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة» فقال عمر: «لما نزلت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أكتبها؟ فكأنه كره ذلك» فقال له عمر: «ألا ترى أن الشيخ إذا زنى وقد أحصن جلد ورجم، وإذا لم يحصن جلد، وأن الثيب إذا زنى وقد أحصن رجم» «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»
المستدرك للحاكم
سياق الحوار يُوحى بانها لم تكتب و لكن ما معنى "فمرا على هذه الآية"؟
هل ممكن أن يكون المرور من الذاكرة؟
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[30 - 08 - 10, 04:51 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
انظر هذه المواضيع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=219472
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=118902
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=5602
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83455
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php/t-75519.html
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[سامح النجار]ــــــــ[30 - 08 - 10, 07:40 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك
لكن سؤالى ليس عن وجود آية الرجم و نسخ التلاوة فهذا موضوع لا خلاف فيه. سؤالى عن الحديث اعلاه، ما معنى "فمرا على هذه الآية"؟
الواقعة كانت فى عهد عثمان رضى الله عنه و قد جمعت الصحف منذ عهد الصديق. و آية الرجم لم تُكتب فى الجمع الأول بدليل حديث عمر رضى الله عنه فى الصحيحين وهذا الحديث ذاته
ـ[أحمد بن عبد المنعم السكندرى]ــــــــ[30 - 08 - 10, 01:32 م]ـ
الذي أرجحه أن كلمة مصاحف لاتعني بالضرورة اشتمالها كلها على القرآن، خاصة مصاحف الصحابة، فقد كان يكتبون الأدعية، و ربما بعض أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم، و ربما بعض الآيات التي نسخت تلاوتها، و هذا يفسر أن سعيد بن العاص و زيد بن ثابت قد مرا على هذه الآية في احدي مصاحف الصحابة الموجود بها الآيات المنسوخة ............... و الله أعلم.
ـ[سامح النجار]ــــــــ[30 - 08 - 10, 05:34 م]ـ
الذي أرجحه أن كلمة مصاحف لاتعني بالضرورة اشتمالها كلها على القرآن، خاصة مصاحف الصحابة، فقد كان يكتبون الأدعية، و ربما بعض أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم، و ربما بعض الآيات التي نسخت تلاوتها، و هذا يفسر أن سعيد بن العاص و زيد بن ثابت قد مرا على هذه الآية في احدي مصاحف الصحابة الموجود بها الآيات المنسوخة ............... و الله أعلم.
و لكن الم يكن اعتمادهم فى نسخ المصاحف هو على مصحف حفصة رضى الله عنها؟
ـ[أحمد بن عبد المنعم السكندرى]ــــــــ[30 - 08 - 10, 07:48 م]ـ
أعتمدوا على مصحف حفصة في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، و ليس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فالمصحف لم يطلق على القرآن الا بعد ان جمع في عهد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه،
فإنه لما نسخ المصحف الذي عند حفصة أرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. رواه البخاري (9/ 11).
و الله أعلم
ـ[محمد ابوعبده]ــــــــ[16 - 11 - 10, 01:55 ص]ـ
الظاهر من هذه المقولة أنهما مرا على آية الرجم يعني في أثناء مراجعة آيات السورة الواحدة، لأنهم كانوا يعتمدون في الجمع على الحفظ أولا ثم بما كان بين أيديهم من الآلواح والعظام وأوراق الشجر وغيرها من وسائل الحفظ. وأقصد المراجعة للآيات كما يراجع الشيخ تلميذه الحافظ وكما راجع جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ معارضة القرآن ــ.
فقد كانوا يحفظونها ولكنها لم تثبت في التلاوة بأمر النبي، وهذا بالضبط كآيات الرضاع التي قالت عنها عائشة وهن قرآن يتلى، ولكنها ليست مثبتة في المصاحف. والله تعالى أعلم.(72/307)
ما مرتبةُ هذهِ الإسانيدِ؟
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[30 - 08 - 10, 04:22 ص]ـ
في مسندِ الطَّيالسيِّ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ... .
وفي المُنتخبِ من مسنَدِ عبدِ بنِ حميدٍ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ... .
و في الآحادِ والمثاني: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ... .
وآخرُ الحديثِ: قولُهُ -صلى الله عليه وسلم-: (إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَإِنَّهُ مَأْخُوذٌ بِدَيْنِهِ، كَذَلِكَ زَعَمَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ)
وجزاكمُ اللهُ خيراً.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[30 - 08 - 10, 06:20 ص]ـ
رجاله ثقات رجال الصحيح وسعيد المقبري اختلط بآخره لكن رواية ابن ابي ذئب عنه صحيحة احتج بها البخاري رحمه الله في الصحيح , ولم أجد لهذا الاسناد علة فهو صحيح و الله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 01:05 م]ـ
جزاكَ الله خيراً ونفعَ بك.
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[15 - 09 - 10, 03:22 م]ـ
جزى الله خيراً أخانا أبا القاسم ..
وهنا فائدتان:
الأولى أن سليمان بن داود في الإسناد الثاني هو هو أبو داود الطيالسي في الإسناد الأول.
الثانية أن الحديث أخرجه مسلم في صحيحه من طريق الليث بن سعد عن سعيد المقبري بنحوه.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 08:57 م]ـ
جزى الله خيراً أخانا أبا القاسم ..
وهنا فائدتان:
الأولى أن سليمان بن داود في الإسناد الثاني هو هو أبو داود الطيالسي في الإسناد الأول.
الثانية أن الحديث أخرجه مسلم في صحيحه من طريق الليث بن سعد عن سعيد المقبري بنحوه.
أحسنت , بارك الله فيك.
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 03:55 ص]ـ
جزى الله خيراً أخانا أبا القاسم ..
وهنا فائدتان:
الأولى أن سليمان بن داود في الإسناد الثاني هو هو أبو داود الطيالسي في الإسناد الأول.
الثانية أن الحديث أخرجه مسلم في صحيحه من طريق الليث بن سعد عن سعيد المقبري بنحوه.
جزاكَ الله خيرا، وشكرَ لكَ، ولو ذكرتَ ما أخرجه مسلم.(72/308)
طلب تخريج حديث وجدناه لبحرا
ـ[وليد اللهيبي]ــــــــ[30 - 08 - 10, 03:34 م]ـ
وجدناه لبحرا
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[30 - 08 - 10, 03:44 م]ـ
حدثنا آدم حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أنسا يقول
: كان فزع بالمدينة فاستعار النبي صلى الله عليه و سلم فرسا من أبي طلحة يقال له المندوب فركب فلما رجع قال (ما رأينا من شيء وإن وجدناه لبحرا) (صحيح البخاري)(72/309)
طلب تخريج حديث صلاة التوبة
ـ[أم عبد الله الليبية]ــــــــ[30 - 08 - 10, 04:48 م]ـ
أرجو ممن لديه علم أن يتحفنا بأحاديث صلاة التوبة من مصادرها مصحوبة بالحكم عليها. وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[30 - 08 - 10, 05:09 م]ـ
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=130213
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php/t-89466.html
ـ[أم عبد الله الليبية]ــــــــ[30 - 08 - 10, 05:17 م]ـ
بارك الله فيكم.(72/310)
ما صحة حديث:من الداعي على هذا الكلب
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[30 - 08 - 10, 06:49 م]ـ
عن أبي الدرداء قال: صلى بنا رسول الله فمر بنا كلب فما بلغت يده رجله حتى مات، فلما انصرف رسول الله من صلاته قال: من الداعي على هذا الكلب
فقال رجل: أنا
فقال: ما قلت؟
قال قلت: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض ياذا الجلال والإكرام اكفني هذا الكلب بما شئت. فقال النبي: لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى.
ماصحة هذا الحديث؟
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[30 - 08 - 10, 09:22 م]ـ
من فضلكم ماصحة القصة التاليه:
كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بنا العصر في يوم جمعة إذ مر بهم كليب فقطع عليهم الصلاة فدعا عليه رجل من القوم فما بلغت رجله حتى مات، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من الداعي على هذا الكلب آنفا؟ فقال رجل من القوم: أنا يا رسول الله! قال: والذي بعثني بالحق لقد دعوت الله باسمه الذي إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى، ولو دعوت بهذا الاسم لجميع أمة محمد أن يغفر لهم لغفر لهم، قالوا: كيف دعوت؟ قال: قلت: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام أكفنا هذا الكلب بما شئت وكيف شئت، فما برح حتى مات
اللهم ان مغفرتك ارجي من عملي وان رحمتك اوسع من ذنبي اللهم ان كان ذنبي عندك عظيما فعفوك اعظم من ذنبي يا ارحم الراحمين ((من دعا بهاعقب كل صلاه لا يطلعه الله يوم القيامه علي قبيح اعماله ولا يفتح ديوان سيئاته))
وجزاكم الله خيرا
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
الحديث بطوله أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد "، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي، وهو ضعيف.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[13 - 09 - 10, 06:48 م]ـ
نضال دويكات
جزاك الله خيرا
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[16 - 09 - 10, 11:06 م]ـ
أخرجه الطبراني في الكبير [12/ 443 - 444/ 13611] وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وشيخه ايوب بن ناهيك ضعيفان.
وجاء من مرسل عبيد الله بن أبي طلحة عند عبد الرزاق [3/ 262/5578] رجاله ثقات.
وجاء من حديث ابي الدرداء عند البيهقي في الدلائل [6/ 241 - 242] وفيه سليمان بن طريف الأسلمي لم أقف عليه. ومكحول لم يسمع من ابي الدرداء.وأخرجه الضياء المقدسي في العدة للكرب والشدة ص42
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[19 - 09 - 10, 01:17 ص]ـ
أبو اليمان الأثري
فتح الله عليك
وجزاك الله خيرا(72/311)
ما صحة: أي الإسلام خير
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[30 - 08 - 10, 07:17 م]ـ
سأل رجلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أي الإسلام خير قال:
تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف
هل ثبت هذا الحديث بهذا المتن؟
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[30 - 08 - 10, 08:17 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
الحديث متفق على صحته من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما , رواه:
البخاري (12 - 28 - 6236) و مسلم (169) و الامام أحمد في المسند (6581) و ابو داود في السنن (5196) و النسائي في المجتبى (5000) و ابن ماجه في سننه (3253) و ابن حبان في صحيحه (505) و البخاري في الادب المفرد (1013 - 1050) وغيرهم , كلهم من طريق:
الليث ابن سعد حدثني يزيد بن ابي حبيب عن ابي الخير عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: ((أي الأعمال خير؟)) قال: " أن تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت، ومن لم تعرف ".
و الله أعلم.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[13 - 09 - 10, 06:46 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
كنت أبحث عن لفظ أي الإسلام خير
هل وردت في رواية صحيحة
والله يحفظكم 0
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[13 - 09 - 10, 08:44 م]ـ
وفيك أخي الحبيب , يبدوا أنني سهوت فنقلت لفظ الامام أحمد دون اللفظ الذي في الصحيحين , فأعتذر عن هذا , و اللفظ كما في الصحيحين و السنن وغيرهم هو:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: ((أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: < أي الإسلام خير؟ > , قال: " تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف "))
و الله أعلم.(72/312)
تحقيق أثر: «أن عثمان كان يعطي صدقة الفطر عن الحبل» وتضعيف الشيخ الألباني له
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[08 - 09 - 10, 10:03 ص]ـ
تحقيق أثر: «أن عثمان كان يعطي صدقة الفطر عن الحبل»:
قال الشيخ الألباني - رحمه الله - في " إرواء الغليل " (3/ 331):
«ضعيف. أخرجه ابن أبى شيبة فى " المصنف " (4/ 63): حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن حميد: «أن عثمان كان يعطى صدقة الفطر عن الحبل».
وأخرجه الإمام أحمد فى " المسائل " رواية ابنه عبد الله عنه (ص 151) من طريق سليمان التيمى، عن حميد بن بكر وقتادة: «أن عثمان كان يعطى صدقة الفطر عن الصغير والكبير والحامل».
قلت: وهذا إسناد صحيح، لولا أنه منقطع بين قتادة وعثمان , وبين هذا وبين حميد، والظاهر من إطلاقه فى إسناد ابن أبى شيبة أنه حميد بن أبى حميد الطويل , ويؤيده أنه من رواية إسماعيل بن إبراهيم - وهو ابن علية - عنه وقد سمع منه.
ويعكر عليه أنه جاء منسوباً فى رواية أحمد: " حميد بن بكر " وليس فى (الحميديين) من الرواة بهذه النسبة (ابن بكر) إلا رجلاً واحداً أورده ابن حبان فى أتباع التابعين من " ثقاته " وقال (2/ 54): " حميد بن بكر , يروى عن محمد بن كعب القرظى , روى عنه يزيد بن خصيفة , يعتبر بحديثه إذا لم يكن فى إسناده إنسان ضعيف ".
فأرى أن المترجم ليس هو هذا الذى يروى عن القرظى؛ لأنه متأخر الطبقة عن المترجم , بل إنه فى طبقة الراوى عنه التيمى وابن علية , لذلك فإنه يغلب عن ظنى أن المترجم هو حميد الطويل كما استظهرت أولاً.
ولا ينافيه أنه نسب إلى تلك النسبة (ابن بكر) لأنه قد اختلف فى اسم (أبى حميد) على نحو عشرة أقوال كما قال الحافظ فى " التقريب " , فيمكن أن يكون هذا الاسم (بكر) قولا واحدا من تلك الأقوال , أو قولا آخر زائدا عليها!
ثم إن هذ الأثر قد أورده الخرقى فى " مختصره " فى الفقه الحنبلى دون عزو كما هى عادته , ثم لم يخرجه الشيخ ابن قدامة فى كتابه " المغنى " (3/ 80)» أهـ
فعلى هذا، استحباب إخراج زكاة الفطر عن الجنين، لا دليل عليه. والله تعالى أعلم.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[08 - 09 - 10, 07:09 م]ـ
بارك الله فيكم.
وناقشه الشيخ عبدالله الدويش -رحمه الله-، فقال -في تنبيه القارئ على تقوية ما ضعفه الألباني-: (أقول: لو وقف على ما في المحلى لابن حزم؛ لظهر له المراد، واستراح من هذا الكلام: قال ابن حزم -في المحلى (4/ 132) -: "روينا من طريق عبدالله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، ثنا المعتمر بن سليمان التيمي، عن حميد، عن بكر بن عبد الله المزني وقتادة، أن عثمان كان يعطي ... " فذكره.
فتبين أن قوله: "حميد بن بكر" تصحيف، وإنما هو: "حميد، عن بكر"، وحميد هو الطويل، وبكر هو المزني، فإذا جمعت هذه الروايات صار عن عثمان من رواية حميد -كما خرجه ابن أبي شيبة-، وقتادة وبكر بن عبدالله -كما خرجه عبدالله بن أحمد وابن حزم-، ورجالهم ثقات، إلا أن فيها انقطاعًا، ولكن تعددها يدل على أن له أصلاً عن عثمان، ويقويه ما رواه ابن أبي شيبة (3/ 173) عن أبي قلابة، قال: "إن كانوا ليعطون، حتى يعطوا عن الحبل"، وأبو قلابة قد أدرك الصحابة، وصحبهم، وروى عنهم) ا. هـ.
وكذلك صُحِّح الإسناد في الطبعات الحديثة لمصنف ابن أبي شيبة: طبعة الرشد (4/ 355)، وطبعة عوامة (7/ 62)، وطبعة الفاروق (4/ 319)، ففيها جميعًا: (حميد، عن بكر).
وبذلك لا يسلَّم بِعَدِّ حميد في رواة الأثر عن عثمان؛ لأنه إنما يرويه عن بكر المزني.
وكلام أبي قلابة دالٌّ على أن إخراج زكاة الفطر عن الحبل من منهج السلف وعادتهم، وكان ذلك مما يعجبهم ويرونه حسنًا؛ ففي لفظ عبدالرزاق (5788) لمقولة أبي قلابة، قال: (كان يعجبهم أن يعطوا زكاة الفطر عن الصغير والكبير، حتى عن الحبل في بطن أمه).
وأبو قلابة من أئمة التابعين، ومن مشاهير فقهائهم.
والله أعلم.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[14 - 09 - 10, 07:02 ص]ـ
جزاكما الله خيرا وبارك فيكما(72/313)
اجتماع العيدين وأثر ابن الزبير الواردة فيها
ـ[عبد العزيز كرعد الصومالي]ــــــــ[08 - 09 - 10, 09:43 م]ـ
مسألة: ترك صلاة الظهر لمن صلى العيد في اجتماع يوم العيد مع يوم الجمعة
فإنه قد حدث في أوساط بعض الشباب التنازع في هذه المسألة
واختلف العلماء فيمن صلى العيد ممن تجب عليه صلاة الجمعة، ولم يصل الجمعة هل تجزئ العيد عن الظهر أم تبقى الظهر واجبة في ذمته مع أتفاقهم على أنه يسقط وجوب الجمعة عن من شهد صلاة العيد, على قولين.
القول الأول
لا تسقط الظهر أبداً, سواء قلنا أن الرخصة خاص لأهل لعوالي أو أنه عام لمن صلى العيد, وبه قال علماء الأمصار. قال ابن عبد البر في الإستذكار (2/ 385): "وقد روي في هذا الباب عن ابن الزبير وعطاءٍ قول منكر أنكره فقهاء الأمصار ولم يقل به أحد منهم."اهـ وقال الصنعاني في سبل السلام (2/ 84): "بل في قول عطاء إنهم صلوا وحداناً أي الظهر ما يشعر بأنه لا قائل بسقوطه." اهـ
واستدل أصحاب هذا القول بأدلة منها:
1) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ. ووجه الدلالة أن الاية ذكرت فيه على ختلاف في تفسيره الصلوات الخمسة, فدل أن الظهر أصل في كل يوم وتبقى بالتالي الذمة مشغولة بالظهر على الأصل إلا أن يجيء الدليل آخر ينقل ذلك الأصل
2) حديث الإسراء, الذي دل أن الفرض الأصلي المفروض ليلة الإسراء هو الظهر, وما عدا ذلك بدل منه.
3) ترخيص الجمعة لا يسقط الظهر قياساً على المريض, لأن للمريض رخصة على ترك الجمعة, ولايسقط هذا الترخيص وجوب الظهر عليه. والعلة الجامعة بينهما هو الرخصة
4) صلى رسول الله صلى علية وسلم الظهر والعصر في عرفة في حجة الوداع يوم الجمعة, ولم يصل الجمعة, فدل ذلك أن الأصل هو الظهر, فمتى سقط الجمعة لعذر أو لغير عذر نبقى على الأصل, وهو وجوب الظهر.
وأصل هذه المسألة أنهم اختلفو, هل الجمعة بدل من الظهر أم لا؟ على ثلاثة أقوال
1) أن الظهر أصل, والجمعة بدل عن الظهر. ورد على هذا القول أن البدل لا يفعل إلا عند تعذر المبدل, والجمعة يتعين فعلها مع إمكان الظهر, فيجاب أن الجمعة بدل من الظهر في المشروعية, وأن الظهر بدل من الجمعة في الفعل, بحيث إذا تعذر الجمعة وجب الظهر, وهذا هو التحقيق واختارها القرافي في الذخيرة (2/ 156)
2) أن الجمعة أصل, وأن الذي افترضه الله على عباده في يوم الجمعة هو صلاة الجمعة. ورد بأنه إذا فاتت وجب الظهر إجماعاً. وظاهر كلام الشوكاني في النيل يخالف الإجماع, حيث قال (6/ 427): "فإيجاب صلاة الظهر على من تركها لعذر أو لغير عذر محتاج إلى دليل, ولا دليل يصلح التمسك به على ذلك فيما أعلم."اهـ وهذا باطل مخالف الإجماع, إذ من تركها وجب عليه الظهر إجماعاً, سواء تركها لعذر أو لغير عذر.
3) أن الواجب الظهر, ولا تجب الجمعة, وإنما يجب إسقاط الظهر بالجمعة, ورد بأن هذا كلام غير معقول, فإن الواجب لا يجوز تركه وهذا يجب تركه, والجمع بينهما متناقض.
القول الثاني
يسقط الظهر مع الجمعة عمن صلى العيد, ولا يصلي إلا العصر, وهذا القول مروي عن ابن الزبير وعطاء واختارها الشوكاني وغيره من بعض علماء المتأخرين والمعاصرين. واستدل أصحاب هذا القول أثر ابن الزبير وله حكم الرفع وأثر علي وحديث أبي هريرة.
أثر ابن الزبير
أثر ابن الزبير فيه إختلاف واضطراب كثير, بيانه مما يلي:
روى هذا الأثر عن ابن الزبير ثلاثة:
1) وهب بن كيسان
2) عطاء بن أبي رباح
3) أبي الزبير المكي
وهب بن كيسان روى عنه إثنان:
1) عبد الحميد بن جعفر
2) هشام بن عروة
رواية عبد الحميد بن جعفر رواه النسائي في المجتبى (1594) قال: أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال: حدثني وهب بن كيسان قال: اجتمع عيدان على عهد ابن الزبير فأخّر الخروج حتى تعالى النهار, ثم خرج فخطب فأطال الخطبة ثمّ نزل فصلى, ولم يصل للناس يومئذٍ الجمعة, فذكر ذلك لابن عباس فقال: أصاب السنة.
قلت: وهذه الرواية لم يعللها النسائي. ولم يُذكر في هذه الرواية أنه لم يصل الظهر وإنما ذكر أنه لم يصل للناس يومئذٍ الجمعة وفي هذه الرواية أربعة مخالفات:
1. تأخير الخروج حتى تعالى النهار.
¥(72/314)
وهي تخالف السنة الثابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعن عبد الله بسرـ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه خرج مع الناس يوم عيد فطر أو أضحى, فأنكر إبطاء الإمام وقال: إنا كنا قد فرغنا ساعتنا هذه وذلك حين التسبيح. رواه البخاري (2/ 588) (فتح) تعليقاً مجزوماً به وأبو داود (1135) وابن ماجة (1317) والحاكم (1/ 434) برقم (1092) والبيهقي (3/ 282) والفريابي في أحكام العيدين (35) والحافظ موصولاً في تغليق التعليق (2/ 375). وقال الألباني في الإرواء (3/ 101): "وقد عزاه إليه "أي أحمد" الحافظ في الفتح ولم أره في مسنده".اهـ من رواية يزيد بن خمير الرحبي عنه. فال الحاكم: صحيح على شرط البخاري. وقال النووي كما في نصب الراية (2/ 211): صحيح على شرط مسلم. وقال الألباني في الإرواء (3/ 101): "هذا هو الصواب أنه على شرط مسلم وحده, وإن ابن خمير هذا إنما روى له البخاري تعليقاً."اهـ
وحديث ابن بسر هذا يدل على مشروعية التعجيل لصلاة العيد وكراهية تأخيرها.
2. الخطبة قبل الصلاة
وهذا يخالف السنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يصلون العيدين قبل الخطبة. رواه البخاري (963,979) ومسلم (888)
• عن ابن عباس قال: شهدت العيد مع النبي صلى الله عليه وسلم ,وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم, فكلهم كانو يصلون قبل الخطبة ثم يخطب. رواه البخاري (962) ومسلم (884) مطولاً
• عن أبي سعيد الخذري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى, فأول شيءٍ يبدأ به الصلاة, ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفم فيعظهم, ويوصيهم, ويأمرهم, فإن كان يريد أن يقطع بعثاً قطعه أو يأمر بشيء أمر به, ثم ينصرف. قال أبو سعيد: فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان ـ وهو أمير المدينة ـ في أضحى أو فطر, فلما أتينا الملى إذا منبر باه كثير بن صلت, فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل الصلاة فجبذت بثوبه فجبذني فارتفع فخطب قبل الصلاة, فقلت له: غيّرتم والله, فقال: أبا سعيد قد ذهب ما تعلم, فقلت: ما أعلم والله خير مما لا أعلم. فقال: إنّ الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة فجعلتها قبل الصلاة. رواه البخاري (956) ومسلم (889)
• عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا, نصلي ثم نرجع فننحر, فمن فعل ذلك فقد أصاب السنة ومن نحر قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله, ليس من النسك في شيء فقال رجل من الأنصار يقال له أبو بردة بن نيار: يا رسول الله ذبحت وعندي جذعة خير من مسنة. فقال: اجعله مكانه ولن توفى أو تجزى عن أحد بعدك. رواه البخاري (965) اللفظ له ومسلم (1961)
• عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قام يوم الفطر فصلى. فبدأ بالصلاة قبل الخطبة. ثم خطب الناس ....... الحديث. رواه البخاري (978) ومسلم (885)
• عن ابن عمر أن النبي صلي الله عليه وسلم كانت تركز قدامه الحربة قدامه يومالفطر والنحر ثم يصلي. رواه البخاري (972)
• عن عبد الله بن السائب قال: شهدت مع رسول الله صلى عليه وسلم العيد, فلما قضى الصلاة قال: إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس, ومن أحب أن يذهب فليذهب. رواه أبو داود (1155) والنسائي (1573) وابن ماجه (1290) وابن خزيمة (2/ 358) والبيهقي (3/ 301) والحاكم (1/ 434) والدارقطني (2/ 50) والطحاوي في المشكل (3740) من طريق الفضل بن موسى السيباني ثنا ابن جريج عن عطاء به
• عن أنس بن مالك قال: كانت الصلاة في العيدين قبل الخطبة. رواه ابن شيبة في مصنفه (2/ 76) وعبد بن حميد كما في المطالب العالية (5/ 165) وصححه صاحب التحقيق.
• أثر عمر رواه البخاري (5571) أن أبا عبيد مولى ابن أزهر شهد العيد يوم الضحى مع عمر بن الخطاب, فصلى ثبل الخطبة ثم خطب الناس .... الحديث
¥(72/315)
وابن عباس أرسل إلى ابن الزبير في أول ما بويع له فقال: إنه لم يكن يؤذن بالصلاة يوم الفطر وإنما الخطبة بعد الصلاة. أخرجه البخاري (959) ومسلم (886). وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 76) وعبد الرزاق (3/ 277) برقم (5628) بلفظ: أن ابن الزبير سأل ابن عباس قال: كيف أصنع في هذا اليوم يوم عيد وكان الذي بينهما حسن فقال: لا تؤذن ولا تقم وصل قبل الخطبة, فلما ساء الذي بينهما أذن وأقام وخطب قبل الصلاة. اهـ قلت: وهذا يدل أن ابن الزبير اجتهد في ذلك, وأنه لا يتابع عليه, فكيف يتابع ما هو مناقض الأصول.
3. إطالة الخطبة
وهذا يخالف السنة الثابة عن رسول الله صلى عليه وسلم.
• عن عمار بن يسار رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه. رواه مسلم (869)
• عن جابر بن سمرة قال: كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, فكانت صلاته قصداً وخطبته قصداً. رواه مسلم (866)
4. عدم إمامة للناس يومئذٍ الجمعة
فإن ابن الزبير كان أميراً آنذاك, والسنة أن يقيم الإمام الجمعة ليشهدها من شاء شهودها. عن أبي هريرة عن رسول الله صلى عليه وسلم أنه قال: قد اجتمع في يومكم هذا عيدان, فمن شاء أجزأه من الجمعة, وإنّا مجمِّعون. رواه أبو داود (1073) وابن ماجه (1311) والحاكم (1/ 425ـ426) وابن الجارود (302) والبيهقي (3/ 318) والخطيب في التاريخ (3/ 344)
ورواية عبد الحميد أخرجه أيضاً ابن أبي شيبة (2/ 91) من طريق أبو خالد الأحمر عن عبد الحميد بن جعفر والحاكم في المستدرك (1097) (1/ 435) من طريق أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد وابن خزيمة (1465) (3/ 359) من طريق بندار و إبراهيم الدورقي عن يحي عن عبد الحميد بن جعفر ومن طريق أحمد بت عبده عن سليم ابن أخضر عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري من بني عوف بن ثعلبة قال حدثني وهب بن كيسان قال: شهدت ابن الزبير بمكة وهو أمير فوافق يوم فطر أو أضحى يوم الجمعة, فأخر الخروج حتى ارتفع النهار, فخرج وصعد المنبر فخطب وأطال ثم صلى ركعتين, ولم يصل الجمعة, فعاب عليه ناس من بني امية بن عبد الشمس, فبلغ ذلك ابن عباس فقال: أصاب ابن الزبير السنة وبلغ ابن الزبير, فقال: رأيت عمر بن الخطاب رضى الله عنه اذا اجتمع عيدان صنع مثل هذا. اهـ واللفظ لأحمد بن عبدة.
وهذه الرواية لم يذكر أنه لم يصل الظهر وإنما ذكر أنه لم يصل الجمعة, وفيه زيادة وهو أن ذلك فعل أيضاً عمر. وقد وجه ابن خزيمة قول ابن عباس توجيهاً جيداً, فقال عقبه: "قول ابن عباس: أصاب ابن الزبير السنة, يحتمل أن يكون أراد سنة أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي. ولا أخال أنه أراد به أصاب السنة في تقديمه الخطبة قبل الصلاة العيد, لأن هذا الفعل خلاف سنة النبي صلى الله عليه وسلم, وأبي بكر وعمر وإنما أراد تركه أن يجمع بهم بعدما قد صلى بهم صلاة العيد فقط. دون تقديم الخطبة قبل صلاة العيد."أهـ قلت: فغاية ما هناك أنه ترك الجمعة, فمن أين أنه ترك الظهر؟ مع ما في إسناده إضطراب, فقد روي ابن عبد البر في التمهيد (10/ 274) من طريق أبو قلابة قال حدثنا عبد الله بن حمران قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال أخبرني أبي عن وهب بن كيسان قال: اجتمع عيدان على عهد ابن الزبير فصلى العيد ولم يخرج إلى الجمعة قال: ذكرت ذلك لابن عباس فقال: ما أماط عن سنة نبيه, فذكرت ذلك لابن الزبير فقال: هكذا صنع بنا عمر. اهـ فروى عبد الحميد هنا عن أبيه وهو جعفر بن عبد الله بن الحكم وهو ثقة كما في التقريب. لم يذكر فيه إطالة الخطبة.
قال ابن عبد البر في التمهيد (10/ 274): هذا الحديث اضطرب في إسناده. أهـ
ترجمة عبد الحميد بن جعفر
هو من رجال مسلم والأربعة. قال أحمد ثقة ليس به بأس, سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان سفيان يضعفه من أجل القدر. وقال الدوري عن ابن معين: ثقة ليس به بأس كان يحيى بن سعيد يضعفه, قلت ليحيى. فقد روي عنه. قال: فقد روى عنه. قال: روى عنه, وكان يضعفه, قلت: ما تقول أنت فيه, قال: ليس بحديثه بأس وهو صالح. قال عثمان الدارمي عن ابن معين: ثقة وقال ابن المديني عن يحيى بن سعيد: كان سفيان يحمل عليه وما أدري ما كان شأنه وشأنه وقال أبو حاتم: محله الصدق. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به وهو ممن يكتب حديثه. ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حبان بعد سبر
¥(72/316)
أحاديثه: ربما أخطأ. وقال الساجي: ثقة صدوق ضعفه الثوري لذلك. وقال النسائي في الضعفاء: ليس بقوي. ولخص ابن حجر كلام العلماء بتلخيص جيد فقال في التقريب (3756): صدوق رمي بالقدر, وربما وهم. أهـ فالأصل في حديثه الحسن إلا إذا وهم أو خالف. وقد خالف هنا هشام بن عروة.
رواية هشام بن عروة رواه ابن أبي شيبة (2/ 92) قال: حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان قال: اجتمع عيدان في يوم فخرج ابن الزبير فصلى العيد بعد ما ارتفع النهار ثم دخل فلم يخرج حتى صلى العصر قال هشام: فذكرت ذلك لنافع أو ذُكر ذلك لإبن عمر فلم ينكره. اهـ والإسناد صحيح. فرواية هشام فيه:
• صلى العيد بعد ما ارتفع النهار
• ولم يخرج حتى صلى العصر
• ولم يذكر أنه ذُكر لإبن عباس فضلاً أنه قال أصاب السنة
وهذا خلاف ما ذكر عبد الحميد بن جعفر, فإن قيل: هذا الخلاف لا يقتضي الرد, لأنه يحتمل أنه ذُكر لابن عباس وذُكر أيضاً لابن عمر, فروى كل واحد منهما أحد القصتين, فلا يقتضي الرد. قلنا: عبد الحميد بن جعفر نفسه إضطرب, فمرة قال عن وهب ومرة قال عن أبي, وربما وهم وقد يكون هذا من أوهامه وهشام أوثق من عبد الحميد, وهو من أهل البيت ابن الزبير صاحب القصة. فالأولى أن نأخذ رواية لا مطعن فيه من الرواية فيه مطعن. وقد طَعن رواية عبد الحميد, ابن حزن في المحلى (3/ 302) فقال:"إذا اجتمع عيد ويوم الجمعة صلى للعيد ثم للجمعة ولا بد ولا يصح أثر بخلاف ذلك لأن في روايته إسرائل وعبد الحميد بن جعفر وليسا بالقويين."أهـ وعلى كل الحال فهذان روايتان لا يدل محل النزاع, إذ غاية ما فيه أنه لم يجمِّع بهم.
عطاء ابن أبي رباح روى عنه ثلاثة:
1. الأعمش
2. ابن جريج
3. منصور
رواية الأعمش رواه أبو داود (1071) من طريق أسباط عن الأعمش عن عطاء بن أبي رباح قال: صلى بنا ابن الزبير في يوم جمعة أوّل النهار, ثم رحنا إلى الجمعة, فلم يخرج إلينا, فصلينا وحداناً, وكان ابن عباس بالطائف, فلما قدم ذكرنا ذلك له, فقال: أصاب السنة. أهـ وهذه الرواية فيه أنهم صلو وحداناً, فدل ذلك أنهم صلوا الظهر لما لم يخرج لهم ابن الزبير, ولا يقال إن مراده صلوا الجمعة وحداناً فإنها لا تصح إلا جماعة إجماعاً. وفيه أيضاً أن قول ابن عباس أصاب السنة يعني بذلك ترخيص الجمعة لا ترخيص الظهر والجمعة معاً, لأن الظاهر أنهم قد ذكرو له أنهم صلو وحداناً, والجواب معاد السؤال.
ابن جريج وقد اختلف عليه, فروى عنه إثان
1. أبوعاصم النبيل الضحاك ابن مخلد وعنه إثنان
• يحيى بن خلف
• عمرو ابن علي الفلاس
2. عبد الرزاق الصنعاني
رواية يحيى بن خلف عن أبو عاصم عن ابن جريج رواه أبو داود (1072) قال ابن جريج: قال عطاء: اجتمع يوم جمعة ويوم فطر على عهد ابن الزبير فقال: عيدان اجتمعا في يوم واحد, فجمّعهما جميعاً, فصلاهما ركعتين بكرةً لم يزد عليهما حتى صلى العصر. اهـ
ولم يذكر هذه الرواية أنه ذكر ذلك " أي ترك الظهر" لابن عباس. وظاهره من فهم عطاء, لأنه لما لم يخرج, فهم من ذلك أنه لم يزد على ركعتي العيد حتى صلى العصر.
رواية عمرو ابن علي عن أبو عاصم عن ابن جريج رواه الفريابي في أحكام العيدين (140) قال ابن جريج: عن عطاء، قال: اجتمع يوم فطر ويوم جمعة زمن ابن الزبير فصلى ركعتين، فذكر ذلك لابن عباس فقال: أصاب. أهـ
ولم يذكر "السنة" ولم يذكر أنه لم يزد عليهما حتى صلى العصر, وإنما صلى ركعتي العيد. وغاية ما فيه أنه أصاب ترك الجمعة لا الظهر.
رواية عبد الرزاق عن ابن جريج رواه هو في مصنفه (5725) (3/ 303) قال ابن جريج: قال عطاء: إن اجتمع يوم الجمعة ويوم العيد في يوم واحد فليجمعهما, فليصل ركعتين قط, حيث يصلي صلاة الفطر, ثم هي هي حتى العصر, ثم أخبرني عند ذلك قال: اجتمع يوم فطر ويوم جمعة في يوم واحد في زمان ابن الزبير فقال ابن الزبير: عيدان اجتمعا في يوم واحد, فجمعهما جميعاً بجعلهما واحداً وصلى يوم الجمعة ركعتين بكرةً صلاة الفطر ثم لم يزد عليها حتى صلى العصر, قال: فأما الفقهاء فلم يقولو في ذلك وأما من لم يفقه فأنكر ذلك عليه, قال: ولقد أنكرت أنا ذلك عليه, وصليت الظهريومئذٍ, قال: حتى بلغنا بعد أن العيدين كانا إذا اجتمعا كذلك صُلِّيا واحدة وذكر ذلك عن محمد ابن علي بن حسين أخبر أنهما كانا يجمعان إذا اجتمعا قالا إنه وجده في كتاب لعلي, زعم. أهـ
¥(72/317)
هذه الرواية لم يذكر فيه أنه ذُكر ذلك لابن عباس.
والذي يظهر والعلم عند الله أن ابن جريج أخطأ في لفظ الأثر. لهذا تكلم الأئمة في رواية ابن جريج عن عطاء لأن ابن جريج معروف بالتدليس خصوصاً عن عطاء وفقد نقل ابن رجب في شرح علل الترمذي (1/ 376) عن الإمام أحمد أنه قال: كل شيء قال ابن جريج: قال عطاء أو عن عطاء فإنه لم يسمعه. أهـ وجميع روايات ابن جريج الذي تقدم استخدم صيغة قال, وعن. أما قول الشيخ الألباني في صحيح أبي داود (4/ 238 برقم982) قال: "وهذا إسناد صحيح, رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم, وابن جريج ـ اسمه عبد الملك بن عبد العزيز ـ وإن كان مدلساً, فقد روى ابن أبي خيثمة بإسناد صحيح عنه أنه قال: إذا قلت: قال عطاء, فأنا سمعته منه وإن لم أقل: سمعت."أهـ فظاهره يخالف نقل ابن رجب الذي سبق آنفاً. ونقل ابن حجر في تهذيب التهذيب (3/ 476ـ478) عن الإمام أحمد أنه قال: إذا قال ابن جريج: قال فلان وقال فلان وأُخبرت جاء بمناكير. ونقل عن الدارقطني أنه قال: شر التدليس ابن جريج, فإنه قبيح التدليس, لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح. فالظاهر أن قول ابن جريج في الأثر "ثم لم يزد عليهما حتى صلى العصر" وقوله"ثم هي هي حتى صلى العصر" من أوهام ابن جريج. ومع أن جميع هذه الروايات متخالفة, فمن المستبعد أن يستدل إسقاط فرض بأثر مضطربة, ولم يضبط الرواة حقيقة الواقع. قال ابن عبد البر في التمهيد (1/ 270) " ليس في حديث ابن الزبير بيان أنه صلى مع صلاة العيد ركعتين للجمعة، وأي الأمرين كان، فإنّ ذلك أمر متروك مهجور، وإن كان لم يصل مع صلاة العيد غيرها حتى العصر، فإن الأصول كلها تشهد بفساد هذا القول"
رواية منصور عن عطاء رواه ابن أبي شيبة (2/ 92) قال: حدثنا هشيم وهو ابن بشير عن منصور عن عطاء قال" اجتمع عيدان في عهد ابن الزبير فصلى بهم العيد ثم صلى بهم الجمعة صلاة الظهر أربعاً."اهـ هشيم رمي بالتدليس, ومع ذلك روى متناً منكرا, لأن الثقات عن عطاء روو خلاف ذلك.
رواية أبو الزبير
رواه عبد الرزاق (5726) (3/ 303ـ304) عن ابن جريج قال أخبرني أبو الزبير في جمع ابن الزبير بينهما يوم جمع بينهما, قال سمعنا ذلك أن ابن عباس قال: أصاب, عيدان اجتمعا في يوم واحد. اهـ وفي هذه الرواية قول ابن عباس "أصاب" ولم يذكر "السنة".
تلخيص ما سبق
هذه هي الروايات عن ابن الزبير. أولاً رواية وهب بن كيسان وفيه مخالفات ظاهره, وقد يكون رواية هشام عن وهب أرجح من روية عبد الحميد عن وهب. ثانياً رواية أبي الزبير المكي وليس فيه "السنة" وإنما فيه "أصاب". ثالثاً رواية عطاء, فرواية الأعمش عن عطاء بن أبي رباح, فيه أنه لم يخرج إليهم وليس فيه أنه لم يصل الظهر, وفيه أنه ذكر لابن عباس وقال "أصاب السنة". ورواية أبو عاصم عن ابن جريج عن عطاء فيه أنه صلى ركعتين بكرة ولم يزد عليها, ولم يذكر أنه ذُكر لابن عباس, ورواية عمرو بن علي عن ابن جريج ففيه "أصاب" ولم يذكر السنة. ورواية عبد الرزاق عن ابن جريج ففيه أنه لم يزد على ركعتي العيد حتى العصر. فالأثر اضطرابه ظاهر. ولذلك قال ابن عبد البر في التمهيد (10/ 274) "هذا حديث اضطرب في إسناده" وقال أيضاً في الإستذكار (2/ 385) "أما فعل ابن الزبير وما نقله عطاء من ذلك وأفتى به على أنه اختلف عنه, فلا وجه فيه عند جماعة الفقهاء, وهو عندهم خطأ إن كان على ظاهره, لأن الفرض من صلاة الجمعة لا يسقط بإقامة السنة في العيد عند أحد من أهل العلم."
ولو سلمنا جدلاً أن أثر ابن الزبير محفوظ, فيحتمل أن الذي صلى كانت جمعتاً, وهو احتمال قوي جداً, ومع الإحتمال يسقط الإستدلال, ويأيده تقديمه الخطبة على الصلاة, إذ لا يخفى على مثل ابن الزبير أن السنة في العيد تقديم الصلاة, ثم أيضاً لا يقال أن ابن الزبير خالف السنة عمداً لما ساء الذي بينه وبين ابن عباس, ولكن إنما صلى الجمعة في ذلك الوقت على مذهب من يقول أن وقت صلاة العيد ووقت الجمعة واحد. قال ابن عبد البر في الإسنذكار (2/ 385) " وقد روى فيه قوم أنّ صلاته التي صلاها لجماعةٍ ضحى يوم العيد نوى بها صلاة الجمعة على مذهب من رأى انّ وقت صلاة العيد ووقت الجمعة واحد." وقال مجد الدين أبو بركات الحراني في المنتقى (307) " إنما وجه هذا أنه رأى تقدمة الجمعة قبل الزوال فقدمها, واجتزأ بها عن العيد." وقال الخطابي في معالم
¥(72/318)
السنن (1/ 212):"أما صنع ابن الزبير فإنه لا يجوز عندي أن يحمل إلا على مذهب من يرى تقديم الجمعة قبل الزوال, وقد روى ذلك عن ابن مسعود وروى ابن عباس أنه بلغه فعل ابن الزبير فقال: أصاب السنة. وقال عطاء: كل عيد حين يمتد الضحى: الجمعة. وحكى إسحاق بن منصور عن أحمد بن حنبل أنه قيل له: الجمعة قبل الزوال أو بعده؟ قال: إن صليت قبل الزوال فلا أعيبه, وكذلك قال إسحاق, فعلى هذا يُشبه أن يكون ابن الزبير صلى الركعتين على أنهما جمعة وجعل اليد في معنى التنع لها." أهـ ويحتمل أنه صلى الظهر في بيته, ويكون رواية عطاء خطأً. قال ابن عبد البر في الإستذكار (2/ 385) "وتأول آخرون أنه لم يخرج إليهم, لأنه صلاها في أهله ظهراً أربعاً."
يقول أيضاً في التمهيد (10/ 277ـ278) " إذا احملت هذه الأثار من التأويل ما ذكرنا لم يجز لمسلم أن يذهب إلى سقوط فرض الجمعة عمن وجبت عليه لأن الله عز وجل يقول: "إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ" ولم يخص الله ورسوله يوم عيد من غيره , من وجه تجب حجته, فكيف بمن ذهب إلى سقوط الجمعة والظهر المجتمع عليهما في الكتاب والسنة والإجماع بأحاديث ليس منها حديث إلا وفيه مطعن لأهل العلم بالحديث, ولم يخرجا البخاري ولا مسلم بن الحجاج منها حديثاً واحداً وحسبك بذلك ضعفاً لها."أهـ
يقول أيضاً في الإستذكار (2/ 385) "وقد روي في هذا الباب عن ابن الزبير, وعطاء قول منكر أنكره فقهاء الأمصار ولم يقل به أحد منهم"أهـ
واستدل أصحاب هذا القول أيضاً بأثر علي. رواه عبد الرزاق في المصنف (3/ 305) (5731) عن الثوري عن عبد الله عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال: اجتمع عيدان في يوم فقال: من أراد أن يجمع فليجمع, ومن أراد أن يجلس فليجلس. قال سفيان: يعني يجلس في بيته.أهـ وقال أصحاب هذا القول أنه لم يأمر الناس أن يصلو الظهر وإنما أمرهم ان يجلسو في البيت, فيجاب أن هذا الدليل حجة عليكم لا لكم, وذلك أن علي نفسه صلى الجمعة. ففي مصنف عبد الرزاق (5730) عن ابن جريج قال أخبرني جعفر بن محمد أنهما اجتمعا وعلي بالكوفة, فصلى ثم صلى الجمعة, وقال حين ضلى الفطر: من كان هاهنا فقد أذنّا له, كأنه لمن حوله, يريد الجمعة.اهـ فدل ذلك أنه أراد بقوله "ومن أراد أن يجلس فليجلس" هو الترخّص في التخلف عن الاجتماع للصلاة وحضور الخطبة الجمعة, لا أن يجلس في بيته ولا يصلي الطهر.
واستدلو أيضاً بحديث أبي هريرة عن رسول الله صلى عليه وسلم أنه قال: قد اجتمع في يومكم هذا عيدان, فمن شاء أجزأه من الجمعة, وإنّا مجمِّعون. رواه أبو داود (1073) وابن ماجه (1311) والحاكم (1/ 425ـ426) وابن الجارود (302) والبيهقي (3/ 318) والخطيب في التاريخ (3/ 344) كلهم من طريق بقية قال ثنا شعبة عن المغيرة الضبي عن عبد العزيز ابن رافع عن ابي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم به. ووجه الدلالة أن قوله " أجزأه" يدل أنه قد برأت ذمته عن الجمعة وأجزأت عنه الجمعة, فهو كالأداء, فلا يطالب عنه الظهر, ومع أن الأصل في ذلك اليوم الجمعة, فلا شيء عليه إلا العصر. فيجاب أن الإستدلال فرع عن التصحيح, وقد أُعل هذا الحديث بالإرسال, أعله أبو زوعة , والدارقطني وابن عبد البر , وهو الصواب. ولو سلمنا أن الحديث صحيح, فالإجزاء هو كفاية العبادة أي كونها كافية في سقوط الطلب والخروج عن العهدة كما قال في المراقي
كفاية العبادة الإجزاء وهي أن يسقط الاقتضاء
فيقتضي ذلك أن رسول الله لما صلى العيد أجزءت عنه الجمعة وخرج عن عهدة الطلب, فكأنه أدّى الجمعة, ولماذا صلى رسول الله الجمعة وقد أجزأت عنه؟ فدل ذلك أن الإجزاء المقصود به في الحديث هي الترخص في التخلف عن الإجتماع مرة ثانية للجمعة لا الجمعة, ولما كانت الجماعة شرطٌ للجمعة بالإجماع تعين أن يصلى الظهر. يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوي (24/ 211) " وأيضاً فإنه إذا صلى العيد حصل مقصود الإجتماع ثم هو يصلي الظهر إذا لم يشهد الجمعة, فتكون الظهر في وقتها, والعيد يحصل مقصود الجمعة, وفي إيجابها على الناس تضييق عليهم وتكدير لمقصود عيدهم." اهـ
فتحصل من هذ: الظهر هو الأصل والجمعة بدل منه, ووجوب الظهر على من أخذ الرخصة.
وآخيراً فلا ينبغي لمسلم أن يسقط فرض ثابتة في الكتاب والسنة بححج واهية, وأثر منكر ظاهر النكارة.
هذا آخر ما أردت جمعه, اللهم أرنا الحق حقا, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلا, وارزقنا اجتنابه. وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا الى يوم الدين.
عبد العزيز كرعد الصومالي
16/رمضان 1431هـ
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[08 - 09 - 10, 10:44 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
عن مسألة صلاة الظهر والجمعة، هناك قول لم تذكره وهو أنَّ صلاة الجمعة صلاة مستقلة، لا هي بدل عن الظهر والظهر بدل عنها إذا فاتت إجماعًا.
¥(72/319)
ـ[عدي بن وليد]ــــــــ[10 - 09 - 10, 02:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[10 - 09 - 10, 08:32 م]ـ
واختلف العلماء فيمن صلى العيد ممن تجب عليه صلاة الجمعة، ولم يصل الجمعة هل تجزئ العيد عن الظهر أم تبقى الظهر واجبة في ذمته مع أتفاقهم على أنه يسقط وجوب الجمعة عن من شهد صلاة العيد, على قولين.
هل تحققت من هذا الاتفاق؟
أعني اتفاق العلماء على سقوط الجمعة عمن صلى العيد.
ـ[عبد العزيز كرعد الصومالي]ــــــــ[11 - 09 - 10, 12:54 ص]ـ
أبو الوليد أعني بذلك أصحاب قول الثالث وهم القائلون بسقوط الجمعة.(72/320)
بحث عن صحة حديث ردّ الضالة – الرجاء من طلبة العلم بالحديث المشاركة -
ـ[ماهر أبوعبد الله]ــــــــ[09 - 09 - 10, 01:52 ص]ـ
بحث في صحة حديث ردّ الضالة
المعجم الصغير للطبراني
(661) -[236] حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي الضَّالَّةِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " اللَّهُمَّ، رَادَّ الضَّالَّةِ وَهَادِيَ الضَّلالَةِ، أَنْتَ تَهْدِي مِنَ الضَّلالَةِ، ارْدُدْ عَلَيَّ ضَالَّتِي بِعِزَّتِكَ وَسُلْطَانِكَ، فَإِنَّهَا مِنْ عَطَائِكَ وَفَضْلِكَ "
لَمْ يَرْوِهِ عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، إِلا ابْنُ عُيَيْنَةَ، تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَلا يُرْوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ، إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ
المعجم الأوسط للطبراني
(4766) -[4626] حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَرْقِيُّ، قَالَ: نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فِي الضَّالَّةِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " اللَّهُمَّ رَادَّ الضَّالَّةِ وَهَادِي الضَّلالَةِ، أَنْتَ تَهْدِي مِنَ الضَّلالَةِ، ارْدُدْ عَلَيَّ ضَالَّتِي بِعِزَّتِكَ وَسُلْطَانِكَ، فَإِنَّهَا مِنْ عَطَائِكَ وَفَضْلِكَ ".
لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ إِلا ابْنُ عُيَيْنَةَ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَعْقُوبَ، وَلا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ
المعجم الكبير للطبراني
(13120) -[13289] حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي عَبَّادٍ الْمَلَكِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلمفِي الضَّالَّةِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " اللَّهُمَّ رَادَّ الضَّالَّةِ وَهَادِيَ الضَّلالَةِ تَهْدِي مِنَ الضَّلالَةِ، ارْدُدْ عَلَيَّ ضَالَّتِي بِقُدْرَتِكَ وَسُلْطَانِكَ، فَإِنَّهَا مِنْ عَطَائِكَ وَفَضْلِكَ "
قلت [أبويوسف]:
علت الحديث عبد الرحمان بن يعقوب بن أبي عبّاد الملكي وهو مجهول ولم يوثقه إلا ابن حبان ومعروف عند علماء الحديث أنّ تفرد ابن حبان رحمه الله بالتوثيق ليس بحجة لأنه كثيرا ما يوثق المجاهيل. هذا مما استفدته من كلام المحدث الشيخ أبي عبد الرحمان الألباني رحمه الله في الشريط رقم 365 من سلسلة الهدي والنور - هل يعتد بتوثيقات ابن حبان -
وكلام الإمام الهيثمي فيه بمثل ما قلنا:
عن النبي صلى الله عليه وسلم في الضالة أنه يقول اللهم راد الضالة وهادي الضالة تهدي من الضلالة اردد علي ضالتي بقدرتك وسلطانك فإنها من عطائك وفضلك
الراوي: عبدالله بن عمر
المحدث: الهيثمي
المصدر: مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 10/ 136
خلاصة حكم المحدث: فيه عبد الرحمن يعقوب بن أبي عباد المكي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
فبهذا الطريق لا ينهظ الحديث لدرجة الصحة
ولاكن،
قد روي الإمام البيهقي في الدعوات الكبير هذا الأثر عن ابن عمر موقوفا لا مرفوعا وقال محقق كتاب الوابل الصيب لابن القيم عبدالرحمان بن الحسن باشراف الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله أنّ رجاله ثقات (يعني رواية البيهقي)
والإمام البيهقي رحمه الله حسّن هذه الرواية الموقوفة.
ولاكن قول المحقق (عبد الرحمان بن الحسن) رجاله ثقات لا يعطينا الحكم على الأثر من حيث الصحة أو الضعف إذ أنّ القول بثقة الرواة أو رجاله رجال الصحيح وما شابه ذلك من العبارات لا تفيد صحة السند بل هي جزء من البحث في صحة الاسناد كما هو معلوم لدي المشتغلين بهذا العلم الشريف.
والتسائل الآن هل من أحد يدلنا على من درس هذا السند من حيث الصحة أو الضعف؟؟
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[10 - 09 - 10, 11:37 م]ـ
انظر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=124423
و الله أعلم.(72/321)
تنبيه على علة حديث عمر بن الخطاب مرفوعا: استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان
ـ[محمد يوسف طلحة]ــــــــ[10 - 09 - 10, 03:38 ص]ـ
قال الخرائطي في اعتلال القلوب: حدثنا علي بن حرب، حدثنا حلبس بن محمد، عن ابن جريج قال: قال عطاء بن أبي رباح قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان لها، فإن كل ذي نعمة محسود)).
آفته حلبس- بفتح الحاء المهملة وسكون اللام وفتح الباء الموحدة- ابن محمد فإنه متروك الحديث.
وقد تفرد به عن المحدث المكثر المشهور ابن جريج (انظر الكلام على حلبس في علل الدارقطني 5/ 169 والإكمال لابن ماكولا 2/ 498 ولسان الميزان 3/ 263).
وقد تصحف اسمه في مطبوعة اللآلئ المصنوعة إلى حابس بن محمود وكذا وقع في بعض النسخ الخطية وفي الأخرى حابس بن محمد وقد ورد على الصواب في اعتلال القلوب حديث-680 وقد أخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق حديثا آخر بالإسناد نفسه وفيه أيضا حلبس بن محمد.
ولوقوع التصحيف في مطبوعة اللآلئ المصنوعة خفي أمره على كثير من الباحثين حتى لم ينتبه له الباحث الفاضل خالد المؤذن في كتابه إقامة البرهان على ضعف حديث استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان.
والعلة الثانية أن عطاء لم يدرك عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فإن عطاء ولد في خلافة عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كما في تهذيب الكمال 20/ 70
وقد حكم بوضعه أحمد وابن معين.
وقال أبو حاتم الرزي: منكر لا يعرف له أصل. وأورد ابن الجوزي في الموضوعات بعض طرقه والغرض من كتابة هذه الأسطر التنبيه على علة حديث ابن عمر بن الخطاب. والله الموفق للصواب.
ـ[حسام رياض الشافعى]ــــــــ[10 - 09 - 10, 01:21 م]ـ
هناك بحث للشيخ خالد المؤذن انتهى فيه بأن الحديث موضوع(72/322)
سؤال ل جاء فى بعض طرق حديث قصة خالد بن الوليد اعتذر
ـ[أبو حاتم الدمياطي]ــــــــ[10 - 09 - 10, 11:56 ص]ـ
هل جاء فى بعض طرق حديث قصة خالد بن الوليد حين أرسله النبى صلى الله عليه وسلم الى بنى جذيمة،أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:اللهم انى أعتذر اليك مما صنع خالد
بلفظ أعتذر،حيث سمعت أحد العلماء ذكر الحديث بهذا اللفظ،رغم أن الحديث فى البخارى:أبرأ وليس أعتذر
أرجو الافادة
ـ[أبو حاتم الدمياطي]ــــــــ[11 - 09 - 10, 10:12 م]ـ
أرجو المساعدة للضرورة
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 06:37 ص]ـ
السلام عليكم
أخي ربما اختلط عليه قول انس بن النضر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في أحد: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء " يعنى أصحابه " وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء " يعنى المشركين "
والله أعلم
ـ[أبو حاتم الدمياطي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 11:35 ص]ـ
الأخ الفاضل:ربيع المغربى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا(72/323)
ما هى ترجمة يحيى بن ساسويه
ـ[أبو عبد الرحمن البدرى]ــــــــ[10 - 09 - 10, 12:36 م]ـ
ما هى ترجمة يحيى بن ساسويه؟
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[11 - 09 - 10, 12:14 ص]ـ
لم أجده إلا أنني وجدت راويا بهذا الاسم يروي عن سويد بن نصر في إسناد حديث للدارقطني قال عقبه الدارقطني: ((رجاله كلهم معروفون بالثقة)) قال الدارقطني في ((غرائب مالك)) حدثنا أحمد بن محمد بن رميح النسوي، حدثنا أحمد بن الخضر المروزي، حدثنا يحيى بن ساسويه، حدثنا سويد بن نصر، حدثنا أبو سعيد، مولى بني هاشم، عن مالك، عن الزهري، عن أنس، ((ما خير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أمرين إلا أختار أيسرهما)) ... الحديث، وقال: ((غريب إن كان الراوي ضبطه، ورجاله كلهم معروفون بالثقة)) , ((لسان الميزان)) 1 (820)
و الله أعلم
ـ[أبو عبد الرحمن البدرى]ــــــــ[11 - 09 - 10, 02:34 ص]ـ
نعم هو الراوى الدى ابحث عنه جزاك الله خيرا.(72/324)
أثر ابن الزبير في اجتماع العيدين
ـ[أبو أشبال]ــــــــ[10 - 09 - 10, 06:51 م]ـ
ما مدى صحة أثر ابن الزبير في مسألة اجتماع العيدين
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[14 - 09 - 10, 02:51 م]ـ
للفائدة
اجتماع العيد والجمعة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=682107&postcount=1)(72/325)
هل الرواية المرسلةتعل الرواية المسندة
ـ[همد السوداني]ــــــــ[11 - 09 - 10, 02:03 م]ـ
المشائخ الكرام في الملتقى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وتقبل الله منا ومنكم.
عندي بعض الإشكالات أرجو من فضيلتكم المساعدة
1/ إذا ورد الخبر من طريق مرسل أو منقطع وورد من طرق أخرى موصولا وكان رواة الطريق الأول أوثق وأحفظ هل يعل الخبر الموصول بالرواية المرسلة أم ينجبر الإنقطاع بالروايات الموصولة وإن كانت أسانيدها لاتخلوا من مقال.
فلو تكرمتم علينا ببيان الضابط في هذا الموضع لأني أجدهم تارة يرجحون المرسل وتارة يعلون طريقا موصولا بأنه قد جاء مرسلا كقولهم ((والمرسل أصح.))
2/ ثم ما معنى قولهم عن الحديث ((مرسل قوي أو جيد)) مع العلم بأن المرسل من أنواع الضعيف.وهل هذا على مذهب من يحتج بالمرسل
3/ ما معنى قو ل سفيان بن عيينة: ((كان مالك لا يبلغ من الحديث إلا ما كان صحيحا. وإذا قال بلغني فهو إسناد صحيح.)) وهل يقتضي هذا تصحيح جميع ما في المطأ من بلاغات.
وجزاكم الله خيرأ
ـ[حنفى شعبان]ــــــــ[13 - 09 - 10, 05:21 م]ـ
الجواب بحول الملك الوهاب (1) فى المسألة الاولى يجب أولا أن ينظر بامعان الى رجال الطريقين الموصول والمرسل وكان المتن واحد ففيه عدة احتمالات -اما أن يكون الموصول صحيح فلا اشكال -واما أن يكون فى رجاله ضعف يحتمل فهنا ننظر الى المرسل ما هو حال رجاله؟ فان كانوا ثقات وليس الا الارسال فهذا يقوى الموصول -واما ان وجد فى رجال المرسل على مرضه من به مرض وضعف فهنا لابد من التوقف والبحث لان الضعفاء درجا ت وعموما السؤال يحتاج لطول تدريب (2) (قولهم مرسل قوى أوجيد) اشارة منهم لصلاحية ذلك المرسل ان يتقوى بغيره أويقوى هو غيره اما بنفسه هو يحتج به أم لا فالمسألة طويلة (3) أما قول سفيان رحمه الله فقوله هذا صحيح عنده على ما بحثه هو ولابد من التفتيش عند المحققين والله تعالى اعلم
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[13 - 09 - 10, 08:12 م]ـ
بارك الله فيكم
- في تعارض الوقف والوصل والرفع والإرسال والزيادة والنقص مذاهب
فبعض أهل العلم من الفقهاء والأصوليين والمحدثين حكم للزيادة وللوصل وللرفع مطلقا
وبعض أهل العلم حكم للنقص والوقف والإرسال مطلقا
والمعروف عن نقاد أهل الحديث المتقدمين وأئمة هذا الفن أنه لا يحكم في كل هذا بحكم واحد مطرد
بل ينظر في ذلك إلى القرائن المحتفة بالطرق
فتارة يكون المرسل أصح ويعلون به الموصول وتارة يرون أن الإرسال في ذاك الحديث المعين لا يضر
وتارة يقبلون زيادة الثقة وتارة يردونها
والحاكم في ذلك القرائن التي تحف الطرق
مثال على القرائن:
أن يكون المرسل من خواص طلاب الشيخ والملازمين له ويكون الرافع بخلاف ذلك ولو زادو عددا على المرسل
وقد يحكمون لرواية الجماعة على المرسل المختص بالشيخ لقرائن أخرى
وهكذا
فلكل حديث عندهم نقد خاص يبنى على قرائن تحتف به
وليس لهم في ذلك لا قاعدة ولا ضابط
وقد قرر ذلك كثير من الكبار كابن دقيق العيد والعلائي وابن حجر وغيرهم وحكوه عن أئمة هذا الفن خاصة المتقدمين
وهو الصحيح الذي لا يحاد عنه
- وقولهم مرسل قوي أي إسناده إلى المرٍل قوي ليس بضعيف وكذا قولهم مرسل جيد
وأحيانا يعنون بذلك أنه صالح للاحتجاج به
أي حاله يصلح للاحتجاج به
وقد وقع الخلاف في الاحتجاج بالمرسل
وكان أحمد وغيره من أهل الحديث يحتجون به أحيانا ويردونه أحيانا والله أعلم
- وقول سفيان صحيح فأكثر بلاغات مالك صحيحة وذلك لشدة تحرزه وتثبته فيما يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم
وقد تتبع العلماء بلاغاته فوجدوها موصولة صحيحة إلا أربعة على المشهور عندهم
فيكون كلام سفيان خرج مخرج الغالب
كما قالوا في الرواة الذين لا يرون إلا عن ثقة كشعبة وغيره
فإن ذلك محمول على الغالب من حالهم والله أعلم
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[14 - 09 - 10, 12:25 م]ـ
أسند الخطيب في جامعه عن الإمام أحمد: قرأت على إبراهيم بن عمر البرمكي عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي، قال: نا أبو بكر الخلال، قال: أخبرني الميموني، قال: «تعجب إلي أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل ممن يكتب الإسناد ويدع المنقطع ثم قال: وربما كان المنقطع أقوى إسنادا وأكبر، قلت: بينه لي كيف؟ قال: تكتب الإسناد متصلا وهو ضعيف ويكون المنقطع أقوى إسنادا منه وهو يرفعه ثم يسنده وقد كتبه هو على أنه متصل وهو يزعم أنه لا يكتب إلا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم. معناه لو كتب الإسنادين جميعا عرف المتصل من المنقطع يعني ضعف ذا وقوة ذا»
ـ[همد السوداني]ــــــــ[17 - 09 - 10, 11:22 ص]ـ
المشائخ الفضلاء جزاكم الله خيرا.
ما كنت أقصد السؤال عنه أن رواة الرواية المرسلة ثقات لا مطعن فيهم و رواة الرواية الموصولة الرواية الموصولة متكلم فيهم وفهمت من كلام الشيخ أبو محمد، وأمجد أن الرواية المرسلة تعل الموصولة إلا إن وجدت قرائن بخلاف ذلك.
أرجو أن أكون قد وفقت في الفهم
¥(72/326)
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[18 - 09 - 10, 11:27 ص]ـ
نعم، كما فهمت أخي الكريم
وغالبا يكون هذا إذا اشترك إسنادا الروايتين في التابعي. والله أعلم.(72/327)
هل صح عن ابن عمر أنه سئل عن رجل انغمس في البحر هل يجزؤه عن الوضوء فأجاب بنعم
ـ[محمد أبو مروة]ــــــــ[11 - 09 - 10, 06:23 م]ـ
إخواني الأعضاء تقبل الله طاعتكم
هل صح عن ابن عمر أنه سئل عن رجل انغمس في البحر هل يجزؤه عن الوضوء فأجاب بنعم
وهل الأثر موجود في المعجم الأوسط للطبراني وإن وجد فما صحته
أرجو الإفادة جزاكم الله خيرا
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[14 - 09 - 10, 02:39 م]ـ
قد صح عنه ما يخالف ذلك وهو قوله (كما في مصنف ابن أبي شيبة):
"التيمم أحب إلي من الوضوء من ماء البحر". والله أعلم(72/328)
حديث الإحتفاء
ـ[محمد محمود الملوانى]ــــــــ[13 - 09 - 10, 04:00 م]ـ
السلام عليكم
(أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رحل إلى فضالة بن عبيد وهو بمصر فقدم عليه وهو يمد ناقة له فقال: إني لم آتك زائرا؛ وإنما أتيتك لحديث بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجوت أن يكون عندك منه علم. فرآه شعثا فقال: مالي أراك شعثا وأنت أميرالبلد؟! قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن كثير الإرفاه. ورآه حافيا فقال: ما لي أراك حافيا؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نحتفي أحيانا).
الحديث فى سنده يزيد بن هارون عن الجريرى و هو ممن اختلط و رواية يزيد عنه بعد الإختلاط و الشيخ الالبانى رحمه الله صححه و لم يتكلم عن هذه العلة و الشيخ السعد فى أسئلة الملتقى له ضعفه و لكن ليس بسبب هذه العلة.
فما تعليقكم غفر الله لى و لكم و يسعدنى أن أرى رأى شيخنا الشيخ ماهر الفحل.
ـ[حنفى شعبان]ــــــــ[13 - 09 - 10, 04:36 م]ـ
- " كان ينهانا عن الإرفاه، قلنا: و ما الإرفاه؟ قال: الترجل كل يوم ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 3:
أخرجه النسائي (2/ 276 - 277) أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال حدثنا خالد بن
الحارث عن كهمس عن عبد الله بن شقيق قال: " كان رجل من أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم عاملا بمصر، فأتاه رجل من أصحابه، فإذا هو شعيث الرأس مشعان
قال: ما لي أراك مشعانا و أنت أمير؟ قال " فذكره.
قلت: و هذا إسناد صحيح رجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن مسعود و هو أبو مسعود
الجحدري و هو ثقة. و له طريق أخرى، يرويه الجريري عن عبد الله بن بريدة.
أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رحل إلى فضالة بن عبيد و هو بمصر
فقدم عليه و هو يمد ناقة له. فقال: إنى لم آتك زائرا و إنما أتيتك لحديث
بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجوت أن يكون عندك منه علم فرآه شعثا
فقال: ما لي أراك شعثا و أنت أمير البلد قال: قال إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان ينهانا عن كثير من الإرفاه. و رآه حافيا، فقال: ما لي أراك حافيا
قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نحتفي أحيانا ".
أخرجه أحمد (6/ 22): حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرني الجريري به.
و أخرجه أبو داود (4160) و النسائي (2/ 292 - 293).
قلت: هذا إسناد صحيح أيضا على شرط الشيخين و ليس عند النسائي الأمر بالاحتفاء
و زاد: " سئل ابن بريدة عن الإرفاه؟ قال: الترجل ".
وقال شعيب الارناؤوط رحمه الله تعالى (إسناده صحيح إن كان عبد الله بن بريدة سمعه من أحد صحابيَّيه، وإلا فهو مرسَل، والجريري -وهو سعيد بن إياس- كان قد اختلط، ورواية يزيد بن هارون عنه بعد الاختلاط، لكن تابعه إسماعيل ابن عليَّة وحماد بن سلمة عن سعيد، وروايتهما عنه قبل الاختلاط.
وأخرجه أبو داود (4160)، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (6468) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6469)، وفي "الآداب" (698) من طريق حماد بن سلمة، عن الجريري، به.
وأخرجه مختصراً النسائي 8/ 185 عن يعقوب بن إبراهيم، عن إسماعيل ابن عليَّة، عن الجريري، عن عبد الله بن بريدة: أن رجلاً من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال له: عُبيد، قال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان ينهى عن كثيرٍ من الإرفاه. سُئِل ابن بريدة عن الإرفاه، قال: منه الترجُّل.
كذا قال فيه: عبيد عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال المزي في "تحفة الأشراف" 7/ 226: وهو وهمٌ، والصواب: فضالة بن عبيد.
قال البيهقي في "الشعب" بإثر الحديث (6469): رواه في الاحتفاء زهير بن حرب عن ابن علية عن الجريري عن عبد الله بن بريدة: أن رجلاً سمع من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثاً، وقد سمعه معه رجلٌ يقال له: عبيد، فأتاه فقال: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأمرنا بالاحتفاء.
ففى كلا الشيخ شعيب ما يرد على شبهة الاختلاط بمتابعة ابن علية وحمادابن سلمة وعموما اخى الكريم الموضوع موجود بالتفصيل فى ارشيف أهل الحديث (2و4) وفيه فوائد عزيزة عن ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله ودمتم طيبين (فائدة) وجدت الحديث عند الخطيب البغدادى فى (الرحلة) برقم (39) وقال الدكتر نور الدين عتر (اسناده صحيح)
ـ[أحمد سعد سامِي]ــــــــ[13 - 09 - 10, 04:40 م]ـ
يزيد ثقة متقن ولم يذكر ابن حجر انه اختلط،، هذا ما أذكره من آخر حديث خرجته
عند الشيخ مصطفى العدوي، حينما كنت مبتدئا ولا زلت
ـ[محمد محمود الملوانى]ــــــــ[13 - 09 - 10, 05:18 م]ـ
واضح من كلامى أن المختلط هو الجريرى
و متابعة ابن علية ليست متابعة فأين الإحتفاء فيها
ـ[محمد محمود الملوانى]ــــــــ[13 - 09 - 10, 05:25 م]ـ
بالنسبة لمتابعة حماد فأرجو أن يقوم أحد الأفاضل بترجمة من يروونها عنه عند البيهقى و ابن أبى عاصم فى الآحاد و المثانى لنتأكد من ثبو تها عنه
¥(72/329)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[13 - 09 - 10, 07:10 م]ـ
يُنظر هنا:
http://www.alukah.net/Sharia/0/8787
ـ[محمد محمود الملوانى]ــــــــ[14 - 09 - 10, 01:12 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2270
رد الشيخ عبد الله السعد
س30: ما صحة هذا الحديث: عن فضالة بن عبيد أن النبي (صلى الله عليه وسلّم): كان يأمرنا بالاحتفاء أحياناً. وهل أعله أحد من المتقدمين؟ وهل يصح في هذا الباب شيء وجزاكم الله خيراً.
الجواب: بالنسبة لجواب هذا السؤال وهو حديث فضالة بن عبيد أن النبي (صلى الله عليه وسلّم) كان يأمرنا بالاحتفاء أحياناً: فهذا الحديث رواه أبو داود من حديث عبدالله بن بريد بن الحصين. هذا حديث رواه أبو داود والإمام أحمد من حديث عبدالله بن بريدة بن الحصين أن رجلاً من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلّم) رحل إلى فضالة بن عبيد، وفيه ذكر هذا الحديث الذي معنا. وهذا الحديث إسناده صحيح إلى عبدالله بن بريد بن الحصين لكن بقي هل عبدالله بن بريده سمع من هذا الرجل الذي لم يسمه أو سمع من فضالة بن عبيد؟ لم يثبت أن عبدالله بن بريده سمع من فضاله بن عبيد. وهذا الرجل لم يسمه عبدالله بن بريدة، فهذا الحديث في إسناده نظر من حيث الاتصال. وكذلك في إسناده نظر من حيث المتن، وذلك أنه في حديث عبدالله بن بريدة بن الحصين عن هذا الرجل الذي هو من الصحابة ورحل إلى فضالة بن عبيد في هذا الحديث أن الرسول (صلى الله عليه وسلّم) نهى عن الترجل إلا غباً، فهذه الزيادة "نهى عن الترجل إلا غباً" هذه جاءت في أحاديث عديدة، جاءت في هذا الحديث وجاءت كذلك في حديث عبدالله بن المغفل أن الرسول (صلى الله عليه وسلّم) نهى عن الترجل إلا غباً أو نهى أن يمتشط أحدنا كل يوم، وجاءت أيضاً عن رجل من الصحابة رواه أبو داود. فقوله نهى أن يمتشط أحدنا كل يوم هذا صحيح هذا جاء في أحاديث عديدة أو عدة أحاديث، وأمّا أمرنا أن نحتفي أحياناً: فهذه إنما جاءت في الحديث السابق. ويؤيد عدم صحتها: أن حديث فضالة بن عبيد الذي تقدم السؤال عنه قد جاء له طريق آخر عند الإمام أحمد من حديث عبدالله بن شقيق العقيلي وليس فيه هذه الزيادة وهي "أمرنا أن نحتفي أحياناً" وإنما فيه النهي عن الإرفاء أو عن الترفه: كان ينهانا عن كثير من الارفاء يعني الترفه، وجاء تفسير هذا -والله أعلم- بالامتشاط كل يوم، والمقصود هنا بالامتشاط هنا هو ما جاء في رواية أخرى نهى عن الترجل إلا غباً، وهو دهن الشعر وتنظيفه وترجيله: فهذا جاء النهي عنه أن يفعله الإنسان في كل يوم، وأما مجرد التمشيط -والله أعلم- فهذا لا بأس به، لأن هذا ليس مثل الأول، الترجيل هو: دهن الشعر كما ذكرت وتنظيفه وتمشيطه فهذا يحتاج إلى وقت فهذا الذي جاء النهي عنه.
والخلاصة أن هذه الزيادة: "أمرنا بالاحتفاء أحياناً" في صحتها نظر لما تقدم، وأيضاً قد جاء في صحيح مسلم أن الرسول (صلى الله عليه وسلّم) قال: استكثروا من النعال فإن الرجل لا يزال راكباً ما أنتعل.(72/330)
ما صحة: يا نار كوني بردًا وسلامًا على عمار كما كنت بردًا وسلامًا على إبراهيم
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[13 - 09 - 10, 07:37 م]ـ
وطعن أبو جهل السيدة سمية فماتت، لتكون أول شهيدة في الإسلام، ثم يلحق بها زوجها ياسر، وبقى عمار يعاني العذاب الشديد، فكانوا يضعون رأسه في الماء، ويضربونه بالسياط، ويحرقونه بالنار، فمرَّ عليه الرسول (، ووضع يده الشريفة على رأسه وقال: (يا نار كوني بردًا وسلامًا على عمار كما كنت بردًا وسلامًا على إبراهيم) [ابن سعد].
وذات يوم، لقى عمار النبي (وهو يبكي، فجعل (يمسح عن عينيه ويقول له: (أخذك الكفار فغطوك في النار) [ابن سعد]،
ما صحة الحديثين؟
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[14 - 09 - 10, 07:21 ص]ـ
... قال: (يا نار كوني بردًا وسلامًا على عمار كما كنت بردًا وسلامًا على إبراهيم) ...
رواه:
ابن سعد في الطبقات الكبرى (248/ 3) عن يحيى بن حماد.
و البلاذري في انساب الاشراف (167/ 1 - 168) عن خلف بن هشام البزاز:
كلاهما عن:
- ابي عوانة (الوضاح بن عبد الله اليشكري ثقة حافظ) عن:
- ابي بلج (صدوق يخطئ لا بأس به) عن:
- عمرو بن ميمون الاودي (كوفي مخضرم ثقة أدرك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولم يلقه ولازم معاذ حتى مات 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ثم صحب بعده ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -)
قلت: و هذا إسناد حسن إلا أن عمرو بن ميمون لم يحضر القصة فلا ندري ممن أخذها فهو مرسل , و الله أعلم
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[21 - 09 - 10, 06:59 م]ـ
أبو القاسم البيضاوي
جزاك الله خيرا وبارك فيك
بقي الحديث الثاني كتب الله أجرك 0
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 08:54 م]ـ
أبو القاسم البيضاوي
جزاك الله خيرا وبارك فيك
بقي الحديث الثاني كتب الله أجرك 0
جاري العمل عليه وغيره , بارك الله فيك.
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[21 - 09 - 10, 11:34 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا القاسم
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 07:25 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبا القاسم
وفيك أخي الكريم.
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 01:47 ص]ـ
أبو القاسم البيضاوي
جزاك الله خيرا وبارك فيك
بقي الحديث الثاني كتب الله أجرك 0
إن كنت تقصد هذا:
(عن عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمار بن ياسر وهو يبكي، يدلك عينيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما لك أخذك الكفار فغطوك في الماء "، فقلت كذا وكذا، فإن عادوا لك فقل كما قلت ... ).
فهو مرسل، أرسله ابن سيرين ...
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 05:53 ص]ـ
إن كنت تقصد هذا:
(عن عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمار بن ياسر وهو يبكي، يدلك عينيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما لك أخذك الكفار فغطوك في الماء "، فقلت كذا وكذا، فإن عادوا لك فقل كما قلت ... ).
فهو مرسل، أرسله ابن سيرين ...
أحسنت
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 08:35 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته , و بعد:
(( ... أخذك الكفار فغطوك في الماء ... ))
1 - رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (249/ 3) , ح /
2 - ورواه البلاذري في انساب الاشراف (159/ 1 رقم 350) عن:
- يحيى بن ايوب الزاهد (وهو يحيى بن أيوب المقابرى، أبو زكريا , من خيرة عباد الله ثقة صالح)
كلاهما (ابن سعد و يحيى بن ايوب) عن:
- اسماعيل بن ابراهيم (الامام الثقة المشهور بابن علية وهو ثقة حجة) عن:
- محمد بن سيرين (التابعي الامام احد اثبت اصحاب ابي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - , وهو ثقة حجة إمام)
أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي عمارا وهو يبكي، فجعل يمسح عينيه ويقول: " أخذك الكفار، فغطوك في الماء؛ فقلت كذا وكذا. فإن عادوا، فقل ذاك لهم ".
وهو مرسل كما قال الاخ الحبيب ابو كوثر , ورجاله ثقات , وهو صحيح إلى مُرسِله (ابن سيرين) , ومعلوم أن المرسل قسم من أقسام الضعيف , فيكون هذا الخبر ضعيفا , و الله أعلم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[24 - 09 - 10, 07:25 م]ـ
إن كنت تقصد هذا:
(عن عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمار بن ياسر وهو يبكي، يدلك عينيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما لك أخذك الكفار فغطوك في الماء "، فقلت كذا وكذا، فإن عادوا لك فقل كما قلت ... ).
فهو مرسل، أرسله ابن سيرين ...
جزاك الله خيرا وفتح الله عليك
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[24 - 09 - 10, 07:25 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته , و بعد:
(( ... أخذك الكفار فغطوك في الماء ... ))
1 - رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (249/ 3) , ح /
2 - ورواه البلاذري في انساب الاشراف (159/ 1 رقم 350) عن:
- يحيى بن ايوب الزاهد (وهو يحيى بن أيوب المقابرى، أبو زكريا , من خيرة عباد الله ثقة صالح)
كلاهما (ابن سعد و يحيى بن ايوب) عن:
- اسماعيل بن ابراهيم (الامام الثقة المشهور بابن علية وهو ثقة حجة) عن:
- محمد بن سيرين (التابعي الامام احد اثبت اصحاب ابي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - , وهو ثقة حجة إمام)
أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي عمارا وهو يبكي، فجعل يمسح عينيه ويقول: " أخذك الكفار، فغطوك في الماء؛ فقلت كذا وكذا. فإن عادوا، فقل ذاك لهم ".
وهو مرسل كما قال الاخ الحبيب ابو كوثر , ورجاله ثقات , وهو صحيح إلى مُرسِله (ابن سيرين) , ومعلوم أن المرسل قسم من أقسام الضعيف , فيكون هذا الخبر ضعيفا , و الله أعلم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
جزاك الله خيرا وفتح الله عليك
جهد مبارك
¥(72/331)
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 07:28 م]ـ
جزاك الله خيرا وفتح الله عليك
جهد مبارك
و إياك أخي الكريم.(72/332)
سؤال عن القراء العشرة ورواتهم
ـ[أحمد نواف المجلاد]ــــــــ[13 - 09 - 10, 07:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حال القراء العشرة ورواتهم رحمهم الله في الحديث؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[14 - 09 - 10, 03:05 ص]ـ
لو أوضحت سؤالك هل تقصد حالهم عند أهل الحديث من الثقة و الضعف؟؟
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[14 - 09 - 10, 03:07 ص]ـ
و إليك هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=101772
وفيه تراجمهم و بعض أقوال الائمة فيهم , و إن شئت بسطا بسطنا , و الله أعلم.
ـ[أحمد نواف المجلاد]ــــــــ[14 - 09 - 10, 10:41 ص]ـ
بارك الله فيكم
أنا أقصد حالهم عند علماء الحديث من حيث الثقة والضعف
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[14 - 09 - 10, 11:26 م]ـ
- نافع بن عبد الرحمن بن أبى نعيم القارىء
قال أبو طالب، عن أحمد بن حنبل: " كان يؤخذ عنه القرآن، و ليس فى الحديث بشىء. "
و قال عباس الدورى، عن يحيى بن معين: " ثقة "
و قال النسائى: " ليس به بأس "
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات "
عن أبى فراس القرشى، عن الأصمعى، قال: " كنت أجالس نافع بن أبى نعيم، و كان من القراء الفقهاء العباد ".
و قال ابن سعد: " كان ثبتا "
و قال الساجى: " صدوق، اختلف فيه أحمد و يحيى ... "
و قال أبو حاتم: " صدوق صالح الحديث "
و قال ابن وهب عن الليث بن سعد: (أدركت أهل المدينة و هم يقولون: " قراءة نافع سنة ")
وقال أبو عبيد: " ... وإلى نافع صارت قراءة أهل المدينة وبها تمسكوا إلى اليوم "
وقال ابن مجاهد: " وكان الإمام الذي قام بالقراءة بعد التابعين بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم نافع " قال: " وكان عالماً بوجوه القراءات متبعاً لآثار الأئمة الماضين ببلده "
وذكره الذهبي في الضعفاء و نقل عن ابن المديني في الميزان أنه قال: " كان عندنا لابأس به "
قلت: فيترجح من أقوال الائمة أنه صدوق لا بأس به في الحديث , إمام ثبت في القراءة.
و انظر ترجمته في التهذيبين و انظر أيضا:ميزان الاعتدال (242/ 4) , و الله أعلم.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 12:34 ص]ـ
ومن الرواة عن نافع:
1 - قالون: هو عيسى بن مينى أبو موسى قال الذهبي في السير: ((الإمام، المجود، النحوي ... )) وقال في تاريخ الاسلام: ((قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت علي بن الحسن الهسنجاني يقول: كان قالون شديد الصمم. فلو رفعت صوتك حتى لا غاية، لا يسمع، فكان ينظر إلى شفتي القاريء فيرد عليه اللحن والخطأ. وقال عثمان بن خرزاد الحافظ: ثنا قالون قال: قال لي نافع: كم تقرأ علي، اجلس إلى أسطوانة حتى أرسل إليك ..... قلت: توفي قالون سنة عشرين ومائتين، ورخه غير واحد، وعاش نيفاً وثمانين سنة. وغلط من قال: توفي سنة خمسٍ ومائتين غلطاً بيناً))
قلت: وهو مع شهرته لم أجد من تكلم في روايته من حيث الصنعة الحديثية وهو على خلاف ورش فورش لم يعرف عنه رواية الحديث , وكذلك قالون لكن له بعض الاحاديث ووجدت أحدها فيما رواه ابو الشيخ في طبقات المحدثين باصبهان قال ((حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسى، قال: ثنا أبو بكر الطرسوسي محمد بن عيسى، عن عيسى بن مينا، قالون، قال: ثنا محمد بن جعفر، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا تخفروا (2) الله في جواره حتى يمسي، ومن صلى المغرب فهو في ذمة الله حتى يصبح فلا تخفروا الله في ذمته ")) {(2) أخفره: نقض عهده} , و الله أعلم.
2 - ورش: وهو عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو القبطي , قال الذهبي في السير: ((كان ثقة في الحروف، حجة، وأما الحديث، فما رأينا له شيئا , وقد استوفيت ترجمته في (أخبار القراء).
قال يونس: كان جيد القراءة، حسن الصوت، إذا قرأ، يهمز، ويمد، ويشدد، ويبين الإعراب، لا يمله سامعه.
ويقال: إنه تلا على نافع أربع ختمات في شهر واحد. مات: بمصر، في سنة سبع وتسعين ومائة.))
و الله أعلم(72/333)
ما صحة: الحمد لله الذي هداك، لقد كنت أرى لك عقلاً رجوت أن لا يسلمك إلا إلى خير".
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[13 - 09 - 10, 07:54 م]ـ
قال النبي صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد
الحمد لله الذي هداك، لقد كنت أرى لك عقلاً رجوت أن لا يسلمك إلا إلى خير".
ما صحة هذا الحديث؟
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[14 - 09 - 10, 12:36 م]ـ
أخرجه الواقدي في مغازيه (2/ 749)، ومن طريقه غير واحد
والواقدي معروف.
فلا يثبت. والله أعلم.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[21 - 09 - 10, 06:17 م]ـ
أبو محمد الشربيني
جزاك الله خيرا وبارك فيك(72/334)
أرجو إخراج هذا الأثر من الكتب المسندة قال عكرمة: يلقى الرجل زوجته فيقول لها: يا هذه أي بعل كنت لك؟ فتقول: نعم البعل كنت .....
ـ[أبو عزام بن يوسف]ــــــــ[14 - 09 - 10, 04:49 ص]ـ
أرجو حذف الموضوع(72/335)
كيف يمكن التوفيق بين هذين الحديثين الصحيحين ... ؟
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[14 - 09 - 10, 04:59 ص]ـ
إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ.
وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد:
المرجو المساعدة:
كيف يمكن التوفيق بين هذين الحديثين الصحيحين المتناقضين؟
الحديث الأول:
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح:"إن لكل نبي حواريا، وإن حواري الزبير بن العوام "
صحيح البخاري: ج3/ص1047 ح2692
صحيح البخاري: ج4/ص1509 ح3887
صحيح البخاري: ج3/ص1362 ح3514
مسند أحمد: ج3/ص365 ح14978
مسند أحمد: ج1/ص103 ح813
مسند أحمد: ج3/ص345 ح14754
فضائل الصحابة: ج2/ص737 ح1273
سنن الترمذي: ج5/ص646 ح3744
سنن الترمذي: ج5/ص646 ح3745
سنن ابن ماجه: ج1/ص45 ح122
مسند عبد بن حميد: ج1/ص328 ح1088
المعجم الأوسط: ج7/ص237 ح7377
المستدرك على الصحيحين: ج3/ص408 ح5558
المستدرك على الصحيحين: ج3/ص414 ح5579
المستدرك على الصحيحين: ج3/ص414 ح5580
---------------------------------------------
الحديث الثاني المعارض:
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح:"والنبي ليس معه أحد "
صحيح البخاري: ج5/ص2170 ح5420
صحيح البخاري: ج5/ص2157 ح5378
صحيح مسلم: ج1/ص199 ح220
مسند أحمد: ج1/ص401 ح3806
صحيح ابن حبان: ج16/ص341 ح7346
صحيح ابن حبان: ج14/ص339 ح6430
المعجم الكبير: ج10/ص5 ح9765
مسند أبي يعلى: ج1/ص56 ح56
المستدرك على الصحيحين: ج4/ص621 ح8721
---------------------------------
وجه التناقض بينهما أن في الحديث الأول أن لكل نبي حواري، أما في الثاني فيتبث أن هناك أنبياء ليس لهم حواري لأنه لم يؤمن بهم أحد قط.
ـ[أم مصعب وأنس]ــــــــ[14 - 09 - 10, 07:32 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابن الهبارية]ــــــــ[14 - 09 - 10, 11:17 ص]ـ
لكل نبي حواري من امته اما الذي ياتي وحده فله الله تعالى
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[14 - 09 - 10, 11:23 ص]ـ
قال الدكتور يحيى إسماعيل حفظه الله في تحقيق «إكمال المعلم شرح صحيح مسلم» للقاضي عياض (1/ 291):
وما عورض به هذا الحديث (ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون ... ) من الصحيح: «يجىء النبى ومعه الرحل والرجلان، والنبى ليس معه أحد»
يجاب عنه بأن الحديث ورد باعتبار الأكثر، أى ما من نبى فى الأكثر، أو بأنه على حذف الصفة، أى ما من نبى له أتباع.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[14 - 09 - 10, 12:58 م]ـ
للفائدة:
موضوع: سؤال عن إشكال في حديثين (رأيت النبي وليس معه أحد)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=213671
ـ[لؤي أبو عبد الرحمن]ــــــــ[14 - 09 - 10, 02:38 م]ـ
كل الأنبياء قاموا بما أمروا به من تبليغ رسالة ربهم فمنهم من آمن به بعض الناس وهؤلاء المؤمنين على درجات
أعلاهم المناصرين (الحواريين) ومن الأنبياء من قتل قبل أن يؤمن به أحد
وللعلماء أقوال في ألفاظ التعميم مثل (تدمر كل شيء بأمر ربها) بأن مثل هذا مخصوص ببعض الأمور فقوله صلى الله عليه وسلم ( .. كل نبي) لا يلزم منه العموم فيحمل ذلك على الأغلب
وبورك فيكم.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[14 - 09 - 10, 08:46 م]ـ
[ QUOTE= لؤي أبو عبد الرحمن;1359884] كل الأنبياء قاموا بما أمروا به من تبليغ رسالة ربهم فمنهم من آمن به بعض الناس وهؤلاء المؤمنين على درجات
أعلاهم المناصرين (الحواريين) ومن الأنبياء من قتل قبل أن يؤمن به أحد
QUOTE]
أخي بارك الله فيك من من الأنبياء لم يؤمن به أحد، أو بالأصح أين الدليل، جزاك الله خيرا.
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[14 - 09 - 10, 09:06 م]ـ
[ QUOTE
أخي بارك الله فيك من من الأنبياء لم يؤمن به أحد، أو بالأصح أين الدليل، جزاك الله خيرا. [/ QUOTE]
الدليل (والنبي وليس معه أحد) دل على أنه هناك أنبياء لم يؤمن بهم أحد
¥(72/336)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[14 - 09 - 10, 09:38 م]ـ
كيف يمكن التوفيق بين هذين الحديثين الصحيحين المتناقضين؟
الحديث الأول:
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح:"إن لكل نبي حواريا، وإن حواري الزبير بن العوام "
الحديث الثاني المعارض:
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح:"والنبي ليس معه أحد "
وجه التناقض بينهما أن في الحديث الأول أن لكل نبي حواري، أما في الثاني فيتبث أن هناك أنبياء ليس لهم حواري لأنه لم يؤمن بهم أحد قط.
أخي الحبيب – حفظه الله -:
كان الأولى أن يكون السؤال كالتالي:
كيف يمكن التوفيق بين هذين الحديثين الصحيحين الذي ظاهرهما التعارض؟
وذلك لأن كلام الله، وكلام رسوله – صلى الله عليه وسلم - لا يعارض بعضه بعضاً، ولا يناقض بعضه بعضاً، قال تعالى: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً) [النساء82]، والسنة الصحيحة وحي (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) [النجم] فمن باب الأدب مع الله ورسوله أن نقول ذلك.
أخي الفاضل كاوا محمد ابو عبد البر.
الجواب عن ما سألت عنه:
قال الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله – في شرح العقيدة السفارينية:
«المراد بذلك إما أنهم ذوو العزم، أو يُستثنى من ذلك ما دل عليه الحديث الأول».
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 - 09 - 10, 11:19 ص]ـ
[ QUOTE
الدليل (والنبي وليس معه أحد) دل على أنه هناك أنبياء لم يؤمن بهم أحد
جيد
لكن ما هو الفرق بين النبي والرسول؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
" ثم قال: (فالرسل ثم الانبيا) الرسل: جمع رسول، والرسول هو من أرسل. تقول: أرسلت فلاناً إلى فلان، أي أمرته أن يبلغ فلاناً عني شيئاً، أما النبي: فإنه من النبأ، وهو الذي أتاه الخبر لكن لم يكلف بالتبليغ، وهذا الذي قررنا هو مذهب جمهور العلماء رحمهم الله، أن الرسول من أُوحي إليه بشرع وأمر أن يبلغه، وأما النبي فهو من أوحي إليه بشرع دون أن يكلف بالتبليغ، ولكنه لم يمنع من التبليغ، يعني نبئ إليه بشرع ولم يقل له: لا تبلغه، فإذا بلغه كان متطوعاً.
فالفرق بين النبي والرسول: أن الرسول ملزم بالتبليغ والنبي غير ملزم، لكن غير ممنوع من التبليغ، بل يعمل هو بنفسه ويجدد الشرع ولكنه لا يلزم بالتبليغ، وهذا هو وجه كون الرسول أفضل من النبي؛ لأن الرسول ألزم بالتبليغ، وبزيادة تكليف، والتكليف ليس بالأمر الهين؛ لأن فيه معاناة الناس والتعب معهم.
ولا يخفى علينا جميعاً ما حصل للرسل من الأذية، بل من الضرر أحياناً، لكن النبي يتعبد بما أوحى إليه ولا يكلف أن يبلغ به، فمن اقتدى به واخذ بما هو عليه فله ذلك، ومن لا فلا؛ ولهذا كان الأنبياء في بني إسرائيل كثيرين جداً؛ لأن بني إسرائيل قوم عتاة يحتاجون إلى تجديد الوحي دائما. إذاً مرتبة الرسل فوق مرتبة الأنبياء وهذا صحيح." أهـ
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 - 09 - 10, 12:01 م]ـ
وقدروى البخاري في صحيحه بإسناده عن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ:
" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ... "
وهذا هو الحديث الثاني الذي ظاهره أنه يعارض الحديث الأول، ومن خلال نص الحديث نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتحدث عن أمثاله من الرسل ودليل ذلك، كما يظهر والله أعلم وأحكم، قوله:
" مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي "
" يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ "
ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كان رسولا نبيا.
فإذا تقرر ذلك فإن الحديث محصور في فئة معينة من الأنبياء عليهم السلام.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 - 09 - 10, 01:25 م]ـ
وأخرج البخاري بإسناده عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:
" خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلَانِ وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ فَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي فَقِيلَ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ ثُمَّ قِيلَ لِي انْظُرْ فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ فَقِيلَ لِي انْظُرْ هَكَذَا وَهَكَذَا فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ فَقِيلَ هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ ... "
وقد حاولت فيما سبق أن أجد مثالا للنبي الذي يأتي وحده فتوصلت إلى أنه هارون عليه السلام.
قال تعالى في سورة مريم:
[وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52) وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54)]
قال الطبري في تفسيره:
وقوله (وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ) يقول: ووهبنا لموسى رحمة منا أخاه هارون (نَبِيًّا) يقول أيَّدناه بنبوّته، وأعنَّاه بها.
كما حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن داود، عن عكرمة، قال: قال ابن عباس: قوله (وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا) قال: كان هارون أكبر من موسى، ولكن أراد وهب له نبوّته." أهـ
فلم أجد فيما بحثت أن أحدا من أهل التفسير أشار إلى أن هارون عليه السلام كان رسولا.
والحديث السابق يشير إلى أن أمة موسى تأتي معه فقط، هذا والله أعلم وأحكم.(72/337)
سؤال بخصوص حديث من طلب علماً ..
ـ[هشام رمضان]ــــــــ[14 - 09 - 10, 01:36 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. حياكم الله في هذا المنتدى الرائع
أنا قرأت حديث بس للأسف مش متذكرهـ
الحديث بيقول فيما معناهـ إن من طلب العلم ليحيي و يعلي به الإسلام كان في الجنة مع الأنبياء ..
لما دورت لقيت هذا الحديث: " من جاءه الموت وهو يطلب العلم، ليحيي به الإسلام، فبينه وبين النبيين درجة واحدة في الجنة " حديث مرسل
** سؤال جانبي: ما معنى أن يكون الحديث مرسلاً؟
بس مش دهـ الحديث اللي قرأته
فـ طلبي هو إن حد يقولي نص الحديث اللي بيتكلم عن من طلب العلم و أنه سيكون في منزلة الأنبياء في الجنة - أو ما شابه ذلك المعنى
و جزاكم الله خيراً
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[14 - 09 - 10, 02:17 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أخ هشام وفقك الله
الواجب علينا أن نبدأ طلب العلم بالتدرج ..
فنفهم العقيدة و ندرس فيها الكتب اليسيرة كالاصول الثلاثة و القواعد الاربع و غيرها.
و نفهم الفقه و ندرس فيه متن مذهبي صغير سواء شافعي أو حنبلي أو غيره.
و نفهم الحديث و ندرس علومه الميسرة كالبيقونية مثلاً .. و بذلك نفهم ما هو الحديث الصحيح و الضعيف و المرسل و المنقطع و المقلوب و المرفوع و الموقوف .... إلخ.
و نفهم التفسير و ندرس كتاب التفسير الميسر مثلاً.
و هكذا في سائر العلوم الشرعية.
اما عن سؤالك عن الحديث فلا أدري لعل الاخوه عندهم اجابة .. و لكن تستطتيع أن تقرأ هنا في فضل طلب العلم و كذلك في الكتب التي يقرأها طالب العلم المبتدئ
http://www.islamqa.com/ar/ref/20191/
و لا تنسى أنه عليك استشارة شيخ أو طالب علم متقدم و تبين له وضعك فهو الذي سيمهد لك الطريق
أما الحديث المرسل فيعرفه العلماء بأنه ما يرويه التابعي عن رسول الله
و التابعي هو ما أتى بعد الصحابي أي أنه لم يدرك النبي
كأن يقول الحسن البصري: قال النبي كذا و كذا
و تجد الجواب حول الحديث المرسل هنا
http://www.islamqa.com/ar/ref/130686/
و نصيحتي لك أن تشتغل بطلب العلم و ان لا تضيع وقتك فالتدرج أمر مهم و لا تشتغل بالسؤال عن أشياء لم تصل إليها في سلمك في الطلب .. و اعلم أنه بالتدرج ستصل لمبتغاك
اسأل الله أن ينفع بك
ـ[هشام رمضان]ــــــــ[14 - 09 - 10, 06:36 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أخ هشام وفقك الله
الواجب علينا أن نبدأ طلب العلم بالتدرج ..
فنفهم العقيدة و ندرس فيها الكتب اليسيرة كالاصول الثلاثة و القواعد الاربع و غيرها.
و نفهم الفقه و ندرس فيه متن مذهبي صغير سواء شافعي أو حنبلي أو غيره.
و نفهم الحديث و ندرس علومه الميسرة كالبيقونية مثلاً .. و بذلك نفهم ما هو الحديث الصحيح و الضعيف و المرسل و المنقطع و المقلوب و المرفوع و الموقوف .... إلخ.
و نفهم التفسير و ندرس كتاب التفسير الميسر مثلاً.
و هكذا في سائر العلوم الشرعية.
اما عن سؤالك عن الحديث فلا أدري لعل الاخوه عندهم اجابة .. و لكن تستطتيع أن تقرأ هنا في فضل طلب العلم و كذلك في الكتب التي يقرأها طالب العلم المبتدئ
http://www.islamqa.com/ar/ref/20191/ (http://www.islamqa.com/ar/ref/20191/)
و لا تنسى أنه عليك استشارة شيخ أو طالب علم متقدم و تبين له وضعك فهو الذي سيمهد لك الطريق
أما الحديث المرسل فيعرفه العلماء بأنه ما يرويه التابعي عن رسول الله
و التابعي هو ما أتى بعد الصحابي أي أنه لم يدرك النبي
كأن يقول الحسن البصري: قال النبي كذا و كذا
و تجد الجواب حول الحديث المرسل هنا
http://www.islamqa.com/ar/ref/130686/ (http://www.islamqa.com/ar/ref/130686/)
و نصيحتي لك أن تشتغل بطلب العلم و ان لا تضيع وقتك فالتدرج أمر مهم و لا تشتغل بالسؤال عن أشياء لم تصل إليها في سلمك في الطلب .. و اعلم أنه بالتدرج ستصل لمبتغاك
اسأل الله أن ينفع بك
يا أخي جزاك الله خيراً على ردك هذا
لكن طلبي بسيط و هو عن نص الحديث ..
أنا فقط عايز أعرفه .. ليس إلا
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[14 - 09 - 10, 07:02 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. حياكم الله في هذا المنتدى الرائع
أنا قرأت حديث بس للأسف مش متذكرهـ
الحديث بيقول فيما معناهـ إن من طلب العلم ليحيي و يعلي به الإسلام كان في الجنة مع الأنبياء ..
لما دورت لقيت هذا الحديث: " من جاءه الموت وهو يطلب العلم، ليحيي به الإسلام، فبينه وبين النبيين درجة واحدة في الجنة " حديث مرسل
** سؤال جانبي: ما معنى أن يكون الحديث مرسلاً؟
بس مش دهـ الحديث اللي قرأته
فـ طلبي هو إن حد يقولي نص الحديث اللي بيتكلم عن من طلب العلم و أنه سيكون في منزلة الأنبياء في الجنة - أو ما شابه ذلك المعنى
و جزاكم الله خيراً
أخي هشام - وفقه الله -:
المرسل هو: ما سقط من منتهى إسناده ذكر الصحابي، بأن يقول التابعي: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
مثال: الترمذي مثلاً يروي حديثاً بإسناده: يقول: حدثنا فلان، حدثنا فلان، حدثنا فلان، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " ....... . .
التابعي هنا: مسروق.
والصحابي: عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه ـ
هذا الإسناد يسمى إسناد متصل.
لكن لو قال الترمذي:
حدثنا فلان، حدثنا فلان، حدثنا فلان، عن مسروق، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " ....... . ..
أسقط الصحابي، هنا يسمى الحديث مرسلاً. فالتابعي مسروق لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين الرسول صحابي. فالتابعي أرسله إلى النبي - صلى الله عليه وسلم _.
لعل الأمر اتضح لك أخي الكريم ..(72/338)
أليست هاتان روايتان حسنتان لحديث دعاء السوق؟
ـ[أبو البراء الفلسطيني]ــــــــ[14 - 09 - 10, 07:20 م]ـ
حديث دعاء السوق قد ضعفه معظم العلماء وذلك بسبب الراويان أزهر بن سنان القرشي وعمرو بن دينار المدني وهما ضعيفا الحديث، ولكن وجدت روايتان حسنتان للحديث، احدهما وردت في المستدرك على الصحيحين للحاكم والاخرى في البحر الزخار للبزار، واحببت ان اضع هاتان الروايتان هنا لكي تقولوا رايكم في سند هذان الحديثان
حدثناه أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا أبو العباس محمد بن الحسن بن حيدره البغدادي، ثنا مسروق بن المرزبان، ثنا حفص بن غياث، عن هشام بن حسان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دخل السوق فباع فيها واشترى، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا ألف ألف سيئة، وبنى له بيتا في الجنة" رواه الحاكم.
المستدرك على الصحيحين للحاكم
رقم الحديث: 1911
وهذا حديث رجاله ثقات عدا مسروق بن المرزبان الكندي وهو صدوق حسن الحديث. (تقريب التهذيب لإبن حجر العسقلاني).
حدثنا أحمد بن عبدة وإسحاق بن حاتم، قالا: نا يحيى بن سليم، نا عمران بن مسلم، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قال في سوق من الأسواق: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، فإن قالها مرة واحدة كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، وبني له بيتا في الجنة" رواه البزار.
البحر الزخار بمسند البزار
رقم الحديث: 1721
واما هذا الحديث رجاله ثقات عدا يحيى بن سليم الطائفي وهو صدوق سيئ الحفظ، رجاله رجال مسلم. (تقريب التهذيب لإبن حجر العسقلاني).
فما رأيكم بهذان السندان للحديث، وهل بهما من علة؟؟؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[14 - 09 - 10, 09:55 م]ـ
نعم.
انظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93501
رواية يحيى بن سليم في التعليقة (11)، ورواية مسروق بن المرزبان في التعليقتين (12، 13).
ـ[أبو البراء الفلسطيني]ــــــــ[15 - 09 - 10, 05:27 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي محمد لكن انا اريد رأي الاخوة في هاتان الروايتان بالذات
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[15 - 09 - 10, 05:48 م]ـ
وإياك، قد أحلتُك إلى الكلام عليهما وبيان عللهما بالذات.
ـ[أبو البراء الفلسطيني]ــــــــ[24 - 09 - 10, 05:10 ص]ـ
نعم اخي محمد لم اقرا الموضوع كامل في بداية الامر والان انتبهت لعلل الروايتان فجزاك الله الفردوس الاعلى، اذن اخي محمد هل نجزم القول بان هاتان الروايتان معلولتان ايضا وان سندهما ضعيف؟(72/339)
مساعدة في التخريج
ـ[أبو العباس السوسي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 04:20 ص]ـ
رجاء المساعدة في هذه التوثيقات العلمية، جزاكم الله خيرا كثيرا:
* توثيق القولة من مصدرها المشار اليه أو مصدر آخر:
وفي الحِكَمِ العَطائِيَّة:"لا خَيْرَ في قَوْمٍ لا يَتَناصَحُون، ولا خَيْرَ في قَوْمٍ لا يَقْبَلُونَ النَّصِيحَة."
------------------------
* قال الشاعر:
وما عرفنا ولا ألفنا سوى الموافاة والوصال
تحديد البحر والقائل مع توثيق مصدره.
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[15 - 09 - 10, 11:36 ص]ـ
"لا خَيْرَ في قَوْمٍ لا يَتَناصَحُون، ولا خَيْرَ في قَوْمٍ لا يَقْبَلُونَ النَّصِيحَة."
ذكرت في رسالة المسترشدين للحارث المحاسبي ص 71 منسوبة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه بلفظ " لا خير في قوم ليسوا بناصحين ولا خير في قوم لا يحبون الناصحين".
ـ[أبو العباس السوسي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 05:03 م]ـ
بارك الله فيك أخي حسن على الافادة الجليلة
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 11:17 م]ـ
وفي الحِكَمِ العَطائِيَّة
هذه العبارة كثيرا ما اسمعها من احد الصوفية , ويقصد بها حكم ابن عطاء الله السكندري , وهو كتاب له يزخر بالضلالات و البدع و ما هو أكبر من ذلك نسأل الله السلامة و العافية.
انظر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1171440&postcount=1
و
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1180008&postcount=6
و انظر ما يزعموه كذبا أن شيخ الاسلام اثنى عليه , وتلفيقهم لمناظرة خيالية لم ولن تولد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39701
هذا و احذر أن تقرأ كتابا يتظمن مثل هذه الضلالات , أن تزل قدم بعد ثبوتها , و الله المستعان.
ـ[يزيد العوده]ــــــــ[16 - 09 - 10, 03:05 م]ـ
جزاك الله خيراً أبو القاسم على التنبيه(72/340)
هل هذا الكلام صحيح عن الحديث
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[15 - 09 - 10, 08:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال وكل عام وانتم بخير يااهل الملتقى هل حديث وائل 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الذي رواه مسلم في صحيحه ان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {وضع يده اليمنى على اليسرى على صدره في الصلاة} هل هذاالحديث اوهذه الرواية مرسلة وان كان مرسلا Question وهل نص القيلي في الضعفاء ان محمد بن جحاده ضعيف ارجو الرد مع التبين بارك الله فيكم وفي علمكم اخوكم من السودان كايدقاسم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو سليمان الجندى الأثرى]ــــــــ[15 - 09 - 10, 10:46 م]ـ
و عليكم السلام ورحمه لله وبركاته ..
أخى الحبيب - كايد -
لعلك تقصد حديث وائل بن حجر و فيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع اليمنى على اليسرى في الصلاة ..
فهو فى سنن الدارمى و مسند الامام و غيرهما .. و لا أعلم انه مروى بهذا الوجه الذى ذكرته فى صحيح مسلم
و قد ذكره بن عبد البر فى الاستذكار و التمهيد ..
اما روايتك,,
فعلك تقصد حديث طاووس و فيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم , يضع اليمنى على اليسرى و فى الصلاة و يشد بهما على صدرة ..
فهذا الحديث من مراسيل , طاووس .. و قد تلكم عنه العلامة الالبانى فى أصل صفة الصلاة .. 1/ 217
نعم بالفعل نص. العقيلى فى الضعفاء على أن محمد بن حجادة ضعيف ..
و لكن يحيى بن معين و الذهبى أحمد بن حنبل , و ابو داود , بن حبان , و الرازى , و العجلى و يعقوب بن سفيان , و وثقوه جميعاً ...
و لله اعلم .. و أسف على الاختصار كتبتها على عجاله من أمرى .. يسر الله لى ولكم
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 08:14 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته , وبعد:
أولا أظنك تتكلم على الحديث الذي رواه الامام مسلم 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في صحيحه في كتاب الصلاة قال الامام مسلم 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - (301/ 1ح:401) [حدثنا زهير بن حرب حدثنا عفان حدثنا همام حدثنا محمد بن جحادة حدثني عبدالجبار بن وائل عن علقمة ابن وائل ومولى لهم أنهما حدثاه عن أبيه وائل بن حجر أنه رأى النبي صلى الله عليه و سلم رفع يديه حين دخل في الصلاة كبر (وصف همام حيال أذنيه) ثم التحف بثوبه ثم وضع يده اليمنى على اليسرى فلما أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب ثم رفعهما ثم كبر فركع فلما قال سمع الله لمن حمده رفع يديه فلما سجد سجد بين كفيه] , وأظنك إنما رويته بالمعنى , و الله أعلم.
فأما قضية الارسال:
فهي بين علقمة بن وائل و أبيه وائل بن حجر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - , فقد نقل ابن ابي خيثمة في تاريخه (970/ 2) قال: [سئل يحيى بن معين: عن علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه؟ فقال: مرسل] , وأثبت غيره سماعه من ابيه ومنهم:
1 - ابن حبان في ثقاته (5\ 209) قال: [علقمة بن وائل بن حجر الحضرمي الكندي عداده في أهل الكوفة وهو أخو عبد الجبار بن وائل علقمة سمع أباه وعبد الجبار لم يره مات أبوه وأمه حامل به يروى عن أبيه روى عنه حصين وسماك وأهل الكوفة]
2 - الامام البخاري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في تاريخه الكبير (7\ 41) قال: [علقمة بن وائل بن حجر الحضرمي الكندى الكوفى سمع اباه، روى عنه عبد الملك بن عمير]
3 - الترمذي في " سننه " (1454) في الحدود: [باب ما جاء في المرأة إذا استكرهت على الزنى: ... " هذا حديث حسن غريب صحيح وعلقمة بن وائل بن حجر سمع من أبيه وهو أكبر من عبد الجبار بن وائل، وعبد الجبار لم يسمع من أبيه ".]
... وغيرهم ...
وقد صرح بالسماع من ابيه في غيرما حديث صحيح , وإليك ما قاله الشيخ شعيب الارنؤوط في تحقيقه لسير اعلام النبلاء للذهبي (2\ 573) قال: [سماع علقمة من أبيه ثابت، فإنه قد صرح بالتحديث في غير ما حديث عنه خلافا لما قاله الحافظ في " التقريب "، فقد أخرج النسائي في " سننه " 2/ 194: باب رفع اليدين عند الرفع من الركوع: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن قيس بن سليم العنبري، قال: حدثني علقمة بن وائل، قال: حدثني أبي قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا ركع، وإذا قال: سمع الله لمن حمده
¥(72/341)
وهكذا، وأشار قيس إلى نحو الاذنين.
وإسناده صحيح، وأخرجه البخاري في " جزء رفع اليدين " حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، أنبأنا قيس بن سليم العنبري قال: سمعت علقمة بن وائل بن حجر، حدثني أبي .. وأخرج مسلم في " صحيحه " (401) في الصلاة: باب وضع يده اليمنى على اليسرى بعد تكبيرة الاحرام تحت صدره فوق سرته: حدثنا زهير بن حرب، حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا محمد بن جحادة، حدثني عبد الجبار بن وائل، عن علقمة بن وائل ومولى لهم أنهما حدثاه عن أبيه وائل بن حجر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة .. وأخرج مسلم (1680) في القسامة: باب صحة الاقرار: حدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا أبو يونس، عن سماك بن حرب أن علقمة بن وائل حدثه أن أباه حدثهقال: إني لقاعد .. وقد قال الترمذي في " سننه " بعد أن أخرج حديث علقمة بن وائل، عن أبيه .. (1454) في الحدود: باب ما جاء في المرأة إذا استكرهت على الزنى: هذا حديث حسن غريب صحيح، وعلقمة بن وائل بن حجر سمع من أبيه وهو أكبر من عبد الجبار بن وائل، وعبد الجبار لم يسمع من أبيه.
ونص البخاري في " التاريخ الكبير " 7/ 41 على أن علقمة بن وائل سمع أباه.
وما جاء في " نصب الراية " عن الترمذي في " علله الكبير " قال: سألت محمد بن إسماعيل: هل سمع علقمة من أبيه؟ فقال: إنه ولد بعد موت أبيه بستة أشهر، فإنه وهم وإن صح النقل عنه، فإن البخاري رحمه الله قال ذلك في حق أخيه عبد الجبار كما في " التاريخ الكبير " 6/ 106، 107، والترمذي نفسه يقول عقب الحديث الذي أخرجه في " سننه " (1453): وسمعت محمدا يقول: عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه ولا أدركه يقال: إنه ولد بعد موت أبيه بأشهر.
ونقل أبو داود عن ابن معين كما في " تهذيب التهذيب " أن عبد الجبار مات أبوه وهو حمل.
وقال السمعاني في " الانساب " أبو محمد عبد الجبار بن وائل بن حجر الكندي يروي عن أمه، وعن أبيه وهو أخو علقمة ومن زعم أنه سمع أباه، فقد وهم، لان وائل بن حجر مات وأمه حامل به وضعته بعده بستة أشهر.
قلت: وكون عبد الجبار ولد بعد موت أبيه فيه نظر أيضا، فقد أخرج أبو داود (723) في الصلاة: باب رفع اليدين في الصلاة، والطحاوي 1/ 151 من طريق محمد بن جحادة، حدثني عبد الجبار بن وائل بن حجر قال: كنت غلاما لا أعقل صلاة أبي، قال: فحدثني علقمة بن وائل بن حجر، عن أبيه قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان إذا كبر رفع يديه، ثم التحف، ثم أخذ شماله بيمينه، وأدخل يديه في ثوبه، قال: فإذا أراد أن يرفع رأسه من الركوع، رفع يديه ثم سجد، ووضع وجهه بين كفيه، وإذا رفع رأسه من السجود أيضا رفع يديه حتى فرغ من صلاته، وإسناده صحيح].
فثبت مما سبق سماع علقمة بن وائل من ابيه رحمهما الله تعالى , فبطل بهذا الطعن في هذا السند , و الله أعلم.
و أما قضية تنصيص العقيلي في الضعفاء على ان محمد بن جحاده ضعيف:
فأقول: ليس كذلك فلم ينص على ضعفه نصا إنما ترجمه و قال: ((حدثنا عبد الله بن احمد , حدثني ابو بكر بن خلاد , عن يحيى بن سعيد عن ابي عوانة , قال: " كان محمد بن جحادة يغلوا في التشيع ")) [الضعفاء للعقيلي ص:1210] , ولم يزد على هذا رحمه الله ومعلوم أن اسم كتاب الضعفاء للعقيلي هو: " كتاب الضعفاء ومن نسب إلى الكذب ووضع الحديث ومن غلب على حديثه الوهم ومن يتهم في بعض حديثه , ومجهول روى ما لا يتابع عليه , وصاحب بدعة يغلوا فيها و يدعوا إليها و إن كانت حاله في الحديث مستقيمة ".
و ابن جحادة من هذا الضرب ممن يغلوا في بدعته لكن لم يثبت انه يدعوا إليها فتبين من اسم الكتاب ومنهج صاحبه أنه لا يلزم من ترجمته لراو ان يكون عنده ضعيفا.
هذا وقد وثق محمد بن جحادة جمع من الائمة وهم:
1 - الامام احمد , 2 - ابو حاتم , 3 - ابو داود السجستاني , 4 - النسائي , 5 - و الفسوي , 6 - و عثمان بن ابي شيبة , 7 - و العجلي ...
... و غيرهم ...
فكيف يضعف مثله؟؟!! ناهيك عن احتجاج الشيخين به في صحيحيهما.
بل مثله يقال عنه ((متفق على الاحتجاج به))
و الله أعلم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[17 - 09 - 10, 07:36 م]ـ
حفظكم الله اخي الفاضل
شكرا جزيلا
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 07:51 م]ـ
حفظكم الله اخي الفاضل
شكرا جزيلا
وإياكم اخي الحبيب(72/342)
هل يوجد بحث فى المنتدى عن زيادة "و شفاء سقم"
ـ[محمد محمود الملوانى]ــــــــ[16 - 09 - 10, 08:08 م]ـ
السلام عليكم
هل يوجد بحث فى المنتدى عن زيادة "و شفاء سقم"(72/343)
المطلوب والمسؤل لماذاكتب"لفظ ابن"بحذف الألف بين المقدادوالأسود مع أن هذاللفظ ابن لم يقع هنا بين العلمين المتناسلين
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 10:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
فال البخاري في كتاب المغازي
- حدثنا أبو نعيم: حدثنا إسرائيل: عن مخارق، عن طارق بن شهاب قال: سمعت ابن مسعود يقول: شهدت من المقداد بن الأسود مشهدا، لأن أكون صاحبه أحب إلي مما عدل به، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين، فقال: لا نقول كما قال قوم موسى: اذهب أنت وربك فقاتلا، ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك. فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أشرق وجهه وسره. يعني: قوله.
المطلوب والمسؤل لماذاكتب"لفظ ابن"بحذف الألف بين المقدادوالأسود مع أن هذاللفظ ابن لم يقع هنا بين العلمين المتناسلين
شكراوجزاكم الله تعالى في الدارين
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[20 - 09 - 10, 08:01 م]ـ
وهل يشترط أن يقع بين العلمين المتناسلين؟ المقداد ابن للأسود بالتبني،
والأب بالتبني كان منزلا منزلة أبيه الفعلي عند العرب.
لكن الإشكال لم سماه ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كذلك والله يقول في الأحزاب " ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله، فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم "؟
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 08:14 م]ـ
وهل يشترط أن يقع بين العلمين المتناسلين؟ المقداد ابن للأسود بالتبني،
والأب بالتبني كان منزلا منزلة أبيه الفعلي عند العرب.
لكن الإشكال لم سماه ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كذلك والله يقول في الأحزاب " ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله، فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم "؟
نعم يشترط للحذف(72/344)
هل ثبت حديث فى اسم الحيى
ـ[محمد محمود الملوانى]ــــــــ[17 - 09 - 10, 01:10 ص]ـ
السلام عليكم
هل ثبت حديث فى اسم الحيى
ـ[أم ديالى]ــــــــ[17 - 09 - 10, 01:30 ص]ـ
هل تقصد الحيي؟ ام الحي؟
إن كان الأول فقد ورد في السنة في حديث يعلى بن أمية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر " رواه أبو داوود والنسائي.
وإن كنت تقصد الحي
فقد اقترن بالقيوم في عدة احاديث صحيحة منها عن أنس رضي الله عنه قال كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حي يا قيوم
ـ[محمد محمود الملوانى]ــــــــ[17 - 09 - 10, 02:11 ص]ـ
أقصد الحيي الأولى وهذا الحديث و حديث إن الله حيى كريم يوجد بحثان فى الملتقى بتضعيفهما و أسأل عن غيرهما
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[20 - 09 - 10, 05:45 م]ـ
هب أن الحديث ثابت، هل نثبته به اسما لله؟ أم يدل على الصفة فقط؟
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 08:07 م]ـ
هب أن الحديث ثابت، هل نثبته به اسما لله؟ أم يدل على الصفة فقط؟
قال علوي بن عبد القادر السَّقَّاف في صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة (1/ 147):
الْحَيَاءُ وَالاسْتِحْيَاءُ
صفةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بالكتاب والسنة، و (الحيي) من أسمائه تعالى.
? الدليل من الكتاب:
1 - قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} [البقرة: 26].
- قوله تعالى: {وَاللهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ} [الأحزاب: 53].
? الدليل من السنة:
1 - حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه مرفوعاً: (( ... وأما الآخر؛ فاستحيا، فاستحيا الله منه، وأما الآخر؛ فأعرض، فأعرض الله عنه)) رواه: البخاري (66)، ومسلم (1405).
2 - حديث سلمان رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ... إنَّ ربكم حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أنَّ يردهما صفراً خائبتين)). رواه: الترمذي واللفظ له، وأبو داود، وأحمد، والحاكم. انظر: ((جامع الأصول)) (2118)، و ((صحيح الجامع)) (1757).
ومِمَّن أثبت صفة الاستحياء من السلف الإمام أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي، فيما نقله عنه شيخ الإسلام في ((مجموع الفتاوى)) (4/ 181)؛ موافقاً له.
وقال ابن القيم في ((النونية)) (2/ 80):
((وهو الحييُّ فليسَ يفضحُ عبده ... عندَ التجاهُرِ منهُ بالعصيانِ
لكنَّهُ يُلقِي عليه سِترهُ ... فَهُو السِّتِّيرُ وصاحب الغفرانِ))
قال الهرَّاس: ((وحياؤه تعالى وصف يليق به، ليس كحياء المخلوقين، الذي هو تغير وانكسار يعتري الشخص عند خوف ما يعاب أو يذم، بل هو ترك ما ليس يتناسب مع سعة رحمته وكمال جوده وكرمه وعظيم عفوه وحلمه؛ فالعبد يجاهره بالمعصية مع أنه أفقر شيء إليه وأضعفه لديه، ويستعين بنعمه على معصيته، ولكن الرب سبحانه مع كمال غناه وتمام قدرته عليه يستحي من هتك ستره وفضيحته، فيستره بما يهيؤه له من أسباب الستر، ثم بعد ذلك يعفو عنه ويغفر)) اهـ.
قال الأزهري في ((تهذيب اللغة)) (5/ 288) ((وقال الليث: الحياء من الاستحياء؛ ممدود ... قلت: وللعرب في هذا الحرف لغتان: يُقال: استحى فلان يستحي؛ بياء واحدة، واستحيا فلان يستحْيِي؛ بياءين، والقرآن نزل باللغة التامَّة؛ (يعني الثانية))) اهـ.
ـ[أمين بن أبي القاسم البوجليلي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 08:54 م]ـ
لا نزاع في كونها صفة كما قد تفضلت سيدي، محل نظري في كونها اسما، أم أنه اشتق من الصفة؟
لكن هل اشتقاق الأسماء من الصفات صحيح على إطلاقه؟
ـ[محمد محمود الملوانى]ــــــــ[20 - 09 - 10, 10:46 م]ـ
الكلام عن ثبوت حديث للاسم جزاكم الله خيرا(72/345)
ما صحة هذا الحديث أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس
ـ[أبو سعيد الكناني]ــــــــ[18 - 09 - 10, 04:53 م]ـ
خرج الحاكم في المستدرك، وصححه مرفوعاً "أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس، وإن كان مقصراً في العمل، وإن كان يزحف على أسته".
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[18 - 09 - 10, 10:03 م]ـ
ضعفه العقيلي والذهبي والهيثمي رحمهم الله.
ـ[أبو سعيد الكناني]ــــــــ[19 - 09 - 10, 07:52 ص]ـ
و ماذا عن تصحيح الحاكم له؟؟
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[19 - 09 - 10, 09:53 ص]ـ
أخي الكريم، وفقك الله لما يحب ويرضى
كما تعلم أن الحاكم رحمه الله معروف بأوهامه في المستدرك (كما في ترجمته من مراجع التراث، وأيضا مراجع المعاصرين، على سبيل المثال التنكيل للعلامة المعلمي رحمه الله)
وهذا منها لمخالفته باقي النقاد، ولظاهر الإسناد. والله أعلم.
ـ[أبو سعيد الكناني]ــــــــ[20 - 09 - 10, 01:28 ص]ـ
نفع الله بك أخي الكريم(72/346)
حديث إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي ثَلاثَةً
ـ[محمد البغدادي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 05:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر واعن يا كريم
حديث: {إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي ثَلاثَةً: الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانُ، وَمَا أُكْرِهُوا عَلَيْهِ} ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn1))
أحببت أن أذكر من وقفت عليه ممن روى حديث الإكراه حسب ما تيسر لي والله أعلم، وارجو التصحيح والافادة وهذا جرء من المختصر من احكام الاكراه في اصول الفقه.
وقد رُوِيَ هذا الحَدِيثُ عن جملةٍ من الصحابة منهم:
1 - ثوبان الهاشمي،
2 - وأبو ذر الغفاري،
3 - وعبد الله بن عباس،
4 - وعبد الله بن عمر،
5 - وعقبة بن عامر،
6 - وعويمر أبو الدرداء،
7 - أبو بكرة،
8 - 11 - وأبو هريرة، ورواه الحسن، وقتادة، وعطاء: عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا،
وهذا ما وقفت عليه حسب وسعي وطاقتي والمصادر المتاحة لي والله أعلم.
1. أما ثَوْبَانُ الهاشمي، مولى النبي، صلى الله عليه وسلم.
فروى الحديث عنه:
· أَبُو الأَشْعَثِ: أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn2)) قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بن يَحْيَى بن حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن رَبِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ _هو الصنعاني _ به ولفظه (إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي ثَلاثَةً: الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانُ، وَمَا أُكْرِهُوا عَلَيْهِ).
قال نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn3)) ( وفيه يزيد بن ربيعة الرحبى وهو ضعيف).
· عمرو بن مرثد أبو أسماء الرحبي الدمشقي: أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn4)) قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق، ثنا عبد الوهاب بن الضحاك، ثنا إسماعيل بن عياش، حدثني راشد بن داود الصنعاني، عن أبي أسماء الرحبي،به.
2. وأما جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري
· فروى الحديث شهر بن حوشب عنه أخرجه ابن ماجه القزويني في السنن قال ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn5)) : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ به ولفظه (إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ وذكر باقي الحديث)، قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn6)) : ( وَفِيهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَفِي الْإِسْنَادِ انْقِطَاعٌ أَيْضًا.
3. وأما حديث عبد الله بن عباس
أ - فرواه عَطَاءُ ابن أبي رباح عَنْه بلفظ إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي ... )
· رواه عن عطاء الأوزاعي وعنه أيوبُ بن سويد:
أخرجه الحاكم في المستدرك ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn7)) قال: وحدثنا أبو العباس، غير مرة، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا أيوب بن سويد، قال .. : ثنا الأوزاعي به وقال الحاكم عقبه (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه).
· ورواه عن الأوزاعي بشر بن بكر، أخرجه الدارقطني في السنن: قال ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn8)) : حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ وَأَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِىُّ وَمُوسَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ قُرَيْنٍ وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ الزَّرَّادُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْمِصْرِىُّ قَالُوا حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ به).
وأخرجه الحاكم في المستدرك ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn9)) قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني، ثنا بشر بن بكر به،
¥(72/347)
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى ومعرفة السنن والآثار ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn10)) قال: (أخبرنا) أبو ذر بن أبى الحسين بن أبى القاسم المذكر وأبو عبد الله اسحاق بن محمد بن يوسف السوسى في آخرين قالوا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا الربيع بن سليمان نا بشر بن بكر به) وقال البيهقي عقبه جود إسناده بشر بن بكر وهو من الثقات).
وابن حبان في صحيحه ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn11)) قال: أخبرنا وصيف بن عبد الله الحافظ بأنطاكية، حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، حدثنا بشر بن بكر، عن الأوزاعي.
وأخرجه الطبراني في الصغير قال ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn12)) : ( حدثنا كنيز الخادم المعدل الفقيه، مولى أحمد بن طولون بمصر، حدثنا الربيع بن سليمان، به لم يروه عن الأوزاعي إلا بشر تفرد به الربيع بن سليمان).
ورواه ابن عساكر من طريق الطبراني فقال في تاريخ دمشق ([13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn13)) : أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد وغيره قالوا أنبأنا أبو بكر بن ريذة أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني به.
ورواه الصيداوي في معجم الشيوخ فقال: ([14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn14)) : حدثنا موسى بن جعفر، قال: حدثنا الربيع بن سليمان، به.
· ورواه عن الأوزاعي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ به،
أخرجه ابن ماجه في سننه قال ([15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn15)): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا الوليد به،
ورواه العقيلي في الضعفاء قال ([16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn16)): ( وهذا الحديث حدثناه أحمد بن داود، حدثنا محمد بن مصفى)، بالسند المتقدم به.
ورواه أحمد بن عدي في الكامل قال ([17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn17)) : ثنا عمر بن سنان والحسن بن سفيان والحسين بن أبي معشر وابن سلم وإبراهيم بن دحيم والحسين بن محمد السكوني الحمصي وعبد الله بن موسى بن الصقر البغدادي والفضل بن عبد الله بن مخلد الجرجاني قالوا ثنا محمد بن المصفى به.
وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير ([18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn18)) : ( وَوَجَدْتُهُ فِي فَوَائِدِ أَبِي الْقَاسِمِ الْفَضْلِ بْنِ جَعْفَرٍ التَّمِيمِيِّ الْمَعْرُوفِ بِأَخِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى.) به
قال الألباني في إرواء الغليل بتخريج أحاديث منار السبيل: ونقل عن (البوصيري في " الزوائد " .. قال: " إسناده. صحيح إن سلم من الانقطاع والظاهر أنه منقطع بدليل زيادة عبيد بن نمير في الطريق الثاني _وسيأتي قريبا _ وليس ببعيد أن يكون السقط من جهة الوليد بن مسلم فإنه كان يدلس " يعني تدليس التسوية ").
ورواه الطبراني قال في المعجم الأوسط ([19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn19)) قال: حدثنا موسى بن جمهور، نا محمد بن مصفى، نا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي به.
والبيهقي في السنن الكبرى قال: ([20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn20)) ( أخبرناه) أبو سعد المالينى أنا أبو أحمد بن عدى الحافظ نا عمر بن سنان والحسن بن سفيان وغيرهما قالوا نا محمد بن المصفى به، وقال: (لم يرو حديث الأوزاعي، عن عطاء، عن ابن عباس إلا الوليد بن مسلم).
وقال العقيلي في الضعفاء ([21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn21)) : في ترجمة محمد بن مصفى الحمصي حدثنا عبد الله بن أحمد قال سألت أبي عن حديث رواه محمد بن مصفى عن الوليد فأنكره أبي جدا وقال ليس يروي إلا عن الحسن وهذا الحديث حدثناه أحمد بن داود حدثنا محمد بن مصفى حدثنا الوليد بن مسلم به.
¥(72/348)
وأخرجه بن عدي أيضا قال ([22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn22)) : حدثنا إبراهيم بن دحيم ثنا إسماعيل بن عمرو ثنا محمد بن إبراهيم الزبيدي ثنا الوليد .. نحوه.
ورواه بن عدي أيضا قال: ثنا حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ثنا محمد بن عبد الله بن ميمون ثنا الوليد به.
· ورواه عن عطاء بن أبي رباح ابنُ جريج، أخرجه الطبراني في الأوسط قال ([23] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn23)) : حدثنا موسى بن جمهور، نا محمد بن مصفى، ثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي
صلى الله عليه وسلم مثله قال الطبراني: لم يرو ... حديث ابن جريح إلا الوليد.
ب - ورواه عبيد بن عمير عن ابن عباس به أخرجه البيهقي ([24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn24)) قال وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ في موضع آخر قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر بن سابق الخولانى ثنا بشر بن بكر عن الاوزاعي عن عطاء بن أبى رباح عن عبيد بن عمير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجاوز الله عن امتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه - وفي رواية الربيع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله تجاوز لى - كذا قال في احد الموضعين عن أبى العباس عن بحر وقد مضى ذلك عن أبى عبد الله السوسى وغيره عن أبى العباس عن الربيع وهو اشهر (ورواه) جماعة من المصريين وغيرهم عن الربيع وبه يعرف (وتابعه على ذلك) البويطى والحسين بن أبى معاوية (ورواه) الوليد بن مسلم عن الاوزاعي فلم يذكر في اسناده عبيد بن عمير.
وأخرجه أحمد بن عدي في الكامل قال ([25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn25)) : حدثنا أحمد بن يزيد بن ميمون الصيدنائي به بمصر ثنا محمد بن علي بن داود بن أخت غزال، وثنا يعقوب بن إسحاق أبو عوانة الإسفرائيني حدثنا أيوب بن سافري قالا حدثنا أبو يعقوب البويطي يوسف بن يحيى حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح عن عبيد بن عمير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تجاوز الله عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه قال بن عدي بن أخت غزال عما حدث به أنفسها وما استكرهوا عليه.
قال يعني البويطي وحدثني به مرة أخرى فقال عن عطاء عن عبيد بن عمير عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني مثله.
ورواه أحمد بن عدي في الكامل قال ([26] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn26)) : حدثنا عبد الله بن علي بن الجارود بمكة وعبد الله بن محمد بن يوسف بالقلزم وابن جوصاء وكهمس بن معمر وإبراهيم بن إسماعيل بن الفرج الغافقي والحكم بن إبراهيم بن الحكم وأحمد بن محمد بن زنجويه وأحمد بن علي بن الحسن المدائني وعبد الله بن أحمد بن أبي الطاهر بن السرح والحسن بن عياض الحميري وعيسى بن أحمد الصدفي كلهم بمصر ووصيف بن عبد الله الحافظ بأنطاكية الرومي ومحمد بن زكريا الأسدبادي هذا بها وعبد الله بن يحيى بن موسى السرخسي بآمل وعبد الله بن محمد بن المنهال وعبد الملك بن محمد وعلي بن حاتم جميعا بجرجان قالوا ثنا الربيع بن سليمان ثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي عن عطاء عن عبيد بن عمير عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكره.
وقال ابن عدي: حدثنا عيسى بن أحمد الصدفي والحسين بن عياض الحميري جميعا بمصر ومحمد بن علويه بجرجان قال بن علويه ثنا حسين بن أبي معاوية البزاز قال الصدفي بالابواب ثنا حسين أبو علي الصائغ ثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح عن عبيد بن عمير عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم به
قال بن عدي والحديث هو هذا ما رويته من حديث الوليد بن مسلم وبشر بن بكر، لا ما رواه أبو الأشنان عن عبد الله بن يزيد عن الأوزاعي وعبد الله بن يزيد هذا أرجو أنه لا بأس به وقد حدث عنه جماعة من الثقات مثل أبي حاتم الرازي ويزيد بن عبد الصمد الدمشقي والبلاء من أبي الاشنان لا منه) إ. هـ.
¥(72/349)
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار قال ([27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn27)) : ( حَدَّثَنَا رَبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ به).
ورواه ابن حزم الأندلسي في الإحكام قال ([28] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn28)): ( ولما أخبرنيه أبو العباس أحمد بن عمر العذري، أنا الحسين بن عبد الله الجرجاني، ثنا عبد الرزاق ابن أحمد بن عبد الحميد الشيرازي، أخبرتنا فاطمة بنت الحسن بن الريان المخزومي وراق القاضي أبي بكار بن قتيبة قالت: ثنا الربيع بن سليمان المؤذن، ثنا بشر بن بكر عن الاوزاعي، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس به).
ت - ورواه عن ابن عباس سعيد بن جبير،
أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط قال ([29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn29)) : حدثنا أحمد قال: نا محمد بن موسى الحرشي قال: نا عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، بلفظ «إن الله عز وجل عفا لهذه الأمة عن الخطإ .. الحديث) وقال الطبراني عقبه: (لم يرو هذا الحديث عن زيد العمي إلا ابنه، تفرد به: الحرشي).
وأخرجه أحمد بن ابن عدي في الكامل ([30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn30)) قال: حدثنا خالد بن النضر ومحمد بن يونس العصفري جميعا بالبصرة قالا ثنا محمد بن موسى الحرشي ثنا عبد الرحيم بن زيد العمي حدثني أبي عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عفي لي عن أمتي الخطأ والنسيان والاستكراه وقال بن يونس وما حدثت أنفسها والاستكراه ولم يذكر الخطأ قال الشيخ وهذان الحديثان _هذا الحديث وحديث ذكره في الكامل قبله _ عن أبيه عن سعيد بن جبير عن بن عباس منكران).
ث - ورواه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ سَعِيدٌ الْعَلافُ:
رواه الطبراني في المعجم الكبير ([31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn31)) : ( حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بن مَهْدِيٍّ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بن خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ هُوَ الْعَلافُ، به.
قال الحافظ في التلخيص الحبير ([32] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn32)) ( والحديث قال فيه النَّوَوِيُّ فِي الطَّلَاقِ مِنْ الرَّوْضَةِ فِي تَعْلِيقِ الطَّلَاقِ: حَدِيثٌ حَسَنٌ ثم نقل الحافظ قول ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي " عِلَلِهِ ": (سَأَلْت أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اُسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ} ... ، فَقَالَ أَبِي: هَذِهِ أَحَادِيثُ مُنْكَرَةٌ، كَأَنَّهَا مَوْضُوعَةٌ، وَلَا يَصِحُّ هَذَا الْحَدِيثُ، وَلَا يَثْبُتُ إسْنَادُهُ) انْتَهَى.
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْهُ: (لَمْ يَسْمَعْهُ الْأَوْزَاعِيُّ مِنْ عَطَاءٍ، إنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ رَجُلٍ لَمْ يُسَمِّهِ، أَتَوَهَّمُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَوْ إسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: وَلَا يَصِحُّ هَذَا الْحَدِيثُ، وَلَا يَثْبُتُ إسْنَادُهُ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي الْعِلَلِ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَأَنْكَرَهُ جِدًّا، وَقَالَ: لَيْسَ يُرْوَى هَذَا إلَّا عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَنَقَلَ الْخَلَّالُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ مَرْفُوعٌ فَقَدْ خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
¥(72/350)
فَإِنَّ اللَّهَ أَوْجَبَ فِي قَتْلِ النَّفْسِ الْخَطَأَ الْكَفَّارَةَ - يَعْنِي مَنْ زَعَمَ ارْتِفَاعَهُمَا عَلَى الْعُمُومِ فِي خِطَابِ الْوَضْعِ وَالتَّكْلِيفِ -.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ فِي كِتَابِ الِاخْتِلَافِ فِي بَابِ طَلَاقِ الْمُكْرَهِ: يُرْوَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {رَفَعَ اللَّهُ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ، وَمَا أُكْرِهُوا عَلَيْهِ} إلَّا أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ إسْنَادٌ يُحْتَجُّ بِمِثْلِهِ
وقال معلقا على: (حَدِيثِ الْأَوْزَاعِيِّ وَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ فَقِيلَ: عَنْهُ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ بِلَفْظِ: {إنَّ اللَّهَ وَضَعَ}
وَلِلْحَاكِمِ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالطَّبَرَانِيِّ {: تَجَاوَزَ}
وَهَذِهِ رِوَايَةُ بِشْرِ بْنِ بَكْرِ،
وَرَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ فَلَمْ يَذْكُرْ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: جَوَّدَهُ بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ.
وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ يَعْنِي مُجَوَّدًا إلَّا بِشْرٌ، تَفَرَّدَ بِهِ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَالْوَلِيدُ فِيهِ إسْنَادَانِ آخَرَانِ،
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى عَنْهُ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي الْعِلَلِ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهَا فَقَالَ: هَذِهِ أَحَادِيثُ مُنْكَرَةٌ كَأَنَّهَا مَوْضُوعَةٌ.
، وَرَوَاهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي تَارِيخِهِ مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ عَنْ مَالِكٍ بِهِ،
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وَقَالَ:
قَالَ الْحَاكِمُ: هُوَ صَحِيحٌ غَرِيبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ الْوَلِيدُ عَنْ مَالِكٍ، وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ عَنْ مَالِكٍ،
وَرَوَاهُ الْخَطِيبُ فِي كِتَابِ الرُّوَاةِ عَنْ مَالِكٍ، فِي تَرْجَمَةِ سَوَادَةَ بْنِ إبْرَاهِيمَ عَنْهُ، وَقَالَ: سَوَادَةُ مَجْهُولٌ، وَالْخَبَرُ مُنْكَرٌ عَنْ مَالِكٍ وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ).
وقال الألباني في إرواء الغليل ([33] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn33)) : ( 82 - ( حديث: " عفي في لأمتي عن الخطإ والنسيان ") صحيح ... ثم قال: (وقال الحاكم: " صحيح عل شرط الشيخين " ووافقه الذهبي واحتج به ابن حزم وصححه المعلق عليه المحقق العلامة أحمد شاكر رحمه الله. وكذلك صححه من قبل ابن حبان فرواه. في صحيحه .. وقال النووي في الأربعبن " وغيره: إنه حديث حسن. وأقره الحافظ في " التلخيص "، وهو صحيح كما قالوا فإن رجاله كلهم ثقات وليس فيهم مدلس ومع ذلك فقد أعله أبو حاتم بالانقطاع أيضا).
قال القرطبي في التفسير: (والخبر وإن لم يصح سنده فإن معنا صحيح باتفاق من العلماء، قاله القاضي أبو بكر بن العربي، وذكر أبو محمد عبد الحق أن إسناده صحيح، قال: وقد ذكره أبو بكر الاصيلي في الفوائد وابن المنذر في كتاب الاقناع.).
4. أما حديث عبد الله بْنِ عُمَرَ:
· فروي من طريق الوليد بن مسلم عن مالك عن نافع عن ابن عمر.
َأَخْرَجَهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي " كِتَابِهِ " ([34] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn34)) قال: حدثنا أحمد، حدثنا محمد، حدثنا الوليد به.
وأخرجه الطبراني في الأوسط ([35] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn35)) قال: حدثنا موسى بن جمهور، نا محمد بن مصفى، ثنا الوليد فذكره.
وقال الهيثمي في الزوائد ([36] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn36)) : فيه محمد بن مصفى وثقه أبو حاتم وغيره وفيه كلام لا يضر، وبقية رجاله رجال الصحيح.
¥(72/351)
وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ([37] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn37)) قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي، حدثنا عبد الله ابن الصقر السكري، حدثنا محمد ابن مصفى به.
ورواه البيهقي ([38] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn38)) في السنن الكبرى قال: (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو سعيد محمد بن يعقوب (3) الثقفى ثنا (4) أبو العباس بن الصقر السكرى به.
· ورواه عن مالك سوادة بن عبد الله الأنصاري قال الدارقطني ضعيف ورواه بالسند المتقدم: قال ابن حجر في لسان الميزان ([39] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn39)) ومن طريق عيسى بن أحمد بن يحيى الصدفي وغيره حدثنا الفضل بن جعفر التنوخي حدثنا سوادة بن عبد الله الأنصاري قال لي مالك يا سوادة قلت: لبيك قال قال لي نافع سمعت بن عمر رضي الله عنه رفعه " أتاني جبرائيل فقال يا محمد، إن الله يقرئك السلام ويقول لك: إني قد تجاوزت عن أمتك الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ".
5. وأما حديث عقبة بن عامر:
· فرواه موسى بن وردان عن عقبة وانفرد به عنه:
أخرجه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ([40] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn40)) : في ترجمة موسى بن وردان: قال حدثنا محمد بن المصفى حدثنا الوليد حدثنا ابن لهيعة عن موسى ابن وردان به.
ورواه البيهقي في السنن الكبرى ([41] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn41)) من طريق يعقوب الفسوي قال: (أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال انا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان به.
وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط قال ([42] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn42)) : حدثنا موسى بن جمهور، ثنا محمد بن مصفى به.
قال الطبراني في الأوسط: (ولا روى حديث عقبة بن عامر إلا موسى بن وردان، ولا رواه عن موسى إلا ابن لهيعة، تفرد به: الوليد).
قال الهيثمي في مجمع الزوائد ([43] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn43)) : في باب في الناسي والمكره:
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف.
6. وأما حديث َأَبِي الدَّرْدَاءِ عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري:
· فرواه شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء به.
قال الزيلعي في نصب الراية ([44] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn44)) :
( أخرجه الطبراني وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ أَيْضًا حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَرْفُوعًا نَحْوَهُ، قُلْت: لَفْظُهُ: {إنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَنْ النِّسْيَانِ وَمَا أُكْرِهُوا عَلَيْهِ}.
وأخرجه أحمد بن عدي في الكامل قال ([45] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn45)) : ( ثنا الفضل بن عبد الله الأنطاكي ثنا هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عياش عن أبي بكر الهذلي عن شهر بن حوشب به.
وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق قال ([46] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn46)) :
( انبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن احمد بن علي بن صابر بن عمر انا أبو البركات عبد القادر بن عبد الكريم بن الحسين بن إسماعيل الخطيب قراءة عليه أنا أبو الحسن محمد بن عوف بن احمد بن عبد الرحمن المزني قراءة عليه نا أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين بن السمسار نا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عصام نا هشام بن عمار.
ح قال ونا أبو العباس قال ونا عبد الرحمن بن معمر واحمد بن عمير قالا نا احمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ناعمرو بن أبي سلمة عن اسماعيل بن عياش به.
7. وأما حديث أَبِي بَكْرَةَ وهو نفيع بن الحارث:
¥(72/352)
· أخرجه أحمد بن عدي في الكامل ([47] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn47)) قال: ثنا حذيفة بن الحسن التنيسي ثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم ثنا جعفر بن جسر بن فرقد حدثني أبي عن الحسن عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع الله عن هذه الأمة ثلاثا .. وذكر الحديث.).
وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان قال ([48] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn48)) :
حدثنا مطهر بن أحمد بن محمد بن علي الحنظلي، ثنا عمر بن عبد الله بن الحسن، ثنا أحمد بن الخليل، ثنا جعفر بن جسر، فكره وزاد فيه: (فقال الحسن: الأمر يكرهون عليه قولا باللسان، فأما اليد فلا)
ورواه أبو الشيخ الأصبهاني في طببقات المحدثين بأصبهان قال ([49] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn49)) : حدثنا عمر بن عبد الله بن الحسن به كما تقدم.
قال الزيلعي في نصب الراية ([50] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn50)) : ( وَعَدَّهُ ابْنُ عَدِيٍّ مِنْ مُنْكَرَاتِ جَعْفَرٍ هَذَا، قَالَ: وَلَمْ أَرَ لِلْمُتَكَلِّمِينَ فِي الرِّجَالِ فِيهِ قَوْلًا، وَلَا أَدْرِي لِمَا غَفَلُوا عَنْهُ، وَلَعَلَّهُ إنَّمَا هُوَ مِنْ قِبَلِ أَبِيهِ، فَإِنَّ أَبَاهُ قَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ بَعْضُ مَنْ تَقَدَّمَ، لِأَنِّي لَمْ أَرَ جَعْفَرًا يَرْوِي عَنْ غَيْرِ أَبِيهِ) انْتَهَى
8. وأما حديث أبي هريرة فقد قال الحافظ في التلخيص الحبير ([51] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn51)) : وَأَصْلُ الْبَابِ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ طَرِيقِ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْهُ بِلَفْظِ: {إنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ أَوْ تَكَلَّمْ بِهِ} وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَلَفْظُهُ {عَمَّا تُوَسْوِسُ بِهِ صُدُورُهَا} بَدَلَ {مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا} وَزَادَ فِي آخِرِهِ {وَمَا اُسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ} وَالزِّيَادَةُ هَذِهِ أَظُنُّهَا مُدْرَجَةً كَأَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ مِنْ حَدِيثٍ فِي حَدِيثٍ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ)،
والحديث مع الزيادة:
· أخرجه ابن ماجه القزويني في السنن قال ([52] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn52)) : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى به.
· ورواه عطاء عن أبي هريرة:
أخرجه الدارقطني في السنن قال ([53] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn53)) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِىُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسَلَّمٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ به.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى قال ([54] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn54)): ( وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ على بن عمر الحافظ ثنا أبو بكر النيسابوري به.
9. وأما حديث الحسن البصري عن النبي صلى الله عيه وسلم مرسلاً:
· رواه جعفر بن حيان العطاردي عن الحسن
أخرجه سعيد بن منصور في السنن قال ([55] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn55)) : نا إسماعيل بن عياش، قال: حدثني جعفر بن حيان العطاردي به.
· رواه منصور وعوف عن الحسن:
أخرجه سعيد بن منصور في سننه قال ([56] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn56)) : حدثنا سعيد قال: نا هشيم، قال: أنا منصور وعوف به.
· ورواه هشام بن حسان عن الحسن:
رواه معمر بن راشد في جامعه وعنه عبد الرزاق بن همام الصنعاني في المصنف قال ([57] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn57)) : عن معمر عن هشام بن حسان به.
¥(72/353)
ورواه عبد الرزاق عاليا عن هشام كما في المصنف ([58] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn58)) :
ورواه سعيد بن منصور في السنن قال ([59] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn59)): نا خالد بن عبد الله، عن هشام به.
· ورواه أبو بكر الهذلي عن الحسن
أخرجه أحمد بن عدي في الكامل قال ([60] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn60)) : ثنا الساجي ثنا أحمد بن سعيد الهمذاني ثنا إسحاق بن الفرات عن بن لهيعة عن بن عجلان عن أبي بكر الهذلي به.
· وروي عن الحسن موقوفا عليه:
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصبر والثواب قال ([61] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn61)) حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا المحاربي، عن شعيب بن سليمان، عن محرز بن عمرو، عن الحسن قال: «إن الله، وله الحمد لا شريك له، رفع عن هذه الأمة الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه، وما لا يطيقون، وأحل لهم في حال الضرورة كثيرا مما حرم عليهم وأعطاهم خمسا: أعطاهم الدنيا قرضا ... من حديث له طويل
10. وأما حديث قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا:
· أخرجه عبد الرزاق في مصنفه قال ([62] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn62)) : عن معمر عن قتادة - يرويه - ثلاث قال: لا يهلك عليهن ابن آدم فذكر الحديث.
11. وأما رواية عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا:
· فرواها ابن أبي شيبة في المصنف قال ([63] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn63)) : حدثنا أبو بكر قال نا يحيى بن سليم قال نا بهذا الحديث ابن جريج فأنكر أن يكون عطاء يرى في النسيان شيئا، قال وقال عطاء: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكر الحديث.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبارك وسلم
اللهم اعفر لنا
([1]).قال الحافظ في التلخص الحبير: (تَنْبِيهٌ تَكَرَّرَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي كُتُبِ الْفُقَهَاءِ وَالْأُصُولِيِّينَ بِلَفْظِ {رُفِعَ عَنْ أُمَّتِي} وَلَمْ نَرَهُ بِهَا فِي الْأَحَادِيثِ الْمُتَقَدِّمَةِ عِنْدَ جَمِيعِ مَنْ أَخْرَجَهُ، نَعَمْ رَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي الْكَامِلِ مِنْ طَرِيقِ جَعْفَرِ بْنِ جِسْرِ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَفَعَهُ: {رَفَعَ اللَّهُ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ثَلَاثًا: الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ، وَالْأَمْرَ يُكْرَهُونَ عَلَيْهِ} وَجَعْفَرٌ وَأَبُوهُ ضَعِيفَانِ)، التلخيص الحبير (2/ 64).
([2]).المعجم الكبير لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (2/ 117) برقم (1414).
([3]).مجمع الزوائد لنور الدين ابن حجر الهيثمي (3/ 101).
([4]).المعجم الأوسط للطبراني (3/ 488) برقم (1060).
([5]).السنن لمحمد بن يزيد ابن ماجه القزويني (6/ 215) برقم (2033).
([6]).التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير للحافظ ابن حجر العسقلاني (2/ 62).
([7]).المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري (6/ 421)، برقم (2752).
([8]).السنن للدارقطني (10/ 142) أو (4/ 171)، برقم (4399).
([9]).المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري (6/ 421)، برقم (2752).
([10]).السنن الكبرى للبيهقي (7/ 356)، البيهقي في معرفة السنن والآثار (12/ 229)، (4719).
([11]).صحيح ابن حبان (29/ 468)، برقم (7342) وانظر موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان للهيثمي (1/ 360).
([12]).المعجم الصغير للطبراني (2/ 403) برقم (766).
([13]).تاريخ دمشق (50/ 261) في ترجمة كنيز بن عبد الله أبو علي الخادم الفقيه الشافعي.
([14]).معجم شيوخ لابن جميع الصيداوي (2/ 224) برقم (339).
([15]).السنن لمحمد بن يزيد ابن ماجه القزويني (6/ 217) برقم (2035).
([16]).الضعفاء الكبير للعقيلي (8/ 139) في الترجمة رقم (1878).
([17]).الكامل لابن عدي (2/ 345) في ترجمة قال الحسن بن علي أبو علي النخعي يلقب أبو الاشنان.
([18]).التلخيص الحبير (2/ 65).
([19]).المعجم الأوسط للطبراني (18/ 87) برقم (8509).
([20]).السنن الكبرى للبيهقي (7/ 356).
([21]).الضعفاء للعقيلي (4/ 145).
¥(72/354)
([22]).الكامل لابن عدي (2/ 345) في ترجمة قال الحسن بن علي أبو علي النخعي يلقب أبو الاشنان.
([23]).المعجم الأوسط للطبراني (18/ 87) برقم (8509).
([24]).السنن الكبرى للبيهقي (10/ 61).
([25]).الكامل لابن عدي (2/ 345) في ترجمة قال الحسن بن علي أبو علي النخعي يلقب أبو الاشنان.
([26]).الكامل لابن عدي (2/ 345) في ترجمة قال الحسن بن علي أبو علي النخعي يلقب أبو الاشنان.
([27]).شرح معاني الآثار (4/ 13).
([28]).الإحكام لابن حوم (5/ 713).
([29]).المعجم الكبير للطبراني (5/ 81)، برقم (2226)، الأوسط للطبراني (5/ 181) برقم (2226).
([30]).الكامل في الضعفاء لأحمد بن عدي الجرجاني (5/ 282).
([31]).المعجم الكبير للطبراني (9/ 340) برقم (11110).
([32]).التلخيص الحبير للحافظ ابن حجر العسقلاني (2/ 62).
([33]).إرواء الغليل للألباني (1/ 123)، برقم (82) قال العجلوني في كشف الخفا: ومجموع هذه الطرق تظهر أن للحديث أصلا لا سيما وأصل الباب حديث أبي هريرة في الصحيح عن زرارة بن أوفى يرفعه أن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم به، ورواه ابن ماجه بلفظ عما توسوس به صدورها بدل ما حدثت به أنفسها، وزاد في آخره وما استكرهوا، ويقال أن هذه الجملة مدرجة في آخره، وصححه ابن حبان والحاكم وغيرهما، وقال النووي في الروضة والأربعين إنه حسن وتكلم عليه الحافظ ابن حجر في تخريج المختصر، وبسط الكلام عليه السخاوي في تخريج الأربعين.، انظر العلل ومعرفة الرجال لأحمد (1/ 561)، المقاصد الحسنة للسخاوي (124)، الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة للسيوطي (11)، تذكرة الموضوعات للفتني (91)، كشف الخفا للعجلوني (1/ 433).
([34]).الضعفاء الكبير للعقيلي (8/ 139)، رقم الترجمة (1878).
([35]).المعجم الأوسط (18/ 88).
([36]).مجمع الزوائد للهيثمي (3/ 101).
([37]).حلية الأولياء لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (3/ 126).
([38]).السنن الكبرى للبيهقي (6/ 84).
([39]).لسان الميزان للحافظ ابن حجر العسقلاني (1/ 471).
([40]).المعرفة والتاريخ لعقوب بن سفيان الفسوي (1/ 296).
([41]).السنن الكبرى للبيهقي (7/ 357).
([42]).المعجم الأوسط للطبراني (18/ 88).
([43]).مجمع الزوائد للهيثمي (3/ 101) ..
([44]).نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية للزيلعي (3/ 62) ولم أجده في مسند أبي الدرداء من المعجم الكبير للطبراني وبحثت عنه في الأوسط والصغير فلم أجده أيضا.
([45]).الكامل لابن عدي (3/ 325).
([46]).تاريخ دمشق لابن عساكر (35/ 387).
([47]).الكامل لابن عدي (2/ 150).
([48]).أخبار أصبهان (3/ 469)، الترجمة رقم (926).
([49]).طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ (2/ 385)، (639).
([50]).نصب الراية للزيلعي (3/ 62).
([51]).التلخيص الحبير (2/ 64).
([52]).السنن لابن ماجه (6/ 216)، (2034).
([53]).السنن للدارقطني (10/ 139)، برقم (4400).
([54]).السنن الكبرى للبيهقي (10/ 61).
([55]).السنن سعيد بن منصور (3/ 191)، برقم (1101).
([56]).سنن سعيد بن منصور (3/ 191)، برقم (1099).
([57]).جامع معمر بن راشد (3/ 410)، برقم (1197)، المصنف لعبد الرزاق الصنعاني (11/ 298)، برقم (20588).
([58]).المصنف لعبد الرزاق الصنعاني (6/ 409)، برقم (11416).
([59]).السنن سعيد بن منصور (3/ 191)، برقم (1100).
([60]).الكامل لابن عدي (3/ 323).
([61]).الصبر والثواب لابن أبي الدنيا (85)، برقم (57).
([62]).المصنف لعبد الرزاق الصنعاني (6/ 410)، برقم (11417).
([63]).المصنف لابن أبي شيبة (4/ 153).
ـ[سنية كوردية]ــــــــ[18 - 09 - 10, 06:37 م]ـ
جزاكم الله خيرااااااااااااااا
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[19 - 09 - 10, 06:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(72/355)
ما القول الراجح في حديث:تحدثن عند إحداكن ما بدا لكن فإذا أردتن النوم فلتأت كل امرأة إلى بيتها]
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[19 - 09 - 10, 12:40 ص]ـ
2135 (ضعيف) [روى مجاهد قال استشهد رجال يوم أحد فجاء نساؤهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلن يا رسول الله نستوحش بالليل فنبيت عند إحدانا حتى إذا أصبحنا بادرنا بيوتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدثن عند إحداكن ما بدا لكن فإذا أردتن النوم فلتأت كل امرأة إلى بيتها]
تخريج منار السبيل و إرواء الغليل ( http://www.dorar.net/book/$r-%3Esource_id&ajax=1) للعلامة الألباني ( http://www.dorar.net/mhd/1420)
وقد قرأت فتوى للجنة الدائمة ذكرت فيها الحديث دون بيان ضعفه من صحته
فهل صحح الحديث أحدا من العلماء وما هو القول الراجح فيه؟
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[19 - 09 - 10, 01:01 م]ـ
ينظر لذلك البدر المنير 8/ 252 - 254، زاد المعاد 5/ 692 والسلسلة الضعيفة 5597
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[20 - 09 - 10, 01:23 م]ـ
حسن عبد الله
أحسن الله إليك(72/356)
ما يقال عند دفن الميت
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[19 - 09 - 10, 02:35 ص]ـ
ما يقال عند دفن الميت
س: ما حكم قول: مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى عند الدفن؟
ج: هذا سنة، ويقول معه: بسم الله والله أكبر.
من ضمن أسئلة مقدمة لسماحته من الجمعية الخيرية بشقراء.
مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله
الجزء الثالث عشر صفحة رقم 197
هل صح الحديث عند الشيخ وهل قول والله أكبر وردت في الحديث؟
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 08:32 م]ـ
ما يقال عند دفن الميت
س: ما حكم قول: مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى عند الدفن؟
ج: هذا سنة، ويقول معه: بسم الله والله أكبر.
من ضمن أسئلة مقدمة لسماحته من الجمعية الخيرية بشقراء.
مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله
الجزء الثالث عشر صفحة رقم 197
هل صح الحديث عند الشيخ وهل قول والله أكبر وردت في الحديث؟
قال الشيخ الألباني في أحكام الجنائز (153) -تعليقا على حديث حثي التراب على القبر من قبل رأسه ثلاثا-:
وأما استحباب بعض المتأخرين من الفقهاء أن يقول في الحثية الاولى (منها خلقناكم)، وفي الثانية (وفيها نعيدكم)، وفي الثالثة (ومنها نخرجكم تارة أخرى) فلا أصل له في شئ من الاحاديث التي أشرنا إليها في الاعلى: وأما قول النووي (5/ 293 - 294):
وقد يستدل له بحديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: " لما وضعت أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (منها خلقنا كم، وفيها نعيدكم، ومنها تخريجكم تارة أخرى) "، رواه الامام أحمد من رواية عبيد الله بن زحر عن علي بن زيد بن جدعان عن القاسم، وثلاثتهم ضعفاء لكن يستأنس بأحاديث الفضائل وإن كانت ضعيفة الاسناد، ويعمل ها في الترغيب والترهيب، وهذا مها، والله أعلم ".
فالجواب عليه من وجه: الاول: أن الحديث ليس فيه التفصيل المزعوم استحبابه فلا حجة فيه أصلا لو صح سنده.
الثاني: أن التفصيل المذكور لم يثبت في الرع أنه من فضائل الاعمال حتى يقال يعمل بهذا الحديث لانه في فضائل الاعمال، بل إن تجويز العمل به معناه إثبات مشروعية عمل بحديث ضعيف وذلك لا يجوز لان المشروعية أقل درجاتها الاستحباب: وهو حكم م الاحكام الخمسة التي لا تثبت إلا بدليل صحيح، ولا يجدي فيها الضعيف باتفاق العلماء.
الثالث أن الحديث ضعيف جدا، بل هو موضوع في نقد ابن حبان، فإنه في " مسند أحمد " (5/ 254) من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد، وهو الالهاني وقول النووي " علي بن زيد بن جدعان " خطأ، لمخالفته لما في " المسند " قال ابن حبان: " عبيد الله بن زحر، يروي الموضوعات عن الاثبات، وإذا روى عن علي بن يزيد أتي بالطامات، وإذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله وعلي بن يزيد والقاسم أبو عبد الرحمن لم يكن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم "! ابن حجر في " تبيين العجب فيما ورد في فضل رجب ".
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 06:50 ص]ـ
جزاكم الله خير
لله درك أبو كوثر فقد أجدت وأفدت نفع الله بك.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[21 - 09 - 10, 09:13 م]ـ
أبو كوثر المقدشي
فتح الله عليك وبارك فيك
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 07:03 ص]ـ
قال الشيخ سليمان العلوان - فرج الله عنه وثبته وسدده- في شرحه لبلوغ المرام من كتاب الجنائز:
540 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا وضعتم موتاكم في القبور، فقولوا: بسم الله، وعلى ملة رسول الله).
هذا الخبر رواه الإمام أحمد والنسائي وابن حبان من طريق همام قال حدثنا قتادة عن أبي الصديق عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به.
ورواه أبو داود في سننه عن مسلم بن إبراهيم عن همام عن قتادة بنحوه إلا أنه ذكره فعلاً لا قولاً أي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال حين وضعه في القبر: (بسم الله .. الخ)
ورواه النسائي رحمه الله من طريق عبد الله عن شعبة عن قتادة عن أبي الصديق عن ابن عمر موقوفاً.
وذكره البيهقي في السنن الكبرى من طريق هشام الدستوائي عن قتادة به موقوفاًً وذكر البيهقي في السنن أيضاً أن همام بن يحيى تفرد برفعه.
والحديث وقفه أصح من رفعه كما قال الدار قطني رحمه الله فإن شعبة والدستوائي في قتادة أوثق من همام بن يحيى وقد روياه عن قتادة موقوفاً.
والخبر جاء عند الترمذي من طريق الحجاج بن أرطاة.
وعند ابن ماجه من طريق ليث بن أبي سليم عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً.
والحجاج بن أرطاه ضعيف الحديث، وليث بن أبي سليم مختلط.
والصحيح في الخبر أنه من قول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
ويحتمل أن يأخذ الخبر حكم المرفوع لأن مثل هذا لا يقال من قبل الرأي وإن قيل هذا من قبل الرأي فمثله لابد أن يشتهر فيكون اتفاقا من الصحابة رضي الله عنهم ولذلك استحب أهل العلم لواضع الميت في القبر أن يقول: بسم الله وعلى ملة رسول الله. أي على طريقته وشرعه ومنهجه، وهذا الذكر لا يستحب أن يقال إلا لمن يضع الميت في القبر، ونلاحظ على بعض الناس أنه يقوله عند إهالة التراب على الميت وهذا غلط لأن الخبر مقيد لمن يضع الميت في القبر، ولم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر في هذا الموضع وما جاء في المسند وغيره حديث أبي أمامة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال وهو يدفن: (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) فهذا لا يثبت عنه وقد أنكره ابن حبان وغيره من أهل العلم.
والمشروع للمسلم أن يحثو التراب وهو ساكت، والمشروع له أن يسأل الله لأخيه التثبيت.(72/357)
ما رايك فى هذا سند حديث - ان اهل الشرك يعفون شواربهم و يحفون لحاهم ....
ـ[أبو سليمان الجندى الأثرى]ــــــــ[19 - 09 - 10, 02:47 ص]ـ
السلام عليكم
قال البزار::
(2796) حَدَّثَنَا زُرَيْقُ بْنُ السَّخْتِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
" إِنَّ أَهْلَ الشِّرْكِ يُعِفُّونَ شَوَارِبَهُمْ، وَيُحِفُّونَ لِحَاهُمْ، فَخَالِفُوهُمْ، فَأَعِفُّوا اللِّحَى، وَأَحِفُّوا الشَّوَارِبَ ".
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ....
، قُلْتُ: فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
قلتُ - أبو سليمان -
((اما السند الاول ففيه , الواقدى , و هو معروف بالكذب و الوضع , فسقط الاسناد ,
اما الثانى , فكلهم ثقات إلا - عرمو بن أبى سلمة - فمختلف فيه))
قال البخارى: صدوق إلا أنه يخالف في بعض حديثه
أبو حاتم الرازى: صالح صدوق، ليس بذاك القوي يكتب حديثه، ولا يحتج به
النسائى: ليس بالقوي في الحديث
وثقه بن حبان و أحمد بن حنبل
و ضعفه العقيلى
قال بن حجر في التقريب: صدوق يخطئ
قال بن مهدى: أحاديثه واهية
و غيرهم الكثير ...
فهل يكون هذا الاسناد حسن , ام أنه ضعيف .. ؟؟
بارك الله فيكم
ـ[أبو سليمان الجندى الأثرى]ــــــــ[19 - 09 - 10, 02:49 ص]ـ
هل من احد من اهل العلم المعاصرين تكلم عن اسناد هذا الحديث عند البزار!!؟؟
ـ[أبو سليمان الجندى الأثرى]ــــــــ[19 - 09 - 10, 04:06 ص]ـ
قلتُ - أبو سليمان::
رايت على الهامش فى كشف الاستار .. الجزء الثالث ص 371
قال الهيثمى: ((رواه الطبرانى بإسنادين فى أحدهما عمر بن أبى سلمة , وثقه ابن معين وغيره, و ضعفه شعبة وغيره , وبقيه رجاله ثقات , قلتُ: كذلك رواه البزار بإسنادين , و فى أحدهما عمر بن ابى سلمة (5\ 166))) أهـ
فهل يحسن الحديث على أن - بن أبى سلمة - مختلفٌ فيه ,, ام يكون ضعيفاً , و هل ينجبر هذا الضعف؟؟
ـ[أبو سليمان الجندى الأثرى]ــــــــ[19 - 09 - 10, 04:07 ص]ـ
قلتُ - أبو سليمان::
رايت على الهامش فى كشف الاستار .. الجزء الثالث ص 371
قال الهيثمى: ((رواه الطبرانى بإسنادين فى أحدهما عمر بن أبى سلمة , وثقه ابن معين وغيره, و ضعفه شعبة وغيره , وبقيه رجاله ثقات , قلتُ: كذلك رواه البزار بإسنادين , و فى أحدهما عمر بن ابى سلمة (5\ 166))) أهـ
فهل يحسن الحديث على أن - بن أبى سلمة - مختلفٌ فيه ,, ام يكون ضعيفاً , و هل ينجبر هذا الضعف؟؟
ـ[أبو سليمان الجندى الأثرى]ــــــــ[20 - 09 - 10, 03:30 ص]ـ
للرفع بارك الله فيكم(72/358)
أرجوكم أن تتفضلوا علي بالإجابةعلى الأسئلة التاليةالطالب علمية
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[19 - 09 - 10, 01:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
أرجوكم أن تتفضلوا علي بالإجابةعلى الأسئلة التاليةالطالب علمية
الأول
قال البخاري في صحيحه في كتاب المغازي
حدثني أحمد بن سعيد أبو عبد الله: حدثنا إسحاق بن منصور السلولي: حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق: سأل رجل البراء، وأنا أسمع، قال: أشهد علي بدرا؟ قال بارز وظاهر.
المسؤل والمطلوب مااسم هذاالرجل المذكوروأحواله في هذه الجملة لهذاالحديث"سأل رجل البراء"
الثاني
قال البخاري في صحيحه في كتاب المغازي
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثني يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن قال:
كاتبت أمية بن خلف، فلما كان يوم بدر، فذكر قتله وقتل ابنه، فقال بلال: لا نجوت إن نجا أمية.
المطلوب والمسؤل مامعني هذه الجملةلهذاالحديث"فذكر قتله وقتل ابنه، "ومن المرادبالابن يعني ماكان اسمه وماهوأحواله
الثالث
قال البخاري في صحيحه في كتاب المغازي
حدثنا عبدان بن عثمان قال: أخبرني أبي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قرأ والنجم فسجد بها، وسجد من معه، غير أن شيخا أخذ كفا من تراب فرفعه إلى جبهته، فقال: يكفني هذا، قال عبد الله: فلقد رأيته بعد قتل كافرا
المطلوب والمسؤل ماهوالقول المححقق عندكم في تعيين المرادبشيخ في هذه الجملةلهذالحديث"غير أن شيخا أخذ كفا من تراب فرفعه إلى جبهته، "
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[19 - 09 - 10, 02:44 م]ـ
الأول:
قال الحافظ في الفتح (7/ 298):
قوله: سأل رجل لم أقف على اسمه ويحتمل أن يكون هو الراوي فأبهم اسمه.
الثاني:
قال الحافظ في الفتح (1/ 304):
حديث عبد الرحمن بن عوف في قتل أمية بن خلف وفيه قتل ابنه اسمه علي. اهـ
والجملة الثانية: هذا اختصار من الراوي، أي أن عبد الرحمن بن عوف ذكر قصة قتل أمية وابنه، وانظر حديث رقم (2301)
الثالث:
سمي في حديث (4863) أنه أمية بن خلف
وذكرالحافظ في الفتح (8/ 615) اختلاف أهل العلم في ذلك.
والله أعلم.
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[19 - 09 - 10, 08:04 م]ـ
الأول:
قال الحافظ في الفتح (7/ 298):
قوله: سأل رجل لم أقف على اسمه ويحتمل أن يكون هو الراوي فأبهم اسمه.
الثاني:
قال الحافظ في الفتح (1/ 304):
حديث عبد الرحمن بن عوف في قتل أمية بن خلف وفيه قتل ابنه اسمه علي. اهـ
والجملة الثانية: هذا اختصار من الراوي، أي أن عبد الرحمن بن عوف ذكر قصة قتل أمية وابنه، وانظر حديث رقم (2301)
الثالث:
سمي في حديث (4863) أنه أمية بن خلف
وذكرالحافظ في الفتح (8/ 615) اختلاف أهل العلم في ذلك.
والله أعلم.
شكرا
من فضلكم
الجواب مفصلا
مثلا من هوالراوي
ومااسم الكامل والأحوال لابن أمية يعني لعلي بن أمية
ومن المراد أيضا بالشيخ مثلا وليدبن مغيرةابن فلان
شكراوجزاكم اللع وعفوا على إزعاجي وقلة علمى(72/359)
هل هذا الحديث صحيح " إني رأيت في المنام أن ... "
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[19 - 09 - 10, 01:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
ورد في كتاب بغية الحارث:
باب فيمن رأى أن رأسه قطع:
حدثنا السكن بن نافع ثنا عمران بن حدير عن أبي مجلز قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اني رأيت في المنام أن رأسي قطع وأني جعلت أنظر إليه قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال بأي عين كنت تنظر إلى رأسك إذا قطع قال فلم يلبث الا قليلا حتى توفي قال فأولوا قطع رأسه موت النبي صلى الله عليه وسلم ونظره أتباعه سنته"
ما مدى صحة هذا الحديث مع ملاحظة الحديث التالي والذي ورد في
مسند أحمد:
حَدَّثَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ:
إِنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ فَهُوَ يَتَجَحْدَلُ وَأَنَا أَتْبَعُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاكَ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلَا يَقُصَّهَا عَلَى أَحَدٍ وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ"
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[19 - 09 - 10, 02:20 م]ـ
الأول مرسل، أي ضعيف
والثاني في مسلم (2268)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[19 - 09 - 10, 04:18 م]ـ
الأول مرسل، أي ضعيف
والثاني في مسلم (2268)
أخي أبا محمد جزاك الله خيرا وبارك فيك.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[19 - 09 - 10, 09:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
ورد في كتاب بغية الحارث:
باب فيمن رأى أن رأسه قطع:
حدثنا السكن بن نافع ثنا عمران بن حدير عن أبي مجلز قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اني رأيت في المنام أن رأسي قطع وأني جعلت أنظر إليه قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال بأي عين كنت تنظر إلى رأسك إذا قطع قال فلم يلبث الا قليلا حتى توفي قال فأولوا قطع رأسه موت النبي صلى الله عليه وسلم ونظره أتباعه سنته"
ما مدى صحة هذا الحديث مع ملاحظة الحديث التالي والذي ورد في
"
يا خواني لقد سألت عن صحة هذا الحديث لأني قرأت ما تعجبت منه في أحد الكتب، وجدت كتابا جديدا بعنوان:
50 رؤيا رأها النبي صلى الله عليه وسلم وفسرها.
لحسن بن أحمد بن همام
دار الحضارة للنشر والتوزيع.
الرياض، شركة مطابع نجد التجارية:
قال الكاتب في ص: 183
معلقا على الحديث السابق:
رؤيا موته صلى الله عليه وسلم
في هذه الرؤيا يخبر الرجل النبي صلى الله عليه وسلم بأن رأسه قد قطع وأنه جعل ينظر إلى رأسه وهي مقطوعة فضحك الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له بأي عين كنت تنظر إلى رأسك لأن الرأس إذا قطعت فإن العين والوجه من الرأس فكيف ينظر إلى رأسه وعينه فيها؟
وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في رواية أن هاذا من تلاعب الشيطان بالإنسان، ثم توفي النبي صلى الله عليه وسلم فأول الصحابة قطع رأس الرجل موت النبي صلى الله عليه وسلم، ونظره إلى رأسه إنما هو اتباع سنته صلى الله عليه وسلم؛ لأن النظر إلى شيء اتباع له واهتمام به كما أن الروح إذا خرجت من الجسد تبعه البصر ناظرا أين تذهب كما صح عن الني صلى الله عليه وسلم.
وإنما أول الصحابة قطع رأسه بموت رسول الله لأن النبي صلى الله عليه وسلم، توفي بعد تأويل هذه الرؤيا فكأنه آخر ما أول رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله أعلم."
يا اخوة هل تعجبتم مما تعجبت منه!
الكاتب يشرح هذا الحديث، يمكن لم يقصد.
ولكن يبدو لي كأنه يسخر ويتمسخر!(72/360)
المال مالي والفقراء عيالي والأغنياء وكلائي فإن بخل وكلائي على عيالي أذقتهم وبالي ولا أبالي (لا أصل له في كتب أهل اسنة)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[19 - 09 - 10, 05:39 م]ـ
1 - ورد في بعض الآثار: (المال مالي والفقراء عيالي والأغنياء وكلائي فإن بخل وكلائي على عيالي أذقتهم وبالي ولا أبالي ... ).
لا أصل له في كتب أهل السنة!!، وبعد بحث وجدت نقولات تنص على أنه مأخوذ من كتب الشيعة!! يروونه عن جعفر الصادق عن الله عز وجل!!، فهو منتشر عند البعض بهذا اللفظ أو بنحوه، ويتناقله بعض الوعاظ، لكن لا أصل له فيما علمت في كتب أهل السنة، ولا يخفاك أن الإسناد من الدين، وعليه ينبغي لكل أحد أن لا ينقل إلا ما يتأكد من أين أخذه ومدى صحته، وإن كان ضعيفا أو لا أصل له أن يوضحه للناس ويبين ما ينبغي تبيينه حتى لا يقول أحد ما لم يقله ناهيك عما إذا روي على أن الله قاله أو رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا أحق في أن يوضح، والله المستعان.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[20 - 09 - 10, 06:40 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22663
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 05:39 م]ـ
جزاك الله خير أبو الفداء ونفع بك.
ـ[ذو الفقار محمد]ــــــــ[23 - 09 - 10, 06:17 م]ـ
أحسنت بارك الله فيك
نسمعه ليل نهار على لسان الخطباء
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[23 - 09 - 10, 07:38 م]ـ
بارك الله فيك
و هنا حديث حسنه بعض أهل العلم لعله يصلح بديلا عن ما تفضلت به
عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «إن لله عبادا اختصهم بالنعم لمنافع العباد، يقرهم فيها ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم»
رواه الطبراني (5/ 228) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2617).
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 07:50 م]ـ
جزاكم الله خير أخي ذو القفار وأخي المسلم الحر ونفع بكم ..(72/361)
المطلوب والمسؤل التعيين المحقق في"يعقوب"المذكورفي سندهذالحديث وهكذاماهو القول المحقق في المرادبالجد المذكور في سندهذالحديث
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[19 - 09 - 10, 08:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
قال البخاري في صحيحه في كتاب المغازي
حدثني يعقوب بن إبراهيم: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده قال: قال عبد الرحمن بن عوف: إني لفي الصف يوم بدر، إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سرا من صاحبه: يا عم أرني أبا جهل، فقلت: يا ابن أخي، وما تصنع به؟ قال: عاهدت الله إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه، فقال لي الآخر سرا من صاحبه مثله، قال: فما سرني أني بين رجلين مكانهما، فأشرت لهما اليه، فشدا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه، وهما ابنا عفراء.
المطلوب والمسؤل التعيين المحقق في"يعقوب"المذكورفي سندهذالحديث وهكذاماهو القول المحقق في المرادبالجد المذكور في سندهذالحديث
ومن فضلكم لاتنسوا أن الكرماني والقسطلاني والعيني قدكتبوا أن المراد بالجدهوعبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[19 - 09 - 10, 10:26 م]ـ
يعقوب بن إبراهيم الذي يروي عنه البخاري، هو الدورقي
وإبراهيم هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
فالجد هو إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
والله أعلم
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[19 - 09 - 10, 10:45 م]ـ
يعقوب بن إبراهيم الذي يروي عنه البخاري، هو الدورقي
وإبراهيم هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
فالجد هو إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
والله أعلم
أنا مع أخي ابو محمد فيما قال , و الله أعلم.(72/362)
حديث من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة
ـ[عبد العزيز كرعد الصومالي]ــــــــ[19 - 09 - 10, 10:08 م]ـ
تخريج حديث من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة
هذا الحديث ضعيف معلول.
قال ابن حجر في فتح (2/ 285) " حديث ضعيف عند الحفاظ, وقد استوعب طرقه وعلله الدارقطني وغيره" اهـ وقال أيضاً في التلخيص (1/ 569) " وله طرق عن جماعة وكلها معلولة." اهـ
ورد هذا الحديث عن جابر وغيره من الصحابة. أما جابر فقد رواه الدارقطني (1220) من طريق إسحاق الأزرق عن أبي حنيفة عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة)
وبن عدي في الكامل (2/ 292) من طريق الحسن بن عمارة عن موسى بن أبي عائشة به
قال الدارقطني في السنن عقب هذا الحديث "لم يسنده عن موسى ابن أبي عائشة غير أبي حنيفة والحسين بن عمارة وهما ضعيفان" اهـ قلت: الحسين بن عمارة كان من كبار الفقهاء في زمانه, ولكن قال أحمد: متروك. قال ابن معين: ليس حديثه بشيء. وقال شعبة: من أراد أن ينظر إلى أكذب الناس فلينظر إلى الحسين بن عمارة. انظر ترجمته في ميزان (2/ 266) وأبي حنيفة ضعيف الحديث. وقال الدارقطني في السنن (1/ 322) " الحسن بن عمارة متروك الحديث, وروى هذا الحديث سفيان الثوري وشعبة وإسرائيل بن يونس وشريك وأبو خالد الدالاني وأبو الأحوص وسفيان بن عييينة وجرير بن عبد الحميد وغيرهم عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد مرسلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم, وهو الصواب"اهـ وقال البيهقي في السنن (1/ 322) "وهو المحفوظ" اهـ ثم ذكر بسنده عن عبدان بن عثمان عن ابن المبارك به مرسلاً, وتابعه علي بن الحسن بن شقيق. ثم قال البيهقي "وكذلك رواه غيره ـ أي غير ابن المبارك ـ سفيانالثوري وشعبة وكذلك روه منصور بن المعتمر وسفيان بن عيينة وإسرائيل بن يونس وأبو عوانة وأبو الأحوص وجرير نب عبد الحميد وغيرهم من الأثبات. ورواه الحسن بن عمارة عن موسى موصولاً والحسن متروك.
أما رواية إسحاق الأزرق عن سفيان وشريك عن موسى موصولاً رواه أحمد بن منيع في مسنده فهو أيضاً معلول, فقد رواه ابن أي شيبة في مصنفه (1/ 412) قال: حدثنا شريك وجرير بن عبد الحميد عن موسى مرسلاً وهو الصواب.
وهذا هو طريق عبد الله بن شداد عن جابر
طريق أبي الزبير عن جابر
وروى حديث جابر أيضاً ابن ماجه (850) قال حدثنا علي بن محمد ثنا عبيد الله بن موسي عن الحسن بن صالح عن جابر عن أبي الزبير عن جابر به. قلت: جابر هو جابر بن يزيد الحارث الجعفي, وهو ضعيف. وتابع جابر ليث بن أبي سليم. رواه ابن عدي في الكامل (2/ 89) في ترجمة ليث هذا, والبيهقي (2/ 228) من طريق إسحاق بن منصور ويحي بن أبي بكر جميعاً عن الحسن بن صالح عن ليث وجابر الجعفي عن أبي الزبير عن جابر به.
ترجمة ليث
قال ابن عدي في الكامل (2/ 87) " عن يحي بن معين يقول: ليث ضعيف" وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: مضطرب الحديث. وقال ابن حبان: إختلط في أخره. وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ليث لا يشتغل به مصطرب الحديث. وقال البزار: أحد العباد إلا أنه أصابه اختلاط فاضطرب حديثه. ولخص ابن حجر أقوال العلماء تلخيصاً جيداً فقال: صدوق إختلط جداً ولم يتميز حديثه فترك. انظر تهذيب التهذيب (4/ 585)
والصواب عن جابر موقوفاً. قال البيهقي في السنن (2/ 228) "جابر الجعفي وليث لا يحتج بهما, وكل من تابعهما على ذلك أضعف منهما أو من أحدهما والمحفوظ عن جابر في هذا الباب ما أخبرنا ـ فذكر بطريقه ـ عن مالك عن أبي نعيم وهو وهب بن كيسان أنه سمع جابر يقول " من صلى ركعة لم يقرأ فيها بأم القرأن فلم يصل إلا وراء الإمام" قال البيهقي" هذا هو الصحيح عن جابر من قوله غير مرفوع, وقد رفعه يحي بن سلام وغيره من الضعفاء عن مالك وذلك مما لا يحل روايته على طريق الإحتجاج به. وقد يشبه أن يكون مذهب جابر في ذلك ترك القراءة خلف الإمام فيما يجهر به." وتعقبه ابن التركماني الحنفي بتعقب ليس بشيء حيث قال " الصحيح عن جابر أن المؤتم لا يقرأ مطلقاً كما صرح به البيهقي أولاً, وقال ابن أبي شيبة () في المصنف: ثنا وكيع عن ضحاك بن عثمان عن عبيد الله بن مقسم عن جابر قال لا يقرأ خلف الإمام وهو أيضاً سند صحيح متصل على شرط مسلم." اهـ قلت: يحتمل أن كلا القول قال به, فلا تعقب,
¥(72/363)
وخاصة البيهقي يريد أن يبين المحفوظ في حديث جابر لا رأي جابر. فالحاصل أن المحفوظ في حديث جابر من قوله.
وقد روى ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 414) وأحمد (23/ 12) ط. شعيب من طريقين عن الحسن بن صالح عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله به بإسقاط جابر الجعفي. يقول ابن التركماني الحنفي وهو يقوي هذه الرواية " توفي أبو الزبير سنة ثمان وعشرين ومائة ذكره الترمذي والحسن بن صالح ولد سنه مائة ومات سنه سبع وستين ومائة, وسماعه من أبي الزبير ممكن, ومذهب الجمهور إن أمكن لقاءه لشخص وروى عنه فروايته محمولة على الإتصال, فحمل لى أن الحسن سمعه من أبي الزبير مرة بلا واسطة ومرة بواسطة الجعفي وليث"اهـ قلت: وهذا التعليل باطل, والمحفوظ ما رواه ابن ماجة وابن عدي الدارقطني وعبد حميد (1050) والطحاوي في شرح معاني الأثار (1/ 217) والبيهقي من طريق الحسن بن صالح عن جابر الجعفي عن أبي الزبير عن جابر بذكر الجعفي. وقد نص ذلك غير واح من الأئمة. يقول ابن عدي (2/ 90) " وهذا معروف بجابر الجعفي عن أبي الزبير برواية عن الحسن بن صالح إلا أن إسحاق بن منصور السلولي ويحي بن بكير رويا عن الحسن عن ليث وجابر فجمع بينهما." اهـ وقال الزيلعي في نصب الراية بعد ما ساق رواية أحمد بإسقاط الجعفي " في إسناده ضعف" اهـ وقال الألباني في الإرواء (2/ 270) "في إسناده أبي الزبير وقد عنعنه ولم يصرح بالسماع في جميع الروايات عنه"اهـ قلت: فلا بأس عنعنة أبي الزبير, لأنه ليس هو كثير التدليس.
هذا هو طريق أبي الزبير عن جابر. وهناك طريق أخر.
طريق وهب بن كيسان عن جابر
رواه الدارقطني (1/ 323) قال: حدثنا أبو بكر النيسابوري ثنا بحر بن نصر ثنا يحي بن سلام ثنا مالك بن أنس وثنا وهب بن كسان عن جابر مرفوعاً. قال الدارقطني عقبه" يحي بن سلام ضعيف والصواب موقوف" ثم ذكر بسنده عن ابن وهب عن مالك عن وهب بن كيساب عن جابر موقوفاً. وتابعه يحي بن أبي بكير عن مالك به موقوفاً رواه البيهقي في السنن (2/ 228). وتعقبه ابن التركماني وقال" ذكر البيهقي في الخلافيات أنه روى عن إسماعيل بن موسى السدي أيضاً عن مالك مرفوعاً وإسماعيل صدوق قال النسائى: ليس به بأس. وقال ابن عدي: احتمله الناس ورووا عنه وإنما أنكرو عليه الغلو في التشيع" اهـ قلت: ما ذكره أيضاً معلول فقد روى الطحاوي عن إسماعيل موقوفاً. () وهذا حديث جابر وفيه متا سبق.
ابن عمر
حديث ابن عمر رواه الدارقطني (1/ 322) من طريق سليمان بن الفضل عن محمد بن الفضل بن عطية عن أبيه عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال الدارقطني عقبه "محمد بن الفضل متروك"اهـ قلت: الصواب عن ابن عمر موقوفاً, فمالك روى في موطأه (116): أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي قال أخبرنا أنس بن سيرين عن ابن عمر أنه سأل عمر عن القرأة خلف الإمام. الحديث موقوفاً وهو الصواب.
ورواه البيهقي (2/ 229) من طريق الحسن نب علي ثنا نمير عن عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً. والصواب وقفه. قال البيهقي " وهذا هو الصحيح عن ابن عمر من قوله, رواه مالك في الموطأ. وقد روي سويد سعيد عن علي بن مسهر عن عبيد الله مرفوعاً وهو خطأ وسويد تغير بأخره, فكثير الخطأ في رواياته وروى خارجة بن مصعب عن أيوب عن نافع مرفوعاً وخارجةه لا يحتج به. أخبر أبو عبد الله الحافظ: قال سمعت أبا بكر بن أبي نصر الداربردي قال سمعت عبدان بن محمد الروزي يقول: ديث خارجة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم غلط منكلر, وإنما هو من قوله, على أنه قد روي عن ابن عمر خلافه." اهـ يعني خلاف خذا القول الذي هو موقوف عليه. فقد روى البيهقي (2/ 230) بسنده عن القاسم بن محمد قال: كان ابن عمر لا يقرأ خلف الإمام جهراً أو لم يجهر وكان رجال أئمة يقرأون وراء الإمام. قال البيهقي " كذا رواه والمثبت أولى من النافي" اهـ
ابن مسعود
¥(72/364)
رواه الخطيب (11/ 424) من طريق محمد بن الهيثم الواسطي حدثنا أحمد بن عبد الله بن ربيعة بن العجلان حدثنا سفيان الثوري عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فقرأ سورة "سبح اسم ربك الأعلى" فلما فرغ من صلاته قال: من قرأ بخلفي؟ قسكتو ثم أعاد النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل: أنا يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لي أنازع القرأن إذا صلي أحدكم خلف الإمام فليصمت, فإن قراءته له قراءة وصلاته له صلاة. قال الطبراني: لم يروه عن الثوري إلا أحمد بن عبد الله بن ربيعة وهو شيخ مجهول. والحديث رواه أيضاً الطبرابي كما في السان لابن حجر (1/ 500) عن علي بن روحان عن محمد بن الهيثم عن أحمد بن عبد الله به. قال ابن حجر في اللسان (1/ 500) " هذا حديث منكر بهذا السياق"اهـ وسبب إنكاره أن هذا سياق يخالف ما هو ثابت عن عبادة من رواية مكحول عن محمود بن البيع عن عبادة أن النبي صلى الله عليه وسلم ثقلت عليه الفجر, فلما فرغ قال: لعلكم تقرءون خلف إمامكم؟ قلنا: نعم قال: فلا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها. رواه البخاري في جزء القرأة والترمذي (311) وأبو داود (823) والدارقطني (1/ 318) وابن حبان (1785) والحاكم (1/ 238) والبغوي في شرح السنة (606) والبيهقيي جزء القراءة خلف الإمام (ص 37) بسند صحيح وأصله في الصحيحين والظاهر أنه مختصر من هذا كما أشار ابن حجر في الفتح.
أبو هريرة
روه الدارقطني (1/ 322) من ثلاثة طرق, الأول من طريق عبد الله بن عامر ثنا زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي هريرة عن هذه الأية " إذا قرىء القرأن فاستمعو له وأنصتو لعلكم ترحمون" قال: نزلت في رفع الأصوات وهم خلف رسول الله في الصلاة. قال الدارقطني: عبد الله بن عامر ضعيف.
أما طريق الثاني فرواه في سننه (1/ 327) من طريق محمد بن عباد الرازي ثنا أبو يحي إسماعيل بن إبراهيم التيمي عن سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به قال الدارقطني: أبو يحي ومحمد بن عباد ضعيفان. وقال أيضاً: لا يصح هذا عن سهيل, تفرد به محمد بن عباد الرازي عن إسماعيل وهو ضعيف. أما طريق الثالث فرواه (1/ 327) من طريق زكريا بن حي الوقار ثنا بشير بن بكير ثنا الأوزاعي عن يحي بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة وفيه " إذا جهرت بقراءتي فلا يقرأن معي أحد" قال الدارقطني" تفرد به زكريا الوقار وهو منكر الحديث متروك." اهـ
ابن عباس
رواه الدارقطني (1/ 325) من طريق عاصم بن عبد العزيز عن أبي سهيل عن عون عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تكفيك قرأءة الإمام خافت أو جهرت. قال الدارقطني عقب هذا الحديث " عاصم ليس بالقوي ورفع وهم" وقال أيضاً (1/ 327) " قال أبو موسى: قلت لأحمد بن حنبل في حديث ابن عباس هذا في الرأة فقال: هكذا منكر."
أبي الدرداء
أخرجه النسائي (925) والدارقطني (1/ 326) كلهما من طريق زيد بن الحباب عن عاوية بن صالح ثنا أبو الزاهرية قال حدثني كثير بن مرة عن أبي الدرداء وفيه " ما أري الإمام إذا أم القوم إلا كفاهم" قال أبوعبد الرحمن النسائي " هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا, إنما هو قول أبي الدرداء ولم يقرأ ها مع الكتاب." اهـ وقال الدارقطني" كذا قال, وهو وهم من زيد بن الحباب والصواب فقال أبو الدرداء موقوفاً" اهـ ثم ساق بسنده عن بحر نب نصر ثنا ابن وهب ثنا معاوية بن صالح وقال فقال أبو الدرداء موقوفاً. وقال البيهقي بعد أن ساق حديث أبي الدرداء بسند أبو صالح عن معاوية بن صالح به فقال"كذا رواه أبو صالح وغلط فيه, وكذلك رواه زيد بن الحباب في إحدي الروايتين عنه وأخطأ فيه والصواب أن أبا الدرراء قال ذلك"اهـ قلت: فهو معلول وإن كان ظاهر الإسناد الصحة. قال الهيثمي في المجمع (2/ 110) " إسناده حسن"اهـ
عمران بن حصين
¥(72/365)
رواه الدارقطني (1/ 322) من طريق الحجاج بن أرطأة عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن عمران بن حصين قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس ورجل يقرأ خلفه, فلما فرغ قال: من ذا الذي يخالجني سورتهم فنهاهم عن القرأءة خلف الإمام. قال الدارقطني" ولم يقل هكذا غير حجاج, وخالفه أصحاب قتادة منهم شعبة وسعيد وغيرهما, فلم يذكرو أنه نهاهم عن القرأءة وحجاج لا يحتج به."اهـ قلت: أي إذا انفرد. وقال البيهقي (2/ 231) " وقد رواه عن قتادة شعبة وابن عروبة ومعمر وإسماعيل بن مسلم وحجاج وأيوب بن أبي مسكين وهمام وأبان وسعيد بن بشير فلم يقل أحد منهم ما تفرد به حجاج. قال شعبة سألت قتادة كأنه كرهه ـ يعني الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال ـ يعني قتادة ـ لو كرهه لنهى عنه." اهـ قلت: وهذا خلاف ما روى حجاج. وهذا القول رواه البيهقي بسند صحيح.
علي
رواه الدارقطني (1/ 324) من طريقين عن غسان بن الربيع عن قيس بن الربيع عن محمد بن سالم عن الشعبي عن الحارث عن علي به قال الدارقطني "تفرد به غسان وهو ضعيف وقيس ومحمد بن سالم ضعيفان والمرسل الشعبي أصح." اهـ قلت: فقد راوى حديث علي مرة ثانية الدارقطني من طريقين (1/ 325) عن وكيع عن علي بن صالح عن ابن الأصنهاني عن المختار بن عبد الله بن أبي ليلى عن أبيه قال: قال علي. موقوفاً قال الدارقطني"خالفه قيس وابن أبي ليلى عن أبب الأصبهاني ولا يصح" فقد روى قيس عن عبد الرحمن بن الأصبهاني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال علي. قال الدارقطني"خالفه ابن أبي ليلى فقال عن ابن الأصبهاني عن المختار عن علي ولا يصح"اهـ قلت: بضعف المختار. والذي يظهر أنه لا يصح عن علي مطلقاً. والله أعلم
مرسل الشعبي
رواه الدارقطني (2/ 324) من طريق علي بن عاصم عن محمد بن سالم عن الشعبي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا قرأءة خلف الإمام. قال الدارقطني" هذا مرسل" وقال الألباني في الإرواء (2/ 277) " مع إرساله ضعيف السند فإن علي بن عاصم ومحمد بن سالم كلاهما ضعيفان." اهـ
الخلاصة
فحديث عبد الله بن شداد الذي قلنا أن الصواب هو المرسل لا يقوي مرسل الشعبي, إذ من شروط تقوية المرسل أن يصح الإسناد إلى المرسِل بكسر السين. فالصواب والمحفوظ في هذا الحديث هي حديث جابر وما عدى ذلك فهي معلولة, كما سبق. وحديث جابر الصحيح فيه أنه ضعيف. وإذا حكمنا أن الحديث خطأ ومنكر فلا يتقوى بعضها بعضا, وإن جاءت من مأئة طرق, فالمنكر أبداً منكر كما قال إمام أحمد.
فالغرض من هذا بيان ضعف هذا الحديث, أما ما يتعلق من فقه الحديث, وإختلاف العلماء في مسألة القرأة خلف الإمام, فهي مبسوطة في موضعه. وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا الى يوم الدين.
أبو حميد الصومالي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إعلمو لولا المجاهدين لهلك الدين ولكنا ذمة لأهل الكفر. فألحقو القافة(72/366)
ما صحة حديث: لو خرجوا لاحترقوا
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[20 - 09 - 10, 08:15 ص]ـ
3666 - حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، ثنا أحمد بن المفضل، ثنا أسباط، عن السدي، (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم (1)) فأخذ بيد الحسن والحسين وفاطمة وقال لعلي: اتبعنا، فخرج معهم ولم يخرج يومئذ النصارى قالوا: إنا نخاف أن يكون هذا هو النبي وليس دعوة الأنبياء كغيرهم فتخلفوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو خرجوا لاحترقوا، فصالحوه على صلح على أن له عليهم ثمانين ألفا»
ما صحة هذا الحديث؟
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 02:33 م]ـ
3666 - حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، ثنا أحمد بن المفضل، ثنا أسباط، عن السدي، (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم (1)) فأخذ بيد الحسن والحسين وفاطمة وقال لعلي: اتبعنا، فخرج معهم ولم يخرج يومئذ النصارى قالوا: إنا نخاف أن يكون هذا هو النبي وليس دعوة الأنبياء كغيرهم فتخلفوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو خرجوا لاحترقوا، فصالحوه على صلح على أن له عليهم ثمانين ألفا»
ما صحة هذا الحديث؟
قال الطبري في تفسيره (481/ 6):
- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:"فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم"، الآية، فأخذ - يعني النبيّ صلى الله عليه وسلم - بيد الحسن والحسين وفاطمة، وقال لعلي: اتبعنا. فخرجَ معهم، فلم يخرج يومئذ النصارَى، وقالوا: إنا نخاف أن يكون هذا هو النبيّ صلى الله عليه وسلم، وليس دعوة النبيّ كغيرها!! فتخلفوا عنه يومئذ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لو خرجوا لاحترقوا! فصالحوه على صلح: على أنّ له عليهم ثمانين ألفًا، فما عجزت الدراهم ففي العُرُوض: الحُلة بأربعين = وعلى أن له عليهم ثلاثًا وثلاثين درعًا، وثلاثًا وثلاثين بعيرًا، وأربعة وثلاثين فرسًا غازيةً كلّ سنة، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضَامنٌ لها حتى نُؤدّيها إليهم.
قلت: في إسناده أحمد بن المفضل. قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق، شيعي، في حفظه شيء. وقال أبو حاتم: كان صدوقاً، وكان من رؤساء الشيعة.
وشيخه أسباط متكلم فيه وإن أخرج له مسلم.
وفيه علة أخرى، وهي الانقطاع، حيث أرسله السدي.
وقال أيضا:
7184 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قال: ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم دعا وفدًا من وفد نجران من النصارى، وهم الذين حاجوه، في عيسى، فنكصُوا عن ذلك وخافوا = وذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: والذي نفس محمد بيده، إن كان العذاب لقد تَدَلَّى على أهل نجران، ولو فعلوا لاستُؤصلوا عن جديد الأرض.
7185 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله:"فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم"، قال: بلغنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم خرج ليُداعي أهل نجران، (2) فلما رأوه خرج، هابوا وفَرِقوا، فَرَجعوا = قال معمر، قال قتادة: لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أهل نَجران، أخذَ بيد حسن وحسين وقال لفاطمة: اتبعينا. فلما رأى ذلك أعداءُ الله، رجعوا.
وهذا من بلاغات قتادة ولم أقف على من وصل هذه البلاغات. والله أعلم
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[20 - 09 - 10, 03:20 م]ـ
قال الطبري في تفسيره (481/ 6):
- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:"فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم"، الآية، فأخذ - يعني النبيّ صلى الله عليه وسلم - بيد الحسن والحسين وفاطمة، وقال لعلي: اتبعنا. فخرجَ معهم، فلم يخرج يومئذ النصارَى، وقالوا: إنا نخاف أن يكون هذا هو النبيّ صلى الله عليه وسلم، وليس دعوة النبيّ كغيرها!! فتخلفوا عنه يومئذ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لو خرجوا لاحترقوا! فصالحوه على صلح: على أنّ له عليهم ثمانين ألفًا، فما عجزت الدراهم ففي العُرُوض: الحُلة بأربعين = وعلى أن له عليهم ثلاثًا وثلاثين درعًا، وثلاثًا وثلاثين بعيرًا، وأربعة وثلاثين فرسًا غازيةً كلّ سنة، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضَامنٌ لها حتى نُؤدّيها إليهم.
قلت: في إسناده أحمد بن المفضل. قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق، شيعي، في حفظه شيء. وقال أبو حاتم: كان صدوقاً، وكان من رؤساء الشيعة.
وشيخه أسباط متكلم فيه وإن أخرج له مسلم.
وفيه علة أخرى، وهي الانقطاع، حيث أرسله السدي.
وقال أيضا:
7184 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قال: ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم دعا وفدًا من وفد نجران من النصارى، وهم الذين حاجوه، في عيسى، فنكصُوا عن ذلك وخافوا = وذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: والذي نفس محمد بيده، إن كان العذاب لقد تَدَلَّى على أهل نجران، ولو فعلوا لاستُؤصلوا عن جديد الأرض.
7185 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله:"فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم"، قال: بلغنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم خرج ليُداعي أهل نجران، (2) فلما رأوه خرج، هابوا وفَرِقوا، فَرَجعوا = قال معمر، قال قتادة: لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أهل نَجران، أخذَ بيد حسن وحسين وقال لفاطمة: اتبعينا. فلما رأى ذلك أعداءُ الله، رجعوا.
وهذا من بلاغات قتادة ولم أقف على من وصل هذه البلاغات. والله أعلم
أحسنت أخي الكريم، ووفقك الله لما يحب ويرضى
ويبقى التنبيه على أنه ثبت في صحيح مسلم (2404) لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي.
¥(72/367)
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[25 - 09 - 10, 06:39 م]ـ
أبو كوثر المقدشي
أبو محمد الشربيني
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم(72/368)
ما صحة هذا الأثر؟
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[20 - 09 - 10, 08:27 ص]ـ
عن ابن عباس قال قدم سلمان من غيبة فتلقاه عمر فقال أرضاك الله عبداً قال فتزوج في كندة فلما كانت الليلة التي يدخل فيها على أهله إذا البيت منجد وإذا فيه نسوة قال أتحولت الكعبة في كندة أو هي حمرة أمرنا خليلي صلى الله عليه وسلم أن لا تتخذ إلا أثاثا كأثاث المسافر ولا نتخذ من النساء إلا ما ننكح فخرج النسوة ودخل على أهله فقال يا هذه أتطيعيني أم تعصيني قالت بل أطيعك فيما شئت قال إن خليلي صلى الله عليه وسلم أمرنا إذا دخل أحدنا بأهله أن يقوم فيصلي ويأمرها أن تصلي خلفه ويدعو وتؤمن ففعل وفعلت فلما جلس في مجلس كندة فقال له رجل من القوم كيف أصبحت يا أبا عبد الله كيف وجدت أهلك قال فعاد الثانية فقال وما بال أحدكم يسأل عما وارته الحيطان والأبواب إنما يكفي أحدكم أن يسأل عن الشيء أجيب أم سكت عنه. هكذا رواه الطبراني و رواه البزار
ما صحة هذا الأثر؟
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[20 - 09 - 10, 03:07 م]ـ
فيه حجاج بن فروخ، ضعفه أهل العلم
وذكروا هذا الحديث من مناكيره
وأن الراجح مرسلا عن ابن جريج
والله أعلم
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 05:54 م]ـ
عن ابن عباس قال قدم سلمان من غيبة فتلقاه عمر فقال أرضاك الله عبداً قال فتزوج في كندة فلما كانت الليلة التي يدخل فيها على أهله إذا البيت منجد وإذا فيه نسوة قال أتحولت الكعبة في كندة أو هي حمرة أمرنا خليلي صلى الله عليه وسلم أن لا تتخذ إلا أثاثا كأثاث المسافر ولا نتخذ من النساء إلا ما ننكح فخرج النسوة ودخل على أهله فقال يا هذه أتطيعيني أم تعصيني قالت بل أطيعك فيما شئت قال إن خليلي صلى الله عليه وسلم أمرنا إذا دخل أحدنا بأهله أن يقوم فيصلي ويأمرها أن تصلي خلفه ويدعو وتؤمن ففعل وفعلت فلما جلس في مجلس كندة فقال له رجل من القوم كيف أصبحت يا أبا عبد الله كيف وجدت أهلك قال فعاد الثانية فقال وما بال أحدكم يسأل عما وارته الحيطان والأبواب إنما يكفي أحدكم أن يسأل عن الشيء أجيب أم سكت عنه. هكذا رواه الطبراني و رواه البزار
ما صحة هذا الأثر؟
أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 226) والدعاء (1/ 292) من طريق محمد بن علي الصائغ.
وأبو نعيم في أخبار أصفهان (1/ 144) وحلية الأولياء (1/ 186) من طريق الحسن بن سفيان - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (21/ 427) _.
والعقيلي في الضعفاء (2/ 311) من طريق أحمد بن محمد بن إبراهيم.
ثلاثتهم (محمد بن علي الصائغ، والحسن بن سفيان، وأحمد بن محمد بن إبراهيم) عن محمد بن بكار.
والبزار في مسنده (7/ 10) من طريق عبيد الله بن يوسف.
وابن عدي في الكامل (2/ 233) من طريق محمد بن عمرو.
ثلاثتهم (محمد بن بكار ومحمد بن عمرو وعبيد الله بن يوسف) عن حجاج بن فروخ الواسطي قال: حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس به.
وإسناده منكر؛ فإن مداره على حجاج بن فروخ الواسطي، ضعفه ابن معين والنسائي والعقيلي والساجي، وتفرد به عن ابن جريج في وصله، في حين أن عبد الرزاق الصنعاني رواه كما في المصنف (6/ 192) وسفيان كما في سنن سعيد بن منصور (2/ 117) – ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 272) - عن ابن جريج منقطعا.
وأورد العقيلي الطريق الأول عن ابن جريج ثم ساق طريق عبد الرزاق هذه ثم قال: وهذا أولى.
ولذلك استنكر هذا الأثر على حجاج بن فروخ الواسطي، فقد عد العقيلي وابن عدي هذا من منكراته.
وقال الذهبي في الميزان (2/ 204) - بعد عزوه الحديث إلى البزار في مسنده -: هذا حديث منكر جدا.
ولهذا الأثر طريق أخرى عن سلمان الفارسي.
أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 135) وابن عدي في الكامل (6/ 264) وأبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء (1/ 185) – ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (21/ 428) – جميعا عن الوسيم بن جميل حدثني محمد بن مزاحم عن صدقة عن أبي عبد الرحمن عن سلمان الفارسي.
وإسناده واه، ومما فيه محمد بن مزاحم، قال البخاري:لا يتابع، وقال أبو حاتم:متروك الحديث وذكره العقيلى في الضعفاء.
والخلاصة: أن هذا الأثر لم يصح عن سلمان رضي الله عنه.
تنبيه: روى بعضهم الأثر مطولا وبعضهم مختصرا.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[21 - 09 - 10, 09:17 م]ـ
أبو محمد الشربيني
جزاك الله خيرا
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 11:49 م]ـ
أبو محمد الشربيني
جزاك الله خيرا
أحسن الله إليك وبارك الله فيك
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[24 - 09 - 10, 07:30 م]ـ
أبو كوثر المقدشي
جزاك الله خيرا وبارك فيك على هذا التحقيق والتخريج القيم
ـ[مراد بوكريعة]ــــــــ[27 - 09 - 10, 03:54 م]ـ
شكر الله لك أخي على هذا التفصيل(72/369)
لفظ (المحجة) مشهور على أنه في حديث (تركتم على البيضاء ليلها كنهارها .. ) لم أجده؟!
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 04:04 م]ـ
قد كلفني الإخوة ببعض التحقيق، وإن كنت لست بذاك، لكن هذا ما استطاعوه والمثل يقول (قال وش حدك على المر قال اللي أمر منه)!!، وقد استفدت من البحث أيما استفادة بفضل الله عز وجل، وبعض التحقيقات مباشرة أضعها هنا للإفادة، ولكي أستفيد من ردود الإخوة إن كان ثمة خطأ، حتى نتدارك ذلك قبل الطبع:
فائدة لفظ المحجة مشهور عندنا كثيرا وفي الكتب مسطور لكن لم أجده البتة في أثناء بحثي (المتواضع!) للحديث قال المؤلف رحمه الله:
يقول r : ( تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك).
قلت أي أبو البراء:
رواه ابن ماجة وأحمد وغيرهم عن العرباض بن سارية رضي الله عنه، وصححه الألباني انظر حديث رقم: 4369 في صحيح الجامع. وقال الأرنؤوط في تعليقه على المسند حديث صحيح بطرقه وشواهده، كلهم بلفظ " قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك " إلا أن لفظ (المحجة) على شهرتها وكثرة تداولها؟ لم أجدها؟ فيما وقفت عليه! والله أعلم
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[20 - 09 - 10, 06:15 م]ـ
تفضل أخي الفاضل:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=32160
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 06:34 م]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم ونفع بك، على هذه الفائدة، إذا نستطيع أن نقول بأنها لم تثبت، وما نُقل عن علي ليست في هذا الحديث أصلا وإنما ينظر لها في ذالك الحديث مدى صحتها إذ هي حديث آخر.
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[20 - 09 - 10, 11:01 م]ـ
لم أجدها في ما عندي من المصادر، وأنبهك الى انه ورد الحديث أيضا بلفظ:"على مثل البيضاء"
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 06:53 ص]ـ
جزاك الله خير أخي كاوا ..
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[21 - 09 - 10, 08:47 ص]ـ
وقد ذكر الشيخ الجديع أيضا ذلك
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 09:00 ص]ـ
جزاك الله خير أخي ياسر، ونفع بك.(72/370)
ما صحة هذا الحديث الذي رواه البغوي (لا فكرة في الرب)؟!
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 06:12 م]ـ
ما صحة هذا الذي رواه البغوي بإسناده حيث قال في تفسيره:
، أخبرنا العباس بن زفر، عن أبي جعفر الرازي، عن أبيه عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "وأن إلى ربك المنتهى"، قال: "لا فكرة في الرب".
قال السيوطي في الدر المنثور:
أخرج الدارقطني في الأفراد والبغوي في تفسيره عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله وأن إلى ربك المنتهى قال: لا فكرة في الرب وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن سفيان الثوري في قوله وأن إلى ربك المنتهى قال: لا فكرة في الرب
وقد ذكره ابن كثير في تفسيره حيث قال:
ذكر البغوي من رواية أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى}، قال: لا فكرةَ في الرب
.................
من يفيدنا هل يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يصح ما معناه الصحيح الموافق لما عليه أهل السنة، نفع الله بكم.
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[20 - 09 - 10, 06:25 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=29855
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[20 - 09 - 10, 06:35 م]ـ
أبو جعفر الرازي: هو عيسى بن أبي عيسى عبدالله بن ماهان التميمي مولاهم مشهور بكنيته، وأصله من مرو وكان يتجر إلى الري، روى عن عطاء وابن المنكدر والربيع بن أنس وحميد الطويل، وروى عنه ابنه عبدالله وأبو أحمد الزبيري ووكيع وأبو نعيم وابن الجعد وحجاج بن محمد، مات في حدود 160هـ، قال أبو زرعة: يهم كثيرا، وقال أحمد والنسائي: ليس بالقوي، وقال أحمد: مضطرب الحديث، وقال ابن معين: صالح ومرة قال: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق ثقة صالح الحديث، ووثقه ابن سعد وابن المديني وابن عمار، وقال عمرو بن علي: فيه ضعف وهو من أهل الصدق، وقال الساجي: صدوق ليس بمتقن، قال ابن خراش: صدوق سيء الحفظ، وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة مستقيمة وقد روى عنه الناس وأحاديثه عامتها مستقيمة وأرجو أنه لا بأس به، وقال ابن حبان: كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير لا يعجبني الاحتجاج بخبره إلا فيما وافق الثقات ولا يجوز الاعتبار بروايته إلا فيما لم يخالف الأثبات، وقال ابن حجر صدوق سيء الحفظ خصوصا عن المغيرة.
انظر ترجمته: ابن سعد 7/ 181، العقيلي 3/ 1087، الجرح 6/ 280، المجروحين 2/ 120، ابن عدي 6/ 448، ابن الجوزي 2/ 240، المزي 33/ 192، الميزان 4/ 239، الكاشف 3/ 322، الديوان 2/ 222، بحر الدم ص123، التهذيب 12/ 56، التقريب ص629.
الربيع بن أنس: البكري أو الحنفي مصري نزل خراسان، روى عن أنس وأبي العالية والحسن، وروى عنه سليمان التيمي وأبو جعفر الرازي والثوري وابن المبارك، مات سنة 140 هـ أو قبلها، قال أبو حاتم والعجلي: صدوق، وقال العجلي في الثقات: ثقة، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال ابن معين: كان يتشيع فيفرط، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر الرازي لأن في أحاديثه عنه اضطرابا كثيرا، وقال ابن حجر: صدوق له أوهام ورمي بالتشيع.
انظر ترجته: ابن سعد 7/ 177،العجلي ص153،الجرح 3/ 454،الثقات 6/ 300، المزي 9/ 60، الكاشف 1/ 303، التهذيب 3/ 238، التقريب ص205.
أبو العالية: الرِّياحي: (بكسر الراء والتحتانية) رُفيع (مصغر) ابن مهران، روى عن عمر وعلي وأبي وابن مسعود رضي الله عنهم، وروى عنه ابن سيرين والربيع بن أنس وثابت البُناني، مات سنة 90 وقيل 93 هـ وقيل بعدها، أدرك الجاهلية وأسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين وصلى خلف عمر وقيل لم يسمع من علي، قال ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وابن سعد والعجلي: ثقة، وقال اللالكائي: مجمع على ثقته، وقال أبو داود: ذهب علم أبي العالية لم يكن له رواة، قال ابن عدي: أحاديثه صالحة وأكثر ما نقم عليه حديث الضحك في الصلاة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: ثقة كثير الإرسال.انظر ترجمته: ابن سعد 7/ 56، العجلي ص503، الجرح 3/ 510، الثقات 4/ 239،ابن عدي 4/ 93، المزي 9/ 214، الكاشف 1/ 312، الميزان 2/ 244، التهذيب 3/ 284، التقريب ص210.
: الحكم على الحديث
إسناده ضعيف لضعف أبي جعفر الرازي ولأنه يروي عن الربيع بن أنس، والناس يتقون من حديث الربيع ما كان من رواية أبي جعفر الرازي لأن في أحاديثه عنه اضطرابا كثيرا،
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 06:46 م]ـ
جزاكم الله خير، جميعا ونفع بكم، فقد أفدتموني أيما إفادة، بارك الله في علمك أبو الفداء، وثمة سؤال وهو عما بحثت عنه في الرابط الذي وضعه الأخ أبو محمد الشربيني أعلاه، فقد رأيت أن الألباني يحسن الحديث (تفكروا في آلاء الله .. ) كما في السلسلة الصحيحة، لكن توقفت كثيرا نظرا للأسانيد التي ذكرها الشيخ الألباني وعدم معرفة بعض رواتها ومع ذلك حسنه الإمام الألباني بمجموع طرقه، نفع الله بك أنظر الرابط من موقع الشيخ رحمه الله:
http://www.alalbany.net/books_view.php?id=5486&search=&in=dk
مع قلة بضاعتي في علم الحديث إلا أن الأسانيد بعضها ضعيف جدا وبعض رواتها متهم، ما عدا فيما أظن إسناد واحد فيه ضعيفان سيئا الحفظ لكن أين شواهده، فكيف يكون حسن بمجموع طرقه، قلو كانت الشواهد حديثان ضعيفان كمن يكون فيه سيء الحفظ، فلنا أن نحسنها بجموع طرقها وشواهدها، أما فيها متهم بوضع الأحاديث وضعيف جدا! فلا أدري!؟
¥(72/371)
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[20 - 09 - 10, 06:54 م]ـ
شيخنا أبو عبد الله مصطفى العدوي حفظه الله لم ير صحته (تفكروا ... ) بمجموع الطرق. والله أعلم.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 06:59 م]ـ
لله درك أخي أبو محمد فائدة قيمة نفع الله بك ..
هل من رابط لما قاله الشيخ مصطفى،
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[20 - 09 - 10, 07:16 م]ـ
أخي الكريم، وفقك الله لما يحب ويرضى
هذا سماعا منه بدون واسطة.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[21 - 09 - 10, 05:42 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا محمد
وبورك فيك أبا البراء
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 07:13 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا محمد
وبورك فيك أبا البراء
جزاك الله خير أخي، لكن لم تتحفنا بفوائدك عما تسائلتُ عنه في مشاركتي رقم 4 حول حديث (تفكروا في آلاء الله) ..(72/372)
ما صحة حديث: ما مثل خالد من جهل الإسلام ولو ك
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[20 - 09 - 10, 09:16 م]ـ
قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام عن خال ابن الوليد " ما مثل خالد من جهل الإسلام ولو كان جعل نكايته وجده مع المسلمين على المشركين لكان خيراً له ولقدمناه على غيره"
ما صحة هذا الحديث؟
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[20 - 09 - 10, 10:32 م]ـ
هو هو
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1359840
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[21 - 09 - 10, 09:12 م]ـ
أبو محمد الشربيني
فتح الله عليك وبارك فيك(72/373)
ما صحة حديث: إذا لم تحلوا حراماً ولم تحرموا حلالاً وأصبتم المعنى فلا بأس
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[20 - 09 - 10, 09:56 م]ـ
-عن يعقوب بن عبد الله بن سليمان بن أكيمة الليثي عن أبيه عن جده قال: أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا له: بآبائنا وأمهاتنا أنت يا رسول الله إنا نسمع منك الحديث فلا نقدر أنؤديه كما سمعنا؟ قال:
"إذا لم تحلوا حراماً ولم تحرموا حلالاً وأصبتم المعنى فلا بأس".
رواه الطبراني في الكبير ولم أر من ذكر يعقوب ولا أباه.
ماصحة هذا الحديث؟
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[20 - 09 - 10, 10:20 م]ـ
قال ابن رجب رحمه الله في شرح علل الترمذي (1/ 150) عن رواية الحديث بالمعنى:
روى فيها أحاديث مرفوعة لا يصح شئ منها.
وأقره شيخنا محمد عمرو بن عبد اللطيف رحمه الله.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[21 - 09 - 10, 09:16 م]ـ
أبو محمد الشربيني
جزاك الله خيرا
لكن ماذا في إسناد هذا الحديث؟
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[22 - 09 - 10, 10:51 ص]ـ
... ماذا في إسناد هذا الحديث؟
لا يثبت
فقد وقع في الإسناد اختلاف، أشار إليه الحافظ في الإصابة (3/ 166، 6/ 341)
وفيه من يحتاج لترجمة. والله أعلم
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[22 - 09 - 10, 12:59 م]ـ
جزاكم الله خيراً .. وهذه أضافة
الحديث ذكره الجورقاني في "الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير" 1/ 233 وقال: حديث باطل، وفي إسناده اضطراب
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[24 - 09 - 10, 08:21 م]ـ
أبو كوثر المقدشي
أبو محمد الشربيني
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 08:44 م]ـ
هذا اللفظ لا يصدر مثلُه عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم
ـ[طه نسيرة]ــــــــ[30 - 10 - 10, 08:25 م]ـ
جزاكم الله خيرًا
أبو محمد الشربيني(72/374)
من يعرف حديث إن الله اصطفى لي أصحابي
ـ[أبو عبد الله المدني]ــــــــ[20 - 09 - 10, 10:47 م]ـ
كنت قد سمعت مدرسا استشهد بحديث: "إن الله اصطفى لي أصحابي"
وبحثت عن الحديث فلم أظفر به، فهل لديكم علم به أو بما يقوم مقامه مما فيه دلالة على اصطفاء الصحابة رضي الله عنهم
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[20 - 09 - 10, 10:58 م]ـ
وجدت حديثا قريبا من هذا المعنى وليس بنفس المتن وهو
إن الله اختارني واختار لي أصحابا واختار لي منهم أصهارا وأنصارا فمن حفظني فيهم حفظه الله ومن آذاني فيهم آذاه الله عز وجل
(ضعيف)
الدليل:
سلسلة الأحاديث الضعيفة
للشيخ محمد ناصر الدين الألباني
ـ[عبدالرحمن نور الدين]ــــــــ[21 - 09 - 10, 12:26 ص]ـ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ , وَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِهِ فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِهِ، فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ، فَمَا رَآهُ الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّه حَسَنٌ، وَمَا رَآهُ الْمُسْلِمُونَ سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ سَيِّئٌ.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[21 - 09 - 10, 12:39 ص]ـ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ , وَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِهِ فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِهِ، فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ، فَمَا رَآهُ الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّه حَسَنٌ، وَمَا رَآهُ الْمُسْلِمُونَ سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ سَيِّئٌ.
رواه أحمد في "المسند" (1/ 379) وقال المحققون: إسناده حسن.
ـ[أبو عبد الله المدني]ــــــــ[21 - 09 - 10, 04:38 م]ـ
بارك الله فيكم
الحديث الأول أقرب إلى المطلوب لولا أنه ضعيف
والثاني أصرح في الدلالة لولا أنه موقوف
فلعل الله يمن علينا بصحيح مرفوع إليه صلى الله عليه وسلم(72/375)
ما صحة لا بارك الله أو لا خير في أمة كثرت أعيادها
ـ[جابر بن محمد العرجاني]ــــــــ[21 - 09 - 10, 12:32 ص]ـ
لا بارك الله أو لا خير في أمة كثرت أعيادها
ما صحه هذا القول؟؟؟؟
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[21 - 09 - 10, 12:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اجابة الشيخ محمد عيد العباسي
لم يصح هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لا يعني هذا إباحة الأعياد التي لم ترد في الشريعة الإسلامية فإن الشريعة الإسلامية حددت على لسان النبي صلى الله عليه وسلم أعياد المسلمين بقوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه عنه أنس بن مالك قال:
كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى"
وعن ابن السباق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في جمعة من الجمع: "يا معشر المسلمين إن هذا يوم جعله الله عيدا فاغتسلوا ومن كان عنده طيب فلا يضره أن يمس منه وعليكم بالسواك"
وبما انني لم اجد لها مصدراً في احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم رغم البحث الطويل في ذلك
فبرأي هي مجرد مقولة ولم تكن حديثاً
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 02:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اجابة الشيخ محمد عيد العباسي
لم يصح هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لا يعني هذا إباحة الأعياد التي لم ترد في الشريعة الإسلامية فإن الشريعة الإسلامية حددت على لسان النبي صلى الله عليه وسلم أعياد المسلمين بقوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه عنه أنس بن مالك قال:
كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى"
وعن ابن السباق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في جمعة من الجمع: "يا معشر المسلمين إن هذا يوم جعله الله عيدا فاغتسلوا ومن كان عنده طيب فلا يضره أن يمس منه وعليكم بالسواك"
وبما انني لم اجد لها مصدراً في احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم رغم البحث الطويل في ذلك
فبرأي هي مجرد مقولة ولم تكن حديثاً
الظاهر -والله أعلم- أن حديث أنس السابق ذكره ليس فيه دلالة على تحديد الأعياد الإسلامية في ذينكم اليومين، والذي يدل عليه الحديث إبدال يومين بآخرين خيرا منهما، ومما يؤكد ذلك أنه ورد تسمية يوم الجمعة بأنه يوم عيد. وليس قصدي هنا بيان مشروعية أعياد غير إسلامية، وإنما هو إلقاء الضوء على مدى يتوافق الدليل على المستدل له، فلا يعني عدم صلاحية الحديث للاستدلال على ذلك أنه لا يوجد ما يفيد عدم مشروعية الأعياد الأخرى.
وحيث أننا في موضع مباحثة أحببت أن أضع هذه المشاركة بين يديكم.(72/376)
شارب الخمر كعابد وثن ورد عن ابن عمرو أما بلفظ مدمن الخمر فقد ورد عن ..
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 07:55 ص]ـ
قال الشيخ:
وفي الحديث الصحيح: (شارب الخمر كعابد الأوثان).
بهذا اللفظ (شارب) رواه البزار (2382) وفي الجامع الصغير للسيوطي قال رواه الحارث، عن ابن عمرو رضي الله عنهما، وصححه الألباني، انظر حديث رقم: 3701 في صحيح الجامع، وعندهم بلفظ مفرد (وثن) وليست بلفظ الجمع، وقد ورد بلفظ (مدمن الخمر كعابد وثن) عن أبي هريرة رضي الله عنه، انظر حديث رقم: 5861 في صحيح الجامع.
قال الألباني في الصحيحة:
(فائدة): ذكر الضياء عن ابن حبان أنه قال: " يشبه أن يكون معنى الخبر: من لقي الله مدمن خمر مستحلا لشربه لقيه كعابد وثن، لاستوائهما في حالة الكفر ".
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[21 - 09 - 10, 10:54 ص]ـ
قال ابن رجب رحمه الله في فتح الباري: قد أنكر أحمد في رواية المروذي ما روي عن عبد الله بن عمرو أن شارب الخمر يسمى كافرا ولم يثبته عنه.
وانظر: علل ابن أبي حاتم: (1591) وعلل الدارقطني: (1904) والعلل المتناهية، وغيرها.
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[21 - 09 - 10, 11:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن حبان رحمه الله: أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أحمد بن المقدام العجلي قال حدثنا عبد الله بن خراش بن حوشب حدثنا العوام بن حوشب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " من لقي الله مدمن خمر لقيه كعابد وثن ". اهـ
قال أبو حاتم: يشبه أن يكون معنى هذا الخبر: من لقي الله مدمن خمر مستحلا لشربه لقيه كعابد وثن لاستوائهما في حالة الكفر. اهـ
قال الحافظ في لسان الميزان في الكلام على هذا السند: في إسناده مقال. اهـ(72/377)
كم من قائم حظه من صلاته التعب والنصب
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[21 - 09 - 10, 07:03 م]ـ
كم من قائم حظه من صلاته التعب والنصب
هل صح حديث بهذا اللفظ؟
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[22 - 09 - 10, 10:05 ص]ـ
لعل المقصود هو حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما مرفوعاً " رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر ".
وقد ذكر الحديث باللفظ الذي ذكرتَ الغزالي في "إحياء علوم الدين" وأحاله الى اللفظ الصحيح الحافظ العراقي في تخريجه للإحياء.
وما أظن من ذكره بهذا اللفظ الا اعتماده على ما جاء في الإحياء .. والله أعلم
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[27 - 09 - 10, 06:59 م]ـ
حسن عبد الله
بارك الله فيك وأحسن إليك(72/378)
ما صحة حديث: أكثروا ذكر هازم اللذات ومفرق الجماعات
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[21 - 09 - 10, 07:18 م]ـ
روي عن النبي {صلى الله عليه وسلم} أنه قال أكثروا ذكر هازم اللذات ومفرق الجماعات
المرجع بستان الواعظين 0
فهل صح هذا الحديث؟
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 08:23 م]ـ
روي عن النبي {صلى الله عليه وسلم} أنه قال أكثروا ذكر هازم اللذات ومفرق الجماعات
المرجع بستان الواعظين 0
فهل صح هذا الحديث؟
كنت بدأت في تخريج هذا الحديث تخريجا موسعا , لكن الوقت ضيق فلما رأيت الشيخ المحدث العلم المفرد سليمان بن ناصر العلوان قد تكلم عليه في شرحه لكتاب الجنائز من بلوغ المرام رأيت أن أنقل كلامه في هذا الحديث فهو كلام مختصر جامع نافع , ولا يخفى على المتخصصين تثبت الشيخ ثبته الله في الاحاديث فهو ثقة ثبت , وإليك كلامه:
" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكثروا ذكر هادم اللذات: الموت). رواه الترمذي والنسائي وصححه ابن حبان.
وهذا الخبر رواه الإمام الترمذي رحمه الله وابن ماجة وابن حبان في صحيحه من طريق الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي هريرة به.
ورواه النسائي في سننه من طريق محمد بن إبراهيم عن محمد بن عمرو به ومحمد بن عمرو مختلف فيه , وثقه النسائي ويحي بن معين وعن يحي أنه قال ما زال الناس يتقون حديثه. والمتأمل لكلام أهل الجرح والتعديل لمحمد بن عمرو يجد أن المرء صدوق ولكنه يهم ويخطئ أحياناً خصوصاً في أحاديث أبي سلمة بن عبدالرحمن ولذلك لا يقبل ما انفرد به بالأصول التي تحتاجها الأمة.
وللحديث شاهد عند المقدسي في المختارة من طريق مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه , وقد زعم بعض المتأخرين أن هذا الخبر على شرط مسلم وهذا وهم وغلط فليس مؤمل بن إسماعيل من رجال مسلم الذين اعتمد أحاديثهم بالأصول، ومؤمل بن إسماعيل سيئ الحفظ قاله غير واحد من المحدثين والخلاصة أن حديث الباب حديث حسن " اهـ.
و الله أعلم.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[24 - 09 - 10, 08:34 م]ـ
أبو القاسم البيضاوي
زادك الله علماً وتوفيقا وصلاحاً
وبارك في جهودك الموفقه
وجعلك إماما للسنة آمين 00
لكن المتن فيه زيادة وهي ومفرق الجماعات
هي من كلام النبي صلى صلى الله عليه وسلم أم لا0
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 01:16 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب , بالنسبة للفظة (مفرق الجماعات) فلم أجدها في شيئ مما عندي من مصادر ولعلها مقحمة , و الله أعلم.
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 05:01 ص]ـ
روي عن النبي {صلى الله عليه وسلم} أنه قال أكثروا ذكر هازم اللذات ومفرق الجماعات
المرجع بستان الواعظين 0
فهل صح هذا الحديث؟
هذا الحديث بحاجة إلى تحقيق لأنه:
أعله الدارقطني بالارسال (العلل 39/ 8).
وقال محمد بن طاهر المقدسي في ذخيرة الحفاظ (446/ 1): حديث: أكثروا ذكر هادم اللذات قيل: يارسول الله! وما هادم اللذات؟ قال: الموت. رواه العلاء بن محمد بن سيار المازني البصري: عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. والعلاء ضعيف، والحديث غير محفوظ.
وقال ابن ابي حاتم في العلل (131/ 2) عن بعض شواهده: وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ؛ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ مُؤَمَّلِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الأَنْصَارِ وَهُمْ يَمْزَحُونَ وَيَضْحَكُونَ، فَقَالَ: أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَاتِ يَعْنِي: الْمَوْتَ.
قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ لا أَصْلَ لَهُ.
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[26 - 09 - 10, 12:33 م]ـ
هذا الحديث بحاجة إلى تحقيق لأنه:
أعله الدارقطني بالارسال (العلل 39/ 8).
وقال محمد بن طاهر المقدسي في ذخيرة الحفاظ (446/ 1): حديث: أكثروا ذكر هادم اللذات قيل: يارسول الله! وما هادم اللذات؟ قال: الموت. رواه العلاء بن محمد بن سيار المازني البصري: عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. والعلاء ضعيف، والحديث غير محفوظ.
وقال ابن ابي حاتم في العلل (131/ 2) عن بعض شواهده: وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ؛ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ مُؤَمَّلِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الأَنْصَارِ وَهُمْ يَمْزَحُونَ وَيَضْحَكُونَ، فَقَالَ: أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَاتِ يَعْنِي: الْمَوْتَ.
قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ لا أَصْلَ لَهُ.
أخي الكريم، أحسنت، ووفقك الله لما يحب ويرضى
وقال أبو داود في مسائله رقم: (1922) سمعت أحمد ينكر حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرو عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أكثروا ذكر هادم اللذات، الموت.
قال: هذا هو من قبل محمد بن عمرو، يعني توصيله.
¥(72/379)
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 03:34 م]ـ
أخي الكريم، أحسنت، ووفقك الله لما يحب ويرضى
وقال أبو داود في مسائله رقم: (1922) سمعت أحمد ينكر حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرو عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أكثروا ذكر هادم اللذات، الموت.
قال: هذا هو من قبل محمد بن عمرو، يعني توصيله.
بارك الله فيك أبا محمد الشربيني.
وما نقلته عن أبي داود يؤيد إعلال الدارقطني له بالإرسال.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 08:24 ص]ـ
بالنسبة لحديث أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الذي رواه: [مُؤَمَّلِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الأَنْصَارِ وَهُمْ يَمْزَحُونَ وَيَضْحَكُونَ، فَقَالَ: أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَاتِ يَعْنِي: الْمَوْتَ.]
فمعلوم أن مؤمل سيئ الحفظ لا يحتج به و لهذا أنكره ابو حاتم 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - , لكن مؤمل لم يتفرد بهذا الحديث عن حماد بن سلمة فقد تابعه:
- عبد الأعلى بن حماد بن نصر الباهلى أبو يحيى البصرى المشهور بالنرسي (ثقة متفق عليه):
- قال عبد الرحمن بن ابي حاتم: " سئل ابي عنه فقال بصرى ثقة "
- وقال ابن الجنيد: " سمعت يحيى يقول عباس النرسي والآخر يعني عبد الاعلى بن حماد النرسي لا بأس بهما كانوا كتابا من ولد نرس ... "
- وقال السلمي: " سألته عن عبد الأعلى بن حماد النرسي، فقال: ثقة "
- قال أبو احمد علي بن محمد الحبيبي: " وسألته يعني صالح جزرة عن عبد الأعلى بن حماد النرسي فقال: (صدوق) "
- و قال عبد الكريم بن احمد بن شعيب النسائي: " أخبرني أبي (النسائي) قال: [أبو يحيى عبد الأعلى بن حماد النرسي ليس به بأس.] "
- و قال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: " عبد الأعلى بن حماد صدوق "
- و قال الحافظ الخليلي: " عبد الأعلى بن حماد النرسي سكن بغداد، ثقة، متفق عليه ... "
- قال ابن عماد في ترجمته: " الحافظ ... " , و كذلك قال الذهبي في تاريخه , و الصفدي في الوافي.
انظر: الجرح و التعديل (29/ 6) , سؤالات بن الجنيد لابن معين (412/ 1) , سؤالات السلمي للدارقطني (15/ 1) , تاريخ الاسلام للذهبي (235/ 17) , تاريخ بغداد (75/ 11) ...
قلت: وقد احتج به الشيخان في صحيحيهما , وروى هذه المتابعة الخطيب في تاريخ بغداد (543/ 13) قال: (أخبرنا علي بن محمد بن الحسن الحربي، قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن محمد بن دينار الدقاق الشاهد، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله العنبري الطوسي قدم علينا، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن زنجويه بن الهيثم القشيري، قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بمجلس للأنصار، وهم يضحكون ويمرحون، فقال: " أكثروا ذكر هاذم اللذات "
هذا اسناد قوي لم أجد فيه علة , ورواها أيضا البيهقي في الشعب (246/ 2 - 247) من طريق أخرى عن بن منجويه عن عبد الاعلى ... به , و الله أعلم.
قلت: وللحديث شواهد أخرى لا تخلوا من مقال ك:
1 - ما رواه ابو نعيم في الحلية (355/ 6) حَدَّثَنا أبو زيد محمد بن جعفر بن علي المنقري بالكوفة حَدَّثَنا علي بن العباس البجلي حَدَّثَنا جعفر بن محمد بن الحسين الزهري حَدَّثَنا عبدالملك بن يزيد حَدَّثَنا مالك ابن أنس عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عُمَر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكثروا ذكر هادم اللذات " قلنا يا رسول الله وما هادم اللذات؟ قال: " الموت " , (ورجاله ثقات إلا عبد الملك بن يزيد قال الذهبي لا يدرى من هو " كذلك قال الشيخ الالباني ").
¥(72/380)
2 - ما رواه ابو الحسن الازدي في جزء (من حديث مالك بن انس) [وهو مخطوط] (21): حدثنا أبو زيد عمرو بن أحمد ثنا أبو أيوب سليمان بن صلاية الملطي ثنا الحسين بن علي النخعي ثنا ثوبان بن إبراهيم ثنا مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكثروا ذكر هادم اللذات " قلنا يا رسول الله وما هادم اللذات؟ قال: " الموت " , (وفيه من لم أعرفه).
3 - وما رواه ابو نعيم في اخبار اصبهان , حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو أحمد، ثنا عبد الله بن محمد بن سلم الهمذاني، ثنا الحارث بن عبد الله الخازن، ثنا هشيم، عن الكوثر بن حكيم، عن نافع، عن ابن عمر، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إلى المسجد، فإذا قوم يتحدثون قد علا ضحكهم حديثهم، فوقف وسلم وقال: «اذكروا هاذم اللذات في حديثكم» فقالوا: يا رسول الله وما هاذم اللذات؟ قال: «ملك الموت» (وفيه الكوثر بن حكيم متروك).
4 - وما رواه عبد الله بن المبارك في الزهد (37/ 2) عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " أكثروا ذكر هازم اللذات الموت " (وهذا مرسل صالح)
قلت: وللحديث شاهد من حديث ابن عمر رضي الله عنه , رواه الطبراني في الاوسط (56/ 6) و في الكبير (302/ 11) , و البيهقي في الشعب (137/ 13) , ابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (411/ 1) , و الشهاب القضاعي في مسنده (392/ 1 - 393) وغيرهم من طريق القاسم بن محمد الاسدي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " أكثروا ذكر هاذم اللذات، فإنه لا يكون في كثير إلا قلله، ولا في قليل إلا أجزاه "
قلت: إسناد الطبراني رجاله ثقات إلا القاسم بن محمد ترجم له البخاري في التاريخ الكبير و ابن ابي حاتم في الجرح و التعديل وسكتا عنه فهو صالح للإعتبار , و الله أعلم.
و الخلاصة: أن الحديث حسن بشواهده إن شاء الله تعالى , فهو ليس في الاصول و لا الاحكام , ولم يخالف أصلا صحيحا بل يوافق ما في كتاب الله , وما يروى عن النبي و الصحابة كأثر ابن مسعود قال: " كفى بالموت واعظا، وكفى باليقين غنى، وكفى بالعبادة شغلا " وقول ابي الدرداء 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " من أكثر ذكر الموت قل فرحه، وقل حسده " (الزهد لابن المبارك 37/ 2) , و غيرها من الآثار , ومع ما سردته من شواهد فلا شك أن هذا الحديث يرتقي إلى درجة الحسن بإذن الله , وقد راعيت في سرد الشواهد أن لا استشهد بما أنكره الحفاظ , التزاما بقول إمام الائمة احمد بن حنبل: (الحديث عن الضعفاء قد يحتاج إليه , و المنكر أبدا منكر) [العلل و معرفة الرجال , شؤالات المروذي ص:163] , و الله أعلم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[27 - 09 - 10, 11:01 ص]ـ
أبو القاسم البيضاوي
جزاك الله خيرا
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 03:06 م]ـ
بالنسبة لحديث أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الذي رواه: [مُؤَمَّلِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الأَنْصَارِ وَهُمْ يَمْزَحُونَ وَيَضْحَكُونَ، فَقَالَ: أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَاتِ يَعْنِي: الْمَوْتَ.]
فمعلوم أن مؤمل سيئ الحفظ لا يحتج به و لهذا أنكره ابو حاتم 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - , لكن مؤمل لم يتفرد بهذا الحديث عن حماد بن سلمة فقد تابعه:
- عبد الأعلى بن حماد بن نصر الباهلى أبو يحيى البصرى المشهور بالنرسي (ثقة متفق عليه):
- قال عبد الرحمن بن ابي حاتم: " سئل ابي عنه فقال بصرى ثقة "
- وقال ابن الجنيد: " سمعت يحيى يقول عباس النرسي والآخر يعني عبد الاعلى بن حماد النرسي لا بأس بهما كانوا كتابا من ولد نرس ... "
- وقال السلمي: " سألته عن عبد الأعلى بن حماد النرسي، فقال: ثقة "
- قال أبو احمد علي بن محمد الحبيبي: " وسألته يعني صالح جزرة عن عبد الأعلى بن حماد النرسي فقال: (صدوق) "
¥(72/381)
- و قال عبد الكريم بن احمد بن شعيب النسائي: " أخبرني أبي (النسائي) قال: [أبو يحيى عبد الأعلى بن حماد النرسي ليس به بأس.] "
- و قال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: " عبد الأعلى بن حماد صدوق "
- و قال الحافظ الخليلي: " عبد الأعلى بن حماد النرسي سكن بغداد، ثقة، متفق عليه ... "
- قال ابن عماد في ترجمته: " الحافظ ... " , و كذلك قال الذهبي في تاريخه , و الصفدي في الوافي.
انظر: الجرح و التعديل (29/ 6) , سؤالات بن الجنيد لابن معين (412/ 1) , سؤالات السلمي للدارقطني (15/ 1) , تاريخ الاسلام للذهبي (235/ 17) , تاريخ بغداد (75/ 11) ...
قلت: وقد احتج به الشيخان في صحيحيهما , وروى هذه المتابعة الخطيب في تاريخ بغداد (543/ 13) قال: (أخبرنا علي بن محمد بن الحسن الحربي، قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن محمد بن دينار الدقاق الشاهد، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله العنبري الطوسي قدم علينا، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن زنجويه بن الهيثم القشيري، قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بمجلس للأنصار، وهم يضحكون ويمرحون، فقال: " أكثروا ذكر هاذم اللذات "
هذا اسناد قوي لم أجد فيه علة , ورواها أيضا البيهقي في الشعب (246/ 2 - 247) من طريق أخرى عن بن منجويه عن عبد الاعلى ... به , و الله أعلم.
قلت: وللحديث شواهد أخرى لا تخلوا من مقال ك:
1 - ما رواه ابو نعيم في الحلية (355/ 6) حَدَّثَنا أبو زيد محمد بن جعفر بن علي المنقري بالكوفة حَدَّثَنا علي بن العباس البجلي حَدَّثَنا جعفر بن محمد بن الحسين الزهري حَدَّثَنا عبدالملك بن يزيد حَدَّثَنا مالك ابن أنس عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عُمَر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكثروا ذكر هادم اللذات " قلنا يا رسول الله وما هادم اللذات؟ قال: " الموت " , (ورجاله ثقات إلا عبد الملك بن يزيد قال الذهبي لا يدرى من هو " كذلك قال الشيخ الالباني ").
2 - ما رواه ابو الحسن الازدي في جزء (من حديث مالك بن انس) [وهو مخطوط] (21): حدثنا أبو زيد عمرو بن أحمد ثنا أبو أيوب سليمان بن صلاية الملطي ثنا الحسين بن علي النخعي ثنا ثوبان بن إبراهيم ثنا مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكثروا ذكر هادم اللذات " قلنا يا رسول الله وما هادم اللذات؟ قال: " الموت " , (وفيه من لم أعرفه).
3 - وما رواه ابو نعيم في اخبار اصبهان , حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو أحمد، ثنا عبد الله بن محمد بن سلم الهمذاني، ثنا الحارث بن عبد الله الخازن، ثنا هشيم، عن الكوثر بن حكيم، عن نافع، عن ابن عمر، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إلى المسجد، فإذا قوم يتحدثون قد علا ضحكهم حديثهم، فوقف وسلم وقال: «اذكروا هاذم اللذات في حديثكم» فقالوا: يا رسول الله وما هاذم اللذات؟ قال: «ملك الموت» (وفيه الكوثر بن حكيم متروك).
4 - وما رواه عبد الله بن المبارك في الزهد (37/ 2) عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " أكثروا ذكر هازم اللذات الموت " (وهذا مرسل صالح)
قلت: وللحديث شاهد من حديث ابن عمر رضي الله عنه , رواه الطبراني في الاوسط (56/ 6) و في الكبير (302/ 11) , و البيهقي في الشعب (137/ 13) , ابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (411/ 1) , و الشهاب القضاعي في مسنده (392/ 1 - 393) وغيرهم من طريق القاسم بن محمد الاسدي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " أكثروا ذكر هاذم اللذات، فإنه لا يكون في كثير إلا قلله، ولا في قليل إلا أجزاه "
قلت: إسناد الطبراني رجاله ثقات إلا القاسم بن محمد ترجم له البخاري في التاريخ الكبير و ابن ابي حاتم في الجرح و التعديل وسكتا عنه فهو صالح للإعتبار , و الله أعلم.
و الخلاصة: أن الحديث حسن بشواهده إن شاء الله تعالى , فهو ليس في الاصول و لا الاحكام , ولم يخالف أصلا صحيحا بل يوافق ما في كتاب الله , وما يروى عن النبي و الصحابة كأثر ابن مسعود قال: " كفى بالموت واعظا، وكفى باليقين غنى، وكفى بالعبادة شغلا " وقول ابي الدرداء 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " من أكثر ذكر الموت قل فرحه، وقل حسده " (الزهد لابن المبارك 37/ 2) , و غيرها من الآثار , ومع ما سردته من شواهد فلا شك أن هذا الحديث يرتقي إلى درجة الحسن بإذن الله , وقد راعيت في سرد الشواهد أن لا استشهد بما أنكره الحفاظ , التزاما بقول إمام الائمة احمد بن حنبل: (الحديث عن الضعفاء قد يحتاج إليه , و المنكر أبدا منكر) [العلل و معرفة الرجال , شؤالات المروذي ص:163] , و الله أعلم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
بارك الله فيك أبا القاسم البيضاوي.
لكن ثبوت متابعة عبد الأعلى بن حماد بن نصر لمؤمل بن إسمعيل فيه نظر، ففي الإسناد إليه من طريق البيهقي: أبو أحمد النيسابوري الجلودي، قال عنه تلميذه الحاكم في تاريخه فيما نقله عنه الذهبي في السير:محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الرحمن الزاهد، أبو أحمد الجلودي، كذا سمى أباه وجده، وقال: هو من كبار عباد الصوفية.
ومن طريق الخطيب في تاريخ بغداد: أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله العنبري الطوسي، أورده في تاريخه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ..
وهما لم يذكرا ضمن تلاميذ عبد الأعلى على ما أذكر، فتفردهما عنه بهذه الرواية غير صحيح، فلو كان الإسناد إليه صحيحا وكان فعلا متابعا لمؤمل لما حكم عليه أبو حاتم بأنه باطل.
وأما حديث ابن عمر عند الطبراني ففي إسناده القاسم بن محمد الاسدي، وتفرده عن عبيد الله بن عمر غير محتمل، لأن عبيد الله له أصحاب كثر، فأين أصحابه الثقات عن هذا الحديث؟
الخلاصة: أن تحسين هذا الحديث فيه نظر، وإن كان معناه صحيحا. والله أعلم.
¥(72/382)
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 08:34 م]ـ
بارك الله فيك أبا القاسم البيضاوي.
لكن ثبوت متابعة عبد الأعلى بن حماد بن نصر لمؤمل بن إسمعيل فيه نظر، ففي الإسناد إليه من طريق البيهقي: أبو أحمد النيسابوري الجلودي، قال عنه تلميذه الحاكم في تاريخه فيما نقله عنه الذهبي في السير:محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الرحمن الزاهد، أبو أحمد الجلودي، كذا سمى أباه وجده، وقال: هو من كبار عباد الصوفية.
بارك الله فيك أخي الكريم , إذا كان الراوي عنه ثقة وصرح تلميذه بالتحديث عنه فلا يقال إن روايته هذه غير محفوظة إلا بدليل كأن يرويه غيره بدون ذكر هذا الراوي فيقال أن ذكره في هذا الاسناد وهم , أما و الحال ليست كذلك فالرواية سليمة , ومعلوم عند أهل الحديث أن رواية المجاهيل تصلح للإستشهاد.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 10:09 م]ـ
...
ومن طريق الخطيب في تاريخ بغداد: أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله العنبري الطوسي، أورده في تاريخه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ..
وكذلك هذا الاسناد , فينطبق عليه ما ينطبق على الذي سبق
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[27 - 09 - 10, 10:39 م]ـ
جزاكم الله جميعا خيرا
وجدت في موقع من ذكر الحديث الذي فيه ومفرق الجماعات ونسبه للطبراني فبحثت عنه في الشاملة فلم أجده فلعلكم تفيدونا بارالله فيكم
فعنه صلى الله عليه وسلم قوله: "اذكروا هادم اللذَّات ومفرِّق الجماعات، فإنه يغنيكم عما سواه"رواه الطبرانيُّ في الكبير، وروى الحاكم نحوه، وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلم، ولم يخرجاه،
Read more: http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid=1120711347697&pagename=IslamOnline-Arabic-Daawa_Counsel%2FDaawaA%2FDaawaCounselingA#ixzz10BX RJN65 (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid=1120711347697&pagename=IslamOnline-Arabic-Daawa_Counsel%2FDaawaA%2FDaawaCounselingA#ixzz10BX RJN65)
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 12:46 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم , إذا كان الراوي عنه ثقة وصرح تلميذه بالتحديث عنه فلا يقال إن روايته هذه غير محفوظة إلا بدليل كأن يرويه غيره بدون ذكر هذا الراوي فيقال أن ذكره في هذا الاسناد وهم , أما و الحال ليست كذلك فالرواية سليمة , ومعلوم عند أهل الحديث أن رواية المجاهيل تصلح للإستشهاد.
أخي، حتى يتضح كلامك أكثر من هو الثقة الذي ترى أنه روى عن عبد الأعلى؟ حتى لا يكون التعقيب على غير ماقصدت بكلامك.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 01:18 ص]ـ
وهما لم يذكرا ضمن تلاميذ عبد الأعلى على ما أذكر، فتفردهما عنه بهذه الرواية غير صحيح، فلو كان الإسناد إليه صحيحا وكان فعلا متابعا لمؤمل لما حكم عليه أبو حاتم بأنه باطل.
هناك أمور يجب التنبه لها:
1 - عدم ذكر راوٍ في تلاميذ شيخ معين لا يعني أنه ليس تلميذه و أنه لم يسمع منه.
2 - أغلب كتب تراجم الرجال (إن لم تكن كلها) لا يذكر أصحابها كل شيوخ الراوي و كل تلاميذه و أغلبهم لا يقصد الاستيعاب!.
3 - جل من لا يسهو.
4 - قولك أخي الكريم: ((وهما لم يذكرا ضمن تلاميذ عبد الأعلى على ما أذكر ... )) تقصد بذلك:
(أبو أحمد النيسابوري الجلودي) و (أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله العنبري الطوسي)
أقول: لم يرو عن عبد الاعلى أحد من الذان ذكرتهما حتى يُذكر في تلاميذه , لكن الراوي الذي روى عن عبد الاعلى هو محمد بن زنجويه وهو صدوق ليس به بأس.
5 - محمد بن زنجويه سمع من ابن راهويه قال ابن عماد في الشذرات (239/ 2): " محمد بن زنجوية القشيري النيسابوري صاحب إسحاق بن راهوية ".
6 - اسحاق ابن راهويه من أقران الامام أحمد , و عبد الاعلى من شيوخ عبد الله بن احمد , فتأمل.
7 - التصريح بالسماع من عدل لا يرد إلا بدليل
8 - قد صرح محمد بن زنجويه بالسماع
9 - فإذا علمت ما سبق علمت أن المتابعة المذكورة ثابتة.
10 - التحسين بالشواهد أمر اجتهادي فقد أرى تحسين حديث بشواهده و لا ترى أنت ذلك مادام الحديث ليس في الاصول ولا في العقائد و الاحكام.
و الله أعلم.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 01:23 ص]ـ
¥(72/383)
أخي، حتى يتضح كلامك أكثر من هو الثقة الذي ترى أنه روى عن عبد الأعلى؟ حتى لا يكون التعقيب على غير ماقصدت بكلامك.
ابو بكر محمد بن زنجويه , قال الذهبي في السير (143/ 14): " الإمام، المحدث، أبو بكر محمد بن زنجويه بن الهيثم القشيري، النيسابوري.
سمع: أبا مصعب الزهري، وعبد العزيز بن يحيى، وابن راهويه، وعمرو بن زرارة، وأبا مروان العثماني، وأبا كريب، ويحيى بن أكثم، وطبقتهم ... " ثم قال: " ... وما علمت به بأسا ... " اهـ.
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 02:02 م]ـ
[ QUOTE= أبو القاسم البيضاوي;1368500]
هناك أمور يجب التنبه لها:
1
قولك:- عدم ذكر راوٍ في تلاميذ شيخ معين لا يعني أنه ليس تلميذه و أنه لم يسمع منه.
2 - أغلب كتب تراجم الرجال ([ COLOR="Red"] إن لم تكن كلها) لا يذكر أصحابها كل شيوخ الراوي و كل تلاميذه و أغلبهم لا يقصد الاستيعاب!.
صحيح أنهم لم يستوعبوا وليس ذلك بخاف، ولم يكن القصد أن يكون هذا دليلا وحجة وإنما قرينة مضافة إلى القرائن الأخرى.
وأما قولك:- جل من لا يسهو.
4 - قولك أخي الكريم: ((وهما لم يذكرا ضمن تلاميذ عبد الأعلى على ما أذكر ... )) تقصد بذلك:
(أبو أحمد النيسابوري الجلودي) و (أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله العنبري الطوسي)
أقول: لم يرو عن عبد الاعلى أحد من الذان ذكرتهما حتى يُذكر في تلاميذه , لكن الراوي الذي روى عن عبد الاعلى هو محمد بن زنجويه وهو صدوق ليس به بأس.
نعم، هذا سهو وخطأ، منشأه عدم الرجوع إلى السند، وقد كنت أعلق بناء على ما علق في الذهن، ولك قلت: على ما أذكر.
وأما بالنسبة لقولك:
7 - التصريح بالسماع من عدل لا يرد إلا بدليل
8 - قد صرح محمد بن زنجويه بالسماع.
فلا بد من بد من صحة السند إلى الراوي حتى يتأتى القول بأنه صرح بالتحديث أو لم يصرح.
وأما الإكتفاء بماورد في السند من ألفاظ التحمل دون النظر إلى ثبوتها كما يظهر من صنيعك هنا فغير صحيح؛ لأن هذه الألفاظ ربما لا تكون من الرواوي وإنما من أخطاء أو تصرف من روى عنه، قتجنبا من ذلك - وحتى يمكن نسبة الألفاظ إلى الرواة - فانه يلزم أن يكون السند إليه صحيحا. فإذا ثبت ذلك يصح بعده مثل كلامك السابق.
وحيث لم يتم إثبات ذلك لا أرى وجها لقولك:- فإذا علمت ما سبق علمت أن المتابعة المذكورة ثابتة.
فإذا انتهينا من هذا يكون الكلام عن قضية تحسين وتصحيح الأحاديث بالشواهد، ومدى امكانية إعمالها هنا.
وشكرا
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 10:04 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
بالنسبة لقولك:
فلا بد من بد من صحة السند إلى الراوي حتى يتأتى القول بأنه صرح بالتحديث أو لم يصرح.
وأما الإكتفاء بماورد في السند من ألفاظ التحمل دون النظر إلى ثبوتها كما يظهر من صنيعك هنا فغير صحيح؛ لأن هذه الألفاظ ربما لا تكون من الرواوي وإنما من أخطاء أو تصرف من روى عنه، قتجنبا من ذلك - وحتى يمكن نسبة الألفاظ إلى الرواة - فانه يلزم أن يكون السند إليه صحيحا. فإذا ثبت ذلك يصح بعده مثل كلامك السابق
هذا كلام جيد لولا الاخطاء التالية:
1 - قولك: ((فلا بد من ... صحة السند إلى الراوي حتى يتأتى القول بأنه صرح بالتحديث أو لم يصرح)) , هذا في الاحتجاج وليس في الشواهد على هذا العموم , فإن الحفاظ يستخدمون في الشواهد الاسناد المرسل و ما في سنده مدلس مكثر كبقية و أمثاله , بينما يردون حديث هؤلاء و يحكمون على حديثهم بالضعف الشديد , و تجدهم يدخلون حديث هؤلاء في الشواهد , وهذا يفعله من المتأخرين الشيخ الالباني , وليس فعل الشيخ الالباني رحمه الله وحده حجة , لكن قد جرى التساهل في هذا الباب من الحفاظ المتقدمين , ولو بحثت لوجدت ما قلته لك , فهل هم لم يدركو كلامك هذا من أن المجهول قد يبدل العنعنة تحديثا فإذا لا نعتبر به؟؟!!.
¥(72/384)
2 - قولك: ((وأما الإكتفاء بماورد في السند من ألفاظ التحمل دون النظر إلى ثبوتها كما يظهر من صنيعك هنا فغير صحيح؛ لأن هذه الألفاظ ربما لا تكون من الراوي وإنما من أخطاء أو تصرف من روى عنه، فتجنبا لذلك - وحتى يمكن نسبة الألفاظ إلى الرواة - فانه يلزم أن يكون السند إليه صحيحا. فإذا ثبت ذلك يصح بعده مثل كلامك السابق)) هذا الكلام أخي الحبيب فيه بعض ما فيه , فكلامك هذا يصدق على جميع الرواة ممن هم دون الثقة الثبت , فالصدوق الذي يهم يجب التوقف في تصريحه بالسماع بين شيخه و شيخ شيخه لأنه ربما أخطأ في صيغة الأداء!! وكذلك الثقة فلربما تصرف في الصيغ!! (على حسب كلامك) , أقول أخي الكريم لو فتحنا هذا الباب لما سلمت لنا متابعة ولا شاهد , و الله أعلم.
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 02:25 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
بالنسبة لقولك:
هذا كلام جيد لولا الاخطاء التالية:
1 - قولك: ((فلا بد من ... صحة السند إلى الراوي حتى يتأتى القول بأنه صرح بالتحديث أو لم يصرح)) , هذا في الاحتجاج وليس في الشواهد على هذا العموم , فإن الحفاظ يستخدمون في الشواهد الاسناد المرسل و ما في سنده مدلس مكثر كبقية و أمثاله , بينما يردون حديث هؤلاء و يحكمون على حديثهم بالضعف الشديد , و تجدهم يدخلون حديث هؤلاء في الشواهد , وهذا يفعله من المتأخرين الشيخ الالباني , وليس فعل الشيخ الالباني رحمه الله وحده حجة , لكن قد جرى التساهل في هذا الباب من الحفاظ المتقدمين , ولو بحثت لوجدت ما قلته لك , فهل هم لم يدركو كلامك هذا من أن المجهول قد يبدل العنعنة تحديثا فإذا لا نعتبر به؟؟!!.
2 - قولك: ((وأما الإكتفاء بماورد في السند من ألفاظ التحمل دون النظر إلى ثبوتها كما يظهر من صنيعك هنا فغير صحيح؛ لأن هذه الألفاظ ربما لا تكون من الراوي وإنما من أخطاء أو تصرف من روى عنه، فتجنبا لذلك - وحتى يمكن نسبة الألفاظ إلى الرواة - فانه يلزم أن يكون السند إليه صحيحا. فإذا ثبت ذلك يصح بعده مثل كلامك السابق)) هذا الكلام أخي الحبيب فيه بعض ما فيه , فكلامك هذا يصدق على جميع الرواة ممن هم دون الثقة الثبت , فالصدوق الذي يهم يجب التوقف في تصريحه بالسماع بين شيخه و شيخ شيخه لأنه ربما أخطأ في صيغة الأداء!! وكذلك الثقة فلربما تصرف في الصيغ!! (على حسب كلامك) , أقول أخي الكريم لو فتحنا هذا الباب لما سلمت لنا متابعة ولا شاهد , و الله أعلم.
أخانا أبا القاسم،
لو كنت تجنح إلى تحسين الحديث بالشواهد دون تقوية سنده لما عقبت على كلامك، حيث إن هذا مما تختلف فيه أنظار المشتغلين بالحديث تصحيحا وتضعيفا بغض النظر عن الإصابة، لكنك قلت:"هذا اسناد قوي لم أجد فيه علة , ورواها أيضا البيهقي في الشعب (246/ 2 - 247) من طريق أخرى عن بن منجويه عن عبد الاعلى ... به , و الله أعلم ".
وأما قولك: هذا الكلام أخي الحبيب فيه بعض ما فيه , فكلامك هذا يصدق على جميع الرواة ممن هم دون الثقة الثبت , فالصدوق الذي يهم يجب التوقف في تصريحه بالسماع بين شيخه و شيخ شيخه لأنه ربما أخطأ في صيغة الأداء!! وكذلك الثقة فلربما تصرف في الصيغ!! (على حسب كلامك) , أقول أخي الكريم لو فتحنا هذا الباب لما سلمت لنا متابعة ولا شاهد , و الله أعلم.
فهو مبني على توهم أني أدعوا إلى التوقف في تلك الألفاظ بينما الذي أقول بالتثبت في نسبة الأقوال والألفاظ إلى الرواة بغير النظر إلى من دونهم، فمثلا إذا كان الراوي متروكا أو كذابا فلا يتكلم في صيغة التحمل لمن فوقه هل صرح بالتحديث أم لا. لكن إذا كان صح السند إلى الراوي فلا يتوقف في صيغته سواء كان ثقة أو ضعيفا.
ـ[مكتب الحسام للصف]ــــــــ[29 - 09 - 10, 06:11 ص]ـ
«أَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِ هَادِمِ اللَّذَّاتِ»
أخرجه أحمد في «مسنده» (2/ 293)، والترمذي في كتاب الزهد- باب ما جاء في ذكر الموت (2307)، وقال: «حديثٌ حسنٌ صحيحٌ»، والنسائي في كتاب الجنائز- باب كثرة ذكر الموت (1824)، وابن ماجة في كتاب الزهد- باب ذكر الموت والاستعداد له (4258).
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 06:34 ص]ـ
«أَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِ هَادِمِ اللَّذَّاتِ»
أخرجه أحمد في «مسنده» (2/ 293)، والترمذي في كتاب الزهد- باب ما جاء في ذكر الموت (2307)، وقال: «حديثٌ حسنٌ صحيحٌ»، والنسائي في كتاب الجنائز- باب كثرة ذكر الموت (1824)، وابن ماجة في كتاب الزهد- باب ذكر الموت والاستعداد له (4258).
بارك الله فيك أخي , هذه الطريق التي أخرجوها معلولة كما قال الامام أحمد , والامام أحمد لم ينكر الحديث إنما أنكر وصله من طرف محمد بن عمرو , و الصحيح أنه عن ابي سلمة عن النبي صلى الله عليه و سلم مرسلا , و الله أعلم.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 06:48 ص]ـ
أخانا أبا القاسم،
لو كنت تجنح إلى تحسين الحديث بالشواهد دون تقوية سنده لما عقبت على كلامك، حيث إن هذا مما تختلف فيه أنظار المشتغلين بالحديث تصحيحا وتضعيفا بغض النظر عن الإصابة، لكنك قلت:"هذا اسناد قوي لم أجد فيه علة!!!!! , ورواها أيضا البيهقي في الشعب (246/ 2 - 247) من طريق أخرى عن بن منجويه عن عبد الاعلى ... به , و الله أعلم ".
أحسنت التعقب أخي الحبيب , و أنا لحد الآن أستغرب كيف قلت ذلك , لكني أظن أن هذا ناتج عن اشتغالي بتخريج حديث آخر كنت مشتغلا بتحقيقه (من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن انس!!) ثم رأيت ما نقلته و ما نقله الاخ الشربيني فتركت ما بيدي و بدأت في استخراج الشواهد و المتابعات لهذا الحديث فوهمت في تقوية إسناد الخطيب! , جل من لايسهو.
¥(72/385)
ـ[عبد لله الحبردي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 11:56 ص]ـ
شكر الله لكما هذا الحوار المفيد الشيق, الذي ينبيء عن التأدب بأخلاق أهل العلم.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 04:10 ص]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الله , هذا من حسن ظنك بإخوانك ...
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 07:45 ص]ـ
وفي الباب عن عطاء بن أبي رباح قال: كنت مع عبد الله بن عمر فأتاه فتى يسأله عن إسدال العمامة فقال ابن عمر: سأخبرك عن ذلك بعلم إن شاء الله تعالى قال: كنت عاشر عشرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم أبو بكر و عمر و عثمان و علي و ابن مسعود و حذيفة و ابن عوف و أبو سعيد الخدري رضي الله عنهم فجاء فتى من الأنصار فسلم على رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم جلس فقال: يا رسول الله أي المؤمنين أفضل؟ قال: أحسنهم خلقا قال: فأي المؤمنين أكيس؟ قال: أكثرهم للموت ذكرا و أحسنهم له استعدادا قبل أن ينزل بهم أولئك من الأكياس ثم سكت الفتى و أقبل عليه النبي صلى الله عليه و سلم فقال: يا معشر المهاجرين خمس إن ابتليتم بهن و نزل فيكم أعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعملوا بها إلا ظهر فيهم الطاعون ..... (الحديث) , رواه الحاكم في المستدرك وقال عقبه: " هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه " وقال الذهبي في تعليقه: " صحيح ".
قلت: لم يخرجاه لأنه منقطع , فعطاء أدرك ابن عمر و لم يسمع منه كما قال الامام أحمد , و أظن أن قوله " كنت مع عبد الله بن عمر " وهم من أحد الرواة , هذا بعجالة ولي رجعة لتحقيق الانقطاع في هذا الحديث , و الله أعلم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(72/386)
تحسين حديث (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان ... )
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[21 - 09 - 10, 09:19 م]ـ
قال أبو يعلى في (مسنده) [رقم/ 1185]: (حدثنا زهير حدثنا محمد بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير: عن أبي سعيد قد رفعه قال: تصبح الأعضاء تكفر اللسان تقول: اتق الله فينا، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا).
--------------
1185 - [حسن]: أخرجه أبو نعيم في «الحلية» [4/ 309]، من طريق محمد بن غالب تمتام قال: ثنا عارم- وهو محمد بن الفضل في إسناد المؤلف - ومسدد وسهل بن محمود قالوا: ثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري يرفعه إلى النبي r به نحوه ...
قال أبو نعيم: «غريب من حديث [أبي] سعيد، تفرد به حماد عن أبي الصهباء».
قلت: وسنده حسن صالح، رجاله كلهم ثقات أئمة سوى أبي الصهباء، وهو شيخ كوفي لا بأس به، روى عنه جماعة من النَّقَلة، وذكره ابن حبان في «الثقات»، وقول الحافظ عنه في «التقريب»: «مقبول»! - يعني عند المتابعة، وإلا فليِّن! - غير مقبول على التحقيق! ومن يروي عنه مثل حماد بن زيد لا يكون مجهولا ولا غائبًا! بل روايته عنه تقويه وترفع من شأنه، فقد قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» [1/ 1/36]: «سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة، مما يقويه؟ قال: إذا كان معروفا بالضعف لم تقوه روايته عنه، واذا كان مجهولا نفعه رواية الثقة عنه». وقال أيضًا: «سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما يقوي حديثه؟ قال: إي لعمري، قلت: الكلبي روى عنه الثوري! قال: إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء، وكان الكلبي يُتَكلَّمُ فيه».
قلت: وكلام أبي حاتم وصاحبه ليس على إطلاقه! والأشبه أنهما قصدا برواية الثقات: يعني ثقات الثقات، والحفاظ من الأثبات، وليس كل ثقة! وإلا فقد جزم أبو حاتم بجهالة غير واحد روى عنه أكثر من ثقة! فارتدَّ الأمر إلى اعتبار الحذاق من الثقات، والأثبات من الرواة، في تقوية حال من يروون عنه من صنوف النقلة الذين لم يُؤْثر عن أحد من النقاد أنه تكلم فيهم؟ ولا ريب أن حماد بن زيد مندرجٌ في زمرة أولئك الحفاظ المتقنين المتثبتين، فروايته عن أبي الصهباء الكوفي مما تقويه إن شاء الله، لا سيما ولم يُحْفَظ عن أحد من أهل العلم أنه تكلم فيه! وما علمت للرجل حديثًا منكرًا، أو غريبًا لا يحتمل! فمثله يكون مقبول الرواية عند جماعة من حذاق النقاد، وقد قال الذهبي «الميزان» [3/ 426]: «والجمهور على أن من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما ينكر عليه أن حديثه صحيح»، وقد مشى الذهبي على تلك القاعدة في مواطن من «كتبه»، فقال في ترجمة «محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب» من «الميزان» [3/ 668]: «ما علمت به بأسا، ولا رأيت لهم فيه كلاما، وقد روى له أصحاب «السنن الأربعة» فما اسْتُنْكِرَ له حديث». وقد حسَّن له الإمام الحافظ مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيِّ بنِ أَبِي الرَّجَاءِ الأَصْبَهَانِيُّ هذا الحديث، كما يأتي.
قلت: وبهذا البيان الذي أوردناه في حق أبي الصهباء = تطيش محاولات جماعة من المتأخرين في رميه بالجهالة! مع إعلال هذا الحديث به! وقد عرفتَ ما فيه؟
وقد جهدتُ للوقوف لأبي الصهباء على اسم؟ فما استطعتُ! وقبلي قال الحافظ الكبير أبو أحمد الحاكم في «الأسامي والكنى» [1/ق243/أ/مخطوط] في باب من يكنى بـ: «أبي الصهباء»: «مَنْ أعرف منهم بكنيته ولا أقف على اسمه؟» ثم ذكر منهم: «أبا الصهباء الكوفي» فقال: «أبو الصهباء سمع سعيد بن جبير روى عنه حماد بن زيد وعمارة بن زاذان».
[تنبيه] قد غلط المعلق على «الزهد/لهناد» [2/ 533]، وظن أن «أبا الصهباء» هنا هو «صهيب أبا الصهباء البكري، البصري، و يقال المدني، مولى ابن عباس» الذي أخرج له مسلم! فقال: «أبو الصهباء: اسمه صهيب، مولى ابن عباس، البكري البصري، قال أبو زرعة: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات ... »!
¥(72/387)
قلت: ولم يفعل الرجل شيئًا! وقد تابعه على هذا الوهم: الباحث سليم الهلالي في كتابه: «بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين» [3/ 17]! إلا أنه استدرك على نفسه في «عجالة الراغب المتمني» [1/ 34]، فقال: « ... وهذا سبق قلم مني، لأن أبا الصهباء راوي حديثنا هذا كوفي، وذاك الذي وثقه أبو زرعة - واسمه صهيب - بصري، وهما مختلفان».
قلت: وأزيد عليه: بأن البخاري وأبا حاتم وابن حبان وأبا أحمد الحاكم وغيرهم كلهم قد فرقوا بين الرجلين، وغايروا بين الشخصين، وأيضًا فأبو الصهباء البكري متقدم الطبقة على أبي الصهباء الكوفي، ذاك يروي عنه سعيد بن جبير، وهذا يروي عن سعيد بن جبير!
وقد أغرب الإمام الحافظ مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيِّ بنِ أَبِي الرَّجَاءِ الأَصْبَهَانِيُّ، وقال في «الفوائد الملتفظة والفرائد الملتقطة من مسموعات أبي الفتح الخرقي» [عقب رقم/19/مخطوط/بترقيمي]، بعد أن ساق الحديث من طريق أبي بكر ابن السني، ثنا أبو خليفة، ثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد، عن أبي الصهباء، عن سعيد بن جبير، عن أبي سعيد الخدري به ... قال: «أبو الصهباء هذا اسمه صلة بن أشيم العدوي، عداده في البصريين، يروي عنه الحسن بن أبي الحسن البصري، وحميد بن هلال، وثابت بن أسلم البناني، وزوجته معاذة العدوية، وقال الإمام أبو أحمد العسال: هو بصري ثقة قتل بخراسان في بعض الغزوات في ولاية الحجاج، روى عنه أبو السليل»!
قلت: وهذا من الأوهام العجيبة! فإنه لا يُعرف لصلة بن أشيم رواية عن سعيد بن جبير أصلا! ولا ذكروا أن حماد بن زيد يروي عنه! وكيف يروي عنه حماد وهو لم يدركه أصلا! بل لمَّا قُتِلَ صلة بن أشيم ببلاد كابل غازيًا لم يكن حماد قد ارتكض في رحم أمه بعد! بل لم يكن أَبَوَا حماد قد التقيا في تلك الحياة أصلا؟! وقد كان مقتل «صلة» في أول ولاية الحجاج على العراق سنة خمس وسبعين للهجرة، أما حماد بن زيد فقد كان مولده سنة ثمان وتسعين، كما ذكر تلميذه خالد بن خداش! فكيف خفي مثل هذا على مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيِّ بنِ أَبِي الرَّجَاءِ وهو «الفَقِيْهُ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، مُفِيْدُ أَصْبَهَان، الذي كَتَبَ الكَثِيْر، وَجَمَعَ، وَخَرَّجَ، وَحَدَّثَ»، كما يقول الذهبي في ترجمته من «سير النبلاء»!؟ لكن المعصوم من عصمه الله وحده.
وصلة بن أشيم هذا: شيخ قديم معدود من كبار التابعين، بل ذكره جماعة في الصحابة؛ لكونه أرسل حديثًا! قال الحافظ في «الإصابة» [3/ 463]: «ذكر أبو موسى- يعني محمد بن عمر الأصبهاني الحافظ - أنه قتل بسجستان سنة خمس وثلاثين وهو ابن مائة وثلاثين سنة، قلت: فعلى هذا فقد أدرك الجاهلية».
قلت: وكان صلة من أولئك الزهاد العباد المجاهدين، الذين شغلتهم العبادة والغزو عن الرواية والسماع، فلهذا قلَّتْ رواياته في دواوين الإسلام! وذاعت الأخبار عنه في «الزهد والرقاق»، وله مواعظ تذوب منها الصخور، وتموج لحرارتها أمواج البحور!
ومن بليغ أخباره: ما رُوِّيناه في «حلية الأولياء» [2/ 238] بالإسناد الصالح عن ثابت البناني قال: «كان صلة بن أشيم يخرج إلى الجبانة- يعني المقابر- فيتعبد فيها- يعني بجوارها - فكان يمر على شباب يلهون ويلعبون فيقول لهم: أخبروني عن قوم أرادوا سفرا فحادوا النهار عن الطريق، وناموا بالليل، متى يقطعون سفرهم؟ قال: فكان كذلك يمر بهم ويعظهم، فمر بهم ذات يوم فقال لهم هذه المقالة، فانتبه شاب منهم فقال: يا قوم إنه لا يعني بهذا غيرنا، نحن بالنهار نلهو وبالليل ننام! ثم اتبع صلة فلم يزل يختلف معه إلى الجبانة فيتعبد معه حتى مات».
تابع البقية: ....
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[21 - 09 - 10, 09:32 م]ـ
وعود على بدء فنقول: ومع صلاح هذا الإسناد إلا أنه اختلف على حماد بن زيد في رفعه ووقفه؟ فرواه عنه محمد بن الفضل السدوسي على الوجه الماضي مرفوعًا، وتابعه عليه جماعة: منهم:
1 - سهل بن محمود أبو السري: عند أبي نعيم في «الحلية» [4/ 309] حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر قال: ثنا محمد بن غالب تمتام قال: ثنا عارم ومسدد وسهل بن محمود قالوا: ثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري يرفعه إلى النبي r به نحوه ...
قلت: وهذه متابعة مخدوشة! وأبو بحر ابن كوثر تكلم فيه غير واحد من النقاد! راجع: ترجمته من «الميزان» ولسانه [5/ 131].
¥(72/388)
2 - ومحمد بن موسى الحرشي: عند الترمذي [رقم/2407]، وابن خزيمة في «فوائد الفوائد» [ص/39/رقم/2/طبعة دار ماجد عسيري]، ومن طريقه المزي في «التهذيب» [431/ 33]، وابن شاهين في فضائل الأعمال [2/رقم/ 392]، وأبي القاسم الأصبهاني في «الترغيب والترهيب» [2/رقم/1719/طبعة دار الحديث]، من طرق عن محمد بن موسى الحرشي عن حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد به نحوه ...
قلتُ: ومحمد بن موسى فيه ضعف!
3 - وصالح بن عبد اللَّه الباهلي: عند الترمذي [عقب رقم/ 2407]، حدثنا صالح بن عبد الله حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به ... وقال فيه: «أحسبه عن النبي r » يعني مرفوعًا.
4 - وعفان بن مسلم: عند أحمد [95/ 3]،ثنا عفان ثنا حماد بن زيد ثنا أبو الصهباء قال سمعت سعيد بن جبير يحدث عن أبي سعيد الخدري به ... وقال فيه: «لا أعلمه إلا رفعه».
5 - والطيالسي: في «مسنده» [رقم/2209]، ومن طريقه البيهقي في الآداب [رقم/ 294/طبعة مؤسسة الكتب الثقافية]، وفي «الشعب» [4/رقم/4945]، حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد به ... وقال فيه: «قال حماد: ولا أعمله إلا مرفوعًا».
6 - وسليمان بن حرب: عند عبد بن حميد في «مسنده/المنتخب» [رقم/979]، وأبي نعيم في الحلية [4/ 309]، عن حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد به ...
قلت: لكن اختلف على ابن حرب في رفعه! فرواه عنه عبد بن حميد والحارث بن أبي أسامة على الوجه الماضي مرفوعًا، وخالفهما أبو مسلم الكجي! فرواه عن ابن حرب فقال: أخبرنا سليمان بن حرب أخبرنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به ... موقوفًا عليه! هكذا أخرجه الخطابي في «غريب الحديث» [2/ 442] قال: حدثناه ابن مالك- يعني: أحمد بن إبراهيم بن مالك- أخبرنا أبو مسلم الكشي به ...
قلت: يشبه أن يكون الوجهان محفوظين عن سليمان، والاختلاف في رفعه ووقفه هو من حماد بن زيد نفسه! كما يأتي بيان ذلك.
7 - وعمران بن موسى البصري: عند ابن أبي الدنيا في «الورع» [رقم/ 19]، حدثني عمران بن موسى البصري قال حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به ... وقال فيه: «أحسبه رفعه»، وكذا أخرجه في الصمت [رقم/ 21]، ومن طريقه عمر بن أحمد الشماع في «الجزء الأول من ثبته» [رقم/153/مخطوط/بترقيمي]،وقال فيه: «أراه رفعه».
8 - وبشر بن السري: عند الحسين بن حرب في «زوائده علي زهد ابن المبارك» [رقم/ 1012]، أخبرنا بشر بن السري قال: حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به ... وقال فيه: «قال حماد: ولا أعلمه إلا رفعه».
9 - ومسدد بن مسرهد: عند ابن السني في اليوم والليلة [1/ 33 - 34 - رقم/1/مع عجالة الراغب]، ومن طريقه أبو عبد الله محمد بن مكي بن أبي رجاء بن الفضل الأصبهاني في «الفوائد الملتفظة والفرائد الملتقطة من مسموعات أبي الفتح الخرقي» [رقم/19/مخطوط/بترقيمي]، وأبي نعيم في الحلية [4/ 309]، والبغوي في «شرح السنة» [14/ 315 - 316]، وأبي حامد البُدَيْري في «الجواهر الغوالي في ذكر الأسانيد العوالي» [ق/28/ب/مخطوط/المكتبة الأزهرية]، من طرق عن مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ به ... وقال فيه عند ابن السني وابن أبي رجاء والبغوي والبديري: «أظنه رفعه».
قال محمد بن مكي بن أبي رجاء: «حديث حسن مشهور، عن حديث حماد بن زيد ... ».
10 - وأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنُ وَاقِدٍ الْحَرَّانِيُّ: عند البيهقي في «الشعب» [4/رقم/4945]،أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا إبراهيم بن بكر المروزي نا أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني نا حماد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير: عن أبي سعيد الخدري به ...
11 - وابن مهدي: واختلف عليه في سنده! فأخرجه ابن عبد البر في التمهيد [40/ 21]، وفي الاستذكار [569/ 8]، من طريق يعقوب بن المبارك حدثنا إسحاق بن أحمد البغدادي حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به ... مرفوعًا.
قال يعقوب بن المبارك عقب روايته: «هكذا وجدته في كتابي عن أبي يعقوب الكاغذي».
قلت: وأبو يعقوب هذا هو إسحاق بن أحمد البغدادي، سئل عنه الدارقطني؟ فقال: «حدَّث بمصر، رأيتهم يثنون عليه، وفي حديثه أوهام» كما في «سؤالات السهمي» [ص/173]، وقد خولف هذا الشيخ في وصله! خالفه يحيى بن زكريا بن يحيى الحافظ الإمام أبو زكريا النيسابوري الأعرج! فرواه عن يعقوب الدورقي فقال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به ... موقوفًا! ولم يرفعه! هكذا أخرجه ابن عبد البر في التمهيد [21/ 40 - 41] أخبرنا خلف بن قاسم حدثنا يعقوب بن المباركحدثنا يحيى بن زكريا به ...
قلت: وهذا الوجه أراه المحفوظ عن ابن مهدي.
12 - ومحمد بن عبيد بن حساب: عند ابن عبد البر أيضًا في التمهيد [40/ 21] من طريقعبد الله بن أحمد بن حامد بن ثرثال البغدادي قال: حدثنا الحسن بن الطيب بن حمزة البلخي قال: حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا أبو الصهباء عن سعيد ابن جبير عن أبي سعيد الخدري به ...
قلت: وهذه متابعة مخدوشة! والحسن بن الطيب بن حمزة تكلم فيه غير واحد من النقاد، فراجع: ترجمته من «تاريخ بغداد» [7/ 333 - 335].
تابع البقية: ....
¥(72/389)
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[21 - 09 - 10, 10:07 م]ـ
فهؤلاء: ثلاثة عشر راويًا رُويَ عنهم رفْعُ الحديث عن حماد بن زيد، وخالفهم جماعة آخرون! فرووه عن حماد فأوقفوه! ولم يجاوزوا به أبا سعيد الخدري! ومن هؤلاء:
1 - حماد بن أسامة: عند هناد في الزهد [2/ رقم 1090]، ومن طريقه الترمذي [عقب رقم/ 2407] حدثنا أبو أسامة عن حماد بن زيد ثنا أبو الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به نحوه ... موقوفًا.
2 - وأبو كامل: عند أحمد في «الزهد» [رقم/ 1094/طبعة دار ابن رجب]،حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ به نحوه ... موقوفًا.
قلت: وأبو كامل: هو مظفر بن مدرك الإمام الحافظ الجبل.
[تنبيه] زعم الشيخ المحدث أبو إسحاق الحويني في «أجوبته على الأسئلة الحديثية لمجلة التوحيد المصرية» أن الذي روى هذا الحديث عن حماد إنما هو أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين! فعزاه إلى عبد الله بن أحمد في «زوائد الزهد»! ثم قال: «وقد وقع الإسناد هكذا في كتاب «الزهد» قال عبد الله بن أحمد: «حدثنا أبي، حدثنا أبو كامل، حدثنا حماد بن زيد به»، وذِكْرُ «أحمد بن حنبل» في هذا الإسناد خطأ ظاهر، فأبو كامل الجحدري هو فضيل بن حسين من شيوخ عبد الله بن أحمد، لا من شيوخ أبيه»!
قلت: كذا قال! وهذا مع تخطئته للأصول الخطية وغيرها من «الزهد»، بدون برهان قائم، يوهم أنه ليس في الدنيا «أبو كامل» من تلك الطبقة سوى فضيل بن حسين الجحدري وحده!
وغاب عنه أن من مشاهير مشيخة الإمام أحمد: «أبا كامل مظفر بن مدرك الحافظ» وهو المراد في هذا الإسناد بلا ريب عند الناقد، فدعوى أن «ذِكْرَ أحمد بن حنبل في هذا الإسناد خطأ ظاهر!» هي بعينها الخطأ الظاهر!
3 - وإسحاق بن أبي إسرائيل: عند ابن عبد البر في التمهيد [41/ 21] من طريقإسحاق بن أبي إسرائيل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به نحوه ... موقوفًا.
5 - وعبد الرحمن بن مهدي: عند ابن عبد البر في التمهيد [21/ 40 - 41] أخبرنا خلف بن قاسم حدثنا يعقوب بن المبارك حدثنا يحيى بن زكريا عن يعقوب الدورقي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به ... موقوفًا!
قلت: فهؤلاء كلهم رووه عن حماد بن زيد فأوقفوه على أبي سعيد ولم يرفعوه! وهذا الوجه هو الذي رجحه الترمذي! فقد قال في «جامعه» [605/ 4]، بعد أن أخرجه مرفوعًا [رقم/ 2407]، من رواية محمد بن موسى الحرشي عن حماد بن زيد به ... : قال: «حدثنا هناد -وهو في «زهده» كما مضى- حدثنا أبو أسامة عن حماد بن زيد نحوه ولم يرفعه، وهذا أصح من حديث محمد بن موسى!!».
قلتُ: لكن محمدًا لم ينفرد به مرفوعًا عن حماد بن زيد! بل تابعه: جماعة أكثر عددًا ممن أوقفه! وما في بعض رواياتهم من الشك في رفعه! إنما هو من حماد بن زيد نفسه!! كما وقع ذلك صريحًا عند الطيالسي والحسين بن حرب وغيرهما، فالظاهر أنه كان يشك فيه، والراوي الثقة الحافظ المأمون -مثل حماد- إذا روي خبرًا مسندًا ورواه عنه جماعة من الثقات هكذا، ثم عاد وأوقفه أو شك فيه!! فالأول هو الذي عليه الاعتماد؛ لكونه أتى فيه بزيادة حفظها عنه ثقات أصحابه، فلعله نسي بعد ذلك أنه سمعه مرفوعًا، فذهب يوقفه، ثم تعارض عنده الوقف والرفع ولم يترجح أحدهما على الآخر، فصار يشك فيه! وقد كان حماد بن زيد معروفًا بكونه من الذين يقصرون في الأسانيد عند الارتياب؛ زيادة في الاحتياط والتوقي، وقد نقل الحافظ في «التهذيب» عن يعقوب بن شيبة الحافظ أنه قال: «حماد بن زيد أثبت من ابن سلمة، و كل ثقة، غير أن ابن زيد معروف بأنه يقصر فى الأسانيد، و يوقف المرفوع، كثير الشك بتوقيه، و كان جليلا، لم يكن له كتاب يرجع إليه، فكان أحيانا يذكر، فيرفع الحديث، و أحيانا يهاب الحديث، و لا يرفعه».
قلت: وقد ورث حماد هذا التوقي عن شيخه أيوب السختياني، فقد كانت هذه عادته فيما يشك فيه من أخبار؛ تبرئةً لذمته أن ينسب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ما لم يقله!
والحديث: حسن صالح مرفوع على التحقيق، وهو غريب من هذا الوجه، تفرد به حماد بن زيد عن أبي الصهباء، وقد كان تفرُّدُ حماد به معروفًا بين النقلة، وقد سمعه منه خلْقٌ كما مضى، بل حرص الثوري على سماعه من حماد أيضًا! فأخرج ابن أبي حاتم في «تقدمة الجرح والتعديل» [1/ 182]، من طريق يعقوب الدورقي قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول: «رأيت سفيان الثوري جاء الى حماد بن زيد وسأله عن حديث أبى الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبى سعيد الخدري: «أن الأعضاء تكفر بعضها بعضا» قال: فرأيت سفيان الثوري جاثيا بين يدي حماد بن زيد وهو يُمْلي عليه هذا الحديث»، وأخرجه ابن عبد البر أيضًا في «التمهيد» [21/ 40] من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: «رأيت سفيان الثوري جالسا عند حماد بن زيد يكتب هذا الحديث». والله المستعان لا رب سواه.
انتهى بحروفه من: (رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى) [رقم/1185].
¥(72/390)
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[21 - 09 - 10, 11:07 م]ـ
وقد حسَّن له الإمام الحافظ مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيِّ بنِ أَبِي الرَّجَاءِ الأَصْبَهَانِيُّ هذا الحديث!!
هذا من أوهامنا التي نبَّهنا عليها بعض الفضلاء! لأننا سوف نذكر أن ابن أبي الرجاء الحافظ قد غلط في تعيينه (أبا الصهباء) في هذا الحديث بكونه: (صلة بن أشيم)! فكيف يستقيم بعد ذلك كونه قد حسَّن لأبي الصهباء الكوفي؟ والله يغفر لنا إن شاء الله.
وقد كان بوسعنا إصلاح هذا الوهم واستدراكه في أصل التخريج، إلا أننا أبينا إلا أن نترك ما كتبناه كما كتبناه، مع التنبيه على ما وقع لنا من الوهم فيما سطرناه، لعل صنيعنا هذا يكون فيه عبرة لمن كبر على أنفسهم الاعتراف بالزلات، وعَظُم لديهم الشهادة على أقلامهم بمطلق الأوهام والهفوات!
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[22 - 09 - 10, 02:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا و نفع بكم أخي الكريم.
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[04 - 10 - 10, 04:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا و نفع بكم أخي الكريم.
وجزاكم يا شيخ أيمن.(72/391)
أحاديث مغفرة الذنوب بالمصافحة
ـ[محمد محمود الملوانى]ــــــــ[22 - 09 - 10, 02:16 ص]ـ
السلام عليكم
أحاديث مغفرة الذنوب بالمصافحة هل بحثت من قبل هنا و هل يوجد من سأل عنها أحدا من أهل العلم و للتسهيل أنظروها فى السلسلة الصحيحة للشيخ الألبانى رحمه الله فكلام الشيخ فى ثبوتها يحتاج نظر.
يمكن البحث فى كتب الشيخ عن طريق islamport
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 06:41 ص]ـ
الحديث له طرق عدة من حديث البراء و من حديث انس و غيرهما وهو حديث جيد -بإذن الله- بمجموع طرقه.
و الله أعلم.(72/392)
هل هذاالحديث صحيح
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[22 - 09 - 10, 12:31 م]ـ
{السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ايهاالاعضاء الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اريدان اعرف مدى صحة هذه الرواية التي رواها الطبراني في المعجم الكبير عن معازابن جبل 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اذاقام الى الصلاة رفع يديه قبال أزنيه فأزاكبر ارسلهما ثم سكت وربمارايته يضع يمينه على يساره} ارجوالتوضيح وجزاكم اللهخ كل خيرطالب علم من السودان اخوكم كايدقاسم
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[22 - 09 - 10, 12:53 م]ـ
قال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني في الكبير، وفيه: الخصيب بن جحدر، وهو كذاب.
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[22 - 09 - 10, 04:16 م]ـ
اسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يعظم اجرك يااخي ابومحمد الشربيني
ـ[أبو البراء الفلسطيني]ــــــــ[27 - 09 - 10, 11:06 ص]ـ
سند الحديث فيه متهم بالوضع وهو الخصيب بن جحدر البصري وهو كذاب، فقد كذبه جمع من الائمة منهم البخاري وابن حجر العسقلاني، وكذلك فيه النعمان بن نعيم مجهول الحال، وكذلك في سنده محبوب بن حسن القرشي ليس بقوي في الحديث.
وارجوا الانتباه اخي انك كتبت الحديث باللهجة العامية باستخدامك لحرف الزين بدل الذال وهذا لا يجوز فيجب ان نكتب الحديث كما هو باللغة العربية الفصحى بارك الله فيك.
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[29 - 09 - 10, 02:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخي في الله ابوالبراء جزاك الله كل خير وفيك الله بارك والله ماأنتبهت ارجو الاعتزاراخزك كايدقاسم
ـ[أبو البراء الفلسطيني]ــــــــ[30 - 09 - 10, 04:11 ص]ـ
وجزاك الله الفردوس الاعلى اخي كايد وغفر الله لنا ولكم(72/393)
كيف أخرج هذا الحديث من المعجم المفهرس ومفتاح كنوز السنة؟؟
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[22 - 09 - 10, 05:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
كيف أخرج هذا الحديث من المعجم المفهرس ومفتاح كنوز السنة؟؟
وهو حديث كلمتان خفيفتان على اللسان ......... الحديث
وبشكل اخر اريد التمرس على تخريخ الاحاديث من هذه الكتب بارك الله فيكم
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[22 - 09 - 10, 09:22 م]ـ
أين الجواب بحول الملك الوهاب
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[23 - 09 - 10, 06:43 م]ـ
ادرس التخريج على يد شيخ بارك الله فيك
وجوابا لك ... لافادتك ولتعليمك (أجب بنفسك حتى تتعلم)
راجع كتاب التخريج للدكتور عبدالمهدي عبدالقادر أو اصول التخريج للطحان أو غيرها تجد بغيتك في كيفية التخريج من هذه الكتب
والتخريج علم وفن(72/394)
هل يوجد حديث تساعي عند الإمام أحمد غير هذا الحديث؟
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 05:45 م]ـ
بسم الله الرَّحمن الرحيم
قال الإمام ابن كثر في تفسيره عند تفسير سورة الإخلاص:
قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن زائدة بن قُدَامة، عن منصور، عن هلال بن يَساف، عن الربيع بن خُثَيم عن عمرو بن ميمون، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ فإنه من قرأ: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ " في ليلة، فقد قرأ ليلتئذ ثلث القرآن".
هذا حديث تُسَاعيّ الإسناد للإمام أحمد. ورواه الترمذي والنسائي، كلاهما عن محمد بن بشار بندار -زاد الترمذي وقتيبة-كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي، به. فصار لهما عُشَاريا. ا. هـ المقصود.
فهل يوجد حديث تساعي عند الإمام أحمد غير هذا الحديث؟(72/395)
ما معني ومفهوم هذه العبارةلهذالحديث" وَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 07:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
قال البخاري في صحيحه في كتاب المغازي
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ذُكِرَ لَهُ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَكَانَ بَدْرِيًّا مَرِضَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَرَكِبَ إِلَيْهِ بَعْدَ أَنْ تَعَالَى النَّهَارُ وَاقْتَرَبَتِ الْجُمُعَةُ وَتَرَكَ الْجُمُعَةَ، وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ أَبَاهُ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ الزُّهْرِيِّ، يَأْمُرُهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْأَسْلَمِيَّةِ فَيَسْأَلَهَا عَنْ حَدِيثِهَا وَعَنْ مَا قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ k حِينَ اسْتَفْتَتْهُ، فَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ يُخْبِرُهُ أَنَّ سُبَيْعَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ سَعْدِ بْنِ خَوْلَةَ وَهُوَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا، فَتُوُفِّيَ عَنْهَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهِيَ حَامِلٌ، فَلَمْ تَنْشَبْ أَنْ وَضَعَتْ حَمْلَهَا بَعْدَ وَفَاتِهِ، فَلَمَّا تَعَلَّتْ مِنْ نِفَاسِهَا تَجَمَّلَتْ لِلْخُطَّابِ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، فَقَالَ لَهَا: مَا لِي أَرَاكِ تَجَمَّلْتِ لِلْخُطَّابِ تُرَجِّينَ النِّكَاحَ، فَإِنَّكِ وَاللَّهِ مَا أَنْتِ بِنَاكِحٍ حَتَّى تَمُرَّ عَلَيْكِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ، قَالَتْ سُبَيْعَةُ: فَلَمَّا، قَالَ لِي: ذَلِكَ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي حِينَ أَمْسَيْتُ، وَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ k فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ " فَأَفْتَانِي بِأَنِّي قَدْ حَلَلْتُ حِينَ وَضَعْتُ حَمْلِي وَأَمَرَنِي بِالتَّزَوُّجِ إِنْ بَدَا لِي ".
تَابَعَهُ أَصْبَغُ، عَنْ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ وَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ، وَكَانَ أَبُوهُ شَهِدَ بَدْرًا أَخْبَرَهُ "
ما معني ومفهوم هذه العبارةلهذالحديث" وَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ، وَكَانَ أَبُوهُ شَهِدَ بَدْرًا أَخْبَرَهُ "
يعني من سأل وممن سأل ومن قال "أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ، " وفي الأخير"أخبره"من أخبرولمن أخبر
وقال البخاري في صحيحه في كتاب المغازي
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى، سَمِعَ مُعَاذَ بْنَ رِفَاعَةَ، أَنَّ مَلَكًا سَأَلَ النَّبِيَّ k نَحْوَهُ، وَعَنْ يَحْيَى، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الْهَادِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ يَوْمَ حَدَّثَهُ مُعَاذٌ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ يَزِيدُ: فَقَالَ مُعَاذٌ: " إِنَّ السَّائِلَ هُوَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام "
مامعني ومفهوم هذه العبارةلهذالحديث"أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الْهَادِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ يَوْمَ حَدَّثَهُ مُعَاذٌ هَذَا الْحَدِيثَ، ""يعني من المخبرولمن أخبرومن مرجع ضميرأنه ومعه
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 07:27 م]ـ
تَابَعَهُ أَصْبَغُ، عَنْ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ وَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ، وَكَانَ أَبُوهُ شَهِدَ بَدْرًا أَخْبَرَهُ "
ما معني ومفهوم هذه العبارةلهذالحديث" وَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ، وَكَانَ أَبُوهُ شَهِدَ بَدْرًا أَخْبَرَهُ "
يعني من سأل وممن سأل ومن قال "أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ، " وفي الأخير"أخبره"من أخبرولمن أخبر
قوله: ((وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ وَسَأَلْنَاهُ)) وسألناه هي من قول يونس أي أنهم سألوا ابن شهاب الزهري فقال لهم الزهري: ((أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ)) وهذا ضاهر إذ ابن شهاب من تلاميذ محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان انظر تهذيب الكمال , وقولك: (("أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ، " وفي الأخير"أخبره"من أخبر ولمن أخبر)) فقوله: ((أخبره)) أي أن محمد بن إياس أخبر محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان , وهذا ضاهر أيضا.
¥(72/396)
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 07:38 م]ـ
مامعني ومفهوم هذه العبارةلهذالحديث"أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الْهَادِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ يَوْمَ حَدَّثَهُ مُعَاذٌ هَذَا الْحَدِيثَ، ""يعني من المخبرولمن أخبرومن مرجع ضميرأنه ومعه
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
((أن يزيد بن الهاد أخبره)) أي أن يزيد أخبر يحيى , ((أنه)) أي يزيد بن الهاد ((كان معه)) أي أن يزيد بن الهاد كان مع شيخه يحيى بن سعيد ((انه كان معه يوم حدثه معاذٌ هذا الحديث)) فالذي يضهر أن يزيد كان مع يحيى حين حدث معاذ يحيى بهذا الحديث , ومعاذ شيخ ليحيى و شيخ ليزيد أيضا وقد اشتركا في الرواية عنه , و الله أعلم.
ـ[فهد حنيان الشمري]ــــــــ[30 - 10 - 10, 02:51 ص]ـ
((أن يزيد بن الهاد أخبره)) أي أن يزيد أخبر يحيى , ((أنه)) أي يزيد بن الهاد ((كان معه)) أي أن يزيد بن الهاد كان مع شيخه يحيى بن سعيد ((انه كان معه يوم حدثه معاذٌ هذا الحديث)) فالذي يضهر أن يزيد كان مع يحيى حين حدث معاذ يحيى بهذا الحديث , ومعاذ شيخ ليحيى و شيخ ليزيد أيضا وقد اشتركا في الرواية عنه , و الله أعلم.
جزاك الله خيراً أخي أبا القاسم البيضاوي على توضيحك المسألة
وأحب أن أضيف أن المراد من هذه العبارة ذكر الزيادة التي حفظها يزيد أثناء تحديث معاذ لهم (يحيى و يزيد) والتي نسيها يحيى ألا ترى أنه رواها عنه مع أنه تلميذ له
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 07:30 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبا القاسم البيضاوي على توضيحك المسألة
وأحب أن أضيف أن المراد من هذه العبارة ذكر الزيادة التي حفظها يزيد أثناء تحديث معاذ لهم (يحيى و يزيد) والتي نسيها يحيى ألا ترى أنه رواها عنه مع أنه تلميذ له
أحسنت أخي الحبيب , بارك الله فيك.
ـ[عبد الجبار القرعاوي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 09:51 م]ـ
بارك الله فيكم وكلمة ضاهر إنما تكتب ظاهر أخت الطاء وشكرا
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[02 - 11 - 10, 05:01 ص]ـ
بارك الله فيكم وكلمة ضاهر إنما تكتب ظاهر أخت الطاء وشكرا
بارك الله فيك , وإلى الله نشكوا عجمتنا , و الله المستعان.(72/397)
ما نوع العلة في هذا الحديث
ـ[أبو أكرم الحنبرجي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 10:25 م]ـ
أرجو من الإخوة الأعزاء والمشايخ الفضلاء إفادتنا في بيان نوع العلة في هذا الحديث.
قال الحاكم: حدثنا الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه قال أخبرنا أبو بكر يعقوب بن يوسف المطوعي قال ثنا أبو داؤد سليمان بن محمد المباركي قال ثنا أبو شهاب عن سفيان الثوري عن الحجاج بن فرافصة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنهم قال: قال النبي e: [ المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم].
ثم أعله برواية محمد بن كثير فقال:
"وهكذا رواه عيسى بن يونس و يحيى بن الضريس عن الثوري فنظرت فإذا له علة".
أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو قال ثنا أحمد بن سيار قال حدثنا محمد بن كثير قال ثنا سفيان الثوري عن الحجاج بن الفرافصة عن رجل عن أبي سلمة قال سفيان: أراه ذكر أبا هريرة قال: قال رسول الله e : [ المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم]."
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[22 - 09 - 10, 11:29 م]ـ
اى ان الحجاج لم يسم شيخه
عن الحجاج عن رجل عن ابى سلمه
ولقد سماه فى الروايه الاخرى:الحجاج بن فرافصة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة
وحسنه الالبانى رحمه الله فى الصحيحه
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[22 - 09 - 10, 11:33 م]ـ
وقال فى المستدرك 1\ 103:
و أما الحجاج بن فرافصة فإن الإمامين لم يخرجاه لكني سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: الحجاج بن فرافصة لا بأس به و قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول حجاج بن فرافصة شيخ صالح متعبد
و له شاهد عن يحيى بن أبي كثير أقام إسناده
ـ[أبو أكرم الحنبرجي]ــــــــ[23 - 09 - 10, 06:38 م]ـ
جزاك الله خيرا
هذا هو جواب الحافظ السيوطي رحمه الله، وفي علمي أنه أول من شخص أجناس العلل التي ذكرها الحاكم، إلا أن تشخيص هذه العلة أوقفني كثيراً، وهناك بعض الأسئلة أرغب في مشاركتكم إياها.
السؤال الأول:
هل يعد إبهام الراوي علة في الحديث، لا سيما أن الراوي المبهم هو يحيى بن أبي كثير كما جاء في عدة متابعات تامة للحجاج بن فرافصة؟
السؤال الثاني:
ما معنى قول الحاكم: أقام إسناده؟
السؤال الثالث:
هل هناك علة أخرى أشار الحاكم إليها في هذا الحديث غير ما ذكر السيوطي؟
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[25 - 09 - 10, 07:21 م]ـ
اولا: اخوك من صغار طلبه العلم .. والملتقى فيه طلاب علم فى هذا الشأن واخوك من صغارهم ... ولعل احدهم يشاركنا ويفيدك
ونجاوب على اسألتك ..
الاول
نعم ابهام الراوى عله فى الحديث ويعد من المجاهيل .. والمجهول من اسباب ضعف الحديث وله قسمان
الثانى:
اقام اسناده هى كنايه عن وصل الحديث واظهار الراوى المبهم وهو يحيي
الثالث:
لا اظن على ما وقفت عليه
والله اعلم
ـ[أبو أكرم الحنبرجي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 05:57 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم
ما معنى قول سفيان الثوري في هذا الحديث: أراه ذكر أبا هريرة
ألا تصلح أن تكون علة؟ أي أن سفيان الثوري شك في الوصل والإرسال، لا سيما أن هذا الحديث قد اختلف فيه على يحيى بن أبي كثير بالوصل والإرسال كما ذكر الدارقطني.
قال الدارقطني: "يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه فرواه الحجاج بن فرافصة وبشر بن رافع عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة ورواه أسامة بن زيد عن رجل من بلحارث عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة مرسلا".
أما بالنسبة لكون إبهام الراوي علة في هذا الحديث فهي علة غير قادحة وذلك لأن المبهم قد عرف وهو: يحيى بن أبي كثير كما جاء في طرق الحديث، وكما يفهم من صنيع الطحاوي في مشكل الآثار، والسيوطي في تدريب الراوي، ومن جاء بعدهم من أهل العلم المعاصرين مثل: الأرنؤوط في المسند والدكتور مصطفى باحو في العلة وأجناسها.
وأما بالنسبة لقول الحاكم في المستدرك: و له شاهد عن يحيى بن أبي كثير أقام إسناده
فسوف أعرض ما ظهر لي فيها عما قريب إن شاء الله لكي يتشجع إخواننا من أهل الحديث وطلبته لمشاركتنا في إثراء هذا الموضوع.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[27 - 09 - 10, 08:21 م]ـ
بارك الله فيكم.
أما بالنسبة لكون إبهام الراوي علة في هذا الحديث فهي علة غير قادحة وذلك لأن المبهم قد عرف وهو: يحيى بن أبي كثير كما جاء في طرق الحديث
ليس مجيؤه في طرق الحديث قاضيًا بأنه هو، بل لا بد من صحَّة وراجحيَّة الأوجه التي سُمِّي الراوي فيها، وذلك ما لم يذهب إليه الحاكم -في ظاهر صنيعه-، فجعل الروايةَ بإبهام الراوي علَّةً للروايةِ بتسميته.
وللحاكم اجتهاده الذي لا يُحتَجُّ عليه بصنيع غيره من العلماء، بل يُنظَر إلى دليل كُلٍّ، ويُحكَم لأقرب ذلك للصحة.
والله أعلم.
ـ[أبو أكرم الحنبرجي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 10:23 م]ـ
أحسنت أخي الكريم
أولاً: فما رأيك باعتراض الدكتور مصطفى باحو؟
"وحاصل ما ذكر: أن يروي الراوي الحديث متصلا، ثم يتبين أنه رجل مبهم. وهذا الذي قاله الحاكم في هذا الحديث لا يوافق عليه. لأنه لا تسليم بأن المختلفين بدرجة واحدة في الضبط، فالراوي المبهم في رواية محمد بن كثير هو يحيى بن أبي كثير. فلا تعارض حينئذ ".
وقال أيضاً: " فكيف تقدم رواية محمد بن كثير وهو متكلم فيه على رواية هؤلاء جميعاً، والعجب من الحاكم كيف يعله في المعرفة ويخرجه في المستدرك".
ولو تتبعت طرق الحديث لوجدت أن الأكثر قد رووه عن سفيان عن الحجاج بن فرافصة عن يحيى بن أبي كثير، منهم: عيسى بن يونس، والحكم بن نافع، ويحيى الضريس، وقبيصة بن عقبة.
ثانياً: إن الحاكم لم يقل إن سبب إعلال هذا الحديث هو: (الاختلاف على الراوي في تسمية شيخه أو تجهيله) وإنما هذا كلام الحافظ السيوطي حسبما فهمه من سياق الحاكم للحديثين.
ثالثاً: لم تجبني عن الاحتمال الذي ذكرته من كون العلة التي كشف عنها الحاكم هي ما جاء في كلام سفيان الثوري راوي الحديث يوضح أنه لم يجزم بأنه سمع هذا الحديث متصلاً، بل ذكر ذلك على الشك، لا سيما أن الحاكم لم يصرح بنوع العلة.
¥(72/398)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[27 - 09 - 10, 10:59 م]ـ
اولا بارك الله فيك اخى اكرم
والحديث جاء ايضا من طريق كعب بن مالك كما اخرجه ابن عدى فى الكامل 7\ 163
وفيه يوسف بن السفر وهو متروك
اما ترجيح الوصل والارسال هذا يعتمد على سند الروايه فى درجه الرواه من حيث الثقه والتثبت وغيرها من الامور التى ترجح الحكم على الاسناد هل الوصل اصح من الارسال او العكس ,,
وابهام الراوى عله قادحه اذ لم يأتى طريق اخر توضح من هو الراوى الذى ابهم .. ولولا لم ياتى طريق اخر يوضح ان الرواى هو يحيي بن ابى كثير لكان الحديث لا يتعدى الضعف ...
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[27 - 09 - 10, 11:36 م]ـ
بارك الله فيك.
لم أكن حيثُ كتبتُ ما كتبت مشاركًا في الموضوع ومباحثًا فيه، وإنما علقتُ -حسب- على الاحتجاج على الحاكم بما لا يصح الاحتجاج به عليه.
"وحاصل ما ذكر: أن يروي الراوي الحديث متصلا، ثم يتبين أنه رجل مبهم. وهذا الذي قاله الحاكم في هذا الحديث لا يوافق عليه. لأنه لا تسليم بأن المختلفين بدرجة واحدة في الضبط، فالراوي المبهم في رواية محمد بن كثير هو يحيى بن أبي كثير. فلا تعارض حينئذ ".
نقلك: (لأنه لا تسليم ... ) صوابه: (لأنه على التسليم ... ).
وتمام كلام الشيخ باحو أن قال: (أمَا والمختلفون مُتباينون في الحفظ جدًّا، فيتعيَّن ترجيح رواية الأكثر حفظًا).
وهذا عَينُ ما قلتُه، ولا يُستفاد من كلام الشيخ أن مجرَّد ورود تسمية الرجل في الروايات الأخرى يقضي بتعيينه به.
لكن قد يقع الخلاف في تطبيق ذلك:
فالحاكم رأى -في المعرفة- أن رواية الإبهام أرجح، فأعلَّه بذلك،
والشيخ باحو جمع بعض الروايات، ورجح العكس.
ولباحثٍ أن يخالف في ذلك، لكن المراد: أنه لا يُرَدُّ كلام الحاكم بما ذكرتَه في قولك:
أما بالنسبة لكون إبهام الراوي علة في هذا الحديث فهي علة غير قادحة وذلك لأن المبهم قد عرف وهو: يحيى بن أبي كثير كما جاء في طرق الحديث
وبيان هذا كان هو الهدف من مشاركتي السابقة.
وللتنبيه: فلم يذكر الشيخ باحو رواية أبي أحمد الزبيري المتابِعة لرواية محمد بن كثير، وجعل الأمر كأنه انفرادٌ من محمد بن كثير، بينما قد نقل رواية بشر بن رافع من موضع رواية أبي أحمد الزبيري نفسِه، فلعله غفل عنها.
وفيما أرى: أن رواية محمد بن كثير وأبي أحمد الزبيري أولى بالصواب من الروايات الأخرى؛ التي لا ينهض منها للخلاف إلا رواية عيسى بن يونس.
فأبو شهاب الحناط كثير الخطأ، متكلَّم فيه،
وقبيصة في الثوري ليس بذاك، على أنه أقرب لرواية محمد بن كثير من غيره؛ فإنه شكَّ في تعيين يحيى بن أبي كثير، فقال: (عن يحيى بن أبي كثير أو غيره)،
وعلي بن قادم يروي أحاديث غير محفوظة عن الثوري،
ورواية يحيى بن الضريس فيها محمد بن حميد، ومعروفٌ الكلام فيه.
وأما متابعة بشر بن رافع، وروايته الحديث عن يحيى بن أبي كثير؛ فهي لا شيء، أو شبه لا شيء؛ نظرًا للكلام في بشر، والمناكير التي يرويها، خاصةً عن يحيى بن أبي كثير؛ مما وصفه ابن حبان بـ"الطامات"، و"الموضوعات"، وذكر منها هذا الحديث خاصة.
بينما الكلام في محمد بن كثير غير مؤثر -في ترجيح ابن حجر-، وقد اعتمد البخاري روايته عن سفيان الثوري، وأكثر من تخريجها عنه في الصحيح (أكثر من 60 موضعًا).
وأبو أحمد الزبيري معدودٌ في الطبقات المتقدمة في الثوري، وإن كان يخطئ عنه، لكنه أوثق وأحفظ لحديث الثوري من المذكورين، وقد توبع هاهنا، فانتفى خطؤه، وظهر أنه حفظه، وهو إذا لم يخطئ حافظ ثقة.
واتفاقهما أقوى من رواية عيسى بن يونس.
والظاهر -والله أعلم-: أن تسمية الراوي بيحيى بن أبي كثير دخلت على الرواة عن الثوري من رواية بشر بن رافع، وقد سبق بيان نكارتها.
ثانياً: إن الحاكم لم يقل إن سبب إعلال هذا الحديث هو: (الاختلاف على الراوي في تسمية شيخه أو تجهيله) وإنما هذا كلام الحافظ السيوطي حسبما فهمه من سياق الحاكم للحديثين.
لم أكن خُضت في هذه النقطة.
وهذه العلة هي الأقرب لمقصود الحاكم؛ لأنه في سياق أجناس العلل، وقد ذكر (الاختلاف في الوصل والإرسال) في جنسٍ خاص (الجنس الثاني)، فتبين أنه غير مرادٍ له في هذا الجنس.
إلا أن أردتَ أنه يقصد جنس: (الشكّ بين الوصل والإرسال)، إلا أن هذا أبعد وأغمض مِن الذي فهمه العلماء ومَنْ بعدهم، حتى الشيخ باحو في كتابه.
وهذا الشك غير مؤثر، وليس بِعِلَّةٍ في الحديث؛ لأن جميع الرواة جزموا بذكر أبي هريرة، فتبيَّن أن الشكَّ في ذِكرِه مُطَّرح، وأن الراوي شكَّ فيه توقُّفًا واحتياطًا، ومُتابِعوه يذكرونه جزمًا، والتقصير والاحتياط لا يُعِلُّ تجويد الرواية وإقامة الإسناد من الثقة.
ثالثاً: لم تجبني عن الاحتمال الذي ذكرته من كون العلة التي كشف عنها الحاكم هي ما جاء في كلام سفيان الثوري راوي الحديث يوضح أنه لم يجزم بأنه سمع هذا الحديث متصلاً، بل ذكر ذلك على الشك، لا سيما أن الحاكم لم يصرح بنوع العلة.
لم أجبك لأنني لم أكن أتكلم في عموم الموضوع، وإنما في النقطة التي أشرتُ إليها، وقد أجبتُ الآن.
* لا أحسب الشيخ "باحو" دكتورًا.
والله أعلم.
¥(72/399)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[28 - 09 - 10, 07:12 م]ـ
اشكر ابو اكرم الذى جعل شيخنا محمد بن عبدالله يثرى الموضوع ويمتعنا بهذه الفوائد
وفقك الله وبارك فيك
ـ[أبو أكرم الحنبرجي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 07:13 م]ـ
جزاك الله خيرا
بقي عندي سؤال واحد:
ما معنى قول الحاكم في المستدرك عند سياقه لحديث عيسى بن يونس: تابعه أبو شهاب عبد ربه بن نافع الحناط و يحيى بن الضريس عن الثوري في إقامته هذا الإسناد.
وقال أيضاً: "و أما حديث يحيى بن الضريس فدونه محمد بن حميد هذا حديث وصله المتقدمون من أصحاب الثوري و أفسده المتأخرون عنه"
وقوله: "و له شاهد عن يحيى بن أبي كثير أقام إسناده"
وقوله: "هذا حديث تداوله الأئمة بالرواية و أقام بعض الرواة إسناده".
فهل يقال بأن هؤلاء أقاموا إسناد الحديث ووصلوه بذكر يحيى بن أبي كثير وأفسده غيرهم ولم يقم إسناده فقالوا فيه: عن رجل؟
أم أن إقامة الإسناد معنها ذكره متصلا غير مرسل.
قارن ذلك باستعمال الحاكم لهذه العبارة في المستدرك
ـ[أبو أكرم الحنبرجي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 07:41 م]ـ
وأما بالنسبة لرواية الطحاوي من طريق قبيصة بن عقبة والتي شك فيها (عن يحيى بن أبي كثير أو غيره) فقد رواها عنه أبو أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي البغدادي، وعلته أنه لما خرج إلى مصر حدث فيها عن سفيان من حفظه بأشياء أخطأ فيها، مع أنه كان ثقة حافظاً لذا قال فيه ابن حبان: "فلا يعجبني الاحتجاج بخبره إلا ما حدث من كتابه" والطحاوي مصري لم أقف على أنه رحل إلى العراق وإنما رحلته كانت إلى بلاد الشام بيت المقدس، وغزة، وعسقلان، ودمشق. والظاهر أنه سمع منه في مصر من غير كتابه لاسيما أن ابن الأعرابي قد روى هذا الحديث عن محمد بن أبي العوام عن قبيصة بن عقبة من دون شك في ذكر يحيى بن أبي كثير، ومحمد بن أبي العوام قال فيه ابن حجر: صدوق، وقال مسلمة: ثقة، كما أنه بغدادي فهو بلدي قبيصة بن عقبة.
فالظاهر أن الشك إنما هو من قبيصة رواه من حفظه في مصر فوهم فيه.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[28 - 09 - 10, 10:12 م]ـ
بارك الله فيكم.
ما معنى قول الحاكم في المستدرك عند سياقه لحديث عيسى بن يونس: تابعه أبو شهاب عبد ربه بن نافع الحناط و يحيى بن الضريس عن الثوري في إقامته هذا الإسناد.
وقال أيضاً: "و أما حديث يحيى بن الضريس فدونه محمد بن حميد هذا حديث وصله المتقدمون من أصحاب الثوري و أفسده المتأخرون عنه"
وقوله: "و له شاهد عن يحيى بن أبي كثير أقام إسناده"
وقوله: "هذا حديث تداوله الأئمة بالرواية و أقام بعض الرواة إسناده".
فهل يقال بأن هؤلاء أقاموا إسناد الحديث ووصلوه بذكر يحيى بن أبي كثير وأفسده غيرهم ولم يقم إسناده فقالوا فيه: عن رجل؟
أم أن إقامة الإسناد معنها ذكره متصلا غير مرسل.
قارن ذلك باستعمال الحاكم لهذه العبارة في المستدرك
إقامة الإسناد مصطلحٌ أعمُّ من إطلاقه على الوصل مقابل الإرسال.
فمن حيث الاصطلاح اللغوي؛ فالإقامة تفيد التحسين والتجويد والضبط والتتميم،
وهذا يحصل في الأسانيد بوصلها، وبغير ذلك كذلك.
وقد استعمل الحاكم إقامة الإسناد لغير وصله، وأذكر من ذلك نموذجين:
1 - أسند حديثًا لحرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن عياض عن أبي سعيد الخدري، ثم قال (1/ 134): (ولم يخرِّجا هذا الحديثَ لخلافٍ من أبان بن يزيد العطار فيه عن يحيى بن أبي كثير؛ فإنه لم يحفظه؛ فقال: "عن يحيى، عن هلال بن عياض أو عياض بن هلال"، و هذا لا يعلِّله؛ لإجماع يحيى بن أبي كثير على إقامة هذا الإسناد عنه، ومتابعة حرب بن شداد فيه: كذلك رواه هشام الدستوائي وعلي بن المبارك، ومعمر، وغيرهم عن يحيى).
فجعل الجزم باسم الراوي وعدم الشك فيه إقامةً للإسناد.
2 - أسند حديثًا لعمار بن رزيق عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر، ثم قال (1/ 411): (تابع عمارَ بن رزيق على إقامة هذا الإسناد أبو عوانة، وجرير، وعبد العزيز بن مسلم)، ثم أسند رواياتهم، ثم قال: (هذه الأسانيد المتفق على صحتها لا تُعَلَّل بحديث محمد بن أبي عبيدة بن معن عن أبيه عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن مجاهد).
فجعل إسقاط إبراهيم التيمي إقامةً للإسناد.
وبالتالي:
فليس من المتعيِّن في المراد من إطلاق (إقامة الإسناد): وصله مقابل إرساله.
ومن ذلك هذا الحديث الذي بين أيدينا:
¥(72/400)
فالخلاف في وصل الحديث وإرساله خلافٌ ضعيفٌ غير مؤثر -كما سبق بيانه-، وهو خلاف أخفى وأقل شهرة من الخلاف في تسمية شيخ يحيى بن أبي كثير وإبهامه، فالأولى صرف كلام الحاكم إلى الخلاف المعروف في الحديث، خاصة وقد تبيَّن أنه كان يتكلم بخصوصه في أجناس العلل.
وأما قول الحاكم: (هذا حديث وصله المتقدمون من أصحاب الثوري وأفسده المتأخرون عنه)؛ فالوصل مصروفٌ إلى تسمية يحيى بن أبي كثير، والإفساد مصروفٌ إلى إبهامه؛ لأن الإبهام في النهاية انقطاعٌ في الإسناد، وقول الحجاج بن فرافصة: (حدثني رجل عن أبي سلمة) بمنزلة قوله: (بلغني عن أبي سلمة)، ونحوه مما هو قطعٌ في الإسناد، وخلافُهُ وصلٌ له.
وأما بالنسبة لرواية الطحاوي من طريق قبيصة بن عقبة والتي شك فيها (عن يحيى بن أبي كثير أو غيره) فقد رواها عنه أبو أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي البغدادي، وعلته أنه لما خرج إلى مصر حدث فيها عن سفيان من حفظه بأشياء أخطأ فيها، مع أنه كان ثقة حافظاً لذا قال فيه ابن حبان: "فلا يعجبني الاحتجاج بخبره إلا ما حدث من كتابه" والطحاوي مصري لم أقف على أنه رحل إلى العراق وإنما رحلته كانت إلى بلاد الشام بيت المقدس، وغزة، وعسقلان، ودمشق. والظاهر أنه سمع منه في مصر من غير كتابه لاسيما أن ابن الأعرابي قد روى هذا الحديث عن محمد بن أبي العوام عن قبيصة بن عقبة من دون شك في ذكر يحيى بن أبي كثير، ومحمد بن أبي العوام قال فيه ابن حجر: صدوق، وقال مسلمة: ثقة، كما أنه بغدادي فهو بلدي قبيصة بن عقبة.
فالظاهر أن الشك إنما هو من قبيصة رواه من حفظه في مصر فوهم فيه.
لعلك أردت: أن الشك من أبي أمية الطرسوسي.
وقد أخرجه أبو أمية في مسنده ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1320336&postcount=28) الذي ألَّفه بنفسه (ق199/أ).
والراوي عن أبي أمية في الجزء الذي أخرج فيه الحديثَ من المسند هو أبو عمرو المديني أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم، وهو أصبهانيٌّ فاضل حسن المعرفة بالحديث.
وأما رواية محمد بن أبي العوام؛ فهي رواية مختصرة ومقصَّرٌ فيها، والحكم هنا لمن فصَّل وبيَّن مع ثقته.
تنبيه: لم أجد كلمة (صدوق) لابن حجر، ووجدتها لعبدالله بن أحمد والدارقطني، وقد قال فيه ابن حبان: (ربما أخطأ).
والله أعلم.
ـ[أبو أكرم الحنبرجي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 10:31 م]ـ
أحسنت أخي الكريم وجزاك الله خير الجزاء ...(72/401)
رأى النبي يعبث في لحيته في الصلاة فقال لو خشع قلب هذا .. ) قال الألباني موضوع!
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[23 - 09 - 10, 04:29 م]ـ
عفوا يضاف للعنوان بعد كلمة النبي كلمة (رجلا)
ولما رأى النبي r رجلاًيعبث في الصلاة قال:
(لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه).
قال الإمام الألباني في إرواء الغليل (373):
موضوع. أورده السيوطي في (الجامع الصغير) من رواية الحكيم عن أبي هريرة صرح الشيخ زكريا الأنصاري في تعليقه على تفسير البيضاوي (ق 202) بأن إسناده ضعيف. قلت: بل هو أشد من ذلك ضعفا فقد قال المناوي في " فيض القدير ":
(رواه (يعني الحكيم) في (النوادر) عن صالح بن محمد عن سليمان بن عمرو عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة قال: رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رجلا يعبث بلحيته في الصلاة. الحديث. قال الزين العراقي في (شرح الترمذي) وسليمان بن عمرو هو أبو داود النخعي متفق على ضعفه. إنما يعرف هذا عن ابن المسيب. وقال في (المغني): سنده ضعيف والمعروف أنه من قول سعيد ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه وفيه رجل لم يسم. وقال والده: فيه سليمان بن عمرو مجمع على ضعفه. وقال الزيلعي: قال ابن عدي: أجمعوا على انه يضع الحديث. قلت: وذلك رواه موقوفا ابن المبارك في " الزهد " (ق 213/ 1): " أنا معمر عن رجل عن سعيد به ". ومن هذا الوجه رواه ابن أبي شيبة (2/ 51 / 1). فهو لا يصح لا مرفوعا ولا موقوفا والمرفوع أشد ضعفا بل هو موضوع وكأنه لذلك لم يعرج عليه البيهقي فلم يورده في سننه الكبرى - على سعتها - وإنما أورده (2/ 289) موقوفا معلقا. انتهى الألباني
قلت (أبو البراء):
أورده ابن أبي شيبة وفي إسناده مجهول (لم يسمى) فلذلك اعتبر الألباني المرفوع أشد ضعفا بل موضوع أما الموقوف على سعيد فضعيف لعدم معرفة الرجل.
قال ابن أبي شيبة في مصنفه:
حدثنا بن علية عن معمر عن رجل قال رأى سعيد بن المسيب رجلا وهو يعبث بلحيته في الصلاة فقال لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه.
والله تعالى أعلم
ـ[محمد الشنقيطي المدني]ــــــــ[23 - 09 - 10, 07:45 م]ـ
وماهو الجديد الذي أضفته بارك الله فيك
ألم يقل الألباني
ومن هذا الوجه رواه ابن أبي شيبة ....
فائدة
في مصنف عبد الرزاق
عبد الرزاق عن معمر عن أبان قال رأى بن المسيب رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال إني لأرى هذا لو خشع قلبه خشعت جوارحه
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[23 - 09 - 10, 10:19 م]ـ
أخي الفاضل الكريم، لم أدعي إضافة جديد وإنما زيادة توضيح حفظك الله، ثم جئت بالإسناد الذي فيه رجل!، فقط، والإمام الألباني أشار ولم يأتي بالسند فأتيت به هنا،
والحديث بصفته منتشر ظننا أنه ثابت!! فإذا هو موضوع وليته ضعيف، ومثل هذه الفوائد تكون تذكيرا للمتقدم وزيادة علم للمبتدئ. ثبتنا الله وإياك على الحق
وإضافتك من مصنف عبد الرزاق جيدة، رفع الله قدرك.(72/402)
ما هي الأحاديث الصحيحة التي وردت في فضل بلاد الشام؟
ـ[ياسر أبو الزبير]ــــــــ[24 - 09 - 10, 10:40 ص]ـ
ما هي الأحاديث الصحيحة التي وردت في فضل بلاد الشام؟
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[24 - 09 - 10, 10:57 ص]ـ
تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق للإمام الألباني
kattab.net/uploading/sham.doc (http://kattab.net/uploading/sham.doc)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[24 - 09 - 10, 11:00 ص]ـ
ما هي الأحاديث الصحيحة التي وردت في فضل بلاد الشام؟
عليك بكتاب "فضائل الشام ودمشق"، تأليف الحافظ أبي الحسن الربعي "ت: 444"، قام الشيخ الألباني رحمه الله بتخريج أحاديثه وبيان صحيحها من سقيمها في كتاب سماه "تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق"
تجد الكتاب من المرفقات
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[24 - 09 - 10, 11:06 ص]ـ
تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق للإمام الألباني
kattab.net/uploading/sham.doc (http://kattab.net/uploading/sham.doc) الأخ الفاضل / أحمد البكيرات
عذراً، فلم ألحظ مشاركتك، ويبدو أننا كتبنا في آن واحد
بارك الله فيك، وجعلك سباقاً للخيرات
ـ[ياسر أبو الزبير]ــــــــ[24 - 09 - 10, 11:25 ص]ـ
جزاكم الله خيراً يا أحبة ورفع قدركم
نسأل الله أن يهيء لها من يفك أسرها
ـ[محمد المراغي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 09:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا(72/403)
ما صحة: خذوا بحظكم من العزلة
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[24 - 09 - 10, 06:34 م]ـ
84 - اخبرنا ابو الوليد الطيالسي اخبرنا شعبة اخبرنى خبيب بن عبد الرحمن قال سمعت حفص بن عاصم قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه
خذوا بحظكم من العزلة
85 - اخبرنا ابو بكر اخبرنا ابو اسامة عن مسعر عن وديعة الانصاري قال قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه
فى العزلة راحة من خلطاء السوء
ما صحة الأثرين؟
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[24 - 09 - 10, 10:45 م]ـ
- العزلة راحة للمؤمن من خلاط السوء
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: ابن حجر العسقلاني ( http://www.dorar.net/mhd/852)- المصدر: فتح الباري لابن حجر ( http://www.dorar.net/book/$r-%3Esource_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 11/ 338
خلاصة حكم المحدث: إسناده رجاله ثقات عن عمر، لكن في إسناده انقطاع
?المصدر:
الدرر السنية
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 06:53 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
((خذوا بحظكم من العزلة))
رواه إمام الائمة عبد الله ابن المبارك , و ابن ابي عاصم , و البيهقي كلهم في الزهد لهم , و ابن ابي الدنيا في العزلة و الانفراد , و الخطابي في العزلة , و ابن حبان في الروضة , وغيرهم , كلهم من طريق:
1 - شعبة بن الحجاج (الامام الثقة الثبت)
أخبرني:
2 - خبيب بن عبد الرحمن (ثقة صالح)
سمعت:
3 - حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب (تابعي ثقة مجمع على توثيقه) قال: قال عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " خذوا بحظكم من العزلة " , وفي لفظ: " خذوا بنصيبكم من العزلة ".
قلت: اختلف عن شعبة في هذا الاسناد , فرواه عنه:
1 - يحيى بن سعيد القطان (الثقة الامام المتقن)
2 - عبد الرحمن بن مهدي (الحافظ الحجة)
3 - أبو الوليد الطيالسي (الثقة الثبت)
4 - عبد الله بن المبارك (إمام الائمة و شيخ الاسلام الثقة الثبت)
5 - وهب بن جرير (ثقة)
6 - بشر بن عمر (ثقة)
كل هؤلاء رووه عن شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
وخالفهم ابو قطن عمرو بن الهيثم (ثقة ثبت بصري قدري) فيما رواه محمد بن سعد في الكبرى (150/ 4):
أخبرنا عمرو بن الهيثم , حدثنا شعبة , عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن عبد الله بن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ... به
فخالف أصحاب شعبة ورواه عن عبد الله بن عمر , وهو و إن كان ثقة إلا أن من خالفه , هم من جلة أصحاب شعبة و أحفظهم , فتكون روايته هذه غير محفوظة , و الله أعلم.
و الخبر ضعيف لأن حفص بن عاصم وهو حفيد أمير المؤمنين عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لم يدرك جده عمر , قال هذا ابن حجر في اتحاف المهرة , و الله أعلم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 08:42 ص]ـ
" العزلة راحة من خلطاء السوء "
رواه:
1 - ابن وهب في جامعه (359/ 1) عن:
- مسلم بن خالد (هو الزنجي سيئ الحفظ و حسن حاله بعض الائمة) , (ح)
2 - وكيع في الزهد (124/ 1) عن:
- سفيان (وهو سفيان الثوري امير المؤمنين في الحديث وهو من أحفظ الناس لما يروي) (ح)
3 - ومن طريق وكيع عن الثوري رواه ابن ابي شيبة في المصنف (275/ 13) و البيهقي في الزهد الكبير (131/ 1)
4 - احمد في العلل (4273) و الخطابي في العزلة (17/ 1) , من طريق:
- سفيان بن عيينة (الحافظ الامام الثقة) , عن:
- عنبسة بن عبد الواحد (ثقة صالح وقد ينسب إلى جده الثالث: سعيد بن العاص) (ح)
5 - ابن ابي الدنيا في العزلة و الانفراد (60/ 1 ح: 19) عن:
- اسحاق بن ابراهيم (الامام الحافظ المشهور بابن راهويه) , عن:
- يحيى بن سليم (أبو محمد , سيئ الحفظ لا يعتمد عليه) (ح):
كلهم عن: إسماعيل بن أمية (ثقة ثبت) عن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه قال:
" في العزلة راحة من خلطاء السوء " وفي لفظ: " العزلة راحة من أخلاط السوء " ...
قلت: و الاثر إسناده بمجموع طرقه صحيح إلى بن أمية , إلا أن اسماعيل بن أمية بينه و بين عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مفاوز تنقطع فيها أعناق المطي , فالأثر لا يصح عن عمر , و الله أعلم.
(زيادة): قد بوب البخاري في صحيحه في كتاب الرقاق بابا قال فيه: " باب العزلة راحة من خلاط السوء " , و الله أعلم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[25 - 09 - 10, 10:59 ص]ـ
أبو القاسم البيضاوي
فتح الله عليك وبارك فيك
تحقيق وتخريج رائع جدا
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 08:14 م]ـ
أبو القاسم البيضاوي
فتح الله عليك وبارك فيك
تحقيق وتخريج رائع جدا
و إياك أخي الكريم ...(72/404)
ما صحة: من خاف الله عز وجل لم يشف غيظه
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[24 - 09 - 10, 06:37 م]ـ
39 - أخبرنا خيثمة، نا عمران بن بكار، ثنا يزيد بن عبد ربه، وحيوة، وابن المصفى. قال أبو عبد الله بن منده، وأخبرنا الحسن بن أبي الحسن، وسعيد بن عثمان، قالا: ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا أبو نصر التمار، ثنا بقية، عن إبراهيم بن أدهم، عن أبي عبد الله الخراساني، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «من خاف الله عز وجل لم يشف غيظه، ومن اتقى الله عز وجل لم يصنع ما يريد، ولولا يوم القيامة لكان غير ما ترون»
وقال علي: " لا راحة لحسود، ولا إخاء لملول، ولا محبَّ لسيء الخلق "
قال المدائني: قال عمر بن الخطاب لأبي ذر: يا أبا ذر، من أنعم الناس بالاً؟ قال: برئ في الثواب، قد أمن من العقاب فبشر بالثواب. قال: صدقت يا أبا ذر.
ما صحة هذه الأثار؟
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 07:35 ص]ـ
39 - أخبرنا خيثمة، نا عمران بن بكار، ثنا يزيد بن عبد ربه، وحيوة، وابن المصفى. قال أبو عبد الله بن منده، وأخبرنا الحسن بن أبي الحسن، وسعيد بن عثمان، قالا: ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا أبو نصر التمار، ثنا بقية، عن إبراهيم بن أدهم، عن أبي عبد الله الخراساني، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «من خاف الله عز وجل لم يشف غيظه، ومن اتقى الله عز وجل لم يصنع ما يريد، ولولا يوم القيامة لكان غير ما ترون»
ضعيف , رواه ابو داود في الزهد و ابن منده في مسند ابراهيم بن ادهم و غيرهما , وفيه من لا يعرف وهو غالبا منقطع إذ من في طبقة شيوخ ابراهيم لا يمكن أن يدرك عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - , و ابي عبد الله الخراساني لا يعرف , و جاء في بعض الطرق عن عمر بن عبد العزيز بدل بن الخطاب وهو وهم.
و الله أعلم.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[26 - 10 - 10, 09:17 م]ـ
أبو القاسم البيضاوي
أحسن الله إليك
أجدت وأفدت0
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 06:46 ص]ـ
أبو القاسم البيضاوي
أحسن الله إليك
أجدت وأفدت
و إياكم أخي الحبيب(72/405)
كيف أرسم شجرة هذا الإسناد مع ح التحويل
ـ[أم أحلام]ــــــــ[24 - 09 - 10, 07:45 م]ـ
في سنن أبي داود
(2/ 294)
قال:
حدثنا قتيبة بن سعيد أن محمد بن جعفر حدثهم ح وحدثنا بن المثنى ثنا عبد الأعلى عن سعيد عن مطر عن رجاء بن حيوة عن قبيصة بن ذؤيب عن عمرو بن العاص، مرفوعاً: بلفظه.
-----------------
محمد بن جعفر يروي عن من؟
وابن المثنى من يروي عنه؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[24 - 09 - 10, 08:03 م]ـ
أبو داود، عن قتيبة، عن محمد بن جعفر، عن سعيد.
وأبو داود، عن محمد بن المثنى، عن عبدالأعلى، عن سعيد.
ـ[أبو عبد الرحمان أمين الجزائري]ــــــــ[24 - 09 - 10, 08:21 م]ـ
سنن أبي داود - كتاب الطلاق
أبواب تفريع أبواب الطلاق - باب في عدة أم الولد
حديث: 1977
حدثنا قتيبة بن سعيد، أن محمد بن جعفر، حدثهم ح، وحدثنا ابن المثنى، حدثنا عبد الأعلى، عن سعيد، عن مطر، عن رجاء بن حيوة، عن قبيصة بن ذؤيب، عن عمرو بن العاص قال: " لا تلبسوا علينا سنة "، قال ابن المثنى: " سنة نبينا صلى الله عليه وسلم عدة المتوفى عنها أربعة أشهر وعشر يعني أم الولد " *
التوضيح:
قال أبو داود: حدثنا قتيبة بن سعيد، أن محمد بن جعفر-الهذلي- حدثهم عن سعيد-بن أبي عروبة-، عن مطر-بن طهمان الوراق-، عن رجاء بن حيوة، عن قبيصة بن ذؤيب، عن عمرو بن العاص قال: الحديث.
وقال أبو داود: وحدثنا ابن المثنى-محمد-، حدثنا عبد الأعلى-بن عبد الأعلى-، عن سعيد، عن مطر، عن رجاء بن حيوة، عن قبيصة بن ذؤيب، عن عمرو بن العاص قال: الحديث.
زادك الله حرصا وتواضعا.
ـ[أم أحلام]ــــــــ[25 - 09 - 10, 07:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحمان أمين الجزائري]ــــــــ[25 - 09 - 10, 04:00 م]ـ
ما عليك أختي بداية إلا النظر في كتب التراجم ومعرفة شيوخ الراوي وتلاميذه ليسهل عليك الأمر.
وفقك الله ولا تنسينا من صالح دعائك.(72/406)
الروضة الندية في تحقيق حديث القسطنطينية
ـ[أبو أحمد محمد بن أحمد السلفي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 03:05 م]ـ
بسم الله
الرحمن الرحيم ,و الحمد لله
رب العالمين والصلاة
والسلام علي أشرف
المرسلين وبعد , أثناء
تصفحي لأحد المنتديات
علي الشبكة
العنكبوتية قرأت موضوعا
في أحد المنتديات يتحدث
فيه عن حديث
القسطنطينية , وقال هذا
الحديث صححه الحاكم
وحسنه ابن عبد البر
وضعفه الألباني في
الضعيفة , وكل خير في
اتباع من سلف وكل شر
في ابتداع من خلف- يقصد
الألباني- كذا قال سامحه
الله , مما حدا بى الي تخريج
الحديث فشمرت عن ساعد
الجد وتتبعت طرقه من كل
مظانه التي وقعت عليها
عيني ,يقول الحديث
) لتفتحن
القسطنطينية فلنعم
الأمير أميرها ولنعم
الجيش ذلك الجيش, قال
فدعاني مسلمة بن عبد
الملك فسألني فحدثته
فغزا القسطنطينية (,
وفي المسند وزوائده-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَسَمِعْتُهُ
أَنَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ ثَنَا زَيْدُ
بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنِي
الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ
الْمَعَافِرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيُّ عَنْ
أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فذكره.وقال الهيثمي في
زوائد المسند رواه أبو بكر
بن أبي شيبة و أحمد في
المسند ورواته ثقات. ومن
طريق عبد الله بن الامام
أحمد أخرجه ابن الأثير في
أسد الغابة , ويروي هذا
الحديث الامام أحمد وابنه
عبد الله كلاهما عن عبد
الله بن محمد بن أبي
شيبة عن زيد الحباب ,
وتابع زيدا عبدة بن عبد
الله الخزاعي , وهذه
المتابعة أخرجها ابن خزيمة
في الجهاد كما في الجامع
الكبير للسيوطي ولم
أجدها فلعلها في الجزء غير
المطبوع من صحيح ابن
خزيمة ومن طريقه الحاكم
في المستدرك قال أخبرني
عبد الله بن محمد الدورقي
ثنا محمد بن إسحاق الإمام
ثنا عبده بن عبد الله
الخزاعي حدثني الوليد بن
المغيرة حدثني عبد الله
بن بشر الغنوي حدثني
أبي قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه و
سلم فذكره. وصححه
ووافقه الذهبي في
التلخيص.وأخرجه البخاري
في التاريخ الكبير من
طريق زيد بن الحباب يقول
حدثنا معاذ بن المثنى ثنا
علي بن المديني) ح (
وحدثنا الحسين بن إسحاق
التستري ثنا عثمان بن
أبي شيبة قالا ثنا زيد
بن الحباب عن الوليد بن
المغيرة المعافري حدثني
عبد الله بن بشر الغنوي
حدثني أبي: أنه سمع
رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول فذكره
وبنفس الاسناد أخرجه
الطبراني في الكبير ومن
طريقه الخطيب البغدادي
في تلخيص المتشابه
في أحكام الرسم. وقال
البخاري أيضا قال لى محمد
بن العلاء قال: حدثنا زيد
ابن حباب حدثنا الوليد بن
المغيرة المعافرى عن
عبيد بن بشر الغنوى عن
ابيه به ومثله في
الأوسط الا أنه قال حدثنا
محمد بن العلاء بدلا من
قال.قال ابن الأثير في
أسد الغابة ورواه أبو كريب
عن زيد بن الحباب به أخرجه
الثلاثة وبهذا الاسناد
أيضا في السفر الثاني
من تاريخ أبي خيثمة.وعزا
السيوطي الحديث لأحمد
والبخاري في التاريخ
الكبير وابن قانع
والطبراني والبغوي
والحاكم وأورده الحافظ في
الاصابة وعزاه لأحمد
والبخاري في التاريخ
والطبراني. ويظهر لنا أن
طرق الحديث تدور بين
الصحة والحسن الي زيد بن
الحباب وعبدة بن عبد الله
الخزاعي. تنبيه: ذكر
البزار في مسنده) كشف
الأستار (الحديث وقال هكذا
قال عن الوليد بن أبي
المغيرة وانما هو الوليد بن
المغيرة بن سليمان
المصري تفرد زيد بن
الحباب برواية هذا الحديث
عنه.انتهي , قلت) أبو أحمد السلفي (لم يتفرد زيد بن
الحباب برواية هذا الحديث
بل تابعه عبدة بن عبد
الله الخزاعي وهذه المتابعة
أخرجها ابن خزيمة في الجهاد
ومن طريقه الحاكم في
المستدرك.وعبدة هذا وثقه
النسائي والحافظ في
التقريب وذكره ابن حبان
في الثقات. وأما المتابع
زيد بن الحباب فقال فيه
ابن عدي له حديث كثير وهو
من أثبات مشايخ الكوفة ,
وقال فيه أبو حاتم صدوق
صالح ثقة عند جميعهم ,
وذكره ابن حبان في الثقات
وقال يخطئ يعتبر
بحديثه اذا روي عن
المشاهير , وابن حبان كما
هو معلوم يتشدد في الجرح
أحيانا , فحديثه لا ينزل
عن مرتبة الحسن علي أقل
تقدير.و زيد وعبدة كلاهما
يروي عن الوليد بن
¥(72/407)
المغيرة المعافري والوليد
وثقه الحافظ في التقريب
وذكره ابن حبان في
الثقات. وأما شيخه
فاختلف في اسمه فقيل
عبد الله بن بشر
الخثعمي وقيل عبيد الله
بالتصغير وقيل بشير
وقيل الغنوي فهو كما تري
اختلف في اسمه واسم
أبيه ونسبته , فان كان
عبد الله بن بشر
الخثعمي الذي أخرج له
الترمذي والنسائي
فالاسناد صحيح , والذي
ترجح لي بعد بحث أن هذه
الأسماء لشخص واحد وأنه
ليس الثقة الذي روي له
النسائي والترمذي اذ لو
كان هو لما اختلف في اسمه
ولا اسم أبيه ولا نسبته ,
يقول الحافظ في تعجيل
المنفعة: عبد الله بن
بشير الخثعمي عن أبيه
وله صحبة وعنه الوليد بن
المغيرة المعافري وثقه
بن حبان وقال بن شيخنا
إن كان هو الذي أخرج له
الترمذي والنسائي فهو
ثقة وإلا فلا أعرفه كذا قال
والذي أخرج له الترمذي
والنسائي لم يختلف في
اسمه ولا في اسم أبيه ولا
في نسبه وأما هذا فاختلف
في اسمه فقيل عبد الله
وقيل عبيد الله
بالتصغير وقيل عبيد
بغير إضافة واختلف في
نسبه فقيل الخثعمي
وقيل الغنوي ثم إن الذي
أخرجا له اسم أبيه بشر
بسكون المعجمة وكسر
أوله واسم أبي هذا بشير
بفتح أوله وكسر الشين
وقيل بشر كالأول قال
البخاري عبد الله بن بشر
الخثعمي فذكر ترجمة الذي
أخرج له الترمذي والنسائي
ثم قال عبيد بن بشير
الغنوي عن أبيه روى عنه
الوليد بن المغيرة ويقال
عبيد الله حديثه في
ناحية الشام وقال بن أبي
حاتم عبيد بن بشر
الغنوي من أقران بن لهيعة
وقال بن حبان في ثقات
التابعين عبيد بن بشر
الغنوي يروي عن أبيه
ولأبيه صحبة روى عنه
الوليد بن المغيرة وقد
أخرج حديثه بن يونس
والطبراني وأبو علي بن
السكن كلهم من طريق زيد
بن الحباب عن الوليد بن
المغيرة المعافري عن عبد
الله بن بشير الخثعمي
عن أبيه وفي رواية بن
السكن عن عبد الله بن
بشير بن ربيعة الخثعمي
وفي رواية الطبراني
حدثني عبد الله بن بشير
الغنوي حدثني أبي وفي
بعض ما ذكرته ما يوضح
أنه غير عبد الله الذي أخرج
الترمذي والنسائي له.
انتهي , والي هذا ذهب
البخاري رحمه الله والحافظ
ابن حجر والتبس الأمر علي
ابن عبد البر والحاكم
والذهبي والهيثمي
والسيوطي فقووا الحديث ,
والحق أن هذا الراوي مجهول لا
يعرف فقد ترجمه ابن حبان
في الثقات- وهو كما هو
معروف يوثق المجاهيل
خصوصا في طبقة
التابعين – قال ولم يرو
عنه الا الوليد بن
المغيرة. فمثله لا يخرج
عن حيز الجهالة ,ثم وجدت
علي بن المديني في
تاريخ الذهبي يصفه
بالجهالة وابن المديني أحد
رواة هذا الحديث وهو أعلم
الناس بالعلل , يقول
البخاري ما استصغرت
نفسي عند أحد الا عند علي
بن المديني , ومن ذلك
يتضح شفوف نظر
الألباني رحمه الله حين
ضعف الحديث في
الضعيفة , وكذلك الشيخ
شعيب الأرناؤوط في
تحقيقه للمسند حيث
ذكر الحديث معقبا عليه
بقوله وهذا اسناد ضعيف
لجهالة عبد الله بن بشر
الخثعمي فقد انفرد
بالرواية عنه الوليد بن
المغيرة المعافري ولم
يؤثر توثيقه عن غير ابن
حبان , وخلاصة القول أن هذا
اسناد ضعيف فيه عبد
الله بن بشر الخثعمي وهو
مجهول ,تنبيه ورد في
برنامج جوامع الكلم ذكر هذا
الراوي علي أنه اثنين مرة
باسم عبد الله بن بشر
الغنوي وقيل وثقه ابن
حبان ومرة أخري بنفس
الاسم وقيل ثقة
والصحيح أنه الذي وثقه
ابن حبان وفيه جهالة
فليصحح ,وكذلك ورد هذا
الحديث في موقع الدرر
السنية وقال المحقق له
متابعة والحق أن هذا الحديث
له اسناد واحد ولا يوجد من
تابع عبد الله بن بشر
الخثعمي وانما هي أسماء
مختلفة لشخص واحد.
والله أسأل أن يجعل ما
سمعناه وما قلناه زادا الي
حسن المصير اليه وعتادا
الي يمن القدوم عليه ,انه
وبكل جميل كفيل وهو
حسبنا ونعم الوكيل ,
وصلي الله علي سيدنا
محمد وعلي اله وصحبه
وسلم واخر دعوانا أن الحمد
لله رب العالمين.
وكتبه: أبو أحمد محمد بن أحمد السلفي(72/408)
أريد ضبط اسم سعيد مصغراً
ـ[أم أحلام]ــــــــ[26 - 09 - 10, 11:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد ضبط اسم سعيد مصغراً بالشكل في نسب عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه
هل هو سعيّد
أم سُعَيد
قال ابن حجر في الإصابة: عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بالتصغير بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 02:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد ضبط اسم سعيد مصغراً بالشكل في نسب عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه
هل هو سعيّد
أم سُعَيد
قال ابن حجر في الإصابة: عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بالتصغير بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي
قال الذهبي في السير:
عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ بنِ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ * (ع)
ابْنِ هَاشِمِ بنِ سُعَيْدِ بنِ سَعْدِ بنِ سَهْمِ بنِ عَمْرِو بنِ هُصَيْصِ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ.
وتتابع العلمار على ضبطه بضم السين وفتح العين حتى لا يلتبس بسعيد بفتح السن وكسر العين، ولو كانت الياء مشددة لما أهملوها.
ـ[القاسم بن محمد]ــــــــ[26 - 09 - 10, 04:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
سُعَيْدٌ هذا مختلف فيه. والأكثَر تصغيره أي بضم السين وفتح العين وتخفيف الياء. قال ابنُ حَزمٍ في الجمهرة (ص163): وَلَدُ سَهمِ بن عَمْرٍو سعدٌ وسُعَيْدٌ، فمن ولد سُعَيْدٍ بضم السين وفتح العين هشام وعمروٌ ابنا العاصي .. الخ
وقال ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه من كلامٍ (ج5/ص103):
" سعيد هذا هو ابن سَهم، أخو سعد بن سهم لا ولده، واختُلِفَ في فَتحِه وضَمِّه فسهمُ بنُ عَمرِو بن هُصَيْصِ بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر وَلَدَ: سَعْداً وسعيداً وهو مُكَبَّرٌ فيما ذكره ابن الكلبي وغيرُه، وقريشٌ تقوله بالتصغير فيما حكاه الأمير وغيرُه "
وينبغي أن يكون ما تقوله قريشٌ أرجحَ، لأنه امرُؤٌ منهم ولقرينة كونِ ابن أخيه سُعَيْدِ بن سَعد بن سَهم لا خلاف في تصغير اسمه.
ـ[القاسم بن محمد]ــــــــ[26 - 09 - 10, 05:00 م]ـ
لاحظتُ فيما نقلتُ أنه لَم يأتِ بِما تريدين، والذي يشفيك إن شاء الله في ضبطه قول الأمير ابن ماكولا في إكماله (ج4/ص304):
"
مختلف فيه
سعيد بن سهم أخو سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص اسمه سَعِيد بفتح السين وكسر العين، وقريش تصغره فتسميه سُعَيْداً تصغيرَ سَعْدٍ، من ولده: عمرو بن العاصِ. "
فهذا شافٍ شديد الوضوح.
ـ[أم أحلام]ــــــــ[26 - 09 - 10, 07:02 م]ـ
جزاكم الله كل خير(72/409)
قال عمرُ: أصبحتُ وما لي مطلبٌ إلا التمتُّعُ بمواطنِ القضاءِ.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[27 - 09 - 10, 12:24 م]ـ
قال عمرُ: أصبحتُ وما لي مطلبٌ إلا التمتُّعُ بمواطنِ القضاءِ.
ما صحة هذا الأثر؟
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[27 - 09 - 10, 02:51 م]ـ
مع شدة بحثي واستقصائي لم أقف عليه في كتاب
إلا ما كان من كتاب لا تحزن لعائض القرني
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[28 - 09 - 10, 07:29 م]ـ
مع شدة بحثي واستقصائي لم أقف عليه في كتاب
إلا ما كان من كتاب لا تحزن لعائض القرني
جزاك الله خيرا أخي الكريم
ابحث في جوجل تجده مذكور في كثير من المنتديات دون مرجع
وأن وجدت عزوا فألى ماذكرت كتاب لا تحزن حتى الشيخ لم يخرج الأثر
ولم يذكر له إسناد0(72/410)
ما صحة هذا الأثر؟
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[27 - 09 - 10, 12:30 م]ـ
يروى أن منادياً ينادى يوم القيامة: ليقم من وقع أجره على الله فلا يقوم إلا من عفا عمن ظلمه0
ما صحة هذا الأثر؟
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[27 - 09 - 10, 02:19 م]ـ
أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا وقف العباد للحساب ينادي منادٍ ليَقُمْ من أجره على الله؛ فليدخل الجنة، ثم نادى الثانية، ليقم من أجره على الله، قالوا: ومن ذا الذي أجره على الله؟ قال: العافون عن الناس، فقام كذا وكذا ألفاً، فدخلوا الجنة بغير حساب».
وأخرج البيهقي، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ينادي مناد من كان أجره على الله فليدخل الجنة مرتين، فيقوم من عفا عن أخيه. قال الله {فمن عفا وأصلح فأجره على الله}».
وأخرج ابن مردويه، عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أول مناد من عند الله يقول: أين الذين أجرهم على الله؟ فيقوم من عفا في الدنيا، فيقول الله أنتم الذين عفوتم لي، ثوابكم الجنة».
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر، عن محمد بن المنكدر رضي الله عنه قال: إذا كان يوم القيامة صرخ صارخ الأرض، ألا من كان له على الله حق، فليقم فيقوم من عفا وأصلح.
الدر المنثور - (9/ 78)
عَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"إِذَا وَقَفَ الْعِبَادُ لِلْحِسَابِ يُنَادِي مُنَادٍ: لِيَقُمْ مَنْ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ فَلْيَدْخُلِ الْجَنَّةَ، ثُمَّ نَادَى الثَّانِيةَ: لِيَقُمْ مَنْ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ"، قَالُوا: وَمَنْ ذَا الَّذِي أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ؟ قَالَ:"الْعَافُونَ عَنِ النَّاسِ، فَقَامَ كَذَا وَكَذَا أَلْفًا، فَدَخَلُوا الْجَنَّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ".
تفسير ابن أبى حاتم - مشكول - (12/ 203)
ولذلك ورد في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام وهو متكلَّمٌ في سنده ولكن لا تبعُد صحة متنه أنه (إذا كان يوم القيامة نادى منادي الله عز وجل: مَن كان أجره على الله فليقم، فتقول الملائكة: ومَن هذا الذي أجره على الله؟ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: فلا يقوم إلا مَن عفا عن ذنب).
تفسير سورة النور - (6/ 7)
محمد بن محمد المختار الشنقيطي
دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[27 - 09 - 10, 03:02 م]ـ
ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في الضعيفة (1277)
ـ[مراد بوكريعة]ــــــــ[27 - 09 - 10, 05:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذا الحديث ذكره الإمام السيوطي في " جمع الجوامع" بلفظ:
إذا وقف العبادُ للحسابِ جاء قومٌ واضعى سيوفِهم على رقابِهم تقطرُ دما فازدحموا على بابِ الجنةِ فقيل مَنْ هؤلاء قيل الشهداءُ كانوا أحياءً مرزوقين ثم نادى منادٍ ليقمْ مَنْ أجرُه على اللهِ فليدخلِ الجنةَ ثم نادى الثانيةَ ليقمْ من أجرُه على اللهِ فليدخلِ الجنةَ قال ومن ذا الذى أجرُه على اللهِ قال العافين عن الناسِ ثم نادى الثالثةَ ليقمْ مَنْ أجرُه على اللهِ فليدخلِ الجنةَ فقام كذا وكذا ألفا فدخلوها بغيرِ حسابٍ (الطبرانى فى الأوسط عن أنس) [المناوى]
أخرجه الطبرانى فى الأوسط (2/ 285، رقم 1998)
قال الهيثمى (5/ 295): فى إسناده الفضل بن يسار، وقال العقيلى: لا يتابع على حديثه، وبقية رجاله ثقات.
وقال فى (10/ 411): رجاله وثقوا على ضعف يسير فى بعضهم.
وأخرجه أيضًا: أبو نعيم فى الحلية (6/ 187) وقال: غريب من حديث الحسن.
وابن أبى عاصم فى الديات (1/ 52).
والله تعالى أعلم وأحكم ..(72/411)
من هو المقصود بالشيخ عند الإمام البيهقي
ـ[أم أحلام]ــــــــ[27 - 09 - 10, 06:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من هو المقصود بالشيخ عند الإمام البيهقي رحمه الله تعالى
كما في هذا الإسناد:
أخرج البيهقي في الكبرى (7/ 448)، ح (15364)، قال: أنبأني أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد نا محمد بن أحمد بن زهير نا عبد الله بن هاشم نا وكيع عن بن أبي عروبة عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن علي رضي الله عنه: عِدَّةُ أُمِّ الْوَلَدِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا. قَالَ وَكِيعٌ: مَعْنَاهُ إِذَا مَاتَ عَنْهَا زَوْجُهَا بَعْدَ سَيِّدِهَا.
قال الشيخ: روايات خلاس عن علي رضي الله عنه عند أهل العلم بالحديث غير قوية يقولون هي مُحَيْفَةٌ.
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[27 - 09 - 10, 07:52 م]ـ
هو البيهقي نفسه
وأيضا الإمام أحمد المقصود به هو البيهقي نفسه
والمتكلم في كليهما هو الراوي للسنن. والله أعلم
ـ[أم أحلام]ــــــــ[27 - 09 - 10, 11:27 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[ابن سالم]ــــــــ[28 - 09 - 10, 01:30 ص]ـ
هو الإمام البيهقي نفسه، يذكر ذلك النسّاخ، والله أعلم.
ـ[أم أحلام]ــــــــ[28 - 09 - 10, 08:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أم أحلام]ــــــــ[02 - 10 - 10, 05:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا لدي مشكلة في إضافة موضوع جديد منذ أيام
وأتمنى من المسؤولين نقل هذه المشاركة في موضوع جديد ليجيب عليها من لديه العلم
أين أجد ترجمة لهؤلاء الرواة رحمهم الله تعالى
إسحاق بن زياد الأُبُلِّيُّ:
روى عن: محمد بن راشد البغدادي
روى عنه: العباس بن إبراهيم أبو الفضل القراطسيس
ووجدته مصحفا في بعض الكتب الأيلي
------------
محمد بن عبد الله الرَّقَاشِىُّ
-------
حَرْبُ بن أبي الْعَالِيَةِ
---------
أبو الزبير
------
وجزاكم الله خيرا كثيرا
ـ[أم أحلام]ــــــــ[03 - 10 - 10, 03:11 ص]ـ
هل أجد جواباً؟(72/412)
ما صحة هذا الأثر
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[27 - 09 - 10, 07:32 م]ـ
حدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله ابن أحمد، حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية، عن أبي سفيان، عن مغيث، قال: تعبد راهب من بني إسرائيل في صومعة ستين سنة، قال: فنظر يوماً في غب السماء فأعجبته الأرض، فقال: لو نزلت فمشيت في الأرض ونظرت فيها، قال: فنزل ونزل معه برغيف فعرضت له امرأة فتكشفت له فلم يملك نفسه أن وقع عليها فأدركه الموت وهو على تلك الحال. قال: وجاء سائل فأعطاه الرغيف ومات، فجيئ بعمل ستين سنة فوضع في كفة، قال: وجيئ بخطيئته فوضعت في كفة فرجحت بعمله، حتى جيئ بالرغيف فوضع مع عمله، قال: فرجح بخطيئته.
ما صحة هذا الأثر؟
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[28 - 09 - 10, 01:20 م]ـ
هذا من البلاغات المنقطعة الإسناد فبين مغيث و بني إسرائيل مفاوز تنقطع فيها أعناق الإبل و هذا كافٍ في طرح هذه الرواية و أشباهها و عدم الاعتماد عليها و الله الموفق.
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[28 - 09 - 10, 01:56 م]ـ
هذا من البلاغات المنقطعة الإسناد فبين مغيث و بني إسرائيل مفاوز تنقطع فيها أعناق الإبل و هذا كافٍ في طرح هذه الرواية و أشباهها و عدم الاعتماد عليها و الله الموفق.
أخي الكريم، وفقك الله لما يحب ويرضى
هذا ليس بطعن؛ فقد يكون قرأه في إحدى صحفهم
وموقفنا من الإسرائيليات كما أنت تعرفه، رواية فقط
فينظر الإسناد عن المتكلم
وهذا الإسناد مشكلته أبو سفيان
فأبو سفيان الذي يروي عنه أبو معاوية، هو طريف بن شهاب، حكم عليه الحافظ بالضعف. والله أعلم.
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[30 - 09 - 10, 10:47 ص]ـ
هذا ليس بطعن؛ فقد يكون قرأه في إحدى صحفهم
وموقفنا من الإسرائيليات كما أنت تعرفه، رواية فقط
فينظر الإسناد عن المتكلم
أخي الفاضل / أبو محمد الشربيني وفقه الله
و قد لا يكون قرأه في أحد صحفهم بل حمله عن من دب و درج ثم أن مايؤيده من الروايات؟
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 09 - 10, 12:15 م]ـ
أن أبا موسى لما حضرته الوفاة قال: يا بني, اذكروا صاحب الرغيف: كان رجل يتعبد في صومعة أراه سبعين سنة, فشبه الشيطان في عينه امرأة, فكان معها سبعة أيام وسبع ليال, ثم كشف عن الرجل غطاؤه, فخرج تائبا, ثم ذكر أنه بات بين مساكين, فتصدق عليهم برغيف رغيف, فأعطوه رغيفا, ففقده صاحبه الذي كان يعطاه, فلما علم بذلك, أعطاه الرغيف وأصبح ميتا, فوزنت السبعون سنة بالسبع ليال, فرجحت الليالي, ووزن الرغيف بالسبع الليال, فرجح الرغيف.
الراوي: - المحدث: ابن رجب - المصدر: جامع العلوم والحكم - لصفحة أو الرقم: 1/ 436
خلاصة حكم المحدث: صح من رواية أبي بردة
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 04:46 ص]ـ
ساقه ابن حجر في المطالب العالية [14/ 291] من قول ابن مسعود ثم قال: [هذا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ] ا. هـ،ورواه أيضا ابن أبي شيبة والبيهقي في الشعب.
ورواه ابن أبي شيبة وابن زنجويه وأبو نعيم وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة من حديث أبي بردة بسياق أطول وهو صحيح أيضا.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[26 - 10 - 10, 09:21 م]ـ
أبو صاعد المصري
أبو محمد الشربيني
عمرو فهمي
مختار الديرة
جزاكم الله خيرا وبارك في عملكم وعلمكم0
ـ[القواس بن عبد الله]ــــــــ[13 - 11 - 10, 01:00 ص]ـ
هذا الأثر رواه البيهقي موقوفا على ابن مسعود و رواه ابن حبان مرفوعا من كلام النبي في صحيحه و أورده المنذري في الترغيب و سكت عنه و سكوته يعني موافقته على صحة الرواية. لكن يشكل على ذلك أن الألباني قال عن هذا الحديث منكر جدا(72/413)
ما صحة أثر: قصم ظهري رجلان عالم متهتك وجاهل متنسك فالجاهل
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[27 - 09 - 10, 07:43 م]ـ
قال علي رضي الله عنه قصم ظهري رجلان عالم متهتك وجاهل متنسك فالجاهل يغر الناس بتنسكه والعالم يغرهم بتهتكه
ما صحة هذا الأثر؟
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 01:19 ص]ـ
لم أجد له إسنادا , وهو عند ابي حامد في الاحياء , و الله أعلم.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[02 - 11 - 10, 11:43 ص]ـ
أبو القاسم البيضاوي
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وفتح الله عليك(72/414)
تطبيق قواعد الجرح والتعديل على المرويات التاريخية وماهو رأي العلامة الألباني وتلميذه الحويني؟
ـ[ابو الحسين العراقي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 07:51 م]ـ
السلام عليكم
اريد رأي الالباني رحمه الله والحويني حفظه الله حول تطبيق قواعد الجرح والتعديل على المرويات التاريخية وهل يفرقان ام لايفرقان في التطبيق؟
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 11:59 م]ـ
السلام عليكم
اريد رأي الالباني رحمه الله والحويني حفظه الله حول تطبيق قواعد الجرح والتعديل على المرويات التاريخية وهل يفرقان ام لايفرقان في التطبيق؟
ما أذكره أن الشيخ الحويني في مسألة إثبات الصحبة للقعقاع التميمي لم يعمل مسألة التساهل في رواية المغازي و السير , و الله أعلم.(72/415)
ما صحة حديث:من آتاه الله علماً فلم يتنزه به عن الدنيا
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[27 - 09 - 10, 11:55 م]ـ
وروى في الخبر: من آتاه الله علماً فلم يتنزه به عن الدنيا كتب بين عينيه: الفقير إلى يوم القيامة.
ما صحة هذا الأثر؟
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[13 - 10 - 10, 10:17 م]ـ
يرفع
للتذكير
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 02:13 م]ـ
لعل هذا الحديث هو المقصود.
علماء هذه الأمة رجلان: رجل آتاه الله علماً، فبذله للناس، ولم يأخذ عليه طمعاً، ولم يشتر به ثمناً؛ فذلك تستغفر له حيتان البحر ودواب البر والطير في جو السماء، ويقدم على الله سيداً شريفاً، حتى يرافق المرسلين، ورجل آتاه الله علماً، فبخل به عن عباد الله، وأخذ عليه طمعاً، وشرى به ثمناً؛ فذاك يلجم بلجام من نار يوم القيامة، ويناد مناد: هذا الذي آتاه الله علماً، فبخل به عن عباد الله، وأخذ عليه طنعاً، واشترى به ثمناً، وكذلك حتى يفرغ من الحساب).
قال الألباني رحمه الله في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 262:
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 7329) من طريق عبدالله بن خراش عن العوام بن حوشب عن شهر بن حوشب عن ابن عباس به مرفوعاً. وقال:
"لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد".
قلت: وإسناده ضعيف، وله علتان:
الأولى: شهر بن حوشب؛ فإنه ضعيف؛ لسوء حفظه.
والأخرى: عبدالله بن خراش، وبه أعله المنذري؛ وقال:
"وثقه ابن حبان وحده فيما أعلم".
وبه أعله الهيثمي أيضاً، وزاد عليه فقال (1/ 124):
"ضعفه البخاري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وابن عدي".
قلت: وتوثيق ابن حبان إياه - مع تفرده به -؛ فقد أشار إلى أن فيه شيئاً بقوله: "ربما أخطأ". وبالغ فيه الساجي؛ فقال:
"ضعيف الحديث جداً، كان يضع الحديث". وقال محمد بن عمار الموصلي:
"كذاب".
قلت: وجدت له طريقاً أخرى: أخرجها ابن عبدالبر في "جامعه" (1/ 38)؛ وفيه خالد بن عبدالأعلى؛ ولم أعرفه، وفيها انقطاع أيضاً.
ثم وجدت الحافظ العراقي جزم بضعف إسناد الحديث في "تخريج الإحياء" (1/ 55).
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[26 - 10 - 10, 09:11 م]ـ
محمد الحارثي
جزاك الله خيراً أخي، لكنني كنت ابحث عن الحديث بهذا اللفظ:
من آتاه الله علماً فلم يتنزه به عن الدنيا كتب بين عينيه: الفقير إلى يوم القيامة.(72/416)
ما صحة حديث: لأن أكون في شدة، أتوقع بعدها رخاء، أحب إلي
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[28 - 09 - 10, 12:03 ص]ـ
وذكر أبو الحسين القاضي في كتابه كتاب الفرج بعد الشدة، فقال: حدثني بعض أصحابنا، قال: حدثني الحسن بن مكرم، قال: حدثني ابن أبي عدي، عن شعبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: لأن أكون في شدة، أتوقع بعدها رخاء، أحب إلي من أن أكون في رخاء، أتوقع بعده شدة.
الفرج بعد الشدة للتنوخي
ما صحة هذا الحديث؟
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[28 - 09 - 10, 01:01 م]ـ
السند كما تري فيه مجهول و هو بعض أصحاب أبي الحسين القاضي فضلاً عن تدليس قتادة أما زرارة فقد نقل ابن أبي حاتم عن أبيه أنه سمع من أبي هريرة و عمران و ابن عباس و سئل أبو حاتم هل سمع زرارة من عبد الله بن سلام فقال: ما أراه و لكن يدخل في المسند. اهـ
قلت: روى زرارة عن بن سلام حديث قدوم النبي صلى الله عليه و سلم إلى المدينة و كل الروايات عنه بالعنعنة إلا رواية واحدة وقفت عليها هي في كتاب الأوائل لابن أبي عاصم فيها التصريح بالسماع بين زرارة و بن سلام.
قال ابن أبي عاصم: حدثنا أبو بكر ثنا أبو أسامة ثنا عوف عن زرارة بن أوفى حدثني عبد الله بن سلام قال: لما قدم ----------- الحديث.
وهذا إسناد صحيح يثبت سماع زرارة من بن سلام و الله أعلم.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[29 - 09 - 10, 08:23 م]ـ
أبو صاعد المصري
أحسن الله إليك وبارك فيك(72/417)
مهم جدا.؟ حديث انس مرفوعا {أرحم أمتي بأمتي أبو بكر
ـ[محمدسعد الخولي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 01:28 ص]ـ
سال الشيخ مشهور حفظه الله: ما صحة هذا الحديث: عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياءً عثمان وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ وأفرضهم زيد، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة}؟
فاجاب حفظه الله:
آخر هذا الحديث ثابت في (الصحيحين) وهو: "لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة"، وهذا هو القسم الصحيح منه مرفوعاً، وأما ما عداه فهو من كلام بعض الرواة وحصل فيه إدراج، والإدراج الذي وقع فيه إنما هو من حديث أنس، وقد فصل بعض الرواة أن أبا قِلابه رواه من قوله هو: (أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياءً عثمان وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ وأفرضهم زيد) ثم قال: عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة"}.
فبعض الرواة عن أنس أدرج، فجعل الحديث في مساق واحد مرفوعاً، وبعضهم فصل، فجعل آخره مرفوعاً، وما قبله من أقوال بعض الرواة كأبي قلابه وقتادة وهذا هو الصحيح في السنة، وقد نصص على ذلك أكثر من عشرة من الحفاظ، وعلى رأسهم الحاكم في (معرفة علوم الحديث) وابن عبد البر في (التمهيد)، وابن تيمية في أكثر من موطن من الفتاوى بل برهن على ذلك بكلام عجيب تلميذ ابن تيمية الإمام الحافظ- ابن عبد الهدي، ألف جزءاً خاصاً في إثبات هذا الأمر، وابن عبد الهادي مات صغيراً، وقالوا لو أن الله رزقه عمراً طويلاً، لكان الدرقطني في العلل، وكان ابن تيمية في مجالسه لما يشكل عليه حديث كان يسأله.
وقد ذكر هذا الحديث بتمامه على أنه صحيح مرفوعاً، شيخنا أبو عبدالرحمن الألباني في كتابه (سلسلة الأحاديث الصحيحة) ولما وقفت على جزء محمد بن عبدالهادي مخطوطاً وقرأته وتابعت النظر وكتبت ورقات، فاتصلت بالشيخ ذات يوم وأخبرته أني أحب أطلعه على ما عندي فزرته وقرأت عليه ما كتبت، وكان الشيخ رحمه الله يسمع ويصغي ويدون بعض الأشياء عنده، ولما أتممت النقولات التي ذكرتها عن كثير من العلماء، أخذ الشيخ نسخته من السلسلة الصحيحة المجلد الثالث وكتب عليها: (يحول إلى الضعيفة).
ولم أر أحداً ممن كتب في تراجعات الشيخ اليوم، وهم جماعة، ذكر هذا الحديث، ولذا بودي لو أن طالب علم ييسر له الله عز وجل أن ينظر في حواشي الشيخ التي قد كتبها على كتبه.
ونرى اليوم ظاهرة ليست حسنة ولا مليحة ولا نحبها، وهي أن نطبع كتب باسم الشيخ ويكون الشيخ قد كتب عليها بعض التعليقات لنفسه، فسيطبع قريباً (سبل السلام) ويقال أخرجه الألباني، وهذا خطأ؛ ففرق بين من يريد أن يخدم كتاباً فيدرسه دراسة جيدة ويخرج أحاديثه، وبين من يكتب تعليقات على حديث أو مسألة يفيض منها، والذي قبل هذا الحديث والذي بعده، والذي قبل هذه المسألة والذي بعدها لا يوجد فيه عناية لهذا المحقق أفلمثل هذه الهوامش المبثوثة هنا وهناك يقال: حققه فلان، هذه ليست لغة العلم.
وكم أعجبني صنيع الإمام السخاوي مع شيخه ابن حجر (وابن حجر كان قيماً على كتب الوقف في العالم الإسلامي، كما تعلمون) لذا فقد أبدع في تخريجاته في (الفتح) فكم أعجبني السخاوي في كتابه العظيم (الجواهر والدر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر) لما عقد فصلاً خاصاً بهوامش ابن حجر على كتبه، فنقل الهوامش التي على الكتب، فلو أن طالب علم نظر في كتب الشيخ ودون هوامشة التي على الكتب، هذا يغنينا عن عشرات المجلدات في المستقبل ويكون مجلداً واحداً، وحينئذ نكون هذه لغة علمية، وما عداها ليست كذلك، والله أعلم.
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=31123
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[28 - 09 - 10, 03:00 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[طويلبة شنقيطية]ــــــــ[28 - 09 - 10, 04:29 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
ـ[محمدسعد الخولي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 11:18 م]ـ
جزاكم الله
خيرا(72/418)
ما صحة أثر: سعادة المرء في القناعة والرضا"،
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[28 - 09 - 10, 08:45 ص]ـ
يقول الإمام علي رضي الله عنه " سعادة المرء في القناعة والرضا"،
ما صحة هذا الأثر؟(72/419)
اذهبي يا أم ملدم وإن لم تذهب فاغتسل سبعا
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[28 - 09 - 10, 11:41 ص]ـ
وذكر ابن وهب في صفة الغسل للحمى حديثا مرفوعا عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لرجل شكا إليه الحمى اغتسل ثلاثة أيام قبل طلوع الشمس كل يوم وقل بسم الله وبالله اذهبي يا أم ملدم وإن لم تذهب فاغتسل سبعا.
ماصحة هذا الحديث؟
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[28 - 09 - 10, 01:18 م]ـ
الأخ / أحمد
أود منك أن تذكر المصادر التي تأتي منها بالأحاديث و الآثار التي تسأل عنها في الملتقى و هذا ضروري في نظري لأني لا أراك تذكر مصادر أبداً
وفقك الله و سلمك.
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 05:50 م]ـ
أتفق مع الأخ أبو صاعد المصري
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[28 - 09 - 10, 05:55 م]ـ
أبو صاعد المصري
حياك الله وبارك الله فيك
بعض الأحاديث و الأثار أنقلها من المنتديات الإسلامية
وهي كما تعلم بحاجة للتحقيق والتخريج
فقد أختلط الحابل بالنابل
فأهل البدع نشروا أحاديث ضعيفة وموضوعة في المنتديات
فيجب علينا أن نبذل الجهد لبيان الصواب من الباطل
دفاعا عن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[28 - 09 - 10, 05:58 م]ـ
أتفق مع الأخ أبو صاعد المصري
حياك الله أخي الكريم
غالب المنتديات الإسلامية لا يذكرون المصدر ولا السند
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 06:29 ص]ـ
وذكر ابن وهب في صفة الغسل للحمى حديثا مرفوعا عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لرجل شكا إليه الحمى اغتسل ثلاثة أيام قبل طلوع الشمس كل يوم وقل بسم الله وبالله اذهبي يا أم ملدم وإن لم تذهب فاغتسل سبعا.
ماصحة هذا الحديث؟
ذكر ذلك ابن عبد البر في التمهيد [22/ 228] فقال:
[وَذَكَرَ ابْنُ وَهْبٍ فِي صِفَةِ الْغُسْلِ لِلْحُمَّى حَدِيثًا مَرْفُوعًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ شَكَا إِلَيْهِ الْحُمَّى: اغْتَسِلْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ كُلَّ يَوْمٍ وَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، وَبِاللَّهِ اذْهَبِي يَا أُمَّ مِلْدَمٍ، وَإِنْ لَمْ تَذْهَبْ فَاغْتَسِلْ سَبْعًا.] ا. هـ
وبعد الفحص وجدت سند ابن وهب، فقد رواه القاسم بن ثابت السرقسطي في (الدلائل في غريب الحديث) [1/ 235]:أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (هو ابن منصور)، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخَبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ مَوْهَبٍ الْمَعَافِرِيِّ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْحُمَّى، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " اغْتَسِلْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ اذْهَبِي يَا أُمَّ مِلْدَمٍ، فَإِنْ لَمْ تَذْهَبْ فَاغْتَسِلْ سَبْعًا ".
وأعتقد أن هناك تصحيف والصواب عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ مَنْصُورِ بْنِ وَهَبٍ الْمَعَافِرِيِّ، حيث قال ابن طولون في الطب النبوي [ص 280]: [وأخرج سعيد بن منصور في سننه عن منصور بن وهب المغافري أن رجلاً شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم الحمى .. ] ا. هـ(72/420)
ما صحة أثر: أنه كان إذا حم بل ثوبه ثم لبسه
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[28 - 09 - 10, 06:03 م]ـ
23673 - حدثنا أبو بكر قال حدثنا بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن بن مقسم عن بن عباس أنه كان إذا حم بل ثوبه ثم لبسه ثم قال إنها من فيح جهنم فأبردوها بالماء
المرجع مصنف ابن أبي شيبة
ما صحة هذا الأثر؟
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 02:07 م]ـ
23673 - حدثنا أبو بكر قال حدثنا بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن بن مقسم عن بن عباس أنه كان إذا حم بل ثوبه ثم لبسه ثم قال إنها من فيح جهنم فأبردوها بالماء
المرجع مصنف ابن أبي شيبة
ما صحة هذا الأثر؟
في إسناده يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف، ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وغيرهم.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 07:41 ص]ـ
الاثر بهذا اللفظ عن ابن عباس ضعيف كما قدم الاخ الفاضل المقدشي , أما ((إنها من فيح جهنم فأبردوها بالماء)) , فحديث متواتر متفق على صحته , رواه الشيخان و النسائي و ابن ماجه و الترمذي و غيرهم , وثبت من حديث عبد الله بن عمر , و عائشة , و رافع بن خديج , و يروى عن غيرهم رضي الله عنهم أجمعين , عن النبي أنه قال: " الحمى من فيح جهنم فابردوها بالماء " , و جاء عن أسماء بنت ابي بكر في الصحيحين و غيرهما أنها: " كانت إذا أتيت بالمرأة قد حمت تدعو لها أخذت الماء فصبته بينها وبين جيبها قالت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نبردها بالماء " , و عند الحاكم في المستدرك عن ابي جمرة قال: " كنت أدفع الزحام عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: فاحتبست عنه أياما فقال: ما حبسك؟ قلت: الحمى فقال: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: الحمى من فيح جهنم فابردوها بالماء "قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه الزيادة)) وقال الذهبي معلقا: ((على شرط البخاري ومسلم)) , قلت: رجال إسناده ثقات , و الله أعلم.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[02 - 10 - 10, 12:17 م]ـ
أبو كوثر المقدشي
أبو القاسم البيضاوي
أحسن الله اليكم
وبارك في جهودكم
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 08:16 م]ـ
أبو كوثر المقدشي
أبو القاسم البيضاوي
أحسن الله اليكم
وبارك في جهودكم
و إياكم أخي الكريم.(72/421)
خير النساء أيسرهن مهرا، لم أجده بهذا اللفظ وإنما ورد بلفظ ..
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 06:05 م]ـ
قال النبي r : ( خير النساء أيسرهن مهراً).
قلت (أبو البراء):
لم أجده بتمام هذا اللفظ وإنما ورد بلفظ (خيرهن أيسرهن صداقاً):
أخرجه الطبرانى (11/ 78، رقم 11100). قال الهيثمى (4/ 281): رواه الطبرانى بإسنادين فى أحدهما جابر الجعفى وهو ضعيف وقد وثقه شعبة والثورى وفى الآخر رجاء بن الحارث ضعفه ابن معين وغيره وبقية رجالهما ثقات. وأخرجه أيضًا: العقيلى (2/ 61، ترجمة 499 رجاء بن حارث أبو سلام)، وابن حبان (9/ 342، رقم 4034). (أنظر جامع الأحاديث)
وضعفه الألباني انظر حديث رقم: 2931 في ضعيف الجامع.
وقد ورد أيضا عن عائشة رضي الله عنها بلفظ (أعظم النساء بركة أيسرهن صداقا) رواه أحمد و الحاكم والبيهقي و قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه
وقال الذهبي في التلخيص: على شرط مسلم، وضعف إسناده الأرنؤوط كما في تعليقه على المسند، وضعفه الألباني في إرواء الغليل وقال فقول الحاكم: " صحيح على شرط مسلم " ووافقه الذهبي. هو من أوهامهما الفاحشة لأن عمر أو عمرو بن الطفيل بن سخبرة ليس له ذكر في شئ من كتب الرجال كما سبق فضلا عن أن يكون من رجال مسلم!
وانظر انظر حديث رقم: 962 في ضعيف الجامع.
قال الألباني في الضعيفة:
ويغني عن هذا الحديث حديث عائشة الآخر بلفظ:
" إن من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها، وتيسير رحمها ".
أخرجه ابن حبان والحاكم وغيرهما بسند حسن كما بينته في " الإرواء " (1986).
قلت قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه
تعليق الذهبي قي التلخيص: على شرط مسلم.
قلت ورواه أحمد وقال الأرنؤوط إسناده حسن.
وقد ورد بلفظ (خير نساء أمتي أصبحهن وجها وأقلهن مهورا) كما في السلسلة الضعيفة (1197) وقال الألباني موضوع. والله تعالى أعلم.
أما اللفظ الذي ذكره الشيخ لم أجده حديثا البتة!! والله أعلم
فهل من إفادة أفادكم الله(72/422)
طلب مساعدة في تخريج الحديث والحكم عليها
ـ[أم ريان]ــــــــ[29 - 09 - 10, 01:14 ص]ـ
عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ،عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ:" مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ، فَلَيْسَ عَلَيْهِ وُضُوءٌ "
لم أجد تخريج هذ الحديث وإن وجدت من يخالف هذا الحديث فكيف يتم كتابة تخريج هذا الحديث
الحديث الذي يخالف هو الحديث التالي
- أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 151رقم1730) كتاب الطهارات، باب من كان يَرَى من مس الذكر وضوء، قال: حدثنا حَاتِمُ بن إسْمَاعِيلَ عن عبد الرحمن بن حَرْمَلَةَ أَنَّهُ سمع سَعِيدَ بن الْمُسَيَّبِ يقول من مس ذَكَرَهُ فالوضوء فالوضوؤ عليه وَاجِبٌ
– وفي المطالب العالية (2/ 396 رقم 137) وقال مسدّد حدثنا يحيى عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيّب قال من مسّ ذكره فعليه الوضوء
الحكم عليها
إسناده ضعيف لأن إبراهيم بن محمد متروك ولا يروي عن سعيد بن المسيب.
ـ[أبو البراء الفلسطيني]ــــــــ[29 - 09 - 10, 03:39 ص]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من مس فرجه فليتوضأ" رواه النسائي في الصغرى برقم 444، ورواه ابن ماجة في سننه برقم 481، والامام احمد في مسنده برقم 21180 وعلق الشيخ شعيب الأرنؤوط على الحديث في مسند الإمام احمد بقوله "إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين".
وقد صحح هذا الحديث الامام الدارقطني في سننه 1/ 345
والامام الهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 250
والعظيم آبادي في غاية المقصود 2/ 100
والالباني في صحيح النسائي برقم 443 وفي صحيح الجامع برقم 6555 وارواء الغليل برقم 114
وللاستزادة يرجى مراجعة هذه الفتوى
http://islamqa.com/ar/ref/82759 (http://islamqa.com/ar/ref/82759)
ـ[مكتب الحسام للصف]ــــــــ[29 - 09 - 10, 06:13 ص]ـ
«مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ»
أخرجه ابن حبان في «صحيحه» (3/ 398/1114)، قال شعيب الأرنؤوط: «إسناده قوي».
ـ[مكتب الحسام للصف]ــــــــ[29 - 09 - 10, 06:13 ص]ـ
«مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ»
أخرجه أبو داود في كتاب الطهارة- باب الوضوء من مس الذكر (181)، والترمذي في كتاب الطهارة- باب الوضوء من مس الذكر (82)، وقال: «حديث حسن صحيح»، والنسائي في كتاب الطهارة- باب الوضوء من مس الذكر (163)، وفي الغسل والتيمم- باب الوضوء من مس الذكر (447)، وابن ماجة في كتاب الطهارة- باب الوضوء من مس الذكر (479). من حديث بُسرة رضي الله عنها. وصححه الألباني في «صحيح أبي داود».
ـ[مكتب الحسام للصف]ــــــــ[29 - 09 - 10, 06:14 ص]ـ
«أَيُّمَا رَجُلٍ مَسَّ فَرْجَهُ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مَسَّتْ فَرْجَهَا»
أخرجه أحمد في «مسنده» (2/ 223). وقال الألباني في «الإرواء» (1/ 151): «أخرجه أحمد ورجاله ثقات، لولا عنعنة بقية، وقد صرح بالتحديث في رواية أحمد بن الفرج الحمصي ... وبالجملة فالحديث حسن الإسناد صحيح المتن بما قبله».
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[01 - 10 - 10, 04:27 ص]ـ
عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ،عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ:" مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ، فَلَيْسَ عَلَيْهِ وُضُوءٌ "
لم أجد تخريج هذ الحديث
مصنف عبد الرزاق: ج1/ص120 ح437(72/423)
ما صحة أثر: ما رأيت رجلاً أوليته معروفاً إلا أضاء ما بيني وبينه
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[29 - 09 - 10, 09:30 ص]ـ
قال ابن عباس رضي الله عنهما (ما رأيت رجلاً أوليته معروفاً إلا أضاء ما بيني وبينه ولا رأيت رجلاً أوليته سوءً إلا أظلم ما بيني وبينه).
منقول من مقال http://www.m-islam.net/articles.php?action=show&id=645 (http://www.m-islam.net/articles.php?action=show&id=645)
ما صحة هذا الأثر؟
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 05:20 ص]ـ
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان [13/ 325]:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْفِهْرِيُّ الْمِصْرِيُّ بِمَكَّةَ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْمُطَّلِبِ كَثِيرًا مَا يَقُولُ: " مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْسَنْتُ إِلَيْهِ إِلَّا أَضَاءَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا سَأَلْتُ إِلَيْهِ إِلَّا أَظْلَمَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَعَلَيْكَ بِالْإِحْسَانِ، وَاصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَقِي مَصَارِعَ السَّوْءِ " [قال محققه: إسناده ضعيف جدا، الهيثم بن عدي متروك الحديث]
وأخرجه ابن أبي الدنيا في اصطناع المعروف [ص 34]:
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ سَبَقَ مِنِّي إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ إِلَّا أَضَاءَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ سَبَقَ مِنِّي إِلَيْهِ سُوءٌ إِلَّا أَظْلَمَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ
وأخرجه البلاذري في أنساب الأشراف [4/ 68]:
حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَوْلَيْتُهُ مَعْرُوفًا إِلا أَضَاءَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَلا رَأَيْتُ رَجُلا فَرَطَ مِنِّي إِلَيْهِ سُوءٌ إِلا أَظْلَمَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ "
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[02 - 10 - 10, 12:12 م]ـ
عمرو فهمي
أحسن الله إليك
وجزاك الله الخير كله
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 04:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[03 - 10 - 10, 10:36 ص]ـ
و سند القرشي لا يصح أيضاً و كذا سند البلاذري فيه عباس بن هشام بن محمد بن السائب الكلبي لايحتج به و لا بأبيه و لا بجده فالسند ساقط.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[03 - 10 - 10, 11:42 ص]ـ
أبو صاعد المصري
فتح الله عليك
وبارك فيك
منه
عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ،
وماذا قال العلماء فيه؟(72/424)
حكم دعاء دخول السوق
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[29 - 09 - 10, 10:57 ص]ـ
حديث دخول السوق: (إذا دخل السوق قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد .. كتبت له ألف ألف حسنة وحطت عنه ألف ألف سيئة) هذا حديث منكر، لم يصح، وأنكره من العلماء المتقدمين أبو حاتم الرازي والإمام الدار قطني رحمه الله، وعند التحقيق والمحاققه هذا حديث مضطرب، وأنا أعلم أن بعض أفاضل العلماء قووه ومنهم شيخنا الألباني رحمه الله تعالى عليه.
من الشريط الحادي والاربعون فك الوثاق لشيخنا أبي إسحاق الحويني حفظه الله
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[30 - 09 - 10, 08:14 ص]ـ
وفي العلل للترمذي سألت محمدا عن هذا الحديث فقال هذا حديث منكر
قلت له من عمران بن مسلم هذا هو عمران القصير قال لا هذا شيخ منكر الحديث. والله أعلم
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 02:51 م]ـ
قال ابن حجر في الفتح
(تَنْبِيه):
أَكْمَلُ مَا وَرَدَ مِنْ أَلْفَاظ هَذَا الذِّكْر فِي حَدِيث اِبْن عُمَر عَنْ عُمَر رَفَعَهُ " مَنْ قَالَ حِين يَدْخُل السُّوق لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَحْده لَا شَرِيك لَهُ، لَهُ الْمُلْك وَلَهُ الْحَمْد يُحْيِي وَيُمِيت وَهُوَ حَيّ لَا يَمُوت، بِيَدِهِ الْخَيْر وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير " الْحَدِيث أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَغَيْره، وَهَذَا لَفْظ جَعْفَر فِي الذِّكْر وَفِي سَنَده لِين، وَقَدْ وَرَدَ جَمِيعه فِي حَدِيث الْبَاب عَلَى مَا أَوْضَحْته مُفَرَّقًا إِلَّا قَوْله " وَهُوَ حَيّ لَا يَمُوت "
لكن يشكل أن الألباني قد صحح الحديث في أكثر من موضع
فهل الشيخ أبو اسحاق ضعف أحد طرق الحديث أم أنه ضعف جميع الطرق
المرجو الإجابة
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[11 - 10 - 10, 06:41 م]ـ
و قد قام الشيخ الجديع بتحقيق ماتع على هذا الحديث فيه فوائد و انفصل بهذا التحقيق على أن الحديث صحيح ثابت و ذلك في تحقيقه على جزء " فضل التهليل و ثوابه الجزيل " لابن البناء الحنبلي.
و كذا توجد رساله في تصحيحه للشيخ سليم الهلالي و اسمها - في غالب ظني - القول الموثوق في تصحيح حديث دخول السوق.
و للحافظ يعقوب بن شيبة كلام نفيس حول هذا الحديث يتبت فيه أنه لا يصح عند أهل الحديث فلعل بعض الأخوة يرفعوه لنا هنا ..
أما الذي أعتقده أنا هو نكارة الحديث و عدم صحته أسانيده و الله أعلم.
شكر الله لكم.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 06:44 م]ـ
ما وجه النكارة في الحديث هل هي في المتن أم في السند؟
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[11 - 10 - 10, 08:07 م]ـ
ما وجه النكارة في الحديث هل هي في المتن أم في السند؟
التحقيق عندي: أن نكارة الحديث إنما هي في أسانيده وحسب.
وراجع:
تخريج حديث السوق (من دخل السوق فقال لااله الا الله) وبيان نكارته ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=538&highlight=%CA%CE%D1%ED%CC+%CD%CF%ED%CB+%C7%E1%D3%E 6%DE)(72/425)
ما درجة الأحاديث الآتية تابعوا عنا الحكم لشيخنا أبي إسحاق الحويني شفاه الله
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[29 - 09 - 10, 11:48 ص]ـ
الحديث الأول: يسأل صاحبه عن صحة حديث (من أكل لحم جزورٍ فليتوضأ)
هذا الحديث لا أصل له، وله حكاية: أن رجلا أحدث في مجلس النبي ? واستحيا
أن يقوم فيتوضأ، فأراد النبي ? ألا يحرجه فأمر الجماعة كلهم أن يقوموا فيتوضئوا فقال النبي ? (من أكل لحم جزور فليتوضأ) وكان معظم الجلوس كانوا قد أكلوا لحم الجزور وهو الجمل يعني فقاموا وتوضئوا وتوضأ هذا الذي أحدث في وسطهم، ولم يشعر بشيء من الحرج.
طبعاً هذه الحكاية كلها لا أصل لها: الذي أذكره أن أبا عُبيد القاسم بن سلاَّم، روى هذا الحديث في كتاب له اسمه (كتاب الطهور) بسند منقطع، أي رواه عن مجاهد أن النبي ? وساق الحديث بنحوه، لكن رواة كتاب الطهور لأبي عُبيد فيها أن النبي ? أمر الرجل الذي أحدث أن يقوم فيتوضأ، فكأنما استحيا فقال العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه (أفلا نتوضأ يا رسول الله، فقال: قوموا توضئوا كُلُكُم) وطبعا مجاهد تابعي صغير لم يدرك رسول الله ?، وحتى الإسناد إلى مجاهد فيه راو ضعيف، أي أنه يُضعف بهذا الراوي ويُضعف بكونه مرسلاً أيضاً، ومع ضعف هذه الحكاية إلا أن الحكم صحيح، وهو أن من أكل لحم جزور يتوضأ، وذلك للحديث الذي رواه مسلم من حديث جابر بن سمُرة رضي الله عنه، (أن رجلاً قال: يا رسول الله أنتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم، قال: أنتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: لا، قال أنصلي في مرابض الغنم؟ قال: نعم، قال: أنصلي في معاطن الإبل؟ قال: لا)
والإمام النووي رحمه الله في كتاب المجموع الشرح المهذب قال: وهذا المذهب هو الأقوى دليلاً، وهو قول أحمد أن من أكل لحم جزور يلزمه أن يتوضأ لحديث جابر بن سَمُرَة وليس لهذا الحديث الذي لا أصل له.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[29 - 09 - 10, 12:38 م]ـ
يسأل عن حديث (أن رجلاً قال للنبي ?: عندي امرأةٌ وهي من أحب الناس إلي وهي لا تمنع يد لامس، قال: طلقها، قال: لا أصبر عنها، قال: استمتع بها)
يقول هل هذا حديث صحيح؟
أقول هذا الحديث ضعفه أربعة من علماء الحديث الكبار، منهم الإمام أحمد بن حنبل والإمام النسائي، والإمام أبو حاتم الرازي، والإمام أبو أحمد بن عدي , ولكن له سند لم يتعرضوا له، وهذا الإسناد رواه الإمام النسائي في سننه أيضاً، وأظنه خطئه وقال: الأصل هو مرسل.
الخلاصة: أن علماء الحديث المتقدمين ضعفوا هذا الحديث، وبعض علمائنا المتأخرين كابن كثير وابن القيم رحمة الله عليهما جودوا بعض أسانيد هذا الحديث، وتأولوا معناه فتأولوا قوله (لا ترد يد لامس) أي لا ترد يد سائل، وتُعُقِبَ هذا القول، بأنه لو كان الأمر كذلك، لقال (لا ترد يد ملتمس)، ملتمس: أي سائل، وذهب ابن كثير وابن القيم رحمة الله إلى أن المرأة لم تكن خائنة ولم تكن كما يُفهم من تبويب النسائي، لأنه روى هذا الحديث في سننه وقال: (باب تزويج الزانية)، فقالوا: أن المرأة لم تكن زانيةً لكن كانت ضعيفة النفس، يعني فيه بعض الناس يسمون ضعفهم هذا حياءً، وأنا لا أسميه حياءً، لأن النبي ? قال:" الحياء كله خير " وفي اللفظ الآخر "الحياء لا يأتي إلا بخير "، فهذه المرأة كأنها، كانت سجيتها ضعيفة وأن أحداً من الناس لو لمسها أو نحو ذلك يمنعها هذا الخجل وهذا الضعف أن تقول له لا، فجاء هذا الرجل وقال: (يا رسول الله إن إمرأتي لا ترد يد لامس) أي بهذا المعنى، لا أنها كانت زانية وإلا فالنبي ? لا يقر الرجل على أن يصل الرجال إلى امرأته ثم يتركهم! فهذا ديوس ولكن هذا هو المعنى الذي أظهره ابن القيم وابن كثير",فقال طلقها "، لماذا؟ لأن مثل هذه المرأة يُخشى ألا تصون عرضه، فقال:" إني لا أصبر عنها أو إني أخشى أن تتبعها نفسي" كما ورد في بعض روايات الحديث، فقال له:" استمتع بها."
يقول ابن كثير رحمه الله: إن عفتها أمر قائمٌ ومتحقق، وإن وقوع هذا الأمر منها أمرٌ محتمل، ومعروف أن الاحتمال لا يزيل الأمر الثابت، يعني لو هناك أمر فيه شك وهناك أمر ثابت، فالأمر الثابت وهو اليقيني هو الذي يمضي أما الأمر الآخر فهو الذي لا يُبني عليه، ولكن على أي حال، هذا الحديث كما قلت لكم عن علماء الحديث الكبار أنه لا يثبت.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[29 - 09 - 10, 12:55 م]ـ
سائلٌ يسأل:عن حديث معاذ بن جبل_ رضي الله عنه_ الذي فيه (أوصاني رسول الله ? بعشر كلمات، قال: لا تشرك بالله وإن قُتلت وحُرِّقت، ولا تعقن والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك، ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمداً فإن من ترك صلاة مكتوبةً متعمداً فقد برأت منه ذمة الله ولا تشربن خمراً فإنه رأس كل فاحشة .. إلى آخر هذا الحديث) لأن الحديث فيه طول.
درجة الحديث:وهذا الحديث لا يصح فقد رواه الإمام أحمد في مسنده ولكن لا يصح إسناد من أسانيد هذا الحديث، فأحمد على ما أذكر رواه بإسنادين وربما يكون أكثر، أنا عهدي بعيد رواه بإسناد عن أبي وائل شقيق ابن سَلمة روى بعض هذا الكلام، وروى الإسناد الآخر عن عبد الرحمن بن جُبير بن نُفيل كلاهما عن معاذ بن جبل رضي الله عنه.
سبب الانقطاع: والإسناد هنا منقطع لأن عبد الرحمن بن جُبير بن نُفيل، لم يدرك معاذً، وكذلك أبو وائل شقيق ابن سَلمة لم يدرك معاذً، لأن معاذ بن جبل توفي في زمان عمر في طاعون عمواس العام الثامن عشر من الهجرة، إنما شقيق ابن سَلمة أبو وائل، من أقدم من لقي عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن مسعود توفي بعد سنة ثلاثين، أظنه سنة اثنين وثلاثين تقريبا أو في غضون هذه الفترة, إذن وفاة معاذ متقدمة فلم يلحقه واحد من هؤلاء وأعتقد أيضاً في معجم الطبراني الكبير أنه يرويه عن مكحول عن معاذ وطبعا مكحول متأخر جداً، يمكن أبو وائل شقيق أبو سَلمة متقدم عن مكحول الشامي أبي عبد الله ,فلا يصح إسناد هذا الحديث.
¥(72/426)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[29 - 09 - 10, 01:09 م]ـ
ما درجة حديث: حديث (ماء زمزم لما شرب له) هذا الحديث كنت اعتقده فترة من الفترات أنه حديث حسن، وقد حسَّنه جماعة من المتأخرين ولكن أنكره أبو أحمد ابن عدي وعنده حق في إنكاره، لأن هذا الحديث مداره على راوٍ اسمه عبد الله بن المؤمَل وهذا الراوي تفرد بروايته عن أبي الزبير عن جابر أن النبي ? قال (ماء زمزم لما شرب له) قاعدة عند علماء الحديث: (أن الضعيف أو سيء الحفظ إذا انفرد بحديث فحديثه منكر، مردود)، لا سيما إذا كان شيخه من المشاهير وله تلاميذ كُثر، يعني لما يكون أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس هذا من المشاهير، وله أصحاب كثيرون، عندما يأتي واحد ضعيف يتفرد عن مثل هذا الشيخ المشهور بمتن تدعوا الحاجة إلى حفظه، لأن الحديث (ماء زمزم لما شرب له) هذا معناه كبير وأنا أعلم أن هناك جماعة من العلماء المتقدمين والمتأخرين استعملوا هذا الحديث ,في باب الترغيب والترهيب كانوا يتساهلون حتى ربما كان الحديث ضعيفاً وهم يعلمون أنه ضعيف وقد يستعملون معناه. مثلاً: في هذا الحديث (ماء زمزم لما شرب له) هذا عبد الله بن المبارك: الذي يرويه عن عبد الله بن المؤمَل، لما روى هذا الحديث شرب من ماء زمزم وقال:" اللهم إني أشرب ماء زمزم لعطش يوم القيامة"، والحافظ بن حجر العسقلاني "شرب من ماء زمزم ليصل إلى رتبة الحافظ الذهبي في الرجال" يقول الشيخ حفظه الله: أن استعمالهم للحديث الضعيف لا يدل على صحته، لأن هناك بعض الناس وقع في هذا الباب، تصور أن استعمال العلماء لحديث ما، أن هذا يقويه، أو أن هذا دليل على صحته، لا، لا سيما في باب الترغيب والترهيب.
مثلاً: الإمام أحمد في مرضه قال لعبد الله ابنه: إإيتني بكتاب ليثٍ عن مجاهد، ليث ابن أبي سليم كان له عن مجاهد في الصحيفه، فقال: (اقرأ علي، فقرأ عبد الله، بدأ يقرأ الصحيفة حتى وصل إلى قول ليث عن مجاهد أنه كان يكره الأنين،_ يكره أنين المريض_ ويقول هو شكوى)، هذا قول مجاهد، يعني ليس حديثا مرفوعاً إلى النبي ? ومع ذلك لما سمع الإمام أحمد هذا الكلام عن مجاهد، فما أنَ إلى أن مات، مع أن ليث ابن أبي سُليم ضعيف الحديث، وأحمد بن حنبل ضعفه وهو يعلم أنه ضعيف ومع ذلك امتثل أحمد قول مجاهد في هذا المعنى ,فليس معنى استعمال العالم للحديث أنه فيه دلالة على صحته، فماء زمزم لما شرب له، من أفراد عبد الله بن المؤمَل، ولذلك جزم أحمد بن عدي رحمه الله في كتاب الكامل في ضعفاء الرجال بضعف هذا الحديث لتفرد عبد الله بن المؤمَل به.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[29 - 09 - 10, 01:29 م]ـ
يسأل سائل:الأحاديث التي وردت في فضل الروضة الشريفة، التي بجانب قبر النبي عليه الصلاة والسلام.
ج: ثبت عن النبي ? من حديث أبي هريرة وابن عمر وأم سَلمة وجابر وابن عباس وجماعة من الصحابة أنه ? قال: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) لكن هناك بعض الناس يفهم خطأ، يتصور أن الصلاة في الروضة لها فضلٌ زائد على الصلاة في المسجد، وهذا خطأ، لم يرد شيء من الأحاديث أعلمه أن النبي ? ذكر فضلاً للصلاة في الروضة، ولذلك، الناس الذين يذهبون ويتزاحمون تزاحما شديداً في الروضة ويكاد يؤذي بعضهم بعضاً بل يؤذي بعضهم بعضاً في سبيل أن يجد مكاناً في الروضة ليصلي، أقول أنه لا فضل للصلاة في هذا المكان على بقية المسجد، إنما كل الذي ورد أن النبي ? قال: (ما بين بيتي ومنبري روضة من ريا ض الجنة) ليس معنى أنه روضة من رياض الجنة أن الصلاة فيه أفضل من الصلاة خارجها، يعني هذا لا علاقة له ببعضه.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[29 - 09 - 10, 01:37 م]ـ
يسأل سائل عنحديث (ما أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عن شيء فدعوه ما استطعتم) هل هذا حديث صحيح أم لا، وما مناسبته وما معناه؟
أقول اللفظ الذي أورد السائل باطل، وأقصد بالبطلان أو النكارة ,آخره، إنما الصحيح منه (ما أمرتكم به من شيء فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عن شيء فاجتنبوه) فقط إلى ذلك، إنما (فاجتنبوه ما استطعتم) فذكر الاستطاعة في النهي باطلة، أولا من جهة الرواية، وثانياً من جهة الدراية.
¥(72/427)
أما من جهة الرواية: فهذا الحديث يرويه أبو هريرة _رضي الله عنه_ ويرويه عنه جماعات كثيرة، لكن هذا اللفظ رواه محمد ابن زياد عن أبي هريرة، ورواه عن محمد ابن زياد شعبة بن الحجاج والربيع بن مسلم والحسين بن واقد، هؤلاء الثلاثة رووا هذا الحديث بمناسبته وهو:عندما قال النبي ?: (يا أيها الناس إن الله فرض عليكم الحج فحجوا، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت. فأعاد الرجل الكلام، فقال: أكل عام؟ فسكت، فأعاد الكلام قال: أكل عام؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ذروني ما تركتكم، فإنما أهلك الذين كانوا من قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عن شيء فاجتنبوه)
إذن هؤلاء الرواة رووا الحديث عن محمد بن زياد عن أبي هريرة بهذا، ورواه أيضا حماد بن سَلمة مثلهم، عن محمد بن زياد بهذا اللفظ إلى كلمة (فاجتنبوه) لا يوجد ما استطعتم هذه، حماد بن سلمة رواه كذلك ورواه عن حماد بهذا السياق دون ذكر الاستطاعة في النهي، رواه وكيع بن الجراح، رواه يونس ابن محمد المؤدِب، رواه عبد الرحمن بن مهدي، أما علي بن عثمان اللاحقي فخالف هؤلاء الثلاثة، فرواه عن حماد بن سلمة فذكر (الاستطاعة في النهي).
إذن علي بن عثمان اللاحقي هو الذي زاد هذه اللفظة:ووهم على حماد بن سلمة فيها، فليس هناك في أي طرق من طرق الحديث التي وقفت عليها وكنت جمعت طرق الحديث قديما منذ أكثر من عشر سنوات، وأنا لازلت أذكر أن علي بن عثمان اللاحقي هو الذي تفرد بذكر الاستطاعة في النهي (وما نهيتكم عن شيء فاجتنبوه ما استطعتم) قلت لكم: ذكر الاستطاعة في النهي منكرة أو باطلة، هذا من جهة الرواية،علي بن عثمان اللاحقي، نعم وثقه أبو حاتم الرازي، ولكن قال ابن خِراش أنه مختلف فيه، فمثله ترد زيادته إذا خالف الأئمة الكرام لا سيما كانوا كأمثال الوكيع بن الجراح وأمثال يونس بن محمد المؤدِب وأمثال عبد الرحمن بن مهدي وهؤلاء الثلاثة من شيوخ الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
من جهة المعنى:، هذه الزيادة باطلة أيضا، لأنه لا يكون العبد ممتثلاً للنهي إلا إذا انتهى بالكلية وعلى الفور ,يعني اليوم مثلا: في صلاة الفريضة النبي ? يقول (صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلي جنب) هذه تشمل الفريضة وتشمل النافلة ,إذن الاستطاعة، في ترقي (إذا أمرتكم به من شيء فأتوا منه ما استطعتم) أمرنا النبي ? في صلاة الفريضة أن نصلي قياماً، والقيام ركن، فإذا كان العبد مطيقا للقيام وصلى قاعداً بطلت صلاته ,لو عجز العبد فعلاً عجزاً حقيقاً أن يصلي قائماً فقال عليه الصلاة والسلام (فإن لم تستطع فقاعداً)، ولو لا يستطيع قاعداً قال (فعلى جنب) إذن هنا تحقق فيه قول النبي ?: (إذا أمرتكم به من شيء فأتوا منه ما استطعتم) سواء كان كما قلت فرضاً أو كان نفلاً.
مثال: رجل يشرب الخمر والخمر حرام، فقلت له الخمر حرام، فقال لي: هذه الزجاجة سوف أشرب منها فقط شربتين وهذا الذي أستطيعه! فهل يُقبل؟ طبعا لا لا يكون ممتثلاً حتى يترك الخمر كلها لو شرب رشفة واحدة منها كان عاصياً ,فكذلك نقول النهي لا يكون العبد ممتثلا أبدا للنهي إلا إذا انتهى بالكلية، ولذلك ذكر النبي ? الاستطاعة في الأمر دون النهي. (إذن نخلص من هذا البحث إلى أن ذكر الاستطاعة في النهي منكرة أو باطلة).
ويقول نفس السائل أنه يريد أن يجلي معناه لأنني سمعت بعض الناس يقول: إذا استطعت ألا أصلي فلا جناح علي!!
لا طبعاً المسألة ليست كذلك، يعني إذا كان بعض الناس يتذرع بهذا الحديث إلى أن يترك المأمور به لأي عارض لا يُعد عذراً شرعياً، فهذا الحديث ليس حجة له بطبيعة الحال مثال: فرد يعمل في أي جهة عمل كورشة أو ما إلى ذلك، وأذن عليه المؤذن، هل يقول عذراً أنا مشغول وأريد أن أنهي هذا العمل ولا يهم الصلاة وأنا لا أستطيع؟!
طبعاً بداهة لا أحد مطلقاً يفهم الحديث هذا الفهم، إنما القصد أن يبادر المرء إلى فعل ما أُمر به فإن عجز فله الرخصة، وهذا هو الكلام السائر المتداول بين أهل العلم في كتبهم، ولكن ما يقوله هذا أنه يريد أن يتفلت من الأوامر والنواهي، فهذا طبعاً خارج تماماً عن فهم أي أحد من أهل العلم.
ـ[محسن جمال عسكر]ــــــــ[30 - 09 - 10, 04:01 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 04:06 ص]ـ
سبحان الله!!
نفس الشيخ واضح أنه يميل لمنهج المتقدمين، أطال الله عمره وبقاءه.
وبالنسبة للقاعدة فقد ذكرها الذهبي " تفرد الصدوق يعتبر منكرا ً "!
وماذا حصل بالنسبة للتفريغ؟!
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[30 - 09 - 10, 08:05 ص]ـ
منهجية الشيخ أبي إسحاق في إعلال الأحاديث هي منهجيةٌ طيبة.
ولا يخفى عليكم وفقكم الله تعالى البراعة في إعلالها جزاه الله خيراً وشافاه من سقمه. وفقك الله أختنا.
¥(72/428)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[06 - 10 - 10, 01:53 ص]ـ
اللهم آمين وعذرا لتغيبي في إاكمال ما بدأناه لظروف خارجة عن إرادتي وسنكمل المسيرة بإذن الله تعالي
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[06 - 10 - 10, 10:15 ص]ـ
يسال سائل:عن فضل قراءة سورة (ألهاكم التكاثر) وباقي سور القرآن؟
ج: طبعاً أنا نبهت في مرة سابقة عن هذا المعنى، وقلت: أن معظم الأحاديث التي وردت في فضائل سور القرآن الكريم لا تصح، إما ضعيفة وإما موضوعة وإما منكرة والذي صح من أحاديث وفضائل سور القرآن الكريم هو النذر اليسير والذي وضع هذه الأحاديث رجل يقال له: (نوح ابن أبي مريم،) وكان يلقب بنوح الجامع لأنه جمع كثيراً من أطراف العلم، حتى قال ابن حِبان فيه: (جمع كل شيء إلا الصدق)، وكان هذا الرجل يقضي عامة ليله في تأليف أحاديث من رأسه في فضائل سور القرآن الكريم، يقرأ السورة ثم يختار معنيً مناسباً ويضع حديثاً لفضل هذه السورة، سواء للسورة بكاملها أو لبعض آياتها، فلما علم الناس أنه فعل ذلك، سألوه عن هذا قال: (رأيت الناس انشغلوا بمغازي ابن إسحاق وبفقه أبي حنيفة عن كتاب الله، فوضعت هذه حسبةً لله،) يعني يكذب على النبي ? ثم يرجوا أن يُؤجر على هذا الكذب! فالأحاديث الواردة في فضل (ألهاكم التكاثر) وسورة الواقعة وما شابه هذه السور، كلها أحاديث لا تصح، إنما الذي صح كما قلت نذر يسير، فالذي صح مثلاً مما أذكره ليس على سبيل الاستيعاب:
(الفاتحة، والبقرة، وآل عمران، وسورة الملك وآية الكرسي، وسورة الإخلاص والمعوذتان وسورة الزلزلة فيها أنها ربع القرآن)، تقريبا هذه هي الأحاديث التي صحت وربما كما قلت أن هناك أحاديث أخرى خاصة بفضائل بعض الآيات أو فضائل بعض السور ولكن لا أذكر هذا على سبيل الاستيعاب.
لكن على أي حال: النذر الموجود من الأحاديث الصحيحة قليل جداً لا يساوي هذا الذي ورد في كتب التفاسير التي لا يعرف أصحابها شيئاً عن الصحيح والضعيف، ونبهت على بعضها وأعيد التنبيه عليها مرة أخرى، ليحذرها من يكون عنده شيء من هذه التفاسير: تفاسير يُحذر منها: (تفسير أبي السعود، تفسير النسفي، تفسير الزمخشري، تفسير الفخر الرازي، تفسير الثعلبي، تفسير الخازن) وإن كان الخازن أمثلهم طريقة ولكن يوجد قدر لا بأس به من الأحاديث الساقطة، أما الكتب التي كانت تعتني بالأحاديث، فطبعاً على رأسها تفسير ابن كثير لأنه يعتني بنقد الروايات وطبعاً أستاذ الكل في هذا الباب هو (أبو جعفر ابن جرير الطبري رحمة الله عليه) صاحب التفسير الكبير الذي يغترف منه كل مفسر جاء بعده، وكذلك تفسير (عبد بن حميد وتفسير ابن المنذر، تفسير ابن أبي حاتم تفسير ابن مردرويه،) كل هذه التفاسير المسندة التي يروى أصحابها الأحاديث التي يستخدمونها في تفسير الآيات بالأسانيد، وطبعا (تفسير البغوي ,) معالم التنزيل يوجد فيه قدر لا بأس به من الأسانيد.لكن من أنظفها وأفضلها (تفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله)، ولذلك انتشر هذا الكتاب انتشارا واسعاً كبيراً، وهذا لا يعني أن كل الأحاديث التي وردت في تفسير ابن كثير صحيحة، لا، ابن كثير أيضاً يشتمل على أحاديث ضعيفة، لكن الكتب التي سميتها في الأول أصحابها لا يعرفون شيئاً عن الصحيح ولا عن الضعيف
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[06 - 10 - 10, 10:15 ص]ـ
سائل آخر: حديث (فر من المجزوم فرارك من الأسد) وكيف نجمع بينه وبين حديث (لا عدوى ولا طيرة)؟
ج: كلاهما حديث صحيح، أحدهما يثبت العدوى وهو (فر من المجزوم) والآخر (لا عدوى ولا طيرة)؟ ينفي العدوى.
خلاصة أقوال العلماء في الجمع بين هذين الحديثين: أنه لا عدوى تنتقل بذاتها، أي أنه ليس من الضروري أن يكون إنسان عنده مرض معدي، أنه لازم أي واحد يأتي بجواره يحمل نفس المرض، ولذلك لما قال رجل للنبي عليه الصلاة والسلام: (تكون عندي الإبل كالظباء فيجيء الجمل الأجرب في وسطها فيعديها) لما قال النبي ?: (لا عدوى)، فالرجل الأعرابي الجالس مع النبي عليه الصلاة والسلام فهم أن (لا عدوى) أن هذا فيه نفي للعدوى، فيستدل بالواقع على خلاف الكلام، فيقول له: أنا عندي الجمال تكون صحيحة سليمة، يأتي الجمل الأجرب فيعديها، فكيف لا عدوى؟ فقال له عليه الصلاة والسلام: (فمن أعدى الأول؟) أول جمل أصابه الجرب من الذي
¥(72/429)
أعداه؟ يريد أن يقول أنه لا عدوى تنتقل بذاتها إنما ينقلها الله سبحانه وتعالى، وهذا كما قلت ليس معناه أن كل مرض معدي لابد أن يعدي من بجانبه.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[06 - 10 - 10, 10:18 ص]ـ
يسأل سائلٌ: عن حديث (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).
ج: هذا الحديث حسنه النووي وبعض العلماء المتأخرين، لكنه في الحقيقة حديث ضعيف أعلَّه علماء الحديث الكبار، هذا الحديث الذي وصله هو قُرة ابن عبد الرحمن يرويه عن الزهري عن أبي سَلمة عن أبي هريرة، أن النبي ? قال: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) لكن قُرة ابن عبد الرحمن لم يكن بذاك القوي في الزهري، كان كما أوردوا كما أظن: قاله الأوزاعي: قُرة ابن عبد الرحمن أعلم بالزهري، فرد ابن حِبان هذه المقالة في كتاب الثقات، قال: أعلم بالزهري أي، هو أعلم بأحواله وأخباره لا أنه مُقدَّم في حديث الزهري، لا، كل مارواه قرة ابن عبد الرحمن عن الزهري لا يتجاوز ستين حديثاً، خالفه أصحاب الزهري في طائفة منها، إنما أصحاب الزهري الكبار، وبالعودة لكلامنا في علم المصطلح قديما قلنا: أن الطبقة الأولى من أصحاب الزهري:مالك ومعمر وابن عيينة ومحمد ابن الوليد، هؤلاء الأربعة، هم الطبقة الأولى من أصحاب الزهري ,قرة ابن عبد الرحمن في الطبقة الخامسة، ما الذي فعله قرة؟ رواه عن الزهري عن أبي سَلمة عن أبي هريرة خالفه: مالك، مَعمر، عُبيد الله بن عمر، زياد ابن سعد وآخرون، فلست مستحضراً كل الذين رووه عن الزهري، عن علي بن الحسين أن النبي ?.مرسل، جاء علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب.إذن قرة خالفهم، رواه عن الزهري عن أبي سَلمة عن أبي هريرة، وأصحاب الزهري الكبار يروونه عن الزهري عن علي بن الحسين أن النبي ? قال: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) إذن الصواب في الحديث: الإرسال، وإن من صحح هذا الحديث أو حكم بحسنه، إنه واهم ولم يُعمِل قواعد علم الحديث في هذا الحديث.
ـ[ابو محمد الكثيري]ــــــــ[06 - 10 - 10, 10:22 ص]ـ
اللهم آمين وعذرا لتغيبي في إاكمال ما بدأناه لظروف خارجة عن إرادتي وسنكمل المسيرة بإذن الله تعالي
عسى ان يكون قريبا
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[06 - 10 - 10, 10:46 ص]ـ
يسأل سائل عن: حديث أبي هريرة _رضي الله عنه_ أن النبي ? قال (إنكم في زمانٍ من ترك منكم فيه عُشر ما أُمر به هلك، ويأتي زمان من عمل منهم بعُشر ما أُمر به نجا) هذا الحديث حديث منكر، أنكره الإمام النسائي، والإمام الترمذي رحمة الله عليه يرويه في سننه من حديث نُعيم بن حماد قال حدثنا سفيان ابن عيينة عن زناد ابن أبي الأعرج عن أبي هريرة، واستغربه الترمذي، قال: هو غريب من حديث نُعيم.
لما روجع نُعيم بن حماد – وهو أحد العلماء الكبار من أصحاب السنة الذابين عنها ولكنه كان سيء الحفظ - لما روى هذا الحديث أنكروه عليه، فقال: إنني سمعته من ابن عيينة، كنا نمشي معه، يبدو في سوق من الأسواق، فرأى شيئاً أنكره فقال هذا الكلام، فالعلماء كالذهبي رحمه الله، قال: (هو صادق في نقل هذا الكلام عن سفيان ابن عيينة ولكنه وهم في جعله من كلام النبي ?)، فكأن سفيان ابن عيينه وهو يسير وجد شيئا منكراً، فوقف وأنكره وقال هذا الكلام (إنكم في زمانٍ من ترك منكم فيه عُشر ما أُمر به هلك، ويأتي زمان من عمل منهم بعُشر ما أُمر به نجا) فكأن سفيان ابن عيينة قال هذا الكلام من عنده، فاختلط على نُعيم بن حماد فظنه حديثاً فرفعه إلى النبي ?، والأقرب عندي في هذا أن يكون سفيان ابن عيينة ذكر الإسناد على اعتبار أنه سيروي حديثاً، فقال: عن أبي الزناد حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي ? قال، وفجأة وجد هذا الشيء المنكر فقال هذا الكلام، فظنه نُعيم ابن حماد كلام النبي ?، وإنما ساق سفيان ابن عيينة السند الأول ليذكر به حديثاً ما، وهذا يقع أحياناً لسيء الحفظ الذي لا ينتبه كما وقع على ثابت ابن موسى الزاهد عندما دخل على شرِيك ابن عبد الله ألنخعي في المسجد، وشرِيك يحدث فقال: حدثنا الأعمش عن أبي سفيان طلحة ابن نافع عن جابر_ رضي الله عنه_ أن النبي ? قال، ثم التفت شرِيك إلى باب المسجد فإذا ثابت ابن موسى الزاهد يقف على الباب، وواضح من هذا اللقب (ثابت ابن موسى الزاهد) واضح أنه كان زاهداً
¥(72/430)
عابداً، فأراد شرِيك أن يداعبه فقال له (من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار) طبعا ثابت ابن موسى الزاهد واقف على باب المسجد وسمع الإسناد من شريك، وشريك كان يُملي الطلبة يقول لهم ماذا؟ حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي ? أنه قال – و لم يقل الحديث – فالتفت فوجد ثابت ابن موسى على الباب فقال له هاتين الكلمتين, فكان ثابت ابن موسى سمع هذا الإسناد، فخرج من المسجد يقول: حدثنا شريك، قال حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر أن النبي ? قال: (من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار)!.طبعا هذا الكلام ليس كلام النبي ?، لكن لأن ثابت ابن موسى كان غافلاً عن ضبط الحديث فتوهم أن هذا هو كلام الرسول ?.
و أشار العراقي إلى هذا النوع من الأحاديث الموضوعة التي جاءت عن طريق غفلة الراوي، وليس كذب وألف، فيمكن الراوي المغفل يدخل عليه كلام ليس من كلام النبي ? فيعده العلماء موضوعاً.
ومما قال العراقي:
والواضعون بعضهم قد صنعا
من عندِ نفسهِ وبعضٌ وضعا
كلامّ بعضَ الحُكَما في المسندِ
ومنه نوعٌ وضعُهُ لم يُقصَدِ
مثلُ حديثُ ثابتٌ من كَثُرَت
صلاتهُ الحديثَ وهلةٌ سَرَت
يريد أن يقول: ومنه نوع وضعه لم يقصد مثل حديث ثابت الذي أقص لكم قصته الآن
ما قصد ثابت ابن موسى الزاهد أن يكذب على النبي ? ولا أن يؤلف كلاماً وينسبه للنبي ?، ولكن لغفلته تصور أن هذا هو الحديث كلاماً وينسه للنبي ? ولكن لغفلته تصور أن هذا هو الحديث فكانت وهلة منه وغفلة منه سرت ففشت في الناس وجاء سُرِّاق الأسانيد فركَّبوا عدة أسانيد لهذا الحديث حتى ظن بعض المتأخرين كالقُضاعي في مسند الشهاب، أنه حديث حسن لتعدد طرقه فضعف في مسند الشهاب والواقع أنه حديث باطل ,فهذا هو الذي حدث لنعيم ابن حماد، قال ابن عيينة كلاماً، بعدما ساق إسناداً يريد أن يحدث به حديثاً للنبي ?، لكنه توقف عن التحديث به لما رأى هذا المنكر، فأنكره وقال هذا الكلام، فظن نُعيم ابن حماد أن الكلام الذي قاله ابن عيينة هو الكلام الذي أراد أن يروي به،هذا الإسناد النظيف وهو: أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.
فالحقيقة هذا الحديث حديث منكر وكما قلت لكم أن الترمذي نفسه استغربه والترمذي إذا أطلق الغرابة على سند من الأسانيد فإنه يعني الضعف،.
لأن الترمذي له مصطلحات يقول على الحديث: حسنٌ صحيح، حسنٌ صحيح غريب، صحيح صحيح غريب، حسن، حسنٌ غريب، غريب ,إذن عنده سبع مصطلحات، فالغرابة عنده قد تجامع الحسن أو الصحة فيقول: صحيح غريب حسنٌ غريب، حسنٌ صحيح غريب، لكنه إذا أفرد الغرابة بالذكر فهذا يعني أنه ضعيف. إذا قال هذا حديث غريب، يعني هذا حديث ضعيف
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[06 - 10 - 10, 10:49 ص]ـ
سائلٌ يسأل: عن حديث (المؤمن كيس فطن) هذا حديث مشهور ولكنه بكل أسف مكذوب على النبي ?، وبعض الناس صحفه قالوا: أن (المسلم كيس قطن)! فقال له الأخ: ما معنى كيس قطن؟ قال له: قلبه أبيض مثل كيس القطن تماماً!
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[06 - 10 - 10, 11:28 ص]ـ
وسائلٌ يسأل: عن حديث معاذ بن جبل في القضاء، لما أرسله النبي ? إلى اليمن وقال له: (يا معاذ بم تقضي؟ قال: أقضي بكتاب الله عز وجل، قال: فإن لم تجد؟، قال: أقضي بسنة النبي ?، قال: فإن لم تجد؟، قال: أقضي برأيي ولا آلو –أي لا أقصر – فضرب النبي ? بيده على صدره وقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله إلى ما يحبه الله ورسوله)
هذا الحديث منكر، لا يصح، ويرويه أبو داود والإمام أحمد والطيالسي والعُقيلي وغيرهم من حديث الحارث ابن عمر عن أصحاب لمعاذ ابن جبل رضي الله عنه عن معاذ أن النبي ? قال: وساق الخبر, الحارث ابن عمر هذا مجهول، وأصحاب معاذ كذلك، لا نعرف من هم.
وهذا الحديث ضعفه كثير من علماء الحديث، منهم الإمام البخاري والإمام الترمذي والعقيلي والدار قطني وابن حزم وابن طاهر وابن الجوزي والذهبي والسبكي والحافظ ابن حجر العسقلاني وآخرون، فأنا ذكرت عشرة من العلماء الذين ضعفوا هذا الحديث.
¥(72/431)
ثم هو بالنظر إلى ترتيب الكتاب مع السنة أيضا فيه نكارة لأنه يقول له: بم تقضي؟ قال: أقضي بكتاب الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: بسنة رسول الله ?.طبعاً أنت إذا علمت أن السنة مبينة لكتاب الله عز وجل لا يصح أن تأخذ القرآن وحده دون النظر في السنة، لو أن رجلا لا يعرف شيئاً عن السنة مطلقاً، وقرأ قول الله تبارك وتعالى: ?حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ والدم? فإذن هذا يعني أنه سوف يحرم كل ميتة، وسيحرم كل الدماء ونحن نعلم أنه ورد في سنة النبي ?: قال (أُحل لنا ميتتان ودمان السمك والجراد والكبد والطِحال) فأحل لنا: صيغة رفع، أحل لنا أي من جهة التحليل؟ هي الرسول عليه ?، فلما يقول الصحابي: (أُحل لنا) هذا معناه له حكم الرفع، ميتتان ودمان، السمك والجراد والكبد والطِحال، فلو أن إنساناً لا يعرف شيئاً عن السنة لتورط في تحريم ميتة البحر مثل السمك مثلاً، أو في تحريم الدم مثل الكبد أو الطِحال وهما حلالان بسنة رسول الله ?، وأنتم تعلمون أن الله عز وجل عندما ذكر آية المحرمات ?حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ "في آخرها ?وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ? والسنة جاءت فحرمت أن يجمع الرجل بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها، فلا يحل لرجل أن يتزوج امرأة ويتزوج عمتها في نفس الوقت ويتزوج المرأة ويتزوج خالتها في نفس الوقت، مع أن صريح كتاب الله عز وجل يقول ?وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ? من دون ما ذكره الله سبحانه وتعالى من دون المحرمات وليس فيه ذكر الجمع بين المرأة وخالتها والمرأة وعمتها، وهلم جر، أي خذ من هذا الضرب كثيراً,.
فعندما يقول أحكم بكتاب الله فإن لم أجد فبالسنة، نقول: لا أنك إذا أردت أن تحكم بكتاب الله عز وجل لابد أن تستصحب السنة المبينة لكتاب الله تبارك وتعالى حتى لا يتورط الإنسان في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله على نحو ما ضربت مثلا الآن.
مصدر الفتوي: الشريط الثاني والأربعون فك الوثاق وكذلك كل مامرَّ من الفتاوي السابقة
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[06 - 10 - 10, 08:39 م]ـ
بارك الله فيك
هل بالإمكان أن تذكري الكتاب أو الشريط المنقول منه الكلام؟
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[07 - 10 - 10, 01:45 ص]ـ
شكر الله لك , واصلي وصلك الله بفضله.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[07 - 10 - 10, 02:13 ص]ـ
بارك الله فيك
هل بالإمكان أن تذكري الكتاب أو الشريط المنقول منه الكلام؟
وفيك بارك المصدر مكتوب لو نظرت في آخر فتوي الشريط الثاني والأربعون فك الوثاق جزاك الله خيرا علي التنبيه
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[07 - 10 - 10, 02:14 ص]ـ
شكر الله لك , واصلي وصلك الله بفضله.
وشكر الله لك ان شاء الله نواصل وصلك الله به
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[07 - 10 - 10, 02:41 ص]ـ
-كان لي جارٌ من العصاة، فكلمته يوماً عن حاله، فحاورني محاورة طويلة هالني بعض ما جاء فيها، وهو أنه مما سهلَّ عليه العصيان أنه قرأ حديثاً جاء به أن النبي r يستغفر للعصاة من أمته بعد موته، واستغفار النبي r مستجاب، فهل هناك حديث بهذا المعنى؟ وما صحته؟ وهل النبي r يعلم ما تعمل أمته
من بعده؟
والجواب: أنه لا يستقيم الظل والعود أعوج، وهذا من الآثار السيئة للأحاديث الضعيفة والموضوعة، ولو سلمنا صحة الحديث الذي قرأه هذا المشار إليه، لم يكن معناه كما فهمه، ولكن الأمر كما قيل:
وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً
وآفته من الفهمِ السقيمِ
¥(72/432)
الحديث الذي اتكأ عليه هذا العاصي، فهو حديث منكرٌ. أخرجه البزار (1925 - البحر) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: نا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن سفيان، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن ابن مسعود مرفوعاً: "إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام". قال: وقال رسول الله r : " حياتي خير لكم، تُحدِثون ونُحدِثُ لكم، ووفاتي خيرٌ لكم تُعرَضُ عليَّ أعمالكم، فما رأيت من خير، حمدت الله عليه، وما رأيت من شر، استغفرت الله لكم".
قال البزار: "هذا الحديث آخره لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".
فهذا القدر من الحديث: "حياتي خير لكم ... إلخ" منكر ليس بثابت وبيان ذلك: أن جماعة من ثقات أصحاب سفيان الثوري رووا هذا الحديث عنه، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن ابن مسعود بأوله حسبُ، ولم يذكر واحد منهم آخره.
فأخرجه النسائي (3/ 43)، وأحمد (1/ 452)، والخطيب في "المدرج" (ص 770) عن معاذ العنبري، والنسائي، وأبو يعلي (5213)، وابن أبي شيبة (2/ 517)، وابن حبان (914)، والخطيب (ص 769) عن وكيع بن الجراح، والنسائي (3/ 4)، والطبراني في "الكبير" (ج 10/ رقم 10529) عن عبد الرزاق، وهذا في "المصنف" (2/ 215)، والدارمي (2/ 225) قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، وأحمد (1/ 387) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، والنسائي في "اليوم والليلة" (66) عن ابن المبارك، وهو في "كتاب الزهد" (1028)، وأحمد (1/ 441) قال: حدثنا وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، والهيثم بن كليب في "المسند" (825)، والخطيب (ص 867) عن زيد بن الحُباب، والبزار (1923)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (21)، والخطيب (ص 767)، عن يحيى القطان، والهيثم بن كليب (826)، والطبراني (10530)، عن فضيل بن عياض والبيهقي في "الشعب" (1582)، وفي "الدعوات الكبير" (159)، والخطيب (ص 769)، والبغوي في "شرح السنة" (3/ 197) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 201) عن محمد بن كثير، والحاكم (2/ 421)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 205)، عن أبي إسحاق الفزاري، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (159)، والخطيب (ص 768)، والبغوي في "شرح السنة" (3/ 197)، عن عبد الله بن موسى، كلهم عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن ابن مسعود مرفوعاً بالفقرة الأولى من الحديث، دون قوله: "حياتي خير لكم ... إلخ".
فقد رأيت ـ أراك لله الخير ـ أن يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح، وابن المبارك، وعبد الرزاق بن همام، ومعاذ ابن معاذ العنبري، ومحمد بن يوسف الفريابي، وعبد الله بن نمير، وزيد بن حباب، وعبد الله بن موسى، وأبا نعيم الفضل، وفضيل بن عياض، ومحمد بن كثير، وأبا إسحاق الفزاري وعدتهم أربعة عشر نفراً قد رووه عن الثوري، فلم يذكروا قوله: "حياتي خير لكم". وخالفهم عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، فرواه عن الثوري بهذا الإسناد فذكره.
وقد علمنا من قول البزار أنه تفرد به عن الثوري، ولا يشك حديثيُّ ـ وهو المبتدئ ـ أن رواية عبد المجيد منكرة، فلو لم يكن فيه مغمزٌ، ربما احتمل منه، لكن تكلم فيه غير واحد من العلماء، منهم: الحميدي.
وقال أبو حاتم: "ليس بالقوي يُكتب حديثه".
وقال الدار قطني: "لا يُحتج به، يُعتبر به".
وضعَّفه أبو زُرعة، وابن سعيد، وابن أبي عمر، وغلا فيه ابن حبان، فتركه.
ووثقه آخرون، ولم يرو له مسلم إلا حديثاً واحداً في "كتاب الحج" (1229/ 179) مقروناً بـ "هشام بن سليمان المخزومي"، ولو سلمنا أن مسلماً روى له محتجاً به، فلا بأس بصنيعه، لأنه روى هذا الحديث عن عبد المجيد بن عبد العزيز، عن ابن جريج.
وكان عبد المجيد من أثبت الناس في ابن جريج، كما قال ابن معين، والدار قطني، وابن عدي وغيرهم. وحديثه هذا ليس عن ابن جريج، مع مخالفته لنجوم أصحاب الثوري، فحريٌّ أن لا يقبل منه ما زاده عليهم،
لا سيما وقد رواه الأعمش، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن ابن مسعود مرفوعاً بالحديث الأول وحده.
أخرجه الحاكم (2/ 421) عن عثمان بن أبي شيبة، والطبراني في "الكبير"
¥(72/433)
(ج 10 / رقم 10528) قال: حدثنا هاشم بن مرثدٍ الطبراني، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 205) عن أبي سيار محمد بن عبد الله البغدادي، قالوا: ثنا أبو صالح محبوب بن موسى الفراء، ثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأعمش بهذا.
ومحبوب بن موسى وثقه أبو داود، والعجلي.
وقال ابن حبان: "متقن فاضل".
وكذلك رواه حسين الخُلقاني، عن عبد الله بن السائب بهذا الإسناد
بالحديث الأول.
أخرجه البزار (1924)، والخطيب في "تاريخه" (9/ 104) من طريق سعيد بن الحسن بن علي قالا: ثنا يوسف بن موسى القطان، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن حسين الخُلقاني بسنده سواء.
والخُلقاني ما عرفته ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=223026#_ftn1)) ، فليحرر، وبعد هذا التحرير تعلم خطأ مَن صحح إسناد هذا الحديث كالسيوطي في "الخصائص" (2/ 491) أو مَن جوَّده كالولي العراقي في "طرح التثريب" (3/ 297)، وأخف من قولهما
ـ وإن كان موهماً ـ قول الهيثمي في "المجمع" (6/ 24): "رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح". وكذلك قول شيخه العراقي في "تخريج الإحياء" (4/ 128): "رجاله رجال الصحيح"، إلا أن عبد المجيد بن أبي رواد وإن أخرج له مسلم ووثقه ابن معين، والنسائي فقد ضعفه بعضهم".
وله شواهد لا يفرح بها، ذكرها شيخنا الألباني رحمه الله في "الضعيفة" (975).
ومما يدل على نكارة هذا الحديث:، ما أخرجه البخاري في "أحاديث الأنبياء" (6/ 386 - 387، 478)، وفي "التفسير" (8/ 286، 437 - 438)، وفي "الرقاق" (11/ 377)، ومسلم (2860/ 58)، والنسائي (4/ 117)، والترمذي (2423)، وأحمد (1/ 223، 229، 235، 253)، والدارمي (2/ 233 - 234)، والطيالسي (2638)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (11/ 157) و (13/ 247) و (14/ 117)، وابن حبان (7347) وغيرهم من طريق المغيرة بن النعمان، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس فذكر حديثاً، وفيه: "ألا وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك".
فهذا الحديث دليل على أن النبي r لا يعلم أعمال أمته بعده.
ويدل على ذلك أيضاً: قول عيسى عليه السلام لرب العزة:} وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد {[المائدة: 117].
فهذا يدل على أن الأنبياء صلوات الله عليهم إذا ماتوا لا يعلمون من أمر أمتهم شيئاً، هذا والله أعلم.
المصدر: فتاوى أبي إسحاق الحويني المسمى (إقامة الدلائل على عموم المسائل) الجزء الأول الفتوى رقم (1)
([1]) قال الدار قطني في "العلل" (3/ 206): "ما نسبه أحد".
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[07 - 10 - 10, 11:28 ص]ـ
-هل يجوز مسح الوجه باليدين بعد الدعاء؟
والجواب: أنه لم يصح في ذلك حديث مرفوع إلى النبي r ، وقد ورد هذا المعنى في أحاديث عن جماعة من الصحابة، منهم عمر بن الخطاب، وابن عباس، ويزيد بن سعيد الكندي رضي الله عنهم،
1 - أما حديث عمر t:
فأخرجه عبدُ بن حميد في "المنتخب" (39)، والترمذي (3386) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى وإبراهيم بن يعقوب وغير واحد والحاكم (1/ 536)، والذهبي في "السير" (11/ 67) عن نصر بن علي ومحمد بن موسى الحرشي، والطبراني في "الأوسط" (7053) عن محمد بن بكار العيشي، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (ج5 / ق 97/ 1) عن أبي قلابة الرقاشي قالوا: ثنا حماد بن عيسى، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب قال:" كان النبي r إذا رفع يديه في الدعاء، لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه."
قال الترمذي: "هذا حديث غريب ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1374032#_ftn1)) لا نعرفه إلا من حديث حماد ابن عيسى، وقد تفرد به، وهو قليل الحديث، وقد حدث عنه الناس، وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي هو ثقة، وثقه يحيى ابن سعيد القطان".
وقال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به:
حماد بن عيسى".
* قلت: ضعَّفه أحمد، وأبو حاتم، والدار قطني وغيرهم.
وقال ابن حبان والحاكم: "يروى أحاديث موضوعة على ابن جريج وغيره".
وقال الذهبي في "السير" بعد تخريجه الحديث:
"أخرجه الحاكم في "مستدركه" فلم يصب، وحماد ضعيف".
¥(72/434)
وقال العراقي في "المغني" (1/ 305): "سكت عليه الحاكم، وهو ضعيف".
وسبقه إلى تضعيفه النووي في "الأذكار" (ص 344).
2 - أما حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
أخرجه ابن ماجه (1181 - 3866)، ومحمد بن نصر في "قيام الليل" (141)، والبغوي (5/ 204)، وابن حبان في "المجروحين" (1/ 268) والحاكم (1/ 536)، والحافظ الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 616) وابن الجوزي في "الواهيات" (2/ 840) من طريق صالح بن حسان، عن محمد ابن كعب القُرظي، عن ابن عباس مرفوعاً: "إذا دعوت الله فادع بباطن كفيك، ولا تدع بظهورهما، فإذا فرغت فامسح بهما وجهك".
* قلت: وهذا سندٌ واهٍ.
وآفته صالح بن حسان.
قال البخاري: "منكر الحديث".
ولخص الحافظ حاله في "التقريب" فقال: "متروك".
وقال أبو حاتم: "حديث منكر".
نقله عنه ولده في "العلل" (2572/ 2/351).
وتابعه رجل مجهول عن محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس مرفوعاً وزاد في أوله شيئاً.
أخرجه أبو داود (1485)، والبيهقي (2/ 212) وفي "الدعوات الكبير" (ق39/ 1) من طريق عبد الملك بن محمد بن أيمن، عن عبد الله بن يعقوب بن إسحاق، عمن حدَّثه، عن محمد بن كعب به.
قال أبو داود: "رُوي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب، كلها واهية، وهذا الطريق أمثلها وهو ضعيف أيضاً". أهـ
* قلت: وله علتان:
الأولى: ضعف عبد الملك هذا.
الثانية: جهالة الراوي عن محمد بن كعب.
وتابعه عيسى بن ميمون، عن محمد بن كعب به.
أخرجه ابن نصر (141) وقال: "عيسى بن ميمون ليس هو ممن يحتج بحديثه".
وقال النووي في "الأذكار" (ص 344): (في إسناده ضعف".
3 - أما حديث يزيد بن سعيد الكندي t :
فأخرجه أبو داود (1492)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6614) عن جعفر الغرياني والحسن بن سفيان وعلي بن طيفور قالوا: حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا أبن لهيعة، عن حفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، عن السائب بن يزيد، عن أبيه أن النبي r كان إذا دعا فرفع يديه، مسح وجهه بيديه.
قال الحافظ في "آمالي الأذكار": "فيه ابن لهيعة، وشيخه مجهول"، وخولف قتيبة في سياقه وفي إسناده.
خالفه سعيد بن أبي مريم قال: نا ابن لهيعة، عن حبان بن واسع، عن حفص بن هاشم، أن خلاد بن السائب حدثه، عن أبيه أن رسول الله r كان إذا دعا جهل راحته إلى وجهه.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2590) ثنا محمد بن عوف،
نا ابن مريم بهذا.
فخالفه في إسناده فأسقط ذكر "والد السائب"، وفي متنه: لم يذكر
مسح الوجه.
وتابعه عمرو بن خالد الحراني، ثنا ابن لهيعة قال: سمعت حفص بن هاشم يذكر أن خلاد بن السائب حدثه، هن أبيه مثله.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج 7 / رقم 6625) قال: حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج، ثنا عمرة بن خالد.
ورواه يحيى بن إسحاق السيلحيني قال: ثنا ابن لهيعة، عن حبان بن واسع بن حبان، عن خلاد بن السائب أن النبي r كان إذا سأل جعل باطن كفيه إليه، وإذا استعاذ جعل ظاهرهما إليه. أخرجه أحمد (4/ 56).
فخالف السيلحيني من تقدم في إسناده فأرسله.
ويحيى بن إسحاق من قدماء أصحاب ابن لهيعة وروايته عندي أولى، والاضطراب عندي من ابن لهيعة، ولعله غلط في إسناده فقال: "حفص
بن هاشم" وليس له ذكر في شيء من كتب التواريخ، ولا ذكر أحد أن
لابن عتبة ابناً يسمى حفصاً كما ذكر الحافظ في "التهذيب" في ترجمة "حفص بن هاشم".
فالصحيح: ضعف هذا الحديث، لشدة ضعف مفرداته، فقول الحافظ في "بلوغ المرام" (ص 284): "إنه حديثٌ حسنٌ" غيرُ حسنٍ، هذا والله أعلم.
وقد اختلف أهل العلم في مسح الوجه باليدين بعد الدعاء.
قال محمد بن نصر: "ورأيت إسحاق يستحين العمل بهذه الأحاديث، وأما أحمد بن حنبل، فحدثني أبو داود قال: سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن الرجل يمسح وجهه بيديه إذا فرغ من الوتر؟ فقال: لم أسمع فيه شيئاً، ورأيت أحمد لا يفعله ...
وسئل مالك عن الرجل يمسح بكفيه وجهه عند الدعاء فأنكر ذلك وقال: ما علمت ... وسئل عبد الله ـ يعني ابن المبارك ـ عن الرجل يبسط يديه فيدعو ثم يمسح بهما وجهه؟ فقال: كره ذلك سفيان ـ يعني الثوري".
* قلت: وأنكر ذلك البيهقي في "رسالته إلى أبي محمد الجويني"
(2/ 286 ـ مجموعة الرسائل المنيرية).
وقال العز بن عبد السلام: "لا يفعله إلا الجهال".
نعم .. أخرج البخاري في "الأدب المفرد" (609) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا محمد بن فُليح، قال: أخبرني أبي، عن أبي نعيم ـ وهو وهب ـ قال: "رأيت ابن عمر وابن الزبير يدعوان، يديران بالراحتين على الوجه".
وهذا الأثر حسَّنه الحافظ ابن حجر، وضعفه شيخنا الألباني، وهو محتمل للتحسين، فلا أرى أن يبده الذي يمسح وجهه بعد الدعاء، وإن كان الأفضل تركه، والله أعلم.
المصدر: فتاوى أبي إسحاق الحويني المسمى (إقامة الدلائل على عموم المسائل) الجزء الأول الفتوى رقم (2)
([1]) قال النووي في "الأذكار" (ص 344): "أما قول الحافظ عبد الحق ـ يعني الأشبيلي ـ رحمه الله تعالى: إن الترمذي قال: إنه حديث صحيح، فليس في النُسخ المعتمدة من "الترمذي" أنه صحيح، بل قال: حديث غريب". أهـ
¥(72/435)
ـ[أبو عبد الرحمن الدوسووي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 03:24 ص]ـ
جزى الله من قام بهذا النسخ
ـ[أبو عبد الرحمن الدوسووي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 03:25 ص]ـ
فما أحوجنا إلى جمع فتاوي الحديثية التي يفيدها شيخنا الحويني
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[09 - 10 - 10, 12:12 م]ـ
3 - مات أبي عصر أحد الأيام، فأردت أن أُعجِل بدفنه تبعاً للسنة، فاعترض عليَّ بعض أرحامي، وقالوا: إن الدفن ليلاً مكروه، فهل هذا صحيح؟
والجواب: أن الدفن ليلاً جائزٌ، كما ذهب إليه عامة أهل العلم، واستدلوا على ذلك بأحاديث:
منها: حديث أبي هريرة t: أن إنساناً كان يَقُمُّ المسجد أسود فمات ـ أو ماتت ـ ففقدها النبي r فقال: "ما فعل الإنسان الذي كان يقم المسجد؟ " قال: فقيل له: مات. قال: "فهلا آذنتموني به؟، فقالوا: إنه كان ليلاً. قال: "فدلوني على قبرها" قال: فأتى القبر فصلى عليها.
قال ثابت عند ذاك، أو في حديث آخر: "إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله عز وجل ينورها بصلاتي عليهم".
أخرجه أحمد (2/ 353) والبيهقي (4/ 47) عن محمد بن إسحاق الصنعاني، قال: ثنا عفان بن مسلم، ثنا حماد بن زيد، ثنا ثابت البناني، عن أبي رافع، عن أبي هريرة.
وأخرجه البخاري في) الصلاة ((1/ 552، 554) قال: حدثنا سليمان بن حرب وأحمد بن واقد ـ فرقهما ـ وفي "الجنائز" (3/ 204) قال: ثنا محمد بن الفضل، ومسلم في "الجنائز" (956/ 71) قال: حدثني أبو الربيع الزهراني وأبو كامل الجحدري قالوا: ثنا حماد بن زيد بهذا، ولم يذكروا محل الشاهد.
وكذلك أخرجه أبو داود (3203)، وابن ماجة (1527)، وابن خزيمة (1299)، وأحمد (2/ 353)، والبيهقي (4/ 47) من طرق عن حماد
بن زيد.
ومنها: حديث أنس: t أن أسود كان ينظف المسجد فمات، فدفن ليلاً، وأتى النبي r فأُخبِرَ، فقال: "انطلقوا إلى قبره" فانطلقوا إلى قبره، فقال: "إن هذه القبور ممتلئة على أهلها ظلمة، وإن الله ينورها بصلاتي عليها" فأتى القبر فصلى عليه، وقال رجل من الأنصار: إن أخي مات ولم تصلِّ عليه. قال: "فأين قبره؟ " فأخبره، فانطلق رسول الله r مع الأنصاري.
أخرجه أحمد (3/ 150)، والبزار (ج 2 / ق 76/ 1)، والدار قطني (2/ 77) عن أبي داود الطيالسي، ثنا أبو عامر الخزاز، عن ثابت،
عن أنس. وإسناده جيد، وأبو عامر اسمه: صالح بن رستم، وهو صدوق. وتابعه حماد بن زيد، فرواه عن ثابت، عن أنس نحوه دون ذكر
الدفن بالليل.
أخرجه البيهقي (4/ 46) وقال: "وقد رواه ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، وهو محفوظ من الوجهين جميعاً".
ومنها: حديث جابر: t قال: رأى ناس ناراً في المقبرة فأتوها، فإذا رسول الله r في القبر، وإذا هو يقول: "ناولوني صاحبكم" فإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر.
أخرجه أبو داود (3164) قال: حدثنا محمد بن حاتم بن ربيع، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 513) حدثنا فهد قالا: ثنا أبو نعيم، ثنا محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، أخبرني جابر ابن عبد الله.
ورواه أبو أحمد الزبيري، ثنا محمد بن مسلم بهذا دون قوله: "فإذا هو الرجل ... ". أخرجه الطحاوي أيضاً. وسنده لا بأس به في الشواهد.
ومنها: حديث عائشة رضي الله عنها: قالت:" ما علمنا بدفن رسول الله r حتى سمعنا صوت المساحي من آخر ليلة الأربعاء".
أخرجه أحمد (6/ 62)، وابن أبي شيبة (3/ 347)، والطحاوي (1/ 514)، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 397)، وقد وقع اضطراب في إسناده.
ومنها: حديث عائشة رضي الله عنها: أيضاً، قالت: دخلت على أبي بكر t فقال:" في كم كفنتم النبي r ؟ قالت: في ثلاثة أثواب بيض سحولية، ليس فيها قميص ولا عمامة. وقال لها: في أي يوم توفي رسول الله r ؟ قالت: يوم الاثنين. قال: فأي يوم هذا؟ قالت: يوم الاثنين. قال: أرجو فيما بيني وبين الليل، فنظر إلى ثوب عليه كان يمرض فيه به ردع من زعفران، فقال: اغسلوا ثوبي هذا وزيدوا عليه ثوبين فكفنوني فيهما. قلت: إن هذا خَلَقٌ. قال: إن الحي أحق بالجديد من الميت، إنما هو للمهلة، فلم يُتوف حتى أمسى من ليلة الثلاثاء، ودفن قبل أن يصبح."
أخرجه البخاري في "الجنائز" (3/ 252)، وأبو يعلي (4451) والبيهقي (4/ 31) عن وهيب بن خالد.
وأحمد (6/ 123)، وأبو يعلي (4495)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه"
¥(72/436)
(1/ ق 44/ 1)، والطحاوي (1/ 515) عن حماد بن سلمة.
وأحمد (6/ 40، 45، 118) عن ابن عيينة وأبي معاوية وعبد الرحمن بن مهدي ـ فرقها ـ، والبيهقي (3/ 399) عن أنس ابن عياض، كلهم عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة.
وفي رواية حماد بن سلمة: "فمات أبو بكر t ليلة الثلاثاء، فدفن ليلاً".
ومنها: حديث عائشة رضي الله عنها أيضاً قال:" دفن علي بن أبي طالب فاطمة رضي الله عنها ليلاً." أخرجه الطحاوي (1/ 514) عن معمر بن راشد وعقيل بن خالد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. وإسناده صحيح.
قال الطحاوي: (فهذا عليٌّ t لم يرَ بالدفن في الليل بأساً، ولم ينكر ذلك أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهما، ولا أحد من أصحاب رسول الله r ).
* قلت أي الشيخ أبي إسحاق حفظه الله: فهذه الأحاديث والآثار قاضية بجواز الدفن ليلاً مطلقاً ولكن توقف بعض أهل العلم في هذا الإطلاق وقيدوه بالضرورة، واحتجوا بما رواه
ابن الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يحدث، أن النبي rخطب يوماً فذكر رجلاً من أصحابه قُبِض فكُفِن في كفن غير طائل، وقُبِرَ ليلاً،
فزجر النبي r أن يقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه، إلا أن يُضطر إنسان إلى ذلك. وقال النبي r : " إذا كفن أحدُكم أخاه فليُحسِّن كفنه".
أخرجه مسلم (943/ 49)، وأبو عوانة في المستخرج، ـ كما في
"إتحاف المهرة" (3/ 468) ـ والنسائي (4/ 33، 82) وابن الجارود في "المنتقى" (546)، وابن حسان (3103)، والبيهقي (3/ 403)، عن حجاج بن محمد المصيصي، وأبو داود (3148)، وأحمد (3/ 295)، وأبو عوانة في "المستخرج" ـ كما في الإتحاف (3/ 468) ـ والحاكم في "المستدرك" (1/ 368 - 369)، والبيهقي (3/ 403) عن عبد الرزاق، وهو في "المصنف" (6549) قالا: ثنا ابن جريج قال: أخبرنا أبو الزبير بهذا.
قال القاضي عياض في الإكمال (3/ 399): واختلف في تأويل نهيه ـ r ـ فقيل: للعلة التي ذكرت من قوله: "حتى يصلى عليه"، يعني: لئلا يفوته صلاته عليه هو ـ r ـ وصلاة الكثير من المسلمين وجماعتهم، لتناله بركة صلاته ـ r ـ ودعاء المسلمين وصالحيهم، بخلاف دفن الليل الذي إنما يحضره الخصوص والآحاد، وقيل: بل للعلة الأخرى المذكورة في الحديث، لقوله: "فكفن في كفن غير طائل"، وأنهم كانوا يفعلون ذلك بالليل لتُستَر إساءة الكفن، فنهى النبي r عن ذلك لهذه العلة، ويدل عليه قوله آخر الحديث: "إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه" قال القاضي: العلتان بينتان في الحديث، والظاهر أن النبي r فصدهما جميعاً وعلل بهما، وقد قيل هذا، وتحسين الكفن مأمور به، وليس المراد به السرف فيه،
ولكن نظافته ونقاؤه، وكثافته، وستره، وتوسطه، وكونه من جنس لباسه في حياته غالباً، وهو الذي يقضى به عندنا على الورثة إذا تشاجروا
في ذلك". انتهى.
* وقلت: وسبقه إلى مثل هذا الطحاوي في (شرح المعاني)
(1/ 513 - 514) فذكر العلتين جميعاً.
ونظر في هذه المسألة شيخنا أبو عبد الرحمن الألباني رحمه الله تعالى في كتابه الماتع (أحكام الجنائز) (ص 177 - 179) فقال:
"والحديث ـ يعني الذي رواه مسلم آنفاً ـ ظاهر الدلالة على ما ذكرنا، وهو مذهب أحمد رحمه الله في رواية عنه ذكرها في "الإنصاف" (2/ 547) قال: "لا يفعله إلا لضرورة، وفي أخرى عنه: يكره".
* قلت: والأول أقرب لظاهر قوله: (زجر) فإنه أبلغ في النهي من لفظ "نهى" الذي يمكن حمله على الكراهة، على أن الأصل فيه التحريم، ولا صارف له إلى الكراهة، لكن يشكل ما ذكرنا قوله في الحديث: "حتى يصلى عليه"، فإنه يدل بظاهره أيضاً على جواز الدفن ليلاً بعد الصلاة، لأنها هي الغاية من النهي، فإذا حصلت ارتفع النهي، لكن يرد عليه قوله: "إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك" فإن اسم الإشارة فيه يعود إلى المنهي عنه وهو الدفن ليلاً لأسباب كثيرة كما سيأتي عن ابن حزم، ولكننا لا نتصور في وجه من الوجوه أن يضطروا لدفنه دون أن يصلوا عليه، ومما يزيده بعداً أن هذا المعنى يجعل قيد (الليل) عديم الفائدة، إذ الدفن قبل الصلاة، كما لا يجوز ليلاً، فكذلك لا يجوز نهاراً، فإن جاز ليلاً لضرورة جاز نهاراً من أجلها ولا فرق، فما فائدة التقييد بـ (الليل) حينئذٍ؟ لا شك أن الفائدة لا تظهر بصورة قوية إلا إذا رجحنا ما استظهرناه أولاً من عدم جواز الدفن ليلاً، وبيان ذلك: أن الدفن
¥(72/437)
في الليل مظنة قلة المصلين على الميت، فنهى عن الدفن ليلاً حتى يصلى عليه نهاراً؛ لأن الناس في النهار أنشط في الصلاة عليه، وبذلك تحصل الكثرة من المصلين عليه، هذه الكثرة التي هي من مقاصد الشريعة وأرجى لقبول شفاعتهم في الميت.
قال النووي في (شرح مسلم): وأما النهي عن القبر ليلاً حتى يصلى عليه، فقيل: سببه أن الدفن نهاراً يحضره كثير من الناس ويصلون عليه
ولا يحضره في الليل إلا أفراد، وقيل: لأنهم كانوا يفعلون ذلك لرداءة الكفن، فلا يتبين في الليل، ويؤيده أول الحديث وآخره، قال القاضي: العلتان صحيحتان، قال: والظاهر أن النبي r قصدهما معاً، قال: وقد قيل غير هذا".
* قلت: فإذا عرف أن العلة قلة المصلين وخشية رداءة الكفن، ينتج من ذلك أنه لو صلى عليها نهاراً، ثم تأخر دفنه لعذر إلى الليل أنه لا مانع من دفنه فيه، لانتفاء العلة وتحقيق الغاية وهي كثرة المصلين.
وعليه فهل يجوز التأخر بدفن الميت في النهار تحصيلاً للغاية المذكورة؟
استحسن ذلك الصنعاني في (سبل السلام) (2/ 199)، ولست أرى ذلك لأن العلة المذكورة مقيدة بالليل فلا يجوز تعديتها إلى النهار لوجود الفارق الكبير بين الظرفين، فإن القلة في الليل أمر طبيعي، بخلاف النهار، فالكثرة فيه هي الطبيعي ثم إن هذه الكثرة لا حد لها فكلما تُؤخِّر بالميت زادت الكثرة ولذلك نرى بعض المُترفين الذين يحبون الظهور رياءً وسمعةً، ولو على حساب الميت قد يؤخرونه اليوم واليومين ليحضر الجنازة أكبر عدد ممكن من المشيعين، فلو قيل بجواز ذلك لأدى إلى مناهضة الشارع في أمره بالإسراع بالجنازة بعلة الكثرة التي لا ضابط لها.
بعد هذا يتبين لنا الجواب عن الإشكال الذي أوردته في قوله: "حتى يصلى عليه" إذ إنه ظهر أن المراد حتى يُصلىَ عليه نهاراً لكثرة الجماعة، كي تُبين أن اسم الإشارة في قوله: "إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك" يعود إلى الدفن ليلاً ولو مع قلة المصلين، لا إلى الدفن مع ترك الصلاة عليه إطلاقاً، فليتأمل فإنه حقيق بالتأمل.
ثم قال النووي في (شرح مسلم): وقد اختلف العلماء في الدفن في الليل فكرهه الحسن البصري إلا لضرورة، وهذا الحديث مما يستدل له به وقال جماهير العلماء من السلف والخلف: لا يكره، واستدلوا بأن أبا بكر الصديق t وجماعة من السلف دفنوا ليلاً من غير إنكار، وبحديث المرأة السوداء، والرجل الذي كان يقم المسجد فتوفي بالليل فدفن ليلاً وسأل النبي r فقالوا: توفِّي ليلاً فدفناه في الليل، فقال: "ألا آذنتموني" قالوا: كانت ظلمة، ولم ينكر عليهم، وأجابوا عن هذا الحديث أن النهي كان لترك الصلاة، ولم ينه عن مجرد الدفن بالليل، وإنما لترك الصلاة أو لقلة المصلين، أو عن إساءة الكفن أو عن المجموع
كما سبق.
قلتُ ـ الألباني ـ: والجواب الأول ـ وهو أن النهي كان لترك الصلاة ـ لا يصح؛ لأنه لو كان كذلك لم يكن ثمة فرق بين الدفن ليلاً أو نهاراً كما سبق بيانه، بل الصواب أن النهي إنما كان للأمرين الذين سبقا في كلام القاضي، ولذلك اختار ابن حزم أنه لا يجوز أن يدفن أحد ليلاً إلا عن ضرورة، واستدل على ذلك بهذا الحديث، ثم أجاب عن الأحاديث الواردة في الدفن ليلاً، وما في معناها من الآثار بقوله في (المحلى)
(5/ 114 - 115): "وكل من دُفِنَ ليلاً منه r ومن أزواجه ومن أصحابه رضي الله عنهم فإنما كان ذلك لضرورة أوجبت ذلك من خوف الحر على من حضر ـ وهو بالمدينة شديد ـ أو خوفِ تغيُّرٍ أو غير ذلك مما يبيح الدفن ليلاً، ولا يحل لأحد أن يظن بهم رضي الله عنهم خلاف ذلك". ثم روى كراهة الدفن ليلاً عن سعيد بن المُسيِّب وأقول ـ الألباني ـ: ومن الجائز أن بعض من دفن ليلاً كانوا قد صلوا عليه نهاراً، وحينئذٍ
فلا تعارض على ما سبق بيانه، وذلك هو الواقع في حقه r ، فإنهم صلوا عليه يوم الثلاثاء ثم دفنوه ليلة الأربعاء كما ذكر ابن هشام في "سيرته" (4/ 314) عن ابن إسحاق، والله أعلم". انتهى
* قلتُ: وقد وردت أحاديث صريحة في النهي عن الدفن بالليل مطلقاً ولكنها لا تصح، منها حديث جابر مرفوعاً: "لا تَرمِسوا موتاكم، لا تدفنوا بليل".
أخرجه العقيلي (3/ 474 - 475) من طريق القاسم بن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جده، عن جابر مرفوعاً.
والقاسم واهٍ, وأخرجه ابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (318) من طريق محمد ابن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن أبيه، عن جابر، وزاد: "قالوا: وما الرمس؟ قال: دفن الليل، فإنه يُترك ولا يُنظر في أمره".
ويُنظرُ: مَنْ محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل؟
والصحيح: ما قدمته من جواز الدفن بالليل, وهو مذهب جماهير العلماء ولم أقف على من كرهه من السلف الأول إلا عن الحسن البصري، وقد روى الطحاوي في (شرح المعاني) (1/ 513) عنه ما يدل على أن ذلك لعلة لا مطلقاً. فرُويَّ عن أشعث، عن الحسن أن قوماً كانوا يسيئون أكفان موتاهم، فيدفنونهم ليلاً، فنهى رسول الله r عن دفن الليل وهو مرسل كما ترى، والله أعلم.
****
¥(72/438)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[09 - 10 - 10, 12:15 م]ـ
نفس المصدر السابق
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[10 - 10 - 10, 12:14 م]ـ
4 - وقفت أثناء هذا الشهر على كتاب سماه صاحبه: "تبصير الأمة بحقيقة السنة" للدكتور إسماعيل منصور، أنكر فيه كثيراً من الأحاديث التي تلقاها العلماء بالقبول، واتهم بعض الصحابة كأبي هريرة t بأنه كان ينقل ما لا يفهم، وطعن على الإمام البخاري بقلة الفقه، وأورد أحاديث كثيرة صحيحة، فأنكرها وأبدى لها عللاً قد تدخل على بعض من لم يتعمق في دراسة العلوم الشرعية كحديث: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" وكحديث موسى وملك الموت، وكحديث أن سليمان عليه السلام قال: "لأطوفن على مئة امرأة، كلهن يلدن فارساً يقاتل في سبيل الله" فإن كان وصلك هذا الكتاب فما الرأي فيه؟ وما الجواب عما قد يرد من شبهات حول هذه الأحاديث التي ذكرتها؟
والجواب: أن هذا الكتاب أرسله إليَّ بعض إخواننا في العام الذي صدر فيه (1416هـ)، وقد توقعت ما فيه من قبل أن أقرأه، لأنني خبير بصاحبه منذ أثار ضجة بمقالات له كان ينشرها في "جريدة النور" بعنوان: "تذكير الأصحاب بتحريم النقاب"، فأتى بما يأنف أن يتورط فيه طالب علم صغير، مع إعجاب بالرأي، وتسفيه أهل العلم الكبار، وإنما أغراه بذلك هوان أهل العلم على أنفسهم وعلى الناس، فكل من أراد أن يكتب شيئاً، ولو خالف مذهب جميع أهل العلم كتبه وأذاعه في الناس، وهو آمن تماماً أنه لن يؤاخذ، حتى اتسع الخرق على الراقع، وصار الذي يتجرأ ويرد على هؤلاء غرضاً لسهامهم، وكثيراً ما يفترون عليه، ويلصقون به الحكايات الكاذبة التي تجعل عرضه مضغة في الأفواه، وربما انتهى به الحال إلى السجن، والدين لابد له من حراس يقفون على حدوده يذودون عنه، ويدفعون عنه اعتداء المعتدين، حتى لا يطمع فيه أمثال هؤلاء الجهال،
والأمور كما قال النابغة:
تعدو الذئاب على من لا كلاب له
وتتقي مريض المستثفر الحامي
أما الكتاب الذي يستفهم عنه السائل فقد أرسل إليَّ بعض إخواني الجزء الأول منه، فرأيت صاحبه ينفي فيه السنة ـ إلا من حيث الجملة ـ وذكر في مطلع كتابه أن علماء المسلمين جميعاً، لا يستثنى منهم واحداً، قد غشّوا المسلمين، ولم يقوموا بواجب النصح، فلم يتوقف واحد منهم لمعرفة حقيقة السنة النبوية، وأنهم قدسوا الصحابة والتابعين، مع أنهم غير معصومين من الخطأ، وانفصل على أن السنة لم تُحفظ، ولا تثبُت إلا من حيث الجملة.
ثم يقول: إن ما ارتكبه علماء المسلمين جميعاً ـ لا يستثني منهم واحداً ـ جعل الحمل عليه ثقيلاً، فابتعثه الله عز وجل إلينا في القرن الخامس عشر، ليصحح لنا ما أخطأ فيه جميع العلماء، وقد ارتدى الرجل مُسُوح أهل العلم، وطالع بعض كتب في "الأصول"، فكأن الكلمة أعجبته، فصار يكررها كثيراً في كتبه ليرهب بها العوام، ممن قل حظهم من التفقه في دين الله عز وجل، وكبر معه الأمر حتى صدق أنه "أصولي"، فاضطره ذلك إلى مساورة جبال الحفظ والفهم، وظن أنه "رجل"! فهو رجل وهم رجال، فذكرني صنيعه بما حدث للشاعر "ثابت بن جابر" المعروف بـ "تأبط شراً"، فقد ذكر أبو الفرج في "كتاب الأغاني" (18/ 211) أن "تأبط شراً" لقي ذات مرة رجلاً من "ثقيف" يقال له: "أبو وهب"، وكان رجلاً أهوج، وعليه حُلةٌ جيِّدةٌ، فقال أبو وهب لتأبط شراً: بم تَغلِبُ الرجال يا ثابت وأنت كما أرى دميم وضئيل؟ قال: باسمي إنما أقول ساعة ألقى الرجل: أنا تأبط شراً، فينخلع قلبه، حتى أنال منه ما أردت! فقال له الثقفي: أبهذا فقط؟! قال: قطٌ. قال: فهل لك أن تبيعني اسمك؟ قال: نعم. فبم تبتاعه؟ قال: بهذه الحلة وبكنيتي! قال: له: أفعلُ. ففعلا. وقال تأبط شراً: لك اسمي ولي اسمك، وأخذ حلته وأعطاه طِمْرَيه ثم انصرف، فقال تأبط شراً يخاطب زوجة الثقفي:
ألا هل أتى الحسناء أن حليلها
تأبط شراً واكتنيت أبا وهبِ
فهبه تسمى اسمي وسماني اسمه
فأين له صبري على مُعظم الخطبِ
وأين له بأس كبأسي وسَوْرَتي
وأين له في كل فادحةٍ قلبي
فظن البيطري أنه بمجرد تزييه بزيِّ العلماء، وتكلمه ببعض عباراتهم، أنه منهم، فأربى بذلك على الثقفي!
¥(72/439)
ولأنه يعلم أن كثيراً من الناس يقف مبهوراً أمام كثرة المناصب والشهادات، دأب على كتابة "نياشيه" في كتبه، فيذكر تخرجه في كلية "الطب البيطري"، ثم ترقيه من رتبة "المعيد" إلى "الدكتوراه"، إلى تعيينه "بقرار وزاري"
ـ ويضعها بين قوسين كأنه "قرار سماوي" ـ عضواً باللجنة الفلانية،
ثم دراسته في كلية الآداب، ثم حصوله على دكتواره في "الفلسفة"
ـ هكذا كتبها عمداً ـ ثم حصوله على إجازة في القراءات ... إلخ، فلقد ظن الرجل أنه بهذه "الشهادات" قادر على محو علماء الأمة بجرة قلم، وقد علم القاصي والداني أن هذه الشهادات لا تُعطي صاحبها علماً، فضلاً عن الأدب، إنما تفتح له الباب حسب، وأما الرجل فإنه يقبع تحت خط الفقر في العلم والأدب معاً، وقد ذكرتني "نياشيه" صاحب القط فهل تعرفه؟
فقد حكوا أن رجلاً كان يحمل قطاً، فقابله رجل فقال له: ما هذا القط؟ وقابله ثانٍ فقال له: ما هذا الهر؟ وقابله ثالثٌ فقال له: ما هذا السِّنَّوْرُ؟ وقابله رابعٌ فقال: ما هذا السبع؟ وقابله خامس فقال: ما هذا السبع؟ وقابله خامسٌ فقال: ما هذا الخيطل؟ وقابله سادس: ما هذا الهِزَبْرُ؟ فقال الرجل: كل هذه الأسماء؟! لابد أن ثمنه كبير فذهب إلى السوق يُمنِّي نفسه بالغنى، فوقف يعرضه للبيع فكان ثمنه درهماً واحداً، فرماه على الأرض وقال: قاتلك الله، ما أكثر أسماءك وأقل غناءَك!!
تصدر للتدريس كلُ مُهوَّسٍ
بليدٍ تسمَّى بالفقيه المُدرِّسِ
فحُقَّ لأهلٍ العلمِ أن يتمثَّلوا
ببيتٍ قديمٍ شاع في كل مجلسِ
لقد هَزُلت حتى بدا من هُزَالها
كُلاها وحتى سامها كلُّ مُفلِسِ
أكثر "البيطري" من ذكر "المنهجية" و "الحياد العلمي"، وكرر كثيراً قوله "أيها القارئ المحايد" فهل تدري أيها القارئ ما معنى "الحياد"؟ إنه ترك الانتماء إلى السلف، فهُمْ عنده ناسٌ "مجرد ناس" لا فضل لهم؛
لأنهم يزعمون أن الانتماء داعيةُ "الانحياز"، وأنك إذا أحببتهم، وانتميت إليهم، فلن ترى عيوبهم، ولا أخطاءهم، ومن أثر ذلك أنك ستحاول إيجاد مخارج لكلامهم المنافي "للعقل السوي"!! وهذا "الحياد العلمي" هو الذي جعل "طه حسين" ينظر إلى القرآن المجيد على أنه كتابٌ أدبيٌّ، وينبغي أن نعرضه للنقد بهذا الاعتبار، لأنك لو اعتبرته من هند الله، فلابد أن تُذعِن له، وإذا مرَّ بك ما لم تستسغه، فلا مناص من أن تتهم نفسك، لأنه لا يتهم ربه إلا كافر!!
فلقد تطاول "البيطري" على أبي هريرة الصحابي الجليل، حافظ الصحابة، وأحد المجتهدين في الفقه، فعامله على أساس أنه "رجلٌ" مجرد رجل.
فقد قال في كتابه (ص 398): "فقد كان أبو هريرة t يكثر من رواية الحديث عن رسول الله r ويسرده سرداً ككلام الناس، ويُكثر من رواياته العديدة في المجلس الواحد، فضلاً عن كونه (رحمه الله) كان غير ضابط لنقل الرواية، مما جعل السيدة عائشة رضي الله عنها تُنكِر ذلك عليه .. وكذلك أوهامه وظنونه التي وضعت المفاسد العظيمة في الدين (بحُسنِ نيةٍ منه رحمه الله) مما يجعلنا نفكر ألف مرة قبل أن نسلم لأية رواية
في الحديث، مهما كانت صحيحة لأي راوٍ من الرواة على وجه العموم، ولروايات أبي هريرة t ـ مهما كانت موثقة ـ على وجه الخصوص".
ثم أورد كلمة لعائشة رضي الله عنها، علَّقتْ بها على حديث حدث به أبو هريرة t ، قالت فيها: "أساء أبو هريرة سمعاً فأساء إجابةً". فعلق البيطري قائلاً: "وقد كان هذا يكفي أن يكف أبو هريرة t عن رواية الحديث كليةً بعد ذلك، أو ألا يؤخذ عنه الحديث بالمرة، لعدم ضبطه رحمه الله للرواية، لا أن يكون أكثر الرواة حديثاً على الإطلاق، فإن هذا من أعجب العجب".
وصرح بمثل هذا الكلام الهابط كثيراً في كتابه.
فإذا كان "البيطري" يتكلم هكذا عن الصحابة، فكيف عن آحاد العلماء؟
وأنا لن أدعك تفكر أو "تتخيل" طريقته في الكلام عن العلماء، فقد ذكر حديثاً رواه الإمام البخاري رحمه الله في "صحيحه" ثم علق عليه قائلاً
¥(72/440)
(ص 504): "ولابد أن نتنبه هنا إلى أن البخاري رحمه الله، كان فيما يبدو طيباً ـ البيطري يعني مغفلاً ـ وأميناً فيما ينقل، ولكنه رحمه الله ـ لم تكن له دراية كبيرة بدراسة الحديث!! إذ لو كانت له رحمه الله دراسة للحديث، وللمتن خصوصاً، لما أثبت هذه الرواية في "صحيحه"، ولكن يبدو أن الرجل (الفاضل) كان على الفطرة و (التلقائية) لدرجة أن تبلغ به السذاجة أن يروي مثل هذا الحديث المنافي لأبسط المبادئ و (الممكنات) العقلية في جميع العصور، وتلك هي المأساة الكبرى في أمتنا، وهي أخذ أحكام الدين تبعاً لشهرة الرجال، وصحة السند، ولتذهب المبادئ العقلية إلى الجحيم، مهما كانت هي مناط التكليف وأساس الإسلام" ..
ثم قال (ص 505): "كما أننا لا ننسى هنا ـ أيضاً ـ أن نُعيد ما سبق أن قررناه من قبل، من أن الصحابي الفاضل أبا هريرة t لم يكن من أهل العلم أو المعرفة، ولا من أهل الدراية برواية الحديث أو إثبات الأحكام، وإن كان أميناً فيما يعهد إليه به، وقد كان هذا كفيلاً بأن يمنعه t من رواية هذه الكثرة من روايات الحديث، لأنه رحمه الله استخف بالأمر، ومضى به على غير وجهه الصحيح، ولم يلتزم منهاج النبي r ، بحسنِ نيةٍ ولا شك!! فقام علينا ـ لذلك وغيره ـ عبء الدراسة المستفيضة لهذه الآلاف المؤلفة من رواياته في الحديث} وإنَّ اللهَ لمعَ المحسنين {. أ هـ
* قلتُ أي الشيخ أبي إسحاق حفظه الله: انتهى كلام "البيطري" وذكره للآية الكريمة، في آخر كلامه، وذكرني بقصةٍ عجيبة، فقد حكوا أن امرأة قُتِلَ زوجها، فذهبت إلى قاتلٍ محترف، يستعين به الناس في قتل من يريدون مقابلَ أجرٍ يدفعونه، فجاءت المرأةُ إليه، وسألته أن يقتل فلاناً ـ قاتل زوجها ـ فقال لها: كم تدفعين؟ فبكت المرأة، وأخبرته أنها فقيرة وتنفق على أيتام، فرق قلب القاتل وقال: سأقتله لوجهِ الله} وإنَّ اللهَ لمعَ المحسنين {!! فانظر إلى هذا الورع الكاذب، واحمدِ الله الذي عافاك. ربما ساء ظنك ـ أيها القارئ ـ لأنني لم أقدم نموذجاً من فهم الرجل للنصوص حتى الآن، يُنادى عليه بالجهل الذي وصفته به في مطلع كلامي.
فأقول: حنانيك بل هداديك، فكل سطر في كتابه يحتاج إلى رد، لكنني سأكتفي بما أثاره حول الأحاديث الثلاثة التي ذكرها السائل في كلامه لتعلم قدر صاحب هذا الكتاب من الفهم.
أما الحديث الأول:
فذكر "البيطري" في كتابه (ص:503 - 504) أن البخاري روى عن أبي هريرة t ، عن النبي r ، قال: "قال سليمان بن داود عليهما السلام: لأطوفن الليلة على مئة امرأة ـ أو تسعٍ وتسعين امرأة ـ كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله".
فقال له صاحبه: قل إن شاء الله، فلم يقل: إن شاء الله. فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة، جاءت بشق رجل. والذي نفس محمد بيده لو قال: إن شاء الله، لجاهدوا في سبيل الله عز وجل فرساناً أجمعين ... ".
فعلق "البيطري" قائلاً: "ونحن نترك للقارئ أن يقدر بمقتضى العقل السوي، الذي لا يختلف على حكمه إنسان واحد في الكون!! مدى صحة هذه المقولة الواردة في هذا الحديث الصحيح "للأسف"! وهي: "لأطوفن الليلة على مئة امرأة ـ أو تسع وتسعين ـ كلهن يأتي بفارس" حيث تصور لنا ما يأتي:
1 - أن ليلة واحدة يمكن أن تتسع لمجامعة مئة امرأة ـ أو تسع وتسعين ـ وهذا هامٌ، فلينتبه إليه!!
2 - أن نبيناً من أنبياء الله تعالى، يمكن أن يعلن هذا القول على الناس، بهذا الأسلوب غير المهذب، وهم أكمل الناس خُلُقاً، وأوفرهم أدباً حتى يراجعه صاحبه في ذلك، كما دلت عليه ألفاظ الحديث.
3 - أن نبياً من أنبياء الله تعالى، يعرف أن النساء يلدن الذكور والإناث، ثم يشترط على الله تعالى أن يكون كل ما تضع هذه النساء ذكوراً، بأسلوب يحكم على الله سبحانه وتعالى بما يقول".
ثم ذكر البيطري" الكلام السابق ـ والذي نقلته ـ في شأن الإمام البخاري
رحمه الله.
والحقُ يُقال:
¥(72/441)
إن الرجل تعامل مع هذا النص "بغباءٍ شديد"، فهذا "العنين" يقيس قدرات نبيٍّ من أنبياء الله بقدراته، ويلفت الأنظار إلى هذا الاعتراض الذي أورده، برغم ضحالته وتفاهته، فأي نكارةٍ أن يكون في مقدور نبي أن يجامع مئة امرأة في ليلة واحدة، إذا كان مؤيداً من قبل الله تعالى، ومُعاناً على ذلك، ولا زال العجز عن إتيان النساء معرَّةً عند بني آدم، والقدرة على ذلك من تمام الرجولة وكمال الفحولة، وللأنبياء عليهم السلام تمام الكمالات، فلا ينكر على من أمكنه الله تعالى من رقاب الجن والطير أن يكون له هذا الشيء اليسير الذي هو موجودٌ الآن عند بعض بني آدم. هذا أولاً
ثانياً: أنه زعم أن كلمة "لأطوفن"، غير مهذبة، ونقول: كيف؟ وهي من ألطف الكنايات في الدلالة على هذا الفعل، وهي مثل قوله تعالى:} فلما تغشَّاها حملت حملاً خفيفاً {[الأعراف: 189]، لكن الرجل مصابٌ في ذوقه وفهمه، حتى يرى أن مثل هذه الكناية اللطيفة غير مهذبة، ثم أين في الحديث أن سليمان عليه السلام جمع الناس وأخبرهم أنه سيأتي نساءه الآن؟! ليس في الحديث إلا أنه قال ذلك، فإما قاله بصوتٍ عالٍ كأنه يحدث نفسه، فسمعه صاحبه، أو أنه فاتح صاحبه في ذلك، وعلى الوجهين فليس فيه ما يشين قائله. فلو قال قائل: إنني ما تزوجت إلا ليرزقني الله برجال يتفقهون في دين الله عز وجل، وينشرون السنة بين الخلق أفيعيبه ذلك؟ وهل ترى أيها القارئ ـ صاحب العقل السوي حقاً ـ أن هذا الكلام اشتراطاً على الله عز وجل من قريب أو من بعيد؟ لقد قال سليمان عليه السلام هذه المقالة على سبيل الرجاء والتمني، ولو سلمنا أنه اشترط ذلك على الله، فإن الأنبياء عليهم السلام لا يفعلون إلا شيئاً مأذوناً لهم فيه، وقد ثبت عن النبي r ثبوت الجبل الأشم أنه قال: "إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره"، فالأنبياء أولى بذلك.
ثالثاً: أن صاحب سليمان كان ملكاً، كما ثبت ذلك في "الصحيح"، وهذا يكذب دعوى "البيطري" أن سليمان عليه السلام قال ذلك لأحد، والله أعلم.
ومجال القول مَهيَعٌ مُتَسِعٌ.
أما الحديث الثاني:
فإنه أعجب وأطم من سابقة، ولم أر قلة توفيق وسداد صاحبت أحداً مثلما صاحبت هذا البيطري.
فقال المسكين تحت عنوان: "أحاديث تخالف مقتضيات العقل السوي" (ص 497 وما بعدها): "من مرويات الحديث ما رواه البخاري ومسلم رضي الله عنهما عن أبي هريرة t ، قال رسول الله r : " جاء ملك لموت إلى موسى بن عمران فقال له: أجب ربك. قال: فلطم موسى عين الملك ففقأها. قال: فرجع الملك إلى الله، فقال: إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت، وقد فقأ عيني. فرد الله عليه عينه وقال: ارجع فقل له: يضع يده على متن ثور، فله بكل ما غطت يده بكل شعرة سنة. قال: أي رب، ثم ماذا؟ قال: ثم الموت. قال: فالآن. فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر".
قال: قال رسول الله r : " فلو كنت ثمَّ، لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر".
علق البيطري على الحديث قائلاً: ونحن نلفت نظر القارئ ـ لا أكثر ـ إلى النقاط التالية:
1 - أن رسول الله r ـ بمقتضى هذه الرواية ـ يحدث أصحابه الأفاضل رضي الله عنهم بهذه القصة ليعلمهم ما فيها من الأحكام الشرعية!! فيا ترى ما هذه الأحكام؟
2 - أن موسى عليه السلام يأتيه ملك الموت ويبين له أنه جاء من عند الله تعالى، ومع ذلك يعتدي عليه! وهو يذكر لنا، لنعلم مدى استهانة نبيٍّ رسولٍ (من أولي العزم) بأمر إلهي يأتيه مع ملك قد تنزل من قبل الله تعالى بهذا الأمر!!
3 - أن الملك ضعيف البنية، لدرجة أن لطمة من يد موسى عليه السلام
تفقأ عينه!
4 - أن موعد الموت قابل للتأجيل تبعاً لظروف كل حالة، وليس كما قال الله سبحانه وتعالى:} فإذا جاء أجلُهُم لا يستأخرونَ ساعةً ولا يستقدمون {[النحل: 61].
5 - أن الملك الموكل بالأمر الإلهي يرجع إلى الله تعالى دون تنفيذ الأمر المكلف به، تبعاً لقدرات الإنسان المرسل إليه، فالاعتداء كلما كان قوياً على الملائكة، كلما حقق أعظم النتائج، حتى في تأجيل الموت نفسه!
6 - أن موسى عليه السلام استطاع أن يرد الإرادة الإلهية برد ملك الموت (وضربه وتأديبه)، فليست القاعدة عند الملائكة هي كما قال تعالى:
¥(72/442)
} وما نتنزلُ إلا بأمرِ ربكَ {[مريم: 64]، وإنما هي مسألة غير منضبطة، والمهم أن تظهر قوة موسى عليه السلام ـ في الرواية ـ ولا يهم بعد ذلك الإساءة إلى القدرة الإلهية، والتدبير الإلهي! وبالتالي يصبح قوله تعالى:} حتى إذا جاء أحدَكُمُ الموت توفته رُسُلُنا وهم لا يُفَرِّطون {[الأنعام: 61] بلا معنى! وتصبح الملائكة مفرطين في الأمر الإلهي! لأن قدرتهم أقل من قدرة الإنسان!!
7 - أن موسى عليه السلام لم يستوعب الموقف، إذ فهم أن رده لملك الموت سينهي المسألة تماماً، بحيث لن يقدر ملك آخر أن ينزل إليه مرة ثانية! وتصور أنه بذلك يهرب من الموت!!
8 - أن موسى عليه السلام يكره لقاء الله تعالى إلى هذا الحد الذي يضرب فيه ملك الموت فيفقأ عينه لمجرد أنه قال له: (أجب ربك)!!
9 - أن موسى عليه السلام رجل طائش، لا يعرف كيف يضبط نفسه،
فهو عندما لا يريد الموت لا يلجأ إلى الدعاء والتضرع مثلاً (بفرض حدوث ذلك منه)، بل يستعمل يده مباشرة، حتى في مواجهة الملائكة، مما يجعلنا نتوقع منه عليه السلام أكثر من ذلك ـ بمقتضى هذه الرواية ـ يوم القيامة عند الحساب، بحيث يمكن أن نشهد عرضاً عظيماً، وصراعاً رائعاً، ربما يصرع فيه موسى عليه السلام ملكين أو أكثر فيطرحهم أرضاً بلكماته القوية، والخلائق تشهد ذلك في موقف الحساب!
10 - أن ملك الموت رجع مخاطباً الله تعالى بأسلوب التنبيه بقوله:
(إنك أرسلتني إلى عبدٍ لك لا يريد الموت)!! كأنه يريد أن ينبه الله (تعالى عن ذلك علواً كبيراً) إلى أن الإرسال في هذه المرة لم يكن على نحوٍ حكيم! إذ أن العبد المرسل إليه كان لا يريد الموت، فكيف حدث هذا من الله سبحانه؟
هكذا أيها القارئ، ولك ـ الآن ـ أن تقرر ما تشاء!!
لكننا نتساءل: تُرى من الذي دس علينا كل هذه الروايات الإجرامية، حتى يهدم فينا العقيدة الصحيحة، فتشقى أمتنا ـ بذلك ـ إلى يوم الدين؟ ترى من فعل هذا؟ حسبنا الله ونعم الوكيل!
* قلتُ: فهذا كلامه كله، نقلته مع طوله وإملاله، لتعلم أيها القارئ هل قائله ممن أنعم الله عليهم بالعقل السوي، أم أنه مخبول؟!
ويحضرني الآن ما ذكره أهل الأدب أن خالد بن صفوان ـ الخطيب البليغ ـ كان في الحمام يوماً، فرآه رجل وابنه، فأراد الرجل أن يُري خالداً ما عنده من الفصاحة والبيان، فخاطب ابنه قائلاً: يا بُني ابدأ بيداك ورجلاك! ثم التفت إلى خالد كالمتباهي وقال: يا أبا صفوان هذا كلامٌ قد ذهب أهله! فقال له خالد: هذا كلامٌ لم يخلُقُ الله له أهلاً قط!!
و"البيطري" تابع لبعض المارقين في ترديد هذه الاعتراضات، لكنه أضاف إليها من سوء أدبه وركاكة أسلوبه.
وقد أجاب أهل العلم من هذا الحديث بجوابين:
الأول: ما ذكره الإمام العلم ابن حِبان البستي في "صحيحه" (6223) فقد قال: "ذِكْرُ خبرٍ شَنَّع به على منتحلي سنن المصطفى r من حُرِمَ التوفيق لإدراك معناه"، ثم روى الحديث وعقب قائلاً: "إن الله جل وعلا بعث رسول الله r معلماً لخلقه، فأنزله موضع الإبانة عن مراده، فبلَّغ r رسالته، وبين عن آياته بألفاظ مجملة ومفسرة، علقها عنه أصحابه أو بعضهم، وهذا الخبر من الأخبار التي يدرك معناه من لم يُحرَمِ التوفيق
لإصابة الحق".
وذاك أن الله جل وعلا أرسل ملك الموت إلى موسى رسالة ابتلاء واختبار وأمره أن يقول له: أجب ربك، أمرَ اختبار وابتلاء، لا أمراً يريد الله جل وعلا إمضاءه، كما أمر خليله إبراهيم ـ صلى الله على نبينا وعليه ـ بذبح ابنه أمر اختبار وابتلاء دون الأمر الذي أراد الله جل وعلا إمضاءه، فلما عزم على ذبح ابنه، وتله للجبين، فداه بالذبح العظيم.
وقد بعث الله جل وعلا الملائكة إلى رسله في صور لا يعرفونها، كدخول الملائكة على رسوله إبراهيم ولم يعرفهم حتى أوجس منهم خيفة، وكمجيء جبريل إلى رسول الله r وسؤاله إياه عن الإيمان والإسلام والإحسان ... فلم يعرفه المصطفى r حتى ولى.
¥(72/443)
فكان مجيء ملك الموت إلى موسى عليه السلام على غير الصورة التي كان يعرفه موسى عليه السلام عليها، وكان موسى غيوراً، فرأى في داره رجلاً لم يعرفه، فرفع يده فلطمه، فأتت لطمته على فقء عينه التي في الصورة التي يتصور بها، لا الصورة التي خلقه الله عليها، ولما كان المصرح عن نبينا r في خبر ابن عباس، حيث قال: "أمني جبريل عن البيت مرتين"، فذكر الخبر، وقال في آخره: "هذا وقتك ووقت الأنبياء قبلك" .. كان في هذا الخبر البيان الواضح أن بعض شرائعنا قد تتفق ببعض شرائع من قبلنا من الأمم.
ولما كان من شريعتنا أن من فقأ عين الداخل داره بغير إذنه، أو الناظر إلى بيته بغير أمره من غير جُنَاحٍ على فاعله، ولا حرج على مرتكبه؛ للأخبار الجمة الواردة فيه التي أمليناها في غير موضع من كتبنا ـ كان جائزاً اتفاق هذه الشريعة بشريعة موسى، بإسقاط الحرج عمن فقأ عين الداخل داره بغير إذنه، فكان استعمال موسى هذا الفعل مباحاً له، ولا حرج عليه في فعله.
فلما رجع ملك الموت إلى ربه وأخبره بما كان من موسى فيه، أمره ثانياً
بأمر آخر، أمر اختبار وابتلاء كما ذكرنا من قبل، إذ قال الله له: قل له: إن شئت فضع يدك على متن ثور، فلك بكل ما غطت يدك بكل شعرة سنة، فلما علم موسى كليم الله ـ صلى الله على نبينا وعليه ـ أنه ملك الموت، وأنه جاءه بالرسالة من عند الله، طابت نفسه بالموت، ولم يستمهل، وقال: فالآن.
فلو كانت المرة الأولى عرفه موسى أنه ملك الموت، لاستعمل ما استعمل
في المرة الأخرى عند تيقنه وعلمه به، ضد قول من زعم من أصحاب حديث حمالة الحطب ورعاة الليل، يجمعون ما لا ينتفعون به، ويرون ما لا يؤجرون عليه، ويقولون بما يبطله الإسلام، جهلاً منه لمعاني الأخبار، وترك التفقه في الآثار، معتمداً منه على رأيه المنكوس،
وقياسه المعكوس".
* قلتُ: ونقل الحافظ في "الفتح" (6/ 442) عن ابن خزيمة نحوه وهذا البيان من الحافظ الجليل ابن حبان رحمه الله يأتي على اعتراض "البيطري" من القواعد، وقد تَعرِضُ شبهة لآحاد الأذكياء فاتت على المعترض، وهي في قوله: "أجب ربك"، فقد يقول قائل: إن هذه الكلمة كانت كفيلة بأن يعرف موسى عليه السلام أنه مرسل من عند الله.
فقد أجاب ابن حبان (14/ 117) قائلاً: "هذه اللفظة (أجب ربك) قد توهم من لم يتبحر في العلم، أن التأويل الذي قلناه للخبر مدخول، وذلك في قول ملك الموت لموسى: (أجب ربك) بيان أنه عرفه، وليس كذلك، لأن موسى عليه السلام لما شال يده ولطمه، قال له: (أجب ربك)، توهم موسى أنه يتعوذ بهذه اللفظة، دون أن يكون رسول الله إليه، فكان قوله: (أجب ربك) الكشف عن قصد البداية في نفس الابتلاء والاختبار الذي أريد منه". انتهى
ثم قوله لموسى عليه السلام: (أجب ربك) معناه: سلم لي نفسك لأنتزع روحك، فهذا هو القتل، ودفع الصائل مشروع حتى لو أدى إلى قتله كما قرره العلماء، وقد قال النبي r : " من قتل دون أهله وماله فهو شهيد".
الجواب الثاني: أنه قد ثبت عن النبي r أنه قال: "إنه لم يُقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يُخيَّر". قالت عائشة: فلما نزل به ورأسه على فخذي غُشي عليه، ثم أفاق فأشخص بصره إلى سقف البيت، ثم قال: "اللهم الرفيق الأعلى". فقلتُ: إذن لا يختارنا ... الحديث.
أخرجه البخاري (8/ 136، 150، 255، 11/ 149، 357) ومسلم (2444/ 86)، وأحمد (6/ 296)، وأحمد (6/ 296)، وابن ماجة (1620)، وحماد بن إسحاق في "تركة النبي r" ( ص 52)، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 268 - 269)، من طريقين عن عروة عن عائشة.
وفي رواية لسعيد بن إبراهيم، عن عروة: "ما من نبي يمرض إلا خُيِّر بين الدنيا والآخرة ... ".
* قلتُ: فهذا الحديث صريح في أن كل نبي كان يخيره الله عز وجل بين الحياة والموت، وقد خُير نبينا r .
فروى الشيخان عن أبي سعيد الخدري t قال: خطب رسول الله r الناس وقال: "إن الله خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله". قال: "فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله r عن عبدٍ خُيِّرَ، فكان رسول الله r هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا.
¥(72/444)
فلما جاء ملك الموت موسى عليه السلام في صورةٍ لا يعرفها، يقول له: "أجب ربك" ثم هو لم يُخَيَّرُ، وكانت آية لهم، فعل ما فعل.
فأي نكارة ـ يا عباد الله ـ في هذا الحديث الرائع، بعد هذا البيان المختصر لمعناه؟! ولكن الأمر كما قيل:
ومن يكُ ذا فمٍ مُرٍّ مريضٍ
يجد مُرًّا به الماءَ الزُّلالا
أما الحديث الثالث:
قال "البيطري" (ص 463 - 465): "ما رواه البخاري رحمه الله بسنده إلى ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r : " أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله" الحديث. وهو حديث مروي كذلك في صحيح مسلم (رحمه الله) بلفظ: "حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" وليس فيه إقامة الصلاة
وإيتاء الزكاة. وهذا الحديث ـ في رأينا ـ مكذوب على رسول الله r ( دون أدنى شك)، وأن كان مروياً في صحيحي البخاري ومسلم (رضي الله عنهما) كما تبين؛ إذ القاعدة أن لا تلازم بين صحة السند وصحة الحديث، لكون صحة المتن شرطاً أساسياً لصحة الحديث (وقد سبق بيان ذلك)، ونحن سنبين ـ بمشيئة الله تعالى ـ من خلال دراسة المتن كيف أنه حديث مكذوب على رسول الله r .
وقبل أن نقدم الأدلة الدامغة على كذب هذا الحديث (وافترائه على رسول الله r ) ، نحب أن نلفت نظر المعترضين على ضرورة دراسة متون الأحاديث (مهما كانت واردة في الصحاح) إلى خطورة مثل هذا الحديث (خطورة عظيمة) على الإسلام حيث إنه كفيلٌ ـ لو صدقه المسلمون وعملوا به ـ بهدم الدين الإسلامي كليةً (من ألفه إلى يائه)، وصرف الأمة الإسلامية بالتالي عن طريق الرحمن إلى طريق الشيطان (والعياذ بالله سبحانه). وسبب ذلك ـ باختصار شديد ـ هو: أن الحديث سيعطي دلالة واضحة على أن الإسلام قد فُرِضَ على الناس بالقهر (لا بالرغبة) وبالسيف
(لا بالاختيار) وهذا هو الضد تماماً الذي يخالف الإسلام! فضلاً عن تسببه في أخذ الأمة الإسلامية إلى طريق منحرف (بعيد تماماً عن الدين الحق) يَفرِض عليها محاربة شعوب الأرض جميعاً (غير المسلمين) حتى يسلموا ويدخلوا ـ بالقهر والبطش والقتال ـ في سماحة الإسلام!! وهذا كفيل بهدم كيان الأمة تماماً لكونه يكلفهم ما لا طاقة لهم به (مما لا يرضاه الله سبحانه وتعالى لهم وبالتالي فلن ينصرهم فيه) ويجعل منهم ـ بالتالي ـ جماعة سفاحين يقاتلون كل من يخالفهم في الشريعة (والعقيدة)! وهذا مما يُبغضه الله سبحانه وتعالى أشد البغض، ويُنَكِّل بفاعله أشد التنكيل (فلا تقوم لهم قائمة إلى يوم الدين) لأن ذلك اعتداء على منهاج الله سبحانه وتعالى باسم السنة النبوية ـ وتلك هي أهم مكامن الخطورة في هذا الحديث.
وإليك ـ أيها القارئ المحايد ـ الأدلة الشرعية (القاطعة) على كون هذا الحديث كذباً، وافتراءً على دين الله تعالى (دون أدنى عُذرٍ للمتن من تبرير أو تأويل)، والله المستعان، وهذه الأدلة". انتهى
* قُلتُ: ثُمَّ شقق الكلام وأطاله في طائل حتى استغرق هذا الحشو أكثر من عشرين صفحة مؤداها أن هذا الحديث يعارض عدة آيات في كتاب الله تعالى منه قوله تعالى:} لا إكْرَاهَ في الدِّيْنِ {، ومنها:} ولَو شَاءَ رَبُّكَ لآَمنَّ مَنْ في الأرضِ كُلَّهُمْ جَمِيعاً أفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يكونوا مُؤْمِنين {، ومنها:} قُلْ يا أَيُّهَا الكَافِرونَ لا أعْبُدُ ما تْعْبُدُونَ {، ومنها:} إنْ عَلَيْكَ إلاَّ البَلاغُ {.
وفي آياتٍ أخرى حشدها وجعل يفسرها ليدلك على أن هذا الحديث (الخرافي) ـ كما يسميه ـ يعارض القرآن.
والجواب عن هذا الخَطَل ـ متحاشياً الحشوَ ـ أن يقال:
إن الناسَ ثلاثةٌ: مسلمٌ وكافرٌ ومنافقٌ.
¥(72/445)
فليس المسلمُ هو المقصود بالحديث بداهةً، ولمنافقُ ليس داخلاً فيه أيضاً لأنه أظهر الإسلام فلا سبيل لنا عليه، ولما أراد خالد بن الوليد t أن يقتل جدَّ الخوارج الذي قال للنبي r : اعدل يا محمد. قال له النبي r : " لا، لَعلَّهُ أن يكون يُصلِّي" قال خالد: وكم من مُصلٍّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه. فقال رسول الله r : " إني لم أومر أن أُنقِّب عن قلوب الناس، ولا أشقَّ بطونهم". أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث علي بن أبي طالب t. فلم يبق من أقسام الناس إلا الكافر.
فكلمة: "الناس" في الحديث من العامِّ الذي يراد به الخصوص، وقد ورد هذا صريحاً فيما رواه أبو داود (2642)، والنسائي (7/ 75)، والدارقطني (1/ 232)، والبيهقي (3/ 92) عن يحيى ابن أيوب، قال: حدثني حميدٌ أنه سمع أنساً مرفوعاً: "أُمرتُ أن أقاتل المشركين حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ... الحديث".
وجماهير أهل العلم كأبي حنيفة ومالك وأحمد وجماهير أصحابهم أن الكافر لا يُقتل لمجرد كفره، ولذلك لا يُقتل الصبيان، ولا النساء، ولا الرهبان أصحاب الصوامع، ولا الزَّمني إلا إذا أعانوا بالقول أو بالفعل، إنما يُقتل من انتصب لحرب المسلمين، ومَنَعَ تبليغ الإسلام إلى مَنْ ورائهم وما علمنا قطُّ أن النبي r أَكْرَهَ أحداً على الإسلام، أو قتله لمجرد أنه كافر، بل من سالمه أو هادنه أو دخل معه في حلفٍ كان يكف عنه.
وذهب الشافعي وبعض أصحاب أحمد إلى قتل كل كافر وجعل العلة الكفر، والقول الأول هو الصواب الذي ينصره الكتاب والسنة.
ويدل على ذلك ما رواه سليمان بن بريدة، عن أبيه قال: كان رسول الله r إذا أمَّرَ أميراً على جيش أو سرية أوصاهُ في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيراً. ثم قال: "اغزوا باسم الله، قاتلوا من كفر بالله، في سبيل الله اغزوا وتغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال (أو خلال) فأيَّتُهُن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم. ثم ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيءٌ إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فسلهم الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم، وإذا حاصرت أهل حصنٍ فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك، فإنكم أن تُخفروا ذممكم وذمم أصحابكم، أهون من أن تُخفروا ذمة الله وذمة رسوله. وإذا حاصرت أهل حصنٍ فأرادوك أن تُنزِلَهم على حكم الله،
فلا تنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك، فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا".
أخرجه مسلم (1731/ 2 - 3) وغيره.
ومجال القول واسع جداً لاسيما في رده على الحافظ ابن حجر، وقد استوفيت الرد عليه، وأبنت عن جهله وزغله في كتابي "الجهد الوفير في الرد على البيطري نافخ الكير" وقد كتبت منه مجلدةً، واللهُ أسألُ أن يُعينني على إتمامه على الوجه الذي يُرضيه عني.
وأُذكِّرُ "البيطري" أنه لن يكون أحسن حالاً من محمودٍ أبي رية والسيد صالح أبي بكر، ومن قبلهم غُلاةِ الروافضِ، فقد ذهبوا إلى مزبلة التاريخ، وبقيت السنة النبوية شامخة، يُقرِّبها الأساطين دانية القطاف إلى
جماهير المسلمين.
وقد أطلق بعض الأذكياء على مثل "البيطري" وأشياعه لقب "المجددينات" فقال له سامعه: ما هذا الجمع الغريب؟ ما هو بجمع مذكر سالم، ولا هو جمع مؤنث سالم! فقال له: هذا "جمع مُخَنَّثٍ" سالم، فأقسم له سامعه أن اللغة العربية في أشد الحاجة إلى هذا الجمع، خصوصاً في هذه الأيام.
فهي والله فوضى ولا عُمَرَ لها! وقد أعطاني الكتاب بعض أفاضل إخواني وطلب مني أن أرد والتمس مني ذلك، وطلب إبطال ما هنالك، فلما انفصلتُ بتُّ ليلتي متفكراً، فقرع خاطري ما قاله أبو سفيان يوم أُحُد: أفيكم محمدٌ؟ أفيكم أبو بكر؟ أفيكم عُمر؟ فقال النبي r " لا تجيبوه". تعاوناً به، وتحقيراً لشأنه. فلما قال: اُعلُ هبل. فقال لهم رسول الله r :
" ألا تجيبوه؟ " قالوا: وما نقول؟ قال: "قولوا: الله أعلى وأجل". فقال
أبو سفيان: لنا العُزّىَ ولا عُزى لكم. فقال لهم r: " قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم" فعلمتُ أن النبي r أمرهم أن يجيبوه إعلاء لجناب التوحيد، وإظهاراً لعزِّة من عبده المسلمون فحينئذٍ جرَّدتُ أسنة العزائم والردِّ، واستعنتُ على ردِّ أباطيله بالواحد الفرد، وليت مصنف هذا الهذيان، تَنكَّبَ عن ميدان الفرسان، ليسلم من أسنةِ ألسنتهم عِرضُه، وينطوي من بساط المشاجرة طوله وعرضه، ولم يسمع ما يضيق به صدره، ولم يَنهَتِكْ بين أفاصل الأمة ستره، وإن قد أبي إلا المهارشة والمناقشة، والمواحشة والمفاحشة، فليصبر على حزُ الغلاصم، وقطعُ الحلاقم، ونكز الأراقم، ونهش الضراغم، والبلاء المتراكم المتلاطم، ومتون الصوارم. فوالذي نفسي بيده ما بارز أهل الحقِّ قطُّ قِرنٌ، إلا كسروا قرنه، فقرع مِنْ نَدَمٍ سِنَّه، ولا ناجزهم خصم إلا بشروه بسوء منقلبه، وسدوا عليه طريق مذهبه لمهربه، ولا فاصحهم أحدٌ ـ ولو كان مثل خُطباءِِ إياد ـ إلا فصحوه وفضحوه، ولا كافحهم مقاتل ـ ولو كان من بقية قوم عاد ـ إلا كبوه على وجهه وبطحوه، هذا فعلهم مع الكُماةِ الذين وردوا المنايا تبرعاً، وشربوا كؤوسها تطوعاً، وسعوا إلى الموت الزُّؤام سعياً، وحسبوا طعم الحمام أرياً، والكُفَاةِ الذين استحقروا الأقران فلم يهُلهُم أمرٌ مَخُوفٌ، وجالوا في ميادين المناضلة واخترقوا الصفوف، وتجالدوا لدى المُجادلَةِ بقواطع السيوفِ.
والله غالبٌ على أمرِهِ ولكنَّ أكثر الناسِ لا يعلمون.
نفس المصدر السابق الفتوي رقم 4
¥(72/446)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[11 - 10 - 10, 02:21 ص]ـ
س: يسأل عن صحة الحديث " من علم علمًا فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة "
ج: هذا حديث أبو هريرة وهو حديث صحيح، وأصح ما ورد في هذا هو حديث عبد الله بن عمرو بن العاص هو أصح من حديث أبي هريرة، حديث أبي هريرة له طرق كثيرة لا يكاد يخلو طريق منها من مقال، أما حديث عبد الله بن عمرو إسناده جيد بإنفراده.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[11 - 10 - 10, 04:36 ص]ـ
س: يسأل سائل عن حديث " مازال جبريل يوصيني بالسواك حتى خشيت علي أضراسي ".
ج: طبعًا هذا حديث منكر رواه البيهقي والطبراني، البيهقي رواه من طريق واحد اسمه خالد بن عبيد، حديث:" مَازَالَ جِبْرِيْلُ يُوْصِيْنِيْ بِالْسِّوَاكِ حَتَّىَ خَشِيَتُ أَنْ أَدْرِدَ أَوْ خَشِيَتُ عَلَيَّ أَضْرَاسِيَ " لفظان، ذكرنا أن هذا حديث منكر رواه البيهقي عن طريق خالد بن عبيد عن عبد الله بن بريده عن أبيه عن أم سلمة - رضي الله عنها -، خالد بن عبيد البخاري قال فيه نظر.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:32 ص]ـ
5 - سمعت منكم في أثناء شرح "صفة الصلاة النبي r" للشيخ الألباني أنكم تنصرون النزول من الركوع إلى السجود على اليدين، ولكنني قرأت بحثاً لابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" ينصر النزول على الركبتين، وبحثه قوي جداً ويصعب رد أدلته، فما جوابكم عن ذلك؟
الجواب: أن بحث ابن القيم رحمه الله تعالى هذا قرأته قديماً وكنت على اقتناع كامل به، حتى وقعت لي واقعة اضطررت بسببها أن أبحث الموضوع، فإذا هو ضعيف برغم قوته الظاهرة فصنفت في الرد عليه جزءاً سميته: "نهي الصحبة عن النزول بالركبة"، فأنا أذكر خلاصته هاهنا ذاكراً كلام ابن القيم أولاً، ثم أعقب بردي عليه رحمه الله تعالى.
قال الإمام المحقق في "زاد المعاد" (1/ 222 - 231) في وصف صلاة
النبي r: " وكان r يضع ركبتيه قبل يديه، ثم يديه بعدهما، ثم جبهته وأنفه، هذا هو الصحيح الذي رواه شريك، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر:" رأيت رسول الله r إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه". ولم يروِ في فعله ما يخالف ذلك. وأما حديث أبي هريرة يرفعه: "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه". فالحديث ـ والله أعلم ـ قد وقع فيه وهمٌ من بعض الرواة، فإن أوله يخالف آخره، فإنه إذا وضع يديه قبل ركبتيه، فقد برك كما يبرك البعير، فإن البعير إنما يضع يديه أولاً، ولما علم أصحاب هذا القول ذلك.، قال: ركبتا البعير في يديه لا في رجليه، فإذا هو برك وضع ركبتيه أولاً، فهذا هو المنهي عنه، وهو فاسدٌ لوجوه:
أحدهما: أن البعير إذا برك فإنه يضع يديه أولاً، وتبقى رجلاه قائمتين، فإنه ينهض برجليه أولاً، وتبقى يداه على الأرض، وهذا هو الذي
نهى عنه r ، وفعل خلافه، وكان أول ما يقع منه r على الأرض الأقربُ منها فالأقرب، وأول ما يرتفع عن الأرض الأعلى فالأعلى.
وكان يضع ركبتيه أولاً، ثم يديه، ثم جبهته، وإذا رفع، رفع رأسه أولاً،
ثم يديه، ثم ركبتيه. وهذا عكس فعل البعير، وهو r نهى في الصلاة عن التشبه بالحيوانات، فنهى عن بروكٍ كبروك البعير، والتفاتٍ كالتفات الثعلب، وافتراشٍ كافتراش السبع، وإقعاءٍ كإقعاء الكلب، ونقرٍ كنقر الغراب، ورفع الأيدي وقت السلام كأذنابِ الخيل الشُّمُسِ فهَديُ المصلي مخالف لهديِ الحيوانات.
الثاني: أن قولهم: رُكبتا البعير في يديه كلامٌ لا يُعقل، ولا يعرفه أهل اللغة وإنما الركبة في الرجلين، وإذا أطلق على اللتين في يديه اسم فعلى سبيل التعذيب.
الثالث: أنه لو كان كما قالوه، لقال: فليبرك كما يبرك البعير، فإن أول ما يمس الأرض من البعير يداه، وسر المسألة أنه من تأمل بروك البعير وعلم أن النبي r نهى عن بروكٍ كبروكِ البعير، علم أن حديث وائل بن حجر هو الصواب، والله أعلم.
¥(72/447)
وكان يقع لي أن حديث أبي هريرة كما ذكرنا مما انقلب على بعض الرواة متنه وأصله، ولعله: "وليضع ركبتيه قبل يديه" كما انقلب على بعضهم حديثُ ابن عمر: "إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم" فقال: "إن ابن أم مكتوم يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال". وكما انقلب على بعضهم حديث: "لا يزالُ يُلقى في النار فتقول: هل من مزيد ... " إلى أن قال: "وأما الجنة فُينشئُ الله لها خلقاً يسكنهم إياها". فقال: حتى رأيت أبا بكر بن أبي شيبة قد رواه كذلك، فقال ابن أبي شيبة: حدثنا محمد بن فُضيل، عن عبد الله بن سعيد، عن جده، عن أبي هريرة، عن النبي r قال: "إذا سجد أحدُكُم فليبدأ بركبتيه قبل يديه، ولا يَبرُك كبروك الفَحلِ".
ورواه الأثرم في "سننه" وأيضاً عن أبي بكرٍ كذلك، وقد رُويَ عن
أبي هريرة عن النبي r ما يُصدِّق ذلك، ويوافق حديث وائل بن حُجر، قال ابن أبي داود: حدثنا يوسف بن عدي، حدثنا ابن فُضيل ـ هو محمد ـ عن عبد الله بن سعيد، عن جده، عن أبي هريرة t أن النبي r كان إذا سجد بدأ بركبتيه قبل يديه.
وقد روى ابن خزيمة في "صحيحه" من حديث مصعب بن سعد، عن أبيه قال: كنا نضع اليدين قبل الركبتين، فأُمِرنا بالركبتين قبل اليدين. وعلى هذا فإن كان حديث أبي هريرة محفوظاً، فإنه منسوخ، وهذه طريقة صاحب "المُغني" وغيره، ولكن للحديث علتان:
إحداهما: أنه من رواية يحيى بن سلمة بن كهيل، وليس ممن يُحتَّجُ به. قال النسائي: متروك. وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً لا يُحتج به. وقال ابن معين: ليس بشيء.
الثانية: أن المحفوظ من رواية مصعب بن سعد عن أبيه هذا إنما هو قصة التطبيق، وقول سعد: كنا نصنع هذا فأُمِرنا أن نضع أيدينا على الركب، وأما قول صاحب "المُغني" عن أبي سعيد قال: كنا نضع اليدين قبل الركبتين فأُمِرنا أن نضع الركبتين قبل اليدين، فهذا ـ والله أعلم ـ وَهَمٌ في الاسم، وإنما هو:"عن سعدٍ"، وهو أيضاً وَهَمٌ في المتن كما تَقَدَّم، وإنما هو في قصة التطبيق، والله أعلم.
وأما حديث أبي هريرة المتقدم، فقد علله البخاري، والترمذي، والدار قطني.
قال البخاري: محمد بن عبد الله بن حسن لا يُتابَع عليه.
وقال: لا أدري أسمِعَ من أبي الزناد، أم لا؟
وقال الترمذي: "غريبٌ لا نعرفه من حديث أبي الزِّناد إلا من هذا الوجه".
وقال الدار قطني: "تفرد به عبد العزيز الدراوردي، عن محمد بن عبد الله بن الحسن العلوي، عن أبي الزناد" وقد ذكر النسائي عن قتيبة:
حدثنا عبد الله بن نافع، عن محمد بن عبد الله بن الحسن العلوي،
عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن النبي r قال: "يَعمِدُ أحدُكم في صلاته، فيبرُكُ كما يبرُكُ الجمل" ولم يزد. قال أبو بكر بن أبي داود: وهذه سنَّة تفرَّد بها أهل المدينة، ولهم فيها إسنادان، هذا أحدهما، والآخر عن عبيد الله، عن نافه، عن ابن عمر عن النبي r قلت: أراد الحديث الذي رواه أصبغ بن الفرج، الدراوردي، عن عبيد الله عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه ويقول: كان النبي r
يفعل ذلك.
رواه الحاكم في "المُستدرك" من طريق محرز بن سلمة، عن الدراوردي، وقال: على شرط مسلم وقد رواه الحاكم من حديث حفص بن غياث، عن عاصم الأحول، عن أنس قال: "رأيتُ رسول الله r انحط بالتكبير حتى سبقت ركبتاه يديه. "
قال الحاكم: "على شرطهما، ولا أعلم له علة".
قلتُ ـ يعني ابن القيم ـ: قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: "سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هذا الحديث منكر". انتهى
وإنما أنكره ـ والله أعلم ـ لأنه من رواية العلاء بن إسماعيل العطار، عن حفص بن غياث، والعلاء هذا مجهولٌ لا ذكر له في الكتب الستة، فهذه الأحاديث المرفوعة من الجانبين كما ترى.
¥(72/448)
وأما الآثار المحفوظة عن الصحابة: فالمحفوظ عن عمر بن الخطاب t أنه كان يضع ركبتيه قبل يديه، ذكره عنه عبد الرزاق، وابن المنذر، وغيرهما، وهو المروي عن ابن مسعود t ، ذكره الطحاوي، عن فهد، عن عمر بن حفص، عن أبيه، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أصحاب عبد الله: علقمة والأسود قالا: حفظنا عن عمر في صلاته أنه خر بعد ركوعه على ركبتيه كما يخر البعير، ووضع ركبتيه قبل يديه، ثم ساق من طريق الحجاج بن أرطأة قال: قال إبراهيم النخعي: حُفِظَ عن عبد الله بن مسعود أن ركبتيه كانتا تقع على الأرض قبل يديه، وذكر عن ابن مرزوق، عن وهب، عن شعبة، عن مغيرة قال: سألت إبراهيم عن الرجل يبدأ بيديه قبل ركبتيه إذا سجد؟ قال: أو يصنع ذلك إلا أحمق أو مجنون!
قال ابن المنذر: وقد اختلف أهل العلم في هذا الباب، فمن رأى أن يضع ركبتيه قبل يديه: عمر بن الخطاب t ، وبه قال النخعي، ومسلم ابن يسار، والثوري، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبو حنيفة وأصحابه،
وأهل الكوفة.
وقالت طائفة: يضع يديه قبل ركبتيه، قال مالك: وقال الأوزاعي: أدركنا الناس يضعون أيديهم قبل ركبهم. قال ابن أبي داود: وهو قول أصحاب الحديث. قلت: وقد رُوِىَ حديث أبي هريرة بلفظ آخر ذكره البيهقي، وهو إذا سجد أحدكم، فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه على ركبتيه".
قال البيهقي: فإذا كان محفوظاً، كان دليلاً على أن يضع يديه قبل ركبتيه عند الإهواء إلى السجود.
وحديث وائل بن حجر أولى لوجوه:
أحدها: إنه أثبت من حديث أبي هريرة، قال الخطابي، وغيره.
الثاني: أن حديث أبي هريرة مضطرب المتن كما تقدم، فمنهم من يقول فيه: وليضع يديه قبل ركبتيه، ومنه من يقول بالعكس، ومنهم من يقول وليضع يديه على ركبتيه، ومنهم من يحذف هذه الجملة رأساً.
الثالث: ما تقدم من تعليل البخاري والدار قطني وغيرهما.
الرابع: أنه على تقدير ثبوته، قد ادعى فيه جماعة من أهل العلم النسخ، قال ابن المنذر: وقد زعم بعض أصحابنا أن وضع اليدين قبل الركبتين منسوخ، وقد تقدم ذلك.
الخامس: أنه الموافق لنهي النبي r عن بروكٍ كبروكِ الجمل في الصلاة، بخلاف حديث أبي هريرة.
السادس: أنه الموافق للمنقول عن الصحبة، كعمر بن الخطاب، وابنه،
وعبد الله بن مسعود، ولم يُنقل عن أحدٍ منهم ما يوافق حديث أبي هريرة،
إلا عن ابن عمر رضي الله عنهما، على اختلاف عنه.
السابع: أن له شواهد من حديث ابن عمر وأنس كما تقدم، وليس لحديث أبي هريرة شاهد، فلو تقاوما لقُدِّم حديث وائل بن حجر من أجل شواهده، فكيف وحديث وائل أقوى كما تقدم؟!
الثامن: أن أكثر الناس عليه، والقول الآخر إنما يُحفظ عن الأوزاعي ومالك، وأما قول ابن أبي داود: إنه قول أهل الحديث، فإنما أراد به بعضهم، وإلا فأحمد والشافعي وإسحق على خلافه.
التاسع: أنه حديثٌ فيه قصةٌ محكيةٌ سيقت لحكاية فعله r فهو أولى أن يكون محفوظاً؛ لأن الحديث إذا كان فيه قصةٌ محكيةٌ، دل على أنه حفظ.
العاشر: أن الأفعال المحكية فيه كلها ثابتة صحيحة من رواية غيره، فهي أفعال معروفة صحيحة، وهذا واحد منها، فله حكمها، ومعارِضُهُ ليس مقاوماً له فيتعين ترجيحه، والله أعلم". انتهى كلامه
* قلتُ أي الشيخ حفظه الله: فليس هذا البحث ـ أيها الإمام ـ من لآلئ مبتكراتك، ولا من نفيس مخبآتك، وأن لم يخلُ ـ كعادتك ـ من حسن عرض الأدلة وترتيبها، فلذلك اغتر به خلقٌ، ظناً منهم أنه كسائرأبحاثك في استيفاء الحُجج، وتحرير المقام. ولا عجب أن يكون لك في قلوب من جاء بعدك من التبجيل والإكبار ما أنته له بأهلً، لِما عُرِفت به من كثرة الإنصاف في كلامك، واستيفاء الأدلة، مع الإتيان بوجوهٍ من الاحتجاج لم تُسبَق إليها، حتى عدك حافظ الديار المصرية ابن حجر العسقلاني الحسنة العظيمة لشيخ الإسلام ابن تيمية، والتي يرقى بها ابن تيمية إلى ذرى المجد، على فرض أن ليس له حسنة غيرك. فقال كما في "الرد الوافر" لابن ناصر الدين الدمشقي، قال الحافظ: "ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير الشيخ
شمس الدين بن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف، لكان غايةٌ في الدلالة على عظم منزلته". انتهى
¥(72/449)
وقد رأيتك ـ رضي الله عنك ـ لخصتَ مقاصد بحثِكَ في عشرة وجوه ختمت بها كلامك، فأنا أتتبعها واحدة تلو الأخرى، بشرط الإنصاف، وترك الاعتساف إن شاء الله تعالى.
الوجه الأول:
أنك نقلت عن الخطابي وغيره، أن حديث وائل بن حجر t والذي يقضي بتقديم الركبتين على اليدين، أثبت من حديث أبي هريرة t والذي يقضي بتقديم اليدين على الركبتين.
والجواب:
أن هذا القول لا يُسلَّمُ لقائله إلا بعد تفصيل الكلام على أحاديث الفريقين، وردها إلى قواعد أهل العلم بالحديث.
فأما حديث وائل بن حجر t :
فأخرجه أبو داود (838)، والنسائي (2/ 206 - 207) والترمذي في "سننه" (268)، وفي "العلل الكبير" (1/ 220)، وابن ماجة (882)، والدارمي (1/ 245)، وابن خزيمة (626)، وابن حبان (487)، والبزار في "مسنده" (ج2/ ق244/ 1)، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 255)، والحاكم (1/ 266)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (1259)، وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 165) والدارقطني (1/ 345)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (ج4/ق98/ 20) ومن طريقه ابن جماعة في "مشيخته" (2/ 574)، والبيهقي (2/ 98، والخطيب في "موضح الأوهام" (2/ 433)، والبغوي في "شرح السنة" (3/ 133)، والحازمي
في "الاعتبار" (ص 160 - 161) من طريق عن يزيد بن هارون،
ثنا شريك النخعي، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، قال: كان رسول الله r إذا سجد يضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض يرفع يديه قبل ركبتيه.
قال الترمذي:
"هذا حديث حسن غريب، لا نعرف أحداً رواه مثل هذا عن شريك، قال: زاد الحسن بن علي في حديثه: قال يزيد بن هارون: ولم يرو شريك عن عاصم بن كليب إلا هذا الحديث".
وقال: "العلل الكبير": "وروى همام بن يحيى، عن شقيق، عن عاصم بن كليب شيئاً من هذا مرسلاً، لم يذكر وائل بن حجر، وشريك بن عبد الله كثير الغلط والوهم".
وقال أبو القاسم البغوي: "لا أعلم حدَّث به عن شريك غير يزيد".
وقال النسائي ـ كما في "أطراف المزىّ" (9/ 90) ـ:
"لم يقل هذا عن شريك غير يزيد بن هارون".
وكذلك قال البغوي.
وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا يزيد بن هارون، عن شريك".
وقال الدارقطني: "تفرد به: يزيد بن هارون، عن شريك، ولم يُحدِّث به عن عاصم بن كليب غير شريك، وشريك ليس بالقوي فيما تفرد به".
وقال البيهقي: "إسناده ضعيف".
وقال أيضاً: "هذا حديث يعد في أفراد شريك القاضي، وإنما تابعه همام
من هذا الوجه مرسلاً، هكذا ذكره البخاري وغيره من الحُفاظ المتقدمين
رحمهم الله تعالى".
وقال ابن العربي في "عارضة الأحوذي" (2/ 68 - 69): "حديث غريب".
* قلتُ: وهذا القول منهم هو الذي تطمئن إليه نفس الناقد، لاستقامته على القواعد، وقد اتفقت كلمتهم على أن شريك بن عبد الله القاضي تفرد بهذا الحديث، وشريك سيء الحفظ، وسيء الحفظ إذا انفرد بشيء فلا يُحتج به، وهذا القدر متفق عليه عند العلماء.
فإن قيل: فما أنت قائل فيما ذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 444) حيث قال في "ترجمة شريك": "وكان في آخر أمره يُخطئ فيما يروي، تغير عليه حفظه، فسماع المتقدمين منه، الذين سمعوا منه بواسط، ليس فيه تخليط مثل يزيد بن هارون، وإسحاق الأزرق، وسماع المتأخرين منه بالكوفة، فيه أوهام كثيرة". انتهى
فهذا القول من ابن حبان رحمه الله يدل على أن سماع يزيد بن هارون
من شريك ـ وهذا الحديث منه، كان قبل أن يتغير حفظ شريك، فهذا يدل على ثبوت الحديث.
فالجواب:
أن الدار قطني لم يراعِ مثل هذا القيد هنا، وكلامه شاهد على ذلك. سلمنا به، لكن روى الخطيب في "الكفاية" (ص 361) عن يزيد بن هارون، قال: قدمت الكوفة، فما رأيت بها أحداً إلا يُدلِّس، إلا مسعر بن كدام، وشريكاً"، فهذا يدل على أن يزيد بن هارون أخذ منه في الكوفة أيضاً، فالصواب: هو التوقف في رواية يزيد، عن شريك، حتى يتميز ما حدَّث به في الكوفة، مما حدَّث به في غيرها.
أضف إلى ذلك ما ذكره الترمذي عن شيخه الحسن بن علي، عن يزيد ابن هارون، قال: "لم يروِ شريك، عن عاصم بن كليب إلا هذا الحديث".
¥(72/450)
فهذا القول يدل على أن رواية شريك، عن عاصم كانت قليلة، فلو كان مكثراً عنه لقيل: يُحتمل منه لمعرفته بحديثه، لكنه لم يروِ عنه إلا قليلاً، مع سوء حفظه، لذلك لم يحسن تحسين الترمذي لحديثه.
وأشد منه قول الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". وليس كذلك، لأن مسلماً ما خرج لشريك إلا في المتابعات، ومع ذلك فلم يُكثر عنه، ولم يُخرِّجُ له إلا سبعة أحاديث، وهاكها:
* الحديث الأول:
أخرجه مسلم في "كتاب الصلاة" (457/ 166) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شريك وابن عيينة، عن زياد بن عَلاقة، عن قطب بن مالك، سمع النبي r يقرأ في الفجر:} والنخلَ باسقاتٍ لها طلعٌ نضيد {.
وقد رواه مسلم من حديث أبي عوانة وشعبة وابن عيينة كلهم، عن زياد
ابن علاقة.
* الحديث الثاني:
أخرجه في "كتاب الحج" (1358/ 451) قال: حدثنا علي بن حكيم الأودي، أخبرنا شريك، عن عمار الدّهني، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن النبي r دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء.
وقد رواه مسلم قال حدثنا يحيى التميمي وقتيبة بن سعيد كلاهما عن معاوية بن عمار الدهني، عن الزبير بهذا.
* الحديث الثالث:
أخرجه في "كتاب الرضاع" (1463/ 48) قال: حدثنا مجاهد ابن موسى، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا شريك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن سودة لما كبرت جعلت يومها من رسول الله r لعائشة .. الحديث. وقد رواه مسلم، عن جرير بن عبد الحميد، وعقبة ابن خالد، وزهير بن معاوية كلهم، عن هشام بن عروة.
* الحديث الرابع:
أخرجه في "كتاب البيوع" (1550/ 121) قال: حدثني علي بن حجر، حدثنا الفضل بن موسى، عن شريك، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس، عن النبي r ، ولم يذكر لفظه وقد أخرجه الترمذي (1385)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1687) قالا: حدثنا محمود بن غيلان، والطبراني في "الكبير" (ج11/رقم 10879) والبيهقي (6/ 134) عن محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قالا: ثنا الفضل بن موسى مثل إسناد مسلم بلفظ "أن الرسول r لم يحرم المزارعة، ولكن أمر أن يرفق بعضهم ببعض". وقد رواه مسلم عن حماد بن زيد، والثوري، وابن عيينة، وأيوب السختياني، وابن جريج كلهم عن عمرو بن دينار.
* الحديث الخامس:
أخرجه في "كتاب السلام" (2231/ 126) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدثنا شريك بن عبد الله، وهيثم بن بشير، عن يعلي بن عطاء، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه، قال: كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي r " إنا قد بايعناك فارجع".
* الحديث السادس:
أخرجه في "كتاب الشعر" (2256/ 2) قال: حدثني أبو جعفر، محمد بن الصباح، وعلي بن حجر السعدي جميعاً، عن شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة t ، عن النبي r ، قال: "أشعرُ كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطلٌ".
وأخرجه مسلم، عن سفيان الثوري، وزائدة بن قدامة، وشعبة بن الحجاج، وإسرائيل بن يونس كلهم، عن عبد الملك بن عمير بهذا.
* الحديث السابع:
أخرجه في "كتاب البر" (2548/ 3) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شريك، عن عمارة، وابن شبرمة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة t ، قال: جاء رجل إلى النبي r ، فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي ... الحديث". وأخرجه مسلم، عن جرير بن عبد الحميد، وفضيل بن غزوان، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة بهذا.
وأخرجه مسلم، عن جرير بن عبد الحميد، وفضيل بن غزوان،
عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة بهذا.
وأخرجه عن محمد بن طلحة، ووهيب بن خالد، عن ابن شبرمة، عن أبي زرعة بهذا الإسناد.
قُلتٌ: فهذا كل ما لشريك النخعي عند مسلم، وقد رأيت أن مسلماً روى له إما متابعة، وإما مقروناً بغيره، وهذا يعني أن العمدة في الرواية على غيره، وأن الأمر ليس على ما قاله الحاكم. وقد خولف شريك النخعي في إسناده.
خالفه شقيق، وأبو الليث، وقال: حدثني عاصم بن كلسي، عن أبيه، عن النبي r فذكره مُرسَلاً.
أخرجه أبو داود (839)، والطبراني في "الأوسط" (ج2/ق62/ 2)، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 255)، والبيهقي (2/ 99) من طرق، عن همام بن يحيى، ثنا شقيق بهذا. قال الطبراني:
"لم يُروَ هذا الحديث عن شقيق بن أبي عبد الله إلا همام".
¥(72/451)
وقد رواه عن همام هكذا:
"حفص بن عمر، أبو عمر الحوضي، وحجاج بن منهال، وعفان بن مسلم، وحبان بن هلال.
ورواه ابن أبي داود، عن أبي عمر الحوضي، ثنا همام، ثنا سفيان الثوري، عن عاصم بن كليب، عن أبيه مرسلاً.
أخرجه الطحاوي وقال: "هكذا قال ابن أبي داود من حفظه:
"سفيان الثوري"، وقد غلط والصواب: شقيق، وهو أبو الليث".
وهذا الوجه ضعيف، وشقيق هذا مجهول، كما قال الحافظ. قال الطحاوي: "لا يعرف". وكذلك قال الذهبي.
ولذلك نقل البيهقي عن عفان بن مسلم، قال: "هذا الحديث غريب" والأشبه من هذا الاختلاف رواية شريك.
وقد اُختُلِفَ على همام، فخالف جميع من تقدم ذكرهم: عباس بن الفضل الأزرق، قال: نا همام، نا شقيق أبو الليث، عن عاصم بن شنتم، عن أبيه، أن النبي r كان إذا سجد وقعت ركبتاه على الأرض قبل أن يقع كفاه، وإذا نهض، نهض على كفيه".
أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (ج5/ق72/ 1) من طريق أحمد بن منيع، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (1258) قالا: نا هارون بن عبد الله، نا عباس بن الفضل بهذا قال البغوي: "لم أسمع لشنتم ذكراً إلا في هذا الحديث".
وقال ابن السكن: "لم يثبت وهو غير مشهور في الصحابة، ولم أسمع به إلا في هذه الرواية".
وهذه مخالفة واهية، وعباس هذا ضعفه ابن المديني جداً.
وقال البخاري وأبو حاتم: "ذهب حديثه".
وتركه أبو زرعة، بل قال ابن معين: "كذابٌ، خبيث".
وثمَّة اختلاف آخر على همام:
فأخرج أبو داود (839)، وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 166 - 167)، والبيهقي (2/ 99) من طريق حجاج بن منهال، ثنا همام، ثنا محمد
بن جحادة، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، عن النبي r فذكره".
وإسناده ضعيف لانقطاعه، وعب الجبار، لم يسمع من أبيه كما قال ابن معين، والبخاري، وأبو حاتم، وابن حبان في آخرين.
وأقره الحافظ في "التلخيص" (1/ 254) ونَقَلَ عن ابن معين أنه قال: "مات أبوه وهو حملٌ". ووهَّاه المزِّيُ في "التهذيب" فقال: "وهذا القول ضعيفٌ جداً، فإنه قد صح عنه أنه قال: "كنت غلاماً لا أعقل صلاة أبي، ولو مات أبوه وهو حملٌ، لم يقل هذا القول".
فتعقبه الحافظ في "التهذيب" (6/ 105) بقوله: "نص أبو بكر البزار على أن القائل: "كنت غلاماً ... إلخ، هو علقمة بن وائل، لا أخوه عبد الجبار". أهـ
ووجهٌ آخر من الاختلاف في سنده:
أخرجه البيهقي (2/ 99) من طريق أبي كريب، ثنا محمد بن حجر ثنا سعيد بن عبد الجبار، عن عبد الجبار بن وائل، عن أمه، عن وائل بن حجر، قال: صليت خلف النبي r ، ثم سجد، وكان أول ما وصل إلى الأرض ركبتيه. ومحمد بن حجر هذا قال عنه البخاري: "فيه بعض النظر". وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 511): "له مناكير".
وأمُّ عبد الجبار لا تُعرف.
وبالجملة: فليس لهذا الحديث وجهٌ يُثبت، وأمثل إسنادٍ له ما رواه شريك النخعي، وقد تقدم ذكر ضعفِهِ.
أما حديث أبي هريرة t ، والذي يقضي بتقديم اليدين قبل الركبتين فهو حديث مرفوع، ولفظه: قال رسول الله r : " إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه".
أخرجه أبو داود (840)، والنسائي (2/ 207)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 1/139)، وأحمد (2/ 381)، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 254) وفي "المشكل" (1/ 56 - 57)، والدارقطني (1/ 344 - 345)، وأبو سهل بن القطان في "حديثه" (ج4/ق26/ 1)، وتمام الرازي في "الفوائد" (720)، والبيهقي (2/ 99/100)، وابن حزم في "المُحلَّى" (4/ 128 - 129)،
والبغوي في "شرح السنة" (3/ 134 - 135)، والحازمي في "الاعتبار"
(ص 158 - 159) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي،
ثنا محمد بن عبد الله بن الحسن، عن أبي الزناد، عن الأعرج،
عن أبي هريرة مرفوعاً.
وقد رواه عن الدراوردي هكذا: "سعيد بن منصور ـ وأبو ثابت: محمد بن عبد الله، ومروان بن محمد".
وخالفهم أصبغ بن الفرج، ومُحرز بن سلمة العدني فروياه عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه، وقال: كان النبي r يفعل ذلك.
¥(72/452)
أخرجه البخاري (6/ 78 - 79، عمدة) معلقاً، ووصله أبو داود كما في "أطراف المزي" (6/ 156)، وابن خزيمة (1/ 318 - 319) والطحاوي في "الشرح" (1/ 254)، والدراقطني (2/ 344)، والحاكم (1/ 226)، وأبو الشيخ في "الناسخ والمنسوخ" كما في "التغليق" والبيهقي (2/ 100)، والحازمي في "الاعتبار" (ص 160).
قال الحاكم:
"صحيح على شرط مسلم"!.
وليس كما قال، فإن مسلماً لم يخرج شيئاً للدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، وقد تكلم العلماء في هذه الترجمة، وأشار أبو داود إلى ذلك كما نقله المزي في "الأطراف"، ويبدو أن رواية أبي داود لهذا الحديث وقعت في نسخة "ابن داسة" أو "ابن العبد" والله أعلم.
وغلط البيهقي هذه الرواية، فقال: "كذا قال عبد العزيز، ولا أراه
إلا وهماً". أي أنه وهم في رفعه، وهو الذي يترجح لي الآن، وكنت أميل قبل ذلك إلى صحة رفعه.
أما في التركماني فتعقب البيهقي فقال في "الجوهر النقي":
"حديث ابن عمر المذكور أولاً: أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"، وما علله به البيهقي من حديث المذكور، فيه نظر، لأن كلاً منهما معناه منفصل عن الآخر". انتهى
وانفصال أحد الحديثين عن الآخر من جهة المتن، إنما ينفع إذا سلم الإسناد، ولم يقف ابن التركماني عند الإسناد لا قليلاً ولا كثيراً سوى أن ابن خزيمة رواه في "صحيحه"، وهذا ليس بكافٍ في "التصحيح" كما لا يخفى لاسيما مع ثبوت العلة، فالراجح في هدا الحديث الوقفُ، وكأنه لهذا اقتصر البخاري رحمه الله على ذكر الموقوف، والله أعلم.
فالراجح الصحيح أن الحديث من "مسند أبي هريرة" ولذلك اقتصر عبد الحق الأشبيلي على إيراده في "الأحكام الصغرى" (1/ 243) وفي ذلك تصحيحٌ له عنده، كما هو معروف، لكن البخاري أعله بقوله: لا يتابع عليه ـ يعني محمد بن عبد الله بن حسن ـ، ولا أدري: أسَمِعَ من أبي الزناد أم لا؟
والجواب عن هذا التعليل: أن البخاري رحمه الله لم ينف السماع، إنما نفى علنه به، فحينئذٍ نقول: إن أبا الزناد كان عالم المدينة في وقته، وشهرة ذلك لا تحتاج إلى إثبات، ومحمد بن عبد الله مدني هو الآخر وقد وثقه النسائي، وابن حبان، ولا يُعلم عنه تدليس قط، وكان له من العمر قرابة الأربعين عاماً يوم مات أبو الزناد سنة (130هـ)، وبمثل هذه القرائن يقطع المرء بثبوت اللقاء، وقد فعل ذلك بعض أئمة الحديث
كابن حبان.
فقد نقل ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص 203 - 205) عن شعبة، ويحيى القطان، وابن معين، وأبي حاتم الرازي قولهم: "لم يسمع مجاهد من عائشة". فرد عليهم ابن حبان في "صحيحه" (3021) قائلاً: "ماتت عائشة سنة سبع وخمسين، وولد مجاهد سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر،
فدلك هذا على أن من زعم أن مجاهداً لم يسمع من عائشة كان واهماً في
قوله ذلك".
وكذلك نفى نافٍ سماع مجاهد من أبي هريرة t ، فرد عليه ابن حبان في "صحيحه" (4603) قائلاً: "سمع مجاهد من أبي هريرة أحاديث معلومة بين سماعه فيها عمر بن ذر، وقد وهم من زعم أنه لم يسمع من أبي هريرة شيئاً؛ لأن أبا هريرة مات سنة ثمانية وخمسين في إمارة معاوية، وكان مولد مجاهد سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر بن الخطاب، ومات مجاهد سنة ثلاثة ومائة، فدل هذا على أن مجاهداً سمع أبا هريرة". انتهى
وأنت ترى يرحمك الله أنه ليس في يد ابن حبان دليل إلا إثبات المعاصرة البينة. على الرغم من أنه قال: "إن عمر بن ذر روى عن مجاهد أحاديث قال فيها: حدثنا أبو هريرة أو سمعت ونحوها، إلا أنه لم يتكئ على هذا رغم قوته، لأنه يمكن أن يقول: أخطأ أحد رواة الإسناد في ذكر التصريح بالسماع، ولجأ إلى حجة هي أقوى بكثير من مجرد التصريح بالسماع،
ولا تكاد ترد إلا بحجة فالجة، ألا وهي المعاصرة البينة، هذا مع أن مجاهداً مكيٌ، وعائشة رضي الله عنها عاشت ودفنت في المدينة، فإذا اعتبرت هذا، ورجعت إلى مسألتنا رأيت أن أبا الزناد، ومحمد بن عبد الله كليهما مدني، وقد عاشا مع بعض طويلاً مع البراءة من التدليس، فأي قرينة أقوى من هذه؟ وقد تمسَّك بعضُ من عائد في هذا البحث بقول البخاري، فقلت له: أفما التقيا في المسجد النبوي قط على مدار ثلاثين عاماً، مع شهرة أبي الزناد في هذا المسجد المبارك؟ أفما التقيا في صلاة الجمعة على الأقل؟! فسكت لوضوح الإلزام.
¥(72/453)
فالصواب في هذا البحث: أن لقاء محمد بن عبد الله أبا الزناد ممكن جداً بل هو الراجح على ما قدمنا. وقد ذكر الدار قطني أن الدراودري تفرد به عن محمد بن عبد الله. والجواب: أن الدراوردي، واسمه: عبد العزيز بن محمد، فلم يتفرد إلا بالتفصيل، وإلا فقد تابعه عبد الله ابن نافع الصائغ، فرواه عن محمد بن عبد الله بن حسن، هن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعاً: "يعمد أحدكم في صلاته، فيبرك كما يبرك الجمل".
أخرجه أبو داود (841)، والنسائي (2/ 207)، والترمذي (269)، والبيهقي (2/ 100)، والمزي في "التهذيب" (25/ 471) عن قتيبة بن سعيد، ثنا عبد الله بن نافع بهذا.
واستغربه الترمذي.
وإسناده جيدٌ، وعبد الله بن نافع، صدوق من حفظه بعض المقال، وكتابه صحيح، وروايته وإن كانت مجملة، إلا أن تفصيلها يعود إلى رواية الدراوردي قطعاً كما سيأتي بيانه في الوجه الخامس إن شاء الله تعالى.
يبقى القول بتفرد محمد بن عبد الله، عن أبي الزناد بهذا الحديث.
فاعلم أيها المسترشد ـ أن رواية الراوي لا تخرج عن ثلاثة أنواع:
إما أن يتابع، وإما أن يخالف، وإما أن يتفرد.
وكلامنا عن النوع الثالث، وهو التفرد.
فالذي عليه أهل العلم أن المتفرد إذا كان ثقة جيد الحفظ وتفرد برواية أن مثله يُقبل حديثه، وقد سبق أن محمد بن عبد الله ثقة، ولم يطعن عليه أحد بغفلة، أو سوء حفظ فيحتمل لمثله، فحديثه يدور بين الصحة والحسن، وعلى أي تقدير فهو أقوى من حديث شريك النخعي، وهذا ظاهر في المقارنة بين الرجلين فشريك كثير الحديث كثير الغلط، ومحمد بن عبد الله قليل الحديث ثقة ويُحتمل لمثله. فكيف يقال بعد هذا: حديث وائل بن حجر أقوى من حديث أبي هريرة؟!
وسوف نتكلم عن شواهد الحديثين في الوجه السابع إن شاء الله.
الوجه الثاني:
قولك: "إن حديث أبي هريرة مضطرب المتن ... ".
فالجواب: أن الاضطراب هو أن يُروى الحديث على أوجه مختلفة متقاربة، ثم إن الاختلاف قد يكون من راوٍ واحدٍ، بأن رواه مرة على وجه، ومرة أخرى على وجه آخر مخالف له، أو يكون أزيد من واحد بأن رواه كل جماعة على وجه مخالف للآخر، والاضطراب موجب لضعف الحديث؛ لأنه يُشعرُ بعدم ضبط رواته. ويقع الاضطراب في الإسناد والمتن كليهما، ثم إن رجحت إحدى الروايتين أو الروايات على الأخرى بحفظ راويها، أو كثرة صحبته، أو غير ذلك من وجوه الترجيحات فالحُكمُ للراجحة ولا يكون الحديثُ مضطرباً. هذه هي القاعدة التي وضعها علماؤنا للحديث الذي يُتنازع في أنه مضطرب.
فإذا عُلِمَ ذلك، فإن الحديث الذي استدل به ابن القيم على وقوع الاضطراب في حديث أبي هريرة، حديثٌ ضعيفٌ جداً.
أخرجه ابن شيبة (1/ 263)، وأبو يعلي (ج11/ رقم 6540)، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 255)، والبيهقي (2/ 100) من طريق محمد بن فُضيل، عن عبد الله بن سعيد، عن جده، عن أبي هريرة مرفوعاً: "إذا سجد أحدكم فليبدأ بركبتيه قبل يديه ولا يبرك بروك الفحل".
وسنده ساقط، وعبد الله بن سعيد، قال أحمد: "مُنكر الحديث، متروك الحديث". وقال البخاري: "تركوه"، وتركه عمرو بن علي، والنسائي، والدارقطني أيضاً. وقال ابن معين والنسائي: "ليس بثقة" وقال الحاكم أبو أحمد: "ذاهب الحديث".
وقال ابن عدي: "عامة ما يرويه الضعف عليه بين".
بل قال يحيى بن سعيد القطان: "جالسته، فعرفت فيه الكذب".
وقال ابن حبان: "كان ممن يقلب الأخبار، ويهم في الآثار حتى يسبق إلى قلب من يسمعها أنه كان المتعمد لها".
وضعفه أيضاً أبو داود، والجوزجاني، ويعقوب بن سفيان، والبزار، وابن الجوزي، وغيرهم.
وبالجملة .. فلم يُعدِّله أحد قط، وطعنوا فيه طعناً شديداً، فكيف يستدل بمثل هذه الرواية على إسقاط حديث أبي هريرة الذي رواه الأعرج؟!
ومن عجب، أن يستدل ابن القيم بهذا الحديث الساقط الإسناد على أن حديث الأعرج، عن أبي هريرة مقلوب، وقد رد دعوى القلب هذه
مُلاَّ علي القاري، فقال في "مرقاة المفاتيح" (1/ 552): "وقول ابن القيم: إن حديث أبي هريرة انقلب متنه على راوية راوٍ، مع كونها صحيحة". انتهى
الوجه الثالث:
قولك: "ما تقدم من تعليل البخاري، والدار قطني".
¥(72/454)
فالجواب: أن الدار قطني أعلى حديث شريك وضعفه، فقد قال: "تفرد به شريك، وشريك ليس بالقوي فيما يتفرد به".
فلم تذكر هذا، وقد ذكرنا قبل ذلك من ضعف حديث شريك فلو تقاوما
لقُدِّم حديث أبي هريرة على حديث وائل بن حجر على نحو ما سبق ذكره، والحمد لله.
الوجه الرابع:
قولك: "على تقدير ثبوت حديث أبي هريرة، فقد ادعى فيه جماعة من أهل العلم النسخ ... ".
فالجواب: أن الذي ادعى النسخ هو ابن خزيمة، واحتج على ذلك بحديث منكر ضعيف جداً، أخرجه في "صحيحه" (1/ 319)، والبيهقي (1/ 100)، والحازمي في "الاعتبار" (ص 162) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن مصهب بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: "كنا نضع اليدين قبل الركبتين، فاُمِرنا بالركبتين قبل اليدين".
وإسناده ضعيف جداً.
وإبراهيم بن إسماعيل، قال ابن نمير، وابن حبان:
"في روايته عن أبيه بعض المناكير".
وقال العقيلي: "لم يكن يقيم الحديث".
وأبوه إسماعيل: "تركه الدارقطني، والأزدي".
وجدُّه: يحيى بن سلمة، تركه النسائي.
وقال أبو خاتم وغيره: "مُنكر الحديث".
وقال ابن معين: "لا يكتب حديثه".
وقد ألمح ابن المنذر إلى رد كلام ابن خزيمة، فقال في "الأوسط" (3/ 167): وقد زعم بعض أصحابنا أن وضع اليدين قبل الركبتين منسوخ وقال هذا القائل: "حدثنا إبراهيم بن إسماعيل ... " وساق إسناد ابن خزيمة السابق.
وقال الحافظ في "الفتح" (2/ 291):
"وقد ادعى ابن خزيمة النسخ، ولو صح حديث النسخ لكان قاطعاً للنزاع، لكنه من أفراد إبراهيم بن إسماعيل بن سلمة بن كهيل، عن أبيه
وهما ضعيفان".
وقال الحازمي:
"أما حديث سعد، ففي إسناده مقال، ولو كان محفوظاً، لدل على النسخ، غير أن المحفوظ: حديث التطبيق، والله أعلم".
وقال النووي في "المجموع" (3/ 422):
"لا حجة فيه؛ لأنه ضعيف".
* قُلتُ: فنخلص من كلام هؤلاء العلماء إلى أن هذا الحديث وَهَمٌ غير محفوظ، وإنما المحفوظ هو ما رواه مصعب بن سعد، قال: "صليت إلى جنب أبي، فطبَّقتُ بين كفيَّ، ثم وضعتهما بين فخذيَّ، فنهاني أبي وقال: كنا نفعله فنهينا عنه وأمرنا أن نضع أيدينا على الركب".
أخرجه البخاري (2/ 273)، ومسلم (535/ 29)، وأبو عوانة (2/ 182) وأبو داود (767)، والنسائي (2/ 185)، والترمذي (259)، وابن ماجة (873)، والدارمي (2/ 298)، وأحمد (1/ 182)، والطيالسي (207)، وعبد الرزاق (2/ 152)، وابن أبي شيبة (1/ 244) كلاهما في "المصنف"، والحميدي (79)، والهيثم بن كليب (ق14/ 1) كلاهما في "المسند" والدورقي في "مسند سهد" (ق9/ 2)، والبزار (97 ـ مسند سهد)،
وابن خزيمة (1/ 302)، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 230)، والبيهقي (2/ 83، 84)، والحازمي في "الاعتبار" (ص 234) من طريقين، عن مصعب بن سعد، عن أبيه وقد اعترف ابن القيم بكل هذا الذي تقدم، ثم هو بعدُ يذكرُ دعوى النسخ!! وقد تبين ذلك أنها كسرابٍ بقيعة!
الوجه الخامس:
قولك: "أنه المتواتر لنهي النبي r عن بروك البعير ... "
فالجواب: أن ابن القيم وصف بروك البعير بقوله: إن البعير إذا برك فإنه يضع يديه أولاً ... إلخ" ونتساءل: كيف يقال: يضع يديه، ويداه موضوعتان على الأرض دائماً، إذ هو يمشي على أربع، فلو كانت يداه مرفوعتين عن الأرض مثل الإنسان، لساغ مثل هذا القول، وهذا بديهيٌ جداً، اضُطرِرت إلى تسطيره اضطراراً رفعاً للمغالطة، وحينئذٍ،
فالصواب أن يقال: إن أول ما يصل إلى الأرض من البعير إذا أراد أن يبرك .. ركبتاه، ولا نقول كما قال ابن القيم: إن أول ما يمس الأرض من البعير يداه! فإنه لا مدخل لليد ولا للرجل هنا؛ ولأن هذا القول مُلزمٌ مُفحِمٌ، حاد عنه ابن القيم رحمه الله فقال متخلصاً منه: "وقولهم: ركبة البعير في يده كلامٌ لا يعقل، ولا يعرفه أهل اللغة".
فأنت ـ أيها الإمام ـ سلَّمت أن البعير يبرك على ركبتيه، ولكنها ليست في يده، وأنكرت أن يعرف أهل اللغة ذلك، ولثقتك الكاملة في الإنكار، تبعك كل من تكلم في هذه المسألة.
والواقع أنك ـ رضي الله عنك ـ سهَّلت علينا الجواب بهذا الإنكار، إذ صار الحكم بيننا وبينك هم أهل اللغة، فهذا يعني: أن الرجوع إلى كلامهم رافعٌ للاختلاف من أُسِّه.
¥(72/455)
فسننقل كلامهم، ثم نتبعه بما حضرنا من الأحاديث الصحيحة التي تبين أن ركبة البعير في يده، وأن البروك لا يكون إلا على الركبة، وإنه لا يستساغ لا في اللغة، ولا في العرف أن يقال: فلان برك على يده!!
قال ابن سِيْدَةَ في "المحكم والمحيط الأعظم" (7/ 16):
"وكل ذي أربع: ركبتاه في يديه، وعرقوباه في رجليه".
وقال الأزهري في "تهذيب اللغة" (10/ 216):
"وركبة البعير في يده، وركبتا البعير: المفصلان اللذان يليان البطن إذا برك، أما المفصلان الناتئان من خلفٍ فهما العرقوبان".
وقال ابن منظور في "لسان العرب" (14/ 236):
"وركبة البعير في يده".
وقال ابن حزم في "المُحلَّى" (4/ 129):
"وركبة البعير هي في ذراعيه".
وكلام أئمة اللغة من أصحاب "المعاجم" كثير، وفيما ذكرناه كفاية، لمن وفقه الله ونبذ التعصب لرأيه ظهرياً، فمناط الأمر هو الركبة، وليس لليد ـ يعني يد البعير ـ دخلٌ في البحث أصلاً، والله أعلم.
أما الدليل من السنة على أن ركبة البعير في يده، فهو:
ما أخرجه البخاري في "مناقب الأنصار" (7/ 239)، وأحمد (4/ 176)، وابن صاعد في مجلسين من الأمالي" (ق 238/ 1)، والحاكم (3/ 6)، والبيهقي في "الدلائل" (2/ 485 - 486) في قصة سراقة بن مالك لما تبع النبي r وأبا بكر في هجرتهم إلى المدينة، وفي هذا الحديث قال سراقة: "وساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين ... "، يعني: لما دعا عليه رسول الله r .
أما الأدلة على أن البروك لا يكون إلا على الركبة فكثيرة، منها:
ما أخرجه مسلم في "كتاب الإيمان" (125/ 199) وغيره من حديث
أبي هريرة t قال: لما نَزَلَت على رسول الله r : } للهِ ما في السمواتِ وما في الأرضِ وإن تُبدُوا ما في أنفُسِكُم أو تُخفوه يُحاسبكُم بهِ الله ... {
[البقرة: 284].
قال: فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله r ، فأتوا رسول الله r ثم بركوا على الركب فقالوا ... الحديث".
ومنها:
ما أخرجه البخاري (1/ 187 - 188) وفي أكثر من موضع، وفي "الأدب المفرد" (1184)، ومسلم (2359/ 136)، وأحمد (3/ 162)، وعبد الرزاق (20796)، وأبو يعلي (ج6 / رقم 3601)، والخلعي في "الخلعيات" (ج11 / ق 95/ 1 - 2)، وابن حبان (106)، والبغوي في "شرح السنة" (13/ 298 - 299) من حديث أنس t قال: خرج رسول الله r حين زاغت الشمس، فصلى الظهر، فلما سلم قام على المنبر، فذكر الساعة، وذكر أن بين يدي الساعة أموراً عظاماً ... وذكر الحديث، وفيه: ثم أكثر رسول الله r أن يقول: "سَلُونِي" فبرك عمر t على ركبتيه وقال: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ r رسولاً ... الحديث".
وبوب عليه البخاري بقوله: "باب من برك على ركبتيه".
ومنها:
ما أخرجه أبو داود (4809)، وأحمد (4/ 180)، وابن أبي شيبة (12/ 505 - 506)، والطبراني في "الكبير" (ج 6 / رقم 5616 - 5618)، والحاكم (4/ 183) مختصراً من طرق عن هشام بن سعد، حدثني قيس
بن بشر التغلبي قال: أخبرني أبي أنه كان جليساً لأبي الدرداء بدمشق، وكان رجل من أصحاب النبي r يقال له: ابن الحنظلية، وكان رجلاً متوحداً، قلما يجالس الناس .. وفيه: أنه حدَّث أبا الدرداء بحديث سُرَّ له أبو الدرداء، وجعل يقول أنت سمعت هذا من رسول الله r ؟ وجعل يقول: نعم، حتى إني لأقول وهو يرفع إليه رأسه: ليبركن على ركبتيه ... الحديث.
وصححه الحاكم، وفيه نظرٌ لجهالة بشر التغلبي، وابنه قيسٌ أحسن
حالاً منه.
ومنها:
ما أخرجه أحمد (2/ 522)، والبزار (ج2/ق 238/ 1 - 2) من طريق عبد الله بن حسان قال: حدثتني القَلوصُ بنت عُليبة، وكانت تحت شهاب بن مدلج الكعبي بالبصرة، فساقت حديثاً، وفيه: فبرك (وفي رواية المسند: فجثا شهاب) على ركبتيه.
وسنده ضعيف.
¥(72/456)
وختاماً: أذكر ما قاله الطحاوي في "المشكل" حول هذا البحث، فقال رحمه الله (1/ 66) بعد ذكر حديث أبي هريرة المتقدم: "فقال قائلٌ: هذا كلام مستحيل؛ لأنه نهاه إذا سجد أن يبرك كما يبرك البعير، والبعير إنما ينزل على يديه، ثم أتبع ذلك بأن قال: "ولكن ليضع يديه قبل ركبتيه"، فكان في هذا الحديث مما نهاه عنه في أوله، قد أمره به في آخره. فتأملنا ما قال من ذلك، فوجدناه مجالاً، ووجدنا ما رُويِّ عن رسول الله r في هذا الحديث مستقيماً لا إحالة فيه، وذلك أن البعير ركبتاه في يديه، وكذلك كل ذي أربع من الحيوان، وبنو آدم بخلاف ذلك؛ لأن ركبهم في أرجلهم لا في أيديهم، فنهى رسول الله r في هذا الحديث المصلي أن يخر على ركبتيه اللتين في رجليه، كما يخر البعير على ركبتيه اللتين في يديه، ولكن يخر لسجوده على خلاف ذلك، فيخر على يديه اللتين ليس فيهما ركبتاه بخلاف ما يخر البعير على يديه اللتين فيهما ركبتاه، فبان بحمد الله ونعمته أن الذي في هذا الحديث عن رسول الله r ، كلامٌ صحيح لا تضاد فيه، ولا استحالة فيه، والله نسأله التوفيق". انتهى
* قلتُ: فقد تبين بحمد الله تعالى بما لا يدع مجالاً للتوقف أو الشك أن ركبة البعير في يده، وأن البروك على الركبة، ونحن ومخالفونا في هذه المسألة متفقون على أن النبي r نهى عن بروك البعير، ثم اختلفنا كيف يبرك البعير، فلو تقاومت الأحاديث الواردة في هذا الباب وتساقطت لضعفها، ولم يبق بأيدينا نحن ولا مخالفينا أدلة مرفوعة لكان هذا الوجه كافياً في إثبات قولنا، وتوهين قول مخالفينا، ولله الحمد والمنة.
الوجه السادس:
قولك: "إنه الموافق للمنقول عن الصحابة كعمر بن الخطاب، وابنه،
وابن مسعود ... "
فالجواب: أنه لم يصح عن ابن عمر أصلاً كما يأتي أنه كان يضع ركبتيه قبل يديه، والصواب عكس ذلك كما يأتي:
أما أثر عمر بن الخطاب t :
فأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 263)، وعبد الرزاق (2/ 176) من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم، أن عمر بن الخطاب كان يضع ركبتيه قبل يديه.
وإسناده منقطع بين إبراهيم النخعي، وعمر t وقد رواه عن الأعمش هكذا: "وكيع، ومعمر، والثوري".
وخالفهم يعلي بن عُبيد، فرواه الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عمر أنه كان يقع على ركبتيه.
أخرجه ابن أبي شيبة، وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 165).
وتابعه حفص بن غياث، قال: ثنا الأعمش، ثنا إبراهيم، عن علقمة والأسود، قالا: حفظنا عن عمر في صلاته أنه خر بعد ركوعه على ركبتيه كما يخر البعير، ووضع ركبتيه قبل يديه".
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 256) من طريق عمر بن حفص بن غياث، ثنا أبي بهذا الإسناد.
وإسناده صحيح.
ثم هذا الأثر مع صحته، فهو حجة لنا، وذلك أنه صريح الدلالة في أن عمر t كان يخر كما يخر البعير، فيضع ركبتيه قبل يديه، ونحن مأمورون بمخالفة البعير، فنضع اليدين قبل الركبتين، وهذا واضح جداً لا إشكال فيه والحمد لله.
فإن قُلتَ: كيف يبرك عمر t كما يبرك البعير وقد نهى النبي r عن ذلك؟
* قلتُ: لم يصله النهي، إذ لو علمه ما خالفه أبداً t.
أما أثر ابن مسعود t :
فأخرجه الطحاوي (1/ 256) من طريق حماد بن سلمة، عن الحجاج بن أرطأة، قال: قال إبراهيم النخعي: حفظ ابن مسعود t أنه كانت ركبتاه تقعان على ا {ض قبل يديه.
وهذا إسنادٌ ضعيف ومنقطع، وابن أرطأة ضعيف، ومدلس أيضاً، وقد استخدم ما يدل على التدليس.
أما أثر ابن عمر فيأتي الكلام عنه، وأنه لا يصح.
فأين الآثار عن الصحابة التي تدل على أن الخرور للسجود يكون على الركبتين قبل اليدين؟ لم يصح إلا أثر عمر t وهو حجة لنا ولم يبق بأيدي مخالفينا من آثار الصحابة شيء!!
أما أثر ابن عمر رضي الله عنهما، والذي يشهد لحديث أبي هريرة t ،
فإنه صحيح.
أخرجه البخاري (6/ 78 - 79 عمدة القاري) معلقاً، ووصله أبو داود ـ كما في "أطرف المزي" (6/ 156) ـ وابن خزيمة في "شرح المعاني" (1/ 254)، وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 165)، والدارقطني (1/ 344)، والحاكم (1/ 226)، وأبو الشيخ في "الناسخ والمنسوخ" ـ كما في "التعليق" (2/ 327)، والبيهقي (2/ 100)، والحازمي في "الاعتبار"
(ص 160) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عبيد الله
¥(72/457)
بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه، وقال: كان النبي r يفعل ذلك.
ولا يصح رفع هذا كما تقدم تحقيقه في الوجه الأول، والصواب أنه موقوف على ابن عمر كما جزم بذلك البخاري في "تعليقه".
وحسَّن إسناده صاحبُ "عون المعبود" (3/ 71).
وقد خولف عبد الله بن عمر في متنه.
خالفه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فرواه عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يضع ركبتيه إذا سجد قبل يديه، ويرفع يديه إذا رفع ركبتيه أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 263) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، عن ابن أبي ليلى بهذا.
وهذه رواية مُنكَرة، وابن أبي ليلى كان رديء الحفظ، وقد خالف من هو أوثق منه، والله أعلم.
وأخرج ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (3799) قال: حدثنا عليُّ
بن الجهد، قال: أخبرني عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر
بن الخطاب، عن أبي بكر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن جده ابن عمر أنه كان إذا توجه إلى القبلة يُسوي الحصى برجله قبل أن يُكبر، ثم يُكبر بعد، فإذا أراد أن يسجد أخرج يده من الثوب وأفضى بهما إلى الأرض، ثم يضع وجهه بينهما. وإسناده صحيح ورواته ثقات عن آخرهم، من رجال "التهذيب".
الوجه السابع:
قولك: "إن لحديث وائل شواهد، وليس لحديث أبي هريرة شاهد ... "
فالجواب: أن لحديث وائل شواهد، نعم لكنها ساقطة لا يُفرحُ بها، ولا يُقوي بعضها بعضاً، فلننظر فيها:
أولاً: حديث أنس t :
أخرجه الحاكم (1/ 226)، والدارقطني (1/ 345)، والبيهقي (2/ 99)، وابن حزم في "المحلى" (4/ 129)، والحازمي في "الاعتبار" (ص 159)، والضياء في "المختارة" (2310) من طريق العلاء بن إسماعيل العطار، قال: ثنا حفص بن غياث، عن عاصم الأحول، عن أنس t قال: "رأيت النبي r انحط بالتكبير فسبقت ركبتاه يديه".
قال الدارقطني، والبيهقي، وغيرهما: "تفرد به العلاء بن إسماعيل،
عن حفص بهذا الإسناد".
وقال الحافظ في "التلخيص" (1/ 254): قال البيهقي في "المعرفة":
"تفرد به العلاء وهو مجهول". وأقره ابن القيم رحمه الله.
أما الحاكم فقال: "صحيح على شرط الشيخين"!! كذا قال! وقد تقدم
ما يرده. ولذلك قال أبو حاتم الرازي: "حديثٌ مُنكر".
نقله عنه ولده في "العلل" (1/ 188).
ومما يدل على نكارته ما أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 256) من طريق عمر بن حفص بن غياث، قال: ثنا أبي، ثنا الأعمش،
حدثني إبراهيم، عن أصحاب عبد الله: علقمة والأسود، قاللا: حفظنا
عن عمر في صلاته أنه خر بعد ركوعه على ركبتيه، كما يخر البعير … وقد تقدم ذكره.
قال الحافظ في "اللسان" (4/ 183): "وخالفه ـ يعني العلاء ـ عمر بن حفص بن غياث، وهو من أثبت الناس في أبيه، فرواه عن أبيه عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة وغيره، عن عمر مرفوعاً عليه، وهذا هو المحفوظ". انتهى
سلمنا ثبوته، فليس فيه حجة لأمرين ذكرهما ابن حزم:
* الأول: أنه ليس في حديث أنس أنه كان يضع ركبتيه قبل يديه وإنما فيه: الركبتان واليدان فقط، وقد يمكن أن يكون السبق في حركتهما،
لا في وضعهما.
* الثاني: أنه لو كان فيه وضع الركبتين قبل اليدين، لكان ذلك موافقاً لمعهود الأصل في إباحة ذلك، ولكان خبر أبي هريرة وارداً بشرعٍ زائدٍ، رافع للإباحة السالفة بلا شك، ناهيه عنها بيقين، ولا يحل ترك اليقين، لظن كاذب.
ثانياً: حديث سعد بن أبي وقاص t :
وقد تقدم الكلام عنه في الوجه الرابع والحمد لله، وهو ضعيف جداً.
* قلتُ: فهذه هي شواهد وائل بن حجر t ، والتي تَكثَّر بها ابن القيم رحمه الله، فأحال على غير ملئٍ، وحديثُ شريك مع ما تقدم من القول بضعفه، إلا أنه أحسنها، فهذه الشواهد ساقطة عن حد الاعتبار بها، ولا ينازع في هذا أحد من أهل العلم بالحديث، والحمد لله تعالى.
وحديث أبي هريرة له شاهد ثابت من فعل ابن عمر رضي الله عنهما، سلمنا أن ليس له شاهد، فهو يتأيد بما ذكرته في الوجه الخامس، وهذا الوجه لوحده، كافٍ في المسألة والحمد لله.
الوجه الثامن:
قولك: "وأكثر الناس عليه ... "
فالجواب: أنك ـ رضي الله عنك ـ أوردت هذه الحجة تبعاً، لا استقلالاً؛ لأنك من أكثر الناس تعظيماً للدليل، وأنت صاحب القول الرائق: "لا يضر الحديث الصحيح همل أكثر الأمة بخلافه".
¥(72/458)
وكتابك "إعلام الموقعين" فردٌ في بابه في هذا المعنى، وكذلك سائر كتبك رضي الله عنك.
وأذكر بهذه المناسبة فصلاً نافعاً، ذكره الشيخ جمال القاسمي رحمه الله في "قواعد التحديث" (في الثمرة الثالثة من ثمرات الحديث الصحيح)،
فقال رحمه الله (ص 91 - 92) في "حصول المأمول من علم الأصول"
ما نصه: "اعلم أنه لا يضر الخبر الصحيح عمل أكثر الأمة بخلافه؛
لأن قول الأكثر ليس بحجة، وكذا عمل أهل المدينة بخلافه، خلافاً لمالك وأتباعه؛ لأنهم بعض الأمة، ولجواز أنهم لم يبلغهم الخبر، ولا يضره عمل الراوي له بخلافه، خلافاً لجمهور الحنفية وبعض المالكية، لأنَّا متعبدون بما يبلغ إلينا من الخبر، ولم نتعبد بما فهمه الراوي، ولم يأتِ مَن قدَّم عمل الراوي على روايته بحجة تصلح للاستدلال بها، ولا يضره كونه مما تعمُّ به البلوى، خلافاً للحنفية وأبي عبد الله البصري لعمل الصحابة بأخبار الآحاد في ذلك.
ولا يضره كونه في الحدود والكفارات خلافاً للكرخي من الحنفية، ولا وجه لهذا الخلاف، فهو خيرٌ عدلٌ في حكمٍ شرعيٍ، ولم يثبت في الحدود والكفارات دليل يخصها من عموم الأحكام الشرعية ولا يضره أيضاً كونه زيادة على النص القرآني، أو السنة القطعية خلافاً للحنفية، فقالوا إذا ورد بالزيادة كان نسخاً لا يقبل. والحق القبول؛ لأنها زيادة منافية للمزيد، فكانت مقبولة. ودعوى أنها ناسخة ممنوعة. وهكذا إذا ورد الخبر مُخصِصاً للعام من كتاب أو سنة، فإنه مقبول ويُبنى العام على الخاص، خلافاً لبعض الحنفية، وهكذا إذا ورد مقيداً لمطلق الكتاب أو السنة المتواترة، ولا يضره أيضاً كون راويه انفرد بزيادة فيه على ما رواه غيره، إذا كان عدلاً فقد يحفظ الفرد ما لا يحفظه الجماعة وبه قال الجمهور، وهذا في صورة عدم المنافاة وإلا فروايةُ الجماعة أرجحُ، ومثلُ انفراد العدلِ بالزيادةِ انفرادُهُ برفعِ الحديثِ إلى رسول الله r الذي وقفهُ الجماعةُ، وكذا انفرادُهُ بإسناد الحديث الذي أرسلوه، وكذا انفراده بوصلٍ الحديث الذي قطعوه، فإن ذلك مقبولٌ منه؛ لأنه زيادةٌ على ما ردوه، وتصحيح لما أعلوه،
ولا يضره أيضاً كونه خارجاً مخرج ضرب الأمثال".
ثم قال رحمه الله في "الثمرةِ الخامسة" (ص 94 - 96) لزومُ قبولِ الصحيح وإن لم يعمل به أحدٌ ـ قال الإمام الشافعيُّ t في رسالته الشهيرة: "ليس لأحدٍ دون رسول الله r أن يقول بالاستدلال، ولا يقول بما استحسن،
فإن القول بما استحسن شيءٌ يُحدِثُهُ لا على مثال سبق". وقال أيضاً:
"إن عمر بن الخطاب t قضى في الإبهام بخمس عشرة، فلما وجد كتاب آل عمرو بن حزم وفيه أن رسول الله r قال: "في كل إصبع مما هنالك عشرٌ من الإبل" صاروا إليه قال: ولم يقبلوا كتاب آل عمرو بن حزم
ـ والله أعلم ـ حتى ثبت لهم أنه كتاب رسول الله r . وفي هذا الحديث دلالتان: إحداها: قبول الخبر.
والأخرى: أن يُقبَلَ الخبر في الوقت الذي يثبت فيه، وإن لم يمض عملٌ من أحد من الأئمة بمثل الخبر الذي قبلوا. ودلالةً على أنه لو مضى أيضاً عملٌ من أحد من الأئمة ثم وُجِدَ عن النبي r خبرٌ يخالف عَمَلَهُ لتَرَكَ عمله لخبر رسول الله r. ودلالة على أن حديث رسول الله r يثبت بنفسه لا بعمل غيره بعده".
قال الشافعي: "ولم يقل المسلمون قد عمل فينا عمر بخلاف هذا من المهاجرين والأنصار ولم تذكروا أنتم أن عندكم خلافه، ولا غيركم، بل صاروا إلى ما وجب عليهم من قبول الخبر عن رسول الله r ، وترك كل عملٍ خالفه، ولو بلغ عمر هذا صار إليه إن شاء الله، كما صار إلى غيره مما بلغه عن رسول الله r ، بتقواه لله وتأديته الواجب عليه في اتباع أمر رسول الله r ، وعلمه بأن ليس لأحدٍ مع رسول الله r أمرٌ، وإن طاعة الله في اتباع أمر رسول الله r ".
¥(72/459)
وقال عَلمُ الدين الفُلاني في كتابه "إيقاظ الهمم": قال شيخ مشايخنا محمد حياة السندي: قال ابن الشحنة في "نهاية النهاية" وإن كان ـ أي ترك الحديث ـ لضعفه في طريقه، فينظر إن كان له طريقٌ غير الطريق الذي ضعفه به، فينبغي أن تُعتَبر فإن صح عُمِلَ الحديث، ويكون ذلك مذهبه ولا يخرج مُقلِّده عن كونه حنفياً بالعمل به، فقد صح أنه قال: "إذا صح الحديث فهو مذهبي"، كذا قال بعض من صنف في هذا المقصود وقال في البحر: "وإن لم يَستفتِ ولكن بلغه الخبر، وهو قوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام: "أفطر الحاجم والمحجوم" وقوله r : " الغيبة تفطر الصائم" ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1377048#_ftn1)). ولم يعرف النسخ ولا تأويله، فلا كفارة عليه عندهما لأن ظاهر الحديث واجب العمل، خلافاً لأبي يوسف لأنه قال: "ليس للعامي العمل بالحديث لعدم عمله بالناسخ والمنسوخ".
ونقل ابن أبي العز في حاشية الهداية ذلك أيضاً عن أبي يوسف، وعلل بأن على العامي الاقتداء بالفقهاء، لهدم الاهتداء في حقه إلى معرفة الأحاديث قال: "في تعليله نظر، فإن المسألة إذا كانت مسألة النزاع بين العلماء وقد بلغ العامي الحديث الذي احتج به أحد الفريقين، كيف يقال في هذا الحديث إنه غيرُ معذورٍ؟ فإذا قيل: "هو منسوخ"، فقد تقدم أن المنسوخ ما يعارضه، ومن سمع الحديث فعمل به وهو منسوخ، فهو معذور إلى أن يبلغه الناسخ، ولا يقال لمن سمع الحديث الصحيح: لا تعمل به حتى تعرضه على رأي فلان أو فلان، وإنما يقال له: انظر هل هو منسوخ
أم لا؟ أما إذا كان الحديث قد اختُلِفَ في نسخه كما في هذه المسألة، فالعامل به في غاية العذر، فإن تطرق الاحتمال إلى خطأ المفتي أولى من تطرق الاحتمال إلى نسخ ما سمعه من الحديث" إلى أن قال: "فإذا كان العامي يُسوغُ له الأخذ بقول المفتي، بل يجب عليه مع احتمال خطأ المفتي، كيف لا يسوغ الأخذ بالحديث؟ فلو كانت سنة رسول الله r
لا يجوز العمل بها بعد صحتها حتى يعمل بها فلان، لكان قولهم شرطاً في العمل بها، وهذا من أبطل الباطل، ولذا أقام الله الحجة برسول الله r ، دون آحاد الأمة، ولا يُفرضُ احتمال خطأ لمن عمل بالحديث وأفتى به بعد فهمه إلا وأضعافُ أضعافهِ حاصلٌ لمن أفتى بتقليد من لا يَعلمُ خطأه من صوابه، ويجوز عليه التناقض والاختلاف، ويقول القول ويرجع عنه، ويحكى عنه عدة أقوال، وهذا كله فيمن له نوع أهلية، وأما إذا لم يكن له أهلية ففرضه ما قال الله تعالى:} فاسألوا أهلَ الذِّكرِ إن كنتمْ لا تعلمون {وإذا جاز اعتماد المستفتىَ على ما يكتب له من كلامه أو كلام شيخه
وإن علا، فلأن يجوز اعتماد الرجل على ما كتبه الثقات من كلام
رسول الله r أولى بالجواز، وإذا قُدِّر أنه لم يفهم الحديث فكما إذا لم يفهم فتوى المفتي فيسأل من يعرفه معناه فكذلك الحديث". انتهى بحروفه
* قلتُ: وفي مقابل هذا القول: "إن أكثر الناس عليه" فقد حكى المروزي في "مسائله" بسندٍ صحيحٍ عن الأوزاعي، قال: "أدركت الناس يضعون أيديهم قبل ركبهم".
ذكره شيخنا الألباني رحمه الله في "صفة الصلاة" (ص 83) والأوزاعي إمام أهل الشام. قال فيه مالك: "لا زال أهل الشام بخيرٍ ما بقي فيهم الأوزاعي" وكان سفيان الثوري يُجله ويُعظمه، وأخذ بلجام بغلته يسُلُّه من الزحام وهو يقول: "أوسعوا لبغلة الشيخ"، وعندما يقول مثله: "أدركت الناس" فهو لا يقصد أفناءهم قطعاً، إنما يقصد أهل العلم، فإذا اعتبرت ذلك، وعلمت أن أهل الشام وأهل المدينة كانوا على تقديم اليدين قبل الركبتين في الخرور إلى السجود، وهم من الكثرة بمكانٍ، لم يكن ابن القيم أسعد بهذا القول منا، والحمد لله.
ولذلك قال ابن أبي داود: "وهو قول أصحاب الحديث" ولا ينخرم قوله
بما استدركه عليه ابن القيم؛ لأن مقصوده أغلبهم ممن كانوا يسكنون الشام والحجاز.
الوجه التاسع:
قولك: "إنه ـ يعني حديث وائل ـ حديثٌ فيه قصةٌ محكية ... "
فالجواب:
إن هذا القول ينفع إذا ثبت الحديث، وقد تقدم بيان ضعفه، ثم أين هي القصة؟ إنما هو حكايةُ فعلٍ لا أكثر.
الوجه العاشر:
قولك: "إن الأفعال المحكية فيه كلها ثابتة صحيحة من رواية غيره"
فالجواب: أن هذا الوجه هو أعجب الوجوه كلها، والسبب في ذلك
أن الأفعال الصحيحة المحكية في حديث غيره من الصحابة في صفة صلاة النبي r ، لم تتعرض لهذا الحكم البتة، فمن الغريب جداً أن يستدل
ابن القيم رحمه الله على ثبوت النزول بالركبتين قبل اليدين بأنه ثبت رفع اليدين في تكبيرة الإحرام مثلاً!!
هذا وقد أطلتُ القول في هذا الحديث ورددت على سائر المصنفين في هذا الباب في "نهي الصحبة عن النزول بالركبة" بعد الإضافات الكثيرة إليه، ولعلي أدفعه إلى المطبعة قريباً إن شاء الله.
([1]) هذا حديثٌ مُنكر.
¥(72/460)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:36 ص]ـ
سمعت منكم في أثناء شرح "صفة الصلاة النبي r" للشيخ الألباني أنكم تنصرون النزول من الركوع إلى السجود على اليدين، ولكنني قرأت بحثاً لابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" ينصر النزول على الركبتين، وبحثه قوي جداً ويصعب رد أدلته، فما جوابكم عن ذلك؟
الجواب: أن بحث ابن القيم رحمه الله تعالى هذا قرأته قديماً وكنت على اقتناع كامل به، حتى وقعت لي واقعة اضطررت بسببها أن أبحث الموضوع، فإذا هو ضعيف برغم قوته الظاهرة فصنفت في الرد عليه جزءاً سميته: "نهي الصحبة عن النزول بالركبة"، فأنا أذكر خلاصته هاهنا ذاكراً كلام ابن القيم أولاً، ثم أعقب بردي عليه رحمه الله تعالى.
قال الإمام المحقق في "زاد المعاد" (1/ 222 - 231) في وصف صلاة
النبي r: " وكان r يضع ركبتيه قبل يديه، ثم يديه بعدهما، ثم جبهته وأنفه، هذا هو الصحيح الذي رواه شريك، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر:" رأيت رسول الله r إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه". ولم يروِ في فعله ما يخالف ذلك. وأما حديث أبي هريرة يرفعه: "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه". فالحديث ـ والله أعلم ـ قد وقع فيه وهمٌ من بعض الرواة، فإن أوله يخالف آخره، فإنه إذا وضع يديه قبل ركبتيه، فقد برك كما يبرك البعير، فإن البعير إنما يضع يديه أولاً، ولما علم أصحاب هذا القول ذلك.، قال: ركبتا البعير في يديه لا في رجليه، فإذا هو برك وضع ركبتيه أولاً، فهذا هو المنهي عنه، وهو فاسدٌ لوجوه:
أحدهما: أن البعير إذا برك فإنه يضع يديه أولاً، وتبقى رجلاه قائمتين، فإنه ينهض برجليه أولاً، وتبقى يداه على الأرض، وهذا هو الذي
نهى عنه r ، وفعل خلافه، وكان أول ما يقع منه r على الأرض الأقربُ منها فالأقرب، وأول ما يرتفع عن الأرض الأعلى فالأعلى.
وكان يضع ركبتيه أولاً، ثم يديه، ثم جبهته، وإذا رفع، رفع رأسه أولاً،
ثم يديه، ثم ركبتيه. وهذا عكس فعل البعير، وهو r نهى في الصلاة عن التشبه بالحيوانات، فنهى عن بروكٍ كبروك البعير، والتفاتٍ كالتفات الثعلب، وافتراشٍ كافتراش السبع، وإقعاءٍ كإقعاء الكلب، ونقرٍ كنقر الغراب، ورفع الأيدي وقت السلام كأذنابِ الخيل الشُّمُسِ فهَديُ المصلي مخالف لهديِ الحيوانات.
الثاني: أن قولهم: رُكبتا البعير في يديه كلامٌ لا يُعقل، ولا يعرفه أهل اللغة وإنما الركبة في الرجلين، وإذا أطلق على اللتين في يديه اسم فعلى سبيل التعذيب.
الثالث: أنه لو كان كما قالوه، لقال: فليبرك كما يبرك البعير، فإن أول ما يمس الأرض من البعير يداه، وسر المسألة أنه من تأمل بروك البعير وعلم أن النبي r نهى عن بروكٍ كبروكِ البعير، علم أن حديث وائل بن حجر هو الصواب، والله أعلم.
وكان يقع لي أن حديث أبي هريرة كما ذكرنا مما انقلب على بعض الرواة متنه وأصله، ولعله: "وليضع ركبتيه قبل يديه" كما انقلب على بعضهم حديثُ ابن عمر: "إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم" فقال: "إن ابن أم مكتوم يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال". وكما انقلب على بعضهم حديث: "لا يزالُ يُلقى في النار فتقول: هل من مزيد ... " إلى أن قال: "وأما الجنة فُينشئُ الله لها خلقاً يسكنهم إياها". فقال: حتى رأيت أبا بكر بن أبي شيبة قد رواه كذلك، فقال ابن أبي شيبة: حدثنا محمد بن فُضيل، عن عبد الله بن سعيد، عن جده، عن أبي هريرة، عن النبي r قال: "إذا سجد أحدُكُم فليبدأ بركبتيه قبل يديه، ولا يَبرُك كبروك الفَحلِ".
ورواه الأثرم في "سننه" وأيضاً عن أبي بكرٍ كذلك، وقد رُويَ عن
أبي هريرة عن النبي r ما يُصدِّق ذلك، ويوافق حديث وائل بن حُجر، قال ابن أبي داود: حدثنا يوسف بن عدي، حدثنا ابن فُضيل ـ هو محمد ـ عن عبد الله بن سعيد، عن جده، عن أبي هريرة t أن النبي r كان إذا سجد بدأ بركبتيه قبل يديه.
وقد روى ابن خزيمة في "صحيحه" من حديث مصعب بن سعد، عن أبيه قال: كنا نضع اليدين قبل الركبتين، فأُمِرنا بالركبتين قبل اليدين. وعلى هذا فإن كان حديث أبي هريرة محفوظاً، فإنه منسوخ، وهذه طريقة صاحب "المُغني" وغيره، ولكن للحديث علتان:
¥(72/461)
إحداهما: أنه من رواية يحيى بن سلمة بن كهيل، وليس ممن يُحتَّجُ به. قال النسائي: متروك. وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً لا يُحتج به. وقال ابن معين: ليس بشيء.
الثانية: أن المحفوظ من رواية مصعب بن سعد عن أبيه هذا إنما هو قصة التطبيق، وقول سعد: كنا نصنع هذا فأُمِرنا أن نضع أيدينا على الركب، وأما قول صاحب "المُغني" عن أبي سعيد قال: كنا نضع اليدين قبل الركبتين فأُمِرنا أن نضع الركبتين قبل اليدين، فهذا ـ والله أعلم ـ وَهَمٌ في الاسم، وإنما هو:"عن سعدٍ"، وهو أيضاً وَهَمٌ في المتن كما تَقَدَّم، وإنما هو في قصة التطبيق، والله أعلم.
وأما حديث أبي هريرة المتقدم، فقد علله البخاري، والترمذي، والدار قطني.
قال البخاري: محمد بن عبد الله بن حسن لا يُتابَع عليه.
وقال: لا أدري أسمِعَ من أبي الزناد، أم لا؟
وقال الترمذي: "غريبٌ لا نعرفه من حديث أبي الزِّناد إلا من هذا الوجه".
وقال الدار قطني: "تفرد به عبد العزيز الدراوردي، عن محمد بن عبد الله بن الحسن العلوي، عن أبي الزناد" وقد ذكر النسائي عن قتيبة:
حدثنا عبد الله بن نافع، عن محمد بن عبد الله بن الحسن العلوي،
عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن النبي r قال: "يَعمِدُ أحدُكم في صلاته، فيبرُكُ كما يبرُكُ الجمل" ولم يزد. قال أبو بكر بن أبي داود: وهذه سنَّة تفرَّد بها أهل المدينة، ولهم فيها إسنادان، هذا أحدهما، والآخر عن عبيد الله، عن نافه، عن ابن عمر عن النبي r قلت: أراد الحديث الذي رواه أصبغ بن الفرج، الدراوردي، عن عبيد الله عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه ويقول: كان النبي r
يفعل ذلك.
رواه الحاكم في "المُستدرك" من طريق محرز بن سلمة، عن الدراوردي، وقال: على شرط مسلم وقد رواه الحاكم من حديث حفص بن غياث، عن عاصم الأحول، عن أنس قال: "رأيتُ رسول الله r انحط بالتكبير حتى سبقت ركبتاه يديه. "
قال الحاكم: "على شرطهما، ولا أعلم له علة".
قلتُ ـ يعني ابن القيم ـ: قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: "سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هذا الحديث منكر". انتهى
وإنما أنكره ـ والله أعلم ـ لأنه من رواية العلاء بن إسماعيل العطار، عن حفص بن غياث، والعلاء هذا مجهولٌ لا ذكر له في الكتب الستة، فهذه الأحاديث المرفوعة من الجانبين كما ترى.
وأما الآثار المحفوظة عن الصحابة: فالمحفوظ عن عمر بن الخطاب t أنه كان يضع ركبتيه قبل يديه، ذكره عنه عبد الرزاق، وابن المنذر، وغيرهما، وهو المروي عن ابن مسعود t ، ذكره الطحاوي، عن فهد، عن عمر بن حفص، عن أبيه، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أصحاب عبد الله: علقمة والأسود قالا: حفظنا عن عمر في صلاته أنه خر بعد ركوعه على ركبتيه كما يخر البعير، ووضع ركبتيه قبل يديه، ثم ساق من طريق الحجاج بن أرطأة قال: قال إبراهيم النخعي: حُفِظَ عن عبد الله بن مسعود أن ركبتيه كانتا تقع على الأرض قبل يديه، وذكر عن ابن مرزوق، عن وهب، عن شعبة، عن مغيرة قال: سألت إبراهيم عن الرجل يبدأ بيديه قبل ركبتيه إذا سجد؟ قال: أو يصنع ذلك إلا أحمق أو مجنون!
قال ابن المنذر: وقد اختلف أهل العلم في هذا الباب، فمن رأى أن يضع ركبتيه قبل يديه: عمر بن الخطاب t ، وبه قال النخعي، ومسلم ابن يسار، والثوري، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبو حنيفة وأصحابه،
وأهل الكوفة.
وقالت طائفة: يضع يديه قبل ركبتيه، قال مالك: وقال الأوزاعي: أدركنا الناس يضعون أيديهم قبل ركبهم. قال ابن أبي داود: وهو قول أصحاب الحديث. قلت: وقد رُوِىَ حديث أبي هريرة بلفظ آخر ذكره البيهقي، وهو إذا سجد أحدكم، فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه على ركبتيه".
قال البيهقي: فإذا كان محفوظاً، كان دليلاً على أن يضع يديه قبل ركبتيه عند الإهواء إلى السجود.
وحديث وائل بن حجر أولى لوجوه:
أحدها: إنه أثبت من حديث أبي هريرة، قال الخطابي، وغيره.
الثاني: أن حديث أبي هريرة مضطرب المتن كما تقدم، فمنهم من يقول فيه: وليضع يديه قبل ركبتيه، ومنه من يقول بالعكس، ومنهم من يقول وليضع يديه على ركبتيه، ومنهم من يحذف هذه الجملة رأساً.
الثالث: ما تقدم من تعليل البخاري والدار قطني وغيرهما.
¥(72/462)
الرابع: أنه على تقدير ثبوته، قد ادعى فيه جماعة من أهل العلم النسخ، قال ابن المنذر: وقد زعم بعض أصحابنا أن وضع اليدين قبل الركبتين منسوخ، وقد تقدم ذلك.
الخامس: أنه الموافق لنهي النبي r عن بروكٍ كبروكِ الجمل في الصلاة، بخلاف حديث أبي هريرة.
السادس: أنه الموافق للمنقول عن الصحبة، كعمر بن الخطاب، وابنه،
وعبد الله بن مسعود، ولم يُنقل عن أحدٍ منهم ما يوافق حديث أبي هريرة،
إلا عن ابن عمر رضي الله عنهما، على اختلاف عنه.
السابع: أن له شواهد من حديث ابن عمر وأنس كما تقدم، وليس لحديث أبي هريرة شاهد، فلو تقاوما لقُدِّم حديث وائل بن حجر من أجل شواهده، فكيف وحديث وائل أقوى كما تقدم؟!
الثامن: أن أكثر الناس عليه، والقول الآخر إنما يُحفظ عن الأوزاعي ومالك، وأما قول ابن أبي داود: إنه قول أهل الحديث، فإنما أراد به بعضهم، وإلا فأحمد والشافعي وإسحق على خلافه.
التاسع: أنه حديثٌ فيه قصةٌ محكيةٌ سيقت لحكاية فعله r فهو أولى أن يكون محفوظاً؛ لأن الحديث إذا كان فيه قصةٌ محكيةٌ، دل على أنه حفظ.
العاشر: أن الأفعال المحكية فيه كلها ثابتة صحيحة من رواية غيره، فهي أفعال معروفة صحيحة، وهذا واحد منها، فله حكمها، ومعارِضُهُ ليس مقاوماً له فيتعين ترجيحه، والله أعلم". انتهى كلامه
* قلتُ أي الشيخ حفظه الله: فليس هذا البحث ـ أيها الإمام ـ من لآلئ مبتكراتك، ولا من نفيس مخبآتك، وأن لم يخلُ ـ كعادتك ـ من حسن عرض الأدلة وترتيبها، فلذلك اغتر به خلقٌ، ظناً منهم أنه كسائرأبحاثك في استيفاء الحُجج، وتحرير المقام. ولا عجب أن يكون لك في قلوب من جاء بعدك من التبجيل والإكبار ما أنته له بأهلً، لِما عُرِفت به من كثرة الإنصاف في كلامك، واستيفاء الأدلة، مع الإتيان بوجوهٍ من الاحتجاج لم تُسبَق إليها، حتى عدك حافظ الديار المصرية ابن حجر العسقلاني الحسنة العظيمة لشيخ الإسلام ابن تيمية، والتي يرقى بها ابن تيمية إلى ذرى المجد، على فرض أن ليس له حسنة غيرك. فقال كما في "الرد الوافر" لابن ناصر الدين الدمشقي، قال الحافظ: "ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير الشيخ
شمس الدين بن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف، لكان غايةٌ في الدلالة على عظم منزلته". انتهى
وقد رأيتك ـ رضي الله عنك ـ لخصتَ مقاصد بحثِكَ في عشرة وجوه ختمت بها كلامك، فأنا أتتبعها واحدة تلو الأخرى، بشرط الإنصاف، وترك الاعتساف إن شاء الله تعالى.
الوجه الأول:
أنك نقلت عن الخطابي وغيره، أن حديث وائل بن حجر t والذي يقضي بتقديم الركبتين على اليدين، أثبت من حديث أبي هريرة t والذي يقضي بتقديم اليدين على الركبتين.
والجواب:
أن هذا القول لا يُسلَّمُ لقائله إلا بعد تفصيل الكلام على أحاديث الفريقين، وردها إلى قواعد أهل العلم بالحديث.
فأما حديث وائل بن حجر t :
فأخرجه أبو داود (838)، والنسائي (2/ 206 - 207) والترمذي في "سننه" (268)، وفي "العلل الكبير" (1/ 220)، وابن ماجة (882)، والدارمي (1/ 245)، وابن خزيمة (626)، وابن حبان (487)، والبزار في "مسنده" (ج2/ ق244/ 1)، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 255)، والحاكم (1/ 266)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (1259)، وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 165) والدارقطني (1/ 345)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (ج4/ق98/ 20) ومن طريقه ابن جماعة في "مشيخته" (2/ 574)، والبيهقي (2/ 98، والخطيب في "موضح الأوهام" (2/ 433)، والبغوي في "شرح السنة" (3/ 133)، والحازمي
في "الاعتبار" (ص 160 - 161) من طريق عن يزيد بن هارون،
ثنا شريك النخعي، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، قال: كان رسول الله r إذا سجد يضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض يرفع يديه قبل ركبتيه.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:37 ص]ـ
قال الترمذي:
"هذا حديث حسن غريب، لا نعرف أحداً رواه مثل هذا عن شريك، قال: زاد الحسن بن علي في حديثه: قال يزيد بن هارون: ولم يرو شريك عن عاصم بن كليب إلا هذا الحديث".
¥(72/463)
وقال: "العلل الكبير": "وروى همام بن يحيى، عن شقيق، عن عاصم بن كليب شيئاً من هذا مرسلاً، لم يذكر وائل بن حجر، وشريك بن عبد الله كثير الغلط والوهم".
وقال أبو القاسم البغوي: "لا أعلم حدَّث به عن شريك غير يزيد".
وقال النسائي ـ كما في "أطراف المزىّ" (9/ 90) ـ:
"لم يقل هذا عن شريك غير يزيد بن هارون".
وكذلك قال البغوي.
وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا يزيد بن هارون، عن شريك".
وقال الدارقطني: "تفرد به: يزيد بن هارون، عن شريك، ولم يُحدِّث به عن عاصم بن كليب غير شريك، وشريك ليس بالقوي فيما تفرد به".
وقال البيهقي: "إسناده ضعيف".
وقال أيضاً: "هذا حديث يعد في أفراد شريك القاضي، وإنما تابعه همام
من هذا الوجه مرسلاً، هكذا ذكره البخاري وغيره من الحُفاظ المتقدمين
رحمهم الله تعالى".
وقال ابن العربي في "عارضة الأحوذي" (2/ 68 - 69): "حديث غريب".
* قلتُ: وهذا القول منهم هو الذي تطمئن إليه نفس الناقد، لاستقامته على القواعد، وقد اتفقت كلمتهم على أن شريك بن عبد الله القاضي تفرد بهذا الحديث، وشريك سيء الحفظ، وسيء الحفظ إذا انفرد بشيء فلا يُحتج به، وهذا القدر متفق عليه عند العلماء.
فإن قيل: فما أنت قائل فيما ذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 444) حيث قال في "ترجمة شريك": "وكان في آخر أمره يُخطئ فيما يروي، تغير عليه حفظه، فسماع المتقدمين منه، الذين سمعوا منه بواسط، ليس فيه تخليط مثل يزيد بن هارون، وإسحاق الأزرق، وسماع المتأخرين منه بالكوفة، فيه أوهام كثيرة". انتهى
فهذا القول من ابن حبان رحمه الله يدل على أن سماع يزيد بن هارون
من شريك ـ وهذا الحديث منه، كان قبل أن يتغير حفظ شريك، فهذا يدل على ثبوت الحديث.
فالجواب:
أن الدار قطني لم يراعِ مثل هذا القيد هنا، وكلامه شاهد على ذلك. سلمنا به، لكن روى الخطيب في "الكفاية" (ص 361) عن يزيد بن هارون، قال: قدمت الكوفة، فما رأيت بها أحداً إلا يُدلِّس، إلا مسعر بن كدام، وشريكاً"، فهذا يدل على أن يزيد بن هارون أخذ منه في الكوفة أيضاً، فالصواب: هو التوقف في رواية يزيد، عن شريك، حتى يتميز ما حدَّث به في الكوفة، مما حدَّث به في غيرها.
أضف إلى ذلك ما ذكره الترمذي عن شيخه الحسن بن علي، عن يزيد ابن هارون، قال: "لم يروِ شريك، عن عاصم بن كليب إلا هذا الحديث".
فهذا القول يدل على أن رواية شريك، عن عاصم كانت قليلة، فلو كان مكثراً عنه لقيل: يُحتمل منه لمعرفته بحديثه، لكنه لم يروِ عنه إلا قليلاً، مع سوء حفظه، لذلك لم يحسن تحسين الترمذي لحديثه.
وأشد منه قول الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". وليس كذلك، لأن مسلماً ما خرج لشريك إلا في المتابعات، ومع ذلك فلم يُكثر عنه، ولم يُخرِّجُ له إلا سبعة أحاديث، وهاكها:
* الحديث الأول:
أخرجه مسلم في "كتاب الصلاة" (457/ 166) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شريك وابن عيينة، عن زياد بن عَلاقة، عن قطب بن مالك، سمع النبي r يقرأ في الفجر:} والنخلَ باسقاتٍ لها طلعٌ نضيد {.
وقد رواه مسلم من حديث أبي عوانة وشعبة وابن عيينة كلهم، عن زياد
ابن علاقة.
* الحديث الثاني:
أخرجه في "كتاب الحج" (1358/ 451) قال: حدثنا علي بن حكيم الأودي، أخبرنا شريك، عن عمار الدّهني، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن النبي r دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء.
وقد رواه مسلم قال حدثنا يحيى التميمي وقتيبة بن سعيد كلاهما عن معاوية بن عمار الدهني، عن الزبير بهذا.
* الحديث الثالث:
أخرجه في "كتاب الرضاع" (1463/ 48) قال: حدثنا مجاهد ابن موسى، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا شريك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن سودة لما كبرت جعلت يومها من رسول الله r لعائشة .. الحديث. وقد رواه مسلم، عن جرير بن عبد الحميد، وعقبة ابن خالد، وزهير بن معاوية كلهم، عن هشام بن عروة.
* الحديث الرابع:
¥(72/464)
أخرجه في "كتاب البيوع" (1550/ 121) قال: حدثني علي بن حجر، حدثنا الفضل بن موسى، عن شريك، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس، عن النبي r ، ولم يذكر لفظه وقد أخرجه الترمذي (1385)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1687) قالا: حدثنا محمود بن غيلان، والطبراني في "الكبير" (ج11/رقم 10879) والبيهقي (6/ 134) عن محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قالا: ثنا الفضل بن موسى مثل إسناد مسلم بلفظ "أن الرسول r لم يحرم المزارعة، ولكن أمر أن يرفق بعضهم ببعض". وقد رواه مسلم عن حماد بن زيد، والثوري، وابن عيينة، وأيوب السختياني، وابن جريج كلهم عن عمرو بن دينار.
* الحديث الخامس:
أخرجه في "كتاب السلام" (2231/ 126) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدثنا شريك بن عبد الله، وهيثم بن بشير، عن يعلي بن عطاء، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه، قال: كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي r " إنا قد بايعناك فارجع".
* الحديث السادس:
أخرجه في "كتاب الشعر" (2256/ 2) قال: حدثني أبو جعفر، محمد بن الصباح، وعلي بن حجر السعدي جميعاً، عن شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة t ، عن النبي r ، قال: "أشعرُ كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطلٌ".
وأخرجه مسلم، عن سفيان الثوري، وزائدة بن قدامة، وشعبة بن الحجاج، وإسرائيل بن يونس كلهم، عن عبد الملك بن عمير بهذا.
* الحديث السابع:
أخرجه في "كتاب البر" (2548/ 3) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شريك، عن عمارة، وابن شبرمة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة t ، قال: جاء رجل إلى النبي r ، فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي ... الحديث". وأخرجه مسلم، عن جرير بن عبد الحميد، وفضيل بن غزوان، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة بهذا.
وأخرجه مسلم، عن جرير بن عبد الحميد، وفضيل بن غزوان،
عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة بهذا.
وأخرجه عن محمد بن طلحة، ووهيب بن خالد، عن ابن شبرمة، عن أبي زرعة بهذا الإسناد.
قُلتٌ: فهذا كل ما لشريك النخعي عند مسلم، وقد رأيت أن مسلماً روى له إما متابعة، وإما مقروناً بغيره، وهذا يعني أن العمدة في الرواية على غيره، وأن الأمر ليس على ما قاله الحاكم. وقد خولف شريك النخعي في إسناده.
خالفه شقيق، وأبو الليث، وقال: حدثني عاصم بن كلسي، عن أبيه، عن النبي r فذكره مُرسَلاً.
أخرجه أبو داود (839)، والطبراني في "الأوسط" (ج2/ق62/ 2)، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 255)، والبيهقي (2/ 99) من طرق، عن همام بن يحيى، ثنا شقيق بهذا. قال الطبراني:
"لم يُروَ هذا الحديث عن شقيق بن أبي عبد الله إلا همام".
وقد رواه عن همام هكذا:
"حفص بن عمر، أبو عمر الحوضي، وحجاج بن منهال، وعفان بن مسلم، وحبان بن هلال.
ورواه ابن أبي داود، عن أبي عمر الحوضي، ثنا همام، ثنا سفيان الثوري، عن عاصم بن كليب، عن أبيه مرسلاً.
أخرجه الطحاوي وقال: "هكذا قال ابن أبي داود من حفظه:
"سفيان الثوري"، وقد غلط والصواب: شقيق، وهو أبو الليث".
وهذا الوجه ضعيف، وشقيق هذا مجهول، كما قال الحافظ. قال الطحاوي: "لا يعرف". وكذلك قال الذهبي.
ولذلك نقل البيهقي عن عفان بن مسلم، قال: "هذا الحديث غريب" والأشبه من هذا الاختلاف رواية شريك.
وقد اُختُلِفَ على همام، فخالف جميع من تقدم ذكرهم: عباس بن الفضل الأزرق، قال: نا همام، نا شقيق أبو الليث، عن عاصم بن شنتم، عن أبيه، أن النبي r كان إذا سجد وقعت ركبتاه على الأرض قبل أن يقع كفاه، وإذا نهض، نهض على كفيه".
أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (ج5/ق72/ 1) من طريق أحمد بن منيع، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (1258) قالا: نا هارون بن عبد الله، نا عباس بن الفضل بهذا قال البغوي: "لم أسمع لشنتم ذكراً إلا في هذا الحديث".
وقال ابن السكن: "لم يثبت وهو غير مشهور في الصحابة، ولم أسمع به إلا في هذه الرواية".
وهذه مخالفة واهية، وعباس هذا ضعفه ابن المديني جداً.
وقال البخاري وأبو حاتم: "ذهب حديثه".
وتركه أبو زرعة، بل قال ابن معين: "كذابٌ، خبيث".
وثمَّة اختلاف آخر على همام:
¥(72/465)
فأخرج أبو داود (839)، وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 166 - 167)، والبيهقي (2/ 99) من طريق حجاج بن منهال، ثنا همام، ثنا محمد
بن جحادة، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، عن النبي r فذكره".
وإسناده ضعيف لانقطاعه، وعب الجبار، لم يسمع من أبيه كما قال ابن معين، والبخاري، وأبو حاتم، وابن حبان في آخرين.
وأقره الحافظ في "التلخيص" (1/ 254) ونَقَلَ عن ابن معين أنه قال: "مات أبوه وهو حملٌ". ووهَّاه المزِّيُ في "التهذيب" فقال: "وهذا القول ضعيفٌ جداً، فإنه قد صح عنه أنه قال: "كنت غلاماً لا أعقل صلاة أبي، ولو مات أبوه وهو حملٌ، لم يقل هذا القول".
فتعقبه الحافظ في "التهذيب" (6/ 105) بقوله: "نص أبو بكر البزار على أن القائل: "كنت غلاماً ... إلخ، هو علقمة بن وائل، لا أخوه عبد الجبار". أهـ
ووجهٌ آخر من الاختلاف في سنده:
أخرجه البيهقي (2/ 99) من طريق أبي كريب، ثنا محمد بن حجر ثنا سعيد بن عبد الجبار، عن عبد الجبار بن وائل، عن أمه، عن وائل بن حجر، قال: صليت خلف النبي r ، ثم سجد، وكان أول ما وصل إلى الأرض ركبتيه. ومحمد بن حجر هذا قال عنه البخاري: "فيه بعض النظر". وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 511): "له مناكير".
وأمُّ عبد الجبار لا تُعرف.
وبالجملة: فليس لهذا الحديث وجهٌ يُثبت، وأمثل إسنادٍ له ما رواه شريك النخعي، وقد تقدم ذكر ضعفِهِ.
أما حديث أبي هريرة t ، والذي يقضي بتقديم اليدين قبل الركبتين فهو حديث مرفوع، ولفظه: قال رسول الله r : " إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه".
أخرجه أبو داود (840)، والنسائي (2/ 207)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 1/139)، وأحمد (2/ 381)، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 254) وفي "المشكل" (1/ 56 - 57)، والدارقطني (1/ 344 - 345)، وأبو سهل بن القطان في "حديثه" (ج4/ق26/ 1)، وتمام الرازي في "الفوائد" (720)، والبيهقي (2/ 99/100)، وابن حزم في "المُحلَّى" (4/ 128 - 129)،
والبغوي في "شرح السنة" (3/ 134 - 135)، والحازمي في "الاعتبار"
(ص 158 - 159) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي،
ثنا محمد بن عبد الله بن الحسن، عن أبي الزناد، عن الأعرج،
عن أبي هريرة مرفوعاً.
وقد رواه عن الدراوردي هكذا: "سعيد بن منصور ـ وأبو ثابت: محمد بن عبد الله، ومروان بن محمد".
وخالفهم أصبغ بن الفرج، ومُحرز بن سلمة العدني فروياه عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه، وقال: كان النبي r يفعل ذلك.
أخرجه البخاري (6/ 78 - 79، عمدة) معلقاً، ووصله أبو داود كما في "أطراف المزي" (6/ 156)، وابن خزيمة (1/ 318 - 319) والطحاوي في "الشرح" (1/ 254)، والدراقطني (2/ 344)، والحاكم (1/ 226)، وأبو الشيخ في "الناسخ والمنسوخ" كما في "التغليق" والبيهقي (2/ 100)، والحازمي في "الاعتبار" (ص 160).
قال الحاكم:
"صحيح على شرط مسلم"!.
وليس كما قال، فإن مسلماً لم يخرج شيئاً للدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، وقد تكلم العلماء في هذه الترجمة، وأشار أبو داود إلى ذلك كما نقله المزي في "الأطراف"، ويبدو أن رواية أبي داود لهذا الحديث وقعت في نسخة "ابن داسة" أو "ابن العبد" والله أعلم.
وغلط البيهقي هذه الرواية، فقال: "كذا قال عبد العزيز، ولا أراه
إلا وهماً". أي أنه وهم في رفعه، وهو الذي يترجح لي الآن، وكنت أميل قبل ذلك إلى صحة رفعه.
أما في التركماني فتعقب البيهقي فقال في "الجوهر النقي":
"حديث ابن عمر المذكور أولاً: أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"، وما علله به البيهقي من حديث المذكور، فيه نظر، لأن كلاً منهما معناه منفصل عن الآخر". انتهى
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:39 ص]ـ
وانفصال أحد الحديثين عن الآخر من جهة المتن، إنما ينفع إذا سلم الإسناد، ولم يقف ابن التركماني عند الإسناد لا قليلاً ولا كثيراً سوى أن ابن خزيمة رواه في "صحيحه"، وهذا ليس بكافٍ في "التصحيح" كما لا يخفى لاسيما مع ثبوت العلة، فالراجح في هدا الحديث الوقفُ، وكأنه لهذا اقتصر البخاري رحمه الله على ذكر الموقوف، والله أعلم.
¥(72/466)
فالراجح الصحيح أن الحديث من "مسند أبي هريرة" ولذلك اقتصر عبد الحق الأشبيلي على إيراده في "الأحكام الصغرى" (1/ 243) وفي ذلك تصحيحٌ له عنده، كما هو معروف، لكن البخاري أعله بقوله: لا يتابع عليه ـ يعني محمد بن عبد الله بن حسن ـ، ولا أدري: أسَمِعَ من أبي الزناد أم لا؟
والجواب عن هذا التعليل: أن البخاري رحمه الله لم ينف السماع، إنما نفى علنه به، فحينئذٍ نقول: إن أبا الزناد كان عالم المدينة في وقته، وشهرة ذلك لا تحتاج إلى إثبات، ومحمد بن عبد الله مدني هو الآخر وقد وثقه النسائي، وابن حبان، ولا يُعلم عنه تدليس قط، وكان له من العمر قرابة الأربعين عاماً يوم مات أبو الزناد سنة (130هـ)، وبمثل هذه القرائن يقطع المرء بثبوت اللقاء، وقد فعل ذلك بعض أئمة الحديث
كابن حبان.
فقد نقل ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص 203 - 205) عن شعبة، ويحيى القطان، وابن معين، وأبي حاتم الرازي قولهم: "لم يسمع مجاهد من عائشة". فرد عليهم ابن حبان في "صحيحه" (3021) قائلاً: "ماتت عائشة سنة سبع وخمسين، وولد مجاهد سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر،
فدلك هذا على أن من زعم أن مجاهداً لم يسمع من عائشة كان واهماً في
قوله ذلك".
وكذلك نفى نافٍ سماع مجاهد من أبي هريرة t ، فرد عليه ابن حبان في "صحيحه" (4603) قائلاً: "سمع مجاهد من أبي هريرة أحاديث معلومة بين سماعه فيها عمر بن ذر، وقد وهم من زعم أنه لم يسمع من أبي هريرة شيئاً؛ لأن أبا هريرة مات سنة ثمانية وخمسين في إمارة معاوية، وكان مولد مجاهد سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر بن الخطاب، ومات مجاهد سنة ثلاثة ومائة، فدل هذا على أن مجاهداً سمع أبا هريرة". انتهى
وأنت ترى يرحمك الله أنه ليس في يد ابن حبان دليل إلا إثبات المعاصرة البينة. على الرغم من أنه قال: "إن عمر بن ذر روى عن مجاهد أحاديث قال فيها: حدثنا أبو هريرة أو سمعت ونحوها، إلا أنه لم يتكئ على هذا رغم قوته، لأنه يمكن أن يقول: أخطأ أحد رواة الإسناد في ذكر التصريح بالسماع، ولجأ إلى حجة هي أقوى بكثير من مجرد التصريح بالسماع،
ولا تكاد ترد إلا بحجة فالجة، ألا وهي المعاصرة البينة، هذا مع أن مجاهداً مكيٌ، وعائشة رضي الله عنها عاشت ودفنت في المدينة، فإذا اعتبرت هذا، ورجعت إلى مسألتنا رأيت أن أبا الزناد، ومحمد بن عبد الله كليهما مدني، وقد عاشا مع بعض طويلاً مع البراءة من التدليس، فأي قرينة أقوى من هذه؟ وقد تمسَّك بعضُ من عائد في هذا البحث بقول البخاري، فقلت له: أفما التقيا في المسجد النبوي قط على مدار ثلاثين عاماً، مع شهرة أبي الزناد في هذا المسجد المبارك؟ أفما التقيا في صلاة الجمعة على الأقل؟! فسكت لوضوح الإلزام.
فالصواب في هذا البحث: أن لقاء محمد بن عبد الله أبا الزناد ممكن جداً بل هو الراجح على ما قدمنا. وقد ذكر الدار قطني أن الدراودري تفرد به عن محمد بن عبد الله. والجواب: أن الدراوردي، واسمه: عبد العزيز بن محمد، فلم يتفرد إلا بالتفصيل، وإلا فقد تابعه عبد الله ابن نافع الصائغ، فرواه عن محمد بن عبد الله بن حسن، هن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعاً: "يعمد أحدكم في صلاته، فيبرك كما يبرك الجمل".
أخرجه أبو داود (841)، والنسائي (2/ 207)، والترمذي (269)، والبيهقي (2/ 100)، والمزي في "التهذيب" (25/ 471) عن قتيبة بن سعيد، ثنا عبد الله بن نافع بهذا.
واستغربه الترمذي.
وإسناده جيدٌ، وعبد الله بن نافع، صدوق من حفظه بعض المقال، وكتابه صحيح، وروايته وإن كانت مجملة، إلا أن تفصيلها يعود إلى رواية الدراوردي قطعاً كما سيأتي بيانه في الوجه الخامس إن شاء الله تعالى.
يبقى القول بتفرد محمد بن عبد الله، عن أبي الزناد بهذا الحديث.
فاعلم أيها المسترشد ـ أن رواية الراوي لا تخرج عن ثلاثة أنواع:
إما أن يتابع، وإما أن يخالف، وإما أن يتفرد.
وكلامنا عن النوع الثالث، وهو التفرد.
¥(72/467)
فالذي عليه أهل العلم أن المتفرد إذا كان ثقة جيد الحفظ وتفرد برواية أن مثله يُقبل حديثه، وقد سبق أن محمد بن عبد الله ثقة، ولم يطعن عليه أحد بغفلة، أو سوء حفظ فيحتمل لمثله، فحديثه يدور بين الصحة والحسن، وعلى أي تقدير فهو أقوى من حديث شريك النخعي، وهذا ظاهر في المقارنة بين الرجلين فشريك كثير الحديث كثير الغلط، ومحمد بن عبد الله قليل الحديث ثقة ويُحتمل لمثله. فكيف يقال بعد هذا: حديث وائل بن حجر أقوى من حديث أبي هريرة؟!
وسوف نتكلم عن شواهد الحديثين في الوجه السابع إن شاء الله.
الوجه الثاني:
قولك: "إن حديث أبي هريرة مضطرب المتن ... ".
فالجواب: أن الاضطراب هو أن يُروى الحديث على أوجه مختلفة متقاربة، ثم إن الاختلاف قد يكون من راوٍ واحدٍ، بأن رواه مرة على وجه، ومرة أخرى على وجه آخر مخالف له، أو يكون أزيد من واحد بأن رواه كل جماعة على وجه مخالف للآخر، والاضطراب موجب لضعف الحديث؛ لأنه يُشعرُ بعدم ضبط رواته. ويقع الاضطراب في الإسناد والمتن كليهما، ثم إن رجحت إحدى الروايتين أو الروايات على الأخرى بحفظ راويها، أو كثرة صحبته، أو غير ذلك من وجوه الترجيحات فالحُكمُ للراجحة ولا يكون الحديثُ مضطرباً. هذه هي القاعدة التي وضعها علماؤنا للحديث الذي يُتنازع في أنه مضطرب.
فإذا عُلِمَ ذلك، فإن الحديث الذي استدل به ابن القيم على وقوع الاضطراب في حديث أبي هريرة، حديثٌ ضعيفٌ جداً.
أخرجه ابن شيبة (1/ 263)، وأبو يعلي (ج11/ رقم 6540)، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 255)، والبيهقي (2/ 100) من طريق محمد بن فُضيل، عن عبد الله بن سعيد، عن جده، عن أبي هريرة مرفوعاً: "إذا سجد أحدكم فليبدأ بركبتيه قبل يديه ولا يبرك بروك الفحل".
وسنده ساقط، وعبد الله بن سعيد، قال أحمد: "مُنكر الحديث، متروك الحديث". وقال البخاري: "تركوه"، وتركه عمرو بن علي، والنسائي، والدارقطني أيضاً. وقال ابن معين والنسائي: "ليس بثقة" وقال الحاكم أبو أحمد: "ذاهب الحديث".
وقال ابن عدي: "عامة ما يرويه الضعف عليه بين".
بل قال يحيى بن سعيد القطان: "جالسته، فعرفت فيه الكذب".
وقال ابن حبان: "كان ممن يقلب الأخبار، ويهم في الآثار حتى يسبق إلى قلب من يسمعها أنه كان المتعمد لها".
وضعفه أيضاً أبو داود، والجوزجاني، ويعقوب بن سفيان، والبزار، وابن الجوزي، وغيرهم.
وبالجملة .. فلم يُعدِّله أحد قط، وطعنوا فيه طعناً شديداً، فكيف يستدل بمثل هذه الرواية على إسقاط حديث أبي هريرة الذي رواه الأعرج؟!
ومن عجب، أن يستدل ابن القيم بهذا الحديث الساقط الإسناد على أن حديث الأعرج، عن أبي هريرة مقلوب، وقد رد دعوى القلب هذه
مُلاَّ علي القاري، فقال في "مرقاة المفاتيح" (1/ 552): "وقول ابن القيم: إن حديث أبي هريرة انقلب متنه على راوية راوٍ، مع كونها صحيحة". انتهى
الوجه الثالث:
قولك: "ما تقدم من تعليل البخاري، والدار قطني".
فالجواب: أن الدار قطني أعلى حديث شريك وضعفه، فقد قال: "تفرد به شريك، وشريك ليس بالقوي فيما يتفرد به".
فلم تذكر هذا، وقد ذكرنا قبل ذلك من ضعف حديث شريك فلو تقاوما
لقُدِّم حديث أبي هريرة على حديث وائل بن حجر على نحو ما سبق ذكره، والحمد لله.
الوجه الرابع:
قولك: "على تقدير ثبوت حديث أبي هريرة، فقد ادعى فيه جماعة من أهل العلم النسخ ... ".
فالجواب: أن الذي ادعى النسخ هو ابن خزيمة، واحتج على ذلك بحديث منكر ضعيف جداً، أخرجه في "صحيحه" (1/ 319)، والبيهقي (1/ 100)، والحازمي في "الاعتبار" (ص 162) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن مصهب بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: "كنا نضع اليدين قبل الركبتين، فاُمِرنا بالركبتين قبل اليدين".
وإسناده ضعيف جداً.
وإبراهيم بن إسماعيل، قال ابن نمير، وابن حبان:
"في روايته عن أبيه بعض المناكير".
وقال العقيلي: "لم يكن يقيم الحديث".
وأبوه إسماعيل: "تركه الدارقطني، والأزدي".
وجدُّه: يحيى بن سلمة، تركه النسائي.
وقال أبو خاتم وغيره: "مُنكر الحديث".
وقال ابن معين: "لا يكتب حديثه".
¥(72/468)
وقد ألمح ابن المنذر إلى رد كلام ابن خزيمة، فقال في "الأوسط" (3/ 167): وقد زعم بعض أصحابنا أن وضع اليدين قبل الركبتين منسوخ وقال هذا القائل: "حدثنا إبراهيم بن إسماعيل ... " وساق إسناد ابن خزيمة السابق.
وقال الحافظ في "الفتح" (2/ 291):
"وقد ادعى ابن خزيمة النسخ، ولو صح حديث النسخ لكان قاطعاً للنزاع، لكنه من أفراد إبراهيم بن إسماعيل بن سلمة بن كهيل، عن أبيه
وهما ضعيفان".
وقال الحازمي:
"أما حديث سعد، ففي إسناده مقال، ولو كان محفوظاً، لدل على النسخ، غير أن المحفوظ: حديث التطبيق، والله أعلم".
وقال النووي في "المجموع" (3/ 422):
"لا حجة فيه؛ لأنه ضعيف".
* قُلتُ: فنخلص من كلام هؤلاء العلماء إلى أن هذا الحديث وَهَمٌ غير محفوظ، وإنما المحفوظ هو ما رواه مصعب بن سعد، قال: "صليت إلى جنب أبي، فطبَّقتُ بين كفيَّ، ثم وضعتهما بين فخذيَّ، فنهاني أبي وقال: كنا نفعله فنهينا عنه وأمرنا أن نضع أيدينا على الركب".
أخرجه البخاري (2/ 273)، ومسلم (535/ 29)، وأبو عوانة (2/ 182) وأبو داود (767)، والنسائي (2/ 185)، والترمذي (259)، وابن ماجة (873)، والدارمي (2/ 298)، وأحمد (1/ 182)، والطيالسي (207)، وعبد الرزاق (2/ 152)، وابن أبي شيبة (1/ 244) كلاهما في "المصنف"، والحميدي (79)، والهيثم بن كليب (ق14/ 1) كلاهما في "المسند" والدورقي في "مسند سهد" (ق9/ 2)، والبزار (97 ـ مسند سهد)،
وابن خزيمة (1/ 302)، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 230)، والبيهقي (2/ 83، 84)، والحازمي في "الاعتبار" (ص 234) من طريقين، عن مصعب بن سعد، عن أبيه وقد اعترف ابن القيم بكل هذا الذي تقدم، ثم هو بعدُ يذكرُ دعوى النسخ!! وقد تبين ذلك أنها كسرابٍ بقيعة!
الوجه الخامس:
قولك: "أنه المتواتر لنهي النبي r عن بروك البعير ... "
فالجواب: أن ابن القيم وصف بروك البعير بقوله: إن البعير إذا برك فإنه يضع يديه أولاً ... إلخ" ونتساءل: كيف يقال: يضع يديه، ويداه موضوعتان على الأرض دائماً، إذ هو يمشي على أربع، فلو كانت يداه مرفوعتين عن الأرض مثل الإنسان، لساغ مثل هذا القول، وهذا بديهيٌ جداً، اضُطرِرت إلى تسطيره اضطراراً رفعاً للمغالطة، وحينئذٍ،
فالصواب أن يقال: إن أول ما يصل إلى الأرض من البعير إذا أراد أن يبرك .. ركبتاه، ولا نقول كما قال ابن القيم: إن أول ما يمس الأرض من البعير يداه! فإنه لا مدخل لليد ولا للرجل هنا؛ ولأن هذا القول مُلزمٌ مُفحِمٌ، حاد عنه ابن القيم رحمه الله فقال متخلصاً منه: "وقولهم: ركبة البعير في يده كلامٌ لا يعقل، ولا يعرفه أهل اللغة".
فأنت ـ أيها الإمام ـ سلَّمت أن البعير يبرك على ركبتيه، ولكنها ليست في يده، وأنكرت أن يعرف أهل اللغة ذلك، ولثقتك الكاملة في الإنكار، تبعك كل من تكلم في هذه المسألة.
والواقع أنك ـ رضي الله عنك ـ سهَّلت علينا الجواب بهذا الإنكار، إذ صار الحكم بيننا وبينك هم أهل اللغة، فهذا يعني: أن الرجوع إلى كلامهم رافعٌ للاختلاف من أُسِّه.
فسننقل كلامهم، ثم نتبعه بما حضرنا من الأحاديث الصحيحة التي تبين أن ركبة البعير في يده، وأن البروك لا يكون إلا على الركبة، وإنه لا يستساغ لا في اللغة، ولا في العرف أن يقال: فلان برك على يده!!
قال ابن سِيْدَةَ في "المحكم والمحيط الأعظم" (7/ 16):
"وكل ذي أربع: ركبتاه في يديه، وعرقوباه في رجليه".
وقال الأزهري في "تهذيب اللغة" (10/ 216):
"وركبة البعير في يده، وركبتا البعير: المفصلان اللذان يليان البطن إذا برك، أما المفصلان الناتئان من خلفٍ فهما العرقوبان".
وقال ابن منظور في "لسان العرب" (14/ 236):
"وركبة البعير في يده".
وقال ابن حزم في "المُحلَّى" (4/ 129):
"وركبة البعير هي في ذراعيه".
وكلام أئمة اللغة من أصحاب "المعاجم" كثير، وفيما ذكرناه كفاية، لمن وفقه الله ونبذ التعصب لرأيه ظهرياً، فمناط الأمر هو الركبة، وليس لليد ـ يعني يد البعير ـ دخلٌ في البحث أصلاً، والله أعلم.
أما الدليل من السنة على أن ركبة البعير في يده، فهو:
¥(72/469)
ما أخرجه البخاري في "مناقب الأنصار" (7/ 239)، وأحمد (4/ 176)، وابن صاعد في مجلسين من الأمالي" (ق 238/ 1)، والحاكم (3/ 6)، والبيهقي في "الدلائل" (2/ 485 - 486) في قصة سراقة بن مالك لما تبع النبي r وأبا بكر في هجرتهم إلى المدينة، وفي هذا الحديث قال سراقة: "وساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين ... "، يعني: لما دعا عليه رسول الله r .
أما الأدلة على أن البروك لا يكون إلا على الركبة فكثيرة، منها:
ما أخرجه مسلم في "كتاب الإيمان" (125/ 199) وغيره من حديث
أبي هريرة t قال: لما نَزَلَت على رسول الله r : } للهِ ما في السمواتِ وما في الأرضِ وإن تُبدُوا ما في أنفُسِكُم أو تُخفوه يُحاسبكُم بهِ الله ... {
[البقرة: 284].
قال: فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله r ، فأتوا رسول الله r ثم بركوا على الركب فقالوا ... الحديث".
ومنها:
ما أخرجه البخاري (1/ 187 - 188) وفي أكثر من موضع، وفي "الأدب المفرد" (1184)، ومسلم (2359/ 136)، وأحمد (3/ 162)، وعبد الرزاق (20796)، وأبو يعلي (ج6 / رقم 3601)، والخلعي في "الخلعيات" (ج11 / ق 95/ 1 - 2)، وابن حبان (106)، والبغوي في "شرح السنة" (13/ 298 - 299) من حديث أنس t قال: خرج رسول الله r حين زاغت الشمس، فصلى الظهر، فلما سلم قام على المنبر، فذكر الساعة، وذكر أن بين يدي الساعة أموراً عظاماً ... وذكر الحديث، وفيه: ثم أكثر رسول الله r أن يقول: "سَلُونِي" فبرك عمر t على ركبتيه وقال: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ r رسولاً ... الحديث".
وبوب عليه البخاري بقوله: "باب من برك على ركبتيه".
ومنها:
ما أخرجه أبو داود (4809)، وأحمد (4/ 180)، وابن أبي شيبة (12/ 505 - 506)، والطبراني في "الكبير" (ج 6 / رقم 5616 - 5618)، والحاكم (4/ 183) مختصراً من طرق عن هشام بن سعد، حدثني قيس
بن بشر التغلبي قال: أخبرني أبي أنه كان جليساً لأبي الدرداء بدمشق، وكان رجل من أصحاب النبي r يقال له: ابن الحنظلية، وكان رجلاً متوحداً، قلما يجالس الناس .. وفيه: أنه حدَّث أبا الدرداء بحديث سُرَّ له أبو الدرداء، وجعل يقول أنت سمعت هذا من رسول الله r ؟ وجعل يقول: نعم، حتى إني لأقول وهو يرفع إليه رأسه: ليبركن على ركبتيه ... الحديث.
وصححه الحاكم، وفيه نظرٌ لجهالة بشر التغلبي، وابنه قيسٌ أحسن
حالاً منه.
ومنها:
ما أخرجه أحمد (2/ 522)، والبزار (ج2/ق 238/ 1 - 2) من طريق عبد الله بن حسان قال: حدثتني القَلوصُ بنت عُليبة، وكانت تحت شهاب بن مدلج الكعبي بالبصرة، فساقت حديثاً، وفيه: فبرك (وفي رواية المسند: فجثا شهاب) على ركبتيه.
وسنده ضعيف.
وختاماً: أذكر ما قاله الطحاوي في "المشكل" حول هذا البحث، فقال رحمه الله (1/ 66) بعد ذكر حديث أبي هريرة المتقدم: "فقال قائلٌ: هذا كلام مستحيل؛ لأنه نهاه إذا سجد أن يبرك كما يبرك البعير، والبعير إنما ينزل على يديه، ثم أتبع ذلك بأن قال: "ولكن ليضع يديه قبل ركبتيه"، فكان في هذا الحديث مما نهاه عنه في أوله، قد أمره به في آخره. فتأملنا ما قال من ذلك، فوجدناه مجالاً، ووجدنا ما رُويِّ عن رسول الله r في هذا الحديث مستقيماً لا إحالة فيه، وذلك أن البعير ركبتاه في يديه، وكذلك كل ذي أربع من الحيوان، وبنو آدم بخلاف ذلك؛ لأن ركبهم في أرجلهم لا في أيديهم، فنهى رسول الله r في هذا الحديث المصلي أن يخر على ركبتيه اللتين في رجليه، كما يخر البعير على ركبتيه اللتين في يديه، ولكن يخر لسجوده على خلاف ذلك، فيخر على يديه اللتين ليس فيهما ركبتاه بخلاف ما يخر البعير على يديه اللتين فيهما ركبتاه، فبان بحمد الله ونعمته أن الذي في هذا الحديث عن رسول الله r ، كلامٌ صحيح لا تضاد فيه، ولا استحالة فيه، والله نسأله التوفيق". انتهى
¥(72/470)
* قلتُ: فقد تبين بحمد الله تعالى بما لا يدع مجالاً للتوقف أو الشك أن ركبة البعير في يده، وأن البروك على الركبة، ونحن ومخالفونا في هذه المسألة متفقون على أن النبي r نهى عن بروك البعير، ثم اختلفنا كيف يبرك البعير، فلو تقاومت الأحاديث الواردة في هذا الباب وتساقطت لضعفها، ولم يبق بأيدينا نحن ولا مخالفينا أدلة مرفوعة لكان هذا الوجه كافياً في إثبات قولنا، وتوهين قول مخالفينا، ولله الحمد والمنة.
الوجه السادس:
قولك: "إنه الموافق للمنقول عن الصحابة كعمر بن الخطاب، وابنه،
وابن مسعود ... "
فالجواب: أنه لم يصح عن ابن عمر أصلاً كما يأتي أنه كان يضع ركبتيه قبل يديه، والصواب عكس ذلك كما يأتي:
أما أثر عمر بن الخطاب t :
فأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 263)، وعبد الرزاق (2/ 176) من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم، أن عمر بن الخطاب كان يضع ركبتيه قبل يديه.
وإسناده منقطع بين إبراهيم النخعي، وعمر t وقد رواه عن الأعمش هكذا: "وكيع، ومعمر، والثوري".
وخالفهم يعلي بن عُبيد، فرواه الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عمر أنه كان يقع على ركبتيه.
أخرجه ابن أبي شيبة، وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 165).
وتابعه حفص بن غياث، قال: ثنا الأعمش، ثنا إبراهيم، عن علقمة والأسود، قالا: حفظنا عن عمر في صلاته أنه خر بعد ركوعه على ركبتيه كما يخر البعير، ووضع ركبتيه قبل يديه".
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 256) من طريق عمر بن حفص بن غياث، ثنا أبي بهذا الإسناد.
وإسناده صحيح.
ثم هذا الأثر مع صحته، فهو حجة لنا، وذلك أنه صريح الدلالة في أن عمر t كان يخر كما يخر البعير، فيضع ركبتيه قبل يديه، ونحن مأمورون بمخالفة البعير، فنضع اليدين قبل الركبتين، وهذا واضح جداً لا إشكال فيه والحمد لله.
فإن قُلتَ: كيف يبرك عمر t كما يبرك البعير وقد نهى النبي r عن ذلك؟
* قلتُ: لم يصله النهي، إذ لو علمه ما خالفه أبداً t.
أما أثر ابن مسعود t :
فأخرجه الطحاوي (1/ 256) من طريق حماد بن سلمة، عن الحجاج بن أرطأة، قال: قال إبراهيم النخعي: حفظ ابن مسعود t أنه كانت ركبتاه تقعان على ا {ض قبل يديه.
وهذا إسنادٌ ضعيف ومنقطع، وابن أرطأة ضعيف، ومدلس أيضاً، وقد استخدم ما يدل على التدليس.
أما أثر ابن عمر فيأتي الكلام عنه، وأنه لا يصح.
فأين الآثار عن الصحابة التي تدل على أن الخرور للسجود يكون على الركبتين قبل اليدين؟ لم يصح إلا أثر عمر t وهو حجة لنا ولم يبق بأيدي مخالفينا من آثار الصحابة شيء!!
أما أثر ابن عمر رضي الله عنهما، والذي يشهد لحديث أبي هريرة t ،
فإنه صحيح.
أخرجه البخاري (6/ 78 - 79 عمدة القاري) معلقاً، ووصله أبو داود ـ كما في "أطرف المزي" (6/ 156) ـ وابن خزيمة في "شرح المعاني" (1/ 254)، وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 165)، والدارقطني (1/ 344)، والحاكم (1/ 226)، وأبو الشيخ في "الناسخ والمنسوخ" ـ كما في "التعليق" (2/ 327)، والبيهقي (2/ 100)، والحازمي في "الاعتبار"
(ص 160) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عبيد الله
بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه، وقال: كان النبي r يفعل ذلك.
ولا يصح رفع هذا كما تقدم تحقيقه في الوجه الأول، والصواب أنه موقوف على ابن عمر كما جزم بذلك البخاري في "تعليقه".
وحسَّن إسناده صاحبُ "عون المعبود" (3/ 71).
وقد خولف عبد الله بن عمر في متنه.
خالفه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فرواه عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يضع ركبتيه إذا سجد قبل يديه، ويرفع يديه إذا رفع ركبتيه أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 263) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، عن ابن أبي ليلى بهذا.
وهذه رواية مُنكَرة، وابن أبي ليلى كان رديء الحفظ، وقد خالف من هو أوثق منه، والله أعلم.
وأخرج ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (3799) قال: حدثنا عليُّ
بن الجهد، قال: أخبرني عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر
¥(72/471)
بن الخطاب، عن أبي بكر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن جده ابن عمر أنه كان إذا توجه إلى القبلة يُسوي الحصى برجله قبل أن يُكبر، ثم يُكبر بعد، فإذا أراد أن يسجد أخرج يده من الثوب وأفضى بهما إلى الأرض، ثم يضع وجهه بينهما. وإسناده صحيح ورواته ثقات عن آخرهم، من رجال "التهذيب".
الوجه السابع:
قولك: "إن لحديث وائل شواهد، وليس لحديث أبي هريرة شاهد ... "
فالجواب: أن لحديث وائل شواهد، نعم لكنها ساقطة لا يُفرحُ بها، ولا يُقوي بعضها بعضاً، فلننظر فيها:
أولاً: حديث أنس t :
أخرجه الحاكم (1/ 226)، والدارقطني (1/ 345)، والبيهقي (2/ 99)، وابن حزم في "المحلى" (4/ 129)، والحازمي في "الاعتبار" (ص 159)، والضياء في "المختارة" (2310) من طريق العلاء بن إسماعيل العطار، قال: ثنا حفص بن غياث، عن عاصم الأحول، عن أنس t قال: "رأيت النبي r انحط بالتكبير فسبقت ركبتاه يديه".
قال الدارقطني، والبيهقي، وغيرهما: "تفرد به العلاء بن إسماعيل،
عن حفص بهذا الإسناد".
وقال الحافظ في "التلخيص" (1/ 254): قال البيهقي في "المعرفة":
"تفرد به العلاء وهو مجهول". وأقره ابن القيم رحمه الله.
أما الحاكم فقال: "صحيح على شرط الشيخين"!! كذا قال! وقد تقدم
ما يرده. ولذلك قال أبو حاتم الرازي: "حديثٌ مُنكر".
نقله عنه ولده في "العلل" (1/ 188).
ومما يدل على نكارته ما أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 256) من طريق عمر بن حفص بن غياث، قال: ثنا أبي، ثنا الأعمش،
حدثني إبراهيم، عن أصحاب عبد الله: علقمة والأسود، قاللا: حفظنا
عن عمر في صلاته أنه خر بعد ركوعه على ركبتيه، كما يخر البعير … وقد تقدم ذكره.
قال الحافظ في "اللسان" (4/ 183): "وخالفه ـ يعني العلاء ـ عمر بن حفص بن غياث، وهو من أثبت الناس في أبيه، فرواه عن أبيه عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة وغيره، عن عمر مرفوعاً عليه، وهذا هو المحفوظ". انتهى
سلمنا ثبوته، فليس فيه حجة لأمرين ذكرهما ابن حزم:
* الأول: أنه ليس في حديث أنس أنه كان يضع ركبتيه قبل يديه وإنما فيه: الركبتان واليدان فقط، وقد يمكن أن يكون السبق في حركتهما،
لا في وضعهما.
* الثاني: أنه لو كان فيه وضع الركبتين قبل اليدين، لكان ذلك موافقاً لمعهود الأصل في إباحة ذلك، ولكان خبر أبي هريرة وارداً بشرعٍ زائدٍ، رافع للإباحة السالفة بلا شك، ناهيه عنها بيقين، ولا يحل ترك اليقين، لظن كاذب.
ثانياً: حديث سعد بن أبي وقاص t :
وقد تقدم الكلام عنه في الوجه الرابع والحمد لله، وهو ضعيف جداً.
* قلتُ: فهذه هي شواهد وائل بن حجر t ، والتي تَكثَّر بها ابن القيم رحمه الله، فأحال على غير ملئٍ، وحديثُ شريك مع ما تقدم من القول بضعفه، إلا أنه أحسنها، فهذه الشواهد ساقطة عن حد الاعتبار بها، ولا ينازع في هذا أحد من أهل العلم بالحديث، والحمد لله تعالى.
وحديث أبي هريرة له شاهد ثابت من فعل ابن عمر رضي الله عنهما، سلمنا أن ليس له شاهد، فهو يتأيد بما ذكرته في الوجه الخامس، وهذا الوجه لوحده، كافٍ في المسألة والحمد لله.
الوجه الثامن:
قولك: "وأكثر الناس عليه ... "
فالجواب: أنك ـ رضي الله عنك ـ أوردت هذه الحجة تبعاً، لا استقلالاً؛ لأنك من أكثر الناس تعظيماً للدليل، وأنت صاحب القول الرائق: "لا يضر الحديث الصحيح همل أكثر الأمة بخلافه".
وكتابك "إعلام الموقعين" فردٌ في بابه في هذا المعنى، وكذلك سائر كتبك رضي الله عنك.
وأذكر بهذه المناسبة فصلاً نافعاً، ذكره الشيخ جمال القاسمي رحمه الله في "قواعد التحديث" (في الثمرة الثالثة من ثمرات الحديث الصحيح)،
فقال رحمه الله (ص 91 - 92) في "حصول المأمول من علم الأصول"
ما نصه: "اعلم أنه لا يضر الخبر الصحيح عمل أكثر الأمة بخلافه؛
¥(72/472)
لأن قول الأكثر ليس بحجة، وكذا عمل أهل المدينة بخلافه، خلافاً لمالك وأتباعه؛ لأنهم بعض الأمة، ولجواز أنهم لم يبلغهم الخبر، ولا يضره عمل الراوي له بخلافه، خلافاً لجمهور الحنفية وبعض المالكية، لأنَّا متعبدون بما يبلغ إلينا من الخبر، ولم نتعبد بما فهمه الراوي، ولم يأتِ مَن قدَّم عمل الراوي على روايته بحجة تصلح للاستدلال بها، ولا يضره كونه مما تعمُّ به البلوى، خلافاً للحنفية وأبي عبد الله البصري لعمل الصحابة بأخبار الآحاد في ذلك.
ولا يضره كونه في الحدود والكفارات خلافاً للكرخي من الحنفية، ولا وجه لهذا الخلاف، فهو خيرٌ عدلٌ في حكمٍ شرعيٍ، ولم يثبت في الحدود والكفارات دليل يخصها من عموم الأحكام الشرعية ولا يضره أيضاً كونه زيادة على النص القرآني، أو السنة القطعية خلافاً للحنفية، فقالوا إذا ورد بالزيادة كان نسخاً لا يقبل. والحق القبول؛ لأنها زيادة منافية للمزيد، فكانت مقبولة. ودعوى أنها ناسخة ممنوعة. وهكذا إذا ورد الخبر مُخصِصاً للعام من كتاب أو سنة، فإنه مقبول ويُبنى العام على الخاص، خلافاً لبعض الحنفية، وهكذا إذا ورد مقيداً لمطلق الكتاب أو السنة المتواترة، ولا يضره أيضاً كون راويه انفرد بزيادة فيه على ما رواه غيره، إذا كان عدلاً فقد يحفظ الفرد ما لا يحفظه الجماعة وبه قال الجمهور، وهذا في صورة عدم المنافاة وإلا فروايةُ الجماعة أرجحُ، ومثلُ انفراد العدلِ بالزيادةِ انفرادُهُ برفعِ الحديثِ إلى رسول الله r الذي وقفهُ الجماعةُ، وكذا انفرادُهُ بإسناد الحديث الذي أرسلوه، وكذا انفراده بوصلٍ الحديث الذي قطعوه، فإن ذلك مقبولٌ منه؛ لأنه زيادةٌ على ما ردوه، وتصحيح لما أعلوه،
ولا يضره أيضاً كونه خارجاً مخرج ضرب الأمثال".
ثم قال رحمه الله في "الثمرةِ الخامسة" (ص 94 - 96) لزومُ قبولِ الصحيح وإن لم يعمل به أحدٌ ـ قال الإمام الشافعيُّ t في رسالته الشهيرة: "ليس لأحدٍ دون رسول الله r أن يقول بالاستدلال، ولا يقول بما استحسن،
فإن القول بما استحسن شيءٌ يُحدِثُهُ لا على مثال سبق". وقال أيضاً:
"إن عمر بن الخطاب t قضى في الإبهام بخمس عشرة، فلما وجد كتاب آل عمرو بن حزم وفيه أن رسول الله r قال: "في كل إصبع مما هنالك عشرٌ من الإبل" صاروا إليه قال: ولم يقبلوا كتاب آل عمرو بن حزم
ـ والله أعلم ـ حتى ثبت لهم أنه كتاب رسول الله r . وفي هذا الحديث دلالتان: إحداها: قبول الخبر.
والأخرى: أن يُقبَلَ الخبر في الوقت الذي يثبت فيه، وإن لم يمض عملٌ من أحد من الأئمة بمثل الخبر الذي قبلوا. ودلالةً على أنه لو مضى أيضاً عملٌ من أحد من الأئمة ثم وُجِدَ عن النبي r خبرٌ يخالف عَمَلَهُ لتَرَكَ عمله لخبر رسول الله r. ودلالة على أن حديث رسول الله r يثبت بنفسه لا بعمل غيره بعده".
قال الشافعي: "ولم يقل المسلمون قد عمل فينا عمر بخلاف هذا من المهاجرين والأنصار ولم تذكروا أنتم أن عندكم خلافه، ولا غيركم، بل صاروا إلى ما وجب عليهم من قبول الخبر عن رسول الله r ، وترك كل عملٍ خالفه، ولو بلغ عمر هذا صار إليه إن شاء الله، كما صار إلى غيره مما بلغه عن رسول الله r ، بتقواه لله وتأديته الواجب عليه في اتباع أمر رسول الله r ، وعلمه بأن ليس لأحدٍ مع رسول الله r أمرٌ، وإن طاعة الله في اتباع أمر رسول الله r ".
وقال عَلمُ الدين الفُلاني في كتابه "إيقاظ الهمم": قال شيخ مشايخنا محمد حياة السندي: قال ابن الشحنة في "نهاية النهاية" وإن كان ـ أي ترك الحديث ـ لضعفه في طريقه، فينظر إن كان له طريقٌ غير الطريق الذي ضعفه به، فينبغي أن تُعتَبر فإن صح عُمِلَ الحديث، ويكون ذلك مذهبه ولا يخرج مُقلِّده عن كونه حنفياً بالعمل به، فقد صح أنه قال: "إذا صح الحديث فهو مذهبي"، كذا قال بعض من صنف في هذا المقصود وقال في البحر: "وإن لم يَستفتِ ولكن بلغه الخبر، وهو قوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام: "أفطر الحاجم والمحجوم" وقوله r : " الغيبة تفطر الصائم" ([1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=413003&posted=1#_ftn1)). ولم يعرف النسخ ولا تأويله، فلا كفارة عليه عندهما لأن ظاهر الحديث واجب العمل، خلافاً لأبي يوسف لأنه قال: "ليس للعامي العمل بالحديث لعدم عمله بالناسخ والمنسوخ".
¥(72/473)
ونقل ابن أبي العز في حاشية الهداية ذلك أيضاً عن أبي يوسف، وعلل بأن على العامي الاقتداء بالفقهاء، لهدم الاهتداء في حقه إلى معرفة الأحاديث قال: "في تعليله نظر، فإن المسألة إذا كانت مسألة النزاع بين العلماء وقد بلغ العامي الحديث الذي احتج به أحد الفريقين، كيف يقال في هذا الحديث إنه غيرُ معذورٍ؟ فإذا قيل: "هو منسوخ"، فقد تقدم أن المنسوخ ما يعارضه، ومن سمع الحديث فعمل به وهو منسوخ، فهو معذور إلى أن يبلغه الناسخ، ولا يقال لمن سمع الحديث الصحيح: لا تعمل به حتى تعرضه على رأي فلان أو فلان، وإنما يقال له: انظر هل هو منسوخ
أم لا؟ أما إذا كان الحديث قد اختُلِفَ في نسخه كما في هذه المسألة، فالعامل به في غاية العذر، فإن تطرق الاحتمال إلى خطأ المفتي أولى من تطرق الاحتمال إلى نسخ ما سمعه من الحديث" إلى أن قال: "فإذا كان العامي يُسوغُ له الأخذ بقول المفتي، بل يجب عليه مع احتمال خطأ المفتي، كيف لا يسوغ الأخذ بالحديث؟ فلو كانت سنة رسول الله r
لا يجوز العمل بها بعد صحتها حتى يعمل بها فلان، لكان قولهم شرطاً في العمل بها، وهذا من أبطل الباطل، ولذا أقام الله الحجة برسول الله r ، دون آحاد الأمة، ولا يُفرضُ احتمال خطأ لمن عمل بالحديث وأفتى به بعد فهمه إلا وأضعافُ أضعافهِ حاصلٌ لمن أفتى بتقليد من لا يَعلمُ خطأه من صوابه، ويجوز عليه التناقض والاختلاف، ويقول القول ويرجع عنه، ويحكى عنه عدة أقوال، وهذا كله فيمن له نوع أهلية، وأما إذا لم يكن له أهلية ففرضه ما قال الله تعالى:} فاسألوا أهلَ الذِّكرِ إن كنتمْ لا تعلمون {وإذا جاز اعتماد المستفتىَ على ما يكتب له من كلامه أو كلام شيخه
وإن علا، فلأن يجوز اعتماد الرجل على ما كتبه الثقات من كلام
رسول الله r أولى بالجواز، وإذا قُدِّر أنه لم يفهم الحديث فكما إذا لم يفهم فتوى المفتي فيسأل من يعرفه معناه فكذلك الحديث". انتهى بحروفه
* قلتُ: وفي مقابل هذا القول: "إن أكثر الناس عليه" فقد حكى المروزي في "مسائله" بسندٍ صحيحٍ عن الأوزاعي، قال: "أدركت الناس يضعون أيديهم قبل ركبهم".
ذكره شيخنا الألباني رحمه الله في "صفة الصلاة" (ص 83) والأوزاعي إمام أهل الشام. قال فيه مالك: "لا زال أهل الشام بخيرٍ ما بقي فيهم الأوزاعي" وكان سفيان الثوري يُجله ويُعظمه، وأخذ بلجام بغلته يسُلُّه من الزحام وهو يقول: "أوسعوا لبغلة الشيخ"، وعندما يقول مثله: "أدركت الناس" فهو لا يقصد أفناءهم قطعاً، إنما يقصد أهل العلم، فإذا اعتبرت ذلك، وعلمت أن أهل الشام وأهل المدينة كانوا على تقديم اليدين قبل الركبتين في الخرور إلى السجود، وهم من الكثرة بمكانٍ، لم يكن ابن القيم أسعد بهذا القول منا، والحمد لله.
ولذلك قال ابن أبي داود: "وهو قول أصحاب الحديث" ولا ينخرم قوله
بما استدركه عليه ابن القيم؛ لأن مقصوده أغلبهم ممن كانوا يسكنون الشام والحجاز.
الوجه التاسع:
قولك: "إنه ـ يعني حديث وائل ـ حديثٌ فيه قصةٌ محكية ... "
فالجواب:
إن هذا القول ينفع إذا ثبت الحديث، وقد تقدم بيان ضعفه، ثم أين هي القصة؟ إنما هو حكايةُ فعلٍ لا أكثر.
الوجه العاشر:
قولك: "إن الأفعال المحكية فيه كلها ثابتة صحيحة من رواية غيره"
فالجواب: أن هذا الوجه هو أعجب الوجوه كلها، والسبب في ذلك
أن الأفعال الصحيحة المحكية في حديث غيره من الصحابة في صفة صلاة النبي r ، لم تتعرض لهذا الحكم البتة، فمن الغريب جداً أن يستدل
ابن القيم رحمه الله على ثبوت النزول بالركبتين قبل اليدين بأنه ثبت رفع اليدين في تكبيرة الإحرام مثلاً!!
هذا وقد أطلتُ القول في هذا الحديث ورددت على سائر المصنفين في هذا الباب في "نهي الصحبة عن النزول بالركبة" بعد الإضافات الكثيرة إليه، ولعلي أدفعه إلى المطبعة قريباً إن شاء الله.
([1]) هذا حديثٌ مُنكر.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:50 ص]ـ
س: ما القول في حديث " لا تصوموا يوم السبت "، وحديث " لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاث ".
ج: أما حديث " لا اعتكاف ... " فأنا أعتقد أنه مُعلّ بالوقف، وحديث آخر من " لا تصوموا يوم السبت " آخر ما أنتهي إليه بحثي في كتاب الثمر الداني في الذب عن الألباني أنه حديث ضعيف علي وجه الإنصاف، والحديث هذا معل بالاضطراب.
من الشريط السابع الباعث الحثيث
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[11 - 10 - 10, 12:26 م]ـ
س: حديث عائشة رضي الله عنها "أن النبي- صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- سأل ربه أن يحي له أبويه فأحياهما فآمنا به ثم ماتا "، هل هذا حديث صحيح؟
ج: هذا حديث موضوع وكل الأحاديث التي وردت ف هذا المعني تدور ما بين الوضع والنكارة والبطلان والذي حمل لواء تصحيحها هو الحافظ جلال الدين السيوطي وقد صنف ثماني مصنفات في هذا الباب يريد أن يثبت صحة هذه الأسانيد وعلماء الحديث يبطلون هذه الأحاديث ويقولون في الصحيح ما يضادها كحديث أبي هريرة ف صحيح مسلم لما قال:" سَأَلْتُ رَبِّيَ أَنْ أَزُوْرَ قَبْرَ أُمِّيَّ فَأَذِنَ لِيَ وَسَأَلْتُهُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَمَنَعَنِيْهَا "
من الشريط الثامن من الباعث الحثيث.
¥(72/474)
ـ[محمد شكرى]ــــــــ[14 - 10 - 10, 01:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا المجهود
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[14 - 10 - 10, 10:06 ص]ـ
6 - سمعت من أحد خطباء المساجد يوم الجمعة حديثاً اقشعر بدني لما سمعته، وهو حديث: "الربا بضعٌ وسبعون باباً، أدناها الذي ينكح أمه في حجر الكعبة". فلما انتهت الخطبة راجعتُهُ، فذكر لي أن الشيخ الألباني صححه. فهل صحيح أن الشيخ صححه؟ وما قولكم في إسناده ومعناه؟
والجواب: أن شيخنا رحمه الله قواه في "الصحيحة" (1871) لكن قوله: "في حجر الكعبة" لم يصححه الشيخ ولا ذكر له في طرق الحديث الذي وقفت عليها، وهذا الحديث في نقدي باطلٌ، ومعناه منكر جداً،
وإليك البيان:
فقد ورد هذا الكلام في أحاديث جماعة من الصحابة، منهم: أبو هريرة، وابن عباس، وأنس، وعائشة، والأسود بن وهب، وابن مسعود، والبراء بن عازب، وعبد الله بن سلام، وعلي بن أبي طالب وعبد الله حنظلة رضي الله عنهم.
أولاً: حديث أبي هريرة t ، وله عنه طرق:
1) أبو سلمة، عنه:
أخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (647)، والبغوي في "تفسيره" (1/ 344) عن أبي حامد بن المشرقي، قالا: ثنا أحمد بن يوسف السُّلمي ـ زاد ابن الجارود: وأبو داود: سليمان بن معبد ـ قالا: ثنا النضر بن محمد، قال: ثنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، قال: ثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة t مرفوعاً: "الربا سبعون باباً أهونها عند الله كالذي ينكح أمه". والنضر بن محمد وثقه العجلي، وقال: "روى عن عكرمة بن عمار ألف حديث".
وذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 535) وقال: "ربما تفرد". ولم يتفرد به، فتابعه عفيف بن سالم، فرواه عن عكرمة بن عمار بسنده سواء.
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 1913)، والدينوري في "المجالسة" (1590) قالا: ثنا الحسين بن عبد المجيب الجزري. والبيهقي في "الشعب" (4/ 394/5520) من طريق محمد بن غالب تمتام، قالا: ثنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، ثنا عفيف لبن سالم، عن عكرمة عن عمار بهذا الإسناد وعنده: " ... أدناه عند الله عز وجل: الرجل يقع على أمه". وعفيف بن سالم وثقه ابن معين، وأبو حاتم، وزاد: "لا بأس به" وابن حبان (8/ 523) وزاد: "كان من العُبَّاد". وقال تلميذه محمد بن عبد الله بن عمار: "كان أحفظ من المعافى بن عمران".
وقال الدارقطني: "ربما أخطأ".
وقد تبين أنه لم يُخطئ في هذا الحديث لمتابعة النضر بن محمد المتقدمة وتابعه أيضاً: عبد الله بن زياد، قال: أخبرنا عكرمة بن عمار بهذا.
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 1/95) قال: قال محمد، والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 257)، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1224) قال: حدثنا محمد بن العباس المؤدب، والبيهقي في "الشعب" (4/ 394 - 395/ 5521) عن محمد بن مسلم بن وارة قالوا: ثنا سعد بن عبد الحميد، ثنا عبد الله بن زياد اليمامي بهذا.
قال البخاري: "عبد الله بن زياد، مُنكر الحديث".
وآفة هذا الإسناد من عكرمة بن عمار، فقد نص العلماء على أن في روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراباً كثيراً.
قال أحمد: "أحاديث عكرمة، عن يحيى بن أبي كثير ضعافٌ
ليست بصحاح".
فقال له ابنه عبد الله: من عكرمة أو من يحيى؟ قال: "لا، الأمر من عكرمة".
وقال البخاري: "عكرمة مضطرب في حديث يحيى بن أبي كثير، ولم يكن عنده كتاب وقد روى عنه سفيان الثوري". وكذلك نص على اضطراب روايته عن يحيى بن أبي كثير: يحيى القطان، وعليُّ بن المديني، وأبو داود، والنسائي، وابن حبان في آخرين.
وقد عاب بعض النقاد على مسلم أنه أخرج هذه الترجمة.
والجواب عن مسلم من وجهين:
الأول: أن مسلماً رحمه الله يخرج من روايته من تكلم فيه ما لم ينكروه عليه، أو ما وافقه الثقات عليه، مما يدل على أنه حفظَ.
¥(72/475)
الثاني: أنه لم يُخرج من هذه الترجمة إلا بضعة أحاديث، وفي المتابعات ليس منها حديثٌ في الأصول إلا حديثاً واحداً، وهو: ما أخرجه في "صلاة المسافرين" (200/ 770) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن حاتم، وعبد بن حميد، وأبو معن الرقاشي، قالوا: حدثنا عمر بن يونس، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: سألتُ عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: بأي شيء كان نبي الله r يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: كان إذا قام من الليل افتتح صلاته:
"اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".
وأخرجه أبو داود (767)، وابن خزيمة (1153)، وعنه ابن حبان (2600) قالا: ثنا أبو موسى محمد بن المثنى، والنسائي في "المجتبى" (3/ 212/213)، وفي "الكبرى" (1/ 417/1322) قال: أخبرنا العباس بن عبد العظيم، والترمذي (3420) قال: حدثنا يحيى بن موسى وغير واحد، قالوا: ثنا عمر بن يونس، ثنا عكرمة بن عمار بهذا.
وأخرجه أبو داود (768) قال: حدثنا محمد بن رافع، وأحمد (6/ 156)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (374)، عن عباس بن محمد الدوري، قال ثلاثتهم: ثنا قُرادٌ بن نوح قال: أخبرنا عكرمة بن عمار بهذا.
وأخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (ص 48) قال: حدثنا عبد الله بن الرومي، وأبو عوانة (2245)، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (4/ 70 - 71) قال: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، ثنا النضر ابن محمد، ثنا عكرمة بن عمار.
وأخرجه أبو عوانة (2245) قال: حدثنا الصنعاني، وأبو أمية، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (550)، وعنه أبو نعيم في "المستخرج" (1760) قال: حدثنا محمد بن يحيى المروزي، قال ثلاثتهم: ثنا عاصم بن علي، ثنا عكرمة بن عمار.
وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (3/ 84/1272) قال حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، ثنا أبو حذيفة، ثنا عكرمة بن عمار بهذا.
* قُلتُ أي الشيخ أبي إسحاق حفظه الله: فهذا هو الحديث الذي أخرجه مسلم في "الأصول"، وقد ذكرنا في هذا الوجه الأول من الجواب الحامل لمسلم على ذلك أما بقية الأحاديث ففي المتابعات، ومنها:
1 - الحديث الأول:
أخرجه مسلم في "كتاب الإيمان" (135/ 215) قال: حدثني عبد الله بن الرومي، حدثنا النضر بن محمد، حدثنا عكرمة، وهو ابن عمار، حدثنا يحيى، حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال لي رسول الله r : " لا يزالون يسألونك يا أبا هريرة حتى يقولوا: هذا الله، فمن خلق الله؟ ". قال: فبينا أنا في المسجد إذ جاءني ناسٌ من الأعراب فقالوا: يا أبا هريرة هذا الله، فمن خلق الله؟ قال: فأخذ حصىً بكفه فرماهم، ثم قال: قوموا، قوموا، صدق خليلي.
وأخرجه أبو عوانة (1/ 81)، وأبو نعيم (349) كلاهما في "المستخرج"، وابن مندة في "الإيمان" (363)، عن أحمد بن يوسف السلمي، ثنا النضر بن محمد، ثنا عكرمة بن عمار بهذا.
وله وجه آخر عن أبي سلمة: عن أبي داود (4722)، والنسائي في "اليوم والليلة" (661)، وابن أبي عاصم في "السُنُّة" (653)، وأخرجه أحمد (2/ 388)، والدارمي في "الرد على الجهمية" (ص 9) من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة نحوه، وقد رواه مسلم عن محمد بن سيرين، ويزيد بن الأصم كلاهما عن أبي هريرة مرفوعاً.
ورواه بنحوه من حديث عروة بن الزبير، عن أبي هريرة.
2 - الحديث الثاني:
ما أخرجه مسلم في "الطهارة" (240/ 25) قال: حدثني محمد بن خاتم وأبو معن الرقاشي قالا: حدثنا عمر بن يونس، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثني يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أو حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن، حدثني سالم مولى المهري قال: خرجت أنا وعبد الرحمن بن أبي بكر في جنازة سعد بن أبي وقاص، فمررنا على باب حجرة عائشة، فذكر عنها، عن النبي r : " ويلٌ للأعقاب من النار".
3 - الحديث الثالث:
¥(72/476)
ما أخرجه مسلم في "الصيام" (1159/ 182) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الرومي، حدثنا النضر بن محمد، حدثنا عكرمة (وهو ابن عمار) حدثنا يحيى قال: انطلقت أنا وعبد الله بن يزيد، حتى نأتي أبا سلمة، فأرسلنا إليه رسولاً، فخرج علينا وإذا عند باب داره مسجدٌ، قال: فكنا في المسجد حتى خرج إلينا، فقال: إن تشاءوا أن تدخلوا، وإن تشاءوا أن تقعدوا هاهنا. قال: فقلنا: لا بل نقعد هاهنا. فحدثنا، قال: حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: كنتُ أصومُ الدهر وأقرأ القرآن كل ليلة. قال: فإما ذُُكرْتُ للنبي r وإما أرسلَ إليَّ فأتيته. فقال لي: "ألم أُخبرَ أنك تصوم الدهر وتقرأ القرآن كل ليلة؟ " فقلت: بلى يا نبي الله! ولم أُرد بذلك إلا الخير. قال: فإنَّ بحسبك أن تصوم من كل شهرٍ ثلاثة أيام" قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك. قال: "فإن لزوجك عليك حقاً، ولزورك عليك حقاً ولجسدك عليك حقاً". قال: "فصم صوم داود نبي الله عليه السلام فإنه كان أعبد الناس".
قال: قلت: يا نبي الله وما صوم داود؟ قال: "كان يصوم يوماً ويفطر يوماً" قال: "واقرأ القرآن في كل شهر" قال: قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك. قال: "فاقرأه في كل عشرين". قال: قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك. قال: "فاقرأه في كل عشر" قال: قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك. قال: "فاقرأه في كل سبع، ولا تزد على ذلك، فإن لزوجك عليك حقاً ولزورك عليك حقاً، ولجسدك عليك حقاً".
* قلتُ: لم يتفرد عكرمة بن عمار بهذا الإسناد، فقد تابعه علي بن المبارك، والأوزاعي، وهشام الدستوائي، وحسين المعلم، وأبو إسماعيل القناد، وعمر بن عبد الواحد. وقد ذكرت تخريج رواياتهم في "تسلية الكظيم" (رقم 58).
4 - الحديث الرابع:
ما أخرجه مسلم في "صلاة المسافرين" (832/ 294) قال: حدثني أحمد بن جعفر المعقري، حدثنا شداد بن عبد الله، أبو عمار، ويحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة (قال عكرمة: ولقِيَ شداد أبا أمامة ووائلة، وصحب أنساً إلى الشام، وأثنى عليه فضلاً وخيراً).
عن أبي أمامة قال: قال عمرو بن عبسة السلمي كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة، وأنهم ليسوا على شيء، وهم يعبدون الأوثان فسمعت برجل بمكة يخبر أخباراً، فقعدت على راحلتي، فقدمت عليه، فإذا رسول الله r مستخفياً، جرءاء عليه قومه، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة، فقلت له: ما أنت؟ قال: "أنا نبي" فقلت: وما نبيٌ؟ قال: "أرسلني الله" فقلت: وبأي شيء أرسلك؟ قال: "أرسلني بصلة الأرحام وكسر الأوثان وأن يوَحَّد الله لا يُشرَك به شيءٌ" قلت له: فمن معك على هذا؟ قال: "حُرٌ وعبدٌ" (قال: ومعه يومئذٍ أبو بكر وبلالٌ ممن آمن به) فقلت: إني متبعك. قال: إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا، ألا ترى حالي وحال الناس؟ ولكن ارجع إلى أهلك. فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني" قال: فذهبت إلى أهلي، وقدم رسول الله r المدينة، وكنتُ في أهلي، فجعلت أتخبر الأخبار وأسأل الناس حين قدم المدينة، حتى قدم على نفر من أهل يثرب من أهل المدينة، فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا: الناس إليه سراع، وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك، فقدمت المدينة، فدخلت عليه، فقلت: يا رسول الله، أتعرفني؟ قال: "نعم، أنت الذي لقيتني بمكة؟ " قال: فقلت: بلى. ثم قلت: يا نبي الله، أخبرني عما علمك الله وأجهله، أخبرني عن الصلاة. قال: "صل صلاة الصبح، ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان وحينئذٍ يسجد لها الكفار، ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر، ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان، وحينئذٍ يسجد لها الكفار". قال: فقلت: يا نبي الله فالوضوء، حدثني عنه. قال: "ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطابا وجهه وفيه وخياشيمه، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلا المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجله من أنامله مع الماء
¥(72/477)
، فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه" فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله r ، فقال له أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة، أنظر ما تقول، في مقام واحد يُعطىَ هذا الرجل؟ فقال: عمرو: يا أبا أمامة لقد كبرت سني ورق عظمي واقترب أجلي وما بي حاجة أن أكذب على الله ولا على رسول الله، لو لم أسمعه من رسول الله r إلا مرة أو مرتين أو ثلاثاً (حتى عد سبع مرات) ما حدثت به أبداً، ولكني سمعته أكثر من ذلك.
* قلتُ: فهذا كل ما لعكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، في "صحيح مسلم" وهو عددٌ قليلٌ جداً كما رأيت، وهو إما متابعة أو مقروناً مع آخر.
فحاصل البحث .. أن إسناد أبي هريرة هذا مُعلٌ برواية عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، ومن علامة اضطراب عكرمة في إسناده أن أحمد بن إسحاق الحضرمي، رواه عن عكرمة بن عمار، عن يحيى ابن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن سلام قال: "الرِّبا سبعون باباً، أصغرُها كالذي ينكح أمَّهُ".
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/ 258) قال: "حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي به. وأحمد هذا وثقه النسائي، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وابن سعد، ويعقوب بن شيبة، وابن حبان، وقال النسائي مرَّةً: "لا بأس به". وقد خولف عكرمة في إسناده، ويأتي ذكره في حديث: "البراء بن عازب إن شاء الله تعالى".
وقد صحح المنذري في "الترغيب" (3/ 50) أنه من قول عبد الله ابن سلام t.
2 ) سعيد المقبري، عنه:
أخرجه ابن ماجة في "النجارات" (2274) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، ثنا عبد الله بن إدريس، عن أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعاً: "الربا سبعون حوباً أيسرها أن ينكِحَ الرجلُ أمَّهُ".
قال البوصيري في "الزوائد" (2/ 197): "هذا إسناد ضعيف وأبو معشر هو نجيح بن عبد الرحمن، متفق على ضعفه".
* قلت: فإذا اتفق العلماء على تضعيفه، فحقُّ الإسناد أن يكون ضعيفاً جداً، ولكن أبا معشر لم يتفرد به، فتابعه عبد الله بن سعيد المقبري ـ وهو متروك ـ فرواه عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً: "الربا سبعون حوباً، أيسره كنكاح الرجل أمه، وأربى الربا عِرضُ الرجل المسلم".
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (6/ 561)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (173)، وفي "ذم الغيبة" (34) قال: حدثنا سويد ابن سعيد، قال: ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن عبد الله بن سعيد بهذا.
وأخرجه البزار في "مسنده" (ج2/ق178/ 2) قال: حدثنا الحارث بن الخضر العطار، نا سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أخيه عبد الله بن سعيد بهذا الإسناد.
قال البزار: "وهذا الحديثُ لا نعلمُ أحداً تابعه على روايته، عن المقبري، ولا تجده، عند أبي هريرة من غير هذا الوجه".
كذا قال: وقد تعقبته في "تنبيه الهاجد" رقم (1984):
3) أبو المغيرة، عنه:
يرويه فضيل بن عياض، عن ليث، عن أبي المغيرة، عن أبي هريرة قوله: "الربا سبعون باباً، أدناها مثل أن ينكح الرجل أمه". ذكره ابن أبي حاتم قي "العلل" (1132) ونقل عن أبيه، قوله: "هذا خطأ، إنما هو ليث، عن أبي المغيرة، واسمه: زيادٌ، عن أبي هريرة".
* قلتُ: وأبو المغيرة هذا ترجمه البخاري في "الكبير" (2/ 1/367) وسماه: "زياد بن أبي المغيرة"، وترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح" (1/ 2/543) وسماه: "زياد بن المغيرة أبو المغيرة" روى عن أبي هريرة، روى عنه ليث بن أبي سليم.
قال الشيخ العلامة المعلمي اليماني في تعليقه على "الجرح والتعديل": "والظاهر أن ليثاً كان يضطرب في هذا الاسم، تارة يقول زياد بن المغيرة، وتارة زياد بن الحارث". انتهى
* قُلتُ: وليث بن أبي سليم ضعيف الحديث، وأبو المغيرة مجهولٌ على ما يظهر من ترجمته، والله أعلم.
وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (ص 225) عن حديث أبي هريرة: "هذا باطلٌ".
ثانياً: حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
وله عنه طرق:
1) عمرو بن دينار، عنه:
¥(72/478)
أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج11/رقم 11216)، ومن طريقه الشجري في "الأمالي" (2/ 229) قال: حدثنا ابن حنبل ـ يعني عبد الله ـ ثنا محمد بن أبان الواسطي، ثنا أبو شهاب، عن أبي محمد الجزري، وهو حمزة النصيبي، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس قال: قال رسول الله r :
" من أعان بباطلٍ ليدحض بباطله حقاً، فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله، ومن مشى إلى سلطان الله ليُذِلَّهُ أذله الله مع ما يدِّخرُ له من الخزي يوم القيامة، سلطان الله كتاب الله وسنة نبيه، ومن تولى من أمراء المسلمين شيئاً فاستعمل عليهم رجلاً وهو يعلم أن فيهم من هو أولى بذلك،
وأعلم منه بكتاب الله وسنة رسوله، فقد خان الله ورسوله وجميع المؤمنين، ومن ترك حوائج الناس، لم ينظر الله في حاجته حتى يقضي حوائجهم ويؤدي إليهم بحقهم، ومن أكل درهمَ ربا فهو كثلاثٌ وثلاثين زنية، ومن نبت لحمُهُ من سُحتٍ فالنار أولى به".
قال الهيثمي في "المجمع" (5/ 212): "فيه أبو محمد الجزري حمزة النصيبي، ولم أعرفه، وبقية رجاله الصحيح". أهـ
كذا قال! وقال حمزة هذا هو ابن أبي حمزة، من رجال "التهذيب" (7/ 323 - 324) لكنه لا يساوي فلساً كما قال ابن معين. وقال أحمد: "مطروح الحديث"، وقال البخاري وأبو حاتم: "مُنكر الحديث".
زاد أبو حاتم: "ضعيف الحديث"، وتركه النسائي، والدار قطني. وقال ابن عدي مع توسطه: "عامة ما يرويه مناكيرٌ موضوعةٌ، والبلاء منه ليس ممن يَروي عنه، ولا ممن يروي هو عنهم". وقال نحوه ابن حبان.
2) عكرمة، عنه:
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2944)، وفي "الصغير" (1/ 82)، وفي "مسند الشاميين" (63) قال: حدثنا إبراهيم بن متُّوية، وابن حبان في "المجروحين" (1/ 328) قال: حدثنا أحمد بن عمير ابن جوصاء،
وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 248)، والأصبهاني في "الترغيب" (2086)، عن إبراهيم بن محمد بن الحسن ـ هو ابن متوية ـ قالا: ثنا سعيد
بن رحمة، ثنا محمد بن حِميَر، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً: "من أعان ظالماً ليدحض بباطله حقاً، فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله، ومن أكل درهماً من ربا فهو مثل ثلاثة وثلاثين زنية، ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به". وهو عند الأصبهاني بأوله.
وقال أبو نعيم: "غريبٌ من حديث إبراهيم، تفرد به محمد بن حمير". وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جداً، وسعيد بن رحمة، قال: ابن حبان في "المجروحين": "يُروىَ عن محمد بن حمير ما لم يُتابَع عليه، روى عنه أهل الشام، لا يجوز الاحتجاج به لمخالفته الإثبات في الروايات".
وقد خالفه الوليد بن عتبة الدمشقي ـ أحد مشايخ أبي داود الثقات ـ فرواه عن محمد بن حمير، قال: ثنا إسماعيل بن عياش، عن حنش، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً: "من أكل درهماً من ربا مثل
ستة وثلاثين زنية، ومن نبت لحمه من السحت فالنار أولى به".
أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 243) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1226) قال: أنبأنا الحسين بن عبد الله القطان، بالرقََّة ثنا الوليد بن عتبة بهذا.
وهذا الوجه أولى مما رواه سعيد بن رحمة، لاسيما وقد توبع محمد بن حمير عليه. فرواه هشام بن عمار، قال: ثنا إسماعيل بن عياش،
عن حنش بهذا الإسناد مثل حديث عمرو بن دينار، عن ابن عباس والذي تقدم آنفاً.
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (56/ 190) من طريق الحاكم قال: أنبأنا أبو الطيب محمد بن عبد الله، حدثنا محمد بن شهريار
ـ وهو نيسابوري ـ حدثنا هشام بن عمار بهذا الإسناد.
وتابعه أيضاً: يحيى بن عثمان، ثنا إسماعيل بن عياش بهذا مختصراً أخرجه البيهقي في "الشعب" (5518) وابن عساكر (17/ 225) والهروي في "ذم الكلام" (131).
وإسماعيل بن عياش متماسك إذا روى عن أهل الشام، وليست الرواية من ذالك، ولكن تابعه سليمان التيمي وهو ثقة ثبت، فرواه عن حنش بهذا الإسناد مختصراً، ليس فيه محل الشاهد.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج11/رقم 11539)، والحاكم (4/ 100)
قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، قالا: ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، ثنا معتمر ابن سليمان التيمي، قال: سمعتُ أبي بهذا.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد، ولم يُخرِّجاه"!!
فتعقبه الذهبي بقوله: "حنشٌ الرحبيُّ ضعيفٌ".
¥(72/479)
* قُلتُ: لو قال: "جدّاً" لطابق ذلك المذكور في ترجمته، فقد طعن فيه الأئمة طعناً شديداً.
فتركه أحمد، والنسائي، والساجي، والدارقطني، وقال النسائي مرة:
"ليس بثقة".
وقال البخاري: "أحاديثه مُنكرةٌ جداً، ولا يُكتب حديثه".
وقال أبو حاتم: "ضعيف، منكر الحديث" قيل له: كان يكذب؟
قال: "أسأل الله السلامة"!!
وضعفه ابن معين، وأبو زرعة الرازي، وابن عدي، والعقيلي، وابن المديني والجوزجاني، وابن حبان في آخرين.
وزعم أبو محصن أنه شيخُ صدقٍ!!
وهذه الشهادة لا تنفعه، مع طعن الأئمة فيه.
وقد توبع حنشٌ.
تابعه خصيف بن عبد الرحمن، فرواه عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً: فذكره بطوله مثل حديث عمرو بن دينار، عن ابن عباس، وقد مرَّ آنفاً.
أخرجه الخطيب في "تاريخه" (6/ 76) من طريق إبراهيم بن عبد الله
بن أيوب، حدثنا محمد بن بكار بن الريان، حدثنا إبراهيم بن زياد القرشي، عن خُصيف بهذا الإسناد.
وإبراهيم بن زياد لا يُعرَفُ كما قال ابن معين، والذهبي.
وقال الخطيب: "في حديثه نُكرةٌ".
ومن كان مجهولاً، ومع ذلك يروي المناكير، فهو تالفٌ.
وخُصيف بن عبد الرحمن في حفظه مقال.
والحديث منكر، كما قال الذهبي في "الميزان" (1/ 546).
3) طاووس، عنه:
يرويه محمد بن رافع النيسابوري، عن إبراهيم بن عمر الصنعاني، عن النعمان ـ يعني ابن الزبير ـ عن طاووس، عن ابن عباس مرفوعاً: "الربا نيفٌ وسبعون باباً، أهون بابٍ من الربا مثل من أتي أمه في الإسلام، ودرهم أشد من خمسٍ وثلاثين زنية، وأشد الربا ـ أو أربى الربا ـ انتهاك عرض المسلم، أو انتهاك حرمته".
ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (1170) وسأل عنه أبا زرعة، فقال:
"هذا حديثٌ منكرٌ".
قُلتُ: وإبراهيم بن عمر الصنعاني مجهول الحال.
وله طريق آخر يأتي في "حديث البراء بن عازب" إن شاء الله تعالى.
ثالثاً: حديث أنس t :
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (175)، وابن عدي في "الكامل" (4/ 1548)، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1227) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم، قالا: ثنا محمد بن علي الحسن
بن شقيق، قال: سمعت أبي يقول: أخبرني أبو مجاهد، عن ثابت البُناني، عن أنس بن مالك، قال: خطبنا رسول الله r فذكر الربا وعظم شأنه،
قال: "إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله من الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيا الرجل، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم".
وهذا حديثٌ منكرٌ، وأبو مجاهد .. هو عبد الله بن كيسان المروزي ضعفه أبو حاتم الرازي، وقال النسائي: "ليس بالقوي".
وأورد له ابن عدي عن ثابت، عن أنس، ثم قال: "غير محفوظة". ووثقه ابن حبان والحاكم، فتَفرُّدُ مثله عن ثابت بأحاديث مما يعد منكراً في هذا الحديث، والله أعلم.
وله وجهٌ آخر منكر، يأتي في "حديث البراء بن عازب" إن شاء الله تعالى.
رابعاً: حديث عائشة رضي الله عنها:
وله عنها طريقان:
1 - مجاهد بن جبر، عنها:
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 74)، ومن طريقه ابن الجوزي (1231) قال: حدثنا أبو إسحاق بن جمزة، قال: حدثنا أبو علي، محمد بن أحمد بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عيشون قال: حدثنا
عبد الغفار بن الحكم، قال: حدثنا سوارٌ بن مصعب، عن ليث، وخلف بن حوشب، عن مجاهد، عن عائشة مرفوعاً: "إن الربا يضعٌ وسبعون باباً، أصغرها كالواقع على أمه، والدرهم الواحد من الربا أعظم عند الله من سبعة وثلاثين زنية".
قال أبو نعيم: "غريب من حديث خلف، لم نكتبه إلا من هذا الوجه".
* قُلتُ: وسنده ضعيفٌ جداً.
وعبد الله بن محمد بن عيشون، ذكره ابن ماكولا في "الإكمال" (6/ 311)، وقال: "روى عن أبي قتادة الحراني، حدَّث عنه أبو عروبة الحراني ومكحول البيروتي ـ وهو محمد بن عبد الله ـ وابن صاعدٍ".
ونقل المحقق في الحاشية أن له تآليفَ مشهورة في الفقه والحديث، وغلب عليه الفقه.
وعبد الغفار بن الحكم، ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 420) وهو من رجال "التهذيب".
¥(72/480)
وسوار بن مصعب تركه النسائي وغيره، وقال البخاري: مُنكرُ الحديث". وقال أبو داود: "ليس بثقة". وقال ابن معين: "ليس بشيء". وليث هو ابن أبي سليم، ضعيف، لكنه متابعٌ من خَلَف بن حوشب، وهو صدوقٌ متماسكٌ، وسماع مجاهد من عائشة مختلف فيه، فنفاه شعبة، ويحيى القطان، وابن معين، وأثبته ابن حبان.
2 - ابن أبي مليكة، عنها:
أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 114) معلقاً، ووصله العقيلي في "الضعفاء" (3/ 296) قال: "حدثنا إبراهيم بن عبد الله وأبو الحاكم في "الكنى" (1/ 423 - 424) من طريق أحمد ابن يحيى الصوفي قالا: حدثنا سعيد بن محمد الجرمي، قال: حدثنا أبو تميلة، قال: حدثنا عمران بن أنس، أبو أنس، عن ابن أبي مُليكة، عن عائشة مرفوعاً: "لدرهم ربا أعظم حرجاً عند الله من سبعة وثلاثين زنية". وعند الدولابي: "تسعة وثلاثين". وزاد الدولابي: "إن أربى الربا استحلال عرض الرجل المسلم"، ثم قرأ قوله تعالى:} والذينَ يُؤْذُونَ المؤمنينَ والمؤمناتِ بغيرِ
ما اكتسبوا ... {إلى قوله تعالى:} مُبيِناً {[الأحزاب: 58].
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" ـ كما في "تفسير ابن كثير" (6/ 470) ـ قال: حدثنا أحمد بن سلمة، حدثنا أو كريب، حدثنا معاوية بن هشام، عن عمر بن أنس بآخره.
ورواه أيضاً: زيد بن الحباب، عن عمران بن أنس بسنده سواء.
ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (1159) وعنده: " ... من سبع وثلاثين" وسأل أباه عنه، فقال: "هذا خطأ، رواه الثوري، وغيره عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن حنظلة عن كعب، قوله".انتهى
* قُلتُ: وعمران بن أنس، قال البخاري: "منكر الحديث". وقال العقيلي: "عمران بن أنس، أبو أنس، عن ابن مليكة لا يتابع على حديثه، وهذا يروى من غير هذا الوجه مرسلاً، والإسناد قيه من طرق لينة".
وقال أبو أحمد الحاكم: "حديثه ليس بالمعروف".
أما رواية الثوري التي ذكرها أبو حاتم:
فأخرجها أحمد (5/ 225)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" (29/ 289)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1223) قال: حدثنا وكيع، والدارقطني (3/ 16)، عن محمد بن يوسف الفريابي، والبيهقي في "الشعب" (5516) عن أبي أسامة حماد بن أسامة، وابن عساكر (29/ 289) عن أبي أحمد الزبيري كلهم عن سفيان الثوري
عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن حنظلة، عن كعب، قال: "لأن أزني ثلاثة وثلاثين زنية، أحبُ إلىَّ من أن آكل درهم ربا يعلم الله أني أكلته حين أكلته ربا". وإسناده صحيح
ووقع في "مسند أحمد": "حنظلة" وهو خطأ قديم نبه عليه ابن عساكر.
ورواه ابن جريج، قال: حدثني ابن أبي مليكة، أنه سمع عبد الله بن حنظلة بن الراهب يحدث في الحجر عن كعب الأحبار، قال: "درهم ربا يأكله الإنسان في بطنه وهو يعلمه أعظم عليه في الإثم يوم القيامة من
ست وثلاثين زنية".
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/ 258) قال: حدثنا محمد بن موسى البلخي، قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، قال حدثنا ابن جريج بهذا وقال: "حديث ابن جريج أولى".
وقد صوَّب الدارقطني ـ وسبقه أبو حاتم الرازي ـ هذا الوجه أيضاً.
خامساً: حديث الأسود بن وهب، خال النبي r :
أخرجه ابن مندة في "الصحابة" (1/ 183) قال أخبرنا عسان بن أبي غسان القُلزمي بها، قال: حدثنا موسى بن عمر قال: حدثنا محمد بن العباس
بن خلف، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة، قال: حدثنا صدقة بن
عبد الله، عن أبي معبد حفص بن غيلان عن زيد بن أسلم، قال: حدثني وهب بن الأسود، عن أبيه الأسود بن وهب، خال النبي r ، قال:
إن النبي r قال له: "ألا أنبئك بشيء عسى الله أن ينفعك به؟ " قال:
قلتُ بلى، علمني مما علمك الله. قال: "إن الربا أبواب، الباب منه عدل سبعين حوباً، أدناها فجرةٌ كاضطجاع الرجل مع أمه، وإن أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه بغير حقه".
قال الحافظ في "الإصابة" (1/ 78):
"ورواه ابن قانع في "معجمه" من طريق أبي بكر بن الأعين، عن عمرو
ابن أبي سلمة، فقال: عن وهب بن الأسود خال الرسول r ، ولم يقل:
"عن أبيه"، وأدخل بين "صدقة" و "زيد": "الحكم الأيلي، والحكم وصدقة ضعيفان". انتهى
* قلتُ: الذي رأيته في "معجم ابن قانع" (1/ 20) قال: حدثنا
¥(72/481)
الحسين بن عبد الحميد الموصلي، نا محمد بن عمار الموصلي، نا القاسم
ـ يعني: الجرمي ـ عن صدقة، عن أبي مُعَيدٍ، أن وهب بن الأسود، حدثه عن أبيه الأسود بن وهب، عن رسول الله r فذكره وعنده: "وإن أربى الربا اعتباط المرء في عِرضِ أخيه المسلم بغير حق".
وأخرجه أبو نعيم في "المعرفة" (1/ 273) من طريق أبي حميد الحمصي، ثنا يونس بن أبي يعقوب العسقلاني، حدثنا عمرو بن أبي سلمة، عن أبي مُعيد، عن زيد بن أسلم، عن وهب بن الأسود عن أبيه الأسود بن وهب، عن النبي r فذكر آخره.
ورواه القاسم، عن عائشة أن الأسود بن وهب خال النبي r استأذن عليه، فقال: "يا خال ادخل" فدخل، فبسط له رداءه ...
الحديث أخرجه ابن شاهين، وقال الحافظ في "الإصابة": "في إسناده عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي، وهو ضعيف".
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/ 179)، وأبو نُعيم في "المعرفة" (5/ 2718) كلاهما في ترجمة: "وهب بن الأسود ابن خال النبي r
من طريق أبي بكر الأعين محمد بن أبي عَتَّاب، ثنا أبو حفص التنيسي عمرو بن أبي سلمة، عن الهيثم بن حميد، عن أبي مُعيد، عن زيد
بن أسلم، عن وهب بن الأسود ابن خال النبي r .
وهذا اضطرابٌ ظاهرٌ يسقط به الحديث، والله أعلم.
سادساً: حديث ابن مسعود t :
أخرجه الحاكم (2/ 37)، وعنه البيهقي في "الشعب" (5519) قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق ـ زاد في "المستدرك": وأبو بكر بن بالويه ـ قالا:
ثنا محمد بن غالب، ثنا عمرة بن علي، ثنا ابن أبي عدي، ثنا شعبة، عن زبيد، عن إبراهيم، عن مسروق، عن عبد الله مرفوعاً: "الربا ثلاثة وسبعون باباً، أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه، وإن أربى الربا، عِرضُ الرجل المسلم".
قال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
كذا قال! وقال تلميذه البيهقي، وهو أقعد منه: "هذا إسنادٌ صحيحٌ،
والمتن منكر بهذا الإسناد، ولا أعلمه إلا وهما، وكأنه دخل لبعض رواته إسنادٌ في إسنادٍ".
* قلتُ: وكان الوهم من محمد بن غالب، وهو الملقب بـ "تمتام"، قال الدارقطني: "ثقة مأمون، إلا أنه يُخطئُ".
وقد خالفه ابن ماجة، فرواه في "سننه" (2275)، والبزار في "مسنده" (1935) قال: ثنا عمرو بن علي، قال: ثنا ابن أبي عدي بهذا الإسناد بلفظ: "الربا ثلاثة وسبعون باباً". زاد البزَّار: "والشرك مثل ذلك". ولم يذكرا بقية المتن المنكر. قال البزَّار: "وهذا الحديث لم نسمع أحداً أسنده بهذا الإسناد، إلا عمرو
بن علي".
وعمرو بن علي ثقة متقن مجود، ولكن رواه سفيان الثوري، عن زبيد، عن إبراهيم، عن مسروق، عن ابن مسعود، قال: "الربا بضعٌ وسبعون باباً، والشرك نحو ذلك".
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (80/ 315/15347)، والطبراني في "الكبير" (ج9/رقم 6908) عن أبي نعيم الفضل بن دكين قالا: ثنا الثوري بهذا، وليس عند الطبراني آخره. وهذا صحيح موقوف.
وأخرجه عبد الرزاق (15346) عن الثوري أيضاً، عن الأعمش، عن عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود، قال: "الربا بضعة وسبعون باباً، أهونهم كمن أتى أمه في الإسلام". وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وعمارة هو ابن عمير، وهو صحيح مرفوعاً كما مر من حديث شعبة دون هذه الزيادة المنكرة، والله أعلم.
وله إسنادٌ آخر موقوف يأتي ذكره في "عبد الله بن سلام" إن شاء الله تعالى.
وأخرجه الخلاَّل في "السنة" (1325) قال: حدثنا أبو عبد الله ـ يعني الإمام أحمد ـ قال: ثنا حجاج ـ هو محمد الأعور ـ قال: ثنا شريك، عن عاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال: "الربا بضعٌ وستون باباً، والشرك نحوٌ من ذلك".
وشريك النخعي سيء الحفظ، وأبو وائل ـ هو شقيق بن سلمة ـ وجعلها المحقق "وائل" وقال: في الأصل: عن أبي وائلٍ، وهو خطأ، والصواب: وائل، وهو ابن ربيعة". انتهى وليس ما فعله بجيد، وليس معنى أن الأثر قبله عن وائل بن ربيعة، أن يكون الذي بعده عن وائل بن ربيعة، وعاصم بن أبي النجود يروي عن وائل أيضاً، والله أعلم.
سابعاً: حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما:
¥(72/482)
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7151) قال:: حدثنا محمد بن عبد الرحيم الديباجي، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا معاوية بن هشام، نا عمرُ بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن البراء بن عازب مرفوعاً: "الربا اثنان وسبعون باباً، أدنا مثل إتيان الرجل أمه، وأربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه". وأخرجه ابن أبي شيبة ـ كما في "المطالب العالية" (11/ 879) قال: حدثنا معاوية بن هشام بهذا الإسناد.
قال الطبراني: "لم يروِ هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير، إلا عمر بن راشد، ولا رواه عن عمر بن راشد إلا معاوية بن هشام، ولا يروي عن البراء إلا بهذا الإسناد".
ومعاوية بن هشام وثقه أبو داود، والعجلي، وابن حبان، وقال:
"ربما أخطأ".
وقال أحمد: "كثير الخطأ".
وقال ابن معين: "صالحٌ، وليس بذاك".
وقد خالفه عبد الرزاق، فرواه في "مصنفه" (8/ 314/15345)
عن عمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، عن رجلٍ من الأنصار، قال:
قال رسول الله r: " الربا أحدٌ وسبعون ـ أو قال: ثلاثةٌ وسبعون حوباً ـ أدناه مثل إتيان الرجل أمه، وأربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه المسلم".
ورواه محمد بن يوسف الفريابي، عن عمر بن راشد، عن يحيى
بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن البراء بن عازب مرفوعاً: "الربا اثنان وسبعون باباً، أدناها مثل إتيان الرجل أمه، وأربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه".
أخرجه ابن أبي حاتم في "المراسيل" (916) قال: حدثنا أبي، ثنا محمد بن خلف العسقلاني، نا الفريابي بهذا.
وسأل ابن أبي حاتم أباه، كما في "المراسيل" و "العلل" (1136) عن هذا الحديث، فقال: "هو مرسلٌ، لم يدرك يحيى بن إسحاق .. البراء، ولا أدرك والدهُ البراء". انتهى
* قلتُ: وكنت ذكرت في "غوث المكدود" (2/ 219) أنني لم أجد ترجمة ليحيى بن إسحاق، وهو ناتج عن تقصير في البحث، فقد ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ 2/125) ونقل عن يحيى بن معين توثيقه.
وهذا الاختلاف من عمر بن راشد.
فقد قال أحمد: "لا يساوي حديثه شيئاً".
وقال مرَّةُ: "حديثه ضعيف ليس بمستقيم، حدث عن يحيى بن أبي كثير بأحاديث مناكير" وضعفه ابن معين. وقال النسائي: "ليس بثقة" وتكلم البخاري، وأبو داود، والحاكم في روايته عن يحيى بن أبي كثير، وليَّنهُ
أبو زرعة، ومشَّاه العجلي، وهذا أحد وجوه الاختلاف على يحيى بن أبي كثير في إسناده. وقد تقدم أن عكرمة رواه عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
ووجهٌ آخر من الاختلاف: فرواه الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أنس مرفوعاً: "الربا سبعون باباً، أهونه باباً منه الذي يأتي أمه في الإسلام وهو يعرفها، وإن أربى الربا خرق المرء عرض أخيه،
وخرق عرض أخيه أن يقول فيه ما يكره من مساويه، والبهتان أن يقول ما ليس فيه".
أخرجه الدارقطني في "الإفراد" ـ كما في "أطراف الغرائب" (1288) ومن طريقه ابن الجوزي " الموضوعات" (1228) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الصلحي، قال: حدثنا أبو فروه، عن يزيد بن محمد
قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا طلحة بن زيد، عن الأوزاعي، عن يحيى
بن أبي كثير بهذا.
قال الدارقطني:
"غريب من حديث يحيى، عن أنس، وغريب من حديث الأوزاعي،
عن يحيى، تفرد به: طلحة بن زيد، عن الأوزاعي، تفرد به عنه: محمد بن يزيد بن سنان".
أما طلحة بن زيد، فتالفٌ يروي عن الأوزاعي المناكير، وأبو فروة: يزيد بن محمد بن سنان، ترجمه ابن حبان (9/ 276) وكذلك ذكره السمعاني في "الأنساب" (6/ 195) وأبوه: محمد بن يزيد بن سنان ليَّنَه النسائي، وضعفه أبو داود والدارقطني، وقال البخاري: "يروي عن أبيه المناكير".
وقال أبو حاتم: "هو أشد غفلة من أبيه".
ووثقه الحاكم، ومسلمة بن قاسم.
وقد خالفه عكرمة بن عمار، فرواه عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير عن ابن عباس قوله.
ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 372/1105) ونقل عن أبيه قال:
"هذا أشبه"، يعني من حديث عكرمة، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، ومن حديث محمد بن يزيد بن سنان، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أنس.
ثامناً: حديث عبد الله بن سلام t :
¥(72/483)
أخرجه الطبراني في "الكبير" (411 ـ جزء منه) قال: حدثنا المقدام ابن داود قال: حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي عيسى الخراساني: سليمان بن كيسان، عن عطاء الخراساني، عن عبد الله بن سلام مرفوعاً: "الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله من ثلاثة وثلاثين زنية يزنيها في الإسلام".
وقال: "إن أبواب الربا اثنان وسبعون حوباً، أدناها كالذي يأتي أمه في الإسلام".
* قلتُ: وابن لهيعة ضعيفٌ، وسليمان بن كيسان ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 1/137 - 138) ولم يذكر فيه شيئاً وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 392).
وخالفه معمر بن راشد، فرواه عن عطاء الخرساني، أن عبد الله بن سلام قال: "الربا اثنان وسبعون حوباً، أصغرها حوباً كمن أتى أمه في الإسلام، ودرهمٌ من الربا كبضعٍ وثلاثين زنية".
أخرجه البيهقي في "الشعب" (5514)، عن أحمد بن منصور الرمادي، قال: ثنا عبد الرزاق، وهذا في "مصنفه" (15344) قال: أخبرنا معمرٌ بهذا.
وعند البيهقي: "أشد من بضعٍ وثلاثين زنية". وزاد: قال: ويأذن له في القيام، البر والفاجر يوم القيامة، إلا آكل الربا فإنه لا يقوم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس".
هكذا رواه معمر موقوفاً.
* قلتُ: وهذا أشبه من المرفوع، وإن كان الموقوف لا يصح أيضاً، فقد سُئل ابن معين: عطاء الخُراساني لقيَ أحداً من أصحاب رسول الله r؟ قال: "لا أعلم". وقال أحمد: "لم يسمع من ابن عباس، ولا من ابن عمر شيئاً". وقال أبو زرعة: "لم يسمع من أنس".
فإذا كان الأمر كذلك، فلا يصح له سماعٌ من عبد الله بن سلام، فإن عبد الله بن سلام مات بالمدينة سنة (43هـ)، ومات ابن عباس سنة (68هـ)، وابن عمر سنة (73)، وأنس سنة (93)، فإذا كان لم يسمع من هؤلاء مع تأخر وفاتهم، فعدم سماعه من عبد الله بن سلام أولى، والله أعلم.
تاسعاً: حديث علي بن أبي طالب t :
أخرجه ابن شيبة في "المصنف" (6/ 561) قال: حدثنا ابن فُضيل، عن ليث، عن الحكم، عن عليِّ، قال: "لدرهمُ ربا أشد عند الله من ستٍ وثلاثين زنية". موقوفٌ.
وسنده ضعيفٌ جداً، وليث هو ابن أبي سُليم ضعيف، والحَكمُ بن عُتبة لم يُدرك علي بن أبي طالب، والله أعلم.
عاشراً: حديث عبد الله بن حنظلة t :
أخرجه أحمد (5/ 255)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (29/ 288)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 246)، والدارقطني (3/ 16) والبزار (3381 ـ البحر)، عن يحيى بن يزداد، قالا: ثنا حسين بن محمد، قال: أخبرنا جرير بن حازم، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن حنظلة t ، قال: قال رسول الله r : " درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلمُ أشدُّ من ستةٍ وثلاثين زنية". قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن النبي r إلا عن عبد الله بن حنظلة عنه، وقد رواه بعضهم، عن ابن أبي مليكة، عن رجل، عن عبد الله
بن حنظلة". كذا قال! وفيما مضى يردُّ عليه. وهذا الوجه أحدُ وجوه الاختلاف على ابن أبي مليكة في إسناده كما مرَّ في حديث عائشة رضي الله عنها، والصحيح أنه عن كعب الأحبار كما مرَّ تحريره، والله أعلم.
ثم اعلم ـ أيها المسترشد ـ أن هذا الحديث باطلٌ، ولم يُصب من قَوَّاه، مثل السخاوي رحمه الله، فإنه ذكر طرقه في "الفتاوى الحديثة" (1/ 133) وقال: "الحديث لا يكون من شرط الصحيح، بل يكون حسناً؛ لأن له شواهد أخرى لا بأس بها".
كذا قال! وقد مرَّ بك طرق الحديث وشواهده، ولا يُقوِّي بعضُها بعضاً لشدة ضعفها.
وما أحسن ما قاله ابن الجوزي عقب ذكره الحديث في "الموضوعات": "واعلم أن مما يَرُدُّ صحة هذه الأحاديث، أن المعاصي إنما يُعلَمُ مقاديرها بتأثيرها، والزنا يُفسِدُ الأنسابَ، ويَصرِفُ الميراثَ إلى غير مستحقيه، ويؤثر من القبائح ما لا تؤثر لقمة ربا، لا تتعدى ارتكابَ نهيٍ، فلا وجهَ لصحة هذا". انتهى
* قُلتُ: فهذا ما انتهى إليه بحثي حول درجة هذا الحديث، وقد أثبتُ بالبرهان بطلانه، وأنه لا يصح إلا موقوفاً، وليس له حكم المرفوع، كما لا يخفى على أرباب هذه الصناعة، وأما شيخنا رحمه الله تعالى فهو العَلَمُ المُفرَدُ في هذا الفن، ولكن كلُّ أحدٍ يُؤخذُ من قوله ويترك إلا النبي r ، وما استفدنا هذه الفائدة إلا من شيخنا الألباني رحمه الله تعالى، فقد هز العقول، وأنار البصائر، وأنقذنا الله تعالى به من رانِ التقليد بغير دليل، فرحمةُ الله تعالى تتْرىَ عليه، وعلى سائر أهل العلم.
نفس المصدر السابق رقم6
ـ[عبدالعزيز السلطان]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال عن حديث.
عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
رواه مسلم.
ما صحته ... وما صحة قول الامام مالك انه تخصيص شوال بدعه شكرا جزيلا
¥(72/484)
ـ[أبو المنذر المقدسي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 10:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو بسام الدمشقي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 10:51 م]ـ
أبو إسحاق الحويني هذا نسيج وحده
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[16 - 10 - 10, 12:24 ص]ـ
حفظه الله وحفظ جميع علماء الأمة احياءً ورحمهم أمواتا
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[16 - 10 - 10, 12:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو المنذر السلفي الأثري]ــــــــ[16 - 10 - 10, 11:38 ص]ـ
ما درجة حديث: حديث (ماء زمزم لما شرب له) هذا الحديث كنت اعتقده فترة من الفترات أنه حديث حسن، وقد حسَّنه جماعة من المتأخرين ولكن أنكره أبو أحمد ابن عدي وعنده حق في إنكاره، لأن هذا الحديث مداره على راوٍ اسمه عبد الله بن المؤمَل وهذا الراوي تفرد بروايته عن أبي الزبير عن جابر أن النبي ? قال (ماء زمزم لما شرب له) قاعدة عند علماء الحديث: (أن الضعيف أو سيء الحفظ إذا انفرد بحديث فحديثه منكر، مردود)، لا سيما إذا كان شيخه من المشاهير وله تلاميذ كُثر، يعني لما يكون أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس هذا من المشاهير، وله أصحاب كثيرون، عندما يأتي واحد ضعيف يتفرد عن مثل هذا الشيخ المشهور بمتن تدعوا الحاجة إلى حفظه، لأن الحديث (ماء زمزم لما شرب له) هذا معناه كبير وأنا أعلم أن هناك جماعة من العلماء المتقدمين والمتأخرين استعملوا هذا الحديث ,في باب الترغيب والترهيب كانوا يتساهلون حتى ربما كان الحديث ضعيفاً وهم يعلمون أنه ضعيف وقد يستعملون معناه. مثلاً: في هذا الحديث (ماء زمزم لما شرب له) هذا عبد الله بن المبارك: الذي يرويه عن عبد الله بن المؤمَل، لما روى هذا الحديث شرب من ماء زمزم وقال:" اللهم إني أشرب ماء زمزم لعطش يوم القيامة"، والحافظ بن حجر العسقلاني "شرب من ماء زمزم ليصل إلى رتبة الحافظ الذهبي في الرجال" يقول الشيخ حفظه الله: أن استعمالهم للحديث الضعيف لا يدل على صحته، لأن هناك بعض الناس وقع في هذا الباب، تصور أن استعمال العلماء لحديث ما، أن هذا يقويه، أو أن هذا دليل على صحته، لا، لا سيما في باب الترغيب والترهيب.
مثلاً: الإمام أحمد في مرضه قال لعبد الله ابنه: إإيتني بكتاب ليثٍ عن مجاهد، ليث ابن أبي سليم كان له عن مجاهد في الصحيفه، فقال: (اقرأ علي، فقرأ عبد الله، بدأ يقرأ الصحيفة حتى وصل إلى قول ليث عن مجاهد أنه كان يكره الأنين،_ يكره أنين المريض_ ويقول هو شكوى)، هذا قول مجاهد، يعني ليس حديثا مرفوعاً إلى النبي ? ومع ذلك لما سمع الإمام أحمد هذا الكلام عن مجاهد، فما أنَ إلى أن مات، مع أن ليث ابن أبي سُليم ضعيف الحديث، وأحمد بن حنبل ضعفه وهو يعلم أنه ضعيف ومع ذلك امتثل أحمد قول مجاهد في هذا المعنى ,فليس معنى استعمال العالم للحديث أنه فيه دلالة على صحته، فماء زمزم لما شرب له، من أفراد عبد الله بن المؤمَل، ولذلك جزم أحمد بن عدي رحمه الله في كتاب الكامل في ضعفاء الرجال بضعف هذا الحديث لتفرد عبد الله بن المؤمَل به.
قارن بين هذا وبين كلام شيخنا الألباني في ارواء الغليل:-
(حديث جابر: (ماء زمزم لما شرب له) رواه أحمد وابن ماجه) ص 267 صحيح. وله عن جابر بن عبد الله طريقان: الاولى: عن عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير عنه. أخرجه أحمد (3/ 357، 372) وابن ماجه (3062) والعقيلي في (الضعفاء) (ص 222) والبيهقي (5/ 148) والخطيب في (تاريخ بغداد) (3/ 179) والازرقي في (أخبار مكة) (291) من طرق سبع عن ابن المؤمل به. وقال البيهقي: (تفرد به عبد الله بن المؤمل). وقال العقيلي: (لا يتابع عليه). قال الذهبي في (الضعفاء) وفي (الميزان): (ضعفوه). وقال في) الرد على ابن القطان) (19/ 1): (لين). وقال الحافظ في (التقريب): ضعيف الحديث). ولذلك قال الحافظ السخاوي في (المقاصد الحسنة) (928) بعد ما عزاه للفاكهي أيضا: (وسنده ضعيف). قلت: لكن الظاهر أنه لم يتفرد به فقد أخرجه البيهقي (5/ 202) من طريقين عن أبي محمد أحمد بن إسحاق بن شيبان البغدادي ب (هراة) أنا معاذ بن نجدة ثنا خلاد بن يحيى ثنا إبراهيم بن طهمان ثنا أبو الزبير قال: (كنا عند جابر بن عبد الله فتحدثنا فحضرت صلاة العصر فقام فصلى بنا في ثوب واحد قد تلبب به ورداؤه موضوع ثم أتى
¥(72/485)
بماء من ماء زمزم
فشرب ثم شرب فقالوا: ما هذا؟ قال: هذا ماء زمزم وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماء زمزم لما شرب له. قال: ثم أرسل النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة قبل أن تفتح مكة إلى سهيل بن عمرو أن أهد لنا من ماء زمزم ولا يترك قال: فبعث إليه بمزادتين). قلت: وهذا اسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير معاذ بن نجدة أورده الذهبي في (الميزان) وقال:. (صالح الحال قد تكلم فيه روى عن قبيصة وخلاد بن يحيى توفي سنة أثنتين وثمانين ومائتين وله خمس وثمانون سنة). وأقره الحافظ في (اللسان). وأما الراوي عنه أحمد بن إسحاق بن شيبان البغدادي فلم أعرفه وهو من شرط الخطيب البغدادي في (تاريخه) ولم أره في فلا أدري أهو مما فاته أم وقع في اسمه تحريف في نسخة البيهقي فهو علة هذه الطريق عندي. وأما الحافظ فقد أعله بعلة غريبة فقال: (قلت: ولا يصح عن إبراهيم انما سمعه إبراهيم من إبن المؤمل) قلت: ولا أدري من أين أخذ الحافظ هذا التعليل فلو اقتصر على قوله: (لا يصح عن ابراهيم). لكان مما لا غبار عليه. ثم قال: (ورواه العقيلي من حديث ابن المؤمل وقال (لا يتابع عليه) وأعله ابن القطان به وبعنعنة أبي الزبير لكن الثانية مردودة ففي رواية ابن ماجه التصريح بالسماع). قلت: لكنها رواية شاذة غير محفوظة تفرد بها هشام بن عمار قال: قال عبد الله بن المؤمل أنه سمع أبا الزبير. وهشام فيه ضعف قال الحافظ: (صدوق كبر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح)
قلت: والوليد بن مسلم مدلس ولم يصرح بسماعه من ابن المؤمل وقد خالفه رواية الطرق الاخرى وهم ستة فقالوا: عن أبي الزبير عن جابر فروايتهم هي الصواب. ثم قال الحافظ: (وله طريق أخرى من حديث أبي الزبير عن جابر. أخرجها الطبراني في (الاوسط) في ترجمة على بن سعيد الرازي). قلت: لم أره في (زوائد المعجمين) لشيخه الحافظ الهيثمي وقد ساق فيه (1/ 118 / 1 - 2) من رواية أوسط الطبراني بإسناد آخر له عن ابن عباس مرفوعا بلفظ (خير ماء على وجه الارض ماء زمزم. . .) ومن رواية فيه قال: حدثنا على بن سعيد الرازي ثنا الحسن بن أحمد نحوه. فهذا هو حديث على بن سعيد الرازي في (الاوسط): (خير ماء. . .) وليس هو (ماء زمزم لما شرب له) فهل اختلط علي الحافظ أحدهما بالاخر أم فات شيخه الهيثمي ما عناه الحافظ فلم يورده في (الزوائد)؟ كل محتمل والاقرب الاول. والله أعلم. الطريق الثانية: عن سويد بن سعيد قال: رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى منه شربة ثم استقبل الكعبة ثم قال: اللهم إن ابن أبى الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ماء زمزم لما شرب له) وهذا أشربه لعطش القيامة ثم شربه. أخرجه الخطيب في (تاريخه) (10/ 116) وكذا ابن المقرئ في (الفوائد) كما في (الفتح) (3/ 394) والبيهقي في (شعب الايمان) كما في (التلخيص) (221) وقال البيهقي:. (غريب تفرد به سويد). قت: وهو كما قال في (التقريب): (صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه
وأفحش فيه ابن معين القول). وقال في (الفتح) (3/ 394): (وزعم الدمياطي أنه على رسم الصحيح وهو كما قال من حيث الرجال إلا أن سويدا وإن أخرج له مسلم فإنه خلط وطعنوا فيه وقد شذ بإسناده والمحفوظ في ابن المبارك عن ابن المؤمل. وقد جمعت في ذلك جزءا). وقال في (التلخيص) (221): (قلت: وهو ضعيف جدا وإن كان مسلم قد أخرج له في المتابعات وأيضا فكان أخذ به عنه قبل أن يعمى ويفسد حديثه ولذلك أمر أحمد بن حنبل ابنه بالاخذ عنه كان قبل عماه ولما أن عمي صار يلقن فيتلقن حتي قال يحيى بن معين: لو كان لي فرس ورمح لغزوت سويدا من شدة ما كان يذكر له عنه من المناكير. قلت: وقد أخطأ في هذا الاسناد وأخطأ فيه على ابن المبارك. وإنما رواه ابن المبارك عن ابن المؤمل عن أبي الزبير كذلك رويناه في (فوائد أبي بكر بن المقري) من طريق صحيحة فجعله سويد عن ابن أبي الموال عن ابن المنكدر. واغتر الحافظ شرف الدين الدمياطي بظاهر هذا الاسناد فحكم بأنه على رسم الصحيح لان ابن أبي الموال تفرد به البخاري وسويدا انفرد به مسلم وغفل عن أن مسلما إنما
¥(72/486)
أخرج لسويد ما توبع عليه لا ما انفرد به فضلا عما خولف فيه). وقال الحافظ السخاوي في (المقاصد الحسنة) (928) بعد أن ذكر حديث أبي الزبير عن جابر ومجاهد عن ابن عباس الاتي برقم (1126) وضعفهما: (وأحسن من هذا كله عند شيخنا (يعني الحافظ ابن حجر) ما أخرجه الفاكهي من رواية ابن اسحاق: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: لما حج معاوية فحججنا معه فلما طاف بالبيت صلى عند المقام ركعتين ثم مر بزمزم وهو خارج إلى الصفا فقال: انزع لي منها دلوا يا غلام قال: فنزع له منه دلوا فأتي به فشرب وصب على وجهه ورأسه وهو يقول: زمزم شفاء وهي لما شرب له. بل قال شيخنا: إنه حسن مع كونه موقوفا وأفرد فيه جزءا واستشهد له في موضع آخر بحديث أبي ذر فيه: (إنها طعام طعم وشفاء سقم). وأصله في (مسلم) وهذا اللفظ عند الطيالسي قال: ومرتبة هذا الحديث انه باجتماع الطرق يصلح للاحتجاج به. وقد جربه جماعة من الكبار فذكروا أنه صح بل صححه من المتقدمين ابن عيينة ومن المتأخرين الدمياطي في جزء جمعه فيه والمنذري وضعفه النووي). وقال ابن القيم في (زاد المعاد) (3/ 192 - المطبعة المصرية) عقب حديث ابن أبي الموال المتقدم عن ابن المنكدر عن جابر: (وابن أبي الموال ثقة فالحديث إذا حسن وقد صححه بعضهم وجعله بعضهم موضوعا وكلا القولين فيه مجازفة وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمور عجيبة واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله وشاهدت من يتغذى به الايام ذوات العدد قريبا من نصف الشهر أو أكثر ولا يجد جوعا ويطوف مع الناس كأحدهم وأخبرني أنه ربما بقي عليه أربعين يوما وكان له قوة يجامع بها أهله ويصوم ويطوف مرارا). قلت: ما ذكره من أن الحديث حسن فقط هو الذي ينبغي أن يعتمد لكن لا لذاته كما قد يوهم أول كلامه الذي ربط فيه التحسين بكون ابن أبي الموال ثقة فهو معلول بسويد بن سعيد كما سبق وإنما الحديث حسن لغيره بالنظر إلى حديث معاوية الموقوف عليه فإنه في حكم المرفوع والنووي رحمه الله إنما ضعفه بالنظر إلى طريق ابن المؤمل قال في (المجموع) (8/ 267): (وهو ضعيف). وذكر له السخاوي شاهدا آخر من حديث ابن عباس ولكنه عندي ضعيف جدا فلا يصلح شاهدا بل قال فيه الذهبي: (خبر باطل). وأقره الحافظ في (اللسان) كما يأتي بيانه برقم (1126). (تنبيه) عزا المنذري في (الترغيب) (2/ 133) حديث سويد بن سعيد المتقدم لاحمد بإسناد صحيح. وهذا وهم منه فليس هو عند أحمد في مسنده
بصحة الحديث مؤكدا ذلك بقوله في (منهاج القاصدين): (وقد قال صلى الله عليه وسلم: ماء زمزم لما شرب له). ومال السيوطي إلى تصحيحه في (الفتاوى) (2/ 81).
وارجع لكتاب إزالة الدهش والوله عن المتحير في صحة حديث ماء زمزم لما شرب له
المؤلف: محمد بن إدريس القادري تخريج شيخنا الالباني
انظر
ماء زمزم لما شرب له
(ش حم هـ هق) عن جابر (هب) عن ابن عمرو.
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 5502 في صحيح الجامع
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[17 - 10 - 10, 01:25 م]ـ
7 - ما درجة حديث أبي هريرة t عن النبي r :
" زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً".
والجواب: أن هذا حديثٌ ضعيفٌ.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5641)، والعقيلي في "الضعفاء" (4/ 192) قالا: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: نا صالح بن زياد السوسي، قال: نا منصور بن إسماعيل الحراني، عن ابن جريج، وطلحة بن عمرو، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي r : " زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً".
وأخرجه ابن حبان في "الثقات" (9/ 172) قال: حدثني ابن ناجية، وابن المُقرِئ في "المعجم" (924) قال: حدثنا صالح بن الأصبغ قالا: ثنا صالح بن زياد السوسي أبو شعيب بهذا الإسناد.
غير أنه وقع عند ابن المقرئ:"طاووس" بدل "عطاء وأخشى أن يكون قد تصحَّفَ على الناسخ.
قال الطبراني: "لم يروِ هذا الحديث عن ابن جريج، إلا منصور بن إسماعيل". وقال العقيلي: "منصور بن إسماعيل، عن ابن جريج، لا يتابع عليه". كذا قالا! ولم يتفرد به منصور بن إسماعيل، فتابعه عبد الله بن سالم، فرواه عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعاً مثله.
¥(72/487)
أخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (ج4/ق80/ 1) قال: أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، نا عمر بن حفص الوصابي، نا بقية الوليد،
عن عبد الله بن سالم، عن ابن جريج بهذا.
وتابعه سعيد بن عمرو السكوني، قال: حدثنا بقية بن الوليد بهذا.
أخرجه الدارقطني في "فوائد أبي الطاهر الذهلي" (ج23/رقم 114).
وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (2545) من طريق بقية، ونقل عن أبيه
أنه قال: "هذا حديثٌ منكرٌ، إنما يرويه طلحة بن عمرو، عن عطاء،
عن النبي r ".
قال العقيلي: "ليس بمحفوظٍ من حديث ابن جريج، وإنما يعرف بطلحة بن عمرو، وتابعه قوم نحوه في الضعف".
وقال في ترجمة "طلحة بن عمرو" (2/ 225): "ولا يصح لمنصور عن
ابن جريج".
أما الوجه الأول: ففيه منصور بن إسماعيل، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يُغرِب"، وضعفه العقيلي كما رأيت.
والوجه الثاني: فيه عمر لن حفص الوصابي من شيوخ أبي داود، قال: ابن المواق: "لا يُعرفُ حاله"، وبقية بن الوليد مدلِّس، ولم يُصرِّح بتحديث، لا عن شيخه، ولا في كل طبقات السند، وعبد الله بن سالم هو أبو يوسف الحمصي، وثقه ابن حبان (7/ 36)، وقال الدارقطني: "من الأثبات". وقال النسائي: "ليس به بأسٌ". وقال عبد الله بن يوسف التنيسي: "ما رأيتُ أحداً أنبل في مروءته وعقله منه". وكذلك قال يحيى بن حسان التنسي، وابن جريج مدلِّسٌ وقد عنعنه.
فالإسناد ضعيفٌ جداً.
وأما حديث طلحة بن عمرو:
فأخرجه الطيالسي (2535) والحارث بن أبي أسامة (920 ـ زوائده) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 322)، وابن الأعرابي في "المعجم" (1526)، والخطابي في "العزلة" (ص 115)، والبيهقي في "الشعب" (8371)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (630) عن أبي عاصم النبيل، والحربي في "الغريب" (2/ 609) عن وكيع، والبزار (1922)، وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 322)، والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 224 - 225) والقضاعي في
"مسند الشهاب" (629)، وابن الجوزي في "الواهيات" (1235)،
عن أبي نعيم الفضل بن دكين، والطبراني في "الأوسط" (5641)،
وأبو الشيخ قي "الأمثال" (16) عن عثمان ابن عبد الرحمن، وابن عدي في "الكامل" (4/ 108) عن جرير بن حازم، وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (104) عن معتمر بن سليمان، والقضاعي (631)، عن عمرو بن محمد العنقزي، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 185)، وأبو الشيخ في "الأمثال" (15)، عن النعمان بن عبد السلام، وابن الجوزي في "الواهيات" (1238)، عن أبي الحسن الحربي في "الفوائد المنتقاة" (110) عن علي بن مسهر، كلهم عن طلحة بن عمرو، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة مرفوعاً.
قال البزار: "لا يُعلَمُ في: "زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً"، حديث صحيح".
وقال العقيلي (2/ 139):
"ليس في هذا الباب شيءٌ يَثبُتُ".
وقال ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص 122):
"لا يصح من جهة النقل".
وقال البيهقي: "طلحة بن عمرو غير قوي، وقد روى هذا الحديث بأسانيد هذا أمثلها"!!
* قُلتُ: وإسناده ضعيف جداً، وطلحة بن عمرو متروك.
وتابعه ابن جريج فيما مضى، ولا يصح الطريق إليه.
وتابعه أيضاً محمد بن عبد الملك الأنصاري، فرواه عن عطاء بن
أبي رباح بهذا.
أخرجه ابن عدي (6/ 159) قال: حدثنا زيد بن عبد الله بن زيد، ثنا أحمد
بن محمد بن سيَّار، ثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن عبد الملك بهذا.
وابن عبد الملك ضعيفٌ جداً، كما قال ابن عدي، وكل أحاديثه مما
لا يتابعه الثقات عليه. ورواه الأوزاعي، عن عطاء مثله.
ولا يصح عن الأوزاعي. ومحمد بن خليد الذي يرويه عن عيسى بن يونس قال العقيلي (2/ 225): "يَضعُ الحديث" وكذلك قال ابن عدي.
قال ابن حبان في "المجروحين" (2/ 302، 303): "محمد بن خليد يقلب الأخبار، ويُسنِدُ الموقوف، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وهذا الحديث هو حديث عيسى بن يونس، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، فجعل مكان طلحة: الأوزاعي".
ورواه يحيى بن أبي سليمان، قال: حدثنا عطاء بن أبي رباح بهذا.
أخرجه الخطيب في "تاريخه" (14/ 108)، وفي "الموضح" (2/ 10)
¥(72/488)
عن عبد الله بن رجاء، وابن أبي حاتم في "العلل" (2431)، وابن عدي (7/ 2686)، والدارقطني في "فوائد أبي الطاهر الذهلي" (ج23/رقم 113)، والبيهقي في "الشعب" (8372) عن أبي سعيد مولى بني هاشم كليهما عن يحيى بن أبي يحيى بن أبي سليمان بهذا.
وقال أبو حاتم: "من الناس من يروي هذا الحديث، عن يحيى
بن أبي سليمان، عن رجل حدثه عن عطاء، وهذا الرجل الذي حدثه هو
طلحة ابن عمرو". وهذا الاضطراب من يحيى هذا، فقد ترجمه البخاري في "الكبير" (4/ 2/280)، وابن أبي حاتم (4/ 2/154 - 155)، ونَقلَ عن أبيه قال: "ليس بالقوي، مضطرب الحديث، يكتب حديثه".
ونقل ابن عدي عن البخاري قال: "منكر الحديث".
وأورد له ابن حبان في ترجمته (7/ 610) حديثاً منكراً، وهو ما رواه سعيد بن أبي مريم، ثنا نافع بن يزيد، عن يحيى بن أبي سليمان،
عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعاً: "من حضر معصية فكرهها، فكأنما غاب عنها، ومن غاب عنها فأحبها، فكأنه حضرها".
وأخرجه ابن عدي (7/ 2686)، والبيهقي (7/ 266) من هذا الوجه.
وقال البيهقي: "تفرد يحيى بن أبي سليمان وليس بالقوي".
وقال الذهبي في ترجمة "طلحة بن عمرو" (2/ 341): وتابعه يحيى بن أبي سليمان المكي، وهو دونه".
كذا قال: "المكي" بينما قال المزيُّ: "المدني".
وكذلك قال البخاري، وابن حبان.
أما الحاكم فقال: "من ثقات المصريين"! والقدْرُ الذي ذكره من ترجم له الحديث يدل على ضعفه، والله أعلم.
ورواه أيضاً: يزيد بن عبد الله القرشي، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة مرفوعاً مثله.
أخرجه ابن عدي (2/ 448) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الكريم، ثنا مالك بن الخليل، حدثنا أبو علي الدارسي، ثنا يزيد بن عبد الملك بهذا، ورواه في إسناده: "ابن عمر".
وسنده واهٍ، وأبو علي الدارسي هو بشر بن عبيد.
قال ابن عدي: "منكر الحديث عن الأئمة". وختم ترجمته بقوله: "وبشر بن عبيد الدارسي هذا، بيِّنُ الضعف أيضاً، ولم أجد للمتقدمين في كلاماً، ومع ضعفه أقل جُرماً من بشر بن إبراهيم الأنصاري؛ لأن بشر بن إبراهيم إذا روى عن ثقات الأئمة أحاديث، وضعها عليهم،، وبشر بن عبيد إذا روى إنما يروي عن ضعيف مثله، أو مجهول، أو محتمل، أو يروي عمن يرويه أمثالهم". انتهى
ورواه عثمان بن عبد الرحمن، قال: ثنا عطاء بهذا.
أخرجه بن عدي في "الكامل" (5/ 161) قال: حدثنا علي ابن إسماعيل بن أبي النجم، وأبو الشيخ في "الأمثال" (16) قال: حدثنا عمرو بن الحسن الحلبي قالا: ثنا عامر بن سيار، ثنا أبو عمرو القرشي ـ عثمان بن عبد الرحمن ـ قال: حدثني عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة مرفوعاً: "زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً".
وعامر بن سيار ترجمه ابن حبان (8/ 502) وقال: "ربما أغرب". وعثمان بن عبد الرحمن، هو أبو عمرة البصري، قال ابن عدي: "منكر الحديث". وختم ترجمته بقوله: "عامة ما يرويه مناكير، إما إسناداً، وإما متناً". وناقضه الذهبي، فقال في "الميزان" (3/ 47): "وهم ابن عدي إنما هذا الوقاصي، لا الجُمحي".
وصدق الذهبي، لاسيما، وعامر بن سيار يقول: ثنا أبو عمرو القرشي وهذا ينطبق على الوقاصي، فكنيته: أبو عمرو، ونسبه ينتهي إلى
سعد بن أبي وقاص القرشي t ، والوقاصي أحد الهلكى.
وسماه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 282): "محمد بن عثمان
أبا عمرو القرشي".
وذكر الحديث في ترجمته، وغلطه الدارقطني فقال في "تعقباته على
ابن حبان" (ص 245): "قولُهُ: محمد بن عثمان خطأ، إنما هو عثمان بن عبد الله أبو عمرو الزهري الشامي، روى عنه عامر بن سيار وغيره".
كذا قال: "ابن عبد الله" والصواب أنه: "ابن عبد الرحمن" كما قال ابن عدي وغيره.
وله طرق عن أبي هريرة t :
1- الحسن البصري، عنه:
أخرجه ابن عدي (3/ 291) عن أحمد بن محمد بن عمر بن يونس والعقيلي (2/ 198) قال: حدثنا إبراهيم بن محمد، وأبو نعيم في
"أخبار أصبهان" (2/ 217)، عن محمد بن زكريا قالوا ثنا سليمان بن كرَّان، ثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعاً مثله.
وسليمان بن كران ـ براءٍ مهملة آخره نون ـ ووقع عند العقيلي
وأبي نعيم "كرَّاز" آخره زاي، وهو وجهٌ في اسمه ـ وذكر الحافظ الذهبي في "الميزان" (2/ 221) أنه وقع في نسخه عتيقة لضعفاء العقيلي بالنون.
¥(72/489)
وصوب أبو الحسن بن القطان، وابن ماكولا (7/ 172) أنه "كراز"
براءٍ مثقلةٍ وزاي.
قال العقيلي: "الغالب على حديثه الوهم".
وأورد له ابن عدي حديثين ـ هذا أحدهما ـ ثم قال: "وهذا عن مبارك بهذا الإسناد، يرويه عنه سليمان بن كران ... وهذا الحديث يُحتمل عن مبارك بن فضالة، لأن مباركاً لا بأس به".
والحسن لم يسمع من أبي هريرة t :
2 ، 3- الأعرج وأبو يونس، عنه:
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 146) قال: حدثنا عصمة ابن بجماك ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1381351#_ftn1)) بخاريُّ، حدثنا عيسى بن صالح المؤذن بمصر، ثنا روح ابن صلاح، ثنا ابن لهيعة، عن الأعرج، وأبي يونس، عن أبي هريرة مرفوعاً.
ثم رواه ابن عدي من طريق عيسى بن صالح مرة أخرى قال: ثنا روح بن صلاح، ثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً مثله.
قال ابن عدي: "وهذا الحديثان بإسناديهما ليسا بمحفوظين، ولعل البلاء فيه من عيسى هذا، فإنه ليس بمعروف".
* قُلتُ: "توبع عيسى بن صالح على حديث ابن عمر.
فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (87) قال: حدثنا أحمد بن يحيى ابن خالد، قال: نا روح بن صلاح بهذا الإسناد بلفظ:
"زوروا غبّاَ ... ". وقال: "لم يروِ هذا الحديث عن نافع، إلا يزيد بن أبي حبيب، ولا عن يزيد ابن لهيعة، تفرد به: روح بن صلاح".
وروح بن صلاح قال ابن عدي: "يقال له: ابن سيابة، ضعيف".
وكذلك ضعفه الدارقطني، ووثقه الحاكم، وذكره ابن حبان في "الثقات" وابن لهيعة سيء الحفظ، فالإسناد ضعيفٌ جداً.
4 - أبو سلمة، عنه:
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 115) من طريق عبد الرحمن بن محمد بن الجارود، ثنا هلال بن العلاء، ثنا معمر بن مخلد السروجي، ثنا عبدةُ، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً.
وعبد الرحمن بن محمد ترجمه أبو نعيم في موضع الحديث، ولم يذكر فيه شيئاً. ومعمر ـ ويقال: مُعَمَّرٍ بتشديد الميم ـ ابن خلدون السروجي من رجال "التهذيب" ووثقه النسائي، وترجمه ابن أبي حاتم (4/ 1/259)، ولم يذكر فيه شيئاً. وذكر أبو علي القشيري في "تاريخ الرقة" (ص 169): أنه مات بملطية سنة إحدى وثلاثين ومئتين، وبقية رجاله معروفون،
وهو عندي غريب جداً، ولعل آفته ابن الجارود هذا، فلست أعرف من حاله شيئاً.
ورواه ابن عُلاثة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً مثله:
أخرجه العسكري ـ كما في "المقاصد" (ص 233).
وهذا حديثٌ منكر عن الأوزاعي.
وابن عُلاثة، هو: محمد بن عبد الله بن عُلاثة، قال الحاكم: "ذاهب الحديث، يروي عن الأوزاعي وغيره أحاديث موضوعة".
وكذلك قال ابن حبان:
وقال البخاري: "في حديثه نظر".
أما ابن معين فوثقه، وابن سعد، ومشاه ابن عدي، ولكنه لا يفيده في هذا الموضع؛ لأن روايته هنا عن الأوزاعي.
5 - إسماعيل بن وردان، عنه:
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1077)، ومن طريقه ابن الجوزي في "الواهيات" (2/ 254) قال: حدثنا محمد بن الحسين ابن علي الطبري، قال: حدثنا يوسف بن أحمد بن إبراهيم الصنعاني، نا عبد الله بن مطاع، ثنا عبد الملك الدماري، عن زهير الخراساني، عن إسماعيل بن وردان،
عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله r من بيت عائشة فتبعته، ثم خرج من بيت أم سلمة فتبعته، فالتفت إليَّ ثم قال: "يا أبا هريرة زُرْ غِبّاً
تزدد حُبّاً".
وعبد الملك هو ابن محمد الدماري أبو هشام ويقال: أبو العباس وقال الذهبي: وقيل: ابن عبد الرحمن، أبو الزرقا الصنعاني، ويقال: هما شيخان رويا عن الأوزاعي، وروى عنهما عمرو بن عليّ".
وكذلك قال المزي في "التهذيب" (18/ 335 - 336).
وقال أبو زرعة الرازي: "منكر الحديث".
وقال أبو حاتم: "ليس بقوي".
كذا في "الجرح والتعديل" (2/ 2/356) ونقل عن عمرو بن علي الفلاس أنه قال: ثنا عبد الملك بن عبد الرحمن الدماري وكان ثقة". ونقل المزي في "التهذيب" أن الفلاس قال في موضع آخر: "كان صدوقاً". وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 386) وفرق البخاري وأبو حاتم بين أبي العباس
¥(72/490)
وأبي هشام. وزهير الشامي هو ابن محمد التميمي، وهو صدوق في نفسه، ولكن أهل الشام رووا عنه مناكير، كما قال أحمد، وابن معين، والبخاري، وهذه منها.
وإسماعيل بن وردان لم أجد له ترجمة، فليحرَّر، فلعله نُسِبَ إلى جده
والله أعلم.
6 - محمد بن سيرين، عنه:
أخرجه الخلعي في "الفوائد" كما في "المقاصد الحسنة" (ص 233)،
من طريق عون بن سنان الحكم، عن أبيه، عن يحيى بن عتيق،
عن ابن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعاً.
* قُلتُ: وقوله: "عون بن سنان بن الحكم" لعله خطأ من الناسخ، صوابه: عون بن الحكم بن سنان، وهو مترجم عند ابن حبان (8/ 516)، وأبوه ضعيفٌ، ولعله واهٍ. فقد قال البخاري: "عنده وهمٌ كبيرٌ، وليس له كبير إسناد". وضعفه ابن معين، وابن سعد، وأبو داود، والنسائي، وغيرهم. وقال أبو حاتم: عنده وهمٌ كبيرٌ، وليس بالقوي، ومحله الصدق، ويُكتبُ حديثه".
واعلم أن لهذا الحديث شواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة، منهم:
علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرة، وأبو ذر، وحبيب بن سلمة، ومعاوية بن حيدة، وجابر بن عبد الله، وعائشة، وأنس، وابن عباس، وأبو الدرداء رضي الله عنهم، ولا يصح حديثٌ واحدٌ من هذه الأحاديث، وقد تقدم عن ثلاثة من الحفاظ أنهم قالوا:
لا يثبت في هذا المعنى شيء. وقال حفاظ آخرون نفس مقالتهم، وقد جمع طرقه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في "جزء وتتبعها الحافظ ابن حجر في جزءٍ له سماه: "الإنارة بطرق غب الزيارة". كما قال السخاوي في "المقاصد" (ص 233) وقال: "وبمجموعها يتقوى الحديث. وكذا قال! مع أن ظاهر كلام الحافظ في "الفتح" (10/ 498 - 499) يخالف ذلك إذ قال: "وكان البخاري رَمَزَ بالترجمة إلى توهين الحديث المشهور: "زُرْ غِبّاً
تزدد حُبّاً". وقد ورد من طرق أكثرها غرائب لا يخلو واحد منها من مقال، وقد جمع طرقه أبو نعيم وغيره، وجاء من حديث علي، وأبي ذر،
وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وأبي بزرة، وهبد الله بن عمر، وأنس، وجابر، وحبيب بن مسلمة، ومعاوية بن حيدة، وقد جمعتها في جزء مفرد، وأقوى طرقه ما أخرجه الحاكم في "تاريخ نيسابور" والخطيب في "تاريخ بغداد" والحافظ بن محمد أبو محمد بن السقاء في "فوائده"
من طريق أبي عقيل يحيى ابن حبيب بن إسماعيل بن عبد الله بن حبيب
بن أبي ثابت، عن جعفر بن عون، عن هشام بن عروة، عن أبيه،
عن عائشة.
وأبو عقيل كوفي مشهور بكنيته، قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي وهو صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "ربما أخطأ وأغرب" قلت ـ يعني الحافظ ـ: واختلف عليه في رفعه ووقفه، وقد رفعه أيضاً يعقوب بن شيبة، عن جعفر بن عون، ورويناه في "فوائد أبي محمد بن السقاء" أيضاً عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن جده يعقوب. واختلف فيه على جعفر بن عون، فرواه عبد بن حميد في "تفسيره"، عنه عن أبي جناب الكلبي، عن عطاء، عن عبيد بن عمير موقوفاً في قصة له مع عائشة.
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" من طريق عبد الملك بن أبي سليمان،
عن عطاء قال: "دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة فقالت: يا عبيد
بن عمير ما يمنعك أن تزورنا؟ قال: قول الأول: "زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً". فقال عبيد بن عمير: فقالت: دعونا من بطالتكم هذه. فقال: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله r ، فذكرت الحديث في صلاته". انتهى
* قلتُ: فإذا كان أقوى طرقه باعتراف الحافظ قد وقع فيه من الاختلاف المؤثر ما قد رأيت، فما بالك بما غاب عنك، وقد مر بك حديث
أبي هريرة.
أما حديث عبد الملك بن أبي سليمان، والذي ذكره الحافظ:
فأخرجه ابن حبان (523 ـ موارد) قال: أخبرنا عمران بن موسى
وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (200 - 201) قال: حدثنا الفريابي
¥(72/491)
ـ هو جعفر ـ قالا: ثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن زكريا إبراهيم بن سويد النخعي، ثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة، فقالت لعبيد بن عمير: قد آن لك أن تزورنا، فقال: أقول يا أمَّه! كما قال الأول: "زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً" قال: فقالت: دعونا من بطالتكم هذه. قال ابن عمير: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله r ؟ قال فسكت ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي قال: "يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي" قلتُ: والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك. قالت: فقام وتطهر، ثم قام يُصلي، فلم يزل يبكي حتى بلَّ حِجرّهُ. قالت: وكان جالساً، فلم يزل يبكي r حتى بلَّ لحيته. قالت: ثم بكى حتى بلَّ الأرض، فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله تبكي! وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبداً شكوراً؟ لقد نزلت عليَّ الليلة آية، ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها:} إنَّ في خلقِ السمواتِ ... {[آل عمران: 190] الآية كلها.
وليس عند أبي الشيخ محلُّ الشاهد منه، وسنده جيد.
ووقع في "مطبوعة ابن حبان" (620 ـ الإحسان): "رطانتكم" بدل "بطانتكم"، والذين نقلوا عن ابن حبان قالوا: الثاني.
وأخرج عبد بن حميد ـ كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 164)، وأبو الشيخ في "الأخلاق" (ص 190 - 191)، عن جعفر بن عون وابن أبي الدنيا في "التفكر والاعتبار" ـ كما في "ابن كثير" ـ، وفي "الإخوان" (105)، وابن مردويه في "تفسيره" عن حشرج بن نباتة الواسطي، والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 225)، والأصبهاني في "الترغيب" (1924)، عن حكيم
بن خذام، كلهم عن أبي جناب الكلبي يحيى بن أبي حية، عن عطاء بن أبي رباح قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير ومعنا عبد الله بن عمر على عائشة رضي الله عنها فقالت: ما منعك من إتياننا، فإنا نحب زيارتك وغشيانك؟ قال: لما قال الأول: "زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً"، فضرب عبد الله
بن عمر على فخذه وقال: دعونا من أباطيلكم. حدثينا بأعجب ما رأيت من رسول الله r وذكر الحديث.
وأبو جناب الكلبي ضعيف مدلس، وقد صرح بالتحديث عند أبي الشيخ، ثم هو مُتَابَعٌ كما رأيت، لكنه جعل قوله: "دعونا من أباطيلكم" من قول
ابن عمر رضي الله عنهما. فهذا هو الصحيح في هذا الحديث، ورجحه العقيلي فقال: "هذا أولى" والله أعلم.
(تنبيه): تعقب البدر العيني في "العمدة" (22/ 145) كلام الحافظ المتقدم حيث قال: كان البخاري رمز بالترجمة إلى توهين الحديث المشهور: "زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً". فقال العيني: قال بعضهم ـ وهو يعني الحافظ وساق كلامه ـ ثم قال: هذا تخمين في حق البخاري لأنه حديث مشهور، رُويَ عن جماعة من الصحابة ... وساق أسماءهم، ثم قال: ورواه الحاكم في "تاريخ نيسابور"، والخطيب في "تاريخ بغداد" بطريق قوي ... إلخ". انتهى
* قلتُ: وهذا اختصارٌ مُخِلٌّ لكلام الحافظ: "أقوى طرقه ما رواه الحاكم ... إلخ، وكلام الحافظ أدق بلا ريب، فقوله: "أقوى طرقه" لا تساوي "بطريق قوي" كما لا يخفى. فقوله: "أقوى طرقه" لا يستلزم منه أنه قويٌ، بل يحتمل أن يكون أخفه ضعفاً، كقول الناقد وأصح شيء في الباب كذا، وهذا لا يقتضي منه أن يكون صحيحاً ومع ذلك فقد وقع في هذا التخمين في مواضع من "شرحه" ذكرتُ نماذج منها في "صفو الكدر، في المحكمة بين العيني وابن حجر" وهو على وشك التمام، يسر الله ذلك بفضله ومَنِّهِ، وقد ظهر لي بجلاء ما بين الرجلين من التفاوت في صناعة الحديث، والنظر في علله والحكم على رجاله، وهذا الذي ذكرته كأنه محل إجماع بين كل العلماء الذين جاءوا بعدهما. فمن عجب أن يقول شيخ الجهمية، وإمام متعصبة الحنفية في العصر الحديث .. محمد زاهد الكوثري، وهو يقارن بين شرحي الحافظ والعيني يقول: "وليس الشهاب في كل حين بثاقب، بينما البدر ملتمع الأنوار من كل جانب" وهذه حذلقة لفظية لا طائل تحتها، إذ أن الشهاب لا يكون إلا ثاقباً، وهذا الكلام مني لا ينفي أن يكون لكتاب "البدر" بعض ما يميزه على كتاب "الشهاب"، وقد ذكرت بعضه في المصدر
نفس المصدر السابق
([1]) هو: عصمةُ بن أبي عصمة أبو عمرو البخاري، مترجم في "تاريخ دمشق" (42/ 285) ولم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً.
¥(72/492)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[17 - 10 - 10, 01:26 م]ـ
7 - ما درجة حديث أبي هريرة t عن النبي r :
" زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً".
والجواب: أن هذا حديثٌ ضعيفٌ.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5641)، والعقيلي في "الضعفاء" (4/ 192) قالا: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: نا صالح بن زياد السوسي، قال: نا منصور بن إسماعيل الحراني، عن ابن جريج، وطلحة بن عمرو، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي r : " زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً".
وأخرجه ابن حبان في "الثقات" (9/ 172) قال: حدثني ابن ناجية، وابن المُقرِئ في "المعجم" (924) قال: حدثنا صالح بن الأصبغ قالا: ثنا صالح بن زياد السوسي أبو شعيب بهذا الإسناد.
غير أنه وقع عند ابن المقرئ:"طاووس" بدل "عطاء وأخشى أن يكون قد تصحَّفَ على الناسخ.
قال الطبراني: "لم يروِ هذا الحديث عن ابن جريج، إلا منصور بن إسماعيل". وقال العقيلي: "منصور بن إسماعيل، عن ابن جريج، لا يتابع عليه". كذا قالا! ولم يتفرد به منصور بن إسماعيل، فتابعه عبد الله بن سالم، فرواه عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعاً مثله.
أخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (ج4/ق80/ 1) قال: أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، نا عمر بن حفص الوصابي، نا بقية الوليد،
عن عبد الله بن سالم، عن ابن جريج بهذا.
وتابعه سعيد بن عمرو السكوني، قال: حدثنا بقية بن الوليد بهذا.
أخرجه الدارقطني في "فوائد أبي الطاهر الذهلي" (ج23/رقم 114).
وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (2545) من طريق بقية، ونقل عن أبيه
أنه قال: "هذا حديثٌ منكرٌ، إنما يرويه طلحة بن عمرو، عن عطاء،
عن النبي r ".
قال العقيلي: "ليس بمحفوظٍ من حديث ابن جريج، وإنما يعرف بطلحة بن عمرو، وتابعه قوم نحوه في الضعف".
وقال في ترجمة "طلحة بن عمرو" (2/ 225): "ولا يصح لمنصور عن
ابن جريج".
أما الوجه الأول: ففيه منصور بن إسماعيل، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يُغرِب"، وضعفه العقيلي كما رأيت.
والوجه الثاني: فيه عمر لن حفص الوصابي من شيوخ أبي داود، قال: ابن المواق: "لا يُعرفُ حاله"، وبقية بن الوليد مدلِّس، ولم يُصرِّح بتحديث، لا عن شيخه، ولا في كل طبقات السند، وعبد الله بن سالم هو أبو يوسف الحمصي، وثقه ابن حبان (7/ 36)، وقال الدارقطني: "من الأثبات". وقال النسائي: "ليس به بأسٌ". وقال عبد الله بن يوسف التنيسي: "ما رأيتُ أحداً أنبل في مروءته وعقله منه". وكذلك قال يحيى بن حسان التنسي، وابن جريج مدلِّسٌ وقد عنعنه.
فالإسناد ضعيفٌ جداً.
وأما حديث طلحة بن عمرو:
فأخرجه الطيالسي (2535) والحارث بن أبي أسامة (920 ـ زوائده) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 322)، وابن الأعرابي في "المعجم" (1526)، والخطابي في "العزلة" (ص 115)، والبيهقي في "الشعب" (8371)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (630) عن أبي عاصم النبيل، والحربي في "الغريب" (2/ 609) عن وكيع، والبزار (1922)، وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 322)، والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 224 - 225) والقضاعي في
"مسند الشهاب" (629)، وابن الجوزي في "الواهيات" (1235)،
عن أبي نعيم الفضل بن دكين، والطبراني في "الأوسط" (5641)،
وأبو الشيخ قي "الأمثال" (16) عن عثمان ابن عبد الرحمن، وابن عدي في "الكامل" (4/ 108) عن جرير بن حازم، وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (104) عن معتمر بن سليمان، والقضاعي (631)، عن عمرو بن محمد العنقزي، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 185)، وأبو الشيخ في "الأمثال" (15)، عن النعمان بن عبد السلام، وابن الجوزي في "الواهيات" (1238)، عن أبي الحسن الحربي في "الفوائد المنتقاة" (110) عن علي بن مسهر، كلهم عن طلحة بن عمرو، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة مرفوعاً.
قال البزار: "لا يُعلَمُ في: "زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً"، حديث صحيح".
وقال العقيلي (2/ 139):
"ليس في هذا الباب شيءٌ يَثبُتُ".
وقال ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص 122):
"لا يصح من جهة النقل".
وقال البيهقي: "طلحة بن عمرو غير قوي، وقد روى هذا الحديث بأسانيد هذا أمثلها"!!
* قُلتُ: وإسناده ضعيف جداً، وطلحة بن عمرو متروك.
وتابعه ابن جريج فيما مضى، ولا يصح الطريق إليه.
¥(72/493)
وتابعه أيضاً محمد بن عبد الملك الأنصاري، فرواه عن عطاء بن
أبي رباح بهذا.
أخرجه ابن عدي (6/ 159) قال: حدثنا زيد بن عبد الله بن زيد، ثنا أحمد
بن محمد بن سيَّار، ثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن عبد الملك بهذا.
وابن عبد الملك ضعيفٌ جداً، كما قال ابن عدي، وكل أحاديثه مما
لا يتابعه الثقات عليه. ورواه الأوزاعي، عن عطاء مثله.
ولا يصح عن الأوزاعي. ومحمد بن خليد الذي يرويه عن عيسى بن يونس قال العقيلي (2/ 225): "يَضعُ الحديث" وكذلك قال ابن عدي.
قال ابن حبان في "المجروحين" (2/ 302، 303): "محمد بن خليد يقلب الأخبار، ويُسنِدُ الموقوف، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وهذا الحديث هو حديث عيسى بن يونس، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، فجعل مكان طلحة: الأوزاعي".
ورواه يحيى بن أبي سليمان، قال: حدثنا عطاء بن أبي رباح بهذا.
أخرجه الخطيب في "تاريخه" (14/ 108)، وفي "الموضح" (2/ 10)
عن عبد الله بن رجاء، وابن أبي حاتم في "العلل" (2431)، وابن عدي (7/ 2686)، والدارقطني في "فوائد أبي الطاهر الذهلي" (ج23/رقم 113)، والبيهقي في "الشعب" (8372) عن أبي سعيد مولى بني هاشم كليهما عن يحيى بن أبي يحيى بن أبي سليمان بهذا.
وقال أبو حاتم: "من الناس من يروي هذا الحديث، عن يحيى
بن أبي سليمان، عن رجل حدثه عن عطاء، وهذا الرجل الذي حدثه هو
طلحة ابن عمرو". وهذا الاضطراب من يحيى هذا، فقد ترجمه البخاري في "الكبير" (4/ 2/280)، وابن أبي حاتم (4/ 2/154 - 155)، ونَقلَ عن أبيه قال: "ليس بالقوي، مضطرب الحديث، يكتب حديثه".
ونقل ابن عدي عن البخاري قال: "منكر الحديث".
وأورد له ابن حبان في ترجمته (7/ 610) حديثاً منكراً، وهو ما رواه سعيد بن أبي مريم، ثنا نافع بن يزيد، عن يحيى بن أبي سليمان،
عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعاً: "من حضر معصية فكرهها، فكأنما غاب عنها، ومن غاب عنها فأحبها، فكأنه حضرها".
وأخرجه ابن عدي (7/ 2686)، والبيهقي (7/ 266) من هذا الوجه.
وقال البيهقي: "تفرد يحيى بن أبي سليمان وليس بالقوي".
وقال الذهبي في ترجمة "طلحة بن عمرو" (2/ 341): وتابعه يحيى بن أبي سليمان المكي، وهو دونه".
كذا قال: "المكي" بينما قال المزيُّ: "المدني".
وكذلك قال البخاري، وابن حبان.
أما الحاكم فقال: "من ثقات المصريين"! والقدْرُ الذي ذكره من ترجم له الحديث يدل على ضعفه، والله أعلم.
ورواه أيضاً: يزيد بن عبد الله القرشي، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة مرفوعاً مثله.
أخرجه ابن عدي (2/ 448) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الكريم، ثنا مالك بن الخليل، حدثنا أبو علي الدارسي، ثنا يزيد بن عبد الملك بهذا، ورواه في إسناده: "ابن عمر".
وسنده واهٍ، وأبو علي الدارسي هو بشر بن عبيد.
قال ابن عدي: "منكر الحديث عن الأئمة". وختم ترجمته بقوله: "وبشر بن عبيد الدارسي هذا، بيِّنُ الضعف أيضاً، ولم أجد للمتقدمين في كلاماً، ومع ضعفه أقل جُرماً من بشر بن إبراهيم الأنصاري؛ لأن بشر بن إبراهيم إذا روى عن ثقات الأئمة أحاديث، وضعها عليهم،، وبشر بن عبيد إذا روى إنما يروي عن ضعيف مثله، أو مجهول، أو محتمل، أو يروي عمن يرويه أمثالهم". انتهى
ورواه عثمان بن عبد الرحمن، قال: ثنا عطاء بهذا.
أخرجه بن عدي في "الكامل" (5/ 161) قال: حدثنا علي ابن إسماعيل بن أبي النجم، وأبو الشيخ في "الأمثال" (16) قال: حدثنا عمرو بن الحسن الحلبي قالا: ثنا عامر بن سيار، ثنا أبو عمرو القرشي ـ عثمان بن عبد الرحمن ـ قال: حدثني عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة مرفوعاً: "زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً".
وعامر بن سيار ترجمه ابن حبان (8/ 502) وقال: "ربما أغرب". وعثمان بن عبد الرحمن، هو أبو عمرة البصري، قال ابن عدي: "منكر الحديث". وختم ترجمته بقوله: "عامة ما يرويه مناكير، إما إسناداً، وإما متناً". وناقضه الذهبي، فقال في "الميزان" (3/ 47): "وهم ابن عدي إنما هذا الوقاصي، لا الجُمحي".
وصدق الذهبي، لاسيما، وعامر بن سيار يقول: ثنا أبو عمرو القرشي وهذا ينطبق على الوقاصي، فكنيته: أبو عمرو، ونسبه ينتهي إلى
سعد بن أبي وقاص القرشي t ، والوقاصي أحد الهلكى.
وسماه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 282): "محمد بن عثمان
¥(72/494)
أبا عمرو القرشي".
وذكر الحديث في ترجمته، وغلطه الدارقطني فقال في "تعقباته على
ابن حبان" (ص 245): "قولُهُ: محمد بن عثمان خطأ، إنما هو عثمان بن عبد الله أبو عمرو الزهري الشامي، روى عنه عامر بن سيار وغيره".
كذا قال: "ابن عبد الله" والصواب أنه: "ابن عبد الرحمن" كما قال ابن عدي وغيره.
وله طرق عن أبي هريرة t :
1- الحسن البصري، عنه:
أخرجه ابن عدي (3/ 291) عن أحمد بن محمد بن عمر بن يونس والعقيلي (2/ 198) قال: حدثنا إبراهيم بن محمد، وأبو نعيم في
"أخبار أصبهان" (2/ 217)، عن محمد بن زكريا قالوا ثنا سليمان بن كرَّان، ثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعاً مثله.
وسليمان بن كران ـ براءٍ مهملة آخره نون ـ ووقع عند العقيلي
وأبي نعيم "كرَّاز" آخره زاي، وهو وجهٌ في اسمه ـ وذكر الحافظ الذهبي في "الميزان" (2/ 221) أنه وقع في نسخه عتيقة لضعفاء العقيلي بالنون.
وصوب أبو الحسن بن القطان، وابن ماكولا (7/ 172) أنه "كراز"
براءٍ مثقلةٍ وزاي.
قال العقيلي: "الغالب على حديثه الوهم".
وأورد له ابن عدي حديثين ـ هذا أحدهما ـ ثم قال: "وهذا عن مبارك بهذا الإسناد، يرويه عنه سليمان بن كران ... وهذا الحديث يُحتمل عن مبارك بن فضالة، لأن مباركاً لا بأس به".
والحسن لم يسمع من أبي هريرة t :
2 ، 3- الأعرج وأبو يونس، عنه:
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 146) قال: حدثنا عصمة ابن بجماك ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1381351#_ftn1)) بخاريُّ، حدثنا عيسى بن صالح المؤذن بمصر، ثنا روح ابن صلاح، ثنا ابن لهيعة، عن الأعرج، وأبي يونس، عن أبي هريرة مرفوعاً.
ثم رواه ابن عدي من طريق عيسى بن صالح مرة أخرى قال: ثنا روح بن صلاح، ثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً مثله.
قال ابن عدي: "وهذا الحديثان بإسناديهما ليسا بمحفوظين، ولعل البلاء فيه من عيسى هذا، فإنه ليس بمعروف".
* قُلتُ: "توبع عيسى بن صالح على حديث ابن عمر.
فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (87) قال: حدثنا أحمد بن يحيى ابن خالد، قال: نا روح بن صلاح بهذا الإسناد بلفظ:
"زوروا غبّاَ ... ". وقال: "لم يروِ هذا الحديث عن نافع، إلا يزيد بن أبي حبيب، ولا عن يزيد ابن لهيعة، تفرد به: روح بن صلاح".
وروح بن صلاح قال ابن عدي: "يقال له: ابن سيابة، ضعيف".
وكذلك ضعفه الدارقطني، ووثقه الحاكم، وذكره ابن حبان في "الثقات" وابن لهيعة سيء الحفظ، فالإسناد ضعيفٌ جداً.
4 - أبو سلمة، عنه:
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 115) من طريق عبد الرحمن بن محمد بن الجارود، ثنا هلال بن العلاء، ثنا معمر بن مخلد السروجي، ثنا عبدةُ، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً.
وعبد الرحمن بن محمد ترجمه أبو نعيم في موضع الحديث، ولم يذكر فيه شيئاً. ومعمر ـ ويقال: مُعَمَّرٍ بتشديد الميم ـ ابن خلدون السروجي من رجال "التهذيب" ووثقه النسائي، وترجمه ابن أبي حاتم (4/ 1/259)، ولم يذكر فيه شيئاً. وذكر أبو علي القشيري في "تاريخ الرقة" (ص 169): أنه مات بملطية سنة إحدى وثلاثين ومئتين، وبقية رجاله معروفون،
وهو عندي غريب جداً، ولعل آفته ابن الجارود هذا، فلست أعرف من حاله شيئاً.
ورواه ابن عُلاثة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً مثله:
أخرجه العسكري ـ كما في "المقاصد" (ص 233).
وهذا حديثٌ منكر عن الأوزاعي.
وابن عُلاثة، هو: محمد بن عبد الله بن عُلاثة، قال الحاكم: "ذاهب الحديث، يروي عن الأوزاعي وغيره أحاديث موضوعة".
وكذلك قال ابن حبان:
وقال البخاري: "في حديثه نظر".
أما ابن معين فوثقه، وابن سعد، ومشاه ابن عدي، ولكنه لا يفيده في هذا الموضع؛ لأن روايته هنا عن الأوزاعي.
5 - إسماعيل بن وردان، عنه:
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1077)، ومن طريقه ابن الجوزي في "الواهيات" (2/ 254) قال: حدثنا محمد بن الحسين ابن علي الطبري، قال: حدثنا يوسف بن أحمد بن إبراهيم الصنعاني، نا عبد الله بن مطاع، ثنا عبد الملك الدماري، عن زهير الخراساني، عن إسماعيل بن وردان،
¥(72/495)
عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله r من بيت عائشة فتبعته، ثم خرج من بيت أم سلمة فتبعته، فالتفت إليَّ ثم قال: "يا أبا هريرة زُرْ غِبّاً
تزدد حُبّاً".
وعبد الملك هو ابن محمد الدماري أبو هشام ويقال: أبو العباس وقال الذهبي: وقيل: ابن عبد الرحمن، أبو الزرقا الصنعاني، ويقال: هما شيخان رويا عن الأوزاعي، وروى عنهما عمرو بن عليّ".
وكذلك قال المزي في "التهذيب" (18/ 335 - 336).
وقال أبو زرعة الرازي: "منكر الحديث".
وقال أبو حاتم: "ليس بقوي".
كذا في "الجرح والتعديل" (2/ 2/356) ونقل عن عمرو بن علي الفلاس أنه قال: ثنا عبد الملك بن عبد الرحمن الدماري وكان ثقة". ونقل المزي في "التهذيب" أن الفلاس قال في موضع آخر: "كان صدوقاً". وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 386) وفرق البخاري وأبو حاتم بين أبي العباس
وأبي هشام. وزهير الشامي هو ابن محمد التميمي، وهو صدوق في نفسه، ولكن أهل الشام رووا عنه مناكير، كما قال أحمد، وابن معين، والبخاري، وهذه منها.
وإسماعيل بن وردان لم أجد له ترجمة، فليحرَّر، فلعله نُسِبَ إلى جده
والله أعلم.
6 - محمد بن سيرين، عنه:
أخرجه الخلعي في "الفوائد" كما في "المقاصد الحسنة" (ص 233)،
من طريق عون بن سنان الحكم، عن أبيه، عن يحيى بن عتيق،
عن ابن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعاً.
* قُلتُ: وقوله: "عون بن سنان بن الحكم" لعله خطأ من الناسخ، صوابه: عون بن الحكم بن سنان، وهو مترجم عند ابن حبان (8/ 516)، وأبوه ضعيفٌ، ولعله واهٍ. فقد قال البخاري: "عنده وهمٌ كبيرٌ، وليس له كبير إسناد". وضعفه ابن معين، وابن سعد، وأبو داود، والنسائي، وغيرهم. وقال أبو حاتم: عنده وهمٌ كبيرٌ، وليس بالقوي، ومحله الصدق، ويُكتبُ حديثه".
واعلم أن لهذا الحديث شواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة، منهم:
علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرة، وأبو ذر، وحبيب بن سلمة، ومعاوية بن حيدة، وجابر بن عبد الله، وعائشة، وأنس، وابن عباس، وأبو الدرداء رضي الله عنهم، ولا يصح حديثٌ واحدٌ من هذه الأحاديث، وقد تقدم عن ثلاثة من الحفاظ أنهم قالوا:
لا يثبت في هذا المعنى شيء. وقال حفاظ آخرون نفس مقالتهم، وقد جمع طرقه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في "جزء وتتبعها الحافظ ابن حجر في جزءٍ له سماه: "الإنارة بطرق غب الزيارة". كما قال السخاوي في "المقاصد" (ص 233) وقال: "وبمجموعها يتقوى الحديث. وكذا قال! مع أن ظاهر كلام الحافظ في "الفتح" (10/ 498 - 499) يخالف ذلك إذ قال: "وكان البخاري رَمَزَ بالترجمة إلى توهين الحديث المشهور: "زُرْ غِبّاً
تزدد حُبّاً". وقد ورد من طرق أكثرها غرائب لا يخلو واحد منها من مقال، وقد جمع طرقه أبو نعيم وغيره، وجاء من حديث علي، وأبي ذر،
وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وأبي بزرة، وهبد الله بن عمر، وأنس، وجابر، وحبيب بن مسلمة، ومعاوية بن حيدة، وقد جمعتها في جزء مفرد، وأقوى طرقه ما أخرجه الحاكم في "تاريخ نيسابور" والخطيب في "تاريخ بغداد" والحافظ بن محمد أبو محمد بن السقاء في "فوائده"
من طريق أبي عقيل يحيى ابن حبيب بن إسماعيل بن عبد الله بن حبيب
بن أبي ثابت، عن جعفر بن عون، عن هشام بن عروة، عن أبيه،
عن عائشة.
وأبو عقيل كوفي مشهور بكنيته، قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي وهو صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "ربما أخطأ وأغرب" قلت ـ يعني الحافظ ـ: واختلف عليه في رفعه ووقفه، وقد رفعه أيضاً يعقوب بن شيبة، عن جعفر بن عون، ورويناه في "فوائد أبي محمد بن السقاء" أيضاً عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن جده يعقوب. واختلف فيه على جعفر بن عون، فرواه عبد بن حميد في "تفسيره"، عنه عن أبي جناب الكلبي، عن عطاء، عن عبيد بن عمير موقوفاً في قصة له مع عائشة.
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" من طريق عبد الملك بن أبي سليمان،
عن عطاء قال: "دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة فقالت: يا عبيد
بن عمير ما يمنعك أن تزورنا؟ قال: قول الأول: "زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً". فقال عبيد بن عمير: فقالت: دعونا من بطالتكم هذه. فقال: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله r ، فذكرت الحديث في صلاته". انتهى
¥(72/496)
* قلتُ: فإذا كان أقوى طرقه باعتراف الحافظ قد وقع فيه من الاختلاف المؤثر ما قد رأيت، فما بالك بما غاب عنك، وقد مر بك حديث
أبي هريرة.
أما حديث عبد الملك بن أبي سليمان، والذي ذكره الحافظ:
فأخرجه ابن حبان (523 ـ موارد) قال: أخبرنا عمران بن موسى
وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (200 - 201) قال: حدثنا الفريابي
ـ هو جعفر ـ قالا: ثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن زكريا إبراهيم بن سويد النخعي، ثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة، فقالت لعبيد بن عمير: قد آن لك أن تزورنا، فقال: أقول يا أمَّه! كما قال الأول: "زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً" قال: فقالت: دعونا من بطالتكم هذه. قال ابن عمير: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله r ؟ قال فسكت ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي قال: "يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي" قلتُ: والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك. قالت: فقام وتطهر، ثم قام يُصلي، فلم يزل يبكي حتى بلَّ حِجرّهُ. قالت: وكان جالساً، فلم يزل يبكي r حتى بلَّ لحيته. قالت: ثم بكى حتى بلَّ الأرض، فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله تبكي! وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبداً شكوراً؟ لقد نزلت عليَّ الليلة آية، ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها:} إنَّ في خلقِ السمواتِ ... {[آل عمران: 190] الآية كلها.
وليس عند أبي الشيخ محلُّ الشاهد منه، وسنده جيد.
ووقع في "مطبوعة ابن حبان" (620 ـ الإحسان): "رطانتكم" بدل "بطانتكم"، والذين نقلوا عن ابن حبان قالوا: الثاني.
وأخرج عبد بن حميد ـ كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 164)، وأبو الشيخ في "الأخلاق" (ص 190 - 191)، عن جعفر بن عون وابن أبي الدنيا في "التفكر والاعتبار" ـ كما في "ابن كثير" ـ، وفي "الإخوان" (105)، وابن مردويه في "تفسيره" عن حشرج بن نباتة الواسطي، والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 225)، والأصبهاني في "الترغيب" (1924)، عن حكيم
بن خذام، كلهم عن أبي جناب الكلبي يحيى بن أبي حية، عن عطاء بن أبي رباح قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير ومعنا عبد الله بن عمر على عائشة رضي الله عنها فقالت: ما منعك من إتياننا، فإنا نحب زيارتك وغشيانك؟ قال: لما قال الأول: "زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً"، فضرب عبد الله
بن عمر على فخذه وقال: دعونا من أباطيلكم. حدثينا بأعجب ما رأيت من رسول الله r وذكر الحديث.
وأبو جناب الكلبي ضعيف مدلس، وقد صرح بالتحديث عند أبي الشيخ، ثم هو مُتَابَعٌ كما رأيت، لكنه جعل قوله: "دعونا من أباطيلكم" من قول
ابن عمر رضي الله عنهما. فهذا هو الصحيح في هذا الحديث، ورجحه العقيلي فقال: "هذا أولى" والله أعلم.
(تنبيه): تعقب البدر العيني في "العمدة" (22/ 145) كلام الحافظ المتقدم حيث قال: كان البخاري رمز بالترجمة إلى توهين الحديث المشهور: "زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً". فقال العيني: قال بعضهم ـ وهو يعني الحافظ وساق كلامه ـ ثم قال: هذا تخمين في حق البخاري لأنه حديث مشهور، رُويَ عن جماعة من الصحابة ... وساق أسماءهم، ثم قال: ورواه الحاكم في "تاريخ نيسابور"، والخطيب في "تاريخ بغداد" بطريق قوي ... إلخ". انتهى
* قلتُ: وهذا اختصارٌ مُخِلٌّ لكلام الحافظ: "أقوى طرقه ما رواه الحاكم ... إلخ، وكلام الحافظ أدق بلا ريب، فقوله: "أقوى طرقه" لا تساوي "بطريق قوي" كما لا يخفى. فقوله: "أقوى طرقه" لا يستلزم منه أنه قويٌ، بل يحتمل أن يكون أخفه ضعفاً، كقول الناقد وأصح شيء في الباب كذا، وهذا لا يقتضي منه أن يكون صحيحاً ومع ذلك فقد وقع في هذا التخمين في مواضع من "شرحه" ذكرتُ نماذج منها في "صفو الكدر، في المحكمة بين العيني وابن حجر" وهو على وشك التمام، يسر الله ذلك بفضله ومَنِّهِ، وقد ظهر لي بجلاء ما بين الرجلين من التفاوت في صناعة الحديث، والنظر في علله والحكم على رجاله، وهذا الذي ذكرته كأنه محل إجماع بين كل العلماء الذين جاءوا بعدهما. فمن عجب أن يقول شيخ الجهمية، وإمام متعصبة الحنفية في العصر الحديث .. محمد زاهد الكوثري، وهو يقارن بين شرحي الحافظ والعيني يقول: "وليس الشهاب في كل حين بثاقب، بينما البدر ملتمع الأنوار من كل جانب"
¥(72/497)
وهذه حذلقة لفظية لا طائل تحتها، إذ أن الشهاب لا يكون إلا ثاقباً، وهذا الكلام مني لا ينفي أن يكون لكتاب "البدر" بعض ما يميزه على كتاب "الشهاب"، وقد ذكرت بعضه في المصدر
نفس المصدر السابق
([1]) هو: عصمةُ بن أبي عصمة أبو عمرو البخاري، مترجم في "تاريخ دمشق" (42/ 285) ولم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[20 - 10 - 10, 01:43 ص]ـ
8 - دخلت مع بعض أضيافي مسجد البلدة بعد انقضاء صلاة العشاء، فأقيمت الصلاة فاعتزلنا بعض الأضياف وقال:
إن الجماعة الثانية في المسجد لا تجوز، وصلى منفرداً عنا،
فهل ما فعله صحيح؟
والجواب: إن كان قصد بعدم الجواز أن الصلاة باطلة، فهذا قولٌ ظاهر الخطأ لم يقل به أحدٌ من أهل العلم فيما أعلم، ويدل على ذلك قول
النبي r: " تفضل الصلاة في الجميع على صلاة الرجل وحده خمساً وعشرين". ورواه عن النبي r جمع من الصحابة كابن مسعود وأبي هريرة وأبي سعيد وعائشة رضي الله عنهم أجمعين، وفي حديث ابن عمر: "سبعاً وعشرين" ولو قال النبي r : " لا تجزئ" لدل على البطلان، وإن قصد الكراهة فهذا أحد قولي العلماء وبه قال ابن عون، والثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وأبو حنيفة، ومالك، وابن المبارك، والشافعي، وعبد الرزاق بن همام صاحب "المصنف"، وأحمد في إحدى الروايات لكنه خصه بالحرمين.
والمذهب الآخر، وهو: جواز الجماعة الثانية وأنه لا كراهة فيها، وهذا قول أحمد وهو الصحيح عند الحنابلة، وإسحاق، وأبي يوسف ومحمد،
وداود بن علي، وأبي ثور، وهو قول جمهرة من علماء الحديث كالدارمي، وأبي داود، والترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان وابن المنذر، والحاكم، وابن حزم وغيرهم.
فقال الدارمي ومن يأتي ذكره بعد ما رووا حديث أبي سعيد الخدري t
عن النبي r وقد أبصر رجلاً يصلي وحده: "ألا رجل يتصدق على هذا
فيصلي معه".
قال الدارمي: باب صلاة الجماعة في مسجد قد صلى فيه مرة.
وقال أبو داود: باب الجمع في المسجد مرتين.
وقال الترمذي: باب الجماعة في مسجد قد صلى فيه.
وقال ابن خزيمة: باب الرخصة في الصلاة جماعة في المسجد الذي جُمع فيه مرة، ضد قول من زعم أنهم يصلون فرادى، إذا صُلِّي في المسجد
جماعة مرة.
وقال ابن حبان: ذكر الإباحة لمن صلى في مسجد الجماعة أن يصلي فيه مرة أخرى جماعة.
وقال ابن المنذر: ذكر الرخصة في الصلاة جماعة في المسجد الذي
جُمِع فيه.
قُلتُ: وهذا هو الصواب كما يأتي إن شاء الله تعالى.
وقد احتج القائلون بالمنع بأدلة منها:
1 - ما أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4601) قال: حدثنا عبدان بن أحمد، وأيضاً (6820) قال: حدثنا محمد بن هارون، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2398) قال: حدثنا محمد بن الفيض الغساني قال ثلاثتهم: ثنا هشام بن خالد الدمشقي، قال: نا الوليد بن مسلم قال: أخبرني أبو مطيع معاوية بن يحيى، عن خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه أن رسول الله r أقبل من نواحي المدينة يريد الصلاة، فوجد الناس قد صلوا، فمال إلى منزله فجمع بأهله فصلى بهم.
قال الطبراني: "لم يَروِ هذا الحديث عن خالد الحذاء إلا معاوية بن يحيى، ولا رواه عن معاوية إلا الوليد بن مسلم، تفرد به هشام بن خالد، ولا يُروى عن أبي بكرة إلا بهذا الإسناد".
وقال ابن عدي: "وهذا عن خالد الحذاء لا يرويه غير معاوية".
قالوا: ووجه الدلالة من الحديث أن النبي r لما فاتته الجماعة الأولى رجع إلى بيته وصلى بأهله جماعة، ولو جاز أن يصلي في المسجد مرة أخرى بعد جماعة الإمام، لما عدل عن المسجد لفضله، وفي العادة سيجد من يُصلي معه ممن كان يصحبه، أو من الماكثين في المسجد.
2 - ما أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث أبي هريرة مرفوعاً: "لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس، ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها فآمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم، ولو علم أحدهم أن يجد عظماً سميناً لشهدها" يعني صلاة العشاء.
¥(72/498)
قالوا: ووجه الدلالة من هذا الحديث أن الجماعة الثانية لو كانت مشروعة لما حرق بيوتهم، ولجاز لهذا المتخلف أن يتذرع بذلك ويقول: سأصلي في الجماعة الثانية، فثبت بذلك أن وجوب الإتيان إلى الجماعة الأولى يستلزم كراهة الثانية في المسجد الواحد، ثم أن تكرار الجماعة في المسجد الواحد يؤدي إلى تقليل الجماعة الأولى وهذا غير مستحب.
3 - ما أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج9/رقم 9380) عن عبد الرزاق، وهذا في "المصنف" (ج2/رقم 3883) عن مَعْمَرٍ، عن حماد،
عن إبراهيم، أن علقمة والأسود أقبلا مع ابن مسعود إلى المسجد فاستقبلهم الناس قد صلوا، فرجع بهما إلى البيت فجعل أحدهما عن يمينه
والآخر عن شماله ثم صلى بهما.
قالوا: وهذا إسناد جيد.
ووجه الدلالة منه على المطلوب واضح.
قالوا: وكذلك ورد ذكر كراهة الجماعة الثانية في المسجد الذي صُلِّي فيه مرةً عن جماعة من التابعين منهم: الأسود بن يزيد، وسالم بن عبد الله ابن عمر، والحسن البصري، والقاسم بن أبي بكر، وأبو قلابة الجرمي
في آخرين.
* قُلتُ: هذا هو أظهر أدلة المانعين، وثمَّ معنى آخر أظهره الإمام الشافعي رحمه الله، ولم يطنب أحدٌ في ذكر المنع مثله رحمه الله تعالى.
فقال في "الأم" (2/ 292): "وكل جماعة صلى فيها رجل في بيته، أو في مسجد صغير، أو كبير قليل الجماعة أو كثيرها، أجزأت عنه، والمسجد الأعظم، وحيث كثرة الجماعة أحب إليَّ، وإن كان لرجلٍ مسجدٌ يُجمعُ فيه، ففاتته فيه الصلاة فإن أتى مسجد جماعة غيره، كان أحب إليَّ؛ وإن لم يأته وصلى في مسجد منفرداً، فحسنٌ، وإذا كان للمسجد إمامٌ راتبٌ ففاتت رجلاً أو رجالاً فيه الصلاة صلوا فُرادى، ولا أحب أن يصلوا فيه جماعة، فإن فعلوا أجزأتهم الجماعة فيه، وإنما كرهت ذلك لهم؛ لأنه ليس مما فعل السلف قبلنا، بل قد عابه بعضهم.
قال: وأحسب كراهة من كره ذلك منهم إنما كان لتفرق الكلمة، وأن يرغب رجل عن الصلاة خلف إمام جماعة فيتخلف هو ومن أراد عن المسجد في وقت الصلاة، فإذا قضيت دخلوا فجمعوا، فيكون في هذا اختلاف وتفرق كلمة، وفيهما المكروه. وإنما كره هذا في كل مسجد له إمام ومؤذن. فأما مسجدٌ بُني على ظهر الطريق، أو ناحية لا يؤذن فيه مؤذن راتب ولا يكون له إمام معلوم ويصلي فيه المارة، ويستظلون، فلا أكره ذلك فيه؛ لأنه ليس فيه المعنى الذي وصفت من تفرق الكلمة، وأن يرغب رجالٌ عن إمامة رجل، فيتخذون إماماً غيره.
وإن صلى جماعة في مسجد له إمام، ثم صلى فيه آخرون في جماعة بعدهم كرهت ذلك لهم، لما وصفت وأجزأتهم صلاتهم". انتهى
* قُلتُ: والجواب عن أدلتهم من حيث ترتيبها أن يقال:
أما الدليل الأول وهو: أن النبي r لما فاتته الصلاة صلى في بيته فلا يصح، ففي إسناده معاوية بن يحيى الأطرابلسي أبو مطيع، وقد وثقه غير واحد، وضعفه ابن معين في رواية، وأبو القاسم البغوي، والدار قطني، وأورد له ابن عدي هذا الحديث مما استُنكِرَ عليه، ولا جرم، فإن مثل
خالد بن مهران الحذاء في كثرة أصحابه الثقات، لا يحتمل لمثل معاوية
بن يحيى أن يتفرد عنه بخير، فإن هذا من علامة الحديث المنكر، ثم الوليد بن مسلم لم يصرح في كل طبقات السند، وكان من المشهورين بتدليس التسوية.
أما الدليل الثاني: فما أصحه من دليل، ولكن لا يتم الاستدلال به على المطلوب؛ لأنه لم يتذرع أحد أصلابه بأنه سيصلي في الجماعة الثانية، بل لعل هذا الفهم لم يخطر لأحد منهم على بال، ومن البين أن الذين قصدهم النبي r بهذا التحريق هم جماعة من المنافقين، كما أخرجه البخاري (2/ 141) وغيره عن أبي هريرة مرفوعاً: "ليس صلاةٌ أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيها لأتوها ولو حبواً، لقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم، ثم آمر رجلاً يؤم الناس، ثم آخذ شُعلاً من نار، فأحرق على من لم يخرج إلى الصلاة يعدُ".
وذكر الحافظ في "الفتح" (2/ 141) أنه وقع للكشميهني بدل "بعدُ": "يقدِرُ" أي: لا يخرجُ وهو يقدر على المجيء إلى المسجد. انتهى
أما لماذا همَّ النبي r على تحريق بيوتهم ولم يفعل؟
فالجواب: أن في هذه البيوت من لا تجب عليهم صلاة الجماعة مثل
النساء والصغار.
أما الدليل الثالث: وهو أثر ابن مسعود t فليس إسناده جيداً كما قلتم،
¥(72/499)
فإن فيه جماد بن أبي سليمان وهو كما قال أبو حاتم: "مستقيم في الفقه،
فإذا جاء الآثار شوش".
وكلام العلماء فيه يدل على أنه ليس بعمدةٍ في الحفظ.
وقد اختلف عليه، وخولف فيه.
أما الاختلاف عليه، فقد رواه حماد بن زيد، عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم، عن ابن مسعود أنه صلى بعلقمة والأسود، فقام بينهما ولم يقل: إن ابن مسعود أتى المسجد فوجد الناس قد صلوا فرجع إلى البيت فصلى.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج9 / رقم 9383) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا حجاج، ثنا حماد، عن حماد بهذا.
وهذا إسنادٌ منقطع بين إبراهيم النخعي، وابن مسعود، وهو محمولٌ على أن إبراهيم تلقاه عن علقمة أو الأسود، أو عنهما جميعاً.
وقد أخرجه الطبراني أيضاً (9382) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز،
ثنا حجاج بن منهال، ثنا حماد، عن داود، عن الشعبي، عن علقمة،
أن ابن مسعود صلى به وبالأسود فقام بينهما.
أما أنه خولف فيه .. فقد خالفه الأعمش، فرواه عن إبراهيم، عن الأسود وعلقمة، قالا: أتينا عبد الله بن مسعود في داره، فقال: أصلى هؤلاء خلفكم؟ فقلنا: لا. قال: فقوموا فصلوا، فلم يأمرنا بأذان ولا إقامة. قال: وذهبنا لنقوم خلفه، فأخذ بأيدينا فجعل أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله. قال فلما ركع وضعنا أيدينا على ركبنا، قال: فضرب أيدينا وطبق بين كفيه، ثم أدخلهما بين فخذيه. قال: فلما صلى قال: إنه سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن ميقاتها، ويخنقونها إلى شرق الموتى، فإذا رأيتموهم قد فعلوا ذلك، فصلوا الصلاة لميقاتها، واجعلوا صلاتكم معهم سُبحة، وإذا كنتم ثلاثة فصلوا جميعاً، وإذا كنتم أكثر من ذلك فليؤمكم أحدكم، وإذا ركع أحدكم فليفرش ذراعيه على فخذيه، وليجناً، وليطبق بين كفيه، فلكأني أنظر إلى اختلاف أصابع رسول الله r فأراهم.
أخرجه ابن أبي شيبة (2303، 7673)، ومسلم (534/ 26)، وأبو داود (868)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1176)، والبيعقي (2/ 83)
عن أبي معاوية، ومسلم (534/ 27) وأبو نعيم (1178) عن جرير
بن عبد الحميد، ومسلم أيضاً.
وأبو عوانة (1803) عن علي بن مسهر، ومسلم (534/ 27) عن مقضل بن فضالة، والنسائي (2/ 50، 183 - 184) وأحمد (1/ 447) عن شعبة، والنسائي (2/ 49 - 50) وابن خزيمة (1636)، وابن حبان (1874)، والهيثم بن كليب في "المسند" (368)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1176) عن عيسى بن يونس، وعبد الرزاق في "المصنف" (ج2/رقم 3884)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (ج9 / رقم 9381) عن سفيان الثوري، وابن أبي شيبة (2554)، وأبو نعيم (1176) عن محمد بن فضيل، وأبو عوانة (1804) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 229) عن حفص بن غياث، وأبو عوانة (1805) عن زهير بن معاوية، كلهم عن الأعمش بهذا الإسناد.
وكذلك رواه منصور بن المعتمر، عن إبراهيم بهذا.
أخرجه مسلم (5340/ 28) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، والبزار في "المسند" (1479 ـ البحر)، وابن صاعد في "مسند ابن مسعود" (ق 32/ 2)، وأبو نعيم (1178) عن محمد بن عثمان بن كرامة
وأبو عوانة (1806) قال: حدثنا أبو أمية ـ هو الطرسوسي ـ والطحاوي (1/ 229) قال: قنا علي بن شيبة، والهيثم بن كليب (367) عن سليمان
بن معبد، وقالوا: ثنا عبد الله بن موسى، ثنا إسرائيل، عن منصور بهذا.
قال البزار: "لا نعلم رواه عن منصور بهذا الإسناد إلا إسرائيل".
* قلت: فقد رأيت أنه لم يقع في روايتهما ذكرٌ لإتيان ابن مسعود المسجد فوجد الناس قد صلوا فانصرف وصلى في بيته، وهو الشاهد الذي اتكأ عليه من منع تكرار الجماعة في المسجد، فتكون رواية حماد بن أبي سليمان منكرة، والله أعلم.
وقد ورد عن ابن مسعود ما يخالف ذلك.
فأخرج ابن أبي شيبة (7182) قال: حدثنا إسحاق الأزرق، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن سلمة بن كهيل، أن ابن أبي مسعود دخل المسجد، وقد صلوا فجمع بعلقمة ومسروق والأسود.
وإسناده منقطع، وسلمة بن كهيل لم يلق أحداً من أصحاب النبي r إلا جُندُبَاً وأبا جُحيفة، كما قال عليِ بن المديني وابن معين، ووُلِدَ سلمة بن كهيل سنة (47)، وابن مسعود مات في خلافة عثمان.
وأما ما ذكروه عن الحسن البصري قال: كان أصحاب محمد r إذا دخلوا المسجد وقد صُلِّى فيه، صلوا فُرادى.
¥(72/500)
أخرجه ابن شيبة (7188) قال: حدثنا وكيع، عن أبي هلال، عن كثر، عن الحسن فذكره.
وهذا إسنادٌ ضعيف بل منكر .. وأبو هلال الراسبي محمد بن سليم
تَعرِفُ وتُنكِرُ. وقد رواه بإسناد صحيح عن الحسن من قوله.
أخرجه عبد الرزاق (3426) عن الثوري، وابن أبي شيبة
(7189، 7186) عن هيثم بن بشير، وإسماعيل بن عُليَّة، ثلاثتهم عن يونس بن عبيد، عن الحسن قال: يصلون فرادى، وعن عبد الرزاق: وحداناً، قال عبد الرزاق: وبه يأخذ الثوري، وبه نأخذ أيضاً.
فالصحيح: أنه من قول الحسن، وليس فيه ذكر أصحاب النبي r .
فلم يبق إلا ما ذكروه عن بعض التابعين، فيعارضون بمثل عددهم وزيادة من التابعين مثل عُدي بن ثابت، وعطاء بن أبي رباح، ومكحول، وسلم بن عطية، وقتادة، بل نُقِل عن الحسن أنه كان لا يرى بأساً أن تُصلى الجماعة بعد الجماعة في مسجد الكلاء بالبصرة.
أخرجه ابن أبي شيبة (7176) قال: ثنا حفص، عن أشعث، عن الحسن، وهذا سند جيد.
بل أظهر الحسن علة لترك إقامة الجماعة الثانية:
فأخرج ابن أبي شيبة (7177) قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا منصور، عن الحسن قال: إنما كانوا يكرهون أن يجمعوا مخافة السلطان.
وهذا إسنادٌ صحيح. ووجه هذا الكلام عندي أن الذين كانوا يرغبون عن إمام المسجد هم أهل البدع والأهواء، فخشيَّ أهل السنة إن فعلوا ذلك أن يُظنَّ أنهم من أهل البدع فيوقعون بهم العقوبة.
فهذا يدل على أن أصل المسألة عند الحسن هو الجواز.
ثم وثقت على كلام لابن عبد البر رحمه الله بهذا المعنى، فقال في "الاستذكار" (4/ 64 - 65): "هذه المسألة ـ يعني الجماعة الثانية ـ لا أصل لها إلا إنكار أهل الزيغ والبدع، وألا يُتركوا وإظهار نحلتهم، وأن تكون كلمة السنة والجماعة هي الظاهرة؛ لأن أهل البدع كانوا يرتقبون صلاة الإمام، ثم يأتون بعده، فيجمعون لأنفسهم بإمامهم، فرأى أهل العلم
أن يُمنعوا من ذلك، وجعلوا الباب باباً واحداً، فمنعوا منه الكل، والأصل
ما وصفتُ لك". انتهى
يعني: من الجواز، وهذا يدلك على أن المنع كان سداً للذريعة.
ونقل ابن حزم في "المحلى" (4/ 237) قول مالك: "لا تُصلَّى فيه جماعة أخرى، أن لا يكون له إمامٌ راتبٌ، واحتج له مقلدوه بأنه قال هذا قطعاً لأن يفعل ذلك أهل الأهواء" ثم ردَّ على ذلك قائلاً: "ومن كان من أهل الأهواء لا يرى الصلاة خلف أئمتنا، فإنهم يصلونها في منازلهم ولا يعتدُّون بها في المساجد مبتدأة أو غير مبتدأة مع إمام من غيرهم، فهذا الاحتياط لا وجه له، بل ما حصلوا إلا على استعجال المنع مما أوجبه الله تعالى من أداء الصلاة في جماعة، خوفاً من أمر لا يكاد يوجد ممن لا يبالي باحتياطهم".انتهى
وقد أبدى البيهقي رحمه الله علة أخرى لكراهة الحسن فقال في "سننه الكبير" (3/ 70):
"كراهية الحسن البصري محمولة على موضع يكون الجماعة فيه بعد أن صُلِّيَ: تفرُّقُ الكلمة".
وقد بوَّب البيهقي على هذا الأثر وغيره بقوله: "باب الجماعة في مسجد قد صُلَّى فيه، إذا لم يكن فيها تفرق الكلمة" وكذلك قال في "المعرفة" (4/ 113).
* قُلتُ: وفي هذا بيان للعلة التي ذكرها الشافعي في كلامه وبنى عليها فتواه بكراهية الجماعة الثانية، وهي خشية أن تتفرق الكلمة، والحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً، وهذا المعنى مفقود في زماننا هذا، وإن كان ملحوظاً في زمان السابقين، فنحن الآن في زمن تَركَ فيه كثيرٌ من الناس الصلاة، فقلَّ من الناس ـ بسبب الجهل والتفلت ـ من يلاحظ هذا المعنى الذي رآه الشافعي.
ولستُ أُنكِرُ أن تؤدي الإباحة إلى بعض ما كرهه الشافعي، وقد وقع التنبيه على هذا في كلام الشيخ المحدث النبيل أبي الأشبال أحمد شاكر، فقال في حاشيته على "سنن الترمذي" (1/ 431 - 432):
¥(73/1)
"والذي ذهب إليه الشافعي من المعنى في هذا الباب صحيحٌ جليلٌ، يُنبئ عن نظر ثاقب، وفهم دقيق، وعقل درَّاك لروح الإسلام ومقاصده، وأول مقصد للإسلام، ثم أجلُّه وأخطرُهُ: توحيد كلمة المسلمين، وجمع قلوبهم على غاية واحدة .. وهي إعلاء كلمة الله وتوحيد صفوفهم في العمل لهذه الغاية، والمعنى الروحي في هذا اجتماعهم على الصلاة، وتسوية صفوفهم فيها أولاً، كما قال رسول الله r : " لتُسَوُّنَّ صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم"، وهذا شيء لا يدركه إلا من أنار الله بصيرته للفقه في الدين، والغوص على درره، والسمو إلى مداركه، كالشافعي وأضرابه، وقد رأى المسلمون بأعينهم آثار جماعتهم في الصلاة
واضطراب صفوفهم، ولمسوا ذلك بأيديهم، إلا من بطلت حاسته وطُمِسَ على بصره، وإنك لتدخل كثيراً من مساجد المسلمين فترى قوماً يعتزلون الصلاة مع الجماعة ـ طلباً للسنة كما زعموا ـ ثم يقيمون جماعات أخرى لأنفسهم، ويظنون أنهم يقيمون الصلاة بأفضل مما يقيمها غيرهم، ولئن صدقوا لقد حملوا من الوزر ما أضاع صلاتهم، فلا ينفعهم ما ظنوه من الإنكار على غيرهم قي ترك بعض السنن أو المندوبات، وترى قوماً آخرين يعتزلون مساجد المسلمين، ثم يتخذون لأنفسهم مساجد أخرى، ضراراً وتفريقاً للكلمة، وشقاً لعصا المسلمين، نسأل الله العصمة والتوفيق، وأن يهدينا إلى جمع كلمتنا، إنه سميع الدعاء.
وهذا المعنى الذي ذهب إليه الشافعي لا يعارض حديث الباب، فإن الرجل الذي فاتته الجماعة لعذرٍ، ثم تصدق عليه أخوه من نفس الجماعة بالصلاة معه ـ وقد سبقه بالصلاة فيها ـ هذا الرجل يشعر في داخلة نفسه كأنه متحدٌ مع الجماعة قلباً وروحاً، وكأنه لم تفته الصلاة. وأما الناس الذين يُجمِّعون وحدهم بعد صلاة جماعة المسلمين فإنما يشعرون أنهم فريق آخر، خرجوا وحدهم، وصلوا وحدهم.
وقد كان من تساهل المسلمين في هذا، وظنهم أن إعادة الجماعة في المساجد جائزة مطلقاً أن فشت بدعةٌ منكرةٌ في الجوامع العامة، مثل الجامع الأزهر والمسجد المنسوب للحسين عليه السلام وغيرهما بمصر، ومثل غيرهما في بلاد أخرى، فجعلوا في المسجد الواحد إمامين راتبين
أو أكثر، ففي الجامع الأزهر ـ مثلاً ـ إمام للقبلة القديمة، وآخر للقبلة الجديدة، ونحو ذلك في مسجد الحسين عليه السلام، وقد رأينا فيه
أن الشافعية لهم إمامٌ يصلي بهم الفجر في الغلس، والحنفيون لهم آخرٌ يصلي الفجر بإسفار، ورأينا كثيراً من الحنفيين من علماء وطلاب
وغيرهم ينتظرون إمامهم ليصلي بهم الفجر، ولا يُصلون مع
إمام الشافعيين والصلاة قائمة، والجماعة حاضرة، ورأينا فيهما
وفي غيرهما جماعات ُقام متعددة في وقتٍ واحدٍ، وكلهم آثمون،
وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، بل قد بلغنا أن هذا المنكر كان في الحرم المكي، وأنه كان يُصلي فيه أئمة أربعة، يزعمون للمذاهب الأربعة، ولكنا لم نر ذلك، إذ أننا لم ندرك هذا العهد بمكة، وإنما حججنا في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وسمعنا أنه أبطل هذه البدعة، وجمع الناس في الحرم على إمام واحدٍ راتبٍ، ونرجو أن يوفق الله علماء الإسلام لإبطال هذه البدعة من جميع المساجد في شتى البلدان، بفضل الله وعونه، إنه سميعٌ مُجيبُ الدعاء". انتهى
* قُلتُ: فلو وقع في مجتمع من الناس، ما خشي منه الشافعي، فلا شك في كراهية الجماعة الثانية، ولكن أين زماننا من زمن أسلافنا، وحيث كان الإسلام هو الحاكم، ورأبته تظلل الممالك والدول، ويمشي الفرد بأمان الإسلام، أما في زماننا فقد أطلت البدعُ علينا من كل صوب وتهجموا على مصادرنا الأصلية، وأظهروا عُوارَها ـ زعموا ـ حتى بلغ السيل الرُّبى، والله المستعان. لكن ـ كما قُلتُ لك ـ قلَّ من يلحظ المعنى الذي خشيَّ الشافعي مغبته.
أما العلة الثانية التي وقعت في كلام الشافعي رحمه الله، وأسس عليها حكمه بكراهة الجماعة الثانية، فهي قوله: "وإنما كرهت ذلك لهم لأنه ليس مما فعل السلف قبلنا". انتهى
ولا شك أن التعليل بهذا قويٌ ومؤثرٌ، لكننا وجدنا من السلف قبلنا من فعل هذا، وقد نص الترمذي على ذلك فقال: "وهو قولُ غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي r وغيرهم من التابعين". انتهى
¥(73/2)
بل قد حدث هذا في زمان النبي r ، فقد روى سليمان الناجي، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد قال: جاء رجل وقد صلى النبي r فقال: "أيكم يتَّجر على هذا؟ " فقام رجل فصلى معه.
أخرجه الترمذي (220)، وابن خزيمة (1932)، وابن أبي شيبة (2/ 320)، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" (4/ 238)، وابن عبد البر في "الاستذكار" (4/ 68) عن عبدة بن سليمان، وأحمد (3/ 45) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وأحمد أيضاً (3/ 5)، وأبو يعلي (1057)، وابن حبان (2399) عن ابن أبي عدي، وعبد بن حميد في "المنتخب" (936)، والبيهقي (3/ 69) عن محمد بن يشر العبدي، كلهم عن سعيد بن
أبي عروبة، عن سليمان الناجي بهذا الإسناد.
قال ابن حزم: "لو ظفروا بمثل هذا، لطاروا به كل مطار".
يعني: لصحته وظهور دلالته.
وتوبع سعيد بن أبي عروبة.
تابعه وهيب بن خالد، فرواه عن سليمان الناجي بسنده سواء.
أخرجه أبو داود (574)، ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستذكار" (4/ 67)، والحاكم (1/ 209)، والبيهقي (3/ 68 - 69) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، وأحمد (3/ 64)، والدارمي (1/ 258)، والبيهقي في "المعرفة" (5629) عن عفان بن مسلم والدارمي (1/ 258)،
وابن الجارود في "المنتقى" (330)، والبيهقي في "سننه" (3/ 68)،
وفي "المعرفة" (5628) عن سليمان بن حرب، والطبراني في "الصغير" (606، 665) عن عبد الله بن معاوية الجُمَحي، كلهم عن وهيب بن خالد، عن سليمان الناجي بهذا.
قال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وسليمان الأسود هذا هو سليمان بن سحيم، وقد احتج به مسلم وبأبي المتوكل، وهذا الحديث أصلٌ في إقامة الجماعة في المساجد مرتين".
* قلتُ: كذا قال! وسليمان الناجي ليس هو ابن سحيم، ويقال: سليمان الأسود أبو محمد البصري كما ذكر البخاري في "علل الترمذي الكبير"
(ص 210)، وثقه ابن معين، وابن المديني، وأحمد بن صالح
في آخرين، ولم يحتج به مسلم، إنما احتج بمسلم بن سحيم، ولم يخرج له إلا حديثاً واحداً (479/ 207، 208) في مرض النبي r ، أما قول الطحاوي في "مختصر اختلاف العلماء" (1/ 252) بأن سليمان الناجي
غير معروف فمردود بما سبق.
ورواه عن بن عاصم، قال: أخبرنا سليمان الناجي بهذا بلفظ:
صلى رسول الله r بأصحابه الظهر، قال: فدخل رجلٌ من أصحابه، فقال النبي r : " ما حبسك يا فلان عن الصلاة؟ " قال: فذكر شيئاً اعتل به. قال: فقام يُصلي، فقال رسول الله r : " ألا يتصدق رجلٌ على هذا فيصلي معه؟ قال: فقام رجلٌ من القوم فصلى معه.
أخرجه أحمد (3/ 85). وعليُّ بن عاصم تكلم فيه أحمد وغيره من النقاد، وأجمعُ كلامٍ فيه ما قاله يعقوب بن شيبة ـ فيما رواه عن الخطيب في "تاريخه" (11/ 446 - 447) قال: "سمعت عليُّ بن عاصم على اختلاف أصحابنا فيه، منهم من أنكر عليه كثرة الخطأِ والغلط، ومنهم من أنكر عليه تماديه في ذلك، وتركه الرجوع عما يخالفه الناس فيه، ولجاجته فيه وثباته على الخطأ، ومنهم من تكلم في سوء حفظه واشتباه الأمر عليه في بعض ما حدَّث به، من سوء ضبطه وتوانيه عن تصحيح ما كتب الورَّاقون له، ومنهم من قصته عنده أغلظ من هذه القصص، وقد كان رحمة الله علينا وعليه من
أهل الدين والصلاح والخير البارع، شديد التوقي، وللحديث آفاتٌ تُفسِده".انتهى
* قلتُ: وقد ورد أن الذي صلى مع هذا المتأخر: أبو بكر الصديق t .
أخرجه أبو داود في "المراسيل" (28)، ومن طريقه البيهقي (3/ 69 - 70) قال: حدثنا محمد بن العلاء، نا هشيم ـ يعني ابن بشير ـ
نا خطيب بن زيد، عن الحسن قال: فقام أبو بكر فصلى معه، وقد كان صلى مع رسول الله r .
وهذا مرسلٌ جيد الإسناد.
وثمة شواهد أخرى لحديث أبي سعيد t :
1- حديث أبي أُمامة t :
أخرجه أحمد (5/ 254) قال: حدثنا عليُّ بن إسحاق، وأيضاً (5/ 269) قال: حدثنا هشام بن سعيد، وأبو يعلي في "مسنده" كما في
"إتحاف الخيرة" (1746) عن محمد بن بكار، والطبراني في "الكبير"
(ج8 / رقم 7857) عن سريج بن النعمان، أربعتهم: ثنا ابن المبارك، ثنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله ابن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة أن النبي r رأى رجلاً يصلي فقال: "ألا رجلٌ يتصدق على هذا فيصلي معه؟ "، فقام رجل فصلى معه، فقال
رسول الله r : " هذان جماعة".
¥(73/3)
وهذا سندٌ ضعيفٌ جداً، وعلي بن يزيد الألهاني متروك، وعبيد الله
بن زحر ليس بعُمدة.
وقال الطحاوي في "مختصر اختلاف العلماء" (1/ 252): "هذا إسنادٌ
لا تقوم الحجة بمثله". وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/ 62 - 63) في ترجمة "عبيد الله
بن زحر": "منكر الحديث جداً، يروي الموضوعات عن الأثبات، وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات، وإذا اجتمع في إسناد خبرٍ: عبيد الله
بن زخر، وعلي بن يزيد، والقاسم أبو عبد الرحمن لا يكون متن ذلك الخبر إلا مما عملت أيديهم ... ".
* قُلتُ: بالغ ابن حبان، ولم أر أحداً من العلماء اتهم عبيد الله بن زحر بالوضع، والقاسم صاحب أبي أمامة t ، فحاشاه أن يضع الحديث، وآفة هذا الإسناد هو علي بن يزيد الألهاني فإنه ساقط.
وقد تابعه من هو مثله في السقوط ألا وهو جعفر بن الزبير، فرواه عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة مثله.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج 8 / رقم 7974) قال: حدثنا أحمد بن عمرو العمي النحاس البصري، ثنا عبيد الله بن سعد، ثنا عمي وأبي، وعمر ابن إسحاق، ثنا الحسن بن دينار، عن جعفر بن الزبير بهذا.
والحسن بن دينار كذبه أحمد وابن معين، وتركه وكيع كما قال ابن حبان وكذلك تركه ابن مهدي وابن المبارك ويحيى بن القطان، وضعفه الدارقطني في "العلل" (1/ 276).
وخالفهما يحيى بن الحارث الذماري، فرواه عن القاسم بن عبد الرحمن قال: دخل رجلٌ المسجد ولم يدرك الصلاة، فقال رسول الله r : " ألا رجلٌ يتصدق على هذا فتتم له صلاته؟ "فقام رجلٌ فصلى معه، فقال النبي r : " وهذه من صلاة الجماعة".
أخرجه أبو داود في "المراسيل" (26) قال: حدثنا أبو توبة، نا الهيثم ـ يعني: ابن حميد ـ عن يحيى بن الحارث بهذا مرسلاً.
وهذا مرسلٌ جيد الإسناد.
ويحيى بن الحارث الذماري ثقة.
وخالفه مسلمة بن عليُّ الخُشني، فرواه عن يحيى بن الحارث، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة مرفوعاً: "الاثنان فما فوقهما جماعة".
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6620 ـ طبع الطحان)، وفي "مسند الشاميين" (877)، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2316) من طريقين عن مسلمة بن علي.
ومسلمة متروك الحديث، والمرسل أصح.
2 - حديث أنس t :
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 1645) من طريق محمد بن عبد الله ـ هو الأنصاري ـ عن عباد بن منصور، قال: رأيت أنس بن مالك
دخل مسجداً بعد العصر وقد صلى القوم، ومعه نفرٌ من أصحابه فأمَّهم، فلما انفتل قيل له: أليس يُكرهُ هذا؟ فقال: دخل رجلٌ المسجد وقد صلى رسول الله r الفجر، فقام قائمٌ ينظر، فقال: ما لك؟ قال: أريد أن أصلي، فقال النبي r : " ألا رجل يصلي مع هذا؟ "، فدخل رجلٌ فأمرهم النبي r أن يصلوا جميعاً.
وعباد بن منصور ضعفه أكثر أهل العلم.
وله طريقٌ آخر:
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7286) قال: حدثنا محمد بن العباس الأخرم، والدار قطني (1/ 276) قال: حدثنا يحيى بن محمد ابن صاعد قالا: ثنا عمر بن الحسن الأسدي، ثنا أبي، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس أن رجلاً جاء وقد صلى النبي r ، فقام يُصلي وحده، فقال النبي r : " من يتَّجرُ على هذا فيصلي معه؟ ".
قال الطبراني: "لم يروه عن حماد بن سلمة إلا محمد بن الحسن الأسدي".
* قُلتُ: ومحمد بن الحسن توقف فيه الهيثمي في "المجمع" (2/ 46) فقال: "إن كان ابن زُبَالة فهو ضعيف". انتهى
وليس هو، بل محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي كما وقع عند الدارقطني، وقد تكلم جمع من النقاد فيه، فقال ابن معين في رواية:
"ليس بشيء" وضعفَّه الفسوي في "المعرفة" (3/ 56)، وقال العقيلي:
"لا يتابع على حديثه"، وكذلك ضعفه ابن حبان، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" والساجي، ووثقه آخرون من النقاد، فمثله لا يُحتمل له التفرد عن مثل حماد بن سلمة في كثرة أصحابه، فتجويد الزيلعي في "نصب الراية" (2/ 58) لإسناده غير جيد، والله أعلم.
وقد اختلف فيه على ثابت البُناني.
فرواه عنه حماد بن سلمة فجعله من "مسند أنس".
ورواه الحسن بن أبي جعفر، عن ثابت، عن أبي عثمان النهدي،
عن سلمان الفارسي t مثله.
أخرجه البزار (2538 ـ البحر)، وعنه الطبراني في "الكبير"
(ج6 / رقم 6140) من طريق أبي جابر محمد بن عبد الملك، ثنا الحسن
بن أبي جعفر بهذا.
¥(73/4)
وأبو جابر والحسن ضعيفان. والصحيح في هذا ما أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 220) قال: حدثنا هشيم وعبد الرزاق (3427، 3428) عن معمر والثوري ثلاثتهم عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان قال: دخل رجلٌ المسجد وقد صلى النبي r ، فقال: "ألا رجل يتصدق على هذا فيقوم فيصلي معه؟ ".
وهذا مرسل صحيح الإسناد.
3 - حديث عُصمة بن مالك t :
أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج17 / رقم 479) قال: حدثنا أحمد بن رشد بن المصري، والدارقطني (1/ 277) عن إسحاق بن داود بن عيسى المروزي قالا: ثنا خالد بن عبد السلام الصدفي، نا الفضل بن المختار، عن عبيد الله بن موهب، عن عصمة بن مالك قال: كان رسول الله r قد صلى الظهر وقعد في المسجد، إذ دخل رجل يصلي، فقال رسول الله r : " ألا رجل يقوم فيتصدق على هذا فيصلي معه؟ ".
والفضل بن المختار منكر الحديث.
4 - وأخرج أحمد (5/ 269) قال: حدثنا هشام بن سعيد، ثنا ابن المبارك، عن ثور بن يزيد، عن الوليد بن أبي مالك، قال: دخل رجل المسجد، فصلى، فقال رسول الله r : " ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه؟ " قال: فقام رجل فصلى معه، فقال: رسول الله r : " هذان جماعة".
وهذا مرسل صحيح الإسناد.
والحاصل أنه لم يصح في هذا الباب مرفوعاً إلا حديث أبي سعيد الخُدري t وقد تقدم ذكر عدة مراسيل صحيحة الإسناد، مختلفة المخارج، يقوي بعضها بعضاً.
وممن صلى الجماعة الثانية من السلف: أنس بن مالك t .
أخرجه البخاري (1/ 131) معلقاً، ووصله أبو يعلي (4355) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا حماد، عن الجعد أبي عثمان قال: مرَّ بنا أنس بن مالك في مسجد بني ثعلبة، فقال: أصليتم؟ قال: قلنا: نعم، وذاك صلاة الصبح، فأمر رجلاً فأذن وأقام، ثم صلى بأصحابه.
وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 321) والبيهقي (3/ 70) عن يونس ابن عبيد، وابن أبي شيبة (2/ 322) قال: ثنا إسماعيل بن عُليَّة، وعبد الرزاق (3416، 3417) عن معمر وجعفر بن سليمان، والبيهقي (3/ 70) عن أبي عبد الصمد العمي، كلهم عن أبي عثمان بهذا.
وإسناده صحيح.
وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار" (4/ 68) من طريق سليمان
ابن حرب، ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس فذكره وقال: "إنه دخل مسجد البصرة".
وإسناده صحيح جليل.
وأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (1/ 402 - 403) من طريق مبارك بن فضالة قال: كنت في مسجد الساج إذ جاء أنس بن مالك والحسن وثابت وقد صلوا العصر، فقيل لهم: إنهم قد صلوا، فأذن ثابت، وتقدم أنس بن مالك فصلى بهم.
وفي إسناده نظر.
وقال ابن حزم في "المحلى" (4/ 238): "وهذا مما لا يُعرّفُ فيه لأنس مُخالِفٌ من الصحابة رضي الله عنهم".
* قُلتُ: وأعله بعضهم بالاضطراب لاختلاف اسم المسجد، وهو محمولٌ على تعدد القصة لتعدد الرواة عن أنس، وقد صح مثل هذا من جماعة من التابعين مثل عطاء بن أبي رباح، وقتادة، وعدي بن ثابت، والحسن البصري، ومكحول .. وآخرين، وأسانيدها عند عبد الرزاق، وابن أبي شيبة وغيرهما.
* قُلتُ: ويضاف إلى ما تقدم ما فهمه البخاري رحمه الله تعالى إذ ذكر أثر أنس المتقدم تحت باب: "فضل صلاة الجماعة"، وأن الجماعة الثابتة ينطبق عليها اسم "صلاة الجماعة" فكل الأحاديث التي حضت على فضل صلاة الجماعة تشملها، وهذا خيرٌ من أن يصلي المرء وحده،
والله تعالى أعلم.
نفس المصدر السابق القتوي رقم (7)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[24 - 10 - 10, 11:19 ص]ـ
-كنت في مجلس مع بعض الأفاضل، فجرى بيننا الحديث في مسائل علمية، فكان منها: أن خبر الواحد لا يصلح في باب الاعتقاد، وأن ذلك هو قول جماهير العلماء؛ لأنه خبر مظنونٌ والعقيدة لابد فيها من الخبر القطعي، وهذا لا يكون إلا قرآناً
أو حديثاً متواتراً، ثم قرأ علينا كلاماً من كتاب لأحد العلماء المتأخرين ذائع الصيت، واسمح لي أن أذكره لك بنصه؛ لأننا لما قرأناه لم ندرِ جواباً، واعفني من ذكر اسم العالم أو ذكر كتابه. قال هذا العالم:
"أما الزعم بأنه ـ يعني خبر الواحد ـ يفيد اليقين كالأخبار المتواترة، فهي مجازفة مرفوضة. وقد قال لي أحد المتمسكين بأن خبر الواحد يفيد اليقين: إن المدرس وهو رجلٌ واحدٌ يؤتمن على التعليم وإن السفير وهو رجلٌ واحدٌ يؤتمن على أخبار دولته، وإن الصحافي في الحديث الذي ينقله يؤتمن على ما يذكره ... إلخ.
¥(73/5)
قلتُ: إن العنعنات التي تنقل بها المرويات ليست مثل ما ذكرت من وقائع! وإذا فرضنا جدلاً أنها مثلها من كل وجه، فإن اليقين لا يُستفاد من هذه الوقائع. فإن المدرس قد يُخطئ فيصحح نفسه أو يصحح له غيره! والسفير تراقبه دولته، وقد تراجعه فيما بلغ، وكذلك الأحاديث الصحافية، إن ما يحفها من قرائن النشر والإقرار أو الرد يجعل الثقة بها أقرب، ونحن مع تجري عدالة الشاهد لا نكتفي بشاهد واحد، وربما طلبنا أربعة شهداء حتى نطمئن إلى صدق الخبر، والشاهدان أو الأربعة ينشئون ظناً راجحاً، ولا ينشئون يقيناً ثابتاً، بيد أن حماية المجتمع لا تتم إلا بهذا الأسلوب، أسلوب قبول الظن الراجح، وهو ما قامت عليه الشرائع والقوانين في دنيا الناس ... إن العقائد أساسها اليقين الخالص ... ولا عقيدة لدينا تقوم على خبر واحد ... ". أهـ
فهذا الكلام الذي قرأه علينا صاحبنا، فما هو الجواب عنه؟
* قُلتُ: أما هذا الكلام الذي نقلته، فإني أعرف صاحبه واسم كتابه، وقد طُبع هذا الكتاب قرابة عشرين مرة، والله المستعان.
واعلم أيها السائل أن رد خبر الواحد في باب الاعتقاد بدعةٌ مُحدَثة في الإسلام، لا تُعرف عن واحد من أئمة الهدي من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
وجملة كلامه يتلخص في ثلاثة مقاصد:
الأول: أن خبر الواحد ليس بحجة في العقيدة.
الثاني: أنه لا يفيد إلا الظن الراجح.
الثالث: أنه كشهادة الشاهد، فيطلب فيه العدد.
والجواب من وجوه:
الأول: أما خبر الواحد فهو ما لم يتواتر، سواء كان من رواية شخص واحد أو أكثر ... وقد تكلم العلماء السالفون كالشافعي رحمه الله وغيره بما فيه كفاية على حجة خبر الواحد وإفادته للعلم، ولم يفرقوا بين العقائد والأحكام، وكان من أدلتهم على أن الخبر الواحد حجة ما يلي:
1 - ما أخرجه البخاري (1/ 95، 502 ـ 8/ 171، 174 و13/ 232 فتح)، ومسلم (5/ 9، 10 نووي)، وأبو عوانة (2/ 81، 82)،
والنسائي (1/ 242 - 243 و 2/ 60 - 61)، والترمذي (340، 2962)
وابن ماجة (1010)، وأحمد (4/ 283، 288 - 289، 304) وغيرهم من حديث البراء بن عازب t وعلى آله وسلم كان أول ما قدم المدينة صلَّى قِبل بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه
أن تكون قبلته قِبل البيت، وأنه أول صلاة صلَّى .. صلاة العصر،
وصلى معه قوم فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله r قِبَلَ مكة، فداروا كما هم قِبل البيت ... ".
وقد رواه كذلك ابن عمر رضي الله عنهما.
أخرجه البخاري (13/ 232 فتح)، ومسلم (5/ 10)، وأبو عوانة (1/ 394)، والنسائي (1/ 244 - 2/ 61)، والترمذي (2/ 170 ـ شاكر)،
والشافعي في "الأم" (1/ 94)، وفي "المسند" (ص 23)، وفي "الرسالة"
(ص 123 - 124، 406)، وابن خزيمة (1/ 225) وغيرهم عن مالك، وهو في "موطئه" (1/ 195/6) عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر.
* قُلتُ: والشاهد أن المسلمين كانوا على أمر مقطوع به، وهو القبلة
لما أخبرهم الواحد وهم يصلون بمسجد قُباء أن القبلة قد حُوِّلت إلى الكعبة
قبلوا خبره، وتركوا اليقين المقطوع به لديهم لأجل خبره، ولم يُنكِر عليهم
رسول الله r ، بل شُكِروا على ذلك.
فلولا حصول العلم بخبر الواحد لم يتركوا المقطوع به، لخبرٍ لا يفيد العلم.
2 - أن الله تبارك وتعالى قال:} يا أيُّها الذينَ آمنوا إنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا {وفي القراءة الأخرى} فَتَثَبَّتُوا {وهذا يدل على الجزم بقبول خبر الواحد، وأنه لا يحتاج إلى التثبيت، ولو كان خبره لا يفيد العلم لأمر بالتثبت حتى يحصل العلم. ومما يدل عليه أيضاً أن السلف الصالح وأئمة الإسلام لم يزالوا يقولون: قال رسول الله r كذا، وفعل كذا، وأمر بكذا، ونهى عن كذا، وهذا معلومٌ في كلامهم بالضرورة، وفي "صحيح البخاري" قال رسول الله r في عدة مواضع كثيرة من أحاديث الصحابة يقول فيها أحدهم: قال رسول الله، وإنما سمعه من صحابي غيره وهذه شهادة
من القائل، وجزمٌ على رسول الله r مما نسبه إليه من قول أو فعل،
فلو كان خبرُ الواحد لا يفيد العلم لكان شاهداً على رسول الله r وعلى آله وسلم بغير علم.
3 - قوله تعالى:} فَاسئَلوا أهلَ الذِّكرِ إن كُنْتُمْ لا تَعْلَمُون {فأمر من
¥(73/6)
لا يعلم أن يسأل أهل الذكر، وهو أولوا الكتاب والعلم، ولو كانت أخبارهم لا تفيد العلم، لم يأمر بسؤال من لا يفيد خبره علماً، وهو سبحانه وتعالى لم يقل: سلوا عدد التواتر، بل أمر بسؤال أهل الذكر مطلقاً، فلو كان واحداً لكان سؤاله وجوابه كافياً.
4 - قوله تعالى:} وما كان المؤمنون لينقروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون {.
والطائفة تقع على الواحد فما فوقه، فأخبر أن الطائفة تُنذِر قومهم إذا رجعوا إليهم، والإنذار: هو الإعلام مما يفيد العلم، وقوله تعالى:} لعلهم يحذرون {نظير قوله تعالى في آياته المتلوة:} لعلهم يتفكرون {،} لعلهم يعقلون {،} لعلهم يهتدون {وهو سبحانه وتعالى إنما يذكر ذلك فيما يحصل به العلم، لا فيما لا يفيد العلم.
5 - قوله تعالى:} يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته {، وقال تعالى:} ما على الرسول إلا البلاغ المبين {،
وقال الرسول r: " بلغوا عني ولو آية" وقال لأصحابه في الجمع الأعظم يوم عرفة: "أنتم مسؤلون عني فماذا أنتم قائلون؟ " قالوا: نشهد أنك بلغت، وأديت، ونصحت. ومعلوم أن البلاغ هو الذي تقوم به الحجة على المبلغ، ويحصل به العلم. فلو كان خبر الواحد لا يحصل به العلم لم يقع به التبليغ الذي تقوم به حجة الله على العبد، فإن الحجة إنما تقوم بما يحصل به العلم،
وقد كان النبي r يرسل الواحد من أصحابه يُبلغ عنه، فتقوم الحجة
على من بلغه، وكذلك قامت الحجة علينا بما بلغنا العدول الثقات من أقواله وأفعاله وسنته، ولو لم يفد العلم لم تقم بذلك حجة ولا على من بلغه، واحداً كان أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة أو دون عدد التواتر، وهذا من أبطل الباطل. فيلزم من قال: إن أخبار رسول الله r لا تفيد العلم أحد أمرين: إما أن يقول: الرسول لم يبلغ إلا القرآن وما رواه عنه التواتر، وما سوى ذلك لم تقم به حجة ولا تبليغ، وإما أن يقول: إن الحجة والبلاغ حاصلان بما لا يوجب علماً، وإذا بطل هذا الأمران، بطل القول بأن أخباره r التي رواها الثقات العدول الحفاظ، وتلقتها الأمة بالقبول لا تفيد علماً، وهذا ظاهرٌ لا خفاء فيه.
6 - أن الرسل صلوات الله عليهم وسلامه كانوا يقبلون خبر الواحد ويقطعون بمضمونه، فقبله موسى من الذي جاء من أقصى المدينة قائلاً له:} إنَ الملأَ يأتمرونَ بكَ ليَقْتُلُوكَ {فجزم بخبره، وخرج هارباً من المدينة، وقبل خبر بنت مدين لما قالت له:} إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا {، وقبل خبر أبيها في قوله هذه ابنتي، وتزوجها بخبره. وقبل يوسف الصديق خبر الرسول الذي جاءه من عند الملك، وقال:} ارجع إلى ربك فسأله ما بال النسوة {. وقبل النبي r خبر الآحاد الذين كانوا يخبرونه بنقض عهد المعاهدين له، وغزاهم بخبرهم، واستباح دماءهم وأموالهم، وسبى ذراريهم. ورسل الله صلوات الله وسلامه عليهم لم يرتبوا على تلك الأخبار أحكامها وهم يجوزون أن تكون كذباً وغلطاً، وكذلك الأمة لم تثبت الشرائع العامة الكلية بأخبار الآحاد، وهم يجوزون أن تكون كذباً على رسول الله في نفس الأمر، ولم يخبروا عن الرب تبارك وتعالى في أسمائه وصفاته وأفعاله بما لا علم لهم به، بل يجوز أن يكون كذباً وخطأً في نفس الأمر، وهذا مما يقطع ببطلانه كل عالم مستبصر.
7 - أخرج البخاري (10/ 36 - 37 و 13/ 232 فتح)، ومسلم (1980/ 9) عن مالك، وهو في "موطئه" (2/ 846 - 847/ 13) من طريق إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال: كنت أسقي أبا عبيدة بن الجراح، وأبا طلحة الأنصاري، وأبي كعب شراباً من فضيخٍ وتمرٍ، قال: فجاءهم آتٍ فقال: إن الخمر قد حُرِمت، فقال: أبو طلحة: يا أنس قم إلى هذه الجرار فاكسرها، فقمت إلى مهراسٍ لنا فضربتها بأسفله حتى تكسرت.
وله طرق أخرى عن أنس t .
¥(73/7)
ووجه الاستدلال .. أن أبا طلحة أقدم على قبول التحريم حيث ثبت به التحريم لما كان حلالاً، وكان يمكنه أن يرجئ ذلك حتى يأتي رسول الله r ويسأله شفاهاً، ثم إنك أكد ذلك القبول بإتلاف الإناء وما فيه وهو مالٌ، وما كان ليقدم على إتلاف المال بخبر من لا يفيده خبره العلم عن رسول الله r ، فقام خبر ذلك الآتي عنده وعند من معه مقام السماع من رسول الله r ، بحيث لم يشكوا ولم يرتابوا في صدقه.
8 - إن هؤلاء المنكرين لإفادة أخبار النبي r العلم، يشهدون شهادة جازمة قاطعة على أئمتهم بمذاهبهم، وأقوالهم أنهم قالوا، ولو قيل لهم: إنها لم تصح عنهم، لأنكروا ذلك غاية الإنكار وتعجبوا من جهل قائله! ومعلومٌ أن تلك المذاهب لم يَرْوِها عنهم إلا الواحد والاثنان والثلاثة ونحوهم، لم يروها عنهم عدد التواتر، وهذا معلوم يقيناً. فكيف حصل لهم العلم الضروري، والمقارب للضروري بأن أئمتهم ومن قلدوهم دينهم أفتوا بكذا، وذهبوا إلى كذا، ولم يحصل لهم العلم بما أخبر به أبو بكر وعمر بن الخطاب وسائر الصحابة عن رسول الله r ، ولا بما رواه عنهم التابعون وشاع في الأمة وذاع وتعددت طرقه وتنوعت، وكان حرصه عليه أعظم بكثير من حرص أولئك على أقوال متبوعيهم؟!
إن هذا لهو العجب العجاب، وهذا وإن لم يكن نفسه دليلاً، يلزمهم أحد أمرين: إما أن يقولوا: إن أخبار رسول الله r وفتاواه وأقضيته تفيد العلم، وإما أن يقولوا: إنهم لا علم لهم بصحة شيء نُقِلَ عن أئمتهم، وأن النقول عندهم لا تفيد علماً، وإما أن يكون ذلك مفيداً للعلم بصحته عند أئمتهم دون المنقول عن النبي r ، وهذا من أبين الباطل.
9 - أخرج البخاري (3/ 322، 357)، ومسلم (1078) وأبو داود (1584)، والنسائي (5/ 2 - 3)، والترمذي (625)، وابن ماجة (1783)، وأحمد (1/ 233)، والبيهقي (4/ 101) عن ابن عباس أن رسول الله r بعث معاذاً إلى اليمن فقال له: "إنك تأتي قوماً أهل كتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب".
والشاهد أن رسول الله r أرسل رجلاً واحداً يبلغ شرائع الإسلام، وقد قامت الحجة على أهل الكتاب بهذا الرجل فلو كان مثل هذا البلاغ لا يفيد علماً، لم تقم الحجة على أي إنسان يبلغه عن الله تبارك وتعالى، أو عن رسوله r فيرده، وهذا واضحٌ لا خفاء فيه.
10 - قوله تعالى:} يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم {ووجه الاستدلال أن هذا أمرٌ لكل مؤمن بلغته دعوة الرسول r إلى يوم القيامة، ودعوته نوعان:
1 - مواجهة.
2 - ونوعٌ بواسطة المُبلِّغُ، وهو مأمورٌ بإجابة الدعوتين في الحالتين، وقد عُلم أن حياته في تلك الدعوة والاستجابة لها، ومن الممتنع أن يأمره الله تعالى بالإجابة لما لا يفيد علماً، أو يحييه بما لا يفيد علماً، أو يتوعده على ترك الاستجابة لما لا يفيد علماً بأنه إن لم يفعل، عاقبه وحال بينه وبين قلبه ـ معاذ الله أن يتفوه بهذا عاقل!
11 - قوله تعالى:} فليحذر الذين يُخالِفون عن أمره أن تصيبهم فتنةٌ أو يصيبهم عذابٌ أليمٌ {، وهذا يهم كل مخالف بلغه أمره r إلى يوم القيامة، ولو كان ما بلغه لم يُفِدهُ علماً، لما كان متعرضاً بمخالفة ما لا يفيد للفتنة وللعذاب الأليم، فإن هذا إنما يكون بعد قيام الحجة القاطعة التي لا يبقى معها لمُخالفِ أمره عذرٌ.
12 - قوله تعالى:} يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول {(4/ 59).
ووجه الاستدلال: أنه تعالى أمَرَ أن يُردَّ ما تنازع فيه المسلمون إلى الله ورسوله، والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه، والرد إلى رسوله هو الرد إليه في حياته، وإلى سنته بعد وفاته، فلولا أن المردود إليه يفيد العلم، ويفصل النزاع لم يكن في الرد إليه فائدة، إذ كيف يَرِدُّ حكم المتنازع فيه إلى ما لا يفيد علماً البتة، ولا يُدرى أحقٌ هو أم باطل؟! وهذا برهانٌ قاطعٌ
بحمد الله تعالى.
¥(73/8)
13 - قوله تعالى:} وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أن الله يريد أن يُصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيراً من الناس لفاسقون أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون {(5/ 49 - 50).
ووجه الاستدلال: أن كل ما حكم به رسول الله r فهو مما أنزل الله، وهو ذكرٌ من الله أنزله على رسوله، وقد تكفل سبحانه وتعالى بحفظه، فلو جاز على حكمه الكذب والغلط والسهو من الرواة، ولم يقم دليلٌ على غلطه وسهو ناقله، لسقط ضمان الله وكفالته لحفظه، وهذا من أعظم الباطل، ونحن لا ندعي عصمة الرواة، بل نقول: إن الراوي إذا كذب أو غلط أو سها فلابد أن يقوم دليلٌ على ذلك، ولابد أن يكون في الأمة من يعرف كذبه وغلطه ليتم حفظه لحججه وأدلته ولا تلتبس بما ليس منها فإنه من حكم الجاهلية، بخلاف من زعم أن كل هذه الأخبار والأحكام المنقولة إلينا آحاداً كذِبٌ على رسول الله r ، وغايتها أن تكون كما قاله من لا علم عنده:
} إن نظُنُّ إلا ظناً وما نحن بِمُسْتَيقِنين {.
14 - ما أخرجه أبو داود (3660)، والترمذي (2656)، والنسائي في
"كتاب العلم ـ من الكبرى" ـ كما في "أطراف المزي" (3/ 206) ـ والدارمي (1/ 65 - 66)، وأحمد في "المسند" (5/ 183)، وفي "الزهد" (ص 33) وكثير غيرهم من حديث زيد بن ثابت مرفوعاً: "نضَّرَ الله امرأً سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه ... ".
قال الترمذي: "حديث حسن".
* قلتُ: بل هو صحيح، وله طرق عن زيد بن ثابت وشواهد عن ابن مسعود، وجابر بن عبد الله، وأبي سعيد الخدري في آخرين،
خرجت أحاديثهم في تخريج "الأربعون الصغرى" للبيهقي (ص 11 - 18). احتج بهذا الشافعي رحمه الله في تثبيت خبر الواحد، فقال في "الرسالة" (ص 402 - 403): "فلما ندب رسول الله r إلى استماع مقالته وحفظها وأدائها أمراً يؤديها ـ ولو امرؤ واحد ـ دل على أنه لا يأمر أن يؤدي عنه إلا بما تقوم به الحجة على من أدى إليه؛ لأنه إنما يؤدي عنه حلالٌ، وحرامٌ يُجتنب، وحدٌّ يقام، ومالٌ يؤخذ ويُعطى، ونصيحة في
دين ودنيا". أهـ
15 - ما أخرجه أبو داود (4605)، والترمذي (2663)، وابن ماجة (13)، وأحمد (6/ 8)، والشافعي في "الرسالة" (ص 295)، والطبراني في "الكبير" (1/ 316 - 317)، وابن حبان (98)، والحاكم (1/ 108، 109)، والحميدي (551) والآجري قي "الشريعة" (50) والبيهقي في
"المعرفة" (1/ 18)، والبغوي في "شرح السنة" (1/ 201 - 202) عن أبي رافع مرفوعاً: "لا ألْفَيَنَّ أحد منكم متكئاً على أريكته يأتيه الأمر من أمري يقول: لا ندري ما هذا؟ بيننا وبينكم القرآن، ألا وإني أؤتيتُ الكتاب ومثله معه".
قال الترمذي: "هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ" وصححه الحاكم على شرط الشيخين. ووجه الاستدلال من هذا الحديث: أن هذا نهيٌ عام لكل من بلغه حديث صحيح عن رسول الله r أن يخالفه، أو يقول: لا أقبل إلا القرآن، بل هو أمرٌ لازمٌ وفرضٌ حتمٌ بقبول أخباره وسننه، وإعلامٌ منه r أنها من الله أوحاها إليه، فلو لم تُفد علماً لقال من بلغته: إنها أخبار آحاد لا تفيد علماً فلا يلزمني قبول ما لا علم بصحته، والله تعالى لم يكلفني العلم بما لم أعلم صحته ولا اعتقاده، بل هذا بعينه هو الذي حذر منه رسول الله r أمته ونهاهم عنه، ولما علم أن في هذه الأمة من يقوله حذرهم منه.
16 - قال ابن حزم في "الإحكام" (1/ 114): "لا خلاف بين كل ذي علمٍ من أخبار الدنيا مؤمنهم وكافرهم، أن النبي r كان بالمدينة، وأصحابه رضي الله عنهم مشاغيل في المعاش، وتعذر القوت عليهم لجُهدِ العيش بالحجاز،
وأنه عليه السلام كان يُفتي بالفتيا، ويحكم بالحكم بحضرة من حضره
¥(73/9)
من أصحابه فقط، وأن الحجة إنما قامت على سائر من لم يحضره عليه السلام بنقل من حضره، وهم واحد أو اثنان، وفي الجملة عدد لا يمتنع من مثلهم التواطؤ عند خصومنا، فإن جميع الشرائع إلا الأقل راجعة إلى هذه الصفة من النقل، وقد صح الإجماع من الصدر الأول كلهم، ومن بعدهم على قبول خبر الواحد، وهذا برهان ضروري، وبالضرورة نعلم أن النبي r لم يكن إذا أفتى بالفتيا، أو حكم بالحكم يجمع لذلك جميع أهل المدينة، ويرى أن الحجة بمن يحضره قائمة على من غاب، هذا لا يقدر على دفعه ذو حسٌ سليم، وبالله تعالى التوفيق". أهـ
17 - ما أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث مالك قال: أتينا النبي r ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده نحواً من عشرين ليلة، وكان رسول الله r رحيماً رفيقاً، فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلنا ـ أو قد اشتقنا ـ سألنا عمن تركنا بعدنا؟ فأخبرناه. قال: "ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم وصلوا كما رأيتموني أصلي".
ووجه الاستدلال من هذا الحديث أن النبي r أمرهم أن يعلموا أهلهم ما قد علموه منه عليه الصلاة والسلام، فلو لم يكن خبرهم مما يقوم به الحجة، لم يكن لهذا الأمر معنى.
18 - قوله تعالى:} ولا تَقْفُ ما ليسَ لكَ بهٍ علمٌ {أي لا تتبعه ولا تعمل به، ولم يزل المسلمون من عهد الصحابة يقفون أخبار الآحاد ويعملون بها، ويثبتون لله تعالى الصفات، فلو كانت لا تفيد علماً لكان الصحابة والتابعون وتابعوهم وأئمة الإسلام كلهم قد قفوا ما ليس لهم به علم، وهل يقول هذا إلا مجنون؟!
19 - أن خبر الواحد لو لم يفد علماً لم يُثبِت به الصحابة التحليل والتحريم والإباحة والفروض، ويُجعل ذلك دِيناً يُدان به في الأرض إلى آخر الدهر، فهذا الصديق t زاد في الفروض التي في القرآن فرضَ الجَدَّةِ، وجعله شريعة مستقرة إلى يوم القيامة يخبر به محمد بن مسلمة والمغيرة بن شعبة فقط، وجعل ذلك الخبر في إثبات هذا الفرض حكم نص القرآن في إثبات فرض الأم، ثم اتفق الصحابة والمسلمون بعدهم على إثباته
بخبر الواحد.
وأثبت عمر بن الخطاب بخبر ابن مالك دية الجنين وجعلها فرضاً لازماً للأمة، وأثبت ميراث المرأة من زوجها بخبر الضحاك بن سفيان الكلابي وحده، وصار ذلك سرعاً عاماً مستمراً إلى يوم القيامة، وأثبت شريعة عامة في حق المجوس بخبر عبد الرحمن بن عوف وحده، وأثبت عثمان بن عفان شريعة عامة في سكنى المتوفي عنها زوجها بخبر فُريعة بنت مالك وحدها، وهذا أكثر من أن يُذكَر، بل هو إجماعٌ معلومٌ منهم، ولا يقال على هذا، إنما يدل على العمل بخبر الواحد في الظنيات، ونحن لا ننكر ذلك لأنا قد قدمنا أنهم أجمعوا على قبوله والعمل بموجبه، ولو جاز أن يكون كذباً أو غلطاً في نفس الأمر لكانت الأمة مجمعة على قبول الخطأ والعمل به، وهذا قدحٌ في الدين والأمة.
20 - أخرج الشيخان وغيرهما عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس
إن نوفاً البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس موسى بني إسرائيل. فقال ابن عباس: كذب عدو الله! أخبرني أُبيُّ بن كعب قال: خطبنا رسول الله r ... الحديث بتمامه. قال الشافعي في "الرسالة" (ص 442 - 443) معلقاً: "فابن عباس مع فقهه وورعه يثبت خبر أُبي بن كعب عن رسول الله r حتى يُكذِّب امرأً من المسلمين، إذ حدثه أبي بن كعب عن رسول الله r بما فيه دلالة على أن موسى بني إسرائيل صاحبُ الخضر". أهـ
فهذه عشرون دليلاً ذكرها ابن القيم وغيره على أن خبر الواحد يفيد العلم، والمقام يحتمل البسط، وفيما ذكرته كفاية لمن أراد الحق، وقد يقول الأستاذ الكاتب: أنت تُلزمني بما لا يلزم، فأنا أقول بأن خبر الواحد يُعمل به في الأحكام الشرعية، ولكن دعواي أنه لا يؤخذ به في العقيدة وليس فيما ذكرته ما يلزمني.
¥(73/10)
فأقول: بل فيه ما يلزمك، فانظر مثلاً في الدليل التاسع، وهو ذهاب معاذ بن جبل t إلى اليمن، فإنه ذهب يُعلِّمُ الناس العقيدة، وهذا واضح من قوله r : " فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله"، فلو أعرض عنه رجلٌ من أهل الكتاب وأبى أن ينصاع له ومات، فإنه كافرٌ لا خلاف في ذلك لوصول البلاغ إليه، فإن المسلمين لا يختلفون في أن مسلماً ثقةً عالماً لو دخل أرض الكفر فدعا قوماً إلى الإسلام، وتلا عليهم القرآن وعلمهم الشرائع لكان لازماً لهم قبوله، ولكانت الحجة عليهم بذلك قائمة، وكذلك لو بعث الخليفة أو الأمير رسولاً إلى ملك من ملوك الكفر، أو إلى أمة من أمم الكفر يدعوهم إلى الإسلام ويعلمهم القرآن وشرائع الدين
ولا فرق، وما قال مسلمٌ قطٌ إنه كان حكم أهل اليمن أن يقولوا لمعاذ ولمن بعثه عليه الصلاة والسلام إلى كل ناحية معلماً ومفتياً ومقرئاً: نعم أنت رسول الله r ، وعقدُ الإيمان عندنا حقٌ، ولكن ما أفتيتنا به وعلمتناه من أحكام الصلاة ونوازل الزكاة وسائر الديانة عن النبي r ، وما أقرأتنا من القرآن عنه عليه الصلاة والسلام فلا نقبله منك، ولا نأخذه عنك؛ لأن الكذب جائزٌ عليك، ومتَوَهَمٌ منك حتى يأتينا لكل ذلك كوافٌّ وتواتر. بل لو قالوا ذلك لكانوا غير مسلمين، كما قال ابن حزم في "الإحكام" (1/ 112).
ثم إن الشافعي رحمه الله ـ كما في الدليل العشرين ـ احتج بخبر الواحد في مسألة علمية غيبية، وليست حكماً شرعياً.
واعلم أنه لا يُعلمُ في السلف قطٌ أحدٌ قال: إن خبر الواحد لا يُحتجُ به العقيدة، إنما قال ذلك بعض المتأخرين من أصحاب الكلام الذين لا عناية لهم بالسنة النبوية، وتبعهم في ذلك بعض الأصوليين. ونحن نطالب الأستاذ أن يأتي بنقلٍ صحيحٍ عن أحد الصحابة أو التابعين أو تابعيهم أو أحد الأئمة المتبوعين فرَّقَ هذا التفريق، ولن يجد إليه سبيلاً.
وقد قال ابن حزم في "الإحكام" (1/ 118): "وقد ثبت عن أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وداود رضي الله عنهم أجمعين وجوب القول بخبر الواحد ... ".
وقد ختم الشافعي رحمه الله بحثه النفيس في تثبيت خبر الواحد وأنه حُجَّةٌ بقوله في "الرسالة" (ص 453): "وفي تثبيت خبر الواحد أحاديثُ يكفي بعضُ هذا منها. ولم يزل سبيل سلفنا والقرون بعدهم إلى من شاهدنا هذا السبيل، وكذلك حُكي لنا عمن لنا عنه من أهل البلدان". أهـ وقال أيضاً (ص 357): "ولو جاز لأحد الناس أن يقول في علم الخاصة: أجمع المسلمون قديماً وحديثاً على تثبيت خبر الواحد والانتهاء إليه، بأنه لم يُعلم من فقهاء المسلمين أحدٌ إلا وقد ثبَّته ـ جاز لي، ولكن أقول: لم أحفظ عن فقهاء المسلمين أنهم اختلفوا في تثبيت خبر الواحد بما وصفته من أن ذلك موجودٌ على كُلِّهم". أهـ
وخلاصة القول: أنه لا يُعلم أحدٌ يُقتدىَ به من السلف فرق هذا التفريق الباطل، بل كانوا يأخذون بخبر الواحد في المسائل العلمية والعملية، بغير تفريقٍ بينهما.
وقال ابن القيم رحمه الله في "مختصر الصواعق" (2/ 412): "وهذا التفريق باطلٌ بإجماع الأمة، فإنها لم تزل تحتج بهذه الأحاديث في الخبريات العلميات، كما تحتج به في الطلبيات العمليات، ولاسيما والأحكام العملية تتضمن الخبر عن الله تعالى بأنه شرع كذا وأوجبه ورضيه ديناً، فشرعُهُ ودينه راجع إلى أسمائه وصفاته، ولم يزل الصحابة والتابعون وتابعوهم وأهل الحديث والسنة يحتجون بهذه الأخبار في مسائل الصفات والقدر والأسماء والأحكام، ولم ينقل عن أحدٍ منهم البتة أنه جوز الاحتجاج بها في مسائل الأحكام دون الإخبار عن الله تعالى وأسمائه وصفاته فأين سلف المفرقين بين البابين؟!
نعم، سلفهم بعض متأخري المتكلمين الذين لا عناية لهم بما جاء عن الله ورسوله وأصحابه، بل يصدون القلوب عن الاهتداء في هذا الباب بالكتاب والسنة، وأقوال الصحابة، ويُحيلون على آراء المتكلمين وقواعد المتكلفين، فهُمُ الذين يُعرف عنهم التفريق بين الأمرين فإنهم قسموا الدين إلى مسائل علمية وعملية وسموها: أصولاً وفروعاً وقالوا: الحق في مسائل الأصول واحدٌ ومن خالفه فهو كافرٌ أو فاسقٌ وأما مسائل الفروع فليس لله تعالى فيها حكمٌ معينٌ، ولا يُتصور فيها الخطأ، وكل مجتهد مصيب لحكم الله تعالى الذي هو حكمه، وهذا التقسيم لو رجه إلى
¥(73/11)
مجرد الاصطلاح لم يتميز ... قال: وادعوا الإجماع على هذا التفريق، ولا يحفظ ما جعلوه إجماعاً عن إمام من أئمة المسلمين، ولا عن أحد من الصحابة والتابعين. وهذا عادةُ أهل الكلام، يحكون الإجماع على ما لم يقله أحدٌ من أئمة المسلمين، بل أئمة المسلمين على خلافه ... ثم قال: فنطالبهم بفرقٍ صحيحٍ بين ما يجوز إثباته بخبر الواحد من الذين وما لا يجوز، ولا يجدون إلى الفرق سبيلاً إلا بدعاوٍ باطلة ... ثم قال: (ص 420): فقال بعضهم: الأصوليات هي المسائل العلميات، والفروعيات هي المسائل العملية، والمطلوب منها أمران: العلم والعمل، والمطلوب من العلميات العلم والعمل أيضاً، وهو حب القلب وبغضه، وحبه للحق الذي دلت عليه وتضمنته، وبعضه للباطل الذي يخالفها، فليس العمل مقصوراً على عمل الجوارح، بل أعمال القلوب أصلٌ لعمل الجوارح، وعمل الجوارح تبعٌ. فكل مسألة علمية فإنه يتبعها إيمان القلب، وتصديقه وحبه، ذلك عمل، بل هو أصل العمل، وهذا مما غفل عنه كثيرٌ من المتكلمين في مسائل الإيمان، حيث ظنوا أنه مجرد التصديق دون الأعمال، وهذا من أقبح الغلط وأعظمه، فإن كثيراً من الكفار كانوا جازمين بصدق النبي r غير شاكين فيه، غير أنه لم يقترن بذلك التصديق ـ وهو عمل القلب ـ من حب ما جاء به، والرضا وإرادته، والموالاة والمعاداة عليه، فلا تمهل هذا الموضع فإنه مهمٌ جداً، به تعرف حقيقة الإيمان، فالمسائل العلمية عملية، والمسائل العملية علمية، فإن الشارع لم يكتفِ من المكلف في العمليات بمجرد العمل دون العلم، ولا في العلميات بمجرد العلم دون العمل". أهـ
* قُلتُ: وهذا كلامٌ يوزنُ مثله بالذهب، فكيف به! وهو شجىً في حلوق المخالفين، والحمد لله ربٌ على حسن توفيقه.
وإن الناظر إلى جيل الصحابة، وكان عنده دراية بأحوالهم يعلم علماً ضرورياً أن هذا التفريق لم يكن عندهم البتة، ولعله لم يخطر ببال واحدٍ منهم، فإن هؤلاء الصحابة "كانوا يجزمون بما يُحدِّث به أحدهم عن رسول الله r ولم يقل أحدٌ منهم لمن حدثه: خبرك خبر واحد لا يفيد العلم حتى يتواتر ... وكان حديث رسول الله r أجلَّ في أعينهم وأصدق عندهم من أن يقولوا مثل ذلك. وكان أحدهم إذا روى لغيره حديثاً عن رسول الله r في الصفات تلقاه بالقول، وأعتقد تلك الصفة به على القطع واليقين كما اعتقد رؤية الرب، وتكليمه، ونداء الرب يوم القيامة بصوت يسمعه البعيد كما يسمعه القريب، ونزوله إلى سماء الدنيا كل ليلة، وضحكه وفرحه وإمساكه سماواته على إصبع من أصابع يده، وإثبات القدم له، من سمع هذه الأحاديث ممن حدث بها عن رسول الله r ، أو عن صاحب اعتقد ثبوت مقتضاها بمجرد سماعها من العدل الصادق، ولم يَرْتَبْ فيها، حتى إنهم ربما تثبتوا في بعض أحاديث الأحكام حتى يستظهروا بآخر، كما استظهر عُمر t برواية أبي سعيد الخدري على خبر أبي موسى، وكما استظهر أبو بكر t برواية محمد بن مسلمة على رواية المغيرة بن شعبة في توريث الجدَّةِ، ولم يطلب أحدٌ منهم الاستظهار في رواية أحاديث الصفات البتة، بل كانوا أعظم مبادرة إلى قبولها وتصديقها، والجزم بمقتضاها، وإثبات الصفات بها من المخبر لهم بها عن رسول الله r ، ومن له أدنى إلمام بالسنة والتفات إليها يعلم ذلك، ولولا وضوح الأمر في ذلك لذكرنا أكثر من مئة موضع .. فهذا الذي اعتمده نُفاة العلم عن أخبار رسول الله r خرقوا به إجماع الصحابة المعلوم بالضرورة، وإجماع التابعين، وإجماع أئمة الإسلام، ووافقوا به المعتزلة والجهمية والرافضة والخوارج الذين انتهكوا هذه الحرمة، وتبعهم بعض الأصوليين والفقهاء، وإلا فلا يعرف لهم سلفٌ من الأئمة بذلك، بل صرح الأئمة بخلاف قولهم"،
وانظر "مختصر الصواعق" (2/ 361 - 362) وما ذكرته كفايةٌ في الإجابة
عن الأمر الأول.
أما الوجه الثاني:
قوله: "إن خبر الواحد لا يفيد اليقين، بل الظن الراجح وهذا واضحٌ من قوله: "أما الزعم بأن خبر الواحد يفيد اليقين كالأخبار المتواترة، فهي مجازفة مرفوضة".
¥(73/12)
أقول: "قد نص كثير من أهل العلم على أن خبر الواحد الذي تلقته الأمة بالقبول يفيد العلم والعمل معاً، أي: يفيد القطع "وممن نصَّ على ذلك: مالك والشافعي وأصحاب أبي حنيفة وداود بن عليّ وأصحابه كأبي محمد بن حزم، ونص عليه الحسين بن عليّ الكرابيسي، والحارث بن أسد المحاسبي.
قال ابن خوايز منداد في كتابه "أصول الفقه" وقد ذكر خبر الواحد الذي لم يروه إلا الواحد والاثنان: "ويقع بهذا الضرب أيضاً العلم الضروري، نص على ذلك مالك، وقال أحمد في حديث الرؤية: نعلم أنها حقٌّ ونقطع على العلم بها، وكذلك روى المروزي، قال: قلت لأبي هبد الله: ههنا اثنان يقولان إن الخبر يوجب عملاً ولا يوجب علماً! فعابه، وقال: لا أدري
ما هذا؟ ". وقال القاضي أبو يعلي: "وظاهرُ هذا أنه يسوي بين العلم والعمل ... ثم قال: "خبر الواحد يوجب العلم إذا صح سنده، ولم تختلف الرواية فيه، وتلقته الأمة بالقبول، وأصحابنا يطلقون القول فيه،
وأنه يوجب العلم، وإن لم تتلقه الأمة بالقبول. قال: والمذهب على ما حكيت لا غير. فقد صرح بأن هذا هو المذهب، وقال ابن أبي يونس في أول "الإرشاد": وخبر الواحد يوجب العلم والعمل جميعاً.
وقال أبو إسحاق الشيرازي في كتبه في الأصول كـ "التبصرة" و "شرح اللمع" وغيرهما، وهذا لفظه في الشرح: "وخبرُ الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول يوجب العلم والعمل سواءٌ عمل به الكل أو البعض، ولم يُحكَ فيه نزاعاً بين أصحاب الشافعي، وحكى هذا القول القاضي عبد الوهاب من المالكية عن جماعة من الفقهاء، وصرحت الحنفية في كتبهم أن الخبر المستفيض يوجب العلم، ومثلوه بقول النبي r : " لا وصية لوارث" قالوا: مع إنه إنما رُوي من طريق الآحاد. قالوا: ونحوه حديث ابن مسعود في المتابعين إذا اختلفا، أن القول قول البائع، ونحوه حديث عبد الرحمن بن عوف في أخذ الجزية من المجوس. وقد اتفق السلف والخلف على استعمال حكم هذه الأخبار حين سمعوها، فدل ذلك من أمرها على صحة مخرجها وسلامتها، وإن كان قد خالف فيها قومٌ فإنها عندنا شذوذٌ
ولا يُعتدُّ بهم في الإجماع، قال: وإنما قلنا ما كان هذا سبيله من الأخبار فإنه يوجب العلم بصحة مخبره، من قبل أنا إذا وجدنا السلف قد اتفقوا على قبول خبر هذا وصفه من غير تثبت فيه ولا معارضة بالأصول، أو بخبرٍ مثله مع علمنا بمذاهبهم في قبول الأخبار والنظر فيها وعرضها على الأصول، دلنا ذلك من أمورهم على أنهم لم يصيروا إلى حكمه إلا من حيث ثبت عندهم صحته واستقامته فأوجب لنا العلم بصحته، وهذا لفظ أبي بكر الرازي في كتابه "أصول الفقه" ... ". أهـ
وممن نص على ذلك أيضاً: الحافظ ابن الصلاح رحمه الله في "مقدمته" وأن الأحاديث التي تلقتها الأمة بالقبول تفيد العلم واليقين في كثير من الأحيان، واختاره الحافظ ابن كثير في "مختصره".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فهذا يفيد العلم اليقيني عند جماهير أمة محمد r من الأولين والآخرين. أما السلفُ فلم يكن بينهم في ذلك نزاعٌ، وأما الخلفُ: فهذا مذهبُ الفقهاء الكبار من أصحاب الأئمة الأربعة، والمسألة منقولة في كتب الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة مثل السرخسي، وأبي بكرٍ الرازي من الحنفية، والشيخ أبي حامد،
وأبي الطيب والشيخ أبي إسحاق من الشافعية، وابن خوايز منداد وغيره من المالكية، ومثل القاضي أبي يعلي، وابن موسى، وأبي الخطاب وغيرهم من الحنابلة، ومثل أبي إسحاق الاسفرائيني وابن فورك وأبي إسحاق النظَّام من المتكلمين، وذكره ابن الصلاح واختاره وصححه، ولكنه لم يعلم كثرة القائلين به ليتقوى بهم، وإنما قاله بموجب الحجج الصحيحة، وظن من اعترض عليه من المشايخ الذين لهم علمٌ ودينٌ، وليس لهم بهذا الباب خبرة تامة أن هذا الذي قاله ابن الصلاح انفرد به عن الجمهور ...
¥(73/13)
قال ابن تيمية: "وجميع أهل الحديث على ما ذكره الشيخ أبو عمرو بن الصلاح، والحجة على قول الجمهور أن تلقِّي الأمة للخبر تصديقاً وعملاً إجماعٌ منهم، والأمة لا تجتمع على ضلالة، كما لو اجتمعت على موجب عمومٍ أم مطلقٍ، أو اسم حقيقة، أو على موجب قياس، فإنها لا تجتمع على خطأ، وإن كان الواحد منهم لو جرد النظر إليه لم يؤمَن عليه الخطأ، فإن العصمة تثبت بالنسبة الإجماعية، كما أن خبر التواتر يجوز الخطأ والكذب على واحدٍ واحدٍ من المخبرين بمفرده، ولا يجوز على المجموع، والأمة معصومة من الخطأ في روايتها ورأيها ... (ثم قال) والآحاد في هذا الباب قد تكون ظنوناً بشروطها، فإذا قويت صارت علوماً، وإذا ضعفت صارت أوهاماً وخيالاتٍ فاسدة".
(قال): واعلم أن جمهور أحاديث البخاري ومسلم من هذا الباب كما ذكره الشيخ أبو عمرو، ومن قبله العلماء كالحافظ أبي طاهر السلفي وغيره، فإن ما تلقاه أهل الحديث وعلماؤه بالقبول والتصديق فهو محصلٌ للعلم، مفيدٌ لليقين، ولا عبرة بمن عداهم من المتكلمين والأصوليين، فإن الاعتبار في الإجماع على أمرٍ من الأمور الدينية بأهلِ العلم به دون المتكلمين والنحاة والأطباء، وكذلك لا يعتبر في الإجماع على صدق الحديث وعدم صدقه إلا أهل العلم بالحديث وطرقه وعلله، وهم علماء الحديث العالمون بأحوال نبيهم، الضابطون لأقواله وأفعاله، المعتنون بها أشد من عناية المقلدين بأقوال متبوعيهم، فكما أن العلم بالتواتر ينقسم إلى عام وخاص، فيتواتر عند الخاصة ما لا يكون معلوماً لغيرهم، فضلاً أن يتواتر عندهم، فأهل الحديث لشدة عنايتهم بسنة نبيهم r وضبطهم أقواله وأفعاله وأحواله يعلمون من ذلك علماً لا يشكون فيه مما لا شعور لغيرهم به البتة".
وقد احتج ابن حزم رحمه الله بحجج قوبة جداً على إثبات أن خبر الواحد الذي تلقته الأمة بالقبول يفيد العلم القطعي، فراجع كتابه "الإحكام"
(1/ 119 - 131)، وكان من جملة ما قاله: "فإنهم مجمعون معنا على أن رسول الله r معصوم من الله تعالى في البلاغ في الشريعة، وعلى تكفير
من قال: ليس معصوماً في تبليغه الشريعة إلينا. فنقول لهم: أخبرونا عن الفضيلة بالعصمة التي جعلها الله تعالى لرسوله r في تبليغه الشريعة التي بها، أهي له عليه السلام في إخباره الصحابة بذلك فقط، أم هي باقية لما أتى به عليه الصلاة والسلام في بلوغه إلينا وإلى يوم القيامة فإن قالوا: بل هي له عليه السلام مع من شاهده خاصةً لا في بلوغ الدين إلى من بعدهم. قلنا لهم: إذا جوزتم بطلان العصمة في تبليغ الدين بعد موته عليه الصلاة والسلام، وجوزتم وجود الداخلة والفساد والبطلان والزيادة والنقصان والتحريف في الدين، فمن أين وقع لكم الفرق بين ما جوزتم من ذلك بعده عليه السلام، وبين ما منعتم من ذلك في حياته منه عليه الصلاة والسلام؟
فإن قالوا: لأنه كان يكون عليه السلام غير مبلغ ما أمر به ولا معصوم،
والله تعالى يقول:} بلغ ما أُنزِلَ إليكَ من ربِكَ وإنْ لمْ تفعل فما بَلغتَ رسالتهُ واللهُ يعصِمُكَ من الناس {.
قيل لهم: نعم، هذا التبليغ المعترض عليه هو فيه عليه السلام معصوم بإجماعكم معنا من الكذب والوهم هو إلينا كما هو إلى الصحابة ولا فرق، والدين لازمٌ لنا كما هو لازمٌ لهم سواءً بسواء، فالعصمة واجبة في التبليغ للديانة، باقية مضمونة ولابد إلى يوم القيامة، والحجة قائمة بالدين علينا وإلى يوم القيامة، كما كانت قائمة على الصحابة رضي الله عنهم سواءً بسواء، ومن أنكر هذا فقد قطع بأن الحجة علينا في الدين غير قائمة، والحجة لا تقوم بما لا يُدرى أحقٌ هو أم باطلٌ كذبٌ؟!
ثم نقول لهم: وكذلك قال الله تعالى:} إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون {، وقال تعالى:} اليومَ أكملتُ لكم دينكم {، وقال تعالى:} ومن يبتغ غير الإسلامِ ديناً فلن يُقبلَ منه {، وقال تعالى:} قد تبين الرشد من الغي {، فإن ادعوا إجماعاً، قلنا لهم: من الكرَّامية من يقول: إنه عليه السلام غير معصوم في تبليغ الشريعة، فإن قالوا: ليس هؤلاء ممن يُعدُّ في الإجماع.
¥(73/14)
قلنا: صدقتم، ولا يُعدُ في الإجماع من قال: إن الدين غير محفوظ، وإن كثيراً من الشرائع التي أنزل الله تعالى قد بطلت واختلطت بالباطل الموضوع والموهوم اختلاطاً لا يتميز معه الرشد من الغي، ولا الحق من الباطل.
فإن قالوا: بل الفضيلة بعصمة ما أتى النبي r به من الدين باقية إلى يوم القيامة، صاروا إلى الحق الذي هو قولنا، ولله تعالى الحمد.
فإن قالوا: فإن صفة كل مخبر وطبيعته أن خبره يجوز فيه الصدق والكذب والخطأ، وقولكم بأن خبر الواحد العدل في الشريعة موجب للعلم، إحالة لطبيعة الخبر وطبيعة المخبرين، وخرق لصفات كل ذلك وللعادة فيه.
قلنا لهم: لا يُنكرُ من الله تعالى إحالة ما شاء من الطبائع إذا صح البرهان بأنه فعلُ الله تعالى. والعجب من إنكاركم هذا مع قولكم به بعينه في إيجابكم عصمة النبي r من الكذب والوهم في تبليغ الشريعة، وهذا الذي أنكرتم بعينه، بل لم تقنعوا بالتناقض إذ أصبتم في ذلك وأخطأتم في منعكم من ذلك في خبر الواحد العدل حتى أتيتم بالباطل المحض، إذ جوزتم على جميع الأمة موافقة الخطأ في إجماعها في رأيها، وذلك طبيعة في الكل وصفة لهم، ومنعتم من جواز الخطأ والوهم على ما ادعيتموه من إجماع الأمة من المسلمين خاصة في اجتهاد القياس!! وحاشا لله أن تجمع الأمة على الباطل، فخرقتم بذلك العادة وأحلتم الطبائع بلا برهان ... ". أهـ
قُلتُ: ومن ضوابط هذا الأمر أن تلقي الأمة للخبر بالقبول إجماعٌ منهم
كما تقدم، وهو أقوى في إفادة العلم من القرائن المُحتفَّة، ومن مجرد
كثرة الطرق.
وقال الشيخ أبو الأشبال أحمد بن محمد شاكر رحمه الله في "شرح ألفية السيوطي" (ص 5): "إن إفادة خبر الواحد لليقين هو الصواب، فقال: "والحق الذي ترجحه الأدلة الصحيحة ما ذهب إليه ابن حزم ومن قال بقوله من أن الحديث الصحيح يفيد العلم القطعي، سواءٌ أكان في أحد الصحيحين أم في غيرهما، وهذا العلم اليقيني علمٌ نظريٌ برهانيٌ لا يحصل إلا للمتبحر في الحديث، العارف بأحوال الرواة والعلل، وأكاد أوقن أنه هو مذهب من نقل عنهم البُلقيني ممن سبق ذكرهم، وأنهم لم يريدوا بقولهم ما أراده ابن الصلاح من تخصيص أحاديث الصحيحين لذلك، وهذا العلم اليقيني النظري يبدو ظاهراً لكل من تبحر في علم من العلوم وتيقنت نفسه بنظرياته، واطمأن قلبه إليها، ودع عنك تفريق المتكلمين في اصطلاحهم
بين العلم والظن، فإنما يريدون بذلك معنىً غير الذي نريد، ومنه زعمُ الزاعمين أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص إنكاراً لما يشعر به كل واحد من الناس من اليقين بالشيء، ثم ازدياد هذا اليقين، قال تعالى:} قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي {، وإنما الهُدى هُدى الله ... ". أهـ
الوجه الثالث:
أن الأستاذ الكاتب لم يٌفرق بين الشاهد والراوي، هذا وقد سوى بعضُ الناس بين الراوي والشاهد اعتماداً على حديث مرفوع يقول: "لا تكتبوا العلم إلا عمن تجوز شهادته".
* قلتُ: وهو حديثٌ ضعيفٌ جداً، أخرجه ابن عدي في "الكامل" والخطيب في "الكفاية" وغيرهما من طريق صالح بن حسان، عن محمد بن كعب، عن ابن عباس مرفوعاً.
قال الخطيب: "إن صالح بن حسان تفرد بروايته، وهو ممن أجمع نقاد الحديث على ترك الاحتجاج به لسوء حفظه وقلة ضبطه، وكان يروي هذا الحديث عن محمد بن كعب تارة متصلاً، وأخرى مرسلاً، ويرفعه تارة، ويوقفه أخرى". أهـ
فالحديث مُعَلٌّ بالضعف والاضطراب، وصالحٌ هذا غير صالحٍ!
فقد تركه النسائي، وقال البخاري: "منكر الحديث" وهذه العبارة في اصطلاح البخاري يعني: "لا تحل الرواية عنه" وضعفه أحمد وابن معين في آخرين، ولا يزال أهل العلم يفرقون بين الراوي والشاهد، فإنه تصح من الواحد، والمرأة، والعبد، ولأن الرواية والشهادة تدخلان في باب الخبر، فقد التبس تمييز أحدهما عن الآخر على الإمام شهاب الدين القرافي، فقال في "الفروق" (1/ 4): "الفرق الأول بين الشهادة والرواية، ابتدأتُ بهذا الفرق بين هاتين القاعدتين لأني أقمتُ أطلبه نحو ثمان سنين فلم أظفر به، وأسأل الفضلاء عن الفرق بينهما".
ثم وجد ضالته في "شرح البرهان" للمازري رحمه الله، حيث قال: "الشهادة والرواية خبران، غير أن المخبر عنه إن كان أمراً عاماً لا يختص بمعين فهو الرواية، كقوله r : " إنما الأعمالُ بالنيات"، والشُّفعة فيما لا يُقْسَمُ، لا يختص بشخص معين، بل ذلك على جميع الخلق في جميع الأعصار والأمصار بخلاف قول العدل عند الحاكم: "لهذا عند هذا دينارٌ"، إلزامٌ لمعين لا يتعداه إلى غيره، فهذا هو الشهادة المحضة، والأول: هو الرواية المحضة، ثم تجتمع الشوائب بعد ذلك". أهـ
ثم ساق كلاماً طويلاً يجدر أن يراجع، مع تعليل أبي القاسم بن الشاط رحمه الله، ففيه نفائسُ.
والمسألة تحتمل البسط، وفيما ذكرته كفاية لمن قنع وترك المراء، وقد ظهر مما مر من البيان أن ما اعترض به الأستاذ الكاتب على عدم الاعتداد بخبر الواحد ليس فيه سلفٌ من الصحابة، ولا التابعين، ولا الأئمة المتبوعين، إنما هو لبعض المتأخرين من أهل الاعتزال، وغيرهم ممن لا يُعوَّلُ عليهم كما مر قريباً، فيذهب ما قعقع به الأستاذ الكاتب حول خبر الواحد كضرطة عيرٍ بفلاةٍ!!
************
10
¥(73/15)
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[24 - 10 - 10, 04:44 م]ـ
درر وربي درر يا أخت أم محمد تنقليها لنا
حفظ الله الشيخ وجزاك الله خيرااا
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[24 - 10 - 10, 08:55 م]ـ
نفعكم الله بها
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[01 - 11 - 10, 07:09 م]ـ
-ما حكم التسمية على الوضوء؟ وهل يفسد الوضوء بدونها؟ وهل صح حديث "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه"؟
والجواب: أنه قد صح الحديث في هذا عن النبي r كما يأتي عن جماعة
من علماء الحديث.
وقد ورد هذا الحديث عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم، منهم:
* أولاُ: حديث أبي بكر الصديق t :
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/ 3)، وأبو عبيد في "كتاب الطهور" (ق7/ 2) من طريق خلف بن خليفة، عن ليث، عن حسين بن عمار، عن أبي بكر قال: "إذا توضأ العبد فذكر اسم الله في وضوئه طهر جسده كله، وإذا توضأ ولم يذكر اسم الله لم يطهر إلا ما أصابه الماء".
* قلتُ: وهذا سند ضعيف موقوف.
وفيه ليس بن أبي سليم، وفيه مقالٌ مشهورٌ، وفيه انقطاع أيضاً، والراوي عن أبي بكر t لم يلحقه، والله أعلم.
* ثانياً: حديث علي بن أبي طالب t :
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 1883) من طريق عيسى بن عبد الله، عن جده، عن علي بن أبي طالب t قال: قال رسول الله r : " لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه".
قال ابن عدي: "هذا الإسناد ليس بمستقيم".
* قلتُ: عيسى بن عبد الله متروكٌ كما قال الدارقطني.
وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/ 121 - 122):
"يروي عن أبيه، عن آبائه أشياء موضوعة، لا يحل الاحتجاج به، كأنه كان يهم ويخطئ، حتى كان يجيء بالأشياء الموضوعة على أسلافه، فبطل الاحتجاج بما يرويه لما وصفت". أهـ
* ثالثاُ: حديث أبي سعيد الخدري t :
أخرجه ابن ماجة (397)، والترمذي في "العلل الكبير" (1/ 112 - 113)، وابن أبي شيبة (1/ 2 - 3)، وأبو عبيد في "كتاب الطهور" (ق7/ 2)، وأحمد (3/ 41)، والدارمي (1/ 141)، وعبد بن حميد (910)، وأبو يعلي في "مسنده" (2/ 324، 424)، وابن السكن في "صحيحه"، والبزار ـ كما في "التلخيص" (1/ 73) ـ، وابن السني في "اليوم والليلة" (رقم 26)، والطبراني في "الدعاء" (ق 46/ 1 - 2)، وابن عدي في "الكامل" (3/ 1034)، والدارقطني (1/ 71)، والحاكم (1/ 147)، والبيهقي (1/ 43)، والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 230) من طريق كثير بن زيد، ثنا رُبيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، عن جده مرفوعاً: "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه".
* قلتُ: وهذا سندٌ حسنٌ.
أما كثير بن زيد فقد وثقه ابن حبان، وابن عمار الموصلي.
وقال أحمد بن معين وابن عدي:
"لا بأس به".
وقال أبو زرعة: "صدوقٌ، فيه لينٌ".
وقال أبو حاتم: "صالحٌ، ليس بالقوي، يُكتب حديثه".
وضعفه النسائي، وابن معين في رواية، والطبري.
وخلطه ابن حزم بـ "كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف" فلم يُصِب وحاصل البحث أن كثير بن زيد أقرب إلى القوة منه إلى الضعف.
أما رُبيح بن عبد الرحمن ـ بضم الراء وفتح المُوحدة ـ فوثقه ابن حبان.
وقال ابن عدي: "أرجو أنه لا بأس به".
وقال أبو زرعة: "شيخٌ".
ذكره عنه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (1/ 2/519).
وقال ابن حاتم في "كتابه" (1/ 1/37):
"وإذا قيل في الراوي: "شيخٌ" فهو بالمنزلة الثالثة، يُكتب حديثه،
وينظر فيه".
أما قول أحمد: "ربيح رجل ليس بالمعروف".
فمن عرف حجة على من لم يعرق، وقد عرفه غيره.
أما البخاري فقال: "مُنكرُ الحديث".
ويغلب على ظني ـ والله أعلم ـ أن حكم البخاري رحمه الله تعالى له اعتبارٌ آخر، بخلاف حال رُبيح في نفسه.
وقول أبي زرعة رحمه الله تلخيصٌ جيدٌ لحال ربيح بن عبد الرحمن،
وقد زعم ابن عدي رحمه الله أن زيد بن الحباب قد تفرد بالحديث عن كثير بن زيد، وليس كذلك.
بل تابعه أبو أحمد الزبيري، وأبو عامر العقدي، وغيرهما.
قال أحمد بن حفص:
"سُئل أحمد بن حنبل ـ يعني وهو حاضر ـ عن التسمية في الوضوء؟ فقال: لا أعلم فيه حديثاً يثبتُ، وأقوى شيء فيه حديث كثير بن زيد،
عن ربيح، وربيح رجل ليس بالمعروف".
رواه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1034 - 6/ 2087).
وقال أبو بكر الأثرم أحمد بن محمد بن هانئ:
¥(73/16)
"قلتُ لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: التسمية في الوضوء؟ فقال: أحمد شيء فيه حديث ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبي سعيد الخدري". رواه العقيلي في "الضعفاء" (1/ 177)، والحاكم (1/ 147)، وقال إسحاق بن راهويه: "هو أصح ما في الباب".
وقال الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 231): "حديث حسن".
* رابعاً: حديث أبي هريرة t :
أخرجه أبو داود (101)، واللفظ له، والترمذي في "العلل الكبير" (1/ 111)، وابن ماجة (399)، وأحمد (2/ 418)، وأبو يعلي
(ج11 / رقم 6409)، وابن السكن في "صحيحه" ـ كما في "التلخيص" (1/ 72) ـ، والطبراني في "الدعاء" (ق 47/ 1)، وعنه الحافظ في "النتائج" (1/ 225)، والدارقطني (1/ 72، 79)، والحاكم (1/ 146)، والبيهقي (1/ 43)، وفي "الخلافيات (114)، والبغوي في "شرح السنة" (1/ 409) من طريق يعقوب بن سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً: "لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله تعالى عليه".
قال الحاكم: "صحيح الإسناد، فقد احتج مسلم بيعقوب بن أبي سلمة الماجشون، واسم أبي سلمة: دينار".
* قلتُ: قد وهم الحاكم رحمه الله تعالى من وجهين:
الأول: أن يعقوب ليس هو ابن أبي سلمة الماجشون.
قال ابن الصلاح: "انقلب إسناده على الحاكم".
وكذا قال النووي في "المجموع" (1/ 344).
وقال الحافظ في "النتائج" (1/ 226):
"إنما هو يعقوب بن سلمة لا ابن أبي سلمة، وهو شيخٌ قليل الحديث، ما روى عنه من الثقات سوى محمد بن موسى، وأبوه مجهول ما روى عنه سوى ابنه".أهـ
وقال أيضاً في "التلخيص" (1/ 72):
"ادعى الحاكم أنه الماجشون! والصواب أنه الليثي".
وسبقه إلى ذلك الذهبي.
وقال ابن دقيق العيد: "لو سُلِّم للحاكم أنه يعقوب بن أبي سلمة الماجشون، واسم أبي سلمة دينار، فيحتاج إلى معرفة حال أبي سلمة، وليس له ذكر في شيء من كتب الرجال، فلا يكون أيضاً صحيحاً".
الثاني: قال البخاري: في "الكبير" (2/ 2/76):
" لا يعرف لسلمة سماعٌ من أبي هريرة، ولا ليعقوب من أبيه".
وقال الشوكاني: "ليس في إسناده ما يُسقطه عن درجة الاعتبار".
وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة t :
1- محمد بن سيرين، عنه مرفوعاً:
"يا أبا هريرة إذا توضأت فقل: بسم الله والحمد لله، فإن حفظتك لا تستريح تكتب لك الحسنات حتى تُحدِثَ من ذلك الوضوء".
أخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 73) من طريق عمرو بن أبي سلمة حدثنا إبراهيم بن محمد البصري، عن علي بن ثابت، عن محمد بن سيرين به وقال: "لم يروه عن علي بن ثابت، (أخو) عمرو بن ثابت، إلا إبراهيم بن محمد البصري، تفرد به عمرو بن أبي سلمة".
قال الحافظ الهيثمي في "المجمع" (1/ 220):
"إسناده حسن"، وكذا قال العيني في "شرح الهداية" ـ كما في "رد المختار" (1/ 113).
* قُلتُ: وهو عجبٌ! وإبراهيم بن محمد بن ثابت الأنصاري المترجَم في "اللسان" (1/ 98) وثقه ابن حبان.
وقال ابن عدي في "الكامل" (1/ 260، 261):
"روى عنه عمرو بن أبي سلمة وغيره مناكير" ثم قال: "وأحاديثه صالحة محتملة، ولعلة أتى ممن قد رواه عنه".
* قلتُ: ساق له ابن عدي عدة أحاديث، الراوي عنه فيها: أبو مصعب الزهري، أحد الثقات، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي، وهو وإن تكلم فيه فهو متماسكٌ عن إبراهيم، فالذي يظهرُ لي أن تعصب العهدة بإبراهيم أولى، والله أعلم.
وقد أشار الحافظ في "اللسان" في ترجمة إبراهيم إلى هذا الحديث ثم قال:
"وهو منكرٌ".
وقال في "النتائج" (1/ 288):
"علي بن ثابت مجهول، والراوي عنه ضعيف".
وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات" (3/ 185 - 186) من طريق عمرو بن أبي سلمة به، مع طريق أخرى، ثم قال:
"هذا حديثٌ ليس له أصلٌ، وفي إسناده جماعةٌ مجاهيلُ لا يُعرفون أصلاً".
2 - أبو سلمة، عنه:
أخرجه الدارقطني (1/ 71)، وابن صاعد في "مجلسين من الأمالي" (ق68/ 2)، والبيهقي (1/ 44)، والحافظ في "النتائج" (1/ 266) من طريق محمود بن محمد أبو يزيد الظفري، ثنا أيوب ابن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً: "ما توضأ من لم يذكر اسم الله عليه، وما صلى من لم يتوضأ". قال الحافظ في "النتائج":
"هذا حديثٌ غريبٌ، تفرد به الظفري، ورواته من أيوب فصاعداً مخرجٌ لهم في "الصحيح"، لكن قال الدارقطني في الظفري: ليس بقويٍّ.
¥(73/17)
وقال يحيى بن معين: سمعتُ أيوب بن النجار يقول: لم أسمع من يحيى بن أُبي كثير سوى واحد، وهو حديث: "احتج آدم وموسى"، فعلى هذا يكون في السند انقطاعٌ، إن لم يكن الظفري دخل عليه إسنادٌ
في إسنادٍ".أهـ
وسبق البيهقي إلى حكاية هذا عن ابن معين.
3 - مجاهد، عنه:
أخرجه الدارقطني (1/ 74)، ومن طريقه البيهقي (1/ 45)، والحافظ في "النتائج" (1/ 227) من طريق مرداس بن محمد، ثنا محمد بن أبان، ثنا أيوب بن عائذ، عن مجاهد، عن أبي هريرة مرفوعاً: "من توضأ فذكر اسم الله تطهر جسده كله، ومن توضأ فلم يذكر اسم الله لم يطهر سوى موضع الوضوء". قال الحافظ: "هذا حديثٌ غريبٌ، تفرد به مرداس بن محمد، وهو من ولد أبي موسى الأشعري، ضعّفه جماعةٌ، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يُغربُ وينفرد، وبقية رجاله ثقات". أهـ
فمِثلُهُ يصلح للاعتبار، والله أعلم.
خامساً: حديث سعيد بن زيد t :
وقد اختلف فيه على ألوان:
الأول يرويه عبد الرحمن، عن أبي ثفال المُرِّي، عن رباح بن عبد الرحمن، عن جدته، عن أبيها سعيد بن زيد t مرفوعاً، أخرجه الترمذي في "سننه" (25)، وفي "العلل الكبير" (1/ 109 - 110)، والدار قطني في "سننه" (1/ 73)، وفي "المؤتلف والمختلف" (2/ 1029) وابن شاهين في "الترغيب" (96)، والطبراني في "الدعاء" (374) عن بشير بن المفضّل.
والدارقطني في "سننه" (1/ 72 - 73)، وفي "المؤتلف" (2/ 1029) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك.
والدار قطني في "سننه" (1/ 73) عن يعقوب بن عبد الرحمن قالوا: ثنا عبد الرحمن بن حرملة، عن أبي ثفال، عن رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب، أنه سمع جدته تحدث عن أبيها سعيد بن زيد.
وتابعهم سليمان بن بلال، فرواه عن عبد الرحمن بن حرملة بهذا الإسناد أخرجه أبو عبيد في "الطهور" (ق 7/ 2)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" (ق 192) قال: نا سعيد بن أبي مريم، عن سليمان بن بلال بهذا، قال سليمان: وقد سمعته من أبي ثفال.
قلتُ: أما رواية سليمان، عن أبي ثفال، فلم يذكر فيها "سعيد بن زيد".
أخرجه الحاكم (4/ 60) عن عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير، وابن شاهين في "الترغيب" (95) عن عثمان بن خرزاذ قالا: ثنا سعيد بن كثير بن عفير، نا سليمان بن بلال، عن أبي ثفال قال: سمعتُ رباحَ بن
عبد الرحمن يقول: حدثتني جدتي أنها سمعت رسول الله r فذكرته.
وسماها الحاكم: "أسماء بنت سعيد بن زيد".
وأخرجه الدار قطني في "العلل" ـ كما في "الإصابة" (7/ 484) من طريق حفص بن غياث، عن أبي حرملة، عن أبي ثفال، عن رباح ابن عبد الرحمن، حدثتني جدتي أنها سمعت رسول الله r .
وتابعهم وهيب بن خالد قال: نا عبد الرحمن بن حرملة، أنه سمع أبا ثفالٍ يقول: سمعت رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان يقول: حدثتني جدتي أنها سمعت أباها مرفوعاً فذكره.
أخرجه أحمد (6/ 382)، وابن أبي شيبة (1/ 3) والعقيلي في "الضعفاء" (1/ 177)، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 26)، وابن المنذر في "الأوسط" (1/ 367)، والبيهقي (1/ 43) من طريق عفان بن مسلم، ثنا وهيبُ بن خالد بهذا.
وأخرجه الهيثم بن كليب في "المسند" (228)، ومن طريق الضياء في "المختارة" (1104) قال: حدثنا محمد بن علي الوراق، نا عفان، نا وهيبٌ، نا عبد الرحمن بن حرملة، أنه سمع أبا غالب يُحدِّث قال: سمعت رباح بن عبد الرحمن، حدثتني جدتي أنها سمعت أباها يقول: سمعت رسول الله r فذكره.
قال الضياء: "كذا ذكره! والمعروف: "أبو ثفال" بدل "أبي غالب".
* قلتُ: وقوله: "أبو غالب" تصحيف، لعله من شيخ الهيثم.
ورواه العباس بن الوليد بن مزيد، قال: نا وهيب بن خالد بهذا الإسناد مثلما رواه عفان.
أخرجه الطبراني في "الدعاء" (375) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل، ثنا العباس بن الوليد بهذا.
وأخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (97) قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، نا العباس بن الوليد بهذا، لكنه لم يذكر "سعيد بن زيد" في إسناده ولا أدري ممن هذا؟
والصحيح أنه من مسند "سعيد بن زيد".
وتوبع عبد الرحمن بن حرملة.
تابعه يزيد بن عياض فرواه عن أبي ثفال، عن رباح بن عبد الرحمن،
عن جدته، أنها سمعت أباها سعيد بن زيد فذكره مرفوعاً.
أخرجه ابن ماجة (398) عن يزيد بن هارون، وعبد الله بن أحمد في
¥(73/18)
"زوائد المسند" (4/ 70)، وابن شاهين في "الترغيب" (94)، والطبراني في "الدعاء" (373) عن شيبان بن فروخ قالا: ثنا يزيد بن عياض بهذا. ويزيد متروك.
من وجوه الاختلاف في إسناده:
ما أخرجه الطيالسي (242، 243) قال: حدثنا الحسن بن أبي جعفر المدني، عن أبي ثفال، عن أبي حويطب بن عبد العزي، عن جدته، عن أبيها مرفوعاً فذكره.
كذا رواه الطيالسي.
وخالفه أبو أمية خلاد بن قُرة السدوسي، عن الحسن بن أبي جعفر، عن أبي ثفال، عن أبي هريرة مرفوعاً: "لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه، ولا يؤمن بالله عبدٌ لا يؤمن بي، ولا يؤمن بي عبدٌ لا يحب الأنصار".
فجعل الحديث من "مسند أبي هريرة".
أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (1/ 98 - 99)، وأبو نعيم في
"أخبار أصبهان" (1/ 306) من طريق محمد بن عامر بن إبراهيم، ثنا أبي، ثنا أبو أمية خلادُ بن قرة به.
والطيالسي أوثق من خلاد بن قرة، بل هذا لا يُعرف من حاله ما يوجب الركون إلى خبره، ولكن الشأن في الحسن بن أبي جعفر، فإنه ضعيفٌ،
والله أعلم.
اللون الثاني: فرووه عن عبد الرحمن بن حرملة، عن أبي ثفال، عن رباح بن عبد الرحمن، عن جدته، عن النبي r به.
فلم يذكروا: "سعيد بن زيد".
قاله حفص بن ميسرة، وأبو معشر، وإسحاق بن حازم، ذكر ذلك الحافظ في "التلخيص" (1/ 74) نقلاً عن الدارقطني.
* قلتُ: الذي وقفت عليه من حديث حفص بن ميسرة وأبي معشر أنه ذكر "سعيد بن زيد" في روايته، فوافق بشر بن المفضل ومن معه.
أخرجه أحمد (4/ 70 و 381 - 382 و 6/ 383)، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 6 /ل 192)، والطبراني في "الدعاء" (ق 46/ 1)، وابن الجوزي في "الواهيات" (1/ 336 - 337) من طريق الهيثم بن خارجة، ثنا حفص بن ميسرة، عن ابن حرملة، عن أبي ثفال المري، عن رباح بن عبد الرحمن، عن جدته، عن أبيها به.
وأما ما أشار إليه الدارقطني رحمه الله تعالى من مخالفة حفص بن ميسرة فلم أقف عليه حتى ننظر في حال الراوي عن حفص، فإن كان أوثق من خارجة بن الهيثم ترجحت عليه روايته، وإلا فالعكس، وإن تساووا في الحفظ فيكون حفص رواه على الوجهين، والله أعلم.
ثم وقفت على "علل الدارقطني" (ج1/ق130/ 2) فرأيته رواه من طريق سويد بن سعيد، عن حفص بن ميسرة به، ولم يذكر "سعيد بن زيد".
والهيثم بن خارجة أوثق من سويد بن سعيد؛ لأن هذا تكلم فيه أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، وغيرهم.
وأما رواية أبي معشر:
فأخرجها الطبراني في "الدعاء" (ق 46/ 1) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا أبو معشر البراء، ثنا ابن حرملة، أنه سمع أبا ثفال، يقول: سمعت رباح ـ أو رياح: شك المقدمي ـ ابن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب، يقول: "لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه، ولا يؤمن بالله من لا يؤمن بي، ولا يؤمن بي من لا لا يحب الأنصار".
* قلتُ: هكذا روى أبو معشر، فوافق بشر بن المفضل في ذكره
"سعيد ابن زيد". ولكن اختلف في سنده.
فأخرجه أحمد (6/ 382) قال: حدثنا يونس أبو معشر، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن أبي ثفال المري، عن رباح بن عبد الرحمن بن حويطب،
عن جدته، مرفوعاً فذكرته بمثله مع تقديم وتأخير.
فسقط ذكر "سعيد بن زيد".
* قلتُ: ويظهر أن هذا الاختلاف من أبي معشر، واسمه يوسف بن يزيد، وذلك لثقة من روى عنه.
أما يوسف، فقد ضعفه ابن معين.
وقال أبو داود: "ليس بذاك".
وقال أبو حاتم: "يُكتبُ حديثه".
ووثقه محمد بن أبي بكر المقدمي، وابن حبان.
وأما رواية إسحاق بن حازم:
فقال ابن حاتم في "العلل" (ج2 / رقم 2589):
"سألتُ أبي عن حديثٍ رواه أسد بن موسى، قال: حدثنا سعيد بن سالم، عن إسحاق بن حازم ـ أو خازم، شكَّ أسدٌ ـ، قال: أخبرني عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي، عن ثفال، عن رباح بن عبد الرحمن بن شيبان، عن أمه بنت زيد بن نفيل، قالت: قال رسول الله r : " لم يُحبب الله من لم يُحبني، ولم يحبني من لم يحب الأنصار، ولا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن يذكر اسم الله عليه". قال أبي:: هذا خطأٌ في مواضع. والصحيح: عبد الرحمن بن حرملة، عن أبي ثفال المري، عن رباح
بن عبد الرحمن بن حويطب، عن جدته، عن أبيهما سعيد بن زيد،
عن النبي r". أهـ
¥(73/19)
* قلتُ: وسعيد بن سالم القداح وثقه ابن معين، ورضيه آخرون ولكن تكلم فيه ابن حبان، وضعفه السياجي، وعثمان الدارمي.
وقال العجلي: "ليس بحجة".
فهؤلاء الثلاثة متكلم فيهم، ومخالفتهم للثقات المتقدمين مرجوحة.
اللون الثالث:
أن الدراوردي عبد العزيز بن محمد، رواه عن أبي ثفال، عن رباح بن عبد الرحمن، عن ابن ثوبان، عن النبي r مرسلاً.
هكذا ذكر الدارقطني في "العلل" ـ كما في "التلخيص" (1/ 74) ـ، فاختلف الدراوردي مع عبد الرحمن بن حرملة في إسناده، ولكن اختُلف على الدراوردي فيه.
فأخرجه الطبراني في الدعاء (ق 46/ 1) من طريقين عن الدراوردي عن أبي ثفال المري، قال: سمعت رباح بن عبد الرحمن ابن حويطب، يُحدِّث عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة مرفوعاً: "لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه".
* قلتُ: فلو كان ذكرُ "أبي هريرة" محفوظاً، لكان اختلافاً قادحاً في رواية الدراوردي، ولكن الشأن فيمن روى عن الدراوردي الرواية المرسلة.
ثم رأيت الحديث في "شرح معاني الآثار" (1/ 27) للطحاوي، فرواه من طريق محمد بن سعيد، قال: نا الدراوردي، عن ابن حرملة،
عن أبي ثفال، عن رباح بن عبد الرحمن العامري، عن أبي ثوبان،
عن أبي هريرة مرفوعاً به.
فلا أدري هل هذا من خطأ النسخة أم هو اختلاف آخر على الدراوردي؟ ذلك أن شيخ الدراوردي في سند الطحاوي هو "عبد الرحمن بن حرملة"، بينما شيخه عند الطبراني هو "أبو ثفال المري" فالله أعلم بحقيقة الحال.
اللون الرابع: ورواه حماد بن سلمة، عن صدقة مولى آل الزبير، عن أبي ثفال، عن أبي بكر بن حويطب ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1389448#_ftn1)) مرسلاً عن النبي r .
أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 120)، وابن عساكر (ج6 / ل 193).
وذكره البيهقي (1/ 44) عن الترمذي وهو في "العلل الكبير" (1/ 111) قال: "هو حديثٌ مرسلٌ".
قال ابن عساكر: "هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه وصدَقَةٌ لم ينسب".
وصدقة مولى آل الزبير جهله الدارقطني، كما نقله ابن الجوزي في "الواهيات" (1/ 338).
* قلتُ: والراجح من هذا الاختلاف هو الوجه الأول، الذي رواه بشر ابن المفضل، ووهيب ومن معهما كما قال الدارقطني رحمه الله.
وإذ قد رجحنا الوجه الأول، فلننظر فيه ..
قال الترمذي في "العلل" (2/ 112): "سمعت إسحاق بن منصور، يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا أعلم في هذا الباب حديثاً له إسنادٌ جيدٌ".
وقال البخاري ونقله عنه ابن عساكر (ل 193):
"أحسنُ شيءٍ في هذا الباب حديثُ رباح بن عبد الرحمن".
وقال العقيلي: "الأسانيد في هذا الباب فيها لين".
وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1 / رقم 129).
"سمعت أبي وأبا زرعة، وذكرت لهما حديثاً رواه عبد الرحمن بن حرملة، عن أبي ثفال .. فذكره فقالا: ليس عندنا بذاك الصحيح أبو ثفال مجهول، ورباحٌ مجهول".
وقال البيهقي: "أبو ثفال ليس بالمعروف جداً".
* قلتُ: أما أبو ثفال ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1389448#_ftn2)) ، فقد قال البخاري:
"في حديثه نظر".
قال الحافظ في التلخيص" (1/ 74): "وهذه عادته فيمن يضعفه".
وقد فرق الشيخ العلامة ـ ذهبي العصر ـ المُعلمي اليماني رحمه الله بين قول البخاري: "فيه نظر" وبين "في حديثه نظر".
فقال رحمه الله في "التنكيل" (1/ 205):
"فقوله: "فيه نظر" يقتضي الطعن في صدقه، وقوله: "في حديثه نظرٌ" تُشعِر بأنه صالحٌ في نفسه، وإنما الخلل في حديثه لغفلة أو لسوء حفظ".
* قلتُ: وقولُ الشيخ رحمه الله في تفسير قول البخاري "فيه نظر" بأن ذلك يقتضي الطعن في صدقه، فيه نظرٌ، فقد قال البخاري في "هبد الرحمن بن هانئ النخعي" ـ كما في "التهذيب" (6/ 290) ـ: "فيه نظرٌ، وهو في الأصل صدوقٌ"، فهذا يُبين أن المقتضى لا يدوم، إنما يقال: إن هذه العبارة تحتمل الطعن في صدقه، إلا أن يقال: من قال فيه البخاري هذه العبارة مطلقة، فالأصل أنها لا تشمل صدقه، إلا أن يردفها بالقرينة التي تُقيد هذا الإطلاق كما في المثال الذي ذكرته، وفيه بعدٌ عندي، فهذا يحتاج إلى نص من الإمام، أو استقراء تتابع عليه جماعة حتى يوثق بفهمهم، مع أننا وجدنا أن البخاري أطلق هذه
¥(73/20)
العبارة في جماعة ثقات، لا يشك أحد في صدقهم مثل: راشد بن داود الصنعاني، وسليمان بن داود الخولاني، وعبد الرحمن بن سليمان الرعيني وغيرهم، والصواب: ألا يُطرد
هذا الفهم.
وأيضاً: فتفسير الشيخ اليماني رحمه الله لقول البخاري: "في حديثه نظرٌ" تفسيرٌ حسنٌ رائق، ويضاف إليه أن البخاري قد يقول هذه العبارة، ولا يقصد بها الراوي أصلاً، وإنما يقصد أن حديثه لا يصح وتكون الآفة ممن دونه، والله تعالى أعلم.
وأبو ثفال هذا ذكره ابن حبان في "الثقات"، إلا أنه قال: "ليس بالمعتمد على ما تفرد به".
قال الحافظ: "فكأنما لم يوثقه".
وأما قول البزار: "أبو ثفال مشهور" فيقصد به جهالة العين، لا الحال، وقد قال عقب الخبر: "رباح وجدَّتُهُ لا نعلمهما رويا إلا هذا الحديث، ولا حدَّث عن رباح
إلا أبو ثفال، فالخبر من جهة النقل لا يثبت". أهـ
فهذا بخصوص أبي ثفال.
أما رباح، فمجهول كما قال أبو حاتم وأبو زرعة، والله أعلم.
وفي "نصب الراية" (1/ 4):
"وأعله ابن القطان في "كتاب الوهم والإيهام" وقال: فيه ثلاثةٌ مجاهيل الأحوال: جدَّةُ رباح، لا يُعرف لها اسم ولا حال، ولا تُعرف بغير هذا، ورباح أيضاً مجهول الحال، وأثفال مجهول الحال أيضاً مع أنه أشهرهم لرواية جماعة عنه، منهم الدراوردي". أهـ
وتعقبه الحافظ في "التلخيص" (1/ 74) فيما يتعلق بـ "جدة رباح" فقال: "كذا قال! فأما هي فقد عُرف اسمها من رواية الحاكم، ورواه البيهقي أيضاً مُصرِحاً باسمها، وأما حالها فقد ذُكِرَت في "الصحابة"، وإن لم يثبت لها صحبة، فمثلها لا يُسأل عن حالها". أهـ
وبعد هذا التحقيق يُعلم ما في قول الشيخ أبي الأشبال أحمد شاكر
رحمه الله، إذ قال في "شرح الترمذي" (1/ 38):
"إسناده جيد حسن"!
أما ابن القطان فقال: "الحديث ضعيف جداً"!
* قلتُ: كذا قال! وهو ضعيف فقط، ويصلح في الشواهد والمتابعات، ولا يضر الاختلاف في سنده مع ظهور وجه الترجيح وقد تحقق هنا،
والله أعلم.
قال الحافظ في "النتائج" (1/ 230):
"لم يبق في رجال الإسناد من يُتوقف فيه سوى رباح، وقد تقدم النقل عن البخاري أن حديثه هو أحسن حديث في الباب". أهـ
سادساً: حديث أنس t :
قال الحافظ في "التلخيص" (1/ 75):
"رواه عبد الملك بن حبيب الأندلسي، عن أسد بن موسى، عن حماد ابن سلمة، عن ثابت، عن أنس مرفوعاً: "لا إيمان لمن لم يؤمن بي، ولا صلاة إلا بوضوء، ولا وضوء لمن لم يُسم الله".
* قلتُ: ورجاله ثقات إلا عبد الملك، فهو شديد الضعف، والله أعلم.
وأخرج أبو بكر الشافعي في "رباعياته" (ج2 / ق 126/ 1 - 2 تخريج الدارقطني) قال: حدثنا محمد بن بشر أخو خطاب.
وأخرجه ابن شاهين (101) قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قالا: ثنا محمد بن جعفر الوركاني، ثنا سعيد بن ميسرة قال: سمعت أنس بن مالك يقول: جاء شاب فتوضأ ولم يذكر اسم الله عز وجل حتى صلى، فلما فرغ قال له النبي r : " يا شاب أصليت"؟ قال: نعم، قال: "ما صليت"، فعاد في الصلاة، فلما فرغ، قال له النبي r : " أصليت"؟ قال: نعم، قال له النبي r: " ما صليت" حتى أعادها ثلاث مرات. قال: فذهب الشاب إلى علي t فقال: يا علي، إني توضأت وصليت ثلاث مرات، ورسول الله r يقول لي: "ما صليت". فقال عليّ: أما ذكرت فيه اسم الله؟ قال الشاب: لا. قال: اذهب فتوضأ وسم الله فإذا فرغت فقل: الحمد لله، وصلِّ.
قال: فذهب الشاب، ففعل كما أمره علي t ، وذكر اسم الله وصلى، فقال له النبي r " أصليت يا شاب"؟ قال: نعم، فقال النبي r : " صدقت قد صليت".
* قلتُ: وسنده ضعيف جداً، وسعيد بن ميسرة كذبه يحيى القطان، وقال الحاكم: "روى عن أنس الموضوعات".
وقال ابن حبان: "يروي الموضوعات".
وقال ابن عدي: "مُظلم الأمر".
وله طريق آخر:
أخرجه ابن شاهين أيضاً (98) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، نا أحمد
بن منصور، نا يحيى بن بُكير، حدثني المفضل ـ يعني: ابن فضالة ـ
¥(73/21)
عن أبي عروة، عن أبي عمار، عن أنس بن مالك قال: كنت جالساً عند رسول الله r ذات يوم، فدخل رجل من غفار، ثم خرج من المسجد فقال له النبي r : " أصليت"؟ فقال: نعم، فقال r : " إنك لم تُصلِ" أعاد ذلك مرتين، ففزع الرجل، فأتى عمر فقال: ما لك؟ قال: هلكت، صليت مرتين فمررت بالنبي r كلما مررت به قال: "أصليت"؟ قلت: نعم، قال: "لم تُصلِ". قال له عمر: ويحك، ائت أبا بكر، فأتى أبي بكر، فقال له مثل ذلك، فقال: ائت علياً، فأتى علياً فقال له مثل ذلك. فقال: ألا تخبرني حين توضأت سميت؟ قال: لا. قال: فاذهب فخذ إناءك، فإذا صببت على يديك فسمِ ثم صلِ، ثم مُر بالنبي r فانظر إن قال لك مثلها فارجع إليَّ. فذهب الرجل فتوضأ فسمى، فلما صلى خرج، فضحك النبي r إليه، وقال له: "الآن حين صليت".
* قلتُ: وأبو عروة عندي هو معمر بن راشد، وآفة هذا الإسناد هي أبو عمار واسمه: زياد بن ميمون، وهو ساقط البتة، كذبه يزيد بن هارون، فقد كان وضاعاً.
قال بشر بن عمر الزهراني: "سألت زياد بن ميمون أبا عمار عن حديثٍ لأنسٍ؟ فقال: أحسبوني كنت يهودياً أو نصرانياً، قد رجعت عما كنت أحدث به أنس، لم أسمع من أنس شيئاً".
وقال البخاري: "تركوه".
ووهاه أبو زرعة وغيره.
وقال ابن معين: "لا يساوي قليلاً ولا كثيراً".
سابعاً: حديث سهل بن سعد t :
أخرجه ابن ماجة (400) وابن أبي عاصم ـ كما في "نكت الأذكار" للسيوطي (4/ 2 - 1) ـ، وابن السماك في "حديثه" (ق 235/ 1)، والدارقطني (1/ 355) مقتصراً على الفقرة الثالثة منه، والحاكم (1/ 269)، والطبراني في "الكبير" (ج6/ 5698)، والبيهقي (2/ 379) من طريق عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي، عن أبيه عن جده مرفوعاً: "لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن يذكر اسم الله عليه،
ولا صلاة لمن لم يُصلِ على النبي، ولا صلاة لمن لا يحب الأنصار".
* قلتُ: وهذا خبرٌ منكرٌ، وسنده ضعيف جداً.
وعلته عبد المهيمن هذا، فإنه متروك.
قال الحاكم: "لم يخرج هذا الحديث على شرطهما؛ لأنهما لم يخرجا عبد المهمين".
وقال الذهبي: "عبد المهيمن واهٍ".
وقال الدارقطني عقبه: "عبد المهيمن ليس بالقوي". ولكنه لم يتفرد بمحل الشاهد.
فتابعه أخوه أُبيُ بن العباس، عن أبيه، عن جده مرفوعاً بالفقرتين الأوليين دون الأخيرتين.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج6/رقم 5699)، وفي "الدعاء" (ق 46/ 2)، ومن طريقه الحافظ في "النتائج" (1/ 234)، ولم يتكلم عليه المناوي بشيء في "الفيض" (6/ 440).
وقال الشوكاني في "النيل" (1/ 160):
"أُبيُ مختَلفٌ فيه".
وقال الحافظ عقب تخريجه له: "عبد المهيمن ضعيف، وأخوه أُبيُ الذي سُقتَه من روايته أقوى منه".
* قلتُ: ولا يفهم من قول الحافظ هذا أنه يقوي أبي بن العباس، إنما ساق مقالته مساق المقارنة، إذ الراجح في "أُبيُ" أنه ضعيف، وأخوه "عبد المهيمن" أنه متروك، فالضعيف أقوى من المتروك بلا ريب.
وله طريقٌ آخر:
أخرجه الروياني في "مسنده" (ج28/ق177/ 1) قال: حدثنا ابن إسحاق، نا محمد بن عمر، نا عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة، عن عباس بن سهل، عن أبيه سهل بن سعد مرفوعاً فذكره.
وسنده واهٍ، ومحمد بن عمر هو الواقدي وهو متروك، والله أعلم.
ثامناً: حديث عائشة رضي الله عنها:
أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 3)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (ج4/ق115/رقم 456)، وكذا (ج8/رقم 46877، 4796، 4864)، والبزار (ج1/رقم 261)، والطبراني في "الدعاء" (ق 46/ 2)، وابن عدي في "الكامل" (2/ 616) والدارقطني (1/ 72) من طريق حارثة بن أبي الرجال، عن عمرة، عن عائشة، قالت: "كان رسول الله r يقوم إلى الوضوء، فيسمي الله حتى يكفئ الإناء على يديه، ثم يتوضأ فيسبغ الوضوء".
وهو عند بعضهم مختصر.
* قلت: وهذا سندٌ ضعيف.
وحارثة هو ابن عبد الرحمن، كان أحمد يضعفه ولا يعتد به.
وقال البخاري وأبو حاتم: "منكر الحديث".
زاد أبو حاتم: "ضعيف الحديث".
وتركه النسائي.
وكان الإمام أحمد رحمه الله ينتقد إسحاق بن راهويه أنه أخرج هذا الحديث
في "مسنده".
قال الحربي: "قال أحمد: هذا يزعم أنه اختار أصح شيء في الباب، وهذا أضعف
حديث فيه"!!
¥(73/22)
وقال ابن عدي: "وبلغني عن أحمد بن حنبل رحمه الله أنه نظر في "جامع إسحاق ابن راهويه" فإذا أول حديث أخرجه في "جامعه" هذا الحديث، فأنكره جداً وقال: أول حديث في "الجامع" يكون عن حارثة"؟!
تاسعاً: حديث أبي سبرة t :
أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 36)، وابن أبي عاصم في
"الآحاد والمثاني" (ج1/ق92/ 2)، وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"
ـ كما في "النتائج"، ـ وابن قانع ـ كما في "تجريد الصحابة" للذهبي ـ، والطبراني في "الكبير" (ج 22/ رقم 755) وفي "الأوسط" (ج2/رقم 1119)، وفي "الدعاء" (ق 46/ 2) وعنه الحافظ في "النتائج" (1/ 236) من طريق يحيى بن عبد الله، نا عيسى بن سيرة، عن أبيه، عن جده، قال: صعد رسول الله r على المنبر، فحمد الله عز وجل وأثنى عليه ثم قال: "أيها الناس لا صلاة إلا بوضوء، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه، ولم يؤمن بالله من لم يؤمن بي، ولم يؤمن بي من لم يعرف
حق الأنصار".
وعزاء الحافظ في "الإصابة" (2/ 146) إلى "ابن مدة" في "المعرفة"،
وابن السكن، وسمويه في "فوائده"، وأبي نعيم في "المعرفة".
قال الطبراني:
"لا يروى هذا الحديث عن أبي سيرة إلا بهذا الإسناد".
وقال الحافظ في "الإصابة" (8/ 237):
"وأخرجه أبو موسى في "المعرفة" وقال: في إسناد حديثه نظر".
* قلتُ: أما عيسى بن سيرة، فقال فيه أبو القاسم البغوي:
"منكر الحديث"، ذكره الحافظ في "النتائج".
وأبوه مجهول الحال.
وقال الهيثمي (1/ 228): "عيسى بن سيرة، وأبوه، وعيسى بن يزيد لم أر من ذكر أحداً منهم"، وقال أيضاً في نفس الصفحة: " ويحيى بن أبي يزيد بن عبد الله لم أر من ترجمه".أهـ
ويحيى بن عبد الله من رجال التهذيب (11/ 242).
وفيما تقدم استدراك على بعض ما قال.
وضعفه الشوكاني في "النيل" (1/ 160).
وقال الحافظ في "النتائج": "حديثٌ غريبٌ".
وقال الذهبي في "تجريد أسماء الصحابة" (2/ 170):
"هو حديث منكر".
عاشراً: حديث ابن مسعود t :
أخرجه الدارقطني (1/ 73 - 74)، والبيهقي (1/ 44) وابن شاهين (100)، وابن عدي (7/ 2707)، وابن جُميع في "معجمه" (291 - 292)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (39/ 2) في ترجمة "ابن مسعود" من طريق
أبي بكر الشافعي، وهو في "الغيلانيات" (ج 5 / ق 68/ 1)،
والشجري في "الأمالي" (1/ 43)، والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 255) عن يحيى بن هاشم ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1389448#_ftn3)) ، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً: "إذا تطهر أحدكم، فليذكر اسم الله، فإنه يُطهِّر جسده كله، وإن لم يذكر اسم الله في طهوره، لم يطهر منه إلا ما مر عليه الماء، فإذا فرغ من طهوره فليشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، فإن قال ذلك فُتحت له أبواب السماء".
قال الدارقطني: "يحيى بن هاشم ضعيف".
وقال البيهقي: "هذا ضعيفٌ، لا أعلمه رواه عن الأعمش غير يحيى بن هاشم، ويحيى بن هاشم متروك الحديث".
وقال بنحو ذلك الحافظ في "النتائج" قال: "هذا حديثٌ غريبٌ"، وانظر "التلخيص" (1/ 75).
وقد ذكر الحافظ في "النتائج" (1/ 255) أن يحيى بن هاشم لم يتفرد به، فقال متعقباً البيهقي:
* قلتُ: بل تابعه محمد بن جابر اليمامي، عن الأعمش، أخرجه أبو الشيخ في "كتاب الثواب" من طريقه، مقتصراً على أواخره، ومحمد بن جابر أصلح حالاً من يحيى بن هاشم، والله أعلم". أهـ
* قلتُ: ليس فيه محل الشاهد، فلا يقويه، والله أعلم.
حادي عشر: حديث ابن عمر رضي الله عنهما:
أخرجه الدارقطني (1/ 74 - 75)، والبيهقي (1/ 44)، وابن شاهين (99) من طريق عبد الله بن حكيم أبي بكر الداهري، عن عاصم بن محمد
عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً: "من توضأ فذكر اسم الله عليه،
كان طهوراً لجسده، ومن توضأ فلم يذكر اسم الله عليه لم يطهر
إلا مواضع الوضوء منه".
قال البيهقي: "وهذا أيضاً ضعيفٌ، أبو بكر الداهري غير ثقة عند أهل العلم بالحديث". وقال الحافظ في "النتائج" (1/ 237):
"تفرد به أبو بكر الداهري، واسمه عبد الله بن حكيم، وهو
متروك الحديث".
ثاني عشر: حديث البراء بن عازب t :
¥(73/23)
أخرجه المستغفري في "كتاب الدعوات" ـ كما في "كنز العمل" (9/ 299) ـ مرفوعاً: "ما من عبد يقول حين يتوضأ: بسم الله، ثم يقول لكل عضو: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله، ثم يقول حين يفرغ: اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، إلا فتحت له ثمانية أبواب للجنة يدخل من أيها شاء، فإن قام من فوره ذلك فصلى ركعتين يقرأ فيهما ويعلم ما يقول، انفتل من صلاته كيوم ولدته أمه، ثم يقال له: استأنِف العمل".
قال المستغفري: "حديثٌ غريب".
* قلتُ: لم أقف على سنده، وإني لأستبعد صحته جداً، بل فيه نكارة، فلم يصح حديثٌ فيما يقوله المتوضئ على أعضائه.
فقد قال النووي في "شرح المهذب" (1/ 465): "أصل له، ولا ذكره المتقدمون".
وقال في "الأذكار" (ص 24): "وأما الدعاء على أعضاء الوضوء فلم يجيء فيه شيء عن النبي r".
وقال ذلك أيضاً في "الروضة" (1/ 62).
وقال ابن القيم في "المنار" (ص 120): "أحاديث الذكر على أعضاء الوضوء كلها باطلة، ليس فيها شيء يصح".
وكذا قال في "زاد المعاد" (1/ 195) ويأتي لفظه قريباً.
ثم رأيت في "إتحاف السادة" (2/ 368) للزبيدي أن المستغفري رواه من طريق سالم بن أبي الجعد، عن البراء، وهذه آفةُ اختصار السند فإن الناظر إلى هذا القدر من السند يجزم بصحته، والعلم غالباً تكون فيمن دون من بدأ النقل من عنده.
وتبين لي ـ فيما بعد ـ أن الزبيدي نقل هذا من الحافظ ابن حجر.
فإنه قال في "نتائج الأفكار" (1/ 246): "أخرجه جعفر المستغفري الحافظ في "كتاب الدعوات" من طريق سالم بن أبي الجعد عن البراء .. فذكره،
ثم قال: هذا حديثٌ غريب".
وقد رأيت في المجلس الثامن والأربعين من "النتائج" رواية للطبراني في "الأوسط" من طريق الأعمش، عن سالم بن أبي الجهد، عن ثوبان مرفوعاً: "من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال عن فراغه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، اللهم اجعلني من التوابين ... الحديث". ولم يذكر التسمية.
ثم قال الحافظ: "سالم لم يسمع من ثوبان، والراوي له عن الأعمش ليس بالمشهور".
* قلتُ: فكان هذا من الاختلاف على سالم بن أبي الجعد في إسناده،
والله أعلم. ولعل تحسين المستغفري له يكون لجملته بقطع النظر عن خصوص ألفاظه، والله المستعان.
ثالث عشر: حديث أبي ذر t :
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2366) من طريق المنذر بن زياد،
ثنا عمرو بن دينار، عن أبي نضرة، عن أبي ذر مرفوعاً: "لا يؤمن عبد حتى يؤمن بي، ولا يؤمن بي حتى يحب الأنصار، ولا صلاة إلا بوضوء، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله".
قال ابن عدي: "وهذا بهذا الإسناد غير محفوظ، ولم أره إلا من رواية المنذر بن زياد".
* قلتُ: والمنذر كذبه الفلاس، وتركه الدارقطني.
وقال الساجي: "يحدث بالبواطيل".
* قلتُ: فالحاصل أن حديث: "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه"
حديثٌ حسنٌ على أقل أحواله، صحيح على الراجح بمجموع شواهده،
وأقصد بها حديث أبي سعيد الخدري، وبعض الطرق من حديث أبي هريرة، وسعيد بن زيد، وسهل بن سعد، وما عدا ذلك فضعفه لا يُحتمل.
وقد قوَّى الحديث جماعة من أهل العلم، منهم:
1 - إسحاق بن راهويه، قال:
"أصح شيء فيه حديثُ كثير بن زيد" ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1389448#_ftn4)).
2- البخاري، قال:
"حديث سعيد بن زيد أحسن شيء في هذا الباب".
3 - أبو بكر بن أبي شيبة، قال:
"ثبت لنا أن النبي r قاله".
4 - الحافظ المنذري، قال في "الترغيب" (1/ 100):
"وفي الباب أحاديث كثيرة، لا يسلم منها مقالٌ، وقد ذهب الحسن وإسحق بن راهويه، وأهل الظاهر إلى وجوب التسمية في الوضوء، حتى أنه إذا تعمد تركها أعاد الوضوء، وهو رواية عن الإمام أحمد، ولا شك أن الأحاديث التي وردت فيها، وإن كان لا يسلم شيء منها من مقال، فإنها تتعاضد بكثرة طرقها، وتكتسب قوة، والله أعلم". أهـ
5 - أبو عمرو بن الصلاح:
نقل عنه الحافظ في "النتائج" (1/ 237) قوله:
"ثبت بمجموعها ما يثبت به الحديث الحسن، والله أعلم".
6 - أبو الفتح اليعمري ابن سيد الناس، قال:
"أحاديث الباب إما صريح غير صحيح، وإما صحيح غير صريح".
وقد يكون مراده نفي الصحة وحدها لا الحسن، والله أعلم.
¥(73/24)
7 - الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (1/ 133) وحسنه في "محجة القرب في فضل العرب" (ص 27 - 28).
8 - ابن القيم فقال في "المنار" (45):
"أحاديث التسمية على الوضوء، أحاديثٌ حسانٌ".
وقال في "الزاد" (1/ 195):
"وكل حديث في أذكار الوضوء والذي يقال عليه فكذبٌ مُختَلقٌ، لم يقل رسول الله r شيئاً منه، ولا علمه أمته، ولا ثبت عنده غير التسمية
في أوله". أهـ
9 - الحافظ ابن كثير قال في "تفسيره" (1/ 34 - طبع الشعب) "حديثٌ حسنٌ".
وقال الشوكاني في "السيل الجرار" (1/ 76):
"قال ابن كثير في "الإرشاد": "طرقه يشد بعضها بعضاً، فهو حديثٌ حسنٌ
أو صحيحٌ".
10 - الحافظ بن حجر:
قال في "التلخيص" (10/ 75):
"والظاهر أن مجموع الأحاديث يحدث منها قوة، تدل على أن له أصلاً".
وكذلك قواه الصنعاني في "سبل السلام" (1/ 80)، والشوكاني في
"نيل الأوطار" (1/ 160)، وفي "السيل الجرار" (1/ 77)، والمباركفوري في "تحفة الأحوذي" (1/ 116)، والشيخ أبو الأشبال في "شرح الترمذي" (1/ 38)، وشيخنا محدث العصر ناصر الدين الألباني في "صحيح الجامع" (7573)، وكذلك في "الإرواء" (1/ 122) وقال: "إن النفس تطمئن لثبوت الحديث".
أما قول الإمام أحمد رحمه الله ـ كما في "مسائل عبد الله" (رقم /100)
و "مسائل صالح" 358/ 696):
"لا أعلم في هذا الباب حديثاً له إسنادٌ جيدٌ".
فأجاب عنه الحافظ في "النتائج" (1/ 223) فقال:
"لا يلزم من نفي العلم ثبوت العدم، وعلى التنزل: لا يلزم من نفي الثبوت، ثبوت الضعف، لاحتمال أن يراد بالثبوت: ثبوت الصحة، فلا ينتفي الحكم بـ "الحُسن" وعلى التنزل: لا يلزم من نفي الثبوت عن كل فرد نفيه
عن المجموع". أهـ
وهناك حديث أخر قال البيهقي فيه:
"هذا أصح ما ورد في التسمية ـ يعني على الوضوء"، وهو ما أخرجه أحمد (3/ 165)، والنسائي (79 ـ بذل الإحسان)، وابن خزيمة (1/ 74)، وابن حبان (6544)، وأبو يعلي في "المسند" (3036)، وابن السني في "اليوم والليلة" (27)، وابن مُندة في "التوحيد" (176)، والدارقطني (1/ 71)، وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 219)، والبيهقي
في "سننه الكبير" (1/ 43) وفي "الصغير" (89)، وقوام السنة الأصبهاني في "دلائل النبوة" (293) جميعاً عن عبد الرزاق، وهذا في "المصنف"
(ج 11 / رقم 20535) قال: حدثنا معمر، عن ثابت وقتادة عن أنس، قال: طلب بعض أصحاب النبي r وضوء، فقال رسول الله r : " هل مع أحد منكم ماء"؟ فوضه يده في الماء وهو يقول: "توضؤوا بسم الله"، فرأيت الماء يخرج من بين أصابعه، حتى توضؤوا من عند آخرهم.
قال ثابت: قلت لأنس: كم تراهم؟
قال: نحواً من سبعين.
وبوَّب عليه النسائي، وابن خزيمة، وابن السني، والدارقطني، والبيهقي، بقولهم: "باب التسمية عند الوضوء".
* قلتُ: ما أظهره من حديث، لولا أن التسمية على الوضوء في هذا الحديث شاذةٌ عندي، وقد اغتررت بظاهر الإسناد في كلامي الحديث في "بدل الإحسان" (2/ 339) فقلت: "إسناده صحيح"! وزاد غيري: "على شرط الشيخين"، وكل هذا خطأ وليس الإسناد على شرط واحدٍ منهما، فضلاً عن أن يكون على شرطهما وكنت صححته على شرط مسلم في "مجلسين من إملاء النسائي" (ص 39) فليضرب عليه، لأن البخاري لم يخرج شيئاً لمعمر عن ثابت إلا تعليقاً، أما مسلم فأقل منها جداً، ومع ذلك فلم يُخرِّج له عن ثابت في الأصول شيئاً غير حديثين ـ فيما أظن ـ أخرجهما متابعة:
أحدهما: أخرجه في "كتاب الأشربة" (2041/ 145) من طريق
عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ثابت وعاصم الأحول، عن أنس في قصة الخياط الذي دعا رسول الله r إلى طعامه.
وقد أخرجه مسلم في المتابعات؛ لأنه أخرج الحديث أولاً عن سليمان
بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، ثم أردفه بحديث معمر عن ثابت.
أما الحديث الآخر: فلا أذكره الآن، وعهدي به منذ عشرين سنة.
وإنما فعل الشيخان ذلك في ترجمة معمر عن ثابت؛ لأن أهل العلم تكلموا في روايته عن ثابت.
قال ابن معين: "معمر عن ثابت ضعيفٌ".
وقال مرَّةً: "معمر عن ثابت وعاصم بن أبي النُجود وهشام بن عروة، وهذا الضرب مضطربٌ كثيرُ الأوهام".
وقال أيضاً: "حديثه عن الزهري وابن طاووس مستقيم، أما أهل الكوفة والبصرة فلا".
وأما قتادة، فتكلم أهل العلم في رواية معمر عنه.
¥(73/25)
فقال الدارقطني في "العلل": "معمر سيء الحفظ لحديث قتادة والأعمش".
وقد سبق كلام ابن معين أن رواية معمر عن البصريين غير مستقيمة،
وقتادة بصريٌّ.
ولم يُخرِّج البخاري في الأصول شيئاً لمعمر عن قتادة، وأقل منها مسلمٌ جدّاً ولم يخرج منها شيئاً إلا في المتابعات.
ومما يدل على ذلك أن الثقات من أصحاب ثابت وقتادة رووا هذا الحديث عنهما فلم يذكرا "التسمية" فيه، منهم:
1 - حماد بن زيد:
أخرجه البخاري في "الوضوء" (1/ 304) قال: حدثنا مسدد ومسلم (2279/ 4)، وأبو يعلي (3329) والبيهقي في "الدلائل" (4/ 122)
عن أبي الربيع الزهراني سليمان بن داود، وأحمد (3/ 147) قال:
حدثنا يونس بن محمد، وابن خزيمة (124)، والإسماعيلي في "المستخرج" عن أحمد بن عبدة الضبي وعبدُ بن حميد في "المنتخب" (1365)،
وأبو عوانة ـ كما في "إتحاف المهرة" (1/ 455) ـ عن سليمان بن حرب، وابن سعد في "الطبقات" (1/ 178) قال: حدثنا عفان وسليمان بن حرب
وخالد بن خداش، والإسماعيلي في "المستخرج" عن محمد بن موسى
وإسحاق بن أبي إسرائيل، قال تسعتهم: ثنا حماد بن زيد، عن ثابت،
عن أنس: أن النبي r دعا بماء في قدح رَحرَاح، فوضه رسول الله r أصابعه في القدح فجعل الماء ينبع، وجعل القوم يتوضأون منه، ويخرج من بين أصابعه، قال: وجعل القوم يتوضأون، جعل فحزرت القوم، فإذا هم ما بين السبعين إلى الثمانين".
2 - سليمان بن المغيرة:
أخرجه أحمد (3/ 139)، وابن سعيد في "الطبقات" (1/ 177 - 178)، وعبدُ بن حميد في "المنتخب" (1284) قالوا ثنا هاشم بن القاسم،
وأحمد أيضاً (3/ 139) قال: حدثنا عفان ابن مسلم، وأبو يعلي (3327)، وعنه ابن حبان (6549) عن هُدبة بن خالد، والفريابي في "دلائل النبوة" (23) عن عمرو بن عاصم، كلهم عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت قال: قلت لأنس: يا أبا حمزة حدثنا من هذه الأعاجيب شيئاً شهدته، لا تحدثه عن غيرك. قال: صلى رسول الله r صلاة الظهر يوماً، ثم انطلق حتى قعد على المقاعد التي كان يأتيه عليها جبريل، فجاء بلالٌ فناداه بالعصر، فقام كلُّ من كان بالمدينة أهلٌ يقضي الحاجة، ويصيب من الوضوء، وبقي رجالٌ من المهاجرين ليس لهم أهالي بالمدينة، فأتى رسول الله r بقدح أروح فيه ماء، فوضع رسول الله r كفه في الإناء، فما وسع الإناء كف رسول الله r كلها، فقال بهؤلاء الأربع في الإناء، ثم قال:"ادنوا فتوضؤوا" ويده في الإناء، فتوضأوا حتى ما بقي منهم أحد إلا توضأ. قال: قلت: يا أبا حمزة: كم تراهم؟ قال: بين السبعين والثمانين.
3 - حماد بن سلمة:
أخرجه أحمد (3/ 175 و 248 - 249)، وابن سعد (1/ 178) قالا: ثنا عفان بن مسلم، وأحمد أيضاً (3/ 175) قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قالا: ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني عن أنس قال: حَضَرَت الصلاة، فقام جيران المسجد إلى منازلهم يتوضأون، وبقي في المسجد ناسٌ من المهاجرين ما بين السبعين إلى الثمانين، فدعا رسول الله r بماء، فأُتي بمخضب من حجارة فيه ماء، فوضع أصابعه اليمنى في المخضب، فجعل يصب عليهم وهم يتوضأون، ويقول: "توضؤوا، حي على الوضوء" حتى توضأوا جميعاً وبقي فيه نحو مما كان فيه.
4 - عبيد الله بن عمر:
أخرجه أبو عوانة في "المستخرج" (8131)، والبزار في "المسند" (ج2/ق86/ 2) عن أيوب بن سليمان، وأخرجه أبو عوانة (8130)، والبيهقي في "الدلائل" (4/ 123) عن إسماعيل بن أبي أويس قالا:
ثنا أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن عبيد الله بن عمر، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: خرج النبي r إلى قباء، فأُتيَ من بعض بيوتهم بقدحٍ صغير، قال: فأدخل النبي r يده فلم يسعه القدح، فأدخل أصابعه الأربع، ولم يستطع أن يدخل إبهامه، ثم قال للقوم: "هلموا إلى الشَّرابِ" قال أنس: بَصُرَ عيني ينبع الماء من بين أصابعه، فلم يزل القوم يردون القدح حتى رووا منه جميعاً.
قلتُ: وهذه كلها أسانيد صحيحة، وليس في شيء منها ذِكرُ التسمية، فدلنا ذلك على وهم معمر في ذكرها عن ثابت.
أما حديث قتادة:
فأخرجه البخاري في "المناقب" (6/ 580) عن ابن أبي عدي، ومسلم (2279/ 7)، وأحمد (3/ 170)، والبزار في "مسنده" (د2/ق96/ 1)،
وأبو نعيم في "دلائل السيرة" (317)، والبيهقي في "الدلائل"
¥(73/26)
(4/ 124 - 125) عن محمد بن جعفر غندر، وأبو يعلي (3193)،
عن خالد بن الحارث، كلهم عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة،
عن أنس بن مالك: أن نبي الله r كان بالزوراء، فأُتيَ بإناء فيه ماء
لا يغمر أصابعه، أو قَدَرَ ما يُرى أصابعه، فأمر أصحابه أن يتوضأوا، فوضع كفه في الماء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه، وأطراف أصابعه، حتى توضأ القوم.
قال: فقلنا لأنس: كم كنتم؟ قال: كنا ثلاثَ مِئةٍ.
وأخرجه أبو يعلي (3172) قال: حدثنا أبو موسى، حدثنا محمد ابن جعفر غندر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس فساقه.
* قلتُ: كذا وقع: "شعبة" وهو عندي تصحيفٌ، فإن هذا الحديث معروفٌ أنه من رواية سعيد بن أبي عروبة، وقد ذكره أبو يعلي في أحاديث لـ "سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة" والله أعلم.
وأخرجه مسلم (2279/ 6)، والبيهقي في "الدلائل" (4/ 125) عن هشام الدستوائي، وأخرجه أحمد (3/ 298)، وأبو عوانة ـ كما في "إتحاف المهرة" (2/ 234) ـ، وأبو يعلي (2895)، وابن حبان (6547)، والغرياني في "الدلائل" (21)، وأبو نعيم في "الدلائل" (317) عن همام بن يحيى كلاهما عن قتادة عن أنس مثله.
قال الحافظ في "الفتح" (6/ 585): "لم أره من حديث قتادة إلا معنعناً".
كذا قال! وقد وقع تصريح قتادة بالسماع من أنس في رواية هشام الدستوائي في "صحيح مسلم"!
والعدد في حديث قتادة "زهاء ثلاثمائة"، وفي حديث ثابت: "نحو سبعين أو ثمانين" وهو محمول على تعدد الواقعة كما حققه الحافظ وغيره.
وكذلك روى هذا الحديث آخرون من أصحاب أنس: كحميدٍ الطويل وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، والحسن البصري وغيرهم، ولم يقع في رواية واحد منهم ذكر "التسمية"، فلذلك حكمتُ بشذوذ هذا الحرف في حديث أنس، والله أعلم.
* قلتُ: وكان البخاري رحمه الله لما لم يصح عنده حديث صريح في التسمية على الوضوء أورد حديث ابن عباس t مرفوع: "لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضي بينهما ولدٌ لم يضره".
أودع البخاري هذا الحديث في "كتاب الوضوء" (1/ 242) وبوَّب عليه بقوله: "باب: التسمية على كل حالٍ ـ وعند الوقاع".
وقصده: إذا شُرعَت التسمية في مثل هذه الحالة، ففي غيرها من
باب أولى.
وقد اختلف أهل العلم في حكم التسمية، فذهب جمهور الحنابلة والمالكية والشافعية إلى أن التسمية مستحبة، وهو رواية عند الحنابلة.
وذهب أحمد في رواية، وإسحاق بن راهويه إلى وجوب التسمية، وهو قول أكثر الحنابلة، وقوَّى الوجوب شيخ الإسلام ابن تيمية، فقال في "شرح العمدة (1/ 170 - 173) بعد أن ذكر الرواية عن أحمد في استحبابها، قال: "والرواية الأخرى أنها واجبة، اختارها أبو بكر والقاضي وأصحابه وكثير من أصحابنا، بل أكثرهم لما ذكرنا من الأحاديث. قال أبو إسحاق الجوزجاني: قال ابن أبي شيبة: "ثبت لنا عن النبي r أنه قال: "لا وضوء لمن لم يُسمِّ"، وتضعيف أحمد لها محمول على أحد الوجهين: إما أنها لا تثبت عنده أولاً لعدم علمه بحال الراوي ثم عَلمَهُ فبنى عليه مذهبه برواية الوجوب، ولهذا أشار إلى أنه لا يعرف رباحاً ولا أبا ثفال، وهكذا تجيء عنه كثيراً الإشارة إلى أنه لم يثبت عنده أحاديث، ثم تثبت عنده فيعمل بها، ولا ينعكس هذا بأن يقال: ثبت عنده ثم زال ثبوتها، فإن النفي سابق على الإثبات، وإما أنه أشار إلى أنه لم يثبت على طريقة تصحيح المحدثين.
فإن الأحاديث تنقسم إلى: صحيح وحسن وضعيف، وأشار إلى أنه ليس بثابت، أي: ليس من جنس الصحيح الذي رواه الحافظ الثقة عن مثله، وذلك لا ينفي أن يكون حيناً وهو حجة، ومن تأمل قول الإمام علم أنه لم يوهِّن الحديث، وإنما بين مرتبته في الجملة أنه دون الأحاديث الصحيحة الثابتة، وكذلك قال في موضع آخر: أحسنها حديث أبي سعيد، ولو لم يكن فيها حسنٌ، لم يقل فيها: أحسنها وهذا معنى احتجاج أحمد بالحديث الضعيف، وقوله: ربما أخذنا بالحديث الضعيف وغير ذلك من كلامه، يعني به: الحسن.
فأما ما رواه متَّهمٌ أو مُغفَّلٌ فليس بحجة أصلاً، ويبين ذلك وجوه،
أحدها: أن البخاري أشار في حديث أبي هريرة إلى أنه لا يُعرَفُ السَّماعُ في رجاله وهذا غير واجبٍ في العمل، بل العنعنة مع إمكان اللقاء ما لم يُعلم أن الراوي مُدلِّسٌ.
¥(73/27)
وثانيهما: أنه قد تعددت طرقه وكثرت مخارجه، وهذا مما يشد بعضه بعضاً ويغلب على الظن أن له أصلاً.
ورُويَ أيضاً مرسلاً، رواه سعيد، عن مكحول، عن النبي r أنه قال: "إذا تطهر الرجل وذكر اسم الله طهر جسده كله، وإذا لم يذكر اسم الله لم يطهر منه إلا مكان الوضوء".
وهذا وإن احتج به على أن التسمية ليست واجبة، فإنه دليلٌ على وجوبها لأن الطهارة الشرعية التي تُطهر الجسد كله حتى تصح الصلاة ومس المصحف بجميع البدن فإذا لم تحصل الشرعية جُعِلَت الطهارة الحسية وهي مقتصرة على محلها كما لو لم ينوِ.
وروى الدراوردي: ثنا محمد بن أبي حميد، عن عمر بن يزيد: أن رجلاً توضأ ثم جاء فسلم على النبي r فكأن النبي r أعرض عنه وقال له: "تطهر" فرجع فتوضأ واجتهد، فجاء فسلم فأعرض عنه النبي r وقال:
"ارجع فتطهر" فلقي الرجل علياً فأخبره بذلك، فقال له علي: هل سميت حين وضعت يدك في وضوئك؟ فقال: لا والله. فقال ارجع فسمِّ الله في وضوئك، فرجع فسمى الله على وضوئه، ثم رجع إلى النبي r فسلم عليه فرد عليه وأقبل عليه بوجهه، ثم قال: "إذا وضع أحدكم طَهوره فليُسمِّ الله". رواه الجوزجاني ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1389448#_ftn5)) عن نعيم بن حماد عنه.
وثالثها: أن تضعيفه إما من جهة إرسال أو جهل براوٍ، وهذا غير قادح على إحدى الروايتين، وعلى الأخرى وهي قول من لا يُحتج بالمرسل، نقول: إذا عمل به جماهير أهل العلم، وأرسله من أخذ العلم عن
غير رجال المرسل الأول، أو رُويَ مثله عن الصحابة، أو وافقه ظاهر القرآن فهو حجة، وهذا الحديث قد اعتضد بأكثر ذلك، فإن عامة أهل العلم عملوا به في شرح التسمية في الوضوء، ولولا هذا الحديث لم يكن لذلك أصلٌ، وإنما اختلفوا في صفة شرعها، هل هو إيجابٌ أو ندبٌ؟ ورُويّ من وجوه متباينة مسنداً ومرسلاً، ولعلك تجد في كثير من المسائل ليس معهم أحاديث مثل هذه.
ورابعها: أن الإمام أحمد قال: أحسنها يعني أحاديث هذا الباب حديث أبي سعيد، وكذلك قال إسحاق بن راهويه وقد سُئِلَ: أي حديث أصحُ في التسمية؟ فذكر حديث أبي سعيد.
وقال البخاري: "أحسن حديث في هذا الباب حديث سعيد بن زيد" وهذه العبارة وإن كانوا إنما يقصدون بها بيان أن الأثر أقوى شيء في هذا الباب، فلولا أن أسانيدها متقاربة لما قالوا ذلك، وحملُها على الذكر بالقلب، أو على تأكيد الاستحباب خلافُ مدلول الكلام وظاهره، وإنما يُصارُ إليه لموجِب ولا موجِب هنا، وإذا قلنا بوجوبها، فإنها تسقط بالسهو على إحدى الروايتين كالذبيحة، وأولى. فإن قلنا تسقط سمى متى ذكرها، وإن قلنا لا تسقط لغا ما فعله قبلها، وهذا على المشهور وهو أنها تجب في أول الوضوء قبل غسل الوجه، وقال الشيخ أبو الفرج متى سمى أجزأه". انتهى
* قلتُ: والذي أذهب إليه من قولي العلماء، هو وجوب التسمية على الوضوء، والله أعلم.
**************
[/ URL]([1]) هو رباح بن عبد الرحمن كما صرح بذلك الترمذي في "العلل" قال: "ينسب إلى جده"، ولعل القائل هو البخاري والترمذي ناقلٌ، وانظر "تاريخ دمشق" (ج6/ ق 193).
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1389448#_ftnref1)([2]) قال الترمذي في "العلل الكبير": "قلتُ له: ـ يعني البخاري ـ: أبو ثفال المري ما اسمه؟ فلم يعرف اسمه، وسألت الحسن بن علي الخلال فقال: اسمه ثُمامة بن وائل بن حصين". أهـ
([3]) وقع في "معجم ابن جُميع": "يحيى بن هشام"، وهو غلط، وأشار المحقق أن "هاشماً" كتبت في الحاشية، ومع هذا فقد أثبت الخطأ في المتن، فالله المستعان.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1389448#_ftnref3)([4]) وهذه العبارة عند نقاد الحديث وإن كانت لا تهني الصحة، إلا أنها تُشعر بأن الخبر له حظٌ من القوة.
[ URL="http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1389448#_ftnref5"]([5]) وقد تقدم تحقيق هذا الحديث وذكرنا أنه حديثٌ ضعيفٌ جداً، ولوائح الوضع عليه ظاهرة، وفيه آثارُ الترفض.
ـ[أبو المنذر السلفي الأثري]ــــــــ[05 - 11 - 10, 02:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا،
أريد المصدر من فضلك لمراجعة الأصل لأتثبت من بعض الأمور
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[05 - 11 - 10, 11:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا أختنا الفاضلة على هذا الجهد الطيب، أسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسناتك. بارك الله فيك و في وقتك.
سبحان الله!!
نفس الشيخ واضح أنه يميل لمنهج المتقدمين، أطال الله عمره وبقاءه.
وبالنسبة للقاعدة فقد ذكرها الذهبي " تفرد الصدوق يعتبر منكرا ً "!
وماذا حصل بالنسبة للتفريغ؟!
شيخنا حفظه الله كان دائما و لا زال يُنكر على من يُفرق بين منهاج المتقدمين و منهاج المتأخرين.
بارك الله فيكم.
¥(73/28)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[05 - 11 - 10, 06:24 م]ـ
المصدر: فتاوى أبي إسحاق الحويني المسمى (إقامة الدلائل على عموم المسائل) الجزء الأول الفتوى رقم (2
ـ[صالح أبو إلياس]ــــــــ[06 - 11 - 10, 02:09 م]ـ
سائل آخر: حديث (فر من المجزوم فرارك من الأسد)
جزاك الله خيرا أختي الكريمة ونفع بك وبعلمك
لعله خطأا مصبعي أختي الكريمة أم أن هناك رواية أخرى غير الرواية المشهورة وهي: (فر من المجذوم فرارك من الأسد)
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[06 - 11 - 10, 06:39 م]ـ
تقصد الخطأ الإملائي المجذوم ليس مطبعي بل أنا من أخطا ولكن ليس عن عمد إن شاء الله جزاكم الله خيرا
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[06 - 11 - 10, 06:41 م]ـ
يقول السائل: ما صحة حديث ابن عباس، عن قص اللحية بعد قبضة اليد، وقد سمعت بعض الناس يقول: إذا كانت المخالفة لليهود والنصارى هي علة الحكم، فينبغي أن يكون حلق اللحية هو السنة، فهل هذا صحيح؟
اولاً: الحديث ليس حديث ابن عباس، الحديث حديث ابن عمر وهو موجود في صحيح البخاري بعدما روى ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي عليه الصلاة والسلام: "أعفوا اللحى وقصوا الشارب، وخالفوا اليهود والنصارى،" بعدها مباشرةً قال الراوي: " وكان ابن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته، فما زاد عن القبضة أخذه,"فتحت القاعدة التي تقول: الراوي أدرى بمرويه من غيره، قال بعض العلماء: الإعفاء هو أخذ ما زاد عن القبضة، لأن ابن عمر عندما نقل عن النبي ?: أعفوا اللحى، والإعفاء هو الترك، كما قال تعالى: ?ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا? أي كثروا, فالإعفاء هو تمام الترك، وابن عمر كان متبعاً، فلا يمكن أن ابن عمر يروي حديث الإعفاء ويأخذ من لحيته,.
إذن الإعفاء من منظور ابن عمر:هو الأخذ من اللحى, هذا الكلام قد يبدوا وجيهاً عند بعض الناس، ولكن الحقيقة غير ذلك، الجزء الموقوف من الحديث، خلاص المرفوع علمناه أن النبي ? قال: أعفوا اللحى وقصوا الشارب، فالمرفوع: الذي قاله النبي عليه الصلاة والسلام, الموقوف: ما قاله الصحابي، المقطوع:ما قاله التابعي, هنا فعل ابن عمر، يعني موقوف على ابن عمر، "كان ابن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما زاد عن القبضة أخذه",
إذن ابن عمر رضي الله عنهما جعل قيدين للأخذ من اللحية:
القيد الأول: قيد زماني
والقيد الثاني: قيد موضعي
القيد ألزماني: كان إذا حج أو اعتمر، في غير الحج والعمرة ما كان ابن عمر يأخذ من لحيته شيئاً، والقيد الموضعي، يأخذ ما زاد عن القبضة في الحج أو العمرة ,لأن من منظور ابن عمر رضي الله عنهما أن اللحية من جملة الشعر، والشعر في النسك إما أن يُحلق وإما أن يقصر، وطبعا ًحلق اللحية حرام لا يجوز, فكان ابن عمر يحلق رأسه ويقصر لحيته.
إذن العلة التي جعلت ابن عمر يأخذ من لحيته: هي النسك، فيأخذ ما زاد عن القبضة، وإلا هناك صحابة آخرون كانت لحاهم وافرة كما ثبت عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كانت لحيته سابغة تُرى من الخلف، وقد صح هذا عنه بأسانيد صحيحه, وكثير من الصحابة كانوا يعفون لحاهم بل النبي ? هو سيدهم كان يعفو لحيته، ما أخذ منها قط، والحديث الذي رواه الترمذي "أن النبي ? كان يأخذ من طولها وعرضها" حديث مكذوب موضوع لا يصح, وما ثبت أبداً أن النبي ? أخذ من لحيته, فالأسوة هو القدوة، هذا الشطر الأول من السؤال.
الشطر الثاني: أنه سمع بعض الناس يقول: إذا كان إعفاء اللحية هو علة الحكم في مخالفة اليهود والنصارى فالمفترض أننا اليوم نحلق لحانا،لأن اليهود والنصارى ملتحين القسس ملتحون والرهبان ملتحون وأحبار اليهود ملتحون، إذن طالما ثبت أنهم مربون لحاهم نحلق لحانا! هذا الكلام كلام خطأ لا شك فيه ولا يمكن أن يتورط فيه عالم هذا الكلام يقوله واحد جاهل، أما عالم لا يتورط فيه، لماذا؟ عندنا النبي ? وسلم يقول: " أعفوا اللحى، قصوا الشارب، خالفوا اليهود والنصارى،" وفي رواية "خالفوا المجوس", قاعدة أصولية:اسم الجنس المحلى بالألف واللام، يفيد العموم، قاعدة أصولية، العمومة صيغ، والعموم إما أن يكون عموماً لفظياً يتبع الصيغة أو عموماً ذهنيا أو استعماليا لن أدخل في قصة العموم الاستعمالي أو الذهني ولكن أدخل في عموم الصيغ ,أن
¥(73/29)
أعرف هذا اللفظ عام، لا بوجود أداة من أداة العموم الألف واللام أو ما، ومن، والأسماء الموصولة ولفظة جميع وكل ومعاشر وهكذا, هذه اسمها ألفاظ في العموم، أول ما تجد واحده من هؤلاء في أي نص تفيد العموم إلا إذا كان هناك قرينة صارفة عن هذا العموم, فاليوم النبي ? عندما يقول: "خالفوا اليهود "إذن، اليهود كلمة يهود اسم على جنس معين حلي بالألف واللام يفيد كل يهودي على وجه الأرض.
السؤال: يهود العالم، يعفون لحاهم؟ الجواب: لا وأنت تغمض عينيك, نصارى العالم وهم أكثر من اثنين مليار، يعفون لحاهم؟ الجواب: لا، إذن القس ليس هو النصارى ولكنه واحد منهم، الحبر ليس هو اليهود ولكنه واحد منهم، فلا تأتي بهذا العموم تنزله على شخص مخصوص، أنت بذلك ضيعت دلالة النص, فلما النبي ? "خالفوا اليهود" لازالت المخالفة قائمة، خالفوا "النصارى": لازالت المخالفة قائمة, لأن جميع هؤلاء السواد الأعظم يعفون لحاهم، إذن بقي إعفاء اللحية هو المخالفة ,نمنا وصبحنا الصبح فجأة وجدنا كل نصارى العالم ملتحين، ووجدنا كل يهود العالم ملتحين،هل نحلق لحانا؟ لا:لماذا؟ فهو يقول خالفوا اليهود والنصارى:قال: لأن اللحية من سنن الفطرة، سنن الفطرة هي القدر الثابت في كل شريعة، لأن الفطرة هي الدين، والدين عند الله الإسلام من يوم أن بعث الله عز وجل ه الأنبياء إلى أن تقوم الساعة، الدين الإسلام، لا يوجد نبي إلا وهو مسلم, إذن الفطرة هي الدين والدين قدر ثابت لا يتغير ولكن الذي يتغير الشرائع، جملة الأحكام الشرعية التي يختص بها قوم دون قوم هذه التي تبدل, إنما الدين كدين لا يجدد ,إذن لو فرضنا جدلاً أن كل يهود العالم التحوا وكذلك كل نصارى العالم، هؤلاء سلمت فطرتهم في هذه الجزئية, إذاً أنا في هذه الحالة لا أحلق لحيتي لأني متبع رسالة سماوية أنا كاليهود والنصارى في هذه الجزئية، لأن هذا من الدين الذي لا يتغير كما قلت مع تغير الشرائع, إذن هذا الكلام كما قلت كلام خطأ لا يصح.
من الشريط الثاني والخمسين فك الوثاق للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[06 - 11 - 10, 07:53 م]ـ
هل صح حديث عليكم بالسمع والطاعة وإن تأمَّر عليكم عبداً حبشياً؟
نعم، حديث العِرباض بن سارية عند أصحاب السنن الذي أوله: "وعظنا رسول الله ? موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، وقلنا يا رسول الله لعلها موعظة مودع فأوصنا، قال: عليكم بالسمع والطاعة وإن تأمَّر عليكم عبد حبشي، وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي" إلى آخر الحديث
سؤال آخر: عن حديث علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل
هذا الحديث لا يصح لا أصل له
سؤال آخر: ما حكم الأذان في أذن المولود؟
هذا الحديث منكر لا يصح، وإن صححه الإمام الترمذي حتى قال فيه حسن صحيح لأن هذا الحديث تفرد به راو اسمه عاصم بن عبيد الله وهو منكر الحديث ولم يتابعه أحد على هذا الحديث, فالأذان في أذن المولود لا يصح، والإقامة في أذن المولود حديثها كذب ,من أذن في الأذن اليمني وأقام في الأذن اليسرى، لم تضره أم الصبيان، كما قلت هذا حديث مكذوب لا يصح.
سؤال آخر: عن حديث من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء الله به بين الجمعتين؟ هذا حديث ضعيف، وعلته الاضطراب، مضطرب سنداً ومتناً
حديث تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي؟
هذا حديث صحيح،وكان له مناسبة، كان النبي ? خاتمه محمد رسول الله وكنيته أبو القاسم ?,فمرة من المرات وهم في الجامع كان ينادي أحد الأشخاص على صاحب له يُكنى بأبي القاسم أيضاً، فنادي صاحبه وقال: يا أبا القاسم، فظن رسول الله ? أن الرجل يناديه، فقال له: لبيك، قال له: لم أعنك ,فحتى لا يقع أحد في سوء الأدب في مخاطبة النبي ? قال لهم النبي: " تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي،" من جعل هذا علة للحديث أجاز أن يكنى الرجل بأبي القاسم بعد وفاة النبي ? لأن الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً , فحتى لا يقع إنسان في سوء الأدب في مخاطبة الرسول ? وهو حي، قال له: " لا تكنوا بكنيتي",فالنبي ? توفي فزال المحظور فيجوز أن يكنني المرء بأبي القاسم، وإن كان الراجح عن الشافعية أنه لا يجوز أن يُكنني المرء بأبي القاسم يكره له ذلك سواء كان في حياة النبي ? أو بعد وفاته ?
¥(73/30)
سؤال آخر: حديث من صلى في مسجدي هذا أربعين صلاة كتبت له براءتان براءة من النفاق وبراءة من النار؟
هذا لا يصح أصلاً، كلمة (مسجدي هذا)، ولكن المشهور (من صلى في الجماعة أربعين صلاة) أي مسجد، وهذا ضعيف أيضاً, فبعض الناس الذين صححوا حديث مسجدي هذا، قال: إذن كان المسجد العادي، ليس له فضيلة معينة، لو صلى أربعين صلاة، تكتب له براءتان فكيف بمسجد النبي ?؟ القصة عندنا ليست قياس أصلاً ولكن القصة ثبوت النص أم لا، النص لم يثبت فلا يجوز القياس عليه، وهذا ضعيف وهذا ضعيف، ولكن الأضعف مسجدي هذا، وما قبله ضعيف وإن كان بعض أهل العلم يجعل له أصلاً وبعضهم يحسنه.
حديث:"رحم الله امرءً صلى قبل العصر أربعاً "؟ هذا حديث حسن
سؤال آخر:" يسأل عن حديث اللهم إني أشكوا إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس"
الدعاء الجميل الرائق الذي يمس شغاف القلوب لكنه بكل أسف لا أصل له ضعيف، وبعض العلماء يقول لا أصل له, وطبعاً كلمة لا أصل له، كان زمان العلماء يأتون بالحديث المسند الذي فيه حدثنا فلان عن فلان عن فلان، يقول: هذا حديث لا أصل له أي من جهة الصحة, وهذا كلام الأئمة القدامى، مثل ابن حبان والدار قطني وهؤلاء الجماعة، إنما أئمتنا المتأخرين مصطلح لا أصل له، ليس مثل المتقدمين، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه، قولهم لا أصل له أي لا إسناد له، أي ليس له إسناد بالمرة لا صحيح ولا ضعيف ولا موضوع, ولكن أئمتنا القدامى يطلقون هذا المصطلح لا أصل له على الحديث المسند، ولكن يقصدون لا أصل له صحيح، أما علماؤنا المتأخرون كابن تيمية وغيره، لا أصل له أي لا إسناد له لأن الإسناد هو نسب الحديث, وهذا الحديث الطائف، لا أصل له في الوجهين جميعاً أو من جهة الصحة لا يوجد أي طريق صحيح على هذا الحديث، والذي وقفت عليه معاضيل ومراسيل ومثل ذلك، أيضا إسنادها لا يصح.
سائل آخر: عن حديث " اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً؟ "
هذا حديث مكذوب على رسول الله ?.
سائل آخر: هل هناك صلاة تسمى صلاة الأوابين؟
نعم صلاة الأوابين حديث زيد بن أرقم الذي رواه مسلم في صحيحه، قال ?:" صلاة الأوابين حين ترمَض الفِصال"ترمض من الرمضاء، الفصال البعير الذي فُصل عن أمه، كان يرضع لبن ومن ثم انفطم منها، يكون الخف طرياً ليس مثل أمه أو أبيه إذا كان له أب، خف الجمال الكبيرة، من كثرة السير على الصحراء، يتحمل حرارة الجو، وحرارة الرمل وهو يسير عليها ومحل فيواصل, أما الفصيل هذا مازال الخف طري، فلو مشى على الرمل لا يتحمل الحرارة، فيقفز على الرمل لأنه لا يستطيع يثبت
فهذه صلاة الأوابين في ذلك الوقت الذي تشتد فيه حرارة الشمس، فيسخن الرمل ولا يستطيع الفصيل يمشي بثبات كأمه, هذا يمكن نقدره من الساعة التاسعة إلى الساعة الحادية عشر ونصف مثلاً، أو التاسعة والنصف إلى الحادية عشر والنصف، وسميت صلاة الأوابين فضلها فضل كبير، لأن في هذا الوقت ذروة السعي على المعاش في الدنيا تجد الموظفين في عملهم والتجار في تجارتهم والفلاحين في أراضيهم، قلَّ من يُثبت لله عبادة في ذلك الوقت, لذلك يختص الذي يصلي في هذا الوقت الذي معظم الناس لا يصلون فيه لانشغالهم في المعاش يأخذ فضل هذه الصلاة.
سائل آخر:" حديث الغناء يُنبت النفاق في القلب "حديث ضعيف جداً.
وحديث من" لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل شيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب " ضعيف
حديث:"إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان "ضعيف أيضاً، علته درَّاج أبي السمح يرويه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد ألخدري، ودرَّاج بالذات عن السمح ضعيف، لكن عن أبي هيثم العتواري وغيره الترمذي يحسن الحديث، إذن درَّاج بن سمعان عن أبي الهيثم ضعيف أما درَّاج عن غير أبي الهيثم العلماء مثل الترمذي يحسنون حديثه.
هل حديث تأخير صلاة العشاء صحيح؟
نعم صحيح قال النبي ? بعدما ترك الجماعة في المسجد وجاء له جاءٍ فقال يا رسول الله نام الصبيان ونام الولدان، لم يكن صلى العشاء بعد، قال:" إنه للوقت"،أي الوقت المستحب لصلاة العشاء هو نصف الليل "إنه للوقت لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بتأخير العشاء إلى نصف الليل"
إذن، هل نؤخر نحن العشاء إلى نصف الليل؟ لا إذا أخر المسجد كله أو أخر الحي كله جماعة المسجد، واتفقوا أن يؤخروا الجماعة إلى نصف الليل فهذا مستحب، إنما مثلما هو حاصل اليوم، بعد الأذان لمدة بسيطة ربع ساعة أو عشر دقائق وهذا الكلام، كل الناس يصلون، فلا يستحب للرجل أن يؤخر العشاء إلى نصف الليل إنما يستحب للمرأة، لأن المرأة الجماعة غير مفروضة عليها, إذن هذا الحديث فضله باق في حق المرأة وفضله باق في حق الرجال إذا أخر رجال الحي كلهم صلاة العشاء إلى نصف الليل.
سؤال آخر: حديث:" لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها"هذا حديث صحيح رواه جماعة من الصحابة يتجاوزون الأربعة عشر صحابياً.
ماصحة حديث؟ لا يتضلع من ماء زمزم منافق)؟
لفظ الحديث ليس كذلك، الحديث: "آية ما بيننا وبين المنافقين هو التضلع من ماء زمزم " بعض أهل العلم صح هذا الحديث مثل الحاكم والبوصيري في زوائده عن ابن ماجه لأن الحديث رواه ابن ماجه والحاكم صححوا هذا الحديث.
لكن الصواب:، الصحيح أن هذا الحديث ضعيف مضطرب لأنه حصل خلاف على بعض رواته فيه لأجل ذلك أنا قلت أنه ضعيف ومعل,
l k
من فك الوثاق للشيخ أبي إسحاق الحويني الدرس الثاني والخمسين
¥(73/31)
ـ[صالح أبو إلياس]ــــــــ[15 - 11 - 10, 04:25 م]ـ
تقصد الخطأ الإملائي المجذوم ليس مطبعي بل أنا من أخطا ولكن ليس عن عمد إن شاء الله جزاكم الله خيرا
بارك الله فيكم
بل أقصد مصبعي نسبت الخطأ إلى الاصبع
وفقكم الله(73/32)
هل وردحديث يأمر النساء بقضاء الصوم؟
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[29 - 09 - 10, 01:29 م]ـ
كان يصيبنا ذلك على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة
فهل وردت روايات عن النبي صلى الله عليه وسلم
تأمر النساء بقضاء الصوم؟
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[29 - 09 - 10, 10:41 م]ـ
- أتقضي الحائض الصلاة؟ فقالت عائشة: أحرورية أنت؟ قد كن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضن. أفأمرهن أن يجزين؟ قال محمد بن جعفر: تعني يقضين.
الراوي: عائشة المحدث: مسلم ( http://www.ahlalhdeeth.com/mhd/261)- المصدر: صحيح مسلم ( http://www.ahlalhdeeth.com/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 335
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية
ـ[بن روضه الجنوبي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 11:21 ص]ـ
اخي / احمد ابو انس بارك الله فيك
سؤال جميل،، وفقك الله.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[02 - 10 - 10, 12:15 م]ـ
- أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج عن عطاء قال: قلت له: أتقضي الحائض الصلاة؟ قال: لا، ذلك بدعة.
1276 - عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة قال: سئل أتقضي الحائض الصلاة؟ قال: لا، ذلك بدعة.
1279 - عبد الرزاق عن الثوري عن إبراهيم عن عائشة قالت: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يأمر امرأة منا أن تقضي الصلاة (3).
1280 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: الحائض تقضي الصوم، قلت عمن؟ قال: هذا ما اجتمع الناس عليه وليس في كل شئ نجد الإسناد.
6597 - حدثنا حفص بن غياث عن أشعث عن الحسن قال المغمى عليه يقضي الصيام ولا يقضي الصلاة كما أن الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة
المرجع الشاملة
الكتاب: مصنف عبد الرزاق الصنعاني(73/33)
هلاّ دارسة علمية جادة لهذ الحديث " عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا شَوَّفَتْ جَارِيَةً وَطَافَتْ بِهَا .. "
ـ[محمد الأنصاري أبوسفيان]ــــــــ[29 - 09 - 10, 06:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخوتي الكرام: أنا في حاجة إلى دارسة سند هذا الحديث والتعقيب عليه تعقيبا علميا , لأننا كثيرا ما نعيب الشيعة بحديث الطبرسي في عائشة رضي الله عنها وأنها زينت جارية وقالت لعلنا نصطاد بها شابا من شباب قريش كان مشغوفا بها .... !
عابهم به المؤلف أبو محمد الحسيني في كتابه:أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب,
وكذا صاحب كتاب الشبه بين الرافضة واليهود ,
وكذا المؤلف خالد بن أحمد الشامي في كتابه: بيان موقف الشيخ محمد الطاهر بن عاشور من الشيعة من خلال (التحرير والتنوير)
وكذا في كتاب مجموع مؤلفات تاريخ الرافضة .. على الشاملة ,
وكذا في كتاب مجموع مؤلفات عقائد الرافضة والرد عليها. على الشاملة,
وكذا كتاب مجموع مؤلفات فضائل آل البيت والصحابة,
وغيرها من المؤلفات كلها عابت الشيعة بإيراد هذه الرواية ونسبتها إلى عائشة رضي الله عنها وأرضاها.
لكنني استغربت ترك تعقب مثيلة الرواية والتي هي في مصنف ابن أبي شيبة حيث بحثت عن تضعيفها والتعليق عليها ولم أجد شيئا يمكن الرجوع إليه في ذلك , فأرجوا من طلاب العلم عامة وطلاب الحديث والأسانيد خاصة أن يتعقبوا هذا الحديث تعقيبا يشفي الغليل بارك الله فيكم وفي جهودكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين إنه سميع مجيب,
الحديث:
17959 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْيَامِيِّ , عَنْ عَمَّارِ بْنِ عِمْرَانَ رَجُلٍ مِنْ زَيْدِ اللهِ , عَنِ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ , عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا شَوَّفَتْ جَارِيَةً وَطَافَتْ بِهَا وَقَالَتْ: لَعَلَّنَا نَتَصَيد بِهَا شَبَابَ قُرَيْشٍ. مصنف ابن أبي شيبة للعبسي الكوفي:4/ 410,
22792 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ عِمْرَانَ رَجُلٍ مِنْ زَيْدِ اللهِ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا شَوَّفَتْ جَارِيَةً وَطَافَتْ بِهَا وَقَالَتْ: لَعَلَّنَا نَتَصَيَّد بِهَا بَعْضَ شَبَابِ قُرَيْشٍ. مصنف ابن أبي شيبة للعبسي الكوفي: 7/ 64,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[29 - 09 - 10, 06:21 م]ـ
قال العلامة محمد عوامة حفظه الله في تحقيق المصنف:
عمار بن عمران لم يذكر بتوثيق
والمرأة مبهمة لم تسم.
فتحصيل كلامه أن الإسناد ضعيف. والله أعلم.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[29 - 09 - 10, 08:15 م]ـ
1 - عن عائشة رضي الله عنها أنها شوفت جارية لها فطافت بها وقالت لعلنا نصيد بها بعض شباب قريش
الراوي: امرأة المحدث: ابن القطان ( http://www.ahlalhdeeth.com/mhd/628)- المصدر: أحكام النظر ( http://www.ahlalhdeeth.com/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 402
خلاصة حكم المحدث: لم يصح
الدرر السنية
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[01 - 10 - 10, 04:15 ص]ـ
الرواية فيها مجهولان: عمار والمرأة.
ثانيا الرواية تتكلم عن شباب قريش، ومعروف أن شباب قريش بمكة، والسيدة عائشة كانت تعيش بالمدينة، وبالتالي واضع هذه الرواية لم ينتبه لذلك.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[01 - 10 - 10, 07:32 ص]ـ
الرواية فيها مجهولان: عمار والمرأة.
ثانيا الرواية تتكلم عن شباب قريش، ومعروف أن شباب قريش بمكة، والسيدة عائشة كانت تعيش بالمدينة، وبالتالي واضع هذه الرواية لم ينتبه لذلك.
ما شاء الله رائع جزاك الله خيرا.
وسبحان الله كنت أستمع لمحاضرة عن فضائلها فذكر المحاضر أنها رضي الله عنها أعتقت الكثير وتصدقت بمال وفير، في الروايات الصحيحة، الكريمة أم المؤمنين زوج أكرم الخلق صلى الله عليه وسلم بنت الكريم، فهل تحتاج للطواف بجارية حتى تستفيد من ثمنها، هذا بهتان عظيم.
والله المستعان.
ـ[بن روضه الجنوبي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 11:11 ص]ـ
الرواية فيها مجهولان: عمار والمرأة.
ثانيا الرواية تتكلم عن شباب قريش، ومعروف أن شباب قريش بمكة، والسيدة عائشة كانت تعيش بالمدينة، وبالتالي واضع هذه الرواية لم ينتبه لذلك.
ربما يقول قائل:
كانت هذه الحادثة قبل الهجرة!!! فهذا الحكم ليس دليلا كافيا إذ انه مجرد احتمال لم يدعمه اثبات؟!
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 11:16 ص]ـ
ربما يقول قائل:
كانت هذه الحادثة قبل الهجرة!!! فهذا الحكم ليس دليلا كافيا إذ انه مجرد احتمال لم يدعمه اثبات؟!
عفَا اللهُ عنكَ أيها الفاضلُ , بل لا دليلَ أكفَى في إسقاطِ هذه الروايةِ من هذا الاحتمال , فعائشةُ رضي اللهُ عنها لم تُكَلَّف قبل الهجرةِ , وهذا الافتراضُ يجعلُ لحادثةَ لعبَ صبيانٍ , ومعنى ذلك سقوط المؤاخذة عنها على فرضِ صحَّةِ ذلكَ (مع أنَّ صحتَهُ ضربُ خيالٍ) , ومَن هي هذه الجاريةُ التي ستزيِّنُها طفلةٌ أمُّ ستِّ سنواتٍ وتطوفُ بها .. ؟
¥(73/34)
ـ[محمد الأنصاري أبوسفيان]ــــــــ[12 - 10 - 10, 10:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكر الله صعنيكم وبارك فيكم وفي جهودكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين
أشكركم جميعا على ما أضفتم من تعليقات مباركة.
قال بن حجر رحمه الله في لسان الميزان: عمار بن عمران الجعفي عن سويد بن غفلة كان بلال يسوي مناكبنا في الصلاة الصلاة وعنه الأعمش وبعضهم يرويه عن الأعمش فقال (عن عمارعن عمران بن مسلم لا يصح حديثه ذكره في الضعفاء) لسان الميزان لابن حجر:6/ 47.
قال الذهبي رحمه الله في ميزان الإعتدال: عمار بن عمران الجعفي.
عن سويد بن غفلة: كان بلال يسوى مناكبنا في الصلاة.
وعنه الأعمش، وبعضهم يرويه عن الأعمش، فقال: (عن عمران ابن مسلم لا يصح حديثه , ذكره البخاري في الضعفاء). ميزان الاعتدال للذهبي: 3/ 166.
وقال في المغني في الضعفاء: عمار بن عمران عن سويد بن غفلة في الصلاة (قال البخاري لا يصح) المغني في الضعفاء للذهبي:2/ 459. .
بقي عندي في فهم هذا إشكال, وهو أن جميع من ضعفوا عماربن عمران فيما سبق ضعفوه استنادا وإحالة إلى تضعيف البخاري رحمة الله عليه.
وبالرجوع إلى تضعيف البخاري رحمه الله نلاحظ أن الضعيف هو: عمران بن مسلم: عن عبد الله بن دينار, روى عنه يحيى بن سليم، (منكر الحديث) الضعفاء للبخاري:1/ 104,
فهل عمران بن مسلم الضعيف هذا .. هو عماربن عمران راوي الرواية .. أم أنه سوء فهم وخلط.
سبب الإشكال أن البخاري رحمه الله قال في التاريخ الكبير: عمار بن عمران الجعفي عن سويد بن غفلة (روى عنه الأعمش) التاريخ الكبير للبخاري: 7/ 28.
وقال الرازي في الجرح والتعديل: (عمار بن عمران الزيدي من زيد الله روى عن سعيد بن جبير روى عنه العلاء بن عبد الكريم) الجرح والتعديل للرازي: 6/ 392.
وقال العجلي في الثقات: (عمار بن عمران كوفى ثقة) الثقات للعجلي: 2/ 160.
فلم يذكر البخاري رحمه الله لا هو ولا غيره جرحا في الراوي وفي ظني أنه لووجد لما سكتت عن بيان ذلك رحمه الله , وقد أكون مخطئا لقلة الباع في الفن لكنه إشكال ولا أكثر.
الإشكال الثاني أنها أحاديث وليست بحديث واحد ونحن بحاجة إلى دراسة علمية وافية لكل منها وفق الله الجميع.
* حدثنا وكيع قال: نا أسامة بن زيد عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي "أنهم مروا عليه بجارية قد زينت قال: فدعا بها ونظر إليها وأجلسها في حجره ومسح على رأسها ودعا لها بالبركة ". مصنف بن أبي شيبه.
* حدثنا أبو بكر قال: نا أسامة بن زيد عن بعض أشياخه قال قال: عمر:" إذا أراد أحد منكم أن يحسن الجارية فليزينها وليطف بها يتعرض بها رزق الله". مصنف بن أبي شيبه.
* حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شريك عن العباس بن ذريح عن البهي عن عائشة قالت "عثر أسامة بعتبة الباب فشج في وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أميطي عنه الأذى فتقذرته فجعل يمص عنه الدم ويمجه عن وجهه ثم قال لو كان أسامة جارية لحليته وكسوته حتى أنفقه" سنن بن ماجة.
تحقيق الألباني:
صحيح، الصحيحة (1019)
بارك الله لنا ولكم في الجهود وتقبل منا ومنكم صالح القول والعمل إنه سميع مجيب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(73/35)
لفظة (قومي فقبلي رأسه) في حديث الإفك، ....
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 08:57 م]ـ
بسم الله، والحمد الله ..
قال ابن حجر في تلخيص الحبير:
وفي حديث الإفك عن عائشة قالت: "فقال لي أبو بكر: قومي فقبلي رأسه".
وفي طبعة دار الكتب العلمية 4/ 247: لم يتكلموا عن هذا الحديث، وكذا في طبعة مكتبة قرطبة 4/ 174
وفي طبعة أضواء السلف 6/ 2873 قال المحقق: لم أجده بهذا اللفظ.
وقد وجدت هذا اللفظ في تاريخ دنيسر لابن اللمش ص84 وفيه أن القائل أمها وليس أبو بكر.
وقد جاءت من طريق محمد بن إسحاق ووائل بن داود انظر ص76 من تاريخ دنيسر، عن الزهري،
وقد خالفا معمر، وصالح بن كيسان ويونس بن يزيد الأيلي، وفليح بن سليمان وإسحاق بن راشد ومحمد بن عبد الله بن أبي عتيق عن الزهري،
وأبو أسامة حماد بن أسامة عن هشام بن عروة، **
كلهم قالو: (قومي إليه) ولم يذكروا عن أمها لفظة فقبلي رأسه وإنما تفرد بها محمد بن إسحاق ووائل بن داود.
ولا شك أن مخالفة ابن إسحاق ووائل لهلاء وإن كان فيه من تكلم فيه، فيها نظر!
1 - وفيهم صالح بن كيسان ثقة ثبت فقيه،
2 - ومعمر بن راشد الثقة الثبت، قال عباس الدورى، عن يحيى بن معين: أثبت الناس فى الزهرى مالك بن أنس، و معمر، و يونس، و عقيل، و شعيب بن أبى حمزة، و ابن عيينة.
3 - وفيهم محمد بن عبد الله بن أبي عتيق وقد أثنى على روايته عن الزهري الإمام الذهلي - ومعلوم عنايته بالزهري- قال: ابن أبي ذئب وابن أبي عتيق مقاربان في الرواية عن الزهري (انظر في الكلام على ابن أبي عتيق: من قال في ابن حجر مقبول وخرج له البخاري اعتباراً لمبارك الهاجري ووليد الكندري ص52)
4 - يونس بن يزيد الأيلي قال ابن رجب في أصحاب الزهري: الطبقة الأولى: جمعت الحفظ والاتقان وطول الصحبة للزهري، والعلم بحديثه والضبط له، كمالك، وابن عيينة، وعبيد الله بن عمر، ومعمر، ويونس، وعقيل، وشعيب، وغيرهم، وهؤلاء متفق على تخريج حديثهم عن الزهري.
والله أعلم.
___________
** روايتهم مشهورة مبثوثة في مسند أحمد والصحيحين والترمذي ومسند إسحاق بن راهويه ومصنف عبد الرزاق والسنن الكبرى للنسائي ومسند أبي يعلى وصحيح ابن حبان، والشريعة للآجري والمعجم الكبير للطبراني وغيرها .....
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 12:02 ص]ـ
بسم الله، والحمد الله ..
قال ابن حجر في تلخيص الحبير:
وفي حديث الإفك عن عائشة قالت: "فقال لي أبو بكر: قومي فقبلي رأسه".
وفي طبعة دار الكتب العلمية 4/ 247: لم يتكلموا عن هذا الحديث، وكذا في طبعة مكتبة قرطبة 4/ 174
وفي طبعة أضواء السلف 6/ 2873 قال المحقق: لم أجده بهذا اللفظ.
وقد وجدت هذا اللفظ في تاريخ دنيسر لابن اللمش ص84 وفيه أن القائل أمها وليس أبو بكر.
وقد جاءت من طريق محمد بن إسحاق ووائل بن داود انظر ص76 من تاريخ دنيسر، عن الزهري،
وقد خالفا معمر، وصالح بن كيسان ويونس بن يزيد الأيلي، وفليح بن سليمان وإسحاق بن راشد ومحمد بن عبد الله بن أبي عتيق عن الزهري،
وأبو أسامة حماد بن أسامة عن هشام بن عروة، **
كلهم قالو: (قومي إليه) ولم يذكروا عن أمها لفظة فقبلي رأسه وإنما تفرد بها محمد بن إسحاق ووائل بن داود.
ولا شك أن مخالفة ابن إسحاق ووائل لهلاء وإن كان فيه من تكلم فيه، فيها نظر!
1 - وفيهم صالح بن كيسان ثقة ثبت فقيه،
2 - ومعمر بن راشد الثقة الثبت، قال عباس الدورى، عن يحيى بن معين: أثبت الناس فى الزهرى مالك بن أنس، و معمر، و يونس، و عقيل، و شعيب بن أبى حمزة، و ابن عيينة.
3 - وفيهم محمد بن عبد الله بن أبي عتيق وقد أثنى على روايته عن الزهري الإمام الذهلي - ومعلوم عنايته بالزهري- قال: ابن أبي ذئب وابن أبي عتيق مقاربان في الرواية عن الزهري (انظر في الكلام على ابن أبي عتيق: من قال في ابن حجر مقبول وخرج له البخاري اعتباراً لمبارك الهاجري ووليد الكندري ص52)
4 - يونس بن يزيد الأيلي قال ابن رجب في أصحاب الزهري: الطبقة الأولى: جمعت الحفظ والاتقان وطول الصحبة للزهري، والعلم بحديثه والضبط له، كمالك، وابن عيينة، وعبيد الله بن عمر، ومعمر، ويونس، وعقيل، وشعيب، وغيرهم، وهؤلاء متفق على تخريج حديثهم عن الزهري.
والله أعلم.
___________
** روايتهم مشهورة مبثوثة في مسند أحمد والصحيحين والترمذي ومسند إسحاق بن راهويه ومصنف عبد الرزاق والسنن الكبرى للنسائي ومسند أبي يعلى وصحيح ابن حبان، والشريعة للآجري والمعجم الكبير للطبراني وغيرها .....
أحسنت أخي الكريم
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 02:06 م]ـ
وإياك أبا القاسم ..(73/36)
تخريج حديث جابر في الوضوء مما مست النار -
ـ[أبوأروى العصيمي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 09:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
هذا تخريج لحديث جابر رضي الله عنه في الوضوء مما مست النار , وقد اخترته لأمرين:
1 - لأنه مما استدل به أهل العلم على نسخ الوضوء مما مست النار , وخالفهم آخرون , والمسألة مبسوطة معروفة.
2 - لأنني وجدت فيه علة أخرى غير علة الاختصار المشهورة , وبينتها بيانا - يحتاج إلى تعقيب وتهذيب من الإخوة الأفاضل فلا تبخلوا علينا -
وهذا بيانه:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال " قَرَّبْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خُبْزًا وَلَحْمًا فَأَكَلَ , ثُمَّ دَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ بِهِ , ثُمَّ صلى الظُّهْرَ , ثُمَّ دَعَا بِفَضْلِ طَعَامِهِ فَأَكَلَ , ثُمَّ قام إلى الصَّلَاةِ ولم يَتَوَضَّأْ "
تخريج الحديث:
أخرجه عبد الرزاق في المصنف 1/ 165 (639 - 640) وابن حبان في صحيحه 3/ 415 (1132) , من طريق معمر
وعبد الرزاق في المصنف 1/ 165 (639 - 640) – ومن طريقه ابن حبان في صحيحه 3/ 413 (1130) , وفي 3/ 418 (1136) - , وأبو داود في سننه 1/ 49 (191) كتاب الطهارة , باب في ترك الوضوء مما مست النار , - ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد 12/ 267 - من طريق ابن جريج
و ابن أبي شيبة في المصنف 1/ 51 (521) من طريق علي بن يزيد
وابن ماجه في سننه 1/ 164 (489) كتاب الطهارة وسننها , باب الرخصة في ذلك , والترمذي في سننه 1/ 116 (80) كتاب الطهارة , باب ما جاء في ترك الوضوء مما غيرت النار, وابن عبد البر في التمهيد 12/ 267 والبيهقي في الكبرى 1/ 154 (696) من طريق ابن عيينة
وأبو يعلى في مسنده 4/ 75 (2098) من طريق أبي معشر
والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 65 , وابن حبان في صحيحه 3/ 420 (1139) من طريق روح بن القاسم
وابن حبان في الثقات 8/ 498 من طريق الأوزاعي – مختصرا -
وابن حبان في صحيحه 3/ 418 (1137) من طريق أيوب , وجرير
وفي 3/ 418 (1135) من طريق أبي علقمة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة
والبيهقي في الكبرى 1/ 156 من طريق أسامة بن زيد
وابن عبد البر في التمهيد 12/ 267 من طريق عبدالعزيز بن أبي سلمة , وعبد الوارث بن سفيان
كلهم (معمر , وابن جريج , وعلي بن يزيد , وابن عيينة , وأبو معشر , وروح , والأوزاعي , وأيوب , وجرير , وابن أبي فروة , وأسامة بن زيد , وعبد العزيز بن أبي سلمة , وعبد الوارث بن سفيان) عن ابن المنكدر عن جابر بنحوه , وفي بعض الطرق اختصارا.
وخولفوا /
فأخرجه أبو داود في سننه 1/ 49 (191) كتاب الطهارة , باب في ترك الوضوء مما مست النار ,- ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد 12/ 267 - , وابن خزيمة في صحيحه 1/ 28 (43) – ومن طريقه ابن حبان في صحيحه 3/ 416 (1134) ,والنسائي في سننه 1/ 108 (185) ,وابن أبي حاتم في العلل 1/ 66 , وابن الجارود في المنتقى ص 19 (24) ,وابن قانع في معجمه 1/ 136 , والطبراني في الصغير 2/ 3 (671) , وفي الأوسط 5/ 59 (4663) , وفي الشاميين 4/ 149 (2973) , وابن عبد البر في التمهيد 3/ 347 ,وابن شاهين في ناسخه ص73 (64) والبيهقي في الكبرى 1/ 155 (698) , وفي 1/ 156 (698) , والذهبي في تذكرة الحفاظ1/ 385
كلهم من طريق علي بن عياش عن شعيب بن أبي حمزة عن ابن المنكدر عن جابر قال " كان آخِرَ الْأَمْرَيْنِ من رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرْكُ الْوُضُوءِ مِمَّا غَيَّرَتْ النَّارُ "
وهذا الوجه فيه اختصار من القصة الواردة في الحديث , ومدار هذا الاختصار على شعيب بن أبي حمزة , وقد خالف الحفاظ الكبار كمعمر , وابن عيينة , وابن جريج , وأيوب , وغيرهم ,
وعليه فإن الراجح هو ما رواه الأئمة الحفاظ عن ابن المنكدر , فهم أكثر عددا , والمخالف لهم: شعيب بن أبي حمزة ثقة حافظ؛ إلا أنه انتقد عليه هذا الحديث , ووهمه أبو حاتم – كما سيأتي –
ثم إن ابن المنكدر قد توبع على هذا الوجه الراجح عنه:
¥(73/37)
فأخرجه ابن ماجه في سننه 1/ 164 (489) كتاب الطهارة وسننها , باب الرخصة في ذلك , من طريق عمرو بن دينار وأحمد في مسنده 3/ 374 (15062) ابن ماجه في سننه 1/ 164 (489) كتاب الطهارة وسننها , باب الرخصة في ذلك , والترمذي في سننه 1/ 116 (80) كتاب الطهارة , باب ما جاء في ترك الوضوء مما غيرت النار , والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 65 , وابن عبد البر في التمهيد 3/ 331 من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل
والطبراني في الأوسط 8/ 293 (8674) من طريق أبي الزبير
ومحمد بن عبدالرحمن بن ثوبان – ذكره مغلطاي في شرح سنن ابن ماجه 1/ 463 وعزاه للحاكم في تاريخ نيسابور –ولم أقف عليه.
أربعتهم (عمرو بن دينار , وابن عقيل, وأبو الزبير , ومحمد بن عبد الرحمن) عن جابر بنحو حديث الجماعة الحفاظ عن ابن المنكدر.
قال أبو داود في سننه 1/ 49 " وهذا- طريق شعيب- اختصار من الأول "
وقال أبو حاتم – في العلل 1/ 66 - " هذا حديث مضطرب المتن- حديث شعيب- إنما هو أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل كتفا ولم يتوضأ , كذا رواه الثقات عن ابن المنكدر عن جابر , ويحتمل أن يكون شعيبا حدث به من حفظه , فوهم فيه "
وقال ابن حبان في صحيحه 3/ 417" هذا خبر مختصر من حديث طويل , اختصره شعيب بن أبي حمزة"
وذكر الدارقطني – كما في أطراف الغرائب والأفراد 2/ 384 - أن ابن عياش تفرد به عن شعيب
قال ابن دقيق في الإمام – نقلا من البدر المنير 2/ 413 - " الذي ذكره أبو داود أقرب مما قاله أبو حاتم؛ فإن المتنين متباعدي اللفظ أعني قوله: آخر الأمرين , وقوله: أكل كتفًا ثم صلى ولم يتوضأ , ولا يجوز التعبير بأحدهما عن الآخر والانتقال من أحدهما إلى الآخر؛ إنما يكون عن غفلة شديدة، وأما ما ذكره أبو داود من أنه اختصار من حديثه الأول فأقرب؛ لأنه يمكن أن يكون قد عبَّر بهذه العبارة عن معنى الرواية الأخرى "
وعلق عليه ابن الملقن " وفي التعبير أيضًا بذلك نظر، إلا أن تكون تلك الحالة آخر الأمر عنده؛ فعبر بها "
وقال ابن القيم – في تهذيب السنن 7/ 35 - " وجابر هو الذي روى هذا وهذا , فاختصره بعض الرواة واقتصر منه على آخره , ولم يذكر جابر لفظا عن النبي e أن هذا آخر الأمرين مني "
وقد وقفت على كلام للشيخ عبد الله السعد – حفظه الله – يذكر أن سبب علة الاختصار قد تكون من غير شعيب , فقال " الشاهد في هذا أن شعيب بن أبي حمزة فيما يبدوا أخذ كتاب ابن المنكدر من ابن أبي فروة _ وابن أبي فروة متروك _ ولذلك وقعت المنكرات في رواية شعيب عن ابن المنكدر بينما هذه ألفاظ ابن أبي فروة عن ابن المنكدر ... . ا. هـ
وهو يشير – حفظه الله – إلى قول أبي حاتم في رواية شعيب عن ابن المنكدر , فقد ذكر ابن أبي حاتم في العلل 2/ 173 " وأما حديث جابر فرواه شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر , وقد طعن فيها , وكان عرض شعيب على ابن المنكدر كتابا , فأمر بقراءته عليه فعرف بعضها وأنكر بعضا , وقال لابنه أو لابن أخيه: اكتب هذه الأحاديث , فروى شعيب ذلك الكتاب , ولم يثبت رواية شعيب تلك الأحاديث على الناس , وعرض علي بعض تلك الأحاديث فرأيتها مشابهة لحديث إسحاق بن أبي فروة "
وهذا الحديث الذي ذكره ابن أبي حاتم هو: حديث " من سمع النداء فقال اللهم رب هذه الدعوة التامة " وقد بين ابن رجب في شرحه للعلل علة هذا الحديث – انظر شرح علل الترمذي 2/ 261 - 263
قلت: ما قاله الشيخ فيه تأمل , ويحتاج إلى دليل واضح يدل عليه , ولو كان كما قال لما علق أبو حاتم سبب الاختصار على شعيب -وهو الثقة الحافظ - , ووهمه في ذلك. والله أعلم
وفي الحديث علة أخرى /
وهي عدم سماع ابن المنكدر هذا الحديث من جابر:
روي ذلك عن ابن عيينة , أخرجه البخاري في الأوسط 2/ 250 " قال: ثنا علي بن المديني قال قلت لسفيان: إن أبا علقمة الفروي روى عن ابن المنكدر عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل لحما ولم يتوضأ؟ فقال: أحسبني سمعت ابن المنكدر قال: أخبرني من سمع جابرا أكل النبي صلى الله عليه وسلم "
ثم قال البخاري " وقال بعضهم عن ابن المنكدر سمعت جابرا , ولا يصح "
قال مغلطاي في شرح سنن ابن ماجه 1/ 462 معلقا عليه " فهذا حكم فيه بعدم اتصاله "
¥(73/38)
ونقل البيهقي في المعرفة 1/ 250 " قال الشافعي - في سنن حرملة - لم يسمع ابن المنكدر هذا الحديث من جابر ,إنما سمعه من عبد الله بن محمد بن عقيل "
قال البيهقي في المعرفة 1/ 250 - معقبا- " وهذا الذي قاله الشافعي محتمل: وذاك لأن صاحبي الصحيح لم يخرجا هذا الحديث من جهة محمد بن المنكدر عن جابر في الصحيح، مع كون إسناده من شرطهما. ولأن عبد الله بن محمد بن عقيل قد رواه أيضا عن جابر. ورواه عنه جماعة، إلا أنه قد روي عن حجاج بن محمد، وعبد الرزاق، ومحمد بن بكر عن ابن جريج، عن ابن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله. فذكروا هذا الحديث. فإن لم يكن ذكر السماع فيه وهما من ابن جريج؛ فالحديث صحيح على شرط صاحبي الصحيح "
قلت: ذكر التصريح بالسماع في الإسناد روي من طريقين – فيما وقفت عليه - /
1 - طريق ابن جريج عن ابن المنكدر قال: سمعت - كما عند عبد الرزاق في المصنف 1/ 165 (639) عن معمر وابن جريج عن ابن المنكدر , وليس في طريق معمر قوله " سمعت " – كما أخرجه عبد الرزاق في 1/ 165 (640) وابن حبان في صحيحه 3/ 415 (1132)
وفي طريق آخر: قال أخبرني – كما عند أبي داود في سننه 1/ 49 (191) من طريق حجاج عن ابن جريج به.
2 - طريق أبي معشر – كما عند أبي يعلى في مسنده 4/ 75 (2098) عن محمد بن بكار عن أبي معشر قال سألت محمد بن المنكدر عن الوضوء مما مست النار فقال حدثني جابر بن عبد الله ... "
وهذا الطريق فيه أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن , وقد ضعفه أكثر أهل العلم , قال البخاري " منكر الحديث " , وقال أحمد " كان صدوقا ولكنه لا يقيم الإسناد " , ولعله هنا لم يضبط الإسناد , وقال ابن معين " ضعيف , إسناده ليس بشيء , يكتب من حديثه الرقائق " انظر الضعفاء للعقيلي 4/ 308
وقد خالفهم غيرهم /
فرواه (معمر , وعلي بن يزيد , وابن عيينة , وروح , والأوزاعي , وأيوب , وجرير , وابن أبي فروة , وأسامة بن زيد , وعبد العزيز بن أبي سلمة , وعبد الوارث بن سفيان) كلهم عن ابن المنكدر عن جابر , وليس فيه تصريح بالسماع منه - وقد تقدم تخريج أحاديثهم -
ويؤيد عدم سماع ابن المنكدر من جابر هذا الحديث:
ما قاله مغلطاي في شرح سنن ابن ماجه 1/ 462 - 464 " ويزيده وضوحا أيضا: رجوع ابن المنكدر عن هذا الرأي، إلى غيره؛ ذكر أبو زرعة الدمشقي في تاريخه عن شعيب بن أبي حمزة: أنّ الزهري ناظر ابن المنكدر فاحتج ابن المنكدر بحديث جابر، واحتج الزهري بحديث عمر بن أميّة في الوضوء مما مست النار قال: فرجع ابن المنكدر عن مذهبه إلى مذهب الزهري. ولقائل أن يقول: لو أخذه ابن المنكدر عن جابر شفاها لما رجع عنه ولا ساغ له ذلك، ولكن لما أخذه عنه بواسطة ضعيفة رجع عنه مسرعا،. أ. هـ
والقصة التي ذكرها مغلطاي: أخرجها أبو زرعة في تاريخه ص88
لكن ممن سمع ابن المنكدر هذا الحديث عن جابر:
تقدم قول الشافعي: أنه سمعه من ابن عقيل , واحتمله البيهقي , ودلل عليه. فإن كان ما قاله صحيحا , فالحديث ضعيف الإسناد؛ لضعف ابن عقيل هذا ,
ولكنه متأيد بما رواه البخاري في صحيحه 5/ 2078 (5141) بسنده عن سَعِيدِ بن الْحَارِثِ عن جَابِرِ بن عبد اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّهُ سَأَلَهُ عن الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتْ النَّارُ فقال لَا قد كنا زَمَانَ النبي صلى الله عليه وسلم لَا نَجِدُ مِثْلَ ذلك من الطَّعَامِ إلا قَلِيلًا فإذا نَحْنُ وَجَدْنَاهُ لم يَكُنْ لنا مَنَادِيلُ إلا أَكُفَّنَا وَسَوَاعِدَنَا وَأَقْدَامَنَا ثُمَّ نُصَلِّي ولا نَتَوَضَّأُ "
وصحح الحديث: النووي في الخلاصة 1/ 144 , وابن الملقن في البدر المنير 2/ 412 , وابن حجر في التلخيص 1/ 116
ـ[أبوأروى العصيمي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 11:08 ص]ـ
للرفع
ـ[أبوأروى العصيمي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 10:43 ص]ـ
للرفع ثانية
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[07 - 11 - 10, 04:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
وقد وقفت على كلام للشيخ عبد الله السعد – حفظه الله – يذكر أن سبب علة الاختصار قد تكون من غير شعيب , فقال " الشاهد في هذا أن شعيب بن أبي حمزة فيما يبدوا أخذ كتاب ابن المنكدر من ابن أبيفروة _ وابن أبي فروة متروك _ ولذلك وقعت المنكرات في رواية شعيب عن ابن المنكدربينما هذه ألفاظ ابن أبي فروة عن ابن المنكدر ... . ا. هـ
وهو يشير – حفظه الله – إلى قول أبي حاتم في رواية شعيب عن ابن المنكدر , فقد ذكر ابن أبي حاتم في العلل 2/ 173 " وأما حديث جابر فرواه شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر , وقد طعن فيها , وكان عرض شعيب على ابن المنكدر كتابا , فأمر بقراءته عليه فعرف بعضها وأنكر بعضا , وقال لابنه أو لابن أخيه: اكتب هذه الأحاديث , فروى شعيب ذلك الكتاب , ولم يثبت رواية شعيب تلك الأحاديث على الناس , وعرض علي بعض تلك الأحاديث فرأيتها مشابهة لحديث إسحاق بن أبي فروة "
وهذا الحديث الذي ذكره ابن أبي حاتم هو: حديث " من سمع النداء فقال اللهم رب هذه الدعوة التامة " وقد بين ابن رجب في شرحه للعلل علة هذا الحديث – انظر شرح علل الترمذي 2/ 261 - 263
قلت: ما قاله الشيخ فيه تأمل , ويحتاج إلى دليل واضح يدل عليه , ولو كان كما قال لما علق أبو حاتم سبب الاختصار على شعيب -وهو الثقة الحافظ - , ووهمه في ذلك. والله أعلم
بارك الله فيك، وللشيخ زيادة على هذا الكلام، أوافيك به قريبا إن شاء الباري.(73/39)
حديث حتى يبدو لهواته أو أضراسه
ـ[أبو أحمد المقتدي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 09:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي وأحبتي في الله، في مستخرج ابي عوانه هذا الحديث:-
274 - حدثنا عباس الدوري قال: ثنا يحيى بن معين قال: ثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج ح، وحدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد أخي قالا: ثنا إسحاق بن منصور قال: ثنا روح قال: ثنا ابن جريج قال: ثنا أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يسأل عن الورود فقال: نحن يوم القيامة - فذكر مثله - فيقولون حتى ننظر إليك «فيتجلى لهم يضحك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:» حتى يبدو لهواته أو أضراسه فينطلق ربهم فيتبعونه ويعطى كل إنسان منهم منافق أو مؤمن نورا وتغشى - أو كلمة نحوها - ثم يتبعونه وعلى جسر جهنم كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله، ثم يطفأ نور المنافقين، ثم ينجو المؤمنون، فينجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفا لا يحاسبون، ثم الذين يلونهم كأضوأ نجم في السماء ثم كذلك، ثم تحل الشفاعة فيشفعون حتى يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، فيجعلون بفناء الجنة ويجعل أهل الجنة يرشون عليهم الماء، ثم ينبتون نبات الشيء في السيل فيذهب حراقه، ثم يسئل حتى يجعل لهم الدنيا وعشرة أمثالها «
سؤالي الأول:-
هل يصح هذا الحديث؟؟
السؤال الثاني:-
هل يعود الضمير في الحديث (حتى يبدوا لهواته وأضراسه) الى النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟
استناداً لبعض الاحاديث التي يعود الضمير فيها صراحة الى النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا الحديث في مسلم.
272 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحق بن إبراهيم الحنظلي كلاهما عن جرير قال عثمان حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا الجنة رجل يخرج من النار حبوا فيقول الله تبارك وتعالى له اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول الله تبارك وتعالى له اذهب فادخل الجنة قال فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول الله له اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها أو إن لك عشرة أمثال الدنيا قال فيقول أتسخر بي أو أتضحك بي وأنت الملك قال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه قال فكان يقال ذاك أدنى أهل الجنة منزلة
جزاكم الله خير الجزاء سلفاً
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[01 - 10 - 10, 10:43 م]ـ
أنظر إلى هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1312951 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1312951)
ـ[أبو أحمد المقتدي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 10:49 م]ـ
جزاك الله خير وبارك الله فيك
وقد بحثت عن الحديث باستخدام خاصية البحث ولم اجده
(لأني أجزم بان هذا الحديث لا بد وان قد نوقش في هذا الملتقى ولا شك)
وحين لم اجده وضعت موضوعي.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[01 - 10 - 10, 10:51 م]ـ
وهذا الرابط أيضاً:
http://ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?p=776842 (http://ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?p=776842)(73/40)
من يترجم لي هؤلاء الأعلام من المحدثين وله مني دعوة بظهر الغيب
ـ[مالك الكويتي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 02:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اخواني الكرام أريد ترجمة موثقة لكل علم من الأعلام فيما يلي:
نرجوا الانتباه الى ان العلم الذي اريد له ترجمة مكتوب بخط أحمر تحته خط في السند
من يترجم لي هؤلاء الأعلام له مني دعوة صالحة بظهر الغيب.
والنقل كله من كتاب (قوطع الأدلة) لأبي مظفر السمعاني رحمة الله عليه
-1 - قوله تعالى ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم اختلف القول في هذا فروي عن عمر وعلي وعبد الله بن مسعود -في إحدى الروايتين- ومجاهد وقتادة أنهم قالوا هي فاتحة الكتاب وقد ثبت هذا عن النبي برواية آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن النبي قال الحمد لله أم الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم
قال الشيخ الإمام الأجل شيخ الإسلام أبو المظفر السمعاني أخبرناه المكي بن عبد الرزاق الكشميهني قال أنا جدي أبو الهيثم محمد بن المكي قال أنا الفربري قال أنا محمد بن إسماعيل البخاري عن آدم بن أبي إياس الخبر
2 - وقوله أنهم إلى ربهم راجعون أي لأنهم إلى ربهم راجعون ومعناه خافوا لأنهم علموا أن رجوعهم إلى ربهم وروى عبد الرحمن بن سعيد بن وهب عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت للنبي يا رسول الله قول الله تعالى والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أهم الذين يسرقون ويشربون الخمر وقلوبهم وجلة قال لا يا ابنة الصديق بل هم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون وقلوبهم وجلة أنها لا تقبل منهم وفي رواية ويخشون أن لا تقبل منهم
قال الشيخ الإمام أخبرنا بهذا الحديث أبو علي الشافعي قال أبو الحسن ابن فراس أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله المقرىء أخبرنا جدي محمد عن سفيان بن عيينة أخبرنا مالك بن مغول عن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب الخبر وقال الحسن البصري عملوا والله بالطاعات واجتهدوا فيها وخافوا أن ترد عليهم هذا هو القول المعروف في الآية.
أريد ترجمة من الطريق الأول: (آدم بن أبي إياس /ابن أبي ذئب /سعيد المقبري.
المكي بن عبد الرزاق الكشميهني /أنا جدي أبو الهيثم محمد بن المكي /الفربري/آدم بن أبي إياس.
وأريد ترجمة الأعلام التاليين من الطريق الثاني: (أبو علي الشافعي / أبو الحسن ابن فراس / أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله المقرىء/ جدي محمد /مالك بن مغول /عبد الرحمن بن سعيد بن وهب
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 10:49 م]ـ
1 - آدم بن أبي إياس
قال الذهبي في السير (335/ 10 - ... ):
((آدَمُ بنُ أَبِي إِيَاسٍ أَبُو الحَسَنِ الخُرَاسَانِيُّ * (خَ، ت، س، ق)
الإِمَامُ، الحَافِظُ، القُدْوَةُ، شَيْخُ الشَّامِ، أَبُو الحَسَنِ الخُرَاسَانِيُّ، المَرُّوْذِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، ثُمَّ العَسْقَلاَنِيُّ، مُحَدِّثُ عَسْقَلاَنَ.
وَاسمُ أَبِيْهِ: نَاهِيَةُ بنُ شُعَيْبٍ، وَقِيْلَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ.
وُلِدَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ.
وَسَمِعَ: بِالعِرَاقِ، وَمِصْرَ، وَالحَرَمَيْنِ، وَالشَّامِ.
حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَمُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ، وَشُعْبَةَ بنِ الحَجَّاجِ، وَالمَسْعُوْدِيِّ، وَاللَّيْثِ، وَحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، وَوَرْقَاءَ، وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَشَيْبَانَ النَّحْوِيِّ، وَإِسْرَائِيْلَ بنِ يُوْنُسَ، وَحَفْصِ بنِ مَيْسَرَةَ، وَخَلْقٍ.
وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ فِي (صَحِيْحِهِ)، وَأَحْمَدُ بنُ الأَزْهَرِ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العَكَّاوِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ سَمُّوْيَه، وَهَاشِمُ بنُ مَرْثَدٍ الطَّبَرَانِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَثَابِتُ بنُ نُعَيْمٍ الهُوْجِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ دَيْزِيْلَ سِيْفَنَّه، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ، مُتَعَبِّدٌ، مِنْ خَيَارِ عِبَادِ اللهِ.
وَذَكَرَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، فَقَالَ: كَانَ مَكِيْناً عِنْدَ شُعْبَةَ، كَانَ مِنَ السِّتَةِ الَّذِيْنَ يَضْبِطُوْنَ عِنْدَهُ الحَدِيْثَ.
¥(73/41)
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ: أَتَيْتُ آدَمَ العَسْقَلاَنِيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ.
فَقَالَ: لاَ تُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ.
قُلْتُ: وَلِمَ؟
قَالَ: لأَنَّهُ قَالَ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ.
فَأَخْبَرْتُهُ بِعُذْرِهِ، وَأَنَّهُ أَظْهَرَ النَّدَامَةَ، وَأَخْبَرَ النَّاسَ بِالرُّجُوْعِ.
قَالَ: فَأَقْرِئْهُ السَّلاَمَ، وَإِذَا أَتَيْتَ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، فَأَقرِهِ السَّلاَمَ، وَقُلْ لَهُ: يَا هَذَا، اتَّقِ اللهَ، وَتَقَرَّبْ إِلَى اللهِ -تَعَالَى- بِمَا أَنْتَ فِيْهِ، وَلاَ يَسْتَفِزَّنَّكَ أَحَدٌ، فَإِنَّكَ - إِنْ شَاءَ اللهُ - مُشْرِفٌ عَلَى الجَنَّةِ.
وَقُلْ لَهُ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ أَرَادَكُم عَلَى مَعْصِيَةِ اللهِ، فَلاَ تُطِيْعُوْهُ).
قَالَ: فَأَبْلَغْتُ ذَلِكَ أَبَا عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: رَحِمَهُ اللهُ حَيّاً وَمَيِّتاً، فَلَقَدْ أَحْسَنَ النَّصِيْحَةَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حَضَرْتُ آدَمَ بنَ أَبِي إِيَاسٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ وَسُئِلَ عَنْ شُعْبَةَ، أَكَانَ يُمْلِي عَلَيْهِم بِبَغْدَادَ، أَوْ كَانَ يَقْرَأُ؟
قَالَ: كَانَ يَقْرَأُ، وَكَانَ أَرْبَعَةٌ يَكْتُبُوْنَ: آدَمُ، وَعَلِيٌّ النَّسَائِيُّ، فَقَالَ آدَمُ: صَدَقَ أَحْمَدُ، كُنْتُ سَرِيْعَ الخَطِّ، وَكُنْتُ أَكْتُبُ، وَكَانَ النَّاسُ يَأْخُذُوْنَ مِنْ عِنْدِي، وَقَدِمَ شُعْبَةُ بَغْدَادَ، فَحَدَّثَ بِهَا أَرْبَعِيْنَ مَجْلِساً، فِي كُلِّ مَجْلِسٍ مائَةُ حَدِيْثٍ، فَحَضَرْتُ مِنْهَا عِشْرِيْنَ مَجْلِساً.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الهَيْثَمِ البَلَدِيُّ: بَلَغَ آدَمُ نَيِّفاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ لاَ يَخْضِبُ، كَانَ أَشْغَلَ مِنْ ذَلِكَ -يَعْنِي: مِنَ العِبَادَةِ -.
قَالَ الحُسَيْنُ الكَوْكَبِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ المَقْدِسِيُّ، قَالَ:
لَمَّا حَضَرَتْ آدَمَ الوَفَاةُ، خَتَمَ القُرْآنَ وَهُوَ مُسَجَّىً، ثُمَّ قَالَ:
بِحُبِّي لَكَ إِلاَّ مَا رَفَقْتَ لِهَذَا المَصْرَعِ، كُنْتُ أُؤَمِّلُكَ لِهَذَا اليَوْمِ، كُنْتُ أَرْجُوْكَ.
ثُمَّ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، ثُمَّ قَضَى -رَحِمَهُ اللهُ -.
رَوَاهَا: أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ المَقْدِسِيِّ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: مَاتَ آدَمُ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
وَفِي السَّنَةِ أَرَّخَهُ: يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ، وَمُطَيَّنٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ.
قُلْتُ: الأَوَّلُ أَصَحُّ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ رَفِيْقُهُ بِشْرُ بنُ بَكْرٍ التِّنِّيْسِيُّ، وَمَاتَ قَبْلَهُ بِمُدَّةٍ.
أَنْبَأَنَا جَمَاعَةٌ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ الحُصَيْنِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ الهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
سُئِلَ رَسُوْلُ اللهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - عَنْ قَتْلِ الحَيَّةِ، قَالَ: (خُلِقَتْ هِيَ وَالإِنْسَانُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَدُوٌّ لِصَاحِبِهِ، إِنْ رَآهَا أَفْزَعَتْهُ، وَإِن لَدَغَتْهُ قَتَلَتْهُ، فَاقْتُلْهَا حَيْثُ وَجَدْتَهَا).
جَابِرُ الجُعْفِيُّ: وَاهٍ.
وَفِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ: وَفَاةُ شَيْخِ القُرَّاءِ قَالُوْنَ، وَهُوَ الإِمَامُ النَّحْوِيُّ أَبُو مُوْسَى عِيْسَى بنُ مِيْنَا المَدَنِيُّ، مَوْلَى زُهْرَةَ، وَشَيْخُهُ نَافِعٌ هُوَ الَّذِي لَقَبَهُ قَالُوْنَ؛ لِجُوْدَةِ أَدَائِهِ.
سُقْتُ مِنْ حَالِهِ فِي (دِيْوَانِ القُرَّاءِ).)) اهـ.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 10:58 م]ـ
2 - ابن ابي ذئب
¥(73/42)
قال الذهبي في السير (139/ 7 ... ):
((ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَامِرِيُّ * (ع)
ابْنِ المُغِيْرَةِ بنِ الحَارِثِ بنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَاسْمُ أَبِي ذِئْبٍ: هِشَامُ بنُ شُعْبَةَ.
الإِمَام، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو الحَارِثِ القُرَشِيُّ، العَامِرِيُّ، المَدَنِيُّ، الفَقِيْهُ.
سَمِعَ: عِكْرِمَةَ، وَشُرَحْبِيْلَ بنَ سَعْدٍ، وَسَعِيْداً المَقْبُرِيَّ، وَنَافِعاً العُمَرِيَّ، وَأَسِيْدَ بن أَبِي أَسِيْدٍ البَرَّادَ، وَصَالِحاً مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، وَشُعْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَخَالَهُ؛ الحَارِثَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيَّ، وَمُسْلِمَ بنَ جُنْدَبٍ، وَابْنَ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّ، وَالقَاسِمَ بنَ عَبَّاسٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ قَيْسٍ، وَإِسْحَاقَ بنَ يَزِيْدَ الهُذَلِيَّ، وَالزِّبْرِقَانَ بنَ عَمْرِو بنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ، وَسَعِيْدَ بنَ سَمْعَانَ، وَعُثْمَانَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ سُرَاقَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ المُنْكَدِرِ، وَيَزِيْدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ قُسَيْطٍ، وَخَلْقاً سِوَاهُم.
وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، ثِقَةً، فَاضِلاً، قَوَّالاً بِالحَقِّ، مَهِيْباً.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَشَبَابَةُ بنُ سَوَّارٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَنَفِيُّ، وَحَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَوَكِيْعٌ، وَآدَمُ بنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَالقَعْنَبِيُّ، وَأَسَدُ بنُ مُوْسَى، وَعَاصِمُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ اليَرْبُوْعِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَالمُقْرِئُ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ يُشَبَّهُ بِسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ.
فَقِيْلَ لأَحْمَدَ: خَلَّفَ مِثْلَهُ؟
قَالَ: لاَ.
ثُمَّ قَالَ: كَانَ أَفْضَلَ مِنْ مَالِكٍ، إِلاَّ أَنَّ مَالِكاً -رَحِمَهُ اللهُ- أَشَدُّ تَنْقِيَةً لِلرِّجَالِ مِنْهُ.
قُلْتُ: وَهُوَ أَقدَمُ لُقْيَا لِلْكِبَارِ مِنْ مَالِكٍ، وَلَكِنَّ مَالِكاً أَوسَعُ دَائِرَةً فِي العِلْمِ، وَالفُتْيَا، وَالحَدِيْثِ، وَالإِتقَانِ مِنْهُ بِكَثِيْرٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الوَاقِدِيُّ: وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ.
وَكَانَ مِنْ أَورَعِ النَّاسِ وَأَوْدَعِهِم.
وَرُمِيَ بِالقَدَرِ، وَمَا كَانَ قَدَرِيّاً، لقَدْ كَانَ يَتَّقِي قَوْلَهُم وَيَعِيبُهُ، وَلَكِنَّهُ كَانَ رَجُلاً كَرِيْماً، يَجلِسُ إِلَيْهِ كُلُّ أَحَدٍ وَيَغشَاهُ، فَلاَ يَطرُدُهُ، وَلاَ يَقُوْلُ لَهُ شَيْئاً، وَإِنْ مَرِضَ، عَادَهُ، فَكَانُوا يَتَّهِمُونَه بِالقَدَرِ لِهَذَا وَشِبْهِهِ.
قُلْتُ: كَانَ حَقُّهُ أَنْ يَكْفَهِرَّ فِي وُجُوْهِهِم، وَلَعَلَّهُ كَانَ حَسَنَ الظَّنِّ بِالنَّاسِ.
ثُمَّ قَالَ الوَاقِدِيُّ تِلْمِيْذُهُ: وَكَانَ يُصَلِّي اللَّيْلَ أَجْمَعَ، وَيَجْتَهِدُ فِي العِبَادَةِ، وَلَوْ قِيْلَ لَهُ: إِنَّ القِيَامَةَ تَقُوْمُ غَداً، مَا كَانَ فِيْهِ مَزِيْدٌ مِنَ الاجْتِهَادِ.
أَخْبَرَنِي أَخُوْهُ، قَالَ: كَانَ أَخِي يَصُوْمُ يَوْماً وَيُفْطِرُ يَوْماً، ثُمَّ سَرَدَ الصَّوْمَ، وَكَانَ شَدِيْدَ الحَالِ، يَتَعَشَّى الخُبْزَ وَالزَّيْتَ، وَلَهُ قَمِيْصٌ وَطَيْلَسَانُ يَشْتُو فِيْهِ وَيَصِيْفُ.
قَالَ: وَكَانَ مِنْ رِجَالِ النَّاسِ صَرَامَةً، وَقَوْلاً بِالحَقِّ، وَكَانَ يَحفَظُ حَدِيْثَهُ، لَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ، وَكَانَ يَرُوحُ إِلَى الجُمُعُةِ بَاكِراً، فَيُصَلِّي إِلَى أَنْ يَخْرُجَ الإِمَامُ، وَرَأَيتُهُ يَأْتِي دَارَ أَجْدَادِهِ عِنْدَ الصَّفَا، فَيَأْخُذُ كِرَاءهَا، وَكَانَ لاَ يُغَيِّرُ شَيْبَهُ.
وَلَمَّا خَرَجَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ، لَزِمَ بَيْتَه إِلَى أَنْ قُتِلَ مُحَمَّدٌ، وَكَانَ أَمِيْرُ المَدِيْنَةِ الحَسَنُ بنُ زَيْدٍ يُجْرِي عَلَى ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ كُلَّ شَهْرٍ خَمْسَةَ دَنَانِيْرَ، وَقَدْ دَخَلَ مَرَّةً عَلَى وَالِي المَدِيْنَةِ، فَكَلَّمَه، وَهُوَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيٍّ عَمُّ المَنْصُوْرِ، فَكَلَّمَه فِي شَيْءٍ.
¥(73/43)
فَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيٍّ: إِنِّيْ لأَرَاكَ مُرَائِياً.
فَأَخَذَ عُوْداً، وَقَالَ: مَنْ أُرَائِي، فَوَاللهِ لَلنَّاسُ عِنْدِي أَهَوْنُ مِنْ هَذَا.
وَلَمَّا وَلِيَ المَدِيْنَةَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، بَعَثَ إِلَى ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ بِمائَةِ دِيْنَارٍ، فَاشْتَرَى مِنْهَا سَاجاً كُرْدِيّاً بِعَشْرَةِ دَنَانِيْرَ، فَلَبِسَه عُمُرَهُ، وَقَدِمَ بِهِ عَلَيْهِم بَغْدَادَ، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى قَبِلَ مِنْهُم، فَأَعْطَوْهُ أَلفَ دِيْنَارٍ -يَعْنِي: الدَّوْلَةَ- فَلَمَّا رَجَعَ، مَاتَ بِالكُوْفَةِ -رَحِمَهُ اللهُ-.
نَقَلَ هَذَا كُلَّهُ: ابْنُ سَعْدٍ فِي (الطَّبَقَاتِ)، عَنِ الوَاقِدِيِّ، وَالوَاقِدِيُّ - وَإِنْ كَانَ لاَ نِزَاعَ فِي ضَعْفِهِ - فَهُوَ صَادِقُ اللِّسَانِ، كَبِيْرُ القَدْرِ.
وَفِي (مُسْنَدِ) الشَّافِعِيِّ سَمَاعُنَا: أَخْبَرَنِي أَبُو حَنِيْفَةَ بنُ سِمَاكٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيْلٌ، فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إِنْ أَحَبَّ، أَخَذَ العَقْلَ، وَإِنْ أَحَبَّ، فَلَهُ القَوَدُ).
قُلْتُ لابْنِ أَبِي ذِئْبٍ: أَتَأْخُذُ بِهَذَا؟
فَضَرَبَ صَدْرِي، وَصَاحَ كَثِيْراً، وَنَالَ مِنِّي، وَقَالَ:
أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَقُوْلُ: تَأْخُذُ بِهِ؟! نَعَمْ، آخُذُ بِهِ، وَذَلِكَ الفَرْضُ عَلَيَّ وَعَلَى كُلِّ مَنْ سَمِعَهُ، إِنَّ اللهَ اخْتَارَ مُحَمَّداً -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ النَّاسِ، فَهَدَاهُم بِهِ، وَعَلَى يَدَيْهِ، فَعَلَى الخَلْقِ أَنْ يَتَّبِعُوْهُ طَائِعِيْنَ أَوْ دَاخِرِيْنَ، لاَ مَخْرَجَ لِمُسْلِمٍ مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: بَلَغَ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ أَنَّ مَالِكاً لَمْ يَأْخُذْ بِحَدِيْثِ: (البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ).
فَقَالَ: يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ، وَإِلاَّ ضُرِبَتْ عُنُقُهُ.
ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: هُوَ أَوْرَعُ وَأَقْوَلُ بِالحَقِّ مِنْ مَالِكٍ.
قُلْتُ: لَوْ كَانَ وَرِعاً كَمَا يَنْبَغِي، لَمَا قَالَ هَذَا الكَلاَمَ القَبِيْحَ فِي حَقِّ إِمَامٍ عَظِيْمٍ، فَمَالِكٌ إِنَّمَا لَمْ يَعْمَلْ بِظَاهِرِ الحَدِيْثِ؛ لأَنَّهُ رَآهُ مَنْسُوْخاً.
وَقِيْلَ: عَمِلَ بِهِ، وَحَمَلَ قَوْلَه: (حَتَّى يَتَفَرَّقَا) عَلَى التَّلَفُّظِ بِالإِيجَابِ وَالقَبُولِ، فَمَالِكٌ فِي هَذَا الحَدِيْثِ، وَفِي كُلِّ حَدِيْثٍ لَهُ أَجْرٌ وَلاَ بُدَّ، فَإِنْ أَصَابَ، ازْدَادَ أَجراً آخَرَ، وَإِنَّمَا يَرَى السَّيْفَ عَلَى مَنْ أَخْطَأَ فِي اجْتِهَادِهِ الحَرُوْرِيَّةُ.
وَبِكُلِّ حَالٍ: فَكَلاَمُ الأَقْرَانِ بَعْضِهِم فِي بَعْضٍ لاَ يُعَوَّلُ عَلَى كَثِيْرٍ مِنْهُ، فَلاَ نَقَصَتْ جَلاَلَةُ مَالِكٍ بِقَوْلِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ فِيْهِ، وَلاَ ضَعَّفَ العُلَمَاءُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ بِمَقَالَتِهِ هَذِهِ، بَلْ هُمَا عَالِمَا المَدِيْنَةِ فِي زَمَانِهِمَا -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-.
وَلَمْ يُسنِدْهَا الإِمَامُ أَحْمَدُ، فَلَعَلَّهَا لَمْ تَصِحَّ.
كَتَبَ إِلَيَّ مُؤَمَّلٌ البَالِسِيُّ، وَغَيْرُهُ: أَنَّ أَبَا اليُمْنِ الكِنْدِيَّ أَخْبَرَهُم، أَنْبَأَنَا القَزَّازُ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنَا الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، قَالَ:
سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ سَمِعَ عِكْرِمَةَ.
وَبِهِ: قَالَ الخَطِيْبُ: أَنْبَأَنَا الجَوْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا المَرْزُبَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى، حَدَّثَنَا أَبُو العَيْنَاءِ، قَالَ:
لَمَّا حَجَّ المَهْدِيُّ، دَخَلَ مَسْجِدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلاَّ قَامَ، إِلاَّ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ.
فَقَالَ لَهُ المُسَيِّبُ بنُ زُهَيْرٍ: قُمْ، هَذَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ.
فَقَالَ: إِنَّمَا يَقُوْمُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالِمِيْنَ.
¥(73/44)
فَقَالَ المَهْدِيُّ: دَعْهُ، فَلَقَدْ قَامَتْ كُلُّ شَعْرَةٍ فِي رَأْسِي.
وَبِهِ: قَالَ أَبُو العَيْنَاءِ: وَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ لِلْمَنْصُوْرِ: قَدْ هَلَكَ النَّاسُ، فَلَوْ أَعَنْتَهُم مِنَ الفَيْءِ.
فَقَالَ: وَيْلَكَ! لَوْلاَ مَا سَدَدْتُ مِنَ الثُّغُورِ، لَكُنْتَ تُؤْتَى فِي مَنْزِلِكَ، فَتُذْبَحَ.
فَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: قَدْ سَدَّ الثُّغُورَ، وَأَعْطَى النَّاسَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ: عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
فَنَكَسَ المَنْصُوْرُ رَأْسَه - وَالسَّيْفُ بِيَدِ المُسَيِّبِ - ثُمَّ قَالَ: هَذَا خَيْرُ أَهْلِ الحِجَازِ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ثِقَةٌ.
قَدْ دَخَلَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ المَنْصُوْرِ، فَلَمْ يَهُلْهُ أَنْ قَالَ لَهُ الحَقَّ، وَقَالَ: الظُّلْمُ بِبَابِكَ فَاشٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ أَبُو جَعْفَرٍ.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ فَقِيْهَ المَدِيْنَةِ.
وَقَالَ البَغَوِيُّ: حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بنُ سُفْيَانَ، قَالَ:
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَجَجْتُ عَامَ حَجَّ أَبُو جَعْفَرٍ، وَمَعَهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَمَالِكُ بنُ أَنَسٍ، فَدَعَا ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ، فَأَقعَدَهُ مَعَهُ عَلَى دَارِ النَّدْوَةِ، فَقَالَ لَهُ:
مَا تَقُوْلُ فِي الحَسَنِ بنِ زَيْدِ بنِ حَسَنٍ -يَعْنِي: أَمِيْرَ المَدِيْنَةِ-؟
فَقَالَ: إِنَّهُ لَيَتَحَرَّى العَدْلَ.
فَقَالَ لَهُ: مَا تَقُوْلُ فِيَّ - مَرَّتَيْنِ -؟
فَقَالَ: وَرَبِّ هَذِهِ البَنِيَّةِ، إِنَّكَ لَجَائِرٌ.
قَالَ: فَأَخَذَ الرَّبِيْعُ الحَاجِبُ بِلِحْيَتِهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: كُفَّ يَا ابْنَ اللَّخْنَاءِ.
ثُمَّ أَمَرَ لابْنِ أَبِي ذِئْبٍ بِثَلاَثِ مائَةِ دِيْنَارٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُسَيِّبِ الأَرْغِيَانِيُّ: سَمِعْتُ يُوْنُسَ بنَ عَبْدِ الأَعْلَى، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ:
مَا فَاتَنِي أَحَدٌ فَأَسِفْتُ عَلَيْهِ، مَا أَسِفْتُ عَلَى اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ.
قُلْتُ: أَمَّا فَوَاتُ اللَّيْثِ، فَنَعَمْ، وَأَمَّا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، فَمَا فَرَّطَ فِي الارْتِحَالِ إِلَيْهِ؛ لأَنَّهُ مَاتَ وَلِلشَّافِعِيِّ تِسْعَةُ أَعْوَامٍ.
عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَسِراً، أَعْسَرَ أَهْلِ الدُّنْيَا، إِنْ كَانَ مَعَكَ الكِتَابُ، قَالَ: اقْرَأْهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَكَ كِتَابٌ، فَإِنَّمَا هُوَ حِفْظٌ.
فَقُلْتُ لِيَحْيَى: كَيْفَ كُنْتَ تَصْنَعُ فِيْهِ؟
قَالَ: كُنْتُ أَتَحَفَّظُهَا، وَأَكْتُبُهَا.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الجُوْزَجَانِيُّ: قُلْتُ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ:
فَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، سَمَاعُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، أَعَرْضٌ هُوَ؟
قَالَ: لاَ يُبَالِي كَيْفَ كَانَ.
قُلْتُ: كَانَ يُلَيِّنُهُ فِي الزُّهْرِيِّ بِهَذِهِ المَقَالَةِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بِالمُجَوِّدِ فِي الزُّهْرِيِّ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ: سَأَلْتُ مُصْعَباً عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، فَقَالَ:
مَعَاذَ اللهِ أَنْ يَكُوْنَ قَدَرِيّاً، إِنَّمَا كَانَ فِي زَمَنِ المَهْدِيِّ قَدْ أَخَذُوا أَهْلَ القَدَرِ، وَضَرَبُوْهُم، وَنَفَوْهُم، فَجَاءَ مِنْهُم قَوْمٌ إِلَى ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، فَجَلَسُوا إِلَيْهِ، وَاعْتَصَمُوا بِهِ مِنَ الضَّربِ.
فَقِيْلَ: هُوَ قَدَرِيٌّ لأَجْلِ ذَلِكَ، لقَدْ حَدَّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ: مَا تَكَلَّمَ فِيْهِ قَطُّ.
وَجَاءَ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْهُ، فَوَثَّقَهُ، وَلَمْ يَرضَهُ فِي الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ: سُئِلَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ:
أَيُّمَا أَعْجَبُ إِلَيْكَ: ابْنُ عَجْلاَنَ، أَوِ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ؟
فَقَالَ: مَا فِيْهِمَا إِلاَّ ثِقَةٌ.
قَدِمَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ بَغْدَادَ، فَحَمَلُوا عَنْهُ العِلْمَ، وَأَجَازَه المَهْدِيُّ بِذَهَبٍ جَيِّدٍ، ثُمَّ رُدَّ إِلَى بِلاَدِهِ، فَأَدْرَكَهُ الأَجَلُ بِالكُوْفَةِ غَرِيْباً، وَذَاكَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.
¥(73/45)
قَالَ البَغَوِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ:
كَانَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ رَجُلاً صَالِحاً، قَوَّالاً بِالحَقِّ، يُشَبَّهُ بِسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ.
وَكَانَ قَلِيْلَ الحَدِيْثِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ البُخَارِيِّ، وَغَيْرُهُ كِتَابَةً، قَالُوا: أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الدَّارَقَزِّيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ هَزَارْمَرْدَ الخَطِيْبُ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ سَمْعَانَ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَبَا قَتَادَةَ:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ البَيْتَ إِلاَّ أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوْهُ، فَلاَ تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ العَرَبِ، ثُمَّ تَأْتِي الحَبَشَةُ، فَيُخَرِّبُوْنَهُ خَرَاباً لاَ يُعْمَرُ بَعْدَهَا أَبَداً، وَهُمُ الَّذِيْنَ يَسْتَخْرِجُوْنَ كَنْزَهُ).
وَبِهِ: أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ - هُوَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ - قَالَ:
دَخَلَ المِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَةَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَلَيْهِ ثَوْبُ إِسْتَبْرَقٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا أَبَا العَبَّاسِ؟
قَالَ: وَمَا هُوَ؟
قَالَ: هَذَا الإِسْتَبْرَقُ.
قَالَ: مَا عَلِمتُ بِهِ، وَلاَ أَظُنُّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنْهُ حِيْنَ نَهَى، إِلاَّ لِلتَّجَبُّرِ وَالتَّكَبُّرِ، وَلَسْنَا - بِحَمْدِ اللهِ - كَذَلِكَ.
قَالَ: فَمَا هَذِهِ الطُّيُوْرُ فِي الكَانُوْنِ -يَعْنِي: تَصَاوِيْرَ-؟
قَالَ: أَلاَ تَرَى كَيْفَ أَحرَقْنَاهَا بِالنَّارِ؟
فَلَمَّا خَرَجَ المِسْوَرُ، قَالَ: انْزِعُوا هَذَا الثَّوْبَ عَنِّي، وَاقْطَعُوا رَأْسَ هَذِهِ التَّمَاثِيْلِ وَالطُّيُوْرِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ ابْنُ صَصْرَى، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الكَرِيْمِ المُؤَمَّلُ الكَفَرْطَابِيُّ قِرَاءةً عَلَيْهِ وَأَنَا حَاضِرٌ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نَصْرٍ التَّمِيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ مَعْرُوْفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ القَاضِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَصُوْمُ يَوْمَ عَاشُوْرَاءَ، وَيَأْمُرُ بِصِيَامِهِ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ صَنَّفَ (مُوَطَّأً)، فَلَمْ يُخْرَجْ.
ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ:
ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ثِقَةٌ، وَكُلُّ مَنْ رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، فَثِقَةٌ، إِلاَّ أَبَا جَابِرٍ البَيَاضِيَّ، وَكُلُّ مَنْ رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ ثِقَةٌ، إِلاَّ عَبْدَ الكَرِيْمِ أَبَا أُمَيَّةَ.
وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: أَخْذُه عَنِ الزُّهْرِيِّ عَرْضٌ، وَالعَرْضُ عِنْدَ جَمِيْعِ مَنْ أَدْرَكْنَا صَحِيْحٌ.
وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ وَيَحْيَى يَتَنَاظَرَانِ فِي ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ المَخْرَمِيِّ، فَقَدَّمَ أَحْمَدَ المَخْرَمِيَّ.
فَقَالَ يَحْيَى: المَخْرَمِيُّ شَيْخٌ؟ وَأَيْش عِنْدَهُ؟
وَأَطرَى ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ، وَقَدَّمَهُ عَلَى المَخْرَمِيِّ تَقْدِيْماً كَثِيْراً، مُتَفَاوِتاً.
فَذَكَرْتُ هَذَا لِعَلِيٍّ، فَوَافَقَ يَحْيَى.
وَسَأَلْتُ عَلِيّاً عَنْ سَمَاعِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ مِنَ الزُّهْرِيِّ، فَقَالَ: هِيَ مُقَارَبَةٌ، وَهِيَ عَرْضٌ.
¥(73/46)
وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ مِنْ أَورَعِ النَّاسِ، وَأَفَضْلِهِم، وَكَانُوا يَرْمُوْنَهُ بِالقَدَرَ، وَمَا كَانَ قَدَرِيّاً.
أَخْبَرَنِي أَخُوْهُ، قَالَ: كَانَ يَصُوْمُ يَوْماً، وَيُفْطِرُ يَوْماً، فَقَدِمَ رَجُلٌ، فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ عَنْ رَجْفَةِ الشَّامِ، فَأَقْبَلَ يُحَدِّثُهُ، وَيَسْتَمِعُ لَهُ، وَكَانَ ذَلِكَ اليَوْمُ إِفَطَارَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: قُمْ، تَغَدَّ.
قَالَ: دَعْهُ اليَوْمَ.
فَسَرَدَ مِنْ ذَلِكَ اليَوْمِ، إِلَى أَنْ مَاتَ.
وَكَانَ شَدِيْدَ الحَالِ، وَكَانَ مِنْ رِجَالِ النَّاسِ صَرَامَةً، وَكَانَ يَتَشَبَّبُ فِي حَدَاثتِهِ، حَتَّى كَبِرَ، وَطَلَبَ الحَدِيْثَ، وَقَالَ:
لَوْ طَلَبْتُ وَأَنَا صَغِيْرٌ، كُنْتُ أَدْرَكتُ المَشَايِخَ، فَفَرَّطْتُ فِيْهِم، كُنْتُ أَتَهَاوَنُ.
وَكَانَ يَحفَظُ الحَدِيْثَ، لَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ.
قَالَ حَمَّادُ بنُ خَالِدٍ: كَانَ يُشَبَّهَ بَابْنِ المُسَيِّبِ، وَمَا كَانَ هُوَ وَمَالِكٌ فِي مَوْضِعٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ، إِلاَّ تَكَلَّمَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ بِالحَقِّ، وَالأَمْرِ وَالنَّهْيِ، وَمَالِكٌ سَاكِتٌ.
قَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: مَا حَالُ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ فِي الزُّهْرِيِّ؟
فَقَالَ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ثِقَةٌ.
قُلْتُ: هُوَ ثِقَةٌ، مَرْضِيٌّ.
وَقَدْ قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ: سَأَلْتُ عَلِيّاً عَنْهُ، فَقَالَ:
كَانَ عِنْدَنَا ثِقَةً، وَكَانُوا يُوَهِّنُوْنَهُ فِي أَشْيَاءَ رَوَاهَا عَنِ الزُّهْرِيِّ.
وَسُئِلَ عَنْهُ أَحْمَدُ، فَوَثَّقَهُ، وَلَمْ يَرْضَهُ فِي الزُّهْرِيِّ.
قَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَطَائِفَةٌ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ.
وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: اشْتَكَى بِالكُوْفَةِ، وَبِهَا مَاتَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ الله، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمٌ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ حَمْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَفْتِلُ قَلاَئِدَ هَدْيِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَبْعَثُ بِهَا، ثُمَّ لاَ يَجْتَنِبُ شَيْئاً مِمَّا يَجْتَنِبُهُ المُحْرِمُ.
صَحِيْحٌ، عَالٍ.
قِيْلَ: أَلَّفَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ كِتَاباً كَبِيْراً فِي السُّنَنِ.)) اهـ.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 11:04 م]ـ
3 - سعيد بن ابي سعيد المقبري
قال الذهبي في السير (216/ 5 ... ):
((سَعِيْدٌ المَقْبُرِيُّ أَبُو سَعْدٍ بنُ كَيْسَانَ * (ع)
الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الثِّقَةُ، أَبُو سَعْدٍ سَعِيْدُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ كَيْسَانَ اللَّيْثِيُّ مَوْلاَهُم، المَدَنِيُّ، المَقْبُرِيُّ.
كَانَ يَسْكُنُ بِمَقْبُرَةِ البَقِيْعِ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ.
وَعَنْ: عَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَسَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي شُرَيْحٍ الخُزَاعِيِّ، وَأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ، وَعِدَّةٍ.
وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الحَدِيْثِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَوْلاَدُهُ؛ عَبْدُ اللهِ وَسَعْدٌ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أُمَيَّةَ، وَزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَمَالِكُ بنُ أَنَسٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ، وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
وَحَدِيْثُهُ مُخَرَّجٌ فِي الصِّحَاحِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حِرَاشٍ: ثِقَةٌ، جَلِيْلٌ، وَأَثْبَتُ النَّاسِ فِيْهِ اللَّيْثُ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ
لَكِنَّهُ اخْتُلِطَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِ سِنِيْنَ.
قُلْتُ: مَا أَحْسِبُهُ رَوَى شَيْئاً فِي مُدَّةِ اخْتِلاَطِهِ، وَكَذَلِكَ لاَ يُوْجَدُ لَهُ شَيْءٌ مُنْكَرٌ.
تُوُفِّيَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ.
وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ.
وَقِيْلَ: سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ.
وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيْهِ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا أَكْمَلُ بنُ أَبِي الأَزْهَرِ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ البَنَّاءِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ زُنْبُوْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ حَمَّادٍ، أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِنَّ فِي الجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيْرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مائَةَ سَنَةٍ).)) اهـ.
¥(73/47)
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 11:12 م]ـ
4 - أبو الهيثم محمد بن المكي الكشميهني
قال الذهبي في السير (491/ 16 ... ):
((الكُشْمِيْهَنِيُّ أَبُو الهَيْثَمِ مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيِّ بنِ مُحَمَّدٍ
المُحَدِّثُ، الثِّقَةُ، أَبُو الهَيْثَمِ مُحَمَّدُ بنُ مكِّيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مكِّيِّ بنِ زرَّاعِ بنِ هَارُوْنَ المَرْوَزِيُّ الكُشْمِيْهَنِيُّ.
حَدَّثَ بِـ (صَحِيْحِ) البُخَارِيِّ مَرَّاتٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الفِرَبْرِيِّ، وَحَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَزِيْدَ المَرْوَزِيِّ الدَّاعُونِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَاصِمٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارِ، وَغَيْرِهِمْ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيُّ، وَأَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَحِيْرِيُّ، وَأَبُو الخَيْرِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ الصَّفَّارُ، وَأَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحَفْصِيُّ، وَكَرِيْمَةُ المَرْوَزِيَّةُ المُجَاورَةُ، وَآخرُوْنَ.
وَكَانَ صَدُوْقاً.
مَاتَ: فِي يَوْمِ عَرَفَةَ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.)) اهـ.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 11:21 م]ـ
5 - الفربري
قال الذهبي في السير (10/ 15 ... ):
((الفَرَبْرِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ مَطَرٍ
المُحَدِّثُ، الثِّقَةُ، العَالِمُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ مَطَرِ بنِ صَالِحِ بنِ بِشْرٍ الفِرَبْرِيُّ، رَاوِي (الجَامِعِ الصَّحِيْحِ) عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ البُخَارِيِّ، سَمِعَهُ مِنْهُ بِفَرَبْرَ مَرَّتينِ.
وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ عَلِيِّ بنِ خَشْرَمَ لَمَّا قَدِمَ فِرَبر مُرَابطاً. وَقَدْ أَخْطَأَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ قُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ، فَمَا رَآهُ.
وَقَدْ وُلِدَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَمَاتَ قُتَيْبَةُ فِي بلدٍ، آخرَ سنَة أَرْبَعِيْنَ.
أَرَّخَ مَوْلِدَهُ أَبُو بَكْرٍ السَّمْعَانِيُّ فِي (أَمَاليه)، وَقَالَ: كَانَ ثِقَةً وَرِعاً.
قلتُ: قَالَ: سَمِعْتُ (الجَامِع) فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَمَرَّةً أُخْرَى سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الفَقِيْه أَبُو زَيْد المَرْوَزِيُّ، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ بنُ السَّكن، وَأَبُو الهَيْثَمِ الكُشْمِيهَنِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَمُّوَيْه السَّرَخْسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنُ شَبُّوْيَه، وَأَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ النُّعَيمِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ المُسْتَمْلِي، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ حَاجِب الكُشَانِيُّ، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الجُرْجَانِيّ، وَآخَرُوْنَ، وَالكُشَانِيّ آخِرُهُم مَوْتاً.
وَقَدْ عَلَّى فِي أَوَائِل (الصَّحِيْح) حَدِيْثَ مُوْسَى وَالخَضِر، فَقَالَ: حدثنَاهُ عَلِيُّ بنُ خَشْرَم، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَهَذَا ثَابِت فِي رِوَايَة ابْن حَمُّوَيْه دُوْنَ غَيْرهِ.
وَكَانَ رِحلَة المُسْتَمْلِي إِلى الفِرَبرِي فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَسَمَاع ابْن حَمُّوَيْه مِنْهُ فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ.
وَقَالَ أَبُو زَيْد المَرْوَزِيّ: رَحَلْتُ إِلَى الفَرَبرِي سنَة ثَمَان عَشْرَةَ.
وَقَالَ الكُشْمِيهَنِيّ: سَمِعْتُ مِنْهُ بفَرَبر (الصَّحِيْح) فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ عِشْرِيْنَ.
وَيُرْوَى - وَلَمْ يَصِحَّ - أَنَّ الفَرَبْرِيَّ قَالَ: سَمِعَ (الصَّحِيْحَ) مِنَ البُخَارِيّ تِسْعُوْنَ أَلفَ رَجُل، مَا بَقِيَ أَحَدٌ يَرْوِيْهِ غَيْرِي.
قُلْتُ: قَدْ رَوَاهُ بَعْد الفَرَبْرِيّ أَبُو طَلْحَةَ مَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزْدَوِيُّ النَّسَفِيّ، وَبَقِيَ إِلَى سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَفَربر: بِكَسْر الفَاء وَبفتحهَا، وَهِيَ مِنْ قرَى بُخَارَى حَكَى الوَجْهين القَاضِي عِيَاض، وَابْن قُرْقُول، وَالحَازِمِيُّ.
وَقَالَ: الفَتْحُ أَشْهَر، وَأَمَّا ابْنُ مَاكُوْلاَ، فَمَا ذَكَرَ غَيْرَ الفَتْحِ.
مَاتَ الفَرَبرِي: لعشرٍ بَقِيْنَ مِنْ شَوَّالٍ، سنَة عِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ أَشرفَ عَلَى التِّسْعِيْنَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّد بن قَايمَازَ، وَخَدِيْجَةُ بنْتُ مُحَمَّدٍ، وَطَائِفَة، قَالَوا:
أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ المُبَارَكِ، وَأَخْبَرَنَا سُنقُر القضَائِيّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ رُوزْبَه، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ، أَخْبَرَنَا الدَّاوُوْدِيّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ حَمُّويه، أَخْبَرَنَا الفَرَبرِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِم، عَنْ عُمَرَ بنِ مُحَمَّد، عَنْ سَالِم، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (يَوْم عَاشُورَاءَ إِنْ شَاءَ صَامَ).
أَخْرَجَهُ مُسْلِم، عَنْ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، فَوَقَعَ لَنَا بدلاً عَالِياً.
وَمَاتَ مَعَهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مَنْدَة، وَعَمُّه عَبْد الرَّحْمَنِ بن يَحْيَى، وَعَبْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ ابنُ أَخِي أَبِي زُرْعَةَ، وَأَبُو أَسِيد أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ أَسِيدٍ المَدِيْنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَمْدُوْنَ بن خَالِدٍ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ جَوْصَا.)) اهـ.
وقال الزركلي في الاعلام (148/ 7):
((محمد بن يوسف بن مطر، أبو عبد الله الفربرى: أوثق من روى (صحيح البخاري) عن مصنفه.
سمعه منه مرتين، الاولى سنة 248 والثانية 252 ورواه عنه كثيرون. نسبته إلى (فربر) من بلاد بخارى، اختلفوا في ضبطها وما ذكرناه عن ياقوت، وفيهم من فتح الفاء)) اهـ.
¥(73/48)
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 11:24 م]ـ
6 - ابو علي الشافعي
قال الذهبي في السير (384/ 18 ... ):
((أَبُو عَلِيٍّ الشَّافِعِيُّ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَكِّيُّ
الشَّيْخُ، العَالِمُ، الثِّقَةُ، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَسَنِ المَكِّيُّ، الشَّافِعِيُّ، الحَنَّاطُ، آخرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ: أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فِرَاس العَبْقَسِي، وَعُبيدِ الله بن أَحْمَدَ السَّقَطِيّ، وَغَيْرهمَا.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو المُظَفَّرِ مَنْصُوْرٌ السَّمْعَانِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ، وَعبدُ الْمُنعم بنُ أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَبَّاسِيّ المَكِّيّ، وَعِدَّةٌ مِنْ وَفَدَ المغَاربَة، وَغَيْرهُم، آخِرُهم مَوْتاً العَبَّاسِيّ.
وَثَّقَهُ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ فِي كِتَابِ (الأَنسَاب).
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ القَاشَانِي: كُنْتُ أَقرَأُ الحَدِيْثَ عَلَى هِبَةِ اللهِ بن عَبْدِ الوَارِثِ الحَافِظ فَقَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الشَّافِعِيّ:
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبَيْتنَّ لَيْلَةً ... بِفَخٍّ ....................
فَقُلتُهَا بِالجيم، فَقَالَ: بِفَخٍّ بِالخَاء، وَأَخْرَجنِي إِلَى ظَاهِر مَكَّة، فَأَتَى بِي إِلَى مَوْضِعٍ، فَقَالَ: يَا بنِيَّ! هَذَا فَخّ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ
الشَّافِعِيّ فَقَالَ: عَدْلٌ ثِقَة، كَثِيْرُ السَّمَاع.
مَاتَ أَبُو عَلِيٍّ: فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
سمِعنَا مِنْ طرِيقه نُسخَةَ إِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ.)) اهـ.
ـ[محمد الشنقيطي المدني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 11:26 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشيخ ابو القاسم
بالله عليه لو تقول لي رأيك في هاذين الحديثين
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=221070
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 11:56 م]ـ
7 - مالك بن مغول
قال الذهبي في السير (174/ 7):
((مَالِكُ بنُ مِغْوَلِ بنِ عَاصِمِ بنِ غَزِيَّةَ بنِ خَرَشَةَ البَجَلِيُّ (ع)
الإِمَامُ، الثِّقَةُ، المُحَدِّثُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ البَجَلِيُّ، الكُوْفِيُّ.
حَدَّثَ عَنِ: الشَّعْبِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ بُرَيْدَةَ، وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ، وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَطَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، وَالحَكَمِ، وَعَوْنِ بنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، وَقَيْسِ بنِ مُسْلِمٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الأَسْوَدِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدِ بنِ سُوْقَةَ، وَسِمَاكٍ، وَزُبَيْدٍ اليَامِيِّ، وَخَلْقٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ - شَيْخُهُ - وَشُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَمِسْعَرٌ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ زَكَرِيَّا، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَشُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ الأَشْجَعِيُّ، وَوَكِيْعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَنَفِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَقَبِيْصَةُ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَابِقٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَخَلاَّدُ بنُ يَحْيَى، وَعَمْرُو بنُ مَرْزُوْقٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ فِي الحَدِيْثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَجَمَاعَةٌ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ العِجْلِيُّ: رَجُلٌ صَالِحٌ، مُبَرِّزٌ فِي الفَضْلِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ:
قَالَ رَجُلٌ لِمَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ: اتَّقِ اللهَ.
فَوَضَعَ خَدَّهُ بِالأَرْضِ.
قُلْتُ: كَانَ مِنْ سَادَةِ العُلَمَاءِ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ.
¥(73/49)
قَالَ الخَطِيْبُ: حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وَالرَّبِيْعُ بنُ يَحْيَى الأُشْنَانِيُّ، وَبَيْنَ وَفَاتِهِمَا سَبْعٌ أَوْ ثَمَانٍ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً، وَحَدِيْثُهُ يَكُوْنُ نَحْواً مِنْ مائَةِ حَدِيْثٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ بِيْبَرْسُ المَجْدِيُّ بِحَلَبَ، أَنْبَأَنَا أَبُو البَرَكَاتِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللَّطِيْفِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ شَاتِيْلَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ بنُ خُشَيْشٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ، قَالَ:
قُرِئَ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُحَمَّدٍ - وَأَنَا أَسْمَعُ - حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، أَنْبَأَنَا مَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
كَأَنِّيْ أَنظُرُ إِلَى وَبِيْصِ الطِّيْبِ فِي مَفْرِقِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ مُحْرِمٌ.
أَخْرَجَهُ: البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ، مِنْ حَدِيْثِ إِسْرَائِيْلَ وَأَخِيْهِ يُوْسُفَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَمِنْ حَدِيْثِ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ، كِلاَهُمَا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَحْوَهُ.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بنُ حَمْزَةَ الحَاكِمُ، وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ العُمَرِيُّ، وَهُدْبَةُ بِنْتُ عَلِيٍّ، قَالُوا:
أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ حَمَّوَيْه، أَنْبَأَنَا عِيْسَى بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ:
قَالَ لِي الشَّعْبِيُّ: مَا حَدَّثُوكَ هَؤُلاَءِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَخُذْهُ، وَمَا قَالُوْهُ بِرَأْيِهِم، فَأَلْقِهِ فِي الحُشِّ)) اهـ.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 01:08 ص]ـ
8 - عبد الرحمن بن سعيد بن وهب الهمدانى، الخيوانى الكوفى
قال المزى في تهذيب الكمال (144/ 17):
قال أبو حاتم، و النسائى: ثقة.
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات ".
روى له البخارى فى كتاب " الأدب "، و مسلم، و الترمذى، و ابن ماجة.
أخبرنا أبو الحسن ابن البخارى، و أبو الغنائم بن علان، و أحمد بن شيبان،
قالوا: أخبرنا حنبل، قال: أخبرنا ابن الحصين، قال: أخبرنا ابن المذهب،
قال: أخبرنا القطيعى، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثنى أبى،
قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا مالك بن مغول، عن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب الهمدانى، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله * (الذين يؤتون ما آتوا
و قلوبهم وجلة) أهو الرجل يزنى و يسرق و يشرب الخمر؟ قال: لا يا بنت
أبى بكر، أو: لا يا بنت الصديق، و لكنه الرجل يصوم و يصلى و يتصدق و يخاف أن لا يقبل الله منه.
رواه الترمذى عن محمد بن يحيى بن أبى عمر، عن سفيان، عن مالك بن مغول، فوقع
لنا عاليا، قال: و روى عن عبد الرحمن بن سعيد، عن أبى حازم، عن أبى هريرة.
و رواه ابن ماجة عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن وكيع، فوقع لنا بدلا عاليا.
و أخبرنا أحمد بن أبى الخير، قال: أنبانا أبو الحسن الجمال، قال: أخبرنا
أبو على الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن مطرف و أبى فروة الهمدانى.
(ح): قال أبو نعيم: و حدثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائى، قال: حدثنا
جعفر بن محمد الفريابى، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن
عن ابن عجلان، عن عبد الرحمن بن سعيد، كلهم عن الشعبى، عن النعمان بن بشير،
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن لكل ملك حمى، و إن
حمى الله حلاله و حرامه، و الشبهات بين ذلك، كما لو أن راعيا رعى بجانب الحمى
لم تلبث غنمه أن ترتع وسطه، فاجتنبوا الشبهات ". لفظ حديث مطرف.
رواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم، و عن قتيبة بن سعيد، فوافقناه فيهما بعلو،
هكذا رواه قتيبة، عن يعقوب، و هو المحفوظ.
و رواه يزيد بن خالد بن موهب الرملى، عن المفضل بن فضالة، عن عبد الله بن
عياش بن عباس، عن محمد بن عجلان، عن الحارث العكلى، و سعيد بن عبد الرحمن
الهمدانى، عن الشعبى. و ذلك وهم، والله أعلم.
و روى له البخارى حديثا موقوفا، قد ذكرناه فى ترجمة أبيه سعيد بن وهب. و هذا جميع ما له عندهم، والله أعلم)) اهـ.
¥(73/50)
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 01:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشيخ ابو القاسم
بالله عليه لو تقول لي رأيك في هاذين الحديثين
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=221070
سأفعل بإذن الله تعالى , ولست شيخا
ـ[مالك الكويتي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 10:40 ص]ـ
جزاك الله خيراا أخي الكريم نسأل الله عزوجل الا يحرمك الأجر والثواب
لكن لو يستطع أحد الأخوة ان يترجم لنا الباقي فله الدعوات بظهر الغيب
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[03 - 10 - 10, 10:40 ص]ـ
الإسناد الأخير كله مكيون إلى سفيان بن عيينة و ابن فراس ثقة مسند كبير عالي الإسناد اسمه أحمد بن إبراهيم
ـ[مالك الكويتي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 10:42 ص]ـ
أخي أبو القاسم البيضاوي بيض الله وجهك
هلا ذكرت لي ماهي الطبعات التي رجعت اليها للمراجع التي رجعت اليها؟؟
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 07:09 م]ـ
أخي أبو القاسم البيضاوي بيض الله وجهك
هلا ذكرت لي ماهي الطبعات التي رجعت اليها للمراجع التي رجعت اليها؟؟
آمين , و إياكم أخي الكريم.
بالنسبة للطبعات فغالب التراجم من:
الكتاب: سير أعلام النبلاء
للمؤاف: الحافظ الذهبي
تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الارناؤوط
الناشر: مؤسسة الرسالة (الطبعة الثالثة).
-----------------------------------------------------------------------------------------------
الكتاب: الاعلام للزركلي الدمشقي
المؤلف: خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي (ت: 1396هـ)
الناشر: دار العلم للملايين
الطبعة: الخامسة عشر - أيار / مايو 2002 م
-----------------------------------------------------------------------------------------------
وكتاب: تهذيب الكمال في أسماء الرجال
لمؤلفه: الحافظ الجليل ابو الحجاج المزي
المحقق: بشار عواد معروف
الناشر: مؤسسة الرسالة.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(73/51)
حفص القارئ متروك الحديث؟
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 09:51 م]ـ
سلام عليكم ورحمة الله ...
يا إخوان بالنسبة لقراءة عاصم برواية حفص ....
رأيت أن حفص بن سليمان قد قال فيه أهل الحديث بما يُرد حديثه ...
فكيف قبلوا قراءته ...
هل من مثبتٍ لنا مدى صحة ما رُوي عن أهل الحديث هؤلاء ...
قال عبد الرحمن بن أبى حاتم، عن عبد الله بن أحمد فيما كتب إليه عن أبيه: متروك الحديث.
و كذلك قال عمر بن محمد بن شعيب الصابونى، عن حنبل بن إسحاق، عن أحمد بن حنبل
. و قال عثمان بن أحمد بن السماك، عن حنبل بن إسحاق، عن أحمد بن حنبل: ما به بأس.
و قال على بن الحسين بن حبان فيما قرأه بخط أبيه، عن يحيى بن معين: زعم أيوب ابن متوكل، قال: أبو عمر البزاز أصح قراءة من أبى بكر بن عياش، و أبو بكر أوثق من أبى عمر، قال يحيى: و كان أيوب بن متوكل بصريا من القراء، سمعته يقول هذا.
و قال أبو قدامة السرخسى، و عثمان بن سعيد الدارمى عن يحيى بن معين: ليس بثقة.
و قال على ابن المدينى: ضعيف الحديث، و تركته على عمد.
و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى: قد فرغ منه من دهر.
و قال البخارى: تركوه.
و قال مسلم: متروك.
و قال النسائى: ليس بثقة، و لا يكتب حديثه.
و قال فى موضع آخر: متروك.
و قال صالح بن محمد البغدادى: لا يكتب حديثه، و أحاديثه كلها مناكير.
و قال زكريا بن يحيى الساجى: يحدث عن سماك، و علقمة بن مرثد، و قيس بن مسلم و عاصم أحاديث بواطيل.
و قال أبو زرعة: ضعيف الحديث.
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم: سألت أبى عنه، فقال: لا يكتب حديثه، هو ضعيف الحديث، لا يصدق، متروك الحديث.
قلت: ما حاله فى الحروف؟ قال: أبو بكر بن عياش أثبت منه.
و قال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: كذاب متروك يضع الحديث.
و قال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث.
و قال يحيى بن سعيد، عن شعبة: أخذ منى حفص بن سليمان كتابا فلم يرده، و كان يأخذ كتب الناس فينسخها.
و قال أبو أحمد بن عدى، عن الساجى، عن أحمد بن محمد البغدادى، عن يحيى بن معين: كان حفص بن سليمان، و أبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم،
و كان حفص أقرأ من أبى بكر، و كان كذابا، و كان أبو بكر صدوقا.
قال أبو أحمد: و لحفص غير ما ذكرت من الحديث، و عامة حديثه عمن روى عنهم غير محفوظة.
وإن صحّ هذا ... فماذا كان يقرؤون هؤلاء الأئمة أقصد أيّ قراءة؟؟؟؟
بارك الله فيكم ...
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - 10 - 10, 10:28 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله.
بارك الله فيك.
لا تعارض بين ضعفه في الحديث، وإمامته في القراءة.
فقد يصرف الرجل كل طاقته وجهده واهتمامه في جانب، ويُشارك في جانبٍ آخر، فيكون عَلَمًا في الجانب الأول، وكأيِّ رجلٍ آخر في الجانب الثاني.
وفي العلماء اليوم من تجده إمامًا في الفقه، وعاميًّا في القراءات -مثلاً-، أو العكس، وهذا غير ضائر.
وقد كان الحديث يحتاج حفظًا، وكتابةً، وضبطًا، ومراجعةً، وتعاهدًا، ومذاكرةً مع الأقران والشيوخ ... إلخ، وهذا لا يستطيعُه من فرَّغ نفسَه للقراءة والإقراء، فربما كان حفصٌ تحمَّل أحاديث، لكنه لم يضبطها؛ للسبب المذكور، فضعَّفه الأئمة في رواية الحديث فحسب.
ولذا؛ فإن يحيى بن معين الذي قال فيه: (ليس بثقة)؛ قال -هو نفسه-: (كان حفص بن سليمان وأبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم)، وقال الذهبي ملخِّصًا أقوال الأئمة -في الكاشف-: (ثبتٌ في القراءة، واهي الحديث)، وقال ابن حجر -في التقريب-: (متروك الحديث، مع إمامته في القراءة).
والله أعلم.
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 10:39 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
وما رأيك بهذا ....
و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى: قد فرغ منه من دهر.
و قال صالح بن محمد البغدادى: لا يكتب حديثه، و أحاديثه كلها مناكير.
و قال زكريا بن يحيى الساجى: يحدث عن سماك، و علقمة بن مرثد، و قيس بن مسلم و عاصم أحاديث بواطيل.
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم: سألت أبى عنه، فقال: لا يكتب حديثه، هو ضعيف الحديث، لا يصدق، متروك الحديث.
و قال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: كذاب متروك يضع الحديث.
¥(73/52)
و قال يحيى بن سعيد، عن شعبة: أخذ منى حفص بن سليمان كتابا فلم يرده، و كان يأخذ كتب الناس فينسخها.
و قال أبو أحمد بن عدى، عن الساجى، عن أحمد بن محمد البغدادى، عن يحيى بن معين: كان حفص بن سليمان، و أبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم،
و كان حفص أقرأ من أبى بكر، و كان كذابا، و كان أبو بكر صدوقا.
يقولون: كذاب لا يصدق ... فهل هذا يليق بأهل القرآن ... ؟؟؟؟
هل يصحّ قولهم هذا؟؟
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 11:37 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله.
بارك الله فيك.
لا تعارض بين ضعفه في الحديث، وإمامته في القراءة.
فقد يصرف الرجل كل طاقته وجهده واهتمامه في جانب، ويُشارك في جانبٍ آخر، فيكون عَلَمًا في الجانب الأول، وكأيِّ رجلٍ آخر في الجانب الثاني.
وفي العلماء اليوم من تجده إمامًا في الفقه، وعاميًّا في القراءات -مثلاً-، أو العكس، وهذا غير ضائر.
وقد كان الحديث يحتاج حفظًا، وكتابةً، وضبطًا، ومراجعةً، وتعاهدًا، ومذاكرةً مع الأقران والشيوخ ... إلخ، وهذا لا يستطيعُه من فرَّغ نفسَه للقراءة والإقراء، فربما كان حفصٌ تحمَّل أحاديث، لكنه لم يضبطها؛ للسبب المذكور، فضعَّفه الأئمة في رواية الحديث فحسب.
ولذا؛ فإن يحيى بن معين الذي قال فيه: (ليس بثقة)؛ قال -هو نفسه-: (كان حفص بن سليمان وأبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم)، وقال الذهبي ملخِّصًا أقوال الأئمة -في الكاشف-: (ثبتٌ في القراءة، واهي الحديث)، وقال ابن حجر -في التقريب-: (متروك الحديث، مع إمامته في القراءة).
والله أعلم.
لا فض فوك يا ابن عبدالله
ألا ترى أخي الكريم أن الواقدي قد تركه جمهو النقاد، ولكنه في المغازي ممن يعتبر به ولذا قال الحافظ ابن حجر فيه متروك، مع سعة علمه، فإذا انصرف جهد إمام من الأئمة لعلم وفن من الفنون وأتقنه بطول الممارسة وكثرة المراجعة كحفص في القراءة والواقدي في السير وغيرهم
ولعل في كلام شيخنا محمد بن عبدالله غنية وكفاية
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[03 - 10 - 10, 10:43 ص]ـ
قلت لم يتهم حفصاً بالوضع إلا رافضي جلد و هو عبد الرحمن بن يوسف بن خراش و حاشا حفصاً أن يضع شيئاً أما أنه متروك أو ليس بثقة في الحديث فلا يلزم منه عدم قبول قراءته فلا تلازم بين الأمرين.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 12:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا من مظاهر التخصص في العصور الأولى فهؤلاء تخصصوا وتفرغوا للقراءات لم يتجهوا لعلم الحديث
وآخرون تخصصوا في الحديث والرجال والعلل
فعثمان بن أبي شيبة مثلاً إمام محدِّث وهو من شيوخ البخاري المشاهير، ولكنه ضعيف في القرآن بل قيل أنه قرأ (وما علمتم من الخوارج مكلبين)!! و (وإذا بطشتم بطشتم خبازين) وراجع ترجمته في ميزان الإعتدال.
ـ[ابوعمر الجدعاني]ــــــــ[04 - 10 - 10, 11:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وكتب الله لكم الاجر
للفائدة في هذا الموضوع
1 /
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35732
2 /
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=32734
وفقكم الله
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 08:19 ص]ـ
بوركتم وجزاكم الله خيرا كثيرا:))
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[09 - 10 - 10, 03:13 م]ـ
وللفائدة:
للدكتور غانم الحمد بحث في ذلك بعنوان:
حفص بن سليمان الأسدي (راوي قراءة عاصم) بين الجرح والتعديل. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3767)
وقد نشره أيضا في كتابه (أبحاث في علوم القرآن)، تجده هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=22094) مصورا.
وإتماما للفائدة؛ هذا موضوع مهم:
حفص بن سليمان المقرئ ومروياته بين القبول والرد - نقاش علمي مع أ. د. غانم قدوري الحمد. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4319)
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[11 - 10 - 10, 08:56 م]ـ
قال الإمام الذهبي:
(قلت: كان عاصم ثبتا في القراءة، صدوقا في الحديث، وقد وثقه أبو زرعة وجماعة، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وقال الدارقطني: في حفظه شئ يعني: للحديث لا للحروف، وما زال في كل وقت يكون العالم إماما في فن مقصرا في فنون.
وكذلك كان صاحبه حفص بن سليمان ثبتا في القراءة، واهيا في الحديث)
تأمل العبارة الملونة رحمك الله
ما أنفسها من عبارة وأنصفها لله دره.
- لأجل هذا لم يحدث مالك رحمة الله عليه عن أقوام عباد يستسقى بهم الغمام، و ما ذاك إلا لأنهم ليسوا بأهل هذا الشأن،
- وهو نفسه لم يعتد أهل القراءات بطعنه في بعض أوجه القراءة الثابتة.
- وأبو حنيفة الفقيه الفذ قد عرفتم منزلته في الحديث،
- وكذا بعض أصحاب التاريخ والسير والأنساب كالواقدي وسيف بن عمر والكلبي ...
كانوا أئمة في فنونهم بخلاف أحوالهم في الحديث.
فمثل هذا يقال عن أصحاب القراءات هؤلاء رحمة الله على الجميع
إذا فَهمتها زال الإشكال لديك إن شاء الله.
¥(73/53)
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:19 م]ـ
قال الإمام الذهبي:
(قلت: كان عاصم ثبتا في القراءة، صدوقا في الحديث، وقد وثقه أبو زرعة وجماعة، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وقال الدارقطني: في حفظه شئ يعني: للحديث لا للحروف، وما زال في كل وقت يكون العالم إماما في فن مقصرا في فنون.
وكذلك كان صاحبه حفص بن سليمان ثبتا في القراءة، واهيا في الحديث)
تأمل العبارة الملونة رحمك الله
ما أنفسها من عبارة وأنصفها لله دره.
- لأجل هذا لم يحدث مالك رحمة الله عليه عن أقوام عباد يستسقى بهم الغمام، و ما ذاك إلا لأنهم ليسوا بأهل هذا الشأن،
- وهو نفسه لم يعتد أهل القراءات بطعنه في بعض أوجه القراءة الثابتة.
- وأبو حنيفة الفقيه الفذ قد عرفتم منزلته في الحديث،
- وكذا بعض أصحاب التاريخ والسير والأنساب كالواقدي وسيف بن عمر والكلبي ...
كانوا أئمة في فنونهم بخلاف أحوالهم في الحديث.
فمثل هذا يقال عن أصحاب القراءات هؤلاء رحمة الله على الجميع
إذا فَهمتها زال الإشكال لديك إن شاء الله.
ما عندي إشكال مطلقا ..
فليس البأس أن يكون حفصا متروك الحديث ولكن البأس أن يكون كذّابا وحاشاه رحمه الله ...
فلو كان متروك الحديث بسبب كذبه لكان من بابِ أولى أن يكون متروك القراءة فالعلّة الكذب ...
ليس عندي أي بأس في ترك الحديث عن حفص فالمعتبر في كل فن قول أهله لكن العجب من قول من قال أن حفصا كذّابا ...
فلعلّنا نتأوّل قول القائل بأنه يروي الأحاديث المكذوبة وهو لا يدري .. وليس الكذب بعينِه ..
والله أعلمُ ..
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[18 - 10 - 10, 01:45 م]ـ
فأما أن يكون كاذبا فبعيد والله أعلم،
فالذي جرحه بالكذب هو يحيى بن معين، وأنت تعلم تشدده في النقد،
كما أن لفظة كذاب قد تطلق ولا يراد بها تعمد الكذب، وإنما كثرة الحديث عن الضعفاء دون تبين، فيقع في المناكير، وما ذاك إلا لعدم تخصصه في رواية الحديث كما في القراءة،
أما قول عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: كذاب متروك يضع الحديث!
فلست أدري محمله والله أعلم
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[19 - 10 - 10, 04:09 م]ـ
الله يعطيكم العافية
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[06 - 11 - 10, 07:04 م]ـ
فأما أن يكون كاذبا فبعيد والله أعلم،
فالذي جرحه بالكذب هو يحيى بن معين، وأنت تعلم تشدده في النقد،
كما أن لفظة كذاب قد تطلق ولا يراد بها تعمد الكذب، وإنما كثرة الحديث عن الضعفاء دون تبين، فيقع في المناكير، وما ذاك إلا لعدم تخصصه في رواية الحديث كما في القراءة،
أما قول عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: كذاب متروك يضع الحديث!
فلست أدري محمله والله أعلم
قول يحيى بن معين يقتضي ردّ قراءته عنده إن كان قصده الكذب ....
وقول ابن خرّاش أيضا أشدّ ردّا لقراءته فقوله يضع الحديث يعني أنه يتعمّد وضعه ....
فهل من تأويل غير هذا؟؟؟؟
ملاحظة: أنا أعلم أن القراءة متواترة .. ولكن النقطة هل هي مردودة عند هؤلاء المجرّحين؟؟؟
بارك الله فيكم ....
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[06 - 11 - 10, 07:08 م]ـ
قلت لم يتهم حفصاً بالوضع إلا رافضي جلد و هو عبد الرحمن بن يوسف بن خراش و حاشا حفصاً أن يضع شيئاً أما أنه متروك أو ليس بثقة في الحديث فلا يلزم منه عدم قبول قراءته فلا تلازم بين الأمرين.
أهذا تقصد؟؟؟؟
"ابْنُ خِرَاشٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يُوْسُفَ المَرْوَزِيُّ
الحَافِظُ، النَّاقِد، البَارع، أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الرَّحْمَن بن يُوْسُف بن سَعِيْدِ بن خِرَاش المَرْوَزِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيّ."
سير أعلام النبلاء
ـ[ماجد بن علي الغامدي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 08:14 م]ـ
نعم، كما ذكر الإخوة الفضلاء بأن الإمام حفص الكوفي ثبت في القراءة لأنه تفرغ للإقراء و استفاد من زوج أمه الإمام عاصم - رحم الله الجميع - فهو ربيبه، فانصرفت همته للقرآن و لم يتفرغ للحديث و تمييز الصحيح من السقيم.
أما (كذاب) فلا تليق بحفص - رحمه الله -.
ـ[ماجد بن علي الغامدي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 08:22 م]ـ
قال الشيخ د / غانم قدوري الحمد - حفظه الله -:
والخلاصة هي:
أن علماء الجرح والتعديل نسبوا حفص بن سليمان القارئ إلى الضعف في الحديث، مستندين إلى قول شعبة: إنه كان يستعير كتب الناس فينسخها، ولا يردها. وإلى قول أيوب: أبو بكر أوثق من أبي عمر. وكلا الأمرين لا يصلح أن يكون علة لتضعيفه، أما الأول فقد بان أنه وَهْمٌ، وأما الثاني فإن قول أيوب يمكن أن يعني أن حفصاً ثقة لكن شعبة أوثق منه.
و قال:
يبدو أن يحيى بن معين لم يكن يعرف حفص بن سليمان الأسدي الكوفي معرفة شخصية، وليس هناك ما يؤكد أنهما التقيا في بغداد أو في غيرها من المدن، واعتمد يحيى في الحكم على حفص القارئ على قول أيوب بن المتوكل البصري القارئ (ت200هـ) فيه، فقد نقل الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد:" قال ابو زكريا، يعني يحيى بن معين: زعم أيوب بن المتوكل قال: أبو عمر البزاز أصح قراءة من أبي بكر بن عياش، وأبو بكر أوثق من أبي عمر. قال أبو زكريا: وكان أيوب بن المتوكل بصرياً من القراء، سمعته يقول ذلك".
¥(73/54)
ـ[ماجد بن علي الغامدي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 08:27 م]ـ
و ممن وثق الإمام حفص - رحمه الله -:
1 / وكيع بن الجراح، الكوفي:
نقلت مجموعة من كتب الجرح والتعديل عن أبي عمرو الداني الأندلسي (ت 444هـ) قوله في حفص القارئ:" مات قريباً من سنة تسعين ومئة، قال: وقال وكيع: كان ثقة ".
وقول وكيع هذا مهم جداً في توثيق حفص لسببين: الأول: كونه من الكوفة، وأهل الكوفة أعرف بعلمائهم، والثاني: كونه معاصراً لحفص، وما رَاءٍ كمَنْ سَمِعَ!
2 / الإمام أحمد بن حنبل:
والروايات المُوَثَّقَةُ له هي قوله:
أ- هو صالح.
ب- ما كان بحفص بن سليمان المقرئ بأس.
ج- عن حنبل، قال سألته، يعني أباه، عن حفص بن سليمان المقرئ، فقال هو صالح، وقوله: (أباه) يعني عمه أحمد بن حنبل.
ـ[همد السوداني]ــــــــ[06 - 11 - 10, 09:20 م]ـ
هذه رسالة للشيخ الدكتور عبد الله بن سعاف اللحياني بعنوان:
أحاديث الإمام المقرئ حفص بن سليمان
الأسدي الكوفي المتوفى سنة (180 هـ) دراسة
وهي في المرفقات
ـ[همد السوداني]ــــــــ[06 - 11 - 10, 10:00 م]ـ
عذراً أيها الإخوة.
هذه هي الرسالة في المرفقات
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 11 - 10, 12:42 ص]ـ
الداني ليس أهلا لينقل عن وكيع بغير سند
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 11 - 10, 12:45 ص]ـ
يبدو أن يحيى بن معين لم يكن يعرف حفص بن سليمان الأسدي الكوفي معرفة شخصية
هذا بعيد جدا فهما كوفيان انتقلا لبغداد، وحفص ليس شخصية مخفية في الظل حتى لا يعرفه أحد
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[19 - 11 - 10, 05:19 م]ـ
اشكال حول تواتر رواية حفص عن عاصم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/forumdisplay.php?f=57)(73/55)
حديث: نضر الله وجه إمرئ
ـ[محمد أبو الحسنين]ــــــــ[03 - 10 - 10, 03:10 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
اللهم بارك فى كل القائمين على منتدانا (منتدى ملتقي أهل الحديث)
آمين ......
و اجزهم خيراً عما قاموا به
و إنى للأسف عن تغيبي من يوم سجلت فى هذا المنتدى الغالى
و والله لكانت خساره كبيره - و ذلك نسيت بيناتى - و الله تعالى أسأل ألا يحرمنا النفع
من موقعكم هذا و لا يحرمكم أن تنفعونا و تفيدونا دوماً
و أرجو و أسأل ربي تبارك و تعالى أن يستعملنى و إياكم لخدمة سنةنبينامحمدصلى الله عليه وسلم و آل بيته الأطهار و صحبه الأفاضل الأخيار
و بارك عليهم و أخص بالذكر الطاهرة العفيفه امنا المتنزل فى طهرها و عفتها قرآن يتلى آناء الليل و أطراف النهار (أم المؤمنين - عائشه - رضى الله عنها و أرضاها)
و لى بحث فى حديث:
{نضر الله وجه إمرئ سمع مقالتى فوعاها فأداها كما سمعها ...... } الحديث
ام: {نضر الله إمرئ ......... } الحديث - و تخريجه من حيث الصحة و الضعف
و مظانه و فقهه - جزيتم الجنه -
أرجو الرد متعجلاً فى ذلك(73/56)
سؤال عن صحة أحاديث نوم علي مكان النبي ليلة الهجرة؟
ـ[ابن عمر الجزائري]ــــــــ[03 - 10 - 10, 01:20 م]ـ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
أحبابي حيّاكم الله وبيّاكم
هل صحّ أثرٌ في حادثة نوم ابن عم رسول الله عليّ رضوان الله عليه مكان موضع النبي صلوات ربّي عليه لما طلبه المشركون حين ذهب النبي مع أبي بكر- رضي الله عنه- إلى الغار وأمر عليا - رضي الله عنه- أن ينام في موضعه؟
طيّب الله أوقاتكم بكلّ خير ...
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[03 - 10 - 10, 03:07 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=154102
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=121987
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 07:20 م]ـ
السؤال كم كان عمره حينها رضي الله عنه؟
ولماذا لم يقتله المشركون؟
ـ[عبد العزيز محمد الحازمي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 07:56 م]ـ
القصه مشهور ومعروفهفي اغلب كتب السير
اما كم عمره حينها ولماذا لم يقتلوه
الظن انه كان شابا يافعا ولم يقتلوه لان ليس غايتهم قتله ولا فائده فيها
وجزيتم خيرا
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[10 - 10 - 10, 01:43 م]ـ
إن مثل هذا الواقعة لو صحت لكانت نقلت لنا من طريق معتبر(73/57)
حديث: ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا
ـ[محمد أبو الحسنين]ــــــــ[03 - 10 - 10, 01:38 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخوانى قد أرسلت أمس ليلاً بحديث و رجوت من الله تعالى أن يوفقكم فى البحث عنه
و كانت هذه هى رسالتى
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
اللهم بارك فى كل القائمين على منتدانا (منتدى ملتقي أهل الحديث)
آمين ......
و اجزهم خيراً عما قاموا به
و إنى للأسف عن تغيبي من يوم سجلت فى هذا المنتدى الغالى
و والله لكانت خساره كبيره - و ذلك نسيت بيناتى - و الله تعالى أسأل ألا يحرمنا النفع
من موقعكم هذا و لا يحرمكم أن تنفعونا و تفيدونا دوماً
و أرجو و أسأل ربي تبارك و تعالى أن يستعملنى و إياكم لخدمة سنةنبينامحمدصلى الله عليه وسلم و آل بيته الأطهار و صحبه الأفاضل الأخيار
و بارك عليهم و أخص بالذكر الطاهرة العفيفه امنا المتنزل فى طهرها و عفتها قرآن يتلى آناء الليل و أطراف النهار (أم المؤمنين - عائشه - رضى الله عنها و أرضاها)
و لى بحث فى حديث:
{نضر الله وجه إمرئ سمع مقالتى فوعاها فأداها كما سمعها ...... } الحديث
ام: {نضر الله إمرئ ......... } الحديث - و تخريجه من حيث الصحة و الضعف
و لكن ما وصلنى أى رد
و إنى لأرجو أيضاً منكم درجة و فقه
حديث نبينا محمد صلى الله عليه و سلم:
{ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا
ملك كذاب و إمام أم قوم و هم له كارهون
و زوجة أغضبت زوجها .... حتى يرضى (نسيت النص) ,,} الحديث
و مظانه و فقهه - جزيتم الجنه -
أرجو الرد متعجلاً فى ذلك
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[03 - 10 - 10, 03:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جذاك الله كل خيراخي الحبيب محمدعلى الدعاء وعلى الثناء على اهل المنتدى جذاهم الله عنى كل خير اماحديث<نضر الله امرا سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغ إلى من هو أحفظ منه، ويبلغه من هو أحفظ منه إلى من هو أفقه منه، فرب حامل فقه ليس بفقيه> هذاالحديث رواه ابونعيم في حلية الاولياء عن عبدالله ابن مسعودرضي الله عنه وهوصحيح واما حديث<ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا رجل أم قوما وهم له كارهون وامرأة باتت وزوجها عليعا ساخط وأخوان متصارمان اومتخاصمان> وهوضعيف اخرجه ابن ماجه وابن حبان والضياء في المختار لكن للحديث شاهد من حديث أبي أمامة مرفوعا به إلا أنه قال (العبد الآبق مكان أخوان متصارمان) أخرجه الترمذي بسند حسن المصدرغاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام للشيخ العلم المحدث الالباني عليه رحمة الله اخوك من السودان كايد قاسم
ـ[محمد أبو الحسنين]ــــــــ[04 - 10 - 10, 01:48 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فجزاك الله خيراً أخويا / كايد
و الله تعالى أسأله أن يكيد بك أعداء السنه - آمين
لكن أرجو ردكم على لفظة:
{نضر الله * وجه إمرئ * ..... }
ما صحتها؟؟؟؟ ضروري أرجو ردكم جزاكم الله خيرآ عليها
و فقه الحديث - - جزاكم الله خيراً -- أخوي / كايد - - -
ـ[محمدسعد الخولي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 02:40 ص]ـ
نضر الله امرءا سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره، فإنه رب حامل فقه ليس
بفقيه، و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم
أبدا: إخلاص العمل لله، و مناصحة ولاة الأمر، و لزوم الجماعة، فإن دعوتهم
تحيط من ورائهم، و قال: من كان همه الآخرة، جمع الله شمله، و جعل غناه في
قلبه، و أتته الدنيا و هي راغمة، و من كانت نيته الدنيا، فرق الله عليه
ضيعته، و جعل فقره بين عينيه، و لم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1/ 689:
أخرجه أحمد (5/ 183) و اللفظ له و الدارمي (1/ 75) و ابن حبان (72، 73
- موارد) و ابن عبد البر في " الجامع " (1/ 38 - 39) عن شعبة حدثنا عمر
ابن سليمان من ولد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان
عن أبيه. أن زيد بن ثابت خرج من عند مروان نحوا من نصف النهار، فقلنا:
ما بعث إليه الساعة إلا لشيء سأله عنه، فقمت إليه فسألته فقال: أجل سألنا عن
أشياء سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول، فذكره.
و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات، و روى ابن ماجه (2/ 524 - 525) الشطر
الأخير منه من هذا الوجه، و قال البوصيري في " الزوائد " (252/ 1):
" هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، رواه أبو داود الطيالسي عن شعبة بنحوه،
و رواه الطبراني بإسناد لا بأس به ".
ـ[محمدسعد الخولي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 02:43 ص]ـ
قال بن حبان رحمه الله:679 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بندار حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن عمر بن سليمان قال: سمعت عبد الرحمن بن أبان يحدث عن أبيه قال:
خرج زيد بن ثابت من عند مروان نصف النهار قال: قلت: ما بعث إليه هذه الساعة إلا لشيء سأله عنه فسألته فقال: سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:
(نَضَّرَ الله امرءاً سمع منا حديثاً فبلَّغه غيره فرُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورُبَّ حامل فقه ليس بفقيه
ثلاث لا يُغَلُّ عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ومن كانت الدنيا نيته فرَّق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتِبَ له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة) قال الشيخ الألباني:
صحيح ـ ((الصحيحة)) (950)، ((تخريج فقه السيرة)) (39)، ((التعليق الرغيب)) (1/ 64)
¥(73/58)
ـ[محمدسعد الخولي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 02:53 ص]ـ
قال الشيخ الالباني:6340 - ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رءوسهم شبرا: رجل أم قوما و هم له كارهون و امرأة باتت و زوجها عليها ساخط و أخوان متصارمان.
تخريج السيوطي
(هـ) عن ابن عباس.
تحقيق الألباني
(ضعيف) انظر حديث رقم: 2593 في ضعيف الجامع.
وقال رحمه الله: في ضعيف الترغيب والترهيب
) ان الحديث (ضعيف) وايضا في كتاب غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام
حيث انه قال رحمه الله: حديث ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا رجل أم قوما وهم له كارهون وامرأة باتت وزوجها عليعا ساخط وأخوان متصارمان -متخاصمان - ضعيف أخرجه ابن ماجة وابن حبان والضياء في المختارة لكن للحديث شاهد من حديث أبي أمامة مرفوعا به إلا أنه قال (العبد الآبق مكان أخوان متصارمان) أخرجه الترمذي بسند حسن
وقال في كتاب مشكاة المصابيح: انه حسن
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 07:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بالنسبة للفظة (نظر الله وجه امرئ ... ) التي سئل عنها الاخ , فقد رواها:
1 - الامام ابن ابي حاتم في الجرح و التعديل (10/ 2): ((نا عمار بن خالد الواسطي نا يحيى بن سعيد الاموى عن محمد بن اسحاق مولي بني مخرمة عن الزهري عن ابن جبير بن مطعم عن ابيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف من منى وهو يقول: " نضر الله وجه امرئ سمع مقالتي فوعاها حتى يبلغها من لم يسمعها، فرب حامل فقه وهو غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو افقه منه ".
لكنه في المسند من رواية عبد الله عن ابيه عن يعلى بن عبيد من هذه الطريق , أي طريق محمد بن اسحاق عن الزهري عن محمد بن جبير عن ابيه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف من منى فقال: " نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهم قلب المؤمن إخلاص العمل والنصيحة لولى الأمر ولزوم الجماعة فان دعوتهم تكون من ورائه ". (ج 4/ ص 80 حديث رقم: 16784)
ولهذه اللفظة شاهد فيما رواه:
2 - الحاكم في المستدرك (88/ 1): ((سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب غير مرة يقول ثنا إبراهيم بن بكر المروزي ببيت المقدس ثنا عبد الله بن بكر السهمي ثنا حاتم بن أبي صغيرة عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " نضر الله وجه امرئ سمع مقالتي فحملها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن إخلاص العمل لله تعالى ومناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين "))
قلت: إسناد ابن ابي حاتم لا بأس به , و إسناد الحاكم رجاله ثقات سوى ابراهيم بن بكر هذا فلا أعرف من هو وربما يكون هو ابراهيم بن مرزوق البصري (صدوق) لأنه من تلاميذ السهمي و من شيوخ محمد بن يعقوب فإن كان هو فالاسناد جيد , وعلى أي هذه اللفظة محتملة أن تكون من أحد الامرين: 1 - من قبيل الرواية بالمعنى , 2 - ربما تكون وهما , و الاول أقرب , و الله أعلم.
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[04 - 10 - 10, 11:25 ص]ـ
أخي أبو القاسم البيضاوي نضر الله وجهك:
إبراهيم بن بكر المروزي هذا ليس هو إبراهيم بن مرزوق قطعاً ...
فإبراهيم بن بكر هو: إبراهيم بن بكر بن عبد الرحمن المروزي كان يسكن الرملة و كان يؤذن ببيت المقدس و هناك سمع منه أبو العباس الأصم ....
روى إبراهيم بن بكر هذا عن: إسحاق بن راهويه، أبي نعيم الفضل بن دكين، عفان بن مسلم، محمد بن سابق الكوفي، أحمد بن عبد الملك بن واقد
الحراني، يعلى بن عبيد، عبد العزيز بن موسى.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 08:25 م]ـ
أخي أبو القاسم البيضاوي نضر الله وجهك:
إبراهيم بن بكر المروزي هذا ليس هو إبراهيم بن مرزوق قطعاً ...
فإبراهيم بن بكر هو: إبراهيم بن بكر بن عبد الرحمن المروزي كان يسكن الرملة و كان يؤذن ببيت المقدس و هناك سمع منه أبو العباس الأصم ....
روى إبراهيم بن بكر هذا عن: إسحاق بن راهويه، أبي نعيم الفضل بن دكين، عفان بن مسلم، محمد بن سابق الكوفي، أحمد بن عبد الملك بن واقد
الحراني، يعلى بن عبيد، عبد العزيز بن موسى.
و إياك اخي الكريم , أحسنت , فأنا لم أجده فيما لدي من مصادر وهذا ناتج عن تقصير في البحث , لذلك قلت ربما هو بن مرزوق. بارك الله فيك.
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[05 - 10 - 10, 06:46 م]ـ
و فيك بارك الله
و أفيدك أني لم أقف له على ترجمة أيضاً بل ما سطرته هنا جمعته من كتب متفرقة أقصد نسبه كاملاً و من روى
هو عنه و لم أجد في الرواة عنه سوى أبي العباس الأصم رحمه الله.(73/59)
طلب مساعدة في تخريج حديث ودراسة السند والحكم عليها
ـ[نورالشفيع]ــــــــ[03 - 10 - 10, 01:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلب من يا اعضاء منتدى ملتقى أهل الحديث حفظكم الله من كل سوء ومكروه
تخريج ودراسة السند لحديث مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ((البيعان بالخيار ما لم يتفرقا الخ .... ))
من خلال الكتب الآتية: -
1.كتب الأطراف
2.كتب المعاجم
3.كتب المسانيد
وجزاكم الله ألف خير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 04:13 ص]ـ
من خلال الكتب الآتية: -
1.كتب الأطراف
2.كتب المعاجم
3.كتب المسانيد
لماذا هذه الانواع التي ذكرتها بالتحديد؟؟
ـ[نورالشفيع]ــــــــ[04 - 10 - 10, 01:53 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبو القاسم البيضاوي
وجزاك الله الف خير
وافيدكم بأني اقتصرت على هذه الكتب الثلاثة
لطلبها مني احد الإخوان
وجزاكم الله الف خير(73/60)
قصه عمر وتمنيه:رجالا مثل ابي عبيد
ـ[جابر بن محمد العرجاني]ــــــــ[03 - 10 - 10, 03:39 م]ـ
جلس عمر http://www.islamdoor.com/k/radia-icon.gif إلى جماعة من أصحابه فقال لهم: تمنوا؛ فقال أحدهم: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءةٌ ذهباً أنفقه في سبيل الله. ثم قال عمر: تمنوا، فقال رجل آخر: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤاً وزبرجداً وجوهراً أنفقه في سبيل الله وأتصدق به. ثم قال: تمنوا، فقالوا: ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر http://www.islamdoor.com/k/radia-icon.gif : ولكني أتمنى رجالاً مثلَ أبي عبيدة بنِ الجراح، ومعاذِ بنِ جبلٍ، وسالمٍ مولى أبي حذيفة، فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله.
ما صحه هذه القصه؟
اين مصدرهاااا
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[03 - 10 - 10, 06:51 م]ـ
قال الحاكم في المستدرك: حدثنا أبو بكر بن إسحاق أنا بشر بن موسى ثنا عبد الله بن يزيد المقري ثنا حيوة بن شريح أخبرني أبو صخر أن زيد بن أسلم حدثه عن أبيه عن عمر رضي الله عنه: أنه قال: لأصحابه: تمنوا فقال بعضهم: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهبا أنفقه في سبيل الله و أتصدق و قال رجل: أتمنى لو أنها مملوءة زبرجدا و جوهرا فأنفقة في سبيل الله و أتصدق ثم قال عمر تمنوا فقالوا: ما ندري يا أمير المؤمنين فقال عمر: أتمنى لو أنها مملوءة رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح و معاذ بن جبل و سالم مولى أبي حذيفة و حذيفة بن اليمان.
وهذا إسناد حسن. والله أعلم
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[03 - 10 - 10, 09:27 م]ـ
حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا عبد الله بن يزيد قثنا حيوة قال أخبرني أبو صخر أن زيد بن أسلم حدثه عن أبيه عن عمر بن الخطاب أنه قال يوما لمن حوله تمنوا فقال بعضهم أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهبا فأنفقه في سبيل الله ثم قال تمنوا فقال رجل أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤا أو زبرجدا أو جوهرا فأنفقه في سبيل الله وأتصدق ثم قال عمر تمنوا فقالوا ما ندري يا أمير المؤمنين قال عمر أتمنى لو أنها مملوءة رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة وحذيفة بن اليمان.
فضائل الصحابة: ج2/ص740 ح1280
-------------------------------------
حدثنا أبو بكر بن إسحاق أنا بشر بن موسى ثنا عبد الله بن يزيد المقري ثنا حيوة بن شريح أخبرني أبو صخر أن زيد بن أسلم حدثه عن أبيه عن عمر رضي الله عنه أنه قال لأصحابه تمنوا فقال بعضهم أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهبا أنفقه في سبيل الله وأتصدق وقال رجل أتمنى لو أنها مملوءة زبرجدا وجوهرا فأنفقه في سبيل الله وأتصدق ثم قال عمر تمنوا فقالوا ما ندري يا أمير المؤمنين فقال عمر أتمنى لو أنها مملوءة رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة وحذيفة بن اليمان.
المستدرك على الصحيحين: ج3/ص252 ح5005
----------------------------
تعليق الذهبي قي التلخيص: على شرط البخاري ومسلم.
أما الاسناد فحسن. فقد حكم عليه كذلك وصي الله بن محمد عباس في تحقيق فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل.
ـ[محمد براء]ــــــــ[03 - 10 - 10, 11:22 م]ـ
هذه القصة ذكرتني بـ (نشيدة) أحبها!
http://download.media.islamway.net/several/al2seef/05.mp3
والقصة أخرجها أيضاً الإمام البخاري في التاريخ الصغير، وأبو نعيم في الحلية من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء أيضاً.
وهذه رسالة كتبتها قبل سنوات في ترجمة أبي عبيدة عليه رضوان الله تعالى:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=12&book=2333
ـ[جابر بن محمد العرجاني]ــــــــ[04 - 10 - 10, 12:58 م]ـ
بارك الله فيكم
ماذا عن قصه والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس تروى عن ابن سيرن والمبارك وابن العابدين وهارون.
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 12:23 م]ـ
¥(73/61)
جلس عمر http://www.islamdoor.com/k/radia-icon.gif إلى جماعة من أصحابه فقال لهم: تمنوا؛ فقال أحدهم: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءةٌ ذهباً أنفقه في سبيل الله. ثم قال عمر: تمنوا، فقال رجل آخر: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤاً وزبرجداً وجوهراً أنفقه في سبيل الله وأتصدق به. ثم قال: تمنوا، فقالوا: ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر http://www.islamdoor.com/k/radia-icon.gif : ولكني أتمنى رجالاً مثلَ أبي عبيدة بنِ الجراح، ومعاذِ بنِ جبلٍ، وسالمٍ مولى أبي حذيفة، فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله.
ما صحه هذه القصه؟
اين مصدرهاااا
وأخرجه ابن سعد [3/ 220]: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِجُلَسَائِهِ: " تَمَنَّوْا "، فَتَمَنَّوْا، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: " لَكِنِّي أَتَمَنَّى بَيْتًا مُمْتَلِئًا رِجَالا مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ "، قَالَ سُفْيَانُ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا أَلَوْتُ الإِسْلامَ، فَقَالَ: " ذَاكَ الَّذِي أَرَدْتُ "
وأخرجه أبو نعيم في الحلية [1/ 102]:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ قَالَ لأَصْحَابِهِ: " تَمَنَّوْا "، فَقَالَ رَجُلٌ: أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّ لِي هَذِهِ الدَّارَ مَمْلُوءَةٌ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: " تَمَنَّوْا "، فَقَالَ رَجُلٌ: أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّهَا مَمْلُوءَةٌ لُؤْلُؤًا وَزَبَرْجَدًا وَجَوْهَرًا، أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَتَصَدَّقُ، ثُمَّ قَالَ: " تَمَنَّوْا "، فَقَالُوا: مَا نَدْرِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ عُمَرُ: " أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّ هَذِهِ الدَّارَ مَمْلُوءَةٌ رِجَالا مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ "
وأخرجه إسماعيل بن محمد الأصبهاني في (سير السلف الصالحين) [2/ 650]:
وَحَدَّثَنَا الدَّغُولِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: تَمَنَّوْا، فَقَالَ رَجُلٌ: أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّ هَذِهِ الدَّارَ مَمْلُوءَةٌ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: تَمَنَّوْا، فَقَالَ رَجُلٌ: أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّهَا مَمْلُوءَةٌ لُؤْلُؤًا وَزَبَرْجَدًا وَجَوْهَرًا، فَأُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَتَصَدَّقُ بِهِ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَمَنَّوْا، فَقَالُوا: مَا تَرَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّهَا مَمْلُوءَةٌ رِجَالًا مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَسَالِمِ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَحُذَيْفَةِ بْنِ الْيَمَانِ
وأخرجه البخاري في التاريخ الأوسط:
[173] حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، عَنْ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لأَصْحَابِهِ: تَمَنَّوْا، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مِلْءُ هَذَا الْبَيْتِ دَرَاهِمَ، فَأُنْفِقَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ: تَمَنَّوْا فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مِلْءُ هَذَا الْبَيْتِ ذَهَبًا، فَأُنْفِقَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ: تَمَنَّوْا قَالَ آخَرُ: أَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مِلْءُ هَذَا الْبَيْتِ جَوْهَرًا أَوْ نَحْوَهُ فَأُنْفِقَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
¥(73/62)
فَقَالَ عُمَرُ: تَمَنَّوْا. حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَوْمًا، " تَمَنَّوْا! " فَجَعَلُوا يَتَمَنَّوْنُ، فقَالُوا: تَمَنَّ أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: " أَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مِثْلُ هَذِهِ الدَّارِ رِجَالا مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ "
فَقَالَ: مَا تَمَنَّيْنَا بَعْدَ هَذَا قَالَ عُمَرُ: لَكِنِّي أَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مِلْءُ هَذَا الْبَيْتِ رِجَالا، مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، فَأَسْتَعْمِلَهُمْ فِي طَاعَةِ اللَّهِ.
قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ بِمَالٍ إِلَى حُذَيْفَةَ قَالَ: انْظُرْ مَا يَصْنَعُ قَالَ: فَلَمَّا أَتَاهُ قَسَمَهُ ثُمَّ بَعَثَ بِمَالٍ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ.
فَقَسَمَهُ، ثُمَّ بَعَثَ بِمَالٍ يَعْنِي إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: انْظُرْ مَا يَصْنَعُ، فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ قُلْتُ لَكُمْ أَوْ كَمَا قَالَ
وأخرجه ابن أبي الدنيا في (المتمنين) [1/ 89]:
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَوْمًا، " تَمَنَّوْا! " فَجَعَلُوا يَتَمَنَّوْنُ، فقَالُوا: تَمَنَّ أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: " أَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مِثْلُ هَذِهِ الدَّارِ رِجَالا مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ "
ورواه أيضا [1/ 38]:
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، قَالَ:
قَالَ عُمَرُ، لِجُلَسَائِهِ: تَمَنَّوْا! فَتَمَنَّى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئًا، فَقَالَ عُمَرُ: " أَتَمَنَّى بَيْتًا مَمْلُوءًا رِجَالا مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ "
وأخرجه الدينوري في المجالسة وجواهر العلم [6/ 156]:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص:157] مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمًا بِقَوْمٍ يَتَمَنَّوْنَ، فَلَمَّا رَأَوْهُ سَكَتُوا، فَقَالَ لَهُمْ: فِيمَا كُنْتُمْ؟ قَالُوا: كُنَّا نَتَمَنَّى. قَالَ: فَتَمَنَّوْا وَأَنَا أَتَمَنَّى مَعَكُمْ. قَالُوا: فَتَمَنَّ أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: أَتَمَنَّى رِجَالا مِلْءَ هَذَا الْبَيْتِ مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، إِنَّ سَالِمًا كَانَ شَدِيدًا فِي ذَاتِ اللهِ , لَوْ لَمْ يَخَفِ اللهَ مَا أَطَاعَهُ، وَأَمَّا أَبُو عُبَيْدَةَ؛ فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ».
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[11 - 10 - 10, 09:19 م]ـ
فقال عمر: أتمنى لو أنها مملوءة رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح و معاذ بن جبل و سالم مولى أبي حذيفة و حذيفة بن اليمان.
بارك الله فيكم،
لست أدري لم قفز إلى رُوعي سؤال:
لم سمى هؤلاء بالذات؟
يرحم الله عمر كان ينظر بنور الله
ـ[محمد ابوعبده]ــــــــ[19 - 10 - 10, 11:31 ص]ـ
قد يكون هذا بسبب أن لهم منزلة عالية عند رسول الله صللى الله عليه وسلم فأبو عبيدة هو أمين هذه الأمة ومعاذ أعلمها بالحلال والحرام وسالم كان يؤخذ عنه القرآن وحذيفة هو حافظ سر النبي صلى الله عليه وسلم
وبعد هذا أعرفت أخي لطفي لماذا تمنى عمر هكذا أمنية!؟
وشكرا لرُوعك!(73/63)
تضعييف حديث: (إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم).
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[03 - 10 - 10, 04:36 م]ـ
قال أبو يعلى في مسنده [رقم/1054]: (حدثنا محمد بن عباد حدثنا حاتم عن ابن عجلان عن نافع عن أبي سلمة: عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمهم أحدهم).
-------------------
1054 - [صحيح]: أخرجه أبو داود [رقم/2608]، وأبو عوانة في صحيحه [4/ 514]، والطبراني في الأوسط [8/ رقم/ 8093]، والدارقطني في «الأفراد والغرائب/أفراده» [2/ 231/الطبعة التدمرية]، والطحاوي في المشكل [12/ 38]، والبيهقي في سننه [رقم/10131]، والبغوي في «شرح السنة» [11/ 22 - 23]، وابن عبد البر في التمهيد [7/ 20]، وغيرهم من طريق حاتم بن إسماعيل عن ابن عجلان عن نافع عن أبي سلمة عن أبي سعيد به ... بلفظ «ليؤمِّروا»، بدل: «فليؤمهم».
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عجلان إلا حاتم بن إسماعيل»، وقال الدارقطني: «تفرد به حاتم بن إسماعيل عن ابن عجلان عنه».
قلتُ: وهذا إسناد قوي لولا أنه معلول؟ حاتم بن إسماعيل صدوق يهم وكتابه صحيح، وقد رواه كما مضى بإسناده عن أبي سعيد به ... ثم عاد ورواه مرة أخرى بذلك الإسناد نفسه ولكن قال: عن أبي هريرة به ... !! فجعله من «مسند أبي هريرة!» هكذا أخرجه أبو داود [رقم/2609]، ومن طريقه البيهقي في سننه [رقم/10129]، وفي الآداب [ص/ 265/طبعة مؤسسة الكتب الثقافية]، وأبو عوانة في صحيحه [4/ 514]، والبغوي في «شرح السنة» [11/ 22 - 23].
ورواه عُبَيْسُ بْنُ مَرْحُومٍ فقال: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ r ، قَالَ: «إِذَا كَانُوا ثَلاثَةً فَلا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ، وَإِذَا كَانُوا ثَلاثَةً فِي سَفَرٍ، فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ». فجعله من «مسند ابن عمر»! هكذا أخرجه البزار في «مسند» [2/رقم/1673/كشف الأستار]، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ، حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ مَرْحُومٍ به ...
قلت: وعبيس والراوي عنه صدوقان معروفان، ورواه حاتم بن إسماعيل مرة رابعة فقال: محمد بن عجلان عن نافع عن أبي سلمة عن أبي هريرة وأبي سعيد كلاهما به ... !! هكذا ذكره الدارقطني في العلل [327 - 326/ 9]، ثم قال: «وخالفه يحيى القطان! فرواه عن ابن عجلان عن نافع عن أبي سلمة به مرسلا؟ وهو الصواب» ثم أخرجه – هو ومسدد في «مسنده» كما «إتحاف الخيرة» [5/ 35]- من طريقين صحيحين عن يحيى القطان عن ابنِ عَجلاَن، حَدَّثَنِي نافِعٌ، عَن أَبِي سَلَمَة، قال رَسُولُ الله r : « إِذا كانُوا ثَلاَثَةً فِي سَفَرٍ فَليُؤَمِّرُوا عَلَيهِم أَحَدَهُم». لفظ الدارقطني.
قلت: ولا ريب أن طريق القطان هو الصواب، كما قاله الدارقطني،
وقد قال عبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الكبرى» بعد أن ساق طريق حاتم بن إسماعيل: «هذا يروى مرسلا عن أبي سلمة، والذي أرسله أحفظ»، ومال ابن القطان الفاسي إلى ترجيح المرسل أيضًا، فقال في بيان «الوهم والإيهام» [3/ 269]: «وهذا الحديث إنما يرويه أبو داود من طريق حاتم بن إسماعيل، عن ابن عجلان عن نافع، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وفي رواية: عن أبي سعيد الخدري وجعل أبا سعيد بدلا من أبي هريرة، ذكر الطريقين أبو داود، فأورد الدارقطني أن يحيى بن سعيد رواه عن ابن عجلان، فجعله مرسلا عن أبي سلمة، لم يذكر لا أبا هريرة ولا أبا سعيد، وقال: إنه الصواب، هذا والله أعلم لمكان يحيى بن سعيد القطان من الحفظ، والإتقان والتقدم في ذلك على حاتم بن إسماعيل وعلى غيره، وحاتم بن إسماعيل وإن كان ثقة فإنه فيما زعموا كانت فيه غفلة وكتابه صحيح، فإذا حدث من كتابه فحديثه صحيح، وهو عندهم في هذا المعنى أحسن من الدراوردي، فهذا والله أعلم هو الذي عنى أبو محمد – يعني عبد الحق - بقوله: إن الذي أرسله أحفظ».
تابع البقية: ...
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[03 - 10 - 10, 04:40 م]ـ
¥(73/64)
قلت: وقد سئل أبو حاتم الرازي وأبو زرعة عن الوجه الثاني والرابع عن حاتم بن إسماعيل؟ فقالا كما في «العلل» [رقم/225]: «والصّحِيحُ عِندنا، والله أعلمُ: عن أبِي سلمة، أنَّ النَّبِيَّ r، مُرسلٌ» وزاد أبو حاتم: «ورواهُ يحيى بن أيُّوب، عنِ ابنِ عَجلان، عن نافِعٍ، عن أبِي سلمة، أنَّ النَّبِيَّ r ، وهذا الصّحِيحُ , ومِمّا يقوِّي قولنا: أن مُعاوية بن صالِحٍ، وثور بن يزِيد، وفرج بن فضالة، حدثوا عنِ المهاصر بن حبيب، عن أبِي سلمة، عنِ النَّبِيِّ rهذا الكلام» وزاد أبو زرعة: «وروى أصحاب ابن عَجلان، هذا الحديث عن أبِي سلمة مرسلا» فسأله ابن أبي حاتم فقال: «قلتُ: من؟ قال: اللّيث، أَو غيره».
قلت: وقد توبع ابن عجلان على إرساله عن أبي سلمة، تابعه أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَغَيْرُهُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: «إِذَا خَرَجَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ فِي سَفَرٍ فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُمْ» أخرجه ابن وهب في «الموطأ» [رقم/418]، ثم قال ابن وهب عقبه: «أخبرني مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ النَّبِيِّ r بِهَذَا، وقَالَ: «هُوَ أَمِيرُهُمْ».
قلت: وقد روى ثَورُ بن يَزِيد هذا الحديث عن المهاصر بن حبيب فقال: عَن أَبِي سَلَمَة، عَن أَبِي هُرَيرة، عَنِ النَّبِيِّ r إِذَا سَافَرْتُمْ فَلْيَؤُمَّكُمْ أَقْرَؤُكُمْ، وَإِنْ كَانَ أَصْغَرَكُمْ، وَإِذَا أَمَّكُمْ فَهُوَ أَمِيرُكُمْ». أخرجه البزار في «مسنده» [1/رقم/466/كشف الأستار]، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْقَطَّانُ الْجُنْدَيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ به ...
قال البزار: «وَبِهَذَا اللَّفْظِ لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ rإِلا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَقَدْ رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ وَغَيْرُهُ بَعْضَ هَذَا، فَأَمَّا بِهَذَا اللَّفْظِ فَلا، وَلا رَوَى مُهَاصِرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ إِلا هَذَا».
قلت: والظاهر: أنه اختلف على ثور بن يزيد في سنده! فقد مضى في كلام أبي حاتم الرازي أن ثورًا رواه عن المهاصر عن أبي سلمة به مرسلا، وهكذا رواه وكيع عن ثور الشامي عن مهاجر بن حبيب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن به نحوه مرسلا ... أخرجه ابن أبي شيبة [رقم/3457] حدثنا وكيع به ...
قلت: وتابعه على إرساله معاوية بن صالح وفرج بن فضالة عن المهاصر، وهذا هو المحفوظ عنه، ثم جاء عبد الملك بن مسلمة المصري وروى هذا الحديث فقال: ثنا نافع بن أبي نعيم القارئ عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله r قال: «إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمهم أحدهم»! هكذا أخرجه أبو الشيخ في الطبقات [4/ 256]، حدثنا عبد الله بن محمد بن الحجاج قال ثنا مقدام بن داود قال ثنا عبد الملك بن مسلمة بن يزيد به ...
قلت: وهذا منكر عن نافع، وعبد الملك والراوي عنه شيخان ضعيفان ليسا بالحجة! والمحفوظ عن نافع أنه يرويه عن أبي سلمة به مرسلا به ... كما مضى. وقد وقع للإمام الألباني أغلاط في كلامه على هذا الحديث في «الإرواء» و «صحيح أبي داود»! وقد تعقبناه في «غرس الأشجار».
وللحديث شاهد من رواية عبد الله بن عمرو بلفظ: «لا يحل لثلاثة نفرٍ يكونون بأرض فلاة إلا أمروا عليهم أحدهم» أخرجه أحمد [176/ 2]، وفي سنده ابن لهيعة! وحاله معلومة؟ ولم يكن ممن يساق خبره في صدد الاحتجاج به عند النقلة إلا على مذهب من لا يدرك أغوار الرجل بعد؟
وفي الباب: آثار موقوفة عن عمر وأبي الدرداء وغيرهما، وهي أصح من المرفوع على التحقيق، كما شرحنا ذلك في «غرس الأشجار».
والصحيح المحفوظ في هذا الباب: هو حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا: «إذا كانوا ثلاثة في سفر فليؤمهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم» أخرجه الطيالسي [رقم/2152]- واللفظ له- ومسلم [رقم/672]، والنسائي [رقم/782،840]، والدارمي [رقم/1254]، وجماعة كثيرة، وهو يشهد للفظه هنا.
[تنبيه] وقع الحديث عند المؤلف بلفظ: «فليؤمهم أحدهم!» هكذا «فليؤمهم»، والواقع في سائر الرويات من نفس الطريق إنما هو بلفظ: «فليؤمِّروا» وهذا هو الصواب، فلعل الأولى وهم من بعض الرواة، اشتبه عليه بحديث أبي سعيد الآخر بلفظ: «إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم» وسيأتي [برقم/ 1291]، هكذا استظهره الأستاذ حسين الأسد في تعليقه على «مسند المؤلف»، وهو استظهار جيد، فجزاه الله خيرًا، ولم ينتبه الإمام الألباني لهذا عندما تكلم على الحديث في «الصحيحة» [314/ 3]، وعزاه للمؤلف مثل لفظ الجماعة! والحديث حسنه النووي في «الرياض» [رقم/960]، وصححه الإمام الألباني، وقد عرفتَ ما فيه؟
انتهى بحروفه من: (رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى) [رقم/1054].
¥(73/65)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 06:19 م]ـ
جزاك الله خير، أخي الكريم، ونفع بك، وزادك علما، ورفع قدرك في الدارين ...
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[04 - 10 - 10, 04:03 م]ـ
جزاك الله خير، أخي الكريم، ونفع بك، وزادك علما، ورفع قدرك في الدارين ...
بارك الله فيك يا أبا البراء.
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[04 - 10 - 10, 04:05 م]ـ
والصحيح المحفوظ في هذا الباب: هو حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا: «إذا كانوا ثلاثة في سفر فليؤمهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم» أخرجه الطيالسي [رقم/2152]- واللفظ له- ومسلم [رقم/672]، والنسائي [رقم/782،840]، والدارمي [رقم/1254]، وجماعة كثيرة، وهو يشهد للفظه هنا.
نبَّهنا بعض إخواننا إلى أن هذا الشاهد الصحيح ليس فيه لفظ: (السفر) الذي عند المؤلف! فلا يصح تقويته به على التحقيق. وقد رجعنا عن ذلك.
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[04 - 10 - 10, 07:46 م]ـ
نبَّهنا بعض إخواننا إلى أن هذا الشاهد الصحيح ليس فيه لفظ: (السفر) الذي عند المؤلف! فلا يصح تقويته به على التحقيق. وقد رجعنا عن ذلك.
بارك الله فيك.
لفظ (السفر) في حديث أبي سعيد عند ابن حبان وغيره، وهو شاذ كما حققته في جزئي (تخريج أحاديث التأمير في السفر)، وخلاصتي فيه: أنه لا شيء صحيح يُركنُ إليه في إثبات مشروعية التأمير في السفر إلا أثريْ عمر -وظاهره أن الأمر للإرشاد- وابن مسعود -رضي الله عنهما-.
أما القول بالاستحباب فضلاً عن الوجوب مما لا دليل عليه، بل هو إلى البدعة أقرب. والله أعلم.
ـ[همد السوداني]ــــــــ[10 - 10 - 10, 06:14 م]ـ
قال أبو يعلى في مسنده [رقم/1054]: (حدثنا محمد بن عباد حدثنا حاتم عن ابن عجلان عن نافع عن أبي سلمة: عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمهم أحدهم).
-------------------
1054 - [صحيح]: أخرجه أبو داود [رقم/2608]، وأبو عوانة في صحيحه [4/ 514]، والطبراني في الأوسط [8/ رقم/ 8093]، والدارقطني في «الأفراد والغرائب/أفراده» [2/ 231/الطبعة التدمرية]، والطحاوي في المشكل [12/ 38]، والبيهقي في سننه [رقم/10131]، والبغوي في «شرح السنة» [11/ 22 - 23]، وابن عبد البر في التمهيد [7/ 20]، وغيرهم من طريق حاتم بن إسماعيل عن ابن عجلان عن نافع عن أبي سلمة عن أبي سعيد به ... بلفظ «ليؤمِّروا»، بدل: «فليؤمهم».
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عجلان إلا حاتم بن إسماعيل»، وقال الدارقطني: «تفرد به حاتم بن إسماعيل عن ابن عجلان عنه».
قلتُ: وهذا إسناد قوي لولا أنه معلول؟ حاتم بن إسماعيل صدوق يهم وكتابه صحيح، وقد رواه كما مضى بإسناده عن أبي سعيد به ... ثم عاد ورواه مرة أخرى بذلك الإسناد نفسه ولكن قال: عن أبي هريرة به ... !! فجعله من «مسند أبي هريرة!» هكذا أخرجه أبو داود [رقم/2609]، ومن طريقه البيهقي في سننه [رقم/10129]، وفي الآداب [ص/ 265/طبعة مؤسسة الكتب الثقافية]، وأبو عوانة في صحيحه [4/ 514]، والبغوي في «شرح السنة» [11/ 22 - 23].
ورواه عُبَيْسُ بْنُ مَرْحُومٍ فقال: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ r ، قَالَ: «إِذَا كَانُوا ثَلاثَةً فَلا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ، وَإِذَا كَانُوا ثَلاثَةً فِي سَفَرٍ، فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ». فجعله من «مسند ابن عمر»! هكذا أخرجه البزار في «مسند» [2/رقم/1673/كشف الأستار]، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ، حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ مَرْحُومٍ به ...
قلت: وعبيس والراوي عنه صدوقان معروفان، ورواه حاتم بن إسماعيل مرة رابعة فقال: محمد بن عجلان عن نافع عن أبي سلمة عن أبي هريرة وأبي سعيد كلاهما به ... !! هكذا ذكره الدارقطني في العلل [327 - 326/ 9]، ثم قال: «وخالفه يحيى القطان! فرواه عن ابن عجلان عن نافع عن أبي سلمة به مرسلا؟ وهو الصواب» ثم أخرجه – هو ومسدد في «مسنده» كما «إتحاف الخيرة» [5/ 35]- من طريقين صحيحين عن يحيى القطان عن ابنِ عَجلاَن، حَدَّثَنِي نافِعٌ، عَن أَبِي سَلَمَة، قال رَسُولُ الله r : « إِذا كانُوا ثَلاَثَةً فِي سَفَرٍ فَليُؤَمِّرُوا عَلَيهِم أَحَدَهُم». لفظ الدارقطني.
قلت: ولا ريب أن طريق القطان هو الصواب، كما قاله الدارقطني،
وقد قال عبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الكبرى» بعد أن ساق طريق حاتم بن إسماعيل: «هذا يروى مرسلا عن أبي سلمة، والذي أرسله أحفظ»، ومال ابن القطان الفاسي إلى ترجيح المرسل أيضًا، فقال في بيان «الوهم والإيهام» [3/ 269]: «وهذا الحديث إنما يرويه أبو داود من طريق حاتم بن إسماعيل، عن ابن عجلان عن نافع، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وفي رواية: عن أبي سعيد الخدري وجعل أبا سعيد بدلا من أبي هريرة، ذكر الطريقين أبو داود، فأورد الدارقطني أن يحيى بن سعيد رواه عن ابن عجلان، فجعله مرسلا عن أبي سلمة، لم يذكر لا أبا هريرة ولا أبا سعيد، وقال: إنه الصواب، هذا والله أعلم لمكان يحيى بن سعيد القطان من الحفظ، والإتقان والتقدم في ذلك على حاتم بن إسماعيل وعلى غيره، وحاتم بن إسماعيل وإن كان ثقة فإنه فيما زعموا كانت فيه غفلة وكتابه صحيح، فإذا حدث من كتابه فحديثه صحيح، وهو عندهم في هذا المعنى أحسن من الدراوردي، فهذا والله أعلم هو الذي عنى أبو محمد – يعني عبد الحق - بقوله: إن الذي أرسله أحفظ».
تابع البقية: ... كيف يكون ابن القطان مال إلى ما ذكرت وقد قال قبل هذا الكلام ما نصه ((
وَمن هَذَا الْبَاب أَحَادِيث يعلها بِمَا لَا يكون فِي الْحَقِيقَة عِلّة لَهَا، وَهِي مَعَ ذَلِك لَهَا طرق أخر.
(2478) فَمِنْهَا حَدِيث أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: إِذا كَانَ ثَلَاثَة فِي سفر فليؤمروا أحدهم " الحَدِيث.))
¥(73/66)
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[10 - 10 - 10, 08:18 م]ـ
كيف يكون ابن القطان مال إلى ما ذكرت وقد قال قبل هذا الكلام ما نصه ((
وَمن هَذَا الْبَاب أَحَادِيث يعلها بِمَا لَا يكون فِي الْحَقِيقَة عِلّة لَهَا، وَهِي مَعَ ذَلِك لَهَا طرق أخر.
(2478) فَمِنْهَا حَدِيث أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: إِذا كَانَ ثَلَاثَة فِي سفر فليؤمروا أحدهم " الحَدِيث.))
تعقبك في محله يا أخي، وقد سبقك إليه بعض إخواننا في مكان آخر فقال لنا:
ابن القطان لم يسق هذا الكلام ترجيحًا لرواية يحيى بن سعيد عن غيره في الرواية عن ابن عَجْلان! على الوجه المرسل؛ وإنما قال ذلك شرحًا لعبارة عبد الحق فقط. وأكبر دليل على ذلك:
ثم ساق عدة قرائن تدل على ما قال. وقد أجبناه بقولنا:
تعقيبك في محله. أحسن الله إليك.
لكن ربما يشفع لأخيك: أنه كان لطيف العبارة في تلك القضية! حيث قال: (ومال ابن القطان) ولم يقل: (وجزم ابن القطان) والميل غير الجزم عند أهل الاستقامة، وإن كان الصواب هو ما أوضحتَه يا رعاك الله.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 08:32 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا " أبا المظفر " .... أقول:
عنوان الموضوع " تضعييف " ولكن ذكرتَ في تخرجك " صحيح " وذكرتَ في ثنايا كلامكَ أنه صح "فليؤمروا" "إذا كانوا ثلاثة" بدون في سفر ...
فإذا: الضعيف ما ذكرته في ثنايا الكلام , وإلا فالحديث صحيح , أليس كذلك؟
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[10 - 10 - 10, 08:58 م]ـ
فإذا: الضعيف ما ذكرته في ثنايا الكلام , وإلا فالحديث صحيح , أليس كذلك؟
هو كذلك أيها الفتى الذكي. بارك الله فيك.
ـ[همد السوداني]ــــــــ[11 - 10 - 10, 06:23 ص]ـ
الشيخ أبو المظفر جزاك الله خيراً وأحسن إليك وزادك علماً
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[27 - 10 - 10, 07:35 م]ـ
الشيخ أبو المظفر جزاك الله خيراً وأحسن إليك وزادك علماً
وفيك بارك الله يا شيخ همد.
ـ[فايح المقاطي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 07:41 م]ـ
جزاك الله اخير اخي ابو المظفر(73/67)
سؤال عن حال ربيعة بن أمية بن خلف
ـ[أحمد نواف المجلاد]ــــــــ[03 - 10 - 10, 11:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل صحيح ما يذكر عن ربيعة بن أمية أنه ارتد؟
وخاصة أنه يذكر له حديث في حجة الوداع
وقد أسلم يوم الفتح
وذكر أنه مات مرتدا
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 07:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته أخي الحبيب.
هذا صحيح ذكره غير واحد من الائمة ,وروى هذا:
1 - ابو زيد ابن شبه (ت:262) في تاريخ المدينة (720/ 2): قال حدثنا عارم قال، حدثنا عبد الله بن المبارك قال، أخبرني معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه غرب ربيعة بن أمية بن خلف في الخمر - - أراه قال: إلى خيبر، فلحق بهرقل فتنصر، فقال عمر رضي الله عنه: " لا أغرب أحدا بعده ". قلت (العبد الضعيف): إسناده صحيح.
2 - عبد الرزاق في المصنف (314/ 7) عن بن جريج عن عبد الله بن عمر أن أبا بكر بن أمية بن خلف غرب في الخمر إلى خيبر فلحق بهرقل قال فتنصر فقال عمر " لا أغرب مسلما بعده أبدا ". قلت: منقطع.
3 - عبد الرزاق في المصنف (230/ 9): عن معمر عن الزهري عن بن المسيب قال: غرب عمر بن أمية بن خلف في الشراب إلى خيبر فلحق بهرقل فتنصر قال عمر: " لا أغرب بعده مسلما ابدا ". قلت: صحيح.
وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال ابن حجر في تعجيل المنفعة (526/ 1): (( ... وذكره جماعة في الصحابة منهم البغوي من أجل شهوده حجة الوداع وذكره مسلم في الطبقات فقال يعد في أهل المدينة ولكن عرض له الشقاء بعد ذلك فمات على الكفر فسقط وصفه بالصحبة واخرج يعقوب بن شيبة بسند قوي عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ان أبا بكر الصديق كان اعبر الناس للرؤيا جاءه ربيعة بن أمية فقص عليه مناما فيه انه خرج من أرض مخصبة الى أرض مجدبة فقال: " ان صدقت رؤياك فتخرج من الإيمان الى الكفر " قال فشرب الخمر في زمن عمر فطلبه فهرب الى الروم فتنصر عند قيصر حتى مات هنالك ... ))
وقال الحافظ ابن حجر في الاصابة (520/ 2): ((أسلم يوم الفتح وكان شهد حجة الوداع وجاء عنه فيها حديث مسند فذكره لأجله في الصحابة من لم يمعن النظر في أمره منهم البغوي وأصحابه بن شاهين وابن السكن والباوردي والطبراني وتبعهم بن منده وأبو نعيم ... - وذكر له حديثا ثم قال - ... فلو لم يرد في أمره إلا هذا لكان عده في الصحابة صوابا لكن ورد أنه ارتد في زمن عمر ... )) وكذلك قال الحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب.
و الله أعلم.(73/68)
ما صحة أثر: وعينان في قلبه يبصر بهما أمر الآخرة
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[04 - 10 - 10, 09:32 ص]ـ
يقول أحد السلف: ((ما من عبد إلا وله عينان في وجه يبصر بهام أمر الدنيا، وعينان في قلبه يبصر بهما أمر الآخرة،فإذا أردا الله بعبد خيراً فتح العينين اللتين في قلبه، فأبصر بهما ما وعد الله بالغيب، وإذا أردا به غير ذلك تركه على ما فيه، ثم قرأ {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد:24).
من القائل وما صحته؟
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 11:55 ص]ـ
هذا الأثر مروي عن خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ إِلا لَهُ عَيْنَانِ فِي وَجْهِهِ يُبْصِرُ بِهِمَا أَمْرَ الدُّنْيَا، وَعَيْنَانِ فِي قَلْبِهِ يُبْصِرُ بِهِمَا أَمْرَ الآخِرَةِ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا فَتَحَ عَيْنَيْهِ اللَّذَيْنِ فِي قَلْبِهِ، فَأَبْصَرَ بِهِمَا مَا وُعِدَ بِالْغَيْبِ، فَآمَنَ الْغَيْبُ بِالْغَيْبِ، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ غَيْرَ ذَلِكَ تَرَكَهُ عَلَى مَا فِيهِ ثُمَّ قَرَأَ: {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}
وفي لفظ: مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ إِلا وَلَهُ أَرْبَعُ أَعْيُنٍ، عَيْنَانِ فِي وَجْهِهِ لِمَعِيشَتِهِ، وَعَيْنَانِ فِي قَلْبِهِ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ إِلا وَلَهُ شَيْطَانٌ مُتَبَطِّنٌ فَقَارَ ظَهْرِهِ، عَاطِفٌ عُنُقَهُ عَلَى عُنُقِهِ، فَاغِرٌ فَاهُ إِلَى ثَمَرَةِ قَلْبِهِ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا أَبْصَرَتْ عَيْنَاهُ اللَّتَانِ فِي قَلْبِهِ مَا وَعَدَ اللَّهُ مِنَ الْغَيْبِ، فَعَمِلَ بِهِ، وَهُمَا غَيْبٌ، فَعَمِلَ بِالْغَيْبِ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ شَرًّا تَرَكَهُ، ثُمَّ قَرَأَ: {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}.
رواه البيهقي في (القضاء والقدر) [1/ 321]، وابن الأعرابي في معجمه [3/ 930]، وابن جرير في تفسيره [22/ 179]،وأبو نعيم في الحلية [5/ 212]،والخرائطي في اعتلال القلوب [1/ 30]، وأبو داود في الزهد [ص 398]، و ابن عساكر (5/ 260)، من طريق كل من عمرو الإيامي و ثور بن يزيد إلى خالد بن معدان. وهو صحيح
وروي من طريق خالد بن معدان عن أبي الدرداء 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - من قوله، ورواه أيضا يحيى بن سلام (وفيه لين) من طريق قول مجاهد، ولا يصح كل ذلك.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[06 - 10 - 10, 12:31 م]ـ
عمرو فهمي
قد تغيب الصور يوماً و لكن يظل الدعاء
رمز للوصال فإن بخلنا به,,,فبم نجود؟!
اللهم أرح قلبهم بلطف عفوك و حلاوة حبك,,,,
و أعمرأيامهم بذكرك,,,
و أحفظهم و أحفظ عليهم دينهم,,,
و أسعد قلوبهم دائماً
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 05:38 ص]ـ
آمين. . .
جزاكم الله خيرا،،،(73/69)
ما صحة حديث: كيف أصبحت يا معاذ قال أصبحت مؤمنا بالله تعالى قال إن لكل قول مصداقا ولكل حق حقيقة
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[04 - 10 - 10, 11:33 ص]ـ
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا دليل بن إبراهيم بن دليل ثنا عبدالعزيز بن منيب ثنا إسحاق بن عبدالله بن كيسان عن أبيه عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال كيف أصبحت يا معاذ قال أصبحت مؤمنا بالله تعالى قال إن لكل قول مصداقا ولكل حق حقيقة فما مصداق ما تقول قال يا نبي الله ما أصبحت صباحا قط إلا ظننت أني لا أمسي وما أمسيت مساء قط إلا ظننت أني لا أصبح ولا خطوت خطوة إلا ظننت أني لا أتبعها أخرى وكأني أنظر إلى كل أمة جاثية تدعى إلى كتابها معها نبيها وأوثانها التي كانت تعبد من دون الله وكأني أنظر إلى عقوبة أهل النار وثواب أهل الجنة قال عرفت فالزم
المرجع حلية الأولياء
ما صحة الحديث؟
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[04 - 10 - 10, 11:55 ص]ـ
هذا الإسناد فيه أكثر من سبب من أسباب الضعف
منها إسحاق بن عبد الله بن كيسان ضعيف جدا. والله أعلم
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[06 - 10 - 10, 12:33 م]ـ
أبو محمد الشربيني
قد تغيب الصور يوماً و لكن يظل الدعاء
رمز للوصال فإن بخلنا به,,,فبم نجود؟!
اللهم أرح قلبهم بلطف عفوك و حلاوة حبك,,,,
و أعمرأيامهم بذكرك,,,
و أحفظهم و أحفظ عليهم دينهم,,,
و أسعد قلوبهم دائماً(73/70)
طلب كتاب من حديث سفيان بن عيينة
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[04 - 10 - 10, 04:06 م]ـ
الحمد لله أما بعد:
فأرجو ممن لديه كتاب من حديث سفيان بن عيينة مصورا أن يرفعه لنا وجزاه الله عن الحديث وأهله خير الجزاء وأوفاه والكتاب نشر نسخته المخطوطة أخوين كريمين في ملتقانا المبارك وهو منشور في برنامج جوامع الكلم (نسخة علي بن حرب) لكني رأيت بعض الفرق بين النسختين المنشورتين في الملتقى وفي البرنامج فأرجو ممن لديه علم أن يفيدنا في ذلك وبارك الله فيه
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 11:03 م]ـ
هل عند هذا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=126281&postcount=4
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[08 - 10 - 10, 03:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا القاسم هذه الرسالة حملتها وقد قلت نشر نسخته المخطوطة أخوان كريمان في ملتقانا المبارك لكني أريد الكتاب مصورا لأن نسخة جوامع الكلم تخالف هاتين النسختين
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 05:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا القاسم هذه الرسالة حملتها وقد قلت نشر نسخته المخطوطة أخوان كريمان في ملتقانا المبارك لكني أريد الكتاب مصورا لأن نسخة جوامع الكلم تخالف هاتين النسختين
بارك الله فيك.
أضم صوتي لصوتك(73/71)
من لي بدراسة لهذا الحديث
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[04 - 10 - 10, 07:08 م]ـ
من يرشدني إلى دراسة لهذا الحديث, الذي فيها شيء من النكارة, مع السلامة الظاهرة لمتنه
الحديث: الحاكم النيسابوري - كتاب معرفة الصحابة - مناقب آل بيت الرسول (ص) - رقم الصفحة: (4712)
4695 - حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبيد بن إبراهيم الحافظ الأسدي، بهمدان، ثنا إبراهيم بن الحسين بن دبزيل، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، ثنا أبي، عن حميد بن قيس المكي، عن عطاء بن أبي رباح، وغيره من أصحاب إبن عباس، عن عبد الله بن عباس (ر)، أن رسول الله (ص) قال: يا بني عبد المطلب، إني سألت الله لكم ثلاثا: أن يثبت قائمكم، وأن يهدي ضالكم، وأن يعلم جاهلكم، وسألت الله أن يجعلكم جوداء نجداء رحماء، فلو أن رجلا صفن بين الركن والمقام فصلى، وصام ثم لقي الله وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار، هذا حديث حسن صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.
وقد أخرجه ابن أبي عاصم, والفسوي وغيره بنفس السند: عن إسماعيل بن أبي أويس، ثنا أبي، عن حميد بن قيس المكي، عن عطاء بن أبي رباح، وغيره من أصحاب إبن عباس، عن عبد الله بن عباس
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[04 - 10 - 10, 07:32 م]ـ
قال أبو حاتم الرازي رحمه الله (كما في العلل لابنه:2624): هذا حديث منكر.
وأيضا الإسناد لا يصح. والله أعلم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[05 - 10 - 10, 03:40 م]ـ
بارك الله فيك أخي
أريد دراسة واسعة لهذا الحديث
فمن يدلني عليها؟؟(73/72)
تخريج شبهات حول احاديث البخاري
ـ[جابر بن محمد العرجاني]ــــــــ[04 - 10 - 10, 07:34 م]ـ
خرج البخاري في صحيحه حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَوْ ابْنُ سَلَامٍ عَنْهُ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِ الْوَزَغِ وَقَالَ كَانَ يَنْفُخُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام
يتسائل قوم يقولون ان الطائر كان اذا مر من فوق النار يسقط ويهوي اليهاا من شده الحر؟؟
والوزغ ينفخ على ابراهيم في النار؟
وقال واحد من المحققين؟ ليه ما يكون مدسوس على الامام البخاري بنفس السند في الصحيح؟
هل حفظ البخاري من الاضافات؟
كيف ترد على شبهه
وحديث صحيح البخاري، حدثنا: سليمان بن حرب قال:، حدثنا: حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك قال: قدم أناس من عكل أو عرينة فإجتووا المدينة فأمرهم النبي (ص) بلقاح وأن يشربوا من أبوالها وألبانها فإنطلقوا فلما صحوا قتلوا راعي النبي (ص) وإستاقوا النعم فجاء الخبر في أول النهار فبعث في آثارهم، فلما إرتفع النهار جيء بهم فأمر فقطع أيديهم وأرجلهم وسمرت أعينهم وألقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون قال أبو قلابة: فهؤلاء سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم وحاربوا الله ورسوله.
هناك من ضعف هذا الحديث؟؟ (فيه مدلس .... )
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[07 - 10 - 10, 06:28 م]ـ
((((((يتسائل قوم يقولون ان الطائر كان اذا مر من فوق النار يسقط ويهوي اليهاا من شده الحر؟؟
والوزغ ينفخ على ابراهيم في النار؟)))
أقول:
رواية نفخ الوزغ صحيحة في البخاري
وهؤلاء القوم لو أثبتوا لنا صحة رواية الطائر الذي إذا مر من فوق النار سقط عندها نناقشهم
ولو سلمنا بصحة رواية الطائر
فإن الوزغ بنفخة في النار وإن كانت النار صغيرة فلن يؤثر في تأججها وإنما فعلة هذا في نار إبراهيم علية السلام من باب التأييد وليس من باب المساعدة الحقيقية
أي بمعنى إن كانت النار بهذه الشدة حيث إن طار طائر فوقها سقط فإن الوزغ نفخه للنار سيكون من بعيد.
ولو سلمنا أن للوزغ تأثير بنفخة في النار حينها سنقول أن نفخ الوزغ كان بداية إشعال النار وليس عند تأججها.
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[07 - 10 - 10, 09:55 م]ـ
السلام عليكم
أخي جابر العرجاني لعلك تريد إزالة تردد في نفسك عن حديث شرب بول الإبل. و أنا بنفسي شربت من بول الإبل مع لبنها ورأيت غير قليل من الناس يشربونها و قد اشترينا كوبا من بول الإبل لما علمنا من فائدته الطبية. و ذلك كان أثناء سفري للعمرة إلى مكة. و للقصة بقية.فاقرأ محتوى هذا الرابط لعله يفيدك ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=161912)
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 11:02 م]ـ
خرج البخاري في صحيحه حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَوْ ابْنُ سَلَامٍ عَنْهُ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِ الْوَزَغِ وَقَالَ كَانَ يَنْفُخُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام
يتسائل قوم يقولون ان الطائر كان اذا مر من فوق النار يسقط ويهوي اليهاا من شده الحر؟؟
والوزغ ينفخ على ابراهيم في النار؟
وقال واحد من المحققين؟ ليه ما يكون مدسوس على الامام البخاري بنفس السند في الصحيح؟
هل حفظ البخاري من الاضافات؟
كيف ترد على شبهه
وحديث صحيح البخاري، حدثنا: سليمان بن حرب قال:، حدثنا: حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك قال: قدم أناس من عكل أو عرينة فإجتووا المدينة فأمرهم النبي (ص) بلقاح وأن يشربوا من أبوالها وألبانها فإنطلقوا فلما صحوا قتلوا راعي النبي (ص) وإستاقوا النعم فجاء الخبر في أول النهار فبعث في آثارهم، فلما إرتفع النهار جيء بهم فأمر فقطع أيديهم وأرجلهم وسمرت أعينهم وألقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون قال أبو قلابة: فهؤلاء سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم وحاربوا الله ورسوله.
هناك من ضعف هذا الحديث؟؟ (فيه مدلس .... )
أولا نقول أثبت العرش ثم انقش , و إلا نقشت في الهواء!! , فأين هذا الحديث الذي يقول أن الطائر كان إذا مر من فوق النار سقط فيها!! , ثم بعد ذلك نناقش هذه (الشبهة) المزعومة.
ثانيا: أقول لهذا الواحد من (المحققين): اذهب ازرع خير لك من هذا.
ثالثا: نعم حفظ صحيح البخاري من الاضافات.
رابعا: ابو قلابة البصري لا يثبت عنه التدليس و لا أعلم أحدا من الائمة المتقدمين قال عنه هذا.
خامسا: لو سلمنا أنه مدلس فأئمة هذا الشأن يقبلون حديث المدلس مطلقا ولو عنعن , إلا من غلب على حديثه التدليس فهذا لا تقبل عنعنته إلا أن يصرح بالتحديث.
سادسا: ليس في المتن ما يُستَنكَر , إنما يَستنكِر هذا المتن أصحاب العقول المنكرة
سابعا: يصدق على هؤلاء و أمثالهم وصف من وصفهم بـ: ((المجددينات))
و الله أعلم(73/73)
هل تصح قصة أن عمر رأى في المنام ديكاً ينقره؟
ـ[راشد]ــــــــ[05 - 10 - 10, 08:34 ص]ـ
http://www.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=96&pid=363607
مصنف ابن أبي شيبة (كِتَابُ الرُّؤْيَا» مَا عَبَّرَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)
رقم الحديث: 29907
(حديث موقوف) حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ يَوْمَ جُمُعَةٍ , أَوْ خَطَبَ يَوْمَ جُمُعَةٍ , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: " أَيُّهَا النَّاسُ , إِنِّي رَأَيْتُ دِيكًا أَحْمَرَ نَقَرَنِي نَقْرَتَيْنِ وَلَا أَرَى ذَلِكَ إِلَّا حُضُورَ أَجَلِي ".
رقم الحديث: 29909
(حديث موقوف) حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: " إِنِّي رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ دِيكًا نَقَرَنِي , وَرَأَيْتُهُ يُجْلِيهِ النَّاسُ عَنِّي " , فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا ثَلاثًا حَتَّى قَتَلَهُ عَبْدُ الْمُغِيرَةِ أَبُو لُؤْلُؤَةَ.
رقم الحديث: 29908
(حديث موقوف) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ جَارِيَةَ بْنِ قُدَامَةَ السَّعْدِيِّ، قَالَ: حَجَجْتُ الْعَامَ الَّذِي أُصِيبَ فِيهِ عُمَرُ , قَالَ: فَخَطَبَ، فَقَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا نَقَرَنِي نَقْرَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا
رقم الحديث: 29912
(حديث موقوف) حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ النَّاسَ فَقَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ فِي مَنَامِي دِيكًا أَحْمَرَ نَقَرَنِي عَلَى مَعْقِدِ إِزَارِي ثَلَاثَ نَقَرَاتٍ " فَاسْتَعْبَرَتْهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، فَقَالَتْ: " إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ قَتَلَكَ رَجُلٌ مِنْ الْعَجَمِ ".
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 09:25 ص]ـ
ثبت ذلك في "صحيح مسلم" من حديث معدان بن أبي طلحة أن عمر بن الخطاب خطب يوم الجمعة فذكر نبي الله http://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/thumb/b/b7/%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg/18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg.pn g (http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84 %D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3 %D9%84%D9%85.svg) وذكر أبا بكر قال إني رأيت كأن ديكا نقرني ثلاث نقرات وإني لا أراه إلا حضور أجلي وإن أقواما يأمرونني أن أستخلف وإن الله لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته ولا الذي بعث به نبيه http://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/thumb/b/b7/%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg/18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg.pn g (http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84 %D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3 %D9%84%D9%85.svg) فإن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/thumb/b/b7/%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg/18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg.pn g (http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84 %D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3 %D9%84%D9%85.svg) وهو عنهم راض وإني قد علمت أن أقواما يطعنون في هذا الأمر أنا ضربتهم بيدي هذه على الإسلام فإن فعلوا ذلك فأولئك أعداء الله الكفرة الضلال ثم إني لا أدع بعدي شيئا أهم عندي من الكلالة ما راجعت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/thumb/b/b7/%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg/18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg.pn g (http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84 %D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3 %D9%84%D9%85.svg) في شيء ما راجعته في الكلالة وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه حتى طعن بإصبعه في صدري، فقال: يا عمر ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء وإني إن أعش أقض فيها بقضية يقضي بها من يقرأ القرآن ومن لا يقرأ القرآن، ثم قال اللهم إني أشهدك على أمراء الأمصار وإني إنما بعثتهم عليهم ليعدلوا عليهم وليعلموا الناس دينهم وسنة نبيهم http://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/thumb/b/b7/%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg/18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg.pn g (http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84 %D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3 %D9%84%D9%85.svg) ويقسموا فيهم فيئهم ويرفعوا إلي ما أشكل عليهم من أمرهم ... الخ.
¥(73/74)
ـ[راشد]ــــــــ[06 - 10 - 10, 02:17 م]ـ
جزاك الله خيرا
كنت أريد التأكد من صحة هذا المقطع من الرواية (فَاسْتَعْبَرَتْهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ) ..(73/75)
ماصحة سبب نزول سورة العاديات؟
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[05 - 10 - 10, 01:02 م]ـ
بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم. قال مقاتل: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى حي من كنانة واستعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري فتأخر خبرهم فقال المنافقون: قتلوا جميعاً فأخبر الله تعالى عنها فأنزل (وَالعادِياتِ ضَبحاً) يعني تلك الخيل.
أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي أخبرنا أحمد بن محمد البتي أخبرنا محمد بن مكي أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن عبدة أخبرنا حفص بن جميع أخبرنا سماك عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خيلاً فأسهبت شهراً لم يأته منها خبر فنزلت (وَالعادِياتِ ضَبحاً) ضبحت بمناخرها إلى آخر السورة ومعنى أسهبت: أمعنت في السهوب وهي الأرض الواسعة جمع سهب.
المرجع
أسباب النزول للواحدي
ما صحة الأثرين؟
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[05 - 10 - 10, 06:08 م]ـ
1 - عن ابن عباس في قوله تعالى: {والعاديات ضبحا} [العاديات: 1] قال: الخيل
الراوي: مجاهد المحدث: أبو زرعة الرازي ( http://www.dorar.net/mhd/264)- المصدر: العلل لابن أبي حاتم ( http://www.dorar.net/book/$r-%3Esource_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 3/ 47
خلاصة حكم المحدث: موسى بن أعين أحفظ [يعني هذا حديث روي عن عطاء بدل مجاهد]
?
2 - بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا فأشهرت شهرا لم يأته منها خبر، فنزلت: {والعاديات ضبحا} ضبحت بمناخرها
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أبو زرعة الرازي ( http://www.dorar.net/mhd/264)- المصدر: العلل لابن أبي حاتم ( http://www.dorar.net/book/$r-%3Esource_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 3/ 51
خلاصة حكم المحدث: منكر، والصحيح: عن عكرمة فقط
?
3 - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعث خيلا فأشهر شهرا لم يأته منها خبر فنزلت {والعاديات ضبحا} [العاديات: 1] الحديث
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الساجي ( http://www.dorar.net/mhd/307)- المصدر: تعليقات على المجروحين ( http://www.dorar.net/book/$r-%3Esource_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 78
خلاصة حكم المحدث: منكر
?
4 - في غزوة السلسلة جاء أعرابي فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن جماعة من العرب قصدوا أن يكبسوا عليه بالمدينة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من للوائي؟ فقال أبو بكر: أنا له، فدفع إليه اللواء، وضم إليه سبعمائة، فلما وصل إليهم، قالوا: ارجع إلى صاحبك، فإنا في جمع كثير، فرجع، فقال في اليوم الثاني: من للوائي؟ فقال عمر: أنا، فدفع إليه الراية، ففعل كالأول، فقال في اليوم الثالث أين علي؟ فقال علي: أنا ذا يا رسول الله: فدفع إليه الراية، ومضى إلى القوم، ولقيهم بعد صلاة الصبح، فقتل منهم ستة أو سبعة، وانهزم الباقون، وأقسم الله تعالى بفعل أمير المؤمنين فقال: {والعاديات ضبحا} السورة
الراوي: - المحدث: ابن تيمية ( http://www.dorar.net/mhd/728)- المصدر: منهاج السنة ( http://www.dorar.net/book/$r-%3Esource_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 8/ 115
خلاصة حكم المحدث: كذب
?
5 - بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا فأشهرت شهرا لا يأتيه منها خبر فنزلت {والعاديات ضبحا} ضبحت بأرجلها {فالموريات قدحا} قدحت بحوافرها الحجارة فأورت نارا {فالمغيرات صبحا} صبحت القوم بغارة {فأثرن به نقعا} أثارت بحوافرها التراب {فوسطن به جمعا} قال صبحت القوم جمعا
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الهيثمي ( http://www.dorar.net/mhd/807)- المصدر: مجمع الزوائد ( http://www.dorar.net/book/$r-%3Esource_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 7/ 145
خلاصة حكم المحدث: فيه حفص بن جميع وهو ضعيف
?
6 - بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا فلبثت شهرا لا يأتيه خبرها، فنزلت {والعاديات ضبحا} ضبحت بأرجلها {فالموريات قدحا} قدحت الحجارة فأورت بحوافرها {فالمغيرات صبحا} صبحت القوم بغارة {فأثرن به نقعا} التراب {فوسطن به جمعا} صبحت القوم جميعا
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن حجر العسقلاني ( http://www.dorar.net/mhd/852)- المصدر: فتح الباري لابن حجر ( http://www.dorar.net/book/$r-%3Esource_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 8/ 599
خلاصة حكم المحدث: في إسناده ضعف
?
7 - عن ابن عباس في قوله {والعاديات ضبحا} الخيل
الراوي: مجاهد المحدث: الوادعي ( http://www.dorar.net/mhd/1422)- المصدر: غارة الفصل ( http://www.dorar.net/book/$r-%3Esource_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 76
خلاصة حكم المحدث: ضعيف
الدرر السنية(73/76)
المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي - الجزء الثامن-الذي لم يرفع على الشبكة
ـ[المريجي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 02:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اكرمني الله تعالى بالوقوف على الجزء الثامن من المعجم المفهرس الذي يحوي على الفهارس
قام بتأليفها كلا من
1 - ويم رافن
2 - يان يوست ويتكام
وقد قمت بالتصوير وها أنا ارفع مقدمة الجزء الثامن التي وضعها يان يوست
و الإرشادات التي وضعها ويم رافن
اللينكات على موقعين
1 - http://www.mediafire.com/?v68zzefdagtc2pc
2-http://rapidshare.com/files/423227326/___________8_-_________________________________-______________.rar
و (في المرفقات أيضا)
والحمد لله على نعمه
كتب المريجي الأثري(73/77)
سند رباعي لأبي يعلى لم أعرف اثنين من رجاله
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[05 - 10 - 10, 06:12 م]ـ
قال أبو يعلى رحمه الله:
ثنا سهل بن زنجله الرازي ثنا عبد الرحمن بن عمر ثنا عبد الله بن يزيد العبدي سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه --- فذكر حديث: سيدا كهول أهل الجنة.
أريد ترجمة عبد الرحمن بن عمر و ترجمة عبد الله بن يزيد العبدي
جزاكم الله خيراً يا أهل الحديث
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[05 - 10 - 10, 06:47 م]ـ
أين أنت يا أبا المظفر السناري؟؟؟
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 12:50 ص]ـ
الحديث ليس في المسند المطبوع وإنما هو في الأحاديث المختارة للضياء من طريق أبي يعلى
قال الضياء:
أخبرنا زاهر بن أحمد الثقفي بأصبهان أن الحسين بن عبد الملك الخلال أخبرهم أبنا إبراهيم بن منصور أبنا محمد بن إبراهيم أبنا أبو يعلى الموصلي ثنا سهل بن زنجلة الرازي ثنا عبد الرحمن بن عمر ثنا عبد الله بن يزيد العبدي قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين
وكذا أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق:
قال الألباني:
أخرجه ابن عساكر (9/ 310 / 2) و الضياء (145/ 2) من طريق أبي
يعلى الموصلي: حدثنا سهل بن زنجلة الرازي حدثنا عبد الرحمن بن عمر حدثنا عبد
الله بن يزيد العبدي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: فذكره مرفوعا.
قلت: و هذا إسناد لم أعرف منه غير سهل هذا، و هو ثقة.
* في برنامج جوامع الكلم إذا ضغطت على عبد الرحمن بن عمر ترجموه لك بالأوزاعي وهذا يظهر لي أنه خطأ لأن ابن زنجلة يروي عن الأوزاعي من طريق الوليد بن مسلم، وأيضاً الأوزاعي اسمه عبد الرحمن بن عمرو
وترجموا ل عبد الله العبدي أنه عبد الله بن يزيد بن آدم الدمشق ذكره ابن أبي حاتم في الجرح!
ولا يوثق بترجمتهم في كثير من الأحايين من تجربة ...
وجزيت خيراً ..
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[07 - 10 - 10, 02:07 ص]ـ
أين أنت يا أبا المظفر السناري؟؟؟
الحديث ليس على شرطي يا أبا صاعد!
وعلى كل حال: فالحديث أخرجه أبو يعلى- فيما يبدو - في (مسنده الكبير)، ومن طريقه الضياء وابن عساكر من طريق سهل بن زنجلة عن عبد الرحمن بن عمر عن عبد الله بن يزيد العبدي عن أنس به ...
قلت: وعبد الرحمن بن عمر لم يستطع الإمام الألباني في (الصحيحة)، والمعلق على (المختارة) أن يعرفاه! فضلا عن أن يقفا له على ترجمة!؟
مع كونه: هو ابن جبلة الباهلي، وقد روى عنه ابن زنجلة حديثًا فقال: (حدثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة الباهلي) كما تراه عند العقيلي في (الضعفاء/ترجمة: يزيد بن أبي عدي بن حاتم).
وابن جبلة هذا: شيخ دجَّال مُمَوِّه! قال أبو حاتم الرازي: (كتبت عنه بالبصرة وكان يكذب فضربت على حديثه)! وقال الدارقطني: (متروك يضع الحديث)! وهو من رجال (الميزان) و (لسانه).
أما عبد الله بن يزيد العبدي: فلم أفطن له؟ وأخشى أن يكون قد وقع في نسبته تحريفًا! كما وقع ذلك في اسم والد ابن جبلة!
ثم الإسناد فيه سقط لا محالة! أعني بين عبد الرحمن بن عمرو وعبد الله بن يزيد! فهو لم يدرك تلك الطبقة أصلا!
نعم: ربما كان الإسناد كله من توليد ابن جبلة رأسًا! غير أنه لم يُحْسِن سَبْكَ تكَذُّبِه؛ كيما يفضحه الله بين النقلة ودهماء أهل الحديث!
هذا ما عندي. والله المستعان لا رب سواه.
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[07 - 10 - 10, 12:49 م]ـ
أخي / أبا مهند
أخي / أبا المظفر
وفقكما الله تعالى و جزاكما خيراً ....
قال أبو يعلى الموصلي أيضاً: نا سهل بن زنجلة الرازي نا عبد الرحمن بن عمر نا محمد بن علي بن حسين الأزدي حدثني الحسن عن الأحنف بن قيس عن أبي ذر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إن لكل نبي وزيرين ووزيراي أبو بكر وعمر. اهـ من تاريخ ابن عساكر أيضاً.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 02:35 م]ـ
يا أبا المظفر:
الذي في الإسناد عبد الرحمن بن عمر، وذكرت أنت عبد الرحمن بن عمرو ..
وبوركت.
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[10 - 10 - 10, 09:01 م]ـ
يا أبا المظفر:
الذي في الإسناد عبد الرحمن بن عمر، وذكرت أنت عبد الرحمن بن عمرو ..
.
هو تحريف على التحقيق. وقد كنتُ أشرتُ إلى هذا سابقًا بقولي:
أما عبد الله بن يزيد العبدي: فلم أفطن له؟ وأخشى أن يكون قد وقع في نسبته تحريفًا! كما وقع ذلك في اسم والد ابن جبلة!
يعني: تحرف: (عمرو) إلى (عمر).
ـ[أبو الوليد الأندلسي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 11:11 م]ـ
الأخ السناري بالنسبة لما تكرمت به من كون: عبد الرحمن بن عمر تصحيف عن: عبد الرحمن بن عمرو.
الحديث رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (30/ 179) -كما ذكرتم- من طريق أبي يعلى وفيه: عبد الرحمن بن عمر فهل ما ورد في تاريخ دمشق تصحيف أيضا؟؟؟
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:30 ص]ـ
الأخ السناري بالنسبة لما تكرمت به من كون: عبد الرحمن بن عمر تصحيف عن: عبد الرحمن بن عمرو.
الحديث رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (30/ 179) -كما ذكرتم- من طريق أبي يعلى وفيه: عبد الرحمن بن عمر فهل ما ورد في تاريخ دمشق تصحيف أيضا؟؟؟
نعم! وابن زنجلة لا يعرف له شيخ يسمى: (عبد الرحمن بن عمر)؟ إنما يروي عن (عبد الرحمن بن عمرو). وهو ابن جبلة الساقط المعروف؟!
¥(73/78)
ـ[أبو الوليد الأندلسي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا المظفر.(73/79)
ما صحة أثر: و لو كنت بوابا على باب جنه لقلت لهمدان ادخلوا بسلامي
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[05 - 10 - 10, 09:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصيدة أمير المؤمنين الخليفة الراشد علي بن ابي طالب رضي الله عنه وهو يندب قبيلة همدان بن زيد ومنهم يآم في معركة صفين ضد جيش معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما و من الماثور عن معاوية رضي الله عنه قوله المشهور لهمدان بن زيد (انكم بعد قول علي فيكم) و لو كنت بوابا على باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام لن تأبهوا بإحد
و لمآ رأيت الخيل تضرب بالقنا
فوارسها حمر العيون دوامي
و اقبل رهج في السماء كانه
غمامة دجن ملبس بقتامي
و نادى ابن هند ذا الكلاع و يحصبا
و كندة في لخم و حي جذامي
تيممت همدان الذي هم هم
اذا ناب امر جنتي و حسامي
و ناديت فيهم دعوة فاجابني
فوارس من همدان غير لئامي
فوارس من همدان ليسوا بعزل
غداة الوغى من شاكر و شبامي
و من ارحب الشم المطاعين بالقنا
و رهم و احياء السبيع و يامي
و من كل حي قد اتتني فوارس
ذووا نجدات في اللقاء كرامي
بكل رديني و عصب تخاله
اذا اختلف الاقوام شعل ضرامي
يقودهم حامي الحقيقه منهم
سعيد بن قيس و الكريم يحامي
فخاضوا لضاها و اصطلوا بشرارها
و كانوا لدى الهيجاء كشرب مدامي
جزي الله همدان الجنان فإنهم
سمام العدى في كل يوم خصامي
لهمدان اخلاق و دين يزينهم
و لين اذا لاقوا و حسن كلامي
متى تاتهم في دارهم لضيافة
تبت عندهم في غبطة و طعامي
ألا إن همدان الكرام اعزة
كما عز ركن البيت عند مقامي
و لو كنت بوابا على باب جنه
لقلت لهمدان ادخلوا بسلامي
ما صحة هذه القصيدة عن علي رضي الله عنه
حيث أنها منتشره في المنتديات؟
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[09 - 10 - 10, 06:48 م]ـ
ننتظر جواب طلاب العلم
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 04:59 ص]ـ
معك بإذن الله بعد الانتهاء من بعض الشغل
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:03 ص]ـ
و أنا أنتظر معكم.
ـ[عبد العزيز محمد الحازمي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 06:51 م]ـ
تسجيل انتظار
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 08:41 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
فبعد بحث عن هذه القصة لم أجد أحدا أسندها , فكلهم يوردها بلا إسناد كالغزالي و بعض أصحاب التفاسير , لكن قد وجدت جزءا من هذه القصيدة وهو (لو كنت بوابا على باب جنه لقلت لهمدان ادخلوا بسلام) فرواه:
ابن ابي خيثمة في تاريخه (172/ 5 , ط: دار الفاروق) قال:
- حدثنا ابن الأصبهاني، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، قال: قال علي: " لو كنت بوابا على باب جنة لقلت لهمدان أدخلي بسلام ".
قلت: هذا إسناد رجاله ثقات , ابن الاصبهاني يلقب بحمدان ثقت ثبت , و ابو الاحوص هو سلام بن سليم ثقة قال ابن معين: (ثقة متقن) , و أبو اسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي ثقة حافظ تغير حفظه في آخر عمره ولم يختلط , وليس في هذا الاسناد علة إلا أنه قد قيل أن ابا اسحاق لم يسمع من علي رضي الله عنه لكن لقيه , قال ابن سعد: أخبرنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا أبو إسحاق: ((أنه صلى خلف على الجمعة، قال: فصلاها بالهاجرة بعدما زالت الشمس)) , و قال البغوى فى " الجعديات ": حدثنا محمود بن غيلان سمعت أبا أحمد الزبيرى، قال: ((لقى أبو إسحاق عليا)) , وقد قال المزي: ((لم يسمع من علي و قد رآه)) [انظر تحفة التحصيل لابي زرعة] , وقد وجدت أنه يروي عنه بواسطة و بغير واسطة , فتكون هذه القصة ضعيفة للإنقطاع بين ابي اسحاق و علي , و الله أعلم.
ـ[التنبكتي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 09:48 م]ـ
على هذا يكون الشاعر الأزوادي من قبيلة (كنتة) مقتبسا منها في قوله مادحا قبيلة (أهل السوق)
(ولو كنت بوابا على جنة * لقلت لأهل السوق أنتم لها أهل)
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 05:15 ص]ـ
أخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق [45/ 486]:
أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن محمد بن خسرو أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن قال أنا أبو علي بن شاذان أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب نا إبراهيم بن الحسين الكسائي نا يحيى بن سليمان الجعفي ثني نصر حدثني عمرو بن عبد الملك بن سلع نا أبي عن عبد خير قال: خرج عمرو بن الحصين السكسكي بعد قتل علي حريثا فقال عمرو من يبارز فخرج إليه رجل من أصحاب علي فقتله عمرو بن الحصين ثم قام على ظهره ثم نادى هل من مبارز فخرج رجل من أصحاب علي فقتله وقام على ظهره ثم نادى هل من مبارز فخرج إليه علي ففرقت عليه همدان لما رأوا من شجاعة الرجل فلما رآه السكسكي بدأه بالحملة قال ويشد عليه سعيد بن قيس الهمداني من خلف علي حين بدر إليه علي فطعنه فدق ظهره ثم إن عليا دعا إلى المبارزة فخرج إليه رجل من أصحاب معاوية فقتله علي ثم دعا إلى المبارزة فخرج إليه رجل آخر فقتله علي ثم دعا إلى المبارزة فخرج إليه الثالث فقتله علي أيضا ثم انصرف علي إلى أصحابه وقد اجتمعت له همدان فقالوا له يا أمير المؤمنين لقد تخوفنا عليك من الرجل فأنشأ علي يقول:
* ولو كنت بوابا على باب جنة * لقلت لهمدان ادخلي بسلام *
قال عمرو ولم يذكر أبي غير هذا البيت وزاد فيه غيره:
دعوت فجاءني من القوم عصبة * لدا البأس من همدان غير لئام
فوارس من همدان ليسو بعزل * غداة الوغى من شاكر وشبام
ومن أرحب الشم العرانين بالقنا * ونهم وخيوان السبيع ويام
ومن كل حي قد أتتني عصابة * ذوو نجدات في الوغي وعزام
يسوقهم حامي الحقيقة ماجد * سعيد بن قيس والكريم محامي
فيصلى صلاها واصطلينا بنارها * وكانوا لدى الهيجاء ضرام
لهمدان أخلاق كرام تزينهم * وصدق إذا لاقوا وحسن كلام
متى تأتهم في دارهم تستضيفهم * تبت ناعما في لذة وطعام
جزى الله همدان الجنان فإنهم * سمام العدى في كل يوم سمام
أناس يحبون النبي ورهطه * سراع إلى الهيجاء غير كهام
الحسين بن محمد بن خسرو ضعيف، ونصر بن مزاحم متروك الحديث
¥(73/80)
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[26 - 10 - 10, 09:13 م]ـ
أبو القاسم البيضاوي
عمرو فهمي
جزاكم الله خيرا
أجدتم وأفدتم 0بوركتم(73/81)
[إثبات ذِكْر آية الكرسي في أذكار الصباح والمساء]
ـ[عمر الحضرمي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 10:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، فهذا بداية بحث في أذكار الصباح والمساء، ويُنشر من ذلك ما تم تبييضه أولاً بأول -إن شاء الله تعالى-
(هل ثبت ذِكْر آية الكرسي في أذكار الصباح والمساء)؟
عن أُبَيّ بن كعب –رضي الله عنه- أنه كان لهم جُرْنٌ فيه تمر، وكان يتعاهده، فوجده ينقص، فحرسه، فإذا هو بدابَّةٍ تشبه الغلام المحتلم، قال: فسلَّمتُ فرَدَّ السلام، فقلت: مَنْ أنت: أَجِنٌّ أم إنس؟ قال: جِنٌّ، قال: فناوِلْني يدك، فناوَلني يده، فإذا يدُ كَلْبٍ وشَعْر كَلْب، قال: هكذا خَلْق الجن؟ قال: لقد علمتِ الجنُّ ما فيهم أشدّ مني، قال له أُبَيّ: ما حملكَ على ما صنعتَ؟ قال: بلغنا أنك رجل تحب الصدقة، فأحبَبْنا أن نصيب من طعامك، قال أُبيّ: فما الذي يجيرنا منكم؟ - وفي رواية: فما الذي يحرزنا منكم؟ - قال: هذه الآية، آية الكرسي، ثم غدا أُبَيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخبره، فقال: "صَدَق الخبيث".
-هذا الحديث هكذا، دون تصريح بأن آية الكرسي تُقرأ في أذكار الصباح والمساء، قد رواه كذلك: النسائي في "الكبرى" (6/ 239/برقم10796) وفي "عمل اليوم والليلة" برقم (960) وابن حبان (3/ 63/برقم784) والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 28) والحارث في "مسنده" كما في "بُغية الباحث عن زوائد مسند الحارث" للهيثمي (2/ 952/برقم1051) وكما في "إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة" للبوصيري (8/ 45/برقم7591) وأبو الشيخ الأصبهاني في "العظمة" (5/ 1650/برقم1092) وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (2/ 765 - 766/برقم544) والبيهقي في "دلائل النبوة" (7/ 108 - 109) والبغوي في "شرح السنة" (4/ 462 - 463/برقم1197) كلهم من طريق الأوزاعي ثنا يحيى بن أبي كثير ثني ابن أُبَيٍّ أن أباه أخبره أنه كان لهم جُرْن ...... فذكره.
رواه عن الأوزاعي هكذا: مبشر بن إسماعيل، وهو صدوق، والوليد بن مسلم، وهو ثقة، والوليد بن مزيد، وهو ثقة ثبت، وهقل بن زياد كاتب الأوزاعي، وهو ثقة.
كلهم قالوا: (ابن أبي بن كعب أن أباه أخبره) هكذا ولم يسموا هذا الابن، وقال ابن حبان بعد إخراجه الحديث في (3/ 65/برقم784): "اسم ابن أُبيّ هو الطفيل بن أُبي بن كعب" اهـ وسيأتي أن هناك من الرواة من سمَّاه محمد بن أُبي، ولم أقف على من سماه بالطفيل، ولذا تعقبه المقدسي في "الأحاديث المختارة" فقال: "والذي عندي أن هذا القول وهم من أبي حاتم ابن حبان – والله أعلم- فإن هذا الحديث لم نجده من رواية الطفيل بن أُبي عن أبيه، وإنما وجدناه من رواية محمد بن أُبي" اهـ.
وإذا رجحنا أنه محمد بن أبي؛ فقد وثقه ابن سعد وابن حبان، وكانت له رؤية، فحديثه مما يُحتج به.
- لكن يَرِد إشكالان: الأول من جهة السند، والثاني من جهة المتن:
أما الذي من جهة المتن؛ فليس في هذه الطريق ذِكْر الصباح والمساء، إنما هو ذِكْر عام يحفظ الله به من قاله، وهكذا كل روايات الأوزاعي في هذا الحديث، ليس فيها ذكر الصباح والمساء.
وأما الذي من جهة السند: فقد جاءتْ روايات أخرى فيها أن الرواي عن أُبَيٍّ هو ابنه عبد الله، والرواي عن عبد الله هو عبدة بن أبي لبابة:
فقد أخرج ابن أبي الدنيا في "هواتف الجن" (صـ136 - 137/برقم174): ثني الحسن بن الصبَّاح ثنا مبشِّر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن عبدالله بن أُبي بن كعب أن أباه أخبره أنه كان له جُرْن فيه تمر ...... فذكره، وبدون ذِكْر الصباح والمساء أيضًا.
ولو نظرنا في تلامذة مبشِّر بن إسماعيل: وجدنا الذي روى عنه الرواية الأولى بدون تسمية الابن: هو عبد الحميد بن سعيد، وهو لا بأس به، والذين رووه عنه بتسمية الابن عبد الله اختلفوا: فمنهم من رواه بذكر عبد الله، والرواي عنه عبدة بن أبي لبابة لا يحيى بن أبي كثير، وهذا الراوي هو الحسن بن الصبَّاح، وهو صدوق يهم، فعبد الحميد أحسن حالاً منه، إلا أن الحسن بن الصبَّاح قد توبع من أحمد بن إبراهيم الدورقي –أحد الحفاظ- بذكر عبدة وتسمية الابن عبد الله، لكنه جعل الرواي عن عبدة بن أبي لُبابة يحيى بن أبي كثير، أخرجه أبو يعلى الموصلي: أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا مبشر عن الأوزاعي عن يحي بن أبي
¥(73/82)
كثير عن عبدة بن أبي لبابة عن عبد الله بن أُبي بن كعب أن أباه أخبره أنه كان له جرين فيه تمر، فذكره بتمامه، انظر "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 37/برقم7592) ومن طريق أبي يعلى أخرجه المقدسي في "المختارة" (4/ 37/برقم1262) وذكر الحافظ في "النكت الظراف على تحفة الأشراف" (1/ 38) إخراج أبي يعلى له في "مسنده الكبير" عن الدورقي.
فبهذا يكون الراجح عن مبشر بن إسماعيل رواية الحديث عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عبدة عن عبد الله بن أبي عن أبيه، أي بإدخال عبدة بن أبي لبابة بين يحيى بن أبي كثير وعبد الله بن أُبَيِّ بن كعب، إلا أن مبشر بن إسماعيل نفسه ليس في درجة هقل والوليدين الذين رَوَوْا الحديث عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير، وفيه: (ثني ابن أُبي أن أباه أخبره) فمبشر بن إسماعيل نفسه "صدوق" فقط، وقد خالفه الثقات، ويحيى وإن كان مدلسًا إلا أنه صرح هنا بالتحديث عن ابن أبي بن كعب، فلو رجحنا رواية الجماعة عن الأوزاعي جعلْنا رواية مبشر هذه شاذة، وليس مبشر في منزلة من يُقبل منه الحديث هنا على الوجهين، والله أعلم.
- ومن الإشكالات التي في السند أيضًا: ما رواه النسائي في "الكبرى" (6/ 239/برقم1079) وفي "عمل اليوم والليلة" برقم (961): أنا أبو داود الطيالسي ثنا معاذ بن هانئ ثنا حرب بن شداد ثني يحيى ثنا الحضرمي بن لاحق التميمي ثني محمد بن أبي بن كعب، قال: كان لجدي جُرْن من تمر ..... فذكره، وفيه: إذا قُلْتَها حين تُصبح؛ أُجِرتَ منا إلى أن تمسي، وإذا قلْتَها حين تُمسي، أُجِرْتَ منا إلى أن تصبح، فغدا أبي إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخبره خبره، قال: "صَدَق الخبيث".
فقول محمد بن أبي بن كعب: (كان لجدِّي جُرْن من تمر) وقوله في آخر الحديث: (فغدا أبي إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم) فيه إشكالان:
الأول: أننا حملنا الكلام على ظاهره، وأن الجَدَّ جدُّ محمد بن أبي بن كعب؛ فهو كعب بن قيس، ولم يذكره أحد في الصحابة، ولا يُعرف إسلامه، ولا يُتصور إبقاؤه على شركه في المدينة، فإن كان المراد أن محمدًا هذا هو حفيد أبي بن كعب – كما سيأتي بعد ذلك- فسيأتي الكلام عليه هناك إن شاء الله تعالى.
الثاني: أن قوله: (فغدا أبي) هل المراد من ذلك: فغدا أُبَيّ أي أُبَيّ بن كعب؟ وسواء كان أبًا أو جَدًّا، أم المراد: فغدا أَبي" وهو أُبيّ ليسأل عما وقع في جرن أبيه كعب بن قيس؟ لكن هذا بعيد إذ لو كان والد أُبي مسلمًا لذُكر في الصحابة، ولو كان كافرًا لما أقره أحد على بقائه على الشرك بينهم، وأستبعد أن يكون المراد والد عمرًا والد محمد، لأنه ليس بصحابي، فالراجح الاحتمال الأول، والله أعلم.
وهذا سند فيه معاذ بن هانئ، وهو ممن يهم، وحرب بن شداد ثقة، والحضرمي لا بأس به.
- ومن نظر فيما سبق وما سيأتي وجد أن هناك خلافًا على الطيالسي: فقد رواه النسائي عنه بالوجه السابق، ورواه هارون بن عبد الله عن الطيالسي ثنا حرب بن شداد – دون ذِكْر معاذ بن هانئ- عن يحيى بن أبي كثير ثني الحضرمي بن لاحق عن محمد بن عمرو بن أُبي بن كعب عن جَدِّه أُبَيّ، أنه كان له جَرين تمر ..... فذكره، وفيه ذكر الصباح والمساء.
أخرجه كذلك الحاكم في "المستدرك" (1/ 561 - 562) ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" (7/ 109) والبخاري مختصرًا في "التاريخ الكبير" (1/ 27) وفيه: (محمد بن أبي قال: كان لجدي – يعني أُبيًّا- جرين من تمر) والمروزي كما في "مختصر قيام الليل" (صـ166 - 167) كما رواه البخاري، والشاشي في "مسنده" (3/ 338/برقم 1449) لكن دون ذكر الصباح والمساء، ورواه ابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 269 - 270) لكن بذكر معاذ بن هانئ بين الطيالسي وحرب بن شداد، والتصريح بأن الرواي محمد بن أبي بن كعب، كما رواه البخاري، وأخرجه المقدسي في "المختارة" (4/ 34 - 35/برقم1261).
¥(73/83)
ومن تأمل هذه المواضع علم أن الذي رواه عن الطيالسي بالتصريح باسم محمد بن عمرو بن كعب هو هارون بن عبد الله، وهو ثقة، لكنه خالف البخاري والنسائي وابن بشار، فكلهم قالوا: محمد بن أُبي بن كعب، لكن في روايتهم إشكال آخر، فقد ذكروا قوله: "كان لجدي جرين" مما يدل على أنه حفيد، فإن كان حفيدًا لأُبي فيكون بينه وبين أُبيّ أب له، وهذه الرواية سمته عَمرًا، وإن كان ابنًا لأُبي حفيدًا لكعب؛ فقد سبق أن كعبًا لم يُذْكر في الصحابة ...... الخ.
لكن على كل حال فالنفس لا تطمئن إلى ذكر عمرو بين محمد وأُبَي؛ لمخالفة هارون لهؤلاء الثلاثة الكبار، ولما هو معروف عن أولاد أُبَيّ، فالمعروف من أولاد أُبي: الطفيل – وبه يُكنى- ومحمد، وعبد الله، والأولان يُحتج بهما، والثالث لا يُحتج به.
بقي أن يقال: هل قوله: "كان لجدي جرين" محفوظ؟ في نفسي شيء للإشكالات السابقة، فهل هو سبق قلم أو خطأ آخر؟ الله أعلم، فإن الأمر جالب للحيرة، حتى قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى- أثناء كلامه على الاختلاف في المراد بمحمد هذا؟: "وهذا اختلاف شديد، يقف الباحث أمامه حيران لا يستطيع الجزم بشيء منه! " اهـ من "الصحيحة" (7/ 740/برقم3245) وإن كان قد رجح – رحمه الله- رواية من قال: "محمد بن أبي بن كعب، قال: كان لجدي ... " ثم قال: "هذا رأيي، ولكني لم أجد في الحفاظ المتقدمين من احتفل به، مثل الحافظ المزي والعسقلاني؛ فإنهما لم يترجما في "التهذيب" إلا لمحمد بن أُبَيّ بن كعب، لأنه هو المسمَّى عند النسائي دون محمد بن عمرو بن أُبيّ كما تقدم، فقالا: (محمد بن أبي بن كعب الأنصاري، أبو معاذ المدني، ويقال: محمد بن فلان ابن أُبَي ... ) فأشارا بقولهما: (فلان) إلى (عمرو) وإلى أن ذكْره بين (محمد) و (أُبي بن كعب) لا يصح ..... " إلى أن قال: "والذي يتبين لي من هذا البحث –وقد طال أكثر مما كنت أتصور-: أنه لم يتبين لي أن (ابن أبي بن كعب) هو (محمد) الابن، أم (محمد) الحفيد؟! مع جزم العسقلاني بأنه الأول، وقد وثقه ابن سعد (5/ 76) وابن حبان، كما تقدم، والآخر لم يوثقه إلا ابن حبان" اهـ.
- وقد جاء الحديث عن يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي بن لاحق عن محمد – قال: كان أبي بن كعب جد محمد– قال: كان لأبي جُرْن من طعام ........ وفيه ذِكْر الصباح والمساء.
أخرجه النسائي في "الكبرى" (6/ 239/برقم10798) وفي "عمل اليوم والليلة" برقم (962) من طريق شيبان عن يحيى به، وكذا الشاشي في "مسنده" (3/ 340/1450) من طريق شيبان به.
ورواه البخاري مختصرًا في "التاريخ الكبير" (1/ 27 - 28) من طريق أبان عن يحيى، وفيه: (محمد بن أبي بن كعب أن أبيًّا) وكذا رواه الطبراني في "الكبير" (1/ 201/برقم541) من طريق أبان عن يحيى به، وفيه: (محمد بن أبي عن أبيه) مع ذكر الصباح والمساء، وكذا أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1/ 192/690) من طريق أبان به، وكذا المقدسي في "المختارة" (4/ 33 - 34/برقم1260) من طريق أبان به، وشيبان ثقة صاحب كتاب، وفي روايته: (وكان أبي بن كعب جد محمد) وأبان ثقة له أفراد.
فالذي ينظر في هذا يجد أن قول شيبان أولى، لاسيما وقد تابعه حرب بن شداد كما سبق عند النسائي في "الكبرى" وفي "عمل اليوم والليلة" إلا أن ذكر الجد هنا مشكل لما سبق من كونه لا يصح حمله على والد أُبي، وهو كعب بن قيس الذي لم يعرف إسلامه أصلاً، ولو حملناه على حفيد أُبي؛ فالمزي والعسقلاني لم يرجحا ذلك، وهما حافظان، وأيضًا فلم أقف على ذكر رواية محمد بن عمرو بن أبي عن جَدِّه أُبي فيما تناولته يدي من كتب الرجال، مع أني لم أنشط للتوسع في بحث ذلك، أقول هذا للأمانة العلمية، فلعله لو توسع أحد رأى شيئًا آخر، وكذا لم أقف على نص يدل على رواية الحضرمي بن لاحق عن محمد بن عمرو بن أُبي هذا، فلْيُنظَر ذلك، والذي في "التاريخ الكبير" للبخاري، و"الجرح والتعديل" للرازي، و"الثقات" لابن حبان كل ذلك يؤكد ما قلْتُه، فإنهم ذكروا رواية محمد بن عمرو بن أُبي عن أم الطفيل امرأة أبيّ، ولم يذكروا روايته عن أُبي، وقد سبق أن ذكر محمد بن عمرو بن أبي غير محفوظ، إنما الإشكال في الرواية التي ذكرت أن أبيًّا هو جدُّ محمد.
¥(73/84)
هذا، والأوزاعي ذكر أن الرواي عن أُبَيٍّ ابنه – وإن أبهم اسمه- وتابعه أبان بن يزيد العطار، إلا أن الأوزاعي مع إمامته فقد كان في حديثه عن يحيى بعض الأوهام، وأبان نفسه على ثقته فله أفراد، فالأمر لا يزداد إلا إغلاقًا، وإن كان صنيع بعض الحفّاظ كالمزي والعسقلاني يدل على أن الرواي هو محمد بن أُبي عن أبيه أُبي.
- وإذا نظرنا إلى من تكلم على الحديث ممن سبق من العلماء: رأينا ابن حبان أدخله في "صحيحه" دون ذكر الصباح والمساء، وصححه الحاكم، وسكت عنه الذهبي مع ذكر الصباح والمساء، وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (1/ 458): رواه النسائي والطبراني بإسناد جيد، ووثق رجاله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 118) وصححه من المعاصرين شيخنا الألباني – رحمه الله- في "صحيح الترغيب والترهيب" (1/ 417/برقم662) مع ذكر الصباح والمساء، وإن كان قد حكم على زيادة الصباح والمساء في "الصحيحة" (7/ 743/برقم3245) بالشذوذ!! مع أننا لو نظرنا فيما سبق رأينا أن الذي لم يرو الصباح والمساء – دون اختلاف عليه- عن يحيى بن أبي كثير هو الأوزاعي فقط؛ وقد رواها عن يحيى بن أبي كثير مخالفًا للأوزاعي جماعة، فرووها عن يحيى بن أبي كثير، وهم: حرب بن شداد، وشيبان، وأبان، فهذه زيادة لا غبار عليها لو تخلصنا من إشكال ذكر الجد في الروايات السابقة، ولولا موقف المزي والعسقلاني ومن مشّى الحديث، وقُرْب وجوه الاختلاف في ذِكْر الجد وعمه؛ لكان لقول من لين الحديث لاحتمال الانقطاع بين محمد وجده أُبي بن كعب، ولعدم توثيق معتبر لمحمد، لولا صنيع الحافظين السابقين، وما سبق من تجاذب وتقارب بين الرواة المختلفين؛ لكان لمن ليّن الحديث وجه، وإن كان قد يقال: الرواي المضعَّف إذا روى حديثًا في قصة؛ فإن ذلك قد يدل على ضبطه، والله أعلم.
وعلى كل حال فالنفس إلى ثبوت الحديث بهذه الزيادة أميْل، لاسيما مع وجود شاهد، سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى.
- وللحديث شاهد دون ذكر قصة الجني من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه- فقد جاء من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي عن زرارة بن مصعب عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من قرأ حم المؤمن إلى [إِلَيْهِ المَصِيرُ] وآية الكرسي حين يصبح حُفظ بهما حتى يمسي، ومن قرأهما حين يمسي حُفظ بهما حتى يصبح"
أخرجه الترمذي (5/ 8/برقم2879) وقال: هذا حديث غريب، والدارمي (4/ 2132/3429) بلفظ: "لم ير شيئًا يكرهه .... " والمروزي كما في "مختصر قيام الليل" (صـ167) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبي هريرة به، بإسقاط زرارة بن مصعب وأبي سلمة، والطبراني في "الدعاء" برقم (322) بلفظ: "من قرأ آية الكرسي وأول حم المؤمن عُصم ذلك اليوم من كل سوء"دون ذكر الصباح والمساء، والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 325) ترجمة المليكي بلفظ الطبراني، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" برقم (76)، وبرقم (687) بلفظ الطبراني، والبغوي في "شرح السنة" (4/ 464/1198) وفي تفسيره "معالم التنزيل" (1/ 269) والأصبهاني في "ذكر أخبار أصبهان" (1/ 233) وفيه: (عن ابن أبي مليكة عن زرارة به) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 483)، (2/ 483 - 484) والنسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" (صـ281) ترجمة أبي طاهر عبد الواحد بن إبراهيم الميداني الصكوكي برقم (502) والحافظ في "نتائج الأفكار" (3/ 273) وقال: وفي سياق المتن مخالفة تقدم بيانها في باب الدعاء عند الصباح!! اهـ، وأخرجه قبل ذلك في (2/ 421).
ومن نظر في ترجمة عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وجد من أهل العلم من تركه، كالبخاري، والنسائي، وابن خراش، وهناك من اكتفى بتضعيفه ومشّاه ولم يتركه، ومنهم أبو حاتم، وأحمد، وابن معين الذي قال: ضعيف، وإن كان يطلق ذلك أحيانًا في الجرح الشديد، وكذا مشاه آخرون كابن عدي، والبزار، وغيرهما، وهو الأحوط عندي، وإن كان في النفْس نوع تردد، لكن لم يظهر لي ترك المليكي في هذا الموضع.
- وعلى هذا فالحديث يصلح أن يستشهد به في ذكر آية الكرسي من جملة أذكار الصباح والمساء، وأما أوائل حم المؤمن فلا تثبت بهذا الحديث، ولو رجحنا ضعف حديث أُبيٍّ لضعف محمد حفيد أُبي، ولاحتمال الانقطاع بينهما؛ فتضعف قصة الجني فقط من حديث أُبيّ، ويبقى ذكر آية الكرسي – لهذا الشاهد- في أذكار الصباح والمساء، وأنها عاصمة – بإذن الله تعالى- من قرأها صباحًا ومساءً من الجن، والله تعالى أعلم.
كتبه/ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني
دار الحديث بمأرب
23/شوال/1431هـ
ـ[عمر الحضرمي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 10:28 م]ـ
السلام عليكم
الرجاء من الإدارة تعديل عنوان الموضوع لحصول خطأ غير مقصود فيه إلى:
هل ثبت ذِكْر آية الكرسي في أذكار الصباح والمساء؟ لفضيلة الشيخ أبي الحسن السليماني وفقه الله
وجزاكم الله خيرا(73/85)
ما صحة أسانيد حديث (دواء عرق النسا)؟
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[05 - 10 - 10, 10:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله و على آله و من والاه:
فما صحة أسانيد حديث دواء عرق النسا , و خاصة الرواية:
أخرجه الثعلبي في تفسيره أيضا من حديث أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرق النسا: (تؤخذ ألية كبش عربي لا صغير ولا كبير فتقطع صغارا فتخرج إهالته فتقسم ثلاثة أقسام في كل يوم على ريق النفس ثلثا).
و هل تصح الرواية التي تذكر أن الكبش أسود؟
و جزاكم الله خيراً
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 02:20 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=222336
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[06 - 10 - 10, 04:13 ص]ـ
منقول من أم محمد بارك الله فيها:
1 - الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين والعجوة من الجنة وهي شفاء من السم قال ونعت رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرق النسا ألية كبش تجزأ ثلاثة أجزاء ثم يذاب فيشرب كل يوم جزءا على الريق
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - لصفحة أو الرقم: 5/ 91
خلاصة حكم المحدث: فيه مهدي بن جعفر الرملي وهو ثقة وفيه ضعف،وبقية رجاله ثقات
?
--------------------------------------------------------------------------------
2 - شفاء عرق النسا ألية شاة أعرابية تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء ثم يشرب على الريق في كل يوم جزء
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - لصفحة أو الرقم: 2805
خلاصة حكم المحدث: صحيح
?
--------------------------------------------------------------------------------
3 - شفاء عرق النسا إلية شاة أعرابية، تذاب، ثم تقسم ثلاثة أجزاء، يشربه ثلاثة أيام على الريق، كل يو م جزءا
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - لصفحة أو الرقم: 1899
خلاصة حكم المحدث: صحيح على شرط الشيخين
?
--------------------------------------------------------------------------------
4 - شفاء عرق النسا إليه شاة أعرابية، تذاب، ثم تجزأ ثلاثة أجزاء، ثم تشرب على الريق، كل يوم جزء
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - لصفحة أو الرقم: 3713
خلاصة حكم المحدث: صحيح
?
--------------------------------------------------------------------------------
5 - العجوة من الجنة، و فيها شفاء من السم، و الكمأة من المن و ماؤها شفاء للعين، و الكبش العربي الأسود شفاء من عرق النسا، يؤكل من لحمه، و يحسى من مرقه
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - لصفحة أو الرقم: 3850
خلاصة حكم المحدث: ضعيف
?
--------------------------------------------------------------------------------
6 - العجوة من الجنة، وفيها شفاء من السم، والكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، والكبش العربي الأسود شفاء من عرق النسا، يؤكل لحمه، ويحسا من مرقه
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - لصفحة أو الرقم: 3935
خلاصة حكم المحدث: ضعيف
?
--------------------------------------------------------------------------------
7 - شفاء عرق النسا آلية شاة أعرابية، تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء، ثم يشرب على الريق في كل يوم جزء.
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - لصفحة أو الرقم: 117
خلاصة حكم المحدث: صحيح
أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي،/ وقال أبو عبيد والإهالة كل شيء من الأدهان مما يؤتدم به خاصة مثل الزيت ودهن السمسم والألية المذابة والشحم المذاب
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[08 - 10 - 10, 03:16 م]ـ
اقتباس من مشاركة الأخ عمرو بسيوني:
زيادة الكبش الأسود جاءت في المسند، بسند صحيح من حديث أنس بن سيرين عن أنس بن مالك:
قال الإمام: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ " يَصِفُ مِنْ عِرْقِ النَّسَا أَلْيَةَ كَبْشٍ عَرَبِيٍّ أَسْوَدَ، لَيْسَ بِالْعَظِيمِ وَلَا بِالصَّغِيرِ، يُجَزَّأُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، فَيُذَابُ، فَيُشْرَبُ كُلَّ يَوْمٍ جُزْءًا ")
أما الذي ضعفه الشيخ ناصر فهو ما رواه الضياء في المختارة من حديث أنس، وعزاه السيوطي في الجامع الصغير لابن النجار، من حديث ابن عباس بلفظ (العجوة من الجنة، وفيها شفاء من السم، والكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، والكبش العربي الأسود شفاء من عرق النسا، يؤكل لحمه، ويحسا من مرقه)
وأصله في الصحيح، أما الزيادة من (الكبش العربي ... ) فلا تصح بهذه السياقة.
ويشهد لأصل المسألة الحديث الذي خرجه الترمذي وأحمد وغيرهما، وفيه (قَالُوا: صَدَقْتَ، فَأَخْبِرْنَا عَمَّا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ؟ قَالَ: اشْتَكَى عِرْقَ النَّسَا فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُلَائِمُهُ إِلَّا لُحُومَ الْإِبِلِ وَأَلْبَانَهَا فَلِذَلِكَ حَرَّمَهَا، قَالُوا: صَدَقْتَ)، وهو معنى قوله تعالى (كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة)
والله أعلم(73/86)
تخريج حديث في مسند الامام احمد في مذحج!!
ـ[نايف المنصور]ــــــــ[06 - 10 - 10, 12:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تخريج حديث
في مسند الامام احمد
حيث يا اخواني اشكل علي الحديث وارجوا رأيكم في طريقة تخريجي له وصححوا اخطائي
(19082) حدّثنا عبدالله حدَّثني أبي حدثنا حسن بن موسى حدثنا زهير بن معاوية حدثنا يزيد بن يزيد بن جابر عن رجل عن عمرو بن عبسة قال: «بينا رسول الله صلى الله عليه وسلّم يعرض خيلاً وعنده عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري فقال لعيينة: أنا أبصر بالخيل منك، فقال عيينة: وأنا أبصر بالرجال منك، قال: فكيف ذاك؟ قال: خيار الرجال الذين يضعون أسيافهم على عواتقهم ويعرضون رماحهم على مناسج خيولهم من أهل نجد، قال: كذبت، خيار الرجال رجال أهل اليمن، والإيمان يمان، وأنا يمان، وأكثر القبائل يوم القيامة في الجنة مذحج، وحضرموت خير من بني الحارث، وما أبالي أن يهلك الارثان كلاهما، فلا قيل ولا ملك إلاّ لله عزَّ وجلَّ، لعن الله الملوك الأربعة جمداء وشرحاء ومخوساء وأبضعة وأختهم العمورة».
عبد الله ابن الامام احمد عن ابيه الامام احمد بن حنبل
حدثنا حسن بن موسى الاسيب ابوعلي البغدادي قال أحمد: هو من متثبتي أهل بغداد.
وقال ابن معين: ثقة، وكذا قال أبو حاتم عن ابن المديني (تهذيب التهذيب)
حدثنا زُهَيرُ بنُ مُعَاوِيَةَ بن حُدَيج بن الرُّحَيلِ بن زُهَيرِ بن خَيْثَمَة الجُعْفِي، أبو خَيْثَمَة الكوفي قال صالح بن أحمد عن أبيه: زهير فيما روى عن المشائخ ثبت وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ثقة وقال أبو زرعة: ثقة (تهذيب التهذيب)
حدثنا يزيد بن يزيد بن جابريَزِيدُ بنُ يَزِيدَ بنِ جَابِر الأَزْدِي الشَّامِي الدِّمَشْقِي قال ابن سعد: كان ثقة وقال ابن معين، والنسائي: ثقة (تهذيب التهذيب)
عن رجل!! عن عَمْروُ بنُ عَبَسَة السُّلَمِي، كُنيتُه أبو نَجِيْح، صاحبُ رسول الله
درجة الحديث (ضعيف لان في سنده رجل مجهول)
وجاء في النسائي الكبرى (8252) ـ أخبرنا عمران بن بكار، قال: أنا أبو المغيرة عن صفوان عن شريح، عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي، عن عمرو بن عبسة السُّلمي، قال: قال رسول الله: «أكثرُ القبائلِ في الجنّة مَذْحِج».
عن عمران بن بكاربن رَاشِد الكَلاَعِي، أَبو مُوسى البراد الحِمْصِيّ المُؤَذّن قال النسائي: ثقة وقال مسلمة بن قاسم لاباس به (تهذيب التهذيب)
عن ابو المغيره عَبْدُ القَدُّوس بنُ الحَجّاج الخَولاَنِي، أبو المُغِيرَة الحِمْصِي قال أبو حاتم: كان صدوقا.وقال العجلي، والدارقطني: ثقة.وقال النسائي: ليس به بأس.
وذكره ابن حبان في الثقات (تهذيب التهذيب)
عن صَفْوَانُ بنُ عَمْروِ بن هَرِم السّكْسَكِي، أبو عَمْروٍ الحِمْصِي قال العجلي، ودحيم، وأبو حاتم، والنسائي: ثقة. وقال ابن سعد: كان ثقة مأمونا
عن شريح بن عبيد بن شريح بن عبد بن عريب الحضرمي المقرائي أبو الصلت وأبو الصوابالشامي الحمصيثقة و كان يرسل كثيرا (تقريب التهذيب)
عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِذٍ الْأَزْدِيُّ الثُّمَالِيُّ، الْحِمْصِيُّ مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ التَّابِعِينَ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ في المراسيل، أَحَادِيثُهُ مَرَاسِيلُ، وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ،
وعند الطبراني في المعجم الكبير حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس الأصبهاني ثنا سلمة بن شبيب ثنا عبد الرزاق أخبرني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في دارنا يعرض الخيل قال فدخل عليه عيينة بن حصين فقال للنبي صلى الله عليه وسلم أنت أبصر بالخيل مني وانا أبصر بالرجال منك فقال النبي صلى الله عليه وسلم فأي الرجال خير فقال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم ويعرضون رماحهم على مناسج خيولهم ويلبسون البرود من أهل نجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم كذبت خيار الرجال رجال ذي يمن الإيمان يمان وأكثر قبيلة في الجنة مذحج ومأكول حمير خير من آكلها حضرموت خير من كندة فلعن الله الملوك الأربعة جمدا ومشرحا ومحوسا وأبضعا وأختهم العمردة.
قال الهيثمي في الزوائد رجاله ثقات الا ان خالد بن معدان لم يسمع من معاذ بن جبل (انقطاع في السند)
¥(73/87)
وذكره الحاكم في المستدرك حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، أخبرني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي، عن عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض الخيل وعنده عيينة بن بدر الفزاري، فقال له رسول الله: «أَنا أَعْلَم بِالْخَيْلِ مِنْكَ» فقال عيينة: وأنا أعلم بالرجال منك، فقال رسول الله: «فَمَنْ خَيْر الرّجالِ»؟ قال: رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم ورماحهم على مناسج خيولهم من رجال نجد، فقال رسول الله: «كَذَبْتَ بَلْ خَيْرُ الرّجالِ رِجالُ الْيَمَنِ، وَالإِيمانُ يَمانٍ إِلى لَخْمٍ وَجذامٍ وَمَأْكولُ حِمْيَرٍ خَيْر مِنْ آكِلِها، وَحَضْرَمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ بَني الْحارِثِ، وَالله ما أُبالي لَوْ هَلَكَ الْحارِثانِ جَميعاً لَعَنَ الله الْملوكَ الْأَرْبَعَةَ جَمُداً وَمِخْوَساً وَأَبْضَعةَ وَأُخْتَهُمُ الْعَمَرَّدَةَ» ثم قال: «أَمَرَني رَبّي أَنْ أَلْعَنَ قُرَيْشاً مَرَّتَيْنِ فَلَعَنْتُهُمْ، وَأَمَرَني أَنْ أُصَلّي عَلَيْهِمْ فَصَلَّيْتُ عَلَيْهِمْ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ»، ثم قال: «لَعَنَ الله تَميمَ بْنَ مرةٍ خَمْساً وَبَكْرَ بْنَ وائِلٍ سَبْعاً وَلَعَنَ الله قَبيلَتَيْنِ مِنْ قَبائِلِ بَني تَميمٍ مقاعس وملادس»، ثم قال: «عُصَيَّةُ عَصَتِ الله وَرَسولَهُ غَيْر قيس وَجَعْدة وَعصْمَةَ»، ثم قال: «أَسْلَمَ وَغِفارُ وَمُزَيْنةُ وَأَحْلافُهُمْ مِنْ جُهَيْنَةَ خَيْرٌ مِنْ بَني أَسَد وَتَميمٍ وَغَطفانَ وَهَوازِنَ عِنْدَ الله يَوْم الْقِيامَةِ»، ثم قال: «شَرُّ قَبيلَتَيْنِ في الْعَرَبِ نَجْرانُ وَبَنو تَغْلِب، وَأَكْثَرُ الْقبائِلِ في الْجَنَّةِ مذْحَج». قال فيه هذا حديث غريب المتن. صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
في اسناده أبو العباس محمد بن يعقوب بن يونس بن معقل بن سنان الأموي مولاهم المعقلي النيسابوري محدث عصره بلا مدافعة ولد سنة سبع وأربعين ومائتين وحدث ستاً وسبعين سنة. حدث عنه الحاكم وخلق وتفرد في الدنيا بإجازته أبو نعيم الحافظ. مات في ربيع الأخر سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
وفيه ايضا محمد بن عبدالله بن الحكم بن أعين الفقيه أبو عبد الله المصري ثقه (تقريب التهذيب)
وفي سنده (ابن وهب) عَبْدُ اللَّهِ بنُ وَهْب بن مُسْلِم القُرَشِي، مولاَهُم، أبو محمّد المِصْرِيّ الفَقِيه قال أبو طالب عن أحمد: صحيح الحديث وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ثقة. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: صالح الحديث، صدوق (تهذيب التهذيب) وفيه معاوية بن بن حُدَيْر بن سَعِيد بن سَعْدِ بن فِهْر الحَضْرَمِي، أبو عَمْرو، قال أبو طالب عن أحمد: خرج من حمص قديماً، وكان ثقة. وقال جعفر الطيالسي عن ابن معين: ثقة. وقال ابن أبي خيثمة، والدروي في تاريخهما عن ابن معين: كان يحيى بن سعيد لا يرضاه. وقال العجلي، والنسائي: ثقة. وقال أبو زرعة: ثقة محدث. (تهذيب التهذيب) وثقه أحمد،، وغيره. وكان يحيى القطان يتعنت ولا يرضاه. وقال أبو حاتم: لا يحتج به، (ميزان الاعتدال)
وعند الالباني في السلسلة الصحيحة- خير الرجال رجال أهل اليمن، والإيمان يمان إلى لخم وجذام وعاملة؛ ومأكول حمير خير من آكلها، وحضرموت خير من بني الحارث، وقبيلة خير من قبيلة، وقبيلة شر من قبيلة، والله! ما أبالي أن يهلك الحارثان كلاهما، لعن الله الملوك الأربعة: جمداء، ومخوساء، ومشرحاء، وأبضعة، وأختهم العمردة. ثم قال: أمرني ربي عز وجل أن ألعن قريشا مرتين؛ فلعنتهم، فأمرني أن أصلي عليهم؛ فصليت عليهم مرتين. ثم قال: عصية عصت الله ورسوله؛ غير قيس وجعدة وعصية. ثم قال: لأسلم، وغفار، ومزينة، وأخلاطهم من جهينة: خير من بني أسد وتميم وغطفان وهوازن عند الله عز وجل يوم القيامة. ثم قال: شر قبيلتين في العرب: نجران وبنو تغلب، وأكثر القبائل في الجنة مذحج ومأكول قال الالباني غريب المتن صحيح الإسناد
وفي نهاية البحث يتبين ان الحديث ضعيف لان في رواياته ضعف رواة وانقطاع في السند وغرابة في المتن وخاصة ان في بعض الطرق للحديث قبائل لعنت ولها في الصحيح فضائل ومناقب مثل قبيلة بني تميم والله اعلم
ـ[أبو حازم الشامي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 09:48 م]ـ
أحسن الله إليكم ونفع بكم
ـ[نايف المنصور]ــــــــ[09 - 10 - 10, 01:04 ص]ـ
شكرا اخي ابو حازم وانني اطلب من المختصين التدقيق على التخريج وايضاح الاخطاء فيه(73/88)
تخريج حديث لم سميت جبرءئيل فقال: لأني آت بالجبروت
ـ[عبد العزيز كرعد الصومالي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 01:03 ص]ـ
من يتفضل لي تخريج هذا الحديث, هل له وجود في الخارج ولو بسند واهية
فإن الأصوليين ذكرو هذا الحديث.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[06 - 10 - 10, 12:35 م]ـ
حرره المشرف للضعف العلمي للمشاركة
ـ[عبد العزيز كرعد الصومالي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 06:11 م]ـ
االمحال عليه غير المحال,,,,,
أخي لم أجد بغيتي(73/89)
ما صحة "قصة رومة اليهودى مع سيدنا عثمان"
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[06 - 10 - 10, 06:21 م]ـ
اليهود قادمون مرة اخرى
فمن يشترى المياه للمسلمين ياعثمان؟
فى رواية للسمهودى فى كتاب "وفاء الوفا"، كان هناك يهوديا فى المدينة المنورة يدعى "رومة" يمتلك بئرا و يبيع للمسلمين الماء, فكان يتحكم فى البئر كما يشاء, و كانت آبار المدينة كلها تجف إلا هذا البئر (مازال هذا البئر موجودا إلى الآن). فذهب إليه سيدنا عثمان رضى الله عنه
وقال له:"أشترى منك البئر"
قال اليهودى:"لا أبيع الماء للمسلمين"
ثم عرض عليه سيدنا عثمان أن يشترى نصف البئر – أى يوم ويوم فقال اليهودي:"أبيعك نصف البئر"
فقال عثمان:"اشتريت"
فقال اليهودى:"بكم تشترى؟ "
فقال سيدنا عثمان:"بمائة ألف"
فقال اليهودي:"بعتك"
فقال عثمان:"اشتريت"
فقال رومة:"أستنصحك .. أالبئر خير أم المائة ألف"
فقال عثمان:"البئر خير"
فظل "رومة" يزيد السعر حتى اشترى هذا البئر بألف ألف (قالوا كان كل مال عثمان).
فنادى عثمان فى المسلمين:"نصف البئر لى, فمن أراد من المسلمين أن يأخذ منه فهو بلا شىء". فكان المسلمون يذهبون يأخذون ما يكفيهم من ماء ليومهم و لليوم التالى. وهكذا لم يجد "رومة" من يبيعه ماءا. أليست هذه مقاطعة؟؟؟ أليس ما فعله سيدنا عثمان هو أن جعل منتج "رومة" منتجه هو؟؟؟
ثم أتى يوم، ووقف رومة يقول:"أبيع الدلو بدرهم"
و كان سيدنا نعيمان يجلس بجواره و معه أكثر من دلو مملوء بالماء، فيسكب دلوا على الأرض ويقول:"درهم كثير"
فيقول رومة:"من يشترى بنصف درهم؟ "
فيأخذ نعيمان دلوا آخر ويسكبه ويقول:"نصف درهم كثير"
فيقول له رومة:"بكم تشترى يا نعيمان؟ "
فيقول له:"بتمرة"
يقول رومة:"بعتك"
فيقول نعيمان:"دعنى أفكر"
ثم أخذ دلوا و أراقه وقال:"والله إن التمرة لكثيرة"
قال رومة:"بكم تشترى؟ "
قال:" لا أشترى"
قال رومة:"تشترى بنواة علفا لدابتى؟ ".
فيذهب رومة إلى سيدنا عثمان فيقول:"يا عثمان أتشترى منى النصف الثانى؟ "
قال عثمان:"لا أشتريه, لا أحتاج إليه"
فيذهب رومة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول له:"أبهذا أرسلك ربك؟ "
فيقول النبى صلى الله عليه وسلم:"من جار علينا نصرنا الله عليه ... يا عثمان اشترى منه النصف الآخر".
فيقول عثمان:"يا رسول الله أأمر أم كرامة؟
فيقول له النبى صلى الله عليه وسلم:"بل كرامة يا عثمان"
فقال لرومة:"بكم تبيع؟ "
فقال:"اشتريت منى النصف بألف ألف"
قال:"نعم، و لكن هذا أشتريه بعشر"
فقال:"اجعلها مائة"
قال:"لا، عشر"
قال:"بعتك"، فأخرج عثمان عشر دنانير
قال رومة:"ما هذا؟ "
قال عثمان:"قلت أشتريه بعشر دنانير"
قال رومة:"ظننتك تقول بعشرة آلاف"
قال عثمان:"كان هذا زمانا، أتريدها أم أدسها.
قال رومة:"بل أبيع".
فيقول النبى صلى الله عليه وسلم:"لا ضر عثمان بن عفان ما يفعل بعد هذا".
المرجع المنتديات
أنظر هذا الرابط
http://www.islamdor.com/news.php?action=view&id=170 (http://www.islamdor.com/news.php?action=view&id=170)
فما صحة هذه القصة؟
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[17 - 10 - 10, 06:12 م]ـ
يرفع
للتذكير؟
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[22 - 10 - 10, 05:36 م]ـ
يرفع
للتذكير؟
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[22 - 10 - 10, 05:39 م]ـ
الرواية صحيحة
والبئر ما زالت معروفة مائها غزيرة حلوة إلى يومنا هذا.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[30 - 10 - 10, 08:06 م]ـ
مصعب الجهني
جزاك الله خيرا
لكن أين إسناد الرواية؟(73/90)
بحث: هل ثبتت قراءة المعوذات في أذكار الصباح والمساء؟
ـ[عمر الحضرمي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 02:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(هل ثبتت قراءة المعوذات في أذكار الصباح والمساء؟)
رُوي ذلك من حديث عبد الله بن خُبيب الجهني – رضي الله عنه -:
فمن طريق أَسِيد بن أبي أَسيد البراد عن معاذ بن عبد الله الجهني عن أبيه أنه قال: خرجنا في ليلة مَطَر وظُلْمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليصلي بنا، فأدركناه، فقال: "أصليتم"؟ فلم أقل شيئًا، فقال: "قُلْ" فلم أقل شيئًا، ثم قال: "قُلْ" فلم أقل شيئًا، ثم قال: "قُلْ" فقلت: يا رسول الله، ما أقول؟ قال: "قُلْ: (قل هو الله أحد والمعوذتين) حين تُمسي وحين تُصبح ثلاث مرات؛ تكفيك من كل شيء".
أخرجه أبو داود برقم (5082) والنسائي في "المجتبى" برقم (5428) وفي "الكبرى" برقم (7860) والترمذي برقم (3575) وأحمد في "مسنده" برقم (226664) بقراءة السور مرتين - وعدها بعض المحققين مقحمة- وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (4/ 351) والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 21) مختصرًا، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/ 33 - 34) برقم (2572) وعبد بن حميد في "المنتخب" برقم (493) وابن السني في "عمل اليوم والليلة" برقم (81) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 1630) برقم (4094، 4095) والبيهقي في "الدعوات الكبير" برقم (45) وابن الأثير في "أُسد الغابة" (2/ 585) ترجمة عبد الله بن خبيب برقم (2918) والمقدسي في "المختارة" (9/ 287 - 288) برقم (248، 249، 250) والمزي في "تهذيب الكمال" (14/ 451 - 452) والحافظ في "نتائح الأفكار" (2/ 345 - 346 دون ذكر ثلاث مرات).
وهذا إسناد ظاهره الحُسْن: فأَسيد بن أبي أسيد البراد قد وثقه ابن حبان وابن خلفون، وصحح حديثه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، فمثل هذا لا ينزل حديثه عن درجة الحُسْن، إلا أن الدارقطني قال: "يُعتبر به" وهذا معناه: أنه لا يُحتج به، ولو جمعنا بين هذا وذاك لقلنا: صدوق ربما وهم، أي أن الأصل في حديثه الحُسْن، حتى يظهر للناقد أنه وهم في حديث ما، فيُليِّن الحديث به لذلك، وهل هو كذلك هنا؟ أجيبُ عن ذلك بعد ذِكْر حال معاذ.
فأما معاذ بن عبد الله الجهني: فقد ترجمه الحافظ في "التقريب" بقوله: "صدوق ربما وهم" إلا أن من نظر في كلام أهل العلم فيه، كما في "تهذيب التهذيب" يرى أنه لا ينزل عن درجة: "صدوق" فقد وثقه ابن معين وأبو داود وابن حبان، وكون ابن حزم يقول: مجهول؛ فلا التفات إليه بعد توثيق من هم أعلم من ابن حزم بهذا الشأن، وكون الدارقطني يقول: "ليس بذاك" فلا يُغمز الرجل من أجل هذا، فإن الأكثر والأعلم على توثيقه، فإن لم يكن "ثقة" فلا أقل من أن يقال: "صدوق".
وعلى هذا فتحميل أَسِيد عهدة الوهم في إدخال هذا الحديث من جملة أذكار الصباح والمساء أولى من تحميل معاذ بن عبد الله بن خبيب، لاسيما وقد رواه عن معاذ بن عبد الله من هو أوثق من أسيد بدون هذه الزيادة:
فقد رواه زيد بن أسلم – وهو ثقة- عن معاذ بن عبد الله عن أبيه، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في طريق مكة، فأصبْتُ خُلْوة من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فدنوتُ منه، فقال: "قُلْ" فقلتُ: ما أقول؟، قال: "قُلْ" قلت ما أقول؟ قال: "قل أعوذ برب الفلق" ثم قال: "قل أعوذ برب الناس" ثم قال: "ما تعوَّذ الناس بأفضل منهما" هكذا دون ذِكْر الصباح والمساء، ودون ذكر (قل هو الله أحد).
أخرجه النسائي في "المجتبى" برقم (5426) وفي "الكبرى" برقم (7858) وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (صـ144 - 145) برقم (47/ 1) والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 21) وابن قانع في "معجم الصحابة" (9/ 3247) برقم (1006) والطبراني في "الأوسط" برقم (2796) وفي "الدعاء" برقم (677) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 1630) برقم (4096) والبغوي في "معجم الصحابة" (4/ 165) برقم (1677) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 347).
فزيد بن أسلم أوثق من أَسيد بن أبي أسيد، فروايته بدون ذِكْر الصباح والمساء، وبدون ذكر سورة (قل هو الله أحد) هي المعروفة عن معاذ بن عبد الله.
¥(73/91)
وقد توبع زيد على عدم ذِكْر الصباح والمساء من رواية عبد الله بن سليمان الأسلمي عن معاذ عن أبيه عن عقبة بن عامر الجهني قال: بيْنا أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم راحلته في غزْوة؛ إذ قال: "يا عقبة قُلْ" فاستمعتُ، ثم قال: "يا عقبة قُلْ" فاستمعتُ، فقالها الثالثة، فقلتُ: ما أقول؟ فقال: (قل هو الله أحد) فقرأ السورة حتى ختمها، ثم قرأ: (قل أعوذ برب الفلق) وقرأتُ معه حتى ختمها، ثم قرأ: (قل أعوذ برب الناس) فقرأت معه حتى ختمها، ثم قال: "ما تعوّذ بمثلهن أحد".
أخرجه النسائي في "المجتبى" برقم (5430) وفي "الكبرى" برقم (7846) والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 21 - 22) برقم (952).
وعبد الله بن سليمان الأسلمي "صدوق يخطئ" إلا أنه توبع من زيد بن أسلم على ذِكْر المعوذتين، ولعل من خطئه هنا زيادة (قل هو الله أحد) وقد جعل الحديث من مسند عقبة بن عامر لا من مسند عبد الله بن خبيب، وقد حصل وهم آخر منه: فروى الحديث عن معاذ عن عقبة دون ذكر أبيه أصلاً، وبدون ذكر الصباح والمساء أيضًا: أخرجه النسائي في "المجتبى" برقم (5431) وفي "الكبرى" برقم (7852) فهذا الاضطراب من عبد الله بن سليمان الأسلمي، إلا أن روايته – مع ما فيها- تتوافق مع رواية زيد بن أسلم الثقة، في ذكر المعوذتين وإطلاق الذِّكْر دون تقييده بالصباح والمساء.
هذا، وقد اختلفت كلمة الحافظ ابن حجر في هذا الحديث:
فحسّنه في "نتائج الأفكار" (2/ 345) بذكر الصباح والمساء، وقال مرة أخرى في (2/ 347): "والحديث معروف بعقبة بن عامر ..... وبسبب هذا الاختلاف توقفْتُ في تصحيحه" اهـ وقال في "النكت الظراف" (4/ 317): "وهو معروف بعقبة بن عامر" اهـ وقال في "الإصابة" (4/ 65): "ولا يبعد أن يكون الحديث محفوظًا من الوجهين" اهـ.
قلتُ: أما ذكر عقبة في حديث عبد الله بن خبيب فلا تطمئن النفْس إلى ثبوته، لرواية زيد بن أسلم - وهو ثقة- ومتابعة أسيد بن أبي أسيد - وهو صدوق- على عدم ذكر عقبة، وخالفهما عبد الله بن سليمان الأسلمي – وهو صدوق يخطئ- فروايته منكرة، إلا أن الحديث في ذِكْر المعوذتين من حديث عقبة مشهور، بل ادعى بعضهم فيه التواتر، فإن حُمل كلام الحافظ عليه فلا إشكال.
وهاك حديث عقبة بن عامر: فقد جاء بلفظ: "ألم تر آيات أُنزلت الليلة لم يُرَ مثلهن قط؟ (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) " وفي رواية: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقراءتهن دبر كل صلاة"، وفي بعض الروايات: "كلما نمت وقمت" وفي بعضها: "إذا نمت وإذا قمت" وفي بعضها مع ذِكْر قصة، وفي بعضها بدون القصة، وفي بعضها بذكر المعوذات، وغالبها مقتصر على المعوذتين، وفي بعضها بذكر سورة الفلق فقط، والحديث بهذه الروايات مفرقًا أخرجه:
مسلم في "صحيحه" برقم (814) وأبو نعيم في "مستخرجه على صحيح مسلم" برقم (1842، 1843، 1844) وأبو داود برقم (1462، 1463) والنسائي في "المجتبى" برقم (1336، 5433، 5434، 5435، 5436، 5437، 5438، 5439، 5440) وفي "الكبرى" برقم (1259، 7838، 7839،7840، 7842، 7843، 7844، 7845، 7847، 7848، 7849، 7851، 7855) وفي "عمل اليوم والليلة" برقم (889) والترمذي برقم (2902، 2903) والدارمي برقم (3482، 3483، 3484) وابن خزيمة برقم (534، 535، 536، 755) وابن حبان برقم (1842) والحاكم (1/ 253)، (2/ 540) والطيالسي في "مسنده" برقم (1003) وابن أبي شيبة في "مصنفه" برقم (29595) وأبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" (صـ145) برقم (47/ 3)، (صـ145) برقم (47/ 4) والحميدي في "مسنده" برقم (851) وأحمد في "مسنده" برقم (17296، 17299، 17303، 17322، 17341، 17342، 17350، 17366، 17370، 17378، 17392، 17417، 17418، 17452، 17455، 17792) وابن شبّة في "تاريخ المدينة" (3/ 1011مرتين، 1011 - 1012، 1012مرتين، 1012 - 1013) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر والمغرب" (صـ322،326) وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1/ 500) برقم (1312) وابن الضريس في "فضائل القرآن" (صـ122) برقم (286)، (288، 289) والرُّوياني في "مسنده" (1/ 150) برقم (160) وأبو يعلي الموصلي في "مسنده" برقم (1734، 1735، 1736) وابن المنذر في "الأوسط" برقم (1560) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/ 113 - 116) برقم
¥(73/92)
(122، 123، 124، 125، 126، 127) والخرائطي في "مكارم الأخلاق" برقم (454) والطبراني في "الكبير" (17/ 107) برقم (294، 811، 812)، (17/ 334 - 335) برقم (926) (17/ 345 - 346) برقم (951) وفي "مسند الشاميين" برقم (1968) وابن السني في "عمل اليوم والليلة" برقم (122) وابن المقرئ في "المعجم" برقم (557) وأبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" (1/ 261) والبيهقي في "الكبرى" (2/ 394 من وجوه) وفي "الشُّعَب" برقم (2559، 2560، 2563، 2564، 2565، 2566) والبغوي في "شرح السنة" (4/ 479) برقم (1213) بذكر سورة الفلق، وفي "تفسيره" (4/ 728) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (51/ 81 - 82، 82) وابن الأحضر في "العمدة في مشيخة شُهدة" برقم (24) والمقدسي في "حديث عبد الله المقرئ مما وافق رواية أحمد في المسند" (صـ81) برقم (40) والمزي في "تهذيب الكمال" (7/ 458) ترجمة حُنين بن أبي حكيم، ومحمد بن الحسين البزار في "فوائده" كما في "التدوين في أخبار قزوين" (1/ 172) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 290،291، 292 مرتين).
ومن نظر في هذه المواضع وجد عددًا كبيرًا نحو خمسة عشر رجلاً يروونه عن عقبة دون ذِكْر الصباح والمساء.
ورواه على بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن عقبة مطولاً في نجاة المؤمنين، وخير سُور أُنزلتْ، وفواضل الأعمال: أخرجه أحمد في "مسنده" برقم (17334) والرُّوياني في "مسنده" (1/ 146) برقم (157، 158) مقتصرًا على بعض مكارم الخلاق.
وعلى كل حال: ففي فضل قراءة المعوذتين أحاديث كثيرة، لكن المقصود في بحثنا هنا: النظر في ثبوت قراءة المعوذات أو المعوذتين في أذكار الصباح والمساء، ولم يصح من ذلك شيء عندي، والحديث قد حسّنه شيخنا الألباني – رحمة الله عليه- في "صحيح الترمذي" (3/ 182) برقم (2829) وجَوَّد سنده في تعليقه على "الكلم الطيب" (صـ69)، وقد رجَّحتُ ما ظهر لي حسب فهمي لقواعد أهل العلم، والعلم عند الله تعالى.
كتبه/ أبو الحسن السليماني
دار الحديث بمأرب
28/شوال/1431هـ
منقوووووول ( http://mareb.org/showthread.php?t=9686)(73/93)
كيف نخرج هذا الحديث تخريجاً علمياً
ـ[حكم علاء السامرائي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 04:42 م]ـ
حديث أبي هريرة t من قوله: ((الْمَعِدَةُ حَوْضُ الْبَدنِ، وَالْعُرُوقُ إِلَيْهَا وَارِدَةٌ))، قال القاضي عياض: وإن كان هذا حديثاً لا نصَحِّحُه لضعفه وكَوْنِه موضوعاً تكلّم عليه الدارَ قُطْني
ـ[أسامة بن سعد الهادي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 06:20 م]ـ
جاء في الجامع الكبير:
" أخرجه الطبرانى فى الأوسط (4/ 329، رقم 4343) قال الهيثمى (5/ 86): فيه يحيى بن عبد الله البابلتى، وهو ضعيف. والعقيلى (1/ 51، ترجمة 38 إبراهيم بن جريج الرهاوى) وقال: هذا الحديث باطل لا أصل له. والبيهقى فى شعب الإيمان (5/ 66، رقم 5796). وأخرجه أيضًا: ابن حبان فى الضعفاء (3/ 128)، والديلمى (4/ 231، رقم 6691)، والذهبى فى الميزان (1/ 143) وقال: هذا منكر. ووافقه الحافظ فى اللسان (1/ 43). وأورده ابن طاهر المقدسى فى تذكرة الموضوعات (ص 152، رقم 1110)، والقارى فى الموضوعات الكبرى (ص 213، رقم 842) "(73/94)
تصحيف في طبعات سنن ابن ماجه
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[07 - 10 - 10, 09:27 م]ـ
السلام عليكم
كنا ندرس كتاب الجنائز من سنن ابن ماجه رواية ودراية فوقفنا على حديث 1436. يقول الإمام ابن ماجه "حدثنا محمد بن عبد الله الصنعاني. حدثنا سفيان قال سمعت محمد بن المنكدر يقول - سمعت جابر بن عبد الله يقول عادني رسول الله صلى الله عليه و سلم ماشيا وأبو بكر وأنا في بني سلمة
فلما بحثنا في كتاب تهذيب التهذيب عن ترجمة محمد بن عبد الله الصنعاني ظفرنا في ترجمته بفائدة تدل على تصحيف موجود في كل طبعات ابن ماجه فيما علمنا. يقول الإمام ابن حجر: تهذيب التهذيب - (407 س النسائي محمد بن عبد الله بن بكر بن سليمان الخزاعي ويقال الهاشمي مولاهم أبو الحسن الصنعاني المقدسي الخلنجي روى عن بن عيينة وأبي سعيد مولى بني هاشم ومالك بن سعير بن الخمس وسعيد بن سالم القداح وعبد الله بن ميمون القداح روى عنه النسائي وأبو حاتم وابن أبي عاصم وعبدان الأهوازي وإبراهيم بن دحيم ومحمد بن الحسن بن قتيبة وغيرهم قال بن أبي حاتم صدوق ذكر بن عساكر ان بن ماجة روى عنه وهو وهم إنما روى عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني فوقع في بعض النسخ عن محمد بن عبد الله الصنعاني على وجه التصحيف فظنه أبو القاسم هذا و قال النسائي كتبت عنه ببيت المقدس صدوق"
ويقول ابن حجر في ترجمة محمد بن عبد الله بن المهل بن المثنى الصنعاني في تهذيب التهذيب - (9/ 222)
" روى عن عبد الرزاق وعنه أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال كتبت عنه بمكة وهو صدوق قلت وقد ذكره صاحب الكمال وذكر أن بن ماجة روى عنه وأنه روى عن سفيان بن عيينة وروى عنه أيضا أبو عوانة الإسفرائيني وتعقب المزي عليه ذلك بان في بعض الروايات عن بن ماجة ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال وهو الصواب
ولكنا لم نجد الترجمة الثانية المذكورة في تهذيب التهذيب المطبوع -طبعة مؤسسة الرسالة –فإن فيها إحالة على الترجمة الأولى.ولا ندري أهما واحد أم اثنان إنما وجدناه في المكتبة الشاملة -طبعة دار الفكر-
فهل ما انتهى إليه علمنا صحيح؟
ـ[سليمان أحمد]ــــــــ[08 - 10 - 10, 12:03 ص]ـ
قلت نسخة سنن ابن ماجه بتحقيق شيخنا عصام موسى هادي طبع دار الصديق سالمة من هذا التصحيف فقد قال شيخنا في الهامش: ((قال المزي في تهذيب الكمال: هكذا وقع في رواية المقومي، وقال إبراهيم بن دينار عن ابن ماجه: محمد بن عبد الأعلى الصنعاني وهو الصواب إن شاء الله)).
ـ[عيسى 33]ــــــــ[08 - 10 - 10, 12:35 ص]ـ
هذا ليس تصحيفا في أي مطبوع
وإنما هكذا وقع في النسخ الخطبة العتيقة لسنن ابن ماجة، والتي وقف عليها ابن عساكر، والمزي، وابن حجر، ووقع في بعض الروايات غير ذلك.
وقد رجعتُ إلى نسختي الخطية 2/الورقة 323، وطبعَتَيْ دار الجيل، تحقيق بشار، والرسالة، تحقيق شعيب، وفي الجميع: "مُحمد بن عَبد الله"، كما وقع في النسخ القديمة.
ويجب إثبات الخطأ كما هو، إذا ثبت ذلك في النسخ القديمة، والتصحيف هو تغييره.
وأعتقد أن الصواب أن يكون الأمر هكذا:
1436 - حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّنْعَانِيُّ (1)، حَدَّثنا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: عَادَنِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وسَلمَ مَاشِيًا وَأَبُو بَكْرٍ، وَأَنَا فِي بَنِي سَلِمَةَ.
_حاشية__________
(1) كذا في نسختي الخطية 2/الورقة 323، والمطبوع: "مُحمد بن عَبد الله"، قال المِزِّي: حديث ابن ماجة عَن "مُحمد بن عَبد الأَعلى الصَّنعَاني" هكذا وقع في رواية إبراهيم بن دِينار، عَن ابن ماجة، وهو الصَّواب، ووقع في نسخة السَّمَاع: "مُحمد بن عَبد الله الصَّنعَاني" وهو وَهْمٌ. "تحفة الأشراف" (3028).
- وقال ابن حَجَر، في ترجمة محمد بن عَبد الله بن بكر بن سُليمان الخزاعي، ويُقال: الهاشمي، مولاهم، أَبو الحسن الصنعاني: ذكر ابن عساكر ان ابن ماجة روى عنه، وهو وَهم، إِنما روى عن محمد بن عبد الأَعلى الصنعاني، فوقع في بعض النسخ: "عن محمد بن عَبد الله الصنعاني" على وجه التصحيف، فظنه أَبو القاسم، يعني ابن عساكر، هذا. "تهذيب التهذيب" 9/ 249.
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[08 - 10 - 10, 10:46 ص]ـ
أخي سليمان جزاك الله خيرا.
أخي عيسى أفدت وعلمت و لكن طبعات سنن ابن ماجه كلها خالية عن هذا التنبيه إلا ما ذكر الأخ سليمان كما أفاد
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[20 - 10 - 10, 09:00 م]ـ
وقد نبه على هذا الوهم محققو سنن ابن ماجة طبعة مؤسسة الرسالة 2/ 433
فأثبتوا الخطأ في المتن إذ أنه جاء هكذا كما ذكر الأخ عيسى 33 ثم نبهوا في الحاشية ..
وبوركتم.(73/95)
مساعدة في التخريج
ـ[عبد الإله الشامي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 12:32 ص]ـ
من وقف على تخريج هذا اللفظ للحديث فليفدنا جزاه الله خيرا
1 - "من صلى على مرة واحدة صلى الله عليه عشر مرات ومن صلى على عشر مرات صلى الله عليه مائة مرة ومن صلى مائة مرة
صلى الله عليه الف مرة ومن صلى على الف مرة حرم جسده على النار وثبته بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الاخرة عند المسئلة وادخله الجنة وجاءت صلواته على ّ نورا يوم القيامة على الصراط مسيرة خمسمائة عام واعطاه الله بكل صلاة صلاها قصرا فى الجنة قل ذلك او كثر ".
ـ[عبد الإله الشامي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 12:36 ص]ـ
2 - " ما من عبد صل على الاخرجت الصلاة مسرعة من فيه فلا يبقى بر ولا بحر ولا شرق ولا غرب الا وتمر به وتقول انا صلاة فلان بن فلان صلى على محمد المختار خير خلق الله فلا يبقى شئ الا صلى عليه ويخلق الله من تلك الصلاة طائر له سبعون الف جناح فى كل جناح سبعون الف ريشه فى كل ريشة سبعون الف وجه فى كل وجه سبعون الف فم فى كل فم سبعون الف لسان كل لسلن يسبح الله تعالى بسبعين الف لغة ويكتب الله له ثواب ذلك كله".(73/96)
حديث ابن عمرو في التسبيح
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[08 - 10 - 10, 02:42 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه والآل والصحب ومن ومن والاه أما بعد:
فهذا الموضوع حاولت رفعه مرارا في ملتقانا المبارك فلم أفلح بل كانت تخرج لي نافذة تحتها بالإنجليزية خطأ كبير وكلمات أخرى وأرقام وكنت قد سميته القول المليح في حديث عبد الله بن عمرو في التسبيح وما زلت أختصر في العنوان حتى آل إلى ما كتب أعلاه فالله المستعان أما بعد:
فهذا هو الحديث الثاني بعد حديث كعب بن عجرة من أحاديث التسبيح عقب الصلاة ووهو حديث عظيم جليل حقيق بأن يعرف ويشهر وكنت قد حررت القول فيه قديما فنشطت بحمد الله تعالى للنظر فيه وتهذيبه وإعادة صياغته وإضافة ما ينبغي إضافته فالحمد لله على تيسيره وعونه
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[08 - 10 - 10, 02:49 م]ـ
هذا الحديث رواه عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل قالوا وما هما يا رسول الله؟ قال يسبح أحدكم عشرا ويحمد عشرا ويكبر عشرا في دبر كل صلاة فتلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمس مائة في الميزان وإذا أوى أحدكم إلى فراشه كبر الله وحمده وسبحه مائة فتلك مائة باللسان وألف في الميزان فأيكم يعمل في يومه وليلته ألفين وخمسمائة سيئة؟ قال ولقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعد هكذا وعد بأصابعه قالوايا رسول الله كيف لا نحصيها؟ قال يأتي أحدكم الشيطان في صلاته فيقول له اذكر حاجة كذا وحاجة كذا حتى ينصرف ولم يذكر ويأتيه عند منامه فينومه ولم يذكر "
وفي رواية " وأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدهن بيده وإذا أوى أحدكم إلى فراشه أو مضجعه سبح ثلاثا وثلاثين وحمد ثلاثا وثلاثين وكبر أربعا وثلاثين "
ورواه عن عطاء جماعة كثيرة من أصحابه بل هو متواتر عنه وإليك رواياتهم
1/ سفيان الثوري
أخرجه عبد الرزاق في المصنف وعنه أحمد كما في نتائج الأفكار وإتحاف المهرة
وأخرجه البخاري في الأدب المفرد والحربي في حديث سفيان والسري في حديث الثوري قالوا ثنا أبو نعيم
وأخرجه السري أيضا في حديث سفيان ثنا عبيد الله وقبيصة
وأخرجه البزار في المسند قال يوسف ناه مهران بن أبي عمر
وأخرجه السراج في مسنده ثنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة ثنا عبد الرحمن
وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق ثنا أحمد بن يحيى بن مالك السوسي ثنا أبو النضر عن الأشجعي [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1) وأخرجه البيهقي في الشعب نا أبو عبد الله ومحمد بن موسى قالا أنبا العباس ثنا أسيد بن عاصم ثنا الحسين بن حفص ثمانيتهم قالوا ثنا سفيان عن عطاء بن السائب به
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في الكبير الدعاء وابن حجر في نتائج الأفكار ومن طريق أبي نعيم أخرجه الطبري في التفسير والطبراني في الكبير وأبو نعيم في مسند أبي حنيفة ورواية السراج مختصرة جدا
2/ محمد بن فضيل
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف
وأخرجه ابن ماجة في السنن ثنا أبو كريب
وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق ثنا العطاردي [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)
وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار ثنا إسحاق بن إبراهيم قال محمد بن يزيد الرفاعي أربعتهم قالوا ثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب به
3/ شعبة بن الحجاج
أخرجه أحمد في المسند ثنا محمد بن جعفر
وأخرجه أبو داود في السنن ثنا حفص بن عمر
وأخرجه السراج في مسنده ثنا القاسم بن بشر بن معروف ثنا أبو داود
وأخرجه الطبراني في الكبير والدعاء ثنا العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا أبو الوليد الطيالسي
وأخرجه الحاكم في المستدرك ثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسن ثنا عفان
وأخرجه البيهقي في الكبرى نا أبو عبد الله ثنا عبد الرحمن ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس ستتهم قالوا ثنا شعبة عن عطاء بن السائب به
ومن طريق أحمد أخرجه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة ورواية أبي داود وعفان وآدم مختصرة
4/ حماد بن زيد
أخرجه النسائي في الكبرى نا يحيى بن حبيب بن عربي
وأخرجه الطبراني في الدعاء ثنا علي بن عبد العزيز ثنا عارم أبو النعمان
وأخرجه ابن حبان في الصحيح نا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي
وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في مسند أبي حنيفة ثناه حبيب ثنا يوسف القاضي ثنا أبو الربيع أربعتهم قالوا ثنا حماد بن زيد عن عطاء بن السائب به
ومن طريق يوسف القاضي أخرجه الحافظ في نتائج الأفكار
فائدة:
قال الطحاوي في شرح مشكل الآثار ثنا ابن أبي عمران ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال صلينا مع حماد بن زيد صلاة العصر فتكاب عليه أصحاب الحديث فقال لهم قد حدثتكم بحديث عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو في التسبيح فأيكم عمل به أشهد لا حدثتكم شهرا
إسحاق بن أبي إسرائيل هو أبو يعقوب المروزي ثقة حافظ والسند إليه صحيح ابن أبي عمران هو أحمد أبو جعفر الفقيه البغدادي وثقه ابن يونس
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) سقط من رواية الخرائطي السائب أبو عطاء وليس هو خلافا على سفيان لأن الخرائطي جمع فيه بين إسنادين إسناد سفيان عن عطاء وابن فضيل عن عطاء وقد سقط السائب من رواية ابن فضيل بعد تحويله السند وكل من أصحاب سفيان وابن فضيل رووه عنهما عن عطاء عن أبيه
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) سقط من سنده السائب أبو عطاء ولا أحسبه خلافا على ابن فضيل
¥(73/97)
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[08 - 10 - 10, 02:51 م]ـ
5/ أيوب السختياني
أخرجه ابن حبان في الصحيح والطبراني في الدعاء قالا ثنا أبو خليفة ثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي ثنا حماد بن زيد قال كان أيوب السختياني حدثنا عن عطاء بن السائب بحديث التسبيح قبل أن يقدم علينا عطاء البصرة فلما قدم عطاء البصرة قال لنا أيوب انطلقوا فاسمعوا منه حديث التسبيح
ومن طريق ابن حبان أخرجه الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 267) وفي روايته كان أيوب حدثنا بهذا الحديث عن عطاء بن السائب فذكره بطوله
وإسناد الخبر صحيح تقدم
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل حدثني أبي حدثني إبراهيم بن مهدي قال سمعت حماد بن زيد يقول أتينا أيوب فقال اذهبوا فقد قدم عطاء بن السائب من الكوفة وهو ثقة اذهبوا إليه فاسألوه عن حديث أبيه في التسبيح
وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند
وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار ثنا محمد بن علي بن داود قالا ثنا القواريري ثنا حماد بن زيد قال قدم علينا عطاء بن السائب البصرة فقال لنا أيوب ائتوه وسلوه عن حديث التسبيح قال القواريري يريد حديث أبيه عن عبد الله بن عمرو
ومن طريق عبد الله أخرجه الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 267)
القواريري هو عبيد الله بن عمر البصري ثقة ثبت
وأخرج الحميدي في مسنده عن سفيان بعد ذكر الحديث قال سفيان: هذا أول شيء سألنا عطاء عنه وكان أيوب أمر الناس حين قدم عطاء البصرة أن يأتوه فيسألوه عن هذا الحديث
6/ حماد بن سلمة
أخرجه الطبراني في الدعاء ثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن المنهال
وأخرجه ابن السني نا أبو يعلى ثنا كامل بن طلحة وإبراهيم بن الحجاج السامي ثلاثتهم قالوا ثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب به
7/ معمر بن راشد
أخرجه عبد الرزاق في المصنف وعنه عبد بن حميد في المسند عن معمر عن عطاء بن السائب به
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في الدعاء
تنبيه: قال عبد الرزاق: ثم ذكر مثل حديث الثوري إلا أنه لم يذكر قوله " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعدهن "
وقال عبد بن حميد في روايته عن عبد الرزاق " قال ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعدهن هكذا بأصابعه "
8/ إسماعيل بن علية
أخرجه الترمذي في الجامع ثنا أحمد بن منيع
وأخرجه ابن ماجه في السنن ثنا أبو كريب
وأخرجه ابن جرير في التفسير والسراج في مسنده قالا ثنا يعقوب
وأخرجه ابن حبان في الصحيح نا أبو يعلى ثنا أبو خيثمة أربعتهم قالوا ثنا إسماعيل بن علية ثنا عطاء بن السائب به
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وقد روى شعبة والثوري عن عطاء بن السائب هذا الحديث وروى الأعمش هذا الحديث عن عطاء بن السائب مختصرا وفى الباب عن زيد بن ثابت وأنس وابن عباس رضي الله عنهم
9/ جرير بن عبد الحميد
أخرجه أحمد في المسند
وأخرجه البزار في المسند ثنا يوسف بن موسى
وأخرجه ابن حبان في الصحيح نا أبو يعلى ثنا أبو خيثمة
وأخرجه الطبراني في الكبير ثنا محمد بن إسحاق بن راهويه ثنا أبي أربعتهم قالوا ثنا جرير عن عطاء بن السائب به
ومن طريق أحمد وابن راهوية أخرجه ابن فاخر الأصبهاني في موجبات الجنة ورواية البزار مختصرة
10/ سفيان بن عيينة
أخرجه الحميدي في مسنده
وأخرجه النسائي في السنن نا محمد بن عبد الله بن يزيد
وأخرجه الطبراني في الدعاء ثنا الوليد بن العباس المصري ثنا حامد بن يحيى البلخي ثلاثتهم قالوا ثنا سفيان بن عيينة ثنا عطاء بن السائب به
تنبيه: ورد في هذه الرواية " ثم قال سفيان إحداهن أربعا وثلاثين "
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[08 - 10 - 10, 02:53 م]ـ
11/ مسعر بن كدام
أخرجه الطبراني في الدعاء ثنا المقدام بن داود نا عبد الله بن محمد بن المغيرة
وأخرجه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة ثناه أبو محمد ثنا حاجب ثنا الربيع ثنا عبد العزيز بن المغيرة قالا ثنا مسعر بن كدام عن عطاء بن السائب به
ومن طريق عبد الله بن محمد بن المغيرة أيضا أخرجه الطبراني في الأوسط
قال الطبراني: لم يروه عن مسعر إلا عبد الله بن محمد بن المغيرة
أقول: قد رواه عنه عبد العزيز بن المغيرة كما تقدم وهو أبو عبد الرحمن الصفار البصري قال أبو حاتم صدوق لا بأس به وهو غير عبد الله بن محمد بن المغيرة فهذا أبو الحسن أصله كوفي سكن مصر قال أبو زرعة منكر الحديث يحدث عن مالك بن مغول بمناكير وضعفه غير واحد
12/ أبو بكر النهشلي
أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا أبو عامر العقدي
وأخرجه الطبراني في الدعاء ثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا يحيى الحماني قالا ثنا أبو بكر النهشلي عن عطاء بن السائب به وليس في رواية الطحاوي عقد التسبيح
13/ أبو حنيفة النعمان
أخرجه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة ثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد ثنا سلمة بن عبد الجليل ثنا مروان بن ثوبان ثنا أبو حنيفة عن عطاء بن السائب به وليس فيه عقد التسبيح
تنبيه: كذا ورد اسم أبي الراوي عن مروان ومروان ذكره البخاري في التاريخ الكبير وقال عن أبي حنيفة النعمان روى عنه سلمة بن الخليل البصري
أقول: سلمة بن عبد الجليل الوارد في هذا السند أحسبه الذي ذكره البخاري إلا أنه تصحف والله أعلم ولم أقف له على ترجمة
قال أبو نعيم: وتابعه (أبا حنيفة) على هذا الحديث الجم الغفير منهم الثوري وشعبة وأيوب فاختصروه وذكروا فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيده والباقون تابعوه في اللفظ وذكروه بطوله
أقول: سفيان وشعبة روايتهما غير مختصرة وإنما تابعوه على اللفظ كما سبق وكذا رواية أيوب فإني لم أقف على لفظها لكن حماد بن زيد أخبر عنه أنه حدثهم بحديث التسبيح فذكره بكامله كما نقله عنه الحافظ والله أعلم
يتبع إن شاء الله تعالى برواية إسماعيل بن أبي خالد وفيها اختلاف
¥(73/98)
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[09 - 10 - 10, 02:33 م]ـ
14/ إسماعيل بن أبي خالد
رواه أبو خالد الأحمر عن إسماعيل ورواه عن إسماعيل جماعة فاختصره بعضهم فأخل بمعنى الحديث
1/ أسد بن موسى
أخرجه النسائي في الكبرى نا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم
وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار ثنا الربيع بن سليمان المرادي
وأخرجه الطبراني في الدعاء ثنا المقدام بن داود ثلاثتهم قالوا ثنا أسد بن موسى ثنا سليمان بن حيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن عطاء بن السائب به ولفظه " خير كثير من يعمله قليل دبر كل صلاة مكتوبة عشر تسبيحات ... "
قال البزار: ولا نعلم أسند إسماعيل بن أبي خالد عن عطاء بن السائب إلا هذا الحديث ولا رواه عن إسماعيل إلا أبو خالد
وقال الدارقطني في الغرائب - أطرافه -: غريب من حديث إسماعيل بن أبي خالد عن عطاء تفرد به أبو خالد الأحمر عنه
سليمان بن حيان هو أبو خالد الأحمر صدوق لا بأس به له أوهام والسند إليه صحيح
أقول: قوله في أول الحديث " خير كثير من يعمله قليل " رواه بالمعنى وصوابه كما رواه أصحاب عطاء " خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل ... " وأحسب أن الوهم فيه من أبي خالد الأحمر لا من إسماعيل فإنه ثقة ثبت حافظ وأبو خالد يهم ويخطأ
تنبيه:
وأخرجه السلفي في المشيخة البغدادية من طريق أبي حفص بن شاهين ثنا الباغندي وابن أبي داود عن محمد بن عبد الله البرقي عن أسد بن موسى عن أبي خالد به مختصرا ولفظه " الخير كثير وقليل فاعله "
أقول: هندي أن هذه الرواية مختصرة من الرواية الأولى وهما حديث واحد ورواية الجماعة الأتم عن أسد أصح ثم إن الرواية المختصرة مخلة بمعناه ولعل أبا خالد هو الذي كان يختصر هذا الحديث فإني وقفت عليه مختصرا عنه رواه عنه اثنان
1/ الحسين بن عبد الأول
أخرجه ابن أبي عاصم في السنة ثنا الحسن بن علي
أخرجه البزار في المسند نا إبراهيم بن عبد الله
وأخرجه الطبراني في الكبير والأوسط ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي
وأخرجه البيهقي في الشعب نا علي بن أحمد أنا أحمد بن عبيد نا تمتام ومحمد بن الفضل خمستهم قالوا ثنا الحسين بن عبد الأول نا أبو خالد الأحمر عن إسماعيل بن أبي خالد عن عطاء بن السائب به
ومن طريق مطين الحضرمي أيضا أخرجه البيهقي في الشعب ولفظه " الخير كثير ومن يعمل به قليل "
تنبيه مهم: ورد اسم الحسين بن عبد الأول عند ابن أبي عاصم حسين الأحول فقال الشيخ في ظلال الجنة: وحسين الأحول هو الحسين بن ذكوان المعلم البصري المكتب ثقة من رجال الشيخين ...
أقول: هذا وهم لا يخفى على مثل الشيخ لو تأمله فإن حسينا هذا ليس بابن ذكوان يقينا ويبينه أمور
1/ شيخ ابن أبي عاصم الحسن بن علي الخلال لم يدرك حسينا المعلم فإن المعلم قديم الوفاة توفي سنة 145 وأقدم شيوخ الخلال وكيع المتوفى سنة 196 أو 197 وعبد الله بن نمير المتوفى سنة 199 وإبراهيم بن خالد الصنعاني المتوفى سنة 200 وإنما يروي الخلال عن بعض تلاميذ حسين المعلم وعن تلاميذ تلاميذه كحماد بن أسامة وروح بن عبادة ويزيد بن هارون ثم إن الخلال توفي سنة 242 ولم أقف على سنة ولادته وبين وفاته ووفاة المعلم 97 سنة
2/ حسين المعلم يروي عن عطاء بن أبي رباح ويحيى بن أبي كثير وعبد الله بن بريدة فما باله ينزل هنا فيروي عن أبي خالد الأحمر عن إسماعيل عن عطاء بن السائب وإنما الأصل أن يروي أبو خالد عنه وهذا هو الواقع فإنه من تلاميذه وقد خرج له مسلم عنه
3/ لم أقف على أحد لقب حسينا المعلم بالأحول
4/ وهو يبين بجلاء أن حسينا الأحول الوارد في سند ابن أبي عاصم هو الحسين بن عبد الأول نفسه ووجهه أن البخاري قال في التاريخ الكبير حسين بن عبد الأول أبو عبد الله النخعي الكوفي الأحول وقال ابن سعد في الطبقات حسين بن عبد الأول الأحول ويكنى أبا عبد الله وقال ابن حبان في الثقات حسين بن عبد الأول النخعي أبو عبد الله الكوفي الأحول فلقبوه جميعا بالأحول
5/ ويزيد الأمر توكيدا قول الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد إلا أبو خالد الأحمر ولا رواه عن أبي خالد إلا الحسين بن عبد الأول وأسد بن موسى
¥(73/99)
فهذه خمسة أمور تبين متفرقة ومجتمعة أن حسينا الأحول هو غير ابن ذكوان المعلم بل هو الحسين بن عبد الأول الأحول والله أجل وأعلى وأعلم
وحسين بن عبد الأول قال ابن أبي حاتم كتب عنه أبي سمعت أبي يقول ذلك وسمعته يقول تكلم الناس فيه وقال سألت أبا زرعة عنه فقال روى أحاديث لا أدري ما هي ولست أحدث عنه ولم يقرأ علينا حديثه وفي سؤالات البرذعي وأملى علينا أبو زرعة في كتاب السير فقال ثنا عبد الله بن معاذ ثنا أبي عن شعبة عن يزيد بن حميد عن حبيب بن عبيد عن عوف بن مالك في الغلول ثم قال حدثت عن أبي خالد الأحمر قال إنسان في قلبي عليه شيء قلت من هو؟ قال الحسين بن عبد الأول وروى الخطيب في تاريخه بسنده عن عبدان الجواليقي قال قال يحيى بن معين كذابي [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1) زماننا أربعة الحسين بن عبد الأول ... وقال الآجري سألت أبا داود عن حسين بن عبد الأول فوهاه وضعفه
3/ أحمد بن عمران الأخنسي
أخرجه ابن عدي في الكامل وأبو الفضل الزهري في حديثه وأبو الشيخ في الأمثال والمخلص في حديثه
وأخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان ثنا إبراهيم بن محمد بن الفاخر بن محمد بن يحيى الفقيه
وأخرجه البيهقي في الشعب نا أبو بكر الأصبهاني الحافظ أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان
وأخرجه الخطيب في تاريخه أنا حمدان بن سلمان نا محمد بن عبد الرحمن بن العباس سبعتهم قالوا ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2) ثنا أحمد بن عمران الأخنسي (سنة ثمان وعشرين وفيها مات) [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3) ثنا أبو خالد الأحمر عن إسماعيل بن أبي خالد عن عطاء بن السائب به ولفظه " الخير كثير وقليل فاعله "
ومن طريق أبي حفص وهو ابن شاهين أخرجه السلفي في المشيخة البغدادية
قال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن إسماعيل غير أبي خالد الأحمر
وقال السلفي: قال عمر (ابن شاهين): تفرد به أبو خالد عن إسماعيل وهو حديث حسن غريب حدث به القدماء عن أبي خالد
أحمد بن عمران الأخنسي هو أبو عبد الله الكوفي مختلف فيه ذكره ابن حبان في الثقات وقال مستقيم الحديث وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول لم أكتب عنه وقد أدركته قلت ما حاله؟ قال شيخ قال وسمعت أبا زرعة يقول كتبت عنه قال وسئل أبو زرعة عنه فقال كتبت عنه ببغداد وكان كوفيا وتركوه وقال ابن أبي حاتم روى عنه أبو زرعة وقال العجلي أحمد بن عمران كوفي لا بأس به وذكره العقيلي في الضعفاء فقال حدثني آدم بن موسى قال سمعت البخاري يقول أحمد بن عمران الأخنسي كان ببغداد يتكلمون فيه منكر الحديث
أقول: قول البخاري هذا ورد في التاريخ الكبير في ترجمة محمد بن عمران الأخنسي وفيها " كان ببغداد يتكلمون فيه منكر الحديث عن أبي بكر بن عياش "
وذكر هذا الكلام عن البخاري ابن أبي حاتم عنه في خطأ البخاري قال ابن أبي حاتم محمد بن عمران الأخنسي كان ببغداد يتكلمون فيه منكر الحديث عن أبي بكر بن عياش وإنما هو أحمد [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4) بن عمران قد كتبت عنه سمعت أبي يقول كما قال وقال ابن عدي في الكامل أيضا محمد بن عمران الأخنسي كان ببغداد يتكلمون فيه منكر الحديث عن أبي بكر بن عياش سمعت ابن حماد يذكره عن البخاري قال الشيخ ومحمد هذا لم يبلغني معرفته وإنما أعرف أحمد بن عمران الأخنسي كوفي وأحمد بن عمران هو ثقة وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالمتين عندهم وقال نا أبو العباس الثقفي قال سألت أبا يحيى يعني محمد بن عبد الرحيم البزاز عن أحمد بن عمران الأخنس فقال الله أعلم
تنبيه مهم: قول البخاري منكر الحديث عن أبي بكر بن عياش يحتمل وجهين:
1/ أنه جملتان مستقلتان وهو ظاهر صنيع العقيلي إن كان نقل إليه كلام البخاري تاما فاختصره ووجه أن كلام البخاري أراد أن يبين حاله فقال منكر الحديث وأراد أن يبين بعض شيوخه فقال عن أبي بكر بن عياش وهذا سائغ في كلام العرب
2/ أنه جملة واحدة وأن نكارة حديثه عن أبي بكر بن عياش وحده ولم يتعرض لرواية غيره وإنما خص أبا بكر بالذكر لأن الأخنسي مكثر عنه والله أعلم
أقول: رواية أسد والحسين الأحول والأخنسي المختصرة " الخير كثير ومن يعمل به قليل " و" الخير كثير وقليل فاعله "أراها والله أعلم ليست حديثا مستقلا كما ظن بعض وسبب هذا اللبس أمران:
¥(73/100)
1/ أن أبا خالد الأحمر روى أول الحديث بالمعنى فقال " خير كثير من يعمله قليل " وهذا مبتدأ ووصفه لا خبره ثم بين هذا الخير في تتمة الحديث فقال " دبر كل صلاة مكتوبة عشر تسبيحات ... " الحديث وهذا خبر المبتدأ خير وقد بينا أن أصحاب عطاء رووه على الصواب
2/ اختصار الحديث ثم تحريف معناه بتغيير لفظه عند الاختصار فكان الحديث " خير كثير من يعمل به قليل دبر كل صلاة مكتوبة عشر تسبيحات ... " ثم صار بعد الاختصار " الخير كثير ومن يعمل به قليل أو وقليل فاعله " وهذا تحريف فاحش للحديث
وقد رواه أسد بن موسى وهو ثقة عن أبي خالد على الجادة وإن كان أوله روي بالمعنى إلا أنه لا يخل بمعنى الحديث ولم أر من حرر القول في هذا الحديث فإن يك ما وصلت إليه حقا وصوابا فالحمد لله وحده على تسديده وتوفيقه وإن تكن الأخرى فإني أستغفر الله الغفور وأنا راجع عن ذلك حيا وميتا والحمد لله رب العالمين
الخلاصة أن هذا الحديث المختصر بعض حديث أبي خالد عن إسماعيل عن عطاء بن السائب في التسبيح وقد بين ذلك أمران:
1/ رواية أسد بن موسى التامة عن أبي خالد كما سبق
2/ قول الطبراني بعد ذكر الرواية المختصرة: لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد إلا أبو خالد الأحمر ولا رواه عن أبي خالد إلا الحسين بن عبد الأول وأسد بن موسى
وهذا الحديث ثابت صحيح عن إسماعيل إلا أوله فإنه روي بالمعنى والرواية المختصرة منه منكرة والله أعلم
وقد خرج الشيخ الحديث المختصر وأراه لم يتبين علته فقال في ظلال الجنة: إسناده ضعيف رجاله كلهم ثقات إلا أن عطاء بن السائب كان اختلط ولا يدري سمعه منه إسماعيل قبل الاختلاط أم بعده وحسين الأحول هو الحسين بن ذكوان المعلم البصري المكتب ثقة من رجال الشيخين وكذلك الحسن بن علي وهو أبو علي الخلال وقد أخرجه جماعة من طريق أخرى عن أبي خالد الأحمر به نحوه وقد خرجته في الضعيفة
وقال في السلسلة الضعيفة: و إنما علة الحديث ممن فوقه (أبي خالد الأحمر) فإن عطاء بن السائب كان اختلط وإسماعيل بن أبي خالد متأخر الوفاة عنه بنحو عشر سنين فمن المحتمل أنه سمعه منه في اختلاطه وأحمد بن عمران الأخنسي أورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين وقال قال البخاري يتكلمون فيه وفي الميزان وقال أبو زرعة كوفي تركوه وتركه أبو حاتم فهو ضعيف جدا لكن متابعة حسين الأحول وهو ابن ذكوان المعلم إياه ترفع التهمة عنه فإن المعلم ثقة
أقول: إن الشيخ علق علة هذا الحديث بعطاء وهو براء من ذلك وقد ذكر ابن عدي هذا الحديث في ترجمة أبي خالد الأحمر من الكامل والظاهر أنه صاحب الاختصار الموهم المخل بالمعنى وأهم ما فات الشيخ أن هذه الرواية المختصرة للحديث إنما هي بعض حديث عطاء في التسبيح ولو وقف الشيخ على رواية أسد بن موسى عن أبي خالد الأحمر وهي عند النسائي في الكبرى والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الدعاء لتبين له ذلك ولعلم أيضا أن عطاء لم يخطأ فيه ولا إسماعيل وإنما الخطأ فيه ممن هو دونهما وقد سبق بيان ذلك
ومما وهم فيه الشيخ أيضا جعله حسينا الأحول هو حسينا المعلم وقد بينا خطأ ذلك أيضا في ما سبق ومما لا يوافق عليه الشيخ أيضا حكمه على الأخنسي بأنه ضعيف جدا فأبو حاتم إنما ترك الكتابة عنه لكن لما سئل عنه قال شيخ وقد روى عنه سميه أبو زرعة وكان لا يروي إلا عن ثقة ووثقه ابن عدي وقال ابن حبان مستقيم الحديث وقال العجلي لا بأس به وقول البخاري بنكارة حديثه محتمل الإطلاق ومحتمل التقييد بأبي بكر بن عياش والله هادي الخلق إلى الحق وهو حسبنا ونعم الوكيل
هكذا في المطبوع وصوابه كذابو زماننا بالواو لأنه مبتدأ مرفوع [1]
في رواية أبي الشيخ أخبرنا ابن منيع والصواب ابن بنت منيع وهو أبو القاسم البغوي [2]
قالها أبو الفضل الزهري [3]
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) قال الخطيب في تاريخه ومن الناس من يسميه محمدا وقال في موضع آخر وقد قيل اسمه أحمد بن عمران وذلك أشهر عندنا
قلت: ممن سماه محمدا في الرواة عنه أبو بكر بن أبي خيثمة في غير موضع من تاريخه
يتبع إن شاء الله براوية مالك بن مغول وغيره
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[10 - 10 - 10, 04:14 م]ـ
15/ مالك بن مغول
أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط ثنا محمد بن شعيب نا الحسين بن عيسى
¥(73/101)
وأخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين ثنا محمد بن شعيب ثنا الحسن بن علي الخلال قالا ثنا الفرات بن خالد ثنا مالك بن مغول سمعت عطاء بن السائب به وليس فيه عقد التسبيح ورواية أبي الشيخ مختصرة
قال الطبراني: لم يرو هذين الحديثين عن مالك بن مغول إلا الفرات بن خالد ومحمد بن سابق
أقول: رواية محمد بن سابق لم أقف عليها
16/ عبد الله بن الأجلح
أخرجه ابن ماجه في السنن ثنا أبو كريب ثنا ابن الأجلح عن عطاء بن السائب به
17/ زائدة بن قدامة
أخرجه الطبراني في الدعاء ثنا محمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن عطاء بن السائب به
18/ أبو الأحوص
أخرجه الطبراني في الدعاء ثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري ثنا يوسف بن عدي ثنا أبو الأحوص عن عطاء بن السائب به
19/ إبراهيم بن طهمان
أخرجه الطبراني في الدعاء ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا يعقوب بن أبي عباد المكي ثنا إبراهيم بن طهمان عن عطاء بن السائب به
فائدة:
يعقوب بن أبي عباد هو يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد المكي قال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال كان يسكن قلزم قدمت قلزم وهو غائب فلم أكتب عنه ومحله الصدق لا بأس وذكره ابن حبان في الثقات وقال العيني في مغاني الخيار وذكره ابن يونس في العلماء الذين قدموا مصر وقال بصري كان قد أقام بمكة وقدم إلى مصر وكان بالقلزم وحدث وكان ثقة وهذا الراوي لم يعرفه الهيثمي ولا الشيخ الألباني
20/ أبو إسحاق الحميسي
أخرجه الطبراني في الدعاء ثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا يحيى الحماني ثنا أبو إسحاق الحميسي عن عطاء بن السائب به
21/ ورقاء بن عمر
أخرجه الطبراني في الدعاء ثنا محمد بن علي بن الأحمر الناقد ثنا محمد بن فراس أبو هريرة الصيرفي ثنا أبو داود عن ورقاء بن عمر اليشكري عن عطاء بن السائب به
22/ موسى بن أعين
أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ثنا محمد بن حميد بن هشام الرعيني ثنا علي بن معبد ثنا موسى بن أعين ثنا عطاء بن السائب به
23/ أبو يحيى التيمي
أخرجه ابن ماجه في السنن ثنا أبو كريب ثنا أبو يحيى التيمي عن عطاء بن السائب به
أبو يحيى التيمي هو إسماعيل بن إبراهيم الأحول الكوفي ضعيف الحديث ضعفه ابن نمير وأبو حاتم وغيرهما
24/ أبان بن صالح
أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط والطحاوي في شرح مشكل الآثار
وأخرجه أبو الحسن البزاز البغدادي في حديثه ثنا جعفر ثلاثتهم قالوا ثنا محمد بن علي بن زيد المكي الصائغ ثنا محمد بن يوسف اليماني أبو حمة ثنا أبو قرة موسى بن طارق عن زمعة بن صالح عن زياد بن سعد عن أبان وهو ابن صالح ثني عطاء بن السائب به وليس فيه عقد التسبيح
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن زياد بن سعد إلا زمعة تفرد به أبو قرة
وقال أبو جعفر: وفي حديث أبي قرة هذا رؤية عبد الله بن عمرو رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح
أقول: ليس في ما ساقه الطحاوي من رواية أبي قرة ولا في رواية الطبراني وأبي الحسن عقد التسبيح فالله تعالى أعلم
25/ محمد بن شعيب
أخرجه الطبراني في الكبير ثنا محمد بن هارون ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا محمد بن شعيب عن عطاء بن السائب مختصرا ولفظه " رأيت النبي صلى الله عليه وسلمة يعقد التسبيح "
26/ عبد العزيز بن أبي رواد
أخرجه الطبراني في الأوسط ثنا محمد بن الأعجم الصنعاني ثنا حريز بن المسلم ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه عن عطاء بن السائب مختصرا كرواية محمد بن شعيب سواء
يتبع إن شاء الله تعالى برواية الأعمش وما فيها من خلاف
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[12 - 10 - 10, 03:42 م]ـ
27/ سليمان الأعمش
وقد تفرد بهذا الحديث عن الأعمش عثام بن علي ورواه عن عثام جماعة
1/ محمد بن عبد الأعلى 2/ والحسين بن محمد
أخرجه الترمذي في الجامع والنسائي في سننيه قالا ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني
وأخرجه النسائي في سننيه ثنا الحسين بن محمد الذراع قالا ثنا عثام بن علي ثنا الأعمش عن عطاء بن السائب به مختصرا ولفظه " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح "
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث الأعمش عن عطاء بن السائب وروى شعبة والثوري هذا الحديث عن عطاء بن السائب بطوله
¥(73/102)
وقال البغوي في شرح السنة: قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث الأعمش عن عطاء بن السائب
3/ مسدد 4/ ومحمد بن أبي بكر المقدمي
وأخرجه الطبراني في الكبير والأوسط ثنا معاذ نا مسدد ومحمد بن أبي بكر المقدمي قالا ثنا عثام بن علي عن الأعمش عن عطاء بن السائب به مختصرا
5/ عبيد الله بن عمر القواريري
أخرجه أبو داود في السنن
وأخرجه الطبراني في الكبير والأوسط ثنا معاذ قالا ثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرةثنا عثام بن علي عن الأعمش عن عطاء بن السائب به مختصرا
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا عثام بن علي
6/ محمد بن عبد الله بن بزيع
أخرجه البزار في المسند ثنا محمد بن عبد الله بن بزيع نا عثام بن علي نا الأعمش عن عطاء بن السائب به مختصرا
قال البزار: ولا نعلم أسند الأعمش عن عطاء بن السائب إلا هذا الحديث ولا رواه عن الأعمش إلا عثام بن علي
7/ يوسف بن عدي
أخرجه الطبراني في الدعاء وفي جزء من اسمه عطاء ثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح ثنا يوسف بن عدي ثنا عثام بن علي عن الأعمش عن عطاء بن السائب به مختصرا
8/ علي بن عثام بن علي العامري
أخرجه الحاكم في المستدرك وعنه البيهقي في الدعوات الكبير ناه أبو الطيب محمد بن أحمد بن الحسن الحيري ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء ثنا علي بن عثام بن علي العامري ثنا أبي ثنا الأعمش عن عطاء بن السائب به مختصرا
9/ أحمد بن المقدام
أخرجه السراج في مسنده
وأخرجه ابن حبان في الصحيح نا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قالا ثنا أحمد بن المقدام العجلي ثنا عثام بن علي عن الأعمش عن عطاء بن السائب به مختصرا
ومن طريق العجلي أخرجه البغوي في شرح السنة ولفظ الحديث " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح " زاد ابن حبان في روايته " بيده "
قال البيهقي في السنن: ورواه ابن الباغندي عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام العجلي عن عثام وقال في الحديث " يعقد التسبيح في الصلاة " ذكره شيخ لنا بخسروجرد يعرف بأبي الحسن علي بن عبد الله بن علي صحيح السماع عن الشيخ أبي بكر الإسماعيلي في أماليه لحديث الأعمش عن ابن الباغندي
أقول: ابن الباغندي هو محمد بن محمد بن سليمان أبو بكر الحافظ محدث العراق قال الدارقطنيهو مخلط مدلس يكتب عن بعض من حضره منأصحابه ثم يسقط بينه وبين شيخه ثلاثة وهو كثير الخطأ وذكر له الدارقطني أيضا حديثا أخطأ فيه ثم قالوكان كثير الغلط وله مثل هذا كثير وقال البرقاني سألت أبا بكر الإسماعيلي عن ابن الباغندي فقال لا أتهمه في قصد الكذب ولكنه خبيث التدليس ومصحف أيضا كأنه تعلم من سويد التدليس
أقول: هذا الحرف في الحديث " يعقد التسبيح في الصلاة " تفرد به ابن الباغندي ولم يروه أحد على كثرة من روى هذا الحديث وهو منكر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد خالف ابن الباغندي أبو العباس السراج وأبو جعفر التستري الثقتان الثبتان جبلا الحفظ فروياه عن أحمد بن المقدام بغير هذا الحرف والله أعلم
تنبيه: لعل ابن الباغندي اشتبه عليه هذا الحديث بما رواه نصر بن طريف عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعد الآي في الصلاة
أخرجه الطبراني في الكبير ثنا أحمد بن النضر العسكري
وأخرجه ابن عدي في الكامل نا القاسم بن الليث قالا ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الله بن يزيد البكري عن نصر بن طريف عن عطاء به
قال ابن عدي: وهذا عن عطاء غير محفوظ
أقول: أو لعل ابن الباغندي اشتبه عليه هذا الحديث بما رواه مالك بن فديك ثنا الأعمش عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن أنه كان يعد الآي في الصلاة ويعقد
أخرجه البيهقي في السنن نا أبو الحسن علي بن عبد الله الخسروجردي ثنا أبو بكر الإسماعيلي نا أبو جعفر الحضرمي مطين ثنا مالك بن فديك ثنا الأعمش به
يتبع إن شاء الله تعالى برواية محمد بن قدامة عن عثام وما فيها من كلام
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[16 - 10 - 10, 02:35 م]ـ
10/ محمد بن قدامة
أخرجه أبو داود في السنن [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار ثنا إسحاق بن إبراهيم
¥(73/103)
وأخرجه البيهقي في الكبرى ثنا أبو الحسن نا الإسماعيلي ثنا عمر بن الحسن ثلاثتهم قالوا ثنا محمد بن قدامة ثنا عثام عن الأعمش عن عطاء بن السائب به مختصرا
ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في الكبرى والدعوات الكبير
قال أبو داود: قال ابن قدامة بيمينه اهـ
أقول: تابع أبا داود على هذا الحرف عمر بن الحسن ولم يرد في رواية الطحاوي
ومحمد بن قدامة هو ابن أعين أبو عبد الله المصيصي قال النسائي مصيصي لا بأس به وقال في موضع آخر صالح وقال البرقاني قلت لأبي الحسن الدارقطني محمد بن قدامة ثقة؟ قال نعم وقال مسلمة ثقة صدوق
تنبيه:
قال الحافظ في التهذيب: قال الخطيب بلغني أنه مات سنة سبع وثلاثين ومائتين وخلط ترجمته بالتي قبلها [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2) وميز ابن أبي حاتم وغيره وهو الصواب ومن أدل دليل على ذلك أن أبا داود روى عن محمد بن قدامة عدة أحاديث وهو المصيصي وقد سبق أنه قال في الجوهري لم أكتب عنه شيئا قط وأيضا فان النسائي روى عن محمد بن قدامة وذكره في أسماء شيوخه فقال مصيصي لا بأس به وأما الجوهري فلم يدركه النسائي لأن رحلته كانت بعد الأربعين ومائتين
وقد روى ابن قدامة هذا الحديث على وجهين:
1/ وجه قد وافق فيه أصحاب عثام وهم ثمانية فقال " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح "
2/ ووجه خالفهم فيه فزاد في الحديث " بيمينه " وقد تفرد بذلك
أقول: وهذا الحرف شاذ غير محفوظ لحال ابن قدامة فإنه متأخر الطبقة وليس بالحافظ الذي يحتمل منه مثل هذا التفرد ثم اختلاف قوله في الرواية فمرة يذكره وأخرى لا يذكرها وقد روى هذا الحديث أيضا عن شيخه عثام تسعة محمد بن عبد الأعلى والحسين بن محمد ومسدد والمقدمي والقواريري وابن بزيع ويوسف بن عدي وعلي بن عثام وأحمد بن المقدام وهم أحفظ وأثبت من ابن قدامة وأكثر ولم يذكروا هذا الحرف ثم إن هذا الحديث شارك الأعمش في روايته عن عطاء تسعة وعشرون راويا ولم يذكرها أحد منهم فأين هم جميعا عنها؟ ألا يدل هذا التفرد المطلق على أن زيادتها وهم وخطأ هذا ما ظهر لي والله أعلم
تنبيه: ممن حكم بشذوذ هذه الزيادة من المعاصرين العلامة الأديب المحدث بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى وقد خالفه بعض المعاصرين فصحح هذه الزيادة وعلى رأسهم العلامة المحدث الألباني رحمه الله تعالى
أقول: هذا التصحيح عند هؤلاء جار على أساس أن هذه زيادة ثقة وهي مقبولة ولا يعد عندهم هذا من قبيل الشاذ لأن الشاذ ما خالف الثقة من هو أوثق منه والمخالفة عندهم لا تكون إلا إذا كانت الزيادة منافية لمعنى أصل الحديث أما إذا أمكن الجمع فتعتبر زيادة ثقة وعلى هذه الطريقة جرى كثير من المتأخرين في مسألة زيادة الثقات وطريقة أهل الحديث من المتقدمين في زيادة الثقات مخالفة لها إذ المعتبر فيها الحفظ والضبط وقد كتبت في هذه المسألة كتابات كثيرة ومن أحسنها ما نشره أخونا الفاضل محمد بن عبد الله السريع جزاه الله خيرا في ملتقى أهل الحديث في موضوع أسماه عدم اشتراط المنافاة في رد زيادات الثقات
أقول: إني لا أعجب لمن صحح هذه الزيادة فإن طرائق أهل العلم في ذلك متباينة وباب الاجتهاد له مدخل في التصحيح والتضعيف لكن عجبي لا ينقضي من قول سليم الهلالي في عجالة الراغب: في رواية أبي داود والترمذي وغيرهما: " أنه كان يعقد التسبيح بيمينه " وسندها صحيح رغم أنوف المخالفين وعليه فإن التسبيح باليدين كلتيهما - معا - مخالف للسنة فتنبه ولا تكن من الغافلين اهـ
أقول: هذا الكلام على وجازته فيه خطأ وجهالة
أما الخطأ فعزوه رواية " بيمينه " إلى الترمذي وهذه من كيس (علمه) المخروق فهذه الرواية عند أبي داود والحاكم فقط من طريق محمد بن قدامة وقد تفرد بها والترمذي إنما رواه عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني (فتنبه ولا تكن من الغافلين)
ومن خطأه أيضا جزمه أن التسبيح باليدين مخالف للسنة وهذا مبني على خطئه الثالث وهو تصحيحه لهذه اللفظة الشاذة جريا على مذهب المتأخرين
¥(73/104)
أما جهالتة فما أقبحها وهي قوله " وسندها صحيح رغم أنوف المخالفين " ولعل كثيرا من الناس لا يعلم أنوف من هذه التي أراد إرغامها فاسمع ما قال في تخريج أحاديث الأذكار يتضح لك الأمر بجلاء: وقد شذ بعض أهل العلم في كتابه " لا جديد في أحكام الصلاة " فقرر أن التسبيح باليدين جائز دون حجة ولا برهان فتنبه ولا تكن من الغافلين اهـ
أقول: صاحب الكتاب هو العلامة الأديب المحدث بكر بن عبد الله أبو زيد [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3) رحمه الله وقد زاد هنا فوصمه بالشذوذ وأنه يقرر حكما شرعيا بلا حجة ولا برهان
أقول: أما الشذوذ فلا فقد قرر الشيخ ما قرره بعض كبار علماء هذا العصر اللجنة الدائمة وعلى رأسهم العلامة ابن باز رحم الله الجميع
ففي فتاوى اللجنة الدائمة (ج 7/ 225) السؤال الثاني من الفتوى رقم (1637):
س2: هل الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسبح الله عز وجل بيده اليمنى فقط أو باليد اليسرى في حديث كان النبي صلى الله عليه وسلم يسبح بيده في حديث آخر كان صلى الله عليه وسلم يسبح بيمينه هل هذان الحديثان صحيحان أم لا؟
ج2: أمر الله تعالى في كتابه بالتسبيح وحثت السنة الثابتة عليه وبينت فضله مطلقا ومقيدا بزمن أو حال أما كونه باليد أو بأناملها ثم ساقوا الأدلة
ثم قالوا: والأمر في ذلك واسع ولا حرج في استعمال أنامل اليدين جميعا كما هو ظاهر من حديث يسيرة المتقدم ولكن استعمال أنامل اليد اليمنى في ذلك أفضل لما تقدم وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
وسئل فضيلة الشيخ (ابن عثيمين) عن عد التسبيح هل يكون باليد اليمنى فقط؟
فأجاب فضيلته بقوله: السنة أن يسبح باليمنى لأن هذا هو ما رواه أبو داود من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعقد التسبيح بيمينه ولكن لا ينبغي التشديد في هذا الأمر بحيث ينكر على من يسبح بكلتا يديه بل نقول إن السنة أن تقتصر على اليمين لأن هذا هو الذي ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولأن ذلك أفضل وأكمل لأن اليمين تقدم في الأمور المحمودة واليسرى في الأمور الأخرى اهـ
أقول: الحديث لم يصح عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم كما تقدم وإنما الصحيح المحفوظ أنه كان يسبح بيده وفي تأويل الحديث أوجه ليس هذا محل بسطها وقول الشيخ ابن عثيمين هذا من أحسن ما قيل في هذه المسالة والله أعلم
الشاهد أن هؤلاء كبار العلماء قالوا جميعا بقول بكر فأين الشذوذ؟ غير أن بكرا لا بواكي له فإنه لو قال بعض هذا في أمثال هؤلاء لقامت الدنيا ولم تقعد ورماه الناس عن قوس واحدة لكنا عرفنا سبب هذه العداوة فإن الرجل رحمه الله بعد وفاة الشيخين جلى مذهب السلف في باب الإيمان والكفر غاية الجلاء ونسف بإذن الله مذهب الإرجاء وأبان سوءته فانكشف بذلك سوءة جماعة كانوا منتسبين زورا إلى مذهب السلف وأهل الحديث وظهروا أنهم على طريقة أهل الإرجاء وما أقبحه بدعة فثارت حفيظتهم فناصبوه العداء ورموه بالتكفير وكل نقيصة بعد ما كانوا لا يلقبونه إلا بالعلامة السلفي لكن حالهم وحاله كقول الشاعر
كناطح صخرة يوما ليوهنا فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
ثم أكر فأقول ليهنك الجهل والجهالة وقلة الحياء أبا أسامة وانظر إلى حالك اليوم وقد طعنت في أحد جلة العلماء إرجاء وسرقة وطوام أخرى وجفاك القريب قبل البعيد وعاداك الرفيق والصديق رحم الله عبدا عرف قدر نفسه فأقبل عليها فزكاها وأصلح اعتقادها ولا أزيد
أعود فأقول: وروى عبد الله بن فروخ عن الأعمش عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبح ويعقد بيده "
أخرجه ابن حبان في الثقات ثناه الحسن بن سفيان ثنا حرملة بن يحيى
وأخرجه ابن عدي في الكامل ثنا علي بن أحمد الجرجاني ثنا أبو عبيد الله بن أخي بن وهب قالا ثنا ابن وهب [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4) ثنا خلاد بن هلال التميمي عن عبد الله بن فروخ عن الأعمش به
قال ابن عدي: وهذا الحديث معروف بعثام وهو ابن علي عن الأعمش ومقدار ما ذكرت من الحديث لعبد الله بن فروخ غير محفوظة وله غير هذا من الحديث اهـ
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) قرن أبو داود رواية ابن قدامة برواية القواريري وقال في آخرين
خلط الخطيب ترجمته بترجمة محمد بن قدامة الجوهري أبو جعفر البغدادي [2]
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) والله لقد أحببت هذا العالم الرباني مذ عرفته من عشرين سنة تقريبا والعجيب أني به عرفت بعض السلفيين من بلادنا العلامة البشير الإبراهيمي وكنت كلما ازددت له قراءة ازددت له حبا وعظم ذلك عندي كثيرا في موقفين حين تصدى لفتنة التصنيف وفتنة الإرجاء لله دره وأسأل الله الكريم أن يجعله في الفردوس الأعلى
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) في مطبوع الكامل حدثنا يحيى وأحسبه مصحفا عن عمي والله أعلم
¥(73/105)
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[17 - 10 - 10, 03:26 م]ـ
28/ المسعودي
أخرجه السراح في مسنده ثني أبو يحيى أنا أبو المنذر ثنا المسعودي عن عطاء بن السائب مختصرا ولفظه " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدهن يعني التسبيح "
29/ شجاع بن الوليد
أخرجه قوام السنة في ترغيبه نا محمد بن أحمد بن علي السمسار أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ثنا أحمد بن عيسى الكراجكي ثنا شجاع بن الوليد ثنا عطاء بن السائب به
30/ العوام بن حوشب
ورواه العوام بن حوشي عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: " من قال في دبر كل صلاة مكتوبة عشر تحميدات وعشر تسبيحات وعشر تكبيرات وإذا أراد أن ينام ثلاثا وثلاثين تسبيحة وثلاثا وثلاثين تحميدة وأربعا وثلاثين تكبيرة وداوم عليهن دخل الجنة "
أخرجه النسائي في السنن نا أحمد بن سليمان ثنا يزيد نا العوام عن عطاء بن السائب به
أقول: وقفه العوام ورفعه غيره والعوام هو ابن حوشب أبو عيسى الواسطي ثقة ثبت صالح ولعل عطاء هو الذي وقف الحديث فإنه تغير بأخرة والصواب رواية الجماعة
الخلاصة أن تسعة وعشرين راويا رووا عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل قالوا وما هما يا رسول الله؟ قال يسبح أحدكم عشرا ويحمد عشرا ويكبر عشرا في دبر كل صلاة فتلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمس مائة في الميزان وإذا أوى أحدكم إلى فراشه كبر الله وحمده وسبحه مائة فتلك مائة باللسان وألف في الميزان فأيكم يعمل في يومه وليلته ألفين وخمس مائه سيئة؟ قال ولقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعد هكذا وعد بأصابعه قالوا يا رسول الله كيف لا نحصيها؟ قال يأتي أحدكم الشيطان في صلاته فيقول له اذكر حاجة كذا وحاجة كذا حتى ينصرف ولم يذكر ويأتيه عند منامه فينومه ولم يذكر "
وهذا حديث صحيح
عطاء بن السائب ثقة وثقه الأيمة لكنه اختلط وقد جمعت كلام الأيمة فيه وحاصل ذلك أن الرواة عنه أصناف
1/ منهم من روى عنه قبل اختلاطه كأيوب والسفيانين وشعبة وحماد بن زيد وزائدة وزهير بن معاوية لقدم هؤلاء وكان ينبغي أن يذكر معهم إسماعيل بن أبي خالد وسليمان التيمي والأعمش ومسعر بن كدام لأن إسماعيل والتيمي من أقران أيوب وهم أكبر من روى عن عطاء والأعمش ومسعر كوفيان وهما من أقران الثوري وشعبة وأقدم وفاة منهما ولعلهم لم يذكروا في من روى عنه قبل الاختلاط لقلة ما أسندوه عنه
2/ ومنهم من روى عنه بعد اختلاطه كجرير وخالد بن عبد الله وعلي بن عاصم وإسماعيل بن علية ومحمد بن فضيل وابن جريج
3/ ومنهم من روى عنه قبل وبعد الاختلاط كأبي عوانة وحماد بن سلمة على الصحيح لكن أبو عوانة اختلطت عليه فلم يميز بينها أما حماد بن سلمة فقد صرح ابن معين وابن الجارود أن أحاديثه عن عطاء مستقيمة جياد
4/ والباقي ممن روى عنه لم أقف على كلام فيهم كأبي الأحوص وعبد الله بن الأجلح ومعمر ونحوهم فيتوقف في حديثهم والله تعالى أعلم
وهذا الحديث رواه عن عطاء جمع كثير جدا من أصحابه ثلاثون راويا وهم صنفان:
1/ قدماء أصحابه الكبار الثقات والأسانيد إليهم صحيحة وهم عشرة أيوب والسفيانان والحمادان وشعبة وزائدة والأعمش ومسعر بن كدام وإسماعيل بن أبي خالد وعلى رواية هؤلاء المعتمد
2/ الباقي وكلهم روايتهم عنه إما بعد اختلاطه وإما أنهم لا يدرى متى رووا عنه وهم أصناف أيضا:
1/ ثقات والأسانيد إليهم صحيحة وهم اثنا عشر جرير وإسماعيل بن علية ومحمد بن فضيل ومعمر وأبو الأحوص وموسى بن أعين وأبو بكر النهشلي وعبد الله بن الأجلح وإبراهيم بن طهمان والمسعودي والعوام بن حوشب [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1) وورقاء بن عمر وهؤلاء توبعوا كما مضى
2/ ثقات أيضا لكن الأسانيد إليهم ضعيفة وهم أربعة مالك بن مغول وعبد العزيز بن أبي رواد وأبان بن صالح ومحمد بن شعيب
3/ صنف ضعيف والسند إليه صحيح وهو أبو يحيى التيمي
4/ صنف ضعف في الحديث وفي السند إليه ضعف وهو الإمام أبو حنيفة وأبو إسحاق الحميسي
¥(73/106)
والسائب أبو عطاء هو ابن مالك ويقال ابن يزيد ويقال ابن زيد الثقفي الكوفي ثقة وثقه ابن معين وقال العجلي كوفي تابعي ثقة وذكره ابن حبان في الثقات
روايته عن عطاء موقوفة والصحيح الرفع كما مضى [1]
يتبع إن شاء الله بذكر لطيفتين وبعض التعقبات
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[26 - 10 - 10, 04:01 م]ـ
لطيفتان:
1/ كان أيوب السختياني لمنزلة هذا الحديث عنده وثقة راويه يوصي أهل الحديث بسماعه فقد قال ابن حبان والطبراني ثنا أبو خليفة ثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي ثنا حماد بن زيد قال كان أيوب السختياني حدثنا عن عطاء بن السائب بحديث التسبيح قبل أن يقدم علينا عطاء البصرة فلما قدم عطاء البصرة قال لنا أيوب انطلقوا فاسمعوا منه حديث التسبيح
وإسناده صحيح تقدم
وقال ابن أبي حاتم حدثني أبي ثني إبراهيم بن مهدي قال سمعت حماد بن زيد يقول أتينا أيوب فقال اذهبوا فقد قدم عطاء بن السائب من الكوفة وهو ثقة اذهبوا إليه فاسألوه عن حديث أبيه في التسبيح
وقال عبد الله بن أحمد ومحمد بن علي بن داود ثنا القواريري ثنا حماد بن زيد قال قدم علينا عطاء بن السائب البصرة فقال لنا أيوب ائتوه وسلوه عن حديث التسبيح قال القواريري يريد حديث أبيه عن عبد الله بن عمرو
أقول: مقتضى توثيق أيوب لعطاء ووصيته أهل الحديث بسماع هذا الحديث منه ثبوت الحديث عنده وقبوله له وهذا الذي فهمه النووي فقال في الأذكار: إسناده صحيح إلا أن فيه عطاء بن السائب وفيه اختلاف بسبب اختلاطه وقد أشار أيوب السختياني إلى صحة حديثه هذا
وقد تعقب الحافظ في نتائج الأفكار النووي في بعض ما قاله في هذا الحديث فقال (2/ 267): وقول الشيخ إن عطاء بن السائب مختلف فيه من أجل اختلاطه لا أثر لذلك لأن شعبة والثوري وحماد بن زيد سمعوا منه قبل اختلاطه وقد اتفقوا على أن الثقة إذا تميز ما حدث به قبل اختلاطه مما بعده قبل وهذا من ذلك وأيد ذلك ما ذكره الشيخ عن أيوب
ثم ساق الحافظ بسنديه خبر أيوب الذي ذكرناه ثم قال (2/ 268): فدل هذا على أن عطاء حدث به قديما بحيث حدث به عنه أيوب وهو من أقرانه أو أكبر منه
أقول: قول الحافظ هذا يقتضي أيضا تصحيحه الحديث لذاته وهو الصحيح كما سبق وكما سيأتي ولكن يعكر على قوله هذا قوله بعد: لكن في كون هذا حكما من أيوب بصحة هذا الحديث نظر لأن الظاهر أنه قصد علو الإسناد لهم قال الحافظ ووالد عطاء الذي تفرد بهذا الحديث لم يخرج له الشيخان لكنه ثقة ولحديثه شاهد قوي بسند قوي فلذلك صححت الحديث
أقول: قول الحافظ لكن في كون هذا حكما من أيوب بصحة هذا الحديث نظر لأن الظاهر أنه قصد علو الإسناد لهم هو الذي فيه نظر فإن مقتضى توثيق أيوب لعطاء كما سبق ووصيته أهل الحديث بسماع حديث التسبيح منه لا يقصد به طلب علو الإسناد لهم فحسب وإنما يقصد به صحة الحديث عنده ودلهم على أخذ سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من معينها الأصلي فإن هذا عند أولئك القوم مقدم على شهوة العلو والله أعلم
وقول الحافظ أيضا ووالد عطاء الذي تفرد بهذا الحديث لم يخرج له الشيخان لكنه ثقة ولحديثه شاهد قوي بسند قوي فلذلك صححت الحديث يعارض قوله المتقدم الذي تعقب به النووي " وقد اتفقوا على أن الثقة إذا تميز ما حدث به قبل اختلاطه مما بعده قبل وهذا من ذلك " فمفاد القول الأول أنه إنما صحح الحديث لوجود شاهد قوي له ومفاد قوله الثاني أن الحديث صحيح لذاته لأن عطاء ثقة اختلط وقد تميز حديثه هذا لأن الثقات القدماء من أصحابه هم من رواه عنه
أقول: الصحيح من قولي الحافظ هو أن هذا الحديث صحيح لذاته صححه أيوب السختياني كما فهمه النووي وشرحناه وصححه غير أيوب أيضا كما سنبينه
ذكر الشاهد الذي به صحح الحافظ حديث عبد الله بن عمرو وبيان علته
وهذا الشاهد الذي به صحح الحافظ هذا الحديث ليس بقوي وسنده ليس بقوي كما قال الحافظ بل هو حديث شاذ غير محفوظ أعله الإمام النسائي
¥(73/107)
قال الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 269): أما الشاهد الذي أشرت إليه ففيما قرأت على العماد أبي بكر وساق السند إلى الحسن بن عرفة ثنا المبارك بن سعيد أخو سفيان الثوري عن موسى الجهني عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيمنع أحدكم أن يكبر في دبر كل صلاة عشرا ويسبح عشرا ويحمد عشرا فذلك في خمس صلوات خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان فإذا أوى إلى فراشه يكبر الله عز وجل أربعا وثلاثين ويحمده ثلاثا وثلاثين ويسبحه ثلاثا وثلاثين فذلك مائة باللسان وألف في الميزان قال ثم قال وأيكم يعمل في يومه وليلته ألفين وخمسمائة سيئة؟ "
هذا حديث حسن من هذا الوجه ... قال النسائي خالفه شعبة وغيره في لفظه يريد الحديث الذي أخبرني أبو إسحاق وساق سنده إلى عبد بن حميد ثنا جعفر بن عون [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1) ثنا موسى الجهني عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيعجز أحدكم أن يكسب في اليوم ألف حسنة يسبح الله مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة وعفا عنه بها ألف خطيئة "
هذا حديث صحيح أخرجه مسلم ... وتفرد المبارك بن سعيد باللفظ الأول وهو ثقة عند ابن معين وغيره فاحتمل أن يكون عند موسى الجهني بالإسناد المذكور حديثان اهـ
أقول: هذا هو الشاهد الذي صحح به الحافظ حديثنا وقد بينت شذوذه من جزء وخلاصته أن هذا الحديث رواه باللفظ الثاني عن موسى الجهني خمسة عشر راويا عبد الله بن نمير والثوري ويحيى بن سعيد وعمر بن علي ويعلى ومحمد ابنا عبيد ومروان بن معاوية وجعفر بن عون وعلي بن مسهر وأبو عوانة ويحيى بن زكريا والمحاربي وعبيد الله بن سعد ومندل بن علي وشعبة
وخالفهم المبارك بن سعيد وحده فرواه عن موسى الجهني عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيمنع أحدكم أن يكبر في دبر كل صلاة عشرا ويسبح عشرا ويحمد عشرا فذلك في خمس صلوات خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان فإذا أوى إلى فراشه يكبر الله عز وجل أربعا وثلاثين ويحمده ثلاثا وثلاثين ويسبحه ثلاثا وثلاثين فذلك مائة باللسان وألف في الميزان قال ثم قال وأيكم يعمل في يومه وليلته ألفين وخمسمائة سيئة؟ "
قال الحافظ: وتفرد المبارك بن سعيد باللفظ الأول وهو ثقة عند ابن معين وغيره فاحتمل أن يكون عند موسى الجهني بالإسناد المذكور حديثان
أقول: قد يصح احتمال الحافظ لو تفرد به المبارك لكنه لم يتفرد به بل خولف في هذا الحديث
قال النسائي في الكبرى خالفه يعلى بن عبيد رواه عن موسى الجهني عن موسى عن أبي زرعة عن أبي هريرة
أخبرنا أحمد بن سليمان ثنا يعلى ثنا موسى وهو الجهني عن موسى عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال " من قال في دبر كل صلاة عشر تسبيحات وعشر تكبيرات وعشر تحميدات في خمس صلوات فتلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان وإذا أخذ مضجعه مائة باللسان وألف في الميزان فأيكم يصيب في يوم ألفين وخمسمائة سيئة "
قال أبو عبد الرحمن (النسائي): موسى الثاني لا أعرفه
وقال المزي في التحفة: قال أبو عبد الرحمن النسائي والصواب حديث يعلى
وقال الحافظ نفسه في الأربعين المتباينة السماع: ورواه أيضا من طريق يعلى بن عبيد عن موسى الجهني عن موسى غير منسوب عن أبي زرعة بن أبي هريرة وقال الصواب حديث يعلى
أقول: قول النسائي هذا ليس في المطبوع من السنن
ورواية يعلى بن عبيد التي صوبها النسائي تبين بجلاء خطأ المبارك بن سعيد في روايته وأنه دخل عليه حديث في حديث وتبين أيضا خطأ الحافظ في اعتباره هذا الحديث شاهدا قويا
الخلاصة أن حديث عطاء بن السائب حديث صحيح لذاته لا يحتاج إلى شاهد ليصح وقد صححه أيوب السختياني كما شرحناه من توثيقه لعطاء ووصيته أهل الحديث بسماعه منه وهو الذي فهمه الإمام النووي أيضا خلافا للحافظ والله أعلم
في مطبوع النتائج جعفر بن عوف بالفاء وهو خطأ [1]
يتبع باللطيفة الثانية وتنبيهات وعذرا على تقطيع الموضوع(73/108)
بعض أذكار الصباح والمساء والثابت منها للشيخ أبي الحسن السليماني
ـ[عمر الحضرمي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 07:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(بعض أذكار ( http://mareb.org/showthread.php?t=9702)[/URL] الصباح ( http://mareb.org/showthread.php?t=9702)[URL="http://mareb.org/showthread.php?t=9702"] والمساء ( http://mareb.org/showthread.php?t=9702) والثابت ( http://mareb.org/showthread.php?t=9702) منها)
عن الحسن بن عبيد الله حدثنا إبراهيم بن سويد النخعي حدثنا عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أمسى قال: "أمسينا وأمسى المُلك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله، وحده لا شريك له" قال الحسن: فحدثني الزُّبَيْد – يعني بن الحارث اليامي- أنه حفظ عن إبراهيم في هذا: "له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم أسألك خير هذه الليلة، وأعوذ بك من شر هذه الليلة، وشر ما بعدها، اللهم إني أعوذ بك من الكسل، وسوء الكِبَر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب في النار، وعذاب في القبر".
وفي رواية أخرى: كان نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أمسى قال: "أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله، وحده لا شريك له" قال: أَراه قال فيهنَّ: "له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذه الليلة، وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة، وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل، وسوء الكِبَر، ربِّ أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر" وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: "أصبحنا وأصبح الملك لله".
وفي رواية أخرى: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أمسى قال: "أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، اللهم إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، اللهم إني أعوذ بك من الكسل، والهَرَم، وسوء الكبر، وفتنة الدنيا، وعذاب القبر".
قال الحسن: وزادني فيه زُبَيْد عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله، رفعه، أنه قال: "لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير".
أخرجه مسلم برقم (2723) – والألفاظ كلها له- وأبو داود برقم (5071) والنسائي في "الكبرى" (6/ 10/9851) وفيه: "الجبن والبخل"، (6/ 147 - 148/ 10408) وفي "عمل اليوم والليلة" برقم (23) والترمذي (3390) وابن حبان (963) وابن أبي شيبة في "المصنف" (6/ 35/29267) وفي "المسند" (1/ 214) برقم (314، 315) وأحمد (7/ 248) برقم (4192) مختصرًا، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" (8/ 432/5015) وأبو محمد الجوهري في "حديث أبي الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري" برقم (340) والبيهقي في "الدعوات الكبير" برقم (24) والخطيب في "الفصل للوصل المدرج في النقل" (1/ 550 - 556) من وجوه، والبغوي في "الأنوار في شمائل النبي المختار" برقم (1162، 1163) من طريق مسلم، والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 354 - 355) وذكر أن أبا نعيم أخرجه في "مستخرجه على صحيح مسلم".
وقد رُوي الحديث بلفظ: "وسوء الكُفْر" إلا أن الخطيب ذكر أن المحفوظ: "وسوء الكِبَر" وهو كذلك، انظر "الفَصْل" (1/ 555)، وكذا هناك وهْم آخر في الإسناد انظره في "العلل" للدارقطني (5/ 211 - 212) برقم (826) والمعروف ما سبق ذكره، وانظر خلافًا آخر على شعبة في "الفصْل" للخطيب.
وقد خُولف الحسن بن عبيد الله وزُبَيْد – وهو بن الحارث اليامي- اللذان رفعاه، فرواه سلمة بن كهيل عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كان عبد الله بن مسعود – أو عن عبد الله أنه كان- يأمرنا إذا أصبحنا وإذا أمسينا أن نقول: "لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، أصبحنا والمُلك لله، اللهم إني أعوذ بك من شر هذا اليوم، ومن شر ما بعده، وأعوذ بك من الكسل، وسوء الكِبَر، وعذاب القبر، وعذاب النار".
أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (574) والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/ 565) ترجمة علي بن محمد بن عبد الله أبي الحسن الكاتب.
¥(73/109)
إلا أن هذا الوقف لا يضر المرفوع، لأن الرفع زيادة ثقة، فقد رواه الحسن بن عبيد الله، وهو ثقة، وتابعه زُبيد بن الحارث اليامي، وهو ثقة أيضًا، بل ترجمه الحافظ بقوله: "ثقة ثبت" وخالفهما سلمة فوقفه، وسلمة ترجمه الحافظ بقوله: ثقة، وإن كان هو أرفع من ذلك، فيقال: ثقة ثبت، وواضح من هذا أن الرفع زيادة ثقة، وأن المتن المرفوع أتم وأوفى من المتن الموقوف، والله أعلم.
وقد رُوي الحديث أيضًا من حديث البراء بن عازب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول إذا أصبح وأمسى: "أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، الله إنا نسألك خير هذا اليوم، وخير ما بعده، ونعوذ بك من شرِّ هذا اليوم، وشر ما بعده، اللهم إني أعوذ بك من الكسل، وسوء الكبر، وأعوذ بك من عذاب النار".
أخرجه الطبراني في "الكبير" برقم (1170) وفي "الدعاء" برقم (295) والصيداوي في "معجم الشيوخ" (صـ188 - 189) ترجمة أحمد بن حمدان بن عبد العزيز، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (صـ21) برقم (37) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 355 - 356) كلهم من طريق أبي إسرائيل الملائي – وهو إسماعيل بن خليفة العبسي- عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء به.
وهذا سند ضعيف من أجل أبي إسرائيل الملائي؛ فإنه صدوق سيء الحفظ، إلا أن هذا المتن صحيح، فقد سبق من حديث ابن مسعود عند مسلم وغيره بما هو أتم من ذلك، والله أعلم.
وقد رُوي الحديث مختصرًا من حديث سلمان الفارسي – رضي الله تعالى عنه- من طريق بكر بن خُنَيْس عن عبد الرحمن بن إسحاق – وهو أبو شيبة الواسطي- عن عبد الملك بن عمير عن أبي قُرة عن سلمان الفارسي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إذا أصبحت فقُلْ: اللهم أنت ربي، لا شريك لك، أصبحتُ وأصبح الملك لله، لا شريك له، ثلاث مرات، وإذا أمسيت فقُلْ ذلك مثل، فإنهنَّ يُكفِّرْن ما بينهن".
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (صـ34) برقم (66) وهذا سند ضعيف:
بكر بن خنيس ضعيف من قِبَل حفظه، مع كونه زاهدًا غزَّاءً، وأبو شيبة الواسطي ضعفه الحافظ في "التقريب" وقد ضعفه الأئمة حتى العجلي على تساهله – رحمه الله- والحديث قد حكم عليه شيخنا الألباني – رحمة الله عليه- في "الضعيفة" (5/ 359) برقم (2334) بأنه ضعيف جدًّا؛ للاتفاق على تضعيف أبي شيبة هذا، والله أعلم.
وقد رُوي الحديث موقوفًا على سلمان: من طريق منصور عن ربعي بن حراش عن رجل من النخع عن أبيه عن سلمان قال: "من قال إذا أصبح وإذا أمسى: اللهم أنت ربي لا شريك لك، أصبحنا وأصبح الملك لك، لا شريك لك؛ كان كفَّارة لما حَدَثَ بينهما".
أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (5/ 325/26533) لكن بدون ذِكْر "عن أبيه"، (6/ 37/29279) ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" للبوصيري (8/ 434/8338).
وهذا سند ضعيف من أجل الرجل المبهم، ولو صح السند؛ لكان من الممكن أن يقال: له حُكْم الرفع، فإن مثله لا يقال بالرأي، وليس هو من أخبار بني إسرائيل، والله أعلم.
ومن حديث أبي مالك الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "إذا أصبح أحدكم فليقل: أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم: فتْحه، ونصْره، ونورَه، وبركتَه، وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه، وشر ما بعده، ثم إذا أمسى فليقُلْ مثل ذلك".
أخرجه أبو داود برقم (5084) والطبراني في "الكبير" (3453) وفي "مسند الشاميين" برقم (1675) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 388) كلهم من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش حدثني أبي حدثني ضمضم – وهو ابن زرعة-، عن شريح – وهو ابن عبيد- عن أبي مالك به.
وهذا سند ضعيف فيه أكثر من علّة:
أ- ضعف محمد بن إسماعيل بن عياش، فقد ضعّفه أبو داود.
ب- الطعن في سماعه من أبيه، فقد نفى السماع بينهما أبو حاتم الرازي.
ج- ضمضم: صدوق يهم.
د- شريح ثقة لكنه يرسل كثيرًا، ولم يسمع من أبي مالك، قاله أبو حاتم، انظر (المراسيل" للرازي (صـ90) برقم (327).
أما إسماعيل بن عياش فروايته عن الشاميين – ومنها هذه الرواية- مقبولة.
والحديث قال عنه الحافظ في "نتائج الأفكار" بعد إخراجه: "هذا حديث غريب" اهـ.
وقد ضعفه شيخنا الألباني – رحمة الله عليه- في "الضعيفة" (2/ 235 - 239) برقم (5606) وارجع إلى تحقيقه إن شئت، فإنه كلام محقِّق عالم بهذا الشأن.
ولا أدري ما حجة الشيخين: عبد القادر وشعيب الأرناؤوطييْن في تحسين سند الحديث على ما فيه من علل، كما في تحقيقهما لـ"زاد المعاد" (2/ 340)؟ والله تعالى أعلم.
كتبه/ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني
دار الحديث بمأرب
29/شوال/1431هـ
انظر ( http://mareb.org/showthread.php?9702-%C8%DA%D6-%C3%D0%DF%C7%D1-%C7%E1%D5%C8%C7%CD-%E6%C7%E1%E3%D3%C7%C1-%E6%C7%E1%CB%C7%C8%CA-%E3%E4%E5%C7-(1)&p=30285#post30285)(73/110)
تضعيف حديث: «سبع يجري للعبد أجرهن .... »
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[08 - 10 - 10, 08:24 م]ـ
بِسْمِ اللَّهِ،
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ،
وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ.
تَضْعِيفُ حَدِيثِ: «سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ .... »
? أَخْرَجَ الْبَزَّارُ فِي "مُسْنَدِهِ" (ح7289)، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي "الْحِلْيَةِ" (1/ 366)، والْبَيْهَقِيُّ فِي "الشُّعَبِ" (5/ 122/3175) ...
مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هَانِئٍ النَّخْعِيِّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْعَرْزَمِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ كَرَى نَهَرًا، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلًا، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ».
•ـتُ: هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ جِدًّا، لَا يَنْهَضُ لِلْقِيامِ بِمَتْنِهِ.
مُعَلٌّ بِعِلَّتَيْنِ ظَاهِرَتَيْنِ قَادِحَتَيْنِ، كَفِيلَتَيْنِ بِطَرْحِهِ:
? أ: إِسْنَادُهُ فِيهِ رَاوِيَانِ مَتْرُوكَانِ: أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هَانِئٍ النَّخْعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْعَرْزَمِيُّ الْكُوفِيُّ = ضَعِيفَانِ، أَنْكَرُوا أَحَادِيثَهُمَا.
? ب: تَفَرُّدُ الْعَرْزَمِيِّ هَذَا عَنْ قَتَادَةَ، وَقَتَادَةُ مُحَدِّثٌ إِمَامٌ مُكْثِرٌ، أَصْحَابُهُ كَثِيرُونَ، وَأَحَادِيثُهُ تَمْلَأُ الدَّوَاوِينَ!
وَقَدْ ذَكَرَ الْإِمَامُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الْمَجْرُوحِينَ" (2/ 247) هَذَا الْحَدِيثَ وَعَدَّهُ مِنْ مَنَاكِيرِهِ –أَيْ الْعَرْزَمِيِّ-!
فَلِمَاذَا لَا يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ قَتَادَةَ إِلَّا رَاوٍ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، لَيْسَ بِشَيْءٍ، لَا يُتَابَعُ ولَا يُتَابِعُ؟! وَأَيْنَ أَصْحَابُ قَتَادَةَ الثِّقَاتُ؟!
ثُمَّ إِنَّ أَبَا نُعَيْمٍ اسْتَغْرَبَ هَذَا الْحَدِيثَ لَمَّا رَوَاهُ فِي "الْحِلْيَةِ" فَقَالَ بَعْدَمَا سَاقَ الْحَدِيثَ: "هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ؛ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو نُعَيْمٍ عَنِ الْعَرْزَمِيِّ".
• فَبِهَذَا يَتَبَيْنَ أَنَّ هَذَا الْإِسْنَادَ مُنْكَرٌ، لَا يَثْبُتُ إِلَى قَتَادَةَ.
ثُمَّ إِنَّكَ إِذَا أَرَدْتَ الْعَجَبَ = رَأَيْتَ مَنْ يَبْحَثُ لَهُ عَنْ شَاهِدٍ يُقَوِّيهِ! أَمِثْلُ هَذَا يُقَوَّى؟
وَالْمُنْكَرُ أَبَدًا مُنْكَرٌ!!
هَذَا الشَّاهِدُ الْمَزْعُومُ –أَوْ قُلِ الْوَهْمِيُّ- كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ، مَا رَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْنُ مَاجَهْ قَالَا:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مَرْزُوقُ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ، يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ».
•ـتُ: وَهَذَا الْإِسْنَادُ لَا يَصِحُّ عَنِ الزُهْرِيِّ وَلَا يَثْبُتُ.
آَفَتُهُ مَرْزُوقُ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ، فَقَدْ تَفَرَّدَ بِهِ عَنِ الْإِمَامِ الزُّهْرِيِّ.
وَمَرْزُوقٌ هَذَا إِذَا رَوَى حَدِيثًا مَشْهُورًا مَعْرُوفًا عَنِ الزُّهْرِيِّ، خَالَفَ أَصْحَابَهُ الثِّقَاتِ، فَكَيْفَ إِذَا تَفَرَّدَ؟!
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الْمَجْرُوحِينَ" (3/ 38):
" مَرْزُوقُ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ، مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، يَرْوِي عَنِ الزُّهْرِيِّ، رَوَى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، يَنْفَرِدُ عَنِ الزُّهْرِي بِالْمَنَاكِيرِ الَّتِي لَا أُصُولَ لَهَا مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، كَانَ الْغَالِبَ عَلَيْهِ سُوءُ الْحِفْظِ فَكَثُرَ وَهْمُهُ، فَهُوَ فِيمَا انْفَرَدَ بِهِ مِنْ الْأَخْبَارِ سَاقِطُ الِاحْتِجَاجِ بِهِ، وَفِيمَا وَافَقَ الثِّقَاتَ حُجَّةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ".
•ـتُ: وَبِذَلِكَ فَإِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ مُنْكَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَالْمُنْكَرُ لَا يُقَوَّى بِمُنْكَرٍ.
الْمُنْكَرُ أَبَدًا مُنْكَرٌ!!
مَلْحُوظَةٌ:
مَعْنَى الْحَدِيثِ صَحِيحٌ،
وَلَكِنْ فَرْقٌ بَيْنَ صِحَّةِ الْمَعْنَى وَصِحَةِ الْإِسْنَادِ،
فَكَمْ مِنْ حَدِيثٍ حَسُنَ مَعْنَاهُ، وَإِسْنَادُهُ تَالِفٌ!!
وَاللَّهُ أَحْكَمُ، وَبِالصَّوَابِ أَعْلَمُ.
¥(73/111)
ـ[أحمد بن عبد المنعم السكندرى]ــــــــ[08 - 10 - 10, 09:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا، و الله لقد كنت أنكر متنه و أنا صغير، لكونه فيه: " مصحفا ورثه "، و لم أتجشم تخريجه حتى أتحفتنا به.
سلمت يداك.
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[12 - 10 - 10, 11:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا، و الله لقد كنت أنكر متنه و أنا صغير، لكونه فيه: " مصحفا ورثه "، و لم أتجشم تخريجه حتى أتحفتنا به.
? وَإِيَّاكَ جَزَى رَبُّ الْعِبَادِ ... وَبَارَكَكَ إِلَى يَوْمِ التَّنَادِي
• يَكْفِي لِإِنْكَارِ هَذَا الْحَدِيثِ أَنْ يَتَفَرَّدَ بِإِخْرَاجِهِ مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ مُصَنِّفٌ اعْتَنَى بِتَخْرِيجِ الْغَرَائِبِ وَالْأَفْرَادِ أَوِ الْأَحَادِيثِ ذَوَاتِ الْعِلَلِ فِي مُسْنَدِهِ، وَهُوَ الْبَزَّارُ الْإِمَامُ.
ثُمَّ لَا تَجِدُهُ إِلَّا فِي كُتُبِ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنْ أَصْحَابِ السُّنَنِ والْمَعَاجِمِ!
• ذَلِكَ كَمَنْ يَأْتِي إِلَى رِوَايَةٍ أَصْلُهَا عِنْدَ أَهْلِ الطَّبَقَاتِ الْعُلْيَا، وَتَفَرَّدَ بِهَا رَاوٍ ضَعِيفٌ، فَأَعلَّهَا إِمَامٌ مُتَقَدِّمٌ كَأَبِي حَاتِمٍ مَثَلًا، وَجَزَمَ بِتَفَرُّدِ هَذَا الرَّاوِي.
فَيَأْتِيكَ بَعْضُ بَاحِثِي زَمَانِنَا فَيَقُولُ وَجَدْتُ لَهُ مُتَابِعًا عِنْدَ الْحَاكِمِ أَوِ الطَّبَرَانِيِّ أَوْ أَبِي نُعَيْمٍ مَثَلًا، وَيُقَوِّي الْحَدِيثَ لِذَلِكَ!!
حِينَئِذٍ ... تَضْرِبُ كَفًّا عَلَى كَفٍّ، وَتَقُولُ رَحِمَ اللَّهُ السَّلَفَ!
سلمت يداك.
? سَلَّمَكَ اللَّهُ، لَمْ يَمْسَسْكَ السُّوءُ.
ـ[محمد شكرى]ــــــــ[14 - 10 - 10, 01:42 ص]ـ
مَعْنَى الْحَدِيثِ صَحِيحٌ،
وَلَكِنْ فَرْقٌ بَيْنَ صِحَّةِ الْمَعْنَى وَصِحَةِ الْإِسْنَادِ،
فَكَمْ مِنْ حَدِيثٍ حَسُنَ مَعْنَاهُ، وَإِسْنَادُهُ تَالِفٌ!
جزاك الله كل خير
ممكن توضيح هذا المعنى وجزاك الله كل خير
ـ[محمد شكرى]ــــــــ[14 - 10 - 10, 01:48 ص]ـ
مَعْنَى الْحَدِيثِ صَحِيحٌ،
وَلَكِنْ فَرْقٌ بَيْنَ صِحَّةِ الْمَعْنَى وَصِحَةِ الْإِسْنَادِ،
فَكَمْ مِنْ حَدِيثٍ حَسُنَ مَعْنَاهُ، وَإِسْنَادُهُ تَالِفٌ!
جزاك الله كل خير
ممكن توضيح هذا المعنى وجزاك الله كل خير
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[24 - 10 - 10, 02:55 م]ـ
مَعْنَى الْحَدِيثِ صَحِيحٌ،
وَلَكِنْ فَرْقٌ بَيْنَ صِحَّةِ الْمَعْنَى وَصِحَةِ الْإِسْنَادِ،
فَكَمْ مِنْ حَدِيثٍ حَسُنَ مَعْنَاهُ، وَإِسْنَادُهُ تَالِفٌ!
جزاك الله كل خير
ممكن توضيح هذا المعنى وجزاك الله كل خير
ـــــــــــــــــــــ
?أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ.
ـــــــــــــــــــ
••• أَقْصِدُ أَنَّ الْمَعْنَى الَّذِي يُؤَصِّلُهُ هَذَا الْحَدِيثُ مَعْنَىً حَسَنٌ طَيِّبٌ صَحِيحٌ، لَا يُخَالِفُ شَيْئًا مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.
بَلْ يَشْهَدُ لَهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ الْمَشْهُورُ «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ»
لَكِنْ ذِكْرُ الْحَدِيثِ بَهذَا التَّفْصِيلِ وَذَاكَ التَّحْدِيدِ "سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ" لَا يَصِحُّ؛ لِأَنَّ أَسَانِيدُهُ غَرِيبَةٌ، وَمَخْرَجُهُ مُخْتَلِفٌ.
• إِذَنْ، الِاعْتِمَادُ إِنَّمَا يَكُونُ فِي الْمَقَامِ الْأَوَّلِ عَلى الْإِسْنَادِ وَصِحَّتِهِ، لَا عَلَى الْمَتْنِ وَجَوْدَتِهِ.
فَلَرُبَّمَا كَانَ مَعْنَى الْحَدِيثِ مِمَّا يُسْتَحْسَنُ، لَكِنَّهُ جَاءَ بَإِسْنَادٍ مُسْتَقْبَحٍ!
فَلَا تَجْرُؤُ حِيْنَئِذٍ أَنْ تَقُولَ (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -).
• مَثَلًا، تَقِفُ عَلَى حَدِيثٍ يَحُثُّ عَلَى الصِّدْقِ أَوْ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ أَوْ صَالِحِ الْأَخْلَاقِ وَالْأَعْمَالِ ... فَإِذَا نَظَرْتَ إِلَى سَنَدِهِ وَجَدْتَهُ ضَعِيفًا؛ تَفَرَّدَ بِهِ رَاوٍ لَيْسَ أَهْلًا لِلتَّفَرُّدِ، أَوِ الْإِسْنَادُ لَيْسَ خَالِصَ الِاتِّصَالِ مُنْقَطِعٌ!
فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَجْزِمَ بَأَنَّ هَذَا الْكَلَامَ (الْمَتْنَ ذَا الْمَعْنَى الْمُسْتَمْلَحِ) مِنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ الْمَلِيحِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟؟
* كَحَدِيثِ «تَحَرُّوا الصِّدْقَ، وَإِنْ رَأَيْتُمْ فِيهِ الْهَلَكَةَ؛ فَإِنَّ فِيهِ النَّجَاةَ!»
انْظُرْ إِلَى الْمَعْنَى الْجَمِيلُ، ثُمَّ ابْحَثْ عَنِ الْإِسْنَادِ.
هَذَا الْحَدِيثُ يَرْوِيهِ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ مُرْسَلًا بَلْ قُلْ مُعْضَلًا!
وَهَذِهِ الْعِلَّةُ لَا يَسْتَعْظِمُهَا بَعْضُ الْبَاحِثِينَ.
* فَخُذْ حَدِيثًا آَخَرَ «صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي إِذَا صَلَحَا=صَلَحَ النَّاسُ: الْأُمَرَاءُ وَالْفُقَهَاءُ»
مَا أَجْمَلَ هَذَا الْحَدِيثَ! وَمَا أَصْدَقَ مَعْنَاهُ! لَكِنِ انْظُرْ إِنَاهُ!
تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْأَعْوَرُ الْكَذَّابُ!
فَالْمَعْنَى حَسَنٌ وَالْإِسْنَادُ تَالِفٌ مُظْلِمٌ!
وَإِنْ شِئْتَ أَيُّهَا الْأَخُ اللَّبِيبُ=زِدْتُكَ مِنْ هَذِهِ الْأَمْثِلَةِ.
? فَاعْلَمْ –نَفَعَكَ اللَّهُ- أَنَّ رِوَايَةَ الْحَدِيثِ أَمَانَةٌ.
وَالْبَاحِثُ الْمُحَقِقُ مُؤْتَمَنٌ؛ فَلَا يَجُرَّنَّهُ التَّسَاهُلُ إِلَى الْقَوْلِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَا لَمْ يَقُلْ؛ فَإِنَّ كَذِبًا عَلَيْهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدِ غَيْرِهِ.
وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ، لَا رَبَّ سِوَاهُ.(73/112)