ما مدى صحة هذا الحديث؟ من صب الرصاص
ـ[ريم صباح]ــــــــ[22 - 02 - 09, 02:51 م]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من صب الرصاص فقد كفر بما أنزل على محمد))
اذا كان الحديث صحيحا
ما المقصود بصب الرصاص و لماذا يكفر من صبه؟
افيدوني جزيتم خيرا
ووفقكم الباري في الدارين
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[22 - 02 - 09, 03:08 م]ـ
- هذا الحديث ليس موجود فى كتب السنة على كثرتها
- وانما هو اختلط عليك على ما اظن، او اختلط على المصدر الذى نقلته منه
فالحديث اصله أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال {من أتى كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل الله على محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -}
والرصاص يستعمله السحرة ولا يجوز أن يخضع لمن يزعمون علاجاً من صب رصاصاً ونحوه على رأسه فإن هذا من الكهانة ورضاه بذلك مساعدة لهم على الكهانة والاستعانة بشياطين الجن.(63/258)
أحبتي الكرام هل سمع عبدالله بن معبد من أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه؟؟
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[22 - 02 - 09, 07:45 م]ـ
ياليت من عنده معلومة حول هذا الموضوع يفيدنا
فالذي أعرفه هو قول البخاري لايعرف سماعه من أبي قتادة
فهل لديكم إضافة
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[22 - 02 - 09, 08:08 م]ـ
قال أبو زرعة العراقي في " تحفة التحصيل " ص187: عبد الله بن معبد الزماني يروي عن أبي قتادة، روايته عنه في صحيح مسلم، وقال البخاري: لا يعرف له سماع منه. انتهى المراد
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[22 - 02 - 09, 08:14 م]ـ
قال أبو زرعة العراقي في " تحفة التحصيل " ص187: عبد الله بن معبد الزماني يروي عن أبي قتادة، روايته عنه في صحيح مسلم، وقال البخاري: لا يعرف له سماع منه. انتهى المراد
رفع الله قدرك ما قاله أبو زرعة العراقي أعرفه
فلو سألت لنا الشيخ أبو الحسن السليماني حفظه الله فلعل عنه المزيد
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[23 - 02 - 09, 11:00 ص]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
ياليت من عنده معلومة حول هذا الموضوع يفيدنا
فالذي أعرفه هو قول البخاري لايعرف سماعه من أبي قتادة
فهل لديكم إضافة
فإني لا أرى الاكتفاء بنقل المتأخرين مثل هذا الكلام عن أبي عبد الله البخاري،
أرى أن تتتبع هذا الكلام عن الإمام البخاري في مظانه (التاريخ الكبير، التاريخ الأوسط، علل الترمذي)
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[23 - 02 - 09, 11:09 ص]ـ
هل تقصد أن ابن حجر نقل الكلام عن المتأخرين أم ذا بارك الله فيك
ولعل مما يبين حاله تتبع رواياته في كتب السنة
والله أعلم
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[23 - 02 - 09, 11:50 ص]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي إله إلا هو،
أما بعد،
فالقصد أن تتبع السياق الذي جاء فيه كلام البخاري، فقد يستفادُ من ذلك،
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[23 - 02 - 09, 11:54 ص]ـ
فالقصد أن تتبع السياق الذي جاء فيه كلام البخاري، فقد يستفادُ من ذلك،
والله تعالى أجل وأعلم
صحيح بارك الله فيك
إذاكنت تقصد أن من نسب ذلك للبخاري إنما استنبطه من كلامه
وزد على ذلك صحة سنده
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[23 - 02 - 09, 07:07 م]ـ
قال البخاري في التاريخ الكبير [5/ 198] في ترجمة عبدالله بن معبد الزماني: ولا نعلف سماعه من أبي قتادة. اهـ
وقال التاريخ الاوسط [3/ 135]: ورواه عبدالله بن معبد الزماني عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم " في صوم عاشوراء " ولم يذكر سماعا من أبي قتادة.اهـ
وقال ابن عدي في الكامل [5/ 373] بعد أن ذكر حديث صوم عاشوراء: قال الشيخ: وهذا هو الحديث الذي أراده البخاري أن عبدالله بن معبد لا يعرف له سماع من أبي قتادة. اهـ
وقال العقيلي في الضعفاء [3/ 336]: حدثني آدم بن موسى قال سمعت البخاري قال: عبدالله بن معبد الزماني روى عنه غيلان بن جرير وقتادة يحدث عن أبي قتادة ولا يعرف سماعه من أبي قتادة
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[24 - 02 - 09, 11:01 ص]ـ
شكرلك أخي ابو اليمان
ولاكن ياترى ماهو الحكم في روايته عنه بعد معرفة قول البخاي هل نحكم عليها بالإتصال أم الإنقطاع ليتكم تفيدونا؟
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[24 - 02 - 09, 11:29 ص]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فجزى الله أبا اليمان خيرا،
قال البخاري في التاريخ الكبير [5/ 198] في ترجمة عبدالله بن معبد الزماني: ولا نعلف سماعه من أبي قتادة. اهـ
وقال التاريخ الاوسط [3/ 135]: ورواه عبدالله بن معبد الزماني عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم " في صوم عاشوراء " ولم يذكر سماعا من أبي قتادة.اهـ
وقال ابن عدي في الكامل [5/ 373] بعد أن ذكر حديث صوم عاشوراء: قال الشيخ: وهذا هو الحديث الذي أراده البخاري أن عبدالله بن معبد لا يعرف له سماع من أبي قتادة. اهـ
وقال العقيلي في الضعفاء [3/ 336]: حدثني آدم بن موسى قال سمعت البخاري قال: عبدالله بن معبد الزماني روى عنه غيلان بن جرير وقتادة يحدث عن أبي قتادة ولا يعرف سماعه من أبي قتادة
لعل كلام البخاري يفسر بعضه بعضا،
والحديثُ الذي يسأل عنه أخونا عبد الرحمن، ولا يخفى عليه، هو في كتاب الصيام، باب 36 من المسند الصحيح،
والظاهر أن المسألة تحتاج إلى إمعان النظر ...............................
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[25 - 02 - 09, 10:05 ص]ـ
مرة قال لا نعرف سماعه من أبي قتادة
ومرة قال لايُعرف سماعه من أبي قتادة
ومرة قال لم يذكر سمعا من أبي قتادة
فكيف يفسر بغير أنه لايَعرف ولايُعرف سماعه من أبي قتادة
وقوله لم يذكر سماعالاينافي القولين السابقين بل فيهما زيادة علم
والله تعالى أعلم
.
¥(63/259)
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[26 - 02 - 09, 10:58 ص]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فمن المفيد أن تراجع كتاب: التابعين الثقات المتكلم في روايتهم عن الصحابة، ج2، ص600 إلى 604، ترجمة عبد الله بن معبد الزماني، للشيخ مبارك بن سيف الهاجري،
فقد تناول هذه المسألة بالتفصيل،
وذهب إلى أن كلام البخاري مراده أن عبد الله بن معبد لم يذكر في شيء من طرق الحديث (وهو حديثٌ واحدٌ، والله تعالى أجلُّ وأعلم) سماعه من أبي قتادة:
فأما أبو قتادة - رضي الله عنه - فكان من أهل المدينة، وعبد الله بن معبد من أهل البصرة، وذكر الشيخ مبارك أن مسلما عده في الطبقة الأولى من التابعين بالبصرة،
وذكر أيضا أن الخطيب البغدادي ذهب إلى أن عبد الله سمع من أبي قتادة،
والظاهر أيضا أن البخاري يشترط ثبوت إمكانية اللقاء، بأن يعلم أن الراوي والمروي عنه كانا ببلد واحد مدة تكفي لسماع أحدهما من الآخر، قبل أن يحكم بالاتصال،
فإذا كان من المعتاد أن يمر أهل البصرة بالمدينة في طريق الحج، والعمرة، أو العودة منهما، فسماع عبد الله بن معبد من أبي قتادة ممكن،
ويظهر لي أن الأمر على الاحتمال، والله تعالى أجل وأعلم
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[26 - 02 - 09, 12:03 م]ـ
والظاهر أيضا أن البخاري يشترط ثبوت إمكانية اللقاء، بأن يعلم أن الراوي والمروي عنه كانا ببلد واحد مدة تكفي لسماع أحدهما من الآخر، قبل أن يحكم بالاتصال،
فإذا كان من المعتاد أن يمر أهل البصرة بالمدينة في طريق الحج، والعمرة، أو العودة منهما، فسماع عبد الله بن معبد من أبي قتادة ممكن،
ويظهر لي أن الأمر على الاحتمال، والله تعالى أجل وأعلم
بارك الله فيك , و الذي يبدو لي في هذا الأمر كما ذكرت ان البخاري يكتفي بالعلم أن الراوي و المروي عنه كانا ببلد واحد مدة تكفي لسماع أحدهما من الآخر و هذا من القرائن الدالة عنده على السماع أي أنه لا يشترط ثبوت السماع أو اللقاء في رواية من الروايات و لكن قد يكتفي بما يدل على ذلك من قرائن قوية مثل التي ذكرتها , و لكن لا أوافقك على تسمية ذلك (ثبوت إمكانية اللقاء) , لأن إمكانية اللقاء تثبت بالمعاصرة فقط حتى لو تباعدت البلدان و هذا مذهب مسلم لأن اللقاء في هذه الحالة ممكن أيضا عن طريق حج او عمرة او غير ذلك و لكن هذا يخالف مذهب بعض النقاد المتقدمين الذين كثيرا ما ينفون السماع لتباعد البلدان , و أرى أن مذهب مسلم صواب و لا يصح العدول عنه و إن كان مذهب البخاري و من تابعه أقوى مع الإنتباه إلى أنه لا يشترط ثبوت السماع كما ذكرت و لكن يكتفي بالقرائن أحيانا.(63/260)
سؤال عن تخريج حديث؟
ـ[أبوعمرالهلالى]ــــــــ[22 - 02 - 09, 10:30 م]ـ
اسأل عن حديث " اطلبوا الرزق عند تزاحم الأقدام " .. بهذا اللفظ منتشر جدا على الألسنة و لا أظنه مرفوعا عن النبى .. و لكنى أريد أن أعرف تخريجه .. و جزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[23 - 02 - 09, 02:47 ص]ـ
- نقله العجلونى صـ 335 فى كشف الخفاء (898) بلفظ {البركة عند تزاحم الأقدام}
وقال: ليس بحديث
- ونقله بعده (899) بلفظ {البركة مع الجماعة}
وقال: نقله بن الفارس عن الفائق للزمخشرى وعن النهاية لابن الاثير بزيادة عليكم بالجماعة ا. هـ(63/261)
حرم الجحران، هل الأثر صحيح وما معناه بالضبط
ـ[بن روضه الجنوبي]ــــــــ[23 - 02 - 09, 08:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إخواني الكرام
قرأت في أحدى الكتب
هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها انها قالت ((إذا حاضت المراة حرم الجحران))
وقد بحثت في النت عن اصل وصحة ولماذا قيل هذا الأثر ولم اجد!!
ولكني وجدت كلام طويل حول مقتضيات معناه
وانا اريد منكم بارك الله فيكم عن معناه الصحيح بل الأصح!!
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[23 - 02 - 09, 01:38 م]ـ
يُنظر فيه
وللتنبيه
الجحران
هكذا رواه بعض الناس بكسر النون ((مثنى جحر)) وذهب بمعناه إلى فرجها ودبرها.
بعض اهل العلم: إنما هو الجحرانُ بضم النون اسم للقُبُل خاصة.
قاله الأزهري في تهذيب اللغة
ـ[ابو رزان]ــــــــ[23 - 02 - 09, 05:01 م]ـ
ذكره ابن العربي في احكام القران عند قوله تعالى فاعتزلوا النساء في المحيض وقال هذا باطل ذكرناه لنبين حاله
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[24 - 02 - 09, 06:11 م]ـ
ذكره ابن العربي في احكام القران عند قوله تعالى فاعتزلوا النساء في المحيض وقال
هذا باطل ذكرناه لنبين حاله
- جزاك الله خيرا اخى الحبيب، بحثت عنه فلم اجده
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[25 - 02 - 09, 12:32 ص]ـ
قال ابن الجوزي في غريب الحديث: ((قَالَتُ عائشةُ إِذا حَاضَتْ المَرْأَةُ حُرِّمَ الجُحْرانُ رواه من لا ندري))
و قال ابن قتيبة في غريب الحديث:
[وقال في حديث عائشة انَّها قالت: اذا حاضَت المرأة حَرُمَ الجُحْرانَ
ذكره اسحق بن راهَوَيَه فسمعت رجُلاً من أَهل الحجاز من قُريش يحتجَّ به عليه في تَحْليل الأدْبار وقال: لولا انَّهما كانا حلالاً قبْل الحَيْض لم تَقُلْ: حَرُما بعدَ الحَيض. فقال في ذلك بعَضُ أصحاب اللُّغَة قولاً ارْتضاه اِسحق وعرفَه وقال: انّما هو حَرُمَ الجُحْرانُ بضم النون على لَفْظ الواحد. والجُحْران: الفَرْج. واَنشد فيه بيتاً أُنْسِيتُه وهذا مذْهَب في اللغة صحيح] ا. هـ
ـ[بن روضه الجنوبي]ــــــــ[25 - 02 - 09, 12:36 ص]ـ
نحتاج إلى مزيد ايضاح
ـ[ابو رزان]ــــــــ[25 - 02 - 09, 07:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخى الحبيب، بحثت عنه فلم اجده
واياك اخي الفاضل وكلام الاخوة اظنه واضحا ان شاء الله ولمزيد من الايضاح اقول
الجحران في اللغة هو الجحر يعني ليست الاف والنون في كلمة الجحران للتثنية هذا اذا ضممت نون الجحران واذا كسرتها فقلت الجحرانِ فالجحرانِ عندئذ مثنى جحر والجحر هو فرج المرأة فيراد بالجحران اذا اردت التثنية القبل والدبر واذا اردت الافراد فالمراد القبل فقط
وقد احتج بعض من لا يفقه على إباحة دبر المرأة في غير وقت الحيض بهذا الاثر المروي عن عائشة رضي الله عنها - وهو باطل كما سلف - حملا لكلمة الجحران على التثنية وان المراد منها القبل والدبر وقالوا لولا انَّهما كانا حلالاً قبْل الحَيْض لم تَقُلْ: حَرُما بعدَ الحَيض
قال ابن الاثير
المعنى أن أحدهما حرام قبْل الحيض، فإذا حاضت حَرُما جميعاً.
وقال البطليموسي في التنبيه
وقد غلط قوم في حديث عائشة رضي الله عنها في هذا المعنى: إذا حاضت المرأة حرم الجحران. فتوهموا أن هذا الكلام ينفك منه جواز الأتيان في الدبر. وهذا غلط شديد ممن تأوله. وقد رواه بعضهم الجحران بضم النون، وزعم أن الجحران: الفرج ذكر ذلك ابن قتيبة. والرواية الأولى هي المشهورة، وليس في الحديث شيء مما توهموه، وإنما كان يلزم ما قالوه لو كانت الطهارة من المحيض شرطاً في جواز إتيان المرأة في جحريها معاً فكان يلزم عند ذلك أن يكون ارتفاع الطهارة سبباً في تحريمهما معاً، كما كان شرطاً في تحليلهما معاً. فإذا لم يجدوا سبيلاً إلى تصحيح هذه الدعوى لم يلزم ما قالوه، وإنما المعنى في حديث عائشة أن فرج المرأة يخالف دبرها في إباحة أحدهما، وتحريم الآخر. والإباحة التي خالفت بينهما معلقة بشرط الطهارة من المحيض. فإذا لم يقع شرط الطهارة من المحيض ارتفعت الإباحة التي كانت ملعقة به فاستويا معاً في التحريم لارتفاع السبب الذي فرق بينهما، وهذا كقول قائل لو قال: إذا أسكر النبيذ حرم الشرابان يريد الخمر والنبيذ أي استويا في التحريم. لأن النبيذ إنما خالف الخمر بشرط عدم الاسكار، فلما ذهب السبب، والشرط الذي فرق بينهما تساويا معاً في التحريم. فكما أن هذا القول لا يلزم منه إباحة الخمر قبل وجود الإسكار في النبيذ فكذلك قول عائشة رضي الله عنها لا يلزم منه إباحة نكاح الدبر قبل وجود الحيض في الفرج ا. هـ والله اعلم(63/262)
تخريجات لبعض الاحاديث الفقهية من أبواب الحدود والديات والفرائض .... وغيرها
ـ[ابو رزان]ــــــــ[23 - 02 - 09, 01:29 م]ـ
بسم الله وأصلي وأسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن والاه وبعد فهذه طرق لاحاديث جمعتها من بعض الابواب الفقهية اطرحها تباعا في هذا المنتدى المبارك لأستفيد اولا من اخواني ومشايخي ولينظر فيها من يحب واسال الله بفضله ان يجعلها لوجهه خالصة وانبه الاخوة الى ان بعض ارقام الاحاديث في البحث غير موافقة لما في المطبوع لعدم وجوده عندي وبالتالي اتبعت في ذكر تلك الارقام ما هو موجود باسطوانات البحث المتخصصة في الحديث وقد ذكرت الكتاب والباب الذي فيه الحديث ليسهل على من ليس عنده ذات الطبعة الرجوع اليه ان اراد ولست أدعي أن شيئا منه من عندي كلا والله بل هو بتوفيق الله اولا ثم بجمع ما جاء في كل حديث من أقوال ائمة الحديث والعلل فالفضل فيه لله ثم لهم وليس لي من الامر شيء والله المستعان وان رأيتم خطأ فاعذروني ثم قوموني وان وجدتم صوابا فادعوا الله لي
الحديث الاول حديث صفوان بن أمية الشهير في سارق خميصته وهو نائم
قال يحيى الليثي حدثني مالك عن ابن شهاب عن صفوان بن عبد الله بن صفوان:ان صفوان بن أمية قيل له انه من لم يهاجر هلك فقدم صفوان بن أمية المدينة فنام في المسجد وتوسد رداءه فجاء سارق فأخذ رداءه فأخذ صفوان السارق فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم أسرقت رداء هذا قال نعم فأمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم ان تقطع يده فقال له صفوان اني لم أرد هذا يا رسول الله هو عليه صدقة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فهلا قبل ان تأتيني به
قلت روي بأوجه عدة
- الأول الزهري عن صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية أن صفوان بن أمية قيل له: هو في موطأ يحيى ك الحدود باب ترك الشفاعة للسارق إذا بلغ السلطان 1524 وموطأ أبي مصعب كما في الموطأ برواياته 1668 وأخرجه الشافعي في الأم ك الحدود باب ما يكون حرزا و ما لا يكون 6/ 160 وفي المسند ك القطع في السرقة 1547 والطحاوي في المشكل 2383 وابن قانع في معجم الصحابة 697 والجوهري في مسند الموطأ 224 والبيهقي ك السرقة باب ما يكون حرزا وما لا يكون 16992 وابن حزم في المحلى ك الحدود باب تعافي الحدود قبل بلوغها إلى الحاكم 11/ 152 وابن عساكر في التاريخ ترجمة صفوان بن أمية 24/ 104 من طرق عن الشافعي والقعنبي ومصعب بن عبد الله الزبيري وابن وهب وجويرية ويحيى الليثي ومحمد بن الحسن وأبي مصعب ويحيى بن بكير كلهم عن مالك عن الزهري عن صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية أن صفوان بن أمية قيل له ...
- وخالف أبو عاصم النبيل عند ابن قانع في معجم الصحابة 697 والطبراني 7325 والضياء من طريقه 3/ 187 فقال عن صفوان بن عبد الله بن صفوان عن جده قال قيل لصفوان ... قال ابن عبد البر في التمهيد حرف الميم حديث واحد وخمسون لابن شهاب 11/ 216 (ورواه أبو عاصم النبيل عن مالك عن الزهري عن صفوان بن عبد الله بن صفوان عن جده قال قيل لصفوان وساق الحديث على ما في الموطأ ولم يقل أحد فيما علمت في هذا الحديث عن صفوان بن عبد الله بن صفوان عن جده غير أبي عاصم) قلت رواه ابن عساكر في التاريخ 24/ 103 عن أبي عاصم فأدخل مجالدا بينه وبين مالك
- وخالفهم شبابة بن سوار قال الطحاوي عقبه (هكذا روى ابن وهب وأكثر الناس هذا الحديث عن مالك وقد رواه شبابة بن سوار عنه بخلاف هذا الإسناد) وقال ابن عبد البر في التمهيد 11/ 216 (هكذا روى هذا الحديث جمهور أصحاب مالك مرسلا ورواه شبابة بن سوار عن مالك عن الزهري عن عبد الله بن صفوان عن أبيه أن صفوان)
- أخرجه ابن ماجه ك الحدود باب من سرق من الحرز 2595 والطحاوي في المشكل 2384 وابن عبد البر في التمهيد 11/ 216 من طريق شبابة عن مالك عن الزهري عن عبد الله بن صفوان بن أمية عن أبيه، هكذا، خالف في ذكر عبد الله، والمذكور عند الجماعة: صفوان، ووصلَه، وأرسلوه،
¥(63/263)
قال الطحاوي (وافق شبابة على هذا الإسناد في هذا الحديث أبو علقمة الفروي) وقال ابن عبد البر (ورواه أبو علقمة الفروي عن مالك كما رواه شبابة بن سوار عنه بإسناده سواء) قلت ووافقه أيضا محمد بن أبي حفصة وسعدان بن يحيى اللخمي فرواه الطبراني عنهما 7338،7341 والخطيب في موضح أوهام الجمع عن سعدان 2/ 126 عن الزهري عن عبد الله بن صفوان عن أبيه
- قال الطحاوي (يحتمل أن يكون الزهري قد سمعه من عبد الله بن صفوان عن أبيه وسمعه من صفوان بن عبد الله فحدث به مرة هكذا ومرة هكذا كما يفعل في أحاديثه عن غيرهما ممن يحدث عنه فإن قال قائل أفيتهيأ في سنه لقاء عبد الله بن صفوان قيل له نعم ذلك غير مستنكر لأن عبد الله بن صفوان قتل مع عبد الله بن الزبير في اليوم الذي قتل فيه من سنة ثلاث وسبعين والزهري يومئذ سنه أربع عشرة سنة لأن مولده كان في السنة التي قتل فيها الحسين بن علي رضي الله عنهما وهي سنة إحدى وستين فقال قائل فقد يجوز أن يكون عبد الله بن صفوان هو ابن عبد الله بن صفوان قيل له ما نعلم لصفوان بن عبد الله بن صفوان ابنا أخذ عنه شيء من العلم وإنما عبد الله بن صفوان بن أمية)
- قلت وقد اختلف على ابن أبي حفصة فروي عنه كما مر، وروي عنه عن الزهري عن صفوان بن عبد الله بن صفوان عن أبيه أن صفوان قيل له ... ، أخرجه أحمد 15303 ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق مسائل السرقة 1851 وابن عساكر في التاريخ 24/ 104 والضياء في المختارة 3/ 186
- طريق ثان ضعيف عن حميد بن أخت صفوان عن صفوان: أخرجه أبو داود ك الحدود باب من سرق من حرز 4394 والنسائي ك قطع السارق باب ما يكون حرزا و ما لا يكون 4883 والبخاري في التاريخ ترجمة صفوان بن أمية 4/ 304/2919 وابن الجارود 828 والطحاوي في المشكل 2389 والطبراني 7335 والدارقطني ك الحدود 3/ 204/362 والحاكم ك الحدود 8149 والبيهقي ك السرقة باب ما يكون حرزا وما لا يكون 16995 وابن حزم في المحلى ك الحدود باب تعافي الحدود قبل بلوغها إلى الحاكم 11/ 152 وابن عبد البر في التمهيد 11/ 220 والضياء 3/ 186 عن أسباط بن نصر الهمداني عن سماك بن حرب عن حميد بن أخت صفوان عن صفوان بن أمية. وعند الطبراني حميد بن أخي صفوان. قال البخاري (لا نعلم سماع هذا من صفوان) أي حميد المذكور
- وخالفه سليمان بن قرن ويزيد بن عطاء، أخرجه أحمد عن سليمان 15310 والقطيعي من طريقه في جزء الألف دينار 74، والبخاري في التاريخ ترجمة حميد بن أخت صفوان 2/ 357/2737 عن يزيد، كلاهما عن سماك عن جعيد قال سليمان: جعيد بن أخت صفوان، وقال يزيد: جعيد بن حجير عن صفوان بن أمية
- قال أبو داود (ورواه زائدة عن سماك عن جعيد بن حجير) وقال الحافظ في التهذيب (سماه البخاري حميد بن حجير، وقال: إن زائدة صحفه فقال: جعيد بن حجير. وقال ابن القطان: إنه مجهول الحال) قال الذهبي في الميزان (ما حدث عنه سوى سماك بن حرب)
- طريق ثالث ضعيف عن عطاء عن طارق بن مرقع عن صفوان: أخرجه أحمد 15305 ومن طريقه النسائي ك قطع السارق الرجل يتجاوز للسارق عن سرقته 4879 وأبو نعيم في معرفة الصحابة 3497 والطحاوي 2386 والطبراني 7337 وابن حزم في المحلى ك الحدود باب تعافي الحدود قبل بلوغها إلى الحاكم 11/ 152 وابن عبد البر في التمهيد 11/ 218 والضياء 3/ 186 عن محمد بن جعفر عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عطاء عن طارق به وعند ابن عبد البر عن شعبة بدل سعيد وجميع هؤلاء رووه عن أحمد لم يذكروا فيه شعبة، لكن ابن عبد البر أثبت أن شعبة وسعيد سمعاه من قتادة، وهذا الإسناد ضعيف، سماع محمد بن جعفر المعروف بغندر من سعيد بعد الاختلاط، وطارق لم أجد من وثقه، وقال في الميزان (ما حدث عنه سوى عطاء بن أبى رباح بهذا) وفي التقريب (مقبول) وقد اختلف على سعيد، فرواه يزيد بن زريع عنه عن قتادة عن عطاء عن صفوان، بإسقاط طارق
- أخرجه هكذا النسائي ك قطع السارق الرجل يتجاوز للسارق عن سرقته 4878 من طريق يزيد بن زريع. وسماع يزيد من سعيد قبل الاختلاط، وقد توبع سعيد على إسقاط طارق، تابعه حماد بن سلمة
- أخرجه الطحاوي في المشكل 2385 من طريقه عن قتادة عن عطاء عن صفوان به ثم توبع قتادة على هذا الوجه أيضا
¥(63/264)
- أخرجه الطحاوي في المشكل من طريق قيس بن سعد وحبيب المعلم وحميد بن قيس وعمارة بن ميمون 2385 والبيهقي ك السرقة باب ما يكون حرزا وما لا يكون من طريق حبيب فقط 16994 أربعتهم عن عطاء عن صفوان، وعند البيهقي قال بينما صفوان مضطجع .. وأخرجه النسائي ك قطع السارق باب الرجل يتجاوز للسارق عن سرقته 4880 من طريق الأوزاعي عن عطاء أن رجلا سرق ثوبا فأتى به رسول الله .. قال ابن عبد البر (ولم يسمعه عطاء من صفوان بن أمية لأن شعبة وسعيد بن أبي عروبة روياه عن قتادة عن عطاء عن طارق بن المرقع عن صفوان بن أمية)
- طريق رابع ضعيف عن عكرمة عن صفوان: أخرجه النسائي ك قطع السارق باب ما يكون حرزا وما لا يكون 4881 وابن حزم في المحلى من طريقه ك الحدود باب تعافي الحدود قبل بلوغها إلى الحاكم 11/ 152 عن عبد الملك بن أبي بشير عن عكرمة عن صفوان. قال الزيلعي في نصب الراية ك السرقة فصل في الحرز الحديث العاشر 3/ 369 (قال ابن القطان: طريق عبد الملك بن أبي بشير الظاهر أنها منقطعة، فإنها من رواية عبد الملك عن عكرمة عن صفوان بن أمية، وعكرمة لا أعرف أنه سمع من صفوان وإنما يرويه عن ابن عباس) قلت خولف عبد الملك خالفه أشعث بن سوار فوصله
- أخرجه النسائي ك قطع السارق باب ما يكون حرزا وما لا يكون 4882 والدارمي ك الحدود باب السارق يوهب منه السرقة بعد ما سرق 2299 والطبراني 7327 من طريق أشعث عن عكرمة عن ابن عباس
- قال ابن عبد البر (وقد روي هذا الحديث عن عكرمة عن ابن عباس ذكره البزار من حديث الأشعث بن سوار عن عكرمة عن ابن عباس قال البزار ورواه جماعة عن عكرمة مرسلا)
- طريق خامس مختلف فيه عن طاووس عن صفوان بن أمية: أخرجه عبد الرزاق ك اللقطة باب ستر المسلم 18939 وأحمد 15306 والنسائي في الكبرى ك قطع السارق باب ما يكون حرزا وما لا يكون 7371 والطحاوي في المشكل 2388 والطبراني في الأوسط 6841 من طريق ابن طاووس عن أبيه عن صفوان وقال عبد الرزاق قال قيل لصفوان وتوبع ابن طاووس تابعه عمرو بن دينار
- أخرجه ابن أبي شيبة ك الرد على أبي حنيفة 36341 وسعيد بن منصور ك الجهاد باب من قال انقطعت الهجرة 2175 والأزرقي في أخبار مكة عن جده أحمد بن الوليد 896 والفاكهي في أخبار مكة عن محمد بن يحيى 1998 والنسائي ك قطع السارق باب ما يكون حرزا وما لا يكون عن حماد بن سلمة 4884 والطحاوي في المشكل عن يونس بن يزيد 2387 والبيهقي ك السرقة باب السارق توهب له السرقة عن أحمد بن شيبان 17003 سبعتهم عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاووس قال قيل لصفوان.
- قال الطحاوي (نظرنا في سن طاووس، ما يجوز أن يكون أخذ هذا الحديث عن صفوان سماعا منه، فوجدنا وفاة صفوان كانت بمكة عند خروج الناس إلى الجمل، ووجدنا وفاة طاووس كانت بمكة سنة ست ومائة، وسنه يومئذ بضع وسبعون سنة، فعقلنا بذلك أنه لا يحتمل أنه أخذه عن صفوان سماعا) وقال ابن عبد البر (سماع طاووس من صفوان ممكن لأنه أدرك زمان عثمان). قال الزيلعي في نصب الراية ك السرقة فصل في الحرز الحديث العاشر 3/ 369 (قال ابن القطان: طريق عمرو بن دينار تشبه أنها متصلة) قلت واختلف على ابن عيينة
- فأخرجه الشافعي في الأم ك الحدود باب ما يكون حرزا وما لا يكون 6/ 160 وفي المسند ك القطع في السرقة 1548 والبيهقي من طريقه ك السرقة باب ما يكون حرزا وما لا يكون 16993 وفي المعرفة ك السرقة باب ما يكون حرزا وما لا يكون 5404 والدولابي في الكنى من طريق محمد بن منصور 399 كلاهما عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاووس عن النبي
- وفيه خلاف آخر على ابن عيينة قال البيهقي (وروي عن ابن كاسب عن سفيان بن عيينة بإسناده موصولا بذكر ابن عباس فيه وليس بصحيح) قلت أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 776 وأبو نعيم في معرفة الصحابة من طريقه 3370 والطبراني 7326، 10978 والبيهقي ك السير باب الرخصة في الإقامة بدار الشرك 17549 من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب عن سفيان عن إبراهيم بن ميسرة وعمرو بن دينار عن طاووس عن ابن عباس أن صفوان .. قال الطبراني في أحد طريقيه سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن دينار وهو خطأ وقال في الطريق الآخر سفيان عن إبراهيم بن ميسرة وعمرو بن سلمة عن طاووس به
¥(63/265)
- وتوبع ابن عيينة على ذكر ابن عباس تابعه زكريا بن إسحاق فرواه عن عمرو بن دينار عن طاووس عن ابن عباس أن صفوان بن أمية ... ، أخرجه الدارقطني ك الحدود 3/ 205/366 والحاكم ك الحدود 8148 وقال (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي.
- وقد أخرجه عبد الرزاق ك اللقطة باب ستر المسلم عن ابن جريج 18938 وابن حزم في المحلى ك الحدود باب تعافي الحدود قبل بلوغها إلى الحاكم عن عمرو بن الحارث 11/ 152 كلاهما عن عمرو بن دينار أنه قيل لصفوان بن أمية ... فأسقط طاووسا وهذا خلاف آخر على عمرو
- طرق أخرى:
- أخرجه الدارقطني ك الحدود 3/ 205/363 من طريق محمد بن عبيد الله العرزمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان صفوان .. والعرزمي متروك. وأخرجه الطبراني 7334 من طريق رجاء بن حيوة عن صفوان ... وقال: (عكرمة ورجاء لا نعرف لهما سماعا من صفوان) وأخرجه أيضا 7336 من طريق يزيد بن صفوان بن أمية أن لصا أتى أباه ... ولم أجد من ترجم ليزيد هذا. وأخرجه ابن أبي شيبة ك الرد على أبي حنيفة 36340 والبيهقي ك السرقة باب السارق توهب له السرقة 17002 من طريق مجاهد قال كان صفوان .. وإسناد أبي بكر صحيح إلى مجاهد وهو من أقران عطاء وطاووس وعكرمة ففيه الخلاف المحكي عنهم قبل قليل، وأخرجه ابن أبي شيبة ك الحدود ما قالوا إذا أخذ على سرقة 28184 عن هشيم عن أبي بشر عن يوسف بن ماهك أن عبدا لبعض أهل مكة سرق رداء لصفوان ... وهشيم معروف بالتدليس عن أبي بشر وهو جعفر بن إياس وقد عنعن. وأخرجه ابن عساكر في التاريخ 24/ 115 من طريق محمد بن إسحاق عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن صفوان .. وهذا انقطاع مع ما فيه من تدليس ابن إسحاق.
- قال الطحاوي: (وجدنا أهل العلم قد احتجوا بهذا الحديث فوقفنا بذلك على صحته عندهم وإن كان ذلك لا يقوم من جهة الإسناد فغنوا بصحته عندهم عن طلب الإسناد له). وقال الضياء في المختارة (إسناده صحيح بالمتابعة). وقال الزيلعي في نصب الراية ك السرقة فصل في الحرز الحديث العاشر 3/ 369 (قال ابن عبد الهادي في التنقيح: حديث صفوان صحيح).
- قال ابن حزم (نظرنا في الآثار عن النبي فوجدنا حديث صفوان لا يصح فيه شيء أصلا, لأنها كلها منقطعة, لأنها عن عطاء وعكرمة وعمرو بن دينار وابن شهاب وليس منهم أحد أدرك صفوان. وإما عن عطاء عن طارق بن مرتفع وهو مجهول, أو عن أسباط عن سماك عن حميد بن أخت صفوان وهذا ضعيف عن ضعيف عن مجهول. قال علي: فإذ ليس في هذا الباب أثر يعتمد عليه). وقال الزيلعي 3/ 369 (قال عبد الحق في أحكامه: لا أعلمه يتصل من وجه صحيح)
وللمشاركة هل للحديث طرق أخرى أم لا وهل يصح الحديث بهذه الاسانيد أم لا خصوصا وهذا الاضطراب
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[26 - 02 - 09, 09:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قرأت: «في الحديث عن القاسم بن محمد أن أبا سَيّارة وَلِعَ بامرأة أبي جُنْدَبٍ، فأبت عليه ثم أعلمت زوجها فكمن له، وجاء فدخل عليها، فأخذه أبو جندب فدقّ عنقه إلى عجْب ذنبه، ثمّ ألقاه في مدرجة الإبل، فقيل له: ما شأنك؟ فقال وقعت عن بكر لي فحطمني، فأتْشى مُحْدَوْدِباً»
وقد وقفت على ترجمة القاسم بن محمد، إلا أني لم أوفق في معرفة أبي سيارة، وأبي جندب. هل من يعرف الاسم الكامل لهذين الرجلين، لأني أحاول تخريج حديث القاسم بن محمد على نحو علمي ومنهجي. بارك الله فيكم وقضى الله حوائجكم.
ـ[ابو رزان]ــــــــ[27 - 02 - 09, 08:21 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
قال الخرائطي في اعتلال القلوب باب ذكر من رام الحرام فقتل دونه:
حدثنا علي بن الحسن البراء قال: حدثنا حجاج بن منهال قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن القاسم بن محمد: أن أبا السيارة، أولع بامرأة أبي جندب فراودها عن نفسها، فقالت: لا تفعل، فإن أبا جندب إن يعلم بهذا يقتلك، فأبى أن ينزع، فكلمت أخا أبي جندب فكلمه فأبي أن ينزع، «فأخبرت بذلك أبا جندب، فقال: إني مخبر القوم أني ذاهب إلى الإبل، فإذا أظلمت جئت فدخلت البيت، فإن جاءك فأدخليه علي، فودع أبو جندب القوم وأخبرهم أنه ذاهب إلى الإبل، فلما أظلم الليل جاء فأكمن في البيت، وجاء أبو السيارة وهي تطحن في طلبها، فراودها عن نفسها:، فقالت: ويحك، أرأيت هذا الأمر الذي تدعوني إليه، هل دعوتك إلى شيء منه قط؟ قال: لا، ولكن لا أصبر عنك، فقالت: ادخل البيت حتى أتهيأ لك، فلما
¥(63/266)
دخل البيت أغلق أبو جندب الباب وأخذه فدق من عنقه إلى عجب ذنبه، فذهبت المرأة إلى أخي أبي جندب فقالت: أدرك الرجل، فإن أبا جندب قاتله. فجعل أخوه يناشده الله فتركه، وحمله أبو جندب إلى مدرجة الإبل فألقاه، فكان كل ما مر به إنسان قال له: ما شأنك؟ فيقول: وقعت عن بكر فحطمني، فأنشأ محدودبا، ثم أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخبره، فبعث عمر إلى أبي جندب فأخبره بالأمر على وجهه، فأرسل إلى أهل الماء فصدقوه، فجلد عمر أبا السيارة مائة جلدة، وأبطل ديته».
لم أجده بعد بحث إلا عند الخرائطي في الاعتلال وعلي بن الحسن أو الحسين البراء لم أجد من ترجمه ولم أجده بهذا اللقب وتكرر أكثر من مرة في مساوئ الأخلاق ومكارم الأخلاق واعتلال القلوب كلها للخرائطي بنفس اللقب البراء ووجدت في مسند الشهاب حديث انس المتفق على صحته: إن الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم قد أخرجه من طريق الخرائطي قال ثنا علي بن الحسن البزاز والحديث موجود في كتب الخرائطي عن علي بن الحسن البراء ولعله صحف أي من البزاز إلى البراء فان كان هو البزاز فهو صدوق كما في التقريب معدود في طبقة شيوخ الخرائطي وتلاميذ حجاج بن منهال وهما في إسناد الحديث المذكور وحجاج وحماد تقتان معروفان لكن ليس لحماد رواية عن القاسم بن محمد بينه وبينه عبد الرحمن بن محمد بن القاسم فيعل هذا الحديث بالانقطاع وأبو السيارة لم أجد من تكنى بهذه الكنية غير رجل مذكور في الصحابة يروي حديث الزكاة في العسل قيل اسمه عميرة بن الأعزل وقيل عمر وقيل عمير وقيل الحارث بن مسلم وقيل غير ذلك وهناك جاهلي تكنى بها أيضا لكنه متقدم جدا عن هذا لا يمكن لابن القاسم أن يلحق به وقد يحكم على متن الحديث بالنكارة من أجل أبي السيارة هذا إن صح أنه الصحابي والحديث معلول أصلا بالانقطاع كما بينت فلا يصح والله أعلم ولعل أحدا من الإخوة الأفاضل يتابعني إن شاء الله فيما ذكرت
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[27 - 02 - 09, 09:45 م]ـ
وذكر الازهري في " تهذيب اللغة " [11/ 444] اسنادا لم أقف على مرجعه حيث قال: [حدثنا محمد بن اسحاق قال حدثنا عبيدالله بن جرير قال أخبرنا حجاج عن حماد عن يحيى بن سعيد عن قاسم بن محمد أن أبا سيارة ولع بامرأة أبي جندب فأبت عليه ثم أعلمت زوجها وكَمَنَ له وجاء فدخل عليها فأخذه أبو جندب فدق عنقه إلى عجب ذنبه فائتشى محدودبا].اهـ
ـ[ابو رزان]ــــــــ[28 - 02 - 09, 07:55 ص]ـ
وهذا الاسناد أيضا فيه عنعنة يحيى بن سعيد وان كان ذكره الحافظ في المرتبة الاولى
بل فيه محمد بن اسحاق هو ابن ابراهيم العكاشي كذاب وعبيد الله بن جرير هو ابن جبلة وثقه ابن حبان والخطيب في التاريخ والله اعلم
ـ[ابو رزان]ــــــــ[28 - 02 - 09, 08:38 ص]ـ
بل فيه محمد بن اسحاق هو ابن ابراهيم العكاشي كذاب
اعتذر عن ذلك الوهم محمد بن إسحاق هذا ليس هو العكاشي فانه متقدم الطبقة يروي عن يحيى بن سعيد الانصاري وغيره ولكن محمد بن اسحاق الذي في الاسناد معنا هو ابن ابراهيم الثقفي السراج صاحب المسند الثقة الحجة روى عنه البخاري ومسلم له رواية عن عبيد الله بن جرير كما في صحيح ابن حبان ترجم له الذهبي وغيره وقال ابن حبان يغرب واعتذر مرة اخرى عن الوهم ...
وذكر الارناؤوط عن الاسناد الذي هو فيه انه اسناد رجاله على شرط الصحيح الا عبيد الله بن جرير قلت رواية البخاري ومسلم له في غير الصحيح كما ذكر الذهبي
ويبقى الاسناد لا يعرف مصدره ولا مخرجه الا ان يفيدنا احد الاخوة
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[28 - 02 - 09, 08:58 ص]ـ
شكراً جزيلاً أخي الكريم. بارك الله فيك وأعلى مقامك
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[28 - 02 - 09, 09:03 ص]ـ
وبخصوص قضية أبي جندب وأبي سيارة، هل أستنتج أن أبا جندب كان إنساناً عادياً أم أنه من الصحابة؟
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[28 - 02 - 09, 08:23 م]ـ
أقول لعل الاسناد الذي ذكره الازهري هو من طريقه وأن محمد بن اسحاق السراج شيخه.
فيا حبذا لو تراجع ترجمة الازهري ومحمد بن اسحاق لعل يوجد فيها ما يدل على ذلك.
والله تعالى أعلم.
ـ[ابو رزان]ــــــــ[28 - 02 - 09, 09:02 م]ـ
قد يكون ... وسأحاول ان أفعل ان شاء الله ولكن ان صح الاسناد ما قولكَ يا ابا اليمان في متن هذا الحديث؟
ـ[ابو رزان]ــــــــ[28 - 02 - 09, 09:03 م]ـ
شكراً جزيلاً أخي الكريم. بارك الله فيك وأعلى مقامك
وفيك بارك
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[28 - 02 - 09, 10:38 م]ـ
أقول أخي الكريم أبا رزان قد يقع مثل هذا و لايخفاكم قصة ماعز - رضي الله عنه - وقصة الغامدية - رضي الله عنها - وكذلك قصة المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - حين قذفه أبي بكرة -رضي الله عنه -.
فالصحابة ليسوا بمعصومين وقد تقع من أحدهم الهفوة، ولكن سرعان ما يعود إلى الحق ويتوب مما وقع منه.
هذا أن ثبتت القصة وذلك لأنه عندي أن القاسم بن محمد لم يدرك عمر بن الخطاب.
وكذلك ينظر في حال حماد بن سلمة في روايته عن يحيى بن سعيد فقد قال الحافظ ابن رجب في شرح العلل [2/ 623] في فصل النوع الثالث " قوم ثقات في أنفسهم لكن حديثهم عن بعض الشيوخ فيه ضعف بخلاف حديثهم عن بقية شيوخهم " نقلا عن الإمام مسلم في " كتابه التمييز ": " وحماد يعد عندهم إذا حدث عن غير ثابت كحديثه عن قتادة وأيوب وداود بن أبي هند والجريري ويحيى بن سعيد وعمرو بن دينار وأشباههم فإنه يخطيء في حديثهم كثيرا وغير حماد في هؤلاء أثبت عندهم كحماد بن زيد وعبد الوارث ويزيد بن زريع " انتهى
وقد قال شيخ الإسلام في الواسطية وهويتكلم على اهل السنة والجماعة: " وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر حتى أنهم يغفر لهم من السيئات مالا يغفر لمن بعدهم ........ الخ. اهـ
فتح الله عليك.
¥(63/267)
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[28 - 02 - 09, 10:52 م]ـ
الأخ أبا اليمان الأثري السلام عليكم
أسأل عن أبي جندب من أجل ترجمته، لأني أنوي تخريج هذا الحديث على نحو علمي. وكلنا يعلم أن الصحابة ليسوا معصومين. فقط أريد الاهتداء إلى مصدر لترجمة أبي سيارة وأبي جندب، فالقاسم بن محمد ترجمت سيرته وأخرج أحاديثه. وفي النهاية لابن الأثير لم يترجم المحققون لهذين الرجلين.
فكتب الحديث، وبالرغم من تكرار طباعتها عشرات المرات، فإنه ينقصها المنهجية الحديثة في تحقيق نصوصها، وأحاول منفردة ما أمكنني ذلك، في بعض منها. بارك الله فيكم
ـ[ابو رزان]ــــــــ[01 - 03 - 09, 08:03 ص]ـ
بوركت
وذلك لأنه عندي أن القاسم بن محمد لم يدرك عمر بن الخطاب.
.
وهذا حق ولكن من الممكن ادراك القاسم لابي السيارة هذا فقد لحق القاسم ببعض الصحابة غير انه ينبغي مراجعة تاريخ وفاة ابي السيارة ولم أجد أحدا من مترجميه اشار الى هذا وقد روى عنه سليمان بن موسى حديث العسل وسليمان ارسل عنه الحديث لم يلقه وقد مات سنة 115 تقريبا ووجدت في بعض الاسانيد في تاريخ دمشق عن هشام بن سعد قال حدثني ابو سيارة كتب عمر بن عبد العزيز ... فان كان هذا حقا فقد أدركه القاسم بلا ريب هشام بن سعد هذا مات سنتة 160 وعمر بن عبد العزيز والقاسم ماتا بعد المائة بسنتين وبست سنين لكن في اسناد بن عساكر الواقدي وهشام نفسه ضعيف غير محكم الحديث ويبقى اشكال اخر اختلافهم اصلا في اثبات الصحبة لابي السيارة المذكور وان كانت عبارة الحافظ في غير موضع تشير الى الجزم بذلك والله اعلم
ونور الله بصيرتك
فقط أريد الاهتداء إلى مصدر لترجمة أبي سيارة وأبي جندب،
راجعي ابواب الكنى من كتب الصحابة وغيرها كالاصابة واسد الغابة والاستيعاب وتهذيب الكمال وغيرها ففيها بغيتك بارك الله فيك
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[01 - 03 - 09, 06:19 م]ـ
قال الحافظ في الفتح [9/ 386]: والقاسم لم يدرك عمر. اهـ
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[03 - 03 - 09, 12:02 ص]ـ
شكراً جزيلاً. بارك الله فيكم.(63/268)
تخريج حديث من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم!!
ـ[محمود بن علي بن محمد]ــــــــ[23 - 02 - 09, 08:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
انتشر بين كثير من الناس هذا الحديث وجعلوا يكررونه ويفسرون ذلك بأن متابعة النشرات الإخبارية والجري وراء الجرائد والمجلات وخوض العمل السياسي فرض عين على الجميع
ولكن هذا الحديث ضعيف كما وضح ذلك الإمام الألباني رحمه الله
" من أصبح و الدنيا أكبر همه فليس من الله في شيء , و من لم يتق الله فليس
من الله في شيء , و من لم يهتم للمسلمين عامة فليس منهم ".
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 479):
$ موضوع.
أخرجه الحاكم (4/ 317) و الخطيب في تاريخه (9/ 373) الشطر الأول منه من
طريق إسحاق بن بشر حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن # حذيفة #
مرفوعا , و سكت عليه و تعقبه الذهبي بقوله: قلت: إسحاق عدم , و أحسب الخبر
موضوعا.
قلت: و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (3/ 132) من طريق الخطيب و تعقبه
السيوطي في " اللآليء " (2/ 316 - 317) بطرق أخرى و شواهد ذكرها.
أما الطرق عن حذيفة فاثنان آخران: الأول: عن أبان عن أبي العالية عن حذيفة
أراه رفعه , مثل رواية الخطيب.
قلت: و هذا إسناد لا يستشهد به , لأن أبان و هو ابن أبي عياش كذبه شعبة و غيره
, لكنه قد توبع كما سيأتي بعد حديثين.
الآخر: عن عبد الله بن سلمة بن أسلم عن عقبة بن شداد الجمحي عن حذيفة رفعه.
و هذا سند ضعيف جدا , عبد الله هذا ضعفه الدارقطني , و قال أبو نعيم: متروك ,
و عقبة لا يعرف كما في " الميزان " , و فيه جماعة آخرون لم أعرفهم.
و أما الشواهد فهي من حديث ابن مسعود و أنس و أبي ذر , و كلها لا تصح و قد
ذكرتها عقب هذا.
" من أصبح و همه الدنيا , فليس من الله في شيء , و من لم يهتم بأمر المسلمين
فليس منهم , و من أعطى الذلة من نفسه طائعا غير مكره فليس منا ".
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 480):
$ ضعيف جدا.
أخرجه الطبراني في " الأوسط " (1/ 29 / 1/ 466 / 2) من طريق يزيد بن ربيعة
عن أبي الأشعث الصنعاني عن أبي عثمان النهدي عن # أبي ذر # مرفوعا , و قال:
تفرد به يزيد بن ربيعة , أورده السيوطي في " اللآليء " (2/ 317) و سكت عليه
.
و أما الهيثمي فقال في " مجمع الزوائد " (10/ 248): رواه الطبراني , و فيه
يزيد بن ربيعة الرحبي و هو متروك , و أشار المنذري (3/ 9) إلى تضعيفه.
قلت: و قد أنكر أبو حاتم أحاديثه عن أبي الأشعث كما في " الجرح و التعديل "
(4/ 2 / 261) و هذا منها كما ترى , و قال الجوزجاني: أخاف أن تكون أحاديثه
موضوعة.
" من أصبح و همه غير الله عز وجل فليس من الله في شيء , و من لم يهتم للمسلمين
فليس منهم ".
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 480):
$ موضوع.
ابن بشران في " الأمالي " (7/ 105 / 1) و (19/ 3 / 2) و الحاكم (4/ 320
) من طريق إسحاق بن بشر , حدثنا مقاتل بن سليمان عن حماد عن إبراهيم عن
عبد الرحمن بن يزيد عن # ابن مسعود # مرفوعا , سكت عليه الحاكم , و قال ابن
بشران: هذا حديث غريب تفرد به إسحاق بن بشر.
و قال الذهبي في " تلخيص المستدرك ": إسحاق و مقاتل ليسا بثقتين و لا صادقين
.
قلت: إسحاق بن بشر أبو حذيفة البخاري كذبه ابن المدني و الدارقطني , كما في
" الميزان " و ساق له هذا الحديث ثم قال عقبه: مقاتل أيضا تالف.
قلت: و ابن سليمان هذا هو البلخي , قال وكيع: كان كذابا.
و الحديث روي من حديث أنس , فقال أبو حامد الحضرمي الثقة في " حديثه " (156 /
2) أخبرنا سليمان بن عمر , حدثنا وهب بن راشد عن فرقد السبخي عن أنس مرفوعا ,
و من هذا الوجه رواه المخلص في " الفوائد المنتقاة " (9/ 193 / 2) و أبو
نعيم (3/ 48) و قال: لم يروه عن أنس غير فرقد , و لا عنه إلا وهب بن راشد ,
و وهب و فرقد غير محتج بحديثهما و تفردهما.
قلت: فرقد ضعيف لسوء حفظه , و وهب بن راشد هو الرقي , قال ابن أبي حاتم في
" الجرح و التعديل " (4/ 2 / 27): سئل أبي عنه , فقال: منكر الحديث , حدث
بأحاديث بواطيل , و قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال.
¥(63/269)
قلت: فالحمل عليه في هذا الحديث , و الراوي عنه سليمان بن عمر الرقي ترجمه ابن
أبي حاتم (2/ 1 / 131) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا.
و وثقه ابن حبان (8/ 280).
و له طريق أخرى ذكرها السيوطي في " اللآليء المصنوعة " (2/ 316) شاهدا لحديث
حذيفة المتقدم من رواية ابن النجار بسنده عن عبد الله بن زبيد الأيامي عن أبان
عن أنس مرفوعا , و سكت عنه السيوطي و ليس بجيد , فإن عبد الله بن زبيد غير
معروف العدالة , ذكره ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " (2/ 2 / 62) و لم
يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و وثقه ابن حبان (7/ 23) , و شيخه أبان هو ابن
أبي عياش كذبه شعبة و غيره , فمثله لا يستشهد به , و له طريق أخرى عن أنس
مختصرا بلفظ: من أصبح و أكبر همه الدنيا فليس من الله عز و جل.
أخرجه ابن أبي الدنيا في " ذم الدنيا " (6/ 1) عن الحارث بن مسلم الرازي
و كانوا يرونه من الأبدال , عن زياد عنه.
و هذا سند واه جدا , زياد هذا هو ابن ميمون الثقفي و هو كذاب , و يحتمل أنه
النميري و هو ضعيف , انظر الحديث (296) و الحارث قال السليماني: فيه نظر ,
و له شاهد عن علي , أخرجه أبو بكر الشافعي في " مسند موسى بن جعفر الهاشمي
(70/ 1) و فيه موسى بن إبراهيم المروزي , كذبه يحيى بن معين.
و روى الحديث عن حذيفة و أبي ذر و ابن مسعود , و تقدمت ألفاظهم قريبا , و من
ألفاظ حديث حذيفة:
" من طلب ما عند الله كانت السماء ظلاله , و الأرض فراشه , لم يهتم بشيء من أمر
الدنيا , فهو لا يزرع و يأكل الخبز , و هو لا يغرس الشجر و يأكل الثمار , توكلا
على الله تعالى , و طلبا لمرضاته , فضمن الله السموات السبع و الأرضين السبع
رزقه , فهم يتعبون فيه , و يأتون به حلالا , و يستوفي هو رزقه بغير حساب عند
الله تعالى حتى أتاه اليقين ".
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 637):
$ موضوع.
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " (1/ 112) أطول منه و الحاكم (4/ 310) و
السياق له من طريق إبراهيم بن عمرو السكسكي حدثنا أبي , حدثنا عبد العزيز بن
أبي رواد , عن نافع , عن # ابن عمر # مرفوعا , و قال:
صحيح الإسناد , و رده الذهبي بقوله:
قلت: بل منكر و موضوع , إذ عمرو بن بكر متهم عند ابن حبان , و إبراهيم ابنه ,
قال الدارقطني: متروك.
قلت: و في ترجمة إبراهيم من " الميزان ":
قال ابن حبان: يروي عن أبيه الأشياء الموضوعة , و أبوه أيضا لا شيء , ثم ساق
له هذا الحديث.
قلت: و تمام كلام بن حبان تفرد به إبراهيم بن عمرو و هو مما عملت يداه لأن هذا
ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا ابن عمر و لا نافع و إنما هو
شيء من كلام الحسن.
" أعظم الناس هما المؤمن الذي يهتم بأمر دنياه و آخرته ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 300):
$ ضعيف $.
رواه ابن ماجه (2/ 2143) و ابن أبي الدنيا في " الهم و الحزن " (
74/ 2) عن إسماعيل بن بهرام: حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان - زوج بنت الشعبي
-: حدثنا سفيان عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عن # أنس بن مالك # مرفوعا , و قال
ابن ماجه: " غريب , تفرد به إسماعيل ". قلت: و هو صدوق كما في " التقريب "
لكن شيخه الحسن محمد بن عثمان لم يوثقه أحد , و قال الأزدي: " منكر الحديث ".
و يزيد الرقاشي ضعيف كما في " التقريب " و قال المناوي في " الفيض ": " قال في
" الميزان " عن النسائي و غيره: متروك , و عن شعبة: لأن أزني أحب إلي من أن
أحدث عنه! انتهى. و رواه عن أنس أيضا البخاري في " الضعفاء " فكان ينبغي
للمصنف ذكره للتقوية , و به يصير حسنا لغيره "! قلت: بل لا يزال الحديث واهيا
, لأن البخاري رواه في " الضعفاء " من هذا الوجه كما في " الميزان " , فلا أدري
كيف غفل المناوي عن هذا ? و لئن كان علم ذلك و حسنه , فالأمر أدهى و أمر , لأن
إخراج البخاري للطريق الواهي لاسيما في " الضعفاء " لا يقويه كما هو بدهي.
حديث " من لم يهتم للمسلمين فليس منهم "
** أخرجه الحاكم من حديث حذيفة والطبراني في الأوسط من حديث أبي ذر وكلاهما ضعيف.
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومن لم يصبح ويمسي ناصحاً لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منا ".
** رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه عبد الله بن أبي جعفر الرازي ضعفه محمد بن حميد ووثقه أبو حاتم وأبو زرعة وابن حبان.
عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أصبح وهمه الدنيا فليس من الله في شيء، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومن أعطى الذلة من نفسه طائعاً غير مكره فليس منا ".
** رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك.
¥(63/270)
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[23 - 02 - 09, 09:40 م]ـ
*البدائل الصحيحة لبيان اهمية النصيحة:
(1) فى الصحيحين من حديث جرير بن عبد الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال {بايعت النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على إيقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم}.
(2) فى الصحيحين من حديث معقل بن يسار 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {ما من عبد يسترعيه الله رعية ثم لم يحطها بنصحه الا لم يدخل الجنة}
(3) فى صحيح مسلم من حديث ابى هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: {حق المؤمن على المؤمن ست فذكر منها وإذا استنصحك فانصح له}
(4) فى صحيح مسلم من حديث ابى هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: {ان الله يرضى لكم ثلاثاً يرضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وان تناصحوا من ولاه الله امركم}
(5) فى صحيح مسلم من حديث أبى رقية تميم الدارى 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ان النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال {الدين النصيحة. قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم}
واسأل الله ان يجعلنا من العاملين بكتابه والعاملين بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ,وان يجعلنا من المهتدين , والحمد لله رب العالمين0(63/271)
طلب إسناد أو أقدم مرجع ذكر قول الأعرابي: البعرة تدل على البعير ...
ـ[الفضيل]ــــــــ[24 - 02 - 09, 06:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأفاضل الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
مر علي في أحد الكتب التي أود إعادة طباعتها قول الأعرابي: البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير ...
وقد حاولت أن أبحث عن إسناد العبارة فلم أجد شيئا حسب بحثي القاصر ...
فمن كان عنده فضل علم فليجد به على من لا علم عنده فهذا أوان الحاجة إليه
أو على الأقل أقدم مرجع ذكر هذه العبارة
رفع الله قدركم في الدارين
وبارك فيكم
أخوكم
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[24 - 02 - 09, 09:07 م]ـ
الاسناد لم أقف ولكن أثر الأعرابي تجده في تفسير الثعلبي [3/ 32] وفي زاد المسير [1/ 362] وفي التفسير الكبير للرازي [2/ 91] وفي جمع الجوامع كما في حاشية العطار [2/ 444] عن الاصمعي سأل أعرابي.
ـ[الفضيل]ــــــــ[26 - 02 - 09, 07:24 ص]ـ
أخي الفاضل الكريم اشكر لك تجاوبك
رفع الله قدرك
وجزاك الله خيرا وسددك وأعانك على الخير والتقوى(63/272)
طلب تخريج (حبان لايجتمعان)
ـ[الديرزوري]ــــــــ[24 - 02 - 09, 07:01 م]ـ
((حبان لايجتمعان في قلب المؤمن وهي حب الله وحب المعصية))
أرجو ممن يعرف سند هذا الكلام أن يفيدني به جزاه الله خيرا
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[24 - 02 - 09, 09:00 م]ـ
أعياني البحث ولم أجده كحديث ياأستاذ ديرزوري
ـ[الديرزوري]ــــــــ[25 - 02 - 09, 12:58 ص]ـ
الأستاذ الفاضل سعد حفظه الله
جزاكم الله خيرا وبارك لكم
أشكر لكم اهتمامكم
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[25 - 02 - 09, 10:00 ص]ـ
هو يعارض قول النبى صلى الله عليه وسلم فى عبد الله بن حمار وكان شراب للخمر ولعنه بعض الصحابة
(انه يحب الله ورسوله)
وقال ابن القيم ان الرجل قد يجتمع في قلبه طاعة ومعصية وتقوى وفجور ونحو ذلك
والله اعلم
ـ[الديرزوري]ــــــــ[26 - 02 - 09, 02:41 ص]ـ
أخي أبا معاذ
جزاكم الله خيرا
وأنتظر ممن يعرف نسبة هذا القول لأحد , أن يفيدني مشكورا
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[07 - 03 - 09, 08:42 م]ـ
لعلك تقصد
حب ألحان الغناء فى قلب عبد0000(63/273)
من هو عمر بن سعيد بن سنان؟
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[25 - 02 - 09, 08:22 ص]ـ
.
قال ابن حبان أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر .... الحديث
فمن هو عمر هذا بارك الله فيكم
.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[25 - 02 - 09, 09:05 ص]ـ
----------
ـ[الدارقطني]ــــــــ[25 - 02 - 09, 09:10 ص]ـ
هو:"عمر بن سعيد بن أحمد بن سعيد بن سنان الطائي المنبجي أبو بكر"، قال عنه الذهبي:"الإمام المحدث القدوة العابد".سير أعلام النبلاء (14/ 590)، تاريخ دمشق (45/ 95)، والله الموفق.
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[25 - 02 - 09, 09:18 ص]ـ
بارك الله فيكم
كنت سألت عن حاله
ولغيت السؤال
فالذي يظهر أنه ثقة لقول الذهبي عنه الإمام المحدث القدوة كما أفاد الدارقطني
ولكثرة رواية ابن حبان عنه كما أفاد ابن السائح
فقد قال حفظه الله
وأكثر عنه ابن حبان فروى عنه في الصحيح المسند نحو 281 حديثا
وزاد وهو من رواة الموطإ عن أبي مصعب الزهري عن مالك
ولم أجد فيه تجريحا
جزاكم الله خيرا وأحسن الله إليكم
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[25 - 02 - 09, 09:27 ص]ـ
ثمت سؤال آخر لو تكرمتم
قال النسائي -أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الكوفي ومعاوية بن صالح الدمشقي قالا ثنا مالك بن إسماعيل قال ثنا مسعود بن سعد عن مطرق عن الحمي عن أبي الصديق عن بن عمر ..... الحديث
فمن هم المعلم عليهم بالأزرق وهل ثمت تصحيف
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[25 - 02 - 09, 12:05 م]ـ
قال النسائي -أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الكوفي ومعاوية بن صالح الدمشقي قالا ثنا مالك بن إسماعيل قال ثنا مسعود بن سعد عن مطرق عن الحمي عن أبي الصديق عن بن عمر ..... الحديث
فمن هم المعلم عليهم بالأزرق وهل ثمت تصحيف
راجع تحفة الأشراف (8/ 77).
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[25 - 02 - 09, 01:16 م]ـ
بارك الله فيك
فقد أزلت الشك باليقين
جعلكم الله من الذين يؤتَون كتابهم باليمين
إذا هو كالتالي
عن أحمد بن عثمان بن حكيم ومعاوية بن صالح الدمشقي، كلاهما عن مالك بن إسماعيل، عن مسعود بن سعد، عن مطرف، عن زيد العمي عن أبي الصديق عن ابن عمر ....... الحديث
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[25 - 02 - 09, 02:03 م]ـ
تتميمًا لكلام شيخنا محمد بن عبد الله حفظه الله:
انظر المسند الجامع (10/ 575 - 576) للدكتور بشار عواد ومن معه.
و "المسند" للإمام أحمد (9/ 455) تحقيق شعيب وإحالته في الحاشية.
ربما تكون دلائل على أن هذا الإسنادَ مُصَحَّفٌ.
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[25 - 02 - 09, 02:20 م]ـ
والذي يؤكد أن هذا الإسناد مصحف هو أن هذا الإسناد قد جاء مُقَوَّم على الجادة (عن مطرف عن زيد العمي عن أبي الصديق عن ابن عمر ....... ) في "سنن النسائي الكبرى" (8/ 443 - 444) طبعة مؤسسة الرسالة التي حققها شعيب الارناؤوط وقدم لها الدكتور عبد الله التركي. والحديث كامًلا بإسناده هو:
أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم ومعاوية بن صالح الدمشقي، قالا ثنا مالك بن إسماعيل، ثنا مسعود بن سعد، عن مطرف، عن زيد العمي عن أبي الصديق عن ابن عمر عن عمر .......... ".
وكذا جاء مُقَوَّمًا في "المسند الجامع" (13/ 607 - 608).
فالظاهر أن هذا التصحيف في سند النسائي هو من طبعة دار الكتب العلمية! والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[25 - 02 - 09, 04:21 م]ـ
أحسن الله إليك يا أبا فاطمة
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[25 - 02 - 09, 08:34 م]ـ
آمين، جزاك الله خيرًا أخي عبدالرحمن،
وشكر الله لك أبا فاطمة.
وكذا جاء مُقَوَّمًا في "المسند الجامع" (13/ 607 - 608).
للفائدة: يظهر لي أنه لا يصح الاعتماد على المعاصرين في تصحيح أخطاء الأسانيد؛ ذلك أنهم ينقلون من المصادر التي بين أيدينا، وإن صححوا صححوا باجتهادهم. وإنما أحلتُ إلى التحفة لما لا يخفى من ضبط المزي لأسانيد الكتب الستة فيها، واعتماده على نسخ صحيحة مضبوطة من تلك الكتب.
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[25 - 02 - 09, 09:27 م]ـ
آمين، جزاك الله خيرًا أخي عبدالرحمن،
وشكر الله لك أبا فاطمة.
للفائدة: يظهر لي أنه لا يصح الاعتماد على المعاصرين في تصحيح أخطاء الأسانيد؛ ذلك أنهم ينقلون من المصادر التي بين أيدينا، وإن صححوا صححوا باجتهادهم. وإنما أحلتُ إلى التحفة لما لا يخفى من ضبط المزي لأسانيد الكتب الستة فيها، واعتماده على نسخ صحيحة مضبوطة من تلك الكتب.
أحسن الله إليك شيخنا محمد بن عبد الله.
والذي يدل على حقيقة ما تفضلت به أن محققو المسند الجامع اعتمدوا على نسخ مطبوعة كما نصوا على ذلك مقدمتهم (1/ 6 - 8)، لكن عذري أن جعلت النقل إليهم اعتضادًا لا اعتمادًا.
وفق الله الجميع.(63/274)
اللهم اغفر لأبي هريرة وأمه .. ماصحة الحديث؟؟
ـ[أبو أسامه المهاجر]ــــــــ[26 - 02 - 09, 05:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخنا الفضلاء
(من استغفر لأبو هريرة وأمه .. غفر الله له)
هل هذا حديث؟
وماصحته .. بارك الله فيكم؟
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[26 - 02 - 09, 06:08 م]ـ
الحديث: قال أبو هريرة اللهم اغفر لأبي هريرة و لامي و لمن استغفر لهما.
و الحديث صحيح الإسناد كما قال الإمام الألباني في صحيح الأدب المفرد (28)، و يظهر أن الحديث موقوف على أبي هريرة.
ـ[ناصر السبيعي]ــــــــ[26 - 02 - 09, 11:54 م]ـ
أبا أسامة، أرجو أن تصحح الخطأ (لأبي هريرة .... ) اللام حرف جر، أبي اسم مجرور بالياء
لإنه من الأسماء الخمسة.
رزقك الله الفصاحة والبيان.
ـ[أبو أسامه المهاجر]ــــــــ[27 - 02 - 09, 03:50 ص]ـ
الحديث: قال أبو هريرة اللهم اغفر لأبي هريرة و لامي و لمن استغفر لهما.
و الحديث صحيح الإسناد كما قال الإمام الألباني في صحيح الأدب المفرد (28)، و يظهر أن الحديث موقوف على أبي هريرة.
رفع الله قدرك اخي الأندلسي ونفع بعلمك .. ورحم الله العلامة الالباني
وغفر الله لأبي هريرة وأمه
ـ[أبو أسامه المهاجر]ــــــــ[27 - 02 - 09, 03:51 ص]ـ
أبا أسامة، أرجو أن تصحح الخطأ (لأبي هريرة .... ) اللام حرف جر، أبي اسم مجرور بالياء
لإنه من الأسماء الخمسة.
رزقك الله الفصاحة والبيان.
بارك الله بك ياابن الغلباء
وشكر لك نصيحتك
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[27 - 02 - 09, 11:39 ص]ـ
رفع الله قدرك اخي الأندلسي ونفع بعلمك .. ورحم الله العلامة الالباني
وغفر الله لأبي هريرة وأمه
و إياك أخي الكريم، إلا أن إسمي الإدريسي و ليس الأندلسي، و رحمنا الله و إياكم.
ـ[أبو أسامه المهاجر]ــــــــ[28 - 02 - 09, 07:49 ص]ـ
عذرا أخي الادريسي
من فرط اشتياقي للأندلس ظننتك من أهلها:)
أعادها الله لحمى الحق ..
بارك الله فيك
ـ[أم ديالى]ــــــــ[28 - 02 - 09, 07:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
اللهم اغفر لابي هريرة وامه ..(63/275)
ما صحة هذا الحديث؟؟
ـ[أبو معتصم الأندلسى]ــــــــ[27 - 02 - 09, 11:35 م]ـ
ما مدى صحة هذا الحديث (
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْكُثُ أَبَوَا الدَّجَّالِ ثَلَاثِينَ عَامًا لَا يُولَدُ لَهُمَا ثُمَّ يُولَدُ لَهُمَا غُلَامٌ أَعْوَرُ أَضَرُّ شَيْءٍ وَأَقَلُّهُ نَفْعًا تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ ثُمَّ نَعَتَ أَبَوَيْهِ فَقَالَ أَبُوهُ رَجُلٌ طُوَالٌ مُضْطَرِبُ اللَّحْمِ طَوِيلُ الْأَنْفِ كَأَنَّ أَنْفَهُ مِنْقَارٌ وَأُمُّهُ امْرَأَةٌ فِرْضَاخِيَّةٌ عَظِيمَةُ الثَّدْيَيْنِ قَالَ فَبَلَغَنَا أَنَّ مَوْلُودًا مِنْ الْيَهُودِ وُلِدَ بِالْمَدِينَةِ قَالَ فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَبَوَيْهِ فَرَأَيْنَا فِيهِمَا نَعْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِذَا هُوَ مُنْجَدِلٌ فِي الشَّمْسِ فِي قَطِيفَةٍ لَهُ هَمْهَمَةٌ فَسَأَلْنَا أَبَوَيْهِ فَقَالَا مَكَثْنَا ثَلَاثِينَ عَامًا لَا يُولَدُ لَنَا ثُمَّ وُلِدَ لَنَا غُلَامٌ أَعْوَرُ أَضَرُّ شَيْءٍ وَأَقَلُّهُ نَفْعًا فَلَمَّا خَرَجْنَا مَرَرْنَا بِهِ فَقَالَ مَا كُنْتُمَا فِيهِ قُلْنَا وَسَمِعْتَ قَالَ نَعَمْ إِنَّهُ تَنَامُ عَيْنَايَ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي فَإِذَا هُوَ ابْنُ صَيَّادٍ) رواه الإمام أحمد فى مسند أبى بكره؟
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[28 - 02 - 09, 04:01 ص]ـ
الحديث رواه احمد فى المسند قال
حدثنا زيد حدثنا حماد ابن سلمة عن على بن زيد عن عبد الرحمن بن ابى بكرة عن ابيه وذكره
ورواه الترمذى قال
حدثنا عبد الله ابن معاوية الجمحى حدثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن عبد الرحمن بن ابى بكرة عن ابيه وذكره
والحديث فيه على ابن زيد ابن جدعان ضعفوه
والله تعالى اعلم
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[28 - 02 - 09, 04:03 ص]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله، أما بعد:
فقد روى هذا الحديث الترمذي (2248) و أحمد (5/ 40) وفي (5/ 49) وفي (5/ 51) وابن ابي شيبة في مصنفه (38636) والطيالسي (896) والبزار في مسنده المعلل (3067) وحنبل ابن اسحاق في الفتن (40)
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة
وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أبي بكرة، ولا نعلم له إسنادا غير هذا الإسناد، ولا نعلم حدث به إلا حماد بن سلمة وحده
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (13/ 326):
(قال البيهقى: تفرد به على بن زيد بن جدعان و ليس بالقوى. قلت - القائل ابن حجر -: و يوهى حديثه أن أبا بكرة إنما أسلم لما نزل من الطائف حين حوصرت سنة ثمان من الهجرة، و فى حديث ابن عمر الذى فى الصحيحين انه - صلى الله عليه وسلم - لما توجه إلى النخل التى فيها ابن الصياد كان ابن الصياد يومئذ كالمحتلم، فمتى يدرك أبو بكرة زمان مولده فى المدينة و هو لم يسكن المدينة إلا قبل الوفاة النبوية بسنتين، فكيف يتأتى أن يكون فى الزمن النبوى كالمحتلم، فالذى فى الصحيحين هو المعتمد
ولعل الوهم وقع فيما يقتضي تراخي مولد بن صياد اولا وهم فيه بل يحتمل قوله بلغنا انه ولد لليهود مولود على تأخر البلاغ وان كان مولده كان سابقا على ذلك بمدة بحيث يأتلف مع حديث بن عمر الصحيح ثم قال البيهقي ليس في حديث جابر أكثر من سكوت النبي صلى الله عليه و سلم على حلف عمر فيحتمل ان يكون النبي صلى الله عليه و سلم كان متوقفا في أمره ثم جاءه الثبت من الله تعالى بأنه غيره على ما تقتضيه قصة تميم الداري وبه تمسك من جزم بان الدجال غير بن صياد وطريقه أصح وتكون الصفة التي في بن صياد وافقت ما في الدجال .. ) ا هـ.
و الله أعلم ..
ـ[أبو معتصم الأندلسى]ــــــــ[01 - 03 - 09, 01:24 ص]ـ
أخى أبا معاذ و أخى على بارك الله فيكما ونفع بكما.(63/276)
ابحث عن صحة حديث (من تكلم بغير لغة القران في بيت من بيوت الله حبط عمله
ـ[ابو قراش]ــــــــ[28 - 02 - 09, 02:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اخواني عرض على احد الاخوه حديث من كتاب "تنبيه الغافلين ... " للنحاس.
وهذا الحديث لست حافظه نصا ولكن اعتقد ان الحديث "ان صح " (من تكلم بغير لغة القران في بيت من بيوت الله حبط عمله)
ارجو منكم اخوتي تخريج الحديث وجزاكم الله خيرااا.
ـ[ابو قراش]ــــــــ[28 - 02 - 09, 10:41 م]ـ
افيدوني اخوتي رعاكم الله.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[01 - 03 - 09, 12:49 ص]ـ
يا أخي ليتك تتأكد من متنه
فإني لم أجده بهذا اللفظ
ـ[ابو قراش]ــــــــ[01 - 03 - 09, 05:32 م]ـ
جزاك الله خيراا اخي أبو سلمى رشيد على اهتمامك.
وبالنسبه لمتن الحديث الاخ اللي نقل لي الحديث كان تقريبا بنفس هذا المتن او قريب منه.
وشاكر لك اخي التعاون.
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[03 - 03 - 09, 02:21 م]ـ
لعلك تقصد حديث "الكلام في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب" أو بهكذا لفظ
وهو حديث لا اصل له، وقال بعضهم موضوع
قلت: بل هو باطل فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه أنه كان يتحدث هو وأصحابه في أمور الجاهليه ولا يمنعه ذلك من التبسم
فالكلام في المسجد جائز على أن لا يشوش على المصلين ..
والله أعلم
اخوك باحث وليس طالب علم فتنبه!
ـ[ابو قراش]ــــــــ[03 - 03 - 09, 05:55 م]ـ
جزاك الله خيراااا اخي أبو شهيد
اشكرك اخي على حرصك على نفعك اخوانك. وبالنسبه لما سالت عنه. فقد قام احد الاخوه بشراء الكتاب
واطلع على الروايه الموجوده. واتضح انه اثر وليس حديث عن المصطفى صلى اله عليه وسلم.والحمدلله زال اللبس.
واكرر شكري لك اخي ولكل الاخوان الذين حاولي مساعدتي.
ـ[أبو عبدالله القضاعي]ــــــــ[03 - 03 - 09, 10:40 م]ـ
نكارة واضحة لكل ذي لب وقد وردت رواية بالتحدث في المسجد عن امور الجاهلية والاسلام(63/277)
أريد معرفة صحة حديث:ان الرجل إذا توفى في غير مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة
ـ[الاسيوطى]ــــــــ[28 - 02 - 09, 05:08 م]ـ
6656 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن ثنا بن لهيعة حدثني حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو قال توفى رجل بالمدينة فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: يا ليته مات في غير مولده فقال رجل من الناس لم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان الرجل إذا توفى في غير مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف وضعفة محمد على ادمفى شرحة لسنن النسائى (ذخيرة العقبى)
وقد حسن اسنادةالالبانى
هل هو صحيح ام ضعيف
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[28 - 02 - 09, 07:04 م]ـ
هذا الحديث ضعفه الارنؤوط في مسند أحمد وحسنه في صحيح ابن حبان [7/ 196 / رقم 2934].
وليست العلة في الحديث هي أن راويه ابن لهيعة بل قد جاء متابع له كما عند ابن حبان كما سبق وكذلك عند النسائي [4/ 7] وابن ماجة [1614] من طريق عبد الله بن وهب عن حيي بن عبد الله به.
فالعلة التي ذكرها الارنؤوط هي أن راويه حيي بن عبد الله المعافري ففي مسند أحمد قال: وتنحصر علته في حيي بن عبد الله بن المعافري وهو ضعيف. اهـ
وقال في صحيح ابن حبان: إسناده حسن حيي بن عبد الله المعافري: وثقه المؤلف وقال ابن عدي أرجو أنه لابأس به إذا روى عنه ثقة وقال الحافظ في التقريب صدوق يهم. اهـ
مع أنه قال عنه في " تحرير التقريب " متعقبا قول الحافظ: بل ضعيف يعتبر به. اهـ
والشيخ الالباني - رحمه الله - يراه حسن لأنه يرى أن حيي بن عبد الله المعافري فيه كلام لا ينزله عن الاحتجاج كما قال في الصحيحة [3/ 4]: وفي حيي وهو ابن عبد الله المعافري كلام لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، وفي التقريب: صدوق يهم. اهـ
والحديث متوقف فيه على حال حيي بن عبد الله المعافري فالشيخ الالباني يراه حسن الحديث والشيخ الارنؤوط يراه ضعيف الحديث.
والله تعالى أعلم.(63/278)
أريد معرفة صحة حديث:ان الرجل إذا توفى في غير مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة
ـ[الاسيوطى]ــــــــ[01 - 03 - 09, 03:48 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/icon1.gif أريد معرفة صحة حديث:ان الرجل إذا توفى في غير مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة
6656 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن ثنا بن لهيعة حدثني حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو قال توفى رجل بالمدينة فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: يا ليته مات في غير مولده فقال رجل من الناس لم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان الرجل إذا توفى في غير مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف وضعفة محمد على ادمفى شرحة لسنن النسائى (ذخيرة العقبى)
وقد حسن اسنادةالالبانى
هل هو صحيح ام ضعيف
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/buttons/quote.gif (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=990867) http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/buttons/multiquote_off.gif (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=990867) http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/buttons/quickreply.gif (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=990867)
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[01 - 03 - 09, 08:32 م]ـ
هذا الحديث رواه أحمد (2/ 177 _دار قرطبة_) وابن ماجه (1/ 515) والبيهقي في شعب الإيمان (7/ 172) والأجري في الغرباء (38) وصححه ابن حبان (1/ 186 - الموارد)
ومداره على: "حيي بن عبد الله المعافري"
وقد وثقه ابن معين وابن عدي (وذكره ابن حبان في الثقات)
وضعفه الإمام أحمد و البخاري و النسائي
فمن أخذ بالرأي الأول صحح الحديث
ومن أخذ بالراي الثاني ضعّف الحديث
ولا أخاله يصح ..
تنبيه في شعب الإيمان للبيهقي (ط دار الكتب العلمية): تصحف _أراه_ حيي بن عبد الله إلى يحي بن عبد الله .. فليحرر
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[04 - 03 - 09, 03:03 م]ـ
في تفسير ابن كثير في سورة يس
هناك حديث يقول (روى الأمام أحمد عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: خلت البقاع حول المسجد
فأرد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد , فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال لهم: إنه بلغني
أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد؟ قالوا: نعم يا رسول الله! قد أردنا ذلك , فقال صلى الله عليه وسلم:
يابني سلمة دياركم تكتب آثاركم دياركم تكتب آثاركم) وهكذا رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه)
انتهى كلام بن كثير
السؤال:
هل هناك علاقة بين الحديثين أم الرواية هذه تقوي الحديث الاول؟(63/279)
مساعدة في تخريج بعض الأحاديث
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[02 - 03 - 09, 03:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
لا أخفي إعجابي بهذا المنتدى الطيب رغم إني غير متخصص
لا حرمكم الله الأجر
طلب مني صديق ـ يحضر للماجستير ـ تخريج بعض الأحاديث
وبصفتي ـ كما يفهم هو ـ ماهر بالكمبيوتر واستخدام الإنترنت
فقد عول علي الكثير
لكن أنا لما فهمت إنه يريد تخريج الأحاديث المعنية من كتاب فتح الباري
وبكل النصوص التي رودت في شرح الحديث في كل أماكن ورود الحديث
أقصد لو الحديث كُرر في عدة مواضع فهو يريد شرح الإمام ابن حجر رحمه الله في كل موضع لنفس الحديث
لما فهمت ذلك لم أستطع تلبية طلبه ,,,وخطرتم أنتم ببالي فأرجو التعاون
طيب أنا لا أدري أمفهوم ما أريد أم لا؟
طيب ,,, بفرض أني مفهوم المقصد
هذه هي الأحاديث
1 - حديث إنما الأعمال بالنيات .........
2 - حديث هرقل
3 - حديث بايعوني ـ عبادة بن الصامت .........
4 - حديث قلت لعلي هل عندكم كتاب؟ قال لا ,إلا كتاب الله .........
5 - حديث إن الدين يسر ولن يشاد .........
6 - حديث مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم .........
7 - حديث الإسراء والمعراج
8 - حديث سبعة يظلهم الله في ظله .........
9 - حديث من كذب علي متعمداًً .........
10 - حديث إذا أسلم العبد وحسن إسلامه كفر الله عنه كل سيئة .........
11 - حديث الإفك
12 - سؤال جبريل عن الإيمان
13 - حديث آية المنافق .........
14 - حديث أمرت أن أقاتل الناس حتى .........
15 - قصة العرانين
16 - حديث نصرت بالرعب .........
17 - حديث إن الله لا يقبض العلم .........
أتمنى المساعدة
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[02 - 03 - 09, 11:05 م]ـ
وعليكم السلام
أخي فهمت قصدك ربما
هو لا يريد تخريج تلك الأحاديث ولكن يريد كل كلام إبن حجر رحمة الله في تلك الأحاديث المعينة
ما عليك إلا أن تجد تضع دلالة الحديث في برنامج البحث في برنامج الشاملة لكل كتاب من كتب إبن حجر
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[03 - 03 - 09, 09:28 م]ـ
هو فقط يريد التخريجات من كتاب فتح الباري وحده
وإن شاء الله سأحاول فتح الشاملة و عمل ما قلت
لكن كنت أتنمى مساعدة مختص
ولازلت
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[17 - 03 - 09, 01:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
يرد في كتب الأحاديث، أحاديث منسوبة إلى الأنصارية، من ذلك ما ورد في المجموع المغيث لأبي موسى، ج 1: 132:
من سره أن يسكن بحبوبة الجنة
رجاء أرشدوني من تكون تلك الصحابية. بارك الله فيكم(63/280)
من يقصد الحاكم بقولة قال في في هذا السند؟!
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[02 - 03 - 09, 11:10 م]ـ
5722 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، قال: لما خرج صهيب مهاجرا تبعه أهل مكة فنثل كنانته (1)، فأخرج منها أربعين سهما، فقال: «لا تصلون إلي حتى أضع في كل رجل منكم سهما، ثم أصير بعد إلى السيف فتعلمون أني رجل، وقد خلفت بمكة قينتين فهما لكم»
5723 - قال: وحدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس - نحوه -، ونزلت على النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله (1))، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أبا يحيى ربح البيع» قال: وتلا عليه الآية «صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه»
من يقصد الحاكم بقولة قال في في هذا السند؟!
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[02 - 03 - 09, 11:36 م]ـ
يقصد الحاكم - والله أعلم - سليمان بن حرب أي بنفس الإسناد الأول إلى سليمان بن حرب، لأن سليمان بن حرب يروي عن حماد بن سلمة كما في ترجمته من تهذيب الكمال.
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[03 - 03 - 09, 07:39 ص]ـ
أفيكون السند على هذا النحو:
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا سليمان بن حرب قال: وحدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[03 - 03 - 09, 03:42 م]ـ
هذا هو الظاهر والله أعلم.
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[03 - 03 - 09, 05:30 م]ـ
جزاك الله خيرا(63/281)
حديث ضرب الأولاد على الصلاة، حسن أم ضعيف؟؟
ـ[راشد]ــــــــ[03 - 03 - 09, 09:15 ص]ـ
سنن ابي داود
كتاب الصلاة: باب متى يؤمر الغلام بالصلاة
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ يَعْنِي الْيَشْكُرِيَّ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ عَنْ سَوَّارٍ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ أَبُو دَاوُد وَهُوَ سَوَّارُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو حَمْزَةَ الْمُزَنِيُّ الصَّيْرَفِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ
سوار بن داود: وثقه يحيى بن معين.
ولينه العقيلي وغيره.
وقال الدارقطني لا يتابع على أحاديثه فيعتبر به.
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[03 - 03 - 09, 04:00 م]ـ
قال الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود [2/ 401]: وهذا اسناد حسن.اهـ
ثم ذكر سوار بن داود وقال هو حسن الحديث.
وذكر أيضا رتجمته من التهذيب ثم قال في نهايتها - أي الشيخ - ولخص ذلك الحافظ في التقريب فقال " صدوق له أوهام " وهذا معناه أنه حسن الحديث على أقل تقدير؛ إذا لم يظهر وهمه فيه، ولذلك قال النووي في المجموع [3/ 10]، وفي الرياض ص 148: (رواه أبوداود بإسناد حسن). اهـ
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[03 - 03 - 09, 06:43 م]ـ
قال أبو طالب، عن أحمد بن حنبل: شيخ بصرى لا بأس به، روى عنه وكيع فقلب اسمه و هو شيخ يوثق بالبصرة لم يرو عنه غير هذا الحديث، يعنى: حديثه عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: " علموا أولادكم الصلاة و هم أبناء سبع سنين
وقال ابن الملقن في الخلاصة ((قَالَ التِّرْمِذِيّ حسن وَقَالَ الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم))
وقال ابن حبان في المجروحين:
((داود بن سوار المزني أبو حمزة يروى عن عمرو بن شعيب روى عنه وكيع قليل الرواية ينفرد مع قلته بأشياء لاتشبه حديث من يروى عنهم روى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مروا صبيانكم بالصلاة إذا بغلوا سبعا واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا وفرقوا بينهم في المضاجع وإذا زوج أحدكم أمته عبدا أو أجيرا فلا ينظر إلى ما فوق الركبة دون السرة " .. )) ا. ه
وكلام ابن حبان قوي فصحيفة عمر بن شعيب عن أبيه عن جده مشهورة رواها عنه جماعة من الثقات فتفرد سوار هنا في القلب منه شئ
والله أعلم ..
ـ[بن روضه الجنوبي]ــــــــ[04 - 03 - 09, 12:05 ص]ـ
الإخوة الكرام في جريدة المدينه السعودية صدر موضوع يتعلق بمسألة ضرب الأطفال وقال الباحث: انه لا يصح حديث في ضرب الأطفال
انظر على هذا الرابط
http://al-madina.com/node/111188
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[06 - 03 - 09, 03:56 م]ـ
قد ضعف العقيلي هذا الحديث وقال "والرواية في هذا الباب فيها لين" بواسطة الشاملة
وفي موضع آخر بعد ما أخرج حديث سوار عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده "والرواية في هذا فيها لين"
وهو الظاهر أنه لا يصح، و رأيت الدبيان في الجزء الأول من كتاب الحيض، صحح هذا الحديث لغيره، والله أعلم
والشاهد الذي ساقه الدبيان هو ما خره الترمذي وغيره عن عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «عَلِّمُوا الصَّبِىَّ الصَّلاَةَ ابْنَ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُ عَلَيْهَا ابْنَ عَشْرٍ». وقال الترمذي (حسن صحيح)
وقال ابن معين: أحاديث عبدالملك عن أبيه عن جده ضعاف، وقال ابن حبان منكر الحديث جدا، يروي عن أبيه ما لم يتابع عليه. وقال ابن القطان " لم تثبت عدالته " بواسطة "الطهارة - الحيض 1 - 78" للدبيان
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[07 - 03 - 09, 01:56 م]ـ
وفي كتاب مستدرك التعليل على إرواء الغليل ص 167 أن العقيلي قال " وأما حديث عمرو بن شعيب فليس يروى من وجه يثبت " وذكر في الحاشية أن هذه الجملة ساقطة من مطبوعة قلعجي، وأنها موجود في طبعة السلفي (2 - 540)
ـ[راشد]ــــــــ[09 - 03 - 09, 07:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
بعد هذا الكلام حول صحة الحديث هل الصواب ان يروى بصيغة (قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) أم بصيغة التضعيف (رُوي .. ) Question
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[09 - 03 - 09, 09:10 ص]ـ
وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية ((إن صح))
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[19 - 05 - 09, 06:50 م]ـ
التحقيق: أنه حديث ضعيف لا يثبت من وجه قط! وأسانيده كلها معلولة البتة! وقد تساهل من قواَّه بشواهده من المتأخرين! ولا صحيح يثبتُ في هذا الباب.
والله المستعان لا رب سواه.
ـ[ابو عبد الله الهلالى]ــــــــ[07 - 12 - 09, 06:05 م]ـ
التحقيق: أنه حديث ضعيف لا يثبت من وجه قط! وأسانيده كلها معلولة البتة! وقد تساهل من قواَّه بشواهده من المتأخرين! ولا صحيح يثبتُ في هذا الباب.
[/ COLOR] والله المستعان لا رب سواه]
بارك الله فيك
لو أتحفتنا بتخريجك للحديث
¥(63/282)
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[08 - 12 - 09, 10:47 ص]ـ
ننتظر تخريج الشيخ السناوى
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[30 - 12 - 09, 11:55 م]ـ
ننتظر تخريج الشيخ السناوى
إنما أخوك: (السِّنَّاري) بالراء قبل آخره!
وامتثالا لرغبة بعض الإخوان، فأنا الآن أعدُّ لتخريج مُطوَّل لهذا الحديث إن شاء الله.
وقد كنتُ خرَّجتُ بعض طرقه باقتضاب في تخريجي لأحاديث (شرح السنة) لأبي محمد البغوي.
فإن شاء الإخوان عجَّلتُ ببعض تلك الطرق في هذا المقام. والله المستعان لا رب سواه.
ـ[أبو عبد الله المقدسي]ــــــــ[26 - 03 - 10, 01:40 ص]ـ
في الإنتظار. . . باركَ اللهُ فيك
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[26 - 03 - 10, 04:18 م]ـ
سوار بن داود المزني أحبتي في الله حسن الحديث فقد نقل المزي ترجمته في تهذيب الكمال فقال:
د ق): سوار بن داود المزنى، أبو حمزة الصيرفى البصرى صاحب الحلى. اهـ.
و قال المزى:
قال أبو طالب، عن أحمد بن حنبل: شيخ بصرى لا بأس به، روى عنه وكيع فقلب اسمه و هو شيخ يوثق بالبصرة لم يرو عنه غير هذا الحديث، يعنى: حديثه عن عمرو بن شعيب (د)، عن أبيه، عن جده: " علموا أولادكم الصلاة و هم أبناء سبع سنين "
.
و قال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين: ثقة.
و قال الدارقطنى: لا يتابع على أحاديثه، فيعتبر به.
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات ".
روى له أبو داود، و ابن ماجة. اهـ.
قلتُ: وروايته حسنه لتوثيق إبن معين له وقول أحمد رحمه الله تعالى أنه لا بأس به فروايته أحبتي في الله مقبولة وليست بالمعلولة وقد حسنه الإمام الألباني رحمه الله تعالى فروايته حسنه وذكره إبن حجر رحمه الله تعالى في تهذيب التهذيب فقال رحمه الله تعالى.
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 4/ 268:
و قال (أى ابن حبان): يخطىء. اهـ.
قلتُ: وقول إبن حبان ليس بعلةٍ واضحة في سوار أخي الحبيب بل روايته حسنه ومعروف أن إبن حبان من المتعنتين في التضعيف ويخطئ ليست بالعلة القوية في تضعيف سوار فروايته لا يشك فيها أخي الحبيب فهي حسنه معتبرة والله تعالى أعلم.(63/283)
ما صحة حديث حديث: الإخلاص سر من أسراري
ـ[محمد سالم]ــــــــ[03 - 03 - 09, 01:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وبارك الله في أوقاتكم وأهليكم
ما صحة الحديث التالي:
سألت جبريل عن الإخلاص ما هو فقال سألت عنه رب العزة فقال الإخلاص سر من أسراري أودعته قلب من أحببت من عبادي
الراوي: حذيفة المحدث: القاوقجي - المصدر: اللؤلؤ المرصوع - الصفحة أو الرقم: 94
خلاصة الدرجة: صرح المحدثون أن الحسن لم يسمع من حذيفة بل ما لقيه
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[03 - 03 - 09, 02:27 م]ـ
السؤال:
من صحح الحديث ان وجد؟
الاجابة:
630 - " قال الله تعالى: الإخلاص سر من سري، استودعته قلب من أحببت من عبادي ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 92):
ضعيف. ذكره الغزالي في " الإحياء " (4/ 322) عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. و قال الحافظ العراقي في " تخريجه ": " رويناه في جزء من " مسلسلات القزويني " مسلسلا يقول كل واحد من رواته: سألت فلانا عن الإخلاص؟ فقال: ..... ، و هو من رواية أحمد بن عطاء الهجيمي عن عبد الواحد بن زيد عن الحسن عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله تعالى.
و أحمد بن عطاء و عبد الواحد بن زيد كلاهما متروك، و رواه أبو القاسم القشيري في " الرسالة " من حديث علي بن أبي طالب بسند ضعيف ". (تنبيه): جاء هذا الحديث في كتاب " من هدي الإسلام " المقرر تدريسه للصف الثامن (ص 74 طبع سنة 1375 - 1955) معزوا للحاكم. و لم أجد من عزاه إليه فهو وهم على الغالب. و الله أعلم.
==========
المصدر: من نسخة الموسوعة الشاملة
الكتاب: السلسلة الضعيفة
المؤلف: محمد ناصر الدين الألباني
مصدر الكتاب: برنامج منظومة التحقيقات الحديثية - المجاني - من إنتاج مركز نور الإسلام لأبحاث القرآن والسنة بالإسكندرية
منقول من منتديات البيضاء العلمية
http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?p=28904
ـ[محمد سالم]ــــــــ[04 - 03 - 09, 02:58 م]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن الله إليك.(63/284)
هل قصد الذهبي بقولة هذا تقوية لهذا الرواي؟
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[03 - 03 - 09, 05:37 م]ـ
قال الذهبي رحمة الله في تاريخ الإسلام ترجمة محمد بن علي الصنعاني شيخ الحاكم:
سمع من إسحاق الدبري جملة صالحة، وحدث بمكة. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم في المستدرك.
وحيث أن هذا الرواي لا يعرف فهل قصد بقولة هذا تقوية له؟(63/285)
سؤال هل أمر النبي أن نقول (أما بعد)؟
ـ[أبو عمر الفاروقي]ــــــــ[03 - 03 - 09, 05:53 م]ـ
السلام عليكم صحبة الخير
سؤال هل أمر النبي أن نقول (أما بعد)؟
في الخطبة أو في حديثنا وكلامنا؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[03 - 03 - 09, 06:19 م]ـ
السلام عليكم:
لا أعلم أنه صلى الله عليه وسلم أمر به ولكنه من سنته في الخطب
وقد عقد البخاري رحمه الله بابا في صحيحه لهذه السنة وذكر الحديث الآتي كله فقط لهاتين الكلمتين " أما بعد ":
بَاب مَنْ قَالَ فِي الْخُطْبَةِ بَعْدَ الثَّنَاءِ أَمَّا بَعْدُ رَوَاهُ عِكْرِمَةُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَقَالَ مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ أَخْبَرَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ قُلْتُ مَا شَأْنُ النَّاسِ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَقُلْتُ آيَةٌ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَيْ نَعَمْ قَالَتْ فَأَطَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِدًّا حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ وَإِلَى جَنْبِي قِرْبَةٌ فِيهَا مَاءٌ فَفَتَحْتُهَا فَجَعَلْتُ أَصُبُّ مِنْهَا عَلَى رَأْسِي فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ تَجَلَّتْ الشَّمْسُ فَخَطَبَ النَّاسَ وَحَمِدَ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ قَالَتْ وَلَغَطَ نِسْوَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَانْكَفَأْتُ إِلَيْهِنَّ لِأُسَكِّتَهُنَّ فَقُلْتُ لِعَائِشَةَ مَا قَالَ قَالَتْ قَالَ مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ أُرِيتُهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا حَتَّى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ وَإِنَّهُ قَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ مِثْلَ أَوْ قَرِيبَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ يُؤْتَى أَحَدُكُمْ فَيُقَالُ لَهُ مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوْ قَالَ الْمُوقِنُ شَكَّ هِشَامٌ فَيَقُولُ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ هُوَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى فَآمَنَّا وَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا وَصَدَّقْنَا فَيُقَالُ لَهُ نَمْ صَالِحًا قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ إِنْ كُنْتَ لَتُؤْمِنُ بِهِ وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوْ قَالَ الْمُرْتَابُ شَكَّ هِشَامٌ فَيُقَالُ لَهُ مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُ قَالَ هِشَامٌ فَلَقَدْ قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ فَأَوْعَيْتُهُ غَيْرَ أَنَّهَا ذَكَرَتْ مَا يُغَلِّظُ عَلَيْهِ
ـ[أبو عمر الفاروقي]ــــــــ[04 - 03 - 09, 12:22 م]ـ
روى البخاري في " الأدب المفرد " (1121) عن هشام بن عروة قال: رأيت رسائل من رسائل النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلما انقضت قصة قال: أما بعد. وإسناده صحيح
إرواء الغليل للألباني 1/ 38
ـ[أبو عمر الفاروقي]ــــــــ[04 - 03 - 09, 12:25 م]ـ
أخي علي
جزاك الله خيرا
القضية كلها فيمن يذكر أن النبي أوصى بها في الخطب أو المكاتبات والرسائل
أو أمر بها
ربما تواترت لفظة أما بعد في خطبه ومكاتاباته صلى الله عليه وسلم
لكن هل أمر بها؟
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[05 - 03 - 09, 01:16 ص]ـ
السلام عليكم:
لا أعلم أنه صلى الله عليه وسلم أمر به ولكنه من سنته في الخطب
و الله أعلم
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[05 - 03 - 09, 04:15 م]ـ
السلام عليكم
لم يأت أمر من النبي صلى الله عليه وسلم في لفظة (أما بعد) -على حسب علمي- كما ذكر ذلك الأخ علي البخاري.
وإنما جاء ذلك في خطبه ورسائلة كما هو مبثوث في كتب السنة.(63/286)
عاجل. هل يوجد سند صحيح لهذه الحادثة
ـ[اسد555]ــــــــ[03 - 03 - 09, 07:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
من المشهور تاريخيا ان مالك بن نويرة منع الزكاة فارتد عن الدين فنال جزاءه
ولكن
هل يوجد سند صحيح في أن مالكا منع الزكاة؟؟؟
أم أننا لانحتاج الى ذلك
شاكرا لكم
والسلام عليكم
ـ[اسد555]ــــــــ[05 - 03 - 09, 11:22 م]ـ
هلا تفضل علينا المتخصصون بالاجابة؟(63/287)
"القاسم بن الحسن" - شيخ الطبري ما حالة؟
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[03 - 03 - 09, 10:43 م]ـ
قال عبد الواسع يحيى المعزبي:
استنتجت بالقرائن بأن شيخ الطبري الراوي عن (سنيد) الحسين بن داود المفسر البغدادي هو القاسم بن الحسن أبو محمد الهمداني البغدادي الذي ذكر الخطيب أ، ه ثقة وأنه روى عنه ابن صاعد وغيره وبان صاعد هذا من طبقة ابن جرير وشاركه في كثير من الشيوخ. وكذلك ذكر الإمام الطبري له غير منسوب مما يدل أنه هو البغدادي المعهود عند المخاطبين بعلمه وشهرته وقد بينت في ترجمته وفيات بعض شيوخه ووفاته هو بعينه مما يبين سماع الطبري منه تحقيقاً والشيخ/ أحمد شاكر ذكر أنهما اثنان/ القاسم بن الحسن الزبيدي والثاني/ القاسم بن الحسن الهمداني البغدادي ولم يرجح من المقصود مع أن الأول لم أجد له من القرائن من شيوخه وتلاميذه وكلام أهل العلم ما يدل على أنه هو المقصود والله أعلم.
http://www.jameataleman.org/unv/magster/eman/hdath/hdath1.htm(63/288)
من هو الحسن بن علي السكري
ـ[ضرار بن الأزور]ــــــــ[04 - 03 - 09, 05:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو ممن لديه علم بحال وترجمة الحسن بن علي السكري أن يفيدني
وهو من رجال البيهقي في سننه الكبرى وقد روى من طريقه حديثين هما:
5478 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الحسن بن علي السكري ثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهل ثنا مروان بن معاوية الفزاري ثنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن ضمضم بن جوس عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: خروج الإمام يوم الجمعة للصلاة يعني يقطع الصلاة وكلامه يقطع الكلام وهذا خطأ فاحش فإنما رواه عبد الرزاق عن معمر عن بن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب من قوله غير مرفوع ورواه بن أبي ذئب ويونس عن الزهري عن ثعلبة بن أبي مالك ورواه مالك عن الزهري فميز كلام الزهري من كلام ثعلبة كما ذكرنا وهو المحفوظ عند محمد بن يحيى الذهلي
13523 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد نا الحسن بن علي السكري أنبأ عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثتنا عليلة يعني بنت الكميت العتكية عن أمها أميمة عن أمة الله بنت رزينة عن أمها رزينة قالت: لما كان يوم قريظة والنضير جاء بصفية يقودها سبية حتى فتح الله عليه وذراعها في يده فلما رأت السبي قالت أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فأرسل ذراعها من يده فأعتقها فخطبها فتزوجها وأمهرها رزينة والله أعلم جماع أبواب اجتماع الولاة وأولاهم وتفرقهم وتزويج المغلوبين على عقولهم والصبيان وغير ذلك
أرجو ممن لديه علم أن يفيدني
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[04 - 03 - 09, 10:50 م]ـ
أخي بحث لأكثر من ساعة ونصف توصلت أنه جاء في مواضع أخرى بأسم
علي بن الحسن السكري
فقد جاء عند البيقهي وعند من نقل عنة
ثانياً
أحمد بن عبيد يروي عن أكثر من ثلاثة من مشائخة بأسم السكري
ثالثاً
مارأيك بالسكري هذا؟!
ميزان الاعتدال - (ج 2 / ص 615)
5049 - عبد السلام بن سهل، أبو علي السكرى.
بغدادي.
حدث بمصر عن يحيى الحمانى، والقواريري.
وعنه ابن شنبوذ، والطبراني.
قال ابن يونس: من نبلاء الناس، وأهل الصدق.
تغير في آخر أيامه.
المنتظم - (ج 4 / ص 72)
عبد السلام بن سهل بن عيسى أبو علي السكري سكن مصر، وحدث بها عن يحيى الحمداني، وعبيد الله القواريري. روى عنه ابن شنبوذ، والطبراني، وكان من نبلاء الناس، وأهل الصدق، ولكنه تغير في آخر أيامه، وتوفي في شهر ربيع الآخر من هذه السنة.
تاريخ بغداد - (ج 5 / ص 47)
عبد السلام بن سهل بن عيسى أبو علي السكري: سكن مصر وحدث بها عن يحيى بن الحماني وعبيد الله القواريري ومحمد بن عبد الله الأرزي والفضل بن سحيت روى عنه أبو الحسن بن شنبوذ المقرئ ومحمد بن ملاق العثماني وأبو طالب أحمد بن نصر الحافظ وأبو القاسم الطبراني وغير واحد من المصريين.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا عبد السلام بن سهل السكري البغدادي بمصر حدثنا محمد بن عبد الله الأرزي حدثنا أبو تميلة يحيى ابن واضح عن أبي ظبية الخراساني قال: حدثنا أبو مجلز عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لبس الحرير وشرب في الفضة فليس منا ومن خبب امرأة على زوجها أو عبداً على مواليه فليس منا ".
قال سليمان: لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد تفرد به أبو تميلة.
حدثنا الصوري أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأرزي حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: عبد السلام بن سهل بن عيسى السكري يكنى أبا علي بغدادي قدم مصر وحدث بها وكان من نبلاء الناس وأهل الصدق تغير في آخر أيامه.
توفي بمصر في يوم الأحد لعشر خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين ومائتين.
رحمهم الله(63/289)
أسأل عن حديث مفاده أن الإنسان عليه بالاهتمام بشعره ولو لم يجد إلا زيتونة يعصرها و يدهن بها.
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[04 - 03 - 09, 08:07 م]ـ
الإخوة الكرام:
ورد في الاهتمام بالشَعَرٍ أحاديث كثيرة. وقد مر بي قديما حديث في هذا الباب مفاده أن الإنسان عليه بالاهتمام بشعره ولو لم يجد إلا زيتونة يعصرها و يدهن بها.
ماهي مظان هذا الحديث؟
و ما درجته؟
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[04 - 03 - 09, 11:59 م]ـ
أعتقد أن هناك فرق بين الإهتمام بالشعر والذي يعني تمشيطه أكثر من مره في اليوم
وبين دهنة وتنظيفة
إذا صح عن رسول الله صلى الله علية وسلم
نهى عن الترجل إلا غباً
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[05 - 03 - 09, 12:18 ص]ـ
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان له شعر فليكرمه).
قال العلامة الألباني - رحمه الله - في "السلسلة الصحيحة" 1/ 819:
أخرجه أبو داود (4163) و الطحاوي في " المشكل " (4/ 321) و البيهقي في
" الشعب " (2/ 265 / 2) و أبو محمد العدل في " الفوائد " (3/ 1 / 2) من
طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة.(63/290)
ضروري للغاية تخريج هدى الحديث
ـ[أبو المقدام]ــــــــ[04 - 03 - 09, 11:45 م]ـ
مامدى صحة حديث نهى رسول الله في الصلاة عن ثلاث: عن نقر الغراب وافتراش السبع وأن يوطن الرجل المقام الواحد كإيطان البعير، وإبطان ...
أرجوا تخريج هدا الحديث تخريج كامل ولكم جزيل الشكر
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[05 - 03 - 09, 12:21 ص]ـ
السلام عليكم أخي أبو المقدام
الحمد لله والصلاة على رسول الله وبعد هذه بعض أقوال العلماء في هذا الحديث لعلها تفيد فضيلتكم واسأل الله لي ولك العلم النافع والعمل الصالح
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نقرة الغراب وافتراش السبع وأن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير
روى الحديث عبد الرحمن بن شبل في سنن أبي داوود وسكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح، وفي الترغيب والترهيب وقال عنه المنذري إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب حسن لغيره، وفي السنن الكبرى للبيهقي وقال عنه له متابعة، وفي فتح الباري لابن رجب قال عنه في إسناده اختلاف كثير، وفي نيل الأوطار قال عنه الشوكاني فيه تميم بن محمود قال البخاري في حديثه نظر، وفي صحيح ابن خزيمة قال عنه الألباني إسناده ضعيف لكن له شاهد يتقوى به، وفي مشكاة المصابيح قال الألباني حسن لغيره، وفي صحيح الجامع للألباني قال عنه حسن، وكذلك قال عنه في صحيح النسائي، وفي أصل صفة الصلاة للألباني قال عنه رحمه الله في صحة إسناده نظر لكن الحديث له شاهد يقويه.
وهناك راوي آخر وهو سلمة والد عبد الحميد أورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن نقرة الغراب وافتراش السبع وأن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير
وهو في أصل صفة الصلاة للألباني قال عنه أنه مرسل وعبد الحميد هذا مجهول
والله أعلم
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[05 - 03 - 09, 01:51 ص]ـ
أقول وبالله أصول وأجول:
بل الحديث ضعيف، وهو مثالٌ على الحديث الذي لا يتقوَّى بكثرة الطرق وإليك بيانُ ذلك:
عن عبد الرحمن بن شبل - رضي الله عنه - قال: نهى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن ثلاث: عن نقرة الغراب، وعن فَرْشَةِ السَّبُعِ، وأن يُوطِنَ الرجل المكان كما يُوطِنُ البعير.
أخرجه أحمد (3/ 428،444)، والدارمي (1329)، وأبو داود (862)، والنسائي (1112)، وفي "الكبرى" (609)، وابن ماجه (1429) - واللفظ له -، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2201)، وابن حبان (6/ 53 - إحسان)، وفي "الثقات" (9/ 229)، وابن خزيمة (662)، (1319)، والعقيلي في "الضعفاء" (1/ 188 - 189)، وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 173)، وابن عدي في "الكامل" (2/ 85)، والبيهقي (2/ 118)، وأبو نعيم في "المعرفة" (4608 - ط دار الوطن)، والطحاوي في "شرح المشكل" (5406)، والبغوي في "شرح السنة" (3/ 161 - 162)، والحاكم في "المستدرك" (1/ 352)، والمزي في "تهذيب الكمال" (17/ 165) من طرق عن جعفر بن عبد الله بن الحكم، عن تميم بن محمود، عن عبد الرحمن بن شبلٍ به.
قلت: إسناده ضعيف، لضعف محمود بن تميم.
قال فيه البخاري: "في حديثه نظر"، وقال العقيلي: "لا يتابع عليه" وذكره الدولابي وابن الجارود والذهبي من جملة الضعفاء، وقال ابن حجر: "فيه لين".
وله شاهد من حديث عثمان البتي، عن عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه مرفوعًا.
أخرجه أحمد (5/ 446 - 447)، وأبو يعلى (788 - غاية المقصد)، وأبو الشيخ في "أمثال الحديث" (258) من طريق عثمان البتي به.
قلت: إسناده مظلم مع إرساله؛ عبد الحميد وأبوه قال فيهما الدارقطني: "لايعرفان"، وقال ابن حجر في عبد الحميد: "مجهول"، وجهالة العين من أسباب الضعف الشديد، ومن ثمَّ فلا تصح تقوية الحديث وتحسينه بمجموع الطرق والله أعلم
وانظر"قواعد حديثية" (ص46 - 47) للشيخ عمرو عبد المنعم سليم وفقه الله.
وفق الله الجميع.
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[05 - 03 - 09, 02:49 ص]ـ
كلمةٌ (مرفوعًا) مقحمةٌ خطأً، فالمعذرة.
إذ كيف يكون مرفوعًا وإسناده مظلم مع إرساله.؟؟!
فائدة: نبه محققو المسند (39/ 169) أن عثمان البتي وهم في تسمية والد عبد الحميد والصواب أن اسمه جعفر. وأبوه تابعيٌّ لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، فالحديث مرسل.
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[05 - 03 - 09, 03:51 ص]ـ
نبه محققو المسند (39/ 169) أن عثمان البتي وهم في تسمية والد عبد الحميد والصواب أن اسمه جعفر. وأبوه تابعيٌّ لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، فالحديث مرسل.
وهذا عجيب من هؤلاء المحققين؛ إذ كيف استجازوا لأنفسهم تخطئة عثمان - هو ابن مسلم - البتي وهو ثقة؟! وثقه أحمد وابن معين والدارقطني، وجرحه بعضهم جرحًا غير مُفَسَّر. وأما الرواية الأخرى عن ابن معين في تضعيفه فقد تعقبها النسائي بأنه أراد راويًا آخر وانظر ترجمته في "تهذيب التهذيب" لابن حجر.
¥(63/291)
ـ[أبو المنذر الدوماوي]ــــــــ[21 - 09 - 09, 11:22 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده؛ وبعد،
فقد أصاب أخونا "أبو فاطمة الشمري" في تضعيف هذا الحديث، لكن ما نبه عليه محققو المسند صحيح وإليكم التفصيل:
الألباني تبع الحفاظ المزي وابن حجر وابن القطان الفاسي في التفريق بين (عبد الحميد بن سلمة) هذا و (عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله الأنصاري) وذلك لأسباب معينة يأتى بيانها.
لكن قد ظهر لي جلياً ولله الحمد أنهما رجل واحد، وبالتالى يكون أبوه (سلمة) هو (جعفر بن الحكم) ليس إلا، وبالتالى يكون استشهاد الشيخ - رحمه الله - بنفس الطريق غير مقبول.
والحاصل أن عثمان بن مسلم البتي البصري سمى (عبد الحميد بن جعفر الأنصاري) بـ (عبد الحميد بن سلمة الأنصاري) فانفرد دون تلاميذه الآخرين بهذه التسمية مما أدى إلى جهالة عينه عند بعض الحفاظ وإليك التفصيل:
للتدليل على أنهما شخص واحد سوف أذكر إن شاء الله باختصار الروايات التي وقعت فيها تسميته بـ (عبد الحميد بن سلمة) على نحو ترتيب المزي لها، ثم أبين دلائل كونهما رجلاً واحداً ثم أبين الرد على من فرق بينهما ثم أخرج بإذن الله بالنتائج فأقول:
أولاً: ذكر الروايات التي وقع فيها تسمية عبد الحميد بن جعفر بـ (عبد الحميد بن سلمة).
هذه التسمية وردت من طريق عثمان بن مسلم البتي فقط! وليس في حديث التخيير الذي ذكره المزي فقط، بل في حديث عبد الرحمن بن شبل مرفوعاً في النهي عن نقرة الغراب وافتراش السبع.
أما حديث التخيير فقد روى هذه التسمية الغريبة عن عثمان كل من: إسماعيل بن علية، وحماد بن سلمة، وعيسى بن يونس، وعلي بن غراب، وهشيم، وعبد الوارث.
وأما رواية سفيان الثوري عن عثمان، فقد رواها عبد الرزاق عن سفيان الثوري (س / حم) ولكن قد وقعت التسمية في رواية أحمد بن حنبل عن عبد الرزاق هكذا:
(عبد الحميد الأنصاري) دون ذكر (سلمة)، ووقعت في رواية النسائي عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق هكذا: (عبد الحميد بن سلمة الأنصاري).
فتبين من ذلك أن سفيان موافق لتلاميذ عثمان السابقين في التسمية، ولا تعتبر روايته مخالفة أصلاً كما ظن المزي.
فإن قال قائل: فما سبب وقوع اسمه في مسند أحمد بن حنبل هكذا أي (عبد الحميد الأنصاري)؟ فالجواب أنه إما أن يكون من تصرف الرواة، وإما من باب الاختصار، وإما من قبيل السقط فلتراجع الرواية في أكثر من نسخة للمسند، وفي كتب أطراف المسند.
ثانياً: الأدلة على أن الاسمان يعودان لرجل واحد:
1 - اتحاد اسميهما ونسبتيهما.
2 - اتحاد طبقتيهما كما سجله ابن حجر في تقريبه وهي السادسة وهي الطبقة التي لم يثبت لها لقيا الصحابة.
3 - رواية كل واحد منهما عن أبيه عن جده.
4 - رواية كليهما لحديثين في باب واحد الأول: في التخيير ويأتي ضبط لفظه، والثاني في الصلاة وهو: قال أحمد: حدثنا إسماعيل: أنبأنا عثمان البتي عن عبد الحميد بن سلمة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن نقرة الغراب وعن فرشة السبع وأن يوطن الرجل مقامه في الصلاة كما يوطن البعير.
وكذلك أخرجه المزي من طريق عبد الوراث عن عثمان البتي عن عبد الحميد بن سلمة عن أبيه به مختصراً.
وهذا الحديث أصلاً مروي من طريق عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن تميم عن عبد الرحمن بن شبل مرفوعاً. كما بين أخونا أبو فاطمة.
5 - تفرد عثمان بن مسلم البتي بالتسمية، وبالرواية عن (عبد الحميد بن سلمة) هذا مما أدى إلى جهالة عينه كما تقدم، وعدم معرفة الدارقطني له كما نقل ابن حجر عنه، وقد بين العلماء في كتب المصطلح أن من أسباب جهالة العين تحرف اسم الراوي أو تغيير المدلسين لاسمه أو تسمية بعضهم له باسم غير معروف به حتى لا يُفطن له.
6 - كون روايات عثمان كلها مبهمة في اسم والد عبد الحميد بن سلمة وجده فلم يمر بي أي رواية إلى الآن قيل فيها أبوه فلان أوجده فلان، ويؤيده قول المزي في ترجمة رافع: «روى له ابن ماجه ولم يسمه»، فلا تعارض إذاً بينها وبين رواية غير عثمان التي بينت الإبهام.
¥(63/292)
7 - مجيء حديثيهما تحت مسند (أبي سلمة الأنصاري) في مسند أحمد، حيث أورد هناك خمسة أحاديث أربعة في حديث التخيير وواحد في حديث الصلاة كلها من طريق عثمان بن مسلم البتي إلا حديثاً واحداً من طريق عيسى بن يونس عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن جده رافع.
وهذا يدل على أن الإمام أحمد بن حنبل-باعتبار أنه الذي رتب مسنده- لا يفرق بين (عبد الحميد بن جعفر) و (عبد الحميد بن سلمة)، ويعتبر أبا سلمة هو رافع لا سيما وهو لم يجعل لرافع في مسنده مسنداً خاصاً به، ولم يورد له أحاديثاً إلا هنا.
أو أن من دون أحمد لا يفرق بينهما، إذا كان ترتيب المسند ليس من قبل أحمد.
أو أن أحمد أو المرتب ساقها في موضع واحد ليبين لك مخالفة عثمان لعيسى في التسمية لا سيما وقد ختمها بحديث عبد الرزاق الذي وقعت فيه تسميته بـ (عبد الحميد الأنصاري) فكأنه بين الاختلاف ثم بين لك الحل والمخرج والله أعلم.
8 - عدم ذكر ابن أبي حاتم والمزي وابن حجر للجد المزعوم (أبي سلمة) في الصحابة مع أنه صحابي لحضوره الخلاف مع زوجته، ومع أن رواية عثمان تثبت أن الذي أسلم هو الجد، ومع أن أحمد أو من دونه قد أورد في مسنده مسنداً باسمه كما تقدم.
وأما ترجمة ابن أبي حاتم لسلمة! دون عبد الحميد والجد في كتابه فلا يشكل على ما تقدم لأنه من المعلوم أن ابن أبي حاتم يترجم لكل ما يقع عليه من أسانيد ثم يلحق بها كلام الجرح والتعديل إن وجده فيما بعد، فعلى هذا ترجم لسلمة بناء على رواية وقع عليها لعثمان بن مسلم البتي.
ثالثاً: الرد على من ادعى التفريق:
أهل التفريق يتلخص كلامهم في أمرين:
الأول: اختلاف أسانيد حديث الاسمين.
الثاني: اختلاف سياق قصة التخيير بين روايتي ابن سلمة وابن جعفر وهي حجة ابن القطان الفاسي.
والجواب عن الأول: أن الاختلاف المزعوم لم يقع في اسم (عبد الحميد بن جعفر) إلا في طريق عثمان بن مسلم البتي مخالفاً بذلك لعيسى بن يونس والمعافى بن عمران!
لاسيما وعيسى بن يونس لما رواه عن عثمان بقي اسم (عبد الحميد بن سلمة) في الإسناد فهذا يدل على أن العهدة على عثمان قولاً واحداً.
والحاصل أن (عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان) روى الحديث (حديث التخيير) عن أبيه جعفر (سلمة) عن جدهم الكبير رافع (أبو سلمة) كما بينت بوضوح رواية عيسى بن يونس عن عبد الحميد فراجعها في "سنن أبي داود" و"مسند أحمد".
فجاء عثمان بن مسلم فسمع الرواية من عبد الحميد فرواها على الجادة فقال: عن أبيه عن جده ولم يسمهما، لكنه قال في اسم عبد الحميد: (عبد الحميد بن سلمة).
فإن قال قائل: فلماذا حصل هذا مع عثمان؟ فالجواب يتلخص في أحد الاحتمالات التالية:
الاحتمال الأول: أن يكون عثمان صاحب كتاب فكتبها فتصحفت معه، ويؤيد ذلك أنها وردت عنه نفس التسمية في حديثين مختلفين، فلعله كان يملك نسخة.
الاحتمال الثاني: أن يكون مع ثقته لم يحفظ اسم شيخه جيداً لا سيما وهو بصري وشيخه مدني، ولعله لم يلقه إلا قليلاً.
الاحتمال الثالث: أن تكون نسبة (سلمة) لها سببها عنده، كأن يكون لقب لجعفر أو يكون في أحد آباءه من له هذه النسبة لاسيما ونسب عبد الحميد وأبوه وجده متشعب كما بينته في ترجمة عم جعفر (عمر بن الحكم الأنصاري المدني) في كتابي "تراجم الأعلام والمشاهير والمؤلفين" يسر الله لي اتمامه بمنه وكرمه.
وقد قال ابن حجر في "تعجيل المنفعة" في ترجمة إبراهيم بن إسحاق الذي هو نفسه إبراهيم بن الفضل: «وكأن السبب في الاختلاف في اسم أبيه إما أن يكون أحدهما جده فنسب إليه أو احدهما لقبه والآخر اسمه أو أن بعض الرواة صحف كنيته فجعلها اسم أبيه كأنه كان في الأصل حدثنا إبراهيم أبو إسحاق فصارت أبو ابن ... ».
الاحتمال الرابع: أن عثمان تعمد أن يسمي شيخه عبد الحميد باسم صدق لا يعرف به لحاجة في نفسه كأن يكون من باب الاستحياء أن يحدث عمن هو أصغر منه أو من أقرانه وهذا يحصل أحياناً بين المحدثين والله أعلم.
وأما الجواب عن الأمر الثاني من أدلة المفرقين: فهو أن سياق روايات ابن سلمة وابن جعفر يمكن التوفيق بينها فأقول:
اختلف على عثمان بن مسلم البتي في رواية الحديث على وجوه:
الأول: أن الجد هو (الابن) وأبواه يختصمان عليه وهي رواية ابن علية.
¥(63/293)
الثاني: أن الجد هو المتخاصم مع زوجته على (ابن) لهما وهي رواية عبد الرزاق وهشيم مصرحاً بالتحديث.
الثالث: أن رجلاً هو المتخاصم مع زوجته على (صبي) لهما والراوي لخبر الرجل هو (سلمة)، وهي رواية حماد بن سلمة وكذا عيسى بن يونس وعلي بن غراب فيما ذكر المزي، وهي ظاهر رواية هشيم المعنعنة التي ذكرها المزي، ولكن الراوي للخبر عند هشيم أصبح (عبد الحميد) لا أبوه (سلمة) وهو خطأ واضح.
والصواب في كل ما سبق أن رواية ابن عليه هي وحدها مختلفة السياق إذ أنها أفادت أن الجد هو المتخاصم عليه فهي شاذة من هذا الوجه بلا ريب؛ ذلك لأن الروايات الأخرى كلها تبين أن الجد هو المتخاصم مع زوجته على صبي لهما، وهذا الجد أو الرجل هو رافع وهو الذي أسلم وأبت امرأته أن تسلم كما اتفقت عليه كل الروايات ولا يضر هنا إبهام ابن علية في روايته تحديد الذي أسلم منهما.
فلا اختلاف إذن بين روايات ابن سلمة وابن جعفر إلا في تحديد جنس المختلف عليه! حيث أن رواية عيسى بن يونس عن (عبد الحميد بن جعفر) تبين أن الجد رافع يختصم مع زوجته على (صبية) فطيم أو شبهه.
ولعل ابن القطان الفاسي لما رأى مخالفة ابن علية، والاختلاف بين صبية وصبي ظن أن الحديثين مختلفين فادعى التفريق.
والاختلاف بين الذكورة والأنوثة لا يقتضى أن الحديثين مختلفين؛ ذلك لأنه قد يكون حصل وهم في تحديد الجنس إما من عثمان أو من عيسى أو شيخهما عبد الحميد بن جعفر الأنصاري فإن في حفظه شيئاً كما تقدم في ترجمته والله الموفق.
رابعاً: النتائج المترتبة على ما سبق:
يترتب على ما سبق نتائج مهمة وخطيرة جداً ألخصها فيما يلي:
1 - (عبد الحميد بن سلمة) أو في قول للدارقطني (عبد الحميد بن يزيد بن سلمة) هو نفسه (عبد الحميد بن جعفر) أي ليس مجهول العين كما ظن ابن حجر والألباني وأبو فاطمة.
2 - (عثمان بن مسلم البتي البصري) من تلاميذ (عبد الحميد بن جعفر) ولا غرابة في أن يكون له تلميذ بصري فقد روى عنه أكثر من بصري كما في ترجمته.
3 - (سلمة الأنصاري) هو جعفر والد عبد الحميد وهو تابعي، فلا وجود لصحبة سلمة التي قال بها ابن حجر في تقريبه مع أنه يشير إلى الاختلاف السابق في سند حديثه!!
وأما قول الدارقطني في أحاديث النزول: «عبد الحميد وأبوه لا يعرفان» فهو لم يعرف عبد الحميد لما تقدم من تغيير في اسمه، ولم يعرف الأب بناء على عدم معرفة الابن.
وكذا يفسر قوله الذي نقله ابن حجر عنه: «عبد الحميد بن سلمة وأبوه وجده لا يعرفون».
4 - (أبو سلمة الأنصاري) هو رافع الصحابي.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، ويا رب! إن فضلك علي عظيم فلك الحمد على كل نعمة أنعمتها عليّ.
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[22 - 09 - 09, 08:04 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل الدزماوي:
هذا استدراك على محققي المسند كتبته بتاريخ 9 - 3 - 2009م ولم ييسر الله تعالى نشرَه.
قلتُ رادًا على أحد الإخوة الفضلاء:
"هب أن استدراك محققي المسند صحيحٌ، وأن الصواب أنه عبد الحميد بن جعفر، فالنتيجة أن ابن جعفر اختلف عليه في هذا الحديث وصلا وإرسالا:
فرواه أحمد (3/ 428،444)، وابن ماجه (1429)، وابن خزيمة (662)، (1319) من طريق يحيى بن سعيد، وابن ماجه (1429م) من طريق وكيع. والطحاوي في "شرح المشكل" (6179)، والحاكم (1/ 229) من طريق أبي عاصم النبيل، وابن حبان (2277) من طريق عيسى بن يونس، والعقيلي في "الضعفاء" (1/ 188 - 189) من طريق أبي نعيم. وأخرجه غيرهم.
أربعتهم (يحيى، ووكيع، وأبو عاصم، وأبو نعيم) عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه - وهو جعفر بن عبد الله بن الحكم -، عن تميم بن محمود، عن عبد الرحمن بن شبلٍ فذكره.
وخالفهم عثمان بن مسلم البتي فرواه عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه ولم يجاوزه.
أخرجه أحمد (5/ 446 - 447)، وأبو يعلى (788 - غاية المقصد)، وأبو الشيخ في "أمثال الحديث" (258) من طريق عثمان البتي به، بمتن الشاهد.
قلت: لا شك في تقديم رواية الأربعة لأنهم أكثر وأحفظ وأجل." أهـ.
والله الموفق.(63/294)
أنا بحاجة تخريج لهذا الحديث أو الأثر (قصة الرجل الذي يصنع الصنم من التمر فإذا جاع أكله)
ـ[لمياء محمد]ــــــــ[05 - 03 - 09, 08:25 ص]ـ
لدي حديث لكن لست متأكدة من لفظه وأريد الوصول إليه وتخريجه
الحديث هو: ما حكاه الصحابة رضي الله عنهم من قصة الرجل الذي كان يجعل صنماً من تمرٍ يزعم أنه إلهه فأينما حل وارتحل جعله معه، وأنزله معه يسجد له، فإذا جاع أكل منه، فهذا مما كان يتبسم منه صلى الله عليه وسلم
ـ[لمياء محمد]ــــــــ[06 - 03 - 09, 11:26 ص]ـ
هل سبق أن مر بكم هذا الحديث
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[06 - 03 - 09, 08:25 م]ـ
في الحلية وسير أعلام النبلاء بسند صحيح عن أبي رجاء العطاردي قال ... لم نجد حجراً جمعنا كومةً من تراب ثم جئنا بغنم فحلبناها عليه ثم طفنا به
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 11:56 ص]ـ
بارك الله فيكم
قول أبي رجاء هو في صحيح البخاري
وفي صحيح مسلم عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ
قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ كَثِيرًا كَانَ لَا يَقُومُ مِنْ مُصَلَّاهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الصُّبْحَ أَوْ الْغَدَاةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَإِذَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ قَامَ وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فَيَأْخُذُونَ فِي أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَيَضْحَكُونَ وَيَتَبَسَّمُ
قال القاري في المرقاة
فيأخذون في أمر الجاهلية أي على سبيل المذمة أوبطريق الحكاية لما فيها من فائدة وغيره من جملته أنه قال واحد ما نفع أحدا صنمه مثل ما نفعني قالوا كيف هذا قال صنعته من الحيس فجاء القحط فكنت آكله يوما فيوما وقال آخر رأيت ثعلبين جاآ وصعد فوق رأس صنم لي وبالا عليه فقلت أرب يبول الثعلبان برأسه فجئتك يا رسول الله وأسلمت فيضحكون ويتبسم رسول الله رواه مسلم
انتهى
كذا عزاه لمسلم ليس فيه بهذا السياق بل هو مختصر كما ذكرته
أما هذه الرواية المطولة التي ذكرها القاري فلم أجدها بهذا السياق
أما قصة بول الثعلب فجاءت عن الصحابي راشد بن عبد الله كما في الاصابة
والله اعلم وأحكم
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[07 - 03 - 09, 04:41 م]ـ
قصة الرجل الذي صنع صنم من تمر ثم يأكله قد جاءت عن عمر رضي الله عنه: أنه كان جالسا مع أصحابه إذ ضحك قليلا ثم بكى فسأله من حضر؟ فقال: كنا في الجاهلية نصنع صنما من العجوة فنعبده ثم نأكله وهذا سبب ضحكي ............. الخ.
هذه القصة موجودة في كتاب " عبقرية عمر " للاستاذ عباس محمود العقاد.
والله أعلم بصحتها.
فتح الله عليك.
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[08 - 03 - 09, 12:16 ص]ـ
هل سبق أن مر بكم هذا الحديث
بارك الله تعالى فيكم
نعم أخي الفاضل لقد سمعته أمس في محاضرة للشيخ توفيق عمروني الجزائري و كان اسم المحاضرة كيف يعود للأمة عزها و ذلك خلال دورة علمية مقامة في هذه الأيام. و الشيخ حفظه الله تعالى لم يذكر المصدر و نويت الاتصال به بعد المحاضرة لكن وقت صلاة المغرب حال دون ذلك.و كان مما ذكره الشيخ أن أحدهم -في الجاهلية- كان يصنع صنما من تمر في أول النهار ليعبده ثم إذا أمسى و جاع أكله.
فلذا أجدد الطلب: من عنده مصدر أو مرجع هذا الأثر فلا يبخل على إخوانه.
بارك الله فيكم
ـ[عمر الصميدعي]ــــــــ[15 - 03 - 09, 11:13 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 11:14 م]ـ
قال القاري في المرقاة
فيأخذون في أمر الجاهلية أي على سبيل المذمة أوبطريق الحكاية لما فيها من فائدة وغيره من جملته أنه قال واحد ما نفع أحدا صنمه مثل ما نفعني قالوا كيف هذا قال صنعته من الحيس فجاء القحط فكنت آكله يوما فيوما وقال آخر رأيت ثعلبين جاآ وصعد فوق رأس صنم لي وبالا عليه فقلت أرب يبول الثعلبان برأسه فجئتك يا رسول الله وأسلمت فيضحكون ويتبسم رسول الله رواه مسلم
انتهى
كذا عزاه لمسلم ليس فيه بهذا السياق بل هو مختصر كما ذكرته
أما هذه الرواية المطولة التي ذكرها القاري فلم أجدها بهذا السياق
هذا وهْمٌ منِّي
فقول القاري رواه مسلم عَقيب القصّة ليس مقصوده القصة التي ساقها
بل يقصد حديث جابر بن سمرة الذي ذكره صاحب المصابيح
نبَّهني على هذا أخي الفاضل ابن وهب حفظه الله برسالة خاصَّة
فقال
وفي الحقيقة علي الهروي صاحب المرقاة لما قال رواه مسلم أي الحديث
وهذه طريقتهفي الشرح بعد أن يشرح الحديث يذكر من رواه
مثال
(رواه مسلم وفي روايةللترمذي يتناشدون الشعر)
فهو ينقل نص كلام صاحب المشكاة ثم يقول وفي روايةكذا ووقع كذا
وهكذا
فقوله رواه مسلم أي خبر
(قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِسَمُرَةَ أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَقَالَ نَعَمْ كَثِيرًا كَانَ لَا يَقُومُ مِنْ مُصَلَّاهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِالصُّبْحَ أَوْ الْغَدَاةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَإِذَا طَلَعَتْ الشَّمْسُقَامَ وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فَيَأْخُذُونَ فِي أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِفَيَضْحَكُونَ وَيَتَبَسَّمُ)
********************
وأما الأثر فقد رواه ابنسعد ومن طريقه ابن عساكر
بارك الله فيكم
فالأثر ينتهي عندأسلمت
بينما قوله فيضحكون ويبتسم هو تمام أثر مسلم أضاف علي الهرويالشارح
ويبتسم (رسول الله)
بارك الله فيكم(63/295)
أريد تخريج حديث إن الله حرم الكوبة والقنين.
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[05 - 03 - 09, 10:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قرأت في النهاية لابن الأثير: إن الله حرم الكوبة والقنين.
وحديث آخر في لسان العرب"نهينا عن الكوبة والغُبَيْراء والقِنّين
رجاء هل أجد هذين الحديثين في كتب الصحاح؟
إني بحاجة إلى أقدم المصادر في الحديث لتخريج هذين الحديث، ولكم الأجر والثواب. بارك الله فيكم.
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[05 - 03 - 09, 02:25 م]ـ
أحاديث النهي عن الكوبة والغبيراء تقفينا عليها في مسند الامام أحمد [2/ 165] وفي كتاب الاشربة الصغير رقم [216] و [217] و أبي داود رقم [3685] والبيهقي في الكبرى [10/ 222].
بارك الله فيك.
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[05 - 03 - 09, 02:55 م]ـ
شكراً جزيلاً، على سرعة الإجابة. قضى الله حوائجك في الدنيا والآخرة.
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[07 - 03 - 09, 01:33 ص]ـ
هناك تخريج لهذا الحديث وهو بلفظ: "إن الله حرم عليكم الخمر، والميسر، والكُوبة" للأُستاذ عبد الله بن يوسف الجديع في كتابه "الغناء والموسيقى" (ص327 - 340) خلص فيه إلى تصحيح الحديث، حقيقٌ بأن يُقرأ لنفاسته ومتانة أرضية الرجل الحديثية. بحث ولا أروع! ولولا طوله لنقلته!
أسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق.
ـ[الخطيمي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 05:06 ص]ـ
" إن الله حرم على أمتي الخمر و الميسر و المزر و الكوبة و القنين و زادني صلاة
الوتر ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4/ 283:
أخرجه أحمد (2/ 165 و 167) من طريق فرج بن فضالة عن إبراهيم بن عبد الرحمن
ابن رافع عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (فذكره)، و قال: قال يزيد - هو ابن هارون -: القنين: البرابط.
قلت: و هذا إسناد ضعيف إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع مجهول كما قال الحسيني.
و الفرج بن فضالة ضعيف. لكن الحديث صحيح، فقد جاء مفرقا من طرق أخرى، فرواه
ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن أبي هبيرة الكلاعي عن عبد الله بن عمرو بن
العاص مرفوعا به دون ذكر صلاة الوتر. أخرجه أحمد (2/ 172). و ابن لهيعة
سيء الحفظ. و قد رواه ابن لهيعة أيضا عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد
عن عبد الله بن عمرو به نحوه، و قال: " الغبيراء " مكان " المزر " و زاد:
" و كل مسكر حرام ". أخرجه أحمد أيضا (2/ 158). و تابعه عبد الحميد بن
جعفر حدثنا يزيد بن أبي حبيب به. أخرجه أحمد (2/ 171) و إسناده صحيح.
و خالفهما محمد بن إسحاق فقال: عن يزيد بن أبي حبيب عن الوليد بن عبدة عن عبد
الله بن عمرو به. أخرجه أبو داود (3685). و ابن إسحاق مدلس و قد عنعنه.
و أما الزيادة فيرويها المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب - عن أبيه عن جده
مرفوعا. أخرجه أحمد (2/ 206) و المثنى ضعيف. و تابعه الحجاج بن أرطاة عن
عمرو به. أخرجه أحمد أيضا (2/ 208). و الحجاج مدلس و قد عنعنه. لكن لهذه
الزيادة شاهد صحيح من حديث أبي بصرة مرفوعا سبق تخريجه برقم (108). فثبت من
هذا التخريج صحة هذا الحديث. و الحمد لله على توفيقه. و في (القنين) حديث
آخر يرويه عبيد الله بن زحر عن بكر بن سوادة عن قيس بن سعد بن عبادة مرفوعا
بلفظ: " إن ربي تبارك و تعالى حرم علي الخمر و الكوبة و القنين، و إياكم و
الغبيراء فإنها ثلث خمر العالم ". أخرجه أحمد (3/ 422). و ابن زحر ضعيف.
و له شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا دون الزيادة مخرج في " المشكاة " (3652 و
4503). المزر: نبيذ الذرة خاصة و هو (الغبيراء). و (الكوبة): الطبل
كما سيأتي في حديث ابن عباس رقم (1806). و (القنين): البرابط: و مفرده
(بربط): العود من آلات الموسيقى.
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[07 - 03 - 09, 08:06 ص]ـ
بارك الله فيكم. وشكراً جزيلاً على تنويري.
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[07 - 03 - 09, 10:17 م]ـ
جزاك الله خيرًا يا أبا جمعة.
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[09 - 03 - 09, 08:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قرأت:في الحديث: أنّ النّبيّ، صلى الله عليه وسلم، لعن الواصلة والمستوصلة قال أبو عبيد: هذا في الشّعر، وذلك أن تصل المرأة شعرها بشعر آخر كان زوراً. وفي حديث آخر: أيُّما امرأة وصلت شعرها بشعر آخر كان زوراً، قال: وقد رخّصت الفقهاء في القرامل وكل شيء وُصل به الشّعر، وما لم يكن الوصل شعراً فلا بأس به. وروي عن عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: ليست الواصلة التي تعنون، ولا بأس أن تَعْرَى المرأة عن الشّعر فتصل قرناً من قرونها بصوف أسود، وإنّما الواصلة التي تكون بغيّاً في شبيبتها، فإذا أسنّت وصلتها بالقيادة.
رجاء أريد تخريج حديث أم المؤمنين في المصادر لا في المراجع. ذكره ابن قتيبة وابن الأثير. هل هو موجود في كتب الصحاح؟ وقولها موجود في الكتب الحديثة، لكني أبحث عن مصدر قديم له. بارك الله فيكم
¥(63/296)
ـ[الخطيمي]ــــــــ[10 - 03 - 09, 07:46 ص]ـ
رواه العقيلي في الضعفاء الكبير له في ترجمة أبي حتروش الضبي
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[11 - 03 - 09, 10:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته:
قامَ شيخُنا عبد اللَّهُ بنُ يوسفَ الجُديعُ _ حفظهُ اللَّهُ تعالى _ بتخريجِ الأحاديثِ الواردةِ في المعازفِ والغناءِ في كتابهِ النَّافعِ الماتعِ: " الغناءِ والموسيقى "، وهو منْ علماءِ هذا الفنِّ، المتميزينَ فيهِ.
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[11 - 03 - 09, 11:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
في صحيح البخاري في كتاب اللباس باب وصل الشعر (5937) في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: لعن الله الواشمة. قال نافع: الوشم في اللثة"
الرجاء الكبير لمن يعلم الاسم الكامل لنافع أن يدلني عليه. باركم الله وقضى حوائجكم.
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[12 - 03 - 09, 02:16 م]ـ
نافع هو مولى ابن عمر مختلف في اسمه وهومترجم في التهذيب.
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[13 - 03 - 09, 09:32 ص]ـ
شكراً جزيلاً. ورفع الله مقامكم في الدنيا والآخرة
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[13 - 03 - 09, 04:40 م]ـ
وروي عن عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: ليست الواصلة التي تعنون، ولا بأس أن تَعْرَى المرأة عن الشّعر فتصل قرناً من قرونها بصوف أسود، وإنّما الواصلة التي تكون بغيّاً في شبيبتها، فإذا أسنّت وصلتها بالقيادة.
رجاء أريد تخريج حديث أم المؤمنين في المصادر لا في المراجع. ذكره ابن قتيبة وابن الأثير. هل هو موجود في كتب الصحاح؟ وقولها موجود في الكتب الحديثة، لكني أبحث عن مصدر قديم له. بارك الله فيكم
قال العيني في (عمدة القاري):
[روي ذلك عن ابن عباس وأم سلمة أم المؤمنين وعائشة رضي الله عنهم وسأل ابن أشوع عائشة ألعن رسول الله الواصلة قالت أيا سبحان الله وما بأس بالمرأة الزعراء أن تأخذ شيئا من صوف فتصل به شعرها فتتزين به عند زوجها إنما لعن المرأة الشابة تبغي في شبيبتها
قالوا هذا الحديث باطل ورواته لا يعرفون وابن أشوع لم يدرك عائشة] ا. هـ
و عزاه في (كنز العمال) (46033) لابن جرير:
عن سعد الإسكاف عن ابن شريح قال: قلت لعائشة: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواصلة؟ قالت: يا سبحان الله! وما بأس بالمرأة الزعراء أن تأخذ شيئا من صوف فتصل به شعرها تزين به عند زوجها، إنما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة الشابة تبغي في شيبتها حتى إذا هي أسنت وصلتها بالقيادة. "ابن جرير".
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[13 - 03 - 09, 07:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قرأت في كتب التفسير
قال الله تعالى: ?وَلَـ?كِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا? قال مجاهد لا تواعدوهنّ هو أن يخطبها في العدّة
مجاهد هل هو مجاهد بن فرقد أم مجاهد بن جبر أم مجاهد بن الأسود
رجاء من يعلم من يكون مجاهد أن يرشدني. بارك الله فيكم
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[13 - 03 - 09, 07:38 م]ـ
في كتاب التفسير من سنن سعيد بن منصور:
حدثنا سعيد قال: نا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله تعالى: ولكن لا تواعدوهن سرا، قال: «لا يخطبها في عدتها». إلا أن تقولوا قولا معروفا، يقول: «إنك لجميلة، وإنك لفي منصب، وإنك لمرغوب فيك»
و مجاهد هو مجاهد بن جبر شيخ القراء والمفسرين.
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[13 - 03 - 09, 07:51 م]ـ
مجاهد هل هو مجاهد بن فرقد أم مجاهد بن جبر أم مجاهد بن الأسود
رجاء من يعلم من يكون مجاهد أن يرشدني. بارك الله فيكم
لا يوجد مجاهد بن الأسود، إنما هو (مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي الأسود)
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[14 - 03 - 09, 08:59 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم. وشكراً جزيلاً(63/297)
ما مصدر قصة ابن حجر مع اليهودي المتعلقة بحديث" الدنيا سجن المؤمن"؟
ـ[أبو عبد الرحمن البعداني]ــــــــ[05 - 03 - 09, 12:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فقد بحثت عن هذه القصة في كتب التراجم فلم أجدها فهل كريم يدلني على مصدرها وجزاكم الله خيراً
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[05 - 03 - 09, 01:00 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تقصد القصة التي في فيض القدير 3/ 546:
ذكروا أن الحافظ ابن حجر لما كان قاضي القضاة مر يوما بالسوق في موكب عظيم وهيئة جميلة فهجم عليه يهودي يبيع الزيت الحار وأثوابه ملطخة بالزيت وهو في غاية الرثاثة والشناعة فقبض على لجام بغلته وقال يا شيخ الإسلام تزعم أن نبيكم قال الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر فأي سجن أنت فيه وأي جنة أنا فيها فقال أنا بالنسبة لما أعد الله لي في الآخرة من النعيم كأني الآن في السجن وأنت بالنسبة لما أعد لك في الآخرة من العذاب الأليم كأنك في جنة فأسلم اليهودي
ـ[أبو عبد الرحمن البعداني]ــــــــ[05 - 03 - 09, 02:57 م]ـ
جزاك الله خيراً أيها المبارك، ولا زلت طامعا في كرم الأخوة ممن يعلم لهذه القصة مصدراً أقدم من فيض القدير، وقد قرأت نسبتها للعز لا للحافظ ابن حجر فهل صحت هذه النسبة؟(63/298)
ما صحة هذا الاثر عن ابن عباس عند موت الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[05 - 03 - 09, 03:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقعت على هذا الاثر عند تصفح احدى الفتاوى للشيخ عبدالعزيز بن باز على هذا الرابط
http://www.binbaz.org.sa/mat/3450
والاثر الذي اسأل عن هو
وأنه لما دخل عليه العباس عمه حين مات، ومكث ثلاثة أيام قبل أن يدفن وكان واضعاً يديه على أنفه، وقال له: ((عجلوا بدفن صاحبكم والله إنه ليأسن كما يأسن سائر البشر))
هل هذا الاثر صحيح
ولكم جزيل الشكر والتقدير
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[05 - 03 - 09, 04:20 م]ـ
هذا الأثر أخرجة إبن سعد في طبقاتة من مراسيل عكرمة
أخبرنا عارم بن الفضل، أخبرنا حماد بن زيد، أخبرنا أيوب عن عكرمة قال: توفي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إنما عرج بروحه كما عرج بروح موسى! قال: وقام عمر خطيبا يوعد المنافقين، قال وقال: إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لم يمت ولكن إنما عرج بروحه كما عرج بروح موسى، لا يموت رسول الله، صلى الله عليه وسلم حتى يقطع أيدي أقوام وألسنتهم! قال: فما زال عمر يتكلم حتى أزبد شدقاه، قال فقال العباس: إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يأسن كما يأسن البشر، وإن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قد مات فادفنوا صاحبكم، أيميت أحدكم إماتة ويميته إماتتين؟ هو أكرم على الله من ذلك، فإن كان كما تقولون فليس على الله بعزيز أن يبحث عنه التراب فيخرجه إن شاء الله، ما مات حتى ترك السبيل نهجا واضحا، أحل الحلال وحرم الحرام ونكح وطلق وحارب وسالم، وما كان راعي غنم يتبع بها صاحبها رؤوس الجبال يخبط عليها العضاه بمخبطه ويمدر حوضها بيده بأنصب ولا أدأب من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان فيكم.
2/ 276
والمرسل كما هو معلوم من اقسام الضعيف
فهل هناك طريق تستحق أن تكون شاهد له؟!
الله أعلم
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[05 - 03 - 09, 07:23 م]ـ
بارك الله فيك
و لا أزال انتظر المزيد
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[05 - 03 - 09, 10:20 م]ـ
وفيك بارك
وأنا منتظر معك
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[05 - 03 - 09, 10:45 م]ـ
قال البوصيري في (إتحاف الخيرة المهرة): رَوَاهُ إِسْحَاقُ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ فَهُوَ مُتَّصِلٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ.
قال ابن حجر في (المطالب العالية): رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ نَحْوَهُ.
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[06 - 03 - 09, 12:04 ص]ـ
لو سقت السند والمتن كان أفضل
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[06 - 03 - 09, 09:31 م]ـ
بارك الله أخي
ليتك وضعت لنا المتن
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[06 - 03 - 09, 10:51 م]ـ
قال الضياء في (المختارة):
قال الطبراني وحدثنا زكريا بن يحيى الساجي ثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل قالا ثنا سفيان بن عيينة عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس عن العباس بن عبدالمطلب قال قلت لأعلمن ما بقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا فقلت يا رسول الله ألا تتخذ شيئا إذا كنت عليه يراك الناس فقال (لا أزال بين أظهرهم يطؤن عقبي وينازعونني ردائي ويصيبني غبارهم حتى يكون الله هو الذي يريحني منهم) قال الطبراني لم يروه عن سفيان بن عيينة موصولا إلا أبو غسان ورواه الناس فقالوا عن عكرمة أن العباس قال النبي صلى الله عليه وسلم مقطوعا آخر إسناده ضعيف
و روى البزار في مسنده:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ، قُلْتُ: لاَ أَدْرِي مَا بَقَاءُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِينَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوِ اتَّخَذْتَ عَرِيشًا يُظِلُّكَ، قَالَ: لاَ أَزَالُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ يَطَئُونَ عَقِبِي، وَيُنَازِعُونِي رِدَائِي حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ يُرِيحُنِي مِنْهُمْ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: لأَعْلَمَنَّ مَا بَقَاءُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِينَا، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ، وَلَمْ يَقُلْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[06 - 03 - 09, 11:00 م]ـ
!!!!!!!!!!!!!!!!
------------------
¥(63/299)
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 05:35 م]ـ
والاثر الذي اسأل عن هو
وأنه لما دخل عليه العباس عمه حين مات، ومكث ثلاثة أيام قبل أن يدفن وكان واضعاً يديه على أنفه، وقال له: ((عجلوا بدفن صاحبكم والله إنه ليأسن كما يأسن سائر البشر))
هل هذا الاثر صحيح
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[08 - 03 - 09, 09:32 م]ـ
رواياتك التي أنت سقتها وبلفظها هي رواية منكرة
لوجود مخالفات لما صح في هذه الحادثة ولا إمكانية للجمع
وهذا إن كان لروايتك بهذا اللفظ أصل
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[08 - 03 - 09, 10:14 م]ـ
أورد ابن حجر في (المطالب العالية) (4/ 428):
قال إسحاق: أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن أيوب، عن عكرمة، قال: قال العباس: لأعلمن ما بقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا، فقال: يا رسول الله، لو اتخذت شيئا تجلس عليه، يدفع عنك الغبار، ويرد عنك الخصم، فقال: «والله» لأدعنهم ينازعونني ردائي، ويطئون عقبي، ويغشاني غبارهم، حتى يكون الله هو الذي يريحني منهم «قال: فعلمت أن بقاءه فينا قليل، قال: فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عمر: والله إني لأرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقطع أيدي رجال وألسنتهم من المنافقين يقولون: قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال العباس: يا أيها الناس، هل عند أحد منكم عهد أو عقد من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: لا قال: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى قطع الحبال، ووصل، وحارب وسالم، ونكح النساء وطلق، وترككم على محجة بينة، وطريق ناهجة، ولئن كان كما قال عمر، لم يعجز الله أن يحثو عنه، فيخرجه إلينا، فخل بيننا وبينه، فلندفنه فإنه يأسن كما يأسن الناس» قلت: رواه الطبراني من حديث ابن عيينة، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهم نحوه فهو متصل صحيح الإسناد
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[08 - 03 - 09, 10:17 م]ـ
أخي عمرو فهمي وفقة الله
الأخ يسأل عن رواية فيها هذا اللفظ:
وأنه لما دخل عليه العباس عمه حين مات، ومكث ثلاثة أيام قبل أن يدفن وكان واضعاً يديه على أنفه، وقال له: ((عجلوا بدفن صاحبكم والله إنه ليأسن كما يأسن سائر البشر))(63/300)
سؤال عن هذين الأثرين الذي ينقله الوعاظ!
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[05 - 03 - 09, 03:32 م]ـ
ما صحة هذين الأثرين منقولين بالمعنى:
* قصة الرسول عليه الصلاة والسلام مع أبي بكر وفيه أن أبا بكر أراد أن يصلي بخشوع
أمام الرسول فصلى وكأنّ الرسول تحداه!! وقال له إن فعلت ذلك أعطيتك جائزة
فصلى أبو بكر الصلاة وفي أثناء الصلاة أتاه الشيطان وذكره وقال ماذا تتوقع أن تكون الجائزة؟
أي أنه لم يخشع!!
فذكر ذلك للرسول فابتسم الرسول وأخبره الرسول أنه لو خشع لأعطاه ردائه فطلب أبو بكر
أن يصلي ثانيةً فأذن له الرسول فصلى أبو بكر وفي أثناء الصلاة أتاه الشيطان وقال له أيعطيك
الرسول رداءه الذي يلبسه أو الذي في البيت .. أي أنه لم يخشع ... الخ
فما صحة هذه الرواية؟
* الأثر الثاني وهو عن ابن مسعود أنه كان يأكل في بلاد الشام فسقطت لقمة فأراد ابن
مسعود أن يميط الأذى عنها ويأكلها فلامه أصحابه لإنه في بلاد الشام!!
فقال أأترك سنة حبيبي علشان هؤلاء الحمقى؟؟ فأخذ اللقمة وأكلها
الأثران منقولان بالمعنى , فما صحتهما؟
وجزاكم الله خيراً
ما زلتم مباركين يا أهل الملتقى ..
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[05 - 03 - 09, 07:28 م]ـ
الأولى منكرة باطلة (ما أبلد واضعها)
والثانية لا أدري عنها شئ
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[06 - 03 - 09, 03:05 م]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا علي البخاري
هلا أوردتم مصدراً على حكمكم بالوضع .. وجزاكم الله خيراً
وإن كان المتن يوحي بذلك!
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[06 - 03 - 09, 03:22 م]ـ
حاشا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وسيد الأمة بعد نبيها أبابكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن يلعبا هذه اللعبة , وأرجو أن تسمي لنا الوعاظ الذين ينقلون هذا.
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[07 - 03 - 09, 10:48 ص]ـ
حاشا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وسيد الأمة بعد نبيها أبابكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن يلعبا هذه اللعبة , وأرجو أن تسمي لنا الوعاظ الذين ينقلون هذا.
معظم من ينقلونها من جماعة الدعوة -جماعة التبليغ- وقد سمعتها من احدهم
وهم يقصدون أن الخشوع الكلي لا يمكن أن يحصل ولو لأبي أبكر، وأن الرسول أراد
أن يوصل له ذلك لا مجرد اللعب كما يقولون
وإلى الآن لم أجد فتوى أو مصدر بحكم الوضع الذي تقولون ..
وجزاك الله خيراً على المرور
وهل لديكم علم بالاثر الثاني
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 10:52 ص]ـ
معظم من ينقلونها من جماعة الدعوة -جماعة التبليغ- وقد سمعتها من احدهم
...
إذا عُرِفَ السّبب بطل العجب!
هداهُمُ الله.
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[07 - 03 - 09, 08:07 م]ـ
جزيتم خيراً على المرور، وعندهم أحاديث موضوعة وضعيفه وكثيره لإن فيهم عوام كثير مع الخير الذي فيهم
وقد نصح الشيخ العثيمين بالخروج معهم لتعليمهم وللإستفاده منهم ومن إخلاقهم وقال في مجمل كلامه فكم
من فاسقٍ اهتدى علي أيديهم، وكم من كافرٍ اهتدى .. وذكر قول الإمام ابن باز في الرد على من ينسفونهم
وذكر بيت شعرٍ قال فيه ..
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم **من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
ذكرها العثيمين في الباب المفتوح عن ابن باز
فقط للفائده
نرجع للموضوع .. هل من الإخوه من يتكرم ويأتينا بمصدر للحديث حتى ولو كان موضوع أو نقلاً عن عالم وشيخ ..
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[09 - 03 - 09, 04:38 م]ـ
للرفعِ رفعَكم الله ..
هل من عضو يدلي بدلوه بدليل؟
وجزى الله من مروا خيراً(63/301)
إشكال في المصطلح جزى الله خيرا من يحله لي
ـ[أبو زيد أسامة الأثري]ــــــــ[05 - 03 - 09, 08:58 م]ـ
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيّاكم الله إخواني الكريم وبارك فيكم
ولديّ إشكال في المصطلح المرجو من إخواننا الإجابة عنه وهو
هل يمكن أن يقول التابعي سمعت أحد صحابة رسول الله يقول كذا وكذا
ويكون الشيخ في الحقيقة ليس صحابيا وإنما هو تابعي كبير أو مخضرم
وظن هذا التابعي أن شيخه صحابي!!!
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[05 - 03 - 09, 09:03 م]ـ
أخي أسامة - لو سمحتَ - ممكن أعرف من أين ورد عليك هذا الإشكال؟
ـ[أبو زيد أسامة الأثري]ــــــــ[05 - 03 - 09, 09:09 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا سلمي
والإشكال ورد علي عند دراسة الموقظة بشرح الحويني
وذكر الشيخُ الإرسال وإرسال التابعي الصغير والكبير
فخطر ببالي هذا الإشكال
ولا أدري هل لمعرفة سبب ورود الإشكال تأثير في الجواب عنه؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[05 - 03 - 09, 10:00 م]ـ
أردتُ معرفة السبب لأنني استغربت السؤال
ربما يكون هذا وقع ... لكن لا أظن أنه يكون وقع يا أخي.
يعني التابعي الذي حديثه مقبول يكون لا يفرق بين كون شيخه صحابيا أو تابعياً، هذا لا أظن أنه موجود
والله أعلمُ
ـ[أبو زيد أسامة الأثري]ــــــــ[06 - 03 - 09, 08:44 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم أبا سلمى , وأنا لا أقول (لا يفرق) , وإنما حصل له وهم في رجل معين , كأن كان الشيخ مخضرما , فظنه صحابيا , وأرجو ممن عنده جواب أن يفيدني .....
ـ[أبو زيد أسامة الأثري]ــــــــ[07 - 03 - 09, 01:28 م]ـ
لا أدري لماذا لا يجيبنا أحد , والمنتدى منتدى (أهل الحديث) ....
ـ[أبو زيد أسامة الأثري]ــــــــ[09 - 03 - 09, 04:50 م]ـ
للرفع: لعل الله أن يرزقنا بحديثي يجيبنا ....
ـ[أبو زيد أسامة الأثري]ــــــــ[11 - 03 - 09, 05:19 م]ـ
للرفع؟؟؟؟
ـ[أبو زيد أسامة الأثري]ــــــــ[12 - 03 - 09, 12:20 م]ـ
للرفع؟؟؟
ـ[مسدد2]ــــــــ[13 - 03 - 09, 01:46 ص]ـ
أخي المُجدّ،
من حيث الامكان العقلي هذا ممكن، لكن حينما يُطلب من هذا الراوي أن يُسمي الصحابي الذي سمع منه هذا الكلام يزول الاشكال.
خذ مثالاً: لو قال أحد الرواة حدثني أحد الصحابة حديثاً، فسُئل عن اسمه شيخه فقال لهم هو سعيد بن المسيب .. فحينئذ يزول الوهم.
أما لو قال لهم لا أعرف اسمه، فحينئذ يرتفع مستوى التيقظ والحذر عند المحدثين النقاد ..
ولا تأخذ الصورة منحاً مشكلاً إلا إذا كان الراوي مغفلاً وشيخه (المتوهم صحبته) غير مشهور أيضاً. لأنه لو كان التابعي مشهوراً لعرفنا بالمقابلة ان هذا الراوي يروي أحاديث مشهورة عن تابعي يظنه هذا الراوي بأنه صحابي.
فكم تتوقع أن يكون هناك من حديث عن راوٍ مغفل عن شيخ تابعي غير مشهور لا تروى أحاديثه إلا من طريق هذا الراوي المغفل؟ لأنها لو رويت من طرق ثانية من غير هذا الراوي المغفل لبان الأمر للنقاد ..
ففَتحُ باب التوهم يفضي الى كثير من الاحتمالات غير الممكنة واقعياً ..
ومثله، كما لو قلنا ماذا لو ادعى احد الرواة بأنه أبو هريرة (أو أي صحابي آخر مشهور أو غير مشهور) أمام من لا يعرفه وروى لهم أحاديث ثم نقلوها عنه مؤمنين بها؟ هذا من حيث الاحتمال ممكن لكن لا يقع الا في النادر ثم هذا دور النقاد والحفظة الذين قاموا بأمرين: 1 - تمييز الرواة اليقظين من المغفلين 2 - مقارنة رويات الجميع معتمدين على النبهاء من الرواة لكشف خطإ المغفلين.
وهذا ما بدا لي
والله من وراء القصد ..
مسدد2
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[13 - 03 - 09, 02:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
قال أبو الحسن ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (2/ 610، 611):
وَأما الَّذين شهد التَّابِعِيّ لأَحَدهم بالصحبة، أَو بِالرُّؤْيَةِ، أَو بِالسَّمَاعِ، فموضع نظر.
وَقد اخْتلف النَّاس فِيهِ أَيْضا، وَحجَّة من قبله هِيَ أَن التَّابِعِيّ الثِّقَة قد قَالَ: إِن الَّذِي حَدثهُ صَحَابيّ، فكفانا ذَلِك مِنْهُ.
ولخصمه أَن يعْتَرض بِأَن يَقُول: وَمن أنبأ التَّابِعِيّ بذلك، وَهُوَ لم يدْرك زمَان النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فأقصى مَا عِنْده أَن يكون هُوَ أخبرهُ بِأَنَّهُ صحب، أَو رأى، أَو سمع، فقد عَادَتْ الْمَسْأَلَة كَمَسْأَلَة أهل الصِّنْف الآخر، وهم الَّذين يَزْعمُونَ أَنهم صحبوا، أَو رَأَوْا، أَو سمعُوا، أَو لَا نعلم ذَلِك إِلَّا من أقولهم، وَالْمَسْأَلَة مُحْتَملَة.
قَالَ الْأَثْرَم: قلت لأبي عبد الله - يَعْنِي ابْن حَنْبَل -: إِذا قَالَ رجل من التَّابِعين: حَدثنِي رجل من أَصْحَاب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَلم يسمه، فَالْحَدِيث صَحِيح؟ قَالَ: نعم.
وَقَالَ أَبُو عَليّ بن السكن: حَدثنِي مُحَمَّد بن يُوسُف قَالَ: سَمِعت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ يَقُول: "سَمِعت عبد الله بن الزبير الْحميدِي يَقُول: إِذا صَحَّ الْإِسْنَاد عَن الثِّقَات إِلَى رجل من أَصْحَاب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَهُوَ حجَّة، وَإِن لم يسم ذَلِك الرجل؛ لِأَن أَصْحَاب النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كلهم عدُول".اهـ
والله أعلم.
¥(63/302)
ـ[أبو زيد أسامة الأثري]ــــــــ[14 - 03 - 09, 12:25 م]ـ
جزاكما الله خيرا , وأتمنّى المزيد من إخواننا الكرام ...(63/303)
هل صح حديث بهذا المعنى؟ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يده بعد الصلاة المكتوبة يدعو
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[06 - 03 - 09, 01:24 ص]ـ
معنى الحديث هو
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يده بعد الصلاة المكتوبة يدعو
صححه النووي
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[06 - 03 - 09, 09:44 م]ـ
هل من مجيب
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 09:22 ص]ـ
أما رفع اليدين بالدعاء عقِب الصلاة المكتوبة ((لم يُحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم))
أما الدعاء فثابت في الصحيحين وغيرهما
ولعلك تنقل كلام النووي حتى يتبينَ مراده رحمه الله(63/304)
هل صح هذا الخبر في فضل حارثة بن النعمان رضي الله عنه؟
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[06 - 03 - 09, 03:22 م]ـ
السلام عليكم
وروى ابن عباس أن حارثة بن النعمان، مر على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل، يناجيه، فلم يسلم، فقال جبريل: ما منعه أن يسلم? فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منعك أن تسلم حين مررت"? قال: رأيت معك إنساناً تناجيه؛ فكرهت أن أقطع حديثك، قال: "أو قد رأيته"? قال: نعم، قال: "أما إن ذاك جبريل"، وقال: "أما لو سلم لرددت عليه، ثم قال: أما إنه من الثمانين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما الثمانون"? قال: يفر الناس عنك غير ثمانين فيصبرون معك، رزقهم ورزق أولادهم على الله في الجنة، فأخبر حارثة بذلك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 03 - 09, 05:18 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جاء في رسالة مرويات غزوة حنين وحصار الطائف - (178) لكاتبها إبراهيم بن إبراهيم قريبي
حديث حارثة2 بن النعمان وهو ما اورده ابن حجر في ترجمته فقال:
75 - وروى ابن شاهين3 من طريق المسعودي4، عن الحكم5، عن القاسم6،: أن حارثة أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يناجي رجلا ولم يسلّم، فقال جبرائيل: "أما
__________
1 المراد بالإرسال هنا: الانقطاع بين عبد الرحمن وأبيه، لأن المرسل يطلق على كل ما لم يتصل إسناده عند بعض علماء الحديث، وهو المشهور عند الفقهاء والأصوليين. (تدريب الراوي للسيوطي ص118).
2 حارثة بن النعمان بن رافع أو نفيع بن زيد بن عبد بن ثعلبة الأنصاري، أبو عبد الله المدني، شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها ورأى جبريل يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - فسلم عليهما وكان من الفضلاء، يقال توفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان. وقد ورد عند أحمد بإسناد صحيح، وهو عند الطبراني أيضا أن حارثة سلم على جبريل ورد جبريل - عليه السلام ـ. (ابن حجر: الإصابة 1/ 298 - 299. وأحمد: المسند: 5/ 433، والطبراني المعجم الكبير 3/ 257. وأبو نعيم: حلية الأولياء 1/ 356).
3 هو: الحافظ الإمام المفيد المكثر محدث العراق، أبو حفص: عمر بن أحمد بن عثمان ابن أحمد البغدادي، الواعظ المعروف بابن شاهين، صاحب التصانيف منها: التفسير الكبير ألف جزء، والمسند ألف وثلاثمائة جزء، والتاريخ مائة وخمسون جزءا وغيرها. (297 - 385هـ). (الذهبي: تذكرة الحفاظ 3/ 987 - 989).
4 هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الكوفي، المسعودي صدوق، اختلط قبل موته، وضابطه: أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط. من السابعة (ت 160 وقيل: 165) /خت عم. (ابن حجر: التقريب 1/ 487، وتهذيب التهذيب 6/ 2109.
5 الحكم هو ابن عتيبة. ثقة ثبت، تقدم في حديث (73).
6 القاسم: الظاهر أنه ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود فإنه شيخ المسعودي، والحكم بن عتيبة شيخ المسعودي، وعلى هذا فيحتمل أن المسعودي تارة رواه عن الحكم بن عتيبة عن القاسم وتارة رواه عن القاسم مباشرة، غير أن الحكم بن عتيبة شيخه القاسم بن مخيمرة، وهو من الثالثة، والقاسم بن عبد الرحمن من الرابعة، وكلاهما ثقة وقد قال ابن المديني: القاسم بن عبد الرحمن لم يلق من الصحابة غير جابر بن سمرة.
وقال ابن معين: "القاسم بن مخيمرة لم يصح أنه سمع من أحد من الصحابة، وعلى هذا فإن الحديث منقطع سواء أكان القاسم هو ابن عبد الرحمن أو ابن مخيمرة". (المزي: تهذيب الكمال 4/ 400، 6/ 556، 559)
________________________________________
أنه لو سلم لرددنا عليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجبرائيل: وهل تعرفه؟ فقال نعم، هذا من الثمانين الذين صبروا يوم حنين رزقهم ورزق أولادهم على الجنة" 1.
ورواه الحارث2 من وجه آخر عن المسعودي، فقال: عن القاسم3، عن الحارث بن النعمان كذا قال.
ورواه الطبراني من طريق ابن أبي ليلى4، عن الحكم5، عن مقسم6، عن ابن عباس، فذكر نحوه7.
قلت: الحديث المشار إليه عند الطبراني هذا سياقه:
76 - قال: حدثنا محمد8 بن عبد الله الحضرمي، ثنا محمد9 بن عمران بن أبي ليلى، حدثني أبي10، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم عن ابن عباس
__________
1 ابن حجر: الإصابة1/ 299وعند الطبراني:"رزقهم ورزق أولادهم على الله في الجنة".
¥(63/305)
2 الحارث: هو الحارث بن محمد بن أبي أسامة، داهر الإمام أبومحمد التميمي، البغدادي، صاحب المسند (186 - 282 هـ). (الذهبي: تذكرة الحفاظ 2/ 619 - 620).
3 القاسم: هو ابن عبد الرحمن، وهو شيخ المسعودي، فيكون المسعودي تارة روى عنه مباشرة، وتارة عنه بواسطة (الحكم بن عتيبة).كما تقدم ص:178 تعليقة (6).
4 هو: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي القاضي، أبو عبد الرحمن صدوق، سيء الحفظ جدا، من السابعة (ت248) عم. (ابن حجر: التقريب2/ 184، والتهذيب 9/ 301).
5 الحكم هو: ابن عتيبة.
6 مقسم - بكسر أوله - ابن بجرة - بضم الموحدة وسكون الجيم - ويقال: نجدة - بفتح النون وبدال - أبو القاسم، مولى عبد الله بن الحارث، ويقال له: مولى ابن عباس، للزومه له، صدوق، وكان يرسل، من الرابعة (ت 101) وما له في البخاري سوى حديث واحد. /خ عم. (المصدر السابق 2/ 273، 10/ 288).
7 ابن حجر: الإصابة 1/ 299.
8 محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، الحافظ الكبير - مطَيَّن، محدث الكوفة، كان من أوعية العلم، حدث عنه الطبراني وأبو بكر الإسماعيلي وغيرهم (202 - 297هـ). (الذهبي: تذكرة الحفاظ 2/ 662).
9 محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أبو عبد الرحمن الكوفي، صدوق، من العاشرة. / بخ ت. (ابن حجر: التقريب 2/ 197، وتهذيب التهذيب 9/ 381).
10 عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، مقبول، من الثامنة /ت ق. (المصدر السابق 2/ 84، 8/ 137 وقال: ذكره ابن حبان في الثقات).
_________________________
قال: "مرّ حارثة بن النعمان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه جبريل - عليه السلام -، يناجيه، فلن يسلم، فقال جبريل - عليه السلام -: "ما منعه أن يسلم، إنه لو سلم لرددت عليه، ثم قال: أما إنه من الثمانين"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وما الثمانون؟ ". قال: يفر الناس عنك غير ثمانين يصبرون معك، رزقهم ورزق أولادهم على الله في الجنة، فلنا رجع حارثة سلم، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا سلمت حين مررت؟ ". قال: "رأيت معك إنسانا فكرهت أن أقطع حديثك، قال::فرأيته؟ " قال: نعم، قال: "ذاك جبريل - عليه السلام -، وقد قال: فأخبره بما قال جبريل - عليه السلام -" 1.
والحديث قال فيه الهيثمي: "رواه الطبراني والبزار بنحوه وإسناده حسن، رجالهم كلهم وثقوا وفي بعضهم خلاف"2.
وعند البيهقي بطريق مرسل وفيه راو لم أجد ترجمته3 عن حارثة بن النعمان: حزرت من بقي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين فقلت: مائة واحدة4.
وعند الواقدي: ويقال: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما انكشف الناس، قال لحارثة بن النعمان: "يا حارثة كم ترى الذين ثبتوا؟ قال: فلما التفت ورائي تحرجا، فنظرت عن يميني وشمالي فحزرتهم مائة، فقلت يا رسول الله هم مائة! حتى كان يوم مررت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يناجي جبريل عليه السلام عند باب المسجد، فقال جبريل - عليه السلام -: من هذا يا محمد؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حارثة بن النعمان، فقال جبريل - عليه السلام -: هذا أحد المائة الصابرة يوم حنين، لو سلم لرددت - عليه السلام -، فأخبره النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما كنت أظنه إلا دحية الكلبي واقفا معك 5.
__________
1 الطبراني: المعجم الكبير 3/ 257، والواقدي: المغازي 3/ 901.
2 مجمع الزوائد 9/ 314.
3 هو محمد بن عمرو بن خالد أبو علاثة.
4 (البيهقي: دلائل النبوة 3/ 45، وانظر: البلاذري: أنساب الأشراف ص: 364 - 365، وابن سعد: الطبقات الكبرى 3/ 487 - 488).
5 (الواقدي: المغازي 3/ 900 - 901).
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[06 - 03 - 09, 05:25 م]ـ
حفظك الله وسددك شيخنا الفاضل
إذا فلا يعتد بتحسين الهيثمي كما في الرواية التي ذكرتموها برقم 76(63/306)
ما صحة حديث (أهلا بمن عاتبني فيه ربي)؟
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[06 - 03 - 09, 06:11 م]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[الخطيمي]ــــــــ[06 - 03 - 09, 07:51 م]ـ
ليست ثابتة في ما أعلم
والله أعلم
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[06 - 03 - 09, 08:03 م]ـ
قال الشيخ الألباني في (سلسلة الأحاديث الضعيفة) (3/ 635):
[ما ذكره الأستاذ عزت الدعاس في تعليقه على " الشمائل " المحمدية " (ص -
175 - طبع حمص) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم لعبد الله بن أم مكتوم -
(الأصل: ابن أم كلثوم!) ويفرش له رداءه ليجلس عليه ويقول: أهلا بالذي
عاتبني ربي من أجله، ولا أعلم لهذا الحديث أصلا يمكن الاعتماد عليه، وغاية
ما روي في بعض الروايات في " الدر المنثور " أنه صلى الله عليه وسلم كان يكرم
ابن أم مكتوم إذا دخل عليه. وهذا إن صح لا يستلزم أن يكون إكرامه صلى الله
عليه وسلم إياه بالقيام له، فقد يكون بالقيام إليه، أوبالتوسيع له في المجلس
، أوبإلقاء وسادة إليه، ونحوذلك من أنواع الإكرام المشروع.] ا. هـ
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[06 - 03 - 09, 09:47 م]ـ
المزيد بوركتم ..
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[08 - 03 - 09, 01:33 م]ـ
في الآداب الشرعية لابن مفلح 1/ 441 بتحقيق: شعيب الأرنؤوط وعمر القيام:
.. وقال الخطابي في (باب الضرير يولى) من كتاب الإمارة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم لابن أم مكتوم كلما أقبل ويقول "مرحبا بمن عاتبني فيه ربي عز وجل" (*). ذكر جماعة غير الخطابي ذلك سوى القيام، وذكر بعضهم أنه كان يقول له: "هل لك حاجة؟ " (**)
-------------------------
(*) لم نهتد إليه، وقد ذكره ابن العربي في "عارضة الأحوذي" 12/ 232، دون عزو.
(**) أخرجه ابن جرير في التفسير 15/ 51، وإسناده ضعيف.
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[08 - 03 - 09, 09:54 م]ـ
قال الشيخ علوي بن عبدالقادر السَّقَّاف في تخريج أحاديث وآثار كتاب "في ظلال القرآن":
حديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما رأى ابن أم مكتوم يقول: ((أهلاً بمن عاتبني فيه ربي)).
? (6/ 3827).
? أورده الديلمي في ((الفردوس)) (رقم6805) بدون سند عن أنس رضي الله عنه، لكن روى أبو يعلى في ((مسنده)) بإسناد ظاهره الصحة عن أنس رضي الله عنه؛ قال: ((جاء ابن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يكلِّم أبي بن خلف، فأعرض عنه، فأنزل الله: {عَبَسَ وَتَوَلَّى})). قال: ((فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يكرمه)).
انظر: ((مسند أبي يعلى)) (5/ 431/رقم3123).
ـ[عبد المتين]ــــــــ[09 - 03 - 09, 07:59 م]ـ
الحديث ضعيف و الله أعلم فأين أمّهات الكتب من هذه القصة مع شهرتها و تدافع الهمم لنقلها.
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[17 - 03 - 09, 12:02 م]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[وجيه علي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 08:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا.(63/307)
ما صحة هذا الحديث الواعظ الصامت والناطق
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[06 - 03 - 09, 08:21 م]ـ
(تركت فيكم واعظين احدهما صامت والاخر صامت فاما الناطق فهو القرانواما الصامت فهو الموت
ما صحته وجزاكم الله خيرا
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[07 - 03 - 09, 11:23 م]ـ
يرفع ..
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[09 - 03 - 09, 02:17 م]ـ
يرفع ....
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 03 - 09, 04:11 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21721
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[10 - 03 - 09, 01:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا
لكن لم أجد تخريجه الى الأن
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[10 - 03 - 09, 08:39 ص]ـ
ليس له أصل(63/308)
أم أنجبت طفلها وهي ميته؟ ما صحة هذه القصة؟
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 12:56 ص]ـ
أم انجبت طفلها وهي ميته
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء رجلا الي امير المؤمنين عمر بن خطاب رضي الله عنه
وكان الرجل معه ابنه
وليس هناك فرقا بين الابن وابيه .....
فتعجب امير المؤمنين!!!!
فقال له:والله مارايت مثل هدا اليوم عجبا
مااشبه احدا احد انت وابنك الا الغراب الغراب
فقال الرجل:ياامير المؤمنين وكيف لو عرفت ان امه ولدته وهي ميته؟
فغير عمر رضي الله عنه من جلسته وبدل من حاله ....
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
اخبرني كيف؟
فقال الرجل ياامير الؤمنين كانت زوجتي حاملا فعزمت على السفر فمنعتني,
فلما وصلت الى الباب الحت على لكي لا ادهب, وقالت: كيف تتركني وانا حامل
فوضعت يدي على بطنها وقلت اللهم اني استودعك غلامي هدا ومضيت,
(وتامل بقدر الله ولم يقل استودعك امه) ومضي
وقضيت في سفري ماشاء الله لي ان امضي
ولما عدت من سفري وادا بباب بيتي مقفل وادا بابناء عمومتي يخبروني بان زوجتي قد ماتت؟
فقلت: انا لله وانا اليه راجعون
فاخدوني ليطعموني عشاء اعدوه لي, فبينما انا على العشاء فادا بدخان يخرج من بين المقابر
فقلت:ماهدا الدخان
فقالو: هدا الدخان يخرج من مقبره زوجتك مند دفناها كل يوم؟
فقال الرجل: والله اني اعلم خير الناس بزوجتي؟ فكانت صوامه قوامه عفيفه لاتعمل منكرا وتامر بالمعروف؟؟؟؟
ولا يخزيها الله ابدا!!!!
فقام وتوجه الى المقبره , فتبعه ابناء عمومته الى المقبره,
قال فلما وصلت اليها ياامير الؤمنين اخدت احفر حتى وصلت اليها, فادا هي بميته جالسه!!!
وبابني حيا يرزق بين قدميها,
وادا بصوت منادي ينادي ((يامن استودعت عند الله وديعه خد وديعتك))
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 09:16 ص]ـ
لا تصح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=136229
وينظر هذا الرابط كذلك (المشرف)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=568440#post568440(63/309)
ثمانون حقباً!! أرجو المساعدة لبيان صحة الحديث
ـ[أبو محمد عباد]ــــــــ[07 - 03 - 09, 09:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الكرام / أهل علم الحديث - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سألني أخ مسلم في الصين عن صحة الحديثين التاليين - أرجو تقديم إجابة بسيطة ومختصرة لأنقلها له بدون شرح إضافي - وأرجو أن ترشدوني إلى الأحاديث الصحيحة الواردة في هذه الخصوص ففيها غنى عن الأحاديث التي لا يعرف أصلها
كما أن لفظ "عليه السلام" يستخدمه كثيرين لغير النبي محمد صلى الله عليه وسلم فلا يعرف بالتأكيد من هو ولكن يبدو للسامع غير المتخصص أن المقصود به رسول الله صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم
أبو محمد
-----------------
هل هذا الحديث صحيح؟ أرجو ان يمكنك أن تساعدني من المسالة
الحديث قال عليه السلام من ترك الصلوة بلاعذر بقى فى النار ثما نين حقبة
والحقبة ثمانين سنة والسنة ثمانين شهرا والشهر ثمانين يوما
واليوم ثمانين ساعة والساعة ثمانين الف سنة مما تعدون
كتاب تذكيرة الواعظين
--------------
اليوم عندي المسألة هل هذا الحديث صحيح؟
قال عليه السلام من ترك الصلوة حتى مضى وقتها عذب فى النارحقبا "
والحقب ثمانين سنة كل سنة ثلاثمائة وستون يوما كل يوم الف سنة
" مما تعدون
كتاب تفسير روح البيان ----- 1 نسخة 34 صحفة كتاب مجلس ارشاديه ---- 68 صحفة
--------------
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 10:48 ص]ـ
أخي الكريم
هذه الأحاديث مكذوبة لا يصح نسبتها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بل هي من كلام القُصَّاص
ـ[أبو محمد عباد]ــــــــ[07 - 03 - 09, 04:43 م]ـ
أخي وأستاذي أبو العز
أحسن الله إليك ونفع بك
قمت بنقل جوابك كما هو عسى الله أن ينفع به
والسلام عليكم(63/310)
أنا بحاجة ماسة تفسير هذا الحديث
ـ[عبدالله السندي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 01:00 م]ـ
عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه و سلم وقال هناد: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد أن يحرم ادهن بأطيب ما يجده حتى أرى وبيصه في رأسه ولحيته النسائي رقم الحديث (2700) ,
أنا أعرض من سماحتكم في هذا الحديث أي دهن كان يستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، في رأسه ولحيته، أكان يستعمل دهن الزيتون أو من الخردل بينوا توجروا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[07 - 03 - 09, 02:18 م]ـ
أخبرنا عبدة بن عبد الله قال أنبأنا يحيى بن آدم عن إسرائيل عن أبي إسحق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت
كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأطيب ما كنت أجد من الطيب حتى أرى وبيص الطيب في رأسه ولحيته قبل أن يحرم
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا هشيم قال أنبأنا منصور عن عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم قال قالت عائشة
طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يحرم ويوم النحر قبل أن يطوف بالبيت بطيب فيه مسك
و حدثني محمد بن حاتم حدثني إسحق بن منصور وهو السلولي حدثنا إبراهيم بن يوسف وهو ابن إسحق بن أبي إسحق السبيعي عن أبيه عن أبي إسحق سمع ابن الأسود يذكر عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يحرم يتطيب بأطيب ما يجد ثم أرى وبيص الدهن في رأسه ولحيته بعد ذلك (مسلم)
و حدثني محمد بن حاتم وعبد بن حميد قال عبد أخبرنا و قال ابن حاتم حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج أخبرني عمر بن عبد الله بن عروة أنه سمع عروة والقاسم يخبران عن عائشة رضي الله عنها قالت
طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي بذريرة في حجة الوداع للحل والإحرام (مسلم)
قولها: (بذريرة)
هي بفتح الذال المعجمة , وهي فتات قصب طيب يجاء به من الهند.(63/311)
هل هذا الحديث موجود في المطبوع و ما درجته؟
ـ[أبو محمّد الإدريسي]ــــــــ[08 - 03 - 09, 01:12 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
اطلعت على هذا الحديث في أحد الكتب الفقهيّة فهل هو موجود في المصنف و ما درجته؟
قال ابن أبي شيبة رحمه الله في مصنفه:حدثنا وكيع عن موسى بن عمير عن علقمة بن وائل بن حجر عن أبيه رضي اله عنه قال:
رأيت النّبيّ صلى الله عليه و سلم وضع يمينه على شماله في الصلاة تحت السرّة
و جزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[08 - 03 - 09, 06:19 ص]ـ
موجود في المصنف بدون لفظة (تحت السرة)،
وهذه اللفظة كثر الأخذ والرد فيها، ومن أثبتها في المصنف اعتمد على بعض النسخ المتأخرة.
واللفظة لا تصح في الحديث، سواءً ثبتت في مصنف ابن أبي شيبة أم لم تثبت.
ـ[أبو محمّد الإدريسي]ــــــــ[08 - 03 - 09, 07:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم و بارك الله فيك(63/312)
تخريج " متواضع " لحديث الشاب الامرد
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[08 - 03 - 09, 09:41 ص]ـ
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبعد:
حديث حماد عن قتادة عن عكرمة عن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعاً " رأيت ربى " بزيادة لفظة منكرة
رواه احمد فى مسنده (2580،2634)، بن ابى عاصم فى السنة (351،358)،
والآجرى فى الشريعة (1019)، الدرقطنى فى الرؤية (209،210)،
كلهم من طريق الاسود بن عامر وعبد الصمد بن كيسان ويحيى بن كثير كلهم عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن بن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعاً بلفظ " رأيت ربى " بدون الزيادة
ثم رواه بن الاعرابى فى معجمه (396)
من طريق يحيى بن كثير عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن بن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعاً به بنفس اللفظ السابق.
ثم رواه بن عدى فى الكامل (ج2/ص260،261)، ومن طريقه البيهقى فى الاسماء والصفات (893)
فرواه بن عدى من طريق الاسود بن عامر وابرهيم بن ابى سويد الذراع وعبد الصمد بن كيسان ويحيى بن كثير كلهم عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن بن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعا به بلفظ "رأيت ربي جعدا أمرد عليه حلة خضراء "
ورواه البيهقى فى الاسماء والصفات من طريق الاسود بن عامر وابرهيم بن ابى سويد كلاهما عن حماد عن قتادة عن عكرمة عن بن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعاً به بنفس اللفظ السابق.
فرواه عن الاسود بن عامر كلا من الامام احمد والفضل بن سهل ومحمد بن رافع والنضر بن سلمة كلهم عنه، ورواه عن ابرهيم بن ابى سويد الذراع الحسن بن على بن عاصم، ورواه عن عبد الصمد بن كيسان عفان بن مسلم، ورواه عن يحيى بن كثير ابنه الحسن بن يحيى بن كثير.
فمدار الاسناد على حماد بن سلمة و حال حماد بن سلمة كقول ابن سعد في الطبقات: ثقة كثير الحديث ربما حدث بالحديث المنكر.
وقول البيهقي في الخلافيات نقلا عن الذهبي في السير: لما طعن في السن ساء حفظه فالاحتياط ألا يحتج به فيما يخالف الثقات، وقد تفرد به حماد عن تلاميذ قتادة رغم كثرتهم فدل على نكارته.
وقد انكر العلماء هذا الحديث على حماد بن سلمة فروى البيهقى فى الاسماء والصفات بعد ذكر الحديث فقال:
أخبرنا أبو سعد الماليني، أخبرنا أبو أحمد بن عدي، أخبرنا ابن حماد،ثنا محمد بن شجاع الثلجي، أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي، قال: " كان حماد بن سلمة لا يعرف بهذه الأحاديث حتى خرج خرجة إلى عبادان، فجاء وهو يرويها، فلا أحسب إلا شيطانا خرج إليه في البحر فألقاها إليه ".
اما حديث أُمِّ الطُّفَيْلِ، امْرَأَةِ أُبَيِّ بن كَعْبٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: رَأَيْتُ رَبِّي فِي الْمَنَامِ فِي صُورَةِ شَابٍّ مُوَقَّرٍ فِي خَضِرٍ، عَلَيْهِ نَعْلانِ مِنْ ذَهَبٍ، وَعَلَى وَجْهِهِ فِرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ.
(الطبرانى فى الكبير/20854)،
(السنة لابن ابى عاصم/384)،
(الاحاد والثانى لابن ابى عاصم/2989)،
من طريق عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن ابى هلال عن مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر عن ام الطفيل امرأة ابى بن كعب رضى الله عنهما.
ومداره على عبد الله بن وهب وهو المصرى الفقيه الثقة تفرد به عن عمرو بن الحارث به، ورواه عن ابن وهب يحيى بن بكير واحمد بن صالح ويحيى بن سليمان ونعيم بن حماد كلهم عنه عن عمرو بن الحارث ورجاله كلهم ثقات.
وفيه علتان:
الاولى: مروان بن عثمان وهو بن أبي سعيد بن المعلى قال أبو حاتم ضعيف، قال أبو بكر بن الحداد الفقيه سمعت النسائي يقول ومن مروان بن عثمان حتى يصدق على الله عزوجل، وقال أحمد: مروان بن عثمان مجهول كما فى المنتخب من العلل للخلال صـ 285.
الثانية: ان عمارة رحمه الله لم يلق ام الطفيل رضى الله عنها كما قال البخارى فى التاريخ الكبير لايُعرف سماع عمارة من ام الطفيل وذكره ابن حبان في الثقات وقال انه لم يسمع من أم طفيل رضى الله عنها.
والحمد لله رب العالمين
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[08 - 03 - 09, 07:23 م]ـ
أخي محمد.
لا شك أنني أوافقك في إعلالك للحديث، لكن ليس بهذه الطريقة!
فلا داعي لذكر أنه اختلط بآخرة. لكن ببساطة الجواب من وجهين:
الأول: أن حماد بن سلمة يخطئ كثيرًا في حديث قتادة.
قال الإمام مسلم - رحمه الله - في "التمييز" (ص218): " ..... وحماد (أي: ابن سلمة) إذا حدَّث عن غير ثابت، كحديثه عن قتادة، وأيوب، ويونس، وداود بن أبي هند، والجُريري، ويحيى بن سعيد، وعمرو بن دينار، وأشباههم، فإنه يُخطئ في حديثهم كثيرًا"انتهى. وراجع ترجمته في كتب الرجال.
الثاني: أن في الإسناد علةً خفيةً؛ فإن حمادًا قد خولف في إسناده خالفه هشام الدستوائي - وهو من أثبت الناس في قتادة - ولم يذكر) الشاب الأمرد. ولعلي أنشط فأخرِّج هذه الروايات.
وفق الله الجميع.
¥(63/313)
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[08 - 03 - 09, 07:36 م]ـ
الثاني: أن في الإسناد علةً خفيةً؛ فإن حمادًا قد خولف في إسناده خالفه هشام الدستوائي - وهو من أثبت الناس في قتادة - ولم يذكر) الشاب الأمرد. ولعلي أنشط فأخرِّج هذه الروايات.
وفق الله الجميع.
جزاك الله خيرا شيخى الحبيب
وانا فى انتظار بيان هذه العلة الخفية
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[08 - 03 - 09, 09:45 م]ـ
] سلمة فروى البيهقى فى الاسماء والصفات بعد ذكر الحديث فقال: [/ B]
[FONT='Traditional Arabic'] أخبرنا أبو سعد الماليني، أخبرنا أبو أحمد بن عدي، أخبرنا ابن حماد،ثنا محمد بن شجاع الثلجي، أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي، قال: " كان حماد بن سلمة لا يعرف بهذه الأحاديث حتى خرج خرجة إلى عبادان، فجاء وهو يرويها، فلا أحسب إلا شيطانا خرج إليه في البحر فألقاها إليه "]
ميزان الاعتدال - (ج 3 / ص 577)
(محمد بن شجاع بن الثلجى الفقيه البغدادي الحنفي، أبو عبد الله صاحب التصانيف.
قرأ على اليزيدى، وروى عن ابن علية، ووكيع، وتفقه على الحسن ابن زياد اللؤلؤي وغيره، وآخر من حدث عنه محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة.
قال ابن عدى: كان يضع الحديث في التشبيه ينسبها إلى أصحاب الحديث يسابهم (1) ذلك.
قلت: جاء من غير وجه أنه كان ينال من أحمد وأصحابه، ويقول: إيش قام به أحمد!)
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[08 - 03 - 09, 11:16 م]ـ
ميزان الاعتدال - (ج 3 / ص 577)
(محمد بن شجاع بن الثلجى الفقيه البغدادي الحنفي، أبو عبد الله صاحب التصانيف.
قال ابن عدى: كان يضع الحديث في التشبيه ينسبها إلى أصحاب الحديث يسابهم
جزاك الله خيرا اخى الحبيب على هذا البيان، لكن النسائى وغيره من العلماء انتقد هذا الحديث، وانما اتيت بهذا القول لان البيهقى نقله فى كتاب الاسماء والصفات بعد ذكر الحديث مباشرة فكانه يميل الى اعلال الحديث
والحمد لله رب العالمين
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[09 - 03 - 09, 09:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قرأت هذا الحديث: في حديث ابن عبّاس: قالت له امرأة إني أمتشط الميلاء، فقال عكرمة رأسك تبع لقلبك، فإن استقام قلبك استقام رأسك، وإن مال قلبك مال رأسك»
هناك غير واحد يحمل اسم عكرمة. رجاء أرشدوني إلى من يكون عكرمة الوارد في الحديث. لأني بصدد تخريج هذا الحديث
بارك الله فيكم وقضى حوائجكم
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[10 - 03 - 09, 01:55 ص]ـ
هذا الاثر بحثت عنه فلم اجده، ولعل نستفيد من التخريج ان شاء الله الذى ستطرحه الاخت اما عكرمة فلا شك انه مولى بن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ابو عبد الله امام التفسير وقد اشتهر بالرواية عن بن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
والحمد لله رب العالمين(63/314)
ما درجة صحة هذا الأثر الذي فيه قصة رزيب بن ثرملا؟
ـ[ماجد المسلم]ــــــــ[08 - 03 - 09, 01:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
جاء في كتاب الفتن من إتحاف الخيرة المهرة أثر فيه قصة زريب بن ثرملا والتي فيها شئ من الغرابة ..
وهذا هو نصها ..
7436 - وعن عَبد الله بن أبي الهذيل قال: وجه سعد بن أبي وقاص نضلة بن عَمْرو الأنصاري في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار، فأغاروا على حلوان، فافتتحها، فأصاب غنائم كثيرة وسبيًا كثيرًا، فجاؤُوا يسوقون بما معهم وهم بين جبلين حتى أرهقهم العصر، فقال لهم نضلة: انصرفوا بالغنائم إلى سفح الجبل، ففعلوا، ثم قام نضلة فنادى بالأذان، فقال: الله أكبر الله أكبر، فأجابه صوت من الجبل لا يرى معه صورة: كبرت كبيرًا يا نضلة , قال: أشهد أن لا إله إلاَّ الله , قال: أخلصت إخلاصًا يا نضلة , قالت: أشهد أن محمدًا رسول الله. قال: نبي بعث لا نبي بعده , قال: حي على الصلاة , قال: فريضة فرضت , قالت: حي على الفلاح , قال: أفلح من أتاها وواظب عليها , قال: قد قامت الصلاة , قال: البقاء لأمة محمد وعلى رؤُوسها تقوم الساعة، فلما صلوا قام نضلة، فقال: ياذا، الكلام الطيب الحسن الجميل، قد سمعنا كلاما حسنًا، أفمن ملائكة الله أنت أم طائف أم ساكن؟ ابرز لنا فكلمنا؟ فإنا وفد الله، عَزَّ وَجلَّ، ووفد نبيه صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال: فبرز لهم شيخ من شعب من تلك الشعاب أبيض الرأس واللحية، له هامة كأنها رحى، طويل اللحية في طمرين من صوف أبيض فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فردوا عليه السلام، فقال له نضلة: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا زريب بن ثرملا وصي العبد الصالح عيسى ابن مريم , عليه الصلاة والسلام , دعا لي بالبقاء إلى نزوله من السماء، فقراري في هذا الجبل فأقرئ عُمَر أمير المؤمنين السلام، وقل له: اثبت وسدد وقارب؟ فإن الأمر قد اقترب، وإياك يا عُمَر إن ظهرت خصال في أمة محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأنت فيهم فالهرب الهرب. قال نضلة: يا زريب رحمك الله فأخبرنا بهذه الخصال نعرف بها ذهاب دنيانا وإقبال آخرتنا. قال: إذا استغنى رجالكم برجالكم، واستغنت نساؤكم بنسائكم، وكثر طعامكم فلم يزدد سعركم بذلك إلاَّ غلاء، وكانت خلافتكم في صبيانكم، وكان خطباء منابركم عبيدكم، وركن فقهاؤكم إلى ولاتكم، فأحلوا لهم الحرام، وحرموا لهم الحلال وأفتوهم بما يشتهون، واتخذوا القرآن ألحانًا ومزامير بأصواتهم، وزوقتم مساجدكم، وأطلتم منابركم، وحليتم مصاحفكم بالذهب والفضة، وركبت نساؤكم السروج، وكان مستشار أميركم خصيانكم، وقتل البريء لتوعظ به العامة، وبقي المطر قيظًا، والولد غيظًا، وحرمتم العطاء وأخذه العبيد والسقاط، وقلت الصدقة حتى يطوف المسكين من الحول إلى الحول لا يعطى عشرة دراهم، فإذا كان كذلك نزلت بكم الخزي والبلاء، ثم ذهبت الصورة فلم تر، فنادوا فلم يجابوا، فلما قدم نضلة على سعد أخبره بما أفاء الله عليه وبما كان من شأن زريب فكتب سعد إلى عُمَر بن الخطاب يخبره، فكتب عُمَر، رضي الله عنه: للّه أبوك سعد اركب بنفسك حتى تأتي الجبل، فركب سعد حتى أتى الجبل فنادى أربعين صباحًا فلم يجابوا، فكتب إلى عُمَر وانصرفوا.
رواه معاذ بن المثنى , عن مسدد موقوفًا بسند فيه منتصر بن دينار ما علمته بعدالة ولا جرح، وباقي رواة الإسناد ثقات
انتهى
فهل هذه الرواية صحيحة؟
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[08 - 03 - 09, 10:00 م]ـ
هذا الأثر مر علي أنه ضعيف(63/315)
هل صح حديث ((من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، فهو معصوم إلى ثمانية أيام))
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - 03 - 09, 05:16 م]ـ
هل صح هذا الحديث ومن اخرجه؟؟
((من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة تكون، فإن خرج الدجال عصم منه))
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[08 - 03 - 09, 09:33 م]ـ
عن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ بالكهف يوم الجمعة فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة تكون، فإن خرج الدجال عصم منه»
أخرجه الضياء في " المختارة " (1/ 155)
و قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (5/ 26): [ضعيف جدا]
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - 03 - 09, 12:34 ص]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(63/316)
سؤال: ماصحة حديث: ((أحِبُّوا الصِّبْيَانَ وارْحَمُوهُم))؟
ـ[عبدالإله الأحمد]ــــــــ[09 - 03 - 09, 01:35 ص]ـ
سؤال:ماصحة حديث: ((أحِبُّوا الصِّبْيَانَ وارْحَمُوهُم))؟
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[09 - 03 - 09, 02:33 ص]ـ
هذا الحديث ليس موجودا في دوااوين السنة
ويكثر الروافض من ذكره ويعزونه لمكارم الأخلاق
وقدعدت لمكارم الأخلاق
1 - للطبراني
2 - و ابن أبي الدنيا
3 - و الخرائطي
فلم أجده و الله أعلم ..
ـ[عبدالإله الأحمد]ــــــــ[09 - 03 - 09, 01:00 م]ـ
شكر الله لك
ومثل ماقلت بحثت عنه فأجده في مواقع الروافض(63/317)
هل ثبتت قصة ابي لهب وتخفيف العذاب
ـ[نظمي توفيق]ــــــــ[09 - 03 - 09, 01:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
سؤالي: هل ثبتت قصة " تخفيف العذاب عن ابي لهب كل ليلة اثنين ومصه الماء من اصبعيه في النار جراء اعتاقه مولاته ثويبة عندما بشرته بولادة ابن اخيه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم"؟ جزاكم الله خيرا
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[11 - 03 - 09, 08:26 م]ـ
قصة عتق ثويبة
يستدل بعض الصوفية لعمل المولد برواية انتفاع أبي لهب في جهنم وتخفيف العذاب عنه بسبب فرحه بمولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإعتاقه ثويبة عندما بشرته به.
والرواية كما في صحيح البخاري: (4813) [جزء 5 - صفحة 1961]
حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته: أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرتها أنها قالت: يا رسول الله انكح أختي بنت أبي سفيان فقال: (أوتحبين ذلك). فقلت نعم لست لك بمخلية وأَحَب من شاركني في الخير أختي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن ذلك لا يحل لي). قلت: فإنا نُحَدث أنك تريد أن تَنْكح بنت أبي سلمة؟ قال: (بنت أم سلمة)!!. قلت: نعم. فقال: (لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي إنها لابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وأبا سلمة ثويبةٌ فلا تَعْرضن عليّ بناتكن ولا أخواتكن)
قال عروة: وثويبة مولاة لأبي لهب كان أبو لهب أعتقها فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم فلما مات أبو لهب أُريه بعض أهله بشر حيبة، فقال له: ماذا لقيت؟ قال أبو لهب: لم ألق بعدكم غير أني سُقيت في هذه بعتاقتي ثويبة.
قال الحافظ ابن حجر "رحمه الله": قوله: قال عروة. هو بالإسناد المذكور. اهـ يقصد أنه متصل وليس بمعلق من البخاري أو ممن فوقه، وأن كلمة ((قال عروة)) هي من قول الزهري الراوي عن عروة.
ومما يؤكد ما ذهب إليه الحافظ من أن قول عروة ليس بمعلق وإنما هو بالإسناد المذكور للحديث، أن عبد الرزاق روى الحديث في مصنفه بإسناد غير إسناد البخاري (7 ـ 478) عن معمر عن الزهري قال أخبرني عروة ابن الزبير عن زينب بنت أبي سلمة أن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: يا رسول الله انكح أختي ابنة أبي سفيان. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتحبين ذلك.؟ فقالت: نعم وما أنا لك بمخلية وخير من شاركني في خير أختي. قال: فإن ذلك لا يحل. قالت: فوالله إنا لنتحدث أنك تريد أن تنكح درة بنت أبي سلمة. قال: ابنة أم سلمة.؟ قالت: فقلت نعم. قال: فوالله لو لم تكن ربيبتي ما حلت لي، إنها لابنة أخي من الرضاعة، لقد أرضعتني وأباها ثويبة، فلا تعرضن عليّ بناتكن وأخواتكن.
قال عروة وكانت ثويبة مولاة لأبي لهب كان أبو لهب أعتقها فأرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مات أبو لهب رآه بعض أهله في النوم فقال له ماذا لقيت أو قال وجدت قال أبو لهب لم ألق أو أجد بعدكم رخاء أو قال أني سقيت في هذه مني لعتقي ثويبة وأشار إلى النقرة التي تلي الإبهام والتي تليها.
كذلك أورد البخاري قول عروة مختصراً في (5057) [جزء 5 - صفحة 2054] قال حدثنا يحيى بن كثير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني عروة أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته: ..... فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن.
وقال شعيب عن الزهري قال عروة: ثويبة أعتقها أبو لهب. اهـ هكذا مختصراً.
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: رواه الإسماعيلي من طريق الذهلي عن أبي اليمان ورواه عبد الرزاق عن معمر.
مما تقدم يظهر لنا خطأ قال: إن قول عروة السابق معلق من غير إسناد.
وبعد أن بينا وجود إسناد إلى عروة نقول: إن الرواية مردودة من وجوه:
أولاً ـ الخبر الذي عند البخاري مرسل أرسله عروة ولم يذكر من حدثه به.
ثانياً ـ أن الذي في الخبر رؤيا منام فلا حجة فيه، كما قال الحافظ ابن حجر في " الفتح" (9ـ 48).
وفي كتابه "المجموع شرح المهذب" (6ـ 292) قال النووي "رحمه الله": فرع: لو كانت ليلة الثلاثين من شعبان، ولم ير الناس الهلال، فرأى إنسانٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له: الليلةُ أول رمضان، لم يصح الصوم بهذا المنام لا لصاحب المنام ولا لغيره، ذكره القاضي حسين وآخرون ونقل القاضي عياض الإجماع عليه، وقد قررته بدلائله في أول شرح صحيح مسلم ...... اهـ
¥(63/318)
قلت: وهو في مقدمة شرحه للصحيح باب: الكشف عن معايب رواة الحديث ونقلة الأخبار.
وكذلك أوردها الحافظ ابن حجر في كتابه "المنتخب" الذي جمع فيه فوائد وردت في شرح الإمام النووي لصحيح مسلم (الفائدة الثالثة، الصفحة الرابعة عشرة).
وكذلك أوردها أبو زرعة العراقي وأقرها في تكملته لكتاب "طرح التثريب" (8 ـ 215).
قلت: هذا فيمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فكيف بمن رأى أبا لهب!!! حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المقارنة.
ثالثاً ـ مخالفة هذه القصة لصريح القرآن، كما قال الحافظ ابن حجر في " الفتح" (9ـ48)، وقد أجمع العقلاء من أهل الإسلام فضلاً عن علماء الأصول على عدم رد ظاهر النص القرآني في مثل هذا المنام.
قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ}. [فاطر 35].
ويقول تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ} [الزخرف: 75].
ويقول الله تعالى: {لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً}. [عم: 24].
وقال القاضي عياض: انعقد الإجماع على أن الكفار لا تنفعهم أعمالهم ولا يثابون عليها بنعيم ولا تخفيف عذاب وإن كان بعضهم أشد عذاباً من بعض. كما في " الفتح" (9ـ48).
قلت: وبيان هذا قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((قلت: يا رسول الله بن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه.؟ قال: لا ينفعه إنه لم يقل يوماً رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين)).
قال الإمام النووي "رحمه الله تعالى" معنوناً على هذا الحديث في صحيح مسلم: باب الدليل على أن من مات على الكفر لا ينفعه عمل.
وكذلك روى الإمام مسلم في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها)).
قال الإمام النووي "رحمه الله تعالى" معنوناً على هذا الحديث في صحيح مسلم: باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة وتعجيل حسنات الكافر في الدنيا.
رابعاً ـ إن الرواية التي في البخاري ليس فيها أن أبا لهب أعتق ثويبة يوم مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما بشرته بمولده.
وليس فيها أن الذي رأى أبا لهب في المنام هو العباس رضي الله عنه.
وليس فيها أن يوم الولادة كان يوم الاثنين، بل هذا كله جاء في رواية السهيلي من غير إسناد نهائياً لا مقطوع ولا معلق ولا مرسل، قال: إن الرائي له هو أخوه العباس وكان ذلك بعد سنة من وفاة أبي لهب بعد وقعة بدر وفيه أن أبا لهب قال للعباس: إنه ليخفف عليّ في مثل يوم الاثنين، قالوا: لأنه لما بشرته ثويبة بميلاد ابن أخيه محمد بن عبد الله أعتقها من ساعته فجوزي بذلك لذلك. كما عند السهيلي في الروض الأنف (5ـ192).
وبهذا يظهر خطأ أو تدليس من أورد هذه التفاصيل مجتمعة وعزاها للبخاري.
خامساً ـ إن القول بأن اعتاق أبي لهب لثويبة كان عند ولادة النبي صلى الله عليه وسلم يخالف ما عند أهل السير من أن إعتاق أبى لهب إياها كان بعد ذلك بدهر طويل، كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في " الفتح" (9ـ48) وأوضحه في كتابه " الإصابة في تمييز الصحابة" (4ـ250) وكذلك الحافظ ابن عبد البر في كتابه "الاستيعاب في أسماء الأصحاب" (1ـ12) والحافظ ابن الجوزي في كتابه "الوفا بأحوال المصطفى" (1ـ106).
سادساً ـ وعلى فرض ثبوت جواز جزاء الكافر على أعماله الحسنة في مثل هذه الحالة، فإنها تنصرف إلى الإعتاق الذي هو عبادة أصيلة في الشرع، وليس إلى الفرح بالمولود والذي لم يقل أحد من أهل العلم بأنه عبادة أو من القرب.
وعلى فرض أننا أخذنا بظاهر الرواية وتغاضينا عما يردها، فإن ظاهر القصة يؤكد أن أبا لهب خفف عنه للإعتاق وليس للفرح بالمولود، خاصة وأن فرح أبي لهب لم يكن بولادة النبي المرسل، بل بولادة ابن أخيه، بل إن أبا لهب من أشد من كذبه وكفر بنبوته.
وأخيراً ألفت عناية إخواني القُراء إلى مخالفة صريحة يقع بها من يثبت قصة يدين أبي لهب وأنها تنبع ماءاً في جهنم والله في محكم كتابه ينص على أن الكافرين لا يسقون فيها إلا الحميم، كذلك فإن الله تعالى في علاه أنزل قرآناً يتلى إلى قيامة الساعة {تبت يدا أبي لهب} والمسلمون في كل يوم يقولون في صلاتهم وقيامهم {تبت يدا أبي لهب} وهذه القصة تقول إن يدا أبي لهب التي كانت تضع الشوك في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفجر منها ماء، وأين في جهنم التي لا يسقى فيها إلا الحميم بنص رب العالمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=54531
نفع الله بك(63/319)
إخواني: ما مدى صحة هذا الحديث؟
ـ[محمد الجبالي]ــــــــ[09 - 03 - 09, 02:11 ص]ـ
جاء في معجم الطبراني [الكبير والصغير والأوسط] هذا الحديث
المعجم الكبير للطبراني - (ج 19 / ص 67)
156 .... عَنْ سَعِيدِ بن الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:"يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أُمَرَاءُ ظَلَمَةٌ، وَوُزَرَاءُ فَسَقَةٌ، وَقُضَاةٌ خَوَنَةٌ، وَفُقَهَاءُ كَذَبَةٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ ذَلِكَ الزَّمَنَ فَلا يَكُونَنَّ لَهُمْ جَابِيًا وَلا عَرِيفًا وَلا شُرْطِيًّا"
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[09 - 03 - 09, 03:22 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36829
ـ[محمد الجبالي]ــــــــ[09 - 03 - 09, 07:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخانا الكريم
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[09 - 03 - 09, 11:07 ص]ـ
وإياكم، نفع الله بكم.(63/320)
السلام عليكم .. هل قصة (سمع الله لمن حمده) صحيحة؟
ـ[ابا عبدالعزيز]ــــــــ[09 - 03 - 09, 01:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هذه القصة صحيحة أم لا .. !؟
أرجو المساعدة ولكم جزيل الشكر ..
عدما فُرضت الصلاة على المسلمين كانو يقولون " الله اكبر " عند الرفع من الركوع حتى حدتث هذه القصة
والقصة بإختصار ان ابوبكر الصديق رضى الله عنه تأخر - على غير العادة - عن صلاة الجماعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبينما هو رضى الله عنه في طريقه إلى المسجد كان يدعو الله ان يدرك صلاة الجماعة مع الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين
وعندما دخل المسجد أدرك النبي راكعاً ((فحمِد الله على ذلك)) فأُوحى للنبي صلى الله عليه وسلم اثناء الركوع ان يقول " سمع الله لمن حمده " عند قيامه من الركوع بدلاً من " الله اكبر " كما كان يفعل المسلمين من قبل
ففهِم ابوبكر الصديق رضى الله عنه بأنه المقصود من ذلك فقال رضى الله عنه عند رفعه من الركوع " ربنا ولك الحمد ".
ـ[ابا عبدالعزيز]ــــــــ[21 - 03 - 09, 01:20 م]ـ
الى الآن لم أقف على أي رد بخصوص الموضوع .. بارك الله في الجميع
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[21 - 03 - 09, 03:10 م]ـ
لم اقف عليها
ولكن الحديث ثابت فى الصحيحين
عن أبى هريرة قال قال النبى - صلى الله عليه وسلم - «إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده. فقولوا ربنا ولك الحمد. وإذا سجد فاسجدوا ... الحديث
اما القصه المذكوره فقد نوقشت من غير نتيجه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70583
ـ[ابا عبدالعزيز]ــــــــ[23 - 03 - 09, 02:11 م]ـ
لم اقف عليها
ولكن الحديث ثابت فى الصحيحين
عن أبى هريرة قال قال النبى - صلى الله عليه وسلم - «إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده. فقولوا ربنا ولك الحمد. وإذا سجد فاسجدوا ... الحديث
اما القصه المذكوره فقد نوقشت من غير نتيجه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70583
جزاك الله خيراً أخي الكريم (أبا قتيبة) .. وبارك الله في فيك
ـ[ابا عبدالعزيز]ــــــــ[10 - 04 - 09, 07:01 م]ـ
لماذا نقول عندما نرفع من الركوع سمع الله لمن حمده // هذا الكلام غير صحيح ولم يثبت حسب علمي
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل بارك الله فيك وفي علمك
شاهدت هذا الموضوع في احدى المنتديات واحببت أن اعرف مدى صحته
لاني وبصراحة لاول مرة اسمع بمثل هكذا قول ....
لمـ^ــاذا نقول سمع الله لمـ^ــن حمده؟؟؟
لماذا نقول عندما نرفع من الركوع سمع الله لمن حمد؟
من المعلوم أننا في كل حركة من حركات الصلاة نقول الله أكبر
فلما نقول سمع الله لمن حمد عند القيام من الركوع فقط؟
هذه القصة متعلقة بأبي بكر الصديق رضي الله عنه
فانه لفترة كبيرة من الوقت كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول الله اكبر كلما يرفع من الركوع وفي يوم من الأيام تأخرأبو بكر الصديق رضي الله عنه عن الصلاة خلف الرسول عليه الصلاة والسلام وحزن وذهب إلى المسجد مسرعا فوجد أن الرسول ما زال في الركوع ولم يرفع منه, فحمد الله كثيرا (إحمد الله يا أخي) فنزل جبريل للرسول وهو في الركوع وقال له (لقد سمع الله لمن حمده) يقصد ابو بكر فأصبحت سمع الله لمن حمد بدل الله اكبر في كل صلاة إلى يوم القيامة
ألا تحب أن تكون مثل أبو بكر؟
اللهم اجزي مرسلها وقارئها الثواب العظيم وحط عنه خطاياه يا رب العالمين
والسلام عليكم ..
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الكلام غير صحيح ولم يثبت حسب علمي هذا
والله أعلم.
الشيخ محمد العويد
http://www.hawahome.com/vb/t81008.html
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[18 - 05 - 09, 10:27 ص]ـ
قال الشيخ عبد الرحمن السحيم:
لم أسمع به قبل اليوم!
ولا أعلم أنهم كانوا يقولون: الله أكبر بدل سمع الله لمن حمده في الرفع من الركوع.
والله تعالى أعلم.
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=35306
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[18 - 05 - 09, 10:28 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لم نعثر على ما يفيد ثبوت هذه القصة عن أبي بكر رضي الله عنه، وإنما الثابت في الحمد بعد الرفع من الركوع، حديث رفاعة الزرقي: كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركوع، وقال: سمع الله لمن حمده، قال: رجل وراءه ربنا لك الحمد حمدا طيبا كثيراً مباركا فيه، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاته قال: من المتكلم آنفاً؟ قال: أنا يا رسول الله، فقال: صلى الله عليه وسلم: لقد رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أولا. رواه البخاري.
وفي رواية عن رفاعة قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطست فقلت الحمد لله حمدا كثيراً طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فقال من المتكلم في الصلاة؟ فلم يتكلم أحد، ثم قالها الثانية فلم يتكلم أحد، ثم قالها الثالثة فقال رفاعة: أنا يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكاً أيهم يصعد بها. رواه الترمذي وأبو داود والنسائي.
وقال الشوكاني في النيل: يجمع بين الروايتين بأن الرجل المبهم في رواية البخاري وهو رفاعة كما في حديث الباب، ولا مانع أن يكني عن نفسه إما لقصد إخفاء عمله أو لنحو ذلك، ويجمع أيضاً بأن عطاسه وقع عند رفع رأسه.
والله أعلم.
وده الرابط: http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/S...Option=FatwaId(63/321)
ما صحة قول سلمان لعمر لا سمع ولا طاعة؟
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[09 - 03 - 09, 05:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
ما صحة قول سلمان1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لعمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لا سمع ولا طاعة تعطي الناس من رداء واحد وتلبس ردائين
حين رأى عمر يلبس ردائين؟ فقال عمر
أجبه يا عبد الله -ابنه- فقال عبد الله: إن ابي رجل طِوال فاعطيته ردائي!!
سمعتها من شيخ أمس وهو متخصص في شرح صحيح مسلم!!
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[16 - 03 - 09, 01:42 م]ـ
هل من مجيب؟!
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 01:55 م]ـ
في صفة الصفوة لابن الجوزي
وعن أبي حاتم عن العُتْبي (كذا فيه)!!
قال: بعث إلي عمر بحللٍ فقسمها فأصاب كل رجل ثوبٌ. ثم صعد المنبر وعليه حلة، والحلة ثوبان، فقال: أيها الناس ألا تسمعون؟ فقال سلمان: لا نسمع. فقال عمر: لمَ يا أبا عبد الله؟ قال: إنك قسمت علينا ثوباً ثوباً وعليك حلة. فقال: لاتعجل يا أبا عبد الله. ثم نادى: يا عبد الله. فلم يجبه أحد فقال: يا عبد الله بن عمر. فقال: لبيك يا أمير المؤمنين. فقال: نشدتك الله، الثوبُ الذي ائتزرت به أهو ثوبك؟ قال: اللهم نعم قال سلمان: فقل الآن نسمع.
وصحتها مستبعدة فسلمان رضي الله عنه أرفع مِن أَنْ يَنزِع يدَ الطاعة من أجل ثوب!
وروى البيهقي في الشعب (10251) وابن عساكر في تاريخ دمشق (21 - 427) من طريق عفان، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا ثابت البناني،
قال: كتب عمر بن الخطاب إلى سلمان: «أن زرني»، قال: فخرج سلمان إليه، فلما بلغ عمر قدومه قال لأصحابه: «هذا سلمان قد قدم فانطلقوا نتلقاه» قال: فلقيه عمر فالتزمه وساءله، ثم رجعا إلى المدينة سلمان وعمر فقال له عمر: «يا أخي، أبلغك عني شيء تكرهه لما أخبرتني به؟» قال: لولا أنك عزمت ما أخبرتك، بلغني عنك شيء كرهته، بلغني أنك تجمع على مائدتك السمن واللحم، وبلغني أن لك حلتين (1): حلة تلبسها في أهلك، وحلة تخرج فيها، فقال: «هل غير هذا؟» فقال: لا، كفيت هذا - أظنه قال: «لا أعود إليه أبدا» -. قال جعفر: «الحلة: إزار ورداء»
وفيه انقطاع
--------------------------------------------------
(1) الحُلَّة: ثوبَان من جنس واحد
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[21 - 03 - 09, 01:25 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيراً .. وزادك علماً وعملاً أخي أبا العز النجدي
أرجو أن تبين سبب الإنقطاع في السند الثاني وفي أي طبقة؟
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[21 - 03 - 09, 01:33 م]ـ
الانقطاع بين ثابتٍ البناني ومَن روى عنهم القصَّة كعمر وسلمان
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[21 - 03 - 09, 01:40 م]ـ
جُزيتَ خيراً .. هل بين ثابت البناني وعمر وسلمان فترة طويلة أي كم عدد الطبقات المفقودة؟
اعذرني على جهلي وكثرة أسئلتي ولكني أريد أتعلم منكم .. وجزاكم الله خيراًً(63/322)
ما صحة حديث المتخاصمين كقتلى النفس
ـ[ماجد هادي]ــــــــ[09 - 03 - 09, 07:54 م]ـ
كنا في نقاش مع بعض الزملاء في
ما صحة حديث المتخاصمين كقتلى النفس؟
افيدونا بارك الله فيكم
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[10 - 03 - 09, 01:32 م]ـ
قال الإمام أحمد
17256 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ الْمَدَنِيُّ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ أَبِي أَنَسٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي خِرَاشٍ السُّلَمِيِّ أَنَّهُ
سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((يَقُولُ مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ))
ورواه البخارى فى الأدب المفرد (1/ 146، رقم 404)، وأبو داود (4/ 279، رقم 4915)، والطبرانى (22/ 307، رقم 779)، والحاكم (4/ 180، رقم 7292) وقال: صحيح الإسناد.من طرق عن الوليد به
وفي بعض طرقه عن الوليد عن عمران عن أبي خراش
وقال النووي في الرياض رواه أبو داود بإسناد صحيح
والله أعلم وأحكم(63/323)
ما صحة هذه الاذكار
ـ[أم سعد ويمان]ــــــــ[09 - 03 - 09, 08:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الاذكار موجودة في كتاب الأدعية المنتخبة و الأحراز المجربة
(مجموعة أدعية عند النوم)
سورة القدر عند النوم
روي عن الأمام الباقر (ع) انه قال: (من قرأ سورة القدر حين ينام حين يستيقظ ملآ اللوح المحفوظ ثوابه). وروي عن النبي (ص) انه قال: (من قرأ سورة القدر اعطي من الأجر كمن صام رمضان وأحيى ليلة القدر).
سورة التكاثر عند النوم
روي عن النبي محمد (ص) انه قال: (من قرأ سورة التكاثر عند النوم وقي فتنة القبر , وكفاه الله شر المنكر ونكير).
سورة الواقعة عند النوم
روي عن الأمام الباقر (ع) انه قال: (من قرأ سورة الواقعة كل ليله قبل أن ينام لقي الله عز وجل ووجهه كالقمر ليلة البدر).
آية الكرسي عند النوم
روي: أن رسول الله (ص) إذا آوى إلى فراشه قرأ آية الكرسي ثم قال: {بسم الله , آمنت بالله وكفرت بالطاغوت , اللهم احفظني في منامي و في يقظتي} وروي عنه (ص) انه قال: (من قرأ آية الكرسي عند منامه فتح الله أبواب ألرحمه إلى الصباح , وان مات من ليلته مات شهيداً).
دعاء عند النوم
روي عن الأمام الصادق (ع) انه قال: من قال حين يأخذ مضجعه ثلاث مرات: {الحمد لله الذي علا فقهر , والحمد لله الذي بطن فخبر , والحمد لله الذي ملك فقدر , والحمد الله الذي يحيي الموتى ويميت الأحياء وهو على كل شيءٍ قدير} خرج من الذنوب كهيئته يوم ولدته امُّه.
دعاء عند النوم
روي عن أمير المؤمنين (ع) انه قال: (إذا أراد أحدكم النوم فيضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ويقول: {بسم الله , وضعت جنبي لله , على ملة إبراهيم (ع) , ودين محمد ٍ (ص) , وولاية من افترض الله طاعته , ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن} فمن قال ذلك عند منامه حفظه الله من اللص المغير الهدم , واستغفرت له الملائكة).
دعاء عند النوم
روي: إن الأمام الباقر (ع) ضمن لمن بهذا الدعاء عند نومه ألسلامه من العقرب وغيرها من الهوام حتى يصبح وهو: {أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ذرء ومن شر ما برء , ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط المستقيم}.
ما هي صحتها؟؟؟؟؟؟
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[10 - 03 - 09, 01:05 ص]ـ
حديث ((الحمد لله الذي علا فقهر والحمد لله الذيي بطن فخبر ... )).
أخرجه الطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب والحاكم في تاريخه (الآلئ).
درجة الحديث: موضوع ..
وأظن أن كل الأحاديث المذكورة ضعيفة أو موضوعة ..
والله أعلم ....(63/324)
السلام عليكم " ما صحة هذا الحديث؟ "
ـ[عبد الرحمن محمد عسلية]ــــــــ[09 - 03 - 09, 11:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام هذا حديث من جملة أحاديث يكثر الخطاطون من كتابتها
ويستشهدون بها على اهتمامه صلى الله عليه وسلم بالكتابة وفنونها
مع أنه كان صلى الله عليه وسلم أميا ,أرجو الإفادة بالنسبة لصحة هذا الحديث
بارك الله بكم
حديث "إذا كتبتم كتابا فجوّدوا بسين بسم الله الرحمن الرحيم تقضى لكم الحوائج وفيه رضى الرحمن عز وجل"
أخوكم عبد الرحمن محمد عسلية
غزة
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[10 - 03 - 09, 12:40 ص]ـ
الكتاب: الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة
المؤلف: محمد بن علي بن محمد الشوكاني
22 - حديث إذا كتبتم كتابا فجودوا بسم الله الرحمن الرحيم تقضى لكم الحوائج هو موضوع
----------------------------
الكتاب: اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة
المؤلف: السُّيوطي، جلال الدين
وقال الديلمي أنبأنا والدي أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الميداني الحافظ أنبأنا محمد بن علي بن يوسف العلاف أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان حدثنا عبد الله بن أحمد بن خراش الباهلي حدثنا أحمد بن زياد أبو سهل عن عويد بن أبي عمران الحوني عن أبيه عن أنس مرفوعا إذا كتبتم كتابا فجودوا بسم الله الرحمن الرحيم تقضى لكم الحوائج وفيه رضي الله عنه عبيد متروك والله أعلم
ـ[عبد الرحمن محمد عسلية]ــــــــ[10 - 03 - 09, 12:57 ص]ـ
أخي الكريم أبو عُمر يونس بن محمد الأندلسي
جزاك الله خيرا
ووفقك وأعانك(63/325)
من هو سويد بن متعبة في نص الغزالي هذا؟
ـ[أويس نمازي]ــــــــ[10 - 03 - 09, 02:28 ص]ـ
إخوتي الأفاضل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أرجوا أن تساعدوني في تحقيق سويد بن متعبة في نص الغزالي الآتي الوارد في كتابه الإحياء في باب بيان حقيقة الرضا و تصوره فيما يخالف الهوى من كتاب المحبة و الشوق و الأنس و الرضا:
وقد كان عمران بن الحصين قد استسقى بطنه فبقي ملقى على ظهره ثلاثين سنة لا يقوم ولا يقعد - قد نقب له في سرير من جريد كان عليه موضع لقضاء حاجته - فدخل عليه مطرف وأخوه العلاء فجعل يبكي لما يراه من حاله، فقال: لم تبكي؟ قال: لأني أراك على هذه الحالة العظيمة! قال: لا تبك فإن أحبه إلى الله تعالى أحبه إلي! ثم قال: أحدثك شيئاً لعل الله أن ينفعك به، واكتم علي حتى أموت، إن الملائكة تزورني فآنس بها وتسلم علي فأسمع تسليمها فأعلم بذلك أن هذا البلاء ليس بعقوبة إذ هو سبب هذه النعمة الجسيمة! فمن يشاهد هذا في بلائه كيف لا يكون راضياً به؟ قال: ودخلنا على سويد بن متعبة نعوده، فرأينا ثوباً ملقى فما ظننا أن تحته شيئاً حتى كشف، فقالت له امرأته: أهلي فداؤك ما نطعمك ما نسقيك؟ فقال: طالت الضجعة ودبرت الحراقيف وأصبحت نضواً ولا أطعم طعاماً ولا أسيغ شراباً منذ كذا، فذكر أياماً، وما يسرني أني نقصت من هذا قلامة ظفر.
ولما قدم سعد بن أبي وقاص إلى مكة - وقد كان كف بصره - جاءه الناس يهرعون إليه كل واحد يسأله أن يدعو له، فيدعوا لهذا ولهذا - وكان مجاب الدعوة - قاله عبد الله بن السائب: فأتيته وأن غلام فتعرفت عليه فعرفني وقال: أنت قارئ أهل مكة؟ قلت: نعم، فذكر قصة قال في آخرها: فقلت له: يا عم أنت تدعو للناس فلو دعوت لنفسك فرد الله عليك بصرك! فتبسم وقال: يا بني قضاء الله سبحانه عندي أحسن من بصري! وضاع لبعض الصوفية ولد صغير من ثلاثة أيام لم يعرف له خبر، فقيل له: لو سألت الله تعالى أن يرده عليك، فقال: اعتراضي عليه فيما قضي أشد علي من ذهاب ولدي. وعن بعض العباد أنه قال: إني أذنبت ذنباً عظيماً فأنا أبكي عليه منذ ستين سنة - وكان قد اجتهد في العبادة لأجل التوبة من الذنب - فقيل له: وما هو؟ قال: قلت مرة لشيء كان، ليته لم يكن. انتهى.
من سويد هذا؟
أرجوا المساعدة
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[10 - 03 - 09, 09:02 ص]ـ
فيه تصحيف والصواب (مثعبة)
روى ابن سعد في الطبقات (6 - 160) وابن أبي الدنيا في جزء الرضا عن الله (78) من طريق أبي حيان التيمي عن أبيه قال: دخلت على سويد بن مثعبة، وكان من أصحاب الخطط، وعليه ثوب، فلولا أني سمعت امرأته تقول: أهلي فداك ما نطعمك ما نسقيك؟ ما شعرت أن تحت الثوب شيئا، فإذا هو منكب على وجهه، فلما رآني قال: ابن أخ، دبرت الحراقف والصلب فما من ضجعة غير ما ترى، ووالله إني ما أحب أني نقصت منه قلامة ظفر.
وسويد هذا ترجمه ابن أبي حاتم وابن حبان وغيرهما
ووقع عن أحمد في الزهد والبخاري في التاريخ وغيرهم سويد بن شعبة ولعله تصحيف
وقول الغزالي قال 00 يوهم أن الداخل مطرف والصواب ما ذكناه
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[10 - 03 - 09, 12:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ذكر ابن الأثير في النهاية حديث أبي حثمة يصف التمر: " تعلة الصبي وقرى الضيف"
أبو خثمة هل هو أبو حثمة بن حذيفة، أم أبو حثمة الأنصاري؟
رجاء أرشدوني في تخريج هذا الحديث. بارك الله فيكم
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[11 - 03 - 09, 10:37 ص]ـ
هو أبو حثمة الأنصاري
قال أبو عبيد البكري في كتابه (الآلي في شرح أمالي القالي)
وأبو حثمة المذكور في الخبر هو عبد الله؛ ويقال: عامر بن ساعدة بن عامر من بني الحارث ابن الخزرج، وهو والد سهل بن أبي حثمة. شهد أبو حثمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد وبعثه خارصا إلى خيبر، وكان أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - يبعثونه خارصا؛ وكان - رحمه الله - أعلم الناس وأبصرهم بالنخل؛ ولذلك خصه عمر - رضي الله عنه - بالسؤال عن ذلك.
¥(63/326)
فأما رواية صاعد فإنه قال: سأل عمر - رضي الله عنه - رجلا من أهل الطائف: الحبلة خير أم النخلة؟ فقال: الحبلة أتزببها وأترببها وأصلح بها برمتي - يعني الخل - وأنام في ظلها؛ فقال عمر - رضي الله عنه -: لو حضرك رجل من أهل يثرب رد عليك قولك، فدخل عبد الرحمن بن محصن النجاري - رحمه الله - فأخبره عمر - رضي الله عنه - خبر الطائفي فقال: ليس كما قال؛ إني إن آكل الزبيب أضرس، وإن أتركه أغرث؛ ليس كالصقر في رءوس الرقل، الراسخات في الوحل، المطعمات في المحل؛ تحفة الكبير، وصمتة الصغير؛ وزاد المسافر، وعصمة المقيم؛ وتخرسة مريم بنت عمران، وينضج ولا يعني طابخه، ويحترش به الضب من الصلفاء
وقال الحافظ في الاصابة
أبو حثمة الأنصاري: والد سهل اسمه عبد الله ويقال عامر بن ساعدة بن عامر بن عدي الحارثي.
تقدم نسبه في ترجمة ولده. قال البخاري في " التاريخ ": قال لي إبراهيم بن المنذر: حدثنا محمد بن صدقة حدثني محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا حثمة خارصاً.
وأخرجه الدارقطني من طريق أخرى عن محمد بن صدقة فزاد في آخره: فجاء رجل فقال: يا رسول الله إن أبا حثمة زاد علي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن ابن عمك يشكوك فقال يا رسول الله لقد تركت له خرفة أهله.
وذكر الواقدي عن محمد بن يحيى بن سهل عن أبيه عن جده - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد: " من رجل يدلنا على الطريق يخرجنا على القوم من قرب؟ " فقال أبو حثمة أنا فكان دليله حتى أخرجه على القوم.
وقال الواقدي: كان أبو بكر وعمر وعثمان يبعثونه على الخرص. ومات في أول ولاية معاوية. وقد ذكر ابن إسحاق في السيرة هذه القصة لكن قال في صاحبها إنه أبو خيثمة بمعجمة ثم مثناة تحتانية ثم فوقانية وذكر اليعمري أنه وهم وأن الصواب أنه أبو حثمة والد سهل ولم يأت على الجزم بذلك دليل إلا قول ابن عبد البر: ليس في الصحابة أبو حثمة سوى الجعفي والسالمي وفي هذا الحصر نظر.
انتهى
أما قصة دخول عبد الرحمن بن محصن على عمر
فرواها البلاذري في أنساب الأشراف (3=399)
حدثني أبو مسعود الكوفي عن ابن كناسة والهيثم عن مجالد عن الشعبي وعن يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب أن عمر بن الخطاب قال لرجل من ثقيف: النخيلة خير أم الحبلة؟ فقال: الحبلة، أتزببها وأتشتيها، وأقيل في ظلها، وأصلح بها سقامي، وآدم برمتي. فقال عمر لرجل من الأنصار: ما تقول أنت؟ قال: كذب، إن أكل الزبيب أضرس، وإن أتركه أغرث، ليس كالصقر السائل من رؤوس الرقل: الراسخات في الوحل المطعمات في المحل، صمتة الصغير وتحفه الكبير، وزاد المسافر، وتحرسه مريم بنت عمران، ينضج ولا يعيي طابخا، وتحترش بها الضباب بالصلعاء، فضحك عمر.
وفيه انقطاع
أما قصة أبي حثمه فلم أراها مسندة ولعلي أراجعها إن أمكن
والله أعلم وأحكم
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[13 - 03 - 09, 09:31 ص]ـ
السلام عليكم
شكراً جزيلاً وبارك الله فيكم
وأتمنى ان تصبح كتب الحديث كلها محققة على نحو ما يقوم به المحققون اليوم عند إخرلج أطروحة أو كتاب.
إذ نجد صعوبة، نحن طلاب العلم، في معرفة أعلام أو صحابة في متون الحديث. وإن شاء الله يوفق أناس للقيام بذلك
ـ[أويس نمازي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 05:01 م]ـ
أخي أبا العز النجدي
حفظك الله من كل سوء و رعاك
ما هو ضبط ميم في مثعبة؟
هل هو بفتح الميم أم بضمه؟
أرجوا المساعدة
و السلام عليكم و رحمة الله
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[05 - 05 - 09, 12:25 م]ـ
لم أر مَن ضبطَه أخي الفاضل
والأقرب أنه بفتح الميم ((مَثْعبة))
والله أعلم وأحكم(63/327)
من هو هلال الهجري؟
ـ[أبو محمد عباد]ــــــــ[10 - 03 - 09, 06:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الكرام أهل علم الحديث - السلام عليكم ورحمة الله
ورد الحديث التالي في تفسير سورة النبأ
وقوله: (لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا) أي: ماكثين فيها أحقابا، وهي جمع "حقُب"، وهو: المدة من الزمان. وقد اختلفوا في مقداره. فقال ابن جرير، عن ابن حميد، عن مِهْران، عن سفيان الثوري، عن عَمَّار الدّهنِي، عن سالم بن أبي الجعد قال: قال علي بن أبي طالب لهلال الهَجَري: ما تجدونَ الحُقْبَ في كتاب الله المنزل؟ قال: نجده ثمانين سنة، كل سنة اثنا عشر شهرا، كل شهر ثلاثون يوما كل يوم ألف سنة
هلا تكرمتم ببيان صحة النص المذكور والسند والرجال؟
هل من معلومات عن "هلال الهجري"؟ فالنص يذكر أن علياً رضي الله عنه سأله عما يجدون في كتاب الله المنزل - وفي ذلك إشارة أنه ربما كان من أهل الكتاب قبل إسلامه.
وفقكم الله وأحسن جزاءكم
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[11 - 03 - 09, 06:10 م]ـ
أخرجه هناد في الزهد220، وابن المبارك في الزهد318، وذكره السيوطي في اللآلي المصنوعة - (2/ 387)
وأخرجه ابن جرير في تفسيره (24/ 161)
وهلال الهجري ذكره الحافظ ابن حجر في تعجيل المنفعة (2/ 336رقم1141)، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا
ـ[أبو محمد عباد]ــــــــ[12 - 03 - 09, 08:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله كل خير - قمت بنقل جوابك إلى السائل كما أنني استفدت منه شخصياً
أحسن الله إليك ونفع بك(63/328)
تخرج " متواضع " لحديث (رأيت ربي في أحسن صورة)
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[10 - 03 - 09, 08:36 ص]ـ
عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال {رأيت ربي في أحسن صورة فقال لي يا محمد فيم يختصم الملا الاعلى الحديث بطوله ...... }.
(سنن الترمذى/3159، 3157)، (سنن الدارمى/2204)، (مسند ابى يعلى/3/ 92)
(مسند احمد /3484،16672،22162)، (المعجم الكبير للطبرانى/931،16640)
(معجم الصحابة لابن قانع/1022)، (مختصر قيام الليل لمحمد بن نصر المروزى/26)
(الشريعة للآجرى/1025،1026،1027)، (الدعاء للطبرانى/1320،1318،1316)
(الرؤية للدرقطنى/187،189،212،178)، (الزهد للمعافى بن عمران الموصلى/113)
(السنة لابن ابى عاصم/380)، (علل الترمذى الكبير/434،435)،
(الآحاد والمثانى لابن ابى عاصم/2279)، (مسند الشاميين/583)،
هذا الحديث رواه خمسة من الصحابة وهم: عبد الرحمن بن عائش الحضرمي، أبي عبيدة بن الجراح، عبد الله بن عباس، أبى رافع، معاذ بن جبل رضى الله عنهم.
اما حديث عبد الرحمن بن عائش الحضرمي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
فرواه كلا من:
(الدارمى فى السنن/2204)، (ابن قانع فى معجم الصحابة/1022)، (بن ابى عاصم فى لآحاد والمثانى/2279)، (الدرقطنى فى الرؤية/187)، (بن ابى عاصم فى السنة/380)، (المعافى بن عمران الموصلى فى الزهد/113)، (علل الترمذى الكبرى/434)، (الآجرى فى الشريعة/1027).
كلهم من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنى مكحول حدثني خالد بن اللجلاج، حدثني عبد الرحمن بن عائش الحضرمي مرفوعاً به.
وروه كلا من
(الطبرنى فى مسند الشاميين /583)، (الطبرانى فى الدعاء/1320)، (محمد بن نصر المروزى فى مختصر قيام الليل/26)
كلهم من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني خالد بن اللجلاج، قال سمعت عبد الرحمن بن عائش الحضرمي مرفوعاً وساقه.
وهذا الحديث فى ظاهره الصحة الا ان به علتان:
الأولى: الاختلاف فى صحبة عبد الرحمن بن عائش الحضرمي والراجح انه تابعى ثقة، فقال بن الاثير فى اسد الغابة " لا تصح صحبته، لأن حديثه مضطرب " ا. هـ، وقال أبو حاتم الرازي: أخطأ من قال له صحبة وقال أبو زرعة: ليس بمعروف. وقال ابن خزيمة والترمذي: لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم.
الثانية: الاضطراب فى إسناده، فأختُلف عليه عن خالد بن اللجلاج فتارة يرويه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن مكحول عن خالد بن اللجلاج، وتارة يرويه أبو قلابة عن خالد بن اللجلاج وتارة يرويه عن بن عباس بدون خالد، وتارة يرويه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن خالد بن اللجلاج بدون مكحول، وأختُلف فيه عن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي فتارة يرويه خالد بن اللجلاج عن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي وتارة يرويه عن بن عباس وتارة يرويه عبد الرحمن بن عائش الحضرمي عن بن عباس وتارة يرويه عن مالك بن يخامر عن معاذ رضى الله عنه مرفوعاً وتارة يرويه عن بعض أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم والاضطراب موجب لضعف الحديث.
ومما يدل على الاضطراب ما رواه أحمد فى المسند من طريق يزيد يعنى بن جابر عن خالد بن اللجلاج عن عبد الرحمن بن عائش عن بعض أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مرفوعاً.
اما حديث ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
رواه كلا من:
(ابى يعلى فى مسنده/3/ 92)، (الدرقطنى فى الرؤية/212،189)، (الشريعة للآجرى/1025)
كلهم من طريق: معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعاً وساقه.
وبهذا الاسناد علتان احدهما ظاهرة والاخرى باطنة:
أما الظاهرة فهى معاذ بن هشام قال الحميدي فيه:لا تسمعوا من هذا القدري شيئا، قال بن محرز:سمعت يحيى وقيل له ايما احب اليك فى قتادة سعيد أو هشام؟ فقال: سعيد ثقة ثبت وهشام ثقة وأما ابنه معاذ بن هشام فلم يكن بالثقة.
أما الباطنة فهى فى رواية عبد الرحمن بن عائش الحضرمي عن بن عباس فقد ذكر المزى فى تهذيب الكمال رواية خالد بن اللجلاج عن بن عباس بصيغة التمريض (قيل) وقال بعدها والمحفوظ عن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي كما انه لم يسمع قتادة من أبي قلابة كما قال عمرو بن علي في ترجمة قتادة في التهذيب.
¥(63/329)
ثم رواه الترمذى واحمد الآجرى من طريق: أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعاً به.
وإسناده معلل فأبو قلابة مطعون بسماعه من ابن عباس وأيوب بصري ورواية معمر عن البصريين ضعيفة، كما أنه يدل على اضطراب الحديث بالكلية حيث ان الحديث اصله من طريق أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعاً.
حديث معاذ بن جبل 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
(سنن الترمذى/3159)، (احمد فى مسنده/ 22162)، (الطبرانى فى الكبير/16640)، (الطبرانى فى الدعاء/1316)، (الدرقطنى فى الرؤية/178)، (الترمذى فى العلل الكبرى/435)
مالك بن يخامر السكسكى انفرد به عن معاذ وهو مضطرب اُختلف فيه عن مالك فرواه يحيى بن كثير، عَنْ زَيْدِ بن سَلامٍ، عَنْ جَدِّهِ مَمْطُورٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّكْسَكِيِّ، عَنْ مَالِكِ بن يُخَامِرَ رواه الطبرانى فى المعجم الكبير (16640)، ورواه فى الدعاء (1316)
ورواه يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَايِشٍ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ السَّكْسَكِيِّ اخرجه الترمذى فى السنن (3159).
قال الدرقطنى (العلل/973) (وروى هذا الحديث يحيى بن أبي كثير فحفظ إسناده فرواه جهضم بن عبد الله القيسي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده أبي سلام واسمه ممطور عن عبد الرحمن الحضرمي وهو عبد الرحمن بن عائش قال ثنا مالك بن يخامر قال ثنا معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه موسى بخلف العمى عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده عن أبي سلام فقال عن أبي عبد الرحمن السكسكي وانما أراد عن عبد الرحمن وهو بن عايش وقال عن مالك بن يخامر عن معاذ فعاد الحديث إلى معاذ بن جبل وروى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل نحو هذا ورواه الحجاج بن دينار عن الحكم بن عتيبة عن بن أبي ليلى و رواه سعيد بن سويد القرشي الكوفي عن عبد الرحمن بن إسحاق عن بن أبي ليلى عن معاذ قال ليس فيها صحيح وكلها مضطربة) ا. هـ
وقال البخاري: له (اى عبد الرحمن بن عائش) حديث واحد يضطربون فيه.
اما حديث أَبِي رَافِعٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
(الطبرانى فى المعجم الكبير/931)
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بن مُحَمَّدِ بن مَالِكٍ الْفَزَارِيُّ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بن يَعْقُوبَ الأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن إِبْرَاهِيمَ بن الْحُسَيْنِ بن عَلِيِّ بن الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعاً به.
واسناده ضعيف، فى اسناده عباد بن يعقوب الأسدي هو الرواجني أبو سعيد الكوفي الرافضي والرافضة يتدينون بالكذب، قال بن حبان فى المجروحين: " وكان رافضيا داعية إلى الرفض ومع ذلك يروى المناكير عن أقوام مشاهير فاستحق الترك " ا. هـ
قال ابن عدي " وعباد فيه غلو في التشيع " ا. هـ والراجح انه صدوق إذا تُوبع فقد روى له البخارى حديثاً مقروناً وروى له الترمذى وبن ماجة واشك فيمن روى عنه هذا الحديث فقد وجدت فى احد الكتب انه روى عن احد الرافضة فيبدو انه تخصص فى هذا المجال من الرواية!.
اما حديث أبي عبيدة بن الجراح 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
رواه (الطبرانى فى الدعاء/1318)
حدثنا الحسن بن علي المعمري، ثنا سليمان بن محمد المباركي، ثنا حماد بن دليل، عن سفيان بن سعيد الثوري، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، أو عبد الرحمن بن سابط قال حماد بن دليل: وحدثني الحسن بن صالح بن حي، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي ثعلبة الخشني، عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه مرفوعاً به.
ومداره على حماد بن دليل فرواه من طريقين:
الأول: عن سفيان الثورى عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب او عبد الرحمن بن سابط عن ابى ثعلبة عن ابى عبيدة مرفوعاً به.
والصحيح فى هذا الشك هو طارق بن مسلم لأن قيس بن مسلم يروى عنه، ولكن طارق بن شهاب لم يثبت له سماع من ابى ثعلبة رضى الله عنه وإن رواه قيس بن مسلم عن عبد الرحمن بن سابط فهو لم يثبت له سماع منه.
الثانى: عن الحسن بن صالح بن حى عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن سابط عن ابى ثعبة عن ابى عبيدة مرفوعاً به.
والحسن بن صالح بن حى لم يثبت له سماع من عمرو بن مرة، والعلة المشتركة فى كلا الطريقين هى الشك من سماع عبد الرحمن بن سابط من ابى ثعلبة رضى الله عنه كما قال المذى فى تهذيب الكمال " وقيل لم يسمع من ابى ثعلبة " والله اعلم.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[13 - 03 - 09, 01:42 م]ـ
فاتك طريق جابر بن سمرة
قالابن أبي عاصم (ص202) في السنة ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا إبراهيمبن طهمان ثنا سماك بن حرب عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ((إن اللهتعالى تجلى لي في أحسن صورة))
قلت هذا سند حسن وسماك تغير بآخره والتغير شيءوالإختلاط شيء آخر
ولا أدري لماذا لم تنقل تصحيح الإمام البخاري للحديث
وأما دعوى اضطراب رواية يحيى بن أبي كثير ففيه نظر
وذلك أن جهضم ثقة وقد خالفه موسى بن خلف العمي الذي ضعفه جمع من الأئمة
فعند الإختلاف يحكم لجهضم
ولعل الدارقطني عنى بالإضطراب رواية عبدالرحمن بن أبي ليلى عن معاذ
وقد فاتك عند الكلام على رواية قتادة عن أبي قلابة أن قتادة لم يسمع من أبي قلابة
ولا أدري أين ستصنف هذه العلة في الظاهرة أو في الباطنة
¥(63/330)
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[13 - 03 - 09, 03:35 م]ـ
فاتك طريق جابر بن سمرة
قالابن أبي عاصم (ص202) في السنة ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا إبراهيمبن طهمان ثنا سماك بن حرب عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ((إن اللهتعالى تجلى لي في أحسن صورة))
جزاك الله خيرا شيخى الحبيب
اما قولك حفظك الله:
وقد فاتك عند الكلام على رواية قتادة عن أبي قلابة أن قتادة لم يسمع من أبي قلابة
فقد ذكرتها:
كما انه لم يسمع قتادة من أبي قلابة كما قال عمرو بن علي في ترجمة قتادة في التهذيب
كما ان هذا التحقيق انا اعرضه على اهل العلم فى المنتدى وهم يعلمون انى ما زالت مبتدىء فيه
والحمد لله رب العالمين
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[13 - 03 - 09, 04:12 م]ـ
قال السيوطى فى الدر المنثور
وأخرج الطبراني في السنة وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رأيت ربي في أحسن صورة قال: يا محمد فقلت لبيك ربي وسعيدك ثلاث مرات. قال: هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا. فوضع يده بين كتفي، فوجدت بردها بين ثديي، ففهمت الذي سألني عنه فقلت: نعم يا رب. يختصمون في الدرجات، والكفارات. قلت: الدرجات: إسباغ الوضوء بالسبرات، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، والكفارات: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام ".
وأخرج الطبراني في السنة والشيرازي في الألقاب وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال: أصبحنا يوما فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرنا فقال: " أتاني ربي البارحة في منامي في أحسن صورة، فوضع يده بين ثدي وبين كتفي، فوجدت بردها بين ثديي، فعلمني كل شيء قال: يا محمد قلت: لبيك رب وسعديك قال: هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم يا رب في الكفارات، والدرجات، قال: فما الكفارات؟ قلت: إفشاء السلام، وإطعام الكعام، والصلاة والناس نيام. قال: فما الدرجات؟ قلت: إسباغ الوضوء في المكروهات، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ".
وأخرج ابن نصر والطبراني وابن مردويه عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " أتاني ربي في أحسن صورة فقال: يا محمد فقلت: لبيك وسعديك. قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت لا أدري! فوضع يده بين ثديي، فعلمت في منامي ذلك ما سألني عنه من أمر الدنيا والآخرة فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ فقلت في الدرجات، والكفارات، فأما الدرجات: فإسباغ الوضوء في السبرات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة. قال: صدقت من فعل ذلك عاش بخير، ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه. وأما الكفارات: فإطعام الطعام، وإفشاء السلام وطيب الكلام، والصلاة والناس نيام. ثم قال: اللهم إني أسألك فعل الحسنات، وترك السيئات، وحب المساكين، ومغفرة وأن تتوب علي، وإذا أردت في قوم فتنة فنجني غير مفتون ". ا. هـ
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[14 - 03 - 09, 02:28 ص]ـ
ولا أدري لماذا لم تنقل تصحيح الإمام البخاري للحديث
نقل الترمذي في سننه (5/ 369) عن البخاري قوله: هذا حديث حسن صحيح.
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[14 - 03 - 09, 03:15 ص]ـ
وأما دعوى اضطراب رواية يحيى بن أبي كثير ففيه نظر
وذلك أن جهضم ثقة وقد خالفه موسى بن خلف العمي الذي ضعفه جمع من الأئمة
فعند الإختلاف يحكم لجهضم
صحح الامام احمد رواية موسى بن خلف، عن يحيى بن أبي كثير فى حديث معاذ وقال هذه اصحها فالحديث صح عن معاذ بن جبل وجابر بن سمرة كلاهما رفعه والله اعلم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 03 - 09, 01:56 م]ـ
بارك الله فيك وزادك علماً
وواصل كتابة التخريجات فإنك في كل مرة تستفيد شيئاً جديداً
حتى تكتمل شخصيتك العلمية
وترجيح أحمد يقابله ترجيح البخاري ولعل ترجيح البخاري أرجح لكلام الناس في موسى بن خلف
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 03 - 09, 02:02 م]ـ
بارك الله فيك وزادك علماً
وواصل كتابة التخريجات فإنك في كل مرة تستفيد شيئاً جديداً
حتى تكتمل شخصيتك العلمية
وترجيح أحمد يقابله ترجيح البخاري ولعل ترجيح البخاري أرجح لكلام الناس في موسى بن خلف
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[14 - 03 - 09, 03:31 م]ـ
بارك الله فيك وزادك علماً
وواصل كتابة التخريجات فإنك في كل مرة تستفيد شيئاً جديداً
حتى تكتمل شخصيتك العلمية
وترجيح أحمد يقابله ترجيح البخاري ولعل ترجيح البخاري أرجح لكلام الناس في موسى بن خلف
جزاك الله خيرا شيخى الحبيب
لكن هل صح الحديث من طريق اخر عن احد الصحابة غير جابر بن سمرة ومعاذ بن جبل؟؟؟
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[14 - 03 - 09, 10:05 م]ـ
حديث معاذ هذا صححه الإمام أحمد كما في الكامل لابن عدي 6/ 345 وتهذيب التهذيب6/ 205
و قال ابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 325): حديث حسن، رواه الثقات(63/331)
تخريجُ الأحاديثِ الواردةِ في قطع السِّدْرِ
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[10 - 03 - 09, 09:03 ص]ـ
تخريجُ الأحاديثِ الوَارِدَةِ في قَطْعِ السِّدْرِ
الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالمينَ، والصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَى محمَّدٍ بنِ عبدِ اللَّهِ سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ أجمعينَ، وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الغُرِّ المَيَامِينَ، وبعدُ:
فَهَذَا مَبْحَثٌ قُمْتُ بِاسْتِلاَلِهِ منْ كِتَابِي: " كَشْفِ السَّتْرِ عَمَّا جَاءَ في شَجَرِ السِّدْرِ " وَإِفْرَادِهِ؛ لأَضَعَهُ بَيَنَ يَدَيْ إِخوانِي مِنْ طَلَبَةِ العِلْمِ مِنْ أَهْلِ الحَدِيثِ؛ لِيَنْتَفِعُوا بِمَا خَلُصْتُ إِلَيْهِ، وَقَدْ سَبَقَنِي الإِمامُ السُّيوطِيُّ _ رحمهُ اللَّهُ _ إِلى التَّصْنِيفِ في هَذَا البَابِ، فَقَامَ بِجَمْعِ الأَحَاِديثِ المُتعَلِّقَةِ بالموضُوعِ في كِتَابِهِ: " رَفْعِ الخِدْرِ عنْ قَطْعِ السِّدْرِ " _ وَهُوَ ضمنُ كِتَابِ: " الحَاوِي للفَتَاوِي "، إِلاَّ أنَّهُ لَمْ يَسْتَوْعِبْ، وَلَمْ يُحَرِّرِ المَسْأَلَةَ كَمَا يَنْبَغِي، فَلَمْ يَشْفِ عَلِيلاً، ولَمْ يَرْوِ غَلِيلاً.
وَقَدْ وَرَدَ في النَّهْيِ عنْ قطعِ السِّدْرِ عَدَدٌ منَ الأحاديثِ، سَأَقُومُ في الأَسْطُرِ القَادِمَةِ بتخريجِهَا، والتَّحقُّقِ منْ أَسَانِيدِهَا؛ لِلْوُقُوفِ عَلَى وَجْهِ الصَّوابِ في هَذِهِ المسألةِ، واللَّهُ المُوَفِّقُ لاَ إِلَهَ غَيْرَهُ.
أوَّلاً: حديثُ عائشةَ _ رضيَ اللَّهُ عنها _.
أخرجَهُ الطَّحاويُّ في " مشكل الآثار " (4/ 117) _ واللَّفظُ لهُ _، والطَّبرانيُّ في " المعجم الأوسط " (5/ 379 _ رقم:5615)، والخطيبُ البغداديُّ في " موضِّحِ أوهامِ الجمعِ والتَّفريقِ " (1/ 46)، وابنُ عساكرَ في " تاريخِ دمشق " (60/ 260 _ 261) من طريقِ مليحِ بنِ وكيعِ بنِ الجرَّاحِ؛ قالَ: حدَّثنا أبي؛ قال: حدَّثنا محمَّدُ بنُ شريكٍ، عنْ عمرِو بنِ دينارٍ، عنْ عمرِو بنِ أوسٍ، عنْ عروةَ بنِ الزُّبيرِ، عنْ عائشةَ _ رضي اللَّهُ عنها _؛ قالتْ: قال رسولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " إنَّ الَّذينَ يَقْطَعُونَ _ كأنَّهُ يعني: السِّدْرَ _ يُصَبُّونَ في النَّار عَلَى رُؤُوسِهِم صَبّاً ".
وَجَاءَ لفظُهُ عندَ الطَّبرانيِّ: " عَلَى وُجُوهِهِم " بدلاً منْ: " عَلَى رُؤوسِهِم ".
قالَ الحافظُ ابنُ عَسَاكرَ: " محمَّدُ بنُ شريكٍ هُوَ: أبو عثمانَ المكِّيُّ، عزيزُ الحديثِ، وثَّقَهُ أحمدُ بنُ حنبلٍ، ويحيى بنُ معينٍ، والحديثُ غريبٌ ".
قلت: مليحُ بنُ وكيعٍ وثَّقهُ محمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ سليمانَ الحضرميُّ، وقال أبو حاتمٍ الرَّازيُّ: " صدوقٌ " _ كَمَا في " تاريخِ دمشقَ " (60/ 262 _ 263) _، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " (9/ 195) وقال: " مُسْتقيمُ الحديثِ "، وبقيَّةُ رجالِ السَّندِ ثقاتٌ.
وَتَابَعَ مليحَ بنَ وكيعٍ عليهِ: القاسمُ بنُ محمَّدِ بنِ أبي شَيْبةَ، والقاسمُ بنُ يزيدٍ الوزَّانُ.
أمَّا متابعةُ القاسمِ بنِ أبي شَيْبةَ _ وَهُو ضعيفٌ _: فأخرجَها البيهقيُّ في " السُّنن الكُبرى " (6/ 140 _ رقم:11543) من طريقِهِ، عن وكيعٍ، عن محمَّدِ بنِ شريكٍ، به.
وأمَّا متابعةُ القاسمِ بنِ يزيدٍ الوزَّانِ _ وَكَانَ شيخَ صدقٍ من الأخيارِ كما في " تاريخ بغداد " (12/ 426) _: فأخرجَها أبو بكرٍ المروزيُّ في كتابِ " الوَرَعِ عنِ الإمامِ أحمدَ بنِ حنبلٍ " (ص:192) _ مُعلَّقةً _ عن أبي بكرِ بنِ عبدِ الخالقِ، عنْ قاسمٍ الوزَّانِ [جاءَ في الأصلِ: الورَّاق، وَهُوَ تحريفٌ]، عنْ وكيعٍ، عنْ محمَّدِ بنِ شريكٍ، به نحوه.
¥(63/332)
وَهَذَا الحديثُ _ مَعَ ثقةِ رجالِهِ _ مَعْلُولٌ، فَقَدْ خُولِفَ وكيعٌ فيهِ، خَالَفَهُ أبو معاويةَ الضَّريرُ محمَّدُ بنُ خَازمٍ، أخرجَهُ الخطيبُ البغداديُّ في " موضِّحِ أوهامِ الجمعِ والتَّفريقِ " (1/ 46 _ 47)، والبيهقيُّ في " السُّننِ الكُبرى " (6/ 140 _ رقم:11542) منْ طريقِ أحمدَ بنِ عبدِ الجبَّارِ، حدَّثنا أبو معاويةَ، عن أبي عثمانَ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عنْ عمرِو بنِ أوسٍ، عنْ عروةَ؛ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " إنَّ الَّذِينَ يقطعونَ السِّدْرَ يَصبُّهُمُ اللَّهُ على رُؤوسِهِمْ في النَّارِ صَبّاً ".
قالَ البيهقيُّ: " أبو عثمانَ هَذَا هُوَ: محمَّدُ بنُ شريكٍ المكِّيُّ، وَهَذَا هُوَ المحفوظُ عنهُ مُرسلاً ".
أقولُ: والَّذِي أراهُ أنَّ المحفوظَ عنْ محمَّدِ بنِ شريكٍ هِيَ رِوَايَةُ وكيعٍ الموصولةُ؛ لأنَّ أبا معاويةَ الضَّريرَ ثقةٌ من أحفظِ النَّاسِ لحديثِ الأعمشِ، وهو يَهِمُ في حديثِ غيرِهِ، فقد قال الإمامُ أحمدُ: " أبو معاويةَ الضَّريرُ في غيرِ حديثِ الأعمشِ مُضْطَربٌ، لا يحفظُها حفظاً جيِّداً "، وقالَ ابنُ خِرَاشٍ: " وَهُوَ في الأعمشِ ثقةٌ، وفي غيرِهِ فيه اضْطِرابٌ "، وَرِوَايَتُهُ هُنَا عنْ غيرِ الأعمشِ، لذا أرى أنَّ روايةَ وكيعٍ مُقدَّمةٌ على روايتِهِ.
لكنَّ محمَّدَ بنَ شريكٍ خُولِفَ فيه _ أيضاً _ عن عمرِو بنِ دينارٍ:
خالفه إبراهيمُ بنُ يزيدٍ الخُوزيُّ: أخرجَ حديثَهُ عبدُ الرَّزَّاقِ بنُ همَّامٍ في" المُصنَّف " (11/ 11 _ رقم:19758) _ ومن طريقِهِ: الطَّحَاويُّ في " مشكل الآثار " (4/ 117)، والبيهقيُّ في " السُّنن الكُبرى " (6/ 140 _ رقم:11544) _ عن إبراهيمَ ابنِ يزيدَ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن عمرِو بنِ أوسٍ؛ قال: أَدْرَكْتُ شيخاً من ثَقِيفٍ قد أَفْسَدَ السِّدْرُ زَرْعَهُ؛ فقلتُ: أَلاَ تقطعه؟؛ فإنَّ رسولَ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ قدْ قالَ: " إلاَّ مِنْ زَرْعٍ "، فقال: أنا سمعتُ رسولَ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمِ _ يقولُ: " مَنْ قَطَعَ سِدْراً _ إلاَّ من زَرْعٍ _ صُبَّ عليه العذابُ صَبّاً "، فأنا أَكْرَهُ أنْ أقتلعَهُ منَ الزَّرْعِ، أو من غيرِهِ.
أقولُ: هَذِهِ المخالفةُ غير مؤثِّرةٍ في روايةِ محمَّدِ بنِ شريكٍ؛ لأنَّ إبراهيمَ بنَ يزيدَ المكِّيَّ الخُوزيَّ متروكٌ، وممَّا يدلُّ عَلَى اضْطِرَابِهِ فيهِ، وسوءِ حفظهِ لهُ، أنَّه رواهُ _ أيضاً _ عنْ عمرِو بنِ دينارٍ، عنِ الحسنِ بنِ محمَّدٍ، عنْ أبيه، عن عليٍّ؛ قال: قال رسولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " أُخْرُجْ نَادِ في النَّاسِ: مِنَ اللَّهِ لاَ مِنْ رسُولِهِ؛ لَعَنَ اللَّهُ قاطعَ السِّدْرِ "، أخرجَهُ: الطَّبرانيُّ في " المعجمِ الأوسطِ " (4/ 186 _ رقم:3932) _ واللَّفظُ لهُ _ من طريقِ صالحِ بنِ مسمارٍ، وأبو نُعيمٍ في " الحِلْيةِ " (3/ 179) من طريقِ إبراهيمَ بنِ المنذرِ، كلاهما عنْ هشامِ بنِ سليمانَ، عن إبراهيمَ بنِ يزيدَ، به.
قال أبو نُعيمٍ: " هَذَا حديثٌ غريبٌ من حديثِ الحسنِ بنِ محمَّدٍ، عنْ أبيه، لم يَرْوِهِ عنهُ إلاَّ عمرو، ولا عنهُ إلاَّ إبراهيم، وَهُوَ المعروفُ بـ: الخُوزيِّ، سكنَ مكَّةَ، كان ينزلُ شِعْبَ الخُوزِ، فنُسِبَ إليهِ ".
وأخرجَهُ البيهقيُّ في " السُّنن الكُبرى " (6/ 140 _ رقم:11546) منْ طريقِ سعيدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، حدَّثنا هشامُ بنُ سليمانَ، عنِ ابنِ جُريجٍ، حدَّثني إبراهيمُ بنُ يزيدَ المكِّيُّ، بهِ، نحوه.
قالَ أبو عليٍّ الحسينُ بنُ عليٍّ _ شيخُ البيهقيِّ فيهِ _:" وابنُ جُريجٍ في إسنادِهِ وهمٌ، ورواهُ إبراهيمُ بنُ المنذرِ عنْ هشامِ بنِ سليمانَ، عن إبراهيمَ بنِ يزيدَ، ولم يَذْكُرِ ابنَ جُريجٍ في إسنادِهِ، وَهُوَ الصَّوابُ ".
¥(63/333)
وَرَوَاهُ _ أيضاً _ عنْ عمرِو بنِ دينارٍ، عنِ الحسنِ بنِ محمَّدٍ، عنْ عليٍّ _ رضيَ اللَّهُ عنهُ _؛ أنَّ رسولَ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ قالَ لَهُ: " قُمْ يا عليٌّ فآذنِ النَّاسَ: لَعَنَ اللَّهُ قاطعَ السِّدْرِ "، فأسقطَ: (عنْ أبيه) منَ الإسنادِ، أخرجَهُ: الطَّحاويُّ في " مشكل الآثار " (4/ 120) منْ طريقِ يعقوبَ بنِ حُميدٍ؛ قالَ: حدَّثنا هشامُ بنُ سليمانَ المخزوميُّ، عنْ إبراهيمَ بنِ يزيدَ، به.
قالَ الطَّحاويُّ: " والحسنُ بنُ محمَّدٍ لم يسمعْ منْ عليٍّ، ولم يُولدْ في زمَنِهِ ".
وَرَوَاهُ _ أيضاً _ عنْ عمرِو بنِ دينارٍ، عنْ جعفرِ بنِ محمَّدِ بنِ عليٍّ، عنْ أبيه، عنْ جدِّهِ، عنْ عليٍّ؛ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " اخْرُجْ فأَذِّنْ في النَّاسِ: مِنَ اللَّهِ لاَ مِنْ رسولِهِ؛ لَعَنَ اللَّهُ قَاطِعَ السِّدْرَةِ "، أخرجَهُ: البيهقيُّ في " السُّنن الكُبرى " (6/ 140 _ رقم:11545) منْ طريقِ صالحِ بنِ مسمارٍ، حدَّثنا هشامُ بنُ سليمانَ، حدَّثني إبراهيمُ بنُ يزيدَ، به.
وَرَوَاهُ _ أيضاً _ عنْ عمرِو بنِ دينارٍ، وسليمانَ الأحولِ، عنْ عمرِو بنِ شُعيبٍ، عنْ أبيه، عن جدِّهِ، عنْ عمرِو بنِ أوسٍ الثَّقفيِّ؛ قال: سمعتُ رسولَ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ يقولُ: " مَنْ قَطَعَ السِّدْرَ _ إلاَّ مِنْ الزَّرْعِ _ بنى اللَّهُ له بيتاً في النَّارِ "، أخرجَهُ: الطَّبرانيُّ في " المعجم الكبير " (17/ 41 _ رقم: 86)، وذكره البيهقيُّ في " السُّنن الكُبرى " (6/ 140) _ مُعلَّقاً _ منْ طريقِ عليِّ بنِ هاشمِ بنِ البريدِ، عن إبراهيمَ بنِ يزيدٍ، به.
قال الحافظُ أبو عليٍّ الحسينُ بنُ عليٍّ: " حديثُ إبراهيمَ بنِ يزيدَ مُضْطَرِبٌ، وإبراهيمُ ضعيفٌ ".
وقال الطَّحاويُّ: " أهلُ الإسنادِ يُضعِّفونَ روايتَهُ في هذا، وفي غيرِهِ، مع أنَّ إبراهيمَ قد كان اضْطَرَبَ في هذا الحديثِ، فحدَّثَ به _ مرَّةً _ هكذا عن عمرِو بنِ دينارٍ، وحدَّثَ به _ مرَّةً _ أُخرى عن عمرِو بنِ أوسٍ ".
وخالفَ محمَّدَ بنَ شريكٍ _ أيضاً _: حمَّادٌ أبو بشرٍ العبديُّ، والأشعثُ بنُ سعيدٍ، أخرجَ مخالفتهما: تمَّامٌ الرَّازيُّ في " فوائده " (2/ 69 _ رقم: 1168) من طريقِ إسماعيلَ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ زُرارةَ، حدَّثنا حمَّادٌ أبو بشرٍ العبديُّ، والأشعثُ بنُ سعيدٍ، عنْ عمرِو بنِ دينارٍ، عنْ عروةَ بنِ الزُّبيرِ، عنْ عائشةَ؛ أنَّ رسولَ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ نَهَى عن قطعِ السِّدْرِ؛ وقال: " مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً؛ صَبَّ اللَّهُ عليهِ العَذَابَ صَبّاً ".
أقولُ: وَهَذِهِ المخالفةُ غير مؤثِّرةٍ _ أيضاً _؛ فحمَّادٌ أبو بشرٍ لَمْ أَجِدْ من تَرْجَمَهُ، والأشعثُ بنُ سعيدٍ هو: البَصْريُّ، أبو الرَّبيعِ السَّمَّانُ، وَهُوَ متروكٌ.
وَخَالَفَ محمَّدَ بنَ شريكٍ _ أيضاً _: ابنُ جُرَيجٍ؛ أخرجَ حديثَهُ الطَّحاويُّ في "مشكلِ الآثارِ " (4/ 117)، والبيهقيُّ في " السُّنن الكُبرى " (6/ 139 _ عَقِبَ الحديث رقم:11540) منْ طريقِ أبي أسامةَ حمَّادِ بنِ أسامةَ، عنِ ابنِ جُريجٍ؛ قال: أخبرني عمرُو بنُ دينارٍ، عنْ عروةَ بنِ الزُّبيرِ _ ولم يتجاوزه بِهِ _ قال: مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً؛ صَبَّ اللَّهُ عليه العذابَ صَبّاً.
أقولُ: ابنُ جُريجٍ مُقدَّمٌ في حديثِ عمرِو بنِ دينارٍ عَلَى غيرِهِ؛ لأنَّهُ منْ أعلمِ النَّاسِ بِهِ، قال ابنُ المدينيِّ: " ابنُ جريجٍ وابنُ عُيَيْنَةَ من أعلمِ النَّاسِ بعمرِو بنِ دينارٍ "، وقال الدَّارقطنيُّ: " أَرْفَعُ الرُّواةِ عن عمرِو بنِ دينارٍ: ابنُ جُريجٍ، وابنُ عُيَيْنةَ، وشُعْبةُ، وحمَّادُ بنُ زيدٍ "، وابنُ جُريجٍ _ هُنَا _ أَوْقَفَ الحديثَ عَلَى عروةَ بنِ الزُّبيرِ من قولِهِ، بغيرِ تجاوزٍ به إيَّاهُ إلى عائشةَ، ولاَ إلى منْ سواها، فَرِوَايَتُهُ ترجحُ عَلَى رِوَايةِ محمَّدِ بنِ شريكٍ وغيرِهِ.
¥(63/334)
وأخرجَهُ البيهقيُّ في " السُّنن الكُبرى " (6/ 139 _ رقم:11540) من طريقِ مسعدةَ بنِ اليسعِ، عنِ ابنِ جُريجٍ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ؛ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً؛ صَوَّبَ اللَّهُ رَأْسَهُ في النَّارِ ".
أقولُ: مسعدةُ بنُ اليسعِ ليسَ بشيءٍ، وهو منكرُ الحديثِ، وهذا من منكراتِهِ، وروايةُ أبي أسامةَ حمَّادِ بنِ أسامةَ هي الروايةُ المعروفةُ عن ابنِ جُريجٍ، قال أبو عليٍّ الحافظُ _ شيخُ البيهقيِّ فيه _: " هكذا كتبناهُ من حديثِ مسعدةَ، ولم يتابعْ عليهِ، وهو خطأٌ، وإنَّما رواهُ ابنُ جُريجٍ عن عمرِو بنِ دينارٍ، عنْ عروةَ بنِ الزُّبيرِ قوله ".
وأخرجَهُ ابنُ الجوزيِّ في " العلل المتناهية " (2/ 656 _ رقم:1090) _ مُعلَّقاً _ عن عُبيدِ اللَّهِ بنِ موسى، عن ابنِ جُريجٍ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن [ابنِ] الزُّبيرِ، عنِ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ قالَ: " مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً؛ صَبَّ اللَّهُ عليه العذابَ فوقَ رأسِهِ صَبّاً ".
أقولُ: هذه الرِّوايةُ شاذَّةٌ؛ فعُبيدُ اللَّهِ بنُ مُوسى وإنْ كان ثقةً روى له الجماعةُ، إلاَّ أنَّ له بعضَ الأحاديثِ الَّتي أُنكرتْ عليه، وقد خالفَ أبا أسامةَ فيها، فرفعَها للنَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، وهي مع ذلك مُعلَّقةٌ، لم أَقِفْ على إسنادِ ابنِ الجوزيِّ فيها إلى عُبيدِ اللَّهِ.
وَخَالَفَهُ _ أيضاً _: محمَّدُ بنُ مسلمِ بنِ سوسنٍ الطَّائفيُّ _ وهو صدوقٌ، يُخطىءُ إذا حدَّثَ من حفظِهِ _، أخرجَ حديثَهُ الطَّحاويُّ في " مشكل الآثار " (4/ 118) من طريقِ عليِّ بنِ الجعدِ؛ قال: حدَّثنا محمَّدُ بنُ مسلمٍ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن رجُلٍ من ثَقِيفٍ، سمع ابنَ الزُّبيرِ يقولُ: من قَطَعَ السِّدْرَ؛ صَبَّ اللَّهُ العذابَ عليه صَبّاً.
أقولُ: وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لمخالفةِ محمَّدِ بنِ مسلمٍ ابنَ جُريجٍ فيه _ فهو أعلمُ النَّاس بعمرِو بنِ دينارٍ كما قلنا _، ولأجلِ الرَّجلِ المبهمِ الَّذي في السَّندِ.
حاصلُ الأمرِ؛ أنَّ حديثَ عائشةَ _ رضي اللَّهُ عنها _ معلولٌ، والصَّوابُ فيه وقفُهُ على عروةَ بنِ الزُّبيرِ، كما هو في روايةِ ابنِ جُريجٍ السَّابقةِ، ولم يُصِبِ الشَّيخُ الألبانيُّ _ رحمهُ اللَّهُ _ في تصحيحِهِ لإسنادِهِ في " السِّلسلةِ الصَّحيحةِ " (2/ 173).
ثانياً: حديثُ معاويةَ بنِ حَيْدةَ القُشَيريِّ _ رضيَ اللَّهُ عنهُ _.
أخرجَهُ الطَّبرانيُّ في " المعجم الكبير " (19/ 420 _ رقم: 1016) _ واللَّفظُ لهُ _، والعُقيليُّ في " الضُّعفاءِ " (2/ 92 _ ترجمة:550) و (4/ 395 _ ترجمة: 2015) _ ومن طريقِهِ: ابنُ الجوزيِّ في " العلل المتناهية " (2/ 656 _ رقم:1089) _، وتمَّامٌ الرَّازيُّ في " فوائدِهِ " (2/ 43 _ رقم:1090)، والبيهقيُّ في " السُّنن الكُبرى " (6/ 141 _ رقم:11549) من طريقِ زيدِ بنِ أخزمَ، حدَّثنا يحيى بنُ الحارثِ، عن أخيه مخارقِ بنِ الحارثِ [وجاءَ عندَ العُقيليِّ: عنْ أخيه زهدم بن الحارث الطَّائيِّ]، عن بهزِ بنِ حكيمٍ، عن أبيه، عن جدِّه، عنِ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ قالَ: " مِنَ اللَّهِ _ عزَّ وجلَّ _ لاَ مِنْ رسولِهِ: لَعَنَ اللَّهُ قَاطِعَ السِّدْرِ ".
وجاءَ لفظُهُ عندَ العُقيليِّ: أنَّ النَّبيَّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ لَعَنَ قَاطِعَ السِّدْرِ.
وعندَ البيهقيِّ: " مِنَ اللَّهِ لاَ مِنْ رسولِهِ: لَعَنَ اللَّهُ عَاضِدَ السِّدْرِ ".
أقولُ: هَذَا إسنادٌ ضعيفٌ جدّاً؛ لسببينِ:
¥(63/335)
الأوَّلُ: يحيى بنُ الحارثِ لم يتعيَّنْ لَدَيَّ مَنْ هُوَ، فقدْ جاءَ عندَ العُقيليِّ أنَّهُ: يحيى بنُ الحارثِ الطَّائيُّ، ويروي عنْ أخيه زَهْدَم، وقدْ قالَ عنهُ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في " التَّقريب ": " ضعيفٌ "، وجاءَ عند البقيَّةِ أنَّه: يحيى بنُ الحارثِ، من غير أنْ ينسبوه، ويروي عن أخيه مخارقِ بنِ الحارثِ، وعندَ رُجُوعِي إلى " تهذيبِ الكمالِ " وجدتُ أنَّ يحيى بنَ الحارثِ الشِّيرازيَّ هو الَّذي يروي عنهُ: زيدُ بنُ أخزمَ، ويروي عن أخيه مخارقٍ، ويحيى _ هذا _ قالَ فيهِ الحافظُ في " التَّقريب ": " مقبولٌ "، وذكرَ أنَّ مَنْ خَلَطَ الطَّائيَّ بالشِّيرازيِّ فقد وَهِمَ، وقال العُقيليُّ في ترجمة يحيى بنِ الحارثِ الطَّائيِّ: " ولاَ يصحُّ حديثُهُ ".
الثَّاني: سواءٌ كان الحديثُ عن زَهْدَم بنِ الحارثِ، أو عن مخارقِ بنِ الحارثِ، فكلاهما مجهولٌ لا يُعْرفُ، وقال العُقيليُّ في ترجمة زهدم بن الحارث الطَّائيِّ: " عن بهزِ ابنِ حكيمٍ، لاَ يُتابعُ عليه، ولاَ يُعْرفُ إلاَّ بِهِ "، وقال: " لاَ يُحْفَظُ هذا الحديثُ عن بهزٍ إلاَّ عن هذا الشَّيخِ، وقد رُوِيَ بغيرِ هذا الإسنادِ، وفي إسنادِهِ لينٌ واضْطِرابٌ ".
أقولُ: قولُ العُقيليِّ: (لم يُتابعْ عليه) و (لاَ يُحْفظُ هذا الحديثُ عن بهزٍ إلاَّ عن هذا الشَّيخِ) مردودٌ بمتابعةِ عبدِ القاهرِ بنِ شُعيبٍ لهُ، أخرجَ متابعتَهُ: تمَّامٌ الرَّازيُّ في " فوائده " (2/ 43 _ رقم:1091) عن أبي الحسنِ عليِّ بنِ عمرَ الدَّارقطنيِّ، والبيهقيُّ في " السُّنن الكبرى " (6/ 141 _ رقم:11548) من طريقِ الزُّبيرِ بنِ عبدِ الواحدِ، كلاهما عن محمَّدِ بنِ نوحٍ الجُنْدَيسَابُورِيِّ، حدَّثنا عبدُ القدُّوسِ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ الكبيرِ [جاء عند تمَّام: عبد الكريم، وهو تحريفٌ] بنِ شُعيبِ بنِ الحبحابِ، حدَّثنا عبدُ القاهرِ بنُ شُعيبٍ، عن بهزِ بنِ حكيمٍ، عن أبيه، عن جدِّهِ؛ قال: قال رسولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " قَاطِعُ السِّدْرِ يُصَوِّبُ اللَّهُ رَأْسَهُ في النَّارِ ".
أقولُ: هذه متابعةٌ إسنادُها جيِّدٌ؛ فمحمَّدُ بنُ نوحٍ ثقةٌ مأمونٌ _ كما قال الدَّارقطنيُّ _، وعبدُ القدُّوسِ بنُ محمَّدٍ قال فيه أبو حاتمٍ: " صدوقٌ "، ووثَّقَهُ النَّسائيُّ، وعبدُ القاهرِ بنُ شُعيبٍ قال صالحٌ _ جَزَرَة _: " لا بأسَ به "، وذكره ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ "، أمَّا روايةُ بهزِ بنِ حكيمٍ عن أبيه عن جدِّهِ فإنَّ الأكثرَ على تحسينِ هذه السِّلْسلةِ، لكنْ في النَّفسِ من حديثِهِ هذا شيءٌ، وخاصَّةً أنَّهُ لم يُتابعْ عليه، فقدْ قالَ أبو حاتمٍ في بهزٍ: " شيخٌ يُكْتبُ حديثُهُ، ولاَ يُحْتجُّ به "، أي: يكتبُ حديثُهُ للاعتبارِ، ولاَ يُحتجُّ بِهِ إِذَا انْفَرَدَ، وقال الحاكمُ: " كان من الثِّقاتِ، ممَّنْ يُجْمعُ حديثُهُ، وإنَّما أُسْقِطَ من الصَّحيحِ روايته عن أبيهِ عن جدِّهِ؛ لأنَّها شاذَّةٌ لا متابعَ له فيها "، وقال ابنُ حِبَّانَ: " كان يُخْطىءُ كثيراً "، فاللَّهُ أعلمُ بالصَّوابِ.
ثالثاً: حديثُ عبدِ اللَّهِ بنِ حُبْشيٍّ _ رضيَ اللَّهُ عنهُ _.
أخرجَهُ يعقوبُ بنُ سفيانَ في " المعرفة والتَّاريخ " (1/ 267)، وأبو داودَ في " سننه " (رقم:5239) _ ومن طريقِهِ: البيهقيُّ في " السُّنن الكُبرى " (6/ 139 _ رقم: 11538) _، والنَّسائيُّ في " السُّنن الكُبرى " (5/ 182 _ رقم:8611)، والطَّحاويُّ في " مشكل الآثار " (4/ 119 _120)، وأبو مسلمٍ الكَجِّيُّ _ أو الكَشِّيُّ _ في " سننه " _ كَمَا في " رفعِ الخِدْرِ عن قطعِ السِّدْرِ " للسُّيوطيِّ (2/ 54 _ ضمن الحاوي للفتاوي) _، وعنه: الطَّبرانيُّ في " المعجم الأوسط " (3/ 50 _ رقم:2441) واللَّفظُ لهُ _ ومن طريقِهِ: الضِّياءُ المقدسيُّ في " الأحاديث المختارة " (9/ 237 _ رقم:215)، والمزِّيُّ في " تهذيب الكمال " (11/ 44) و (14/ 405) _ من طرقٍ عنِ ابنِ جُريجٍ، عن عثمانَ بنِ أبي سليمانَ، عن سعيدِ بنِ محمَّدِ بنِ جُبيرِ بنِ مُطْعِمٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ حُبْشيٍّ؛ قال: قال رسولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً؛ صَوَّبَ اللَّهُ
¥(63/336)
رَأْسَهُ في النَّار " _ يعني: مِنْ سِدْرِ الحَرَمِ _.
قال الهيثميُّ في " مجمع الزوائد " (3/ 617 _ رقم:5698) و (4/ 120 _ رقم: 6276) و (8/ 215 _ رقم: 13279): " رواهُ الطَّبرانيُّ في الأوسطِ، ورجالُهُ ثقاتٌ ".
أقولُ: هَذَا إسنادٌ ضعيفٌ مَعْلُولٌ بالاضْطِرَابِ؛ وَإِلَيْكَ تَفْصِيلُ ذَلِكَ:
أوَّلاً: ابنُ جُريجٍ مُدلِّسٌ قبيحُ التَّدليسِ، لاَ يُدلِّسُ إلاَّ فيما سمعه من مجروحٍ _ كما قال الدَّارقطنيُّ _، وهو هُنَا لم يصرِّحْ بسماعِهِ من عثمانَ، والعجبُ منَ الشَّيخِ الألبانيِّ _ رحمهُ اللَّهُ _ في " السِّلسلةِ الصَّحيحةِ " (2/ 173) حيثُ ذكرَ تدليسَ ابنِ جُريجٍ، ثمَّ قال: " وقدْ صرَّحَ بالتَّحديثِ عنْ عثمانَ بنِ أبي سليمانَ _ هَذَا _ في حديثٍ آخرَ له أخرجه أحمدُ (3/ 411 _ 412) والضِّياءُ "!!.
أقولُ: الحديثُ الَّذِي ذَكَرَهُ الشَّيخُ الألبانيُّ _ رحمهُ اللَّهُ _ هُوَ حَدِيثُ عبدِ اللَّهِ بنِ حُبْشيٍّ: أنَّ النَّبيَّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ سُئلَ: أَيُّ الأعمالِ أفضلُ؟، قالَ: ... ، فَذَكَرَهُ، وَهُوَ غيرُ الحديثِ الَّذِي نحنُ بصددِ الكلامِ عليهِ، فما الفائدةُ من ذكرِ تصريحِ المُدلِّسِ بالتَّحديثِ في غيرِ الحديثِ الَّذي دلَّسَ فيهِ؟!.
ثانياً:سعيدُ بنُ محمَّدِ بنِ جُبيرِ بنِ مُطْعِمٍ ذَكَرَهُ البُخاريُّ في " التَّاريخ الكبير " (3/ 514)، وابنُ أبي حاتمٍ في " الجرح والتَّعديل " (4/ 57)، ولم يَذْكُرَا فيهِ شيئاً، وذكرهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " (4/ 290)، وقال الذَّهبيُّ في " الميزانِ " (2/ 157): " وسعيدٌ فيهِ جهالةٌ، فتُحرَّرُ حالُهُ "، وقالَ عنهُ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في " التَّقريب ": " مقبولٌ "، أَيْ: عندَ المتابعةِ، وإلاَّ فَهُوَ ليِّنٌ، ولا مُتابعَ لهُ عَلَى حديثِهِ هَذَا.
ثالثاً: قالَ الذَّهبيُّ في " الميزان " (2/ 157): " وللخبرِ علَّةٌ، رواهُ مَعْمَرٌ عن عثمانَ _ هذا _؛ فقالَ: عنْ رَجُلٍ من ثَقِيفٍ، عن عروةَ بنِ الزُّبيرِ، مُرْسلاً ".
أقولُ: أَشَارَ الذَّهبيُّ إلى أنَّ مَعْمَراً خَالَفَ ابنَ جُريجٍ فيهِ، فرواهُ عنْ عثمانَ بالإسنادِ السَّابقِ مُرْسلاً، ومخالفتُهُ هذه أخرجَها: عبدُ الرَّزَّاقِ في " المُصنَّفِ " (11/ 11 _ رقم: 19756) _ ومن طريقِهِ: البيهقيُّ في " السُّنن الكُبرى " (6/ 139 _ رقم:11541) _ عن مَعْمَرٍ، عن عثمانَ بنِ أبي سليمانَ، عن رجُلٍ من ثَقِيفٍ، عن عروةَ بنِ الزُّبيرِ _ يرفعُ الحديثَ إلى رسولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ في الذَّي يقطعُ السِّدْرَ _ قال: " يُصَبُّ عليهِ العذابُ، أَوْ قالَ: يُكَوَّسُ رأسُهُ في النَّارِ "، قالَ: فسألتُ بني عروةَ عنْ ذَلِكَ؟، فأخبروني أنَّ عروةَ قطعَ سِدْرةً كانت في حائطِهِ، فجعلَ منها باباً للحائطِ.
قالَ البيهقيُّ: " يُشْبِهُ أنْ يكونَ الرَّجلُ من ثَقيفٍ: عمرو بنُ أوسٍ ".
أقولُ: مَعْمَرُ بنُ راشدٍ ثقةٌ ثبتٌ، وروايته _ هذه _ مُقدَّمةٌ على روايةِ ابنِ جُريجٍ؛ لأنَّ ابنَ جُريجٍ وإنْ كان ثقةً _ أيضاً _، إلاَّ أنَّ روايته جاءتْ مُعَنْعَنَةً، وهو مُدلِّسٌ، وروايةُ مَعْمَرٍ وإنْ كانت مُعَنْعَنَةً _ أيضاً _، إلاَّ أنَّه لا يُعْرفُ بتدليسٍ (1)، وكما هو معلومٌ _ في أصولِ التَّرجيحِ _ أنَّ روايةَ غيرِ المُدلِّسِ مُقدَّمةٌ عَلَى روايةِ المُدلِّسِ عندَ التَّعارضِ.
وروايةُ مَعْمَرٍ وإنْ كانتْ راجحةً، إلاَّ أنَّها ضعيفةٌ _ أيضاً _؛ لأجلِ الإرسالِ، ولجهالةِ الرَّجلِ المُبهمِ في السَّندِ.
وخالفَ ابنَ جُريجٍ _ أيضاً _: سفيانُ بنُ عُيَيْنةَ؛ أخرجَ مخالفتَهُ أبو مُسلمٍ الكَجِّيُّ في " سننه " _ كَمَا في " رفعِ الخِدْرِ عن قطعِ السِّدْرِ " للسُّيوطيِّ (2/ 57 _ ضمن الحاوي للفتاوي) _ قال: حدَّثنا الرَّماديُّ، حدَّثنا سفيانُ، عن عثمانَ بنِ أبي سليمانَ، عنِ ابنِ عمٍّ لهُ يُقَالُ لهُ: حسينٌ، عنْ رجلٍ من أهلِ الطَّائفِ، عن عبدِ اللَّهِ ابنِ شديدٍ [كذا في الأصلِ]، وعن أبي إسحاقَ الدَّوْسِيِّ _ رَفَعَهُ أَحَدُهُمَا _ قالَ: قالَ النَّبيُّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " الَّذينَ يقطعونَ السِّدْرَ يَصُبُّ اللَّهُ عليهمُ
¥(63/337)
العذابَ صَبّاً "، وقال الآخرُ _ ولم يرفعْهُ _: " مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً؛ صَوَّبَ اللَّهُ رَأْسَهُ في النَّارِ ".
أقولُ: سفيانُ بنُ عُيَيْنةَ إمامٌ ثقةٌ حُجَّةٌ، وقد خَالَفَ ابنَ جُريجٍ فيه، وقد اختلطَ عليهِ إسنادُ الحديثينِ، فقدْ أخرجَ الطَّحاويُّ في " مشكل الآثار " (4/ 118) عنْ روحِ بنِ الفرجِ؛ قال: سمعتُ حامداً _ يعني: ابنَ يحيى _ يقولُ: ذكرتُ هذا الحديثَ لسفيانَ بنِ عُيَيْنةَ؛ فقال: ذَهَبتُ إلى عمرِو بنِ دينارٍ فسألتُهُ عنهُ؛ فقال لي: اذْهَبْ إلى عثمانَ بنِ أبي سليمانَ فإنَّهُ يحدِّثُ به، فَذَهبتُ إلى عثمانَ، فحدَّثني فيه بحديثينِ اخْتَلَطَ عليَّ إِسْنَادَهُمَا.
أقولُ: وهذا إسنادٌ صحيحٌ، روحُ بنُ الفرجِ هو: القطَّانُ أبو الزِّنْباعِ المِصْريُّ، ثقةٌ، وحامدُ بنُ يحيى هو: ابنُ هانىءٍ البلخيُّ، ثقةٌ حافظٌ، وبقيَّةُ السَّندِ ثقاتٌ.
وروايةُ ابنِ عُيَيْنةَ _ هذه _ تَرْجُحُ على روايةِ ابنِ جُريجٍ _ أيضاً _؛ للسَّببِ نفسِهِ المذكور في روايةِ مَعْمَرٍ (2)، ويبقى الإشكالُ بين روايةِ مَعْمَرٍ وروايةِ ابنِ عُيَيْنةَ، حيثُ لاَ مُرجِّحَ يُرجِّحُ إحدَاهُمَا على الأُخرى، فيكونُ الإسنادُ مُضْطرباً لذلك.
وعبدُ اللَّهِ بنُ شديدٍ _ المذكور في إسنادِ ابنِ عُيَيْنةَ _ لم أَجِدْ منْ تَرْجَمَهُ، وأظنُّهُ عبدُ اللَّهِ بنُ أبي شديدةَ الآتي ذكره، وأبو إسحاقَ الدَّوْسِيُّ جهَّلَهُ ابنُ السَّكَنِ، وذكرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " على عادتِهِ في توثيقِ المجاهيلِ.
وقد كنتُ حَسَّنتُ الحديثَ بشواهدِهِ _ في الطَّبعةِ الأولى منْ كِتَابِي: " كشفِ السَّترِ عَمَّا جَاءَ في شَجَرِ السِّدْرِ " _ تبعاً للشَّيخِ الألبانيِّ _ رحمهُ اللَّهُ _؛ لأنِّي _ وقتها _لم أبحثْ في طرقِ الحديثِ لضيقِ الوقتِ، أَمَا وقد تَمَكَّنْتُ من ذلكَ، فإنِّي أَتَرَاجعُ عن حُكْمِي السَّابقِ، وصَدَقَ عليُّ بنُ المدينيِّ حيثُ يقول: " البابُ إذا لم تُجْمَعْ طرقُهُ لم يتبيَّنْ خطؤُهُ "، وقال الخطيبُ البغداديُّ: " والسَّبيلُ إلى معرفةِ علَّةِ الحديثِ: أنْ تُجْمعَ طرقُهُ، ويُنْظرَ في اخْتِلافِ رواتِهِ، ويُعْتبرَ بمكانِهِمْ من الحفظِ، ومنزلتِهِمْ في الإتقانِ والضَّبطِ "، ورَحِمَ اللَّهُ امْرَءاً عَرَفَ الحقَّ فَآبَ إليه.
رابعاً: مرسلُ عبدِ اللَّهِ بنِ أبي شديدةَ.
أخرجَهُ أبو نُعيمٍ في " معرفةِ الصَّحابةِ " (رقم: 3751) قالَ: حدَّثناهُ عليُّ بنُ سعيدٍ الأعرابيُّ، حدَّثنا عبَّاسٌ الدُّوريُّ، حدَّثنا يزيدُ بنُ هارونَ، أخبرنا سويدٌ أبو حاتمٍ، عن محمَّدِ بنِ سعيدٍ الطَّائفيِّ؛ قال: أخبرني المغيرةُ؛ قال: دخلتُ مع عبدِ اللَّهِ ابنِ أبي شديدةَ بُستاناً، وفيه سِدْرةٌ قد عَلَتْ؛ فقلتُ: لو قطعتَها، فقال: معاذَ اللَّهِ؛ إنَّ رسولَ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ قالَ: " مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً _ مِنْ غيرِ زَرْعٍ _ بَنَى اللَّهُ له بَيْتاً في النَّارِ ".
وأخرجَهُ _ أيضاً _ ابنُ قانعٍ، وابنُ مَنْدةَ، وابنُ السَّكنِ _ كَمَا في " لسان الميزان " (3/ 300)، و " الإصابة " (4/ 127) للحافظِ ابنِ حَجَرٍ _، وقال الحافظُ: " ووقعَ عند ابنِ قانعٍ التَّصريحُ بسماعِهِ مِنَ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ ".
أقولُ: هَذَا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لثلاثةِ أمورٍ:
الأوَّلُ: سويدٌ هو: ابنُ إبراهيمَ الجحدريُّ، أبو حاتمٍ الحنَّاطُ، صدوقٌ، إلاَّ أنَّهُ سَيِّءُ الحفظِ، لهُ أغلاطٌ، وهو إلى الضَّعفِ أقربُ.
الثَّاني: عبدُ اللَّهِ بنُ أبي شديدةَ تابعيٌّ، قال أبو نُعيمٍ: " يُعَدُّ في أهلِ الطَّائفِ، رَوَى عنهُ المغيرةُ بنُ سعيدٍ الطَّائفيُّ، لاَ تصحُّ له صحبةٌ "، وهو مجهولٌ _ كما قال أبو حاتمٍ والذَّهبيُّ _.
الثَّالثُ: الإِرْسَالُ، ذَكَرَ البُخاريُّ في " التَّاريخِ الكبير" (5/ 114)، وابنُ أبي حاتمٍ في " الجرحِ والتَّعديلِ " (5/ 83) أنَّ حديثَهُ مُرسلٌ.
والحديثُ قال فيه ابنُ السَّكنِ _ كما في " الإصابة " (4/ 127) _: " لم يثبتْ إسنادُهُ ".
خامساً: مرسلُ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ الحسينِ أبي جعفرٍ الباقرِ.
¥(63/338)
أخرجَهُ عبدُ الرَّزَّاقِ في " المُصنَّفِ " (11/ 11 _ رقم:19757) _ ومن طريقِهِ: البيهقيُّ في " السُّنن الكُبرى " (6/ 140 _ رقم:11547) _ قال: وسمعتُ المُثنَّى، يُحدِّثُ عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن محمَّدِ بنِ عليٍّ أبي جعفرٍ؛ قال: قال النَّبيُّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ لعَليٍّ في مرضِهِ الَّذي مَاتَ فيهِ: " اخْرُجْ يا عليٌّ فَقُلْ: عَنِ اللَّهِ لاَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ: لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَطَعَ السِّدْرَ ".
أقولُ: سندُهُ ضعيفٌ؛ لِسَبَبَيْنِ:
الأوَّلُ: المُثنَّى هو: ابنُ الصَّبَّاحِ _ كما جاء التَّصريحُ بذلك عندَ البيهقيِّ _، وهو ضعيفٌ، اخْتَلطَ بِأَخَرَةٍ.
الثَّاني: الإرسَالُ، فأبو جعفرٍ الباقرُ لم يدركِ النَّبيَّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، وروايتُهُ عن جدِّهِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ مُرسلةٌ.
سادساً: مُعْضلُ حسَّانَ بنِ إبراهيمَ الكرمانيِّ.
أخرجَهُ أبو دَاوُدَ في " سننه " (رقم:5241) _ ومن طريقِهِ: البيهقيُّ في " السُّنن الكُبرى " (6/ 141 _ رقم: 11550) _ قالَ: حدَّثنا عُبيدُ اللَّهِ بنُ عمرَ بنِ ميسرةَ، وحُمَيدُ بنُ مسعدةَ؛ قالا: حدَّثنا حسَّانُ بنُ إبراهيمَ؛ قالَ: سألتُ هشامَ بنَ عروةَ عن قطعِ السِّدْرِ _ وهو مُسْتندٌ إلى قصرِ عروةَ _ فقال: أَتَرَى هذه الأبوابَ والمَصَارِيعَ؟، إنَّما هي من سِدْرِ عروةَ، كان عروةُ يقطعُهُ من أرضِهِ، وقال: لا بأسَ به _ زادَ حُميدٌ: هي يا عراقيُّ، جئتني ببدعةٍ، قالَ: قلتُ: إنَّما البدعةُ من قِبَلِكُمْ، سمعتُ من يقولُ بمكَّةَ: لَعَنَ رسولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ مَنْ قَطَعَ السِّدْرَ، ثمَّ سَاقَ معناهُ.
أقولُ: هذا إسنادٌ جيِّدٌ لولا إعضالَهُ؛ فإنَّ بينَ حسَّانَ بنِ إبراهيمَ وبينَ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ مَفَاوِزَ تَنْقَطعُ فيها أَعْنَاقُ المَطِيِّ.
الخلاصةُ؛ لا يصحُّ في النَّهيِ عن قطعِ السِّدْرِ حديثٌ، فحديثُ عائشةَ _ رضيَ اللَّهُ عنها _ الصَّوابُ فيه أنَّهُ موقوفٌ على عروةَ بنِ الزُّبيرِ من قولِهِ، وحديثُ معاويةَ ابنِ حَيْدةَ _ رضيَ اللَّهُ عنهُ _ وإنْ جاءَ فيهِ إسنادٌ جيِّدٌ، إلاَّ أنَّ مداره على بهزِ بنِ حكيمٍ، وفي النَّفسِ منهُ شيءٌ؛ لتفرُّدِهِ به، وفَقْدِ المتابعِ لهُ، وحديثُ عبدِ اللَّهِ بنِ حُبْشيٍّ ضعيفٌ مَعْلُولٌ بالاضْطِرَابِ، وحديثُ عبدِ اللَّهِ بنِ أبي شديدةَ ضعيفٌ مُرسلٌ، وحديثُ أبي جعفرٍ الباقرِ ضعيفٌ مُرسلٌ _ أيضاً _، وحديثُ حسَّانَ بنِ إبراهيمَ مُعْضَلٌ.
لِذَا؛ قالَ الطَّحاويُّ: " وَقَدْ كَانَ سفيانُ الثَّوريُّ يَذْكُرُ هَذَا [وَجَاءَ في نُسْخةٍ أخرى: يُنْكِرُ هَذَا الحديثَ]، ويأمرُ بالعملِ بضدِّهِ، كَمَا حدَّثنا ابنُ أبي عِمْرانَ؛ قالَ: حدَّثنا عليُّ بنُ الجعدِ؛ قالَ: سمعتُ سفيانَ بنَ سعيدٍ وسُئِلَ عن قطعِ السِّدْر؛ فقال: قد سمعنا _ مرَّةً _ بحديثٍ، لاَ تَدْرِي مَا هُوَ، ما يَرَى بقطعِهِ بأسٌ " (3).
أقولُ: وَهَذَا إسنادٌ صحيحٌ إلى الثَّوريِّ، فابنُ أبي عِمْرانَ هُوَ: أحمدُ بنُ أبي عِمْرَانَ، أبو جعفرٍ الفقيهُ، أحدُ أصحابِ الرَّأيِ، وهو أُسْتَاذُ أبي جعفرٍ الطَّحاويِّ، وثَّقَهُ ابنُ يُونسَ، وعليُّ بنُ الجعدِ ثقةٌ ثبتٌ، من رجالِ البُخاريِّ.
وقال الإمامُ أحمدُ بنُ حنبلٍ _ رحمهُ اللَّهُ _ في روايةِ أبي طالبٍ: " ليسَ في السِّدْرِ حديثٌ صحيحٌ، وما يُعْجِبُني قطعُهُ؛ لأنَّهُ على حَالٍ قد جَاءَ فيه كراهةٌ " (4).
وقالَ _ أيضاً _: " كُلُّ ذَلِكَ مُنْقطعٌ ضعيفٌ " (5).
وقالَ العُقيليُّ _ رحمهُ اللَّهُ _: " والرِّوايةُ في هَذَا البابِ فِيهَا اضْطِرابٌ وضعفٌ، ولاَ يصحُّ في قطعِ السِّدْرِ [شيءٌ] " (6).
¥(63/339)
وَقَدْ جاءَ عن عروةَ بنِ الزُّبيرِ _ نفسِهِ _ أنَّه كَانَ يقطعُ السِّدْرَ منْ أرضِهِ، فأخرجَ الطَّحاويُّ في " مشكلِ الآثارِ " (4/ 118) عن روحِ بنِ الفرجِ؛ قال: سمعتُ حامداً _ يعني: ابنَ يحيى _ يقولُ: ذكرتُ هذا الحديثَ لسفيانَ بنِ عُيَيْنةَ؛ فقال: ذَهَبتُ إلى عمرِو بنِ دينارٍ فسألتُهُ عنه؛ فقال لي: اذْهَبْ إلى عثمانَ بنِ أبي سليمانَ فإنَّهُ يحدِّثُ به، فَذَهبتُ إلى عثمانَ، فحدَّثني فيه بحديثينِ اخْتَلَطَ عليَّ إسنادُهما، قال سفيانُ: فسألتُ هشامَ بنَ عروةَ عن قطعِ السِّدْرِ؛ فقال: هذه الأبوابُ من سِدْرَةٍ كانت لأبي قطعَها، فجعلَ منها هذه الأبوابَ.
أقولُ: وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُهُ ثقاتٌ _ وقد تقدَّمَ الكلامُ عليه، وتابعَ سفيانَ بنَ عُيَيْنةَ عليه: حسَّانُ بنُ إبراهيمَ الكَرْمانيُّ _ وهو صدوقٌ يُخْطىءُ _، أخرجَ متابعتَهُ أبو داودَ في " سننه " (رقم:5241) _ ومن طريقِهِ: الخَطَّابيُّ في " غريبِ الحديثِ " (1/ 476) _ قال: حدَّثنا عُبيدُ اللَّهِ بنُ عمرَ بنِ ميسرةَ، وحُميدُ ابنُ مسعدةَ؛ قالا: حدَّثنا حسَّانُ بنُ إبراهيمَ؛ قال: سألتُ هشامَ بنَ عروةَ عن قطعِ السِّدْرِ _ وهو مُسْتندٌ إلى قصرِ عروةَ _ فقال: أَتَرَى هذه الأبوابَ والمَصَارِيعَ؟، إنَّما هي من سِدْرِ عروةَ، كان عروةُ قطعُهُ من أرضِهِ، وقال: لاَ بأسَ بِهِ.
وقال الطَّحاويُّ: " مع أنَّ سَائرَ أهلِ العلمِ _من فقهاءِ الأَمْصَارِ الَّذينَ تَدُورُ عليهِمُ الفُتْيَا _ على إِباحَةِ قطعِهِ، وفي ذلك ما قد دلَّ أنَّ الأَوْلَى فيه إِباحَةُ قطعِهِ، لا المنعُ [منه]، وباللَّهِ التَّوفيقُ " (7).
وعن أبي ثورٍ؛ قال: " سألتُ أبا عبدِ اللَّهِ الشَّافعيَّ عن قطعِ السِّدْرِ؟، فقال: لاَ بأسَ به، قد رُوِيَ عنِ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ أنَّهُ قال: اغْسِلْهُ بماءٍ وسِدْرٍ " (8).
وحَكَى المُزَنِيُّ عنِ الشَّافعيِّ أنَّهُ اسْتَدَلَ على جَوازِ قطعِ سِدْرِ الحَرَمِ بحديثِ الَّذي وَقَصَتْهُ ناقتُهُ، لقولِهِ فيهِ: " واغْسِلُوهُ بماءٍ وسِدْرٍ " (9).
وقال الخطَّابيُّ _ رحمهُ اللَّهُ _: " قال المُزَنِيُّ: والدَّليلُ على جوازِ قطعِ السِّدْرِ أنَّ المرءَ أحقّ بمالِهِ، ولمَّا لم أَرَ أحداً يمنعُ من ورقِ السِّدْرِ، والورقُ من بعضِها، كالغُصْنِ منها، وقد سوَّى رسولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ فيما حَرَّمَ قطعَهُ بينهُ وبينَ عضدِهِ، لقولِهِ في شجرِ مكَّةَ: (لاَ يُعْضَدُ شَجَرُهَا)، وفي إجازةِ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ أنْ يُغْسلَ الميِّتُ بالسِّدْرِ دليلٌ على أنَّ قطعَهُ من شجرِهِ مُباحٌ، ولو كان حراماً لم يجزِ الانْتِفَاعُ بِهِ " (10).
وقدْ تَأَوَّلَ البعضُ أحاديثَ النَّهيِ عن قطعِ السِّدْرِ _ مع ضعفِها _ بتأويلاتٍ مختلفةٍ:
فقال ابنُ الجوزيِّ: " وقدْ تَأَوَّلَ _ ذلك _ سفيانُ بنُ عُيَيْنةَ بأنَّ المرادَ: سِدْرُ الحَرَمِ " (11).
وسُئِلَ أبو دَاوُدَ عنْ معنى هذا الحديثِ _ أَيْ: حديث عبدِ اللَّهِ بنِ حُبْشيٍّ _؛ فقال: " هذا الحديثُ مختصرٌ، يعني: مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً في فَلاَةٍ يَسْتَظِلُّ بها ابنُ السَّبيلِ والبهائمُ عبثاً وظُلْماً بغيرِ حقٍّ يكونُ له فيها؛ صَوَّبَ اللَّهُ رَأْسَهُ في النَّارِ " (12).
وقال البيهقيُّ: " فالحديثُ الَّذي رُوِيَ في قَاطِعِ السِّدْرِ يكونُ محمولاً عَلَى مَا حملَهُ عليهِ أبو دَاوُدَ السِّجِسْتَانيُّ _ رحمهُ اللَّهُ _ إنْ صحَّ طريقُهُ؛ ففيهِ منَ الاخْتِلافِ ما قدَّمْنَا ذِكْرَهُ، ورُوِّينَا عنْ عروةَ بنِ الزُّبيرِ أنَّهُ كَانَ يقطعُهُ منْ أَرْضِهِ، وَهُوَ أَحَدُ رواةِ النَّهْيِ، فيُشْبِهُ أنْ يكونَ النَّهيُ خَاصّاً كَمَا قالَ أبو دَاوُدَ _ رحمهُ اللَّهُ _، واللَّهُ أعلمُ " (13).
¥(63/340)
وقال أبو سليمانَ الخَطَّابيُّ _ رحمهُ اللَّهُ _: " وسُئِلَ عن هذا الحديثِ إسماعيلُ بنُ يحيى المُزَنِيُّ؛ فقال: وَجْهُهُ أنْ يكونَ [صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ] سُئِلَ عَنْ مَنْ هَجَمَ على قَطْعِ سِدْرٍ لقومٍ، أو ليتيمٍ، أو لمنْ حَرَّمَ اللَّهُ أنْ يقطعَ عليه، فَتَحَامَلَ عليه، فقطَعَهُ، فَيَسْتَحِقُّ ما قالَهُ؛ لهجومِهِ على خلافِ أمرِ اللَّهِ، فتكون المسألةُ سَبَقَتْ السَّامِعَ، فَسَمِعَ الجوابَ، ولم يسمعِ المسألةَ، فَأَدَّى مَا سَمِعَ دونَ ما لم يسمعْ، ونظيرُهُ: ما رَوَى أُسامةُ بنُ زيدٍ أنَّ رسولَ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ قالَ: (إنَّما الرِّبَا في النَّسِيئةِ)، فسَمِعَ الجوابَ ولم يسمعِ المسألةَ، وقد قال: (لاَ تَبِيعُوا الذَّهبَ [بالذَّهبِ]، إلاَّ مثلاً بمثلٍ، يداً بيدٍ) " (14).
وقال مالكُ بنُ أنسٍ _ رحمهُ اللَّهُ _: " إنَّما نَهَى عن قطعِ السِّدْرِ بالمدينةِ؛ ليكونَ مُسْتظَلاًّ للنَّاسِ، ولِيَسْتَأْنِسُوا بِهِ، ولاَ تُسْتَوحَشَ عَرْصَتُهَا " (15).
وقال ابنُ الأثيرِ _ رحمهُ اللَّهُ _: " قِيلَ: أَرَادَ به سِدْرَ مكَّةَ؛ لأنَّها حَرَمٌ، وقِيلَ: سِدْرَ المدينةِ، نهى عن قطعِهِ ليكونَ أُنْساً وظِلاًّ لمنْ يُهاجِرُ إليها، وقِيلَ: أَرَادَ السِّدْرَ الَّذي يكونُ في الفَلاةِ يَسْتَظِلُّ به أبناءُ السَّبيلِ والحيوانُ، أو مِلْكَ إنسانٍ فيتحاملُ عليه ظالمٌ فيقطعهُ بغيرِ حقٍّ، وَمَعَ هَذَا؛ فالحديثُ مُضْطَرِبُ الرِّوايةِ، فإنَّ أكثرَ ما يُرْوَى عنْ عُرْوةَ ابنِ الزُّبيرِ، وكانَ هو يقطعُ السِّدْرَ، ويَتَّخِذُ منه أبواباً، قال هشامٌ: وهذه أبوابٌ من سِدْرٍ قطعَهُ أبي، وأهلُ العِلْمِ مُجْمِعُونَ على إِبَاحَةِ قطعِهِ " (16).
وقالَ السُّيوطيُّ _ رحمهُ اللَّهُ _: " والأَوْلَى _ عندي _ في تأويلِ الحديثِ: أنَّهُ محمولٌ على سِدْرِ الحَرَمِ كَمَا وَقَعَ في روايةِ الطَّبرانيِّ " (17)، وَتَبِعَهُ على ذلك كلٌّ مِنَ الشَّيخينِ: العَجْلونيِّ (18)، والألبانيِّ (19) _ رحمهما اللَّهُ تعالى _.
أقولُ: والَّذي عندي؛ أنَّهُ لاَ يصحُّ في النَّهيِ عنِ القطعِ شيءٌ، وأنَّ كلَّ ما وَرَدَ فيه معلولٌ مُضْطَرِبٌ، كَمَا قَالَ الإمامُ أحمدُ والعُقيليُّ، فَيَبْقَى الحكمُ عَلَى أَصْلِهِ، وَهُوَ الإِبَاحَةُ، واللَّهُ أَعْلَمُ وأَحْكَمُ.
_ تَمَّ بحمدِ اللَّهِ تَعَالى _
كَتَبَهُ: أبو عمرَ نادرُ بنُ وَهْبِي النَّاطُورُ القَنِّيريُّ _ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ _
الزَّرقاء _ الأردن
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[12 - 03 - 09, 02:27 م]ـ
بحث ممتاز , جزاك الله خيرا و نفع بك.
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[12 - 03 - 09, 02:35 م]ـ
وقال الإمامُ أحمدُ بنُ حنبلٍ _ رحمهُ اللَّهُ _ في روايةِ أبي طالبٍ: " ليسَ في السِّدْرِ حديثٌ صحيحٌ، وما يُعْجِبُني قطعُهُ؛ لأنَّهُ على حَالٍ قد جَاءَ فيه كراهةٌ " (4).
وقالَ _ أيضاً _: " كُلُّ ذَلِكَ مُنْقطعٌ ضعيفٌ " (5).
الذي في المطبوع من سنن البيهقي الكبرى 6/ 141:
"قال الامام أحمد رحمه الله كل ذلك منقطع وضعيف الا حديث ابن جريج فإني لا أدري هل سمع سعيد من عبد الله بن حبشي أم لا والله أعلم "
فهل من تمييز لكلام الامام أحمد من كلام الامام البيهقي.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[13 - 03 - 09, 01:19 م]ـ
بارك الله فيك، ونفع بك.
وأمَّا متابعةُ القاسمِ بنِ يزيدٍ الوزَّانِ _ وَكَانَ شيخَ صدقٍ من الأخيارِ كما في " تاريخ بغداد " (12/ 426) _: فأخرجَها أبو بكرٍ المروزيُّ في كتابِ " الوَرَعِ عنِ الإمامِ أحمدَ بنِ حنبلٍ " (ص:192) _ مُعلَّقةً _ عن أبي بكرِ بنِ عبدِ الخالقِ، عنْ قاسمٍ الوزَّانِ [جاءَ في الأصلِ: الورَّاق، وَهُوَ تحريفٌ]، عنْ وكيعٍ، عنْ محمَّدِ بنِ شريكٍ، به نحوه.
ليتك تحرر نسبة هذا الحديث إلى "الورع" لأبي بكر المَرُّوذي، وكذا كونه معلَّقًا، فإنه جاء في المطبوع بعد قوله: (تم الكتاب ... )، ثم ذكر آثارًا وأحاديث، ثم قال: (هذا آخر ما جاء في هذا الكتاب عن أبي بكر بن عبدالخالق عن شيوخه)، وأبو بكر بن عبدالخالق هو راوي الكتاب عن المرُّوذي، فربما كانت هذه الأحاديث زيادات له على الكتاب.
ـ[عمر الصميدعي]ــــــــ[16 - 03 - 09, 01:44 ص]ـ
بارك الله فيك على هذا البحث القيم
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[16 - 03 - 09, 09:21 ص]ـ
الأخ الفاضلُ محمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ، السلامُ عليكم ورحمةُ اللَّهِ وبركاته:
الظَّاهرُ أنَّ الأمرَ كما ذكرتَ _ حفظكَ اللَّهُ _، وأنَّ هذه المتابعة من زوائدِ أبي بكر بنِ عبدِ الخالقِ على زوائد " الورع "، ولاَ أدري كيفَ فاتني هذا الأمرُ، فإنَّ المرءَ مِنَّا إذا تزاحمت عليهِ الطُّرقُ وكثرت يذهلُ عن بعضِ الأمورِ، وهذا من طبيعةِ البشرِ، فسبحانَ منْ لاَ يضلُّ ولاَ ينسى، فأرجو منَ الأخوةِ الَّذِينَ اطَّلعوا على البحثِ أنْ يُعدِّلوا العبارةَ كالآتي:
أمَّا متابعةُ القاسمِ بنِ يزيدَ الوزَّانِ _ وكانَ شيخَ صِدْقٍ مِنَ الأخيارِ كما في " تاريخِ بغدادَ " (12/ 426) _: فأخرجَها أبو بكرِ بنُ عبدِ الخالفِ _ راوي " الورعِ " _ في زياداتهِ على كتابِ " الورعِ عنِ الإمامِ أحمدَ بنِ حنبلٍ " (ص:192) عنْ قاسمٍ الوزَّانِ، ... الخ.
وجزاكَ اللَّهُ خيرَ الجزاءِ.
¥(63/341)
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[18 - 03 - 09, 09:50 ص]ـ
أخي نادر - حفظك الله -
هل من جواب على تساؤلي (المشاركة #3)؟
ولي ملاحظة: لو وضعت الهوامش في بحثك القيم لكان أفضل.
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[18 - 03 - 09, 10:36 ص]ـ
الأخُ الفاضلُ حسنُ بنُ عبدِ اللَّهِ _ حفظهُ اللَّهُ _، السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللَّهِ وبركاتُهُ:
الظَّاهرُ منْ كلامِ البيهقيِّ أنَّ العبارةَ بأكملها للإمامِ أحمدَ بنِ حنبلٍ _ رحمهُ اللَّهُ _، وقد استغنيتُ عنْ بقيَّةِ عبارتهِ لأجلِ الاضطرابِ الواقعِ في إسنادِهِ، فسواءٌ سمع سعيدٌ منْ عبدِ اللَّهِ بنِ حُبْشيٍّ أَمْ لَمْ يسمعْ، فلاَ فائدةَ منْ ذَلِكَ، فالسَّندُ مضطربٌ.
أمَّا بالنسبةِ للهوامشِ فقدْ قمتُ بإنزالها مع البحثِ، ولكنَّها لَمْ تنزل على الموقع، وسوفَ أحاول إنزالها في وقتٍ آخر إنْ شاءَ اللَّهُ تعالى.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - 03 - 09, 01:08 م]ـ
أخي الكريم نادرًا:
كما أشار الأخ حسن؛ فكلمة (قال الإمام أحمد) ونحوها في مصنفات البيهقي يراد بها البيهقي نفسه، ويدل على ذلك سياق الكلمة، وأنواع المصطلحات والتراكيب المستخدمة، وتصرف الأئمة مع هذه الكلمة حال نقلها -وإن كان يقع لبعضهم الوهم في ذلك؛ إذ إن صرف قوله: (قال الإمام أحمد) إلى الإمام أحمد بن حنبل خطأ شائع-.
وجزاك الله خيرًا.
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[24 - 03 - 09, 08:54 ص]ـ
الأخُ المباركُ محمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ، السَّلامُ عليكمْ ورحمةُ اللَّهُ:
جزاكَ اللَّهُ خيراً عَلَى مَا تُتْحِفَنَا بهِ مِنْ فوائدَ وفرائدَ، والحقُّ معكَ فيما قلتهُ، لذا أرجو من الأخوةِ تعديلَ عبارتي السَّابقة إلى:
وقالَ الإِمامُ البيهقيُّ _ رحمهُ اللَّهُ _: " كُلُّ ذَلِكَ منقطعٌ وضَعِيفٌ، إلاَّ حديث ابنِ جُريجٍ؛ فإنِّي لاَ أدري هلْ سمعَ سعيدٌ مِنْ عبدِ اللَّهِ بنِ حُبْشيٍّ أَمْ لاَ؟، واللَّهُ أعلمُ ".
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[24 - 03 - 09, 08:56 ص]ـ
الأخُ الفاضلُ حسنُ بنُ عبدِ اللَّهِ، السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللَّهِ:
هذهِ هوامشُ البحثِ التي طلبتها:
1 _ ذكرتُ في كتابي: " مُعجمِ من رُمِيَ بالتدليسِ " في ترجمة مَعْمْرِ بنِ راشدٍ (ص: 391) أنَّ السُّيوطيَّ قال: " قال ابنُ العطَّارِ: إنَّه يُدلِّس "، ولم أَرَ مَنْ سبقَ ابنَ العطَّارِ في ذلك، ولا ما يدلُّ على قولِهِ، بخلافِ ابنِ جُريجٍ فهو معروفٌ بالتَّدليسِ.
2 _ سفيانُ بنُ عُيَيْنَةَ وإنْ كانَ ذُكِرَ في المُدلِّسينَ، إلاَّ أنَّهُ قليلُ التَّدليسِ، ولا يُدلِّسُ إلاَّ عن ثقةٍ، لذا جعلوهُ في المرتبةِ الأُولى من مراتبِ المُُدلِّسينَ، وهو هنا _ أيضاً _ قد صرَّحَ بسماعِهِ من عثمانَ بنِ أبي سليمانَ، فروايته ترجحُ على روايةِ ابنِ جُريجٍ.
3 _ " مشكل الآثار " (4/ 120).
4 _ " المسودة في أصول الفقه " (ص: 248)، وانظر _ أيضاً _: " العلل المتناهية " لابن الجوزيِّ (2/ 657)، و " المنار المُنيف " (ص: 127).
5 _ " السُّنن الكُبرى " للبيهقيِّ (6/ 140).
6 _ " الضُّعفاء " لهُ (4/ 396) في ترجمةِ: يحيى بنِ الحارثِ الطَّائيِّ، والزِّيادةُ الَّتي بين معقوفين سقطت من الأصلِ، واستدركناها من " العلل المتناهية " (2/ 657).
7 _ " مشكل الآثار " (4/ 120).
8 _ " السُّنن الكُبرى " (6/ 141)، و " السُّنن والآثار " (8/ 349) كلاهما للبيهقيِّ.
9 _ " فتح الباري " (4/ 55).
10 _ " غريب الحديث " له (1/ 477)، ونقل كلامه البيهقيُّ في السُّنن الكبرى " (6/ 141).
11 _ " العلل المتناهية " (2/ 657).
12 _ " سنن أبي داود " (4/ 361).
13 _ " السُّنن الكُبرى " (6/ 141).
14 _ " غريب الحديث " له (1/ 476 _ 477)، وما بين المعقوفين زيادةٌ من " السُّنن الكُبرى " للبيهقيِّ (6/ 141).
15 _ المصدر السَّابق.
16 _ " النِّهاية في غريب الحديث " له (2/ 353 _ 354).
17 _ " رفعُ الخِدْرِ عن قطعِ السِّدْرِ " (2/ 57 _ ضمن الحاوي للفتاوي).
18 _ قال الشَّيخُ العَجْلُونيُّ _ رحمهُ اللَّهُ _ في " كشفِ الخفاءِ " (2/ 357) _ عن زيادةِ الطَّبرانيِّ _: " وهي مُبَيِّنَةٌ للمرادِ، دافعةٌ للإشْكَالِ ".
19 _ قال الشَّيخُ الألبانيُّ _ رحمهُ اللَّهُ _ في " السِّلْسلةِ الصَّحيحةِ " (2/ 176 _ 177): " وَأَوْلَى من ذلك كلِّه _ عندي _ أنَّ الحديثَ محمولٌ على قطعِ سِدْرِ الحَرَمِ، كما أفادته زيادةُ الطَّبرانيِّ في حديثِ عبدِ اللَّهِ بنِ حُبْشيٍّ، وبذلك يزولُ الإشكالُ، والحمدُ للَّهِ الَّذي بنعمتِهِ تتمُّ الصَّالحاتُ ".(63/342)
جمع الأحاديث الضعيفة المنتشرة و وضع بدائلها الصحيحة؟
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[10 - 03 - 09, 01:44 م]ـ
فهذا يساعد على نشر السنة الصحيحة و الحد من انتشار تلك الأحاديث الضعيفة بإذن الله.
فسوف أقوم - بإذن الله - ببيان ما أقف عليه من الأحاديث المردودة المنتشرة مع بيان بدائلها الصحيحة، و حبذا لو شارك الأخوة بما عندهم فهناك الكثير من تلك الأحاديث ...........
سأضع أولا الحديث الضعيف ثم بديله الصحيح باللون الأحمر و معظمه مستفاد من سلسلتي الأحاديث الصحيحة و الضعيفة للشيخ الألباني - رحمه الله -.
1 - ((إذَا رَأيتُمُ الرَّجُلَ يَعتادُ المساجدَ، فاشْهَدُوا لَهُ بِالإيِمانِ)) [ضعيف]
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني، أين جيراني؟ قال: فتقول
الملائكة: ربنا! و من ينبغي أن يجاورك؟ فيقول: أين عمار المساجد؟ "
[السلسلة الصحيحة: 2728]
2 - ((أيُّمَا امرَأةٍ مَاتَتْ وَزَوجُها رَاضٍ عَنهَا، دَخَلَتِ الجَنَّةَ)). منكر
عن حصين بن محصن أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم تطلب حاجة فلما قضت حاجتها قال: " ألك زوج "؟ قالت: نعم! قال: " فأين أنت منه؟ " قالت: ما آلوه خيرا إلا ما عجزت عنه قال: " انظري فإنه جنتك ونارك ".
3 - " يا عم! والله لو وضعوا الشمس في يميني، و القمر في يساري، على أن أترك هذا
الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته ".
عن موسى بن طلحة حدثني عقيل بن أبي طالب قال:
" جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا: أرأيت أحمد؟ يؤذينا في نادينا، و في
مسجدنا، فانهه عن أذانا، فقال: يا عقيل، ائتني بمحمد، فذهبت فأتيته به،
فقال: يا ابن أخي إن بني عمك زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم، و في مسجدهم،
فانته عن ذلك، قال: فلحظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره (و في رواية:
فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره) إلى السماء فقال:" ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك على أن تشعلوا لي منها شعلة. يعني الشمس "
4 - إنما بعثت رحمة ولم أبعث عذاباً. [شاذ أو منكر]
إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة
يتبع ....
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[13 - 03 - 09, 01:22 ص]ـ
[إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك فإن المنبت لا سفرا قطع ولا ظهرا أبقى فاعمل عمل امرىء يظن أن لن يموت أبدا واحذر حذرا يخشى أن يموت غدا]. (ضعيف)
ملاحظة: [للطرف الأول من الحديث شاهد أخرجه أحمد دون قوله: ولا تبغض إلى نفسك ... إلخ فهو بما قبله حسن والله أعلم]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَيَسِّرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدَّلْجَةِ
إن لله ملائكة و هم الأكروبيون، من شحمة أذن أحدهم إلى ترقوته مسيرة سبعمائة عام للطائر السريع في انحطاطه ".
" أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش، ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة ".
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[21 - 03 - 09, 02:07 م]ـ
أرجو أن يثبت هذا الموضوع لفكرته الجديدة، فلم أجد من صنّف في هذا المجال وبدل أن يضعف فقط يأتي بالصحيح
وفي الصحيح كما يُقال غنية سواء كان الضعيف صحيح المعنى أو باطل
من أفضل المواضيع التي قرأت لإنه لا يقول ضعيفاً فقط بل يوجد البديل!
من يقول ضعيف او حرام أفضل منه من يوجد البديل فلا يكفي التضعيف والتصحيح دون جمع طرق الحديث
وفهمها واستخلاص حل للسائل والله أعلم
جزاك الله خيراً أخي وزادك علماً
متابع
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[21 - 03 - 09, 02:11 م]ـ
للإضافة:
حديث:
89665 - من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، و من لا يصبح و يمسي ناصحا لله و رسوله و لكتابه و لإمامه و لعامة المسلمين فليس منهم
الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 312
خلاصة الدرجة: ضعيف
ويغني عنه الحديث الصحيح "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد
إذا اشتكى منه عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى "
ويغني عنه أيضا الأحاديث التالية:
البدائل الصحيحة لبيان اهمية النصيحة:
(1) فى الصحيحين من حديث جرير بن عبد الله قال بايعت النبى على إيقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم.
(2) فى الصحيحين من حديث معقل بن يسار قال: قال النبى ما من عبد يسترعيه الله رعية ثم لم يحطها بنصحه الا لم يدخل الجنة
(3) فى صحيح مسلم من حديث ابى هريرة عن النبى قال: حق المؤمن على المؤمن ست فذكر منها وإذا استنصحك فانصح له
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[21 - 03 - 09, 02:47 م]ـ
أنا أجمع في كُنّاشي هذا الموضوع
اذكروا محاسن موتاكم ضعيف
لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا إليه
¥(63/343)
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[21 - 03 - 09, 02:49 م]ـ
ما أخذ بسيف الحياء فهو باطل
أظنه لا أصل له
لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس
ـ[عبد المتين]ــــــــ[21 - 03 - 09, 04:59 م]ـ
" إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني، أين جيراني؟ قال: فتقول
الملائكة: ربنا! و من ينبغي أن يجاورك؟ فيقول: أين عمار المساجد؟ "
في تخريج أحاديث الإحياء قال الحافظ العراقي: أخرجه أبو نعيم من حديث أبي سعيد بسند ضعيف يقول الله عز وجل يوم القيامة أين جيراني فتقول الملائكة من هذا الذي ينبغي له أن يجاورك فيقول أين قراء القرآن وعمار المساجد وهو في الشعب نحوه موقوفا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح وأسند ابن حبان في الضعفاء آخر الحديث من حديث سلمان وضعفه.
ـ[عبد المتين]ــــــــ[21 - 03 - 09, 05:25 م]ـ
عن حصين بن محصن أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم تطلب حاجة فلما قضت حاجتها قال: " ألك زوج "؟ قالت: نعم! قال: " فأين أنت منه؟ " قالت: ما آلوه خيرا إلا ما عجزت عنه قال: " انظري فإنه جنتك ونارك ".
لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا شعيب بن إسحاق كما قال الطبراني في المعجم الأوسط.
ـ[عبد المتين]ــــــــ[21 - 03 - 09, 05:51 م]ـ
عن موسى بن طلحة حدثني عقيل بن أبي طالب قال:
" جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا: أرأيت أحمد؟ يؤذينا في نادينا، و في مسجدنا، فانهه عن أذانا، فقال: يا عقيل، ائتني بمحمد، فذهبت فأتيته به، فقال: يا ابن أخي إن بني عمك زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم، و في مسجدهم، فانته عن ذلك، قال: فلحظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره (و في رواية:
فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره) إلى السماء فقال:" ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك على أن تشعلوا لي منها شعلة. يعني الشمس "
الخبر يحتاج لتحقيق دقيق لا سيما و أنّ خلوّ أمّهات كتب السّنّة من هذا الحديث يبعث على التحرّي قبل الجزم بصحّته و الله أعلم.
ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[22 - 03 - 09, 12:09 ص]ـ
الجنة تحت أقدام الأمهات
ضعيف
بديل صحيح
أن جاهمة جاء على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك؟ فقال: هل لك من أم. قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها
ـ[السيد زكي]ــــــــ[22 - 03 - 09, 04:48 ص]ـ
أخي /ابو عبد الله قريق نصحا للبحث في لفظة سيدنا فقد كان أخر قول النبي صلى الله عليه وسلم "السيد هو الله "وذلك ردا لمدح وفد بني عامر وذلك في عام الوفود وهو مستند لنسخ ما قبله من مواقف واقوال للنبي في اطلاق هذا اللفظ في قول النبي قوموا لسيدكم وغيره من الادلة التي-ايضا- ينسخها بل اقوى منها في الاستدلال انه لم تروى لنا رواية قال فيها صحابي او تابعي لفظة سيدنا عند ذكره للنبي ولم يرد عن الصحابة انهم كانوا ينادون النبي او عندما يتحدثون عنه في غيابه بهذه اللفظة قبل اسمه او صفته
وان كان هناك استدلال يثبت غير ذلك فارجو ان تنفعني به وجزاك الله خيرا.
ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[22 - 03 - 09, 11:32 ص]ـ
أخي السيد زكي جزاك الله خيرا على حرصك على نصح اخوانك، ولكني بحثت في المسالة فوجدت الأمر واسع ووجدت كلام طيب للشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى و إليك نصه:ــ
السؤال: هذه رسالة من السائل يوسف سيد أحمد من ليبيا سبها له عدة أسئلة في رسالته سؤاله الأول يقول فيه هل يجوز ذكر السيادة للرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه سواء في التشهد أو خلافه وما هو الأفضل ذكرها أم تركها وهل يجوز التوسل به صلى الله عليه وسلم أم لا؟
الجواب: الجواب عن السؤال الذي عرض علينا في هذه الحلقة وهو تسويد الرسول صلى الله عليه وسلم عند الصلاة عليه فإننا نقول لا ريب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد ولد الخلق سيد ولد آدم وأنه له السيادة المطلقة عليهم لكنها السيادة البشرية سيادة بشر على بشر أما السيادة المطلقة فإنها لله عز وجل فالرسول عليه الصلاة والسلام سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة وهو إمامهم عليه الصلاة والسلام ويجب على المؤمن أن يعتقد ذلك في رسوله صلى الله عليه وسلم أما زيادة سيدنا في الصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم فإنها إن أردنا الألفاظ التي ورد بها النص لا ينبغي ذكرها إذا كانت لم تذكر لأن الصيغة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الصلاة عليه هي أحسن الصيغ وأولاها بالاتباع أما إذا كان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة مطلقة فإنه لا بأس أن يقول صلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن مثلاً لا بأس أن يقولها لأن النبي صلى الله عليه وسلم له السيادة على البشر ولكننا في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد لا نزيدها لأنها لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقول السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ولا نقول السلام عليك سيدنا أيها النبي ونقول اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد ولا نقول اللهم صلي على سيدنا محمد بل ولا نقول اللهم صلي على نبينا محمد بل نقول اللهم صلى على محمد كما جاء به النص هذا هو الأولى والأفضل أما التوسل ..... الخ).
وهذا هو المصدر http://www.saaid.net/fatwa/f60.htm
هذا والله اعلم.
اخي السيد زكي لفت نظري اسمك السيد اما يمكنك أن تغيره الى غيره (في الملتقى) حتى لا ينكر عليك أحد بأن (السيد هو الله تبارك وتعالى) وهو لا يعرف حرصك على هذا الامر، لأني احبك في الله (ابتسامة) ...
¥(63/344)
ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[22 - 03 - 09, 12:40 م]ـ
هذا الرابط قد يفيد،،،
http://www.qquran.com/forum/archive/index.php?t-8803.html
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[23 - 03 - 09, 01:01 ص]ـ
" اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي " رواه الترمذي وقال: حديث حسن
قال السبخ الألباني: كذا قال: ولعله في بعض نسخ الترمذي وإلا ففي نسخ بولاق (2/ 261): (حديث غريب) يعني: ضعيف وهو اللائق بحال إسناده فإن فيه انقطاعا وضعفا لا سيما وقد رواه ابن حبان (2431 - موارد) وأحمد (4/ 444) من طريق أخرى: " اللهم قني شر نفسي واعزم على رشدي أمري ". وسنده صحيح على شرط الشيخين
وروى أحمد (4/ 217) عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " اللهم اغفر لي ذنبي خطئي وعمدي اللهم إني أستهديك لأرشد أمري وأعوذ بك من شر نفسي ". وسنده جيد
ما من مسلم أو إنسان أو عبد يقول حين يمسي وحين يصبح ثلاث مرات: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً؛ إلا كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة).
ضعيف
عَنِ الْمُنَيْذِرِ، َ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ: رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا، فَأَنَا زَعِيمٌ لَآخُذَنَّ بِيَدِهِ حَتَّى أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ "
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[23 - 03 - 09, 01:07 ص]ـ
هذا الرابط قد يفيد،،،
http://www.qquran.com/forum/archive/index.php?t-8803.html
جزاكم الله خيرا،، رابط مفيد فعلا.
ـ[أبو جابر الجزائري]ــــــــ[05 - 05 - 09, 09:01 ص]ـ
بارك الله في أخي الحبيب على الموضوع
منها " الدعاء مخ العبادة "
قال الشيخ الألباني:
قوله صلى الله عليه و سلم: الدعاء هو العبادة. أخرجه أصحاب السنن بسند صحيح وهو في صحيح أبي داود 1329 وهو بلفظ مخ العبادة ضعيف انظر المشكاة 2230 (السلسلة الضعيفة ح 21).
ورواه الترمذي ثم قال معقبا: "هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث بن لهيعة).
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[05 - 05 - 09, 10:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي و بارك فيكم(63/345)
لماذا جهل الإمام ابن حجر والإمام الألباني هذا الراوي؟
ـ[سليمان أحمد]ــــــــ[11 - 03 - 09, 07:06 ص]ـ
إخوتي فرسان الحديث أحد الرواة وهو هانئ بن هانئ الهمداني روى عن علي بن أبي طالب روى عنه أبو إسحاق السبيعي ذهب الإمام الألباني إلى أنه مجهول لأنه لم يرو عنه إلا واحد ولأن ابن المديني قال مجهول وقال الشافعي لا يعرف وأهل الحديث لا يثبتون حديثه لجهالة حاله.
وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: مستور
قلت: رغم أنه نقل عن النسائي أنه قال فيه لا بأس به ووثقه ابن حبان
فلماذا لم يأخذوا بقول النسائي مع أنه من غير المتساهلين في التوثيق؟
ولماذا لم يقدموا قاعدة من عرف حجة على من لم يعرف؟
وكونه لم يرو عنه إلا واحد هذا ليس بجرح فكم من رواة الصحيحين لم يرو عنه إلا واحد
ـ[وليد بن محمد الجزائري]ــــــــ[11 - 03 - 09, 01:52 م]ـ
أخي قولك النسائي غير متساهل في التوثيق فيه نظر.
و قد سأل الشيخ الألباني رحمه الله عن توثيق النسائي فأجاب أن تساهله قريب من تساهل العجلي في توثيق المجاهيل (سلسلة الهدى و النور_الشريط 845 f).
و قد نص على هذا الشيخ المعلمي في التنكيل.
و السلام.
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[11 - 03 - 09, 04:01 م]ـ
هانيء بن هانيء الهمداني قال عنه ابن سعد كما في طبقاته [6/ 223]: وكان منكر الحديث. اهـ
فتح الله عليك.
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[11 - 03 - 09, 05:44 م]ـ
أخي الشيخ وليد الجزائري بارك الله فيك
النسائي من المتشددين في الجرح، فقد قال ابن طاهر: سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل، فوثقه، فقلت: قد ضعفه النسائي، فقال: يابني: إن لأبي عبدالرحمن شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم. انظر غير مأمور: السير (14/ 131)، تذكرة الحفاظ (2/ 700)، شروط الأئمة الستة (ص21).
قال الذهبي: «صدق فإنه لين جماعة من صحيحي البخاري ومسلم».
بل وقد تجنب النسائي إخراج حديث جماعة من رجال الصحيحين، وقد وصفه الحافظ ابن حجر بالتعنت في عدة تراجم في مقدمة الفتح. انظر: هدي الساري (387).
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[11 - 03 - 09, 06:36 م]ـ
قال الشيخ الالباني - رحمه الله - كما في اسئلة شيخنا أبي الحسن السليماني كما ورد في كتاب " الدرر في مسائل المصطلح والأثر " ص 162: أما بالنسبة للنسائي فهو كالعجلي تقريبا في التساهل، هو فعلا يوثق بعض المجهولين لكن ليس مكثرا من ذلك كما يفعل غيره من المتساهلين. اهـ
ثم سأله شيخنا أبو الحسن: إذا انفرد النسائي نعامله معاملة العجلي أو أحسن حالا من العجلي والأصل القبول؟.
فأجاب -رحمه الله -: ننظر إلى الرواة عن هذا الموثق عددا ووصفا، وكذلك من أخرج له من أصحاب الكتب التي فيها انتقاء أو فيها شيء من التشدد والتحري في الشرط؛ هذا يساعد على الثقة وكذلك أيضا علو الطبقة ونزولها كل ذلك يساعد، من القرائن التي تُراعى. اهـ
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[11 - 03 - 09, 10:27 م]ـ
سبحان الله
انظر هنا
أخي الشيخ وليد الجزائري بارك الله فيك
النسائي من المتشددين في الجرح، فقد قال ابن طاهر: سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل، فوثقه، فقلت: قد ضعفه النسائي، فقال: يابني: إن لأبي عبدالرحمن شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم. انظر غير مأمور: السير (14/ 131)، تذكرة الحفاظ (2/ 700)، شروط الأئمة الستة (ص21).
قال الذهبي: «صدق فإنه لين جماعة من صحيحي البخاري ومسلم».
بل وقد تجنب النسائي إخراج حديث جماعة من رجال الصحيحين، وقد وصفه الحافظ ابن حجر بالتعنت في عدة تراجم في مقدمة الفتح. انظر: هدي الساري (387).
ثم انظر هنا
قال الشيخ الالباني - رحمه الله - كما في اسئلة شيخنا أبي الحسن السليماني كما ورد في كتاب " الدرر في مسائل المصطلح والأثر " ص 162: أما بالنسبة للنسائي فهو كالعجلي تقريبا في التساهل، هو فعلا يوثق بعض المجهولين لكن ليس مكثرا من ذلك كما يفعل غيره من المتساهلين. اهـ
ثم سأله شيخنا أبو الحسن: إذا انفرد النسائي نعامله معاملة العجلي أو أحسن حالا من العجلي والأصل القبول؟.
فأجاب -رحمه الله -: ننظر إلى الرواة عن هذا الموثق عددا ووصفا، وكذلك من أخرج له من أصحاب الكتب التي فيها انتقاء أو فيها شيء من التشدد والتحري في الشرط؛ هذا يساعد على الثقة وكذلك أيضا علو الطبقة ونزولها كل ذلك يساعد، من القرائن التي تُراعى. اهـ
ـ[وليد بن محمد الجزائري]ــــــــ[11 - 03 - 09, 11:36 م]ـ
أخي محمد الحارثي
كون النسائي متشدد في الجرح لا يمنع تساهله في أحوال خاصة.
انظر فقط صنع ابن حبان فهو متساهل في توثيق المجاهلين و لا يمنعه هذا أن يوصف بالتعنت في الجرح.
مثال ذلك أنه رمى بالوضع غير واحد من الثقات.(63/346)
تخريجُ الأحَادِيثِ الواردةِ في اغتسالِ الكافرِ إِذَا أَسْلَمَ
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[11 - 03 - 09, 09:33 ص]ـ
تخريجُ الأَحَادِيثِ الوَارِدَةِ في اغْتِسَالِ الكَافِرِ إِذَا أَسْلَمَ
الحمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالمِينَ، والصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَى سَيِّدِ المُرْسَلِينَ، وبَعْدُ:
فَهَذَا تخريجٌ للأَحَادِيثِ الوَارِدَةِ في أَمْرِ الكَافِرِ بِالاغْتِسَالِ عندَ إِسَلاَمِهِ، فَقَدْ قُمْتُ بِجَمْعِِهَا وَتَخْرِيجِهَا لِيَنْتَفِعَ بِهَا طَلَبَةُ العِلْمِ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ الأَجْرَ والمَثُوبَةَ في ذَلِكَ.
• الحديثُ الأَوَّلُ: حَدِيثُ قَيْسِ بنِ عَاصِمٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _.
أخرجه أحمدُ في " المسندِ " (5/ 61_ رقم:2063) واللَّفظُ لَهُ _ ومنْ طريقِهِ: ابنُ الجوزيِّ في " التَّحقيقِ في أحاديثِ الخلافِ " (1/ 223 _ رقم:255) _، والتِّرمذيُّ في " السُّننِ " (رقم:605)، وابنُ خُزيمة في " صحيحِهِ " (1/ 126 _ رقم:254) منْ طَرِيقِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ مهديٍّ، عنْ سفيانَ الثَّوريِّ، عنِ الأغرِّ بنِ الصَّبَّاحِ، عنْ خليفةَ بنِ حصينٍ، عنْ قيسِ بنِ عاصمٍ: أَنَّهُ أَسْلَمَ، فَأَمَرُهُ النَّبيُّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ أنْ يَغْتَسِلَ بماءٍ وسِدْرٍ.
أَقُولُ: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ؛ وَتَابَعَ عبدَ الرَّحمنِ بنَ مهديٍّ عليهِ كلٌّ منْ: يحيى بنِ سعيدٍ القطَّانِ، وأبي دَاوُدَ الحَفَريِّ، ومحمَّدِ بنِ كثيرٍ العبديِّ، وأبي عاصمٍ النَّبيلِ الضَّحَّاكِ بنِ مخلدٍ، وعبدِ الرَّزَّاقِ بنِ همَّامٍ الصَّنعانيِّ.
أمَّا متابعةُ يحيى القطَّانِ: فأخرجَها النَّسائيُّ في " السُّننِ الصُّغرى " (1/ 109 _ رقم:188) و " السُّننِ الكُبرى " (1/ 107 _ رقم:193)، وابنُ خُزيمةَ في " صحيحِهِ " (1/ 126 _ رقم:255)، وابنُ حِبَّانَ في " صحيحِهِ " (4/ 45 _ رقم:1240، ترتيب ابن بلبان).
وأمَّا متابعةُ أبي دَاوُدَ الحَفَريِّ: فأخرجَها العِجْلِيُّ في " الثِّقاتِ " (ص:393).
وأمَّا متابعةُ محمَّدِ بنِ كثيرٍ: فأخرجَها أبو دَاوُدَ في " سننِهِ " (رقم:355)، وأبو نُعيمٍ في " الحِلْيةِ " (7/ 117).
وأمَّا متابعةُ أبي عاصمٍ النَّبيلِ: فأخرجَها الطَّبرانيُّ في " المعجمِ الكبيرِ " (18/ 338 _ رقم:866)، والبيهقيُّ في " السُّننِ الكُبرى " (1/ 171 _ رقم:778)، وأبو نُعيمٍ في " الحِلْيةِ " (7/ 117).
وأمَّا متابعةُ عبدِ الرَّزَّاقِ بنِ همَّامٍ: فأخرجَها في " مُصنَّفِهِ " (6/ 9 _ رقم:9833) و (10/ 318 _ رقم: 19225).
قالَ الترمذيُّ: " هَذَا حديثٌ حَسَنٌ لا نعرفُهُ إلاَّ منْ هَذَا الوجهِ ".
وقالَ أبو نُعيمٍ: " مشهورٌ منْ حديثِ الثَّوريِّ ".
وخَالَفَ وكيعٌ أَصْحَابَ الثَّوريِّ فِيهِ، فأخرجَهُ في " مسندِهِ " _ كما في " النُّكتِ الظِّرافِ " لابنِ حَجَرٍ (8/ 290) _، ومنْ طريقِهِ: أحمدُ في " المسند " (5/ 61 _ رقم:20634)، وأبو عليِّ بنُ السَّكنِ في " السُّننِ " _ كَمَا في " بيانِ الوَهَمِ والإيهامِ " لابنِ القطَّانِ (2/ 429) _ عنْ سفيانَ الثَّوريِّ، عنِ الأغرِّ، عنْ خليفةَ بنِ حُصينِ بنِ قيسِ بنِ عاصمٍ، عنَ أَبِيهِ؛ أنَّ جدَّهُ أَسْلَمَ عَلَى عَهْدِ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، فأَمَرَهُ أنْ يَغْتسِلَ بماءٍ وسِدْرٍ.
قالَ ابنُ السَّكنِ: " هَكَذا رَوَاهُ وَكِيعٌ مُجوَّداً، عنْ أَبِيهِ، عنْ جدِّهِ، ويحيى بنُ سعيدٍ وجماعةٌ رَوَوْهُ عنْ سفيانَ، ولَمْ يَذْكُرُوا أباهُ ".
وَتَابَعَ وكيعاً عَلَى مخالفتِهِ: قبيصةُ بنُ عقبةَ، أخرجَهُ يعقوبُ بنُ سفيانَ الفَسَويُّ في " المعرفةِ " (1/ 296) و (3/ 187)، والبيهقيُّ في " السُّنن الكبرى " (1/ 172_ رقم:780) من طريق قبيصةَ، عن سفيانَ، به نحوه.
¥(63/347)
قلتُ: وكيعُ بنُ الجرَّاحِ ثقةٌ حافظٌ، إلاَّ أنَّ الإمامَ أحمدَ بنَ حنبلٍ سُئِلَ: إِذَا اخْتَلَفَ وكيعٌ وعبدُ الرَّحمنِ بنُ مهديٍّ، بقولِ مَنْ نأخُذُ؟ فقالَ: " نُوافقُ عبدَ الرَّحمنِ أكثر، وخاصَّةً في سفيانَ، كَانَ مَعْنِيّاً بحديثِهِ "، وسُئِلَ أبو دَاوُدَ: أَيُّما أحفظُ؛ وكيعٌ أَوْ عبدُ الرَّحمنِ؟ قالَ: " وكيعٌ أحفظُ، وعبدُ الرَّحمنِ أَتْقَنُ "، وقالَ عليُّ بنُ المدينيِّ: " مَا رأيتُ أعلمَ بالرِّجالِ منْ يحيى القطَّانِ، وَلاَ رأيتُ أعلمَ بصوابِ الحديثِ والخطإ منِ ابنِ مهديٍّ "، وقالَ الذَّهبيُّ في " السِّير " (9/ 152): " فالَّذِي أعتقدُهُ أَنَا أنَّ عبدَ الرَّحمنِ أعلمُ الرَّجلينِ، وأفضلُ، وأتقنُ، وبكلِّ حالٍ هُمَا إِمَامَانِ نظيرانِ ".
أقولُ: وأنتَ تَرَى أنَّ عبدَ الرَّحمنِ بنَ مهديٍّ قَدْ خَالَفَ وكيعاً في هَذَا الحديثِ، وقَدْ تَابَعَهُ يحيى بنُ سعيدٍ القطَّانُ، وغيرُهُ منْ أصحابِ الثَّوريِّ _ كَمَا مرَّ آنفاً _، ويحيى القطَّانُ أَثْبَتُ منِ ابنِ مَهْديٍّ ووكيعٍ في الثَّوريِّ، قالَ الدُّوريُّ عنِ ابنِ معينٍ: " يحيى القطَّانُ أَثْبَتُ من ابنِ مَهْديٍّ في سفيانَ "، وقال أبو زُرْعةَ الدِّمشقيُّ: " قلتُ لابنِ معينٍ: يحيى القطَّانُ فوقَ ابنِ مَهْديٍّ؟ قالَ: نَعَمْ "، وقالَ الإمامُ أحمدُ: " يحيى بنُ سعيدٍ أَثْبتُ منْ هؤلاءِ _ يعني: ابنَ مَهْديٍّ، ووكيعاً، وغيرَهُمَا _ ".
وَمَعَ ذَلِكَ؛ فهوَ قَدْ وَافَقَ ابنَ مَهْديٍّ عَلَى هَذِهِ الرِّوايةِ، فَتَرَجَّحَتْ رِوَايَتُهُمَا على روايةِ وكيعٍ، وممَّا يدلُّ على أنَّ وكيعاً قَدْ أخطأَ فِيهَا، أنَّ محمَّدَ بنَ سعدٍ _ وَهُوَ صَدُوقٌ _ قَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ عنهُ، فوافقَ أصحابَ سفيانَ الثَّوريِّ في عَدَمِ ذِكْرِهِمْ: (عنْ أبيه) في هَذِهِ الرِّوايةِ.
فَقَدْ قالَ ابنُ سعدٍ في " الطَّبقاتِ " (7/ 36): أخبرنا وكيعُ بنُ الجرَّاحِ؛ قالَ: حدَّثنا سفيانُ، عنِ الأغرِّ المنقريِّ، عنْ خليفةَ بنِ الحُصينِ، عنْ قيسِ بنِ عاصمٍ، فَذَكَرَهُ بنحوِهِ.
وتابع ابنَ سعدٍ عليهِ: سعدانُ بنُ نصرٍ _ وَهُوَ صَدُوقٌ أيضاً _، أخرجَهُ البيهقيُّ في " السُّنن الكبرى " (1/ 171 _ رقم:779) منْ طريقِهِ؛ قالَ: حدَّثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، به نحوه.
لِذَلِكَ قَالَ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في " النُّكتِ الظِّرافِ " (8/ 290 _ حاشية " التُّحفة ") _ بعدَ إِيرادِهِ لِرِوَايَةِ وكيعٍ _: " إنَّهُ خطأٌ، ليسَ فِيهِ: (عنْ أبيه)، حَكَاهُ ابنُ أبي حاتمٍ في " العللِ "، وَهَكَذَا رَوَاهُ أبو خيثمةَ، وغيرُ واحدٍ، عنْ وكيعٍ ".
قلتُ: وأمَّا قبيصةُ بنُ عقبةَ فقدْ قالَ عنهُ ابنُ معينٍ: " قبيصةُ ثقةٌ في كلِّ شيءٍ إلاَّ في حديثِ سفيانَ، فليس بِذَاكَ القويِّ؛ فإنَّهُ سمعَ منهُ وَهُوَ صغيرٌ "، وَرَوَى حنبلٌ عنْ أبي عبدِ اللَّهِ أحمدَ بنِ حنبلٍ قالَ: " كَانَ كثيرَ الغَلَطِ، وَكَانَ صغيراً لاَ يضبطُ، قلتُ لأبي عبدِ اللَّهِ: فَفِي غيرِ سفيانَ؟ قالَ: كَانَ رجُلاً صالحاً ثقةً، لاَ بأسَ به في بدنِهِ، وَأَيُّ شيءٍ لَمْ يكنْ عندَهُ؟ _ يعني: أنَّهُ كثيرُ الحديثِ _ ".
وقالَ الإمامُ الذَّهبيُّ في " السِّير " (10/ 133): " الرَّجُلُ ثقةٌ، وَمَا هُوَ في سفيانَ كابنِ مَهْديٍّ ووكيعٍ، وَقَدْ احْتجَّ بِهِ الجماعةُ في سفيانَ وغيرِهِ ".
لذلكَ قالَ عنهُ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في " التَّقريبِ " (2/ 122): " صَدُوقٌ، رُبَّمَا خَالَفَ ".
أقولُ: وَهَذَا ممَّا خَالَفَ فيهِ، ويُؤكِّدُ هَذَا أنَّ أبا دَاوُدَ الحَفَريَّ قَدْ خالفَهُ في رِوَايَتِهِ هذِهِ، وقَدْ قَالَ عبَّاسٌ الدُّوريُّ: " سمعتُ يحيى بن معين يُقدِّمُ الحَفَريَّ في حَدِيثِ سفيانَ عَلَى محمَّدِ بنِ يوسفَ الفِرْيابيِّ، وقبيصةَ ".
¥(63/348)
وَرِوَايَةُ قبيصةَ _ هَذِهِ _ ذَكَرَهَا ابنُ أبي حاتمٍ في " العللِ " (1/ 24) حيثُ سَأَلَ أباهُ عَنْهَا؛ فقالَ: " إنَّ هَذَا خطأٌ، أخطأَ قبيصةُ في هَذَا الحَدِيثِ، إنَّما هُوَ: الثَّوريُّ، عنِ الأغرِّ، عنْ خليفةَ بنِ حصينٍ، عنْ جدِّهِ قيسٍ؛ أنَّهُ أَتَى النَّبيَّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، ليسَ فِيهِ أَبُوهُ ".
• الحديثُ الثَّاني: حَدِيثُ ثُمامةَ بنِ أُثالٍ _ رضيَ اللَّهُ عنهُ _.
أَخْرَجَ حديثَهُ عبدُ الرَّزَّاقِ في " المصنَّفِ " (6/ 9 _ رقم:9834) و (10/ 318 _ رقم:19226) _ ومنْ طريقِهِ: ابنُ خُزيمةَ في " صحيحِهِ " (1/ 125 _ رقم:253)، وابنُ الجارودِ في " المُنتقى " (رقم:15)، والبيهقيُّ في " السُّننِ الكُبرى " (1/ 171) و " السُّننِ الصُّغرى " (1/ 64 _ رقم:138)، والطَّحاويُّ في " مشكلِ الآثارِ " (رقم:4517) _ قالَ: أخبرنا عُبيدُ اللَّهِ وعبدُ اللَّهِ ابْنَا عُمَرَ، عنْ سعيدٍ المَقْبُريِّ، عنْ أبي هُريرةَ؛ أنَّ ثُمامةَ الحنفيَّ أُسِرَ، فكان النَّبيُّ _ صلَّى اللَّهِ عليهِ وسلَّمَ _ يَغْدُوا عليهِ؛ فيقولُ: " مَا عِنْدَكَ يا ثُمَامةُ؟ "، فيقولُ: إنْ تَقْتُلْ؛ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وإنْ تمنَّ؛ تمنَّ عَلَى شَاكِرٍ، وإنْ تُرِدِ المالَ؛ نُعْطِ منهُ مَا شِئْتَ، وَكَانَ أصحابُ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ يُحبُّونَ الفِدَاءَ، وَيَقُولُونَ: مَا نصنعُ بقتلِ هَذَا، فمرَّ عليهِ النَّبيُّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ يوماً، فأسلمَ، فَحَلَّهُ، وبَعَثَ بِهِ إِلى حائطِ أبي طلحةَ، فأمرَهُ أنْ يَغْتَسِلَ، فاغْتَسَلَ، وصلَّى ركعتينِ، فقال النَّبيُّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم _: " لقدْ حَسُنَ إسلامُ أَخِيكُمْ ".
وأخرجَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " (1/ 280 _ 281) من طريقِ عبدِ الرَّزَّاقِ _ أيضاً _، إلاَّ أنَّهُ اقْتَصَرَ عَلَى رِوَايَةِ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ، دُونَ رِوَايَةِ أَخِيهِ عُبيدِ اللَّهِ.
وأخرجَهُ البزَّارُ في " مسندِهِ " (1/ 167 _ رقم:333، كشف الأستار) من طريق عبدِ الرَّزَّاقِ _ أيضاً _، إلاَّ أنَّهُ اقْتَصَرَ عَلَى رِوَايَةِ عُبيدِ اللَّهِ بنِ عمرَ [كَذَا جَاءَ في " كشفِ الأستارِ " _ مُصغَّراً _ وَهُوَ الصَّوابُ، وَجَاءَ في " مجمعِ الزَّوائدِ " للهيثميِّ (1/ 283): عبد اللَّه بن عمر _ مُكبَّراً _] دُونَ رِوَايَةِ أَخِيهِ عبدِ اللَّهِ، فقالَ: حدَّثنا سلمةُ بنُ شبيبٍ، وزهيرُ بنُ محمَّدٍ _ واللَّفظُ لزهيرٍ _، أخبرنا عبدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا عُبيدُ اللَّهِ بنُ عمرَ، عن سعيدٍ المَقْبُريِّ، عنْ أبي هُريرةَ؛ أنَّ ثُمَامةَ بنَ أُثَالٍ أَسْلَمَ، فأمرهُ النَّبيُّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ أنْ يغتسلَ بماءٍ وسِدْرٍ.
وتَابَعَ عبدَ الرَّزَّاقِ عليهِ كلٌّ منْ: سُريجِ بنِ النُّعمانَ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ غزوانَ _ قُرَاد _.
أمَّا متابعةُ سُريجٍ: فأخرجَها أحمدُ في " المسندِ " (2/ 483 _ رقم:10273) مُقْتَصِراً عَلَى رِوَايَةِ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ دُونَ رِوَايةِ أَخِيهِ.
وأمَّا متابعةُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ غزوانَ: فأخرجَها أحمدُ _ أيضاً _ في " المسندِ " (2/ 304 _ رقم:8024) مقتصراً عَلَى رِوَايَةِ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ _ أيضاً _.
أقولُ: رِوَايةُ عُبيدِ اللَّهِ بنِ عمرَ رِوَايَةٌ صَحِيحَةٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيخينِ، وَقَدْ تَابَعَهُ أَخُوهُ عبدُ اللَّهِ بنُ عمرَ _ وَهُوَ ضعيفٌ _، وَأَصْلُُ الحَدِيثِ في " الصَّحيحينِ "، لكنْ جَاءَ فِيهِمَا أنَّ ثُمامةَ بنَ أُثَالٍ هُوَ الَّذِي اغْتَسَلَ مِنْ غيرِ أَمْرِ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ لَهُ بِذَلِكَ.
والزِّيادةُ الَّتي في رِوَايَةِ البزَّارِ؛ وَهِيَ: اغْتِسَالُهُ بالماءِ والسِّدْرِ، زِيَادَةٌ شاذَّةٌ؛ لأنَّها منْ طَرِيقِ عبدِ الرَّزَّاقِ، وعبدُ الرَّزاقِ أَخْرَجَ الحَدِيثَ في " مُصنَّفِهِ " منْ غيرِ هَذِهِ الزِّيادةِ، وزهيرُ بنُ محمَّدٍ رَاوِيهَا عنهُ _ واللَّفظُ لهُ _ هُوَ: ابنُ قميرٍ، فَلَعَلَّهُ سمعَ هَذِهِ الزِّيادةَ منْ عبدِ الرَّزَّاقِ بعدَ اختلاطِهِ، فَاللَّهُ أعلمُ.
¥(63/349)
• الحديثُ الثَّالثُ: حَدِيثُ واثلةَ بنِ الأسقعِ _ رضيَ اللَّهُ عنهُ _.
أَخْرَجَ حديثَهُ الحاكمُ في " المستدركِ " (3/ 659 _ رقم:6428)، والطَّبرانيُّ في " المعجمِ الكبيرِ " (22/ 68 _ رقم:199)، و " المعجم الصَّغير " (رقم:880 _ الرَّوض الدَّاني)، وأبو نُعيمٍ في " الحِلْيَةِ " (9/ 329) و " أخبارِ أصبهانَ " (رقم:40158)، وأبو الشَّيخِ الأصبهانيُّ في " طبقاتِ المُحدِّثينَ بأصبهانَ " (3/ 238 _ 239)، والخطيبُ في" تاريخِ بغدادَ " (13/ 71، 72) _ ومن طريقِهِ: ابنُ عساكرَ في " تاريخِ دمشقَ " (62/ 355) _ واللَّفظُ له، وابنُ عساكرَ في " تاريخِ دمشقَ " (62/ 355 _ 356) منْ طريقِ سُليمِ بنِ منصورِ بنِ عمَّارٍ؛ قالَ: حدَّثني أبي؛ قالَ: حدَّثني معروفٌ الخيَّاطُ أبو الخطَّابِ؛ قالَ: سمعتُ واثلةَ بنَ الأسقعِ يقولُ: لَمَّا أَسْلَمْتُ أَتَيتُ النَّبيَّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، فَأَسْلَمْتُ عَلَى يَدَيْهِ، فقالَ لِي: " اذْهَبْ فاحْلِقْ عَنْكَ شَعْرَ الكُفْرِ، واغْتَسِلْ بماءٍ وسِدْرٍ ".
وَزَادَ الحاكمُ: ومَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ عَلَى رَأْسِي.
قلتُ: إسنادُهُ ضعيفٌ جدّاً؛ لأَمْرَيْنِ:
الأوَّلُ: منصورُ بنُ عمَّارٍ قالَ عنهُ أَبُو حاتمٍ: " ليسَ بالقويِّ "، وقال ابنُ عَدِيٍّ: " مُنْكرُ الحديثِ "، وقالَ الدَّارقطنيُّ: " يَرْوِي عنْ ضعفاء أحاديثَ لا يُتَابعُ عَلَيْهَا، وَذَهَبَ الذَّهبيُّ إلى أنَّه ضعيفٌ جدّاً؛ فقالَ في" الميزانِ " (4/ 188)، و " السِّير " (9/ 95): " وسَاقَ ابنُ عَدِيٍّ مناكيرَ لمنصورٍ تَقْضِي بأنَّهُ وَاهٍ جِدّاً ".
الثَّاني: شيخُهُ معروفٌ الخيَّاطُ ضعيفٌ، قالَ أبو حاتمٍ: " ليسَ بالقويِّ "، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ: " لهُ أحاديثُ مُنْكَرَةٌ جدّاً، وعامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لاَ يُتَابعُ عليهِ ".
والحَدِيثُ حَكَمَ بضعفِ إسنادِهِ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في " التَّلخيصِ الحَبِيرِ " (2/ 68).
• الحَدِيثُ الرَّابعُ: حَدِيثُ قتادةَ الرُّهاويِّ _ رضيَ اللَّهُ عنهُ _.
أَخْرَجَ حديثَهُ ابنُ شاهينَ _ كَمَا في " الإصابةِ " (5/ 418) _، وابنُ أبي عاصمٍ في " الآحادِ والمثاني " (5/ 77 _ رقم:2618)، والطَّبرانيُّ في " المعجمِ الكبيرِ " (19/ 14 _ رقم:20) منْ طَرِيقِ أحمدَ بنِ عبدِ الملكِ بنِ واقدٍ الحرَّانيِّ، حدَّثنا قتادةُ بنُ الفضلِ بنِ قتادةَ الرُّهاويُّ، عنْ أَبِيهِ، حدَّثني عمُّ أبي هشامُ بنُ قتادةَ الرُّهاويُّ، عنْ أَبِيهِ؛ قال: أَتيتُ رسولَ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ فَأَسْلَمْتُ، فقالَ لِي: " يا قتادةُ، اغْتَسِلْ بماءٍ وسِدْرٍ، وَاحْلِقْ عنك شَعْرَ الكفرِ "، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ يأمرُ منْ أَسْلَمَ أنْ يَخْتَتِنَ، وَكَانَ ابنَ ثمانينَ سنةً.
قلتُ: هَذَا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لأُمُورٍ:
الأوَّلُ: قتادةُ بنُ الفضلِ بنِ قتادةَ، ذَكَرَهُ البُخاريُّ في " التاريخِ الكبيرِ " (7/ 187) ولم يَذْكُرْ فِيهِ شيئاً، وقالَ فيهِ أبو حاتمٍ: " شيخٌ "، وَقَدْ فسَّرَ الحافظُ الذَّهبيُّ مَدْلُولَ هَذَا اللَّفظِ عندَ أبي حاتمٍ في كتابِهِ " ميزانِ الاعتدالِ " (2/ 385) في ترجمة العبَّاسِ بنِ الفضلِ العدنيِّ، حيثُ قالَ: " فقولُهُ: (هُوَ شيخٌ) ليس هو عبارة جرحٍ، ولهذا لَمْ أَذْكُرْ في كِتَابِنَا أحداً ممَّن قالَ فيهِ ذَلِكَ، ولكنَّها _ أيضاً _ مَا هِيَ عبارةُ توثيقٍ، وبالاستقراءِ يَلُوحُ لَكَ أنَّه ليسَ بحُجَّةٍ "، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " (9/ 22).
الثَّاني: أَبُوهُ الفضلُ بنُ قتادةَ هُوَ: الفضلُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ قتادةَ، نُسِبَ إلى جدِّهِ، ذَكَرَهُ البُخاريُّ في " التَّاريخِ الكبير " (7/ 115) _ أيضاً _، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ شيئاً، وَذَكَرَهُ ابنُ حبَّانَ في " الثِّقاتِ " (7/ 317).
الثَّالثُ: هشامُ بنُ قتادةَ ذَكَرَهُ البُخاريُّ في " التاريخِ الكبيرِ " (8/ 197)، وابنُ أبي حاتمٍ في" الجرحِ والتَّعديلِ " (9/ 68) وَلَمْ يَذْكُرَا فِيهِ جرحاً ولاَ تعديلاً، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " (5/ 503).
والحديثُ ضعَّفَ إسنادَهُ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في " التَّلخيصِ الحَبِيرِ " (2/ 68).
• الحديثُ الخامسُ: حَدِيثُ عقيلِ بنِ أبي طالبٍ _ رضيَ اللَّهُ عنهُ _.
أَخْرَجَ حديثَهُ الحاكمُ في " تاريخِ نَيْسابور "، وإسنادُهُ ضعيفٌ، ذَكَرَ ذَلِكَ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في " التَّلخيصِ " (2/ 68).
وَكَتَبَهُ
أبو عمرَ نادرُ بنُ وهْبِي النَّاطُورُ القَنِّيريُّ
الزَّرقاء _ الأردن
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[12 - 03 - 09, 04:07 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
بَحْثٌ مُتْقَنٌ!
¥(63/350)
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[12 - 03 - 09, 08:20 ص]ـ
الأخُ أبو فاطمةَ الشمريُّ، السَّلامُ عليكمْ ورحمةُ اللَّهِ:
جزاكَ اللَّهُ خيرَ الجزاءِ وباركَ اللَّهُ فيكَ.(63/351)
سؤال: مَن بَدأَ برِجْلِه اليُمنَى قبْلَ يُسراه إذا دخلَ الخلاءَ ابتُلِيَ بالفقرِ
ـ[أبو عمر الفاروقي]ــــــــ[11 - 03 - 09, 09:34 ص]ـ
السلام عليكم
أسأل عن حديث
مَن بَدأَ برِجْلِه اليُمنَى قبْلَ يُسراه إذا دخلَ الخلاءَ ابتُلِيَ بالفقرِ
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن السائح]ــــــــ[11 - 03 - 09, 09:54 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الخبر باطل موضوع ليس له أصل
ـ[أبو عمر الفاروقي]ــــــــ[11 - 03 - 09, 10:14 ص]ـ
ممكن استفاضة
؟؟؟
قرأت في بعض الكتب
ان الحكيم الترمذي ذكره في بعض كتبه
ولا أدري أين؟(63/352)
تخريجُ حديثِ: يوم الأربعاءِ يوم نحسٍ مستمرٍّ
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[11 - 03 - 09, 09:36 ص]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
تخريجُ حَدِيثِ:
يومِ الأربعاءِ يومِ نحسٍ مُسْتَمِرٍّ
وَرَدَ منْ حَدِيثِ عَدَدٍ مِنَ الصَّحابةِ _ رُضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ _:
أوَّلاً: حَدِيثُ جابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _.
أخرجَهُ الطَّبرانيُّ في " المعجمِ الأوسطِ " (1/ 243 _ رقم: 796 و 797) و (6/ 283 _ رقم: 6422) _ واللَّفظُ لهُ _، وابنُ عَدِيٍّ في " الكامل " (1/ 238)، وابنُ حِبَّانَ في " المجروحينَ " (1/ 104)، وأبو عَوَانَةَ في " المُسْتَخْرجِ " (رقم:4887)، والبيهقيُّ في " السُّننِ الكُبرى " (10/ 170 _ رقم:20442)، وابنُ مَرْدُويَه _ كَمَا في " اللآلىء المصنوعةِ " (1/ 485) _ منْ طريقِ إبراهيمَ بنِ أبي حيَّةَ، عنْ جعفرِ بنِ محمَّدٍ، عنْ أبيهِ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ الأنصاريِّ؛ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " أَمَرَنِي جبريلُ _ عليهِ السَّلاَمُ _ أنْ أَقْضِيَ باليمينِ مَعَ الشَّاهدِ "، وأنَّ النَّبيَّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ قال: " يومُ الأربعاءِ يومُ نحسٍ مُستمرٍّ ".
قالَ الطَّبرانيُّ: " لم يروِ هَذَا الحديثَ عنْ جعفرِ بنِ محمَّدٍ إلاَّ إبراهيمُ بنُ أبي حيَّةَ "، وقال _ أيضاً _: " لم يروِ هَذِهِ اللَّفظةَ في هَذَا الحديثِ أحدٌ ممَّنْ رَوَاهُ عنْ جعفرِ بنِ محمَّدٍ: (أمرني جبريلُ) إلاَّ إبراهيم بن أبي حيَّةَ ".
أقولُ: هذا حديثٌ مُنْكرٌ؛ مَدَارُهُ عَلَى إبراهيمَ بنِ أبي حيَّةَ، وَهُوَ: أبو إسماعيلَ المكِّيُّ، قالَ فِيهِ البُخاريُّ وأبو حاتمٍ: " مُنْكرُ الحَدِيثِ "، وقالَ ابنُ المدينيِّ: " ليسَ بشيءٍ "، وقال النَّسائيُّ: " ضعيفٌ "، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ: " وضَعْفُ إبراهيمَ بنِ أبي حيَّةَ بَيِّنٌ عَلَى أَحَادِيثِهِ وَرِوَايَاتِهِ "، وقالَ ابنُ حِبَّانَ: " يَرْوِي عنْ جعفرِ بنِ محمَّدٍ وهشامِ بنِ عروةَ مناكيرَ وأَوَابدَ تسبقُ إلى القلبِ أنَّهُ المُتعمِّدُ لها ".
قال ابنُ عَدِيٍّ: " وَهَذَا الحديثُ منْ هَذَا الطَّريقِ قَدْ رُوِيَ عنْ جعفرِ بنِ محمَّدٍ مُسنداً، والأصلُ فيهِ مُرسلاً، وأمَّا قولُهُ: يومُ الأربعاءِ يومُ نحسٍ مُسْتمرٍّ؛ لا يَرْوِيهِ غير إبراهيمَ بنِ أبي حيَّةَ "، وقالَ _ أيضاً _: " وحديثُ جعفرِ بنِ محمَّدٍ قالَ جماعةٌ فيهِ: عنْ جعفرٍ، عنْ أبيهِ، عنْ جابرٍ، واخْتَلَفُوا عَلَى جعفرٍ عَلَى ألوانٍ، إلاَّ أنَّ المُنْكرَ فيهِ قولُهُ: ويومُ الأربعاءِ يومُ نحسٍ مُسْتمرٍّ ".
ثانياً: حَدِيثُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _
أخرجَهُ ابنُ مَرْدُويَه _ كَمَا في " اللآلىء المصنوعةِ " (1/ 485) _ منْ طريقِ يحيى بنِ العلاءِ، عنْ عليِّ بنِ عمرَ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، عنْ أبيهِ، عنْ جدِّهِ؛ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " يومُ الأربعاءِ يومُ نحسٍ مُسْتَمِرٍّ ".
أقولُ: هَذَا حَدِيثٌ موضوعٌ؛ والمُتَّهمُ بهِ يحيى بنُ العلاءِ؛ فَقَدْ رُمِيَ بالوضعِ كما مرَّ معنا سابقاً، والحديثُ وَرَدَ _ أيضاً _ موقوفاً عَلَى عليِّ بنِ أبي طالبٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _:
أخرجَهُ ابنُ عَدِيٍّ في " الكاملِ " (5/ 243)، وابنُ مَرْدُويَه _ كَمَا في " اللآلىء المصنوعة " (1/ 485 _ 486) _ من طريقِ عبَّادِ بنِ يعقوبَ، أخبرنا عِيسَى بنُ عبدِ اللَّهِ؛ قالَ: حدَّثني أبي، عنْ أبيهِ، عنْ جدِّهِ، عنْ عليٍّ؛ قال: نَزَلَ جبريلُ _ عليهِ السَّلامُ _ باليمينِ مع الشَّاهدِ، والحِجَامةِ، ويومُ الأربعاءِ يومُ نحسٍ مُسْتمرٍّ.
¥(63/353)
أقولُ: هَذَا أثرٌ منكرٌ؛ لأجلِ عِيسَى بنِ عبدِ اللَّهِ، وَهُوَ: عِيسَى بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ محمَّدِ بنِ عمرَ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، قالَ أبو حاتمٍ: " لم يكن بقويٍّ في الحديثِ "، وقال ابنُ عَدِيٍّ بعد أنَّ ذَكَرَ هَذَا الحديثَ فِيمَا يُنْكرُ عليهِ: " وعامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لاَ يُتابعُ عليهِ "، وقالَ ابنُ حِبَّانَ في " المجروحينَ ": " يَرْوِي عنْ أبيهِ عنْ آبائِهِ أشياءَ موضوعةً، لا يحلُّ الاحتجاجُ به،كأنَّهُ كَانَ يَهِمُ ويُخْطِىءُ، حتَّى كانَ يجيءُ بالأشياءِ الموضوعةِ عنْ أسلافِهِ، فبطلَ الاحتجاجُ بما يرويهِ لِمَا وَصَفْتُ "، وأَعَادَ ذِكْرَهُ في " الثِّقاتِ " وقالَ: " في حَدِيثِهِ بعضُ المناكيرِ "، وقال أبو نُعيمٍ: " رَوَى عنْ أبيه عنْ آبائِهِ أَحَادِيثَ مناكيرَ، لا يُكْتبُ حَدِيثُهُ، لاَ شيء "، وقالَ الدَّارقطنيُّ: " متروكٌ ".
ثالثاً: حَدِيثُ عائشةَ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا _.
أخرجَهُ ابنُ مَرْدُويَه في " التَّفسيرِ " _ كَمَا في " اللآلىء المصنوعةِ " (1/ 485) من طريقِ جعفرِ بنِ محمَّدِ بنِ مروانَ، حدَّثنا إبراهيمُ بنُ هراسةَ، حدَّثنا سفيانُ الثَّوريُّ، عنْ هشامِ بنِ عروةَ، عنْ أبيهِ، عنْ عائشةَ؛ قالتْ: قالَ رسولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " يومُ نحسٍ يومُ الأربعاءِ ".
أقولُ: هَذَا حَدِيثٌ ضعيفٌ جدّاً؛ جعفرُ بنُ محمَّدِ بنِ مروانَ الظَّاهرُ أنَّهُ القطَّانُ الكوفيُّ، قالَ عنهُ الدَّارقطنيُّ: " لا يحتجُّ بحديثِهِ "، وإبراهيمُ بنُ هراسةَ متروكُ الحديثِ، وَكَانَ أبو دَاوُدَ يُطْلِقُ فيهِ الكذبَ.
رابعاً: حَدِيثُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _.
أخرجَهُ الخطيبُ البغداديُّ في " تاريخِ بغدادَ " (14/ 405) _ ومنْ طريقِهِِ: ابنُ الجوزيِّ في " الموضوعات " (2/ 73) _ من طريقِ محمَّدِ بنِ غالبِ بنِ حربٍ، حدَّثنا محمَّدُ بنُ صالحِ [بنِ النّطاحِ، حدَّثنا جعفرُ بنُ سليمانَ] الهاشميُّ، حدَّثنا مسلمةُ بنُ الصَّلتِ، حدَّثنا أبو الوزيرِ _ صاحبُ ديوانِ المهديِّ _، حدَّثنا المهديُّ أميرُ المؤمنينَ، عنْ أبيهِ، عنْ أبيهِ، عنِ ابنِ عبَّاسٍ، عنِ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ أنَّهُ قالَ: " آخِرُ أربعاءٍ في الشَّهرِ يوم نحسٍ مُسْتَمِرٍّ ".
مَا بينَ المعقوفينِ سَقََط من " تاريخِ بغدادَ " و " الموضوعاتِ "، واسْتَدْرَكْنَاهُ منَ " اللآلىء المصنوعةِ " للسُّيوطيِّ (1/ 485)، وسَقَطَ عندَ ابنِ الجوزيِّ: (عنْ أبيهِ) الثَّانية.
وَتَابَعَ محمَّدَ بنَ غالبٍ عليهِ: إبراهيمُ بنُ أحمدَ بنِ مروانَ الواسطيُّ، وأحمدُ بنُ القاسمِ الرشيديُّ.
أمَّا متابعةُ إبراهيمَ بنِ أحمدَ: فأخرجَها ابنُ الجوزيِّ _ أيضاً _ في " الموضوعات " (2/ 73) من طريقه، عن، محمَّدِ بنِ صالحٍ، عنْ جعفرِ بنِ سليمانَ، حدَّثني أبو عمرَ مسلمةُ بنُ الصَّلتِ، حدَّثنا الوزيرُ صاحبُ المدائنِ، حدَّثنا المهديُّ أميرُ المؤمنينَ، عنْ أبيه، عنْ جدِّهِ، عنِ ابنِ عبَّاسٍ، بهِ نحوه.
هَكَذَا رَوَاهُ إبراهيمُ بنُ أحمدَ؛ فقالَ: (الوزير صاحب المدائن) بدلاً منْ: (أبو الوزير صاحب ديوان المهدي)، وقالَ: (عنْ جدِّهِ) بدلاً منْ: (عنْ أبيهِ).
وأمَّا متابعةُ أحمدَ بنِ القاسمِ: فأخرجَهَا أبو الحسنِ عليُّ بنُ نجيحٍ العلاَّفُ _ كَمَا في " لسانِ الميزانِ " (6/ 33) _ عنهُ، حدَّثنا محمَّدُ بنُ صالحٍ، حدَّثنا مسلمةُ بنُ الصَّلتِ الشَّيبانيُّ [جاء في الأصل: السّناني، وهو تحريفٌ]، حدَّثني أبو عمر مُطرِّف _ صاحبُ ديوانِ أميرِ المؤمنينَ أبي جعفرٍ _؛ قالَ: حدَّثني المهديُّ، عنْ أبيه، عنِ ابنِ عبَّاسٍ _ رضي اللَّه عنه _ قال: آخرُ أربعاءِ الشَّهرِ يوم نحسٍ مُسْتمرٍّ.
هَكَذَا رَوَاهُ أحمدُ بنُ القاسمِ موقوفاً على ابنِ عبَّاسٍ، وقالَ: (أبوعمر مُطرِّف صاحبُ ديوانِ أميرِ المؤمنينَ أبي جعفرٍ) بدلاً منْ: (أبو الوزير صاحبُ ديوانِ المهديِّ).
أقولُ: هَذَا حديثٌ ضعيفٌ جدّاً؛ لحالِ مسلمةَ بنِ الصَّلتِ، فَهُوَ متروكُ الحديثِ.
¥(63/354)
وأخرجَهُ ابنُ الجوزيِّ _ أيضاً _ في " الموضوعاتِ " (2/ 73) موقوفاً عَلَى ابنِ عبَّاسٍ، من طريقِ الحسنِ بنِ عُبيدِ اللَّهِ الأبزاريِّ، حدَّثني إبراهيمُ بنُ سعيدٍ، حدَّثني المأمونُ، عنِ الرَّشيدِ، عنِ المهديِّ، عنِ المنصورِ، عنْ أبيهِ، عنْ أبيهِ عبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ أنَّهُ قال: يومُ الأربعاءِ لا يدور يوم نحسٍ مُسْتمرٍّ.
أقولُ: الحسنُ بنُ عُبيدِ اللَّهِ، وَهُوَ: الحسينُ بنُ عُبيدِ اللَّهِ بنِ الخصيبِ، أبو عبد اللَّه، الأبزاريُّ، البغداديُّ، يُلقَّبُ منقاراً، قالَ عنهُ أحمدُ بنُ كاملٍ القَاضِي _ كَمَا في " تاريخ بغداد " (8/ 56) _: " كان مَاجِناً، نادراً، كذَّاباً في تلكَ الأحاديثِ الَّتي حدَّثَ بها منَ الأحاديثِ المُسْندةِ عنِ الخُلفاءِ، قال: ولم أكتبْ عنه لهذهِ العلَّةِ "، وقد وجدتُ لهُ مُتابعاً، وَهُوَ: حمزةُ بنُ محمَّدِ بنِ عِيسَى أبو عليٍّ الكاتبُ، أخرجَ متابعتَهُ: الطيوريُّ _ كَمَا في " اللآلىء المصنوعة " للسُّيوطيِّ (1/ 485) _ حدَّثنا أبو عبدِ اللَّهِ الحسينُ بنُ محمَّدٍ المعروف بابنِ العسكريِّ، حدَّثنا حمزةُ بنُ محمَّد المعروف بالكاتبِ، حدَّثنا إبراهيمُ بنُ سعيدٍ، بهِ، فَذَكَرَهُ موقوفاً.
أقولُ: حمزةُ بنُ محمَّدٍ الكاتبُ ثقةٌ _كَمَا قالَ الخطيبُ في " تاريخِ بغدادَ " (8/ 180) _، لكنَّ الرَّاوي عنهُ وَهُوَ: الحسينُ بنُ محمَّدِ بنِ عُبيدٍ أبو عبدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ المعروفُ بابنِ العسكريِّ وإنْ قالَ فيهِ العتيقيُّ: " كَانَ ثقةً أميناً "، إلاَّ أنَّ ابنَ أبي الفوارسِ قالَ عنهُ: " كانَ فيهِ تساهلٌ "، وقالَ الأزهريُّ: " قَدْ تكلَّمُوا فيهِ "، وَكَذَلِكَ المأمونُ وآباؤهُ لا يُدْرَى حالُهُمْ في الرِّوايةِ، أمَّا إبراهيمُ بنُ سعيدٍ فَهُوَ: الجوهريُّ، وَهُوَ ثقةٌ، فالأثرُ ضعيفٌ.
وَقَدْ سُئِلَ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ _ كَمَا في " تذكرةِ الموضوعاتِ " لمحمَّدِ بنِ طاهرٍ الفَتَّنيِّ الهنديِّ (ص:797) _ عنْ حَدِيثِ ابنِ عبَّاسٍ في قولِهِ _ تعالى _: (فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ) [فصِّلت: 16] قالَ: الأيَّامُ _ كلُّها _ خلقُ اللَّهِ، بعضُها سعوداً، وبعضُها نحوساً، كَمَا أنَّ الخلقَ عبيدُ اللَّهِ، لكنَّ بعضَهم للجنَّةِ، وبعضَهم للنَّارِ، ومَا منْ شهرٍ إلاَّ وفيهِ سبعةُ أيَّامٍ نحساتٍ؛ منها: ... ، ويومُ الأربعاءِ إِذَا كَانَ آخرُ الشَّهرِ فَذَلِكَ يومُ نحسٍ مُسْتمرٍّ؛ لأنَّ فيهِ أَرْسَلَ الرِّيحَ عَلَى عَادٍ، والصَّيحةَ عَلَى ثمودَ؟، فَأَجَابَ: بأنَّ هَذَا كَذِبٌ عَلَى ابنِ عبَّاسٍ، لاَ تحلُّ روايتُهُ.
خامساً: حَدِيثُ أبي هُريرةَ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _.
أخرجَهُ ابنُ الجوزيِّ في " الموضوعاتِ " (2/ 71 _ 72) قال: أنبأنا إسماعيلُ بنُ أحمدَ السمرقنديُّ، أنبأنا أبو الفضلِ عمرُ بنُ عُبَيدِ اللَّهِ البقَّالُ، حدَّثنا أبو الحسينِ عليُّ بنُ محمَّدِ بنِ بِشْران، أنبأنا عثمانُ بنُ أحمدَ الدَّقَّاقُ، حدَّثنا أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ المؤملِ الصُّوريُّ، حدَّثنا الحسينُ بنُ ميمونَ [جاءَ في الأصلِ: مهران، وهو تحريفٌ، والتَّصويبُ من " تاريخِ بغدادَ " (5/ 103) و" تاريخِ دمشقَ " (5/ 457) ترجمة: أحمد بن محمَّد بن المؤمل] المفسِّرُ، حدَّثني أبو عبدِ اللَّهِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ خالدٍ الزَّاهدُ السمرقنديُّ، حدَّثني يحيى بنُ عبدِ اللَّهِ، عنْ أبي معاويةَ الموصليِّ، عن أبي هريرةَ؛ قال: قالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " ... ، ويومُ الأربعاءِ يومُ نحسٍ، قَرِيبِ الخُطَا، يَشِيبُ فِيهِ الولدانُ، وفيهِ أَرْسَلَ اللَّهُ الرِّيحَ عَلَى قومِ عَادٍ، وفيه وُلِدَ فرعونُ، وفيه ادَّعى الرُّبوبيَّةَ، وفيه أهلكَهُ اللَّهُ " ... ، الحديثَ.
¥(63/355)
أقولُ: هَذَا حَدِيثٌ موضوعٌ مكذوبٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، قَبَّحَ اللَّهُ وَاضِعَهُ، إسماعيلُ بنُ أحمدَ هُوَ: ابنُ عمرَ السمرقنديُّ، قالَ عنهُ ابنُ عساكرَ في " تاريخِ دمشقَ " (8/ 357): " وَكَانَ مُكثراً ثقةً "، وأبو الحسينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ هُوَ: ابنُ عبدِ اللَّهِ بن بِشْرانَ، قالَ عنهُ الخطيبُ البغداديُّ في " تاريخ بغداد " (12/ 98): " كَانَ صدوقاً ثقةً "، وعثمانُ بنُ أحمدَ الدَّقَّاقُ هُوَ: أبو عمرٍو عثمانُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ المعروفُ بابنِ السَّمَّاكِ، قالَ عنهُ الخطيبُ البغداديُّ في " تاريخِ بغدادَ " (11/ 303): " كَانَ ثقةً ثبتاً "، وأحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ المؤملِ هُوَ: أبو بكرٍ الصُّوريُّ، ترجمَ لهُ الخطيبُ في " تاريخِ بغدادَ " (5/ 103)، وابنُ عساكرَ في" تاريخ دمشق " (5/ 457) وَلَمْ يَذْكُرَا فِيهِ شيئاً، وَأَمَّا يحيى بنُ عبدِ اللَّهِِ فَقَدْ قالَ فيهِ الذَّهبيُّ في " ميزانِ الاعتدالِ " (4/ 391): " شيخٌ مجهولٌ، حدَّثَ عنهُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ خالدٍ بحديثٍ كَذِبٍ في الأيَّامِ "، وقال ابنُ الجوزيِّ _ عَقِبَ هذا الحديثِ _: " هَذَا حَدِيثٌ موضوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، وفيهِ ضعفاءُ ومجهولونَ ".
سادساً: حَدِيثُ أنسِ بنِ مالكٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _.
أخرجَهُ ابن مَرْدُويَه في " التَّفسير " _ كَمَا في " اللآلىء المصنوعةِ " للسُّيوطيِّ (1/ 486) _ قالَ: حدَّثنا محمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ إبراهيمَ، حدَّثنا سماكُ بنُ عبدِ الصَّمدِ، حدثَّنا أبو الأَخْيَلِ خالدُ بنُ عمرٍو الحِمْصِيُّ، حدَّثنا يزيدُ بنُ خالدٍ القُرشيُّ، حدَّثني عبدُ الرَّحمنِ بنُ كسرى، عنْ مسلمِ بنِ عبدِ اللَّهِ، عنْ سعيدِ بنِ ميمونَ، عنْ أنسِ بنِ مالكٍ؛ قالَ: سُئِلَ النَّبيُّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ عنِ الأيَّامِ، وسُئِلَ عنْ يومِ الأربعاءِ؟، قالَ: " يومُ نحسٍ "، قَالُوا: وكيفَ ذَاكَ يا رسولَ اللَّهِ؟، قالَ: " أَغْرَقَ اللَّهُ فِرْعَونَ وَقَوْمَهُ، وأَهْلَكَ عَاداً وثمودَ ".
أقولُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ؛ أبو الأَخْيَلِ خالدُ بنُ عمرٍو قالَ فيهِ ابنُ عَدِيٍّ: " رَوَى أَحَادِيثَ منكرةً عنْ ثقاتِ النَّاسِ، وَكَانَ جعفرٌ الفريابيُّ يقولُ: رأيتُ أبا الأَخْيَلِ هَذَا بحمصَ وَلَمْ أكتبْ عنهُ؛ لأنَّهُ كَانَ يكذبُ "، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " وقالَ: " ربَّمَا أَخْطَأَ "، وقالَ الدَّارقطنيُّ: " ضَعِيفٌ ".
الخُلاَصَةُ؛ لاَ يَثْبُتُ في هَذَا البَابِ شَيْءٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _.
فائدةٌ: قالَ الإمامُ ابنُ قيِّمِ الجوزيَّةِ _ رحمهُ اللَّهُ _ في " مفتاحِ دَارِ السَّعادةِ " (2/ 194): " وأمَّا وصفُهُ _ تعالى _ بعضَ الأيَّامِ بأنَّها أيَّامُ نحسٍ؛ كقولِهِ: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ) [فصِّلت: 16] فَلاَ ريبَ أنَّ الأيَّامَ الَّتي أَوْقَعَ اللَّهُ _ سبحانَهُ _ فِيهَا العقوبةَ بأعدائِهِ، وَأَعْدَاءِ رسُلِهِ كَانَتْ أيَّاماً نحساتٍ عليهم؛ لأنَّ النَّحسَ أَصَابَهُمْ فِيهَا، وإنْ كانتْ أيَّامَ خيرٍ لأوليائِهِ المؤمنينَ، فَهِيَ نحسٌ عَلَى المُكذِّبين، سَعْدٌ عَلَى المؤمنينَ، وَهَذَا كيومِ القيامةِ؛ فإنَّهُ عسيرٌ على الكافرينَ، يومُ نحسٍ لَهُمْ، يسيرٌ عَلَى المؤمنينَ، يومُ سَعْدٍ لَهُمْ، قالَ مجاهدٌ: أيَّامٌ نَحِسَاتٌ مشائيمٌ، وقالَ الضَّحَّاكُ: معناهُ شديدٌ _ أَيْ: البرد _، حتَّى كَانَ البردُ عذاباً لَهُمْ، قالَ أبو عليٍّ: وأنشدَ الأصمعيُّ في النَّحْسِ بمعنى البردِ:
كَأَنَّ مُدَامَةً عَرِضَتْ لِنَحْسٍٍ يُحِيلُ شَفِيفُها الماءَ الزُّلالا
وقالَ ابنُ عبَّاسٍ: نَحِساتٍ: مُتتابعاتٍ، وكذلك قولُهُ: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مَسْتَمِرٍّ) [القمر: 19]، وكانَ اليومُ نحساً عَلَيْهِمْ؛ لإرسالِ العذابِ عَلَيْهِمْ، أَيْ: لاَ يقلعُ عَنْهُمْ كَمَا تقلعُ مصائبُ الدُّنيا عنْ أهلِها، بلْ هَذَا النَّحسُ دائمٌ عَلَى هؤلاءِ المُكذِّبينَ للرسُلِ، ومُسْتمِرٌّ صفةٌ للنَّحسِ لاَ لليومِ، ومنْ ظنَّ أنَّهُ صفةٌ لليومِ، وأنَّهُ كَانَ يومَ أربعاءِ آخر الشَّهرِ، وأنَّ هذا اليومَ نحسٌ أَبَداً فَقَدْ غلطَ وأخطأَ فَهْمَ القُرآنِ؛ فإنَّ اليومَ المذكورَ بحسبِ مَا يقعُ فيهِ، وكمْ للَّهِ منْ نعمةٍ عَلَى أوليائِهِ في هَذَا اليومِ، وإنْ كانَ لهُ فيهِ بَلاَيَا ونقمٌ عَلَى أعدائِهِ، كَمَا يقعُ ذلك في غيرِهِ منَ الأيَّامِ، فَسُعودُ الأيَّامِ ونحُوسها إنَّما هُوَ بسُعودِ الأعمالِ وموافقتِها لمرضاةِ الرَّبِّ، ونحوسُ الأعمالِ مخالفتها لما جاءتْ بهِ الرُّسُلُ، واليومُ الواحدُ يكونُ يومَ سعدٍ لطائفةٍ، ونحسٍ لطائفةٍ، كَمَا كَانَ يومُ بَدْرٍ يومَ سعدٍ للمؤمنينَ، ويومَ نحسٍ عَلَى الكافرينَ، فَمَا للكوكبِ والطَّالعِ والقراناتِ وهذا السَّعدُ والنَّحسُ، وكيفَ يُسْتَنْبطُ علمُ أحكامِ النُّجومِ منْ ذَلِكَ، وَلَوْ كَانَ المُؤثِّرُ في هَذَا النَّحسِ هُوَ نفسُ الكوكبِ والطَّالعِ لكانَ نحساً عَلَى العَالَمِ، فَأَمَّا أنْ يَقْتَضِيَ الكوكبُ كونه نحساً لطائفةٍ، سَعْداً لطائفةٍ؛ فَهَذَا هُوَ المُحَالُ ".
_ تَمَّ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالى _
كَتَبَهُ: أبو عُمَرَ نادرُ بنُ وَهْبِي النَّاطُورُ القَنِّيرِيُّ
_ عَفَا اللَّهُ عنهُ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ _
الزَّرقاءُ _ الأردنُّ(63/356)
تخريجُ الحديثِ الواردِ في الرَّافضَةِ
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[11 - 03 - 09, 09:41 ص]ـ
تخريجُ الحديثِ الواردِ في الرَّافضَةِ
بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحمدُ للَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، والصَّلاَةُ والسَّلامُ عَلَى سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ أَجْمَعِينَ؛ وبَعْدُ:
وَرَدَ هَذَا الحَدِيثُ عنْ عَدَدٍ مِنْ الصَّحَابةِ _ رُضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ _، وَلاَ يَثْبُتُ مِنْهَا شَيْءٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، وَهَذَا تَفْصِيلُ مَرْوِيَّاتِهِمْ:
أوَّلاً: حَدِيثُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _.
ولَهُ عنهُ طُرُقٌ:
الطَّريقُ الأولى:
أخرجَهَا عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ في " زوائدِ المسندِ " (رقم:808) و" السُّنَّةِ " (رقم:1268) _ واللَّفظُ لهُ _ عنْ محمَّدِ بنِ جعفرٍ أبي عمرانَ الوَرَكَانيِّ _ وهو ثقةٌ _، والبزَّارُ في " المسندِ " (2/ 138 _ رقم:499) منْ طريقِ مِهْرَانَ بنِ أبي عُمَرَ _ صَدُوقٌ لهُ أوهامٌ _، وعبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ في " زوائدِ المسندِ " (رقم:808) _ ومنْ طريقِهِ: ابنُ الجوزيِّ في " العللِ المتناهيةِ " (1) (1/ 163 _ رقم:252) _، والآجُرِّيُّ في " الشَّريعةِ " (رقم: 1938)، وأبو عمرٍو الدَّانيُّ في " السُّننِ الواردةِ في الفتنِ " (3/ 613 _ رقم:278) منْ طريقِ محمَّدِ بنِ سليمانَ لُوَيْنٍ _ وهو ثقةٌ _، وعبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ في " السُّنَّةِ " (رقم:1270)، وابنُ أبي عاصمٍ في " السُّنَّةِ " (رقم: 978) منْ طريقِ يزيدَ بنِ هارونَ _ وهو ثقةٌ مُتْقِنٌ _، والخطيبُ البغداديُّ في " موضِّح أَوْهَامِ الجمعِ والتَّفريقِ " (2/ 380) من طريقِ إسحاقَ بنِ المنذرِ _ ذَكَرَهُ ابنُ أبي حاتمٍ في " الجرحِ والتَّعديلِ " (2/ 235) ولَمْ يَذْكُرْ فِيهِ شيئاً _، كُلُّهُمْ عنْ أبي عَقِيلٍ يحيى بنِ المُتَوَكِّلِ، عنْ أبي إسماعيلَ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ، عنْ إبراهيمَ بنِ الحسنِ، عنْ أبيهِ، عنْ جدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ _ رضيَ اللَّهُ عنهُ _، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " يَظْهَرُ في آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ: الرَّافِضَةَ، يَرْفُضُونَ الإِسْلاَمَ ".
وأخرجَهَا عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ في " السُّنَّةِ " (رقم:1269)، وابنُ عَدِيٍّ في " الكاملِ " (6/ 66) منْ طريقِ محمَّدِ بنِ سليمانَ _ لُوَيْنٍ _، والبيهقيُّ في " دلائلِ النُّبوَّةِ " (رقم:2930) منْ طريقِ محمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ الدولابيِّ _ وهو ثقةٌ حافظٌ _، كِلاَهُمَا عنْ أبي عَقِيلٍ يحيى بنِ المُتَوَكِّلِ، عنْ كثيرٍ النَّوَّاءِ، عنْ إبراهيمَ بنِ الحسنِ، عنْ أبيهِ، عنْ جدِّهِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: ... ، فَذَكَرَهُ.
وَجَاءَ لفظُهُ عندَ البزَّارِ: " يَكُونُ قَوْمٌ في آخِرِ الزَّمَانِ ... ".
كَذَا جَاءَ عندَ عبدِ اللَّهِ بنِ أحمدَ في " السُّنَّةِ "، بَيْنَمَا رَوَاهُ في " زوائدِ المسندِ " _ كَمَا تقدَّمَ _ منْ نفسِ الطَّريقِ؛ فقالَ: عنْ جدِّهِ، قَالَ: قالَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ: قَالَ رسولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، فَلَعَلَّ سقطاً اعْتَرَى نُسْخَةَ " السُّنَّةِ "، واللَّهُ أعلمُ.
وأخرجَهَا ابنُ عَدِيٍّ _ أيضاً _ في " الكاملِ " (7/ 207) عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ محمَّدِ بنِ عبدِ العزيزِ البَغَويِّ _ وَهُوَ ثقةٌ ثبتٌ حافظٌ _، عنْ محمَّدِ بنِ جعفرٍ الوَرَكَانيِّ، وابنُ الأعرابيِّ في " المعجمِ " (رقم:1501 و 1502) منْ طريقِ أبي أحمدَ الحسينِ بنِ محمَّدٍ، ويحيى بنِ يحيى النَّيْسابُوريِّ _ وهو ثقةٌ ثبتٌ _، كُلُّهُمْ عنْ يحيى بنِ المُتَوَكِّلِ، عنْ كثيرٍ النَّوَّاءِ، عنْ إبراهيمَ بنِ الحسنِ، عنْ أبيهِ، عنْ جدِّهِ؛ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _.
¥(63/357)
وأخرجَهَا ابنُ بشرانَ في " أَمَالِيهِ " (رقم:499) منْ طريقِ عبدِ اللَّهِ بنِ روحٍ _ وهُوَ لاَ بأسَ بِهِ _، عنْ يزيدَ بنِ هارونَ، عنْ يحيى بنِ المُتَوَكِّلِ، عنْ كثيرٍ، عنْ إبراهيمَ بنِ الحسنِ، عنْ جدِّهِ عليِّ، عنِ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _.
قَالَ البزَّارُ: " وهَذَا الحَدِيثُ لاَ نَعْلَمُ لَهُ إسنادٌ عنِ الحسنِ إِلاَّ هَذَا الإسنادَ ".
أقولُ: عَلَى كُلٍّ؛ فالإِسنادٌ ضعيفٌ، مَدَارُهُ عَلَى كَثيرٍ النَّوَّاءِ، وَهُوَ: كثيرُ بنُ إسماعيلَ، ويُقَالُ: ابنُ نافعٍ، النَّوَّاءُ، أبو إسماعيلَ الكُوفيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، والظَّاهرُ أنَّ الاضْطِرَابَ الوَاقِعُ في سَنَدِ الحَدِيثِ مِنْ جِهَتِهِ، ويحيى بنُ المُتَوَكِّلِ _ الرَّاوي عنهُ _ هُوَ: أبو عَقِيلٍ المَدَنيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ _ أيضاً _، أَمَّا إبراهيمُ بنُ الحسنِ فَهُوَ: إبراهيمُ بنُ الحسنِ بنِ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، ذَكَرَهُ ابنُ أبي حاتمٍ في " الجرحِ والتَّعديلِ " (2/ 92) ولَمْ يَذْكُرْ فيهِ شيئاً، وذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " (6/ 3)، وقَالَ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في " تعجيلِ المنفعةِ " (ص: 14): " وَذَكَرَهُ الذَّهبيُّ في " المغني في الضُّعفاءِ "، ولَمْ يَذْكُرْ لِذِكْرِهِ فِيهِ مُسْتَنَداً "، والحَدِيثُ ضَعَّفَهُ ابنُ الجوزيِّ؛ فقالَ: " هَذَا حَدِيثٌ لاَ يَصِحُّ عنْ رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ "، وَأَعَلَّهُ الهيثميُّ في " مجمعِ الزَّوائدِ " (9/ 749) بكثيرٍ النَّوَّاءِ.
وتَابَعَ يحيى بنَ المُتَوَكِّلِ عليهِ: أبو شهابٍ عبدُ رَبِّهِ بنُ نافعٍ الحَنَّاطُ، وهُوَ صَدُوقٌ، إِلاَّ أَنَّهُ يَهِمُ في حَدِيثِهِ، أخرجَ متابعَتَهُ عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ في " السُّنَّةِ " (رقم:1271) _ واللَّفظُ لهُ _ عنْ محمَّدِ بنِ جعفرٍ الوَرَكَانيِّ، وابنُ الأعرابيِّ في " المعجمِ " (رقم:1500) مِنْ طريقِ عمرِو بنِ عونٍ، كِلاَهُمَا عَنْ أبي شهابٍ عبدِ رَبِّهِ بنِ نافعٍ الحَنَّاطِ الكُوفيِّ، عنْ كثيرٍ النَّوَّاءِ، عنْ إبراهيمَ بنِ الحسنِ، عنْ أبيهِ، عنْ جدِّهِ _ يرفعُهُ _ قَالَ: " يَجِيءُ قَوْمٌ قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ يُسَمَّوْنَ: الرَّافِضَةَ، بَرَآءٌ مِنَ الإسْلاَمِ ".
وتَابَعَهُ _ أيضاً _ أَبُو سَهْلٍ محمَّدُ بنُ عمرٍو الأنصاريُّ _ وهُوَ ضعيفٌ _: أخرجَهُ البيهقيُّ في " دلائلِ النُّبوَّةِ " (رقم:2929) منْ طريقِ الأسودِ بنِ عامرٍ، عنْ أبي سهلٍ، عنْ كثيرٍ النَّوَّاءِ، عنْ إبراهيمَ بنِ الحسنِ، عنْ أبيهِ، عنْ جدِّهِ؛ قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " يَخْرُجُ قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ قَوْمٌ يُقَالُ لَهُمُ: الرَّافِضَةُ، بَرَآءُ مِنَ الإسْلاًمِ ".
أَمَّا قولُ ابنِ عَدِيٍّ: " لاَ يَرْوِيهِ عنْ كثيرٍ غيرُ أبي عَقِيلٍ " فَهُوَ مَرْدُودٌ عليهِ بِمَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ مُتابعةِ أبي شهابٍ الحَنَّاطِ، وأبي سهلٍ.
الطَّريقُ الثَّانيةُ:
أخرجَهَا أبو نُعيمٍ في " الحِلْيَةِ " (4/ 329) _ ومنْ طريقِهِ: ابنُ الجوزيِّ في " العللِ المتناهيةِ " (1/ 164 _ رقم:254) _ منْ طريقِ أبي عصمةَ عصامِ بنِ الحكمِ العكبريِّ؛ قَالَ: حدَّثنا جُميعُ بنُ عُميرٍ البَصْرِيُّ؛ قَالَ: حدَّثنا سَوَّارٌ الهَمْدانيُّ، عنْ محمَّدِ بنِ جُحَادةَ، عنِ الشَّعْبيِّ، عنْ عليٍّ؛ قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبيُّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " إِنَّكَ وَشِيعَتُكَ في الجَنَّةِ، وَسَيَأْتِي قَوْمٌ لَهُمْ نَبَزٌ (2)، يُقَالُ لَهُمُ: الرَّافِضَةُ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ، فَاقْتُلُوهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ ".
¥(63/358)
تنبيهٌ: كَذَا جَاءَ عندَ ابنِ الجوزيِّ: (جُميعُ بنُ عُميرٍ البَصْرِيُّ) وَهُوَ تصحيفٌ، وتحرَّفَ اسمُهُ عندَ أبي نُعيمٍ إلى: (جُميع بن عبد اللَّه البصري)، وجَاءَ عَلَى الصَّوابِ عندَ الخطيبِ البغداديِّ في " تاريخِ بغدادَ " (12/ 289) _ ومنْ طريقِهِ: ابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (42/ 331 _ 332) _ حيثُ رَوَاهُ _ مختصراً _ منْ طريقِ عصامِ بنِ الحكمِ العكبريِّ، عنْ جُميعِ بنِ عُمَرَ البَصْرِيِّ، عنْ سَوَّارٍ، عنْ محمَّدِ بنِ جُحَادةَ، عنْ عليٍّ؛ قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " أَنْتَ وَشِيعَتُكَ في الجَنَّةِ ".
وَكَذَا سَمَّاهُ الحافظُ المِزِّيُّ في " تهذيبِ الكمالِ " (5/ 124)، حيثُ ذَكَرَهُ تَمْيِيزاً.
قَالَ أبو نُعيمٍ: " غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ محمَّدٍ والشَّعْبِيِّ، لَمْ نَكْتُبْهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ عصامٍ ".
أقولُ: هَذَا إسنادٌ ضعيفٌ جِدّاً؛ لعدَّةِ أمورٍ:
الأوَّلُ: عصامُ بنُ الحكمِ تَرْجَمَ لهُ الخطيبُ البغداديُّ في " تاريخِ بغدادَ " (12/ 289)، ولَمْ يَذْكُرْ فِيهِ شيئاً.
الثَّاني: جُميعُ بنُ عمرَ البَصْرِيُّ، لَمْ أَرَ مَنْ تَكَلَّمَ فِيهِ غيرَ الحافظِ ابنِ حَجَرٍ، فقالَ في " تهذيبِ التَّهذيبِ " (2/ 96): " لهُ في الموضُوعاتِ لابنِ الجوزيِّ حَدِيثٌ بَاطِلٌ في شِيعَةِ عَلِيٍّ "، وَقَالَ في " التَّقريبِ " (ص:142): " ضعيفٌ ".
الثَّالثُ: سَوَّارٌ هُوَ: سَوَّارُ بنُ مصعبٍ الهَمْدانيُّ، وَهُوَ: مَتْرُوكٌ، مُنْكَرُ الحَدِيثِ.
الرَّابعُ: الانْقِطَاعُ بينَ الشَّعْبيِّ وعليِّ بنِ أبي طالبٍ، فَقَدْ أَخْرَجَ الحاكمُ في " المستدركِ " (رقم:8087) منْ طريقِ إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ؛ قَالَ: سمعتُ الشَّعْبيَّ وَسُئِلَ: هَلْ رَأَيْتَ أميرَ المؤمنينَ عليَّ بنَ أبي طالبٍ _ رضيَ اللَّهُ عنهُ _؟، قَالَ: رَأَيْتُهُ أَبْيَضَ الرَّأْسِ واللِّحيةِ، قِيلَ: فَهَلُ تَذْكُرُ عنهُ شيئاً؟، قَالَ: نَعَمْ، أَذْكُرُ أَنَّهُ جَلَدَ شُرَاحَةَ يومَ الخميسِ، وَرَجَمَهَا يومَ الجُمُعَةِ، فقالَ: جَلَدْتُهَا بِكِتَابِ اللَّهِ، وَرَجَمْتُهَا بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _.
أقولُ: هَذَا الحَدِيثُ الَّذِي ذَكَرَهُ الشَّعْبِيُّ أَصْلُهُ في " صَحِيحِ البُخَاريِّ " (رقم:6427) بِشِقِّهِ الثَّاني، وَهُوَ لَمْ يَسْمَعْ غيرَهُ مِنْ عليِّ بنِ أبي طالبٍ _ رضيَ اللَّهُ عنهُ _، فَقَدْ سُئِلَ الدَّارقطنيُّ _ كَمَا في " العللِ " لهُ (4/ 97) _: سَمِعَ الشَّعْبيُّ مِنْ عليٍّ؟، فقالَ: سَمِعَ مِنْهُ حَرْفاً، مَا سَمِعَ غيرَ هَذَا _ يَقْصِدُ: الحَدِيثَ السَّابِقِ _.
الطَّريقُ الثَّالثةُ:
أَبُو عمرٍو الدَّانيُّ في " السُّننِ الواردةِ في الفتنِ " (3/ 614 _ رقم:279) _ واللَّفظُ لهُ _ منْ طريقِ محمَّدِ بنِ مُصْعَبٍ، وابنُ الأعرابيِّ في " المعجمِ " (رقم:1496) منْ طريقِ فضيلِ بنِ مرزوقٍ، كِلاَهُمَا عنْ أبي جَنَابٍ، عنْ أبي سُلَيْمَانَ الهَمْدانيِّ، عنْ عليِّ بنِ أبي طالبٍ قالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " يَا عليُّ، إِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ يَنْتَحِلُونَ شِيعَتَنَا، لَيْسُوا مِنْ شِيعَتِنَا، لَهُمْ نَبَزٌ، يُقَالُ لَهُمُ: الرَّافِضَةُ، وَآيَتُهُمْ أَنَّهُمْ يَشْتُمُونَ أَبَا بكرٍ وعُمَرَ، أَيْنَمَا لَقِيتَهُمْ فَاقْتُلْهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ ".
أقولُ: هَذَا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لأجلِ أبي جَنَابٍ الكلبيِّ، واسمُهُ: يحيى بنُ أبي حيَّةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، يُدلِّسُ، أَفْسَدَ حدِيثَهُ بِالتَّدْلِيسِ، وشيخُهُ أَبُو سُلَيْمَانَ الهمْدَانيُّ يغلبُ عَلَى ظَنِّي أنَّهُ زيدُ بنُ وهبٍ، أبو سُلَيْمَانَ الهَمْدانيُّ الكوفيُّ، فَإِنْ كَانَ هُوَ؛ فَهُوَ ثقةٌ، وإِنْ كَانَ غيرَهُ؛ فَاللَّهُ أعلمُ بِحَالِهِ، ولَعَلَّ أبا جَنَابٍ حَادَ عنِ اسمِهِ إلى كُنْيتِهِ تَعْمِيَةً لِحَالِهِ.
والحَدِيثُ اخْتُلِفَ في إسنادِهِ عَلَى أبي جَنَابٍ:
¥(63/359)
فَرَوَاهُ عنهُ محمَّدُ بنُ مصعبٍ، وفضيلُ بنُ مرزوقٍ مرفوعاً _ كَمَا ذَكَرْنَا _.
وَرَوَاهُ عنهُ محمَّدُ بنُ خازمٍ أبو معاويةَ الضَّريرُ فَوَقَفَهُ عَلَى عليِّ بنِ أبي طالبٍ _ رضيَ اللَّهُ عنهُ _: أخرجَهُ عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ في " فضائلِ الصَّحابةِ " (رقم:703)، والآجُرِّيُّ في " الشَّريعةِ " (رقم:1937)، وابنُ الجوزيِّ في " تلبيسِ إبليسَ " (ص:124) _ واللَّفظُ لهُ _، واللالكائيُّ في " شرحِ أصولِ اعتقادِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ " (رقم:2807) منْ طريقِهِ، عنْ أبي جَنَابٍ الكَلْبيِّ، عنْ أبي سليمانَ الهمدانيِّ، عنْ عليِّ بنِ أبي طالبٍ: يَخْرُجُ في آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ لَهُمْ نَبَزٌ، يُقَالُ لَهُمُ: الرَّافِضَةُ، يَنْتَحِلُونَ شِيعَتَنَا، وَلَيْسُوا بمِنْ شِعَتِنَا، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهُمْ يَشْتِمُونَ أَبَا بكرٍ وعُمَرَ _ رضيَ اللَّهُ عَنْهُمَا _، أَيَنَمَا أَدْرَكْتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ أَشَدَّ القَتْلِ؛ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ.
تنبيهٌ: تحرَّفَ أبو جَنَابٍ الكَلْبيُّ عندَ اللالكائيِّ إلى: (أبي الجنادِ الحلبيِّ).
وَرَوَاهُ فضيلُ بنُ مرزوقٍ _ أيضاً _ عنهُ مرفوعاً، فَزَادَ في إسنادِهِ: (عنْ أبيهِ) بينَ أبي سليمانَ الهمدانيِّ وعليِّ بنِ أبي طالبٍ: أخرجَهُ أبو عبد اللَّهِ الدَّقَّاقُ في " مجلسِ إملاءٍ في رؤيةِ اللَّهِ تباركَ وتَعَالى " (رقم:502)، وابنُ بشرانَ في " أَمَالِيهِ " (رقم: 500).
وَرَوَاهُ فضيلُ بنُ مرزوقٍ _ أيضاً _ عنهُ مرفوعاً، فَزَادَ في إسنادِهِ: (عنْ رَجُلٍ منْ قومِهِ) بينَ أبي سليمانَ الهمْدانيِّ وعليِّ بنِ أبي طالبٍ: أخرجهُ اللالكائيُّ في " شرحِ أصولِ اعتقادِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ " (رقم:2803).
تنبيهٌ: تحرَّفَ أبو جَنَابٍ عندَ اللالكائيِّ إلى: (أبي حباب).
وَرَوَاهُ عبدُ الحميدِ بنُ عبدِ الرَّحمنِ أبو يحيى الحِمَّانيُّ عنهُ مرفوعاً، وَزَادَ في إسنادِهِ: (عنْ عمِّهِ) بينَ أبي سليمانَ الهمْدانيِّ وعليِّ بنِ أبي طالبٍ: أخرجَهُ عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ في " السُّنَّةِ " (رقم:1272)، وابنُ عَدِيٍّ في " الكاملِ " (7/ 213)، وابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (42/ 335).
وَجَاءَ عندَ عبدِ اللَّهِ بنِ أحمدَ: (عنْ أبي سليمانَ الهمدانيِّ، أَوِ النَّخعيِّ).
تنبيهٌ: تحرَّفَ أبو جَنَابٍ عندَ ابنِ عَسَاكِرَ إلى: (أبي حمان).
الطَّريقُ الرَّابعةُ:
أخرجَهَا ابنُ أبي عاصمٍ في " السُّنَّةِ " (رقم: 979) _ واللَّفظُ لهُ _ منْ طريقِ أبي سعيدٍ محمَّدِ بنِ أسعدَ التغلبيِّ، والآجُرِّيُّ في " الشَّريعةِ " (رقم:1936) منْ طريقِ محمَّدِ بنِ سعيدٍ الأحولِ، كِلاَهُمَا عنْ عبثرِ بنِ القاسمِ أبي زبيدٍ، عنْ حصينِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، عنْ أبي عبدِ الرَّحمنِ السُّلميِّ، عنْ عليٍّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " سَيَأْتِي بَعْدِي قَوْمٌ لَهُمْ نَبَزٌ، يُقَالُ لَهُمُ: الرَّافِضَةُ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ "، قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا العَلاَمَةُ فِيهِمْ؟، قَالَ: " يَقْرِضُونَكَ بِمَا لَيْسَ فِيكَ، وَيَطْعَنُونَ عَلَى أَصْحَابي، وَيَشْتِمُونَهُمْ ".
وَجَاءَ عندَ الآجُرِّيِّ: (عنْ أبي عبدِ الرَّحمنِ السُّلميِّ، أَوْ غيرِهِ مِنْ أَصْحَابِ عليٍّ) عَلَى الشَّكِّ.
أقولُ: وهَذَا إسنادٌ ضَعِيفٌ، فمُحمَّدُ بنُ سعيدٍ الأَحْولُ لَمْ أَقِفْ عَلَى تَرْجَمَتِهِ، ومحمَّدُ بنُ أسعدٍ التغلبيُّ قالَ عنهُ أبو زُرْعَةَ والعُقيليُّ: " مُنْكَرُ الحَدِيثِ "، أمَّا ابنُ حِبَّانَ فَذَكَرَهُ في " الثِّقاتِ "!!، وبقيَّةُ رِجَالِ الإِسنادِ ثِقَاتٌ.
الطَّريقُ الخَامِسَةُ:
¥(63/360)
أخرجَهَا اللالكائيُّ في " شرحِ أصولِ اعتقادِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ " (رقم:2806) قَالَ: أخبرنا محمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، أخبرنا عبدُ اللَّهِ [جاءَ في الأصلِ: عُبيد اللَّه، وهو تحريفٌ] بنُ محمَّدٍ البغويُّ؛ قَالَ: حدَّثنا سُويدُ بنُ سعيدٍ؛ قَالَ: حدَّثنا مروانُ بنُ معاويةَ، عنْ حمَّادِ بنِ كَيْسَانَ، عنْ أبيهِ _ وَكَانتْ تحتَهُ سُرِّيَّةٌ لِعَلِيٍّ _، سمعتُ عَلِيّاً يَقُولُ: يَكُونُ في آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمُ لَهُمْ نَبَزٌ، يُسَمَّوْنَ: الرَّافِضَةَ، يَرْفُضُونَ الإِسْلاَمَ، فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ.
أقولُ: وهَذَا وَاهٍ _ أيضاً _؛ وَذَلِكَ لِثَلاَثَةِ أُمُورٍ:
الأوَّلُ: سُويدُ بنُ سعيدٍ هُوَ: الهَرَوِيُّ الحَدَثَانيُّ، وَهُوَ وإِنْ كَانَ صَدُوقاً، إِلاَّ أنَّه عَمِيَ فَكَانَ يُلَقَّنُ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ فَيَتَلَقَّنُ.
الثَّاني: حمَّادُ بنُ كَيْسَانَ هُوَ: البكريُّ، وَهُوَ مجهولٌ، لَمْ يَرْوِ عنهُ غيرَ مَرْوانَ بنِ مُعَاويةَ الفَزَاريِّ، وَقَدْ ذَكَرَهُ البُخاريُّ في " التَّاريخِ الكبيرِ " (3/ 24)، وابنُ أبي حاتمٍ في " الجرحِ والتَّعديلِ " (3/ 145) ولَمْ يَذْكُرَا فِيهِ شَيْئاً، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " (8/ 204) وِفْقَ قَاعِدَتِهِ في التَّوثِيقِ.
الثَّالثُ: كَيْسَانُ البكريُّ _ والدُ حمَّادٍ _ مجهولٌ _ أيضاً _، لَمْ يَرْوِ عنهُ غيرَ ابنهِ حمَّادٍ، وَقَدْ ذَكَرَهُ البُخاريُّ في " التَّاريخِ الكبيرِ " (7/ 234)، وابنُ أبي حاتمٍ في " الجرحِ والتَّعديلِ " (7/ 165) ولَمْ يَذْكُرَا فِيهِ شَيْئاً، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " (5/ 340).
ثانياً: حَدِيثُ عبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _.
أخرجَهُ الآجُرِّيُّ في " الشَّريعةِ " (رقم: 1932) _ واللَّفظُ لهُ _، وابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (42/ 335 _ 336) منْ طريقِ محمَّدِ بنِ معاويةَ، عنْ يحيى بنِ سَابقٍ المدينيِّ، عنْ زيدِ بنِ أسلمَ، عنْ أبيهِ، عنِ ابنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " يَا عليُّ، أَنْتَ في الجَنَّةِ _ ثلاثاً قَالَهَا _، وَسَيَأْتِي مِنْ بَعْدِي قَوْمٌ لَهُمْ نَبَزٌ، يُقَالُ لَهُمُ: الرَّافِضَةُ، فَإِذَا لَقِيتَهُمْ، فَاقْتُلْهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ "، قَالَ: وَمَا عَلاَمَتُهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: " لاَ يَرَوْنَ جُمُعَةً ولاَ جَمَاعَةً، يَشْتِمُونَ أَبَا بكرٍ وعُمَرَ ".
أقولُ: هَذَا إسنادٌ ضعيفٌ جِدّاً؛ محمَّدُ بنُ معاويةَ هُوَ: ابنُ أَعْيَنَ النَّيْسابُوريُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ، وَأَطْلَقَ عليهِ ابنُ معينٍ الكذبَ، ويحيى بنُ سابقٍ قالَ فيهِ أبو حاتمٍ: " لَيْسَ بِقَوِيٍّ في الحَدِيثِ "، وَقَالَ أبو زُرعةَ: " لَيِّنٌ "، وقَالَ ابنُ حِبَّانَ: " كَانَ مِمَّنْ يَرْوِي الموضوعاتِ عنِ الثِّقاتِ، لاَ يجوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ في الدِّيَانَةِ، ولاَ الرِّوَايَةُ عنهُ بِحِيلَةٍ ".
ثالثاً: حَدِيثُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _.
لهُ عنهُ طريقانِ:
الطَّريقُ الأولى:
أخرجَهَا أبو يَعْلَى في " المسندِ " (4/ 459 _ رقم:2586)، والحارثُ بنُ أبي أسامةَ في " المسندِ " (2/ 945 _ رقم:1043، بغية الباحث) _ ومنْ طريقِهِ: ابنُ الجوزيِّ في " العللِ المتناهيةِ " (1/ 166 _ رقم:256) _، وعبدُ بنُ حُميدٍ في " المسندِ " (رقم:698 _ المنتخب) _ ومنْ طريقِهِ: ابنُ الجوزيِّ في " العللِ المتناهيةِ " (1/ 163 _ رقم:253) _، وعبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ في " فضائلِ الصَّحابةِ " (رقم:651 و 702) _ واللَّفظُ لهُ _، والطَّبرانيُّ في " المعجمِ الكبيرِ " (12/ 242 _ رقم:12997)، وأبو نُعيمٍ في " الحِلْيَةِ " (4/ 95)، وابنُ أبي عاصمٍ في " السُّنَّةِ " (رقم:981)، وابنُ عَدِيٍّ في " الكاملِ " (5/ 90)، وابنُ الأعرابيِّ في " المعجمِ " (رقم:1499)، والعُقيليُّ في " الضُّعفاءِ " (1/ 284)، والبيهقيُّ في " دلائلِ النُّبوَّةِ " (رقم:2931)، منْ طريقِ عمرانَ بنِ زيدٍ التغلبيِّ، عنِ الحجَّاجِ بنِ تميمٍ،
¥(63/361)
عنْ مَيْمُونَ بنِ مِهْرَانَ، عنِ ابنِ عبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ النَّبيُّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " يَكُونُ في آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُنْبَزُونَ: الرَّافِضَةَ، يَرْفُضُونَ الإسْلاَمَ، وَيَلْفُظُونَهُ، فَاقْتُلُوهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ ".
وَتَابَعَ عمرانَ بنَ زيدٍ عليهِ يُوسُفُ بنُ عَدِيٍّ: أخرجَهُ الطَّبرانيُّ في " المعجمِ الكبيرِ " (12/ 242 _ رقم: 12998) _ ومنْ طريقِهِ: أبو نُعيمٍ في " الحِلْيَةِ " (4/ 95)، ومنْ طريقِ أبي نُعيمٍ: أخرجَهُ ابنُ الجوزيِّ في " العللِ المتناهيةِ " (1/ 166 _ رقم:257) _ ولفظُهُ: كُنْتُ عندَ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، وعندَهُ عَلِيٌّ؛ فقالَ النَّبيُّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " يَا عليُّ، سَيَكُونُ في أُمَّتِي قَومٌ يَنْتَحِلُونَ حُبَّنَا أَهْلَ البَيْتِ، لَهُمْ نَبَزٌ، يُسَمَّوْنَ: الرَّافِضَةَ، فَاقْتُلُوهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ ".
قَالَ أبو نُعيمٍ: " غَرِيبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ الحجَّاجُ عَنْ مَيْمُونَ ".
أقولُ: هَذَا إسنادٌ ضعيفٌ؛ مَدَارُهُ عَلَى الحجَّاجِ بنِ تميمٍ الجَزَريِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، قَالَ العُقيليُّ: " روى عنْ ميمونَ بنِ مِهْرَانَ أَحَادِيثَ لاَ يُتَابَعُ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا "، وعَدَّ هَذَا الحَدِيثَ مِنْهَا، والحَدِيثُ ضَعَّفَهُ ابنُ الجوزيِّ في " العللِ "، والبيهقيُّ في " الدَّلائلِ "، وَحَسَّنَ إسنَادَهُ الهيثميُّ في " مجمعِ الزَّوائدِ " (9/ 749)!!، وَهُوَ مِمَّا لاَ يُسَلَّمُ لَهُ.
الطَّريقُ الثَّانيةُ:
أخرجَهَا ابنُ عَدِيٍّ في " الكاملِ " (5/ 152) قَالَ: حدَّثنا مُوسَى بنُ هَارُونَ التَوّزيُّ، حدَّثنا أحمدُ بنُ عمرَ بنِ يُونُسَ، حدَّثنا عمرُو بنُ مخرمٍ البَصْرِيُّ، حدَّثنا يزيدُ بنُ زُريعٍ، حدَّثنا خالدُ الحذَّاءُ، عنْ عِكْرِمَةَ، عنِ ابنِ عبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " يَكُونُ في آخِرِ أُمَّتِي نَفَرٌ يُقَالُ لَهُمُ: الرَّافِضَةُ، يَنْتَحِلُونَ حُبَّ أَهْلِ بَيْتِي، وَهُمْ كَاذِبُونَ، عَلاَمَةُ كَذِبِهِمْ شَتْمُ أَبي بكرٍ وعُمَرَ، مَنْ أَدْرَكَهُمْ مِنْكُمْ فَلْيَقْتُلْهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ ".
قَالَ ابنُ عَدِيٍّ: " وهَذَا الحَدِيثُ بِهَذَا الإِسْنَادِ _ وَخَاصَّةً عنْ يزيدَ بنِ زُريعٍ، عنْ خالدٍ _ باطلٌ، لاَ أَعْلَمُ يَرْوِيهِ غيرَ عَمْرِو بنِ مخرمٍ، وعنْ عمرٍو أحمدَ بنِ محمَّدٍ اليَمَاميِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ _ أيضاً _، فَلاَ أَدْرِي أُتِينَا مِنْ قِبَلِ اليَمَاميِّ، أَوْ مِنْ قِبَلِ عَمْرِو بنِ مخرمٍ ".
أقولُ: أحمدُ بنُ عمرَ بنِ يُونُسَ هُوَ: أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ يُونُسَ، نُسِبَ إِلى جَدِّهِ، كَذَّبَهُ أَبُو حاتمٍ، وابنُ صَاعِدٍ، وقَالَ الدَّارقطنيُّ: " ضعيفٌ "، وقَالَ _ مَرَّةً _: " مَتْرُوكُ الحَدِيثِ "، وقالَ الخطيبُ البغداديُّ: " وكَانَ غيرَ ثقةٍ "، وقَالَ ابنُ عَدِيٍّ: " حَدَّثَ بِأَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ عنْ ثِقَاتٍ، وحَدَّثِ بِنُسَخٍ عنْ الثِّقَاتِ بِعَجَائِبَ "، وقَالَ أبو الشَّيخِ الأصبهانيُّ: " وَلَهُ أَحَادِيثُ مُنْكَرَاتٌ "، وهَذَا الحَدِيثُ يَنْبَغِي أَنْ يُعَدَّ في مُنْكَرَاتِهِ.
رابعاً: حَدِيثُ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _.
أخرجَهُ ابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (32/ 383 _ 385) منْ طريقِ أبي أحمدَ عبدِ اللَّهِ بنِ محمَّدٍ، حدَّثني هشامُ بنُ عمَّارٍ، حدَّثنا الوليدُ بنُ مُسْلِمٍ، عنْ ثورِ بنِ يزيدَ، عنْ خالدِ بنِ مَعْدَانَ، عنْ معاذِ بنِ جَبَلٍ؛ قَالَ كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ في مَنْزِلِ أَبي أيُّوبَ الأنْصَاريِّ، قَالَ: فَتَلاَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ الآيةَ: (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً) [النَّبأ: 18]، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ قَدْ تَغَرْغَرَتْ _ يَعْنِي: عَيْنَيْهِ _، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَفْسِيرُ هَذِهِ الآيةِ: (يَوْمَ يُنْفَخُ
¥(63/362)
فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً)؟، فَبَكَى حتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَإِذَا هُوَ يَنْتَفِضُ، وَيَفِيضُ عَرَقاً، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا قَوْلُهُ: (فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً)؟، قَالَ: " يَا مُعَاذُ، لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ أَمْرٍ عَظِيمٍ "، وَبَكَى حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي قَدْ أَسَأْتُ إِلى النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ؛ فَقَالَ: " يَا مُعَاذُ، هَلْ تَدْرِي عَمَّا سَأَلْتَ؟ "، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ عَنْ قَوْلِهِ: (فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً)، قَالَ: " إِنَّكَ أَوَّلُ مَنْ سَأَلَنِي عَنْهَا، إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ تُجَزَّأُ أُمَّتِي عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ، يُحْشَرُونَ عَلَى عَشَرَةِ أَفْوَاجٍ، صِنْفٌ عَلَى صُورَةِ القِرَدَةِ، وَصِنْفٌ عَلَى صُورَةِ الخَنَازِيرِ، وَصِنْفٌ عَلَى صُورَةِ الكِلاَبِ، وَصِنْفٌ عَلَى صُورَةِ الحَمِيرِ، وَصِنْفٌ عَلَى صُورَةِ الذَّرِّ، وَصِنْفٌ عَلَى صُورَةِ البَهَائِمِ، وَصِنْفٌ عَلَى صُورَةِ السِّبَاعِ، وَصِنْفٌ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ، وَصِنْفٌ رُكْبَانٌ , وَصِنْفٌ مُشَاةٌ، ... "، فَذَكَرَ حَدِيثاً طَويلاً جَاءَ فِيهِ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا الصِّنْفُ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى صُورَةِ الحَمِيرِ؟، قَالَ: " صِنْفٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، يُسَمَّوْنَ: الرَّافِضَةَ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا عَلاَمَتُهُمْ؟، قَالَ: " إِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ، يَنْتَحِلُونَ حُبَّنَا، وَيَتَبَرَّؤُونَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَيَشْتِمُونَهُمَا، لَهُمْ نَبَزٌ، لاَ يَرَوْنَ جُمُعَةً، ولاَ جَمَاعَةً، أُولَئِكَ في النَّارِ شَرٍّ مَكَاناً "، ... الحَدِيثَ بِطُولِهِ.
أقولُ: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، آثَارُ الوَضْعِ عَلَيْهِ لاَئِحَةٌ، قَبَّحَ اللَّهُ وَاضِعَهُ مَا أَجْرَأَهُ؛ واشْتَمَلَ إِسنادُهُ عَلَى أَرْبَعِ عِلَلٍ:
الأولى: أَبُو أحمدَ عبدُ اللَّهِ بنُ محمَّدٍ هُوَ: النَّشَّارُ، لاَ يُدْرَى مَنْ هُوَ، فَقَدْ تَرْجَمَ لَهُ الحَافظُ ابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ "، ولَمْ يَذْكُرْ فِيهِ شَيْئاً، وَذَكَرَ هَذَا الحَدِيثَ في تَرْجَمَتِهِ.
الثَّانيةُ: هِشَامُ بنُ عمَّارٍ صَدُوقٌ، إِلاَّ أَنَّهُ لَمَّا كَبِرَ تَغَيَّرَ، فَصَارَ يَتَلَقَّنُ، فَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا مِمَّا لُقِّنَهُ.
الثَّالثةُ: الوليدُ بنُ مُسْلمٍ هُوَ: الدِّمشقيُّ، وَهُوَ وإِنْ كَانَ ثقةً، غيرَ أنَّهُ مَعْرُوفٌ بالتَّدليسِ، بَلْ بِالتَّسويةِ، وَهِيَ شَرُّ أَنْواعِ التَّدْلِيسِ، وَمَنْ يُعَانِي هَذَا النَّوْعَ مِنَ التَّدْلِيسِ فَلاَ يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ إِلاَّ إِذَا صَرَّحَ بِالسَّماعِ في جَمِيعِ مَرَاحِلِ السَّنَدِ، وهُوَ لَمْ يُصَرِّحْ بِسَمَاعِهِ في هَذَا الإِسنادِ.
الرَّابعةُ: الانْقِطَاعُ بينَ خالدِ بنِ مَعْدَانَ وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ؛ فَهُوَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ، قَالَ ابنُ أَبي حَاتمٍ في " المراسيلِ " (رقم:184): سمعتُ أبي يقولُ: " خَالِدُ بنُ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ مُرْسَلٌ، لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ، وَرُبَّمَا كَانَ بَيْنَهُمَا اثْنَانِ "، وَقَالَ التِّرمذيُّ في " سُنَنِهِ " عَقِبَ الحَدِيثِ (رقم:2505): " وَخَالِدُ بنُ مَعْدَانَ لَمْ يُدْرِكْ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ ".
خامساً: حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا _.
أخرجَهُ ابنُ أبي عاصمٍ في " السُّنَّةِ " (رقم:980) _ واللَّفظُ لهُ _، وابنُ الأعرابيِّ في " المعجمِ " (رقم:1503) _ ومِنْ طريقِهِ: الخَطَّابيُّ في " غَرِيبِ الحَدِيثِ " (1/ 177) _، مِنْ طريقِ بكرِ بنِ خُنيسٍ، حدَّثنا سَوَّارُ بنُ مصعبٍ، عنْ دَاوُدَ بنِ أبي عوفٍ، عنْ فَاطِمَةَ بنتِ عليٍّ، عنْ فَاطِمَةَ الكُبرى، عنْ أسماءَ بنتِ عميسٍ، عنْ اُمِّ سَلَمَةَ؛ قَالَتْ: كَانَتْ لَيْلَتِي، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ عِنْدِي، فَجَاءَتْ إِلَيَّ فَاطِمَةُ مُسَلِّمَةً، فَتَبِعَهَا عَلِيٌّ،
¥(63/363)
فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ _ رَأْسَهُ؛ فَقَالَ: " أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ، أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ في الجَنَّةِ، إِلاَّ أَنَّ مِمَّنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّكَ قَوْمٌ يَرْفُضُونَ الإِسْلاَمَ، يَلْفُظُونَهُ، يُقَالُ لَهُمُ: الرَّافِضَةُ، فَإِذَا الْتَقَيْتَهُمْ فَجَاهِدْهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا العَلاَمَةُ فِيهِمْ؟، قَالَ: " لاَ يَشْهَدُونَ جُمُعَةً، ولاَ جَمَاعَةً، وَيَطْعَنُونَ عَلَى السَّلَفِ ".
تنبيهٌ: جَاءَ عندَ ابنِ الأعرابيِّ: (خُنيسُ بنُ بكرِ بنِ خُنيسٍ) بدلاً مِنْ: (بكرِ بنِ خُنيسٍ)، وَأَرَى أنَّ الصَّوابَ مَا جَاءَ عندَ ابنِ أبي عاصمٍ، فَإِنَّ بكرَ بنَ خُنيسٍ هُوَ الَّذي يَروِي عنْ سَوَّارِ بنِ مصعبٍ، أمَّا ابنُهُ خُنيسٌ فَلَمْ يُذْكَرْ سَوَّارُ بنُ مُصْعَبٍ ضِمْنَ شُيُوخِهِ.
أقولُ: وَهَذَا إسنادٌ ضعيفٌ جِدّاً مُنْكَرٌ؛ لِثَلاَثَةِ أسبابٍ:
الأوَّلُ: بكرُ بنُ خُنيسٍ ضَعِيفٌ، وابنُهُ خُنيسٌ ضَعِيفٌ _ أيضاً _.
الثَّاني: سَوَّارُ بنُ مُصْعَبٍ مَتْرُوكٌ، مُنْكَرُ الحَدِيثِ، وَقَدْ كَانَ سَوَّارُ بنُ مصعبٍ يَضْطَرِبُ في إسنادِهِ:
فَمَرَّةً: كَانَ يَرْوِيهِ _كَمَا ذَكَرنَا _ عنْ دَاوُدَ بنِ أبي عَوْفٍ، عنْ فَاطِمَةَ بنتِ عليٍّ، عنْ فَاطِمَةَ الكُبرى، عنْ أسماءَ بنتِ عميسٍ، عنْ اُمِّ سَلَمَةَ، عنِ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمِ _.
ومرَّةً: كَانَ يَرْوِيهِ عنْ أبي الجَحَّافِ _ وَهُوَ: دَاوُدُ بنُ أبي عَوْفٍ _، عنْ محمَّدِ بنِ عليٍّ [وفي روايةٍ: محمَّدِ بنِ عمرٍو]، عنْ فاطمةَ بنتِ عليٍّ، عنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عنِ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمِ _، نحوهُ: أخرجَهُ اللالكائيُّ في " شرحِ أصولِ اعتقادِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ " (رقم:2802)، وابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (42/ 333 _ 334) منْ طريقِ محمَّدِ بنِ عبدِ الوهَّابِ الحارثيِّ، وسُويدِ بنِ سعيدٍ، عنهُ.
تنبيهٌ: تَحَرَّفَ اسْمُ محمَّدِ بنِ عبدِ الوهَّابِ عندَ اللالكائيِّ إلى: (محمَّدِ بنِ عبدِ الوَاهِبِ).
وَمَرَّةً: كَانَ يَرْوِيهِ عَنْ عطيَّةَ العوفيِّ، عنْ أبي سعيدٍ الخُدريِّ، عنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عنِ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمِ _، نحوهُ: أخرجَهُ الطَّبرانيُّ في " المعجمِ الأوسطِ " (6/ 354 _ رقم:6605)، والآجُرِّيِّ في " الشَّريعةِ " (رقم: 1933)، والخطيبُ البغداديُّ في " تاريخِ بغدادَ " (12/ 358) _ ومنْ طريقِهِ: ابنُ الجوزيِّ في " العللِ المتناهيةِ " (1/ 166 _ رقم:258) _ مِنْ طريقِ الفضلِ بنِ غانمٍ، عنهُ.
وَمَرَّةً: كَانَ يَرْوِيهِ عنْ محمَّدِ بنِ جُحَادةَ، عنِ الشَّعْبيِّ، عنْ عليٍّ، عنِ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، كَمَا مَرَّ مَعَنَا سَابِقاً عندَ الكَلاَمِ عَلَى حَدِيثِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _: أخرجَهُ أبو نُعيمٍ في " الحِلْيَةِ " (4/ 329) _ ومنْ طريقِهِ: ابنُ الجوزيِّ في " العللِ المتناهيةِ " (1/ 164 _ رقم:254) _.
أقولُ: هَذَا الاضْطِرَابُ عندَ سَوَّارِ بنِ مصعبٍ دَلِيلٌ عَلَى سُوءِ حِفْظِهِ، وَفُحْشِ غَلَطِهِ؛ لِذَا تَرَكَ الأَئِمَّةُ حَدِيثَهُ.
الثَّالثُ: دَاوُدُ بنُ عَوْفٍ أبو الجَحَّافِ، وثَّقَهُ أحمدُ، وسفيانُ الثَّوريُّ، وابنُ معينٍ، وَقَالَ أبو حاتمٍ: " صَالِحُ الحَدِيثِ "، وقالَ النَّسائيُّ: " لَيْسَ بِهِ بأسٌ "، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " وَقَالَ: " يُخْطِىءُ "، أَمَّا ابنُ عَدِيٍّ فَقَالَ: " وَهُوَ مِنْ غَالِيَةِ الشَّيعَةِ، وعَامَّةُ حَدِيثِهِ في أَهْلِ البَيْتِ، وَلَمْ أَرَ لِمَنْ تَكَلَّمَ في الرِّجَالِ فِيهِ كَلاَماً، وَهُوَ عِنْدِي لَيْسَ بِقَوِيٍّ، وَلاَ مِمَّنْ يُحْتَجُّ بِهِ في الحَدِيثِ "، وَقَدِ اخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِيهِ:
¥(63/364)
فَرَوَاهُ عنهُ تَلِيدُ بنُ سليمانَ أبو إِدْرِيسَ الكوفيُّ _ وهوَ ضَعِيفٌ _، عنْ محمَّدِ بنِ عمرٍو الهاشميِّ، عنْ زينبَ بنتِ عليٍّ، عنْ فاطمةَ بنتِ محمَّدٍ، عنِ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: أخرجَهُ أبو يَعْلَى في " المسندِ " (12/ 116 _ رقم:6749) _ ومنْ طريقِهِ: ابنُ عَدِيٍّ في " الكاملِ " (3/ 82)، وابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (69/ 174) _، وابنُ حِبَّانَ في " المجروحينَ " (1/ 205) _ ومنْ طريقِهِ: ابنُ الجوزيِّ في " العللِ المتناهيةِ " (1/ 165 _ رقم:255) _، وابنُ الأعرابيِّ في " المعجمِ " (رقم:1504)، والآجُرِّيِّ في " الشَّريعةِ " (1935)، وابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (42/ 333 و 334) و (69/ 175) منْ طريقِ أبي سعيدٍ الأشَجِّ، عنهُ بِهِ.
وَجَاءَ عندَ أبي يَعْلَى: (حدَّثنا أبو سعيدٍ الأشَجُّ، حدَّثنا ابنُ إدريسٍ)، وَقَدْ تَعَقَّبَهُ ابنُ عَسَاكِرَ بِقَوْلِهِ: " كَذَا قَالَ، وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو إِدْرِيسَ، وَهُوَ: تَلِيدُ بنُ سليمانَ ".
وَرَوَاهُ عنهُ زيادُ بنُ المنذرِ أبو الجَارُودِ _ رَافِضِيٌّ كَذَّبَهُ ابنُ معينٍ _، عنْ عمرَ بنِ عليِّ بنِ الحسينِ، عنْ زينبَ بنتِ عليٍّ، عنْ فاطمةَ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا _ بنتِ محمَّدٍ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: أخرجَهُ الآجُرِّيُّ في " الشَّريعةِ " (رقم:1934) منْ طريقِ يحيى بنِ سالمٍ، عنهُ بِهِ.
وَرَوَاهُ عنهُ عثمانُ بنُ غالبٍ _ لَمْ أعثرْ لهُ عَلَى تَرْجَمةٍ _، عنْ أبي جعفرٍ، عنْ فاطمةَ الصُّغْرَى، عنْ فاطمةَ الكُبْرَى، عنْ رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: أخرجَهُ أبو الشَّيخِ الأَصْبَهَانيُّ في " طبقاتِ المُحدِّثِينَ بأصبهانَ " (2/ 74) و (4/ 122) منْ طريقِ إسماعيلَ بنِ عمرٍو، عنهُ بِهِ.
أقولُ: يَظْهَرُ مِمَّا قَدَّمْنَاهُ أَنَّ الاخْتِلاَفَ في حَدِيثِ أبي الجَحَّافِ دَاوُدَ بنِ أبي عَوْفٍ مَرَدُّهُ إِلى الرَّواةِ الضُّعفاءِ عنهِ، لاَ بِسَبَبِهِ؛ لِذَا تَوَسَّطَ ابنُ حَجَرٍ _ رحمهُ اللَّهُ _ فِيهِ؛ فَقَالَ في " التَّقريبِ " (ص: 199): " وَهُوَ صَدُوقٌ، شِيعِيٌّ، رُبَّمَا أَخْطَأَ "، وأَنَّ ابنَ عَدِيٍّ قَدْ أَخْطَأَ في رَدِّ رِوَايَتِهِ، واللَّهُ أعلمُ.
_ تَمَّ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالى _
كَتَبَهُ: أبو عُمَرَ نَادِرُ بنُ وَهْبِي بنِ مُصْطَفَى النَّاطُورُ القَنِّيرِيُّ
_ عَفَا اللَّهُ عنهُ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ _
يوم الاثنينِ: 12 / ربيع الأوَّل / 1430هـ
الموافق: 9 / آذار / 2009م
الزَّرْقَاءُ _ الأُرْدنُّ(63/365)
هل صححت اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز حديث (على صورة الرحمن)؟
ـ[مؤمن محمد ناصر الدين]ــــــــ[12 - 03 - 09, 12:04 ص]ـ
وجدت هذه الفتوى وفيها صريح النسبة إلى اللجن الدائمة بتصحيح حديث (خلق الله آدم على صورةالرحمن)، فما قولكم بارك الله فيكم؟
وهذا نص الاقتباس
(خلق الله آدم على صورته)
بيان وتوضيح من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
فتوى رقم 2331
س: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: صحيح البخاري الاستئذان (6227)، صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2841)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 315). خلق الله آدم على صورته ستون ذراعا فهل هذا الحديث صحيح؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:
ج: نص الحديث: صحيح البخاري الاستئذان (6227)، صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2841)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 315). خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا ثم قال: صحيح البخاري الاستئذان (6227)، صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2841)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 315). اذهب فسلم على أولئك النفر، وهم نفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فذهب فقال: السلام عليكم، فقالوا السلام عليك ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعا، فلم يزل الخلق تنقص بعده إلى الآن رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم.
وهو حديث صحيح، ولا غرابة في متنه فإن له معنيان:
الأول: أن الله لم يخلق آدم صغيرا قصيرا كالأطفال من ذريته ثم نما وطال حتى بلغ ستين ذراعا، بل جعله يوم خلقه طويلا على صورة نفسه النهائية طوله ستون ذراعا.
والثاني: أن الضمير في قوله: على صورته يعود على الله بدليل ما جاء في رواية أخرى صحيحة: على صورة الرحمن وهو ظاهر السياق ولا يلزم على ذلك التشبيه، فإن الله سمى نفسه بأسماء سمى بها خلقه، ووصف نفسه بصفات وصف بها خلقه، ولم يلزم من ذلك التشبيه، وكذا الصورة، ولا يلزم من إتيانها لله تشبيهه بخلقه؛ لأن الاشتراك في الاسم وفي المعنى الكلي لا يلزم منه التشبيه فيما يخص كلا منهما، لقوله تعالى: سورة الشورى الآية 11 (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي
عضو: عبد الله بن غديان
عضو: عبد الله بن قعود
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[12 - 03 - 09, 06:15 ص]ـ
نعم.
والشيخ رحمه الله قد قدّم كتاب الشيخ حمود التويجري رحمه الله (عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن) وأيده في ذلك.(63/366)
تخريجُ حديثِ: صُومُوا تَصِحُّوا
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[12 - 03 - 09, 08:41 ص]ـ
تخريجُ حَدِيثِ: " صُومُوا تَصِحُّوا "
أخرجَهُ أبو عروبةَ الحرَّانيُّ في " جزئِهِ " (رقم: 45)، والعُقيليُّ في " الضُّعفاءِ " (2/ 92)، والطَّبرانيُّ في " المعجمِ الكبيرِ " (رقم:1190 _ قطعة من المفقود)، و " المعجمِ الأوسطِ " (8/ 174 _ رقم: 8312) _ واللَّفظُ له _، وأبو نُعيمٍ في " الطِّبِّ النَّبويِّ " (رقم: 113)، منْ طريقِ محمَّدِ بنِ سليمانَ بنِ أبي دَاوُدَ [تحرَّفَ اسمُهُ عند العُقيليِّ إلى: محمَّد بن سليم]، حدَّثنا زهيرُ بنُ محمَّدٍ، عنْ سهيلِ بنِ أبي صالحٍ، عنْ أبيهِ، عن أبي هُريرةَ؛ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " اغْزُوا تَغْنَمُوا، وصُومُوا تَصِحُّوا، وسَافِرُوا تَسْتَغْنُوا ".
وَجَاءَ لفظُهُ عندَ أبي عروبةَ والعُقيليِّ: " اغْزُوا تَغْنَمُوا، وصُومُوا تَصِحُّوا، وسافِرُوا تَصِحُّوا ".
واقتَصَرَ أبو نُعيمٍ عَلَى عبارةِ: " صُومُوا تَصِحُّوا ".
قالَ الطَّبرانيُّ: " لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عنْ سُهَيْلٍ _ بهذا اللَّفظِ _ إلاَّ زُهيرُ بنُ محمَّدٍ ".
أقولُ: هَذَا حديثٌ منكرٌ؛ لأجلِ زهيرِ بنِ محمَّدٍ وَهُوَ: التَّمِيميُّ، أبو المنذرِ، الخُراسانيُّ، فروايةُ أهلِ الشَّامِ عنهُ فِيهَا مناكيرُ _ كَمَا قالَ الإمامُ أحمدُ والبُخاريُّ وأبو حاتمٍ _، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ: " ولَعَلَّ الشَّاميِّينَ حيثُ رَوَوْا عنهُ أخطئُوا عليهِ؛ فإنَّه إِذَا حدَّثَ عنهُ أهلُ العراقِ فَرِوَايَاتُهُمْ عنهُ شِبْهُ المستقيمةِ، وَأَرْجُو أنَّه لاَ بأسَ به "، والرَّاوي عنهُ هُنَا منْ أهلِ الشَّامِ، وَهُوَ: محمَّدُ بنُ سليمانَ بنِ أبي داودَ الحَرَّانيُّ.
والحديثُ ضعَّفَ إسنادَهُ الحافظُ العراقيُّ في " تخريجِ الإحياءِ " (3/ 87)، أمَّا قولُ الحافظِ المنذريِّ في " التَّرغيبِ والتَّرهيبِ " (2/ 49 _ 50، رقم:1450) _ عَقِبَ الحديثِ _: " رَوَاهُ الطَّبرانيُّ في الأوسطِ ورواتُهُ ثقاتٌ "، أقولُ: هَذَا لاَ يتعارضُ مَعَ مَا ذكرناهُ؛ لأنَّ هَذَا لاَ يعني خُلُوّهُ من العِلَلِ _ كَمَا هُوَ مُقرَّرٌ في علمِ المُصْطَلحِ _، فالمنذريُّ تَحَقَّقَ منْ شرطٍ واحدٍ منْ شروطِ الصِّحَّةِ، ولمْ يتَحَقَّقْ من بقيَّةِ الشُّروطِ، وَهِيَ: الاتِّصالُ، وعدمُ الشُّذوذِ والعِّلَّةِ، وَهَذَا الحَدِيثُ اشْتَمَلَ عَلَى عِلَّةٍ لم يَطَّلِعْ عَلَيْهَا المُنذريُّ _ رحمهُ اللَّهُ _.
وللحَدِيثِ شَاهِدَانِ ضَعِيفَانِ جدّاً، يزدادُ بهما وَهْناً عَلَى وَهْنٍ:
الأوَّلُ: أخرجَهُ ابنُ عَدِيٍّ في " الكاملِ " (7/ 57) قالَ: حدَّثنا عبدُ الرَّحمنِ بنُ محمَّدِ بنِ عليٍّ القُرشيُّ، حدَّثنا محمَّدُ بنُ رجاءٍ السِّنديُّ، حدَّثنا محمَّدُ بنُ معاويةَ النَّيْسابُوريُّ، حدَّثنا نهشلُ بنُ سعيدٍ، عنِ الضَّحَّاكِ، عنِ ابنِ عبَّاسٍ، [قالَ:] قالَ رَسُولُ اللَّهُ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " سَافِرُوا تَصِحُّوا، وصُومُوا تَصِحُّوا، واغْزُوا تَغْنَمُوا ".
أقولُ: هَذَا إسنادٌ ضَعِيفٌ جِدّاً؛ فنهشلُ بنُ سعيدٍ متروكٌ، بَلْ كذَّبَهُ إسحاقُ بنُ راهُوَيْهِ وأبو داودَ الطَّيالسيُّ، والإسنادُ مَعَ ذلكَ منقطعٌ؛ فالضَّحَّاكُ _ وَهُوَ: ابنُ مُزَاحمٍ _ لَمْ يَسْمَعْ منِ ابنِ عبَّاسٍ شيئاً.
الثَّاني: أخرجَهُ ابنُ عَدِيٍّ _ أيضاً _ في " الكاملِ " (2/ 357) قال: حدَّثنا حدَّثنا محمَّدُ بنُ روحِ بنِ نصرٍ، حدَّثنا أبو الطَّاهرِ؛ قالَ: حدَّثنا أبو بكرِ بنُ أبي أُويسٍ، عنْ حسينِ بنِ عبدِ اللَّهِ، عنْ أبيهِ، عنْ جدِّهِ، عنْ عليٍّ أنَّ رسولَ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ قالَ: " صُومُوا تَصِحُّوا ".
أقولُ: هَذَا إسنادٌ كسابقِهِ ضَعِيفٌ جِدّاً؛ فحسينُ بنُ عبدِ اللَّهِ هُوَ: ابنُ ضميرة الحميريُّ، نَسَبَهُ الإمامُ مالكٌ إلى الكَذِبِ، وقالَ عنهُ الإمامُ أحمدُ والنَّسائيُّ: " متروكُ الحديثِ "، وقالَ ابنُ معينٍ: " ليسَ بثقةٍ، ولا مأمونٍ "، وقالَ مرَّةً: " كذَّابٌ، ليسَ بشيءٍ "، وقالَ البُخاريُّ: " منكرُ الحديثِ "، وقالَ أبو حاتمٍ: " متروكُ الحديثِ، كذَّابٌ "، وقالَ أبو زُرْعةَ: " ليسَ بشيءٍ، اضْرِبْ عَلَى حَدِيثِهِ "، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ: " ضعيفٌ، منكرُ الحديثِ، وضَعْفُهُ بَيِّنٌ عَلَى حَدِيثِهِ "، وقالَ ابنُ حِبَّانَ: " يَرْوِي عَنْ أبيهِ عنْ جدِّهِ بنسخةٍ موضوعةٍ ".
_ تَمَّ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالى _
كَتَبَهُ: أبو عُمَرَ نادرُ بنُ وَهْبِي النَّاطُورُ القَنِّيرِيُّ
_ عَفَا اللَّهُ عنهُ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ _
الزَّرْقَاءُ _ الأردنُّ(63/367)
تخريجُ حديثِ: المصافحةِ تزيدُ في المَوَدَّةِ
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[12 - 03 - 09, 08:42 ص]ـ
تخريجُ حَدِيثِ: " المُصَافَحَةِ تَزِيدُ في المودَّةِ "
هَذَا الحديثِ أَوْرَدَهُ أبو سعيدٍ الواعظُ عبدُ الملكِ بنُ أبي عثمانَ الخَرْكُوْشِيُّ في كتابِهِ: " البِشَارَةِ والنِّذَارةِ " (ص:408) _ المُسمَّى خَطَأً بِـ: " تفسيرِ الأحلامِ " والمنسوبِ لابنِ سِيرِينَ _ مرفُوعاً للنَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، وَلاَ يصحُّ رَفْعُهُ للنَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، وَقَدْ ثَبَتَ من كلامِ الحسنِ البَصْرِيِّ _ رحمهُ اللَّهُ _: أخرجَهُ ابنُ أبي الدُّنيا في " الإخوانِ " (رقم:120)، والخطيبُ البغداديُّ في " تاريخِ بغدادَ " (6/ 358) من طريقِ الفُضيلِ بنِ عِيَاضٍ، وعبَّاسٌ الدُّوريُّ في " تاريخِ ابنِ معينٍ " (3/ 339 _ رقم:1639) من طريقِ مكِّيِّ بنِ إبراهيمَ وروحِ بنِ عُبَادةَ، وأبو الشَّيخِ الأصبهانيُّ في " طبقاتِ المُحدِّثينَ بأصبهانَ " (3/ 507)، وسُنَيْدُ بنُ داودَ _ كَمَا في " التَّمهيدِ " (21/ 16) _ منْ طريقِ حمَّادِ بنِ زيدٍ، كلُّهم عنْ هشامِ بنِ حسَّانَ، عنِ الحسنِ قالَ: المُصَافَحَةُ تَزِيدُ في المَوَدَّةِ.
أقولُ: وَهَذَا إسنادٌ صَحِيحٌ، رجالُهُ ثقاتٌ، فإنْ قالَ قائلٌ: أنَّهُ قدْ تُكُلِّمَ في حَدِيثِ هشامِ بنِ حسَّانَ عنِ الحسنِ؛ لأنَّهُ كَانَ صغيراً، فكانَ يُرْسِلُ عنهُ، فنقولُ: قَدْ رَدَّ الإمامُ الذَّهبيُّ عَلَى ذلكَ في " السِّيرِ " (6/ 357) و " الميزان " (4/ 296 _ 297) بقولِهِ: " هذا فيه نظرٌ، بل كانَ كبيراً، وَقَدْ جَاءَ _ أيضاً _ عنْ نُعيمِ بنِ حمَّادٍ، عنْ سفيانَ بنِ عُيَيْنَةَ قالَ: كانَ هشامٌ أَعْلَمُ النَّاسِ بحديثِ الحسنِ، فَهَذَا أصحُّ، قالَ سعيدُ بن عامرٍ الضُّبَعيُّ: سمعَ هشاماً يقولُ: جَاورتُ الحسنَ عَشْرَ سِنِينَ "، وَكَذَا جاءَ عنِ الإمامِ أحمدَ وأبي نُعيمٍ الأصبهانيِّ مثلُ قولِ سعيدٍ الضُّبَعيِّ، انْظُرْ تفصيلَ أقوالِهم في كتابِنا: " مُعْجَمِ مَنْ رُمِيَ بالتَّدليسِ " في ترجمةِ هشامِ بنِ حسَّانَ، وقدْ ذَهَبَ إلى تصحيحِ روايةِ هشامٍ عنِ الحسنِ عددٌ منَ الأئمَّةِ: كالبُخاريِّ، ومسلمٍ، والتِّرمذيِّ، وابنِ خُزيمةَ، وابنِ حِبَّانَ، وغيرهِمْ.
_ تَمَّ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالى _
كَتَبَهُ: أبو عُمَرَ نادرُ بنُ وَهْبِي النَّاطُورُ القَنِّيرِيُّ
_ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ _
الزَّرقاءُ _ الأردنُّ
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[13 - 03 - 09, 02:42 ص]ـ
[ quote= انْظُرْ تفصيلَ أقوالِهم في كتابِنا: " مُعْجَمِ مَنْ رُمِيَ بالتَّدليسِ " في ترجمةِ هشامِ بنِ حسَّانَ،
[/ quote]
جزاك الله خيرًا أخي أبا عمر الحبيب
لكن سؤال بخصوص كتابك، ما الفرق بينه وبين كتاب الدكتور مسفر الدميني "التدليس في الحديث"؛ حيث أنه ذكر في:
- الفصل الرابع بعنوان "مراتب المدلسين" (ص139 - 145) طبقات المدليس؛ وجعلها خمس طبقات.
- الفصل الخامس بعنوان "المصنفات في التدليس والمدلسين" (ص147 - 164).
- الفصل السادس بعنوان "أسماء الموصوفين يالتدليس" (ص165) (وفي نظري هذا زُبدة الكتاب!) والعدد الإجمالي للرواة الذين ذكرهم في كتابه (230) راويًا كالتلي:
المرتبة الأولى: ذكر فيها (73) راويًا.
المرتبة الثانية: ذكر فيها (74 - 108) راويًا.
المرتبة الثالثة: ذكر فيها (109 - 164) راويًا.
المرتبة الرابعة: ذكر فيها (165 - 181) راويًا.
المرتبة الخامسة: ذكر فيها (182 - 230) راويًا.
فهل من إضافة أو جديد عليهم؟
وفق الله الجميع.
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[16 - 03 - 09, 11:17 ص]ـ
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[16 - 03 - 09, 11:33 ص]ـ
الأخُ الفاضلُ أبو فاطمةَ الشمريُّ، السَّلامُ عليكمْ ورحمةُ اللَّهِ وبركاتُهُ؛ وبعدُ:
¥(63/368)
فقدْ سألتَ عنْ كتابي: " مُعْجَمِ مَنْ رُمِيَ بالتَّدليسِ "، وعنِ الفرقِ بينَهُ وبينَ كتابِ الدكتورِ مسفرٍ الدمينيِّ: " التَّدليسِ في الحديثِ "، فأقولُ: كتابُ الدكتورِ مسفرٍ منْ أوسعِ الكتبِ الَّتي أُلِّفتْ في التدليسِ، وأنفعِهَا، إلاَّ أنَّهُ وقعتْ لهُ أخطاءٌ وأوهامٌ، قمتُ بالتَّنبيهِ عليها في كتابي، فالدكتورُ مسفر واسعُ الخطوِ في الوصفِ بالتَّدليسِ _ ومثله الدكتور القريوتي _، وقدْ قمتُ بترتيبِ كتابي على حروفِ المعجمِ كما هو ظاهرٌ منِ اسمِهِ، وجمعتُ فيهِ كلَّ منْ وُصِفَ بالتَّدليسِ _ سواء منْ مدلِّسي الإسنادِ أو مُدلِّسي الشُّيوخِ _، وزدتُ على من سبقني زياداتٍ سوفَ يأتي ذِكْرُهَا، وهو الآن تحت الطَّبعِ في المكتبةِ الأثريةِ، وإليكَ مُقدِّمةُ الكتابِ، مع بعضِ النماذجِ مِمَّا جاءَ فيهِ:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
• مقدِّمةُ الكتابِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ
وبِهِ نستعينُ
الحمدُ للَّهِ المستحقِّ للتَّقديسِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على عبدِهِ ورسولِهِ محمَّدِ بنِ عبد اللَّه المُبيِّن عن ربِّهِ من غير تلبيسٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ المُبلِّغينَ عنه من غير قصدِ تدليسٍ.
أمَّا بعدُ:
فإنَّ التدليسَ من العللِ المؤثِّرةِ في السَّندِ؛ فقد قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ _ رحمه اللَّه _: " وعَنْعَنَةُ المُدلِّسِ علَّةٌ في الخبرِ " (1)، لذا بحث أئمَّتنا الأجلاَّءُ التَّدليسَ في كتبِهِمْ، وأَوْلَوْه عنايةً خاصَّةً، وأفردوا لمن وُصِفَ به المصنَّفات، غير أنَّها _ على كثرتها _ لا تروي غليلاً، ولا تسدُّ جَوْعَةً؛ لاختصارها الشديد، فرأيت الحاجة مُلِحَّةً لمثل هذا " المعجم "؛ الَّذي جمعتُ فيه ولَخَّصْتُ (2) ما وقفت عليه من كتبِ القومِ المصنَّفة في هذا الشأنِ، وغيرها من كتبِ الجرحِ والتعديلِ، والعللِ، والسُّننِ، والتاريخِ؛ ممَّا ستقف عليه في قائمة المراجع، وألحقت به زيادات (3) وفوائد نافعة، ونبَّهت فيه على أخطاءٍ وأوهامٍ وقعت لبعض المعاصرين ممَّن صنَّف في التَّدليسِ والمُدلِّسينَ.
فهذا " المعجمُ " الَّذي بين يديك هو حصيلةُ جهد استغرق من مُصنِّفه قرابة خمس سنوات ما بين تقميشٍ وتفتيشٍ، وهو ممَّا يؤكِّدُ _ لك _ صحَّةَ المثلِ السَّائرِ: كَمْ تركَ الأوَّلُ للآخرِ، وغلط القائل: ما تركَ الأوَّلُ للآخرِ.
فاللَّه _ سبحانه وتعالى _ قد يدَّخر لبعض المتأخرِّين؛ ما عَسُرَ وخفي على كثير من المتقدِّمين، يقول الإمام ابنُ الجوزيِّ _ رحمه اللَّه _: " فقد أَطْلَعَ اللَّه _ عزَّ وجلَّ _ الخَضِرَ على ما خفي من موسى _ عليهما السَّلام _، فخزائن اللَّه مملوءة، وعطاؤه لا يقف على شخصٍ. . .، وكم من متأخَّرٍ سبقَ مُتقدِّماً، وقد قيل:
إنَّ اللَّياليَ والأيامَ حاملةٌ وليس يعلمُ غير اللَّهِ ما تَلِدُ " (4).
وقرنت في هذا " المعجمِ " ما بين مُدلِّسي الإسنادِ ومُدلِّسي الشُّيوخِ، وهذا الصِّنْفُ الأخير لم أقم باستيعابه؛ لأنِّي لو ذهبت أتتبعهم لما وسعهم مثل هذا " المعجم "، ويغني عن ذلك الرجوع إلى كتاب: " مُوضِّحِ أوهامِ الجمعِ والتفريقِ " للخطيبِ البغداديِّ، فهو أصلٌ في هذا البابِ.
وشرطي في " معجمي " هذا؛ أنْ أذكر فيه كلّ من وُصِفَ بالتدليس، أو أشير إلى تدليسه إشارةً قويَّةً، ولا يلزم من ذلك أنَّ كلَّ من ذكرته فيه يعتبر مُدلِّساً عندي، بل إنِّي أذكر بعضهم ممَّن وُصِفَ بذلك _ ولا يثبت عليه _ للذَّبِ عنه، والذَّوْدِ عن حياضِهِ؛ ليس إلاَّ.
ونهجي الذي اتَّبعته فيه؛ هو أنِّي جزَّأْتُهُ إلى فصلينِ:
الفصلُ الأوَّلُ: وضمَّنْتُهُ عدداً من المباحث المتعلِّقة بالتدليس والمدلِّسين، غير أنِّي لم أتوسع في هذه المباحث توسعاً مُفرطاً؛ لأنَّ ذلك ليس من مقصود " معجمنا " الموضوع أصلاً للرُّواةِ المدلِّسين، ولأنَّ غيري _ ممَّن سبقني في التصنيف _ قد توسَّع في ذلك بما يغني عن إعادة الجهد وتكرار العمل، وإليك سرد هذه المباحث:
• المبحثُ الأوَّلُ: تعريفُ التَّدليسِ.
• المبحثُ الثَّاني: أقسامُ التَّدليسِ.
• المبحثُ الثَّالثُ: ما جاءَ في ذمِّ التَّدليسِ وأهله.
¥(63/369)
• المبحثُ الرَّابعُ: تشدُّدُ شعبة بن الحجاج في التَّدليسِ، وسؤالُهُ عن السَّماعِ.
• المبحثُ الخامسُ: بواعثُ التَّدليسِ.
• المبحثُ السَّادسُ: مفاسدُ التَّدليسِ.
• المبحثُ السَّابعُ: طرقُ معرفةِ التَّدليسِ.
• المبحثُ الثَّامنُ: هل لأهل الأعصار المتأخِّرة الحكم على راوٍ بأنَّه مُدلِّس _ إنْ وُجد مقتضى ذلك _ ممَّن لم يصفه
• أحد من الأئمَّة بذلك؟
• المبحثُ التَّاسعُ: إرسالُ الصَّحابةِ.
• المبحثُ العاشرُ: ما جاءَ في كثرةِ عددِ المدلِّسين.
• المبحثُ الحادي عشرَ: التَّدليسُ في أهلِ البلادِ.
• المبحثُ الثَّاني عشرَ: مراتبُ المدلِّسين.
• المبحثُ الثَّالثُ عشرَ: حكمُ التَّدليسِ.
• المبحثُ الرَّابعُ عشرَ: حكمُ روايةِ المدلِّسِ.
• المبحثُ الخامسُ عشرَ: مِنْ اعتبارات قَبول عَنْعَنَة المدلِّس.
• المبحثُ السَّادسُ عشرَ: حكمُ عَنْعَنَة المدلِّسِ في " الصَّحيحين ".
• المبحثُ السَّابعُ عشرَ: العَنْعَنَةُ في السَّند هل هي من الشيخ؟ أم من تصرُّف التلميذ ومَنْ دونه؟
• المبحثُ الثَّامنُ عشر: من الأخطاءِ الشَّائعةِ في الحكمِ على روايةِ المدلِّسِ.
• المبحثُ التَّاسعُ عشر: المصنَّفاتُ في التدليس والمدلِّسين.
• المبحثُ العشرون: زياداتُ هذا " المُعْجَمِ ".
الفصلُ الثَّاني: واشتمل على أسماء من رُمِيَ بالتَّدليسِ من الرُّواة، مُرتَّبين على حروفِ المعجمِ في الاسْمِ واسْمِ الأبِ، مع ذكر مُنْتَهَى أشهر نسبته ونسبه، وكنيته ولقبه، ليسهل تناوله، ومن كانت له رواية منهم في شيءٍ من الكتب السِّتَّة رقمت على اسمه رقمه المشهور عند أهل الحديث، وإذا كان اسم المدلِّس يشتبه باسم غيره أذكر في أوَّل ترجمة من أشتبه بالواحد منهم رمز:] تمييز [، وما كان من زياداتي رمزت له بـ:] ز [، ثمَّ أذكر رتبة المدلِّس _ إنْ كان من مُدلِّسي الإسناد _ ونوع تدليسه، ولا أذكر في ترجمة المدلِّس إلاَّ ما يتعلَّق بتدليسه.
هذا؛ وسمَّيْتُهُ بـ: " مُعْجَمِ مَنْ رُمِيَ بالتدْليسِ "، واللَّهَ أسألُ أنْ يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم، وأنْ ينفع به قارئه وكاتبه والنَّاظر فيه، ولا أنسى أنْ أشكر أخي وصديقي الأستاذ مدين بن جمال الصالح؛ الذي أمدَّني ببعض المراجع والتي استفدت منها في بحثي هذا، فله منِّي جزيل الشكر والمنَّة، وهذا أوان الشروع في المقصود، مُستمِّداً من اللَّه المعونة والتدبير، إنَّه نعم المولى ونعم النَّصير.
كَتَبَهُ: أبو عُمَرَ نادرُ بنُ وَهْبِي النَّاطُورُ القنِّيريُّ (5)
في يوم عرفة، الخميس 9 من ذي الحجة 1422هـ
الموافق 21 شباط سنة 2002م
الزَّرقاء – الأردنُّ
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[16 - 03 - 09, 11:35 ص]ـ
المبحثُ التَّاسعُ عشر
المصنَّفاتُ في التَّدليسِ والمُدلِّسينَ
1 _ المُدلِّسونَ
• عليُّ بن عبد اللَّه بن جعفر، المعروف بابن المدينيِّ (ت:234 هـ).
قلت: هو أوَّلُ كتابٍ صُنِّفَ في المُدلِّسين، وهو يقع في خمسة أجزاء، يرويه عنه أبناؤه: محمَّد وعبد اللَّه، ذكره الحاكمُ في " معرفة علوم الحديث " (ص:71)، والخطيبُ البغداديُّ في " الجامع لأخلاق الرَّاوي وآداب السَّامع " (2/ 301)، و " تاريخ بغداد " (10/ 9)، والذَّهبيُّ في " السِّير " (11/ 60)، وذكر الخطيبُ البغداديُّ أنَّ هذا الكتاب من كتب ابنِ المدينيِّ التي انقرضت.
2 _ أسماءُ المُدلِّسين
• الحسين بن علي بن يزيد، الكَرَابِيسيُّ (ت:248، أو 245هـ).
ذكره الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في " تعريف أهل التَّقديس " (ص:24)، و " النُّكت على كتاب ابن الصَّلاح " (2/ 650)، وسمَّاه حاجي خليفة في " كشف الظنون " (2/ 65)؛ وقال: " هو أوَّل من أفردهم بالتَّصنيف "، قلت: بل ابن المدينيِّ هو من حاز قصَبَ السَّبْقِ في ذلك كما ذكرنا آنفاً، وكتاب الكَرَابيسيِّ هذا من الكتب التي ذمَّها الإمام أحمد بن حنبل _ رحمه اللَّه _، يقول المَرُّوْذِيُّ: " أوَّلُ من أظهر مسألة اللَّفظِ حسين بن علي الكَرَابيسيُّ، وكان من أوعية العلم، ووضع كتاباً في المُدلِّسين، يَحُطُّ على جماعة؛ فيه أنَّ ابن الزُّبير من الخوارج، وفيه أحاديث يقوِّي به الرَّافضة، فأُعلم أحمدُ، فَحَذَّر منه، فبلغ الكَرَابيسيَّ، فتنمَّر
¥(63/370)
؛ وقال: لأقولنَّ مقالةً حتى يقولَ ابنُ حنبل بخلافها فيكفر، فقال: لفظي بالقرآن مخلوق " (6).
قلت: وكتابه هذا كان ذريعة لبعض المعتزلة للطَّعن في كبار المحدِّثين، فهذا الحافظُ ابنُ حَجَرٍ يقول في ترجمة عبد اللَّه بن أحمد بن محمود البَلْخيِّ _ وهو من كبار المعتزلة _: " واشتمل كتابه في المحدِّثين على الغضِّ من أكابرهم، وتتبع مثالبهم، سواء كان عن صحَّة أم لا، وسواء كان ذلك قادحاً أم غير قادح، حتى أنَّه سَرَدَ كتاب الكَرَابيسيِّ في المُدلِّسين، فأفاد أنَّ التَّدليس بأنواعه عيبٌ عظيمٌ " (7)، ولم يصلنا كتاب الكَرَابيسيِّ؛ فهو في عدادِ المفقودِ.
3 _ كتابُ النَّسائيِّ
• أحمد بن شعيب، النَّسائيُّ (ت:303هـ).
ذكره الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في " تعريف أهل التقديس " (ص:24)، و " النُّكت " (2/ 650)، لكنَّه لم يُشر إلى اسم كتابه، وقد وصلتنا منه قطعة احتوت على سبعة عشر مُدلِّساً، ذكرها الدَّارقطنيُّ في " سؤالات أبي عبد الرحمن السُّلَميِّ له " (نص:442)، والذَّهبيُّ في " الميزان " (1/ 460)، و " السِّير " (7/ 74)، وهذا الكتاب في عداد المفقود أيضاً.
4 _ كتابُ الدَّارقطنيِّ
• عليُّ بن عمر بن أحمد، الدَّارقطنيُّ (ت:385هـ).
ذكره الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في " تعريف أهل التَّقديس " (ص:24)، و " النُّكت " (2/ 650)، وهو في عداد المفقود أيضاً.
5 _ التَّبيينُ لأسماءِ المُدلِّسينَ
• أحمد بن علي بن ثابت، الخطيبُ البغداديُّ (ت:463هـ).
ذكره الخطيبُ في كتابه " الكفاية " (ص:361)، وهو في عداد المفقود أيضاً.
6 _ الموضِّحُ لأوهامِ الجمعِ والتَّفريقِ
• أحمد بن علي بن ثابت، الخطيبُ البغداديُّ (ت:463هـ).
ذكره الخطيبُ البغداديُّ في كتابه " الكفاية " (ص:368)، والظاهرُ أنَّ هذا الكتابَ هو المقصود بقول الخطيبِ في " الكفاية " (ص:357): " والتَّدليس على ضربين، قد أفردنا في ذكر كلِّ واحد منهما _ بشرحه وبيانه _ كتاباً، إلاَّ أنَّا نورد في هذا الكتاب شيئاً منه، إذْ قد كان مقتضياً له "، لأنَّه بعد ذلك ذكر الضرب الأوَّل _ وهو تدليسُ الإسنادِ _ ثمَّ أحال على كتابه " التَّبيين "، وذكر الضرب الثَّاني _ وهو تدليس الشُّيوخ _ ثمَّ أحال على كتابه " الموضِّح ".
وهذا الكتاب قد طبع عدَّة طبعات.
7 _ كتابُ ابنِ عساكرَ
• عليُّ بن الحسن بن هبة اللَّه، المعروف بابنِ عساكرَ (ت:571هـ).
أشار السيوطيُّ في " تدريب الرَّاوي " (1/ 267) إلى أنَّ له كتاباً في المدلِّسين.
8 _ جامعُ التَّحصيلِ في أحكامِ المراسيلِ
• خليل بن كيكلدي، العلائيُّ (ت:761هـ).
وكتابه هذا وإن كان موضوعاً للمرسل من الحديث، إلاَّ أنَّه ضمَّنه بحثاً عن التَّدليس والمُدلِّسين ومراتبهم، وقد طُبع في العراقِ، نشر وزارة الأوقاف، بتحقيق الشَّيخ حمدي عبد المجيد السّلفيِّ، وبلغ عدد الرُّواة الذين وصفهم بالتَّدليس ثمانية وستين راوياً، وآخر ذكره في المرسلين وهو: سلمة بن تمَّام الشَّقَريُّ، وقال: " وكأنَّه مُدلِّسٌ، فينبغي أنْ يُذْكَرَ في المُدلِّسين ".
9 _ منظومةٌ في المُدلِّسينَ
• أبو محمود أحمد بن محمَّد، المقدسيُّ (ت:765هـ).
وهي مطبوعةٌ بتحقيق وشرح الدكتور عاصم بن عبد اللَّه القريوتيِّ، وتقع في (23) بيتاً، وعدد الذين ذكرهم فيها (57) راوياً، وقد سبق أنْ نشر هذه المنظومة الشَّيخ حمَّاد الأنصاريُّ في خاتمة بحثه عن التَّدليس والمُدلِّسين؛ الَّذي نُشِرَ في " مجلة الجامعة الإسلامية "، ثمَّ طبع تحت مُسمَّى: " إتحاف ذوي الرُّسوخِ بمن رُمِيَ بالتَّدليسِ من الشُّيوخِ ".
10 _ منظومةُ الذَّهبيِّ
• محمَّد بن أحمد بن عثمان، الذَّهبيُّ (ت:784هـ).
وهذه المنظومة ذكرها تاج الدين السُّبْكيُّ في " طبقات الشَّافعية الكُبرى " (9/ 107 _ 109)، وأوردها الشَّيخ حمَّاد الأنصاريُّ في آخر كتابه " إتحاف ذوي الرُّسوخ ".
11 _ ذيلُ الحافظِ أبي الفضل العراقيِّ على كتاب العلائيِّ
• أبو الفضل عبد الرَّحيم بن الحسين، العراقيُّ (ت:806هـ).
¥(63/371)
يقول الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في " تعريف أهل التَّقديس " (ص:24): " ثمَّ ذيَّلَ شيخُنا حافظُ العصرِ أبو الفضل بن الحسين في هوامش كتاب العلائيِّ أسماء وقعت له زائدة "، وذيله هذا مطبوع في هوامش النُّسخة التي حقَّقها الشَّيخ حمدي السّلفيُّ.
12 _ أخبارُ المُدلِّسينَ
• وليُّ الدِّين أبو زُرعة أحمد بن عبد الرَّحيم بن الحسين، العراقيُّ (ت:826هـ).
ذكره الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في " تعريف أهل التَّقديس " (ص:24)، وقد ضمَّ فيه زيادات والده إلى من ذكره العلائيُّ، وجعله تصنيفاً مستقلاً، وزاد من تَتَبُّعه شيئاً يسيراً، والكتاب طبع بتحقيق الدكتور رفعت فوزي، والدكتور نافذ حسين، دار الوفاء، سنة 1415هـ.
13 _ التَّبيينُ لأسماءِ المُدلِّسينَ
• برهانُ الدِّين إبراهيم بن محمَّد بن خليل، المعروف بسِبْطِ ابنِ العجميِّ (ت:841هـ).
والكتاب طبع عدَّة طبعات، وهو يحتوي على (96) راوياً ممَّن وُصفوا بالتَّدليس.
14 _ تعريفُ أهلِ التَّقديسِ بمراتبِ الموصوفينَ بالتَّدليسِ
• أحمد بن علي بن حَجَرٍ، العسقلانيُّ (ت:852هـ).
والكتاب طبع عدَّة طبعات، وبلغ عدد المدلِّسين فيه (152) مُدلِّساً، وقد وَهِمَ الحافظ ابنُ حَجَرٍ في أحدهم فذكره في المرتبة الثَّالثة، ثمَّ أعاده في الخامسة؛ وهو: عبد العزيز بن عبد اللَّه القرشيُّ الكَلاَعيُّ، والكتاب مُرتَّبٌ حسب مراتب المُدلِّسين.
15 _ أسماءُ المُدلِّسينَ
• عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمَّد، السُّيوطيُّ (ت:911هـ).
وهي رسالةٌ لطيفةٌ، مُرتَّبَةٌ حسب حروف المعجم، وقد اشتملت على (70) مُدلِّساً، يقول الدكتور مِسْفر الدّمينيُّ في كتابه " التَّدليس في الحديث " (ص:161 _ 162): " ولم يزد فيها على من تقدَّم شيئاً من أسماء المُدلِّسين "، قلت: بل زاد فيها راوياً؛ وهو: مَعْمَر بن راشد.
والرِّسالة طُبعت عدَّة طبعات، والطَّبعة التي حقَّقها الأخ عليٌّ الحلبيُّ سقط منها راوٍ؛ وهو: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، وتحرَّف اسمه في النُّسخة التي حقَّقها الدكتور محمَّد زينهم محمَّد عزب إلى: إسماعيل بن أبي يحيى، وهي نسخةٌ سقيمةٌ عقيمةٌ، مليئةٌ بالسَّقْطِ والتَّحريفِ.
16 _ الجوهرُ النَّفيسُ بمنْ رُمِيَ بتدليسٍ
• مؤلفٌ مجهولٌ.
وهي منظومةٌ موجودةٌ ضمن مجلدٍ فيه " إعراب القرآن، وفضائل سيدنا عليٍّ رضي اللَّه عنه " في الخزانة العامَّة بالرِّبَاط، وفي مكتبة الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية صورة عنه برقم: (111_ رجال)، وتقعُ المنظومةُ في خمسِ ورقاتٍ، وحَوَتْ (180) بيتاً، وناظمها فصَّل أحوال المُدلسين حسب مراتبهم، مُستفيداً من الحافظين العلائيِّ وابنِ حَجَرٍ، كما ذكر ذلك في مقدِّمته.
17 _ إتحافُ ذوي الرُّسوخِ بمنْ رُمِيَ بالتَّدليسِ منَ الشُّيوخِ
• الشَّيْخُ حمَّاد بن محمَّد، الأنصاريُّ _ رحمه اللَّه _.
وقد نشرته مكتبة المعلا بالكويت عام 1406هـ، وبلغ عدد المُدلِّسين فيه (161) مُدلِّساً، وكان قد نُشر في حلقات في " مجلة الجامعة الإسلامية " قبل ذلك.
18 _ التَّأنيسُ بشرحِ منظومة الذَّهبيِّ في التَّدليسِ
• الشَّيخُ عبد العزيز، الغُماريُّ.
وقد شرح في هذا الكتاب منظومة الإمام الذَّهبِّي المذكورة سابقاً، واعتمد على ما في " طبقات السُّبْكيِّ " منها.
19 _ بحثٌ عن التَّدليسِ والمُدلِّسينَ
• الدكتور بشير الترابيُّ، السُّودانيُّ.
وهو عبارةٌ عن رسالةِ ماجستير.
20 _ التَّدليسُ والمُدلِّسونَ
• الدكتور نصر إبراهيم فضل البنَّا، وهو من الأُردنِّ.
وهو عبارةٌ عن بحثٍ جامعيٍّ، زاد فيه على الحافظِ ابنِ حَجَرٍ (22) راوياً _ كما أخبرني بذلك بنفسه _، لا كما ذكر الدكتور القريوتيُّ أنَّه لم يزد إلاَّ راوياً واحداً.
21 _ بحثٌ في المُدلِّسينَ
• لباحثٍ مِصْريٍّ _ غالباً _.
استفاد من بحث الشَّيخ حمَّاد الأنصاريِّ.
22 _ جزءٌ منظومٌ في أسماءِ المُدلِّسينَ
• الشَّيخُ أبو محمَّد بديع الدِّين شاه، الرَّاشديُّ، السِّنْديُّ، المكِّيُّ.
نُشر في " مجلة الجامعة السَّلفية " بالهند، سنة 1406هـ، المجلد الثامن عشر، العدد الأوَّل، وتقع المنظومة في (79) بيتاً، وهي مرتَّبةٌ بحسب مراتب المُدلِّسين عند العلائيِّ والحافظِ ابنِ حَجَرٍ.
¥(63/372)
23 _ الجليسُ الأنيسُ في شرحِ الجوهرِ النَّفيسِ في نظمِ أسماءِ ومراتبِ الموصوفينَ بالتَّدليسِ
• محمَّد بن علي بن آدم، الأثيوبيُّ.
وهو كتابٌ شرح فيه مؤلِّفُهُ ما استغلق من نظمه لأسماء الموصوفين بالتَّدليس ومراتبهم، وبلغ عدد أبيات نظمه (118) بيتاً، وهي مرتَّبةٌ حسب مراتب المُدلِّسين عند الحافظِ ابنِ حَجَرٍ، والكتاب نشرته دار علماء السَّلف بمكَّة المكرَّمة.
24 _ الملحقُ الأوَّلُ: مَنْ رُمِيَ بالتَّدليسِ ممَّنْ ليسَ في تعريفِ أهلِ التَّقديسِ
• الدكتور عاصم بن عبد اللَّه، القريوتيُّ.
وهو عبارةٌ عن زياداتٍ وقعت للدكتور القريوتيِّ، ألحقها بكتاب الحافظ ابنِ حَجَرٍ الَّذي قام بتحقيقه، ونشرته مكتبة المنار بالأردن، وبلغ عددها (22) زيادة.
25 _ الملحقُ الثَّاني: مَنْ رُمِيَ بالتَّدليسِ ممَّن ليسَ في تعريفِ أهلِ التَّقديسِ
• الدكتور عاصم بن عبد اللَّه، القريوتيُّ.
وهي زياداتٌ أخرى وقعت له، بلغت (12) زيادة، وهي ملحقة بشرحه لقصيدة الحافظ أبي محمود المقدسيِّ، المطبوع سنة 1407هـ.
26 _ التَّأسيسُ بذكرِ مَنْ وُصِفَ بالتَّدليسِ
• الدكتور عاصم بن عبد اللَّه، القريوتيُّ.
وهي عبارةٌ عن رسالةٍ على شكل جدول جمع فيها أسماء من وُصف بالتَّدليس، مستفيداً ذلك من " منظومة " الذَّهبيِّ، وكتاب " التَّبيين " لسِبْطِ ابنِ العجميِّ، و " جامع التحصيل " للعلائيِّ، و " التَّعريف " للحافظِ ابنِ حَجَرٍ، وملاحقه السَّابقة، وهي منشورةٌ في آخر شرحه لقصيدة الحافظ أبي محمود المقدسيِّ.
27 _ التَّدليسُ في الحديثِ، حقيقتُهُ، وأقسامُهُ، وأحكامُهُ، ومراتبُهُ، والموصوفونَ بِهِ
• الدكتور مِسْفر بن غرم اللَّه، الدّمينيُّ.
وهذا الكتابُ هو من أجمعِها، وأغزرِها مادَّةً، وبلغ عدد المُدلِّسينَ فيه (231) مُدلِّساً، وجمع فيه بين مُدلِّسي الإسنادِ ومُدلِّسي الشُّيوخِ، وعددُ المُدلِّسينَ الَّذين زادهم (80) مُدلِّساً، وهو واسعُ الخطوِ في الوصف بالتَّدليسِ، لذا وقعت له أوهامٌ نبَّهنا عليها في " معجمنا " هذا، وقد طُبع الكتاب سنة 1412هـ.
28 _ رواياتُ المُدلِّسينَ في صحيحِ البُخاريِّ، جَمْعُها، تخريجُها، الكلامُ عليها
• عوَّاد حسين الخلف.
وهو كتابٌ قيِّمٌ في بابه، نشرته دار البشائر الإسلامية ببيروت، عام 1423 هـ _ 2002م.
29 _ رواياتُ المُدلِّسينَ في صحيحِ مُسْلِمٍ، جَمْعُها، تخريجُها، الكلامُ عليها
• عوَّاد حسين الخلف.
وهو كسابقِهِ، نشرته دار البشائر الإسلامية ببيروت، عام 1421هـ.
30 _ الرُّواةُ المُدلِّسونَ الَّذين خالفَ فيهم الحافظُ ابنُ حَجَرٍ العلائيَّ
• نعمان سلمان صالح.
وهو بحثٌ نشرته " مجلة الحكمة "، العدد العاشر، سنة 1417هـ، ويقع في الصفحات (ص:175 _ 197).
31 _ المرسلُ الخفيُّ وعلاقتُهُ بالتَّدليسِ، دراسةٌ نظريَّةٌ وتطبيقيَّةٌ على مروياتِ الحسنِ البَصْريِّ
• الشريف حاتم بن عارف، العونيُّ.
وهو كتابٌ نفيسٌ، بذل فيه مؤلِّفه جهداً ملحوظاً، والكتاب نشرته دار الهجرة بالرياض، سنة 1418هـ.
32 _ التَّدليسُ، وأحكامُهُ، وآثارُهُ النقديَّة
• صالح بن سعيد عومار، الجزائريُّ.
نشرته دار ابن حزمٍ للطِّباعة والنَّشر ببيروت، سنة 1422هـ _ 2002م.
33 _ التَّدليسُ وحكمُهُ عند المحدِّثين
• الدكتور حارث سليمان، الضّاري.
وهو بحثٌ منشورٌ في مجلة كلية الإمام الأعظم، العدد الثالث، مطبعة العاني، بغداد سنة 1396هـ _ 1976م.
34 _ معجمُ المُدلِّسينَ
• محمَّد بن طلعت.
وهو أوسعُها، وأشملُها، وقد وافقني في بعضِ الزِّياداتِ، إلاَّ أنَّهُ يفتقرُ إلى حُسْنِ التَّرتيبِ، وقد قامتْ بنشرِهِ دارُ أضواءِ السَّلفِ، الرِّياض، عام 1426 هـ _ 2005م.
35 _ ضوابطُ قبولِ عَنْعَنَةِ المُدلِّس، دراسةٌ نظريَّةٌ، وتطبيقيَّةٌ
• الدكتور عبد الرَّزَّاق بن خليفة، الشَّايجي
من منشوراتِ جامعةِ الكويتِ، عام 2002م.
36 _ منهجُ المُتقدِّمينَ في التَّدليسِ
• ناصر بن حمد الفهد.
قامتْ بنشرِهِ دارُ أضواءِ السَّلفِ، الرِّياض، عام 2001م.
37 _ تدليسُ التَّسويةِ
• مجدي بن عرفات.
نشرتهُ دارُ الهُدى، مصر.
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[16 - 03 - 09, 11:38 ص]ـ
المبحثُ العشرونَ
¥(63/373)
زياداتُ هذا المعجمِ
احتوى هذا " المعجمُ " على مائتين وستَّة عشر مُدلِّساً من مُدلِّسي الإسنادِ، مع مراعاة أنَّ البعض منهم لم يثبت عليه ذلك، وبلغت عدد زياداتي التي زدتها على من سبقني _ ممَّا تفضَّل اللَّه به عليَّ _ (36) زيادة، وإليك قائمة بأسمائهم:
1 _ إبراهيم بن زكريا، أبو إسحاق، العِجْليُّ.
2 _ إبراهيم بن عثمان بن خواستي، أبو شَيْبة، العَبْسيُّ.
3 _ إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، الأنصاريُّ.
4 _ جرير بن عبد الحميد بن قُرْط، أبو عبد اللَّه، الضَّّبيُّ.
5 _ جعفر بن حيَّان، السَّعْدي، أبو الأشهب، العُطَارِديُّ.
6 _ جعفر بن مُسافر بن راشد، أبو صالح، التِّنِّيسيُّ.
7 _ حجَّاج بن محمَّد، أبو محمَّد، المِصِّيصيُّ، الأعور.
8 _ الحكم بن نافع، البَهْرانيُّ، أبو اليمان، الحِمْصيُّ.
9 _ حمَّاد بن سلمة بن دينار، أبو سلمة، البَصْريُّ.
10 _ خالد بن يزيد، أبو عبد الرَّحيم، الجمحيُّ، المِصْريُّ.
11 _ داود بن الزِّبْرِقان، الرَّقاشيُّ، أبو عمرو، البَصْريُّ.
12 _ ذُؤَيْب بن عمامة، أبو عبد اللَّه، السَّهْميُّ، المدينيُّ.
13 _ سعيد بن أبي سعيد كَيْسان، المَقْبُريُّ، أبو سَعْدٍ، المدنيُّ.
14 _ سعيد بن أبي هلال، أبو العلاء، اللَّيثيُّ، المِصْريُّ.
15 _ سليمان بن حيَّان، أبو خالد، الأحمر، الكوفيُّ.
16 _ سليمان بن أبي سليمان، القَافْلاَنيُّ.
17 _ سِمَاك بن حرب بن أوس، الذُّهْليُّ، الكوفيُّ.
18 _ عبد السَّلام بن حرب، أبو بكرٍ، النَّهديُّ، المُلائيُّ، الكوفيُّ.
19 _ عُبيد اللَّه بن رُمَاحس، القَيْسيُّ، الرَّمْليُّ.
20 _ عثمان بن محمَّد بن أحمد، أبو عمرو، المَخْرَميُّ.
21 _ عطاء بن أبي رباح، أبو محمَّد، المكِّيُّ.
22 _ عمر بن حسن بن علي بن الجُمَيّل بن دِحْيَةَ، الكَلْبيُّ، أبو الخطَّاب، الأَنْدَلُسيُّ.
23 _ كثير بن هشام، الكلابيُّ، أبو سهل، الرَّقّيُّ.
24 _ اللَّيث بن سعد، أبو الحارث، المِصْريُّ.
25 _ محمَّد بن سيرين، البَصْريُّ.
26 _ محمَّد بن عمر بن واقد، أبو عبد اللَّه، الواقديُّ، المدنيُّ.
27 _ مُطَرِّف بن مازن، أبو أيوب، الصَّنْعانيُّ.
28 _ النُّعمان بن ثابت بن زوطى، أبو حنيفة، الكوفيُّ، إمام أهل الرَّأي.
29 _ نُعيم بن حمَّاد، أبو عبد اللَّه، المَرْوَزيُّ.
30 _ نوح بن أبي مريم، أبو عِصْمة، المَرْوَزيُّ، المعروف بـ: نوح الجامع.
31 _ هشام بن عمَّار بن نُصير، أبو الوليد، الدِّمشقيُّ.
32 _ يحيى بن عبد الحميد، الحِمَّانيُّ، أبو زكريا، الكوفيُّ.
33 _ يسار، المدنيُّ، مولى ابن عمر.
34 _ أصحاب بقيَّة بن الوليد.
35 _ أصحاب عبد اللَّه بن لَهِيعة.
36 _ أصحاب المطَّلب بن عبد اللَّه بن المطَّلب المخزوميِّ.
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[16 - 03 - 09, 11:40 ص]ـ
نماذج لبعض الأوهام والأخطاء التي وقعت للدكتور مسفر والدكتور القريوتي وغيرهما
• النموذج الأول:
] من الأخطاء [_ (د) أَبَان بن أبي عيَّاش فيروز، وقيل: دينار، أبو إسماعيل، مولى عبد القَيْس، البَصْريُّ (8).
وصفه الدكتور مِسْفر الدّمينيُّ بالتَّدليسِ، وجعله من المرتبة الخامسة، ولم أَرَ من سبقه إلى ذلك، وليس في ترجمته ما يدلُّ على أنَّه مُدلِّسٌ، فقد كان رجلاً صالحاً فيه غفلة، يَهِمُ ويُخْطِىءُ في الحديثِ، لذا استحقَّ الترك.
ومن الأمثلة على وهمِهِ وخطئِهِ؛ ما قاله ابنُ حبَّانَ: " سمع من أنس بن مالك ٍ أحاديث، وجالس الحسن؛ فكان يسمع كلامه، ويحفظه؛ فإذا حدَّث ربَّما جعل كلام الحَسَنِ الذي سمعه من قوله عن أنس عن النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ وهو لا يَعْلَمُ، ولعلَّه روى عن أنسٍ أكثر من ألفٍ وخمسمائة حديثٍ ما لكبير شيءٍ منها أصل يُرْجعُ إليه " (9).
علَّقَ الدكتور مِسْفر على كلامِ ابنِ حبَّانَ السَّابق بقوله: " وهذا أيضاً من التَّدليسِ، فروايته عن أنس ما سمعه من الحسن ينطبق عليه تعريف تدليس الإسناد، ولم أجِدْ أحداً ذكره في المُدلِّسين، وأُراه من أهل المرتبة الخامسة، واللَّه أعلم " (10).
¥(63/374)
قلت: كلامُ الدكتور مِسْفر هذا فيه نظرٌ، فأَبَان بن أبي عيَّاش لا يروي عن أنسٍ ما سمعه من الحسن عن أنسٍ، بل هو يجعلُ كلامَ الحَسَنِ أحاديث مرفوعة إلى النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ من طريق أنسٍ،كما هو ظاهر كلامِ ابنِ حبَّانَ، ولذلك كثرت روايته عن أنسٍ حتى بلغت أكثر من ألفٍ وخمسمائة حديثٍ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
• النموذجُ الثَّاني:
[ومن الأخطاء]_ محمَّد بن يحيى بن محمَّد بن مَوَاهب بن إسرائيل، أبو الفتح، البَرَدَانيُّ (11).
قال ابنُ الدُّبَيْثيِّ: " وبعض المحدِّثين يتَّهمونه بالتَّحديثِ بما لم يسمعه، ولم أقف له على ما ينافي الصِّحَّة " (12).
وقال ابنُ النَّجَّارِ: " روى لنا عنه أبو الفتوح بن المِصْريِّ، وسألته عنه فقال: كان صالحاً، إلاَّ أنَّه لعب به الصِّبيان؛ وقالوا له: لو ادَّعيت سماع المقامات فكان يحصل لك بروايتها شيءٌ كثيرٌ من المحتشمين، وحسَّنوا له ذلك، فادَّعى سماعها، فنهيته عن ذلك، فصار يدعو عليَّ، وما أدري حدَّثَ بها أم لا " (13).
قلت: يُستفادُ من كلامِ الأئمَّةِ السَّابق أنَّه اتُّهِم بالكذبِ لتحديثه بما لم يسمع، ولا يُفهم من كلامهم أنَّه كان يُدلِّسُ، لذا لخَّصَ الإمامُ الذَّهبيُّ العبارة فيه فقال: " اتُّهِمَ " (14)، والعجب من الدكتور مِسْفر حيث نقل الأقوال السَّابقة فيه ثمَّ قال: " تحديثه بما لم يسمعه تدليسٌ، وادِّعاؤه سماعَ المقاماتِ يُؤكِّدُ ذلك، ومن ادَّعى سماع ما لم يسمع سَهُلَ عليه التَّحديث به؛ لأنَّه من مسموعاته في دعواه، وأحسبه من أهل المرتبةِ الخامسةِ، واللَّه أعلم " (15)!!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
• النموذج الثالث:
[ومن الأخطاء]_ إسماعيل بن أوسط، البَجَليُّ، أمير الكوفة (16).
قال الحافظُ ابنُ حِبَّانَ: " لا يصحُّ له صحبة لصحابيٍّ، وتلك كلُّها أخبارٌ مُدلَّسةٌ؛ لا أعتمد على شيءٍ منها " (17).
قلت: الظاهرُ من كلامِ ابنِ حِبَّانَ أنَّه قصد الإرسال، فهو كثيراً ما يستخدم هذه العبارة في كتابه " مشاهير علماء الأمصار "، ويستخدمها بعض الشيء في كتابه " الثقات "؛ ومراده منها هذا الذي ذكرناه، فمثلاً قال عن عطاءٍ الخُراسانيِّ: " وعطاء لم يَرَ أحداً من الصَّحابةِ، روايته عنهم كلُّها مُدلَّسة " (18)، فابن حِبَّان ممَّن يتوسع في التَّدليس فيدخل فيه بعض صور الإرسال، وقد جاء هذا صريحاً عنه؛ حيث قال _ في النَّوع الثامن عشر من أنواع جرح الضُّعفاء _: " ومنهم المُدلِّس عمَّن لم يَرَه " (19)، لذا لا أرى إدخاله في المدلِّسين، خلافاً لمن أدخله من المعاصرين، واللَّه أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
• النموذج الرابع:
] ومن الأخطاء [_ إبراهيم بن عبد اللَّه بن خالد، المِصِّيصيُّ (20).
قال ابن حبَّان: " يُسوِّي الحديث، ويسرقه، ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم " (21).
قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ _ مُفسِّراً كلامَ ابنِ حبَّانَ السَّابق _: " ومعنى تسوية الحديث: أنَّه يحذف من الإسناد من فيه مقالٌ (22)، وهذا يطلق عليه تدليس التَّسوية " (23).
قلت: كذا فسَّره الحافظُ ابنُ حَجَرٍ، لكنَّ الحافظَ برهانَ الدِّينِ الحَلَبيَّ فسَّرَ التَّسْوية هنا بالوضع؛ حيث قال: " ويُسوِّيه مقتضاه أنَّه يضع " (24)، وتفسيره هذا هو الأقرب للصواب من تفسير الحافظِ ابنِ حَجَرٍ، لأنَّ الحافظَ ابنَ عَدِيٍّ ذكر في ترجمة سفيان بن محمَّد الفَزَاريِّ أنَّه: " يسرقُ الحديثَ، ويسوِّي الأسانيدَ " (25)، وفسَّر تسوية الإسناد بتغيير الإسناد، وإبدال رجاله برجال آخرين.
فقد أخرج ابنُ عَدِيٍّ من طريق سفيان بن محمَّد الفَزَاريِّ قال: حدَّثنا منصور بن سلمة، حدَّثنا سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمَّد، عن أبيه، عن جابر، عن النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ قال: " إذا رأيتُم على مِنْبري فاقتلوه _ يعني فلاناً (26) _ ".
¥(63/375)
ثمَّ قال ابنُ عَدِيٍّ: " فسوَّاه سفيان الفَزَاريُّ هذا؛ فقال: عن جعفر بن محمَّد، عن أبيه، عن جابر، ورواه عن منصور بن سلمة، عن سليمان بن بلال، وسليمان ثقة، ومنصور لا بأس به، وإنَّما يروي جعفر بن محمَّد عن جماعةٍ من أهل بَدْرٍ، عن النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، حدَّثناه ابنُ سعيدٍ، حدَّثنا أبو شيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة، عن خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن جعفر " (27).
ثمَّ قال في آخر ترجمة سفيان: " وفي أحاديثه موضوعات، وسرقات يسرقها من قومٍ ثقاتٍ، وفي أسانيد ما يرويه تبديل قومٍ بدل قوم، واتصال الأسانيد، وهو بيِّن الضَّعف " (28).
وكذلك أخرجَ ابنُ عَدِيٍّ في ترجمة سيفِ بنِ محمَّد ابن أخت سفيان الثوريِّ من طريقه قال: حدَّثنا عبد العزيز بن رفيع، عن عامر بن واثلة، عن أبي مسعود الأنصاريِّ؛ قال: قال رسول اللَّه _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " لو يعلمِ النَّاسُ ما في الصَّفِ الأوَّلِ؛ ما أصابوه إلاَّ بقرعةٍ ".
قال ابنُ عَدِيٍّ: " قال لنا ابنُ صَاعِدٍ: بيَّن سيفٌ ضعفه في إسناد هذا الحديث وتسويته، وإنَّما هو عن عامر بن مسعود.
والذي قاله ابنُ صَاعِدٍ كما قال، وسيف بن محمَّد جعل بدل عامر بن مسعود: عامر بن واثلة، وعامر بن واثلة هو: أبو الطُّفيل، ثمَّ زاد في الإسناد أيضاً: عن أبي مسعودٍ الأنصاريِّ، عن النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، وليس لأبي مسعود ولا لعامر بن واثلة في هذا الإسناد ذكر، وقد رواه عن عبد العزيز بن رفيع جماعة من الكوفيين، وغيرهم، عن عامر بن مسعود، عن النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ مرسلاً " (29).
قلت: فأنت ترى هنا أنَّ تسوية الأسانيد إذا جاءت مقترنةً بسرقةِ الحديثِ فالمقصود بها: تغيير الإسناد، وتبديل رجاله، وقد وافق ابنَ عَدِيٍّ على هذا التفسير الإمام ابنُ الجوزيِّ حيث قال: " وقد كان بعضهم يضع الحديث فيسرقه الآخر، ويغيِّر إسناده " (30)، فعبارةُ ابنِ الجوزيِّ مُفَسِّرةٌ لقولِ منْ قالَ: " يسرقُ الحديثَ، ويسوِّي الأسانيدَ ".
لذا؛ أرى أنَّ الحافظَ ابنَ حَجَرٍ قد جانب الصَّوابَ في تفسيره هذا، أمَّا استدراكه على شيخه العراقيِّ حيث قال: " ذكر شيخنا _ العراقيُّ _ ممَّن عُرفَ بالتَّسويةِ جماعةً، وفاته أنَّ ابنَ حِبَّانَ قال في ترجمة ... إبراهيم بن عبد اللَّه المِصِّيصيِّ: كان يُسوِّي الحديث " (31)؛ فهو مردودٌ بما بيَّنَّاه آنفاً، وقد تابع الدكتور مِسْفر الحافظَ ابنَ حَجَرٍ في تفسيره للتَّسويةِ، فذكر إبراهيم بن عبد اللَّه المِصِّيصيَّ في كتابه: " التَّدليس في الحديث " (32)، وجعله في المرتبة الخامسة.
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[16 - 03 - 09, 11:42 ص]ـ
نماذج تُبيِّنُ طريقتي في إيرادي لترجمةِ الرَّاوي المُدلِّسِ
• النموذج الأول:
45 _ (خ، 4) ثور بن يزيد بن زياد، الكَلاَعيُّ، أبو خالدٍ، الحِمْصيُّ (33).
• نوع التدليس: الإسناد
• المرتبة: الأولى
قال أبو داود: حدَّثنا موسى بن مروان، ومحمود بن خالد الدِّمشقيُّ - المَعْنَى -؛ قالا: حدَّثنا الوليد، قال محمود: أخبرنا ثور بن يزيد، عن رجاء بن حَيْوَةَ، عن كاتب المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بن شعبة؛ قال: وضَّأْتُ النَّبيَّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ في غزوة تبوكٍ؛ فمسح أعلى الخفَّين وأَسْفَلَهُما.
قال أبو داودَ: " وبلغني أنَّه لم يَسْمعْ ثور هذا الحديث من رجاء " (34).
قلت: لأجلِ قولِ أبي داودَ هذا أورده الحافظُ برهانُ الدِّينِ الحلبيُّ في المدلِّسين، ولم يذكره أحدٌ غيره ممَّن صنَّف في المدلِّسين (35)، وفي إيراده هذا نظرٌ، وإليك بيان ذلك:
هذا الحديثُ أخرجَهُ _ أيضاً _ أحمد في " مسنده " (4/ 251)، والترمذيُّ في " سننه " (رقم:97)، و " العلل الكبير " (رقم:70)، وابنُ ماجه في " سننه " (رقم:550)، و الدَّارقطنيُّ في " سننه " (1/ 195)، والبيهقيُّ في " السُّنن الكُبرى " (1/ 290) من طريق الوليد بن مسلم؛ به.
¥(63/376)
قال الإمامُ الترمذيُّ: " وهذا حديثٌ معلولٌ، لم يُسْنِدْهُ عن ثور بن يزيد غير الوليد بن مسلمٍ، وسألت أبا زُرْعة ومحمَّد بن إسماعيل عن هذا الحديث؛ فقالا: ليس بصحيحٍ؛ لأنَّ ابن المبارك روى هذا عن ثورٍ، عن رجاء بن حَيْوَة؛ قال: حُدِّثت عن كاتب المغيرة؛ مُرْسلٌ عن النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، ولم يُذْكُرْ فيه المغيرة " (36).
هكذا جاءت العبارة عن الترمذيِّ؛ بينما قال الدَّارقطنيُّ: " رواه ابن المبارك، عن ثور؛ قال: حُدِّثت عن رجاء بن حَيْوَة، عن كاتب المغيرة، عن النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ مرسلاً ليس فيه المغيرة ".
وقال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ: " قال الأثرمُ عن أحمد أنَّه كان يُضعِّفه؛ ويقول: ذكرته لعبد الرحمن بن مَهْدي؛ فقال: عن ابن المبارك، عن ثور: حُدِّثت عن رجاء، عن كاتب المغيرة _ ولم يذكر المغيرة _، قال أحمد: وقد كان نُعيم بن حمَّاد حدَّثني به عن ابن المبارك كما حدَّثني الوليد بن مسلم به عن ثور؛ فقلت له: إنَّما يقول هذا الوليد، فأمَّا ابن المبارك فيقول: حُدِّثت عن رجاء، ولا يذكر المغيرة؟ فقال لي نُعيم: هذا حديثي الذي أسأل عنه، فأخرج إليَّ كتابه القديم _ بخطٍّ عتيقٍ _ فإذا فيه ملحق بين السَّطرين _ بخطٍّ ليس بقديمٍ _: عن المغيرة، فأوقفته عليه، وأخبرته أنَّ هذه زيادة في الإسناد لا أصل لها، فجعل يقول للنَّاس بعدُ _ وأنا أسمع _: اضربوا على هذا الحديث " (37).
لذلك قال الشَّيخ أحمد شاكر _ رحمه اللَّه _: " فكلام أحمد وأبي داود والدَّارقطنيِّ يدلُّ على أنَّ العلَّة أنَّ ثوراً لم يسمعه من رجاء، وهو ينافي ما نقله الترمذيُّ هنا عن البخاريِّ وأبي زُرْعة: أنَّ العلَّة أنَّ رجاءاً لم يسمعه من كاتب المغيرة، وأنا أظنُّ أنَّ الترمذيَّ نسي؛ فأخطأ فيما نقله عن البخاريِّ وأبي زُرْعة " (38).
قلت: وأمَّا محاولةُ الشَّيخِ أحمد شاكر تصحيحه لهذه الزِّيادة الواردة من طريق الوليد بن مسلم _ وهي: " وأَسْفَلَهُما " _ فهي مغالطة منه، فهذه الزِّيادةُ غير محفوظة، فقد قال ابن أبي حاتمٍ: " سمعت أبي يقول في حديث الوليد، عن ثور بن يزيد، عن رجاء بن حَيْوَة، عن كاتب المغيرة، عن المغيرة؛ أنَّ النَّبيَّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ مسح أعلى الخف وأسفله. فقال: ليس بمحفوظ، وسائر الأحاديث عن المغيرة أصح " (39)، وقال البُخاريُّ: " حدَّثنا محمَّد بن الصّبَّاح، حدَّثنا ابن أبي الزِّناد، عن أبيه، عن عروة ابن الزُّبير، عن المغيرة: رأيت رسول اللَّه _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ يمسح على خفَّيه ظاهرهما. قال: وهذا أصحُّ من حديث رجاء عن كاتب المغيرة " (40).
وقولُ الشَّيخِ أحمد شاكر بأنَّ الوليد بن مسلم ثقةٌ حافظٌ متقنٌ، وأنَّ زيادة الثقة مقبولة؛ فيردُّ عليه بأنَّ ما قاله صحيح؛ ولكن الوليد بن مسلم مع ثقته يُدلِّسُ ويُسوِّي، ولا يبعد أن تكون هذه الزِّيادة من طريق أحد الضُّعفاء؛ فأسقطه الوليد بن مسلم من الإسناد وسوَّاه، فإلصاق التدليس بالوليد في هذا الحديث أولى من إلصاقها بثورٍ الذي لم يعهد عليه تدليس، واللَّه أعلم.
وأمَّا ما ذكره الشَّيخ أحمد شاكر من أنَّ الدَّارقطنيَّ والبيهقيَّ روياه من طريق داود بن رُشَيْد _ وهو ثقةٌ _: " حدَّثنا الوليد بن مسلم، عن ثور بن يزيد، حدَّثنا رجاء بن حَيْوَة "، فقد صرَّح ثور في هذه الرواية بالسَّماع من رجاء؛ فقد كفانا مؤونة الردِّ عليه الحافظ ابن حَجَرٍ حيث قال: " ووقع في سنن الدَّارقطنيِّ ما يوهم رفع العلَّة وهي: ... " فذكر رواية الدَّارقطنيِّ السَّابقة؛ ثمَّ قال: " فهذا ظاهره أنَّ ثوراً سمعه من رجاء فَتَزُولُ العلَّة، ولكن رواه أحمد بن عُبيد الصَّفَّار في " مسنده " عن أحمد ابن يحيى الحلوانيِّ، عن داود بن رُشَيْد؛ فقال: عن رجاء، ولم يقل: حدَّثنا رجاء، فهذا اختلاف على داود يمنع من القول بصحَّةِ وصله، مع ما تقدَّم في كلام الأئمَّة " (41).
¥(63/377)
قلت: فعلَّةُ الانقطاعِ والإرسالِ ما تزالُ قائمةً، وأمَّا متابعةُ إبراهيم بن أبي يحيى للوليد بن مسلم التي ذكرها الشَّيخُ فلا يُفْرحُ بها؛ لأنَّ إبراهيم بن أبي يحيى متروكُ الحديثِ، بل رماهُ البعضُ بالكذبِ، فمثله لا يصلح للمتابعة، وجَرْحُ الأئمَّةِ له _ وَهُمْ كُثُرٌ _ مُقدَّمٌ على توثيق تلميذه الشَّافعيِّ _ رحمه اللَّه _.
فالَّذي أميلُ إليه أنَّ ثوراً ليس بمدلِّسٍ، ولولا ذِكْرُ الحَلَبيِّ له في المدلِّسين ما ذكرته، وإنَّما أدخلته في " معجمي " هذا للذَّبِّ عنه، وقد أَحْسَنَ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ _ رحمه اللَّه _ وأجادَ بعدمِ ذكره لثور بن يزيد في كتابه " تعريف أهل التقديس "، مع أنَّه اطَّلع على كتابِ بُرهانِ الدِّينِ الحَلَبيِّ واستفاد منه، فالظاهر أنَّه لم يثبت لديه وصفه بالتَّدليسِ، واللَّه أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
• النموذج الثاني:
113 _ (ع) سليمان بن مهران، الأَسَديُّ، الكاهليُّ مولاهم، أبو محمَّد، الكوفيُّ، الأعمش (42).
• نوع التدليس: الإسناد (الإسقاط، التَّسوية)، الشُّيوخ
• المرتبة: الثالثة
أوَّلاً: تدليسُ الإسنادِ
أ _ تدليسُ الإسقاطِ: قال عبد اللَّه بن المبارك: " قلت لهُشيم: مَا لَكَ تُدلِّسُ وقد سمعت؟ قال: كان كبيراك يُدلِّسانِ _ وذكر الأعمش والثوريَّ _، وذكر أنَّ الأعمش لم يسمع من مجاهد إلاَّ أربعة أحاديث " (43).
وقال وكيعٌ: " لم يسمعِ الأعمشُ من مجاهدٍ إلاَّ أربعة أحاديث " (44).
وقال _ أيضاً _: " كنَّا نتتبَّع ما سمع الأعمش من مجاهدٍ؛ فإذا هي سبعة أو ثمانية، ثمَّ حدَّثنا بها " (45).
وقال يحيى بن سعيد القطَّان: " كتبت عن الأعمش أحاديث عن مجاهدٍ كلَََََّها مُلزقة لم يسمعها " (46).
وقال يعقوب بن شَيْبَة: " ليس يصحُّ للأعمش عن مجاهدٍ إلاَّ أحاديث يسيرة، قلت لعليِّ بنِ المدينيِّ: كم سمع الأعمش من مجاهدٍ؟ قال: لا يثبت منها إلاَّ ما قال: سمعت، هي نحو من عشرة، وإنَّما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتَّات " (47).
وقال عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل: " قلت لأبي أحاديث الأعمش عن مجاهد عمَّن هي؟ قال: قال أبو بكر بن عيَّاش: قال رجلٌ للأعمش: ممَّن سمعته _ في شيءٍ رواه عن مجاهد _؟ قال: من كزاز مر - بالفارسية -، حدَّثنيه ليث عن مجاهد " (48).
وقال يحيى بن معين: " الأعمش سمع من مجاهد، وكلُّ شيءٍ يروي عنه لم يسمع، إنَّما مرسلةٌ مُدلَّسةٌ " (49).
وقال _ أيضاً _: " إنَّما سمع الأعمش من مجاهد أربعة أحاديث أو خمسة " (50).
وقال أبو معاوية الضَّرير: " كنت أُحدِّث الأعمش عن الحسن بن عُمارة، عن الحكم، عن مجاهد، فيجيء أصحاب الحديث بالعشيِّ فيقولون: حدَّثنا الأعمش عن مجاهد بتلك الأحاديث، فأقول: أنا حدَّثته عن الحسن بن عُمارة، عن الحكم، عن مجاهد " (51).
وقال الحسين بن إدريس: سمعت ابن عمَّار يقول: " كان أبو معاوية إذا ذهب في حاجة أوصى من يترك عند الأعمش أنْ يتحفَّظ عليه ما يمرُّ بعده، قال: فكان يجيء فيسأله عمَّا مرَّ بعده، قال: فجئت يوماً؛ فذكروا لي أنَّه ذكر عن مجاهد: (مِنْ إيجاب المغفرة؛ إطعام المسلم السَّغبان)، قال: فسألته عنه؟ قال: فقال: أليس أنت حدَّثتني به عن هشام، عن سعيد العلاّف، عن مجاهد؟ قال: فقلت له: فحدِّثني به، فحدَّثه به، قال ابن عمَّار: فألقى الأعمش أبا معاوية وهشاماً وسعيداً وقال: مجاهد، ثمَّ قال ابنُ عمَّارٍ: حدَّثنا أبو معاوية، عن هشام بن حسَّان، عن سعيد العلاّف، عن مجاهد؛ قال: (إيجابُ المغفرة؛ إطعام المسلم السَّغبان) " (52).
وقال أبو حاتمٍ: " إنَّ الأعمش قليلُ السَّماعِ من مجاهدٍ، وعامَّةُ ما يروي عن مجاهدٍ مُدلَّس " (53).
وقال الترمذيُّ: " قلت لمحمَّد _ أي ابن إسماعيل البخاري _: يقولون: لم يسمع الأعمش من مجاهد إلاَّ أربعة أحاديث، قال: ريحٌ ليس بشيءٍ، لقد عددت له أحاديث كثيرة نحواً من ثلاثين _ أو أقلّ أو أكثر _ يقول فيها: حدَّثنا مجاهد " (54).
وقال الحسن بن عيَّاش: " كنَّا نأتي سفيان إذا سمعنا من الأعمش فنعرضها عليه بالعشيِّ؛ فيقول: هذا من حديثه، وليس هذا من حديثه " (55).
¥(63/378)
قال العلاَّمة عبد الرحمن بن يحيى المعلِّمي _ مُعلِّقاً على ذلك _: " كان الأعمش _ رحمه اللَّه _ كثيرَ الحديثِ، كثيرَ التَّدليسِ، سمع كثيراً من الكبارِ، ثمَّ كان يسمعُ من بعضِ الأصاغر أحاديث عن أولئك الكبار فيُدلِّسها عن أولئك الكبار، فحديثه الَّذي هو حديثه هو ما سمعه من الكبار، فمعنى قول سفيان: (ليس هذا من حديثه) أنَّه ليس من حديثه عمَّن سمَّاه، وإنَّما سمعه مِنْ بعض مَنْ دونه فدلَّسه " (56).
وقال أبو بكرٍ المرُّوْذيُّ: " وذُكِرَ له التَّدليسُ _ أي للإمام أحمد _ فقال: قد دلَّسَ قومٌ، وذكر الأعمش " (57).
وأخرج الحاكمُ من طريق أبي عَوَانَةَ، عن الأعمش، عن إبراهيم التَّيْميِّ، عن أبيه، عن أبي ذرٍّ؛ أنَّ النَّبيَّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ قال: " فلانٌ في النَّارِ يُنادي: يا حنَّان، يا منَّان ".
قال أبو عَوَانَةَ: " قلت للأعمش: سمعت هذا من إبراهيم؟ قال: لا؛ حدَّثني به حكيم بن جبير عنه " (58).
وقال عبدُ الرَّحمنِ بنُ مَهْديٍّ:" سألتُ سفيانَ عن حديثِ الأعمشِ، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه؛ قال: (لا يزال الرَّجل في فسحةٍ من دينه ما لم يسفك دماً حراماً)؟ فأنكر أنْ يكون عن أبي وائل؛ وقال: إنَّما سمعه من عبد الملك بن عمير أنا ذهبت به إليه " (59).
وأخرجَ أبو داودَ في " سننه " (رقم:204) _ واللَّفظُ له _، وابنُ ماجة في " سننه " (رقم:1041) من طريق الأعمش، عن أبي وائلٍ؛ قال: قال عبد اللَّه: " كنَّا لا نتوضَّأُ من مَوْطىءٍ، ولا نكُفُّ شَعْراً ولا ثَوْباً ".
قال الإمامُ أحمدُ: " كان الأعمش يُدلِّسُ هذا الحديث، لم يسمعه من أبي وائلٍ، قال مهنَّا: فقلت له: عمَّن هو؟ قال: كان الأعمش يرويه عن الحسن بن عمرو الفُقَيميِّ عن أبي وائلٍ، فطرح الحسن بن عمرو، وجعله عن أبي وائلٍ، ولم يسمع منه " (60).
وقال يعقوب بن سفيان: " أجمع أصحابنا أنَّ أبا نُعيمٍ غاية في الإتقانِ والحفظ وأنَّه حجَّة، وكذلك كان سفيان الثوريُّ في زمانه، وأبو إسحاق رجلٌ من التَّابعين، وهو ممَّن يعتمد عليه النَّاس في الحديث هو والأعمش، إلاَّ أنَّهما وسفيان يُدلِّسون، والتَّدليس من قديمٍ " (61).
وقال ابنُ أبي حاتمٍ سمعت أبي يقول: " لم يسمع الأعمش من أبي صالح مولى أُمِّ هانىء، قيل له: إنَّ ابنَ أبي طيبة يُحدِّثُ عن الأعمش، عن أبي صالح مولى أُمِّ هانىء؟ فقال: هذا مُدلَّسٌ عن الكَلْبيِّ " (62).
وقال ابنُ أبي حاتمٍ _ أيضاً _: " وسُئل أبي عن الأعمش ومنصور؟ فقال: الأعمش حافظٌ يُخلِّطُ ويُدلِّسُ، ومنصورٌ أتقنُ، لا يُدلِّسُ ولا يُخلِّطُ " (63).
وقال أبو زُرْعةَ: " الأعمشُ ربَّما دلَّسَ " (64).
وقال أبو الفضلِ بنُ عمَّار _ الشَّهيد _: " والأعمشُ كان صاحبَ تدليسٍ، فربَّما أخذ عن غير الثِّقات " (65).
وقال ابنُ خُزيمةَ: " الأعمشُ مُدلِّسٌ " (66).
وقال ابنُ حِبَّانَ: " رأى أنساً بمكة وواسط، وروى عنه شبيهاً بخمسين حديثاً، ولم يسمع منه إلاَّ أحرفاً معدودة، وكان مُدلِّساً " (67).
وقال أيضاً _ في ترجمة طلحة بن نافع المكيِّ _: " وكان الأعمشُ يُدلِّسُ عنه " (68).
وأخرج الحاكمُ من طريق الأعمش، عن أبي صالح _ ذكوان _، عن أبي هريرة؛ قال: ذكرنا ليلة القدر؛ فقال رسول اللَّه _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " كم مضى من الشَّهرِ؟ " قلنا: ثنتان وعشرون، وبقي ثمان، فقال: " مضى ثنتان وعشرون، وبقي سبع، اطلبوها اللَّيلة؛ الشهر تسع وعشرون ".
قال الحاكمُ: " لم يسمع هذا الحديث الأعمش من أبي صالح، وقد رواه أكثر أصحابه عنه هكذا منقطعاً "، ثمَّ روى بإسناده من طريق أبي مسلم عبيد اللَّه بن سعيد، عن الأعمش، عن سُهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ بمثلِهِ (69).
وقال أبو نُعيمٍ الأصبهانيُّ: " وقد يُدلِّسُ الأعمش في أشياء " (70).
وقال الإمامُ الذَّهبيُّ: " قد رأى أنس بن مالك وحكى عنه، وروى عنه، وعن عبد اللَّه بن أبي أوفى على معنى التَّدليسِ، فإنَّ الرَّجلَ مع إمامته كان مُدلِّساً " (71).
وقال _ أيضاً _: " ما نقموا عليه إلاَّ التَّدليس " (72).
ب _ تدليسُ التَّسويةِ:
¥(63/379)
قال عثمان بن سعيد الدَّارميُّ: " وسمعت يحيى _ وسُئل عن الرَّجلِ يُلْقي الرَّجلَ الضَّعيفَ من بين ثقتين، يُوصل الحديثَ ثقةً عن ثقةٍ؛ ويقول: أُنْقِصُ من الحديثِ، وأَصِلُ ثقةً عن ثقةٍ، يُحَسِّن الحديث بذلك؟ _ فقال: لا يفعل، لعلَّ الحديث عن كذَّاب ليس بشيءٍ، فإذا هو قد حسَّنه وثبَّته، ولكن يُحدِّثُ به كما رُوِي.
قال عثمان: وكان الأعمش ربَّما فعل ذلك " (73).
قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ- مُعقِّباً -: " ظاهر هذا تدليس التَّسوية، وما علمت أحداً ذكر الأعمش بذلك؛ فيُستفادُ " (74).
وقال الخطيبُ البغداديُّ: " وربَّما لم يُسقط المُدلِّس اسم شيخه الذي حدَّثه؛ لكنَّه يُسقط ممَّن بعده في الإسناد رجلاً يكون ضعيفاً في الرِّواية، أو صغير السِّنِّ ويحسن الحديث بذلك، وكان سليمان الأعمش وسفيان الثوريُّ وبقيَّة بن الوليد يفعلون مثل هذا " (75).
يقول البقاعيُّ: " سألت شيخنا _ يريد به الحافظَ ابنَ حَجَرٍ _:هل تدليس التَّسوية جرح؟ قال: لا شكَّ أنَّه جرح، فإنَّه خيانة لمن يُنقل إليهم وغرور، فقلت: كيف يُوصف به الثوريُّ والأعمشُ مع جلالتهما؟ فقال: أحسن ما يُعتذر به في هذا الباب أنَّ مثلهما لا يفعل ذلك إلاَّ في حقِّ من يكون ثقة عنده ضعيفاً عند غيره " (76).
• مثالٌ على هذا النَّوعِ من التَّدليسِ:
قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ: " وأصحُّ ما ورد في ذمِّ بيع العِينَةِ ما رواه أحمد، والطبرانيُّ من طريق أبي بكر بن عيَّاش، عن الأعمش، عن عطاء، عن ابن عمر؛ قال: أتى علينا زمان وما يرى أحدنا أنَّه أحقّ بالدِّينار والدِّرهم من أخيه المسلم، ثمَّ أصبح الدِّينار والدِّرهم أحبّ إلى أحدنا من أخيه المسلم، سمعت رسول اللَّه _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ يقول: " إذا ضنَّ النَّاسُ بالدِّينارِ والدِّرهمِ، وتبايعوا بالعِينَةِ، وتبعوا أذنابَ البقرِ، وتركوا الجهادَ في سبيل اللَّه؛ أنزل اللَّهُ بهم ذُلاًّ فلم يرفعه عنهم حتَّى يُراجِعوا دينهم ".
صحَّحه ابنُ القطَّان بعد أنْ أخرجه من " الزُّهد " لأحمد، كأنَّه لم يقف على " المُسْنَد "، وله طريق أخرى عند أبي داود، وأحمد _ أيضاً _ من طريق عطاء الخُراسانيِّ، عن نافع، عن ابن عمر.
قلت _ أي الحافظ ابن حَجَرٍ _: وعندي أنَّ إسناد الحديث الَّذي صحَّحه ابنُ القطَّانِ معلول؛ لأنَّه لا يلزم من كون رجاله ثقات أنْ يكون صحيحاً؛ لأنَّ الأعمش مُدلِّسٌ، ولم ينكر سماعه من عطاء، وعطاء يحتمل أنْ يكون هو عطاءٌ الخُراسانيُّ، فيكون فيه تدليس التَّسْوية بإسقاط نافع بين عطاء وابن عمر، فرجع الإسناد الأوَّل، وهو المشهور " (77).
قلت: ويُحتمل أنْ يكون عطاء الخُراسانيُّ هو الَّذي دلَّسه، فقد وصفه الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في " التقريب " بالإرسالِ والتَّدليسِ (78).
أمَّا قول الأخ مشهور بن حسن السَّلمان: " ولم يقل أحدٌ إنَّ الأعمش يُدلِّسُ تدليس التَّسْوية " (79)؛ فيُردُّ عليه بما ذكرناه آنفاً عن عثمان الدَّارميِّ والخطيبِ البغداديِّ.
ثانياً: تدليسُ الشُّيوخِ
يقول الحافظُ ابنُ الجوزيِّ: "وقد كان قومٌ يُدلِّسونه _ يعني أبا اليقظان عثمان بن عمير الكوفيَّ _؛ فكان الثوريُّ يقول: أبو اليقظان فحسب، وكان الأعمشُ يقول: عثمان بن قيس " (80).
• حكم رواياته المُعَنْعَنَة:
قال يعقوب بن سفيان الفَسَويُّ: " حديث سفيان، وأبي إسحاق، والأعمش ما لم يُعلم أنَّه مُدلَّسٌ يقوم مقام الحُجَّة، وأبو إسحاق والأعمش مائلان إلى التَّشيُّعِ " (81).
وقال أبو داود: " سمعت أحمد سُئل عن الرَّجلِ يُعْرَفُ بالتَّدليسِ؛ يُحتجُّ فيما لم يقـ[ـل فيه: سمعت]؟ قال: لا أدري، فقلت: الأعمش متى تُصاد له الألفاظ؟ قال: يضيق هذا _ أي أنَّك تحتجُّ به _ " (82).
¥(63/380)
يقول الدكتور زياد محمَّد منصور _ مُعلِّقاً على كلام الإمام أحمد _: " أي يَقِلُّ وجودُ التَّدليسِ في مرويَّاته إذا ما قورنت بكثرتها، والرأي أنَّك تحتجّ به، ولو لم يصرِّح بالسَّماع، ولمثل هذا ذهب ابنُ حَجَرٍ حيث عدَّه فيمن احتمل الأئمَّة تدليسهم وأخرجوا لهم في الصَّحيح؛ لقلَّة ما دلَّسوا إلى جنب ما رووا، والتَّحقيق أنَّ مرويَّاته لا تُحمل على الانقطاع إلاَّ فيما نصَّ الأئمَّة على ردِّ حديثه فيه إذا لم يُصرِّح بالسَّماع " (83).
وقال سليمان الشَّاذَكُونيُّ: " من أرادَ التَّدَيُّنَ بالحديثِ؛ فلا يأخذ عن الأعمش ولا عن قتادة إلاَّ ما قالا: سمعناه " (84).
وقال أبو الفتح الأزديُّ: " فنحن نقبل تدليس ابن عُيينة ونظرائه؛ لأنَّه يُحيلُ على مليءٍ ثقةٍ، ولا نقبل من الأعمش تدليسه؛ لأنَّه يُحيلُ على غير مليءٍ، والأعمش إذا سألته: عمَّن هذا؟ قال: عن موسى بن طريف، وعباية بن ربعيٍّ، وابن عُيينة إذا وقفته قال: عن ابنِ جُريجٍ، ومَعْمَر، ونظرائهما " (85).
وقال الحافظُ ابنُ حِبَّانَ: " وأمَّا المُدلِّسونَ الَّذين هم ثقاتٌ وعدولٌ؛ فإنَّا لا نحتجُّ بأخبارهم إلاَّ ما بيَّنوا السَّماع فيما رووا، مثل: الثوريِّ، والأعمش، وأبي إسحاق، وأضرابهم من الأئمَّة المتَّقين، وأهل الورع في الدِّين؛ لأنَّا متى قبلنا خبر مُدلِّسٍ لم يُبيِّن السَّماع فيه _ وإنْ كان ثقةً _؛ لزمنا قبول المقاطيع والمراسيل كلِّها، لأنَّه لا يُدرى لعلَّ هذا المُدلِّس دلَّس هذا الخبرَ عن ضعيف يَهي الخبرُ بذكره إذا عُرف، اللَّهمَّ إلاَّ أنْ يكون المُدلِّس يُعلم أنَّه ما دلَّس قطُّ إلاَّ عن ثقةٍ، فإذا كان كذلك؛ قُبلت روايته وإنْ لم يُبيِّن السَّماع " (86).
وقال الإمامُ الذَّهبيُّ: " وهو يُدلِّسُ، وربَّما دلَّسَ عن ضعيفٍ، ولا يدري به، فمتى قال: حدَّثنا؛ فلا كلام، ومتى قال: عن؛ تطرَّق إليه احتمال التدليس، إلاَّ في شيوخ له أكثر عنهم: كإبراهيم، وأبي وائلٍ (87)، وأبي صالحٍ السَّمَّان؛ فإنَّ روايته عن هذا الصِّنف محمولة على الاتصال " (88).
قلت: أمَّا الأخ عوَّاد بن حسين الخلف فقد فصَّل القول في حكم مرويَّاته المُعَنْعَنة تفصيلاً جيِّداً؛ فقال:
" واعلم أنَّ عَنْعَنَة الأعمش ليست مردودة مطلقاً، بل هي على أقسامٍ خمسة:
أ _ ما رواه عنه شعبة: ورواية شعبة عن الأعمش بمنْزِلَةِ تصريحه بالسَّماعِ وإنْ عَنْعَنَ؛ لقول شعبة: " كفيتكم تدليس ثلاثة ... " وذكر فيهم الأعمش.
ب _ ما رواه الأعمش عن شيوخه المُكثرين؛ نحو:
1 - إبراهيم النَّخَعيِّ.
2 - أبي وائلٍ شقيق بن سلمة.
3 - أبي صالحٍ السَّمَّان.
فروايته عن مثل هؤلاء الشُّيوخ _ وإنْ عَنْعَنَ _ محمولة على السَّماع عند أهل العلم؛ لأنَّه مكثرٌ عنهم.
ج _ ما رواه حفص بن غياث عن الأعمش، ممَّا لم يتقدَّم ذكره في القسمين السَّابقين:
وكلُّ ما رواه حفص عن الأعمش محمول على السَّماع _ أي سمعه الأعمش من شيخه _، قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ: " اعتمد البُخاريُّ على حفصٍ هذا في حديث الأعمشِ؛ لأنَّه كان يُميِّز بين ما صرَّح به الأعمش بالسَّماع وبين ما دلَّسه، نبَّه على ذلك أبو الفضل بن طاهر " (89).
د _ ما رواه الأعمشُ عن أبي سفيان طلحة بن نافع، ممَّا لم يتقدَّم ذكره في الأقسام الأربعة:
وما رواه الأعمشُ عن أبي سفيانَ مستقيم؛ كما قال ابنُ عَدِيٍّ _ وأيَّدَهُ الحافظُ على ذلك _: " أحاديث الأعمش عنه مستقيمة " (90).
هـ _ ما سوى ذلك " (91) انتهى كلام الأخ عوَّاد بتصرُّفٍ.
قلت: القسمُ الرَّابعُ الَّذي ذكره الأخ عوَّاد لي عليه ملاحظتان:
الأولى: عبارةُ ابنِ عَدِيٍّ جاءت عنه هكذا: " وقد روى عن جابر أحاديث صالحة رواه الأعمش عنه، ورواه عن الأعمش الثِّقات، وهو لا بأس به، وقد روى عن أبي سفيان هذا غير الأعمش بأحاديث مستقيمة " (92)، لا كما نقلها عنه الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في " هدي السَّاري "، وبين العبارتين فرقٌ واضحٌ كما هو ملاحظ.
الثانية: نقلنا عن الحافظِ ابنِ حِبَّانَ _ سابقاً _ أنَّه قال في ترجمة طلحة بن نافع: " وكان الأعمشُ يُدلِّسُ عنه " (93).
لذا؛ لا يصفى للأخ عوَّاد من الأقسام الخمسة غير أربعة، واللَّه أعلم.
• مرتبتُهُ:
يقول الأخُ عوَّاد بن حسين: " وقد جعله الحافظُ في كتابه " تعريف أهل التقديس " من أصحاب المرتبة الثانية كما صنع العلائيُّ في " جامع التحصيل "، ولعلَّه سبق قلمٍ من الحافظِ _ رحمه اللَّه تعالى _، فقد أعلَّ هو نفسه غير ما حديث بعَنْعَنَةِ الأعمشِ، بل جعله في كتابه " النُّكت على كتاب ابنِ الصَّلاحِ " من أصحاب المرتبة الثَّالثة، وهو الصَّواب، واللَّه أعلم، لا سيَّما أنَّ كتاب " النُّكت " متأخر عن كتابه " تعريف أهل التَّقديس " في التَّصنيف، فقد أشار في " النُّكت " إلى أنَّه أفرد المُدلِّسين في جزءٍ لطيفٍ، بل إنَّ الحافظَ _ نفسه _ دافع في " هدي السَّاري " عن بعض الأحاديث الَّتي جاءت في " البخاريِّ " مُعَنْعَنَةً أنَّها من طريق حفص بن غياث عن الأعمشِ، وذلك لأنَّ حفصاً كان يُميِّز بين ما صرَّح به الأعمش بالسَّماع وبين ما دلَّسه.
ممَّا سبق يتَّضح أنَّ جَعْله من المرتبة الثَّالثة أَوْلَى من الثَّانية، واللَّه أعلم " (94).
قلت: وإلى ذلك ذهب الدكتور مِسْفر _ أيضاً _ فجعله في المرتبة الثالثة (95).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
¥(63/381)
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[16 - 03 - 09, 11:45 ص]ـ
نماذج من زياداتي التي زدتها على غيري
• النموذجُ الأوَّلُ من زياداتي:
58 _ (ع) حجَّاج بن محمَّد، المِصِّيصيُّ، الأعور، أبو محمَّد، الترمذيُّ الأصل، نزل بغداد، ثمَّ المِصِّيصة (96) [ز].
• نوع التدليس: التَّسوية
• المرتبة: الأولى
قال عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل: " قال أبي: رأيت سُنيداً عند الحجَّاج بن محمَّد وهو يسمع منه كتاب " الجامع " _ يعني لابنِ جُريجٍ _، فكان في الكتاب: ابن جُريجٍ قال: أُخبرت عن يحيى بن سعيد، وأُخبرت عن الزُّهريِّ، وأُخبرت عن صفوان بن سليم، فجعل سُنيد يقول لحجَّاج: قُلْ يا أبا محمَّد: ابن جُريجٍ عن الزُّهريِّ، وابن جُريجٍ عن يحيى بن سعيد، وابن جُريجٍ عن صفوان بن سليم، فكان يقول هكذا، ولم يحمده أبي فيما رآه يصنع بحجَّاج، وذمَّه على ذلك.
قال أبي: وبعض هذه الأحاديث التي كان يُرسلها ابنُ جُريجٍ أحاديث موضوعة، كان ابن جُريجٍ لا يُبالي من أين يأخذه _ يعني قوله: أُخبرت، وحُدِّثت عن فلانٍ _ " (97).
قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ: " وقد ذكر أحمد أنَّ سُنيداً لزم حجَّاجاً، إلاَّ أنَّه كان يحمله على تدليس التَّسوية، وعابه بذلك، وكأنَّ هذا هو السَّبب في تضعيف من ضعَّفه، واللَّه أعلم " (98).
وقال أيضاً _ عند ذكره لسُنيد بن داود في سياق أسماء من طُعِنَ فيه من رجالِ " صحيحِ البُخاريِّ " _: " سُنيد بن داود المِصِّيصيُّ، صاحبُ التَّفسيرِ، حُكِيَ عن أحمد بن حنبل أنَّه حضر معه عند الحجَّاج في سماع " الجامع " لابنِ جُريجٍ، وكان يحمل حجَّاجاً على أنْ يُدلِّس تدليس التَّسْوية " (99).
قلت: حجَّاجٌ أحدُ الأثباتِ، وقد أجمعوا على توثيقه، لكنَّه تغيَّر في آخر عمره واختلط، وتلقين سُنيد له كان في حال تغيُّره، فقد قال الخلاَّل: " ورُوِيَ أنَّ حجَّاجاً كان هذا منه في وقت تغيُّره، ويرى أنَّ أحاديث النَّاس عن حجَّاج صحاح إلاَّ ما روى سُنيد " (100)، لذا تدليسه هذا مقيَّدٌ برواية سُنيدٍ عنه لا على إطلاقه، فما دام الأمر كذلك؛ نرى أنَّه من أهل المرتبة الأولى، واللَّه أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
• النموذجُ الثَّاني من زياداتي:
264 _ (ت، س) النُّعمان بن ثابت بن زوطى، التَّيْمِيُّ، أبو حنيفةَ، الكوفيُّ، إمامُ أهلِ الرَّأي [ز] (101).
• نوع التدليس: الإسناد
• المرتبة: الخامسة (102).
قال ابنُ أبي حاتمٍ: حدَّثنا أحمد بن منصور المَرْوَزيُّ؛ قال: سمعت سلمة بن سليمان؛ قال: قال عبد اللَّه _ يعني ابنَ المبارك _: " إنَّ أصحابي ليلومونني في الرِّواية عن أبي حنيفة، وذاك أنَّه أخذ كتاب محمَّد بن جابر عن حمَّاد بن أبي سليمان، فروى عن حمَّاد ولم يسمعه منه " (103).
قلت: هذه الحكايةُ إسنادها حسنٌ، وهي دالَّةٌ على تدليسِ أبي حنيفة عن شيخه حمَّاد بن أبي سليمان _ الَّذي به تفقَّه _، وقد تابع أحمد بن منصور عليها عبدة بن عبد الرَّحيم _ وهو صدوقٌ أيضاً _ عند عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل في " السُّنَّة "؛ يقول عبد اللَّه بن أحمد: حدَّثني عبدة بن عبد الرَّحيم _ مَرْوَزيٌّ شيخٌ صالحٌ _، أخبرنا سلمة بن سليمان؛ قال: دخل حمزة البزَّاز على ابنِ المبارك فقال: يا أبا عبد الرحمن، لقد بلغني من بصر أبي حنيفة في الحديث واجتهاده في العبادة حتَّى لا أدري من كان يدانيه، فقال ابنُ المبارك: أمَّا ما قلت: بصرٌ بالحديثِ؛ فما كان لذلك بخليقٍ، لقد كنت آتيه سرّاً من سفيان، وإنَّ أصحابي كانوا ليلوموني على إتيانه؛ ويقولون: أصاب كتب محمَّد بن جابر (104) فرواها، وأمَّا ما قلت من اجتهاده في العبادة؛ فما كان بخليقٍ لذلك، لقد كان يصبح نشيطاً في المسائل، ويكون ذلك دأبه حتَّى ربَّما فاتته القائلة، ثمَّ يُمسي وهو نشيطٌ، وصاحبُ العبادةِ والسَّهرِ يصبح وله فترة " (105).
وللحكايةِ شاهدٌ من قولِ محمَّد بن جابر نفسه، فقد قال ابنُ أبي حاتمٍ: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجانيُّ _ فيما كتب إليَّ _؛ قال: حدَّثني إسحاق بن راهويه؛ قال: سمعت جريراً يقول: قال محمَّد بن جابر اليَمَاميُّ: " سرقَ أبو حنيفة كتب حمَّادٍ منِّي " (106).
يقول الأخ زبير بن مجدّد _ مُعلِّقاً على هذا الخبرِ _: " وسنده حسنٌ إليه، واليَمَاميُّ ضعيفٌ، والاعتماد في هذا البابِ على قولِ ابنِ المبارك _ رحمه اللَّه _، وقول اليَمَاميِّ ذكرته استشهاداً لا احتجاجاً "، وقال أيضاً: " ثبت بهذا التَّحقيقِ أنَّ أبا حنيفة كان مُدلِّساً، والمُقرَّرُ في الأصولِ أنْ لا يُحتجَّ بحديثِ المُدلِّسِ إلاَّ إذا صرَّح بالسَّماعِ، ولم يذكره ابنُ حَجَرٍ في المدلِّسين، لكنَّه من الطَّبقة الخامسة كما حقَّقته " (107).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
• النموذج الثَّالثُ من زياداتي:
266 _ (ت) نوح بن أبي مريم، أبو عِصْمة، المَرْوَزيُّ، القرشيُّ مولاهم، ويُعرف بنوحٍ الجامعِ [ز] (108).
• نوع التدليس: الإسناد
• المرتبة: الخامسة
قال العبَّاسُ بنُ مصعبٍ: " أَدْركَ الزُّهريَّ وابنَ أبي مُلَيْكةَ، وكان يُدلِّسُ عنهما " (109).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ(63/382)
تخريجُ حديثِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّه حِصْنِي
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[12 - 03 - 09, 10:56 ص]ـ
تخريجُ حديثِ: " لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ حِصْنِي، فَمَنْ دَخَلَهُ أَمِنَ عَذََابِي "
أخرجَهُ أبو نُعيمٍ في " الحِلْيَةِ " (3/ 191 _ 192) واللَّفظُ لهُ _ ومن طريقِهِ: أبو الفيضِ الفادانيُّ في " العُجَالةِ في الأحاديثِ المُسَلْسَلَةِ " (ص:67) _، وابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (48/ 366)، وابنُ الشَّجريِّ الزَّيديُّ في " الأمالي الشَّجريَّةِ " (ص: 5 و 15) من طريقِ أبي الصَّلتِ عبدِ السَّلامِ بنِ صالحٍ الهَرَويِّ، حدَّثنا عليُّ بنُ موسى الرِّضَا، حدَّثني أبي موسى بنُ جعفرٍ، حدَّثني أبي جعفرُ بنُ محمَّدٍ، حدَّثني أبي محمَّدُ بنُ عليٍّ، حدَّثني أبي عليُّ بنُ الحُسينِ بنِ عليٍّ، حدَّثني أبي الحسينُ بنُ عليٍّ [سَقَطَ منْ رِوَايَةِ أبي نُعيمٍ، وأَثْبَتَهُ الآخرونَ]،حدَّثني أبي عليُّ بنُ أبي طالبٍ _ رضيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُمْ _، حدَّثنا رسولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، عنْ جبريلَ _ عليهِ السَّلامُ _ قال: " قالَ اللَّهُ _ عزَّ وجلَّ _: إنِّي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إلاَّ أَنَا، فاعبدوني، منْ جَاءَنِي مِنْكُمْ بِشَهَادَةِ أنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ بالإخلاصِ؛ دَخَلَ حِصْنِي، ومَنْ دَخَلَ حِصْنِي أَمِنَ عَذَابِي ".
قالَ أبو نُعيمٍ: " هَذَا حَدِيثٌ ثابتٌ مشهورٌ بهذا الإسنادِ، منْ رِوَايَةِ الطَّاهرينَ عنْ آبائِهم الطَّيِّبينَ، وكانَ بعضُ سَلَفِنَا من المُحدِّثينَ إذا رَوَى هَذَا الإسنادَ قالَ: لَوْ قُرِىءَ هَذَا الإسنادُ على مجنونٍ لأفَاقَ ".
أقولُ: بَلْ هُوَ حَدِيثٌ مُنْكرٌ؛ لأجلِ أبي الصَّلتِ عبدِ السَّلامِ بنِ صالحٍ الهَرَويِّ، فَهُوَ وإنْ وثَّقَهُ يحيى بنُ معينٍ، فإنَّ الأكثرَ عَلَى تضعيفِهِ، فَقَدْ قالَ الإمامُ أحمدُ: " رَوَى أحاديثَ مناكير "، وقالَ أبو حاتمٍ: " لم يكنْ _ عِنْدِي _ بصدوقٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ "، وأَمَرَ أبو زُرْعةَ أنْ يُضْرَبَ عَلَى حَدِيثِهِ، وقالَ: " لاَ أُحدِّثُ عنهُ، ولاَ أرضاهُ "، وقالَ النَّسائيُّ: " ليسَ بثقةٍ "، وقالَ السَّاجيُّ: " يُحدِّثُ بمناكيرَ، وَهُوَ عِنْدَهُمْ ضَعِيفٌ "، وقالَ العُقيليُّ: " كَانَ رَافِضِيّاً خَبِيثاً "، وقالَ مرَّةً: " كذَّابٌ "، وقالَ الجوزجانيُّ: " كانَ مائلاً عنِ الحقِ "، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ: " لعبدِ السَّلامِ _ هَذَا _ عنْ عبدِ الرَّزَّاقِ أَحَادِيثُ مناكيرُ في فضائلِ عليٍّ وفاطمةَ والحسنِ والحسينِ، وَهُوَ مُتَّهمٌ في هذه الأحاديثِ، وَيَرْوِي عنْ عليِّ بنِ موسى الرِّضَا حَدِيثَ: الإيمانِ معرفةٌ بالقلبِ، وهو مُتَّهمٌ في هذهِ الأحاديثِ "، وقالَ ابنُ حِبَّانَ: " يَرْوِي عنْ حمَّادِ بنِ زيدٍ، وأهلِ العراقِ العجائبَ في فضائلِ عليٍّ وأهلِ بيتِهِ، لاَ يجوزُ الاحتجاجُ به إِذَا انْفَرَدَ "، لِذَا قالَ العراقيُّ في " تخريجِ الإحياءِ " (1/ 167): " أخرجَهُ الحاكمُ في التَّاريخِ، وأبو نُعيمٍ في الحِلْيَةِ من طريقِ أهلِ البيتِ، منْ حَدِيثِ عليٍّ بإسنادٍ ضعيفٍ جدّاً، وقولُ أبي منصورٍ الدَّيلميِّ: إنَّهُ حديثٌ ثابتٌ، مردودٌ عليهِ ".
وَتَابَعَ أبا الصَّلتِ عليهِ كلٌّ منْ: أحمدَ بنِ عليِّ بنِ مهديِّ بنِ صَدَقةَ، وأحمدَ بنِ عامرِ بنِ سليمانِ الطَّائيِّ، ومحمَّدِ بنِ عليِّ بنِ مُوسَى.
أمَّا متابعةُ أحمدَ بنِ عليٍّ: فأخرجَهَا القضاعيُّ في " مسندِ الشِّهابِ " (2/ 323 _ رقم:1451) منْ طريقِ الحسينِ بنِ غياثٍ، حدَّثنا أحمدُ بنُ عليٍّ، حدَّثنا عليُّ بنُ مُوسَى الرِّضَا؛ قالَ: حدَّثني أبي موسى بنُ جعفرٍ، حدَّثني أبي جعفرُ ابنُ محمَّدٍ، حدَّثني أبي محمَّدُ بنُ عليٍّ، حدَّثني أبي عليُّ بنُ الحسينِ، حدَّثني أبي الحسينُ بنُ عليٍّ، حدَّثني عليُّ بنُ أبي طالبٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _؛ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " يَقُولُ اللَّهُ _ تَعَالى _: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ حِصْنِي، فمنْ دَخَلَهُ أَمِنَ عَذَابِي ".
¥(63/383)
أقولُ: هَذِهِ متابعةٌ لاَ يفرحُ بِهَا، فَهِيَ باطلةٌ مكذوبةٌ؛ فَقَدْ قالَ الذَّهبيُّ في " الميزانِ " (1/ 120 _ رقم:471) في ترجمة أحمدَ بنِ عليٍّ هَذَا: " أحمدُ بنُ عليِّ بنِ صَدَقةَ، عنْ أبيهِ، عن عليِّ بنِ موسى الرِّضَا، وتلكَ نسخةٌ مكذوبةٌ، ... ، اتَّهمَهُ الدَّارقطنيُّ بوضعِ الحديثِ "، وقالَ _ أيضاً _ في موضعٍ آخرَ (1/ 120 _ رقم:475): " أحمدُ بنُ عليِّ ابنِ مهديٍّ الرَّقِّيُّ، عنْ عليٍّ الرِّضَا، بخبرٍ باطلٍ، فاللَّهُ المُسْتعانُ، وَهُوَ: ابنُ صَدَقةَ المذكورُ، وَهُوَ: أحمدُ بنُ عليِّ بنِ مهديِّ بنِ صَدَقةَ، ومَا عَلِمْتُ للرِّضَا شيئاً يصحُّ عنهُ ".
أمَّا متابعةُ أحمدَ بنِ عامرٍ الطَّائيِّ: فأخرجَهَا ابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (5/ 462) و (7/ 115) و (48/ 367) منْ طريقِ أبي القاسمِ عبدِ اللَّهِ بنِ أحمدَ بنِ عامرٍ الطَّائيِّ؛ قالَ: حدَّثني أبي، حدَّثنا عليُّ بنُ موسى الرِّضَا، بهِ، بلفظِ الَّذي قبله.
أقولُ: وَهَذِهِ المتابعةُ كسابقتها مكذوبةٌ باطلةٌ؛ فقدْ قالَ الذَّهبيُّ _ أيضاً _ في " الميزانِ " (2/ 390 _ رقم:4200) في ترجمةِ أبي القاسمِ عبدِ اللَّهِ بنِ أحمدَ بنِ عامرٍ: " عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنِ عامرٍ، عنْ أبيهِ، عنْ عليٍّ الرِّضَا، عنْ آبائِهِ، بتلكَ النُّسخةِ الموضوعةِ الباطلةِ، مَا تَنْفَكُّ عنْ وَضْعِهِ، أو وَضْعِ أبيهِ "، وقالَ عنهُ أبو محمَّدٍ الحسنُ بنُ عليٍّ الزُّهريُّ _ كَمَا في " سؤالاتِ حمزةَ السَّهْميِّ للدَّارقطنيِّ " (رقم:339) _: " كَانَ أُمِّيّاً، لم يكنْ بالمرضِيِّ "، وقالَ ابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (5/ 462): " وفي حَدِيثِهِ ضَعْفٌ ".
أمَّا متابعةُ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ مُوسَى: فأخرجها ابنُ الشَّجريِّ في " الأمالي الشَّجريَّةِ " (ص:31) منْ طريقِ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ محمَّدٍ؛ قال: حدَّثني أبي عليُّ بنُ محمَّدٍ المُفتي، قالَ: حدَّثني أبي محمَّدُ بنُ عليٍّ السَّيدُ المحجوبُ؛ قالَ: حدَّثني أبي عليُّ بنُ موسى الرِّضَا، به نحوه.
أقولُ: وَهَذَا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فالحسنُ بنُ عليِّ بنِ محمَّدٍ هُوَ: ابنُ عليِّ الرِّضَا بن مُوسَى الكاظمُ، أبو محمَّدٍ العسكريُّ، أحدُ أئمةِ الشَّيعةِ الإثنى عَشَرَ الَّذِينَ يدَّعُونَ عِصْمَتَهُمْ، وَهُوَ والدُ الإمامِ المنتظرِ عِنْدَهُمْ، صاحبُ السِّردابِ، قالَ عنهُ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في " لسانِ الميزانِ " (2/ 63): " ضَعَّفهُ ابنُ الجوزيِّ في الموضوعاتِ "، ومحمَّدُ بنُ عليِّ بنِ موسى لاَ يُدْرَى حالُهُ، فَلَمْ أَجِدْ منْ تكلَّمَ فيهِ.
وَقَدْ وَقَفْتُ للحَدِيثِ عَلَى شَاهِدَيْنِ ضَعِيفَيْنِ:
الأوَّلُ: أخرجَهُ العُقيليُّ في " الضُّعفاءِ " (4/ 322) _ واللَّفظُ لهُ _، وابنُ عَدِيٍّ في " الكامل " (7/ 67) من طريقِ وهبِ بنِ راشدٍ، عنْ فرقدٍ السَّبَخيِّ، عنْ أنسِ بنِ مالكٍ؛ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " إنَّ ربِّي _ عزَّ وجلَّ _ يقولُ: نُورِي هُداي، وَلاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ كَلِمَتِي، وأَنَا هُوَ، فمنْ قَالَهَا أَدْخَلْتُهُ حِصْنِي، وَمَنْ أَدْخَلْتُهُ حِصْنِي فَقَدْ أَمِنَ ".
أقولُ: وَهَذَا مُنْكرٌ؛ فوهبُ بنُ راشدٍ هُوَ: الرَّقِّيُّ، منكرُ الحديثِ، حدَّثَ بأحاديثَ بواطيل، وفرقدٌ هُوَ: ابنُ يعقوبَ السَّبَخيُّ، وَهُوَ صَدُوقٌ عابدٌ، إلاَّ أنَّهُ لَيِّنُ الحديثِ، كثيرُ الخطإِ.
والثَّاني: أخرجَهُ ابنُ بطَّةَ في " الإبانةِ الكُبرى " (رقم:2021) من طريقِ خلفِ بنِ هشامِ البزَّارِ؛ قالَ: حدَّثنا حبَّانُ بنُ عليٍّ العَنَزيُّ، عن ليثِ بنِ أبي سُليمٍ، عنْ مجاهدٍ، عنِ ابنِ عبَّاس _ رحمهُ اللَّهُ _ قال: يقولُ اللَّهُ _ عزَّ وجلَّ: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ كَلِمَتِي، وأَنَا هُوَ، فَمَنْ قَالَهَا فَقَدْ دَخَلَ إِلى حِصْنِي، وَمَنْ دَخَلَ إِلى حِصْنِي فَقَدْ أَمِنَ، وَالقُرْآنُ كَلاَمِي، وَمِنِّي خَرَجَ.
أقولُ: هَذَا لهُ حكمُ الرَّفعِ؛ لأنَّ مِثْلَهُ لاَ يُقالُ مِنْ قِبَلِ الرَّأيِّ، لكنَّهُ ضعيفٌ؛ لأجلِ حبَّانَ بنِ عليٍّ العَنَزيِّ وليثِ بنِ أبي سليمٍ، فَكِلاَهُمَا ضَعِيفٌ.
وَقَدْ وَقَفْتُ لهُ عَلَى طريقٍ أُخْرَى عنِ ابنِ عبَّاسٍ: أخرجَهَا الخطيبُ البغداديُّ في " تاريخِ بغدادَ " (11/ 225) من طريقِ أبي حفصٍ عمرَ بنِ محمَّدِ بنِ عِيسَى السَّذابيِّ، حدَّثنا الحسنُ بنُ عرفةَ، حدَّثنا يزيدُ بنُ هارونَ، حدَّثنا حمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عنْ قَتَادةَ، عنْ عكرمةَ، عنِ ابنِ عبَّاسٍ، عنِ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، عنْ جبريلَ، عنِ اللَّهِ _ تعالى _ قالَ: " يقولُ اللَّهُ: أنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إلاَّ أَنَا كَلِمَتِي، مَنْ قَالَهَا أَدْخَلْتُهُ جَنَّتِي، وَمَنْ أَدْخَلْتُهُ جَنَّتِي فَقَدْ أَمِنَ، والقُرآنُ كَلاَمِي، وَمِنِّي خَرَجَ ".
أقولُ: هَذَا حَدِيثٌ منكرٌ؛ عمرُ بنُ محمَّدِ بنِ عِيسَى السَّذابيُّ قالَ عنهُ الخطيبُ في " تاريخِ بغدادَ " (11/ 225): " وفي بعضِ حَدِيثِهِ نُكْرَةٌ "، وذكرَ لهُ هَذَا الحديثَ المنكرَ، وَحَكَمَ الإمامُ الذَّهبيُّ في " الميزانِ " (3/ 221) عَلَى الحَدِيثِ بالوضْعِ.
كَتَبَهُ: أبو عُمَرَ نادرُ بنُ وَهْبِي بنِ مُصْطَفَى النَّاطُورُ القَنِّرِيُّ
_ عَفَا اللَّهُ عنهُ بِمَنِّهِ وكَرَمِهِ _
الزَّرْقَاءُ _ الأردنُّ
¥(63/384)
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[13 - 03 - 09, 03:36 ص]ـ
أمَّا متابعةُ أحمدَ بنِ عليٍّ: فأخرجَهَا القضاعيُّ في " مسندِ الشِّهابِ " (2/ 323 _ رقم:1451) منْ طريقِ الحسينِ بنِ غياثٍ، حدَّثنا أحمدُ بنُ عليٍّ، حدَّثنا عليُّ بنُ مُوسَى الرِّضَا؛ قالَ: حدَّثني أبي موسى بنُ جعفرٍ، حدَّثني أبي جعفرُ ابنُ محمَّدٍ، حدَّثني أبي محمَّدُ بنُ عليٍّ، حدَّثني أبي عليُّ بنُ الحسينِ، حدَّثني أبي الحسينُ بنُ عليٍّ، حدَّثني عليُّ بنُ أبي طالبٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _؛ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " يَقُولُ اللَّهُ _ تَعَالى _: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ حِصْنِي، فمنْ دَخَلَهُ أَمِنَ عَذَابِي ".
أقولُ: هَذِهِ متابعةٌ لاَ يفرحُ بِهَا، فَهِيَ باطلةٌ مكذوبةٌ؛ فَقَدْ قالَ الذَّهبيُّ في " الميزانِ " (1/ 120 _ رقم:471) في ترجمة أحمدَ بنِ عليٍّ هَذَا: " أحمدُ بنُ عليِّ بنِ صَدَقةَ، عنْ أبيهِ، عن عليِّ بنِ موسى الرِّضَا، وتلكَ نسخةٌ مكذوبةٌ، ... ، اتَّهمَهُ الدَّارقطنيُّ بوضعِ الحديثِ "، وقالَ _ أيضاً _ في موضعٍ آخرَ (1/ 120 _ رقم:475): " أحمدُ بنُ عليِّ ابنِ مهديٍّ الرَّقِّيُّ، عنْ عليٍّ الرِّضَا، بخبرٍ باطلٍ، فاللَّهُ المُسْتعانُ، وَهُوَ: ابنُ صَدَقةَ المذكورُ، وَهُوَ: أحمدُ بنُ عليِّ بنِ مهديِّ بنِ صَدَقةَ، ومَا عَلِمْتُ للرِّضَا شيئاً يصحُّ عنهُ ".
بارك الله فيك.
لي تعقيب على متابعة أحمد بن علي. وهو أنني استشكلتُ متابعةَ أحمد بن علي، وانقدح في ذهني - بعد مراجعة من أخرج طريق أحمد بن علي غير القضاعي - أن هذه المتابعة لأبيه وليست له، و أن السقط فيها من مطبوعة مسند الشهاب للقضاعي= فكان الأمرُ كما كنت أظن؛ وذلك لأمور:
الأول: أن الذي في مخطوط مسند الشهاب للقضاعي (ق117/ 2): " أحمد بن علي، نا أبي، نا علي بن موسى الرضا". وانظر "الضعيفة" (9/ 38)
الثاني: أن هذه المتابعة قد أخرجها السِّلفيُّ في "معجم السَّفَر" (433) من طريق أحمد بن علي بن مهدي بن صدقة الرقي بالرملة: ثنا أبي علي بن مهدي بن صدقة، عن علي بن موسى الرضا به.
الثالث: ما نقلته عن الذهبي من "الميزان" من أن له نسخةً مكذوبةً عن أبيه عن علي بن موسى.
وعلى كلٍ، فالمتابعةُ لا يُفرح بها، سواء أكانت من الأب أم من ابنه!!
وفق الله الجميع.
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[13 - 03 - 09, 04:00 ص]ـ
هذه طرق أخرى لبعض المتابعات التي أوردتها للهروي، أرجو أن تُضيف جديدًا، هاك فانظر فيها؛ لأنه لا وقت لدي الآن لأحكم عليها بما تستحق:
1 - طريقٌ لمتابعةِ أحمد بن عامر الطائي.
أخرجه ابن عساكر في "معجمه" (845)، وقاضي المارستان في "مشيخته" (321) من طريق أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، حدثني أبي سنة ستين ومئتين، عن علي بن موسى الرضا به.
2 - طريقٌ لمتابعة محمد بن علي بن موسى المعصوب.
أخرجه ابن البطر في "جزئه" (33): أخبرنا مكي ثنا إبراهيم، أخبرني أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم الحافظ الطوسي، ثنا الحسن بن محمد بن علي السيد المحجوب، حدثني أبي محمد بن علي المعصوب، عن علي بن موسى الرضا به.
والحديث برمته أورده ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1/ 147).
وفق الله الجميع.
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[17 - 03 - 09, 09:07 ص]ـ
الأخُ المبارك أبو فاطمة الشمري، جزاك اللَّه خيراً.
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[18 - 03 - 09, 01:28 ص]ـ
الأخُ المبارك أبو فاطمة الشمري، جزاك اللَّه خيراً.
وإياك شيخنا أبا عمر.(63/385)
ما صحة حديث من ولد له مولود، فسماه محمدا تبركا به، كان هو و مولوده في الجنة "
ـ[شيشتاوي]ــــــــ[12 - 03 - 09, 01:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما صحة هذا الحديث
عن أبى أمامة الباهلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من ولد له مولود فسماه محمدا تبركا به كان هو ومولوده في الجنة "
افيدونا بارك الله فيكم
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[12 - 03 - 09, 02:06 م]ـ
قال الشيخ الالباني - رحمه الله - كما في " الضعيفة " [1/ 319 / رقم 171]: موضوع. اهـ
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[12 - 03 - 09, 02:26 م]ـ
سلام الله عليك ورحمته وبركاته أخي شيشتاوي
لعل هذا يفيد، وهذا هو نتيجة البحث في الموسوعة الحديثية على موقع الدرر السنية:
191833 - من ولد له مولود فسماه محمدا تبركا به كان هو ومولوده في الجنة
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: ابن الجوزي - المصدر: موضوعات ابن الجوزي - الصفحة أو الرقم: 1/ 241
خلاصة الدرجة: في إسناده من تكلم فيه
--------------------------------------------------------------------------------
242894 - من ولد له مولود فسماه محمدا تبركا به كان هو ومولوده في الجنة
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: السيوطي - المصدر: اللآلئ المصنوعة - الصفحة أو الرقم: 1/ 106
خلاصة الدرجة: هذا مثل حديث ورد في الباب وإسناده حسن
--------------------------------------------------------------------------------
243172 - من ولد له مولود فسماه محمدا تبركا به كان هو ومولوده في الجنة
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: السيوطي - المصدر: النكت على الموضوعات - الصفحة أو الرقم: 311
خلاصة الدرجة: رجال إسناده كلهم معروفون ثقات
ولعل الأخوة المختصون في الحديث يُعمِّقُوا لك في التفصيل و الإجابة، حيث أنني لم أستطع أكثر من جلب الإفادة، والله المستعان.
ـ[شيشتاوي]ــــــــ[13 - 03 - 09, 01:32 ص]ـ
اذا ...... الحديث اختلف العلماء على صحتة
جزاكم اللة خيرا
ـ[أبو عروة]ــــــــ[13 - 03 - 09, 02:15 ص]ـ
تمعن ماقاله الشيخ الالباني في السلسلة الضعيفة وراجعه فقد تكلم على ماتعقبه السيوطي في اللآلئ
وذكر ان ابن القيم قال ببطلانه
فراجعه تستفد حفظك الباري
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[13 - 03 - 09, 03:59 ص]ـ
سلام الله عليكم ورحمته ومغفرته ومرضاته
إقرأ التالي أخي ففيه التوضيح والبيان بإذن الواحد العلّام سبحانه وتعالى، وأرجوك أن تدعوا لي بظهر الغيب.
(
171 - " من ولد له مولود، فسماه محمدا تبركا به، كان هو ومولوده في الجنة ".
موضوع.
رواه ابن بكير في " فضل من اسمه أحمد ومحمد " (ق 58/ 1) ومن طريقه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (1/ 157) حدثنا حامد بن حماد بن المبارك العسكري حدثنا إسحاق بن يسار أبو يعقوب النصيبي حدثنا حجاج بن المنهال حدثنا حماد بن سلمة عن برد بن سنان عن مكحول عن أبي أمامة مرفوعا، وقال ابن الجوزي: في إسناده من تكلم فيه، ولم يزد، وتعقبه السيوطي في " اللآليء " (1/ 106) بقوله: قلت: هذا أمثل حديث ورد في الباب، وإسناده حسن، ومكحول من علماء التابعين وفقهائهم وثقه غير واحد، واحتج به مسلم في " صحيحه "، وروى له البخاري في " الأدب "، والأربعة، وثقه ابن معين والنسائي، وضعفه ابن المديني وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، وقال مرة:
كان صدوقا، وقال أبو زرعة: لا بأس به، والله أعلم.
قلت: لقد أبعد السيوطي عفا الله عنه النجعة فأخذ يتكلم على بعض رجال السند موهما أنهم موضع النظر منه، مع أن علة الحديث ممن دونهم، ألا وهو حامد بن حماد العسكري شيخ ابن بكير قال الذهبي في " الميزان ": روى عن إسحاق بن يسار النصيبي خبرا موضوعا هو آفته، ثم ساق له هذا.
ووافقه الحافظ ابن حجر في " اللسان ".
ولذلك قال المحقق ابن القيم:
إنه حديث باطل، كما نقله الشيخ القاري في " موضوعاته " عنه، (ص 109) وأقره.
وغفل عن هذا التحقيق المناوي فأقر تحت الحديث الآتي (437) السيوطي على تحسينه فلا تغتر به، ثم وجدت ابن عراق قد تعقب السيوطي في " تنزيه الشريعة " (82/ 1) بمثل ما تعقبته به، إلا أنه زاد فقال: لكن وجدت له طريقا أخرى أخرجها ابن بكير أيضا والله أعلم.
قلت: وسكت عليه! وفيه ثلاثة لم أجد من ذكرهم، فأحدهم آفته
)
منقول من المكتبة الشاملة، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني رحمه الله، الجزء الأول، الباب 171، الصفحة 319، والله أرجو أن ينفعنا بما نتعلم ونعلّم، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم سبحانه عز وجل.(63/386)
ابحث عن حديث بهذا اللفظ (آخر من يحشر رجلان من مزينة وآخر من جهينة)
ـ[ابوالوليد الطاهري]ــــــــ[12 - 03 - 09, 09:08 م]ـ
ذكر بعض الاعضاء هذا الحديث
وانا اضعه هنا كما ذكره
آخر من يحشر رجلان من مزينة وآخر من جهينة
هل ورد حديث بهذا اللفظ
اما هنا نقص او زيادة
مع تخريجة والحكم عليه
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[12 - 03 - 09, 10:32 م]ـ
لا يوجد حديث بهذا اللفظ والسياق بارك الله فيك
وإنما هما حديثان
أما الأول متعلق بحشر يوم القيامة
في الصحيحين من طريق الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ لَا يَغْشَاهَا إِلَّا الْعَوَافِ يُرِيدُ عَوَافِيَ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ وَآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ يَنْعِقَانِ بِغَنَمِهِمَا فَيَجِدَانِهَا وَحْشًا حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ خَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا
وأما الآخر فهو في آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة
لكنه حديث لا يصح
377" آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة يقال له: جهينة، فيسأله أهل الجنة: هل بقي
أحد يعذب؟ فيقول: لا، فيقولون: عند جهينة الخبر اليقين ".
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 556):
موضوع.
رواه محمد بن المظفر في " غرائب مالك " (76/ 2) و الدارقطني في " الغرائب "
من طريق جامع بن سوادة حدثنا زهير بن عباد: حدثنا أحمد بن الحسين اللهبي حدثنا
عبد الملك بن الحكم حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر رفعه، قال الدارقطني:
هذا الحديث باطل، و جامع ضعيف و كذا عبد الملك.
قلت: كذا ذكره السيوطي في " ذيل الموضوعات " من طريق الدارقطني، و تبعه ابن
عراق (399/ 2) و مع هذا فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " أيضا! من
رواية الخطيب في " رواة مالك " عن ابن عمر، و لا فائدة من المغايرة في التخريج
لأن طريق الخطيب هي طريق الدارقطني كما بينه الشارح المناوي
انتهى
ـ[ابوالوليد الطاهري]ــــــــ[13 - 03 - 09, 10:36 م]ـ
الفاضل ابا العز
جزاك الله خير الجزاء ورفع منزلتك دنيا واخرة
وانا كذلك اعرف انهما حديثان وليس حديث واحد ولكن بعض الاعضاء ذكر انهما حديث واحد فاحببت التاكد اكثر فاهل التخصص ادرى بتخصصهم
جزاك الله خيرا على ما افدتني به(63/387)
•إِذَا سَأَلُوكَ فَقَالُوا: أَلَيْسَ بِثَابِتٍ الدُّعَاءُ عِنْدَ رُؤْيَةِ الْمُبْتَلَى؟ فَقُلْ: بَلَى!
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[13 - 03 - 09, 12:26 ص]ـ
إِعْلاَمُ الْأَخِلاَّءِ
بِثُبُوتِ حَدِيثِ الْحَمْدِ عِنْدَ رُؤْيَةِ صَاحِبِ الْبَلاَءِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْكَبِيرِ الْمُتَعالِ، ذِي الطَّوْلِ شَدِيدِ الْمِحَالِ، بَارِي الْبَرَايَا مُنْشِئِ السَّحَابِ الثِّقَالِ، جَامِعِ النَّاسِ لِيَوْمِ الْمَآَلِ.
وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى الضَّحُوكِ الْقَتَّالِ، نَبِيِّ الرَّحْمَةِ مَاحِي الْكُفْرِ وَالضَّلاَلِ، وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ، نِعْمَ الْأَهْلُ وَنِعْمَ الْخِلاَلُ.
وَبَعْدُ. . .
فَإِنِّي لَمَّا رَأَيْتُ أَنَّهُ مَازَالَ هُنَاكَ مَنْ يَرْتَابُ وَيَتَرَدَّدُ فِي تَصْحِيحِ الْحَدِيثِ الْوَارِدِ فِيهِ الذِّكْرُ عِنْدَ رُؤْيَةِ الْمُبْتَلَى، أَوْ تَحْسِينِهِ فِي أَقَلِّ الْأَحْوَالِ، اسْتَلَلْتُ هَذَا البُوَيْحِثَ مِنْ كِتَابِي "إِزَالَةُ الْهَكْرِ، بِتَخْرِيجِ فَضِيلَةِ الشُّكْرِ، لِلْخَرَائِطِيِّ أَبِي بَكْرٍ" -يَسَّرَ اللَّهُ إِتْمَامَهُ وَإِخْرَاجَهُ-، الَّذِي هُوَ تَحْقِيقٌ لِكِتَابِ "فَضِيلَةُ الشُّكْرِ لِلَّهِ عَلَى نِعْمَتِهِ، وَمَا يَجِبُ مِنَ الشُّكْرِ لِلْمُنْعَمِ عَلَيْهِ" تَصْنِيفُ الْإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ السَّامِرِيِّ الْمَعْرُوفِ بِالْخَرَائِطِيِّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-.
وَقَالَ الْخَرَائِطِيُّ:
2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ:
«مَنْ رَأَى مُبْتَلًى، فَقَالَ: الْحَمْدُ للِّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَ فَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ».
2 - إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ، وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ بِشَوَاهِدِهِ. . .
* مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الضَّرِيرُ. لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً.
رَوَى عَنْهُ الْمُصَنِّفُ ثَلاَثَةَ أَحَادِيثَ.
وَرَوَى هُوَ عَنْ مُسَدَّدٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَمُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيِّ، وَأَبِي سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ الشَّمْشَاطِيِّ.
* مُسَدَّدٌ، هُوَ ابْنُ مُسَرْهَدٍ الْأَسْدِيُّ، أَبُو الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ.
رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ، وَأَبُو دَاودَ، وَرَوَى لَهُ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثًا وَاحِدًا، وَ النَّسَائِيُّ حَدِيثَيْنِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالْعِجْلِيُّ، وَابْنُ قَانِعٍ، وَابْنُ حِبَّانَ، وَفِي آَخَرِينَ.
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ حَافِظٌ.
* عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، هُوَ ابْنُ مَيْسَرَةَ الْقَوَارِيرِيُّ الْبَصْرِيُّ.
رَوَى عَنْهُ الشَّيْخَانِ، وَأَبُو دَاودَ، وَلَهُ النَّسَائِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالْعِجْلِيُّ، وَابْنُ حِبَّانَ، وَابْنُ سَعْدٍ، وَغَيْرُهُمْ.
كَانَ ثَبْتًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
* حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، هُوَ ابْنُ دِرْهَمٍ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْبَصْرِيُّ.
رَوَى لَهُ الْجَمَاعَةُ.
كَانَ عَلَمًا إِمَامًا، أَثْنَى عَلَيْهِ كَافَّةُ النَّاسِ وَشَهِدُوا لَهُ بِالْحِفْظِ وَ الإِتْقَانِ.
* عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، هُوَ قَهْرَمَانُ آَلِ الزُّبَيْرِ.
أَخْرَجَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَه.
ضَعَّفَهُ أَهْلُ الشَّأْنِ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: ضَعِيفُ الْحَدِيثَ; رَوَى عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ غَيْرَ حَدِيثٍ مُنْكَرٍ، وَعَامَّةُ حَدِيثِهِ مُنْكَرٌ.
وَ قَالَ غَيْرُهُ نَحْوَهُ.
* سَالِمٌ، هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-.
أَخْرَجَ لَهُ الْجَمَاعَةُ.
¥(63/388)
قَالَ الْحَافِظُ: ثَبْتٌ عَابِدٌ فَاضِلٌ، أَحَدُ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ.
كَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِأَبِيهِ.
. . . وَ الْحَدِيثَ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي "سُنَنِهِ" (5/ 3413)؛ وَابْنُ مَاجَه فِي "سُنَنِهِ" (2/ 3892)؛ وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "مُصَنَّفِهِ" (10/ 30355)؛ وَالطَِّيَالِسِيُّ فِي "مُسْنَدِهِ" (1/ 13)؛ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي "مُسْنَدِهِ" (1/ 38)؛ وَالْبَزَّارُ فِي "مُسْنَدِهِ" (1/ 124)؛ وَابْنُ الأَعْرَابِيِّ فِي "مُعْجَمِهِ" (5/ 2303)؛ وَابْنُ السُّنِّيِّ فِي "عَمَلِ الْيَوْمِ وَ اللَّيْلَةِ" (رقم307)؛ وَالْحَارِثُ فِي "مُسْنَدِهِ" (رقم1044)؛ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي "الدُّعَاءِ" (1/ 797)؛ وَالْعُقَيْلِيُّ فِي "الضُّعَفَاءِ" (رقم1434)؛ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي "الشُّعَبِ" (7/ 11147)؛ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي "الْحِلْيَةِ" (6/ 265) وَفِي "أَخْبَارِ أَصْبَهَانَ" (رقم775)؛ وَالْبَغَوِيُّ فِي "شِرْحِ السُّنَّةِ" مِنْ طَرِيقِ الآَجُرِيِّ؛ وَتَمَّامٌ فِي "الْفَوَائِدِ" (2/ 1410)؛ وَ غَيْرُهُمْ. . .
. . جَمِيعُهُمْ مِنْ طُرُقٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ الْقَهْرَمَانِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، تَارَةً عَنْ أَبِيهِ، وَأُخْرَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ. اخْتَلَفَ عَلَى ابْنِ دِينَارٍ أَصْحَابُهُ، وَالْوَهْمُ مِنْهُ.
وَ هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ. مَدَارُهُ عَلَى عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَهُوَ مِحْوَرُ ارْتِكَازِ الضَّعْفِ.
وَرَوَاهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ جَمْعٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَهُمْ:
(حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، وَأَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَخَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، وَعَبَّادُ بْنُ دَاودَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، وَبِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، وَأَشْعَثُ السَّمَّانُ، وَعَبْدُ الْوَارِثُ بْنُ سَعْيدٍ، وَزِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَابْنُ جُرَيْجٍ)
وَخَالَفَهُمْ الحَكَمُ بن سِنَانٍ أَبُو عَونٍ صاحِبُ الْقِرَبِ؛ فَرَوَاهُ عَنْ عَمْرِو بنِ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابنِ عُمَرَ.، وَوَهِم فِيهِ عَلَيهِ، والصَّوابُ: عَن سَالِمٍ. قَالَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي "الْعِلَلِ" (2/ 104).
وَرِوَايَةُ أَبِي عَوْنٍ أَخْرَجَهَا ابْنُ عَدِيٍّ فِي "الْكَامِلِ" (2/ 206).
. . . وَرَوَاهُ هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ فِي "الزُّهْدِ" (1/ 448)، قَالَ: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ (وَفِي الْمَطْبُوعَةِ"جَابِرٌ"بَدَلاً مِنْ "سَالِمٍ"،وَهَذَا تَصْحِيفٌ بِلاَ رَيْبٍ!) بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ مَوْقُوفًا عَلَى سَالِمٍ.
• قُلْتُ: وَ هَذَا مِنْ أَوْجُهِ اضْطِرَابِ ابْنِ دِينَارٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
فَتَارةٌ يَقُولُ: عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ.
وَ أَخْرَى يَقُولُ: عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ.
وَ مَرَّةٌ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَالِمًا، وَيُوقِفُهُ عَلَيْهِ.
. . . وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "مُصَنَّفِهِ" (10/ 445/19655)، وَ مِنْ طَرِيقِهِ الْبَيْهَقِيُّ فِي "الشُّعَبِ" (4/ 4444و7/ 11145)؛ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ، إِذَا اسْتَقْبَلَ الرَّجُلَ شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْبَلاَءِ فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَهُ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً، لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلاَءُ أَبَدًا كَائِنًا مَا كَانَ.
قَالَ مَعْمَرٌ: سَمِعْتُ غَيْرَ أَيُّوبَ يَذْكُرُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلاَءُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
• قُلْتُ: وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَقْطُوعًا، مَوْقُوفٌ عَلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
»» وَرَوَاهُ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ.
¥(63/389)
فَرَوَاهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَن أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مَرْفُوعًا. عِنْدَ الْبَزَّارِ فِي "مُسْنَدِهِ" (2/ 5838)؛ وَالطَّبَرَانِيِّ فِي "الأَوْسَطِ" (5/ 5324).
وَرَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مَرْفُوعًا. عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ فِي "أَخْبَارِ أَصْبَهَانَ" (3/ 775).
وَ الظَّاهِرُ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ مُسْلِمٍ خَالَفَ الثَّوْرِيَّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَكَفَّةُ الثَّوْرِيِّ أَرْجَحُ؛ لِذَلِكَ وَهَّمَ الدَّارَقُطْنِيُّ الْمُغِيرَةَ، وَاخْتَارَ رِوَايَةَ سُفْيَانَ.
• قُلْتُ: وَالَّذِي يَتَرَجَّحُ عِنْدِي -وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ- أَنَّ رِوَايَةَ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَيُّوبَ أَصَحُّ، وَبَدَا لِي ذَلِكَ لِسَبَبَيْنِ:
الأَوَّلُ: أَنَّ الرَّاوِي عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ هُوَ مِهْرَانُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَطَّارُ الرَّازِيُّ، وَالرَّاوِي عَنْهُ هُوَ إِسْحَاقُ بْنُ الْفَيْضِ.
فَمِهْرَانُ قَالَ فِيهِ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ كَمَا فِي "التَّقْرِيبِ": صَدُوقٌ لَهُ أَوْهَامٌ، سَيِّءُ الْحِفْظِ. .؛ وَ قَالَ عَنْهُ أَبُو زَكَرِيَّا ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ شَيْخًا مُسْلِمًا، كَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَ عِنْدَهُ غَلَطٌ كَثِيرٌ فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ.
فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا مِنْ أَوْهَامِهِ، وَمِنْ غَلَطِهِ عَلَى سُفْيَانَ؛ خَاصَّةً أَنَّ هَذَا مِنْ أَفْرَادِهِ عَنْ سُفْيَانَ، وَلَمْ يُتَابِعْهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الثَّوْرِيِّ -مَعَ كَثْرَتِهِمْ- عَلَيْهِ، وَهُوَ لَيْسَ أَهْلاً لِلتَّفَرُّدِ.
وَقَدْ نَعَتَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ بِاضْطِرَابِ حَدِيثِهِ، وَسَاقُوا لَهُ أَحَادِيثَ عَنْ سُفْيَانَ لاَ يُتَابَعُ عَلَيْهَا. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يُخْطِىءُ وَ يُغْرِبُ.
أَمَّا إِسْحَاقُ بْنُ الْفَيْضِ، فَقَدْ تَرْجَمَ لَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي "طَبَقَاتِ الْمُحَدِّثِينَ بِأَصْبَهَانَ" (2/ 283/175)، وَقَالَ: عِنْدَهُ أَحَادِيثُ غَرَائِبُ، وَ ذَكَرَ شَيْئًا مِنْهَا.
فَهَذَا الإِسْنَادُ لاَ يَسْتَقِيمُ طَرِيقُهُ إِلَى الثَّوْرِيِّ، وَلاَ يُتَّكَأُ عَلَيْهِ!
الثَّانِي: أَنَّ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيَّ تُوبِعَ، تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ مُتَابَعَةً تَامَّةً، بِهِ.
وَ هَذَا يُقَوِّي أَنَّ الْحَدِيثَ مَحْفُوظٌ مِنْ طَرِيقِ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ.
أَوَّلاً الْكَلاَمُ عَلَى رِوَايَةِ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ:
. . . أَخْرَجَهَا الْبَزَّارُ فِي "مُسْنَدِهِ" (2/ 244/5838)؛ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي "الأَوْسَطِ" (5/ 283/5324)، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:
«مَنْ رَأَى مُصَابًا فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِهِ تَفْضِيلًا، لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلَاءُ».
قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَيُّوبَ إِلاَّ الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَلاَ عَنِ الْمُغِيرَةِ إِلاَّ شَبَابَةُ، تَفَرَّدَ بِهِ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى.
• قُلْتُ: وَ هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.
* زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، هُوَ ابنُ أَيُّوبَ، أَبُو عَلِيٍّ الضَّرِيرُ الْمَدَائِنِيُّ.
تَرْجَمَ لَهُ الْخَطِيبُ فِي "تَارِيخِهِ" (8/ 457/4571)؛ وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ: لاَ أَعْرِفُهُ.
رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الثِّقَاتِ الْحُفَّاظِ؛ وَمِثْلُهُ يَكُونُ مَسْتُورًا يُعْتَدُ بِحَدِيثِهِ فِي الشَّوَاهِدِ، وَ هُوَ صَدُوقٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
* شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، وَ هُوَ فَزَارِيٌّ مَدَائِنِيٌّ.
أَخْرَجَ لَهُ الْجَمَاعَةُ. كَانَ ثِقَةً صَالِحَ الأَمْرِ فِي الْحَدِيثِ، وَكَانَ مُرْجِئًا.
* الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَبُو سَلَمَةَ السَّرَّاجُ الْمَدَائِنِيُّ.
¥(63/390)
صَدُوقٌ حَسَنُ الْحَدِيثِ.
وَهَذَا الطَّرِيقُ إِنْ لَمْ يَكُنْ حَسَنًا لِذَاتِهِ فَهُوَ يَتَقَوَّى بِالَّذِي بَعْدَهِ.
ثَانِيًا الْكَلاَمُ عَلَى رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ عَنْ نَافِعٍ:
. . . أَخْرَجَهَا الطَّبَرَانِيُّ فِي "الدُّعَاءِ" (1/ 798)؛ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي "أَخْبَارِ أَصْبَهَانَ" (4/ 1016) وَفِي الْحِلْيَةِ" (5/ 13)، وَمِنْ طَرِيقِهِ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمَشْقَ" (53/ 329/6510) ... ، مِنْ طُرُقٍ عَنْ مَرْوَانِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّاطِرِيِّ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
«مَنْ رَأَى مُبْتَلًى، فَقَالَ: الْحَمْدُ للِّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَ فَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، عَافَاهُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ كَائِنًا مَا كَانَ».
• قُلْتُ: وَهَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.
* مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطِرِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، مِنْ رِجَالِ مُسْلِمٍ، وَأَخْرَجَ لَهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ.
* الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ وَقَالَ: مَعْرُوفُ الْحَدِيثِ ... ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَجْهُولٌ.
قَالَ الشَّيْخُ نَاصِرُ الدِّينِ الأَلْبَانِيُّ -طَيَّبَ اللَّهُ ثَرَاهُ-: قَدْ عَرَفَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمَنْ عَرَفَ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ لَمْ يَعْرِفْ، لاَ سِيَّمَا إِذَا كَانَ الْعَارِفُ مِثْلَ الْبُخَارِيِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ. (الصَّحِيحَةُ602).
قُلْتُ: يَرْوِي عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، وَ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ. وَرَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطِرِيُّ. . . فَهُوَ مَسْتُورُ الْحَالِ كَمَا قَالَ الْحَافِظُ فِي "التَّقْرِيبِ".
* مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، أَخْرَجَ لَهُ الْجَمَاعَةُ.
وَرَوَاهُ عَنْ مَرْوَانِ بْنِ مُحَمَّدٍ ثَلاَثَةٌ، وَ هُمْ:
(مُحَمَّدٌ وَ بَكَّارٌ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَكَّارٍ الْقُرَشِيِّ، وَابْنُ عَمِّهِمَا هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ)
تَنْبِيهٌ:
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي "الدُّعَاءِ" حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ، بِهِ، إِلاَّ أَنَّهُ زَادَ (عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا)؛ فَجَعَلَهُ مِنْ مُسْنَدِ (عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ).
وَهَذَا وَهْمٌ مِنْ شَيْخِ الطَّبَرَانِيِّ، وَهُوَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ، أَبُو عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ؛ فَهُوَ مَعَ كَوْنِهِ ثِقَةً صَدُوقًا حَافِظًا، إِلاَّ أَنَّ ابْنَ عَدِيٍّ قَالَ فِي "الْكَامِلِ" (2/ 337/473): رَفَعَ أَحَادِيثَ وَ هِيَ مَوْقُوفَةٌ، وَ زَادَ فِي الْمُتُونِ أَشْيَاءَ لَيْسَتْ فِيهَا.
وَ قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي "اللِّسَانِ" (2/ 221/975): وَلَهُ غَرَائِبُ وَمَوْقُوفَاتٌ يَرْفَعُهَا.
فَيَتَرَجَّحُ عِنْدِي أَنَّ زِيَادَةَ (عُمَرَ) فِي السَّنَدِ مِنْ تَصَرُّفِهِ هُوَ -أَيِ الْمَعْمَرِيَّ-، وَلَيْسَ مِنْ فِعْلِ هَارُونَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-:
. . . أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي "سُنَنِهِ" (5/ 3432)؛ وَالْبَزَّارُ فِي "مُسْنَدِهِ" (2/ 271/6218)؛ وَالْمُصَنِّفُ (رقم3)؛ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي "الدُّعَاءِ" (1/ 254/799)؛ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي "الشُّعَبِ" (4/ 4443) ..... مِنْ طُرُقٍ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ-:
¥(63/391)
«مَنْ رَأَى مُبْتَلًى، فَقَالَ: الْحَمْدُ للِّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلَاءُ».
• قُلْتُ: وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ مِنْ أَجْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ؛ فَإِنَّهُ كَانَ سَيِّءَ الْحِفْظِ يُخَالِفُ الثِّقَاتَ، لَكِنَّهُ كَانَ صَالِحًا صَدُوقًا عَابِدًا (رَحِمَهُ اللَّهُ).
وَبَقِيَّةُ رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.
وَرَوَاهُ عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَ هُمْ:
(أَبُو جَعْفَرٍ السَّمْنَانِيُّ، وَيَعْقُوبُ بُنُ سُفْيَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ، وَعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنُ مَعْدَانَ بْنُ جُمُعَةَ اللَّاذِقِيُّ، وَهَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ الْمُسْتَمْلِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ دَاودَ بْنِ أَبِي صَالِحٍ)
وَتُوبِعَ مُطَرِّفٌ عَلَيْهِ، تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعُوقِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، بِهِ.
وَرِوَايَتُهُ عِنْدَ ابْنِ أَبِي الدُّنِيَا فِي "الشُّكْرِ" (1/ 187)؛ وَالْبَيْهَقِيِّ فِي "الشُّعَبِ" (7/ 11148).
وَرَوَاهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ الْعُوقِيِّ أَرْبَعَةٌ، وَ هُمْ:
(القَاسِمُ بْنُ هِشَامٍ، وَمُوسَى بْنُ الْحَسَنِ، وَنَصْرُ بْنُ دَاودَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الضَّرِيرُ)
ثُمَّ وَجَدْتُ طَرِيقًا أُخْرَى فِيهَا مُتَابَعَةٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَسَاهَا تَنْفَعُ، وَ لَكِنَّهَا لاَ تَسْلَمُ مِنْ آَفَةٍ.
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي "الدُّعَاءِ" (1/ 254/800): حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، بِهِ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ: " فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ تِلْكَ النِّعْمَةَ " بَدَلاً مِنْ: " لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلاَءُ ".
كَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، وَبَعْضُ أَصْحَابِ مُطَرِّفٍ!
• قُلْتُ: وَهَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ صَالِحُو الْحَدِيثِ سِوَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَهُو وَالِدُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
* أَمَّا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، فَقَدْ قَالَ عَنْهُ الذَّهَبِيُّ فِي "سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ" (14/ 57/28): "كَانَ مِنَ الْحُفَّاظِ الرَّحَّالَةِ ".
* وَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، هُوَ الفَزَارِيُّ، صَدُوقٌ فِي الْحَدِيثِ، لَكِنَّهُ كَانَ يَتَشَيَّعُ.
فَهَذَا الإِسْنَادُ مُنْضَمًّا إِلَيْهِ الَّذِي قَبْلَهُ حَسَنٌ لِغَيْرِهِ فِي أَقَلِّ الأَحْوَالِ.
وَ هُنَاكَ طَرِيقٌ آَخَرُ جَيِّدٌ فِي الشَّوَاهِدِ، أَخْرَجَهُ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ أَيْضًا فِي "الدُّعَاءِ" (رقم801)، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ الأَزْدِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ إِيَاسَ بْنِ الْبُكَيْرِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ:
«مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَرَى أَحَدًا بِهِ بَلَاءٌ، فَيَقُولَ الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَيْكَ وَعَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ تِلْكَ النِّعْمَةِ».
• قُلْتُ: وَهَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ بِاللَّذَيْنِ قَبْلَهِ؛ لإِبْهَامِ الرَّاوِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
* مُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ الأَزْدِيُّ.
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي "لِسَانِ الْمِيزَانِ" (6/ 50/189): وَسَائِرُ أَحَادِيثِهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ مُسْتَقِيمَةٌ، وَقَدْ أَكْثَرَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ مُطَّلِبٍ هَذَا، وَهُوَ صَدُوقٌ.
ثُمَّ نَقَلَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ابْنِ يُونُسَ مِنْ "تَارِيخِ مِصْرَ" أَنَّهُ قَالَ: كَانَ ثِقَةً فِي الْحَدِيثِ.
* وَبَقِيَّةُ رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ صَالِحُونَ. وَإِنْ كَانَ أَبُو حَاتِمٍ ضَعَّفَ عِيسَى، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ"، وَتَرْجَمَهُ الْبُخَارِيُّ فِي "التَّارِيخِ الْكَبِيرِ" وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ جَرْحًا وَلاَ تَعْدِيلاً.
الْخُلاَصَةُ:
فَبِمَجْمُوعِ هَذِهِ الطُّرُقِ الثَّلاَثِةِ يَتَبَيَّنُ أَنَّ لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَصْلاً مَحْفُوظًا.
كَذَلِكَ يُضَافُ إِلَيْهَا طَرِيقَا حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-.
فَالْحَدِيثُ ثَابِتٌ صَحِيحٌ بِمَجْمُوعِ طُرُقِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
وَقَدْ صَحَّحَهُ الشَّمْسُ ابْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللَّهُ- فِي "زَادِ الْمَعَادِ" (2/ 456).
وَابْنُ آَدَمَ إِلَى الْعَجْزِ، وَالضَّعْفِ، وَالْعَجَلَةِ أَقْرَبُ!
وَإِنِّي لاَ أَشُكُّ أَنَّهُ قَدْ وَقَعَ لِي خَلَلٌ، لَكِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنِ الْخَطَإِ وَالنِّسْيَانِ!
فَجَزَى اللَّهُ خَيْرًا مَنْ أَدَّى إِلَيَّ حَقَّ النَّصِيحَةِ، وَأَلاَنَ لِيَ الْقَوْلَ.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ،
وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَئَابُ. . .
يُتبع
...
..
.
¥(63/392)
ـ[عادل علي]ــــــــ[13 - 03 - 09, 01:37 ص]ـ
وفقك الله
وجزاك خيرا.
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[15 - 03 - 09, 01:24 م]ـ
* الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ وَقَالَ: مَعْرُوفُ الْحَدِيثِ ... ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَجْهُولٌ.
قَالَ الشَّيْخُ نَاصِرُ الدِّينِ الأَلْبَانِيُّ -طَيَّبَ اللَّهُ ثَرَاهُ-: قَدْ عَرَفَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمَنْ عَرَفَ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ لَمْ يَعْرِفْ، لاَ سِيَّمَا إِذَا كَانَ الْعَارِفُ مِثْلَ الْبُخَارِيِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ. (الصَّحِيحَةُ602).
قُلْتُ: يَرْوِي عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، وَ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ. وَرَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطِرِيُّ. . . فَهُوَ مَسْتُورُ الْحَالِ كَمَا قَالَ الْحَافِظُ فِي "التَّقْرِيبِ".
لعله هو نفسه المذكور في ثقات ابن حبان 9/ 224، قال:
الوليد بن عقبة الدمشقي، يروي عن معاوية بن صالح، روى عنه الوليد بن علي الكوفي.
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[15 - 03 - 09, 08:07 م]ـ
قال العقيلي: (لما ذكر حديث عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير)
وفيه رواية من غير هذا الوجه فيها لين أيضاً، وهي أصلح من هذه الرواية. ضعفاء العقيلي (3/ 270)
وهذه أسانيد منكرة.
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[16 - 03 - 09, 02:26 ص]ـ
وهذه أسانيد منكرة.
هل يمكن أن توضح لنا ما هي الأسانيد المنكرة؟ و أسباب حكمك عليها بالنكارة؟.
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[17 - 04 - 09, 09:36 م]ـ
• قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْحُوَيْنِيُّ: «لَهُ طُرُقٌ، وَهُوَ صَالِحٌ». ا. هـ
وَهَذَا هُوَ الْإِنْصَافُ!
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 10:18 ص]ـ
يا محب، أسباب حكمي عليها بالنكارة:
أولاً: حديث ابن عمر.
مداره على عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، وقد اضطرب فيه.
والصواب ما رواه معمر عن أيوب عن سالم كان يقال ...
وذكر نافع غير محفوظ، ولو كان عند أيوب عن نافع لحمله الثقات عنه.
ورواية المغيرة بن مسلم خطأ، ولذلك أعرض عنها الدارقطني، وقال: ووهم فيه، وأعلها الطبراني بالتفرد، ورجح الدار قطني رواية الثوري؛ لأن الناس يروونه عن عمرو بن دينار، ومسألة ثبوت رواية الثوري، فالدارقطني رجح رواية الثوري، ولم يقل: إنها غير محفوظة أو غير ثابتة عنه، فهو حافظ نقاد.
ثم انظر أخي الفاضل في مرجحاتك لرواية المغيرة بن مسلم:
أولاً: أحسبك أخي الباحث من الثقات المأمونين، فتنقل لنا كلام الأئمة عقب الحديث.
قال البزار: مسند البزار (2/ 244)
وهذا الحديث لا نعلم أحداً رواه عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر إلا المغيرة بن مسلم، والمغيرة ليس به بأس بصري مشهور، والحديث غريب.
فلماذا أغفل هذا النقل النفيس عن هذا الإمام، ولماذا أغفل قبل هذا إعلال العقيلي لما في الباب، والذي قد ذكرته في مشاركتي السابقة.
الباحث المنصف أخي المبارك هو الذي يجمع كلام الأئمة وينظر فيه، ولا يغفل مثل هذه النقول، فإن كنا عاجزين عن الإجابة عن تعليلاتهم، فلنسلم لهم.
إن تعليل الأئمة بالتفرد - وإن كنا لا ندعي الكمال لهم - مشير إلى أن المتابعات التي يقف عليها بعض الباحثين، هي محل نظر عندهم، وأن المتابعة لم تثبت - في الغالب - من وجه يصح، وهذا يفسر سر استدراك كثير من الباحثين على كثير من الأئمة.
ومتابعة محمد بن سوقة (الكوفي) لأيوب، فيها نظر، وهي غريبة، وتحتاج تأمل لكشف العلة.
ثم إني أقول:
أولاً: ليس الوليد بن عتبة هذا هو أبو الوليد الأشجعي الدمشقي الثقة، لأن الأشجعي يروي عن بقية بن الوليد والوليد بن مسلم وغيرهما من أهل الشام، وهو من تلاميذ مروان بن محمد الطاطري، وليس من شيوخه كما في هذا الإسناد.
ثانياً: مدار الرواية على الوليد بن عتبة وهو (كوفي) فيما يبدو لي - والعلم عند الله - وهو الذي قال عنه أبو حاتم: مجهول، بينما ذهب البخاري إلى أنه دمشقي.
قال البخاري: التاريخ الكبير (8/ 150)
الوليد بن عتبة الدمشقي روى عن معاوية بن صالح معروف الحديث روى عنه محمد بن عبد العزيز.
¥(63/393)
لكن قال ابن أبي حاتم عن أبيه: الجرح والتعديل (9/ 12)
الوليد بن عتبة كوفي روى عن النضر الخزاز روى عنه محمد بن عبد العزيز الرملي سمعت أبي يقول ذلك وسمعته يقول: هو مجهول.
ومال الحافظ ابن حجر مع تردد إلى رأي البخاري فقال: تهذيب التهذيب (35/ 43)
"تمييز الوليد" بن عتبة دمشقي أيضا روى عن معاوية بن صالح وعنه محمد بن عبد العزيز الرملي قال البخاري: في تاريخه معروف الحديث وقال أبو حاتم: مجهول، وروى مروان بن محمد الطاطري عن الوليد بن عتبة عن محمد عن محمد بن سوقة فالظاهر أنه هو هذا.
أما المزي فقال: تهذيب الكمال (31/ 50)
تمييز الوليد بن عتبة دمشقي أيضا يروي عن معاوية بن صالح الحضرمي ويروي عنه محمد بن عبد العزيز الرملي ذكره البخاري في تأريخه وقال معروف الحديث وقال أبو حاتم مجهول وهو أقدم من الذي قبله وروى مروان بن محمد الدمشقي الطاطري عن الوليد بن عتبة عن محمد بن سوقة فلا أدري هو الذي روى عنه الرملي أو غيره ذكرناه للتمييز بينهما.
وإنما ملت إلى قول أبي حاتم: لأن محمد بن سوقة كوفي، والمسألة تحتاج إلى بحث أكثر.
ولو رجحنا أنه الدمشقي، فعبارة البخاري ليست عبارة تعديل، فقد يكون معروفاً بالضعف، ولو قيل: إنها عبارة توثيق، فليست في المحل التي تجعلنا نعتبر هذه الطريق محفوظة، ونرد كلام الدارقطني بهذا المرجح.
فكيف ولو قلنا: إنه شامي، فكيف يروي عن محمد بن سوقة الكوفي، ولا يعرف أحد من أهل الكوفة هذا الخبر.
فكيف وقد قال أبو نعيم في حلية الأولياء (5/ 14): غريب من حديث محمد، تفرد به مروان عن الوليد.
فلماذا أغفلت أخي المبارك كلام أبي نعيم، وإن فاتك عند أبي نعيم، ألم تظفر به عند ابن عساكر؟!
ثالثاً: قلت إسناده حسن، مع أنك قررت أن الوليد بن عتبة مستور الحال.
أما حديث أبي هريرة فمداره على العمري المكبر وهو ضعيف، وقد تفرد به عن سهيل، فأين أصحاب سهيل؟
ومتابعة والد ابن المديني فيها نظر، والحديث حديث العمري.
قال ابن حبان عن والد ابن المديني: كان ممن يهم في الأخبار حتى يأتي بأنها مقلوبة، ويخطىء في الآثار كأنها معمولة.
وقد أعرض مسلم عن هذا الحديث مع أنه اعتنى بهذه السلسة في صحيحه، ولم يستدركه الحاكم عليه، فقف وقفة تأمل عند هذا؟
ثم كيف يقوى بطريق فيه مبهم؟! مَنْ هذا المبهم؟! وهل هذا المبهم سمع من أبي هريرة؟
أُجِلُّكَ أخي أن تقول بمثل هذا!
أرجو أن لا نضع أخطأ الرواة والأسانيد الغريبة عضداً نشد بها الحديث؟!
ثم أقول أخيراً:
1. إذا تكلم الأئمة في علة حديث، فقف عند كلامهم كثيراً وتأمل.
2. إذا تفرد راو ليس بالمشهور أو ليس بذاك القوي عن راو مشهور، فاسأل نفسك: أين أصحابه المعتنون بحمل الحديث عنه عن رواية هذا الحديث، ولماذا لا أجده إلا في المعجم الأوسط للطبراني، أو في الأفراد للدارقطني، أو في جزء حديثي، وأحياناً صاحبه ممن تأخر!.
3. ألا تعجب من رجل يورد على سبيل المثال حديثاً في الأفراد للدارقطني، ثم يقول، ووجدت له متابعاً عند الأصبهاني في أخبار أصبهان، ووجدت له شاهداً عن البزار في مسنده؛ - وإن كان فيه من وصف بالضعف - فهو به حسن أو صحيح إن شاء الله، ومن تكلم فيه فقد تعسف ولا علم له بالصناعة الحديثية!، أو قد وهم أبو حاتم أو أبو زرعة حين حكم عليه بالوضع، ولم يقف على هذه الطريق التي وقفت عليها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
إذا قرأت مثل هذا، أتساءل في نفسي: لو قدر أن يكون هذا الرجل في مجلس يجمعه بأبي حاتم أو غيره من الأئمة، أتراه يحتج بمحفوظه، أم بمقروئه، وهل ترى سيقبل الإمام رأسه لأنه أوقفه على تلك المتابعات والشواهد؟!
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 10:29 ص]ـ
إذا سألوك فقالوا: أليس بثابت الدعاء عند رؤية المبتلى؟ فقل: لا.
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[18 - 04 - 09, 07:07 م]ـ
الْعَاتِكَ الطَّيِّبَ / أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُمَيْدِيَّ -حَفِظَهُ اللَّهُ-،
أَحْتَرِمُ مَذْهَبَكَ الَّذِي ذَهَبْتَ إِلَيْهِ جِدًّا، كَذَا أُجِلُّكَ أَنْتَ.
فَشَكَرَ اللَّهُ لَكَ، وَلاَ حَرَمَنَا الْوَهَّابُ فَوَائِدَكَ.
ثُمَّ لاَ أَنْسَى تَحْسِينَ ابْنِ الْقَطَّانِ، وَابْنِ الْمُنْذِرِ.
¥(63/394)
وَإِنْ أَرَدْتَ إِثْبَاتَ النَّفْيِ، فَقُلْ: نَعَمْ.
لاَ زِلْتَ نَافِعًا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَيُّهَا الْأَرِيبُ. . .
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[19 - 04 - 09, 04:37 م]ـ
إذا سألوك فقالوا: أليس بثابت الدعاء عند رؤية المبتلى؟ فقل: لا.
قد قلنا:)
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[19 - 07 - 09, 03:59 م]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
• صَدَقَ الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُمَيْدِيُّ، ذُو الرَّأْيِ السَّدِيدِ، والنَّظَرِ الثَّاقِبِ -جَزَاهُ اللَّهُ خَيْرًا-؛ فَالْحَدِيثُ لاَ يَصِحُّ مَرْفُوعًا، وَأَسَانِيدُهُ مُنْكَرَةٌ غَرِيبَةٌ كَمَا قَالَ الشَّيْخُ -حَفِظَهُ اللَّهُ-.
• وَرِوَايَةُ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ هِيَ الْأَشْبَهُ بِالصَّوَابِ.
وَالْحَدِيثُ لاَ يَرْتَقِي إِلَى الصِّحَّةِ، رَغْمَ طُرُقِهِ الْكَثِيرَةِ إِلاَّ أَنَّهُ لاَ يُشَدُّ بِهَا!
• وَعَلَيْهِ فَإِنَّ الْحَدِيثَ لاَ يَثْبُتُ عَنِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَمَا ادَّعَيْتُ.
وَأَنَا مَا غَرَّنِي إِلاَّ أَنَّ أَحَدًا مِنَ الْأَئِمَّةِ الْمُتَقَدِّمِينَ لَمْ يَنُصَّ عَلَى إِعْلاَلِ الْحَدِيثِ صَرَاحَةً؛ مِمَّا أَدَّى بِي إِلَى التَّمَادِي فِي جَمْعِ الْغَرَائِبِ وَضَمِّهَا إِلَى بَعْضِهَا!
ثُمَّ كَانَ مَاذَا؟! الْإِنَاءُ لاَ يَنْضَحُ إِلاَّ بِمَا فِيهِ.
? وَإِنِّي لاَ أَسْتَحِي أَبَدًا أَنْ أُقِرَّ أَنِّي أَخْطَأْتُ، وَتَسَرَّعْتُ، وَلَمْ أُمْعِنِ النَّظَرَ.
• فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَلِيَّ الْأَعْلَى، وَأَشْكُرُهُ أَنْ قَيَّضَ أَخًا فَاضِلاً أَدَّى حَقَّ النَّصِيحَةِ، وَبَيَّنَ وَجْهَ الصَّوَابِ، بِأَدِلَّةٍ عِلْمِيَّةٍ رَصِينَةٍ، وَبِعِبَارَةٍ جَزِيلَةٍ، تَدُلاَّنِ عَلَى طُولِ بَاعِ صَاحِبْهِمَا، وَمَعْرِفَتِهِ بِالْعِلَلِ وَدَقَائِقِ الْأَسَانِيدِ.
• لِذَا أَقُولُ لِلشَّيْخِ الْحُمَيْدِيِّ: صَدَقْتَ وَبَرَرْتَ، وَلِأَخِيكَ نَصَحْتَ، وَلِلْحَقِّ أَرْشَدْتَ. فَلِلَّهِ دَرُّكَ مِنْ نَصِيحٍ إِذَا وَعَظَ، بَلِيغٍ إِذَا لَفَظَ!
.وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
.
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[20 - 07 - 09, 02:10 ص]ـ
الأخ الشيخ أبو مسلم العقاد.
جزاك الله كل خيرا على هذا التراجع؛ والذي هو في حقيقته تقدُّم!. نعم فوالله ما ازددت بهذا التراجع إلا علما وديانة - نحسبك كذلك والرب حسيبك - وهذا يدل على تحرِّيك وطلبك الحق. دمت على ذا - وإيانا! - إلى لقُيا الرب تعالى. آمين.
ملاحظة: طريقة تخريجك وأسلوبك في الكلام تذكرني بالشيخ الألفي السكندري! وفقه الله، فلعلك هو أو هو أنت!!
وُفِّقْتُم.
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[23 - 07 - 09, 04:23 م]ـ
• قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْحُوَيْنِيُّ: «لَهُ طُرُقٌ، وَهُوَ صَالِحٌ». ا. هـ
? قَوْلُ الشَّيْخِ لَيْسَ فِيهِ تَصْرِيحٌ بِالتَّحْسِينِ أَوِ التَّصْحِيحِ، كَقَوْلِهِمْ "رِجَالُهُ ثِقَاتٌ" أَوْ "رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ" = فَإِنَّهُ لاَ يُفِيدُ تَصْحِيحًا أَوِ احْتِجَاجًا -كَمَا لاَ يَخْفَى-.
فَقَوْلُهُ "لَهُ طُرُقٌ": نَعْتٌ لِلْحَدِيثِ صَادِقٌ، لاَ تَلْزَمُهُ الصِّحَّةُ.
وَقَوْلُهُ "صَالِحٌ": أَيْ صَالِحٌ لِلْعَمَلِ بِهِ، وَالِاسْتِئْنَاسِ؛ إِذْ أَنَّ أَصَحَّ أَسَانِيدِهِ = مَا رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "مُصَنَّفِهِ" (10/ 445/19655)، وَمِنْ طَرِيقِهِ الْبَيْهَقِيُّ فِي "الشُّعَبِ" (4/ 4444و7/ 11145) ... عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: "إِذَا اسْتَقْبَلَ الرَّجُلَ شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْبَلاَءِ فَقَالَ: «الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَهُ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً»، لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلاَءُ أَبَدًا كَائِنًا مَا كَانَ."
فَهَذَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَقُولُ أَنَّ هَذَا الدُّعَاءَ كَانَ يُدْعَى بِهِ وَيُذْكَرُ.
وَسَالِمٌ ابْنُ صَحَابِيٍّ، وَرَوَى عَنْ صَحَابَةٍ، وَعَاصَرَ كِبَارَ التَّابِعِينَ. وَلَمْ يُنْكِرْهُ أَحَدٌ.
وَقَالَ مَعْمَرٌ أَنَّهُ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ غَيْرِ أَيُّوبَ.
• وَهَذَا لاَيَعْنِي أَنَّ الْحَدِيثَ ثَبَتَ مَرْفُوعًا إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛ فَإِنَّهُ لاَ إِسْنَادَ لَهُ مُتَمَاسِكٌ يَجْعَلُ الْمَرْءَ يُصَرِّحُ بِنِسْبَتِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
? الْفَاضِلُ / أَبُو فَاطِمَةَ الشَّمْرِيُّ. . . جَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا عَلَى حُسْنِ الظَّنِّ بِأَخِيكُمْ.
وَلَسْتُ أَنَا الشَّيْخَ أَبَا مُحَمَّدٍ الْأَلْفِيَّ -حَفِظَهُ اللَّهُ-، وَأَنَا أَعْتَذِرُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ.
أَلَمْ تَرَ أَنَّ السَّيْفَ يَنْقُصُ قَدْرُهُ ... إِذَا قِيلَ إِنَّ السَّيْفَ أَمْضَى مِنَ الْعَصَا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
¥(63/395)
ـ[أبو عبد الرحمن العامري]ــــــــ[24 - 07 - 09, 10:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[26 - 07 - 09, 01:58 ص]ـ
ضَعَّفَ هذا الحديثَ شيخُنا الزاهدُ بدر بن عبد الله البدر - حفظه الله ومتَّع به - في تخريجه لأحاديث "فضيلة الشكر" للخرائطي. هو أخبرني بذلك.
تنبيه: تحقيقُ شيخِنا لكتاب "فضيلة الشكر" مخطوطٌُ ولم يطبع بعدُ، وقال لي بأنه قد حققه سنة 1982 م!!
والله الموفق.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[29 - 07 - 09, 08:51 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبو مسلم العقاد ونفع بك.
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[26 - 09 - 09, 05:15 م]ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــشَكَرَ اللَّهُ لَكُمْ، وَعَظَّمَ أَجْرَكُمْ.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 07:24 م]ـ
? وَإِنِّي لاَ أَسْتَحِي أَبَدًا أَنْ أُقِرَّ أَنِّي أَخْطَأْتُ، وَتَسَرَّعْتُ، وَلَمْ أُمْعِنِ النَّظَرَ.
• فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَلِيَّ الْأَعْلَى.
.وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
جزاك الله خيراً على رجوعك للحق، وهذا علامة خير في طالب العلم، أسأل الله أن ييسر مشروعك فيرى النور، ولعلك تبشرنا قريباً.
تفضل هديتي (نقل نفيس تجمل به بحثك لحافظ ناقد، يحسن بطالب العلم مطالعة كتابه).
قال الحافظ الناقد أبو القاسم الحنائي في فوائده المشهورة بالحنائيات (98) ص 103
كتب إلي أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس من مصر يذكر أن أبا سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي حدثهم بمكة، قال: ثنا موسى بن سهل بن كثير بن الوشاء قال: حدثنا إسماعيل بن علية قال: حدثنا عمرو بن دينار البصري وكيل آل الزبير، قال: ثنا سالم بن عبد الله عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رأى صاحب بلاء، فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني عليك وعلى كثير ممن خلق، عافاه الله من ذلك البلاء إن شاء الله).
هذا حديث غريب من حديث أبي عمر سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي المديني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث أبي يحيى عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير مولاهم البصري الأعور عنه.
واختلف عليه فرواه عنه إسماعيل ابن علية كما أخرجنا، ورواه حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار قال: سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يسنده، بل أرسله.
(99) أنبأناه أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي فيما كتب إلي إجازة أن أبا العباس عبد الله بن عتاب بن الزفتي أخبرهم قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا سعيد – هو ابن يحيى اللخمي – قال: ثنا حماد عن عمرو بن دينار قال: سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من عبد يرى بعبد بلاء، فيقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً إلا عافاه الله من ذلك البلاء).
هكذا رواه حماد بن سلمة، وفي الأصل عن حماد غير منسوب، وإنما عرفنا أنه حماد بن سلمة لا حماد بن زيد؛ لأن قبله حديث عن سعيد عن حماد عن سماك بن حرب، ولم يرو حماد بن زيد عن سماك، وإنما روى عنه حماد بن سلمة، وبعده حديث آخر عن سعيد عن حماد عن قيس بن سعد المكي، وحماد بن سلمة هو الذي روى عن قيس بن سعد المكي دون حماد بن زيد، على أن الحديث مشهور عن حماد بن زيد عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن عمر بن الخطاب.
وتابعه على ذلك سفيان بن عيينة، فرواه مسدد عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه عن عمر.
ورواه أبو بكر محمد بن سليمان الباغندي عن مسدد.
وقد رواه أحمد بن منصور الرمادي عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن سالم بن عبد الله قال: كان يقال: من رأى مبتلى ... الحديث.
وهذا أقرب إلى الصواب إن شاء الله، وإنما تفرد عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم على الاختلاف الذي ذكرناه عليه فيه، وعمرو بن دينار هذا فيه نظر، وهذا غير عمرو بن دينار المكي الأثرم أبي محمد مولى باذان صاحب جابر، ذاك ثقة جليل حافظ، والله أعلم.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[07 - 06 - 10, 08:41 م]ـ
بارك الله فيكم.
هذا الكلام للحافظ عبدالعزيز بن محمد النخشبي، مخرِّج فوائد الحنائي.
ولا أرى الحنائي كان معروفًا بالنقد والحفظ، وإنما كان شيخًا من جملة المحدثين الثقات.
ولتأصيل ذلك من طريقتهم في التخريج؛ يُنظر مثلاً: الجامع، للخطيب (2/ 88).
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 11:11 م]ـ
بارك الله فيكم.
هذا الكلام للحافظ عبدالعزيز بن محمد النخشبي، مخرِّج فوائد الحنائي.
ولا أرى الحنائي كان معروفًا بالنقد والحفظ، وإنما كان شيخًا من جملة المحدثين الثقات.
ولتأصيل ذلك من طريقتهم في التخريج؛ يُنظر مثلاً: الجامع، للخطيب (2/ 88).
لعلي أخطأت.
منكم نتعلم جزاكم ربي خيراً.
¥(63/396)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[07 - 06 - 10, 11:33 م]ـ
غفر الله لك، وبارك فيك.
وليتنا نتعلم منك ومن الأخ أبي مسلم -في هذا الموضوع- قول: "أخطأت".
سددكما الله ونفع بكما.
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[02 - 11 - 10, 02:14 م]ـ
? الشَّيْخَيْنِ الْكَرِيمَيْنِ الْفَاضِلَيْنِ/
• مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ،
• أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُمَيْدِيَّ. . .
" جَزَاكُمَا اللَّهُ خَيْرًا " ــــــــــــــــــ لَا أَجِدُ أَبْلَغَ مِنْهَا!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[02 - 11 - 10, 04:10 م]ـ
ارتقيت ارتقاء أبا مسلم قلَّ من ارتقاه من طلبة العلم.
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[02 - 11 - 10, 06:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد و منكم نستفيد العلم و الأدب
ـ[أبو أنس السائر]ــــــــ[12 - 11 - 10, 08:27 م]ـ
ما أجمل الرجوع إلى الحق ....
جزاكم الله خيرا وبالأخص أبا الهمام فلولاه ما أتيت إلى هذا الموضوع ورأيت تواضع شيخنا العقاد، ثبَّت الله تعالى خطاه وخطا شيخنا الحميدي على الحق والصواب ..(63/397)
التنبيه على خطأ مشهور في الأذكار بعد الصلاة
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[13 - 03 - 09, 01:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
لقد إشتهر لدى كثير من المسلمين ووجدته مكتوبا في بعض كتيبات الأذكار وفي ما يوضع من لوحات في المساجد أنّ من السنة في الذكر بعد الصلاة (قراءة المعوذات بعد كل صلاة مرة واحدة إلا الفجر والمغرب فتقرأ ثلاث مرات)
ولما كان هذا خلاف ما تدل عليه الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أعلم أردت التنبيه على ذلك فأقول مستعينا بالله وحده:
السنة الصحيحة في ذلك هو (قراءة المعوذات بعد كل صلاة مرة واحدة) من غير أن تستثنى صلاة الفجر والمغرب من ذلك لعدم ورود دليل في تثليث القراءة بعدهن فقد قال عقبة بن عامر رضي الله عنه: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة. وفي رواية بالمعوذتين. رواه أبوداود (1523) الترمذي (2903) والنسائي (1336) وأحمد (795 / الفتح الرباني) وغيرهم وصححه الألباني رحمه الله
فحديث عقبة ظاهر في أنه لا فرق بين الصلوات الخمس في قراءة المعوذات بعدهن
فمن قال بالتثليث بعد الفجر والمغرب فقد غلط، ولعل ما حمله على ذلك هو حديث عبد الله بن خبيب رضي الله عنه قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا فأدركناه فقال: قل. فلم أقل شيئا. ثم قال: قل. فلم أقل شيئا. ثم قال: قل. فقلت: يا رسول الله ما أقول؟. قال: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء. رواه أبو داود (5082) والترمذي (3828) وحسنه الألباني رحمه الله
فقد جمع من قال بالتثليث بين الحديثين وجعل محلهما واحدا، وليس الأمر كذلك، فليس في حديث إبن خبيب ذكر الصلاة وإنما ذكر الصباح والمساء، وظاهر أن حديث عقبة في الأذكار بعد الصلاة وفيها جعله المصنفون في الحديث وفي كتب الأذكار وعمل اليوم والليلة، وأما حديث إبن خُبيب فهو في أذكار الصباح والمساء وفيها ذكره أبو داود في باب ما يقول إذا أصبح من كتاب الأدب في سننه، وكذا من صنف في الأذكار وعمل اليوم والليلة
ومما يدل على ذلك أن محل أذكار المساء يبدأ من بعد العصر كما حققه إبن القيم رحمه الله وهو قول شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله، فالمشروع هو قراءة المعوذات ثلاث مرات في ذلك الوقت وليس بعد صلاة المغرب
وكذلك على قول من قال إن المساء وأذكاره يبدآن بعد غروب الشمس فإن من جمع بين المغرب والعشاء جمع تأخير كان له قراءة المعوذات بعد الغروب وقبل الصلاة لأن حديث إبن خبيب فيه (حين تمسي)
وكذا المرأة إذا لم تصل كان مشروعا لها تثليث المعوذات صباحا ومساء
فالذي يدل عليه الحديثان أن السنة قراءة المعوذات بعد كل صلاة مرة واحدة فقط لا يُستثنى من ذلك صلاة الفجر والمغرب، وأن السنة في أذكار الصباح والمساء أن تُقرأ المعوذات ثلاث مرات
فمثلا من قرأ المعوذات بعد صلاة الفجر مرة واحدة سُنّ له أن يأتي بعد إنتهائه من أذكار الصلاة بقراءة المعوذات ثلاث مرات، وكذا من قرأ المعوذات ثلاث مرات في وقت المساء من العصر كانت السنة له أن يقرأهن مرة واحدة بعد صلاة المغرب
وأما التلفيق بين الحديثين وبين السنتين وجعلهما سنة واحدة فهو غلط
هذا ما تبين فإن يكن صوابا فمن الله وحده
وإن يكن خطا فمني ومن الشيطان
والله ورسوله بريئان منه
ومن وجد خطأ في هذ التنبيه فليتكرم ببيانه مأجورا مشكورا
والله أعلم
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[13 - 03 - 09, 03:12 ص]ـ
بارك الله فيك أخي وجزاك الله خيرا .....
ومن سنة تقريبا أراد الإخوة عندنا في المسجد صنع لوحة لأذكار ما بعد الصلاة لتعليقها في المسجد، واستشاروني في ذلك، ونبهتهم على هذا الذي ذكرتَه أخي، وذكرتُ لهم أن السبب في انتشار هذه المعلومة غير الصحيحة هو أن الطبعات القديمة من الكتاب المبارك واسع الانتشار حصن المسلم ـ حفظ الله مؤلفه وجزاه الله خيرا ـ كانت محتوية على هذه الأغلوطة، وأن الطبعات الحديثة منه صُحِّحَتْ، وللأسف الشديد فلا زالت المكتبات عندنا في مصر تطبع الطبعات القديمة!!!! وأنا أعرف إخوة في مصر يحفظون الأذكار من الطبعات الحديثة لحصن المسلم ولا تكون هذه الطبعات مصرية بل تكون سعودية، وكنت أنصح الإخوة أن يشتروا الطبعات السعودية لحصن المسلم من معرض الكتاب بالقاهرة لندرته في المكتبات المصرية!!! فكثير من المكتبات المصرية يبحث عن السعر، فبينما تباع الطبعة السعودية بجنيهين، تباع الطبعة المصرية بنصف جنيه وأحيانا بأقل من ذلك ......
والله تعالى أعلم ......
ـ[عبد الحفيظ الحامدي]ــــــــ[13 - 03 - 09, 04:40 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على التذكرة الطيبة و نفع الله بنا و بكم
....................
سبحان الله أخي عندي سؤال في هذا الباب يراودني منذ مدة و بالضبط منذ دخول علينا مثل هاته المطبوعات الطيبة
فسؤالي هل يجوز تعليق هاته الأذكار في المساجد و خاصة في اتجاه القبلة يعني و أنت تصلي هي تقابلك و لعلها تشغلك عن الصلاة ..
هل لديكم بحث في هذا أخي بارك الله بنا و بكم
دلني عليه جزاك الله خيرا
¥(63/398)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[13 - 03 - 09, 02:31 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على التذكرة الطيبة و نفع الله بنا و بكم
....................
سبحان الله أخي عندي سؤال في هذا الباب يراودني منذ مدة و بالضبط منذ دخول علينا مثل هاته المطبوعات الطيبة
فسؤالي هل يجوز تعليق هاته الأذكار في المساجد و خاصة في اتجاه القبلة يعني و أنت تصلي هي تقابلك و لعلها تشغلك عن الصلاة ..
هل لديكم بحث في هذا أخي بارك الله بنا و بكم
دلني عليه جزاك الله خيرا
هناك فنوى للشيخ عبدالعزيز آل الشيخ فأبحث عنها
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[13 - 03 - 09, 02:55 م]ـ
شكر الله لك وبارك فيك يا أخي
وضح لي هذا الأمر الأن
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[14 - 03 - 09, 11:34 ص]ـ
بارك الله فيكم
وكذا من الأغلاط في الأذكار عَقِب الصلاة
قولهم بمشروعيةِ قراءة سورة الإخلاص بعد كل صلاة فهذا مما لم يثبت فيه شئ البتة
وزيادة سورة الإخلاص جاءت عند الطبراني في مسند الشاميين وهي منكرة
تفرد بها ابن زبريق
والله أعلم وأحكم
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[15 - 03 - 09, 06:13 م]ـ
بارك الله فيكم
وكذا من الأغلاط في الأذكار عَقِب الصلاة
قولهم بمشروعيةِ قراءة سورة الإخلاص بعد كل صلاة فهذا مما لم يثبت فيه شئ البتة
وزيادة سورة الإخلاص جاءت عند الطبراني في مسند الشاميين وهي منكرة
تفرد بها ابن زبريق
والله أعلم وأحكم
أخي ـ بارك الله فيك ـ، كثير من الذين قالوا بمشروعية قراءة سورة الإخلاص بعد كل صلاة لم يستدلوا بهذا الحديث، وإنما استدلوا بلفظة (المُعَوِّذات)، فهل المقصود بالمعوذات الفلق والناس؟ أم يضم إليهما سورة الإخلاص؟ وهذا يحتاج إلى بحث وتدقيق، والذي اعتمده الحافظ ابن حجر في الفتح: انضمام سورة الإخلاص إليهما. والله تعالى أعلم.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[16 - 03 - 09, 11:38 ص]ـ
أخي ـ بارك الله فيك ـ، كثير من الذين قالوا بمشروعية قراءة سورة الإخلاص بعد كل صلاة لم يستدلوا بهذا الحديث، وإنما استدلوا بلفظة (المُعَوِّذات)، فهل المقصود بالمعوذات الفلق والناس؟ أم يضم إليهما سورة الإخلاص؟ وهذا يحتاج إلى بحث وتدقيق، والذي اعتمده الحافظ ابن حجر في الفتح: انضمام سورة الإخلاص إليهما. والله تعالى أعلم.
أخي الكريم
هذا لا يحتاج الى بحث وتدقيق
فإن سورة الاخلاص ليس فيها استعاذة أصلا هذا أولا
ثانيا
أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غاير بينهما كما في حديث ابن خبيب
فقلت: يا رسول الله ما أقول؟. قال: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح --- الحديث
ثاثا
روى أبو داود عن
عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ قَالَ
بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْجُحْفَةِ وَالْأَبْوَاءِ إِذْ غَشِيَتْنَا رِيحٌ وَظُلْمَةٌ شَدِيدَةٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ بِأَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَأَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وَيَقُولُ يَا عُقْبَةُ تَعَوَّذْ بِهِمَا فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا قَالَ وَسَمِعْتُهُ يَؤُمُّنَا بِهِمَا فِي الصَّلَاةِ
والله أعلم وأحكم
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[18 - 03 - 09, 04:37 ص]ـ
أخي الكريم
هذا لا يحتاج الى بحث وتدقيق
فإن سورة الاخلاص ليس فيها استعاذة أصلا هذا أولا
5447 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىٍّ قَالَ حَدَّثَنِى الْقَعْنَبِىُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِىِّ قَالَ بَيْنَا أَنَا أَقُودُ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَاحِلَتَهُ فِى غَزْوَةٍ إِذْ قَالَ «يَا عُقْبَةُ قُلْ». فَاسْتَمَعْتُ ثُمَّ قَالَ «يَا عُقْبَةُ قُلْ». فَاسْتَمَعْتُ فَقَالَهَا الثَّالِثَةَ فَقُلْتُ مَا أَقُولُ فَقَالَ «(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)». فَقَرَأَ السُّورَةَ حَتَّى خَتَمَهَا ثُمَّ قَرَأَ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) وَقَرَأْتُ مَعَهُ حَتَّى خَتَمَهَا ثُمَّ قَرَأَ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) فَقَرَأْتُ مَعَهُ حَتَّى خَتَمَهَا ثُمَّ قَالَ «مَا تَعَوَّذَ بِمِثْلِهِنَّ أَحَدٌ».
5448 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَسْلَمِىُّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِىِّ قَالَ قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «قُلْ». قُلْتُ وَمَا أَقُولُ قَالَ «(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)». فَقَرَأَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قَالَ «لَمْ يَتَعَوَّذِ النَّاسُ بِمِثْلِهِنَّ أَوْ لاَ يَتَعَوَّذُ النَّاسُ بِمِثْلِهِنَّ».
كلاهما في النسائي كتاب الاستعاذة. صحيح النسائي وصحيح الجامع ح7950 ص1316.
¥(63/399)
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[18 - 03 - 09, 04:41 ص]ـ
ثانيا
أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غاير بينهما كما في حديث ابن خبيب
فقلت: يا رسول الله ما أقول؟. قال: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح --- الحديث
ثاثا
روى أبو داود عن
عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ قَالَ
بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْجُحْفَةِ وَالْأَبْوَاءِ إِذْ غَشِيَتْنَا رِيحٌ وَظُلْمَةٌ شَدِيدَةٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ بِأَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَأَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وَيَقُولُ يَا عُقْبَةُ تَعَوَّذْ بِهِمَا فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا قَالَ وَسَمِعْتُهُ يَؤُمُّنَا بِهِمَا فِي الصَّلَاةِ
والله أعلم وأحكم
المجموعة الأولى:
البخاري كتاب المغازي باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته 4175 - حَدَّثَنِى حِبَّانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِى عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا اشْتَكَى نَفَثَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ عَنْهُ بِيَدِهِ فَلَمَّا اشْتَكَى وَجَعَهُ الَّذِى تُوُفِّىَ فِيهِ طَفِقْتُ أَنْفِثُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، الَّتِى كَانَ يَنْفِثُ، وَأَمْسَحُ بِيَدِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْهُ.
البخاري كتاب فضائل القرآن باب فضل المعوذات 4728 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا.
البخاري كتاب الدعوات باب التعوذ والقراءة عند النوم 5960 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِى عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِى عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ فِى يَدَيْهِ، وَقَرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَمَسَحَ بِهِمَا جَسَدَهُ.
المجموعة الثانية:
البخاري كتاب فضائل القرآن باب فضل المعوذات 4729 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وَ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) وَ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
البخاري كتاب الطب باب النفث في الرقية 5416 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِىُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَفَثَ فِى كَفَّيْهِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ. قَالَتْ عَائِشَةُ فَلَمَّا اشْتَكَى كَانَ يَأْمُرُنِى أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ بِهِ. قَالَ يُونُسُ كُنْتُ أَرَى ابْنَ شِهَابٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ إِذَا أَتَى إِلَى فِرَاشِهِ.
بالنظر في المجموعتين نجد أن هناك موضعين: المرض والشكوى، في المجموعة الأولى عبر بالمعوذات وفي المجموعة الثانية فسرت المعوذات بالسور الثلاث.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح كتاب المغازي باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته في شرح الحديث 4175: (والمراد بالمعوذات سورة قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس وجمع إما باعتبار أن أقل الجمع اثنان أو باعتبار أن المراد الكلمات التي يقع التعوذ بها من السورتين ويحتمل أن المراد بالمعوذات هاتان السورتان مع سورة الإخلاص وأطلق ذلك تغليبا وهذا هو المعتمد) اهـ.
ثم قال عند باب فضل المعوذات: (أي الإخلاص والفلق والناس وقد كنت جوزت في باب الوفاة النبوية من كتاب المغازي أن الجمع فيه بناء على أن أقل الجمع اثنان ثم ظهر من حديث هذا الباب أنه على الظاهر وأن المراد بأنه كان يقرأبالمعوذات أي السور الثلاث وذكر سورة الإخلاص معهما تغليبا لما اشتملت عليه من صفة الرب وإن لم يصرح فيها بلفظ التعويذ وقد أخرج أصحاب السنن الثلاثة وأحمد وبن خزيمة وبن حبان من حديث عقبة بن عامر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس تعوذ بهن فإنه لم يتعوذ بمثلهن وفي لفظ اقرأ المعوذات دبر كل صلاة فذكرهن) اهـ.
¥(63/400)
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[18 - 03 - 09, 05:39 ص]ـ
بالنظر في المجموعتين نجد أن هناك موضعين: المرض والشكوى، في المجموعة الأولى عبر بالمعوذات وفي المجموعة الثانية فسرت المعوذات بالسور الثلاث.
تصحيح: بالنظر في المجموعتين نجد أن هناك موضعين: الشكوى في المرض وعند النوم. سبق قلم.
ـ[رغيد الأثري]ــــــــ[20 - 03 - 09, 05:04 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[23 - 03 - 09, 12:07 م]ـ
توضيح طيب اخي صلاح الدين حسين
وجزاك الله كل الخير
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[24 - 03 - 09, 11:29 ص]ـ
بارك الله بك أخي صلاح وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك
والجواب من وجهين
الاول = حديث عائشة المجمل الذي سُقته ثم ذكرت التفصيل
الصواب فيه أن رواية التفصيل تبيّن المراد وهو قوله في الحديث
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَفَثَ فِى كَفَّيْهِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا
فانظر فرَّقت بين الاخلاص والمعوّذتين
أما عند الإجمال فلا مانع أن نقول المعوِّذات فتدخل الإخلاص تجوزا
لكن لا يصح أن نبني حكما شرعيا على هذا الاطلاق الا إذا جاء ما يفسِّره كما في هذا الحديث
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[24 - 03 - 09, 11:41 ص]ـ
ثانيا
قول الحافظ رحمه
وذكر سورة الإخلاص معهما تغليبا لما اشتملت عليه من صفة الرب وإن لم يصرح فيها بلفظ التعويذ وقد أخرج أصحاب السنن الثلاثة وأحمد وبن خزيمة وبن حبان من حديث عقبة بن عامر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس تعوذ بهن فإنه لم يتعوذ بمثلهن وفي لفظ اقرأ المعوذات دبر كل صلاة فذكرهن) اهـ.
لو صح هذا السياق لكان صريحا في المسألة لكن قد وهِم الحافظ رحمه الله وهما شديدا عندما لفَّق هذه الروايات وجمعها في سياق واحد حيث إنها توهم أن الاخلاص ضمن ما يُقرأ مع المعوِّذتين وهذا السياق لم أره في كتب الحديث حسب اطلاعي
بعد الصلاة وهذا خطأ ظاهر
فإن حديث عقبة له روايتان
الاولى= فيما يتعلَّق بقراءة المعوِّذات مع الاخلاص في الصباح والمساء
والثانية= فيما يُقرأ دبر الصلاة وهذه للمعوذتين فقط
قال ابن كثيرفي تفسيره
قال مسلم في صحيحه: حدثنا قتيبة، حدثنا جرير، عن بيان، عن قيس بن أبي حَازم، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم يُر مثلهن قط: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ "
طريق أخرى: قال الإمام أحمد: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ابن جابر، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن عقبة بن عامر قال: بينا أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم في نَقب من تلك النقاب، إذ قال لي: "يا عقبة، ألا تَركب؟ ". قال: فَأجْلَلْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أركب مركبه. ثم قال: "يا عُقيب، ألا تركب؟ ". قال فأشفقت أن تكون معصية، قال: فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وركبت هنيهة، ثم ركب، ثم قال: "يا عقيب، ألا أُعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟ ". قلت: بلى يا رسول الله. فأقرأني: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " ثم أقيمت الصلاة، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ بهما، ثم مر بي فقال: "كيف رأيت يا عقيب اقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت".
ورواه أبو داود والنسائي أيضًا، من حديث ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عقبة، به.
طريق أخرى: قال أحمد: حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني يزيد ابن عبد العزيز الرعيني وأبو مرحوم، عن يزيد بن محمد القرشي، عن علي بن رباح، عن عقبة بن عامر قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة.
ورواه أبو داود والترمذي والنسائي، من طرق، عن علي بن أبي رباح وقال الترمذي: غريب.
طريق أخرى: قال أحمد: حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا ابن لَهِيعة، عن مشَرح بن هاعان، عن عقبة بن عامر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرأ بالمعوذتين، فإنك لن تقرأ بمثلهما". تفرد به أحمد
¥(63/401)
طريق أخرى: قال أحمد: حدثنا حيوة بن شُرَيْح، حدثنا بَقِيَّة، حدثنا بَحير بن سعد، عن خالد بن مَعْدان، عن جُبَير بن نُفَير، عن عقبة بن عامر أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهديت له بغلة شهباء، فركبها فأخذ عقبة يقودها له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ". فأعادها له حتى قرأها، فعرف أني لم أفرح بها جدًا، فقال: "لعلك تهاونت بها؟ فما قمت تصلي بشيء مثلها".
. ورواه النسائي أيضا من حديث الثوري، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عقبة بن عامر: أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين، فذكر نحوه
طريق أخرى: قال النسائي: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا المعتمر، سمعت النعمان، عن زياد أبي الأسد، عن عقبة بن عامر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الناس لم يتعوذوا بمثل هذين: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ "
طريق أخرى: قال النسائي: أخبرنا قتيبة، حدثنا الليث، عن أبي عجلان، عن سعيد المقبري، عن عقبة بن عامر قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا عقبة، قل". فقلت: ماذا أقول؟ فسكت عني، ثم قال: "قل". قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ فسكت عني، فقلت: اللهم، أردده على. فقال: "يا عقبة، قل". قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ فقال: "
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ "، فقرأتها حتى أتيت على آخرها، ثم قال: "قل". قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ قال: " " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ "، فقرأتها حتى أتيت على آخرها، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: "ما سأل سائل بمثلهما، ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما"
طريق أخرى: قال النسائي: أخبرنا محمد بن يسار، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا معاوية، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول، عن عقبة بن عامر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهما في صلاة الصبح
طريق أخرى: قال النسائي: أخبرنا قتيبة، حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عمران أسلم، عن عقبة بن عامر قال: اتبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب، فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف. فقال: "لن تقرأ شيئًا أنفع عند الله من " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق "
حديث آخر: قال النسائي: أخبرنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، عن عبد الله بن سعيد، حدثني يزيد بن رومان، عن عقبة بن عامر، عن عبد الله الأسلمي -هو ابن أنيس-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على صدره ثم قال: "قل". فلم أدر ما أقول، ثم قال لي: "قل". قلت: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " ثم قال لي: "قل". قلت: " أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ " حتى فرغت منها، ثم قال لي: "قل". قلت: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " حتى فرغت منها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هكذا فَتَعَوَذْ ما تعوذَ المتعوذون بمثلهن قط
الى آخر كلامه
فانظر رعاك الله كيف فرَّق بين ما يُقال في الصباح والمساء وبين ما يُقال دبر الصلاة بل إن كثيرا من روايات الصباح والمساء لم تُذكر سورة الاخلاص!!
هذا ما أراه صوابا أنه لم يأت حديث صحيح في قراءة سورة الاخلاص
بعد الصلاة فإذا كان صوابا فمن توفيق الله وإن كان خطأً فمني والشيطان والله أعلم
والأمر في ذلك واسع ولله الحمد فمن قرأها اعتمادا على كلام أهل العلم كالنووي مثلا في الاذكار فلا تثريب عليه
والله أعلم وأحكم
ـ[أبو سليمان الأثري]ــــــــ[26 - 03 - 09, 10:18 ص]ـ
سألنا الشيخ عبدالله السعد -حفظه الله- عن الإخلاص - في أدبار الصلوات - والمعوذتين ثلاثا بعد الفجر والمغرب فقال:
(الإخلاص ورد فيها شي ولكنه ضعيف والمعوذتين بعد الفجر والمغرب ثلاثا لم يرد فيها شي) ..
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[01 - 04 - 09, 02:03 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
فقد طلب منِّي أحد الأخوة حفظه الله برسالة خاصة أن أكتب ملخصاً
لما كُتب في هذا الموضوع
فأقول مستعيناً بالله 00
أولاً = قراءة سورة الاخلاص بعد كل صلاة لا يثبت فيها شي عن النبي صلى الله عليه وسلم
منها مارواه الطبراني في الكبير (7409) ومسند الشاميين من طريق
مُحَمَّدُ بن إِبْرَاهِيمَ بن زبريق عن مُحَمَّد بن حِمْيَرٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ:"مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ، إِلا الْمَوْتُ"، زَادَ مُحَمَّدُ بن إِبْرَاهِيمَ فِي حَدِيثِهِ:"وَقُلُ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ".
وقد رواة جمع من الثقات عن محمد بن حمير دون هذه الزيادة
وابن زبريق منكر الحديث
واستدل بعضهم بمشوعيتها بأنَّها داخلة ضمن مسمّى المعوذات
كما في حديث عقبة وبيّنتُ أنه لا يصح دخولها بأمور
الأول = أنها لا تسمَّى سورة الاخلاص استعاذة لا شرعا ولا لغة
ثانيا = أن ذكر سورة الاخلاص في حديث عقبة بن عامر إنما ورد
فيما يقال في الصباح والمساء أما دبر الصلاة فالمعوذتان فقط
ثالثاً = أن ما اعتمده الحافظ في الفتح لا يصح لعدم مجئ الحديث بهذا السياق والصواب الفرق بين الصلاة وما يقال في الصباح والمساء
الأمر الثاني
مشروعية قراءة المعوذتين لحديث عقبة أمرني النبي صلى الله عليه أقرأ المعوذتين دبر كل صلاة
الأمر الثالث
مَن اعتاد أن يقرأ ورده المسائي بعد صلاة المغرب فلا بأس أن يقرأ المعوذتين والاخلاص ثلاثا عقبها كما في حديث عبد الله بن خبيب
إن سَلِم الحديث من الاضطراب ففي النفس منه شئ
وإن قرأها بعد العصر ثلاثا فلا بأس لإنها من أذكار المساء فيقتصر
بعد المغرب على المعوذتين فقط
والله أعلم وأحكم
¥(63/402)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - 04 - 09, 07:33 م]ـ
ماذكره الاخ الفاضل ابو العز النجدي هو الصواب في نظري في هذه المسالة
ومن الاخطاء ايضا في هذا الموضوع ان بعض العوام عند قرائته للمعوذتين دبر الصلاة يمسح يهما مااستطاع من جسده وهذا انماورد عند النوم والله اعلم
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[01 - 04 - 09, 09:12 م]ـ
واستدل بعضهم بمشوعيتها بأنَّها داخلة ضمن مسمّى المعوذات
كما في حديث عقبة وبيّنتُ أنه لا يصح دخولها بأمور
الأول = أنها لا تسمَّى سورة الاخلاص استعاذة لا شرعا ولا لغة
والله أعلم وأحكم
أخي ـ حفظك الله ـ ما توجيهك لهذه الأحاديث التي تدل على الاستعاذة بالسور الثلاث ......
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1003341&postcount=9
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[02 - 04 - 09, 12:22 ص]ـ
الأول = أنها لا تسمَّى سورة الاخلاص استعاذة لا شرعا ولا لغة
أخي الكريم ما دام قد صحت رواية أبي داود بلفظ (المعوذات) فالظاهر دخول سورة الإخلاص في ذلك
ومن قال أنّ سورة الإخلاص تسمى إستعاذة؟!
إنما عندما تُجمع بالذكر مع المعوذتين فإنهن يسمين (المعوذات) وهذا صحيح في اللغة فإنه
من باب التغليب كقولهم (العمران) لأبي بكر وعمر و (القمران) للشمس والقمر
و (الأسودان) للتمر والماء
ف (المعوذات) من هذا الباب، تغليب لفظ السورتين (المعوذتين) على سورة الإخلاص في الذكر عند الجمع
والله أعلم
ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[02 - 04 - 09, 01:40 ص]ـ
للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=153895&highlight=%C7%E1%E1%E5%E3+%DE%E4%ED+%DA%D0%C7%C8%D F+%ED%E6%E3+%CA%C8%DA%CB+%DA%C8%C7%CF%DF
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=154178&highlight=%C7%E1%E1%E5%E3+%DE%E4%ED+%DA%D0%C7%C8%D F+%ED%E6%E3+%CA%C8%DA%CB+%DA%C8%C7%CF%DF
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[05 - 04 - 09, 01:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا، بحث رائع بالفعل.
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[05 - 04 - 09, 01:18 م]ـ
ثالثاً = أن ما اعتمده الحافظ في الفتح لا يصح لعدم مجئ الحديث بهذا السياق والصواب الفرق بين الصلاة وما يقال في الصباح والمساء
والله أعلم وأحكم
أحسنت - أخانا الكريم أبا العز النجدي - والصحيح أن للصلاة أذكارًا غير أذكار الصباح والمساء مادام الدليل يؤيد ذلك ...
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 11:30 م]ـ
(قراءة المعوذات بعد كل صلاة مرة واحدة إلا الفجر والمغرب فتقرأ ثلاث مرات)
والدي كتب حول هذا الموضوع قديما وقال:
هذا الخطأ جاء من العلامة الكبير والوالد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة،في كتاب تحفة الأبرار ثم ذكره في فتوى مستقلة.
ومنه اشتهر الخطأ وتداول وأصبح تطبع نشراته بالملايين ومصدر الخطأ والله أعلم:
إما سبق قلم ويقصد العصر بدل المغرب؛ إذ هو أراد أن يجمع بين أذكار الصباح والمساء والذكر بعد الصلاة.
أو هو يرى أن الأذكار في المساء بعد المغرب وهذا بعيد لأن الشيخ ابن باز يرى أن أذكار المساء بين العصر والمغرب وهو المعنى اللغوي للأصيل.
الرجاء بث هذه الفتوى وتعديل الخطأ الشائع لأنه يجعل الملايين تتعبد خطأ، والله من وراء القصد
إياد القيسي أبو معاذ
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[20 - 04 - 09, 08:00 ص]ـ
(قراءة المعوذات بعد كل صلاة مرة واحدة إلا الفجر والمغرب فتقرأ ثلاث مرات)
والدي كتب حول هذا الموضوع قديما وقال:
هذا الخطأ جاء من العلامة الكبير والوالد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة،في كتاب تحفة الأبرار ثم ذكره في فتوى مستقلة.
ومنه اشتهر الخطأ وتداول وأصبح تطبع نشراته بالملايين ومصدر الخطأ والله أعلم:
جزاك الله ووالدك خيرا
هو ما قاله الوالد
والتبيه مني كان على خطأ الشيخ رحمه الله
لكن تأدبا مع أهل العلم من نكرة مثلي كان لزاما عليّ أن لا أذكر إسمه في التبيه
وإلا فنعم الناس أخذوا هذا الخطأ عنه واتبعوه فيه
ـ[أبو أحمد الرفاعي]ــــــــ[21 - 04 - 09, 11:14 م]ـ
إضافة: للفائدة
الصحيح في كيفية القراءة سوى كان ذلك عند قراءة أذكار الصباح والمساء أو عند النوم؛ أن يقرأ الإخلاص ثم الفلق ثم الناس على التوالي (مرة واحدة لكل سورة) ثم يعيد ذلك إلى أن يكمل ثلاث مرات وعند النوم يجمع كفيه ويقرأ الإخلاص ثم الفلق ثم الناس ثم يمسح بهما يفعل ذلك ثلاث مرات.
وذلك خلاف ما يظنه الكثيرون من قراءة السورة الواحدة ثلاث مرات متتابعة ... والله أعلم
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[22 - 04 - 09, 07:15 ص]ـ
إضافة: للفائدة
الصحيح في كيفية القراءة سوى كان ذلك عند قراءة أذكار الصباح والمساء أو عند النوم؛ أن يقرأ الإخلاص ثم الفلق ثم الناس على التوالي (مرة واحدة لكل سورة) ثم يعيد ذلك إلى أن يكمل ثلاث مرات وعند النوم يجمع كفيه ويقرأ الإخلاص ثم الفلق ثم الناس ثم يمسح بهما يفعل ذلك ثلاث مرات.
وذلك خلاف ما يظنه الكثيرون من قراءة السورة الواحدة ثلاث مرات متتابعة ... والله أعلم
بارك الله فيك
أما في أذكار النوم فلا شك في ذلك فهو فيها شرط لا تتم السنة إلا به لأنه ظاهر الحديث بل نصه
أما في أذكار الصباح والمساء فما الدليل على ذلك؟
اظن أن الأمر فيها واسع فلو قرأ السور متتابعة فلا بأس ولم يخطأ وإن كان الأفضل هو ما تفضلتَ به قياسا على أذكار النوم
والله أعلم
¥(63/403)
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[22 - 04 - 09, 11:03 م]ـ
أخي الكريم ما دام قد صحت رواية أبي داود بلفظ (المعوذات) فالظاهر دخول سورة الإخلاص في ذلك
ومن قال أنّ سورة الإخلاص تسمى إستعاذة؟!
إنما عندما تُجمع بالذكر مع المعوذتين فإنهن يسمين (المعوذات) وهذا صحيح في اللغة فإنه
من باب التغليب كقولهم (العمران) لأبي بكر وعمر و (القمران) للشمس والقمر
و (الأسودان) للتمر والماء
ف (المعوذات) من هذا الباب، تغليب لفظ السورتين (المعوذتين) على سورة الإخلاص في الذكر عند الجمع
والله أعلم
بارك الله بك
انظر المشاركة رقم (14)
ـ[محبة للخير]ــــــــ[13 - 12 - 09, 02:59 ص]ـ
جزيتم خير الجزاء جميعاً
ـ[أبو الفرج]ــــــــ[04 - 01 - 10, 09:51 ص]ـ
توجد بمصر طبعتان من كتاب حصن المسلم
توافقان الطبعة السعودية بما فيها من ضبط وزيادات
طبعة دار الصحابة بطنطا
طبعة مكتبة رحمة الإسكندرية
ـ[الناصح]ــــــــ[12 - 02 - 10, 07:35 ص]ـ
طلبت من فضيلة الشيخ سليمان العلوان إخراج أذكار الصباح والمساء فقال اجمع الصحيح واعرضه علي فكتبت أذكار الصباح والمساء وأدرجت الإخلاص مع المعوذتين فطلب حذف الإخلاص وقال ليست معها وطلب مني أن أراجع كتاب الاستعاذة من سنن النسائي
ثم طلب مني إخراج أذكار ما بعد الصلاة فتأخرت وأخرجعا أحد طلاب الشيخ
أقر الله عيوننا وإخواننا المسلمين بخروجه
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[15 - 02 - 10, 02:27 ص]ـ
للفائدة
ـ[أبو عبدالعزيز السلفي]ــــــــ[15 - 02 - 10, 04:54 م]ـ
طلبت من فضيلة الشيخ سليمان العلوان إخراج أذكار الصباح والمساء فقال اجمع الصحيح واعرضه علي فكتبت أذكار الصباح والمساء وأدرجت الإخلاص مع المعوذتين فطلب حذف الإخلاص وقال ليست معها وطلب مني أن أراجع كتاب الاستعاذة من سنن النسائي
ثم طلب مني إخراج أذكار ما بعد الصلاة فتأخرت وأخرجعا أحد طلاب الشيخ
أقر الله عيوننا وإخواننا المسلمين بخروجه
بارك الله فيك أخي حبذا لو ضعت لنا جمعك لأذكار الصباح والمساء وأذكار أدبار الصلوات
ـ[ابو عبادة]ــــــــ[18 - 02 - 10, 08:35 ص]ـ
إضافة: للفائدة
الصحيح في كيفية القراءة سوى كان ذلك عند قراءة أذكار الصباح والمساء أو عند النوم؛ أن يقرأ الإخلاص ثم الفلق ثم الناس على التوالي (مرة واحدة لكل سورة) ثم يعيد ذلك إلى أن يكمل ثلاث مرات وعند النوم يجمع كفيه ويقرأ الإخلاص ثم الفلق ثم الناس ثم يمسح بهما يفعل ذلك ثلاث مرات.
وذلك خلاف ما يظنه الكثيرون من قراءة السورة الواحدة ثلاث مرات متتابعة ... والله أعلم
ما الدليل على هذه الكيفية؟
ـ[ابو عبادة]ــــــــ[18 - 02 - 10, 08:41 ص]ـ
أبو أحمد الرفاعي إضافة: للفائدة
الصحيح في كيفية القراءة سوى كان ذلك عند قراءة أذكار الصباح والمساء أو عند النوم؛ أن يقرأ الإخلاص ثم الفلق ثم الناس على التوالي (مرة واحدة لكل سورة) ثم يعيد ذلك إلى أن يكمل ثلاث مرات وعند النوم يجمع كفيه ويقرأ الإخلاص ثم الفلق ثم الناس ثم يمسح بهما يفعل ذلك ثلاث مرات.
وذلك خلاف ما يظنه الكثيرون من قراءة السورة الواحدة ثلاث مرات متتابعة ... والله أعلم
ما الدليل على هذه الكيفية؟
ـ[أبو عبد الله الإيراني]ــــــــ[18 - 02 - 10, 03:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بحث جميل ومجهود مبارك من الاخوه
اسئل الله ان ينفع بكم الامه
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[20 - 02 - 10, 10:39 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم الأمة
ـ[أم هشام بنت نجد]ــــــــ[22 - 02 - 10, 03:21 ص]ـ
إضافة: للفائدة
الصحيح في كيفية القراءة سوى كان ذلك عند قراءة أذكار الصباح والمساء أو عند النوم؛ أن يقرأ الإخلاص ثم الفلق ثم الناس على التوالي (مرة واحدة لكل سورة) ثم يعيد ذلك إلى أن يكمل ثلاث مرات وعند النوم يجمع كفيه ويقرأ الإخلاص ثم الفلق ثم الناس ثم يمسح بهما يفعل ذلك ثلاث مرات.
وذلك خلاف ما يظنه الكثيرون من قراءة السورة الواحدة ثلاث مرات متتابعة ... والله أعلم
ما الدليل على هذه الكيفية؟
???????(63/404)
ما درجة صحة هذا الحديث
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[13 - 03 - 09, 01:13 ص]ـ
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَعْقِلٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ عَلِيٍّ صَلَاةَ الْغَدَاةِ، قَالَ: فَقَنَتَ، فَقَالَ فِي قُنُوتِهِ: " اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِمُعَاوِيَةَ وَأَشْيَاعِهِ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَأَشْيَاعِهِ، وَأَبِي السُّلَمِيِّ وَأَشْيَاعِهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ وَأَشْيَاعِهِ "
جزاكم الله خيرا ووفقكم لما يحبه و يرضاه
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[13 - 03 - 09, 04:40 ص]ـ
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هذا الحديث اخرجه بن ابى شيبة فى المصنف (2/ 7123) ط دار القبلة،
تهذيب الآثار للطبري - (ج 6 / ص 119)
قال الشيخ مقبل الوادعي –رحمه الله- في الهامش –متعقباً-: "أما اللعن فلم نجده في شيء من كتب السنة المعتمدة بعد البحث الطويل، وأما الدعاء عليهم فقد صح عنه رضي الله عنه: قال ابن أبي شيبه (2/ 137): حدثنا هشيم قال: أخبرنا حصين، قال: حدثنا عبدالرحمن بن معقل: قال: صليت مع علي صلاة الغداة؛ فقنت، فقال في قنوته: اللهم عليك بمعاوية وأشياعه، وعمرو بن العاص وأشياعه، وأبا الأعور السلمي وأشياعه، وعبدالله بن قيس وأشياعه، قال البيهقي (2/ 204) وقد أخرج بعضه: صحيح مشهور، وهو كما قال من حيث الصحة؛ فهو على شرط الشيخين" اهـ كلام الشيخ مقبل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " منهاج السنة " (1): "وأما ما ذكره – أي الرافضي - من لعن علي؛ فإن التلاعن وقع من الطائفتين كما وقعت المحاربة، وكان هؤلاء يلعنون رؤوس هؤلاء في دعائهم، وهؤلاء يلعنون رؤوس هؤلاء في دعائهم، وقيل: إن كل طائفة كانت تقنت على الأخرى، والقتال باليد أعظم من التلاعن باللسان، وهذا كله؛ سواء كان ذنباً أو اجتهاداً، مخطئاً أو مصيباً؛ فإن مغفرة الله ورحمته تتناول ذلك؛ بالتوبة، والحسنات الماحية، والمصائب المكفرة، وغير ذلك ... ". وما أجمل أن يقال هنا ما قاله الأعمش – رحمه الله -: " حدثناهم بغضب أصحاب محمد الله صلى عليه وسلم فاتخذوه دينًا (2) ".
فتأمل قوله {والقتال باليد أعظم من التلاعن باللسان}
ـــــــــــــــــــ
(1) منهاج السنة (ج 4 / ص 271)
(2) سير اعلام النبلاء (2/ 394)
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[13 - 03 - 09, 05:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم
وجعل الفردوس الاعلى مثواك
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[13 - 03 - 09, 05:45 ص]ـ
المعجم الأوسط: ج7/ص274
حدثنا محمد بن شعيب ثنا يعقوب الدشتكي ثنا هشام بن عبيد الله السني نا محمد بن جابر عن حماد عن إبراهيم عن علقمة والأسود قالا قال عبد الله ما قنت رسول الله صلى الله عليه و سلم في شيء من الصلوات إلا في الوتر وإنه كان إذا حارب يقنت في الصلوات كلهن يدعو على المشركين وما قنت أبو بكر ولا عمر ولا عثمان حتى ماتوا ولا قنت علي حتى حارب أهل الشام وكان يقنت في الصلوات كلهن وكان معاوية يدعو عليه أيضا يدعو كل واحد منهما على الآخر لم يرو هذا الحديث عن حماد عن إبراهيم بن علقمة عن علقمة والأسود عن عبد الله إلا محمد بن جابر ورواه الحسن بن الحر عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عمر
وفي مصنف عبد الرزاق - (3/ 107)
عبد الرزاق عن هشيم عن حصين عن رجل سماه قال أحسبه قال سعيد بن عبد الرحمن أن بن عباس صلى الغداة فلم يقنت وقال بن المجالد عن أبيه عن إبراهيم عن علقمة والأسود قالا ما قنت رسول الله صلى الله عليه و سلم في شيء من الصلوات إلا إذا حارب فإنه كان يقنت في الصلوات كلهن ولا قنت أبو بكر ولا عمر ولا عثمان حتى ماتوا حتى لا قنت علي حتى حارب أهل الشام فكان يقنت في الصلوات كلهن وكان معاوية يقنت أيضا فيدعو كل واحد منهما على صاحبه
الآثار لأبي يوسف - (1/ 358)
قال: حدثنا يوسف بن أبي يوسف، عن أبيه، عن أبي حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، «أن عليا رضي الله عنه قنت يدعو على معاوية رضي الله عنه حين حاربه، فأخذ أهل الكوفة عنه، وقنت معاوية يدعو على علي، فأخذ أهل الشام عنه»
مسند أبي حنيفة - (1/ 147)
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا بشر بن موسى، ثنا المقرئ، ثنا أبو حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: «ما قنت أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، وما قنت علي حتى حارب أهل الشام، وكان يقنت على معاوية»
تنقيح كتاب التحقيق في أحاديث التعليق للذهبي - (1/ 246)
أبو داودَ، نا شعبة، عن حصين، عن عبد الرحمن بن معقل قال: " صليتُ خلف علي المغربَ، فقنتَ يدعو على أبي الأعورِ، وغير واحدٍ ".(63/405)
س: هل قال الإمام ’جعفر الصادق‘: "ليس الدين إلا الحب"؟ وما معنى العبارة؟؟؟
ـ[بن خلف]ــــــــ[13 - 03 - 09, 04:09 ص]ـ
وردت هذه العبارة على لسان شيخ مصري سني (سلفي الميول، كما بدى لي) في مناظرة على قناة نصرانية تبشيرية في ذلك البرنامج الذي يقدمه المغربي المرتد (لا أعرف اسمه).
قبل ذلك، كنت قرأت العبارة أنها وردت في أمهات كتب الرافضة، كما أخبر بذلك الشيخ الشهيد ’إحسان إلهي ظهير‘ -رحمه الله وتقبله في الفردوس الأعلى- في كتابه ’الشيعة والتشيع‘.
العبارة تبدو لي غريبة، والأغرب أن يستشهد بها شيخ بدى من سمته أنه على السنة، في تلك المناظرة المذكورة أعلاه. فما مدى صحة نسبتها للإمام ’جعفر الصادق‘ -رحمه الله- وما معناها؟
بارك الله فيكم.(63/406)
إخواني في الله أريد منكم خدمة بالله عليكم الإفادة
ـ[أبو المهند المقدسي]ــــــــ[13 - 03 - 09, 06:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأفاضل سؤالي هو:
ما الفرق بين علم مصطلح الحديث وعلم تخريج الحديث
أرجو الإفادة ولكم جزيل الشكر
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[13 - 03 - 09, 07:04 ص]ـ
يرفع لنستفيد
ـ[أبو أحمد الحربي السلفي]ــــــــ[13 - 03 - 09, 09:17 ص]ـ
علم المصطلح هم: قواعد وضعها العلماء لقبول الحديث أورده
مثلا عندما يقول العالم عن الحديث أنه صحيح كيف عرف ذلك
طبعا رجع لقواعد الحديث الصحيح وهي
اتصال السند
عداله الرواة
ضبط الرواة
عدم العله
عدم الشذوذ
فعندما توفرت فيه حكم على الحديث بأنه صحيح وهكذا
أما علم التخريج فهو ذكر المصادر التي روة الحديث
مثلا
رواه البخاري ومسلم وأبو داود .... يذكر المصادر التي أخرجت الحديث
وهناك تخريج مفصل حيث يذكر لك الطرق والرواه
والله تعالى أعلم
انظر إلى الملف المرفق ففيه تعاريف كثيرة على هيئة رسم شجري تبين أكثر الألفاض الشائعة في علم المصطلح
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[13 - 03 - 09, 10:34 ص]ـ
انظر إلى الملف المرفق ففيه تعاريف كثيرة على هيئة رسم شجري تبين أكثر الألفاض الشائعة في علم المصطلح
جزاكَ اللهُ خيرا أخي أبا أحمد على الرسالةِ المُرفَقَةِ، فلقد ألقيتُ عليها نظرةً سريعةَ فَرَاقَتْنِي ـ ما شاء الله ـ وأنوي قراءَتَها بإذنِ اللهِ.
مَن صاحِبُها؟
ـ[أبو أحمد الحربي السلفي]ــــــــ[13 - 03 - 09, 01:40 م]ـ
حياك الله يا شيخ أبو عُمر
هذا المقدمة من كتاب العمل الصالح
وهو موجود في موقع المكتبة
والآن - كما علم - الموقع به عطل
ولهذا ارفقت لك الكتاب كاملا على هيئة
pdf
و
book
أتمنى لك التوفيق أخي الكريم
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[13 - 03 - 09, 02:28 م]ـ
حياك الله يا شيخ أبو عُمر
هذا المقدمة من كتاب العمل الصالح
وهو موجود في موقع المكتبة
والآن - كما علم - الموقع به عطل
ولهذا ارفقت لك الكتاب كاملا على هيئة
pdf
و
book
أتمنى لك التوفيق أخي الكريم
غَفَرَ اللهُ لكَ يا أبا أحمد، فَلَسْتُ بشيخٍ، والله.
وجزاكَ اللهُ خيرا أخي الكريم على الكتاب، أسأل الله أن يجزلَ لكَ المثوبة.
ـ[عبد الله منصور]ــــــــ[20 - 03 - 09, 01:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على التعاون والتجاوب
بارك الله فيكم مشايخنا على الإفادة
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[20 - 03 - 09, 01:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(63/407)
إعمل وسدد فقد ماتت التى كنا نرحمك من أجلها .. هل هذا حديث؟
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[13 - 03 - 09, 07:42 م]ـ
السلام عليكم
"إذا ماتت أم العبد نادى منادٍ أن سدد وقارب فلقد ماتت التى كنا نرحمك من أجلها"
هل هذا احديث وما نصه وتخريجه
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[13 - 03 - 09, 08:42 م]ـ
أين أجد تخريج هذا الحديث " يوم تموت الأم ينادي مناد ... "؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24756)
سؤال عن هذا الحديث الذي يتردد على ألسنة كثير من الخطباء ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17470)(63/408)
السبائك الذهبية من مقالات محدث الإسكندرية في نقض قواعد الملة الرافضية
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[13 - 03 - 09, 11:50 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِلإِيْمَانِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ إِظْهَارَاً وَإِضْمَارَا. وَسَدَّدَنَا لِلإِذْعَانِ وَالانْقِيَادِ لِحُكْمِهِمَا إِعْلانَا وَإِسْرَارَا. وَلَمِ يَجْعَلْنَا مِنْ ضُلالِ الرَّافِضَةِ الَّذِينَ يُظْهِرُونَ بِاللِّسَانِ إِقْرَارَا، وَيُضْمِرُونَ فِي الْفُؤَادِ عِنَادَاً وَإِصْرَارَا. وَيَحْمِلُونَ مِنْ الذُّنُوبِ أَوْقَارَا. وَيَحْتَقِبُونَ مِنْ الْمَظَالِمِ أَوْزَارَا. وَيَتَقَلَّبُونَ فِى الْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ أَطْوَارَاً فَأَطْوَارَا. لأنَّهُمْ لا يَرْجُونَ للهِ وَقَارَا. فَلَوْ خَاطبَهُمْ دُعَاةُ الْحَقِّ لَيْلاً وَنَهَارَا. لَمْ يزدْهُمْ دُعَاؤُهُمْ إِلا فِرَارَا. وَلَوْ أَوْضَحُوا لَهُمْ الْبَرَاهِينَ أََصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اِسْتَكْبَارَا. فَنَسَأَلُ اللهَ أَنْ لا يَجْعَلَ لِدَعْوَتِهِمْ عُلُواً َولا اسْتِظْهَارَا. فَإِنَّهُمِ لا يَلِدُونَ إِلا فَاجِرَاً أَوْ كَفَّارَا.
وَنُصَلِّي عَلَى رَسُولِهِ الْمُصْطَفَى عَدَدَ الْقَطْرِ يَهْطُلُ مِدْرَارَا. وَنُسَلِّمُ عَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ وَصَحْبِهِ الأَخْيَارِ عَلَى مَرِّ الأَيَّامِ تَلاحُقَاً وَتَكْرَارَا.
وَبَعْدُ .. (من إحدى مقدمات العلامة المحدث الأديب الشيخ أبو محمد الألفي)
فهذه درر و نفائس من أحد علمائنا الأماجد أدعوا كل سني إلى العض عليها بالنواجذ .. و هي سبائك ذهبية و مقالات ألماسية .. سطرتها يراعة الشيخ العلامة المحدث الأديب أبو محمد الألفي جمعتها لكم من ملتقى أهل الحديث
و هي مقالات متنوعة و غالبها في جمع روايات رواة الرافضة الوضاعين أخزاهم الله و لما رأيت ما حوته هذه السبائك من كلمات نفيسة منصوعة بصيغة أدبية باهرة تأخذ باللب أحببت أن أجمعها في موضوع واحد
فتفضل و اجن الثمرات من هذه الحديقة الزاهرة:
من أباطيل روايات الشيعة الإمامية ومناكيرها
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20580 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20580)
أَرْكَانُ الإِسْلامِ وَدَعَائِمُهُ عِنْدَ الرَّافِضَةِ الإِمَامِيَّةِ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69560 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69560)
سَفِينَةُ نُوحٍ وَمَسْجِدُ الْكُوفَةِ وَأَكَاذِيبٌ رَافِضَيَّةٌ!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69475 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69475)
تَحْذِيرُ الْبُسَطَاءِ مِنْ مَقَالاتِ الرَّافِضَةِ الشَّنْعَاءِ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70672 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70672)
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَتَكَلَّمُ فِي الْمَهْدِ صَبِيَّاً!!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70542 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70542)
أَرْكَانُ الإِسْلامِ وَدَعَائِمُهُ عِنْدَ الرَّافِضَةِ الإِمَامِيَّةِ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69560 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69560)
سَفِينَةُ نُوحٍ وَمَسْجِدُ الْكُوفَةِ وَأَكَاذِيبٌ رَافِضَيَّةٌ!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69475 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69475)
تَحْذِيرُ الْبُسَطَاءِ مِنْ مَقَالاتِ الرَّافِضَةِ الشَّنْعَاءِ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70672 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70672)
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَتَكَلَّمُ فِي الْمَهْدِ صَبِيَّاً!!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70542 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70542)
أَرْكَانُ الإِسْلامِ وَدَعَائِمُهُ عِنْدَ الرَّافِضَةِ الإِمَامِيَّةِ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69560 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69560)
سَفِينَةُ نُوحٍ وَمَسْجِدُ الْكُوفَةِ وَأَكَاذِيبٌ رَافِضَيَّةٌ!
¥(63/409)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69475 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69475)
تَحْذِيرُ الْبُسَطَاءِ مِنْ مَقَالاتِ الرَّافِضَةِ الشَّنْعَاءِ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70672 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70672)
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَتَكَلَّمُ فِي الْمَهْدِ صَبِيَّاً!!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70542 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70542)
عُشارِيَّتَانِ مِنْ أَبَاطِيلِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ العَمِّيِّ فِي «الْكَافِي»
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70736 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70736)
عُشارِيَّة من أَكَاذيبِ الشَّاذكونِيِّ فِي «الكافِي» لثِقةِ الرَّافِضة الْكُلَيْنِي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69285 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69285)
مِنْ لَطَائِفِ الرَّافِضَةِ الْمُضْحِكَةِ!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69935 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69935)
نُورُ عَلِيٍّ أَطْفَأ لهَبَ جهَنْم، وهي أَشَدُّ مُطَاوعَةً لهُ من الْغُلام لسيده!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29627 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29627)
رأس مال أهل الحديث ((عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ))
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26587 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26587)
عُشارِيَّة من أَكَاذِيبِ يُوْنُسَ بْنِ ظَبْيَانَ الْوَضَّاعِ فِي «الْكَافِي»
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70016 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70016)
هَلْ فِي الْمَلائِكَةِ الْكُرُوبِيِّينَ حَمَلَةِ الْعَرْشِ مَلَكٌ يُسَمَّى فُطْرُسٌ؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38785 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38785)
الأَكَاذِيبُ الشِّيعِيَّةُ فِي الصَّحِيفَةِ الرِّضَوِيَّةِ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68222 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68222)
التِّبْيَانُ لِمَا لَدَى الشِّيعَةِ مِنْ الْكَذِبِ وَالْبُهَتَانِ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35233 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35233)
سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَبْكُونَ عَلَى قَبْرِ الْحُسَيْنِ شُعْثَاً غُبْرَاً!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68244 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68244)
هَلْ أَتَاكَ شَيْءٌ مِنْ أَكَاذِيبِ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلالِي الرَّافِضِيِّ!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68997 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68997)
هَلْ جَانِبَا عَرْشِ الرَّحْمَنِ مُزَيَّنَانِ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29581 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29581)
عُشارِيَّة من أَكَاذِيبِ يُوْنُسَ بْنِ ظَبْيَانَ الْوَضَّاعِ فِي «الْكَافِي»
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70016 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70016)
و نرجوا من الله أن يرجع الشيخ إلى الملتقى فغيابه ترك فجوة غير يسيرة(63/410)
هل لهذا الحديث أصل؟
ـ[هاني إسماعيل]ــــــــ[14 - 03 - 09, 05:28 م]ـ
"وعزتي وجلالي لو أتوني من كل طريق، واستفتحوا من كل باب لما فتحت لهم حتى يدخلوا خلفك"
كثيرا ما يردد الخطباء هذا الحديث على أنه حديث قدسي فهل لهذا الحديث أصل؟
وإن لم يكن له أصل فهل يجوز روايته على أنه أثر وليس حديث؟ بمعنى آخر هل يجوز رواية أي أثر منسوب إلى الله سبحانه وتعالى وإن لم يكن حديث قدسي.
أرجو الإفادة مع توضيح الدليل الشرعي
وجزاكم الله عنا كل خير
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[14 - 03 - 09, 07:31 م]ـ
قال ابن القيم في كتابه " جلاء الأفهام " ص 441: قال الجنيد - رحمه الله -: يقول الله عز و جل لرسوله صلى الله عليه وسلم: " وعزتي وجلالي لو أتوني من كل طريق أو استفتحوا من كل باب لما فتحت لهم حتى يدخلوا خلفك ". اهـ
وقال أيضا في كتابه " طريق الهجرتين " 1/ 9]: وقد قال شيخ الطريقة وإمام الطائفة الجنيد بن محمد قدس الله روحه: الطرق كلها مسدودة إلا طريق من اقتفى آثار النبي صلى الله عليه وسلم فإن الله عز و جل يقول: " وعزتي و جلالي لو اتوني من كل طريق واستفتحوا من كل باب لما فتحت لهم حتى يدخلوا خلفك. اهـ
ـ[هاني إسماعيل]ــــــــ[15 - 03 - 09, 11:04 م]ـ
قال ابن القيم في كتابه " جلاء الأفهام " ص 441: قال الجنيد - رحمه الله -: يقول الله عز و جل لرسوله صلى الله عليه وسلم: " وعزتي وجلالي لو أتوني من كل طريق أو استفتحوا من كل باب لما فتحت لهم حتى يدخلوا خلفك ". اهـ
وقال أيضا في كتابه " طريق الهجرتين " 1/ 9]: وقد قال شيخ الطريقة وإمام الطائفة الجنيد بن محمد قدس الله روحه: الطرق كلها مسدودة إلا طريق من اقتفى آثار النبي صلى الله عليه وسلم فإن الله عز و جل يقول: " وعزتي و جلالي لو اتوني من كل طريق واستفتحوا من كل باب لما فتحت لهم حتى يدخلوا خلفك. اهـ
بارك الله فيك أخي ولكن ما السند الذي اعتمد عليه الجنيد رحمه الله(63/411)
ما صحة حديث "لا يكن أحدكم ككلب السوء .... "؟
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[14 - 03 - 09, 06:55 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
سألني أحدهم عن هذا الحديث الذي كتبه بمعناه - أو بنصه - الله أعلم بالحال:
" لايكن أحدكم ككلب السوء إن خاف عمل، و لا كأجير السوء إن لم يُعْطَ أجرًا لم يعمل".
بحثت عن هذا الحديث و لم أرَ مَن خرَّجه أو مَن حققه!!!
مَن يفيدني عنه؟
جزاكم الله خيرًا
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[14 - 03 - 09, 07:59 م]ـ
قال ابن القيم في كتابه مدارج السالكين [2/ 76]: فالنفوس العليّة الزكيّة تعبده لأنه أهل أن يُعبد ويُجَلّ ويُحَبّ ويُعظّم، فهو لذاته مستحق للعبادة، ولا يكون العبد كأجير السوء إن أُعطي أُجرةً عَمِل، وإن لم يُعط لم يعمل، فهذا عبد الأجرة لا عبد المحبة والإرادة. اهـ
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[14 - 03 - 09, 08:06 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا ليس بحديث.
والقسم الأول في وصف الكلب غريب
والله أعلم
ورحم الله الإمام الشاطبي حينما قال:
وقد قِيلَ كُن كالكلبِ يُقصيهِ أهلُهُ ... ومَا يأتلي في نُصحهم مُتبذلا
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[14 - 03 - 09, 09:09 م]ـ
جزاكما الله خيرًا
و قد رأيتُ قريبا ببعض المنتديات من عزاه إلى النبي صلى الله عليه و سلم - بغير تخريج - و لعله ظنه حديثًا!
و إن كان لدى إخواني المزيد من الفائدة فأنا شاكرٌ له.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[22 - 03 - 09, 11:29 ص]ـ
قال العراقي في تخريج أحاديث الاحياء
4130 - حديث " لا يكونن أحدكم كالأجير السوء إن لم يعط أجرا لم يعمل "
** لم أجد له أصلا
وقال الذهبي في مختصر الموضوعات كما نقله الهندي في تذكرة الموضوعات
" لم يوجد."
وروى أبو نعيم في الحلية (2 - 95) من طريق ابن المبارك، أخبرني عمر بن عبد الرحمن بن مهدي، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: قال حكيم من الحكماء: إني لأستحي من الله عز وجل أن أعبده رجاء ثواب الجنة قط فأكون كالأجير السوء إذا أعطي عمل، وإذا لم يعط لم يعمل. وإني لأستحي من الله عز وجل أن أعبده مخافة النار قط فأكون كالعبد السوء إن خاف عمل وإن لم يخف لم يعمل، وأنه يستخرج حبه مني مالا يستخرجه مني غيره.
والله أعلم وأحكم(63/412)
ما حكم زيادة (فأنفذه رسول الله صلى الله عليه وسلم) في حديث سهل في اللعان؟
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[14 - 03 - 09, 07:23 م]ـ
وقد أخرجها أبو داود, ولم أجد من خصها بالكلام إلا محقق الإلمام حسن الجمل, فقد قال:
" حديث صحيح عدا قوله فأنفذه رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فهي شاذة) رواه أبو داود (2250) من طريق عياض بن عبد الله الفهري وغيره عن ابن شهاب عن سهل بن سعد به قلت تقدم في الصحيحين من طريق مالك عن ابن شهاب وعند مسلم من طريق ابن جريج أخبرني ابن شهاب لم يذكر هذا الحرف ولم يأت إلا من طريق عياض بن عبد الله الفهري - فيما أعلم - وهو فيه لين كما في التقريب قلت فلا يحتمل تفرد مَنْ هذا حاله والله أعلم "
وهذه اللفظة احتج بها بعض الحنفية في أن الفرقة لا تقع بنفس اللعان حتى يوقعها الحاكم, وهي مسألة خلافية يترتب عليها بعض الثمرات الفقهية.
أرجو التفاعل ..
وصلى الله على نبينا محمد
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[21 - 03 - 09, 02:27 م]ـ
هل من مفيد؟
ـ[عبد المتين]ــــــــ[21 - 03 - 09, 04:30 م]ـ
أصل الحديث في الصّحيحين، فعدم إيراد الشّيخين لهذه الزّيادة يجعلها أقرب للضّعف و العلم عند الله.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[22 - 03 - 09, 07:04 ص]ـ
" لم يذكر هذا الحرف ولم يأت إلا من طريق عياض بن عبد الله الفهري - فيما أعلم - وهو فيه لين كما في التقريب قلت فلا يحتمل تفرد مَنْ هذا حاله والله أعلم "
إشكال:
أبو داود قال في هذا الحديث: " حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح ثنا ابن وهب عن عياض بن عبد الله الفهري وغيره " آلخ
فإذا كان شيخ أبوداود يقول أنه حدث به عن ابن وهب عن عياض وغيره, فكيف نقول تفرد به عياض؟ وابن وهب هو من هو, فإذا قال عن ابن وهب وغيره ألا يصدق؟؟ فأين التفرد؟
- ملاحظة:
أبو داود خرج رواية ابن وهب عن يونس عن الزهري وليس فيها اللفظ. وكذلك أخرج رواية ابن وهب عن يونس عن الزهري مسلم, وليس فيه اللفظ.
وقال الطبراني في المعجم الكبير:
حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري ثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب أخبرني عياض بن عبد الله الفهري .. الحديث
وقال: حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف ثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب .. الحديث
فهنا ساق الرواية بنفس الإسناد إلى ابن وهب مرتين بشيخين له, ولم يقل وغيره, وتبين أن زيادة فأنفذه إنما هي عن شيخه الفهري لا غيره. ما رأيكم في هذا الاستنتاج؟؟
- وكذلك ابن شبة في تاريخ المدينة قال: حدثنا هارون بن معروف قال، حدثنا عبد اللّه بن وهب قال، أَخبرني عِيَاض بن عبد اللّه، عن ابن شهاب، عن سهل بن سعد بنحوه، قال: فطلقها ثلاث تطليقات عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأَنفذ رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم .. الحديث.
وكذلك في مستخرج أبي عوانة عن أبي عبيد الله عن ابن وهب.
فهؤلاء رووه عن ابن وهب عن عياض وحده بالزيادة.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[22 - 03 - 09, 11:22 ص]ـ
بارك الله فيك.
اجتماع مالك وابن جريج ويونس وجماعة على عدم ذكر هذه الزيادة عن الزهري كافٍ في ردِّها، وحتى لو كان الذي تابع عياضَ بن عبدالله الفهري من الثقات؛ فإن اجتماع الثقات الأثبات على عدم ذكرها أقوى وأصح.
وأما سياق ابنُ وهب الزيادةَ عن عياض وغيره؛ فثابت، رواه عنه يونس بن عبدالأعلى أيضًا -عند الدارقطني-، ومثل هذا قد يختصره بعض الرواة.
ويُنظر: هل لابن وهب عادة في إبهام بعض مشايخه بقوله: (وغيره)؟ وإن كان؛ فمن هو؟
والله أعلم.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[22 - 03 - 09, 01:42 م]ـ
بارك الله فيك أيها الكريم.
بالنسبة لمن تابع عياض, فلم يثبت أن من تابعه ذكر هذه الزيادة (فأنفذه) , ونحن رأينا رواية يونس شيخ ابن وهب الآخر حين أفردت لم نجد فيها الزيادة. فقد يكون عياض متفرد لا متابع له حقيقة في هذه الزيادة, وغيره إنما تابعه على أصل الحديث دون هذه الزيادة, بدليل أننا وقفنا على رواية يونس (وهو من هؤلاء الغير إن لم يكن قصد بها معين كما أشرت له احتمالا) ولم نجد فيها هذه الزيادة.
وتنبيهك الأخير جيد, شكر الله لك حسن جوابك.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[22 - 03 - 09, 02:37 م]ـ
¥(63/413)
هناك بعض الروايات لابن وهب قال فيها (وغيره) عطفا للغير على شيخ سماه, ومن ذلك ما جاء في البخاري, أذكره مع كلام ابن حجر تعليقا عليه:
قال البخاري:
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو وَغَيْرُهُ أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ أَنَّ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَادَ الْمُقَنَّعَ ثُمَّ قَالَ لَا أَبْرَحُ حَتَّى تَحْتَجِمَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ فِيهِ شِفَاءً
في هذا الحديث قال ابن حجر:
قوله: (أخبرني عمرو وغيره): .. وأما غيره فما عرفته؛ ويغلب على ظني أنه ابن لهيعة, وقد أخرج الحديث أحمد ومسلم والنسائي وأبو عوانة والطحاوي والاسماعيلي وابن حبان من طرق عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث وحده لم يقل أحد في الإسناد (وغيره) والله أعلم.
وقال البخاري:
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ حَجَّ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاكُمُوهُ انْتِزَاعًا وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ فَحَدَّثْتُ بِهِ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو حَجَّ بَعْدُ فَقَالَتْ يَا ابْنَ أُخْتِي انْطَلِقْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَاسْتَثْبِتْ لِي مِنْهُ الَّذِي حَدَّثْتَنِي عَنْهُ فَجِئْتُهُ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهِ كَنَحْوِ مَا حَدَّثَنِي فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ فَأَخْبَرْتُهَا فَعَجِبَتْ فَقَالَتْ وَاللَّهِ لَقَدْ حَفِظَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو
قال ابن حجر: " قوله: "وغيره" هو ابن لهيعة أبهمه البخاري لضعفه، وجعل الاعتماد على رواية عبد الرحمن، لكن ذكر الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر في الجزء الذي جمعه في الكلام على حديث معاذ بن جبل في القياس أن عبد الله بن وهب حدث بهذا الحديث عن أبي شريح وابن لهيعة جميعا، لكنه قدم لفظ ابن لهيعة وهو مثل اللفظ الذي هنا ثم عطف عليه رواية أبي شريح فقال بذلك. قلت: وكذلك أخرجه ابن عبد البر في باب العلم من رواية سحنون عن ابن وهب عن ابن لهيعة فساقه، ثم قال ابن وهب: وأخبرني عبد الرحمن بن شريح عن أبي الأسود عن عروة عن عبد الله بن عمرو بذلك، قال ابن طاهر: ما كنا ندري هل أراد بقوله بذلك اللفظ والمعنى أو المعنى فقط، حتى وجدنا مسلما أخرجه عن حرملة بن يحيى عن ابن وهب عن عبد الرحمن بن شريح وحده، فساقه بلفظ مغاير للفظ الذي أخرجه البخاري، قال فعرف أن اللفظ الذي حذفه البخاري هو لفظ عبد الرحمن ابن شريح الذي أبرزه هنا، والذي أورده هو لفظ الغير الذي أبهمه انتهى. وسأذكر تفاوتهما وليس بينهما في المعنى كبير أمر، وكنت أظن أن مسلما حذف ذكر ابن لهيعة عمدا لضعفه واقتصر على عبد الرحمن بن شريح، حتى وجدت الإسماعيلي أخرجه من طريق حرملة بغير ذكر ابن لهيعة، فعرفت أن ابن وهب هو الذي كان يجمعهما تارة ويفرد ابن شريح تارة وعند ابن وهب فيه شيخان آخران بسند آخر أخرجه ابن عبد البر في بيان العلم من طريق سحنون حدثنا ابن وهب حدثنا مالك وسعيد بن عبد الرحمن كلاهما عن هشام بن عروة باللفظ المشهور ".
وقال ابن حجر تعليقا على رواية لابن وهب لحديث الجارية التي كانت ترعى غنما لكعب بن مالك: " وأخرجه ابن وهب في غير الموطأ فقال: "أخبرني مالك وغيره من أهل العلم عن رجل من الأنصار أن جارية لكعب بن مالك" فذكره وقال: الصواب ما في الموطأ يعني عن مالك، وأما عن غيره فيحتمل أن يكون ابن وهب أراد الليث وحمل رواية مالك على روايته ".
وهناك روايات كثيرة في البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهما يرد فيها لابن وهب استعمال مثل هذا الأسلوب, وأشعر أن تعيين راوٍ معين لكل تلك الروايات يكاد يكون مستحيلا.(63/414)
أين رواه شبابة عن ابن أبي ذئب هذا الحديث::أريد التخريج
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[14 - 03 - 09, 09:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأحبة!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد منكم تخريج الحديث الذي ذكر في العلل لابن أبي حاتم عن شبابة عن ابن أبي ذئب
في نشر الأصابع
ما لفظه:
458 - وسألتُ أبِي عَن حدِيثٍ؛ رواهُ شبابةُ، عنِ ابنِ أبِي ذِئبٍ، عن
سعِيدِ بنِ سمعان، عن أبِي هُريرة، قال: كان رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذا افتتح الصّلاة، نشر أصابِعهُ نشرًا.
قال أبِي: إِنّما روى على هذا اللّفظِ يحيى بنُ يمانٍ ووهِم وهذا باطِلٌ.
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[14 - 03 - 09, 10:57 م]ـ
لعله الحديث الذي ذكره البوصيري في كتابه "إتحاف الخيرة المهرة " [2/ 323 / رقم 1789]: قال أبو بكر بن أبي شيبة: وثنا شبابة عن ابن أبي ذئب حدثني سعيد بن سمعان مولى الزرقيين قال: دخل علينا أبو هريرة - رضي الله عنه - المسجد فقال: ثلاث كان يعمل بها نبي الله صلى الله عليه وسلم تركهن الناس: كان إذا قام في الصلاة رفع يديه مدا وكان يقف قبل القراءة هنية ليسأل الله من فضله وكان يكبر كلما ركع وكلما سجد. اهـ
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[15 - 03 - 09, 04:40 ص]ـ
لعله الحديث الذي ذكره البوصيري في كتابه "إتحاف الخيرة المهرة " [2/ 323 / رقم 1789]: قال أبو بكر بن أبي شيبة: وثنا شبابة عن ابن أبي ذئب حدثني سعيد بن سمعان مولى الزرقيين قال: دخل علينا أبو هريرة - رضي الله عنه - المسجد فقال: ثلاث كان يعمل بها نبي الله صلى الله عليه وسلم تركهن الناس: كان إذا قام في الصلاة رفع يديه مدا وكان يقف قبل القراءة هنية ليسأل الله من فضله وكان يكبر كلما ركع وكلما سجد. اهـ
والله تعالى أعلم.
نعم بارك الله فيك! ذكره البوصيري لكن أين قال أبو بكر بن أبي شيبة؟؟؟؟
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[15 - 03 - 09, 09:44 ص]ـ
تخريج الحديث في "المطالب العالية" بتنسيق الدكتور سعد الشثري 3/ 839.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[15 - 03 - 09, 01:05 م]ـ
ذكره البوصيري لكن أين قال أبو بكر بن أبي شيبة؟؟؟؟
راجع منهج البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة.
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[15 - 03 - 09, 09:14 م]ـ
لعله الحديث الذي ذكره البوصيري في كتابه "إتحاف الخيرة المهرة " [2/ 323 / رقم 1789]: قال أبو بكر بن أبي شيبة: وثنا شبابة عن ابن أبي ذئب حدثني سعيد بن سمعان مولى الزرقيين قال: دخل علينا أبو هريرة - رضي الله عنه - المسجد فقال: ثلاث كان يعمل بها نبي الله صلى الله عليه وسلم تركهن الناس: كان إذا قام في الصلاة رفع يديه مدا وكان يقف قبل القراءة هنية ليسأل الله من فضله وكان يكبر كلما ركع وكلما سجد. اهـ
والله تعالى أعلم.بارك الله فيكم.
أعل الأئمة عبارة "نشر الأصابع"، وصححوا مد اليدين.
علل ابن أبي حاتم (2/ 134/ رقم: 165):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=65074&stc=1&d=1237140123
والسؤال باق: من أخرج حديث شبابة بلفظ "نشر الأصابع"؟
أم أن ابن أبي حاتم أخطأ في سؤاله، وصحّح له أبوه ذلك بقوله: إِنّما روى على هذا اللّفظِ يحيى بن يمانٍ؟
الله أعلم.
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[15 - 03 - 09, 09:57 م]ـ
أم أن ابن أبي حاتم أخطأ في سؤاله، وصحّح له أبوه ذلك بقوله: إِنّما روى على هذا اللّفظِ يحيى بن يمانٍ؟
الله أعلم.
هذا الاحتمال في نفسي وذلك لماذا حمل أبو حاتم العهدة على يحيى بن يمان مع أن شبابة متابع له؟ فلو أنه يرى شبابة رواه على هذا الوجه لتكلم على طريقه أيضا ولاسيما أن سؤال ابنه كان على طريق شبابة.
والله أعلم.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[15 - 03 - 09, 11:24 م]ـ
نعم بارك الله فيك! ذكره البوصيري لكن أين قال أبو بكر بن أبي شيبة؟؟؟؟
قاله والله أعلم في مسنده وزوائده لدى البوصيري في الاتحاف وابن حجر في المطالب العالية.
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[17 - 03 - 09, 08:10 م]ـ
أم أن ابن أبي حاتم أخطأ في سؤاله، وصحّح له أبوه ذلك بقوله: إِنّما روى على هذا اللّفظِ يحيى بن يمانٍ؟
الله أعلم.
هذا الاحتمال في نفسي وذلك لماذا حمل أبو حاتم العهدة على يحيى بن يمان مع أن شبابة متابع له؟ فلو أنه يرى شبابة رواه على هذا الوجه لتكلم على طريقه أيضا ولاسيما أن سؤال ابنه كان على طريق شبابة.
والله أعلم.
نعم هكذا يخطر ببالي
والله تعالى أعلم وعلمه أكمل وأتم ورد العلم إليه أسلم والشكر والدعاء لمن نبه وقوم وأرشد
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - 03 - 09, 08:44 م]ـ
يحتمل -وهو أوجه وأقوى- أن ابن أبي حاتم وقف على روايةٍ من طريق شبابة وفيها اللفظ الذي ذكره، فأعلّ أبو حاتم ذِكرَهُ -أعني: لفظَ "نشرًا"- من طريق شبابة، وقال: (إنما روى على هذا اللفظ يحيى بن يمان ... )، يعني: أن الرواية من طريق شبابة بهذا اللفظ لا تصح؛ لأن يحيى بن يمان هو المتفرد به.
ويؤيد قول أبي حاتم: أن الرواية التي وقفنا عليها من طريق شبابة ليس فيها ذلك اللفظ، وهي تدل على خطأ الرواية التي وقعت لابن أبي حاتم.
¥(63/415)
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[17 - 03 - 09, 11:03 م]ـ
يحتمل -وهو أوجه وأقوى- أن ابن أبي حاتم وقف على روايةٍ من طريق شبابة وفيها اللفظ الذي ذكره، فأعلّ أبو حاتم ذِكرَهُ -أعني: لفظَ "نشرًا"- من طريق شبابة، وقال: (إنما روى على هذا اللفظ يحيى بن يمان ... )، يعني: أن الرواية من طريق شبابة بهذا اللفظ لا تصح؛ لأن يحيى بن يمان هو المتفرد به.
ويؤيد قول أبي حاتم: أن الرواية التي وقفنا عليها من طريق شبابة ليس فيها ذلك اللفظ، وهي تدل على خطأ الرواية التي وقعت لابن أبي حاتم.
كلام متين ... وليت الإخوان يبحثون عن هذه الرواية
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[21 - 03 - 09, 11:04 ص]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد
فهذا ما وقفت عليه من طرق هذا الحديث:
حديث أبي هريرة: ثلاثٌ قد تركهنَّ الناس مما فعلهن النبي صلى الله عليه وسلم
يرويه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان عن أبي هريرة (تحفة الأشراف 13081)
ورواه عن ابن أبي ذئب جماعة، منهم:
آدم بن أبي إياس (معجم ابن الأعرابي 2244 عن جوامع الكلم)
أسد بن موسى (شرح معاني الآثار للطحاوي 1/ 195)
سليمان بن الجارود أبو داود الطيالسي في مسند (2495)
شبابة بن سوار (مسند أبي بكر بن أبي شيبة، على ما ذكر البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة 1789/ ط الرشد)
عاصم بن علي بن عاصم (وعنه البخاري في كتاب القراءة، بتعليقي 265)
عبد الملك بن عمرو القيسي أبو عامر العقدي (صحيح ابن خزيمة 459، وصحيح بن حبَّان 1777، السنن الكبرى للبيهقي)
عبيد الله بن عبد المجيد (جامع الترمذي 240)
محمد بن إسماعيل بن أبي فديك (صحيح بن خزيمة 460) وهو من أهل الحجاز، وروايته ترفع الحرج عن رواية العراقيين عن ابن أبي ذئب في هذا، حيثُ ذكر مسلم في التمييز (ط/ الأعظمي ص191، ط/ الأزهري ص 90) أن ابن أبي ذئب ((في سماع العراقيين منه كثير))
محمد بن عبد الله أبو أحمد الزبيري (مسند أحمد 10767)
يحيى بن سعيد القطان (مسند أحمد 9858، سنن أبي داود 753، سنن النسائي 883، صحيح بن خزيمة 460)
يزيد بن هارون (مسند أحمد 9858)
ورواه على التوهم
يحيى بن يمان (جزء أبي سعيد الأشجِّ 2)، وجامع الترمذي (239)، وصحيح ابن خزيمة (458)
قال أبو محمد بن أبي حاتم (العلل 265):
وَسَمِعْتُ أَبِي، وَذَكَرَ حَدِيثَ: يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ نَشَرَ أَصَابِعَهُ نَشْرًا " قَالَ أَبِي: وَهِمَ يَحْيَى، إِنَّمَا أَرَادَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا كَذَا رَوَاهُ الثِّقَاتُ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ
وقَالَ أَبُو عِيسَى (الجامع، تعقيبا على الحديث 240):
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ((وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ الْيَمَانِ وَحَدِيثُ يَحْيَى بْنِ الْيَمَانِ خَطَأٌ)).
والظاهر أن يحيى بن يمان تفرد بهذا اللفظ، كما يفهم من كلام أبي حاتم في العلل (458)، قال:
((إنما روى على هذا اللفظ يحيى بنُ يمانٍ، ووهم، وهذا باطل))
والصواب ما رواه يحيى بن سعيد القطَّان وغيره
قال الإمامُ أحمد في المسند:
9858 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ أَبِى ذِئْبٍ. وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِى ذِئْبٍ الْمَعْنَى قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَمْعَانَ قَالَ أَتَانَا أَبُو هُرَيْرَةَ فِى مَسْجِدِ بَنِى زُرَيْقٍ قَالَ ثَلاَثٌ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْمَلُ بِهِنَّ قَدْ تَرَكَهُنَّ النَّاسُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَدًّا إِذَا دَخَلَ فِى الصَّلاَةِ وَيُكَبِّرُ كُلَّمَا رَكَعَ وَرَفَعَ وَالسُّكُوتُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ يَسْأَلُ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ. قَالَ يَزِيدُ يَدْعُو وَيَسْأَلُ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ. تحفة 13081 معتلى 9447
وهو حديثٌ صحيحٌ إن شاء الله تعالى(63/416)
ما هي درجة حديث (طلب العلم فريضة على كل مسلم)
ـ[أبو إسماعيل محمد]ــــــــ[15 - 03 - 09, 06:47 ص]ـ
ما هي درجة حديث (طلب العلم فريضة على كل مسلم)؟
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[15 - 03 - 09, 12:39 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php
ـ[أبو إسماعيل محمد]ــــــــ[15 - 03 - 09, 08:31 م]ـ
الخطأ الربط:
لقد حددت الموضوع خاطئ. إذا أتبعت رابط صحيح, الرجاء أبلغ مدير الموقع
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[15 - 03 - 09, 08:51 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=100909
قد أعدت نسخ الرابط فانظره الآن لعله يعمل.
ـ[أبو إسماعيل محمد]ــــــــ[15 - 03 - 09, 09:24 م]ـ
شكرا
خلاصة الدرجة: ليس بصحيح؟(63/417)
ما صحة قصة الرجل الذي قتل ابنته
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[15 - 03 - 09, 10:35 ص]ـ
قصة الرجل الذي قتل ابنته
جاء رجل الى الرسول صلى الله عليه وسلم
وقال يارسول الله اريد اخبرك بقصتي وهل يعاقبني الله عليها
فقال الرسول عليه الصلاة والسلام
وما قصتك يا رجل
فقال يا رسول الله لقد كنا قوم جاهلية وكنا نقتل البنات
وكانت زوجتي حاملا وكنت اخشى ان تضع لي بنت وفي
يوم وضعت زوجتي اخبرتني بانها وضعت بنت لاكنها ماتت
فقلت في نفسي حينها شكرا للآله
وبعد مرور خمس اعوام كانت هنالك بنت تاتي الى دارنا
تلعب وكنت احبها كثيرا واداعبها وكانت قد اخبرتني زوجتي
بان هذه البنت هي بنت الجيران
وفي يوم سألت زوجتي يا فلانة لو كانت ابنتنا على قيد الحياة
الم تكن في عمر هذه البنت الآن فقالت نعم هو كذلك
فقالت الزوجة وهل يسعدك ان تكون هذه ابنتنا قلت نعم
قالت وهل تقسم على ذلك قلت نعم اقسم على ذلك
قالت يافلان ان هذه البنت ابنتنا وقد اخفيتها عنك لاني اخاف عليها
منك اما واني اراك تحبها كل هذا الحب فلا خوف عليها منك
وعندما اخبرتني زوجتي بان هذه البنت ابنتي ثارت في داخلي
ثورة الجاهلية وانقلب حبي الشديد الى تلك البنت الى الكره
والحقد الشديد وبدأت افكر كيف اتخلص منها ومن العار الذي
سيلحقني بسببها دون ان اظهر ذلك الى زوجتي وابحث عن
طريقة للخلاص من تلك البنت
وفي يوم قلت لزوجتي يافلانة اريد ان اذهب بابنتنا هذه الى
اخوالها فالبسيها اجمل الثياب ففرحت الزوجة لذلك وكان اخوالها
يسكنون في مدينة اخرى
فقامت الزوجة والبست البنت اجمل الثياب وقالت يافلان احرص
عليها فهذه امانة الله لديك فانطلقت بالبنت وفي وسط الطريق
وجدت بئر ماء فجلست عند البئر وآخذت انظر الى داخل البئر مره
ومره اخرى الى البنت فقالت البنت مابك يا ابي أأنزل اسقيك ماء فقررت التخلص من البنت في البئر حتى
اذا سألتني عنها امها قلت لها سقطت في البئر بينما انا نائم
عند البئرو لاذنب لي بذلك
فمسكتها من شعرها ووضعتها في داخل البئر فعندما كان يقسوا
قلبي ادسها في الماء وعندما كان يرق قلبي اخرجها من الماء
وبينما انا على هذه الحالة كنت عندما اخرجها من الماء
تقول لي لما ضيعت الامانة يا ابي انا امانة الله لديك
وبقيت على هذه الحالة حتى فارقت الحياة
فدمعت عين المصطفى صلى الله عليه وسلم لما سمع قصة هذا
الرجل وقال لو امرني ربي ان اعاقب احدا عن فعلة فعلها في الجاهلية لعاقبتك انت اولا
وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الحديث التالي
من ربى بنت فاحسن تربيتها له قصر في الجنة
ومن ربى اثنان له قصران
ومن ربى ثلاثة له ثلاثة قصور
الى آخر العدد أي يربيها على طاعة الله ولزوم اوامره والابتعاد من
معاصيه وعن ما نهانه عنه [
وصلى الله على سيدنا محمد
هذا موجود في بعض المنتديات فما صحته ومن أخرجه
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[24 - 03 - 09, 12:45 م]ـ
هل من مشمر في بيان صحة هذه القصة أوبيان كذبها
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[24 - 03 - 09, 01:22 م]ـ
لا أظن أن لها أصلاً
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[24 - 03 - 09, 07:17 م]ـ
لا أظن أن لها أصلاً
أشكرك أخي الكريم على هذا التعقيب الجميل
نقد القصةمطلوب لكي لا تنتشر بين المنتديات على أنها صحيحة
وقد سمعت واعظا يستشهد ببعضها في أحد القنوات الفضائية
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[24 - 03 - 09, 09:09 م]ـ
هذه القصة ذُكرت في بعض كتب التفاسير كالقرطبي وغيره, ولكن ليس بالنص المذكور أعلاه,
انما:
روي أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يزال مغتما بين يدي رسول الله
صلى عليه وسلم: (مالك تكون محزونا)؟ فقال: يا رسول الله، إن أذنبت ذنبا في الجاهلية فأخاف ألا يغفره الله لي وإن أسلمت! فقال له: (أخبرني عن ذنبك).
فقال: يا رسول الله، إن كنتُ، من الذين يقتلون بناتهم، فولدت لي بنت فتشفعت إلى امرأتي أن أتركها فتركتها حتى كبرت وأدركت، وصارت من أجمل النساء فخطبوها، فدخلتني الحمية ولم يحتمل قلبي أن أزوجها أو أتركها في البيت بغير زوج، فقلت للمرأة: إني أريد أن أذهب إلقبيلة كذا وكذا في زيارة أقربائي فابعثيها معي، فسرت بذلك وزينتها بالثياب والحلي، وأخذت علي المواثيق بألا أخونها، فذهبت بها إلى رأس بئر فنظرت في البئر ففطنت الجارية أني أريد أن ألقيها في البئر، فالتزمتني وجعلت تبكي وتقول: يا أبت! إيش تريد أن تفعل بي! فرحمتها، ثم نظرت في البئر فدخلت علي الحمية، ثم التزمتني وجعلت تقول: يا أبت لا تضيع أمانة أمي، فجعلت مرة أنظر في البئر ومرة أنظر إليها فأرحمها، حتى غلبني الشيطان فأخذتها وألقيتها في البئر منكوسة، وهي تنادي في البئر: يا أبت، قتلتني.
فمكثت هناك حتى انقطع صوتها فرجعت.
فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقال: (لو أمرت أن أعاقب أحدا بما فعل في الجاهلية لعاقبتك).
ولم يُذكر من هو الراوي ولا سند الرواية.
وبعض الدعاة يذكرون قصصاً لا تصح للاستئناس والوعظ وتحريك القلوب, والأصل أن يذكر الواعظ مصدر القصة.
¥(63/418)
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[29 - 03 - 09, 12:49 م]ـ
أحمد بن شبيب
جزاك ربي خيرا
احسنت نقلا لهذه القصة المشابهة
لكن متن القصة يذكرني بقصص الإجداد والأباء للأبناء
ثم حولوها بعد ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فهل من نقد في متنها(63/419)
هل صح ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[15 - 03 - 09, 12:02 م]ـ
قال علي بن أبي طالب ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=8)- رضي الله عنه -: ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة
هل من ينشط لتخريج هذا الأثر وبيان صحته
وهذا ايضا رابط للموضوع ولكنه لم يستوفي حقه في التحقيق والتخريج http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=3853
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[03 - 10 - 09, 08:41 م]ـ
ننتظر الجواب من أهل العلم(63/420)
هل كان المشركون يطلقون على النبي صلى الله علية وسلم الصادق الأمين؟
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[16 - 03 - 09, 01:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
كنت أتسال في نفسي إن المشركين لن يطلقوا على رسول الله صلى الله علية وسلم هذا اللقب
إلا وهناك حادثة إستحق بموجبها رسول الله صلى الله علية وسلم هذا اللقب عندهم
وإستغرابي كان
لماذا لم تنقل هذه الحادثة التي لقب لاجلها رسول الله صلى الله علية وسلم بهذا اللقب؟!
فقد قمت بالبحث بدلالة هذه اللفظة فلم أجد غير نقلاً للقرطبي رحمة الله عن مقاتل
من غير سند.
وهو ما أكد عندي ضعف أن يكون هذا لقب للنبي صلى الله علية وسلم لقبة به المشركين.
فما تقولون إخوتي ......(63/421)
ما هي درجة حديث (صِفْرًا)؟
ـ[أبو إسماعيل محمد]ــــــــ[16 - 03 - 09, 07:46 ص]ـ
ما هي درجة حديث (صِفْرًا)؟
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ وَلَمْ يَرْفَعْهُ
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[16 - 03 - 09, 06:16 م]ـ
(صحيح بن حبان/876)،
(سنن ابو دواد/1488)،
(سنن الترمذى/3556)،
(سنن بن ماجة/3865)،
(سنن البيهقى الكبرى/2965)،
(مسند احمد/ 5/ 438)،
(مسند ابى يعلى/4108)،
(مسند الشهاب/1111)،
(مسند البزار/2195)،
(المعجم الكبير للطبرانى/13557)،
(معجم الاوسط/4591)،
(مصنف عبد الرزاق/3250،19648)،
(امالى بن بشران/492)،
(امالى المحاملى/421)،
(الزهد لوكيع/496)،
(الزهد للبرجلانى/32)،
(الزهد لهناد بن السرى/1354)،
(الدعوات الكبير للبيهقى/169).
رواه اربعة من الصحابة:
1 - سلمان الفارسى 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
2 - أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
3 - جابر بن عبد الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
4 - عبد الله بن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
1 - حديث سلمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
(صحيح بن حبان/876)، (سنن ابو دواد/1488)، (سنن الترمذى/3556)، (سنن بن ماجة/3865)،
(سنن البيهقى الكبرى/2965)، (احمد فى المسند/ 5/ 438)، (مسند الشهاب/1111)، (مسند البزار/2195)،
(الدعوات الكبير للبيهقى/169)، (امالى المحاملى/421)، (الزهد لوكيع/496)، (الزهد للبرجلانى/32).
فرواه ابو عثمان النهدى وهو عبد الرحمن بن مل الثقة المخضرم عن سلمان رضى الله عنه مرفوعا من وجه وموقفا من وجه اخر، أما المرفوع فمن طريق جعفر بن ميمون عن ابى عثمان النهدى به، فرواه عن جعفر بن ميمون يزيد بن هارون وابن ابى عدى وعيسى بن يونس ويحيى بن سعيد القطان كلهم عن جعفر بن ميمون به.
أما جعفر بن ميمون هو التميمي أبو العوام الانماطي بياع الانماط، قال أحمد ليس بقوي في الحديث وقال ابن معين ليس بذاك وقال في موضع آخر صالح الحديث وقال مرة ليس بثقة، وقال أبو حاتم صالح، وقال النسائي ليس بالقوي وقال الدارقطني يعتبر به وقال ابن عدي لم أر أحاديثه منكرة وارجو انه لا بأس به ويكتب حديثه في الضعفاء ا. هـ كلام العلماء قلت: فيبدو انه صالح إذا تُوبع.
وقد تابع جعفر بن ميمون يحيى بن ميمون الضبي أبو المعلى العطار الكوفي فى امالى المحاملى، قال ابن الجنيد عن يحيى بن معين ليس به بأس وقال اسحاق بن منصور عن يحيى ثقة وقال أبو حاتم صالح الحديث وقال النسائي ثقة.
اما الموقوف فرواه (الزهد لوكيع/496)، (الزهد للبرجلانى/32)،كلاهما من طريق يزيد بن ابى صالح عن ابى عثمان النهدى عن سلمان موقوفا ً، ويزيد بن أبي صالح هو أبو حبيب المربدي ذكره بن حبان فى الثقات، وثقه يحيى بن معين وغيره وقال أبو حاتم ليس بحديثه بأس وهو اوثق من بقى بالبصرة من اصحاب انس وقال احمد في مسند انس حدثنا وكيع ثنا يزيد بن ابي صالح وكان دباغا وكان حسن الحديث، وسئل أبو زرعة عن يزيد بن ابى صالح الدباغ قال: لا بأس به ا. هـ.
ورواه أحمد فى المسند من طريق سُليمان التيمي، عن أَبي عُثمان، عن سلمانَ موقوفاً، إسناده صحيح وسليمان هو بن طرخان التيمى أبو المعتمر البصرى الثقة.
2 - حديث انس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
(مصنف عبد الرزاق/3250،19648)، (مسند ابى يعلى/4108)، (امالى بن بشران/492).
فرواه عبد الرزاق من طريق معمر عن أبان عن انس مرفوعا ورواه بن بشران فى الامالى من طريق فضيل عن أبان، وأبان هو بن أبي عياش فيروز أبو إسماعيل مولى عبدالقيس البصري قال الفلاس متروك الحديث وقال أحمد بن حنبل متروك الحديث ترك الناس حديثه منذ دهر، وقال أيضا لا يكتب عنه، قيل كان له هوى قال كان منكر الحديث كان وكيع إذا أتى على حديثه يقول رجل لا يسميه استضعافا وقال مرة منكر الحديث،
¥(63/422)
وقال ابن معين ليس حديثه بشئ، وقال مرة ضعيف وقال مرة متروك الحديث، وكذا قال النسائي والدارقطني وأبو حاتم وزاد وكان رجلا صالحا ولكنه بلي بسوء الحفظ، وقال أبو عوانة مرة لا استحل أن أروي عنه شيئا وقال ابن أبي حاتم سئل أبو زرعة عنه فقال ترك حديثه ولم يقرأه علينا فقيل له كان يتعمد الكذب قال لا كان يسمع الحديث من أنس ومن شهر ومن الحسن فلا يميز بينهم، قال النسائي في موضع آخر ليس بثقة ولا يكتب حديثه وقال ابن عدي عامة ما يرويه لا يتابع عليه وهو بين الامر في الضعف وأرجو أنه لا يتعمد الكذب إلا أنه يشبه عليه ويغلط وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق كما قال شعبة.
ثم رواه ابو يعلى فى المسند من طريق إبراهيم بن الحجاج النيلي حدثنا صالح عن ثابت و يزيد الرقاشي و ميمون بن سياه عن أنس مرفوعا، فصالح هو بن بشير بن وادع بن أبي الاقعس أبو بشر البصري القاص المعروف بالمري، قال عباس عن ابن معين ليس به بأس وقال المفضل الغلابي وغيره عن ابن معين ضعيف وقال محمد بن إسحاق الصغاني وغيره عن ابن معين ليس بشئ وقال جعفر الطيالسي عن يحيى كان قاصا وكان كل حديث يحدث به عن ثابت باطلا وقال عبدالله بن علي بن المديني ضعفه أبي جدا وقال محمد بن عثمان بن أبي ثابت عن علي ليس بشئ ضعيف ضعيف
وقال عمرو بن علي ضعيف الحديث يحدث بأحاديث مناكير عن قوم ثقات وكان رجلا صالحا وكان يهم في الحديث وقال الجوزجاني كان قاصا واهي الحديث وقال البخاري منكر الحديث وقال الآجري قلت لابي داود يكتب حديثه فقال لا
وقال النسائي ضعيف الحديث له أحاديث مناكير وقال مرة متروك الحديث وقال صالح بن محمد كان يقص وليس هو شيئا في الحديث يروي أحاديث مناكير عن ثابت والجريري وعن سليمان التيمي أحاديث لا تعرف وقال ابن عدي صالح المري من أهل البصرة وهو رجل قاص حسن الصوت وعامة أحاديثه منكرات تنكرها الائمة عليه وليس هو بصاحب حديث وإنما أتى من قلة معرفته بالاسانيد والمتون وعندي انه مع هذا لا يتعمد الكذب بل يغلط شيئا.
3 - حديث جابر بن عبد الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
(ابو يعلى فى مسنده/2/ 214)، (المعجم الاوسط/4591).
كلاهما من طريق عبيد الله بن معاذ عن ابيه عن يوسف بن محمد بن المنكدر عن ابيه عن جابر مرفوعاً، ويوسف بن محمد بن المنكدر هو التيمى قال أبو حاتم ليس بقوي يكتب حديثه، وقال الآجري عن أبي داود ضعيف وقال النسائي ليس بثقة وقال الدولابي متروك الحديث وقال ابن عدي ارجو انه لا بأس به، وقال العقيلي لا يتابع على حديثه، وقال ابن حبان غلب عليه الصلاح فغفل عن الحفظ فكان يأتي بالشئ توهما فبطل الاحتجاج به وقال الازدي متروك الحديث وقال الدارقطني ضعيف.
4 - حديث عبد الله بن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
من طريق الجارود بن يزيد عن عمر بن ذر عن مجاهد عن بن عمر مرفوعاً، الجارود بن يزيد هو أبو علي العامري النيسابوري:كذبه أبو أسامة وضعفه علي وقال يحيى: ليس بشيء وقال أبو داود: غير ثقة وقال النسائي والدارقطني متروك وقال أبو حاتم: كذاب.
- خلاصة الدرجة: {صح من طريق سلمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - موقوفا ومرفوعا}.
ـ[أبو إسماعيل محمد]ــــــــ[16 - 03 - 09, 06:53 م]ـ
شكرا .....(63/423)
العبارة/مصطلح الترمذى؟
ـ[أبو إسماعيل محمد]ــــــــ[16 - 03 - 09, 08:32 م]ـ
ما معنى قول الترمذى (حَسَنٌ غَرِيبٌ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ وَلَمْ يَرْفَعْهُ)؟ هل هو ضعيف عنده؟
ـ[أبو إسماعيل محمد]ــــــــ[17 - 03 - 09, 10:21 ص]ـ
ما معنى قول الترمذى (حَسَنٌ غَرِيبٌ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ وَلَمْ يَرْفَعْهُ)؟ هل هو ضعيف عنده؟ .....
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[17 - 03 - 09, 12:12 م]ـ
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اما الحسن فمعناه عند الترمذى كما فى العلل (2/ 340) فإنما أردنا به حسن إسناده عندنا كل حديث يروى لا يكون فى إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون الحديث شاذا ويروى من غير وجه نحو ذاك , فهو عندنا حديث حسن
الغريب عند الترمذى فى العلل (2/ 340) وما ذكرنا فى هذا الكتاب حديث غريب فإن أهل الحديث يستغربون الحديث لمعان: رب حديث يكون غريبا لايروى إلا من وجه واحد، ورب حديث إنما يستغرب لزياده تكون فى الحديث، ورب حديث يروى من أوجه كثيرة وإنما يستغرب لحال الإسناد
قال ابن صلاح: الحديث الذى يتفرد به بعض الرواة يوصف بالغريب , وكذلك الحديث الذى يتفرد فيه بعضهم بأمر لا يذكره فيه غيره إما فى متنه وإما فى إسناده
والخلاصة ان الحديث حسن من حيث الاسناد لبلوغه هذه الدرجة غريب من حيث التعدد الغير ملاحظ فيه.
الحديث صحيح عند الترمذى وهو حديث سلمان
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[17 - 03 - 09, 12:30 م]ـ
قول الترمذى: {وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ وَلَمْ يَرْفَعْهُ}
يقصد الترمذى انه صحيح من الوجهين الرفع والوقف فقد ينشط الرواى فى الرفع واحيانا لا يرفع
اما الموقوف فرواه (الزهد لوكيع/496)، (الزهد للبرجلانى/32)،كلاهما من طريق يزيد بن ابى صالح عن ابى عثمان النهدى عن سلمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - موقوفا ً.
ويزيد بن أبي صالح هو أبو حبيب المربدي ذكره بن حبان فى الثقات، وثقه يحيى بن معين وغيره وقال أبو حاتم ليس بحديثه بأس وهو اوثق من بقى بالبصرة من اصحاب انس وقال احمد في مسند انس حدثنا وكيع ثنا يزيد بن ابي صالح وكان دباغا وكان حسن الحديث، وسئل أبو زرعة عن يزيد بن ابى صالح الدباغ قال: لا بأس به ا. هـ.
ورواه أحمد فى المسند من طريق سُليمان التيمي، عن أَبي عُثمان، عن سلمانَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - موقوفاً، إسناده صحيح وسليمان هو بن طرخان التيمى أبو المعتمر البصرى الثقة.
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[17 - 03 - 09, 01:18 م]ـ
ذكر الترمذي هذا اللفظ أيضاً في حديث أبي سعيد في قول الله عز وجل (أو يأتي بعض آيات ربك) كما في بعض النسخ(63/424)
ما صحة هذه الأحاديث في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[17 - 03 - 09, 03:52 ص]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:-
"من صلى علي فى يوم ألف صلاة لم يمت حتى يبشر بالجنه"
"من صلى علي فى يوم مائة مرة قضى الله له مائة حاجة: سبعين منها لآخرته وثلاثين منها لدنياه"
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:-
"من صلى على حين يصبح عشرا وحين يمسى عشرا أدركته شفاعتى يوم القيامة"
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:-
"من صلى على واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات"
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:-
"ما من أحد يسلم على إلا رد الله على روحى حتى أرد عليه السلام"
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:-
"إن أولى الناس بى يوم القيامة أكثرهم على صلاة"
ـ[الخطيمي]ــــــــ[17 - 03 - 09, 04:13 ص]ـ
أما الأول فضعيف (الضعيفة 11/ 190)
والثاني لم أجده بهذا اللفظ إنما وجدته مقيدا بالجمعة فقط وهو موضوع الضعيفة (12/ 776)
والثالث ضعيف الضعيفة (12/ 633)
والرابع صحيح كما في صحيح الترغيب والترهيب
والخامس جسن الصحيحة (5/ 338)
والسادس فحسنه الشيخ في صحيح الترغيب وضعفه في باقي كتبه كضعيف ابي داود وتخريج المشكاة وصحيح وضعيف الجامع الصغير
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 01:23 ص]ـ
بارك الله فيك فيك ونفع بك(63/425)
من ذكر الله في الحل والترحال، والإقامة والظعن، والصحة والمرض، فقد ذكر الله كثيراً
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[17 - 03 - 09, 08:31 ص]ـ
ونسب إلى ابن عباس ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000049&spid=264) أنه قال: [[من ذكر الله في الحل والترحال، والإقامة والظعن، والصحة والمرض، فقد ذكر الله كثيراً]].
أين أجد هذا الأثر وما صحته
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[02 - 04 - 09, 03:57 م]ـ
هل من مجيب ومساعد أجركم الله
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[17 - 10 - 09, 08:46 ص]ـ
هل من مشمر
ـ[أحمد وفاق مختار]ــــــــ[17 - 10 - 09, 10:43 ص]ـ
تفسير الطبري المسمى:جامع البيان في تأويل القرآن - (ج 9 / ص 164)
10380 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثني معاوية عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله:"واذكروا الله كثيرًا"، يقول: لا يفرض الله على عباده فريضة إلا جعل لها حدًّا معلومًا، ثم عذر أهلها في حال عذرٍ، غيرَ الذكر، فإن الله لم يجعل له حدًا ينتهي إليه، ولم يعذر أحدًا في تركه إلا مغلوبًا على عقله، فقال:"فاذكروا الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبكم"، بالليل والنهار، في البر والبحر، وفي السفر والحضر، والغنى والفقر، والسقم والصحة، والسرِّ والعلانية، وعلى كل حالٍ.
تفسير الطبري المسمى:جامع البيان في تأويل القرآن - (ج 20 / ص 280)
حدثني علي، قال: ثنا أَبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس في قوله (اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) يقول: لا يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها حدًّا معلوما، ثم عذر أهلها في حال عذر غير الذكر، فإن الله لم يجعل له حدًّا ينتهي إليه ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا على عقله، قال (فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ) بالليل والنهار في البر والبحر، وفي السفر والحضر، والغنى والفقر، والسقم والصحة، والسر والعلانية، وعلى كل حال. وقال: (وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا) فإذا فعلتم ذلك؛ صلى عليكم هو وملائكته، قال الله عز وجل: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ).
تفسيرالدر المنثور في التأويل بالمأثور للسيوطي - (ج 8 / ص 172)
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {اذكروا الله ذكراً كثيراً} يقول: لا يفرض على عبادة فريضة إلا جعل لها حداً معلوماً، ثم عذر أهلها في حال عذر غير الذكر، فإن الله تعالى لم يجعل له حداً ينتهي إليه، ولم يعذر أحداً في تركه إلا مغلوباً على عقله فقال: اذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم، بالليل والنهار، في البر والبحر، في السفر والحضر، في الغنى والفقر، والصحة والسقم، والسر والعلانية، وعلى كل حال، وقد سبحوه بكرة وأصيلاً، فإذا فعلتم ذلك صلى عليكم وهو وملائكته. قال الله تعالى {هو الذي يصلي عليكم وملائكته}.
والله سبحانه وتعالى أعلم
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[25 - 11 - 09, 02:59 م]ـ
أحمد وفاق مختار
جزاك الله خيرا
بقي الحكم على الأثر(63/426)
من ذكر الله في الحل والترحال، والإقامة والظعن، والصحة والمرض، فقد ذكر الله كثيراً
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[17 - 03 - 09, 08:35 ص]ـ
ونسب إلى ابن عباس ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000049&spid=264) أنه قال: [[من ذكر الله في الحل والترحال، والإقامة والظعن، والصحة والمرض، فقد ذكر الله كثيراً]].
أين أجد الأثر وما صحته
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[24 - 03 - 09, 12:42 م]ـ
هل من مشمر في إفادتنا بالبحث عن صحة الأثر(63/427)
تخريجُ حديثِ: الكَادِ على عِيَالِهِ كالمجاهدِِ في سبيلِ اللَّهِ
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[17 - 03 - 09, 08:39 ص]ـ
تخريجُ حَدِيثِ: " الكَادِّ عَلَى عِيَالِهِ كَالمُجَاهِدِ في سَبِيلِ اللَّهِ "
ذَكَرَهُ السُّيوطيُّ مِنْ غيرِ إِسْنَادٍ في " شَرْحِ سُنَنِ ابنِ مَاجَةَ " (ص: 303)، وعَزَاهُ للرَّافعيِّ في " تاريخِ قزوينَ "، وقَدْ جَاءَ مَعْنَاهُ في حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ الطَّبرانيُّ في " المعجمِ الأوسطِ " (4/ 284 _ رقم:4214) واللَّفظُ لهُ _ ومنْ طريقِهِ: أبو نُعيمٍ في " الحِلْيةِ " (6/ 196) _، والبيهقيُّ في " شُعَبِ الإيمانِ " (6/ 413 _ رقم: 8711) و (7/ 299 _ رقم: 10377) و " السُّننِ الكُبرى " (9/ 25) من طريقِ أحمدَ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ يونسَ؛ قالَ: حدَّثنا رياحُ بنُ عمرٍو القيسيُّ؛ قالَ: حدَّثنا أيُّوبُ السِّختيانيُّ، عنْ محمَّدِ بنِ سِيرينَ، عن أبي هُريرةَ؛ قالَ: بَيْنَا نحنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا شَابٌّ منَ الثَنِيَّةِ، فَلَمَّا رَمَيْنَاهُ بِأَبْصَارِنَا، قُلْنَا: لَوْ أنَّ ذَا الشَّابَّ جَعَلَ نَشَاطَهُ وَشَبَابَهُ وقوَّتَهُ في سَبِيلِ اللَّهِ، فَسَمِعَ مَقَالَتَنَا رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _؛ فقالَ: " ومَا سَبِيلُ اللَّهِ إلاَّ منْ قُتِلَ؟، مَنْ سَعَى عَلَى وَالِدَيْهِ؛ فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، ومَنْ سَعَى عَلَى عِيَالِهِ؛ فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، ومَنْ سَعَى مُكَاثِراً؛ فَفِي سَبِيلِ الشَّيطَانِ ".
وتحرَّفَ اسمُ (رياحٍ) عندَ الطَّبرانيِّ إلى (رباحٍ)، وعندَ البيهقيِّ في " الشُّعَبِ " إلى (روحٍ).
قالَ الطَّبرانيُّ: " لَمْ يَرْوِ هَذَا الحَدِيثَ عنْ محمَّدِ بنِ سِيرينَ إلاَّ أيُّوبُ، وَلاَ رَوَاهُ عنْ أيُّوبَ إلاَّ رياحُ بنُ عمرٍو القيسيُّ، ولا يُرْوَى عنْ أبي هُريرةَ إلاَّ بهذا الإسنادِ، تفرَّدَ بهِ أحمدُ بنُ يونسَ ".
وقالَ أبو نُعيمٍ: " تفرَّدَ بهِ رياحٌ عنْ أيُّوبَ السِّختيانيِّ ".
أقولُ: هَذَا حَدِيثٌ شَاذٌّ؛ رياحُ بنُ عمروٍ القيسيُّ قالَ عنهُ أبو زُرْعَةَ: " صَدُوقٌ "، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " وقالَ: " مِنْ عُبَّادِ أهلِ البَصْرَةِ وزُهَّادِهِمْ "، لكنَّ أَبَا دَاوُدَ اتَّهمَهُ بالزَّنْدَقَةِ، فَقَدْ قالَ أبو عُبيدٍ الآجُرِّيُّ: " سألتُ أَبَا دَاوُدَ عنْ رياحِ بنِ عمرٍو القَيْسيِّ؟، فقالَ: كانَ رجلَ سوءٍ، ثمَّ قالَ: هُوَ، وأبو حبيبٍ، وحيَّانُ الجريريُّ، وَرَابِعَةُ رَابِعَتُهُمْ في الزَّنْدَقَةِ، قالَ أبو عُبيدٍ: أظنُّ أنَّ أَبَا دَاوُدَ قالَ: سمعتُ أحمدَ بنَ صالحٍ يقولُ هَذَا "، وقالَ أبو عُبيدٍ _ أيضاً _: " وسمعتُ أَبَا دَاوُدَ ذَكَرَ رياحَ بنَ عمرٍو القيسيَّ مرَّةً أُخْرَى فقالَ: هُوَ منْ أَهْلِ المحنةِ، وَأَهْلِ القَدَرِ، وَأَخُوهُ عوينٌ ".
وَقَدْ خُولِفَ رياحٌ فيهِ، خَالَفَهُ مَنْ هُوَ أَوْثَقُ مِنْهُ، وَهُوَ: عبدُ الوهَّابِ بنُ عبدِ المجيدِ الثَّقفيُّ _ وهو ثقةٌ _، أَخْرَجَ مخالفتهُ الحسينُ بنُ الحسنِ بنِ حربٍ المَرْوزيُّ في " البرِّ والصِّلَةِ " (رقم:160) قالَ: أخبرنا عبدُ الوهَّابِ الثَّقفيُّ؛ قالَ: حدَّثنا أيُّوبُ، عنْ إبراهيمَ بنِ ميسرةَ؛ أنَّ أَعْرَابِياً طَلَعَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ، فَأَعْجَبَهُمْ شَبَابُهُ، وقوَّتُهُ، ونشاطُهُ، ... فَذَكَرَ نحوَهُ.
أقولُ: هَكَذَا رَوَاهُ عبدُ الوهَّابِ مُرْسَلاً، مُخَالِفاً رياحَ بنَ عمرٍو فيهِ، لِذَا يكونُ حَدِيثُهُ شَاذّاً، أَوْ مُنْكَراً إنْ رُجِّحَ ضعفهُ بسببِ الاخْتِلاَفِ فيهِ.
¥(63/428)
وَوَقَفْتُ عَلَى لَفْظٍ آخرَ للحديثِ _ قَرِيبٍ مِنَ اللَّفظِ السَّابقِ _: أخرجَهُ الطَّبرانيُّ في " المعجمِ الأوسطِ " (8/ 277 _ رقم:8630) قالَ: حدَّثنا مطلَّبُ بنُ شُعيبٍ، حدَّثنا عبدُ اللَّهِ بنُ صالحٍ، حدَّثني اللَّيثُ، حدَّثني إسحاقُ بنُ أَسيدٍ، عنْ عبدِ الكريمِ، عنْ أنسِ بنِ مالكٍ؛ أنَّ رسولَ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ قالَ: " السَّاعِي عَلَى وَالِدَيْهِ لِيَكُفَّهُمَا وَيُغْنِيَهُمَا عَنِ النَّاسِ؛ في سَبِيلِ اللَّهِ، ومنْ سَعَى عَلَى زَوْجٍ أَوْ وَلَدٍ لِيَكُفَّهُمْ وَيُغْنِيَهُمْ عنِ النَّاسِ؛ في سَبِيلِ اللَّهِ، والسَّاعِي عَلَى نَفْسِهِ لِيُغْنِيَهَا وَيَكُفَّهَا عَنِ النَّاسِ؛ في سَبِيلِ اللَّهِ، والسَّاعِي مُكَاثَرَةً؛ في سَبِيلِ الشَّيطَانِ ".
قالَ الطَّبرانيُّ: " لَمْ يَرْوِ هَذَا الحَدِيثَ عنْ عبدِ الكريمِ الجَزَرِيِّ إلاَّ إسحاقُ بنُ أَسيدٍ، تَفَرَّدَ بهِ اللَّيثُ، وَلاَ يُرْوَى عنْ أنسٍ إلاَّ بهذا الإسنادِ ".
أقولُ: كَذَا رَجَّحَ الطَّبرانيُّ أنَّ عبدَ الكريمِ _ هَذَا _ هُوَ الجزريُّ، بَيْنَمَا ذَكَرَ الحافظُ المزِّيُّ في " تهذيبِ الكمالِ " ترجمةَ اثنينِ يُقَالُ لهما: عبدُ الكريمِ، وَكِلاَهُمَا يَرْوِي عَنْ أنسٍ، وَيَرْوِى عَنْهُمَا إسحاقُ بنُ أَسيدٍ؛ وهما: عبدُ الكريمِ بنُ أبي المُخارقِ _ وَهُوَ ضَعِيفٌ _، وعبدُ الكريمِ العُقيليُّ البَصْريُّ _ وَهُوَ مَقْبُولٌ كَمَا قالَ ابنُ حَجَرٍ _، بَيْنَمَا الحافظُ ابنُ حِبَّانَ لَمْ يَعْرِفْهُ، فقالَ في " الثِّقاتِ ": " عبدُ الكريمِ، شَيْخٌ يَرْوِي عنْ أنسِ بنِ مالكٍ، رَوَى اللَّيثُ بنُ سعدٍ عنْ إسحاقَ ابنِ أَسيدٍ عنهُ، لاَ أَدْرِي مَنْ هُوَ، وَلاَ ابنُ منْ هُوَ؟ "، وَعَلَى كُلِّ حالٍ فَالإِسْنَادُ ضَعِيفٌ، مَدَارُهُ عَلَى إسحاقَ بنِ أَسيدٍ، قالَ عنهُ أبو حاتمٍ: " شَيْخٌ ليسَ بالمشهورِ، لاَ يُشْتَغَلُ بِهِ "، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ: " مجهولٌ "، بَيْنَمَا ابنُ حِبَّانَ ذَكَرَهُ في " الثِّقاتِ " عَلَى طريقتِهِ؛ وقالَ: " كَانَ يُخْطىءُ "!!.
_ تَمَّ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالى _
كَتَبَهُ: أبو عُمَرَ نادرُ بنُ وَهْبِي النَّاطُورُ القَنِّيرِيُّ
_ عَفَا اللَّهُ عنهُ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ _
الزَّرْقَاءُ _ الأردنُّ(63/429)
تخريجُ حديثِ: رِضَا اللَّهِ في رِضَا الوالدِ
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[17 - 03 - 09, 08:41 ص]ـ
تخريجُ حَدِيثِ: " رِضَا اللَّهِ في رِضَا الوالدِ "
حديثٌ ضعيفٌ؛ أخرجَهُ التِّرمذيُّ في " سننِهِ " (رقم: 1899) و " العللِ الكبيرِ " (رقم: 365)، والبزَّارُ في " المسندِ " (6/ 376 _ رقم:2394)، والحسنُ بنُ سفيانَ النَّسويُّ في " الأربعين " (رقم:34) واللَّفظُ لهُ _ ومن طريقِهِ: ابنُ حِبَّانَ في " صحيحِهِ " (2/ 172_ رقم: 429)، والبغويُّ في " شرحِ السُّنَّةِ " (13/ 12) _، وابنُ شاهينَ في " التَّرغيبِ في فضائلِ الأعمالِ " (رقم: 299) من طريقِ خالدِ بنِ الحارثِ، عن شُعْبةَ، عن يَعْلَى بنِ عطاءٍ، عنْ أبيهِ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو، عنِ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ قالَ: " رِضَا اللَّهِ في رِضَا الوَالِدِ، وَسَخَطُ اللَّهِ في سَخَطِ الوَالِدِ ".
وَجَاءَ لفظُهُ عند الترمذيِّ والبزَّارِ: " رِضَى الرَّبِّ في رِضَى الوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ في سَخَطِ الوَالِدِ ".
أمَّا لفظُهُ عندَ ابنِ حِبَّانَ فجاءَ هَكَذَا: " رِضَاءُ اللَّهِ في رِضَاءِ الوَالِدِ، وَسَخَطُ اللَّهِ في سَخَطِ الوَالِدِ ".
أقولُ: هَذَا إسنادٌ ضَعِيفٌ؛ لأجلِ عطاءٍ العامريِّ _ والدِ يَعْلَى _، فَهُوَ مجهولٌ، ذَكَرَهُ البُخاريُّ في " التَّاريخِ الكبيرِ " (6/ 463)، وابنُ أبي حاتمٍ في " الجرحِ والتَّعديلِ " (6/ 339) وَلَمْ يَذْكُرَا فِيهِ شيئاً، وقالَ أبو الحسنِ القطَّانُ: " مجهولُ الحالِ، مَا رَوَى عَنْهُ غير ابنِهِ يَعْلَى "، وتَبِعَهُ الذَّهبيُّ في " ميزانِ الاعتدالِ " فقالَ: " لاَ يُعْرَفُ إلاَّ بِابْنِهِ "، ولم يوثِّقْهُ غير ابنِ حِبَّانَ عَلَى طريقتِهِ في توثيقِ المجاهيلِ.
والحَدِيثُ اخْتُلِفَ في رَفْعِهِ وَوَقْفِهِ، فممَّنْ وَافَقَ خالدَ بنَ الحارثِ _ وَهُوَ ثقةٌ ثبتٌ _ عَلَى رَفْعِهِ مِنْ أَصْحَابِ شُعْبةَ:
1 _ عبدُ الرَّحمنِ بنُ مهديٍّ _ وَهُوَ ثقةٌ ثبتٌ حافظٌ _: أخرجَ حديثَهُ الحاكمُ في " المستدركِ " (4/ 168 _ رقم:7249) من طريقِ أحمدَ بنِ حنبلٍ، حدَّثنا عبدُ الرَّحمنِ، حدَّثنا شُعْبةُ، عن يَعْلَى بنِ عطاءٍ، عن أبيه، عن عبدِ اللَّهِ ابنِ عمرٍو؛ قال: قالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم _: " رِضَى الرَّبِّ في رِضَى الوَالِدِ، وسَخَطُ الرَّبِّ في سَخَطِ الوَالِدِ ".
تنبيهٌ: جَاءَ في الأصلِ: عنْ يَعْلَى بنِ عطاءٍ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو، والتَّصويبُ منْ " تلخيصِ المستدركِ ".
قالَ الحاكمُ: " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شرطِ مُسلمٍ، ولم يُخرِّجاهُ ".
أقولُ: بَلْ هُوَ ضَعِيفٌ _ كَمَا ذَكَرْنَا _، وليسَ هُوَ عَلَى شرطِ مُسلمٍ؛ لأنَّ عطاءً العامريَّ ليسَ مِنْ رجالِ مُسلمٍ.
2 _ زيدُ بنُ أبي الزَّرقاءِ _ وَهُوَ ثقةٌ _: أَخْرَجَ حديثَهُ أبو يَعْلَى الخليليُّ في " الإرشادِ " (2/ 617)، والذَّهبيُّ في " تذكرةِ الحفَّاظِ " (2/ 716) و " السِّيرِ " (14/ 147) منْ طريقِ هارونَ بنِ زيدِ بنِ أبي الزَّرقاءِ، حدَّثنا أبي، حدَّثنا شُعْبةُ، عنْ يَعْلَى بنِ عطاءٍ، بهِ بلفظِ: " رِضَى اللَّهِ في رِضَى الوَالِدِ، وَسَخَطُ اللَّهِ في سَخَطِ الوَالِدِ ".
3 _ أبو إسحاقَ الفَزَاريُّ إبراهيمُ بنُ محمَّدِ بنِ الحارثِ _ وَهُوَ ثقةٌ حافظٌ _: أخرجَ حديثَهُ أبو الشَّيخِ الأصبهانيُّ في " الفوائدِ " (رقم:28)، وابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (5/ 173) و (12/ 10 _ 11) منْ طريقِ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ سهمٍ الأنطاكيِّ، حدَّثنا أبو إسحاقَ الفَزَاريُّ، عنْ شُعْبةَ، عنْ يَعْلَى بنِ عطاءٍ، بهِ.
4 _ الحسينُ بنُ الوليدِ النَّيْسابُوريُّ _ وَهُوَ ثقةٌ _: أَخْرَجَ حَدِيثَهُ أبو يَعْلَى الخليليُّ في " الإرشاد (2/ 805)، والبيهقيُّ في " شُعَبِ الإيمان " (6/ 177 _ رقم: 7830) منْ طرقٍ عنهُ، حدَّثنا شُعْبةُ، عنْ يَعْلَى بنِ عطاءٍ، به، بلفظِ: " رِضَا اللَّهِ في رِضَا الوَالِدَيْنِ، وسَخَطُ اللَّهِ في سَخَطِ الوَالِدَيْنِ ".
¥(63/430)
5 _ سهلُ بنُ حمَّادٍ أبو عَتَّابٍ الدَّلاَّلُ _ وَهُوَ لاَ بأسَ بِهِ _: أخرجَ حديثَهُ ابنُ بطَّةَ في " الإبانةِ " (2/ 128 _ رقم:99) منْ طريقِ عبدِ الملكِ بنِ محمَّدٍ الرَّقاشيِّ، حدَّثنا أبو عَتَّابٍ الدَّلاَّلُ، حدَّثنا شُعْبةُ، عنْ يَعْلَى بنِ عطاءٍ، به، بلفظِ: " رِضَا الرَّبِ في رِضَا الوَالِدِ، ... الخ ".
قالَ البزَّارُ في " المسندِ " (6/ 376): " وسمعتُ بعضَ أصحابِنا يَذْكُرُهُ عنْ سهلِ بنِ حمَّادٍ عنْ شُعْبةَ مرفوعاً، وأنْكَرتُهُ عليهِ ".
6 _ عاصمُ بنُ عليِّ بنِ عاصمٍ الواسطيُّ _ صَدُوقٌ رُبَّما وَهِمَ _: أخرجَ حديثَهُ بحشلٌ في " تاريخِ واسطٍ " (ص:45) منْ طريقِ محمَّدِ بنِ عِيسَى بنِ السّكنِ، حدَّثنا عاصمُ بنُ عليٍّ، حدَّثنا شُعْبةُ، عنْ يَعْلََى بنِ عطاءٍ، بِهِ.
7 _ القاسمُ بنُ سليمٍ الصَّوَّافُ _ لَمْ أعثرْ لهُ عَلَى ترجمةٍ _: أخرجَ حديثَهُ البيهقيُّ في " شُعَبِ الإيمانِ " (6/ 177 _ رقم:7829) منْ طريقِ بِشْرِ بنِ موسى الأَسَديِّ، حدَّثنا القاسمُ بنُ سليمٍ الصَّوَّافُ، عنْ شُعْبةَ، عن يَعْلَى بنِ عطاءٍ، بِهِ، بلفظِ: " رِضَى اللَّهِ مِنْ رِضَى الوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُ اللَّهِ مِنْ سخطِ الوَالِدَيْنِ ".
أقولُ: وأمَّا قولُ التِّرمذيِّ: " ولاَ نعلمُ أحداً رَفَعَهُ غيرَ خالدِ بنِ الحارثِ عنْ شُعْبَةَ "، وَكَذَلِكَ قولُ البزَّارِ: " لاَ نعلمُ أحداً أسندهُ إلاَّ خالدُ بنُ الحارثِ عنْ شُعْبَةَ "؛ فَمَرْدُودٌ عَلَيْهِمَا بمنْ ذَكَرْنَاهُمْ آنِفاً.
وَخَالَفَ هؤلاءِ جماعةٌ منْ أَصْحَابِ شُعْبةَ، فوقفوهُ عَلَى عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _، وَهُمْ:
1 _ آدمُ بنُ أبي إياسٍ _ وَهُوَ ثقةٌ _: أخرجَ حديثَهُ البُخاريُّ في " الأدبِ المفردِ " (رقم:2) قالَ: حدَّثنا آدمُ؛ قالَ: حدَّثنا شُعْبةُ؛ قالَ: حدَّثنا يَعْلَى بنُ عطاءٍ، بِهِ.
تنبيهٌ: جاءَ في الأصلِ: عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ، وَأَرَى أنَّهُ تصحيفٌ، وأنَّ الصَّوابَ مَا أثبتناهُ فإنَّ الحَدِيثَ معروفٌ بعبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو، وممَّا يُرجِّحُ مَا ذَهَبْنَا إِلَيْهِ أنَّ الحافظَ المزِّيَّ قالَ عَقِبَ روايتهِ السَّابقةِ _ والَّتي هي عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو _: " رَوَاهُ البُخاريُّ عنْ آدمَ، عنْ شُعْبةَ، هَكَذَا موقوفاً ".
2_ سفيانُ بنُ سعيدٍ الثَّوريُّ _ وَهُوَ ثقةٌ حافظٌ فقيهٌ _: أخرجَ حديثَهُ ابنُ وهبٍ في " الجامعِ " (رقم:91) قال: وأخبرني سفيانُ بنُ سعيدٍ، عنْ شُعْبةَ بنِ الحجَّاجِ، عنْ يَعْلَى بنِ عطاءٍ، عنْ أبيهِ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو؛ قالَ: رِضَا اللَّهِ معَ رِضَا الوَالِدِ، وَسَخَطُ اللَّهِ معَ سَخَطِ الوَالِدِ.
3 _ محمَّدُ بنُ جعفرٍ غُنْدرٌ _ وَهُوَ ثقةٌ _: أخرجَ حديثَهُ التِّرمذيُّ في " سُنَنِهِ " عَقِبَ الحديثِ (رقم:1899) قال: حدَّثنا محمَّدُ بنُ بشَّارٍ، حدَّثنا محمَّدُ بنُ جعفرٍ، عنْ شُعْبةَ، عنْ يَعْلَى بنِ عطاءٍ، عنْ أبيهِ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو، نحوه، ولم يرفعْهُ.
4 _ مسلمُ بنُ إبراهيمَ الأَزْديُّ الفراهيديُّ _ وَهُوَ ثقةٌ مأمونٌ _: أخرجَ حديثَهُ المزِّيُّ في " تهذيب الكمال " (20/ 133) منْ طريقِ عليِّ بنِ عبدِ العزيزِ، حدَّثنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ، حدَّثنا شُعْبةُ، عنْ يَعْلَى بنِ عطاءٍ، عنْ أبيهِ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو؛ قالَ: رِضَى الرَّبِّ في رِضَى الوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ في سَخَطِ الوَالِدِ.
5 _ النَّضْرُ بنُ شميلٍ _ وَهُوَ ثقةٌ ثبتٌ _: أخرجَهُ منْ طريقِهِ البغويُّ في " شرحِ السُّنَّةِ " (13/ 11) عنْ شعبةَ، عنْ يَعْلَى بنِ عطاءٍ، بِهِ.
¥(63/431)
أقولُ: أَرَى أنَّ الأصحَّ والأصوبَ وَقْفُهُ عَلَى عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو؛ لأنَّ محمَّدَ بنَ جعفرٍ _ غُنْدراً _ مِنْ أثبتِ النَّاسِ في شُعْبَةَ، فَهُوَ رَبِيبُهُ، وَجَالَسَهُ نحواً منْ عشرينَ سنةً، قالَ عبدُ اللَّهِ بنُ المباركِ: " إِذَا اخْتَلفَ النَّاسُ في حَدِيثِ شُعْبةَ؛ فكتابُ غُنْدرٍ حَكَمٌ فِيمَا بَيْنَهُمْ "، وقالَ الفَلاَّسُ: " كَانَ يحيى، وعبدُ الرَّحمنِ، ومعاذٌ، وخالدٌ، وأصحابُنا إذا اخْتَلَفُوا في حَدِيثٍ عنْ شُعْبةَ رَجَعُوا إلى كتابِ غُنْدرٍ، فحَكَمَ عليهم "، وقال العجليُّ: " غُنْدرٌ منْ أَثْبَتِ النَّاسِ في حَدِيثِ شُعْبةَ "، وَكَذَلِكَ آدمُ بنُ أبي إياسٍ قالَ عنهُ أحمدُ بنُ حنبلٍ: " كَانَ مِنَ السِّتَّةِ أوِ السَّبعةِ الَّذينَ يضبطونَ الحَدِيثَ عندَ شُعْبةَ "، وقدْ صحَّحَ وقفَهُ التِّرمذيُّ، والبغويُّ.
وَقَدْ تَابَعَ شُعْبةَ على رَفْعِهِ: سفيانُ الثَّوريُّ، وعَلَى وَقْفِهِ: هُشَيمُ بنُ بشيرٍ.
أمَّا متابعةُ سفيانَ الثَّوريِّ: فأخرجَهَا الطَّبرانيُّ في " منْ اسمه شُعبة " (رقم:14) قالَ: حدَّثنا الحسينُ بنُ إسحاقَ التستريُّ، حدَّثنا الحسينُ بنُ عليِّ بنِ الأسودِ العجليُّ، حدَّثنا أبو أسامةَ، عنْ سفيانَ، وسعيدٍ، عنْ يَعْلَى بنِ عطاءٍ، عنْ أبيهِ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو؛ قالَ: قالَ رَسُول اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: ... ، فَذَكَرَهُ.
أقولُ: كَذَا جاء في الأصلِ: (سفيان وسعيد)، ولعلَّ الصَّوابَ: (سفيان بن سعيد)، أو: (سفيان وشعبة) فتحرَّفَ: (شُعْبةُ) إلى: (سعيدٍ)، واللَّهُ أعلمُ.
أمَّا متابعةُ هُشَيمٍ: فأخرجَها الخطيبُ البغداديُّ في " الجامعِ لأخلاقِ الرَّاوي " (2/ 230 _ رقم: 1698) من طريقِ سُريجِ بنِ يونسَ، حدَّثنا هُشَيمٌ، عنْ يَعْلَى بنِ عطاءٍ، عنْ أبيهِ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو: رِضَى الرَّبِّ في رِضَى الوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ في سَخَطِ الوَالِدِ.
وخَالَفَ القاسمُ بنُ سليمٍ الصَّوَّافُ سُريجَ بنَ يونسَ فيهِ، فَرَوَاهُ عن هُشَيمٍ مرفوعاً، أخرجَ مخالفتَهُ البيهقيُّ في " الشُّعَبِ " (6/ 177 _ رقم:7829)، وَهَذِهِ المخالفةُ غير مُؤثِّرةٍ لأنَّ القاسمَ بنَ سليمٍ هَذَا لاَ يُدْرَى منْ هُوَ، فَلَمْ أعثرْ لهُ عَلَى ترجمةٍ.
ووقفتُ عَلَى متابعةٍ أُخْرَى لشُعْبةَ: أخرجَها أبو نُعيمٍ في " الحِلْيَةِ " (8/ 215) قالَ: حدَّثنا محمَّدُ بنُ المظفَّرِ، حدَّثنا محمَّدُ بنُ أحمدَ، حدَّثنا ثابتٌ: وَجَدْتُ في كتابِ جدِّي عنْ محمَّدِ بنِ صبيحِ بنِ السَّمَّاكِ، عنْ أشعثِ بنِ سعدٍ، عنْ يَعْلَى بنِ عطاءٍ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ؛ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " رِضَى الرَّبِّ في رِضَى الوَالِدِ ".
أقولُ: هَذِهِ متابعةٌ ضعيفةٌ؛ لأمرينِ:
الأوَّلُ: محمَّدُ بنُ صبيحِ بنِ السَّمَّاكِ قالَ فيهِ ابنُ نُميرٍ: " ليسَ حديثُهُ بِشَيْءٍ "، وقالَ مرَّةً _ كما في " تاريخِ بغدادَ " (5/ 372) _: " وكانَ صدوقاً مَا عَلِمْتُهُ، رُبَّمَا حَدَّثَ عنِ الضَّعْفَى "، وذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " (9/ 32) وقالَ: " مستقيمُ الحديثِ ".
الثَّاني: أشعثُ بنُ سعدٍ لَمْ أَجِدْ منْ تَرْجَمَهُ، ولعلَّهُ أشعثُ بنُ سعيدٍ أبو الرَّبيعِ السَّمَّانُ، تَحَرَّفَ اسمُهُ إلى: (أشعثِ بنِ سعدٍ)، فَإِنْ كَانَ كَذَلِكَ، فَهُوَ ضَعِيفٌ، مضطربُ الحديثِ، حديثُهُ ليسَ بِذَاكَ، وقدْ أخطأَ فيهِ في موضعينِ:
أ _ أسقطَ والدَ يَعْلَى بنِ عطاءٍ منَ الإسنادِ.
ب _ جَعَلَ الحديثَ منْ مسندِ: (عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ)، بدلاً منْ: (عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو).
وَقَدْ وَجَدْتُ للحَدِيثِ شَاهِداً مِنْ حَدِيثِ أبي هُريرةَ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _ لكنَّهُ ضعيفٌ: أخرجَهُ الطَّبرانيُّ في " المعجمِ الكبيرِ " (رقم: 496 _ قطعة من المفقود)، و " المعجمِ الأوسطِ " (2/ 369 _ رقم: 2255) قالَ: حدَّثنا أحمدُ بنُ إبراهيمَ ابنِ كيسانَ الثَّقفيُّ؛ قالَ: حدَّثنا إسماعيلُ بنُ عمرٍو؛ قالَ: حدَّثنا اللَّيثُ بنُ سعدٍ، عنْ سعيدٍ المَقْبُريِّ، عنْ أبي هُريرةَ؛ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " طَاعَةُ اللَّهِ طَاعَةُ الوَالِدِ، وَمَعْصِيَةُ اللَّهِ مَعْصِيَةُ الوَالِدِ ".
قالَ الطَّبرانيُّ: " لَمْ يَرْوِ هَذَا الحَدِيثَ عنِ اللَّيثِ بنِ سعدٍ إلاَّ إسماعيلُ بنُ عمرٍو، ولاَ يُرْوَى عنْ أبي هُريرةَ إلاَّ بهذا الإسنادِ ".
أقولُ: هَذَا إسنادٌ ضعيفٌ مُنْكَرٌ؛ أحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ كيسانَ هُوَ: أحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ كيسانَ، الثَّقَفيُّ، قال عنه أبو الشَّيخِ الأصبهانيُّ في " طبقاتِ المُحدِّثينَ بأصبهانَ " (3/ 341): " أدركتُهُ ولم أكتبْ عنهُ، كَانَ يُحدِّثُ منْ حفظِهِ، ليسَ بالقويِّ "، ولَيَّنَهُ ابنُ مَرْدُويَه، وإسماعيلُ بنُ عمرٍو هُوَ: ابنُ نجيحٍ البجليُّ، ضعَّفهُ أبو حاتمٍ وابنُ عَدِيٍّ والدَّارقطنيُّ، وقالَ أبو الشَّيخِ الأصبهانيُّ: " وغرائبُ حديثِ إسماعيلَ تكثرُ "، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ _ أيضاً _: " حدَّثَ عنْ مِسْعَرٍ، والثَّوريِّ، والحسنِ بنِ صالحٍ، وغيرِهِمْ بأحاديثَ لا يُتابعُ عليها "، وقالَ الخطيبُ: " وَهُوَ صاحبُ غرائبَ ومناكير عن سفيانَ الثَّوريِّ، وعن غيرِهِ "، وذَكرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " وقالَ: " يُغْرِبُ كثيراً "، وقالَ العُقيليُّ: " في حديثِهِ مناكيرُ، ويُحِيلُ عَلَى منْ لاَ يحتمل ".
_ تَمَّ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالى _
كَتَبَهُ: أبو عُمَرَ نادرُ بنُ وَهْبِي النَّاطُورُ القَنِّيرِيُّ
_ عَفَا اللَّهُ عنهُ _
الزَّرقاءُ _ الأردنُّ
¥(63/432)
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[17 - 03 - 09, 04:53 م]ـ
تخريجاتك يا نادر بن وهبي الناطور غاية في الإتقان ما شاء الله لاقوة إلا بالله
أسأل الله أن لايحرمك أجر ما تقوم به وأن يجعله في ميزان حسناتك
وأن يجعلك للمتقين إماما إنه سميع مجيب الدعاء
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[17 - 03 - 09, 06:16 م]ـ
جزاك الله خيرا وجمعنا واياك فى جنات النعيم
ـ[محمود بن أحمد]ــــــــ[17 - 03 - 09, 06:24 م]ـ
أحسنت يا أخي , و قول يعلى لشعبة كما عند البخاري في تاريخه ," انك لا تأخذ عن أبي " يشعر بتضعيف عطاء , لذا كان يجب أن يقول فيه الحافظ في تقريبه " لين " أو يجزم بضعفه , خاصة أن أحاديثه ليست بمستقيمة , ولا يقول فيه مقبول , والله تعالى أعلم!
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[18 - 03 - 09, 03:34 ص]ـ
الشيخُ الفاضلُ أبو عمر وفقه الله.
جزاك الله خيرًا على هذا التخريج القَيِّم.
والذي يظهر من خلال التخريج أن إعلال الحديث باضطراب عطاء العامري - والد يعلى - له حظ من النظر، بل هو الراجح عندي، وذلك لما نقله البخاريُّ عن يعلى في قوله لشعبة كما في "التاريخ الكبير" (6/ 463): "كان يعلى يحدثني عن أبيه فيرسله، فأقول له: أبوك عمن؟ فقال: أنت لا تأخذ عن أبي".
فالظاهر من سياق هذه المحادثة - بكاملها - أنها تدلُّ على أن عطاء كان مضطرب الحديث، إما بسوء حفظٍ، أو كثرةِ خطأٍ، أو نحو ذلك، وذلك لقرينتين ظاهرتين منها:
الأولى: أعطاء كان يرسل ما هو مرفوعٌ أو موقوف - أو العكس -.
الثانية: أن إجابة يعلى بوصيته شعبةَ بعدم الأخذ من أبيه.
فعند ضم هاتين القرينتين مع بعضهما البعض، يظهر جليًا الحكم بضعفِ عطاء واضطرابِه إما بسبب سوء حفظٍ، أو كثرةِ خطأٍ، أو غفلةٍ أو نحو ذلك.
فعند التسليم باضطرابه، فلا حاجةَ - والحالةُ هذه - إلى ترجيح الاختلاف على شعبة وذلك لأنه ممن رواه على الوجهين سفيانُ الثوري، وهذه قرينةٌ قويةٌ على اضطراب عطاء.
فهذه كلها أمور تجعل تضعيفَ الحديث بسبب اضطراب عطاء العامري أمرًا مركونًا إليه.
وفق الله الجميع.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - 03 - 09, 05:56 ص]ـ
بارك الله فيكم.
سبق كلامٌ حول هذا الحديث، أرجو أن فيه ما يفيد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148427
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[18 - 03 - 09, 08:24 ص]ـ
الأخوةُ الأفاضلُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ شيخنا، ومحمَّدُ بنُ حجَّاجٍ، ومحمودُ بنُ أحمدَ، وأبو فاطمةَ الشِّمِّريُّ، ومحمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ، السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللَّهِ وبركاتُهُ:
جزاكمُ اللَّهُ _ تعالى _ على ملاحظاتكمْ، وتوجيهاتكمْ خيرَ الجزاءِ، وزادكمُ اللَّهُ علماً، ونَفَعَ بكمْ.
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[18 - 03 - 09, 04:37 م]ـ
بارك الله فيكم.
سبق كلامٌ حول هذا الحديث، أرجو أن فيه ما يفيد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148427
شيخنا محمد بن عبد الله الغالي وفقك الله.
ألا ترى قولي بأن هذا الاضطراب - في رفع الحديث ووقفه الحِمل فيه على عطاء العامري بما بيَّنتُ من كلام عطاء لشعبة - له حظ من النظر؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - 03 - 09, 05:13 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا فاطمة، وشكر لك حسن ظنك.
لم يظهر لي من حكاية شعبة ما ذكرتَه،
والحكاية رواها أيضًا يعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 232، 233) وابن أبي خيثمة في تاريخه (1074 - السفر الثاني) من طريق شعبة عن يعلى، قال -يعني: شعبة-: (كان يحدثني عن أبيه، فيرسله؛ لا يرويه عن أحد, فقلت له: فأبوك عمَّن؟ فيقول: " أنت لا تأخُذُ عن أبي وقد أدرك عثمان وأدرك كذا؟! ")، سياق ابن أبي خيثمة، وليس فيه كبير اختلاف عن سياق البخاري الفسوي.
وفي هذا: أن يعلى بن عطاء كان يحدث شعبةَ أحيانًا بالحديث عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً، لا يذكر فيه واسطته، فيسأله شعبة عنها -كعادته-، فينهره يعلى بقوله: أنت لا تأخذ عن أبي -يعني: لا تقبل تحمُّل مراسيله- وقد أدرك عثمان وأدرك كذا، يعني: أنه تابعي قديم، قد أدرك عثمان ونحوه من كبار الصحابة، فكان حقُّه أن تتحمل مراسيله دون سؤال عن الواسطة؛ لأنها لن يكون فيها ما يُنكَر أو يصرف عن تحمُّلها، إذ عطاء أبو يعلى تابعي قديم.
هذا ما ظهر لي من العبارة،
وأما كون كلمة يعلى تفيد أنه يوصي شعبة بعدم الأخذ عن أبيه، أو كونها تفيد أن شعبة يجرِّحه= فغير ظاهر؛ لأن السياق يدل على أن يعلى يحثُّ شعبةَ على قبول روايات أبيه -ولو كانت مرسلة-، ويدلُّ على أن شعبة يقبل تحمُّلَ رواية عطاء، لكنه يسأل عن الواسطة فوقه.
وأما اضطراب عطاء، فلا أجد ما يفيده، فالخلاف على هشيم والثوري غير معتبر، وأما الخلاف على شعبة؛ فهو خلاف معتاد في روايات الرواة بين الرفع والوقف، وتترجح رواية الوقف للقرائن التي ذكرتُها وذكرها الأخ نادر.
والله أعلم.
¥(63/433)
ـ[محمود بن أحمد]ــــــــ[18 - 03 - 09, 08:43 م]ـ
بسم الله , ينبغي أن أنبه اخواني لشء هام , وانا أعلم أنهم أعلم به ... ذلك أنه ينبغي أن ينظر لأحاديث الراوي المتكلم فيه أو الذي فيه اضطراب أو الذي يقال فيه مقبول من قبل الحافظ بن حجر , حتى يكون الحكم على حديثه دقيقا ... وكنت قد أشرت الى أن أحاديث عطاء رحمه الله ليست بمستقيمة , فمثلا هو روى عن شداد بن أوس كما في السنن حديث في المسح على الخفين ..
قال أبو داود
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، وَعَبَّادُ بْنُ مُوسَى، قَالاَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، - قَالَ عَبَّادٌ - قَالَ أَخْبَرَنِي أَوْسُ بْنُ أَبِي أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ وَقَدَمَيْهِ. وَقَالَ عَبَّادٌ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى كِظَامَةَ قَوْمٍ - يَعْنِي الْمِيضَأَةَ وَلَمْ يَذْكُرْ مُسَدَّدٌ الْمِيضَأَةَ وَالْكِظَامَةَ ثُمَّ اتَّفَقَا - فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ وَقَدَمَيْهِ.
فاذا دققت في الحديث , ستجد أن لفظة و قدميه هذه غير محفوظه في أحاديث المسح على الخفين , ولا أظن إلا أنها من عطاء .. والله تعالى أعلم , لذلك تجد بن عدي حين يحكم على الرواة يتتبع أحاديثهم ليرى هل هي مستقيمة أم فيها نكارة أو غير ذلك , هذا والله الموفق.
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[19 - 03 - 09, 12:48 ص]ـ
وأما كون كلمة يعلى تفيد أنه يوصي شعبة بعدم الأخذ عن أبيه، أو كونها تفيد أن شعبة يجرِّحه= فغير ظاهر؛ لأن السياق يدل على أن يعلى يحثُّ شعبةَ على قبول روايات أبيه -ولو كانت مرسلة-، ويدلُّ على أن شعبة يقبل تحمُّلَ رواية عطاء، لكنه يسأل عن الواسطة فوقه.
وأما اضطراب عطاء، فلا أجد ما يفيده، فالخلاف على هشيم والثوري غير معتبر، وأما الخلاف على شعبة؛ فهو خلاف معتاد في روايات الرواة بين الرفع والوقف، وتترجح رواية الوقف للقرائن التي ذكرتُها وذكرها الأخ نادر.
والله أعلم.
جزى الله شيخنا محمد بن عبد الله خيرَ الجزاء على هذا التوضيح.
لكن أتدري ما الطريف في الأمر يا شيخ محمد؟ هو أنني فهمتُ قولَ يعلى لشعبة: "لا تأخُذْ" هكذا بصيغة النهي عن الأخذ!!، والواقع أنها بصيغة النفي "لا تأخُذُ" كما نبه فضيلتكم.
فأسأل الله أن يرزقني فهمًا سليمًا بمنه وكرمه.(63/434)
تخريجُ حديثِ: " مَنْ بَلَغَهُ عَنِ اللَّهِ فَضْلُ شَيْءٍ
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[17 - 03 - 09, 08:43 ص]ـ
تخريجُ حديثِ:
" مَنْ بَلَغَهُ عَنِ اللَّهِ فَضْلُ شَيْءٍ مِنَ الأعمالِ يُعْطِيهِ عَلَيْهَا ثَوَاباً، فَعَمِلَ ذَلِكَ العَمَلَ رَجَاءَ ذَلِكَ الثَّوَابِ؛ أَعْطَاهُ اللَّهُ ذَلِكَ الثَّوابَ ".
أَخْرَجَهُ ابنُ شاهينَ في " شرحِ مذاهبِ أهلِ السُّنَّةِ " (رقم:69)، وابنُ الجوزيِّ في " الموضوعاتِ " (3/ 152 _ 153) منْ طريقِ عبدِ اللَّهِ بنِ سليمانَ بنِ الأشعثِ، حدَّثنا عليُّ بنُ الحسنِ [جَاءَ في الأصلِ: علي بن الحسين، والتَّصويبُ مِنَ " اللآلىءِ المصنوعةِ " (1/ 214)] المُكْتِبُ، حدَّثنا إسماعيلُ بنُ يحيى بنِ عُبيدِ اللَّهِ، حدَّثنا مِسْعَرُ بنُ كِدَامٍ، عنْ عطيَّة العوفيِّ، عنِ ابنِ عُمَرَ؛ قالَ: سمعتُ النَّبيَّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ يقولُ: " مَنْ بَلَغَهُ عَنِ اللَّهِ فَضْلُ شَيْءٍ مِنَ الأعمالِ يُعْطِيهِ عَلَيْهَا ثَوَاباً، فَعَمِلَ ذَلِكَ العملَ رَجَاءَ ذَلِكَ الثَّوابِ؛ أَعْطَاهُ اللَّهُ ذَلِكَ الثَّوابَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَا بَلَغَهُ حقّاً ".
أقولُ: هَذَا حَدِيثٌ موضوعٌ؛ عليُّ بنُ الحسنِ المُكْتِبُ هُوَ: عليُّ بنُ عبدةَ، كَذَّابٌ يَضَعُ الحَدِيثَ، وَشَيْخُهُ إسماعيلُ بنُ يحيى بنِ عُبيدِ اللَّهِ كذَّابٌ _ أيضاً _، وعطيَّةُ هُوَ: ابنُ سعدٍ العوفيُّ، وَقَدْ ضَعَّفُوهُ.
ورُوِيَ الحَدِيثُ منْ وَجْهَيْنِ آخَرَيْنِ عنِ ابنِ عُمَرَ:
الأوَّلُ: أخرجَهُ ابنُ شاهينَ في " شرحِ مذاهبِ أهلِ السُّنَّةِ " (رقم:70) من طريقِ عليِّ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ المباركِ الصَّنْعانيِّ، حدَّثنا زيدُ بنُ المباركِ، حدَّثنا يزيدُ بنُ هارونَ، حدَّثنا أبو الصَّبَّاحِ المؤذِّنُ، حدَّثنا عبدُ العزيزِ، عنِ ابنِ عمرَ؛ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " مَنْ بَلَغَهُ في عَمَلٍ ثَوَابٌ فَعَمِلَ بِهِ رَجَاءَ ثَوَابِهِ؛ أَعْطَاهُ اللَّهُ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ بَاطِلاً، وفضلَ عشرِ حسناتٍ ".
أقولُ: هَذَا إسنادٌ ضعيفٌ جِدّاً؛ عليُّ بنُ عبدِ اللَّهِ هُوَ: عليُّ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ المباركِ الصَّنعانيُّ، نُسِبَ إلى جدِّهِ، وَلَمْ أَعْثُرْ لَهُ عَلَى ترجمةٍ، وأبو الصَّبّاحِ المؤذِّنُ لَمْ أَجِدْ منْ تَرْجَمَهُ، وعبدُ العزيزِ هُوَ: ابنُ قيسٍ العبديُّ البَصْريُّ، قالَ أبو حاتمٍ: " مجهولٌ "، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " عَلَى عادتِهِ في توثيقِ المجاهيلِ.
الثَّاني: أخرجَهُ المرهبيُّ في " فضلِ العلمِ " _ كَمَا في " اللآلىءِ المصنوعةِ " (1/ 215) _ منْ طريقِ عثمانَ بنِ أبي شَيْبَةَ، حدَّثنا شبابةُ، حدَّثنا ابنُ أبي بلالٍ، عنِ الوليدِ بنِ مروانَ، عن ابنِ عُمَرَ؛ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " مَنْ بَلَغَهُ شَيْءٌ مِنَ الأَحَادِيثِ الَّتي يُرْجَى فِيهَا الخيرُ فَقَالَهُ يَنْوِي بِهِ مَا بَلَغَهُ، أُعْطِيَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ".
أقولُ: وَهَذَا ضَعِيفٌ _ أيضاً _؛ ابنُ أبي بلالٍ لاَ أَدْرِي مَنْ هُوَ، وأمَّا شيخُهُ الوليدُ بنُ مروانَ فَيَظْهَرُ لِي أنَّهُ الَّذِي تَرْجَمَ لَهُ ابنُ أبي حَاتمٍ في " الجرحِ والتَّعديلِ " وَذَكَرَ أنَّهُ يَرْوِي عَنْ غَيْلاَنَ بنِ جريرٍ، وَنَقَلَ عنْ أبيهِ أنَّهُ مجهولٌ.
وللحَدِيثِ شَوَاهِدُ يَزْدَادُ بها ضَعْفاً، وَهُوَ يَصْلُحُ أَنْ يُمَثَّلَ بِهِ للضَّعِيفِ الَّذِي لاَ يَنْجَبِرُ بتعدُّدِ طُرُقِهِ:
الشَّاهدُ الأولُ: أخرجَهُ ابنُ حِبَّانَ في " المجروحينَ " (1/ 199) _ ومنْ طريقِهِ: ابنُ الجوزيِّ في " الموضوعاتِ " (3/ 153) _ منْ طريقِ الهيثمِ بنِ خارجةَ، حدَّثنا بزيعٌ أبو الخليلِ، عنْ محمَّدِ بنِ واسعٍ، وثابتٌ، وأَبَانَ، عنْ أنسٍ، عنِ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ قالَ: " مَنْ بَلَغَهُ عنِ اللَّهِ _ عزَّ وجلَّ _، أَوْ عَنِ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ فَضِيلَةٌ _ كَانَ مِنِّي أَوْ لَمْ يَكُنْ _؛ فعَمِلَ بها رَجَاءَ ثَوَابِهَا، أَعْطَاهُ اللَّهُ _ عزَّ وجلَّ _
¥(63/435)
ثَوَابَهَا ".
قالَ ابنُ الجوزيِّ: " هَذَا حَدِيثٌ موضوعٌ، قَدْ وَضَعَهُ مَنْ عَزَمَ عَلَى وَضْعِ أَحَادِيثَ التَّرغيبِ، ... ، فالمُتَّهمُ بِوَضْعِهِ بزيعٌ، وَقَدْ ذَكَرْنَا عَنِ الدَّارقطنيِّ أنَّهُ قالَ: هُوَ متروكٌ، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ: كُلُّ أَحَادِيثِهِ منكراتٌ، لاَ يُتَابِعُهُ عَلَيْهَا أَحَدٌ ".
أقولُ: وَهُوَ كَمَا قَالَ، فبزيعٌ _ هَذَا _ هُوَ: ابنُ حسَّانٍ أبو الخليلِ، قالَ فيهِ أبو حاتمٍ: " ذاهبُ الحديثِ "، وقالَ ابنُ حِبَّانَ: " يأتي عنِ الثِّقاتِ بأشياءَ موضوعةٍ، كأنَّهُ المتعمِّدُ لها "، وَجَاءَ نحوه عنِ الحاكمِ، وَهُوَ قليلُ الحديثِ.
وَلَهُ طريقٌ أُخْرَى عنْ أنسِ بنِ مالكٍ: أخرجَها ابنُ شاهينَ في " شرحِ مذاهبِ أهلِ السُّنَّةِ " (رقم:73) قالَ: حدَّثنا عبدُ اللَّهِ بنُ محمَّدٍ البغويُّ، حدَّثنا كاملُ بنُ طلحةَ، حدَّثنا عبَّادُ بنُ عبدِ الصَّمدِ، عنْ أنسِ بنِ مالكٍ _ يرفعُ الحديثَ إلى رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ قالَ: " مَنْ بَلَغَهُ فَضْلٌ عَنِ اللَّهِ فَعَمِلَ بِهِ؛ أَعْطَاهُ اللَّهُ ذَلِكَ الفَضْلَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ ".
وَتَابَعَ كاملَ بنَ طلحةَ عليهِ: الحارثُ بنُ الحجَّاجِ بنِ أبي الحجَّاجِ _ وَهُوَ مجهولٌ _: أخرجَهُ ابنُ عبدِ البرِّ في " جامعِ بيانِ العلمِ وفضلِهِ " (1/ 22) بلفظِ: " ... ، وَمَنْ بَلَغَهُ عنِ اللَّهِ فَضْلٌ فَأَخَذَ بِذَلِكَ الفَضْلِ الَّذِي بَلَغَهُ؛ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا بَلَغَهُ وَإِنْ كَانَ الَّذِي حَدَّثَهُ كَاذِباً ".
قالَ ابنُ عبدِ البرِّ: " هَذَا الحَدِيثُ ضَعِيفٌ؛ لأنَّ أبا مَعْمَرٍ عبَّادَ بنَ عبدِ الصَّمدِ انْفردَ بِهِ، وَهُوَ متروكُ الحديثِ، وأهلُ العلمِ _ بجماعتِهِمْ _ يتساهلونَ في الفضائلِ، فَيَرْوُونَهَا عنْ كُلٍّ، وإنَّمَا يتشدَّدونَ في أحاديثِ الأحكامِ ".
أقولُ: بَلْ هُوَ مُنْكرٌ جدّاً؛ عبَّادُ بنُ عبدِ الصَّمدِ وَهُوَ: أبو مَعْمَرٍ، قالَ فيهِ البُخاريُّ: " منكرُ الحديثِ "، وقالَ أبو حاتمٍ: " ضعيفُ الحَدِيثِ جِدّاً، منكرُ الحديثِ، لاَ أعرفُ لهُ حَدِيثاً صَحِيحاً "، وقالَ ابنُ حِبَّانَ: " منكرُ الحَدِيثِ جِدّاً، يَرْوِي عنْ أنسٍ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ، وَمَا أُرَاهُ سمعَ منهُ شيئاً، فَلاَ يجوزُ الاحتجاجُ بهِ فِيمَا وَافَقَ الثِّقاتَ، فكيفَ إذا انْفَرَدَ بأوابدَ؟! "، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ: " يُحدِّثُ عنْ أنسٍ بالمناكيرِ، ... ، وَهُوَ ضَعِيفٌ منكرُ الحديثِ ".
أمَّا قولُ ابنِ عبدِ البرِّ: " وأهلُ العلمِ ... الخ " فيُردُّ عليهِ: بأنَّ أَهْلَ العلمِ إنَّمَا أَجَازُوا رِوَايَةَ الأَحَادِيثِ الضَّعيفةِ في فضائلِ الأعمالِ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا ضَعْفٌ شَدِيدٌ، حيثُ لاَ يكونُ فِيهَا متروكٌ أو متَّهمٌ بالكذبِ أوكذَّابٌ، وَحَدِيثُ أنسٍ _ هَذَا _ ضعفهُ شديدٌ.
الشَّاهدُ الثَّاني: أخرجَهُ الحسنُ بنُ عرفةَ في " جزئِهِ " (رقم:63) _ ومنْ طريقِهِ: الخطيبُ البغداديُّ في " تاريخِ بغداد " (8/ 295)، وابنُ الجوزيِّ في " الموضوعاتِ " (1/ 258) _، وابنُ شاهينَ في " شرحِ مذاهبِ أهلِ السُّنَّةِ " (رقم:68) منْ طريقِ أبي يزيدَ خالدِ بنِ حيَّانَ الرَّقِّيِّ، عنْ فراتِ بنِ سلمانَ، وعِيسَى بنِ كثيرٍ، كِلاَهُمَا عنْ أبي رجاءٍ، عنْ يحيى بنِ أبي كثيرٍ، عنْ أبي سَلَمةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، عنْ جابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ الأنصاريِّ؛ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " مَنْ بَلَغَهُ عنِ اللَّهِ _ عزَّ وجلَّ _ شَيْءٌ فِيهِ فَضْلٌ فأخَذَهُ إيماناً بِهِ، وَرَجَاءَ ثوابِهِ؛ أَعْطَاهُ اللَّهُ _ عزَّ وجلَّ _ ذَلِكَ، وإنْ لم يكنْ كَذَلِكَ ".
¥(63/436)
أقولُ: هَذَا إسنادٌ منكرٌ؛ أبو رجاءٍ أُرَى أنَّهُ الجَزَريُّ؛ لأنَّ فراتَ بنَ سلمانَ وعِيسَى بنَ كثيرٍ الأسديَّ [هَكَذَا جاءتْ نِسْبَتُهُ في ترجمةِ ميمونَ بنِ مهرانَ في " تاريخِ دمشقَ " (61/ 363)] الرَّاوِيَانِ عنهُ كِلاَهُمَا رَقّيَّانِ منْ أَهْلِ الجزيرةِ، قالَ عنهُ ابنُ حِبَّانَ في " المجروحينَ " (3/ 158): " شيخٌ، يَرْوِي عَنْ فراتِ بنِ السَّائبِ وَأَهْلِ الجزيرةِ المناكيرَ الكثيرةَ الَّتي لاَ يُتَابَعُ عَلَيْهَا، لاَ يجوزُ الاحتجاجُ بخبرِهِ إِذَا انْفَرَدَ؛ لغلبةِ المناكيرَ عَلَى أخبارِهِ "، والظَّاهرُ أنَّهُ غير أبي رجاءٍ الجَزَريِّ محرزِ بنِ عبدِ اللَّهِ مولى هشامِ بنِ عبدِ الملكِ، فَهَذَا صَدُوقٌ.
الشَّاهدُ الثَّالثُ: أخرجَهُ ابنُ شاهينَ في " شرحِ مذاهبِ أهلِ السُّنَّةِ " (رقم:71 و 72) منْ طريقِ جُويبر، عنِ الضَّحَّاكِ، عنِ ابنِ عبَّاسٍ؛ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " مَنْ بَلَغَهُ عنِ اللَّهِ رَغْبَةٌ فَطَلَبَ ثَوَابَهَا؛ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَهَا، وإنْ لَمْ تَكُنِ الرَّغْبَةُ عَلَى مَا بَلَغَهُ، قُلْتُهُ أَوْ لَمْ أَقُلْهُ، فَأَنَا قُلْتُهُ ".
أقولُ: هَذَا إسنادٌ منقطعٌ ضَعِيفٌ جدّاً؛ جُويبر هُوَ: ابنُ سعيدٍ الأَزْديُّ، قالَ عليُّ بنُ المدينيِّ: " أكثرَ عنِ الضَّحَّاكِ، رَوَى عنهُ أشياءَ مناكيرَ "، والضَّحَّاكُ هُوَ: ابنُ مُزاحمٍ، لَمْ يَسْمَعْ منِ ابنِ عبَّاسٍ، فالإسنادُ منقطعٌ.
تنبيهٌ: هَذَا الحَدِيثُ ذَكَرَهُ شَيْخُ الإسلامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ _ رحمهُ اللَّهُ _ في " مجموعِ الفتاوى " (18/ 68)، وعَزَاهُ للتِّرمذيِّ، والظَّاهرُ أنَّ شيخَ الإسلامِ ابنَ تَيْمِيَّةَ اعْتَمَدَ عَلَى حَافِظَتِهِ في عَزْوِهِ لهذا الحَدِيثِ، والحفظُ خَوَّانٌ، فَهَذَا الحَدِيثُ لَمْ يخرِّجْهُ التِّرمذيُّ في " جامعِهِ "، ولاَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ السُّننِ والجوامعِ والمسانيدِ المشهورةِ _ كَمَا رَأَيْنَا _، فَسُبْحَانَ مَنْ لاَ يضلُّ ولاَ يَنْسَى.
_ تَمَّ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالى _
كَتَبَهُ: أبو عُمَرَ نادرُ بنُ وَهْبِي النَّاطُورُ القَنِّيرِيُّ
_ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ _
الزَّرقاءُ _ الأردنُّ
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[19 - 03 - 09, 02:58 م]ـ
عليُّ بنُ عبدِ اللَّهِ هُوَ: عليُّ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ المباركِ الصَّنعانيُّ، نُسِبَ إلى جدِّهِ، وَلَمْ أَعْثُرْ لَهُ عَلَى ترجمةٍ
هو ابن اخت زيد بن المبارك المذكور في الاسناد وترجمته في تاريخ الاسلام 21/ 230، وهو من شيوخ العقيلي والطبراني.(63/437)
ما المقصود بشجرة إسناد الحديث
ـ[أبو المهند المقدسي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 07:04 ص]ـ
ما هو المقصود بشجرة الاسناد في الحديث
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[18 - 03 - 09, 10:01 ص]ـ
الأخُ الفاضلُ أبو مهندٍ المقدسيُّ، السَّلامُ عليكمْ ورحمةُ اللَّهِ وبركاتُهُ:
شجرةُ الإسنادِ يقصدُ بِهَا طُرُقُ الحَدِيثِ بِمتابعاتِهِ وَشَوَاهِدِهِ، فَإِنَّا إِذَا قُمْنَا بِرَسْمِ _ هَذِهِ _ الطُّرُقِ أَشْبَهَتِ الشَّجرةَ في امْتِدادِهَا وتَفَرُّعَاتِهَا، وبَارَكَ اللَّهُ فيكَ.(63/438)
ابن مسعود والمعوذتان
ـ[الخطيمي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 07:42 ص]ـ
تحية طيبة لكل الإخوة
وأحب أن يدلي الإخوة بما عندهم في مسألة إنكار ابن مسعود للمعوذتين
هل تصح على قواعد أهل الحديث؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[18 - 03 - 09, 09:58 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=23681#post23681(63/439)
سؤال لأهل الحديث حول المتابعة
ـ[أبو أيوب العامري]ــــــــ[18 - 03 - 09, 10:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام
بالمثال يتضح المقال
لوقال الإمام أبو داود رحمه الله تعالى حدثنا زيد بن الحباب حدثنا مطيع بن راشد ....
وجاء الإمام ابن شاهين ورواه عن أبي داود بنفس السند
وجاء البهيقي ورواه عن شويخه عن أبي داود بنفس السند
هل يمكن أن تعد هذه متابعة؟
ـ[أبو أحمد الحربي السلفي]ــــــــ[19 - 03 - 09, 12:10 ص]ـ
في هذه الحال ابن شاهين ليس متابعا لأبي داود بل هو راو عنه
أما شيخ البيهقي إن روى الحديث عن أبي داود فيعتبر في هذه الحال متابع لابن شاهين
مثلا لنفترض أن شيخ البيهقي اسمه أحمد
ستكون صورة الإسناد هكذا
عن أحمد قال حدثنا أبو داود حدثنا زيد بن الحباب حدثنا مطيع بن راشد ....
وصورة إسناد ابن شاهين ستكون ..
عن ابن شاهين قال حدثنا أبو داود حدثنا زيد بن الحباب حدثنا مطيع بن راشد ....
كما ترى التقا أحمد وابن شاهين عند أبي داود وهذه ما يسميه العلماء بالمتابعة التامة ولو التقيا عند زيد بن الحباب فهي متابعة ولكن قاصرة
وإليك هذه المقدمة من كتاب العمل الصالح بها رسم شجري يبين جميع أنواع المتابعة بشكل تفصيلي
من الصفحة 35 إلى 42 كلها عن المتابعة
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=999993#post999993
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[19 - 03 - 09, 01:05 ص]ـ
يكونُ تلميذُ أبي داود في سند البيهقي متابعًا لابن شاهين.
ويكونُ - أيضًا - الحكمُ على أسانيد أبي داود وابن شاهين والبيهقي محصورًا بدراسة حال من فوق أبي داود.
راجع كتاب "الإرشادات" للشيخ طارق عوض الله فصل ثبت العرش ثم انقش.
وفق الله الجميع.(63/440)
هل حديث عرضت علي ذنوب أمتي صحيح؟
ـ[أبو الفداء الأندلسي]ــــــــ[19 - 03 - 09, 12:13 ص]ـ
نرجو بيان درجة صحة هذا الحديث
عرضت عليّ ذنوب أمتي، فلم أرى ذنباً أعظم من سورة من القرآن أوتيها رجل ثم نسيها
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[19 - 03 - 09, 12:43 ص]ـ
السلام عليكم هذا الحديث رواه أبو داود و الترمذي و قال (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه قال وذاكرت به محمد بن إسماعيل فلم يعرفه واستغربه قال محمد ولا أعرف المطلب بن عبد الله سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم إلا قوله حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه و سلم قال وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول لا نعرف للمطلب سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال عبد الله وأنكر علي بن المديني أن يكون المطلب سمع من أنس)
و رواه البيهقي في السنن و الشعب وابن الجوزي في العلل المتناهية و قال: ((قال الدارقطني قد روى عن ابن جريح عن انس والاول اشبه بالصواب والحديث غير ثابت لأن ابن جريج لم يسمع من المطلب شيئا يقال كان يدلسه عن ابن ميسرة وغيره من الضعفاء)) و ضعفه النووي كما في مهمات السنن و ابن حجر في الفتح
قال ابن كثير: " قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى " أي لما أعرضت عن آيات الله وعاملتها معاملة من لم يذكرها بعد بلاغها إليك تناسيتها وأعرضت عنها وأغفلتها كذلك اليوم نعاملك معاملة من ينساك " فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا " فإن الجزاء من جنس العمل. فأما نسيان لفظ القرآن مع فهم معناه والقيام بمقتضاه فليس داخلا في هذا الوعيد الخاص وإن كان متوعدا عليه من جهة أخرى .. اهـ
و الله أعلم(63/441)
كم حديثا روى عمر بن الخطاب؟ ارجو الاجابة
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[19 - 03 - 09, 12:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم حديثا روى عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)
وهل هناك كتاب يذكر مرويات الصحابة
أفيدونا
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[20 - 03 - 09, 10:59 ص]ـ
قال الحافظ ابن الملقِّن في كتاب (الإعلام بفوائد عمدة الأحكام)
روي له (أي عمر) عن النبي صلى الله عليه وسلم 539 حديثا
اتفق البخاري ومسلم منها على 26 حديثا وانفرد البخاري ب34 حديثا ومسلم 21 حديثا
انتهى كلامه (1 - 142)
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[22 - 03 - 09, 03:15 م]ـ
بارك الله فيك جزاك الله خيرا
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[23 - 03 - 09, 10:12 ص]ـ
وفيك بارك الله(63/442)
بحثٌ ممتاز للألباني حول حديث أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم
ـ[أبو يحيى]ــــــــ[19 - 03 - 09, 04:03 م]ـ
قرأتُ هذا الكلام الطيب للشيخ محمد ناصر الدين الألباني، فأجاد الشيخ وأفاد، حول هذا الحديث الذي يتداوله الكثيرون، يظنون أنه صحيحٌ:
قال الشيخ:
"السلسلة الضعيفة" 1/ 149.
إنما أصحابي مثل النجوم فأيهم أخذتم بقوله اهتديتم".
موضوع.
ذكره ابن عبد البر معلقا (2/ 90) وعنه ابن حزم من طريق أبي شهاب الحناط عن حمزة الجزري عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به.
وقد وصله عَبد بن حُمَيد في "المنتخب من المسند" (86/ 1): أخبرني أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب به.
ورواه ابن بطة في "الإبانة" (4/ 11/2) من طريق آخر عن أبي شهاب به.
ثم قال ابن عبد البر: وهذا إسناد لا يصح، ولا يرويه عن نافع من يحتج به.
قلت: وحمزة هذا هو ابن أبي حمزة، قال الدارقطني: متروك، وقال ابن عدي: عامة مروياته موضوعة، وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بالموضوعات حتى كأنه المتعمد لها، ولا تحل الرواية عنه، وقد ساق له الذهبي في "الميزان" أحاديث من موضوعاته هذا منها.
قال ابن حَزم (6/ 83): فقد ظهر أن هذه الرواية لا تثبت أصلا، بل لا شك أنها مكذوبة، لأن الله تعالى يقول في صفة نبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}، فإذا كان كلامه عليه الصلاة والسلام في الشريعة حقا كله وواجبا فهو من الله تعالى بلا شك، وما كان من الله تعالى فلا يختلف فيه لقوله تعالى: {ولوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}.
وقد نهى تعالى عن التفرق والاختلاف بقوله: {ولا تنازعوا}.
فمن المحال أن يأمر رسولُه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باتباع كل قائل من الصحابة رضي الله عنهم، وفيهم من يحلل الشيء، وغيره يحرمه، ولوكان ذلك لكان بيع الخمر حلالا اقتداء بسمرة بن جندب، ولكان أكل البَرَد للصائم حلالا اقتداء بأبي طلحة، وحرامًا اقتداء بغيره منهم، ولكان ترك الغسل من الإكسال واجبًا بعلي وعثمان وطلحة وأبي أيوب وأُبَي بن كَعب، وحراما اقتداء بعائشة، وَابن عمر، وكل هذا مَروِيٌّ عندنا بالأسانيد الصحيحة.
ثم أطال في بيان بعض الآراء التي صدرت من الصحابة وأخطؤوا فيها السُّنَّة، وذلك في حياته صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبعد مماته.
ثم قال (6/ 86): فكيف يجوز تقليد قوم يخطئون ويصيبون؟!.
وقال قبل ذلك (5/ 64)، تحت باب ذم الاختلاف: وإنما الفرض علينا اتباع ما جاء به القرآن عن الله تعالى، الذي شرع لنا دين الإسلام، وما صح عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي أَمَره الله تعالى ببيان الدين، فصح أن الاختلاف لا يجب أن يراعى أصلا، وقد غلط قوم فقالوا: الاختلاف رحمة، واحتجوا بما روي عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم"، قال: وهذا الحديث باطلٌ مكذوبٌ من توليد أهل الفسق، لوجوه ضرورية؛
أحدها: أنه لم يصح من طريق النقل.
والثاني: أنه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يجز أن يأمر بما نهى عنه، وهو عليه السلام قد أخبر أن أبا بكر قد أخطأ في تفسير فسره، وخطأ أبا السنابل في فتيا أفتى بها في العِدَّة، فمن المحال الممتنع الذي لا يجوز البتة أن يكون عليه السلام يأمر باتباع ما قد أخبر أنه خطأ.
فيكون حينئذ أمر بالخطأ تعالى الله عن ذلك، وحاشا له صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هذه الصفة، وهو عليه الصلاة والسلام قد أخبر أنهم يخطئون، فلا يجوز أن يأمرنا باتباع من يخطيء، إلا أن يكون عليه السلام أراد نقلهم لما رووا عنه فهذا صحيح لأنهم رضي الله عنهم كلهم ثقات، فمن أيهم نقل، فقد اهتدى الناقل.
والثالث: أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يقول الباطل، بل قوله الحق، وتشبيه المشبه للمصيبين بالنجوم تشبيه فاسد وكذب ظاهر، لأنه من أراد جهة مطلع الجدي، فأم جهة مطلع السرطان لم يهتد، بل قد ضل ضلالا بعيدا وأخطأ خطأ فاحشا، وليس كل النجوم يهتدى بها في كل طريق، فبطل التشبيه المذكور ووضح كذب ذلك الحديث وسقوطه وضوحا ضروريا.
ونقل خلاصته ابن الملقن في "الخلاصة" (175/ 2) وأقره، وبه ختم كلامه على الحديث فقال: وقال ابن حزم: خبر مكذوب موضوع باطل لم يصح قط.
وما زال للشيخ كلام في الموضوع، من أراد الاستزادة فليرجع للمصدر المذكور.
ـ[ماجد المسلم]ــــــــ[08 - 06 - 09, 12:51 ص]ـ
جزاك الله خيراً وأحسن إليك ورحم الله العلامة الألباني رحمة واسعة(63/443)
تخريج حديث
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[19 - 03 - 09, 09:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قرأت في النهاية لابن الأثير، وفي الفئق للزمخشري
أنّ النّبيّ، صلى الله عليه وسلم، مرَّ بامرأة سوداء تُرْقِّص صبيّاً لها وهي تقول:
ذُؤالَ، يا ابْنَ القَرْمِ، يا ذُؤالَهْ
يَمْشي الثَّطا، ويَجْلِِِسُ الهَبَنْقَعَهْ
فقال، عليه السّلام: لا تقولي ذؤال فإنّه شرّ السّباع
رجاء أريد تخريج هذا الحديث. هل هو موجود في كتب الصحاح وفي المسانيد المعتبرة في تخريج الأحاديث
بارك الله فيكم
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[20 - 03 - 09, 06:48 ص]ـ
رايت أن أقدم من ساقة الجاحظ في حياة الحيوان بغير سند
والظاهر أن البقية من أهل اللغة نهجوا على منهاجة
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[20 - 03 - 09, 10:50 ص]ـ
شكراً جزيلاً. بارك الله فيكم وقضى حوائجكم
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[20 - 03 - 09, 12:13 م]ـ
السلام عليكم
هل يمكن إرشادي في أي جزء من كتاب الحيوان للجاحظ مر قول النبي صلى الله عليه وسلم، لأني بحثت في الفهارس ولم أوفق في الاهتداء عليه. بارك الله فيكم.
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[20 - 03 - 09, 02:44 م]ـ
هل هو موجود في كتب الصحاح وفي المسانيد المعتبرة في تخريج الأحاديث Question
ليست موجودة فى مسانيد او صحاح او حتى اجزاء حديثية
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[20 - 03 - 09, 03:17 م]ـ
في:
باب الذال المعجمة
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[20 - 03 - 09, 04:47 م]ـ
شكراً جزيلاً. يسّر الله أمركم.
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[20 - 03 - 09, 04:51 م]ـ
السلام عليكم
هل هذا الحديث صحيح ومسند:
" لا تسترضعوا أولادكم الرسح ولا العمش، فإن اللبن يورث الرسح"
يمر هذا الحديث في كتب اللغة وفي النهاية لابن الأثير.
بارك الله فيكم
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[20 - 03 - 09, 05:40 م]ـ
أختي الكريمة وجدت نقلاً:
اخرجه الديلمي عن علي رضي الله عنه بلفظه: لا تسترضعوا اولادكم فان اللبن يعدي ولا الرسح ولا العمش. الرسح من باب تعب اي قليل لحم الفخذين، والعمش بالعين المهملة من باب تعب سال دمعها مع ضعف البصر.
من هو الديلمي:
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=65841
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[20 - 03 - 09, 11:56 م]ـ
هل كتاب الديلمي كتاب معتبر في تخريج الأحاديث؟ لأني أود تخريج الحديث. بارك الله فيكم
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[21 - 03 - 09, 02:35 م]ـ
هو: شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرو، أبو شجاع الديلمى الهمذانى - مؤرخ من العلماء بالحديث له تاريخ همذان بلده وفردوس الاخبار في الحديث كبير اختصره ابنه شهردار وسماه مسند الفردوس، ثم اختصره: العسقلاني، وسماه: تسديد القوس في اختصار مسند الفردوس.
يظهر أنة معتبر
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[21 - 03 - 09, 02:36 م]ـ
هو: شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرو، أبو شجاع الديلمى الهمذانى - مؤرخ من العلماء بالحديث له تاريخ همذان بلده وفردوس الاخبار في الحديث كبير اختصره ابنه شهردار وسماه مسند الفردوس، ثم اختصره: العسقلاني، وسماه: تسديد القوس في اختصار مسند الفردوس.
يظهر أنة معتبر(63/444)
أنا أحتاج إلى مساعدتكم بأقصر وقت ممكن
ـ[عبدالله السندي]ــــــــ[19 - 03 - 09, 09:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يأيها العلماء الكرام
أنا في حاجة ماسة في شخصية الإمام محمد بن إسما عيل البخاري. وللإمام محمد عابد السندي
أنا بعيد عن المكتبات الإسلامية في هذا الوقت، لو قرأتم هذا الإلتماس فحرروا لي أشطر لكم شكرا جزيلا
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[20 - 03 - 09, 06:36 ص]ـ
تريد الترجمة تقصد(63/445)
من هو (أَبِى ثُمَامَةَ الْبُرِّىِّ)
ـ[ابو عبد الله الثور ي]ــــــــ[20 - 03 - 09, 03:00 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اما بعد
اثناء تخريجي لحديث تشبيك الاصابع وجدت هذا السند في سنن البيهقي
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِىُّ أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ الْمَقْبُرِىِّ عَنْ أَبِى ثُمَامَةَ الْبُرِّىِّ قَالَ: خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ الصَّلاَةَ فَصَحِبْتُ كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ فَنَظَرَ إِلَىَّ وَأَنَا أُشَبِّكُ بَيْنَ أَصَابِعِى فَقَالَ: لاَ تُشَبِّكْ بَيْنَ أَصَابِعِكَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَهَى أَنْ نُشَبِّكَ بَيْنَ أَصَابِعِنَا فِى الصَّلاَةِ. فَقُلْتُ: إِنِّى لَسْتُ فِى صَلاَةٍ. قَالَ: أَلَيْسَ قَدْ تَوَضَّأْتَ وَخَرَجْتَ تُرِيدُ الصَّلاَةَ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَأَنْتَ فِى صَلاَةٍ.
فهل احد من الاخوه يعرف من هو (أَبِى ثُمَامَةَ الْبُرِّىِّ) هل هو أبو ثمامة القماح الحناط
وجزاكم الله خيرا
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[20 - 03 - 09, 03:21 م]ـ
نعم هو القماح
الإكمال
باب البري والبري والبزي
أما البري بضم الباء وبالراء فهو أبو ثمامة البري، ويقال: القماح، سمع كعب بن عجرة، حدث عنه سعيد المقبري وعثمان بن مقسم البري أبو سلمة يروي عن أبي إسحاق السبيعي ونافع وغيرهما، يضعف وسلمة بن عثمان البري حدث عن محمد بن المغيرة روى عنه عيسى بن إبراهيم البركي.
ـ[ابو عبد الله الثور ي]ــــــــ[20 - 03 - 09, 03:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الكريم وكتب الله لكم المثوبة والاجر(63/446)
صحة حديث
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[20 - 03 - 09, 05:34 م]ـ
السلام عليكم
هل هذا الحديث صحيح؟ وهل أجده في كتب الصحاح والمسانيد المعتبرة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسقوني حلب امرأة.
بارك الله فيكم.
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[20 - 03 - 09, 05:47 م]ـ
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 325):
منكر.
أخرجه وكيع في " الزهد " (3/ 494 / 408) حدثنا قيس بن الربيع عن امرئ القيس
عن عاصم بن بحير عن ابن أبي الشيخ المحاربي قال: أتانا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال: " نصركم الله يا معشر محارب! لا تسقوني ... ".
و أخرجه ابن سعد في " الطبقات " (6/ 43) من طريقين آخرين عن قيس بن الربيع
به، و زاد أحدهما: قال قيس بن الربيع: فرأيت امرأ القيس إذا أتى بشيراز
(كذا) قال: حلاب امرأة هذا؟.
قلت: و هذا إسناد ضعيف مظلم، ابن أبي الشيخ لا يعرف إلا في هذا الحديث بهذا
الإسناد، أورده ابن الأثير و غيره هكذا في الصحابة.
و عاصم بن بحير ـ بالحاء المهملة مكبرا أو مصغرا ـ كما في" الإكمال " و غيره
و لم أجد له ترجمة، و امرؤ القيس، أورده في " الميزان " بروايته هذه عن عاصم
و قال: قال الأزدي: حدث بخبر منكر لا يصح، و كذا في " اللسان ".
و قيس بن الربيع، قال الحافظ في " التقريب ": صدوق، تغير لما كبر، و أدخل
عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به.
قلت: فلا يبعد أن يكون هذا الحديث بهذا الإسناد المظلم مما أدخله عليه ابنه و
الله أعلم.(63/447)
يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[20 - 03 - 09, 09:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبيّ بعده، وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هديَه
.. وبعد،،
فهذه أول مشاركة لي في هذا الملتقى العامر، بارك الله في شيوخه وأساتذته ونفعنا بهم آمين.
أخرج البخاريّ في صحيحه حديث: ((يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة، وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصني، فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك، فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين، ثم يقال: يا إبراهيم، ما تحت رجليك؟ فينظر، فإذا هو بذيخ متلطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار)).
وعندي إشكالات على سند هذا الحديث ومتنه أرجو من شيوخنا وأساتذتنا حفظهم الله الفصلَ فيها وإرشاد العبد الفقير.
لهذا الحديث إسنادان عن أبي هريرة: ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري، وأيوب عن ابن سيرين.
أولاً: سند سعيد المقبري
لا يُعرف هذا الإسناد إلا مِن طريقين:
(1) إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه، عن ابن أبي ذئب.
(2) أحمد بن حفص، عن أبيه، عن إبراهيم بن طهمان، عن ابن أبي ذئب.
فأما الطريق الثانية فتفرّد بوصلها النسائي (الكبرى 11375) وعلَّقها البخاري (4490). وهي معلولة بالانقطاع بين إبراهيم بن طهمان وابن أبي ذئب فإنه لا يُعرَف له سماعٌ منه، ولم يذكره المزي في شيوخه (تهذيب الكمال 2/ 109). ثم إن إبراهيم بن طهمان زاد بين سعيد وأبي هريرة أبا سعيد المقبري.
وأما الطريق الأولى فليست بأحسن حالاً، إذ ليست في أيٍّ من كتب المسانيد والسنن، بل تفرّد بها البخاري (3172)، وأخرجها الحاكم في المستدرك (2936). وليس في هذه الطريق واسطة بين سعيد المقبري وأبي هريرة.
قال ابن حجر في مقدمة الفتح (1/ 363): ((الحديث التاسع والأربعون: قال الدارقطني: أخرج البخاري حديث ابن أبي أويس، عن أخيه، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: "يلقى إبراهيم عليه السلام أباه آزر يوم القيامة، وعلى وجه آزر قترة" الحديث. قال: وهذا رواه إبراهيم بن طهمان، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. قلت: قد علَّق البخاري حديث إبراهيم بن طهمان في التفسير، فلم يهمل حكاية الخلاف فيه)). اهـ
ثانياً: سند ابن سيرين
لا يُعرف هذا الإسناد إلاّ من طريق آدم بن أبي إياس، عن حماد بن سلمة، عن أيوب. أخرجه البزار (كشف الأستار 97) عن ميمون بن الأصبغ، والحاكم (المستدرك 8750) من طريق إبراهيم بن الحسين. كلاهما (ميمون، وإبراهيم): عن آدم به، ولفظه: ((يلقى رجلٌ أباه)) وليس فيه ذِكر إبراهيم عليه السلام.
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه)). اهـ قلتُ: بل ليس على شرط مسلم، فإن آدم بن أبي إياس ليس من رجاله، فكيف يكون حديثه على شرطه؟ والأعجب قول مَن تعقّب الحاكم فقال: ((والصواب أنه صحيح على شرط البخاري فقط، لأن آدم بن أبي إياس لم يخرجه مسلم)). اهـ قلتُ: فاستبدل خطأ بخطأ، فإن هذا الحديث ليس على شرط البخاري قطعاً، إذ إن حمّاد بن سلمة ليس من رجاله، فكيف يكون حديثه على شرطه!
وهذا الإسناد ضعيف. قال البزار (كشف الأستار 1/ 66): ((لا نعلم رواه عن أيوب هكذا إلا حمّاد)). اهـ وقال ابن كثير في تفسيره (الشعراء 87): ((وقد رواه البزار بإسناده من حديث حماد بن سلمة عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي r وفيه غرابة)). اهـ قال الإمام أحمد (شرح علل الترمذي 2/ 622): ((حمّاد بن سلمة يسند عن أيوب أحاديث لا يسندها الناس)). اهـ وحماد بن سلمة لم يحتجّ به مسلم في الأصول إلاّ عن ثابت.
حديث أبي سعيد الخدري
وقد رُوي الحديث بنحوه عن أبي سعيد الخدري، ولا يُعرف إلا من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد. أخرجه أبو يعلى (1406) وابن حبان (252) من طريق أحمد بن المقدام العجلي. وأخرجه الحاكم (المستدرك 8746) من طريق عبيد بن عبيدة القرشي. كلاهما (العجلي، والقرشي) عن المعتمر به، ولفظه ((ليأخذن رجل بيد أبيه يوم القيامة)) وليس فيه ذِكر لإبراهيم عليه السلام. وفي آخره: ((قال أبو سعيد: فكان أصحاب محمد يرون أن ذاك الرجل إبراهيم، ولم يزدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك)) وهذا معارضة صريحة لحديث أبي هريرة في ذِكر إبراهيم في المتن! ثم إن قتادة عنعن ولم يصرّح بالسماع.
فالذي بان لي من طرق هذا الحديث أنه لا يُعرَف إلاّ عن أربعة نفر:
(1) إسماعيل بن أبي أويس
(2) أحمد بن حفص
(3) آدم بن أبي إياس
(4) المعتمر بن سليمان
ولا يصحّ حديث المعتمر ولا حديث آدم بن أبي إياس. وأما حديث أحمد بن حفص فلم يروه عن إبراهيم ابن طهمان إلا أبوه، وفيه انقطاع ولا يصلح لمتابعة إسماعيل بن أبي أويس. وأما إسماعيل بن أبي أويس فأقوال الأئمة فيه معلومة، حتى قال ابن معين: ((مخلّط يكذب ليس بشيء)) وقال الدارقطني: ((لا أختاره في الصحيح)).
¥(63/448)
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[20 - 03 - 09, 10:25 م]ـ
إشكالات المتن
قال ابن حجر في الفتح (8/ 500 - 501): ((وقد استشكل الإسماعيلي هذا الحديث من أصله، وطعن في صحته، فقال بعد أن أخرجه: "هذا خبر في صحته نظر، من جهة أن إبراهيم علم أن الله لا يخلف الميعاد. فكيف يجعل ما صار لأبيه خزياً، مع علمه بذلك! ". وقال غيره: "هذا الحديث مخالف لظاهر قوله تعالى (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعده وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه) " انتهى.
والجواب عن ذلك: أن أهل التفسير اختلفوا في الوقت الذي تبرأ فيه إبراهيم من أبيه؛ فقيل: كان ذلك في الحياة الدنيا لما مات آزر مشركاً، وهذا أخرجه الطبري من طريق حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وإسناده صحيح. وفي رواية: "فلما مات لم يستغفر له". ومن طريق على بن أبي طلحة عن ابن عباس نحوه، قال: "استغفر له ما كان حياً، فلما مات أمسك". وأورده أيضاً من طريق مجاهد وقتادة وعمرو بن دينار نحو ذلك.
وقيل: إنما تبرأ منه يوم القيامة لما يئس منه حين مسخ، على ما صرح به في رواية ابن المنذر التي أشرت إليها. وهذا الذي أخرجه الطبري أيضاً من طريق عبد الملك بن أبي سليمان: سمعت سعيد بن جبير يقول: "إن إبراهيم يقول يوم القيامة: رب، والدي! رب، والدي! فإذا كان الثالثة، أخذ بيده. فيلتفت إليه، وهو ضبعان، فيتبرأ منه". ومن طريق عبيد بن عمير قال: "يقول إبراهيم لأبيه: إني كنت آمرك في الدنيا وتعصيني، ولست تاركك اليوم، فخذ بحقوي. فيأخذ بضبعيه، فيمسخ ضبعاً. فإذا رآه إبراهيم مسخ، تبرأ منه".
ويمكن الجمع بين القولين: بأنه تبرأ منه لما مات مشركاً، فترك الاستغفار له. لكن لما رآه يوم القيامة، أدركته الرأفة والرقة، فسأل فيه. فلما رآه مسخ، يئس منه حينئذ، فتبرأ منه تبرءاً أبدياً. وقيل: إن إبراهيم لم يتيقن موته على الكفر، بجواز أن يكون آمن في نفسه ولم يطلع إبراهيم على ذلك. وتكون تبرئته منه حينئذ بعد الحال التي وقعت في هذا الحديث.
قال الكرماني: فإن قلت: إذا أدخل الله أباه النار، فقد أخزاه لقوله (إنك من تدخل النار فقد أخزيته) وخزى الوالد خزي الولد، فيلزم الخلف في الوعد، وهو محال. ولو لم يدخل النار، لزم الخلف في الوعيد، وهو المراد بقوله (إن الله حرم الجنة على الكافرين). والجواب: أنه إذا مسخ في صورة ضبع وألقى في النار، لم تبق الصورة التي هي سبب الخزي، فهو عمل بالوعد والوعيد. وجواب آخر: وهو أن الوعد كان مشروطاً بالإيمان، وإنما استغفر له وفاءً بما وعده. فلما تبين له أنه عدو لله، تبرأ منه. قلت: وما قدمته يؤدي المعنى المراد، مع السلامة مما في اللفظ من الشناعة، والله أعلم)). اهـ
قلتُ: ودفاع ابن حجر رحمه الله ليس بشيء وإنما تكلّف في الجواب لأنه عزّ عليه الطعن في الحديث، فوقع في مخالفة كتاب الله من حيث لا يدري. فاعتذاره بأن ((أهل التفسير اختلفوا في الوقت الذي تبرأ فيه إبراهيم من أبيه)) مردود، لأن قوله تعالى {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلََّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} قاطعٌ بتبرُّؤ إبراهيم من أبيه في الدنيا، فمَن خالف هذا فقوله لا يُلتفت إليه. فاعجب من ابن حجر، يقول المعترض: قال الله، ويقول هو: قال سعيد بن جبير!
وقوله: ((لكن لما رآه يوم القيامة، أدركته الرأفة والرقة، فسأل فيه)) قول لا يليق بإبراهيم عليه السلام! فقد أمرَنا الله تعالى بألاّ تأخذنا بمرتكبي الزنى من المسلمين رأفة في دين الله (وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللََّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللََّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) (النور 2)، فكيف تأخذ إبراهيمَ بهذا الكافر عدوِّ الله رأفة ورقّة! وقوله: ((وقيل: إن إبراهيم لم يتيقن موته على الكفر)) مردود لمخالفته صريح القرآن، عفا الله عنهم!
وقد استشكلتُ أموراً أخرى:
- كيف يكون في إدخال هذا الكافرِ النارَ خزيٌ لإبراهيم وقد انقطع النسب بينه وبينه! كما قال تعالى لنوح عن ابنه الكافر (يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ) (هود 46). فهل يُخزَى نوح لأن ابنه من أصحاب الجحيم؟
- أن قوله: ((يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟)) تنقضه تكملة الآيات الكريمات لقول إبراهيم: (وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء 87). فإبراهيم عليه السلام يقرّ بأن الأبناء لن يغنوا عن آبائهم شيئاً يوم القيامة، فهل مَن أقرّ بهذا في الدنيا يشفع لأبيه الكافر يوم القيامة؟
- وقع في رواية ابن أبي أويس ((أبي الأبعد)) وليست الياء للنسب، بل وقع في رواية ابن طهمان: ((فإن أخزيت أباه فقد أخزيت الأبعد))، فعُلم أن المقصود بـ ((الأبعد)) هو إبراهيم. وحاشا الخليل عليه السلام أن يُقال له "الأبعد"! فهذه لفظة نكراء شنيعة فيها اجتراء على مقام النبوّة الطاهر، سامحهم الله وغفر لهم!
هذا ما استُشكِل عليّ في هذا الحديث .. فماذا ترون أكرمكم الله؟
¥(63/449)
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[23 - 03 - 09, 01:22 ص]ـ
هذا ما استُشكِل عليّ في هذا الحديث .. فماذا ترون أكرمكم الله؟
هل مِن توضيح لهذه النقاط جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم؟
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[26 - 03 - 09, 07:43 م]ـ
الحديث ليس له أصل عن أبي هريرة
@ أما رواية ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري: فغير محفوظة ولم تأتِ من طريق ثابتة صحيحة:
(0) فطريق ابن أبي أويس فيها نظر مِن قِبَل عدالته وضبطه، ويُنظر أيضاً في سماع أخيه عبد الحميد من ابن أبي ذئب فإنه غير محفوظ.
(0) وطريق إبراهيم بن طهمان منقطعة لأنه لا يُعرف له سماع من ابن أبي ذئب. ولذلك قال ابن كثير في تفسيره (الشعراء 87): ((وهذا إسناد غريب وفيه نكارة)). اهـ
وليس في كلتا الطريقين مَن يُحتَجّ بحديثه: فأما ابن أبي أويس فأمره ظاهر لأنه كان يسرق الأحاديث ويخلّط. قال ابن معين: ((ابن أبي أويس وأبوه يسرقان الحديث)) وقال: ((مخلط يكذب ليس بشيء)). وقال النسائي: ((ليس بثقة)). [تهذيب التهذيب 1/ 271 - 272].
وأما إبراهيم بن طهمان فمُختلف في الاحتجاج بحديثه، حتى قال ابن حبان (الثقات 6/ 27): ((أمره مشتبه، له مدخل في الثقات ومدخل في الضعفاء. وقد رَوى أحاديث مستقيمة تشبه أحاديث الأثبات، وقد تفرّد عن الثقات بأشياء معضلات)). اهـ
@ وأما رواية أيوب عن ابن سيرين: فغير محفوظة أيضاً، ولا تُعرف إلا عن حمّاد بن سلمة، وكان ساء حفظه في كبره، وقد ضعّفه الإمام أحمد في أيوب.
... فتبيّن أن الحديث ليس له أصل عن أبي هريرة رضي الله عنه، ولم يثبت لا عن سعيد المقبري ولا عن ابن سيرين. وهو من أفراد البخاري. فحديثٌ هذا حالُه كيف يُحتجّ به؟
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[28 - 03 - 09, 12:20 ص]ـ
لمّا رأيت أنّ أحدا من المشايخ أو طلبة العلم في هذا المنتدى لم يرد على الأخ الكريم ما جاء به، كان لزاما عليّ أن أرد وإن كنت من عوام المسلمين
فاقول مستعينا بالله وحده
حديث (يلقى إبراهيم أباه آزر) حديث صحيح سندا ومتنا
أولا: صحة إسناده
من المعلوم أنّ تعدد الطرق الضعيفة ضعفا يسيرا مما يثبّت بها الحديث ويرقى بها إلى درجة الحسن لغيره، والحديث هنا من هذا الباب فإن له عدة أسانيد وضعفها يسير فبها ينجبر إن شاء الله ويثبت
ويا أخي إن إبراهيم بن طهمان قد وثقه الجمهور
وابن ابي أويس قد قال فيه الإمام أحمد - ويكفيك به - أنه (لا بأس به) وكذلك قال إبن معين في أحد قوليه، فإنه وإن طعن فيه آخرون فإن هذين القولين يجعلانه يصلح في الشواهد والعواضد للجبر كما في هذا الحديث
ولو أراد أحد ان يرد هذا الحديث لأجل إبن أبي أويس للزمه أن يرد جميع مروياته في البخاري وما أظن أحدا يقول بذلك
ثم بارك الله فيك قال إبن حجر (وروينا في مناقب البخاري بسند صحيح أن إسماعيل أخرج له أصوله وأذن له أن ينتقي منها وأن يُعلّم له على ما يحدّث به ليحدذث به ويُعرض عما سواه. وهو مشعر بأن ما أخرجه البخاري عنه هو من صحيح حديثه لأنه كتب من أصوله، وعلى هذا لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في الصحيح من أجل ما قدح فيه النسائي وغيره إلا أن يشاركه فيه غيره فيعتبر فيه) مقدمة الفتح 553
وأسألك يا أخي من سبقك إلى تضعيف هذا الحديث؟
أنا لا أعلم أحدا سبقك، ومن تكلم في إسناده إنما تكلم من ناحية حديثية، واما تضعيف الحديث من أصله فمن سبقك؟ إن كنت ستقول الإسماعيلي
فكيف تترك سائر أهل العلم الذين قبلوا هذا الحديث ورضوه وتذهب لرجل واحد لتأخذ برأيه مع أنه إنما رده لما رأى في متنه من النكارة من وجهة نظره
وأنا انصحك يا أخي أن تتوقف كثيرا قبل أن تقدم على تضعيف حديث أخرجه البخاري فإنه قد قال (لم أخرّج في هذا الكتاب إلا ما صح) والبخاري هو أمير المؤمنين في الحديث
وقد قال العقيلي (لما ألّف البخاري كتاب الصحيح عرضه على أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني وغيرهم وشهدوا له بالصحة إلا في أربع أحاديث. قال العقيلي: والقول فيها قول البخاري وهي صحيحة) ولا يلزم أن لا يكون هناك ألفاظ في البخاري فيها غلط
واعلم وفقك الله أن أولئك الأئمة إذا صححوا حديثا فليسوا كما يصحح الحديث أهل هذا الزمان
مثال ذلك
البخاري رحمه الله يقول (خرّجت كتاب الصحيح من ستمائة ألف حديث) أي إسناد
¥(63/450)
فبالله هل لو أحصينا كل الأسانيد المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب الموجودة اليوم هل تبلغ نصف هذا العدد؟
فأين ذهبت الستمائة ألف إسناد مرفوع
إن كثيرا من كتب الحديث مفقودة وبعضها لا يمكن الوصول إليه من الأجزاء الحديثية في مكاتب أوروبا وغيرها، يكفي أن تعلم أن مسند بقي بن مخلد الأندلسي مفقود وهو يحوي أكثر من 40 ألف حديث أي إسناد! دع عنك غيره
هذه الأسانيد المفقودة كان أولئك الأئمة كالبخاري يحفظونها في صدورهم وكتبهم
وقد يكون عنده للحديث الواحد عدة أسانيد تصححه لكنه يدخل في كتابه إسنادا فيه نظر لعلة يريدها كعلو ونحوه
فالمقصود ان تصحيح البخاري لهذا الحديث مقدم على تضعيف من يريد تضعيفه
ولا ينبغي أن يُترك تصحيح البخاري لتضعيف غيره
فالحديث ولله الحمد بمجموع طرقه الموجودة بين أيدينا هو ثابت وحسن لغيره بلا شك
وقد صححه الألباني رحمه الله في المشكاة
ثانيا: من ناحية المتن
ليس في المتن إشكال ولله الحمد، فإن الخزي الذي قصده إبراهيم هو أن يسحب أباه إلى النار والناس ينظرون ويعلمون أنه أباه، وإبراهيم بشر من البشر، وطبيعة البشر أنه يشعر بالخجل والخزي إذا حصل مثل ذلك وإن كان أبوه كافرا ويعلم أنه في النار، فإبراهيم قد تبرأ من ابيه ويعلم انه عدو لله لكنه لو سُحب أباه إلى النار في ذلك الموقف أمام الخلائق شعر أنه خزي له، ولم يكن في قوله (ألم تعدني .. ) إعتراض على الله أو أنه ليس متبرءا من ابيه أو أنه يطلب الشفاعة له، ليس في كلامه شيء من هذا، وإنما اراد إبراهيم أن يؤخذ أباه إلى النار من دون أن يعلم الناس أنه أباه كي لا يحصل له خزي وحرج، وهذا ما فعله الله بأن مسخ أباه ضبعا،
فلا إشكال في المتن، إن إبراهيم لم يقصد بالخزي دخول أبيه في النار، فإنه يعلم أنه من أهل النار، وإنما قصد بالخزي سحبه إلى النار ووجوده فيها مع علم الناس ورؤيتهم ومعرفتهم أنه أبو إبراهيم، فطلب إبراهيم أن لا يُخزى من هذه الناحية فمسخ الله أباه ضبعا فرأى الناس ضبعا يُسحب فيلقى في النار ولم يرو أبا إبراهيم
ثم إن إبراهيم أخبر عن أمر يجده في نفسه كبشر من البشر وليس في ذلك أي غضاضة
ألا ترى إلى عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول لما قال للنبي عليه الصلاة والسلام (إن كنت تريد قتل أبي فامرني بقتله فإني أخشى أن يقتله آخر فلا أرضى أن أرى قاتل أبي، فأقتل مسلما بكافر) أو كما قال
فهذه أنفس بشرية لا ملامة عليها في ذلك
وفقك الله وبارك فيك
وتوقف كثيرا قبل أن تُقدم على نقد أحد أولئك العظام لأنهم ليسوا كمن جاء بعدهم
فالإمام احمد يقول (أحفظ ألف ألف حديث) أي إسناد
فإذا صحح حديثا فعضّ عليه بالنواجذ فلعل عنده له مائة إسناد لا يوجد عندنا منها اليوم إلا عشرة
والله أعلم
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[28 - 03 - 09, 04:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
لمّا رأيت أنّ أحدا من المشايخ أو طلبة العلم في هذا المنتدى لم يرد على الأخ الكريم ما جاء به، كان لزاما عليّ أن أرد وإن كنت من عوام المسلمين
بارك الله فيك أيها الأخ الكريم والأستاذ الفاضل .. ما طرحتُ هذا الموضوع إلاّ لاستثارة أهل العلم والنهل مِن معينهم، فالعبد الفقير إلى مولاه يحب الصالحين وليس منهم. فجزاك الله خيراً على اهتمامك، واسمح لي بهذه التعقيبات على ردّكم الكريم.
تقول أحسن الله إليك:
أولا: صحة إسناده
من المعلوم أنّ تعدد الطرق الضعيفة ضعفا يسيرا مما يثبّت بها الحديث ويرقى بها إلى درجة الحسن لغيره، والحديث هنا من هذا الباب فإن له عدة أسانيد وضعفها يسير فبها ينجبر إن شاء الله ويثبت
قلتُ: جمعتَ في كلامك مِن أضراب الاصطلاح حُكمَك على السند "بالصحة" لكون الحديث "حسناً لغيره" بمجموع طرقه "الضعيفة". فأرجو أن توضّح لي أخي الكريم كيف تجتمع هذه الثلاثة؟
ثم إن مِن شروط الحديث الحسن ألاّ يكون راويه متهماً بالكذب، وهذا ليس بمتحقق في رواية ابن أبي أويس، والطريق الأخرى معلولة بالانقطاع. فكيف تكون الرواية المنقطعة عاضدة لرواية المجروح؟
¥(63/451)
يقول الشيخ طارق بن عوض الله في كتابه (الإرشادات ص43): ((إن ثمة فرقاً بين "الخطأ المحتمَل" و "الخطأ الراجح". فالحديث الذي يُحتمل أن يكون خطأ ويُحتمل أن يكون صواباً، هو الذي يصلح في باب الاعتبار. أما الذي ترجح فيه الخطأ وكان جانبه أقوى من جانب الإصابة، فهو الذي لا يصلح في هذا الباب، فلا يُعتبر به ولا يُعرَّج عليه)). اهـ
ثم قال (ص45): ((وأما الخطأ الراجح، فالرجحان بأحد أمرين: الأول متعلّق بالراوي، وذلك بأن يكون الراوي المتفرّد بالرواية ضعفه شديد لكذب أو تهمة أو شدة غفلة، فمثل هذه الرواية لا تصلح للاعتبار لرجحان جانب الخطأ فيها، من حيث أن مثل هؤلاء الرواة إنما يتفرّدون في الأعمّ الأغلب بالكذب الموضوع أو الباطل المنكر. والقليل جداً الذي أصابوا فيه، إنما يُعرف من رواية غيرهم من أهل الثقة والصدق. فلم تُعدّ روايتهم ذات فائدة، إذ وُجد ما يُغني عنها مِمَّن يوثق بدينه وحفظه ...
هذا والقدر القليل الذي يوجد له أصل عند ثقات المحدّثين مما يرويه هؤلاء الكذابون أو المتهمون أو مَن شابههم، لا يؤمَن أن يكونوا إنما سرقوه من الثقات وليس مِمَّا سمعوه. لأن مَن يُعرف بالكذب أو يُتهم به، لا يُستبعَد عليه أن يُجهز أو يسطو على حديث غيره فيسرقه. فكانت رواية هؤلاء وجودها كالعدم، لأنها إما مختلقة وإما مسروقة)). اهـ
فطريقَي حديث ابن أبي ذئب هنا لا تخلو مِن مقال، ولم يُروَ هذا الحديث عن ابن أبي ذئب ولو مِن طريق واحدة ثابتة صحيحة. فكيف يُحتجّ بالحديث بمجموع الطريقين؟ يقول الشيخ طارق (ص63): ((إنما يجيء الضرر ويوجد الخطر حيث لا يكون لهذا الحديث أصل ثابت يُرجَع إليه في بابه، بل كل رواياته ضعيفة تدور على الرواة الضعفاء. فإن التساهُل في اعتبار روايات مثل هذا الباب وعدم تمييز ما ضعفُه محتمل وما هو منكر لا يحتمل، يُفضي إلى إقحام أحاديث منكرة وباطلة في الأحاديث الثابتة، وهذا ضرر كبير وشر مستطير)). اهـ
وهذا الحديث مِن هذا الصنف.
تقول أحسن الله إليك:
ويا أخي إن إبراهيم بن طهمان قد وثقه الجمهور
أولاً: هناك انقطاع بين إبراهيم بن طهمان وبين ابن أبي ذئب. فهذه دعوى أتيتُ بها بعد استقراء، فإن أوقفتني على خلاف ذلك استغفرتُ الله وتراجعتُ عن هذه الدعوى.
ثانياً: ما أوردتُه عن توثيق إبراهيم بن طهمان سُقتُه من كلام ابن حبان بأن له مدخلاً في الثقات ومدخلاً في الضعفاء وأنه يتفرّد عن الثقات بمعضلات. ولذلك قال عنه ابن حجر في التقريب (1/ 85): ((ثقة يُغرب)). وهو هنا أسند الحديث إلى ابن أبي ذئب وليس من شيوخه، ولذلك وصف ابن كثير هذا الإسناد بالغرابة والنكارة، فتأمّل.
فلا يُقال إزاء هذه القرائن إن الجمهور وثّقه، بل يُصار هنا إلى الجرح المفسَّر لأنه مقدَّم على التعديل كما تعلم.
تقول أحسن الله إليك:
وابن ابي أويس قد قال فيه الإمام أحمد - ويكفيك به - أنه (لا بأس به) وكذلك قال إبن معين في أحد قوليه، فإنه وإن طعن فيه آخرون فإن هذين القولين يجعلانه يصلح في الشواهد والعواضد للجبر كما في هذا الحديث
(1) مِن أقوال ابن معين في إسماعيل بن أبي أويس: ((صدوق ضعيف العقل ليس بذاك)) وعلَّق ابن حجر بقوله: ((يعني أنه لا يُحسن الحديث ولا يعرف أن يؤديه أو يقرأ من غير كتابه)). وقال أيضاً: ((ابن أبي أويس وأبوه يسرقان الحديث)). وقال: ((مخلط يكذب ليس بشيء)). وقال: ((ابن أبي أويس يسوى فلسين)).
(2) وقال أبو حاتم: ((محله الصدق وكان مغفلاً)).
(3) وقال الإسماعيلي: ((كان يُنسب في الخفة والطيش إلى ما أكره ذكره)).
(4) وقال النسائي: ((ليس بثقة)). وقال: ((قال لي سلمة بن شبيب: سمعتُ إسماعيل بن أبي أويس يقول: ربما كنت أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شيء فيما بينهم)).
(5) وقال النصر بن سلمة المروزي: ((ابن أبي أويس كذاب كان يحدث عن مالك بمسائل ابن وهب)).
(6) وقال الدارقطني: ((لا أختاره في الصحيح)).
[تهذيب التهذيب 1/ 271 - 272].
فاجتمع في إسماعيل بن أبي أويس:
- ضعف العقل والغفلة والطيش
- عدم ضبط الأحايث وعدم إتقان أدائها
- الكذب والوضع
- سرقة الحديث
¥(63/452)
ومَن كان هذا حالُه فكيف يصلح حديثه للشواهد والمتابعات؟ فهو ينطبق عليه قول طارق بن عوض الله المذكور آنفاً، لأن الأحاديث التي انتقاها له البخاري كانت مِمَّا لم يتفرّد بها بل رُويت عن غيره مِن أهل الحفظ والإتقان. وفي هذا ردٌّ على ما تفضلت بذكره بقولك:
ولو أراد أحد ان يرد هذا الحديث لأجل إبن أبي أويس للزمه أن يرد جميع مروياته في البخاري وما أظن أحدا يقول بذلك
فالإشكال أخي الكريم إنما هو في ما رواه ابن أبي أويس مما ليس بمحفوظ ولا أصل له، وقد سُقتَ قول ابن حجر في ذلك فرددتَ على تساؤلك:
قال إبن حجر (وروينا في مناقب البخاري بسند صحيح أن إسماعيل أخرج له أصوله وأذن له أن ينتقي منها وأن يُعلّم له على ما يحدّث به ليحدذث به ويُعرض عما سواه. وهو مشعر بأن ما أخرجه البخاري عنه هو من صحيح حديثه لأنه كتب من أصوله، وعلى هذا لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في الصحيح من أجل ما قدح فيه النسائي وغيره إلا أن يشاركه فيه غيره فيعتبر فيه)
فلم يشاركه في هذا الحديث إلا أحمد بن حفص عن أبيه عن إبراهيم بن طهمان عن ابن أبي ذئب، وسند هذه الطريق منقطع كما ذكرتُ، وأعلّه ابن كثير بقوله: ((وهذا إسناد غريب وفيه نكارة)). اهـ
بمثل هذا يُحكم على الأسانيد أخي الكريم، فإنما أخرج البخاري رواية ابن أبي أويس هذه لما غلب على ظنه أن للحديث أصلاً اعتضاداً برواية إبراهيم بن طهمان، وهو مع ذلك علّق رواية ابن طهمان لمخالفتها إسناد ابن أبي أويس بزيادة أبي سعيد المقبري بين سعيد وأبي هريرة. وتلك قرينة على عدم الضبط لا يُمكن إغفالها، إلاّ إذا أردنا أن نصحّح الحديث لمجرّد إيراد البخاريّ له ونغمض عن كلّ هذه القرائن. فهناك فرق بين تحسين الظن بصنيع البخاري رحمه الله، وبين تعقّبه في صنيعه.
تقول أحسن الله إليك:
وأسألك يا أخي من سبقك إلى تضعيف هذا الحديث؟
أنا لا أعلم أحدا سبقك، ومن تكلم في إسناده إنما تكلم من ناحية حديثية
قلتُ:
(1) لم يزعم أحد من الأئمة رحمهم الله أنه استقصى جميع الأحاديث المعلولة، فما سكتت عنه كتب العلل ليس معناه أنه صحيح.
(2) قد يقضي العالِم الزمن الطويل في استظهار علة حديث واحد كما قال الخطيب البغدادي (الجامع لأخلاق الراوي 1788): ((فمِن الأحاديث ما تخفى علّته، فلا يوقف عليها إلا بعد النظر الشديد ومضيّ الزمن البعيد)). ثم أخرج بسنده عن علي بن المديني قوله: ((ربما أدركتُ علة حديث بعد أربعين سنة)). اهـ وقد يموت دون أن يدرك العلة أيضاً!
(3) فقد قال ابن حجر (النكت 2/ 271): ((قد يخفى على الحافظ بعض العلل في الحديث فيحكم عليه بالصحة بمقتضى ما ظهر له، ويطّلع عليها غيره فيردّ بها الخبر)). اهـ
(4) وبالتالي فعدم الوقوف على العلة لا يعني انتفاءها وذلك لأنها كامنة مستترة، فإذا بانَت فلا يُحتجّ بعدم وقوف السابقين عليها، لما علمتَ أنهم لم يستوعبوا كلّ الأحاديث المعلولة. وإلاّ فكم من حديث معلول لم يتعرّض له الدارقطني!
يتبع إن شاء الله تعالى ...
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[28 - 03 - 09, 09:15 م]ـ
قلتُ: جمعتَ في كلامك مِن أضراب الاصطلاح حُكمَك على السند "بالصحة" لكون الحديث "حسناً لغيره" بمجموع طرقه "الضعيفة". فأرجو أن توضّح لي أخي الكريم كيف تجتمع هذه الثلاثة؟
أنا مشيت على إصطلاح المتقدمين في تسميتهم كل حديث ثابت أنه صحيح ولو كان حسنا أو حسنا لغيره، كما أنهم كانوا يطلقون أحيانا لفظ الضعيف على ما كان حسنا، وهذه التقسيمات والتسميات حادثة بعدهم، ولا مشاحة في الإصطلاح، وليكن القول الآن أنه حديث حسن لغيره ولا تزعل (ابتسامة)
ثم إن مِن شروط الحديث الحسن ألاّ يكون راويه متهماً بالكذب، وهذا ليس بمتحقق في رواية ابن أبي أويس، والطريق الأخرى معلولة بالانقطاع. فكيف تكون الرواية المنقطعة عاضدة لرواية المجروح؟
لا أسلّم أنّ تهمة الكذب ثابتة على ابن أبي أويس، وما كان البخاري ليروي عنه ويضع أحاديثه في كتاب سماه الجامع الصحيح ثم يعرضه على أحمد وابن معين والمديني، هذا كلام وظن لا ينبغي قوله على البخاري وصحيحه والأئمة الأجلة
أين أنت من قول الإمام أحمد (ليس به بأس)؟ أيقول أحمد هذا في رجل متهم بالكذب؟ ّ
وقول ابن معين عنه فيه قولان، والنسائي فيه تشدد في الجرح
¥(63/453)
وما دام قد اختلف في الرجل هذا الخلاف ويخرّج له البخاري وينتقي من حديثه من كتب الرجل نفسه كل هذا ينبغي أن يمنعك من أن تقول أن الإسناد لا يصلح للإعتضاد
وقد تقبلت الأمة صحيح البخاري بالقبول إلا ألفظا يسيرة وهذا إجماع لا يجوز التهاون بشأنه
ويكاد المحدثون يجمعون على صحة جميع أحاديثه وإجماع أهل الحديث حجة كما قال شيخ الإسلام
فالحديث بطريقيه حسن لغيره
خاصة إذا علمت أن رواية إبن طهمان - على القول أنه لم يلق ابن أبي ذيب - يصححها بعض أهل الحديث الذين لا يشترطون اللقاء والسماع بل يكتفون بالمعاصرة، فعلى قولهم إسنادها حسن ثابت ولا حاجة لرواية إبن أبي أويس
ودع عنك وفقك الله النقل عن كتب المصطلح وخاصة العصرية، فعلم الحديث وعلله علم تجربة وفن تطبيق وملكة يقذفها الله في قلب ونفس المحدث وليس قواعد جامدة تصيب أحيانا وتخطئ أحيانا أخرى
مِن أقوال ابن معين في إسماعيل بن أبي أويس ...
وكيف يقول عنه مرة أنه (ليس به بأس) كقول الإمام أحمد إذا كان يتهمه بالكذب؟!!
فلماذا أخذت بقوله هنا وتركت قوله هناك، ونحن لا نعلم أيّ قوليه المتأخر، ولأن يأخذ الرجل بما إتفق عليه أحمد وابن معين أولى وأحق.
ومَن كان هذا حالُه فكيف يصلح حديثه للشواهد والمتابعات؟
ومن كان هذا حاله فكيف رضي البخاري أن يخرّج له؟!، وكيف لم ينتقده على ذلك أحمد وابن معين والمديني؟!، وكيف سكت آلاف العلماء منذ إثني عشر عاما على هذا؟!
ما ذلك إلا لأنهم لم يذهبوا لما ذهبت إليه، فاستمسك بغرزهم فإنهم على هدى مستقيم، وما كان الله ليجمع هذه الأمة على ضلالة، فكل هذه القرون لا تجد من أهل العلم من وافق الإسماعيلي على طعنه في هذا الحديث، وما ذاك إلا لأنهم إرتضوه وارتضوا تصحيح البخاري له، وقد قلت لك أن هناك عشرات الألوف من الأسانيد مفقودة كانت موجودة عند البخاري وأهل زمانه فما يدر يك أن منها ما يعضد هذا الحديث.
وهو مع ذلك علّق رواية ابن طهمان لمخالفتها إسناد ابن أبي أويس بزيادة أبي سعيد المقبري بين سعيد وأبي هريرة. وتلك قرينة على عدم الضبط لا يُمكن إغفالها،
الزيادة من الثقة مقبولة، وما المانع أن يحدث سعيد عن أبيه مرة ويحدث ثانية عن أبي هريرة؟! وهذا كثير في رواية الثقات الأثبات
(1) لم يزعم أحد من الأئمة رحمهم الله أنه استقصى جميع الأحاديث المعلولة، فما سكتت عنه كتب العلل ليس معناه أنه صحيح.
ولماذا سكتوا؟ أوليس قد تُعقّب البخاري في عشرات الأحاديث ن فما منعهم أن يتعقبوه في هذا وفي سائر مروياته عن إبن أبي أويس؟!
وبالتالي فعدم الوقوف على العلة لا يعني انتفاءها وذلك لأنها كامنة مستترة، فإذا بانَت فلا يُحتجّ بعدم وقوف السابقين عليها، لما علمتَ أنهم لم يستوعبوا كلّ الأحاديث المعلولة. وإلاّ فكم من حديث معلول لم يتعرّض له الدارقطني!
ليس القضية قضية علة فقط، إنما هذا القبول المتواتر لأحاديث البخاري، وما ينبغي لأحد بعد إثني عشر قرنا أن يدعي أن الله هداه لما أضلّ عنه البخاري وأحمد وابن معين والدارمي وابن تيمية وابن القيم وابن حجر وسائر أهل العلم الذين تقبلوا هذا الحديث ورضوه، وليسوا يجهلون حال إبن أبي أويس، ولسنا اعلم منهم، مع أني لا أعتقد عصمتهم، لكن إن لم يكن هذا إجماع من أهل العلم فما هو الإجماع إذا ً؟ ّ! ولا إعتبار بخلاف الواحد والإثنين، فلو أردنا إعتبار هذا ما كاد أن يصحّ لنا إجماع أبدا.
والله أعلم
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[29 - 03 - 09, 01:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
واما تضعيف الحديث من أصله فمن سبقك؟ إن كنت ستقول الإسماعيلي
فكيف تترك سائر أهل العلم الذين قبلوا هذا الحديث ورضوه وتذهب لرجل واحد لتأخذ برأيه مع أنه إنما رده لما رأى في متنه من النكارة من وجهة نظره
طعنُ الإسماعيلي مستند إلى مخالفة المتن لصريح القرآن، ولم يمنعه وجود الحديث عند البخاري رحمه الله من انتقاده، إذ القرآنُ مقدَّمٌ قطعاً على ما عداه، فلا ينطق الرسول صلى الله عليه وسلّم بما يخالف قول ربه! ودفاع ابن حجر ليس بشيء، لأن الآية صريحة في تبرؤ إبراهيم من أبيه في الدنيا، فبأيّ حديثٍ بعد الله وآياته يؤمنون؟ سبحانك ربي!
¥(63/454)
فتلك العلّة في المتن أثَرٌ على وجود علة كامنة في السند، فإذا بالحديث مِن أفراد البخاري وليس له أصلٌ يُرجَع إليه. فكان القول قول الإسماعيلي لأنه احتكم إلى كتاب الله، وأمّا مَن قال بصحة الحديث فقد احتكم إلى اجتهاد البخاري ليس إلاّ، فانظر!
وأنا انصحك يا أخي أن تتوقف كثيرا قبل أن تقدم على تضعيف حديث أخرجه البخاري
ليس الأمر على إطلاقه بارك الله فيك، فما يُنتقد على البخاري رحمه الله ليس بمطعن في صحيحه ككلّ، لأن كل حديث يقوم به ترجيح خاص كما نبّه ابن حجر في نكته، وإعلال الخاص ليس إعلالاً للعام أخي العزيز. فالتسليم بالصحّة العامة لكتاب البخاري رحمه الله شيء، والتفتيش في كلّ حديثٍ حديث شيء آخر.
يقول ابن معين: ((لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجهاً ما عقلناه)). ويقول ابن المديني: ((الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبيَّن خطؤه)).
وقال الخطيب البغدادي: ((والسبيل إلى معرفة علة الحديث أن يجمع بين طرقه وينظر في اختلاف رواته ويعتبر بمكانهم من الحفظ ومنزلتهم في الإتقان والضبط)). وقال ابن المبارك: ((إذا أردتَ أن يصحّ لك حديث، فاضرب بعضه ببعض)).
فإن وجدتَ في صنيعي خروجاً عن أقوال أهل هذا الفنّ، فأرشِدني إليه واستغفر لأخيك الأصغر.
تقول أحسن الله إليك:
ثانيا: من ناحية المتن
ليس في المتن إشكال ولله الحمد، فإن الخزي الذي قصده إبراهيم هو أن يسحب أباه إلى النار والناس ينظرون ويعلمون أنه أباه
قلتُ: مِن أين أتيتَ بهذا المعنى أصلحني الله وإياك! ومَن الذي قال إن إبراهيم يُحرَج مِن أن يعرف الناس أن آزر أبوه، وكأنك لم تقرأ قوله تعالى: (يوم يفرّ المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذٍ شأن يُغنيه)!
تقول أحسن الله إليك:
فإبراهيم قد تبرأ من ابيه ويعلم انه عدو لله لكنه لو سُحب أباه إلى النار في ذلك الموقف أمام الخلائق شعر أنه خزي له
فماذا يفعل نوح عليه السلام إذن؟ أليس في دخول ابنه النار خزي له هو الآخَر؟ على أن قولك أن هذا هو الخزي المقصود قول مدفوعٌ بنصّ الحديث فإنك تعسّفتَ فيه مِن حيث لا تدري، ففيه: ((فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصني، فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك، فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني .. )) فأين خشية إبراهيم من الإحراج أمام الناس في كلامه لو كان ذلك كذلك! ولذلك كان الجواب: ((إني حرَّمتُ الجنة على الكافرين)) فعُلم أن منطوق الحديث هو الشفاعة، فمِن أين أقحمتَ الناس!
مِن هنا فقولك:
ولم يكن في قوله (ألم تعدني .. ) إعتراض على الله أو أنه ليس متبرءا من ابيه أو أنه يطلب الشفاعة له، ليس في كلامه شيء من هذا، وإنما اراد إبراهيم أن يؤخذ أباه إلى النار من دون أن يعلم الناس أنه أباه كي لا يحصل له خزي وحرج
ليس مِن المتن في شيء، فانظر إلى دفاع ابن حجر تجد أنه فهم ما ينصّ عليه الحديث وطعن فيه الإسماعيلي.
وهذا ما فعله الله بأن مسخ أباه ضبعا
وهنا سؤال: أين ورد أن هناك مسخاً يوم القيامة! هل ورد في كتاب الله أو في أيٍّ من أحاديث يوم القيامة شيء مِن هذا! فلو وجدتَه، أرجو أن تدلّني عليه أكرمك الله.
يتبع إن شاء تعالى ..
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[29 - 03 - 09, 12:08 م]ـ
هداني الله وإياك يا ابن الأقطش
لا تخالف إجماع أهل العلم قرنا بعد قرن فإنهم كانوا بحال هذا الحديث عالمين ومع ذلك قبلوه وقبلوا تصحيح البخاري له، وارجع إلى ردودي السابقة واقرأها جيدا فلا داعي للتكرار
وليس في الحديث مخالفة للقرآن وفقك الله وقولك أنّ إبراهيم عليه السلام كان يريد الشفاعة لأبيه كي لا يدخل النار وأنّ هذا هو المراد بالخزي في الحديث ما أقول إلا سبحانك هذا بهتان عظيم
لا ينبغي لك أحسن الله إليك ولا لغيرك أن تتكلم بهذا لإمام الحنفاء وأحد الخليلين
أيجهل إبراهيم أنّ المشركين مصيرهم إلى النار؟!! لقد تبرأ إبراهيم من أبيه في الدنيا لمّا تبين له أنه عدو لله، كيف يشفع إبراهيم لكافر مشرك؟!!
لا ي ا أخي الكريم ليس هكذا، الحديث واضح وصريح لا مرية فيه، أين ذكر الشفاعة في الحديث؟! كيف يظن مسلم بإبراهيم أنه يشفع لكافر؟!
لا يا أخي هذا كلام خطير ولا ينبغي، وأرجو أكرمك الله أن ترجع عنه فإني أظنك لم تتفكر جيدا في لوازمه فلا يجهل إبراهيم أن المشركين (لا تنفعهم شفاعة الشافعين) وما قصده إبراهيم من الخزي هو ما ذكرته لك وهو أن يُسحب أباه إلى النار ويدخلها والناس ينظرون، وإبراهيم بشر يتأذى بذلك وقد ذكرت لك كلام إبن إبن سلول.
والحديث حجة بنفسه، فإذا ورد في حديث واحد أن أبا إبراهيم يُمسخ فسيُمسخ، إننا لسنا قرآنيين بارك الله فيك
وكلامك كله خروج عن صنيع أهل العلم، حديث يقبله العلماء ويصححونه ثم أنت تضعّفه ّّ، إذاً تتبّع كل أحاديث إبن أبي أويس في البخاري وضعّفها! واضرب برضا أهل العلم بها عرض الحائط! فلعلّك لا تجد ما يصلح أن يعضدها
لا يا أخي، إذا كنت تحب تخريج الأحاديث فعليك أن تعرف لأئمة الحديث قدرهم، إنّ البخاري ليس كأي واحد من المشتغلين بالتخريج في هذا العصر، الرجل إمام من أئمة هذا الفن، يحفظ ستمائة ألف إسناد لا يوجد اليوم منها ولا نصفها، إعرف لهم قدرهم ووزنهم خاصة من اشترط الصحة في كتابه كالبخاري، وأما من لم يشترط فالأمر واسع
وأما قوله تعالى (يوم يفر ّ .. ) فهذا قد يستثنى في مواضع، وإلا فما بال إبراهيم لم يفرّ من أبيه؟! بل يكلمه ويؤنبه؟!
سدّد الله خطاك
¥(63/455)
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[31 - 03 - 09, 08:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
حيّاك الله سيدي الكريم ..
لا أسلّم أنّ تهمة الكذب ثابتة على ابن أبي أويس، وما كان البخاري ليروي عنه ويضع أحاديثه في كتاب سماه الجامع الصحيح ثم يعرضه على أحمد وابن معين والمديني، هذا كلام وظن لا ينبغي قوله على البخاري وصحيحه والأئمة الأجلة
أولاً: ما يُحكى عن عرض الإمام البخاري كتابه على الإمام أحمد ويحيى بن معين وغيرهما فيه نظر، وقد تُكُلِّم في هذا الأمر، شأنه شأن تصحيح أبي زرعة لصحيح مسلم.
ثانياً: وأما اتهام ابن أبي أويس بالكذب، فهذا ثابت في كلام عدد من الأئمة رحمهم الله، وهُم قد خبروا أحاديثه ووقفوا على صنيعه فيها. ومِمَّن اتهمه بالكذب:
- يحيى بن معين (واتهمه أيضاً بسرقة الحديث)
- النصر بن سلمة المروزي
- النسائي روى له قوله: "ربما كنتُ أضع الحديث".
فهؤلاء جرحوه جرحاً مفسَّراً، وجرحهم مقدَّم على تعديل غيرهم كما هو معمولٌ به لدى أهل هذا الفن.
ثم إنك ذكرتَ أن ابن معين قال في أحد قوليه: "لا بأس به"، ثم كررتَ مرة أخرى أن له قولين اثنين:
وقول ابن معين عنه فيه قولان
وهذا خطأ منك، فقد رُوي عن ابن معين أكثر مِن قول جُلُّها جرح. فقوله "لا بأس به" كان قبل أن يقف على حاله، حتى إنه قال فيه: "ابن أبي أويس يسوى فلسَين"! فإن المُعَدِّلَ إذا بان له فيما بعد ما يجرح الراوي عنده، عَدَل عن رأيه فيه.
تقول أحسن الله إليك:
أين أنت من قول الإمام أحمد (ليس به بأس)؟ أيقول أحمد هذا في رجل متهم بالكذب؟ ّ
قلتُ: إن الراوي قد يعدّله الإمام أحمد ثم ينكشف حاله للأئمة مِن بعده فيجرحونه. ومثاله: محمد بن حميد الرازي: قال أبو علي النيسابوري (تهذيب التهذيب 9/ 115): ((قلت لابن خزيمة: لو حدَّث الأستاذ عن محمد بن حميد، فإن أحمد قد أحسن الثناء عليه! فقال: إنه لم يعرفه، ولو عرفه كما عرفناه ما أثنى عليه أصلاً!)). اهـ وقال ابن حجر (التقريب 2/ 475): ((حافظ ضعيف وكان ابن معين حسن الرأي فيه)). اهـ وقد اتهمه بالكذب أبو زرعة، فقد قال أبو القاسم بن أخي أبي زرعة (تهذيب التهذيب 9/ 113): ((سألت أبا زرعة عن محمد بن حميد، فأومى بإصبعه إلي فمه. فقلت له: "كان يكذب؟ " فقال برأسه: "نعم". فقلت له: "كان قد شاخ، لعله كان يعمل عليه ويدلس عليه" فقال: "لا يا بني، كان يتعمد")). اهـ
فاستنادك إلى تعديل الإمام أحمد وإعراضك عن باقي أقوال الأئمة لا يجوز، لا سيّما وقد بان لهم ما لَم يبِن له. وليس الأمرُ كما تفضلتَ فقلتَ عن النسائي:
والنسائي فيه تشدد في الجرح
أولاً لأن النسائي لم ينفرد بجرحه لابن أبي أويس، ثم ثانياً لأنه ذكر سبب رَدِّه لحديثه، وظلّ زمناً لا يريد أن يفصح عنه، وهو قول ابن أبي أويس أنه كان يضع الحديث. فهذا جرح إضافي على ما جُرح به مِن قبل مِن ضعف العقل وسوء الحفظ والإتقان.
ثم إن الذهبي وابن حجر وضعاه في مرتبة الصدوق وقالا: ((صدوق ذو غرائب أخطأ في أحاديث من حفظه)). ومِثل هذا إذا تفرَّد بالحديث، يُتوقَّف فيه فيُنظَر هل له متابعة على حديثه أم لا، وهذا هو مذهب أحمد والقطان وابن المديني.
قال ابن رجب (فتح الباري 4/ 174) عن قاعدة الإمام أحمد في تفرُّد الثقات: ((قاعدته: أن ما انفرد به ثقة، فإنه يتوقف فيه حتى يُتابع عليه، فإن توبع عليه زالت نكارته، خصوصاً إن كان الثقة ليس بمشتهر في الحفظ والإتقان، وهذه قاعدة يحيى القطان وابن المديني وغيرهما)). اهـ
فالعبد الفقير إلى مولاه لم يقل برأيه، إذ ابن أبي أويس ليس له متابعة في هذا الحديث، لأن طريق إبراهيم بن طهمان منقطعة، فسقط اعتبارها وليس كما ذهبتَ حفظك الله، وسأبيّن مكمن الغلط في كلامك بإذنه تعالى.
قال البرديجي (شرح علل الترمذي 2/ 507): ((فأما أحاديث قتادة الذي يرويها الشيوخ - مثل حماد بن سلمة وهمام وأبان والأوزاعي - يُنظر في الحديث: فإن كان الحديث يُحفظ من غير طريقهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن أنس بن مالك من وجه آخر، لم يُدفع. وإن كان لا يُعرف عن أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا من طريق عن أنس إلا من رواية هذا الذي ذكرتُ لك، كان منكراً)). اهـ
هذا في الثقات .. فكيف بغيرهم؟
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[31 - 03 - 09, 08:34 ص]ـ
تقول أحسن الله إليك:
فالحديث بطريقيه حسن لغيره
¥(63/456)
خاصة إذا علمت أن رواية إبن طهمان - على القول أنه لم يلق ابن أبي ذيب - يصححها بعض أهل الحديث الذين لا يشترطون اللقاء والسماع بل يكتفون بالمعاصرة، فعلى قولهم إسنادها حسن ثابت ولا حاجة لرواية إبن أبي أويس
(1) هنا سؤال أطرحه: ما هو حُكم الحديث الذي لا يُعرف إلا مِن طريقين فقط:
إحداها عن راوٍ ضعيف العقل مغفل لا يُحسن الحديث غير ضابط له متهم بسرقة الحديث والكذب
والثانية منقطعة؟
@ فإن قلتَ: (صحيح)، فقد تساهَلتَ جداً، وقد مرَّ عليك أن الأئمة رحمهم الله لم يرضوا حديث ابن أبي أويس في الصحيح.
@ وإن قلتَ: (حسن)، فقد تساهلتَ أيضاً، فقد اشتُرط في الحديث الحسن:
1 - ألاّ يكون في سنده مَن يُتهم بالكذب،
2 - وألا يكون شاذاً،
3 - وأن يُروى مِن وجوه أخرى.
قال ابن الصلاح (ص99): ((ورُوِّينا عن أبي عيسى الترمذي رضي الله عنه أنه يريد بالحَسَن: ألاّ يكون في إسناده مَن يُتّهم بالكذب، ولا يكون حديثاً شاذاً، ويُروى من غير وجهٍ نحو ذلك)). اهـ
وليس في حديثنا هذا أيٌّ مِن هذه الشروط! ففيه إسماعيل بن أبي أويس، ولا يُروى إلا مِن طريق واحدة أخرى منقطعة، والمتن شاذ بالكلية طعن فيه الإسماعيلي. فكيف يكون حسناً وهو ليس على شرط الترمذي ولم يخرجه في سننه؟
فالحديث ضعيف ظنَّ الإمام البخاري أنه مِن جيّد أحاديث ابن أبي أويس، فإذا الأمر بخلاف ذلك، وإذا بكتب المسانيد وعلى رأسها مسند أحمد والمصنفات وكتب السنن لا تعرف هذا الحديث. وقد علمتَ أن قاعدة الإمام أحمد ويحيى وابن المديني أن ما تفرّد به الثقة الذي ليس من أهل الحفظ والإتقان ولا يُعرف إلاّ مِن طريقه، صار حديثه منكراً.
(2) قولك حفظك الله: ((رواية إبن طهمان - على القول أنه لم يلق ابن أبي ذيب - يصححها بعض أهل الحديث الذين لا يشترطون اللقاء والسماع بل يكتفون بالمعاصرة)) لا يستقيم، إذ كيف يكون في السند انقطاع ويكون صحيحاً! فالراوي الذي لم يسمع فلاناً ولم يلقه، كيف يكون حديثه عنه متصلاً؟ يا أستاذنا الكريم .. يقول ابن الصلاح: ((أما الحديث الصحيح: فهو الحديث المسند الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه، ولا يكون شاذاً ولا معللاً. وفي هذه الأوصاف احتراز عن: المرسل، والمنقطع، والمعضل، والشاذ، وما فيه علة قادحة، وما في راويه نوع جرح)). اهـ فالانقطاع علة أخي الكريم، ووجودها يُخرج الحديث من كونه صحيحاً، إذ المنقطع من أقسام الضعيف.
وهنا سؤال أطرحه: هل يصلح السند المنقطع للمتابعات؟
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[31 - 03 - 09, 08:35 ص]ـ
تقول أحسن الله إليك:
الزيادة من الثقة مقبولة، وما المانع أن يحدث سعيد عن أبيه مرة ويحدث ثانية عن أبي هريرة؟! وهذا كثير في رواية الثقات الأثبات
يا سيدي الكريم هذه علة لأنها دليل على أن الراوي لم يضبط السند .. ولكن متى تكون غير قادحة؟ إن لم يوجد في الحديث مِن العلل غيرها. أمّا أن تنضمّ إليها علّة أخرى وهي الانقطاع بين إبراهيم بن طهمان وابن أبي ذئب، والكلام في إسماعيل بن أبي أويس، ونكارة المتن، ثم مجيء الحديث من وجه آخر دون ذِكر إبراهيم عليه السلام، بل مجيئه من وجه آخر بأن الصحابة هم الذين فهموا أنه إبراهيم وليس من كلامه صلى الله عليه وسلّم .. فكل هذه القرائن مجتمعة هي التي يُحكَم بها على الحديث، وليس كل قرينة قرينة. فإن الحديث ما لم يكن من كلام النبوة ففي إسناده علّة لا محالة، ولا تُعرَف إلا بالتفتيش ومقابلة الطرق والروايات.
تقول أحسن الله إليك:
ليس القضية قضية علة فقط، إنما هذا القبول المتواتر لأحاديث البخاري، وما ينبغي لأحد بعد إثني عشر قرنا أن يدعي أن الله هداه لما أضلّ عنه البخاري وأحمد وابن معين والدارمي وابن تيمية وابن القيم وابن حجر وسائر أهل العلم الذين تقبلوا هذا الحديث ورضوه، وليسوا يجهلون حال إبن أبي أويس، ولسنا اعلم منهم، مع أني لا أعتقد عصمتهم، لكن إن لم يكن هذا إجماع من أهل العلم فما هو الإجماع إذا ً؟ ّ! ولا إعتبار بخلاف الواحد والإثنين، فلو أردنا إعتبار هذا ما كاد أن يصحّ لنا إجماع أبدا.
مَن انتقد البخاريَّ مِن الأئمة في بعض أحاديثه لم يكن يطعن في الصحّة العامة لكتابه ولا في تلقّي الأمة له بالقبول، فهذا أمر مفروغ منه وهو الاستثناء الذي ينصّ عليه العلماء. والتصحيح والإعلال لا يكون إلا بدليل إعمالاً لقوله تعالى (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين). فاحتكم الإمام البخاري في الأحاديث التي يُدخلها في كتابه إلى شروط صحة الحديث، واحتكم مَن انتقد بعض أحاديثه إلى نفس الشروط.
والفقير إلى مولاه لم يتعدَّ صنيعَهم قيد أنملة:
(1) فابن أبي أويس - بغض النظر عن اتهامه بالكذب وسرقة الحديث - ليس ضابطاً،
(2) وإبراهيم بن طهمان إسناده ليس متصلاً.
فهذا ما أتساءل من أجله: كيف بسندٍ هذا حاله، ومتنٍ هذا حاله، ثم يكون الحديث صحيحاً يُحتَجّ به؟ فالإمام البخاري حبيبٌ إلينا، ولكن الحقّ أحبّ إلينا من الرجال.
فهذا الحديث مَرَدُّه إلى الحديث المرويّ عن قتادة، ورواه عنه سليمان بن طرخان، فأخذه عنه حمّاد بن سلمة وأسنده إلى أيوب، فسرقه ابن أبي أويس وأسنده إلى أخيه عن ابن أبي ذئب، وأخذه إبراهيم بن طهمان وأسنده إلى ابن أبي ذئب وليس هو من شيوخه. وإليك بيان ذلك:
¥(63/457)
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[31 - 03 - 09, 08:36 ص]ـ
حديث قتادة
قال أبو يعلى (1406): حدثنا أحمد بن المقدام (ح) وقال ابن حبان (252): أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي قال: حدثنا معتمر بن سليمان قال: سمعتُ أبي يُحدِّث عن قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((ليأخذنَّ رجلٌ بيد أبيه يوم القيامة يريد أن يُدخله الجنة، فيُنادَى: "إن الجنة لا يدخلها مشرك، إن الله قد حرَّم الجنة على كل مشرك". فيقول: "أي ربّ، أي ربّ، أبي! " قال: فيتحوّل في صورة قبيحة وريح منتنة، فيتركه)).
قال أبو سعيد: "كان أصحابُ محمد صلى الله عليه وسلّم يَرَوْن أنه إبراهيم، ولم يزدهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم على ذلك". اهـ
وأخرجه الحاكم في المستدرك (8746) من طريق عبيد بن عبيدة القرشي، عن المعتمر به.
فهذا إسناد متصل إلى قتادة، أمّا هو فقد عنعن ولم يصرّح بالسماع. والحديث مُرسَل ليس مِن مسند أبي سعيد الخدري.
قال ابن أبي حاتم في التفسير (14674): حدثنا محمد بن يحيى: أنبأ العباس بن الوليد: ثنا يزيد بن زريع: ثنا سعيد، عن قتادة: قوله "ولا تخزني يوم يبعثون"، وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
((يجيء رجل يوم القيامة من المؤمنين آخذ بيد أبٍ له مشرك، حتى يقطعه النار يريد أن يدخله الجنة. فينادَى: "إنه لا يدخل الجنة مشرك". فيقول: "ربِّ، كتبتَ لا تخزني! ربِّ كتبتَ لا تخزني! " قال: فلا يزال متشبثاً به، حتى يُحوَّل في صورة قبيحة وريح منتنة في صورة ضبعان. قال: فيرسله عند ذلك، فيقول: "لستَ أبي، لستَ أبي")).
قال: "فكنا نرى أنه خليل الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ". اهـ
وقد وقع في رواية سعيد بن بشير هذه: ((ضبعان)).
وهذا الحديث أخرجه الطبري في تفسيره مختصراً من مراسيل سعيد بن جبير، قال (17359): حدثنا عمرو بن علي قال: حدثنا حفص بن غياث قال: حدثنا عبد الله بن سليمان قال: سمعت سعيد بن جبير يقول:
((إن إبراهيم يقول يوم القيامة: "رب والدي، رب والدي"! فإذا كان الثالثة، أخذ بيده، فيلتفت إليه وهو ضبعان، فيتبرأ منه)). اهـ
وسليمان التيمي - الذي روى هذا الحديث عن قتادة - كان حمّاد بن سلمة يروي عنه.
حديث حمّاد بن سلمة
قال البزار (كشف الأستار 97): حدثنا ميمون بن الأصبغ: حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال:
((يلقى رجلٌ أباه يوم القيامة، فيقول: "يا أبتِ، هل أنت مطيعي اليوم؟ " - أو: هل أنت تابعي اليوم؟ - فيقول: "نعم". فيأخذ بيده، فينطلق به حتى يأتي به الله تبارك وتعالى وهو يعرض الخلق: "أي ربِّ، إنك وعدتني أن لا تخزيني! " فيُعرض الله تبارك وتعالى عنه. ثم يقول مثل ذلك، فيمسخ الله أباه ضبعاناً، فيهوي في النار. فيقول: "أبوك! " فيقول: "لا أعرفك")). اهـ
وأخرجه الحاكم في المستدرك (8750) من طريق إبراهيم بن ديزيل عن آدم بن أبي إياس به.
فهذا مِن حديث قتادة رواه حمّاد بالمعنى وفيه كلمة ((ضبعاناً))، وزاد فيه، وقال في أوله: ((يلقى))، ثم أسنده إلى أيوب. قال الإمام أحمد: ((حمّاد بن سلمة يسند عن أيوب أحاديث لا يسندها الناس)). اهـ ولذلك قال البزار: ((لا نعلم رواه عن أيوب هكذا إلا حماد)). اهـ
حديث ابن أبي أويس
قال البخاري (3172): حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: أخبرني أخي عبد الحميد، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال:
((يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة، وعلى وجه آزر قترة وغبرة. فيقول له إبراهيم: "ألم أقل لك لا تعصني! " فيقول أبوه: "فاليوم لا أعصيك". فيقول إبراهيم: "يا ربِّ، إنك وعدتني ألاّ تخزيني يوم يُبعثون، فأيّ خزي أخزى مِن أبي الأبعد! " فيقول الله تعالى: "إني حرّمتُ الجنة على الكافرين". ثم يقال: "يا إبراهيم، ما تحت رجليك؟ " فينظر، فإذا هو بذيخ متلطخ، فيؤخذ بقوائمه فيُلقى في النار)). اهـ
فهذا مِن حديث حماد بن سلمة سرقه ابن أبي أويس وأسنده إلى أخيه عن ابن أبي ذئب. وبدَّل قوله: ((يلقى رجلٌ أباه يوم القيامة)) وحوَّله إلى: ((يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة)). وساقه بالمعنى، وزاد فيه: ((قترة وغبرة)) و ((الأبعد)) وغيرها، وبدَّل قوله ((ضبعاناً)) وحوَّله إلى ((ذيخ)).
حديث إبراهيم بن طهمان
قال النسائي (الكبرى 11375): أنا أحمد بن حفص بن عبد الله: حدثني أبي: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن محمد بن عبد الرحمن، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن إبراهيم رأى أباه يوم القيامة عليه الغبرة والقترة، فقال له: "قد نهيتك عن هذا فعصيتني! " قال: "لكنني اليوم لا أعصيك واحدة". قال: "أي ربِّ، إنك وعدتني ألاّ تخزيني يوم يُبعثون، فإن أخزيتَ أباه فقد أخزيتَ الأبعد! " قال: "يا إبراهيم، إني حرّمتها على الكافرين". فأُخِذَ منه. فقال: "يا إبراهيم، أين أبوك؟ " قال: "أنت أخذته مني". قال: "انظر أسفل منك". فنظر، فإذا ذيخ يتمرّغ في نتنه، فأُخِذَ بقوائمه فأُلقيَ في النار)). اهـ
فهذا مِن حديث ابن أبي أويس أخذه إبراهيم بن طهمان، ففيه ((إبراهيم)) و ((الغبرة والقترة)) و ((الأبعد)) و ((ذيخ)). أخذه إبراهيم وأسنده إلى ابن أبي ذئب وليس هو مِن شيوخه ولا سمع منه. قال ابن حبان فيه: ((وقد تفرّد عن الثقات بأشياء معضلات)). اهـ وقال ابن حجر: ((ثقة يُغرب)). اهـ
فانظر أرشدني الله وإياك إلى الحق، وتأمّل صنيع الرواة في هذا الحديث الذي ليس له أصل عن أي صحابيّ، فكيف يكون من كلامه صلى الله عليه وسلّم؟
والله هو الهادي إلى سواء السبيل
¥(63/458)
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[01 - 04 - 09, 01:22 ص]ـ
أخي الكريم
قصدي من قولي أن لابن معين قولان أي قول بالجرح بعدة ألفاظ وقول بضد ذلك وهو (لا بأس به)
ولا علم لنا بالمتأخر منهما
و ما كان البخاري ليخرج حديث متهم بالكذب فضلا عن كذاب، ولأن آخذ برأي البخاري وأحمد أحب إليّ من أن آخذ برأي إختلف فيه على إبن معين، وبرأي النسائي وغيره وهم لا يصلون لدرجة البخاري كما هو معلوم
وأهل العلم قبلوا الحديث جيلا بعد جيل (ولو كان الطعن فيه خيرا لسبقونا إليه)
أخي الفاضل لا تخرج عن سبيل أهل العلم فالخروج عن سبيلهم أمر خطير
وإذا كنت ترى أن ابن أبي أويس كذاب ولا يصلح للإعتضاد فتتبع أحاديثه في الصحيحين فما لن تجد له عاضدا صالحا فضعّفه، وحينئذ تكون قد ضعّفت أحاديث لم يسبقك أحد من أهل العلم لتضعيفها، وطعنت في أحاديث تقبلتها الأمة من غير نكير، وحذار أخي حذار من إتباع غير سبيل المؤمنين
وإليك هذا الرابط ففيه ما يغني عن حال إبن ابي أويس وأنه لا يبلغ ما ذهبت إليه فيه، ولن تجد في المحققين من أهل العلم الذين صنفوا في احوال الرجال وتراجمهم من يوافقك على ما تقول فيه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71744
والحديث بطرقه والحمد لله ثابت وتقبله العلماء وسائر طرقه تصلح أن يعضد بعضها بعضا
والله أعلم
ونصيحة أخي الفاضل أنا اعلم أنّ لتحقيق الأحاديث نشوة في النفس، لكن إحذر أن تأخذك هذه النشوة لتجعل نفسك في مصاف الأئمة العظام كأحمد والبخاري ومسلم ونحوهم
فإنهم إطلعوا على ما لم تطلع عليه وجمعوا ما لم تجمع وعلمك بجنب علمهم كقطرة في بحر
فإذا صحح أحمد أو البخاري حديثا فخذ به ولا تسأل
والألباني رحمه الله على جلالة قدره ومكانته وبحثه وتحقيقه لا يعدو أن يكون تلميذا صغيرا أمامهم، وما يبلغ تصحيحه مكانة تصحيحهم ولا قريبا من ذلك
وما ينبغي لطالب علم إذا صحح أحمد أو البخاري حديثا أو ضعفوه أن يترك قولهم إلى تصحيح أو تضعيف الألباني، فكيف بتصحيحك أو تضعيفك -مع كامل إحترامي لك -
وقد قلت لك من قبل أنّ عشرات الألوف من الأسانيد مفقودة اليوم كانت في زمنهم موجودة يتبن لهم من خلالها ما يعضد أو يسند ما نظن نحن أن لا عاضد ولا ساند له
هناك من الأحاديث ما هي هي أحق وأولى ان تشتغل بتخريجها وتحقيقها أخي الفاضل
فكم ترك الشيخ الألباني من أحاديث حالت المنية بينه وبينها، فدونك وإياها فإنه أنفع لك وللأمة من أن تأتي لأحاديث فرغ منها أئمة جهابذة لا نأتي أمام علمهم شيئا
وفقك الله وسّد خطاك
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[02 - 04 - 09, 06:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
حياك الله سيدي الكريم وشكر الله لك تعليقك ..
هداني الله وإياك يا ابن الأقطش
لا تخالف إجماع أهل العلم قرنا بعد قرن
هذه هي الصحة العامة، وهو تلقّي الأمة لجُملة الصحيح لا تفصيله، وإلاّ لما اجترأ أحد من الأئمة رحمهم الله على انتقاد البخاري في عدد من اختياراته، ولعُدّ صنيعهم طعناً فيه.
ولذلك استثنى أُولو التثبُّت مِن العلماء الأحرف المنتقدة على الإمام رحمه الله، ولو كان كل حرفٍ فيه صحيحاً فلما كان لاستثنائهم معنى!
ثم إن الإمام الشاطبي يقول (الموافقات 4/ 7): ((رتبة السنة التأخر عن الكتاب في الاعتبار، والدليل على ذلك أمور. أحدها: أن الكتاب مقطوع به والسنة مظنونة والقطع فيها إنما يصح في الجملة لا في التفصيل. بخلاف الكتاب، فإنه مقطوع به في الجملة والتفصيل. والمقطوع به مقدم على المظنون، فلزم من ذلك تقديم الكتاب على السنة)). اهـ
حينئذ فليُحرَّر محلّ النزاع هنا حتى لا تتهمني أخي الفاضل بالخروج عن جادّة أهل العلم: فإن الذي انعقد إجماع أهل العلم عليه هو حُجّية العمل بخبر الواحد مِمّا أخرجاه. وأما كون خبر الواحد مقطوع بأنه مِن كلامه صلّى الله عليه وسلّم فمَن ذا الذي يحكي فيه إجماعاً؟
¥(63/459)
يقول النووي في شرح مسلم تعقيباً على ابن الصلاح (المنهاج 1/ 20): "قال الشيخ في علوم الحديث: (وقد كنت أميل إلى أن ما اتفقا [أي البخاري ومسلم] عليه فهو مظنون، وأحسبه مذهباً قوياً. وقد بان لي الآن أنه ليس كذلك، وأن الصواب أنه يفيد العلم). وهذا الذي ذكره الشيخ في هذه المواضع خلاف ما قاله المحققون والأكثرون، فإنهم قالوا: أحاديث الصحيحين التي ليست بمتواترة إنما تفيد الظن، فإنها آحاد والآحاد إنما تفيد الظن، على ما تقرر. ولا فرق بين البخاري ومسلم وغيرهما في ذلك. وتلقي الأمة بالقبول إنما أفادنا وجوب العمل بما فيهما، وهذا متفق عليه. فإن أخبار الآحاد التي في غيرهما يجب العمل بها إذا صحت أسانيدها، ولا تفيد إلا الظن، فكذا الصحيحان". اهـ
فأنت ترى أخي الكريم أن تلقي الأمة للصحيحين بالقبول إنما هو في وجوب العمل بهما، لا أن أحاديثهما تفيد العلم اليقيني، وهذا هو ما كان عليه المحققون والأكثرون قبل ابن الصلاح.
ثم يقول (المنهاج 1/ 131): "وأما خبر الواحد: فهو ما لم يوجد فيه شروط المتواتر، سواء كان الراوي له واحداً أو أكثر. واختلف في حكمه: فالذي عليه جماهير المسلمين من الصحابة والتابعين فمن بعدهم من المحدثين والفقهاء وأصحاب الأصول: أن خبر الواحد الثقة حجة من حجج الشرع يلزم العمل بها، ويفيد الظن ولا يفيد العلم". اهـ (المنهاج 1/ 131)
فأنت ترى أستاذنا الكريم أن الإجماع من لدن الصحابة فما بعدهم وهم جماهير المسلمين هو العمل بخبر الواحد، ولكنه يفيد الظن لا العلم لأنه غير مقطوع به.
يقول السيوطي في تدريبه (1/ 34): ((ما اتَّصلَ سنده مع الأوصاف المذكورة فقبلناه عملاً بظاهر الإسناد (لا أنَّه مقطوع به) في نفس الأمر, لِجَواز الخطأ والنسيان على الثِّقة, خلافاً لمن قال: إن خبر الواحد يُوجب القَطع, حكاه ابن الصبَّاغ عن قوم من أهل الحديث, وعزاه الباجي لأحمد, وابن خويز منداد لمالك, وإن نازعه فيه المازري بعدم وجود نص له فيه")). اهـ
فهذه مسألة خلافية معروفية، فكيف يُدَّعَى الإجماع على صحة كل حديثٍ حديثٍ في الصحيحين؟
تقول أحسن الله إليك:
وليس في الحديث مخالفة للقرآن
الحق سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل: (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ) .. فالقول بأنه يتبرأ منه في الآخرة باطل، وهذا ما سَعيتَ لتنفيَه عن الحديث، رغم أن هذا صريحٌ فيه، فجئتَ بمعنى غير مسبوق!
واعلم أنّ الطبري رحمه الله ردَّ تبرؤ إبراهيم من أبيه يوم القيامة، فقال في تفسير: ((وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول الله، وهو خبره عن إبراهيم أنه لما تبين له أن أباه لله عدو، يبرأ منه. وذلك حال علمه ويقينه أنه لله عدو، وهو به مشرك، وهو حال موته على شركه)). اهـ
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[02 - 04 - 09, 06:31 ص]ـ
وقال الألوسي في روح المعاني (11/ 36): ((بقي أن هذه الآية يخالفها ظاهر مارواه البخاري في الصحيح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال: "يلقى إبراهيم ... " فإن الآية ظاهرة في انقطاع رجاء إبراهيم عليه السلام اتصاف أبيه بالإيمان وجزمه بأنه لا يغفر له، ولذلك تبرأ منه وترك الإستغفار له ... والحديث ظاهر في أنه عليه الصلاة والسلام يطلب ذلك له يوم القيامة ولا ييأس من نجاته إلا بعد المسخ، فإذا مسخ يئس منه وتبرأ.
وأجاب الحافظ ابن حجر عن المخالفة بجوابين، بحث فيهما بعض فضلاء الروم. ومن الغريب قوله في الجواب الثاني: إن إبراهيم عليه الصلاة و السلام لم يتيقن موت أبيه على الكفر لجواز أن يكون آمن في نفسه ولم يطلع عليه الصلاة و السلام على ذلك ويكون وقت تبريه منه بعد الحالة التي وقعت في الحديث فإنه مخالف مخالفة ظاهرة لما يُفهم من الآية من أن التبين والتبري كان كل منهما في الدنيا!
¥(63/460)
وأجاب ذلك البعض: بأنا لا نسلم التخالف بين الآية والحديث، وإنما يكون بينهما ذلك لو كان في الحديث دلالة على وقوع الإستغفار من إبراهيم لأبيه وطلب الشفاعة له، وليس فليس. وقوله: "يارب إنك وعدتني" إلخ أراد به عليه الصلاة والسلام محض الاستفسار عن حقيقة الحال، فإنه اختلج في صدره الشريف أن هذه الحال الواقعة على أبيه خزي له ... وأنت خبير بأن الخبر ظاهر في الشفاعة وهي استغفار كما يدل عليه كلام المتكلمين في ذلك المقام ...
وأجاب بعض المعاصرين: أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان عالماً بكفر أبيه ومتيقناً بأن الله تعالى لا يغفر أن يشرك به، إلا أن الشفقة والرأفة الطبيعية غلبت عليه حين رأى أباه ... ولا يخفى أنه من الفساد بمكان. ومثله ماقيل: إنه ظن إستثناء أبيه من عموم إن الله لايغفر أن يشرك به لأن الله وعده أن لايخزيه فقدم على الشفاعة له ولعمري لا يقدم عليه إلا جاهل بجهله! أما الأول: فلأن الأنبياء عليهم السلام أجل قدراً من أن تغلبهم أنفسهم على الإقدام على مافيه تكذيب الله تعالى نفسه. وأما الثاني: فلأنه لو كان لذلك الظن أصل، ماكان يتبرأ منه عليه السلام في الدنيا بعد أن تبين له أنه عدو الله وهو الأواه الحليم!
وقيل: إن الأحسن في الجواب إلتزام أن ما في الخبرين ليس من الشفاعة في شيء، ويقال: إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام ظن أن خزي أبيه في معنى الخزي له، فطلب بحكم وعد الله سبحانه إياه أن لا يخزيه تخليصه من ذلك حسبما يمكن، فخلصه منه بمسخه ذيخاً ... ولا يخفى ما في هذا الجواب من التكلف. وأولى منه التزام كون فاعل وعد ضمير الأب وضمير إياه راجعاً إلى إبراهيم عليه الصلاة و السلام، وكون التبين والتبري واقعين في الآخرة حسبما تضمنه الخبران السابقان. فحينئذ لا يبعد أن يكون إبراهيم مستغفراً لأبيه بعد وعده إياه بالإيمان طالباً له الجنة لظن أنه وفى بوعده حتى يمسخ ديخاً. لكن لا يساعد عليه ظاهر الآية ولا المأثور عن سلف الأمة وإن صح كون الآية عليه دفعاً لما يرد على الآية الأولى من النقض أيضاً بالعناية. ولعل أخف الأجوبة مؤنة كون مراد إبراهيم عليه الصلاةوالسلام من تلك المحاورة التي تصدر منه في ذلك الموقف إظهار العذر فيه لأبيه وغيره على أتم وجه، لا طلب المغفرة حقيقة)). اهـ
فانظر وفّقك الله لتدرك أن هذا المتن في غاية الإشكال ولا وجه لتوجيهه إلا بمخالفة نص القرآن وأقوال سلف الأمة. وكتاب الله أحقّ بالاتباع مِن اجتهاد البخاري، إلاّ إذا كنتَ تقدّم خبر الواحد على القرآن!
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[02 - 04 - 09, 06:32 ص]ـ
وقال أبو حيان في تفسيره البحر المحيط لهذه الآية: ((والذي يظهر أن استغفار إبراهيم لأبيه كان في حالة الدنيا. ألا ترى إلى قوله {واغفر لأبي إنه كان من الضالين} وقوله {رب اغفر لي ولوالدي}؟ ويضعف ما قاله ابن جبير: من أن هذا كله يوم القيامة، وذلك أن ابراهيم يلقى أباه فيعرفه ويتذكر قوله "سأستغفر لك ربي"، فقول له: إلزم حقوى فلن أدعك اليوم لشيء، فيدعه حتى يأتي الصراط فيلتفت إليه فإذا هو قد مسخ ضبعاناً، فيتبرأ منه حينئذ. انتهى ما قاله ابن جبير. ولا يظهر ربطه بالآخرة)). اهـ
وقال ابن عطية في المحرز الوجيز: ((وقال سعيد بن جبير: ذلك كله يوم القيامة وذلك أن في الحديث أن إبراهيم يلقاه فيعرفه ويتذكر قوله {سأستغفر لك ربي} فيقول له: الزم حقوي فلن أدعك اليوم لشيء، فيلزمه حتى يأتي الصراط فيلتفت إليه فإذا هو قد مسخ ضبعاناً أمذر فيتبرأ منه حينئذ. قال القاضي أبو محمد: وربط أمر الاستغفار بالآخرة ضعيف)). اهـ
إضافةً إلى ما علمتَ مِن قول الإمام الإسماعيلي فإنه طعن في صحة الحديث مِن أصله.
أما ابن كثير فقال في:
@ إسناد ابن أبي أويس عند البخاري: ((هكذا رواه في قصة إبراهيم منفرداً)). اهـ[البداية والنهاية 1/ 163]
@ وإسناد إبراهيم بن طهمان عند النسائي: ((وهذا إسناد غريب وفيه نكارة)). اهـ[التفسير الشعراء 87]
@ وإسناد حماد عن أيوب: ((وفي سياقه غرابة)). اهـ[البداية والنهاية 1/ 163]
ثم اعلم أن قوله تعالى حكايةً عن إبراهيم (ولا تخزني يوم يُبعثون) يُفسّره قوله تعالى (إنك مَن تُدخِل النار فقد أخزيتَه)، فالقرآن يفسّر بعضه بعضاً. ولذلك عقَّب عليه السلام بقوله (يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا مَن أتى الله بقلبٍ سليم) فهو صريحٌ في دعائه اللهَ أن يجيرَه مِن النار يوم القيامة يوم يأتيه فرداً يوم (لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جازٍ عن والده شيئاً)، وهو ما يُفصِح عن عوار تلك القصة. فأين ذهل عنك هذا لتردّ كتاب الله مقدَّماً عليه اجتهاد البخاري في تصحيح رواية منكرة!
وقولك أنّ إبراهيم عليه السلام كان يريد الشفاعة لأبيه كي لا يدخل النار وأنّ هذا هو المراد بالخزي في الحديث ما أقول إلا سبحانك هذا بهتان عظيم
هذا هو منطوق الحديث حفظك الله وليس إفكاً افتريتُه، وهو ما فهمه الإسماعيلي صريحاً من المتن فطعن فيه، وهو ما فهمه الألوسي كما مرّ عليه بقوله: ((وأنت خبير بأن الخبر ظاهرٌ في الشفاعة)). اهـ وهو ما فهمه أيضاً الذين قالوا إن إبراهيم سيتبرأ من أبيه في الدنيا، لأنه قبل أن يمسخ ضبعاً كان إبراهيم يسأل ربه فيه، فهذا ظاهر. ولا أدي كيف أجيب على قولك الكريم:
الحديث واضح وصريح لا مرية فيه، أين ذكر الشفاعة في الحديث؟! كيف يظن مسلم بإبراهيم أنه يشفع لكافر؟!
مِن هنا فكيف تتهمني - أكرمك الله - بأنني خارج عن صنيع أهل العلم في قولك:
وكلامك كله خروج عن صنيع أهل العلم، حديث يقبله العلماء ويصححونه ثم أنت تضعّفه
لأنه ليس بعد كلام الله كلام. ويشهد الله أني لم أقل برأيي في شيء مما أسلفتُ، فإني لم أحِد عن أقوال أهل العلم.
هذا .. وما أبرّئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي
والله تعالى أعلى وأعلم
¥(63/461)
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[03 - 04 - 09, 12:43 ص]ـ
إبن الأقطش (أعرض عن هذا) واستغفر لذنبك إنك كنت من الخاطئين
اخي الكريم حفظك الله انا لست بطالب علم مثلك، لو كنت طالب علم لتتبعت مرويات إبن أبي أويس في البخاري ومسلم مما لم يتابعه عليه إلا ضعيف أو مجروح ولألزمتك بتضعيف احاديث لم يضعفها أحد من قبلك لأنك وضعت لنفسك قاعدة فيلزمك إتباعها مطلقا
واللازم إذا كان باطلا دل على بطلام ملزومه
وأرجو أن لا تخاطبني بلفظة (سيدي الكريم) فلست بسيدك و (السيد الله تبارك وتعالى)
لقد حوت مشاركاتك الأخيرة أغلاطا وجب التنويه عليها
القرآن والسنة كلاهما وحي (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه) فالسنة مثل القرآن في الحجية لا فرق بين المتواتر والآحاد
القول أن خبر الآحاد يفيد الظن قول باطل وهو من أقوال أهل البدع وأول من قاله المعتزلة يريدون بذلك رد السنة وإنكار الصفات
خبر الآحاد يفيد العلم وهذا ما عليه أهل التحقيق خاصة إذا إحتفت به قرائن كصفات النقلة مثل حديث يرويه أحمد عن الشافعي عن مالك عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فمن هذا الذي يجرأ على القول أن خبر الآحاد هذا يفيد الظن ولا يفيد العلم؟!!
أو أن تتعدد طرق الخبر كأن يكون له إسناد شامي وآخر مصري وآخر عراقي وآخر حجازي فمن يجرأ على القول أن هذا الخبر يفيد الظن لا العلم؟!!
أو أن تتلقى الأمة الخبر بالقبول أو يرويه إمام إشترط الصحة كالبخاري (كحال حديثنا هذا)، فمن ذا الذي يقول أنه يفيد الظن لا العلم؟!!
ورجوعا إلى المتن، لو كان إبراهيم عليه السلام يريد الشفاعة لأبيه حتى لا يناله الخزي، فإنّ الله قد ردّ شفاعته فيلزم القول بأن إبراهيم قد ناله الخزي وهذا مناف لقوله (ولا تخزني) وقد استجاب الله له، أفليس هذا تضاد؟! ثم لو كان طلب الشفاعة فما فائدة مسخ أبيه ضبعا، فسواء دخل أباه النار بشرا أو ضبعا لم يرتفع الخزي عن إبراهيم لأن الخزي لا يرتفع عنه إلا بإجابة شفاعته وشفاعته قد رُدّت؟!!
فلا محيص عن القول أنه لم يطلب الشفاعة أصلا، وأن الخزي الذي قصده هو دخول أبيه النار والناس يعلمون أنه أباه، فلذا مسخ الله أباه ضبعا فالذي دخل النار كان على صورة ضبع فلم يعرف الناس أنه أبو إبراهيم، فلم يحصل له خزي، وهذه هو إجابة دعوته (ولا تخزني)، فأرجو تدبر هذا فإنه مهم.
وقولك حفظك الله (إلاّ إذا كنتَ تقدّم خبر الواحد على القرآن!) وما الذي يمنع ذلك بارك الله فيك، هذا وحي وهذا وحي
وسأضرب لك مثلا بقوله تعالى (قل لا أجد فيما أوحي إليّ محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس)
فأين تجد باقي المحرمات؟!
من أين تقول بتحريم كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير؟!!
من أين تجد تحريم ما قطع من البهيمة وهي حية؟!!
أليس هذه وغيرها ثبتت بأخبار آحاد وقدمت على الحصر المفهوم من الآية وهو إباحة ما سوى المذكورات؟!!
فهذا مثال واحد مشهور على تقديم خبر الآحاد على القرآن
بل إن رجم البكر بالبكر لا يوجد منه حرف في القرآن لا الموجود ولا المنسوخ فهل لا نقدمه على القرآن؟!
وكم وكم من أخبار الآحاد خُصصت بها عمومات القرآن أو قُيّدت إطلاقاته أو فُسرت مجملاته
والسنة يا أخي قاضية على القرآن كما قال أهل العلم
فدع عنك أقوال أهل البدع وعليك بكلام شيخ الإسلام وتلميذه تفلح إن شاء الله
ويا أخي الفاضل هل قول إبن كثير هذ ا (((هكذا رواه في قصة إبراهيم منفرداً)). يُعتبر تضعيفا؟! ثم كيف تترك تصحيح البخاري لقول إبن كثير؟!! أتترك البحر للساقية؟! هذا ليس بإنصاف، فأين إبن كثير من البخاري علما ورواية وحفظا ودراية بأحوال الرجال والأسانيد والمتون!!
والله أعلم
ـ[ابوسلمي]ــــــــ[03 - 04 - 09, 01:57 ص]ـ
وقولك حفظك الله (إلاّ إذا كنتَ تقدّم خبر الواحد على القرآن!) وما الذي يمنع ذلك بارك الله فيك،
هذا بهتان لم يقله احد من المسلمين
وامثلتك دليل جهلك
فافق هداك الله
اعوذ بالله من غضب الله
http://www.qurancomplex.com/qfatwa/display.asp?f=1&l=arb&ps=subFtwa
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[03 - 04 - 09, 02:35 ص]ـ
¥(63/462)
القول أن خبر الآحاد يفيد الظن قول باطل وهو من أقوال أهل البدع وأول من قاله المعتزلة يريدون بذلك رد السنة وإنكار الصفات
خبر الآحاد يفيد العلم وهذا ما عليه أهل التحقيق خاصة إذا إحتفت به قرائن
خبر الآحاد هل يفيد العلم أو الظن:
اختلف العلماء من الأصوليين وعلماء مصطلح الحديث فيه على ثلاثة أقوال:
1 - أن الحديث الصحيح يفيد العلم ولو لم يكن له إلا طريق واحد وهو قول ابن حزم وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وقال ابن القيم إنه قول مالك والشافعي وأحمد وأصحاب أبي حنيفة وداود بن علي واختيار أحمد شاكر وهو قول قوي ..
2 - أنه يفيد الظن مطلقًا، وإلى هذا ذهب بعض الأصوليين والفقهاء وهو قول أهل البدع من المعتزلة وغيرهم
3 - أنه يفيد الظن، وقد يفيد العلم النظري بالقرائن، وله أنواع ثلاثة:
4 - أن يكون مخرَّجًا في الصحيحين لتلقي العلماء لهما بالقبول ويستثنى من ذلك شيئان، أحدهما: ما انتقد عليهما، والثاني: ما كان معارضًا لغيره ولم يتبين وجه الجمع أو الترجيح أو النسخ فإنه يفيد العلم عنده، وممن ذهب إلى أن ما في الصحيحين يفيد العلم شيخ الإسلام وابن القيم رحمهما الله، وابن الصلاح ونقله العراقي في شرحه على ابن الصلاح عن جماعة وعن أكثر أهل الكلام من الأشعرية وعن أهل الحديث قاطبة وهو اختيار ابن كثير والحافظ ابن حجر رحمهما الله.
إذا تعددت طرق الحديث وتباينت مخارجه كالحديث المشهور الذي لم يصل إلى حد التواتر، أن يرويه أربعة من أربعة طرق.
أن يكون الحديث مسلسلا بالأئمة ولا يكون غريبًا بأن لا ينفرد كل واحد بروايته، كالحديث الذي يرويه أحمد عن الشافعي عن مالك ولا ينفرد كل واحد.
وإذا اجتمعت هذه الأنواع الثلاثة فلا يبعد أن يفيد القطع بأن يفيد العلم الضروري كالمتواتر.
والقول الأول هو الصواب وهو أن الحديث الصحيح يفيد العلم مطلقًا، والمراد العلم النظري، وأما القرآن والخبر المتواتر فإنه يفيد العلم الضروري وهو اختيار الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، يراجع شرح نخبة الفكر
والخلاصة في إفادة خبر الآحاد العلم أو الظن إذا صح الحديث ثلاثة أقوال:
1 - يفيد الظن مطلقًا.
2 - يفيد العلم مطلقًا.
3 - يفيد العلم بالقرائن، وأرجحها الثاني.
4 - وهذا الخلاف فيما يفيده خبر الآحاد من العلم أو الظن، أما العمل به فإنه واجب باتفاق أهل السنة، ولم يخالف في هذا إلا أهل البدع من المعتزلة والجهمية والرافضة والخوارج وغيرهم، الذين يقولون: إن خبر الآحاد ظني الدلالة كما أنه ظني الثبوت، وبهذا القياس الفاسد ردوا نصوص الكتاب والسنة وقالوا: إنها لا تدل على إثبات الصفات؛ لأن دلالتها ظنية، كما أن نصوص السنة ظنية الثبوت، قالوا: والأدلة اللفظية لا تفيد اليقين وإنما الذي يفيد اليقين هي الأدلة العقلية فيسمونها قواطع عقلية وبراهين يقينية، أما الأدلة اللفظية فإن كان متواترا كالقرآن قالوا إن دلالته ظنية، وإن كان خبر آحاد كالسنة قالوا لا يحتج بخبر الآحاد في العقائد.
وهذا زيغ وانحراف نعوذ بالله، والصواب: وجوب العمل بخبر الآحاد والاحتجاج به في العقائد والأعمال، وهذا هو الذي عليه أهل السنة قاطبة، وقد عقد البخاري رحمه الله في صحيحه كتابا في الاحتجاج بخبر الواحد، وساق أدلة كثيرة.
وذهب ابن القيم إلى أن خبر الواحد إذا صح فإنه يفيد العلم وقرر ذلك ونصره في آخر كتابه مختصر الصواعق المرسلة.
وقال: إن ممن نص على أن خبر الواحد يفيد العلم مالك والشافعي وأصحاب أبي حنيفة وداود بن علي وأصحابه كأبي محمد بن حزم وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وقال الإمام أحمد في حديث الرؤية: نعلم أنها حق ونقطع على العلم بها، وقال القاضي، وظاهر هذا أنه يسوي بين العلم والعمل، وعن الإمام أحمد رواية أخرى تدل على أن خبر الواحد لا يفيد العلم.
قال ابن القيم وهذه رواية انفرد بها الأثرم وليست في مسألة ولا في كتاب السنة، وإنما حكاها القاضي أنه وجدها في كتاب معاني الحديث، والأثرم لم يذكر أنه سمع ذلك منه، بل لعله بلغه من عند واهم وهم عليه في لفظه، فلم يرو عنه أحد من أصحابه ذلك، بل المروي الصحيح عنه أنه جزم على الشهادة للعشرة بالجنة والخبر في ذلك خبر واحد.
¥(63/463)
وقد صرح الشافعي في كتبه بأن خبر الواحد يفيد العلم نص على ذلك صريحًا في كتاب اختلاف مالك ونصره في الرسالة المصرية، على أنه لا يوجب العلم الذي يوجبه نص الكتاب والخبر المتواتر.
قلتُ: مقصوده أن خبر الواحد يفيد العلم النظري أما القرآن والخبر المتواتر فإنه يفيد العلم الضروري.
قال ابن القيم ونحن نشهد بالله ولله شهادة على البت والقطع لا نمتري فيها ولا نشك على صدقهم ونجزم به جزمًا ضروريًّا لا يمكننا دفعه عن نفوسنا - إلى قوله -: ومن هذا إخبار الصحابة بعضهم بعضًا فإنهم كانوا يجزمون بما يحدث به أحدهم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يقل أحد منهم لمن حدثه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: خبرك خبر واحد لا يفيد العلم حتى يتواتر - إلى قوله -: ولم يكن أحد من الصحابة ولا أهل الإسلام بعدهم يشكون فيما يخبر به أبو بكر الصديق عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم - إلى قوله: بل كانوا لا يشكون في خبر أبي هريرة مع تفرده بكثير من الحديث، ولم يقل له أحدٌ منهم يومًا واحدًا من الدهر: خبرك خبر واحد لا يفيد العلم.
إلى قوله: وكان أحدهم إذا روى لغيره حديثًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصفات تلقاه بالقبول واعتقد تلك الصفة به على القطع واليقين، كما اعتقد رؤية الرب وتكليمه ونداه لعباده يوم القيامة بالصوت الذي يسمعه البعيد كما يسمعه القريب، ونزوله إلى سماء الدنيا كل ليلة، وضحكه وفرحه، وإمساك سماواته على إصبع من أصابع يده، وإثبات القدم له - إلى قوله: فهذا الذي اعتمده نفاة العلم عن أخبار النبي -صلى الله عليه وسلم- خرقوا به إجماع الصحابة المعلوم بالضرورة، و إجماع التابعين و إجماع أئمة الإسلام ووافقوا به المعتزلة والجهمية والرافضة والخوارج الذين انتهكوا هذه الحرمة وتبعهم بعض الأصوليين والفقهاء، وإلا فلا يعرف لهم سلف من الأئمة بذلك، بل صرح الأئمة بخلاف قولهم.
قلتُ: وذهب ابن عبد البر في كتاب التمهيد إلى أن خبر الآحاد يوجب العمل ولا يوجب العلم، وإليه ذهب النووي.
قال ابن كثير في كتابه الباعث الحثيث ص29 ثم حكى - أي ابن الصلاح -: أن الأمة تلقت هذين الكتابين الصحيحين بالقبول، سوى أحرف يسيرة انتقدها بعض الحفاظ كالدارقطني وغيره، ثم استنبط من ذلك القطع بصحة ما فيهما من الأحاديث، لأن الأمة معصومة عن الخطأ؛ فما ظنت صحته ووجب عليها العمل به لا بد وأن يكون صحيحًا في نفس الأمر، وهذا جيد.
وقد خالف في هذه المسألة الشيخ محيي الدين النووي وقال لا يستفاد القطع بالصحة من ذلك.
قلتُ: وأنا مع ابن الصلاح فيما عول عليه وأرشد إليه والله أعلم.
قال الشيخ أحمد محمد شاكر تعليقًا عليه: الحق الذي لا مرية فيه عند أهل العلم بالحديث من المحققين، وممن اهتدى بهداهم على بصيرة من الأمر: أن أحاديث الصحيحين صحيحة كلها، ليس في واحد منها مطعن أو ضعف وإنما انتقد الدارقطني وغيره من الحفاظ بعض الأحاديث على أن معنى ما انتقدوه لم يبلغ في الصحة الدرجة العليا التي إلتزمها كل واحد منهما في كتابه.
وأما صحة الحديث في نفسه فلم يخالف أحد فيها، فلا يهولنك إرجاف المرجفين، وزعم الزاعمين أن في الصحيحين أحاديث غير صحيحة، وتتبع الأحاديث التي تكلموا فيها، وانقدها على القواعد الدقيقة التي سار عليها أئمة أهل العلم، واحكم عن بينة والله الهادي إلى سواء السبيل ص 29.
وقال الشيخ أحمد شاكر في ص 30: والحق الذي ترجحه الأدلة الصحيحة ما ذهب إليه ابن حزم ومن قال بقوله من أن الحديث الصحيح يفيد العلم القطعي سواء أكان في أحد الصحيحين أم في غيرهما، وهذا العلم اليقيني علم نظري برهاني لا يحصل إلا للعالم المتبحر في الحديث، العارف بأحوال الرواة والعلل، وأكاد أوقن أنه هو مذهب من نقل عنهم البلقيني، ممن سبق ذكرهم، وأنهم لم يريدوا بقولهم ما أراد ابن الصلاح من تخصيص أحاديث الصحيحين بذلك.
¥(63/464)
وهذا العلم اليقيني النظري يبدو ظاهرًا لكل من تبحر في علم من العلوم، وتيقنت نفسه بنظرياته، واطمأن قلبه إليها، ودع عنك تفريق المتكلمين في اصطلاحاتهم بين العلم والظن، فإنما يريدون بها معنى آخر غير ما تريد، ومنه زعم الزاعمين أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص إنكارًا لما يشعر به كل واحد من الناس من اليقين بالشيء ثم ازدياد هذا اليقين: قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّه قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيما نقله عنه ابن القيم وقد قسم الأخبار إلى تواتر وآحاد، فقال بعد ذكر التواتر:
وأما القسم الثاني من الأخبار: فهو ما لا يرويه إلا الواحد العدل ونحوه ولم يتواتر لفظه ولا معناه، ولكن تلقته الأمة بالقبول عملا به أو تصديقًا كخبر عمر بن الخطاب إنما الأعمال بالنيات.
وخبر ابن عمر نهى عن بيع الولاء وهبته، وخبر أنس دخل مكة وعلى رأسه المغفر، وخبر أبو هريرة لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها.
وكقوله: يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب.
وقوله: إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل.
وقوله في المطلقة ثلاثا: حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك.
وقوله: لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ.
وقوله: إنما الولاء لمن أعتق.
وقول ابن عمر رضي الله عنهما: فرض النبي -صلى الله عليه وسلم- صدقة الفطر في رمضان على الصغير والكبير والذكر والأنثى.
وأمثال ذلك، فهذا يفيد العلم اليقيني عند جماهير الأمة أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- من الأولين والآخرين.
أما السلف فلم يكن بينهم في ذلك نزاع، وأما الخلف فهذا مذهب الفقهاء الكبار من أصحاب الأئمة الأربعة، والمسألة منقولة في كتب الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية مثل السرخسي وأبو بكر الرازي من الحنفية، والشيخ أبي حامد وأبي الطيب والشيخ أبي اسحاق من الشافعية، وابن خواز منداد وغيره من المالكية، ومثل القاضي أبي يعلى وابن أبي موسى وأبي الخطاب وغيرهم من الحنبلية، ومثل أبي إسحاق الإسفراييني وابن فورك وأبي إسحاق النظام من المتكلمين.
وإنما النزاع في ذلك طائفة كابن الباقلاني ومن تبعه مثل أبي المعالي والغزالي وابن عقيل.
وقد ذكر أبو عمرو بن الصلاح القول الأول وصححه واختاره ولكنه لم يعلم كثرة القائلين به ليتقوى بهم، وإنما قاله بموجب الحجة الصحيحة، وظن من اعترض عليه من المشايخ الذين لهم علم ودين وليس لهم بهذا الباب خبرة تامة أن الذي قاله الشيخ أبي عمر وانفرد به عند الجمهور - إلى أن قال -: قال: وجميع أهل الحديث على ما قاله أبو عمرو والحجة على قول الجمهور أن تلقي الأمة للخبر تصديقًا وعملا، إجماعًا منهم، والأمة لا تجتمع على ضلالة - إلى قوله -: والأمة معصومة من الخطأ في رواياتها ورأيها ورؤياها، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: أرى رؤياكم قد تواطأت على أنها في العشر الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر.
فجعل تواطؤ الرؤيا دليلا على صحتها ... إلى أن قال: واعلم أن جمهور أحاديث البخاري ومسلم من هذا الباب، كما ذكره الشيخ أبو عمرو ومن قبله من العلماء كالحافظ أبي الطاهر السلفي وغيره، فإن ما تلقاه أهل الحديث وعلماؤه فالتصديق والقبول فهو محصل للعلم مفيد لليقين، ولا غيره بمن عداهم من المتكلمين والأصوليين، فإن الاعتبار في الإجماع على كل أمر من الأمور الدينية بأهل العلم به دون غيرهم ...
إلى قوله: فكما أن العلم بالتواتر ينقسم إلى عام وخاص فيتواتر عند الخاصة مالا يكون معلومًا لغيرهم فضلا أن يتواتر عندهم .. إلى قوله: وبالجملة فهم جازمون بأكثر الأحاديث الصحيحة قاطعون بصحتها عنه وغيرهم لا علم عنده بذلك، والمقصود أن هذا القسم من الأخبار يوجب العلم عند جمهور العقلاء ... إلى قوله: وأما خبر الواحد الذي أوجب الشريعة تصديق مثله والعمل به، بأن يكون خبر عدل معروف بالصدق والضبط والحفظ، فهذا في إفادته للعلم قولان هما روايتان منصوصتان عن أحمد:
¥(63/465)
أحدهما: أنه يفيد العلم أيضًا وهو أحد الروايتان عن مالك اختاره جماعة من أصحابه، منهم محمد بن خواز منداد واختاره جماعة من أصحاب أحمد منهم ابن أبي موسى وغيره، و اختاره الحارث المحاسبي وهو قول جمهور أهل الظاهر، وجمهور أهل الحديث، وعلى هذا فيحلف على مضمونه ويشهد به.
الثاني: أنه لا يوجب العلم، وهو قول جمهور أهل الكلام، وأكثر المتأخرين من الفقهاء، وجماعة من أهل الحديث، وعلى هذا فلا يحلف على مضمونه ولا يشهد به.
قال ابن القيم قال ابن حزم وقال بعضهم لما انقطعت به الأسباب: خبر الواحد يوجب علما ظاهرًا، قال: وهذا كلام لا يعقل وما علمنا علمًا ظاهرًا غير باطن، ولا علما باطنًا غير ظاهر، بل كل علم يتيقن فهو ظاهر لمن علمه وباطنه في قلبه، وكل ظن لم يتيقن فليس علمًا أصلا، لا ظاهرًا ولا باطنًا، بل هو ضلال وشك، وظن محرم القول به في دين الله.
ثم استدل ابن القيم على أن خبر الواحد العدل يفيد العلم بإحدى وعشرين دليلا فليراجع من ص 394 - إلى ص 406.
أقول الخلاصة في خبر الواحد العدل هل يفيد العلم والظن؟
الجواب: أن خبر الواحد العدل نوعان:
1 - أن تتلقاه الأمة بالقبول: تصديقًا وعملا به وجمهور أحاديث البخاري ومسلم من هذا الباب فهذا يفيد العلم اليقيني عند جماهير الأمة من الأولين والآخرين، فهذا محصل للعلم مفيد لليقين، أما لسلف فلم يكن بينهم نزاع بل هم متفقون، وأما الخلف فهو مذهب الفقهاء الكبار من أصحاب الأئمة الأربعة، والأئمة الأربعة وهذا القسم من الأخبار يوجب العلم عند جمهور العقلاء.
وإلى هذا القول ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وقرره ونصره ابن القيم والحافظ ابن الصلاح والحافظ ابن كثير والحافظ ابن حجر والحافظ العراقي وهو قول ابن حزم واختيار أحمد شاكر وهو الصواب.
وذهب طائفة إلى أنه يفيد الظن ولا يفيد العلم، كابن الباقلاني ومن تبعه مثل أبي المعالي الجويني والغزالي وابن عقيل وهو قول النووي وابن عبد البر في كتابه التمهيد، وهو قول أهل البدع من المعتزلة والجهمية والرافضة والخوارج.
2 - خبر الآحاد التي أوجب الشريعة تصدق مثله والعمل به وهو خبر العدل المعروف بالصدق والضبط والحفظ فهذا في إفادته للعلم قولان: هما رويتان منصوصتان عن أحمد وهما روايتان عن مالك.
أحدهما: أنه يفيد العلم وهو قول جماعة من أصحاب أحمد وجماعة من أصحاب مالك وهو قول جمهور أهل الظاهر وجمهور أهل الحديث، وهو قول الشافعي وأصحاب أبي حنيفة وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وداود ابن علي وأصحابه كابن حزم وأحمد شاكر وهو الصواب.
والثاني: أنه لا يوجب العلم، وإنما يفيد الظن وهو قول جمهور أهل الكلام وأكثر المتأخرين من الفقهاء، وجماعة من أهل الحديث منهم النووي وابن عبد البر وهو قول بعض الأصوليين، وقول بعض أهل البدع من المعتزلة والجهمية والرافضة والخوارج.
لفضيلة عبد العزبز الراجحي حفظه الله
منقول
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[03 - 04 - 09, 02:51 ص]ـ
الأخ الكريم الذي وصفني بالجهل لا شك أنك أصبت في وصفك وأنت وحدك من عرفتني حقا
وأنا أسأل الله أن يعلمني علما نافعا
قال الشافعي (السنة حاكمة على القرآن).
أراد أهل البدع إنكار صفات لله عز وجل بقولهم خبر الآحاد يفيد الظن والقرآن يفيد العلم، وما أفاد الظن لا يقضي ولا يقدم على ما أفاد العلم
وبهذه القاعدة الخبيثة ردوا كثيرا من صفات الله وقالوا هذه أخبار آحاد لا تقدم على القرآن فليست هذه الصفات موجودة فيه، وتلقف بعض العلماء منهم هذه القواعد بحسن نية وقلدوهم فيها دون أن يتفطنوا لمراد أهل البدعة منها
ومن الصفات التي ردها المبتدعة بهذه القواعد الباطلة صفة القدمين والرجل والضحك والأصابع والكف والبشبشة وغير ذلك (وقد تكون صفة أو صفتان من هذه الصفات متواترة فلست الآن مستحضرا تماما)
هذا ما أراده أهل البدع بقولهم خبر الآحاد يفيد الظن وقولهم خبر الآحاد لا يقدم على ظاهر القرآن وهذا كما قال عليه الصلاة والسلام (لا ألفين أحدكم على أريكته يأتيه الأمر من أمري فيقول لا أدري ما وجدنا في كتاب الله إتبعناه، ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه)
وفق الله الجميع
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[03 - 04 - 09, 06:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
¥(63/466)
لو كنت طالب علم لتتبعت مرويات إبن أبي أويس في البخاري ومسلم مما لم يتابعه عليه إلا ضعيف أو مجروح ولألزمتك بتضعيف احاديث لم يضعفها أحد من قبلك لأنك وضعت لنفسك قاعدة فيلزمك إتباعها مطلقا
واللازم إذا كان باطلا دل على بطلام ملزومه
وضعتُ لنفسي قاعدة! هذه قاعدة الإمام أحمد والقطان وابن المديني يا أخي الفاضل، كما نصّ ابن رجب الحنبلي آنفاً: ((قاعدته: أن ما انفرد به ثقة، فإنه يتوقف فيه حتى يُتابع عليه، فإن توبع عليه زالت نكارته، خصوصاً إن كان الثقة ليس بمشتهر في الحفظ والإتقان، وهذه قاعدة يحيى القطان وابن المديني وغيرهما)). اهـ
وابن أبي أويس ليس بثقة ولا هو من أهل الحفظ والإتقان! ورأيُ الدارقطني فيه معروف، حتى إنه قال في كتابه عن علل أحاديث البخاري (رقم 11، ص67): ((وأخرج البخاري رحمه الله عن إسماعيل بن أبي أويس - وهو ضعيف عند أهل الحديث - عن مالك .. الخ)). اهـ
ثم إنه ليس في علم العلل حُكمٌ مطّرد، بل كل حديث يقوم به ترجيح خاص وفقاً للقرائن التي يحتفّ بها، لأن الحديث:
- إذا كان في سنده مقال،
- ولم يكن له أصل صحيح يُرجع إليه،
- وفي متنه نكارة،
- وورد من وجوه أخرى مرسلاً،
- وتكلّم فيه بعض العلماء
.. ثم بعد ذلك تقول إنني وضعتُ قاعدة لنفسي!
القول أن خبر الآحاد يفيد الظن قول باطل وهو من أقوال أهل البدع وأول من قاله المعتزلة يريدون بذلك رد السنة وإنكار الصفات
وهل الإمام النووي وغيره من أئمة الحديث كانوا أيضاً من أهل البدع أخي الكريم؟ هذه مسألة خلافية معروفة، وكُلٌّ يدّعي الإجماع!
قال الخطيب البغدادي (الكفاية 2/ 557): "خبر الواحد لا يُقبَل في شيء من أبواب الدين المأخوذ على المكلَّفين العلمُ بها والقطعُ عليها ... ولا يُقبل خبر الواحد في منافاة حُكم العقل، وحُكم القرآن الثابت المُحكم، والسنة المعلومة، والفعل الجاري مجرى السُنة، وكلّ دليل مقطوع به. وإنما يُقبل به فيما لا يُقطع به مما يجوز ورود التعبّد به، كالأحكام التي تقدم ذكرنا لها". اهـ
فهذا هو الخطيب البغدادي ينصّ على أن خبر الواحد لا يُقبَل في منافاة حُكم القرآن، فهذا غير مقطوع به وذاك مقطوع به. وقد مرَّ عليك قول الشاطبي في أن الكتاب هو المقدَّم على السنة إذ هي مظنونة.
وقال الحافظ العلائي (جامع التحصيل 1/ 74): "لا سبيل إلى القطع إلا في الخبر المتواتر، وأما خبر الواحد فلا يفيد إلا الظن". اهـ وليس العلائي من أهل الكلام حتى يُرمى بالابتداع، بل هو من أئمة الحديث المشهورين. وقد مرَّ عليك قول النووي أن هذا هو رأي الجمهور من لدن الصحابة والتابعين فما بعدهم. فكيف يُقال إنهم كانوا على باطل؟
وليس مقصودهم رحمهم الله ردَّ خبر الواحد، فهذا لا يُعقَل مِمَّن يشتغل بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وإنما نبّهوا إلى أن خبر الواحد عُرضة للخطأ والسهو مِن قِبَل الراوي ولو كان ثقة، فهذا معلوم من الحديث بالضرورة، وأيّ راوٍ لم يخطئ! ومن ثم كان التفريق بين المتواتر الذي راوه جمع عن جمع، وبين الآحاد التي رواها واحد عن واحد. وظنّية خبر الواحد هي مجال علم العلل، لأن المتواتر مقطوع به شأنه شأن القرآن. فلو كانت الآحاد تفيد القطع لا الظن لما جاز للنقاد أن يعلّوا كثيراً من أسانيدها ومتونها، فانظر.
ثم لو كان طلب الشفاعة فما فائدة مسخ أبيه ضبعا، فسواء دخل أباه النار بشرا أو ضبعا لم يرتفع الخزي عن إبراهيم لأن الخزي لا يرتفع عنه إلا بإجابة شفاعته وشفاعته قد رُدّت؟!!
هذا التساؤل يؤكد نكارة المتن. وكلّ مَن استشهد بالحديث كان يدرك أن إبراهيم يشفع لأبيه لأن هذا هو ظاهر الحديث لا كما تزعم أنه ليس له علاقة بالشفاعة. فإضافة إلى الألوسي الذي قال صراحة إن المتن ظاهر في الشفاعة:
يقول ماجد بن سليمان الرسي (أجود البضاعة لمبتغي الشفاعة ( http://www.saaid.net/kutob/12.htm)) في مكتبة صيد الفوائد:
((الشرك من موانع قبول الشفاعة، والدليل على ذلك أن إبراهيم عليه السلام سيشفع لأبيه آزر يوم القيامة ولكن لن يقبل الله شفاعته لأنه من المشركين، مع أن إبراهيم من أولي العزم من الرسل وخليل الرحمن. فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يلقى إبراهيم أباه ... " وهذه هي التي تسمى بالشفاعة المنفية، وهي التي عناها الله في قوله "فما تنفعهم شفاعة الشافعين")). اهـ
وفي موقع الإسلام سؤال وجواب ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/21672) بإشراف الشيخ محمد صالح المنجد:
((ولذا فإن الله تعالى لا يقبل شفاعة خليله إبراهيم في أبيه آزر المشرك عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ... ) رواه البخاري)). اهـ
فهل كل هؤلاء فهموا الحديث خطأ وفهمتَه أنت على الصواب حفظك الله؟
يتبع بإذنه تعالى ..
¥(63/467)
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[03 - 04 - 09, 02:03 م]ـ
غفر الله لك يا أخي
يبدو أنك لم تقرأ جيدا ما كتبه الشيخ وأعيد نتيجته هنا:
أحدهما: أنه يفيد العلم وهو قول جماعة من أصحاب أحمد وجماعة من أصحاب مالك وهو قول جمهور أهل الظاهر وجمهور أهل الحديث، وهو قول الشافعي وأصحاب أبي حنيفة وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وداود ابن علي وأصحابه كابن حزم وأحمد شاكر وهو الصواب.
والثاني: أنه لا يوجب العلم، وإنما يفيد الظن وهو قول جمهور أهل الكلام وأكثر المتأخرين من الفقهاء، وجماعة من أهل الحديث منهم النووي وابن عبد البر وهو قول بعض الأصوليين، وقول بعض أهل البدع من المعتزلة والجهمية والرافضة والخوارج.
ولم تقرأ كلامي بعده وماذا أراد أهل البدع بقولهم خبر الآحاد يفيد الظن
وها أنت تترك قول جمهور أهل الحديث وابن تيمية وابن القيم وغيرهم لقول النووي رحمه الله وهو من مؤولي كثير من الصفات، ومن أسباب تأويله هذه القاعدة المنكرة
وإذا كان أحمد وابن المديني قاعدتهم ما تقول فلماذا لم ينقدوا على البخاري إلا أربعة أحاديث مع أن لا بن أبي أويس أكثر من ذلك؟!! (مع العلم أن الأربعة أحاديث لا يلزم أن كل واحد منهم إنتقد عليه أربعة بل ربما لم ينتقد عليه أحمد مثلا إلا حديثا أو حديثين لكن مجموع ما انتقدوا عليه كان أربعة، والقول فيها قول البخاري كما قال العقيلي)
ولا تحتج عليّ بفهم عالم أو إثنان أو ثلاثة أو أربعة في فهم حديث، وأنت ترد إجماع العلماء قرنا بعد قرن على تصحيح هذا الحديث وقبوله إلا عالم أو إثنين؟!! هذه مفارقة بارك الله فيك
وارجع إلى كلامي في توجيه المتن وأجب وفقك الله عن ما هو نفي الخزي الذي طلبه إبراهيم وأجيب إليه، ثم هو تُردّ شفاعته ليدفع عن نفسه الخزي، فأين إجابة دعوته؟!!
وما الحكمة والفائدة التي إستفادها إبراهيم من مسخ أبيه ضبعا مادام أن مصيره إلى النار؟!
وإبراهيم تبرأ من أبيه في الدنيا فكيف يطلب له النجاة في الآخرة؟!
وهل إبراهيم يجهل أن المشركين (لا تنفعهم شفاعة الشافعين)؟!
أنا لا أرى في المتن إشكال، والله يهدي إلى سواء السبيل
والله أعلم
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[03 - 04 - 09, 06:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أو أن تتلقى الأمة الخبر بالقبول أو يرويه إمام إشترط الصحة كالبخاري (كحال حديثنا هذا)، فمن ذا الذي يقول أنه يفيد الظن لا العلم؟!!
تلقي الأمة للخبر بالقبول هو حُجَّة في العمل بخبر الواحد، لا أنه مقطوع بأنه كلامه صلى الله عليه وسلّم.
يقول النووي في شرح مسلم (1/ 20): ((وإنما يفترق الصحيحان وغيرهما من الكتب في كون ما فيهما صحيحاً لا يُحتاج إلى النظر فيه، بل يجب العمل به مطلقاً. وما كان في غيرهما لا يُعمل به حتى يُنظر وتوجد فيه شروط الصحيح. ولا يَلزم مِن إجماع الأمة على العمل بما فيهما إجماعهم على أنه مقطوعٌ بأنه كلام النبي صلى الله عليه وسلَّم. وقد اشتدَّ إنكار ابن برهان الإمام علَى مَن قال بما قاله الشيخ [يعني ابن الصلاح] وبالغ في تغليطه)). اهـ
فأنت ترى أن هذا هو رأي الجمهور قبل ابن الصلاح، بل هذا ما كان عليه ابن الصلاح نفسه قبل أن يميل إلى كون خبر الواحد مقطوع به، وقد انتُقِدَ في ذلك.
مِن هنا فلستُ موافقاً لك في قولك حفظك الله:
وها أنت تترك قول جمهور أهل الحديث وابن تيمية وابن القيم وغيرهم لقول النووي رحمه الله وهو من مؤولي كثير من الصفات، ومن أسباب تأويله هذه القاعدة المنكرة
أخي الكريم .. هذا ما نصَّ عليه:
@ الخطيب البغدادي،
@ وابن عبد البر،
@ والحافظ العلائي،
@ والنووي،
@ وقال القاضي ابن العربي (المحصول 1/ 115 - 116): ((قال علماؤنا: خبر الواحد على ضربين. أحدهما: يوجب العلم والعمل، كالخبر المتواتر. والثاني: يوجب العمل ولا يوجب العلم ... وأما الثاني الذي يوجب العمل دون العلم: فهو خبر الواحد المطلق عما ينفرد بعلمه. وقال قوم: إنه يوجب العلم والعمل كالخبر المتواتر. وهذا إنما صاروا إليه بشبهتين دخلتا عليهم: إما لجهلهم بالعلم، وإما لجهلهم بخبر الواحد. فإنا بالضرورة نعلم امتناع حصول العلم بخبر الواحد، وجواز تطرق الكذب والسهو عليه". اهـ
¥(63/468)
@ وقال ابن الجوزي (نواسخ القرآن 1/ 26): ((الأخبار المنقولة بنقل الآحاد فهذه لا يجوز بها نسخ القرآن لأنها لا توجب العلم بل تفيد الظن والقرآن يوجب العلم فلا يجوز ترك المقطوع به لأجل مظنون)). اهـ
فهؤلاء الأئمة رحمهم الله كانوا قبل زمان ابن تيمية، وكان قولهم هو قول الجمهور الذي خالفه ابن الصلاح. فكيف تحتجّ عليَّ بمَن جاء بعد ابن تيمية رحمه الله؟ وأين هو الإجماع الذي يُعَدّ مخالفه تاركاً للجماعة!
تقول حفظك الله:
وقولك حفظك الله (إلاّ إذا كنتَ تقدّم خبر الواحد على القرآن!) وما الذي يمنع ذلك بارك الله فيك، هذا وحي وهذا وحي
لا أوافقك على هذا، بل أنت مخالف للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فإنه ردَّ هذا القول، وهو قول يحيى بن أبي كثير. قال ابن عبد البر (جامع البيان، 1424): ((قال يحيى بن أبي كثير: "السنة قاضية على الكتاب وليس الكتاب بقاض على السنة". وقال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - وسئل عن الحديث الذي روى أن السنة قاضية على الكتاب، فقال: "ما أجسر على هذا أن أقوله! ولكني أقول: إن السنة تفسر الكتاب وتبينه". قال الفضل: وسمعت أحمد بن حنبل وقيل له: أتنسخ السنة شيئاً من القرآن؟ قال: "لا ينسخ القرآن إلا القرآن". قال أبو عمر: هذا قول الشافعي رحمه الله أن القرآن لا ينسخه إلا قرآن مثله)). اهـ
وهذا هو الحقّ أن القرآن لا يُقدَّم عليه شيء، فقد مرَّ عليك قول الشاطبي (الموافقات 4/ 7): ((رتبة السنة التأخر عن الكتاب في الاعتبار، والدليل على ذلك أمور. أحدها: أن الكتاب مقطوع به والسنة مظنونة والقطع فيها إنما يصح في الجملة لا في التفصيل. بخلاف الكتاب، فإنه مقطوع به في الجملة والتفصيل. والمقطوع به مقدم على المظنون، فلزم من ذلك تقديم الكتاب على السنة)). اهـ وهذا هو المعمول به في الفقه والتفسير وغيرهما من علوم الدين.
فكيف بك - أرشدك الله - تغمز أمثال هؤلاء الأئمة رحمهم الله وترميهم بالضلال والابتداع في قولك:
والسنة يا أخي قاضية على القرآن كما قال أهل العلم
فدع عنك أقوال أهل البدع وعليك بكلام شيخ الإسلام وتلميذه تفلح إن شاء الله
فقد بان لي أنك مقلِّد، فإنك ترى أن رأي ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى بمثابة الإجماع، بالرغم مِن اختلاف العلماء في هذه المسائل التي لا يصحّ ادّعاء الإجماع فيها.
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[03 - 04 - 09, 08:07 م]ـ
ويا أخي الفاضل هل قول إبن كثير هذ ا (((هكذا رواه في قصة إبراهيم منفرداً)). يُعتبر تضعيفا؟! ثم كيف تترك تصحيح البخاري لقول إبن كثير؟!! أتترك البحر للساقية؟! هذا ليس بإنصاف، فأين إبن كثير من البخاري علما ورواية وحفظا ودراية بأحوال الرجال والأسانيد والمتون!!
الإمام أحمد قال عن ابن أبي أويس: ((ليس به بأس)) ولكنه لم يروِ عنه هذا الحديث، والإمام مسلم كان من تلاميذ ابن أبي أويس ولكنه لم يروِ عنه هذا الحديث، وباقي أصحاب المسانيد والسنن والمصنفات والمعاجم لا يعرفونه من حديث ابن أبي ذئب. ولهذا نبّه ابن كثير إلى أن هذا الحديث من أفراد البخاري، ووصف رواية النسائي بغرابة السند والنكارة. وقد نبّه الدارقطني أيضاً على اختلاف إسناد ابن أبي أويس وإبراهيم بن طهمان في زيادة أبي سعيد المقبري.
أما ترى أخي الكريم أنني كلما أوردتُ قول أحد العلماء، فإنه ينال نصيباً من غمزك ولمزك! فلا تغلُ في الإمام البخاري، فتنزيه النبي صلى الله عليه وسلَّم عن مخالفة القرآن أولى من تنزيه البخاري عن الخطأ في الاجتهاد. فاعرف لكلّ مقامٍ مقاله.
تقول أكرمني الله وإياك:
وإذا كان أحمد وابن المديني قاعدتهم ما تقول فلماذا لم ينقدوا على البخاري إلا أربعة أحاديث ..... والقول فيها قول البخاري كما قال العقيلي
أين قال العقيلي هذا؟ وما هي هذه الأربعة؟
تقول أحسن الله إليك:
ولا تحتج عليّ بفهم عالم أو إثنان أو ثلاثة أو أربعة في فهم حديث، وأنت ترد إجماع العلماء قرنا بعد قرن على تصحيح هذا الحديث وقبوله إلا عالم أو إثنين؟!! هذه مفارقة بارك الله فيك
يا أخي الكريم أنا أتحدث إليك وأستشهد بأقوال العلماء من كتبهم، فلماذا لا تنشط فتقوم بنفس الصنيع؟
فأنا أسألك: مَن مِن العلماء قال إن إبراهيم في هذا الحديث لم يكن يشفع لأبيه الكافر ليُدخله الجنة؟
¥(63/469)
وإبراهيم تبرأ من أبيه في الدنيا فكيف يطلب له النجاة في الآخرة؟! وهل إبراهيم يجهل أن المشركين (لا تنفعهم شفاعة الشافعين)؟!
هذا هو فقه الحديث، ولذلك استُشكل.
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[04 - 04 - 09, 02:23 م]ـ
أحسن الله إليك
قد تم الكلام على الحديث سندا ومتنا و ما كنا لنترك تصحيح البخاري وقبول الأمة وأهل العلم له قرنا بعد قرن لتضعيفك، وما اظن الله يهديك لما أضلّ عنه كل تلك الأمم و (لو كان خيرا لسبقونا إليه) فليسعك ما وسعهم فإنهم كانوا على هدى مستقيم
وسبق أن نقلت لك كلام إبن حجر وقول العقيلي
وأما لم لا أنقل من كتب العلماء، فأنا لست بطالب علم ولا متفرغ لطلب العلم بل مبتلى بطلب الرزق، فلم يجتمع لي طلب العلم وطلب الرزق فاخترت الثاني على الأول حتى لا أموت جوعا (ابتسامة) وما أكتبه إنما هي معلومات عامة حين كنت أطلب العلم، أما الآن فلا أتمكن من شيء حتى يفرّج الله
أما القول (خبر الآحاد يفيد الظن) فقد نقلت لك كلام التويجري حفظه الله
وأنت أصلحني و أصلحك الله تستدل عليّ بكلام النووي وابن حجر والخطيب البغدادي وابن عبد البر والعلائي وابن العربي والشاطبي ونحوهم، والذي تعلمه وتنساه أو لا تعلمه أنّ هؤلاء ما بين أشعري ومؤول ومفوّض للصفات
نعم هم أئمة نجلهم ونقدرهم لكن هذا الأمر دين ولا نحابي في دين الله أحدا
فأنت تستدل بكلامهم وهذا ليس عجيبا منهم، فما زلّت أقدامهم في باب الصفات إلا لتمسكهم بأصول فاسدة كهذه القاعدة
وقد سبق بيان أصلها وأن أول من افتراها هم المعتزلة والجهمية لقصد رد السنن وإنكار الصفات، فلا عجب من إستدلال أولئك الأئمة بها لأنها قادتهم إلى الإنحراف في باب صفات الله عز وجل
ولذا تجد من وفقه الله إلى مذهب السلف في الصفات كابن تيمية وابن القيم يردون هذه القاعدة الفاسدة، وهذا هدى الله يهدي به من يشاء
مع أن أولئك الأئمة لا شك أن لهم أجرا واحدا لاجتهادهم، وخطؤهم مغفور لهم إن شاء الله
وللردّ بقية إن شاء الله
ـ[ابوسلمي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 02:18 ص]ـ
فأنا لست بطالب علم ولا متفرغ لطلب العلم ه
اتمنى على اهل الحديث مناقشة الطرح العلمي الذي طرحه اخونا احمد الاقطش باسلوب علمي(63/470)
تخريج (حديث نحن معاشر
ـ[أم شروق]ــــــــ[20 - 03 - 09, 10:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد تخريج حديث (نحن معاشر الأنبياء أمرنا أنضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة)
فيما معنى الحديث(63/471)
صحة رواية عروج النبي صلى الله عليه وسلم بسُلّم
ـ[أبو مجاهد العوفي]ــــــــ[21 - 03 - 09, 12:56 ص]ـ
تحت فصل [البراق والمعراج] , ذكر العلامة القسطلاني في كتابه المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (من تحقيق: صالح الشامي, ط. المكتب الإسلامي. الطبعة الثانية)
وأما قوله: (ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض, يضع خطوة عند أقصى طرفه فحملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا) وفي رواية عنده (1) في الصلاة (ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء).
فظاهره: أنه استمر على البراق حتى عرج إلى السماء.
قال العارف ابن أبي جمرة: أفاد ذلك أنهم كانوا يمشون في الهواء, وقد جرت العادة بأن البشر لا يمشي في الهواء, سيما وقد كان راكباً على دابة من ذوات الأربع, لكن لما أن شاءت القدرة ذلك كان, فكما بسط الله تعالى لهم الأرض يمشون عليها, كذلك يمشون في الهواء, كل ذلك بيد قدرته, لا ترتبط قدرته تعالى بعادة جارية. وقد سئل صلى الله عليه وسلم حين أخبر عن الأشقياء الذين يمشون على وجوههم يوم القيامة فقال صلى الله عليه وسلم: الذي أمشاهم في الدنيا على أقدامهم قادر أن يمشيهم يوم القيامة على وجوههم. انتهى.
(إلى أن قال رحمه الله تعالى:)
فأما المعراج ففي غير هذه الرواية من الأخبار أنه لم يكن على البراق, بل رقى في المعراج وهو السلم, كما وقع التصريح به في حديث عند أبن إسحاق والبيهقي في الدلائل كما سيأتي إن شاء الله.
هل وقف أحد مشايخنا الكرام على تصحيح لرواية الصعود بالسلم سواء عند البيهقي أو غيره
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[22 - 03 - 09, 06:35 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فرواية المعراج بالسلم هذه= لا يصح سندها.
وتفصيل ذلك مدون عندي، أرفعه بإذن الله للأخ السائل، فور عودتي إلى بيتي ومكتبتي - بإذن الله -
وإنما أردت أن أعطي إجابة مختصرة سريعة، لحين رفع الجواب مفصلا - بإذن الله -
والسلام عليكم
ـ[أبو مجاهد العوفي]ــــــــ[24 - 03 - 09, 09:41 ص]ـ
جزاك الله خيراً وأحسن إليك أبا أيوب
وبإنتظار تفصيلك
رعاك الباري ..
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[24 - 03 - 09, 03:39 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فوصف المعراج المشار إليه آنفا فيما تقدم= ورد من حديث أبي سعيد الخدري1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛ وهو حديث طويل، أذكر منه محل الشاهد، وهو:
" ...... ثم أتيت بالمعراج الذي تعرج عليه أرواح بني آدم، فلم تر الخلائق أحسن من المعراج، أما رأيتم الميت حين يشق بصره طامحا إلى السماء؟! فإنما يفعل ذلك عجبه به، فصعدت أنا وجبريل، ......... "
أقول - وبالله التوفيق -:
هذا الحديث أخرجه عبدالرزاق في تفسيره (1/ 366)، والحارث أبو أسامة (27 - زوائد الهيثمي، وإتحاف الخيرة)، والطبري في تفسيره، وفي تهذيب الآثار - مسند علي - (1/ 428)، وابن أبي حاتم في تفسيره (كما ذكر ابن كثير في تفسيره 8/ 405)، والبيهقي في الدلائل (2/ 390) - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (3/ 509) - = من طريق أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، به.
وزاد السيوطي في الدر المنثور (9/ 163) نسبته إلى ابن مردويه.
وأشار ابن عدي في كامله (5/ 79) إلى الحديث، لكن لم يسق لفظه، ولم يعلق عليه.
وأبو هارون العبدي هذا = هو عمارة بن جوين، متروك الحديث، بل من العلماء من كذبه، وله ترجمة سيئة في كتب الضعفاء والمتروكين.
وعليه: فهو آفة هذا الإسناد، وبرأسه تُعصب جناية وضع هذا الوصف للمعراج، والذي خلت منه الأحاديث الصحيحة المعتمدة.
ولذا قال البوصيري في الإتحاف بعد نقله للحديث في مسند الحارث:
" هذا حديث مداره على أبي هارون العبدي، وهو ضعيف.".
وقال الحافظ ابن كثير بعد نقله للحديث، وذكره لبعض طرقه، متكلما عن آفته، وما فيه من الغرابة وبعض النكارة:
" ....... أبو هارون العبدي، اسمه عمارة بن جوين، وهو مضعف عند الأئمة، وإنما سقنا حديثه هاهنا لما فيه من الشواهد لغيره، .......... ".
وقال الشيخ الألباني في الضعيفة (13/ 437) - بعد نقله للحديث -:
" موضوع. ولوائح الوضع عليه ظاهرة ".
وفي الحديث بعض الألفاظ التي لها شواهد صحيحة، جاءت في أحاديث الصحيحين، لكن موضع النظر هنا، أعني وصف المعراج؛ تفرد بذكره أبو هارون - فيما علمنا -؛ فهو مردود عليه - كما تقدم -.
ويبقى ذكر ماورد صحيحا عن المعراج، فلعلي أنشط لاحقا - بإذن الله - لنقله.
والله المستعان.
ـ[أبو مجاهد العوفي]ــــــــ[25 - 03 - 09, 06:02 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبا أيوب
ونفع بك الأمة
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[25 - 03 - 09, 09:45 ص]ـ
آميين، ولك بالمثل(63/472)
هل هذه الرواية مرسلة أو متصلة؟
ـ[أبو محمد الجعفري]ــــــــ[22 - 03 - 09, 03:39 ص]ـ
هذا الحديث في مقدمة مسلم وسأنقله هنا من شرح النووي نقلا عن الشاملة:
و حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي ح و حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَا حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ
و حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ ذَلِكَ.
ثم أضاف النووي:
وَأَمَّا فِقْهُ الْإِسْنَاد فَهَكَذَا وَقَعَ فِي الطَّرِيق الْأَوَّل عَنْ حَفْصٍ عَنْ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَام مُرْسَلًا فَإِنَّ حَفْصًا تَابِعِيٌّ وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي عَنْ حَفْصٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّصِلًا. فَالطَّرِيق الْأَوَّل رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ رِوَايَة مُعَاذٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ وَكِلَاهُمَا عَنْ شُعْبَةَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ فَأَرْسَلَهُ. وَالطَّرِيق الثَّانِي عَنْ عَلِيِّ بْن حَفْصٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: الصَّوَاب الْمُرْسَل عَنْ شُعْبَةَ، كَمَا رَوَاهُ مُعَاذٌ وَابْن مَهْدِيٍّ وَغُنْدَرٌ، قُلْت: وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنه أَيْضًا مُرْسَلًا وَمُتَّصِلًا فَرَوَاهُ مُرْسَلًا عَنْ حَفْصِ بْن عُمَرَ النُّمَيْرِيّ عَنْ شُعْبَةَ وَرَوَاهُ مُتَّصِلًا مِنْ رِوَايَةِ عَلِيِّ بْن حَفْصٍ، وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّهُ رُوِيَ مُتَّصِلًا وَمُرْسَلًا فَالْعَمَل عَلَى أَنَّهُ مُتَّصِل، هَذَا هُوَ الصَّحِيح الَّذِي قَالَهُ الْفُقَهَاء وَأَصْحَاب الْأُصُول وَجَمَاعَة مِنْ أَهْل الْحَدِيث، وَلَا يَضُرّ كَوْن الْأَكْثَرِينَ رَوَوْهُ مُرْسَلًا، فَإِنَّ الْوَصْل زِيَادَة مِنْ ثِقَة وَهِيَ مَقْبُولَة، وَقَدْ تَقَدَّمَتْ هَذِهِ الْمَسْأَلَة مُوَضَّحَة فِي الْفُصُول السَّابِقَة. وَاَللَّه أَعْلَمُ.
وقد سبقه القاضي عياض وسأرفق ما ذكر وستلاحظون أن نص مسلم في الأعلي ورد الحديث فيه متصلا وشرح القاضي يدل علي أن النص الذي بين يديه يورده مرسلا فهل هو تصرف من المحققين أم لا,
وقد أشار صاحب المفهم إلي ذلك الإختلاف أيضا
وفي نسخة ابن خير جاء الحديث متصلا علي أنه قد خيل لي أن هناك اشارة فوق اسم أبي هريرة وهناك هامش غير مقروء
أما في الطبعة التركية فالحديث أوردوه متصلا دون الإشارة إلي الرواية المرسلة
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[22 - 03 - 09, 05:54 ص]ـ
للشيخ محمد بن عمرو بن عبداللطيف -رحمه الله- كلام قيِّم في هذا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26277
ـ[أبو محمد الجعفري]ــــــــ[22 - 03 - 09, 02:17 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
لي سؤال عن القيمة العلمية لمخطوطة ابن خير التي رفعت علي هذا الملتقي الكريم(63/473)
حديث تنانين القبر في تفسير (مَعِيشَةً ضَنكاً)
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[22 - 03 - 09, 04:10 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ..
فقد ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى من سورة طه: [وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [
طه- 124
وذكر - رحمه الله - حديث التسعة والتسعين تنينا التي تخرج في القبر على الكفار واستنكر رفعه جداً ..
والحديث جاء من رواية أبي هريرة مرفوعا وعن أبي سعيد الخدري مرفوعا
وموقوفا وجاء عنهما بلفظين اثنين:
الأول:
رواه الإمام أحمد (3/ 38) والدارمي (2/ 426) وابن حبان (3121) وعبد بن حميد في مسنده (رقم 929) وابن أبي حاتم كما سيأتي وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 58) ومن طريقه الآجري في الشريعة (1/ 343) عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا تنهشه وتلدغه حتى تقوم الساعة ولو أن تنينا منها نفخ في الأرض ما نبتت
والحديث من رواية أبي يحيى سعيد بن أبي أيوب بن مقلاص وهو ثقة ثبت رواه عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم يقول سمعت أبا سعيد الخدري فذكره مرفوعا.
ورواية دراج عن أبي الهيثم متفق على تضعيفها ..
والثاني:
رواه أبو يعلى في مسنده (رقم 6644) وابن حبان في صحيحه (3122) والبيهقي في عذاب القبر (رقم 68) والطبري في التفسير (18/ 394) من رواية أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
.... عذاب الكافر في قبره والذي نفسي بيده إنه يسلط عليه تسعة وتسعون تنينا أتدرون ما التنين؟ سبعون حية، لكل حية سبع رؤوس يلسعونه ويخدشونه إلى يوم القيامة.
والحديث من رواية أبي يحيى سعيد بن أبي أيوب بن مقلاص وهو ثقة ثبت عند أبي يعلى وابن حبان وعن عمرو بن الحارث وهو ثقة أيضا عند البيهقي والطبري كلاهما (سعيد ين أيوب وعمرو بن الحارث) عن دراج أبي السمح عن ابن حجيرة عن أبي هريرة به.
ودراج هو ابن سمعان، يقال اسمه عبد الرحمن ودراج لقب، أبو السمح القرشى السهمى مولاهم المصرى القاص مولى عبد الله بن عمرو من أوساط التابعين توفي 126 هـ
وروى له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن قال ابن حجر: صدوق وفي حديثه عن أبى الهيثم
وقال الذهبي: وثقه ابن معين والنسائي وقال أبو داود وغيره: حديثه مستقيم إلا ما كان عن أبى الهيثم.
وابن حجيرة هو عبد الرحمن بن حجيرة من طبقة
التابعين الوسطى توفي 83هـ وهو من الثقات وقد روى له مسلم وأصحاب السنن
فبان بهذا الاضطراب أن دراج رواه مرة عن أبي الهيثم عن أبي سعيد ومرة عن ابن حجيرة عن أبي هريرة ..
ولو كان الرجل ضعيفا بالكلية لرد الحديث، ولكن لتوثيق من وثقه
نأخذ بروايته عن ابن حجيرة عن أبي هريرة
وكذلك لرواية الثقتان سعيد بن أيوب وعمرو بن الحارث عنه
ولولا ما فيه من كلام لحكمنا بصحة هذا السند ولكن لهذا الاضطراب نزل الحديث من الصحة إلى الحسن
ولذلك حسنه الألباني وشعيب في تحقيقهما جزاهما الله خيرا
ورواه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير من طريق ابن لهيعة (وضعفه مشهور) قال حدثنا دراج أبو السمح، عن ابن حُجَيْرة عن أبي هريرة مرفوعا
ورواه البزار (كما في كشف الأستار برقم 2233) قال: حدثنا محمد
بن يحيى الأزدي (وثقه الداراقطني) حدثنا محمد بن عمرو (لم أجد ترجمته) حدثنا هشام بن سعد (صدوق حسن الحديث إن شاء الله) عن سعيد بن أبي هلال (والجمهور على توثيقه) عن أبي حُجَيْرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم به
وسند ضعيف ولذلك وقال الهيثمي في المجمع (7/ 67): فيه من لم أعرفه هذا بالإضافة إلى أن ذكر
التنانين ذكر عند الترمذي في سننه (رقم2460) من طريق عبيد الله بن الوليد الوصافي وهو
ضعيف جدا وعطية العوفي وهو ضعيف أيضا عن أبي سعيد قال في حديث طويل مرفوعا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ويقيض الله له سبعين تنينا لو أن واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئا ما بقيت الدنيا فينهشنه ويخدشنه حتى يفضي بهوالخلاف في عدد التنانين ظاهر.
وقد جاء موقوفا عن أبي سعيد الخدري عند البيهقي في
اثبات عذاب القبر (رقم 61) من طريق عبد الله بن سليمان عن دراج عن أبي الهيثم عن
أبي سعيد موقوفا عليه ولعل الخطأ في وقفه من عبد الله بن سليمان الملقب بالطويل فإنه صدوق يخطيء كما قال ابن حجر ولم يروي عنه غير أبي داود والنسائي
وكذلك جاء موقوفا بنحوه عند الطبري في تفسيره (16/ 227) لسورة طه من طريق ابن أبي هلال عن
ابي حازم عن أبي سعيد موقوفا عليه .. وسنده ضعيف.
والخلاصة أن حديث دراج عن ابن حجيرة عن أبي هريرة مرفوعا سنده حسن على أقل تقدير إن شاء الله ..
وبان بهذا أن قول الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: رفعه منكر جدا .. ليس بصواب
والله أعلى وأعلم
وأستغفر الله من الزلل والخطأ وأرجو من الأخوة المشاركة بما منَّ الله عليهم به من علم
كي أرتدع إن كنت مخطئا ..
وجزى الله الجميع خير الجزاء(63/474)
هل هناك من غمر هذا اللفظ في (بل إحرقهما) في صحيح مسلم؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[22 - 03 - 09, 08:06 م]ـ
فقد وقع الاختلاف في الإسناد والمتن
أما الإسناد
ففي صحيح مسلم - (ج 10 / ص 431)
حدثنا داود بن رشيد حدثنا عمر بن أيوب الموصلي حدثنا إبراهيم بن نافع عن سليمان الأحول عن طاوس عن عبد الله بن عمرو قال
رأى النبي صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين فقال أأمك أمرتك بهذا قلت أغسلهما قال بل أحرقهما)
وقد خرجه عبدالرزاق مرسلا
مصنف عبد الرزاق - (ج 11 / ص 77)
أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن عمرو بن العاص ثوبين معصفرين، فقال: أمك ألبستك هذين؟ فقال: نعم يا رسول الله؟ ألا ألقمها، قال: بل حرقهما
واختلف على ابن طاوس فرواه عنه ابن جريج موصلا لكنه من طريق الدراوردي عنه كما في الكبرى للنسائي قال: أخبرني حاجب بن سليمان، عن ابن أبي رَوّاد. قال: حدَّثنا ابن جُريج، عن ابن طاووس. عن طاووس،عن عبدالله بن عمرو فذكره
وأما الاختلاف في المتن
فما أخرجه أبو داود وغيره.قالحدثنا مسدد حدثنا عيسى بن يونس حدثنا هشام بن الغاز عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال هبطنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثنية فالتفت إلي وعلي ريطة مضرجة بالعصفر فقال ما هذه الريطة عليك فعرفت ما كره فأتيت أهلي وهم يسجرون تنورا لهم فقذفتها فيه ثم أتيته من الغد فقال يا عبد الله ما فعلت الريطة فأخبرته فقال ألا كسوتها بعض أهلك فإنه لا بأس به للنساء) ففي هذا اللفظ أنكر الرسول صلى الله عليه وسلم الحرق على عبدالله بن عمرو و في صحيح مسلم أمره بحرق الثياب
والأمر بالحرق معارض لحديث علي رضي الله عنه
قال: {كَسَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّةً سِيَرَاءَ فَخَرَجْتُ فِيهَا فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ فَشَقَقْتهَا بَيْنَ نِسَائِي}.
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَهَذَا لَفْظُ مُسْلِمٍ
وقال الصنعاني في سبل السلام عن حديث عبدالله بن عمرو الذي في صحيح مسلم وفيه الأمر بحرق الثياب (وفيه حجة على العقوبة بإتلاف المال، وهو أي أمر ابن عمرو بتحريقها يعارض حديث علي عليه السلام وأمره بأن يشقها بين نسائه كما في رواية قدمناها فينظر في وجه الجمع إلا أن في سنن أبي داود عن عبد الله بن عمرو {أنه صلى الله عليه وسلم رأى عليه ريطة مضرجة بالعصفر فقال: ما هذه الريطة التي عليك؟ قال: فعرفت ما كره فأتيت أهلي، وهم يسجرون تنورا لهم فقذفتها فيها ثم أتيته من الغد فقال: يا عبد الله ما فعلت الريطة فأخبرته فقال: هلا كسوتها بعض أهلك فإنه لا بأس بها للنساء} فهذا يدل على أنه أحرقها من غير أمر من النبي صلى الله عليه وسلم فلو صحت هذه الرواية لزال التعارض بينه وبين حديث علي عليه السلام لكنه يبقى التعارض بين روايتي ابن عمر، وقد يقال: إنه صلى الله عليه وسلم أمر أولا بإحراقها ندبا ثم لما أحرقها قال له صلى الله عليه وسلم: لو كسوتها بعض أهلك إعلاما له بأن هذا كان كافيا عن إحراقها لو فعله، وأن الأمر للندب، وقال القاضي عياض في شرح مسلم أمره صلى الله عليه
وسلم بإحراقها من باب التغليظ أو العقوبة.)
علما بإن المعصفر للنساء يجوز بالإجماع كما حكاه ابن عبدالبر، وصح عن ست من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لبس المعصفر. والله أعلم [النقول كلها بواسطة الشاملة]
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[22 - 03 - 09, 09:32 م]ـ
وفقك الله.
واختلف على ابن طاوس فرواه عنه ابن جريج موصلا لكنه من طريق الدراوردي عنه كما في الكبرى للنسائي قال: أخبرني حاجب بن سليمان، عن ابن أبي رَوّاد. قال: حدَّثنا ابن جُريج، عن ابن طاووس. عن طاووس،عن عبدالله بن عمرو فذكره
الدراوردي أم ابن أبي رواد؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[23 - 03 - 09, 03:20 م]ـ
وفقك الله.
الدراوردي أم ابن أبي رواد؟
ابن أبي رواد. شيخنا و جزاكم الله خيرا(63/475)
مسألة للمناقشة الزيادة التي في قصة فاطمة بنت أبي حبيش رضي الله عنها التي هي (ثم توضأي لكل صلاة)
ـ[أبوالحسين الدوسري]ــــــــ[23 - 03 - 09, 08:46 ص]ـ
السلام عليكم
أيها الأفاضل الزيادة التي في قصة فاطمة بنت أبي حبيش رضي الله عنها التي هي (ثم توضأي لكل صلاة)
اوردها البخاري من كلام عروة رحمه الله الراوي عن عائشة رضي الله عنها حيث أضاف بعد ذكر الحديث بدون هذه الزيادة قال (2) أبي (ثم توضأي لكل صلاة).وأما الإمام مسلم فتركهالتفرد حماد ابن زيد بذكرها. وذكر الحافظ في الفتح ثبوت هذه الزيادة، فما الراجح في هذه الزيادة؟. (1)
انتظر تفاعلكم، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
__________________________________________________ ___________________
(1) اعتذر للإخوة على عدم الإحالة لعدم وجود الكتب بجانبي وعدم قدرتي على البحث في الشبكة.
(2) القائل هو هشام الراوي عن أبيه عن عائشة.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[23 - 03 - 09, 10:07 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله.
بارك الله فيكم.
سبق كلام في هذه الزيادة، أرجو أن فيه فائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=579469&postcount=7
ـ[أبوالحسين الدوسري]ــــــــ[23 - 03 - 09, 11:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل وقد أفدتني في مسألة أخرى وهي مسألة المنافاة فجزاك الله خيرا ولكن ماذا عن الوضوء لكل صلاة للمستحاضة؟ وجزاك الله خيرا.
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[23 - 03 - 09, 03:05 م]ـ
جزاك الله خيرًا شيخنا محمد بن عبد الله على هذه المشاركة النافعة.(63/476)
التفرد بالحديث
ـ[عمر الصميدعي]ــــــــ[23 - 03 - 09, 03:03 م]ـ(63/477)
تخريج حديث
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[23 - 03 - 09, 05:02 م]ـ
السلام عليكم
أين أجد هذا الحديث في كتب الحديث. وجدته في الفائق وابن الأثير:
أنّ امرأة سألت ابن عبّاس: أأنفق من مالي ما شئت! قال: نعم أملقي من مالك ما شئت
بارك الله فيكم
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[19 - 05 - 09, 10:21 م]ـ
السلام عليكم
أين أجد هذا الحديث في كتب الحديث. وجدته في الفائق وابن الأثير:
أنّ امرأة سألت ابن عبّاس: أأنفق من مالي ما شئت! قال: نعم أملقي من مالك ما شئت
بارك الله فيكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
فإن هذا الأثر جاء بالفعل والحال في كتب الغريب وكذا الفائق وكذا في لسان العرب وكذا في تهذيب اللغة للأزهري وكتب التفاسير:
وإنما قصدوا بـ (الحديث) الأثر المروي ليكون شاهدا على الكلام،
وروي الأثر بمرويات مختلفة، عن ابن عباس، وعن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما،
وأصله في كتب السنة رواية الإمام عبد الرزاق الصنعاني في (مصنفه) مطولا:
(باب: حلال أعان حراما على صيد، الأثر الخامس في الباب، ج 4 ص 436)
عبد الرزاق عن حميد بن رويمان عن الحجاج بن أرطاة عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي عن عبد الله ابن المقدام عن عمرو بن الحبشي،
قال: كنت عند ابن عباس فجاءت امرأة وقالت: أشرت إلى أرنب فرماها الكري فقال ابن عباس: امرأة وقالت: أشرت إلى أرنب فرماها الكري فقال ابن عباس: يحكم به ذوا عدل منكم، قال: فقلت للمرأة: قولي: احكم أنت، فقالت له، فقال: لابد من آخر معي،
فقلت لها: قولي له: اختر من شئت، فوضع يده علي وقال: من هذا؟ قلت: عمرو بن حبشي، قال: أفتنا في دابة ترعى الشجر،
وتشرب الماء في كرش لم تثغر قال: فقلت: تلك عندنا الفطيمة والتوالة والجذعة، فقال لها:اختاري من هؤلاء إن شئت،
قالت: إني أجد من ذلك أكثر، قال: فأملقي ما شئت.
هكذا (رُوي) مطولا بتمامه، وإنما يقتصر علماؤنا في كتب المعاجم والغريب على كلمة أو موضع الشاهد كما علمنا،
وأصل المعنى: أنفقي؛ لأن أصل الإملاق الإنفاق.
لكن ما نعلمه جاء الأثر - على حد علمنا - في كتب الصحاح من السنة كالصحيحن وغيرهما، وقد يعاد البحث،
وبالله التوفيق.(63/478)
قوله (وَتَعْتَمِرَ، وَتَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَأَنْ تُتِمَّ الْوُضُوءَ) هل هي منكرة؟
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[23 - 03 - 09, 06:04 م]ـ
قال ابن خزيمة في صحيحية [1]:
حدثنا أبو يعقوب يوسف بن واضح الهاشمي، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن يحيى بن يعمر قال: قلت: - يعني - لعبد الله بن عمر: يا أبا عبد الرحمن، إن أقواما يزعمون أن ليس قدر قال: هل عندنا منهم أحد؟ قلت: لا قال: فأبلغهم عني إذا لقيتهم أن ابن عمر يبرأ إلى الله منكم، وأنتم برآء منه، ثم قال: حدثني عمر بن الخطاب قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس، إذ جاء رجل ليس عليه سحناء سفر، وليس من أهل البلد يتخطى حتى ورد، فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد ما الإسلام؟ قال: " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت وتعتمر، وتغتسل من الجنابة، وأن تتم الوضوء، وتصوم رمضان ". قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال: " نعم " قال: صدقت "
وذكر الحديث بطوله في السؤال عن الإيمان والإحسان والساعة "
قال ابن تيمة في الإيمان الأوسط [44]: وخرجه ابن حبان في صحيحه من طريق سليمان التيمي عن يحيى بن يعمر وقد خرجه مسلم من هذا الطريق إلا أنه لم يذكر لفظه فيه زيادات منها في الإسلام قال وتحج وتعتمر وتغتسل من الجنابة وأن تتم الوضوء. اهـ
قال ابن القيم في تهذيب سنن أبي داود [2/ 350]: وَرَوَاهُ اِبْن حِبَّان فِي صَحِيحه مِنْ حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيِّ عَنْ يَحْيَى بْن يَعْمَر. فَذَكَرَ فِيهِ أَلْفَاظًا لَمْ يَذْكُرهَا غَيْره. فَقَالَ فِي الْإِسْلَام " وَتَحُجّ , وَتَعْتَمِر وَتَغْتَسِل مِنْ الْجَنَابَة وَأَنْ تُتِمّ الْوُضُوء " وَقَالَ فِيهِ " فَإِذَا فَعَلْت ذَلِكَ فَأَنَا مُسْلِم؟ قَالَ نَعَمْ " وَقَالَ فِي الْإِيمَان " أَنْ تُؤْمِن بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَته وَكُتُبه وَرُسُله , وَتُؤْمِن بِالْجَنَّةِ وَالنَّار وَالْمِيزَان - وَذَكَرَ الْبَعْث وَالْقَدَر - ثُمَّ قَالَ: فَإِذَا فَعَلْت ذَلِكَ فَأَنَا مُؤْمِن؟ قَالَ: نَعَمْ " وَقَالَ فِي الْإِحْسَان " وَإِذَا فَعَلْت ذَلِكَ فَأَنَا مُحْسِن؟ قَالَ: نَعَمْ " وَقَالَ فِي آخِره " هَذَا جِبْرِيل أَتَاكُمْ لِيُعَلِّمكُمْ دِينكُمْ. خُذُوا عَنْهُ ". قَالَ أَبُو حَاتِم: تَفَرَّدَ سُلَيْمَان التَّيْمِيّ بِهَذِهِ الْأَلْفَاظ.اهـ
قال ابن رجب في جامع العلوم [1/ 32]:هذا الحديث تفرد به مسلم عن البخاري بإخراجه فخرجه من طريق كهمس عن عبدالله بن بريدة عن يحيى بن يعمر .... ثم خرجه من طرق أخرى بعضها يرجع إلى عبدالله بن بريدة وبعضها يرجع إلى يحيى بن يعمر وذكر أن في بعض ألفاظها زيادة ونقصانا وخرجه ابن حبان في صحيحه من طريق سليمان التيمي عن يحيى بن يعمر وقد خرجه مسلم من هذا الطريق إلا أنه لم يذكر لفظه فيه زيادات منها في الإسلام قال وتحج وتعتمر وتغتسل من الجنابة وأن تتم الوضوء. اهـ. اهـ
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[24 - 03 - 09, 02:29 ص]ـ
للرفع
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[24 - 03 - 09, 06:53 م]ـ
للرفع
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[25 - 03 - 09, 02:51 ص]ـ
يا أهل الحديث ........ بارك الله فيكم
هل نحكم على هذه الزيادة من سليمان بالنكارة؛ لأنه تفرد بها؟
أم نحكم عليها بالصحة لأن سليمان إمام حافظ أهلا لأن يتفرد؟
أرجو أن تفيدوني بارك الله فيكم
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[25 - 03 - 09, 02:57 م]ـ
هذه للفائدة ريثما يتسنى للأخوة بحث المسألة.
قال ابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف 2/ 122 بعد أن ذكر الحديث بزياداته:
.. فإن قيل هذا الحديث مذكور في الصحاح وليس فيه ويعتمر قلنا قد ذكر فيه هذه الزيادة أبو بكر الجوزقي في كتابه المخرج على الصحيحين ورواها الدارقطني وحكم لها بالصحة وقال هذا إسناد صحيح أخرجه مسلم بهذا الإسناد. أهـ
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[26 - 03 - 09, 12:16 ص]ـ
هذه للفائدة ريثما يتسنى للأخوة بحث المسألة.
قال ابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف 2/ 122 بعد أن ذكر الحديث بزياداته:
.. فإن قيل هذا الحديث مذكور في الصحاح وليس فيه ويعتمر قلنا قد ذكر فيه هذه الزيادة أبو بكر الجوزقي في كتابه المخرج على الصحيحين ورواها الدارقطني وحكم لها بالصحة وقال هذا إسناد صحيح أخرجه مسلم بهذا الإسناد. أهـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب. وبانتظار باقي التعليقات إن شاء الله.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[30 - 03 - 09, 07:41 ص]ـ
للرفع
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[09 - 07 - 09, 01:19 م]ـ
للرفع
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[09 - 07 - 09, 03:45 م]ـ
الأخ الكريم منصور حفظه الله
هي إلى زيادة الثقة أقرب من النكارة
وقد أرفقت لك بحثا جيدا يرجى مراجعته
وقد صحح الحديث بالزيادة الشيخ الألباني انظر صحيح الترغيب والترهيب - (2/ 3)
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في سؤال جبرائيل عليه السلام إياه عن الإسلام فقال الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج وتعتمر وتغتسل من الجنابة وأن تتم الوضوء وتصوم رمضان
قال فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم قال نعم
قال صدقت
رواه ابن خزيمة في صحيحه وهو في الصحيحين وغيرهما بغير هذا السياق
¥(63/479)
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[09 - 07 - 09, 04:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيك
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[11 - 07 - 09, 03:29 ص]ـ
البحث فيها بين أن يحكم عليه بزيادة الثقة أو بالشذوذ ولا دخل للنكارة هنا
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[12 - 07 - 09, 01:08 م]ـ
البحث فيها بين أن يحكم عليه بزيادة الثقة أو بالشذوذ ولا دخل للنكارة هنا
إذا كنت تقصد بأن الشاذ هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق. والمنكر مخالفة الضعيف للثقة. فهذا التعريف غير منضبط بل هو مجرد مثال لكل واحد منهما.
وراجع إن شئت (لسان المحدثين) لمحمد خلف سلامة.
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[13 - 07 - 09, 03:14 ص]ـ
الشاذ هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق. والمنكر مخالفة الضعيف للثقة. .
هذا ما استقر عليه الاصطلاح وإن كان قد يعبر عن الشاذ بالمنكر تجوزا فهو من باب العموم والخصوص من وجه فكل منكر شاذ وليس العكس.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[13 - 07 - 09, 12:50 م]ـ
هذا ما استقر عليه الاصطلاح
قال محمد خلف سلامة في لسان المحدثين 3/ 270:
الشاذ عند المتأخرين اسم لما خالف فيه الثقةُ الأوثقَ ..... ولما تفرد به الضعيف الذي ينجبر وهنه بمتابعة مثله.
وإطلاقهم اسم الشاذ على الفسم الأول أشهر وأكثر.
ويفرقون بين الشاذ والمنكر بأن المنكر اسم لما خالف فيه الضعيفُ الذي ينجبر وهنه بمثله الثقةَ، أو تفردَ به الأضعفُ الذي لا ينجبر وهنه بمتابعة مثله، وهو المتروك.
وأما المتقدمون فقد كانوا لا يفرقون بين الشاذ والمنكر، فكل شاذ عندهم منكر، ولا بد.
وقد عرّف الشاذ من القدماء الإمام الشافعي، والحاكم النيسابوري، والحافظ الخليلي؛ وقد جمع بين أقوالهم جمعاً جيداً ووفق بينها وبين المعروف من اصطلاح علماء العلل وسائر المتقدمين توفيقاً جيداً بعضُ المحققين من المعاصرين كالدكتور حمزة المليباري في غير واحد من كتبه والدكتور حاتم العوني في (المنهج المقترح).
قال الدكتور حمزة في (نظرات جديدة في علوم الحديث) بعد كلام ذكره في فصل عقده لبيان معنى الشاذ عند المتقدمين:
(وعلى ذلك فإن "الشاذ" يصدق على المنكر، فقد سوى بينهما الإمام ابن الصلاح خلافاً للآخرين من المتأخرين.اهـ
ومما يوضح أن المنكر يطلق على مخالفة الثقة، قول ابن رجب في العلل (2/ 507):
(وقال البرديجي: أحاديث شعبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها صحاح، وكذلك سعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي، إذا اتفق هؤلاء الثلاثة على حديث فهو صحيح، وإذا اختلفوا في حديث واحد فإن القول فيه قول رجلين من الثلاثة، فإذا اختلف الثلاثة توقف عن الحديث، وإن انفرد واحد من الثلاثة في حديث نُظر فيه، فإذا كان لا يعرف متن الحديث إلا من طريق الذي رواه كان منكراً.اهـ
وهذه بعض الروابط من مشاركات الإخوان في هذا المنتدى المبارك قد تفيد في الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2301&highlight=%C7%E1%E3%E4%DF%D1
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=117885&highlight=%C7%E1%E3%E4%DF%D1
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=103652&highlight=%C7%E1%E3%E4%DF%D1
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91453&highlight=%C7%E1%E3%E4%DF%D1
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93161&highlight=%C7%E1%E3%E4%DF%D1
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20469&highlight=%C7%E1%E3%E4%DF%D1
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20134&highlight=%C7%E1%E3%E4%DF%D1
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=44475&highlight=%C7%E1%E3%E4%DF%D1
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[13 - 07 - 09, 12:56 م]ـ
وإن كان قد يعبر عن الشاذ بالمنكر تجوزا فهو من باب العموم والخصوص من وجه فكل منكر شاذ وليس العكس.
إن سلمت بقولك - وهو لا يسلم لما تقدم -، فما وجه قولك معترضا في المشاركة رقم 11 (ولا دخل للنكارة هنا)؟!(63/480)
هل كتب رسالة ماجستير في موضوع الشكوى في السنة النبوية ارجو الرد
ـ[ابو ايمن السلفي]ــــــــ[23 - 03 - 09, 06:29 م]ـ
هل كتب رسالة ماجستير في موضوع الشكوى في السنة النبوية ارجو الرد على موضوعي يا اصحاب الحديث وفقكم الله لما يحب ويرضى(63/481)
حديث: " اهتز العرش لموت سعد ابن معاذ حتى تفسخت أعوادُهُ " هل هو صحيح؟.
ـ[مصطفى محمد النمرات]ــــــــ[24 - 03 - 09, 12:21 ص]ـ
حديث: " اهتز العرش لموت سعد ابن معاذ حتى تفسخت أعوادُهُ " هل هو صحيح؟.
جزاكم الله الفروس
ـ[أم مصعب بن عمير]ــــــــ[24 - 03 - 09, 12:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا
سؤال الفتوى مختصر:
حديث:
" اهتز العرش لموت سعد ابن معاذ حتى تفسخت أعوادُهُ " هل هو صحيح؟
اسم المفتي: فضيلة الشيخ ابي اسحاق الحويني
هذا فتوى:
جواب الفتوى
قُلتُ: هذا حديث منكر بهذا اللفظ.
أخرجه ابن أبى شيبة (12/ 142 – 143)، والبزار (ج3/ رقم 2697)، والحاكم (3/ 206) من طريق محمد بن فضيل، حدثنا عطاء بن السائب، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر، قال: اهتز العرش لحب لقاء الله سعد بن معاذ، قال: فقال: إنما يعنى: السرير. " وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ " (يوسف / 100) قال: تفسخت أعواده .. الحديث.
قال البزار: " هذا الحديث بهذا التفسير لا نعلمه إلا عن ابن عمر " قلت: هذا متعقب بما أخرجه البخارى (7/ 123) وغيره عن أبى صالحٍ، عن جابر مرفوعاً:
" اهتز العرش لموت سعدٍ " فقال رجل لجابر: فإن البراء يقول: اهتز السرير! فقال: إنه كان بين هذين الحيين ضغائن. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ " فيؤخذ من هذه الرواية أن البراء بن عازب رضى الله عنه كان يفسر " العرش " بأنه " السرير " أى " النعش " فرده جابر ابن عبد الله رداً واضحاً لما أضاف العرش إلى " الرحمن " جل وعلا، ثم لو كان " العرش " هو " النعش " لما كان فيه أية منقبةٍ، فكل " نعشٍ " يهتز بمن فيه، لكن الشأن فى ثبوت هذا التفسير عن ابن عمر، وهو لا يثبت بهذا الإسناد، فإن محمد بن فضيل كان ممن سمع من عطاء بن السائب فى الإختلاط، فوقعت فى روايته عنه أغلاطٌ واضطرابٌ كما قال أبو حاتم الرازى ثم رأيتُ فى " علل الدارقطنى " (ج2/ق 36/ 2 – 37/ 1)
أنه قال: " رواه إبراهيم بن طهمان وابن فضيل وحماد ابن سلمة عن عطاء بن السائب، عن مجاهد، عن ابن عمر " فهذا يدل على أن ابن الفضيل لم يتفرد به، ولكن حماد بن سلمة سمع من عطاء قبل الاختلاط.وبعده، فلا يحتج بروايته عنه حتى نميز روايته قبل أو بعد الإختلاط. وإبراهيم ابن طهمان يظهر أنه سمع من عطاء بعد الاختلاط يُعلم ذلك من مطالعة ترجمة عطاء، فأخشى أن يكون أخذهم فى وقتٍ واحدٍ، ثم إن الدارقطنى لم يذكر لفظ حديث ابن طهمان وحماد، فلربما تابعا ابن فضيل على أصله وليس على هذه اللفظة المنكرة، وهى " تفسخت أعواده ".
وقد قال العقيلى ف " الضعفاء " (4/ 425): " وليس يحفظ " حتى تخلعت أعواده " من وجهٍ صحيح " أ هـ.
والحديث بدونها متواترٌ كما شرحته فى تخريجى على " مسند سعد بن أبى وقاص " للبزار (رقم /30).
http://alheweny.org/new/play.php?catsmktba=718(63/482)
تخريجُ حديثِ: لو وُزِنَ إيمانُ أبي بكرٍ
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[24 - 03 - 09, 08:26 ص]ـ
تخريجُ حَدِيثِ: " لَوْ وُزِنَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ بِإِيمَانِ أَهْلِ الأَرْضِ لَرَجَحَ بِهِمْ "
أَخْرَجَهُ ابنُ عَدِيٍّ في " الكاملِ " (14/ 201) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ: ابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (30/ 126) _ مِنْ طَرِيقِ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ العزيزِ بنِ أبي رَوَّادٍ، أخبرني أَبِي، عنْ نَافِعٍ، عَنِ ابنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " لَوْ وُزِنَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ بِإِيمَانِ أَهْلِ الأَرْضِ لَرَجَحَ ".
أقولُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ؛ عبدُ اللَّهِ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ أبي رَوَّادٍ قَالَ فِيهِ أبو حاتمٍ: " أَحَادِيثُهُ مُنْكَرَةٌ "، وَقَالَ ابنُ الجُنيدِ: " لاَ يُسَاوِي شَيْئاً، يُحَدِّثُ بِأَحَادِيثَ كَذِبٍ "، وَقَالَ ابنُ عَدِيٍّ: " رَوَى عَنْ أَبِيهِ، لاَ يُتَابَعُ عَلَيْهَا "، وقَالَ ابنُ حِبَّانَ: " يُعْتَبَرُ حَدِيثُهُ إِذَا رَوَى عَنْ غَيْرِ أَبِيهِ "، وَهُوَ _ هُنَا _ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ، وَقَدْ أَشَارَ الحَافِظُ ابنُ عَسَاكِرَ إِلى ضَعْفِ الحَدِيثِ، وَأَنَّ الصَّوابَ وَقْفُهُ عَلَى عُمَرَ بنِ الخطَّابِ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _، فَقَالَ _ عَقِبَ الحَدِيثِ _: " وَهَذَا مرفوعٌ غَرِيبٌ، وَإِنَّما يُحْفَظُ عَنْ عُمَرَ قَوْله "، وَهُوَ كَمَا قَالَ، كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ.
وَتُوبِعَ عبدُ اللَّهِ بنِ عبدِ العَزِيزِ عليهِ، تَابَعَهُ رَوَّادُ بنُ الجرَّاحِ، أَخْرَجَ مُتَابَعَتَهُ: ابنُ عَدِيٍّ _ أيضاً _ في " الكاملِ " (5/ 259) مِنْ طَرِيقِ عِيسَى بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ سُلَيْمانَ القُرَشِيِّ، حدَّثنا رَوَّادُ بنُ الجرَّاحِ، حدَّثنا عبدُ العزيزِ بنِ أبي رَوَّادٍ، عنْ نافعٍ، عنِ ابنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " لَوْ وُضِعَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ عَلَى إِيمَانِ هَذِهِ الأُمَّةِ؛ لَرَجَحَ بِهَا ".
أقولُ: هَذِهِ مُتابَعَةٌ لاَ تَصْلُحُ للاعْتِبَارِ؛ لِشِدَّةِ ضَعْفِهَا، فَرَوَّادُ بنُ الجرَّاحِ صَدُوقٌ، إِلاَّ أَنَّهُ اخْتَلَطَ بِأَخَرَةٍ، فَتُرِكَ، وَعِيسَى بنُ عبدِ اللَّهِ _ الرَّاوِي عَنْهُ _ ضَعِيفٌ، يَسْرِقَ الحَدِيثَ، وَلَعَلَّ هَذَا مِمَّا سَرَقَهُ.
والصَّوابُ في هَذَا الحَدِيثِ وَقْفُهُ عَلَى عُمَرَ بنِ الخطَّابِ _ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ _، كَمَا أَشَارَ إِلى ذَلِكَ ابنُ عَسَاكِرَ _ رحمهُ اللَّهُ _، فَقَدْ أَخْرَجَ إِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْهِ في " مُسْنَدِهِ " (3/ 669)، وَأَبُو إسماعيلَ الصَّابُونيُّ في " عقيدَةِ السَّلَفِ " (رقم:110)، والخَطَّابِيُّ في " الغُنْيةِ عَنِ الكلامِ وَأَهْلِهِ " (ص:47)، وَالبيهقيُّ في " شُعَبِ الإِيمانِ " (1/ 69 _ رقم:36)، وابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (30/ 127) مِنْ طَرِيقِ عبدِ اللَّهِ بنِ المُبَارَكِ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ شَوْذَبٍ، عنْ محمَّدِ بنِ جُحَادةَ، عنْ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عنْ هُزَيْلِ بنِ شُرَحْبِيلَ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _: لَوْ وُزِنَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ بِإِيمَانِ أَهْلِ الأَرْضِ لَرَجَحَ بِهِمِ.
أقولُ: هَذَا إسنادٌ صَحِيحٌ، وَقَدْ تَابَعَ ابنَ المُبَارَكِ عليهِ كُلٌّ مِنْ: ضَمْرَةَ بنِ رَبِيعَةَ، وَأَيُّوبَ بنِ سُويدٍ الرَّمْلِيِّ.
أَمَّا مُتَابَعَةُ ضَمْرَةَ بنِ رَبِيعَةُ _ وَهُوَ صَدُوقٌ، إِلاَّ أَنَّهُ يَهِمُ قَلِيلاً _: فَأَخْرَجَهَا عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ في " السُّنَّةِ " (1/ 378 _ رقم:821 و 822)، وَأَبُو بكرٍ الخلاَّلُ في " السُّنَّةِ " مِنْ طَرِيقِهِ، عنِ ابنِ شَوْذَبٍ، بِهِ.
¥(63/483)
وَأَخْرَجَهُ معاذُ بنُ المُثَنَّى في " زِيَادَاتِ مُسْنَدِ مُسَدَّدٍ " _ كَمَا في " المطالبِ العاليةِ " لابنِ حَجَرٍ (ق 150/أ _ مخطوط) _ قَالَ: حدَّثنا مِكيسُ بنُ الخادمِ، حدَّثنا ضَمْرَةُ بنُ رَبِيعَةَ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ شَوْذَبٍ، عنْ سَلَمَةَ بنِ كهيلٍ، عنْ هُزَيْلِ بنِ شُرَحْبِيلَ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: ... ، فَذَكَرَهُ.
هَكَذَا رَوَاهُ مِكيسٌ عنْ ضَمْرَةَ مِنْ غيرِ ذِكْرِ محمَّدِ بنِ جُحَادةَ في الإسنادِ، ومِكيسٌ _ هَذَا _ لَمْ أَقِفْ عَلَى تَرْجَمَتِهِ.
وَذَكَرَ الدَّارقطنيُّ في " العِلَلِ " (2/ 223) أَنَّ ضَمْرَةَ بنَ رَبِيعَةَ خَالَفَ ابنَ المُبَارَكِ، وَأَيُّوبَ بنَ سُويدٍ، فَرَوَاهُ عنِ ابنِ شَوْذَبٍ، عنِ ابنِ جُحَادةَ، عنْ سَلَمَةَ، عَنْ عمرِو بنِ شَرَحْبِيلٍ، وَلَمْ يَقُلْ: عَنْ هُزَيْلٍ، وَوَهِمَ.
أقولُ: رِوَايةُ ضَمْرَةَ _ هَذِهِ _ لَمْ أَقِفْ عَلَيْهَا، وَالَّذِي وَقَفْتُ عليهِ هُوَ مَا سُقْنَاهُ عنهُ آنِفاً.
وَأَمَّا مُتَابَعَةُ أَيُّوبَ بنِ سُويدٍ _ وَهُوَ ضَعِيفٌ _: فَأَخْرَجَهَا عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ في " فَضَائِلِ الصَّحابةِ " (رقم:653)، وَأَبُو عبدِ اللَّهِ محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ الحطَّابُ في " مَشْيَخَتِهِ " (رقم:79)، وَابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (30/ 127) مِنْ طَرِيقِهِ، عنِ ابنِ شَوْذَبٍ، بِهِ.
أقولُ: ذَكَرَ الدَّارقطنيُّ في " العِلَلِ " _ أيضاً _ (2/ 223) أنَّ رَوَّادَ بنَ الجرَّاحِ خَالَفَ ابنَ المُبَارَكَ، وَأَيُّوبَ بنَ سُويدٍ، فَرَوَاهُ عَنِ ابنِ شَوْذَبٍ، عَنْ محمَّدِ بنِ جُحَادةَ، عَنْ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ هُزَيْلٍ، عنْ عُمَرَ، وَرَوَّادٌ _ هَذَا _ ذَكَرْنَا سَابِقاً أَنَّهُ اخْتَلَطَ في آخِرِ حَيَاتِهِ، فَقَدْ قَالَ البُخَارِيُّ: " كَانَ قَدِ اخْتَلَطَ، لاَ يَكَادُ أَنْ يَقُومَ حَدِيثُهُ "، وَقَالَ أبو حَاتِمٍ: " هُوَ مُضْطَرِبُ الحَدِيثِ، تَغَيَّرَ حِفْظُهُ في آخِرِ عُمُرِهِ، وَكَانَ محلَّهُ الصِّدْقُ "، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقَاتِ "؛ وَقَالَ: " كَانَ يُخْطِىءُ وَيُخَالِفُ "، وَهَذَا مِمَّا خَلَّطَ فِيهِ وَخَالَفَ.
وَجَاءَ عنْ عبدِ الرَّحمنِ بنِ سَابِطٍ _ أَحَدِ التَّابِعِينَ _ نحوٌ مِنْ قَوْلِ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _: أَخْرَجَهُ البيهقيُّ في " شُعَبِ الإيمانِ " (1/ 79 _ رقم:63) مِنْ طَرِيقِ أحمدَ بنِ يُونُسَ، حدَّثنا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ ليثٍ، عنْ عبدِ الرَّحمنِ بنِ سَابِطٍ؛ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَى إِيمَانَ أَهْلِ الأَرْضِ يَعْدِلُ إِيمَانَ أَبِي بكرٍ _ رَضِي اللَّهُ عنهُ _، وَلاَ أَرَى إِيمَانَ مَكَّةَ يَعْدِلُ إِيمَانَ عطاءٍ.
أقولُ: هَذَا سندٌ ضَعِيفٌ؛ ليثٌ هُوَ: ابنُ أبي سُلَيمٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَأَبُو شِهَابٍ هُوَ: عبدُ رَبِّهِ بنُ نَافِعٍ الحنَّاطُ، وَهُوَ صَدُوقٌ، لَكِنَّهُ يَهِمُ.
_ تَمَّ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى _
كَتَبَهُ: أبو عُمَرَ نادرُ بنُ وَهْبِي النَّاطُورُ القَنِّيرِيُّ
_ عَفَا اللَّهُ عنهُ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ _
الزَّرقاءُ _ الأردنُّ
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[25 - 03 - 09, 08:00 م]ـ
جزاك الله خيرا و ليتك تضع خلاصة في نهاية التخريج و أن تذكر مثلا أن الأثر ثابت موقوفا و لا يصح مرفوعا ...(63/484)
تخريجُ حَدِيثِ: تَفْضِيلِ تَرْبِيَةِ جَرْوِ كَلْبٍ عَلَى تربيةِ الولد
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[24 - 03 - 09, 08:34 ص]ـ
تخريجُ حَدِيثِ: تَفْضِيلِ تَرْبِيَةِ جَرْوِ كَلْبٍ _ في بَعْضِ الأَزْمِنَةِ _ عَلَى تَرْبِيَةِ الوَلَدِ
هَذَا الحَدِيثُ لاَ يَصِحُّ ولاَ يثبتُ عنْ رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، بَلْ هُوَ مَوْضُوعٌ في بعضِ طُرُقِهِ، وَقَدْ وَرَدَ عَنْ أَرْبعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَمُرْسَلِ تَابِعِيٍّ وَاحِدٍ؛ وَهُمْ:
أَوَّلاً: حَدِيثُ أنسِ بنِ مالكٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _.
أَخْرَجَهُ ابنُ حِبَّانَ في " المجروحينَ " (2/ 171 – ترجمة:794) _ واللَّفظُ لهُ _ منْ طريقِ المؤمَّلِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ الثَّقَفِيِّ، وأبو بكرِ محمَّدُ بنُ إبراهيمَ الكَلاَباذِيُّ في " بحرِ الفوائدِ " (رقم:128) منْ طريقِ كاملِ بنِ طلحةَ، كِلاَهُمَا عنْ عبَّادِ بنِ عبدِ الصَّمدِ، عَنْ أنسٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " أُمَّتِي عَلَى خَمْسِ طَبَقَاتٍ، كُلُّ طَبَقَةٍ أَرْبَعُونَ عَاماً: فَطَبَقَتِي وطَبَقَةُ أَصْحَابِي أَهْلُ العِلْمِ وَالإِيمَانِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ إلى الثَّمَانِينَ أَهْلُ البِرِّ وَالتَّقْوَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلى العِشْرِينَ وَمِائَةٍ أَهْلُ التَّوَاصُلِ وَالتَّرَاحُمِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ إلى سِتِّينَ وَمِائَةٍ أَهْلُ تَدَابُرٍ وَتَقَاطُعٍ، ثُمَّ الهَرْجُ الهَرْجُ، والهَرَبُ الهَرَبُ، تَرْبِيَةُ جَرْوِ كَلْبٍ خَيْرٌ مِنْ تَرْبِيَةِ وَلَدٍ ".
وَجَاءَ لَفْظُهُ عندَ الكَلاَباذِيِّ: " ... ، ثُمَّ تَرْبِيَةُ جَرْوٍ في ذَلِكَ الزَّمَانِ خَيْرٌ مِنْ تَرْبِيَةِ وَلَدٍ ".
وَأَخْرَجَهُ ابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (67/ 284) منْ طريقِ كاملِ بنِ طَلْحَةَ، عَنْ عبَّادِ بنِ عبدِ الصَّمدِ، بِهِ نحوه، إِلاَّ أنَّهُ لَمْ يَذْكِرِ العِبَارَةَ الأخِيرَةَ، وَهِيَ مَوْضِعُ الشَّاهِدِ.
قلتُ: هَذَا إسنادٌ ضَعِيفٌ جِدّاً مُنْكَرٌ؛ مَدَارُهُ عَلَىعبَّادِ بنِ عبدِ الصَّمدِ أبي مَعْمَرٍ، قَالَ عَنْهُ البُخَارِيُّ: " مُنْكَرُ الحَدِيثِ "، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: " ضَعِيفُ الحَدِيثِ جِدّاً، مُنْكَرُ الحَدِيثِ، لاَ أَعْرِفُ لَهُ حَدِيثاً صَحِيحاً "، وَقَالَ العُقيليُّ: " عبَّادُ بنُ عبدِ الصَّمدِ، أبو مَعْمَرٍ، عنْ أنسٍ، أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ، لاَ يُعْرَفُ أَكْثَرُهَا إِلاَّ بِهِ "، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ: " يُحَدِّثُ عَنْ أنسٍ بِالمناكِيرِ "، وَقَالَ _ أيضاً _: " لَهُ عَنْ أنسٍ غيرُ حَدِيثٍ مُنْكَرٍ، وَعَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ في فَضَائِلِ عَلِيٍّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ مُنْكَرُ الحَدِيثِ، وَمَعَ ذَلِكَ غَالٍ في التَّشَيُّعِ "، وَقَالَ ابنُ حِبَّانَ: " مُنْكَرُ الحَدِيثِ جِدّاً، يَرْوِي عَنْ أنسٍ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ، وَمَا أُرَاهُ سَمِعَ مِنْهُ شَيْئاً، فَلاَ يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ فِيمَا وَافَقَ الثِّقَاتِ، فَكَيْفَ إِذَا انْفَرَدَ بِأَوَابِدَ؟! "، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّهُ كَتَبَ عَنْهُ بِهَذَا الإسنادِ نُسْخَةً _ أَكْثَرهَا _ مَوْضُوعةً، وَقَالَ الإمامُ الذَّهبيُّ: " وَرَوَى عَنْ أنسِ بنِ مالكٍ المُنْكراتِ "، أقولُ: وَهَذَا مِمَّا رَوَاهُ عنْ أنسٍ.
وَوَقَفْتُ لِلْحَدِيثِ عَلَى طَرِيقَيْنِ آخَرَيْنِ عَنْ أنسِ بنِ مالكٍ، بنحوِهِ دُونَ العِبَارِةِ الأخِيرَةِ موضعِ الشَّاهدِ:
الأولُ: أَخْرَجَهُ ابنُ مَاجَةَ في " السُّنَنِ " (رقم:4058) منْ طَرِيقِ يزيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أنسٍ، بِهِ، نحوهُ.
أقولُ: وهَذَا سندٌ ضَعِيفٌ؛ لأجلِ يزيدَالرَّقَاشِيِّ، وَهُوَ: يزيدُ بنُ أَبَانَ الرَّقَاشيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
الثَّاني: أَخْرَجَهُ ابنُ مَاجَةَ _ أيضاً _ في " السُّننِ " (رقم:4058/م) مِنْ طَرِيقِ خازمٍ أبي محمَّدٍ العَنَزِيِّ، عَنِ المِسْوَرِ بنِ الحسنِ، عَنْ أبي مَعْنٍ، عَنْ أنسٍ، بهِ، نحوَهُ.
¥(63/485)
أقولُ: وَهَذَا إسنادٌ ضَعِيفٌ جِدّاً مُنْكَرٌ، مُسَلْسَلٌ بِثَلاَثَةِ مَجَاهِيلَ؛ وهُمْ: خازمٌ أبو محمَّدٍ، والمِسْوَرُ بنُ الحسنِ، وَأبُو مَعْنٍ، وَقَدْ سَألَ ابنُ أبي حاتمٍ في " الجرحِ والتَّعديلِ " (3/ 393) أَبَاهُ عنْ خَازِمٍ أبي محمَّدٍ _ هَذَا _؛ فقالَ: " مجهولٌ، مُنْكَرُ الحَدِيثِ، والحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ بَاطِلٌ ".
وَلَهُ طَرِيقٌ آخَرُ عَنْ أنسٍ _ بموضعِ الشَّاهِدِ فَقَطْ _: أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ في " تَارِيخِهِ " واللَّفظُ لَهُ _ كَمَا في " اللآلىءِ المصنوعةِ " للسُّيوطيِّ (2/ 178) _ وأبو نُعيمٍ الأَصْبَهَانِيُّ في " أخبارِ أَصْبَهَانَ " (رقم:1262) مِنْ طَرِيقِ عبدُ اللَّهِ بنُ عبدِ الوهَّابِ الخوارزميُّ، حدَّثنا دَاوُدُ بنُ عفَّانَ [حُرِّفَ في " اللآلىءِ " إلى: داودِ بنِ عقال]، عنْ أنسٍ _ رَفَعَهُ _: " يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لأََنْ يُرَبِّيَ أَحَدُكُمْ جَرْوَ كَلْبٍ؛ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُرَبِّيَ وَلَداً مِنْ صُلْبِهِ ".
أقولُ: وَهَذَا مَوْضُوعٌ؛ فَعَبْدُ اللَّهِ بنُ عبدِ الوهَّابِ قَالَ عَنْهُ أَبُو نُعيمٍ: " في حَدِيثِهِ نَكَارَةٌ "، وَدَاوُدُ بنُ عفَّانَ هُوَ: ابنُ حَبِيبٍ، قَالَ فِيهِ ابنُ حِبَّانَ في " المجروحينَ " (1/ 292): " شَيْخٌ كَانَ بخُرَاسَانَ، وَيَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ أنسَ بنَ مالكٍ، وَيَرْوِي عَنْهُ، وَيَضَعُ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ حَدِيثُهُ عِنْدَ أَصْحَابِ الحَدِيثِ، وَإِنَّمَا كُتُب أَصْحَابِ الرَّأْيِ والكَرَّامِيَّةِ عَنْهُ، وَلَكِنِّي ذَكَرْتُهُ لِئَلاَّ يَغْتَرَّ عَوَامُّ أَصْحَابِ الحَدِيثِ بِشَيْءٍ مِنْ رِوَايَتِهِ، رَوَى عنْ أنسٍ نُسْخَةً مَوْضُوعَةً، كَتَبْنَاهَا عَنْ عَمَّارِ بنِ عبدِ المجيدِ، عنْ دَاوُدَ بنِ عفَّانَ، عنْ أنسِ بنِ مالكٍ، حَدِيثُهُ لاَ شَيْءٌ، ... ، لاَ يَحِلُّ ذِكْرُهُ في الكُتُبِ إِلاَّ عَلَى سَبِيلِ القَدْحِ فِيهِ "، وقَالَ الحَافظُ أَبُو نُعيمٍ الأَصْبَهانيُّ في " الضُّعفاءِ " (رقم:62): " حَدَّثَ عَنْ أنسِ بنِ مالكٍ بِأَحَادِيثَ مَوْضُوعةٍ في فَضَائِلِ الأَعْمَالِ، وَفِي مُعَاوِيَةَ، لاَ شَيْءٌ ".
ثانياً: حَدِيثُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _.
أَخْرَجَهُ الطَّبرانيُّ في " المعجمِ الكَبِيرِ " (10/ 288 _ رقم:10685) _ ومنْ طَرِيقِهِ: ابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (23/ 357) _، وَخَيْثَمَةُ بنُ سُلَيْمَانَ في " جُزْءٍ مِنْ حَدِيثِهِ " (ص:200) _ وعَنْهُ: تمَّامٌ الرَّازِيُّ في " فوائِدِهِ " (1/ 162 _ رقم:372)، وَمِنْ طَرِيقِ تمَّامٍ أَخْرَجَهُ: ابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (23/ 357) _، وَأَبُو نُعيمٍ في " أخبارِ أَصْبَهَانَ " (رقم: 1777) مِنْ طَرِيقِ أبي المغيرةِ، حدَّثنا عبدُ اللَّهِ بنُ السِّمْطِ، حدَّثنا صالحُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ اللَّهِ العبَّاسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ، عنِ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ قَالَ: " لأَنْ يُرَبِّيَ أَحَدُكُمْ بَعْدَ أَرْبعٍ وخَمْسِينَ وَمِائَةٍ جَرْوَ كَلْبٍ؛ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُرَبِّيَ وَلَداً لِصُلْبِهِ ".
تَنْبِيهٌ: جَاءَ عندَ خَيْثَمَةَ في " جُزْئِهِ "، وأبي نُعيمٍ في " أخبارِ أَصْبَهَانَ ": عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ، وَهُوَ تحريفٌ، وَقَدْ جَاءَ عَلَى الصَّوابِ في روايةِ تمَّامٍ عَنْ، خَيْثَمَةَ.
قلتُ: وَهَذَا مُنْكَرٌ جِدّاً؛ بَلْ حَكَمَ البعضُ بِوَضْعِهِ، قالَ الهيثميُّ في " مجمعِ الزَّوائدِ " (4/ 474 _ رقم:7343): " فِيهِ عبدُ اللَّهِ بنُ السِّمْطِ، وصَالِحُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عَبَّاسٍ، وَلَمْ أَجِدْ مَنْ تَرْجَمَهُمَا ".
¥(63/486)
أَقُولُ: عبدُ اللَّهِ بنُ السِّمْطِ تَرْجَمَ لَهُ الإِمَامُ الذَّهَبِيُّ في " ميزانِ الاعتدالِ " (2/ 436) _ وتَبِعَهُ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في " اللِّسَانِ " (3/ 297 _ ترجمة:1239) _، وذَكَرَ أَنَّهُ رَوَى عنْ صَالِحِ بنِ عليٍّ حَدِيثاً مَوْضُوعاً _ يَقْصِدُ هَذَا الحَدِيثَ _، أَمَّا صَالِحُ بنُ عليٍّ فَتَرْجَمَهُ غيرُ وَاحِدٍ؛ مِنْهُمُ: ابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (23/ 357 _ ترجمة:2822)، والذَّهبيُّ في " تاريخِ الإسلامِ " (6/ 202)، و " السِّيرِ " (7/ 18)، وغيرُهُمْ، وَذَكَرَ الإِمَامُ الذَّهبيُّ أَنَّهُ أَحَدُ الأَبْطَالِ المَذْكُورِينَ، وَهُوَ الَّذِي افْتَتَحَ مِصْرَ، وانْتُدِبَ لِحَرْبِ مروانَ الحِمَارِ، وَوَلِيَ نِيَابةَ دِمِشْقَ، فَهُوَ _ إِذَنْ _ معروفٌ مشهورٌ، غيرَ أنَّهُ لاَ يُدْرَى حَالُهُ في الحَدِيثِ، فَهُوَ مجهولُ الحَالِ.
قَالَ الحَافِظُ ابنُ كثيرٍ في " البِدَايةِ والنِّهَايةِ " (10/ 113) _ عَقِبَ إِيرَادِهِ للحَدِيثِ _: " وَهَذَا مُنْكَرٌ جِدّاً، ... ، وعبدُ اللَّهِ بنُ السِّمْطِ _ هَذَا _ لاَ أَعْرِفُهُ "، وقَالَ الحَافِظُ السُّيوطِيُّ في " اللآلىءِ المصنوعةِ " (2/ 178): " قَالَ شَيْخُ شُيُوخِنَا الحَافِظُ أبو الحسنِ الهيتميُّ في " ترتيبِ الفوائدِ ": هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ ".
وَتَابَعَ صَالِحَ بنَ عليٍّ عَلَيْهِ: أَخُوهُ محمَّدُ بنُ عليٍّ _ وَهُوَ ثقةٌ _، غيرَ أنَّ في الإِسنادِ إليهِ رَجُلاً مجهولاً، أَخْرَجَهُ كُلٌّ مِنَ ابنِ حِبَّانَ في " المجروحِينَ " (1/ 249)، وابنِ الجوزيِّ في " الموضُوعَاتِ " (2/ 279) مُعلَّقاً عَنِ الحكمِ بنِ مصعبٍ، عَنْ محمَّدِ بنِ عليٍّ، عنْ أبيهِ، عنْ جَدِّهِ، عنِ ابنِ عبَّاسٍ [كَذَا جَاءَ، وأُرَى أنَّهُ تحريفٌ، والصَّوابُ حَذْفُ: (عن)]؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ _: " لَوْ يُرَبِّي أَحَدُكُمْ بَعْدَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ جَرْواً؛ خيرٌ لهُ مِنْ أَنْ يُرَبِّيَ وَلَداً لِصُلْبِهِ ".
أقولُ: هَذِهِ مُتَابَعَةٌ لاَ يُفْرَحُ بِهَا؛ لأَمرينِ:
الأوَّلُ: أنَّهَا جَاءَتْ مُعلَّقةً، والمُعلَّقُ منْ أَصْنَافِ الضَّعِيفِ _ كَمَا هُوَ معلومٌ عندَ أَهْلِ الفَنِّ _.
الثَّاني: مَدَارُهَا عَلَى الحكمِ بنِ مصعبٍ، وَقَدْ قَالَ عنهُ أَبُو حَاتِمٍ: " هُوَ شَيْخٌ للوليدِ بنِ مسلمٍ، لاَ أَعْلَمُ رَوَى عَنْهُ غيرُهُ "، لِذَا قَالَ عنهُ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ في " التَّقريبِ ": " مجهولٌ "، والعَجِيبُ أنَّ الحافظَ ابنَ حِبَّانَ ذَكَرَهُ في " الثِّقاتِ "؛ وقَالَ: " يُخْطِىءُ "، ثُمَّ ذَهَلَ عَنْ ذَلِكَ فَذَكَرَهُ في " المجروحينَ "؛ وَقَالَ: " يَنْفَرِدُ بِالأَشْيَاءِ الَّتي لاَ يُنْكِرُ نَفْيَ صِحَّتِهَا مَنْ عَنِيَ بِهَذَا الشَّأْنِ، لاَ يحلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ، وَلاَ الرِّوَايَةُ عَنْهُ إِلاَّ عَلَى سَبِيلِ الاعْتِبَارِ "، وَأَوْرَدَ لَهُ هَذَا الحَدِيثَ، وَحَكَمَ عليهِ بِأَنَّهُ لاَ أَصْلَ لَهُ!!، أَمَّا ابنُ الجوزيِّ فَحَكَمَ عليهِ بِالوَضْعِ.
ثالثاً: حَدِيثُ أبي ذَرٍّ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _.
أَخْرَجَهُ الطَّبرانيُّ في " المعجمِ الأوسطِ " (5/ 126 _ رقم:4860)، والحَاكِمُ في " المستدركِ " (3/ 386 _ رقم:5465) _ واللَّفظُ لَهُ _ مِنْ طَرِيقِ عبدِ الوارثِ بنِ إبراهيمَ العسكريِّ، حدَّثنا سيفُ بنُ مسكينٍ الأسواريُّ، حدَّثنا المباركُ بنُ فضالةَ، عنِ المنتصرِ بنِ عُمارَةَ بنِ أبي ذَرٍّ الغفاريِّ، عنْ أبيهِ، عنْ جَدِّهِ، عنْ رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _؛ قَالَ: " إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمانُ كَثُرَ لُبْسُ الطَّيَالِسَةِ، وَكَثُرَتِ التِّجَارَةُ، وَكَثُرَ المَالُ، وَعَظُمَ رَبُّ المَالِ بِمَالِهِ، وَكَثُرَتِ الفَاحِشَةُ، وَكَانَتْ إِمَارَةُ الصِّبْيَانِ، وَكَثُرَ النِّسَاءُ، وَجَارَ السُّلْطَانُ، وَطُفِّفَ في المِكْيَالِ وَالمِيزَانِ، وَيُرَبِّي الرَّجُلُ جَرْوَ كَلْبٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُرَبِّيَ وَلَداً لَهُ، وَلاَ يُوَقَّرُ كَبِيرٌ، ولاَ يُرْحَمُ صَغِيرٌ، وَيَكْثُرُ أَوْلاَدُ الزِّنَا،
¥(63/487)
حَتَّى أَنَّ الرَّجُلَ لَيغْشَى المَرْأَةَ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ؛ فَيَقُولُ أَمْثَلُهُمْ في ذَلِكَ الزَّمَانِ: لَوِ اعْتَزَلْتُمَا عنِ الطَّرِيقِ، وَيَلْبِسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ، أَمْثَلُهُمْ في ذَلِكَ الزَّمَانِ المُدَاهِنُ ".
قَالَ الحَاكِمُ: " هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ سيفُ بنُ مسكينٍ عنِ المباركِ بنِ فضالةَ، والمباركُ بنُ فضالةَ ثقةٌ ".
أقولُ: هَذَا إِسنادٌ ضَعِيفٌ جِدّاً، يَشْتَمِلُ عَلى أَرْبَعِ عِلَلٍ:
الأولى: عبدُ الوارثِ بنُ إبراهيمَ العسكريُّ أبو عُبيدةَ قَالَ عَنْهُ الهيثميُّ في " مجمعِ الزَّوائدِ " (5/ 378): " لَمْ أَعْرِفْهُ ".
الثَّانيةُ: سيفُ بنُ مسكينٍ ضَعِيفٌ جِدّاً، قَالَ ابنُ حِبَّانَ في " المجروحينَ " (1/ 347): " يأتي بِالمَقْلُوبَاتِ والأَشْيَاءِ المَوْضُوعاتِ، لاَ يحلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ؛ لِمُخَالفَتِهِ الأَثباتِ في الرِّوَاياتِ عَلَى قِلَّتِهَا ".
الثَّالثةُ: مباركُ بنُ فضالةَ صَدُوقٌ، لكنَّهُ كثيرُ التَّدليسِ، وَقَدْ عَنْعَنَهُ، وَلَمْ يُصَرِّحْ بِالسَّمَاعِ.
الرَّابعةُ: منتصرُ بنُ عُمارةَ وَأَبُوهُ مجهولاَنِ _ كَمَا قالَ الذَّهبيُّ في " تلخيصِ المُسْتَدْرَكِ " _.
رابعاً: حديثُ حذيفةَ بنِ اليمانِ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _.
أَخْرَجَهُ العُقيليُّ في " الضُّعفاءِ " (2/ 69 _ ترجمة:513) _ واللَّفظُ لهُ _ مِنْ طَرِيقِ عبدِ الملكِ بنِ مروانَ، وأبو نُعيمٍ في " الحِلْيَةِ " (7/ 127) _ ومنْ طَرِيقِهِ: ابنُ الجوزيِّ في " العِلَلِ المتناهيةِ " (2/ 637 _ رقم:1054) _ منْ طَرِيقِ عصامِ بنِ روَّادٍ، كِلاَهُمَا قَالَ: حدَّثنا روَّادٌ، عنْ سفيانَ الثَّوريِّ، عنْ منصورٍ، عنْ رِبْعِيٍّ، عنْ حذيفةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " إِذَا كَانَ سَنَةُ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ فَلأَنْ يُرَبِّيَ أَحَدُكُمْ جَرْوَ كَلْبٍ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُرَبِّيَ وَلَداً في ذَلِكَ الزَّمَانِ ".
قلتُ: وَهَذَا مُنْكَرٌ جِدّاً؛ لأَجْلِ رَوَّادٍ، وَهُوَ: ابنُ الجرَّاحِ العَسْقَلانيُّ الشَّامِيُّ، فَإِنَّ مَدَارَ الحَدِيثِ عَلَيْهِ، وَقَدْ تَفَرَّدَ بِهِ عَنْ سُفْيَانَ _ كَمَا قَالَ أَبُو نُعيمٍ _، وَهُوَ صَدُوقٌ، إِلاَّ أَنَّهُ اخْتَلَطَ في آخِرِ عُمُرِهِ، فَتُرِكَ، وفي حَدِيثِهِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوريِّ ضَعْفٌ شَدِيدٌ، قَالَ الإِمَامُ أحمدُ بنُ حنبلٍ: " لاَ بَأْسَ بِهِ، صَاحِبُ سُنَّةٍ، إِلاَّ أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ سُفْيَانَ أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ "، وَقَالَ ابنُ معينٍ: " إِنَّمَا غَلِطَ في حَدِيثٍ عَنْ سُفْيَانَ "، وَقَالَ البُخَاريُّ: " كَانَ قَدِ اخْتَلَطَ، لاَ يَكَادُ يَقُومُ حَدِيثُهُ، لَيْسَ لَهُ كَبِيرُ حَدِيثٍ قَائِمٍ "، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: " تَغَيَّرَ في آخِرِ عُمُرِهِ، وَكَانَ مَحَلَّهُ الصِّدْقُ "، وَقَالَ النَّسائيُّ: " لَيْسَ بِالقَوِيِّ، رَوَى غيرَ حَدِيثٍ مُنْكَرٍ، وَكَانَ قَدِ اخْتَلَطَ "، وَقَالَ الدَّارقطنيُّ: " مَتْرُوكٌ ".
قَالَ العُقيليُّ _ بَعْدَ إِيرَادِهِ لِهَذَا الحَدِيثِ في ترجمةِ رَوَّادٍ _: " وَأَمَّا حَدِيثُ سُفْيَانَ الثَّوريِّ فَبَاطِلٌ ".
وَتَابَعَ رَوَّادَ بنَ الجرَّاحِ عليهِ: الحسنُ بنُ حمَّادٍ الخُرَاسَانيُّ، أَخْرَجَهُ أبو يَعْلَى الخَلِيلِيُّ في " الإرشادِ " (2/ 471 _ 472، المنتخب) مِنْ طَرِيقِ إِبراهيمَ بنِ الهيثمِ البَلديِّ، عنِ الحسنِ بنِ حمَّادٍ الخُرَاسَانِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوريِّ، عَنْ منصورٍ، عنْ رِبْعِيٍّ، عنْ حُذيفةَ بنِ اليمانِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " لأَنْ يُرَبِّيَ أَحَدُكُمْ _ بَعْدَ المِائَتَيْنِ _ جَرْوَ كَلْبٍ؛ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُرَبِّيَ وَلَداً مِنْ صُلْبِهِ ".
¥(63/488)
أقولُ: وَهَذِهِ مُتَابَعَةٌ تَزِيدُ الحَدِيثَ ضَعْفاً إلى ضَعْفِهِ؛ فَالحسنُ بنُ حمَّادٍ الخُرَاسَانيُّ شَيْخٌ مجهولٌ، لاَ يُعْرَفُ _ كَمَا قَالَ الخَلِيلِيُّ _، وَقَالَ الذَّهبيُّ في " الميزانِ " (1/ 486): " لاَ يَكَادُ يُعْرَفُ "، وَعَقَّبَ أَبُو يَعْلَى الخَلِيلِيُّ عَلَى هَذَا الحَدِيثِ بِقَوْلِهِ: " وَهَذَا مُنْكَرٌ جِدّاً ".
خامساً: مُرْسَلُ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ _ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالى _.
أَخْرَجَهُ نُعيمُ بنُ حمَّادٍ في " الفتنِ " (2/ 694 _ رقم:1968) قَالَ: حدَّثنا يحيى بنُ سعيدٍ، عنْ فُلاَنِ بنِ حجَّاجٍ، عنْ يحيى بنِ أبي عمرٍو، عنْ جُبيرِ بنِ نُفيرٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " اخْتِلاَفُ أَصْحَابِي بَعْدِي بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، الخَمْسِ والعِشْرِينَ والمِائَةِ جُوعٌ شَدِيدٌ، وَتَقْتُلُ بَنُو أُمَيَّةَ خَلِيفَتَهَا، ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ وَمِائَةٍ يُرَبِّى أَحَدُكُمْ جَرْوَ كَلْبٍ خَيْرٌ مِنْ وَلَدٍ يُرَبِّيهِ، ... " الحَدِيثَ.
أقولُ: وَهَذَا مَعَ إِرْسَالِهِ فَهُوَ ضَعِيفٌ؛ فَإِنَّ فُلاَنَ بنَ حجَّاجٍ لاَ يُدْرَى مَنْ هُوَ.
خُلاَصةُ القولِ: هَذَا الحَدِيثُ لاَ تَصِحُّ نِسْبَتُهُ إلى رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، فَكُلُّ طُرُقِهِ ضَعِيفَةٌ، بَلْ شَدِيدةُ الضَّعْفِ، لاَ يَعْضُدُ بَعْضُهَا بَعْضاً، لِذَا قَالَ ابنُ القيِّمِ في " المَنَارِ المُنِيفِ " (ص:109): " وَمِنْهَا أَحَادِيثُ ذَمِّ الأَوْلاَدِ، كُلُّهَا كَذِبٌ، مِنْ أَوَّلِهَا إِلى آخِرِهَا، كَحَدِيثِ: لَوْ يُرَبِّي أَحَدُكُمْ _ بَعْدَ السِّتِّينَ وَمِائَةٍ _ جَرْوَ كَلْبٍ؛ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُرَبِّيَ وَلَداً ".
_ تَمَّ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالى _
كَتَبَهُ: أَبُو عُمَرَ نادرُ بنُ وَهْبِي النَّاطُورُ القَنِّيرِيُّ
_ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ _
الزَّرقاء _ الأردنُّ
الأحد: 20/شوَّال/1427 هـ
الموافق: 12/تشرين الثَّاني/2006م(63/489)
جعلتك علما فيما بيني وبين أمتي
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[24 - 03 - 09, 12:33 م]ـ
قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي جعلتك علما فيما بيني وبين أمتي فمن لم يتبعك فقد كفر
قاله ابن عساكر في تاريخ دمشق 42/ 388وذكر أن من بين الفضل والواعظ مجاهيل لا يعرفون
فمنهم المجاهيل(63/490)
تخريج رواية
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[24 - 03 - 09, 01:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل صحيح أن أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه هو أول من عمل طعام الخبيص وأهداه إلى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.
أين أجد تخريج هذه الرواية في الكتب المعتمدة،لا في كتب اللغة. بارك الله فيكم.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[24 - 03 - 09, 01:22 م]ـ
الحديث ضعيف
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=153734
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[24 - 03 - 09, 01:25 م]ـ
شكراً جزيلاً. قضى الله حوائجكم(63/491)
تخريج حديث
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[24 - 03 - 09, 01:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول نهار الجمعة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: يا عائشة هذا يوم تبعل وقران. أين أجد تخريج هذ القول في الكتب المعتمدة. بارك الله فيكم.(63/492)
ماصحة هذا الحديث ومن اخرجه؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - 03 - 09, 02:10 م]ـ
من روى الحديث ومامدى صحته؟
عن أبي هريرة رفعه " إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى فإنه لا يدري ما يعطي
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[24 - 03 - 09, 02:42 م]ـ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِذَا تَمَنِّى أَحَدُكُمْ فَلْيَنْظُرْ مَا يَتَمَنَّى فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِى مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْ أُمْنِيَّتِهِ». ضعيف [السلسلة الضعيفة:2255]
رواه الطيالسي في " مسنده " (2341)، وكذا أحمد (2/ 357 و387)، والبخاري في " الأدب المفرد " (794)، والترمذي (3605)، وحسنه، وأبو يعلى (5907)، وابن عدي (244/ 2)، وعنه البيهقي في " الشعب " (2/ 385 1)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - 03 - 09, 10:53 م]ـ
اخي الكريم ماحجة من ضعفه؟؟؟
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[24 - 03 - 09, 11:22 م]ـ
قال الألباني فى سلسلة الأحاديث الضعيفة (5/ 282):
[" إذا تمنى أحدكم، فلينظر ماذا يتمنى، فإنه لا يدري ما يكتب من أمنيته ".
ضعيف
رواه الطيالسي في " مسنده " (2341)، وكذا أحمد (2/ 357 و387)، والبخاري
في " الأدب المفرد " (794)، والترمذي (3605)، وحسنه، وأبو يعلى (
5907)، وابن عدي (244/ 2)، وعنه البيهقي في " الشعب " (2/ 385/1) عن عمر
ابن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا، وقال ابن عدي:
" وهذا الحديث لا بأس به، وعمر بن أبي سلمة متماسك الحديث، لا بأس به ".
قلت: قال الذهبي في " الضعفاء ":
" ضعفه ابن معين، وقال النسائي: ليس بالقوي ".
وفي " التقريب ":
" صدوق يخطىء ".] ا. هـ
وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف لضعف عمر بن أبي سلمة عند التفرد.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - 04 - 09, 03:25 ص]ـ
اخي الكريم
شكرا لك و بارك الله فيك
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[25 - 04 - 09, 06:50 م]ـ
إضافة:
الكامل في الضعفاء لابن عدي:
عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف مديني سمعت أحمد بن محمد الطحاوي يقول سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول سمعت الشافعي وذكر أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف فقال لم يعقب قال لنا بن سلامة قال لنا يونس وذهب على الشافعي سلمة بن أبي سلمة حدث عنه عقيل بن خالد قال لنا سلامة وذهب على يونس من ولده من هو اشهر ممن ذكر عمر بن أبي سلمة حدث عنه سعد بن إبراهيم ثنا محمد بن أحمد بن حماد حدثني صالح ثنا علي سمعت يحيى يقول كان شعبة يضعف عمر بن أبي سلمة سمعت بن حماد يقول قال السعدي عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن ليس بقوي في الحديث ثنا عبد الله بن عبد العزيز البغوي ثنا عبيد الله بن محمد العيشي ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا تمنى أحدكم فلينظر ماذا يتمنى فإنه لا يدري ما يكتب من أمنيته ثنا الحسين بن علوية القطان ثنا عبيد الله العيشي وثنا أبو شيبة داود بن إبراهيم بمصر ثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم الراشي والمرتشي زاد أبو شيبة في الحكم ثنا عبدان وعلي بن أحمد الجرجاني قالا ثنا خلف بن يوسف السمتي ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا سرق العبد فبيعوه ولو بنش والوقية أربعون والنش عشرون والنواة عشر أو خمس ثنا أبو يعلى ثنا محمد بن المنهال ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود ثنا أبو يعلى ثنا شيبان ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاث كلهن حق على المسلم عيادة المريض وشهود الجنازة وتشميت العاطس إذا حمد الله وبإسناده عن النبي صلى الله عليه و سلم إذا استجمر أحدكم فليوتر وبإسناده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا سرق العبد فبعه ولو بوقية والوقية أربعون درهما وبإسناده قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن الله زوارات القبور ثنا أبو يعلى ثنا إبراهيم بن الحجاج النيلي ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال
¥(63/493)
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه ثنا محمد بن إبراهيم السراج ثنا ليث بن حماد الصفار ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الغيال فقالوا هلا ضر فارس والروم أن يأتي الرجل امرأته وهي ترضع ثنا أبو العلاء الكوفي ثنا محمد بن الصباح حدثنا هشيم حدثني عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله
وبإسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم احفوا الشوارب واعفوا اللحى ثنا محمد بن أحمد بن أبي عوف ثنا علي بن حجر ثنا هشيم عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما جعل الإمام ليؤتم به فذكره ثنا بن صاعد ثنا يعقوب الدورقي ثنا هشيم أخبرنا عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم احفوا الشوارب واعفوا اللحى ثنا أحمد بن عيسى الوشاء ثنا الحسن بن عبد الله البالسي ثنا الهيثم بن جميل ثنا هشيم بن بشير الواسطي عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المستشار مؤتمن ولا أعلم روى هذا الحديث عن هشيم بهذا الإسناد غير الهيثم بن جميل ثنا أبو يعلى ثنا عباد بن موسى الختلي ثنا إبراهيم بن سعد أخبرني أبي عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضي دينه ثنا محمد بن منير ثنا محمد بن إسماعيل ثنا وكيع ثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا اتيم الصلاة فأتوها بالوقار والسكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ثنا عبد الرحمن بن أبي قرصافة ثنا أبي ثنا آدم قال ثنا شيبان عن منصور عن سعد بن إبراهيم عن بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم جدال بالقرآن كفر ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا نعيم بن الهيثم سنة خمس وعشرين ومايتين ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رأى الريح قد اشتدت تغير وجهه ثنا داود بن إبراهيم أبو شيبة ثنا بن أبي الشوارب ثنا أبو عوانة ثنا عمر بن أبي سلمة عن أبيه قال قلت لعائشة يا أمة كنت تغتسلين مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من اناء واحد قالت نعم ثنا داود ثنا بن أبي الشوارب ثنا أبو عوانة ثنا عمر بن أبي سلمة عن أبيه قال قلت لعائشة أكان رسول الله صلى الله عليه و سلم ينام وهو جنب قالت نعم كان يتوضأ وضوءه للصلاة ثنا محمد بن الحسين المحاربي ثنا لوين ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم الولاء لمن أعتق ولعمر بن أبي سلمة غير ما ذكرت أحاديث وهذه الأحاديث التي أمليتها عن أبي عوانة وهشيم وسعد بن إبراهيم من رواية منصور والثوري عنه كل هذه الأحاديث لا بأس بها وعمر بن أبي سلمة متماسك الحديث لا بأس به
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 02:42 م]ـ
جزاك الله خيرا يا اباجعقر الشامي وبارك فيك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 04:31 م]ـ
قال البخاري في الأدب المفرد
(حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَنْظُرْ مَا يَتَمَنَّى، فَإِنَّهُ لا يَدْرِي مَا يُعْطَى ".
قال الامام أحمد بن حنبل في مسنده.حَدَّثَنَا عَفَّان، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَة، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَنْظُرْ مَا الَّذِي يَتَمَنَّى، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا الَّذِي يُكْتَبُ لَهُ مِنْ أُمْنِيَّتِهِ ".
اسناده حسن كما قال الامام الترمذي و ابن عدي
بل صححه المحدث أحمد شاكر ( http://www.dorar.net/mhd/1377) في تحقيق مسند أحمد ( http://www.dorar.net/book/13482&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 16/ 281
رحمهم الله(63/494)
هل يقال أن هذا حديث مرفوع؟
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[24 - 03 - 09, 05:22 م]ـ
عن ابن إسحاق: عن الزهري قال: حدثت عروة بن الزبير بحديث أبي بكر بن عبد الرحمن عن أم سلمة بقصة النجاشي وقوله لعمرو بن العاص: فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي، وما أطاع الناس في فأطيع الناس فيه، فقال عروة: أتدري ما معناه؟ قلت: لا، قال: إن عائشة حدثتني أن أباه كان ملك قومه، ولم يكن له ولد إلا النجاشي، وكان للنجاشي عم، له من صلبه اثنا عشر رجلا، وكانوا أهل بيت مملكة الحبشة.
فقالت الحبشة بينها: لو أنا قتلنا أبا النجاشي، وملكنا أخاه، فإنه لا ولد له غير هذا الغلام، وإن لاخيه اثني عشرة ولدا، فتوارثوا ملكه من بعده، فبقيت الحبشة بعده دهرا.
فعدوا على أبي النجاشي، فقتلوه وملكوا أخاه.
فمكثوا على ذلك، ونشأ النجاشي مع عمه، وكان لبيبا حازما من الرجال، فغلب على أمر عمه، ونزل منه بكل منزلة، فلما رأت الحبشة مكانه منه، قالت بينها: والله إنا لنتخوف أن يملكه، ولئن ملكه علينا ليقتلنا أجمعين، لقد عرف أنا نحن قتلنا أباه.
فمشوا إلى ....
.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[24 - 03 - 09, 05:43 م]ـ
أخي الكريم، الحديث المرفوع هو ما رُفع إلى النبي صلى الله عليه و سلم. و هنا في الحديث لا ذكر للرسول عليه الصلاة و السلام ...
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[24 - 03 - 09, 05:51 م]ـ
أعرف الحديث المرفوع. وقد أخطأت في السؤال.
السؤال: هل هذا حديث. أم هو قول السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ؟
.
سبب الشك أن قد ورد فيه إخبار بغيب، فقد تكون تعلمته من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد تكون تعلمته ممن هاجر إلى الحبشة.
فماذا يقال فيه؟
وجزاكم الله خيرا على جوابكم.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[24 - 03 - 09, 08:36 م]ـ
وفقكم الله.
يظهر أنه لا يقال برفعه، وإن قيل؛ فلا يُجزَم.
فأخبار البلدان وأحوال الناس وتواريخ ولاتهم كانت تنتشر وتُتداول بين الناس -كما هو الحال اليوم-، وربما حكى بعض الصحابة ما سمع منها،
أما الرفع؛ فيحتاج شيئًا صريحًا يفيده.
ومنكم نستفيد، والله أعلم.(63/495)
طلب مساعدة
ـ[ابن الحسني]ــــــــ[25 - 03 - 09, 01:33 ص]ـ
قال الطبراني في مسند الشاميين:
حدثنا محمد بن الحسين بن قتيبة قال ثنا محمد بن خلف ثنا أبو اليمان ثنا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: لا تجادلوا بالقرآن ولاتكذبوا كتاب الله بعضه ببعض فوالله إن المؤمن ليجادل بالقرآن فيغلب وإن المنافق ليجادل بالقرآن فيغلب.
وقال الهروي في ذم الكلام:
أخبرنا أحمد بن محمد بن محمد أخبرنا محمد بن الحسين حدثنا محمد بن محمد حدثنا عثمان قال قرأت على أبي اليمان أن صفوان بن عمرو حدثه عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن رسول الله قال لا تجادلوا بالقرآن ولا تكذبوا كتاب الله بعضه ببعض فوالله إن المؤمن ليجادل به فيغلب وإن المنافق ليجادل به فيغلب.
وقال ابن بطة:
حدثنا أو هاشم عبدالغافر بن سلامة الحمصي قال حدثنا محمد بن عوف قال حدثنا أبو المغيرة قال حدجثنا صفوان بن عمرو قال عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه جبير بن نفير قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم .. نحوه.
السؤال: أيهما أصح الموصول أم المرسل؟
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[25 - 03 - 09, 10:52 ص]ـ
وقال ابن بطة:
حدثنا أو هاشم عبدالغافر بن سلامة الحمصي قال حدثنا محمد بن عوف قال حدثنا أبو المغيرة قال حدجثنا صفوان بن عمرو قال عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه جبير بن نفير قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم .. نحوه
لم أقف على هذا الاسناد، فلو أمكن الاشارة الى موضعه.
وهناك مخالفة أخرى لأبي اليمان ذكرها الشيخ الألباني - رحمه الله - في الصحيحة (3447) عند كلامه على هذا الحديث فلتنظر.
ـ[ابن الحسني]ــــــــ[25 - 03 - 09, 02:23 م]ـ
الإبانة الكبرى المجلد الثاني رقم 642(63/496)
من يدلني علي هذا الراوي
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[25 - 03 - 09, 03:24 ص]ـ
من يدلني علي هذا الراوي
حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن كلثوم، - إمام مسجد بني قشير عن الفضل الرقاشي، عن محمد بن المنكدر،عن أبي هريرة قال: كأني أنظر إلينا صادرين عن الحوض، للحساب، فيبلغ الرجل الرجل، فيقول: أشربت يا فلان؟ فيقول: لا وا عطشاه.
من كلثوم هذا؟
وما هي درجته؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[25 - 03 - 09, 04:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال الإمام يحيى بن معين:
كلثوم بن جوشن: هو قشيري، إمام مسجد بني قشير، يروي عنه حماد بن زيد، وأبو يزيد الحراني. اهـ تاريخ يحيى بن معين برواية الدوري (2/ 497)
وكلثوم بن جوشن مترجم في تهذيب الكمال، وأصوله، وفروعه.
والله أعلم.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[25 - 03 - 09, 11:59 ص]ـ
بوركتم
هل المُترجم له في التهذيب وفروعه هو المسؤول عنه0؟
فقد أعياني هذا
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[25 - 03 - 09, 02:30 م]ـ
المترجم له في تهذيب الكمال روى عن أيوب السختياني ق،وثابت البناني،وحاتم بن الحسن صاحب أنس بن مالك والحسن البصري نوداود بن أبي هند،وهشام بن سعد
وعنه:
خالد بن حيان الرقي وعبد الملك بن بهز بن حكيم وعبيد الله بن عمرو الأسدي وعمرو بن عثمان الكلابي وكثير بن هشام ق وهلال بن عمر الباهلي جد هلال بن العلاء
أما كلثوم الذي أسأل عنه روي عن الفضل الرقاشي
وعنه: حماد بن زيد
فهذا ليس هو
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[25 - 03 - 09, 05:31 م]ـ
بوركتم
هل المُترجم له في التهذيب وفروعه هو المسؤول عنه0؟
فقد أعياني هذا
وفيكم بورك.
يغلب على الظن أنه هو، ولو كان غيره لذُكِر - إن شاء الله - تمييزا في تهذيب الكمال وفروعه، كما جرت عادتهم بذلك.
المترجم له في تهذيب الكمال روى عن أيوب السختياني ق،وثابت البناني،وحاتم بن الحسن صاحب أنس بن مالك والحسن البصري نوداود بن أبي هند،وهشام بن سعد
وعنه:
خالد بن حيان الرقي وعبد الملك بن بهز بن حكيم وعبيد الله بن عمرو الأسدي وعمرو بن عثمان الكلابي وكثير بن هشام ق وهلال بن عمر الباهلي جد هلال بن العلاء
أما كلثوم الذي أسأل عنه روي عن الفضل الرقاشي
وعنه: حماد بن زيد
فهذا ليس هو
بارك الله فيكم.
كتب التراجم لا تستوعب شيوخ الراوي، وتلاميذه، ولم يشترطوا ذلك، بل ليس في مكنتهم ذلك.
قال أبو الحسن ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (5/ 347، 348):
وَلم تجر عَادَة الْمُحدثين باستيعاب رُوَاة الْمُحدث إِذا ذَكرُوهُ، وَإِنَّمَا يذكرُونَ مِنْهُم: إِمَّا من اشْتهر بِالْأَخْذِ عَنهُ، أَو من فِي رِوَايَته عَنهُ تفخيم لَهُ، أَو مَا كَانَ من ذَلِك متيسرا مُمكنا، فَلَيْسَ يَنْبَغِي لمن نظر فِي كتب الرِّجَال فَرَأى مثلا أَبَا كَبْشَة السَّلُولي روى عَنهُ حسان بن عَطِيَّة، أَن يظنّ أَنه لم يرو عَنهُ غَيره، بل قد يُوجد مِمَّن يروي عَنهُ جمَاعَة سوى من ذكر.
وَأَبُو مُحَمَّد - رَحمَه الله - إِنَّمَا يبْحَث فِي الرِّجَال الَّذين لم يعرف أَنهم ثِقَات عَن تعدد الروَاة عَن أحدهم، فَإِن وجده قد روى عَنهُ اثْنَان فَأكْثر، قبل رِوَايَته، وَقد صرح بذلك فِي هَذِه الْمَسْأَلَة، حَيْثُ قضى على أبي كَبْشَة بِمَا قضى بِهِ عَلَيْهِ ابْن حزم من أَنه مجهول، لِأَنَّهُ لم يرو عَنهُ إِلَّا وَاحِد عِنْده، وترجح فِيهِ بمَا حَكَاهُ أَبُو أَحْمد الْحَاكِم من أَنه روى عَنهُ حسان بن عَطِيَّة وممطور الحبشي، حَتَّى أَنه لَو تحقق ذَلِك قبل رِوَايَته، وَقضى بثقته.
هَذِه طَرِيقَته، وَهِي طَريقَة طَائِفَة من الْمُحدثين، فَلَمَّا لم ير أَبَا كَبْشَة مَذْكُورا فِي كتب الرِّجَال بأَكْثَرَ من راوية حسان بن عَطِيَّة عَنهُ، ظَنّه مَجْهُولا، وَظن مَعَ ذَلِك أَن الَّذِي روى عَنهُ ربيعَة بن يزِيد هُوَ غَيره، فَرَآهُ أَيْضا مَجْهُولا، وَلم يزل لَهُ هَذَا الخيال كَونه قد ذكر بأَنَّهُ روى عَن عبد الله بن عَمْرو، وثوبان، وَسَهل بن الحنظلية.
بل جوز أَن يكون هُنَاكَ رجلَانِ، كل وَاحِد مِنْهُمَا يكنى أَبَا كَبْشَة، ويروي عَن سهل بن الحنظلية، إِلَّا أَن أَحدهمَا روى عَنهُ أَبُو سَلام، وَالْآخر روى عَنهُ ربيعَة بن يزِيد.
¥(63/497)
وَيَنْبَغِي على هَذَا الْقيَاس أَن يكون هُنَالك ثَالِث، وَهُوَ الَّذِي روى عَنهُ حسان بن عَطِيَّة، وَهَذَا كُله خطأ مِمَّن ظَنّه، وَإِنَّمَا الْمُخطئ الأول فِيهِ ابْن حزم، وَتَبعهُ هُوَ، وَإِنَّمَا هُوَ رجل وَاحِد، وَهُوَ أَبُو كَبْشَة السَّلُولي، روى عَن سهل بن الحنظلية، وَعبد الله بن عَمْرو، وثوبان، وَبهَذَا ذكره ابْن أبي حَاتِم.
وروى عَنهُ حسان بن عَطِيَّة، وَأَبُو سَلام، وَرَبِيعَة بن يزِيد.
وَلَعَلَّه سيوجد غَيرهم مِمَّن روى عَنهُ. اهـ
وقال الحافظ ابن حجر في مقدمة تهذيب التهذيب (1/ 9، 10):
ثم إن الشيخ - رحمه الله - قصد استيعاب شيوخ صاحب الترجمة، واستيعاب الرواة عنه، ورتب ذلك على حروف المعجم في كل ترجمة، وحصل من ذلك على الأكثر، لكنه شيء لا سبيل إلى استيعابه، ولاحصره، وسببه انتشار الروايات، وكثرتها، وتشعبها، وسعتها، فوجد المتعنت بذلك سبيلا إلى الاستدراك على الشيخ، بما لا فائدة فيه جليلة، ولا طائلة، فإن أجل فائدة في ذلك هو في شيء واحد: وهو إذا اشتهر أن الرجل لم يرو عنه إلا واحد، فإذا ظفر المفيد له براو آخر أفاد رفع جهالة عين ذلك الرجل برواية راويين عنه، فتتبع مثل ذلك، والتنقيب عليه مهم، وأما إذا جئنا إلى مثل سفيان الثوري، وأبي داود الطيالسي، ومحمد بن إسماعيل، وأبي زرعة الرازي، ويعقوب بن سفيان، وغير هؤلاء ممن زاد عدد شيوخهم على الألف، فأردنا استيعاب ذلك تعذر علينا غاية التعذر، فإن اقتصرنا على الأكثر، والأشهر، بطل ادعاء الاستيعاب، ولا سيما إذا نظرنا إلى ما روي لنا عمن لا يدفع قوله: أن يحيى بن سعيد الأنصاري، راوي حديث الأعمال، حدث به عنه سبعمائة نفس، وهذه الحكاية ممكنة عقلا، ونقلا، لكن لو أردنا أن نتبع من روى عن يحيى بن سعيد، فضلا عمن روى هذا الحديث الخاص عنه، لما وجدنا هذا القدر، ولا ما يقاربه، فاقتصرت من شيوخ الرجل، ومن الرواة عنه - إذا كان مكثرا - على الأشهر، والأحفظ، والمعروف، فإن كانت الترجمة قصيرة لم أحذف منها شيئا في الغالب، وإن كانت متوسطة اقتصرت على ذكر الشيوخ، والرواة الذين عليهم رقم في الغالب، وإن كانت طويلة اقتصرت على من عليه رقم الشيخين، مع ذكر جماعة غيرهم، ولا أعدل من ذلك إلا لمصلحة، مثل أن يكون الرجل قد عرف من حاله أنه لا يروي إلا عن ثقة فإنني أذكر جميع شيوخه، أو أكثرهم كشعبة ومالك وغيرهما. اهـ
هذا ... والله تعالى أعلى، وأعلم.
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[25 - 03 - 09, 08:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا(63/498)
اللهم إني أسألك باسمك المخزون المكنون المبارك الطهر الطاهر
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[25 - 03 - 09, 08:58 ص]ـ
حدثنا إبراهيم ثنا محمد ثنا عبدالله بن محمد ثنا أبو إبراهيم الترجماني عن صالح المري أبي بشر قال قال لي في منامي قائل إذا أحببت أن يستجاب لك فقل اللهم إني أسألك باسمك المخزون المكنون المبارك الطهر الطاهر المطهر المقدس قال فما دعوت به في شئ إلا تعرفت الإجابة
أورده أبو نعيم في حلية الأولياء 6/ 168
نحتاج إلى بيان حال سنده من أهل العلم
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[25 - 03 - 09, 09:30 ص]ـ
هذا حديث لا يصح
وصالح المري ضعيف
قال البخاري: منكر الحديث
وقال أبو داود: لا يكتب حديثه
وروى محمد بن أبي شيبة عن ابن معين: ضعيف
ثم إن رؤيا المنام لا يُستدل بها على الأحكام
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[25 - 03 - 09, 02:16 م]ـ
وصالح المري ضعيف
قال البخاري: منكر الحديث
وقال أبو داود: لا يكتب حديثه
وروى محمد بن أبي شيبة عن ابن معين: ضعيف
إنما ضعفه في روايته فلم تكن رواية الحديث صنعته ولكن ما دخل روايته هنا؟ هو إنما يذكر رؤياه في منامه.
وقد ذكر الأثر ابن أبي الدنيا في المنامات 1/ 79، قال: نا إسماعيل بن إبراهيم بن بسام (وهو أبو إبراهيم الترجماني: صدوق)، سمعت صالحا المري، قال: " قال لي قائل في منامي: ألا أعلمك اسم الله الكبير الذي إذا دعي به استجاب , قال: قلت: بلى , قال: إذا دعوت فقل اللهم إني أسألك باسمك المخزون المكنون إنك الطهر الطاهر المطهر المقدس". أهـ
ثم إن رؤيا المنام لا يُستدل بها على الأحكام
هذا الذي لا ريب فيه.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[17 - 10 - 09, 08:47 ص]ـ
حسن عبد الله
جزاك الله خيرا(63/499)
أريد تخريج حديث ما تشاء من أمر يكون
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[25 - 03 - 09, 09:01 ص]ـ
29320 - حدثنا بن فضيل عن ليث عن خالد بن سعيد بن المسيب قال سعيد دخلت المسجد وأنا أرى أني قد أصبحت وإذا علي ليل طويل فإذا ليس فيه احد غيري فقمت فسمعت حركة خلفي ففزعت فقال أيها الممتلئ قلبه فرقا لا تفرق ولا تفزع وقل اللهم إنك مليك مقتدر ما تشاء من أمر يكون ثم سل ما بدا لك قال سعيد فما سألت الله شيئا إلا أستجاب لي
مصنف ابن أبي شيبة 6/ 40
هل هذا الأثر صحيح
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[25 - 03 - 09, 11:48 ص]ـ
الأثر ذكره ابن فضيل في كتاب الدعاء (71) وقال عن خالد عن سعيد بن المسيب.
وفي حلية الاولياء 2/ 169 قال أبو نعيم:
حدثنا محمد بن عبدالله الكاتب قال ثنا الحسن بن علي الطوسي قال ثنا محمد بن عبد الكريم قال ثنا الهيثم بن علي قال ثنا يحيى بن سعيد بن المسيب قال سعيد: دخلت المسجد ليلة أضحيان قال وأظن أني قد أصبحت فإذا الليل على حاله فقمت أصلي فجلست أدعو فإذا هاتف يهتف من خلفي يا عبد الله قل قلت ما أقول قال قل اللهم إني أسألك بأنك مالك الملك وأنك على كل شيء قدير وما تشأ من أمر يكن قال سعيد فما دعوت بها قط بشيء إلا رأيت نجحه. أهـ
قلت: ليث هو ابن أبي سليم ضعف لاختلاطه ولم أجد من ترجم لخالد أو يحيى بن سعيد بن المسيب فالله أعلم
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[29 - 03 - 09, 12:39 م]ـ
حسن عبدالله جزاك ربي الجنة وأماتك على السنة
هل يعد خالد أبنا لسعيد ابن المسيب
بحثت في ترجمته فما وجدت شي
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[30 - 03 - 09, 12:55 م]ـ
وجزاك الله الخير كله
نعم هكذا ذكره ابن أبي شيبة منسوباً لسعيد بن المسيب من طريق ابن فضيل ولكن ابن فضيل نفسه أهمله في كتابه.
وكما قلت سابقاً قد بحثت له على ترجمة ولم أجد.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[03 - 10 - 09, 08:43 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك(63/500)
هل حديث ''الزَّيْتَ'' صحيح؟
ـ[أبو إسماعيل محمد]ــــــــ[25 - 03 - 09, 03:06 م]ـ
هل حديث صحيح؟
ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه يخرج من شجرة مباركة
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[25 - 03 - 09, 04:27 م]ـ
صححه العلامة الألباني رحمة الله عليه. بلفظ {ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة}
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[25 - 03 - 09, 08:57 م]ـ
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى، أمابعد:
هذا الحديث رواه الترمذي في الجامع (1851) والعلل الكبير له (357) و الشمائل له (158) وان ماجة (3319) والحاكم (7142 & 7242) و عبد الرزاق (19568) وعنه عبد بن حميد (13) والطبراني في الأوسط (11252) و البزار (276) و البيهقي في الشعب (5939) و الآداب له (425) و الطحاوي في المشكل (3802 & 3803) و ابن أبي حاتم في العلل (1520) و الخطيب في الكفاية (1278) و الضياء المقدسي في المختارة (1/ 35) كلهم من حديث زيد بن أسم عن أبيه عن عمر مرفوعا [[أو]] عن زيد بن أسلم عن أبيه مرفوعا (مرسلا).
وقال أبوعيسى: ((هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الرزاق عن معمر وكان عبد الرزاق يضطرب في رواية هذا الحديث فربما ذكر فيه عن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم وربما رواه عن الشك فقال أحبه عن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم وربما قال عن زيد بن أسلم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم مرسلا حدثنا أبو داود سلميان بن معبد حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم نحوه ولم يذكر فيه عن عمر))
قال أبوعيسى: سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هو حديث مرسل قلت له: رواه أحد عن زيد بن أسلم غير معمر؟ قال: لا أعلمه العلل الكبير (357)
قال أبو داود: "سألت أحمد عن حديث عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة"؟ فقال: هذا حدثنا به عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، ليس فيه عمر" (مسائل الإمام أحمد ـ برواية أبي داود 392)
قال ابن معين (ليس هو بشئ، إنما هو عن زيد مرسلا) تاريخ ابن معيد برواية الدوري (595)
وصححه الحاكم على شرط الشيخين و كذا الذهبي
و قال البزار في مسنده المعلل: ((وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، ولا رواه عن زيد إلا معمر، وزياد بن سعد ورواه غير واحد عن عبد الرزاق عن معمر، عن زيد، عن أبيه، ولا أعلمه إلا عن عمر، ورواه غير واحد بلا شك، وهذا الكلام قد روي عن أبي أسيد، وعن أبي هريرة، وإسنادهما فغير ثابت))
و قال أبو حاتم الرازي: ((عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر عن النبي كلوا الزيت وائتدموا به حدث مرة عن زيد بن أسلم عن أبيه أن النبي هكذا رواه دهرا ثم قال بعد زيد بن اسلم عن أبيه أحسبه عن عمر عن النبي ثم لم يمت حتى جعله عن زيد بن اسلم عن أبيه عن عمر عن النبي بلا شك)) علل ابن أبي حاتم (1520)
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 507):إسناده مضطرب فيه لا يصح
وروي من حديث أبي أَسيد الساعدي (بالفتح وليس بالضم - كذا قال ابن عبد البر و الدارقطني) ولكن فيه عطاء الشامي وفيه جهالة.
وروي من حديث عائشة رضي الله عنها كما في مسند الحارث (533) (زوائد اليثمي) وفيه محمد بن عمر الواقد وهو متروك
والله أعلم
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[26 - 03 - 09, 10:37 ص]ـ
وروي عن أبي هريرة كما عند ابن ماجه (3320) بلفظ: (كلوا الزيت وادهنوا به فإنه مبارك) وفي إسناده عبد الله بن سعيد المقبري وهو متروك.
والله أعلم
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[06 - 07 - 09, 06:18 م]ـ
وروي من حديث أبي أَسيد الساعدي (بالفتح وليس بالضم - كذا قال ابن عبد البر و الدارقطني) ولكن فيه عطاء الشامي وفيه جهالة.
والله أعلم
علل ابن المديني (1/ 68):
عطاء الشامي هو عندي عطاء بن يزيد لأنه كان يسكن الرملة وكان عطاء ثقة
روى عنه الناس وسهيل بن أبي صالح وأبو عبيد صاحب سليمان بن عبدالملك وروى عنه هلال بن ميمون الرملي
وقد لقي عطاء بن يزيد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لقي أبا أيوب وأبا هريرة وابا سعيد الخدري وتميما الداري وأبا شريح الخزاعي ولا ننكر أن يكون سمع من أبي أسيد
قال الامام أحمد في المسند: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن عيسى، قال: حدثني عطاء، رجل كان يكون بالساحل عن أبي أسيد أو أبي أسيد بن ثابت - شك سفيان - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كلوا الزيت، وادهنوا بالزيت، فإنه من شجرة مباركة
فهذا الاسناد رجاله ثقات وظاهره الصحة
ولكن قال البخاري في التاريخ الكبير:
((3011 - عطاء الشامي عن أبي أسيد بن ثابت روى عنه عبد الله بن عيسى في الزيت لم يقم حديثه قاله سفيان محمد بن منصور حدثنا أحوص حدثنا عمار عن بن عيسى عن عطاء الأنصاري عن أبي أسيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم))
و الله أعلم(64/1)
حال أم شبيب
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[25 - 03 - 09, 05:27 م]ـ
كنت قد وجدت أحد الاخوة يسأل عن حال أم شبيب التي تروي عن عائشة ويسأل عمن وثقها.
فأقول قال يحيى بن معين كما في رسالة " من كلام يحيى بن معين في الرجال " رواية أبي خالد الدقاق يزيد بن الهيثم بن طهمان البادي ص 105 رقم 332: " أم شبيب ثقة. روى عنها حماد بن سلمة، وسلام بن أبي مطيع ". اهـ
وبارك الله فيكم.(64/2)
حكمان مختلفان للشيخ الألباني في حديث، فأيهما أرجح؟
ـ[مؤمن محمد ناصر الدين]ــــــــ[25 - 03 - 09, 11:25 م]ـ
67137 - لم يكن شيء أحب إلى رسول الله بعد النساء من الخيل
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الترغيب - الصفحة أو الرقم: 803
خلاصة الدرجة: ضعيف
105284 - عن أنس، قال: لم يكن شيء أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - بعد النساء - من الخيل.
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 3813
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
31398 - لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد النساء من الخيل
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف النسائي - الصفحة أو الرقم: 3951
خلاصة الدرجة: ضعيف
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[26 - 03 - 09, 02:34 ص]ـ
ارجع الى السلسلة الصحيحة لعلك تجد الجواب مفصلا , فهذه كانت عادة الشيخ رحمه الله ربما ضعف حديث من طريق وصحح نفس الحديث من طريق آخر.
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[26 - 03 - 09, 01:46 م]ـ
أخي الحبيب مؤمن محمد أظن ليس هناك حكمان مختلفان للشيخ الالباني فالحديث عنده ضعيف كما بينه في حاشية ضعيف الترغيب.
وأما ما في المشكاة فقد ذكر الشيخ -رحمه الله - الحديث في المجلد [2/ 1141 / رقم 3890] ولم يعلق عليه بشيء.
وأما المصدر الذي عزوت إليه في المشكاة فأما الصفحة فلا أظن أنها رقم الصفحة بالنسبة للطبعة التي معي وهي طبعة المكتب الاسلامي.
واما بالنسبة للرقم فهذا الرقم 3813 يشير إلى حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه؛ مات على شعبة من نفاق ". رواه مسلم. اهـ
فأرجو أخي العزيز أن تراجع النظر في مصادرك من أجل التأكد.
وفقك الله لكل خير.
ـ[أبوعبدالله السوري]ــــــــ[26 - 03 - 09, 01:55 م]ـ
للعلم فقط -
حسب ماأعرفة فلا يوجد الا طبعة واحدة لمشكاة المصابيح وهي طبعة المكتب الإسلامي-للشيخ زهير شاويش.
ـ[مؤمن محمد ناصر الدين]ــــــــ[26 - 03 - 09, 09:35 م]ـ
فأرجو أخي العزيز أن تراجع النظر في مصادرك من أجل التأكد.
وفقك الله لكل خير.
بارك الله فيك -أخي الحبيب- أبا اليمان ..
إنما كان مصدري -نسخا ونقلا- من الدرر السنية، من غيرما تصرف!.
ـ[سليمان أحمد]ــــــــ[26 - 03 - 09, 09:48 م]ـ
سألنا تلاميذ الألباني فقالوا إذا تعارض حكم الإمام في المشكاة والترغيب يؤخذ بحكمه في الترغيب لأن الترغيب من آخر أعمال الإمام
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[26 - 03 - 09, 11:30 م]ـ
بارك الله فيك -أخي الحبيب- أبا اليمان ..
إنما كان مصدري -نسخا ونقلا- من الدرر السنية، من غيرما تصرف!.
الحمد لله رب العاملين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
لا يحسن بك أخي الحبيب:" مؤمن ناصر الدين "0أن تنسخ وتنقل قبل التأكد من صحة المعلومة، ولعلَّ مسألة توثيق المعلومة من مصادرها الأصلية هي أم سمات المنهج العلمي عند أهل السنة والجماعة00لذلك أنصح نفسي أولاً ثم كل من يقرأ كلامي هذا بأن يلتزم بهذا المنهج العلمي الرصين0
فالأمر كما قال الأخ الفاضل:" أبو اليمان الأثري "0فإنَّ الإمام الألباني رحمه الله تعالى لم يحكم على الحديث وإنَّما قال عنه بالحرف:" لم تتم دراسته "0
و أجو عندما تعتمد على خاصية البحث الموجودة في بعض المواقع كالدرر السنية أو غيرها أن تتأكد من صحة النقل بأن ترجع إلى المصدر الأصلي لهذه المعلومة00والله الهادي سبيل الرشاد
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[27 - 03 - 09, 05:32 م]ـ
بارك الله فيكم.
صححه الشيخ - رحمة الله عليه - في التحقيق الثاني للمشكاة، المطبوع مع "هداية الرواة إلى تخريج أحاديث المصابيح والمشكاة"، للحافظ ابن حجر.
هو فيه برقم (3813)، كما في سؤال الأخ/ مؤمن محمد ناصر الدين.
http://wadod.org/uber/uploads/4_37.JPG
ـ[مؤمن محمد ناصر الدين]ــــــــ[27 - 03 - 09, 08:28 م]ـ
الحمد لله رب العاملين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
¥(64/3)
لا يحسن بك أخي الحبيب:" مؤمن ناصر الدين "0أن تنسخ وتنقل قبل التأكد من صحة المعلومة، ولعلَّ مسألة توثيق المعلومة من مصادرها الأصلية هي أم سمات المنهج العلمي عند أهل السنة والجماعة00لذلك أنصح نفسي أولاً ثم كل من يقرأ كلامي هذا بأن يلتزم بهذا المنهج العلمي الرصين0
لو فُرض هذا على جميعنا، لما صار للدرر حاجة، بل إن ما فعلته صحيح ..
والدرر مرجع موثوق، إلا أن يكون عند أحدنا زيادة علم، فينفع بها.
ولو كان عند الجميع ملكة التوثيق من (المصادر)، لما رجعنا للدرر أصلا.
فأرى أخي الحبيب -غفر الله لي ولك- أن النصيحة في غير محلها.
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[27 - 03 - 09, 09:24 م]ـ
لو فُرض هذا على جميعنا، لما صار للدرر حاجة، بل إن ما فعلته صحيح ..
والدرر مرجع موثوق، إلا أن يكون عند أحدنا زيادة علم، فينفع بها.
ولو كان عند الجميع ملكة التوثيق من (المصادر)، لما رجعنا للدرر أصلا.
فأرى أخي الحبيب -غفر الله لي ولك- أن النصيحة في غير محلها.
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
شكر الله للأخ الفاضل:" إبراهيم الابيار " على هذا التوضيح، و حبذا لو ذكر مصدر هذه الطبعة وهل هي من مطبعات المكتب الإسلامي أيضاً
وأمَّا بالنسبة للأخ الفاضل:" مؤمن ناصر الدين "، فأقول له:
نعم أخي الحبيب، بل النصحية في محلها، وذلك لأني قررتُ قاعدة عامة للتعامل مع مثل هذه المنتديات - وإن كنتُ أظن الخير كل الخير بمنتدى الدرر السنية وغيره من المنتديات - إلاَّ أنَّ هذا لا يكفي في موضوع التوثيق بل من الأفضل الرجوع إلى المصدر الأصلي لهذه المعلومة، أوتلك
ولهذا - وإن أخطأتُ في كلامي السابق في هذه الجزئية - أصر على ضرورة الرجوع إلى المصدر الأصلي لما يزودنا به هذا الموقع أو ذاك، ولي تجربة واقعية مع ما يشبه موقع:" الدرر السنية "وهي المكتبة الشاملة الإصدار الثاني، فقد كنتُ أعتمد عليها في العزو والبحث دون الرجوع إلى الكتب المطبوعة أو المصورة - وهي كثيرة على النت ولله الحمد - فوقعتُ في أخطاء فاحشة لا تليق بطالب العلم، ولولا أنَّ أحد الأفاضل من الشيوخ - وقد راسلته بقصد الاستدراك عليه في مسألة اعتقدتُ بأنَّه قد أخطأ فيها - فأجابني في رسالة كلها أدب وعلم، فقال بالحرف:" ربما اعتمدتَ على نسخة مشوهة من السنن الكبرى للنسائي، أرجع إلى طبعة مؤسسة الرسالة فأنَّها أفضل طبعة للسنن الكبرى " وبالفعل كان الأمر كما قال هذا الشيخ الفاضل، وبعد ذلك وقفتُ على أخطاء علمية فادحة في المكتبة الشاملة، لم أنتبه إليها لولا هذا الشيخ الفاضل، لذلك أنصحك أخي وأنصح نفسي بعدم التسليم لما في مثل هذه المواقع والمنتديات إلا بعد الرجوع إلى المصدر الأصلي
وأمَّا قولك - أخي الحبيب - " ولو كان عند الجميع ملكة التوثيق من (المصادر)، لما رجعنا للدرر أصلا."
نعم أخي ليست عند الجميع هذه الملكة، لكن لا يصح البحث السرعي إلاَّ بها، ومما لا شك فيه بأنَّ هذه الملكة تأتي مع الممارسة والبحث المستمر، وهي على كل الأحوال ليست بهذه الصعوبة التي تتصورها، فأنا لا أطلب منك أن تدرس الأسانيد وتجمع طرقها، وتحكم عليها، وإنَّما كل ما أطلبه منك ومن نفسي قبلك الرجوع - عندما نريد النقل - إلى المصدر الأصلي، ولا أكتفي بالنقل عن مصدر - مهما بلغ من التوثيق - هو بالأصل ناقل لهذه المعلومة
أخي الحبيب:" مؤمن "اعتذر منك أشد الاعتذار إن كان في كلامي ما قد ازعجك، والله ما قصدتُ إلاَّ النصح لك، فنحن طلاب علم، لا نبالي إن ظهر الحق على لسانك أو لساني أو لسان غيرنا، و أنا - وإن كنتُ قد أخطأتُ في هذه الواقعة - إلأاَّ أنَّي اعتقد أنَّي لم أخطأ في أصل النصحية، والحَكَمُ - أخي الحبيب - بيني وبينك أعضاء هذا المنتدى الطيب المبارك
ملاحظة أخيرة: أرجوا أن لا يفهم أحدٌ من قولي هذا بأني أشكك في الدرر السنية، أو المكتبة الشاملة، وإنَّما قصدي هو عدم الركون إليها مطلقاً دون الرجوع إلى المصدر الأصلي لهذه المعلومة أو تلك
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[27 - 03 - 09, 10:32 م]ـ
و حبذا لو ذكر مصدر هذه الطبعة وهل هي من مطبعات المكتب الإسلامي أيضاً. بارك الله فيكم.
http://wadod.org/uber/uploads/Hidayat_Rowat.JPG
وهو مرفوع هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=976332&postcount=3
تنبيه:
فإنَّ الإمام الألباني رحمه الله تعالى لم يحكم على الحديث وإنَّما قال عنه بالحرف:" لم تتم دراسته "
هذا ليس من مقول الشيخ الألباني - رحمة الله عليه -؛ بل من مقول مُدْخِل الكتاب إلكترونيا، أما الشيخ فلم يعلق بشيء في التحقيق الأول للمشكاة.
ـ[سليمان أحمد]ــــــــ[27 - 03 - 09, 11:24 م]ـ
قلت الحديث ضعيف وقد فصل الإمام وجه تضعيفه في ضعيف الترغيب والترهيب وهو آخر كتب الإمام وأما في هداية الرواة فذكر التصحيح جرياً على ظاهر الإسناد ولا شك أن التفصيل مقدم على الاطلاق فضلا كما قلت بأني سألت الشيخ عصام موسى هادي وهو ناسخ الشيخ فقال بأن حكم الشيخ في الترغيب مقدم على المشكاة
¥(64/4)
ـ[مؤمن محمد ناصر الدين]ــــــــ[01 - 04 - 09, 11:14 ص]ـ
أخي الحبيب:" مؤمن "اعتذر منك أشد الاعتذار إن كان في كلامي ما قد ازعجك، والله ما قصدتُ إلاَّ النصح لك، فنحن طلاب علم، لا نبالي إن ظهر الحق على لسانك أو لساني أو لسان غيرنا، أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
أخانا الحبيب السوري ..
ما دمنا بهذه المودّة، فالمؤمنون بخير.
ومن اجتمع له صدق المقولة وحسن الطوية، فقد اجتمع له طرفاها.
غفر الله لي ولك، ونفعنا بكل نصيحة وناصح.
مؤمن محمد ناصر الدين
من خليل الرحمن - فلسطين
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[01 - 04 - 09, 12:54 م]ـ
أخانا الحبيب السوري ..
ما دمنا بهذه المودّة، فالمؤمنون بخير.
ومن اجتمع له صدق المقولة وحسن الطوية، فقد اجتمع له طرفاها.
غفر الله لي ولك، ونفعنا بكل نصيحة وناصح.
مؤمن محمد ناصر الدين
من خليل الرحمن - فلسطين
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
جزاك الله خير الجزاء00ونفعنا الله بكم أخي00وحرر الله أرضنا أرض الإسلام فلسطين الحبيبة من دنس اليهود00اللهم آمين00آمين00آمين(64/5)
أين أجد تخرج هذا الحديث؟!
ـ[العجيل]ــــــــ[25 - 03 - 09, 11:51 م]ـ
((مسجدي ولو زيد فيه إلى عدن)).
وما هي درجته؟
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[26 - 03 - 09, 09:15 ص]ـ
اخى الكريم انظر هذا الرابط
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=320
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[26 - 03 - 09, 11:09 ص]ـ
ابن رجب في الفتح:
((قال الأثرم: قلت لأبي عبد الله: الصف الأول في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي صف
هو، فإني رأيتهم يتوخون دون المنبر، ويدعون الصف الأول؟ قال: ما أدري. قلت لأبي عبد الله: فما زيد في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهو عندك منه؟ فقال: وما عندي، إنما هم أعلم بهذا - يعني: أهل المدينة.
وقد روى عمر بن شبة في كتاب ((أخبار المدينة)) بإسناد فيه نظر، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((لو بني هذا المسجد إلى صنعاء لكان مسجدي)).))(64/6)
هل من مجيب؟ كتاب غرائب شعبة لابن منده، هل يعرف أحد عنه شيء؟
ـ[الزيادي]ــــــــ[26 - 03 - 09, 02:08 م]ـ
كتاب غرائب شعبة لابن منده، هل يعرف أحد عنه شيء؟ وكتاب ابن العراقي شرح حديث صيام الست من شوال أيضا؟
ـ[الزيادي]ــــــــ[28 - 03 - 09, 01:40 ص]ـ
هل من مجيب؟(64/7)
من هو أبو جعفر محمد بن داود البصروي
ـ[ابن الحسني]ــــــــ[26 - 03 - 09, 02:41 م]ـ
من يفيدني بترجمة له فقد أعياني البحث عنه.
ـ[حسن بن الشيخ علي وَرْسمه]ــــــــ[26 - 03 - 09, 03:19 م]ـ
أخي الحبيب لو ذكرت السند أو مكان ورود الراوي في الكتب، لسهل البحث، فقد وجدت مجموعة من الرواة يسمي بمحمد بن داود وكنيتهم أبو جعفر، ولكن اختلفت النسبة.
ـ[ابن الحسني]ــــــــ[26 - 03 - 09, 05:54 م]ـ
في كتاب الإبانة لابن بطة تكرر هذا السند: حدثني أبو صالح قال حدثنا محمد بن داود أبو جعفر البصروي قال حدثنا أبو الحارث:
أو
حدثنا أبو حفص عمر بن محمد قال حدثنا محمد بن داود أبو جعفر قال حدثنا أبو بكر المروذي(64/8)
الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[26 - 03 - 09, 08:11 م]ـ
وسئل علي رضي الله عن التقوى فقال: الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل
هل ثبت مسندا لعلي رضي الله عنه
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[11 - 04 - 09, 08:35 ص]ـ
هل من مجيب ومساعد في هذا
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[13 - 04 - 09, 01:27 ص]ـ
وجدت إحالة في بعض كتب الشاملة إلى هذين الكتابين!! ولا أدري أتنفع أم لا؟؟
1 - فرائد الكلام، ص (334).
2 - كتاب التقوى في القرآن.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[25 - 04 - 09, 06:17 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي
وقال بعض المشايخ وقف علي على منبر الكوفة، فسُئل عن التقوى.
قال: هي الخوف من الجليل سبحانه وتعالى، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل
لكن أريدها مسندة لعلي رضي الله عنه أومن السلف
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[28 - 04 - 09, 12:35 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108825
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70068
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[03 - 10 - 09, 08:41 م]ـ
حسن عبدالله
جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك(64/9)
أقدم قدماً وأؤخر أخرى مخافة أن تصيبني شوكه
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[26 - 03 - 09, 08:22 م]ـ
سأل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أبيّ ابن كعب فقال له: ما التقوى؟ فقال أبيّ: يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقاً فيه شوك؟! فقال: نعم، قال: فماذا فعلت؟ قال عمر: أُشمّر عن ساقي و أنظر الى مواضع قدماي و أقدم قدماً وأؤخر أخرى مخافة أن تصيبني شوكه، فقال أبيّ ابن كعب: تلك هي التقوى ".
هل صح عن عمر رضي الله عنه
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[28 - 03 - 09, 01:14 م]ـ
لم أره عن عمر
ولذا قال الحافظ ابن كثير في تفسيره
((وقد قيل: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، سأل أبيّ بن كعب 00 فذكره))
ولعله لم يطّلع على سنده
وكذا لم يذكره السيوطي في الدُّر
وإنما جاء عن أبي هريرة
رواه البيهقي في الزهد الكبير (973) من طريق عن هشام بن زياد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه قال: قال رجل لأبي هريرة: ما التقوى؟ قال: «أخذت طريقا ذا شوك؟ قال: نعم قال: فكيف صنعت؟ قال: إذا رأيت الشوك عدلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه قال: ذاك التقوى»
وعزاه في السيوطي لابن أبي الدنيا
والله أعلم وأحكم
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[02 - 04 - 09, 03:37 م]ـ
لم أره عن عمر
ولذا قال الحافظ ابن كثير في تفسيره
((وقد قيل: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، سأل أبيّ بن كعب 00 فذكره))
ولعله لم يطّلع على سنده
وكذا لم يذكره السيوطي في الدُّر
وإنما جاء عن أبي هريرة
رواه البيهقي في الزهد الكبير (973) من طريق عن هشام بن زياد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه قال: قال رجل لأبي هريرة: ما التقوى؟ قال: «أخذت طريقا ذا شوك؟ قال: نعم قال: فكيف صنعت؟ قال: إذا رأيت الشوك عدلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه قال: ذاك التقوى»
وعزاه في السيوطي لابن أبي الدنيا
والله أعلم وأحكم
جزاك الله خير أخي الكريم لكن ما حال السند الذي ذكرته بارك الله فيك
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[03 - 04 - 09, 12:37 ص]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم لكن ما حال السند الذي ذكرته بارك الله فيك
إسناده ضعيف جدا
هشام بن زياد بن أبي يزيد القرشي أبو المقدام
متروك الحديث
قال ابن طاهر كما نقله الزيلعي في نصب الراية
((مِمَّنْ أُجْمِعَ عَلَى ضَعْفِهِ، وَتَرْكِ حَدِيثِهِ))
قال في التقريب
((هشام بن زياد بن أبي يزيد وهو هشام بن أبي هشام أبو المقدام ويقال له أيضا هشام بن أبي الوليد المدني متروك))
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[17 - 10 - 09, 08:45 ص]ـ
ابو العز النجدي
جزاك الله خيرا(64/10)
ما صحة حديث ارفع رأسك فقد غفر الله لك
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[26 - 03 - 09, 08:44 م]ـ
وروى الحافظ النسفي باسناده عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال مر رسول الله برجل ساجد وهو يقول في سجوده اللهم إني استغفرك وأتوب إليك من مظالم كثير لعبادك قبلي فأيما عبد من عبادك أو أمة من إمائك كانت له قبلي مظلمة ظلمتها إياه في مال أو بدن أو عرض علمتها أو لم أستطع أن أتحللها فأسألك أن ترضيه عني بما شئت وكيف شئت ثم تهبها لي من لدنك إنك واسع المغفرة ولديك الخير كله يارب ما تصنع بعذابي ورحمتك وسعت كل شيء فلتسعني رحمتك فإني لا شيء وأسألك يارب أن تكرمني برحمتك ولا تهني بذنوبي وما عليك أن تعطيني الذي سألتك يارب يا الله فقال رسول الله ارفع رأسك فقد غفر الله لك إن هذا دعاء أخي شعيب عليه السلام
ما صحته بارك الله فيكم
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[18 - 01 - 10, 06:09 م]ـ
هل من مجيب بارك الله في الجميع
ـ[ابو روان]ــــــــ[18 - 02 - 10, 10:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قرأت هذا الدعاء في أحد الكتب، والذي أخبر بأنه دعاء مأثور، ولا أدري ما مدى صحته، يقول الدعاء: (اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك من مظالم كثيرة لعبادك قِبَلي، فأيما عبد من عبادك أو أَمَة من إمائك كانت له قبلي مظلمة ظلمتُها إياه من مال أو بدن أو عرض، علِمتُها أو لم أعلمها، ولم أستطع أن أتحللها، فأسألك أن ترضى عني بما شئت وكيف شئت، ثم تهبها لي من لدنك، إنك واسع المغفرة ولديك الخير كله يا رب). فما مدى صحة هذا الحديث؟ وهل يجوز الدعاء به؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
بسم لله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالجواب: لم أقف على هذا الحديث بهذا اللفظ، وهناك حديثان لفظهما قريب من لفظ هذا الحديث، أحدهما: ضعيف - وهو الأقرب لفظاً – والثاني: صحيح.
أما الحديث الضعيف فهو ما أخرجه ابن الجوزي في (العلل المتناهية 2/ 845) بسنده عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: "كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ دخل غلام فدعا بهذه الدعوات، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: لقد دعوت بدعوات ما دعا بهن أحد إلا استجيب له، وهو أن يقول: إني استغفرت وأسألك التوبة من مظالم كثيرة لعبادك قبلي، اللهم إنا خلق من خلقك، فمن كانت له قبلي مظلمة ظلمتها إياه في ماله، أو بدنه، أو عرضه، أو دمه، قد غاب، أو مات، نسيت أو حفظت عمدًا أو خطأ، قديماً أو حديثاً لا أستطيع أداءها إليه .. "، وقال ابن الجوزي عقب هذا الحديث: (فذكر
حديثاً طويلاً. وهذا الحديث ليس بصحيح).
وأما الحديث الصحيح فهو ما جاء عن أبي هريرة وجابر بن عبد الله – رضي الله عنهم- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " اللهم إني أتخذ عندك عهدا لن تخلفنيه، فإنما أنا بشر، فأي المؤمنين آذيته شتمته لعنته جلدته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة ". أخرجه مسلم ح (2601).
وعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: (قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أو ما علمت ما شارطت عليه ربي؟ قلت: اللهم إنما أنا بشر، فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة"). أخرجه مسلم (2600).
عن سلمان- رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطب، فقال: "أيما رجل من أمتي سببته سبة أو لعنته لعنة في غضبي؛ فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون وإنما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة ". أخرجه أبو داود
(4659).
وعن عائشة-رضي الله عنها- قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه، يدعو حتى إني لأسأم له مما يرفعهما يدعو: اللهم فإنما أنا بشر، فلا تعذبني بشتم رجل شتمته أو آذيته". أخرجه أحمد (6/ 225). وفي سنده ضعف. والله –تعالى- أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
http://www.islamtoday.net/fatawa/quesshow-60-45874.htm(64/11)
دعاء للدنيا والآخرة
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[26 - 03 - 09, 09:44 م]ـ
قال محمد بن حسان قال لي معروف الكرخي رحمه الله ألا أعلمك عشر كلمات خمس للدنيا وخمس للآخرة من دعا الله عز وجل بهن وجد الله تعالى عندهن قلت اكتبها لي قال لا ولكن أرددها عليك كما رددها علي بكر بن خنيس رحمه الله حسبي الله لديني حسبي الله لدنياي حسبي الله الكريم لما أهمني حسبي الله الحليم القوي لمن بغى علي حسبي الله الشديد لمن كادني بسوء حسبي الله الرحيم عند الموت حسبي الله الرؤوف عند المسألة في القبر حسبي الله الكريم عند الحساب حسبي الله اللطيف عند الميزان حسبي الله القدير عند الصراط حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم وقد روي عن أبي الدرداء أنه قال من قال في كل يوم سبع مرات فإن تولوا فقل حسبى الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم كفاه الله عز وجل ما أهمه من أمر آخرته صادقا كان أو كاذبا دعاء عتبة الغلام
هل ثبت عنه ذلك(64/12)
ما مدى صحة هذا الحديث
ـ[د. مراد السرحان]ــــــــ[27 - 03 - 09, 03:13 م]ـ
(من سدّ فرجةً رفعه الله بها درجة وبنى له بيتا في الجنة)
سمعت هذا الحديث من بعض إخواننا، ونسب القول بصحته للشيخ الألباني رحمه الله
ما مدى قوة هذا الحديث
وإن صححه الشيخ الألباني رحمه الله فمن وافقه من أهل العلم على ذلك
بارك الله فيكم
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[27 - 03 - 09, 07:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم صححه الشيخ الألباني
وهو مروي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: (من سد فرجة رفعه الله بها درجة، و بنى له بيتا في الجنة).
انظر صحيح الترغيب والترهيب للألباني رقم: 505 وقال: صحيح لغيره
ـ[د. مراد السرحان]ــــــــ[27 - 03 - 09, 07:47 م]ـ
جزاك الله خيرا
هل قال أحد بصحة الحديث غير الشيخ ناصر رحمه الله
المشكلة وللأسف الشديد أن الشيخ الألباني لا يعول على تصحيحه
وخاصة في الرسائل العلمية (الدراسات العليا) وذلك بحجة مخالفته في التصحيح والتضعيف لكثير من أهل العلم وتساهله في الأخذ بزيادة الثقة التي قد تكون شذوذا
أعلم أن هذا تعصبا مذموما
لكن يا حبذا لو وجد من يعضد كلام الشيخ رحمه الله زيادة في الحجة
ـ[حسين الفرضى]ــــــــ[27 - 03 - 09, 07:58 م]ـ
لعل هذا التعصب الشنيع في بعض البلدان و الأقطار فقط، وإلاّ فالشيخ الألباني علم وجهبذ يرجع إليه في الرسائل الجامعية وغيرها من البحوث العلمية.
ـ[د. مراد السرحان]ــــــــ[27 - 03 - 09, 08:09 م]ـ
لعل هذا التعصب الشنيع في بعض البلدان و الأقطار فقط، وإلاّ فالشيخ الألباني علم وجهبذ يرجع إليه في الرسائل الجامعية وغيرها من البحوث العلمية.
نعم هذا ما أقصده(64/13)
بيان علل حديث خلق التربة
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[27 - 03 - 09, 06:34 م]ـ
البيّنات
بما في حديث خلق التربة مِن آفات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، ونصلّي ونسلّم على المبعوث رحمة للعاملين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطاهرين ..
.. وبعد،،
فقد قرأتُ عدداً من المواضيع المتعلقة بحديث خلق التربة في هذا الملتقى العامر، واطلعتُ على أقوال الأساتذة بارك الله فيهم ما بين مدافعٍ عن صحة الحديث وما بين طاعن في صحته، ولِكُلٍّ سَلَفٌ في ما ذهب إليه.
فقد أعلّ ابن المديني هذا الحديث باحتمال أخذ إسماعيل بن أمية عن إبراهيم بن أبي يحيى، وأعلّه البخاري بوهم أيوب بن خالد ورفعه الحديث وأنه مِن كلام كعب. ومِمَّن نافح عن هذا الحديث: المعلّمي والألباني رحمهما الله تعالى.
وقد أجَلْتُ النظرَ في هذا الحديث إسناداً ومتناً، حتى تبيَّنتُ مَكمَن الخلل فيه، وعِلله وآفاته. فقد كنتُ أميلُ إلى رأي البخاري رحمه الله بكون أبي هريرة رضي الله عنه أخذه عن كعب، فإذا بالحديث لا يُعرف عن كعب ولا غيره من أصحاب الإسرائيليات، بل ليس له أصل عن أبي هريرة. فالحديث موضوع اختلقه إبراهيم بن أبي يحيى، فكان حدس ابن المديني أقرب إلى الصواب، وإن كان أخطأ الراوي الذي أخذ عن إبراهيم بن أبي يحيى، فليس هو إسماعيل بن أمية.
وهذا حين أشرع في المقصود بحول الله فأقول:
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[27 - 03 - 09, 07:19 م]ـ
هذا الحديث أخرجه:
- مسلم في صحيحه (2789) وأحمد في مسنده (8563) و ابن حبان في صحيحه (6161) وأبو يعلى في مسنده (6132) وأبو الشيخ الأصبهاني في العظمة (848) وابن خزيمة في صحيحه (1731) والبزار في مسنده (8228) والطبري في تاريخه (1/ 15) والبيهقي في الكبرى (17483) والأسماء والصفات (812) وابن منده في التوحيد (54).
كلهم من طريق: حجاج بن محمد.
- وأخرجه ابن معين في تاريخه (210، 3/ 52) عن هشام بن يوسف.
- وأخرجه الطبراني في الكبير (622) وأبو الشيخ في العظمة (849) من طريق: محمد بن ثور.
- وأخرجه النسائي في الكبرى (11392) من طريق: الأخضر بن عجلان.
أربعتهم: (حجاج وهشام وابن ثور والأخضر) عن ابن جريج، عن إسماعيل بن أمية.
ووهم الأخضر فقال: عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة.
- وأخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 33) من طريق إبراهيم بن أبي يحيى عن صفوان بن سليم.
وكلاهما: (إسماعيل وصفوان) عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة مرفوعاً.
حينئذ فاعلم، أرشدني الله وإياك إلى الحق، أن هذا الحديث لا يُعرَف إلا من طريق ابن جريج وطريق إبراهيم بن أبي يحيى، ولم يُروَ هذا الحديث عن غيرهما، فانظر.
الردّ على البيهقي في متابعة موسى لإسماعيل
هذا الحديث من طريق ابن جريج تفرّد به إسماعيل بن أمية، ولم يُتابَع عن أيوب بن خالد إلا ما كان من رواية ابن أبي يحيى. ولذلك أخطأ الإمام البيهقي رحمه الله حين قال: ((وقد تابعه على ذلك موسى بن عبيدة الربذي، عن أيوب بن خالد، إلا أن موسى بن عبيدة ضعيف)). اهـ (الأسماء والصفات 2/ 255 - 256).
قلتُ: أما حديث موسى بن عبيدة، فآفته فضلاً عن أنه مجروح لا يُعتدّ به، كما قال الإمام أحمد: ((لا تحلّ عندي الرواية عن موسى بن عبيدة))، فهو قد ركّب في هذا الحديث أكثر مِن متن، فكيف يكون متابعاً؟ أخرجه الترمذي في سننه (3396) ولفظه: ((اليومُ الموعودُ يومُ القيامةِ، واليومُ المشْهودُ يومُ عرفَةَ، والشَّاهدُ يومُ الجمعةِ. قَالَ: وما طلعتِ الشَّمسُ ولا غَرَبتْ عَلَى يومٍ أفضلَ منهُ، فيهِ ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مؤمنٌ يدْعو اللَّهَ بخيرٍ إلاّ استجابَ اللَّهُ لهُ ولا يَسْتعيذُ منْ شيءٍ إلاّ أعاذهُ اللَّهُ منهُ)) اهـ وليس فيه شيء من أيام الخلق التي في حديث التربة!
وبالتالي، فليس حديث موسى - ولو كان ثقة - بمتابعة لحديث الباب المرويّ عن إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد. فسقط قول البيهقي: ((وقد تابعه على ذلك موسى بن عبيدة الربذي)).
الردّ على الألباني في متابعة حجاج لإسماعيل
¥(64/14)
وأخطأ أيضاً الألباني رحمه الله (الصحيحة 1833، 4/ 449) في ردّه علَى ابن المديني في أن إسماعيل أخذه عن ابن أبي يحيى، فقال: ((هذه دعوى عارية عن الدليل إلا مجرد الرأي، و بمثله لا ترد رواية إسماعيل بن أمية، فإنه ثقة ثبت كما قال الحافظ في "التقريب"، لاسيما و قد توبع. فقد رواه أبو يعلى في "مسنده" (288/ 1) من طريق حجاج بن محمد، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع به. لكن لعله سقط شيء من إسناده)). اهـ
قلتُ: زعم رحمه الله استناداً إلى مسند أبي يعلى أن حجاجاً تابع إسماعيل عن أيوب! وهذا غلط غريب. فرواية المسند في سندها سقطٌ لا محالة: ((حدثنا سريج بن يونس: حدثنا حجاج بن محمد، عن أيوب بن خالد)). وآيةُ ذلك، أن أبا الشيخ في العظمة قد أخرجه عن أبي يعلى نفسه دون هذا السقط: ((حدثنا أبو يعلى: حدثنا سريج بن يونس: حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج قال: أخبرني إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد)). فاتضح أن راوي المسند أو ناسخه أسقط رجلَين من السند! فكيف يُعتضد بهذا الخطأ؟ فقول الألباني: ((لا سيما وقد توبع)) باطل، وهو قد أقرّ بنفسه رحمه الله أنّ بالسند سقطاً، فسبحان الله.
الرد على من زعم متابعة عطاء لعبد الله بن رافع
حديث الأخضر بن عجلان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة، أخرجه النسائي في الكبرى (11392). والأخضر بن عجلان ليس من رجال الصحيح، وهو صدوق (تقريب التهذيب 1/ 97).
وقد رواه الأخضر عن ابن جريج، إلا أنه وهم وخالف باقي الرواة وقال: عن عطاء عن أبي هريرة، وقال الباقون: عن إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة. أما متن الحديث، فقد زاد في أوله: ((يا أبا هريرة، إن الله خلق السماوات والأرضين وما بينهما في ستة أيام، ثم استوى على العرش يوم السابع)). وزاد في آخره: ((وخلق أديم الأرض أحمرها وأسودها وطيبها وخبيثها، من أجل ذلك جعل الله عز وجل من آدم الطيب والخبيث)). وقد أدخل الأخضرُ حديثاً في حديث! فهذه الزيادة الأخيرة رواها ابن جريج أيضاً ولكن من حديث ابن عباس موقوفاً: ((خلق الله آدم بعد العصر يوم الجمعة. وخلقه من أديم الأرض كلها، أحمرها وأسودها وطيبها وخبيثها، ولذلك كان في ولده الأسود والأحمر والطيب والخبيث)) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (5580).
قال المعلمي: ((في صحة هذه الرواية عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح نظر لا أطيل ببيانه)). اهـ (الأنوار الكاشفة 186). ومن هنا، فلا يصحّ اعتبار عطاء متابِعاً لعبد الله بن رافع عن أبي هريرة في هذا الحديث، وسقط الاعتضاد برواية النسائي.
يتبع ..
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[28 - 03 - 09, 05:20 م]ـ
تدليس ابن جريج
حينئذ يتبيّن لك أن كل الطرق تنتهي إلى ابن جريج وإبراهيم بن أبي يحيى، وهنا مكمن الآفة كما ستعرف تفصيلها. فإن ابن جريج مدلّس، وكان يأخذ عن إبراهيم بن أبي يحيى.
وهنا سؤال: ابن جريج قال في السند "أخبرني إسماعيل بن أمية" فكيف يُحكم على حديثه بالتدليس؟
وجوابه: أن تدليس ابن جريج مِن أغمض أنواع التدليس، فإنه كان يدلّس في الصيغ أيضاً فضلاً عن التسوية. قال يحيى بن سعيد (تهذيب الكمال 18/ 351): ((كان ابن جريج صدوقاً، فإذا قال: "حدثني" فهو سماع، وإذا قال: "أنبأنا" أو "أخبرني" فهو قراءة، وإذا قال: "قال" فهو شبه الريح)). اهـ
وقد ذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلسين وهم الذين قال فيهم: ((الثالثة: مَن أكثر من التدليس، فلم يحتجّ الأئمة من أحاديثهم إلاّ بما صرّحوا فيه بالسماع. ومنهم مَن ردّ حديثهم مطلقاً، ومنهم مَن قَبِلَهم)). اهـ
وسماعُ ابن جريج من إسماعيل بن أمية غير متحقق في هذا الحديث، بل رواه ابن جريج إجازة أو وجادة وقال: "أخبرني". وقد تتبَّع يحيى بن سعيد أحاديث ابن جريج، فوقف على هذا الأمر ونبّه إليه.
وهنا سؤال: هل يُحتجّ بحديث المدلِّس إن كان إجازة أو وجادة؟ قال ابن حجر (النكت 633): ((وأورد الخطيب هنا أنه ينبغي ألاّ يُقبل من المدلِّس "أخبرنا" لأن بعضهم يستعملها في غير السماع. وأجاب أن هذه اللفظة ظاهرها السماع، والحَملُ على غيره مجاز، والحمل على الظاهر أولى. وما أجاب به جيد فيمن لم يوصَف بتدليس الصيغ أيضاً، فقد ثبت عن أبي نعيم الأصبهاني أنه كان يقول في الإجازة "أخبرنا" وفي السماع "حدثنا")). اهـ
¥(64/15)
وقال في طبقات المدلسين (ص16): ((ويلحق بالتدليس ما يقع من بعض المحدِّثين من التعبير بالتحديث أو الإخبار عن الإجازة موهماً السماع، ولا يكون سمع من ذلك الشيخ شيئاً .. ومِمَّن وُصف بالتدليس مَن صرَّح بالتحديث من الوجادة)). اهـ
وقال أبو بكر الشافعيّ الصيرفيّ (معرفة أنواع علوم الحديث ص143): ((كُلُّ مَن عُلم له سماعٌ مِن إنسان، فحدَّث عنه: فهو على السماع حتى يُعلَم أنه لم يسمع منه ما حكاه. وكلّ مَن عُلم له لقاء إنسان، فحدَّث عنه: فحكمه هذا الحُكم)). ثم قال ابن الصلاح: ((وإنما قال هذا فِيمَن لم يظهر تدليسُه)). اهـ
فها أنتَ ترى قول الصيرفي: ((حتى يُعلَم أنه لم يسمع منه ما حكاه)) تقييداً بعد إطلاق، وهو ما نصّ عليه ابن الصلاح. وهو ما نصّ عليه ابن حجر بأنَّ ((أخبرنا)) تُقبَل فقط مِن المدلِّس الذي ((لم يوصَف بأنه كان يدلّس الصيغ أيضاً، فقد ثبت عن أبي نعيم الأصبهاني أنه كان يقول في الإجازة: "أخبرنا"، وفي السماع: "حدثنا")) اهـ وهو نفس ما نبّه إليه القطان مع ابن جريج أيضاً.
وقد أخرج القاضي الرامهرمزي (المحدّث الفاصل، ص430) بسنده عن هشام بن عروة قال: ((أتاني ابن جريج بصحيفة، فقال: "يا أبا المنذر، هل هذه أحاديثك"؟ فقلتُ: نعم. فذهب!)). اهـ فهذا ديدنه لِمَن تتبَّع رواياته. فقد نصّ البخاري وغيره أنه لم يسمع مِن عمرو بن شعيب شيئاً، ومع ذلك كان يروي عنه ويقول: ((أخبرني عمرو بن شعيب))!! فقد أخرج عبد الرزاق في مصنفه (17155) وأبو عوانة في مستخرجه (4880) والبيهقي في سننه الصغير (2469) والدارقطني في الكبرى (190) وغيرهم، أحاديث لابن جريج يقول فيها: ((أخبرني عمرو بن شعيب))!
قال ابن المديني (تهذيب التهذيب 6/ 359): ((سألتُ يحيى بن سعيد عن حديث ابن جريج عن عطاء الخراساني، فقال: "ضعيف". قلت ليحيى: إنه يقول: "أخبرني"! قال: "لا شيء، كله ضعيف، إنما هو كتاب دفعه إليه")). اهـ
ولذلك لمّا سئل الدارقطني عن تدليس ابن جريج قال (سؤالات الحاكم 265): ((يُتجنَّب تدليسه، فإنه وحش التدليس لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح مثل إبراهيم بن أبي يحيى وموسى بن عبيدة وغيرهما)). اهـ ونقله ابن حجر في طبقات المدلسين (83) فقال: ((قبيح التدليس)).
فتبيَّن لك أمور ثلاثة:
(1) أن ابن جريج كان يدلّس في الصيغ ويقول في الإجازة و الوجادة "أخبرني" موهماً السماع. فما لم يُصرّح فيه بسماعه من شيخه، فليس بشيء.
(2) أنه يدلّس عن الكذابين والهلكى فكان يأخذ عن كل أحد، حتى قال فيه الإمام مالك (تهذيب الكمال 18/ 349): ((كان ابن جريج حاطب ليل)). اهـ
(3) أنه معروف بالرواية عن إبراهيم بن أبي يحيى.
فانجلى لك آفة هذا الحديث وأن ابن جريج دلّسه عن إبراهيم بن أبي يحيى، إذ الحديث من موضوعاته.
سأل يحيى بن سعيد الإمامَ مالك عن إبراهيم بن أبي يحيى: أكان ثقة في الحديث؟ قال: ((لا، ولا في دينه)). وقال يحيى بن سعيد: ((إبراهيم بن أبي يحيى كذاب)). وقال أحمد: ((يروي أحاديث ليس لها أصل)). وقال ابن المديني: ((إبراهيم بن أبي يحيى كذاب)). وقال النسائي والدارقطني: ((متروك)). وقال ابن حبان: ((يكذب في الحديث)). قال إبراهيم بن سعد: ((كنا نسمّي إبراهيم بن أبي يحيى، ونحن نطلب الحديث: "خرافة")). اهـ[ميزان الاعتدال 189، 1/ 57 - 61].
أخرج أبو عبد الله الحاكم في (معرفة علوم الحديث ص33): شبَّك بيدي أحمد بن الحسين المقرئ، وقال: شبّك بيدي أبو عمرو عبد العزيز بن عمر بن الحسن بن بكر بن الشرود الصنعاني، وقال: شبّك بيدي أبي، وقال: شبّك بيدي أبي، وقال: شبّك بيدي إبراهيم بن أبي يحيى، وقال إبراهيم: شبّك بيدي صفوان بن سليم، وقال صفوان: شبّك بيدي أيوب بن خالد الأنصاري، وقال أيوب: شبّك بيدي عبد الله بن رافع، وقال عبد الله: شبّك بيدي أبو هريرة، وقال أبو هريرة: شبّك بيدي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم وقال:
((خلق الله الأرض يوم السبت، والجبال يوم الأحد، والشجر يوم الإثنين، والمكروه يوم الثلاثاء، والنور يوم الأربعاء، والدواب يوم الخميس، وآدم يوم الجمعة)). اهـ
فالحديث من وضع إبراهيم بن أبي يحيى كمّا نبّه ابن المدينيّ، ولكن الذي أخذه عنه ليس إسماعيل بن أبي أمية بل ابن جريج، وصنيعه هذا منصوصٌ عليه لدى أئمة العلل، فبانت الآفة.
يتبع إن شاء الله ..
¥(64/16)
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[29 - 03 - 09, 03:55 م]ـ
إسماعيل لم يسمع من أيوب
هذه علة قاضية على هذا السند وهي الانقطاع بين إسماعيل بن أمية وأيوب بن خالد، فلم يذكره المزي في شيوخه (تهذيب الكمال 3/ 46)، ولم نقف له على سماع صحيح منه! ولعل هذا ما ألمح إليه ابن المدينيّ في تعليله الحديث، لأنه أثبت واسطة بين إسماعيل وأيوب. قال ابن المدينيّ في آخر جوابه (الأسماء والصفات 2/ 255 - 256): ((وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي يحيى)). اهـ وإن كان إبراهيم بن أبي يحيى ليس من شيوخه أيضاً.
فالانقطاع بين إسماعيل بن أمية وأيوب بن خالد يقوّي ما ذهب إليه ابن المدينيّ، لا سيما وأن إسماعيل قد عنعن ولم يصرّح بالسماع. قال المعلمي رحمه الله (الأنوار 186): ((ويُرَدّ على هذا أن إسماعيل بن أمية ثقة عندهم غير مدلس)). اهـ وقال الألباني: ((هذه دعوى عارية عن الدليل إلا مجرد الرأي، و بمثله لا ترد رواية إسماعيل بن أمية، فإنه ثقة ثبت)). اهـ قلتُ: هذا لو صحّ أن إسماعيل سمع من أيوب وروايته عنه متصلة، فإن لم تصحّ فبينهما واسطة لا محالة. ومتى ثبت الانقطاع، سقط حديث إسماعيل برمّته ويُصار إلى حديث ابن أبي يحيى الساقط أصلاً! فتأمل.
أيوب لم يسمع من عبد الله بن رافع
العلة القاضية الأخرى هي الانقطاع بين أيوب وعبد الله بن رافع، فإنه لم يثبت سماعه منه أيضاً. قال ابن أبي حاتم في ترجمة أيوب (الجرح والتعديل 873، 2/ 245): ((روى عن: جابر بن عبد الله، وزيد بن خالد الجهني، وعبد الله بن رافع مولى أم سلمة. روى عنه: عمر مولى غفرة، وموسى بن عبيدة. سمعتُ أبى وأبا زرعة يقولان ذلك، لم يذكر أبو زرعة: زيد بن خالد، وعبد الله بن رافع)). اهـ قلتُ: وما نبّه إليه ابن أبي حاتم عن أبي زرعة صحيح، فليس لأيوب سماع من عبد الله بن رافع. قال المزي في ترجمة أيوب (تهذيب الكمال 3/ 469): ((روى له مسلم والنسائي حديثاً واحداً .. عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، عن أبي هريرة قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي، فقال: "خلق الله التربة يوم السبت")). اهـ فلا تُعرف له رواية عنه إلا في هذا الحديث فقط. وما احتاج إلى الدليل كيف يُستدلّ به!
خلاصة القول في علل السند
اجتمع في هذا الإسناد ثلاث علل:
(1) تدليس ابن جريج وأخذه عن إبراهيم بن أبي يحيى
(2) الانقطاع بين إسماعيل بن أمية وأيوب بن خالد
(3) الانقطاع بين أيوب بن خالد وعبد الله بن رافع
فهذا إسناد مظلم موضوع .. قال ابن سيرين رحمه الله: ((إن هذا العلم دين، فانظروا عمَّن تأخذون دينكم)). فغفر الله لمَن صحَّح هذا السند.
وفيما يلي بيان آفات المتن بإذنه تعالى ..
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[30 - 03 - 09, 10:01 م]ـ
متن منكر .. مخالف للقرآن
هذا الحديث مخالف لكتاب الله أيَّما مخالفة، فأغنانا الله عن التعسّف في حل إشكالاته:
(1) يبدأ الحديث بإشكال قاصم ومخالفة صريحة للقرآن، وهو قوله إن الله خلق الأرض في يوم واحد وليس في يومين! ((خلق الله التربة يوم السبت))، في حين يقول تعالى (خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ)! قال الألباني رحمه الله (السلسلة الضعيفة والموضوعة 11/ 812) في معرض ردّه على أحد مبطلي هذا الحديث: ((وأصل ضلاله هذا إنما هو من سوء الفهم، ولربما من سوء القصد أيضاً: فإنه فسر "التربة" فيه بأنها "الأرض"! والصواب: أنها "التراب"، كما يدل عليه تمام الحديث واللغة)). اهـ قلتُ: وهذا ليس من سوء الفهم ولا سوء القصد في شي، فهذا ما قاله أيضاً: @ القاضي عياض ((مشارف الأنوار على صحاح الآثار 1/ 233): ((قوله: "خلق الله التربة يوم السبت" يعني: "الأرض". وكذا جاء في غير كتاب مسلم: "خلق الله الأرض يوم السبت")). اهـ
@ وقال المناوي (فيض القدير 3930، 3/ 447): (("خلق الله التربة" يعني: "الأرض". والترب، والتراب، والتربة: واحد، لكنهم يطلقون التربة على التأنيث، ذكره ابن الأثير)). اهـ وقال أيضاً (التيسير 1/ 1050): (("خلق الله التربة" أي: "الأرض")). اهـ فهذا هو منطوق الحديث، وهو أول القصيدة!
(2) ثم إن الله أخبر في كتابه أنه بعد خلق الأرض في يومين، جعل فيها الرواسي، فكيف يُقال إن الله خلق الجبال في اليوم الثاني: ((وخلق الجبال فيها يوم الأحد))!
¥(64/17)
(3) لا يشك أحدٌ في أن أيام الخلق في هذا الحديث سبعة: بدأت من السبت، وتتابعت حتى انتهت بالجمعة. فمَن قال غير هذا، فقد تكلّف. قال المعلمي رحمه الله (الأنوار 187 - 188): ((ليس في هذا الحديث أنه خلق في اليوم السابع غير آدم، وليس في القرآن ما يدل على أن خلق آدم كان في الأيام الستة بل هذا معلوم البطلان. وفي آيات خلق آدم أوائل البقرة وبعض الآثار ما يؤخذ منه أنه قد كان في الأرض عمار قبل آدم عاشوا فيها دهراً. فهذا يساعد القول بأن خلق آدم متأخر بمدة عن خلق السموات والأرض)). اهـ
فقوله: ((في اليوم السابع)) تأكيدٌ على تعاقب أيام الخلق، فقد وقع في الحديث: ((وخلق آدم عليه السلام بعد العصر يوم الجمعة آخر الخلق)). وهذا التتابع يعارض قوله: ((خَلْق آدم متأخر بمدة عن خلق السموات والأرض))، فصريح الحديث بخلافه.
(4) وأين خلق السماوات من كل هذا؟ قال المعلمي (الأنوار 187): ((يجاب عنه بأن الحديث وإن لم ينص على خلق السماء، فقد أشار إليه بذكره في اليوم الخامس "النور"، وفي السادس "الدواب". وحياة الدواب محتاجة إلى الحرارة والنور، والحرارة والنور مصدرهما الأجرام السماوية. والذي فيه أن خلق الأرض نفسها كان في أربعة أيام كما في القرآن. والقرآن إذ ذكر خلق الأرض في أربعة أيام، لم يذكر ما يدل أن من جملة ذلك خلق النور والدواب. وإذ ذكر خلق السماء في يومين، لم يذكر ما يدل أنه في أثناء ذلك لم يحدث في الأرض شيئاً. والمعقول أنه بعد تمام خلقها، أخذت في التطور بما أودعه الله تعالى فيها، والله سبحانه لا يشغله شأن عن شأن)). اهـ
فقوله: ((لم ينصّ على خلق السماء)) إقرار صريح. وأما قوله: ((فقد أشار إليه بذكره في اليوم الخامس "النور"، وفي السادس "الدواب")) لا يستقيم من وجهين:
الأول: أن من أعجب العجب اعتبار خلق الدواب داخلاً في خلق السماء! وهذا ينقضه قول الحديث: ((وبث فيها الدواب يوم الخميس)). فقوله: ((فيها)) أي في الأرض، فما دخل السماء هنا؟ وما ساقه رحمه الله في تبرير ذلك لا ينهض. فوضح أن يوم الخميس كان من أيام خلق الأرض، وبقي "النور" هو الإشارة لليوم الوحيد لخلق السماء، ومخالفة ذلك للقرآن بيّنة.
الثاني: أن خلق السماوات لم يكن مقصوراً على النور فقط، بل سوّى الله السماواتِ سبعاً، وأوحى في كل سماء أمرها، وزيّن السماء الدنيا بمصابيح. يقول ربنا جلّ شأنه (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت 11 - 12]. فأين هذا في ذلك الحديث؟
(5) وفي الحديث أن أيام خلق الأرض أكثر من أربعة! فقول المعلمي: ((والذي فيه أن خلق الأرض نفسها كان في أربعة أيام كما في القرآن)) يعارضه الحديث نفسه، لأنه بإخراج النور وآدم، تصير أيام خلق الأرض خمسة لا أربعة!
(6) وبافتراض أن النور إشارة إلى خلق السماء، لصار خلق السماء واقعاً في أثناء أيام خلق الأرض! فقول المعلمي: ((وإذ ذكر خلق السماء في يومين، لم يذكر ما يدل أنه في أثناء ذلك لم يحدث في الأرض شيئاً)) يردّه القرآن نفسه، فقد أخبر تعالى أنه بعد أن خلق الأرض وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيام، استوى إلى السماء وسوّاهنّ في يومين، ولم يُدخِل خلق هذه في تلك. يقول تعالى (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة 29]. ويقول سبحانه (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت 9 - 12].
(7) ونتساءل أيضاً: ما هو المكروه المذكور في الحديث؟ وما وجه تخصيص يوم كامل لخلقه!
فهذه الإشكالات في المتن، مع ما بان لك من حال السند، تجعل الحديث أوهى من أن يُصَحَّح. وقد غالى الألباني وبالغ حينما قال (السلسلة الضعيفة والموضوعة 11/ 812): ((وهو صحيح لا غبار عليه سنداً ومتناً)). اهـ فقد تكلّم العلماء في السند والمتن منذ ابن المديني ونزولاً، فكيف يكون لا غبار عليه!
¥(64/18)
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 06:44 م]ـ
بيان جميل أخي الكريم بارك الله في علمك هل من منتقد؟
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[11 - 07 - 09, 09:58 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد؛
الأخ الكريم أحمد الأقطش، أحب أن أشارك فيما طرحته وإن كنت غير نشيط لذلك إلا أن ثمة أشياء في بحثك تحتاج إلى تنبيه، وسأورد ذلك تباعاً في مشاركات منفصلة لأني لن أستطيع البقاء طويلاً على الإنترنت ولكن كلما تهيأ وقت كتبت ما رأيت أنه يحتاج إلى تنبيه، فأقول:
1 - أولاً: بحثك يدل على أنك تعتبت عليه فأسأل الله أن يأجرك على ذلك.
2 - ثانياً: هذا الذي أكتبه لك إنما هو من باب المدارسة للعلم ليس إلا.
3 - ثالثاً: بالنسبة للتبيهات فهي كما يلي؛
أ) التنبيه الأول: طريقة منهجك في مناقشة أهل العلم تدل على أنك متحمس جداً، فلو حاولت طرح ما عندك مع مراعاة التلطف في العبارات كان ذلك أولى فيما أحسب.
ب) التنبيه الثاني: يتضح من أسلوبك في رد الحديث المبالغة في ذلك، بحيث لا تتردد في وصفه بالوضع والبطلان، في حين أن النقاد الكبار كابن المديني والبخاري لم يذكروا فيه إلا مجرد التعليل الذي لا يظهر منه الجزم بالبطلان، والحديث أخرجه أئمة آخرون سوى مسلم في كتبهم كالإمام أحمد والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والطبري وغيرهم، ولو كان الحديث باطلا عندهم لما أخرجوه دون بيان.
وهذا يدل على أن ما استشكلته ليس مشكلاً عندهم، أو على الأقل لا يوجب الجزم عندهم بالاستشكال، وما ذاك فيما أحسب إلا لصعوبة إدراك كنه خلق الله للكائنات بشكل مفصل، لا سيما والأيام التي خلق الله فيها السموات والأرض ليست كأيامنا كما هو معلوم.
يتبع ...
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[11 - 07 - 09, 10:06 م]ـ
ج) التنبيه الثالث: أن ينبغي لنا التنبه إلى أن سبب بعض انتقاد لهذا الحديث إنما هو مخالفة متنه في الظاهر للقرآن، ولذلك اختلف ابن المديني والبخاري في تعيين العلة في الإسناد، ولو كان الإشكال في الإسناد نفسه لما اختلفوا، وعليه فمرد انتقادهم للإسناد انتقادهم للمتن، ومن ثم يمكن إجمال الانتقاد الوارد على هذا الحديث من جهتين؛ المتن، وهي السبب الرئيسي في الانتقاد، والإسناد، وهي مترتبة على التي قبلها، غير أني سأبدأ بالانتقاد الموجه للإسناد أولاً، ثم ما يمكن أن يجاب به عليه، وسأثني بالانتقاد الموجه للمتن، ثم ما يمكن أن يجاب به عليه.
يتبع غدا إن شاء الله ...
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[11 - 07 - 09, 10:09 م]ـ
تصحيح العبارة السابقة
ج) التنبيه الثالث: أنه ينبغي لنا التنبه إلى أن سبب انتقاد بعض النقاد لهذا الحديث إنما هو .. والباقي سواء
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[11 - 07 - 09, 10:31 م]ـ
بيان جميل أخي الكريم بارك الله في علمك هل من منتقد؟ أكرمك الله وزادك من فضله. منذ أن طرحتُ هذا الموضوع وأنا أنتظر الأجلاء من أهل العلم لينقدوا العبد الفقير ويبصّروه بزلاّته.
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[12 - 07 - 09, 12:39 ص]ـ
الأخ الكريم أحمد الأقطش، أحب أن أشارك فيما طرحته وإن كنت غير نشيط لذلك إلا أن ثمة أشياء في بحثك تحتاج إلى تنبيه، وسأورد ذلك تباعاً في مشاركات منفصلة لأني لن أستطيع البقاء طويلاً على الإنترنت ولكن كلما تهيأ وقت كتبت ما رأيت أنه يحتاج إلى تنبيهبدايةً .. شكر الله لك إسهامك في هذا الموضوع، وجزاك خيراً على ما ستقدمه من تنبيهات، نفعنا الله بعلمك وجعلنا من الذين يستمعون القولَ فيتّبعون أحسنه.
أولاً: بحثك يدل على أنك تعتبت عليه فأسأل الله أن يأجرك على ذلك. أعزّك الله، إنما مِثلي متطفلٌ على موائد أهل العلم.
ثانياً: هذا الذي أكتبه لك إنما هو من باب المدارسة للعلم ليس إلا. أحسن الله إليك على تواضعك الجمّ، ومَن أنا حتى أُدارَس!
ثالثاً: بالنسبة للتبيهات فهي كما يلي؛
أ) التنبيه الأول: طريقة منهجك في مناقشة أهل العلم تدل على أنك متحمس جداً، فلو حاولت طرح ما عندك مع مراعاة التلطف في العبارات كان ذلك أولى فيما أحسب. أصبتَ، ولكنني لم أقصد تجريحاً بقولي "أخطأ" أو "زعم" أو "باطل"، فأنا تعاملتُ مع الأقوال لا مع الرجال. وإن كان اللينُ في الحديث أولى بالطبع، وتنبيهك في موضعه.
ب) التنبيه الثاني: يتضح من أسلوبك في رد الحديث المبالغة في ذلك، بحيث لا تتردد في وصفه بالوضع والبطلان، في حين أن النقاد الكبار كابن المديني والبخاري لم يذكروا فيه إلا مجرد التعليل الذي لا يظهر منه الجزم بالبطلان، والحديث أخرجه أئمة آخرون سوى مسلم في كتبهم كالإمام أحمد والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والطبري وغيرهم، ولو كان الحديث باطلا عندهم لما أخرجوه دون بيان.
وهذا يدل على أن ما استشكلته ليس مشكلاً عندهم، أو على الأقل لا يوجب الجزم عندهم بالاستشكال، وما ذاك فيما أحسب إلا لصعوبة إدراك كنه خلق الله للكائنات بشكل مفصل، لا سيما والأيام التي خلق الله فيها السموات والأرض ليست كأيامنا كما هو معلوم.
إبراهيم بن أبي يحيى كذاب عند أئمة النقد، فإذا أحال أحدُهم الحديثَ عليه فما معناه؟ قال ابن المديني: ((وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي يحيى)). اهـ
وقد وصفه ابن القيم بأنه من الأحاديث الموضوعة وذلك في المنار المنيف: ((وسُئلتُ: هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط من غير أن يُنظر في سنده؟)) فذكر من بين الأمور التي يُعرف بها الحديث الموضوع: ((مخالفة الحديث صريح القرآن)) ومثَّل له بأحاديث منها حديث خلق التربة.
وقد وصفه مِن قبلُ ابنُ تيمية في مجموع الفتاوى فقال: ((معلول قدح فيه أئمة الحديث))، ((غلط ليس مما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو مما أنكر الحذاق على مسلم إخراجه إياه)). كما استشكل متنَه ابنُ كثير فقال: ((في متنه غرابة شديدة)).
أما قولك إن مَن صحَّح الحديث - كمسلم وابن خزيمة وغيرهما - لم يستشكلوا المتن، فتحصيل حاصل: إذ كيف يصحّحونه ثم يستشكلونه! ولو كان المتن مشكلاً لديهم لما صحّحوه. وعدمُ استشكالهم ليس بحُجّة، بل صريح القرآن الكريم يرُدّه.
¥(64/19)
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[12 - 07 - 09, 05:51 ص]ـ
الحمد لله، إذن المشكلة في الأساس مخالفة المتن عندك للقرآن، وهي المشكلة لدى من أعله، وقد كان ذلك هو عذرك - وفقك الله - في الحكم عليه بالوضع، كما بينت بأن لك سلفاً وهو ابن القيم، وأما الإحالة على إبراهيم بن أبي يحيى فليس موجباً للحكم بالوضع، كما لا يخفى عليك فيما أحسب، فإن إبراهيم وإن كان أكثر الأئمة على ترك حديثه إلا أنه منهم من يقبله، وأكثر ما نقموا عليه الابتداع، وكثير من الأئمة إذا كان الرجل مبتدعاً أو رأساً في البدعة أطلقوا عليه وصف الكذب يقصدون في دينه أي بدعته، وقد كان الإمام الشافعي ينزهه عن الكذب، فيقول كما في تهذيب الكمال (2/ 188): "لأن يخر إبراهيم من بُعُدٍ أحب إليه من أن يكذب وكان ثقة في الحديث"، وكان أحيانا يقول عنه: أخبرني من لا أتهم".
وقال أبو أحمد بن عدي في الكامل (1/ 220): "سألت احمد بن سعيد فقلت تعلم أحدا أحسن القول في إبراهيم بن أبي يحيى غير الشافعي فقال لي نعم حدثنا أحمد بن يحيى الاودي قال سألت حمدان بن الأصبهاني يعني محمد فقلت أتدين بحديث إبراهيم بن أبي يحيى فقال نعم قال الشيخ ثم قال لي أحمد بن محمد بن سعيد نظرت في حديث إبراهيم بن أبي يحيى كثيرا وليس هو بمنكر الحديث".
قال ابن عدي: "وهذا الذي قاله كما قال، وقد نظرت انا أيضا في حديثه الكثير فلم أجد فيه منكرا إلا عن شيوخ يحتملون وقد حدث عنه ابن جريج والثوري وعباد بن منصور ومندل وأبو أيوب ويحيى بن أيوب المصري وغيرهم من الكبار".
وعلى كل حال الذي عليه أكثر الناس أنه ضعيف، أو متروك، ولذلك قال الذهبي كما في سير أعلام النبلاء (8/ 454): "قلت: لا يرتاب في ضعفه، بقي: هل يترك أم لا؟ ".
وعلى كل حال فإن مجرد الإحالة عليه لا تدل على القول بالوضع إلا إذا كان الراوي معروفاً بالوضع، وأما نسبة الكذب إليه فليس ذلك مسوغاً للقول بأن الإمام حكم على الحديث بالوضع لما علم من أن الكذب يطلق عند المحدثين كثيراً على سرقة الحديث، وهذا هو الذي يتهم به ابن أبي يحيى، وأما وضع الأحاديث رأساً فليس ذلك عنده فيما أحسب.
يتبع ...
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[12 - 07 - 09, 06:39 ص]ـ
تابع ..
نرجع إلى المقصود الأهم ونبتدئ بالمتن أولاً، لأنه السبب الباعث على البحث عن العلة، كما هو بين من أقوال من انتقد هذا الحديث، ولست ضدهم، ولكني أود أن أبين احتمالية إمكان صحة الحديث، ولبيان إمكانية زوال الإشكالات في المتن أود أن أستوضح أكثر عن رأي الشيخ الكريم أحمد الأقطش بسؤالين؛
1 - السؤال الأول: عن خلق السماوات والأرض هل كان بينها تداخل أم لا؟.
فإن كان جوابك بالنفي كما هو ظاهر الاستشكال رقم 6 حيث ذكرت قول المعلمي اليماني حيث قال: ((وإذ ذكر خلق السماء في يومين، لم يذكر ما يدل أنه في أثناء ذلك لم يحدث في الأرض شيئاً)).
ورددت هذا القول بأن القرآن نفسه يرده، واستدللت على ذلك بظواهر الآيات الدالة على أن خلق الأرض كان قبل خلق السماء، كقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة 29]. وقوله تعالى (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ).
فما هو توجيهك لقوله تعالى في سورة النازعات الدال على أن دحو الأرض كان بعد خلق السماء، أعني قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ}.
وما رأيك في جمع ابن عباس الذي في صحيح البخاري بين الآيات في فصلت والنازعات فإنه كما في الصحيح أتاه رجل فقال: "إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي"، ... ثم ذكر منها قوله تعالى: "أم السماء بناها إلى قوله دحاها فذكر خلق السماء قبل خلق الأرض ثم قال أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين إلى قوله طائعين فذكر في هذه خلق الأرض قبل خلق السماء"، وذكر أشياء، فأجابه ابن عباس رضي الله عنهما ومنه قوله: "وخلق الأرض في يومين ثم خلق السماء ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين ثم دحا الأرض ودحوها أن أخرج منها الماء والمرعى وخلق الجبال والجمال والآكام وما بينهما في يومين آخرين فذلك قوله دحاها وقوله خلق الأرض في يومين فجعلت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام وخلقت السموات في يومين".
السؤال الثاني: هل كان خلق آدم محسوباً في الأيام الستة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى أم لا؟.
أنتظر الجواب ثم تكون بعد المشاركة إن شاء الله.
¥(64/20)
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[12 - 07 - 09, 12:19 م]ـ
ج) التنبيه الثالث: أن ينبغي لنا التنبه إلى أن سبب بعض انتقاد لهذا الحديث إنما هو مخالفة متنه في الظاهر للقرآن، ولذلك اختلف ابن المديني والبخاري في تعيين العلة في الإسناد، ولو كان الإشكال في الإسناد نفسه لما اختلفوا، وعليه فمرد انتقادهم للإسناد انتقادهم للمتن، ومن ثم يمكن إجمال الانتقاد الوارد على هذا الحديث من جهتين؛ المتن، وهي السبب الرئيسي في الانتقاد، والإسناد، وهي مترتبة على التي قبلها، غير أني سأبدأ بالانتقاد الموجه للإسناد أولاً، ثم ما يمكن أن يجاب به عليه، وسأثني بالانتقاد الموجه للمتن، ثم ما يمكن أن يجاب به عليه. للمعلمي كلام نفيس مشهور في هذا السياق، إذ يقول في مقدمة الفوائد المجموعة: ((إذا استنكر الأئمة المحققون المتن وكان ظاهر السند الصحة، فإنهم يتطلبون له علة ... )) إلى آخر كلامه.
والطعن في المتن مِن أشدّ صنوف النقد بخلاف الطعن في الإسناد، فقد يضعف الحديث من طريق ويصحّ من طريق آخر. أما الطعن في المتن فطعن في السند بالضرورة، ولذلك في بعض الأحيان يكتفي الناقد بردّ المتن دون التعريج على السند، فيأتي مَن بعده فيقول: كيف والرواة ثقات!
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[12 - 07 - 09, 01:29 م]ـ
الحمد لله، إذن المشكلة في الأساس مخالفة المتن عندك للقرآن في الأساس عندي مشكلتان لهذا الحديث:
الأولى: في السند:
- وهي احتجاج الإمام مسلم بهذا الحديث في الأصول، فإنه كان يُخرج في كتابه لابن جريج عن إسماعيل بن أمية في المتابعات، فإذا به يجعل هذا الحديث أصلاً في باب (ابتداء الخلق وخلق آدم عليه السلام) وهو الحديث الوحيد في الباب!
- ثم تدليس ابن جريج وأخذُه عن إبراهيم بن أبي يحيى
- ثم الانقطاع بين إسماعيل بن أمية وأيوب بن خالد، وكان أئمة النقد يقولون في مثل هذه الحال: ((فلان عن فلان لا يجيء)).
- ثم الانقطاع بين أيوب بن خالد وعبد الله بن رافع، فهو لم يسمع منه كما نبّه عليه أبو زرعة. ومَن جعله مِن شيوخه كان مُستنده هذا الحديث.
وأما مشكلة المتن، فقد فصَّلتُها في مكانها.
وأما الإحالة على إبراهيم بن أبي يحيى فليس موجباً للحكم بالوضع، كما لا يخفى عليك فيما أحسب، فإن إبراهيم وإن كان أكثر الأئمة على ترك حديثه إلا أنه منهم من يقبله، وأكثر ما نقموا عليه الابتداع، وكثير من الأئمة إذا كان الرجل مبتدعاً أو رأساً في البدعة أطلقوا عليه وصف الكذب يقصدون في دينه أي بدعته، وقد كان الإمام الشافعي ينزهه عن الكذب، فيقول كما في تهذيب الكمال (2/ 188): "لأن يخر إبراهيم من بُعُدٍ أحب إليه من أن يكذب وكان ثقة في الحديث"، وكان أحيانا يقول عنه: أخبرني من لا أتهم". إبراهيم بن أبي يحيى بانَ للأئمة مِن حاله ما لم يبن للإمام الشافعي، فقد خبروا حاله وحال مرويّاته. وإنما وثّقه الشافعي لأنه جالسه في صغره كما قال ابن حبان في المجروحين في ترجمة إبراهيم: ((وأما الشافعي فإنه كان يجالسه في حداثته ويحفظ عنه حفظ الصبي، والحفظ في الصغر كالنقش في الحجر. فلما دخل مصر في آخر عمره، فأخذ يصنّف الكتب المبسوطة، احتاج إلى الأخبار ولم يكن معه كتب. فأكثر ما أودع الكتب مِن حِفظه، فمن أجله ما روى عنه، وربّما كنَّى عنه ولا يسمّيه في كتبه)). اهـ
ثم إنهم لمّا وصفوه بالكذب، لم يجعلوا بدعته سبباً في ذلك، بل فصلوا هذا عن ذاك. قال ابن حبان في المجروحين في ترجمة إبراهيم: ((كان مالك وابن المبارك ينهيان عنه، وتركه يحيى القطان وابن مهدي، وكان الشافعي يروي عنه. وكان إبراهيم يرى القدر، ويذهب إلى كلام جهم، ويكذب مع ذلك في الحديث.
أخبرنا محمد بن المنذر قال: حدثنا أبو زرعة قال: قال لي أحمد بن حنبل: قال يحيى بن سعيد القطان: "لم يترك إبراهيم بن أبي يحيى القدر، إنما ترك الكذب".
أخبرنا محمد بن سعيد القزاز قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا دحيم قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال: سمعتُ يحيى بن سعيد القطان يقول: "أشهد على إبراهيم بن أبي يحيى أنه يكذب".
... سمعتُ محمد بن المنذر يقول: سمعتُ عباس يقول: سمعتُ يحيى بن معين يقول: إبراهيم بن أبي يحيى كذاب، وكان رافضياً قدرياً)). اهـ
فأنتَ ترى أن الأئمة فرّقوا بين بدعته وبين كذبه، فهما جرحان لا جرح واحد. فكان إبراهيم يتعمّد الكذب ويضع الأحاديث، كما نصّ على ذلك ابن حبان في المجروحين في النوع الرابع: ((ومنهم مَن كان يضع الحديث عند الحوادث تحدث للملوك وغيرهم في الوقت دون الوقت، مِن غير أن يجعلوا ذلك لهم صناعة ليتشوّقوا بها)) وضرب أمثلة لذلك منها: ((أخبرنا الضحاك بن هارون بجنديسابور قال: حدثنا الأصفري قال: حدثنا المعيطي قال: سُئل إبراهيم بن أبي يحيى عن رجل أعطى الغزل إلى الحائك، فنسج له وفضل منه خيوط. فقال صاحب الثوب: هو لي. وقال النساج: هو لي. فالخيوط لمن؟ فقال إبراهيم: حدثني ابن جريج عن عطاء: إن كان صاحب الثوب أعطاه للاردهالج، فالخيوط له، وإلاّ فهو للحائك)). اهـ
وعلى كل حال فإن مجرد الإحالة عليه لا تدل على القول بالوضع إلا إذا كان الراوي معروفاً بالوضع، وأما نسبة الكذب إليه فليس ذلك مسوغاً للقول بأن الإمام حكم على الحديث بالوضع لما علم من أن الكذب يطلق عند المحدثين كثيراً على سرقة الحديث، وهذا هو الذي يتهم به ابن أبي يحيى، وأما وضع الأحاديث رأساً فليس ذلك عنده فيما أحسب. الحديث الذي تفرّد به راوٍ كذاب كيف لا يكون موضوعاً! فابن المديني قال: ((إبراهيم بن أبي يحيى كذاب))، وقال في هذا الحديث: ((وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي يحيى)). ولا إخالُ هذا الأمرَ مِن الغموض حتى يُتكلَّف في تأويل كلام أئمة النقد.
والله تعالى أعلى وأعلم
¥(64/21)
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[12 - 07 - 09, 02:01 م]ـ
الحمد لله، في الحقيقة حال إبراهيم بن أبي يحيى إنما ذكرته من باب التنبيه، وتعلم أن قول ابن حبان إنما هو اعتذار للشافعي، والشافعي أدرك الناس وهم يقدحون في ابن أبي يحيى ويكذبونه، وأكثرهم لم يخالطه كما خالطه الشافعي، فالأولى أن يكون بان للشافعي ما لم يبن لغيره، ثم إن الرجل على ضعفه كان يسب مالكاً، فلعل ذلك كان من أسباب حمل الناس عليه، وعلى فرض أن الشافعي لم يبن له حاله فما رأيك بقول إمامين من أهل الحفظ والتتبع وهما ابن عدي وشيخه ابن عقدة حيث ذكرا كما نقلت لك أنهما لم يجدا له حديثاً منكرا إلا عن شيوخ يحتملون؟.
وأما مسألة التفريق بين القول بالوضع رأساً كالذي تظنه وفقك الله في حديثنا والكذب الذي هو سرقة الحديث فكنت أظنه معلوماً لديك، ولم أحسبه تكلفاً، فما دام كذلك فاتركه، لا ننشغل به عن الأهم، غير أني أبقى مستعظما القول بوضع الحديث، وأفضل اتباع ألفاظ الأئمة في إعلاله إن كان ولا بد.
بقي عليك حفظك الله الجواب على السؤالين، وهما بيت القصيد في هذه المدارسة، ودمت سالماً.
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[12 - 07 - 09, 04:05 م]ـ
الشيخ الكريم سعيد المري بارك الله فيك ..
قبل أن أنتقل إلى مناقشة المتن، أرجو أن يتسع صدرك لهذه النقاط بخصوص إبراهيم بن أبي يحيى:
وتعلم أن قول ابن حبان إنما هو اعتذار للشافعي، والشافعي أدرك الناس وهم يقدحون في ابن أبي يحيى ويكذبونه، وأكثرهم لم يخالطه كما خالطه الشافعي، فالأولى أن يكون بان للشافعي ما لم يبن لغيره
- الإمام مالك لما سأله القطان: أكان ثقةً في الحديث؟ قال: ((لا ولا في دينه)). فجرحه مالك في حديثه ودينه.
- وقال عبد الله بن المبارك: ((كان مجاهراً بالقدر، وكان اسم القدر يغلب عليه، وكان صاحب تدليس)). فجرحه ابن المبارك في دينه وحديثه.
- وقال يزيد بن زريع ورأى إبراهيم بن أبي يحيى يُحدّث: ((لو ظهر لهم الشيطان، لكتبوا عنه!)).
- وقال الإمام أحمد: ((كان قدرياً معتزلياً جهمياً كل بلاء فيه)). وقال: ((لا يُكتَب حديثه، ترك الناسُ حديثه. كان يروي أحاديث منكرة لا أصل لها. وكان يأخذ أحاديث الناس يضعها في كتبه)). فزاد أحمدُ في جرحه جرحاً مفصَّلاً: فقد اتهمه صراحةً بالوضع والتدليس.
- وقال بشر بن المفضل: ((سألتُ فقهاء أهل المدينة عنه، فكلهم يقولون: "كذاب" أو نحو هذا)).
- وقال يحيى بن معين: ((كذاب في كل ما رَوى)). وقال: ((كان فيه ثلاث خصال: كان كذاباً، وكان قدرياً، وكان رافضياً)).
- وقال الإمام البخاري: ((جهمي، تركه ابن المبارك والناس، وكان يرى القدر)).
- وقال النسائي: ((متروك الحديث)). وقال: ((ليس بثقة ولا يُكتَب حديثه)).
[تهذيب المزي، ضعفاء العقيلي]
- وقد وضعه ابن حجر في المرتبة الخامسة من المدلسين وهم الذين قال فيهم: ((مَن ضعف بأمر آخر سوى التدليس، فحديثهم مردود ولو صرحوا بالسماع)).
فحديثُ إبراهيم بن أبي يحيى ساقطٌ لا يُكتَب. لذلك أخالفك في رأيك فيه، لا سيّما وأن الإمام أحمد أبانَ عورَة حديثه وأنه كان يُحدّث بأحاديث منكرة لا أصل لها .. وكفى به جرحاً! وفي هذا ردٌّ على ما تفضلتَ به بأن الكذب الذي قصدوه "هو سرقة الحديث".
وأنتقل الآن إلى أسئلتك بخصوص المتن، وفقني الله وإياك.
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[12 - 07 - 09, 04:28 م]ـ
يا شيخ بارك الله فيك أنا لست مقوياً له فأنا أرى أنه يحتمل الترك ويحتمل مجرد الضعف، وهو أمر قريب، والكذب الذي نسب إليه هو السرقة فيما أحسب، ويصعب أن أقنع بكونه وضاعاً لمجرد ما نقلت وقد وقفت عليه قبل تذكيرك لي به، على كل حال عدِّ عن هذه فلها باب آخر لسنا في موضع المناقشة فيه.
في انتظار جوابك على السؤالين، وما أشبههما، وبعدها سنناقش العلل الإسنادية.
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[12 - 07 - 09, 05:51 م]ـ
ولبيان إمكانية زوال الإشكالات في المتن أود أن أستوضح أكثر عن رأي الشيخ الكريم أحمد الأقطش بسؤالين لستُ شيخاً وأنَّى لي ذلك، فلا تعُد لمثلها أكرمك الله.
1 - السؤال الأول: عن خلق السماوات والأرض هل كان بينها تداخل أم لا؟ صريحُ القرآن أنه لا تداخل بين خلقهما، وإنما وقع الإشكال عند مَن أدخل الدحو في خلق الأرض.
¥(64/22)
وفي هذا جواب على سؤالك، لأن الدحو ليس بخلق: فالله تعالى عندما أخبر عن خلق الأرض، قال جلّ شأنه: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء) [البقرة 29]. وفصَّل سُبحانه الحديث عن خلق الأرض وما فيها في قوله سبحانه: (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ) [فصلت 9 - 12].
فاشتمل التفصيلُ على:
- خَلْق الأرض
- جَعْل الرواسي مِن فوقها
- تقدير الأقوات
وكلّ هذا جميعاً استغرق أربعة أيام. ثم عقَّب ذلك باستوائه سبحانه إلى السماء. فهذا صريح النصّ ولا اجتهاد معه.
أمّا قوله في النازعات: (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ).
فأنتَ ترى أن الحديث هنا عن "خلق السماء" لا خلق الأرض، وأما ما كان بعد خلق السماء فليس خلقاً بل هو:
- دحوُ الأرض بإخراج الماء والمرعى
- وإرساء الجبال
فلا الإخراج خلقٌ ولا الإرساء خلقٌ، لأن إخراجَك الشيءَ دالٌّ على وجوده مِن قبل وليس الإخراج إيجاداً. ومثلُ ذلك مع إرساء الجبال، لأن إرساءها دالٌّ على وجودها مِن قبل. وهذا صريحُ القرآن: لأنّ الداخلَ في خلق الأرض وما فيها ليس هو إخراج الماء والمرعى بل تقدير الأقوات، وليس هو إرساءُ الجبال بل جَعْلها مِن فوق الأرض. وهذا مقطوعٌ به بنصّ كتاب الله.
قال ابن كثير في تفسير فصّلت: ((فأما قوله تعالى "أأنتم أشدّ خلقاً أم السماء بناها" إلى قوله "والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها": ففي هذه الآية أن دحو الأرض كان بعد خلق السماء. فالدحو مفسَّرٌ بقوله: "أخرج منها ماءها ومرعاها" وكان هذا بعد خلق السماء. فأمَّا خلقُ الأرض فقبل خلق السماء بالنصّ. وبهذا أجاب ابن عباس فيما ذكره البخاري)). اهـ
فقولك حفظك الله: ((فما هو توجيهك لقوله تعالى في سورة النازعات الدال على أن دحو الأرض كان بعد خلق السماء)) هو أن الأمرَ كما ذكرتَ بنفسك أن الدحوَ كان بعد خلق السماء. وإذ نصّ القرآنُ على أن خلق السماء كان بعد خلق الأرض، لم يدخل الدحو في أيام خلق الأرض. ولو صحّ ما يُروى عن ابن عباس، فهو اجتهاد خاطئ مخالف لنصّ القرآن.
ثم لاحِظ أنّ قول المعلمي ليس متعلقاً بهذا السؤالِ الذي طرحتَه هنا، لأنه يقول: ((وإذ ذكر خلق السماء في يومين، لم يذكر ما يدل أنه في أثناء ذلك لم يحدث في الأرض شيئاً)). فهو يشير إلى أنه: في أثناء اليومين اللذين خُلقت فيهما السماء، قد يكون حدث شيء من أمور الخلق في الأرض. وهذا مدفوعٌ حتَّى بما في سورة النازعات، لأن دحوَ الأرض كان بعد خلق السماء لا "أثناء ذلك".
والله أعلى وأعلم
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[12 - 07 - 09, 07:17 م]ـ
طيب، أكرمك الله، أفهم من كلامك أن الأيام الأربعة كانت لخلق الأرض وإرساء الجبال وتقدير الأقوات، أي أن خلق الأرض كان في يومين، ثم بعدها في يومين آخرين جعل فيها الرواسي وقدر فيها الأقوات؟ أهذا ما تريد قوله؟.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 07 - 09, 07:24 م]ـ
وفي كل الأحوال فأيوب بن خالد ضعيف لا يجوز الاحتجاج بخبره. قال روح بن عبادة، عن موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد: «كنت في البحر، فأجنبت ليلة ثالث و عشرين من رمضان. فاغتسلت من ماء البحر، فوجدته عذباً فراتاً». وهذا كذب ظاهر. و قال الأزدي في ترجمة إسحاق بن مالك التنيسي، بعد أن روى من طريق هذا حديثاً عن جابر: «أيوب بن خالد ليس حديثه بذاك. تكلم فيه أهل العلم بالحديث. و كان يحيى بن سعيد و نظراؤه لا يكتبون حديثه». وقال عنه –كما في لسان الميزان (1|369) –: «ضعيف». وقال ابن حجر في التقريب: «فيه لين». ومع تضعيف هؤلاء كلهم، فإنه ليس فيه توثيق معتبر.
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[12 - 07 - 09, 08:41 م]ـ
¥(64/23)
الاستاذ الأمين سنأتي إلى السند إن شاء الله لكن بعد معرفة إشكالات المتن، وأنا لست مع طرف دون آخر، ولكني أريد التحقيق العلمي الموضوعي فحسب، وإذا بالغ طالب العلم في التنقيب والبحث ووصل بعد ذلك إلى نتيجة ما فلا أظنه ملام على ما يتدين به، إلا أن يكون ليس أهلاً لذلك أو لم يعط البحث حقه.
أعود إلى سؤالي السابق عن المتن، وقبل ذلك أود منك أخي الكريم أحمد الأقطش الابتعاد عن المبالغة في التعبير، وأعني بذلك عدة عبارات منها؛
1 - قولك حفظك الله: "صريحُ القرآن أنه لا تداخل بين خلقهما"، وذلك اعتماداً منك على لفظة (ثم) لأنها كما يقول أهل العربية تفيد الترتيب مع التراخي، وهذا في الحقيقة ليس نصاً، وإنما هو الظاهر لأن النص ما لا يحتمل معنى آخر كما هو معلوم في علم الأصول، وإنما قلتُ بأن لفظة (ثم) ليست نصاً، لأنها كما تأتي كثيراً لترتيب الحكم فإنها تأتي أحياناً لمجرد العطف دون الترتيب، كما قرر ذلك غير واحد من أهل العربية، ومن ذلك قوله تعالى: {ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ثم آتينا موسى الكتاب تماما}، ومعلوم أن إيتاء الله الكتاب لموسى كان قبل توصيته لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وقوله تعالى: {خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها}، ومعلوم أن خلق حواء كان قبل خلق ذرية آدم، وقوله تعالى: {وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه} ومعلوم أن نفخ الروح في آدم كان قبل خلق السلالة، مما يدل على أن لفظة (ثم) في هذه الآيات لا تقتضي الترتيب، ومن مجيء (ثم) لغير الترتيب في كلام العرب قول الشاعر:
إن من ساد ثم ساد أبوه ... ثم قد ساد قبل ذلك جده
ومعلوم أن السيادة كانت للجد ثم للأب ثم للابن، وليس العكس.
وكل ذلك فيه مناقشات إلا أن المقصود من إيراده البيان أن ما ذكر في الآيات ليس نصاً، وإنما هو ظاهر فقط.
2 - قولك حفظك الله بأن أيام خلق الأرض بأقواتها أربعة، وأن ذلك نص صريح لا يقبل الاجتهاد، بينما ظاهر النص القرآني أنها ستة، فإن الله قال: "خلق الأرض في يومين"، ثم قال: "وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام"، فهذه ستة أيام لخلق الأرض والأقوات والجبال، وما ذكرت حفظك الله من أنه نص إنما هو مجرد احتمال وليس هو ظاهر سياق القرآن، والله تعالى أعلم.
يتبع إن شاء الله ..
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[12 - 07 - 09, 11:08 م]ـ
تابع لما سبق ...
3 - قولك حفظك الله: "لأن الدحو ليس بخلق ... " الخ، إن كان مرادك أنه ليس بمعنى الخلق الذي هو بداية تكوين الأرض فصحيح، وإن كان مرادك نفي كونه خلقاً أصلاً فلا إخاله صواباً، لأنه إذا لم يكن خلقاً فماذا يسمى، وقد قال عامة أهل التفسير وأهل اللغة بأن الدحو معناها البسط، والبسط خلق.
ثم إن البسط معناه المد، وقد جعله سبحانه وتعالى مقارناً لخلق الجبال في غير ما آية، منها قوله تعالى في سورتي الحجر وق: {والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي}، وقوله تعالى في سورة الرعد: {وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي}.
وهذا القرن بين مد الأرض وخلق الجبال يبين لك أن إرساء الجبال وجعلها (أي خلقها) وإلقاءها كلها بمعنى واحد.
وأما القول بأن الدحي مفسر بقوله: {أخرج منها ماءها ومرعاها}، فليس بظاهر، إلا أن يقال بأن من مقتضيات الدحي إخراج الماء والمرعى، ولذلك قال الشيخ عطية محمد سالم في تكملة أضواء البيان (2/ 56) بعد ذكر كلام المفسرين: "فترى أن جميع المفسرين تقريباً متفقون على أن دحاها بمعنى بسطها، وقول ابن جرير وابن كثير: إن دحاها فسر بما بعده لا يتعارض مع البسط والتمهيد، كما قال أبو حيان: إنه ذَكَر لوازم التسكن إلى المعيشة عليها من إخراج مائها ومرعاها لأن بهما قوام الحياة".
قلت: ولا يدل قول ابن كثير في تفسيره بأن الدحو هو إخراج الماء والمرعى على أن هذا الإخراج ليس بخلق، بل سياق كلامه يدل على خلاف ذلك فإنه أراد بذلك أن يخرج دحو الأرض عن أن يكون هو المراد بخلقها الأول وتشكيل صورتها الأولى، وأن المراد به ما ورد في الآية الأخرى والتي فيها ذكر الأقوات، ولذلك قال كما في تفسيره (1/ 215): "وفي صحيح البخاري أن ابن عباس سئل عن هذا بعينه، فأجاب بأن الأرض خلقت قبل السماء وأن الأرض إنما دحيت بعد خلق السماء، وكذلك أجاب غير واحد من علماء التفسير قديما وحديثا، وقد قررنا ذلك في تفسير سورة النازعات".
وعليه فنفيك حفظك الله كون إرساء الجبال وإخراج المرعى والماء خلقاً ليس إلا مجرد احتمال، فضلاً عن أن يكون كما تقول: "وهذا صريحُ القرآن!!.
ثم إذا كان إخراج الماء والمرعى ليس خلقاً وتقدير الأقوات هو الخلق فقط فماذا يسمى الأول؟، وما الفرق بيه وبين الثاني؟، إن تكلف التفريق بينهما دون دليل يعتبر تحكماً لا سيما وعامة المفسرين على أن المقصود بقول الله تعالى: {أخرج منها ماءها ومرعاها} هو المقصود بقول الله تعالى: {وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام}، ولذلك جمعوا بين الآيات بما ذكره ابن عباس.
وعليه فالتفريق بين إخراج الماء والمرعى وبين تقدير الأقوات، بجعل الثاني هو الخلق دون الأول ليس إلا مجرد احتمال ضعيف، فضلاً عن أن يكون كما تقول: "وهذا مقطوعٌ به بنصّ كتاب الله!!! ".
يتبع غدا إن شاء الله
¥(64/24)
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[13 - 07 - 09, 03:13 ص]ـ
طيب، أكرمك الله، أفهم من كلامك أن الأيام الأربعة كانت لخلق الأرض وإرساء الجبال وتقدير الأقوات، أي أن خلق الأرض كان في يومين، ثم بعدها في يومين آخرين جعل فيها الرواسي وقدر فيها الأقوات؟ أهذا ما تريد قوله؟.الأستاذ الكريم .. بدايةً دعني أخبرك أن هذا النقاش ليس له علاقة بمتن الحديث لأن خلق السماوات غير مذكور فيه، وتكلَّف المعلّمي في إثبات خلق السماوات بأنه النور والدواب! فأرجو أن تضع الحديث نصب عينيك حتى لا يأخذك النقاش إلى نقاط لا تحسم الإشكالات التي نبّهنا إليها.
ونعم .. ما أريد أن أقوله هو ما قاله القرآن بالفعل: (في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء) فأيامُ خلقِ الأرض الأربعة جاءت متتابعة، وأعقبها خلق السماء. وأكَّده قوله تعالى: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاًثم استوى إلى السماء)، فكل ما في الأرض إنما خلقه الله جميعاً قبل استوائه إلى السماء. وهذا ما قاله ابن كثير أيضاً: ((فأمَّا خلقُ الأرض فقبل خلق السماء بالنصّ)).
الآن أنت تناقش في (ثُمّ) وأنها ليست للترتيب، فلماذا لم تناقش قوله (بعد ذلك) وأنه يأتي بمعنى (مع ذلك)؟ وسأتناول هذه النقطة في الردود القادمة بإذنه تعالى.
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[13 - 07 - 09, 05:34 ص]ـ
يا أخي الكريم أرجو ألا تكون مللت من المدارسة.
كلامك عن متن الحديث وسنده فيه عدة إشكالات، وهو في الحقيقة يتناول حديثاً في كتاب من أصح كتب السنة، ولذلك أرجو إن كنت ممن يبحث عن التحقيق أن تحتملني فإني أزعم أنك مخطئ في طريقة طرحك وفي النتيجة التي توصلت إليها، وينبغي على مثلك حفظك الله أن يفرح بمثل هذه المدارسة لأنها ستوصلنا إلى بحث دقيق إن شاء الله.
أعود إلى موضع النقاش؛
1 - بالنسبة لعدم لزوم اقتضاء (ثم) الترتيب إنما ألجأني إلى ذلك طريقتك في جعل المحتمل نصاً مقطوعاً به، فأردت أن أنبهك إلى ذلك وألا يأخذك الحماس والرضى عن بحثك إلى المبالغة في التعبير والاستدلال، وإنما جاء ذلك عرضاً بسبب طريقتك وإلا فلست بحاجة إلى الكلام عنها في أصل النقاش.
2 - بالنسبة لعدم ذكر خلق السماء في الحديث صدقت في ذلك، وما دام أنك استعجلت في إثارة هذه المسألة فسأوضح لك شيئاً مما أرمي إليه بمسألة التداخل، لو أنك جعلت مسألة الخلق متداخلة، هل سيكون لعدم ذكر خلق السماء في الحديث إشكال؟
وبمعنى آخر ما المانع أن تقنع نفسك بأن خلق الأرض بأقواتها وما فيها كان في ستة أيام، وأن الله خلق السماء أثناء خلق الأرض في يومين منها، وأن ذلك هو مقتضى كلام الله سبحانه وتعالى، هل هذا ممتنع أو يأباه سياق القرآن، أو تأباه قدرة الله الذي لا يقاس بخلقه؟.
وإذا كان الجواب بالنفي فإن الحديث حينئذٍ يكون قد تكلم عن خلق الأرض وما فيها فحسب ولم يتطرق لخلق السماء أصلاً.
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[13 - 07 - 09, 05:51 ص]ـ
أخي الكريم أحمد دعك من النقاشات الجانبية التي أثرتها أنا وكان السبب في إثارتها وصفك لكون خلق الأرض كلها بأقواتها كان قبل خلق الأرض أمراً منصوصاً عليه في صريح القرآن مقطوعاً به لا يقبل الاجتهاد، في حين أن العلماء كلهم على خلاف ما ذكرت، فإن عامتهم على أن خلق الأقوات كان بعد خلق السماء، وإذا لم يكونوا كلهم فلا أقل من أن يكونوا الجمهور، وإذا كان المخالف لك هو الجمهور فلا أظنك ما زلت مصراً على أن من خالفك قد خالفوا أمراً مقطوعاً به منصوصاً عليه في صريح القرآن.
دعك أخي الكريم من هذا كله، وقل لي هل ما زلت تقول بأن خلق الأرض كلها كان قبل خلق السماء، أم أصبح - وأرجو أن تكون موضوعياً - محتملاً عندك حفظك الله أن يكون بعض خلق الأرض وأعني به خلق الأقوات قد كان بعد خلق السماء؟
فإذا كان الجواب بالنفي، وما زلت مصراً على أن خلق الأرض كلها بأقواتها وما فيها متقدم على خلق السماء فأخبرني حفظك الله عن جواب السؤال الثاني الذي ابتدأتُ به النقاش، أعني خلق آدم هل هو عندك تابع لخلق الأرض أم لخلق السماء أم ليس تابعاً لهذه ولا هذه؟.
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[13 - 07 - 09, 06:05 ص]ـ
ملحوظة جانبية: أخي الكريم أحمد الأقطش بارك الله فيك ................... حبذا لو تكبر حجم الخط قليلا سواء في موضوعك هذا او ما يستقبل منها فحجم الخط صغير جدا
¥(64/25)
جزاك الله خيرا
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[14 - 07 - 09, 02:26 ص]ـ
أود منك أخي الكريم أحمد الأقطش الابتعاد عن المبالغة في التعبير، وأعني بذلك عدة عبارات منها؛
1 - قولك حفظك الله: "صريحُ القرآن أنه لا تداخل بين خلقهما"، وذلك اعتماداً منك على لفظة (ثم) لأنها كما يقول أهل العربية تفيد الترتيب مع التراخي، وهذا في الحقيقة ليس نصاً، وإنما هو الظاهر لأن النص ما لا يحتمل معنى آخر كما هو معلوم في علم الأصول، وإنما قلتُ بأن لفظة (ثم) ليست نصاً، لأنها كما تأتي كثيراً لترتيب الحكم فإنها تأتي أحياناً لمجرد العطف دون الترتيب، كما قرر ذلك غير واحد من أهل العربية قولي إن هذا صريح القرآن ليس فيه مبالغة، لأن (ثُمّ) تأتي للترتيب حتَّى في الأمثلة التي تفضلتَ بذكرها، ولو جاءت للعطف فتفيد البعديّة أيضاً كما قال الزجاج (لسان العرب، ثمم): ((و "ثُمَّ" لا تكون في العطوف إلا لشيء بعد شيء)).
قال ابن كثير (البقرة 30) بعد ذِكر آية البقرة وآية فُصّلت: ((فهذه وهذه دالّتان على أن الأرض خلقت قبل السماء، وهذا ما لا أعلم فيه نزاعاً بين العلماء، إلا ما نقله ابن جرير عن قتادة أنه زعم أن السماء خلقت قبل الأرض. وقد توقف في ذلك القرطبي في تفسيره لقوله تعالى: "أَءَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ?لسَّمَآءُ بَنَـ?هَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَـ?هَا وَ?لأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَـ?هَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَـ?هَا وَ?لْجِبَالَ أَرْسَـ?هَا" قالوا: فذكر خلق السماء قبل الأرض. وفي صحيح البخاري أن ابن عباس سئل عن هذا بعينه، فأجاب بأن الأرض خلقت قبل السماء، وأن الأرض إنما دُحيت بعد خلق السماء. وكذلك أجاب غير واحد من علماء التفسير قديماً وحديثاً، وقد حررنا ذلك في سورة النازعات.
وحاصل ذلك أن الدحي مفسر بقوله تعالى: "وَ?لأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَـ?هَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَـ?هَا وَ?لْجِبَالَ أَرْسَـ?هَا" ففسَّر الدحي بإخراج ما كان مودعاً فيها بالقوة إلى الفعل، لَمَّا أُكْمِلَت صورة المخلوقات الأرضية ثم السماوية، دحى بعد ذلك الأرض، فأخرجت ما كان مودعاً فيها من المياه، فنبتت النباتات على اختلاف أصنافها وصفاتها وألوانها وأشكالها، وكذلك جرت هذه الأفلاك، فدارت بما فيها من الكواكب الثوابت والسيارة، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وقد ذكر ابن أبي حاتم وابن مردويه في تفسير هذه الآية الحديث الذي رواه مسلم والنسائي في التفسير أيضاً من رواية ابن جريج قال: أخبرني إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي، فقال: "خلق الله التربة يوم السبت، وخلق الجبال فيها يوم الأحد، وخلق الشجر فيها يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة، من آخر ساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل". وهذا الحديث من غرائب صحيح مسلم، وقد تكلم عليه علي بن المديني والبخاري وغير واحد من الحفاظ، وجعلوه من كلام كعب، وأن أبا هريرة إنما سمعه من كلام كعب الأحبار، وإنما اشتبه على بعض الرواة، فجعلوه مرفوعاً، وقد حرر ذلك البيهقي)). اهـ
وقال الطبري في تفسير فصّلت: ((وقال جلّ ثناؤه: "في أرْبَعَةِ أيَّامٍ" لما ذكرنا قبلُ مِن الخبر الذي روينا عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه فرغ من خلق الأرض وجميع أسبابها ومنافعها من الأشجار والماء والمدائن والعمران والخراب في أربعة أيام، أوّلهنّ يوم الأحد وآخرهنّ يوم الأربعاء.
حدثني موسى قال: ثنا عمرو قال: ثنا أسباط، عن السديّ قال: خلق الجبال فيها وأقوات أهلها وشجرها وما ينبغي لها في يومين، في الثلاثاء والأربعاء)). اهـ
2 - قولك حفظك الله بأن أيام خلق الأرض بأقواتها أربعة، وأن ذلك نص صريح لا يقبل الاجتهاد، بينما ظاهر النص القرآني أنها ستة، فإن الله قال: "خلق الأرض في يومين"، ثم قال: "وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام"، فهذه ستة أيام لخلق الأرض والأقوات والجبال، وما ذكرت حفظك الله من أنه نص إنما هو مجرد احتمال وليس هو ظاهر سياق القرآن، والله تعالى أعلم. قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ) [ق 38] هذا نصٌّ مُحْكَمٌ في أن خلق السماوات والأرض وما بينهما استغرق ستة أيام، وأن الله في اليوم السابع لم يسترح كما تزعم اليهود.
كيف قسَّم الله صراحةً هذه الأيام الستة؟
- يقول تعالى: (خلق الأرض في يومين) [فصلت 9]. فهذا يومان لخلق الأرض.
- ثم قال في آخر الآيات: (فقضاهنّ سبع سماوات في يومين) [فصلت 12]. فهذان يومان لخلق السماوات.
فتلك أربعة أيام صريحة، والباقي يومان قطعاً لإتمام الستة، وهما ما في الأرض:
- لقوله تعالى: (وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها).
وإذ نصَّ سبحانه مِن قبلُ على أن الأرض خُلقت في يومين، فانضمَّ هذان اليومان مع هذين اليومين، فتمَّ خلقُ الأرض وما فيها في أربعة أيامٍ سواءً.
من هنا أستغرب قولك: ((وما ذكرتَ حفظك الله من أنه نص إنما هو مجرد احتمال وليس هو ظاهر سياق القرآن)) فأين هو الاحتمال؟ وإذا لم يكن هذا هو "ظاهر سياق القرآن"، فماذا يكون بارك الله فيك؟
¥(64/26)
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[14 - 07 - 09, 04:44 ص]ـ
3 - قولك حفظك الله: "لأن الدحو ليس بخلق ... " الخ، إن كان مرادك أنه ليس بمعنى الخلق الذي هو بداية تكوين الأرض فصحيح هذا هو الذي قصدتُه.
وقد قال عامة أهل التفسير وأهل اللغة بأن الدحو معناها البسط، والبسط خلق. أنا لا أنازِع في أن الدحو يعني البسط، ولكن الدحو ليس هو الخلقَ الأوّل. قال الطبري في تفسير النازعات: ((والقول الذي ذكرناه عن ابن عباس من أن الله تعالى خلق الأرض، وقدّر فيها أقواتها، ولم يَدْحُها، ثم استوى إلى السماء فسوّاهنّ سبع سماوات، ثم دحا الأرض بعد ذلك، فأخرج منها ماءها ومرعاها، وأرسى جبالها: أشبه بما دلّ عليه ظاهر التنزيل. لأنه جلّ ثناؤه قال: "والأرْضَ بَعْدَ ذلكَ دَحاها" والمعروف من معنى "بَعْد" أنه خلاف معنى "قَبْل". وليس في دحوِ الله الأرضَ بعد تسويته السماوات السبع وإغطاشه ليلها وإخراجه ضحاها، ما يوجب أن تكون الأرض خُلقت بعد خلق السماوات: لأن الدحو إنما هو البسط في كلام العرب)). اهـ فقد أخرجَ الدحوَ مِن خلق الأرض الذي هو سابقٌ على خلق السماوات.
ثم إن البسط معناه المد، وقد جعله سبحانه وتعالى مقارناً لخلق الجبال في غير ما آية، منها قوله تعالى في سورتي الحجر وق: {والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي}، وقوله تعالى في سورة الرعد: {وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي}. وهذا القرن بين مد الأرض وخلق الجبال يبين لك أن إرساء الجبال وجعلها (أي خلقها) وإلقاءها كلها بمعنى واحد. المواضع التي تفضلتَ بإحالتي إليها تؤكّد بالفعل أن الدحو هو المدّ، وهو بالمناسبة لا يعارض معنى إخراج الماء والمرعى كما سنذكر. لكنّ الإشكال في أنّ الدحو كان بعد خلق السماوات، بل بعد استوائه سبحانه على عرشه، فكيف يدخل في أيام خلق الأرض؟
يقول تعالى في سورة الرعد قبل الآية التي أشرتَ إليها: (الله الذي رفع السماوات بغير عمدٍ ترونها ثم استوى على العرش وسخّر الشمس والقمر كلّ يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون * وهو الذي مدّ الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً ومِن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يُغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون). فقوله (مَدّ الأرضَ) يقابل قوله (والأرض بعد ذلك دحاها)، وقوله (وجعل فيها رواسي) يقابل قوله (والجبال أرساها)، وقوله (وأنهاراً ومن كل الثمرات) يقابل قوله (أخرج منها ماءها ومرعاها). وكل هذا واقعٌ بعد خلق السماوات كما في النازعات، بل بعد استوائه سبحانه على العرش كما في الرعد.
أمّا أن قوله هنا (وجعل فيها رواسي وأنهاراً) معناه خلق الجبال، فيشكل عليه قوله (وأنهاراً) لأن إخراج الماء كان في دحو الأرض بعد خلق السماء. ويدلّ عليه أن الله تعالى قال في فصّلت: (وجعل فيها رواسي مِن فوقها)، بينما قال في الحجر وق: (والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها .. ). فهذه المواضع التي أشرتَ إليها تتحدث عن مرحلة دحو الأرض، وفيها أرسَى الله الجبالَ التي سبق وخلقها مِن قبل فوق الأرض. وهذه المواضع جميعها جاءت بعد آيات خلق السماوات في هذه السور المباركة.
إلا أن يقال بأن من مقتضيات الدحي إخراج الماء والمرعى هو كما تفضّلتَ، لأن إخراج الماء والمرعى كان بالدحو، ولذلك فلا تعارض.
ولذلك كان تعقيبك سديداً حفظك الله بإيراد كلام الشيخ عطية: ((فترى أن جميع المفسرين تقريباً متفقون على أن دحاها بمعنى بسطها، وقول ابن جرير وابن كثير: إن دحاها فسر بما بعده، لا يتعارض مع البسط والتمهيد. كما قال أبو حيان: إنه ذَكَر لوازم التسكن إلى المعيشة عليها من إخراج مائها ومرعاها لأن بهما قوام الحياة)). اهـ
وعليه فنفيك حفظك الله كون إرساء الجبال وإخراج المرعى والماء خلقاً ليس إلا مجرد احتمال، فضلاً عن أن يكون كما تقول: "وهذا صريحُ القرآن!! الإرساءُ والإخراج ليسا داخلين في الخلق الأول، هذا ما يقوله الطبري وابن كثير وما أقوله أيضاً. وليس في كلامي نفي صفة الخلق عن هذه الأمور، لأن الخلقَ لم ينقطع بعد خلق السماوات والأرض. بل كلامي كان عن الأيام الأربعة لخلق الأرض وما فيها.
وعامة المفسرين على أن المقصود بقول الله تعالى: {أخرج منها ماءها ومرعاها} هو المقصود بقول الله تعالى: {وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام}، ولذلك جمعوا بين الآيات بما ذكره ابن عباس. بدايةً، لم يكن تقديرُ الأقوات في أربعة أيام، فراجع ما ذكرناه عن تقسيم أيام الخلق.
أما تقدير الأقوات، فيقول الطبري في تفسير فصلت: ((والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله تعالى أخبر أنه قدّر في الأرض أقوات أهلها، وذلك ما يقوتهم من الغذاء، ويصلحهم من المعاش. ولم يخصص جلّ ثناؤه بقوله: "وَقَدَّرَ فِيها أقْوَاتَها" أنه قدّر فيها قوتاً دون قوت، بل عمّ الخبر عن تقديره فيها جميع الأقوات)). اهـ
أما قوله (أخرج منها ماءها ومرعاها)، فيقول الطبري: ((وقوله: "أخْرَجَ مِنْها ماءَها" يقول: فجَّر فيها الأنهار. "وَمَرْعاها" يقول: أنبت نباتَها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل)). اهـ
وقال النسفي في تفسير النازعات: ((ثم فَسَّرَ البسط فقال "أَخْرَجَ منها مَاءَها" بتفجير العيون "ومَرْعَاهَا" كلأها. ولذا لم يدخل العاطف على "أخرج". و "أخرج" حال بإضمار "قد". "والجبال أرساها": أثبتها)). اهـ
من هنا، فلا أجد توجيهاً لكلامك الذي تقول فيه:
وعليه فالتفريق بين إخراج الماء والمرعى وبين تقدير الأقوات، بجعل الثاني هو الخلق دون الأول ليس إلا مجرد احتمال ضعيف، فضلاً عن أن يكون كما تقول: "وهذا مقطوعٌ به بنصّ كتاب الله!!! "فأطلبُ منك أن تدعّم رأيك هذا، لأن ما أقوله هو ما يقوله المفسّرون ولم آتِ بدعاً من القول. وأمّا أنك لا تفرّق بين تقدير الأقوات الذي كان قبل خلق السماء وبين إخراج الماء والمرعى الذي كان بعد خلق السماء، فهذا هو الذي أراه احتمالاً ضعيفاً.
جزاك الله خيراً على هذا النقاش العميق، وسأكمل الردّ بإذنه تعالى، فدُم في حفظ الله.
¥(64/27)
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[14 - 07 - 09, 10:57 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد على تحمل إزعاجي، لكن أحب أن أحصر الخلاف الآن بيني وبينك لئلا يتشعب فيما لا معنى له.
أنت تقول بأن تقدير الأقوات وقع في يومين آخرين بعد اليومين الذين خلق الله سبحانه وتعالى فيهما الأرض مباشرة، ثم خلق الله السماء بعد الأيام الأربعة في يومين آخرين، وبالتالي تخرج قوله تعالى: {والأرض بعد ذلك دحاها} عن أن يكون داخلاً في أيام الخلق الستة.
وتقول بأن هذا صريح مقطوع به.
أما أنا فأريد أن أبين لك بأن هذا مجرد احتمال لا نص قطعي، بغض النظر عن الصواب هل هو في توالي خلق الأرض أم في مجيء خلق السماء بين أيامها الأربعة، فابق في محل النزاع هذا، لأن به يكون الجواب الصحيح عن سؤالي الأول عن تداخل الخلق بين السماء والأرض.
وقد تقدم كثير من الكلام الذي كنت أظنك - وأرجو أن تتجرد لمعرفة الحقيقة العلمية البحتة بغض النظر عن صاحبها أنا أم أنت - ستقنع بأنه كافٍ في نفي قطية الفهم الذي ذكرته أنت.
وعليه فلن أذهب بعيداً في بيان أقوال المفسرين وتحليل معانيها حول محل الخلاف، لأن كلامهم محتمل، يمكن لكل واحد منا أن يحوزه لصفه.
لكني سأدعم كلامي وهو في نفي قطعية فهمك حفظك الله فحسب دون ترجيح بما يلي؛
1 - حديث ابن عباس في صحيح البخاري يجعل خلق السماوات في يومين بين يومين لخلق الأرض ويومين لخلق الجبال والأقوات، وفسر دحو الأرض بأنه خلق في يومين بعد خلق السماء وهذا الحديث أصح ما يوجد في الباب، وأسوق لك لفظة ثانية، قال ابن عباس: ""وخلق الأرض في يومين ثم خلق السماء ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين ثم دحا الأرض ودحوها أن أخرج منها الماء والمرعى وخلق الجبال والجمال والآكام وما بينهما في يومين آخرين".
فهذا نص صريح من ابن عباس في الجمع بين الآيتين، وفي مخالفة ما هبت أنت إليه.
2 - إقرار جمهور المفسرين لما جمع به ابن عباس بين الآيتين سوى ابن جرير الطبري فإنه اعتمد على روايات لا تقاوم رواية البخاري بعضها عن ابن عباس من رواية السدي وأمثاله.
وإقرار جمهور المفسرين يطول استقصاؤه لكني سأنقل لك قول اشهرهم عنهم في ذلك أعني ابن كثير حيث يقول كما في التفسير (1/ 215): "وفي صحيح البخاري: "أن ابن عباس سئل عن هذا بعينه، فأجاب بأن الأرض خلقت قبل السماء وأن الأرض إنما دحيت بعد خلق السماء، وكذلك أجاب غير واحد من علماء التفسير قديما وحديثا، وقد قررنا ذلك في تفسير سورة النازعات".
وقد عرفت فيما تقدم قول ابن عباس الذي في صحيح البخاري، وأنه يؤخر يومين للأرض فيجعلها بعد خلق السماع.
أعود إلى موطن النزاع، وهو أنك تخالف ابن عباس ولست أشنع عليك في ذلك بل أشجع إعمال الذهن في استنباط المعاني لكني لست معك في جعل رأيك في معنى الآيات نصاً قطعياً لا يجوز الاجتهاد معه، أضف إلى ذلك أني لست معك في الجرأة المفرطة التي ألجأتك إلى التشكيك في صحة حديث ابن عباس والتخطئة له على فرضصحته عندك حيث قلت فيما سبق "ولو صحّ ما يُروى عن ابن عباس، فهو اجتهاد خاطئ مخالف لنصّ القرآن".
والسؤال هل ما زلت ترى ما تذكره أمراً مقطوعاً به مع مخالفة ترجمان القرآن وجماعة من المفسرين المتابعين له لك أم أنه تبين لك كونه احتمالا فقط.
في انتظار الجواب أولا.
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[14 - 07 - 09, 11:07 ص]ـ
أضف إلى ذلك أن جماعة كثيرة من أهل التفسير من المتقدمين والمتأخرين استشكلوا الجمع بين الآيات وحاولوا التخلص مما ظاهره التعارض بينها وبعضهم لم يقنع بما ذكره كالرازي وابن جزي وابن عادل الحنبلي والشوكاني والأمين الشنقيطي وغيرهم، وأجاب أكثرهم بجواب ابن عباس وهذا يدلك على عدم قطعية ما ذكرت حفظك الله
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[14 - 07 - 09, 07:50 م]ـ
هل ما زلت تقول بأن خلق الأرض كلها كان قبل خلق السماء، أم أصبح - وأرجو أن تكون موضوعياً - محتملاً عندك حفظك الله أن يكون بعض خلق الأرض وأعني به خلق الأقوات قد كان بعد خلق السماء؟ اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه. مِن رحمة الله بالعبد الفقير أنه يُذعِنُ للدليل، ولكن إذا تقابلت الأدلّة أحتكم إلى أوثقها.
¥(64/28)
هل ما زلتُ أقول بأن خلق الأرض كلها كان قبل خلق السماء؟ أي هل الأيام الأربعة متتالية وليست متفرقة؟ نعم، فهذا قوله تعالى: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء)، فجميعُ ما في الأرض خُلِقَ قبل استوائه سبحانه إلى السماء، والدحو إنما كان بعد خلق السماء. هذا هو ظاهر القرآن، وبه قال الطبري: ((وليس في دحوِ الله الأرضَ بعد تسويته السماوات السبع وإغطاشه ليلها وإخراجه ضحاها، ما يوجب أن تكون الأرض خُلقت بعد خلق السماوات: لأن الدحو إنما هو البسط في كلام العرب)). اهـ وكذا قال ابن كثير: ((لَمَّا أُكْمِلَت صورة المخلوقات الأرضية ثم السماوية، دحى بعد ذلك الأرض، فأخرجت ما كان مودعاً فيها من المياه)). اهـ
وقد أخذا مِن كلام ابن عبّاس أن الله خلق الأرض غير مدحوّة ثم خلق السماء، ثم بعد ذلك دحا الأرض. لكنهما تركا مِن كلام ابن عبّاس أن الدحو كان في يومين، وذلك لأن خلق السماوات تمَّم الأيامَ الستة وليس الدحوُ بداخلٍ في الأيام الأبعة لخلق الأرض وما فيها.
وقد قال الطبراني في تفسيره (البقرة 29): ((فإن قيل: هذه الآية تقتضي أن خلق السماء بعد الأرض، وقال تعالى في آيةٍ أُخرى: "أَمِ ?لسَّمَآءُ بَنَاهَا" ثم قال: "وَ?لأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا"؟ قِيْلَ: مجموعُ الآيتين يدلُّ على أن خَلْقَ الأرضِ قَبْلَ السَّماء، إلا أنَّ بَسْطَ الأرضِ بعد خَلْقِ السَّماء)). اهـ
وقال الزمخشري في تفسير هذه الآية: ((فإن قلت: أما يناقض هذا قوله: "وَ?لاْرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَـ?هَا"؟ قلت: لا، لأن جرم الأرض تقدم خلقُه خلقَ السماء، وأمّا دحوها فمتأخر)). اهـ
وبه قال النسفي في تفسير هذه الآية: ((ولا يناقض هذا قوله "وَ?لأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَـ?هَا" لأن جرم الأرض تقدم خلقه خلق السماء، وأما دحوها فمتأخر)). اهـ
وقال السمرقندي في تفسيره لهذه الآية: ((فإن قيل: قد قال في آيةٍ أخرى "أَمِ ?لسَّمَآءُ بَنَـ?هَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا" إلى قوله "وَ?لأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَـ?هَا" فذكر في تلك الآية أن الأرض خلقت بعد السماء، وذكر في هذه الآية أن الأرض خلقت قبل السماء؟ الجواب عن هذا أن يقال: خَلق الأرضَ قبل السماء، وهي ربوة حمراء في موضع الكعبة. فلمّا خلق السماء، بسط الأرض بعد خلق السماء. فذلك قوله تعالى: "وَ?لأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَـ?هَا" أي بسطها)). اهـ
وقال أبو حيان في تفسيره لهذه الآية: ((والذي تدل عليه هذه الآية أن خَلْقَ ما في الأرض لنا متقدمٌ على تسوية السماء سبعاً لا غير. والمختارُ أن جرم الأرض خُلِقَ قبل السماء، وخُلقت السماء بعدها، ثم دُحيت الأرض بعد خَلْق السماء. وبهذا يحتمل الجمع بين الآيات)). اهـ
وقال ابن جزي الغرناطي في تفسير هذه الآية: ((هذه الآية تقتضي أنه خلق السماء بعد الأرض، وقوله: "وَ?لأَرْضَ بَعْدَ ذَ?لِكَ دَحَاهَا" ظاهره خلاف ذلك. والجواب من وجهين: أحدهما: أن الأرض خلقت قبل السماء، ودحيت بعد ذلك فلا تعارض. والآخر: تكون ثم لترتيب الأخبار)). اهـ
فأنتَ ترى أن الخلاف إنما وقع في تقسيم أيام الخلق: لأنّ هناك مَن رأى أنّ مَدَّ الأرضِ وإخراجَ الماء والمرعى وتثبيتَ الجبال داخلٌ في أيام خلق الأرض، وهو قول ابن عباس ومَن قال به بعدَه. وأمّا مَن أخرج الدحوَ مِن أيام خلق الأرض، فاستند إلى ظاهر القرآن.
قال ابن الجوزي في تفسيره (البقرة 29): ((واختلفوا في كيفية تكميل خلق الأرض وما فيها، فقال ابن عبَّاس: بدأ بخلق الأرض في يومين، ثم خلق السماوات في يومين، وقدر فيها أقواتها في يومين. وقال الحسن ومجاهد: جمع خلق الأرض وما فيها في أربعة أيام متوالية، ثم خلق السماء في يومين)). اهـ
فعُلِم أن الإشكال في أن ابن عباس جعلَ خلق السماءِ واقعاً بين خلق الأرض وبين دحوها. يقول ابن عباس: ((وخلقَ الأرضَ في يومين، ثم خلق السماء. ثم استوى إلى السماء، فسواهن في يومين آخرين. ثم دحا الأرض - ودحوُها: أن أخرج منها الماء والمرعى - وخلق الجبال والجمال والآكام وما بينهما في يومين آخرين. فذلك قوله "دحاها" وقوله "خلق الأرض في يومين". فجُعِلَت الأرضُ وما فيها مِن شيءٍ في أربعة أيام، وخُلقت السموات في يومين)). اهـ
فقوله: ((وخلقَ الأرضَ في يومين، ثم خلق السماء ثم استوى إلى السماء)) يفيد أنَّ خَلْقَ السماء كان بعد يومين مِن خلق الأرض، واستخدَمَ "ثُمّ" للترتيب كما هو صريح كلامه. لكنّ هذا يردّه قوله تعالى (في أربعة أيامٍ سواءً للسائلين ثم استوى إلى السماء) وقوله (ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء) فهو صريحٌ في تمام الأيام الأربعة قبل الاستواء إلى السماء. فالله يقول: في أربعة أيامٍ ثُمّ، ويقول ابن عباس: في يومين ثُمّ. فلا نتكلَّفُ في توجيه معاني القرآن لأجل اجتهاد صحابيّ، لا سيّما وأنّ هناك مَن خالفه فيما قال.
مِن هنا أستغربُ أيضاً قولك حفظك الله: ((العلماء كلهم على خلاف ما ذكرت، فإن عامتهم على أن خلق الأقوات كان بعد خلق السماء، وإذا لم يكونوا كلهم فلا أقل من أن يكونوا الجمهور، وإذا كان المخالف لك هو الجمهور فلا أظنك ما زلت مصراً على أن من خالفك قد خالفوا أمراً مقطوعاً به منصوصاً عليه في صريح القرآن)). اهـ
فالقضية إذن هو استعظامك ردّ كلام ابن عباس، حتى ولو أدّى ذلك إلى إخضاع معاني القرآن لكلامه! وأنت تعلم أن اجتهاد الصحابيّ إذا خولف فيه فليس بحُجّة.
وقولي الذي أشرتَ إليه "ولو صحّ ما يُروى عن ابن عباس، فهو اجتهاد خاطئ مخالف لنصّ القرآن" ورأيتَ فيه جرأة مفرطة، فسأتناوله في ردّي التالي إن شاء الله تعالى.
¥(64/29)
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[14 - 07 - 09, 09:49 م]ـ
يا أخي بارك الله فيك هؤلاء الذين ذكرت أقوالهم أنا أزعم أنهم على خلاف ما ذكرت، غاية ما نقلت من أقوالهم أن يجعلون الدحو متأخر وهذا قد ذكرته لك لكنك قد استقر عندك أن الدحو ليس خلقاً فظنت أنهم مثلك وأقوالهم محتملة لكن استدلالهم بقول ابن عباس يؤيد كونهم يجعلون الدحو خلقاً استغرق يومين من أيام خلق الأرض، وأما قولك بأنهم أخذوا من قول ابن عباس بعضه وتركوا آخره فجرد دعوى، نعم بالنسبة للطبري فرأيه معروف، وهو معتمد على أثر آخر عن ابن عباس أشرت إليه في الردود السابقة.
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[14 - 07 - 09, 09:52 م]ـ
ملاحظة: يبدو أني سأغير من منهجيتي معك أخي الكريم، وسأطرح ما عندي عن الآيات والحديث وما أثير حول العلل والإشكالات دفعة واحدة، لأني أقدر أن مدارستنا ستطول جداً إذا بقينا بهذه الطريقة من الشرح لكل جزئية، واستميحك عذراً إن كنت أزعجتك بكلامي هذا أو السابق، لكني أنصحك كأخ بالتأني واتهام الفهم، والسلام.
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[14 - 07 - 09, 10:36 م]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد على تحمل إزعاجي وهل في تدبّر كتاب الله إزعاج .. بل جزاك الله خيراً أيها الكريم على هذه المباحثة الطيبة.
حديث ابن عباس في صحيح البخاري يجعل خلق السماوات في يومين بين يومين لخلق الأرض ويومين لخلق الجبال والأقوات، وفسر دحو الأرض بأنه خلق في يومين بعد خلق السماء وهذا الحديث أصح ما يوجد في الباب هذا قولُ ابن عباس وليس حديثاً مرفوعاً، واجتهاده رضي الله عنه غيرُ مُلزِمٍ لغيره، سواء أورده البخاري في كتابه أم لا. ثم هو فوق هذا ليس مِن مقاصد كتابه، فكلام ابن عباس ليس: "من حديث الرسول وسننه وأيامه".
ابن كثير حيث يقول كما في التفسير (1/ 215): "وفي صحيح البخاري: "أن ابن عباس سئل عن هذا بعينه، فأجاب بأن الأرض خلقت قبل السماء وأن الأرض إنما دحيت بعد خلق السماء، وكذلك أجاب غير واحد من علماء التفسير قديما وحديثا، وقد قررنا ذلك في تفسير سورة النازعات". كلامُ ابن كثير غيرُ ما ترمي إليه، لأنه فرَّق بين الخلق والدحو، وكلامُه صريحٌ في ذلك وقد ذكرتُ معظمه سابقاً. فالقول بأن خلق الأرض مقدَّمٌ على خلق السماء، وخلق السماء مقدَّم على دحو الأرض هو الذي يقصده ابن كثير، لا أن الدحو مِن الأيام الأربعة لخلق الأرض، بل ابن كثير على خلاف ذلك.
لقد قلتُ سابقاً إن ابن كثير لم يأخذ بقول ابن عباس إنَّ خَلْقَ السماء واقعٌ بين أيام خلق الأرض، وأزيدُ هنا فأنقل قوله الصريح في تفسير فصلت عقب كلام ابن عباس مباشرةً: ((وقوله تعالى "خلق الأرض في يومين" يعني يوم الأحد ويوم الاثنين "وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها" أي جعلها مباركة قابلةً للخير والبذر والغراس "وقدّر فيها أقواتها" وهو ما يحتاج أهلها إليه مِن الأرزاق والأماكن التي تزرع وتغرس، يعني يوم الثلاثاء والأربعاء. فهُما مع اليومين السابقين أربعة، ولهذا قال: "في أربعة أيامٍ سواءً للسائلين")). اهـ فهذا صريح كلامه في أن الأيام الأربعة متتابعة لا كما قال ابن عباس، فتأمّل.
أعود إلى موطن النزاع، وهو أنك تخالف ابن عباس ولست أشنع عليك في ذلك بل أشجع إعمال الذهن في استنباط المعاني لكني لست معك في جعل رأيك في معنى الآيات نصاً قطعياً لا يجوز الاجتهاد معه هذا ليس رأيي، بل هو ظاهر القرآن ولم آتِ بشيءٍ مِن عنديّاتي.
أضف إلى ذلك أني لست معك في الجرأة المفرطة التي ألجأتك إلى التشكيك في صحة حديث ابن عباس والتخطئة له على فرض صحته عندك القصّة التي حدثت مع ابن عباس ليست حديثاً مرفوعاً أيها الكريم، ولم يزعم ابن عباس رضي الله عنه أنه أخذ هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
وأما قولي: ((لو صَحّ ما يُروَى عن ابن عباس)) لأنّ هناك إشكالاً في إيراد البخاريّ له، إذ هو ليس على شرطه. فقد أورده معلّقاً، ثم أسنده بعد سياقة المتن. قال ابن حجر: ((ولم يُخرِج البخاريّ ليوسف ولا لعبيد الله بن عمرو ولا لزيد بن أبي أنيسة حديثاً مسنداً سواه. وفي مغايرة البخاري سياق الإسناد عن ترتيبه المعهودِ إشارةٌ إلى أنه ليس على شرطه، وإن صارت صورته صورة الموصول. وقد صرّح ابن خزيمة في صحيحه بهذا الاصطلاح، وأن ما يورده بهذه الكيفية ليس على شرط صحيحه)). اهـ
¥(64/30)
وقد أشار قبلُ ابنُ حجر إلى اختلاف النسخ في إثبات السند، فليس هو موجوداً في رواية النسفي وإحدى روايات الفربري. وقد اعتبره محمد فؤاد عبد الباقي معلّقاً - وذلك في طبعة السلفية للفتح - فلم يُعطه رقماً.
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[15 - 07 - 09, 02:21 ص]ـ
يا أخي بارك الله فيك هؤلاء الذين ذكرت أقوالهم أنا أزعم أنهم على خلاف ما ذكرت، غاية ما نقلت من أقوالهم أن يجعلون الدحو متأخر وهذا قد ذكرته لك لاحِظ أنّنا متفقون على أن بسطَ الأرض كان بعد خلق السماء، وقد سُقتُ أقوال المفسّرين لهذا الغرض لأقول إنهم اتفقوا في المقدمات، لكن بعضهم اختلف في النتيجة، وبعضهم توقّف:
- فقد ذهبوا إلى أن خلْقَ الأرضِ وما فيها إنما كان قبل خلق السماء، وهذا ظاهر القرآن.
- وكذلك ذهبوا إلى أن الدحوَ كان بعد خلق السماء، وهذا أيضاً ظاهر القرآن.
- فلماذا اختلفوا في النتيجة؟
لقد وقع اللبس لديهم في الدحو، أيدخل في أيام خلق الأرض أم لا؟ فلو دخل، إذن فهو سابقٌ على خلق السماء لأن أيام خلق الأرض سابقة على يومَي خلق السماء. وما فعله ابن عبّاس أنه وزَّع أيام خلق الأرض الأربعة: فجعل يومين قبل خلق السماء، ويومين بعدها، مع أن القرآن لم يقل إن الدحو كان في يومين.
وهذا اللبس راجعٌ إلى فهمهم الدحو على أنه خلق بمعنى الإيجاد. ويعكر عليه أن بسطك الشيء لا يعني خلقك له، لأنك تبسط ما هو موجود فعلاً. وتثبيت الجبال يعني أنها لم تكن مثبتة قبل هذا أي أنها كانت قد خُلقت فعلاً. وإخراج الماء والنبات يعني أنه كان موجوداً فيها مِن قبل.
وإذ قال الله إن الأيام الأربعة لخلق الأرض تمَّت قبل خلق السماء: (في أربعة أيامٍ سواءً للسائلين ثم استوى إلى السماء)، وقال إن خلق السماء كان في يومين، فتمّت بذلك الأيامُ الستّة لخلق السماوات والأرض: عُلِم أنّ ما كان بعد ذلك ليس داخلاً في الأيام الستة.
وبيان ذلك في النقاط التالية:
- الله سبحانه نصَّ على أن الأيام التي كانت قبل استوائه على العرش كانت ستة أيام، فقال جلّ شأنه في الأعراف: (إنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ).
- ولكن هل استوى بعد خلق الأرض أم بعد خلق السماوات؟ يجيبُ كتابُ الله بأنه سبحانه استوى على العرش بعد خلق السماوات لقوله تعالى: (رفع السماوات بغير عمدٍ ترونها ثم استوى على العرش).
- ولكن هل كان بسطُ الأرض قبل الاستواء على العرش أم بعده؟ يُجيبُ كتاب الله بأنه سبحانه بسطَ الأرضَ بعد استوائه على العرش لا قبله، فقال في الرعد: (الله الذي رفع السماوات بغير عمدٍ ترونها ثم استوى على العرش وسخّر الشمس والقمر كلّ يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون * وهو الذي مدّ الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً). فكيف يدخلُ الدحو في أيام خلق الأرض الأربعة التي كانت انتهت مِن قبل؟
- فهذه الآيات جميعها إذا ضممتها إلى بعضها البعض، وجدتَ تسلسل أيام الخلق هكذا:
(خلق الأرض) في يومين
||
7
(خلق الجبال وتقدير الأقوات) في يومين
[المجموع أربعة أيام سواء]
||
7
(خلق السماوات) في يومين
[مجموع خلق السماء والأرض: ستة أيام]
||
7
(استواء الله سبحانه على العرش)
||
7
(مَدّ الأرض وإخراج الماء والمرعى وإرساء الجبال)
وأما قولك بأنهم أخذوا من قول ابن عباس بعضه وتركوا آخره فجرد دعوى، نعم بالنسبة للطبري فرأيه معروف، وهو معتمد على أثر آخر عن ابن عباس أشرت إليه في الردود السابقة. وهذا ابن كثير أيضاً تركَ قولَ ابنَ عباس كما ذكرتُ صريحَ كلامه في المشاركة السابقة: فقال بأن أيام خلق الأرض الأربعة جاءت متتالية من الأحد إلى الأربعاء. وهذا أيضاً رأي الحسن ومجاهد: ((جمع خلق الأرض وما فيها في أربعة أيام متوالية، ثم خلق السماء في يومين)).
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[15 - 07 - 09, 06:56 م]ـ
¥(64/31)
ملاحظة: يبدو أني سأغير من منهجيتي معك أخي الكريم، وسأطرح ما عندي عن الآيات والحديث وما أثير حول العلل والإشكالات دفعة واحدة، لأني أقدر أن مدارستنا ستطول جداً إذا بقينا بهذه الطريقة من الشرح لكل جزئية، واستميحك عذراً إن كنت أزعجتك بكلامي هذا أو السابق، لكني أنصحك كأخ بالتأني واتهام الفهم، والسلام. كان هذا طلبي بارك الله فيك أن نناقش متن الحديث، فإذا بك تُدخلنا في مسألة لا تحلّ الإشكالات التي نحن بصددها. ولكنني تواصلتُ معك للاستزادة مِن نبعك العذب، فجزاك الله عنّي خير الجزاء.
لقد بدأتَ حوارَك مفترضاً أن أيام خلق الأرض والجبال وتقدير الأقوات كانت ستة أيام (يومان للأرض + أربعة أيام لتقدير الأقوات)، ولذلك كان كلامُك موجَّهاً لهذا الغرض. فقد قلتَ سابقاً:
((بينما ظاهر النص القرآني أنها ستة، فإن الله قال: "خلق الأرض في يومين"، ثم قال: "وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام"، فهذه ستة أيام لخلق الأرض والأقوات والجبال، وما ذكرت حفظك الله من أنه نص إنما هو مجرد احتمال وليس هو ظاهر سياق القرآن)). اهـ
فلا أدري - أكرمك الله - مَن أولى باتهام الفهم، خصوصاً وأن قول ابن عبّاس الذي تقول إنه أصحّ حديثٍ في الباب يقول غيرَ الذي تقول.
وسبب ذلك أن الحديثَ الذي بين أيدينا جعل الأيام الستة خاصّة بالأرض، بدأت بالسبت وانتهت بالخميس، ثم خلق الله آدم في يوم الجمعة، ولا يوجد ذِكرٌ للسماء! وقد قلتُ لك سابقاً إن الحديث لم يَذكُر خلق السماء، فردَدْتَ بالإيجاب وقلتَ:
((بالنسبة لعدم ذكر خلق السماء في الحديث صدقت في ذلك، وما دام أنك استعجلت في إثارة هذه المسألة فسأوضح لك شيئاً مما أرمي إليه بمسألة التداخل، لو أنك جعلت مسألة الخلق متداخلة، هل سيكون لعدم ذكر خلق السماء في الحديث إشكال؟ وبمعنى آخر ما المانع أن تقنع نفسك بأن خلق الأرض بأقواتها وما فيها كان في ستة أيام، وأن الله خلق السماء أثناء خلق الأرض في يومين منها)). اهـ
فأنا لا أُقنِع نفسي، أنا أُلزِم نفسي بما يقوله القرآن أولاً، وأُخضِع باقي النصوصَ له وليس العكس. إن الذي حَمَلَك على أن تجعل أيام خلق الأرض وما فيها ستة أيام - وليس أربعة كما يقول القرآن - راجعٌ إلى أنّه عزَّ عليك الطعن في الحديث! فقد قلتَ في مشاركة سابقة:
((كلامك عن متن الحديث وسنده فيه عدة إشكالات، وهو في الحقيقة يتناول حديثاً في كتاب من أصح كتب السنة، ولذلك أرجو إن كنت ممن يبحث عن التحقيق أن تحتملني فإني أزعم أنك مخطئ في طريقة طرحك وفي النتيجة التي توصلت إليها)). اهـ
فإذا كنتَ تدافع عن كتابٍ مِن أصحّ كتب السنّة، فأنا أدافع عن أصحّ الكتب على الإطلاق، وقد أوضحتُ آنفاً أنني أتركُ الثقة إلى ما هو أوثق منه.
ونقدك لطرحي ونتيجتي شيء يُسعدني وربّ الكعبة، لأنني أحوج ما أكون إلى التقويم. وكنتُ أنتظر أن تفنّد علل الإسناد نقطةً نقطةً، ثم ننتقل إلى المتن نقطةً نقطةً أيضاً. لكنك آثرتَ البدء بالمتن، وارتكزتَ على قضية تداخل أيام الخلق.
وصدّقني لستُ متعصّباً لرأيي، ولكنّني أختلف معك في تناولك للمسألة. ولا أدري إن كنتَ لاحظتَ ذلك التعارض بين حديث التربة وقول ابن عباس الذي تتمسّك به: فقول ابن عباس صريح في أن أيام الأرض أربعة، غاية ما هنالك أنه جعل اثنين منها قبل خلق السماء، واثنين منها بعد خلق السماء. إلاّ إذا تكلّفتَ هنا وجعلتَ مقصد ابن عباس أن أيام خلق الأرض ستة لا أربعة!
في انتظار ردّك الكريم
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[15 - 07 - 09, 11:34 م]ـ
أعتذر إليك أخي الكريم عن الإجابة، وكما قلت لك سابقاً سأطرح ما عندي دفعة واحدة لكن بعد السفر فإني ذاهب إلى المملكة العربية السعودية، وبعد طرحي لما عندي سترى إن شاء الله أوجه معنى الحديث والآيات بما لا يجعل بينها تعارضاً، وكوني أدافع عن حديث في مسلم لا يعيبني بل هو المطلوب من أهل العلم قبل إصدار الأحكام جزافاً فإذا لم يكن هناك مساغ مقبول لمعنى الحديث فالمطلوب منه التوقف أو على الأقل أبراز شيئٍ مما توصل إليه من العلة بعبارة مقبولة.
وذلك لأنه ليس ثمة عقل كامل لا يغلط في الفهم، وهناك فرق بين فهم العبد لمراد الله من كلامه وبين مراد الله حقيقة، وقد ذكرت لك مجيء ثم لغير الترتيب وقول غير واحد بها ومع ذلك تأبى إلا أن يكون حملك لها هنا على الترتيب هو مراد الله، أسأل الله لي ولك الهدى والسداد، وألا أكون أو تكون أبا شبر، والسلام.
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[16 - 07 - 09, 02:50 ص]ـ
أعتذر إليك أخي الكريم عن الإجابة، وكما قلت لك سابقاً سأطرح ما عندي دفعة واحدة لكن بعد السفر فإني ذاهب إلى المملكة العربية السعودية، وبعد طرحي لما عندي سترى إن شاء الله أوجه معنى الحديث والآيات بما لا يجعل بينها تعارضاً، وكوني أدافع عن حديث في مسلم لا يعيبني بل هو المطلوب من أهل العلم قبل إصدار الأحكام جزافاً فإذا لم يكن هناك مساغ مقبول لمعنى الحديث فالمطلوب منه التوقف أو على الأقل أبراز شيئٍ مما توصل إليه من العلة بعبارة مقبولة.
وذلك لأنه ليس ثمة عقل كامل لا يغلط في الفهم، وهناك فرق بين فهم العبد لمراد الله من كلامه وبين مراد الله حقيقة، وقد ذكرت لك مجيء ثم لغير الترتيب وقول غير واحد بها ومع ذلك تأبى إلا أن يكون حملك لها هنا على الترتيب هو مراد الله، أسأل الله لي ولك الهدى والسداد، وألا أكون أو تكون أبا شبر، والسلام. أسأل الله أن يسلّمك من كل سوء، حفظك الله في سفرك وسأنتظر عودتك الكريمة بإذنه تعالى.
¥(64/32)
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[09 - 06 - 10, 12:34 ص]ـ
الأخ أحمد الأفطش بارك الله فيكم و زادك علماً هكذا يكون البحث العلمي المتين و الرصين فى هذا المجال ميدان العلل و الحكم على الحديث و ياليتك تدلنا على كل الوسائل و المصادر التى تشرح ببيان موسع العلل على النحو الذى قدمته و ذلك فى موضوع أو مقال منفصل تضعه هنا فى الملتقى و فى غيره لتعم الفائدة
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[09 - 06 - 10, 01:44 ص]ـ
قال أحمد الأفطش: __________________________________________________ __________________________ أيوب لم يسمع من عبد الله بن رافع العلة القاضية الأخرى هي الانقطاع بين أيوب وعبد الله بن رافع، فإنه لم يثبت سماعه منه أيضاً. قال ابن أبي حاتم في ترجمة أيوب (الجرح والتعديل 873، 2/ 245): ((روى عن: جابر بن عبد الله، وزيد بن خالد الجهني، وعبد الله بن رافع مولى أم سلمة. روى عنه: عمر مولى غفرة، وموسى بن عبيدة. سمعتُ أبى وأبا زرعة يقولان ذلك، لم يذكر أبو زرعة: زيد بن خالد، وعبد الله بن رافع)). اهـ قلتُ: وما نبّه إليه ابن أبي حاتم عن أبي زرعة صحيح، فليس لأيوب سماع من عبد الله بن رافع __________________________________________________ __________________________ وهل هذا دليل , لعل أبا زرعة لم يبلغه هذا أو نسى , فمن يعلم بأمر يذكر زيادة عمن لا يعلم ......... ربما كان هذا السبب فى أن أبا حاتم ذكر ما لم يذكره أبو زرعة كما يفهم من هذا النص .............................................. .............................. .............................................. فهل يوجد دليل آخر قوى يبين عدم سماعه منه؟؟؟؟!!!!!!!!!
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[09 - 06 - 10, 01:53 ص]ـ
إقتباس من قول الأخ أحمد الأفطش __________________________________________________ __________________________ قال المزي في ترجمة أيوب (تهذيب الكمال 3/ 469): ((روى له مسلم والنسائي حديثاً واحداً .. عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، عن أبي هريرة قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي، فقال: "خلق الله التربة يوم السبت")). اهـ فلا تُعرف له رواية عنه إلا في هذا الحديث فقط __________________________________________________ __________________________ أليست دلالة قول المزي السابق أن أيوب لا تعرف له رواية عن ابن رافع فى مسلم و النسائي إلا في هذا الحديث فقط .. وليس هذا على الإطلاق فى سائر الكتب فقد يكون له رواية عنه عند غيرهما؟؟؟ .............................................. ف هل يوجد دليل على صحة ذلك من عدمه؟!!
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[15 - 06 - 10, 04:23 م]ـ
الأخ أحمد الأقطش بارك الله فيكم و زادك علماً هكذا يكون البحث العلمي المتين و الرصين فى هذا المجال ميدان العلل و الحكم على الحديث و ياليتك تدلنا على كل الوسائل و المصادر التى تشرح ببيان موسع العلل على النحو الذى قدمته و ذلك فى موضوع أو مقال منفصل تضعه هنا فى الملتقى و فى غيره لتعم الفائدة جزاك الله خيراً أخي الكريم على كلماتك الطيبة التي لستُ أهلاً لها ..
وأما فيما يتعلّق بالوقوف على العلل فلأهل العِلم كلامٌ فيه مبثوثٌ في مصنَّفاتهم. فأوَّل ما يُبتدأ به هو جمع الطرق حتَّى تنجلي آفات الحديث، وأقوالُ الأئمة كثيرةٌ بهذا الخصوص. فقد قال يحيى بن معين: ((اكتب الحديث خمسين مرة، فإنّ له آفات كثيرة)) وقال: ((لو لم نكتب الحديث مِن ثلاثين وجهاً، ما عقلناه!)) وقال ابن المديني: ((الباب إذا لم تجمع طرقه، لم يتبين خطؤه)).
وبعد أن يَجتمع شتاتُ الطرق أمامك، تنظر في أسانيدها لِتَعْلَم حال رجالها إن كان مدارها على ثقات أو غير ذلك، مسترشداً بأقوال العلماء في نقد الرجال. وكذا تنظر في اتصال السند واتفاق الروايات في وصله أو وقوع اختلاف فيه بأن يُروى مرسلاً مِن وجه آخر، أو وقوع اختلاف في سماع راوٍ مِن شيخه، أو اختلاف في عنعنة مدلِّس بأنْ يأتي تصريحُه بالتحديث مِن وجه غير معتبر. وكذا اتفاق الروايات في رفع الحديث أو وقوع اختلاف في رفعه بأن يُروى موقوفاً مِن وجه آخر، وغير ذلك.
¥(64/33)
ثم تنظر في متونها لِتَعْلَم حال ألفاظها إنْ كانت متفقةً أو مختلفة، بأن تتفرّد روايةٌ بلفظ ليس في باقي الروايات، أو تشذّ عنها، أو تُدرج كلاماً للراوي ليس مِن الحديث فيشتبه على مَن بعده، أو تختصر الحديث بما يخلّ بالمعنى، وغير ذلك.
وتَبقى مسألة خلافية: وهي ما وُقِفَ فيه على عِلَّةٍ وكان في الصحيحين أو أحدهما، هل تُعَلَّ به هذه الأحاديث أم لا؟ فيه مذهبان: الأول هو أنّ الشيخين رحمهما الله اجتهدا في انتقاء ما صحَّ عندهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، ولكن قد يقع في كتابيهما مِن الأحاديث ما فيه عللٌ إمّا خَفِيت عليهما - أو أحدهما - وإمّا وجداها غير قادحة، وإمّا رجّحا جانب الصحّة في هذه الأحاديث. وأكثر هذه وقع لمسلم، فإنّ البخاريَّ كان أتقن لهذا الفنّ منه. والمذهب الثاني: هو أنّ كلّ أحاديث الكتابَين مقطوعٌ بصحّتها، لأنّ الأمّة تلقتهما بالقبول. وما انتقده الحفاظ قديماً كالدارقطني وغيره فليس مِمَّا تلقته الأمة بالقبول، ومع ذلك فالصواب فيه مع الشيخين. وهذا صريح مذهب ابن الصلاح.
والمذهب الأول هو ما أراه، وهو صنيع الدارقطني وابن عمار الشهيد وأبو علي الجياني والرشيد العطار وأبو مسعود الدمشقي، وقد أصابوا في بعض ما انتقدوه. وليست العبرة بتعيين الأحاديث التي انتقدها السابقون وحصْرها وإخراجها مِمَّا تُلُقِّيَ بالقبول، بل العبرة بتعيين العِلّة ومكمن الخلل في الحديث حتى ولو لم ينتقده القدماء لأنّ عدم إعلال السابقين للحديث ليس مانعاً مِن إعلاله متى وُقِفَ على عِلَّته، كما قال ابن حجر: ((قد يخفى على الحافظ بعض العلل في الحديث، فيحكم عليه بالصحّة بمقتضى ما ظهر له. ويطّلع عليها غيره، فيردّ بها الخبر)).
وأضرب لك مثالين أحدهما تفرّد به مسلم عن البخاريّ، والآخر تفرّد به البخاريّ عن مسلم. الأول: حديثُ الجسّاسة صحَّحه الإمام مسلم، ولم يأتِ صريحاً عن أحدٍ مِن علماء الحديث أنه أعلَّه. ومع ذلك فهذا الحديث فيه عِلَل قادحة فصَّلتُها في موضوع "حديث الجساسة غريب فرد" وثار حوله نقاش حادّ. وهذا الحديث مِمَّا تركه الإمام البخاريّ ولم يخرجه في صحيحه، وصرَّح ابنُ حجر بأنّ البخاريّ رجَّح عليه أحاديث ابن صياد. ونازعني في ذلك بعض المتحاورين في ذلك الموضوع بأنّ البخاريَّ صحّحه خارج الصحيح ونقله الترمذي في علله. فقلتُ: إنه رجَّح بين طريقين للحديث ولم يحكم بالصحّة المطلقة، وصنيعُه في صحيحه دالٌّ على أنّ حديث فاطمة بنت قيس مرجوحٌ عنده. وسُقتُ مِن الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة وأقوال الصحابة والتابعين ما بيَّنتُ به عِلّة حديث الجسّاسة.
والثاني: حديث ملاقاة إبراهيم أباه يوم القيامة تفرّد بإخراجه البخاريّ، وتكلّمتُ على ما في سنده ومتنه مِن العلل القادحة، وسَبَقَ أن طَعَن في صحّته الإمام الإسماعيليّ وأنه مخالف لصريح القرآن، وردّ عليه ابن حجر بردود لا تنهض. وسُقتُ أقوال أئمة التفسير الذين تكلّموا في هذا الحديث.
ولستُ أزعم أنّني مُصيبٌ فيما ذهبتُ إليه، بل أفتأ أعرضُ ما أقفُ عليه حتَّى يُناقَش ويُصوَّب فأستفيد ويستفيد غيري. ونسأل الله أن يجعلنا مِن الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه.
والله أعلى وأعلم
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 07:00 م]ـ
.
وأما فيما يتعلّق بالوقوف على العلل فلأهل العِلم كلامٌ فيه مبثوثٌ في مصنَّفاتهم. فأوَّل ما يُبتدأ به هو جمع الطرق حتَّى تنجلي آفات الحديث، ..................
أخى الكريم بارك الله فيك على هذا العرض القيم
و لكنى أعنى أمراً آخر , فأنا - و الحمد لله - لم يخف علي تفاصيل هذا المنهج الرصين للعلماء ...
و إنما قصدت أن أسأل عن الكتب و الأبحاث و المصادر مهما تنوعت و التى هى مظان للبيان و الشرح الموسع لعلل الحديث و الأثر , و إن لم تكن قد صنفت من أجل ذلك!
و كذلك التى صنفت لبيان و شرح العلل بهذا التوسع
على أن تكون دقيقة و متقنة
و يمكن مراجعة المواضيع التالية لعلك تفيدنا فيها ذاكراً جواب ماسألت أنا عنه أعلاه:
كتب هامة جداً فى علم بيان العلل متوفرة مصورة (أو غير متوفرة على الشبكة) نرجو تحويلها إلى الشاملة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=213553)
¥(64/34)
العلماء و الكتب التى يجب أن نعتد بهم و بها فى الحكم على الحديث .. للمشاركة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=195384)
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[15 - 06 - 10, 09:38 م]ـ
ولستُ أزعم أنّني مُصيبٌ فيما ذهبتُ إليه، بل أفتأ أعرضُ ما أقفُ عليه حتَّى يُناقَش ويُصوَّب فأستفيد ويستفيد غيري.
لكنك تكاد تكون مغرمًا بانتقاد أحاديث الشيخين خاصة! وعبارتك في النقد حارة كما تحب ذلك!
وقد سبق ونهيناك عن المضي قدمًا في سلوك تلك الخطة في معالجة أحاديث الصحيحين؟ إلا أنك تأبى إلا أن تطأ قدماك وهاد تلك الأغوار!
وكان من شؤم ذلك الانتقاد الحار لأحاديث الشيخين = أنك جعلتَ تبتكر عللا لم يسبقك إليها أحدٌ من أهل الدنيا! اللهم إلا أن يكون شراذم من أقحاح أهل البدع والأهواء من المعاصرين؟
وكأنما حلِيَ لك هذا المسلك الوعر! فجعلت تتقدم فيه شاهرًا سيف المخالفة والمجازفة! وكان من نتائج شريف أعمالك في هذا الصدد:
1 - تضععيف حديث الجساسة! وهذا لم يسبقك إليه أحد من أئمة الإسلام! ولا في المنام!
2 - تضعييف حديث طواف سليمان على نسائه! وقد تفردتَ أنت بتضعييف دون نقاد أهل الدنيا!
3 - تضعييف حديث تناول النبي للسم يوم خيبر! ولم يسبقك أحد إلى طرْحه أرضًا يا هداك الله!
4 - تضعييف حديث أبي وأباك في النار! وقد زدتّ في إعلاله بما لم يأت به السيوطي نفسه!
5 - تضعييف حديث عدم الإذن للنبي بالاستغفار لأمه! وقد جاوزتَ السيوطي في سبْك ابتكار علله؟
ولا تزال القائمة تسير بأخينا الأقطش حتى يأتي على بقية ما يأمل الانقضاض عليه من (أحاديث الشيخين) وحدهما!
وقد كنتُ قلتُ لك في مكان آخر:
المشكلة عند أخينا الأقطش: أنه يعمد أولا في نقده إلى مخالفة كل حديث إلى العقل والذوق! فإن لم يجد! زعم مخالفته للقرآن! فإن لم يجد! ادعى مخالفته للسنة الصحيحة! وربما جمع بين تلك الأمور جميعًا كما في هذا الحديث وغيره!
ثم بحث في سنده عن تلك العلل القوادح - في نظره - ريثما يتم له من الأمر ما أراد!
وليته يسلك هذا السبيل في تضعيف الأحاديث الضعيفة بحق!
وإنما هو متخصص في نقد أحاديث الصحيحين وحسب!
والسؤال هنا: لماذا هو مغرم بنقد تلك الأحاديث التي يكاد يكون غير مسبوق بالغمز منها فضلا عن إضجاعها أرضًا ثم الإجهاز عليها!
والجواب بدون مواربة: أن كثيرا من تلك الأحاديث قد نعاها على المحدثين وجهابذة الإسلام = شراذم من أئمة البدع والانحراف من السابقين واللاحقين حتى أولئك العصرانيين والعلمانيين!
فرأى أخونا الأقطش: أنه لا يتم درء شبهات هؤلاء الناعقين الناعين على الإسلام = إلا بإسقاط تلك الأحاديث الصحيحة - المُنْتَقدة - من قائمة التعويل عليها ولو كان مقامها في قلب الصحيحين!
فكانت تلك الأمور: هي التي دفعتْ صاحبنا إلى إسقاط هذا الحديث البتة! كيما يدرأ عن الإسلام شبهات اليهود والشيعة! فكان حاله كما قال ابنُ إدريس المُطَّلِبي:
رَامَ نَفْعَاً فضرَّ مِنْ غَيْرِ قصْدِ ** وَمِنَ البرِّ مَا يَكُونُ عُقُوقَا!!
ولذلك تراه في غير موضع: يُهوِّن من شأن دعوى اتفاق - ولا أقول إجماع - النقاد على صحة أحاديث الصحيحين مطلقا أو في الجملة!
راجع له (المشاركة /رقم /31) على هذا الرابط:
استفسار حول ما ضعّفه الشيخ الألباني رحمه الله من أحاديث الصحيحين ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=42209)
والغريب: أنه يَدِجُّ - يعني: يسعى - إلى انتقاد تلكم الأحاديث التي انتقدها قبله صناديد العقلانيين والعصرانيين وأذنابهم! ويذر تلك الردود والرعود لأئمة هذا الزمان الذين أتوا بها على بنيان تخريفات القوم من القواعد حتى سقط عليهم السقف من فوقهم! وأتتْهم سهام الانتصار للإسلام من حيث لا يشعرون!
بل تراه في انتقاده بعض تلك الأحاديث: يُردِّد ذات الشبهات التي رام بها جماعة من أغمار الدهماء أن يدرأوا بها في نحر أئمة الإسلام! وغفلوا عن أن تلك السهام الطائشة سرعان ما ترتدُّ إلى راميها في عجلة لتصيبَ مَقَاتِله!
راجع له (المشاركة/رقم/5) على هذا الرابط:
مرفوع أم موقوف: طواف سليمان على نسائه؟ ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=28865)
وهناك تجده يقول بالحرف:
خامساً: منافاة القصة للمعقول!
¥(64/35)
وهذا جليٌّ في أن إتيان الرجل - يعني به سليمان عليه السلام - لهذا العدد الهائل من النساء في ليلة واحدة يتنافى مع طبيعة الأشياء:
(1) فليلة واحدة فقط غير كفيلة بوطء تسعين بل سبعين بل ستين امرأة، مهما طالت المدة من المغرب إلى الفجر!
(2) أن فطرة الله التي فطر الناس عليها تتعارض مع ما تنسبه هذه القصة لسليمان عليه السلام من فحولية غير معقولة!
وربما يطيش بالقارئ العجب إذا علم أن ذلك النقد السخيف هو بعينه ما فاه به إسماعيل منصور - ذلك الدكتور البيطري الخاسر - قديما في كتابه المشئوم: ((تبصير الأمة بحقيقة السنة)؟!!
وقد أقام عليه المحدث الناقد أبو إسحاق الحويني سرادق العزاء! وقيَّد رقبته بسلاسل البراهين القاطعة للأفيكة والتهجُّم بلا امتراء! وما تركه إلا وأداجه تشخب دمًا!
وقد أفرد للإجهاز على عقاربه كتابًا بعنوان: (الجهد الوفير في الرد على البيطري نافخ الكير). ولخَّص مُهِمَّاته في تقريظه (لصلاح الأمة / للعفاني).
ومن لطيف قوله هناك وهو يردُّ على ذلك البيطري نحو ما ردَّده الأخ الأقطش بشأن طواف سليمان - عليه السلام - على نسائه في ليلة واحدة:
قال: (والحق يقال: أن الرجل- يعني البيطري - تعامل مع النص بغباء شديد! فهذا (العِنِّين!) يقيس قدرات نبي من أنبياء الله بقدراته! ويلفت الأنظار إلى الاعتراض الذي أورده! برغم ضحالته وتفاهته!
فأي نكارة أن يكون في مقدور نبي أن يجامع مئة امرأة في ليلة واحدة، إذا كان مُؤيَّدًا من قِبَل الله تعالى ومُعانًا على ذلك! ولا زال العجز في إتيان النساء معرة عند بني آدم، والقدرة على ذلك من تمام الرجولة وكمال الفحولة.
وللأنبياء - عليهم السلام - تمام الكمالات، فلا ينكر على من أمكنه الله تعالى من رقاب الجن والطير = أن يكون له هذا الشئ اليسير الذي هو موجود الآن عند بعض بني آدم؟!)
ثم نعود للأخ الأقطش ونقول: سبق وقد نهيناك عن سلوك ذلك السبيل المتهوِّر في نقد صحاح الأخبار فيما أنت غير مسبوق به من أحد! كما نصحناك في حديث الجساسة وغيره.
ثم إنك الآن: عمدتَ إلى الجزم بوضع حديث (خلْق التربة يوم السبت) بكل جراءة! ونحن نوافقك على تضعييفه! وربما نكارته! لكن لا نوافقك على الجزم بكونه من صنيعة ابن أبي يحيى! وكلامك بشأن تدليس ابن جريج فيه مغالطات لا تُطاق؟ وكذا كلامك في عدم سماع رواته من بعض! ولو أنك نقلتَ إعلال البخاري وصاحبه له ثم سكت؛ لكان أولى بك! لكنك تأبى إلا التزيُّد في نقد الروايات، بما لا يوافقك عليه الثقات الأثبات!
ومن بواعث غبطة العصرانيين والغافلين بتضعيف الأخ الأقطش لحديث تناول النبي للسم! أنْ طار كلامه عليه كل مطار في عدة مواقع!
حتى لقَّبه بعضهم - لأجله - بـ (الشيخ المُحَدِّث)!!
ففي موقع (ليالي الأُنْس)؟! وهو موقع يكفي من معناه اسمُه!
أفرد فيه الأخ: (لحظات الأنس [هكذا يسمي نفسه!]) موضوعا خاصًا بعنوان:
(لا يصح حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم مات مسمومًا)! ( http://www.lyl-sm.com/vb/showthread.php?t=2207&highlight=%C7%E1%C3%DE%D8%D4) قال في ديباجته:
لا يصح أن النبي أكل أو وضع في فمه الشريف السم يوم خيبر وكان السبب في موته صلى الله عليه وسلم
فالحديث ضعيف الأسانيد ومخالف للقرآن الكريم و للأحاديث الصحيحة
يقول الشيخ المحدث أحمد الأقطش ما نصه: .....
فهنيئًا لأخينا الأقطش بهذا الإطراء من: (ليالي الأُنْس والفرفشة!)
وسؤال أخير لأخينا الأقطش: رأيتُ صورتك في ذلك المنتدى الذي أنت فيه (مستشار فخري!) على هذا الرابط:
ملتقى الأدباء والمبدعين العرب! ( http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=31684)
وظاهر من تلك الصورة: أنك حليق اللحية التي جمَّل الله بها الرجال فأوجبها عليهم!
فاسمح لي أن أسألك نفس السؤال الذي سأله من قبل: أبو الفيض الغماري لتقي الدين الهلالي فقال له لمَّا رآه حليقًا - وقد ترك التقي لحيته بعد ذلك -: (كيف يتفق حلق اللحية مع أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفائها وزعْمِك العمل بالسنة والدعوة إليها؟).
وأخشى أن يكون الردُّ: هو إنشاء موضوع جديد فيه تضعييف لجميع الأحاديث الواردة في النهي عن حلق اللحية! لكونها تخالف العقل والذوق في مواكبة العصرية والمدنية!
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وكتبه أخوك المشفق عليك منك: أبو المظفر السنَّاري.
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 11:04 م]ـ
الأخ الكريم أبو المظفر
ليس معنى أنه لم يسبق إلى تلك التعليلات أن إجتهاده خاطئاً
العبرة ليست بذلك بل العبرة ببيان العلة نفسه
‘ن كان الأخ أحمد قد أخطأ فى بيانه أو إجتهاده , فلك أن تستدرك عليه
أما أن تحصر الإعلال او الكلام فى الأحاديث - حتى و لو كانت فى الصحيحين - فى القدامى وحدهم , فهذا نهج غير سليم .. لأن باب الإجتهاد لايغلق
من حقك أن تناقشه فى تفاصيل النقد الذى ذكره لأى حديث , و لكن لا يصح حصر الإجتهاد فى مجال العلل على القدامى وحدهم
و إلا فلتقل للألباني و المعلمي و السعد و غيرهم أنتم مقلدون لا يحق لكم الإجتهاد محجور عليكم , لتتوقف مسيرة العلم عند القرن الثالث او الثانى
¥(64/36)
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[15 - 06 - 10, 11:14 م]ـ
ليس معنى أنه لم يسبق إلى تلك التعليلات أن إجتهاده خاطئاً
العبرة ليست بذلك بل العبرة ببيان العلة نفسه
‘ن كان الأخ أحمد قد أخطأ فى بيانه أو إجتهاده , فلك أن تستدرك عليه
أما أن تحصر الإعلال او الكلام فى الأحاديث - حتى و لو كانت فى الصحيحين - فى القدامى وحدهم , فهذا نهج غير سليم .. لأن باب الإجتهاد لايغلق
من حقك أن تناقشه فى تفاصيل النقد الذى ذكره لأى حديث , و لكن لا يصح حصر الإجتهاد فى مجال العلل على القدامى وحدهم
و إلا فلتقل للألباني و المعلمي و السعد و غيرهم أنتم مقلدون لا يحق لكم الإجتهاد محجور عليكم , لتتوقف مسيرة العلم عند القرن الثالث او الثانى
لم يقصد أخوك هذا المعنى الذي إليه قد أشرتَ أيها الفاضل! ودليل ذلك أننا تعقبنا تلك العلل المبتكرة التي لا ينفك عن الاتيان بها صاحب المقال؟ فراجع كلامنا معه في تضعييفه لحديث الجساسة في هذا الملتقى العامر بأهله.
وإنما مراد أخيك: هو دعوتُك وغيرك للنظر في الباعث وراء حقيقة طعن الأخ الأقطش في أحاديث الصحيحين خاصة! فافهم عني ما أقول يا رعاك الله.
ولكون الأخ مدفوعًا إلى الخوض في هذا المسلك: فإنك تراه يأتي بتعليلات مخترعة لا يكون الحامل له عليها سوى ما ذكرتُ عنه لو أنك تعيد النظر فيه تارة أخرى؟
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 11:52 م]ـ
بارك الله فيك
و أتمنى أن ننظر فى التعليلات نفسها و تحديد مدى صحتها بغض النظر عن قائلها و من دون نبش فى النوايا فالنية يعلمها الله
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[16 - 06 - 10, 04:36 ص]ـ
إلى الشيخ الكريم أبي المظفَّر ..
--- تقول حفظك الله: ((لكنك تكاد تكون مغرمًا بانتقاد أحاديث الشيخين خاصة!)). اهـ
قلتُ: النظر في الصحيحين قراءةً وتدبُّراً وتفتيشاً ونقداً أولى مِن غيرهما في نظري، وما أستشكله أعرضه حتى يُجاب عنه وأتنبّه إلى ما غاب عني. فتدبُّرُ حديثٍ في الصحيحين والإلمام بما قيل فيه أنفع لي مِمّا في سواهما.
ومع هذا، فإنّني لم أقتصر على أحاديث الصحيحين "خاصة" كما تقول، بل إنّ لي مشاركات سابقة في هذا الملتقى العامر حول علل أحاديث أخرى ليست في الصحيحين، منها:
حديث العماء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1210305#post1210305
حديث عجوز بني إسرائيل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=194412
حديث تقبيل كشحه صلى الله عليه وسلم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1168056#post1168056
حديث أَمْره صلى الله عليه وسلم بقتل المصلِّي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1206399#post1206399
حديث سؤال اليهود عن الرعد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1067294#post1067294
حديث الوحش
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1093504#post1093504
حديث سبب نزول سورة الروم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1284316#post1284316
فلماذا غضضتَ الطرفَ عنها؟
--- تقول حفظك الله: ((وكان من شؤم ذلك الانتقاد الحار لأحاديث الشيخين = أنك جعلتَ تبتكر عللا لم يسبقك إليها أحدٌ من أهل الدنيا! اللهم إلا أن يكون شراذم من أقحاح أهل البدع والأهواء من المعاصرين؟)). اهـ
قلتُ: وهل كان عَرْضي لاختلاف متون حديث الجسّاسة "ابتكاراً"، ونقْلي كلام النووي وابن حجر في توهيم رواية عبد الله بن بريدة "ابتكاراً"، ونقلي كلام ابن حجر في أنّ هذا الحديث مرجوحٌ عند البخاريّ "ابتكاراً"، ومعارضة الحديث لحديث رأس المائة سنة المتفق عليه "ابتكاراً"، ومعارضة أوصاف دجَّال الجسّاسة مع الدجّال المذكور في الأحاديث الصحيحة "ابتكاراً"، ونقلي كلام الصحابة والتابعين في فاطمة بنت قيس "ابتكاراً"؟
وهل كان كلامي في حديث خلق التربة حول تدليس ابن جريج عن إبراهيم بن أبي يحيى "ابتكاراً"، وعدم سماع إسماعيل بن أمية مِن أيوب بن خالد "ابتكاراً"، ومخالفة الحديث لصريح القرآن "ابتكاراً"؟
¥(64/37)
وهل كان كلامي في حديث دخول أبوَي النبيّ النار أنه مِمّا تركه البخاري ولم يحتجّ به "ابتكاراً"؟ وقولي عن يزيد بن كيسان إنّ محلّه الستر يُخطئ ويخالف لا يُحتجّ به "ابتكاراً"؟ وقولي إنّ حماد بن سلمة لما كبر ساء حفظه "ابتكاراً"؟ وقولي إنّ حديثه هذا قد رواه الزهري مرسلاً "ابتكاراً"؟ وقولي إنّ هذا الحديث مخالف لصريح القرآن "ابتكاراً"؟
وهل كان قولي عن حديث طواف سليمان على نسائه إنّه اختُلف في رفعه ووقفه "ابتكاراً"؟ وقولي إنّ في الروايات اضطراباً في عدد النساء "ابتكاراً"؟ ونقلي قول الكرماني إنّه ليس في الصحيح أكثر اختلافاً في العدد من هذه القصة "ابتكاراً"؟ وقولي إنّ منافاة القصّة للمعقول والفطرة مِمّا يُستشكل معها الحديث "ابتكاراً"؟
وهل كان قولي إن حديث موت النبيّ صلى الله عليه وسلّم مسموماً إنما أورده البخاريّ تعليقاً لا احتجاجاً "ابتكاراً"؟ وقولي إنّ يونس بن يزيد وموسى بن عقبة اختلفا عن الزهري في وصل الحديث وإرساله "ابتكاراً"؟ وقولي إنّ الحديث مخالف للأحاديث الصحيحة التي فيها سلامته صلى الله عليه وسلّم مِن هذا السمّ "ابتكاراً"؟ ونقلي قول النووي إنّ في حديث الشاة المسمومة معجزة له صلى الله عليه وسلم في سلامته مِن السمّ المهلك لغيره "ابتكاراً"؟ ونقلي لقول ابن كثير إنّ اليهود لمّا سمّوا الذراع أعلمَ الله نبيَّه به وحماه منه "ابتكاراً"؟
فَدَعْ عنك التهويل أكرمك الله وناقش استشكالاتي وأدلّتي دون تهكُّمٍ أو استهزاءٍ أو سخريةٍ. ولكَ أن تراجع كلّ ردودي ومداخلاتي منذ دخلتُ هذا الملتقى، ولن تجد بفضل الله أيّ تطاولٍ منّي أو لمزٍ في حقّ أحدٍ مِن أهل هذا الملتقى الكريم. ولقد وَرَدَ في تعليقك هذا مِن صنوف الإساءة إليَّ ما أنا في غنى عن التعليق عليه، والله المستعان.
--- تقول حفظك الله: ((عمدتَ إلى الجزم بوضع حديث (خلْق التربة يوم السبت) بكل جراءة! ونحن نوافقك على تضعييفه! وربما نكارته! لكن لا نوافقك على الجزم بكونه من صنيعة ابن أبي يحيى! وكلامك بشأن تدليس ابن جريج فيه مغالطات لا تُطاق؟ وكذا كلامك في عدم سماع رواته من بعض! ولو أنك نقلتَ إعلال البخاري وصاحبه له ثم سكت؛ لكان أولى بك! لكنك تأبى إلا التزيُّد في نقد الروايات، بما لا يوافقك عليه الثقات الأثبات!)). اهـ
قلتُ: إبراهيم بن أبي يحيى كذاب يضع الحديث، وقد جعلَ ابنُ المدينيّ حديثَ ابن جريج هذا مأخوذاً عنه، وأدخله ابن القيم في جملة الأحاديث الموضوعة. وهو مخالفٌ لصريح القرآن ومخالفٌ للإسرائيليات، فلا هو مِن كلامه صلّى الله عليه وسلَّم ولا مِن كلام نَقَلة الإسرائيليات، فهو موضوع لا أصل له. أنا أرى هذا وأنتَ لا ترى هذا، فما المشكلة؟ الحديثُ لا يصحّ على كُلٍّ.
وأما قولك إنّ في كلامي عن تدليس ابن جريج مغالطات لا تطاق، فأرجو أن توضّحها لي وتُوقفني على خطئي مشكوراً. وكذا في ادّعائي الانقطاع بين إسماعيل بن أمية وأيوب بن خالد، وبين أيوب بن خالد وعبد الله بن رافع.
--- تقول حفظك الله: ((فهنيئًا لأخينا الأقطش بهذا الإطراء من: (ليالي الأُنْس والفرفشة!)). اهـ
قلتُ: غفر الله لك .. وما دخلي بهذا المنتدى حتى حمَّلتني ما ليس لي به علم! ثم لاحِظ أن قولك قبلها: ((تضعيف الأخ الأقطش لحديث تناول النبي للسم)) ليس صحيحاً، فأنا لم أتكلّم في حديث شاة خيبر المسمومة المتفق عليه، وإنما تكلّمتُ في حديث موته صلى الله عليه وسلّم مِن أثر هذا السمّ القديم، وهو الحديث الذي علَّقه البخاريّ.
-- تقول حفظك الله: ((وأخشى أن يكون الردُّ: هو إنشاء موضوع جديد فيه تضعييف لجميع الأحاديث الواردة في النهي عن حلق اللحية! لكونها تخالف العقل والذوق في مواكبة العصرية والمدنية!)). اهـ
قلتُ: عفا الله عنك .. تفتأ تقوِّلني ما لم أقُلْه، وكأنّ اتهاماتك حاضرة لشخصي الضعيف أياً ما كان موضوع النقاش! مسألة حلق اللحية مسألة فقهية، ولستُ فقيهاً حتى أتكلّم فيها بل أحيل إلى أهل العلم. قال صلى الله عليه وسلّم: {وإذا أمرتكم بأمرٍ، فأتوا منه ما استطعتم}.
--- تقول حفظك الله للأخ عبد الله دريد حقي: ((وإنما مراد أخيك: هو دعوتُك وغيرك للنظر في الباعث وراء حقيقة طعن الأخ الأقطش في أحاديث الصحيحين خاصة! فافهم عني ما أقول يا رعاك الله)). اهـ
قلتُ: أوَ شَقَقْتَ عن قلبي حتّى تشنّع في كلّ مناسبة بمثل هذا الكلام! وهل أكتب في هذا الملتقى الكريم حتى تُخاطبني بمثل هذا أكرمك الله؟ ما ضرّك لو تناولتَ كلامي بمعزلٍ عن شخصِ كاتبه الذي لا يطّلع على قلبه أحدٌ إلا خالقه! ما أنتظره منك ومِن أهل العلم هو أن تناقش الأدلة تصحيحاً أو تخطئةً، وافقتني أو اختلفتَ معي، المهمّ أن أستفيد ويستفيد القارئ. أمّا الطعنّ والتجريح في كاتب هذه السطور فلن يفيدك ولن يضرّني.
وأعتذر عن حدّتي في الردّ عليك .. وأسألك الدعاء بظهر الغيب
¥(64/38)
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[16 - 06 - 10, 02:50 م]ـ
قلتُ: النظر في الصحيحين قراءةً وتدبُّراً وتفتيشاً ونقداً أولى مِن غيرهما في نظري، وما أستشكله أعرضه حتى يُجاب عنه وأتنبّه إلى ما غاب عني. فتدبُّرُ حديثٍ في الصحيحين والإلمام بما قيل فيه أنفع لي مِمّا في سواهما
يا أرشدك الله: هل كلامك في أحاديث الصحيحين محض إشكال عرض لك وحسب! أم هو طعن وغمز ولمز وتضعييف لها حتى النخاع؟! ولو كانت خطراتك كما تزعم في هذا المقام، ما كان ليقوم عليك من الناقدين أحدُ! لأن لك في هذا الصدد سلفًا صالحًا ممن تكلموا في بعض إشكالات (الصحيحين) لكنك دائمًا تخرج عن طور أهل النقد بالطعن في أصل الصحة فضلا عن الغمز منها! وأين هذا من طرح مجرد ما يعن لك من إشكال يا هداك الله؟
ومع هذا، فإنّني لم أقتصر على أحاديث الصحيحين كما تقول، بل إنّ لي مشاركات سابقة في هذا الملتقى العامر حول علل أحاديث أخرى ليست في الصحيحين، منها:
أقول لك: من أكثر من ترداد شيء عرِفَ به؟ ولست أعلم أحدًا من أئمة الإسلام كان له مثل سعيك الموتور في هذا الصدد البتة! ولعلك تحاول أن تذكر لنا واحدًا من المشهود لهم بالمعرفة في هذا الشان كان مغرمًا بتضعييف جملة من أحاديث الشيخين سندًا ومتنًا كما هو شغلك الشاغل الآن؟ فاجهد جهدك! ثم اجهد جهدك! ولن تجده ولو أنك ركبتَ المجرَّة؟
حديث العماء
حديث تقبيل كشحه صلى الله عليه وسلم
حديث أَمْره صلى الله عليه وسلم بقتل المصلِّيحديث سؤال اليهود عن الرعد
] حديث الوحش
حديث سبب نزول سورة الروم
فلماذا غضضتَ الطرفَ عنها؟
ومن قال لك أني غضضتُ الطرف عنها؟ ولكنك عند العارف أمسيتَ مشهورًا بنقد أحاديث الصحيحين أكثر مما سواهما! ولأحاديث الشيخين من الصحة والتعظيم ما ليس لغيرهما، فلهذا قمنا عليك ولن نقعد حتى تفيء إلى جادة أهل هذا الفن!
وهنا شيء أحب أن ألفت الأنظار إليه: وهو أن غرامك بنقد المتون من حيث مخالفتها للقرآن والسنة والذوق والعقل في نظرك = هو شيء ثابت عنك لا يتغير في جميع تلكم الأحاديث التي قمتَ بطرحها أرضًا! سواء أحاديث الشيخين وغيرها! وهذا يدل على خلل في المنهج لا يخفى؟
وقد صح عندي: أنك إذا استنكرتَ متن حديث قد صححه أساطين أهل الحديث، فإنك تجد من نفسك نشاطًا لا مزيد عليه في نقده! ولذلك لم أرك حتى الآن قد أجهدتَ نفسك في إفراد موضوع بتضعييف حديث ليس لك من الاعتراض عليه سوى ما في سنده من العلل وحسب! هذا ما كان في عالم الإمكان! ولو كان فلا تنخرم به القاعدة إن شاء الله!
إذًا: هناك شيء في حقيقة انتقاداتك لا بد من كشفها لنفسك أولا، ثم لمن يريد معرفة ما وراء الأكمة؟ وسوف أذكر لك تلك الحقيقة بعد قليل. فصبر جميل.
وهل كان عَرْضي لاختلاف متون حديث الجسّاسة، ونقْلي كلام النووي وابن حجر في توهيم رواية عبد الله بن بريدة، ونقلي كلام ابن حجر في أنّ هذا الحديث مرجوحٌ عند البخاريّ، ومعارضة الحديث لحديث رأس المائة سنة المتفق عليه، ومعارضة أوصاف دجَّال الجسّاسة مع الدجّال المذكور في الأحاديث الصحيحة ونقلي كلام الصحابة والتابعين في فاطمة بنت قيس ابتكاراً
لو لم يكن من تهورك إلا تضعييفك لهذا الحديث الصحيح وحده؛ لكفى! فكيف وقد أتيتَ في حق مولاتك فاطمة بنت قيس ما لم أره - بألفاظك - لأحد سواك؟ وليس هناك جراءة في ابتكار المغامز أكثر من هذا؟
ودليل تهورك وتهجمك: أنا لم نر أحدًا من أهل الدنيا قبلك قد فاه بتضعييف هذا الحديث أصلا يا هداك الله؟ وقد صححه من جهابذة النقاد أمثال البخاري ومسلم وغيرهما ممن لو عطس أحدهم لخرج من معطسه مئات من أمثال الجاهلين بمقامهم العالي في النقد والتعليل، والجرح والتعليل؟
وهل كان كلامي في حديث دخول أبوَي النبيّ النار أنه مِمّا تركه البخاري ولم يحتجّ به ابتكاراً وقولي عن يزيد بن كيسان إنّ محلّه الستر يُخطئ ويخالف لا يُحتجّ به وقولي إنّ حماد بن سلمة لما كبر ساء حفظه؟ وقولي إنّ حديثه هذا قد رواه الزهري مرسلاً؟ وقولي إنّ هذا الحديث مخالف لصريح القرآن ابتكاراً
هذا الحديث قد وقع لك فيه مغالطات كثيرة، فضلا عن سوء فهم لكلام أئمة النقد والتعليل! وليس إعراض البخاري عن إخراجه بحجة على تضعييفه إلا عند كل من لا يدري ماذا يخرج من رأسه؟ وتصحيح مسلم بن الحجاج وحده لهذا الحديث مقدم على تضعييف مئة أمثال الجلال ابن الأسيوطي - سلفك الوحيد في الطعن فيه من الحفاظ - له، فكيف بأحمد الأقطش؟!
وكلامك عن حال شيخ الإسلام حماد بن سلمة = دليل على أنك لا تعرفه بعد؟ ولا لك يقظة في الإحاطة بمقامه العالي عامة، وفي ثابت البناني خاصة! ودعوى أنه قد ساء حفظه بآخرة والاتكاء عليها في تضعييف أخباره = فدليل آخر عدم تحرير صحة تلك الدعوى العصبية في هذا الإمام! وقد أجاب عنها الإمام المعلمي اليماني في (التنكيل) بما يشفي أُوام من يريد الشفاء، أما نحن فقد زدنا عليه من البيان في كتابنا (المحارب الكفيل) ما يردع كل من لا يصلح معه سوى المزيد من العناء!
وهل كان قولي عن حديث طواف سليمان على نسائه إنّه اختُلف في رفعه ووقفه "ابتكاراًوقولي إنّ في الروايات اضطراباً في عدد النساء؟ ونقلي قول الكرماني إنّه ليس في الصحيح أكثر اختلافاً في العدد من هذه القصة ابتكاراً؟ وقولي إنّ منافاة القصّة للمعقول والفطرة مِمّا يُستشكل معها الحديث
كلامك في تضعييف هذا الحديث من جهة متنه: هو وصمة عار في جبينك لا تغسلها إلا أنهار التوبة والرجوع عن هذا المسلك الخطير وحسب!
فإن تعليلاتك العليلة لمتنه: هي نفسها تعليلات أهل الهوى من جهلة العقلانيين والعصرانيين وحدهم! وأتحداك أن تذكر لنا واحدًا من أهل العلم قد تكلم في هذا الحديث بمجموع ما تكلمتَ أنت به؟ فضلا عن التهور بالقيام بتضعيفه رأسًا! وهذا نهاية تهجم المرء فيما لا يحسن؟!
وحسبك أن يكون سلفك في الطعن في هذا الحديث: هو ذلك البيطري الجاهل المتجني: (إسماعيل منصور) الذي أقضَّ المحدث أبو إسحاق الحويني مضجعه بما لا قِبل له ولا لك في صدِّ طوفان غضبه للسنة وأهلها!
تابع البقية: ....
¥(64/39)
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[16 - 06 - 10, 05:42 م]ـ
وهل كان قولي إن حديث موت النبيّ صلى الله عليه وسلّم مسموماً إنما أورده البخاريّ تعليقاً لا احتجاجاً "ابتكاراً"؟ وقولي إنّ يونس بن يزيد وموسى بن عقبة اختلفا عن الزهري في وصل الحديث وإرساله "ابتكاراً"؟ وقولي إنّ الحديث مخالف للأحاديث الصحيحة التي فيها سلامته صلى الله عليه وسلّم مِن هذا السمّ "ابتكاراً"؟ ونقلي قول النووي إنّ في حديث الشاة المسمومة معجزة له صلى الله عليه وسلم في سلامته مِن السمّ المهلك لغيره "ابتكاراً"؟ ونقلي لقول ابن كثير إنّ اليهود لمّا سمّوا الذراع أعلمَ الله نبيَّه به وحماه منه "ابتكاراً"؟
كفى ابتكارًا أن تكون منفردًا بتضعييف هذا الحديث دون أهل الدنيا من المحدثين؟ مع أنه حديث ثابت بشواهده إن شاء الله، وفي كلامك عليه أغلاط شرحها بعض إخواننا على هذا الرابط أدناه:
لايصح حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم مات مسموما ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=340961)
فَدَعْ عنك التهويل أكرمك الله وناقش استشكالاتي وأدلّتي دون تهكُّمٍ أو استهزاءٍ أو سخريةٍ. ولكَ أن تراجع كلّ ردودي ومداخلاتي منذ دخلتُ هذا الملتقى، ولن تجد بفضل الله أيّ تطاولٍ منّي أو لمزٍ في حقّ أحدٍ مِن أهل هذا الملتقى الكريم. ولقد وَرَدَ في تعليقك هذا مِن صنوف الإساءة إليَّ ما أنا في غنى عن التعليق عليه، والله المستعان.
أما التهويل: فإنما حاكمتُك من نصوص ألفاظك الواضحات؟ وأما مناقشة إشكالاتك فليست عندي بإشكالات! بل هي طعون وتهجُّمٌ وتهوّرات!
أما السخرية بك والاستهزاء: فوالله ما تعمدتُ ذلك ابتداءً ولا انتهاءً! وإنما كلامك هو الذي يقتضي الرد عليه بما تشم أنت منه رائحة السخرية! فأصلح من ألفاظك، وانتخب كلامك، حتى لا تجد عليك منا ما تتوجع منه الآن؟
ثم اعلم يا أخي: بأن ثمة للشريعة حدود، من تجاوزها أُقِيمتْ عليه الحدود! وما نراك تسلك في تضعييفك لصحيح الأخبار مسلك عقلاء القوم! وإنما أنت في كل مرة تجيئنا بما لا يجيء به إلا من لم يشتد عود تمكنه من هذا الفن اللطيف بعد؟ مع ترديدك لتلك المغامز بعينها لأقحاح العقلانيين في مجابهة ما ثبت في قلب (الصحيحين) كما ترى مصداق ذلك في كلامك على حديث طواف سليمان على نسائه؟
ألستَ أنت الطاعن في متنه بقولك:
خامساً: منافاة القصة للمعقول!
وهذا جليٌّ في أن إتيان الرجل - يعني به سليمان عليه السلام - لهذا العدد الهائل من النساء في ليلة واحدة يتنافى مع طبيعة الأشياء:
(1) فليلة واحدة فقط غير كفيلة بوطء تسعين بل سبعين بل ستين امرأة، مهما طالت المدة من المغرب إلى الفجر!
(2) أن فطرة الله التي فطر الناس عليها تتعارض مع ما تنسبه هذه القصة لسليمان عليه السلام من فحولية غير معقولة!
أليست تلك المغامز بفصها ونصها هي ما فاه به إسماعيل منصور - ذلك الدكتور البيطري الخاسر - قديما في كتابه المشئوم: ((تبصير الأمة بحقيقة السنة)؟!!
وقد قلنا لك آنفًا:
وقد أقام عليه المحدث الناقد أبو إسحاق الحويني سرادق العزاء! وقيَّد رقبته بسلاسل البراهين القاطعة للأفيكة والتهجُّم بلا امتراء! وما تركه إلا وأداجه تشخب دمًا!
وقد أفرد للإجهاز على عقاربه كتابًا بعنوان: (الجهد الوفير في الرد على البيطري نافخ الكير). ولخَّص مُهِمَّاته في تقريظه (لصلاح الأمة / للعفاني).
ومن لطيف قوله هناك وهو يردُّ على ذلك البيطري نحو ما ردَّده الأخ الأقطش بشأن طواف سليمان - عليه السلام - على نسائه في ليلة واحدة:
قال: (والحق يقال: أن الرجل- يعني البيطري - تعامل مع النص بغباء شديد! فهذا (العِنِّين!) يقيس قدرات نبي من أنبياء الله بقدراته! ويلفت الأنظار إلى الاعتراض الذي أورده! برغم ضحالته وتفاهته!
فأي نكارة أن يكون في مقدور نبي أن يجامع مئة امرأة في ليلة واحدة، إذا كان مُؤيَّدًا من قِبَل الله تعالى ومُعانًا على ذلك! ولا زال العجز في إتيان النساء معرة عند بني آدم، والقدرة على ذلك من تمام الرجولة وكمال الفحولة.
وللأنبياء - عليهم السلام - تمام الكمالات، فلا ينكر على من أمكنه الله تعالى من رقاب الجن والطير = أن يكون له هذا الشئ اليسير الذي هو موجود الآن عند بعض بني آدم؟!).
¥(64/40)
وهذا الجواب المفحم لا أراه إلا لاحقًا بك أنت الآخر! ومعذرة يا أخي! فمقام الصحيحين عند من يعرف قدرهما كبير للغاية.
قلتُ: إبراهيم بن أبي يحيى كذاب يضع الحديث، وقد جعلَ ابنُ المدينيّ حديثَ ابن جريج هذا مأخوذاً عنه، وأدخله ابن القيم في جملة الأحاديث الموضوعة. وهو مخالفٌ لصريح القرآن ومخالفٌ للإسرائيليات، فلا هو مِن كلامه صلّى الله عليه وسلَّم ولا مِن كلام نَقَلة الإسرائيليات، فهو موضوع لا أصل له. أنا أرى هذا وأنتَ لا ترى هذا، فما المشكلة؟ الحديثُ لا يصحّ على كُلٍّ.
التحقيق: أن إبراهيم هالك لا يساوي فلسًا! أما رميه بالوضع والتوليد ففيه نظر لا يخفى!
وأنت لا تستطيع أن تجزم بأن ابن جريج سمعه منه! لا طاقة بهذا الأمر البتة! اللهم إلا بالمجازفة وحدها! وإنما عمدتك في هذا هو أبو الحسن الحافظ؟ وأبو الحسن لم يجزم بذلك أصلا! وإنما قال: (مَا أَرَى إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ أَخَذَ هَذَا إِلاَّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى) وهذا من باب غلبة الظن عندهم، ولو كان الأمر عنده على اليقين لقال: (لم يسمع إسماعيل بن أمية هذا الحديث من فلان، وإنما أخذه من ابن أبي يحيى) كما هي عبارتهم فيما تيقنوا به من علل الأخبار. وأبو الحسن يلزق ذلك بإسماعيل، وأنت تأبى إلا أن تركِّبه على أكتاف ابن جريج ظلما وعدوانًا!
ثم مع اعتراف أبي الحسن بذلك: ما تقدم على أن يقول: (هو حديث موضوع لا أصل له) كما تجرَّأت أنت عليه! فيا سبحان الله يحجم ابن المديني عن وصف الحديث بالتوليد! مع كونك تابعًا له في إعلاله، ثم لا تحجم أنت عن ذلك؟ فالله المستعان.
أما قولك: (وهو مخالفٌ لصريح القرآن)! فهذا في الحقيقة هو الدافع وراء جزْمِك بوضْع الحديث البتة! شئتَ ذلك أم أبيتَه! وهل لو لم يكن بيدك تعليل ابن المديني أو البخاري له = أكنتَ تراك ترتدع عن إعلال هذا الحديث الثابت في أصح الكتب على وجه البسيطة؟! لا والله! ما كنتُ أراك ترتدع! وإنما كان يكفيك مخالفته للقرآن - في وجهة نظرك - أن تحكم عليه بالبطلان من أوسع الأبواب! غير مكترث بتصحيح مسلم وجماعة من الحفاظ له! أما كفى المغامرة بالمغامرين فيما يمس لباب الدين؟
وأنا أقوله لك مرة واحدة: لو لم يكن البخاري وصاحبه تكلما في هذا الحديث! لكان كلام المتأخرين في إعلاله عبثًا لا يناهض تصحيح من صححه من الأئمة المتقدمين؟ ولكان لنا معك دور آخر مثل الذي رأيته منا في حديث الجساسة الثابت رغم محاولاتك المستميتة في النيل منه أصلا وموضوعًا!
وأما قولك إنّ في كلامي عن تدليس ابن جريج مغالطات لا تطاق، فأرجو أن توضّحها لي وتُوقفني على خطئي مشكوراً. وكذا في ادّعائي الانقطاع بين إسماعيل بن أمية وأيوب بن خالد، وبين أيوب بن خالد وعبد الله بن رافع.
قد أراك أكثرتَ الكلام حول تدليس ابن جريج، ثم خرجتَ منه بقولك:
فتبيَّن لك أمور ثلاثة:
(1) أن ابن جريج كان يدلّس في الصيغ ويقول في الإجازة و الوجادة "أخبرني" موهماً السماع. فما لم يُصرّح فيه بسماعه من شيخه، فليس بشيء.
(2) أنه يدلّس عن الكذابين والهلكى فكان يأخذ عن كل أحد، حتى قال فيه الإمام مالك (تهذيب الكمال 18/ 349): ((كان ابن جريج حاطب ليل)). اهـ
(3) أنه معروف بالرواية عن إبراهيم بن أبي يحيى.
فانجلى لك آفة هذا الحديث وأن ابن جريج دلّسه عن إبراهيم بن أبي يحيى، إذ الحديث من موضوعاته.
فخالفتَ بقولك الأخير ما احتمله ابن المديني من كون إسماعيل هو الذي أخذه من ابن أبي يحيى وليس ابن جريج! لكنك عدلتَ عن إسماعيل لكونك لم تجد فيه من المغامز ما وجدت في ابن جريج؟
ونحن نوافقك على النتيجة الثانية والثالثة بشأن ابن جريج، ونخالفك وغيرك في النتيجة الأولى! لأن تدليس الصيغ عند ابن جريج لا يضر بحديثه إن شاء الله، لأن غايته أن يكون إجازة ومناولة وليس بسماع، وجمهور المحدثين على جواز العمل بالإجازة والمناولة أيها الناقد البصير! وإنما نقم القطان على ابن جريج هذا الضرب من التدليس، لكونه خلاف عمل ثقات النقلة الذين أدركهم وتحمل عنهم، وقد كان يحيى يأخذ بالتشديد في هذا الفن بما لا يأخذ به سواه من النقاد.
¥(64/41)
فحاصل هذا: أنه ما كان لابن جريج أن يصرح بالسماع فيما أخذه مناولة أو إجازة، كما أنه ما كان لأخينا الأقطش أن يغامر ويزعم أن كل رواية يقول فيها ابن جريج: (أخبرنا) ليست بشيء! بل هي شيء كبير عند أهله لو تبصَّر المنافح!
أما سماع إسماعيل من أيوب، وسماع أيوب من ابن رافع: فكفى في صحته أن مسلمًا قد احتج بتلك الترجمة في (صحيحه) وهذا إثبات منه بسماع بعضهم من بعض، وكذا لم يتكلم أحد من النقاد في سماعهم إلا ما كان من أخينا الأقطش! متذرعًا في ذلك بخيوط يظنها حديدًا!
تابع البقية: ....
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[17 - 06 - 10, 03:34 م]ـ
تقول حفظك الله: ((فهنيئًا لأخينا الأقطش بهذا الإطراء من: (ليالي الأُنْس والفرفشة!)). اهـ
قلتُ: غفر الله لك .. وما دخلي بهذا المنتدى حتى حمَّلتني ما ليس لي به علم!
دخْلُك: أنك شرعتَ لهم ذلك المشرع المشئوم في التهجم على أحاديث (الصحيحين) والطعن في متونها لكونها تخالف المعقول والمنقول عندك وعندهم؟! وأمثال هذا المنتدى: (ليالي الأنس) ترى بعض مرتاديه مما يحلو له الهيام تحت ستار ليالي الأنس إلى إنكار ما لا يتوائم مع مشربه ومذهبه! فيعمد إلى إنكار صحاح الأخبار؛ إذا كان فيها ما يصادم طريقته في الاستصباح بألوان شهوات الحياة! ولذلك أكبرك صاحب الموضوع وأعظمك! بل وخلع عليك لقب (الشيخ المحدث)؟ وما محدث؟ ولكنها الثمرة المعروفة؟
ثم لاحِظ أن قولك قبلها: ((تضعيف الأخ الأقطش لحديث تناول النبي للسم)) ليس صحيحاً، فأنا لم أتكلّم في حديث شاة خيبر المسمومة المتفق عليه، وإنما تكلّمتُ في حديث موته صلى الله عليه وسلّم مِن أثر هذا السمّ القديم، وهو الحديث الذي علَّقه البخاريّ.
هذا كان مرادي، فأخطأتني العبارة!
-- تقول حفظك الله: ((وأخشى أن يكون الردُّ: هو إنشاء موضوع جديد فيه تضعييف لجميع الأحاديث الواردة في النهي عن حلق اللحية! لكونها تخالف العقل والذوق في مواكبة العصرية والمدنية!)). اهـ
قلتُ: عفا الله عنك .. تفتأ تقوِّلني ما لم أقُلْه، وكأنّ اتهاماتك حاضرة لشخصي الضعيف أياً ما كان موضوع النقاش!
مسألة حلق اللحية مسألة فقهية، ولستُ فقيهاً حتى أتكلّم فيها بل أحيل إلى أهل العلم. قال صلى الله عليه وسلّم: {وإذا أمرتكم بأمرٍ، فأتوا منه ما استطعتم}.
أنا أقسم لك بالذي فطر الحبة، وبرأ النسمة: أن ليس مرادي من الكلام معك في هذا المقام أو غيره = هو النيل من شخصك وشبحك! ولكن جرَّتْني القافية كما يقولون؟
فقد وقفتُ على صورتك - عفوًا - في المنتدى الذي أنت فيه (مستشارًا فخريا) فإذا أراك فتى حليق اللحية! فاستعظمت أن يكون الذاب عن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يعرف سمتَ رسوله ولا سنته؟ فلم أزد على أن قلتُ لك:
اسمح لي أن أسألك نفس السؤال الذي سأله من قبل: أبو الفيض الغماري لتقي الدين الهلالي فقال له لمَّا رآه حليقًا - وقد ترك التقي لحيته بعد ذلك -: (كيف يتفق حلق اللحية مع أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفائها وزعْمِك العمل بالسنة والدعوة إليها؟).
فما أراك أجبتني أصلا؟ مع كونه سؤالا سهلا جدًا! لا أرى إلا كل مسلم يُحسن الجواب عليه؟
فلما رأيتُ منك السكوت عن إجابة هذا السؤال المفحم! حدثتني نفسي أنك ربما تكون معتقدًا لإباحة حلق اللحية!
فرجعتْ عليَّ نفسي قائلة: كيف ذلك وقد ثبت الأمر بإعفائها في غير حديث بقلب (الصحيحين)؟؟!
فقلت: لعل الأخ الأقطش قد أعدَّ بحثًا في إعلال ما ثبت في (الصحيحين) خاصة من أحاديث اللحية! لكونها لا توافق المدنية التي نعيشها اليوم! ولعل الأمر بإعفائها يخالف القرآن وبعض نصوص السنة عنده! وهذا احتمال ليس بعيدًا على أخينا أصلا! بل هو يدور في دائرة الوقوع إن شاء الله، وقد جربنا عليه أعظم من ذلك، فصادف عندنا شَنٌ طبقة، وافقه فاعتَنَقهْ!
ولم نسأل أخانا عن حكم حلق اللحية حتى يهرب من الجواب بكونه ليس فقيهًا! وهو كذلك؟ وإنما سألناه عن صحة الأحاديث الواردة في الأمر بإعفائها؟ ولن يخلو جوابه من (نعم) أو (لا)!
¥(64/42)
فإن قال: نعم! قد صحت الأحاديث في ذلك؛ لزمه أن يجيب بشجاعة عن قول القائل: (كيف يتفق حلق اللحية مع أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفائها وزعْمِك العمل بالسنة والدعوة إليها؟). ولا بد! فإن كان لك عذر مقبول فلعله يشير إليه، ولا يصرح به؛ حتى لا تسيء به الظنون!
وعلى احتمال أن له في تركها عذرًا عند الله ورسوله؟ فهلا كان ستر على نفسه بإخفاء صورته الشخصية عن أعين الناظرين؟ لا سيما وبعض إخواننا في (ليالي الأنس والفرفشة) يناديه بـ: (المحدث)؟!
وإن كان جوابه: لا! فتلك هي القضية! كما حدث مع حمَّال الأسيَّة، والأميرة لُولِيَّة، الجِنِّيَّة الإنْسِيَّة؟ فهل يعرف الأخ خبرهما؟ وما جرى في سالف الأزمان لهما؟
--- تقول حفظك الله للأخ عبد الله دريد حقي: ((وإنما مراد أخيك: هو دعوتُك وغيرك للنظر في الباعث وراء حقيقة طعن الأخ الأقطش في أحاديث الصحيحين خاصة! فافهم عني ما أقول يا رعاك الله)). اهـ
قلتُ: أوَ شَقَقْتَ عن قلبي حتّى تشنّع في كلّ مناسبة بمثل هذا الكلام! وهل أكتب في هذا الملتقى الكريم حتى تُخاطبني بمثل هذا أكرمك الله؟ ما ضرّك لو تناولتَ كلامي بمعزلٍ عن شخصِ كاتبه الذي لا يطّلع على قلبه أحدٌ إلا خالقه!
اسمعني جيدًا يا أخي: كلام الإنسان عنوان على شخصه، وحديثه ربما كان نهاية البيان للتعرف على حقيقة أمره، وأخوك قد تتبَّع أكثر مشاركاتك في تضعييف صحاح الأخبار = فاتضح له الآتي:
الظاهر: أنك تشبَّعتَ كثيرًا بشبهات العقلانيين والعصرانيين إزاء الأحاديث التي لا يستسيغونها! ويبدو أنك لا تعرف كيف السبيل إلى التنكب عن ذلك المسلك! وبرهان ذلك أن طعونك في بعض متون الصحيحين هي نفسها تلك الطعون التي سبقك إليها من سبقك من أقحاح أهل البدع والأهواء!
لكن الفرق بينك وبينهم: أنك شدوتَ شيئا من معارف أهل الحديث! فغدوتَ تتكلم بلسانهم في نقد الأسانيد! لكنك لبعدك عن طريقتهم في نقد المتون، لم تستطع أن تحاكيهم في ذلك! وإنما ظهر مسايرتك للسلف الماضيين من العقلانيين في نصوص انتقاداتك لمتون الصحيحين! كما فعلتَ في حديث طواف سليمان على نسائه! وننتظر منك المزيد؟
وقد قلتُ لك سابقا: والله إني لمشفق عليك منك! وقد خشيت عليك أمرًا آخرًا ربما لا أستطيع أن أبوح لك به الآن أمام الجماهير! فلعلك تعرفه منا عن طريق المراسلة على الخاص إن شئتَ.
ونصيحيتي الأخيرة لك: أن تتريَّث طويلا وأنت قادم على عظيم ما تقدم عليه! وعليك بإدمان النظر في طريقة السلف في نقد المتون والأسانيد! ودعك من تحكيم العقل في كل مرة وأنت بصدد نقد المتن! فلم يكن هذا من هدي السلف دائما!
هذا: وأعداء الإسلام يتربصون بنا من الأحداق إلى الأعماق؟ وهمهم الذي يشغلهم هو القضاء على البقية الباقية لنا من تراث السلف، فبالله لا تكن عونًا لهم - وأنت غير شاعر - على حساب دينك ورسولك والمؤمنين؟
وإذا طاوعتْك نفسك على انتقاد حديث قد جرى العمل على صحته: فانظر أولا، هل غمز فيه أحدُ من حذاق أئمة هذا الشان قبلك؟ أو اختلفوا في تصحيحه؟ فهنا لك أن تجتهد في ترجيح قول أحدهم على الآخر! وإذا رأيتَ أحد النقاد الكبار قد جزم بصحة حديث، ولم يخالفه غيره، فإياك أن تناوشه بتضعييفه! أو تخالفه بتزييفه؛ فتكون مقرًا بقلة باعك، مع قصور اطلاعك، وتجنِّيك، مع قلة تحرِّيك، وقد نصحتُك والله الموعد.
ومع كل ما ذكرته عنك هنا وهناك: فأنا لست بنازع عنك حُلة الفهم، ولا مجرِّدك من أثواب المعرفة والعلم، بل أشهد لك ببعض البراعة، وأعترف باغترافك من أنهار تلك الصناعة، ولستُ بالذي يغمض الناس حقهم وإن خالفوه، ولا بالذي يسلبهم الفضائل وإن اجتمعوا عليه ونبذوه! والله من وراء القصد، وهو أعلم بمن زرع وحصد.
وبعد: لقد تكلمتُ فأفصحتُ، ولكن ما شُفِيتُ، وتحدَّتُ فأبلغتُ، ولكن ما رُوِيتُ.
وكتبه أخوك المذنب الفقير، المعترف بالخطأ والتقصير: أبو المظفر السناري. ذلك الأثيم العاثر. سامحه الله.
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[19 - 06 - 10, 08:22 م]ـ
الشيخَ المكرَّم أبا المظفَّر ..
¥(64/43)
بالرغم مِن اختلافي معك في عدّة نقاط، إلا أنّ اهتمامك بالردّ علي أخيك الأصغر والشفقةَ عليه يزيدني إكباراً وإجلالاً لا. ومع حدّتك - وغيرِك - في الردّ عليّ، إلا أنّني أعتزّ بغيرتك على سنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. وإنّني لستُ كما تظنّ بأنني مغرمٌ بـ "الطعن" في الصحيحين، أو متشبّعٌ بشبهات العقلانيين والعصرانيين ... إلخ.
وفي ردّك الموسَّع عليَّ هنا أستطيع أن ألمس النقاط التي تأخذها على منهجي في التعامل مع الأحاديث، وعلى رأسها: نقد المتون من حيث مخالفتها للقرآن والسنة الصحيحة والعقل، إضافةً إلى إعلال أحاديث لم يأتِ عن أحدٍ مِن الأئمة إعلالها، وكذا الكلام في علل أحاديث بالصحيحين.
فيما يتعلق بنقد المتون
هل اعتراضك متوجّه إلى المبدأ في حدّ ذاته أم إلى التطبيق الفعليّ؟ إنْ كان إلى المبدأ - وما إخالك تقول هذا - فقد قال الخطيب البغداديّ مِن قبلُ (الكفاية ص432): ((ولا يُقبل خبر الواحد في منافاة حكم العقل، وحكم القرآن الثابت المحكم، والسنةالمعلومة، والفعل الجاري مجرى السنة، وكلّ دليل مقطوع به. وإنما يُقبل به فيما لا يُقطع به ممّا يجوز ورود التعبد به، كالأحكام التي تقدم ذكرنا لها وما أشبهها مما لم نذكره)). اهـ
وأمّا فعلياً فقد ردَّ الإسماعيليُّ وغيره حديث ملاقاة إبراهيم لأبيه يوم القيامة الذي أخرجه البخاريّ لمخالفته صريح القرآن. قال ابن حجر (الفتح 8/ 500): ((وقد استشكل الإسماعيليّ هذا الحديث مِن أصله وطعن في صحته، فقال بعد أن أخرجه: "هذا خبرٌ في صحته نظرٌ مِن جهة أنّ إبراهيم علم أنّ الله لا يُخلف الميعاد، فكيف يجعل ما صار لأبيه خزياً مع علمه بذلك؟ ". وقال غيره: "هذا الحديث مخالفٌ لظاهر قوله تعالى {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعده وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه} " انتهى)). اهـ فهذا نقدٌ صريحٌ للمتن، وردَّ الحديثَ أيضاً الطبريّ وابن عطية وأبو حيان وجعلوه مِن كلام سعيد بن جبير. والإشكال هنا واضح: كيف يشفع إبراهيم لأبيه يوم القيامة كي يُدخله الجنة، وهو قد تبرّأ منه في الدنيا وعلم أنه عدوّ لله؟!
وبالنظر إلى أسانيد الحديث نجد أنّ البخاريّ أخرجه موصولاً عن إسماعيل بن أبي أويس، ومعلَّقاً عن إبراهيم بن طهمان. والكلام في إسماعيل معروف، وطريق ابن طهمان منقطع لأنه لا يروي عن ابن أبي ذئب. وللحديث طريق آخر عن حماد بن سلمة دون ذِكر اسم إبراهيم عليه السلام، وكذا عن قتادة مسنداً ومرسلاً. والحديث محفوظ عن سعيد بن جبير موقوفاً عليه، فبانت العلّة.
ومِثله حديث خلق التربة لم يتكلّم فيه العلماء إلاّ لمخالفة متنِه صريحَ القرآن في قضية الخلق، وعلى هذا أعلّه ابنُ القيم حين قال (المنار المنيف ص62): ((ويشبه هذا ما وقع فيه الغلط في حديث أبي هريرة: "خلق الله التربة يوم السبت" الحديث، وهو في صحيح مسلم. ولكن وقع فيه الغلط في رفعه، وإنما هو مِن قول كعب الأحبار. كذلك قال إمام أهل الحديث محمد بن إسماعيل البخاريّ في تاريخه الكبير، وقاله غيره من علماء المسلمين أيضاً. وهو كما قالوا، لأنّ الله أخبر أنه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، وهذا الحديث يقتضي أنّ مدّة التخليق سبعة أيام)). اهـ ولكنّ نِسبة هذا الحديث إلى كعب لا تصحّ، ففضلاً عن عدم وجود هذه الرواية عن كعب، فإنّ المحفوظ عن رواة الإسرائيليات أنّ أول الخلق كان يوم الأحد لا السبت. فالحديث مخالف للقرآن وللإسرائيليات جميعاً!
وبالنظر إلى سند الحديث نجد أنه لا يُعرَف إلاّ عن ابن جريج وإبراهيم بن أبي يحيى، وذهبَ ابنُ المديني إلى أنّ هذا الحديث مأخوذ عن ابن أبي يحيى وجعل الحمل فيه على إسماعيل بن أمية. وقد وافقتُه على أنّ هذا حديثُ ابن أبي يحيى، ولكنّي ذهبتُ إلى أنّ الذي أخذه عنه ليس إسماعيل بن أمية - فهو لا يروي عن ابن أبي يحيى - بل ابن جريج لأنه معروفٌ بالأخذ عنه وتدليسه أيضاً. وكلامي عن صيغة "أخبرني" التي كان يستخدمها ابن جريج في الإجازة والوجادة لم آتِ به مِن كيسي، بل نبَّه عليها يحيى بن سعيد أنّ ابن جريج إذا قال "أخبرني" فهو ليس سماعاً بل قراءة. ولذلك لمَّا سأل ابنُ المدينيّ يحيى بن سعيد عن أحاديث ابن جريج عن عطاء الخراساني وضعّفها، قال ابنُ المديني: "إنه يقول: أخبرني"! يعني أنّ حديثه محمول على
¥(64/44)
السماع. فقال يحيى: "لا شيء! كلّه ضعيف، إنما هو كتابٌ دفعه إليه". اهـ فأنا لم أتكلَّم في حكم الإجازة والوجادة في المطلق كما أشرتَ في ردّك، بل في حالة ابن جريج وهو مدلِّس لا يُقبَل مِنه إلاّ ما صرَّح فيه بالسماع عن شيخه.
وأمّا إطلاقي الوضع على هذا الحديث فلم يكنّ تهوّراً، إذ ليس له أصل يرجع إليه ناهيك عن مخالفته للقرآن بل وللإسرائيليات وراويه كذاب. قال الذهبي: ((الحديث الموضوع ما كان متنُه مخالفاً للقواعد، وراويه كذاباً)). اهـ وكلا الأمرين متحقّقٌ هنا.
والمخالفة كما قد تكون للقرآن كذلك قد تكون للأحاديث الصحيحة، كحديث موت النبيّ صلى الله عليه وسلّم مسموماً فهو مخالفٌ لحديث شاة خيبر الذي أخرجه البخاريّ ومسلم أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال للمرأة اليهودية: ((ما كان الله ليسلّطكِ على ذلك))! وفي حديث أبي هريرة أنّ المرأة قالت: ((وإن كنتَ نبياً لم يضرّك)). ولم يضرّه السمّ بأبي هو وأمّي، بل عَصَمَه الله وحماه. فلابد مِن إعمال الترجيح هنا، لأنه لا يمكن الجمع بين الخبر ونقيضه.
وبالنظر إلى سند الحديث نجد أنّ البخاريّ أورده معلَّقاً فقال: "وقال يونس عن الزهري: قال عروة: قالت عائشة"، فهو ليس على شرطه في الصحيح. وقد تفرّد برفعه عنبسة بن خالد، والبخاريّ لا يُخرج له منفرداً بل مقروناً بغيره. وقد اختُلف عن الزهريّ في هذا الحديث: فأرسله موسى بن عقبة عنه، وقال في آخره: ((وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي توفي فيه، فقال: "ما زلت أجد مِن الأكلة التي أكلت مِن الشاة يوم خيبر عدداً، حتى كان هذا أوان انقطع الأبهر منّي")). ورَفَعَه عنبسة عن يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة. قال ابن حجر (الفتح 8/ 131): ((وقال البزار: "تفرد به عنبسة عن يونس" أي بوصله. وإلا فقد رواه موسى بن عقبة في المغازي عن الزهري، لكنه أرسله)). اهـ
وأمّا حديث طواف سليمان على نسائه، فقد عَرَضتُ ما استُشكل عليَّ فيه ولم أقفْ بعدُ على جوابٍ شافٍ على ما أميل إليه. نعم عرضتُ استشكالاً عقلياً وهو: أنّ ليلةً واحدةً ولو طالت مِن المغرب إلى الفجر غير كفيلة بوطء تسعين امرأة! فالإشكال هنا هو في تخصيص زمان الوطء بأنه حصل في ليلة واحدة بقوله: ((لأطوفنّ الليلة)). ومع ذلك، فلم ينصبّ كلامي فقط على هذا الإشكال، بل عَرَضتُ لغيره مِن النقاط مِثل اختلاف الرواة فيما بينهم. فقد اختلفوا في رفع الحديث ووقفه عن أبي هريرة، واختلفوا في تعيين عدد النساء، واختلفوا في آخر الحديث وساقوه بالمعنى. فهذه عِللٌ موجودة في سند الحديث ومتنه، والجوابُ عنها لا ينفي وجودها.
وأما إعلال ما لم يعلّه أحد السابقين
هل اعتراضك متوجّه إلى المبدأ في حدّ ذاته أم إلى التطبيق الفعليّ؟ إنْ كان إلى المبدأ، فقد قال ابنُ المدينيّ: ((ربما أدركتُ علّة حديث بعد أربعين سنة)). فطوال أربعين سنّة قد يحكم لحديثٍ ما بالصحة، ويتبيّن له غير ذلك بعد هذا الزمن البعيد! كما قال الخطيب البغدادي: ((فمن الأحاديث ما تخفى علّته، فلا يوقف عليها إلاّ بعد النظر الشديد ومضيّ الزمن البعيد)). بل قد يموت العالم دون أن يدرك علل بعض الأحاديث ويأتي بعده مَن يقف عليها، كما قال ابن حجر: ((قد يخفى على الحفاظ بعض العلل في الحديث، فيحكم له بالصحّة بمقتضى ما ظهر له. ويطلع عليها غيره، فيردّ بها الخبر)).
فعدم وقوفِ أحدٍ مِن العلماء على علّة حديثٍ ليس شرطاً مِن شروط الصحّة، كما أنه ليس مانعاً مِن موانع الإعلال، بل العِبرة بوجود العِلّة والوقوف عليها. وقد تكون العلّة ظاهرةً – كتعارض الرفع والوقف – ولكن ترجَّح لدى هذا الإمام أنها غير قادحة، وهذا الترجيح ليس حُجّة لأنه قد يترجّح لغيره غيرُ ما ترجّح له. ولذلك اختلفت أحكام العلماء على الأحاديث تصحيحاً وتضعيفاً.
وأما الكلام في أحاديث بالصحيحين
فقد تكلّم عدد مِن الأئمة في عدد من هذه الأحاديث، ولم يكن نقدهم هذا طعناً في الشيخين ولا في كتابيهما بل كان إعمالاً لقواعد هذا الفنّ وتطبيقاً لأقوال أئمة النقد. وقد يكون الصواب مع الشيخين في تصحيحهما هذه الأحاديث، وقد يكون مع هؤلاء الأئمة. وإذا كنتَ على مذهب ابن الصلاح في قطعية جميع أحاديث الصحيحين، فأنا أميل إلى ما مال إليه جمهور العلماء قبله وأحسبه مذهباً قوياً، وهو المذهب الذي قال عنه ابن الصلاح: ((وقد كنتُ أميلُ إلى أنّ ما اتفقا عليه فهو مظنون، وأحسبه مذهباً قوياً)). اهـ وقد خالف النوويُّ ابنَ الصلاح في مسألة قطعية أحاديث الصحيحين، فقال بعد أن أورد كلامه: ((وهذا الذي ذكره الشيخ في هذه المواضع خلاف ما قاله المحققون والأكثرون، فإنهم قالوا: أحاديث الصحيحين التي ليست بمتواترة إنما تفيد الظنّ فإنها آحاد، والآحاد إنما تفيد الظنّ كما تقرر. ولا فرق بين البخاريّ ومسلم وغيرهما في ذلك)). اهـ فإذا كنتُ أرى هذا الرأي، فلماذا تصفُ كلامي في أحاديث بعينها بأنها طعن في الصحيحين!
أسأل الله أن يغفر لنا زلاتنا وأن يقيل عثراتنا وألاّ يآخذنا إن نسينا أو أخطأنا. والله مِن وراء القصد.
وكتبه أخوك الأصغر أقلّ عباد الله شأناً: أحمد الأقطش عفا الله عنه وعن أبيه.(64/45)
أرجوكم التحقق من هذا السند والمتن
ـ[أبو المهند المقدسي]ــــــــ[27 - 03 - 09, 11:48 م]ـ
حديث
"مثل أهل بيتى مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق "
أحمد بن حنبل - فضائل الصحابة - فضائل الحسن والحسين (عليهم السلام)
1360 - حدثنا العباس بن إبراهيم، نا محمد بن إسماعيل الأحمسي، نا مفضل بن صالح، عن أبي إسحاق، عن حنش الكناني قال: سمعت أبا ذر يقول: وهو آخذ بباب الكعبة: من عرفني فأنا من قد عرفني، ومن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت النبي (صلي الله عليه وسلم) يقول: ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك.
الهيثمي - مجمع الزوائد - الجزء: (9) - رقم الصفحة: (168)
14980 - وعن عبدالله بن الزبير أن النبي (صلي الله عليه وسلم) قال مثل أهل بيتى مثل سفينة نوح من ركبها سلم ومن تركها غرق، رواه البزار وفيه إبن لهيعة وهو لين.
14981 - وعن أبى سعيد الخدرى قال سمعت النبي (صلي الله عليه وسلم) يقول انما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وإنما مثل أهل بيتى فيكم مثل باب حطة في بنى اسرائيل من دخله غفر له، رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه جماعة لم أعرفهم.
إبن حجر - المطالب العالية - كتاب المناقب - باب فضل أهل البيت (عليهم السلام)
4074 - قال أبو يعلى: ثنا سويد بن سعيد، ثنا مفضل، عن أبي إسحاق، عن حنش، قال: سمعت أبا ذر، وهو آخذ بحلقة الباب، وهو يقول: يا أيها الناس، من عرفني فقد عرفني، ومن أنكر أنكر، وأنا أبو ذر الغفاري: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يقول: إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من دخلها نجا، ومن تخلف عنها هلك.
مستدرك الحاكم - كتاب التفسير - تفسير سورة هود - رقم الحديث: (3312)
3270 - أخبرنا ميمون بن اسحاق الهاشمي ثنا أحمد بن عبد الجبار يونس بن بكير ثنا المفضل بن صالح عن ابى اسحاق عن حنش الكنانى قال سمعت اباذر يقول وهو آخذ بباب الكعبة ايها الناس من عرفني فأنا من عرفتم ومن انكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يقول مثل أهل بيتى مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق، هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
الذهبي - ميزان الإعتدال - الجزء: (1) - رقم الصفحة: (482)
، عن سعيد إبن المسيب، عن أبى ذر - مرفوعا: مثل أهل بيتى مثل سفينة نوح، من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق.، ومن قاتلنا وفي لفظ: ومن قاتلهم فكأنما قاتل مع الدجال.
مستدرك الحاكم - كتاب معرفة الصحابة (رضي الله عنه) - و من مناقب أهل رسول الله (صلي الله عليهم السلام) - رقم الحديث: (4720)
4703 - أخبرني أحمد بن جعفر بن حمدان الزاهد ببغداد، ثنا العباس بن إبراهيم القراطيسي، ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، ثنا مفضل بن صالح، عن أبي إسحاق، عن حنش الكناني قال: سمعت أبا ذر رضي اله عنه يقول و هو آخذ بباب الكعبة من عرفني فأنا من عرفني و من أنكرني فأنا أبو ذر سمعت النبي (صلي الله عليه وسلم) يقول: ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من قومه من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق.
السيوطي - الدر المنثور في التفسير بالماثور - الجزء: (3) - رقم الصفحة: (334)
- وأخرج الحاكم عن أبى ذر (رضي الله عنه) قال سمعت رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يقول مثل أهل بيتى مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق
السيوطي - الجامع الصغير - الجزء: (1) - رقم الصفحة: (373)
2442 - إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك.
الطبراني - المعجم الصغير - الجزء: (1) - رقم الصفحة: (139)
392 - حدثنا الحسين بن أحمد بن منصور سجادة البغدادي حدثنا عبد الله بن داهر الرازي حدثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الاعمش عن أبي إسحاق عن حنش بن المعتمر أنه سمع أبا ذر الغفاري يقول سمعت رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يقول مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك ومثل باب حطة بني إسرائيل لم يروه عن الاعمش إلا عبد الله بن عبد القدوس.
المتقي الهندي - كنز العمال - الجزء: (12) - رقم الصفحة: (94)
¥(64/46)
34144 - إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك.
الآجري - الشريعة - كتاب جامع فضائل أهل البيت (عليهم السلام) - باب ذكر كلام النبي صلي الله عليه وسلم
1653 - حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي , حدثنا هارون بن عبد الله البزاز قال: حدثنا سيار بن حاتم قال: حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي قال: حدثنا أبو هارون العبدي قال: حدثني شيخ قال: سمعت أبا ذر يقول: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يقول: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح (عليه السلام) من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك.
عبدالله بن عدي - الكامل - الجزء: (6) - رقم الصفحة: (411)
- أخبرنا أبو يعلى ثنا سويد بن سعيد ثنا مفضل بن عبد الله عن أبي إسحاق عن حنش قال سمعت أبا ذر وهو آخذ بحلقة الباب وهو يقول أيها الناس من عرفني ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله (صلي الله عليه السلام) يقول أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من دخلها نجا ومن تخلف عنها هلك.
إبن جبر - نهج الإيمان - رقم الصفحة: (654)
- نجا من ركب مع نوح في السفينة ونجا من تمسك بعلي وذريته، لقول النبي (صلي الله عليه وسلم): مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق، وقد مر ذلك في الفصل الأربعين بقول الفريقين.
القندوزي - ينابيع المودة - الجزء: (2) - رقم الصفحة: (118)
- (340) وعن علي مرفوعا: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تعلق بها فاز، ومن تخلف عنها زج في النار، أخرجه إبن السري.
- (341) وعن إبن عباس مرفوعا: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، أخرجه الملا في سيرته.
القندوزي - ينابيع المودة - الجزء: (2) - رقم الصفحة: (472)
-[312] الثاني: أخرج أحمد والحاكم عن أبي ذر: أن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قال: إن مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك.
-[313] وفي رواية للبزار عن إبن عباس وعن إبن الزبير، وللحاكم عن أبي ذر أيضا: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق.
المناوي - فيض القدير شرح جامع الصغير - الجزء: (2) - رقم الصفحة: (658)
[النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد]
2442 - إن مثل أهل بيتي فاطمة وعلي وابنيهما وبنيهما أهل العدل والديانة فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك وجه التشبيه أن النجاة ثبتت لأهل السفينة من قوم نوح فأثبت المصطفى (صلي الله عليه وسلم) لأمته بالتمسك بأهل بيته النجاة وجعلهم وصلة إليها ومحصوله الحث على التعلق بحبهم وحبلهم وإعظامهم شكر النعمة مشرفهم والأخذ بهدي علمائهم فمن أخذ بذلك نجا من .......
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[28 - 03 - 09, 04:15 ص]ـ
تخريج الحديث:
(مستدرك الحاكم/3/ 163)، (2/ 373) رقم (3312، 4720)
(المعجم الكبير/3/ 45) رقم (2637)،
(المعجم الاوسط/4/ 9،10)، (5/ 354، 355) رقم (3478،5536)
(المعجم الصغير/1/ 240)، (2/ 84) رقم (391،825)
(الشريعة/4/ 387) رقم (1653،1654)
(فضائل الصحابة/3/ 381) رقم (1360)
(اخبار مكة للفاكهى/3/ 134) رقم (1904)
طرق الحديث:
مداره على ابى إسحاق السبيعى وهو مدلس وقد عنعنه عن حنش بن المعتمر وهو ضعيف، فرواه كلا من الاعمش والمفضل بن صالح وعمرو بن ثابت كلهم عنه، ثم رواه سماك بن حرب متابعة لابى إسحاق السبيعى عن حنش فى الأوسط للطبرانى من طريق لا يعتد به انفرد به عمرو بن ثابت عنه وهو متروك.
طريق الاعمش:
(المعجم الكبير/3/ 45) رقم (2637)
(المعجم الاوسط/4/ 9،10) رقم (3478)
(المعجم الصغير/1/ 240) رقم (391)
من طريق عبد الله بن عبد القدوس عن الاعمش عن ابى إسحاق عن حنش بن المعتمر عن ابى ذر مرفوعاً به.
وهو طريق معلول بعدة علل:
(1) عنعنة كلا من الاعمش وابى إسحاق وكلاهما مدلس
(2) حنش بن المعتمر أبو المعتمر الكوفي قال ابن المديني: لا أعرفه وقال أبو حاتم حنش ابن المعتمر هو عندي صالح ليس أراهم يحتجون بحديثه وقال أبو داود ثقة وقال البخاري يتكلمون في حديثه وقال النسائي ليس بالقوي وقال ابن حبان لا يحتج به.
¥(64/47)
قال ابن حبان حنش بن المعتمر هو الذي يقال له حنش بن ربيعة والمعتمر كان جده وكان كثير الوهم في الاخبار ينفرد عن علي بأشياء لا تشبه حديث الثقات حتى صار ممن لا يحتج بحديثه، وقال البزار حدث عنه سماك بحديث منكر وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالمتين عندهم وذكره العقيلي والساجي وابن الجارود وأبو العرب الصقلي في الضعفاء وقال ابن حزم في المحلى ساقط مطرح.
(3) عبد الله بن عبد القدوس هو التميمي السعدى قال عبدالله بن أحمد سألت ابن معين عنه فقال ليس بشئ رافضي خبيث وقال أحمد بن علي الابار سألت زنيجا عنه فقال تركته لما كتب عنه شيئا ولم يرضه، وقال أبو داود ضعيف الحديث كان يرمى بالرفض، قال وبلغني عن يحيى انه قال ليس بشئ وقال النسائي ضعيف وقال مرة ليس بثقة وقال ابن عدي عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما أغرب، وقال الدار قطني ضعيف وقال أبو أحمد الحاكم في حديثه بعض المناكير.
طريق المفضل بن صالح:
(مستدرك الحاكم/3/ 163)، (2/ 373) رقم (3312، 4720)
(فضائل الصحابة/3/ 381) رقم (1360)
(اخبار مكة للفاكهى/3/ 134) رقم (1904)
من طريق المفضل بن صالح عن ابى إسحاق عن حنش بن المعتمر عن ابى ذر مرفوعا به.
والمفضل بن صالح هو الاسدي أبو جميلة الكوفى، قال البخاري وأبو حاتم منكر الحديث، وقال الترمذي ليس عند أهل الحديث بذاك الحافظ وقال ابن حبان يروي المطربات عن الثقات فوجب ترك الاحتجاج به.
طريق عمرو بن ثابت:
(الشريعة/4/ 387) رقم (1654)
من طريق عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن حنش بن المعتمر قال: رأيت أبا ذر مرفوعا به.
وعمرو بن ثابت هو بن هرمز البكري أبو محمد الكوفى، قال علي بن الحسن بن شقيق سمعت ابن المبارك يقول لا تحدثوا عن عمرو بن ثابت فانه كان يسب السلف وقال الحسن بن عيسى ترك ابن المبارك حديثه وقال هناد بن السري لم يصل عليه ابن المبارك.
وقال عمرو بن علي ومحمد ابن المثنى لم يحدث عنه ابن مهدي، وقال الدوري عن ابن معين هو غير ثقة وقال معاوية ابن صالح عن يحيى ضعيف وقال أبو زرعة ضعيف الحديث وكذا قال أبو حاتم وزاد يكتب حديثه كان ردئ الرأي شديد التشيع وقال البخاري ليس بالقوي عندهم.
وقال الآجري عن أبي داود رافضي خبيث وقال في موضع آخر رجل سوء قال لما مات النبي صلى الله عليه وسلم كفر الناس إلا خمسة وجعل أبو داود يذمه ويقول قد روى عنه سفيان وهو المشوم ليس يشبه حديثه أحاديث الشيعة وجعل يقول ويعنى ان أحاديثه مستقيمة وقال في موضع آخر كان من شرار الناس وقال في موضع آخر ليس في حديثه نكارة وقال النسائي متروك الحديث وقال مرة ليس بثقة ولا مأمون. وقال ابن حبان يروي الموضوعات عن الاثبات وقال ابن عدي الضعف على رواياته بين.
وقال عبدالله بن أحمد عن أبيه كان يشتم عثمان ترك ابن المبارك حديثه وقال الساجي مذموم وكان ينال من عثمان ويقدم عليا على الشيخين وقال العجلي شديد التشيع غال فيه واهي الحديث وقال البزار كان يتشيع ولم يترك.
ثم رواه الطبرانى فى الأوسط (5/ 354، 355) رقم (5536)
من طريق عمرو بن ثابت عن سماك بن حرب عن حنش بن المعتمر عن ابى ذر مرفوعا به، وقد سبق بيان ضعفه بما سبق.
ثم رواه الطبرانى فى الصغير (2/ 84) رقم (825)
من طريق عبد الرحمن بن أبي حماد المقرئ عن أبي سلمة الصائغ عن عطية عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به.
وعطيه هو بن سعد بن جنادة العوفى الجدلي القيسي الكوفي أبو الحسن، قال البخاري قال لي علي عن يحيى عطية وأبو هارون وبشر بن حرب عندي سوي وكان هشيم يتكلم فيه وقال مسلم بن الحجاج قال أحمد وذكر عطية العوفي فقال هو ضعيف الحديث ثم قال بلغني ان عطية كان يأتي الكلبي ويسأله عن التفسير وكان يكنيه بأبي سعيد فيقول قال أبو سعيد وكان هشيم يضعف حديث عطية.
قال أحمد وحدثنا أبو أحمد الزبيري سمعت الكلبي يقول كناني عطية أبو سعيد وقال الدوري عن ابن معين صالح وقال أبو زرعة لين وقال أبو حاتم ضعيف يكتب حديثه وأبو نضرة أحب إلي منه وقال الجوزجاني مائل وقال النسائي ضعيف وقال ابن عدي قد روى عن جماعة من الثقات ولعطية عن أبي سعيد أحاديث عدة وعن غير أبي سعيد وهو مع ضعفه يكتب حديثه وكان يعد مع شيعة أهل الكوفة.
وقال ابن حبان في الضعفاء بعد ان حكى قصته مع الكلبي بلفظ مستغرب فقال سمع من أبي سعيد أحاديث فلما مات جعل يجالس الكلبي يحضر بصفته فإذا قال الكلبي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا فيحفظه وكناه أبا سعيد ويروي عنه فإذا قيل له من حدثك بهذا فيقول حدثني أبو سعيد فيتوهمون انه يريد أبا سعيد الخدري وإنما أراد الكلبي قال لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب ثم اسند إلى أبي خالد الاحمر قال لي الكلبي قال لي عطية كنيتك بأبي سعيد فأنا أقول حدثنا أبو سعيد وقال ابن سعد أنا يزيد بن هارون أنا فضيل عن عطية قال لما ولدت أتى بي أبي عليا ففرض لي في مائة.
وقال أبو داود ليس بالذي يعتمد عليه، قال أبو بكر البزار كان يعده في التشيع روى عنه جلة الناس وقال الساجي ليس بحجة وكان يقدم عليا على الكل.
{خلاصة درجة الحديث: موضوع}
¥(64/48)
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[28 - 03 - 09, 04:41 ص]ـ
فاتنى طريق بن عدى فى الكامل
ثم رواه بن عدى فى الكامل (6/ 411) من طريق سويد بن سعيد ثنا مفضل بن عبد الله عن أبي إسحاق عن حنش قال سمعت أبا ذر مرفوعا به.
وسويد بن سعيد هو بن سهل بن شهريار الهروي أبو محمد الحدثاني الانباري قال أبو حاتم كان صدوقا وكان يدلس ويكثر وقال البخاري كان قد عمي فيلقن ما ليس من حديثه وقال يعقوب بن شيبة صدوق مضطرب الحفظ ولا سيما بعد ما عمي وقال صالح بن محمد صدوق إلا انه كان عمي فكان يلقن احاديث ليست من حديثه، وقال النسائي ليس بثقة. ا. هـ.
المفضل بن عبدالله هو الكوفي، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وذكر أبو أحمد بن عدي أنه مفضل بن صالح، وأن سويد ابن سعيد كان يخطئ في اسم أبيه، فيقول: مفضل بن عبدالله، وإنما هو ابن صالح وقوله قريب.
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[28 - 03 - 09, 04:56 ص]ـ
الهيثمي - مجمع الزوائد - الجزء: (9) - رقم الصفحة: (168)
السيوطي - الجامع الصغير - الجزء: (1) - رقم الصفحة: (373)
المتقي الهندي - كنز العمال - الجزء: (12) - رقم الصفحة: (94)
إبن جبر - نهج الإيمان - رقم الصفحة: (654)
القندوزي - ينابيع المودة - الجزء: (2) - رقم الصفحة: (118)
المناوي - فيض القدير شرح جامع الصغير - الجزء: (2) - رقم الصفحة: (658)
{اخى الحبيب ابو مهند لا داعى لذكر المصادر منزوعة الاسانيد وجزاك الله خيرا}.
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[28 - 03 - 09, 04:34 م]ـ
فاتنى طريقين نظرا لتسرعى فى التخريج:
ثم رواه الآجرى فى الشريعة (4/ 388) رقم (1653) من طريق سيار بن حاتم قال: حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي قال: حدثنا أبو هارون العبدي قال: حدثني شيخ قال: سمعت أبا ذر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعا به.
وإسناده ساقط فسيار بن حاتم هو العنزي أبو سلمة البصري ضعيف الحديث قال أبو أحمد الحاكم في حديثه بعض المناكير، وقال العقيلى أحاديثه مناكير و ضعفه ابن المديني وقال الازدي عنده مناكير و قال أبو داود عن القواريري لم يكن له عقل قلت يتهم بالكذب، وذكره بن حبان فى الثقات.
جعفر بن سليمان الضبعي هو أبو سليمان البصري مولى بني الحريش وقد تكلم فيه العلماء لبدعة التشيع وقد وافق هذا الحديث بدعته فلا يقبل منه.
وفيه أبو هارون العبدى وهو عمارة بن جوين متروك الحديث.
وفيه إسناده مبهم، وهذا الحديث مما ينطبق عليه قول شيخنا الالبانى ظلمات بعضها فوق بعض، يكاد لا يخلوا فى إحدى طبقاته ضعيف.
ثم رواه البزار فى المسند (5/ 305) رقم (3900) من طريق مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعاً به.
وإسناده ساقط فيه الحسن بن أبى جعفر وهو عجلان وقيل عمرو الجعفري أبو سعيد الازدي، وقد انفرد به كما قال البزار وهو ضعيف قال عمرو بن علي صدوق منكر الحديث كان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه، وقال إسحاق بن منصور ضعفه أحمد وقال البخاري منكر الحديث وقال الترمذي ضعفه يحيى بن سعيد وغيره وقال النسائي ضعيف وقال في موضع آخر متروك وقال أبو بكر بن أبي الاسود ترك ابن مهدي حديثه.(64/49)
تخريج حديث ابن مسعود (((اتخذوا عند الرحمن عهدا)))
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[28 - 03 - 09, 02:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على معلم الناس الخير نبينا محمد وعلى آله الطاهرين ورضي الله عن أصحابه أجمعين.
أما بعد:
روى الأسود بن يزيد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أنه قرأ: {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} فقال: اتخذوا عند الرحمن عهدا فإن الله يقول يوم القيامة: من كان له عندي عهد فليقم قال فقلنا فعلمنا يا أبا عبد الرحمن قال قولوا: اللهم فاطر السماوات و الأرض عالم الغيب و الشهادة إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا بأني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن محمدا عبدك و رسولك فإنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر و تباعدني من الخير و إني لا أثق إلا برحمتك فاجعله لي عندك عهدا توفيته إلى يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد.
وقد بحثت عن أقوال العلماء في هذا الأثر فلم أجد من متكلم عنه إلا الحاكم و الذهبي فقد صححاه فأحببت أن أخرجه بما لدي من مصادر فأقول
مستعيناً بالله وحده:
روي هذا الحديث مرفوعا و موقوفا و الموقوف أصح:
أ -أما المرفوع فقد روي:
1 - من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
رواه الإمام أحمد في مسنده (3916) [ورجاله رجال الصحيح إلا أن عون بن عبد الله لم يسمع من ابن مسعود فهو منقطع]
2 - من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه:
رواه أيضا الإمام أحمد في مسنده (21710) و الحاكم في مستدركه (1900) و الطبراني في معجمه الكبير (4807) وفي مسند الشاميين
(1481 & 2013) وفي الدعاء (29) و البيهقي في الأسماء و الصفات (339) و الدعوات الكبير (41) وشرح أصول اعتقاد أهل
السنة والجماعة للالكائي (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي) [وفيه أبو بكر بن أبي مريم الغساني و هو ضعيف]
ب _ و أما الموقوف فقد روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه موقوفا عليه:
رواه الحاكم في المستدرك (3426) وابن أبي شيبة في مصنفه (30140) و الطبراني في معجمه الكبير (8918) و أبو نعيم في
الحلية (4/ 271) وابن ابي حاتم في التفسير (ليس في المطبوع بل من تفسير ابن كثير 5/ 265) كلهم من طريق عن المسعودي، عن عون بن عبد الله، عن أبي فاختة، عن الأسود بن يزيد و اسناد ابن أبي شيبة صحيح متصل رواتهم كلهم ثقات إلا أن المسعودي و هو عبد الرحمن بن سعد قد اختلط قبل موته ولكن هذا لا يضر لأنه قد رواه عنه وكيع بن الجراح (عند ابن أبي شيبة) وهم ممن سمع من المسعودي في الكوفة، ومن سمع منه في الكوفة فسماعه جيد، كما قال الإمام أحمد في كتاب العلل ومعرفة الرجال ( ... سماع وكيع من المسعودي بالكوفة قديما وأبو نعيم أيضا وإنما اختلط المسعودي ببغداد ومن سمع منه بالبصرة والكوفة فسماعه جيد) (1/ 325) وقال أيضا (كل من سمع المسعودي بالكوفة فهو جيد مثل وكيع وأبي نعيم وأما يزيد بن هارون وحجاج ومن سمع منه ببغداد وهو في الاختلاط إلا من سمع منه بالكوفة) (3/ 50) المصدر السابق
وقال أبو حاتم في العلل (المسعودي افهم بحديث عون _يعني من ابن عجلان_) (2033) و قال أيضا (كان المسعودي اعلم بحديث ابن مسعود من اهل زمانه) (2647)
وقال البرذعي في سؤلاته لأبي زرعة الرازي: (أحاديث المسعودي عن شيوخه غير القاسم وعون قال: أحاديثه عن غير القاسم وعون مضطربة بهم كثيرا). (2/ 420)
و قال عباس الدورى عن يحيى بن معين: (أحاديثه عن الأعمش مقلوبة و عنعبد الملك أيضا، و أحاديثه عن عون و عن القاسم صحاح، و أما عن أبى حصين و عاصم فليس بشىء، إنما أحاديثه الصحاح عن القاسم و عن عون) (2/ 351)
وقال السلمي في سؤالاته للدارقطني: (وقال الشيخ يعني: المسعودي إذا حدث عن أبي إسحاق، وعمرو بن مرة، والأعمش، فإنه يغلط، وإذا حدث عن معن، والقاسم، وعون، فهو صحيح، وهؤلاء هم أهل بتيه). (266)
وبهذه النقول نتثبت من صحة سماع المسعودي من عون وصحة أداءه إلى وكيع
ثم وجدت بفضل الله متابعة _قاصرة_ جيدة عند محمد بن فضيل في الدعاء (51):
حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، و مالك بن مغول، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسعود، قال: كان يقول: (اللهم فاطر
السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا، إنك إن تكلني إلى عملي، يقربني من الشر، ويباعدني من الخير، وإني لا أثق إلا برحمتك، فاجعله لي من عندك، تؤديه إلي يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد. قال: فما قالهن عبد قط إلا كتبن في رق، ثم ختمن بخاتم، حتى يوافيها يوم القيامة، أين أصحاب العهود؟) وزاد مالك بن مغول: «وهو العهد المسئول»
وهذا اسناد جيد رواته ثقات و القاسم بن عبدالرحمن وثقه البخاري و غيره وصحح سماعه من ابن مسعود.
الخلاصة: الحديث لم يصلنا بطريق مرفوعة صحيحة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه صح وقوفا على عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ولكنه في الغيبيات فله حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا و الله أعلم ... وصلى الله على معلم الناس الخير نبينا محمد و على آله الطاهرين ورضي عن أصحابه أجمعين.
وكتب أبو جعفر الشامي
سَحَر السبت الثاني من ربيع الثاني سنة ثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة الشريفة
¥(64/50)
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[28 - 03 - 09, 04:10 م]ـ
[وفيه أبو بكر بن أبي مريم الغساني و هو ضعيف]
الأصوب:
[مداره على أبي بكر بن أبي مريم الغساني و هو ضعيف]
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[04 - 04 - 09, 10:02 م]ـ
يرفع للمذاكرة ...
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[30 - 04 - 09, 08:11 ص]ـ
فائدة:
قال الزيلعي في تخريج الكشاف [2/ 339]: غريب مرفوعا ولم أجده إلا موقوفا
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[30 - 04 - 09, 02:22 م]ـ
وهذا اسناد جيد رواته ثقات و القاسم بن عبدالرحمن وثقه البخاري و غيره وصحح سماعه من ابن مسعود.
عفواً لدي تعقيبان:
الأول: عبد الرحمن بن إسحاق ضعيف ولكنه قرن بمالك بن مغول الثقة
الثاني: القاسم بن عبد الرحمن لم يدرك جده عبد الله بن مسعود، قال ابن المديني (كما في جامع التحصيل 1/ 252): لم يلق من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم غير جابر بن سمرة.
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[30 - 04 - 09, 02:59 م]ـ
والظاهر أن كلا من طريقي حديث عبد الله بن مسعود الموقوفة والمرفوعة هي من رواية عون بن عبد الله فوجب الترجيح بينهما أعني هل روى عون الحديث موقوفا مرة ومرفوعا أخرى أم أن الوهم في أحد الطريقين ممن دونه، مع ملاحظة أن إسناد الحاكم فيه وجه آخر إن صحت الطريق الى عون وهو بنحو الطريق الموقوفة ولكن باسقاط أبي فاختة سعيد بن علاقة.
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[30 - 04 - 09, 04:01 م]ـ
والمقصود الحاجة الى مزيد بيان في هذا التخريج وجزاك الله خيراً
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[01 - 05 - 09, 01:54 ص]ـ
و إياكم ... بارك الله فيك
أما الأول فلا يضر كما قلت لأن المعتمد في الاسناد هو مالك
و أما الثاني:
الثاني: القاسم بن عبد الرحمن لم يدرك جده عبد الله بن مسعود، قال ابن المديني (كما في جامع التحصيل 1/ 252): لم يلق من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم غير جابر بن سمرة
نعم نا أخطأت وخلطت بين القاسم بن عبد الرحمن بن عبدالله بن مسعود والقاسم بن عبد الرحمن الشامي
فكما قلت يكون الاسناد منقطع
ويبقى اسناد ابن أبي شيبة هو المعتمد
جزاك الله خيرا و أستغفر الله العظيم
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[01 - 05 - 10, 02:20 ص]ـ
روي هذا الحديث مرفوعا و موقوفا و الموقوف أصح:
أ -أما المرفوع فقد روي:
1 - من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
رواه الإمام أحمد في مسنده (3916) [ورجاله رجال الصحيح إلا أن عون بن عبد الله لم يسمع من ابن مسعود فهو منقطع]
2 - من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه:
رواه أيضا الإمام أحمد في مسنده (21710) و الحاكم في مستدركه (1900) و الطبراني في معجمه الكبير (4807) وفي مسند الشاميين
(1481 & 2013) وفي الدعاء (29) و البيهقي في الأسماء و الصفات (339) و الدعوات الكبير (41) وشرح أصول اعتقاد أهل
السنة والجماعة للالكائي (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي) [وفيه أبو بكر بن أبي مريم الغساني و هو ضعيف]
ورواه أبو عبد الله الترمذي مرفوعًا في كتابه نوادر الأصول؛ لكن من حديث أبي بكر، فقال:
حدثنا عمر بن أبي عمر، حدثنا أبو عبد الله بن أبي أمية الفزاري، عن أبي علي بن الرماح، عن عمرو بن ميمون، حدثني مقاتل بن حيان، عن الأسود ابن هلال، عن أبي بكر الصديق، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في دبر الصلوات هؤلاء الكلمات: اللهم فاطر السموات والأرض، إلى قوله إنك لا تخلف الميعاد، إلا كتبها في رق، ثم ختمه بخاتمه، ثم رفعه إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الذين كان لهم عند الله عهد، فدفع إليهم.
وانظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1274095#post1274095
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[01 - 05 - 10, 03:26 ص]ـ
ورواه أبو عبد الله الترمذي مرفوعًا في كتابه نوادر الأصول؛ لكن من حديث أبي بكر، فقال:
حدثنا عمر بن أبي عمر، حدثنا أبو عبد الله بن أبي أمية الفزاري، عن أبي علي بن الرماح، عن عمرو بن ميمون، حدثني مقاتل بن حيان، عن الأسود ابن هلال، عن أبي بكر الصديق، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في دبر الصلوات هؤلاء الكلمات: اللهم فاطر السموات والأرض، إلى قوله إنك لا تخلف الميعاد، إلا كتبها في رق، ثم ختمه بخاتمه، ثم رفعه إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الذين كان لهم عند الله عهد، فدفع إليهم.
وانظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1274095#post1274095
تصحيح:
قال أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن بشر المعروف بالحكيم الترمذي:
حدثنا عمر بن أبي عمر، قال: حدثنا عبد الله بن أبي أمية الفزاري، عن أبي علي بن الرباح، عن عمر بن ميمون، قال: حدثني مقاتل بن حيان، عن الأسود بن هلال، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في دبر الصلاة بعد ما سلم هؤلاء الكلمات كتبه ملك في رق، فختم بخاتم ثم رفعها إلى يوم القيامة،
فإذا بعث الله العبد من قبره جاءه الملك ومعه الكتاب ينادي أين أهل العهود؟ حتى يدفع إليه.
و الكلمات أن تقول:
اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، الرحمن الرحيم، إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا، أنك أنت الله لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، و أن محمدًا عبدك ورسولك، فلا تكلني إلى نفسي، فإنك أن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر، وتباعدني من الخير، وإني لا أثق إلا برحمتك، فاجعل رحمتك لي عهدًا عندك تؤديه إلي يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد. اهـ.
الطبعة المسندة من نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول - 930.
وانظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1274095#post1274095
¥(64/51)
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[04 - 05 - 10, 01:34 ص]ـ
تصحيح:
قال أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن بشر المعروف بالحكيم الترمذي:
حدثنا عمر بن أبي عمر، قال: حدثنا عبد الله بن أبي أمية الفزاري، عن أبي علي بن الرباح، عن عمر بن ميمون، قال: حدثني مقاتل بن حيان، عن الأسود بن هلال، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في دبر الصلاة بعد ما سلم هؤلاء الكلمات كتبه ملك في رق، فختم بخاتم ثم رفعها إلى يوم القيامة،
فإذا بعث الله العبد من قبره جاءه الملك ومعه الكتاب ينادي أين أهل العهود؟ حتى يدفع إليه.
و الكلمات أن تقول:
اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، الرحمن الرحيم، إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا، أنك أنت الله لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، و أن محمدًا عبدك ورسولك، فلا تكلني إلى نفسي، فإنك أن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر، وتباعدني من الخير، وإني لا أثق إلا برحمتك، فاجعل رحمتك لي عهدًا عندك تؤديه إلي يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد. اهـ.
الطبعة المسندة من نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول - 930.
وانظر حال رجال هذا الإسناد،
على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=569219 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=569219)(64/52)
بشرى: تتعلق بكتاب زهر الفردوس للحافظ ابن حجر
ـ[حسن بن الشيخ علي وَرْسمه]ــــــــ[28 - 03 - 09, 12:00 م]ـ
بمشيئة الله تعالى في يوم الإثنين الموافق 3/ 4/1430 في الساعة الثامنة والنصف صباحا
تبدأ المناقشة العلنية لأول رسالة علمية في تحقيق: زهر الفردوس (الغرائب الملتقطة من أسانيد الفردوس) للحافظ ابن حجر العسقلاني، بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
والكتاب حقق في 8 رسائل علمية لنيل درجة الماجستير، وبقية الرسائل ستناقش قريبا إن شاء الله في غضون ثلاثة أسابيع على الأكثر , وأخوكم كاتب السطور- حقق أخر جزء من الكتاب. وسنسعى - أنا وزملائي - في طباعة الكتاب حتى يستفاد منه.
ومعلوم أهمية الكتاب وقيمته العلمية وهي باختصار كالتالي:
1 - كون الحافظ ابن حجر احتفظ بأسانيد الكتاب، وكتاب الفردوس المطبوع محذوف الأسانيد.
2 - إزالة الغموض الذي يكتنف موضوع الكتاب لدى الباحثين، فإن بعضهم يظن أن تسديد القوس وزهر الفردوس كتاب واحد ولا فرق بينهما، وربما يفهم من كلام بعضهم أن "زهر الفردوس" محذوف الأسانيد.
3 - أن الكتاب يعتبر بمثابة زوائد على الكتب المشهورة في السنة؛ بل سماه السيوطي والكتاني "زوائد الفردوس". ومعلوم أهمية كتب الزوائد وقيمتها العلمية
4 - أنه يسند من مصادر تعتبر الآن مفقودة مثل مسند الحسن بن علي الحلواني، ومكارم الأخلاق لابن لال، ومن كتب أبي نعيم وتصانيفه وغيرها من المصادر المختلفة والأجزاء المتفرقة.
5 - أصبح هذا الكتاب مصدراً مهماً يرجع إليه، ويعتمد عليه علماء التخريج ممن جاء بعده
6 - ويكفي في الدلالة على أهمية هذا الموضوع أن تتوجه همّة الحافظ ابن حجر إليه، ويتصدّى بنفسه لخدمته وإفراد زوائده مما يدل على أنه- رحمه الله- كان يستشعر أهميّة خدمة هذا الجانب، لا سيما أنه ألفه في مرحلة متأخرة من حياته عام (840 هـ) وهي مرحلة نضج علمي.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[28 - 03 - 09, 12:21 م]ـ
بارك الله فيكم.
هل التزم الحافظ بمنهج محدد في الانتقاء؟
وهل الموجود من الكتاب كامل؟ فما أعرفه أن نسخة الجزء الثالث منه غير موجودة في دار الكتب المصرية؟
وسنسعى - أنا وزملائي - في طباعة الكتاب حتى يستفاد منه.
وفقكم الله، هذا أهم ما في البشرى، وبدونه لن تكون هذه البشرى خيرًا!
وجزاك الله خيرًا.
ـ[حسن بن الشيخ علي وَرْسمه]ــــــــ[28 - 03 - 09, 02:34 م]ـ
وفيك بارك، نعم أخي الفاضل الحافظ له منهج محدد في انتقائه، نص عليه في المقدمة، وفي آخر الكتاب أيضاً
كما تبين لي منهجه بدقة من خلال مقارنتي لكتاب زهر الفردوس بما تبقى من أصله مسند الفردوس لأبي منصور الديلمي بن الحافظ أبي شجاع الديلمي صاحب الفردوس المطبوع.
والكتاب كما هو معلوم ناقص الجزء الثالث في عداد المفقود إلى الآن، ويمكن تكميل الكتاب على شرط الحافظ ابن حجر في اختصاره بما تبقى من أصله (مسند الفردوس) حيث ترتيب الكتابين على حروف المعجم.
مما يسهل تحديد النقص، ولكن لا يستعجل في مثل هذا إلا بعد الإياس من باقي الكتاب. والنية موجودة - إن شاء الله - لعمل ذلك إن دعت الحاجة إليه. وشكرا
ـ[مهدي المشولي]ــــــــ[05 - 11 - 09, 08:40 م]ـ
2 - إزالة الغموض الذي يكتنف موضوع الكتاب لدى الباحثين، فإن بعضهم يظن أن تسديد القوس وزهر الفردوس كتاب واحد ولا فرق بينهما ...
جزاكم الله خيراً ونفع بكم ... وإيانا آمين،
أخي حفظك الله:
لو تفيدنا- أو أحد الإخوة المشاركين معك في التحقيق - بذكر الفروق بين تسديد القوس وزهر الفردوس حتى يزول اللبس وتعم الفائدة وتكون قد قدمت معروفاً كبيراً.
بارك الله فيك وفيمن عمل معك ............
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[05 - 11 - 09, 09:43 م]ـ
وفقكم الله لمرضاته ..
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[05 - 11 - 09, 10:44 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم،
أثلجت قلبي بهذا الخبر،
فالكتاب عندي مخطوط منذ سنوات (بعض المجلد الأول، والمجلد الثاني والرابع) ; وتمتعت بمطالعته واستفدت منه،
وتمنيت أن أراه مطبوعا،
ولأهميته نقل منه كثيرا الإمام الألباني في أجزاء السلسلة الضعيفة،
وينقل فيه الحافظ ابن حجر من "تاريخ نيسابور" المفقود مئات النقولات،
وفيه من الغرائب والفوائد الكثير،
حتى فيه حديث تواجد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من طريق الحافظ محمد بن طاهر (4/ 322)، ولم يتكلم عليه ابن حجر بشيء!!!
بل تعليقات الحافظ ابن حجر الحديثية في الكتاب قليلة - فيما ظهر لي مما بين يدي -،
للفائدة، قال ابن حجر في آخره:
كان الفراغ منه يوم الجمعة الخامس والعشرين ذي القعدة سنة أربعين وثماني مئة على يد أحمد بن علي بن حجر حامدا ومصليا ومسلما. انتهى(64/53)
ما هي صحة هذه الأحاديث
ـ[أبو المهند المقدسي]ــــــــ[28 - 03 - 09, 04:35 م]ـ
ما هي صحة هذه الأحاديث
1 ـ حديث الثقلين
2 ـ أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم
3ـ من كنت مولاه فهذا علي مولاه
4 _ حسين مني وأنا منه، أحب الله من أحب الحسن والحسين
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[28 - 03 - 09, 06:20 م]ـ
2 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي وفاطمة والحسن والحسين "أنا سلم لمن سالمتم، وحرب لمن حاربتم" رواه الترمذي و ضعفه الألباني في المشكاة.
4 - أخرجه البخاري في "التاريخ" (4/ 2 / 415) و الترمذي (3777) و ابن ماجة (144) و ابن حبان (2240) و الحاكم (3/ 177) و أحمد (4/ 172) من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن راشد عن يعلى بن مرة، حسنه الترمذي و ابن حجر و الهيثمي و الألباني رحمة الله عليهم.(64/54)
إذا رأيتم اللاتي ألقين على رءوسهن مثل أسنمة البعر فأعلموهن أنه لا تقبل لهن صلاة
ـ[أنس بن إسماعيل]ــــــــ[29 - 03 - 09, 09:23 ص]ـ
السلام عليكم
من من أهل التخصص يمكنه أن يبين وجه الضعف في الحديث وهو في ضعيف الجامع الصغير 512
ومن كان عنده غير ذلك فليفدنا مشكورا
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[29 - 03 - 09, 11:30 ص]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال الإمامُ مسلمٌ في كتاب اللباس والزينة، باب 24:
5704 - حَدَّثَنِى زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا». تحفة 12610 - 2128/ 125
وأعاده بهذا الإسناد في باب 13، من كتاب صفة الجنة ونعيمها وأهلها
وفيه الغنية إن شاء الله تعالى
السلام عليكم
من من أهل التخصص يمكنه أن يبين وجه الضعف في الحديث وهو في ضعيف الجامع الصغير 512
ومن كان عنده غير ذلك فليفدنا مشكورا
ـ[أنس بن إسماعيل]ــــــــ[29 - 03 - 09, 12:16 م]ـ
جزاك الله خيرا على مشاركتك أخي أبا مريم
لكني لم أعرف قصدك من إيراد هذا الحديث
أتريد أن حديث مسلم يشهد للحديث المسؤول عنه؟
أم أنك تقول: المحفوظ رواية مسلم (يلاحظ أن صحابي حديث الموضوع أبو شقرة يعني غير صحابي حديث مسلم)
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[29 - 03 - 09, 02:37 م]ـ
أخرجه الطبرانى (22/ 370، رقم 928). و البزار كما فى كشف الأستار (3/ 385، رقم 3015) من طريق حَمَّاد بن يزَيْدٍ الْمِنْقَرِي، ثنا مَخْلَدُ بن عُقْبَةَ بن شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي شَقْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا رَأَيْتُمُ اللاتِي ألْقَيْنَ عَلَى رَءُوسِهِنَّ مِثْلَ أَسْنِمَةِ الْبَقَرِ فَأَعْلِمُوهُنَّ أَنَّهُ لا يُقْبَلُ لَهُنَّ صَلاةٌ.
قال الهيثمى (5/ 137): فيه حماد بن يزيد عن مخلد بن عقبة، ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات.
انتهى
وقيل إن حمادا معروف ويحتاج الى نظر
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[29 - 03 - 09, 03:21 م]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فما حال: حماد بن يزيد بن مسلم المنقري هذا؟
وما حال مخلد بن عقبة؟؟
أخرجه الطبرانى (22/ 370، رقم 928). و البزار كما فى كشف الأستار (3/ 385، رقم 3015) من طريق حَمَّاد بن يزَيْدٍ الْمِنْقَرِي، ثنا مَخْلَدُ بن عُقْبَةَ بن شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي شَقْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا رَأَيْتُمُ اللاتِي ألْقَيْنَ عَلَى رَءُوسِهِنَّ مِثْلَ أَسْنِمَةِ الْبَقَرِ فَأَعْلِمُوهُنَّ أَنَّهُ لا يُقْبَلُ لَهُنَّ صَلاةٌ.
قال الهيثمى (5/ 137): فيه حماد بن يزيد عن مخلد بن عقبة، ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات.
انتهى
وقيل إن حمادا معروف ويحتاج الى نظر
والحديث أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة،
وسؤال آخر: من ذكر أبا شقرة في الصحابة غير أبي نعيم؟
ـ[أنس بن إسماعيل]ــــــــ[29 - 03 - 09, 03:55 م]ـ
وجاء في الاستيعاب في ترجمة أبي شقرة: روى عنه مخلد بن عقبة فيه نظر
فاجتمع في السند 3 علل: جهالة حال راويين و الانقطاع
وأنا إنما استفصلت وجه تضعيف الحديث لأن أحد الأحبة ذكر أن الحديث حسن بلا مستند(64/55)
تخريجُ الأحاديثِ الواردَةِ في شُرْبِ دَمِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[29 - 03 - 09, 09:40 ص]ـ
تخريجُ الأَحَادِيثِ الوَارِدَةِ في شُرْبِ دَمِ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _
الحمدُ للَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَى سَيِّدِ وَلَدِ آدمَ أَجْمَعِينَ، وبعدُ:
وَرَدَ شُرْبُ دَمِ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ عَنْ عَدَدٍ مَنَ الصَّحابةِ _ رُضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ _، وَلَمْ يَصِحَّ ذَلِكَ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُم، وإليكَ بيانُ ذَلِكَ:
أَوَّلاً: حَدِيثُ عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبيرِ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _
أَخْرَجَهُ ابنُ أبي عاصمٍ في " الآحادِ والمثاني " (1/ 414 _ رقم:578)، والبزَّارُ في " المسندِ " (6/ 169 _ رقم:2210)، وأبو يَعْلَى في " المسندِ " _ كَمَا في " السِّيرِ " للذَّهبيِّ (3/ 366)، و " إتحافِ الخيرةِ المهرةِ " للبوصيريِّ (رقم:5304 و 6453/ 1)، و " المطالبِ العاليةِ " لابنِ حَجَرٍ (رقم: 3919)، وَلَمْ أَعْثُرْ عليهِ في النُّسخةِ المطبوعةِ مِنَ " المسندِ "، وَأَخْرَجَهُ منْ طَرِيقِهِ: ابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (28،163) _، والطَّبرانيُّ _ كَمَا في " التَّلخيصِ الحَبِيرِ " لابنِ حَجَرٍ (1/ 30 _ 31)، و " مجمعِ الزَّوائدِ " للهيثميِّ (8/ 482 _ 483)، وَلَمْ أَرَهُ في أَيٍّ منْ معاجمهِ الثَّلاثِةِ المطبوعةِ، وأخرَجَهُ مِنْ طَرِيقِهِ: أبو نُعيمٍ في " الحِلْيَةِ " (1/ 329 _ 330)، و " معرفةِ الصَّحابةِ " (رقم:3684) _، والحكيمُ التِّرمذيُّ في " نوادرِ الأُصولِ " (ق49/ب _ مخطوط) [وانظر _ أيضاً _: " تفسير القرطبيِّ " (2/ 93)]، والحاكمُ في " المستدركِ " (3/ 638 _ رقم:6343) _ واللَّفظُ لهُ _، والبيهقيُّ في " السُّنَنِ الكُبرى " (7/ 67 _ رقم:13185) _ ومِنْ طَرِيقِهِ: ابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (28/ 163 _ 164) _، وابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (28/ 163) مِنْ طَرِيقِ أبي سَلَمَةَ مُوسَى بنِ إسماعيلَ، حدَّثنا الهُنَيْدُ بنُ القاسمِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ ماعزٍ؛ قَالَ: سمعتُ عامرَ بنَ عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبيرِ يُحدِّثُ، أنَّ أَبَاهُ حدَّثهُ؛ أنَّهُ أَتَى النَّبيَّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ وَهُوَ يَحْتَجِمُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: " يَا عبدَ اللَّهِ، اذْهَبْ بِهَذَا الدَّمِ فَاهْرِقْهُ حَيْثُ لاَ يَرَاكَ أَحَدٌ "، فَلَمَّا بَرَزْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، عَمَدْتُ إلى الدَّمِ فَحَسَوْتُهُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إلى النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _؛ قَالَ: " مَا صَنَعْتَ يا عبدَ اللَّهِ؟ "، قَالَ: جَعَلْتُهُ في مكانٍ ظَنَنْتُ أَنَّهُ خَافٍ عَلَى النَّاسِ، قَالَ: " فَلَعَلَّكَ شَرِبْتَهُ؟ "، قلتُ: نَعَمْ، قَالَ: " وَمَنْ أَمَرَكَ أَنْ تَشْرَبَ الدَّمَ، وَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ، وَوَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ ".
وَجَاءَ مختصراً عِنْدَ البزَّارِ، وَزَادَ أَبُو يَعْلَى في آخِرِهِ: قَالَ أبو سَلَمَةَ: فحدَّثْتُ بِهِ أَبَا عاصمٍ؛ فَقَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ القُوَّةَ الَّتِي بِهِ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ.
وَجَاءَ لَفْظُهُ عندَ البيهقيِّ هَكَذَا: " مَاذَا تَلْقَى أُمَّتِي مِنْكَ "، وَزَادَ: قَالَ أبو جعفرٍ: وَزَادَنِي بعضُ أَصْحَابِ الحَدِيثِ عَنْ أبي سَلَمَةَ قَالَ: فَيَرَوْنَ أَنَّ القُوَّةَ الَّتي كَانَتْ في ابنِ الزُّبيرِ مِنْ قُوَّةِ دَمِ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _.
قَالَ البوصيريُّ _ عَقِبَ الحَدِيثِ _: " إسنادُهُ حَسَنٌ ".
¥(64/56)
أقولُ: بَلْ هُوَ ضَعِيفٌ؛ فَمَدَارُ الحَدِيثِ عَلَى الهُنَيدِ بنِ القَاسِمِ، وَهُوَ مجهولٌ، لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غيرُ أبي سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيِّ مُوسَى بنِ إسماعيلَ، وَقَدْ ذَكَرَهُ البُخاريُّ في " التَّاريخِ الكَبِيرِ " (8/ 249)، وابنُ أبي حَاتِمٍ في " الجَرْحِ والتَّعْدِيلِ " (9/ 121)، وَلَمْ يَذْكُرَا فِيهِ جَرْحاً ولاَ تَعْدِيلاً، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " (5/ 515) عَلَى طَرِيقَتِهِ في تَوْثِيقِ المجاهِيلِ، وَقَالَ الذَّهبيُّ في " السِّيرِ " (3/ 366): " مَا عَلِمْتُ في هُنَيْدٍ جَرْحَةً "، وَقَدْ وَثَّقَهُ الهيثميُّ في " مجمعِ الزَّوائدِ " (8/ 482 _ رقم:14010)، مَعَ أنَّهُ جَهَّلَهُ في مَوْضِعٍ آخَرَ مِنَ " المجمعِ " (1/ 177 _ 178، رقم:66)، وَبَقِيَّةُ إسنادِ الحَدِيثِ ثِقَاتٌ.
وَأَمَّا قولُ الحافظِ ابنِ حَجَرٍ في " التَّلخيصِ الحَبِيرِ " (1/ 30 _ 31): " وَفِي إسنادِهِ الهُنَيْدُ بنُ القاسمِ، ولاَ بأسَ بِهِ، لَكِنَّهُ لَيْسَ بِالمَشْهُورِ بِالعِلْمِ "، فَلاَ أَدْرِى مَا مُسْتَنَدُهُ في ذَلِكَ؟!.
وَقَدْ وَقَفْتُ لِلْحَدِيثِ عَلَى شَاهِدَيْنِ ضَعِيفَيْنِ لاَ يَصْلُحَانِ للاعْتِبَارِ:
الأَوَّلُ: أَخْرَجَهُ الدَّارقطنيُّ في " السُّنَنِ " (1/ 228)، وابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (28/ 162 _ 163) مِنْ طَرِيقِ محمَّدِ بنِ حُميدٍ، حدَّثنا عليُّ بنُ مجاهدٍ، حدَّثنا رباحٌ النُّوبِيُّ أبو محمَّدٍ مَوْلَى آلِ الزُّبيرِ؛ قَالَ: سمعتُ أسماءَ بنتَ أبي بكرٍ تَقُولُ لِلْحجَّاجِ: أَنَّ النَّبيَّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ احْتَجَمَ، فَدَفَعَ دَمَهُ إلى ابْنِي، فَشَرِبَهُ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ _ عليهِ السَّلاَمُ _ فَأَخْبَرَهُ؛ فَقَالَ: " مَا صَنَعْتَ؟ "، قَالَ: كَرِهْتُ أَنْ أَصُبَّ دَمَكَ، فَقَالَ النَّبيُّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " لاَ تَمَسُّكَ النَّارُ "، وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ؛ وَقَالَ: " وَيْلٌ لِلْنَّاسِ مِنْكَ، وَوَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ ".
وَعَزَاهُ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ في " التَّلخيصِ " (1/ 30) للطَّبرانيِّ، وَلَمْ أَعْثُرْ عليهِ في معاجمِهِ الثَّلاَثةِ المطبوعةِ.
أقولُ: هَذَا إسنادٌ ضَعِيفٌ جِدّاً؛ مُسَلْسَلٌ بِالعِلَلِ:
الأُولَى: محمَّدُ بنُ حُميدٍ هُوَ: ابنُ حَيَّانَ الرَّازيُّ، وَهُوَ وَاهٍ جِدّاً.
الثَّانيةُ: شَيْخُهُ عليُّ بنُ مجاهدٍ هُوَ: الكَابُليُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ، بَلْ رَمَاهُ البعضُ بِالوَضْعِ وَالكَذِبِ.
الثَّالثةُ: رِبَاحٌ النُّوبِيُّ قَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهبيُّ في " الميزانِ " (2/ 38): " لَيَّنَهُ بَعْضُهُمْ، وَلاَ يُدْرَى مَنْ هُوَ ".
وَقَدْ ضَعَّفَ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في " التَّلخيصِ الحَبِيرِ " (1/ 30 _ 31) الحَدِيثَ بِعَلِيِّ بنِ مجاهدٍ فَقَطْ، وَهَذَا قُصُورٌ مِنْهُ.
الثَّاني: أَخْرَجَهُ الحافظُ محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ الغِطْرِيفِ في " جُزْئِهِ " (رقم:65)، _ وَمِنْ طَرِيقِهِ: ابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (20/ 233) و (28/ 162) _، والطَّبرانيُّ _ كَمَا في " التَّلخيصِ الحَبِيرِ " لابنِ حَجَرٍ (1/ 31)، وَلَمْ أَرَهُ في المعاجمِ الثَّلاثةِ المطبوعةِ _، وَأَبُو نُعيمٍ في " الحِلْيَةِ " (1/ 330) منْ طَرِيقِ سعدٍ أبي عاصمٍ مَوْلَى سُلَيْمَانَ بنِ عليٍّ، عنْ كَيْسَانَ مَوْلَى عبدِ اللَّهِ بنِ دينارٍ؛ قَالَ: أخبرني سَلْمَانُ الفارسيُّ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، وَإِذْ عبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبيرِ مَعَهُ طَسْتٌ، فَشَرِبَ مَا فِيهِ، فَقَالَ رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " مَا شَأْنُكَ يَا ابنَ أَخِي؟ "، قَالَ: إِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ مِنْ دَمِ رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ في جَوْفِي، فَقَالَ: " وَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ، وَوَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ، لاَ تَمَسُّكَ النَّارُ إِلاَّ قَسَمَ اليَمِينِ ".
أقولُ: وَهَذَا إسنادٌ ضَعِيفٌ؛ لأَمْرَيْنِ:
¥(64/57)
الأوَّلُ: سعدٌ أبو عاصمٍ هُوَ: سعدُ بنُ زيادٍ مَوْلَى سُلَيْمَانَ بنِ عليٍّ، تَرْجَمَهُ البُخاريُّ في " التَّاريخِ الكَبِيرِ " (4/ 55) وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ شَيْئاً، وَقَالَ فِيهِ أبو حاتمٍ: " يُكْتَبْ حَدِيثُهُ، وَلَيْسَ بِالمَتِينِ "، أَمَّا ابنُ حِبَّانَ فَذَكَرَهُ في " ثِقَاتِهِ " (6/ 378)، وَقَوْلُ أبي حَاتمٍ الرَّازيِّ فِيهِ مُقَدَّمٌ عَلَى تَوْثِيقِ ابنِ حِبَّانَ؛ لأَنَّهُ جَرْحٌ مُفسِّرٌ، فَقَدْ بَيَّنَ أَنَّ حَدِيثَهُ يُكْتَبُ للاعْتِبَارِ، وَلاَ يُحْتَجُ بِهِ إِذَا انْفَرَدَ؛ لأَنَّهُ لَيْسَ بِالمَتِينِ في حِفْظِهِ، واللَّهُ أَعْلَمُ.
الثَّاني: كَيْسَانُ مَوْلَى عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبيرِ لَمْ أَجِدْ مَنْ تَرْجَمَهُ.
ثانياً: حَدِيثُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _
أَخْرَجَهُ ابنُ حِبَّانَ في " المجروحينَ " (3/ 59) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ: ابنُ الجوزيِّ في " العِلَلِ المُتَنَاهِيَةِ " (1/ 186 _ رقم:286) _ مِنْ طَرِيقِ شَيْبانَ بنِ فَرُّوخَ؛ قَالَ: حدَّثنا نافعٌ أبو هُرْمُزَ، عنْ عطاءٍ، عنِ ابنِ عبَّاسٍ؛ قَالَ: حَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وَسَلَّمَ _ غُلاَمٌ لِبَعْضِ [قُرَيْشٍ] (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn1) ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ حِجَامَتِهِ، أَخَذَ الدَّمَ، فَذَهَبَ بِهِ إِلى مَا وَرَاءِ الحَائِطِ، فَنَظَرَ يَمِيناً وَشِمَالاً، فَلَمَّا لَمْ يَرَ أَحَداً، تَحَسَّى دَمَهُ حتَّى فَرَغَ، ثُمَّ أَقْبَلَ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ في وَجْهِهِ؛ فَقَالَ: " وَيْحَكَ!، مَا صَنَعْتَ بِالدَّمِ؟ "، قَالَ: غَيَّبْتُهُ مِنْ وَرَاءِ الحَائِطِ، قَالَ: " أَيْنَ غَيَّبْتَهُ؟ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَفُسْتُ عَلَى دَمِكَ أَنْ أَهْرِقَهُ في الأَرْضِ، فَهُوَ في بِطْنِي، قَالَ: " اذْهَبْ، قَدْ أَحْرَزْتَ نَفْسَكَ مِنَ النَّارِ ".
أقولُ: هَذَا إسنادٌ ضَعِيفٌ؛ لِحَالِ نافعٍ أبو هُرْمُزَ، فَهُوَ وَاهٍ، ضَعَّفَهُ أحمدُ وجماعةٌ، وَكَذَّبَهُ يحيى بنُ معينٍ مَرَّةً، وَقَالَ ابنُ حِبَّانَ: " كَانَ مِمَّنْ يَرْوِي عَنْ أنسٍ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ، كَأَنَّهُ أَنسٌ آخَرُ، وَلاَ أَعْلَمُ لَهُ سَمَاعاً، لاَ يجوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ، وَلاَ كِتَابَةُ حَدِيثِهِ، إِلاَّ عَلَى سَبِيلِ الاعْتِبَارِ، رَوَى عَنْ عطاءٍ وابنِ عبَّاسٍ وَعَائِشَةَ نُسْخَةً مَوْضُوعةً ".
ثالثاً: حَدِيثُ سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _
أَخْرَجَهُ البُخاريُّ في " التَّاريخِ الكبيرِ " (4/ 209) _ واللَّفظُ لَهُ _ عَنْ عبدِ العزيزِ، والبزَّارُ في " المسندِ " (رقم:3242) عَنْ إسحاقَ بنِ حاتمٍ، وأبو يَعْلَى _ كَمَا في " المطالبِ العاليةِ " لابنِ حَجَرٍ (رقم:3920)، ولَمْ أَعْثُرْ عليهِ في " مسندِهِ " المطبوعِ _ عَنْ إبراهيمَ بنِ محمَّدِ بنِ عرعرةَ، والمحامليُّ في " أَمَالِيهِ " (رقم:509) مِنْ طَرِيقِ عليِّ بنِ شُعيبٍ، وابنُ عَدِيٍّ في " الكاملِ " (2/ 64)، والبيهقيُّ في " السُّننِ الكُبرى " (7/ 67 _ رقم:13186) مِنْ طَرِيقِ سُريجِ بنِ يُونُسَ، وابنُ عَدِيٍّ في " الكاملِ " (5/ 53) مِنْ طَرِيقِ الحسينِ بنِ عِيسَى، والطَّبرانيُّ في " المعجمِ الكبيرِ " (7/ 81 _ رقم:6434) منْ طَرِيقِ إبراهيمَ بنِ حمزةَ الزُّبيريِّ، وأحمدَ بنِ صالحٍ، والبيهقيُّ في " شُعبِ الإيمانِ " (5/ 233 _ رقم:6489) مِنْ طَرِيقِ محمَّدِ بنِ عمرَ بنِ الوليدِ، كُلُّهُمْ عَنْ محمَّدِ بنِ إسماعيلَ بنِ أبي فُدَيْكٍ، عَنْ بُرَيْهِ بنِ عُمَرَ بنِ سَفِينَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: احْتَجَمَ النَّبيُّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _؛ فَقَالَ لِي: " خُذْ هَذَا الدَّمَ فَادْفِنْهُ مِنَ الطَّيْرِ والدَّوَابِّ والنَّاسِ "، فَتَغَيَّبْتُ، فَشَرِبْتُهُ، ثُمَّ سَأَلَنِي، أَوْ أُخْبِرَ أَنِّي شَرِبْتُهُ، فَضَحِكَ.
وَلَمْ يَذْكِرِ البزَّارُ ضَحِكَ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _.
¥(64/58)
وتَابَعُ ابنَ أبي فُدَيْكٍ عليهِ إبراهيمُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ مَهْدِيٍّ: أَخْرَجَهُ ابنُ حِبَّانَ في " المجروحينَ " (1/ 111) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ: ابنُ الجوزيِّ في " العِلَلِ المُتَنَاهِيةِ " (1/ 185 _ رقم:285) _، وَلَفْظُهُ:احْتَجَمَالنَّبيُّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، فَأَعْطَانِي دَمَهُ؛ فَقَالَ: " اذْهَبْ فَوَارِهِ "، فَذَهَبْتُ فَشَرِبْتُهُ، فَرَجَعْتُ، فَقَالَ: " مَا صَنَعْتَ بِهِ؟ "، قُلْتُ: وَارَيْتُهُ، أَوْ قُلْتُ: شَرِبْتُهُ، قَالَ: " احْتَرَزْتَ مِنَ النَّارِ ".
أَقُولُ: هَذَا إسنادٌ ضَعِيفٌ؛ مَدَارُهُ عَلَى بُرَيْهِ بنِ عُمَرَ بنِ سَفِينَةَ، وَاسْمُهُ: إبراهيمُ، وَبُرَيْهٌ لَقَبٌ غَلَبَ عليهِ، وَهُوَ تَصْغِيرُ إبراهيمَ، وقَدْ جَاءَ التَّصْرِيحُ بِاسْمِهِ عندَ بَعْضِهِمِ، ذَكَرَهُ البُخاريُّ في " التَّاريخِ الكبيرِ " (2/ 149) وقَالَ: " إسنادُهُ مجهولٌ "، وتَرْجَمَ لهُ ابنُ أبي حاتمٍ في " الجرحِ والتَّعديلِ " (2/ 438) ولَمْ يَذْكُرْ فِيهِ شيئاً، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " المجروحينَ " (1/ 111) فِيمَنِ اسْمُهُ إبراهيمُ؛ وقَالَ: " يُخَالِفُ الثِّقَاتِ في الرِّوَاياتِ، وَيَرْوِي عَنْ أَبِيهِ مَا لاَ يُتَابَعُ عليهِ مِنْ رِوَايةِ الأَثْبَاتِ، فَلاَ يحلُّ الاحْتِجَاجُ بِخَبَرِهِ بِحَالٍ "، ثُمَّ ذَكَرَهُ في " الثِّقاتِ " (6/ 119)؛ وَقَالَ: " كَانَ مِمَّنْ يُخْطِىءُ "، قَالَ الحَافظُ ابنُ حَجَرٍ في " التَّهذيبِ " (1/ 379): " ذَكَرَ ذَلِكَ في أَفْرَادِ حَرْفِ البَاءِ في بُرَيْهٍ، فَكَأَنَّهُ ظَنَّهُ اثْنَيْنِ "، وقَالَ ابنُ عَدِيٍّ في " الكاملِ " (2/ 64): " وَلِبُرَيْهٍ _ هَذَا _ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جدِّهِ أَحادِيثُ، وَإِنَّما ذَكَرْتُهُ في كِتَابِي _ وَلَمْ أَجِدْ للمُتَكَلِّمينَ في الرِّجَالِ لأَحدٍ مِنْهُمْ فِيهِ كَلاَماً _ لأَنِّي رَأَيْتُ أَحَادِيثَهُ لاَ يُتَابِعُهُ عَلَيْهَا الثِّقَاتُ، وَلِبُرَيْهٍ غيرُ مَا ذَكَرْتُ مِنَ الحَدِيثِ _ شيءٌ يسيرٌ _، وَأَرْجُو أَنَّهُ لاَ بَأَسَ بِهِ "، وَقَالَ العُقيليُّ في " الضُّعفاءِ " (1/ 167): " لاَ يُتَابعُ عَلَى حَدِيثِهِ، وَلاَ يُعْرَفُ إِلاَّ بِهِ "، وَقَالَ الدَّارقطنيُّ: " ضَعِيفٌ ".
أَمَّا أبوهُ عُمَرُ بنُ سَفِينَةَ فَقَدِ اخْتُلِفَ فِيهِ، فَقَالَ أبو زُرْعَةَ: " صَدُوقٌ "، وَقَالَ العجليُّ في " معرفةِ الثِّقاتِ " (رقم:1347): " مَدَنِيٌّ، تَابِعِيٌّ، ثِقَةٌ "، وَقَالَ أبو حاتمٍ: " شَيْخٌ "، قَالَ الذَّهبيُّ في " ميزانِ الاعتدالِ " (2/ 385) _ في ترجمةِ العبَّاسِ بنِ الفَضْلِ العَدَنيِّ _: " فَقَوْلُهُ: (هَوَ شَيْخٌ) لَيْسَ هُوَ عِبَارةُ جَرْحٍ، وَلِهَذَا لَمْ أَذْكُرْ في كِتَابِنَا أَحَداً مِمَّنْ قَالَ فِيهِ ذَلِكَ، وَلَكِنَّهَا _ أيضاً _ مَا هِيَ عِبَارَةُ ثَوْثِيقٍ "، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " (5/ 149)؛ وَقَالَ: " يُخْطِىءُ "، أَمَّا البُخاريُّ فَقَالَ في " التَّاريخِ الكبيرِ " (6/ 160): " إسنادُهُ مجهولٌ "، وَقَالَ ابنُ عَدِيٍّ في " الكاملِ " (5/ 53) _ بَعْدَ أنْ أَخْرَجَ هَذَا الحَدِيثَ وغيرَهُ في ترجمتِهِ _: " وَهِيَ أَحَادِيثُ إِفْرَادَاتٍ لاَ تُرْوَى إِلاَّ مِنْ طَرِيقِ بُرَيْهٍ عَنْ أَبِيهِ "، وَذَكَرَهُ العُقيليُّ في " الضُّعفاءِ " (3/ 168)؛ وَقَالَ: " حَدِيثُهُ غيرُ محفوظٍ، وَلاَ يُعْرَفُ إِلاَّ بِهِ "، وَلَخَّصَ ابنُ حَجَرٍ العِبَارَةَ فِيهِ؛ فَقَالَ في " التَّقريبِ " (رقم:4908): " صَدُوقٌ ".
والحَدِيثُ حَكَمَ عَلَيْهِ ابنُ الجوزيِّ في " العِلَلِ المُتَنَاهِيَةِ " بِأَنَّهُ لاَ يَصِحُّ.
رابعاً: حَدِيثُ سالمِ بنِ أبي سالمٍ أبي هِنْدٍ الحَجَّامِ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _
¥(64/59)
أَخْرَجَهُ ابنُ مَنْدَةَ في " معرفةِ الصَّحابةِ " _ كَمَا في " الإصابةِ " لابنِ حَجَرٍ (3/ 13) _، وأبو نُعيمٍ في " معرفةِ الصَّحابةِ " (رقم:3044) مِنْ طَرِيقِ يُوسُفَ بنِ صُهَيبٍ، حدَّثنا أبو الجَحَّافِ، عنْ سَالِمٍ؛ قَالَ: حَجَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، وَشَرِبْتُ الدَّمَ مِنَ المِحْجَمَةِ، وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَرِبْتُهُ، فَقَالَ: " وَيْحَكَ يَا سَالِمُ!، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الدَّمَ حَرَامٌ؟، لاَ تَعُدْ ".
أقولُ: هَذَا إسنادٌ جيِّدٌ غيرَ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ؛ فَيُوسفُ بنُ صهيبٍ ثقةٌ، وَأَبُو الجَحَّافِ اسمُهُ: دَاوُدُ بنُ أبي عَوْفٍ، كَانَ سفيانُ الثَّوريُّ يُوَثِّقُهُ ويَرْتَضِيهِ، وَوَثَّقَهُ أحمدُ وابنُ معينٍ، وقَالَ أبو حاتمٍ: " صالحُ الحديثِ "، وقَالَ النَّسائيُّ: " ليسَ بِهِ بَأَسٌ "، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " وقَالَ: " يُخْطِىءُ "، أمَّا ابنُ عَدِيٍّ فَقَدْ كَانَ يُضَعِّفُهُ، فَقَالَ في " الكاملِ " (3/ 82): " لَهُ أَحَادِيثُ، وَهُوَ مِنْ غَالِيَةِ أَهْلِ التَّشيُّعِ، وَعَامَّةُ حَدِيثِهِ في أَهْلِ البيتِ، وَلَمْ أَرَ لِمَنْ تَكَلَّمَ فِيهِ كلاماً، وَهُوَ عندي لَيْسَ بِالقَويِّ، ولاَ مِمَّنْ يُحْتَجُّ بِهِ في الحَدِيثِ ".
أقولُ: عَدَّ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في " التَّقريبِ " (رقم:1805) أبا الجَحَّافِ _ هَذَا _ في الطَّبقةِ السَّادسةِ، وَهُمْ مَنْ لَمْ يَثْبُتْ لَهُمْ لِقاءُ أَحَدٍ مِنَ الصَّحابةِ، وَمَنْ نَظَرَ في ترجمةِ أبي الجَحَّافِ في " تهذيبِ الكمالِ " يَرَى أَنَّ كُلَّ شُيوخِهِ مِنَ التَّابِعِينَ، فَتَكُونُ رِوَايتُهُ _ هَذِهِ _ مُنْقَطِعةً عَلَى هَذَا الأَسَاسِ، وَلَمْ يُنَبِّهْ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ عَلَى ذَلِكَ في كِتَابِهِ: " التَّلخيصِ الحَبِيرِ " (1/ 30)، واكْتَفَى بِقَوْلِهِ: " وَفِي إِسْنَادِهِ أبو الجَحَّافِ، وَفِيهِ مَقَالٌ "!!.
خامساً: حَدِيثُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ _
ذَكَرَ أبو القَاسِمِ الرَّافعيُّ في " شرحِ الوجيزِ " _ كَمَا في " التَّلخيصِ الحَبِيرِ " لاينِ حَجَرٍ (1/ 31) _ أَنَّهُ يُرْوَى عَنْ عليٍّ أَنَّهُ شَرِبَ دَمَ رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، وَقَدْ تَعَقَّبَهُ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ بِقَوْلِهِ: " لَمْ أَجِدْهُ ".
سادساً: مرسلُ عُمَرَ بنِ السَّائبِ
أَخْرَجَهُ سعيدُ بنُ منصورٍ في " السُّننِ " (رقم:2573)، والبيهقيُّ في " دلائلِ النُّبوَّةِ " (رقم:1135) مِنْ طَرِيقِ عبدِ اللَّهِ بنِ وَهْبٍ؛ قَالَ: أخبرنا عمرُو بنُ الحارثِ، أَنَّ عُمَرَ بنَ السَّائِبِ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ بَلَغَهُ؛ أنَّ مَالِكاً أَبَا أبي سعيدٍ الخُدريِّ لَمَّا جُرِحَ النَّبيُّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ يومَ أُحُدٍ، مَصَّ جُرْحَهُ حتَّى أَنْقَاهُ، وَلاَحَ أَبيضَ، فَقِيلَ لهُ: مُجَّهُ، فَقَالَ: لاَ وَاللَّهِ لاَ أَمُجُّهُ أَبَداً، ثُمَّ أَدْبَرَ يُقَاتِلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ؛ فَلْيَنْظُرْ إِلى هَذَا "، فَاسْتُشْهِدَ.
أقولُ: هَذَا إسنادٌ مِصْرِيٌّ جيِّدٌ، إِلاَّ أَنَّهُ مُرْسَلٌ، وَالمُرْسَلُ مِنْ أَقْسَامِ الضَّعِيفِ كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ.
_ تَمَّ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالى _
كَتَبَهُ: أبو عُمَرَ نادرُ بنُ وَهْبِي النَّاطُورُ القَنِّيرِيُّ
الزَّرقاءُ _ الأردنُّ
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref1) ما بينَ المعقوفينِ سقطَ مِنَ الأصلِ، واستدركناها مِنَ " التَّلخيصِ الحَبِيرِ " (1/ 30) لابنِ حَجَرٍ.
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[30 - 03 - 09, 12:48 م]ـ
للربط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9081
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[30 - 03 - 09, 03:03 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخي أبا عمر على هذا الجمع المبارك، فلقد كفيتني مؤنة جمعها!
لكن أودُّ لو تكتبَ خلاصةً لنتيجة البحث.
وفق الله الجميع.
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[31 - 03 - 09, 08:39 ص]ـ
¥(64/60)
الأخُ المباركُ أبو فاطمةَ الشمريُّ، السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللَّهِ وبركاته:
الخلاصة ذكرتها _ مختصرةً _ في بداية البحث، وجزاك اللَّهُ خيراً.
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[05 - 04 - 09, 12:40 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
شكر الله لك أخي في الله:" نادر على هذا البحث الطيب، والله أسأل أن يجعله في ميزان حسناتك، وإتماماً للفائدة أنقل لكم إخوتي ما قاله العلامة الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في حديث سفينة0
قال رحمه الله تعالى في الضعيفة حديث: (رقم1074) 0ما نصه:
" أخرجه المحاملي في آخر مجلس من " الأمالي " (ق 229/ 1) و ابن حيويه الخزاز في" حديثه " (1/ 2) و ابن عدي في " الكامل " (ق 41/ 1)، و البيهقي في " السننالكبرى " (7/ 67) و السياق له من طريق بريه بن عمر بن سفينة عن أبيه (سقط من" السنن ": عن أبيه) عن جده قال:احتجم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال لي: فذكره.
قلت: و هذا سند ضعيف، و له علتان:
لا يعرف، و قال أبو زرعة: صدوق، و قال البخاري: إسناده مجهول. و أورده العقيلي في " الضعفاء " (ص 282) و قال: حديثه غير محفوظ، و لا يعرف إلا به.
و الآخرى: ابنه بريه مصغرا، و اسمه إبراهيم، أورده العقيلي أيضا (ص 61) 0و قال:لا يتابع على حديثه، و قال ابن عدي:
له أحاديث يسيرة غير ما ذكرت، و لم أجد للمتكلمين في الرجال لأحد منهم فيه
كلاما، و أحاديثه لا يتابعه عليها الثقات، و أرجو أنه لا بأس به.
و قال الذهبي في " الميزان ":" ضعفه الدارقطني، و قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به"0
و قال أيضا:
و تفرد بريه عن أبيه بمناكير.
و الحديث ضعفه عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام " (رقم 576 ـ من نسختي و تحقيقي
)، و سكت عليه الحافظ في " التلخيص " (ص 10) فلم يجد "0
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[22 - 04 - 09, 08:14 م]ـ
الأخ نادر حفظك الله
هلاَّ أتحفتنا بالجديد من تخريجاتك المميزة
وأقترح عليك أن تأخذ بابا من أبواب الفقه تُخرج لنا أحاديثه
لاسيما التي لم يتم تخريجها في هذا الملتقى
حتى أذا فرغت منه اتجهت لباب آخر وهكذا
نفع الله بك
وزادك علما وأسبغ عليك نعمه ظاهرا وباطنا
ـ[كاتب]ــــــــ[26 - 04 - 09, 03:58 م]ـ
نفع الله بكم، وجزاكم خيرا ...
وللربط:
الجواب عمن شَرِبَ دمَ حِجَامة رَسُولِ اللهِ من الأصحاب، لأبي محمد الألفي ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18949
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[27 - 04 - 09, 03:43 م]ـ
الأخُ المباركُ عبدُ الرَّحمن بنُ شيخنا، السَّلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاتهُ:
جزاكَ اللَّهُ خيراً على حُسْنِ الثَّناء، وبالنِّسبةِ لاقتراحكَ؛ فأسالُ اللَّهَ أنْ يُباركَ لي في وقتي وصِحَّتِي لأقوم على إنجازِهِ، فإنَّ هذا الأمرَ قدْ خطرَ على بالي منذ سنواتٍ، ولكن ضيق الوقت حال دونَ ذلكَ(64/61)
حديث لعن النامصة
ـ[ردينة]ــــــــ[30 - 03 - 09, 01:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أريد المساعدة ممن يعرف سبب نزول حديث لعن النامصة والمتنمصة , وهل كان النمص من فعل الفاجرات فقط الرجاء الرد سريعاً لأنني بأمس الحاجة لمعرفة الإجابة
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[30 - 03 - 09, 10:19 ص]ـ
بوب مسلم رحمة الله:
بَاب تَحْرِيمِ فِعْلِ الْوَاصِلَةِ وَالْمُسْتَوْصِلَةِ وَالْوَاشِمَةِ وَالْمُسْتَوْشِمَةِ وَالنَّامِصَةِ وَالْمُتَنَمِّصَةِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ وَالْمُغَيِّرَاتِ خَلْقِ اللَّهِ
وساق هذا الحديث:
عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ
فالعلة الظاهرة هي تغيير خلق الله
ـ[ردينة]ــــــــ[30 - 03 - 09, 08:59 م]ـ
جزاك الله خيراً.
من دراستي للحديث مع أنني طالبة ماجستير بالفقه المقارن تبين أن النمص المراد هو إزالة الحاجب كلياً فهل تؤيدوني على هذا الرأي أم لا وبالأخص أن الإمام الشافعي أجاز للزوجة بإذن زوجها.
ومعلوم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق والله أعلم
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[30 - 03 - 09, 09:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أريد المساعدة ممن يعرف سبب نزول حديث لعن النامصة والمتنمصة , وهل كان النمص من فعل الفاجرات فقط الرجاء الرد سريعاً لأنني بأمس الحاجة لمعرفة الإجابة
ورود الأحاديث على لسان النبي بالنسبة للأحكام أو الأخبار على ضربين
الأول أن يكون هناك سبب لورود الحديث وقد ذكر النووي أن البعض قد صنف في هذا أعني أسباب ورود الحديث
والثاني أن يكون قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتداء ولايلزم وجود سبب لورود الحديث تململ مثل آي القرآن
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[30 - 03 - 09, 09:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أريد المساعدة ممن يعرف سبب نزول حديث لعن النامصة والمتنمصة , وهل كان النمص من فعل الفاجرات فقط الرجاء الرد سريعاً لأنني بأمس الحاجة لمعرفة الإجابة
ورود الأحاديث على لسان النبي بالنسبة للأحكام أو الأخبار على ضربين
الأول أن يكون هناك سبب لورود الحديث وقد ذكر النووي أن البعض قد صنف في هذا أعني أسباب ورود الحديث
والثاني أن يكون قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتداء ولايلزم وجود سبب لورود الحديث تماما مثل آي القرآن
ـ[أبو السها]ــــــــ[01 - 04 - 09, 12:04 م]ـ
قال الفيروز آبادي: ((النمص: نتف الشعر، والنامصة: مزينة النساء بالنمص، والمتنمصة: المزينة به، والنمص - محركة -: رقة الشعر ودقته، حتى تراه كالزغب)) القاموس المحيط، باب الصاد، فصل النون
وقال أبو داود رحمه الله: ((والنامصة التي تنقش الحاجب حتى ترقه)) السنن (4/ 399).
وقال ابن الأثير في النهاية: ((هي التي تنتف الشعر من وجهها))
وقال ابن منظور في لسان العرب:والنَّمْصُ: نَتْفُ الشعر. و نَمَصَ شعرَه و يَنْمِصُه نَمْصاً: نَتَفَه ... وفي الحديث: لُعِنَت النامصةُ و المُتَنَمّصة. قال الفراء: النامِصةُ التي تنتف الشعر من الوجه، ومنه قيل للمِنْقاش مِنْماص لأَنه ينتفه به، والمُتَنَمِّصةُ: هي التي تفعل ذلك بنفسها ... وامرأَة نَمْصاء تَنْتَمِصُ أَي تأمرُ نامِصةً فتَنْمِص شعرَ وجهها نَمْصاً أَي تأْخذه عنه بخيط. انتهى.
والتزين بالنمص من أنواع الزينة عند العرب، فمما جاء في كتاب (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام):"وكانوا-أي العرب- يعتنون بتجميل حواجبهم وإزالة الشعر من وجوههم ب "النماص" وهو "المنقاش". وعرفت مزينة النساء ب "النامصة". وهي مزينة بالنمص. وذكر إن النمص نتف الشعر. وان المشط ينمص الشعر وكذلك المحسة لأن لها أسنانا كأسنان المشط. ويقال إن النماص مختص بإزالة الشعر من الحاجبين ليرققهما أو ليسويهما. وفي الحديث: لعنت النامصة والمتنمصة. ط
ومما يدل على أن النماص مما عرفته نساء العرب عامة ولم يكن مختصا بالفاجرات منهن كما زعم غير واحد ما رواه البخاري ومسلم عن عبد الله قال: " لعن الله الواشمات
والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله فبلغ ذلك امرأة من بني
¥(64/62)
أسد يقال لها أم يعقوب فجاءت فقالت: إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت، فقال: ومالي
لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هو في كتاب الله؟ فقالت: لقد
قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول، قال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه أما
قرأت: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} الحشر / 7؟، قالت: بلى، قال: فإنه قد نهى عنه، قالت: فإني أرى أهلك
يفعلونه، قال: فاذهبي فانظري، فذهبت فنظرت فلم تر من حاجتها شيئا، فقال: لو
كانت كذلك ما جامعتنا.
فلو كان النمص مما اختصت به الفاجرات ما تجرأت المرأة على أن تقول لابن مسعود: (فإني أرى أهلك
يفعلونه)
ونقل الحافظ ابن حجر عن الطبري قوله: ((لا يجوز للمرأة تغيير شيء من خلقتها التي خلقها الله عليها، بزيادة أو نقص التماس الحسن، لا للزوج ولا لغيره كمن تكون مقرونة الحاجبين فتزيل ما بينهما، توهم البلج،وعكسه)). فتح الباري (10/ 377).
وقد خص بعض أهل العلم التحريم إذا كان من باب التدليس، أو إنه محمول على ذوات الريب وهن الفواجر، أما للزوج فيحمل النهي على التنزيه.
قال القرطبي:
وهذه الأمور كلها قد شهدت الأحاديث بلعن فاعلها
وأنها من الكبائر، واختلف في المعنى الذي نهى لأجلها، فقيل: لأنها من باب
التدليس، وقيل: من باب تغيير خلق الله تعالى كما قال ابن مسعود، وهو أصح، وهو
يتضمن المعنى الأول، ثم قيل: هذا المنهي عنه إنما هو فيما يكون باقيا؛ لأنه من
باب تغيير خلق الله تعالى، فأما مالا يكون باقيا كالكحل والتزين به للنساء فقد
أجاز العلماء ذلك.
" تفسير القرطبي " (5/ 393).
وفي الفروع لابن مفلح (1/ 100):وأباح ابن الجوزي النمص وحده، وحمل النهي على التدليس، أو أنه كان شعار الفاجرات.وفي الغنية يجوز بطلب زوج.
-قال الطاهر بن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير) عند تفسير قوله تعالى: (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله) ":وأما ما ورد في السنة من لعن الواصلات والمتنمصات والمتفلجات للحسن فمما أشكل تأويله. وأحسب تأويله أن الغرض منه النهي عن سمات كانت تعد من سمات العواهر في ذلك العهد أو من سمات المشركات وإلا فلو فرضنا هذه منهيا عنها لما بلغ النهي إلى حد لعن فاعلات ذلك. وملاك الأمر أن تغيير خلق الله إنما يكون إثما إذا كان فيه حظ من طاعة الشيطان بأن يجعل علامة لنحلة شيطانية كما هو سياق الآية واتصال الحديث بها. وقد أوضحناه ذلك في كتابي المسمى: النظر الفسيح على مشكل الجامع الصحيح
ومما جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية (باب: تنمص):التعريف:
1 - النمص: هو نتف الشعر، وقيل: هو نتف الشعر من الوجه.
والنامصة: هي التي تنتف الشعر من وجهها أو من وجه غيرها.
والمتنمصة: هي التي تنتف الشعر من وجهها، أو هي من تأمر غيرها بفعل ذلك. والمنماص: المنقاش، الذي يستخرج به الشوك وتنمصت المرأة: أخذت شعر جبينها بخيط لتنتفه. وانتمصت: أمرت النامصة أن تنتف شعر وجهها، ونتفت هي شعر وجهها. والنمص: رقة الشعر ودقته، حتى تراه كالزغب. ولا يخرج استعمال الفقهاء للكلمة عن معناها اللغوي، إلا أن بعضهم قيد النمص بترقيق الحواجب .....
اتفق الفقهاء على أن نتف شعر الحاجبين داخل في نمص الوجه المنهي عنه بقوله صلى الله عليه وسلم: «لعن الله النامصات، والمتنمصات».
واختلفوا في الحف والحلق، فذهب المالكية والشافعية إلى أن الحف في معنى النتف. وذهب الحنابلة إلى جواز الحف والحلق، وأن المنهي عنه هو النتف فقط.
وذهب جمهور الفقهاء إلى أن نتف ما عدا الحاجبين من شعر الوجه داخل أيضا في النمص، وذهب المالكية في المعتمد وأبو داود السجستاني، وبعض علماء المذاهب الثلاثة الأخرى إلى أنه غير داخل. واتفق الفقهاء على أن النهي عن التنمص في الحديث محمول على الحرمة، ونقل عن أحمد وغيره أن النهي محمول على الكراهة.
وجمهور العلماء على أن النهي في الحديث ليس عاما، وذهب ابن مسعود وابن جرير الطبري إلى عموم النهي، وأن التنمص حرام على كل حال.
وذهب الجمهور إلى أنه لا يجوز التنمص لغير المتزوجة، وأجاز بعضهم لغير المتزوجة فعل ذلك إذا احتيج إليه لعلاج أو عيب، بشرط أن لا يكون فيه تدليس على الآخرين.
قال العدوي: والنهي محمول على المرأة المنهية عن استعمال ما هو زينة لها، كالمتوفى عنها والمفقود زوجها. أما المرأة المتزوجة فيرى جمهور الفقهاء أنه يجوز لها التنمص، إذا كان بإذن الزوج، أو دلت قرينة على ذلك، لأنه من الزينة، والزينة مطلوبة للتحصين، والمرأة مأمورة بها شرعا لزوجها.
ودليلهم ما روته بكرة بنت عقبة أنها سألت عائشة رضي الله عنها عن الحفاف، فقالت: إن كان لك زوج فاستطعت أن تنتزعي مقلتيك فتصنعيهما أحسن مما هما فافعلي.
وذهب الحنابلة إلى عدم جواز التنمص - وهو النتف - ولو كان بإذن الزوج، وإلى جواز الحف والحلق.
وخالفهم ابن الجوزي فأباحه، وحمل النهي على التدليس،أو على أنه كان شعار الفاجرات.
واستثنى العلماء من النمص ما إذا ظهر للمرأة شعر في موضع الشارب أو موضع اللحية فإن لها أن تزيله.
قال الإمام النووي - رحمه الله -: وأما النامصة فهي التي تزيل الشعر من الوجه، والمتنمصة التي تطلب فعل ذلك بها وهذا الفعل حرام إلا إذا نبتت للمرأة لحية أو شوارب فلا تحرم إزالتها ... النهى إنما هو في الحواجب وما في أطراف الوجه.(64/63)
ساعدوني بارك الله فيكم
ـ[الزيادي]ــــــــ[30 - 03 - 09, 08:43 ص]ـ
إ" ذا أخر قوم المغرب فقعدت الملائكة ولعنتهم "
ـ[افتخار أحمد]ــــــــ[30 - 03 - 09, 10:10 ص]ـ
فيم نساعدك يا أخي!!! حدد ما تريد.
ـ[افتخار أحمد]ــــــــ[30 - 03 - 09, 10:11 ص]ـ
فيم نساعدك يا أخي!!! حدد ما تريد.
ـ[الزيادي]ــــــــ[30 - 03 - 09, 03:47 م]ـ
ساعدوني في تخريج هذا الحديث بارك الله فيكم(64/64)
صحة سند حديث
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[30 - 03 - 09, 01:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ما صحة هذا الحديث:
ما أفلح قوم يلي أمرهم امرأة
بارك الله فيكم.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[30 - 03 - 09, 03:10 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=46867
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24417
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[30 - 03 - 09, 03:20 م]ـ
الحديث أخرجه البخاري في صحيحه ولا حاجة لبحثه.
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[30 - 03 - 09, 03:47 م]ـ
الحديث لم يروه البخاري بهذا اللفظ ولكن رواه أحمد بهذا اللفظ قال شعيب الأرناؤوط حديث صحيح وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان وهو كما قال ولفظ البخاري لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[30 - 03 - 09, 06:00 م]ـ
الحديث لم يروه البخاري بهذا اللفظ ولكن رواه أحمد بهذا اللفظ قال شعيب الأرناؤوط حديث صحيح وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان وهو كما قال ولفظ البخاري لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة
بارك الله فيك:
لم أقصد اللفظ، ولكن قصدتُ المعنى.
وفق الله الجميع.
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[30 - 03 - 09, 07:50 م]ـ
السلام عليكم
في أي باب ذكره البخاري في صحيحه، فالطبعة بحوزني تخلو من فهارس الأحاديث، لذا لم أهتد إليه في صحيح البخاري. غفر الله لنا ولكم، وشكراً جزيلاً.
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[30 - 03 - 09, 09:23 م]ـ
السلام عليكم
في أي باب ذكره البخاري في صحيحه، فالطبعة بحوزني تخلو من فهارس الأحاديث، لذا لم أهتد إليه في صحيح البخاري. غفر الله لنا ولكم، وشكراً جزيلاً.
الموضع الأول: باب - كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر
الموضع الثاني: باب الفتنة التي تموج كموج البحر(64/65)
مامدى صحة الجملة من الحديث: ((ولا يحل له أن يفارق صاحبه خشية أن يستقيله))
ـ[أبو عمر القويسني]ــــــــ[30 - 03 - 09, 04:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم
أريد أن أعرف مامدى صحة الجملة من الحديث: ((ولا يحل له أن يفارق صاحبه خشية أن يستقيله))
فقد ضعفه ابن العربي و ابن حزم رحمها الله
وهل يوجد أحد آخر ضعفه من المتقدمين؟
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[30 - 03 - 09, 04:35 م]ـ
قال الألباني في إرواء الغليل - (5/ 156)
[وعن البخاري أنه قال: سمع شعيب من عبد الله بن عمرو. وقال: رأيت علي بن المديني وأحمد بن حنبل والحميدي وإسحاق بن راهويه يحتجون به ". قيل له: فمن يتكلم فيه يقول ماذا؟ قال: يقولون: إن عمرو بن شعيب أكثر أو نحو هذا. قلت: فلا يلتفت بعد هذا إلى قول ابن حزم في " المحلى " (8/ 360) عقب الحديث: " لا يصح ". فانه يعني من أجل أنه من رواية عمرو بن شعيب!] ا. هـ
ـ[أبو عمر القويسني]ــــــــ[30 - 03 - 09, 06:15 م]ـ
هل تكلم عن الحديث أحد غير الشيخ الألبانى رحمه الله
أحسن الله إليكم
ـ[أبو عمر القويسني]ــــــــ[01 - 04 - 09, 10:27 م]ـ
أريد أقوال أحد من المتقدمين
بارك الله فيكم
ـ[أبو عمر القويسني]ــــــــ[09 - 04 - 09, 06:15 م]ـ
ألا يوجد أحد من الجهابزه يتحفنا بما سألنا عنه؟؟؟؟؟؟(64/66)
حول قراءة سورة الإخلاص دبر كل صلاة
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[30 - 03 - 09, 04:45 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
مَن مِن أهل العلم صحح هذا الذكر و من ضعفه، و أي القولين أرجح،
و جزاكم الله خيرا.
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[31 - 03 - 09, 02:21 ص]ـ
الحديثُ منكرٌ معلولٌ، وللعلامة الألباني - رحمه الله - بحثٌ في "الضعيفة".
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[31 - 03 - 09, 02:32 ص]ـ
للفائدة يُنظر:
أذكارُ دُبُرِ الصلاة (الصحيحة) عند الشيخ المحدث (عبد الله السعد) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110361)
و
التنبيه على خطأ مشهور في الأذكار بعد الصلاة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=165513)
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[31 - 03 - 09, 03:09 م]ـ
استبان الأمر و لله الحمد فجزاكما الله خيرا و نفع بكما(64/67)
وأنزلت عليه كتابا لا يغسله الماء ما صحة هذا الحديث؟؟؟
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[30 - 03 - 09, 05:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وأنزلت عليه كتابا لا يغسله الماء فلو اجتمعت بحار الأرض على محو القرآن من الأرض؟؟؟
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[31 - 03 - 09, 12:27 م]ـ
أما قوله أنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء فهذا لفظ صحيح بلا ريب فقد أخرجه مسلم وغيره، وأما بقية اللفظ فلعلك تفيدنا بتخريجها أو أحد الإخوة
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[31 - 03 - 09, 12:30 م]ـ
رواه مسلم في صحيحه (5109)
من طريق قَتَادَةَ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلَالٌ وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا وَإِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَقَالَ إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ
قال النووي في شرحه
أَمَّا قَوْله تَعَالَى: {لَا يَغْسِلهُ الْمَاء}
فَمَعْنَاهُ: مَحْفُوظ فِي الصُّدُور، لَا يَتَطَرَّق إِلَيْهِ الذَّهَاب، بَلْ يَبْقَى عَلَى مَرّ الْأَزْمَان.
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[31 - 03 - 09, 03:16 م]ـ
جزاكما الله خيرا(64/68)
حديث ابن عمر رضى الله عنهما: (كنا نبيع الإبل بالنقيع بالدراهم فنأخذ عنهما الدنانيرو بالعكس)
ـ[أبو عمر القويسني]ــــــــ[30 - 03 - 09, 08:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم
حديث ابن عمر رضى الله عنهما: (كنا نبيع الإبل بالنقيع بالدراهم فنأخذ عنهما الدنانيرو بالعكس)
هل صح هذا الحديث موقوفا على ابن عمر رضى الله عنهما وأرجو ذكر أقوال المتقدمين فى هذا الحديث
وجزاكم الله خيرا(64/69)
تخريجُ الأحَادِيثِ الوَرِدَةِ في النَّهْيِ عَنْ تَسْمِيَةِ شَهْرِ رَمَضَانَ بِـ: " رَمَضَانَ "
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[31 - 03 - 09, 08:58 ص]ـ
تخريجُ الأحَادِيثِ الوَرِدَةِ في النَّهْيِ عَنْ تَسْمِيَةِ شَهْرِ رَمَضَانَ بِـ: " رَمَضَانَ "، منْ غيرِ إِضَافتِهِ إلى شَهْرٍ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ
وَرَدَ ذَلِكَ في بَعْضِ الأَحَادِيثِ وَالآثارِ، وَلاَ يَصِحُّ في ذَلِكَ شَيْءٌ، وَإِلَيْكَ سيَاقها:
أوَّلاً: حَدِيثُ أبي هُرَيْرَةَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
أَخْرَجَهُ ابنُ عَدِيٍّ في " الكاملِ " (7/ 53) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ: البيهقيُّ في " السُّننِ الكُبرى " (4/ 201 _ رقم: 7693)، وابنُ الجوزيِّ في " الموضوعاتِ " (2/ 187) _ قالَ: حدَّثنا عليُّ بنُ سعيدٍ، حدَّثنا محمَّدُ بنُ أبي معشرٍ، حدَّثني أبي، عنْ سعيدٍ المَقْبُريِّ، عنْ أبي هُرَيْرَةَ؛ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لاَ تَقُولُوا: رَمَضَانُ؛ فإنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ منْ أسماءِ اللَّهِ _ تعالى _، ولكنْ قُولُوا: شَهْرُ رَمَضَانَ ".
قَالَ الإمامُ النَّوويُّ _ رحمهُ اللَّهُ _ في " الأَذْكَارِ " (ص: 889): " وَهَذَا الحَدِيثُ ضَعِيفٌ، ضَعَّفَهُ البيهقيُّ، والضَّعفُ عَلَيْهِ ظَاهرٌ، ولَمْ يذكرْ أحدٌ رَمَضَانَ في أسماءِ اللَّهِ _ تعالى _، مَعَ كثرةِ منْ صَنَّفَ فِيهَا ".
وقالَ القرطبيُّ في " تفسيرِهِ " (2/ 292): " وهذا ليسَ بصحيحٍ؛ فإنَّهُ منْ حديثِ أبي معشرٍ نجيحٍ، وهو ضعيفٌ ".
وقالَ ابنُ الجوزيِّ: " هذا حديثٌ موضوعٌ لاَ أَصْلَ لَهُ، ... ، ولَمْ يذكرْ أَحَدٌ في أسماءِ اللَّهِ _ تعالى _ رَمَضَانَ، ولاَ يجوزُ أنْ يُسمَّى بهِ إجْمَاعاً ".
أقولُ: بَلْ هُوَ ضَعِيفٌ، وَلاَ يَصِلُ إِلى دَرَجَةِ الوَضْعِ؛ فَأَبُو معشرٍ هُوَ: نجيحُ بنُ عَبْدِ الرَّحمنِ السِّنْدِيُّ المدنيُّ _ إِمَامُ المغَازِي والسِّيرِ _، وَهُوَ ضعيفٌ، كَانَ قَدْ تغيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ تغيُّراً شَدِيداً؛ لِذَا كَانَ يَضْطَرِبُ في حَدِيثِهِ، وَلاَ يُقِيمُ الإِسْنَادَ، وَهَذَا الحَدِيثُ ممَّا اضْطَرَبَ في إِسْنَادِهِ:
فَقَدْ أَخْرَجَهُ ابنُ أبي حَاتمٍ في " التَّفسيرِ " (رقم:1673) فقالَ: حدَّثنا أبي، حدَّثنا محمَّدُ بنُ بكَّارِ بنِ الرَّيَّانِ، حدَّثنا أبو معشرٍ، عنْ محمَّدِ بنِ كعبٍ القُرَظيِّ، وسعيدٍ، عنْ أبي هُرَيْرَةَ قالَ: لاَ تَقُولُوا: رَمَضَانُ؛ فإنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ منْ أَسْمَاءِ اللَّهِ _ تعالى _، وَلَكِنْ قُولُوا: شَهْرُ رَمَضَانَ.
أقولُ: كَذَا وَقَفَهُ عَلَى أبي هُريرةَ ولَمْ يَرْفَعْهُ، وَقَرَنَ معَ سعيدٍ المَقْبُريِّ محمَّداً القُرظيَّ، وضعَّفَ إسنادَهُ السُّيوطيُّ في " الشَّماريخِ في علمِ التَّأريخِ " (ص:40)، وقدْ أخرجهُ البيهقيُّ في " السُّننِ الكُبرى " (4/ 202 _ رقم: 7694) من طريقِ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ العزيزِ البغويِّ، عنْ محمَّدِ بنِ بكَّارِ بنِ الرَّيَّانِ، عنْ أبي معشرٍ، عنْ محمَّدِ بنِ كعبٍ؛ قالَ: ... ، فَذَكَرَ نحوهُ، فَوَقَفَهُ عَلَى محمَّدٍ القُرظيِّ، قالَ البيهقيُّ: " وهو أَشْبَهُ "، أَيْ: بالصَّوابِ، أمَّا أبو حَاتمٍ _ كما في " العِلَلِ " (1/ 249 _ رقم: 734) _ فقدْ رَجَّحَ أنَّهُ منْ قولِ أبي هُرَيْرةَ كَمَا في الرِّوايةِ السَّابقةِ.
ثانياً: حَدِيثُ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
أَخْرَجَهُ تمَّامٌ في " فوائدِهِ " (رقم: 229) منْ طَرِيقِ سليمانَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، حدَّثنا ناشبُ بنُ عمرٍو أبو عمرٍو الشَّيبانيُّ، حدَّثنا مقاتلُ بنُ حيَّانَ، عنِ الضَّحَّاكِ بنِ مُزَاحمٍ، عَنِ ابنِ عُمَرَ؛ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: صُمْتُ رَمَضَانَ، وقُمْتُ رَمَضَانَ، ولاَ صَنَعْتُ في رَمَضَانَ كَذَا وَكَذَا؛ فإنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أسماءِ اللَّهِ U العِظَامِ، ولكنْ قُولُوا: شَهْرُ رَمَضَانَ، كَمَا قَالَ رَبُّكُمْ U في كتابِهِ ".
¥(64/70)
أقولُ: هَذَا إسنادٌ مُنْكَرٌ ضَعِيفٌ؛ فسليمانُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ هُوَ: ابنُ عِيسَى الدِّمشقيُّ، ويُقالُ لَهُ: سليمانُ بنُ بنتِ شرحبيلَ، وَهُوَ لا بأسَ بهِ، إلاَّ أنَّهُ يُحدِّثُ عنِ الضَّعْفَى، والمناكيرُ الَّتي في حَدِيثِهِ منْ جِهَتِهِمْ، قَالَ أبو حَاتمٍ: " صَدُوقٌ، مُسْتَقِيمُ الحَدِيثِ، ولكنَّهُ أَرْوَى النَّاسِ عَنِ الضُّعفاءِ والمجهولينَ، وَكَانَ عِنْدِي في حَدِّ لَوْ أنَّ رَجُلاً وَضَعَ لهُ حديثاً لَمْ يَفْهَمْ، وَكَانَ لاَ يُميِّزُ "، وقالَ ابنُ حِبَّانَ: " يُعْتبرُ حَدِيثُهُ إذا رَوَى عنِ الثِّقاتِ المشاهيرِ، فأمَّا إِذَا رَوَى عنِ المجاهيلِ فَفِيهَا مَنَاكِيرُ "، وقالَ الحاكمُ أبو عبدِ اللَّهِ: " قلتُ للدَّارقطنيِّ: سليمانُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ؟، قالَ: ثقةٌ، قلتُ: أَلَيْسَ عندَهُ مناكيرُ؟!، قالَ: حدَّثَ بِهَا عنْ قومٍ ضَعْفَى، فَأَمَّا هُوَ فَثِقَةٌ "، وَشَيْخُهُ في هَذَا الحَدِيثِ _ وَهُوَ ناشبُ بنُ عمرٍو _ ضَعِيفٌ، والضَّحَّاكُ بنُ مُزَاحمٍ صَدُوقٌ، غيرَ أنَّهُ كثيرُ الإِرْسَالِ، وفي سماعِهِ منِ ابنِ عُمَرَ كلامٌ، فقدْ قالَ أبو بكرٍ الأثرمُ: " قيلَ لَهُ _ أَيْ للإمامِ أحمدَ بنِ حنبلٍ _: فَلَقِيَ ابنَ عُمَرَ؟، فقالَ: أبو سنانٍ يَرْوِي شيئاً مَا يصحُّ عِنْدِي، قلتُ: فأبو نُعيمٍ كَانَ يقولُ في حكيمِ بنِ ديلمٍ عنِ الضَّحَّاكِ: سمعتُ ابنَ عُمَرَ؟، فقالَ أبو عبدِ اللَّهِ: لَيْسَ بِشَيْءٍ "، وقالَ أبو زُرْعةَ: " لَمْ يَسْمَعْ منِ ابنِ عُمَرَ "، وقالَ ابنُ حِبَّانَ: " لَقِيَ جماعةً منَ التَّابعينَ، ولَمْ يُشَافِهْ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
ثالثاً: حَدِيثُ عَائِشَةَ _ رضيَ اللَّهُ عنها _
أَخْرَجَهُ أبو طاهرٍ محمَّدُ ابنُ أحمدَ بنِ أبي الصقرِ الأَنْبَاريُّ في " مَشْيَخَتِهِ " (رقم:52) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ: ابنُ النَّجَّارِ في " ذيلِ تاريخِ بغدادَ " (5/ 75) _ مِنْ طَرِيقِ أبي عبدِ اللَّهِ محمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ البلخيِّ، حدَّثنا أبو حفصٍ عمرُ بنُ عبدُويَه البغداديُّ، حدَّثنا أبو العبَّاسِ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ خلفٍ، حدَّثنا مُوسَى بنُ إبراهيمَ الأنصاريُّ، حدَّثنا أبو معاويةَ الضَّريرُ، عَنْ هشامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيهِ، عَنْ عائشةَ _ رضيَ اللَّهُ عنها _ قالتْ: قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا معنى رَمَضَانَ؟، فقالَ رسولُ اللَّهِ: " يا حُمَيراءُ، لاَ تَقُولِي: رَمَضَانُ؛ فإنَّهُ اسْمٌ منْ أَسْمَاءِ اللَّهِ، وَلَكِنْ قُولِي: شَهْرُ رَمَضَانَ، يَعْنِي رَمَضَانُ: أَرْمَضَ فِيهِ ذُنُوبَ عِبَادِهِ فَغَفَرَهَا "، قالتْ عائشةُ: فقلنا: شَوَّالُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، فقالَ: " شَالَتْ لَهُمْ ذُنُوبهم فَذَهَبَتْ ".
أقولُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَإِسْنَادُهُ مُسَلْسَلٌ بالمجاهيلِ؛ فعمرُ بنُ عبدُويَه البغداديُّ ذكرَهُ ابنُ النَّجَّارِ في " ذيلِ تاريخِ بغدادَ " (5/ 75) وقالَ أنَّهُ رَوَى عنهُ أبو عبدِ اللَّهِ محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ البلخيُّ، ولَمْ يَذْكُرْ فيهِ جَرْحاً وَلاَ تَعْدِيلاً، وأحمدُ بنُ عليِّ بنِ خلفٍ لَمْ أَرَ مَنْ تَرْجَمَ لَهُ، ومُوسَى بنُ إبراهيمَ يغلبُ عَلَى ظنِّي أنَّهُ مُوسَى بنُ إبراهيمَ الَّذِي ذَكَرَهُ ابنُ عَدِيٍّ في " الكاملِ " (6/ 348) وَقَالَ عَنْهُ: " شَيْخٌ مَجْهُولٌ، حدَّثَ بالمناكيرِ عنْ قومٍ ثقاتٍ، أو منْ لاَ بأسَ بهمْ ".
رابعاً: أَثَرُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
أَخْرَجَهُ ابنُ الشَّجريِّ الزَّيْدِيُّ في " أَمَالِيهِ " (ص: 242 _ كما في برنامج المكتبة الشَّاملة) منْ طريقِ أبي محمَّدٍ سهلِ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ اللَّهِ الديباجيِّ، حدَّثنا أبو عليٍّ محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ الأشعثِ الكوفيُّ _ بمِصْرَ _؛ قالَ: حدَّثني موسى بنُ إسماعيلَ بنِ موسى بنِ جعفرِ بنِ محمَّدٍ؛ قالَ: حدَّثني أبي، عَنْ أبيهِ، عَنْ جدِّهِ جعفرٍ، عَنْ أبيهِ، عَنْ جدِّهِ عليِّ بنِ حسينٍ، عَنْ أبيهِ؛ أنَّ عليّاً _ عليهِ السَّلامُ _ كَانَ يقولُ: لاَ تَقُولُوا: رَمَضَانُ؛
¥(64/71)
فإِنَّكُمْ لاَ تَدْرُونَ مَا رَمَضَانُ، فَمَنْ قَالَهُ فَلْيَتَصَدَّقْ وَلْيَصُمْ كفَّارةً لقولِهِ، ولكنْ قُولُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ _ عزَّ وجلَّ _: {شَهْرُ رَمَضَانَ} [البقرة:185].
أقولُ: هَذَا أثرٌ مَوْضُوعٌ؛ أبو محمَّدٍ الديباجيُّ سهلُ بنُ أحمدَ قالَ الخطيبُ البغداديُّ في " تاريخِ بغدادَ " (9/ 121): " سألتُ الأزهريَّ عنْ سهلٍ الديباجيِّ؟؛ فقالَ: " كانَ كَذَّاباً، رَافِضيّاً، زِنْدِيقاً "، وقالَ الأزهريُّ _ أيضاً _: " لَمْ يَكُنْ لهُ أَصْلٌ يُعْتمَدُ عَلَيْهِ، وَلاَ كِتَابٌ صَحِيحٌ "، وَقَالَ محمَّدُ بنُ أبي الفوارسِ: " كَانَ سهلٌ الديباجيُّ آيةً ونَكَالاً في الرِّوايةِ، وَكَانَ رَافِضيّاً غَالِياً فِيهِ، وكَتَبْنَا عنهُ كتابَ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ الأشعثِ لأهلِ البيتِ مرفوعٌ، ولَمْ يكنْ لَهُ أَصْلٌ نَعْتَمِدُ عليهِ، وَلاَ كِتَابٌ صَحِيحٌ "، وقالَ العتيقيُّ: " لَمْ يكنْ في الحَدِيثِ بِذَاكَ "، وَشَيْخُهُ محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ الأشعثِ قَالَ عنهُ ابنُ عَدِيٍّ في " الكاملِ " (6/ 301): " مُقِيمٌ بِمِصْرَ، كَتَبْتُ عنهُ بِهَا، حَمَلَهُ شِدَّةُ مَيْلِهِ إلى التَّشَيُّعِ أنْ أَخْرَجَ لَنَا نُسْخةً قَرِيباً منْ أَلْفِ حديثٍ؛ عنْ مُوسَى بنِ إسماعيلَ بنِ مُوسَى بنِ جعفرِ بنِ محمَّدٍ عَنْ أبيهِ عَنْ جدِّهِ، إلى أنْ يَنْتَهِيَ إلى عليٍّ والنَّبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، كِتَابٌ كِتَابٌ يُخْرِجُهُ إِلَيْنَا بِخَطٍّ طَرِيٍّ عَلَى كَاغِدٍ جَدِيدٍ، فِيهَا مَقَاطِيعُ، وعَامَّتُهَا مُسْنَدَةٌ، مناكيرُ _ كُلُّهَا أو عَامَّتُهَا _، فَذَكَرْنَا رِوَايَتَهُ هَذِهِ الأَحَادِيثَ عَنْ مُوسَى _ هَذَا _ لأبي عبدِ اللَّهِ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ عمرَ بنِ عليِّ بنِ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ _ وكانَ شَيْخاً منْ أهلِ البيتِ بِمِصْرَ، وَهُوَ أَخُ النَّاصرِ، وكانَ أكبرَ منهُ _ فقالَ لَنَا: كانَ مُوسَى _ هَذَا _ جَارِي بالمدينةِ أربعينَ سنةً، مَا ذَكَرَ قَطُّ أنَّ عندَهُ شيئاً منَ الرِّوايةِ، لاَ عَنْ أبيهِ، ولاَ عَنْ غيرِهِ "، وقالَ السَّهميُّ: " سألتُ الدَّارقطنيَّ عنهُ؟؛ فقالَ: " آيةٌ منْ آياتِ اللَّهِ، وَضَعَ ذَاكَ الكتابَ _ يعني: العَلَوِيَّاتِ _ ".
خامساً: أثرُ مجاهدِ بنِ جبرٍ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _
أَخْرَجَهُ ابنُ جريرٍ الطَّبريُّ في " تفسيرِهِ " (2/ 150) قالَ: حدَّثني المُثَنَّى؛ قالَ: حدَّثنا أبو نُعيمٍ؛ قَالَ: حدَّثنا سفيانُ، عنْ مجاهدٍ أنَّهُ كَرِهَ أنْ يُقَالَ: رَمَضَانُ، وَيَقُولُ: لَعَلَّهُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ، لَكِنْ نَقُولُ كَمَا قَالَ اللَّهُ: {شَهْرُ رَمَضَانَ} [البقرة: 185].
أقولُ: هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؛ فالمُثَنَّى _ شَيْخُ الطَّبريِّ _ هُوَ: ابنُ إبراهيمَ، لَمْ أَعْثُرْ لَهُ عَلَى ترجمةٍ، وبقيَّةُ إسنادِهِ ثقاتٌ، وقدْ تُوبِعَ سفيانُ الثَّوريُّ عليهِ، تابعَهُ طلحةُ بنُ عمرٍو: أَخْرَجَهُ ابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (26/ 240) مِنْ طَرِيقِ تمَّامِ بنِ محمَّدٍ الحافظِ، أخبرنا أبي، حدَّثنا أبو الفضلِ العبَّاسُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ ربيعةَ السُّلميُّ، حدَّثنا أبو مُوسَى عمرانُ بنُ مُوسَى الطَّرسوسيُّ، حدَّثنا أبو محمَّدٍ [كذا في الأَصْلِ، والصَّوابُ أنَّ كنيتَهُ أبو عليٍّ] سُنَيْدُ بنُ دَاوُدَ، حدَّثنا وكيعٌ، عَنْ طلحةَ بنِ عمرٍو، عَنْ مجاهدٍ؛ قَالَ: لاَ تَقُولُوا: رَمَضَانُ، وَلَكِنْ قُولُوا: شَهْرُ رمَضَانَ؛ لَعَلَّهُ اسْمٌ منْ أَسْمَاءِ اللَّهِ _ عزَّ وجلَّ _.
¥(64/72)
أقولُ: هَذَهِ مُتَابَعَةٌ لاَ يُفْرَحُ بها؛ لأنَّ إسنادَهَا ضَعِيفٌ جِدّاً؛ فأبو الفضلِ العبَّاسُ بنُ محمدٍ هُوَ: العبَّاسُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ عبدِ اللَّهِ، نُسِبَ إلى جَدِّهِ، تَرْجَمَ لهُ ابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ "، وأخرجَ هَذَا الأثرَ في ترجمتِهِ، ولَمْ يَذْكُرْ فيهِ جَرْحاً وَلاَ تَعْدِيلاً، وسُنَيْدُ بنُ دَاوُدَ هُوَ: حسينُ بنُ دَاوُدَ، وسُنيدٌ لقبٌ لهُ، ضُعِّفَ، وطلحةُ بنُ عمرٍو هُوَ: ابنُ عثمانَ المكِّيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
وأَشَارَ البيهقيُّ في " السُّننِ الكبرى " (4/ 202) إلى أَثَرِ مجاهدٍ هَذَا، وذَكَرَ أنَّ الطَّريقَ إليهِ ضَعِيفٌ.
سادساً: أثرُ الحسنِ البَصْريِّ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _
أَشَارَ إليهِ البيهقيُّ في " السُّننِ الكُبرى " (4/ 202) إلى أَثَرِهِ هَذَا _ ولَمْ أَقِفْ عليهِ _، وذَكَرَ أنَّ الطَّرِيقَ إليهِ ضَعِيفٌ.
حَاصِلُ الأَمْرِ؛ لاَ يَصِحُّ في هَذَا البَابِ شَيْءٌ، وَقَدْ تَرْجَمَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " صَحِيحِهِ " (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn1) بَاباً قَالَ فِيهِ: " بَابٌ: هَلْ يُقَالُ: رَمَضَانُ، أَوْ شَهْرُ رَمَضَانَ، ومَنْ رَأَى كُلَّهُ وَاسِعاً "، ثُمَّ احْتَجَّ لِجَوازِ ذَلِكَ بعِدَّةِ أَحَادِيثَ، وَقَدْ تَرْجَمَ النَّسَائِيُّ لِذَلِكَ _ أَيْضاً _ في " السُّنَنِ الصُّغْرَى " (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn2)، و " السُّننِ الكُبرى " (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn3) فَقَالَ: " بَابُ الرُّخْصَةِ في أَنْ يُقَالَ لِشَهْرِ رَمَضَانَ: رَمَضَانُ ".
وقَالَ ابنُ أَبي حَاتمٍ _ رحمهُ اللَّهُ _: " وَرَخَّصَ فِيهِ ابنُ عبَّاسٍ، وزيدُ بنُ ثابتٍ " (4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn4) .
وقَالَ القُرْطُبِيُّ _ رحمهُ اللَّهُ _: " والصَّحيحُ جَوَازُ إِطْلاقِ رَمَضَانَ منْ غيرِ إِضَافَةٍ، كَمَا ثَبَتَ في الصِّحَاحِ وغيرِهَا، ... " ثمَّ ذَكَرَ عدداً منَ الأحاديثِ الدَّالَّةِ عَلَى ذَلِكَ، ثمَّ قَالَ: " والآثارُ في ذَلِكَ كثيرةٌ، كُلُّهَا بِإِسْقَاطِ شَهْرٍ، ورُبَّمَا أَسْقَطَتِ العَرَبُ ذِكْرَ الشَّهْرِ منْ رَمَضَانَ، قَالَ الشَّاعرُ:
جَارِيةٌ في دِرْعِهَا الفَضْفَاضِ أَبْيَضُ مِنْ أُخْتِ بَنِي إِبَاضِ
جَارِيةٌ في رَمَضَانَ المَاضِي تَقْطَعُ الحَدِيثَ بِالإِيمَاضِ " (5) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn5) .
وقَالَ الإِمَامُ النَّوويُّ _ رحمهُ اللَّهُ _: " والصَّوابُ _ واللَّهُ أعلمُ _ مَا ذَهَبَ إليهِ الإمامُ أَبُو عبدِ اللَّهِ البُخاريُّ في " صَحِيحِهِ "، وغيرُ وَاحِدٍ منَ العُلماءِ المُحقِّقينَ؛ أنَّهُ لاَ كَرَاهَةَ مُطْلقاً كَيْفَمَا قَالَ؛ لأنَّ الكَرَاهَةَ لاَ تَثْبُتُ إلاَّ بالشَّرْعِ، ولَمْ يَثْبُتْ في كَرَاهَتِهِ شَيْءٌ، بلْ ثَبَتَ في الأحاديثِ جوازُ ذَلِكَ، والأحاديثُ فيهِ منَ الصَّحِيحَيْنِ وغيرِهِمَا أكثرُ منْ أنْ تُحْصَرَ، ولَوْ تَفَرَّغْتُ لجمعِ ذَلِكَ رَجوتُ أنْ يَبْلُغَ أحاديثُهُ مِئِينَ، لكنَّ الغرضَ يحصلُ بحَدِيثٍ وَاحِدٍ " (6) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn6) .
وَقَالَ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ _ رحمهُ اللَّهُ _: " وَقَدْ يُتَمَسَّكُ لِلتَّقْيِيدِ بالشَّهرِ بِوُرُودِ القُرآنِ بِهِ حيثُ قالَ: {شَهْرُ رَمَضَانَ} [البقرة: 185]، مَعَ احْتِمَالِ أنْ يكونَ حَذْفُ لفظِ شَهْرٍ منَ الأَحَادِيثِ منْ تَصَرُّفِ الرُّواةِ، وَكَأَنَّ هَذَا هُوَ السِّرُّ في عَدَمِ جَزْمِ المُصنِّفِ _ يعني: البُخاريَّ _ بالحُكْمِ، ونُقِلَ عنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ الكَرَاهِيةُ، وعنِ ابنِ البَاقِلاَّنِيِّ _ مِنْهُمْ _، وكَثِيرٍ منَ الشَّافعيَّةِ: إنْ كَانَ هُنَاكَ قرينةٌ تَصْرِفُهُ إلى الشَّهرِ فلاَ يُكْرَهُ، والجمهورُ عَلَى الجَوَازِ " (7) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn7) .
وَقَالَ السُّيُوطيُّ _ رحمهُ اللَّهُ _: " قَالَ النُّحَاةُ: وشَهْرُ رَمَضَانَ أَفْصَحُ منْ تَرْكَ الشَّهْرِ " (8) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn8) .
_ تَمَّ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالى _
كَتَبَهُ: أَبُو عُمَرَ نادرُ بنُ وَهْبِي النَّاطُورُ القَنِّيرِيُّ
الزَّرقاءُ _ الأردنُّ
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref1) " صحيح البخاريِّ " (2/ 671 _ بغا).
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref2) " السُّنن الصُّغرى " (4/ 130).
(3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref3) " السُّنن الكُبرى " (2/ 67).
(4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref4) " تفسير ابن أبي حاتم " عَقِبَ الحديثِ (رقم:1673).
(5) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref5) " تفسير القرطبيِّ " (2/ 292 _ 293).
(6) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref6) " الأذكار " (ص:889).
(7) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref7) " فتحِ الباري " (4/ 113).
(8) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref8) " الشَّماريخ في علم التأريخ " (ص:40).
¥(64/73)
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[02 - 04 - 09, 04:55 م]ـ
جزاك الله خيراً على بحوثك النافعة، وننتظر المزيد، زادك الله من فضله.
سأضيف لبحثك إضافات، لعلها تنفعك بإذن الله.
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[14 - 08 - 09, 02:53 م]ـ
أوَّلاً: حَدِيثُ أبي هُرَيْرَةَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
أَخْرَجَهُ ابنُ عَدِيٍّ في " الكاملِ " (7/ 53) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ: البيهقيُّ في " السُّننِ الكُبرى " (4/ 201 _ رقم: 7693)، وابنُ الجوزيِّ في " الموضوعاتِ " (2/ 187) _ قالَ: حدَّثنا عليُّ بنُ سعيدٍ، حدَّثنا محمَّدُ بنُ أبي معشرٍ، حدَّثني أبي، عنْ سعيدٍ المَقْبُريِّ، عنْ أبي هُرَيْرَةَ؛ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لاَ تَقُولُوا: رَمَضَانُ؛ فإنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ منْ أسماءِ اللَّهِ _ تعالى _، ولكنْ قُولُوا: شَهْرُ رَمَضَانَ ".
قَالَ الإمامُ النَّوويُّ _ رحمهُ اللَّهُ _ في " الأَذْكَارِ " (ص: 889): " وَهَذَا الحَدِيثُ ضَعِيفٌ، ضَعَّفَهُ البيهقيُّ، والضَّعفُ عَلَيْهِ ظَاهرٌ، ولَمْ يذكرْ أحدٌ رَمَضَانَ في أسماءِ اللَّهِ _ تعالى _، مَعَ كثرةِ منْ صَنَّفَ فِيهَا ".
وقالَ القرطبيُّ في " تفسيرِهِ " (2/ 292): " وهذا ليسَ بصحيحٍ؛ فإنَّهُ منْ حديثِ أبي معشرٍ نجيحٍ، وهو ضعيفٌ ".
وقالَ ابنُ الجوزيِّ: " هذا حديثٌ موضوعٌ لاَ أَصْلَ لَهُ، ... ، ولَمْ يذكرْ أَحَدٌ في أسماءِ اللَّهِ _ تعالى _ رَمَضَانَ، ولاَ يجوزُ أنْ يُسمَّى بهِ إجْمَاعاً "
أقولُ: بَلْ هُوَ ضَعِيفٌ، وَلاَ يَصِلُ إِلى دَرَجَةِ الوَضْعِ؛ فَأَبُو معشرٍ هُوَ: نجيحُ بنُ عَبْدِ الرَّحمنِ السِّنْدِيُّ المدنيُّ _ إِمَامُ المغَازِي والسِّيرِ _، وَهُوَ ضعيفٌ، كَانَ قَدْ تغيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ تغيُّراً شَدِيداً؛ لِذَا كَانَ يَضْطَرِبُ في حَدِيثِهِ، وَلاَ يُقِيمُ الإِسْنَادَ، وَهَذَا الحَدِيثُ ممَّا اضْطَرَبَ في إِسْنَادِهِ:
فَقَدْ أَخْرَجَهُ ابنُ أبي حَاتمٍ في " التَّفسيرِ " (رقم:1673) فقالَ: حدَّثنا أبي، حدَّثنا محمَّدُ بنُ بكَّارِ بنِ الرَّيَّانِ، حدَّثنا أبو معشرٍ، عنْ محمَّدِ بنِ كعبٍ القُرَظيِّ، وسعيدٍ، عنْ أبي هُرَيْرَةَ قالَ: لاَ تَقُولُوا: رَمَضَانُ؛ فإنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ منْ أَسْمَاءِ اللَّهِ _ تعالى _، وَلَكِنْ قُولُوا: شَهْرُ رَمَضَانَ.
أقولُ: كَذَا وَقَفَهُ عَلَى أبي هُريرةَ ولَمْ يَرْفَعْهُ، وَقَرَنَ معَ سعيدٍ المَقْبُريِّ محمَّداً القُرظيَّ، وضعَّفَ إسنادَهُ السُّيوطيُّ في " الشَّماريخِ في علمِ التَّأريخِ " (ص:40)، وقدْ أخرجهُ البيهقيُّ في " السُّننِ الكُبرى " (4/ 202 _ رقم: 7694) من طريقِ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ العزيزِ البغويِّ، عنْ محمَّدِ بنِ بكَّارِ بنِ الرَّيَّانِ، عنْ أبي معشرٍ، عنْ محمَّدِ بنِ كعبٍ؛ قالَ: ... ، فَذَكَرَ نحوهُ، فَوَقَفَهُ عَلَى محمَّدٍ القُرظيِّ، قالَ البيهقيُّ: " وهو أَشْبَهُ "، أَيْ: بالصَّوابِ، أمَّا أبو حَاتمٍ _ كما في " العِلَلِ " (1/ 249 _ رقم: 734) _ فقدْ رَجَّحَ أنَّهُ منْ قولِ أبي هُرَيْرةَ كَمَا في الرِّوايةِ السَّابقةِ.
1. الموقوف والمرفوع عزاه السيوطي في الدر المنثور (1/ 443) لأبي الشيخ والديلمي عن أبي هريرة.
2. كون أبي حاتم رجح الموقوف (وتبعه على ذلك ابن كثير)، لا يعني أنهما يصححان نسبته إلى أبي هريرة، فقد يرجح الناقد وجهاً كالوقف مثلاً، وهو ضعيف عنده، إنما يريد به والله أعلم الطعن في المرفوع، ودفع توهم ثبوته مرفوعاً، وهذا يذهب إليه ابن كثير في تفسيره لمن تأمل صنيعه، من غير أن يقف - أحياناً - على الاختلاف في إسناده، فيرجح بالترجي وقفه.
3. عندي والله أعلم أن كل هذا اضطراب من أبي معشر، كما ذهب الباحث الكريم - وفقه الله -
4. هذا الحديث مما يصح أن يحكى الإجماع على بطلانه، وقد وقفت على على كلام لخمسة عشر إماماً ممن نصوا على ضعفه.
¥(64/74)
5. كثيراً ما أرى بعض الباحثين يعارض ابن الجوزي في حكمه على حديث بالوضع، لأن الراوي الذي ضعف الحديث لأجله لم يتهم بالوضع، وهذا مسلك لبعض أهل العلم، والذي يظهر والله أعلم أن الأئمة قد ينصون على وضع خبر باعتبار نسبته ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لا باعتبار كون الراوي ممن يتعمد وضع الحديث، وهذا واضح من صنيع أبي حاتم الرازي في العلل، قد ينص على وضع حديث بهذا الاعتبار، ويستدرك عليه بعض المعاصرين بقوله: (لا أدري ما الذي حمل أبا حاتم على الحكم بالوضع ورجاله ثقات كما في التقريب!!).
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[14 - 08 - 09, 03:00 م]ـ
ثانياً: حَدِيثُ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
أَخْرَجَهُ تمَّامٌ في " فوائدِهِ " (رقم: 229) منْ طَرِيقِ سليمانَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، حدَّثنا ناشبُ بنُ عمرٍو أبو عمرٍو الشَّيبانيُّ، حدَّثنا مقاتلُ بنُ حيَّانَ، عنِ الضَّحَّاكِ بنِ مُزَاحمٍ، عَنِ ابنِ عُمَرَ؛ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: صُمْتُ رَمَضَانَ، وقُمْتُ رَمَضَانَ، ولاَ صَنَعْتُ في رَمَضَانَ كَذَا وَكَذَا؛ فإنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أسماءِ اللَّهِ U العِظَامِ، ولكنْ قُولُوا: شَهْرُ رَمَضَانَ، كَمَا قَالَ رَبُّكُمْ U في كتابِهِ ".
أقولُ: هَذَا إسنادٌ مُنْكَرٌ ضَعِيفٌ؛ فسليمانُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ هُوَ: ابنُ عِيسَى الدِّمشقيُّ، ويُقالُ لَهُ: سليمانُ بنُ بنتِ شرحبيلَ، وَهُوَ لا بأسَ بهِ، إلاَّ أنَّهُ يُحدِّثُ عنِ الضَّعْفَى، والمناكيرُ الَّتي في حَدِيثِهِ منْ جِهَتِهِمْ، قَالَ أبو حَاتمٍ: " صَدُوقٌ، مُسْتَقِيمُ الحَدِيثِ، ولكنَّهُ أَرْوَى النَّاسِ عَنِ الضُّعفاءِ والمجهولينَ، وَكَانَ عِنْدِي في حَدِّ لَوْ أنَّ رَجُلاً وَضَعَ لهُ حديثاً لَمْ يَفْهَمْ، وَكَانَ لاَ يُميِّزُ "، وقالَ ابنُ حِبَّانَ: " يُعْتبرُ حَدِيثُهُ إذا رَوَى عنِ الثِّقاتِ المشاهيرِ، فأمَّا إِذَا رَوَى عنِ المجاهيلِ فَفِيهَا مَنَاكِيرُ "، وقالَ الحاكمُ أبو عبدِ اللَّهِ: " قلتُ للدَّارقطنيِّ: سليمانُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ؟، قالَ: ثقةٌ، قلتُ: أَلَيْسَ عندَهُ مناكيرُ؟!، قالَ: حدَّثَ بِهَا عنْ قومٍ ضَعْفَى، فَأَمَّا هُوَ فَثِقَةٌ "، وَشَيْخُهُ في هَذَا الحَدِيثِ _ وَهُوَ ناشبُ بنُ عمرٍو _ ضَعِيفٌ، والضَّحَّاكُ بنُ مُزَاحمٍ صَدُوقٌ، غيرَ أنَّهُ كثيرُ الإِرْسَالِ، وفي سماعِهِ منِ ابنِ عُمَرَ كلامٌ، فقدْ قالَ أبو بكرٍ الأثرمُ: " قيلَ لَهُ _ أَيْ للإمامِ أحمدَ بنِ حنبلٍ _: فَلَقِيَ ابنَ عُمَرَ؟، فقالَ: أبو سنانٍ يَرْوِي شيئاً مَا يصحُّ عِنْدِي، قلتُ: فأبو نُعيمٍ كَانَ يقولُ في حكيمِ بنِ ديلمٍ عنِ الضَّحَّاكِ: سمعتُ ابنَ عُمَرَ؟، فقالَ أبو عبدِ اللَّهِ: لَيْسَ بِشَيْءٍ "، وقالَ أبو زُرْعةَ: " لَمْ يَسْمَعْ منِ ابنِ عُمَرَ "، وقالَ ابنُحِبَّانَ: " لَقِيَ جماعةً منَ التَّابعينَ، ولَمْ يُشَافِهْ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق، وليس في المطبوع منه.
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[14 - 08 - 09, 03:10 م]ـ
ثالثاً: حَدِيثُ عَائِشَةَ _ رضيَ اللَّهُ عنها _
أَخْرَجَهُ أبو طاهرٍ محمَّدُ ابنُ أحمدَ بنِ أبي الصقرِ الأَنْبَاريُّ في " مَشْيَخَتِهِ " (رقم:52) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ: ابنُ النَّجَّارِ في " ذيلِ تاريخِ بغدادَ " (5/ 75) _ مِنْ طَرِيقِ أبي عبدِ اللَّهِ محمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ البلخيِّ، حدَّثنا أبو حفصٍ عمرُ بنُ عبدُويَه البغداديُّ، حدَّثنا أبو العبَّاسِ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ خلفٍ، حدَّثنا مُوسَى بنُ إبراهيمَ الأنصاريُّ، حدَّثنا أبو معاويةَ الضَّريرُ، عَنْ هشامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيهِ، عَنْ عائشةَ _ رضيَ اللَّهُ عنها _ قالتْ: قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا معنى رَمَضَانَ؟، فقالَ رسولُ اللَّهِ:" يا حُمَيراءُ، لاَ تَقُولِي: رَمَضَانُ؛ فإنَّهُ اسْمٌ منْ أَسْمَاءِ اللَّهِ، وَلَكِنْ قُولِي: شَهْرُ رَمَضَانَ، يَعْنِي رَمَضَانُ: أَرْمَضَ فِيهِ ذُنُوبَ عِبَادِهِ فَغَفَرَهَا "، قالتْ عائشةُ: فقلنا: شَوَّالُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، فقالَ: " شَالَتْ لَهُمْ ذُنُوبهم فَذَهَبَتْ ".
أقولُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَإِسْنَادُهُ مُسَلْسَلٌ بالمجاهيلِ؛ فعمرُ بنُ عبدُويَه البغداديُّ ذكرَهُ ابنُ النَّجَّارِ في " ذيلِ تاريخِ بغدادَ " (5/ 75) وقالَ أنَّهُ رَوَى عنهُ أبو عبدِ اللَّهِ محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ البلخيُّ، ولَمْ يَذْكُرْ فيهِ جَرْحاً وَلاَ تَعْدِيلاً، وأحمدُ بنُ عليِّ بنِ خلفٍ لَمْ أَرَ مَنْ تَرْجَمَ لَهُ، ومُوسَى بنُ إبراهيمَ يغلبُ عَلَى ظنِّي أنَّهُ مُوسَى بنُ إبراهيمَ الَّذِي ذَكَرَهُ ابنُ عَدِيٍّ في " الكاملِ " (6/ 348) وَقَالَ عَنْهُ: " شَيْخٌ مَجْهُولٌ، حدَّثَ بالمناكيرِ عنْ قومٍ ثقاتٍ، أو منْ لاَ بأسَ بهمْ ".
ومن طريقه أخرجه ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد (5/ 75)
وعزاه السيوطي في الدر المنثور (1/ 444) لابن مردويه في تفسيره.
ولعله يريد ما رواه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (1821)
قال الأصبهاني: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني أنبأنا أبو بكر بن مردويه قال حدثني محمد بن حسين ثنا الوليد بن أبان ثنا عبد الرزاق بن محمد الطبري ثنا داود بن إسماعيل بن جعفر من قرى مرو روذ ثنا هشيم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ما شهر رمضان؟ أو ما رمضان؟، قال: أرمض الله فيه ذنوب المؤمنين وغفرها لهم، قيل: يا رسول الله فشوال؟ قال: شالت فيه ذنوبهم فلم يبق فيه ذنب إلا غفره).
وليس في الحديث موضع الشاهد الذي نريده، لكنه يشهد لباقي الحديث في سبب تسمية رمضان بهذا الاسم، والخبر موضوع.
¥(64/75)
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[14 - 08 - 09, 03:25 م]ـ
خامساً: أثرُ مجاهدِ بنِ جبرٍ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _
أَخْرَجَهُ ابنُ جريرٍ الطَّبريُّ في " تفسيرِهِ " (2/ 150) قالَ: حدَّثني المُثَنَّى؛ قالَ: حدَّثنا أبو نُعيمٍ؛ قَالَ: حدَّثنا سفيانُ، عنْ مجاهدٍ أنَّهُ كَرِهَ أنْ يُقَالَ: رَمَضَانُ، وَيَقُولُ: لَعَلَّهُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ، لَكِنْ نَقُولُ كَمَا قَالَ اللَّهُ: {شَهْرُ رَمَضَانَ} [البقرة: 185].
أقولُ: هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؛ فالمُثَنَّى _ شَيْخُ الطَّبريِّ _ هُوَ: ابنُ إبراهيمَ، لَمْ أَعْثُرْ لَهُ عَلَى ترجمةٍ، وبقيَّةُ إسنادِهِ ثقاتٌ، وقدْ تُوبِعَ سفيانُ الثَّوريُّ عليهِ، تابعَهُ طلحةُ بنُ عمرٍو: أَخْرَجَهُ ابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (26/ 240) مِنْ طَرِيقِ تمَّامِ بنِ محمَّدٍ الحافظِ، أخبرنا أبي، حدَّثنا أبو الفضلِ العبَّاسُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ ربيعةَ السُّلميُّ، حدَّثنا أبو مُوسَى عمرانُ بنُ مُوسَى الطَّرسوسيُّ، حدَّثنا أبو محمَّدٍ [كذا في الأَصْلِ، والصَّوابُ أنَّ كنيتَهُ أبو عليٍّ] سُنَيْدُ بنُ دَاوُدَ، حدَّثنا وكيعٌ، عَنْ طلحةَ بنِ عمرٍو، عَنْ مجاهدٍ؛ قَالَ: لاَ تَقُولُوا: رَمَضَانُ، وَلَكِنْ قُولُوا: شَهْرُ رمَضَانَ؛ لَعَلَّهُ اسْمٌ منْ أَسْمَاءِ اللَّهِ _ عزَّ وجلَّ _.
أقولُ: هَذَهِ مُتَابَعَةٌ لاَ يُفْرَحُ بها؛ لأنَّ إسنادَهَا ضَعِيفٌ جِدّاً؛ فأبو الفضلِ العبَّاسُ بنُ محمدٍ هُوَ: العبَّاسُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ عبدِ اللَّهِ، نُسِبَ إلى جَدِّهِ، تَرْجَمَ لهُ ابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ "، وأخرجَ هَذَا الأثرَ في ترجمتِهِ، ولَمْ يَذْكُرْ فيهِ جَرْحاً وَلاَ تَعْدِيلاً، وسُنَيْدُ بنُ دَاوُدَ هُوَ: حسينُ بنُ دَاوُدَ، وسُنيدٌ لقبٌ لهُ، ضُعِّفَ، وطلحةُ بنُ عمرٍو هُوَ: ابنُ عثمانَ المكِّيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
وأَشَارَ البيهقيُّ في " السُّننِ الكبرى " (4/ 202) إلى أَثَرِ مجاهدٍ هَذَا، وذَكَرَ أنَّ الطَّريقَ إليهِ ضَعِيفٌ.
1. قال أبو طالب المكي: (وقد كان مجاهد يقول: لا تقولوا رمضان فإنه اسم من أسماء اللّه تعالى، ولكن قولوا: شهر رمضان، وقد رفعه إسماعيل بن أبي زياد فجاء به مسنداً). قوت القلوب (2/ 177).
2. عزاه السيوطي في الدر المنثور (1/ 443) لوكيع، وقد رواه ابن عساكر من طريقه كما ذكر الأخ نادر.
3. وقفت أثناء قراءتي لكتاب (شأن الدعاء) للخطابي، ط الدقاق.
قال الخطابي في شأن الدعاء (43): حدثنا ابن السماك قال حدثنا يحيى بن أبي طالب قال حدثنا عبد الوهاب بن عطاء قال حدثنا طلحة بن عمرو عن حميد الأعرج عن مجاهد قال: (لا يقولن أحدكم جاء رمضان، وذهب رمضان، فلعله اسم من أسماء الله).
فطلحة بن عمرو لم يسمعه من مجاهد، إنما سمعه من حميد الأعرج.
4. قال الخطابي: وها هنا حرف يروى عن مجاهد، أنا مرتاب بصحته أبداً، وهو ما يروى عنه من قوله ... ثم ساقه.
وقال (ص 110): وهذا شيء لا أعرف له وجهاً بحال، وأنا أرغب عنه ولا أقول به.
5. مرة ينقل عن مجاهد قوله: فإنه اسم، ومرة ينقل: لعله اسم.
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[14 - 08 - 09, 04:03 م]ـ
6. جاء في صبح الأعشى (2/ 403)
وقد روى عثمان بن الأسود عن مجاهد أنه قال: لا تقل رمضان، ولكن قل كما قال الله عز وجل: شهر رمضان؛ فإنك لا تدري ما رمضان.
7. روي عن عطاء بن أبي رباح، ولم أقف عليه مسنداً.
نسبه لعطاء، ابن بطال في شرح الصحيح (4/ 19)، وابن مفلح في الفروع (4/ 415)، والعيني في عمدة القاري (16/ 252)،، وغيرهم.
قال ابن النحاس: كان عطاء ومجاهد يكرهان أن يقال: رمضان.
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[14 - 08 - 09, 04:08 م]ـ
قال القرطبي:وفي الخبر: (لا تقولوا رمضان، بل انسبوه كما نسبه الله في القرآن، فقال: شهر رمضان).الجامع لأحكام القرآن (2/ 291)
علقه الثعلبي في الكشف والبيان (2/ 67)
قال: روى هشيم عن أبان عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقولوا رمضان، انسبوه كما نسبه الله تعالى في القرآن فقال: شهر رمضان).
وأبان متروك.
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[14 - 08 - 09, 10:17 م]ـ
خامساً: أثرُ مجاهدِ بنِ جبرٍ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _
أَخْرَجَهُ ابنُ جريرٍ الطَّبريُّ في " تفسيرِهِ " (2/ 150) قالَ: حدَّثني المُثَنَّى؛ قالَ: حدَّثنا أبو نُعيمٍ؛ قَالَ: حدَّثنا سفيانُ، عنْ مجاهدٍ أنَّهُ كَرِهَ أنْ يُقَالَ: رَمَضَانُ، وَيَقُولُ: لَعَلَّهُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ، لَكِنْ نَقُولُ كَمَا قَالَ اللَّهُ: {شَهْرُ رَمَضَانَ} [البقرة: 185].
سفيان الثوري لم يسمع من مجاهد.(64/76)
الإمام أملك بالإقامة، ما مدى صحة الأحاديث والآثار الواردة في ذلك؟
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[31 - 03 - 09, 10:48 ص]ـ
قال ابن قدامة في المغني (فصل: ولا يقيم حتى يأذن له الإمام فان بلالا كان يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديث زياد بن الحارث الصدائي أنه قال فجعلت أقول للنبي صلى الله عليه وسلم أقيم أقيم؟ وروى أبو حفص باسناده عن علي قال: المؤذن أملك بالآذان والإمام أملك بالإقامة) اهـ.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[31 - 03 - 09, 11:57 ص]ـ
لا يصح مرفوعاً
قال الحافظ في التلخيص
حَدِيثُ: رُوِيَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {الْمُؤَذِّنُ أَمْلَكُ بِالْأَذَانِ، وَالْإِمَامُ أَمْلَكُ بِالْإِقَامَةِ} ابْنُ عَدِيٍّ فِي تَرْجَمَةِ شَرِيكٍ الْقَاضِي مِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، تَفَرَّدَ بِهِ شَرِيكٌ، وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ: لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ.
وَرَوَاهُ أَبُو الشَّيْخِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، وَفِيهِ مُعَارِكُ بْنُ عَبَّادٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ عَلِيٍّ مَوْقُوفًا، وَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: {كَانَ بِلَالٌ يُؤَذِّنُ إذَا دَحَضَتْ الشَّمْسُ، وَلَا يُقِيمُ حَتَّى يَخْرُجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ}.
انتهى
وقول البيهقي غير محفوظ
يشير إلى نكارة هذا اللفظ وأن المحفوظ عن الأعمش كما رواه الثقات بلفظ (الْإِمَامُ ضَامِنٌ وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ اللَّهُمَّ أَرْشِدْ الْأَئِمَّةَ وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ)
ولذا قال ابن عدي
((وهذا بهذا اللفظ لا يروى إلا عن شريك من رواية يحيى بن إسحاق عنه وإنما رواه الناس عن الأعمش بلفظ آخر وهو قوله الإمام ضامن 00 الحديث))
أما قول عليٍ
فأخرجه عبد الرزاق (1/ 476، رقم 1836) وابن أبى شيبة (1/ 363، رقم 4171)، والبيهقى (2/ 19، رقم 2112) من والطحاوي في المشكل (1824)
من طريق هلال بن يساف عن أبي عبدالرحمن السلمي عن علي قال المؤذن أملك بالأذان والقارئ أملك بالإقامة
زاد عبد الرزاق (قال سفيان: يعني: يقول الامام للمؤذن: تأخر حتى أتوضأ أو أصلي ركعتين.
وإسناده صحيح
تنبيه وقع عند ابن أبي شيبة في السند (هلال بن يساف عن أبي عبد الرحمن أو هلال عن سعد بن عبيدة عن أبي بعبد الرحمن قال)
لكنه لا يؤثر
والله أعلم وأحكم
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[01 - 04 - 09, 06:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي النجدي .......
وكنت أتمنى تخريج حديثي بلال و زياد بن الحارث أيضا ومعرفة نصهما ومدى صحتهما .........
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[03 - 04 - 09, 12:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي النجدي .......
وكنت أتمنى تخريج حديثي بلال و زياد بن الحارث أيضا ومعرفة نصهما ومدى صحتهما .........
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[03 - 04 - 09, 02:02 ص]ـ
حديث زياد بن الحارث
رواه أبوداود في السنن (431) من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ يَعْنِي الْأَفْرِيقِيَّ أَنَّهُ سَمِعَ زِيَادَ بْنَ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيَّ أَنَّهُ سَمِعَ زِيَادَ بْنَ الْحَارِثِ الصُّدَائِيَّ قَالَ
لَمَّا كَانَ أَوَّلُ أَذَانِ الصُّبْحِ أَمَرَنِي يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَذَّنْتُ فَجَعَلْتُ أَقُولُ أُقِيمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ إِلَى الْفَجْرِ فَيَقُولُ لَا حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ نَزَلَ فَبَرَزَ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيَّ وَقَدْ تَلَاحَقَ أَصْحَابُهُ يَعْنِي فَتَوَضَّأَ فَأَرَادَ بِلَالٌ أَنْ يُقِيمَ فَقَالَ لَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَخَا صُدَاءٍ هُوَ أَذَّنَ وَمَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ قَالَ فَأَقَمْتُ)
وإسناده ضعيف
ورواه الإمام أحمد (4/ 169) والترمذي برقم (183) وابن ماجة وغيرهم مختصرا (أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُؤَذِّنَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ فَأَذَّنْتُ فَأَرَادَ بِلَالٌ أَنْ يُقِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَخَا صُدَاءٍ قَدْ أَذَّنَ وَمَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ) لفظ الترمذي وقال
((وَحَدِيثُ زِيَادٍ إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ الْأَفْرِيقِيِّ وَالْأَفْرِيقِيُّ هُوَ ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُ قَالَ أَحْمَدُ لَا أَكْتُبُ حَدِيثَ الْأَفْرِيقِيِّ قَالَ وَرَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَعِيلَ يُقَوِّي أَمْرَهُ وَيَقُولُ هُوَ مُقَارِبُ الْحَدِيثِ))
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[04 - 04 - 09, 03:55 ص]ـ
هل قول ابن قدامة: إن بلالا كان يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم، هو هو حديث بلال بن الحارث أم أنه حديث غيره؟
وهل استئذانُ المقيمِ الإمامَ يثبت بهذه الأحاديث والآثار كحكم فقهي، أم يثبت بغيرها؟
وجزاك الله خيرا .......
¥(64/77)
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[07 - 04 - 09, 09:33 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 12:06 م]ـ
عذراً على التأخّر أخي الحبيب
هل قول ابن قدامة: إن بلالا كان يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم، هو هو حديث بلال بن الحارث أم أنه حديث غيره؟
هو بلال بن أبي رباح
وهل استئذانُ المقيمِ الإمامَ يثبت بهذه الأحاديث والآثار كحكم فقهي، أم يثبت بغيرها؟
وجزاك الله خيرا .......
نعم يثبت بهذه الأحاديث وغيرها
روى مسلم في صحيحه (953) من طريق سِمَاك بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ
كَانَ بِلَالٌ يُؤَذِّنُ إِذَا دَحَضَتْ فَلَا يُقِيمُ حَتَّى يَخْرُجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا خَرَجَ أَقَامَ الصَّلَاةَ حِينَ يَرَاهُ
وفي الصحيح أيضاً عن عائشة قالت
لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ
قال العراقي في طرح التثريب
قَوْلُهَا يُؤْذِنُهُ لِلصَّلَاةِ، فِيهِ جَوَازُ إعْلَامِ الْمُؤَذِّنِ الْإِمَامَ لِحُضُورِ الصَّلَاةِ وَإِقَامَتِهَا وَاسْتِدْعَائِهِ لَهَا وَقَدْ صَرَّحَ بِهِ أَصْحَابُنَا وَغَيْرُهُمْ.
وفي الصحيحين عن عائشة أيضاً قالت
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ بِالْأُولَى مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ بَعْدَ أَنْ يَسْتَبِينَ الْفَجْرُ ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ لِلْإِقَامَةِ
ولإحمد والنسائي ((حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ فَيَخْرُجَ مَعَهُ))
وقال القاري في المرقاة
((أي يستأذنه فيها لأنها منوطة بنظر الإمام فيخرج أي للصلاة))
وقال ابن مفلح في الفروع
وَوَقْتُ إقَامَةٍ إلَى الْإِمَامِ، وَأَذَانٍ إلَى الْمُؤَذِّنِ، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ الْمُؤَذِّنَ كَانَ يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفِيهِ إعْلَامُ الْمُؤَذِّنِ بِالصَّلَاةِ وَإِقَامَتِهَا، وَفِيهِمَا قَوْلُ عُمَرَ: الصَّلَاةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَقَدَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ وَفِي مُسْلِمٍ قَوْلُ عَائِشَةَ " لَمَّا لَمْ يَخْرُجْ إلَيْهِمْ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ فِي اللَّيْلَةِ الرَّابِعَةِ، فَطَفِقَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يَقُولُ: الصَّلَاةَ
انتهى
ويستثنى من ذلك إذا تأخَّر الإمام عن الجماعة وحضل ضرر للمأمومين وتعذَّر إعلام الإمام فلا بأس بالاقامة
ففي صحيح مسلم عن المغيرة
نَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبُوكَ قَالَ الْمُغِيرَةُ فَتَبَرَّزَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ الْغَائِطِ فَحَمَلْتُ مَعَهُ إِدَاوَةً قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ أَخَذْتُ أُهَرِيقُ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ الْإِدَاوَةِ وَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثُمَّ ذَهَبَ يُخْرِجُ جُبَّتَهُ عَنْ ذِرَاعَيْهِ فَضَاقَ كُمَّا جُبَّتِهِ فَأَدْخَلَ يَدَيْهِ فِي الْجُبَّةِ حَتَّى أَخْرَجَ ذِرَاعَيْهِ مِنْ أَسْفَلِ الْجُبَّةِ وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثُمَّ تَوَضَّأَ عَلَى خُفَّيْهِ ثُمَّ أَقْبَلَ قَالَ الْمُغِيرَةُ فَأَقْبَلْتُ مَعَهُ حَتَّى نَجِدُ النَّاسَ قَدْ قَدَّمُوا
عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَصَلَّى لَهُمْ فَأَدْرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ فَصَلَّى مَعَ النَّاسِ الرَّكْعَةَ الْآخِرَةَ فَلَمَّا سَلَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُتِمُّ صَلَاتَهُ فَأَفْزَعَ ذَلِكَ الْمُسْلِمِينَ فَأَكْثَرُوا التَّسْبِيحَ فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ أَحْسَنْتُمْ أَوْ قَالَ قَدْ أَصَبْتُمْ يَغْبِطُهُمْ أَنْ صَلَّوْا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا
وبوَّب ابن خزيمة على هذا الحديث
باب الرخصة في ترك انتظار الإمام إذا أبطأ، وأمر المأمومين أحدهم بالإمامة
والله أعلم وأحكم
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[15 - 04 - 09, 01:58 م]ـ
جزاك الله خيرا!
ـ[ابو ابراهيم امام العربي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 09:29 م]ـ
بارك الله فيكم(64/78)
أن فضل نساء الدنيا على الحور العين كفضل ظاهر الثوب على بطانته
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[31 - 03 - 09, 01:37 م]ـ
أن فضل نساء الدنيا على الحور العين كفضل ظاهر الثوب على بطانته
ذكره الشيخ محمد السحيم دون الإشارة إلى من ذكره من أهل العلم
أرجو تخريجه وتحقيقه
وهذا جواب الشيخ
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
لا أعلم أنه يصِحّ حديثا في تفضيل نساء الدنيا على نساء الجنة.
وحديث: (أن فضل نساء الدنيا على الحور العين كفضل ظاهر الثوب على بطانته) ضعيف شديد الضعف.
ويُدعى للميت إذا كان رجلا أن يُبدله الله زوجا خيرا من زوجه.
ففي حديث عوف بن مالك رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة، فحفظت مِن دُعائه وهو يقول: اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعْفُ عنه، وأكرم نُزُله، ووسّع مُدْخَله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونَقِّه مِن الخطايا كما نَقّيت الثوب الأبيض مِن الدَّنس، وأبدله دارا خيرا مِن دَاره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، أو مِن عذاب النار. قال عوف: حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت. رواه مسلم
قال السيوطي: قال طائفة من الفقهاء هذا خاصّ بالرَّجُل، ولا يُقال في الصلاة على المرأة: أبْدِلْها زوجا خيرا من زوجها؛ لجواز أن تكون لزوجها في الجنة، فإن المرأة لا يمكن الاشتراك فيها، والرَّجُل يَقْبَل ذلك. اهـ.
والله أعلم.
الشيخ عبد الرحمن السحيم
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[31 - 03 - 09, 02:00 م]ـ
وجدت الإجابة بارك الله فيكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع وبعد: فكنت عازما على أن أرسل إليكم سؤالا عما إذا كان النساء المؤمنات في الدنيا خير من الحور العين ووجدت الجواب في الفتاوى لكني لم أجد تخريج الذي ذكرتم أن ابن القيم ذكره، والسؤال هو: من روى الحديث؟ وجزاكم الله خيرا.
الفتوىالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى الطبراني في معجمه الكبير عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أخبرني عن قول الله حور عين. قال: حور بيض، عين ضخام العيون، شقر الجرداء بمنزلة جناح النسور. قلت: يا رسول الله أخبرني عن قوله (كأنهن لؤلؤ مكنون). قال: صفاؤهنَّ صفاء الدر في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي. قلت: يا رسول الله أخبرني عن قوله (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ) [الرحمن:70]. قال: خيرات الأخلاق، حسان الوجوه. قلت: يا رسول الله أخبرني عن قوله (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ) [الصافات:49]. قال: رقتهن كرقة الجلد الذي رأيت في داخل البيضة مما يلي القشر وهو العرفي. قلت: يا رسول الله أخبرني عن قوله (عُرُباً أَتْرَاباً) [الواقعة:37]. قال: هنَّ اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصا شمطا خلقهنَّ الله بعد الكبر فجعلهنَّ عذارى، عُرُبًا متعشقات محببات، أترابًا على ميلاد واحد. قلت: يا رسول الله أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ قال: بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين، كفضل الظهارة على البطانة. قلت: يا رسول الله وبم ذاك؟ قال: بصلاتهنَّ وصيامهنَّ وعبادتهنَّ الله، ألبس الله وجوههنَّ النور، وأجسادهنَّ الحرير، بيض الألوان، خضر الثياب، صفراء الحلي، مجامرهنَّ الدر، وأمشاطهنَّ الذهب، يقلن: ألا نحن الخالدات فلا نموت أبدًا، ألا ونحن الناعمات فلا نبأس أبدًا، ألا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدًا، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدًا، طوبى لمن كنا له وكان لنا. قلت: يا رسول الله المرأة منا تتزوج زوجين والثلاثة والأربعة ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها، مَنْ يكون زوجها؟ قال: يا أم سلمة إنها تخير فتختار أحسنهم خلقًا، فتقول: أي ربِّ إنَّ هذا كان أحسنهم معي خلقًا في دار الدنيا فزوجنيه. يا أم سلمة ذهب حسنُ الخلق بخير الدنيا والآخرة.
فدل هذا الحديث على فضل نساء الدنيا في الجنة على الحور العين؛ لقوله صلى الله عليه سلم: بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين، كفضل الظهارة على البطانة ..
لكن هذا الحديث: ضعيف. قال فيه ابن القيم: تفرد به سليمان بن أبي كريمة، ضعفه أبو حاتم. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مناكير ولم أرَ للمتقدمين فيه كلامًا. ثم ساق هذا الحديث من طريقه وقال: لا يعرف إلا بهذا السند.
وروى أبو يعلى أيضًا ما يستدل به على فضل نساء الدنيا من أهل الجنة على الحور العين، وفيه: فيدخل رجل منهم على اثنتين وسبعين زوجة مما ينشئ الله، واثنتين من ولد آدم، لهما فضل على من أنشأ الله لعبادتهما الله عز وجل.
ساق ابن القيم -رحمه الله- هذه الرواية في حادي الأرواح ثم عقب عليها بقوله: هذه قطعة من حديث الصور، والذي تفرد به إسماعيل بن رافع، وقد روى له الترمذي وابن ماجه وضعفه أحمد ويحيى وجماعة، وقال الدارقطني وغيره: متروك الحديث. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه فيها نظر. وقال الترمذي: ضعفه بعض أهل العلم، وسمعت محمدًا - يعني البخاري - يقول: هو ثقة مقارب الحديث ..
وقد نقل الحافظ ابن حجر في كتابه "تهديب التهذيب" عن البخاري أن هذا الحديث لا يصح، ونقل عن الخلال أن الإمام أحمد سُئل عن هذا الحديث؟ فقال: رجاله لا يعرفون. وعن ابن حبان لست أعتمد على إسناد خبره. وعن الأزدي ليس بالقائم في إسناده نظر. وعن الدارقطي: إسناده لا يثبت.
وقد حكم الشيخ الألباني على هذا الحديث في ضعيف الترغيب والترهيب بأنه منكر.
والله أعلم.
إسلام ويب(64/79)
صلى عمر بالناس الفجر ثم التفت فقال أين معاذ
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[31 - 03 - 09, 01:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
صلى عمر بالناس الفجر ثم التفت فقال أين معاذ ’ قال ها انا ذا يا امير المؤمنين قال لقد تذكرتك البارحة فبقيت أتقلب على فراشيحبا وشوقا اليك فتعانقا وتباكا.
من أخرج الأثر وما صحته بارك الله فيكم
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[31 - 03 - 09, 08:03 م]ـ
جاء في (الزهد) للإمام أحمد:
حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا معتمر بن سليمان، عن عمار المعولي، عن الحسن أن عمر رحمه الله كان يذكر الأخ من إخوانه بالليل، فيقول: " ما أطولها من ليلة " فإذا صلى الغداة غدا إليه، فإذا لقيه؛ التزمه، أو اعتنقه
وابن أبي الدنيا في (الإخوان):
حدثنا محمد بن عبد الله الأرزي حدثنا المعتمر بن سليمان عن عمارة بن المعول عن الحسن قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يذكر الرجل من إخوانه في بعض الليل فيقول: يا طولها من ليلة فإذا صلى المكتوبة غدا إليه فإذا التقيا عانقه
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[01 - 04 - 09, 12:10 م]ـ
جاء في (الزهد) للإمام أحمد:
حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا معتمر بن سليمان، عن عمار المعولي، عن الحسن أن عمر رحمه الله كان يذكر الأخ من إخوانه بالليل، فيقول: " ما أطولها من ليلة " فإذا صلى الغداة غدا إليه، فإذا لقيه؛ التزمه، أو اعتنقه
وابن أبي الدنيا في (الإخوان):
حدثنا محمد بن عبد الله الأرزي حدثنا المعتمر بن سليمان عن عمارة بن المعول عن الحسن قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يذكر الرجل من إخوانه في بعض الليل فيقول: يا طولها من ليلة فإذا صلى المكتوبة غدا إليه فإذا التقيا عانقه
ما شاء الله عليك الله يوفقك ويرفع مقامك في الدارين
هل ممكن تحقيقهما
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 04 - 09, 01:10 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=201715#post201715
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[02 - 04 - 09, 04:01 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=201715#post201715
جعلك ربي منارة خير وإصلاح(64/80)
ما أصبت بمصيبة إلا ورأيت لله عليّ فيها ثلاث نعم
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[01 - 04 - 09, 12:05 م]ـ
يروى أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ما أصبت بمصيبة إلا ورأيت لله عليّ فيها ثلاث نعم:
الأولى أن الله هوّنها عليّ فلم يصبني بأعظم وهو قادر على ذلك.
والثانية أن الله جعلها في دُنياي ولم يجعلها في ديني وهو قادر على ذلك.
والثالثة أنه يأجُرُني بها يوم القيامة
فمن أخرجه وما صحته0
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[01 - 04 - 09, 03:02 م]ـ
وردت من كلام شريح كما في كتاب "الشكر" لابن أبي الدنيا ص30 قال:
حدثنا المفضل بن غسان الغلابي ثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال قال شريح: ما أصيب عبد بمصيبة إلا كان لله عليه فيها ثلاث نعم أن لا تكون كانت في دينه وأن لا تكون أعظم مما كانت وأنها كائنة فقد كانت.
قلت: سعيد لم يدرك شريح.
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[01 - 04 - 09, 09:15 م]ـ
كتاب: عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين، اسم المؤلف: محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله الوفاة: 751، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت، تحقيق: زكريا علي يوسف
وقال شريح ما أصيب عبد بمصيبة الا كان لله عليه فيها ثلاث نعم ألا تكون كانت في دينه وألا تكون أعظم مما كانت وأنها لا بد كائنه فقد كانت
عدة الصابرين ج 1 ص 100
*************************
كتاب: الشكر، اسم المؤلف: أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد ابن أبي الدنيا القرشي البغدادي الوفاة: 281هـ، دار النشر: المكتب الإسلامي - الكويت - 1400 - 1980، الطبعة: الثالثة، تحقيق: بدر البدر
حدثنا المفضل بن غسان الغلابي ثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال قال شريح ما أصيب عبد بمصيبة إلا كان لله عليه فيها ثلاث نعم أن لا تكون كانت في دينه وأن لا تكون أعظم مما كانت وأنها كائنة فقد كانت
الشكر ج 1 ص 30
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[02 - 04 - 09, 03:31 م]ـ
حسن عبدالله
أبو سلمى المغربي
جزاكم الله خير على
تعاونكم المبارك(64/81)
هل من دراسة لأثر ابن عباس (إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا فكان ... )؟ وما صحته؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[01 - 04 - 09, 02:36 م]ـ
السلام عليكم
هل قام أحد بدراسة أثر ابن عباس رضي الله عنه؟
هذا الأثر الموقوف:
(إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا فكان أول ما خلق الله القلم فأمره وكتب ما هو كائن وإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه)
بهذا اللفظ وليس الرواية التي لفظها (وكان عرشه على الماء)
وإذا لم تكن هناك دراسة خاصة بهذا الأثر
فأرجو أن يقوم أحد ممن لديه علم في هذا الفن أن يبين لنا صحتها
وقد قمت بتجميع عدد من الروايات لهذا الأثر، وهي كالتالي:
1. رواية سفيان عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس:
حَدَّثَنَا الْمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْأَسَدِيُّ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
" كَانَ عَلَى عَرْشِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا، ثُمَّ خَلَقَ الْقَلَمَ , فَكَتَبَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "
(العرش وما روي فيه لابن أبي شيبة (1/ 307) - تحقيق محمد بن خليفة التميمي)
2. رواية سفيان عن أبي هاشم عن مجاهد عن ابن عباس:
حدثنا محمد بن كثير أنبأنا سفيان وهو الثوري حدثنا أبو هاشم عن مجاهدعن ابن عباس قال
" إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا فكان أول ما خلق الله القلم فأمره وكتب ما هو كائن وإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه"
(الرد على الجهمية - الدارمي - (1/ 38) تحقيق البدر)
حدثني أبو صالح قال حدثنا أبو الأحوص قال حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود
وحدثنا إسماعيل بن محمد الصفار قال حدثنا عباس الدوري قال حدثنا عبيدالله بن موسى
قالا حدثنا سفيان عن أبي هاشم عن مجاهد قال
"قلت لابن عباس إن ناسا يكذبون بالقدر قال إنهم يكذبون بكتاب الله لأخذن بشعر أحدهم فلأنصونه ثم قال إن الله عز و جل كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا فكان أول ما خلق القلم فجرى بما هو كائن الى يوم القيامة فإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه"
(الإبانة الكبرى لابن بطة العكبري)
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن القاسم والحسن بن عثمان قالا أخبرنا علي بن محمد بن الزبير قال ثنا إبراهيم بن أبي العنبسي قال ثنا يعلى
عن سفيان عن أبي هاشم عن مجاهد قال: قيل لابن عباس إن ناسا يقولون في القدر
قال يكذبون بالكتاب لئن أخذت بشعر أحدهم لا نصونه إن الله عز و جل كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا فخلق القلم فكتب ما هو كائن
(اعتقاد أهل السنة - اللالكائي)
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو عثمان البصري، نا محمد بن عبد الوهاب، نا يعلى بن عبيد، ونا سفيان، عن أبي هاشم، عن مجاهد، قال: قيل لابن عباس: إن أناسا يقولون في القدر قال: «يكذبون بالكتاب لئن أخذت بشعر أحدهم لأنصونه إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا، ثم خلق القلم فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، فإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه»
(القضاء والقدر للبيهقي)
هذا ما حصلت عليه عند البحث
وربما هناك غيرها، الله أعلم
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[01 - 04 - 09, 08:00 م]ـ
الكتاب: مختصر العلو للعلي الغفار
المؤلف: الحافظ الذهبي
الناشر: المكتب الإسلامي - بيروت
الطبعة: الثانية - 1412
تحقيق: اختصره وحققه وعلق عليه وخرج أحاديثه محمد ناصر الدين الألباني
(صحيح) عن مجاهد قال: قيل لإبن عباس إن ناسا يقولون في القدر. قال: يكذبون بالكتاب لئن أخذت بشعر أحدهم لأنصونه إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا فخلق الخلق فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة فإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[01 - 04 - 09, 08:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
راجعت نسخة بطبوعة عندي من كتاب مختصر العلو لعلي الغفار بتحقيق الألباني
فوجدت مزيدا من التفصيل في تخريج الألباني لأثر ابن عباس في الصفحة 95 حيث قال:
21 - قلت: ساق المصنف في الأصل إسناده وهو صحيح، وقد أخرجه الآجري في "الشريعة" "ص293" واللالكائي في "السنة" "1/ 91/ 2" وابن قدامة في "العلو" "169/ 1".
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 - 04 - 09, 12:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
أحتاج إلى تفصيل أكثر من هذا
أريد دراسة لأسانيدها ولو بإختصار
بذكر الحكم على كل من رواتها
وهل في بعض أسانيدها ضعف
وهل هناك سند صحيح أو حسن لذاته
أم أن أسانيدها كلها ضعيفة، ولكن لتعدد الطرق يصبح حسنا لغيره
يعني معلومات كهذه
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[02 - 04 - 09, 01:21 ص]ـ
قرأت في أحد المنتديات نقلا أن الشيخ بدر بن عبد الله البدر في رواية الدارمي قال: إسناده صحيح رجاله رجال الشيخين و أبو هاشم هو يحي بن دينار.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 - 04 - 09, 01:10 م]ـ
قرأت في أحد المنتديات نقلا أن الشيخ بدر بن عبد الله البدر في رواية الدارمي قال: إسناده صحيح رجاله رجال الشيخين و أبو هاشم هو يحي بن دينار.
وماذا عن محمد بن كثير؟
وجدت اثنين باسم محمد بن كثير من الرواة عن سفيان الثوري رحمه الله
والإثنان فيهم نوع من الضعف
إلا أنني لا أستطيع أن أحكم على الرواية لضعفي في هذا العلم
لهذا طلبت المساعدة في دراسة أسانيد هذه الروايات لهذا الأثر
¥(64/82)
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[02 - 04 - 09, 03:34 م]ـ
بعد بحث ليس بالعميق، و بما أن الشيخ بدر البدر قال أن رجال الحديث هم رجال الشيخين، فمحمد بن كثير هو محمد بن كثير العبدي فهو من روى عن سفيان الثوري. قال فيه أبو حاتم صدوق و قال البخاري مات في سنة ثلاث وعشرين ومئتين وقال أبو حاتم البستي روى لنا الفضل بن الحباب عنه وكان تقيا فاضلا يخضب عاش تسعين سنة وروى ابن الجنيد الختلي عن يحيى بن معين قال لم يكن يستأهل أن يكتب عنه قلت الرجل ممن طفر القنطرة وما علمنا له شيئا منكرا يلين به ...
و الله تعالى أعلم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[15 - 04 - 09, 12:08 م]ـ
وجدت سندا آخر للأثر
في تفسير الطبري - (23/ 526) وهو موجود أيضا في تاريخه:
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي هاشم، عن مجاهد قال: قلت لابن عباس: إن ناسا يكذّبون بالقدر، فقال: إنهم يكذّبون بكتاب الله، لآخذّن بشَعْر أحدهم، فلا يقصَّن به، إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئًا، فكان أوّل ما خلق الله القلم، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة
ابن بشار هو محمد بن بشار بندار:
رتبته عند ابن حجر: ثقة
رتبته عند الذهبي: الحافظ، وثقه غير واحد
وقرأت في ترجمته ووجدت البعض يطعن فيه والبعض يوثقه
وعبد الرحمن هو ابن مهدي وهو ثقة ثبت
فهل هذا الإسناد صحيح أم حسن؟
أم غير ذلك؟(64/83)
ما مدى صحة هذا الحديث؟
ـ[محمود إبراهيم]ــــــــ[01 - 04 - 09, 04:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما مدى صحة هذا الحديث؟
حديث رواه أحمد والترمذي وأبو داود عن ابن عباس قال:
(قلت لعثمان بن عفان ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطول ما حملكم على ذلك فقال عثمان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا فإذا نزلت عليه الآية فيقول ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا. وكانت الأنفال من أوائل ما نزلت بالمدينة وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها في السبع الطول.)
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[01 - 04 - 09, 08:53 م]ـ
الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشيباني
الأحاديث مذيلة بأحكام شعيب الأرنؤوط عليها
الناشر: مؤسسة قرطبة - القاهرة
عن ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قُلْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ مَا حَمَلَكُمْ عَلَى أَنْ عَمَدْتُمْ إِلَى الْأَنْفَالِ وَهِيَ مِنْ الْمَثَانِي وَإِلَى بَرَاءَةٌ وَهِيَ مِنْ الْمِئِينَ فَقَرَنْتُمْ بَيْنَهُمَا وَلَمْ تَكْتُبُوا قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ بَيْنَهُمَا سَطْرًا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَوَضَعْتُمُوهَا فِي السَّبْعِ الطِّوَالِ مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مِمَّا يَأْتِي عَلَيْهِ الزَّمَانُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ مِنْ السُّوَرِ ذَوَاتِ الْعَدَدِ وَكَانَ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الشَّيْءُ يَدْعُو بَعْضَ مَنْ يَكْتُبُ عِنْدَهُ يَقُولُ ضَعُوا هَذَا فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا وَيُنْزَلُ عَلَيْهِ الْآيَاتُ فَيَقُولُ ضَعُوا هَذِهِ الْآيَاتِ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا وَيُنْزَلُ عَلَيْهِ الْآيَةُ فَيَقُولُ ضَعُوا هَذِهِ الْآيَةَ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا وَكَانَتْ الْأَنْفَالُ مِنْ أَوَائِلِ مَا أُنْزِلَ بِالْمَدِينَةِ وَبَرَاءَةٌ مِنْ آخِرِ الْقُرْآنِ فَكَانَتْ قِصَّتُهَا شَبِيهًا بِقِصَّتِهَا فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَنَا أَنَّهَا مِنْهَا وَظَنَنْتُ أَنَّهَا مِنْهَا فَمِنْ ثَمَّ قَرَنْتُ بَيْنَهُمَا وَلَمْ أَكْتُبْ بَيْنَهُمَا سَطْرًا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ وَوَضَعْتُهَا فِالسَّبْعِ الطِّوَالِ
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف و متنه منكر. و نقل عن أحمد شاكر - بعد الكلام في يزيد بن هرمز - قوله: فلا يقبل منه مثل هذا الحديث ينفرد به وفيه تشكيك في معرفة سور القرآن الثابتة بالتواتر القطعي قراءة وسماعا وكتابة في المصاحف وفيه تشكيك في إثبات البسملة في أوائل السور كأن عثمان كان يثبتها برأيه وينفيها برأية وحاشاه من ذلك فلا علينا إذا قلنا إنه حديث لا أصل له تطبيقا للقواعد الصحيحة التي لا خلاف فيها بين أئمة الحديث
*******************************
الكتاب: صحيح وضعيف سنن الترمذي
المؤلف: محمد ناصر الدين الألباني
3086 حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر وابن أبي عدي وسهل بن يوسف قالوا حدثنا عوف بن أبي جميلة حدثنا يزيد الفارسي حدثنا ابن عباس قال قلت لعثمان بن عفان ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطول ما حملكم على ذلك فقال عثمان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وإذا نزلت عليه الآية فيقول ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وكانت الأنفال من أوائل ما أنزلت بالمدينة وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم فوضعتها في السبع الطول قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث عوف عن يزيد الفارسي عن ابن عباس ويزيد الفارسي هو من التابعين قد روى عن ابن عبا س غير حديث ويقال هو يزيد بن هرمز ويزيد الرقاشي هو يزيد بن أبان الرقاشي وهو من التابعين ولم يدرك ابن عباس إنما روى عن أنس بن مالك وكلاهما من أهل البصرة ويزيد الفارسي أقدم من يزيد الرقاشي.
تحقيق الألباني: ضعيف، ضعيف أبي داود (140) // عندنا برقم (168/ 786)(64/84)
مدى صحة الحديث
ـ[أم سعد ويمان]ــــــــ[01 - 04 - 09, 06:45 م]ـ
رَوَاهُ الأَصْبَهَانِيُّ مِنْ حَدِيِثِ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَلفْظُهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا عَلِيُّ أَلا أُعَلِّمُكَ دُعَاءً إِذَا أَصَابَكَ غَمٌّ أَوْ هَمٌّ تَدْعُو بِهِ رَبَّكَ فَيسْتَجَابُ لَكَ بِإِذْنِ اللهِ وَيُفَرَّجُ عَنْكَ: تَوَضَّأْ وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَاحْمَدِ اللهَ وَاَثْنِ عَلَيْهِ وَصَلِّ عَلى نَبِيِّكَ وَاسْتَغْفِرْ لِنَفْسِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، ثُمَّ قُلْ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، لا إِلهَ إِلَّا اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لا إِلهَ إِلَّا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيم سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ السَّمَواتِ السَّبْعِ وَرَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمينَ، اللَّهُمَّ كَاشِفَ الْغَمِّ مُفَرِّجَ الْهَمِّ، مُجِيبَ دَعْوَةِ المُضطَرِّينَ إِذَا دَعَوْكَ، رَحْمنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا فَارْحَمْني في حَاجَتي هذِهِ بِقَضَائِهَا وَنَجَاحِهَا رَحْمَةً تُغْنِينِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ».
وَعَنْ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جَاءَني جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِدَعْوَاتٍ، فَقَالَ: إِذَا نَزَلَ بِكَ أَمْرٌ مِنُ أَمْرِ دُنْيَاكَ فَقَدِّمْهُنَّ، ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ، يَا بَدِيعَ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ، يَاذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ، يَا صَرِيخَ المُسْتَصْرِخِينَ (1)، يَا غِيَاثَ المُسْتَغِيثِينَ، يَا كَاشِفَ السُّوءِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ، يَا إِلهَ الْعَالَمِينَ، بِكَ أُنْزِلُ حَاجَتي، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهَا فَاقْضِهَا»
--------------
ما مدى صحة الحديث وبارك الله فيكم
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[01 - 04 - 09, 07:41 م]ـ
حديث أنس - رضي الله عنه - ذكره العلامة الألباني - رحمه الله - في كتابه " السلسلة الضعيفة " [11 / القسم الأول / 451 / رقم 5287] وقال: منكر.
فتح الله عليك.
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[01 - 04 - 09, 07:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
************ الحديث الأول *************
الكتاب: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة
المؤلف: محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني
دار النشر: دار المعارف
5287 - (يا علي ألا أعلمك دعاءً إذا أصابك غم أو هم تدعو به ربك؛ فيستجاب لك بإذن الله، ويفرج عنك؛ توضأ وصل ركعتين، [واحمد الله، وأثن عليه، وصل على نبيك، واستغفر لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات، ثم قل:اللهم! أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم! كاشف الغم، مفرج الهم، مجيب دعوة المضطرين إذا دعوك، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما! فارحمني في حاجتي هذه بقضائها ونجاحها، رحمةً تغنيني بها عن رحمة من سواك
قال الشيخ ناصر الدين الألباني: (منكر). أخرجه الأصبهاني (2/ 534/ 1278 - ط) عن إسحاق بن الفيض: أخبرنا المضاء: حدثني عبد العزيز عن أنس مرفوعاً. (قال الألباني):قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم:
****************************************
الكتاب: ضعيف الترغيب والترهيب
المؤلف: محمد ناصر الدين الألباني
الناشر: مكتبة المعارف - الرياض
417 - ورواه الأصبهاني من حديث أنس رضي الله عنه ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا علي ألا أعلمك دعاء إذا أصابك غم أو هم تدعو به ربك فيستجاب لك بإذن الله ويفرج عنك توضأ وصل ركعتين واحمد الله وأثن عليه وصل على نبيك واستغفر لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات ثم قل اللهم أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين اللهم كاشف الغم مفرج الهم مجيب دعوة المضطرين إذا دعوك رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما فارحمني في حاجتي هذه بقضائها ونجاحها رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك
قال الشيخ ناصر الدين الألباني: (ضعيف)
************ الحديث الثاني *************
الكتاب: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة
المؤلف: محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني
شهرته: الألباني
دار النشر: دار المعارف
البلد: الرياض - الممكلة العربية السعودية
5298 - (جاءني جبريل بدعوات فقال: إذا نزل بك أمر من أمر دنياك؛ فقدمهن، ثم سل حاجتك:يا بديع السماوات والأرض! يا ذا الجلال والإكرام! يا صريخ المستصرخين! يا غياث المستغيثين! يا كاشف السوء! يا أرحم الراحمين! يا مجيب دعوة المضطرين! يا إله العالمين! بك أنزل حاجتي، وأنت أعلم؛ فاقضها).
قال الشيخ ناصر الدين الألباني:موضوع
أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (3/ 327) من طريق محمد ابن زكريا البصري: أخبرنا الحكم بن أسلم: أخبرنا أبو بكر بن عياش عن أبي الحصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً.
قلت: وهذا موضوع؛ آفته محمد بن زكريا هذا - وهو الغلابي -؛ قال الدارقطني: "يضع الحديث".
¥(64/85)
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[01 - 04 - 09, 07:48 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[سمير الملحم]ــــــــ[03 - 08 - 10, 08:41 ص]ـ
[شكر وتقدير لأبي سلمى المغربي عل هذا النقل الطيب المبارك(64/86)
هل صح هذا الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو عمر القويسني]ــــــــ[01 - 04 - 09, 10:33 م]ـ
حديث نهى النبى صلى الله عليه وسلم للرجال عن التوضأ بفضل طهور المرأه والعكس
هل صح هذا الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم
أرجو بيان من تكلم فى هذا الحديث من الأئمة من جانب السند
ـ[أبو عمر القويسني]ــــــــ[09 - 04 - 09, 06:26 م]ـ
ألا يوجد من يخبرنا بكلام أهل العلم فى هذا الحديث؟؟؟؟؟؟
أحسن الله إليكم
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[09 - 04 - 09, 08:38 م]ـ
هذا الحديث ذكره الحافظ ابن حجر في البلوغ ثم قال: أخرجه أبوداود والنسائي وإسناده صحيح.
أخرج أبوداود في كتاب الطهارة والنسائي من طريق داود بن عبدالله الأودي عن حميد الحميري عن رجل ..
وعند النسائي عن حميد بن عبدالرحمن قال: صحبت رجلاً صحب النبي ...
وهذ الإسناد صحيح كما قال الحافظ ..
وقال أيضاً في فتح الباري [رجاله ثقات ولم أقف لمن أعله على حجة قوية, ودعوى البيهقي أنه في معنى المرسل مردودة, لأن إبهام الصحابي لايضر, وقد صرّح التابعي بأنه لقيه ... ] 1/ 300.
ـ[أبو عمر القويسني]ــــــــ[10 - 04 - 09, 12:54 ص]ـ
الحديث ضعفه أحمد والبخارى وابن عبدالبر وابن القيم رحمهم الله
فهل يضرب قولهم بكلام ابن حجر رحمه الله
أحسن الله إليكم
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[10 - 04 - 09, 01:38 ص]ـ
الحديث ضعفه أحمد والبخارى وابن عبدالبر وابن القيم رحمهم الله
فهل يضرب قولهم بكلام ابن حجر رحمه الله
أحسن الله إليكم
بارك الله فيك أخونا سمير ...
إذن أنت تعرف كلام أهل العلم حول الحديث فلماذا السؤال ...
ـ[أبو عمر القويسني]ــــــــ[10 - 04 - 09, 02:47 ص]ـ
يغفر الله لك
فهذا أخي قبل أن أعرف كلام أهل العلم فيه فأنا لم أعرفه إلا اليوم أخى
أحسن الله إليكم وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عمر القويسني]ــــــــ[10 - 04 - 09, 02:52 ص]ـ
وأنت لم تجب عن سؤالى بعد بارك الله فيك
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[11 - 04 - 09, 12:18 ص]ـ
وأنت لم تجب عن سؤالى بعد بارك الله فيك
وفيك بارك أخونا سمير ..
الجواب:
الله أعلم ..
ـ[أبو عمر القويسني]ــــــــ[11 - 04 - 09, 12:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وحفظكم ورفع درجتكم
ـ[أبو عمر القويسني]ــــــــ[11 - 04 - 09, 12:30 ص]ـ
هل من أحد يخبرنا بكلام للشيخ عبدالله السعد حفظه الله فى هذا الحديث
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[11 - 04 - 09, 02:08 ص]ـ
هل من أحد يخبرنا بكلام للشيخ عبدالله السعد حفظه الله فى هذا الحديث
أبشر تريدني أن أسأله ..
ـ[أبو عمر القويسني]ــــــــ[11 - 04 - 09, 07:51 ص]ـ
نعم أود معرفة كلام الشيخ حفظه الله فى هذا الحديث والخلاف فى صحته وضعفه لأن هذا الحديث مبني عليه أحكام فقهيه هامة جدا فى المياة والطهاره
وجزاكم الله خيرا وحفظكم ورفع درجتكم ووفقكم إلى مايحب ويرضى
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[11 - 04 - 09, 02:14 م]ـ
نعم أود معرفة كلام الشيخ حفظه الله فى هذا الحديث والخلاف فى صحته وضعفه لأن هذا الحديث مبني عليه أحكام فقهيه هامة جدا فى المياة والطهاره
وجزاكم الله خيرا وحفظكم ورفع درجتكم ووفقكم إلى مايحب ويرضى
سأسأله وأُخبرك بإذن الله ..
ـ[الجعفري]ــــــــ[11 - 04 - 09, 02:24 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
ـ[أبو عمر القويسني]ــــــــ[11 - 04 - 09, 02:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[13 - 04 - 09, 06:47 ص]ـ
سأسأله وأُخبرك بإذن الله ..
أخوي أبوعمر ... وفقك الله لما تحب وترضى ...
قبل قليل سألت الشيخ عبدالله السعد عن هذا الحديث فقال:
إسناده جيد ...
فقلت له: ياشيخ أحد الإخوة طلب مني أن أسألك عن هذا الحديث, ماذا أقول له؟
قال, قل له: يقولك إسناده جيد ...
والله أعلم ....
ـ[أبو عمر القويسني]ــــــــ[13 - 04 - 09, 06:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ألم تسأله عن وجه تضعيف الأئمة لهذا الحديث؟
وأنا أعلم أن الشيخ يتبع مذهب المتقدمين فى التصحيح
وفقكم الله إلى مايحب ويرضى وجزاكم الله خيرا على إهتمامكم
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[13 - 04 - 09, 03:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ألم تسأله عن وجه تضعيف الأئمة لهذا الحديث؟
وأنا أعلم أن الشيخ يتبع مذهب المتقدمين فى التصحيح
وفقكم الله إلى مايحب ويرضى وجزاكم الله خيرا على إهتمامكم
الشيخ أسأله وهو يمشي وسألته هل للمتقدمين كلام حول الحديث ..
فقال لي كلاماً مفاده:
نعم أكيد فيه كلام والحديث إسناده جيد ...
أخونا أبوعمر سددك الله .. سأقابل الشيخ فجرغدٍ بإذن الله ...
وضع لي أسألتك لكي أكتبها في ورقةوسأسأل الشيخ بإذن الله عن كل ماتريد ...
سددك ربي ...
ـ[أبو عمر القويسني]ــــــــ[13 - 04 - 09, 10:38 م]ـ
كنت أريدك أن تسأله عن وجه تضعيف الأئمة لهذا الحديث
حيث ضعفه كما قلت لك أحمد والبخارى وابن عبدالبر وابن القيم
فأريدك أن تسأله عن تفصيل المسأله حيث فى النفس شىء من تصحيح هذا الحديث وحيث أن الشيخ من أكثر من يتبعون مذهب السلف فى الحكم على الأسانيد
وجزاكم الله خيرا على إهتمامكم ورضى عنكم
¥(64/87)
ـ[نزيه حرفوش]ــــــــ[14 - 04 - 09, 12:01 ص]ـ
قال النووي: حديث الحكم بن عمرو ضعيف ضعفه أئمة الحديث منهم البخاري وغيره، وقال الخطابي قال محمد بن إسماعيل خبر الأقرع في النهي لا يصح.
واعلم أن تطهير الرجل بفضل المرأة، وتطهيرها بفضله فيه مذاهب،
الأول: جواز التطهير لكل واحد من الرجل والمرأة بفضل الآخر شرعا جميعا أو تقدم أحدهما على الآخر،
والثاني: كراهة تطهير الرجل بفضل المرأة وبالعكس،
والثالث: جواز التطهير لكل منهما إذا اغترفا جميعا،
والرابع: جواز التطهير ما لم تكن المرأة حائضا والرجل جنبا،
والخامس: جواز تطهير المرأة بفضل طهور الرجل وكراهة العكس،
والسادس: جواز التطهير لكل منهما إذا شرعا جميعا للتطهير في إناء واحد سواء اغترفا جميعا أو لم يغترفا كذلك، ولكل قائل من هذه الأقوال دليل يذهب إليه ويقول به، لكن المختار في ذلك ما ذهب إليه أهل المذهب الأول لما ثبت في الأحاديث الصحيحة تطهيره صلى الله عليه وسلم مع أزواجه وكل منهما يستعمل فضل صاحبه وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم اغتسل بفضل بعض أزواجه، وجمع الحافظ الخطابي بين أحاديث الإباحة والنهي فقال في معالم السنن كان وجه الجمع بين الحديثين إن ثبت حديث النهي، وهو حديث الأقرع أن النهي إنما وقع عن التطهير بفضل ما تستعمله المرأة من الماء وهو ما سال وفضل عن أعضائها عند التطهير دون الفضل الذي يبقى في الإناء، ومن الناس من جعل النهي في ذلك على الاستحباب دون الإيجاب، وكان ابن عمر رضي الله عنه يذهب إلى أن النهي عن فضل وضوء المرأة إنما هو إذا كان جنبا أو حائضا، فإذا كانت طاهرة فلا بأس به، قال وإسناد حديث عائشة في الإباحة أجود من إسناد خبر النهي.
وقال النووي: إن المراد النهي عن فضل أعضائها وهو المتساقط منها وذلك مستعمل.
وقال الحافظ: في الفتح وقول أحمد إن الأحاديث من الطريقين مضطربة إنما يصار إليه عند تعذر الجمع وهو ممكن بأن يحمل أحاديث النهي على ما تساقط من الأعضاء والجواز على ما بقي من الماء، وبذلك جمع الخطابي، أو بحمل النهي على التنزيه جمعا بين الأدلة.
والله أعلم.
تعليق الحافظ ابن القيم:
قال الشيخ شمس الدين بن القيم:
وقال الترمذي في كتاب العلل: سألت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث - يعني حديث أبي حاجب عن الحكم بن عمرو؟ فقال: ليس بصحيح، قال: وحديث عبد الله بن سرجس في هذا الباب، الصحيح هو موقوف، ومن رفعه فهو خطأ. تم كلامه. وقال أبو عبيد في كتاب الطهور: حدثنا علي بن معبد عن عبيد الله بن عمرو عن معمر عن عاصم بن سليمان عن عبد الله بن سرجس أنه قال: أترون هذا الشيخ - يعني نفسه - فإنه قد رأى نبيكم صلى الله عليه وسلم وأكل معه، قال عاصم: فسمعته يقول " لا بأس بأن يغتسل الرجل والمرأة من الجنابة من الإناء الواحد فإن خلت به فلا تقربه ". فهذا هو الذي رجحه البخاري، ولعل بعض الرواة ظن أن قوله " فسمعته يقول " من كلام عبد الله بن سرجس، فوهم فيه، وإنما هو من قول عاصم بن سليمان يحكيه عن عبد الله. وقد اختلف الصحابة في ذلك. فقال أبو عبيد: حدثتا حجاج عن المسعودي عن مهاجر أبي الحسن قال: حدثني كلثوم بن عامر بن الحرث قال: " توضأت جويرية بنت الحارث - وهي عمته - قال: فأردت أن أتوضأ بفضل وضوئها، فجذبت الإناء ونهتني وأمرتني أن أهريقه، قال: فأهرقته ". وقال: حدثنا الهيثم بن جميل عن شريك عن مهاجر الصائغ عن ابن لعبد الرحمن بن عوف: أنه دخل على أم سلمة، ففعلت به مثل ذلك. فهؤلاء ثلاثة: عبد الله بن سرجس، وجويرية، وأم سلمة. وخالفهم في ذلك ابن عباس، وابن عمر، قال أبو عبيد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن أبي زيد المديني عن ابن عباس: أنه سئل عن سؤر المرأة؟ فقال: " هي ألطف بنانا، وأطيب ريحا " حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن نافع عن بن عمر: " أنه كان لا يرى بأسا بسؤر المرأة، إلا أن تكون حائضا أو جنبا ". واختلف الفقهاء أيضا في ذلك على قولين. أحدهما: المنع من الوضوء بالماء الذي تخلو به، قال أحمد: وقد كرهه غير واحد من الصحابة، وهذا هو المشهور من الروايتين عن أحمد، وهو قول الحسن. والقول الثاني: يجوز الوضوء به. وهو قول أكثر أهل العلم واحتجوا بما رواه مسلم في صحيحه عن ابن عباس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بفضل ميمونة " وفي السنن الأربع، عن ابن عباس أيضا " أن امرأة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم استحمت من جنابة، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ من فضلها. فقالت: إني اغتسلت منه. فقال: إن الماء لا ينجسه شيء " وفي رواية " لا يجنب ".
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[14 - 04 - 09, 12:05 ص]ـ
نرجو أن تسأله أيضاً أخي المفضال ابو راكان عن السؤال الآتي:
ما حكم الحديث الذي يحكم عليه المتقدمون بالضعف وبعضهم يقول الوضع ثُم يأتِ من المعاصرين من يجد
طرقاً للحديث لم يتكلم الأئمة حوله أو يكون ضعيفاُ ويقويه به ..
مثل حديث استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ضعفه أحمد وابن ابي حاتم ويحي ابن معين وصححه الالباني
وكذلك العلم فريضة على كل مسلم صححه متأخرين كالسيوطي ومعاصرين لإنهم قووا الحديث بكثرة الاسانيد
والطرق التي لم يعرفها أو لم يتكلم بها المتقدمين هذه مسألة هامه جداً أرجو سؤاله
وجزاك الله كل الخير ..
¥(64/88)
ـ[أبو عمر القويسني]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخ نزيه وبارك الله فيكم
وأنتظر ردك أخ أبوراكان المبارك
رزقنا الله وإياكم الإخلاص فى القول والعمل
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[18 - 04 - 09, 06:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخ نزيه وبارك الله فيكم
وأنتظر ردك أخ أبوراكان المبارك
رزقنا الله وإياكم الإخلاص فى القول والعمل
معذرة على التأخير أخونا أباعمر, لأني كلما أذهب للشيخ لم أجده ..
وقبل قليل سألته عن وجه تضعيف الأئمة لهذا الحديث؟
فقال مامفاده:
الحديث أرجع له في شرحي للترمذي (كتاب الطهارة) حيث تكلمت عليه بتوّسع وذكرت كلام العلماء حول ذلك, وأيّدت ووافقت مع من صحح الحديث وذكرت ذلك, تجده في الشرح إن شاءالله وصحح الحديث الحميدي وابن حبان وابن حجر وارجع للشرح في الترمذي لأني تكلّمت بتوسّع ..
وفقك الله أباعمر ...
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[18 - 04 - 09, 07:00 ص]ـ
نرجو أن تسأله أيضاً أخي المفضال ابو راكان عن السؤال الآتي:
ما حكم الحديث الذي يحكم عليه المتقدمون بالضعف وبعضهم يقول الوضع ثُم يأتِ من المعاصرين من يجد
طرقاً للحديث لم يتكلم الأئمة حوله أو يكون ضعيفاُ ويقويه به ..
مثل حديث استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ضعفه أحمد وابن ابي حاتم ويحي ابن معين وصححه الالباني
وكذلك العلم فريضة على كل مسلم صححه متأخرين كالسيوطي ومعاصرين لإنهم قووا الحديث بكثرة الاسانيد
والطرق التي لم يعرفها أو لم يتكلم بها المتقدمين هذه مسألة هامه جداً أرجو سؤاله
وجزاك الله كل الخير ..
معذرة على التأخير أباشهيد ...
سألت الشيخ قبل قليل عن سؤالك, فقال ما مفاده:
كثرة الطرق لها شروط منها أن لايكون الحديث شديد الضعف وأن لايخالف كتاباً أو سنة صحيحة وغيرها, نعم: المتأخرين يتساهلون بكثرة الطرق, والحديث الذي ذكرته (استعينوا .. ) هذا لايصح بجميع طرقه وأنصحك برسالة الأخ خالد المؤذّن عن هذا الحديث وتكلّم عليه وبيّن عدم صحة الحديث وذكر الطرق.
وقلت للشيخ: أحياناً ياشيخ أقرأ للسيوطي تصحيحات أحاديث وهي ليست بصحيحة, فقال:
نعم: السيوطي صحح أحاديث كثيرة ليست بصحيحة شديدة الضعف ..
فقلت: طيّب نأخذ بتصحيحات السيوطي, فقال: يستأنس بها ...
أنتهى .... بارك الله فيك أباشهيد ..
ـ[أبو عمر القويسني]ــــــــ[18 - 04 - 09, 09:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أبو راكان ونفع بكم ووفقكم إلى ما يحب ويرضى
ونود أن تقبل أن تكون مندوبنا عند الشيخ حفظه الله ونفع به
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[18 - 04 - 09, 09:44 م]ـ
اسأل الله أن يجزيك الخير أنت والشيخ ويبارك فيكم ..
فعلاً ستكون مندوبنا عند الشيخ فاستعد (ابتسامة)
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[19 - 04 - 09, 12:53 ص]ـ
الأخوين الكريمين:
أباعمر,,,أباشهيد,,,,
أسأل الله أن يوفقكم وأن يبارك فيكم,,,,
وقبلت أن أكون مندوباً وأتشرف أن أخدم طلبة العلم أمثالكم ...
ولكن (المندوب) ,,,,يقول كل شئ بحقه,,,,, (ابتسامة) ,,,,,(64/89)
هل أخطأ الذهبي والحاكم والألباني في تصحيح هذا السند أم أنا الذي لم أفهم مأخذهم؟
ـ[ابن الحسني]ــــــــ[02 - 04 - 09, 12:24 ص]ـ
معمر، عن ابن خثيم، عن نافع بن سرجس، عن أبي هريرة، قال:» يا أيها الناس أظلتكم فتن كأنها قطع الليل المظلم، أنجا الناس منها - أو قال: فيها - صاحب شياه يأكل من غنمه، أو رجل من وراء الدرب آخذ بعنان فرسه يأكل من سيفه»
مدار الحديث على عبدالله بن عثمان بن خثيم، رواه عنه معمر بن راشد وزائدة بن قدامة، وزهير بن معاوية.
أما معمر فلم يُختلف عليه إذ رواه موقوفا كما عند المصنف، أخرجه عبدالرزاق في مصنفه (ح 20731).
وأما زائدة فرواه عنه حسين بن علي الجعفي موقوفا وهو ثقة، أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (ح38259).
وخالفه معاوية بن عمرو الأزدي فرواه مرفوعا، رواه الحاكم عنه من طريق أبي بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا محمد بن أحمد بن النضر ثنا معاوية بن عمرو به، وهذا إسناد صحيح.
وأما طريق زهير فرواها الحاكم في المستدرك (2/ 93) حدثنا أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن نافع بن جبير عن نافع بن سرجس عن أبي هريرة مرفوعا، فظني أنّ بها خطأ رغم تصحيح الذهبي والحاكم وموافقة الألباني كما في الصحيحة (ح 1478) رحمهم الله جميعا.
لأنّ عبدالله بن خثيم ليس له رواية عن نافع بن جبير بل هو يروي عن نافع مولى ابن عمر ونافع بن سرجس.
كذلك لم أجد على طول بحثي رواية لنافع بن جبير وهو تابعي كبير عن نافع سرجس، ولو كان العكس لربما قبل إذ نافع بن جبير هو الأشهر والأوثق والأكثر رواية.
فالذي يظهر أنّ خطأ ما وقع من بعض الرواة وما دام حدث هذا الخطأ في الإسناد فلا يؤمن معه الخطأ في رفع الحديث كذلك. وعليه فلا تعارض بها رواية مضبوطة كرواية معمر.
فيبقى التعارض بين رواية معمر ورواية حسين الجعفي عن زائدة الموقوفة وبين رواية معاوية بن عمر عن زائدة المرفوعة، فالوقف هنا أولى في رأيي.
فما رأي الإخوة الفضلاء؟
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[06 - 04 - 09, 01:00 م]ـ
وأما زائدة فرواه عنه حسين بن علي الجعفي موقوفا وهو ثقة، أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (ح38259).
وخالفه معاوية بن عمرو الأزدي فرواه مرفوعا، رواه الحاكم عنه من طريق أبي بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا محمد بن أحمد بن النضر ثنا معاوية بن عمرو به، وهذا إسناد صحيح
الذي في المطبوع من مسند البزار 15/ 44 أن زائدة رواه مرفوعا، قال:
حدثنا بشر بن خالد العسكري قال: نا حسين بن علي الجعفي قال: نا زائدة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن نافع بن سرجس عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' يكون في آخر الزمان فتن كقطع الليل المظلم أنجى الناس منها صاحب شاهقة يأكل رسل غنمه أو من رسل غنمه ورجل آخذ بعنان فرسه يأكل من فيء فرسه أو رمحه.
ثم قال:
وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، بهذا الإسناد، ولا نعلم أسند نافع بن سرجس عن أبي هريرة إلا هذا الحديث.(64/90)
قصة عمر رضي الله عنه عندما تسور الجدار على جماعة يشربون الخمر هل هي ثابتة
ـ[ابوالوليد الطاهري]ــــــــ[02 - 04 - 09, 02:41 م]ـ
القصة المشهورة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما تسور الجدار على جماعة يشربون الخمر
اريد منكم حفظكم الله بيان تخريجها والحكم عليها من حيث الثبوت والبطلان
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[04 - 04 - 09, 11:44 م]ـ
أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي الصغاني بمكة حرسها الله تعالى ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري أنبأ عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف عن المسور بن مخرمة عن عبد الرحمن بن عوف: أنه حرس ليلة مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة فبينما هم يمشون شب لهم سراج في بيت فانطلقوا يؤمونه حتى إذا دنوا منه إذا باب مجاف على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة فقال عمر رضي الله عنه و أخذ بيد عبد الرحمن: أتدري بيت من هذا؟ قال: لا قال: هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف و هم الآن شرب فما ترى؟ فقال عبد الرحمن: أرى قد أتينا ما نهى الله عنه نهانا الله عز و جل فقال {و لا تجسسوا} فقد تجسسنا فانصرف عمر عنهم و تركهم
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه أخرجه الحاكم في المستدرك
تعليق الذهبي قي التلخيص: صحيح
وهو في سنن البيهقي وابن شبة في تاريخ المدينة
عبد الرزاق (10/ 213ـ 18943عن معمر عن الزهري عن مصعب بن زرارة بن عبد الرحمن عن المسور بن مخرمة: رجاله ثقات وإسناده صحيح
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[06 - 04 - 09, 02:53 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167859(64/91)
متعلق بأستار الكعبة يا من لا يشغله سمع عن سمع
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[02 - 04 - 09, 04:46 م]ـ
وسمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه رجلا يقول وهو متعلق بأستار الكعبة يا من لا يشغله سمع عن سمع ولا تغلطه المسائل ولا يبرمه إلحاح الملحين أذقني برد عفوك وحلاوة مغفرتك فقال علي والذي نفسي بيده لو قلتها وعليك ملء السماوات والأرض من الذنوب لغفر لك
ما حال سنده(64/92)
أثر عثمان رضي الله عنه أنه كان يسوك فاه بأصبعه؟؟
ـ[عبد العزيز ابن سليمان]ــــــــ[03 - 04 - 09, 10:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال أبو عبيد في كتاب الطهور حدثنا حماد بن خالد عن الزبير بن عبد الله مولى آل عثمان عن جدته رهيمة خادم عثمان قالت كان عثمان إذا توضأ يسوك فاه بأصبعه.
ما حال الزبير و جدته؟؟؟؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[04 - 04 - 09, 12:53 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قال الشيخ دبيان الدبيان ـ وفقه الله ـ في موسوعة أحكام الطهارة (4/ 612):
" (ضعيف) كتاب الطهور (298) وفي الإسناد الزبير بن عبدالله. قال ابن عدي: أحاديث زبير هذا منكرة المتن والإسناد. الكامل (3/ 227)
وقال أبو حاتم الرازي: صالح. الجرح والتعديل (3/ 581)
وقال ابن معين: يكتب حديثه. الكامل (3/ 227)
وقال الذهبي: ليس بحجة. المغني (1/ 237)
وفي التقريب: مقبول: أي: إن توبع. ولا أعلم أنه توبع في هذا الإسناد. والله أعلم.
وذكره ابن حبان في الثقات. (6/ 332)
كما أن رهيمة لم يوثقها أحد سوى ابن حبان، ولم يذكر راوياً عنها إلا ابنها عبدالله *. الثقات (4/ 245) فالإسناد ضعيف. "
انتهى.
* لعل الشيخ دبيان يقصد ابنها الزبير بن عبدالله.(64/93)
تخريج موسع لسبب نزول قوله تعالى:" فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[04 - 04 - 09, 12:47 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
هذا تخرج موسع، لسبب نزول قوله تعالى: [فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك] 0النساء الآية: (65) 0وهو جزء من البحث الذي أعده في دراسة روايات أسباب النزول:" الصحيح والمعلول في مروايات أسباب النزول "0أسال الله تعالى أن ينفع بهذا التخريج من يقف عليه00والله اسأل أن يسهل لي إتمامه على خير00
1 - عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أنه حدثه أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير عند النبي صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة التي يسقون بها النخل، فقال الأنصاري سرح الماء يمر فأبى عليه، فاختصما عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير: اسق يا زبير ثم أرسلالماء إلى جارك 0فغضب الأنصاري، فقال: أن كان ابن عمتك؟ 0فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: اسق يا زبير ثم احبس الماءحتى يرجع إلى الجدر0فقال الزبير: والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك [فلاوربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم] 0
تخريجه:
أخرجه أحمد في مسنده: (رقم16061) 0و البخاري في صحيحه: (رقم2359 - 2360) 0ومسلم في صحيحه: (رقم2375) 0وأبو داود في سننه: (رقم3639) 0والترمذي في سننه: (رقم1363 - 3027) 0والنسائي في سننه: (8/ 245) 0وفي الكبرى: (رقم5925 - 11045) 0 وابن ماجه في سننه: (رقم15 - 2480) 0و عبد بن حميد في مسنده: (رقم518) 0وابن حبَّان في صحيحه: (رقم24) 0والبزار في مسنده: (رقم969) 0والبيهقي في الكبرى: (6/ 153 - 10/ 106) 0والطبراني في الكبير: (في الجزء المفقود رقم26) 0وأبو يعلى في مسنده: (رقم6814) 0والطحاوي في شرح مشكل الآثار: (رقم633) 0وابن منده في الإيمان: (رقم252) 0والمروزي في تعظيم قدر الصلاة: (رقم706) 0والطبري في تفسيره: (8/ 519) 0من طرق كثيرة عن الليث قال حدثني ابن شهاب عن عروة عن عبد الله بن الزبير 00به00
وقد خالف عبد الله بن وهب جميع هؤلاء، فرواه عن الليث بن سعد بزيادة الزبير بن العوام في الإسناد، كما أخرجه النسائي في سننه: (8/ 238) 0وفي الكبرى: (رقم5924) 00والطحاوي في شرح مشكل الآثار: (رقم632) 0وابن الجارود في المنتقي: (1021) 0وابن منده في الإيمان: (رقم253) 0والطبري في تفسيره: (8/ 519) 0وابن أبي حاتم في تفسيره: (3/ 74) 0من طريقه – أي طريق ابن هب – عن الليث بن سعد قال حدثني يونس بن يزيد والليث بن سعد عن ابن شهاب أنَّ عروة بن الزبير حدَّثه أنَّ عبد الله بن الزبير00به00
قلت: وهذه الزيادة في الإسناد خطأ، وإنَّماَ الصواب في هذه الرواية عن الليث، من غير ذكر الزبير، وفي ذلك يقول أبو حاتم الرازي، كما في علل ابنه ما نصه: (3/ 682) 0
" أخطأ ابن وهب في هذا الحديث، الليث لا يقول عن الزبير، إنَّما يقول الليث عن الزهري عن عروة أنَّ عبد الله بن الزبير أنَّ رجلاً من الأنصار خام الزبير00"0
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح: (5/ 35) 0" هذا هو المشهور من رواية الليث بن سعد عن ابن شهاب – أي بغير ذكر الزبير فيه – وقد رواه ابن وهب عن الليث ويونس جمعاً عن ابن شهاب أنَّ عروة حدثه عن أخيه عبد الله بن الزبير عن الزبير بن العوام، أخرجه النسائي وابن الجارود و الإسماعيلي، وكأن ابن وهب حمل رواية الليث على رواية يونس، وإلاَّ فرواية الليث ليس فيها ذكر الزبير، والله اعلم"0
قلت: وقال الإمام البخاري عقب تخريجه لطريق الليث بن سعد:" ليس أحدٌ يذكر عروة عن عبد الله إلاَّ الليث فقط "0
وقد تعقبه الحافظ بقوله في الفتح: (5/ 38) 0" وهو مصرح بتفرد الليث بذكر عبد الله بن الزبير في إسناده فإن أراد مطلقا ورد عليه ما أخرجه النسائي وغيره من طريق بن وهب عن الليث ويونس جميعا عن الزهري وأن أراد بقيد أنه لم يقل فيه عن أبيه بل جعله من مسند عبد الله بن الزبير فمسلم فإن رواية بن وهب فيها عن عبد الله عن أبيه كما تقدم بيانه "0
¥(64/94)
وأخرجه أحمد في مسنده: (رقم1419) 0والبخاري في صحيحه: (رقم2708) 0والشاشي في مسنده: (رقم47) 00والطبراني في مسند الشاميين: (رقم3110) 0والمروزي في تعظيم قد والصلاة: (رقم707) 0والبغوي في تفسيره: (2/ 245) 0والواحدي في أسباب النزول: (ص156) من طرق عن أبي اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير أنَّ الزبير00به00ولم يذكر فيه عبد الله بن الزبير00
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: (1/ 533) 0" وصورته صورة الإرسال، وهو متصل المعنى، وقد رواه الإمام أحمد من هذا الوجه فصرح بالإرسال00"0ثم ذكر هذا الطريق عن الإمام أحمد رحمه الله، ثُّمَّ قال بعد:" هكذا رواه الإمام أحمد، وهو منقطع بين عروة وبين الزبير فإنَّه لم يسمع منه، والذي يقطع به أنَّه سمعه من أخيه عبد الله "0
قلت: وفي هذا الكلام ما يدعونا للوقف عنده قليلاً، فنقول وبالله التوفيق:
أولاً: إنَّ في كلام الحافظ ما يشعر بأنَّ الإمام أحمد قد انفرد في رواية هذا الخبر على هذا النحو، وليس الأمر – في الحقيقة – كذلك، بل قد أخرجه الإمام البخاري، على هذا النحو أيضاً - كما رأيت – أي برواية عروة عن أبيه0
ثانياً: إنَّ ما ذهب إليه الحافظ ابن كثير في كلامه السابق، من أنَّ هذا الحديث منقطع بين عروة وأبيه، فلا يُسلم له هذا الأمر، إذا إنَّ الإمام البخاري رحمه الله قد نصَّ صراحة على سماعه من أبيه، كما قال التاريخ الكبير: (7/ 31) 0" سمع أباه "0وقال الحافظ في التهذيب: (7/ 166) 0" قال مسلم بن الحجاج قال في التمييز حج عروة مع عثمان، وحفظ من أبيه فمن دونهما من الصحابة "
لذلك قال الحافظ في الفتح ما نصه: (5/ 35) 0" وإنَّما صححه البخاري مع هذا الإختلاف اعتماداً على صحة سماع عروة عن أبيه، وعلى صحة سماع عبد الله بن الزبير من النبي صلى الله عليه وسلم، فكيفما دار فهو على ثقة، ثُمَّ الحديث ورد في شيء يتعلق بالزبير، فداعية ولده متوفرة على ضبطه، وقد وافقه مسلم على تصحيح طريق الليث التي ليس فيها ذكر الزبير "0
3 – لذلك نقول: إنَّ ما قرره الحافظ ابن كثير رحمه الله بقوله:" وصورته صورة الإرسال، وهو متصل المعنى "0غير دقيق بل هو متصل الإسناد أيضاً0
ويُلاحظ أنَّ الواحدي رحمه الله، قد أخرج هذه الحديث بذكر عبد الله بن الزبير في الإسناد، وهذا خطأ محض، وذلك من وجهين:
الأول: أنَّ جميع من روى هذا الحديث عن الزهري لم يذكر فيه عبد الله بن الزبير، سوى محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري، و في ذلك يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: (1/ 533) 0" فإنًّي لا أعلم أحداً أقام بهذا الإسناد عن الزهري بذكر عبد الله بن الزبير غير ابن أخيه، وهو ضعيف "0ومثله عند الحاكم في المستدرك: (3/ 364) 0
الثاني: أنَّ الواحدي قد روى هذا الحديث من طريق الإمام أحمد، وليس عند أحمد ذكر لعبد الله بن الزبير، وإنَّما عن عروة بن الزبير أنَّ الزبير بن العوام00
لذلك أقول: إنَّ هذه الزيادة، إمَّا أن تكون من الرواة الذين بين الواحدي و بين الإمام أحمد، وإمَّا هي من صنع النساخ، وأياً ما كان مصدرها، فإنَّها زيادة غير محفوظة من طريق الزهري هذا، كما قال الإمام الدارقطني في علله: (4/ 229) 0والله اعلم0
وأخرجه البخاري في صحيحه: (رقم2361) 0والبيهقي في الكبرى: (6/ 153) 0والطحاوي في شرح مشكل الآثار: (رقم634) 0من طريق عبد الله بن المبارك أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة00نحوه00
قلت: و قد أشار إليه الحافظ ابن منده في الإيمان: (ص407) 0" ورواه ابن المبارك وغندر عن معمر موصولاً00"0
وأخرجه البخاري في صحيحه: (رقم4585) 0من طريق علي بن عبد الله حدثنا محمد بن جعفر أخبرنا معمر عن عروة00نحوه00
وأخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة: (رقم705) 0وابن منده في الإيمان: (رقم254) 0 من طريق عبد الرزاق أنا معمر عن عروة بن الزبير أنَّ الزبير بن العوام00به00
وأخرجه البخاري في صحيحه: (رقم2362) 0من طريق محمد – هو بن سلام – أخبرنا مخلد بن يزيد الحرَّاني قال أخبرتني ابن جريج قال حدثني ابن شهاب عن عروة بن الزبير00به00
وقد أخرجه الحاكم في المستدرك: (3/ 364) 0من طريق أبي نعيم ضرار بن صرد ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي ثنا محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري عن عمه عن عروة بن الزبير عن عبد الله عن الزبير بن العوام00به00
¥(64/95)
قلت: وهذا الطريق لا يصح بحال، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره: (1/ 533) 0" والعجب كل العجب من الحكم أبي عبد الله النيسابوري، فإنَّه روى هذا الحديث من طريق ابن أخي ابن شهاب عن عمَه عن عروة عن عبد الله بن الزبير عن الزبير فذكره، ثُمَّ قال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، فإنًّي لا أعلم أحداً أقام بهذا الإسناد عن الزهري بذكر عبد الله بن الزبير غير ابن أخيه، وهو ضعيف "0
وهذا ليس بجيد من الحافظ ابن كثير، إذ فيه إضافة لابن أخي الزهري، ضرار بن صرد أبو نعيم وهو مترك الحديث، وقد اتهمه بالكذب يحيى بن معين، فقال:" بالكوفة كذابان، أبو نعيم النخعي وأبو نعيم ضرار "0انظر الجرح والتعديل: (4/ 465) 0والميزان: (2/ 327) 0والتهذيب: (4/ 400) 0وقال النسائي في الضعفاء والمتروكين: (ص196) 0" متروك "0
وقال أبو حاتم الرازي:" صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به "0انظر الجرح والتعديل: (4/ 465) 0و الميزان للذهبي: (2/ 328) 0والتهذيب لابن حجر: (3/ 400) 0
وقال الحافظ الذهبي في الميزان: (2/ 328) 0والحافظ ابن حجر في التهذيب: (4/ 400) 0 أنَّ الإمام البخاري رحمه الله تعالى قال في ضرار بن صرد:" متروك "0ولم أجد هذا الكلام في أي من كتبه، مع العلم بأن البخاري رحمه الله روى عنه في كتاب:" خلق أفعال العباد "0والله اعلم0
وأخرجه الطبري في تفسيره: (8/ 520 - 521) 0ويحيى بن آدام في كتابه الخراج: (رقم337) 0من طريق إسماعيل بن إبراهيم – هو ابن علية - عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن عروة00به00
قلت: إسناده حسن لأجل عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، إذ فيه كلام كثير، و قد لخص حاله الحافظ في التقريب بقوله: (1/ 560) 0" صدوق "0وانظر ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: (5/ 212 - 213) 0والتهذيب للحافظ ابن حجر: (6/ 125) 0
وأخرجه سعيد بن منصور: (رقم660) 0والحميدي في مسنده: (رقم302) 0من طريق سفيان – هو ابن عيينة – عن عمرو بن دينار عن سلمة رجل من ولد أمِّ سلمة: خاصم الزبير رجلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى للزبير فقال الرجل: إنما قضى له لأنه ابن عمته، فنزلت [فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك] 0هكذا مرسلاً من غير ذكر أمَّ سلمة رضي الله عنهما0
و قد رواه موصلاً عن الحميدي، كل من هارون بن عبدة، كما عند المروزي في تعظيم قدر الصلاة: (رقم) 0وعبد الله بن عمير الرازي، كما عند الطبري في تفسيره: (8/ 522) 0وبشر بن موسى، كما عند الخطيب في الفقيه والمتفقه: (رقم381) 0جميهم عن الحميدي نا سفيان نا عمرو بن دينار عن سلمة رجل من ولد أم سلمة عن أم سلمة قالت00به00
ورواه موصولاً أيضا، حمَّاد بن يحيى بن هانئ البخلي، كما عند الواحدي في أسباب: (ص157) 0ويعقوب بن حميد، كما عند الطبراني في الكبير: (23/ 294:رقم652) 0كلاهما عن سفيان نا عمرو بن دينار عن سلمة رجل من ولد أم سلمة عن أم سلمة قالت00به00
قلت: وقد رجح الشيخ المحقق الدكتور سعد بن عبد الله آل حميد، في تعليقه على هذا الحديث من سنن سعيد بن منصور، رواية المرسل على رواية الموصول، فقال بعد كلام طويل ماتع، ما نصه: (4/ 1302) 0" ورواية سعد بن منصور و الحميدي وأبي نعيم الفضل بن دكين أرجح من رواية من رواه موصولاً "0والله اعلم0
وقد جاء تعيين هذا الأنصاري الذي خام الزبير بن العوم، من مرسل سعيد بن المسيِّب، بأنّهَ حاطب بن أبي بلتعة، كما أخرج ذلك ابن أبي حاتم في تفسيره: (3/ 74) 0من طريق عمرو بن عثمان ثنا أبو حيوة ثنا سعيد بن عبد العزيز عن الزهري عن سعيد بن المسيِّب، في قوله تعالى: [فلا وربك لا يؤمنون] 0قال: أنزلت في الزبير بن العوام وحاطب بن أبي بلتعة، اختصما في ماء فقضى النبي صلى الله عليه وسلم أن يسقي الأعلى ثُمَّ الأسفل0
وقد قوَّى إسناده الحافظ ابن في الفتح، فقال: (5/ 35) 0" وإسناده قوي مع إرساله، فإن كان سعيد بن المسيِّب سمعه من الزبير فيكون موصولاً "0
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: (1/ 533) 0" هذا مرسل، ولكن فيه فائدة تسمية الأنصاري "0
سبب آخر:
¥(64/96)
2 - عن أبي الأسود قال: اختصم رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى بينهما، فقال المقضي عليه: رُدَّنا إلى عمر بن الخطاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم 0انطلقا إليه فلما أتيا عمر، قال الرجل: يا ابن الخطاب قضى لي رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا، فقال: رُدَّنا إلى عمر بن الخطاب فردنا إليك: فقال: أكذاك؟ قال: نعم فقال عمر: مكانكما حتى أخرج إليكما فأقضي بينكما، فخرج إليهما مشتملا على سيفه فضرب الذي قال: ردنا إلى عمر فقتله وأدبر الأخر فاراَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله قتل عمر والله صاحبي ولو ما أنِّي أعجزته لقتلني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كنت أظن أن يجترئ عمر على قتل مؤمن، فأنزل الله [فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك] 0 الآية، فهدر دم ذلك الرجل، و برىء عمر من قتله، فكره الله أن يسن ذلك بعد فأنزل [ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم] 0
تخريجه:
أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: (3/ 74075) 0من طريق يونس بن عبد الأعلى قراءةً أنبأ ابن وهب أخبرني عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسةد00به00
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: (1/ 533) 0" غريب جداً "0وقال:" كذا رواه ابن مردويه من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود به، وهو أثر غريب مرسل، وابن لهيعة ضعيف، والله أعلم "0
قلت: وفي كلام الحافظ ابن كثير ملحوظتين:
الأولى: هي في قوله:" وابن لهيعة ضعيف "0فهذا ليس بسديد منه، إذا أنَّ رواية عبد الله بن وهب وأمثاله – كعبد الله بن المبارك – مقبولة عند العلماء، إذ أنَّ هؤلاء قد رووا عنه قبل إختلاطه، وهذا منها فابن وهب هنا هو: عبد الله بن وهب، و في ذلك يقول الحافظ في التقريب: (1/ 526) 0" صدوق من السابعة خلط بعد احتراق كتبه ورواية بن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما "0
الثاني: وهي قوله:" مرسل "0وهذا أيضاً ليس بسديد منه، إذا أنَّ الأسود هنا هو: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، وهو ثقة جليل، إلاَّ أنَّه من الطبقة السادسة، وهي الطبقة التي:" لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة "0كما قال الحافظ في مقدمة التقريب: (1/ 25) 0
لذلك فروايته هي عن التابعين، وبالتالي تكون معضلة، وليست مرسلة، كما ذهب إلى ذلك الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى، والفرق في الاحتجاج بين الحديث المرسل، والحديث المعضل واضح مشهور عند أهل العلم0
ولا يقويه، ما أخرجه الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن دُحيم في تفسيره – كما يقول الحافظ ابن كثير في تفسيره:1/ 534 – من طريق شعيب بن شعيب حدثنا أبو المغيرة حدثنا عتبة بن ضمرة حدثني أبي00به نحوه00
قلت: وهذا إسناد ظاهره الحسن، بيد أنَّنا لم نجده إلاَّ عند دُحيم، ولم يعزوه الحافظ ابن كثير - هنا – والحافظ السيوطي في الدار المنثور: (4/ 524) 0 إلا إلى دُحيم، ووصفه بالغرابة الشديدة من قبل الحافظ ابن كثير هو الصواب، وكفى به غرابة أننا لم نجده في كتب الحديث المشهورة المتداولة بين يدي العلماء وطلاب العلم، والله اعلم0
فائدة: لقد بوب الإمام النسائي رحمه الله هذا الحديث تحت باب:" الرخصة للحاكم الأمين أن يحكم وهو غضبان"0والسؤال: هل هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم أم يعم كل قاضي أو حاكم أمين00؟؟ 0
قال الحافظ في الفتح: (5/ 38 - 39) 0" قال الخطابي وغيره: و انَّما حكم صلى الله عليه وسلم في حال غضبه مع نهيه أن يحكم وهو غضبان، لأنَّ النهي معلل بما يخاف على الحاكم من الخطأ والغلط، والنبي صلى الله عليه وسلم مأمون لعصمته من ذلك حال السخط "0
وقال الإثيوبي حفظه الله في كتابه ذخيرة العقبي في شرح المجتنى، بعد بحث طويل ومستفيض ما نصه: (39/ 315) 0" ما ترجم له المصنف – أي النسائي – وهو بيان الرخصة للحاكم الأمين، أن يحكم وهو غضبان، وقد علمتَ أنَّ الأرجح في ذلك عدم الرخصة، لأنَّ ذلك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره، لأنَّه معصوم في حالة الغضب، كحالة الرضا "0
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري(64/97)
التحقيق الحسن
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[04 - 04 - 09, 06:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذى نزه محمدا عن كل شبهة فقال: " وإنك لعلى خلق عظيم" و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله الصادق الطاهر الأمين وعلى آله وصحبه الطيبين. وبعد ...
فقد من الله علىّ بقراءة بحث شيخى الفاضل الدكتور أحمد سعدية عضو هيئة تدريس علم الحديث بجامعة الأزهر الشريف المختص بحديث تقبيل النبى صلى الله عليه وسلم زبيبة الحسن، وقد سألته نشر البحث على الشبكة المعلوماتية وقتها إلا أنه أبى وتمنع خشية أن يكون سببا فى نشر شبهة لم تشتهر وهو إنما أراد ردها ودحضها لا نشرها، خصوصا ودافع الشيخ للشروع فى بحثه ذلك هو قراءته للحديث ضمن قراءاته فى كتب أهل العلم لا أن الشبهة عرضت عليه من قبل بعض المشتبهين، فعرف الحديث ابتداءا حديثا لا شبهة مشهورة، وذلك دافع قوى لعدم نشر بحثه.
إلا أنى وجدت أحد الإخوة قد نقل الشبهة فى منتدى الجامع لحوار النصارى وذكر أن النصارى يتداولونها، فطلبت من شيخى نشر البحث نظرا لأن المانع قد امتنع والداعى قد وُجد، فوافق ولله الحمد.
وهاكم البحث دونكم فانظروه.
قال الشيخ أبو عمر أحمد سعدية:
التحقيق الحسن
لما رُوي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قبل زبيبة الحسن
قال الذهبي - رحمه الله – تحت ترجمة رقم (8077) من كتاب ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج6/ص331:
محمد بن مزيد بن أبي الأزهر، يروي عن الزبير بن بكار، فيه ضعف وقد ترك واتهم في لقائه أبا كريب. وقيل: بل هو متهم بالكذب، فقد قال: حدثنا علي بن مسلم الطوسي حدثنا سعيد بن عامر عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن جده عبد الله، وقال مرة عن أبيه عن جابر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يفحج ما بين فخذي الحسين ويقبل زبيبته، ويقول: لعن الله قاتلك. قلت: ومن هو؟ قال: رجل من أمتي يبغض عترتي لا تناله شفاعتي، كأني به بين أطباق النيران.
قال الخطيب: هذا الحديث موضوع إسناداً ومتناً، ولا أبعد أن يكون ابن أبى الأزهر وضعه، ورواه عن قابوس عن أبيه عن جده عن جابر، ثم عرف استحالة هذه الرواية فرواه بعد ونقص عنه عن جده، وذلك أن أبا ظبيان رأى سلمان الفارسي وسمع منه وسمع من على بن أبى طالب أيضا، واسم أبى ظبيان حصين بن جندب وجندب أبوه لا يعرف أكان مسلما أو كافرا فضلا عن أن يكون روى شيئاً. ولكن في الحديث الذي ذكرناه عنه فساد آخر لم يقف واضعه عليه فيغيره، وهو استحالة رواية سعيد بن عامر عن قابوس، وذلك أن سعيدا بصرى وقابوسا كوفى ولم يجتمعا قط بل لم يدرك سعيد قابوسا وكان قابوس قديما، روى عنه سفيان الثوري وكبراء الكوفيين ومن آخر من أدركه جرير بن عبد الحميد، وليس لسعيد بن عامر رواية إلا عن البصريين خاصة والله اعلم. تاريخ بغداد ج3/ص291
وقال ابن حجر: وهذا حديث غريب. الإصابة في تمييز الصحابة ج1/ص506
قلت: وذكر هذا الحديث السيوطي في اللالئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة1/ 358، و الكناني في تنزيه الشريعة المرفوعة 1/ 408، والشوكاني في الفوائد المجموعة 1/ 388، ونقلوا كلام الخطيب السابق.
* والحديث أخرجه أيضاً: الطبراني في المعجم الكبير ج3/ص51 (2658) من طريق خالد بن يزيد العرني ثنا جرير عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فرج ما بين فخذي الحسين وقبل زبيبته.
قلت: تفرد به أيضاً قابوس بن أبي ظبيان الكوفي - السابق في رواية جابر - وقابوس هذا ضعيف. قال فيه يحيى: ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم الرازي: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ يتفرد عن أبيه بما لا أصل له، وربما رفع المرسل وأسند الموقوف وأبوه ثقة، وكان يحيى بن معين شديد الحمل على قابوس. انظر: الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3/ص12
قلت: ولذا أخشى أن يكون إسناد الطبراني السابق موضوعاً على ابن عباس، كما هي عادة الوضاعين، لاسيما وقد تفرد به قابوس، لكن ما يهمنا أنه لم يثبت.
¥(64/98)