*حدّثنا هَنّادُ بْنُ السّرِيّ: حَدّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمّارٍ: حَدّثَنِي سِمَاكٌ الْحَنَفِيّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبّاسٍ يَقُولُ: حَدّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ. قَالَ: لَمّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ. ح وَحَدّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ (وَاللّفْظُ لَهُ): حَدّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْحَنَفِيّ: حَدّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمّارٍ. حَدّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ (هُوَ سِمَاكٌ الْحَنَفِيّ): حَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَبّاسٍ قَالَ: حَدّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ قَالَ: لَمّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ، نَظَرَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم إلَىَ الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ، وَأَصْحَابُهُ ثَلاَثُمِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيّ اللّهِ صلى الله عليه وسلم الْقِبْلَةَ، ثُمّ مَدّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبّهِ: "اللّهُمّ! أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللّهُمّ! آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللّهُمّ! إنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَمِ لاَ تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ" فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبّهِ، مَادّاً يَدَيْهِ، مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، حَتّىَ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَىَ مَنْكِبَيْهِ. ثُمّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ. وَقَالَ: يَا نَبِيّ اللّهِ كَذَاكَ مُنَاشَدَتَكَ رَبّكَ، فَإنّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ. فَأَنْزَلَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنّي مُمِدّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِينَ}. (8 الأنفال الاَية: 9) فَأَمَدّهُ اللّهُ بِالْمَلاَئِكَةِ.
قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ: فَحَدّثَنِي ابْنُ عَبّاسٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ يَشْتَدّ فِي أَثَرِ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ، إذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسّوْطِ فَوْقَهُ، وَصَوْتَ الْفَارِسِ يَقُولُ: أَقْدِمْ حَيْزُومُ. فَنَظَرَ إلَىَ الْمُشْرِكِ أَمَامَهُ فَخَرّ مُسْتَلْقِياً. فَنَظَرَ إلَيْهِ فَإذَا هُوَ قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ، وَشُقّ وَجْهُهُ كَضَرْبَةِ السّوْطِ، فَاخْضَرّ ذَلِكَ أَجْمَعُ. فَجَاءَ الأَنْصَارِيّ فَحَدّثَ بِذَلِكَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: "صَدَقْتَ. ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السّمَاءِ الثّالِثَةِ" فَقَتَلُوا يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ، وَأَسَرُوا سَبْعِينَ.
قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ: قَالَ ابْنُ عَبّاسٍ: فَلَمّا أَسَرُوا الأُسَارَىَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: "مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلاَءِ الأُسَارَىَ؟ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا نَبِيّ اللّهِ هُمْ بَنُو الْعَمّ وَالْعَشِيرَةِ، أَرَىَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُمْ فِدْيَةً، فَتَكُونُ لَنَا قُوّةً عَلَى الْكُفّارِ، فَعَسَىَ اللّهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ لِلإِسْلاَمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا تَرَىَ؟ يَا ابْنَ الْخَطّابِ! " قُلْتُ: لاَ. وَاللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ! مَا أَرَى الّذِي رَأَىَ أَبُو بَكْرٍ، وَلَكِنّي أَرَىَ أَنْ تُمَكّنّا فَنَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ، فَتُمَكّنَ عَلِيّاً مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ، وَتُمَكّنّي مِنْ فُلاَنٍ (نَسِيباً لِعُمَرَ) فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ. فَإنّ هَؤُلاَءِ أَئِمّةُ الْكُفْرِ وَصَنَادِيدُهَا. فَهَوِيَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَلَمْ يَهْوَ مَا قُلْتُ. فَلَمّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جِئْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ قَاعِدَيْنِ يَبْكِيَانِ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ أَخْبِرْنِي مِنْ أَيّ شَيْءٍ تَبْكِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ، فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ، وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَبْكِي لِلّذِي عَرَضَ عَلَيّ أَصْحَابُكَ مِنْ أَخْذِهِمُ الْفِدَاءَ. لَقَدْ عُرِضَ عَلَيّ عَذَابُهُمْ أَدْنَىَ منْ هَذِهِ الشّجَرَةِ" (شَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ مِنْ نَبِيّ اللّهِ صلى الله عليه وسلم) وَأَنْزَلَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ: {مَا كَانَ لِنَبِيّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتّىَ يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ}. إِلَىَ قوله: {فَكُلُوا مِمّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيّباً} (8 الأنفال الاَيات:) فَأَحَلّ اللّهُ الْغَنِيمَةَ لَهُمْ.
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[31 - 10 - 07, 11:25 م]ـ
اخي مشعل لم اجد من ذكر هذه الزيادة من الرواة الا ((قراد)) وهو ثقة له مناكير ومفردات كما قال الذهبي وابن حجر.(43/371)
تخريج حديث: السلام على الكافر
ـ[محاور أمين]ــــــــ[15 - 05 - 05, 02:29 ص]ـ
السلام عليكم
قرات قديما أثرا عن ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما ما معناه أنه سلم على الكافر وعندما أنكر عليه التابعون قال ألأيس يمشي هذا في رحمة الله ...
فهل عند أحدكم اللفظ والتخريج؟(43/372)
ما مدى صحة هذا الحديث
ـ[رامي السيد]ــــــــ[15 - 05 - 05, 03:46 ص]ـ
أفيدونا و جزاكم الله خيرا
ما مدى صحة هذا الحديث هل قابلني كثيرا
عن معاذ بن جبل رضى الله عنه عن ابن عباس قال: كنا مع رسول الله في بيت رجل من الأنصار
في جماعة فنادى منادِ: يا أهل المنزل .. أتأذنون لي بالدخول ولكم إليّ حاجة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتعلمون من المنادي؟
فقالوا: الله ورسوله أعلم
فقال رسول الله: هذا إبليس اللعين لَعَنَه الله تعالى
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أتأذن لي يا رسول الله أن أقتله؟
فقال النبي: مهلاً يا عمر .. أما علمت أنه من المُنظَرين إلي يوم الوقت المعلوم؟ لكن افتحوا له الباب فإنه مأمور، فافهموا عنه ما يقول واسمعوا منه ما يحدثكم
قال ابن عباس رضي الله عنهما: فَفُتِحَ له الباب فدخل علينا فإذا هو شيخ أعور وفي لحيته سبع شعرات كشعر الفرس الكبير، وأنيابه خارجة كأنياب الخنزير وشفتاه كشفتي الثور
فقال: السلام عليك يا محمد .. السلام عليكم يا جماعة المسلمين
فقال النبي: السلام لله يا لعين، قد سمعت حاجتك ما هي
فقال له إبليس: يا محمد ما جئتك اختياراً ولكن جئتك إضطراراً
فقال النبي: وما الذي اضطرك يا لعين
فقال: أتاني ملك من عند رب العزة فقال إن الله تعالى يأمرك أن تأتي لمحمد وأنت صاغر ذليل متواضع وتخبره كيف مَكرُكَ ببني آدم وكيف إغواؤك لهم، وتَصدُقَه في أي شيء يسألك، فوعزتي وجلالي لئن كذبته بكذبة واحدة ولم تَصدُقَه لأجعلنك رماداً تذروه الرياح ولأشمتن الأعداء بك، وقد جئتك يا محمد كما أُمرت فاسأل عما شئت فإن لم أَصدُقَك فيما سألتني عنه شَمَتَت بي الأعداء وما شيء أصعب من شماتة الأعداء
فقال رسول الله: إن كنت صادقا فأخبرني مَن أبغض الناس إليك؟
فقال: أنت يا محمد أبغض خلق الله إليّ، ومن هو على مثلك
فقال النبي: ماذا تبغض أيضاً؟
فقال: شاب تقي وهب نفسه لله تعالى
قال: ثم من؟
فقال: عالم وَرِع
قال: ثم من؟
فقال: من يدوم على طهارة ثلاثة
قال: ثم من؟
فقال: فقير صبور إذا لم يصف فقره لأحد ولم يشك ضره
فقال: وما يدريك أنه صبور؟
فقال: يا محمد إذا شكا ضره لمخلوق مثله ثلاثة أيام لم يكتب الله له عمل الصابرين
فقال: ثم من؟
فقال: غني شاكر
فقال النبي: وما يدريك أنه شكور؟
فقال: إذا رأيته يأخذ من حله ويضعه في محله
فقال النبي: كيف يكون حالك إذا قامت أمتي إلى الصلاة؟
فقال: يا محمد تلحقني الحمى والرعدة
فقال: وَلِمَ يا لعين؟
فقال: إن العبد إذا سجد لله سجدة رفعه الله درجة
فقال: فإذا صاموا؟
فقال: أكون مقيداً حتى يفطروا
فقال: فإذا حجوا؟
فقال: أكون مجنوناً
فقال: فإذا قرأوا القرآن؟
فقال: أذوب كما يذوب الرصاص على النار
فقال: فإذا تصدقوا؟
فقال: فكأنما يأخذ المتصدق المنشار فيجعلني قطعتين
فقال له النبي: وَلِمَ ذلك يا أبا مُرّة؟
فقال: إن في الصدقة أربع خصال .. وهي أن الله تعالي يُنزِلُ في ماله البركة وحببه إلي حياته ويجعل صدقته حجاباً بينه وبين النار ويدفع بها عنه العاهات والبلايا
فقال له النبي: فما تقول في أبي بكر؟
فقال: يا محمد لَم يُطعني في الجاهلية فكيف يُطعني في الإسلام
فقال: فما تقول في عمر بن الخطاب؟
فقال: والله ما لقيته إلا وهربت منه
فقال: فما تقول في عثمان بن عفان؟
فقال: استحى ممن استحت منه ملائكة الرحمن
فقال: فما تقول في علي بن أبي طالب؟
فقال: ليتني سلمت منه رأساً برأس ويتركني وأتركه ولكنه لم يفعل ذلك قط
فقال رسول الله: الحمد لله الذي أسعد أمتي وأشقاك إلى يوم معلوم
فقال له إبليس اللعين: هيهات هيهات .. وأين سعادة أمتك وأنا حي لا أموت إلي يوم معلوم! وكيف تفرح على أمتك وأنا أدخل عليهم في مجاري الدم واللحم وهم لا يروني، فوالذي خلقني وانظَرَني إلي يوم يبعثون لأغوينهم أجمعين .. جاهلهم وعالمهم وأميهم وقارئهم وفاجرهم وعابدهم إلا عباد الله المخلصين
فقال: ومن هم المخلصون عندك؟
¥(43/373)
فقال: أما علمت يا محمد أن من أحب الدرهم والدينار ليس بمخلص لله تعالى، وإذا رأيت الرجل لا يحب الدرهم والدينار ولا يحب المدح والثناء علمت أنه مخلص لله تعالى فتركته، وأن العبد ما دام يحب المال والثناء وقلبه متعلق بشهوات الدنيا فإنه أطوع مما أصف لكم!
أما علمت أن حب المال من أكبر الكبائر يا محمد، أما علمت أن حب الرياسة من أكبر الكبائر، وإن التكبر من أكبر الكبائر
يا محمد أما علمت إن لي سبعين ألف ولد، ولكل ولد منهم سبعون ألف شيطان فمنهم من قد وَكّلتُه بالعلماء ومنهم قد وكلته بالشباب ومنهم من وكلته بالمشايخ ومنهم من وكلته بالعجائز، أما الشبّان فليس بيننا وبينهم خلاف وأما الصبيان فيلعبون بهم كيف شاؤا، ومنهم من قد وكلته بالعُبّاد ومنهم من قد وكلته بالزهاد فيدخلون عليهم فيخرجوهم من حال إلي حال ومن باب إلي باب حتى يسبّوهم بسبب من الأسباب فآخذ منهم الإخلاص وهم يعبدون الله تعالى بغير إخلاص وما يشعرون
أما علمت يا محمد أن (برصيص) الراهب أخلص لله سبعين سنة، كان يعافي بدعوته كل من كان سقيماً فلم اتركه حتى زني وقتل وكفر وهو الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز بقوله تعالى كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين
أما علمت يا محمد أن الكذب منّي وأنا أول من كذب ومن كذب فهو صديقي، ومن حلف بالله كاذباً فهو حبيبي، أما علمت يا محمد أني حلفت لآدم وحواء بالله إني لكما لمن الناصحين .. فاليمين الكاذبة سرور قلبي، والغيبة والنميمة فاكهتي وفرحي، وشهادة الزور قرة عيني ورضاي، ومن حلف بالطلاق يوشك أن يأثم ولو كان مرة واحدة ولو كان صادقاً، فإنه من عَوّدَ لسانه بالطلاق حُرّمَت عليه زوجته! ثم لا يزالون يتناسلون إلي يوم القيامة فيكونون كلهم أولاد زنا فيدخلون النار من أجل كلمة
يا محمد إن من أمتك من يؤخر الصلاة ساعة فساعة .. كلما يريد أن يقوم إلي الصلاة لَزِمته فأوسوس له وأقول له الوقت باقٍ وأنت في شغل، حتى يؤخرها ويصليها في غير وقتها فَيُضرَبَ بها في وجهه، فإن هو غلبني أرسلت إليه واحدة من شياطين الإنس تشغله عن وقتها، فإن غلبني في ذلك تركته حتى إذا كان في الصلاة قلت له انظر يميناً وشمالاً فينظر .. فعند ذلك أمسح بيدي على وجه وأُقَبّلَ ما بين عينيه وأقول له قد أتيت ما لا يصح أبداً، وأنت تعلم يا محمد من أَكثَرَ الالتفات في الصلاة يُضرَب، فإذا صلى وحده أمرته بالعجلة فينقرها كما ينقر الديك الحبة ويبادر بها، فإن غلبني وصلى في الجماعة ألجمته بلجام ثم أرفع رأسه قبل الإمام وأضعه قبل الإمام وأنت تعلم أن من فعل ذلك بطلت صلاته، ويمسخ الله رأسه رأس حمار يوم القيامة، فإن غلبني في ذلك أمرته أن يفرقع أصابعه في الصلاة حتى يكون من المسبحين لي وهو في الصلاة، فإن غلبني في ذلك نفخت في أنفه حتى يتثاءب وهو في الصلاة فإن لم يضع يده على فيه (فمه) دخل الشيطان في جوفه فيزداد بذلك حرصاً في الدنيا وحباً لها ويكون سميعاً مطيعاً لنا، وأي سعادة لأمتك وأنا آمر المسكين أنا يدعَ الصلاة وأقول ليست عليك صلاة إنما هي على الذي أنعم الله عليه بالعافية لأن الله تعالي يقول ولا على المريض حرج، وإذا أفقت صليت ما عليك حتى يموت كافراً فإذا مات تاركاً للصلاة وهو في مرضه لقي الله تعالى وهو غضبان عليه يا محمد
وإن كنت كذبت أو زغت فأسال الله أن يجعلني رماداً، يا محمد أتفرح بأمتك وأنا أُخرج سدس أمتك من الإسلام؟
فقال النبي: يا لعين من جليسك؟
فقال: آكل الربا
فقال: فمن صديقك؟
فقال: الزاني
فقال: فمن ضجيعك؟
فقال: السكران
فقال: فمن ضيفك؟
فقال: السارق
فقال: فمن رسولك؟
فقال: الساحر
فقال: فما قرة عينيك؟
فقال: الحلف بالطلاق
فقال: فمن حبيبك؟
فقال: تارك صلاة الجمعة
فقال رسول الله: يا لعين فما يكسر ظهرك؟
فقال: صهيل الخيل في سبيل الله
فقال: فما يذيب جسمك؟
فقال: توبة التائب
فقال: فما ينضج كبدك؟
فقال: كثرة الاستغفار لله تعالي بالليل والنهار
فقال: فما يخزي وجهك؟
فقال: صدقة السر
فقال: فما يطمس عينيك؟
فقال: صلاة الفجر
فقال: فما يقمع رأسك؟
فقال: كثرة الصلاة في الجماعة
فقال: فمن أسعد الناس عندك؟
فقال: تارك الصلاة عامداً
¥(43/374)
فقال: فأي الناس أشقي عندك؟
فقال: البخلاء
فقال: فما يشغلك عن عملك؟
فقال: مجالس العلماء
فقال: فكيف تأكل؟
فقال: بشمالي وبإصبعي
فقال: فأين تستظل أولادك في وقت الحرور والسموم؟
فقال: تحت أظفار الإنسان
فقال النبي: فكم سألت من ربك حاجة؟
فقال: عشرة أشياء
فقال: فما هي يا لعين؟
فقال: سألته أن يشركني في بني آدم في مالهم وولدهم فأشركني فيهم وذلك قوله تعالى وشاركهم في الأموال والأولاد وَعِدهُم وما يَعِدهُم الشيطان إلا غروراً، وكل مال لا يُزَكّى فإني آكل منه وآكل من كل طعام خالطه الربا والحرام، وكل مال لا يُتَعَوَذ عليه من الشيطان الرجيم، وكل من لا يتعوذ عند الجماع إذا جامع زوجته فإن الشيطان يجامع معه فيأتي الولد سامعاً ومطيعاً، ومن ركب دابة يسير عليها في غير طلب حلال فإني رفيقه لقوله تعالي وأجلب عليهم بخيلك ورجلك
وسألته أن يجعل لي بيتاً فكان الحمام لي بيتاً
وسألته أن يجعل لي مسجداً فكان الأسواق
وسألته أن يجعل لي قرآناً فكان الشعر
وسألته أن يجعل لي ضجيعاً فكان السكران
وسألته أن يجعل لي أعواناً فكان القدرية
وسألته أن يجعل لي إخواناً فكان الذين ينفقون أموالهم في المعصية ثم تلا قوله تعالي إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين
فقال النبي: لولا أتيتني بتصديق كل قول بآية من كتاب الله تعالى ما صدقتك
فقال: يا محمد سألت الله تعالى أن أرى بنى آدم وهم لا يروني فأجراني على عروقهم مجرى الدم أجول بنفسي كيف شئت وإن شئت في ساعة واحدة .. فقال الله تعالى لك ما سألت، وأنا أفتخر بذلك إلي يوم القيامة، وإن من معي أكثر ممن معك وأكثر ذرية آدم معي إلي يوم القيامة
وإن لي ولداً سميته عتمة يبول في أذن العبد إذا نام عن صلاة الجماعة، ولولا ذلك ما وجد الناس نوماً حتى يؤدوا الصلاة
وإن لي ولداً سميته المتقاضي فإذا عمل العبد طاعة سراً وأراد أن يكتمها لا يزال يتقاضى به بين الناس حتى يخبر بها الناس فيمحوا الله تعالى تسعة وتسعين ثواباً من مائة ثواب
وإن لي ولداً سميته كحيلاً وهو الذي يكحل عيون الناس في مجلس العلماء وعند خطبة الخطيب حتى ينام عند سماع كلام العلماء فلا يكتب له ثواب أبداً
وما من امرأة تخرج إلا قعد شيطان عند مؤخرتها وشيطان يقعد في حجرها يزينها للناظرين ويقولان لها أَخرِجي يدك فتخرج يدها ثم تبرز ظفرها فتهتك
ثم قال: يا محمد ليس لي من الإضلال شيء إنما موسوس ومزين ولو كان الإضلال بيدي ما تركت أحداً على وجه الأرض ممن يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا صائما ولا مصلياً، كما أنه ليس لك من الهداية شيء بل أنت رسول ومبلغ ولو كانت بيدك ما تركت على وجه الأرض كافراً، وإنما أنت حجة الله تعالي على خلقه، وأنا سبب لمن سبقت له الشقاوة، والسعيد من أسعده الله في بطن أمه والشقي من أشقاه
الله في بطن أمه
فقرأ رسول الله قوله تعالى: ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك
ثم قرأ قوله تعالى: وكان أمر الله قدراً مقدوراً
ثم قال النبي يا أبا مُرّة: هل لك أن تتوب وترجع إلى الله تعالى وأنا أضمن لك الجنة؟
فقال: يا رسول الله قد قُضِيَ الأمر وجَفّ القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة فسبحان من جعلك سيد الأنبياء المرسلين وخطيب أهل الجنة فيها وخَصّكَ واصطفاك، وجعلنى سيد الأشقياء وخطيب أهل النار وأنا شقي مطرود، وهذا آخر ما أخبرتك عنه وقد صدقت فيه
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[15 - 05 - 05, 03:54 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6171&highlight=%D4%ED%CE+%C3%DA%E6%D1
ـ[رامي السيد]ــــــــ[15 - 05 - 05, 06:48 م]ـ
جزاك الله خيرا(43/375)
هل الشيخ الألباني ضعف الزيادة ((و مغفرته)) في حديث رد السلام؟؟؟؟!!
ـ[سلمان 1]ــــــــ[15 - 05 - 05, 03:54 ص]ـ
هل الشيخ الألباني رحمه الله ضعف الزيادة ((و مغفرته)) في حديث رد السلام؟؟؟؟!!
لأنه رحمه الله رد على من ضعف الحديث في المجلد الثالث [في المقدمة]
و هذا لفظه:
((كنا إذا سلم النبي علينا قلنا: و عليك السلام و رحمة الله و بركاته، ومغفرته))
الإخوة الفضلاء .... أطلب أولا كلام الشيخ الألباني رحمه الله في الحديث هل ضعفه قبل موته
ثم من كان عنده شيء فلا يبخل به علينا!!!
حياكم الله!!!
وفقكم الله!!!
.... بارك الله فيكم وحفظكم
أسأل الله تعالى لنا و لكم الهدى والصلاح
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!!!
كتبه أخوكم / سلمان
ـ[شبيب السلفي]ــــــــ[15 - 05 - 05, 06:26 ص]ـ
أخي الحبيب سمعت شريطا للشيخ أبي إسحاق الحويني (في كيفية تخريج الحديث) وقد ذكر قصته في لقائه الأول مع الشيخ ناصر الألباني رحمه الله تعالى فقال أنه قبل أن يلقاه كلمه في الهاتف فبدء الشيخ بالسلام فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فأجاب الشيخ ابو اسحاق بمثله , فقال الشيخ رحمه الله: ما أحسنت الإجابه
وذلك لأنه يحسن الزيادة ب ومغفرته
وقد سألت شيخي علي خشان حفظه الله فقال نعم هو يحسن هذه الزيادة
وهذا والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 05 - 05, 06:31 ص]ـ
ومغفرته ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3706&highlight=%E6%E3%DB%DD%D1%CA%E5)
ـ[الحضرمي]ــــــــ[15 - 05 - 05, 07:46 ص]ـ
الصحيح أن الشيخ الألباني رحمه الله قد صحح أو حسن الزيادة، وقد سمعت الشيخ مقبل رحمه الله أنها زيادة لا تصح عنده ذكره في بعض دروسه قديما لعله في شرحه للباعث الحثيث.
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[15 - 05 - 05, 10:29 ص]ـ
ورد تصحيحها في سلسلته الصحيحة ولا أذكر الموضع الآن
كما ضعفها عبدالله السعد
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[15 - 05 - 05, 01:43 م]ـ
الشيخ الألبانى -رحمه الله- صحح الحديث فى السلسله الصحيحه المجلد الثالث برقم 1449
ثم تراجع الشيخ بعد ذلك عن تصحيح الحديث .... و قال الشيخ الألبانى -رحمه الله-:- أنا أرجع عن الرواية و لكن أبقى مع عموم الآيه .... فلتصحيح الشيخ و تراجعه بعد ذلك قصة جيده ...
و لسماع القصة كامله من الشيخ أبو إسحاق الحويني -حفظه الله- أرجو سماع الشريط التالى بدئا من الدقيقه 41:50:00 ....
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=28443
ـ[سلمان 1]ــــــــ[15 - 05 - 05, 09:59 م]ـ
جزاكم الله خيراً ...
ـ[خالد النرويجي]ــــــــ[16 - 05 - 05, 02:36 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ......
اخواني في الله ? ارجوا منكم ان تساعدوني في الاجابة عن هدا السؤال
ما هي المسائل التي رجع عنها الشيخ الالباني رحمه الله في الحديث و الفقه? ..... و جزاكم الله خيرا(43/376)
أحاديث عن الرافضة ما مدي صحتها
ـ[ابو يوسف6]ــــــــ[15 - 05 - 05, 04:23 ص]ـ
1
فقد روى علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) أن رسول الله (عليه الصلاة و السلام) قال: << يظهر في أمتي في آخر الزمان قوم يسمون الرافضة يرفضون الإسلام>> أخرجه أحمد.
2
علي أبن أبي طالب: قال رسول الله عليه الصلاة و السلام ((ألا أدلك على عمل إن عملته كنت من أهل الجنة ـ و إنك من أهل الجنة ـ؟ سيكون بعدنا قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة فإن أدركتهم فاقتلهم فإنهم مشركون))، ثم قال علي: سيكون بعدنا قوم ينتحلون مودتنا يكذبون علينا مارقة، آية ذلك أنهم يسبون أبا بكر و عمر رضي الله عنهم.
لعنة الله علي أعداء امة التوحيد
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[15 - 05 - 05, 06:55 م]ـ
قال ابن الجوزي عن الحديث الأول في العلل المتناهية (1/ 163): " هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "
وقال عن الحديث الثاني: (1/ 165): "قال ابو نعيم غريب من حديث محمد والشعبي لم نكتبه الا من حديث عصام وقال المؤلف قلت وفي روايته سوار قال احمد ويحيى والنسائي متروك".
والألباني رحمه الله ضعف أحاديث الرافضة في كتابه ظلال الجنة
ـ[ابو يوسف6]ــــــــ[15 - 05 - 05, 08:48 م]ـ
جزاك الله خيراً(43/377)
ماهو القول الفصل الجلي في حديث سدوا الأبواب إلا باب علي؟
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[15 - 05 - 05, 05:50 م]ـ
السلام عليكم
وصلت في بحث أكتبه في الرد على أحد كتب الرافضة إلى جملة من النصوص بخصوص حديث سدوا الأبواب إلا باب علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
و أحتاج مساعدة من الاخوة بارك الله فيكم
وهذا ما وجدته من أقوال أهل العلم
صحيح البخاري [جزء 3 - صفحة 1337]
باب قول النبي سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال
: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال (إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله). قال فبكى أبو بكر فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير وكان أبو بكر أعلمنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر
الموطأ حديث رقم 944
الترمذي حديث 3678
وابن حبان 6857
مسند أبي يعلى 4678
مسند أحمد بن حنبل [جزء 4 - صفحة 369] تعليق الشيخ الأرناؤوط رحمه الله
قال ابن الجوزي في الموضوعات 1/ 366: هذه الأحاديث كلها من وضع الرافضة قابلوا به الحديث المتفق على صحته في " سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر ". وقال ابن تيمية في منهاج السنة النبوية 5/ 34 - 36 وهو يتحدث عن حديث ابن عباس الطويل: وفيه ألفاظ هي كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وكذلك قوله " وسدوا الأبواب إلا باب علي " فإن هذا مما وضعته الشيعة على طريق المقابلة ...
* ولم يصنع الحافظ ابن حجر رحمه الله شيئا في تقوية هذا الحديث بمثل هذه الأسانيد ولم يصب في تنقيد الحافظين ابن الجوزي والعراقي رحمهما الله لإيرادهما هذا الحديث في الموضوعات
فضائل الصحابة حديث 512 و 567
القول المسدد [جزء 1 - صفحة 18]
هذه الطرق المتظاهرة من روايات الثقات تدل على أن الحديث صحيح دلالة قوية وهذه غاية نظر المحدث وأما كون المتن معارضا للمتن الثابت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري فليس كذلك ولا معارضة بينهما بل حديث سد الأبواب غير حديث سد الخوخ لأن بيت علي بن أبي طالب كان داخل المسجد مجاورا لبيوت النبي صلى الله عليه وسلم قال القاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي في كتاب أحكام القرآن له حدثنا إبراهيم ابن حمزة ثنا سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن المطلب هو ابن عبد الله بن حنطب أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن أذن لأحد أن يمر في المسجد ولا يجلس فيه وهو جنب إلا علي بن أبي طالب لأن بيته كان في المسجد وهذا مرسل قوي يشهد له ما أخرجه الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي لا يحل لأحد أن يطرق هذا المسجد جنبا غيري وغيرك أخرجه عن علي بن المنذر عن محمد بن فضيل عن سالم ابن أبي حفصة عن عطية عنه قال وقال علي بن المنذر قلت لضرار بن صرد ما معناه قال لا يحل لأحد أن يستطرقه جنبا غيري وغيرك فهذا ما يتعلق بسد الأبواب
وأما سد الخوخ فالمراد به طاقات كانت في المسجد يستقربون الدخول منها فأمر النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته بسدها إلا خوخة أبي بكر وفي ذلك إشارة إلى استخلاف أبي بكر لأنه يحتاج إلى المسجد كثيرا دون غيره
الثمر المستطاب [جزء 1 - صفحة 493]
وهذا لا ينافي ما ثبت في (صيح البخاري) من أمره عليه الصلاة والسلام في مرض الموت بسد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا باب أبي بكر الصديق لأن نفي هذافي حق علي كان في حال حياته لاحتياج فاطمة إلى المرور من بيتها إلى بيت أبيها فجعل هذا رفقا بها وأما بعد وفاته فزالت هذه العلة فاحتيج إلى فتح باب الصديق لأجل خروجه إلى المسجد ليصلي بالناس إذ كان الخليفة عليهم بعد موته عليه الصلاة والسلام وفيه إشارة إلى خلافته)
هذا والظاهر أن أمره عليه الصلاة والسلام بسد الخوخات والأبواب هو من قبيل سد الذرائع لأن وجودها يؤدي إلى استطراق المسجد وهو منهي عنه
تفسير ابن كثير [جزء 1 - صفحة 665]
ومن روى إلا باب علي كما وقع في بعض السنن فهو خطأ والصواب ما ثبت في الصحيح
تفسير القرطبي [جزء 5 - صفحة 199]
¥(43/378)
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن أذن لأحد أن يمر في المسجد ولا يجلس فيه إلا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ورواه عطية العوفي [عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما ينبغي لمسلم ولا يصلح أن يجنب في المسجد إلا أنا وعلي] قال علماؤنا: وهذا يجوز أن يكون ذلك لأن بيت علي كان في المسجد كما كان النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد وإن كان البيتان لم يكونا في المسجد ولكن كانا متصلين بالمسجد وأبوابهما كنت في المسجد فجعلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد فقال: [
ما ينبغي لمسلم] الحديث والذي يدل على أن بيت علي كان في المسجد ما رواه ابن شهاب عن سالم بن عبد الله قال: سأل رجل أبي عن علي وعثمان رضي الله عنهما أيهما كان خيرا فقال له عبد الله بن عمر: هذا بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشار إلى بيت علي إلى جنبه لم يكن في المسجد غيرهما وذكر الحديث فلم يكونا يجنبان في المسجد وإنما كانا يجنبان في بيوتهما وبيوتهما من المسجد إذ كان أبوابهما فيه فكانا يستطرقانه في حال الجنابة إذا خرجا من بيوتهما ويجوز أن يكون ذلك تخصيصا لهما وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم خص بأشياء فيكون هذا مما خص به ثم خص النبي صلى الله عليه وسلم عليا عليه السلام فرخص له في ما لم يرخص فيه لغيره وإن كانت أبواب بيوتهم في المسجد فإنه كان في المسجد أبواب بيوت غير بيتيهما حتى أمر النبي صلى الله عليه وسلم بسدها إلا باب علي و [روى عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
سدو الأبواب إلا باب علي] فخصه عليه السلام بأن ترك بابه في المسجد وكان يجتب في بيته وبيته في المسجد وأما [قوله:
لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر] فإن ذلك كانت - والله أعلم - أبوابا تطلع إلى المسجد خوخات وأبواب البيوت خارجة من المسجد فأمر عليه السلما بسد تلك الخوخات وترك خوخة أبي بكر إكراما له والخوخات كالكوى والمشاكي وباب علي كان باب البيت الذي كان منه ويخرج وقد فسر ابن عمر ذلك بقوله: ولم يكن في المسجد غيرهما
مسند أحمد بن حنبل [جزء 1 - صفحة 330]
وفي قصة سد الأبواب غير باب علي أحاديث ... وليس في هذه الأحاديث إسناد صالح بل هي أسانيد ضعيفة لا تثبت على نقد ولم يصنع ابن حجر رحمه الله شيئا في تقوية الحديث بمثل هذه الأسانيد ولم يصب في نقد الحافظين ابن الجوزي والعراقي لإيرادهما هذين الحديثين في الموضوعات
الفوائد المجموعة [جزء 1 - صفحة 365]
وقد أجمع أهل العلم بين هذا الحديث وحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمر بسد الخوخ في المسجد إلا خوخة أبي بكر الثابت في الصحيح بأن سد الخوخ غير سد الأبواب
منهاج السنة النبوية [جزء 5 - صفحة 35]
وكذلك قوله وسد الأبواب كلها إلا باب علي فإن هذا مما وضعته الشيعة على طريق المقابلة فإن الذي في الصحيح عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرضه الذي مات فيه إن أمن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يبقين في المسجد خوخه إلا سدت إلا خوخه أبي بكر
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[16 - 05 - 05, 07:36 م]ـ
أرجو التفاعل بارك الله فيكم(43/379)
تخريج حديث: ((من كتم علمًا .... )).
ـ[مسعد الحسيني]ــــــــ[16 - 05 - 05, 05:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بحث استللته من تحقيق ((حديث ابن مخلد))، تكلمتُ فيه بإسهابٍ عن حديث: ((من كان عنده علمٌ فكتمه، ألجمه الله يوم القيامة بلجامٍ من نارٍ))، وهاكم البحث:
8 - أخَبَرْنَا محمد قال: ثنا طاهر حدثني أبي أخبرني إبراهيم حدثني سِمَاك بن حرب عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
«من كان عنده علمٌ فكتمه، ألجمه الله يوم القيامة بلجامٍ من نارٍ» ().
_____________________________________
() حديثٌ صحيحٌ: ورد عن جمع من الصحابة ن؛ وهم: أبو هريرة، عبد الله بن عمرو بن العاص، ابن عباس، جابر بن عبد الله، أنس بن مالك، أبو سعيد الخدري، ابن مسعود، طلق ابن علي، عمرو بن عبسة، ابن عمر، عائشة ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ، وهاكم تخريج أحاديثهم بإسهابٍ، نسأله تعالى? ?لتوفيق والسداد.
1 - حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وقد ورد عنه من طرقٍ، وهاكم بيانها:
أ- عطاء بن أبي رباح، وعن عطاء يرويه كل من:
1 - سماك بن حرب: أخرجه الطبراني في «الأوسط» (3529) والبيهقي في «المدخل إلى? السنن» برقم (574)، والبغوي في «شرح السنة» (1/ 301)، وفي «تفسيره» (1/ 383)، وأبو بكر الصيرفي في «جزئه» كما في «رفع المنار لطرق حديث: من سُئِلَ عن علمٍ فكتمه ألجمه الله بلجامٍ من نارٍ» لأحمد بن الصديق الغُماري (ص 14 - ط. مكتبة طبرية).
قال البغوي: «هذا حديثٌ حسنٌ»، وهو كما قال.
2 - عليّ بن الحكم: أخرجه أبو داود (3658)، والترمذي (2649)، وابن ماجه (261)، وأحمد (2/ 263، 305، 344، 353، 495)،والطيالسي (2534) وابن حبان (95 - إحسان) وابن أبي شيبة (26453)، وأبو يعلى? (6383)، والحاكم في «المدخل إلى? الصحيح» (ص89)، وابن القطان في «زوائده على? سنن ابن ماجه» (1/ 96) وأبو نعيم في «المستخرج» (16)، والبيهقي في «الشعب» (1743)، والقضاعي في «مسنده» (432)، وابن عساكر في «معجم شيوخه» برقم (920)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» برقم (132 - 133)، وابن النجار كما في «رفع المنار» (ص11)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (1/ 4)، والذهبي في «السير» (23/ 134)، وفي «تذكرة الحفاظ» (4/ 1429)، من طريقين عن علي به:
وعليٌّ هذا ثقة، والراوي عنه: حمّاد بن سلمة وعمارة بن زاذان، فظاهر الإسناد الصحة.
قال الحافظ المنذري في «مختصر السنن» (5/ 251): «وقد رُوى? عن أبي هريرة من طرقٍ فيها مقال، والطريق الذي أخرجه بها أبو داود طريقٌ حسنٌ، فإنه رواه عن التبوذكي ـ وقد احتج به البخاري ومسلم ـ عن حماد بن سلمة ـ وقد احتج به مسلم واستشهد به البخاري ـ، عن علي ابن الحكم ـ وهو: أبو الحكم البُناني، قال الإمام أحمد: ليس به بأس، وقال أبو حاتم الرازي: لا بأس به صالح الحديث ـ عن عطاء بن أبي رباح ـ وقد اتفق الإمامان على? الاحتجاج به» اهـ.
وقال العقيلي في «الضعفاء» (1/ 74): «إسناده صحيح».
قلتُ: لكن لهذا الإسناد علة، قال الحافظ ابن حجر في «النكت الظراف» (10/ 265 - 266): «قلتُ: خالف عبدُ الوارث بن سعيد حمادَ بن سلمة، فأدخل بين عطاء وعلي رجلًا لم يُسْمَّ، أخرجه مسدد في «مسنده» عنه، وأخرجه أبو عمر [يعني: ابن عبد البر، وهذا في «جامع بيان العلم وفضله» (1/ 4] في العلم، من طريق مسدد، وهذه علة خفية، وأخرجه من طريق يزيد ابن هارون عن الحجاج بن أرطأة عن عطاء، ومن طريق عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون عن ليث بن أبي سُليم، عن عطاء.
قلتُ: [القائل: ابن حجر] فيحتمل أن يكون المبهم أحد هذين، والعلم عند الله تعالى?» ا. هـ.
قلتُ: قد سبقه إلى? الإشارة إلى? هذه العلة الحاكم، حيث قال في «المستدرك» (1/ 101):
¥(43/380)
«ذاكرتُ شيخنا أبا علي الحافظ بهذا الباب ثم سألته: هل يصح شيءٌ من هـ?ذه الأسانيد عن عطاء؟، فقال: لا، قلتُ: لِمَ؟، قال: لأن عطاء لم يسمعه من أبي هريرة؛ أخبرناه محمد بن أحمد بن سعيد الواسطي، ثنا أزهر بن مروان ثنا عبد الوارث بن سعيد، ثنا علي بن الحكم، عن عطاء عن رجل عن أبي هريرة .... فذكره،قال الحاكم: فقلتُ له: قد أخطأ فيه أزهر بن مروان أو شيخكم ابن أحمد الواسطي، وغيرُ مستبعد منهما الوهم، فقد حدّثنا بالحديث أبو بكر بن إسحاق وعلي بن حمشاذ قالا: ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا عبد الوارث بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن رجل عن عطاء فذكره ... قال الحاكم: فاستحسنه أبو علي واعترف لي به» ا. هـ.
قلتُ: وقد استبعد الحافظ ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (1/ 4) أن يكون الحجاج بن أرطأة هو المبهم، فقال: «الرجل الذي يرويه عن عطاء يقولون: أنه الحجاج بن أرطأة، وليس عندي كذلك».
وممن أعلَّ الحديث بهذا الحافظ أبو الحسن القطان فقال الحافظ العراقي في «إصلاح المستدرك» كما في «شرح الإحياء» (1/ 109): «وقد أعله أبو الحسن القطان في كتاب «بيان الوهم والإيهام» برواية عبد الوارث وإدخاله رجلًا بين علي بن الحكم وعطاء. قال: وقد قيل: إنه حجاج بن أرطأة، قلت [أي العراقي]: قد صحَّ عن علي بن الحكم أنه قال في هذا الحديث: حدثنا عطاء، وهي رواية ابن ماجه، فاتصل إسناده، ثم وجدته عن جماعة صرحوا بالاتصال في الموضعين: رُويناه في الجزء السادس والعشرين من فوائد تمام من رواية معاوية بن عبد الكريم» ا. هـ.
وقال الحافظ ابن حجر في «القول المسدد» (ص45) بعد أن أورد رواية أبي داود: «والحديث وإن لم يكن في نهاية الصحة، لكنه صالح للحجة».
وحكم الذهبي في «الكبائر» (ص146/بتحقيقي، ط. مكتبة السنة) بصحته، فقال: «إسناده صحيح، رواه عطاء، عن أبي هريرة».
3 - قتادة: أخرجه العقيلي في «الضعفاء» (1/ 257)، والبيهقي في «المدخل» (572).
4 - الحجاج بن أرطأة: أخرجه أحمد (2/ 296، 299، 508) وابن عبد البر (1/ 4) والخطيب في «تاريخ بغداد» (2/ 268) وفي «الكفاية» (ص37) وابن الجوزي في «العلل» (134، 135) والرافعي في «التدوين» (2/ 199).
قلتُ: تقدم الكلام على? هذه الرواية آنفًا.
5 - كثير بن شنظير: أخرجه الطبراني في «الأوسط» (2290)، و «الصغير» (160)، من طريق محمد بن خُليد الحنفي، عن حماد بن يحيى? الأبح، عنه به.
وابن خليد ضعفه ابن حبان والدارقطني وابن منده [اللسان: 5/ 158 - 159]، وحماد مختلفٌ فيه، وكثير ضعيف.
6 - الأعمش: أخرجه الحاكم (1/ 101)، من طريق القاسم بن محمد بن حماد، عن أحمد بن عبد الله، عن محمد بن ثور، عن ابن جريج، عنه.
وصححه الحاكم على? شرط الشيخين!!! وسكت عليه الذهبي وتعقبه الحافظ العراقي في كتابه «الإصلاح» كما في «شرح الإحياء» للزبيدي (1/ 108) قائلًا: «لا يصح من هذا الطريق لضعف القاسم بن محمد بن حماد الدّلال الكوفي، قال الدارقطني: حدثنا عنه وهو ضعيف».
7 - ليث بن أبي سُليم: أخرجه ابن عدي (4/ 286) والطبراني في «الأوسط» (7532)، وابن عبد البر في «الجامع» (1/ 5) وابن الجوزي في «العلل» (140). وليث ضعيف.
8 - سليمان التيمي: أخرجه العقيلي (3/ 74) والطبراني في «الأوسط» (3322) وفي «الصغير» (315) وقاسم بن أصبغ في «مصنفه» كما في «رفع المنار» (ص15). وصححه ابن القطان كما في «شرح الإحياء» (1/ 109).
9 - مالك بن دينار: أخرجه ابن عدي (4/ 76)، والطبراني في «الصغير» (452)، والخطيب في «الكفاية» (ص37) وابن الجوزي في «العلل» (136)، من طريق صدقة بن موسى? الدقيقي عن مالك بن دينار به. وصدقة ضعيف الحديث.
10 - ابن جُريج: أخرجه ابن عدي (4/ 89) والخطيب في «الكفاية» (ص37) والبيهقي في «الشعب» (1745)، والشاموخي في «جزئه» (34)، وابن الجوزي في «العلل» (137)، من طريق ضغدي بن سنان، عن ابن جريج به. وصغدي ضعيف الحديث.
11 - الشعبي: أخرجه الطبراني في «الأوسط» (4815)، من طريق جابر الجعفي، عن الشعبي به. وجابر رافضي بغيض كذاب.
12 - سعيد بن راشد. 13 - معاوية بن عبد الكريم.14 - العلاء بن خالد الدارمي، أخرجهم تمام في «فوائده» (107 - ترتيبه).
¥(43/381)
15 - معمر بن راشد بلاغًا عن عطاء: علقه ابن سعد في «الطبقات» (4/ 331).
ب- محمد بن سيرين عن أبي هريرة، به: أخرجه ابن ماجه (266) وابن خزيمة في «صحيحه» كما في «تهذيب السنن» (10/ 91 - 92/ لابن القيم) والعقيلي في «الضعفاء» (1/ 74) والمزي في «تهذيب الكمال» (3/ 37 - 38) من طريق إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي عن ابن عون عن ابن سيرين، به.
وقال العقيلي: «ليس لحديثه أصل مسند إنما هو موقوف من حديث ابن عون».
قلتُ: ومع هذا قال ابن القيم: «هؤلاء كلهم ثقات» وصححه العراقي كما في «شرح الإحياء» (1/ 109).
ج- سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة به: أخرجه ابن الجوزي في «العلل» (141) والعراقي في «الأحاديث الموضوعة في مسند أحمد» (ص5)، من طريق موسى? بن محمد البلقاوي، قال: نا يزيد بن المسور، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، به.
قلتُ: والبلقاوي كذبه أبو حاتم وأبو زرعة، واتهمه ابن حبان بوضع الحديث.
د- سعيد المقبري، عن أبي هريرة به: أخرجه ابن الجوزي في «العلل» (139)، من طريق داود ابن منصور قال: نا عثمان بن مقسم، عن سعيد المقبري، به.
قلتُ: وعثمانٌ هذا هالك، قال ابن معين فيه: «هو من المعروفين بالكذب ووضع الحديث»، وكذبه الجوزجاني، وتركه يحيى? القطان، والنسائي، والدارقطني.
هـ - أبو صالح السمان، عن أبي هريرة به: أخرجه العقيلي (4/ 206) من طريق إبراهيم بن أيوب، أن أبو هانئ، أنا معمر بن زائدة، عن الأعمش، عن أبي صالح به.
وقال العقيلي: «ومعمر لا يُتابع على? حديثه».
و- إسماعيل، عن أبي هريرة به: أخرجه ابن الجوزي في «العلل» (138) من طريق الحسين بن حميد بن الربيع الخراز قال: أنا عيسى بن عبد الرحمن الهمداني قال: أنا زهير عن إسماعيل عن أبي هريرة به. والخراز كذاب، وإسماعيل لم أهتد إليه.
هذا ما وقفتُ عليه من طرق حديث أبي هريرة ط، والله أعلم.
2 - حديث عبد الله بن عمرو بن العاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
أخرجه ابن المبارك في «الزهد» (399/زوائد نعيم) وابن حبان (96 - إحسان) والحاكم (1/ 102) وفي «المدخل إلى? الصحيح» (ص 87 - 88) والطبراني في «الكبير» (رقم 33/من القطعة المطبوعة من ج 13) وفي «الأوسط» (5027) وأبو إسماعيل الأنصاري في «الأربعين في دلائل التوحيد» (3) وابن عبد البر في «الجامع» (1/ 5) وأبو نعيم في «المستخرج على? مسلم» برقم (14) والبيهقي في «المدخل» (575) والخطيب في «تاريخه» (5/ 39) وابن الجوزي في «العلل» (123)، من طريق عبد الله بن وهب، حدثني عبد الله بن عياش، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا به.
وقال الحاكم: «صحيح لا غبار عليه ... وقال: هذا إسناد صحيح من حديث المصريين على? شرط الشيخين، وليس له علة». ووافقه الذهبي!!!.
وقال ابن الجوزي مخالفًا الحاكم والذهبي: «في إسناده: عبد الله بن وهب النسوي، قال ابن حبان: دجال يضع الحديث»!!!.
قلتُ: وفي قول من تقدم نظر كبير، وذلك من وجهين:
الوجه الأول: تصحيح الحاكم لهذا الإسناد على? شرط الشيخين وموافقة الذهبي له، وهذا ليس كما قالا ـ رحمهما الله ـ، لأن عبد الله بن عياش، وأباه، وأبا عبد الرحمن الحبلي، ما احتج بهم البخاري في «صحيحه»، فقد قال الذهبي نفسه في «السير» (7/ 334): «احتج به مسلم والنسائي، وقال أبو حاتم: صدوق ليس بالمتين، وقال أيضا: هو قريب من ابن لهيعة، وقال أبو داود والنسائي: ضعيف. قلت [أي: الذهبي]: حديثه في عداد الحسن».
فهو كما ترى? لم يذكر البخاري، والرجل ليس ثقةً، بل هو في عداد الحسن كما قال.
أما عياش بن عباس والده، فقد ذكره الحاكم نفسه في كتابه «تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم» (ص197)، فيمن أخرج لهم مسلم فقط!!!.
أما أبو عبد الرحمن الحبلي واسمه: عبد الله بن يزيد المعافري، ما احتج به البخاري في صحيحه بل روى? عنه في «الأدب المفرد» كما في ترجمته في «تهذيب الكمال» وتوابعه.
فاتضح لنا أن قول الحاكم والذهبي مردودٌ عليهما، والله أعلم.
ثم وجدتُ الحافظ العراقي يقول في «إصلاح المستدرك» كما في «شرح الإحياء» (1/ 109) عن قول الحاكم والذهبي: «أما على? شرط الشيخين فلا».
قلتُ: وهذا ما أوضحته بجلاء فيما سبق آنفًا.
¥(43/382)
الوجه الثاني: وهو إعلال ابن الجوزي لهذا الإسناد بعبد الله بن وهب، وظنه أنه النسوي الهالك قال ابن القيم في «تهذيب السنن» (5/ 251 - 252) متعقبًا كلام ابن الجوزي: «هذا إسنادٌ صحيحٌ!!!، وقد ظن أبو الفرج ابن الجوزي أن هذا هو: ابن وهب النسوي، الذي قال فيه ابن حبان: يضع الحديث، فضعف الحديث به، وهذا من غلطاته بل هو: ابن وهب الإمام العَلَمُ، والدليل عليه: أن الحديث من رواية أصبغ بن الفرج ومحمد بن عبد الله بن الحكم وغيرهما من أصحاب ابن وهب عنه، والنسوي متأخر، من طبقة يحيى? بن صاعد، والعجب من أبي الفرج كيف خفي عليه هذا، وقد ساقها من طريق أصبغ وابن أبي الحكم عن ابن وهب؟!!!». وبنحوه قاله العراقي في «إصلاح المستدرك» كما في «شرح الإحياء».
قلتُ: وفي بداية قول ابن القيم نظر لما تقدم من الكلام على? عبد الله بن عياش، وأنه حسن الحديث فقط.
أما الهيثمي فقال في «مجمع الزوائد» (1/ 163): «رجاله موثقون»!!!.
3 - حديث عبد الله بن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: فله عنه طرق:
أ- عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس به: أخرجه الطبراني في «الكبير» (ج11 برقم 11310) وأبو نعيم في «المستخرج» (17) والخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي» (718) وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (43/ 541)، من طريق القاسم بن سعيد بن المسيب بن شريك، ثنا أبو النضر الأكفاني، ثنا سفيان، عن جابر، عن عطاء به.
قلت: وهذا سند رجاله كلهم ثقات حاشا جابر هذا، وهو شيعيٌّ رافضيٌّ هالك، أهلك الله أمثاله في كل عصر وفي كل زمان.
فالقاسم بن سعيد، وثقه الخطيب في «تاريخه» (12/ 427 - 428)، وأبو النضر الأكفاني واسمه: الحارث بن النعمان، قال فيه الذهبي: «صدوق»، وسفيان هو: الثوري.
قلتُ: ثم وجدتُ لهذا الجعفي الهالك متابع، فقد تابعه: ابن جريج، عن عطاء به.
أخرجه أبو الشيخ في «حديثه» برقم (53)، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، حدثنا إسماعيل بن عمرو، حدثنا محمد بن مروان، عن ابن جريج به.
وهذه المتابعة أوهى? من بيت العنكبوت، ففي الإسناد: إسماعيل بن عمرو، ضعيف، وشيخه لم أهتد إليه، فهناك ثلاثة تسموا بهذا الاسم من طبقة واحدة، أولهم: محمد بن مروان بن قدامة العقيلي أبو بكر البجلي، وهو صدوق له أوهام، والثاني: محمد بن مروان الذهلي، أبو جعفر الكوفي، وهو مقبول، والثالث: محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل السدي الكوفي، وهذا متهم بالكذب، فنظرة إلى? ميسرة حتى? يتبين لنا وجه الصواب بحوله وقوته تعالى?.
وفي الإسناد أيضًا: ابن جريج، مدلس وقد عنعنه.
وقد خالف محمد بن مروان: صغدي بن سنان، فرواه عن ابن جريج عن عطاء، عن أبي هريرة كما تقدم. فهذا الإسناد ضعيف بالمرة.
ب- شَهْر بن حَوْشَب، عن ابن عباس: أخرجه الطبراني في «الأوسط» (7187)، من طريق عبد الله بن خراش، عن العوام بن حوشب، عن شهر به.
قلتُ: عبد الله بن خراش واهٍ، وشهر سمع من ابن عباس م.
ج- أبو صالح، عن ابن عباس به: أخرجه الطبراني في «كبيره» (ج11 برقم 10845)، والعقيلي (4/ 206)، من طريق معمر بن زائدة، عن الأعمش، عن أبي صالح به.
وتقدم الكلام على? هذا الإسناد في رواية أبي هريرة ط.
د- سعيد بن جبير، عن ابن عباس به: أخرجه أبو يعلى? (2585)، والخطيب (5/ 160، 7/ 406)، من طريق أبي عوانة، عن عبد الأعلى?، عن سعيد به.
وسنده حسن، وهذا أمثل طرق رواية عبد الله بن عباس م.
4 - حديث جابر بن عبد الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: وله عنه طرق:
أ- محمد بن المنكدر، عنه؛ يرويه عنه: خلف بن تميم، حدثنا عبد الله بن السري، عن محمد بن المنكدر، وعن خلف يرويه:
1 - الحسين بن أبي السري العسقلاني: أخرجه ابن ماجه (263).
2 - محمد بن إسماعيل الصائغ: أخرجه العقيلي (2/ 265).
3 - الحسن بن البزار: أخرجه ابن عدي (4/ 212).
4 - محمد بن عبد الرحيم: أخرجه ابن أبي عاصم في «السنة» (994)، وابن عدي (4/ 212).
5 - الحسن بن الصباح: أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» (2/ 1/197).
6 - علي بن محمد بن أبي المضاء: أخرجه أبو عمرو الداني في «السنن الواردة» (287).
¥(43/383)
7 - محمد بن الفرج الأزرق: أخرجه الخطيب (9/ 471) والمزي (15/ 16)، كلهم عن خلفٍ به مرفوعًا بلفظ: «إذا لعن آخر هذه الأمة أولها، فمن كان عنده علمٌ فليظهره، فإن كاتم العلم يومئذٍ ككاتم ما أُنزل على? محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -».
وقال البوصيري في «الزوائد» (1/ 39): «في إسناده: حسين بن أبي السري، وعبد الله بن السري، ضعيف».
قلتُ: قد تُوبعَ حسين هذا بما سبقَ بيانه، فلا داعي لذكره ضمن علل الإسناد، أما عبد الله بن السري هذا يبدو أنه لم يدرك محمد بن المنكدر، فقد نقل البوصيري في «مصباح الزجاجة» (1/ 39) عن المزي أنه قال: «ذكر المزي في «الأطراف»: أن عبد الله بن السري لم يدرك محمد بن المنكدر، قال: ورواه أحمد بن نصر الفراء وغير واحد، عن عبد الله بن السري، عن سعيد بن زكريا، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زادان، عن محمد بن المنكدر».
وقد أشار المزي أيضًا لهذا عقب إخراجه للحديث في «تهذيب الكمال».
وقول المزي: «وغير واحد» منهم: أحمد بن خليد كما عند الخطيب (9/ 471) وأبو هارون موسى? بن النعمان كما عند ابن عدي (4/ 212) والخطيب (9/ 471) وأحمد بن إسحاق البزاز صاحب السلعة كما عند العقيلي (2/ 264) كلهم رووه عن عبد الله بن السري، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان عن محمد بن المنكدر، عن جابر .... الحديث.
وقال ابن عدي: «قال لنا بن صاعد: وقد رواه سريج بن يونس وقدماء شيوخنا عن خلف بن تميم، وكانوا يرون أن عبد الله بن السري هذا شيخ قديم ممن لقي ابن المنكدر وسمع منه، وممن صنف المسند فقد رسمه باسمه في الشيوخ الذين رووا عن ابن المنكدر فحدثنا به عن شيخ خلف بن تميم فإذا هو أصغر منه وإذا خلف قد أسقط من الإسناد ثلاثة نفر».
وقال العقيلي: «وهذا الحديث بهذا الإسناد أشبه وأولى?».
وأخرجه ابن عدي (4/ 212) والطبراني في «الأوسط» (430) والخطيب (9/ 471) والمزي في «تهذيب الكمال» (15/ 16)، من طريق عبد الله بن السري، ثنا سعيد بن زكريا المدائني عن عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن محمد بن المنكدر عن جابر به.
فأصبح بين عبد الله بن السري ومحمد بن المنكدر ثلاثة أنفس كما قال ابن صاعد، أما سعيد بن زكريا هذا فصدوق، لينه بعضهم كما في «ميزان الاعتدال» للذهبي (3/ 137).
وعنبسة وضّاع للحديث، ومحمد بن زاذان، قال البخاري: «لا يُكتب حديثه» وقال الترمذي: «منكر الحديث»، وضعفه الدارقطني.
وهناك علةٌ أُخرى? للحديث، قال الإمام البخاري في «التاريخ الكبير» (2/ق1/ 197):
«لا أعرف عبد الله ـ يعني: ابن السَّريّ ـ ولا له سماعًا من ابن المنكدر».
ب- عطاء بن أبي رباح عن جابر به: أخرجه العقيلي (3/ 426) والخطيب (9/ 92، 12/ 368 – 369) وابن الجوزي في «العلل» (127) وابن عساكر في «تبيين كذب المفتري» (ص31 - 32) من طريق عبيس بن ميمون، عن عِسْل بن سفيان، عن عطاء به.
قلتُ: وعبيس بن ميمون هذا قال فيه ابن معين: «ليس بشيء»، وقال الفلّاس: «كثير الخطاء والوهم متروك الحديث»، وقال أبو حاتم: «ضعيف الحديث، منكر الحديث»، وضعفه أبو زرعة الرازي. انظر: الجرح والتعديل (7/ 34).
تنبيه مهم جدًّا: عبيسٌ هذا وقع اسمه عند من أخرج الحديث عدا ابن عساكر: «عيسى? بن ميمون»، وهذا خطأ، والله الموفق.
وعِسْل، قال فيه أبو حاتم: «منكر الحديث»، وقال ابن عدي: «قليل الحديث، وهو مع ضعفه يُكتب حديثه».
قلتُ: أي يُكتب حديثه على? سبيل الاعتبار، لا الحجة، والله أعلم.
وقد تُوبع عسل هذا، تابعه كل من:
1 - مطر الوراق، عن عطاء به: أخرجه أبو الشيخ في «طبقات المحدثين بأصبهان» (3/ 147) وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» (1/ 297).
وسنده ضعيف، مطر ضعيف ولا سيما في مروياته عن عطاء.
2 - علي بن الحكم، عن عطاء به: أخرجه الخطيب في «الفقيه والمتفقه» (182) من طريق محمد ابن سعيد القرشي، نا حماد بن سلمة، عن علي بن الحكم به. وفي علي ضعف يسير.
ج- أبو الزبير، عن جابر به: أخرجه الخطيب (7/ 198)، وابن الجوزي (126)، من طريق جعفر بن أبي الليث قال: نا الحسن بن عرفة قال: حدّثنا عبد الرزاق، نا سفيان الثوري، عن أبي الزبير به.
¥(43/384)
وقال ابن الجوزي: «قال علي بن العباس العلوي: لا أصل لهذا الحديث، ولا نعلم أن الحسن ابن عرفة روى? عن عبد الرزاق، قال: وهذا حديثٌ منكرٌ».
قلتُ: جعفر بن أبي الليث قال عنه الذهبي في «الميزان» (1/ 414): «أتى? عن ابن عرفة بخبرٍ منكرٍ»، وقال عنه الخطيب: «مجهول».
5 - حديث أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وله عنه طرق:
أ- يوسف بن إبراهيم، عن أنسٍ به: أخرجه ابن ماجه (264) والعقيلي (3/ 168، 4/ 449) والمزي (21/ 379) من طريق الهيثم بن جميل، حدثني عمرو بن سليم، ثنا يوسف به.
وقال العقيلي (3/ 168): «وقد رُوِى? هذا المتن بإسنادٍ أصلح من هذا».
قلتُ: وهذا سندٌ واهٍ جدًّا، فيه: عمرو بن سليم ضعيف، ويوسف بن إبراهيم، قالا البخاري وأبو حاتم: «صاحب عجائب» وزاد أبو حاتم: «منكر الحديث»، وقال ابن حبان: «يروي عن أنس ما ليس من حديثه، لا تحل الرواية عنه».
ب- محمد بن واسع، عن أنس به: أخرجه الخطيب (14/ 324) وأبو نعيم في «الحلية» (2/ 355) والرافعي في «التدوين» (2/ 165 - 166) وابن الجوزي (129)، من طريق يحيى? بن سليمان الجعفي قال: ثنا يحيى? بن سليم الطائفي، عن عمران بن مسلم، عن محمد به.
وقال أبو نعيم: «هذا حديث غريب من حديث محمد بن واسع عن أنس لم نكتبه إلا من هذا الوجه، وقد ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هذا الحديث بأسانيد ذوات عدد».
قلتُ: يحيى? بن سليمان وثقه بعض الحفاظ، وخالفهم النسائي فقال فيه: «ليس بثقة».
أما يحيى? بن سليم، فقد قال فيه أبو حاتم (الجرح 9/ 156): «شيخ محله الصدق، ولم يكن بالحافظ، يكتب حديثه ولا يحتج به».
وهناك علةٌ أخرى? وهي: عدم إمكانية سماع محمد بن واسع من أنس ط، فقد قال الإمام ابن حبان في «مشاهير علماء الأمصار» (ص 191 برقم 1186): «ليس يصح له عن أنس سماع وإن كان لا يصغر عنه». وقال ابن المديني كما في «جامع التحصيل» (ص 271) و «تهذيب الكمال» (26/ 578): «ما أعلمه سمع من أحد من الصحابة».
وإشارة ابن حبان في «مشاهير علماء الأمصار» لهذه القضية، تشير إلى? أن قضية سماع محمد بن واسع من أنس كانت مسار جدال بين العلماء، فحسمها ابن حبان بقوله هذا، والله أعلم.
ج- علي بن زيد بن جُدعان، عن أنس به: أخرجه ابن عدي (4/ 312)، وأبو نعيم في «أخبار أصفهان» (1/ 115)، وابن الجوزي (130)، من طريق عبد الرحمن بن القطامي، ثنا علي بن زيد بن جدعان به. وقال ابن الجوزي: «علي بن زيد بن جدعان، قال يحيى?: ليس بشيء».
قلتُ: عجبتُ منك يا ابن الجوزي!!!، كيف تعل الحديث بهذا الراوي وتترك من هو أشد منه ألا وهو ابن القطامي الهالك هذا، وابن القطامي ذا، قال ابن عدي (4/ 312): «قال عمرو بن علي [وهو الفلّاس]: ورجل لقيته أنا يقال له: عبد الرحمن بن القطامي يحدث عن أبي المهزم، وكان كذابًا».
د- عمر بن شاكر، عن أنسٍ به: أخرجه ابن الجوزي (131)، من طريق عمر به.
وعمر بن شاكر، قال فيه أبو حاتم كما في «الجرح والتعديل» لابنه (6/ 115): «ضعيف الحديث، يروى عن أنس المناكير». وقال ابن عدي (5/ 55): «يحدث عن أنس بنسخة قريبًا من عشرين غير محفوظة».
6 - حديث أبي سعيد الخدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: وله عنه طريقان:
الأول: عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبي سعيد به:
أخرجه ابن ماجه (265)، وأبو نعيم في «المستخرج» (16)، وابن الجوزي (124)، من طريق محمد بن داب، عن صفوان بن سليم، عن عبد الرحمن به.
قلتُ: وسنده موضوع علته ابن داب هذا، فهو كذاب، قال ابن حبان وخلف الأحمر: «يضع الحديث» وقال أبو زرعة: «محمد بن داب هذا ضعيف الحديث، كان يكذب»، كذا في «علل الحديث» لابن أبي حاتم (2/ 438).
الثاني: صالح بن كيسان، عن أبي سعيد به:
أخرجه ابن الجوزي (125)، من طريق يحيى? بن العلاء، عن شعيب بن خالد، عن صالح به.
قلتُ: ويحيى? هذا واهٍ واهٍ، هاكم كلام العلماء فيه:
¥(43/385)
قال أحمد بن حنبل: كذاب يضع الحديث. وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين: ليس بثقة وقال أبو حاتم، عن يحيى بن معين: ليس بشيء. وقال عمرو بن على و النسائي و الدارقطني: متروك الحديث.وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: غير مقنع. وقال في موضع آخر: شيخ واهي. وقال أبو زرعة: في حديثه ضعف. وقال أبو حاتم: سمعت أبا سلمة ضعف يحيى بن العلاء و كان قد سمع منه. وقال في موضع آخر: ليس بالقوى، تكلم فيه وكيع. وقال البخاري: تكلم فيه وكيع و غيره. وقال أبو عبيد الآجري، عن أبى داود: ضعفوه. وقال في موضع آخر: ضعيف. وقال إسحاق بن منصور، عن عبد الرزاق: سمعت وكيعًا و ذكر يحيى ابن العلاء، فقال: كان يكذب، حدث في خلع النعلين نحو عشرين حديثًا.
وقال أبو عقيل محمد بن حاجب المعروف بشاه، عن عبد الرزاق: قلت لوكيع: ما تقول في يحيى بن العلاء؟ فقال: ما ترى ما كان أجمله، ما كان أفصحه. فقلت: ما تقول فيه؟ قال: ما أقول في رجل حدث بعشرة أحاديث في خلع النعل إذا وضع الطعام!. وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بالمقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به.وروى له أبو أحمد بن عدى أحاديث ثم قال: و له غير ما ذكرت، و الذي ذكرت مع ما لم أذكره كله لا يتابع عليه، و كلها غير محفوظة، و الضعف على رواياته وحديثه بين، و أحاديثه موضوعات. ا هـ.
قال الحافظ في «تهذيب التهذيب» 11/ 262: وقال يعقوب بن سفيان: يعرف و ينكر (المعرفة و التاريخ 3/ 141)، وقال الساجي: منكر الحديث، فيه ضعف. وقال الدولابي: متروك في الحديث. وقال الحربي: غيره أوثق منه.
7 - حديث عبد الله بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وله عنه طرق:
أ- أبو الأحوص، عن ابن مسعود به: أخرجه الحاكم في «المدخل» (ص90) والطبراني في «الكبير» (ج 10 برقم 10089)، وابن عدي (3/ 455) وابن عبد البر في «الجامع» (1/ 5) والخطيب (6/ 77)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (115) من طريق سوار بن مصعب عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص به.
وقال ابن عدي: «لا أعلم يرويه عن أبي إسحاق، غير: سوار بن مصعب».
قلت: وسوار هذا قال عنه البخاري: «منكر الحديث» وقال ابن معين والنسائي: «متروك».
ب- علقمة، عن ابن مسعود به: أخرجه ابن حبان في «المجروحين» (3/ 97)، وابن الجوزي (118)، من طريق هيصم بن الشداخ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة به.
وقال ابن حبان: «هيصم بن الشداخ شيخ يروي عن الأعمش الطامات في الروايات، لا يجوز الاحتجاج به».
ج- الأسود، عن ابن مسعود به:
أخرجه ابن عدي (5/ 211، 6/ 341)، والطبراني في «الكبير» (ج10 برقم 10197)، وفي «الأوسط» (5540)، والعقيلي (4/ 159)، وابن الجوزي (116)، والمزي (11/ 89)، من طريق موسى? بن عمير، ثنا الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم، عن الأسود به.
قال ابن عدي: «لا أعلم يرويه عن الحكم غير موسى? بن عُمير».
قلتُ: موسى? بن عمير، قال أبو حاتم الرازي: «ذاهب الحديث، كذاب»، وضعفه أبو زرعة وابن نُمير. انظر: «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (8/ 155).
د- أبو عبيدة، عن ابن مسعود به:
أخرجه ابن عدي (3/ 205، 6/ 164 - 165)، وابن الجوزي (117)، من طريق محمد بن الفضل، عن حمزة الجزري، عن زيد بن رفيع، عن أبي عبيدة به.
قلتُ: فيه: محمد بن الفضل بن عطية قال ابن معين: «ليس بشيء، لا يُكتب حديثه»، وقال الإمام أحمد: «ليس بشيء، حديثه حديث أهل الكذب»، وقال البخاري: «سكتوا عنه»، وهذا من أوهى? ألفاظ الجرح عند البخاري، وتركه الفلّاس والنسائي، الكامل (6/ 161).
وحمزة الجزري، هالك، قال ابن معين: «لا يساوي فَلْسًا»،وقال البخاري: «منكر الحديث» وقال ابن عدي: «عامة ما يرويه موضوع»، وتركه الدارقطني وغيره.
وزيد بن رفيع،قال الذهبي في «المغني» (2273): «زيد بن رفيع عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود ليس بالقوي». وأخيرًا الانقطاع الذي بين أبي عبيدة وأبيه ابن مسعود، فهو لم يسمع منه، كما قال الترمذي وابن حبان وغيرهما.
8 - حديث طلق بن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
¥(43/386)
أخرجه ابن عدي (1/ 353) والطبراني في «الكبير» (ج8 برقم 8251)، والعقيلي (1/ 313) وابن قانع في «معجم الصحابة» (2/ 40)، والقضاعي في «مسنده» (433)، وابن الجوزي (142)، من طريق حماد بن محمد الفزاري قال: نا أيوب بن عتبة، عن قيس بن طلق، عن أبيه مرفوعًا: «من سُئِلَ عن علمٍ فكتمه ..... » الحديث.
وقال ابن عدي: «هذا الحديث بهذا الإسناد غريبٌ جدًّا».
قلت: حماد وأيوب، ضعيفان.
9 - حديث عمرو بن عبسة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
أخرجه ابن الجوزي (128) من طريق محمد بن القاسم عن أبي قبيصة، عن ليث عن أبي فزارة عن عمرو بن عبسة مرفوعًا بلفظ: «من أعقد لواء ضلالة، أو كتم علمًا، أو أعان ظالمًا وهو يعلم، فقد بريء من الإسلام».قال ابن الجوزي: «محمد بن القاسم، كان يضع الحديث».
قلت: وليث هو: ابن أبي سليم، ضعيف الحديث.
10 - حديث عبد الله بن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، يرويه عنه نافع مولاه، وعن نافع يرويه:
أ- الحسن بن ذكوان، عن نافع به: أخرجه الطبراني في «الأوسط» (3921) وابن عدي (2/ 371) وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (49/ 219) وابن الجوزي (121) من طريق حسان بن سياه قال: نا الحسن به.
وقال الدارقطني فيما نقله عنه ابن عساكر: «هذا حديثٌ غريبٌ من حديث الحسن بن ذكوان، عن نافع، عن ابن عمر، تفرد به حسان بن سياه عنه».
قلت: وحسان بن سياه قال الذهبي في «المغني» (1371): «ضعفه الدارقطني» وضعفه أيضًا ابن عدي، وقال ابن حبان: «يأتي عن الأثبات بما لا يشبه حديثهم»،الميزان (3/ 223).
ب- ابن ذؤيب، عن نافع به: أخرجه ابن الجوزي (122) من طريق خالد بن يزيد الأنصاري، أنا ابن ذؤيب، به. وخالد هذا كذاب، يروي الموضوعات.
11 - حديث عائشة رضي الله عنها: أخرجه العقيلي كما في «رفع المنار» (ص 34)، من رواية الحسن بن علي الفسوي، عن عطاء، عن عائشة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - به.
وقال العقيلي: «الحسن هذا مجهول بالنقل».
قلتُ: ولم أجد حديث أم المؤمنين عائشة ك في «ضعفاء» العقيلي المطبوع، وبالطبع شككتُ في المطبوع، فبحثتُ في مخطوط «الضعفاء» وهي نسخة نفيسة تركية، فلم أجد من اسمه: الحسن بن علي الفسوي في هذه النسخة، فالله أعلم أين أخرج العقيلي هذه الرواية؟.
قلتُ: وخلاصة الكلام في هذا الحديث أنه صحيح من رواية أبي هريرة، وحسن من رواية ابن عمرو، وبقية الروايات تقدم بيانها والحمد لله تعالى?، والحديث في مجمله قال عنه الحافظ ابن حجر في «القول المسدد» (ص 11): «والحديث صالح للحجة».
أما من يقول: أن الحديث متواتر لوروده عن العديد من الصحابة، فهو مخطئ لا محالة، لما تبين لنا من ذكر علل أسانيد هذه المرويات، والله أسأله العون والسداد.
هذا ما توصلتُ إليه، والعلم عند الله.
أخوكم: أبو عبد الرحمن مسعد بن عبد الحميد السعدني الحُسيني
وهاكم نص البحث وورد.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[16 - 05 - 05, 06:07 ص]ـ
للشيخ أحمد صديق الغماري جزء مطبوع في تخريج هذا الحديث توسع أيضاً فيه بتخريج هذا الحديث، والله الموفق.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[16 - 05 - 05, 08:43 م]ـ
للشيخ أحمد صديق الغماري جزء مطبوع في تخريج هذا الحديث توسع أيضاً فيه بتخريج هذا الحديث، والله الموفق.
أخي الحبيب الدارقطني , قد أشار الأخ مسعد إلى جزء الغماري " رفع المنار ".
محبكم / أبومحمد.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[16 - 05 - 05, 11:32 م]ـ
جزاك الله الجنة.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[17 - 05 - 05, 02:29 ص]ـ
جزاك الله الجنة.
اللهم آمين.
وجزاك الله الفردوس الأعلى أخي الحبيب.
قل: آمين.
ـ[مسعد الحسيني]ــــــــ[17 - 05 - 05, 07:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خير الجزاء أيها الأخوة الكرام، والله ما رأيت أطيب ولا أنقى منكم، جزيت خيرًا على ما تفعلونه.
وأقول للأخ الفاضل الدارقطني أنني قد أشرتُ لجزء الغماري.
وجزاك الله على التنبيه، وكذا أشكر بشدة الأخ الفاضل خالد الأنصاري، بارك الله فيك أخي الحبيب
ـ[الدارقطني]ــــــــ[17 - 05 - 05, 07:43 ص]ـ
إسمح لي سوء ظني بك وأسأل الله أن يعفو عنّي وعنك وعن المسلمين وسبب ذكري لجزء الغماري أنّي لم أقرأ تخريجك، نفع الله بك المسلمين، والله الموفق.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[18 - 05 - 05, 02:38 ص]ـ
وكذا أشكر بشدة الأخ الفاضل خالد الأنصاري، بارك الله فيك أخي الحبيب
لاشكر على واجب أخي الفاضل.
وأحبك الله الذي أحببتني فيه من أجله.
محبكم / أبومحمد.
ـ[الناصح]ــــــــ[28 - 09 - 06, 04:08 م]ـ
قال عمر بن بدر الموصلي الوراني صاحب كتاب
المغني عن الحفظ والكتاب
باب من سئل عن علم فكتم
قال أحمد بن حنبل لا يصح في هذا الباب شيء
والله أعلم
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[29 - 09 - 06, 02:38 م]ـ
سمعت الشيخ عمر المقبل يرجح الإرسال(43/387)
شَذَرَاتٌ مِنْ التَّعْلِيقُ الْمَأْمُول عَلَى كِتَابِ النُّزُول
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 05 - 05, 11:33 ص]ـ
شَذَرَاتٌ مِنْ
التَّعْلِيقُ الْمَأْمُول عَلَى كِتَابِ النُّزُول
ـــــــ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، ولا حَوْلَ وَلا قُوْةَ إِلا بِالله
ـــــــأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ الثِّقَةُ أبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِى بْنِ الْفَرَجِ الدُّورِيُّ؛ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فَأَقَرَّ بِهِ، فِي صَفَرَ أَحَدَ وَعَشَرَ وَخَمْسِمِائةٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَشْرَانَ؛ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فَأَقَرَّ بِهِ، بِقِرَاءَةِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ النُّعُمَانِيِّ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأوَّلِ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّارَقُطْنِيُّ الْحَافِظُ قَالَ:
ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِىِّ بْنِ أبِى طَالِبٍِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ
ـــــــ (1) حَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابِورِىُّ الْفَقِيهُ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قال: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قال ثَنَا أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حدَّثَنِى عَمِّي عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِى رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِىِّ بْنِ أبِي طَالِبٍ عَنْ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ قَالَ: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ، وَأَخَّرْتُ الْعِشَاءَ الآخِرَةَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الأَوَلِ، فَإِنَّهُ إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ؛ هَبَطَ اللهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَلَمْ يَزَلْ هُنَالِكَ حَتى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، فيَقُولُ: أَلا سَائِلٌ يُعْطَى. أَلا دَاعٍ يُجَابُ. أَلا سَقِيمٌ يَسْتَشْفِي. أَلا مُذْنِبٌ يَسْتَغْفِرُ فَيُغْفَرَ لَهُ)).
ــــــ
(1) صحيح. أخرجه كذلك أَحْمَدُ (1/ 120)، والدَّارمِيُّ أبو محمد ((السنن)) (1485)، والدَّارمِيُّ أبو سعيد ((الرَّد على الْجَهْمِيَّةِ)) (66. بترقيمى)، والبزَّار (2/ 121/478)، واللالكائِيُّ ((اعتقاد أهل السنة)) (3/ 437/748)، والمقدسِيُّ ((الترغيب فى الدعاء)) (29) جميعاً من طريق يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ ثنِى عمِّى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَسَارٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مرفوعاً به.
قُلْتُ: وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجاله كلُّهم مُوَثَّقون. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَسَارٍ عَمُّ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ، مَوْلَى قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ الْمَدِنِيِّ، ثِقَةٌ مُقِلٌّ. وثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وابْنُ حِبَّانَ.
ومُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ هو ابْنُ يَسَارٍ المطلبِيُّ، إمام الْمغازِي والسير، صدوق يخشى تدليسه، وقد صرَّح بالسَّماع، فانتفت تهمة تدليسه للحديث. وإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ هو ابْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ، أثبت أصحاب ابْنِ إِسْحَاقَ وأتقنهم وأكثرهم عنه رواية. وقد جوَّد إسناد الحديث وأقام متنه، وأتمَّ سياقته.
ولم يتفرَّد إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ بهذا الإسناد، فقد تابعه سَعِيدُ بْنُ بَزِيعٍ، وسيأتى حديثه عند المصنِّف.
وخالفهما على إسناده اثنان: يُونُسُ بْنُ بُكًيْرٍ وأتمَّ الحديث، وإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ، واختصره فذكر النُّزُولَ وحده، إلا أنَّهما أسقطا من إسناده أَبَا رَافِعٍ، والصَّوابُ إثباته.
¥(43/388)
أخرجه أبو يعلى (6576)، من طريق عُقْبَةَ بْنِ مُكْرَمٍ، واللالكائِيُّ ((اعتقاد أهل السُّنة)) (3/ 438/749) من طريق عُبَيْدِ بْنِ يَعِيشَ، كلاهما عن يُونُسَ بْنِ بُكًيْرٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عمِّه عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مرفوعاً بتمامه.
وأخرجه الدارميُّ أبو محمد ((السنن)) (1483) قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُخْتَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفُ اللَّيْلِ)) فَذَكَرَ النُّزُولَ.
ولابْنِ إِسْحَاقَ بهذا المتن إسناد آخر عن أبِي هُرَيْرَةَ، يأتى ذكره عند المصنِّف ((أرقام 73:76. بترقيمى).
(تنبيه) أما عزو الأستاذ الْفَقِيهِيُّ حديث عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ للطبرانِيِّ ((الأوسط))، فقد قلَّد فِي ذلك محققِي ((سنن الدارمِيِّ))، فقد نسباه إلَى الهيثمِيِّ ((مجمع الزوائد)) (1/ 221).
قُلْتُ: ولو دقَّق واحدٌ من ثلاثتهم النَّظرَ فِي ((مجمع الزوائد)) لم يقله، لأن الحافظ الهيثمِيَّ أورده فِي ((كتاب الطَّهارة)): باب السِّواك؛ مقتصراً على ذكر السِّواك، وهذا مختصر بخلاف حديث الدَّارَقُطْنِيِّ.
فقد أخرجه الطبرانِيُّ ((الأوسط)) (2/ 57/1238) من طريق يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ثَنَا أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ حدَّثنِى عمِّى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَسَارٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ وُضُوءٍ)).
وأخرجه كذلك البخارِيُّ ((التاريخ الكبير)) (6/ 462/2994) عن عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، والطَّحاوِيُّ ((شرح المعانِي)) (1/ 43) عن علِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ، كلاهما عن يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثنا أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حدَّثنِى عمِّى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَسَارٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مرفوعاً به.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 05 - 05, 11:59 ص]ـ
(2) حدَّثَنَا أبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: أنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قال: ثَنَا أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ (ح)
(3) وحدَّثَنَا [أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى الذيَّالِ قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ الْحَرَّانِى قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَزِيعٍ عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ] (1) قال: حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَسَارٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ يَقُولُ: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ، وَلأَخَّرْتُ الْعِشَاءَ الآخِرَةَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الأَوَلِ، فَإِنَّهُ إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ؛ هَبَطَ اللهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَلَمْ يَزَلْ هُنَالِكَ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، فيَقُولُ: أَلا سَائِلٌ فيُعْطَى سُؤلُه .. أَلا دَاعٍ يُجَابُ)).
ــــــــــ
(1) ما بين المعقوفتين هو الصَّحيح من أسماء رجال الإسناد، وقد وقعت فِي ((المطبوعة)) تحقيق الأستاذ الْفَقِيهِيُّ أخطاء وتصحيفات لهذا الإسناد. فقد ورد فيها هكذا:
¥(43/389)
((حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى الرِّجَالِ قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يُوسُفَ الْحَرَّانِى قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَزِيعٍ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ قَالَ: حدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَسَارٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ)) فذكره.
ثم قال: ((قالوا: وحَدَّثنَاَ مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرَّعِ قَالَ: قَالَ الأَعْمَشُ: وَأَرَى أَبَا سُفْيَانَ ذكره عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ قَالَ: ذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ)).
قلت: وهذا السِّياق فيه أخطاء كثيرة، لم يلتفت إليها الأستاذ الْمُحَقَّق:
[الأول] ((أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى الرِّجَالِ)) خطأ، وصوابه ((ابْنِ أَبِِي الذيَّالِ)) بالذال والياء.
[الثانِي] ((سُلَيْمَانُ بْنُ يُوسُفَ الْحَرَّانِيُّ)) خطأ، وصوابه ((ابْنُ سَيْفٍ الْحَرَّانِيُّ)).
[الثالث] ((عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ)) خطأ، وصوابه ((عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ)).
[الرابع] سقط من إسناده ((عن أبيه))، والصواب إثباته؛ كما هو عند البزار من كلا طريقى الدَّارَقُطْنِيِّ.
[الخامس] قوله بعد تمام الحديث ((قالوا: وحَدَّثنَاَ مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرَّعِ ...... )) ليس لذكره ههنا أى معنى!، وإنما هو كلام مذكور فى ثنايا حديث أبِي هُرَيْرَةَ الآتى ذكره فِي ((ذِكْرُ الرِّوِايَةِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ)). وقد دقَّقْتُُ النَّظر فِي ورقة المخطوطة المصوَّرة، فلم أجد هذا الكلام مثبتاً عقب حديث عَلِيِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ، فكيف أثبته الْمُحَقِّقُ ههنا؟!.
(2) و (3) صحيحان. وأخرجهما كذلك البزَّار كما فِي ((كشف الأستار)) (1/ 491) بنحو روايتي المصنِّف إسناداً ومتنا ً.
قال أبو بكر البزَّار: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَزِيعٍ عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثثَِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَسَارٍ (ح) وحدثنا إبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِىُّ والْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ وأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالُوا: ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَسَارٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ أن رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي ... )) فذكره بتمامه.
قُلْتُ: وهذان إسنادان كلاهما حَسَنٌ، ورجالهما مُوَثَّقون، خلا سَعِيدَ بْنَ بَزِيعٍ، فهو حَرَّانِىُّ صَدُوقٌ حَسَنُ الحديث، روى عنه: سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ الْحَرَّانِىُّ، وعَبْدُ الرَّحْمِنِ بْنُ مُطَرِّفٍ الرُّؤْاسِىُّ الكوفِيُّ.
قال ابن أبِي حاتم ((الجرح والتعديل)) (4/ 8/24): ((سُئِلَ أبو زرعة عن سَعِيدِ بْنِ بَزِيعٍ الَّذِي روى عن: ابْنِ إِسْحَاقَ، وروى عنه: عَبْدُ الرَّحْمِنِ بْنُ مُطَرِّفٍ، فَقَالَ: حَرَّانِىُّ صَدُوقٌ)) اهـ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 05 - 05, 12:09 م]ـ
[قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدُونَ: نَقَلْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ خَطِّ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ] (1).
ــــــ
(1) مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدُونَ الْمَذْكُورَ هَاهُنَا، ترجَمه الخطيب البغدادِيُّ ((تاريخ بغداد)) (2/ 255/728) فقال: ((مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدُونَ، أبو طاهر البزَّازُ الْمَوْصِلِيُّ ولد بالموصل، ونشأ ببغداد.
وسمع: أبا عمر بن حيويه، وطلحة بن محمد بن جعفر، وأبا بكر بن شاذان، وأبا الحسن الدَّارَقُطْنِيَّ، وأبا عبد الله بن بطة العكبري، وغيرهم. كتبت عنه، وكان صدوقا، يسكن بدرب الزعفرانِي حذاء مسجد البصريين. أخبرنا ابن سعدون قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال أنبأنا عبد العزيز بن أحمد الغافقي بمصر قال أنبأنا فهد بن سليمان قال أنبأنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال أنبأنا سُفْيَانُ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ عَدِي بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زِرِّ - يَعْنِى ابْنَ حُبَيْشٍ - عَنْ علِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: ((عَهِدَ إِلَيَّ النَّبيُّ الأمِّيُّ: ألا يُحِبُّنِى إلا مُؤْمِنٌ، وَلا يُبْغِضُنِى إِلا مُنَافِقٌ)).
قال أبو بكر الخطيب: مشهور من حديث الأَعْمَشِ، وغريب من حديث سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عنه، لا نعلم رواه سوى أبِي نعيم، ولا رواه عن أبِي نعيم إلا فهد بن سليمان، وما كتبناه إلا من حديث الغافقِي عن فهد. سألت ابن سعدون عن مولده، فقال: ولدت بالموصل في ليلة النِّصف من شعبان من سنة سبع وستين وثلاثمائة. ومات بمصر في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة فِي ربيع الأوَّل)).
¥(43/390)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 05 - 05, 12:31 م]ـ
(4) حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ بِمِصْرِ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ وَكِيعٌ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ قَالَ: حَدَّثَنِى عمُّ أبِى الْحُسَيْنُ بْنُ مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ عَلِىٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((إنَّ اللهَ عزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ فِى كُل لَيْلَةِ جُمْعَةِ مِنْ أوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى آخِرِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَفِى سَائِرِ الليَالِى فِى الثُّلُثِ الآخرِ مِنْ اللَّيْلِ، فَيَأْمُرُ مَلَكَاً يُنَادِى: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ، يَا طَالِبَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا طَالِبَ الشَّرِّ أَقْصِرْ)).
ــــــ
(4) مُنْكَرٌ. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ، أبو عَلِيٍّ الْعَلَوِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، يحدِّث عَنْ عَمِّ أَبِيهِ عَنْ آلِ الْبَيْتِ بالغرائب والمناكير، لا يحتمل تفرُّده. وليس فى أحاديث النُّزُول أنكر، ولا أغرب من هذه اللفظة ((فَيَأْمُرُ مَلَكَاً يُنَادِى: هَلْ .. هَلْ .. ))، ثم هذا الفرق بين ليلة الجمعة، وسائر الليالِي فِي وقت النُّزول ليس يُذكر هكذا إلا بهذا الإسناد.
وأما مُوسَى الْكَاظِمُ بْنُ جَعْفَرِ الصَّادِقِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبِاقِرِ بْنِ عَلِىٍّ زَيْنِ الْعَابِدِينَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِىِّ ابْنِ أَبِى طَالِبٍ فكلهم أئمَّة ثقات عدول من أئمَّة المسلمين وخيارهم، رضى الله عنهم أجمعين، وإنَّما العبرة فى صحَّة الإسناد إليهم، فلا يُقبل من أحاديثهم إلا ما روى الثِّقات الأثبات.
وأخرجه الشَّيْخُ الصَّدُوق الشِّيعِي فِي ((المجلس الرَّابع والسِّتون من أماليه)) (ح5) قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الصُّوفِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى أَبُو تُرَابٍ الرُّويَانِي عّنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَسَنِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مَحْمُودٍ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ؛ مَا تَقُولُ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي يَرْوِيهِ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا))، فَقَالَ: لَعَنَ اللهُ الْمُحَرِّفِينَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ، وَاللهِ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ كَذَلِكَ، إِنَّمَا قَالَ: ((إنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُنْزِلُ مَلَكَاً إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ فِي الثُّلُثِ الأَخِيرِ، وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، فَيَأَمُرُهُ، فَيُنَادِي: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ، يَا طَالِبَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا طَالِبَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، فَلا يَزَالُ يُنَادِي بِهَذَا حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ عَادَ إِلَى مَحْلِهِ مِنْ مَلَكُوتِ السَّمَاءِ))، قَالَ: حَدَّثَنِي بِذَلِكَ أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ آبَائِهِ عنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ.
قُلْتُ: هذا كَذِبٌ على الرِّضَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فمَنْ فوقه من آل البيت، وحاشاهم أن يتكلَّمُوا بمثله؛ ((وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ))!.
¥(43/391)
والْمُتَهَمُّ به إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي مَحْمُودٍ، وهو إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَيمُونٍ الْخُرَاسَانِيُّ، ليس بثقة، يروى عَنْ الْكَاظِمِ وَالرِّضَا وَالْجَوَّادِ رَضِىَ اللهُ عَنْهُمْ أَبَاطِيلَ وَأَوَابِدَ. قال الحافظ الذهبِيُّ فِي ((المغنى فِي الضُّعفاء)) (1/ 25): ((شِيعِيٌّ جَلِدٌ. روى عن عَلِيِّ بْنِ عَابِسٍ بِخَبَرٍ عَجِيبٍ، بَلْ بَاطِلٌ)).
وقد أطلت البحث فِي بيان ضعاف أحاديث آل البيت فِي كتابِي:
((الصَّوَاعِقُ والْبُرُوقُ الْمَاحِقَةُ لأَمَالِي الشَّيْخِ الصَّدُوقِ)) فلا يذهبنَّ عنك ما قاله الإمام أبُو سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ فِي ((النَّقْضِ عَلَى بِشْرِ الْمَرِيسِيِّ)):
((وَادَّعَى الْمُعَارِضُ أَنَّ اللهَ لا يَنْزِلُ بِنَفْسِهِ، وَإِنَّمَا يَنْزِلُ أَمْرُهُ وَرَحْمَتُهُ، وَهُوَ عَلَى الْعَرْشِ، وَبِكُلِّ مَكَانٍ، مِنْ غَيْرِ زَوَالٍ لأَنَّهُ الْحَىُّ الْقَيُّومُ، وَالْقَيُّومُ بِزَعْمِهِ مَنْ لا يَزُولُ.
فَيُقَالَ لِهَذَا الْمُعَارِضِ: هَذَا مِنْ حُجُجِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ، وَمَنْ لَيْسَ عِنْدَهُ بَيَانٌ، وَلا لِمَذْهَبِهِ بُرْهَانٌ، لأَنَّ أَمْرَ اللهِ وَرَحْمَتُهُ يَنْزِلُ فِي كُلِّ سَاعَةٍ، وَوَقْتٍ، وَأَوَانٍ. فَمَا بَالُ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ يُحِدُّ لِنُزُولِهِ سُبْحَانَهُ اللَّيْلَ دُونَ النَّهَارِ، وَيُوَقِّتُ مِنْ اللَّيْلِ شَطْرَهُ أَوْ الأَسْحَارَ؟!.
أَبِرَحْمَتِهِ وَأَمْرِهِ يَدْعُوا الْعِبَادَ إِلَى الاسْتِغْفَارِ؟!، أَوْ يَقْدِرُ الأَمْرُ وَالرَّحْمَةُ أَنْ يَتَكَلَّمَا دُونَهُ، فَيَقُولانِ ((هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبُ. هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِى))؟!. فَإِنْ قَدَّرْتَ مَذْهَبَكَ؛ لَزِمَكَ أَنْ تَدْعُوَ الرَّحْمَةَ وَالأَمْرَ الَّذِينِ يَدْعُوَانِكَ إِلَى الدُّعَاءِ وَالاسْتِغْفَارِ بِكَلامِهِمَا دُونَ اللهِ!!.
وَهَذَا مُحَالٌ عِنْدَ السُّفَهَاءِ، فَكَيْفَ عِنْدَ الْفُقَهَاءِ؟!، قَدْ عَلِمْتُمْ ذَلِكَ وَلَكِنَّكُمْ تَجْهَلُونَ. وَمَا بَالُ أَمْرِهِ وَرَحْمَتِهِ يَنْزِلانِ مِنْ عِنْدِهِ شَطْرَ اللَّيْلِ، ثُمَّ لا يَمْكُثَانِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ حَتَّى يُرْفَعَانِ؟!. قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ هَذَا التَّأوِيلَ بَاطِلٌ، لا يَقْبَلُهُ إِلا كُلُّ جَاهِلٍ، وَلَكِنَّكُمْ تُكًابِرُونَ)) اهـ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 05 - 05, 09:07 م]ـ
ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ
عَنْ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ فِى ذَلِكَ
ــــــ (5) حَدَّثَنَا أبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الضَّبِىُّ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِشْكَابٍ قَالَ: ثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قال: ((يَنْزِلُ ربُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كُلِّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ)).
ــــــ
(5) صحيح. وأخرجه كذلك أحمد (4/ 81)، والدارمى ((السنن)) (1480)، والنسائى ((اليوم والليلة)) (487) و ((الكبرى)) (6/ 125/10321)، وعبد الله بن أحمد ((كتاب السنة)) (1199)، والبزار (3439)، وابن أبى عاصم ((كتاب السنة)) (507)، والرويانى ((المسند)) (1453،1454)، وابن خزيمة ((كتاب التوحيد)) (ص88)، والآجرى ((الشريعة)) (662،660)، والطبرانى ((الكبير)) (2/ 134/1566) و ((كتاب الدعاء)) (136)، والبيهقى ((الأسماء والصفات)) (ص 566)، واللالكائى ((أصول اعتقاد أهل السنة)) (758،759) من طرقٍ عن حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ مرفوعاً به.
قلت: هذا إسناد صحيح على شرط مسلم وحده، لأن البخارى لم يخرج لِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ فى الأصول.
¥(43/392)
وقد رواه عن حَمَّادٍ جماعة من الرُّفعاء الأثبات: عَفَّانُ، وبِهْزُ بْنُ أَسَدٍ، وأَسْوَدُ بْنُ عامِرٍ شَاذَانُ، وأبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ويُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ويَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ، وأَسَدُ بْنُ مُوسَى، والْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، وإِسْحَاقُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَلِيطٍ، وعُبَيْدُ اللهِ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ، اثنا عشرهم عن حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ به.
قال الحافظ أبو الحجاج المزى ((تحفة الأشراف)) (2/ 418): ((قال حمزة بن محمد الكنانى الحافظ: لم يقل فيه أحد ((عَنْ عَمْرِو عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ)) غير حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ. ورواه سفيان بن عيينة ((عَنْ عَمْرِو عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أصحاب النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ))، وهو أشبه بالصواب)).
قلت: بل كلاهما صواب، والمبهم فى رواية ابن عيينة هو المبين فى رواية حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وهو ثقة حافظ واجبٌ قبول زيادته.
فقد أخرجه ابن خزيمة ((كتاب التوحيد)) (ص88) قال: أخبرنى سعيد بن عبد الرحمن المخزومى ثنا سُفْيَانُ ـ يعنى ابْنَ عُيَيْنَةَ ـ عَنْ عَمْرِو عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ أن النَّبىَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((إِذَا ذَهَبَ نِصْفُ الليل يَنْزِلُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا)) فذكره، وزاد فى آخره ((مَنْ ذَا الذِى يَدْعُونِى فَأَسْتَجِيبَ لَهُ)).
قال ابن خزيمة: ((ليس رواية ابْنِ عُيَيْنَةَ مما توهن رواية حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ لأن جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ هو رجل من مِنْ أَصْحَابِ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ، وقد يشك المحدث فى بعض الأوقات فى بعض رواية الخبر ويستيقن فى بعض الأوقات، وربما شَكَّ فى اسم بعض الرواة، فلا يكون ذلك مما يوهم من حفظ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَدْ حَفِظَ اِسْمَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ فى هذا الإسناد، وإن كان ابْنُ عُيَيْنَةَ شَكَّ فى اسمه فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ)).
قلت: إلا أنه فى رواية ابْنِ عُيَيْنَةَ تعيين وقت النزول ((إذا ذهب نصف الليل))، وليس ذا فِي رواية ابْنُ سَلَمَةَ. فحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ حفظ الإسناد وجوَّده، وسفيان بن عيينة زاد فى السياق. وعلى كلا الوجهين، فالإسنادان كلاهما صحيح لا غبار على واحد منهما، ولعلَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ لم يتفرَّد به فقد أخرجه أبو سعدٍ السمعانى ((أدب الإملاء والاستملاء)) (1/ 51) من طريق عَلِيِّ بْنِ بِسْطَامٍ الزعفراني بالبصرة أنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرَسِيُّ وطرح له المتوكل مِنْبَرَاً بسُرَّ مَنْ رَأَىَ في السوق فعلاه، وقال ثنا الحمادان حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ مرفوعاً به.
قلت: وهذا إسناد حسن غريب من هذا الوجه، تفرد به عَلِيُّ بْنُ بِسْطَامٍ عن عَبْدِ الأَعْلَى النَّرَسِيِّ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 05 - 05, 09:16 م]ـ
(6) حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ ثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ثنَا عَفَّانُ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بإسناده مثله.
[قال مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدُونَ: نقلت رواية مُحَمَّدِ بْنِ نُوحٍ هذه من خط أبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِىِّ].
ــــــ
(6) صحيح. وأخرجه كذلك أحمد (4/ 81) قال: حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((يَنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ .. هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ)).
قلت: وهذا إسناد صحيح على رسم مسلم فى ((صحيحه)).
¥(43/393)
وقد تابع عَفَّانَ عَنْ حَمَّادٍ: جماعة من الرفعاء الأثبات من أصحاب حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، كما سبق بيانه.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 05 - 05, 01:10 ص]ـ
ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
عَنْ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ فِى ذَلِكَ
ـــــ
(7) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ الْجُنْدَيْسَابُورِىُّ ثَنَا عَلِىُّ بْنُ حَرْبٍ الْجُنْدَيْسَابُورِىُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (ح) (1)
(8) وَحَدَّثَنَا الْقَاضِى الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثَنَا عَلِىُّ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ وَاصِلٍ (ح)
(9) وَحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخَلالُ بِوَاسِطٍ قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ العَلافُ (ح)
(10) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِىُّ وَآخَرُونَ قَالُوا: ثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ [قَالُوا] (2): ثَنَا مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى صَالِحٍ، ذَكَرَهُ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ أَوْ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، وَأبُو إِسْحَاقَ وَحَبِيبٌ عَنْ الأَغَرِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((إنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يُمْهِلُ حِينَ يَذْهَبُ ثُلُثُ اللَّيْلِ الأول، ثم يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ. هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيهُ. هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ، حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ)). قالوا (2): وَحَدَّثَنَا مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ قَالَ قَالَ الأَعْمَشُ: وَأَرَى أَبَا سُفْيَانَ ذَكَرَهُ عَنْ جَابِرٍ أنَّه قَالَ: ((ذَلِكَ فِى كُلِّ لَيْلَةٍ)).
ــــــ
(1) هذه الحاء المفردة بهذه الصُّورة بين المعقوفتين (ح) ليست فى الأصل ولا فِي المطبوعة، وإنما وضعتها هاهنا كما جرت عادة كتبة الحديث بكتابتها بين إسنادٍ وآخر، يجامعه فى المخرج، أو متن الحديث.
قال الْحَافِظُ أبُو زَكَرِيَّا النَّوَوَيُّ ((التَّقريب والتَّيسير لمعرفة سُنن البشير النَّذير)) (2/ 88): ((إذا كان للحديث إسنادان أو أكثر كتبوا عند الانتقال من إسناد إلى إسناد (ح)، ولم يعرف بيانها عمَّن تقدَّم. وكتب جماعة من الحفَّاظ موضعها (صح)، فيشعر ذلك بأنها رمز صحَّ.
وقيل: من التَّحويل من إسناد إلى إسناد. وقيل: لأنها تحول بين الإسنادين، فلا تكون من الحديث، ولا يلفظ عندها بشيء. وقيل: هي رمز إلى قولنا الحديث، وإن أهل المغرب كلَّهم يقولون إذا وصلوا إليها: الحديث)).
ثُمَّ قال: ((والمختار أن يقول: حا ويمرّ)) اهـ.
قُلْتُ: ويستحسن، وربَّما يتوجَّبُ كتابة هذه الحاء المفردة (ح)، كما فعلتُ هاهنا، لئلا يُتوهم أن متن الإسناد الأول ساقط، ولئلا يدخل الإسناد الثَّانِي فى الأوَّل؛ فيظنَّ القارئ أنهما إسناد واحد. ولعلَّك إذا نظرت إلى الأحاديث المرقومة بأعلاه، بعد إضافة هذا الرَّمز، تيقَّنْتَ أنَّها ليست إسناداً واحداً، وإن اجتمعت كلها فى متنٍ واحدٍ واشتركت كلها فِي مخرج الحديث.
(2) [قالوا] بلفظ الجمع: هكذا وردت بالأصل، وقد أبدلها الأستاذ الْمُحَقِّق فِي المطبوعة بـ[قال] بلفظ المفرد، وأثبت فِي الحاشية اللفظ الوارد بالأصل.
وإثباتها على ما ورد بالأصل كما أثبتُها بعاليه، هو الصَّحيح لدى العارف بقواعد وأصول تحقيق الأسانيد، وذلك لأن مخرج الحديث ((عَنْ مُحَاضِرِ بْنِ الْمُوَرِّعِ عَنْ الأَعْمَشِ ... ))، وقد رواه عَنْ مُحَاضِرِ بْنِ الْمُوَرِّعِ ستةُ أنفسٍ: عَلِىُّ بْنُ حَرْبٍ الْجُنْدَيْسَابُورِىُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وعَلِىُّ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ وَاصِلٍ، وإِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ العُلافُ، وعبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِىُّ.
(7): (10) أسانيدها مضطربة. وأخرجه كذلك اللالكائِيُّ ((أصول الاعتقاد)) (753،752) من طريق العبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدُّورِىِّ ثنا مُحَاضِرٌ بإسناده نحوه، إلا أنَّه قال ((عَنْ أَبِى سَعِيدٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ)) بِدُونِ شكٍّ.
¥(43/394)
وأخرجه كذلك ابن خُزَيْمَةَ ((التَّوحيد)) (ص84) قال: حَدَّثنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الرِّبَاطِىُّ ثنا مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ ثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِى صَالِحٍ ذَكَرَ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ أَوْ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((إنَّ اللهَ يُمْهِلُ ... )) فذكره بنحوه.
وقال: حَدَّثنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الرِّبَاطِىُّ ثَنَا مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ عَنْ الأَعْمَشِ قَالَ قَالَ أبُو سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ أنًَّه قَالَ: ((ذَاكَ فِى كُلِّ لَيْلَةٍ)).
وقال أبو بكر بن خزيمة: وحدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ الْوَاسِطِى ثنا مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ ثنَا الأَعْمَشُ ذَكَرَ عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ أَوْ أَبِى هُرَيْرَةَ، وَأَبِى إِسْحَاقَ وَحَبِيبٍ عَنْ الأَغَرِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((إنَّ اللهَ يُمْهِلُ ... )) فذكره.
وأخرجه ابن أبِي عاصم ((كتاب السنة)) (502) قال: ثنا ابن نُمَيْرٍ ثَنَا مُحَاضِرٌ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ حَبِيبٍ بْنِ أَبِى ثَابِتٍ وَأَبِى إِسْحَاقَ عَنْ الأَغَرِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((إنَّ اللهَ يُمْهِلُ ... )) فذكره.
قُلْتُ: هذه الأسانيد مضطربة وليست بالقويَّة، وعِلَّتُهَا مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ الْهَمْدَانِى أبُو الْمُوَرِّعِ ـ بضم الميم وفتح الواو وكسر الراء المشددة ـ الكوفِيُّ، صدوق يخطئ ويخالف، وربما أوقفوه على خطئه، لكنه يعود من غير تعمدٍ.
قال ابن أبِي حاتِمٍ ((الجرح والتَّعديل)) (8/ 437/1996): ((مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ أبُو الْمُوَرِّعِ كوفِيٌّ همدانِيٌّ من أنفسهم. روى عن: الأَعْمَشِ، وعَاصِمٍ، وسَعْدِ بْن سَعِيدٍ، ومُجَالِدٍ. روى عنه: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وعُثْمَانُ وعَبْدُ اللهِ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ. وأخبرنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ فيما كتب إلِيَّ قال: قلت لأبِي: مُحَاضِرُ؟، قال: سمعت منه أحاديث، لم يكن من أصحاب الحديث، كان مغفلا جِدَّاً. وسألت أبا زرعة عَنْ مُحَاضِرٍ، فقال: هو صَدُوقٌ. وسئل أبِي عَنْ مُحَاضِرٍ، فقال: ليس بالمتين، يكتب حديثه)).
وزاد الحافظ المزِيُّ ((تهذيب الكمال)) (27/ 261): ((وقال أبو عبيدٍ الآجرِيُّ: سمعت أبا داود يقول: قال أبو سعيد الحدَّاد: مُحَاضِرٌ لا يحسن يصدق، فكيف يحسن يكذب، كُنَّا نُوَقِّفُهُ على الْخَطَأ في كتابه، فإذا بلغ ذلك الموضع أخطأ. وقال النسائِيُّ: ليس به بأس. وقال أبو أحمد بن عدِيٍّ: قد روى عن الأعمش أحاديث صالحة مستقيمة، ولم أر في أحاديثه حديثا منكراً فأذكره. ذكره ابن حبَّان في ((كتاب الثقات)) اهـ.
ولَخَصَّهُ الحافظ ابْنُ حَجَرٍ ((التَّقريب)) بقوله: ((صدوق له أوهام)).
فإن قيل: قد روى له مُسْلِمٌ فِي ((صحيحه))، قلنا: لم يرو له مُسْلِمٌ غير حديثٍ واحدٍ، من روايته عن سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وقد تُوبع عليه.
قال مُسْلِمٌ (6/ 38. نووى): حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ ثَنَا مُحَاضِرٌ أَبُو الْمُوَرِّعِ ثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ مَرْجَانَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((يَنْزِلُ اللهُ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا لِشَطْرِ اللَّيْلِ أَوْ لِثُلُثِ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، أَوْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضُ غَيْرَ عَدِيمٍ وَلا ظَلُومٍ)). قَالَ مُسْلِمٌ: ابْنُ مَرْجَانَةَ هُوَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَمَرْجَانَةُ أُمُّهُ.
وقال: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَزَادَ ((ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَيْهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضُ غَيْرَ عَدُومٍ، وَلا ظَلُومٍ)).
¥(43/395)
وعليه، فإنَّ قول الشَّيْخِ الألْبَانِيُّ فِي ((ظلال الجنَّة)) (1/ 220): ((إسناده حسن صحيح على شرط مسلم ولم يخرجه)) بعيد عن الصَّواب، فإن مُسْلِمَاً لم يعتمده فى روايته عَنْ الأَعْمَشِ!.
وكأنَّ الحديث من رواية مُحَاضِرِ بْنِ الْمُوَرِّعِ يدور على أربع طرقٍ:
[الطريق الأولى] الأَعْمَشُ عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَوْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
[الطريق الثانية] الأَعْمَشُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
[الطريق الثالثة] الأَعْمَشُ عَنْ أبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ عَنْ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وقد روى هذه الأوجه الثلاثة: مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ - بضم السِّين وفتح العين وبأخره راء مهملة - بْنِ الْخِمْسِ التَّمِيمِيُّ، فخالفه على الوجهين الثانِي والثَّالث، فجعلهما ((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وأَبِي سَعِيدٍ مَعَاً))، وقال فِي سياقه ((شَطْرُ اللَّيْلِ)).
أخرجه ابن أبِي عاصم ((كتاب السنَّة)) (501،500)، والآجرِيُّ ((كتاب الشَّريعة)) (647)، والدارقطنِيُّ ((النزول)) (96. بترقيمى) من طرق عَنْ مَالِكِ بْنِ سُعَيْرِ بْنِ الْخِمْسِ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ، وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ وَحَبِيبٍ عَنْ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وأَبِي سَعِيدٍ قَالا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا كَانَ شَطْرُ اللَّيْلِ، نَزَلَ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا)) نحوه.
قلت: ولَمْ يُتَابَعَا ـ أعنِي مُحَاضِرَاً وَمَالِكَاً ـ على الوجهين الأوَّلين، بل وخالفهما سُهَيْلُ ابْنُ أَبِي صَالِحٍ فرواه ((عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ))، فلم يذكر أبَا سَعِيدٍ، مما يدلُّ على اضطرابهما فِي رواية الحديث.
فقد أخرجه مُسْلِمٌ (6/ 37. نووي) قال: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُّ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((يَنْزِلُ اللهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، فَلا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ)).
قُلْتُ: وهو ((عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ)) أكثر وأشيع، وسيأتى تخريج هذا الوجه فِي موضعه من تعليقنا على ((كتاب النزول)).
وقد تُوبِعَا على الوجه الثَّالث، فقد رواه: مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، وشُعْبَةُ، وحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، ويُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وأبُو عَوَانَةَ، وَمَعْمَرٌ، وزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وغَيْرُهُمْ ((عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وأَبِي سَعِيدٍ))، وبلفظ ((إِنَّ اللهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ)).
يعنى تُوبعَ ابْنُ سُعَيْرٍ على الإسناد، وابْنُ الْمُوَرِّعِ على السِّياق، مَمَّا يدلُّ على أنَّ واحداً منهما لم يضبط الإسناد والمتن معاً!!. وإن كان هذا الوجه الثَّالث أشبه روايات الحديث بالصِّحة، وسيأتى بيان طرقه عند الدَّارَقُطْنِيِّ.
[الطَّريق الرَّابعة] الأَعْمَشُ عَنْ أبِي سُفَيْانَ عَنْ جَابِرٍ، والأَعْمَشُ يَتَرَدَّدُ فِي هذا الوجه.
وهذا الوجه لا أعلم أحداً تابع عليه مُحَاضِرَ بْنَ الْمُوَرِّعِ، فهو من أفراده، ومحاضر ليس بالمتين فيما يتفرَّد به، وإنما أخرج مُسْلِمٌ فِي ((الصِّحيح)) رواية الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ من حديث جَرِيرٍ عنه، وليس فيها ذكر النُّزُولَ، وهذا الوجه أصحُّ.
¥(43/396)
قال مُسْلِمٌ (6/ 35. نووي): حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سمعت النَّبيَّ يَقُولُ: ((إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ خَيْراً مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ)).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 05 - 05, 07:54 ص]ـ
(11) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعَدَهْ وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِىُّ قَالا: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمْدَانِىُّ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجَعْفَرِىُّ ثَنَا [عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ] (1) أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((إنَّ اللهَ يَنْزِلُ كُل لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا لِثُلُثِ اللَّيْلِ، فَيَقُولُ: أَلا عَبْدٌ مِنْ عِبَادِى يَدْعُونِى فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، أَوْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ يَدْعُونِى فَأَغْفِرَ لَهُ، أَلا مُقَتَّرٌ عَلَيْهِ فَأَرْزُقَهُ، أَلا مَظْلُومٌ يَسْتَنْصِرُ فَأَنْصُرَهُ، أَلا عَانٍ يَدْعُونِى فَأَفُكَّ عَنْهُ، فَيَكُونُ ذَلِكَ مَكَانَهُ حَتَّى يُصَلَّى الْفَجْرُ، ثُمَّ يَعْلُو رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الْعُلْيَا عَلَى كُرْسِيِّهِ)).
ــــــ
(1) ما بين المعقوفتين هو الصَّحيح من أسماء رجال الإسناد، وقد وقعت فى ((المطبوعة)) أخطاء وتصحيفات لهذا الإسناد. فقد ورد فيها هكذا: ((عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ)).
قُلْتُ: وهذا السِّياق فيه أخطاء، لم يلتفت إليها الْمُحَقِّق:
[الأول] ((عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ أَسْلَمَ)) خطأ، وصوابه ((عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَسْلَمَ)).
[الثانِي] ((مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ)) خطأ، حيث تصحَّفَتْ لفظة ((عَنْ)) بين الإسمين إلى ((بْنِ))، فصارا اسماً واحداً، والصواب إثبات لفظة ((عَنْ)) هكذا: مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ.
(11) مُنْكَرٌ. وأخرجه كذلك عبد الغنِي الْمقدسِيُّ ((التَّرغيب فى الدعاء)) (30) من طريق الدَّارَقُطْنِيِّ بإسناده ومتنه سواء.
قُلْتُ: وهذا إسناد واهٍ بِمّرَّةٍ. عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ أَسْلَمَ، ومُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجَعْفَرِىُّ متروكان.
قال ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ((الجرح والتَّعديل)) (5/ 70): ((عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَمَةَ. روى عن: الزُّهْرِيِّ. روى عنه: محمد بن إسماعيل الجعفري. سئل أبو زرعة عنه، فقال: منكر الحديث)).
وقال (7/ 189/1073): ((مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجَعْفَرِىُّ، وهو ابْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرِ ابْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِى طَالِبٍ. روى عن: الدَّرَاوَرْدِيِّ، وحَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، وعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ الْمَازنِيِّ، ومُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وإسحاق بْنِ جَعْفَرٍ، وسُفْيَانَ بْنِ حَمْزَةَ. روى عنه أبو زرعة. سألت أبِي عنه، فقال: منكر الحديث يتكلَّمُون فيه)).
قُلْتُ: وله شاهد من حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ بإسنادٍ منقطعٍ.
فقد أخرجه الطبرانِيُّ ((الأوسط)) (6/ 159/6079) قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُويْدٍ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْعَيْشِىُّ نَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِ يَحْيَى عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلٍ إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَخِيرُ، فَيَقُولُ: أَلا عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، أَلا ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ يَدْعُونِي فَأَغْفِرَ لَهُ، أَلا مُقَتَّرٌ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، أَلا مَظْلُومٌ يَذْكُرُنِي فَأَنْصُرَهُ، أَلا عَانٍ يَدْعُونِي فَأُعِينَهُ، فَيَكُونُ كَذَلِكَ إِلَى أَن يُضِئَ الصُّبْحُ، فَيَعْلُو رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُرِسِيِّهِ)).
وأخرجه كذلك الأجرِيُّ ((كتاب الشَّريعة)) (661) من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْعَيْشِيِّ بإسناده مثله.
وقال أبو القاسم الطَّبَرَانِيُّ: ((لا يُروى هذا الحديث عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ إلا بَهذا الإسناد، تفرَّدَ به عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ)).
قلت: هذا إسناد منقطع، إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ لم يدرك عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، قاله البخارِيُّ ((التاريخ))
قال ابن عدِيٍّ ((الكامل)) (1/ 339): ((ولإِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى هذا عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ أحاديث، يروي عنه مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وعامَّتُهَا غير محفوظة)).
¥(43/397)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 05 - 05, 08:20 ص]ـ
ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ
عَنْ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ فِى ذَلِكَ
ـــــ (12) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْفَقِيهُ قَالَ: حَدَّثَنَي أَبْو أُمَيَّةَ الطَّرْسُوسِىُّ قَالَ: ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا زَائِدَةُ قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللهِ عن النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ، ثُمَّ يَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَهُ، فيَقُولُ: أَلا عَبْدٌ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ)).
ــــــ
(12) إسناده ليس بالقائم. أخرجه كذلك أحمد (1/ 446): حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثَنَا زَائِدَةُ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ ثُلُثَ اللَّيْلِ الْبَاقِي، ثُمَّ يَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: أَلا عَبْدٌ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، حَتَّى يَسْطَعَ الْفَجْرُ)).
وأخرجه الأجرى ((كتاب الشريعة)) (659) قال: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْدَلِىُّ ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ المروزى ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثنا زَائِدَةُ بإسناده مثله، إلا أنه قال ((حَتَّى يَطْلعَ الْفَجْرُ)).
وتابع زَائِدَةَ بْنَ قُدَامَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ: خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْوَاسِطِيُّ، ومُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، وجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيد الضَّبِيُّ، وشَرِيكٌ الْقَاضِي، وعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ الْوَاسِطِيُّ، وجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ الْمَخْزُومِيُّ ستتهم عن الْهَجَرِيِّ به مرفوعاً، إلا ابْنَ عَوْنٍ، فإنَّه أوقفه.
فأما روايتا الأخيرين - ابْنَ عَوْنٍ وابْنَ عَاصِمٍ -، فهما التَّاليتان عند الدَّارَقُطْنِيِّ. وأما روايات الآخرين - خَالِدَاَ وابْنَ فُضَيْلٍ وجَرِيرِاً وشَرِيكَاً -:
فقد أخرج الدارمِيُّ أبو سعيد ((الرَّد على الْجَهْمِيَّة)) (63. بترقيمى) عَنْ خَالِدٍ الْوَاسِطِيِّ، وابن خزيمة ((التَّوحيد)) (ص89)، والأجرِيُّ ((كتاب الشَّريعة)) (658) كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ، وابن خزيْمَةَ ((التَّوحيد)) (ص89) عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، واللالكائِيُّ ((أصول الاعتقاد)) (757) عَنْ شَرِيكٍ الْقَاضِي، أربعتهم عَنْ الْهَجَرِيِّ بإسناده ومتنه.
قُلْتُ: والحديث بهذه الأسانيد فيه لِينٌ، ورفعُهُ مُنْكَرٌ. وعِلَّتُهُ إِبْرَاهِيمُ بنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ، أبُو إِسْحَاقَ الْعَبْدِيُّ الْكَوفِيُّ.
قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (2/ 131/417): ((أخبرنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمَثَنَّى قَالَ: مَا سَمِعْتُ يَحْيَى - يعنى الْقَطَّانَ - يحدِّثُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، وكان عَبْدُ الرَّحْمَنِ ـ يعنى ابْنَ مَهْدِيٍّ ـ يحدِّث عن سُفْيَانَ عنه. قرئ على الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدُّورِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِين ٍقَالَ: إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ ليس بشيء. وسمعت أبِي يقول: إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ ليس بقويٍّ، لين الحديث)).
وقال أبو جعفر العقيلِيُّ ((الضُّعفاء الكبير)) (1/ 65/64): ((إِبْرَاهِيمُ بنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ حَدَّثَنِي آدَمُ بْنُ مُوسَى ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قال: كان ابْنُ عُيَيْنَةَ يُضَعِّفُ إِبْرَاهِيمَ بنَ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيَّ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمَثَنَّى قال: مَا سَمِعْتُ يَحْيَى يُحَدِّثُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، وكان عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ سُفْيَانَ عنه.
¥(43/398)
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ثنا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ الْهَجَرِيُّ رَفَّاعَاً، وَكَانَ يَرْفَعُ عامَّة هَذِهِ الأَحَادِيثِ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: إِبْرَاهِيمُ بنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ لَيْسَ بِشَيءٍ)).
وزاد الحافظ فى ((تهذيب التَّهذيب)) (1/ 143): ((وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال أبو حاتِمٍ: ضعيف الحديث منكر الحديث. وقال البخارِيُّ: منكر الحديث. وقال التِّرمذِيُّ: يضعف فِي الحديث. وقال النسائِيُّ: منكر الحديث، وقال في موضع آخر: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه. وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم. وقال أبو أحمد بن عدِيٍّ: ومع ضعفه يكتب حديثه، وهو عندي ممن لا يجوز الاحتجاج بحديثه، وأحاديثه عامتها مستقيمة المتن وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبِي الأحوص عَنْ عَبْدِ اللهِ. وقال البزَّار: رفع أحاديث وقفها غيره. وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: كان الْهَجَرِيُّ رَفَّاعَاً، وضعَّفه. وقال ابن سعد: كان ضعيفاً فِي الحديث. وقال السعدِيُّ: يضعف حديثه. وقال علي بن الجنيد: متروك. وقال الفسويُّ: كان رَفَّاعَاً لا بأس به. وقال الأزدِيُّ: هو صدوق، ولكنه رفَّاعٌ كثير الوهم.
قلت: كلام ابْنِ عُيَيْنَةَ يقتضي أن حديثه عنه صحيح، وقد ميز ابْنُ عُيَيْنَةَ حديث عَبْدِ اللهِ من حديث النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ)) اهـ.
ولَخَصَّه فِي ((التَّقريب)) (1/ 94) فقال: ((لين الحديث، رفع موقوفات)).
وللحديث طريق أخرى، فقد رواه أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِىُّ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ.
أخرجه هكذا أحمد (1/ 403،388) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْبَاقِي يَهْبِطُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَهُ، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى سُؤْلَهُ، فَلا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ)).
وأخرجه كذلك أبو يعلى (9/ 219/5319) قال: حدثنا أبو خيثمة ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ به.
قُلْتُ: وهذا إسناد رجاله ثقات كلهم، إلا أن أبَا إِسْحَاقَ السَّبِيعِيَّ، وهو ثقة جليل، يدلِّس وقد اختلط بآخرة، ويخشى أن يكون دلَّسه عن الْهَجَرِيِّ، فهو بالْهَجَريِّ ألصق وأشهر.
وقد ذكره الحافظ الهيثمِيُّ فِي ((مجمع الزوائد)) (10/ 153) وقال: ((رواه أحمد، وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح)).
قُلْتُ: لا يعنى قوله هذا تصحيحه، لِمَا قد عُلم من اتصاف أبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيَّ بالتَّدليس والاختلاط.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 05 - 05, 08:31 ص]ـ
(13) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ الْجُنْدَيْسَابُورِىُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ثَنَا [حُسَيْنُ بْنُ عَلِىٍّ] (1) عَنْ زَائِدَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ بِهَذَا وَقَالَ ((يَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ ثُلُثَ اللَّيْلِ الْبَاقِي ثُمَّ يَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا))، ثُمَّ ذكر مثله.
ــــــ
(1) ورد فى المطبوعة ((حُسَيْنُ أبُو عَلِي)) وهو تصحيف، وصوابه ((حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ))، وهو حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْوَلِيدِ الْجُعْفِيُّ مولاهم، أبُو عَبْدِ اللهِ الْكُوفِيُّ الْمُقْرِئُ، أحد الأعلام الرُّفعاء، وأروى النَّاس عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ، وأتقنهم لحديثه، وكان زَائِدَةُ يأتيه، ويحدّثه فِي بيته.
قال الحافظ الْمِزِّيُّ ((تهذيب الكمال)) (6/ 452/1324): ((قال عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ: ما رأيت أفضل من حُسَيْنٍ الجعفِيِّ، وسعيد بن عامر. وقال عثمان بن سعيد الدَّارمِيُّ عن يحيى بن معين: ثقة. وقال مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهروِيُّ: ما رأيت أتقن من حسين الجعفِيِّ، رأيت في مجلسه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وخلف بن سالم المخرمِيُّ. وقال أبو داود سمعت قتيبة يقول: قيل لابْنِ عُيَيْنَةَ قدم حُسَيْنٌ الجعفِيُّ، فوثب قائماً، فقيل له، فقال: قدم أفضل رجل يكون قط. وقال موسى بن داود: كنت عند سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فجاء حُسَيْنٌ الجعفِيُّ، فقام سفيان فقبَّلَ يده. وقال مُحَمَّدُ بْنُ بشير المذكر عن سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: عجبت لمن مرَّ بالكوفة، فلم يقبِّلْ بين عيني حُسَيْنٍ الجعفِيِّ. وقال يَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ: إن بَقِيَ أَحَدٌ من الأبدال، فَحُسَيْنٌ الجعفِيُّ. وقال أبو مسعود الرازِيُّ، وسئل من أفضل من رأيت؟، فقال: الحفرِيُّ، وحُسَيْنٌ الجعفِيُّ. وقال محمد بن رافع: حدثنا الحسين بن علي الجعفِيُّ وكان راهب أهل الكوفة. وقال الحجَّاج بن حَمْزَةَ: ما رأيت حُسَيْنَاً الجعفِيُّ ضاحكاً ولا مبتسماً، ولا سمعت منه كلمة ركن فيها إلى الدُّنْيَا، كان يقرئ يوم الجمعة)) اهـ.
(13) إسناده ليس بالقائم. وعِلَّتُهُ كما سبق بيانه: إِبْرَاهِيمُ بنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ.
وفيه متابعة حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْجُعْفِيِّ: مُعَاوِيَةَ بْنَ عَمْرٍو على روايته عن زَائِدَةِ.
¥(43/399)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 05 - 05, 08:42 ص]ـ
(14) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَنَي أَبْو أُمَيَّةَ ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالا: ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ نَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: ((إنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ فى ثُلُثِ اللَّيْلِ الْبَاقِي، ثُمَّ يَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَبْسُطُ يَدَهُ، فَيَقُولُ: أَلا عَبْدٌ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، فَمَا يَزَالُ كَذَلَك حَتَّى يَسْطَعَ الْفَجْرُ))، لَمْ يَرْفَعُهُ جَعْفَرٌ.
(15) حَدَّثَنَا أبُو الْحَسَنِ عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِىُّ قَالَ: ثَنَا مَالِكُ بْنُ يَحْيَى أبُو غَسَّانَ قَالَ: ثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَاصِمٍ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْبَاقِي هَبَطُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَبْسُطُ يَدَهُ يقُولُ: أَلا دَاعٍ يَدْعُونِى فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، أَلا مُسْتَغْفِرٍ يَسْتَغْفِرُنِى فَأَغْفِرَ لَهُ، أَلا تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ)).
ــــــ
(14) إسناده ليس بالقائم. وأخرجه اللالكائِيُّ ((أصول الاعتقاد)) (765) قال: أخبرنا عُبِيدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ بإسناد الدَّارَقُطْنِيِّ سواء.
وأخرجه كذلك ابن خزيمة ((التوحيد)) (ص89) قال: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ قَالَ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ به نحوه.
قُلْتُ: وإسناده لين كما سبق بيانه. وجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، هو ابْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ الْمَخْزُومِيُّ أبُو عَوْنٍ الْكُوفِيُّ، صَدُوقٌ صالِحٌ، لكنَّه خالف سائر الرُّواة عن الْهَجَرِيِّ، وتفرَّدَ بوقفه، والمحفوظ عنه الرَّفْعُ.
(15) إسناده ليس بالقائم. وعلته كما بيَّنَا آنفاً: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ، ورفعه منكرٌ. وعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ الْوَاسِطِيُّ، أبُو الْحَسَنِ مَوْلاهُمْ التَّيمِيُّ، لَيْسَ بِالقويِّ، وضعَّفوه لكثرة خطئه، وإصراره على التَّمادِي فِي الْخَطَأ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 05 - 05, 08:57 ص]ـ
(16) حَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِىُّ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ بِمِصْرَ قَالَ ثَنَا أبُو بَكْرٍ الْحَنَفِىُّ قال: ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِى الْمَقْبُرِىُّ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ ابْنِ مَسُْعودٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ فِى الْمَسْجِدِ، إِذَ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِى سُلَيْمٍ، يُقَالُ لَهُ [عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ] (1)، وَكَانَ تَابَعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ عَلَى الإِسْلامِ وَهُوَ بِمَكَّةَ، ثُمَّ لَمْ يَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! عَلِّمْنِى مِمَّا أَنْتَ بِهِ عَالِمٌ وَأَنَا بِهِ جَاهِلٌ، وَأَتْنِى بِمَا يَنْفَعُنِى وَلا تُطَوِّلُ، فَأَىُّ صَلاةِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سَلِيمَةُ؟ .. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ فِى آخِرِهِ: أَىُّ صَلاةِ الْمُتَطوِّعِينَ أَفْضَلُ؟، قَالَ: ((حِينَ يَذْهَبُ ثُلُثُ اللَّيْلِ، أَوْ قَالَ: حِينَ يَنْتَصِفُ اللَّيْلُ، فَتِلَكَ السَّاعَةُ الَّتِى يَنْزِلُ فِيهَا الرَّحْمَنُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مُذْنِبٍ يَسْتَغْفِرُنِى فَأَغْفِرَ لَهُ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ يَرْغَبُ إِلَىَّ فَأُعْطِيْهُ سُؤَلَهُ، أَمْ هَلْ مِنْ عَانٍ يَدْعُونِى فَأَفُكَ عَانَهُ، حَتَّى إذا فَرِقَ الْفَجْرُ صَعَدَ الرَّحْمَنُ عَزَّ وَجَلَّ الْعِلِىُّ الأَعَلَى)).
ــــــ
¥(43/400)
(1) ورد فى المطبوعة ((عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ)) بالتَّاء المثناة الفوقيَّة، وهو تصحيفٌ، وصوابه ((عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ)) بالسِّين المهملة، وهو صحابِيٌّ معروفٌ مشهورٌ.
(16) إِسْنَادُهُ مُعَلٌّ ولَيْسَ بِمُتَّصِلٍ. وأخرجه أبو نعيم ((الحلية)) (4/ 265) قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى ثنا أبُو بَكْرٍ الْحَنَفِي ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ بإسناده ومتنه.
قُلْتُ: وإسناد الدَّارَقُطْنِيِّ أشدُّ تماسكاً، ففِي إسناد أبِي نعيمٍ: مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى الكُّدَيْمِيُّ الْبَصْرِيُّ، أحد المتروكين الموصوفين بالوضع.
قال الحافظ الذهبِيُّ ((ميزان الاعتدال)) (6/ 378/8359): ((مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِي السَّامي الكُّدَيْمِيُّ الْبَصْرِيُّ الحافظ، أحد المتروكين. قال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ: مُحَمَّدُ ابْنُ يُونُسَ الكُّدَيْمِيُّ حسن المعرفة، ما وجد عليه إلا لصحبته للشَّاذكونِيِّ. وقال ابن عدِيٍّ: قد اتهم الكُّدَيْمِيُّ بالوضع. وقال ابن حبَّان: لعلَّه وضع أكثر من ألف حديثٍ. وقال ابن عدِيٍّ: ادَّعى الرِّواية عمن لم يرهم، ترك عامَّة مشايخنا الرِّواية عنه. وقال أبو عبيد الآجرِيُّ: رأيت أبا داود يطلق في الكُّدَيْمِيِّ الكذب. وكذا كذَّبه مُوسَى بْنُ هَارُونَ، والْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ. وأما إسماعيل الْخَطْبِيُّ فَقَالَ بِجَهْلٍ: كان ثِقَةً، ما رأيت خَلْقَاً أَكْثَرَ مِنْ مَجْلِسِهِ)) اهـ.
ولم يتفرَّد عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ الْمَقْبُرِىِّ، بل تابعه اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ.
فقد أخرجه الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ الشاشِيُّ ((المسند)) (2/ 319/901) قال: حَدَّثَنِي صَاحِبُ بْنُ مَحْمُودٍ نَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ أنًا اللَّيْثُ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّه قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، يُقَالُ لَهُ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ، كَانَ مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ بِمَكَّةَ، فَلَمْ يَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ حَتَّى قَدِمَ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ: عَلِّمْنِي يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَنْتَ بِهِ عَالِمٌ، وَأَنَا بِهِ جَاهِلٌ، وَأَنْبِئْنِي بِمَا يَنْفَعُنِي اللهُ وَلا يَضُرُكَ؟؛ هَلْ مِنْ الليل والنهار سَاعَةٌ تُتَّقَى فِيهَا الصَّلاةُ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((أَمَّا اللَّيْلُ، إِذَا صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ، فَالصَّلاةُ مَقْبُولَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى نُصَلِّيَ صَلاةَ الْفَجْرِ، فاجتنب الصلاة حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ وَتَبْيَضَّ، فَإِنَّ الشَّمْسَ تطلع بَيْنَ قَرْنَيْ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا ابْيَضَّتْ الشَّمْسُ، فَإِنَّ الصَّلاةَ مَحْضُورَةٌ مَقْبُولَةٌ، حَتَّى يَنْتَصِفَ النَّهَارُ، وَتَعْتَدِلَ الشَّمْسُ كَأَنَّهَا رُمْحٌ، وَيَقُومَ كُلُّ شَيْءٍ فِي ظِلِّهِ، فَتِلْكَ السَّاعَةُ الَّتِى تَسْتَعِرُ فِيهَا جَهَنَّمُ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا مَالَتْ الشَّمْسُ فَإِنَّ الصَّلاةَ مَقْبُولَةٌ مَحْضُورَةٌ، حَتَّى تَصْفَرَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ الشَّيْطَانِ)).
قُلْتُ: ولهذا الحديث عِلَّتَانِ:
[الأولي] الانقطاع، عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ لَمْ يَلْقَ ابْنَ مَسْعُودٍ، ولم يدركه.
¥(43/401)
[الثانية] عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ زُغْبَةُ الْمِصْرِيُّ ثِقَةٌ مَرْضِيٌّ، ولكنه خولف على إسناده ممن هو أوثق وأثبت منه فِي اللَّيْثِ. فقد رواه آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ عَنْ اللَّيْثِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عن سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ وَضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ وَنُعَيْمِ بْنِ زِيَادٍ سَمِعُوا أبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يحدِّثُ عَنْ عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ بِهِ.
قال النَّسَائِيُّ ((الكبرى)) (1/ 482/1544) و ((المجتبى)) (1/ 279): أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ أَنْبَأَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ أَخْبَرَنِي أَبُو يَحْيَى سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ وَضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ وَأَبُو طَلْحَةَ نُعَيْمُ بْنُ زِيَادٍ قَالُوا: سَمِعْنَا أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ يَقُولُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ هَلْ مِنْ سَاعَةٍ أَقْرَبُ مِنْ الأُخْرَى، أَوْ هَلْ مِنْ سَاعَةٍ يُبْتَغَى ذِكْرُهَا؟، قَالَ: ((نَعَمْ، إِنَّ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ الْعَبْدِ جَوْفَ اللَّيْلِ الآخِرَ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ، فَإِنَّ الصَّلاةَ مَحْضُورَةٌ مَشْهُودَةٌ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ الشَّيْطَانِ، وَهِيَ سَاعَةُ صَلاةِ الْكُفَّارِ فَدَعْ الصَّلاةَ حَتَّى تَرْتَفِعَ قِيدَ رُمْحٍ، وَيَذْهَبَ شُعَاعُهَا، ثُمَّ الصَّلاةُ مَحْضُورَةٌ مَشْهُودَةٌ، حَتَّى تَعْتَدِلَ الشَّمْسُ اعْتِدَالَ الرُّمْحِ بِنِصْفِ النَّهَارِ، فَإِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَتُسْجَرُ، فَدَعْ الصَّلاةَ حَتَّى يَفِيءَ الْفَيْءُ، ثُمَّ الصَّلاةُ مَحْضُورَةٌ مَشْهُودَةٌ، حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَغِيبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَهِيَ صَلاةُ الْكُفَّارِ)).
وتابع اللَّيْثَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ: عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ المصريَّانِ.
فقد أخرجه الطحاوِيُّ ((شرح المعانِي)) (1/ 152)، وابن خزيمة (1147)، والحاكم (1/ 453)، والبيهقِيُّ ((الكبرى)) (3/ 4) جميعاً عَنْ ابْنِ وَهْبٍ، والطبرانِيُّ ((الشاميين)) (1969)، وابن عبد البر ((التَّمهيد)) (4/ 23) عَنْ ابْنِ صَالِحٍ، كلاهما قال أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ بإسناده ومتنه نحوه.
قُلْتُ: وهذه أسانيد صحاح، والحديث عَنْ عَمْرَو بْنِ عَبَسَةَ أشهرُ وأشيعُ وأصحُّ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 05 - 05, 09:33 ص]ـ
ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ فِى ذَلِكَ
ـــــ (17) قُرِئَ عَلَى أبِي مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي سَنَةِ سَبْعَةَ عَشْرَ وَثَلاثِمِائَةٍ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((يَنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا لِنِصْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، أَوْ لِثُلُثِ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَيَقُولُ: مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ أَوْ يَنْصَرِفَ الْقَارِئُ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ)).
¥(43/402)
(18) وَقُرِئَ عَلَى أبِي مُحَمَّدٍ بْنِ صَاعِدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ الْمَكِيُّ قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((يَنْزِلُ ربنا فِي كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى نِصْفُ اللَّيْلِ الآخِرِ، أَوْ ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَيَقُولُ: مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، أَوْ يَنْصَرِفَ الْقَارِئُ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ)).
(19) وَقُرِئَ عَلَى أبِي مُحَمَّدٍ بْنِ صَاعِدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَكُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَلامٍ الْمَكِيُّ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أن رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قال: ((يَنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا لِنِصْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، أَوْ لِثُلُثِ اللَّيْلِ، فَيَقُولُ: مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ))، ثم ذكر نحوه.
(20) وَقُرِئَ عَلَى أبِي مُحَمَّدٍ بْنِ صَاعِدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَكُمْ أبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الرِّفَاعِيُّ قَالَ: ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عن رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ نحوه.
(21) وَقُرِئَ عَلَى أبِي مُحَمَّدٍ بْنِ صَاعِدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَكُمْ الْحَسَنْ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ قَالا: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ نحوه.
(22) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، وَقُرِئَ عَلَى أبِي مُحَمَّدٍ ابْنِ صَاعِدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابَ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ نحوه
(23) حَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْفَضْلِ الْكَاتِبُ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ ثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بِإِسْنَادِهِ نحوه.
ــــــ
(17): (23) حِسَانٌ صِحَاحٌ. وأخرجه أَحْمَدُ (2/ 504)، والدَّارمِيُّ (1478) كلاهما عَنَ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، وهنَّاد بن السرِيِّ ((الزهد)) (884) عَنْ عَبْدَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، وعبد الله بن أَحْمَدَ ((كتاب السُّنة)) (1200،1198) عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ وحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وابن أبِي عاصمٍ ((كتاب السُّنة)) (496،495) عَنْ ابْنِ أَبِي عَدِيٍّ وعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَطَاءٍ ومُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْعَبْدِيِّ، وابن خزيْمَةَ ((التوحيد)) (ص85) عَنْ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، والذهبى ((سير أعلام النبلاء)) (7/ 427) عن سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، تِسْعَتُهم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ به نحوه.
قُلْتُ: هذا حديثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وهو بهذا الإسناد ((عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ)) على رسم مسلم فِي ((صحيحه)) فِي المتابعات.
وقد رواه عن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو أربعة عشر رَاوٍ:
1 - إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
2 - حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ الْكُوفِيُّ.
3 - حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ الْبَصْرِيُّ.
¥(43/403)
4 - سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ الْمَدِنِيُّ.
5 - عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ.
6 - عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ.
7 - مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
8 - النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ الْمَازِنِيُّ.
9 - يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ.
10 - مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ.
11 - يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ الْبَصْرِيُّ.
12 - مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ.
13 - مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَدِيٍّ.
14 - عَبْدَةُ بْنُ سُلًيْمَانَ الضَّبِيُّ.
وقد أخرجه الدَّارَقُطْنِيُّ بروايات التِّسع الأوائل، وكلهم يرويه بلفظ ((يَنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنِصْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، أَوْ لِثُلثِ اللَّيْلِ الآخِرِ))، إلا حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ، فإنَّه يرويه بلفظ ((إِذَا كَانَ شَطْرُ اللَّيْلِ))، وستأتى روايته عند المصنِّف برقم (26،25)، والغالب ظنَّاً أنه إنَّما رواه بالمعنى.
وقد تفرَّد مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ اللَّيْثِيُّ بهذه اللفظة ((حتَّى يَنْصَرِفَ الْقَارِئُ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ))، ولَمْ يُتَابِعُهُ أَحَدٌ عليها، وهي فِي عداد غرائبه وأوهامه!.
(21) حسن صحيح. وأخرجه أَحْمَدُ (2/ 504) واللفظ له، والدَّارمِيُّ (1478) قالا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((يَنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا لِنِصْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، أَوْ لِثُلثِ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَيَقُولُ: مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، أَوْ يَنْصَرِفَ الْقَارِئُ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ)).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 05 - 05, 09:49 ص]ـ
(24) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ (ح)
(25) وَقُرِئَ عَلَى ابْنِ صَاعِدٍ، حَدَّثَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثَنَا هِشَامُ ابْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، [قالا] (1): ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: عَنْ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ، وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ -: ((إِذَا كَانَ شَطْرُ اللَّيْلِ نَزَلَ اللهُ تَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ دَاعٍ فأستجيبَ لَهُ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فأعطيه، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ)).
(26) حَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: ثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((يَنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَّمَاءِ الدُّنْيَا لِنِصْفِ اللَّيْلِ أَوْ لِثُلُثِ اللَّيْلِ، فَيَقُولُ: مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، فلا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، أَوْ يَنْصَرِفَ الْقَارِئُ مِنْ صَلاةِ الْفَجْرِ)).
ــــــ
(1) وردت فِي المطبوعة ((قَالَ))، وهذا خطأ صوابه ((قَالا)) على التَّثنية كما أثبتناه بعاليه، فإنَّ الحديث برواية اثنين عن حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ: حَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ، وأَبِي الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيِّ.
(24)، (25) مُعَلانِ. أخرجه كذلك عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ ((كتاب السُّنة)) (1198) قال: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ أبُو الْفَضْلِ النَّرْسِيُّ نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((إِذَا كَانَ شَطْرُ اللَّيْلِ نَزَلَ اللهُ تَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ)).
قُلْتُ: هكذا رواه هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيُّ، وحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، والْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ ثلاثتهم عن حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ به، يَقُولُ ((شَطْرُ اللَّيْلِ))، وسائر الرِّواة: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَمَنْ تَابَعَهُ، يقولون ((لِنِصْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ أَوْ لِثُلُثِ اللَّيْلِ))، ويزيدون فيه ((أَوْ يَنْصَرِفَ الْقَارِئُ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ)). والمحفوظ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو لفظ الجماعة، ولم يكن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بالثَّبت الْمُتْقِنٍ لأحاديث مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ.
(26) حسنٌ صحِيحٌ. والنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ أوفِي الرِّواة سياقاً لهذا الحديث عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو، ولذا جَعَلَ الدَّارَقُطْنِيُّ روايته كالْمِصْبَاحِ يضِئُ لِمَا قبله من الرِّوايات.
¥(43/404)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 05 - 05, 10:00 ص]ـ
(27) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَارِيُّ قَالَ: ثَنَا أحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثَنَا أبُو الْمُغِيرَةِ قَال: حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ قال: حَدَّثَنِي يَحْيَى ثَنَا أبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((إذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ، يَنْزِلُ اللهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى، هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ، حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ)).
ــــــ
(27) حسن صحيح. أخرجه مُسْلِمٌ ((كتاب صلاة المسافرين)) (1263) قال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ به، إلا أنَّه قال ((حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ)).
وأخرجه كذلك النَّسائِيُّ ((الكبرى)) (6/ 123/10312) و ((اليوم والليلة)) (478)، وابن خزيمة ((التوحيد)) (ص85) كلاهما عَنْ أبِي الْمُغِيرَةِ، وابن أبِي عاصمٍ ((السُّنة)) (497) وابن حبَّان (919) كلاهما عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي الْعِشْرِينَ، كلاهما عَنْ الأَوْزَاعِيِّ به.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[20 - 05 - 05, 01:02 ص]ـ
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
(28) قُرِئَ عَلَى أبِي مُحَمَّدٍ بْنِ صَاعِدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، حدَّثَكُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الْعَابِدِيُّ المخزومِيُّ بِمَكَّةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ (ح)
(29) قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: وثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ ثَنَا عَمِّي ثَنَا أبِي عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ صَاحِبِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنه أخبره أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((يَنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ)).
قَالَ: فَلِذَلِكَ اسْتَحَبُّوا صَلاةَ آخِرِ اللَّيْلِ عَلَى أَوَّلِهِ.
(30) حَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِىُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قال: ثَنَا أَبِي عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ نَحْوَهُ.
(31) حَدَّثَنَا أبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قال: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((يَنْزِلُ رَبُّنَا عز وجل فِي كُلِّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ)).
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: رَوَاهُ أبُو داود الطيالسِيُّ عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَالأَعْرَجِ. وَيُذْكَرُ بَعْدَ هَذَا (1).
ــــــ
¥(43/405)
(28): (31) صحاح أخرجه كذلك أَحْمَدُ (2/ 264) عَنْ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، والنسائِيُّ ((الكبرى)) (6/ 124/10314) و ((عمل اليوم والليلة)) (480) عن يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، وابن ماجه (1366)، وابن أبِي عاصمٍ ((كتاب السُّنة)) (493) كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيِّ ويَعْقُوبَ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، وزاد ابن أبِي عاصمٍ: والْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، وابن خزيمة ((التوحيد)) (ص85) عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ ويَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمِ، ستتُهم عَنْ إِبْرَاهِيمِ بْنٍ سَعْدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: بنحوه.
قُلْتُ: هذا حَدِيثُ صَحِيحٌ، وهو بهذا الإسناد ((عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنٍ سَعْدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ)) على رسم الشيخين فى ((صحيحهما))، وقد رواه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنٍ سَعْدٍ ثمانية أنفس:
1 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ.
2 - عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الْعَابِدِيُّ.
3 - يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ.
4 - اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ الْمِصْرِيُّ.
5 - أبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ الطَّيَالِسِيُّ.
6 - مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ.
7 - يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ.
8 - الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي كَبْشَةَ
وقد أخرجه الدَّارَقُطْنِيُّ بروايات الثَّلاث الأوائل، وأما روايات الباقين فكما بيَّناه.
وخالف الثَّمانية: مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ الأَسْدِيُّ لُوين، فرواه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنٍ سَعْدٍ فأسقط من إسناده أَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ.
فقد أخرجه عبد الله بن أَحْمَدَ ((كتاب السنة)) (1101)، والنسائِيُّ ((الكبرى)) (6/ 123/10313) و ((عمل اليوم والليلة)) (479)، والأجرِيُّ ((كتاب الشريعة)) (645) عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوينُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنٍ سَعْدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعاً بنحوه، فلم يذكر فى الإسناد أَبَا عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ.
قُلْتُ: والحديث بإسناد الجماعة مستفيضٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ، رواه عنه كذلك: مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ومَعْمَرٌ، ويُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الأَيْلِيُّ، وشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، واللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وعُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ الرُّصَّافِيُّ، ومُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَي الصَّدَفِيُّ، وفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْخُزَاعِيُّ.
وقد أخرجه الدَّارَقُطْنِيُّ من روايات السَّبع الأوائل كما سيأتى بيانُه.
وأما رواية فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْخُزَاعِيِّ، فقد أخرجها الآجرِيُّ ((الشريعة)) (646) قال: حَدَّثَنَا أبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ ثَنَا أبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِِيُّ ثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ الزُّهْرِيِّ بإسناده نحوه، إلا أنَّه قال ((مَنْ يَسْأَلُنِي أُعُطْهِ، ومَنْ يَدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَهُ، ومَنْ يَسْتَغْفِرُنِي أَغْفِرْ لَهُ)).
(1) يأتى برقم (61)، مع بيان أن راويه هكذا عَنْ الطَّيَالِسِيِّ: إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْفَارِسِيَّ شَاذَانَ، قد خُولف على هذا الوجه. فقد رواه يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ عَنْ الطَّيَالِسِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أخرجه ابن خزيْمَةَ ((التوحيد)) (ص85) قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ ثَنَا أبُو دَاوُدَ به.
قُلتُ: ويَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ الْمُقَوِّمُ، أبُو سَعِيدٍ الْبَصْرِيُّ ثقة حافظ متقن.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[20 - 05 - 05, 01:21 ص]ـ
وَرَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (1) عَنْ الزُّهْرِيِّ.
ــــــ
¥(43/406)
(1) الروايات عن مَالِكٍ لهذا الحديث هى أصحُّ ما فِي هذا المعنى، وقد رواه أكثر رواة الموطأ بهذا الإسناد ((عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ))
1 - عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ.
2 - عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ.
3 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ.
4 - مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ.
5 - يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ.
6 - يَحْيَى بْنُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ.
7 - يَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ.
8 - إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ.
9 - إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأوَيْسِيُّ.
10 - جُويْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ الضُّبَعِيُّ.
11 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ.
12 - عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأوَيْسِيُّ.
13 - قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْقَعْنَبِيُّ.
14 - مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ.
15 - أَبْو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ.
وقد أخرجه الدارقطنى بروايات السَّبع الأوائل (أرقام 32:41)، ويأتي بيانها.
وأما سائر الرواة: فقد أخرجه أحمد (2/ 487) عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى وابْنِ مَهْدِيٍّ، والبخارِيُّ (4/ 296. سندى) و ((الأدب المفرد)) (753)، والبيهقِيُّ ((الكبرى)) (3/ 2) كلاهما عَنْ إِسْمَاعِيلَ الأوَيْسِيِّ، وابن أبى عاصم ((السنة)) (492)، وأبو نعيم ((المستخرج)) (2/ 352/1723) كلاهما عَنْ جُويْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءٍ، والبخارِيُّ (4/ 101. سندى) عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأوَيْسِيِّ، وأبو نعيم ((المستخرج)) (2/ 352/1723) عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، وعبد الله بن أَحْمَدَ ((السُّنة)) (1102) عَنْ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ، وابن حبَّان كما فى الإحسان (920) عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ الزُّهْرِيِّ، ثمانيتهم عَنْ مَالِكٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((يَنْزِلُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ))، إلا أن قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ أوقفه ولم يرفعه.
ومن رواة الموطأ من يرويه ((عَنْ مَالِكٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ))، فلا يذكر أبَا سَلَمَةَ، وهُمْ: رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِيسِيُّ، وعَلِيُّ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَويُّ.
فقد أخرجه أبو نعيم ((المسند المستخرج على صحيح مسلم)) (2/ 352/1722) قال: حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم بن جعفر ثنا محمد بن يونس ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ (ح) وثنا محمد بن بدر وسليمان بن أحمد قالا ثنا بكر بن سهل ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ (ح) وثنا أحمد بن يوسف ثنا محمد بن غالب ثنا التِّنِيسِيُّ (ح) وثنا سليمان بن أحمد إملاء وقراءة ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قالوا: ثنا مَالِكٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((إِذَا كَانَ نِصْفُ اللَّيْلِ يَنْزِلُ اللهُ تَعَالَى إِلَى سَّمَاءِ الدُّنْيَا، فيقولُ: هَلْ مِنْ دَاعٍ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ)). واللفظ لروح، لم يذكر واحد منهم أَبَا سَلَمَةَ، وقالوا ((حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ)).
وليس بين هؤلاء الرواة جميعاً خلاف فى تحديد وقت النُّزُولِ الإلهِيِّ: أنه ((حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ)).
وهذه اللفظة فى تحديد وقت النزول هى أدقُّ وأصحُّ الألفاظ فى تعيينه، وذلك لأربعة مُرجحاتٍ:
¥(43/407)
[أولها] أنَّها من رواية جَبَلِ الْحِفْظِ وِالتَّيَقَّظِ وَالتَّثَبُّتِ: إِمَامِ دَارِ الْهِجْرَةِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، من رواية أثبات أصحابه عنه.
[ثانيها] أنَّه قد تابع مَالِكَاً جَمَاعةٌ من أثبات أصحاب الزُّهْرِيِّ: مَعْمَرٌ، وإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
[ثالثها] أنَّها الرِّواية التى اتفق عليها إماما المحدثين: البخارى ومسلم.
[رابعها] أن روايات الحديث عن سائر الصحابة توافقها، أو تقاربها بنوع تأويلٍ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[20 - 05 - 05, 01:36 ص]ـ
(32) حَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: ثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ (ح)
(33) وَحَدَّثَنَا أبُو رَوْقٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلادٍ قَالَ: ثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى ثَنَا مَالِكٌ (ح)
(34) وَأَخْبَرَنَا أبُو مُحَمَّدٍ بْنُ صَاعِدٍ عَنْ مُوسَى بْنُ أَبِي خُزَيْمَةَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ (ح)
(35) وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَوْزِيُّ قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ (ح)
(36) وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللهِ قَالَ: ثنا علِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مِهْرَانَ النَّيْسَابُورِىُّ قَالَ: ثنا يَحْيى بن يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ (ح)
ــــــ
(32) صحيح. وأخرجه ابن خُزَيْمَةَ ((التوحيد)) (ص84) قال: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَنَّ مَالِكَاً حَدَّثَهُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((يَنْزِلُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَيُقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ)).
وأخرجه كذلك ابن خُزَيْمَةَ ((التوحيد)) (ص84) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، وأبو عوانة ((المسند)) (1/ 127/376) عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، والأجرِيُّ ((الشريعة)) (643) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، واللالكائِيُّ ((أصول الاعتقاد)) (743،742) عن ابْنِ عَبْدِ الأَعْلَى ويَزِيدَ بْنِ مَوْهَبٍ الرَّملِيِّ، خمستُهم عَنْ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ بمثله.
(33) صحيح. وأخرجه الترمذِيُّ (3420) قال: حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ ثَنَا مَعْنٌ يَعْنِي ابنَ عِيسَى حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: ((يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ)).
وأخرجه كذلك أبو نعيم ((المستخرج)) (2/ 352/1723) قال: حَدَّثَنَا أبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ومَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالا: ثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ثَنَا إِسْحَاقُ الأَنْصَارِيُّ ثَنَا مَعْنٌ ثَنَا مَالِكٌ بإسناده مثله.
(34): (36) صحاح. وأخرجه مسلم (6/ 36. نووى) قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ على مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ? قَالَ: ((يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ)). هكذا قال يَحْيَى بْنُ يَحْيَى: ((مَنْ وَمَنْ وَمَنْ)) كما يَقُولُ ابْنُ وَهْبٍ ومَعْنٌ.
وأخرجه كذلك البيهقِيُّ ((الكبرى)) (3/ 2) من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ قُتَيْبَةَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى بنحوه.
قُلْتُ: ويَحْيَى بْنُ يَحْيَى، هو التَّمِيمِيُّ أبو زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِىُّ الإمام الثَّبْتُ الْحُجَّة. قال صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ عن أبيه: مَا أَخْرَجَتْ خُرَاسَانُ بَعْدَ ابْنِ الْمُبَارَكِ مِثْلَ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى. وقال عَبْدُ الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ عن أبيه: كَانَ ثِقَةً وَزِيَادَةً، وأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرَاً. وقال أبو داود عن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ: خرج من خُرَاسَانَ رَجُلانِ: عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ويَحْيَى بْنِ يَحْيَى. وقال إسحاق بن راهويه: يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أثبت من عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ. وقال: ما رأيتُ مثل يَحْيَى ابْنِ يَحْيَى، ولا رأى يَحْيَى مِثْلَ نَفْسِهِ.
¥(43/408)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[20 - 05 - 05, 08:57 ص]ـ
(37) وَأَخْبَرَنَا أبُو مُحَمَّدٍ بْنُ صَاعِدٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجَوَيْهِ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالا: ثَنَا الْقَعْنَبِىُّ عَنْ مَالِكٍ (ح)
(38) وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالا: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ (ح)
(39) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَيْلِيُّ ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: أَنْبَأَ مَسْلَمَةُ أبُو قُدَامَةَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي (ح)
(40) وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشَيقٍ بِمِصْرَ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ثَنَا مَالِكٌ (ح)
(41) وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ الطَّرَّازُ بِمِصْرَ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى ابْنِ جَرِيرٍ ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ ثَنَا مَالِكٌ، ثُمَّ قَالُوا: عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ وَأَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَقَالَ ابْنُ الطَّبَّاعِ وَالْقَعْنَبِىُّ وَيَحْيَى بْنُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((يَنْزِلُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ)).
هَذَا لَفْظُ ابْنِ وَهْبٍ، وَقَالَ الْبَاقُونَ ((مَنْ مَنْ)) بِغَيْرِ وَاوٍ (1).
ــــــ
(37): (38) صحيحان. أخرجه الْبُخَارِيُّ (1077) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِىُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ)).
وأخرجه كذلك أبو داود (4108،1120)، ومن طريقه البيهقِيُّ ((الكبرى)) (3/ 2) عن الْقَعْنَبىُّ بمثل رواية الْبُخَارِيِّ.
(40) صحيح.وأخرجه الدَّارمِيُّ أبو سعيدٍ ((الرَّد على الْجَهْمِيَّة)) (58. بترقيمى) قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ الْمِصْرِيُّ ثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال قال رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((يتَنَزَلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ)).
(41) صحيح. وأخرجه النَّسائِيُّ ((الكبرى)) (4/ 420/7768) قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ثَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ ثَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَن أبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ وَأَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((يَنْزِلُ اللهُ تَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ)).
(1) وكذلك رواه يَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِىُّ، ومَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ كلاهما بلفظ ((وَمَنْ. وَمَنْ))، كما رواه ابْنُ وَهْبٍ. فهؤلاء ثلاثة نفرٍ يروون الحديث بلفظ ((وَمَنْ. وَمَنْ)).
قُلْتُ: هكذا ساق الدَّارَقُطْنِيُّ أسانيد هذا الحديث (أرقام 32:41) عن سَبْعَةٍ من رواة الموطأ مساقاً واحداً، وذكر لها جَمِيعاً متناً واحداً بلفظ حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ، دلالةً على اتِّفَاقِ الرِّواة عَنْ مَالِكٍ على لفظه، وإنما يختلفون فِي زيادة حرفٍ عند الثلاثة الرِّواة المذكورين، ونقصانه عند الباقين.
ولا يختلفون جَمِيعاً على إسناده عَنْ مَالِكٍ، إلا أنَّ الْقَعْنَبِىَّ وإِسْحَاقَ بْنَ الطَّبَّاعِ وَيَحْيَى بْنَ مَالِكٍ يقدِّمُونَ أبَا عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ، فيقولون ((عَن أبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ وَأَبِي سَلَمَةَ)).
¥(43/409)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[20 - 05 - 05, 09:17 ص]ـ
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَرَوَاهُ بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، عَنْ مَالِكٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ الأَغَرِّ وَحْدَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زِيَادٍ النُّصَيْبِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أبِي سَلَمَةَ وَحْدَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
فَأَمَا حَدِيثُ بِشْرِ بْنِ عُمَرَ عَنْ مَالِكٍ:
(42) فَحَدَّثَنَا أبُو عَلِيٍّ الْمَالِكِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْقَاضِي بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: ثَنَا بُنْدَارُ (ح)
(43) وحَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى (ح)
(44) وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ ثَنَا أَبُو قِلابَةَ، قَالُوا: ثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: ثَنَا مَالِكٌ (ح)
أَمَا حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مَالِكٍ:
(45) فَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَدْرٍ قَالا: ثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَنْبَأ مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((يَنْزِلُ الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ))، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ.
وَأَمَا حَدِيثُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مَالِكٍ:
(46) فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوْثَرٍ أَنْبَأَ أبُو عُقَيْلٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زِيَادٍ النُّصَيْبِيُّ ثَنَا مَالِكٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قال: ((إِذَا لَمْ يَبْقَ مِنَ اللَّيْلِ إِلا الثُّلُثَ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ))، لَمْ يَذْكُرْ الأَغَرَّ فِي إِسْنَادِهِ.
ــــــ
(42): (44) صحاح. وأخرجه اللالكائى ((أصول الاعتقاد)) (744) قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ نَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَي الذُّهْلِيُّ قَالَ: ثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ ثَنَا مَالِكٌ بنحو حديث ابْنِ وَهْبٍ.
قلت: وهذا إسناد صحيح متصل، رجاله ثقات كلهم، وبِشْرُ بْنُ عُمَرَ هُوَ ابْنُ الْحَكَمِ بْنِ عُقْبَةَ الزَّهًرًانِيُّ الأَزْدِيُّ، أبُو مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
ولَمْ يتفرَّد عَنْ مَالِكٍ بهذا الوجه، فقد تابعه: عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، وعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، ورَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ثلاثتهم بإسناده ومتنه سواء، إلا أن رَوْحَ بْنَ عُبَادَةَ قال: ((إِذَا كَانَ نِصْفُ اللَّيْلِ)).
وقد اقتصر الدَّارَقُطْنِيُّ على ذكر متابعة التِّنِّيسِيِّ فقط، وهى الرِّواية التَّالية (رقم 45).
(45) صحيح. وأخرجه أبو نعيم ((المسند المستخرج)) (2/ 352/1722) قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ ثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبَادَةَ (ح) وثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَدْرٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالا: ثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ (ح) وثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ثَنَا التِّنِّيسِيُّ (ح) وثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلاءً وَقِرَاءَةً ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالُوا: ثَنَا مَالِكٌ عَنَ الزُّهْرِيِّ عَنْ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((إِذَا كَانَ نِصْفُ اللَّيْلِ يَنْزِلُ اللهُ تَعَالَى إِلَى سَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ دَاعٍ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ)).
واللفظ لرَوْحٍ، ولم يذكر واحدٌ منهم أبَا سَلَمَةَ، وقالوا ((حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ)).
(46) صحيح غريب. لا أعلمه يرويه عَنْ مَالِكٍ بهذا الإسناد إلا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زِيَادٍ النُّصَيْبِيُّ ولم يتابع عليه. و ابْنُ زِيَادٍ النُّصَيْبِيُّ، ذكره ابن حبَّان فِي ((الثقات)) (8/ 390/14031)، وقال: ((يروى عن مالك. روى عنه: أبُو عُقَيْلٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ النُّصَيْبِيُّ. يُغربُ عَنْ مَالِكٍ مستقيم الحديث.كُنْيَتُهُ أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ)).
قُلْتُ: وروى عنه كذلك: إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ النُّصَيْبِيُّ.
وقال الحافظ ابن حجر ((لسان الميزان)) (4/ 63): ((وأخرج الدَّارَقُطْنِيُّ فِي ((غرائب مالك)) من طريق جعفر الفريابِي ثنا إسحاق بن سيار النصيبي ثنا عبد الملك بن زياد النصيبي وكان من أهل الحديث قد كتب عنه النَّاسُ عَنْ مَالِكٍ، فذكر حَدِيثَاً)) اهـ.
¥(43/410)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[20 - 05 - 05, 09:54 ص]ـ
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَرَوَاهُ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ.
(47) قُرِئَ عَلَى أبِي مُحَمَّدٍ بْنِ صَاعِدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ [بْنِ] (1) عَسْكَرٍ الْبُخَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجَوَيْهِ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَاللَّفْظُ لَهُ (ح)
(48) وَحَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ ثَنَا مَحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالُوا: ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامِ، ثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((يَنْزِلُ ربُّنَا عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ)).
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَرَوَاهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الأَيْلِيُّ عَنْ الزُّهْرِيِّ.
(49) حَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: ثَنَا [مَوْهَبُ] (2) بْنُ يَزِيدَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ وَمَالِكٌ (ح)
(50) وَحَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ أيضاً، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: ثَنَا عَمِّي، قَالَ: حَدَثَّنِي يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَالأَغَرِّ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((يَنْزِلُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ إِلَى سَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ)).
ــــــ
(1) وردت بالمطبوعة (عَنْ)، والصواب (بْنِ)، فهو مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ دُوَيْدٍ التَّمِيمِيُّ مَوْلاهُمْ، أبُو بَكْرٍ الْبُخَارِيُّ، ثِقَةٌ ثَبْتٌ، روى له مُسْلِمٌ أربعة عشر حديثاً.
(2) وردت بالمطبوعة (وَهْبُ)، والصواب (مَوْهَبُ)، فهو مَوْهَبُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ابْنِ مَوْهَبٍ، أبُو سَعِيدٍ الرَّمْلِيُّ، صَدُوقٌ، أَكَثَرَ أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ من الرِّواية عنه.
ومن لَطَائِفِ أَحَادِيثِهِ، وكلُّها لَطَائِفٌ:
قال الدَّارَقُطْنِيُّ ((السنن)) (3/ 21): أخبرنا أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ حدَّثَنِي مَوْهَبُ بْنُ يَزِيدَ ابْنِ خَالِدِ نَا ابْنُ وَهْبٍ نَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ المكِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ اشْتَرَى مِنْ أَعْرَابِيٍّ حِمْلَ خَبَطٍ، فَلَمَّا وَجَبَ الْبَيْعُ، قَالَ لَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: اِخْتَرْ، فَقَالَ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: عَمْرَكَ اللهُ بَيِّعَاً.
(47): (48) صحيحان. وأخرجه عبد الرزاق (10/ 444)، وعنه أَحْمَدُ (2/ 267)، وابن أبِي عاصمٍ ((السُّنة)) (494) عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شَبِيبٍ، والأجرِيُّ ((الشَّريعة)) (644) عَنْ ابْنِ شَبِيبٍ وخُشَيْشِ بْنِ أَصْرَمَ، وابن خزيمة ((التوحيد)) (ص85)، واللالكائِيُّ ((أصول الاعتقاد)) (745) كلاهما عن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ، أربعتهم - أَحْمَدُ ومتابعوه - عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي أبُو سَلَمَةَ وَالأَغَرُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به.
قُلْتُ: وهذه أسانيد صحاح كلها، وقد تابع مَعْمَرٌ مَالِكَاً على إسناد الحديث والمتن معاً.
¥(43/411)
(49): (50) صحيحان. وأخرجه كذلك الدَّارمِيُّ أبو سعيدٍ ((الرَّد على الْجَهْمِيَّة)) (59. بترقيمي) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ، وابن خزيمة ((التوحيد)) (ص85) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، كلاهما عَنْ ابْنِ وَهْبٍ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِس سَلَمَةَ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ ... )) الحديث.
قُلْتُ: وهذان إسنادان صحيحان، مع كلام يسير فِي أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ.
قال ابن عدِيٍّ ((الكامل)): ومن ضعَّغه أنكر عليه أحاديث وكثرة روايته عَنْ عَمِّهِ، وكُلُّ ما أنكروه عليه محتملٌ، وأن لم يروه غيرُه عَنْ عَمِّهِ، ولعلَّهُ خَصَّهُ بِهِ.
قُلْتُ: وقد انتفت تهمة تفرُّدِهِ عَنْ عَمِّهِ فِي هذا الحديث بمتابعة: اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، وأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الْمِصْرِيِّيْنِ، ومَوْهَبِ بْنِ يَزِيدِ الرَّمْلِيِّ ثلاثتهم عَنْ ابْنِ وَهْبٍ.
وفيه متابعة يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ: مَالِكَاً ومَعْمَرَاً على إسناد حديث أَبِي هُرَيْرَةَ والمتن معاً. والثَّلاثة أثبت النَّاس مطلقاً فِي الزُّهْرِيِّ.
قال ابن أبِي حاتم فِي ((الجرح والتَّعديل)) (9/ 248/1042): ((أخبرنا ابن أبِي خيثمة فِيمَا كَتَبَ إلِيَّ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يقول: مَعْمَرٌ ويُونُسُ عَالِمَانِ بِحَدِيثِ الزُّهْرِيِّ. وقرئ على الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدُّورِيِّ قال يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ: أَثَبْتُ النَّاسِ فِي الزُّهْرِيِّ: مَالِكٌ، ومَعْمَرٌ، ويُونُسُ وعُقَيْلٌ، وشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، وابْنُ عُيَيْنَةَ. وقال عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارمِيُّ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ يقول: نَحْنُ لا نُقَدِّمُ فِي الزُّهْرِيِّ على يُونُسَ أَحَدَاً، تَتَبَّعْتُ أَحَادِيثَ يُونُسَ عَنْ الزُّهْرِيِّ، فوجدت الحديث الواحد ربما سَمِعَهُ مِنْ الزُّهْرِيِّ مِرَارَاً، وكان الزُّهْرِيُّ إذا قدم أَيْلَةَ نزل على يُونُسَ، وإذا سار إلَى الْمدينة زَامَلَهُ يُونُسُ)).
قُلْتُ: وأروى النَّاسِ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ: الْمِصْرِيُّونَ، وأَرْوَاهُمْ عَنْهُ مُطْلَقَاً: عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، وقد أكثر الشَّيْخَانِ من التَّخريج لحديثه عنه.
[تنبيه وإيقاظ] فِي تعليقه على هذه الرِّواية؛ يَعْنِي رواية يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَزَاهَا الأُسْتَاذُ الْفَقِيهِيُّ إلَى الْبُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ فِي ((الصَّحيحين))، فذكر تخريج الْبُخَارِيِّ إيَّاه فِي ثلاثة أبواب من ((الصَّحيح)): الدُّعَاءِ وَالصَّلاةِ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، والدُّعَاءِ نِصْفَ اللَّيْلِ، وبَابُ يُرِيدُونَ أَنَّ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ. وذكر تخريج مُسْلِمٍ إيَّاه فِي بَابِ التَّرْغِيبِ فِي الدُّعَاءِ وَالذِّكْرِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ. وقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ الْبُخَارِيَّ ومُسْلِمَاً لم يُخَرِّجَاهُ مُطْلَقَاً من رواية يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ!!، فليتنبه.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 05 - 05, 10:06 ص]ـ
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَكَذَلِكَ رَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يُونُسَ.
(51) قُرِئَ عَلَى أبِي مُحَمَّدٍ بْنِ صَاعِدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ [عَبْدِ الْمَلِكِ] (1) بْنِ زَنْجَوَيْهِ (ح)
(52) وَقُرِئَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ [الْمِصْرِيِّ] (2) وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَكُمْ هَاشِمُ بْنُ يُونُسَ، قَالا: أَنْبَأ أبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ: أخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ وَأبُو عَبْدِ اللهِ الأَغَرُّ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((يَنْزِلُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: مَنْ
¥(43/412)
يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِى)).
ــــــ
(1) وردت بالمطبوعة (عَبْدِ اللهِ)، والصَّوابُ ما أثْبَتْنَاهُ بعاليه، فهو مُحَمّّدُ بْنُ عَبْدِ الْمِلِكِ بْنِ زَنْجَوَيْهِ الْبَغْدَادِيُّ.
قال الحافظ المزِّيُّ فِي ((تهذيب الكمال)) (26/ 17/5423): ((مُحَمّّدُ بْنُ عَبْدِ الْمِلِكِ بْنِ زَنْجَوَيْهِ الْبَغْدَادِيُّ، أبُو بَكْرٍ الْغَزَّالُ جَارُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ وصَاحِبُهُ. روى عَنْ: أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ، وأَسَدِ بْنِ مُوسَى، وبِشْرِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، وأَبِي سَعِيدٍ جَعْفَرِ بْنِ سَلَمَةَ الْوَرَّاقِ الْبَصْرِيِّ مَوْلَى خُزَاعَةَ، وجَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ، وحَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ، والْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الأَشَيْبِ، وحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرُوزِيِّ، وأَبِي الْيَمَانِ الْحَكَمِ بْنِ نَافِعٍ، وزَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، وطَلْقِ بْنِ السَّمْحِ الْمِصْرِيِّ، وعَبْدِ اللهِ بْنِ رَجَاءٍ الْغُدَانِيِّ، وأَبِي صَالِحٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَالِحٍ الْمِصْرِيِّ، وعَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ، وأَبِي الْمُغِيرَةِ عَبْدِ الْقُدُوسِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْخُوْلانِيِّ، وعُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ السَّهْمِيِّ، وعَمْرِو بْنِ الرَّبِيعِ ابْنِ طَارِقٍ الْمِصْرِيِّ، وفُضَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ السُّكًرِيِّ، ومُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيِّ، ويَزِيدَ بْنِ هَارُونَ. روى عنه: الأربعة، وإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاق الْحَرْبِيُّ، وأبُو يَعَلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الْمَوْصِلِيُّ، وأبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ، وإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، والْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، والْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْبَزَّازُ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ، وعَبْدُ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ الْهَرَوِيُّ، وأبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، وعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ بُجَيْرٍ الْبُجَيْرِيُّ، والْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، والْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ، ومُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، ومُحَمَّدُ بْنُ وَاصِلٍ الْمُقْرِئُ، ومُوسَى بْنُ هَارُونَ، ويَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ. قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعَ مِنْهُ أَبِي وسَمِعْتُ مِنْهُ، وهُوَ صَدُوقٌ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ((الثِّقَاتِ)) اهـ.
(2) وردتْ بالمطبوعة (الْبَصْرِيِّ) نِسْبَةً إلَى الْبَصْرَةِ، وصوابه (الْمِصْرِيِّ) نِسْبَةً إلَى مِصْرَ، فهو عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، أبُو الْحَسَنِ الْمِصْرِيُّ الْوَاعِظُ. وترجمته كما سبق (ص108)، فقد قلتُ:
((إمام ثقة ثبت جليل. علمُ إمامته فِي التذكير مشهور. ومجلس وعظه بالفضلاء آهل معمور. له فى الوعظ أنفاسٌ تقرِّب ذكر هاذم اللذات. وتسكر الآذان إلا عن سماع الآيات البيِّنات. نزل بمصر مدَّة ابتسم بمحياه ثغرُها. ودرَّت عليه سحائب نعمها فلله درُّها. فوعظ ودرَّس. ونزل فى ساحة الرضا وعرَّس)).
(51) و (52) صحيحان. رجالهما موثقون كلهم. وعَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ أبُو صَالِحٍ الْمِصْرِىِّ، كَاتِبُ الليْثِ بْنِ سَعْدٍ، وإن تكلَّم فيه جماعة من أهل الجرح والتَّعديل بما يوجب تضعيفه، فإنه صدوقٌ فِي نفسه، عالِمٌ بأحاديث اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، إذ كان كاتبه على الغلات، ولَم يكن يتعمد الكذب ولا الخطأ، وإنما ابتلِي برجل سوءٍ أدخل فِى كتبه ما ليس من حديثه. قال أبو حَاتِمٍ الرازىُّ: الأحاديث التي أخرجها أبُو صَالِحٍ في آخر عمره فأنكروها عليه، أرى أن هذا مما افتعل خَالِدُ بْنُ نَجِيحٍ، وكان أبُو صَالِحٍ يصحبه، وكان أبُو صَالِحٍ سليمَ الناحية، وكان خَالِدٌ يضع الحديث في كتب الناس، ولم يكن أبُو صَالِحٍ يروي الكذب،
¥(43/413)
بل كان رجلاً صَالِحَاً.
وحديثه ذا ليس من قبيل ما أنكروا عليه، بل هو من صحاح أحاديث اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ. فقد تابعه عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ عن يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ على إسناده ومتنه.
قلت: واللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، كلاهما من أثبت الناس فِي يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 05 - 05, 10:27 ص]ـ
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَرَوَاهُ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ.
(53) قُرِئَ عَلَى أبِي مُحَمَّدٍ بْنِ صَاعِدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ [خَلِيٍّ] (1) الْكِلاعِيُّ بِحِمْصَ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أبِيهِ عَنْ الزُّهْرِيِّ (ح)
(54) قُرِئَ عَلَى ابْنِ صَاعِدٍ، حَدَثَّكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمِلِكِ بْنِ زَنْجَوَيْهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَوْفِ بْنِ سُفْيَانَ (ح)
(55) وَحَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابْورِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاِنئٍ، قَالُوا: أَنْبَأ أبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ عَنْ الزَّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأبُو عَبْدِ اللهِ الأَغَرُّ صَاحِبُ أبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((يَنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ)).
ــــــ
(1) وردت بالمطبوعة (عَلِيِّ) بالعين المهملة، وصوابه (خَلِيِّ) بالخاء المعجمة، فهو مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خَلِيٍّ الْكِلاعِيُّ، أبُو الْحُسَيْنِ الْحِمْصِيُّ. روى عن: أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ الْوَهْبِيِّ، وبِشْرِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، وأَبِي الْيَمَانِ الْحَكَمِ بْنِ نَافِعٍ وغيرهم. وثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وأبُو حَاتمٍ وابْنُ حبَّانَ.
(53) صحيح. رجال إسناده كلُّهم ثقات، أبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ الْحَافِظُ فَمَنْ فَوْقَهُ. وبِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ الْحِمْصِيُّ، صَدُوقٌ ثَبْتٌ فِي أَبِيهِ خِلافَاً لِمَنْ زَعَمَ أنَّه لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ. قال أبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ الْحِمْصِيُّ: سَمِعْتُ مِنْ شُعَيْبٍ وهُوَ يَحْتَضِرُ يَقُولُ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْمَعَ هَذِهِ الْكُتُبِ فَلَيَسْمَعَهَا مِنْ ابْنِي، فَإِنَّه قَدْ سَمِعَهَا مِنِي. احتج به البخارِي، وأخرج له حديثين، وأكثر النسائِيُّ من تخريج أحاديثه.
(54)، (55) صحيحان. وأخرجه الدَّارمِيُّ ((السُّنن)) (1479) قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ - يَعْنِي أبَا الْيَمَانِ - عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي أبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأبُو عَبْدِ اللهِ الأَغَرُّ صَاحِبَا أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ أبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ اسْمُهُ كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ حَتَّى الْفَجْرِ)).
وأخرجه كذلك ابن خزيْمَةَ ((التوحيد)) (ص85) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ، وأبو عوانة ((المسند)) (1/ 127/376) عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الطَّرْسُوسِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخُزَاعِيِّ، كلاهما عَنْ أَبِي الْيَمَانِ بإسناده بنحو حديث الجماعة.
¥(43/414)
قلت: فهؤلاء سبعة من الرُّفعاء الكبراء رووه عَنْ أَبِي الْيَمَانِ: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمِلِكِ بْنِ زَنْجَوَيْهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَوْفِ بْنِ سُفْيَانَ، وأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاِنئٍ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، وأبُو أُمَيَّةَ الطَّرْسُوسِيِّ.
وفيه متابعة شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ الْحِمْصِيِّ مَالِكَاً ومَعْمَرَاً ويُونُسَ على إسناد حديث أَبِي هُرَيْرَةَ والمتن معاً.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 05 - 05, 05:43 م]ـ
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَرَوَاهُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أبِي زِيَادٍ الرصافِيُّ عَنْ الزُّهْرِيِّ.
(56) حَدَّثَنَا أبُو طَالِبٍ الْحَافِظُ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادٍ الْحَذَّاءُ وَأبُو أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ (ح)
(57) وَأَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، قَالا: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ، قَالا: ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ الرصافِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عُوْفٍ الزُّهْرِيُّ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الأَغَرُّ صَاحِبُ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((يَنْزِلُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ إِلَى سَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ حتَّى الفَجْر)).
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَرَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ عَنْ الزُّهْرِيِّ.
(58) أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ أبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ الصَّدَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِى الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عُوْفٍ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الأَغَرُّ صَاحِبُ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((يَنْزِلُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ)).
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَرَوَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ سَمْعَانَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ الأَغَرِّ وَحْدَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
(59) أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ، قَالَ: نَا يُوسُفُ قَالَ: نَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: نَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: نَا ابْنُ سَمْعَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: فِي نُزُولِ الْجَبَّارِ جَلَّ وَعَزَّ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَكَذَلِكَ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ يُفَضِّلُونَ صَلاةَ آخِرِ اللَّيْلِ عَلَى أَوَّلِهِ.
ــــــ
(56)، (57) صحيحان. وأخرجه ابن عساكر من طريق المصنِّف سواء.
¥(43/415)
قال الحافظ ابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (37/ 463): أَخْبَرَنَا أبُو الْعِزِّ أَحْمَدُ بْنُ عَبَيْدِ اللهِ بْنِ كَادَشٍ أنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنُونَ النَّرْسِيُّ أنا أبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ ثَنَا أبُو طَالِبٍ الْحَافِظُ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادٍ الْحَذَّاءُ وَأبُو أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ ح وأنا أَبُو مُحَمَّدِ ابْنُ صَاعِدٍ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ قَالا: نَا أَبُو أُسَامَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ قَالا: ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ الرصافِيُّ حَدَّثَنِي جَدِّي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عُوْفٍ الزُّهْرِيُّ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الأَغَرُّ أنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا بِهِ مثله.
وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: ((شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، وعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، وعُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زياد الرصافِيُّ من الثِّقَاتِ)).
(58) ضعيف بهذا الإسناد. هَذَا الإِسْنَادُ لَيْسَ بِالْقَائِمِ، آفته مَعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ، أبُو رَوْحٍ الدِّمِشْقِيُّ، تَالِفٌ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
قال الْبُخَارِيُّ ((التاريخ الكبير)) (7/ 336): ((كان على بيت مال بالرَّي. يروى عَنْ الزُّهْرِيِّ. روى عنه: هِقْلُ بْنُ زِيَادٍ أحاديث مستقيمة كأنَّها من كتاب، وروى عنه عِيسَى بْنُ يُونُسَ، وإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ أحاديث مناكير كأنَّها من حفظه)).
وقال مَعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يقول: مَعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ مِصْرِيٌّ هالكٌ ليس بشيءٍ. وقال أبو حاتم الرَّازِيُّ: أحاديثه مناكير كأنها من حفظه، هو ضعيف الحديث في حديثه إنكار. وقال أبو زُرْعَةَ: ليس بقوي، أحاديثه كلها مقلوبة ما حدَّث بالري، والذي حدَّث بالشام أحسنُ حالاً.
(59) ضعيف بهذا الإسناد. هَذَا الإِسْنَادُ لَيْسَ بِالْقَائِمِ، آفته عَبْدُ اللهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ سَمْعَانَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، كَذَّبَهُ مَالِكٌ.
قال أبو مُسْهِرٍ الدِّمِشْقِيُّ: حَدَّثَنِي الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ ابْنُ سَمْعَانَ صَاحِبَ عِلْمٍ، إِنَّمَا كَانَ صَاحِبَ عَمُودِ يَعْنِي صَلاةً. وقال يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وقال مرَّة: لَيْسَ حديثه بشيء. وقال مرَّة: كَذَّابٌ. وقال النَّسَائِيُّ وعَلِيُّ بن الجنيد والدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وقال ابن أبِي حاتمٍ: امتنع أبو زرعة من أن يقرأ علينا حديث ابْنِ سَمْعَانَ، وقال: هُوَ لا شَيْءَ. وقال ابْنُ حِبَّانَ: كان يروي عن من لم يره، ويحدِّث بِمَا لَمْ يَسْمَعُ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 05 - 05, 05:58 م]ـ
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَرَوَاهُ صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَى ذَلِكَ.
(60) أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ ابْنِ شَقِيقٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ رَاشِدٍ أبُو صُبْحٍ الْمَرُوزِيَّانِ قَالا: أَنَا النَّضْرُ ابْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: أَنَا صَالِحٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ إذا بَقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخرِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ)).
¥(43/416)
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَرَوَاهُ أبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَالأَعْرَجِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ.
(61) حَدَّثَنَا أبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ بَبَزَوَيْهَ الشِّيرَازِيُّ، قَالَ: نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ شَاذَانُ، قَالَ: أَنَا أبُو دَاوُدَ أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أنَّه أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((يَنْزِلُ ربّنَا تعالى حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ، فيقول: مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي أعْطِيَهُ، مَنْ يَدْعُونِي أسْتَجِيبَ لَهُ)).
ــــــ
(60) ضعيف بهذا الإسناد. وأخرجه عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ ((السُّنة)) (1103) قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ نَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ بإسناده نحوه.
قُلْتُ: هذا إسناد ضعيفٌ. صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، ضعَّفه أَحْمَدُ ويَحْيَى بْنُ مَعِينٍ والنَّسائِيُّ. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، كان عنده عَنْ الزُّهْرِيِّ كتابين أحدهما عرض والآخر مناولة، فاختلطا جَمِيعَاً، فلا يعرف هذا من هذا. وقال ابْنُ حِبَّانَ: اختلط عليه ما سمع بما لم يسمع، فحدَّث بالكل.
(61) ضعيف بهذا الإسناد. إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ شَاذَانُ، صَدُوقٌ لَهُ غَرَائِبُ ومَنَاكِيرُ، وقد خولف على إسناد هذا الحديث عَنْ الطَّيَالِسِيِّ، خالفه من هو أثبت وأوثق منه.
قال الحافظ ابن حَجَرٍ ((لسان الميزان)) (1/ 347/1075): ((إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أبُو بَكْرٍ الشِّيرِازِيُّ الْمُلَقَّبُ بِشَاذَانَ. له مناكير وغرائب مع أنَّ ابْنَ حِبَّانَ ذكره في ((الثِّقَاتِ)). وقد جَمَعَ ابْنُ مَنْدَه غرائبه، ووقعت لنا من طريقه. وقد ذكره ابن أبِي حاتم، فنسبه هكذا: إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ زَيْدٍ النَّهْشَلِيُّ، وقال: هو صدوق)) اهـ.
وقد خالفه يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ الْبَصْرِيُّ، فرواه عَنْ الطَّيَالِسِيِّ ((عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ وَأَبِى عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ)) كرواية الجماعة.
أخرجه ابن خزيْمَةَ ((التوحيد)) (ص85) قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ ثَنَا أبُو دَاوُدَ به.
قُلتُ: ويَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ الْمُقَوِّمُ، أبُو سَعِيدٍ الْبَصْرِيُّ ثقة حافظ متقن.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[22 - 05 - 05, 01:00 ص]ـ
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ وَحَبِيبُ بْنُ أَبِى ثَابِتٍ عَنْ الأَغَرِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ وَأَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَنُكْتَبُ أَحَادِيثُهُمْ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ بَعْدَ فَرَاغِنَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ (1).
وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ: فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، وَخَالَفَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، فَرَوَاهُ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى أُمِّ صُبَيَّةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ.
فَأَمَا حَدِيثُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، الَّذِي رَوَاهُ عَنْ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ:
(62) فَحَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ (ح)
(63) وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى (ح)
(64) وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّجَّادُ قَالَ: أَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ (ح)
¥(43/417)
(65) وَحَدَّثَنَا أبُو عُبَيْدٍ الْمَحَامِلِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الدُّورِيُّ، قَالُوا: أَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالُوا نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ أَنَا عُبَيْدُ اللهِ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبىَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفُ اللَّيْلِ، نَزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَقَالَ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ، هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ، هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبَهُ))، هَذَا لَفْظُ النَّيْسِابُورِيِّ.
وَقَالَ الْبَاقُونَ: عن النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ الْوُضُوءِ، وَلأَخَّرْتُ صَلاةَ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفِ اللَّيْلِ، فَإِنَّه إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ أَوْ شَطْرُ اللَّيْلِ، نَزَلَ الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيقُولُ: هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ، هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ حتَّى يَطْلُعَ الفَجْرُ))، وَقَالَ ابْنُ شَبَّةَ وَأبُو مُوسَى ((أَوْ شَطْرُ الليْلِ)).
(66) حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ أَخُو كَرْخَوَيْهِ (ح)
(67) وَحَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ ثَنَا سِعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، قالا: ثنا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ الْوُضُوءِ، وَلأَمَرْتُهُمْ أنْ يُؤخِرُوا صَلاةَ العِشَاءِ إلى نِصْفِ اللَّيْلِ أو إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ إنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يدنو إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فيقول: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبَهُ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، حتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ)).
(68) حَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ قال: أنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ قَالَ أنَا حَجَّاجُ أنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((إذا كان ثلث الليل أو شطره نَزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ دَاعٍ فأستجيب له، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ، حتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ)).
ــــــ
(1) يأتِي بعد (أرقام 91:81).
(62): (65) صحاح. وأخرجه أَحْمَدُ (2/ 433) قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى يعْنِي الْقَطَّانَ قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ الْوُضُوءِ، وَلأَخَّرْتُ الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفِ اللَّيْلِ، فَإِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفُ اللَّيْلِ، نَزَلَ جَلَّ وَعَزَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَقَالَ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ، هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ، هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبَهُ)).
وأخرجه كذلك النَّسائِيُّ ((الكبرى)) (2/ 196/3035)، وابن خزيْمَةَ ((التوحيد)) (ص86)، وابن المنذر ((الأوسط)) (2/ 344)، وابن حبَّان (1530) من طرقٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعيدٍ الْقَطَّانِ بنحوه، وبعضهم يقتصر على بعض فقراته.
قُلْتُ: هذا إسناد رجاله ثقات، يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ فَمَنْ فوقه، على رسم الشَّيْخَيْنِ.
وأخرجه كذلك ابن أبِي عاصمٍ ((السُّنة)) (498) قال: ثَنَا ابْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِي ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ أَوْ شَطْرُهُ .... )) الحديث بنحوه.
قُلْتُ: هكذا هو بالمطبوعة ((عن أبيه))، وأراه خطأ من النَّاسخ أو المطبوعة، ولَمْ يعلِّقْ عليه الشَّيْخُ الأَلْبَانِيُّ بشيءٍ!، وكُلُّ من رواه عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ إنما يرويه ((عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ))؛ بلا وَاسِطَةٍ بينهما.
وقد تابع الْقَطَّانَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ جَمْعٌ من الأثبات: إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، ورَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ نُمِيرٍ، ومُعْتًمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وعَبْدُ الأَعْلَى بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وحَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، وعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ.
فهؤلاء عشرة من الرفعاء الكبراء، منهم من رواه تاماً مستقصىً، وبعضهم يختصره إما بذكر السواك أو النزول، وأحسنهم سياقةً له: يَحْيَى الْقَطَّانُ. واقتصر الدَّارَقُطْْنِيُّ على ذكر أحاديث الخمسة الأوائل، عقب ذكره إيَّاه من رواية الْقَطَّانِ.
(68) صحيح. وأخرجه كذلك ابن أبِي عاصمٍ ((السُّنة)) (499) عن هُدْبَةَ بْنِ خَالِدٍ، والطحاوِي ((شرح المعانِي)) (1/ 44) عن أَسَدِ بْنِ بَهْزٍ وحَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ، ثلاثتهم عن حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بنحوه.
¥(43/418)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[22 - 05 - 05, 01:39 ص]ـ
(69) حَدَّثَنَا القاضِي الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أنَا أبُو السَّائِبِ سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ قَالَ: نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قال قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مع الوضوء، ولأَمَرْتُهُمْ أن يؤخروا العِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، فإنَّ اللهَ عزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ إِذَا ذَهَبَ – أَحْسَبُهُ قَالَ – ثُلُثُ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفَ اللَّيْلِ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فينادي: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسَتَجَابَ لَهُ، أَوْ مُسْتَغْفِرٍ فَيُغْفَرَ لَهُ، أوْ سَائِلٍ يُعْطَى، حتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ)).
(70) حَدَّثَنَا أبُو عُمَرَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: أنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى نَا الْمُعْتَمِرِ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قال: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ الْوُضُوءِ، وَلأَخَرَّتُ صَلاةَ العِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفِ اللَّيْلِ، فإنَّ اللهَ عزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ تِلَكَ السَّاعَةِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فيقول: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبَهُ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ سُؤْلَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ)).
(71) حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ التُّسْتَرِيُّ ثَنَا يَحْيَى ابْنُ غَيْلانَ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَزِيعِ ثَنَا رَوْحُ بْن الْقَاسِمِ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قال: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ الْوُضُوءِ)) ثُمَّ ذَكَرَهُ بِطُولِهِ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَرَوَاهُ بَقِيَّةُ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ.
(72) حَدَّثَنَا أبُو مُحَمَّدٍ بْنُ صَاعِدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النُّعْمَانِيُّ، قالا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أنا عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ (1) قَالَ: ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لافترضتُ السِّوَاكَ مَعَ الْوُضُوءِ، وأنْ يؤخروا صَلاةَ العِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفِ اللَّيْلِ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فينادِي: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسَتَجَابَ لَهُ، هل من مُسْتَغْفِرٍ فَيُغْفَرَ لَهُ، حَتَّى يَطِلُعَ الْفَجْرُ)).
ــــــ
(1) ورد إسناد هذا الحديث بالمطبوعة محرَّفاً هكذا ((حَدَّثَنَا أبُو محمد بن صاعد، ومحمد بن سليمان النعمانِي، قالا: ثنا محمد بن عمرو بن حبان ثنا بقية))، وليس فِي رواة بَقِيَّةُ من تسمَّى بهذا الاسم: محمد بن عمرو بن حبان!!، وإنما هو عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ كما أثبتناه بعاليه. وبيان هذا التَّحريف فِي رواية النسائِي الموضحة بالتخريج.
(69) صحيح. وأخرجه ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (1/ 155/1787)، وعنه ابن ماجه (691،287): حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَخَّرْتُ صَلاةَ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفَه)).
¥(43/419)
وقال أحمد (2/ 433) حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ)) فَذَكَرَه مستقصىً.
(70) صحيح. وأخرجه ابن خزيمة ((التوحيد)) (ص 86): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ثَنَا الْمُعْتَمِرُ - يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ - سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بنحوه.
(72) شاذ بهذا الإسناد. وأخرجه النَّسائِيُّ ((الكبرى)) (2/ 197/3038): أَنْبَأَ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَفَرَضْتُ عَلَيْهِمْ السِّوَاكَ مَعَ الْوُضُوءِ)).
قُلْتُ: وقد اختصره النسائِيُّ هكذا مقتصراً على موضع الحاجة فِي أبواب السِّواك، وفيه عنعنةُ بَقِيَّةُ، بخلاف إسناد المطبوعة المشوَّش، والذِي فيه تصريح بَقِيَّةَ بالسَّماع من عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ.
وقد خالف بَقِيَّةَ: أثباتُ أصحاب عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، فرووه عنه ((عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ))، ليس بينهما أحد، وهو المحفوظ.
وقال النسائِيُّ (2/ 197/3038): أَنْبَأَ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا اللَّيْثُ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ عَنْ سَعِيدٍ المقبرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أن رسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قال: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى النَّاس لأَمَرْتُهُمْ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ بِوُضُوءٍ، وَمَعَ الْوُضُوءِ بِالسِّوَاكِ)).
قُلْتُ: ولا يصلح هذا الإسناد شاهداً لمخالفة بَقِيَّةُ للأثبات من أصحاب عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، فإنَّ أبَا مَعْشَرٍ نَجِيحَ السِّنْدِىَّ الْمَدِنِيَّ بَيِّنُ الأَمْرِ فِي الضُّعفاء. قال ابن معين: ليس بقوي، كان أمِّيَاً، يُتَقَّي مِنْ حَدِيثِهِ الْمُسْنَدُ. وقال ابن أبِي شيبة: سألت ابن المديني عنه، فقال: ذاك شيخ ضعيف، كان يحدِّث عن مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ ومُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ بأحَادِيثَ صالِحَةً، وكان يحدِّثُ عَنْ الْمَقْبُرِيِّ ونَافِعٍ بأحَادِيثَ مُنْكَرَةٍ. وقال البخاريُّ: منكر الحديث. وقال النسائيُّ والدَّارَقُطْنيُّ: ضعيف.
[إيضاحٌ وتذييلٌ] ومن لطائف الاستدراك على الدَّارَقُطْنِِيِّ مما فاته من روايات أثبات أصحاب عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: رواية عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، ورواية عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامِ.
فأما الأولَى، قال حبان بن موسَى ((مسند ابن المبارك)) (63): أنا عَبْدُ اللهِ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قال: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ وُضُوءِ، وَلأَخَرَّتُ صَلاةَ العِشَاءَ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثِ اللَّيْلِ، فإنَّه إذا مضي نِصْفُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثُ اللَّيْلِ، فذكر نزوله، قال: مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يسألنِي فأعطيه، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، حَتَّى تَطِلُعَ الشَّمْسُ)).
وأما الثانية، قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ ((مصنفه)) (2106) عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قال قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي)) الحديث بتمامه.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 05 - 05, 01:53 ص]ـ
وأما حَدِيثُ [ابْنِ إِسْحَاقَ] (1) الَّذِي رَوَاهُ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى أُمِّ صُبَيَّةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
¥(43/420)
(73) فَحَدَّثَنَاه أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِىُّ [قال: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى] (2) قال: ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الوهبِيُّ قال: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عن سَعِيدِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى أُمِّ صُبَيَّةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لَوْلا أَنِّي أَكْرَهُ أنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ، وَلأَخَّرْتُ صَلاةَ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، فَإِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ هَبَطَ اللهُ تَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَلَمْ يَزَلْ هُنَاكَ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، يَقُولُ: أَلا دَاعٍ يُجَابُ، أَلا سَائِلٌ يُعْطَى، أَلا سَقِيمٌ يَسْتَشْفِي فَيُشْفَى، أَلا مُذْنِبٌ يَسْتَغْفِرُ فَيُغْفَرُ لَهُ)).
(74) حَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِىُّ قال: ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: ثَنَا أبِي عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى أُمِّ صُبَيَّةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وساق الحديث نحوه، ولم يذكر ((حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ)).
(75) حَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِىُّ قال: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُنْصُورٍ ثَنَا يَعْقُوبُ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قال: ثَنَا أبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى أُمِّ صُبَيَّةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ، وَلأَخَّرْتُ العِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الأَوَّلِ، فَإِنَّهُ إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ، هَبَطَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَلَمْ يَزَلْ هُنَاكَ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، يَقُولَ: أَلا سَائِلٌ يُعْطَى، أَلا دَاعٍ يُجَابُ، أَلا سَقِيمٌ يَسْتَشْفِي فَيُشْفَى، أَلا مُذْنِبٌ يَسْتَغْفِرُ، فَيُغْفَرَ لَهُ)).
(76) حَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِىُّ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَلُوسِيُّ ثَنَا بَكْرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَبَّانٍ ثَنَا مُسَدَّدٌ عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ هَبَطَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا)) ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ.
ــــــ
(1) وردت بالمطبوعة (أبِي إسحاق)، وهو خطأ واضح، وإنما هو مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ.
(2) سقط من إسناد المطبوعة: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهلِيُّ شيخ النَّيْسَابُورِىُّ فِي هذا الحديث، فجاء سند الحديث بها هكذا: ((حَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِىُّ ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الوهبِيُّ))، وهذا خطأ فاحش، لَمْ يتنبه له الْمُحَقِّقُ، إذ يوحي بانقطاع إسناد الرواية.
وقد أخرجه الحافظ الْمِزِّيُّ من طريق النَّيْسَابُورِىِّ شيخِ الدَّارَقُطْنِيِّ، فأقام إسناده وجوَّده.
قال فِي ((تهذيب الكمال)) (20/ 135): أَخْبَرَنَا بِهِ أبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبُخَارِيِّ وأَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالا: أَخْبَرَنَا أبُو حَفْصِ بْنُ طَبَرْزَدَ أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبُو بَكْرِ الأَنْصَارِيُّ وأبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنُ الزَّاغُونِيِّ قالا: أَخْبَرَنَا أبُو مُحَمَّدٍ الصًّرَيْفِينِيُّ أَخْبَرَنَا أبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَلانِيُّ الْمُقْرِئُ قَالَ: حَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِىُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا
¥(43/421)
أَحْمَدُ بْنُ خَالَدٍ الْوَهْبِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى أُمِّ صُبَيَّةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة سَمِعْتُ النَّبيِّ يَقُولُ: ((لَولا أَنَّي أَكْرَهُ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ، وَلأَخَّرْتُ صَلاةَ الْعِشَاءِ الآخِرة إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ هَبَطَ اللهُ تَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا، يَقُولُ: أَلا دَاعٍ يُجَبْ، أَلا سَائِلٌ يُعْطًى، أَلا مُذْنِبٌ يَسْتَغْفِرُ فَيُغْفَرُ لَهُ، أَلا سَقِيمٌ يَسْتَشْفِي فَيُشْفَى، حتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ)).
وأخرجه كذلك البيهقِيُّ ((السنن الكبرى)) (1/ 36) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ بإسناده نحوه.
وقد تابع الْوَهْبِيَّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، ومُسَدَّدٌ، ومُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الحرَّانِيُّ، ومُحَمَّدُ بْنُ أبِي عَدِيٍّ، إلا أن ابْنَ أبِي عَدِيٍّ يقول ((مَوْلَى أُمِّ صَفِيَّةَ)).
(74) و (75) حسن. وأخرجه البخارِيُّ ((التاريخ الكبير)) (6/ 462) عن عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، والدارمِيُّ أبو محمد ((السنن)) (1484) عن مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، والدارمِيُّ أبو سعيد ((الرَّد على الجهمية)) (65. بترقيمِي) عن عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ النَّاقِدِ، والطحاوِيُّ ((شرح المعانِي)) عن عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ، أربعتهم عن يَعْقُوب بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ ابْنِ إِسْحَقَ بتمامه.
(76) حسن. هذه الأسانيد حسان فِي المتابعات، سيما وقد صرَّح ابْنُ إِسْحَاقَ بسماعه من الْمَقْبُرِيِّ، وعَطَاءٌ مَوْلَى أُمِّ صُبَيَّةَ، وإن تفرَّد عنه سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، فقد توبع على روايته، وليس فِي سياق حديثه ما ينكر.
وأما قول الحافظ ابن حجر ((مقبول من الثالثة))، يعنى من أوساط التابعين الذين يتلقى حديثهم بالقبول تبعاً لقاعدة الحافظ الذهبى فِي المجاهيل من كبار التابعين وأوساطهم ((وأما المجهولون من الرَّواة، فإن كان من كبار التابعين أو أوساطهم؛ احتمل حديثه وتلقى بحسن الظن؛ إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ)) اهـ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 05 - 05, 02:30 ص]ـ
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَدِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، فقال: عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى أُمِّ صَفِيَّةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وصحَّف فِي ذلكَ، والصوابُ مَوْلَى أُمِّ صُبَيَّةَ (1).
ــــــ
(1) أخرجه أحمد (1/ 120): حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى أُمِّ صَفِيَّةَ - وَقَالَ يَعْقُوبُ صُبَيَّةَ وَهُوَ الصَّوَابُ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ وَلأَخَّرْتُ صَلاةَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الأَوَّلِ، فَإِنَّهُ إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ هَبَطَ ... )) الحديث.
وأخرجه كذلك ابن خزيْمَةَ ((التوحيد)) (ص86) قال: ثنا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ ثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ به.
قلت: وكذلك أخطأ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ فِي متنه، وخالف أثبات أصحاب ابْنِ إِسْحَاقَ فقال ((يقول قائل: ألا من سائلٍ، ألا .. ألا ... ))، وهى لفظة شاذة لا يُتابع عليها من هذا الوجه.
¥(43/422)
أخرجه كذلك الدارمِيُّ ((الرد على الجهمية)) (64. بترقيمِي) عن عبد العزيز بن يوسف الحرانِيِّ، والنسائِي ((الكبرى)) (6/ 125/10319) و ((اليوم والليلة)) (485) عن عمرو بن هاشمٍ، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيِّ عن ابْنِ إِسْحَاقَ بإسناده قال ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ، وَلأَخَّرْتُ العِشَاءَ الآخِرَةَ حتَّى يَذْهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، فَإِنَّهُ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ، هَبَطَ اللهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَلَمْ يَزَلْ هُنَاكَ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، يَقُولَ قَائِلٌ: أَلا مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطَى، ألا مِنْ دَاعٍ فيُسَتَجَابَ لَهُ، أَلا مِنْ مَرِيضٍ يَسْتَشْفِي فَيُشْفَى، أَلا من مُذْنِبٍ يَسْتَغْفِرُ، فَيُغْفَرَ لَهُ)).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 05 - 05, 04:38 م]ـ
ورواه يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
(77) حَدَّثَنَا الْقَاضِي أبُو عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ (ح)
(78) وَحَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِىُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: ثَنَا يَزِيدَ بْنُ هَارُونَ، قَالا: هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الدستوائِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يقول: قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إذا بقِي ثُلُثُ اللَّيْلِ – زاد يَزِيدُ: الآخِرُ – قالا جميعاً: نَزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ حتَّى يُضِئَ الْفَجْرُ)).
ــــــ
(77) و (78) صحيحان. وأخرجه أحمد (2/ 258): حَدَّثَنَا يَزِيدُ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ قالا: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا بَقِيَ ثُلُثُ اللَّيْلِ نَزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَرْزِقُنِي فَأَرْزُقَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَكْشِفُ الضُّرَّ فَأَكْشِفَهُ عَنْهُ، حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ)).
وأخرجه كذلك الطيالسِيُّ (2516)، وأحْمَدُ (2/ 251)، والدارمِيُّ ((الرد على الجهمية)) (62 بترقيمِي)، والنسائِيُّ ((الكبرى)) (6/ 123/10311،10310)، وابن خزيمة ((التوحيد)) (ص86)، والبيهقِيُّ ((شعب الإيمان)) (3/ 129/3094)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (51/ 124) من طرقٍ عَنْ يَحْيَى بن أبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ بنحوه.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات، وأبُو جَعْفَرٍ هُوَ الأنصارِيُّ المدنِيُّ المؤذِّنُ مشهور بكنيته، ولا يعرف اسمه.
قال الحافظ أبو الحجَّاج المزِّيُّ ((تهذيب الكمال)) (33/ 191/7283): ((أبُو جَعْفَرٍ الأنصارِيُّ المؤذِّنُ المدنِيُّ. عن: أبِي هُرَيْرَةَ. وعنه: يَحْيَى بْنُ أبِي كَثِيرٍ. روى له البخارِيُّ فِي ((الأدب المفرد)) و ((أفعال العباد))، والنسائِيُّ فِي ((اليوم والليلة))، والباقون سوى مسلم. روى له النسائِيُّ حديث النزول، وروى له الباقون حديث ((ثَلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لا شَكَّ فِيهِنَّ)). وقال التِّرْمِذِيُّ: ((لا يعرف اسمه)). وقال غيره: هو مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ حُسَيْنٍ، رواه أبو مسلم الكجِيُّ والباغندِيُّ عَنْ أبِي عاصمٍ النَّبِيلِ عن حجَّاجِ بْنِ الصَّوَّافِ عَنْ يَحْيَى بن أبِي كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىِّ بْنِ حُسَيْنٍ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ)) اهـ.
قُلْتُ: قد وهم من ظنه أبا جعفر مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىِّ بْنِ حُسَيْنٍ، لأنه لم يدرك أبا هُرَيْرَةَ، وليس له رواية عنه، ولأنه لم يكن يوماً مؤذِّناً، فمقامه أجلُّ من ذلك، وشرف نسبه أسمى!.
¥(43/423)
قال الحافظ ابن حجر فِي ((تهذيب التهذيب)) (12/ 58/218): ((أبُو جَعْفَرٍ هذا رجل من الأنصار، وبهذا جزم ابن القطَّان، وقال: أنه مجهول. وقال ابن حبَّان فِي ((صحيحه)) هو مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ حُسَيْنٍ. قلت: وهذا غير مستقيم، لأن مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىِّ بْنِ حُسَيْنٍ لم يكن مؤذِّناً، ولأن أبا جَعْفَرٍ هذا صرَّح بسماعه من أبِي هُرَيْرَةَ فِى عدَّة أحاديث، وأما مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ حُسَيْنٍ فلم يدرك أبا هُرَيْرَةَ، فتعيَّن أنَّه غيره)) اهـ.
وقال ((التقريب)) (2/ 406): ((أبُو جَعْفَرٍ المؤذِّنُ الأنصارِيُّ مقبول، ومن زعم أنَّه مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ حُسَيْنٍ فقد وهم)).
قُلْتُ: ولستُ أعلم أحداً ذكر أبَا جَعْفَرٍ الأنْصَارِيَّ بجرحٍ، بل حسَّن التِّرمذِيُّ أحاديثه، ورواية النسائِيِّ توثيقٌ له. وسبيل الاحتجاج بحديثه كسبيل عَطَاءٍ مَوْلَى أُمِّ صُبَيَّةَ الآنف ذكره.
فإن قيل: يَحْيَى بْنُ أبِي كَثِيرٍ ثِقَةٌ ثَبْتٌ جَلِيلٌ، ولكنه مدلِّسٌ، فأين تصريحه بالسَّماع من أبِي جَعْفَرٍ؟.
قلنا: قد انتفت تهمة تدليسه بتصريحه بالسَّماع، فيما أخرجه النسائِيُّ (6/ 124/10311) قال: أَخْبَرَنِي شُعَيْبُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ هُوَ ابْنُ إِسْحَقَ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيِّ حدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ حَدَّثَنَا أبُو جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا أبُو هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا بَقِيَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، نَزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي أَغْفِرُ لَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي أَسْتَجِيبُ لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَرْزِقُنِي أَرْزُقُهُ، حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ)).
قلت: وهذا إسناد متصل مسلسل بسماع رواته بعضهم عن بعض، من مبتدئه إلَى منتهاه، برجالٍ موثقين كلهم.(43/424)
التحقيق المُعْرِب عن حال حديث التهليل عشر بعد صلاة الفجر والمغرب
ـ[طلال سعيد آل حيان]ــــــــ[16 - 05 - 05, 06:00 م]ـ
التحقيق المُعْرِب عن حال حديث التهليل عشر بعد صلاة الفجر والمغرب
حرره
أبو العباس السالمي الأثري
عفا الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين وبعد:
فهذا بحث حديثي لحديث اشتهر العمل به بين الناس، وهو حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله ? قال: ((من قال بعد صلاة الصبح وهو ثان رجله قبل أن يتكلم؛ لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيى ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كتب له بكل مرة عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكن له في يومه ذلك حرزاً من الشيطان الرجيم، وحرزاً من كل مكروه، وحرزاً من الشيطان، وكان له بكل مرة عتق رقبة من ولد إسماعيل، ثمن كل رقبة اثنا عشر ألفاً، ولم يلحقه يومئذ ذنب إلا الشرك بالله، ومن قال ذلك بعد صلاة المغرب كان له مثل ذلك)).
وحررت فيه القول – بعد فضل الله – لمَّا أخبرني بعض إخواني أن بعضهم يضعفه، مع علمي أن علامة الزمان ومحدث الشام الإمام الألباني يصححه، فاستعنت بالله وبحثته بحثاً حديثياً على حسب القواعد التي أصلها أهل الحديث؛ لله درهم.
فما كان فيه من صواب فمن الله وحده لا شريك له، وهو المستعان، وما كان فيه من خطأ أو نسيان؛ فمني ومن الشيطان والله ورسوله ? منه بريئان.
وصلِّ اللهم على نبينا ورسولنا محمد وآله وسلم.
أبو العباس السالمي الأثري
الثلاثاء10/ 3/1426هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله ? قال: ((من قال بعد صلاة الصبح وهو ثان رجله قبل أن يتكلم؛ لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيى ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كتب له بكل مرة عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكن له في يومه ذلك حرزاً من الشيطان الرجيم، وحرزاً من كل مكروه، وحرزاً من الشيطان، وكان له بكل مرة عتق رقبة من ولد إسماعيل، ثمن كل رقبة اثنا عشر ألفاً، ولم يلحقه يومئذ ذنب إلا الشرك بالله، ومن قال ذلك بعد صلاة المغرب كان له مثل ذلك)).
ــــــــــــــــــــ
أخرجه الطبراني في (الأوسط) [5/ 4643] وفي (الشاميين) [1/ 23] وابن عساكر في (تاريخ دمشق) [38/ 100] من طريق موسى بن محمد عن هانئ بن عبد الرحمن ورديح بن عطية عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعاً به.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم بن أبي عبلة إلا هانئ بن عبد الرحمن ورديح بن عطية تفرد به موسى بن محمد.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد [10/ 108]: (فيه موسى بن محمد بن عطاء البلقاوي وهو متروك)
قلت: حديث باطل
فيه موسى بن محمد بن عطاء البلقاوي (كذبه أبو زرعة وأبو حاتم وقال النسائي ليس بثقة وقال الدارقطني وغيره متروك وقال ابن حبان لا تحل الرواية عنه كان يضع الحديث وقال ابن عدي كان يسرق الحديث) ذكره الذهبي في الميزان.
وله شواهد:
الشاهد الأول: عن أبي أيوب رضي الله عنه قال: قال رسول الله ? ((من قال دبر صلاة الغداة عشر مرات لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير كن له عدل أربع رقاب من ولد إسماعيل)).
أخرجه الطبراني في (الكبير) [4/ 4015] والنسائي في (الكبير) [6/ 9940] والحاث في (مسنده) [رقم 1049زوائد] من طرق عن سفيان الثوري وعبيد الله عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه مرفوعاً به.
وأخرجه الترمذي في (الجامع) [رقم 3553] من طريق زيد بن الحباب وسفيان الثوري عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه مرفوعاً بلفظ ((من قال عشر مرات لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير كانت له عدل أربع رقاب من ولد إسماعيل)) فلم يذكرا (من قال دبر صلاة الغداة)
¥(43/425)
وخالف جميع أصحاب محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عيسى بن المختار فرواه عنه عن عطية العوفي عن أبي سعيد مرفوعاً بلفظ ((من قال في دبر صلاة الغداة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير كان كعتاق رقبة من ولد إسماعيل))
أخرجه ابن ماجه في (السنن) [2/ 3799]
قلت:
مدار الحديث على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى واضطرب فيه؛ فمرة يرويه عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه مرفوعاً.
ومرة يرويه عن عطية العوفي عن أبي سعيد مرفوعاً، وثمَّ مغايرة في المتن فمرة يذكر (من قال دبر صلاة الغداة) ومرة لا يذكرها ومرة يذكر (بيده الخير) ومرة لا يذكرها، ومرة يذكر (يحيي ويميت) ومرة لا يذكرها وغير ذلك لمن تدبر ألفاظ الروايات.
قال الإمام أحمد عنه: (مضطرب الحديث)، وقال يحيى بن معين: (سيء الحفظ جداً وقال مرة: ضعيف)، وقال شعبة: (ما رأيت أحداً أسوأ حفظاً منه)، وقال السعدي: (واهي الحديث سيء الحفظ)، وقال الحافظ في التقريب: (صدوق سيء الحفظ جداً).
قلت:
حديثه مضطرب والمتن بهذا اللفظ منكر، لأن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى - وقد سبق لك حاله - خَالَفَ من هو أوثق منه بمراحل عديدة وهم:
1 - عبد الرحمن بن أبي السفر، واختلف عنه:
فرواه عمر بن أبي زائدة عنه عن الشعبي عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب عن النبي ? ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرار كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل))
أخرجه البخاري في (صحيحه) [5/ 4041] ومسلم في (صحيحه) [4/ 2693] واللفظ له، والطبراني في (الكبير) [4/ 4021] والدارقطني في (العلل) [6/ 405].
وخولف عمر بن أبي زائدة، خالفه شعبة فرواه عنه عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب عن النبي ? قال: ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كن له كعدل عشر رقاب من ولد إسماعيل عليه السلام))
أخرجه الطبراني في (الكبير) [4/ 4020]، والخطيب في (حديث الستة من التابعين) [1/ 17]
قلت: الراوي عن شعبة هو حجاج بن نصير قال الحافظ في التقريب: (ضعيف كان يقبل التلقين)، وقال أبو حاتم: (منكر الحديث)، فتترجح رواية عمر بن أبي زائدة، ويكفي اختيار الشيخين لها.
2 - إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه:
فرواه يعلى بن عبيد، وسفيان عنه عن الشعبي عن الربيع بن خثيم قال: ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان عدل أربع رقاب)) قيل من حدثك قال عمرو بن ميمون فلقيت عمراً فقلت من حدثك فقال عبد الرحمن بن أبي ليلى فلقيت عبد الرحمن بن أبي ليلى فقلت من حدثك قال أبو أيوب قوله.
أخرجه النسائي في (الكبير) [6/ 9941] والبيهقي في (الشعب) [1/ 595] والفسوي في (المعرفة والتاريخ) [3/ 204].
وخولف يعلى بن عبيد وسفيان خالفهما ابن عيينة فرواه عنه عن الشعبي عن الربيع بن خثيم عن ابن أبي ليلى عن أبي أيوب قوله؛ قال الشعبي فلقيت ابن أبي ليلى فحدثني.
قال الدارقطني في (العلل) [6/ 104]: ((وقال بن عيينة عن إسماعيل عن الشعبي عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن بن أبي ليلى عن أبي أيوب ولم يرفعه قال الشعبي فلقيت بن أبي ليلى فحدثني وكذلك قال يزيد بن عطاء عن إسماعيل وتابعهما يعلى بن عبيد ومحمد بن إسحاق ويحيى بن سعيد الأموي عن إسماعيل، ورواه عبد الله بن أبي السفر واختلف عنه فرواه عمر بن أبي زائدة عن بن أبي السفر عن الشعبي عن الربيع بن خثيم نحو قول بن عيينة ومن تابعه عن إسماعيل إلا أنه رفعه إلى النبي ?))
قلت: ولم أقف على طريق ابن عيينة هذا، ويظهر لي من كلام الدارقطني الآتي:
1 - أن ابن عيينة رواه عن إسماعيل عن الشعبي على وجهين:
الأول: ابن عيينة عن إسماعيل عن الشعبي عن الربيع بن خثيم عن ابن أبي ليلى عن أبي أيوب قوله.
الثاني: ابن عيينة عن إسماعيل عن الشعبي حدثني ابن أبي ليلى عن أبي أيوب قوله.
2 - أن ابن عيينة توبع على الوجه الثاني؛ تابعه جماعة:
1 - يزيد بن عطاء. 2 - يعلى بن عبيد. 3 - محمد بن إسحاق. 4 - يحيى بن سعيد الأموي.
¥(43/426)
قلت: ولم أقف على هذه الطرق بعد بحث جهيد، وهي تعضد رواية الوقف على أقل أحوالها.
هذا ...
وقد خالف علي بن عاصم كل أصحاب إسماعيل بن أبي خالد، فرواه عنه عن الشعبي عن الربيع بن خثيم عن أبي أيوب رضي الله عنه قال: قال رسول الله ? ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شرك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كل يوم كان عدل أربع محررين)) قال عامر: قلت للربيع: من حدثك هذا؟ قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب رضي الله عنه عن النبي ?.
أخرجه البيهقي في (الشعب) [1/ 594]
قلت: علي بن عاصم (صدوق يخطئ ويصر) كما في التقريب، ويعلى بن عبيد (ثقة) وسفيان أمير المؤمنين في الحديث فتترجح روايتهما التي على الوقف.
قلت: والناظر للراجح من الأوجه عنهما (عبد الرحمن بن أبي السفر، إسماعيل بن أبي خالد) عن الشعبي يجد وجهين وهما.
1 - عمر بن أبي زائدة عن عبد الرحمن بن أبي السفر عن الشعبي عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب عن النبي ? ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرار كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل))
2 - يعلى بن عبيد، وسفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن الربيع بن خثيم قال: ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان عدل أربع رقاب)) قيل من حدثك قال عمرو بن ميمون فلقيت عمراً فقلت من حدثك فقال عبد الرحمن بن أبي ليلى فلقيت عبد الرحمن بن أبي ليلى فقلت من حدثك قال أبو أيوب قوله.
قلت: قال الدارقطني في (العلل) [6/ 105]: ((والحديث حديث ابن أبي السفر عن الشعبي وهو الذي ضبط الإسناد)) اهـ
قلت: الجمع أولى من الترجيح، فالحديث صحيح مرفوعاً وموقوفاً؛ لاسيما والرواة عن الشعبي ثقات والمتن واحد. والاختلاف في الرفع والوقف سهل الجمع فيقال بعض الرواة نشط فأسنده والبعض كسل فأوقفه.
3 - داود بن أبي هند واختلف عليه:
فرواه داود بن أبي هند عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه مرفوعاً بلفظ ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كن له بعدل عشر محررين أو محرر))
ورواه عن داود جماعة بألفاظ مختلفة منهم:
1 - عبد الوهاب بن عبد المجيد:
أخرجه الطبراني في (الكبير) [4/ 4016] والحسين بن الحسن المروزي في (زوائده على الزهد لابن المبارك) [1/ 1125]
2 - يزيد بن هارون:
بلفظ ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير عشر مرات كن له كعدل عشر رقاب أو كعدل رقبة))
أخرجه ابن أبي شيبة في (المصنف) [رقم29454، 35067] ومن طريقه الطبراني في (الكبير) [4/ 4019] وعبد بن حميد في (مسنده) [1/ 221] والحسين بن الحسن المروزي في (زوائده على الزهد لابن المبارك) [1/ 1124]
3 - عبد الوهاب بن عطاء:
بلفظ ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم عشر مرات كان له بعدل عشر محررين أو قال بعدل محرر))
أخرجه البيهقي في (الشعب) [1/ 593].
4 - وهيب بن خالد:
أخرجه البخاري في (صحيحه) [رقم: 6041] قال: قال موسى بن إسماعيل عن وهيب.
قلت: وفيه صورة التعليق.!! قال الحافظ في (تغليق التعليق) [5/ 151]: ((وأما حديث موسى بن إسماعيل فقال ابن أبي خيثمة في ترجمة الربيع بن خثيم من (تاريخه) ثنا موسى بن إسماعيل ثنا وهيب بن خالد عن داود بن أبي هند عن عامر الشعبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب عن النبي ? قال: ((من قال لا إله إلا الله قال فذكر مثله يعني حدثنا مثله وبقيته وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كان له من الأجر مثل من أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل)) اهـ
5 - حماد بن سلمة:
أخرجه الطبراني في (الكبير) [4/ 4017] والفسوي في (المعرفة والتاريخ) [3/ 204] بلفظ: ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان له كعدل محرر أو محررين))
¥(43/427)
قلت: الناظر لغالب الألفاظ يجدها على الشك (محررين أو محرر، كعدل عشر رقاب أو كعدل رقبة، كان له بعدل عشر محررين أو قال بعدل محرر، كان له كعدل محرر أو محررين) وثَمَّ للمتأمل تغاير آخر في الألفاظ.
فهل هذا الشك من داود ابن أبي هند أم من الرواة عنه؟!!
قلت: قال البيهقي في (الشعب) [1/ 421] عقب إخراجه للحديث ((شك داود))
قلت: داود بن أبي هند: قال الحافظ في التقريب: (ثقة متقن كان يهم).
والرواة عنه وهم:
1 - يزيد بن هارون: (ثقة متقن عابد)
2 - عبد الوهاب بن عبد المجيد: (ثقة تغير قبل موته بثلاث سنوات).
3 - عبد الوهاب بن عطاء: (صدوق ربما أخطأ، قال البخاري كان يدلس عن ثور الحمصي وأقوام أحاديث مناكير)
4 - حماد بن سلمة: (ثقة عابد تغير حفظه بآخره).
5 - وهيب بن خالد: (قال ابن مهدي: كان من أبصر أصحابه بالحديث والرجال وقال أبو حاتم: ما أنقى حديثه لا تكاد تجده يحدث عن الضعفاء).
قلت: ولكن الشك – عندي- من الرواة عن داود بن أبي هند، للقرائن التالية:
1 - رواية وهيب بن خالد عنه ليست على الشك، وهو من أبصر الناس بالحديث والرجال كما قال ابن مهدي، وما أنقى حديثه لا تكاد تجده يحدث عن الضعفاء كما قال أبو حاتم.
2 - اختيار البخاري لهذه الرواية خاصة وتنكبه عن بقية الروايات؛ إذاً الروايات كلها مطروحة عدا رواية وهيب بن خالد.
هذا ...
وقد خولف هيب بن خالد أيضاً خالفه حمادُ بن زيد (ثقة ثبت فقيه) فرواه عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال كنا عند الربيع بن خثيم فحدث يومئذ أنه من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير مرة أو عشر مرات كان له ذلك يعدل رقبة أو عشر رقاب قلت ممن سمعته قال من عبد الرحمن بن أبي ليلى فأتيته فحدث فقلت ممن سمعته قال من أبي أيوب يحدث عن النبي ?.
أخرجه الطبراني في (الكبير) [4/ 4018].
قلت: زاد حماد في السند (الربيع بن خثيم) وروى المتن على الشك، فتترجح رواية وهيب للقرائن السابقة. والله أعلم.
إذاً الراجح من الروايات عن داود هي رواية وهيب بن خالد، وهي قريبة من الوجهين الثابتين عن الشعبي كما تقدم. والله أعلم بالصواب.
قلت: وللحديث وجه آخر عن أبي أيوب رضي الله عنه فيه هذه الزيادة:
- عَبْد اللهِ بن يَعِيش، عنه مرفوعاً بلفظ ((مَنْ قَالَ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَلَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، كُنَّ كَعَدْلِ أَرْبَعِ رِقَابٍ، وَكُتِبَ لَهُ بِهِنَّ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَمُحِيَ عَنْهُ بِهِنَّ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ بِهِنَّ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكُنَّ لَهُ حَرَسًا مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِذَا قَالَهَا بَعْدَ الْمَغْرِبِ، فَمِثْلُ ذَلِكَ.)).
أخرجه أحمد في مسنده [5/ 415] واللفظ له، وابن حبان في صحيحه [5/ 2023إحسان] نحوه. جميعاً من طريق مُحَمد بن إِسْحَاق حدثني يَزِيد بن يَزِيد بن جابر، عن القاسم بن مُخَيْمِرَة، عن عَبْد اللهِ بن يَعِيش، عن أبي أيوب رضي الله عنه قال رسول الله ? به.
وأخرجه الطبراني في الكبير [4/ 4092] وفي الشاميين [1/ 633و 4/ 3585]، وابن حبان في صحيحه [5/ 2024 إحسان] جميعاً عن ابن إسحاق قال حدثني يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول عن عبد الله بن يعيش عن أبي أيوب قال: قال رسول الله ? ((من قال دبر صلاته إذا صلى لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كتب له بهن عشر حسنات ومحي عنه بهن عشر سيئات ورفع له بهن عشر درجات وكن له عتق عشر رقاب وكن له حرسا من الشيطان حتى يمسي ومن قالهن حين يمسي كان له مثل ذلك حتى يصبح)).
قال أبو حاتم ابن حبان رحمه الله: سمع هذا الخبر يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول والقاسم بن مخيمرة جميعا وهما طريقان محفوظان.
قلت: المدار على عبد الله بن يعيش، وقال الحافظ رحمه الله في تعجيل المنفعة عنه: (مجهول)، فروايته منكرة لمخالفته لجميع أصحاب أبي أيوب رضي الله عنه.
تنبيه:
¥(43/428)
حديث أبي أيوب رضي الله عنه- هذا – له طرق كثيرة جداً، وهي عندي مخرجة، واكتفيت هنا بذكر الخلاف عن الشعبي، حتى أحرر زيادة (من قال دبر صلاة الغداة ودبر صلاة المغرب) التي لم تأتِ عن الشعبي إلا من طريق محمد بن أبي ليلى، وهي زيادة منكرة كما سبق بيانه، وكذلك ذكرت طريق عبد الله بن يعيش عن أبي أيوب رضي الله عنه لأن فيه تلك الزيادة (مَنْ قَالَ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ) وهي أيضاً زيادة منكرة، وأهملت كل الطرق -عمداً - عن أبي أيوب رضي الله عنه التي ليس فيها هذه الزيادة، لأنها محل بحثي. والله أعلم
الشاهد الثاني: عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله ? قال ((من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثاني رجليه قبل أن يتكلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب له عشر حسنات ومحيت عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه وحرس من الشيطان ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله))
أخرجه الترمذي في (الجامع) [5/ 3474] والخطيب في (تاريخ بغداد) [14/ 34] من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعاً به.
قال الترمذي: (حديث حسن غريب صحيح).
ووقع عند الخطيب: (عبد الرحمن بن غنم عن شهر بن حوشب عن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعاً به.
ورواه عن عبيد الله بن عمرو من هذا الوجه: 1 - علي بن معبد المصري 2 - أبو نصر التمار، ورواه عن أبي نصر التمار من هذا الوجه: أحمد بن الهيثم، وخولف أحمد بن الهيثم خالفه البغوي فرواه عن أبي نصر التمار عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعاً به.
وخالف الجميع إدريس بن عبد الكريم الحداد فرواه عن أبي نصر التمار عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ رضي الله عنه مرفوعاً به.
أخرجه الطبراني في (الدعاء) [1/ 706]
قلت:
وثمَّ اختلاف آخر على عبيد الله بن عمرو الرقي: حكيم بن سيف وعبد الملك بن عبد العزيز عنه زيد بن أبي أنيسة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعاً نحوه.
أخرجه النسائي في (الكبير) [6/ 9955] وفي (عمل اليوم والليلة) [127] والبزار في (مسنده) [9/ 4050] وقال: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن أبي ذر بهذا الإسناد)
هذا ...
وللحديث أوجه أخرى منها:
ما أخرجه النسائي في (الكبير) [6/ 9954] وفي (عمل اليوم والليلة) [126] والمزي في (تهذيب الكمال) [6/ 544] من طرق عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن حصين بن عاصم بن منصور الأسدي عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله ? ((من قال حين ينصرف من صلاة الغداة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات من قبل أن يتكلم كتب له بهن عشر حسنات ومحي عنه بهن عشر سيئات ورفع بهن عشر درجات وكن له عدل عشر نسمات وكن له حرسا من الشيطان وحرزا من المكروه ولم يلحقه في يومه ذلك ذنب إلا الشرك بالله ومن قالهن حين ينصرف من صلاة العصر أعطي مثل ذلك في ليلته)).
وأخرجه الطبراني في (الكبير) [20/ 119] وفي (الدعاء) [1/ 706] عن المحاربي عن عاصم بن منصور الأسدي وعبد الله بن زياد المدني عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل مرفوعاً به.
¥(43/429)
وأخرجه عبد الرزاق في (المصنف) [6/ 3192] عن إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين وليث عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم مرسلاً بلفظ: ((من قال دبر كل صلاة وهو ثاني رجله قبل أن يتكلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب الله له بكل واحدة عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكان له بكل واحدة قالها عدل رقبة من ولد إسماعيل وكن مسلحة وحرساً من الشيطان وحرزاً من كل مكروه ولم يعمل عملا يقهرهن إلا أن يشرك بالله))
ورواه معقل بن عبيد الله وهمام بن يحيى عن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم مرسلاً بلفظ: ((من قال قبل أن ينصرف ويثني رجله من صلاة المغرب والصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب له بكل واحدة عشر حسنات ومحيت عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكانت حرزاً من كل مكروه وحرزاً من الشيطان الرجيم ولم يحل لذنب يدركه إلا الشرك فكان من أفضل الناس عملاً إلا رجلاً يفضله يقول أفضل مما قال))
أخرجه أحمد في (المسند) [4/ 227] وذكره الدارقطني في (العلل) [6/ 248]
ورواه محمد بن جحادة واختلف عنه، فرواه عبد العزيز بن حصين عنه عن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي هريرة؛ وخالفه زهير فرواه عن بن جحادة عن شهر عن بن غنم مرسلاً.
ذكره الدارقطني في (العلل) [6/ 248]
ورواه العلاء بن هارون عن شهر بن حوشب قال أتيت أبا أمامة وهو في مسجد حمص فقلت يا أبا أمامة حدثت بشيء عنك أنك حدثت عن النبي ? قال نعم سمعت رسول الله ? يقول من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير عشر مرات في دبر صلاة الغداة كتب له بكل واحدة منها عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكانت له خيرا من عشر محررين يوم القيامة ومن قالها في دبر صلاة العصر كان له مثل ذلك ح فقلت له أنت سمعت هذا من رسول الله ? قال نعم غير مرة ولا مرتين ولا ثلاث ولا أربع ولا خمس حتى ضم أصابعه.
أخرجه الروياني في (مسنده) [2/ 1250] وابن عساكر في (تاريخ دمشق) [17/ 316] واللفظ له
وخالف الجميع عبد الحميد بن بهرام فرواه عن شهر بن حوشب قال سمعت أم سلمة تحدث زعمت أن فاطمة جاءت إلى نبي الله ? تشتكى إليه الخدمة فقالت: يا رسول الله والله لقد مجلت يدي من الرحى، أطحن مرة، وأعجن مرة؛ فقال لها رسول الله ?: ((إن يرزقك الله شيئاً يأتك، وسأدلك على خير من ذلك؛ إذا لزمت مضجعك فسبحي الله ثلاثاً وثلاثين، وكبرى ثلاثاً وثلاثين، واحمدي أربعاً وثلاثين، فذلك مائة فهو خير لك من الخادم، وإذا صليت صلاة الصبح فقولي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيى ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، بعد صلاة الصبح وعشر مرات بعد صلاة المغرب فإن كل واحدة منهن تكتب عشر حسنات، وتحط عشر سيئات، وكل واحدة منهن كعتق رقبة من ولد إسماعيل، ولا يحل لذنب كسب ذلك اليوم إن يدركه إلا أن يكون الشرك، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وهو حرسك ما بين أن تقوليه غدوة إلى أن تقوليه عشية من كل شيطان ومن كل سوء))
أخرجه أحمد في (المسند) [6/ 298] والطبراني في (الكبير) [23/ 787] نحوه.
قلت:
والناظر لجميع الطرق يجد مدارها على شهر بن حوشب، وقد اضطرب فيها اضطراباً شديداً، (فمرة يرويه عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي ذر، ومرة عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ، ومرة عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي هريرة، ومرة عن عبد الرحمن بن غنم مرسلاً، ومرة عن أبي أمامة، ومرة عن أم سلمة، هذا غير التفاوت في المتن).
وشهر بن حوشب ضعيف - عندي – وقال الحافظ في (التقريب): (صدوق كثير الإرسال والأوهام)، قلت: وهذه الأوهام التي عنده وكثرتها جعلته يضطرب في هذا الحديث كما رأيت؛ وقد قال الدارقطني في (العلل) [6/ 248]: ويشبه أن يكون الاضطراب فيه من شهر والله أعلم والصحيح عن بن أبي حسين المرسل بن غنم عن النبي ?.
¥(43/430)
الشاهد الثالث: عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله ? ((من قال في دبر صلاة الغداة؛ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، مائة مرة، قبل أن يثني رجليه، كان يومئذ أفضل أهل الأرض عملاً، إلا من قال مثل مقالته أو زاد على ما قال))
أخرجه الطبراني في (الكبير) [8/ 8075] وفي (الأوسط) [7/ 7200] وابن السني في (عمل اليوم والليلة) [1/ 142] من طرق عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن آدم بن الحكم عن أبي غالب عن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعاً به، ولم يذكر ابن السني في روايته (بيده الخير)
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي غالب إلا آدم بن الحكم ولا رواه عن آدم إلا عبد الصمد بن عبد الوارث.
قال المنذري في (الترغيب والترهيب) [1/ 182]: (رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد)!!
قلت: أبو غالب: هو حزور صدوق يخطئ كما في (التقريب)، وآدم بن الحكم وفي سؤالات ابن أبي شيبة [1/ 67] قال سألت علياً عن: آدم بن الحكم البصري؟ قال: (ضعيفٌ ضعيف)، وقال الحافظ عنه في (اللسان): (روى محمد بن خالد البرقي عن بن معين لا شيء نقله أبو العرب انتهى وقال بن أبي حاتم تغير حفظه روى شريك عن آدم البصري عن الحسن البصري وهو عندي آدم بن الحكم هذا إن شاء الله وذكر أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال آدم بن الحكم صالح وسمعت أبي يقول ما أرى بحديثه بأسا وروى عنه أيضا موسى بن إسماعيل وأبو سعيد مولى بني هاشم وذكره بن حبان في الثقات) اهـ
قلت: هو عندي ضعيف لا يتحمل مثل هذا التفرد لا سيما وقد قال عنه ابن أبي حاتم: (تغير حفظه)
هذا ...
وله وجه آخر عن أبي أمامة رضي الله عنه أشد منه ضعفاً:
أخرجه ابن عدي في (الكامل) [3/ 318] واللفظ له، والطبراني في (الشاميين) [2/ 829] من طرقٍ سليم بن عثمان ثنا محمد بن زياد سمعت أبا أمامة يقول: قال رسول الله ?: ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير لم يسبقها عمل ولم يبق معها سيئة))
قلت: حديث منكر
فيه سليم بن عثمان منكر الحديث، قال البخاري في التاريخ: (عنده عجائب) وتبعه أبو حاتم في كتابه الجرح والتعديل، وقال أبو زرعة: (أحاديثه مسواة موضوعة)، وقال ابن عدي: (يروي عن محمد بن زياد الألهاني مناكير) وذكر ابن عدي هذا الحديث في ترجمته، وقال الذهبي في المقتنى: (منكر الحديث).
الشاهد الرابع: عن أبي يوسف يعقوب صاحب أبي حنيفة عن أبي حنيفة عن عبد الكريم عن النبي ? أنه قال: ((من قال حين ينصرف من صلاة الفجر قبل أن يتأخر من مكانه لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيى ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كتبت له بها عشر حسنات، ومحى عنه بها عشر سيئات، ورفع له بها عشر درجات، وكان في جوار الله تعالى حتى يمسي، ومن
قالها حين ينصرف من المغرب؛ قبل أن يتحرك من مكانه كان له مثل ذلك))
أخرجه أبو يوسف في (كتاب الآثار) [1:41].
قلت:
مرسل، عبد الكريم لم يسمع من النبي ?، وأبو حنيفة رحمه الله ضعيف الحديث، قال الإمام مسلم بن الحجاج: أبو حنيفة النعمان بن ثابت صاحب الرأي مضطرب الحديث ليس له كبير حديث صحيح، وقال النسائي: أبو حنيفة النعمان بن ثابت كوفي ليس بالقوي في الحديث) ذكر ذلك الخطيب البغدادي في تاريخه [13/ 451]
قلت:
والناظر لكل الطرق يجدها شديدة الضعف، لا يقوي بعضها بعضاً، فالحديث الراجح فيه – عندي- أنه منكرٌ، والله اعلم، لأن هذه الزيادة ((من قال بعد صلاة الصبح ... ومن قال ذلك بعد صلاة المغرب ... )) لم ترد من طريق ولو يعتبر به، وخالف رواتها ما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن رسول الله ? من فعله وقوله ومن ذلك:
1 - عن المغيرة بن شعبة في كتابه إلى معاوية ((أن النبي ? كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد)) أخرجه البخاري في صحيحه [1/ 808] ومسلم في صحيحه [1/ 592]
- وفي رواية: أن معاوية كتب إلى المغيرة أن اكتب إلي بحديث سمعته من رسول الله ? قال فكتب إليه المغيرة إني سمعته يقول عند انصرافه من الصلاة: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ثلاث مرات قال وكان ينهى عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ومنع وهات وعقوق الأمهات ووأد البنات)) أخرجه البخاري في صحيحه [5/ 6108]
2 - وكان ابن الزبير يقول في دبر كل صلاة حين يسلم: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون وقال كان رسول الله ? يهلل بهن دبر كل صلاة)) أخرجه مسلم في صحيحه [1/ 594] وغير ذلك من الأحاديث.
والحمد لله رب العالمين
¥(43/431)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[16 - 05 - 05, 08:17 م]ـ
للفائدة ..
هناك بحثان - حسبما اطلعت - حول موضوع التهليل عشر مرات بعد الفجر والمغرب، وهذا البحث هو الثالث، والأولان هما:
1 - بحثٌ كَتَبَه: صغير بن علي الشمري، بذيل كتيِّبِهِ: ضعيف كتاب التوحيد.
2 - بحثٌ اسمه (كشف الستر في بيان ضعف أحاديث التهليل عشر مرات بعد صلاة المغرب والفجر)، كتبه: فوزي بن عبدالله الأثري.
ـ[طلال سعيد آل حيان]ــــــــ[18 - 05 - 05, 01:00 م]ـ
بارك الله فيك ونفعنا الله بما ذكرت
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 07:28 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو بكر الهاشمي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 07:59 م]ـ
لقد وجدت كتاب الشيخ فوزي في تضعيف هذا الحديث في موقعه:
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد:
هذا جزء حديثي في بيان حال حديث:] التهليل عشر مرات بعد صلاة الفجر والمغرب [، جمعت فيه طرق وروايات هذا الحديث، مع الكلام على أسانيدها جرحاً وتعديلاً، وبيان عللها والحكم عليها، وذلك لما كان كثير من الناس اليوم لا يعرفون صحيح الحديث من ضعيفه.
وإنما أردت في هذا الجزء أن نتعبد الله سبحانه وتعالى بما شرعه في كتابه، وفيما ثبت وصَحَّ عن
النبي ?، فلا يجوز لأحد كائناً من كان أن يتعبّد الله إلا بما شَرَعَ.
قال شيخ الإسلام ابْنُ تيمية رحمه الله تعالى: لا يجوز أن يعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ليست صحيحة ولا حسنة.
هذا وأسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الكتاب جميع الأمة وأن يتقبل من هذا الجهد ويجعله في ميزان حسناتي بوم لا ينفع مال ولا بنون، وأن يتولانا بعونه ورعايته إنه نعم المولى ونعم النصير وصلى الله على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أبو عبدالرحمن
فوزي بن عبدالله الأثري
عن مُعَاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله ?: «من قال حين ينصرف من صلاة الغداة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات من قبل أن يتكلم كُتِبَ له بِهِنّ عشر حسنات ومُحِيَ عنه بِهِنّ عشر سيئات، ورُفِعَ بِهِنّ عشر درجات، وكُنَّ له عِدْلُ عشر نسمات، وكُنَّ له حرساً من الشيطان، وحرزاً من المكروه، ولم يلحقه في يومه ذلك ذنب إلا الشرك بالله»
قلت: هذا الحديث ضعيف مضطرب.
أخرجه النَّسَائِيّ في عمل اليوم والليلة (ص 195) من طريق حُصَيْن بن عاصم بن منصور الأسدي عن
ابْنِ أبي حسين المكي عن شَهْر بن حَوْشَب عن عبدالرحمن بن غَنْم عن مُعَاذ به.
وإسناده ضعيف لحالِ حُصَيْن بن عاصم فإنه مجهول كما قال النَّسَائِيّ. وفي التقريب لابْنُ حَجَرْ (ص171) مقبول حيث يتابع وإلا فَلَيِّنُ الحديث.
وقد أخرجه ابْنُ السِّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص73) والمعمري في عمل اليوم كما في نتائج الأفكار
لابْنُ حَجَرْ (ج2ص307) والبخاري في التاريخ (ج3ص11) والمِزَّيّ في تهذيب الكمال (ق300\ 1\ط) من طريق حُصَيْن بن عاصم بن منصور الأسدي عن ابْنُ أبي الحسين المكي عن شَهْر بن حَوْشَب عن
عبدالرحمن بن غَنْم عن مُعَاذ بن جبل مرفوعاً به.
وزاد النَّسَائِيّ وابْنُ السِّنِّي في آخره: « .... ومن قَالَهُنَّ حين ينصرف من صلاة العصر أُعْطِيَ مثل ذلك في ليلته»
وعند المِزَّيّ: « .... ومن قَالَهُنَّ في دُبُرِ المغرب أُعْطِيَ مثل ذلك حتى يُصْبِح».
وذكر فيه: «يُحْيِىِ ويُمِيِت بيده الخير» وهي عند الباقي لم توجد.
وتابع حُصَيْن عليه عبدالله بن زياد المدني عن ابْنُ أبي الحسين.
عند الطَّبَرَانِيّ في المعجم الكبير (ج2ص65) وفي الدعاء (ج2ص1123) وابْنُ حَجَرْ في نتائج الأفكار (ج2ص306و307).
وزادوا في آخره: « .... ومن قَالَهُنَّ حين ينصرف من المغرب أُعْطِيَ مثل ذلك ليلته».
قلت: ولا يفيده متابعة عبدالله بن زياد المدني له. قال عنه النَّسَائِيّ وابْنُ الجنيد والدَّارَقُطْنِي: متروك،
وقال ابْنُ مَعِين: ليس حديثه بشيء، وقال الْجُوزجاني: ذَاهِبُ الحديث وكَذَّبَهُ أبو داود وابْنُ سعد ومالك
وابْنُ إسحاق.
قلت: فهي متابعة لا يفرح بها.
¥(43/432)
وانظر الضعفاء لابْنُ الجَوْزي (ج2ص123) والميزان للذهبي (ج3ص137).
وأشار المِزَّيّ إلى هذه الرواية في تهذيب الكمال (ق300\ 1\ط)
وأخرجه التِّرْمِذِيّ في سننه (ج5ص515) من طريق عبيدالله بن عمرو الرَّقِّي عن زيد بن أبي أُنَيْسَة عن
شَهْر بن حَوْشَب عن عبدالرحمن بن غَنْم، لكن قال عن أبي ذَرٍّ بدل مُعَاذ بن جبل، وزاد في المتن: «وهو ثَانِيِ رِجْلَيْه ... يُحْيِىِ ويُمِيِت».
وقد سقط من سند التِّرْمِذِيّ ذِكْرُ ابْنُ أبي حسين، وهو في سند النَّسَائِيّ في عمل اليوم والليلة (ص196) وفي سند ابْنُ حَجَرْ في نتائج الأفكار (ج2ص305).
وقال المِزَّيّ في تحفة الأشراف (ج9ص178): وهذا أولى بالصواب من حديث التِّرْمِذِيّ- يعني بِذِكْرِ
ابْنُ أبي حسين - اهـ.
وقال ابْنُ حَجَرْ في نتائج الأفكار (ج2ص306): ونُنَبِّهُ هنا على سقوط رجل من السند الذي ساقه التِّرْمِذِيّ، وهو عبدالله بن عبدالرحمن، فوقع عنده عن زيد عن شَهْر بغير واسطة, وثبت في رواية الباقين. اهـ
وأخرجه الطَّبَرَانِيّ في الدعاء (ج2ص1122) وابْنُ البَنَّاء في فضل التهليل (ص42و43) من طريق
عبدالعزيز بن الحُصَيْن بن الترجمان عن محمد بن جَحَادة عن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي حسين عن شَهْر به كذلك، لكن قال عن أبي هُرَيْرَةَ بدل أبي ذَرٍّ، وذكر فيه: «من قال بعد الغَدَاةِ وبعد المغرب ... وكان له بكل واحدة مِنْهُنَّ عِدْلُ رقبة من ولد إسماعيل».
وإسناده وَاهٍ فيه عبدالعزيز بن الحُصَيْن الترجمان قال عنه النَّسَائِيّ: متروك، وقال البخاري: ليس بالقوي،
وقال ابْنُ مَعِين: ضعيف، وقال مسلم: ذَاهِبُ الحديث.
انظر الميزان للذهبي (ج3ص341) والضعفاء النَّسَائِيّ (ص157) وتاريخ ابْنُ مَعِين (ج4ص266).
وقال الطَّبَرَانِيّ: وكذا رواه محمد بن جحادة فقال عن أبي هُرَيْرَةَ. وخالفه زيد بن أبي أُنَيْسَة وغيره فقالوا عن مُعَاذ.
وأخرجه أحمد في المسند (ج4ص227) وابْنُ حَجَرْ في نتائج الأفكار (ج2ص307) من طريق هَمَّام بن يحيى عن ابْنُ أبي حسين عن شَهْر عن عبدالرحمن بن غَنْم مرسلاً. وذكر فيه: «من قال قبل أن ينصرف ويَثْنِي رجله من صلاة الصُّبْحِ والمغرب» فذكر الحديث نحو ما تقدم.
قال ابْنُ حَجَرْ: هكذا أرسله هَمَّام ... وعبدالرحمن لا تثبت صحبته.
وتابع هَمَّاماً إسماعيل بن عيَّاش عن ابْنُ أبي حسين وليث عن شَهْر به، عند عبدالرزاق في المصنَّف (ج2ص235). لكن إسماعيل ضعيف مخلط في رواية غير أهل بلده الشاميين، وابْنُ أبي حسين مكي. فهي منها.
وأخرجه الفِرْيَابِي في الذكر كما في نتائج الأفكار لابْنُ حَجَرْ (ج2ص306) من طريق إسماعيل بن عيَّاش عن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي حسين، فخالف الجميع قال: عن شَهْر حدثني أبو أُمَامَةَ به. وإسناده ساقط
إسماعيل بن عيَّاش لا يحتج به في غير أهل بلده الشاميين.
وأخرجه أحمد في المسند (ج6ص298) والطَّبَرَانِيّ في المعجم الكبير (ج23ص339) من طريقين عن عبدالحميد بن بَهْرَام حدثني شَهْر قال: سمعت أم سلمة تحدث زعمت أن فاطمة جاءت إلى نبي الله ? به وفيه: «وإذا صليت الصُّبْحِ فقولي ... الحديث».
قلت: فيتحصل من هذا التفصيل أن الحديث ضعيف مضطرب.
قال الألباني في تمام المنة (ص228) بعدما ذكر الحديث: وقد اضطرب شَهْر في إسناده ومتنه على ابْنُ غَنْم: أما الإسناد فمرة يقول: عن ابْنُ غَنْم مرفوعاًَ.
وابْنُ غَنْم مُخْتَلَفٌ في صحبته، فهو مرسل. وهو رواية أحمد (4\ 227)
ومرة يقول: عنه عن أبي ذَرٍّ مرفوعاً، وهو رواية التِّرْمِذِيّ وكذا النَّسَائِيّ في عمل اليوم والليلة (رقم12).
وتارة يقول: عنه عن مُعَاذ. وهو رواية النَّسَائِيّ (126).
وأخرى يقول: عنه عن فاطمة رضي الله عنها، وهو رواية لأحمد (6\ 298).
فهذا اضطراب شديد من شَهْر يدل على ضعفه كما تقدم، ولذلك قال النَّسَائِيّ عقبه: وشَهْر بن حَوْشَب ضعيف، سُئِلَ ابْنُ عون عن حديث شَهْر؟ فقال: إن شَهْراً تركوه (أي طعنوا عليه وعابوه)، وكان شُعْبة سَيِّئَ الرأي فيه، وتركه يحيى القطان.
¥(43/433)
وأما المتن: فتارة يذكر صلاة الفجر دون المغرب، كما في حديث أبي ذَرٍّ. وتارة يجمع بينهما، كما في حديث ابْنُ غَنْم المرسل، وحديث فاطمة، وأخرى يذكر العصر مكان المغرب، وذلك في حديث مُعَاذ، وتارة يذكر «يحيى ويُمِيِت» وتارة لا يذكرها، وتارة يزيد قبلها «بيده الخير»، وتارة لا يذكرها،
وتارة يذكر: «قبل أن ينصرف ويَثْنِي رجليه». وتارة لا يذكرها. وتارة يضطرب في بيان ثواب ذلك بما لا ضرورة لبيانه الآن. اهـ
قلت: وهذا الاضطراب ذكره الحافظ ابْنُ حَجَرْ في نتائج الأفكار (ج2ص304و305و306و307و308).
وللحديث شواهد من حديث أبي أُمَامَةَ وأبي أيوب وأبي هُرَيْرَةَ وأبي عيَّاش الزُّرْقِيّ وعمارة بن شبيب وأبي الدَّرْدَاء.
1– أما حديث أبي أُمَامَةَ:
أخرجه الطَّبَرَانِيّ في المعجم الكبير (ج8ص336) والشَّجَرِيّ في الأمالي (ج1ص246) وابْنُ السِّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص74) وابْنُ حَجَرْ في نتائج الأفكار) ج2ص308) من طريق آدم بن الحكم عن أبي غالب عن
أبي أُمَامَةَ t مرفوعاً بلفظ: «مَنْ قال في دُبُرِ صلاة الغداة لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
له الملك وله الحمد، يُحْيِىِ ويُمِيِت بيده الخير، وهو على كل شيء قدير مائة مرة قبل أن يَثْنِي رجليه كان يومئذ أفضل أهل الأرض عملاً إلا من قال مثل ما قال أو زاد على ما قال».
قلت: وهذا سنده ساقط فيه أبو غالب صاحب أبي أُمَامَةَ قال عنه ابْنُ سعد: منكر الحديث
وقال ابْنُ حِبّان: منكر الحديث على قِلَّتِه لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات، وضعفه أبو حاتم والنَّسَائِيّ وقال الدَّارَقُطْنِي: ثقة، وقال مرة: لا يعتبر به، وقال ابْنُ حَجَرْ: صدوق يخطئ.
وآدم بن الحكم البصري قال عنه ابْنُ مَعِين: صالح، وفي رواية: لا شيء، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وقال ابْنُ أبي حاتم: تغَيَّر حفظه.
انظر تهذيب الكمال للمِزِّيّ (ج24ص170) ولسان الميزان لابْنُ حَجَرْ (ج1ص336) والتقريب له (ص664).
قلت: فمثله حسن في المتابعات والشواهد، ولم أقف هنا على ما يشهد له ويقويه بالتقييد بالمائة في دُبُرِ صلاة الغداة.
قلت: فهو منكر بهذا اللفظ.
نعم وقع التقييد بالمائة في الصحيحين والموطأ من حديث أبي هُرَيْرَةَ، لكن مطلقاً ليس فيه التقييد بصلاة الغداة، ولا الزيادة في الذكر.
علماً أن الحديث ليس فيه شاهد للقيد بعد صلاة الغداة والمغرب بعشر تهليلات كما في الحديث المتقدم. فلا يصح له شاهد.
2 - وأما حديث أبي أيوب الأنصاري:
أخرجه ابْنُ حِبّان في صحيحه (ج3ص236) من طريق علي بن المديني قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن ابْن إسحاق قال: حدثني يزيد بن يزيد بن جابر عن القاسم بن مخيمرة عن عبدالله بن يعيش عن أبي أبوب قال: قال رسول الله r : « من قال إذا أصبح لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كتب له بِهِنّ عشر حسنات، ومحي بِهِنّ عنه عشر سيئات، ورفع له بِهِنّ عشر درجات، وكن له عِدْلُ عتاقة أربع رقاب، وكن له حرساً من الشيطان حتى يُمْسِي، ومن قَالَهُنَّ إذا صلى المغرب دُبُرِ صلاته فمثل ذلك حتى يصبح».
قلت: وهذا سنده تالف فيه عبدالله بن يعيش قال عنه الحُسيني في الإكمال (ص254): مجهول. وانظر تعجيل المنفعة لابْنُ حَجَرْ (ص243).
وذكره ابْنُ حِبّان في الثقات (ج5ص62). وتوثيق ابْنُ حِبّان مما لا يوثق به إذا تفرد كما بينه الحافظ
ابْنُ حَجَرْ في مقدمة لسان الميزان (ج1ص14).
فأورده في الثقات على قاعدته في توثيق المجهولين.
قلت: ولعلَّ أول الحديث يُفَسِّرُ آخِرَهُ بأن يُقال في الصباح والمساء ويُؤَيِّدُه الحديث الآتي.
وأخرجه ابْنُ حِبّان أيضاً في صحيحه (ج3ص236) من طريق علي بن المديني حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن ابْن إسحاق قال: حدثنا يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول عن عبدالله بن يعيش عن أبي أيوب مرفوعاً بلفظ: «من قال دُبُرِ صلاته إذا صلى لا إله إلا الله وحده لا شريك له ... ومن قَالَهُنَّ حين يُمْسِي كان له مثل ذلك حتى يصبح».
هكذا وقع مطلقاً في جميع الصلوات، وفيه أيضاً عبدالله بن يعيش وهو مجهول كما تقدم.
¥(43/434)
وأخرجه أحمد في المسند (ج5ص415) من طريق إسحاق بن إبراهيم الرَّازِيّ ثنا سلمة بن الفضل حدثني محمد بن إسحاق عن يزيد بن يزيد بن جابر عن القاسم بن مخيمرة عن عبدالله بن يعيش عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعاً بلفظ: «من قال إذا صلى الصُّبْحِ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كُنَّ كعِدْلُ أربع رقاب وكُتِبَ له بِهِنّ عشر حسنات ومُحِيَ عنه بِهِنّ عشر سيئات ورفع له بِهِنّ عشر درجات وكُنَّ له حرساً من الشيطان حتى يُمْسِي وإذا قالها بعد المغرب فمثل ذلك».
قلت: وهذا سنده ساقط أيضاً عبدالله بن يعيش وهو مجهول كما تقدم، وسَلَمَة بن الفضل الأبرش قال عنه البخاري: عنده مناكير، وقال علي: ما خرجنا من الريّ حتى رمينا بحديثه، وقال النَّسَائِيّ: ضعيف، وقال
أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، وقال ابْنُ حِبّان: يخطئ ويخالف، وقال ابْنُ حَجَرْ: صدوق كثير الخطأ.
انظر تهذيب الكمال للمزي (ج11ص305) والتهذيب لابْنِ حَجَرْ (ج4ص135) والتقريب له (ص248).
قلت: فالحديث منكر.
وقد تابعه أبو رُهْم أَضْراب بن أسيد عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعاً بلفظ: «من قال حين يصبح لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يُحْيِىِ ويُمِيِت، وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كَتَبَ الله له بكل واحدة قالها عشر حسنات، وحَطّ الله عنه عشر سيئات، ورفعه الله بِها عشرَ درجات، وكُنّ له كعشر رقاب، وكُنّ له مَسْلَحَةً من أول النهار إلى آخره، ولم يعمل يومئذ عملاً يَقْهَرُهُنَّ، فإن قال حين يُمْسِي فمِثْلُ ذلك».
أخرجه أحمد في المسند (ج5ص420) وابْنُ الجَوْزي في الحدائق (ج3ص303) من طريق أبي اليمان حدثنا إسماعيل بن عيَّاش عن صفوان بن عمرو عن خالد بن معدان عن أبي رُهْم به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وقال الألباني في الصحيحة (ج1ص180): وهذا سند صحيح، رجاله كلهم ثقات وابْنُ عيَّاش إنما ضعف في روايته عن غير الشاميين، وأما في روايته عنهم فهو صحيح الحديث كما قال البخاري وغيره وهذه منها، فإن صفواناً من ثقاتهم.
قلت: وإن صح الحديث فليس فيه التقييد بصلاة الصُّبْحِ والمغرب، بل مطلقاً في الصباح والمساء. فهو من أذكار الصباح والمساء، فلا يصلح له شاهد للقيد.
أي فهو من أذكار الصباح والمساء، لا من أذكار الصلاتين الفجر والمغرب.
3 - وأما حديث أبي هُرَيْرَةَ:
أخرجه الحسن بن عَرَفَة في جزئه (ص51) وَعَنْهُ له طريقان:
الأول: فتح بن خلف الثومي عنه حدثنا قُرَّان بن تَمَّام الأسدي عن سُهَيْل بن أبي صالح عن أبيه عن
أبي هُرَيْرَةَ مرفوعاً بلفظ: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، بعدما يصلي الغداة عشر مرات، كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورُفِع له عشر درجات وكُنَّ له بعِدْلُ عتق رقبتين من ولد إسماعيل، وكُنَّ له حجاباً من الشيطان، فإن قالها حين يُمْسِي، كان له مثل ذلك، وكُنَّ له حجاباً من الشيطان حتى يصبح».
أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (ج12ص389) من طريق أبي القاسم عبدالله بن الحسن حدثنا فَتح به.
قلت: وهذا سنده فيه فتح بن خلف الثومي أورده الخطيب ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعَدِيّلاً فهو مجهول، وقُرَّان بن تَمَّام الأسدي قال عنه ابْنُ سعد: كانت عنده أحاديث منهم من يستضعفه، وقال ابْنُ حَجَرْ صدوق ربما أخطأ وقال ابْنُ حِبّان: يخطئ. فالإسناد ضعيف.
انظر تهذيب الكمال للمزي (ج23ص559) والتقريب لابْنُ حَجَرْ (ص454).
قلت: والتقييد وقع بعد صلاة الغداة فقط، لكن ليس فيه التقييد بعد صلاة المغرب، ولعل آخر الحديث يفسر أوله بأن يقال في الصباح والمساء كما تقدم.
الثَّانِيِ: إسماعيل بن محمد الصفار عنه قال: حدثنا قُرَّان بن تَمَّام الأسدي به.
أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد أيضاً (ج12ص389و472) من طرق عن إسماعيل به.
قلت: وفي السند قُرَّان، وقد تقدم بيان ضعفه فالإسناد ضعيف.
4 - وأما حديث أبي عيَّاش:
¥(43/435)
أخرجه أبو داود في سننه (ج4ص319) والبخاري في التاريخ الكبير (ج3ص381) والنَّسَائِيّ في عمل اليوم والليلة (ص149) وابْنُ ماجة في سننه (ج2ص1272) وأحمد في المسند (ج4ص60) وابْنُ أبي شيبة في المصنف (ج1ص244) وفي المسند (ج2ص316) والفِرْيَابِي في الذكر كما في نتائج الأفكار لابْنُ حَجَرْ (ج2ص366) والطَّبَرَانِيّ في المعجم الكبير (ج5ص217) وفي الدعاء (ج2ص281) والخَرَائِطِيّ في مكارم الأخلاق (ج2ص833) وابْنُ أبي عاصم في الآحاد والمثَانِيِ تعليقاً (ج4ص197) وابْنُ حَجَرْ في نتائج الأفكار (ج2ص365و366) من طريق حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي عيَّاش الزُّرْقِيّ مرفوعاً بلفظ: «من قال إذا أصبح لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كان له كعِدْلُ رقبة من ولد إسماعيل، وكُتِبَ له بها عشر حسنات، وحُطَّ عنه بها عشر سيئات وكان في حِرْزٍ من الشيطان حتى يُمْسِي، وإذا أمسى مثل ذلك حتى يصبح».
قلت: وهذا سنده صحيح على شرط مسلم، وقد صححه الألباني في مشكاة المصابيح (ج2ص740).
وقال ابْنُ حَجَرْ: هذا حديث صحيح.
قلت: وإن صحّ الحديث فليس فيه التقييد بصلاة الصُّبْحِ والمغرب وبعشر تهليلات، بل مطلقاً في الصباح والمساء، فلا يصلح له شاهد للقيد.
وأخرجه ابْنُ السِّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص33) من طريق عمرو بن الحارث عن سعيد ابْنُ أبي هلال عن أبي صالح السمان أن أبا عيَّاش به.
وأخرجه الدولابي في الكُنى (ج1ص46) من طريق ابْنِ أبي مريم قال ثنا أبو غسان قال حدثني زيد عن
أبي عيَّاش به.
5 - وأما حديث عمارة بن شبيب:
أخرجه التِّرْمِذِيّ في سننه (ج5ص544) والنَّسَائِيّ في عمل اليوم والليلة (ص385) من طريق أبي عبدالرحمن الْحُبُلِيّ عن عمارة بن شبيب السّائِي قال: قال رسول الله r: « من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يُحْيِىِ ويُمِيِت وهو على كل شيء قدير عشر مرات على إثر المغرب بعث الله مُسَلَّحَةً يحفظونه من الشيطان حتى يُصْبِح، وكتب الله له لها عشر حسنات مُوجباتٍ، ومَحَى عنه عشر سيئات مُوبِقات، وكانت له بعِدْلُ عشر رقاب مؤمنات».
قلت: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد، ولا نعرف لعمارة سماعاً عن
النبي r.
قلت: وفي تحسينه نظر.
قلت: وعلى فرض صحته فإنه ليس فيه شاهد للقيد، فهو من أذكار المساء فقط، لا من أذكار الصلاتين الفجر والمغرب.
6 - وأما حديث أبي الدَّرْدَاء:
أخرجه الطَّبَرَانِيّ في مسند الشاميين (ج1ص37) من طريق موسى بن محمد بن عطاء البلقاوي ثنا
هاني بن عبدالرحمن ورديح بن عطية أنهما سمعا إبراهيم بن أبي عُلَيَّة يقول: سمعت أم الدَّرْدَاء تقول: سمعت
أبا الدَّرْدَاء يقول: إن رسول الله r قال: «من قال بعد صلاة الصُّبْحِ، وهو ثَانٍ رِجْلِهُ قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يُحْيِىِ ويُمِيِت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، عشر مرات كُتِبَ له بكل مرة عشر حسنات، ومُحِيَ عنه عشر سيئات، ورُفِعَ له عشر درجات، وكُنّ له في يومه حِرزاً من كل مكروه، وحِرزاً من الشيطان، وكان له بكل مرة عِتْقُ رقبة من ولد إسماعيل، ثمن كل رقبة اثنا عشر ألفاً، ولم يلحقه يومئذ ذنب إلا الشرك بالله، ومن قال ذلك بعد صلاة المغرب كان له مثل ذلك».
قلت: وهذا سنده أوهن من بيت العنكبوت فيه موسى بن محمد بن عطاء البَلْقَاوِي كَذَّبَهُ أبو زرعة
وأبو حاتم وقال النَّسَائِيّ: ليس بثقة وقال الدَّارَقُطْنِي: متروك، وقال ابْنُ حِبّان: كان يصنع الحديث، وقال
ابْنُ عَدِيّ: كان يسرق الحديث.
انظر الميزان للذهبي: (ج5ص344)
قلت: فلا يصلح للاستشهاد.
وذكره الهيثمي في المجمع (ج1ص108) ثم قال: رواه الطَّبَرَانِيّ في الكبير والأوسط وفيه موسى بن محمد بن عطاء البلقاوي وهو متروك. اهـ
خلاصة القول: أن الحديث ضعيف لا يصح، لأنه تفرد به شَهْر بن حَوْشَب وهو كثير الخطأ والأوهام، وقد اضطرب في إسناده ومتنه اضطراباً كثيراً كما أوضحته في البحث المتقدم مع ضعف أسانيده، وقد ذكر لهذا الحديث شواهد كما مر عليك في البحث قَوَّاهُ بها بعض أهل العلم، وهي إما ليس فيها شاهد للحديث وإما واهية الأسانيد، والأسانيد الواهية لا يعتد بها مهما كثرت وتعددت، ولا يجوز أن يستشهد بأحاديث المجهولين
ولا المتروكين ولا المتهمين كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث، علماً بأن الْمُسْتَشْهِدِين بها لا يشرحون عِلَلَها لِتُعْلَمَ حقيقتها ولا يحكمون عليها بما يبين حالها، وإنما يكتفون بسردها فيحصل بذلك التباس.
ثم كيف نعدها شواهد ومعانيها متباينة، حديث أبي عيَّاش يقال مرة واحدة، وحديث عمارة يقال عشر مرات في الصباح والمساء، وحديث أبي أُمَامَةَ يقال مائة مرة، وحديث أبي هُرَيْرَةَ عشر مرات بعد صلاة الغداة فقط، وحديث أبي أيوب في المساء والصباح ويقال عشر مرات، فهل يصار إلى المرة أم إلى العشر أم إلى المائة.
ثم اضطراب في بيان ثواب ذلك حتى في الرقبة في حديث مُعَاذ عِدْلُ عشر نسمات، وحديث أبي هُرَيْرَةَ رقبة واحدة وفي لفظ بعِدْلُ رقبتين، وحديث أبي أيوب أربع رقاب وقي لفظ عشر رقاب، وحديث عمارة بعِدْلُ عشر رقاب مؤمنات، وحديث أبي الدَّرْدَاء بكل مرة عتق رقبة فيه من ولد إسماعيل ثمن كل رقبة اثنا عشر ألفاً.
ثم كذلك تذكر صلاة الفجر دون المغرب، وتارة صلاة المغرب دون الفجر، وتارة يجمع بينهما، وتارة لم تذكر صلاة الفجر والمغرب، فمتونها غير مستقيمة مع سقوط أسانيدها.
وأخيراً أقول: فلا يشرع العمل بها بعد ثبوت ضعفها.
والحمد لله أولاً وآخراً كما يحب ربنا ويرضى، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً والحمد لله رب العالمين.
¥(43/436)
ـ[ابو العز السلمى]ــــــــ[29 - 11 - 05, 10:39 م]ـ
جزاك الله خيرا(43/437)
تخريج حديث: المرأة التي لا ترد يد لامس.
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 11:05 ص]ـ
عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن ابن عباس أن رجلا قال: ((يا رسول الله إن تحتي امرأة لا ترد يد لامس)) قال: ((طلقها)). قال: ((إني لا أصبر عنها)). قال: ((فأمسكها)).
تخريج الحديث:
رواه عبد الله بن عبيد بن عمير عن ابن عباس مرفوعاً واختلف عنه:
فرواه عبد الكريم بن أبي المخارق عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن ابن عباس مرفوعاً وذلك عند النسائي (6/ 67)، وابن أبي شيبة (3/ 490).
وخولف فيه:
فرواه ابن جريج [وذلك عند الخطيب في الجامع لآداب الراوي (2/ 452)]، وهارون بن رئاب عن عبد الله بن عبيد بن عمير مرسلاً ليس فيه ابن عباس.
وقد أنكر الإمام يحيى بن سعيد القطان رواية عبد الكريم الموصولة، وقال:
((إنما هو مرسل)). [المحدث الفاصل للرامهرمزي ص 240، والجامع للخطيب (2/ 453)]
وقال الإمام أبو عبد الرحمن النسائي (6/ 67):
((هذا الحديث ليس بثابت وعبد الكريم ليس بالقوي وهارون بن رئاب أثبت منه وقد أرسل الحديث وهارون ثقة وحديثه أولى بالصواب من حديث عبد الكريم.)). ا. هـ
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (10/ 169 - طبعة أولاد الشيخ) عقب كلام النسائي:
((قلت: وهو [أي عبد الكريم] ابن أبي المخارق البصري المؤدب تابعي ضعيف الحديث وقد خالفه هارون بن رئاب وهو تابعي ثقة من رجال مسلم فحديثه المرسل أولى كما قال النسائي.)).ا. هـ
وقد رواه عن هارون عن عبد الله بن عبيد مرسلاً كل من:
1 - سفيان بن عيينة وذلك في مسند الشافعي (1385)، ومن طريقه البيهقي في المعرفة.
2 - عفان بن مسلم وذلك في المحدث الفاصل للرامهرمزي ص 240، والجامع للخطيب (2/ 453).
3 - معمر بن راشد وذلك عند عبد الرزاق (7/ 98).
4 - حماد بن زيد وذلك في الجامع للخطيب (2/ 453).
5 - حماد بن سلمة واختلف عنه:
فرواه النضر بن شميل [وذلك عند النسائي (6/ 67)، (3/ 270 - الكبرى)]، وأبو داود الطيالسي [وذلك في المحدث الفاصل للرامهرمزي ص 240، والجامع للخطيب (2/ 453)] عن حماد بن سلمة موصولاً إلى ابن عباس ..
وخالفهما:
يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة وغيره مرسلاً ليس فيه ابن عباس. وذلك عند النسائي (6/ 67)، (3/ 270 - الكبرى)]
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (10/ 169):
((فهذا [الحديث] بهذا الإسناد رجاله على شرط مسلم إلا أن النسائي بعد روايته له قال: هذا خطأ، والصواب مرسل ورواه غير النضر على الصواب)).وانظر سنن النسائي (6/ 169).
وقد صحح ابن حزم هذه الرواية في المحلى (11/ 280) بعد أن روى الحديث من طريق النسائي، وهو متعقب بكلام النسائي الذي ذكره بعد هذه الرواية (1).
.
_____________________________________
(1) ابن حزم رحمه الله له منهجٌ انفرد به في تصحيح الأحاديث فهو مثلاً يرى أن تعارض الوصل والإرسال ليس بعلة؛ قال في الإحكام2/ 265):
((فصل: وقد تعلل قوم في أحاديث صحاح بأن قالوا: هذا حديث أسنده فلان، وأرسله فلان.
قال علي: وهذا لا معنى له! لأن فلاناً الذي أرسله لو لم يروه أصلاً، أو لم يسمعه البتة، ما كان ذلك مسقطاً لقبول ذلك الحديث، فكيف إذا رواه مرسلاً! وليس في إرسال المرسل ما أسنده غيره ولا في جهل الجاهل ما علمه غيره حجة مانعة من قبول ما أسنده العدول))، وقال أيضاً (1/ 131): ((فإذا روى العدل عن مثله كذلك خبرا حتى يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم فقد وجب الأخذ به، ولزمت طاعته والقطع به، سواء أرسله غيره، أو أوقفه سواه.)). وأيضاً قال ابن حزم في الإحكام (1/ 133_134):
((وقد غلط أيضاً قوم آخرون منهم فقالوا: فلان أعدل من فلان، وراموا بذلك ترجيح خبر الأعدل على من هو دونه في العدالة. ثم قال: (وهذا خطأ شديد .. .. ) إلى أن قال: (فصح أنه لا يجوز ترجيح رواية على أخرى.)).ا. هـ، وقال الذهبي في نقده لبيان الوهم والإيهام (71_72):وقاعدته (أي ابن القطان) كابن حزم وأهل الأصول، يقبل ما روى الثقة سواء خولف، أو رفع الموقوف، أو وصل المرسل.)
استفدت هذه النقول من بحث الشيخ هشام الحلاف حفظه الله عن منهج ابن حزم الحديثي.
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 11:07 ص]ـ
والرواية الموصولة لها متابعة:
عند أبي داود (2049)، ومن طريقه البيهقي (7/ 154)، والنسائي (6/ 169):
¥(43/438)
من طريق الفضل بن موسى قال حدثنا الحسين بن واقد عن عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً.
قال الحافظ ابن كثير (10/ 169):
((وهذا إسناد جيد)).ا. هـ
وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص (3/ 225):
((إسناده أصح [أي من سابقيه] وأطلق النووي عليه الصحة)).ا. هـ
وصححه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود، وصحيح النسائي.
قال مقيده غفر الله له:
ذكر الدارقطني رحمه الله: ((أن الحسين بن واقد تفرد به عن عمارة بن أبي حفصة وأن الفضل بن موسى السيناني تفرد به عن الحسين بن واقد)) مختصر سنن أبي داود للمنذري ()، ونيل الأوطار (6/ 201).
والحسين بن واقد متكلمٌ فيه:
((قال الأثرم عن أحمد: ليس به بأس وأثنى عليه، وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ثقة
وقال أبو زرعة والنسائي: ليس به بأس
وقال ابن حبان: كان على قضاء مرو وكان من خيار الناس وربما أخطأ في الروايات.
وقال ابن سعد:كان حسن الحديث.
وقال الآجري عن أبي داود: ليس به بأس.
وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ما أنكر حديث حسين بن واقد عن أبي المنيب.
وقال العقيلي: أنكر أحمد بن حنبل حديثه.
وقال الأثرم: قال أحمد: في أحاديثه زيادة ما أدري أي شيء هي ونفض يده.
وقال الساجي: فيه نظر وهو صدوق يهم قال أحمد أحاديثه ما أدري إيش هي.))
التهذيب (2/ 321) وانظر الثقات لابن حبان (6/ 209) الجرح والتعديل (2/ 66)، الضعفاء للعقيلي (1/ 251)
((وقال الحافظ في التقريب: ثقة له أوهام)).
وقد أخرج له البخاري له تعليقاً، وروى مسلم له حديثين متابعة.
((وقال أحمد:ليس بذاك.
وقال أيضاً:له أشياء منكرة)) ا. هـ علل المروذي وغيره (ص228)
((وقال ابن المبارك:
ليس بحافظ ويكتب حديثه.)).تاريخ بغداد (3/ 267).
والراجح فيه هو أنه صدوق فمثله والله أعلم لا يحتمل منه التفرد بمثل هذا المتن ..
وقد أنكر هذا الحديث الإمام أحمد وقال ليس له أصل. انظر الموضوعات لابن الجوزي (2/ 272)، ومجموع الفتاوى (32/ 116)، وتفسير ابن كثير (10/ 169)، والتلخيص لابن حجر (2/ 225).
وكذا أنكر متنه شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (32/ 116):
((رواه النسائي وقد ضعفه أحمد وغيره فلا تقوم به حجة في معارضة الكتاب والسنة.
ولو صح لم يكن صريحاً)).ا. هـ
ونقل ابن القيم في روضة المحبين (ص129) أن النسائي رحمه الله قال: منكر. ا0هـ
ولم أقف عليه في السنن فإن ثبت هذا عن النسائي فهو أعم من الحكم على السند.
وسيأتي إن شاء الله بيان من ضعّف الحديث ومن صححه.
وللحديث شاهد من حديث أبي الزبير المكي ..
واختلف عن أبي الزبير:
فرواه معقل بن عبيد الله عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً وذلك في الكامل لابن عدي (6/ 453)، ومن طريقه البيهقي (7/ 155)، وعلقه ابن أبي حاتم في العلل (2/ 296).
ومعقل بن عبيد الله (قال في التقريب: صدوق يخطيء)
ورواه أيضاً عبد الكريم بن مالك الجزري عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً ..
واختلف عنه:
فرواه عبيد الله بن عمرو الرقي [وذلك عند الطبراني في الأوسط (5/ 73)، (6/ 279)، و البغوي في تفسيره (3/ 265 - دار طيبة) وتصحف هناك السند تصحيفا غريباً] وموسى بن أعين عند الطبراني أيضاً (5/ 73)، والبيهقي (7/ 155)، وأبي بكر الخلال كما عند ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 272)]
كلاهما عن عبد الكريم عن أبي الزبير عن جابر ..
وقال الطبراني في الأوسط (5/ 73):
لم يرو هذا الحديث عن عبد الكريم إلا عبيد الله وموسى بن أعين. ا.هـ
وخالفهما سفيان الثوري فرواه عن عبد الكريم الجزري عن أبي الزبير عن مولى لبني هاشم مرفوعاً
عند عبد الرزاق (7/ 98)، وأبي حاتم في العلل (2/ 296)، وأبي الشيخ في أحاديث أبي الزبير عن غير جابر (ص74)، والبيهقي في السنن (7/ 155)، والمخزون في الحديث لأبي الفتح الأزدي (ص166)، وابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 488)، والطبراني وابن قانع وابن منده كما في الإصابة (6/ 546).
ورجح الإمام أبوحاتم الرازي رواية سفيان الثوري هذه على رواية غيره كما في العلل (2/ 296).
وقد يكون سبب هذا الاختلاف هو تدليس أبي الزبير المكي ..
وهذا الشاهد ضعيف على كل حال سواء من طريق سفيان الثوري أو غيره لأنها من طريق أبي الزبير وهو مدلس وقد عنعن؛ وما عنعنه مردود إلا ما رواه عنه الليث بن سعد.
تنبيهات:
1 - رواية عبد الرزاق عن سفيان عن رجل (بدلاً من أبي الزبير) عن مولى لبني هاشم.
2 - رواية محمد بن كثير عن سفيان عن أبي الزبير عن مولى لبني هاشم .. ، ورواية محمد بن أيوب الرقي عن سفيان عن أبي الزبير عن هشام مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تعارض بينهما كما هو واضح.
3 - قد ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب أن هشام مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو السائل.
4 - صحح الحافظ إسناد رواية أبي بكر الخلال من طريق أبي الزبير عن جابر كما في التلخيص (2/ 225) وهو متعقب بعنعنة أبي الزبير وبكون الرواية المحفوظة هي أبي الزبير عن مولى لبني هاشم.
¥(43/439)
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 11:09 ص]ـ
خلاصة الكلام على طرق الحديث:
1 - طريق عبد الله بن عبيد بن عمير عن ابن عباس مرفوعاً ..
الصواب فيها الإرسال كما رجح هذا يحيى بن سعيد القطان، والنسائي، وابن كثير.
2 - طريق الحسين بن واقد عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً ..
فيها الحسين بن واقد قال: الإمام أحمد له أشياء منكرة والراجح فيه هو أنه صدوق وقد تفرد بهذا الحديث كما ذكر الدارقطني ومثله لا يحتمل منه هذا التفرد بمثل هذا المتن
وقد أنكر متن الحديث الإمام احمد والنسائي كما نقل عنه ابن القيم و أنكر متنه أيضاً شيخ الإسلام في الفتاوي.
3 - حديث أبي الزبير عن جابر أو عن مولى لبني هاشم ..
الراجح فيها رواية سفيان عن أبي الزبير عن مولى لبني هاشم عيّنه بعض الرواة عن سفيان بأنه هشام مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا سندٌ ضعيف لعنعنة أبي الزبير عن جابر وهو مدلس كثير التدليس.
4 - الحديث لا يصلح والله أعلم للتقوية بمجموع الطرق لحكم الأئمة عليه بالنكارة.
....................
كلام أهل العلم على الحديث:
أ- المصححون للحديث:
1 - ابن حزم في المحلى (11/) قال: هذا حديث في غاية الصحة.
2 - النووي كما في التلخيص (3/ 225).
3 - قال المنذري في مختصر السنن: رجال إسناده محتج بهم في الصحيحين على الاتفاق والانفراد.
4 - الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 617): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
5 - الحافظ ابن كثير صحح أحد أسانيده وقال: إسناد جيد. (10/ 169).
6 - الحافظ ابن حجر في التلخيص (3/ 225): قال سنده صحيح، وقال كما في الفوائد المجموعة (129): حسن صحيح ولم يصب من قال إنه موضوع. ا.هـ.
7 - الفتني في تذكرة الموضوعات (ص927): الحديث جيد الإسناد.
8 - الشيخ الألباني في صحيح أبي داود وصحيح النسائي.
ب- المضعفون للحديث:
1 - يحيى بن سعيد القطان: أنكره وقال إنما هو مرسل. الجامع للخطيب (2/ 453) (ولعل كلامه على رواية عبد الله بن عبيد بن عمير عن ابن عباس).
2 - الإمام أحمد: قال هذا حديث منكر ليس له أصل. الموضوعات لابن الجوزي (2/ 272)، ومجموع الفتاوي (32/ 116)، وتفسير ابن كثير (10/ 169)، المغني عن حمل الأسفار للعراقي (2/ 37)، ولم يروه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده على سعته.
3 - أبو عبد الرحمن النسائي كما في السنن (6/ 67) وقال: هذا الحديث ليس بثابت.
وقال أيضاً (6/ 169): هذا خطأ، والصواب مرسل.
ونقل عنه ابن القيم في روضة المحبين (ص129) أنه قال: منكر.
4 - القاضي أبو بكر ابن العربي قال: هذا الحديث ليس بثابت. كما في أقاويل الثقات لمرعي الكرمي (ص189).
5 - ابن الجوزي حكم عليه بالوضع (2/ 272).
6 - شيخ الإسلام في مجموع الفتاوي (32/ 116):
(رواه النسائي وقد ضعفه أحمد وغيره فلا تقوم به حجة في معارضة الكتاب والسنة.
ولو صح لم يكن صريحا).
5 - الحافظ العراقي في المغني عن حمل الأسفار (2/ 37) فقد نقل كلام المضعفين للحديث فقط ولم يعقب.
6 - الشوكاني في وبل الغمام (2/ 25)، وفي السيل الجرار (2/ 296) علق الكلام على ثبوت الحديث، وأورده في الفوائد المجموعة ونقل الخلاف فيه وأنه لا يصل إلى درجة الوضع.
7 - صديق حسن خان في الروضة الندية (2/ 17).
تعقيب:
1 - المضعفون للحديث أعلى رتبة وأكثر عدداً من المصححين0
2 - جُل من صحح الحديث إنما هو تصحيح قاصر إما على رجال السند أو حكم على السند مجرداً وهذا لا ينافي قول من حكم بنكارة المتن
ولم يصرح بصحة الحديث مطلقاً إلا الإمام ابن حزم والنووي والحافظ كما نقله عنه الشوكاني في الفوائد المجموعة، والشيخ الألباني رحمهم الله جميعاً.
وكل ما رأيته للحافظ ابن حجر إنما هو حكم على رواته كما في بلوغ المرام أو على سنده فقط كما في التلخيص وهذا منه احتراز عن تصحيح الحديث ولم أجد له تصريحاً بالصحة مطلقاً إلا ما نقله عنه الشوكاني.
أما تصحيح ابن جزم رحمه الله فقد تقدم أنه رحمه الله لا يعلل بتعارض الوصل و الإرسال.
3 - على القول بصحة الحديث فالعلماء لهم فيه عدة تأويلات منها ما ذكره شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (32/ 116):
¥(43/440)
وقد أحتجوا [أي القائلون بجواز نكاح الزانية] بالحديث الذي فيه: إن امرأتي لا ترد يد لامس فقال طلقها فقال إني أحبها قال فاستمتع بها الحديث رواه النسائي وقد ضعفه أحمد وغيره فلا تقوم به حجة في معارضة الكتاب والسنة.
ولو صح لم يكن صريحا فإن من الناس من يؤول اللامس بطالب المال لكنه ضعيف
لكن لفظ اللامس قد يراد به من مسها بيده وإن لم يطأها فإن من النساء من يكون فيها تبرج وإذا نظر إليها رجل أو وضع يده عليها لم تنفر عنه ولا تمكنه من وطئها ومثل هذا نكاحها مكروه ولهذا أمره بفراقها ولم يوجب ذلك عليه لما ذكر أنه يحبها فإن هذه لم تزن ولكنها مذنبة ببعض المقدمات ولهذا قال لا ترد يد لامس فجعل اللمس باليد فقط ولفظ اللمس والملامسة إذا عني بهما الجماع لا يخص باليد بل إذا قرن باليد فهو كقوله تعالى: ((ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم)) وأيضا فالتي نزني بعد النكاح ليست كالتي تتزوج وهي زانية فإن دوام النكاح أقوى من ابتدائه والإحرام والعدة تمنع الابتداء دون الدوام فلو قدر أنه قام دليل شرعي على أن الزانية بعد العقد لا يجب فراقها لكان الزنا كالعدة تمنع الابتداء دون الدوام جمعا بين الدليلين.
وقال ابن القيم رحمه الله اعلام الموقعين (4/ 348):
وسأله صلى الله عليه وسلم آخر فقال: إن امرأتي لا ترد يد لامس قال:غيّرها إن شئت وفي لفظ: طلقها.قال:إنى أخاف أن تتبعها نفسي. قال:فاستمتع بها.
فعورض بهذا الحديث المتشابه الأحاديث المحكمة الصريحة في المنع من تزويج البغايا
واختلفت مسالك المحرمين لذلك فيه:
فقالت طائفة: المراد باللامس ملتمس الصدقة لا ملتمس الفاحشة.
وقالت طائفة: بل هذا في الدوام غير مؤثر وإنما المانع ورود العقد على زانية فهذا هو الحرام
وقالت طائفة: بل هذا من التزام أخف المفسدتين لدفع أعلاهما فإنه لما أمر بمفارقها خاف أن لا يصبر عنها فيواقعها حراما فأمره حينئذ بإمساكها إذ مواقعتها بعد عقد النكاح أقل فسادا من مواقعتها بالسفاح.
وقالت طائفة: بل الحديث ضعيف لا يثبت.
وقالت طائفة: ليس في الحديث ما يدل على أنها زانية وإنما فيه أنها لا تمتنع ممن لمسها أو وضع يده عليها أو نحو ذلك فهى تعطى الليان لذلك ولا يلزم أن تعطيه الفاحشة الكبرى ولكن هذا لا يؤمن معه إجابتها لداعى الفاحشة فأمره بفراقها تركا لما يريبه إلى ما لا يريبه فلما أخبره بأن نفسه تتبعها وأنه لا صبر له عنها رأى مصلحة إمساكها أرحج من مفارقتها لما يكره من عدم انقباضها عمن يلمسها فأمره بإمساكها وهذا لعله أرجح المسالك والله اعلم. ا.هـ
والحمد لله رب العالمين
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[17 - 05 - 05, 07:50 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحنبلي حامد ..... وسؤالي إلى فضيلتكم:
هل اطلعتم على مخطوط ابن عبدالهادي في تخريج هذا الحديث؟
فهناك نسخة نفيسة في دار الكتب الظاهرية بدمشق بخط المصنف.
محبكم / أبومحمد.
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[18 - 05 - 05, 11:15 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا البحث الحديثي المفيد.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 05 - 05, 04:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
قال الإمام الشافعي - رحمه الله -
(
قال الشافعي رحمه الله تعالى: قال الله تبارك وتعالى: {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة} إلى {المؤمنين} قال الشافعي: اختلف في تفسير هذه الآية فقيل: نزلت في بغايا كانت لهن رايات وكن غير محصنات فأراد بعض المسلمين نكاحهن فنزلت هذه الآية بتحريم أن ينكحن إلا من أعلن بمثل ما أعلن به أو مشركا وقيل: كن زواني مشركات فنزلت لا ينكحهن إلا زان مثلهن مشرك وإن لم يكن زانيا: {وحرم ذلك على المؤمنين} وقيل: غير هذا وقيل: هي عامة ولكنها نسخت أخبرنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيب في قوله: {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة} قال: هي منسوخة نسختها {وأنكحوا الأيامى منكم} فهي من أيامى المسلمين قال الشافعي: فوجدنا الدلالة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في زانية وزان من المسلمين لم نعلمه حرم على واحد منهما أن ينكح غير زانية ولا زان ولا حرم واحدا منهما على زوجة فقد أتاه ماعز بن مالك وأقر عنده بالزنا مرارا لم يأمره في واحدة منها أن يجتنب زوجة له إن كانت ولا زوجته أن تجتنبه ولو كان الزنا يحرمه على زوجته أشبه أن يفول له: إن كانت زوجة
¥(43/441)
حرمت عليك أو لم تكن لم يكن لك أن تنكح ولم نعلمه أمره
بذلك ولا أن لا ينكح ولا غيره أن لا ينكحه إلا زانية وقد ذكر له رجل أن امرأة زنت وزوجها حاضر فلم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم فيما علمنا زوجها باجتنابها وأمر أنيسا أن يغدو عليها فإن اعترفت رجمها وقد جلد ابن الأعرابي في الزنا مائة وغربه عاما ولم ينهه علمنا أن ينكح ولا أحدا أن ينكحه إلا زانية وقد رفع الرجل الذي قذف امرأته إليه أمر امرأته وقذفها برجل وانتفى من حملها فلم يأمره باجتنابها حتى لاعن بينهما وقد روي عنه أن رجلا شكا إليه أن امرأته لا تدفع يد لامس فأمره أن يفارقها فقال له: إني أحبها فأمره أن يستمتع بها أخبرنا سفيان بن عيينة عن هارون بن رئاب عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: [أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن لي امرأة لا ترد يد لامس فقال النبي صلى الله عليه وسلم فطلقها قال: إني أحبها قال: فأمسكها إذا] وقد حرم الله المشركات من أهل الأوثان على المؤمنين الزناة وغير الزناة أخبرنا سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه أن رجلا تزوج امرأة ولها ابنة من غيره وله ابن من غيرها ففجر الغلام بالجارية فظهر بها حمل فلما قدم عمر مكة رفع ذلك إليه فسألهما فاعترفا فجلدهما عمر الحد وحرص أن يجمع بينهما فأبى الغلام قال الشافعي: فالاختيار للرجل أن لا ينكح زانية وللمرأة أن لا تنكح زانيا فإن فعلا فليس ذلك بحرام على واحد منهما ليست معصية واحد منهما في نفسه تحرم عليه الحلال إذا أتاه قال: وكذلك لو نكح امرأة لم يعلم أنها زنت فعلم قبل دخولها عليه أنها زنت قبل نكاحه أو بعده لم تحرم عليه ولم يكن له أخذ صداقه منها ولا فسخ نكاحها وكان له إن شاء أن يمسك وإن شاء أن يطلق وكذلك إن كان هو الذي وجدته زنى قبل أن ينكحها أو بعد ما نكحها قبل الدخول أو بعده فلا خيار لها في فراقه وهي زوجته بحالها ولا تحرم عليه وسواء حد الزاني منهما أو لم يحد أو قامت عليه بينة أو اعترف لا يحرم زنا واحد منهما ولا زناهما ولا معصية من المعاصي الحلال إلا أن يختلف ديناهما بشرك وإيمان)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 05 - 05, 04:32 ص]ـ
---
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[19 - 05 - 05, 11:04 ص]ـ
جزى الله خيرا مشايخنا الكرام على المرور وعلى التعليق
........
أما بالنسبة لمخطوط ابن عبد الهادي فلم أرها للأسف
وليت من اطلع عليها نقل لنا منها ما يفيد حول هذا الحديث.
وابن عبد الهادي رحمه الله لا يبارى في العلل وهو كما قال ابن كثير: جبل العلل
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[19 - 05 - 05, 11:11 ص]ـ
شيخنا ابن وهب
ما وجه نقل كلام الشافعي هنا؟
انا اطلعت عليه من قبل ولم أنقل منه إلا روايته المرسلة للحديث وذلك لترجيح الإرسال.
اما عن النكارة في متن الحديث فهي بادية:
منها إقرار النبي صلى الله عليه وسلم الرجل أن يظل مع إمراة حالها هكذا.
ومنها أن ما ذكره الرجل يشبه القذف بالفاحشة ورغم ذلك لم يتلاعن هو وامرأته.
اما على القول بصحة الحديث
فمن قال بعدم صحة زواج الزانية
قال بان هذا في الابتداء والحديث في الاستمرار والله أعلم.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[19 - 05 - 05, 12:35 م]ـ
جزى الله خيرا مشايخنا الكرام على المرور وعلى التعليق
........
أما بالنسبة لمخطوط ابن عبد الهادي فلم أرها للأسف
وليت من اطلع عليها نقل لنا منها ما يفيد حول هذا الحديث.
وابن عبد الهادي رحمه الله لا يبارى في العلل وهو كما قال ابن كثير: جبل العلل
أخي الحبيب بالنسبة عن المخطوط فهو عندي؛ ولكنه ناقص , ولا أدري آالنقص الذي عندي من النسخة الأم , أم أن الذي صورها لي لم يصورها كاملة.
وقد نسختها قديماً , وأنا بانتظار الحصول على نسخة أخرى منه , يسر الله لنا ذلك.
وابن عبدالهادي , هو يوسف بن عبدالهادي المتوفى سنة 909هـ , وليس تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية.
كتبه / أبومحمد.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[19 - 05 - 05, 04:59 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا حامد الحنبلي
بحث ماتع، وقد اطلعتُ على بحث لبعض طلبة العلم هو جزء في تصحيح هذا الحديث، ولكن بحثكم أوسع وأشمل نفع الله بكم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 05 - 05, 10:20 ص]ـ
معروف في لغة العرب:
الذي لا يغار على أهله يسمى: دَيُّوث.
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[22 - 05 - 05, 10:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعاً
........
شيخنا خالد الأنصاري
جاء في ذهني بالفعل أنه يوسف بن عبد الهادي المعروف بابن المبرد وهو لا يجاري ابن عبد الهادي صاحب تنقيح التحقيق .. رحم الله الجميع.
ولكن المتبادر عند الإطلاق هو تلميذ شيخ الإسلام.
ومادم المخطوط عندكم نتمنى أن تتحفونا منه بما في موضوعي من خلل أو نقص
بارك الله في علمكم
فأنا والله احبكم في الله.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[24 - 05 - 05, 04:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعاً
........
شيخنا خالد الأنصاري
جاء في ذهني بالفعل أنه يوسف بن عبد الهادي المعروف بابن المبرد وهو لا يجاري ابن عبد الهادي صاحب تنقيح التحقيق .. رحم الله الجميع.
ولكن المتبادر عند الإطلاق هو تلميذ شيخ الإسلام.
ومادم المخطوط عندكم نتمنى أن تتحفونا منه بما في موضوعي من خلل أو نقص
بارك الله في علمكم
فأنا والله احبكم في الله.
أخي الحبيب:
أبشر فقد وعدت الإخوة بأن أضع مصورات مكتبتي الخطية , وأنا بصدد وضعها على أقراص مضغوطة , كي يتسنى لنا رفعها وتثبيتها.
والمخطوط المذكور كما ذكرت لفضيلتكم سابقاً بأنه يوجد عندي ناقصاً , وأسأل الله أن يوفقني للحصول على نسخة منه كاملة.
وأما عن بحثك في تخريج هذا الحديث , فهو ـ أحسبه ـ ماشاء الله بحث متكامل , وأسأل الله أن يوفق فضيلتكم لطرح مثل هذه الفوائد والبحوث النافعة المفيدة.
محبكم / أبومحمد.
¥(43/442)
ـ[أبو عبدالرحمن مصطفي]ــــــــ[14 - 05 - 08, 07:04 م]ـ
فضيلة الأخ: خالد الانصاري .. أين أجد مخطوطة شرح الحديث .. وجزاك الله خيراً
ـ[الناصح]ــــــــ[27 - 07 - 10, 05:50 م]ـ
مسائل أحمد بن حنبل رواية ابنه عبد الله - (1/ 445)
1612 حدثنا عبد الله قال سألت ابي عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا سأله قال ان امرأتي لا تمنع يد لا مس
قال ليس هذا الحديث شت عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس لها اسانيد جياد ومعناه كما قال لا تمنع يد لامس كذا هو يعني هي أحاديث ضعاف
حمل رسالة فى حديث لا ترد يد لامس للحافظ ابن حجر العسقلاني / نفيسة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87233
رسالة حديث: (إن امرأتي لاترد يد لامس) للحافظ ابن حجر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=67839
عنوان الموضوع (الكلام على حديث: لا ترد يد لامس (بتعليقي))
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=143683(43/443)
هل صح تضعيف البخاري لهذا الحديث؟
ـ[عادل محمد]ــــــــ[17 - 05 - 05, 04:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمةالله
إخوتي في الله
هل صح تضعيف البخاري لهذا الحديث
قال صلى الله عليه وسلم (أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين) قيل: يا رسول الله ولم؟ قال: (لا تراءى ناراهما) اخرجه ابو داود في سننه الحديث 2645 والترمذي في جامعه1604 وسؤالي كذلك بارك الله فيكم هل صح شيء في هذا الباب افيدوني جزاكم الله خيرا
محبكم في الله اخوكم الصغير عادل محمد
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 08:19 م]ـ
باب النهي عن مساكنة الكفار
9290 - عن قيس بن أبي حازم عن خالد بن الوليد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى ناس من خثعم فاعتصموا بالسجود فقتلهم فوداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصف الدية ثم قال:
" أنا بريء من كل مسلم أقام مع المشركين لا تراءى ناراهما ".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
انظر الى مجمع الزوائد كتاب الجهاد باب النهي عن مساكنة الكفار
-----------------------------------------------
وهذا سند الحديث في معجم الطبراني مع المتن
[3836] حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج ثنا عمير بن عبد العزيز بن مقلاص ثنا يوسف بن عدي ثنا حفص بن غياث عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن خالد بن الوليد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى ناس من خثعم فاعتصموا بالسجود فقتلهم فوداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصف الدية ثم قال أنا بريء من كل مسلم أقام مع المشركين لا تراءى ناراهما
--------------------------------------------------------------
حدثنا هناد بن السري حدثنا أبو معاوية عن إسمعيل عن قيس عن جرير بن عبد الله قال
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى خثعم فاعتصم ناس منهم بالسجود فأسرع فيهم القتل قال فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأمر لهم بنصف العقل وقال أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين قالوا يا رسول الله لم قال لا تراءى ناراهما
قال أبو داود رواه هشيم ومعمر وخالد الواسطي وجماعة لم يذكروا جريرا
(إلى خثعم)
: قبيلة
(فأمر لهم بنصف العقل)
: أي بنصف الدية. قال في فتح الودود: لأنهم أعانوا على أنفسهم بمقامهم بين الكفرة , فكانوا كمن هلك بفعل نفسه وفعل غيره فسقط حصة جنايته
(بين أظهر المشركين)
: أي بينهم ولفظ أظهر مقحم
(لا ترايا ناراهما)
: كذا كتب في بعض النسخ وفي بعضها لا تراءى. قال في النهاية: أي يلزم المسلم ويجب عليه أن يتباعد منزله عن منزل المشرك ولا ينزل بالموضع الذي إن أوقدت فيه ناره تلوح وتظهر للمشرك إذا أوقدها في منزله , ولكنه ينزل مع المسلمين , وهو حث على الهجرة. والترائي تفاعل من الرؤية , يقال تراءى القوم إذا رأى بعضهم بعضا , وتراءى الشيء , أي ظهر حتى رأيته. وإسناد الترائي إلى النار مجاز من قولهم داري تنظر من دار فلان أي تقابلها. يقول ناراهما تختلفان هذه تدعو إلى الله وهذه تدعو إلى الشيطان فكيف يتفقان. والأصل في تراءى تتراءى فحذف إحدى التائين تخفيفا. وقال الخطابي: في معناه ثلاثة وجوه: قيل معناه لا يستوي حكمهما , وقيل معناه أن الله فرق بين داري الإسلام والكفر فلا يجوز لمسلم أن يساكن الكفار في بلادهم حتى إذا أوقدوا نارا كان منهم بحيث يراها. وقيل معناه لا يتسم المسلم بسمة المشرك ولا يتشبه به في هديه وشكله. كذا في مرقاة الصعود.
قال المنذري: وأخرجه الترمذي والنسائي. وذكر أبو داود أن جماعة رووه مرسلا. وأخرجه الترمذي أيضا مرسلا وقال وهذا أصح , وذكر أن أكثر أصحاب إسماعيل يعني ابن أبي خالد لم يذكروا فيه جرير أو ذكر عن البخاري أنه قال الصحيح مرسل ولم يخرجه النسائي إلا مرسلا والله أعلم.
تعليقات الحافظ ابن قيم الجوزية
قال الحافظ شمس الدين ابن القيم رحمه الله:
قال بعض أهل العلم: إنما أمر لهم بنصف العقل بعد علمه بإسلامهم , لأنهم قد أعانوا على أنفسهم بمقامهم بين ظهراني الكفار , فكانوا كمن هلك بجناية نفسه وجناية غيره. وهذا حسن جدا.
والذي يظهر من معنى الحديث: أن النار هي شعار القوم عند النزول وعلامتهم , وهي تدعو إليهم , والطارق يأنس بها , فإذا ألم بها جاور أهلها وسالمهم. فنار المشركين تدعو إلى الشيطان وإلى نار الآخرة , فإنها إنما توقد في معصية الله , ونار المؤمنين تدعو إلى الله وإلى طاعته وإعزاز دينه , فكيف تتفق الناران , وهذا شأنهما؟ وهذا من أفصح الكلام وأجزله , المشتمل على المعنى الكثير الجليل بأوجز عبارة. وقد روى النسائي من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال " قلت يا رسول الله ما أتيتك حتى حلفت أكثر من عددهن لأصابع يديه - أن لا آتيك , ولا آتي دينك , وإني كنت امرأ لا أعقل شيئا إلا علمني الله ورسوله. وإني أسألك بوجه الله: بم بعثك ربنا إلينا؟ قال: بالإسلام. قلت: وما آيات الإسلام؟ قال: أن تقول: أسلمت وجهي إلى الله وتخليت , وتقيم الصلاة , وتؤتي الزكاة. كل المسلم على المسلم محرم , أخوان نصيران , لا يقبل الله من مشرك بعد ما يسلم عملا , أو يفارق المشركين إلى المسلمين ". وقد ذكر أبو داود من حديث سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله " وفي المراسيل لأبي داود عن مكحول عن النبي صلى الله عليه وسلم " لا تتركوا الذرية إزاء العدو ".
انظر الى عون المعبود كتاب الجهاد
¥(43/444)
ـ[اسنس]ــــــــ[18 - 05 - 05, 01:22 ص]ـ
إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا
قَالَ الْبُخَارِيّ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن يَزِيد الْمُقْرِئ حَدَّثَنَا حَيْوَة وَغَيْره قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن أَبُو الْأَسْوَد قَالَ: قُطِعَ عَلَى أَهْل الْمَدِينَة بَعْث فَاكْتَتَبْت فِيهِ فَلَقِيت عِكْرِمَة مَوْلَى اِبْن عَبَّاس فَأَخْبَرْته فَنَهَانِي عَنْ ذَلِكَ أَشَدّ النَّهْي قَالَ: أَخْبَرَنِي اِبْن عَبَّاس أَنَّ نَاسًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا مَعَ الْمُشْرِكِينَ يُكَثِّرُونَ سَوَادهمْ عَلَى عَهْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي السَّهْم يَرْمِي بِهِ فَيُصِيب أَحَدهمْ فَيَقْتُلهُ أَوْ يُضْرَب عُنُقه فَيُقْتَل فَأَنْزَلَ اللَّه " إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلَائِكَة ظَالِمِي أَنْفُسهمْ ". رَوَاهُ اللَّيْث عَنْ أَبِي الْأَسْوَد. وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مَنْصُور الرَّمَادِيّ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد يَعْنِي الزُّبَيْرِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن شَرِيك الْمَكِّيّ حَدَّثَنَا عَمْرو بْن دِينَار عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ قَوْم مِنْ أَهْل مَكَّة أَسْلَمُوا وَكَانُوا يَسْتَخْفُونَ بِالْإِسْلَامِ فَأَخْرَجَهُمْ الْمُشْرِكُونَ يَوْم بَدْر مَعَهُمْ فَأُصِيبَ بَعْضهمْ قَالَ الْمُسْلِمُونَ كَانَ أَصْحَابنَا مُسْلِمِينَ وَأُكْرِهُوا فَاسْتَغْفَرُوا لَهُمْ فَنَزَلَتْ " إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلَائِكَة ظَالِمِي أَنْفُسهمْ " الْآيَة قَالَ فَكُتِبَ إِلَى مَنْ بَقِيَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِهَذِهِ الْآيَة لَا عُذْر لَهُمْ قَالَ فَخَرَجُوا فَلَحِقَهُمْ الْمُشْرِكُونَ فَأَعْطَوْهُمْ التَّقِيَّة فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة " وَمِنْ النَّاس مَنْ يَقُول آمَنَّا بِاَللَّهِ " الْآيَة. قَالَ عِكْرِمَة: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة فِي شَبَاب مِنْ قُرَيْش كَانُوا تَكَلَّمُوا بِالْإِسْلَامِ بِمَكَّة مِنْهُمْ عَلِيّ بْن أُمَيَّة بْن خَلَف وَأَبُو قَيْس بْن الْوَلِيد بْن الْمُغِيرَة وَأَبُو مَنْصُور بْن الْحَجَّاج وَالْحَارِث بْن زَمْعَة قَالَ الضَّحَّاك نَزَلَتْ فِي نَاس مِنْ الْمُنَافِقِينَ تَخَلَّفُوا عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّة وَخَرَجُوا مَعَ الْمُشْرِكِينَ يَوْم بَدْر فَأُصِيبُوا فِيمَنْ أُصِيبَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة عَامَّة فِي كُلّ مَنْ أَقَامَ بَيْن ظَهْرَانَيْ الْمُشْرِكِينَ وَهُوَ قَادِر عَلَى الْهِجْرَة وَلَيْسَ مُتَمَكِّنًا مِنْ إِقَامَة الدِّين فَهُوَ ظَالِم لِنَفْسِهِ مُرْتَكِب حَرَامًا بِالْإِجْمَاعِ وَبِنَصِّ هَذِهِ الْآيَة حَيْثُ يَقُول تَعَالَى" إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلَائِكَة ظَالِمِي أَنْفُسهمْ " أَيْ بِتَرْكِ الْهِجْرَة " قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ " أَيْ لِمَ مَكَثْتُمْ هَاهُنَا وَتَرَكْتُمْ الْهِجْرَة قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْض أَيْ لَا نَقْدِر عَلَى الْخُرُوج مِنْ الْبَلَد وَلَا الذَّهَاب فِي الْأَرْض قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْض اللَّه وَاسِعَة الْآيَة: وَقَالَ أَبُو دَاوُد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن سُفْيَان حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن حَسَّان أَخْبَرَنَا سُلَيْمَان بْن مُوسَى أَبُو دَاوُد حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن سَعْد بْن سَمُرَة بْن يَزِيد حَدَّثَنِي حَبِيب بْن سُلَيْمَان عَنْ أَبِيهِ سُلَيْمَان بْن سَمُرَة عَنْ سَمُرَة بْن جُنْدُب أَمَّا بَعْد قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ جَامَعَ الْمُشْرِك وَسَكَنَ مَعَهُ فَإِنَّهُ مِثْله " وَقَالَ السُّدِّيّ: لَمَّا أُسِرَ الْعَبَّاس وَعَقِيل وَنَوْفَل قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ " اِفْدِ نَفْسك وَابْن أَخِيك " فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه أَلَمْ
¥(43/445)
نُصَلِّ إِلَى قِبْلَتك وَنَشْهَد شَهَادَتك قَالَ " يَا عَبَّاس إِنَّكُمْ خَاصَمْتُمْ فَخَصَمْتُمْ " ثُمَّ تَلَا عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَة أَلَمْ تَكُنْ أَرْض اللَّه وَاسِعَة " رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم.
ابن كثير 97 و98 النساء
ـ[اسنس]ــــــــ[18 - 05 - 05, 01:25 ص]ـ
إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا
وَقَوْله إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ إِلَى آخِر الْآيَة هَذَا عُذْر مِنْ اللَّه لِهَؤُلَاءِ فِي تَرْك الْهِجْرَة وَذَلِكَ أَنَّهُمْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى التَّخَلُّص مِنْ أَيْدِي الْمُشْرِكِينَ وَلَوْ قَدَرُوا مَا عَرَفُوا يَسْلُكُونَ الطَّرِيق وَلِهَذَا قَالَ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَة وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا قَالَ مُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَالسُّدِّيّ يَعْنِي طَرِيقًا.
فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا
وَقَوْله تَعَالَى " فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّه أَنْ يَعْفُو عَنْهُمْ " أَيْ يَتَجَاوَز عَنْهُمْ بِتَرْكِ الْهِجْرَة وَعَسَى مِنْ اللَّه مُوجِبَة " وَكَانَ اللَّه غَفُورًا رَحِيمًا قَالَ الْبُخَارِيّ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم حَدَّثَنَا شَيْبَان عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ: بَيْنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الْعِشَاء إِذْ قَالَ " سَمِعَ اللَّه لِمَنْ حَمِدَهُ " ثُمَّ قَالَ قَبْل أَنْ يَسْجُد " اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاش بْن أَبِي رَبِيعَة اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَة بْن هِشَام اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيد بْن الْوَلِيد اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهُمَّ اُشْدُدْ وَطْأَتك عَلَى مُضَر اللَّهُمَّ اِجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُف " وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَر الْمُقْرِي حَدَّثَنِي عَبْد الْوَارِث حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن زَيْد عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَ يَده بَعْدَمَا سَلَّمَ وَهُوَ مُسْتَقْبِل الْقِبْلَة فَقَالَ " اللَّهُمَّ خَلِّصْ الْوَلِيد بْن الْوَلِيد وَعَيَّاش بْن أَبِي رَبِيعَة وَسَلَمَة بْن هِشَام وَضَعَفَة الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَة وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا مِنْ أَيْدِي الْكُفَّار " وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا حَجَّاج حَدَّثَنَا حَمَّاد عَنْ عَلِيّ بْن زَيْد عَنْ عَبْد اللَّه أَوْ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو فِي دُبُر صَلَاة الظُّهْر " اللَّهُمَّ خَلِّصْ الْوَلِيد وَسَلَمَة بْن هِشَام وَعَيَّاش بْن أَبِي رَبِيعَة وَضَعَفَة الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَيْدِي الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَة وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ". وَلِهَذَا الْحَدِيث شَاهِد فِي الصَّحِيح مِنْ غَيْر هَذَا الْوَجْه كَمَا تَقَدَّمَ وَقَالَ عَبْد الرَّزَّاق أَنْبَأَنَا اِبْن عُيَيْنَة عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي يَزِيد قَالَ سَمِعْت اِبْن عَبَّاس يَقُول: كُنْت أَنَا وَأُمِّي مِنْ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ النِّسَاء وَالْوِلْدَان. وَقَالَ الْبُخَارِيّ: أَنْبَأَنَا النُّعْمَان حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن زَيْد عَنْ أَيُّوب بْن أَبِي مُلَيْكَة عَنْ اِبْن عَبَّاس " إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ " قَالَ: كُنْت أَنَا وَأُمِّي مِمَّنْ عَذَرَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 05 - 05, 05:37 ص]ـ
الحديث منقطع
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[18 - 05 - 05, 04:40 م]ـ
الشيخ محمد الأمين ... بارك الله فيك ...
هل تعنى أن السند التالى منقطع؟ و لم؟
أسأل فقط للإستفسار فقد حدث معى موقف مثله من قبل ... و لكن أود أن أرى إجابتك أولا ....
وهذا سند الحديث في معجم الطبراني مع المتن
[3836] حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج ثنا عمير بن عبد العزيز بن مقلاص ثنا يوسف بن عدي ثنا حفص بن غياث عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن خالد بن الوليد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى ناس من خثعم فاعتصموا بالسجود فقتلهم فوداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصف الدية ثم قال أنا بريء من كل مسلم أقام مع المشركين لا تراءى ناراهما
و جزاكم الله خيرا
ـ[عادل محمد]ــــــــ[18 - 05 - 05, 07:15 م]ـ
بارك الله فيكم إخوتي في الله
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 05 - 05, 07:48 ص]ـ
الحديث منقطع بمعنى أن ذكر خالد بن الوليد رضي الله عنه فيه خطأ. وقد خرجت الحديث بالتفصيل في موضوع سابق لي في الرد على الشيخ حاتم العويني لكني فقدته.
¥(43/446)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 05 - 05, 12:03 م]ـ
وجدت الموضوع هنا: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22206
ـ[عادل محمد]ــــــــ[21 - 05 - 05, 07:36 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمدالأمين وجعلك الله من حماة العقيدة
محبك في الله اخوك الصغير عادل محمد
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 05 - 05, 01:56 ص]ـ
وإياك أخي الفاضل عادل
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[23 - 05 - 05, 02:16 ص]ـ
أخى الفاضل محمد الأمين ... بارك الله فيك ...
معذرة أخى لم أجد التخريج بالتفصيل .. فمازال اللبس عندى قائم ...
لماذا كان ذكر خالد بن الوليد -رضى الله عنه- فيه خطأ؟؟ هل كان ذلك بسبب المتن؟؟ أم السند؟؟
أسأل هذا لأن سماع قيس من خالد بن الوليد ثابت فى صحيح البخاري ...
لذلك لم أفهم العلة بعد ...
و جزاك الله خيرا و أعتذر عن تكرار السؤال .. لكنى أطمع فى المزيد.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 05 - 05, 04:24 ص]ـ
انظر أخي الفاضل تلخيص الحبير (4|119)
رواه جمع من الحفاظ عن إسماعيل عن قيس مرسلاً.
ـ[طارق بن محمد]ــــــــ[19 - 01 - 06, 06:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا تخريج سريع مختصر لحديث: (أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين) مع ذكر كلام الإمام البخاري وغيره حوله.
وهذا تخريج للحديث:
حديث: بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ سرية إلى خثعم فاعتصم ناس منهم بالسجود فأسرع فيهم القتل قال: فبلغ ذلك النبي ? فأمر لهم بنصف العقل وقال: (أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين). قالوا: يا رسول الله لِمَ؟ قال: (لا تراءى ناراهما)
روى هذا الحديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم، واختلف على إسماعيل في السند على أوجه:
* الوجه الأول: إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ رهطاً إلى خثعم - وذكر الحديث (ولم يذكر فيه [عن جرير]).
وممن رواه عن إسماعيل بهذا الوجه مرسلاً (من غير ذكر جرير):
1/ مروان بن معاوية (مسند الشافعي ومن طريقه البيهقي في السنن)
2/ عبدة بن سليمان (جامع الترمذي)
3/ أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر: (سنن النسائي)
4/ معتمر بن سليمان: (سنن سعيد بن منصور)
5/ معتمر بن سليمان: (سنن سعيد بن منصور)
6/ عبد الرحيم بن سليمان: (مصنف ابن أبي شيبة)
7/ هشيم: (ذكر ذلك أبو داود، وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" كما في "إرواء الغليل")
8/ خالد الواسطي: (ذكر ذلك أبو داود)
9/ معمر بن راشد: (ذكر ذلك أبو داود) [قلت: لعله (معتمر) والله أعلم]
قال الترمذي: وأكثر أصحاب إسماعيل قالوا: عن قيس بن أبي حازم أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بعث سرية ... ولم يذكروا فيه عن جرير انتهى
يتبع ....
ـ[طارق بن محمد]ــــــــ[19 - 01 - 06, 06:16 م]ـ
* الوجه الثاني: إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال: بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ سرية إلى خثعم فاعتصم ناس ... وذكر الحديث
وممن رواه عن إسماعيل هكذا موصولاً (أي مع ذكر جرير في آخر السند):
1/ أبو معاوية محمد بن خازم الضرير: (سنن أبي داود وجامع الترمذي وابن الأعرابي في "معجمه" والطبراني في "الكبير" والبيهقي في "السنن")
2/ الحجاج بن أرطاة: (ذكره الترمذي معلقاً)
3/ صالح بن عمر: (الطبراني في "الكبير") ولكن السند لا يصح إليه
* الوجه الثالث: إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن خالد بن الوليد أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بعث خالد بن الوليد إلى ناس من خثعم فاعتصموا ... وذكر الحديث
وممن رواه عن إسماعيل هكذا موصولاً بذكر خالد بن الوليد:
1/ حفص بن غياث: (الطبراني في "الكبير") قلت: ووجدته في سنن البيهقي من طريق حفص ولكن ذكر (جريراً) بدلاً من (خالد بن الوليد) وأظنه خطأ في الطباعة والله أعلم.
وخلاصة الطرق أن جمهور الرواة عن إسماعيل بن أبي خالد رووا الحديث مرسلاً (أي عن قيس من غير ذكر للصحابي) وخالفهم حفص بن غياث فجعل الصحابي (خالد بن الوليد) وكذا خالفهم أبو معاوية والحجاج بن أرطاة فجعلا الصحابي (جرير بن عبد الله).
يتبع ...
ـ[طارق بن محمد]ــــــــ[19 - 01 - 06, 06:17 م]ـ
¥(43/447)
والترجيح هو ما ذكره الترمذي عن البخاري، قال الترمذي: وسمعت محمداً [يعني: البخاري] يقول: الصحيح حديث قيس عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مرسل انتهى
وقال الشوكاني في (نيل الأوطار) بعد أن ذكر الحديث: وَرِجَالُ إسْنَادِهِ ثِقَاتٌ، وَلَكِنْ صَحَّحَ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيّ إرْسَالَهُ إلَى قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ اهـ
أقول: وهذا توجيه كون الحديث المرسل أصح والله أعلم:
1/ أما رواية حفص بن غياث التي جعل فيها الصحابي (خالد بن الوليد) فهي وهم من حفص والله أعلم، وحفص قال فيه يعقوب بن شيبة: ثبت إذا حدّث من كتابه ويُتقى بعض حفظه انتهى قلت: فكأنه روى هذا الحديث من حفظه فأخطأ فيه بذكر خالد بن الوليد والله أعلم.
2/ وأما رواية أبي معاوية الضرير التي جعل فيها الصحابي: (جرير بن عبد الله) فهي وهم من أبي معاوية والله أعلم، وأبو معاوية قال فيه الإمام أحمد بن حنبل: أبو معاوية الضرير في غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها حفظاً جيداً انتهى قلت: وهذا الحديث ليس من حديث الأعمش.
3/ وأما رواية حجاج بن أرطاة التي جعل فيها الصحابي: (جرير بن عبد الله) فهي غير محفوظة: فحجاج مدلس وقد قال: (عن إسماعيل)، وقال الترمذي في (العلل الكبير): سألت محمداً [يعني: البخاري] عن هذا الحديث فقال: الصحيح عن قيس بن أبي حازم مرسل، قلت له: فإن حماد بن سلمة روى هذا الحديث عن الحجاج بن أرطاة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير، فلم يعده محفوظاً انتهى
4/ وأما رواية صالح بن عمر التي جعل فيها الصحابي: (جرير بن عبد الله) فهي ضعيفة، قال الألباني في "الإرواء": لكن الراوي عنه إبراهيم بن محمد بن ميمون شيعي ليس بثقة انتهى
بذلك لم يبق إلا الرواية المرسلة التي رواها الجمهور عن إسماعيل بن أبي خالد.
أما كون الحديث المرسل يُعمل به أو لا، فهذا فيه خلاف قديم عند العلماء ولكن استقر العمل على تضعيف الحديث المرسل. قلت: لكن التابعي قيس بن أبي حازم من المخضرمين، قال فيه المزي: أدرك الجاهلية و هاجر إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ليبايعه، فقبض وهو في الطريق انتهى
هذا ما عندي بالنسبة لهذا الحديث من الجهة الحديثية
يتبع ...
ـ[طارق بن محمد]ــــــــ[19 - 01 - 06, 06:19 م]ـ
أما أصل المسألة من الجهة الفقهية، فمسألة الهجرة من ديار الكفر إلى بلاد المسلمين مسألة معروفة في كتب الفقه وهذا مختصر للكلام فيها اختصرته من كتاب "المغني" لابن قدامة المقدسي:
قال ابن قدامة رحمه الله: فَالنَّاسُ فِي الْهِجْرَةِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَضْرُبٍ:
1/ أَحَدُهَا: مَنْ تَجِبُ عَلَيْهِ وَهُوَ مَنْ يَقْدِرُ عَلَيْهَا وَلَا يُمْكِنُهُ إظْهَارُ دِينِهِ وَلَا تُمْكِنُهُ إقَامَةُ وَاجِبَاتِ دِينِهِ مَعَ الْمُقَامِ بَيْنَ الْكُفَّارِ، فَهَذَا تَجِبُ عَلَيْهِ الْهِجْرَةُ لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: (إنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا). وَهَذَا وَعِيدٌ شَدِيدٌ يَدُلُّ عَلَى الْوُجُوبِ ...
2/ الثَّانِي: مَنْ لَا هِجْرَةَ عَلَيْهِ، وَهُوَ مَنْ يَعْجِزُ عَنْهَا إمَّا لِمَرَضٍ أَوْ إكْرَاهٍ عَلَى الْإِقَامَةِ أَوْ ضَعْفٍ مِنْ النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ وَشِبْهِهِمْ، فَهَذَا لَا هِجْرَةَ عَلَيْهِ لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: (إلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا فَأُولَئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللهُ عَفُوًّا غَفُورًا). وَلَا تُوصَفُ بِاسْتِحْبَابٍ؛ لِأَنَّهَا غَيْرُ مَقْدُورٍ عَلَيْهَا
3/ وَالثَّالِثُ: مَنْ تُسْتَحَبُّ لَهُ وَلَا تَجِبُ عَلَيْهِ، وَهُوَ مَنْ يَقْدِرُ عَلَيْهَا لَكِنَّهُ يَتَمَكَّنُ مِنْ إظْهَارِ دِينِهِ وَإِقَامَتِهِ فِي دَارِ الْكُفْرِ، فَتُسْتَحَبُّ لَهُ لِيَتَمَكَّنَ مِنْ جِهَادِهِمْ وَتَكْثِيرِ الْمُسْلِمِينَ وَمَعُونَتِهِمْ وَيَتَخَلَّصَ مِنْ تَكْثِيرِ الْكُفَّارِ وَمُخَالَطَتِهِمْ وَرُؤْيَةِ الْمُنْكَرِ بَيْنَهُمْ، وَلَا تَجِبُ عَلَيْهِ لِإِمْكَانِ إقَامَةِ وَاجِبِ دِينِهِ بِدُونِ الْهِجْرَةِ انتهى النقل باختصار من المغني وبه ينتهي ما اردت كتبته في الموضوع.
وصلى الله وسلم وبارك على نبيه محمد وعلى آله وصحبه(43/448)
هل هذا الحديث ضعيف في صحيح مسلم
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[18 - 05 - 05, 04:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
لاحظت أن احد الأخوة قد كتب مقال ضعف فيه حديث ورد في صحيح الامام مسلم رحمه الله تعالى والحديث هو حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير واللفظ لأبي بكر قالا حدثنا محمد بن بشر عن زكرياء عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت قالت عائشة
خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا
الذي ضعف الحديث ذهب الى مصعب بن أبي شيبه وجمع أقوال العلماء فيه وقال ان هذه الرواية ضعيفه , ولقد سالت الشيخ أبو اسحاق الحويني حفظه الله عن الحديث فقال نعم صحيح قلت ياشيخ هل تتبعت الحديث قال لا
هل حديث الامام مسلم ضعيف؟؟؟
ـ[عبد]ــــــــ[18 - 05 - 05, 05:46 ص]ـ
هذا الحديث صححه الألباني (6127) في المشكاة، كتاب المناقب.
وأما الجرح فيسير لطبيعة الجرح فهو ليس مما يُرد حديثه من أجله ولأن هذا الجرح يضعف في مقابل التعديل، فقد وثقه ابن معين قال اسحاق بن منصور عن يحي بن معين: ثقة. وقال العجلي: ثقة.
ومنهج الإمام مسلم معلوم في انتقاء الأحاديث من الرواة وإن كان فيهم بعض الكلام.
ـ[فايز العريني]ــــــــ[18 - 05 - 05, 09:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البخاري ومسلم تلقتهم الامه با القبول والواجب الدفاع عن هذين الكتابين ولكن للاسف في الاونه الاخيره
جاء اناس يتطاولون على الصحيحين بحجة ان الشيخان ليسو معصومين وقد تكلم في بعض رواتهما ولكن
وللاسف ان هؤلاء يجهلون كثير ما في الصحيحين ولا يعرفون منهج الشيخان في صحيحهما ولا الطبقات اللتي ينزل لها الشيخان وحديث الاصول والمتابعات وان مضان الصحيحين في الاحاديث المرفوعه المسنده.
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[18 - 05 - 05, 09:09 ص]ـ
بارك الله فيكما والذي يضعف الحديث يحتج بقول الامام أحمد رحمه الله تعالى ولهذا وجب على اهل العلم الرد على هذه المسألة نرجو من طلبة العلم الرد والمشاركة في هذا الموضوع
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 05 - 05, 11:46 ص]ـ
الحمد لله ناصر الحق ورافعِى لوائِه. والصَّلاة والسَّلام الأتمَّان الأكملان على أتقى خلقه وأوليائِه. وبعد ..
وهل استهان المتهوكون بالـ ((الصحيحين))، وتجرأوا على الطعن فيهما إلا بمثل هذا الغلط، والتجنى على إمام المحدِّثين وتاج العارفين أبِي عَبْدِ اللهِ الْبُخَارِيِّ، وصاحبه إمام نيسابور أبِي الْحُسَيْنِ مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ ـ عليهما سحائب الرحمة وشآبيب الغفران ـ!!.
وما مثل إمامِي المحدِّثين وكتابيهما ((الصحيحين)) إلا كما قال القائل ـ ولله درُّه ـ:
حَسَدُوا الْفَتَى إِذْ لَمْ يَنَالُوا سَعْيَهُ ... فالكُلُّ أَعْدَاءٌ لَهُ وَخُصُومُ
كَضَرَائِرِ الْحَسْنَاءِ قُلْنَ لِوَجْهِهَا ... حَسَدَاً وَبَغْيَاً إِنَّهُ لَدَمِيمُ
وَتَرَى اللبِيبَ مُشَتَّمَاً لْمْ يَجْتَرِمْ ... عِرْضَ الرِّجَالِ وَعِرْضُهُ مَشْتُومُولله در القائل:
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ لَوْ أَنْصَفُوهُ ... لَمَا خُطَّ إِلا بِمَاءِ الذَّهَبْ
هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ الْهُدَى وَالْعَمَى ... هُوَ السَّدُ بَيْنَ الْفَتَى وَالْعَطَبْ
أَسَانَيدٌ مِثْلُ نُجُومِ السَّمَاءِ ... أَمَامَ مُتُونٍ كَمِثْلِ الشُّهُبْ
بِهِ قَامَ مِيزَانُ دِينِ الرسول ... وَدَانَ بِهِ الْعُجْمُ بَعْدَ الْعَرَبْقال الحافظ الجهبذ العسقلانِيُّ ((مقدمة الفتح)) (1/ 384): ((ينبغي لكل منصفٍ أن يعلم أن تخريج صاحب ((الصحيح)) لأي راو كان مقتض لعدالته عنده، وصحة ضبطه، وعدم غفلته، ولا سيما ما انضاف إلى ذلك من إطباق جمهور الأئمة على تسمية الكتابين بـ ((الصحيحين)). وهذا معنى لم يحصل لغير من خرجا عنه في ((الصحيحين))، فهو بمثابة إطباق الجمهور على تعديل من ذكر فيهما. هذا إذا خرج له في الأصول، فإما إن خرج له في المتابعات والشواهد والتعاليق، فهذا يتفاوت درجات من أخرج له منهم في الضبط وغيره، مع حصول اسم الصدق لهم، وحينئذ إذا وجدنا لغيره في أحد منهم طعنا، فذلك الطعن مقابل لتعديل هذا الإمام فلا يقبل إلا مبين السبب مفسرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا، أو في ضبطه لخبر بعينه لأن الأسباب الحاملة للأئمة على الجرح متفاوتة، منها ما يقدح ومنها ما لا يقدح، وقد كان الشيخ أبو الحسن المقدسي يقول في الرجل الذي يخرج له في ((الصحيح)): هذا جاز القنطرة، يعني بذلك أنه لا يلتفت إلى ما قيل فيه. قال الشيخ أبو الفتح القشيري ـ يعنى ابن دقيق العيد ـ في ((مختصره)): وهكذا نعتقد وبه نقول، ولا نخرج عنه إلا بحجة ظاهرة، وبيان شاف، يزيد في غلبة الظن على المعنى الذي قدمناه من اتفاق الناس بعد الشيخين على تسمية كتابيهما بـ ((الصحيحين))، ومن لوازم ذلك تعديل رواتهما)) اهـ.
وفى كلام الحافظ هذا الموفى لشيخى المحدثين حقَّهما من التقدير والإكبار، أبلغ رد على من غلط فى حق رواة ((الصحيحين))، لا سيما قوله ((إن إطباق جمهور الأئمة على تسمية الكتابين بـ ((الصحيحين))، هو بمثابة إطباق الجمهور على تعديل من ذكر فيهما)).
راجع مقال ((حسان عبد المنان وصنيعه بكتاب ((رياض الصالحين)) على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17912
¥(43/449)
ـ[الساري]ــــــــ[18 - 05 - 05, 03:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
ذكر الشيخ خليل في شرحه لحديث ((عشر من الفطرة)) الذي أخرجه مسلم أن فيه علتين، و وذكر منهما: أن فيه مصعب بن شيبة ثم رد على هذه العلة من وجهين: 1 - أن مصعب وثقه يحيى بن معين وهو معروف في شدة نقده للرجال 2 - أن الإمام مسلم لا يخرج من روايات الضعفاء إلا الصحيحة.
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[19 - 05 - 05, 07:43 م]ـ
السلا عليكم
الشيخ فايز حفظه اله تعالي
تلقي الأمة للصحيحين بالقبول هو إجمالاً لا تفصيلاً
وكم من حديث منتقد في الصحيحين من الجهايذة النقاد
وكم من حديث صح وثبت فيه النقد
ثم إن مسلماً رحمه الله تعالي نص علي أنه وضع أحاديث في جامعه لبيان علتها
فهذا وحده يؤكد أنه ليس كل حديث في صحيح مسلم رحمه الله تعالي يكون صحيحا
وكذا ليس كل ما صح عنده صحيح عند غيره
فلنكن مع الدليل ندور حيث دار
والسلام عليكم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 05 - 05, 05:07 ص]ـ
وروى مسلم في صحيحه (4|1883): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير –واللفظ لأبي بكر– قالا: حدثنا محمد بن بشر عن زكريا عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت: قالت عائشة: «خرج النبي r غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود. فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله. ثم قال: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}».
وهذا الحديث من طريق مصعب بن شيبة وهو ضعيفٌ مُنكَرُ الحديث. قال عنه أحمد بن حنبل: «روى أحاديث مناكير»، قلت: وهذا منها كما سنرى. و قال أبو حاتم: «لا يحمدونه، و ليس بقوي». قال فيه النسائي: «مُنكَر الحديث». و قال في موضع آخر: «في حديثه شيء». وقال أبو نعيم الأصبهاني عنه في مستخرجه (1|318): «ليِّن الحديث». و قال الدارقطني: «ليس بالقوي، و لا بالحافظ». وقال عنه: «ضعيف». وقال أبو زرعة: «ليس بقوي» وضعّف حديثاً له في العلل (1|49). وقال أبو داود: «ضعيف». و قال ابن عدي: «تكلموا في حفظه». ووثقه العجلي وابن حبان (وهما غاية في التساهل). و قال محمد بن سعد: «كان قليل الحديث»، فهو صاحب مناكير كثيرة على قلة حديثه. وقال ابن حجر: «ليّن الحديث». وقال الذهبي: «فيه ضعف». وقد ذكره العقيلي في الضعفاء (4|197). بل واعتبر هذا الحديث من منكرات مصعب بن شيبة، وقال: «لا يُعرَفُ إلا به». ونقل (ص196) إنكار هذا الحديث عن الإمام أحمد بن حنبل.
ـ[عبد]ــــــــ[20 - 05 - 05, 10:16 م]ـ
حبذا أخي محمد لو أضفت توثيق ابن معين! فإن توثيق ابن معين له وزنه وهو يرجح بتجريح غالب من ذكرتهم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 05 - 05, 05:47 ص]ـ
الظاهر أن المقصود من توثيق ابن معين العدالة فحسب، لكن حفظ مصعب ضعيف وهذا الحديث من منكراته.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 05 - 05, 09:32 ص]ـ
تلقي الأمة للصحيحين بالقبول هو إجمالاً لا تفصيلاً
وكم من حديث منتقد في الصحيحين من الجهايذة النقاد
وكم من حديث صح وثبت فيه النقد
فلنكن مع الدليل ندور حيث دار
لقد سبق مرارأ التنبيه: أنَّ تخريج الشيخين فِي ((الصحيحين)) لجماعةٍ ممن ضُعِّفُوا لغلطِهم، أو سوءِ حفظِهم، أو روايتِهم المناكيرِ، كان انتقاءاً للصحيحَ من حديثِهم، مع مجانبة ما ثبت وتأكَّد لديهما من ضعاف أحاديثهم ومناكيرها.
ولهذا، فقد خرَّجا فِي ((الصحيحين)) أمثال: أُسَامَةَ بْنِ حَفْصٍ الْمَدَنِىِّ، وأَسْبَاطِ أبِى الْيَسَعِ، وأَسِيدِ بْنِ زَيْدٍ الْهَاشِمِى، والْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ الْبَصْرِىِّ، ومَرَوَانِ بْنِ شُجَاعٍ، ومُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ فِي نفرٍ غير كثير من الضَّعفاء والمجروحين، ممن وافقوا الأثبات فى رواية الصِّحاح، فقُبلت مِنْهُم.
ومن أبين الأمثلة على ذلك الصنيع: تخريج إمام المحدثين بعض حديث عَبْدِ اللهِ بْنُ صَالِحٍ أبِي صَالِحٍ الْمِصْرِىِّ، كَاتِبِ الليْثِ بْنِ سَعْدٍ، والذِى تكلَّم فيه أكثر أهل الجرح والتَّعديل بما يوجب تضعيفه، بقيودٍ مذكورة فيما يأتِي نقله عنهم.
¥(43/450)
فقد قال عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ سألت أبِي عنه فقال: كان في أول أمره متماسكاً، ثم فسد بآخره. وقال أبو حَاتِمٍ الرازىُّ: الأحاديث التي أخرجها أبُو صَالِحٍ في آخر عمره فأنكروها عليه، أرى أن هذا مما افتعل خَالِدُ بْنُ نَجِيحٍ، وكان أبُو صَالِحٍ يصحبه، وكان أبُو صَالِحٍ سليمَ الناحية، وكان خَالِدٌ يضع الحديث في كتب الناس، ولم يكن أبُو صَالِحٍ يروي الكذب، بل كان رجلاً صَالِحَاً.
وقال عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينيِّ: ضربت على حديثه. وقال صالح جزرة: كان ابن معين يوثقه، وعندي أنه يكذب فِي الحديث. وقال النَّسَائِىُّ: ليس بثقة. وقال ابن عدِيٍّ: كان مستقيم الحديث، إلا أنه يقع في أسانيده ومتونه غلط، ولا يتعمد الكذب. وقال ابن حبَّان ((المجروحين)) (2/ 40): ((منكر الحديث جداً يروي عن الأثبات مالا يشبه أحاديث الثقات، وعنده المناكير الكثيرة عن أقوام مشاهير أئمة، وكان في نفسه صدوقاً، يكتب لِليْثِ بْنِ سَعْدٍ الحساب، وكان كاتبه على الغلات، وإنما وقع المناكير في حديثة من قِبَلِ جارٍ له رجلِ سوءٍ. سمعت ابن خزيمة يقول: كان له جارٌ بينه وبينه عداوة، فكان يضع الحديث على شيخ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَالِحٍ، ويكتب في قرطاسٍ بخطٍ يشبه خط عَبْدِ اللهِ بْنِ صَالِحٍ، ويطرح في داره في وسط كتبه، فيجده عَبْدُ اللهِ، فيحدِّث به، فيتوهم أنه خطَّه وسماعه، فمن ناحيته وقع المناكيرُ في أخبارِه)).
قلت: فقد بان للناقد الْحَذِقِ أنَّ أبَا صَالِحٍ صدوق فِي نفسه، عالم بأحاديث اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، إذ كان كاتبه على الغلات، وأنه لا يتعمد الكذب ولا الخطأ، وإنما ابتلِي برجل سوءٍ أدخل فِى كتبه ما ليس من حديثه. فمثله لا يعجز جهابذة النُّقَّاد كيحيى بن معين، والبخارِيِّ عن سبر رواياته، وانتقاء الصحيح منها.
ولذا روى له إمام المحدِّثين فِِى ((صَحِيحِهِ)) من روايته عن اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ ومُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِح انتقاءً لصحيح حديثه عنهما، مجانباً تلك المناكير التى وقعت له فى روايته عن غيرهما من المشاهير، كما اعتمد فِي مَوَاضِعَ كَثِيرةٍ مِنْ ((صَحِيحِهِ)) على نسخته فِي التفسير، والتِي يرويها ((عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَةَ عَنْ اِبْن عَبَّاسٍ)). والتِي قال عنها الإمامُ أَحْمَدُ: بِمِصْرَ صَحِيفَةٌ فِي التَّفْسِيرِ، رَوَاهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، لَوْ رَحَلَ رَجُلٌ فِيهَا إِلَى مِصْرَ قَاصِداً مَا كَانَ كَثِيراً.
ولذا قال الحافظ الجهبذ ((هدي السَّارِي)) (1/ 414): ((ظاهر كلام الأئمَّة فِي أبِى صَالِحٍ أن حديثَه في الأوَّل كان مستقيماً، ثم طرأ عليه فيه تخليطٌ، فمقتضى ذلك: أن ما يجئ من روايته عن أهل الحذق كيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، والْبخَارِيُّ، وأَبِى زُرْعَةَ، وَأَبِى حَاتِمٍ فهو من صحيح حديثه، وما يجئ من رواية الشيوخ عنه فيتوقف فيه)) اهـ.
وهذا التعليل الفائق الصحَّة مستغنٍ بوضوحه عن بيان دلالته عند من له إلمام، ولو يسير بمعارف أهل الجرح والتعديل، ومن خالف وجه دلالته فليس له معرفة بأصول هذا العلم الدَّقيق من علوم الشريعة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 05 - 05, 11:51 ص]ـ
وأما هذا الحديث فهو من منكرات مصعب كما نص أهل العلم
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 05 - 05, 05:06 م]ـ
الشيخ الموفَّق / محمد الأمين حفظه الله وأيَّده بالتوفيق.
المذكور آنفاً، كالتَّوطئة والتَّمهيد لما أردناه من بسط حال مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ الْعَبْدَرِيِّ الْحَجَبِيِّ، والاعتذار عن إمام محدِّثِي نيسابور: أبِي الْحُسَيْنِ مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ فِى تخريجه لجملة من أحاديثِهِ فِي ((الصَّحِيحِ)).
فَسَبِيلُ إمامِ نيسابور فِى تَفَرُّدِهِ بالتَّخريج لِمُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ الْحَجَبِِيِّ، كنحو سَبِيلِ إمام الْمُحَدِّثِينَ فِي تَفَرُّدِهِ بالتَّخريج لأبِي صَالِحٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَالِحٍ الْمِصْرِِيِّ، كلاهما ينتقِي من أحاديثهما الصَّحيحَ، ويجانب المناكير والغرائب والضِّعاف، ولكلٍّ منهما أحاديث صالحة لا مَطْعَنَ عليها، إلا من جهة إطلاق الضَّعف عليهما.
¥(43/451)
ولتوضيح هذا المعنِي، سأقتصر على ذكر مثالٍ واحدٍ، مما جانب فيه إمامُ نيسابور: أبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمٌ مناكير ابْنِ شَيْبَةَ الْحَجَبِيِّ، وضعيفَ حديثِهِ، وهو:
ما أخرجه أبو داود (348) قال: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أبِي زَائِدَةَ ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ شَيْبَةَ عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ الْعَنَزِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْتَسِلُ مِنْ أَرْبَعٍ مِنْ: الْجَنَابَةِ، وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَمِنْ الْحِجَامَةِ، وَمِنْ غُسْلِ الْمَيِّتِ.
وأخرجه كذلك أَحْمَدُ (6/ 152)، وابن خزيْمَةَ (256)، والعقيلِيُّ ((الضعفاء)) (4/ 197)، وابن المنذر ((الأوسط)) (1/ 181) جميعاً من طريق زَكَرِيَّا بْنِ أبِي زَائِدَةَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ به.
وقال أبو جَعْفَرٍ: ((حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ قال: ذكرت لأبِي عَبْدِ اللهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ حديث الوضوء من الْحِجَامَةِ؟، فقال: ذَاكَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، ومُصْعَبُ بْنُ شَيْبَةَ روى أحاديث مناكير)).
وقال أبو بكر بن المنذر: ((فإذا لم يثبت حديث مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ بطل الاحتجاج به. وقد بلغني عن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ وعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ أنهما ضعَّفا الحديثين: حديث مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، وحديث أبى هريرة في الغسل من غسل الميت)).
قلت: فهذا الحديث من أنكر ما روى مُصْعَبُ بْنُ شَيْبَةَ الْحَجَبِِيُّ فِي جملة من مناكيره. وليس هذا بمقتضٍ طرح أحاديثه كلِّها، من غير نظرٍ واعتبارٍ فيما يصلُحُ منها للاحتجاج، وعلي هذا صنيع إمام نيسابور أبِي الْحُسَيْنِ فِي ((صحيحه)).
وليُعلم، أن تضعيف حديث الْمِرْطِ الْمُرَحَّلِ، أخذاً بقول الْمُضَعِّفِينَ لِمُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ بإطلاقٍ، مُقْتَضٍ بالضَّرورة تضعيفَ سائر أحاديثه فِي ((صحيح مسلم))، ولم يقلْ بهذا أحدٌ من أهل العلم فيما علمت!!، فليتنبه لهذا، فإنه من مهمات النَّظر فِي حال الرِّواة جميعاً، وليس مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ وحده.
وأما بيان جملة أحاديثه فِي ((صحيح مسلم))، فيأتيك بتوفيق الله، متبوعاً بالاعتذار عن أبِي الْحُسَيْنِ مُسْلِمٍ فِي تخريجه لها فى ((صحيحه)).
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 05 - 05, 12:46 ص]ـ
لكن اعتبر أحمد بن حنبل والعقيلي هذا الحديث من منكرات مصعب بن شيبة. وأحمد أعلم بعلل الحديث من مسلم.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[22 - 05 - 05, 02:18 ص]ـ
(1) وحديث الاسْتِخَارَةِ الصحيح، الذي أخرجه إمام المحدِّثين فِي ((صحيحه)):
قال فِي ((كتاب الجمعة)) (1096): حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ، يَقُولُ: ((إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي - قَالَ: وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ -)).
¥(43/452)
قُلْتُ: اعتبره الإمامُ أَحْمَدُ من مناكير عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْمَوَالِ، وخرَّجه إمامُ المحدِّثين فِي ((صحيحه))!!.
(2) وحديث الْنَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَهِبَتِهِ، الذي اتفق الشيخان على تخريجه. واقتصر على إيراده هاهنا من ((صحيح مسلم)) هكذا:
قال الإمامُ مُسْلِمٌ ((كتاب العتق)) (2770): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ.
قَالَ مُسْلِمٌ: ((النَّاسُ كُلُّهُمْ عِيَالٌ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ)).
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالا حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ح وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ح وحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ ح وحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا شُعْبَةُ ح وحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ ح وحَدَّثَنَا ابْنُ رَافِعٍ ثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ كُلُّ هَؤُلَاءِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ غَيْرَ أَنَّ الثَّقَفِيَّ لَيْسَ فِي حَدِيثِهِ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ إِلا الْبَيْعُ، وَلَمْ يَذْكُرْ الْهِبَةَ.
قُلْتُ: اعتبره الإمامُ أَحْمَدُ من مناكير عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، وخرَّجاه فِي ((الصحيحين))!!.
و (3) و (4) و (5)، بل وعشرات الأمثلة اعتبرها الإمامُ أَحْمَدُ من مناكير الثِّقات الأثبات الحفاظ، لتفردهم بها، وخرجها أصحاب الصحاح!!.
أليس من الواجب المحتم أن نتفهم ما مراد الإمامِ أَحْمَدَ من قوله عن جماعة من الثقات ((يروى المناكير))!!.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[22 - 05 - 05, 07:17 م]ـ
وحتَّى يأتينا الجوابُ عن الإشكال السَّابق ذكرُهُ، فهذا بيان جملة أحاديث مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ الْعَبْدَرِيِّ فِي ((صحيح مسلم)):
أَقُولُ: لِمُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ فِي ((الصحيح)) ثلاثة أحاديث لا رابع لها، وكلُّها عَنْ عَائِشَةَ أمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا:
[الأوَّلُ] قال فِي ((الطَّهارة)) (384): حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالُوا حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَشْرٌ مِنْ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ))، قَالَ زَكَرِيَّاءُ قَالَ مُصْعَبٌ: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ.
وحَدَّثَنَاه أَبُو كُرَيْبٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ فِي هَذَا الإِسْنَادِ مِثْلَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ قَالَ أَبُوهُ وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ.
[الثَّانِي] قال فِي ((الحيض)) (472): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ وَسَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ وَأَبُو كُرَيْبٍ وَاللَّفْظُ لأَبِي كُرَيْبٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ مُسَافِعِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ تَغْتَسِلُ الْمَرْأَةُ إِذَا احْتَلَمَتْ، وَأَبْصَرَتْ الْمَاءَ؟، فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَتْ لَهَا
¥(43/453)
عَائِشَةُ: تَرِبَتْ يَدَاكِ وَأُلَّتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((دَعِيهَا، وَهَلْ يَكُونُ الشَّبَهُ إِلا مِنْ قِبَلِ ذَلِكِ، إِذَا عَلا مَاؤُهَا مَاءَ الرَّجُلِ أَشْبَهَ الْوَلَدُ أَخْوَالَهُ، وَإِذَا عَلا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَهَا أَشْبَهَ أَعْمَامَهُ)).
[الثَّالِثُ] قال فِي ((فضائل الصحابة)): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَاللَّفْظُ لأَبِي بَكْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ زَكَرِيَّاءَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ قَالَتْ عَائِشَةُ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةً، وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ، فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ، ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ، فَأَدْخَلَهَا، ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)).
قلت: فهذا جماع ماله من الحديث فِي ((الصحيح))، ولم يقع الاعتراض على مُسْلِمٍ إلا على ثالثها، بما سبق بيانه من كلام الإمامين: أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ، وأبِي جعفرٍ الْعُقَيْلِِيِّ.
وأما الاعتذار عن أبِي الْحُسَيْنِ مُسْلِمٍ فِي تخريجه لهذا الحديث، فمن وجهين:
[أولهما] أنه حديث صحيح ليس بِمُنْكَرٍ عنده، فقد اشترط ألا يخرِّج فِي ((صحيحه)) حديثاً منكراً.
وذلك قوله فِي ((مقدمة الصحيح)) (1/ 58:56.نووي): ((وَكَذَلِكَ مَنْ الْغَالِبُ عَلَى حَدِيثِهِ الْمُنْكَرُ أَوْ الْغَلَطُ، أَمْسَكْنَا أَيْضًا عَنْ حَدِيثِهِمْ. وَعَلامَةُ الْمُنْكَرِ فِي حَدِيثِ الْمُحَدِّثِ: إِذَا مَا عُرِضَتْ رِوَايَتُهُ لِلْحَدِيثِ عَلَى رِوَايَةِ غَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْحِفْظِ وَالرِّضَا؛ خَالَفَتْ رِوَايَتُهُ رِوَايَتَهُمْ أَوْ لَمْ تَكَدْ تُوَافِقُهَا. فَإِذَا كَانَ الأَغْلَبُ مِنْ حَدِيثِهِ كَذَلِكَ؛ كَانَ مَهْجُورَ الْحَدِيثِ غَيْرَ مَقْبُولِهِ وَلا مُسْتَعْمَلِهِ. فَمِنْ هَذَا الضَّرْبِ مِنْ الْمُحَدِّثِينَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَرَّرٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَالْجَرَّاحُ بْنُ الْمِنْهَالِ أَبُو الْعَطُوفِ، وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ وَحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ ضُمَيْرَةَ، وَعُمَرُ بْنُ صُهْبَانَ، وَمَنْ نَحَا نَحْوَهُمْ فِي رِوَايَةِ الْمُنْكَرِ مِنْ الْحَدِيثِ، فَلَسْنَا نُعَرِّجُ عَلَى حَدِيثِهِمْ وَلا نَتَشَاغَلُ بِهِ، لأَنَّ حُكْمَ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَالَّذِي نَعْرِفُ مِنْ مَذْهَبِهِمْ فِي قَبُولِ مَا يَتَفَرَّدُ بِهِ الْمُحَدِّثُ مِنْ الْحَدِيثِ أَنْ يَكُونَ قَدْ شَارَكَ الثِّقَاتِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْحِفْظِ فِي بَعْضِ مَا رَوَوْا، وَأَمْعَنَ فِي ذَلِكَ عَلَى الْمُوَافَقَةِ لَهُمْ، فَإِذَا وُجِدَ كَذَلِكَ ثُمَّ زَادَ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْئاً لَيْسَ عِنْدَ أَصْحَابِهِ قُبِلَتْ زِيَادَتُهُ)) اهـ.
قُلْتُ: فهذا واضح الدِّلالة على أن مُصْعَبَ بْنَ شَيْبَةَ عنده ثِقَةٌ جَائِزٌ قَبُولُ ما يتفرَّدُ به مِنْ الْحَدِيثِ، وذلك لأنه ليس فاحشَ الغلط ولا كثيرَه، بل ((قَدْ شَارَكَ الثِّقَاتِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْحِفْظِ فِي بَعْضِ مَا رَوَوْا، وَأَمْعَنَ فِي ذَلِكَ عَلَى الْمُوَافَقَةِ لَهُمْ))، ولذا أخرج له حديثين مما لا يشكُّ أهل المعرفة بهذا الشأن أنه وافقه عليهما الثِّقاتُ، وتابعوه عليهما، فِي جملة من الأحاديث التى على هذه الشاكلة، وإنما انتقى مسلم منها هذين. وأما الحديث الثالث، والذي وقع الاعتراض عليه من الإمامين: أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ، وأبِي جعفرٍ الْعُقَيْلِِيِّ، ووصفاه بالمنكر، فلربما كان عنده بهذه المثابة، وهو الراجح مع النظر الصحيح. فإن لم يكنه، فَمُصْعَبُ بْنُ شَيْبَةَ عنده بمثابة من يقبل تفرُّده، كما هو واضح من مقدمته الآنفة الذكر.
¥(43/454)
فإنْ وضح المعنَى المراد من هذا الوجه، عرَّجنا على ثانيهما إن شاء الله تعالَى.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 05 - 05, 01:31 ص]ـ
ولم يقع الاعتراض على مُسْلِمٍ إلا على ثالثها، بما سبق بيانه من كلام الإمامين: أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ، وأبِي جعفرٍ الْعُقَيْلِِيِّ.
...
ولذا أخرج له حديثين مما لا يشكُّ أهل المعرفة بهذا الشأن أنه وافقه عليهما الثِّقاتُ، وتابعوه عليهما، فِي جملة من الأحاديث التى على هذه الشاكلة
بالنسبة لما ذكره فضيلة الشيخ أبو محمد، ففيه نظر. إذ الحديث الأول قد أنكره الحفاظ أكثر من الحديث الثالث.
روي عن النبي r أنه قال: عشر من الفطرة، وذكر منها المضمضمة والاستنشاق. هذا حديثٌ رواه مسلم (1|223) وأبو داود (1|14) وابن ماجة (1|107) في الطهارة، والترمذي (5|91) في الاستئذان، والنسائي (5|405) في الزينة، كلهم عن زكريا بن أبي زائدة (مدلّس) عن مصعب بن شيبة (ضعيف) عن طلق بن حبيب عن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت: قال رسول الله ( r): « عشرٌ من الفطرة: قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظفار وغسل البراجم ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء». قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة. قال مسلم: وحدثناه أبو كريب أخبرنا ابن أبي زائدة عن أبيه عن مصعب بن شيبة ثم في هذا الإسناد أنه قال: قال أبوه: ونسيت العاشرة.
قلت هذا إسناد ضعيف لا تقوم به الحجة. ومما يدل على ضعفه تحسين الترمذي له في سننه (5|91). وهذا الحديث وان كان مسلم أخرجه في صحيحه فهو في الشواهد وليست في الأصول. وأشار الكثير من الحفاظ إلى أنه معلول كابن عبد البر وابن مندة وغيرهم. قلت: وفيه ثلاثة علل:
1 - فزكريا هذا مدلّسٌ ليّنه أبو حاتم، و قد عنعن في كل طرق الحديث!
2 - مصعب بن شيبة ضعيف. قال عنه الدراقطني: «ليس بالقوي ولا بالحافظ»، و قال أحمد: «روى أحاديث مناكير»، وقال أبو حاتم: «لا يحمدونه وليس بقوي»، و قال النسائي: «منكر الحديث»، وقال عنه ابن حجر: «ليّن الحديث»، وقال الذهبي: «فيه ضعف». ولذلك أشار أبو نعيم الأصبهاني إلى ضعف هذا الحديث في مستخرجه على صحيح الإمام مسلم (1|318)، بقوله: «إسناده فيه مصعب بن شيبة، ليِّن الحديث». وقد جعل العقيلي هذا الحديث من منكرات معصب، كما في ضعفائه (4|197).
3 - الحديث أخرجه النسائي في المجتبى (5|405) من طريق سليمان التيمي وأبي بشر عن طلق بن حبيب موقوفاً. قال النسائي: «وحديث سليمان التيمي وجعفر بن إياس أشبه بالصواب من حديث مصعب بن شيبة، ومصعب منكر الحديث». وقال الدارقطني في سننه (1|94): «تفرّد به مصعب بن شيبة. وخالفه أبو بشر وسليمان التيمي، فروياه عن طلق بن حبيب مرفوعاً». وأعلّه في "التتبع" كذلك (ص339 #182)، والحديث قد أنكره كذلك أحمد بن حنبل. فقد روى العقيلي في ضعفائه (4|196): عن أحمد بن محمد بن هاني قال: ذكرت لأبي عبد الله (أحمد بن حنبل) الوضوء من الحجامة، فقال: «ذاك حديث مُنكرٌ، رواه مصعب بن شيبة، أحاديثه مناكير. منها: هذا الحديث، وعشرة من الفطرة، وخرج رسول الله r وعليه مرط مرجل».
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[24 - 05 - 05, 01:16 ص]ـ
في الحقيقة الأخ الكريم محمد الأمين لديه حساسية شديدة ومزمنة تجاه الأحاديث الواردة في فضائل آل البيت ولا أدري ما سبب هذه الحساسية؟!
والأخ الكريم لايبالي في تضعيف أي حديث في فضل آل البيت حتى لو كان في الصحيحين؟!
هدانا الله جميعاً لطريق الحق والصواب
وأقول من المعلوم شدة تحري الإمام مسلم ومنزلته العظيمة في الجرح والتعديل ومصنفاته الكثيرة
أكبر دليل على سعة علم هذا الإمام وخاصة في علم الجرح والتعديل وعلم العلل وعلى طالب العلم إذا أراد أن يقدح في حديث في الشيخين أن يتأنى ويراجع نفسه كثيراً
وبالنسبة لحديث مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة عن عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - (قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة وعليه مرط مرحل من شعر اسود فجلس فأتت فاطمة فأدخلهما فيه ثم جاء على فأدخله فيه ثم جاء حسن فأدخله فيه ثم جاء حسين فأدخله فيه ثم قال أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ح)
¥(43/455)
أقول الحديث صحيح وأما حال مصعب بن شيبة الحجبي خازن البيت وسادنه فهو مختلف فيه توثيقاً وتضعيفاً ومعلوم من كان هذا حاله أن الإمام مسلم يخرج له مالم ينكر عليه بحسب اجتهاده وهو ممن يتحرى كثيرا في التخريج للضعفاء
والذي يظهر لي أن سبب تصحيح الإمام مسلم لهذا الحديث ربما لأن مصعب بن شيبة قد روى عن عمة أبيه وصاحب البيت أدرى بما فيه وصفية روت عن السيدة عائشة وهي تروي عنها كثيراً
ورواية سيء الحفظ ليست مردودة على كل حال بل هناك أحوال تقبل رواية سيء الحفظ
منها إذا كان مكثرا عن شيخ ولازمه مدة طويلة أكثر من عشر سنين مثلاً
وهناك أحوال أُخرى ذكرت بعضها في موضوع رواية المختلط
والأخ الكريم محمد الأمين يستدل بكلام الإمام أحمد في مصعب بن شيبة
ويرد توثيق ابن معين وابن حبان وهما من هما في الشدة في الجرح
وقوله عن ابن حبان أنه متساهل قد يكون صحيحا لكن في غير حالة مصعب بن شيبة فهو ليس مجهولاً حتى نردد العبارة المعتادة أن ابن حبان يتساهل في التوثيق وكذا العجلي
وأما قوله عن توثيق يحي بأنه أراد العدالة وليس الضبط فهو خلاف الأصل مالم يرد عن يحي قول آخر يخالف هذا القول
وأقول للأخ الكريم الأمين إن كان معتمداً على كلام الإمام أحمد في تضعيف حديث مصعب بن شيبة
ماذا يقول عن رواية محمد بن مصعب عن الأوزاعي والمقصود حديث (واثلة بن الأسقع)
عن شداد أبي عمار قال دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا عليا فشتموه فشتمته معهم فلما قاموا قال لي لم شتمت هذا الرجل قلت رأيت القوم شتموه فشتمته معهم فقال ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلى فقال أتيت فاطمة اسألها عن علي فقالت توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست انتظره حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي وحسن وحسين آخذا كل واحدا منهما بيده حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه أو قال كساء ثم تلا هذه الآية [إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت]
ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق
سمعت أحمد يقول (حديث القرقساني)
قال أبو داود:يعني محمد بن مصعب القرقساني عن الأوزاعي مقارب وأما عن حماد بن سلمة ففيه تخليط قلت لأحمد تحدث عنه أعني القرقساني قال نعم
وخالفه يحيى وغيره
قال البخاري:
محمد بن مصعب القرقساني أبو عبد الله سمع الأوزاعي وكان يحيى بن معين سيء الرأي فيه
فهل يقبل كلام الإمام أحمد أم يرده؟!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 05 - 05, 05:55 ص]ـ
للأسف فإن الأخ أبو حاتم عنده نوع من التشيع الخفيف، حيث غالب مواضيعه في هذا المنتدى هي عن آل البيت بشكل أو بآخر. والوقت ضيق فلا أريد أن أرد على أخطاءه الكثيرة التي ذكرها أعلاه، وإنما أكتفي بنقل بقية تخريج المقال، وهو مأخوذ من موقعي.
وروى مسلم في صحيحه (4|1883): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير –واللفظ لأبي بكر– قالا: حدثنا محمد بن بشر عن زكريا عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت: قالت عائشة: «خرج النبي r غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود. فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله. ثم قال: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}».
وهذا الحديث من طريق مصعب بن شيبة وهو ضعيفٌ مُنكَرُ الحديث. قال عنه أحمد بن حنبل: «روى أحاديث مناكير»، قلت: وهذا منها كما سنرى. و قال أبو حاتم: «لا يحمدونه، و ليس بقوي». قال فيه النسائي: «مُنكَر الحديث». و قال في موضع آخر: «في حديثه شيء». وقال أبو نعيم الأصبهاني عنه في مستخرجه (1|318): «ليِّن الحديث». و قال الدارقطني: «ليس بالقوي، و لا بالحافظ». وقال عنه: «ضعيف». وقال أبو زرعة: «ليس بقوي» وضعّف حديثاً له في العلل (1|49). وقال أبو داود: «ضعيف». و قال ابن عدي: «تكلموا في حفظه». ووثقه العجلي وابن حبان (وهما غاية في التساهل). و قال محمد بن سعد: «كان قليل الحديث»، فهو صاحب مناكير كثيرة على قلة حديثه. وقال ابن حجر: «ليّن الحديث». وقال الذهبي: «فيه ضعف». وقد ذكره العقيلي في الضعفاء (4|197). بل واعتبر هذا الحديث من منكرات مصعب بن شيبة، وقال: «لا يُعرَفُ إلا به». ونقل
¥(43/456)
(ص196) إنكار هذا الحديث عن الإمام أحمد بن حنبل.
فهذا حديثٌ ضعيفٌ بهذا الإسناد، لكن جاء هذا المعنى في أحاديث أصح منه. فقد أخرج البخاري في "التاريخ الكبير" (8|187): وقال محمد بن يزيد نا الوليد بن مسلم قال نا أبو عمرو –هو الأوزاعي– قال حدثني أبو عمار سمع واثلة بن الأسقع يقول: نزلت {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} قلت (واثلة): «وأنا من أهلك؟». قال (رسول الله r): « وأنت من أهلي». قال: «فهذا من أرجى ما أرتجي».
وأخرج ابن حبان في صحيحه (15|432): أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم (دحيم، ثقة ثبت) حدثنا الوليد بن مسلم (ثقة ثبت) وعمر بن عبد الواحد (ثقة) قالا حدثنا الأوزاعي (ثقة ثبت) عن شداد أبي عمار (ثقة ثبت) عن واثلة بن الأسقع قال: سألت عن علي في منزله، فقيل لي ذهب يأتي برسول الله r. إذ جاء، فدخل رسول الله r ودخلت. فجلس رسول الله r على الفراش، وأجلس فاطمة عن يمينه وعلياً عن يساره وحسناً وحُسَيناً بين يديه، وقال: «{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}. اللهم هؤلاء أهلي». قال واثلة: فقلت من ناحية البيت: «وأنا يا رسول الله، من أهلك؟». قال: «وأنت من أهلي». قال واثلة: «إنها لمن أرجى ما أرتجي». وهذا حديثٌ صحيحٌ على شرطَيّ البخاري ومسلم.
وهو يخالف حديث مصعب بن شيبة في أن الآية غير خاصة في علي وبنيه. بل هي عامة لمن اتبع النبي r بدليل دخول واثلة فيه. أي أن أهل البيت هم نفسهم آل محمد (أي أتباعه). وهذا لا يتعارض مع ما صح عن ابن عباس: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} قال: «نزلت في نساء النبي r خاصة». فإن الآية نزلت في الأزواج خاصة، ولا مانع أن تشمل غيرهن كذلك.
وفي سير أعلام النبلاء (2|208): وتاريخ دمشق (69|150) وتفسير ابن أبي حاتم قال: حدثنا علي بن حرب الموصلي (ثقة) حدثنا زيد بن الحباب (ثقة عن غير الثوري) حدثنا حسين بن واقد (جيد) عن يزيد النحوي (ثقة مفسّر) عن عكرمة (ثقة ثبت مفسّر) عن ابن عباس: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} قال: «نزلت في نساء النبي r خاصة». ثم قال عكرمة: «من شاء باهلته أنها نزلت في شأن نساء النبي r خاصة؟».
وهذا حديثٌ صحيحٌ لا مطعن فيه. قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (2|221): «إسناده صالحٌ، وسياق الآيات دالٌّ عليه». ومعلومٌ عند العلماء أن قول الصحابي في أسباب النزول له حكم الحديث المرفوع إلى رسول الله r، لأنه شهد التنزيل.
ويشهد لذلك ما أخرجه ابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: «نزلت في نساء النبي r». وأخرج ابن مردويه عن عكرمة قال: «ليس بالذي تذهبون إليه. إنما هو (أي سبب النزول) نساء النبي r». وأخرج ابن سعد (بإسناد فيه ضعف) عن عروة قال: «{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت}: يعني أزواج النبي r. نزلت في بيت عائشة رضي الله عنها». وأخرج الطبري في تفسيره (22|8): حدثنا ابن حميد قال ثنا يحيى بن واضح (ثقة) قال ثنا الأصبغ عن علقمة قال: «كان عكرمة ينادي في السوق: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} نزلت في نساء النبي خاصة».
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[24 - 05 - 05, 12:15 م]ـ
الشيخ الموفَّق / محمد الأمين حفظه الله وأيَّده بالتوفيق.
إنَّ أكثر ما يقع الاشتباه فى الحكم على الأحاديث من جهة تنزيل كلام الأئمَّة على ما لا تحتمله من المعانِي غير المقصودة، خاصةً إذا كان الكلامُ من جنس الاصطلاحات المتابينة المعانِى، أو الَّتى لم يقع اتفاق بين جمهورهم على معنَىً لها لا تتجاوزه إلَى غيره.
وفيما نحن بصدده، فقد ذكرتم تعقيباً على قولنا: ((لِمُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ فِي ((الصحيح)) ثلاثة أحاديث لا رابع لها، ولم يقع الاعتراض على مُسْلِمٍ إلا على ثالثها، بما سبق بيانه من كلام الإمامين: أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ، وأبِي جعفرٍ الْعُقَيْلِِيِّ؟)).
قلتم: ((ففيه نظر، إذ الحديث الأول – يعنِي ((عشر من الفطرة)) - قد أنكره الحفاظ أكثر من الحديث الثالث)).
ونقلتم ما اشتبه عليكم من كلام الأئمَّة أنه كالإعلال أو الإنكار لهذا الحديث، موافقةً للإمام أَحْمَدَ فيما ذهب إليه من إطلاق النَّكارة على أحاديث مُصْعَبِ، وليس كما تذهبون، وبيانه:
¥(43/457)
[أولاً] أننا لا نخالف أنَّ الإمام أَحْمَدَ أطلق القول بالنَّكارة على أحاديث مُصْعَبِ، وذلك قوله الذِي حكاه عنه الأثرم: ((أحادبثه مناكبر)). وأما العقيلِيَّ، فإنه قال بعد نقلِهِ لهذا القول عن أَحْمَدَ، وذكرِهِ لأحاديثٍ ثلاثةٍ له: ((والفطرة يروى بإسنادٍ أصلح من هذا الإسناد، ودون العدد الذِي ذكرنا))، فهذا يعنِي تفرد مُصْعَبِ بالعدد ((عشر))، إذ يرويه أكثرهم ((خمس)). فإن يكن ذا حكماً منه على حديث الفطرة أيضاً بالنكارة، فهو كالإمام أَحْمَدَ فِي الحكم على الحدبث الذِي يتفرَّدُ به الثِّقة بأنَّه مُنْكَر، ولذا حكم الإمامُ أَحْمَدُ على جملةٍ من أفراد الثِّقات الصِّحاح أنها منكرة: كحديث الاسْتِخَارَةِ، وحديث النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَهِبَتِهِ، ونحوها من غرائب الصِّحاح المخرَّج أكثرها فِي ((الصحيحين))!!.
على أنَّ العقيلِيَّ قد خولف على دعواه تفرُّدَ مُصْعَبِ بذكر العدد، بما أخرجه أَحْمَدُ من حديث عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وفيه ضعف وانقطاع:
قال الإمام أَحْمَدُ (4/ 264): حَدَّثَنَا عَفَّانُ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ مِنْ الْفِطْرَةِ: الْمَضْمَضَةُ، وَالاسْتِنْشَاقُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَالسِّوَاكُ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الإِبِطِ، وَالاسْتِحْدَادُ، وَالاخْتِتَانُ، وَالانْتِضَاحُ)).
وأخرجه أبو داود (53)، وابن ماجه (294)، وأبو يعلى (1627)، والبيهقِيُّ ((الكبرى)) (1/ 53) و ((شعب الإيمان)) (3/ 23/2761) من طرقٍ عن حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ به.
[ثانياً] وأما الدارقطنِيَّ فقال: ((تفرَّد به مُصْعَبُ بْنُ شَيْبَةَ، وخالفه أبُو بِشْرٍ وسُلَيْمَانُ التَّيمِيُّ، فروياه عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ من قوله)). فهذا ذكر للمخالفة فقط خالٍ من الإعلال أو الإنكار لحديث الأصل، يل لعلَّه كالتنبيه لصحَّة الحديث ورجحانه مع وجود المخالف. وذلك كصنيع إمام المحدِّثين فِى ((صحيحه)) عقب إخراجه حديث الثورِيِّ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ عُمَارَةَ عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: إِنِّي لأَعْلَمُ كَيْفَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ. قال: وَقَالَ شُعْبَةُ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا. فهذا تصحيح لحديث الثَّوْرِيِّ مع التنبيه على مخالفة شُعْبَةَ له على إسناده.
وكصنيعه عقب إخراجه حديث مَرْوَانِ بْنِ شُجَاعٍ عَنْ سَالِمِ الأَفْطَسِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ: شَرْبَةِ عَسَلٍ، وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ، وَكَيَّةِ نَارٍ، وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنْ الْكَيِّ)). قال أبو عبد اللهِ: وَرَوَاهُ الْقُمِّيُّ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعَسَلِ وَالْحَجْمِ. فهذا تصحيح لحديث الأَفْطَسِ مع التنبيه على مخالفة لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ له على إسناده.
[ثالثاً] وأما النَّسائِيُّ، فقال: ((خالفه سُلَيْمَانُ التَّيمِيُّ وجَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ))، ثم أسنده عنهما عَنْ طَلْقٍ قَوْلَهُ، وقال: ((وحديث سُلَيْمَانَ التَّيمِيِّ وجَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ أشبه بالصَّواب من حديث مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ)). فليس هذا تصريحاً بإنكار، وإن أفاد إعلالاً بترجيح المقطوع على الموصول.
¥(43/458)
ولذا قال الحافظ ابن حجر ((الفتح)) (10/ 337): ((ورجح النَّسائِيُّ الرواية المقطوعة على الموصولة المرفوعة. والذي يظهر لِي أنها ليست بعلَّةٍ قادحةٍ، فإنَّ راويها مُصْعَبَ بْنَ شَيْبَةَ وثَّقه ابْنُ مَعِينٍ والْعِجْلِيُّ وغيرهما، وليَّنه أَحْمَدُ وأبو حَاتِمٍ وغيرهما، فحديثه حسن، وله شواهد فِي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ وغيره. فالحكم بصحَّته من هذه الحيثيَّة سَائغٌ)).
ثم ذكر احتمالاً جائزاً وقوعه، فقال: ((وقول سُلَيْمَانَ التَّيمِيِّ سمعت طَلْقَ بْنَ حَبِيبٍ يذكر عَشْرَاً مِنْ الْفِطْرَةِ يحتمل أن يريد أنه سمعه يذكرها من قبل نفسه على ظاهر ما فهمه النَّسائِيُّ، ويحتمل أن يريد أنه سمعه يذكرها وسندها، فحذف سُلَيْمَانُ السند)).
[رابعاً] وأما أبو عمر بن عبد البر، فقال بنصِّه فِي ((تمهيده)) (21/ 65): ((روتْ عَائِشَةُ وأبُو هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَشْرٌ مِنْ الْفِطْرَةِ))، وفِي إسناديهما مقال، وكذلك حديث عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ في ذلك أيضا. وأحسن ذلك ما حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا أبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا وكيع عن زكرياء بن أبي زائدة عن مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَشْرٌ مِنْ الْفِطْرَةِ .... )) وذكره.
قلت: فهاهو يقول ((وأحسنُ ذلك حديثُ عَائِشَةَ))، فأين إنكاره؟!.
[خامساً] وأما القول بأنَّ زَكَرِيَّا بْنَ أَبِي زَائِدَةَ قد عَنْعَنَ الحديث ولم يصرِّح بالسَّماع، فمتعقب عند استقراء طرق الحديث، والإحاطة بطرق أداءه. فقد صرَّح بالسَّماع، فيما أخرجه ابن خزيمة (88) قال: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ح وحَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخُزَاعِيُّ نَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قالوا: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا وهو ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ نَا مُصْعَبُ بْنُ شَيْبَةَ عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثْتُهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((عشر من الفطرة ... )) الحديث.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[24 - 05 - 05, 12:32 م]ـ
الشيخان الموفَّقان / محمد الأمين، وأبو حاتم الشريف
وفقتما لكلِّ خيرٍ، وأيَّدكما الله بالتوفيق للحقِّ، ولزوم محجَّة الصواب.
الرجا البعد عما لا ينفع فى مثل هذه المطارحات النافعة، فوالله لو لم يكن فيها نفع لما استجزت لنفسي المشاركة فيها.
فلا تنسيا أن من الفتن ((فِتْنَةٌ اللِّسَانُ فِيهَا أَشَدُّ مِنْ السَّيْفِ)).
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[24 - 05 - 05, 02:42 م]ـ
أخي الكريم محمد الأمين أضحكتني أضحك الله سنك!!
في الحقيقة رمي العبد الفقير بالتشيع الخفيف أو الثقيل!! كلام لامعنى له وأنت تعلم قبل غيرك من هو أبو حاتم الشريف؟!!
وأما كتاباتي المتكررة عن آل البيت رزقنا الله حبهم فهي في الأصل ردود على شخصكم الموقر!!
ثم بعد ذلك بدأت أنفرد بمواضيع مستقلة من ضمنها الردود على النواصب ومن تأثر بفكرهم!!
ومحبة آل البيت والذب عنهم من عقيدة أهل السنة كما بينت ذلك سابقاً
والرمي بالتشيع الخفيف أو الثقيل!! ليست جديدة فهي قديمة وقد رمي بها الإمام الشافعي رحمه الله
حتى قال:
إن كان رفضا حب آل محمد ****فليشهد الثقلان أنى رافضى
قيل للشافعى ان فيك بعض التشيع قال وكيف قالوا ذلك لانك تظهر حب آل محمد فقال يا قوم ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم [لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من والده وولده والناس أجمعين]
000
فاذا كان واجبا على أن أحب قرابتى وذوى رحمى اذا كانوا من المتقين أليس من الدين أن أحب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كانوا من المتقين لانه كان يحب قرابته وأنشد
يا راكبا قف بالمحصب من منى ****واهتف بقاعد خيفها والناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى **فيضا كملتطم الفرات الفائض
إن كان رفضا حب آل محمد ... فليشهد الثقلان أني رافضي
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[24 - 05 - 05, 02:51 م]ـ
راجع هذا الرابط في مسألة الآل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9931
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[24 - 05 - 05, 02:55 م]ـ
وهذا رابط آخر في مسألة النواصب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=152378#post152378
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[24 - 05 - 05, 04:48 م]ـ
بارك الله فيكم وفي علمكم كلنا شيعة لآل بيت النبي وصحبة باذن الله
فكأنما آل النبي وصحبه روح يضم جميعها جسدان
فئتان عقدهما شريعة أحمد بأبي وأمي ذانك الفئتان
فئتان سالكتان في سبل الهدى وهما بدين الله قائمتان
¥(43/459)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[24 - 05 - 05, 09:48 م]ـ
الأخ الكريم الأمين سلم بأن الحديث معناه صحيح وبالنسبة لحديث واثلة بن الأسقع أخرجه الإمام أحمد في الفضائل و البخاري في التاريخ وابن حبان والطبراني في المعجم والبيهقي في السنن
وقد كفانا الحافظ البيهقي عناء الرد لا على شبهة الأخ الأمين هداه الله
قال رحمه الله
وأخبرنا أبو عبد الله السوسي ثنا أبو العباس أنبأ الربيع بن سليمان وسعيد بن عثمان قالا ثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي قال حدثني أبو عمار قال حدثني واثلة بن الأسقع قال أتيت عليا رضي الله عنه فلم أجده فذكر الحديث بنحوه هذا إسناد صحيح وهو إلى تخصيص واثلة بذلك أقرب من تعميم الأمة به وكأنه جعل واثلة في حكم الأهل تشبيها بمن يستحق هذا الاسم لا تحقيقا والله أعلم 2688
فواثلة من أهل البيت حكماً وليس حقيقة
كما أن الشهيد يطلق على قتيل المعركة حقيقة ويطلق على غيره حكماً
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[25 - 05 - 05, 01:17 م]ـ
وأعجب من محمد الأمين هدا الله يترك قول المصطفى الصحيح الصريح ويأتي إلى قول عكرمة المتهم بقول الخوارج!
وعلى قاعدة الأمين فقول عكرمة رحمه الله لايقبل لأن الخوارج يبغضون عليا
وأنا أرى أن الآية تشمل أزواجه وذريته كما ثبت في حديث واثلة وحديث عائشة والقول بالعموم لايستقيم وسياق الآية لايؤيده
وها أمر آخر نبه عليه أحد الإخوة ففي رواية واثلة (وهذا من أرجى ما أرتجي)
لو كان مفهوم الصحابي (واثلة) أهل البيت المراد به العموم لما قال واثلة ما قاله وتعميم هذا على الجميع لامعنى له وواثلة فهم أن له مزيد خصوصية على غيره لذلك قال ماقاله
وفي رواية محمد بن مصعب عن الأوزاعي _[هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق]
قال البيهقي:
فساق الكلام إلى قوله [إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا] وإنما ورد بلفظ الذكور لإدخال غيرهن معهن في ذلك ثم أضاف البيوت إليهن بقوله [واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة]
وجعلهن أمهات المؤمنين فقال [النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم]
وحرم نكاحهن بعد وفاة نبيه صلى الله عليه وسلم فقال [وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا]
الاعتقاد 1/ 324
قال ابن كثير:
ولكن إذا كان أزواجه من أهل بيته فقرابته أحق بهذه التسمية كما تقدم في الحديث وأهل بيتي أحق وهذا يشبه ما ثبت في صحيح مسلم
1398 [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم فقال هو مسجدي هذا]
فهذا من هذا القبيل
فإن الآية إنما نزلت في مسجد قباء كما ورد في الأحاديث الأخر ولكن إذا كان ذاك أسس على التقوى من أول يوم فمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بتسميته بذلك والله أعلم
تفسير ابن كثير 3/ 487
وللحديث بقية!
ـ[عبد]ــــــــ[26 - 05 - 05, 12:33 ص]ـ
لكن اعتبر أحمد بن حنبل والعقيلي هذا الحديث من منكرات مصعب بن شيبة. وأحمد أعلم بعلل الحديث من مسلم.
ولكن هل يمكن أن يقال هذا من حيث العموم أما من حيث الخصوص فمسلم أعلم برجاله الذين خرّج لهم في صحيحه من أحمد، بحيث يعلم دقائق لطيفة عن رجاله - ولو كانوا متهمين - لا يعلمها أحمد وبذلك حصل انتقاء أحاديث في الصحيحين من بعض من اتهموا بالضعف ونحوه؟
ـ[فهَّاد]ــــــــ[03 - 06 - 05, 02:16 م]ـ
السلام عليكم ,,
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الفاضل أبو عبد الرحمن المقدسي. حفظه الله
لقد وعدتك ان أقوم بالتسجيل في هذا المنتدى المبارك , لأبين حجتي في تضعيف الرواية , الموجودة في صحيح مسلم.
أنظر إلى قول الإمام أحمد في نكارة هذه الرواية و فهو لم يكتفي بتضعيف الراوي بل بالرواية أيضاً.
ففي كتاب ضعفاء العقيلي ج4/ص196 هذه الرواية القاصمة لظهر الروافض
حدثنا إبراهيم بن عبد الوهاب قال حدثنا أحمد بن محمد بن هاني قال ذكرت لأبي عبد الله الوضوء من الحجامة فقال ذاك حديث منكر رواه مصعب بن شيبة أحاديثه مناكير منها هذا الحديث وعشرة من الفطرة وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه مرط مرجل.
¥(43/460)
وأيضاً مصعب غير متقن الحفظ وهذا ما بينه هو بنفسه , وحتى لا يتهمني البعض بالطعن فيه دون تيقن فقد بين ذلك الدار قطني فقد قال عنه أنه غير حافظ تجده في كتاب الضعفاء والمتروكين لإبن الجوزي ج3/ 123
فيض القدير ج4/ص316
عائشة ورواه مسلم من حديث زكريا بن أبي زائدة عن مصعب بن شيبة عن طلق بن حبيب عن ابن الزبير عن عائشة ثم قال قال زكريا قال مصعب ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة اه وقال عياض لعلها الختان المذكور مع الخمس.
أقول: هاهو يعترف بعدم حفظه للعاشرة
وأيضاً مفاجأة وهي تضعيف البخاري لمصعب مع جمع غفير من علماء الجرح والتعديل.
عون المعبود ج8/ص307
إسناده مصعب بن شيبة وفيه مقال وضعفه أبو زرعة وأحمد والبخاري
عون المعبود ج2/ص10
قال أبو داود حديث مصعب بن شيبة ضعيف
وهذا النسائي يضف رواية والعلة مصعب بن عمير
فيض القدير ج4/ص316
قال النووي وهو أولى قال النسائي وللحديث علة وهو أن فيه حتى عند مسلم مصعب بن شيبة منكر الحديث
وفي نصب الراية ج1/ص76
مصعب بن شيبة قال النسائي في سننه منكر الحديث وقال أبو حاتم ليس بقوي ولا يحمدونه
فيض القدير ج4/ص316
وقال أحمد له مناكير وقال أبو حاتم والدارقطني ليس بقوي
وقد قال عنه صاحب كتاب تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل (أبي زرعة العراقي) , أنه متكلم فيه. ومثل ذلك صاحب كتاب جامع التحصيل (للعلائي) ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج5/ص39
مصعب بن شيبة قال النسائي ليس بمعروف ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج6/ص437
قال أبو حاتم لا يحمدونه
قال عنه الذهبي في الكاشف
مصعب بن شيبة بن جبير الحجبي عن عمتهم صفية وطلق بن حبيب وعنه ابنه زرارة وحفيده عبد الله بن زرارة ومسعر فيه ضعف م 4الكاشف ج2/ص267
قال عنه ابن حجر
تقريب التهذيب ج1/ص533
6691 مصعب بن شيبة بن جبير بن شيبة بن عثمان العبدري المكي الحجبي لين الحديث من
الخامسة م
وهاهم علماء الجرح والتعديل ردوا أحد الروايات من صحيح مسلم ورموها بالنكارة
صحيح مسلم ج4/ص1945
2501 حدثني عباس بن عبد العظيم العنبري وأحمد بن جعفر المعقري قالا حدثنا النضر وهو بن محمد اليمامي حدثنا عكرمة حدثنا أبو زميل حدثني بن عباس قال كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه فقال للنبي صلى الله عليه وسلم يا نبي الله ثلاث أعطنيهن قال نعم قال عندي أحسن العرب وأجمله أم حبيبة بنت أبي سفيان ازوجكها قال نعم قال ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك قال نعم قال وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين قال نعم قال أبو زميل ولولا أنه طلب ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ما أعطاه ذلك لأنه لم يكن يسأل شيئا إلا قال نعم
قال الذهبي في سيره:
سير أعلام النبلاء ج7/ص137
قلت قد ساق له مسلم في الأصول حديثا منكرا وهو الذي يرويه عن سماك الحنفي عن ابن عباس في الأمور الثلاثة التي التمسها أبو سفيان من النبي صلى الله عليه وسلم
أقول أنا فهَّاد: آية التطهير نزلت في نساء الرسول , ومن يريد المباهلة باهلته.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[03 - 06 - 05, 04:05 م]ـ
أخي الكريم فهاد إن كنت تريد المباهلة فلتذهب أنت وخصومك للحرم المكي وبجوار الكعبة ثم
تكون المباهلة!!!
راجع هذا الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13158
ـ[فهَّاد]ــــــــ[03 - 06 - 05, 10:42 م]ـ
السلام عليكم ,,
بسم الله الرحمن الرحيم.
يقول الأخ صاحب الخلق:
أخي الكريم فهاد إن كنت تريد المباهلة فلتذهب أنت وخصومك للحرم المكي وبجوار الكعبة ثم
تكون المباهلة!!!
راجع هذا الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13158
أقول أنا فهَّاد:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: [السلام قبل السؤال فمن بدأكم بالسؤال قبل السلام فلا تجيبوه]
حسنه شيخ الإسلام ناصر الدين الألباني-رحمه الله - كما هو صحيح الجامع3699والصحيحة 816
ولذلك لن أجبيك عن هل أريد المباهلة أم لا , وأقول: عجباً من قولك إذهب بجوار الكعبة وهل تظن أنها من شروط المباهلة لتضع ثلاث علامات تعجب إزاء ذلك , ويستلزم من ذلك خطأ الرسول عندما أراد المباهلة لعدم ذهابه قرب الكعبة.
سبحان الله.
نرجع للمهم:
بعد مابينا علة الحديث وضعفة , لتفرد مصعب بن شيبه.
أقول: الرواية بنفس الطريق مرتين:
¥(43/461)
مرة يذكر: [خرج النبي ذات غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود] , فقط بدون زيادة.
ومرة يضيف إليها: [فجاء الحسن فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله ثم جاء علي .... ألخ].
وفي كلتا الروايتين نجد (زكريا بن أبي زائدة).
وهو مدلس.
فتح الباري ج1/ص309
وزكريا مدلس ولم أره من حديثه الا بالعنعنة.
تحفة الأحوذي ج7/ص390
عن زكريا بن أبي زائدة بن ميمون بن فيروز الهمداني الوادعي الكوفي ثقة وكان يدلس
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1/ص122
زكريا بن أبي زائدة خالد بن ميمون الوادعي أبو يحيى الكوفي الحافظ عن الشعبي وسماك وأبي إسحاق وعنه شعبة والقطان وإسحاق الأزرق ووكيع وثقه أحمد وأبو داود وقال يدلس قال أبو نعيم مات سنة ثمان وأربعين ومائة.
الجرح والتعديل ج3/ص593
سمعت يحيى بن معين يقول زكريا بن أبى زائدة صويلح حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبى يقول كان زكريا بن أبى زائدة لين الحديث كان يدلس.
ذكر من تكلم فيه وهو موثق ج1/ص80
زكريا بن أبي زائدة ع صاحب الشعبي ثقة محتج به في الكتب وقال أبو زرعة صويلح وقال أبو حاتم لين الحديث يدلس.
التبيين لأسماء المدلسين ج1/ص82
ع زكريا بن أبي زائدة قال أبو حاتم الرازي يدلس عن الشعبي وعن بن جريج.
ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج3/ص108
وقال أبو داود ثقة لكنه يدلس.
وبعد ما بينا أقوال علماء الجرح والتعديل فيه ننظر إلى سند الروايتين.
الرواية الأولى:
صحيح مسلم ج3/ص1649
2081 وحدثني سريج بن يونس حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه ح وحدثني إبراهيم بن موسى حدثنا بن أبي زائدة ح وحدثنا أحمد بن حنبل حدثنا يحيى بن زكريا أخبرني أبي عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة عن عائشة قالت خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود
______
الرواية الثانية:
صحيح مسلم ج4/ص1883
2424 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير واللفظ لأبي بكر قالا حدثنا محمد بن بشر عن زكريا عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت قالت عائشة خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.
..............
نجد أن زكريا لم يصرح بسماع بل روى الحديث بالعنعنه.
ثانياً: في الرواية الأولى لم يذكر قصة الكساء , التي رواها إبنه لم يذكر قصة الكساء بعكس الرواية الثانية , التي رواها محمد بن بشر وذكر قصة الكساء.
ومعلوم أن يحيى أضبط من محمد بن بشر , إضافة إلى ذلك أنه رواها عن أبيه.
أما لو قلت أن زيادة الثقة تؤخذ , أقول هذا لو كانت الزيادة يسيره أما أن تأخذ الزيادة قصة كاملة , لا يمكن أن يغفل عنها الراوي , إلا أن يكون ناصبياً وهذا مستبعد لأن يحيى كوفي.
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[04 - 06 - 05, 03:34 م]ـ
أخي الفاضل وعليكم السلام ورحمة الله وبعد
فأنا لم أنتبه للسلام الذي قدّمت به حديثك وعليك أن تحسن الظن بإخوانك وفقك الله لكل خير
وأما المباهلة التي دعوت إليها فأقول المباهلة الملاعنة فأنت تريد تتباهل وتتلاعن من أجل ماذا؟!
فهل فينا أحد ظالم؟!
الأوزاعي عن شداد أبي عمار قال دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا عليا فشتموه فشتمته معهم فلما قاموا قال لي لم شتمت هذا الرجل قلت رأيت القوم شتموه فشتمته معهم فقال ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلى فقال أتيت فاطمة اسألها عن علي فقالت توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست انتظره حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي وحسن وحسين آخذا كل واحدا منهما بيده حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على
فخذه ثم لف عليهم ثوبه أو قال كساء ثم تلا هذه الآية
[إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت]
ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق
انظر إلى سياق الحديث فواثلة أورده في ذكر فضائل أبي الحسن علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عندما رأى من يشتم أبا الحسن ولم يورده واثلة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لبيان فضله!
وقد ورد عن ابن عباس أنه طلب المباهلة في الكعبة بجوار الحجر والركن مع أنه خالف الجميع في هذه المسألة
عبد الرزاق عن معمر عن بن طاووس قال أخبرني أبي أنه سمع بن عباس يقول لوددت أني وهؤلاء الذين يخالفوني في الفريضة نجتمع فنضع أيدينا على الركن ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين
قال ابن قدامة:
رجع ابن عباس إلى قول الجماعة وترك مذهبه ولا نعلم اليوم قائلا بمذهب ابن عباس ولا نعلم خلافا بين فقهاء الأمصار في القول بالعول بحمد الله ومنه
قال ابن حزم:قال أبو محمد وهذا لا حجة لهم فيه لأنهم قد أنكر بعضهم على بعض الاختلاف في الفتيا كإنكارهم غير ذلك وقد قال ابن عباس من شاء باهلته عند الحجر الأسود في العول في الفرائض وفي تخليد القاتل
وقال أما تخافون أن يخسف الله بكم الأرض أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر
¥(43/462)
ـ[عبدالله البحاث]ــــــــ[04 - 06 - 05, 06:12 م]ـ
اختلف الباحثون في تصحيح حديث مصعب ..
واتفق المسلمون على لزوم إخلاص النية لذي الجلال.
والبعد عن سيء الجدال.
ومحبة الصحب والآل.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[04 - 06 - 05, 08:51 م]ـ
من تقصد بهذه العبارة الجميلة والنافعة؟!
ـ[شعبان الدزيري]ــــــــ[04 - 06 - 05, 09:37 م]ـ
انا على تمام الإستعداد للمباهلة بأهلي و نفسي أن رواية المرط باطلة لضعف مصعب و إرسال زكرياء و الله على ما أقول شهيد.
ويوجد أبحاث في هذه الرواية بالذات أثبتت إستحالة الإتصال،
وإيراد الإمام مسلم لها في مرة من باب إثبات لبس النبي للمرط ومرة في فضائل علي وزوجته وأولاده رضي الله عنهم ليس من باب التصحيح بل بيان العلة فقط.
ـ[شعبان الدزيري]ــــــــ[04 - 06 - 05, 09:40 م]ـ
وأنا أرى أن الآية تشمل أزواجه وذريته كما ثبت في حديث واثلة وحديث عائشة والقول بالعموم لايستقيم وسياق الآية لايؤيده
شيخنا الكريم حفظه الله، فاتك أن علياً ليس من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[عبدالله البحاث]ــــــــ[05 - 06 - 05, 02:34 ص]ـ
انا على تمام الإستعداد للمباهلة بأهلي و نفسي أن رواية المرط باطلة لضعف مصعب و إرسال زكرياء و الله على ما أقول شهيد.
إذا انتهى الأخوة من المباهلة هنا حبذا المباهلة على ما يأتي:
1 - المباهلة الأولى: هل عدد أجزاء فتح الباري طبعة بولاق 14 أو أكثر؟
2 - المباهلة الثانية: هل النسبة إلى مرو: مروزي أو مروذي؟
3 - المباهلة الثالثة: هل ينظر المصلي وقت التشهد إلى أصبعه أو إلى محل سجوده؟
4 - المباهلة الرابعة: هل شريط الدمعة البازية 90 دقيقة أو 60 دقيقة؟
وحبذا أن تكون المباهلة بالأهل والجيران والخادمة ..
.........
........
أيها الأحبة .. المباهلة شأنها عظيم؛ لأنها ملاعنة .. فلا بد ((أن تكون المباهلة في أمر مهم من أمور الدين، ويرجى في إقامتها حصول مصلحة للإسلام والمسلمين، أو دفع مفسدة كذلك))
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13158
... هذا أمر ..
ثم إن غلط الراوي وإرسال الحديث سبب لضعف الحديث ولكن لا يعني بطلانه!، ولا يحتاج للمباهلة على ذلك بالأهل والنفس واستشهاد الله .. وما زال الناس مذ قامت الرواية يعرفون أن الحديث منه ضعيف ومنه باطل، وأن هذا غير هذا .. وقد قال الإمام أحمد رحمه الله: "الحديث عن الضعفاء قد يحتاج إليه في وقت، والمنكر أبداً منكر".
وما زالوا يختلفون فيما هو فوق هذا .. ولما يتباهلوا ..
والمراد متفق عليه، فعلي رضي الله عنه وفاطمة رضي الله عنها والحسن والحسين رضوان الله عليهما وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم كافة رضوان الله عليهن كلهن - كل هؤلاء أحباب النبي صلى الله عليه وسلم؛ طهرهم الله في الدنيا والآخرة .. ومن أبى فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيض؟
ـ[فهَّاد]ــــــــ[05 - 06 - 05, 02:43 ص]ـ
السلام عليكم ,,
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ المفضال أبو حاتم , حفظه الله.
جميل منك الإعتراف بالخطأ , وعلم هداني الله وإياك أني لم اظن فيك ظن السو ء , وما حملني على ذلك , ما رأيته من جفوة في حوارك عفى الله عني وعنك , وعلم أن الحق أحق أن يتبع.
نرجع للمهم:
أما ما أوردته بارك الله فيك عن حديث واثلة فهذا ليس باب النقاش فيه لأبين لك ضعفه.
فالموضوع خاص بالرواية الموجوده في صحيح مسلم.
نرجع إلى الرواية , وبالأخص إلى زكريا بن أبي زائدة (الكوفي).
وسوف أذكر بعض أقوال علماء الجرح والتعديل لتبيان أنه كوفي.
مسند أبي حنيفة ج1/ص115
أبو حنيفة عن زكريا بن أبي زائدة كوفي
عمدة القاري ج4/ص99
عمر بن أبي زائدة أخو زكريا الهمداني الكوفي
التدوين في أخبار قزوين ج3/ص26
زكريا بن أبي زائدة أبو يحيى واسم أبي زائدة ميمون بن وداعة كوفي
وبعد ما بينا أن زكريا كوفي ,وأيضاً معلوم أن الشيعة كانوا من سكان الكوفة وهم من أهل التدليس فكيف في ما يخدم بدعتهم.
وقد اتفق علماء الحديث على أن أكثر أهل الأرض تدليساً هم أهل الكوفة. قال يزيد بن هارون: (قدمت الكوفة، فما رأيت بها أحداً لا يدلس، إلا ما خلا مسعراً).
أما لو احتججت أنه لم يكن داعية أقول: قال عبد الرحمن بن مهدي كما في الكفاية (1\ 126): "من رأى رأياً ولم يدع إليه احتمل. ومن رأى رأياً ودعا إليه فقد استحق الترك".
فالمحتمل لا يكون من طبقة الصحيح هذا إذا غفلنا عن تدليسه وضعف مصعب.
وأقول: وقد نص الإمام الجوزجاني على هذا المنهج بنفسه، فقال في كتابه "أحوال الرجال" (ص32): "ومنهم زائغ عن الحق، صدوق اللهجة، قد جرى في الناس حديثه: إذ كان مخذولاً في بدعته، مأمونا في روايته، فهؤلاء عندي ليس فيهم حيلة إلا أن يؤخذ من حديثهم ما يعرف، إذا لم يقو به بدعته، فيتهم عند ذلك". وقد نقل ابن حجر هذه العبارة مقراً لها في لسان الميزان (1\ 11)، قال: "وينبغي أن يقيد قولنا بقبول رواية المبتدع .. إذا كان صدوقاً ولم يكن داعية– بشرط أن لا يكون الحديث الذي يحدث به مما يعضد بدعته ويشيدها. فإنا لا نأمنُ حينئذ عليه غلبة الهوى".
أقول وهذا ما رأيناه مفقود في هذه الرواية التي تقوي بدعته وإن لم يكن داعية.
¥(43/463)
ـ[فهَّاد]ــــــــ[05 - 06 - 05, 03:08 ص]ـ
السلام عليكم ,,
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل: عبد الله.
أقول: هل تظننا ابتدعنا القول بالمباهلة في هذه الآية؟!
أنظر بالله عليك لقول عكرمة رضي الله عنه.
تفسير ابن كثير ج3/ص484
وقال عكرمة من شاء باهلته أنها نزلت في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم.
سير أعلام النبلاء ج2/ص208
قال زيد بن الحباب حدثنا حسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قال نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال عكرمة من شاء باهلته إنها نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة.
والله أعلم وأحكم.
ـ[عبدالله البحاث]ــــــــ[05 - 06 - 05, 02:45 م]ـ
زيد بن الحباب قال عنه أحمد صدوق كثير الخطأ.
وحسين بن الواقد قال عنه الساجي صدوق يهم.
هل تباهل على ذلك؟!!
أنا لا أريد ذلك، ولا أضعف هذا الأثر؛ لكن أقول هذا باب وذاك باب آخر .. :
أخي الكريم فهاد .. أشكر لك دفاعك ..
لكن أولا/ لو كانت المباهلة على دخول نساء النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية لهان الأمر، فإن دخولهن فيه ظاهر لأنهن سبب النزول، وصورة سبب النزول داخلة فيه بلا ريب.
ولكن المباهلة التي انتقدتُها هي المباهلة بالنفس بل النفس والأهل واستشهاد الله على ماذا؟
يقول أحدهم:
انا على تمام الإستعداد للمباهلة بأهلي و نفسي أن رواية المرط باطلة لضعف مصعب و إرسال زكرياء و الله على ما أقول شهيد
على ماذا يتباهل العبد؟ على سند رواية؟
ثم ثانياً/ أنا قلت سابقاً: "إن غلط الراوي وإرسال الحديث سبب لضعف الحديث ولكن لا يعني بطلانه!، ولا يحتاج للمباهلة على ذلك بالأهل والنفس واستشهاد الله .. "
فالفرق ظاهر جداً بين تضعيف حديث وبين إبطاله، وفرق ظاهر بين تضعيف الحديث وتضعيف ما يفهمه بعض الناس منه -كما سيأتي-.
ثم ثالثاً:/ المباهلة ملاعنة .. فلا ينبغي إلا على أمر ظاهر البطلان، لا على أمر يحتمل التقوية والتضعيف، أو على رواية في مسلم صححها طائفة ..
انظر إلى ابن القيم رحمه الله تعالى لما باهل قوماً .. على ماذا باهلهم؟ على إثبات الصفات الله، ومع ذلك خشي أن ينتقص شيئاً من ذلك أو يزل به قدم .. وهي العقيدة الراسخة في قلبه ..
يقول في مقدمة النونية متحدثاً عن نفسه وسماها المثبتُ: ((فدعاهم الى القيام بين الركن والمقام قياما في موقف الابتهال حاسري الرؤوس نسأل الله ان ينزل بأسه بأهل البدع والضلال وظن المثبتُ والله أن القوم يديبونه إلى هذا فوطن نفسه عليه غاية التوطين وبات يحاسب نفسه ويعرض ما يثبته وينفيه عن كلام رب العالمين وعلى سنة خاتم الانبياء والمرسلين ويتجرد من كل هوى يخالف الوحي المبين ويهوي بصاحبه الى أسفل سافلين .. ))
ثم رابعاً أقول:
لو صح حديث المرط فليس فيه دلالة على خروج أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أهل البيت، لأنه مفهوم مخالفة ومفهوم المخالفة لا عموم له بل هو مفهوم لقب وهو من أضعف المفهومات ..
إنما منطوقه دخول هؤلاء المذكورين في أهل بيته، وفرق بين إدخالهم على جهة المعنى العام، وبين إخراج نسائه مع أنهم سبب النزول.
وبينهما فرق ظاهر يعلمه أهل العلم!
إذن تلخص لنا ما يلي:
أولاً / نحن نثبت دخول نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الآية بدليل الآية نفسها، وذلك من وجهين: الأول أنهن سبب النزول -وصورة سبب النزول دخولها قطعي-، والثاني: عموم لفظ أهل البيت ودخولهن فيه من حيث العرف اللغوي والعرف الشرعي.
ثانياً/ لو صح حديث المرط فإنما يدل بمنطوقه على الحسن والحسين و فاطمة و علي في أهل البيت ..
هذا الذي يدل عليه فقط.
والحديث -برواية مسلم- لا يدل أبداً على خروج نساء النبي صلى الله عليه وسلم من أهل البيت، لأن مفهوم اللقب من أضعف المفهومات (فقولنا موسى نبي، لا يدل على على انتقاء النبوة عن عيسى)
ثم لو اعتبرنا له مفهوماً فالمفهوم لا عموم له، فحمله على صورة واحدة كافٍ؛ بمعنى أنه يدل على أنه ليس كل واحد غيرهم داخلاً، ولكن ليس معنى ذلك: أن كل واحد غيرهم غير داخل -بمعنى أنه سلب للعموم وليس عموماً للسلب-.
إذن: لا علاقة لحديث المرط الذي في صحيح مسلم (برواية زكرياء عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة عن عائشة) ليس له علاقة بدخول نساء النبي صلى الله عليه وسلم في أهل البيت أو خروجهن منه، لأن موضع الدلالة هو في الآية أو الأحاديث الأخرى ..
فعكرمة رحمه الله باهل لدليل الآية، ولم يباهل على توثيق راوٍ في حديث ليس له تأثير ..
وعليه فلا نريد مباهلة على توثيق مصعب أو إرساله ..
هذا ما حاولته توضيحه قدر المستطاع، وإن كنت لم أستطع فأخبروني لأزيد توضيحاً بإذن الله.
ـ[عبدالله البحاث]ــــــــ[05 - 06 - 05, 02:57 م]ـ
وهذا رابط آخر فيه بعض إضافة ..
http://www.alsaha.com/sahat/Forum2/HTML/006239.html
¥(43/464)
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[10 - 06 - 05, 10:40 م]ـ
السيخ أبا محمد الألفي
السلام عليكم
قلتم حفظكم الله تعالي
لقد سبق مرارأ التنبيه: أنَّ تخريج الشيخين فِي ((الصحيحين)) لجماعةٍ ممن ضُعِّفُوا لغلطِهم، أو سوءِ حفظِهم، أو روايتِهم المناكيرِ، كان انتقاءاً للصحيحَ من حديثِهم، مع مجانبة ما ثبت وتأكَّد لديهما من ضعاف أحاديثهم ومناكيرها.)
سؤال: كيف علم الشيخان أن هذه الأحاديث من صحيح هؤلاء الذين ضعفوا وليس من أخطائهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(
ـ[عبد]ــــــــ[10 - 06 - 05, 11:24 م]ـ
السيخ
سؤال: كيف علم الشيخان أن هذه الأحاديث من صحيح هؤلاء الذين ضعفوا وليس من أخطائهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟ (
هذا بسيط أخي، فقد نص مسلم - وهو دون البخاري- على طريقته في التثبت من ذلك. فمثلاً لما أُنكر عليه إدخاله في "الصحيح" كل من أسباط ابن نصر، وقطن بن نسير، وأحمد بن عيسى وهم ضعفاء، أجاب رحمه الله: ((إنما ادخلت من حديث أسباط وقطن وأحمد ما قد رواه الثقات عن شيوخهم ... [إلى قوله] ... وأصل الحديث معروف من رواية الثقات)). انتهى من كتاب البرذعي (2/ 676) نقلاً عن "شرح لغة المحدث" لطارق عوض الله.
فمسلم هنا يتثبت من أخطاء الضعفاء بالمقارنة مع الأحاديث المعروفة الثابتة من طريق الثقات وهي طريقة مشهورة عند كل الحفاظ الأئمة يعرفون بها الأخطاء التي تجعل الحديث إما شاذاً أو منكراً، فمسلم إذا لم يشتمل حديث الراوي الضعيف عنده على خطأ يشذ به عن الأصول خرّج له في صحيحه لأسباب منها - لا على سبيل الحصر-:
1 - المتابعة.
2 - والاستشهاد.
3 - وطلب العلوّ.
واعلم أخي أنه ليس بهذه السهولة تنطلي أخطاء الأغمار على هؤلاء الأئمة الكبار ولا يدرك هذا إلا من وقف على حدق العين من صنعتهم الحديثية وقليل من ارتقت بهم المراقي لهذه المرتبة الجليلة.
ـ[سيف 1]ــــــــ[11 - 06 - 05, 12:17 ص]ـ
ولكن يشكل على ما ذكرت ان هؤلاء الذين ذكرتهم في بداية السند
فلو نقلت كلام الأمام مسلم لوجدته يبين انه يروي عن احمد بن عيسى عن ابن وهب لكونه وجد الحديث عند الثقات عن ابن وهب ولكن بنزول.فلما تأكد من الحديث أثبت العالي عنده اعتمادا على وجود النازل الصحيح
فأين هذا من راوينا المذكور الضعيف المتفرد بهذه اللفظة؟ ويخالفه الثقات الأكثر تثبتا منه
ويجب الا نسارع في القول.فهذا منتدى علمي.ولو كان القائل واحد منا وضعف حديثا في الصحيحين من نفسه لم يضعفه اي امام من قبل كان الرد عليه بما يستحقه.ولكن تكلم ائمة في ضعف هذا الحديث وانتقدوا غيره وفي بعضها اصابوا في انتقادهم
وقال ابن تيمية: ان غالب ما انتقد على البخاري كان الحق مع البخاري وغالب ما انتقد على مسلم كان الحق فيه مع مخاصميه ولا يقول من له علم ان الرجال الذين تفرد بهم مسلم اثبت من رجال البخاري.بتصرف
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[11 - 06 - 05, 01:26 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل
معني هذا أن رواية الضعيف يعرف أنها صواب إذا تالعه ثقة
وهذا ليس الإشكال
لكن الإشكال أن هذا الرد يكون علي انتقاد رواية الضعيف التي تفرد بها في البخاري أو مسلم رحمهما الله تعالي
فدائما الرد: أنهما كانا ينتقيان من حديث ذاك الضعيف!!!
فنعود من حيث بدأنا:
كيف علما أن هذا من صحيح حديث ذاك الضعيف طالما تفرد به ولم يتابعه عليه ثقة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عبد]ــــــــ[11 - 06 - 05, 01:54 ص]ـ
أحسن الله إليك، لو تأملت مليّاً لوجدت أن الإشكال عندك ليس فيما ذكرت من قولك: ((كيف علما أن هذا من صحيح حديث ذاك الضعيف طالما تفرد به ولم يتابعه عليه ثقة))
وإنما هو في عبارة من يقول: ((أنهما كانا ينتقيان من حديث ذاك الضعيف)).
لأنك لو كنت مقتنعاً بهذه القاعدة - التي قيلت في منهج الشيخين - لما استشكلت الاستشكال الثاني.
اللهم إلا أن يقال:"ما هو المعيار الذي استند إليه مسلم في الانتقاء ممن ليس له متابع من الثقات؟ " فهذا يمكن الاعتذار له بأن مسلم أعلم برجاله الذين خرّج لهم في صحيحه من غيره، بحيث يعلم دقائق لطيفة عن رجاله - ولو كانوا متهمين - لا يعلمها غيره وبذلك حصل انتقاء أحاديث في الصحيحين من بعض من اتهموا بالضعف ونحوه. وإلا فما فائدة الانتقاء إذا لم يكونوا ضعفاء!! ولذلك لم ينتقد مسلم كل الأئمة وإنما بعضهم كما تعلم.
ـ[عبد]ــــــــ[11 - 06 - 05, 03:37 ص]ـ
تعديل = ... ولذلك لم ينتقد كلُ الأئمةُ مسلماً وإنما بعضهُم كما تعلم
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[11 - 06 - 05, 05:13 ص]ـ
السلام عليكم
أخي عبد بارك الله فيك
كلامك سليم سديد بارك الله فيك
فهل صرح أحد الشيخين بهذه القاعدة؟؟
أم أنها استنباط بالاستقراء؟؟؟؟؟
لأنه كما تعلم لا يعلم صحيح حديث الراوي وضعيفه إلا بمقارنته بمرويات أقرانه أو بالنظر في أصوله مثلا
وهذا لا ينطبق علي الرواة محل النواع
فإن هذه قاعدة عامة مفادها أن الضعيف المخرج له في الصحيحين أو أحدهما قد انتقي من حديثه
وهذا ليس بصحيح
فكم من راو وثقه البخاري واحتج به وضعفه غيره
والعكس أيضا
فكون البخاري وضع أحاديث قوم ضعفاء في صحيحه فهذا ليس معنهاه أنه يضعها وهم عنده ضعفاء، بل الراجح أنه يعمل ذلك للاعتبار لا للاحتجاج
أما عن معيار البخاري ومسلم وغيرهما من علماء الحديث رضي الله عنهم فهو تحصيل الروايات ومقارنتها
وبالطبع فلا يتصور أحد أن البخاري ومسلم وأحمد وابن المديني ويحيي بن معين وكل نقاد الحديث كلهم كانوا يحفظون كل طريق ووجه.
بل كل واحد منهم يتفرد بأشياء من الأسانيد والمتون ربما لا يعرفها أقرانه، وهذا مذكور في كتبهم بكثرة
فهذا الراوي الذي يجزم اليعض أن البخاري انتقي من حديثه ربما كان عند البخاري نفسه ثقة
إما لزيادة علمه عن غيره
أو لزيادة علم غيره عليه
والله تعالي أعلم
أرجو التعقيب يا أخ سيف بارك الله فيك لعلك توضح بعض ما كان خافيا عني
والسلام عليك
¥(43/465)
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[11 - 06 - 05, 05:15 ص]ـ
السلام عليكم
آسف للخطأ
طلب التوضيح كان من الأخ عبد نفع الله به
ـ[عبد]ــــــــ[11 - 06 - 05, 05:50 ص]ـ
أحسن الله إليك، سأفعل وقد قرأت ردّك في وقت متأخر والمدارسة والمناقشة لا تخلو من فائدة، وسأعقب إن تيسر لي لاحقاً، وفقك الله.
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[12 - 06 - 05, 02:13 ص]ـ
السلام عليكم
يسر الله لك الأمر يا شيخنا ونفعنا بك
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[12 - 06 - 05, 04:31 م]ـ
بسم الله
حقيقة تعجبت من كثرة الكلام حول ذا الحديث واختلج في وجداني حزن وفرح
أما الفرح فهو سعة الأفق في النقاش العلمي الرصين وتمكن بعض الأخوة من الملكة العلمية في البحث
أم الحزن فهو الحملة الشرسة على هذا الحديث
ورحم الله الإمام مسلم الذي يقول:
ما وضعت شيئا في هذا المسند إلا بحجة وما أسقطت منه شيئا إلا بحجة
صيانة صحيح مسلم لابن الصلاح ص: 68
مصعب بن شبية ثقة عند مسلم
قال الزيلعي في نصب الراية بعد ذكره أثر عشر الفطر
لأن مصعبًا عنده ثقة
وحتى وإن كان في هذا الطريق علل فإنه جاء بطرق اخرى كثيرة يوافق بعضها بعض كما اخرج بعضها أحمد بن حنبل وابو يعالى الموصلي وفي الفضائل كذلك وقد صحح الحديث العلامة الألباني والأرنؤوط.
فهو صحيح من طرق عدة يقوي بعضها بعض وهذا يدل على فضل هذا الإمام اعني مسلم رحمه الله.
وليس في اصل متن الحديث إشكال، فآية التطهير عامة في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وحديث الكساء خاص في علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عن الجميع، فتكون الآية والحديث جمعا هذا الجمع المبارك.
وهذا هو عين ما قرره السادة العلماء عليهم رحمة رب الأرض والسماء.
كما فعل ذلك غير واحد منهم الآلوسي وشيخ الإسلام والرازي والسالوس وعبد الهادي الحسيني في شرح آية التطهير.
يا سادة يا كرام
فهذا الحديث لا يقرر أصلا من أصول الرافضة ولا ينسف جزء من منهج السلف.
فغاية ما فيه هو إدخال مجموعة من أقرباء النبي صلى الله عليه وسلم الذين لم يكونوا يساكنونه في بيته في حكم الآية، وليس فيه قصر المعنى عليهم وحدهم أو إخراج غيرهم منه، إذ ليس من شرط دخول هؤلاء خروج أولئك، ورحمة الله وسعت كل شيء، فلن تضيق بأحد من أجل أحد.
مثال ذلك:
لو كان لأحد عشرة إخوة فأشار إلي ثلاثة منهم كانوا معه فقال معرفا بهم هؤلاء إخوتي هل يخرج الباقون؟!!
ثم إن من يتمسك بهذا الحديث لا يستطيع أن يستدل به
لأن هذا الحديث لا يصح سندا في جميع كتب الرافضة حسب الاستقراء والتتبع
فكيف لهم أن يستدلوا بحديث هو أصل عندهم من كتب النواصب كما يقولون عن السنة
فإن الناصبي كافر عندهم بالاجماع فهل يصح الاستدلال بكلام الكافر وتصريحه وتصحيحه!!!
وشكرا خاص لك يا أبا حاتم الشريف على صبرك وتحملك لأخوانك فلم نعهد منك إلا كرم الخلق وطول البال والنصح والارشاد
والله تعالى اعلم(43/466)
سؤال عن برامج التخريج
ـ[أحمد الغويري]ــــــــ[18 - 05 - 05, 12:46 م]ـ
ارجو المساعدة: ماهي افضل البرامج الحاسوبية في تخريج الاحاديث؟
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[19 - 05 - 05, 01:31 م]ـ
لعلك تستفيد إن شاء الله من موقع جامع الحديث:
http://www.sonnh.com/
تقوم بالبحث الصرفي للحديث، ثم الضغط على أي حديث للدخول على الصفحة لقراءته، ثم الضغط على تخريج الحديث أعلى الصفحة للحصول على تخريج الحديث في أكثر من 400 كتاب حديثي مسند إن شاء الله تعالى.(43/467)
ما صحة أثر حذيفة رضي الله عنه في معرفة الرجل هل أصابته الفتنة أم لا؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 05 - 05, 02:23 م]ـ
روي أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه سُئل:
كيف يعرف الرجل منا هل أصابته الفتنة أم لا؟.
فقال رضي الله عنه:
إن كان مايراه حراما بالأمس يراه حلالا اليوم فقد أصابته الفتنة.
الله المستعان.
أسوق هذا الأثر المروي عن حذيفة رضي الله عنه موعظة لي ولإخواني أولا.
ثم أسأل عن صحة نسبته إلى حذيفة رضي الله عنه، حيث روي أيضا عن سفيان (الثوري أو ابن عيينة)؟ الشك مني.
فما رأي الأفاضل؟.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[19 - 05 - 05, 02:55 م]ـ
بارك الله فيكم.
وليت لنا تلك القلوب، فنعتبر.
-----
الأثر مشهور من رواية الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي عمار عن حذيفة رضي الله عنه.
ورواه عن الأعمش غيرُ واحدٍ، منهم سفيان.
ولم أجد نسبة القول إلى سفيان، فلعلكم تسعفونني بمرجِعِهِ.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[19 - 05 - 05, 05:08 م]ـ
في مستدرك الحاكم ومصنف ابن أبي شيبة والفتن لنعيم بن حماد وحلية الاولياء:" فإن كان رأى حلالا كان يراه حراما فقد أصابته الفتنة، وإن كان يرى حراما كان يراه حلالا فقد أصابته الفتنة ".
والمعنى أن يتغير رأي الرجل حلالا أو حراما بالرأي والهوى وليس معناه أن يغير رأيه حسب قوة الأدلة الشرعية الصحيحة وظهورها، فإن ذلك قد لاينجو منه أحد.
والله أعلم
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 05 - 05, 08:25 م]ـ
الأثر مشهور من رواية الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي عمار عن حذيفة رضي الله عنه.
ورواه عن الأعمش غيرُ واحدٍ، منهم سفيان.
ولم أجد نسبة القول إلى سفيان، فلعلكم تسعفونني بمرجِعِهِ.
جزاك الله خير الجزاء، لكن ليتك تتفضل بذكر مرجع النسبة إلى حذيفة رضي الله عنه.
أما نسبة القول إلى سفيان رحمه الله فقد سمعتها مرارا (سماعا) تنسب إلى سفيان رحمه الله، ولم يتيسر لي بحثها.
ولعلي أزيد المسألة بحثا، ولا غنى لي عن بحثكم.
الاخ الفاضل / أباعبدالله الجبوري جزاك الله خير الجزاء على إحالتك وتوجيهك.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[20 - 05 - 05, 09:05 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء، لكن ليتك تتفضل بذكر مرجع النسبة إلى حذيفة رضي الله عنه.
وإياكم أخي العزيز (المسيطير) ..
وعلى الرحب والسعة، فإليكم الروايات التي جاء بها هذا الأثر عن حذيفة - رضي الله عنه -:
فإنه رواه الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي عمار (وهو عريب بن حميد)، عن حذيفة - رضي الله عنه -.
ورواه عن الأعمش جمعٌ، هم - فيما وجدته -:
1. محمد بن عبيد، وعنه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (37343).
2. زائدة بن قدامة، وعنه ابن المبارك، وعنه نعيم بن حماد في الفتن (130).
3. سفيان (ولا أدري أبن عيينة هو أو الثوري؟ وقد يكون الأخيرَ لِمَا سيأتي)، أخرجه الحاكم في المستدرك (8243).
4. أبو معاوية الضرير، وعنه اثنان: سعيد بن منصور، أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 272)، وعلي بن معبد، أخرجه أبو عمرو عثمان بن سعيد المقرئ الداني في السنن الواردة في الفتن ... (26).
5. جرير بن عبد الحميد، أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 272).
وقد رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (34/ 258)، وفيه: ( ... سفيان الثوري أن حذيفة بن اليمان كان يقول ... )، وفيه هذا الإرسال.
ونَسَبَهُ صاحب كنز العمال إلى حذيفة - رضي الله عنه - (31329).
وذكره ابن الجوزي عن حذيفة أيضاً في صفة الصفوة (1/ 610).
والله أعلم.
هذا ما لدي، وأنتظر ما لديكم - حفظكم الله -.
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 01 - 08, 06:43 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب / محمد بن عبدالله .... وأسأل الله أن يزيدك من فضله.
وفي زمن الفتن .... أسأل نفسي:
من الذي لم تصبه الفتنة؟؟!
أسأل الله أن يتدركنا برحمته، ويكفينا شر الفتن ماظهر منها ومابطن.
وأنقل النص بكامله لتتم الفائدة:
عن حذيفة رضي الله عنه قال: " إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا، فلينظر؛ فإن كان رأى حلالا كان يراه حراما فقد أصابته الفتنة، و إن كان يرى حراما كان يراه حلالا فقد أصابته " رواه الحاكم في مستدركه وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
تعليق الذهبي قي التلخيص - كما نقله المحقق -: على شرط البخاري ومسلم*.
----
(*) الشاملة.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[16 - 01 - 08, 07:14 ص]ـ
التأنى فى الرد وعدم العجلة من سمات اهل العلم ولكن ليس لدرجة قرابة ثلاث سنوات يا شيخنا الحبيب (ابتسامة محب)(43/468)
هل هذا أثر أم مجرد دعاء؟ بورك لك في الموهوب. . وشكرت الواهب
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[19 - 05 - 05, 04:31 م]ـ
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
فإن هذا الدعاء
"بورك لك في الموهوب. . وشكرت الواهب. . وبلغ أشده .... ورزقت بره "
قد انتشر بين طلاب العلم انتشارا عظيما يشعر بأنه أثر
فهل هذا يصح؟
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[19 - 05 - 05, 07:49 م]ـ
تحقيق سريع لصيغ التهنئة بالمولود:
قلت للتهنئة بالمولود صيغ مشهورة منها:
الصيغة الأولى: شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب وبلغ أشده ورزقت بره و هو أثر عن الحسن سنده ضعيف
قال علي ابن الجعد في ((مسنده)) (1448/ 3398): أخبرني الهيثم بن جماز قال قال رجل عند الحسن: يهنيك الفارس فقال الحسن وما يهنيك الفارس لعله أن يكون بقارا أو حمارا ولكن قل شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب وبلغ أشده ورزقت بره0
قلت: و أخرجه كذلك ابن عدي ((الكامل)) (7/ 101)، وابن أبي الدنيا ((العيال)) (1/ 365/201) جميعاً من طريق الهيثم ابن جماز قال: قال: رجلٌ عند الحسن به نحوه
.قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً من أجل الهيثم ابن جماز.
قال ابن عدي ((الكامل في الضعفاء)) (7/ 101):
الهيثم بن جماز بصري ثنا احمد بن على بن بحر ثنا عبد الله بن الدورقي ثنا يحيى بن معين قال الهيثم بن جماز الحنفي كان بالبصرة ضعيف وثنا محمد بن علي ثنا عثمان بن سعيد سألت يحيى عن الهيثم بن جماز قال ليس بشيء ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا عباس سمعت يحيى بن معين يقول الهيثم بن جماز ضعيف وفي موضع آخر الهيثم قاص كان بالبصرة ليس بذلك يروي عنه هشيم ثنا بن أبى عصمة ثنا أبو طالب سألت احمد بن حنبل عن الهيثم بن جماز قال كان منكر الحديث ترك حديثه ثنا بن حماد قال قال السعدي الهيثم بن جماز كان قاصا ضعيفا روى عن ثابت معاضيل
قلت (فكري): ثم أسند ابن عدي جملة من أفراده ثم قال ((الكامل في الضعفاء)) (7/ 102):
وللهيثم غير ما ذكرت وأحاديثه افراد غرائب عن ثابت وفيها ما ليس بالمحفوظ
قال الحافظ ابن حجر ((لسان الميزان)) (6/ 204): الهيثم بن جماز الحنفي البكاء بصري معروف عن يحيى بن أبي كثير وثابت البناني وعنه شجاع بن أبي نصر وآدم بن أبي إياس وجماعة قال يحيى بن معين كان قاضيا بالبصرة ضعيف وقال مرة ليس بذاك وقال أحمد ترك حديثه وقال النسائي متروك الحديث
قلت (فكري): ثم ذكر له الحافظ جملة من افراده منها هذا الأثر ثم قال ((لسان الميزان)) (6/ 204): قال بن عدي وأحاديثه إفراد غراب وفيها ما ليس بالمحفوظ وقال أبو زرعة وأبو حاتم ضعيف زاد أبو حاتم منكر الحديث قال البزار لا يحتج بما انفرد به وقال الجوزجاني كان قاضيا ضعيفا روى عن ثابت معاضيل وقال الساجي متروك جدا ذكره البرقي في الكذابين.
قلت: وللحديث اسناد آخر عن الحسن ولكنه ضعيف: أخرجه الحافظ هبة الله ابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (59/ 267) من طريق سعيد بن نصير نا كثير بن هشام نا كلثوم بن جوشن قال جاء رجل عند الحسن وقد ولد له مولود .. به نحوه
قلت: اسناده ضعيف من أجل كلثوم ابن جوشن
ايقاظ: و مع ضعف اسناد هذا الأثر إلا أن أهل العلم تمثلوا به في مثل هذه الأحوال، من باب كونه دعاء طيب، و ذلك مع اعتقاد عدم ثبوته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، و من هؤلاء الشيخ أبي زكريا النووي حيث قال في ((الأذكار)) (1/ 648): يُستحبّ تهنئة المولود له قال أصحابنا: ويُستحبّ أن يُهَنَّأ بما جاءَ عن الحسين رضي اللّه عنه أنه علَّم إنساناً التهنئة فقال: قل: باركَ اللّه لكَ في الموهوب لك وشكرتَ الواهبَ وبلغَ أشدَّه ورُزقت برّه. ويُسْتَحَبُّ أن يردّ على المُهنىء فيقول: باركَ اللّه لك وبارَك عليك وجزاكَ اللّه خيراً ورزقك اللّه مثلَه أو أجزلَ اللّه ثوابَك ونحو هذا
و أيضا الشيخ القحطاني ((حصن المسلم)) حيث قال: [بارك الله لك في الموهوب لك وشكرت الواهب وبلغ أشده ورزقت بره]
ويرد عليه المهنأ فيقول: [بارك الله لك وبارك عليك وجزاك الله خيرا ورزقك الله مثله وأجزل ثوابك].
الصيغة الثانية: جعله الله تعالى مباركا عليك وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم و هي أثر مذكور عن أيوب ابن أبي تميمة رضى الله عنه و هو محتمل للتحسين
قال ابن أبي الدنيا ((العيال)) (1/ 366/202): حدثنا خالد بن خداش حدثنا حماد بن زيد قال كان أيوب إذا هنأ بمولود قال جعله الله مباركا عليك وعلى أمة محمد
و من طريق خالد ابن خدداش عن حماد به أخرجه الطبراني ((الدعاء)) (1/ 294/946)، و أبو نعيم ((الحلية)) (3/ 8)
ووردت هذه الصيغة عن الحسن أيضاً باسناد لا بأس به:
قال الطبراني ((الدعاء)) (1/ 294/945): حدثنا يحي بن عثمان بن صالح ثنا عمرو بن الربيع بن طارق ثنا السري بن يحيى أن رجلا ممن كان يجالس الحسن ولد له ابن فهنأه رجل فقال ليهنك الفارس فقال الحسن وما يدريك أنه فارس لعله نجار لعله خياط قال فكيف أقول قال قل جعله الله مباركا عليك وعلى أمة محمد
و هناك آثار أخرى راجعها في كتاب ((العيال)) لابن أبي الدنيا (1/ 363،364) فلتراجع
و كتبه أبو حازم فكري زين العابدين محمد السكندري
¥(43/469)
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[20 - 05 - 05, 09:54 م]ـ
ايقاظ: و مع ضعف اسناد هذا الأثر إلا أن أهل العلم تمثلوا به في مثل هذه الأحوال، من باب كونه دعاء طيب، و ذلك مع اعتقاد عدم ثبوته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
جزاك الله خيرا. نسأل الله تعالى أن يكتب لك به أجرا
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[21 - 05 - 05, 02:06 ص]ـ
أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعك به
أخيك،
أبو حازم فكري زين العابدين محمد السكندري
.
ـ[أبو معاذ الخولاني]ــــــــ[18 - 12 - 05, 02:35 م]ـ
و مع ضعف اسناد هذا الأثر إلا أن أهل العلم تمثلوا به في مثل هذه الأحوال، من باب كونه دعاء طيب، و ذلك مع اعتقاد عدم ثبوته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيكم، ولكن لدي استفسار ألا وهو الضابط لتمثل دعاء ما؟
بمعنى آخر هل يحق لأي شخص أن يضع دعاء خاصاً يدعو به للعائد من السفر مع الاعتقاد بأنه غير ثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ثم يقوم بنشره بين الناس؟ ألا يمكن أن يعتقد العامة بأن الدعاء ثابت لأنهم سمعوه من إمام أو خطيب مسجد كما هو الحال في كثير من الأدعية المنتشرة ومن بينها هذا الدعاء المذكور في الموضوع؟
أرجو التوضيح بارك الله فيكم.
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[04 - 03 - 06, 06:51 م]ـ
...............
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[08 - 01 - 08, 10:15 ص]ـ
للرفع
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[02 - 06 - 08, 08:24 م]ـ
ابا معاذ الخولاني لا مزيد على ما ذكرت وهو الصواب بلا ريب والوارد الوارد تسلم يا عبد الله
ـ[علي الكناني]ــــــــ[09 - 04 - 10, 11:43 م]ـ
عام 1418هـ
اتصلت على شيخنا الإمام ابن باز قدس الله روحه ونور ضريحه
وبشرته بولادة ابنتي
فكان دعاءه لها:
(أسأل الله أن يتقبلها بقبول حسن وأن ينبتها نباتاً حسنا)
ولم يدع لها بالصيغة الوارد عن الحسن البصري رحمه الله
ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[11 - 04 - 10, 01:16 ص]ـ
الراجح الذي لا ريب فيه ولا شبهة تعتريه أن في الصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غنية عما سواه من أقوال الرجال، فكيف ولم تثبت أيضاً عن الرجال؟!!!!
رحم الله الإمام النووي، وغفر للقحطاني أليس في هذا الأثر اثبات اسم لله لم يسم به نفسه في كتابه ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة وهو: (الواهب)؟!!!!!
فكبف يستحب؟!!!
ايقاظ: و مع ضعف اسناد هذا الأثر إلا أن أهل العلم تمثلوا به في مثل هذه الأحوال، من باب كونه دعاء طيب، و ذلك مع اعتقاد عدم ثبوته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، و من هؤلاء الشيخ أبي زكريا النووي حيث قال في ((الأذكار)) (1/ 648): يُستحبّ تهنئة المولود له قال أصحابنا: ويُستحبّ أن يُهَنَّأ بما جاءَ عن الحسين رضي اللّه عنه أنه علَّم إنساناً التهنئة فقال: قل: باركَ اللّه لكَ في الموهوب لك وشكرتَ الواهبَ وبلغَ أشدَّه ورُزقت برّه. ويُسْتَحَبُّ أن يردّ على المُهنىء فيقول: باركَ اللّه لك وبارَك عليك وجزاكَ اللّه خيراً ورزقك اللّه مثلَه أو أجزلَ اللّه ثوابَك ونحو هذا
و أيضا الشيخ القحطاني ((حصن المسلم)) حيث قال: [بارك الله لك في الموهوب لك وشكرت الواهب وبلغ أشده ورزقت بره]
ويرد عليه المهنأ فيقول: [بارك الله لك وبارك عليك وجزاك الله خيرا ورزقك الله مثله وأجزل ثوابك].
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 01:27 ص]ـ
الراجح الذي لا ريب فيه ولا شبهة تعتريه أن في الصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غنية عما سواه من أقوال الرجال، فكيف ولم تثبت أيضاً عن الرجال؟!!!!
رحم الله الإمام النووي، وغفر للقحطاني أليس في هذا الأثر اثبات اسم لله لم يسم به نفسه في كتابه ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة وهو: (الواهب)؟!!!!!
هو من بابِ الإخبارِ عن اللهِ جلَّ وعلا، وهوَ بابٌ أوسع، فهوَ سبحانهُ الذي وهبهُ.
ـ[ابراهيم خطاب]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة القيمة(43/470)
أثر بين عبد الله عمرو وابن عباس وابن عمر أين أجده
ـ[هادي محمد أحمد]ــــــــ[19 - 05 - 05, 08:24 م]ـ
أين أجد تخريج هذا الأثر:
جاء رجل إلى عبد الله بن عمرو فسأله عن مسألة فقال له: انظر إلى ذلك الرجل فاسأله وأشار إلى ابن عمر.
فسأله ورجع إلى عبد الله بن عمرو، فقال له: يقول كذا وكذا. فقال اذهب إلى هذا الرجل فاسأله وأشار إلى ابن عباس، فسأله ورجع إليه فقال له: يقول كذا وكذا. قال الرجل لعبد الله بن عمرو: ما
تقول أنت؟ قال عبد الله بن عمرو: أقول بقولهما.
ذكرها الشيخ اللحيدان في فتوى له.
ـ[هادي محمد أحمد]ــــــــ[08 - 06 - 05, 10:45 ص]ـ
للرفع
ـ[هادي محمد أحمد]ــــــــ[08 - 06 - 05, 02:46 م]ـ
للرفع
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[08 - 06 - 05, 03:58 م]ـ
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: (مصنف ابن أبي شيبة ج3/ص164
13085 حدثنا أبو بكر قال ثنا بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال أتى رجل بن عمر فسأله عن محرم وقع بإمرأته فسأله فاشار له إلى عبد الله بن عمرو فلم يعرفه الرجل قال شعيب فذهبت معه فسأله فقال بطل حجه قال فيقعد قال لا بل يخرج مع الناس فيصنع ما يصنعون فإذا أدركه قابل حج وأهدى فرجعا إلى عبد الله بن عمر فأخبراه فأرسلنا إلى بن عباس قال شعيب فذهبت إلى بن عباس معه فسأله فقال له مثل ما قال بن عمرو فرجع إليه فأخبره فقال له الرجل ما تقول أنت فقال مثل ما قالا)
ـ[هادي محمد أحمد]ــــــــ[11 - 09 - 05, 08:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وأعتذر عن التأخر في الرد
وقد استفدت من مشاركتك
ـ[السدوسي]ــــــــ[11 - 09 - 05, 11:28 ص]ـ
وقد بين الحاكم رحمه الله من هذه القصة سماع شعيب من جده في الاسناد المشهور عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.(43/471)
هل صح الخبر في زيارة فاطمة، رضي الله عنها، قبر حمزة، رضي الله عنه
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[20 - 05 - 05, 06:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الإخوة الكرام
ماصحة الأثر التالي:
قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين، كتاب الجنائز:
حدثنا أبو أحمد أحمد بن محمد بن حامد العدل بالطابران، ثنا تميم بن محمد، ثنا أبو مصعب الزهري، حدثني محمد بن إسماعيل بن أبي الفديك، أخبرني سليمان بن داود، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه: (أن فاطمة بنت النبي، صلى الله عليه وسلم، كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتبكي وتصلي عنده).
قال الحاكم: هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات
والله يحفظكم
والسلام
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[20 - 05 - 05, 07:08 م]ـ
ثم وجدت التعليق التالي في كشفُ السُتور في نهي النساء عن زيارة القبور، للشيخ حماد الأنصاري الأستاذ بالدراسات العليا بالجامعة الاسلامية:
قال الحاكم: "رواته عن آخرهم ثقات", وتعقبه الذهبي في تلخيصه فقال: "هذا منكر جداً وسليمان ضعيف".
على الرابط التالي
http://www.iu.edu.sa/Magazine/52/3.htm(43/472)
هل يصح هذا الحديث
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[22 - 05 - 05, 11:26 ص]ـ
حدثنا الحسين بن حريث حدثنا علي بن الحسين بن واقد حدثني أبي حدثني عبد الله بن بريدة قال سمعت بريدة يقول
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت يا رسول الله إني كنت نذرت إن ردك الله سالما أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا فجعلت تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب ثم دخل عمر فألقت الدف تحت استها ثم قعدت عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان ليخاف منك يا عمر إني كنت جالسا وهي تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف
ـ[أبو جهاد السلفي]ــــــــ[22 - 05 - 05, 01:34 م]ـ
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث بريدة وفي الباب عن عمر وسعد بن أبي وقاص وعائشة وعلق عليه الامام البيهقي في السنن بالتالي (إنما أذن لها في الضرب لأنه أمر مباح وفيه إظهار الفرح بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجوعه سالما لا أنه يجب بالنذر والله أعلم (سنن البيهقي الكبرى (.
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[22 - 05 - 05, 01:42 م]ـ
أحسنت
وقد قال الشيخ - إمام الفقه في هذا الزمان - محمد بن صالح العثيمين: لا بأس بالدف للجواري ورقصهن- اي صغيرات السن - في المناسبات والأعياد .. واستدل رحمه الله بحديث الإمام البخاري في رقص الحبشة في طائفة مسجد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو يرى وزوجه عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ولم ينكر ذلك , لأنه كان يوم عيد , قلت: وهذه أيظا حبشية .... ولكن الشيخ رحمه الله رخّص في الدف في الزواجات (للصغيرات) من غير تكّسر و خلاعة - يعني رقص وما يشبهه.
والله وحده أعلم بالحق
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[22 - 05 - 05, 01:52 م]ـ
بارك الله فيكما
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[22 - 05 - 05, 02:11 م]ـ
- حديث آخر: رواه أبو داود في "سننه" (5) حدثنا مسدد ثنا الحارث بن عبيد أبو قدامة عن عبيد اللّه بن الأخنس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن امرأة أتت النبي صلى اللّه عليه وسلم، فقالت: يا رسول اللّه إني نذرت أن أضرب على رأسك بالدف، قال: أوفي بنذرك، قالت: إني نذرت أن أذبحك مكان كذا - لمكان كان يذبح فيه أهل الجاهلية - قال: لصنم، أو وثن؟ قالت: لا، قال: أوفي بنذرك، انتهى. وأخرجه الترمذي في "المناقب" عن علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن ابن بريدة عن أبيه، قال: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في بعض مغازيه، فلما انصرف جاءت جارية سوداء، فقالت: يا رسول اللّه إني كنت نذرت إن ردك اللّه صالحاً أن أضرب بين يديك بالدف، الحديث، وقال: حديث حسن صحيح، غريب، ورواه ابن حبان في "صحيحه"، وقال فيه: أن أضرب على رأسك بالدف، فقال عليه السلام: إن كنت نذرت فافعلي، وإلا فلا، قالت: بل نذرت، فقعد عليه السلام، وقامت، فضربت بالدف، انتهى. قال ابن القطان في "كتابه": وعندي أنه ضعيف، لضعف علي بن حسين بن واقد، قال أبو حاتم: ضعيف، وقال العقيلي: كان مرجئاً، ولكن قد رواه غيره، كما رواه ابن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب عن حسين بن واقد به، وزاد: فضربت، فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل عمر، وهي تضرب، فألقت الدف، وجلست عليه، فقال عليه السلام: إني لأحسب الشيطان يفرق منك يا عمر، قال: وهذا حديث صحيح، انتهى كلامه.
-------------------------------
(5) في "النذور - باب ما يؤمر به من الوفاء" ص 113 - ج 2، وعند الترمذي في "مناقب عمر" ص 216 - ج 2.
انظر الى نصب الراية تخريج احاديث الهادية للزيلعي
12) "باب الحالف يستثني بعد ما يتكلم" ص 116 - ج 2(43/473)
لماذا التجرؤ على الصحيحين
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[23 - 05 - 05, 04:57 ص]ـ
لقد لاحظت ـ ولاحظ غيري ـ تجرؤ بعض الإخوة على أحاديث الصحيحين!!!
وكنت أسائل نفسي دائماً , لماذا الطعن في أحاديثهما قد كثر هذه الأيام من قبل الأحداث , وقد تلقت الأمة هذين الكتابين بالقبول؟ فلم الطعن فيهما إذاً؟
أما لهذا الأمر من منتهى.
ألا فاتقوا الله فينا , ويكفي تعالماً ....
فوالله إني لأخشى أن يأتي يوماً ونرى أحدهم ـ وهو منسوب إلى أهل السنة ـ يطعن في كتاب الله ....
نسأل الله السلامة والعافية في الدين والدنيا والآخرة.
وإني أناشد الإخوة القائمين على هذا المنتدى المبارك بالتصدي لهذه الظاهرة الخبيثة , والتي وللأسف بدأت تتفشى كالطاعون رويداً رويداً في ملتقانا الحبيب!!!!
فتارة نرى أتباعاً للزنيم محمود , وتارة للطغمة الأسمري , بله نجد من يصف الكوثري الخبيث بالإمامة ولعله لا يزال يكتب بيننا وباسم آخر ,,,,, فإلى الله المشتكى , وهو وحده القادر على كشفهم وفضحهم , أو هدايتهم.
كتبه / أبومحمد.
ـ[الاستاذ]ــــــــ[23 - 05 - 05, 07:31 ص]ـ
بارك الله فيك أبا محمد
ولي استفسار: من هو الأسمري الذي ذكرته؟
ـ[مسعد الحسيني]ــــــــ[23 - 05 - 05, 10:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي خالد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معك حق أخي الحبيب، فقد طفح الكيل من مثل هؤلاء النفر الذين يتبجحون على الصحيحين بحجة أنهم يفيدون الإخوة ببعض العلم، وأرى أن هذا العلم المزعوم كالسم في العسل، فالأفضل أن تُحذف جميع المواضع التي تتحدث عن مثل هذه الأشياء.
بل أرى من الواجب إلغاء عضوية كل من يتحدث في هذا الأمر وفورًا.
وكذا كثر على صفحات الملتقى الحبيب سبٌّ وشتمٌ بين بعض الأعضاء وبعض، أجعل هذا الملتقى للأخذ بالثأر أم ماذا؟، يا إخواني اتقوا الله وقولوا خيرًا.
فإننا والله محاسبون على أقوالنا كما نحاسب على أفعالنا.
وتذكروا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت).
وأخيرًا، اجعلوا يا أعضاء الملتقى الكرام الخلافات التي بينكم خارج الملتقى، لأن الملتقى ساحة علم، نتدارسه فيما بيننا، ولم يُجعل للثأثر!!!!!!!!!!!!!!!!
فاتقوا الله وقولوا قولا جميلا
والله الهادي لأقوم طريق
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[23 - 05 - 05, 10:41 ص]ـ
السؤال (8270): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أثير موضوع بين الشباب هذه الأيام يريدون إثبات أن الأحاديث التي في البخاري أحاديث صحيحة، ولم يتم فيها تحريف، حيث إن البخاري لم يتلق عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- مباشرة، وهذا أمر في غاية الخطورة، ويقولون: ليس الغرض أن نشكك في البخاري نفسه، ولكن قد يكون حرف الكتاب، فكيف نثبت أنه لم يحرف كما حدث مع الأديان الأخرى من تحريف؟ فالرجاء الإفادة، ولكم الشكر.
الجواب:
أخي الكريم: اعلم أن كل من يحاول أن يقلل من أهمية الحديث النبوي في أعين المسلمين، وينال من ثقة المحدثين يرد أولاً على أحاديث الصحيحين (البخاري ومسلم)؛ لأنه يعرف أنه إن نجح في تشكيك صحة أحاديثهما فنجاحه في تشكيك دواوين السنة الأخرى أهون؛ لأنهما أصح الكتب بعد القرآن الكريم وقد تلقتهما الأمة بالقبول، ثم إن الكتاب الذي وصلت إلينا محتوياته بأسانيد معتبرة أشد الاعتبار هو (صحيح البخاري)، وذلك لأن مؤلفه قام بتمحيص أسانيده أكثر من أي مؤلف آخر.
ومما يروى في حفظه وتحريه أنه قال:" أحفظ مئة ألف حديث صحيح، وأحفظ مئتي ألف حديث غير صحيح" وقال:" أخرجت هذا الكتاب من زهاء ستمئة ألف حديث"، وقال عنه الإمام الترمذي:" لم أر بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل".
ثم اعلم أخي الكريم: أن الدعوة إلى نقد (صحيح البخاري) في هذا الزمن الذي كثر فيه أهل الأهواء المغرضون سبب في إزالة هيبة الصحيحين من قلوب كثير من الناس، وهذه خسارة فادحة، ومنقصة عظيمة، والله المستعان.
وقد تكفل الله –تعالى- بحفظ كتابه فقال:"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، وحفظ الكتاب لا يكون إلا بحفظ السنة، فهي إذاً محفوظة بالتبع.
أجاب عن السؤال: لجنة البحث العلمي بموقع الإسلام اليوم.
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[23 - 05 - 05, 10:47 ص]ـ
بل أرى من الواجب إلغاء عضوية كل من يتحدث في هذا الأمر وفورًا.
جزاكم الله خيرا
والله أعلم أرى أن يناقش من يتكلم في هذا لعل الله أن يرده إلى الصواب.
لكن لا يناقش علانية في الملتقى حتى لا يتشرب بعض الأخوة ببعض الشبه، لكن يناقش مثلا على الماسنجر أو غيره، وأكرر: لا يناقش علانية في الملتقى.
وبعد ذلك ينظر ماذا أثمرت المناقشة.
ـ[النصري]ــــــــ[23 - 05 - 05, 03:51 م]ـ
نابتة سوء وقد يستبطنها المرء ولا يشعر مداها بحجة حرية البحث، وقديما حاول من في قلبه مرض بالطعن في أحاديث الصحيحين فتصدى له الأشاوس من حملة الوراثة النبوية، فحذار من هذا المسلك الوخيم فطريقه هدم للشريعة وإن لم يشعر سالكه.
ودمت أخي خالد على هذا التنويه المبارك
¥(43/474)
ـ[أبو غازي]ــــــــ[23 - 05 - 05, 04:01 م]ـ
هل تعنون جميع أحاديث الصحيحين؟
حتى الأحاديث التي تكلم عليها الأئمة النقاد؟
ـ[عبدالرحمن برهان]ــــــــ[23 - 05 - 05, 04:01 م]ـ
فعلا لقد تعجبت من هذا التجرؤ على الصحيحين وقلت كثيرا لنفسي دعك عنك ما يقال عن الصحيحين فالامة تقلبتهما ومالك ومال هؤلاء النفر ...
لذلك اضم صوتي للشيخ خالد الانصاري ... واقول لمن يريد التجرؤ على ذلك ارفعوا ايديكم عنهما ..
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[23 - 05 - 05, 04:20 م]ـ
هل تعنون جميع أحاديث الصحيحين؟
حتى الأحاديث التي تكلم عليها الأئمة النقاد؟
الأحاديث التي تكلم عليها الأئمة لا تدخل في النقاش وإلا لطعنا في الأئمة كذلك، على أن الأحاديث التي تكلم عليها الأئمة لابد من مناقشتها وأحيانا كثيرة جدا يكون الصواب مع الشيخين، وإنما المقصود الهجمة الشرسة التي يتبناها البعض لمجرد فتح تقريب التهذيب ويرى حكم الحافظ أن فلانا (راوي الحديث في الصحيح) صدوق يهم أو غير ذلك.
والله أعلم.
العنوان هل في البخاري أحاديث ضعيفة
المجيب د. الشريف حاتم بن عارف العوني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
التصنيف السنة النبوية وعلومها/مسائل في المصطلح
التاريخ 24/ 12/1424هـ
السؤال
هل صحيح أن الشيخ الألباني وجد أحاديث لا ترقى إلى الصحة في صحيح البخاري؟.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد: أقول وبالله التوفيق:
نعم .. لقد ضعَّف الشيخ الألباني أحاديث قليلة جداً في صحيح البخاري، ولكن لا يلزم من تضعيف الشيخ لها أن تكون ضعيفة بالفعل، بل قد تكون صحيحة كما ذهب إلى ذلك البخاري من قبل، وقد تكون ضعيفة فعلاً. فتضعيف الشيخ الألباني – عليه رحمة الله- اجتهاد منه، قابل للقبول والرد. لكن العلماء قد نصوا أن أحاديث الصحيحين (صحيح البخاري وصحيح مسلم) كلها مقبولة، إلا أحاديث يسيرة انتقدها بعض النقاد الكبار، الذين بلغوا رتبة الاجتهاد المطلق في علم الحديث. وأن ما سوى تلك الأحاديث اليسيرة، فهي متلقاة بالقبول عند الأمة جميعها.
وبناء على ذلك: فإن الحديث الذي يضعفه الشيخ الألباني في صحيح البخاري له حالتان: الأولى: أن يكون ذلك الحديث الذي ضعفه الألباني قد سبقه إلى تضعيفه إمام مجتهد متقدم، فهذا قد يكون حكم الشيخ الألباني فيه صواباً، وقد يكون خطأ، وأن الصواب مع البخاري.
الثانية: أن يكون الحديث الذي ضعفه الألباني لم يسبق إلى تضعيفه، فهذا ما لا يقبل من الشيخ -رحمه الله-؛ لأنه عارض اتفاق الأمة على قبول ذلك الحديث (كما سبق). والله أعلم.
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=40572
ـ[أبو غازي]ــــــــ[23 - 05 - 05, 04:25 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمود.
ـ[زيد بن زياد المصري.]ــــــــ[23 - 05 - 05, 10:17 م]ـ
من الاسمري المقصود في كلام الاخ الانصاري؟
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[24 - 05 - 05, 12:46 ص]ـ
هو صالح الأسمري واسمه علم محض لا ينطبق على مسماه. هداه الله.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[24 - 05 - 05, 01:36 م]ـ
هل تعنون جميع أحاديث الصحيحين؟
حتى الأحاديث التي تكلم عليها الأئمة النقاد؟
أخي الحبيب:
وهل نحن مؤهلون أصلاً لانتقاد أحاديثهما , إلا إن كنا نرى في أنفسنا أئمة الجرح والتعديل!!!
ولايفهم من كلامي هذا على غير مراده , فباب الاجتهاد مفتوح , ولنجعله في غير هذين الكتابين , والأحاديث المنتقدة قد كفيناها , وقد قتلت بحثاً.
وهذه صورة من صور التعدي عليهما تجدها على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21050
فأناس لم يقرأوا إلا كتاباً أو كتابين , بل إنهم لايعرفون شروطهما فضلاً عن أن يتحدثوا في علم العلل والجرح والتعديل , وصدقني أن مبلغ علمهم رؤوس أقلام في مصطلح الحديث , فهم لايفرقون بين الحديث المقطوع والمنقطع ..... فإلى الله المشتكى.
الداعي لكم / أبومحمد.
ـ[سيف 1]ــــــــ[24 - 05 - 05, 02:41 م]ـ
اخي الكريم خالد
ولكن الآفة الحق ان نتكلم من انفسنا عن حديث لم يتم تعليله من الأئمة النقاد
وما أشرت اليه في الرابط المذكور أعل من قبلهم كما اعل البخاري وغيره احاديث وأخرجها مسلم
وقال ابن تيمية: وغالب ما انتقد على البخاري كان الحق فيه مع البخاري
بعكس مسلم.فانظر
ولا يظن احد اني داعية الى هذا المنهج في تقليب الصحيحين وتعليل الأحاديث فيهما
ولكن ايضا نذكر قول الأئمة الفطاحل الذين عللوا بعض الأحاديث
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[24 - 05 - 05, 03:13 م]ـ
أخي الحبيب:
ذكر أقوال الأئمة في هذا الشأن هو مما يستأنس به , وحتى الدارقطني وهو إمام الدنيا في هذا الشأن انتقد في بعض انتقاداته على الصحيحين!!
فكلامي بارك الله فيك , هو في هؤلاء الذين ينصبون أنفسهم أئمة للجرح والتعديل حتى تطاولت ألسنتهم وأيديهم على هذين الكتابين.
قال الله تعالى: {فاتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} , فهذه فتنة , أجارنا الله وإياكم منها.
وهذا رابط آخر فيه صورة من صور التعدي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30815
فإلى الله المشتكى.
¥(43/475)
ـ[أبو غازي]ــــــــ[24 - 05 - 05, 05:56 م]ـ
الأخ خالد الأنصاري.
جزاك الله خيراً على دفاعك عن كتب أهل العلم, ولكن ليس لأحد الحق في منع الناس من الكلام في الأحاديث التي أعلها الأئمة النقاد كالدارقطني وغيره.
أما الحديث المذكور في الرابط "اسمع وأطع، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" فهو كما رأيت قد أعله الدراقطني ووافقه النووي.
وهناك غيرها من أحاديث.
والواجب هو الذب عن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت في الصحيحين, فلا أظن أنه يرضيك أن ننسب حديثاً للنبي صلى الله عليه وسلم وهو لم يقله.
والكلام على أحاديث الصحيحين خاص بالأئمة النقاد, ليس لكل أحد.
ـ[أبو حسين]ــــــــ[24 - 05 - 05, 06:17 م]ـ
وهذا رابط آخر فيه صورة من صور التعدي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30815
فإلى الله المشتكى. [/ QUOT
أين التعدي في هذا الرابط
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[24 - 05 - 05, 06:24 م]ـ
جزى الله الإخوة جميعا على مشاركاتهم النافعة
ولاشك أن الطعن في الصحيحن أو أحدهما من الزيع والضلال والخروج عن سبيل علماء السنة والأثر.
فالغيرة على السنة وعدم التساهل في الطعن في أحاديث الصحيحن مطلب مهم يحث عليه علماء اهل السنة.
ونود أن نفيد لإخوة الكرام بأن المواضيع التي يرون أن فيها تجرؤ على الصحيحين أو طعن فيها قد لا تكون كذلك، وما زال أهل العلم يناقشون آحادا من الأحاديث في الصحيحين وغيرها، وكلام أهل العلم في هذا الباب كثير مشهور، أما الطعن فيهما جملة فلاشك في زيع هذا القول وكونه طعنا في السنة، فننصح الإخوة الذين لايحسنون علم الحديث وعلم العلل بعدم الدخول في النقاشات الحديثية التي يكون فيها نقاش لأحد طرق حديث في الصحيحين ونحوها حتى لايلتبس عليهم الأمر.
فالقصد أن هذه المواضيع النقاشية المطروحة ليس فيها تعد على الصحيحين-وهذا لايسمح به في الملتقى، ولو قلنا بأن نقد حديث أو طريق في أحد الصحيحين طعن فيهما وتعد عليهما لاتهمنا جماعات من أهل العلم بالتعدي على الصحيحين لكونهم ناقشوا طريقا أو رواية أو حديتا في الصحيح.
فإذا كان النقاش بين طلبة العلم في حديث أو طريق فهو جادة مطروقة عند أهل العلم يبرز فيه جانب فن علم العلل عند المحدثين وغير ذلك.
هذا ما لزم توضيحه، ونسال الله التوفيق والسداد للجميع.(43/476)
الزيادة في قصة نعيمان في أبي يعلى .. هل هي صحيحه أم شاذة؟؟
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[23 - 05 - 05, 04:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
الأخوة الأفاضل .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى البخاري في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله:
" حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ اللَّهُمَّ الْعَنْهُ مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَلْعَنُوهُ فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ "
وروى أبو يعلى في مسنده:
" حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي عبد الله بن نمير حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه: عن عمر أن رجلا كان يلقب حمارا وكان يهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم العكة من السمن والعكة من العسل فإذا جاء صاحبها يتقاضاه جاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: يا رسول الله أعط هذا ثمن متاعه فما يزيد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبتسم ويأمر به فيعطى فجيء به يوما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شرب الخمر فقال رجل: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تلعنوه فإنه يحب الله ورسوله "
فهل هذه الزيادة في رواية أبي يعلى " وكان يهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم العكة من السمن والعكة من العسل فإذا جاء صاحبها يتقاضاه جاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: يا رسول الله أعط هذا ثمن متاعه فما يزيد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبتسم ويأمر به فيعطى " .. زيادة شاذة مع سوء حفظ هشام بن سعد ووهمه؟؟
وسؤالي الثاني .. أنني حين بحثت في ترجمة " عبد الله بن نمير " وجدت مولده 115 هـ ووفاته 199 هـ .. بينما في ترجمة "هشام بن سعد" أن وفاته 60 هـ كما قال الحافظ في التقريب والتهذيب .. فكيف يروي عنه وقد مات قبل أن يولد؟؟
وقد جاءت نفس تلك الرواية في حلية الأولياء من نفس الطريق ولكن بالعنعنة لا بالتحديث فقال: " ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبي عن هشام بن سعد "!!
أفيدونا بارك الله فيكم .. هل من مزيد بحث في تلك الزيادة؟؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[23 - 05 - 05, 05:05 م]ـ
للرفع .. عاجلا يا شباب بارك الله فيكم
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[24 - 05 - 05, 01:14 ص]ـ
أخي الفاضل - بارك الله فيك -:
[أولاً]: قولك: ((الزيادة في قصة نعيمان في أبي يعلى .. هل هي صحيحه أم شاذة؟؟)).
فأقول: لم يرد في القصة ما يدل على أن صاحب هذه القصة هو نعيمان، وإنما ورد فيها أنه يسمى عبد الله ويلقب حماراً.
وأقول أيضاً: لم يصح حديث ولا أثر في مزاح نعيمان، وقد كتبت موضوع قديماً في هذا الملتقى رداً على أحد الإخوة فراجعه غير مأمور.
[ثانياً]: قولك: ((وسؤالي الثاني .. أنني حين بحثت في ترجمة " عبد الله بن نمير " وجدت مولده 115 هـ ووفاته 199 هـ .. بينما في ترجمة "هشام بن سعد" أن وفاته 60 هـ كما قال الحافظ في التقريب والتهذيب .. فكيف يروي عنه وقد مات قبل أن يولد؟؟)).
فأقول: نعم أخي الفاضل قال ابن حجر ذلك وإليك نصه: ((من كبار السابعة، مات سنة ستين أو قبلها)).
ولكن هذا معناه أنه مات سنة ستين بعد المئة (160هـ)، وليس سنة (60هـ)، وذلك لأمرين:
1 - أن الحافظ ذكره في كبار الطبقة السابعة، أي كبار أتباع التابعين (كمالك والثوري)، وهذه الطبقة تكون وفياتها بعد المئة الأولى من الهجرة.
¥(43/477)
2 - بالرجوع إلى تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب سيزول هذا الإشكال عندك فستجد فيه أن توفي سنة (160هـ).
[ثالثاً]: الزيادة التي وردت عند أبي يعلى منكرة لأمور:
((الأمر الأول)): وهو ضعف هشام بن سعد، فالراجح أنه ضعيف، كما سيأتي تفصيل ترجمته.
((الأمر الثاني)): اضطراب هشام بن سعد، فقد أخرجه البزار (1/ 393/269): حدثنا إبراهيم بن زياد الصائغ، قال: نا عبد الله بن نمير، قال: نا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر أن رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب فأتي به يوما فجلده فقال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله.
قلت: فلم يذكر قصة السمن والعسل هنا، فتارة يذكرها وتارة لا يذكرها، مما يدل على اضطرابه فيها.
((الأمر الثالث)): مخالفة هشام بن سعد لسعيد بن أبي هلال، وبمراجعة ترجمة سعيد بن أبي هلال من التهذيبين، وجدنا أنه صدوق ثقة.
** قلت: وإليك ترجمة هشام بن سعد بالتفصيل من التهذيبين وإكمال تهذيب الكمال:
1 - قال أحمد بن حنبل يقول: لم يكن هشام بن سعد بالحافظ.
وقال أيضاً: هشام بن سعد كذا وكذا، كان يحيى بن سعيد لا يروى عنه.
وقال أيضاً: ليس هو محكم الحديث.
2 - وقال يحيى بن معين: هشام بن سعد ضعيف، و داود بن قيس أحب إلى منه.
وقال أيضاً: هشام بن سعد صالح، ليس بمتروك الحديث.
وقال أيضاً: ليس بذاك القوى.
وقال أيضاً: ليس بشيء، كان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه.
3 - وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، و لا يحتج به، هو ومحمد بن إسحاق عندي واحد.
4 - وقال النسائى: ضعيف الحديث.
وقال في موضع آخر: ليس بالقوى.
5 - وقال ابن عدي: ولهشام غير ما ذكرت، و مع ضعفه يكتب حديثه.
6 - وقال ابن سعد: كان كثير الحديث يستضعف، و كان متشيعاً.
7 - وقال علي بن المديني: صالح، و ليس بالقوى.
8 - وقال أبو زرعة: شيخ محله الصدق. و كذلك محمد بن إسحاق هو هكذا عندي، وهشام أحب إلى من محمد بن إسحاق.
9 - وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأسانيد وهو لا يفهم ويسند الموقوفات من حيث لا يعلم، فلما كثر مخالفته الأثبات فيما يروي عن الثقات بطل الاحتجاج به، وإن اعتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير.
10 - و ذكره يعقوب بن سفيان في " الضعفاء ".
11 - و ذكره ابن البرقي فى باب من نسب إلى الضعف ممن يكتب حديثه.
12 - وذكره العقيلي في "الضعفاء".
13 - وذكره أبو العرب القيرواني في "الضعفاء".
14 - وذكره ابن الجارود في "الضعفاء".
15 - وذكره ابن السكن في "الضعفاء".
16 - وذكره المنتجالي في "الضعفاء".
17 - وذكره أبو بشر الدولابي في "الضعفاء".
18 - وذكره البلخي في "الضعفاء".
19 - أبى داود: هشام بن سعد أثبت الناس فى زيد بن أسلم.
20 - وقال العجلي: جائز الحديث، حسن الحديث.
21 - وقال الساجي: صدوق.
قلت: مما سبق نجد أن جمهور العلماء على تضعيف هشام بن سعد.
ــــــــــ
((خلاصة البحث)): الزيادة في القصة عند أبي يعلى منكرة، لضعف واضطراب هشام بن سعد فيها، وأيضاً لمخالفته لسعيد بن أبي هلال - وهو صدوق ثقة -.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[24 - 05 - 05, 02:13 ص]ـ
وهذا هو الرابط الموضوع المشار إليه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=43805#post43805
ومعذرة أخي على القصور في ردي السابق، فقد شغلتنا أموالنا وأهلونا، والحمد لله على كل حال.
ـ[بن عباس]ــــــــ[24 - 05 - 05, 07:48 ص]ـ
الأخ الكريم أحمد بن سالم المصرى جزاك الله خيراً
فأنا كنت قد سألت نفس هذا السؤال من قبل وقام أحد الأخوة بالرد على ولكنه ذهب إلى تصحيح الحديث ولأنى لست بطالب علم جيد فى علم الحديث _ مازلت مبدتئاً _ فليست لدى الخبرة الكافية فى التخريج:
وأقول: أن الرجل الملقب " حماراً " فى الحديث يظهر أنه نعيمان الأنصارى أو إبنه كما ذهب بن حجر فى الفتح ولتطابق نفس الحادثة فى روايات أخرى حكيت عنه.
لكنى أود معرفة صحة الراوية حقاً خاصة هذه الزيادة التى أشار إليها الأخ الكريم صاحب السؤال وهذا رابط سؤالى من قبل لعلك تطلع عليه _غير مأمور _ بارك الله فيك ففيها نفس الموضوع لكن مع تصحيح الرواية وكذلك الأمر بالنسبة لما رواه بن حجر فى الفتح.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30545&highlight=%CD%E3%C7%D1%C7
و جزاكم الله خيراً
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[24 - 05 - 05, 03:52 م]ـ
ما ذهب إليه الحافظ بعيد، وليس عليه دليل، وقد أثبتُ في ردي السابق ضعف القصة، فمن عنده زيادة علم فليضعها هنا.
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[24 - 05 - 05, 04:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الفاضل أحمد بن سالم .. جزاكم الله خيرا أخي فقد أكدت ما ملت إليه من نكران تلك الزيادة .. وفقك الله لكل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
¥(43/478)
ـ[هشام المصري]ــــــــ[24 - 05 - 05, 05:39 م]ـ
هل هشام بن سعد ضعيف؟ فلقد حسن حديثه ابن حجر و الذهبي و الألباني و الأرناؤوط!!!
ـ[هشام المصري]ــــــــ[24 - 05 - 05, 05:42 م]ـ
كما أن زيادة أبي يعلي ليست شاذة فلم تخالف رواية البخاري فقد جاء في البخاري أنه كان يضحك الرسول صلي الله عليه و سلم.
ـ[هشام المصري]ــــــــ[24 - 05 - 05, 06:02 م]ـ
هذا هو رد الأخ عبد الغفار بن محمد فى الرابط الذي أشار إليه الأخ بن عباس و الذي صحح فيه رواية أبي يعلي:
(أخي الكريم ابن عباس بعد الدراسة الآتية ظهر لي أن الحديث صحيح:
رجال سند أبي يعلى الموصلي
1. محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني في التقريب (ص 490): (ثقة حافظ فاضل من العاشرة ع).
2. عبد الله بن نمير بنون مصغر الهمداني أبو هشام الكوفي في التقريب (ص 327): (ثقة صاحب حديث من أهل السنة من كبار التاسعة ع).
3. هشام بن سعد.
قال الذهبي في الكاشف (2/ 336): عن زيد بن أسلم ونافع والمقبري وعنه بن وهب والقعنبي وابن مهدي قال أبو حاتم لا يحتج به وقال أحمد لم يكن بالحافظ قلت: حسن الحديث مات 16 م 4).
وقال الحافظ في التقريب (ص 572): (صدوق له أوهام ورمي بالتشيع من كبار السابعة مات سنة ستين أو قبلها خت م 4).
4. زيد بن أسلم العدوي مولى عمر أبو عبد الله وأبو أسامة المدني في التقريب (ص 222): (ثقة عالم وكان يرسل من الثالثة مات سنة ست وثلاثين ع).
5. أسلم العدوي مولى عمر في التقريب (ص 104): (ثقة مخضرم مات سنة ثمانين وقيل بعد سنة ستين وهو بن أربع عشرة ومائة سنة ع).
قلت: الحديث معلول بهشام بن سعد وحسن حديثه الذهبي، وهو ما ووافق قول الحافظ (صدوق له أوهام) وقد توبع كما في رواية البخاري المذكورة آنفا والتي تعضد رواية أبي يعلى، كما حسن سند الحديث ابن دهيش محقق الأحاديث المختارة (1/ 184) الذي رواه من طريق محمد بن عبد الله بن نمير.
والله أعلم وإحالة العلم إليه أسلم.)
ـ[بن عباس]ــــــــ[24 - 05 - 05, 07:00 م]ـ
إذن نحن الأن أمام مضعف ومصحح يالها من حيرة!
الأخ أحمد بن سالم ما رأيك فى كلام الأخ عبد الغفار والأخ هشام المصرى حول صحة الحديث وما فيها من زيادة.
أفيدونا فى ذلك وجزاكم الله خيراً
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[24 - 05 - 05, 09:45 م]ـ
إخواني بارك الله فيكم جميعاً:
أولاً: لقد أثبتُّ بالأدلة القاطعة أن هشام بن سعد ضعيف، ((فجمهور الأئمة على تضعيفه)) ولم يخالف في ذلك إلا الساجي والعجلي وأبو داود، فهل يقال بعد ذلك أن هشام حسن الحديث؟!!
ثانياً: نريد من الإخوة الأفاضل رد علمي على الأدلة التي أوردتُها لكم في تضعيف الزيادة، لكن مسألة الحيرة هذه لن تزول إلا بسؤال أهل العلم.
ـ[هشام المصري]ــــــــ[25 - 05 - 05, 01:12 ص]ـ
حتي إذا فرضنا أن هشام بن سعد ضعيف مع مخالفتك لابن حجر و الذهبي و الألباني و الأرناؤوط الذين حسنوا حديثه ألا تقوي هذه الرواية التي جاءت في الإستيعاب (1/ 484) رواية أبي يعلي؟
الرواية هي:
قال الزبير: وحدثني يحيى بن محمد قال: حدثني يعقوب بن جعفر بن أبي كثير حدثنا أبو طوالة الأنصاري عن محمد ابن عمرو بن حزم عن أبيه قال: كان بالمدينة رجل يقال له نعيمان يصيب الشراب فكان يؤتى به النبي صلى الله عليه وسلم فيضربه بنعله ويأمر أصحابه فيضربونه بنعالهم ويحثون عليه التراب فلما كثر ذلك منه قال له رجل: من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لعنك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تفعل فإنه يحب الله ورسوله ". قال: وكان لا يدخل في المدينة رسل ولا طرفة إلا اشترى منها ثم جاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هذا هدية لك فإذا جاء صاحبه يطلب ثمنه من نعيمان جاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أعط هذا ثمن هذا فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أو لم تهده لي ". فيقول يا رسول الله لم يكن عندي ثمنه وأحببت أن تأكله فيضحك النبي صلى الله عليه وسلم ويأمر لصاحبه بثمنه
ـ[بن عباس]ــــــــ[25 - 05 - 05, 01:44 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على جهودكم:
ولكن فى رواية أبى يعلى عن طريق عمرو بن حزم عن أبيه قيل أنه " نعيمان الأنصارى "
وفى رواية البخارى وفى رواية هشام بن سعد عند أبى يعلى أنه كان يلقب " حماراً "
¥(43/479)
وفى رواية البخارى " أنه كان يلقب حماراً " وإسمه عبد الله " وليس " نعيمان "!!
إذن الرواية تحكى أنه يسمى عبد الله وكان يلقب " حماراً " ونفس الرواية أنه " نعيمان "
فأين الخلل؟
وهل عبد الله هو نفسه " نعيمان الأنصارى أم ماذا!
بارك الله فيكم.
ـ[هشام المصري]ــــــــ[25 - 05 - 05, 03:04 ص]ـ
قول الألباني فيمن يضعف هشام بن سعد و حديثه:
في كتاب (دفاع عن الحديث النبوي ص 87 و 88) قال الألباني موجها كلامه للدكتور البوطي:
(11 - ذكر (ص 441) حديث عمر بن الخطاب في مسابقته لأبي بكر الصديق وتصدق أبي بكر بكل ماله وقوله رضي الله عنه: (أبقيت لهم الله ورسوله). وقال في تخريجه في الحاشية: (رواه الترمذي والحاكم وأبو داود وفي سنده هشام بن سعد عن زيد بن أسلم وقد ضعفه الإمام أحمد والنسائي (الأصل الكسائي) واعتبره الحافظ ابن حجر من المرتبة الخامسة فقال عنه:
صدوق له أوهام إلا أن الذهبي نقل عن أبي داود أنه أثبت الناس إذا روى عن زيد بن أسلم كما في هذا الحديث ونقل عن الحاكم أن مسلما أخرج له في الشواهد)
وقال الدكتور عقب الحديث في صلب الكتاب: (وإذا صح هذا الحديث. . .) وأشار إليه (ص 451) وقال: (على ما فيه من احتمالات الضعف التي بينتها في تخريج الحديث)
قلت: وهذا نوع جديد من الدكتور في التخريج فبينما كنا نراه سابقا يقتصر في تخريج الأحاديث على مجرد ذكر من خرجه دون أن يحكم عليه بما يستحقه من صحة أو ضعف وكثيرا ما يكون ضعيفا فيسكت عليه موهما صحته كما سبق مرارا إذا بنا نراه هنا يعكس ذلك ويحاول أن يضعف الحديث الثابت متمسكا بما في هشام بن سعد المذكور من الكلام مع أن حديثه عند أهل المعرفة بعلم الجرح والتعديل وتراجم الرجال لا ينزل عن مرتبة الحسن لأنهم يعلمون أن مجرد كون الراوي متكلما فيه لا يجعل حديثه في مرتبة الضعف لأن هناك مرتبة وسطى بينها وبين مرتبة الصحة وهي الحسن وهشام هذا من هذا القبيل لا سيما في روايته عن ابن أسلم لكثرة روايته عنه وصحبته إياه فلا جرم أنه صحح حديثه الترمذي والحاكم والذهبي بل واحتج به وعلقه الإمام البخاري في (صحيحه) بصيغة الجزم (رقم 228 - مختصر صحيح البخاري) ولذلك خرجته في (صحيح أبي داود)
ومع هذا كله نجد الدكتور البوطي يتجاهل إن لم يكن يجهل تصحيح هؤلاء الأئمة إياه ويحاول نسبة الضعف إليه كأنه ينظر إلى نفسه أنه بلغ المرتبة العليا في علم الحديث ونقده وأخذ الاستقلال التام فيه)
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[25 - 05 - 05, 06:46 ص]ـ
أخي الفاضل هشام المصري:
لقد أثبتُ لك ضعف هشام بن سعد بالأدلة وأقوال الأئمة، فإن كان عندك رد على ما ذكرته فهاته.
وأما نقلك توثيق ابن حجر والألباني وغيرهم، فهؤلاء الأئمة يلخصون حال هشام بن سعد بعد قراءة ترجمته.
فهل بعد أن سردت لك ترجمته وفيها:
18 عالم ضعفوا هشام بن سعد
و3 علماء وثقوه
فالجمهور على تضعيفه، واعلم وفقك الله أنه إذا كان الجرح غير مفسر، وكان يوجد في الراوي جرح وتعديل في نفس الوقت، فالرأي رأي الجمهور، وهذه قاعدة هامة.
ثانياً: ذكرت لك أمور أخرى في تضعيف القصة فلم تجب عليها.
ثالثاً: الرواية التي ذكرتها عند ابن عبد البر، فيها يعقوب بن جعفر بن أبي كثير وهو مجهول.
واعلم أن مجموع الروايتين لا يرتقي لدرجة الحسن، لأن الرواية الأولى تأكدنا أن هشام بن سعد أخطأ فيها لمخالفته للثقة وهو سعيد بن أبي هلال، فتبقى الرواية منكرة لا تصح.
واخيراً أطلب منك رد علمي على ما ذكرته لك، خاصة في ترجمة هشام بن سعد، فالجمهور على تضعيفه.
أما أن تقول ابن حجر والذهبي والألباني والأرناؤوط.
فأقول لك: منهم تعلمنا هذا العلم، وهم علمونا أيضاً أن نتبع الحق أينما كان، وإن جاء به صغار الطلبة.
نريد رداً علمياً على الأدلة التي ضعفنا فيها هذه القصة المنكرة: ((صحابي يكذب على النبي ويهديه هدية ثم يطلب منه أن يدفع ثمن الهدية))، فنحن نعلم الراجع في هبته ما حكمه، ونعلم أنه ((ويل لم يكذب ليضحك الناس ويل له ثم ويل له)).
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[25 - 05 - 05, 10:11 م]ـ
قلت: ومما يزيد هشام بن سعد ضعفاً إلى ضعفه، كما ذكرناه سابقاً ما يأتي:
قال البرذعي في "سؤالات أبي زرعة" (ص391وما بعدها):
[وسمعت أبا زرعة يقول: ((هشام بن سعد واهي الحديث))، أتقنت ذلك عن أبي زرعة وهشام عند غير أبي زرعة أجل من هذا الوزن فتفكرت فيما قال أبو زرعة، ((فوجدت في حديثه وهما كبيرا))، من ذلك أنه حدث عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة في قصة الواقع في رمضان وقد روى أصحاب الزهري قاطبة عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن وليس من حديث أبي سلمة وقد حدث به وكيع عن هشام عن الزهري عن أبي هريرة كأنه أراد الستر على هشام في قوله عن أبي سلمة].
¥(43/480)
ـ[بن عباس]ــــــــ[25 - 05 - 05, 10:22 م]ـ
جزاك الله خيراً، أحمد بن سالم المصرى
وجزاكم الله خيراً جميعاً(43/481)
ذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني!!
ـ[عبدالرحمن برهان]ــــــــ[23 - 05 - 05, 06:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يقول سبحانه وتعالى: ((إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني)).
ما صحة هذا الاثر؟؟؟؟؟؟
ـ[عبدالرحمن برهان]ــــــــ[24 - 05 - 05, 12:25 ص]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[24 - 05 - 05, 02:48 ص]ـ
قال أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/ 91):
حدثنا عبدالله بن محمد بن عثمان الواسطي ثنا الوليد بن (بنان) ثنا محمد بن زنبور قال: قال الفضيل بن عياض:
لا يسلم لك قلبك حتى لا تبالي من كل الدنيا.
وقيل للفضيل: ما الزهد في الدنيا؟
قال: القنع وهو الغنى.
وقيل ما الورع؟
قال: اجتناب المحارم.
وسئل ما العبادة؟
قال: أداء الفرائض.
وسئل عن التواضع؟
قال: أن تخضع للحق.
وقال: أشد الورع في اللسان.
وقال: التعبير كله باللسان لا بالعمل.
وقال: جعل الخير كله في بيت وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا.
وقال: قال الله عز وجل: ((إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني)).
** قلت: هذا الأثر ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: الوليد بن بنان، هو الوليد بن بُنان بن مسلمة الواسطي، وهو مجهول العين، تفرد بالرواية عنه عبد الله بن محمد بن عثمان المعروف بابن السقاء.
الثانية: هذا الأثر من الإسرائيليات.
ـ[عبدالرحمن برهان]ــــــــ[25 - 05 - 05, 04:14 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[صهيب عبدالجبار]ــــــــ[31 - 12 - 08, 10:04 ص]ـ
سؤال 15: ما صحة حديث {من عرفني وعصاني سلطت عليه من لا يعرفني}؟
الجواب: هذا ليس بحديث قدسي، وإن شاع وذاع لكن قال ابراهيم بن محمد البيهقي المحدث، قال في كتابه " المحاسن والمساوىء" في صفحة 500 منه، قال: روي عن عبد الله بن سلام أنه قال: "قرأت في الكتب: قال الله تبارك وتعالى {من عرفني وعصاني سلطت عليه من لا يعرفني} فهذه حكمة ومعناها حسن، وهي مليحة، فالله جل وعلا سلط علينا نحن معشر المسلمين، ونحن نعرفه وعصيناه، من لا يعرفه من اليهود والكفار"
فهذه حكمة قرأها عبدالله بن سلام في كتب قد نزلت على بعض الأنبياء سابقاً ..
منقول من موقع الشيخ مشهور حسن سلمان
http://www.almenhaj.net/broad22/mashhoor-display.php?linkid=788(43/482)
طلب تخريج حديث: ((يحشر المرء مع من أحب))
ـ[سلمان 1]ــــــــ[23 - 05 - 05, 06:17 م]ـ
طلب تخريج حديث:
((يحشر المرء مع من أحب))
جزاكم الله خيراً ..
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[23 - 05 - 05, 07:24 م]ـ
الحديث الثالث: روى صفوان بن عسال، قال:
% - كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يأمرنا إذا كنا سفراً أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليها إلا عن جنابة، ولكن من بول أو غائط. أو نوم،
قلت: رواه الترمذي. والنسائي. وابن ماجه من حديث عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن صفوان، وهو بكماله يتضمن قصة المسح. والعلم. والتوبة. والهوى.
أما الترمذي. فرواه (1) في "كتاب الدعوات" في "باب التوبة والاستغفار" من حديث سفيان. وحماد بن زيد، كلاهما عن عاصم عن زر بن حبيش، قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي أسأله عن المسح على الخفين، فقال: ما جاء بك يا زر؟ فقلت: ابتغاء العلم، فقال: إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضاءاً بما يطلب، قلت: إنه حك في صدري المسح على الخفين بعد الغائط. والبول. وكنت امرءاً من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، فجئتك أسألك، هل سمعته يذكر في ذلك شيئاً؟ قال: نعم، كان يأمرنا إذا كنا سفراً - أو مسافرين - أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا عن جنابة، لكن من غائط. وبول. ونوم. قال: فقلت: هل سمعته يذكر في الهوى شيئاً؟ قال: نعم، كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، في بعض أسفاره فناداه رجل: يا محمد يا محمد، فقلنا له: ويحك اغضض من صوتك، فإنك عند النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم، فأجابه النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم، على نحو من صوته: "هاؤم"، فقال: الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم":المرء مع من أحب" قال: فما برح يحدثني أن اللّه جعل بالمغرب باباً عرضه مسيرة سبعين عاماً للتوبة لا يغلق ما لم تطلع الشمس من قبله، وذلك قوله تعالى: {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها} الآية، انتهى. قال الترمذي: حديث حسن صحيح ورواه في "الطهارة" من حديث أبي الأحوص عن عاصم به بقصة المسح فقط، وقال: حديث حسن صحيح، ورواه النسائي في "سننه في باب الوضوء من الغائط" (2) من حديث سفيان الثوري. وسفيان بن عينة. ومالك بن مغول. وزهير. وأبي بكر بن عياش. وشعبة. كلهم عن عاصم به بقصة المسح فقط، وأخرجه ابن ماجه في "الطهارة" في "باب الوضوء من النوم" عن سفيان عن عاصم به بقصة المسح، وفي "الفتن" (3) عن إسرائيل عن عاصم به بقصة التوبة، وفي العلم، عن معمر (4) عن عاصم به بقصة العلم، ورواه ابن حبان في "صحيحه" في النوع الحادي والسبعين، من القسم الأول من حديث سفيان عن عاصم به بتمامه، ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" من حديث معمر عن عاصم به بقصة المسح. والتوبة، قال الشيخ تقي الدين في "الإمام": ذكر أنه رواه عن عاصم أكثر من ثلاثين من الأئمة، وهو مشهور من حديث عاصم، لكن الطبراني رواه من حديث عبد الكريم (5) بن أبي المخارق عن حبيب بن أبي ثابت عن زر، وهذه متابعة غريبة لعاصم عن زر إلا أن عبد الكريم ضعيف انتهى. وعاصم روى له البخاري. ومسلم مقروناً بغيره، ووثقه الإمام أحمد، وأبو زرعة، ومحمد بن سعد. وأحمد بن عبد اللّه العجلي. وغيرهم، وكان صاحب سنة، وقراءة للقرآن، غير أنهم تكلموا في حفظه، قال العقيلي: لم يكن فيه إلا سوء الحفظ، وقال الدارقطني: في حفظه شيء، وقال ابن معين: لا بأس به، وقال أبو حاتم: محله الصدق، ولم يكن بذاك الحافظ، وقال النسائي: ليس به بأس.
انظر كتاب نصب الراية تخريج احاديث الهاداية للزيعلي
منقول من كتب الانترنت
---------------------------------------
36) العبد مع من أحب (أحمد عن جابر)
أخرجه أحمد (3/ 336 رقم 14644) وأخرجه أيضًا: الطبرانى فى الأوسط (9/ 6 رقم 8953) قال الهيثمى (10/ 280): رواه أحمد والطبرانى فى الأوسط، وإسناد أحمد حسن.
------------------------------
484) يا ابن آدم لك ما نويت وعليك ما اكتسبت ولك ما احتسبت وأنت مع من أحببت ومن مات بطريق كان من أهل ذلك الطريق (ابن عساكر عن أبى أمامة)
أخرجه عساكر (67/ 206)
------------------------------------
¥(43/483)
ـ حَدّثنا عَلِيّ بنُ حُجْرٍ، أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بنُ جَعْفَرٍ، عن حَمِيدٍ، عن أَنَسٍ أَنّهُ قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يَا رسُولَ الله، مَتَى قِيَامُ السّاعَةِ؟ فَقَامَ النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى الصّلاَةِ، فلَمّا قَضَى صَلاَتَهُ قال: "أَيْنَ السّائِلُ عَنْ قِيَامِ السّاعةِ؟ فقال الرّجُلُ: أَنَا يا رسُولَ الله. قال: "ما أَعْدَدْتَ لهَا"؟ قال: يَا رسُولَ الله، ما أَعْدَدْتُ لهَا كَبِيرَ صَلاَةٍ وَلاَصَوْمٍ إِلاّ أَنّي أُحِبّ الله ورَسُولَهُ، فقال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "المَرْءُ معَ مَنْ أَحَبّ، وَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ"، فمَا رَأَيْتُ فَرِحَ المُسْلِمُونَ بَعْدَ الإسْلاَمِ فَرَحَهُمْ بهذا.
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ صحيحٌ
------------------------------------
2427 ـ حدّثنا محمودُ بنُ غَيْلاَنَ، حدثنا يَحْيَى بنُ آدَمَ، حدثنا سُفْيَانُ عن عَاصِمٍ، عن زِرّ بنِ حُبَيْشٍ، عن صَفْوَانَ بنِ عَسّالٍ قال: جَاءَ أَعْرَابِيّ جَهْوَرِيّ الصّوْتِ فقال: يا مُحمّدُ، الرّجُلُ يُحِبّ الْقَوْمَ وَلَمّا يَلْحَقْ هُوَ بِهِمْ. فقالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبّ".
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
ـ حدّثنا أَحْمَدُ بنُ عَبْدَةَ الضّبّيّ، أَخْبَرنَا حَمّادُ بن زَيْدٍ عن عاصِمٍ، عن زِرٍ، عن صَفْوَانَ بنِ عَسّالٍ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ حديثِ مَحْمُودٍ.
ـ قوله: (عن أشعث) بن سوار الكندي النجار الأفرق الأثرم، صاحب التوابيت، قاضي الأهواز ضعيف من السادسة.
قوله: (المرء مع من أحب) أي يحشر مع محبوبه، ويكون رفيقاً لمطلوبه قال تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم} الاَية. وظاهر الحديث العموم الشامل للصالح والطالح، ويؤيده حديث: المرء على دين خليله كما مر. ففيه ترغيب وترهيب ووعد ووعيد (وله ما اكتسب) وفي رواية البيهقي في شعب الإيمان: أنت مع من أحببت، ولك ما احتسبت. قال القاري: أي أجر ما أحتسبت، والاحتساب طلب الثواب. وأصل الاحتساب بالشيء الاعتداد به ولعله مأخوذ من الحساب أو الحسب واحتسب بالعمل إذا قصد به مرضاة ربه. وقال التوربشتي: وكلا اللفظين (يعني احتسب واكتسب) قريب من الاَخر في المعنى المراد منه. قال الطيبي رحمه الله: وذلك لأن معنى ما اكتسب كسب كسباً يعتد به ولا يرد عليه سبب الرياء والسمعة، وهذا هو معنى الاحتساب لأن الافتعال للاعتمال انتهى. ومعنى الحديث أن المرء يحشر مع من أحبه وله أجر ما أحتسب في محبته.
قوله: (وفي الباب عن علي وعبد الله بن مسعود وصفوان بن عسال وأبي هريرة وأبي موسى) أما حديث علي فأخرجه الطبراني في الصغير والأوسط بإسناد جيد. وأما حديث عبد الله بن مسعود فأخرجه الشيخان. وأما حديث صفوان بن عسال فأخرجه الترمذي في هذا الباب. وأما حديث أبي هريرة فلينظر من أخرجه وأما حديث أبي موسى فأخرجه البخاري.
قوله: (هذا حديث حسن غريب) وأخرجه أبو نعيم كما في الفتح.
ـ قوله: (ما أعددت لها) قال الطيبي: سلك مع السائل طريق الأسلوب الحكيم لأنه سأل عن وقت الساعة فقيل له فيم أنت من ذكراها وإنما يهمك أن تهتم بأهبتها، وتعتني بما ينفعك عند إرسالها من العقائد الحقة والأعمال الصالحة، أجاب بقوله ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله انتهى (ما أعددت لها كبير صلاة) بالموحدة. وفي رواية للبخاري كثير صلاة بالمثلثة (وأنت مع من أحببت) أي ملحق بهم حتى تكون من زمرتهم وبهذا يندفع إيراد أن منازلهم متفاوتة فكيف تصح المعية؟ فيقال إن المعية تحصل بمجرد الاجتماع في شيء ما ولا يلزم في جميع الأشياء، فإذا اتفق أن الجميع دخلوا الجنة صدقت المعية وإن تفاوتت الدرجات كذا في الفتح (فما رأيت فرح المسلمون بعد الإسلام) أي بعد فرحهم به أو دخولهم فيه (فرحهم) بفتحات أي كفرحهم (بها) أي بتلك الكلمة وهي: أنت مع من أحببت. وفي رواية للبخاري: قال إنك مع من أحببت. فقلنا ونحن كذلك؟ قال نعم، ففرحنا يومئذ فرحاً شديداً.
قوله: (هذا حديث صحيح) وأخرجه أحمد والشيخان وأبو داود والنسائي
ـ قوله: (عن صفوان بن عسال) بمهملتين المرادي صحابي معروف نزل الكوفة.
قوله: (جاء أعرابي جهوري الصوت) أي شديد الصوت وعاليه، منسوب إلى جهور بصوته (ولما يلحق هو بهم) قال الحافظ: هي أبلغ فإن النفي لما أبلغ من النفي بلم فيؤخذ منه أن الحكم ثابت ولو بعد اللحاق. ووقع في حديث أنس عند مسلم: ولم يلحق بعملهم. وفي حديث أبي ذر عند أبي داود وغيره: ولا يستطيع أن يعمل بعملهم. وفي بعض طرق حديث صفوان بن عسال عند أبي نعيم ولم يعمل بمثل عملهم وهو يفسر المراد انتهى (المرء مع من أحب) يعني من أحب قوماً بالإخلاص يكون من زمرتهم وإن لم يعمل عملهم لثبوت التقارب بين قلوبهم، وربما تؤدي تلك المحبة إلى موافقتهم، وفيه حث على محبة الصلحاء والأخيار رجاء اللحاق بهم والخلاص من النار.
قوله: (هذا حديث صحيح) وأخرجه النسائي وصححه ابن خزيمة.
انظر الى كتاب تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي الجزء السابع باب المرء من احب
ماذكر اعلاه منقول من كتب الانترنت
¥(43/484)
ـ[سلمان 1]ــــــــ[24 - 05 - 05, 09:10 م]ـ
أخي أين تخريج حديث:
((يحشر المرء مع من أحب))؟؟؟؟
بارك الله فيك ....
ـ[سلمان 1]ــــــــ[26 - 05 - 05, 09:27 م]ـ
أين تخريج حديث:
((يحشر المرء مع من أحب))؟؟؟؟
...............
ـ[سلمان 1]ــــــــ[06 - 06 - 05, 05:42 م]ـ
أين تخريج حديث:
((يحشر المرء مع من أحب))؟؟؟؟
...............
ـ[أبو عمار الشامي]ــــــــ[06 - 06 - 05, 06:25 م]ـ
الأخ سلمان1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب هذه المواطن التي ذكر فيها هذا الحديث
والنص الذي ذكرته لا يوجد له أصل
وستلاحظ ذلك من خلال النتائج
انظر بريدك الخاص
ـ[أبو عمار الشامي]ــــــــ[06 - 06 - 05, 06:51 م]ـ
الأخ الحبيب
هذه مواطن البحث عن الجملة "مع من أحب"
وفيها كل ما تريد
لمزيد من التفاصيل بإمكانك مراجعة المكتبة الألفية أو المكتبة الإسلامية الكبرى من انتاج مركز التراث
الصفحة الجزء الكتاب
185 4 التفسير الكبير
190 31 التفسير الكبير
179 2 الدر المنثور
551 7 الدر المنثور
199 2 تفسير أبي السعود
524 1 تفسير ابن كثير
273 2 تفسير ابن كثير
331 2 تفسير ابن كثير
406 3 تفسير ابن كثير
111 4 تفسير ابن كثير
450 1 تفسير البغوي
257 2 دقائق التفسير
163 6 روح المعاني
36 28 روح المعاني
252 13 كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في التفسير
25 1 مختصر تفسير سورة الأنفال
42 1 تفسير ابن عربي
218 2 تفسير ابن عربي
332 2 تفسير ابن عربي
390 3 تفسير البحر المحيط
427 1 تفسير السلمي
2283 5 صحيح البخاري
2032 4 صحيح مسلم
2034 4 صحيح مسلم
34 8 الأحاديث المختارة
36 8 الأحاديث المختارة
48 8 الأحاديث المختارة
308 1 صحيح ابن حبان
316 2 صحيح ابن حبان
322 2 صحيح ابن حبان
150 4 صحيح ابن حبان
345 16 صحيح ابن حبان
73 1 موارد الظمآن
621 1 موارد الظمآن
231 1 الجمع بين الصحيحين
312 1 الجمع بين الصحيحين
585 2 الجمع بين الصحيحين
344 6 سنن النسائي الكبرى
333 4 سنن أبي داود
595 4 سنن الترمذي
596 4 سنن الترمذي
545 5 سنن الترمذي
546 5 سنن الترمذي
131 1 سنن الدارقطني
104 1 سنن الدارمي
414 2 سنن الدارمي
119 5 سنن سعيد بن منصور (2)
367 1 المتواري على أبواب البخاري
199 11 الجامع
191 6 مصنف ابن أبي شيبة
454 7 مصنف ابن أبي شيبة
503 7 مصنف ابن أبي شيبة
206 1 مصنف عبد الرزاق
199 11 مصنف عبد الرزاق
428 2 الآحاد والمثاني
389 2 مسند الحميدي
286 2 المعجم الأوسط
352 2 المعجم الأوسط
378 2 المعجم الأوسط
377 3 المعجم الأوسط
42 4 المعجم الأوسط
92 6 المعجم الأوسط
363 6 المعجم الأوسط
267 7 المعجم الأوسط
254 8 المعجم الأوسط
6 9 المعجم الأوسط
154 9 المعجم الأوسط
57 1 المعجم الصغير (الروض الداني)
98 1 المعجم الصغير (الروض الداني)
109 1 المعجم الصغير (الروض الداني)
161 1 المعجم الصغير (الروض الداني)
87 2 المعجم الصغير (الروض الداني)
261 2 المعجم الصغير (الروض الداني)
294 2 المعجم الصغير (الروض الداني)
54 8 المعجم الكبير
56 8 المعجم الكبير
58 8 المعجم الكبير
59 8 المعجم الكبير
60 8 المعجم الكبير
61 8 المعجم الكبير
62 8 المعجم الكبير
66 8 المعجم الكبير
71 8 المعجم الكبير
148 8 المعجم الكبير
12 10 المعجم الكبير
25 10 المعجم الكبير
154 17 المعجم الكبير
74 20 المعجم الكبير
163 5 مسند أبي يعلى
270 5 مسند أبي يعلى
35 6 مسند أبي يعلى
36 6 مسند أبي يعلى
256 6 مسند أبي يعلى
311 6 مسند أبي يعلى
100 9 مسند أبي يعلى
209 1 مسند ابن الجعد
8 1 مسند ابن المبارك
392 1 مسند أحمد بن حنبل
104 3 مسند أحمد بن حنبل
110 3 مسند أحمد بن حنبل
159 3 مسند أحمد بن حنبل
200 3 مسند أحمد بن حنبل
213 3 مسند أحمد بن حنبل
221 3 مسند أحمد بن حنبل
228 3 مسند أحمد بن حنبل
268 3 مسند أحمد بن حنبل
336 3 مسند أحمد بن حنبل
394 3 مسند أحمد بن حنبل
239 4 مسند أحمد بن حنبل
240 4 مسند أحمد بن حنبل
241 4 مسند أحمد بن حنبل
392 4 مسند أحمد بن حنبل
395 4 مسند أحمد بن حنبل
398 4 مسند أحمد بن حنبل
405 4 مسند أحمد بن حنبل
317 2 مسند البزار
270 4 مسند البزار
101 5 مسند البزار
33 8 مسند البزار
990 2 مسند الحارث (زوائدالهيثمي)
68 2 مسند الشاشي
127 2 مسند الشاشي
142 1 مسند الشهاب
¥(43/485)
23 1 مسند الطيالسي
34 1 مسند الطيالسي
160 1 مسند الطيالسي
195 1 مسند عبد بن حميد
321 1 مسند عبد بن حميد
377 1 مسند عبد بن حميد
388 1 مسند عبد بن حميد
403 1 مسند عبد بن حميد
299 1 معجم الشيوخ
286 1 مجمع الزوائد
364 9 مجمع الزوائد
280 10 مجمع الزوائد
281 10 مجمع الزوائد
1395 3 مشكاة المصابيح
1397 3 مشكاة المصابيح
687 2 الجهاد لابن أبي عاصم
72 1 العجالة في الأحاديث المسلسلة
73 1 جزء ابن عيينة
113 1 جزء ابن عيينة
201 1 جزء فيه أحاديث ابن حيان
144 2 الفوائد لتمام الرازي
41 1 المجالس الخمسة
163 1 الأربعون العشارية
41 1 انتخاب العوالي والشيوخ الأخيار من فهارس
165 1 مشيخة الشيخ الأجل أبي عبد الله محمد الرازي
555 10 فتح الباري
558 10 فتح الباري
559 10 فتح الباري
560 10 فتح الباري
186 16 شرح النووي على صحيح مسلم
197 22 عمدة القاري
555 5 الديباج على مسلم
268 1 تحفة الأحوذي
51 7 تحفة الأحوذي
53 7 تحفة الأحوذي
364 9 تحفة الأحوذي
163 10 تحفة الأحوذي
21 14 حاشية ابن القيم
22 14 حاشية ابن القيم
23 14 حاشية ابن القيم
24 14 حاشية ابن القيم
282 4 شرح الزرقاني
24 14 عون المعبود
25 14 عون المعبود
168 1 فيض القدير
185 1 فيض القدير
34 3 فيض القدير
297 3 فيض القدير
374 4 فيض القدير
47 5 فيض القدير
152 6 فيض القدير
265 6 فيض القدير
152 2 التيسير بشرح الجامع الصغير
455 2 التيسير بشرح الجامع الصغير
384 1 مرقاة المفاتيح
68 8 مرقاة المفاتيح
213 9 مرقاة المفاتيح
222 9 مرقاة المفاتيح
438 9 مرقاة المفاتيح
76 8 التاريخ الكبير
112 4 حلية الأولياء
37 5 حلية الأولياء
285 6 حلية الأولياء
308 7 حلية الأولياء
376 1 غوامض الأسماء المبهمة
753 2 الكنى والأسماء
134 8 توضيح المشتبه
452 7 الثقات
168 2 الكامل في ضعفاء الرجال
169 2 الكامل في ضعفاء الرجال
250 2 الكامل في ضعفاء الرجال
59 3 الكامل في ضعفاء الرجال
157 5 الكامل في ضعفاء الرجال
181 6 تهذيب التهذيب
99 7 تهذيب التهذيب
456 16 تهذيب الكمال
189 17 تهذيب الكمال
123 1 رجال مسلم
260 1 رجال مسلم
272 1 رجال مسلم
377 1 رجال مسلم
45 2 رجال مسلم
192 2 رجال مسلم
193 2 رجال مسلم
216 2 رجال مسلم
16 2 تاريخ بغداد
258 4 تاريخ بغداد
227 11 تاريخ بغداد
86 13 تاريخ بغداد
454 13 تاريخ بغداد
483 5 تاريخ مدينة دمشق
19 19 تاريخ مدينة دمشق
222 25 تاريخ مدينة دمشق
223 25 تاريخ مدينة دمشق
398 32 تاريخ مدينة دمشق
85 43 تاريخ مدينة دمشق
563 43 تاريخ مدينة دمشق
39 51 تاريخ مدينة دمشق
67 52 تاريخ مدينة دمشق
152 54 تاريخ مدينة دمشق
153 54 تاريخ مدينة دمشق
239 1 تاريخ أصبهان
266 1 تاريخ أصبهان
315 1 تاريخ أصبهان
319 1 تاريخ أصبهان
438 3 الإصابة في تمييز الصحابة
316 4 الإصابة في تمييز الصحابة
452 6 الإصابة في تمييز الصحابة
724 2 الاستيعاب
97 5 الطبقات الكبرى
15 2 معجم الصحابة
144 2 معجم الصحابة
264 2 معجم الصحابة
307 1 كشف المشكل
308 1 كشف المشكل
111 5 تغليق التعليق
112 5 تغليق التعليق
113 5 تغليق التعليق
157 1 تلخيص الحبير
80 5 العلل الواردة في الأحاديث النبوية
94 5 العلل الواردة في الأحاديث النبوية
123 2 علل الحديث
372 2 علل الحديث
144 2 نوادر الأصول في أحاديث الرسول
193 3 نوادر الأصول في أحاديث الرسول
210 2 أطراف الغرائب والأفراد
34 5 أطراف الغرائب والأفراد
88 5 أطراف الغرائب والأفراد
868 2 المغني عن حمل الأسفار
869 2 المغني عن حمل الأسفار
1159 2 المغني عن حمل الأسفار
39 1 تخريج الأحاديث الضعاف من سنن الدارقطني
1207 2 ذخيرة الحفاظ
1771 3 ذخيرة الحفاظ
2458 4 ذخيرة الحفاظ
258 1 أسنى المطالب
300 1 أسنى المطالب
598 1 المقاصد الحسنة
599 1 المقاصد الحسنة
265 2 كشف الخفاء
290 2 كشف الخفاء
9 4 البداية والنهاية
148 13 البداية والنهاية
640 5 تاريخ الطبري
24 1 الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية
9 2 المغرب
1629 4 بغية الطلب في تاريخ حلب
1690 4 بغية الطلب في تاريخ حلب
2579 6 بغية الطلب في تاريخ حلب
287 1 السلوك في طبقات العلماء والملوك
418 1 النور السافر
183 16 الوافي بالوفيات
123 4 سير أعلام النبلاء
470 8 سير أعلام النبلاء
135 12 سير أعلام النبلاء
402 1 تلقيح فهوم أهل الأثر
371 13 الأغاني
227 2 طبقات الحنابلة
181 1 تاريخ الخلفاء
289 4 طبقات الشافعية الكبرى
170 9 طبقات الشافعية الكبرى
317 9 طبقات الشافعية الكبرى
ـ[سلمان 1]ــــــــ[06 - 06 - 05, 06:56 م]ـ
بارك الله فيك ....
ـ[السدوسي]ــــــــ[08 - 06 - 05, 11:05 ص]ـ
بارك الله فيكم هو كما ذكر الإخوة لم يرد بهذا اللفظ
والشيء بالشيء يذكر
يرد على ألسنة الوعاظ من تشبه بقوم حشر معهم
وقد بحثت عنه ولم أقف على شيء
وغاية ماوجدت ماجاء في التمهيد لابن عبد البر ج6/ص80
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من تشبه بقوم فهو منهم أو حشر معهم
ولم يعزه أو يسنده.
ومن وقف على شيء فليفدنا.
¥(43/486)
ـ[السدوسي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 02:21 م]ـ
صحيح الترغيب والترهيب [جزء 3 - صفحة 96]
3037 - (صحيح لغيره)
وعن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث هن حق لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له ولا يتولى الله عبدا فيوليه غيره
ولا يحب رجل قوما إلا حشر معهم
رواه الطبراني في الصغير والأوسط بإسناد جيد
سنن البيهقي الكبرى [جزء 9 - صفحة 234]
18643 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة ثنا عوف عن أبي المغيرة عن عبد الله بن عمرو قال: من بنى في بلاد الأعاجم وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة وهكذا رواه يحيى بن سعيد وبن عدي وغندر وعبد الوهاب عن عوف عن أبي المغيرة عن عبد الله بن عمرو من قوله
سنن البيهقي الكبرى [جزء 9 - صفحة 234]
18642 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا محمد بن يوسف قال ذكر سفيان عن عوف عن الوليد أو أبي الوليد عن عبد الله بن عمرو قال: من بنى ببلاد الأعاجم وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة قال الشيخ الإمام رحمه الله قال الشيخ أبو سليمان رحمه الله بنى هو الصواب(43/487)
ما تخريج هذا الأثر ..
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[24 - 05 - 05, 12:19 ص]ـ
بسم الله والحمد لله
ما تخريج هذا الأثر: (همُّ المنافق بطنه وهمُّ المؤمن فرسه).(43/488)
هل هشام بن سعد ضعيف أم حسن الحديث؟
ـ[هشام المصري]ــــــــ[25 - 05 - 05, 11:22 ص]ـ
برجاء الإفادة لأن هناك خلاف حول هذا الموضوع فى هذا الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31128
و كذلك حكم رواية أبي يعلي الموجودة في الرابط
ـ[عبد]ــــــــ[25 - 05 - 05, 08:16 م]ـ
في الإرواء للألباني (1/ 49):
" (روى الدارقطني بإسناد صحيح عن عمر " أنه كان يسخن له ماء في قمقم، فيغتسل به ") صحيح.
أخرجه الدارقطني (ص 14) ومن طريقه البيهقى في سننه (1/ 6) من طريق على بن غراب عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أسلم مولى عمر: " أن عمر بن الخطاب كان يسخن له. . . ".
وقال الدارقطني: " هذا إسناد صحيح ". وأقره البيهقي، وفيه نظر من وجهين: الأول: أن على بن غراب، مختلف فيه، ثم هو مدلس " وقد عنعنه قال الحافظ في " التقر يب ": " صدوق، وكان يدلس ويتشيع، وأفرط ابن حبان في تضعيفه ". والاخر: هشام بن سعد، وان أخرج له مسلم، فهو مختلف فيه أيضا، لكن قال في " التقريب ": " صدوق له أوهام ". قلت: فهو حسن الحديث على أحسن الأحوال " أ. هـ.
ـ[عبد]ــــــــ[25 - 05 - 05, 08:18 م]ـ
ولكن معذرة، يبدو أنني استعجلت، إذ سبق لك الإطلاع على حكم الألباني!
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[25 - 05 - 05, 08:43 م]ـ
قال الذهبي في (من تكلم فيه وهو موثق):
" (م، عه) هشام بن سعد المدني:
حسن الحديث.
ضعفه النسائي وغيره.
وقال ابن معين: (كان يحيى القطان لا يُحدث عنه).
وقال أحمد بن حنبل: (ليس هو بمحكم الحديث).
وقال ابن عدي: (هو مع ضعفه يكتب حديثه).
وقال أبو عبد الله الحاكم: (روى له مسلم في الشواهد) " انتهى.
قال الشيخ عمرو عبد المنعم سليم في تعليقه على ذلك في كتابه (تحرير أحوال الرواة)، ص456:
"قلت: الثابت تليين أهل العلم له، فقال أحمد: (كذا وكذا، كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه)، وهذا القول من أحمد: (كذا وكذا) يعني به التليين، وقال ابن معين: (ضعيف)، وفي رواية: (صالح وليس بمتروك الحديث)، وقال أبو حاتم: (يكتب حديثه ولا يحتج به)، وقال أبو زرعة: (محله الصدق، وهو أحب إليَّ من ابن إسحاق)، وقال النسائي: (ضعيف)، وقال مرةً: (ليس بالقوي)، وقال ابن المديني: (صالح، وليس بالقوي)، وقد أنكر عليه العلماء حديثه في المواقع في رمضان.
والحاصل من أمره: أنه صدوق في نفسه، سيئ الحفظ، يُكتب حديثه، ولا يحتج به إلا إذا قامت قرينةٌ تدل على أنه قد حفظ حديثه، والله أعلم" انتهى.
وهذا قريب من حكم الألباني، لأنه قال - رحمه الله -: (على أحسن الأحوال).
ولعلَّ سبر مروياته يفيد في تحديد حاله.
تنبيه: عند اختلاف أقوال أهل العلم في الراوي، فلعلَّ النظر الصحيح لا يكون بأخذ قولٍ وسطٍ مطلقاً، والله أعلم.
ـ[بن عباس]ــــــــ[25 - 05 - 05, 10:14 م]ـ
بارك الله فيكم،
ولكن ماذا عن رواية أبى يعلى عن طريق هشام بن سعد، ما مدى صحتها وهل تكلم عنها أحد من علماء الحديث أو خرجها أحد فالأخوة إختلفوا فيها أم تظل الرواية ما بين مصحح ومضعف.
ولى إشكال أخر:
فى قصة مزاح نعيمان المرادة هنا: هل هذا يعتبر مزاح بالكذب وهو منهى عنه أم لا يدخل فى هذا الإطار، أفيدونا بارك الله فيكم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 05 - 05, 11:15 م]ـ
فائدة
هشام بن سعد صحح له الترمذي وابن الجارود
(حديثه عن نافع)
ـ[هشام المصري]ــــــــ[26 - 05 - 05, 02:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و هل يقبل حديثه عن زيد بن أسلم كما قال الألباني؟ حيث قال:
في كتاب (دفاع عن الحديث النبوي ص 87 و 88) قال الألباني موجها كلامه للدكتور البوطي:
(11 - ذكر (ص 441) حديث عمر بن الخطاب في مسابقته لأبي بكر الصديق وتصدق أبي بكر بكل ماله وقوله رضي الله عنه: (أبقيت لهم الله ورسوله). وقال في تخريجه في الحاشية: (رواه الترمذي والحاكم وأبو داود وفي سنده هشام بن سعد عن زيد بن أسلم وقد ضعفه الإمام أحمد والنسائي (الأصل الكسائي) واعتبره الحافظ ابن حجر من المرتبة الخامسة فقال عنه:
صدوق له أوهام إلا أن الذهبي نقل عن أبي داود أنه أثبت الناس إذا روى عن زيد بن أسلم كما في هذا الحديث ونقل عن الحاكم أن مسلما أخرج له في الشواهد)
وقال الدكتور عقب الحديث في صلب الكتاب: (وإذا صح هذا الحديث. . .) وأشار إليه (ص 451) وقال: (على ما فيه من احتمالات الضعف التي بينتها في تخريج الحديث)
قلت: وهذا نوع جديد من الدكتور في التخريج فبينما كنا نراه سابقا يقتصر في تخريج الأحاديث على مجرد ذكر من خرجه دون أن يحكم عليه بما يستحقه من صحة أو ضعف وكثيرا ما يكون ضعيفا فيسكت عليه موهما صحته كما سبق مرارا إذا بنا نراه هنا يعكس ذلك ويحاول أن يضعف الحديث الثابت متمسكا بما في هشام بن سعد المذكور من الكلام مع أن حديثه عند أهل المعرفة بعلم الجرح والتعديل وتراجم الرجال لا ينزل عن مرتبة الحسن لأنهم يعلمون أن مجرد كون الراوي متكلما فيه لا يجعل حديثه في مرتبة الضعف لأن هناك مرتبة وسطى بينها وبين مرتبة الصحة وهي الحسن وهشام هذا من هذا القبيل لا سيما في روايته عن ابن أسلم لكثرة روايته عنه وصحبته إياه فلا جرم أنه صحح حديثه الترمذي والحاكم والذهبي بل واحتج به وعلقه الإمام البخاري في (صحيحه) بصيغة الجزم (رقم 228 - مختصر صحيح البخاري) ولذلك خرجته في (صحيح أبي داود)
ومع هذا كله نجد الدكتور البوطي يتجاهل إن لم يكن يجهل تصحيح هؤلاء الأئمة إياه ويحاول نسبة الضعف إليه كأنه ينظر إلى نفسه أنه بلغ المرتبة العليا في علم الحديث ونقده وأخذ الاستقلال التام فيه)
¥(43/489)
ـ[هشام المصري]ــــــــ[26 - 05 - 05, 02:49 ص]ـ
هذا السند الذي رواه أحمد بن حنبل فى مسنده (حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بن نمير ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن ذكوان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الدهر فان الله عز وجل قال أنا الدهر الأيام والليالي لي أجددها وأبليها وآتي بملوك بعد ملوك)
قد صححه ابن حجر و فيه هشام بن سعد يروي عن زيد بن أسلم
حيث قال في فتح الباري (وأخرجه أحمد من وجه آخر عن أبي هريرة بلفظ لا تسبوا الدهر فإن الله قال أنا الدهر الأيام والليالي لي أجددها وأبليها وآتي بملوك بعد ملوك وسنده صحيح)
و هذا دليل آخر علي قبول رواية هشام بن سعد عن زيد بن أسلم أليس كذلك؟
ـ[عبد]ــــــــ[26 - 05 - 05, 03:04 ص]ـ
نعم، وقد قال أبو عبيد الآجري عن أبي داود: هشام بن سعد أثبت الناس في زيد بن أسلم.
ولذلك خرّج له مسلم في الشواهد.
ـ[هشام المصري]ــــــــ[26 - 05 - 05, 03:07 ص]ـ
الأخ عبد جزاك الله خيرا و يبقي حكم رواية أبي يعلي فهل تري شذوذها أم أنها صحيحة و خصوصا بتقوية رواية الزبير لها؟
ـ[عبد]ــــــــ[26 - 05 - 05, 04:08 ص]ـ
والله أخي ليس لدي الوقت الكافي لجمع الطرق وحصر الروايات. لن اخوض فيما لا أحسن واقترح إحالة طلبك على المتمرسين ومن أحيل على مليء فليتبع:)(43/490)
مساعدة عاجلة في تخريج حديث (نِسَاؤُنَا مَا نَأْتِي مِنْهُنَّ وَمَا نَذَر؟)
ـ[العوضي]ــــــــ[26 - 05 - 05, 11:24 ص]ـ
أخواني بارك الله فيكم أريد منكم تخريج هذا الحديث لأني بعيد عن مكتبتي ومحتاج لتخريج الحديث بشكل ضروري
والحديث موجود على هذا الرابط
http://www.sonnh.com/Search.aspx?Text= تطعمها%20طعمت
والذي أريد رقم الصفحة والجزء , والطبعة
وفقكم الله لكل خير
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 05 - 05, 04:22 م]ـ
تخريج سريع مختصر
قال أبو داود (2143): حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، نِسَاؤُنَا مَا نَأْتِي مِنْهُنَّ وَمَا نَذَرُ؟، قَالَ: ((ائْتِ حَرْثَكَ أَنَّى شِئْتَ، وَأَطْعِمْهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَاكْسُهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، وَلا تُقَبِّحْ الْوَجْهَ، وَلا تَضْرِبْ)).
وقال أحمد (5/ 5): حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ نِسَاؤُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ؟، قَالَ: ((حَرْثُكَ؛ ائْتِ حَرْثَكَ أَنَّى شِئْتَ، غَيْرَ أَنْ لا تَضْرِبَ الْوَجْهَ، وَلا تُقَبِّحْ، وَلا تَهْجُرْ إِلا فِي الْبَيْتِ، وَأَطْعِمْ إِذَا طَعِمْتَ، وَاكْسُ إِذَا اكْتَسَيْتَ، كَيْفَ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ إِلا بِمَا حَلَّ عَلَيْهَا)).
وتابعه عن حكيم بن معاوية: أَبُو قَزَعَةَ الْبَاهِلِيُّ سُوَيْدُ بْنُ حُجَيْرٍ.
قال الإمام أحمد (4/ 446): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنِي شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ ح ويَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَعْنَى قَالَ سَمِعْتُ أَبَا قَزَعَةَ يُحَدِّثُ عَمْرَو بْنَ دِيْنَارٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْبَهْزِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي حَلَفْتُ هَكَذَا، وَنَشَرَ أَصَابِعَ يَدَيْهِ حَتَّى تُخْبِرَنِي مَا الَّذِي بَعَثَكَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهِ قَالَ: ((بَعَثَنِي اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِالإِسْلامِ))، قَالَ: وَمَا الإِسْلامُ؟، قَالَ: شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، أَخَوَانِ نَصِيرَانِ، لا يَقْبَلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَحَدٍ تَوْبَةً أَشْرَكَ بَعْدَ إِسْلامِهِ))، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا حَقُّ زَوْجِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟، قَالَ: ((تُطْعِمُهَا إِذَا أَكَلْتَ، وَتَكْسُوهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، وَلا تَضْرِبْ الْوَجْهَ، وَلا تُقَبِّحْ، وَلا تَهْجُرْ إِلا فِي الْبَيْتِ)) ثم ذكر بقية الحديث.
وقال (4/ 447): حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي قَزَعَةَ عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ مَا حَقُّ الْمَرْأَةِ عَلَى الزَّوْجِ؟، قَالَ: ((تُطْعِمُهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، وَلا تَضْرِبْ الْوَجْهَ، وَلا تُقَبِّحْ، وَلا تَهْجُرْ إِلا فِي الْبَيْتِ)).
وقال ابن ماجه (1850): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي قَزْعَةَ عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا حَقُّ الْمَرْأَةِ عَلَى الزَّوْجِ؟، قَالَ: ((أَنْ يُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمَ، وَأَنْ يَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَى، وَلا يَضْرِبْ الْوَجْهَ، وَلا يُقَبِّحْ، وَلا يَهْجُرْ إِلا فِي الْبَيْتِ)).
وقال أبو داود (2142): حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ ثَنَا حَمَّادٌ يعنِي ابْنَ سَلَمَةَ أَخْبَرَنَا أَبُو قَزَعَةَ الْبَاهِلِيُّ عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْقُشَيْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟، قَالَ: ((أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ أَوْ اكْتَسَبْتَ، وَلا تَضْرِبْ الْوَجْهَ، وَلا تُقَبِّحْ، وَلا تَهْجُرْ إِلا فِي الْبَيْتِ)).
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[26 - 05 - 05, 04:53 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الحبيب أبو محمد أحمد بن شحاتة حفظه الله
ـ[العوضي]ــــــــ[26 - 05 - 05, 10:48 م]ـ
الشيخ الفاضل (الألفي) بارك الله فيك على ه>ا الجهد ولكني أريد الطبعة أيضاً للأهمية و أرجوا أن لا أكون قد أثقلت عليك
وإن كان هناك المزيد , فأرجو أن تتحفني به
¥(43/491)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 05 - 05, 12:29 ص]ـ
النسخ التي إليها العزو:
مسند أحمد – طبعة المكتب الإسلامِي المصورة عن طبعة الميمنية بمصر المحروسة وأجزاؤه ستة -.
سنن أبي داود – طبعة دار الفكر بتحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد وأجزاؤها أربعة -.
سنن ابن ماجه – طبعة عيسى الحلبي البابِي بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي وأجزاؤها اثنان -.(43/492)
فُزْ بِالنَّجَاحِ وَأَحْرِزِ الإِقْبَالا ... وَحُزْ الْمُنَى وَتَنَجِّزِ الآمَالا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[29 - 05 - 05, 08:53 م]ـ
((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم:
إن شاء الله بعد أسبوعين مناقشة الرسالة
فادع لي بالتوفيق والسداد)) اهـ
الرسالة الخطية بعاليه من الشيخ الحبيب الصَّادقِ الْوُدِّ / أبِي عبد الله أكرم المكِّيِّ السكندرِيِّ، والرسالة المذكورة هِي رسالة التَّخصص (الماجستير)، ومقدَّمة إلَى قسم الحديث بكلية أصول الدين والدعوة يالزقازيق بمصر المحروسة، بإشراف العلامة الدكتور أحْمَد عبد الكريم معبد – أجزل الله مثوبته وحفظه -.
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ.
وَمُسْتَبْشِرٌ بِيَ بَشَّرتُهُ ... عَلى ثِقَةٍ بِالنجَاحِ الأَكْمَلِ
ــــــ
وأقول كما قال ابن زيدون القرطبِيُّ فى مفتتح ((القصيدة الظَّفَرَيَّة)):
فُزْ بِالنَّجَاحِ وَأَحْرِزِ الإِقْبَالا ... وَحُزْ الْمُنَى وَتَنَجِّزِ الآمَالا
وَلِيَهْنِكَ التَأييدُ وَالظَفَرُ الَّذِي ... صَدَقَاكَ فِي السِّمَةِ العَلِيَّةِ فَالا
وفقتم وهديتم. وسدَّد اللهُ سِهَامَكَ إلَى مرامِي الصَّوَابِ.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[29 - 05 - 05, 09:34 م]ـ
أعانه الله وسدده.
لكن، ما موضوع الرسالة؟
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[31 - 05 - 05, 01:56 ص]ـ
عنوان الرسالة: تحقيق ودراسة ((مسند أنس بن مالك)) من ((كتاب العلل الواردة فِي الأحاديث النَّبويَّةِ))
للإِمَامِ الْحَافَظِ أبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَهْدِيِّ بْنِ مَسْعُودٍ الدَّارَقُطْنِيِّ
مقتصراً علَى 172 سؤالاً من 341 سؤالاً هِي جملة سؤالات مجموع المخطوطتين المصرية والهندية
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[31 - 05 - 05, 03:15 ص]ـ
أعانه الله وسدده.
ـ[أبو عبد الله المكي]ــــــــ[04 - 06 - 05, 01:53 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم
وأسأل الله أن يعافيني وإياكم من الزلل
ـ[ابن زهران]ــــــــ[12 - 06 - 05, 08:11 م]ـ
لعلي أن أكون أول المهنئين هنا لأخي وحبيبي الشيخ أبو عبد الله أكرم المكي فقد اجتاز الرسالة بحمد الله وقبلت بتقيدر امتياز كما أخبرني هو بنفسه.
فنسأل الله تعالى أن ينفعه بها وأن يجعلها في موازينه.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 06 - 05, 09:12 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ
ــــــ
فَلِيَهْنِكَ التَأييدُ وَالظَفَرُ الَّذِي ... صَدَقَاكَ فِي السِّمَةِ العَلِيَّةِ فَالا
ـــــــــ
إِنِي رَأَيْتُكَ بِالنَّجَاحِ جَدِيرَا ... وَرَأَيْتُ سَعْيَكَ هَادِيَاً مَشْكُورَا
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[12 - 06 - 05, 10:54 م]ـ
مبارك لأخينا الحبيب أكرم المكي (المنتفض) فالظاهر من مشاركة الشيخ الفاضل أبي محمد الألفي الأخيرة أنه اجتاز المرحلة بنجاح.
نسأل الله سبحانه أن يجعل شهادته سبباً في زيادة صالح علمه وعمله. ومنها للتي أكبر منها بإذن الله.
ـ[عبد الله بن أحمد]ــــــــ[12 - 06 - 05, 11:14 م]ـ
مبارك لأخينا الحبيب
نسأل الله سبحانه أن يجعل شهادته سبباً في زيادة صالح علمه وعمله. ومنها للتي أكبر منها بإذن الله.
ونسأل الله لنا وله التوفيق
ـ[أبو عبد الله المكي]ــــــــ[14 - 06 - 05, 01:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا إخواني الأعزاء وأسال الله أن يوفقني وإياكم إلى كل خير
ـ[ابوعبدالله المغربي]ــــــــ[14 - 06 - 05, 06:52 م]ـ
مبارك لأخينا الحبيب أكرم المكي (المنتفض) فالظاهر من مشاركة الشيخ الفاضل أبي محمد الألفي الأخيرة أنه اجتاز المرحلة بنجاح.
نسأل الله سبحانه أن يجعل شهادته سبباً في زيادة صالح علمه وعمله. ومنها للتي أكبر منها بإذن الله.
امين امين امين .....
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[18 - 09 - 06, 11:44 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا وبحث من الاهمية بمكان واتمنى التوفيق للاخ صاحب الرسالة(43/493)
ارجو ان تدلوني على تخريج حديث احب الاسماء الى الله عبد الله وعبد الرحمن
ـ[الناجي]ــــــــ[29 - 05 - 05, 09:38 م]ـ
السلام عليكم
ارجو ان تدلوني على تخريج حديث احب الاسماء الى الله عبد الله وعبد الرحمن
الحديث
والسلام عليكم
ـ[النابلسي]ــــــــ[30 - 05 - 05, 12:59 ص]ـ
في صحيح مسلم
ـ[أبو حسين]ــــــــ[30 - 05 - 05, 03:09 ص]ـ
صحيح مسلم ج3/ص1682
2132 حدثني إبراهيم بن زياد وهو الملقب بسبلان أخبرنا عباد بن عباد عن عبيد الله بن عمر وأخيه عبد الله سمعه منهما سنة أربع وأربعين ومائة يحدثان عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن
المستدرك على الصحيحين ج4/ص7720
سنن النسائي الكبرى ج3/ص37
سنن أبي داود ج4/ص287
سنن ابن ماجه ج2/ص1229
سنن البيهقي الكبرى ج9/ص306
سنن الترمذي ج5/ص132
سنن الدارمي ج2/ص380
سنن النسائي (المجتبى) ج6/ص218
المعجم الكبير ج12/ص370
مسند أبي يعلى ج5/ص163
مسند أحمد بن حنبل ج4/ص345(43/494)
هل صح الحديث .. اني اثأر لعبادي كما يثأر الليث الحرب?
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[30 - 05 - 05, 06:21 ص]ـ
احسن الله اليكم يا مشائخ الملتقى
هل صح الحديث
اني اثأر لعبادي كما يثأر الليث الحرب?
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[01 - 06 - 05, 10:26 م]ـ
السلامُ عليكم و رحمة الله
الحمد لله رب العالمين، والعاقبةُ للمتقينَ، ولا عدوانَ إلا على الظالمين، ولا إله إلا الله إله الأولين والآخرين، وقيومُ السماواتِ والأرضين، ومالك يوم الدين، الذي لا فوزَ إلا في طاعتهِ، ولا عزَ إلا في التذللِ لعظمتهِ، ولا غنى إلا في الإفتقارِ إلى رحمتهِ، ولا هدى إلا في الإستهداءِ بنورهِ ولا حياةَ إلا في رضاه، ولا نعيمَ إلا في قربهِ، ولا صلاحَ للقلبِ ولا فلاحَ إلا في الإخلاصِ له وتوحيدِ حبهِ، الذي إذا أطيعَ شكر، وإذا عصي تابَ وغفر، وإذا دعي أجابَ وإذا عومل أثاب
والحمد لله الذي شهدت له بالربوبية جميع مخلوقاته، وأقرت له بالإلهية جميع مصنوعاته، وشهدت بأنه الله الذي لا إله إلا هو بما أودعها من عجائب صنعته وبدائع آياته،
ثم أما بعد
بيان أول:
قالَ شيخُ الإسلام ابن تيمة في مطلعِ رسالته المباركة ((الفرقانُ بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان)) (19):
وفي حديث آخر: [و إني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب] أي: آخذ ثأرهم ممن عاداهم كما يأخذُ الليثُ الحَرِبُ ثأره، وهذا لأن أولياء الله هم الذين آمنوا به ووالوه، فأحبوا ما يُحب، وأبغضوا ما يُبغض ورضوا بما يَرْضَى، وسخطوا بما يُسخط، وأمروا بما يَأمُر، ونَهوا عما نهى وأَعطَوا لمن يُحب أن يُعطى، ومَنَعوا من يُحِبُ أن يُمْنَع.
و ايضا ((مجموع الفتاوى)) (11/ 160)
قال الشيخ ياسر برهامي (حفظه الله) في ((التوضيحات الحسان على رسالة الفرقان)) (ص 19) [يصدر قريباً ان شاء الله]:
قوله " كما يثأر الليث الحرب " تشبيه لشدة البأس، وهذا إنما هو لتقريب الأمر إلى أذهان العباد.
قال الشيخ سليم الهلالي (حفظه الله): لم أجده بعد بحث شديد، فنظرة إلى ميسرة، وللحديث ألفاظ أخرى جمعها الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " "1640"
قال الحافظ ابن كثير ((التفيسر)) (1/ 134) (4/ 84): وفي الحديث الآخر إني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب
وقال في ((صفة الصفوة)) (1/ 39):
وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن ربه عز وجل قال من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما ترددت عن شيء أنا فاعله ما ترددت في قبض نفس مؤمن أكره مساءته ولا بد له منه وإن من عبادي المؤمنين من يريد بابا من العبادة فأكفه عنه لئلا يدخله عجب فيفسده ذلك وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه وما يزال عبدي يتنفل حتى أحبه ومن أحببته كنت له سمعا وبصرا ويدا ومؤيدا دعاني فأجبته وسألني فأعطيته ونصح لي فنصحت له وإن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلا الفقر وان بسطت حاله أفسده ذلك وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك إني أدبر عبادي بعلمي بقلوبهم إني عليم خبير ورواه عبد الكريم الجزري عن أنس مختصرا وقال فيه إني لأسرع شيء الى نصرة أوليائي إني لأغضب لهم أشد من غضب الليث الحرب
فماذا عن حديث أنس و ماذا عن رواية عبدالكريم الجزري " المختصرة " يتبع بإذن الله 000
وكتبه أبو حازم فكري زين العابدين محمد السكندري
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[01 - 06 - 05, 11:12 م]ـ
احسن الله اليكم يا اخي الكريم حازم
واسال الله ان يرفع قدرك فلقد اسعدتني بهذه الفائدة
وزدني زداكم الله من فضله وسدد اقوالكم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[02 - 02 - 07, 07:03 م]ـ
أرجو من الإخوة أن يدلوني على مكان وجود هذا الأثر: " إني لأثأر لأوليائي، كما يثأر الليث الحرب " أورده الحافظ ابن كثير في تفسير قول الله تعالى: (من كان عدوا لله وملائكته وجبريل وميكال فإن الله عدوٌّ للكافرين)، فقد بحثت عنه ولم أجده.
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[02 - 02 - 07, 10:48 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ابو بكر عطون]ــــــــ[02 - 02 - 07, 11:05 م]ـ
احسنتم احسن الله اليكم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[03 - 02 - 07, 12:43 ص]ـ
بارك الله فيكم ... ووفقكم لما يحبه ويرضاه ...... آمين
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[03 - 02 - 07, 12:49 ص]ـ
ماذا عن كتاب " المختصرة " لعبد الكريم الجزري؟ هل يوجد هذا الكتاب على النت؟
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[03 - 02 - 07, 08:21 ص]ـ
جمع الجوامع أو الجامع الكبير للسيوطي - (ج 1 / ص 26263)
) يقول الله من أهان لى وليا فقد بارزنى بالمحاربة وإنى لأسرع شيئا إلى نصرة أوليائى إنى لأغضب لهم كما يغضب الليث الْحَرِبُ وما ترددت عن شىء أنا فاعله ترددى عن قبض روح عبدى المؤمن وهو يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه وما تعبد لى عبدى المؤمن بمثل الزهد فى الدنيا ولا تقرب إلى عبدى المؤمن بمثل أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت له سمعا وبصرا ويدا ومؤيدا إن سألنى أعطيته وإن دعانى استجبت له وإن من عبادى المؤمنين لمن يسألنى الباب من العبادة فأكفه عنه ولو أعطيته إياه لدخله العجب وأفسده ذلك وإن من عبادى المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك وإن من عبادى المؤمنين لمن لا يصلح له إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك وإن من عبادى المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك وإن من عبادى المؤمنين من لا يصلحه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك إنى أدبر عبادى بعلمى بقلوبهم إنى عليم خبير
(ابن أبى الدنيا فى كتاب الأولياء، والحكيم، وابن مردويه، وأبو نعيم فى الحلية، والبيهقى فى الأسماء، وابن عساكر عن أنس)
أخرجه ابن أبى الدنيا فى الأولياء (ص 9، رقم 1)، والحكيم (2/ 232)، وأبو نعيم فى الحلية (8/ 318)، وابن عساكر (7/ 95).
¥(43/495)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[03 - 02 - 07, 10:36 ص]ـ
الشيخ عبد الله بن خميس - وفقه الله تعالى -
رجعت إلى كتاب " الأولياء " لابن أبي الدنيا، وتاريخ دمشق لابن عساكر، و حلية الأولياء لأبي نعيم ولم أجد فيه لفظ: " وإني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب " ... أرجو التوضيح بارك الله فيكم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[03 - 02 - 07, 01:55 م]ـ
قال الشيخ سليم الهلالي (حفظه الله): لم أجده بعد بحث شديد، فنظرة إلى ميسرة، وللحديث ألفاظ أخرى جمعها الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " "1640"
الحديث بهذا اللفظ موجود عند البغوي في شرح السُّنَّة (5/ 22) الحديث رقم: 1249
((اللَّيْثُ الْحَرِدُ))
و تفسير البغوي " سورة الشورى، الآية 27
وانظر الضعيفة للألباني رحمه الله: 1775
قال الخليل في كتاب " العين "
والحَرْدُ والحَرَد لغتان
يقال: حَرِدَ فهو حَرِد إذا اغتاظ فَتَحرَّشَ بالذي غاظه وهَمَّ به فهو حاردٌ، قال:
أُسُودُ شَرىً لاقَتَ أسُودَ خفيَّةٍ ... تَساقَيْنَ سُمّاً، كَلُّهُنَّ حَوارِدُ
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[21 - 03 - 07, 09:01 م]ـ
ورواية عبد الكريم الجزري عن أنس أخرجها الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (ل200/أ) تامَّة دون اختصار بلفظ ((اللَّيْثُ الحَرِبُ))
قال: حدثنا داود بن حمَّاد القيسي حدثنا عمر بن سعد الدمشقي حدثنا صدقة بن عبد الله حدثنا عبد الكريم الجزري عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم عن جبريل عليه السَّلام عن الله عزَّو جلَّ أنَّه قال: ((من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة، وإنِّي لأسرع شيء إلى نصرة أوليائي، إنِّي لأغضب لهم كما يغضب اللَّيث الحَرِبُ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض روح عبدي المؤمن، وهو يكره الموت وأكره مساءته، ولا بدَّ له منه، وما تعبَّد لي عبدي المؤمن بمثل الزُّهد في الدُّنيا، ولا تقرَّبَ إليَّ عبدي المؤمن بمثل أداء ما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنَّوافل حتَّى أحبه فإذا أحببته كنت له سمعا وبصرا ويدا و مؤيدا، إن سألني (ل200/ب) أعطيته وإن داعني استجبت له ... )
بنحو ألفاظ البغوي مع زيادات و تقديم وتأخير في بعض الألفاظ
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[20 - 05 - 08, 03:42 ص]ـ
للفائدة
ـ[أبو حاتم الدمياطي]ــــــــ[24 - 05 - 10, 01:23 ص]ـ
للرفع(43/496)
تخريج حديث: عليكم بسنتي ....
ـ[الماليزي]ــــــــ[30 - 05 - 05, 07:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة من أرض ماليزيا.
أريد أن أعلم مدى صحة الحديث المشهور عندنا: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ..... الحديث.
كيف كان رواته؟ هل روي فيهم تجريح؟ أرجو التوضيح مع الدليل.
شكرا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 05 - 05, 08:20 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله ومرحبا بكم
ولعلك تستفيد من هذه الروابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1365#post1365
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26587
ـ[الماليزي]ــــــــ[30 - 05 - 05, 09:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا يا أخي عبد الرحمن
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 07 - 05, 09:44 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً ومرحباً بالأخ الماليزي.
بارك الله فيه وأحسن إليه.(43/497)
تخريج أثر اختصام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مع النصراي في درع.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[30 - 05 - 05, 03:41 م]ـ
نص الحديث:
روى أبو نعيم والبيهقي:
أن أمير المؤمنين عليا اختصم ونصرانيا في درع، فقال علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - للقاضي شريح: اقض بيني وبينه يا شريح، فقال شريح: ما تقول يا نصراني؟ فقال النصراني: ما أكذب يا أمير المؤمنين الدرع درعي، فقال شريح: ما أرى أن تخرج من يده فهل من بينة؟ فقال علي: صدق شريح، فقال النصراني: أما أنا فأشهد أن هذه أحكام الأنبياء وأمير المؤمنين يجيء إلى قاضيه وقاضيه يقضي عليه هي والله يا أمير المؤمنين درعك اتبعتك مع الجيش وقد زالت عن جملك الأورق فأخذتها فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فقال علي: أما إذا أسلمت فهي لك وحمله على فرس عتيق.
درجته: حديث ضعيف جدا
تخريجه:
أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 139) من طريق حكيم بن خذام أبو سمير، ثنا الأعمش، عن إبراهيم بن يزيد التيمي، عن أبيه،
والقصة ذكرها الجوزقاني في الأباطيل (2/ 197)
وقال (ص 198): هذا حديث باطل تفرد به أبو سمير وهو منكر الحديث. إلى آخر ما ذكره.
وذكرها ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 388) وذكر نحو ما ذكره الجوزقاني.
وذكرها الإمام الذهبي في ميزان الاعتدال (1/ 572) في ترجمة أبي سمير حكيم ابن خذام وذكر أن أبا حاتم قال: إنه متروك الحديث.
وقال البخاري منكر الحديث، يرى القدر.
وقال القواريري: وكان من عباد الله الصالحين. اهـ
وأخرجه البيهقي في الكبرى (10/ 136) من طريق عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن الشعبي.
وقال البيهقي في آخره (وروي من وجه آخر أيضا ضعيف عن الأعمش عن إبراهيم التيمي)، عمرو بن شَمِر قال عنه البخاري منكر الحديث،
وقال النسائي والدارقطني متروك الحديث،
قال ابن حبان: رافضي يشتم الصحابة،
وقال الجوزجاني زائغ كذاب. انظر الجرح والتعديل (6/ 239) و ميزان الاعتدال (3/ 259)،
وجابر الجعفي قال عنه النسائي: متروك،، وقال ابن معين لا يكتب حديثه ولا كرامة،
وقال أبو داود ليس عندي بالقوي في حديثه.
انظر المجروحين (1/ 208) و الميزان (1/ 388)، و الجرح والتعديل (2/ 497).
فيتبين من هذا أن الحديث ضعيف جدا،
والله أعلم.
فما رأيكم دام فضلكم؟؟؟؟(43/498)
ما هو تخريج حكم النبي صلى الله عليه وسلم في تقسيم العمل بين علي وفاطمة
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[30 - 05 - 05, 11:43 م]ـ
في الزاد:
قال ابن حبيب في الواضحة: حكم النبي –صلى الله عليه وسلم- بين علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-، وبين زوجته فاطمة رضي الله عنها حين اشتكيا إليه الخدمة، فحكم على فاطمة بالخدمة الباطنة خدمة البيت، وحكم على علي بالخدمة الظاهرة، ثم قال ابن حبيب: والخدمة الباطنة: العجين، والطبخ، والفرش، وكنس البيت، واستقاء الماء، وعمل البيت كله.
هل له تخريج غير ما قاله محقق الزاد: ذكره ابن فرج القرطبي المالكي في أقضية رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ص 73.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 05 - 05, 01:04 ص]ـ
سبق حفظكم الله على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=128286#post128286
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[31 - 05 - 05, 06:10 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل(43/499)
حديث معلول، وهو مهم لمن يمارس الصنعة.
ـ[ماهر]ــــــــ[05 - 06 - 05, 07:42 ص]ـ
هذا حَدِيْث يراه غَيْر المتأمل متابعاً لحديث أبي قيس في المسح على الجوريين، وَهُوَ ما رَوَاهُ أبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه: 163 (327) قَالَ: ((حَدَّثَنَا عَبْد الرحمان بن مُحَمَّد بن الحسين بن مرداس الواسطي أبو بكر، من حفظه إملاءً، قَالَ: سَمِعْتُ أحمد بن سنان، يقول: سَمِعْتُ عَبْد الرحمان بن مهدي، يقول: عندي عن المغيرة بن شعبة ثلاثة عشر حديثاً في المسح عَلَى الخفين. فَقَالَ أحمد الدورقي: حَدَّثَنَا يزيد بن هارون، عن داود بن أبي هند، عن أبي العالية، عن فضالة بن عمرو الزهراني، عن المغيرة بن شعبة: ((أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح عَلَى الجوربين والنعلين))، قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ عنده فاغتم)).
وهذه الرِّوَايَة معلة لا تصح لأمور ثلاثة:
الأول: شيخ الإسماعيلي لَمْ أجد مَنْ ترجمه؛ فهو في عداد المجهولين، ويظهر من خلال سياقة ترجمته أن الإسماعيلي ليس لَهُ عَلَيْهِ حكم إِذْ لَمْ يصفه بشيء بِهِ، وَلَمْ يسق لَهُ سوى هَذَا الْحَدِيْث.
الثاني: إن حديثه مخالف فَقَدْ رَوَاهُ الطبراني في الكبير 20/ (1029) قَالَ: ((حَدَّثَنَا إدريس بن جعفر الطيار، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بن هارون، قَالَ: أَخْبَرَنَا داود بن أبي هند، عن أبي العالية، عن فضالة بن عمرو الزهراني، عن المغيرة بن شعبة، قَالَ: كنا مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في مَنْزله فاتبعته فَقَالَ: ((أين تركت الناس؟)) فقلت: تركتهم بمكان كَذَا وكذا، فأناخ راحلته فنَزل، ثُمَّ ذهب فتوارى عني، فاحتبس بقدر ما يقضي الرجل حاجته، ثُمَّ جاء فَقَالَ: ((أمعك ماء؟)) قلت: نعم، فصببت عَلَى يديه فغسل وجهه، ومسح رأسه، وعليه جبة شامية قَدْ ضاقت يداها، فأدخل يده من تحت الجبة، فرفعها عن يديه، ثُمَّ غسل يديه ووجهه، ومسح عَلَى رأسه وخفيه ثُمَّ قَالَ: ((ألك حاجة؟))، قلت: لا، قَالَ فركبنا حَتَّى أدركنا الناس)).
الثالث: إن حَدِيْث الإسماعيلي دارت قصته عَلَى الإمام الجهبذ عَبْد الرحمان بن مهدي، وَقَدْ نقل عَنْهُ أنه أعل الْحَدِيْث بتفرد أبي قيس (السنن الكبرى 1/ 284 المجموع 1/ 500 وتحفة الأحوذي 0/ 33)، فلو كانت هَذِهِ القصة ثابتة والواقعة صَحِيْحة لما جعل الحمل عَلَى أبي قيس، وكذلك فإن جهابذة الْمُحَدِّثِيْنَ قَدْ عدوه فرداً لأبي قيس فلو كَانَ حَدِيْث الإسماعيلي ثابتاً لما جزموا بما جزموا. (وَقَدْ نص عَلَى تفرده الإمام المبجل أحمد بن حَنْبَل فِيْمَا نقل عَنْهُ ابنه عَبْد الله، إِذْ قَالَ: ((حدّثت أبي بهذا الْحَدِيْث، فَقَالَ أبي: ليس يروى هَذَا إلا من حَدِيْث أبي قيس، قَالَ أبي: إن عَبْد الرحمان بن مهدي [أبى] أن يحدث بِهِ يقول: هُوَ منكر)). السنن الكبرى، للبيهقي 1/ 284.
وكذلك أشار إلى تفرده الإمام الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ في " علله ": ((وَهُوَ مِمَّا يغمز عَلَيْهِ بِهِ؛ لأن المحفوظ عن المغيرة المسح عَلَى الخفين)). العلل 7/ 112، وفيه: ((يعد)) بدل ((يغمز))، وأشار في الحاشية أن في نسخة (ه): ((يغمز))، ولعل ما ترك هُوَ الصواب، والله أعلم).
وفي الْحَدِيْث أمر آخر، وَهُوَ أن راويه عن المغيرة فضالة بن عمرو ويقال: ابن عمير، ويقال: ابن عبيد، لَمْ أجد من وثقه إلا أن ابن حبان ذكره في الثقات 5/ 296، وأورده البخاري في تاريخه الكبير 7/ 124 (558)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7/ 77، وَلَمْ يذكرا فِيْهِ جرحاً ولا تعديلاً، ومن كَانَ حاله هكذا فهو في عداد المجهولين، والله أعلم.
د. ماهر ياسين الفحل
العراق الأنبار الرمادي
الصابرة
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[06 - 06 - 05, 12:54 ص]ـ
جزاك الجنة.
موضوع قيّم.
ـ[ماهر]ــــــــ[06 - 06 - 05, 08:07 م]ـ
آمين
أسأل الله أن يحفظك من كل سوء وأن يقيك شر ما خلق
ـ[نياف]ــــــــ[06 - 06 - 05, 09:10 م]ـ
شيخنا ماهر جزاك الله خير وغفر لك واسأل الله أن يرزقك الشهادة والفردوس الأعلى
واسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يعز الإسلام والمسلمين وأن ينصر إخواننا المجاهدين في سبيله في كل مكان
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[07 - 06 - 05, 01:37 ص]ـ
جزا الله الشيخ ماهر على إفادته ..
ونسأل الله أن يحفظه من كل سوء ومكروه.
ـ[ماهر]ــــــــ[09 - 06 - 05, 07:57 م]ـ
أخي نياف جزاك الله خيراً، وأسأل الله أن يكفيك كل مكروه وينفع بك
أخي وشيخي الشيخ هشام الحلاف أسأل الله أن يرفع قدرك ويزيدك علماً، وأن يرزقك الذرية الصالحة المؤمنة التي تسر بها في الدنيا والآخرة
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[13 - 06 - 05, 10:07 ص]ـ
فائدة نفيسة من الشيخ ماهر جزاه الله عنا خير الجزاء.
¥(43/500)
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[23 - 06 - 05, 09:25 م]ـ
جزاك الله خير شيخنا ماهر
ـ[ماهر]ــــــــ[17 - 10 - 08, 07:01 ص]ـ
وأنتم جزاكم الله كل خير ونفع بكم وزادكم من فضله.
ـ[العكي]ــــــــ[17 - 10 - 08, 02:25 م]ـ
فضيلة الشيخ محدث الديار العراقية الشيخ الدكتور ماهر الفحل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستأذن من سماحتكم تبيين القول الصواب ودرجة الحديث التالي:
" عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ أَبِى أُمَامَةَ الْبَاهِلِىِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ثَلاَثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ رَجُلٌ خَرَجَ غَازِيًا فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ وَرَجُلٌ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ وَرَجُلٌ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلاَمٍ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "
الحديث صححه الحاكم وابن حبان والذهبي والعسقلاني والألباني رحمهم الله؛ لكن ابن أبي حاتم رحمه الله قال في العلل:" وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ؛ رَوَاهُ الْهِقْلُ، وَعَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: ثَلاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ ... .قَالَ: وَرَوَاهُ الْوَلِيدُ، وَغَيْرُهُ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مَوْقُوفٌ
قَالَ أَبِي: هِقْلٌ أَحْفَظُ، وَالْحَدِيثُ مَوْقُوفٌ أَشْبَهُ "
جزاكم الله خيراً .. وبارك الله في علمكم وعملكم وجهدكم في خدمة السنة. ومعذرة على وضع السؤال في غير محله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ماهر]ــــــــ[19 - 10 - 08, 04:05 م]ـ
أخي جزاكم الله كل خير، وأسأل الله أن يستعملنا جميعاً في طاعته.
إنَّ المحفوظ عن الأوزاعي الطريق المرفوع.
فقد أخرجه الروياني في مسند الصحابة (1265) من طريق هشام بن عمرو البيروني.
وأخرجه: ابو داود (2494) من طريق إسماعيل بن سماعة.
وأخرجه: ابن السني في عمل اليوم والليلة (161) من طريق عمر بن عبد الواحد.
ثلاثتهم: (هشام و إسماعيل وعمر) عن الأوزاعي، عن سليمان بن حبيب، عن أبي أمامة مرفوعاً.
وأخرجه: البخاري في الأدب المفرد (1094) من طريق عثمان بن أبي عاتكة.
وأخرجه الطبراني في الكبير (7493) من طريق كلثوم بن زياد.
كلاهما: (عثمان وكلثوم) عن سليمان بن حبيب، عن أبي أمامة مرفوعاً. فيكون الحديث صحيحاً.
وأما قول أبي حاتم فقد يكون الصواب من طريق هقل موقوفاًً، أي: من طريق هقل، لا رواية غيره.
ـ[أبو صهيب المقدسي خالد الحايك]ــــــــ[19 - 10 - 08, 06:20 م]ـ
الدكتور ماهر وفقه الله وسدده:
إشارتكم إلى هذه الرواية وتعليلها فائدة نفيسة، ولكن لي بعض الملحوظات:
1 - الوجه الأول والثالث لا علاقة له بهذا التعليل، وإنما يسلم لكم الوجه الثاني، ورواية الطبراني هي التي أعلت رواية شيخ الإسماعيلي.
2 - القصة صحيحة، وغاية ما في الأمر أن شيخ الإسماعيلي وهم في متن الحديث، وكأن ذلك منه لأنه حدث به من حفظه، والرواية الأصلية طويلة فاختصرها فوقع في الوهم، وأما أن نعلل أصل القصة فهذا لا دليل عليه، سيما وعبدالرحمن بن مهدي يتحدث عن روايات المسح على الخفين.
3 - ما جاء عند الإسماعيلي والطبراني: (فضالة بن عمرو) تحريف، والصواب: (عمير) أو (عبيد) وهو ما أشار إليه البخاري في تاريخه.
4 - فضالة بن عبيد أو عمير هذا، نعم لا يعرف بجرح ولا تعديل، ولكن لا نستطيع إطلاق القول بجهالته وجعل ذلك علة تقدح في حديثه، فمله من التابعين لهم اعتبارات معينة يمكن قبول رواياتهم وإن لم ينقل من حالهم شيئاً، والله أعلم.
وجزاك الله خيراً.
www.Addyaiya.com(44/1)
تخريج حديث: (لم يُرَ للمُتَحَابَّين مثلُ النكاح).
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - 06 - 05, 01:46 م]ـ
الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فإجابةً لسؤال أحد الإخوة الأفاضل كتبتُ هذا التخريج لحديث: (لم يُرَ للمتحابَّين مثلُ النكاح) جمعت فيه طرق هذا الحديث وما وقع فيها من اختلاف، وقد كتبتُه قبل حلول شهر رمضان من عام 1424هـ وأتمنى من الإخوة جميعاً إفادتي بملحوظاتهم.
وخلاصةُ البحث أنَّ طرقَ هذا الحديث ترجعُ إلى مدارين:
الأول: طاووس بن كَيْسان.
والثاني: إبراهيم بن مَيْسرة.
أما المدار الأول (طاووس بن كيسان) فقد رُوي الحديث عنه من طريقين:
أحدهما/ سليمان الأحول أو عمرو بن دينار.
وثانيهما/ إبراهيم بن ميسرة.
فأما الطريق الأولى فمنكرةٌ؛ لا تصح عن الأحول ولا عن عمرو بن دينار، كما سيتبين.
وأما الطريق الثانية؛ فهي طريقٌ ثابتة إلى إبراهيم بن ميسرة؛ وإن كان اختُلف عليه في وصل الحديث وإرساله، كما سيأتي.
وبناءً على هذه الخلاصة؛ يكونُ المدارُ الثابت للحديث هو: "إبراهيم بن ميسرة".
وتفصيلاً لهذه النتيجة أقول مستعيناً بالله:
الطريق الأولى عن طاووس:
رُوي هذا الحديث عن سليمان الأحول أو عمرو بن دينار عن طاووس عن ابن عباس مرفوعاً.
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 17) وابن منده في الأمالي (كما عزاه إليه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة 2/ 197) من طريق إبراهيم بن يزيد عن سليمان الأحول أو عمرو بن دينار به.
(وفي السلسلة الصحيحة "سليمان الأحول و عمرو بن دينار").
وإبراهيم بن يزيد هو الخُوزي؛ كما ذكر الشيخ الألباني "رحمه الله" وهو متروك.
فهذا الوجه منكرٌ لا يصح.
الطريق الثانية عن طاووس:
روى هذا الحديث إبراهيم بن ميسرة عن طاووس؛ واختُلف فيه على إبراهيم وعلى بعض الرواة عنه على وجهين.
وأبدأ بذكر الاختلاف على تلاميذ إبراهيم بن ميسرة، ثم أنتقل إلى بيان الاختلاف عليه.
فأولاً/ روى هذا الحديث سفيان بن عيينة؛ واختُلف عليه:
1/ فروي عنه عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس مرسلاً.
وقد أخرج هذا الوجه الإمام أحمد في أحكام النساء (104).
وسعيد بن منصور في سننه (1/ 164).
وأبو يعلى في مسنده (5/ 132) عن أبي خيثمة زهير بن حرب.
والعقيلي في الضعفاء (4/ 134) من طريق الحميدي.
أربعتهم (أحمد بن حنبل وسعيد بن منصور و أبو خيثمة و الحميدي) عن سفيان بن عيينة به.
2/ روي عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن جابر بن عبدالله مرفوعاً.
أخرجه ابن شاذان في المشيخة الصغرى (60) ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى (ص511) عن أبي الفوارس عن حيان بن بشر عن أحمد بن حرب الطائي عن ابن عيينة به.
وقد عزا الشيخ الألباني الحديث إلى ابن شاذان من حديث ابن عباس وهو وهم.
وأحمد بن حرب الطائي فصدوق، وحيان بن بشر قال عنه ابن معين: "ليس به بأس" كما في تاريخ بغداد (8/ 284) وأما أبو الفوارس أحمد بن علي بن عبدالله؛ فقد ذكر الشيخ الألباني أنه لم يجد له ترجمة فيما بين يديه من المراجع.
وهذا الوجه شاذٌ لأمرين:
الأول: زيادة عمرو بن دينار في الإسناد.
الثاني: رواية الحديث عن ابن عيينة موصولاً؛ والمحفوظ عنه الإرسال.
وقد سبق أنه روى الحديث عددٌ من الحفاظ عن ابن عيينة عن إبراهيم عن طاووس مرسلاً، ولم يذكروا عمرو بن دينار بين سفيان وإبراهيم، كما أنهم أرسلوا الحديث ولم يصلوه.
ولا أدري ممن وقع هذا الشذوذ؛ أمن أحمد بن حرب أم ممن دونه؟
ثانياً/ روى الحديث سفيان الثوري؛ واختُلف عليه:
1/ رُوي عن الثوري عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس مرفوعاً.
رواه الخليلي في الإرشاد (المنتخب 2/ 653) وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (1/ 244) ويوسف بن محمد أبو القاسم المهرواني في الفوائد المنتخبة (165) من طريق محمد بن صالح الأشج.
والخليلي في الإرشاد (3/ 947) من طريق محمد بن عمران بن حبيب.
كلاهما (محمد بن صالح و محمد بن عمران) عن عبدالصمد بن حسان عن الثوري به.
وذكر الخليلي وأبو القاسم المهرواني أن مؤمَّل بن إسماعيل قد تابع عبدَالصمد على ذلك.
وقد أسندَ الخليليُّ طريق مؤمل (3/ 947).
ومحمد بن صالح الأشج؛ ذكره ابن حبان في الثقات (9/ 148) وقال: "كان يخطئ".
¥(44/2)
وأما محمد بن عمران فقد ذكره ابن حبان في ثقاته (9/ 147) وقال ابن حجر في اللسان (3/ 254):
"أحد الثقات".
2/ روي عن الثوري عن إبراهيم عن طاووس مرسلاً.
وهذا الوجه ذكره الخليلي؛ فقال – بعد الإشارة إلى رواية عبدالصمد ومؤمَّل عن الثوري-:
(وغيرهما رواه عن الثوري عن إبراهيم عن طاووس مرسلاً).
ونقل أبو القاسم المهرواني عن أبي بكر الخطيب قولَه:
(لم يرو هذا الحديث كذا موصولاً عن سفيان الثوري إلا عبدالصمدُ بن حسان، وتابعه مؤمل بن إسماعيل.
ورواه غيرهما عن سفيان مرسلاً ولم يذكر ابن عباس في إسناده، وهو الصواب).
وقد نسبَ الشيخُ الألباني "رحمه الله" هذا الكلام إلى المهرواني، والصوابُ أنه من كلام الخطيب البغدادي.
ويصعبُ الجزم –في رأيي- بصحة أحد الوجهين السابقين عن الثوري لعدم الوقوف على رواة الإرسال؛ إلا أن ثمةَ قرائنُ تقوِّي رواية الإرسال، منها:
1– جَزْمُ الحافظ أبي بكر الخطيب بصحة رواية الإرسال عن الثوري.
2– أن رواة الوصل ليسوا من أصحاب الثوري المتثبتين، بل إن مؤمل بن إسماعيل فيه ضعف من قبل حفظه، وأما عبدالصمد فصدوق له أفراد، كما ذكر الخليلي.
3– أن الثقات من تلاميذ إبراهيم بن ميسرة قد رووا الحديث عنه عن طاووس مرسلاً، وهذا يؤيِّد الوجهَ المرسلَ عن الثوري.
ولذا؛ فرواية الإرسال عن الثوري أقوى –فيما يبدو لي-.
وأنتقلُ الآن إلى الكلامُ عن رواية إبراهيم بن ميسرة؛ فأقول:
اختُلف في هذا الحديث على إبراهيم بن ميسرة على وجهين:
الأول/ رُوي عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس مرفوعاً.
رواه عن إبراهيم على هذا الوجه:
1 - سفيان بن عيينة (في وجه شاذ عنه).
2 - سفيان الثوري (في وجه مرجوح عنه).
3 - محمد بن مسلم الطائفي، وقد أخرج روايته ابن ماجه في سننه (1847) والحاكم في المستدرك (2/ 174) والبيهقي في سننه الكبير (7/ 78) والضياء في المختارة (11/ 52 - 54) والطبراني في الكبير (11/ 50) وفي الأوسط (3/ 282) وتمام في فوائده (1/ 322) والعقيلي في الضعفاء (4/ 134) ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى (ص510) وابن عساكر في تاريخ دمشق (54/ 184) و (61/ 460) و (65/ 71 - 72) وأبو حاتم كما في العلل لابنه (2/ 253).
من طريق محمد بن مسلم الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة به.
ومحمد بن مسلم فيه ضعف.
4 - عثمان بن الأسود المكي. كما في أطراف الأفراد والغرائب (3/ 194 - ) من طريق يزيد بن مروان عن عمر بن هارون عن عثمان بن الأسود عن إبراهيم به.
وهذا الإسناد لا يصح؛ فإن عثمان وإن كان ثقةً، إلا أن عمر بن هارون متروك، ويزيد بن مروان ضعيفٌ جداً.
الثاني/ روي عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس مرسلاً.
وقد رواه عن إبراهيم على هذا الوجه:
سفيان بن عيينة (في الوجه الثابت عنه).
وسفيان الثوري (في الوجه الراجح عنه).
ومعمر بن راشد، رواه عنه عبدالرزاق في المصنف (6/ 168) عن إبراهيم بن ميسرة به.
وابن جريج، رواه عنه عبدالرزاق في الموطن السابق وابن أبي شيبة في مصنفه (3/ 454) والبيهقي في الكبرى (7/ 78).
وهذا الوجه عن إبراهيم هو الصواب.
وبهذا العرض يتبينُ أنَّ الحديث مرسل، وأن رواية الوصل شاذة، لما يلي:
1– أن معمر وابن جريج قد رويا هذا الحديث عن إبراهيم عن طاووس مرسلاً، ولم يُختَلَف عليهما في ذلك.
2– تابعهما ابن عيينة على الإرسال، وأما رواية الوصل عنه فهي ظاهرة الشذوذ.
3– أن الثوري قد رُوي عنه الوجهان، ورواية الإرسال عنه أقوى؛ لقرائن سبق ذكرها.
4– أن محمد بن مسلم الطائفي قد روى الحديث عن إبراهيم موصولاً ولم يُختَلَف عليه فيه، إلا أن محمداً فيه ضعفٌ، ولا يقاس بمن أرسل الحديث عن إبراهيم.
ومتابعة عثمان بن الأسود لا أصلَ لها، كما سبق.
وقد حكم بترجيح المرسل الحافظ العقيلي، حيث قال في الضعفاء عقب تخريجه للحديث موصولاً ثم مرسلاً: "وهو أولى" يعني المرسل.
بينما مال الحاكم إلى تصحيحه، فقال عن رواية محمد بن مسلم الطائفي عن إبراهيم: (صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، لأن سفيان بن عيينة ومعمر بن راشد أوقفاه عن إبراهيم بن ميسرة على ابن عباس).
قال الشيخ الألباني "رحمه الله" مصحِّحاً عبارة الحاكم: (كذا قال؛ ولعلَّ صوابَ العبارة: أرسلاه عن إبراهيم ابن ميسرة عن ابن عباس).
وكذلك صححه الشيخ الألباني حيثُ رجح الوصل على الإرسال، وقد سبق بيانُ خطأ الرواية الموصولة.
فائدة/ جاء في سبب هذا الحديث ما أخرجه ابن شاذان في المشيخة الصغرى (60) ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى (ص511) عن أبي الفوارس عن حيان بن بشر عن أحمد بن حرب الطائي عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبدالله قال: جاء رجلٌ إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال: يا رسول الله إن عندنا يتيمة قد خطبها رجلان؛ موسِرٌ ومُعسر، هي تهوى المُعسِر، ونحن نهوى المُوسر، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
"لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح".
وسبق التنبيه على شذوذ هذا الوجه.
كتبه/ أبو محمد، عبدالله الحمادي.
¥(44/3)
ـ[عبد]ــــــــ[06 - 06 - 05, 08:29 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبدالله وأجزل لك المثوبة، وليتك تتحفنا بتخريج حديث "الرعد ملك .. "، فلي معه قصة لا تخفاك:)
ـ[الحمادي]ــــــــ[09 - 06 - 05, 01:33 ص]ـ
سلمتَ يا أبا شهد.
أتمنى أن يتيسَّرَ لي ما ذكرتَ، وأشكرك على ظنِّك الجميل.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[09 - 06 - 05, 01:42 ص]ـ
جزاك الله خيراً ياشيخ عبدالله , وأثقل موازينك بالباقيات الصالحات.
محبكم / أبومحمد.
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[09 - 06 - 05, 01:18 م]ـ
بحث متقن في الكلام على هذا الحديث، وأسلوب جميل في عرض البحث وإقناع القارئ بنتيجته.
أجزل الله لك الأجر والثواب.
ـ[عبد]ــــــــ[09 - 06 - 05, 04:01 م]ـ
كنت قد وقفت على طريق عند ابن جُميع الصيداوي وقيدتها هنا ولكني أزلتها لما جدتك قد وقفت عليها،اعتذاري للجميع.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 06 - 05, 09:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
فائدة:
(روي عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن جابر بن عبدالله مرفوعاً.
أخرجه ابن شاذان في المشيخة الصغرى (60) ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى (ص511) عن أبي الفوارس عن حيان بن بشر عن أحمد بن حرب الطائي عن ابن عيينة به.)
هذا الطريق غريب جدا
فحيان متقدم ومثله لايحتاج أن يروي عن رجل مثل أحمد بن حرب عن سفيان
فحيان يروي عن يحيى بن آدم وهشيم
وطبقته متقدمة
وانا استغرب من هذا الاسناد
ولايقال أن الحديث مما تفرد به أحمد بن حرب بأن رواه موصولا
فلو كان كذلك لرواه غير واحد عن أحمد بن حرب
ولكان الحديث اشتهر عن أحمد بن حرب
ففي القلب من هذا الاسناد شي
وأحسب أنا ابا الفوارس هذا خلط في الاسناد
وانه لم يكن من أهل الضبط
والله أعلم بالصواب
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - 06 - 05, 03:37 ص]ـ
المشايخ الفضلاء:
(خالد الأنصاري وهشام الحلاف وأبو شهد وابن وهب) جزاكم الله خيراً وبارك فيكم.
وشكرٌ خاصٌ للشيخ خالد الأنصاري على مشاركته رغم ما ألمَّ به من مرضٍ هو ووالدُه، شفاهما الله وعافاهما، وجعلَ ما أصابهما طهوراً.
الشيخ الفاضل النقاد (ابن وهب):
الاحتمال الذي ذكرتَ واردٌ، وله قرينةٌ تؤيِّده؛ وقد ذكرتَها جزاك الله خيراً، وأنا لم يتبيَّن لي ممن وقع الوهم في هذا الإسناد، كما أشرتُ لذلك في البحث نفسه.
وأنا ألحظُ عنايتَك -كثيراً- بمعرفة سبب الخطأ، وهذا من أدقِّ المباحث التي يغفل عنها أكثر الباحثين، والتي تحتاج إلى طول تأمُّل، مع تنبُّهٍ للقرائن المعينة على ذلك.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 06 - 05, 08:17 ص]ـ
------
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 06 - 05, 09:38 ص]ـ
فائدة
حيان بن بشر هذا حفيد حيان بن بشر المتقدم
فحيان بن بشر الأسدي ولي قضاء اصبهان وقضاء الجانب الشرقي من بغداد
وأما حفيده فعين على قضاء الثغر (المصيصة)
وحفيده هو الراوي عن أحمد بن حرب الطائي
فائدة
(قال عبد الغني: وقال لي عمر بن المؤمل: جاء رجل إلى حيان بن بشر ونحن عنده لنسمع منه تاريخ يحيى بن معين، فقال له: ما اسمك? قال: محمد، قال: ابن من? قال: ابن إبراهيم قال: ابن من? قال: ابن محمد، قال: ابن من? قال: ابن إبراهيم، قال: وإيش صنعتك? قال: بيطار قال: وأبوك? قال: بيطار، قال: وجدك? قال: بيطار، قال: وجد أبيك? قال: بيطار، قال: أنت بيطار ابن بيطار بن بيطار، وأنا قاض بن قاض بن قاض بن قاض، حيان بن بشر بن حيان بن بشر)
فهو حيان بن بشر بن حيان بن بشر
وبهذا يزول الاشكال الواقع في السند
اذ لايمكن أن يكون شيخ شيخ ابن شاذان توفي في 236
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 06 - 05, 09:44 ص]ـ
وفي كتاب ابن العديم
حيان بن بشر بن حيان
ابن بشر بن حيان، وقيل بشر بن المخارق بن شبيب بن حيان بن سراقة بن مرثد بن حميري بن عتبة بن جذيمة بن الصيداء بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن ذودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو بشر بن أبي المخارق بن أبي بشر الأسدي القاضي قاضي المصيصة، وكان من بيت القضاء والعلم ولي جده حيان بن بشر بن المخارق القضاء بأصبهان في أيام المأمون، وولي قضاء الشرقية ببغداد في أيام المتوكل، وولي من بيته قضاء القضاة ببغداد عمر بن أكثم بن أحمد بن حيان بن بشر أبو بشر، وولي أبوه وجده وجد أبيه القضاء.
¥(44/4)
حدث بالمصيصة عن أحمد بن حرب الطائي، ويحيى بن آدم، وسليمان بن عبد الخير، روى عنه أحمد بن علي بن عبد الله، محتسب المصيصة، وعمر بن مؤمل، وأبو يعلى الموصلي، وبسام بن الفضل البغدادي وأبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي، وأبو القاسم فرج بن إبراهيم بن عبد الله النصيبي، وأبو علي سعيد بن عثمان بن السكن.
أخبرنا القاضي جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن أبي الفضل الحرستاني قال: أخبرنا علي بن المسلم الفقيه قال: أخبرنا أبو نصر بن طلاب قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي قال: حدثنا حيان بن بشر الأسدي بالمصيصة قال: حدثنا أحمد بن حرب قال: حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد قال: حدثنا ابن جريج عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن يمد في عمره ويبسط له في رزقه ويستجاب له دعاؤه وتصرف عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه".
قرأت في كتاب القضاة للحافظ عبد الغني بن سعيد قال: حيان بن بشر بن حيان بن بشر بن حيان، يكنى أبا بشر قال لي عمر بن مؤمل: هو من رهط بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة بن حيان، وكان في الزهد على غاية، وكان يخرج وهو قاض إلى الباقلاني فيشتري الباقلاء في قصعة ويرجع إلى بيته، وجئت يوماً إلى حيان بن بشر في علة موته وقد بقي علي من كتاب وكيع شيء وإذا هو يطلب قارورة البول فلما رآني قال: ناولني إياها فناولته فتذمم لي فقال: ما جاء بك? قلت أريد تمام كتاب وكيع، فقال: اقرأ فقرأت جميع ما بقي علي، فلما أردت أن أقوم قلت له: يا سيدي لك حاجة? قال: نعم، قلت: ما هي? قال: لا ترني وجهك بعد اليوم، قلت: نعم، فما رآني حتى مات.
قال عبد الغني: وقال لي عمر بن المؤمل: جاء رجل إلى حيان بن بشر ونحن عنده لنسمع منه تاريخ يحيى بن معين، فقال له: ما اسمك? قال: محمد، قال: ابن من? قال: ابن إبراهيم قال: ابن من? قال: ابن محمد، قال: ابن من? قال: ابن إبراهيم، قال: وإيش صنعتك? قال: بيطار قال: وأبوك? قال: بيطار، قال: وجدك? قال: بيطار، قال: وجد أبيك? قال: بيطار، قال: أنت بيطار ابن بيطار بن بيطار، وأنا قاض بن قاض بن قاض بن قاض، حيان بن بشر بن حيان بن بشر.
قال عبد الغني: قال لي عمر بن المؤمل: كنا عنده يوماً فأقبل فتى حسن الوجه فدخل إلى منزله فقال لي: ما تعرف هذا? قلت: لا، قال هذا هرم بن حيان وليس بصاحب أويس، هذا هرم ابني.
قلت: قول عمر بن المؤمل هو من رهط بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة بن حيان يشير إلى أنهما يجتمعان في حيان بن سراقة بن مرثد الأسدي وكان بشر بن موسى ابن أخت جده حيان، وكان أصبهانياً، وكان من جلة أصحاب الحديث، روى عنه ابن أخته بشر بن موسى، وذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد بما أنبأنا به أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: حيان بن بشر بن المخارق الأسدي، أبو بكر.
وقال الخطيب: أخبرنا علي بن المحسن قال: أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: وحيان رجل من جلة المسلمين تقلد القضاء في نواح كثيرة، وتقلد أصبهان، ثم قلد الشرقية.
ونسب الخطيب جده هكذا فقال: حيان بن بشر بن المخارق، وخالف عبد الغني فإن عبد الغني سمى جد جده حيان، والصحيح ما ذكره الخطيب وجده كان أصبهانياً.
)
انتهى
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - 06 - 05, 11:03 ص]ـ
أحسنتَ جزاك الله خيراً.
استشكلتَ سلامة الإسناد -واستشكالك وارد- ثم لم تطِبْ نفسُك حتى نقَّبتَ في المصادر للوصول إلى حلِّ هذا الإشكال، فأين يظفر الباحث بمثلك!
بارك الله في علمك.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 06 - 05, 11:47 ص]ـ
أخي الحمادي
حسابك في البريد الخاص ممتلئ
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 06 - 05, 02:42 م]ـ
تنبيه
قول ابن العديم - رحمه الله
(ويحيى بن آدم) خطأ
وكذا قوله روى عنه
(وبسام بن الفضل البغدادي)
فحيان الجد هو الذي روى عن يحيى
وبسام هذا يروي عن الجد لا عن الحفيد
وفي تاريخ بغداد
¥(44/5)
(بسام بن الفضل حدث عن حيان بن بشر القاضي روى عنه أبو المطلع محمد بن عصمة البلخي أخبرني محمد بن عبد الملك القرشي أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين الرازي حدثنا عبد الله بن محمد بن طرخان حدثنا أبو المطلع محمد بن عصمة حدثنا بسام بن الفضل البغدادي حدثنا حيان بن بشر حدثنا يحيى بن آدم عن الحسن بن صالح عن أبيه عن حفشيش الكندي قال قلت يا رسول الله أنت رجل منا قال نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا)
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - 06 - 05, 03:17 م]ـ
تفضَّل زاد الله فضلك، فبريدي يَشرفُ باستقبال رسالةٍ منك.
ـ[الرايه]ــــــــ[22 - 03 - 06, 12:49 ص]ـ
السؤال
ورد حديث للنبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "لم نر للمتحابين مثل النكاح". وهو يدل على وجود علاقة قبل الزواج، فهل يعني ذلك أن الحب حلال؟
المجيب د. محمد بن عبد الله القناص
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
التاريخ 21/ 02/1427هـ
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله، وبعد:
فالحديث المشار إليه في السؤال أخرجه ابن ماجة (1847)، والعقيلي (4/ 134)، والبيهقي (7/ 78) من طريق محمد بن مسلم الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس مرفوعاً.
وأخرجه أبو يعلى (2747)، والعقيلي (4/ 134)، والبيهقي (7/ 78)، من طريق سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس مرسلاً.
وأخرجه عبد الرزاق (6/ 151)، عن معمر عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس مرسلاً.
وقال العقيلي بعد أن أخرجه مرسلاً: وهذا أولى.
فالحديث يترجح إرساله؛ لأن سفيان ومعمراً روياه عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس مرسلاً،
وخالفهم محمد بن مسلم الطائفي، فرواه عن ابن عباس موصولاً، ومحمد بن مسلم الطائفي فيه مقال.
والحديث على تقدير صحته وثبوته لا يدل على إقرار وجود علاقة بين الرجل والمرأة قبل الزواج، ولكنه أرشد إلى أنه إذا حصلت المحبة بين رجل وامرأة فعليهما أن يبادرا إلى الزواج؛ لأن الزواج يزيد المحبة قوة وتماسكاً، وهو دواء العشق إذا وجد، ثم إن المحبة قد تقع ولو لم تحصل علاقة، فربما عرف الرجل المرأة وهي صغيرة، أو يكون سمع شيئاً من صفاتها فوقعت في قلبه، أو تكون من قريباته كأن تكون ابنة عمه أو ابنة خاله، وكذلك بالنسبة للمرأة.
أما علاقة الرجل بالمرأة قبل العقد فلا يجوز له أن يستمتع منها بكلام أو نظر أو يخلو بها؛ لأنها أجنبية عنه، والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=95917
روابط ذات صلة بالموضوع
ما صحة هذه الرواية إخواني؟ لم ير للمحتاجين مثل النكاح.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23265&highlight=%C7%E1%E4%DF%C7%CD
أرجو المساعدة يا أهل المروة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5157&highlight=%E1%E1%E3%CA%CD%C7%C8%ED%E4+%E3%CB%E1+%C 7%E1%E4%DF%C7%CD
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[18 - 02 - 09, 12:20 ص]ـ
بورك فيكم ابا محمد ..
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[18 - 02 - 09, 06:22 ص]ـ
ما شاء الله، بحثٌ مُتْقَنٌ ونَتِيْجَةٌ مبناها على قَوَاعِدَ حَدِيْثِيْةٍ رَاسِخَةٍ.
زادك الله علمًا.
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[30 - 03 - 10, 09:04 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ولكم وقع الكثير في المحرمات وفي أذنه يتردد هذا الحديث!!
بحجة أن "الحب" حلال قبل الزواج(44/6)
هل يوجد ألفاظ منكرة أو شاذة في صحيح البخاري؟
ـ[المعلمي]ــــــــ[07 - 06 - 05, 01:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الرجاء ذكر الدليل مع ذكر أقوال أهل العلم.
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[07 - 06 - 05, 01:48 ص]ـ
وهذه نص رسالة خاصة أرسلتها لكاتب الموضوع لاطلاع الاخوة والإفادة منهم.
أخي الكريم (هشام): (المعلمي) ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأسأل الله أن تكونوا بأتم صحة وعافية أنتم ومن تحبون ..
أحببت أخي الكريم أن أحيطك علماً أن موضوعك (هل يوجد في صحيح البخاري ألفاظ منكرة أو شاذة) قد نقل إلى منتدى خاص (ليس للاطلاع) لأن صيغة السؤال تفتح باب الكلام والجرأة على صحيح البخاري، خاصة وأن الملتقى يدخله العوام وطلاب العلم من كل مذهب، فلسنا نريد نزع هيبة صحيح البخاري من نفوس الناس، ولو كان الموضوع عن حديث في البخاري وقع فيه كلام لبعض العلماء فلا بأس من مناقشته .. أما أن يكون أن القصد من الموضوع هو إظهار ما زُعم أن البخاري أخطأ فيه وتتبع ذلك، فهذا مما لا يحسن لما قدمته لك .. مع جزمي بأن مرادك ومقصدك حسن إن شاء الله وهو معرفة ما تكلم فيه في البخاري ومناقشة ذلك.
أرجو قبول اعتذاري بنقل الموضوع، والله يحفظك ويوفقك.
أخوك: هشام.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[07 - 06 - 05, 06:26 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ هشام.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[07 - 06 - 05, 04:24 م]ـ
فلسنا نريد نزع هيبة صحيح البخاري من نفوس الناس.
جزاك الله خيراً شيخنا , وللأسف فقد لاحظت من البعض هداهم الله تطاولاً على أحاديث الصحيحين , وقد كنت كتبت مقالاً منذ مايقرب الشهر أحذر فيه من هذه الفتنة التي عمت ـ وللأسف ـ وطمت.
فجزاك الله خيراً شيخنا بأن أشرت إلى خطورة هذا الأمر ثانية.
كتبه محبكم والداعي لكم / أبومحمد.(44/7)
فائدة:هل حديث مسلم يجيز ذكر الرجل بأكثر مما ليس فيه؟
ـ[عبد]ــــــــ[08 - 06 - 05, 04:52 ص]ـ
روى مسلم في صحيحه: ((أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال والله ما لك علينا من شيء فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال ليس لك عليه نفقة فأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال تلك امرأة يغشاها أصحابي اعتدي عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك فإذا حللت فآذنيني قالت فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحي أسامة بن زيد فكرهته ثم قال انكحي أسامة فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت)). أ. هـ.
قال النووى رحمه الله وجميع المسملين: ((قوله صلى الله عليه وسلم: (فلا يضع العصا عن عاتقه) العاتق هو ما بين العنق والمنكب وفي هذا استعمال المجاز وجواز إطلاق مثل هذه العبارة في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يضع العصا عن عاتقه) وفي معاوية (أنه صعلوك لا مال له) مع العلم بأنه كان لمعاوية ثوب يلبسه ونحو ذلك من المال المحقر وأن أبا الجهم كان يضع العصا عن عاتقه في حال نومه وأكله وغيرهما ولكن لما كان كثير الحمل للعصا وكان معاوية قليل المال جدا جاز إطلاق هذا اللفظ عليهما مجازا , ففي هذا جواز استعمال مثله في نحو هذا وقد نص عليه أصحابنا وقد أوضحته في آخر كتاب الأذكار)). أ. هـ.
قلت: ومن هذا يستفاد أن ذكر المرء الغائب بما قد يكرهه من الوصف الزائد عن حقيقة حاله جائز ولا يدخل في الغيبة و البهتان المحرمين، ولكن بمراعاة الآتي:
- أن يغلب على الظن أمان الفتنة والمفسدة، وفي الحديث هذا مأمون لأن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو من هو بأبي وأمي العدل الأمين الصدوق الطيب حياً وميتاً والمعنيون بخطاب الغائب عالمون بحال المتكلم ونزاهته مما لا يحملهم على إساءة الظن وكره مضمون الخطاب (لأن الغيبة ذكرك أخاك بما يكره).
- أن يكون الوصف من باب المجاز.
- أن يكون من المجاز اليسير أو المعتدل في أقصى الأحوال و ذلك بأن يحكي غالب حال الشخص وألاّ يكون مفرطاً - أي المجاز - بحيث يحكي ماليس من غالب حال الشخص، كأن يكون الشخص ذا مال ثم يقال فيه أنه "صعلوك"، بل قد يصير هنا بهتاناً لا مجرد غيبة.
- ألاّ يكون القصد دنيئاً والنية سيئة.
- أن يكون المجاز وصفاً لحال قائمة موجودة غالبة - كما في عبارة الحديث - لا سخرية ولمزاً وطعناً مثل لو قال شخص لآخر:"إنه حمار" لوصف قلة فهمه، فإن هذا المجاز طعن وهو غيبة ظاهرة.
- أن يكون في مقام النصيحة لمنصوح من باب حثه على تحصيل الأصلح من الأمور وتنفيره ممّا يخشى ضرره.
- أن يستعمل بحسب حال المخاطب وظروف الخطاب، والمتأمل يجد نكتة لطيفة إذ أن المخاطب - فاطمة بنت قيس - ظهر من طبعه نوع حدّة وتمنّع من قبول عطاء الآخرين وقولهم:
1 - فأما عطاء الآخرين: فسخطها من صنيع زوجها لما بعث إليها الشعير.
2 - وأما قول الآخرين: فكرهها الأول لما عرضه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عليها من الزواج من أسامة.
فكان استعمال هذا المجاز المؤثر أدعى للتأثير فيمن هذه حاله فكان خطابه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - وهذا من حنكته وحكمته - مجازاً يبرز الجانب المحذور نصيحة للمخاطب لا نيلاً من الموصوف.
والله أعلم.
كتبه:
عبدالله بن سعيد الشهري.
ـ[السدوسي]ــــــــ[08 - 06 - 05, 09:10 ص]ـ
قلت: ومنه جواز المبالغة في الوصف
وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أنس (قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: لو أتيت عبد الله بن أبي، فانطلق إليه النبي صلى الله عليه وسلم وركب حمارا، فانطلق المسلمون يمشون معه، وهي أرض سبخة، فلما أتاه النبي صلى الله عليه وسلم قال: إليك عني، والله لقد آذاني نتن حمارك، فقال رجل من الأنصار منهم: والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك، فغضب لعبد الله رجل من قومه، فشتمه، فغضب لكل واحد منهما أصحابه، فكان بينهما ضرب بالجريد والأيدي والنعال، فبلغنا أنها نزلت: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما}.
قال الحافظ في الفتح:
¥(44/8)
وفيه جواز المبالغة في المدح لأن الصحابي أطلق أن ريح الحمار أطيب من ريح عبد الله بن أبي وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - 06 - 05, 10:41 ص]ـ
- " صدقك وهوكذوب ": من التتميم البليغ الغاية في الحسن؛ لأنه أثبت له الصدق، فأوهم له صفة المدح، ثم استدرك ذلك بصفة المبالغة في الذم بقوله وهو "كذوب " اهـ من فتح الباري.
- قوله: " الشيخ والشيخة " [إذا زنيا فارجموهما البتة] الخ، قال بن الحاجب في أماليه: وقد سُئل ما الفائدة في ذكر الشيخ والشيخة؟ وهلاّ قيل: " المحصن والمحصنة "؟ هذا من البديع في باب المبالغة، أن يُعبر عن الجنس في باب الذم بالأنقص الأ خس، وفي باب المدح بالأكثر والأعلى، فيقال: " لعن الله السارق يسرق ربع دينار فيقطع يده "، والمراد: يسرق ربع دينار فصاعداً إلى أعلى ما يسرق، وقد يبالغ فيذكر ما لا يُقطع به تقليلاً، كما في الحديث: " لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده "، وقد عُلم أنه لا يقطع بالبيضة [(1)]، وتأويل مَن أوّله: " بيضة الحرب "، يأباه الفصاحة انتهى مصباح الزجاجة اهـ من شرح سنن ابن ماجة.
(1) قال صاحب تيسير العلام:
(اختلف العلماء في قدر النصاب الذي تقطع فيه يد السارق.
فذهب الظاهرية: إلى أنه في القليل والكثير، مستدلين بقول الله تعالى {وَالسارِقُ وَالسًارِقَةُ فَاقطَعُوا أيْديَهُمَا} وهى مطلقة في سرقة القليل و الكثير.
وبما أخرجه البخاري من حديث أ بي هريرة قال صلى الله عليه وسلم: "لعن الله السارق، يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده".
وذهب جمهور العلماء: إلى أنه لابد في القطع من نصاب السرقة مستدلين الأحاديث الصحيحة في تحديد النصاب. [(0)]
وأجابوا عن أدلة الظاهرية بأن الآية مطلقة في جنس المسروق وقدره، و الحديث بيان لها.
وأما حديث: " البيضة والحبل "، فالمراد بذلك: بيان سخف وضعف عقل السارق وخساسته ودناءته، فإنه يخاطر بقطع يده للأشياء الحقيرة التافهة.
فهذا التعبير نوع من أنواع البلاغة، فيه التنفير، والتبشيع، وتصوير عمل المعاصي بالصورة المكروهة المستقبحة. اهـ
(0) اختيار ابن القيم – وقد اختاره من نحو عشرين مذهباً - رحمه الله: أنّ مقدار نصاب السرقة الموجب للقطع: ثلاثة دراهم أو ربع دينار، عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ لَمْ تُقْطَعْ يَدُ سَارِقٍ عَلَى عَهْدِ النَّبِىِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِى أَدْنَى مِنْ ثَمَنِ الْمِجَنِّ، تُرْسٍ أَوْ حَجَفَةٍ، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ذَا ثَمَنٍ. (خ 6794)، ينظر: " فتح الباري 12/ 104، مسلم مع شرح النووي 11/ 183، الحدود والتعزيرات: بكر أبو زيد ص369 – 372.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[08 - 06 - 05, 12:14 م]ـ
جزاكم الله أخي الشهري على فوائدك
لكن إن كان من (باب المجاز) فلا يكون مبالغة، لأنه معلوم لدى السامع ما هو المراد من قوله (صعلوك لا مال)، فالنزاع ليس في الغيبة هنا، بل في (البهتان) فهل زيادة ذكر ما ليس فيه بهتان أم لا؟ وهل هو ظلم؟ وقد قرر ابن تيميةفي مواضع أن الظلم لا يجوز للضرورة
ـ[عبد]ــــــــ[08 - 06 - 05, 12:19 م]ـ
بارك الله في أعماركم وأعمالكم.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 06 - 05, 01:31 م]ـ
هذه ضوابط الغيبة الجائزة:
القدح ليس بغيبة في ستة***** متظلم ومعرّف ومحذّر
ولمُظهر فسقا ومستفت ومن**** طلب الإعانة في إزالة منكر
- يقول بان حجر رحمه الله في الفتح:
- قال العلماء تباح الغيبة في كل غرض صحيح شرعا حيث يتعين طريقا إلى الوصول إليه بها كالتظلم والاستعانة على تغيير المنكر والاستفتاء والمحاكمة والتحذير من الشر ويدخل فيه تجريح الرواة والشهود وإعلام من له ولاية عامة بسيرة من هو تحت يده وجواب الاستشارة في نكاح أو عقد من العقود وكذا من رأى متفقها يتردد إلى مبتدع أو فاسق ويخاف عليه الاقتداء به وممن تجوز غيبتهم من يتجاهر بالفسق أو الظلم أو البدعة ومما يدخل في ضابط الغيبة وليس بغيبة ما تقدم تفصيله في باب ما يجوز من ذكر الناس فيستثنى أيضا والله أعلم
- وقال النووي في شرح مسلم
لكن تباح الغيبة لغرض شرعي وذلك لستة أسباب:
أحدها التظلم فيجوز للمظلوم أن يتظلم الي السلطان والقاضي وغيرهما ممن له ولاية أو قدرة علي انصافه من ظالمه فيقول ظلمني فلان أو فعل بي كذا
الثاني الاستغاثة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب فيقول لمن يرجو قدرته فلان يعمل كذا فازجره عنه ونحو ذلك
الثالث الاستفتاء بأن يقول للمفتي ظلمني فلان أو أبي أو أخي أو زوجي بكذا فهل له ذلك وما طريقي في الخلاص منه ودفع ظلمه عني ونحو ذلك فهذا جائز للحاجة والاجود أن يقول في رجل أو زوج أو والد وولد كان من أمره كذا ومع ذلك فالتعيين جائز لحديث هند وقولها أن أبا سفيان رجل شحيح
الرابع تحذير المسلمين من الشر وذلك من وجوه منها جرح المجروحين من الرواة والشهود والمصنفين وذلك جائز بالاجماع بل واجب صونا للشريعة ومنها الاخبار بعيبه عند المشاورة في مواصلته ومنها اذا رأيت من يشتري شيئا معيبا أو عبدا سارقا أو زانيا أو شاربا أو نحو ذلك تذكره للمشتري اذا لم يعلمه نصيحة لا بقصد الايذاء والافساد ومنها اذا رأيت متفقها يتردد إلى فاسق أو مبتدع يأخذ عنه علما وخفت عليه ضرره فعليك نصيحته ببيان حاله قاصدا النصيحة ومنها أن يكون له ولاية لا يقوم بها على وجهها لعدم أهليته أو لفسقه فيذكره لمن له عليه ولاية ليستدل به على حاله فلا يغتر به ويلزم الاستقامة
الخامس أن يكون مجاهرا بفسقه أو بدعته كالخمر ومصادرة الناس وجباية المكوس وتولي الامور الباطلة فيجوز ذكره بما يجاهر به ولا يجوز بغيره الا بسبب آخر
السادس التعريف فاذا كان معروفا بلقب كالاعمش والاعرج والازرق والقصير والاعمى والاقطع ونحوها جاز تعريفه به ويحرم ذكره به تنقصا ولو أمكن التعريف بغيره كان أولى
والله اعلم اهـ
¥(44/9)
ـ[عبد]ــــــــ[08 - 06 - 05, 04:12 م]ـ
بارك الله فيك، وإن كان الموضوع عن ذكر المرء بصفات زائدة على حقيقة حاله فهي بهذا الاعتبار أقرب للبهتان منها للغيبة وهذه هي النكتة الفارقة هنا وإلا فالغيبة فأمرها معلوم.
ـ[عبد]ــــــــ[08 - 06 - 05, 04:51 م]ـ
جزاكم الله أخي الشهري على فوائدك
لكن إن كان من (باب المجاز) فلا يكون مبالغة، لأنه معلوم لدى السامع ما هو المراد من قوله (صعلوك لا مال)، فالنزاع ليس في الغيبة هنا، بل في (البهتان) فهل زيادة ذكر ما ليس فيه بهتان أم لا؟ وهل هو ظلم؟ وقد قرر ابن تيميةفي مواضع أن الظلم لا يجوز للضرورة
نعم، وقد أوضحت للشيخ مصطفى أن ذلك أقرب للبهتان منه للغيبة. ولكن كلنا يعلم أنه يصح قولنا فلان شحيح مع أنه يبذل من ماله ولكن لمّا كان شحّه أكثر من بذله قلنا كذلك، وكذلك لو قلنا فلان لا يجد ما يسد به رمقه مع أنه يأكل مرات ويشرب مرات ولكن لمّا غلب جوعه وعوزه وعطشه على حاله قلنا ذلك ولا نقول هذا بهتان لاحتمال زيادة الوصف فإن هذا غير البهتان الصريح البيّن المقصود لذاته الذي لا يصف غالب حال الموصوف مثل قولنا لرجل "معتدل" النفقة - دعّ عنك الغني - أنه شحيح أو قولنا عن رجل نعلم من حاله أنه شجاع لو دعي للجهاد لأجاب وقاتل فيقال في حقّه "إنه نعامة"، فهذا هو البهتان المراد لذاته وهو الظلم الذي نهينا عنه، ويكفي في جواز المجاز المذكور استعمال الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - له ولكنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا يقول إلا حقاً ومن صنيعه وأسلوبه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - استنبطت الضوابط المذكورة وبدون هذه الضوابط قد يقع المتكلم في المحذور. وفي مثل هذه الأمور المرجع الأول الذي يضبط به الاستعمال وتستفاد من المعايير هو الشارع الحكيم.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[02 - 02 - 09, 04:47 ص]ـ
بارك الله فيكم.(44/10)
تخريج حديث (فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن) مع فوائد حديثية
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[08 - 06 - 05, 12:07 م]ـ
عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب
يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل
قال أبو رافع فحدثت عبد الله بن عمر فأنكره علي فقدم بن مسعود فنزل بقناة فاستتبعني إليه عبد الله بن عمر يعوده فانطلقت معه فلما جلسنا سألت بن مسعود عن هذا الحديث فحدثنيه كما حدثته بن عمر قال صالح وقد تحدث بنحو ذلك عن أبي رافع
هذا الحديث أخرجه مسلم في الصحيح (1/ 69) وأحمد في المسند (1/ 461) والبخاري في التاريخ (1/ 368) والطبراني في المعجم الكبير (10/ 13) مسند أبي عوانة (1/ 35)
وابن حبان في صحيحه (1/ 403) مسند البزار (5/ 281) والإيمان لابن منده (1/ 346) و السنن الكبرى للبيهقي (10/ 90) وابن حزم في المحلى (1/ 27) تاريخ دمشق (35/ 431) والمزي في تهذيب الكمال
من طريق الحارث (بن فضيل الأنصاري) عن جعفر بن عبد الله بن الحكم (الأنصاري) عن عبد الرحمن بن المسور (الزهري القرشي) عن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما كان من نبي إلا وقد كان له حواريون يهتدون بهديه ويستنون بسنته00فذكره
ورواه أحمد بلفظ قريب من هذا
: عن أبي رافع قال أخبرني بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنه لم يكن نبي قط إلا وله من أصحابه حواري وأصحاب يتبعون أثره ويقتدون بهديه ثم يأتي من بعد ذلك خوالف أمراء يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون.
قال أحمد بن حنبل:جعفر هذا هو أبو عبد الحميد بن جعفر والحارث بن فضيل ليس بمحمود الحديث وهذا الكلام لايشبه كلام ابن مسعود , ابن مسعود يقول قال رسول الله: اصبروا حتى تلقوني) مسائل الإمام أحمد (307)
قال أبو حاتم: وهذا من الأمثلة التي اختلف فيها أحمد ويحيى بن معين فأحمد يضعف الحارث بن فضيل الخطمي الأنصاري
ويحيى يوثقه وتابعه النسائي وابن حبان وقال من خيار أهل المدينة
وجل المتأخرين على توثيقه وهو كذلك
وشيخه جعفر بن عبدالله الأنصاري ثقة له أكثر من حديث في الصحيح
وعبد الرحمن بن المسور ثقة أيضاً ليس له في مسلم سوى هذا الحديث.
قال ابن مندة: هذا حديث صحيح أخرجه مسلم من حديث يعقوب وابن أبي مريم وتركه البخاري ولا علة له
ورواه عبدالله بن الحارث الجمحي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة نحو معناه
قال أبو حاتم:
ويروى هذا الحديث من طريق آخر عن معاوية بن إسحق عن عطاء بن يسار قال سمعت ابن مسعود يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سيكون بعدي أمراء يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم) الحديث
أخرجه أحمد في المسند (1/ 456) والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 346) والبزار في مسنده (5/ 281) وابن حبان. (1/ 403)
ولفظه عند ابن حبان
عن عامر بن السمط عن معاوية بن إسحاق بن طلحة قال حدثني ثم استكتمني أن أحدث به ما عاش معاوية فذكر عامر قال سمعته وهو يقول حدثني عطاء بن يسار وهو قاضي المدينة قال سمعت ابن مسعود وهو يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون أمراء من بعدي يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن لا إيمان بعده قال عطاء فحين سمعت الحديث منه انطلقت إلى عبد الله بن عمر فأخبرته فقال ائت ابن مسعود يقول هكذا كالمدخل عليه في حديثه قال عطاء فقلت هو مريض فما يمنعك أن تعوده قال فانطلق بنا إليه قال فانطلق
صحيح ابن حبان (1/ 403)
عامر بن السمط الجذامي
قال ابن حبان:عامر بن السبط وقد قيل عامر بن السمط والصحيح السمط كنيته أبو كنانة من أهل الكوفة يروى عن أبى الغريف عبد الله بن خليفة الهمداني وكان حافظا روى عنه على بن مسهر وهو الذي روى عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن عامر بن السمط عن معاوية بن إسحاق بن طلحة عن عطاء بن يسار عن بن مسعود حديث الخلفاء.
الثقات (7/ 251)
¥(44/11)
قال أبو حاتم: ومعاوية هو معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي يكنى أبا الأزهر
وثقه أحمد ويحيى بن معين وابن سعد والنسائي والعجلي وابن حبان وابن شاهين
وقال أبو حاتم لا بأس به وكذا قال الفسوي وأخرج له البخاري في الصحيح حديثاًواحداً عن عمته عائشة بنت طلحة
وتوثيق يحيى بن معين لم يذكره ابن حجر وقبله المزي والذهبي فيستدرك عليهم
وقال أبو زرعة شيخ واه
وهذا مثال على أنه قد يتشدد المعتدل فيصنف أبو زرعة من المعتدلين بعكس أبي حاتم الرازي.
قال ابن أبي حاتم:سألت أبي عن حديث رواه عبدالواحد بن زياد عن عاصم ابن محمد قال حدثني معاوية بن إسحق عن عطاء بن يسار قال سمعت ابن مسعود يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون بعدي أمراء يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم الحديث قال أبي هذا خطأ قوله (سمعت ابن مسعود يقول)
فإن عطاء لم يسمع من عبدالله بن مسعود وكذا هو عندي لم يسمع من ابن مسعود.
المراسيل لابن أبي حاتم (156)
عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول يقولون إن عطاء بن يسار قد دخل على ابن مسعود
محمد بن إسماعيل قال عطاء بن يسار أبو محمد مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم سمع أبا سعيد وأبا هريرة ويقال ابن مسعود وابن عمر روى عنه محمد بن عمرو بن عطاء. تاريخ مدينة دمشق (40/ 442)
قال أبو محمد بن ابي حاتم:عطاء بن يسار مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم روى عن ابن عباس وأبي سعيد الخدري وميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم والصنابحي
ولم يسمع من ابن مسعود روى عنه زيد بن اسلم وبكير بن عبد الله بن الأشج وعبيد الله بن مقسم سمعت أبي يقول ذلك
تاريخ مدينة دمشق (40/ 442)
مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو محمد عطاء بن يسار مولى ميمونة سمع أبا هريرة وأبا سعيد وابن عمر روى عنه محمد بن عمرو بن عطاء وزيد بن أسلم
قال ابن عساكر:
عطاء بن يسار أبو محمد ويقال أبو عبدالله ويقال أبو يسار المدني القاص
مولى ميمونة أم المؤمنين
حدث عن مولاته ميمونة وأبي سعيد الخدري وابن عباس وأبي هريرة وابن عمر وزيد بن ثابت وزيد بن خالد وعبدالله بن سلام وعبدالله بن عمرو بن العاص وأبي أيوب الأنصاري وأبي واقد الليثي وأبي مالك الأشجعي وعائشة أم المؤمنين
ورأى ابن مسعود وأبي بن كعب
تاريخ مدينة دمشق (40/ 438)
قال ابن حجر: قال البخاري وابن سعد سمع عطاء من بن مسعود وقال أبو حاتم لم يسمع منه
قال العلائي:
عطاء بن يسار قال أبو زرعة لم يسمع من عمر رضي الله عنه شيئا
وقال أبو حاتم لم يسمع من بن مسعود وخطأ من قال عنه سمعت بن مسعود وخالفه البخاري فأثبت له السماع من بن مسعود والله أعلم
قال أبو حاتم::البخاري لم يجزم بالسماع وإنما قال: يقال وفرق بين يقال وسمع والله أعلم
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ عن عبد الله إلا بهذا الإسناد ولا نعلم روى عطاء بن يسار عن عبد الله غير هذا الحديث ولا نعلمه سمع منه وإن كان قديما ولا نعلم أسند الحسن بن عمرو عن معاوية بن إسحاق إلا هذا الحديث
قال الدار قطني: وسئل عن حديث أبي واقد الليثي عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان في بني إسرائيل أنبياء ثم كان بعد الأنبياء خلفاء يهدون هديهم ويسيرون سيرهم الحديث
فقال يرويه محمد بن إسحاق واختلف عنه
فرواه سلمة بن الفضيل عن بن إسحاق عن محمد بن طلحة بن ركانة عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبي واقد الليثي عن بن مسعود
وخالفه حفص بن عبد الرحمن فرواه عن بن إسحاق عن محمد بن طلحة عن بن أبي رافع عن أبي واقد عن أبي الجهيم بن الحارث بن الصمة عن بن مسعود
وروى هذا الحديث الحارث بن الفضيل عن جعفر بن عبد الله بن الحكم عن عبد الرحمن بن المسور عن أبي رافع عن بن مسعود
قال ذلك عنه صالح بن كيسان
والدراوردي
وعبد الله بن جعفر المخرمي
وروى هذا الحديث شريك بن أبي نمر عن إسماعيل عن عمرو بن سعيد بن العاص عن عبيد الله بن رافع عن بن مسعود
وروى هذا الحديث عطاء بن يسار واختلف عنه فرواه بن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن جعفر بن عبد الله بن الحارث عن عطاء بن يسار عن أبي واقد الليثي عن بن مسعود
¥(44/12)
وخالفه معاوية بن إسحاق فرواه عن عطاء بن يسار أنه سمعه من بن مسعود ولم يذكر بينهما أبا واقد وذكر أبي واقد أصح
العلل الواردة في الأحاديث النبوية (5/ 341)
قال ابن الصلاح:
فقوله (حواريون) قيل حواريوا الأنبياء أنصارهم
وقيل هم خلصانهم وأصفياؤهم
وقيل هم المجاهدون
وقيل الذين يصلحون للخلافة بعدهم
وقوله (ثم إنها تخلف) هذا الضمير هو ضمير القصد والشأن وقوله (خلوف) بضم الخاء جمع خلف بسكون اللام وهو الخالف بشر وهو بفتح اللام بخير وقد حكى غير واحد الوجهين معا فيهما والله أعلم
وقوله (فنزل بفنائه) بكسر الفاء وبالمد وجمعه أفنية وهي ما بين أيدي المنازل والدور من البراح هكذا وقع في روايتنا في هذا الكتاب
وفي كتاب أبي عوانة الإسفراييني المخرج عليه وهي رواية أكثر رواة الكتاب وفي رواية أبي الفتح السمرقندي الشاشي بقناة بالقاف على لفظ (قناة الرمح)
وكذا رواه أبو عبد الله الحميدي في كتابه الجمع بين الصحيحين
ثم إن هذا الحديث مما انفرد به مسلم عن البخاري وقد أنكره أحمد بن حنبل فيما بلغنا عن أبي داود السجستاني في مسائله عن أحمد قال: الحارث بن فضيل ليس بمحفوظ الحديث وهذا الكلام لا يشبه كلام ابن مسعود وذكر أحمد قوله صلى الله عليه وسلم (اصبروا حتى تلقوني)
قلت قد روى عن الحارث هذا جماعة من الثقات ولم نجد له ذكرا في كتب الضعفاء وفي كتاب ابن أبي حاتم عن يحيى بن معين أنه ثقة
ثم إن الحارث لم ينفرد به بل توبع عليه على ما أشعر به كلام صالح بن كيسان المذكور وذكر الإمام الدارقطني في كتاب العلل إن هذا الحديث قد روي من وجوه أخر منها عن أبي واقد الليثي عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأما قوله (اصبروا)
فذلك حيث يلزم من ذلك إثارة الفتنة وسفك الدماء ونحو ذلك وما ورد في هذا الحديث من الحث على جهاد المبطلين باليد واللسان فذلك حيث لا يلزم منه إثارة فتنة على أن لفظ هذا الحديث مسوق فيمن سبق من الأمم وليس في لفظه ذكر هذه الأمة والله أعلم.
صيانة صحيح مسلم (209)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[08 - 06 - 05, 12:17 م]ـ
قال النووي:
وفى هذاالاسناد طريفة وهو أنه اجتمع فيه أربعة تابعيون يروى بعضهم عن بعض صالح والحارث وجعفر وعبد الرحمن وقد تقدم نظير هذا وقد جمعت فيه بحمد الله تعالى جزءا مشتملا على أحاديث رباعيات منها أربعة صحابيون بعضهم عن بعض وأربعة تابعيون بعضهم عن بعض
وأما قوله قال صالح وقد تحدث بنحو ذلك عن أبى رافع فهو بضم التاء والحاء
قال القاضي عياض رحمه الله معنى هذا أن صالح بن كيسان قال ان هذا الحديث روى عن أبى رافع عن النبى صلى الله عليه وسلم من غير ذكر بن مسعود فيه
وقد ذكره البخارى كذلك في تاريخه مختصرا عن ابى رافع عن النبى صلى الله عليه وسلم
وقد قال أبوعلى الجيانى عن أحمد بن حنبل رحمه الله قال هذا الحديث غير محفوظ قال وهذا الكلام لا يشبه كلام بن مسعود وبن مسعود يقول اصبروا حتى تلقونى هذا كلام القاضي رحمه الله
وقال الشيخ أبو عمرو وهذا الحديث قد أنكره أحمد بن حنبل رحمه الله وقد روى عن الحارث هذا جماعة من الثقات ولم نجد له ذكرا في كتب الضعفاء وفى كتاب بن أبى حاتم عن يحيى بن معين أنه ثقة ثم أن الحرث لم ينفرد به بل توبع عليه على ما أشعر به كلام صالح بن كيسان المذكور
وذكر الامام الدارقطنى رحمه الله في كتاب العلل أن هذا الحديث قد روى من وجوه أخر منها عن أبى واقد الليثى عن بن مسعود عن النبى صلى الله عليه وسلم
وأما قوله اصبروا حتى تلقونى فذلك حيث يلزم من ذلك سفك الدماء أو اثارة الفتن أو نحو ذلك وما ورد في هذا الحديث من الحث على جهاد المبطلين باليد واللسان فذلك حيث لا يلزم منه اثارة فتنة على أن هذا الحديث مسوق فيمن سبق من الامم وليس فى لفظه ذكر لهذه الامة هذا آخر كلام الشيخ أبى عمرو وهو ظاهر كما قال
وقدح الامام أحمد رحمه الله في هذا بهذا عجب!
قال ابن رجب:
وقد ذكرنا حديث ابن مسعود الذي فيه يخلف من بعدهم خلوف فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن الحديث
وهذا يدل على جهاد الأمراء باليد وقد استنكر الإمام أحمد هذا الحديث في رواية أبي داود وقال هو خلاف الأحاديث التي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها بالصبر على جور الأئمة
¥(44/13)
وقد يجاب عن ذلك بأن التغيير باليد لا يستلزم القتال وقد نص على ذلك أحمد أيضا في رواية صالح فقال التغيير باليد ليس بالسيف والسلاح فحينئذ جهاد الأمراء باليد أن يزيل بيده ما فعلوه من المنكرات مثل أن يريق خمورهم أو يكسر آلات اللهو التي لهم أو نحو ذلك أو يبطل بيده ما أمروا به من الظلم إن كان له قدرة على ذلك وكل ذلك جائز وليس هو من باب قتالهم ولا من الخروج عليهم الذي ورد النهي عنه فإن هذا أكثر ما يخشى منه أن يقتله الأمراء وحده وأما الخروج عليهم بالسيف فيخشى منه الفتن التي تؤدي إلى سفك دماء المسلمين نعم إن خشي في الإقدام على الإنكار على الملوك أن يؤذي أهله أو جيرانه لم ينبغ له التعرض لهم حينئذ لما فيه من تعدي الأذى إلى غيره كذلك قال الفضيل بن عياض وغيره ومع هذا متي خاف على نفسه السيف أو السوط أو الحبس أو القيد أو النفي أو أخذ المال أو نحو ذلك من الأذى سقط أمرهم ونهيهم وقد نص الأئمة على ذلك منهم مالك وأحمد وإسحاق وغيرهم قال أحمد لا يتعرض إلى السلطان فإن سيفه مسلول
وقال ابن شبرمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالجهاد يجب على الواحد أن يصابر فيه الاثنين ويحرم عليه الفرار منهما ولا يجب عليه مصابرة أكثر من ذلك فإن خاف السب أو سماع الكلام السيء لم يسقط عنه الإنكار بذلك نص عليه الإمام أحمد وإن احتمل الأذى وقوي عليه فهو أفضل نص عليه أحمد أيضا
وقيل له أليس قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ليس للمؤمن أن يذل نفسه أي يعرضها من البلاء ما لا طاقة له به قال ليس هذا من ذلك
ويدل على ما قاله ما خرجه أبو داود وابن ماجه والترمذى من حديث أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر
وخرج ابن ماجه معناه من حديث أبي أمامة وفي مسند البزار بإسناد فيه جهالة عن أبي عبيدة بن الجراح قال قلت يا رسول الله أي الشهداء أكرم على الله قال رجل قام إلى إمام جائر فأمره بمعروف ونهاه عن المنكر فقتله وقد روى معناه من وجوه أخرى كلها فيها ضعف
وأما حديث لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه فإنما يدل على أنه إذا علم أنه لا يطيق الأذى ولا يصبر عليه فإنه لا يتعرض حينئذ للأمراء وهذا حق وإنما الكلام فيمن علم من نفسه الصبر لذلك قاله الأئمة كسفيان وأحمد والفضيل بن عياض وغيرهم
وقد روى عن أحمد ما يدل على الاكتفاء بالإنكار بالقلب قال في رواية أبي داود نحن نرجو إن أنكر بقلبه فقد سلم وإن أنكر بيده فهو أفضل وهذا محمول على أنه يخاف كما صرح بذلك في رواية غير واحد
وقد حكي القاضي أبو يعلي روايتين عن أحمد في وجوب إنكار المنكر على من يعلم أنه لا يقبل منه وصح القول بوجوبه وهذا قول أكثر العلماء وقد قيل لبعض السلف في هذا فقال يكون لك معذرة وهذا كما أخبر الله تعالى عن الذين أنكروا على المعتدين في السبت أنهم قالوا لمن قال لهم [أتعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون] الأعراف
وقد ورد ما يستدل به على سقوط الأمر والنهي عند عدم القبول والانتفاع به ففي سنن أبي داود وابن ماجه والترمذى عن أبي ثعلبة الخشني أنه قيل له كيف تقول في هذه الآية [عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم] المائدة قال سألت عنها خبيرا أما والله لقد سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل ائتمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوي متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك ودع عنك أمر العوام.
جامع العلوم والحكم (1/ 322)
قال الحليمي رحمه الله: ينبغي أن يكون الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر مميزا برفق في موضع الرفق ويعنف في موضع العنف ويكلم كل طبقة من الناس بما يعلم يليق بهم وأنجع فيهم وأن يكون غير محابي ولا مداهن وأن يصلح نفسه أولا ويقومها ثم يقبل على إصلاح غيره وتقويمه قال الله عز وجل [أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم]
شعب الإيمان (6/ 87)
ـ[النذير1]ــــــــ[10 - 06 - 05, 09:06 م]ـ
السلام عليكم ورحم الله،
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل على هذا التخريج الماتع،
وهذه عادة عودتناها في كافة مشاركاتك،
شيخنا الكريم،
استشكلت رواية أحمد- رحمه الله- للحديث في مسنده كما ذكرت (مسند أحمد 1/ 461)،
ثم تضعيفه إياه في المسائل (مسائل الإمام أحمد 307)، فهل من توضيح؟
وبارك الله في علمكم.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[11 - 06 - 05, 02:17 م]ـ
أخي الحبيب النذير وفقه الله ورعاه ما طرحته من تساؤل هو في محله
وما زال أهل العلم يختلفون حول هذه المسألة وسوف أُورد أقوال العلماء حول هذه المسألة قريباً ولا بأس أن أذكر لك كلام ابن القيم رحمه الله وهو من أعلم الناس بالإمام أحمد
قال: والإمام أحمد لم يشترط في "مسنده" الصحيح ولا التزمه وفي مسنده عدة أحاديث سئل هو عنها فضعفها بعينها وأنكرها
كما روى حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة يرفعه "إذا كان النصف من شعبان فأمسكوا عن الصيام حتى يكون رمضان وقال حرب سمعت أحمد يقول هذا حديث منكر ولم يحدث العلاء بحديث أنكر من هذا وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث به [البتة] 00الخ
قال أبو حاتم:
وهناك تتمة سوف نتوسع فيها ونذكر كلام ابن تيمية وابن حجر وابن الجوزي وغيرهم
قريباًإن شاء الله(44/14)
شذرات من ((اللمع المضيئات على كتاب الصفات))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[10 - 06 - 05, 12:39 م]ـ
كتاب الصفات
تصنيفُ أبِى الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَهْدِيِّ الدَّارَقُطْنِى ِّ
رواية أبِي طَالِبٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَتْحِ الْمَعْرُوفُ بِالْعُشَارِيِّ عنه
رواية أبِي الْعِزِّ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَادِشْ عنه
رواية الشَّيْخُ أبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ الصَّابُونِيِّ عنه
رواية الشَّيْخِ الإِمَامِ أَبِى الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مَعَالِى بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الرُّصَافِيُّ عنه
عَفَا اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ، وَعَنْ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ
ــــ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيَّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ
وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ
ـــــــــــــــــ
قَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ الإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِى الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مَعَالِى بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الرُّصَافِيُّ يَوْمَ الْخَمِيسِ أَوَّلَ رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَسِتْمَائَةٍ قُلْتُ: أَخْبَرَكُمْ الشَّيْخُ أبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ الصَّابُونِيِّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ فِي ذِى الْقَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِمَائَةٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أبُو الْعِزِّ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَادِشْ قِرَاءَةً فِي صَفَرَ سَنَةِ تِسْعِ عَشْرَةَ وَخَمْسِمَائَةٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَتْحِ الْمَعْرُوفُ بِالْعُشَارِيِّ فِي رَبِيعِ الأَوَّلِ سَنّةِ خَمِسينَ وَأَرْبَعِمَائَةٍ قَالَ:
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بن مَهْدِيِّ الْحَافِظُ الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ:
ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي إِثْبَاتِ الصِّفَاتِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ (1) (1) [حَدَّثَنَا عَبْدُ الله ِبْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ قَالَ: نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ القواريرِيُّ] (2) قَالَ: ثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يُلْقَى فِي النَّارِ، {وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ}، حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ فيِهَا، أَوْ قَالَ: قَدَمَهُ، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ)).
ــــــ
(1) هذا العنوان ليس فِي الأصل، ولا فِي المطبوعة، وإنما جعلته كالمدخل للدلالة على مقصد الدَّارَقُطْنِيِّ من إيراده لهذه الأحاديث، فليتنبه!.
(2) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل والمطبوعة معاً، فقد ورد فيهما هكذا: ((قال الدَّارَقُطْنِيُّ: ثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ))، وبينهما انقطاعٌ بيِّنٌ لا يخفى على من له معرفة بأسانيد الحافظ أبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ. وقد قدَّرته براويين، كما أثبتُهُ بعاليه.
(1) صحيح. وأخرجه كذلك اللالكائِيُّ ((أصول الاعتقاد)) (719) قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ قال أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله ِبْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ بإسناده ومتنه سواء.
قُلْتُ: وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجاله ثقات كلُّهم، أبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ فمن فوقه.
وقد تابع أبَا الْقَاسِمِ الْبَغَوِيَّ جماعة من الحفاظ، كما فِي الحديث التالِي.
وتابع عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ القواريرِيَّ عَنْ حَرَمِيِّ بْنِ عُمَارَةَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ.
فقد أخرجه الْبُخَارِيُّ (6836،4470) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ ثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يُلْقَى فِي النَّارِ، {وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ}، حَتَّى يَضَعَ قَدَمَهُ، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ)).
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[02 - 09 - 06, 06:53 م]ـ
نرجو الاكمال جزاك الله خيرا(44/15)
استقصاء رواة حدبث ((تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ خَيْرُهَا))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 06 - 05, 01:22 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ كَلِمَةَ التَّوحِيدِ حِصْنَاً وَجُنَّة. وَأَلْزَمَ بِهَا مَنْ اصْطَفَاهُ مِنْ عِبَادِهِ فَضْلاً وَمِنَّة. وَأَثَابَ أَهْلَهَا الَّذِينَ يَلْهَجُونَ بِذِكْرِهَا النَّعِيمَ الْمُقَيمَ فِي رِيَاضِ الْجَنَّة. وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَه إِلا اللهَ شَهَادَةَ مَنْ أَقَرَّ بِأَنَّهَا الأَصْلُ وَالأَسَاس. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الزَّاكِيَانِ عَلَى الْمَبْعُوثِ إِلَى الثَّقَلَيْنِ: الْجِنَّةِ وَالنَّاس. وَالْمُنْزَلِ عَلَيْهِ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)). وبعد .. قال الإمام أحمد (5/ 3): حَدَّثَنَا يَزِيدُ يعنِي ابْنَ هَارُونَ أَخْبَرَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ سَمِعْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((أَلا إِنَّكُمْ تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً، أَنْتُمْ خَيْرُهَا، وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ)).
وأخرجه الترمذِيُّ (2927) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)) قَالَ: ((إِنَّكُمْ تَتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ خَيْرُهَا، وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ)).
وقال أبو عيسى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَقَدْ رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ نَحْوَ هَذَا، وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)).
وأخرجه كذلك عبد الرزاق ((التفسير)) (1/ 45)، وعبد بن حميد (409)، والدارمِيُّ ((السنن)) (2760)، وابن ماجه (4287،4288)، والحسين المروزِيُّ ((زهد ابن المبارك)) (382)، والطبرِيُّ ((التفسير)) (4/ 45)، والرويانِيُّ ((مسنده)) (924،921)، وابن أبِي حاتم ((التفسير)) (4017)، والطبرانِيُّ ((الكبير)) (19/ أرقام1025،1024،1023،1012) و ((الأوسط)) (1415)، والحاكم (4/ 94)، وأبو القاسم بن بشران ((مجلس إملاءه)) (625)، والبيهقِيُّ ((الكبرى)) (9/ 5)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (10/ 115 و13/ 82 و54/ 261)، والرافعِيُّ ((التدوين فِي أخبار فزوين)) (2/ 262) من طرق عن بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ به.
قلت: وهذا الحديث يروى من غير وجهٍ عن مُعَاوَيَةَ بْنِ حَيْدَةَ الْقُشَيْرِيِّ، وإنما اقتصرت على أشهر رواياته: بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، وقد رواه عَنْ بَهْزِ جمع من الرَّواة. والذي أمكن الوقوف عليهم مرتبين على حروف المعجم:
(1) إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَكِيمٍ الْخُزَاعِيُّ.
(2) إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ.
(3) حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ.
(4) سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ.
(5) عَبْدُ اللهِ بْنُ شَوْذَبٍ.
(6) عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ.
(7) عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُوسَى.
(8) عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ.
(9) عِيسَى بْنُ يُونُسَ.
(10) مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ.
(11) النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ.
(12) يَحْيَى بْنُ زكريا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ.
(13) يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ.
(14) يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ.
(15) يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.
فهل يمكن الاستدراك بذكر مزيدٍ من الرُّواة عَنْ بَهْزِ؟.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[12 - 06 - 05, 02:05 ص]ـ
شيخنا الفاضل / أبا محمد ..
بارك الله فيكم.
وجدت اثنين، لعلكم تضيفونهما:
(16) حماد بن زيد، فيما جاء في "حديث أبي الفضل الزهري" (582)، قال أبو الفضل: "نا إبراهيم بن شريك، نا شهاب بن عباد، نا حماد بن زيد، عن بهز"، به.
(17) هوذة بن خليفة، فيما أخرجه الروياني في "مسنده" (900) قال: "نا الحسن بن إبراهيم البياضي بمكة، نا هوذة بن خليفة، نا بهز"، به.
لكني لم أجد مَن ذكر لهوذةَ روايةً عن بهزٍ، وأنتم بذلك أخبَرُ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 06 - 05, 03:38 ص]ـ
الشيخ الموفَّق/ محمد بن عبد الله رعاه الله وأيَّده.
لَقَدْ وَاللهِ أَحْسَنْتَ الصَّنِيعَا ... فَعِندَ اللهِ أَجْرُكَ لَنْ يَضِيعَا
قد ظننتُ أنَّ الحديث لا يجاوز الْحَمَّادِينَ الثَّلاثَ، فقد بقى الثالث: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ.
فأما روايته لهذا الحديث عَنِ الْجُرَيْرِيِّ فثابتة، كما:
قال الإمام أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((وَأَنْتُمْ تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى)).
ولكن روايته عن بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ؟!.
¥(44/16)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - 06 - 05, 10:55 ص]ـ
(18) عبد الوارث بن سعيد أبو عبيدة البصري، والد عبد الصمد بن عبد الوارث.
قال الحافظ ابن عبد البر أبو عمر ت 463:
(وحدثنا يعيش بن سعيد وعبد الوارث بن سفيان، قالا: أخبرنا القاسم ابن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن محمد الرناني، قال: أخبرنا أبو معمر، قال أخبرنا عبد الوارث، قال أخبرنا بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري، عن أبيه، عن جده، قال سمعت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: " ألا إنكم توفون تسعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله ") اهـ، الإستيعاب 1/ 9.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[13 - 06 - 05, 11:04 ص]ـ
ألا إنكم توفون تسعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله "
الشيخ العزيز / أشرف ..
أحسنتم.
الشيخان أبا محمد أحمد، وأبا محمد أشرف ..
أُرى هذه الكلمة تصحيفاً، فهل تُرَيانِهَا كذلك؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[14 - 06 - 05, 12:17 ص]ـ
أُرى هذه الكلمة تصحيفاً
أي: في النسخة المطبوعة.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - 06 - 05, 09:06 ص]ـ
أنا أنتظر إجابة الشيخ حفظه الله.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 06 - 05, 12:08 م]ـ
الشيخ الموفَّق/ مُحَمَّد بن عبد الله
رعاه اللهُ وأيَّدَهُ
ـــــــــ
قَدْ صَحَّ ظَنُّكَ بالْحَدِيثِ وَقَدْ ... صَدَقَ التَّفَرُسُ فِيهِ وَالْحِدْسُ
إِنَّ الُّذي ظَفَرَتْ يَدَاكَ بِهِ ... كَنْزٌ لَنَا فِي مِثْلِهِ الْخُمْسُ
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[15 - 06 - 05, 08:48 م]ـ
إِنَّ الُّذي ظَفَرَتْ يَدَاكَ بِهِ ... كَنْزٌ لَنَا فِي مِثْلِهِ الْخُمْسُ
شيخنا العزيز ..
جزاكم الله خيراً ..
بل كلُّهُ لكم - رعاكم الله -.
إلاّ أن هناك رأياً آخر، مفادُهُ أنَّ الأمرَ لا يعدو خطأً من بعض الرواة، فما توجيهكم حيال ذلك - حفظكم الله -؟
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[16 - 06 - 05, 09:19 ص]ـ
(19) إسرائيل، ولا أدري من هو، وما وجدت شيخا لبهز اسمه إسرائيل.
أخرج روايته أبو جعفر البختري، كما في جزء له فيه ستة مجالس من أماليه، رقم (14) مطبوع ضمن مجموعة أجزاء حديثية له بتحقيق: السيخ نبيل الجرار
قال أبو جعفر:
14 - حدثنا عيسى بن عبد الله بن دلويه العسكري، قال: حدثنا محمد بن سابق، عن إسرائيل، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أمتكم هذه وفت سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله تبارك وتعالى.
شيخنا الفاضل أبا محمد الألفي، أرجوا الإفادة حول إسرائيل.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 06 - 05, 12:48 م]ـ
(19) إسرائيل، ولا أدري من هو، وما وجدت شيخا لبهز اسمه إسرائيل.
أرجوا الإفادة حول إسرائيل.
الشيخ الحبيب الودود / أبو المقداد.
بارك الله جهدكم، وشكر سعيكم، وأجزل عطائكم.
أفدتنا، أفادك الله، فوجب علينا ردُّ جميلك.
هو إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ بْنِ أبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، ومُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ هو التَّمِيمِيُّ أبُو جَعْفَرٍ الْبَزَّازُ، من شيوخ الإِمَامِ أَحْمَدَ. وله عَنْ إِسْرَائِيلَ حَدِيثَاً وَاحِدَاً فِي ((صحيح البخارِيِّ)).
قال فِي ((النكاح)) (4765): حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا زَفَّتْ امْرَأَةً إِلَى رَجُلٍ مِنْ الأَنْصَارِ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا عَائِشَةُ، مَا كَانَ مَعَكُمْ لَهْوٌ، فَإِنَّ الأَنْصَارَ يُعْجِبُهُمْ اللَّهْوُ)).
وأمَّا الإِمَامُ أَحْمَدَ، فقد روى له فِي ((مسنده)) من حديثه عَنْ إِسْرَائِيلَ سبعة أحاديث، من ألطفها:
قال (3/ 470): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ أَنَّ مَعْنَ بْنَ يَزِيدَ حَدَّثَهُ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَأَبِي وَجَدِّي، وَخَطَبَ عَلَيَّ فَأَنْكَحَنِي، وَخَاصَمْتُ إِلَيْهِ، فَكَانَ أَبِي يَزِيدُ خَرَجَ بِدَنَانِيرَ يَتَصَدَّقُ بِهَا، فَوَضَعَهَا عِنْدَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَخَذْتُهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقَالَ: وَاللهِ مَا إِيَّاكَ أَرَدْتُ بِهَا، فَخَاصَمْتُهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((لَكَ مَا نَوَيْتَ يَا يَزِيدُ، وَلَكَ يَا مَعْنُ مَا أَخَذْتَ)).
ـــــ
وأما رواية إِسْرَائِيلَ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، فهي ثَابِتَةٌ بِلا شَكٍّ وَلا تَرَدُّدٍ، أليس هو من طبقة سُفْيَانَ وَشُعْبَةَ وَزَائِدَةَ مِمَّنْ رووا عَنْ بَهْزِ. فمن روايته عنه:
قال تَمَّامٌ الرازِيُّ ((الفوائد)) (602): أَخْبَرَنَا خَيْثَمُة بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دِهْقَانٍ ثَنَا عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ الْقَوْمَ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَهُمْ، وَيْلٌ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ)).(44/17)
أثر بن مسعود في النهي عن الذكر الجماعي؟
ـ[يزيد بن عبد السلام]ــــــــ[12 - 06 - 05, 05:30 م]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد:
ما درجة صحة أثر بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في النهي عن الذكر الجماعي؟
جزاكم الله كل خير
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 06 - 05, 09:16 م]ـ
الأثر المنسوب لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
و قد أخرجه الدارمي و إبن وضاح بأسانيد لا يخلو أحد منها من ضعف أو علة. و أحسنها هو ما أخرجه الدارمي برقم 206: أخبرنا الحكم بن المبارك أخبرنا عمرو بن يحيى قال سمعت أبي يحدث عن أبيه قال كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد. فجاءنا أبو موسى الأشعري فقال أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد؟ قلنا لا. فجلس معنا حتى خرج. فلما خرج قمنا إليه جميعا، فقال له أبو موسى يا أبا عبد الرحمن، إني رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته ولم أر والحمد لله إلا خيرا. قال فما هو؟ فقال إن عشت فستراه قال رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل. وفي أيديهم حصى فيقول كبروا مئة فيكبرون مئة فيقول هللوا مئة فيهللون مئة ويقول سبحوا مئة فيسبحون مئة. قال فماذا قلت لهم؟ قال ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك وانتظار أمرك. قال أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم. ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق، فوقف عليهم فقال ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا يا أبا عبد الرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح. قال فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء. ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم، هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر. والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحو باب ضلالة. قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير. قال وكم من مريد للخير لن يصيبه. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، و أيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم. فقال عمرو بن سلمة رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج.
و لا أدري كيف حشر هذا الحديث (بل هو أثر موقوف) في صنف أدلة عدم جواز الذكر الجماعي، إذ لا علاقة له بموضوعنا. فإنكار أبي موسى الأشعري لم يكن عن ذكرهم لربهم و لا أدري كيف اعتقدوا ذلك، إنما أنكر عدهم لحسناتهم لأنه خاف أن يغتروا بعملهم. إنظر قوله: «أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم»، و كذلك قوله «فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء». بل هذا الحديث هو حجة عليهم لأن أبا موسى لم ينكر عليهم الذكر الجماعي إنما مجرد عده!
و هذا طبعاً لو صح سند الحديث. فما بالك لو علمت أن الحديث ضعيف أصلاً؟
قال الذهبي: «الحكم بن المبارك ت الخاشي البلخي عن مالك ومحمد بن راشد المكحولي وعنه أبو محمد الدارمي وجماعة. وثقه ابن حبان وابن مندة. وأما ابن عدي فإنه لوّح في ترجمة أحمد بن عبد الرحمن الوهبي بأنه ممن يسرق الحديث، لكن ما أفرد له في الكامل ترجمة. وهو صدوق». ميزان الإعتدال في نقد الرجال (2\ 345).
قلت سرقة الحديث يعني أن الراوي يبلغه حديث يرويه بعضهم فيسرقه منه و يركب عليه إسناداً من أسانيده، ثم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم. و هي تهمة معناها الاتهام بالكذب و وضع الحديث. أي أنها تهمة في غاية الخطورة.
قال بن عدي: «عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة، حدثنا بن أبي عصمة ثنا أحمد بن أبي يحيى قال سمعت يحيى بن معين يقول عمرو بن يحيى بن سلمة ليس بشيء. حدثنا أحمد بن علي ثنا الليث بن عبدة قال سمعت يحيى بن معين يقول عمرو بن يحيى بن سلمة سمعت منه لم يكن يرضي. وعمرو هذا ليس له كثير رواية ولم يحضرني له شيء فأذكره». الكامل في ضعفاء الرجال (5\ 122). و قال العسقلاني: «عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة قال يحيى بن معين ليس حديثه بشيء قد رأيته وذكره بن عدي مختصرا انتهى. وقال بن خراش ليس بمرضي. وقال بن عدي ليس له كبير شيء ولم يحضرني له شيء». لسان الميزان (4\ 378).
فابن عدي ينقل من سندين مختلفين تضعيف إبن حبان له، و كذلك إبن حجر العسقلاني ينقل تضعيف إبن خراش له. فلا شك في ضعف سند هذا الحديث.
منقول عن هذا الموقع: http://arabic.islamicweb.com/sunni/Thikr_group.htm
ـ[يزيد بن عبد السلام]ــــــــ[12 - 06 - 05, 09:39 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد الأمين وإني و الله لا أزال أستفيد من علمكم في هذا الملتقى منذ زمان و لا أزكي على الله أحد
أما بالنسبة لموضوعنا فما هي إذن الأدلةالمعتمدة في تحريم الذكر الجماعي إذ أني إلى حد الآن لم أقف على بحث يشفي غليلي في المسألة
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[13 - 06 - 05, 12:25 ص]ـ
قال الدكتور محمد الخميس في كتابه الذكر الجماعي بين الاتباع والابتداع
وأما ما رد به السيوطي أثر ابن مسعود بأنه لا يعرف له سند، فمردود بأنه أثر صحيح بمجموع طرقه رواه الدارمي في سننه، وابن وضاح في البدع. والعجب أن الإمام السيوطي - رحمه الله - ذكر هذا في كتابه ((الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع))
¥(44/18)
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[13 - 06 - 05, 12:41 ص]ـ
لايأتيك القول الشاذ إلا من الرجل الشاذ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2354&highlight=%C7%E1%D0%DF%D1+%C7%E1%CC%E3%C7%DA%ED+%C 7%E1%C7%CA%C8%C7%DA+%C7%E1%CE%E3%ED%D3
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[13 - 06 - 05, 07:25 ص]ـ
الرد على من ضعف الخبر ونفى دلالته
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5/ 11:
أخرجه الدارمي (1/ 68 - 69) , و بحشل في " تاريخ واسط " (ص 198 - تحقيق
عواد) من طريقين عن عمر بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني قال: حدثني أبي
قال: حدثني أبي قال: " كنا نجلس على باب # عبد الله بن مسعود # قبل صلاة
الغداة , فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد , فجاءنا أبو موسى الأشعري , فقال:
أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد ? قلنا: لا , فجلس معنا حتى خرج , فلما خرج
قمنا إليه جميعا , فقال له أبو موسى: يا أبا عبد الرحمن! إنى رأيت في المسجد
آنفا أمرا أنكرته , و لم أر و الحمد لله إلا خيرا , قال: فما هو ? فقال: إن
عشت فستراه , قال: رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا , ينتظرون الصلاة , في كل
حلقة رجل , و في أيديهم حصى , فيقول: كبروا مائة , فيكبرون مائة , فيقول هللوا
مائة , فيهللون مائة , و يقول سبحوا مائة , فيسبحون مائة , قال: فماذا قلت لهم
? قال: ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك , قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم ,
و ضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ? ثم مضى و مضينا معه , حتى أتى حلقة من
تلك الحلق , فوقف عليهم , فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون ? قالوا: يا أبا
عبد الرحمن! حصى نعد به التكبير و التهليل و التسبيح , قال: فعدوا سيئاتكم
فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء , و يحكم يا أمة محمد! ما أسرع هلكتكم!
هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون , و هذه ثيابه لم تبل , و آنيته
لم تكسر , والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد , أو مفتتحوا باب
ضلالة ?! قالوا والله: يا أبا عبد الرحمن! ما أردنا إلا الخير , قال:
و كم من مريد للخير لن يصيبه , إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا: (فذكر
الحديث) , وايم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم! ثم تولى عنهم , فقال عمرو بن
سلمة: فرأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج ".
قلت: و السياق للدارمي و هو أتم , إلا أنه ليس عنده في متن الحديث: " يمرقون
... من الرمية ". و هذا إسناد صحيح , إلا أن قوله: " عمر بن يحيى " أظنه خطأ
من النساخ , و الصواب: " عمرو بن يحيى " , و هو عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة
ابن الحارث الهمداني <1>. كذا ساقه ابن أبي حاتم في كتابه " الجرح و التعديل "
(3/ 1 / 269) , و ذكر في الرواة عنه جمعا من الثقات منهم ابن عيينة , و روى
عن ابن معين أنه قال فيه: " صالح ". و هكذا ذكره على الصواب في الرواة عن
أبيه , فقال (4/ 2 / 176): " يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني , و يقال:
الكندي. روى عن أبيه روى عنه شعبة و الثوري و المسعودي و قيس بن الربيع و ابنه
عمرو بن يحيى ". و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و يكفي في تعديله رواية
شعبة عنه , فإنه كان ينتقي الرجال الذين كانوا يروي عنهم , كما هو مذكور في
ترجمته , و لا يبعد أن يكون في " الثقات " لابن حبان , فقد أورده العجلي في "
ثقاته " و قال: " كوفي ثقة ".
و أما عمرو بن سلمة , فثقة مترجم في " التهذيب " بتوثيق ابن سعد , و ابن حبان (5/ 172) , و فاته أن العجلي قال في " ثقاته
" (364/ 1263): " كوفي تابعي ثقة ".
و قد كنت ذكرت في " الرد على الشيخ
الحبشي " (ص 45) أن تابعي هذه القصة هو عمارة بن أبي حسن المازني , و هو خطأ
لا ضرورة لبيان سببه , فليصحح هناك.
و للحديث طريق أخرى عن ابن مسعود في "
المسند " (1/ 404) , و فيه الزيادة , و إسنادها جيد , و قد جاءت أيضا في
حديث جمع من الصحابة خرجها مسلم في " صحيحه " (3/ 109 - 117).
و إنما عنيت بتخريجه من هذا الوجه لقصة ابن مسعود مع أصحاب الحلقات , فإن فيها عبرة لأصحاب
الطرق و حلقات الذكر على خلاف السنة , فإن هؤلاء إذا أنكر عليهم منكر ما هم فيه
اتهموه بإنكار الذكر من أصله! و هذا كفر لا يقع فيه مسلم في الدنيا , و إنما
المنكر ما ألصق به من الهيئات و التجمعات التي لم تكون مشروعة على عهد النبي
صلى الله عليه وسلم , و إلا فما الذي أنكره ابن مسعود رضي الله عنه على أصحاب
تلك الحلقات ? ليس هو إلا هذا التجمع في يوم معين , و الذكر بعدد لم يرد , و
إنما يحصره الشيخ صاحب الحلقة , و يأمرهم به من عند نفسه , و كأنه مشرع عن الله
تعالى! * (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) *.
زد على
ذلك أن السنة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم فعلا و قولا إنما هي التسبيح
بالأنامل , كما هو مبين في " الرد على الحبشي " , و في غيره.
و من الفوائد التي تؤخذ من الحديث و القصة , أن العبرة ليست بكثرة العبادة
و إنما بكونها على السنة , بعيدة عن البدعة , و قد أشار إلى هذا ابن مسعود رضي
الله عنه بقوله أيضا: " اقتصاد في سنة , خير من اجتهاد في بدعة ".
و منها: أن البدعة الصغيرة بريد إلى البدعة الكبيرة , ألا ترى أن أصحاب تلك
الحلقات صاروا بعد من الخوارج الذين قتلهم الخليفة الراشد علي بن أبي طالب ?
فهل من معتبر ?!
-----------------------------------------------------------
[1] و كنت أظن قديما أنه عمرو بن عمارة بن أبي حسن المازني , فتبين لي بعد أنه
وهم قد رجعت عنه. اهـ.
¥(44/19)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 06 - 05, 09:09 ص]ـ
الأثر ضعيف لا يصح. عمرو بن يحيى ضعيف، وله ترجمة في الضعفاء والمتروكين. ولو صح فليس فيه دلالة على ما يريدون كما نقلت في الكلام السابق.
الأخ الفاضل يزيد بن عبد السلام والأخ الفاضل أبو غازي، جزاكما الله خيراً وبارك بكما.
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[13 - 06 - 05, 11:09 ص]ـ
الأثر صحيح وتضعيفك ليحيى غير صحيح وهل يعني أي واحد مترجم له في كتب الضعفاء يصبح ضعيفا! لماذا لاتستوفي ترجمة يحيى وتقيسها بمقاييس العلماء قبل ما تحكم!
يقول محقق مسند الدارمي حسين سليم أسد (1/ 287) رقم (210) إسناده جيد يحيى بن عمرو فصلنا فيه القول عند الحديث (3667) في مجمع الزوائد وابنه عمرو وثقه ابن معين
ودلالة الأثر على استنكار الصحابة لفعلهم ومنه التكبير وأما جواب ابن مسعود في قوله عدوا سيئاتكم ما يقصد فقط العدد ولكنه يقصد الرد على جوابهم عن سؤاله فهم ذكروا له أنها حصا نعد به التسبيح والتهليل والتسبيح فرد عليهم بقوله فعدوا سيئاتكم وذكر إنهم مفتتحوا باب ضلالة بأفعالهم
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[13 - 06 - 05, 05:12 م]ـ
بل قولو إن صاحب الكلام الذي أتى به الشيخ الأمين قال في كلامه عن الأسانيد ((وأحسنها ما رواه الدارمي))
ثم بعد ذلك غلبه هواه في تضعيف الحديث!!
ـ[أبو غازي]ــــــــ[13 - 06 - 05, 05:32 م]ـ
غلبه هواه؟
من أي شيخ أخذت علم النوايا يا أبا الفداء؟
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[13 - 06 - 05, 05:55 م]ـ
لم آخذ علم نوايا ولكنه ذكر من ضعف الرجل ولم يذكر من وثقه وهذه من سمات أهل البدع فهم يذكرون ما لهم ولا يذكرون ما عليهم أما أهل السنة فيذكرون مالهم وما عليهم
ـ[يزيد بن عبد السلام]ــــــــ[13 - 06 - 05, 06:12 م]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
الرجاء إلتزام أدب الحوار و بيان الحجة بلين كما هو ديدن سلفنا الصالح. أما بالنسبة للحديث فقد تبين لي صحته بعد ما نقله الأخ الفاضل عبدالله بن عبدالرحمن.
لكن يبقى حمله على أنهم كانوا يذكرون بصوت واحد فهذا فيه نظر والله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 06 - 05, 11:37 ص]ـ
لقد أخطأ الأخ عبد الله هداه الله بالطرح. فمنهج أهل السنة أن ينظر المرء إلى الكتاب والسنة ثم يستنتج الأحكام. أما الأخ فالحكم متقرر عنده، وبناء على ذلك يقرء السنة بحسب المتقرر عنده. فإما يتعسف بالتأويل أو يوثق الضعفاء حتى يجد ما يشهد للمتقرر عنده. ومن كان هذا منهجه فلن يستفيد من الأدلة شيئاً لأنه لا يقبل إلا ما وافق المتقرر عنده.
قال الإمام ابن القيم الجوزية: وهذا إنما يعرفه من عرف ما عند الناس، وعرضه على ما جاء به الرسول. وأما من عكس الأمر بعرض ما جاء به الرسول على ما اعتقده وانتحله وقلد فيه من أحسن به الظن، فليس يجدى الكلام معه شيئاً. فدعه وما اختاره لنفسه، ووله ما تولىـ واحمد الذي عافاك مما ابتلاه به.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[المقدادي]ــــــــ[24 - 10 - 06, 11:00 م]ـ
هذا مبحث لاحد الاخوة الفضلاء رد فيه على من ضعّف أثر ابن مسعود رضي الله عنه:
(أثر ابن مسعود رضي الله عنه
قال الإمام الدارمي رحمه الله (باب في كراهية أخذ الرأي)
حديث رقم 204 أخبرنا الحكم بن مبارك أنا عمرو بن يحيي قال سمعت أبي يحدث عن أبيه قال كنا نجلس عند باب ابن مسعود .... الخ
أخرجه الدارمي في السنن (1/ 68 - 69) وبحشل في تاريخ واسط (ص198 - 199) من طريقين عن عمرو بن يحيي بن عمر بن سلمة
1 - عمرو بن يحيي ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 269) والبخاري في التاريخ الكبير (6/ 382) وقد روى ابن أبي حاتم عن ابن معين توثيقه وذكر ابن عدي في الكامل (5/ 1773) وابن حجر في لسان الميزان (4/ 378) عن ابن معين تليينه وهنا التوثيق مقدم لأمور ذكرها بعض مشائخنا
أ*) ذكره ابن أبي حاتم عن ابن معين بإسناد صحيح بينما الجرح لم يثبت بطريق صحيح.
ب*) الجرح غير مفسر فالتوثيق مقدم عليه.
ت*) ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 480) وتوثيقه معتبر يؤخذ به لأنه وافق توثيق إمام من أئمة الجرح والتعديل.
ث*) ذكر ابن حاتم أن جماعة من الثقات رووا عنه.
فيكون عمرو بن يحيي ثقة والله أعلم.
¥(44/20)
وقد ظنه شيخنا الألباني رحمه الله أنه عمرو بن يحيي بن عمارة بن أبي الحسن كما في التعقيب الحثيث (ص47) ثم تراجع عن ذلك وأثبت أنه عمرو بن يحيي بن عمرو بن سلمة كما في الصحيحة (5/ 12) ونحن نجزم أن الراوي هو عمرو بن يحيي بن عمرو بن سلمة ليس عمرو بن يحيي بن عمارة لأمور:
1 - أن ذلك جاء صريحاً عند بحشل في تاريخ واسط.
2 - أن شيخ الدارمي هو الحكم بن المبارك وهو في الرواة عن عمرو بن يحيي بن سلمة وليس من رواة عمرو بن يحيي بن عمارة كما في تهذيب الكمال (7/ 132)
3 - أن الدارمي وبحشل نقلا قول عمرو بن سلمة وهو راوي القصة وهو قوله رأينا عامة أولئك الخلق.
فائدة:
إذا قال ابن معين ليس بشيء في رجل فالمراد أن أحاديث الراوي قليلة (هدي الساري) ص (421) وقد يراد به الجرح الشديد (طليعة التنكيل) ص (55) وإنما يعرف ذلك بتتبع الأقوال الأخرى لابن معين وأقوال غيره من الأئمة في ذلك الراوي الذي قال فيه ابن معين ليس بشيء فتحمل على قليل الحديث إذا وثقه ابن معين في الروايات الأخرى أو وثقه أئمة آخرون فعين حمل كلمة ابن معين على معنى قلة الحديث لا الجرح وأما إذا وجدنا راوياً كأبي العطوف الجراح بن المنهال قال فيه ابن معين ليس بشيء وقد اتفق الأئمة على جرحه جرحاً شديداً فذلك قرينة على أن مراد ابن معين موافق لمراد الأئمة) طليعة التنكيل ص (55) وضوابط الجرح والتعديل ص (195)
ثانياً: أبوه
يحيي بن عمرو بن سلمة، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 176) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ولكن روى عنه جماعة من الثقات.
قال الإمام الألباني رحمه الله في الصحيحة (5/ 12) ويكفي في تعديله رواية شعبة عنه، فإنه كان ينتقي الرجال الذين كان يروي عنهم كما هو مذكور في ترجمته ولا يبعد أن يكون في الثقات لابن حبان فقد أورده العجلي في ثقاته وقال كوفي ثقة .. ) أ. هـ.
وهو ليس في ترجمته في الثقات المطبوع.
يحيي بن عمر لم يتفرد هنا بل تابعه مجالد بن سعيد عن عمرو بن سلمة أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (9/ 127) قال الهيثمي في مجمع الزائد (1/ 181) وفيه مجالد بن سعيد وثقة النسائي وضعفه البخاري وأحمد بن حنبل ويحيي) أ. هـ. لكن يعتبر به.
ثالثاً:
عمرو بن سلمة فثقة، وثقه ابن سعد وابن حبان والعجلي ولهذه القصة طرق تزيدها قوة على قوتها: ـ
أ*) من طرق عطاء بن السائب عن أبي البختري عن عبد الله بن مسعود. أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (428) وأبو نعيم في حلية الأولياء (4/ 380 - 381) ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 125 - 126) وعبد الرزاق في المصنف (5409) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 181) فيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط .. ) وفي هامش المجمع (1/ 182) أبو البختري لم يسمع من ابن مسعود في الحديث منقطع والرد/ أن اختلاط عطاء بن السائب فإنه كان بآخره ولذلك فرق العلماء بين من سمع منه قبل الاختلاط ومن سمع في الاختلاط وقد روى هذه القصة عنه حماد بن سلمة عند الطبراني في الكبير (9/ 126) وهو ممن سمع من قبل الاختلاط كما في (الكواكب النيرات) (ص63) وبذلك تزول هذه العلة.
وأما علة الانقطاع فقد تابع أبو عبد الرحمن السلمي أبا البختري عند الطبراني في الكبير (9/ 126) فزالت هذه أيضاً
وبهذا يثبت هذا الإسناد أيضاً
الطريق الثانية:
طريق سفيان بن عيينة عن بيان عن قيس بن أبي حازم عنه
أخرج عبدالرزاق (5408) والطبراني في الكبير (9/ 125) وصححه الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 181) وهو كما قال لان رجاله ثقات أثبات.
الطريق الثالثة:
من طريق سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عنه أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 381).
أبو الزعراء هو: عبد الله بن هانئ الاكبر الكوفي وفيه كلام لا ينزل حديثه عن درجة الحسن وباقي رجاله ثقات وللقصة طرق كثيرة تجدها في الكبير (9/ 128) وصحح بعضها الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 181).
http://yemen-sound.com/vb/showpost.php?p=52430&postcount=90
ـ[الدارقطني]ــــــــ[29 - 10 - 06, 10:08 م]ـ
جاء في كتاب التذييل على كتب الجرح والتعديل (ص348 - الطبعة الثانية): (يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني، روى عن أبيه. روى عنه شعبة والثوري والمسعودي وغيرهم. قال يعقوب بن سفيان الفسوي:" لا بأس به "، وقال العجلي:" كوفي، ثقة"). انتهى.
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[22 - 03 - 07, 06:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أخ علقمة]ــــــــ[23 - 03 - 07, 12:18 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبوعمر وصهيب]ــــــــ[23 - 03 - 07, 12:36 م]ـ
تحدث الكثير من أهل العلم فى بدعية
الذكر الجماعى .............. الذى تتخذه بعض الجماعات منهاجا لها فى الذكر
قال عنه البعض أنه من البدع الإضافيه
أى أصله مشروع ولكن الكيفية خاطئة
من حيث الأحاديث النبوية الصحيحة فمشروعة ولكن الإجتماع وأن تقال بصيغة جماعية فهذا لم يفعله صحابة النبى ولا سلف الأمة من بعدهم
ونلاحظ أن الذى انتصر للذكر الجماعى سعيد حوى رحمه الله فى كتابه الذكرالجماعىوقام الشيخ سليم الهلالى بالرد على ما كتب فى كتابه مؤلفات سعيد حوى دراسة وتقويم
فهناك الكثير من أيات القرآن تحث على الذكر ........ ولكن الكيفية
ما كان عليه أصحاب النبى من فهم لهذه الأيات
نسأله الإتباع
¥(44/21)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 03 - 07, 10:11 م]ـ
الأخ المقدادي وفقه الله
1 - بالنسبة للأثر الأول فإن كاتب الرد أعلاه لم يتعرض لحال الحكم بن مبارك، وأن ابن عدي قد لوّح بأنه ممن يسرق الحديث، مع ضعف التوثيق المناط به. وسرقة الحديث هي تهمة في غاية الخطورة.
2 - عمرو بن يحيى بن بن عمرو بن سلمة، ضعيف. جاء من طريق واحد عند ابن أبي حاتم عن ابن معين توثيقه، لكن جاء من طريقين عند ابن عدي عن ابن معين تضعيفه. فقد اختلف فيه قول ابن معين والراجح التضعيف وحمل التوثيق الأول على إرادة العدالة دون الضبط. وذلك لأن من روى التضعيف أكثر، ولأن التضعيف مفسر ("سمعت منه لم يكن يرضي") وشديد ("ليس بشيء"). وهذا الضعف على قلة روايته حتى يقول ابن عدي "ليس له كثير رواية ولم يحضرني له شيء فأذكره". وهو موافق أيضاً لتضيف ابن خراش "ليس بمرضي".
3 - أبوه في جهالة حال، لكن يعتبر حديثه.
4 - رواية أبي البختري ساقطة، ففوق أنها منقطعة، فإن من رواها عن عطاء بن السائب قد رواها بعد اختلاطه. ثم إن تصحيحها حجة عليك، لأن إنكار ابن مسعود كان على تعداد التسبيح فحسب. ألا ترى قوله: "على ما تعددون أمر الله"؟
5 - رواية حماد بن سلمة عن ابن السائب هي عن أبي عبد الرحمان السلمي وليس عن أبي البختري، وبذلك تعلم الخطأ في الرواية السابقة. وكاتب الرسالة ظن تعدد الطرق هذا تقوية للإسناد بينما هو بيان لوهنه. مع أن حماد بن سلمة كثير الخطأ عن غير ثابت، وقد اختلف العلماء في سماعه من ابن السائب هل هو قبل الاختلاط أم بعده.
6 - أبو الزعراء عبد الله بن هانئ الاكبر ليس فيه توثيق حتى يصير حديثه حسناً. والتجريح الذي فيه شديد، مع روايته المناكير والشك في سماعه من ابن مسعود وكونه من الوحدان كذلك. ثم إن تصحيحه حجة عليك، لأن الإنكار كان على ابتداع فضائل لأعداد معينة من التسبيحات. انظر قوله "إني تركت قوما بالمسجد يقولون: من سبح كذا وكذا فله كذا وكذا". فهذا الذي أنكره ابن مسعود وحق له ذلك.
7 - لم يصح في المسألة إلا ما أخرج عبد الرزاق (#5408) عن ابن عيينة عن بيان عن قيس بن أبي حازم قال: ذكر لابن مسعود قاص يجلس بالليل ويقول للناس، قولوا كذا، قولوا كذا. فقال: إذا رأيتموه فأخبروني، فأخبروه، قال: فجاء عبد الله متقنعا، فقال: من عرفني، ومن لم يعرفني فأنا عبد الله بن مسعود، تعلمون أنكم لاهدى من محمد وأصحابه وإنكم لمتعلقين بذنب ضلالة.
وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 125) من طريق عبد الرزاق، وصححه الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 181) وهو كما قال لان رجاله ثقات أثبات.
فهذا هو اللفظ الصحيح وليس فيه الذكر الجماعي حتى يزعم البعض أن انكار ابن مسعود له، إنما أنكر على القاص أن يأتي بفضائل لأعداد تسابيح معينة لم يتأت برهان على ذلك من السنة.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[03 - 04 - 07, 10:58 م]ـ
الأخ المقدادي وفقه الله
1 - بالنسبة للأثر الأول فإن كاتب الرد أعلاه لم يتعرض لحال الحكم بن مبارك، وأن ابن عدي قد لوّح بأنه ممن يسرق الحديث، مع ضعف التوثيق المناط به. وسرقة الحديث هي تهمة في غاية الخطورة.
2 - عمرو بن يحيى بن بن عمرو بن سلمة، ضعيف. جاء من طريق واحد عند ابن أبي حاتم عن ابن معين توثيقه، لكن جاء من طريقين عند ابن عدي عن ابن معين تضعيفه. فقد اختلف فيه قول ابن معين والراجح التضعيف وحمل التوثيق الأول على إرادة العدالة دون الضبط. وذلك لأن من روى التضعيف أكثر، ولأن التضعيف مفسر ("سمعت منه لم يكن يرضي") وشديد ("ليس بشيء"). وهذا الضعف على قلة روايته حتى يقول ابن عدي "ليس له كثير رواية ولم يحضرني له شيء فأذكره". وهو موافق أيضاً لتضيف ابن خراش "ليس بمرضي".
3 - أبوه في جهالة حال، لكن يعتبر حديثه.
4 - رواية أبي البختري ساقطة، ففوق أنها منقطعة، فإن من رواها عن عطاء بن السائب قد رواها بعد اختلاطه. ثم إن تصحيحها حجة عليك، لأن إنكار ابن مسعود كان على تعداد التسبيح فحسب. ألا ترى قوله: "على ما تعددون أمر الله"؟
¥(44/22)
5 - رواية حماد بن سلمة عن ابن السائب هي عن أبي عبد الرحمان السلمي وليس عن أبي البختري، وبذلك تعلم الخطأ في الرواية السابقة. وكاتب الرسالة ظن تعدد الطرق هذا تقوية للإسناد بينما هو بيان لوهنه. مع أن حماد بن سلمة كثير الخطأ عن غير ثابت، وقد اختلف العلماء في سماعه من ابن السائب هل هو قبل الاختلاط أم بعده.
6 - أبو الزعراء عبد الله بن هانئ الاكبر ليس فيه توثيق حتى يصير حديثه حسناً. والتجريح الذي فيه شديد، مع روايته المناكير والشك في سماعه من ابن مسعود وكونه من الوحدان كذلك. ثم إن تصحيحه حجة عليك، لأن الإنكار كان على ابتداع فضائل لأعداد معينة من التسبيحات. انظر قوله "إني تركت قوما بالمسجد يقولون: من سبح كذا وكذا فله كذا وكذا". فهذا الذي أنكره ابن مسعود وحق له ذلك.
7 - لم يصح في المسألة إلا ما أخرج عبد الرزاق (#5408) عن ابن عيينة عن بيان عن قيس بن أبي حازم قال: ذكر لابن مسعود قاص يجلس بالليل ويقول للناس، قولوا كذا، قولوا كذا. فقال: إذا رأيتموه فأخبروني، فأخبروه، قال: فجاء عبد الله متقنعا، فقال: من عرفني، ومن لم يعرفني فأنا عبد الله بن مسعود، تعلمون أنكم لاهدى من محمد وأصحابه وإنكم لمتعلقين بذنب ضلالة.
وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 125) من طريق عبد الرزاق، وصححه الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 181) وهو كما قال لان رجاله ثقات أثبات.
فهذا هو اللفظ الصحيح وليس فيه الذكر الجماعي حتى يزعم البعض أن انكار ابن مسعود له، إنما أنكر على القاص أن يأتي بفضائل لأعداد تسابيح معينة لم يتأت برهان على ذلك من السنة.
الأخ محمد الأمين _ وقاه الله شرور نفسه _
تقول أن ابن مسعود أنكر على القاص إتيانه بفضائل لأعداد تسابيح معينة لم يرد بها الدليل
فأقول
تأملت الرواية مراراً فلم أجد ما تزعم
وجدت أن قاصاً يقول للناس ((قولوا كذا، قولوا كذا))
وليس في الرواية أنه يقول للناس ((قولوا كذا ولكم من الأجر كذا))
ثم إنكار ابن مسعود كان يشمله مع الناس الذين معه
تأمل قوله ((تعلمون أنكم ..... ))
ولو كان هذا القاص يكذب لتوجه اللوم إليه دون الناس الآخرين
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 04 - 07, 02:36 ص]ـ
لكن الناس كانوا يتبعونه فكان اللوم عليهم جميعاً. وإلا فلا دليل فيه على أنهم كانوا يقولون بشكل جماعي فتأمل بارك الله بك.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[05 - 04 - 07, 08:03 م]ـ
لكن الناس كانوا يتبعونه فكان اللوم عليهم جميعاً. وإلا فلا دليل فيه على أنهم كانوا يقولون بشكل جماعي فتأمل بارك الله بك.
بارك الله فيك
أجبت على بعض الكلام ولم تجب على البعض الآخر
أين الدليل على أنه كان يقول لهم فضائل مختلقة للاذكار؟
ثم ما هو وجه اللوم عليهم؟
وهم من العامة
والعامي لا يميز بين الصحيح من السقيم _ وهذا علمٌ له جهابذته وليس معدوداً من فروض الأعيان اتفاقاً _
فإذا سمع احداً يتكلم بأحاديث في الفضائل
حمله جهله وسلامة صدره على اعتقاد صحتها
وخصوصاً إذا كان المتكلم بها ممن يظهر عليه العلم والصلاح
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[30 - 06 - 07, 03:31 م]ـ
للرفع
ـ[عزالدين محمد]ــــــــ[11 - 07 - 07, 01:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن هل البدعة في التوقيت؟ يعني أن نذكر الله عز و جل بصوت واحد بوقت واحد نبدأ و ننتهي معا؟
لا يوجد على هذا دليل
فكل الأدلة و الله أعلم أنها الجهر بالدعاء و لكن هل يوجد حديث أو أثر يؤكد أنهم كانوا يذكرون الله بصوت واحد في وقت واحد يبدأون الكلمة معا وينهونها معا؟
نعم و ارد أن يتفق أحدهم مع الآخر في الأذكار و أيضا هو الحال في التكبير في العيد لكن أن نكون جميعا بصوت واحد و وقت واحد نبدأ معا و ننهي معا .. فهذا هو البدعة و الله أعلم
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[21 - 07 - 07, 04:23 م]ـ
للمتابعة(44/23)
درس الثلاثاء من ((جَامِعِ أبِي عِيسَى الترمذِيِّ))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 06 - 05, 07:04 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى. وَالصَّلاةُ الزَّاكِيَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ تَتَوَالَى.
وَبَعْدُ .. فالدَّرْسُ الْيَوْمَ من ((جامع الترمذِيِّ)):
بَاب: مَا جَاءَ فِي نَضْحِ بَوْلِ الْغُلامِ قَبْلَ أَنْ يُطْعَمَ (71) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ قَالَتْ: دَخَلْتُ بِابْنٍ لِي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَأْكُلْ الطَّعَامَ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَرَشَّهُ عَلَيْهِ.
قَالَ: وَفِي الْبَاب عَنْ عَلِيٍّ، وَعَائِشَةَ، وَزَيْنَبَ، وَلُبَابَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ وَهِيَ أُمُّ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبِي السَّمْحِ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبِي لَيْلَى، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
قَالَ أَبُو عِيسَى: ((وَهُوَ قَوْلُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعِينَ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِثْلِ أَحْمَدَ وَإِسْحَقَ. قَالُوا: يُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلامِ، وَيُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ، وَهَذَا مَا لَمْ يَطْعَمَا، فَإِذَا طَعِمَا غُسِلا جَمِيعَاً)).
[بيان] أُمُّ قَيْسِ بِنْتُ مِحْصَنِ بْنِ حُرْثَانَ بْنِ قَيْس ٍبْنِ مُرَّةَ بْنِ بُكَيْرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ، الأَسَدِيَّةُ أُخْتُ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ من أهل بدر، حلفاء حرب بن أمية. وقد روتْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأسلمتْ قديما بمكَّة، وهاجرت إلَى المدينة مع أهل بيتها. وروى عنها من الصَّحابة: وَابِصَةُ بْنُ مَعْبَدٍ. وعَمَّرَتْ طَوِيلاً.
قال الإمام أَحْمَدُ (6/ 355): حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ وهَاشِمٌ قَالا ثَنَا لَيْثٌ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مَوْلَى أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ عَنْ أُمِّ قَيْسٍ أَنَّها قَالَتْ: تُوُفِّيَ ابْنِي، فَجَزِعْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لِلَّذِي يَغْسِلُهُ: لا تَغْسِلْ ابْنِي بِالْمَاءِ الْبَارِدِ فَتَقْتُلَهُ، فَانْطَلَقَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِهَا، فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ: مَا قَالَتْ؛ طَالَ عُمْرُهَا؟، قَالَ: فَلا أَعْلَمُ امْرَأَةً عُمِّرَتْ مَا عُمِّرَتْ.
وليس لها فِي ((جامع الترمذِيِّ)) إلا هذا الحديث، وقد أخرجاه فِي ((الصحيحين))، ولها عندهما حديث آخر، وربَّمَا عُدَّا معاً حديثاً واحداً، وهو الراجح، فقد ساقهما سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ مساقاً واحداً هكذا:
قال الإمام مُسْلِمٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ وَاللَّفْظُ لِزُهَيْرٍ قَالَ يَحْيَى أَخْبَرَنَا، وقَالَ الآخَرُونَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ أُخْتِ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ قَالَتْ: دَخَلْتُ بِابْنٍ لِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَأْكُلْ الطَّعَامَ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَرَشَّهُ، قَالَتْ: وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ بِابْنٍ لِي قَدْ أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ مِنْ الْعُذْرَةِ، فَقَالَ عَلامَهْ تَدْغَرْنَ أَوْلادَكُنَّ بِهَذَا الْعِلاقِ، عَلَيْكُنَّ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ مِنْهَا: ذَاتُ الْجَنْبِ، يُسْعَطُ مِنْ الْعُذْرَةِ، وَيُلَدُّ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ.
وكذا جمعهما الْبُخَارِيُّ فِي روايةٍ عنه فِي ((الصَّحِيحِ)):
¥(44/24)
قال فِي ((الطِّب)) (4/ 10.سندي): حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ: يُسْتَعَطُ بِهِ مِنْ الْعُذْرَةِ، وَيُلَدُّ بِهِ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ))، وَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لِي لَمْ يَأْكُلْ الطَّعَامَ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَرَشَّ عَلَيْهِ.
وممن جمعهما معاً مَعْمَرٌ الْيَمَانِيُّ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وسُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، وجماعة يأتِي بيان أكثرهم.
قال الإمام أَحْمَدُ (6/ 356): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أُمِّْ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ الأَسَدِيَّةِ أُخْتِ عُكَّاشَةَ قَالَتْ: جِئْتُ بِابْنٍ لِي، قَدْ أَعْلَقْتُ عَنْهُ، أَخَافُ أَنْ يَكُونَ بِهِ الْعُذْرَةُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَلامَ تَدْغَرْنَ أَوْلادَكُنَّ بِهَذِهِ الْعَلائِقِ، عَلَيْكُنَّ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا: ذَاتُ الْجَنْبِ))، ثُمَّ أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَبِيَّهَا، فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَنَضَحَهُ، وَلَمْ يَكُنْ الصَّبِيُّ بَلَغَ أَنْ يَأْكُلَ الطَّعَامَ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَمَضَتْ السُّنَّةُ بِأَنْ يُرَشَّ بَوْلُ الصَّبِيِّ وَيُغْسَلَ بَوْلُ الْجَارِيَةِ.
قُلْتُ: والحديث يرويه الزُّهْرِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْهَا، ورواه عَنْهُ جَمْعٌ من أثبات أصحابه: مَالِكٌ، والأَوْزَاعِيُّ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وابْنُ عُيَيْنَةَ، ومَعْمَرٌ، وشُعَيْبٌ، ويُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، واللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وإِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ، وسُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ سَمْعَانَ، ويَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَالِمِ العمرِيُّ، ويَعْقُوبُ بْنُ عَطَاءٍ، وبُرْدُ بْنُ سِنَانٍ، وزَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، وصَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ.
وأكثر الأئِمَّة تخريجاً له أبو القاسم الطبرانِيُّ، فقد أخرجه فِي ((الكبير)) (25/ 181:177) فقال:
(435) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ وَابْنِ جُرَيْجٍ وابْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بن عَبْدِ اللهِ بن عُتْبَةَ أَنَّ أُمَّ قَيْسٍ بنتَ مِحْصَنٍ وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ اللاتِي بَايَعْنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَتْنِي: أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لَهَا لَمْ يَبْلُغْ أَنْ يَأْكُلَ الطَّعَامَ، وَقَدْ أَعْلَقَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَلَى مَ تَدَعُنَّ أَوْلادَكُنَّ بِهَذِهِ الْعَلائِقِ؟، عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْعُودِ الْهِنْدِيِّ، يَعْنِي الْقُسْطَ، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ. قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: فَأَخْبَرَتْنِي أُمُّ قَيْسٍ أَنَّ ابْنَهَا بَالَ فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ بِمَاءٍ، فَصَبَّهُ عَلَى بَوْلِهِ، وَلَمْ يَغْسِلْهُ.
¥(44/25)
(436) حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ ثنا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ ح وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ بن غَنَّامٍ ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالُوا: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بن عَبْدِ اللهِ بن عُتْبَةَ عَنْ أُمِّ قَيْسِ بنتِ مِحْصَنٍ: أَنَّهَا دَخَلَتْ بِابْنٍ لَهَا لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ، فَبَالَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَرَشَّهُ عَلَيْهِ.
(437) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ ح وَحَدَّثَنَا بَكْرُ بن سَهْلٍ ثنا عَبْدُ اللهِ بن يُوسُفَ أنا مَالِكٌ ح وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بن الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٌ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بن عُتْبَةَ عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ: أَنَّهَا أَتَتْ بِابْنٍ لَهَا صَغِيرٍ لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَجْلَسَتْهُ فِي حِجْرِهِ، فَبَالَ عَلَى ثَوْبَهِ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ، فَنَضَحَهُ، وَلَمْ يَغْسِلْهُ.
(438) حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مِقْلاصٍ حَدَّثَنِي أَبِي ثنا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَيُونُسُ بن يَزِيدَ وَابْنُ سَمْعَانَ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُمْ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أُمِّ قَيْسِ بِنْتِ مِحْصَنٍ: أَنَّهَا جَاءَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لَهَا صَغِيرٍ لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ، فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِجْرِهِ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ، فَنَضَحَهُ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَغْسِلْهُ.
(439) حَدَّثَنَا بَكْرُ بن سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ ثَنَا شُعَيْبُ بن يَحْيَى أنا اللَّيْثُ بن سَعْدٍ ح وَحَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ الأَزْدِيُّ ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ: أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لَهَا صَغِيرٍ لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ، فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِجْرِهِ، فَبَالَ عَلَيْهِ فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ، فَنَضَحَهُ، وَلَمْ يَغْسِلْهُ.
(440) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ السَّقَطِيُّ ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بنتِ مِحْصَنٍ: أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لَهَا صَغِيرٍ، قَدْ عَلَّقَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَلَى مَ تَدْعُونَ أَوْلادَكُنَّ بِهَذِهِ الْعَلائِقِ؟، عَلَيْكُنَّ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ - يَعْنِي الْقُسْطَ -، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ)). قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: وَأَخْبَرَتْنِي أُمُّ قَيْسٍ: أَنَّ ابْنَهَا بَالَ فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ، فَصَبَّهُ عَلَى بَوْلِهِ، وَلَمْ يَغْسِلْهُ.
¥(44/26)
(441) حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ ثنا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ الْبَيْرُوتِيُّ ثنا الْهِقْلُ بْنُ زِيَادِ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بن عَبْدِ اللهِ بن عُتْبَةَ عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بنتِ مِحْصَنٍ قَالَتْ: دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعِي ابْنٌ لِي لَمْ يَطْعِمِ الطَّعَامَ، فَجَعَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِجْرِهِ، فَبَالَ عَلَى ثَوْبَهِ، فَأَمَرَ بِمَاءٍ، فَنَضَحَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَغْسِلْهُ.
(442) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن أَحْمَدَ الْبَرَاءُ ثنا الْمُعَافَى بن سُلَيْمَانَ ثنا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بن عَبْدِ اللهِ بن عَتبَةَ عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بنتِ مِحْصَنٍ الأَسَدِيَّةِ أُخْتِ عُكَّاشَةَ بن مِحْصَنٍ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ اللاتِي بَايَعْنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ - يَعْنِي الْقُسْطَ -، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ)).
(443) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْشِيٍّ الْفَرْغَانِيُّ ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عُفَيْرٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي جَدِّي خَالُ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ رَاشِدٍ الْهَاشِمِيُّ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بن عُمَرَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ أُمَّ قَيْسٍ بنتَ مِحْصَنٍ قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لِي لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ، فَجَعَلَهُ فِي حِجْرِهِ، فَبَالَ عَلَى ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَنَضَحَهُ عَلَى ثَوْبَهِ، وَلَمْ يَغْسِلْهُ.
(444) قَالَ الْمُفَضَّلُ بن مُحَمَّدٍ الْجَنَدِيُّ ثنا أَبُو حُمَةَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ثنا أَبُو قُرَّةَ قَالَ: ذَكَرَ زَمْعَةُ بن صَالِحٍ عَنْ يَعْقُوبَ بن عَطَاءٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بن عَبْدِ اللهِ عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بنتِ مِحْصَنٍ وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ اللاتِي بَايَعْنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ أُخْتُ عُكَّاشَةَ بنتِ مِحْصَنٍ: أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لَهَا لَمْ يَبْلُغْ أَنْ يَأْكُلَ الطَّعَامَ، فَبَالَ فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِمَاءٍ، فَنَضَحَهُ عَلَى ثَوْبَهِ، وَلَمْ يَغْسِلْهُ.
ـــــــــــــــــــ
[تنبيه وإيضاح] اقتضبت تخريج الحديث خشية الملال، ولكثرة المصادر، وقد استوفيت ذكرها أثناء الدرس. والمذكور آنفاً من رواة الحديث عن الزُّهْرِيِّ: ثمانية عشر راوياً، فهل من مزيد ٍ؟.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 06 - 05, 12:18 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى. وَالصَّلاةُ الزَّاكِيَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ تَتَوَالَى.
ثم رأيتُ أنَّ من الإفادة ذكر تخريج الحديث على الوجه التالِي:
أخرجه الطيالسِيُّ (1636)، وعبد الرزَّاق (1486،1485)، والحميدِيُّ (343)، وابن أبِي شيبة (1/ 113/1287و7/ 285/36125)، ويحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/ 83. تنوير الحوالك)، وأحْمدُ (6/ 356،355)، وإسحاق بن راهويه (2331،2176،2175)، وابن سعد ((الطبقات)) (8/ 242)، والدَّارمِي (741)، والبخارِيُّ (5260،216)، ومسلم (287)، وأبو داود (374)، والنسائِيُّ ((الكبرى)) (1/ 129/291) و ((المجتبى)) (1/ 302)، وابن ماجه (524)، وابن أبِي الدُّنيا ((العيال)) (668)، وابن أبِي عاصمٍ ((الآحاد والمثانِي)) (6/ 51)، والطحاوِيُّ ((شرح المعانِي)) (1/ 92)، وابن خزيمة (286،285)، وابن المنذر ((الأوسط)) (701،697)، وأبو عوانة
¥(44/27)
((المسند)) (1/ 202)، وابن حبَّان (1374،1373)، والطبرانِيُّ ((الكبير)) (25/ 181:177) و ((الأوسط)) (9212،5282،2237)، وأبو نعيم ((المسند المستخرج)) (659،658،657)، والبيهقِيُّ ((الكبرى)) (2/ 414) و ((الصغرى)) (195)، وابن حزم ((المحلى)) (1/ 101)، وابن الجوزِيِّ ((التحقيق فِي أحاديث الخلاف)) (1/ 102) من طرقٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ به.
[لطيفة] من لطائف تحمُّل وأداء هذا الحديث أنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ وَهْبٍ الْمِصْرِيَّ رواه عن أربعة من شيوخه مجتمعين: مَالِكٍ ويُونُسَ واللَّيْثِ وعَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، هكذا رواه عنه يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعَلَى الصَّدَفِيُّ، والرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ الْمِصْرِيَّان. ورواه عنه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، فزاد خامساً: عَبْدَ اللهِ بْنَ زِيَادِ بْنِ سَمْعَانَ.
قال الطحاوِيُّ ((شرح المعانِي)) (1/ 92)، وأبو عوانة ((المسند)) (1/ 202) كلاهما: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعَلَى ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مَالِكٌ ويُونُسُ وعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ واللَّيْثُ أَنَّ ابْنَ شِهَابِ حَدَّثَهُمْ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أُمِّ قَيْسِ بِنْتِ مِحْصَنٍ: أَنَّهَا جَاءَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لَهَا صَغِيرٍ، لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ، فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِجْرِهِ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ فَنَضَحَهُ، وَلَمْ يَغْسِلْهُ.
وأخرجه كذلك البيهقِيُّ ((الكبرى)) (2/ 414) من طريق أبِي العبَّاسِ الأَصَمِّ ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ بمثله.
وقال ابن الْمُنْذِرِ ((الأوسط)) (697): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي مَالِكٌ واللَّيْثُ وعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وابْنُ سَمْعَانَ ويُونُسُ بْنُ يَزِيدَ أَنَّ ابْنَ شِهَابِ حَدَّثَهُمْ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أُمِّ قَيْسِ بِنْتِ مِحْصَنٍ بنحوه.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 06 - 05, 02:56 م]ـ
تحميل الملف
ـ[الاستاذ]ــــــــ[16 - 06 - 05, 03:13 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا , ولا عدمنا منافعك.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[18 - 06 - 05, 10:20 ص]ـ
وللفائدة:
فقد أخرجه أيضا: أبو نعيم في ((تسمية ما روي عن الفضل بن دكين)) (13)
وفي المعرفة (ترجمة أم قيس)
وقال عقبه في المعرفة:
رواه ابن جريج، وعبيد الله بن عمر، والأوزاعي، ومعمر، وعمرو بن الحارث، وصالح بن كيسان، ويونس، وسليمان بن كثير، وابن أبي ذئب، والماجشون، ويعقوب بن عطاء، وصالح بن أبي الأخضر، كلهم عن الزهري، نحوه.
وجزاكم الله خيرا شيخنا أبا محمد.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 06 - 05, 12:17 م]ـ
أبَا الْمِقْدَادِ والأُسْتَاذَ
وفقتما للخير، ويسَّره اللهُ لكما، وبَارَكَ فِيكُمَا وكأن الزيادة المستدركة هي: عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[22 - 06 - 05, 04:35 م]ـ
الثلاثاء الرابع عشر من جُمَادَى الأولَى 1426 هـ
قوله: ((وَفِي الْبَابِ عَنْ عَلِيٍّ، وَعَائِشَةَ، وَزَيْنَبَ، وَلُبَابَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، وَهِيَ أُمُّ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبِي السَّمْحِ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبِي لَيْلَى، وَابْنِ عَبَّاسٍ)).
وذكره أبو الفيض الكتانِيُّ فِي ((نظم المتناثر من الحديث المتواتر)) (37)، وزاد عزوه إلَى: أَنَسٍ، وأمِّ سَلَمَةَ، وامرأةٍ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ، ومُخَارِقٍ وفيه اختلافٌ، وأُمِّ كُرْزٍ الْخُزَاعِيَّةِ، وأَبِي الأَسْوْدِ. فهؤلاء خمسة عشر نفساً يبلغون بالحديث مبلغ التواتر المعنوِيِّ القاضِي بالتَّفريق بين بَوْلِ الْغُلامِ والْجَارِيَةِ، بأنَّه: يُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلامِ، وَيُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ.
¥(44/28)
[1] حديث عَلِيِّ بن أبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
قال الإمام أحْمَدُ (1/ 97): حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيْلِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الرَّضِيعِ: ((يُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلامِ، وَيُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ))، قَالَ قَتَادَةُ: وَهَذَا مَا لَمْ يَطْعَمَا الطَّعَامَ فَإِذَا طَعِمَا غُسِلا جَمِيعَاً.
وأخرجه التِّرمذِيُّ (610) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ، وأبو داود (277) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَّنَى، وابن ماجه (525) عَنْ حَوْثَرَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الورَّاقِ وَمُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ التُّسْتَرِيِّ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ أحْمَدَ ((زوائد المسند)) (1/ 137)، والضياء ((المختارة)) (497،496،495) كلاهما عَنْ أحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيِّ، وابن أبِي الدنيا ((العيال)) (670)، وأبو يعلَى (307) كلاهما عَنْ الْقَوَارِيرِيِّ، والبزار (717) عن مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَّنَى وعَمْرِو بْنِ علِيٍّ الْفَلاسِ، وابن خزيمة (284) عَنْ بُنْدَارٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَّنَى، وابْنُ الْمُنْذِرِ ((الأوسط)) (702) عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ أبِي قُدَامَةَ، والطحاوِيُّ ((شرح المعانِي)) (1/ 92) عن بَكْرِ بْنِ خَلَفٍ، وابن حبان (1375) عَنْ بُنْدَارٍ، والدارقطنِيُّ (1/ 129) عَنْ عَفَّانَ وعَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَيْثَمِ، والحاكم (1/ 270)، وعنه البيهقِيُّ ((الكبرى)) (2/ 415) و ((الصغرى)) (196) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْحَارِثِيِّ، ثلاثة عَشْرِهِمْ - أحْمَدُ ومتابعوه - عَنْ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مرفوعاً به.
قَالَ أَبُو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. رَفَعَ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ قَتَادَةَ، وَأَوْقَفَهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ)).
وقال أبو بكر البزَّار: ((وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وإنما أسنده مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ، وقد رواه غير مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي حَرْبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ موقوفاً)).
قُلْتُ: بَلْ تابع مُعَاذَاً على رفعه عَنْ أَبِيهِ: عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ.
قال عَبْدُ اللهِ بْنُ أحْمَدَ ((زوائد المسند)) (1/ 137): حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَمُعَاذٌ عَنْ هِشَامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((بَوْلُ الْغُلامِ الرَّضِيعِ يُنْضَحُ، وَبَوْلُ الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ))، قَالَ قَتَادَةُ: وَهَذَا مَا لَمْ يَطْعَمَا الطَّعَامَ، فَإِذَا طَعِمَا الطَّعَامَ غُسِلا جَمِيعَاً.
وأخرجه أحْمَدُ (1/ 137،76)، والدَّارقطنِيُّ (1/ 129/3)، وابن الجوزِيٍّ ((التحقيق فِي أحاديث الخلاف)) (87) من طرقٍ عن عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ هِشَامٍ عَنْ قَتَادَةَ بنحوه.
وخالف هِشَامَاً: سَعِيدُ بْنُ أًبِي عَرُوبَةَ فرواه عَنْ قَتَادَةَ، فأوقفه ولم يرفعه.
قال أبو داود (377): حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: يُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الْجَارِيَةِ، وَيُنْضَحُ مِنْ بَوْلِ الْغُلامِ مَا لَمْ يَطْعَمْ.
وأخرجه البيهقِيُّ (2/ 414) من طريق أبِي داود بمثله.
¥(44/29)
وخالفهم جميعاً مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَاهِيدِيُّ، فرواه عَنْ هِشَامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ ابْنِ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ مُرْسَلاً.
قال البيهقِيُّ (2/ 415): أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ أنبأ أبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ أنَبَأ الْحَسَنُ بْنُ سَهْلِ بْن ِعَبْدِ الْعَزِيزِ ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ ابْنِ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: بَوْلُ الْغُلامِ يُنْضَحُ، وَبَوْلُ الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ.
وفِي ((علل الترمذِيٍّ)): ((سألتُ مُحَمَّدَاً عنه، فقال: رواه سَعِيدُ بْنُ أًبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ فلم يرفعه، ورواه عنه هِشَامٌ فرفعه، وهِشَامٌ حَافِظٌ)).
[إيضاح] وفِي زيادات أبِي الحسن القطَّانِ على ابن ماجه: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مَعْقِلٍ ثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْمِصْرِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ الشَّافِعِيَّ عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((يُرَشُّ مِنْ بَوْلِ الْغُلامِ، وَيُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الْجَارِيَةِ))، وَالْمَاءَانِ جَمِيعَاً وَاحِدٌ!، قَالَ: لأَنَّ بَوْلَ الْغُلامِ مِنْ الْمَاءِ وَالطِّينِ، وَبَوْلَ الْجَارِيَةِ مِنْ اللَّحْمِ وَالدَّمِ، ثُمَّ قَالَ لِي: فَهِمْتَ أَوْ قَالَ: لَقِنْتَ، قُلْتُ: لا، قَالَ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ آدَمَ خُلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ ضِلْعِهِ الْقَصِيرِ، فَصَارَ بَوْلُ الْغُلامِ مِنْ الْمَاءِ وَالطِّينِ، وَصَارَ بَوْلُ الْجَارِيَةِ مِنْ اللَّحْمِ وَالدَّمِ، قَالَ: قَالَ لِي: فَهِمْتَ؟، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ لِي: نَفَعَكَ اللهُ بِهِ.
[2] حديث عَائِشَةَ أمِّ المؤمنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وله طريقان:
[الأولَى] عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْهَا، وهِي أصَحُّها وأشهرُهَا.
قال يَحْيَى بن يَحْيَى ((الموطأ)) (127): عَنْ مَالِك عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَبِيٍّ، فَبَالَ عَلَى ثَوْبِهِ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ، فَأَتْبَعَهُ إِيَّاهُ.
وأخرجه مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ((الموطأ)) (41)، والبخارِيُّ (222)، والنسائِيُّ ((المجتبى)) (1/ 157) و ((الكبرى)) (1/ 129/292)، والطحاوِيُّ ((شرح المعانِي)) (1/ 93)، والبيهقِيُّ ((الكبرى)) (2/ 414) من طرقِ عن مَالِكٍ به.
وتابعه الثَّوْرِيُّ، وابْنُ عُيَيْنَةَ، وزَائِدَةُ، وشَرِيكٌ النَّخَعِيُّ، وجَرِيرٌ، وعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وأبُو مُعَاوِيَةَ، وعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وعَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، ووَكِيعٌ، ويَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، جميعاً عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ. وفِي رواياتهم زيادات مستحسنة، وبيان لِمَا أبهمه مَالِكٌ بقوله ((فَأَتْبَعَهُ إِيَّاهُ))، إذ زاد أكثرهم ((وَلَمْ يَغْسِلْهُ)). وأوفاهم له سياقاً ابْنُ نُمَيْرٍ، وابْنُ الْمُبَارَكِ.
قال الإمام مُسْلِمٌ (286): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ فَيُبَرِّكُ عَلَيْهِمْ، وَيُحَنِّكُهُمْ، فَأُتِيَ بِصَبِيٍّ، فَبَالَ عَلَيْهِ فَدَعَا بِمَاءٍ، فَأَتْبَعَهُ بَوْلَهُ، وَلَمْ يَغْسِلْهُ.
¥(44/30)
وقال البخارِيُّ (6355): حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ، فَيَدْعُو لَهُمْ، فَأُتِيَ بِصَبِيٍّ، فَبَالَ عَلَى ثَوْبِهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَأَتْبَعَهُ إِيَّاهُ، وَلَمْ يَغْسِلْهُ.
وأخرجه الْحميدِيُّ (164) عن ابْنِ عُيَيْنَةَ، وابن أبِي شيبة (1/ 113/1289)، وعنه ابن ماجه (523) عَنْ وَكِيعٍ، وأَحْمَدُ (6/ 212،210،52) عَنْ يَحْيَى ووَكِيعٍ وعَبْدِ الْقُدُّوسِ بْنِ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، وإسحاق بن راهويه (587،586،585) عَنْ أبِي مُعَاوِيَةَ وعِيسَى بْنِ يُونُسَ ووَكِيعٍ، والبخارِيُّ (6002) عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، ومُسْلِمٌ (286) عَنْ جَرِيرٍ، وابن أبِي الدنيا ((العيال)) (237)، وأبو يعلَى (4623) كلاهما عَنْ شريكٍ، والطحاوِيُّ ((شرح المعانِي)) (1/ 93،92) عَنْ أبِي مُعَاوِيَةَ وعَبْدَةَ وزَائِدَةَ، وابن حبَّان (1372) عن الثَّوْرِيُّ، وابن أبِي شيبة (5/ 37/23484)، والبيهقِيُّ ((الكبرى)) (2/ 414) كلاهما عن ابْنِ نُمَيْرٍ، جميعاً عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ بنحو حديث ابْنِ نُمَيْرٍ.
إلا أنَّ زَائِدَةَ قَالَ ((فَدَعَا بِمَاءٍ فَنَضَحَهُ))، وقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ وعَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ ((فَأَتْبَعَ الْبَوْلَ الْمَاءَ))، وقال شَرِيكٌ ((فَأَتْبَعَهُ إِيَّاهُ))، وقال أبُو مُعَاوِيَةَ ((فَقَالَ: صُبُّوا عَلَيْهِ الْمَاءَ صَبَّاً))، ولم يذكر خمستُهُمْ ((وَلَمْ يَغْسِلْهُ)).
وخالف جماعتهم على متنه: بَزِيعُ بْنُ حَسَّانٍ أبُو الْخَلِيلِ الْبَصْرِيُّ.
فقد أخرجه ابن عدِيٍّ ((الكامل)) (2/ 59) من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْعَيْشِيِّ عَنْ بَزِيعٍ أبِي الْخَلِيلِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ مرفوعاً قال: ((يُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلامِ، وَيُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ)).
قلتُ: وهذا منكر بهذا الإسناد. بَزِيعُ بْنُ حَسَّانٍ أبُو الْخَلِيلِ الْبَصْرِيُّ الْخَصَّافُ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ، قاله أبو حاتم الرَّازِيُّ.
قال ابن حبَّان: يأتي عن الثِّقات بأشياء موضوعة، كأنَّه المتعمد لها. ومن مناكيره وبواطيله عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ مرفوعاً ((إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَجَدَ للهِ سَجْدَةً، طَهَّرَ اللهُ مَوْضَعَ سُجُودِهُ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ)).
[الثانية] عَطَاءُ بْنُ أبِي رَبَاحٍ عَنْها:
قال الدارقطنِيُّ ((السنن)) (1/ 129/1): أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ البغوِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ ثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الْمُسَيَّبِيُّ نَا أبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ عَنْ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ ح وحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَوَانِ بْنِ شُعْبَةَ نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ النَّخَعِيُّ نَا أبُو شِهَابٍ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: بَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذْتُهُ أَخْذَاً عَنِيفَاً، فَقَالَ: ((إِنَّهُ لَمْ يَأْكُلْ الطَّعَامَ، وَلا يَضر بَوْلُهُ)). وقال دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو فقال: ((دَعِيهِ، فَإِنَّهُ لَمِ يَطْعَمْ الطَّعَامَ، فَلا يَقْذَرُ بَوْلُهُ)).
وأخرجه كذلك ابن أبِي الدنيا ((العيال)) (671): حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِيُّ حَدَّثَنَا أبُو شِهَابٍ بمثله.
قلت: وهذا حديثٌ غريبٌ، لم يروه عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ إلا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وهو كثير الخطأ والتَّدليس عن الضعفاء والمتروكين.
[3] حديث أَبِي السَّمْحِ مَوْلَى رسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
¥(44/31)
قال ابن ماجه (526): حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ وَمُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ قَالُوا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ الْوَلِيدِ ثَنَا مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ أَخْبَرَنَا أَبُو السَّمْحِ قَالَ: كُنْتُ خَادِمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجِيءَ بِالْحَسَنِ أَوْ الْحُسَيْنِ، فَبَالَ عَلَى صَدْرِهِ فَأَرَادُوا أَنْ يَغْسِلُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((رُشَّهُ، فَإِنَّهُ يُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ، وَيُرَشُّ مِنْ بَوْلِ الْغُلامِ)).
وأخرجه البخارِيُّ ((الكنى)) (354)، وأبو داود (376)، والنسائِيُّ ((الكبرى)) (1/ 129/293) و ((المجتبى)) (1/ 158)، وابن أبِي عاصم ((الآحاد والمثانِي)) (5/ 94)، وابن خزيمة (283)، والطبرانِيُّ ((الكبير)) (22/ 384/958)، والدارقطنِيُّ (1/ 130/4)، والحاكم (1/ 271)، وأبو نعيم ((حلية الأولياء)) (9/ 62)، والبيهقِيُّ ((الكبرى)) (2/ 415)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (4/ 323)، وابن الأثير ((أسد الغابة))، والمزِّيُّ ((تهذيب الكمال)) (33/ 384) جميعاً من طريق ابْنِ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ أَخْبَرَنَا أَبُو السَّمْحِ خَادِمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنحوه.
[بيان] أَبُو السَّمْحِ مَوْلَى رسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخادمه، مشهورٌ بكنيته، يقال: اسمه أبو ذر، ويقال: إياد. لم يرو عنه غيرُ مُحِلِّ بْنِ خَلِيفَةَ الطَّائِيُّ. قال أبو زرعة: لا أعرف اسمه، ولا أعرف له غير حديث واحد.
قلت: هو حديث واحد كما قال أبو زرعة، وإن فرَّقه ابن ماجه (613،526)، والنسائِيُّ (1/ 126) و (1/ 158)، فقد ساقه أبو داود كحديثٍ واحدٍ. وأما الحافظ أبو الحجاج المزِّيُّ، فقد مضى على صنيعهما، فعدَّهما حديثين كما فِي ((تحفة الأشراف)) (9/ 221/12052،12051).
قال أبو داود (376): حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى وَعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ قَالا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنِي مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ حَدَّثَنِي أَبُو السَّمْحِ قَالَ: كُنْتُ أَخْدِمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْتَسِلَ قَالَ: وَلِّنِي قَفَاكَ، فَأُوَلِّيهِ قَفَايَ فَأَسْتُرُهُ بِهِ، فَأُتِيَ بِحَسَنٍ أَوْ حُسَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَبَالَ عَلَى صَدْرِهِ، فَجِئْتُ أَغْسِلُهُ، فَقَالَ: ((يُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الْجَارِيَةِ، وَيُرَشُّ مِنْ بَوْلِ الْغُلامِ)).
وقال ابن أبِي عاصمٍ ((الآحاد والمثانِي)) (5/ 94): حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنِي مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ حَدَّثَنِي أَبُو السَّمْحِ قَالَ: كُنْتُ أَخْدِمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْتَسِلَ، قَالَ: وَلِّنِي قَفَاكَ، فَأُوَلِّيهِ، قال: وَأَنْشُرُ الثَّوبَ - يَعْنِي أَسْتُرُه -، فَأُتِيَ بِالْحَسَنِ أوْ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَبَالَ عَلَى صَدْرِهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ رَشَّهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: ((هَكَذَا يُصْنَعُ، يُرَشُّ مِنْ بَوْلِ الذَّكَرِ، ويُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الأُنْثَى)).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[22 - 06 - 05, 04:42 م]ـ
تحميل الملف
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[29 - 06 - 05, 03:25 م]ـ
الثلاثاء الحادى والعشرون من جُمَادَى الأولَى 1426 هـ
[4] حديث زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا:
¥(44/32)
قال عبد الرزَّاق ((المصنف)) (1491): عَنْ حُسَيْنِ بْنِ مِهْرَانَ الْكُوفِيِّ قَالَ أخْبَرَنِي لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ حَدَّثَنِي حَدْمَرٌ عَنْ مَوْلَى لِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمَاً فِي بَيْتِي، فَجَاءَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ يَدْرُجَ، فَخَشَيْتُ أَنْ يُوُقِظُهُ، فَعَلَّلَتُهُ بِشَيْءٍ، قَالَتْ: ثم غفلت عنه، فَقَعَدَ عَلَى بَطْنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَضَعَ طَرَفَ ذَكَرِهِ فِي سُرَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَالَ فِيهَا، فَفَزِعْتُ لِذَلِكَ، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَاتِي مَاءً، فَصَبَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ((يُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلامِ، وَيُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ)).
وقال الطبرانِيُّ ((الكبير)) (24/ 57/147): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ ثنا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بن إِدْرِيسَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ حَدْمَرٍ مَوْلَى لِبَنِي عَبْسٍ عَنْ مَوْلَى لِزَيْنَبَ بنتِ جَحْشٍ يُقَالُ لَهُ أَبُو الْقَاسِمِ عَنْ زَيْنَبَ بنتِ جَحْشٍ قَالَتْ: تَقَيَّلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي، إِذْ أَقْبَلَ الْحُسَيْنُ وَهُوَ غُلامٌ حَتَّى جَلَسَ عَلَى بَطْنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ وَضَعَ ذَكَرَهُ فِي سُرَّتِهِ، قَالَتْ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: ائْتِينِي بِمَاءٍ، فَأَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ((يُغْسَلُ مِنَ الْجَارِيَةِ، وَيُصَبُّ عَلَيْهِ مِنَ الْغُلامِ)).
وقال (24/ 54/141): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ ثنا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا عَبْدُ السَّلامِ بن حَرْبٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ مَوْلَى زَيْنَبَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ نَائِمَاً عِنْدَهَا وَحُسَيْنٌ يَحْبُو فِي الْبَيْتِ، فَغَفَلَتْ عَنْهُ فَحَبَا حَتَّى بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَعَدَ عَلَى بَطْنِهِ، ثُمَّ وَضَعَ ذَكَرَهُ فِي سُرَّتِهِ، قَالَتْ: وَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَحَطَطْتُهُ عَنْ بَطْنِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعِي ابْنِي، فَلَمَّا قَضَى بَوْلَهُ أَخَذَ كُوزَاً مِنْ مَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ((إِنَّهُ يُصَبُّ مِنَ الْغُلامِ، وَيُغْسَلُ مِنَ الْجَارِيَةِ))، قَالَتْ: تَوَضَّأَ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، وَاحْتَضَنَهُ، فَكَانَ إِذَا رَكَعَ وَسَجَدَ وَضَعَهُ، وَإِذَا قَامَ حَمَلَهُ، فَلَمَّا جَلَسَ جَعَلَ يَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ، وَيَقُولُ: فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدْ رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ الْيَوْمَ شَيْئَاً مَا رَأَيْتُكَ تَصْنَعُهُ، قَالَ: ((إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، وَأَخْبَرَنِي أَنَّ ابْنِي يُقْتَلُ))، قُلْتُ: فَأَرِنِي إِذَاً، فَأَتَانِي تُرْبَةً حَمْرَاءَ.
قلت: هذا حديث منكر، وهو حديث اللَّيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ يرويه عمَّن لا يُدرى حاله من مَجَاهيل شيوخه، ويضطرب فيه، فمرَّة ((عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ مَوْلَى زَيْنَبَ عَنْ زَيْنَبَ))، وأخرى ((عَنْ حَدْمَرٍ مَوْلَى لِبَنِي عَبْسٍ عَنْ مَوْلَى زَيْنَبَ عَنْ زَيْنَبَ))، وثالثة ((عَنْ حَدْمَرٍ أَبِي الْقَاسِمِ عَنْ مَوْلَى زَيْنَبَ)). ولَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ لَيِّنُ الحديث ليس مَمَّا تقوم به الحجَّة إذا تفرَّد، لتخليطه واضطرابه.
¥(44/33)
قال عَبْدُ اللهِ بن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ عن أبيه: لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ مضطرب الحديث ولكن حدَّث النَّاسُ عنه. وقال ابن أبِي خيثمة عن يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: ليس حديثه بذاك ضعيف. وقال ابن أبِي حاتمٍ: سمعت أبِي وأبا زرعة يقولان: لَيْثٌ لا يُشتغل به، هو مضطرب الحديث. وقال: وسمعت أبا زرعة يقول: لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ لَيِّنُ الحديث، لا تقوم به الحجَّة عند أهل العلم بالحديث.
وقال ابن حبَّان: كان من العبَّاد، ولكن اختلط فِي آخر عمره حتَّى كان لا يدري ما يحدِّث به، فكان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، ويأتِي عن الثِّقات بما ليس من أحاديثهم، كلُّ ذلك كان منه فِي اختلاطه، تركه يَحْيَى القطَّانُ وأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ ويَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وأما حَدْمَرٌ مَوْلَى بَنِي عَبْسٍ، فلا يكاد يُعرف إلا بهذا الحديث. قال البخارِيُّ ((التاريخ)) (3/ 131): ((حَدْمَرٌ مَوْلَى بَنِي عَبْسٍ أبُو الْقَاسِمِ عَنْ زَيْنَبَ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يُصَبُّ عَلَى بَوْلِ الْغُلامِ)). قاله زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ لَيْثٍ)).
وقال ابن حبَّان ((الثِّقات)) (4/ 194): ((حَدْمَرٌ مَوْلَى بَنِي عَبْسٍ يروى المقاطيع، كنيته أبُو الْقَاسِمِ. روى عنه لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ)).
قُلْتُ: هكذا جمعهما أبُو عَبْدِ اللهِ وابن حبَّان، وفرَّق بينهما أبُو حَاتِمٍ الرازِيُّ.
قال ابن أبِي حَاتِمٍ ((الجرح والتَّعديل)) (3/ 317): ((حَدْمَرٌ مَوْلَى بَنِي عَبْسٍ روى عن أَبِي الْقَاسِمِ مَوْلَى زَيْنَبَ. روى عنه لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ سمعت أبِي يقول ذلك)).
وقال (9/ 426): ((أبُو الْقَاسِمِ مَوْلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ روى عن زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ. روى عنه حَدْمَرٌ سمعت أبِى يقول ذلك)).
[5] حديث لُبَابَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الهلاليَّةُ، وله طرق:
[الطريق الأولَى] عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ الْهَاشِمِيُّ عَنْهَا، وهو أصحُّها:
قال الإمام أحمد (6/ 339): حَدَّثَنَا عَفَّانُ ثَنَا وُهَيْبٌ ثَنَا أَيُّوبُ عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي مَنَامِي أَنَّ فِي بَيْتِي أَوْ حُجْرَتِي عُضْوَاً مِنْ أَعْضَائِكَ، قَالَ: تَلِدُ فَاطِمَةُ إِنْ شَاءَ اللهُ غُلامًا، فَتَكْفُلِينَهُ فَوَلَدَتْ فَاطِمَةُ حَسَنَاً، فَدَفَعَتْهُ إِلَيْهَا، فَأَرْضَعَتْهُ بِلَبَنِ قُثَمَ، وَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَاً أَزُورُهُ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ عَلَى صَدْرِهِ، فَبَالَ عَلَى صَدْرِهِ، فَأَصَابَ الْبَوْلُ إِزَارَهُ، فَزَخَخْتُ بِيَدِي عَلَى كَتِفَيْهِ فَقَالَ: أَوْجَعْتِ ابْنِي أَصْلَحَكِ اللهُ، أَوْ قَالَ رَحِمَكِ اللهُ، فَقُلْتُ: أَعْطِنِي إِزَارَكَ أَغْسِلْهُ، فَقَالَ: ((إِنَّمَا يُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ، وَيُصَبُّ عَلَى بَوْلِ الْغُلامِ)).
وأخرجه ابن الجوزِي ((التحقيق فِي أحاديث الخلاف)) (89) من طريق عَبْدِ الله بْنِ أَحْمَدَ عن أبيه بتمامه.
قلت: وهذا إسناد صحيح على رسم مُسْلِمٍ. وله به حديثٌ واحدٌ فِي ((صحيحه)).
قال الإمام مُسْلِمٌ ((كتاب الرضاع)) (2629): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَعَمْرٌو النَّاقِدُ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ كُلُّهُمْ عَنْ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ قَالَتْ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي بَيْتِي، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنِّي كَانَتْ لِي امْرَأَةٌ، فَتَزَوَّجْتُ عَلَيْهَا أُخْرَى، فَزَعَمَتْ امْرَأَتِي الأُولَى أَنَّهَا أَرْضَعَتْ امْرَأَتِي الْحُدْثَى رَضْعَةً أَوْ رَضْعَتَيْنِ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا
¥(44/34)
تُحَرِّمُ الإِمْلاجَةُ وَالإِمْلاجَتَانِ)).
[الطريق الثانية] قَابُوسُ بْنُ الْمُخَارِقِ الشَّيْبَانِيُّ عَنْهَا، وفيه اختلاف:
قال ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (1/ 113/1288): حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكِ بن حَرْبٍ عَنْ قَابُوسِ بْنِ الْمُخَارِقِ عَنْ لُبَابَةَ بنتِ الْحَارِثِ قَالَتْ: بَالَ الْحَسَنُ بْنِ عَلِيٍّ فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: اعْطِنِي ثَوْبَكَ وَالْبَسْ ثَوْبَاً غَيْرَهُ، فَقَالَ: ((إِنَّمَا يُنْضَحُ مِنْ بَوْلِ الذِّكْرِ، وَيُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الأُنْثَى)).
وأخرجه إسحاق بن راهويه ((المسند)) (1/ 153) عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ أو غيره، وأبو داود (375) عَنْ مُسَدَّدِ والرَّبِيعِ بْنِ نَافِعٍ الحلبِيِّ، وابن ماجه (533)، والمزِّيُّ ((تهذيب الكمال)) (23/ 331) كلاهما عَنْ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وابن خزيمة (282) عَنْ أَسَدِ بْنِ مُوسَى وعَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ، والطحاوِيُّ ((شرح المعانِي)) (1/ 92) عَنْ أبِي الْوَلِيدِ الطَّيَالسِيِّ، والطبرانِيُّ ((الكبير)) (25/ 26/40) عَنْ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ومِنْجَابِ بْنِ الْحَارِثِ، والحاكم (1/ 271)، والبيهقِيُّ ((الكبرى)) (3/ 414) كلاهما عَنْ أَسَدِ ابْنِ مُوسَى، ثمانيتهم عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ قَابُوسِ بْنِ الْمُخَارِقِ عَنْ لُبَابَةَ أُمِّ الْفَضْلِ به.
وتابعه عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ: إِسْرَائِيلُ، وشَرِيكٌ، وعَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ الهمدَانِيُّ من رواية مُعَاوِيَةَ بْنِ هِشَامٍ عَنْه. واستقصاه إِسْرَائِيلُ وأتَمَّه؛ إلا أنَّه أسْمَّاهُ ((قَابُوسَ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ)).
قال الإمام أحْمَدُ (6/ 339): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ قَالَتْ: رَأَيْتُ كَأَنَّ فِي بَيْتِي عُضْوَاً مِنْ أَعْضَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: فَجَزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: خَيْرَاً تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلامَاً، فَتَكْفُلِينَهُ بِلَبَنِ ابْنِكِ قُثَمٍ، قَالَتْ: فَوَلَدَتْ حَسَنَاً، فَأُعْطِيتُهُ فَأَرْضَعْتُهُ حَتَّى تَحَرَّكَ أَوْ فَطَمْتُهُ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَجْلَسْتُهُ فِي حِجْرِهِ، فَبَالَ، فَضَرَبْتُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَقَالَ: ((ارْفُقِي بِابْنِي رَحِمَكِ اللهُ، أَوْ أَصْلَحَكِ اللهُ؛ أَوْجَعْتِ ابْنِي))، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ اخْلَعْ إِزَارَكَ، وَالْبَسْ ثَوْبَاً غَيْرَهُ، حَتَّى أَغْسِلَهُ، قَالَ: ((إِنَّمَا يُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ، وَيُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلامِ)).
وأخرجه إسحاق بن راهويه ((المسند)) (1/ 153) عَنْ وَكِيعٍ، وابن سعد ((الطبقات)) (8/ 278) عن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى وابن أبِي الدنيا ((العيال)) (669)، وأبو يعلى (7074) كلاهما عَنْ يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثلاثتهم - وَكِيعٌ ومتابعوه - عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ به، إلا أن عُبَيْدَ اللهِ بْنَ مُوسَى قال ((قَابُوسَ بْنَ الْمُخَارِقِ))، وهو أثبت الثلاثة فِي إِسْرَائِيلَ، وأخصُّهم به.
وأخرجه الطحاوِيُّ ((شرح المعانِي)) (1/ 94) عَنْ أبِي غسَّانٍ النَّهْدِيِّ، وابن أبِي الدنيا ((العيال)) (669) عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَمْرٍو الضَّبِيِّ، والطبرانِيُّ ((الكبير)) (3/ 23/2541) عن يَحْيَى الْحِمَّانِيِّ، ثلاثتهم – النَّهْدِيُّ ومتابعوه - عَنْ شَرِيكٍ عَنْ سِمَاكِ ابْنِ حَرْبٍ عَنْ قَابُوسِ بن الْمُخَارِقِ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بنحوه مُسْتَقْصَىً.
¥(44/35)
وقال ابن ماجه (3923): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ قَابُوسِ بْنِ الْمُخَارِقِ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ الْفَضْلِ: يَارَسُولَ اللهِ، رَأَيْتُ كَأَنَّ فِي بَيْتِي عُضْوَاً مِنْ أَعْضَائِكَ، فَقَالَ:خَيْرَاً رَأَيْتِ، تَلِدُ فَاطِمَةُ فَتُرْضِعِيهِ، فَوَلَدَتْ حُسَيْنَاً أَوْ حَسَنَاً، فَأَرْضَعْتُهُ بِلَبَنِ قُثَمٍ، قالتْ: فَجِئْتُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَاً، فَوَضَعْتُهُ فِي حِجْرِهِ فَبَالَ، فَضَرَبْتُ كَتِفَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَوْجَعْتِ ابْنِي، رَحِمَكِ اللهُ)).
وأخرجه كذلك الدَّوْلابِيُّ ((الذُّريَّة الطَّاهرة)) (116) عَنْ الْحَسَنْ بْنِ علِيِّ بْنِ عَفَّانَ، والطبرانِيُّ ((الكبير)) (25/ 25/39) عن ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، كلاهما عن مُعَاوِيَةَ بْنِ هِشَامٍ بمثله.
وخالفه عُثْمَانُ بن سَعِيدٍ الْمُرِّيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، فقال ((عَنْ قَابُوسٍ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ عن أُمِّ الْفَضْلِ)). وتابعه على هذا الوجه: عَبْدُ الْمَلِكِ بن الْحُسَيْنِ أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ عَنْ سِمَاكِ.
قال الطبرانِيُّ ((الكبير)) (3/ 20/2526): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُرِّيُّ ثنا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ قَابُوسٍ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ الْفَضْلِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنِّي رَأَيْتُ بَعْضَ جِسْمَكَ فِي بَيْتِي، قَالَ: نِعْمَ مَا رَأَيْتِ، تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلامًا وَتُرْضِعِيهِ بِلَبَنٍ قُثَمٍ، قَالَتْ: فَأَتَتْ بِهِ تَحْمِلُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَتْهُ، فَوَضَعَتْهُ فِي حِجْرِهِ، فَبَالَ فَلَطَمْتُهُ بِيَدِهَا، فَقَالَ: أَوْجَعْتِ ابْنِي رَحِمَكِ اللهُ، قَالَتْ: هَاتِ إِزَارَكَ حَتَّى نَغْسِلَه، فَقَالَ: ((إِنَّمَا يُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ، وَيُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلامِ)).
وقال (25/ 26/41): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عُثْمَانَ بن أَبِي شَيْبَةَ ثَنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ ثَنا يَزِيدُ بن هَارُونَ أنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بن الْحُسَيْنِ أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ عَنْ سِمَاكِ بن حَرْبٍ عَنْ قَابُوسِ بْنِ الْمُخَارِقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ قَالَتْ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ، كَأَنَّ طَائِفَةً مِنْكَ فِي بَيْتِي، فَقَالَ:خَيْرَاً، تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلامَاً، فَتُرْضِعِيهِ فِي بَيْتِكِ، فَوَلَدَتْ حَسَنَاً، فَكَانَ فِي بَيْتِي، فَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلْقِ هَذَا الثَّوْبَ أَغْسِلْهُ، فَقَالَ: ((إِنَّمَا يُغْسَلُ بَوْلُ الإِنَاثِ، وَلا يُغْسَلُ بَوْلُ الذِّكْرِ)).
وخالفهم جميعاً الثَّوْرِيِّ، فرواه عَنْ سِمَاكٍ عَنْ قَابُوسِ بْنِ الْمُخَارِقِ قأرسله.
أخرجه عبد الرَّزَّاقِ ((مصنفه)) (1487): عن الثَّوْرِيِّ عَنْ سِمَاكِ بن حَرْبٍ عَنْ قَابُوسِ بن الْمُخَارِقِ يَرْفَعُهُ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ، وَيُنْضَحُ بَوْلُ الصَّبِي)).
قلت: فالحديث بهذه البيان الآنف على ثلاثة أوجه:
[الأول] سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ قَابُوسِ بْنِ الْمُخَارِقِ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ. رواه عنه: أبُو الأَحْوَصِ، وإِسْرَائِيلُ، وشَرِيكٌ، وعَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ الهمدَانِيُّ من رواية مُعَاوِيَةَ بْنِ هِشَامٍ عَنْه.
¥(44/36)
[الثانِي] سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ قَابُوسِ بْنِ الْمُخَارِقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ. رواه عنه: عَبْدُ الْمَلِكِ بن الْحُسَيْنِ الأَشْجَعِيُّ، وعَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ الهمدَانِيُّ من رواية عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الْمُرِّيِّ عَنْه.
[الثالث] سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ قَابُوسِ بْنِ الْمُخَارِقِ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله. تفرَّد به الثورى عنه.
والوجه الأول أشبه بالصواب، لاجتماع أربعة من أثبات أصحاب سِمَاكٍ عليه، وأما الوجه الثانِي، فإنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ الْحُسَيْنِ أَبَا مَالِكٍ الأَشْجَعِيَّ ليس بالقوِيِّ عندهم، قاله البخارِيُّ. وقال ابن معينٍ: ليس بشيءٍ. وقال أبو حاتِمٍ وأبو زرعة والدارقطنِيُّ: ضعيف. وقال النسائِيُّ: ليس بثقةٍ، ولا يكتب حديثه. وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد على الثقات، لا يحلُّ الاعتبار به إذا تفرَّد. وأما عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُرِّيُّ، فهو صدوقٌ لا بأس به، لكنه خولف مِمَّن هو أوثق منه.
قُلْتُ: وإسناد الجماعة حَسَنٌ إذا سلم من الانقطاع، وثبت سماع قَابُوسَ بْنِ الْمُخَارِقِ من أُمَّ الْفَضْلِ.
وقَابُوسُ بْنُ الْمُخَارِقِ تابعِيٌّ مشهور لا بأس به، وله أحاديث أكثرها عن أبيه، وروى عن علِيِّ بن أبِي طَالِبٍ، وأدرك أُمَّ الْفَضْلِ، ولا يبعد سماعه منها. وأبو قَابُوسٍ هو مُخَارِقُ بْنُ سُلَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، روى عنه ابناه قَابُوسٌ وعَبْدُ اللهِ، وله صحبة ورواية عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله البخارِيُّ. ووافقه ابن حبَّان على اسْمِهِ، إلا أنَّه جعله تابِعيَّاً. وقال أبو أحْمَدَ الْعَسْكرِيُّ: أبو قَابُوسٍ مُخَارِقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّيْبَانِيُّ، وزعم أن ليس له راوٍ غير ابنه قَابُوسٍ. والأول أرجح، مع ثبوت صحبته.
[الطريق الثالثة] عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْها:
قال الإمام أحمد (6/ 339): حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَبَهْزٌ قَالا ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَخْبَرَنَا عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ لُبَابَةَ أُمِّ الْفَضْلِ: أَنَّهَا كَانَتْ تُرْضِعُ الْحَسَنَ أَوْ الْحُسَيْنَ، قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاضْطَجَعَ فِي مَكَانٍ مَرْشُوشٍ، فَوَضَعَهُ عَلَى بَطْنِهِ فَبَالَ عَلَى بَطْنِهِ، فَرَأَيْتُ الْبَوْلَ يَسِيلُ عَلَى بَطْنِهِ، فَقُمْتُ إِلَى قِرْبَةٍ لأَصُبَّهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا أُمَّ الْفَضْلِ، إِنَّ بَوْلَ الْغُلامِ يُصَبُّ عَلَيْهِ الْمَاءُ، وَبَوْلُ الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ)).
وَقَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ حُمَيْدٌ كَانَ عَطَاءٌ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي عَطَاءٍ عَنْ لُبَابَةَ.
قلت: وهذا إسناد ضعيف. عَطَاءُ بْنُ أبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ صدوق لكنه كثير الإرسال، ولا سماع له من أحدٍ من الصحابة.
[الطريق الرابعة] عَبْدُ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْهَا:
قال الحاكم (3/ 197): أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارَمِيُّ ثَنَا أبُو الْيَمَانِ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ثَنَا عَطَاءُ بْنُ عَجْلانَ عَنْ عِكْرَمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنْ أُمِّ الْفَضْلِ قَالَتْ: دَخَلَ عَلِيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا أُرْضِعُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ بِلَبَنِ ابْنٍ كَانَ يُقَالُ لَهُ قُثَمٌ، قَالَتْ: فتناوله رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فناولته إياه، فَبَالَ عَلَيْهِ، قَالَتْ: فَأَهْوَيْتُ بيدي إليه، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تزرمي ابْنِي))، قَالَتْ: فَرَشَّهُ بِالْمَاءِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَوْلَ الْغُلامِ الَّذِي لَمْ يَأْكُلْ يُرَشُ، وَبَوْلُ الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ.
قُلْتُ: وهذا منكر بهذا الإسناد. عَطَاءُ بْنُ عَجْلانَ العطار البصرِي بيِّن الأمر فِي الضعفاء كأبان بن أبِي عيَّاشٍ وأضرابه. قال العباس ابن مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يقول: عَطَاءُ بْنُ عَجْلانَ ليس حديثه بشيء كذاب. وقال عمرو بن عَلِيٍّ الفلاسُ: عَطَاءُ بْنُ عَجْلانَ كان كذاباً. وقال أبو حاتِمٍ: ضعيف الحديث منكر الحديث جدَّاً، مثل أبان بن أبى عياش وذا الضرب، وهو متروك الحديث. وقال ابن حبَّانَ: كان لا يدري ما يقول، يتلقن كما يلقن، ويجيب فيما يسأل، حتَّى صار يروي الموضوعات عن الثِّقات لا يحل كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - 06 - 05, 08:57 م]ـ
بارك الله في مجهودك، وعلمك، شيخنا الجليل.
أعظم الله أجرك.
¥(44/37)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - 06 - 05, 11:59 م]ـ
قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة، المُصَنّف (1291):
حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، عَلَى أُمِّ الْفَضْلِ، وَمَعَهَا حُسَيْنٌ، فَنَاوَلَتْهُ إيَّاهُ، فَبَالَ عَلَى بَطْنِهِ أَوْ عَلَى صَدْرِهِ، فَأَرَادَتْ أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَزْرِمِي ابْنِي، فَإِنَّ بَوْلَ الْغُلاَمِ يُرْشَحُ أَوْ يُنْضَحُ وَبَوْلَ الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[30 - 06 - 05, 01:22 ص]ـ
جزى الله الشيخ أبا محمد خير الجزاء
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[30 - 06 - 05, 01:28 ص]ـ
ألا نجد الدرس صوتيا؟
ـ[عمر رحال]ــــــــ[30 - 06 - 05, 01:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا المُبارك / أبو محمد الألفي.
بارك الله فيك.
الأخ المُسدد / أبو المقداد.
قريباً إن شاء الله:: صوتيات الشيخ / أبو محمد الألفي.
على الملتقى.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[30 - 06 - 05, 02:34 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ حَمْدَاً يَكُونُ لِقَائِلِه ذُخْرَا. والصَّلاةُ الزَّاكِيةُ عَلَى مُجْتَبَاهُ خَيْرِ الْخَلْقِ طُرَا.
صَلاةً تَدُومُ عَلَى مَرَّ الزَّمَانِ تَتَرى.
وبعد. شَكَرَ اللهُ بَرَّكُمْ. وَأَحْسَنَ جَزَاءَكُمْ
للهِ أَنْتُمْ مِنْ أَفَاضِلَ خُلَّصٍ ... لَكُمْ مِنِى تَحِيَّةُ وَامِقٍ وَصَدِيقِ
ــــــــــــــــإنْ كَانَ بَقِي شَيْءٌ مِنْ طُرُقِ حَدِيثِ لُبَابَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الهلاليَّةُ، فهي رواية ثانية من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْهَا، وهي:
قال الطبرانِيُّ ((الكبير)) (25/ 18/16): حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بن خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُمِّ حَبِيبٍ بنتِ الْعَبَّاسِ وَهِيَ صُبَيَّةٌ، فَوَضَعْتُهَا فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَالَتْ، فَلَكَمَتْ فِي ظَهْرِهَا، ثُمَّ احْتَمَلَتْهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَهْ، ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَى مَبَالِهَا، ثُمَّ قَالَ: ((اسْلُكُوا بِالْمَاءِ فِي سَبِيلِ الْمَبُولِ)).
قلت: وهذا إسناد ضعيف. حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عبيد الله بْنِ العبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ، ضعيف الحديث له مناكير، قاله أحمد بن حنبل.
قال البخارِيُّ: ترك علِيُّ بن المدِينِيُّ حديثه. وقال النسائِيُّ: متروك الحديث. وقال أبو زرعة: ليس بالقوي.
وأما الرواية المستدركة لقَتَادَةَ عَنْ أبِي جَعْفَرٍ، فلا تندرج فِي طرق حديث لُبَابَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ لأمرين:
[الأول] إن كان أبو جعفر هو الباقر محمد بن علِيِّ بن حسين، فالحديث مرسل للباقر يذكر مستقلاً زائداً على أحاديث الباب.
[الثانِي] إن كان أبو جعفر هو عبد الله بن جعفر بن أبِي طالبٍ، فالحديث له، ولا أعلم أحداً عدَّه فِي أحاديث الباب.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[30 - 06 - 05, 12:40 م]ـ
تَحميل الملف 3
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[05 - 07 - 05, 10:16 م]ـ
الثلاثاء الثامن والعشرون من جُمَادَى الأولَى 1426 هـ
[6] حديث أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُُ عَنْهَا، وله طريقان:
[الأولَى] الطريق الموقوفة، وهِي أثبت وأصحُّ.
قال أبو داود (323): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْحَجَّاجِ أَبُو مَعْمَرٍ ثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ يُونُسَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ: أَنَّهَا أَبْصَرَتْ أُمَّ سَلَمَةَ تَصُبُّ الْمَاءَ عَلَى بَوْلِ الْغُلامِ مَا لَمْ يَطْعَمْ، فَإِذَا طَعِمَ غَسَلَتْهُ، وَكَانَتْ تَغْسِلُ بَوْلَ الْجَارِيَةِ.
وتابعه عَنْ الْحَسَنِ: الْفَضْلُ بْنُ دَلْهَمٍ، ومُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ من رواية عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ عنه، إلا أنهما جعلاه من قولها.
¥(44/38)
قال ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (1/ 114/1294): حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ الْفَضْلِ بْنِ دَلْهَمٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: يُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ، وَيُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلامِ.
وقال أبو القاسم البغوِيُّ ((مسند ابن الجعد)) (3190): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: بَوْلُ الْغُلامِ يُصَبُّ عَلَيْهِ الْمَاءُ صَبَّاً مَا لَمْ يَطْعَمُ، وَبَوْلُ الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ طَعِمَتْ أَمْ لَمْ تَطْعَمُ.
وخالفه حَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ الْعَدَوِيُّ، فأنقص من إسناده أُمَّ الْحَسَنِ، ورفعه إلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخطأ ووهم.
قال أبو يعلى (6923): حَدَّثَنَا حَوْثَرَةُ حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثله.
قلت: وأثبت ذلك وأصحُّه حديث عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيدٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ أنَّهَا أَبْصَرَتْ أُمَّ سَلَمَةَ تفعله. وأُمُّ الْحَسَنِ خَيْرَةُ مَوْلاةُ أُمِّ سَلَمَةَ تابعيَّة ثقة من كبارهن، روت عَنْ عَائِشَةَ، ومولاتها. وحديث الْحَسَنِ عنها عنهما فِي ((صحيح مسلم)).
قال مُسْلِمٌ فِي ((الأشربة)) (3745): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ عَنْ يُونُسَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنَّا نَنْبِذُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سِقَاءٍ يُوكَى أَعْلاهُ، وَلَهُ عَزْلاءُ، نَنْبِذُهُ غُدْوَةً، فَيَشْرَبُهُ عِشَاءً، وَنَنْبِذُهُ عِشَاءً، فَيَشْرَبُهُ غُدْوَةً.
وقال ((كتاب الفتن)) (5194): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ)).
[الثانية] الطريق المرفوعة، وهِي منكرة بكلِّ وجهٍ.
قال الطبرانِيُّ ((الكبير)) (23/ 366/866) و ((الأوسط)) (2742): حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَالِمٍ وَالْحَسَنُ بن الْعَبَّاسِ الرَّازِيَّانِ قَالُوا: ثنا سَهْلُ بن عُثْمَانَ ح وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثنا ابْنُ الأَصْبَهَانِيِّ قَالا: ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلامِ، وَيُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ)).
وقال أبو القاسم: ((لم يروه عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ هكذا إلا إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، تفرَّد به عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ)).
فلت: بل تابعه عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ.
قال أبو يعلى (6921): حَدَّثَنَا أبو الربيع الزهراني حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يُصَبُّ عَلَى بَوْلِ الْغُلامِ الْمَاءُ، وَيُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ)).
قُلْتُ: وكلاهما منكر بهذين الإسنادين. إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ المكِيُّ أبو ربيعة الْبَصْرِيُّ ضعيف الحديث كثير الغلط والوهم، ليس بحجَّة فيما يتفرَّد به. قال علِيَّ بْنُ المدينِيِّ سمعت يَحْيَى القطَّان قال: كان لم يزل مُختلطاً، كان يحدِّثنا بالحديث الواحد على ثلاثة أضرب. وقال عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ عن أبيه: منكر الحديث يُسْنِدُ عن عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وعن الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَة مناكير. وقال العبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ عن يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: ليس بشيءٍ. وقال السعدِيُّ: واهٍ جدَّاً. وقال
¥(44/39)
النسائِيُّ: متروك. وأما إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الشامِيُّ، فليس بحجَّةٍ فِي البصريين ولا بمعتمدٍ.
وقال الطبرانِيُّ ((الأوسط)) (6197): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَنِيفَةَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: وَجَدْتُ فَي كِتَابِ جَدِّي بِخَطَّهِ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ يُونُسَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أنَّ الْحَسَنَ أَوْ الْحُسَيْنَ بَالَ عَلَى بَطْنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذهبوا ليأخذوه، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تزرموا ابني أو لا تستعجلوه))، فَتَرَكُوهُ حَتَّى قَضَى بَوْلَهُ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَيْه.
وقال أبو القاسم: ((لم يرو هذا الحديث عَنْ يُونُسَ إلا هُشَيْمٌ، تفرَّد به مُحَمَّدُ بْنُ مَاهَانَ)).
قلت: وهذا حديث منكر إسناده ليس بالقائم. مُحَمَّدُ بْنُ حَنِيفَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَاهَانَ أبو حَنِيفَةَ الْقَصَبِيُّ الْوَاسِطِيُّ ليس بالقوِيِّ، قاله الدارقطنِيُّ. وقد أبعد فِي الوهم، ولم يُتابع على هذا السياق، ورواه الأثبات عَنْ الْحَسَنِ، فجعلوه من فعل أُمِّ سَلَمَةَ وقولها.
وأخرجه البيهقِيُّ ((الكبرى)) (2/ 415) من طريق الفضيل بن سليمان النميري ثنا كثير بن قاروند أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ حَزْمٍ عَنْ مُعَاذَةَ بِنْتِ حُبَيْشٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ جَالِسَاً، وَفِي حجره حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ أَوْ أَحَدُهُمَا، فَبَالَ الصَّبِيُ، فَقُمْتُ فَقُلْتُ: أَغْسَلُ الثَّوْبَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((بَوْلُ الْغُلامِ يُنْضَحُ، وَبَوْلُ الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ)).
قلت: ليس لِمُعَاذَةَ بِنْتِ حُبَيْشٍ، ولا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ حَزْمٍ ذكر إلا فِي هذا الحديث، وكثير بن قاروند كوفِي مقلٌّ لا يُعلم له راوٍ غير الفضيل بن سليمان النميري. ولا يتابع على إسناده، والصحيح عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ من فعلها.
[7] حديث أُمِّ كُرْزٍ الْخُزَاعِيَّةِ.
قال الإمام أَحْمَدُ (6/ 464،440،422): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ ثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أُمِّ كُرْزٍ الْخُزَاعِيَّةِ قَالَتْ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغُلامٍ فَبَالَ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ بِهِ فَنُضِحَ، وَأُتِيَ بِجَارِيَةٍ فَبَالَتْ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ بِهِ فَغُسِلَ.
وأخرجه كذلك ابن ماجه (520) عَنْ ابْنِ بَشَّارٍ، والطبرانِيُّ ((الكبير)) (25/ 168/408)، وابن الجوزِيِّ ((التحقيق فِي أحاديث الخلاف)) (89) كلاهما عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ، كلاهما عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَنَفِيِّ به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف منقطع. وعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ لم يسمع من أُمِّ كُرْزٍ الْخُزَاعِيَّةِ. واختلف فيه على أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ الليثِيِّ، فرواه أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ هكذا، ورواه عَبْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى التَّيْمِيُّ عَنْهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ. والأوَّل أشبه.
[8] حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو.
قال الطبرانٍيُّ ((الأوسط)) (824): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى التَّيْمِيُّ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتي بصبي، فبال عليه فنضحه، وأتي بجاريه فبالت عليه، فغسله.
قال أبو القاسم: ((لَمْ يرو هذا الحديث عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ إلا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، تفرَّد به عَبْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى التَّيْمِيُّ)).
¥(44/40)
قُلْتُ: وهذا إسناد ضعيف. عَبْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى التَّيْمِيُّ ليس بحجَّة فيما يتفرَّد به، له غرائب ومناكير. وهو الذِي روى عَنْ أُسَامَةَ ابْنِ زَيْدٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يرفعه قال: ((صَائِمُ رَمَضَانَ فِي السَّفَرِ كَالْمُفْطِرِ فِي الْحَضَرِ)).
[9] حديث أبِي لَيْلَى الأَنْصَارِيِّ.
قال الإمام أَحْمَدُ (4/ 347): حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَخِيهِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يَحْبُو حَتَّى صَعِدَ عَلَى صَدْرِهِ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَابْتَدَرْنَاهُ لِنَأْخُذَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ابْنِي ابْنِي، قَالَ: ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَصَبَّهُ عَلَيْهِ.
وأخرجه كذلك ابن أبِي شيبة (1/ 113/1290و7/ 285/36128)، وابن أبِي الدنيا ((كتاب العيال)) (672)، والطحاويُّ ((شرح المعانِي)) (1/ 93)، والطبرانِيُّ ((الكبير)) (7/ 78/6424) من طريق ابْنُ أَبِي لَيْلَى به.
ولم يتفرَّد ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَخِيهِ، فقد تابعه عَبْدُ اللهِ بن عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قال الإمام أحمد (4/ 348): حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى ثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى صَدْرِهِ أَوْ بَطْنِهِ الْحَسَنُ أَوْ الْحُسَيْنُ، قَالَ: فَرَأَيْتُ بَوْلَهُ أَسَارِيعَ، فَقُمْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: دَعُوا ابْنِي لا تُفْزِعُوهُ حَتَّى يَقْضِيَ بَوْلَهُ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ الْمَاءَ، ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ بَيْتَ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، وَدَخَلَ مَعَهُ الْغُلامُ، فَأَخَذَ تَمْرَةً فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ فَاسْتَخْرَجَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: ((إِنَّ الصَّدَقَةَ لا تَحِلُّ لَنَا)).
وأخرجه كذلك الطحاويُّ ((شرح المعانِي)) (1/ 94)، والطبرانِيُّ ((الكبير)) (7/ 77/6423) من طريقين عن زهير بنحوه.
قلت: ورجال إسناد الثانِي ثقات كلهم.
ـ[أبو عمر]ــــــــ[06 - 09 - 06, 12:19 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم وليتكم تكملون صنيعكم أحسن الله إليكم
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 09 - 06, 04:11 م]ـ
الشَّيْخُ الْوَفِيُّ الْوَدُودُ / أبُو عُمَرَ
شَكَرَ اللهُ بِرَّكَ. وَأَجْزَلَ مِنَ الْمَثُوبِةِ قَسْمَكَ.
وَأَعَزَّكَ بِوَلايَتِهِ وَطَاعَتِهِ. وَأَمَدَّكَ بِتَوْفِيقِهِ وَمَعُونَتِهِ.
الدَّرْسُ مَا زَالَ مَوْصُولاً، وَرُبَّمَا تَخَلَّلَهُ دُرُوسٌ فِي بَيَانِ مَعَانِي اصْطِلاحَاتِ التِّرْمِذِيِّ،
وَإِنَّمَا زَهَّدَنِي فِي إِمْلائِهِ أَنَّهُ يَتِمُّ تَسْجِيلُهُ، وَقَدْ وَعَدَ الأَخْ الْكَرِيْمُ عُمَرُ رَحَّال بِتَفْرِيْغِهِ
وَتَجْمِيعِهِ فِي مَلَفَاتٍ صَوْتِيَّةٍ، لِرَفْعِهَا عَلَى الشَّبَكَةِ.
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[06 - 09 - 06, 05:36 م]ـ
لا حرمنا الله منك
وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[18 - 09 - 06, 11:26 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا وبارك الله لك فى عمرك وولدك(44/41)
الخلاف في حديث ثوبان رضي الله عنه في " ... خليفة الله المهدى"
ـ[ابو سلمان الأمريكي]ــــــــ[15 - 06 - 05, 11:23 ص]ـ
أخوة الملتقى
السـ لآم عليكم
الموضوع: الخلاف في حديث ثوبان رضي الله عنه في " ... خليفة الله المهدى"
الرجاء من الأخوة اهل الإحسان والكرم في العلم والأدب، ولا سيما علوم الحديث، المشاركة في دراسة درجة الحديث الآتي، فنحن حريصون على الاستفادة من فوائد الأخوة، ولكم الشكر، والله الحميد الشكور.
روى إمام احمد وابن ماجة والحاكم وغيرهم بسندهم عن أبى قلابة عن اسماء الرحبي عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله: صلى الله عليه وسلم] " يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلا لم يقتل قوم – ثم ذكر شيئا لا احفظه – فقال فإذا رأيتموه فبايعوا ولو حبوا على الثلج فانه خليفة الله المهدى." [/ B] [ رواه أحمد 5/ 277، وابن ماجه 4084، والحاكم 4/ 463، ذكره يوسف المقدسي السلمي الشافعي في كتابه " عقد الدرر في اخبار المنتظر المهدي" رقم 105، 107، 195، و نسبه ابي نعيم في صفة المهدي، حكاه عنه كذلك السيوطي في الحاوي 7/ 60،و أبو عمرالداني في السنن الواردة في الفتنة 5/ 93 ب. وأورده عبد العظيم بن عبد العظيم في رسالته المقدمة إلى جامعة ملك عبد العزيز مكة 1398 ه - 1978م بعنوان " الأحاديث الواردة في المهدي في ميزان الجرح والتعديل في تقسيم الصحيح الصريح " و زاد في تخريجه عن من سبق البيهقي والديلمي، والله أعلم.]
ولقد اختلف العلماء في صحة هذا الحديث: وعلله فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الاباني من المعاصرين حفظه الله بعلتين: الأولى بعنعنة أبي قلابة و تدليسه، والثانية بنكاره لفظ خليفة الله، وذكر قول شيخ الإسلام ابن تيمية في عدم جوازه في الشرع. [انظر الالباني/ السلسلة الضعيفة، رقم 75 - 1/ 119]
والجواب عن العلة الاولى ان أبي قلابة هو عبد الله بن زيد الجرمي البصري احد الاعلام التابعي، ثقة مشهور، وتدليسه في المرتبة الاولى عند ابن حجر وهم الذين لم يوصفوا بذلك إلا نادرا. [ابن حجر / طبقات المدلسين 12،71]
وقد روى هذا الحديث بعينه عن اسماء الرحبي وهو من شيوخه، [ابن حجر / تهذيب التهذيب 5/ 225]
فثبت سماعه و انتفت الشبهة حول عنعنته وتدليسه.
ولقد صحح هذا الحديث وإسناده غير واحد من العلماء، ففي الزوائد قال البوصيري هذا اسناد صحيح. انظر هامش مسند ابن ماجة، رقم 4084]
وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين و وافقه الذهبي. [الحاكم 4/ 502، والحق ان يقال ان الذهبي تناقض أقواله قيه لأنه في الميزان الاعتدال علله بنكارة وكأنه أشار إلى لفظ خليفة الله، والله أعلم]
وقال ابن كثير هذا إسناد قوي صحيح. [النهاية في الفتن والملاحم 1/ 29]
ومن المعاصرين ممن صححه الشيخ عبد العظيم بن عبد العظيم. [في رسالته المذكورة آنفا]
فالحديث صحيح من حيث سنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم ان شاء الله والله أعلم.
ومما يؤيد تصحيح الحديث ان الامام مسلم روى أربعة الأحاديث بسنده عن أبي قلابة عن أسماء الرحبي عن ثوبان رضى الله عنه، اوله رقم (944) عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:"افضل دينار ينفقه الرجل ينفقه على عياله و دينار ينفقه على دابته في سبيل الله و دينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله." و ثانيه رقم (1920) قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله و هم كذلك." و ثالثه رقم (2068) قال النبي صلى الله عليه و سلم: "من عاد مريضاً لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع." و رابعه رقم (2889) قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها و مغاربها و إن أمتي سيبلغ ملكها ما ما زُوى منها… الحديث بطوله.
السـ لآم عليكم
اخوكم أبو سلمان الأمريكي
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 06 - 05, 09:13 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
حديث ثوبان معلول أعله إمام المحدثين الإمام أحمد رحمه الله،
¥(44/42)
قال عبد الله: حدثني أبي، قال: قيل لإسماعيل بن علية في هذا الحديث، فقال: كان خالد يرويه، فلم يلتفت إليه، ضعف إسماعيل أمره. يعني: حديث خالد، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان – رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرايات.
وقد سبق بيانه على هذه الروابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=143140#post143140
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=18091#post18091
ـ[ابو سلمان الأمريكي]ــــــــ[28 - 06 - 05, 05:31 م]ـ
يلاحظ الآتي:
قال الشيخ العثيمين خليفة الله
- سئل فضيلة الشيخ: عن قول الإنسان لرجل: (أنت يا فلان خليفة الله في أرضه)؟
فأجاب بقوله: إذا كان ذلك صدقاً بأن كان هذا الرجل خليفة يعني ذا سلطان تام على البلد، وهو ذو السلطة العليا على أهل هذا البلد، فإن هذا لا بأس به، ومعنى لو لنا (خليفة الله) أن الله استخلفه على العباد في تنفيذ شرعه، لأن الله – تعالى – استخلفه على الأرض، والله – سبحانه وتعالى – مستخلفنا في الأرض جميعاً وناظر ما كنا نعمل، وليس يراد بهذه الكلمة أن الله – تعالى – يحتاج إلى أحد يخلفه، في خلقة، أو يعينه على تدبير شئونهم، ولكن الله جعله خليفة يخلف من سبقه، ويقوم بأعباء ما كلفه الله.
http://saaid.net/fatwa/f37.htm
0-=0-=-0=-0=-0=-0=-0=-0=-0=-0=-0=-0=-0=-0=
هل ينكر قول من قال: الإنسان خليفة الله في الأرض ونحوه؟
ملتقى أهل الحديث > منتدى العلوم الشرعية
هل ينكر قول من قال: الإنسان خليفة الله في الأرض ونحوه؟
السلام عليكم يا ابو سلمان الأمريكي
آخر زيارة لك: 23 - 06 - 2005 كانت في 06:39 PM
الرسائل الخاصة: 0 , المجموع 0.
هل ينكر قول من قال: الإنسان خليفة الله في الأرض ونحوه؟
الإخوة والمشايخ والأفاضل أرفق هنا بحث كنت قد كتبته على عجالة جواباً لبعض الإخوان، فمن بدت له ملاحظات عليه فأرجو أن يتكرم بإيضاحها ليتمم البحث وتكمل فائدته، وجازكم الله خيراً ..
بعد المقدمة ..
قرر المنع هذا الإطلاق جماعة من الفضلاء وفي هذه الروابط بعض أقوالهم:
http://www.dorar.net/titles.asp?boo...37&chapter_id=3
http://saaid.net/Doat/almuwahid/16.htm
http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=579
http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?acti...=akida00038.htm
غير أني لا أكتمكم نظرت في بعض الألفاظ المنتقدة فألفيت الأمر فيها واسعاً، وهذا اللفظ أحدها.
ثم آثرت أن أسطر ما قد يبدو للمتأمل في المسألة مدعماً له بفتاوى علمائنا، وخلاصته أن خليفة الله إما أن يطلق على خليفة المسلمين وإما أن يطلق على غيره كجنس الإنسان، أو بعض أنبياء الله ورسله، أو لافراد لاعتبارات ومقتضيات مختلفة.
فإن أطلق على خليفة المسلمين فلا شك أن الخلاف في إطلاقه قائم، وخاصة إن كان الخليفة غير قائم بأوامر الله متعدياً لحدوده، فإن القول بعدم جواز إطلاق خليفة الله على مثل هذا وجيه جداً، فهو إما منكر من القول محرم، وإما أن يكون كذب وباطل، وكل ذلك لايجوز على ما سيأتي بيانه.
أما إن أطلق على القائم بأمر الله الملتزم لحدوده فالأظهر الجواز وقد فعله السلف بلا نكير وسوف يأتي تقريره، وكذلك إذا أطلق على جنس الإنسان أو بعض أنبياء الله، ما لم يظهر أن مراد القائل: خلفاً عن الله أو وكيلاً ونحو ذلك من هراء باطل يندر أن يقال.
ولهذا لعل الخلاف احتدم في الأول وهو أن يقال لخليفة المسلمين خليفة الله فهو إما كذب وباطل، إن لم يكن قائماً بأمر الله، وإما صواب محتمل لخطأ [وهو المعنى البعيد] إن كان الخليفة قائماً بأمر الله.
وهناك قول غريب في التفصيل يفهم من كلام للشيخ سليم الهلالي، أحببت أن أشير إليه وقد ذكره في كتابه القول المبين في جماعة المسلمين [ص14] عند حديثه على حديث حذيفة عند أحمد وأبي داود: "فإن رأيت يومئذ خليفة الله في الأرض فالزمه"، فكأنه ذهب إلى تحسين لفظ أحمد المشار إليه، ثم قال: "فإن خليفة الله في الأرض أصح من رواية صخر بن بدر العجلي خليفة الله فإنها مستنكرة رواية ودراية". أهـ فكأنه يرى صواب التقييد بالأرض، ولعل الأمر من حيث الدراية واسع كما مر، وسيأتي مزيد تفصيل وكلام على الحديث.
أصل المسألة:
¥(44/43)
لفظ خليفة (فعيلة) يجيء بمعنى (مفعولة) كنقيذة بمعنى منقوذة وسقيفة بمعنى مسقوفة وقل مثل ذلك في ذبيحة وقتيلة وضريبة ... كما يأت بمعنى (فاعلة) رحيمة بمعنى راحمة، وظعينة بمعنى ظاعنة، وقد أشار إلى إتيان خليفة على الوجهين القرطبي في تفسيره آية البقرة (إني جاعل في الأرض) [1/ 63]، ومثل كلمة خليفة لفظة (نصيرة) فقد ترد بمعنى فعيلة وقد تأت بمعنى فاعلة لأن كل واحد من المتناصرين ناصر ومنصور، وهناك ألفاظ اختلف أهل العلم عليها هل هي بمعنى مفعولة أو فاعلة كبهيمة.
فإذا قلت خليفة الله فعيلة بمعنى فاعلة، من خلف يخلف خلفاً فهو خالف، يكون المعنى خالف الله وهذا معنى ظاهره باطل مردود لايصح إلاّ بتأويل وقد قال به بعض أجلة أهل العلم في زماننا مأولاً له بقوله: "خالف لنا في تبليغ شرعنا، وليس المراد أنه يأتي بعده ولكن خليفة لله في تبليغ شرعه وحكمه للناس" [ابن عثيمين في تفسير قوله: (ياداود إنا جعلناك خليفة)].
وإذا قلت فعيلة هنا بمعنى مفعولة، من خلف يخلف خلفا فهو مخلوف ومستخلف، فالإخبار يصح إن كان خليفة المسلمين قائم بأمر من استخلفه، وإلاّ فلا لأن الفاسق ينبغي أن يعزل في حكم الشريعة إن أمكن ذلك بغير خروج عليه، وإذا كان عزله مطلوباً فترك وصفه بماينبغي عزله عنه مطلوب، وقد نص ابن خويز منداد من المالكية على أن الظالم لايصلح أن يكون خليفة ولاحاكما ولامفتيا استدلالاً بقول اله تعالى: (إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين) الآية وقد استدل بها غيره، وللمفسرين أقوال يمكن جمعها مع هذا القول فهي إلى اختلاف تنوع الأفراد أقرب. مع أن بعض المحققين من أهل العلم قال بجواز إطلاق اللفظ مالم يقصد معنى باطلاً ومن هؤلاء فضيلة العلامة محمد بن صالح العثيمين في المناهي اللفظية له حيث ورد هذا السؤال، فأجاب بقوله: إذا كان ذلك صدقاً بأن كان هذا الرجل خليفة يعني ذا سلطان تام على البلد، وهو ذو السلطة العليا على أهل هذا البلد، فإن هذا لا بأس به، ومعنى قولنا: "خليفة الله" أن الله استخلفه على العباد في تنفيذ شرعه لا لأن الله تعالى استخلفه على الأرض، والله سبحانه وتعالى مستخلفنا في الأرض جميعاً وناظر ما كنا نعمل، وليس يراد بهذه الكلمة أن الله تعالى يحتاج إلى أحد يخلفه في خلقه أو يعينه على تدبير شؤونهم ولكن الله جعله خليفة يخلف من سبقه، ويقوم بأعباء ماكلفه الله.
وعلى ما قرره فضيلته يكون من أطلق اللفظ على الفاسق مراعياً المشيئة الكونية لا الشرعية فقوله معتبر، وقد سمعت للشيخ –رحمه الله- كلاماً مفاده جواز إطلاقها إن أريد خليفة لله أي قائم بأمر الله في عباده.
وهذا ما قرره ابن القيم في مفتاح دار السعادة [1/ 152] فقد حكى قول الفريق المجيز وذكر أدلته وسرد النصوص التي تفيد استخلاف الله للإنسان في الأرض كقوله تعالى: (يادواد إنا جعلناك خليفة) (إني جاعل في الأرض خليفة)، (عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض) وغيرها من آثار تناقلتها رواة الأخبار، ثم ذكر اعتراض المانعين بأن الخليفة إنما يكون عمن يغيب ويخلفه غيره في الحكم والتدبير، ثم قال [1/ 152]: "وحقيقتها خليفة الله الذي جعله خلفاً عن غيره، وبهذا يخرج الجواب عن قول أمير المؤمنين: أولئك خلفاء الله في أرضه"، ولعلك ترى في هذا التخريج رداً على من منع بزعمه: "الخليفة إنما يكون عمن يغيب ويخلفه غيره" [السابق]، فقد بين ابن القيم على أن حصر المراد فيما ذكروا غير لازم، ثم خرج العبارة على مراد آخر لاحرج فيه عنده وهو خليفة بمعنى مستخلف؛ "جعله الله خلفاً لغيره".
وقد ذكر الفيومي وجهاً آخر في تخريجها فقال في المصباح المنير: " قال بعضهم ولا يقال خليفة الله بالإضافة إلا لآدم وداود لورود النص بذلك. وقيل يجوز وهو القياس لأن الله تعالى جعله خليفة كما جعله سلطانا وقد سمع سلطان الله وجنود الله وحزب الله وخيل الله والإضافة تكون بأدنى ملابسة. وعدم السماع لا يقتضي عدم الاطراد مع وجود القياس ولأنه نكرة تدخله اللام للتعريف فيدخله ما يعاقبها وهو الإضافة كسائر أسماء الأجناس" [ص178]. ولعل هذا وجهاً آخر في تخريج الجملة على معنى صحيح غير الأول الذي أشار إليه ابن القيم، وكأن الفيومي يرى الإضافة هنا إضافة تشريف أو إيجاد، وقد قرر أهل العلم أن الإضافة إلى الله تكون
¥(44/44)
على "ثلاث مراتب: إضافة إيجاد، وإضافة تشريف، وإضافة صفة" [فتح ابن حجر 13/ 444]، والإضافة في جند الله وحزب الله وخيل الله إضافة تشريف، وربما أراد إضافة إيجاد من نحو قولك: (هذا خلق الله)، أي أن الله قدره خليفة. وهو وجه سائغ وكأنه اعتبر اللفظ (خليفة) اسماً دالاً على من يلي أمر المسلمين ثم بين سبب الإضافة، وقد يرجع هذا إلى المعاني السابقة عند النظر إلى المعنى مجراً
ولعل لكون وصف خليفة المسلمين بهذا اللقب محل إلباس عند البعض كثر إيراد أهل العلم المحققين متقدميهم ومتأخريهم النهي عن هذا اللفظ في هذا الباب، أما إذا أطلق في حق جنس الإنسان فالأمر أوسع وقد أشار ابن خلدون في مقدمته إلى هذا فقال: "واختلف في تسميته خليفة الله. فأجازه بعضهم اقتباساً من الخلافة العامة التي للآدميين في قوله تعالى: (إني جاعل في الأرض خليفة) وقوله: (جعلكم خلائف الأرض) "، ثم ذكر منع الجمهور بالعلة التي ذكرها شيخ الإسلام في منهاج السنة حيث قال: "والمقصود هنا أن الله لايخلفه غيره فإن الخلافة إنما تكون عن غائب وهو سبحانه شهيد مدبر لخلقه لايحتاج في تدبيرهم إلى غيره". ولعلك تلحظ في نقل ابن خلدون تفريقه بين الاستخلاف العام لجنس الإنسان فقد جعل حجة من أجاز إطلاق خليفة الله على خليفة المسلمين القياس عليه فكأن المشهور جوازه، ثم حكى أن قول الجمهور المنع من إطلاق خليفة الله على خليفة المسلمين وفي هذا منع من إلحاق فرع بأصل، ولاشك أن إطلاق خليفة الله على خليفة المسلمين صورة خاصة من صور إطلاق هذه الألفاظ، فما حكي من إنكار الجمهور متوجه نحو الثاني الخاص لا الأول.
وحقيقة الأمر ليس في هذا ما يعارض ما نقله شيخ الإسلام في منهاج السنة فإنه كان يعني الرد على أهل وحدة الوجود ومن يزعم أن الإنسان خلف عن الله، أو أن أحداً من البشر وكيلاً عنه يدبر شأن الخلق، ولم يكن يقصد الرد على من يطلق لفظ خليفة الله بمعنى أن الله جعله خليفة يخلف عن سلف بل قرر هذا المعنى ولم ينف ورود اللفظ له فشيخ الإسلام إنما أنكر إطلاقاً مخصوصاً يبين ذلك معرض كلامه فقد قال -رحمه الله- قبل النقل الآنف عنه في تفسير الآيات (إني جاعل في الأرض خليفة) (يادود إنا جعلناك خليفة) ونحوهما "أي خليفة عمن قبلك من الخلق، ليس المراد أنه خليفة عن الله، وأنه من الله كإنسان العين من العين كما يقول ذلك بعض الملحدين القائلين بالحلول والاتحاد". بل لم يتعرض شيخ الإسلام في بادئ الأمر إلى الجملة محل الإشكال (خليفة الله) وحكم إطلاقها، وإنما منع من حمل معناها على معنى معين، واستدل لصوابه بتخَرَّج أو حمل ما روي عن أبي بكر رضي الله عنه في النهي عن مناداته بخليفة الله على ذلك الوجه الذي ذكره في الرد على أهل وحدة الوجود ومن شاكلهم، ولذلك إذا تتبعت كلام شيخ الإسلام في هذا المعنى لاتجده يذم اللفظ إلاّ عند حمله على هذا المعنى وفي مثل هذا السياق أو نحوه من رد على اتحادية أو حلولية أو أهل شرك، أما في غيره فلا حرج ولا إشكال في إطلاقه عنده وهذا ظاهر صنيعه كما وسوف تأت الإشارة إليه. [كلام شيخ الإسلام في منهاج السنة 1/ 510 – 7/ 352 - 353 وكذلك في الفتاوى الكبرى 2/ 553].
ورود اللفظة في الآثار أوالأخبار المرفوعة:
وذلك على ما أشير إليه من تفصيل مر، وقبل ذلك أشير إلى أن أهل العلم درجوا على استعمالها وعلى رأس هؤلاء من نُقل عنهم الكلام في النهي عنها، الأمر الذي يدلك أنهم أرادوا أمراً خاصاً كما مضت الإشارة.
فمن هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية فعلى الرغم من كلامه في المسألة في منهاج السنة وغيرها، قال عن عمر بن عبدالعزيز [الفتاوى 27/ 93]: "وقد كان رضي الله عنه وهو خليفة الله على الأرض قد وكل أعواناً يمنعون الداخل من تقبيل الأرض"، وهذا يدلك على صواب التوجيه وأن إنكاره الجملة كان في معرض يفهم منه حملها على محمل سيء نحا إليه اتحادية وأهل الشرك ونحوهم.
¥(44/45)
أما ابن القيم الذي نقل التفصيل البديع الذي أشار إليه البحث المحال عليه نقلاً عن العلامة بكر نقلاً عن مفتاح دار السعادة، فلم يحرمها بل نفى أن تحتمل معنى باطلاً فقط حصرها المانعون فيه، وحملها على محمل مقبول، ثم نقل في الزاد القول بالكراهة عند إطلاقها للسلطان، ومما يدلك على أنه أراد بذلك التفصيل المشار إليه، هو تخريجه لعبارة علي رضي الله عنه في أثر الكميل بن زياد: "أولئك خلفاء الله في أرضه" على ما سبقت الإشارة إليه في مفتاح دار السعادة. ويدل عليه أمر آخر وهو الفصل الذي عقده في بدائع الفوائد بعنوان: "الإنسان خليفة الله في الأرض".
أما غيرهم من أهل العلم فستعمالهم لها أكثر من أن يحصر، وبعد تتبع يسير أجريته عن طريق الموسوعات الإلكترونية والشبكة العنكبوتية وجدت أن بالإمكان تخصص كراس لنقل استعمالهم لها، ومن ضمن هؤلاء العلامة عبدالرحمن الدوسري –رحمه الله-[الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة ص20] وهو من مشايخ نجد الكبار المشهورين.
ولكن الأهم من ذلك هو استعمال السلف لها دون نكير، كما في أثر الكميل المشهور، فإن قيل إن الأثر فيه ضعف من حيث الصناعة، قيل وإن كان فيه ضعف فإنه من الشهرة بمكان حتى قال فيه ابن عبدالبر في الجامع: "وهو حديث مشهور عند أهل العلم يستغني بشهرته عن الإسناد لشهرته عندهم"، ومع شهرته لم يُنقل استنكار أحد من أهل العلم فيه قول علي –رضي الله عنه فيه- فيه: "أولئك خلفاء الله .. "، بل الذي نقل عنهم يدل على إقرارهم بحسن معناه، فقد قال الخطيب: "حديث حسن من أحسن الأحاديث معنى وأشرفها لفظاً" [الفقيه والمتفقه ص50]، ونقل كلامه ابن القيم في مفتاح دار السعادة مقراً [1/ 123].
وقد رُويت أيضاً عن سعيد بن جبير عندما سأله الحجاج ماتقول في أبي بكر فقال: "خليفة الله .. " [الحلية 4/ 295]، ودأب أهل السير على ذكر تلك الحادثة في سياق مناقبه رحمه الله.
وقد جاءت كذلك عن الحسن البصري رحمه الله في من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وقد رواه ابن جرير في تفسير الآية (ومن أحسن قولاً) ورجاله ثقات غير أنه من رواية معمر بن راشد عن الحسن، وإنما أدرك منه جنازته، وقال بعض الأئمة بينهما عمرو بن عبيد، وأشار الزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار (الكشاف) [1/ 213] إلى طريق أخرى رواها بقية بن الوليد عن حسان بن سليمان عن أبي نضرة عن الحسن، ولايصح لعنعنة بقية كدأبه عن من لايعرف، وقد روي مرفوعاً بأسانيد واهية لاتثبت بها حجة.
غير أنه في تفسير قول الله تعالى: (إني جاعل في الأرض خليفة)، "ذكر الطبري أن مقتضى ما نقله السدي عن مشايخه أنه خليفة الله في الأرض" [فتح الباري 6/ 364]، يعني آدم عليه السلام.
وقد جاءت هذا الكلمة عن أبي مسلم الخولاني في عبارته لقوم من قتلت عثمان وكانوا قد حجوا من المدينة فسألهم: هل مررتم بإخوانكم من أهل الحجر؟ فقالوا: نعم! قال: كيف رأيتم صنيع الله بهم؟ قالوا: صنع الله بهم ذلك بذنوبهم. قال: فإني أشهد أنكم عند الله مثلهم. فلما سأله معاوية علل بقوله: قتلوا ناقة الله، وقتلتم خليفة الله، وأشهد على ربي لخليفته أكرم عليه من ناقته! [ينظر تالي تلخيص المتشابه 2/ 383، وكذلك تاريخ مدينة دمشق 27/ 220 - 39/ 491].
وقد ثبت إطلاق هذا اللفظ عن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب –رضي الله عنه- فقد روى الشافعي بسند مستقيم قال حدثني يحيى بن سليم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب أنه قال: "وَلِيَنَا أبوبكر خير خليفة الله، وأرحمه وأحناه عليه" وقد رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه [المستدرك 3/ 84] ورواه غيره، وهو كما قال.
أما المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلعل أصحه ما جاء في حديث الرايات السود؛ حديث ثوبان في المهدي، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فإن فيها خليفة الله المهدي"، وقد رواه الحاكم وذكر أنه على شرط الشيخين، وقال البوصيري المحدث في المصباح [3/ 263]: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وكذا قال البزار، وقد حكم الألباني على اللفظة خاصة في الضعيفة بالنكارة وقال إن هذه الزيادة "خليفة الله" ليس لها إسناد ثابت والسبب عنده أن لفظ الحاكم تفرد به خالد الحزاء فهو معلل، وما جاء عند أحمد ضعيف لعنعنة أبي قلابة، وماذكره العلامة فيه نظر فإن رواية خالد تابعتها رواية أحمد فخالد الحزاء لم
¥(44/46)
يتفرد به، ورواية أحمد لاتقدح فيها عنعنة مثل أبي قلابة حتى على منهج المتأخرين فأبوقلابة ذكره الحافظ ابن حجر في الطبقة الأولى من المدلّسين وهؤلاء لايضر تدليسهم. انظر طبقات المدلسين [1/ 21]، ثم إن لم يصح الحديث مرفوعاً فهو موقوف عن ثوبان كما جاء في بعض طرقه الجيدة وقد قال ابن كثير في البداية والنهاية أن وقفه عليه أشبه. فإن كان كذلك فمثله لايقال بالرأي، وعلى كل الكلام فيه يطول، غير أنه أحسن الأحاديث في المهدي كما أشار صاحب البدء والتاريخ.
إشكال آخر يشير إليه من يمنع:
وهو ما رواه الإمام أحمد وعبدالرزاق وغيرهما من حديث وكيع عن نافع عن ابن أبي مليكة قال: قال رجل لأبي بكر: يا خليفة الله، قال: لست بخليفة الله، ولكن خليفة رسول الله، أنا راض بذلك.
ومع أن الأثر لايفهم منه مطلق النهي، وعلى الرغم من إمكان حمله على التواضع والفرار من تزكية النفس كما أشير إليه، على الرغم من ذلك فلسنا بحاجة إلى القول به فالأثر ضعيف لاتقوم به حجة، فعلى الرغم من أن إسناده كالشمس وعلى الرغم من أن ابن أبي مليكة أدرك ما يربوا على ثلاثين صحابياً –أوصلهم ابن حبان إلى ثمانين- غير أنه لم يدرك أبا بكر رضي الله عنه، وإلى هذه العلة أشار الهيثمي في المجمع [5/ 198] فقال: رجاله رجال الصحيح إلاّ أن ابن أبي مليكة لم يدرك الصديق.
بل نص الحفاظ بأن روايته عن عمر وعثمان رضي الله عنهما مرسلة [انظر جامع التحصيل 1/ 214].
وعلى هذا فالأثر محل الإشكال ضعيف، ومثله ما روى الخلال في السنة من أن رجلاً قال لعمر ياخليفة الله! فقال: خالف الله بك! فهو مليء بالعلل فمنها أنه من مفردات جابر وهو ابن يزيد الجعفي ضعيف عند الجمهور بل متهم بالكذب [ينظر الكامل لابن عدي 2/ 115والتاريخ الكبير للبخاري 2/ 210]، وقد عنعن وقد نص الحفاظ على شدة تدليسه وترك ما عنعن فيه من حديثه، ثم هو عن يزيد بن مرة وهو الجعفي [الجرح والتعديل 9/ 287] وقيل الحنفي [التاريخ الكبير 8/ 359]، وقد قال البخاري لايصح حديثه، وقال الحافظ في تعجيل المنفعة فيه نظر [1/ 451]، كما أنه رواه عن مجهول لم يسمه، فالأثر ضعيف لايثبت، وله طريق آخر ساقط ذكرها الطبري في تاريخه [2/ 569] وهي من طريق أبي حمزة وهو السكري عن جابر وهو الجعفي، أرسله إلى عمر! فالأثر لايثبت بحال، بل روي أن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال لها له في رؤيا رآها فلم ينكرها [تاريخ مدينة دمشق 47/ 39 من طريق عاصم بن علي عن المسعودي وهو كما قال الإمام أحمد يحتمل، والذهبي في تاريخ الإسلام أشار إليه من نفس الطريق، ورواه ابن أبي شبة في تاريخ المدينة من طريق أبي داود عن المسعودي، ثم ساق متابعةً للمسعودي من طريق عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير، ثم ذكر لها شاهداً عن أبي بكر رضي الله عنه يحدث عن عوف، فلعل الأثر إلى الحسن أقرب وبكل حال هو أقوى من الذي روي في خلافه].
حارث همام
تنبيه:
1 - حاولت إعادة صياغة لبعض العبارات فالأصل وجه لأحد الإخوة رداً على تعقيب له، فأرجو المعذرة إن حصل خلل جراء ذلك.
2 - للبحث تتمة حول المنهج المتوجه تجاه الألفاظ المجملة والعبارات المحتملة لعله يعلق قريباً.
وجزاكم الله خيراً.
حارث همام
عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو
إرسال رسالة خاصة إلى حارث همام
إرسال بريد إلكتروني إلى حارث همام
قم بزيارة الصفحة الشخصية لـ حارث همام!
إيجاد جميع المشاركات للعضو حارث همام
إضافة حارث همام إلى قائمة الأصدقاء لديك
#3 28 - 08 - 2004, 02:42 PM
أبو عمر المدني
عضو جديد تاريخ التّسجيل: Aug 2004
المشاركات: 51
--------------------------------------------------------------------------------
بارك الله فيك ..
قرأت كلمة لأحد الكتاب واستنكرتها ألا وهي (ظل الله في الأرض) يعني السلطان عبدالحميد
فما هو الموقف من هذه الكلمة؟
أبو عمر المدني
عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو
إرسال رسالة خاصة إلى أبو عمر المدني
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو عمر المدني
إضافة أبو عمر المدني إلى قائمة الأصدقاء لديك
#4 28 - 08 - 2004, 06:35 PM
حارث همام
عضو مخضرم تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 1,068
--------------------------------------------------------------------------------
الأخ الفاضل ..
¥(44/47)
هذه العباراة التي أشرتم إليها التماس أهل العلم لها أوجهاً سائغة في التأويل أعظم -فيما يظهر- من الأولى، قال شيخ الإسلام في الكبرى: "وأما الحديث النبوي: (السلطان ظل الله في الأرض، يأوي إليه كل ضعيف وملهوف)، وهذا صحيح، فإن الظل مفتقر إلي آوٍ، وهو رفيق له / مطابق له نوعًا من المطابقة، والآوي إلي الظل المكتنف بالمظل، صاحب الظل، فالسلطان عبد الله، مخلوق مفتقر إليه، لا يستغني عنه طرفة عين، وفيه من القدرة والسلطان والحفظ والنصرة وغير ذلك من معاني السؤدد والصمدية التي بها قوام الخلق، ما يشبه أن يكون ظل الله في الأرض، وهو أقوي الأسباب التي بها يصلح أمور خلقه وعباده، فإذا صلح ذو السلطان صلحت أمور الناس، وإذا فسد فسدت بحسب فساده؛ ولا تفسد من كل وجه، بل لابد من مصالح، إذ هو ظل الله، لكن الظل تارة يكون كاملاً مانعًا من جميع الأذي وتارة لا يمنع إلي بعض الأذي، وأما إذا عدم الظل فسد الأمر، كعدم سر الربوبية التي بها قيام الأمة الإنسانية. والله تعالي أعلم".
وذكر أهل العلم له بهذا المعنى أو بمعنى الأمان كثير.
تنبيه الحديث المذكور: ونحوه مما وردت فيه الجملة مابين موضوع وضعيف وإن ساغ تأويل الكلمة عند أهل العلم.
حارث همام
عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو
إرسال رسالة خاصة إلى حارث همام
إرسال بريد إلكتروني إلى حارث همام
قم بزيارة الصفحة الشخصية لـ حارث همام!
إيجاد جميع المشاركات للعضو حارث همام
إضافة حارث همام إلى قائمة الأصدقاء لديك
#5 28 - 08 - 2004, 06:47 PM
حارث همام
عضو مخضرم تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 1,068
تابع للأول!
--------------------------------------------------------------------------------
المنهج في العبارات المحتملة:
أولاً القائل:
يبنغي أن يتجنبها ما استطاع وبحمد الله اللغة العربية واسعة، وقد علم من مدارك شرع ترك العبارات الموهمة والألفاظ المحتملة.
ثانياً من سمعها:
ينبغي أن يراعي أن الكلام المجمل أو المحتمل بل الظاهر ينظر إلى مراد قائله (1)
وهنا عدة وقفات:
الوقفة الأولى: إذا عرف مراد المتكلم بدليل من الأدلة وجب اتباعه:
قال شيخ الإسلام: "وما تنازع فيه المتأخرون نفياً أو إثباتاً فليس على أحد بل ولا له أن يوافق أحداً على إثبات لفظ أو نفيه حتى يعلم مراده فإن أراد حقاً قبل وإن أراد باطلاً رد، وإن اشتمل كلامه على حق وباطل لم يقبل مطلقاً ولم يرد جميع معناه، بل يوقف اللفظ ويفسر المعنى، كما تنازع الناس في الجهة والتحيز وغير ذلك .. " (2).
قال ابن القيم: "فمن عرف مراد المتكلم بدليل من الأدلة وجب اتباع مراده، والألفاظ لم تقصد لذواتها، وإنما هي أدلة يستدل بها على مراد المتكلم فإذا ظهر مراده، ووضح بأي طريق كان عمل بمقتضاه سواء كان بالإشارة أو الكتابة أو بإيماءة أو دلالة عقلية أو قرينة حالية ... " (3).
وقال: "والألفاظ ليست تعبدية والعارف يقول ماذا أراد واللفظي يقول ماذا قال، كما كان الذين لا يفقهون إذا خرجوا من عند النبي صلى الله عليه وسلم يقولون: (ماذا قال آنفاً)، وقد أنكر الله سبحانه عليهم وعلى أمثالهم بقوله: (فمال هؤلاء القوم لايكادون يفقهون حديثاً). فذم من لم يفقه كلامه والفقه أخص من الفهم وهو فهم مراد المتكلم" (4).
الوقفة الثانية: الكلام المجمل أو المحتمل، للتأويل فيه مجال واسع، ومثله الظاهر الذي يحتمل غيره ولا سيما إن صدر عن بشر يعتريه من النقص والسهو ما يعتريه:
قال ابن القيم في الصواعق: "لمّا كان وضع الكلام للدلالة على مراد المتكلم، وكان مراده لا يعلم إلاّ بكلامه، انقسم كلامه ثلاثة أقسام: أحدهما ما هو نص في كلامه لا يحتمل غيره، الثاني ماهو ظاهر في مراده وإن احتمل أن يريد غيره، الثالث: ماليس بنص ولا ظاهر في المراد بل هو مجمل ... [إلى أن قال] فهذا أيضاً لا يجوز تأويله إلاّ بالخطاب الذي بينه وقد يكون بيانه معه وقد يكون منفصلاً عنه، والمقصود أن الكلام الذي هو عرضة التأويل، قد يكون له عدة معان، وليس معه ما يبين مراد المتكلم، فهذا للتأويل فيه مجال واسع" (5) أما أن يسمى هذا المراد –في مثل هذه الحال- خلاف الظاهر فمحل خلاف ولكن لا أثر له، قال شيخ الإسلام: "إذا لم يقترن باللفظ شيء قط من القرائن المتصلة تبين مراد المتكلم بل علم مراده بدليل آخر لفظي
¥(44/48)
منفصل فهنا أريد به خلاف الظاهر، ففي تسمية المراد خلاف الظاهر كالعام المخصوص بدليل منفصل. وإن كان الصارف عقلياً ظاهراً ففي تسمية المراد خلاف الظاهر خلاف مشهور في أصول الفقه، وبالجملة فإذا عرف المقصود فقولنا هذا هو الظاهر أو ليس هو الظاهر خلاف لفظي" (6).
قال ابن القيم فيما هو ظاهر في مراد المتكلم ولكنه يقبل التأويل، وظاهر كلامه في من لم يوجد له بيان متصل أو منفصل يوضح مراده: "فهذا ينظر في وروده فإن أطرد استعماله على وجه واحد استحال تأويله بما يخالف ظاهره -لأن التأويل إنما يكون لموضع جاء نادرا خارجا عن نظائره منفردا عنها- فيؤول حتى يرد إلى نظائره وتأويل هذا غير ممتنع لأنه إذا عرف من عادة المتكلم باطراد كلامه في توارد استعماله معنى ألفه المخاطب، فإذا جاء موضع يخالفه رده السامع بما عهد من عرف المخاطب إلى عادته المطردة هذا هو المعقول في الأذهان والفطر وعند كافة العقلاء وقد صرح أئمة العربية بأن الشيء إنما يجوز حذفه إذا كان الموضع الذي ادعى فيه حذفه قد استعمل فيه ثبوته أكثر من حذفه فلا بد أن يكون موضع ادعاء الحذف عندهم صالحا للثبوت ويكون الثبوت مع ذلك أكثر من الحذف حتى إذا جاء ذلك محذوفاً في موضع علم بكثرة ذكره في نظائره أنه قد أزيل من هذا الموضع فحمل عليه" (7).
الوقفة الثالثة: مما يضفي على الكلام صفة الظهور ويبين المراد غير البيان المنفصل أو المتصل، حال المتكلم والمخاطب والمتكلم فيه، وسياق الكلام:
سبقت الإشارة إلى أن مما يبين المجمل البيان المتصل أو المنفصل، وربما عرف المراد باستقراء استعمال الشخص للألفاظ وإن لم يوجد له بيان متصل أو منفصل (8)، وكذلك هناك بعض القرآئن التي تضفي على الكلام صفة الظهور وإن لم تكن الألفاظ المجردة مساعدة على الظهور، فقد تعطي اللفظ صفة الظهور أمور خارجة عنه منها حال المتكلم والمخاطب والمتكلم فيه، فإذا رأيت إنساناً يقرر أركان الإيمان، ثم ذكر في معرض رد خاص على كافر أو مبتدع كلاماً مجملاً يحتمل نقضاً لأحد تلك الأركان، لم يكن لنا أن نحمل هذا الإجمال على المعنى الفاسد. بل يتوجب حمله على مراد قائله الذي عرف من حاله، أما إذا كان الكلام مجملاً ولم يعرف حال قائله ولا مراده، فالواجب الاستفصال والسؤال عن المراد، كما قرر ذلك أهل العلم في الألفاظ التي تصدر من أهل البدع من نحو: الجسم، والتحيز، والجهة وغيرها، فليس لنا نفي معناها أو إثباته، قبل معرفة المراد منه.
يقول شيخ الإسلام: "واعلم أن من لم يحكم دلالات اللفظ ويعلم أن ظهور المعنى من اللفظ تارة يكون بالوضع اللغوي أو العرفي أو الشرعي ... وتارة بما اقترن باللفظ من القرائن اللفظية ... وتارة بما يدل عليه حال المتكلِم والمخاطَب والمتَكلَم فيه وسياق الكلام الذي يعين أحد محتملات اللفظ ... إلى غير ذلك من الأسباب التي تعطي اللفظ صفة الظهور، وإلاّ فقد يتخبط في هذه المواضع" (9). ثم قال: "إذا لم يقترن باللفظ شيء قط من القرائن المتصلة تبين مراد المتكلم بل علم مراده بدليل آخر لفظي منفصل فهنا أريد به خلاف الظاهر، ففي تسمية المراد خلاف الظاهر كالعام المخصوص بدليل منفصل. وإن كان الصارف عقلياً ظاهراً ففي تسمية المراد خلاف الظاهر خلاف مشهور في أصول الفقه، وبالجملة فإذا عرف المقصود فقولنا هذا هو الظاهر أو ليس هو الظاهر خلاف لفظي".
ومما يبين مراد المتكلم كذلك، السياق الذي يذكر فيه الكلام، قال ابن القيم: "فائدة إرشادات السياق: السياق يرشد إلى تبيين المجمل، وتعيين المحتمل، والقطع بعدم احتمال غير المراد، وتخصيص العام، وتقييد المطلق، وتنوع الدلالة، وهذا من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم، فمن أهمله في نظره غلط في مناظرته، فانظر إلى قوله تعالى: (ذق إنك أنت العزيز الكريم) كيف تجد سياقه يدل على أنه الذليل الحقير" (10).
ومما يعين كذلك على معرفة مراد المتكلم معرفة حدوده:
قال شيخ الإسلام: "ومن هذا تفسير الكلام وشرحه إذا أريد به تبين مراد المتكلم فهذا يبنى على معرفة حدود كلامه، وإذا أريد به تبيين صحته وتقريره فإنه يحتاج إلى معرفة دليل صحة الكلام، فالأول فيه بيان تصوير كلامه، والثاني فيه بيان تصديق كلامه" (11).
¥(44/49)
إن المتأمل لمنهج أهل العلم، يجد التطبيق العملي لهذا التقعيد، انظر لحال ابن القيم مع بعضهم في منهاج السالكين، كان يلتمس لهم العذر في عبارات مشكلة بحق، والسبب أنه عرف منهجه وأن ظاهر تلك العبارات غير مراد له، أو أن العبارة مجملة مراده منها معروف. ومثله شيخ الإسلام مع بعضهم ممن له عبارات خطيرة، وقال عن الرازي الذي ألف مجلدات في الرد على أفكاره وما ينبني على بعضها من مبانٍ شديدة البطلان: "ومن الناس من يسيء به الظن وأنه يعتمد الكلام الباطل وليس كذلك بل تكلم بحسب مبلغه من العلم والنظر والبحث فى كل مقام بما يظهر له وهو متناقض فى عامة ما يقوله" (12)، قال السبكي: إذا كان الرجل ثقة مشهوداً له بالإيمان والاستقامة، فلا ينبغي أن يحمل كلامه وألفاظ كتابته على غير ما تُعود منه ومن أمثاله، بل ينبغي التأويل الصالح، وحسن الظن به وبأمثاله (13).
وفي الختام أذكر بأن هذا يقال لمن أراد الحكم على كلام مجمل أو محتمل، أما صاحب الكلم المجمل فيقال له "لقد علم من مدارك الشرع ترك العبارات المجملة، والكلمات الموهمة والله أعلم" (14).
================================================== ==
(1) هذا المبحث نحتاجه حتى عند الحكم على أقوال من لم يعرف بخير أو دين، فقبل الحكم عليه بتبديع أو تكفير لابد من النظر في سائر كلامه لمعرفة ما إذا كان لمجمله مبيناً أو لا.
وقد زعم بعضهم أن الإجمال والتبيين والعموم والتخصيص يجرى في كلام صاحب الشريعة فحسب، وهذا خطأ بين فإن الإجمال والتبيين والإطلاق والتقييد والعموم والتخصيص، من عوارض الألفاظ -والمعاني على الصحيح- فهي تجرى في كلام العرب وألفاظها. بخلاف النسخ فلا يقال به في كلام غير صاحب الشريعة، وإنما يقال تراجع، القول الجديد، قول ثاني، ونحو ذلك.
(2) التدمرية ص42، أقول ومثلها العبارات التي لم ترد في الكتاب أو السنة ودأب بعضهم على استخدامها وهي مجملة كالتعايش، والحوار، والصدام ... إلخ. فيستفصل عن مراد قائلها إن لم يكن معلوماً بقرائن أخرى، ولا ترد مطلقاً بعلة أن بعضهم استخدمها لمعان تخالف الشرع.
(3) إعلام الموقعين 1/ 218.
(4) إعلام الموقعين 1/ 219.
(5) 1/ 382، المراد باختصار.
(6) الفتاوى الكبرى 5/ 155.
(7) الصواعق 1/ 384 - 385.
(8) سبقت الإشارة إلى قول ابن القيم في الصواعق 1/ 384 - 385.
(9) الفتاوى الكبرى 5/ 155.
(10) بدائع الفوائد 4/ 815.
(11) الرد على المنطقيين ص40.
(12) الفتاوى 5/ 561 - 562.
(13) قاعدة في الجرح والتعديل ص93.
(14) معجم المناهي اللفظية ص489.
حارث همام
عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو
إرسال رسالة خاصة إلى حارث همام
إرسال بريد إلكتروني إلى حارث همام
قم بزيارة الصفحة الشخصية لـ حارث همام!
إيجاد جميع المشاركات للعضو حارث همام
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=107108#post107108(44/50)
زيادة والأبصار في قوله (يامقلب القلوب).
ـ[السدوسي]ــــــــ[15 - 06 - 05, 12:22 م]ـ
كثيرا مانسمع يامقلب القلوب والأبصار، وقد قمت بالبحث عن سبب إيرادها زيادة على الوارد، فوجدت النووي رحمه الله قد أوردها في كتابه الأذكار وعزاها لابن السني، وعند الرجوع لابن السني، وجدت الحديث فيما يقال بعد المغرب دون الزيادة وفي اسناده عطاء بن عجلان متروك، بل أطلق عليه ابن معين والفلاس الكذب.
وعند الرجوع لبعض الطبعات المختلفة من كتاب الأذكار وجدت الاختلاف بينهن ففي بعضهن ذكر للزيادة وفي البعض الآخر لم تذكر والذي يظهر لي أنها مقحمة من النساخ لأمرين:
1 - وقفت على طبعة للأذكار لدار المنهاج ط1 1425 كتب على غلافها ((الطبعة الوحيدة التي اعتمدت على مخطوطتين قوبلتا على نسخة ابن العطار تلميذ النووي عليها خط المؤلف ومقروءة عليه)).
2 - في النسخة التي حققها وخرج أحاديثها المحدث عبدالقادر الأرنؤوط وطبعتها دار الهدى ط8 1422 والشيخ رحمه الله حريص على الضبط عند التحقيق.
3 - غير موجودة في طبعة دار ابن حزم 1423 وقد علم منهم الدقة في التحقيق.
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 06 - 05, 03:15 م]ـ
هل ثبت لفظ (والأبصار) في دعاء اللهم يامقلب القلوب؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23296&highlight=%ED%C7%E3%DE%E1%C8+%C7%E1%DE%E1%E6%C8
ـ[السدوسي]ــــــــ[15 - 06 - 05, 06:22 م]ـ
جزاك الله خيرا ولعلي قدمت شيئا يذكر.(44/51)
ما صحة هذا الأثر ومن رواه؟ حدثنا الذي كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[16 - 06 - 05, 08:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذي كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات، لم يجاوزوها، حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا.
ـ[ماجد الودعاني]ــــــــ[16 - 06 - 05, 08:43 م]ـ
رواه البخاري
ـ[فهَّاد]ــــــــ[16 - 06 - 05, 09:51 م]ـ
السلام عليكم ,,
بسم الله الرحمن الرحيم.
أخرج الخبر ابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير وابن المنذر والمرهبي في فضل العلم.
ولم أرى البخاري أخرجه.
وهذا نص الخبر في مسند أحمد.
مسند الإمام أحمد بن حنبل ج5/ص410
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن فضيل عن عطاء عن أبي عبد الرحمن قال حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إنهم كانوا يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل قالوا فعلمنا العلم والعمل
أقول: الخبر ضعيف لا يحتج به ففيه مجاهيل.
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[17 - 06 - 05, 03:37 ص]ـ
السلام عليكم ,,
بسم الله الرحمن الرحيم.
أخرج الخبر ابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير وابن المنذر والمرهبي في فضل العلم.
ولم أرى البخاري أخرجه.
وهذا نص الخبر في مسند أحمد.
مسند الإمام أحمد بن حنبل ج5/ص410
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن فضيل عن عطاء عن أبي عبد الرحمن قال حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إنهم كانوا يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل قالوا فعلمنا العلم والعمل
أقول: الخبر ضعيف لا يحتج به ففيه مجاهيل.
وعليكم السلام ورحمة الله بارك الله فيك اخي فهاد
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 06 - 05, 04:17 م]ـ
أقول: الخبر ضعيف لا يحتج به ففيه مجاهيل.
إسناد الحديث أخي الكريم ليس فيه مجاهيل بل هم من الرواة المشاهير
ومداره على عطاء بن السائب عن أبي عبدالرحمن السلمي.
وعطاء بن السائب كان قد اختلط، لكن من جملة من رواه عنه حماد بن زيد وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط، وروايته عند ابن سعد في الطبقات (6/ 172)
فإسناد الحديث لابأس به وليس فيه أي مجاهيل
وقد جاء كذلك موقوفا على ابن مسعود رضي الله عنه بإسناد صحيح.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 06 - 05, 11:47 م]ـ
أحسب أن الأخ قصد
بقوله
(أقول: الخبر ضعيف لا يحتج به ففيه مجاهيل.)
(حدثنا من كان يقرئنا)
ولو أن الأخ - وفقه الله - تأمل العبارة التالية
(حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -)
فقول القائل من كان يقرئنا يقصد (من الصحابة رضوان الله عليهم
والصحابة عدول هذا اذا لم يعرفوا
كيف والذين أخذ عنهم أبو عبد الرحمن السلمي هم من أعلام الصحابة وكبارهم
ونعرف أعيانهم
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[18 - 06 - 05, 09:33 ص]ـ
وعطاء بن السائب كان قد اختلط، لكن من جملة من رواه عنه حماد بن زيد وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط، وروايته عند ابن سعد في الطبقات (6/ 172)
.
بارك الله في الشيخ الفقيه , لكن ياشيخ ما معنى كان قد اختلط؟
ـ[عبدالعزيز الضاحي]ــــــــ[25 - 06 - 05, 03:24 م]ـ
طالع كتاب (الكواكب النيرات) لابن الكيال
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 06 - 05, 06:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وحول معنى الاختلاط
قد يحصل لبعض الرواة الثقات طارىء من كبر سن أو مرض أو نحو ذلك فيتغير حديثه ويحصل فيه خطأ ووهم، فيسمى هذا مختلط، فيكون حديثه الذي حدث به قبل اختلاطه مقبول، وأما ما رواه بعد الاختلاط فيتوقف فيه، وفيه تفصيل كذلك في كون هذا الاختلاط كان فاحشا أو غير فاحش، وسيأتي النقل فيما بعد بإذن الله حول التفصيل في هذه المسالة.
وقال السيوطي في تدريب الرواي
النوع الثاني والستون) معرفة (من خلط من الثقات هو فن مهم لا يعرف فيه تصنيف مفرد وهو حقيق به)
¥(44/52)
فمنهم من خلط لخرفه أو لذهاب بصره أو لغيره فيقبل ما روى عنهم قبل الاختلاط ولا يقبل ما بعد أوشك فيه فمنهم عطاء بن السائب فاحتجوا برواية الأكابر كالثوري وشعبة إلا حديثين سمعهما شعبة بأخرة
قال العراقي وبسبب ذلك أفرده بالتصنيف من المتأخرين الحافظ صلاح الدين العلائي
قلت قد ألف فيه الحازمي تأليفا لطيفا رأيته
(فمنهم من خلط لخرفه أو لذهاب بصره أو لغيره) كتلف كتبه والاعتماد على حفظه (فيقبل ما روى عنهم) مما حدثوا به (قبل الاختلاط ولا يقبل ما) حدثوا به (بعده أو شك فيه)
ويعرف ذلك باعتبار الرواة عنهم (فمنهم عطاء بن السائب) أبو السائب الثقفي الكوفي اختلط في آخر عمره (فاحتجوا برواية الأكابر عنه كالثوري وشعبة) بل قال يحيى بن معين جميع من روى عن عطاء سمع منه في الاختلاط غيرهما لكن زاد يحيى بن سعيد القطان والنسائي وأبو داود والطحاوي حماد ابن زيد ونقل ابن المواق الاتفاق على أنه سمع منه قديما قال العراقي واستثنى الجمهور أيضا كابن معين وأبي داود والطحاوي وحمزة الكتاني وابن عدي رواية حماد بن سلمة عنه وقال العقيلي إنما سمع منه في الاختلاط وكذا سائر أهل البصرة لأنه إنما قدم عليهم في آخر عمره وتعقب ذلك ابن المواق بأنه قدمها مرتين فمن سمع منه في القدمة الأولى صح حديثه واستثنى أبو داود أيضا هشاما الدستوائي قال العراقي وينبغي استثناء ابن عيينة أيضا فقد روى الحميدي عنه قال سمعت عطاء قديما ثم قدم علينا قدمة فسمعته يحدث ببعض ما كنت سمعت فخلط فيه فاتقيته واعتزلته قال يحيى بن سعيد القطان (إلا حديثين سمعهما) منه (شعبة بأخرة) عن زاذان فلا يحتج بهما وممن سمع منه ....
وجاء في كتاب (الخبر الثابت)
ومن الرواة من تقبل روايته في بعض الأحوال دون بعض.
ومنهم المختلط: وهو من ساء حفظه (3)، والأصل في الثقات عدم الاختلاط ما لم يفحش، ويعرف الاختلاط الفاحش من اليسير بأمور:
الأول: أن يعرف بنص الأئمة، قال الحسن: قلت لعلي بن المديني: حصين؟ قال: حصين حديثه واحد وهو صحيح، قلت: فاختلط؟ قال: لا، ساء حفظه، وهو على ذلك ثقة (4).
وقال الذهبي: هشام بن عروة حجة إمام، لكن في الكبر تناقص حفظه ولم يختلط أبداً، تغير قليلاً ولم يبق حفظه كهو في حال الشبيبة، فنسي بعض محفوظه أو وهم (5). انتهى مختصراً.
والثاني: بأن تروى عنه أخبار تدل على اختلاط عقله تماماً، كقول أبي عمر الحوضي: دخلنا على سعيد بن أبي عروبةأريد أن أسمع منه وقد اختلط، فسمعته يقول: الأزد أزد عريضة، ذبحوا شاة مريضة، أطعموني فأبيت، ضربوني فبكيت، فعلمت أنه مختلط، فلم أسمع منه (6).
ومثله ورد عن خلف بن خليفة الواسطي (7)، وعارم السدوسي (8)، وليث ابن أبي سليم (9) وعطاء بن السائب (9)، وصالح مولى التوأمة (10).
والثالث: بأن توجد له أحاديث منكرة، فإن لم توجد دل ذلك على أن اختلاطه ليس بضار في حديثه.
قال ابن عدي في أبان صمعة: إنما عيب عليه اختلاطه لما كبر، ولم ينسب إلى الضعف؛ لأن مقدار ما يرويه مستقيم (1).
والرابع: يعمل الحفاظ تجاه من وصف بالاختلاط، كإخراج البخاري حديث أبي إسحاق السبيعي كثيراً في صحيحه عمن روى عنه بعد اختلاطه ومنهم ابنه إسرائيل، فعلم من هذا أن اختلاطه يسير وليس بضار (2).
قال أبو حاتم بن حبان: وأما المختلطون في أواخر أعمارهم مثل الجريري وسعيد بن أبي عروبة وأشباههم، فإنا نروي عنهم في كتابنا هذا ونحتج بما رووا، إلا أنا لا نعتمد من حديثهم إلا ما روي عنهم الثقات من القدماء الذين نعلم أنهم سمعوا منهم قبل اختلاطهم، وما وافقوا الثقات في الروايات التي لا نشك في صحتها وثبوتها من جهة أخرى؛ لأن حكمهم وإن اختلطوا في أواخر أعمارهم، وحمل عنهم في اختلاطهم بعد تقدم عدالتهم، حكم الثقة إذا أخطأ أن الواجب ترك خطئه إذا علم، والاحتجاج بما نعلم أنه لم يخطئ فيه، وكذلك حكم هؤلاء الاحتجاج بهم فيما وافقوا الثقات وما انفردوا مما روى عنهم القدماء من الثقات الذين كان سماعهم منهو قبل الاختلاط سواء (3).
قلت: فإذا كان اختلاطه ضاراً، والراوي عنه سمع منه بعد الاختلاط فإنه لا يحتج به.
قال ابن عمار الموصلي: سمع وكيع والمعافى بن عمران من سعيد بعد الاختلاط، قال: وليس روايتهما عنه بشئ (4).
¥(44/53)
وقال الخطيب البغدادي: وكان عطاء بن السائب قد اختلط في آخر عمره، فاحتج أهل العلم برواية الأكابر عنه مثل سفيان الثوري وشعبة، لأن سماعهم منه كان في الصحة وتركوا الاحتجاج برواية من سمع منه أخيراً (5).
وإذا لن يتميز حديثه، أو كان الراوي عنه سمع منه قبل الاختلاط وبعده، يتوقف فيه ولا يحتج به.
قال يحيى بن معين: وقد سمع أبو عوانة من عطاء في الصحة والاختلاط جميعاً، ولا يحتج بحديثه (1).
فأما من لم يحدث بعد اختلاطه فهو كغير المختلط، واختلاطه ليس بضار. ومنهم جرير بن حازم البصري، قال ابن مهدي: واختلط، وكان له أولاد أصحاب حديث، فلما أحسوا ذلك منه حجبوه، فلم يسمع منه أحد في حال اختلاطه شيئاً (2).
ومثل جير حجاج الأعور (3)، وعبد الوهاب الثقفي (4).
وقال الذهبي: كل تغير يوجد في مرض الموت فليس بقادح في الثقة، فإن غالب الناس يعتريهم في المرض الحاد نحو ذلك، ويتم لهم وقت السياق وقبله أشد من ذلك، وإنما المحذور أن يقع الاختلاط بالثقة، فيحدث في حال اختلاطه بما يضطرب في إسناده أو متنه فيخالف فيه (5). انتهى.
وقد تقبل أخبار المختلطين إذا كان الراوي عنهم من كبار الحفاظ.
وقال وكيع: كنا ندخل على سعيد بن أبي عروبة فنسمع، فما كان من صحيح حديثه أخذناه، وما لم يكن صحيحاً طرحناه (6).
قال ابن معين: قلت لوكيع بن الجراح: تحدث عن سعيد بن أبي عروبة وإنما سمعت منه في الاختلاط؟ قال: رأيتني حدثت عنه إلا بحديث مستو؟! (7).
قال ابن حجر رحمه الله تعالى في ترجمة عبد الله بن صالح الجهني: ظاهر كلام هؤلاء الأئمة أن حديثه في الأول كان مستقيماً، ثم طرأ عليه فيه تخليط، فمقتضى ذلك أن ما يجئ من روايته عند أهل الحذق كيحيى بن معين والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم فهو من صحيح حديثه، وما يجئ من رواية الشيوخ عنه فيتوقف فيه (8).
الحواشي:
شرح علل الترمذي (308). (3)
شرح علل الترمذي (313). (4)
ميزان الاعتدال (4/ 301). (5)
كتاب المجروحين (1/ 68)، والكفاية في علم الرواية (136). (6)
ميزان الاعتدال (1/ 659). (7)
الكفاية (136). (8)
كتاب المجروحين (1/ 68). (9)
تهذيب الكمال (20/ 90)، والمراسيل لابن أبي حاتم (130). (9)
تهذيب الكمال (13/ 100). (10)
الكامل (1/ 392). (1)
انظر: التقييد والإيضاح (426). (2)
الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (1/ 161). (3)
شرح علل الترمذي (317). (4)
الكفاية (137). (5)
الجرح والتعديل (6/ 334). (1)
تهذيب الكمال (4/ 528). (2)
ميزان الاعتدال (1/ 464). (3)
شرح علل الترمذي (318). (4)
سير أعلام النبلاء (10/ 254). (5)
تهذيب الكمال (11/ 10). (6)
الكفاية في علم الرواية (136). (7)
هدي الساري (434)
http://www.ahlalhdeeth.com/library/hadeeth/index.html(44/54)
هام جداً معى ما يزيد عن عشرين سؤال أطلب من مشايخى وأساتذتى فى هذ
ـ[ابو حذيفه العامرى]ــــــــ[17 - 06 - 05, 01:04 ص]ـ
] بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعد:-[/أولاً: إنى أحبكم فى الله تعالى وأسأله تعالى أن يجمعنا بهذا الحب فى جنته - امين -
ثانياً: معى ما يزيد عن عشرين سؤال أطلب من مشايخى وأساتذتى فى هذا المنتدى الإجابة عليها لأننى فى أمس الحاجه إلى هذه الإجابات مع مراعاة الآتى - جزاكم الله خيراً-:- تخريج الأحاديث وأرقامها فى كتب السنه.
2 - عزو كل نقل وكلام إلى مصدره ورقم الصفحه والطبعه ودار الطبع
3 - إن كان هناك خلاف نرجو ذكره ونوعه وادله الفريقين والراجح
4 - إن كان هناك بحث عن إحدى هذه الأسئلة إرساله على الإميل
5 - إرسال هذه الإجابات والأبحاث على
Email: Dr_vet44@yahoo.com
Email: Alazomy_vet@yahoo.com ثالثاً: الأسئلة
الأسئلة الحديثيه:-
أريد تخريج ومعنى الأحاديث الأتيه:-
1 - (إن الله خلق أدم على صورة الرحمن عز وجل)
2 - (الواءده والمؤوده فى النار)
3 - تخريج (إن الذى ليس فى جوفه شئ من القراءن كالبيت الخرب)
4 - تخريج الأثر عن أم سلمه رضى الله عنها والأمام مالك رحمه الله (الأستواء معلوم؛ والكيف مجهول؛ والإيمان به واجب ,والسؤال عنه بدعه)
5 - أريد تخريج حديث معاذ فى التحاكم (أحكم بكتاب الله ثم سنة رسول الله ثم أجتهد برأيى)
ما معنى هذه الأحاديث:-
1 - (نحن أحق بالشك من إبراهيم)
2 - (يرحم الله لوطا لقد كان يأوى إالى ركن شديد)
3 - (ولولبثت فى السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعى)
4 - (من تردى من جبل فقتل نفسه فهو فى نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها أبدا ......... )
الأسئلة غير الحديثيه:-
1 - هل للفاسق غيبة؟ وما الدليل؟
2 - ما هى أنواع الأستحلال؟
3 - ما هى أنواع الإجماع؟
4 - ماهى أنواع الكفر الأعتقادى؟
5 - ما هو تعريف الكبيرة؟
6 - هل تقبل الصلاة فى البيت؟
7 - من هى الأفضل خديجه ام عائشه ام فاطمه رضى الله عنهن جميعاَ
8 - هل يجوز قول صباح الخير ومساء الخير للنصارى؟
9 - هل يجب أن يقول الكافر الذى يريد أن يدخل الأسلام الشهادتين باللغه العربيه أم يجوز له ان يقولها بلغته؟
و النصرانى الذى يقول (محمد رسول لكل الأميين) لابد أن يقول محمد رسول العالمين؟
11 - هل يرى الكفار ربهم يوم القيامة؟
12 - أريد بحثاً عن (عصمة الأنبياء-الإكراه) أو فتاوى أو ما إلى ذلك من إجابات
13 - الميزان يوم القيامة مفرد أم جمع؟ أقصد ميزان أم موازين؟
14 - هل نار الموحدين تفنى؟
ملحوظة:- أعرف إجابات الكثير من الأسئلة ولكنى أريد المزيد من الإجابات والأدلة.
أذكر الأخوة الأفاضل جزاهم الله خيراً أننى فى
أمس الحاجه لهذه الأجابات والأبحاث مخرجة الأحاديث
معلومة المصدر
{وجزاكم الله خيراً}
Email: Dr_vet44@yahoo.com
Email: Alazomy_vet@yahoo.com ]
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 - 06 - 05, 02:52 م]ـ
يا أخي الأسئلة ليست صعبة ن وتستطع -مع قليل من البحث - أن تجيب عليها وحدك!!
وفقك الله
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[17 - 06 - 05, 02:56 م]ـ
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 - 06 - 05, 04:25 م]ـ
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
صدق رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
ـ[د. عبدالعزيز]ــــــــ[17 - 06 - 05, 07:05 م]ـ
حديث خلق آدم على صورة الرحمن
راجع فتح الباري 5/ 183
وللشيخ حمود التويجري رحمه الله رسالة في هذا الحديث
وحديث الوائدة والموءودة في النار قال عنه ابن كثير في تفسيره ج4/ص478:
وقال الإمام أحمد 3478 حدثنا بن ابي عدي عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة عن سلمة بن يزيد الجعفي قال انطلقت أنا وأخي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله إن أمنا مليكة كانت تصل الرحم وتقري الضيف وتفعل هلكت في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئا قال لا قلنا فإنها كانت وأدت أختا لنا في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئا قال الوائدة والموءودة في النار إلا أن يدرك الوائدة الإسلام فيعفو الله عنها ورواه النسائي من حديث داود بن أبي هند به وقال بن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان الواسطي حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن علقمة وأبي
¥(44/55)
الأحوص عن بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الوائدة والموءودة في النار.
وقال أحمد أيضا 558 حدثنا إسحاق الأزرق أخبرنا عوف حدثتني خنساء بنت معاوية الصريمية عن عمها قال قلت يا رسول الله من في الجنة قال النبي في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة والموءودة في الجنة.
وقال بن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا قرة قال سمعت الحسن يقول قيل يا رسول الله من في الجنة قال الموءودة في الجنة. هذا حديث مرسل من مراسيل الحسن ومنهم من قبله. انتهى من تفسير ابن كثير.
وأما حديث: الذي ليس في جوفه شي من القرآن كالبيت الخرب، فإليك ما قاله المبارك فوري حوله:
قوله إن الذي ليس في جوفه أي قلبه شيء من القرآن كالبيت الخرب بفتح الخاء المعجمة وكسر الراء أي الخراب لأن عمارة القلوب بالإيمان وقراءة القرآن وزينة الباطن بالاعتقادات الحقة والتفكر في نعماء الله تعالى.
وقال الطيبي أطلق الجوف وأريد به القلب إطلاقا لاسم المحل على الحال وقد استعمل على حقيقته في قوله تعالى ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه واحتيج لذكره ليتم التشبيه له بالبيت الخرب بجامع أن القرآن إذا كان في الجوف يكون عامرا مزينا بحسب قلة ما فيه وكثرته وإذا خلا عما لا بد منه من التصديق والاعتقاد الحق والتفكير في آلاء الله ومحبته وصفاته يكون كالبيت الخرب الخالي عما يعمره من الأثاث والتجمل انتهى
قال القارىء بعد نقل كلام الطيبي هذا ما لفظه وكأنه عدل عن ظاهر المقابلة المتبادر إلى الفهم وإذا خلا عن القرآن لعدم ظهور إطلاق الخراب عليه انتهى
قوله هذا حديث حسن صحيح وأخرجه أحمد والدارمي والحاكم وقال صحيح الإسناد
تحفة الأحوذي ج:8 ص:186
وأما قول الإمام مالك فإليك ما قاله العلامة ابن قدامة في كتابه ذم التأويل ص 25:
40 أخبرنا يحيى بن محمود إجازة قال أنبأنا جدي الحافظ أبو القاسم قال ما جاء في الصفات في كتاب الله تعالى أو روي بالأسانبد الصحيحة فمذهب السلف رحمة الله عليهم إثباتها وإجراؤها على ظاهرها ونفي الكيفية عنها لأن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات وإثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية فكذلك إثبات الصفات وعلى هذا مضى السلف كلهم وقد سبق ذكرنا لقول مالك حين سئل عن كيفية الاستواء.
41 وروى قرة بن خالد عن الحسن عن أمه عن أم سلمة أنها قالت في قول الله تعالى الرحمن على العرش استوى الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإقرار به إيمان والجحود له كفر
42 وقال ربيعة بن أبي عبد الرحمن الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة ومن الرسول البلاغ وعلينا التصديق
43 وهذه الأقوال الثلاثة متقاربة المعنى واللفظ فمن المحتمل أن يكون ربيعة ومالك بلغهما قول أم سلمة فاقتديا بها وقالا مثل قولها لصحته وحسنه وكونه قول إحدى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ومن المحتمل أن يكون الله تعالى وفقهما للصواب وألهمهما من القول السديد مثل ما ألهمهما.
44 وقولهم الاستواء غير مجهول أي غير مجهول الوجود لأن الله تعالى أخبر به وخبره صدق يقينا لا يجوز الشك فيه ولا الإرتياب فيه فكان غير مجهول لحصول العلم به وقد روي في بعض الألفاظ الاستواء معلوم.
45 وقولهم الكيف غير معقول لأنه لم يرد به توقيف ولا سبيل إلى معرفته بغير توقيف
46 والجحود به كفر لأنه رد لخبر الله وكفر بكلام الله ومن كفر بحرف متفق عليه فهو كافر فكيف بمن كفر بسبع آيات ورد خبر الله تعالى في سبعة مواضع من كتابه والإيمان به واجب لذلك
47 والسؤال عنه بدعة لأنه سؤال عما لا سبيل إلى علمه ولا يجوز الكلام فيه ولم يسبق في ذلك في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من بعده من أصحابه.
وأما حديث معاذ فإليك ما قاله الحافظ ابن كثير في تفسير4/ 206:
حديث معاذ رضي الله عنه حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى اليمن بم تحكم قال بكتاب الله تعالى قال صلى الله عليه وسلم فإن لم تجد قال بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم فإن لم تجد قال رضي الله عنه أجتهد رأيي فضرب في صدره وقال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رواه أحمد 5230 وأبو داود 3593 والترمذي 1328 وبن ماجة 55.
¥(44/56)
وأما ما يتعلق بمعنى حديث: نحن أحق بالشك ...
فإليك ما ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري: ج6/ص411
قوله نحن أحق بالشك من إبراهيم سقط لفظ الشك من بعض الروايات واختلف السلف في المراد بالشك هنا فحمله بعضهم على ظاهره وقال كان ذلك قبل النبوة وحمله أيضا الطبري على ظاهره وجعل سببه حصول وسوسة الشيطان لكنها لم تستقر ولا زلزلت الإيمان الثابت واستند في ذلك إلى ما أخرجه هو وعبد بن حميد وبن أبي حاتم والحاكم من طريق عبد العزيز الماجشون عن محمد بن المنكدر عن بن عباس قال أرجى آية في القرآن هذه الآية وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى الآية قال بن عباس هذا لما يعرض في الصدور ويوسوس به الشيطان فرضي الله من إبراهيم عليه السلام بأن قال بلى ومن طريق معمر عن قتادة عن بن عباس نحوه ومن طريق علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن بن عباس نحوه وهذه طرق يشد بعضها بعضا وإلى ذلك جنح عطاء فروى بن أبي حاتم من طريق بن جريج سألت عطاء عن هذه الآية قال دخل قلب إبراهيم
بعض ما يدخل قلوب الناس فقال ذلك وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة قال ذكر لنا أن إبراهيم أتى على دابة توزعتها الدواب والسباع ومن طريق حجاج عن بن جريج قال بلغني أن إبراهيم أتى على جيفة حمار عليه السباع والطير فعجب وقال رب لقد علمت لتجمعنها ولكن رب أرني كيف تحيي الموتى وذهب آخرون إلى تأويل ذلك فروى الطبري وبن أبي حاتم من طريق السدي قال لما أتخذ الله إبراهيم خليلا استأذنه ملك الموت أن يبشره فأذن له فذكر قصة معه في كيفية قبض روح الكافر والمؤمن قال فقام إبراهيم يدعو ربه رب أرني كيف تحيي الموتى حتى أعلم أن خليلك وروى بن أبي حاتم من طريق أبي العوام عن أبي سعيد قال ليطمئن قلبي بالخلة ومن طريق قيس بن مسلم عن سعيد بن جبير قال ليطمئن قلبي أني خليلك ومن طريق الضحاك عن بن عباس لا علم إنك أجبت دعائي ومن طريق علي بن أبي طلحة عنه لأعلم إنك تجيبني إذا دعوتك وإلى هذا الأخير جنح القاضي أبو بكر الباقلاني وحكى بن التين عن الداودي الشارح أنه قال طلب إبراهيم ذلك لتذهب عنه شدة الخوف قال بن التين وليس ذلك بالبين وقيل كان سبب ذلك أن نمرود لما قال له ما ربك قال ربي الذي يحيى ويميت فذكر ما قص الله مما جرى بينهما فسأل إبراهيم بعد ذلك ربه أن يريه كيفية أحياء الموتى من غير شك منه في القدرة ولكن أحب ذلك واشتاق إليه فأراد أن يطمئن قلبه بحصول ما أراده أخرجه الطبري عن بن إسحاق وأخرج بن أبي حاتم من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة قال المراد ليطمئن قلبي أنهم يعلمون إنك تحيي الموتى وقيل معناه أقدرني على أحياء الموتى فتأدب في السؤال وقال بن الحصار إنما سأل أن يحيى الله الموتى على يديه فلهذا قيل له في الجواب فصرهن إليك وحكى بن التين عن بعض من لا تحصيل عنده أنه أراد بقوله قلبي رجلا صالحا كان يصحبه سأله عن ذلك وأبعد منه ما حكاه القرطبي المفسر عن بعض الصوفية أنه سأل من ربه أن يريه كيف يحيى القلوب وقيل أراد طمأنينة النفس بكثرة الأدلة وقيل محبة المراجعة في السؤال ثم اختلفوا في معنى قوله صلى الله عليه وسلم نحن أحق بالشك فقال بعضهم معناه نحن أشد اشتياقا إلى رؤية ذلك من إبراهيم وقيل معناه إذا لم نشك نحن فإبراهيم أولى أن لا يشك أي لو كان الشك متطرقا إلى الأنبياء لكنت أنا أحق به منهم وقد علمتم أني لم أشك فاعلموا أنه لم يشك وإنما قال ذلك تواضعا منه أو من قبل أن يعلمه الله بأنه أفضل من إبراهيم وهو كقوله في حديث أنس عند مسلم أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا خير البرية قال ذاك إبراهيم وقيل إن سبب هذا الحديث أن الآية لما نزلت قال بعض الناس شك إبراهيم ولم يشك نبينا فبلغه ذلك فقال نحن أحق بالشك من إبراهيم وأراد ما جرت به العادة في المخاطبة لمن أراد أن يدفع عن آخر شيئا قال مهما أردت أن تقوله لفلان فقله لي ومقصوده لا تقل ذلك وقيل أراد بقوله نحن أمته الذين يجوز عليهم الشك وإخراجه هو منه بدلالة العصمة وقيل معناه هذا الذي ترون أنه شك أنا أولى به لأنه ليس بشك إنما هو طلب لمزيد البيان وحكى بعض علماء العربية أن أفعل ربما جاءت لنفي المعنى عن الشيئين نحو قوله تعالى أهم خير أم قوم تبع أي لا خير في الفريقين ونحو قول القائل الشيطان خير من فلان أي لا خير فيهما فعلى هذا فمعنى
¥(44/57)
قوله نحن أحق بالشك من إبراهيم لا شك عندنا جميعا وقال بن عطية ترجم الطبري في تفسيره فقال وقال آخرون شك إبراهيم في القدرة وذكر أثر بن عباس وعطاء قال بن عطية ومحمل قول بن عباس عندي أنها أرجى آية لما فيها من الإدلال على الله وسؤال الأحياء في الدنيا أو لأن الإيمان يكفي فيه الإجمال ولا يحتاج إلى تنقير وبحث قال ومحمل قول عطاء دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس أي من طلب المعاينة قال وأما الحديث فمبني على نفي الشك والمراد بالشك فيه الخواطر التي لا تثبت وأما الشك المصطلح وهو التوقف بين الأمرين من غير مزية لأحدهما على الآخر فهو منفي عن الخليل قطعا لأنه يبعد وقوعه ممن رسخ الإيمان في قلبه فكيف بمن بلغ رتبة النبوة قال وأيضا فإن السؤال لما وقع بكيف دل على حال شيء موجود مقرر عند السائل والمسئول كما تقول كيف علم فلان فكيف في الآية سؤال عن هيئة الأحياء لا عن نفس الأحياء فإنه ثابت مقرر وقال بن الجوزي إنما صار أحق من إبراهيم لما عانى من تكذيب قومه وردهم عليه وتعجبهم من أمر البعث فقال أنا أحق أن أسأل ما سأل إبراهيم لعظيم ما جرى لي مع قومي المنكرين لاحياء الموتى ولمعرفتي بتفضيل الله لي ولكن لا أسأل في ذلك قوله قال أو لم تؤمن الاستفهام للتقرير ووجهه أنه طلب الكيفية وهو مشعر بالتصديق بالاحياء قوله بلى ولكن ليطمئن قلبي أي ليزيد سكونا بالمشاهدة المنضمة إلى اعتقاد القلب لأن تظاهر الأدلة أسكن للقلوب وكأنه قال أنا مصدق ولكن للعيان لطيف معنى وقال عياض لم يشك إبراهيم بان الله يحيى الموتى ولكن أراد طمأنينة القلب وترك المنازعة لمشاهدة الأحياء فحصل له العلم الأول بوقوعه وأراد العلم الثاني بكيفيته ومشاهدته ويحتمل أنه سأل زيادة اليقين وأن لم يكن في الأول شك لأن العلوم قد تتفاوت في قوتها فأراد الترقي من علم اليقين إلى عين اليقين والله أعلم قوله ويرحم الله لوطا الخ يأتي الكلام عليه قريبا في ترجمة لوط قوله ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي أي لأسرعت الإجابة في الخروج من السجن ولما قدمت طلب البراءة فوصفه بشدة الصبر حيث لم يبادر بالخروج وإنما قاله صلى الله عليه وسلم تواضعا والتواضع لا يحط مرتبة الكبير بل يزيده رفعة وجلالا وقيل هو من جنس قوله لا تفضلوني على يونس وقد قيل إنه قاله قبل أن يعلم أنه أفضل من الجميع وسيأتي تكملة لهذا الحديث في قصة يوسف.
وقد تعبت أخي الكريم عن متابعة البقية فعذرا
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[18 - 06 - 05, 09:01 ص]ـ
4 - (من تردى من جبل فقتل نفسه فهو فى نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها أبدا ......... )
قال البغا في تعليقه على البخاري (5/ 2179)
تردى: أسقط نفسه.
خالدا مخلدا فيها أبدا: المراد بالخلود والتأبيد المكث الطويل أو الاستمرار الذي لا ينقطع، ويكون ذلك في حق من استحل قتل نفسه.
تحسى: شرب وتجرع.
يجأ: يطعن ويضرب. أ. هـ
قال ابن حجر في الفتح (3/ 227):
وقد تمسك به المعتزله وغيرهم ممن قال بتخليد أصحاب المعاصي في النار وأجاب أهل السنة عن ذلك بأجوبة:
منها توهيم هذه الزيادة؛ قال الترمذي بعد أن أخرجه: رواه محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة فلم يذكر خالدا مخلدا وكذا رواه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يشير إلى رواية الباب قال وهو أصح لأن الروايات قد صحت أن أهل التوحيد يعذبون ثم يخرجون منها ولا يخلدون.
وأجاب غيره بحمل ذلك على من استلحه فإنه يصير باستحلاله كافرا والكافر مخلد بلا ريب.
وقيل ورد مورد الزجر والتغليظ، وحقيقته غير مرادة.
وقيل المعنى أن هذا جزاؤه لكن قد تكرم الله على الموحدين فأخرجهم من النار بتوحيدهم.
وقيل التقدير مخلدا فيها إلى أن يشاء الله.
وقيل المراد بالخلود طول المدة لا حقيقة الدوام كأنه يقول يخلد مدة معينة وهذا أبعدها.
وسيأتي له مزيد بسط عند الكلام على أحاديث الشفاعة إن شاء الله تعالى. أ. هـ
ـ[ابو حذيفه العامرى]ــــــــ[18 - 06 - 05, 03:21 م]ـ
جزا الله عنى كل من شارك واخص بالذكر اخى الفاضل د. عبدالعزيز و الفاضل (ابو المقداد)
وارجو المزيد
ـ[ابو حذيفه العامرى]ــــــــ[18 - 06 - 05, 03:22 م]ـ
جزا الله عنى كل من شارك واخص بالذكر اخى الفاضل د. عبدالعزيز و الفاضل (ابو المقداد)
وارجو المزيد(44/58)
ما صحة هذا الاثر الذي ورد في كتاب السنة للامام عبد الله بن الامام احمد
ـ[حنبل]ــــــــ[18 - 06 - 05, 05:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
اخواني هذا الاثر اورده الامام عبد الله بن الامام احمد في كتاب السنة اريد ان اعرف
درجة هذا الاثر؟؟
و على ماذا يحمل إن صح بصورة عامة و ما تحته خط بصورة خاصة؟
قال عبدالله حدثني أبو معمر حدثنا عبد الله بن معاذ وأبو سفيان المعمري عن معمر عن الزهري عن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام عن جزء بن جابر الخثعمي انه سمع كعب الاحبار يقول لما كلم الله موسى عليه السلام كلمه بالالسنة كلها قبل لسانه فطفق موسى يقول يا رب والله ما افقه هذا حتى كلمه آخر ذلك بلسان مثل صوته فقال موسى عليه السلام هذا يا رب كلامك فقال الله عز وجل لو كلمتك كلامي لم تكن شيئا او قال لم تستقم له قال أي رب فهل من خلقك شيء يشبه كلامك قال لا وأقرب خلقي شبها بكلامي أشد ما يسمع الناس من الصواعق والحديث على لفظ أبي عن عبد الرزاق.
ـ[حنبل]ــــــــ[21 - 06 - 05, 08:27 ص]ـ
لا زلت في انتظار رد مشايخنا الكرام
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[21 - 06 - 05, 05:28 م]ـ
الأخ الحبيب حنبل:
هذا تخريج الحديث:
الحديث رواه حديث عبد الله بن معاذ وأبو سفيان المعمري.
أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (541).
وابن المبارك كما في تفسير الطبري (6/ 29).
كلهم عن معمر عن الزهري عن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام عن جزء بن جابر الخثعمي انه سمع كعب الاحبار ... قوله.
ورواه بمثل هذا الوجه عن معمر: محمد بن عبدالله ابن أخي الزهري كما في حلية أبي نعيم (6/ 92).
ويحيى بن سعيد الأنصاري كما في معجم الطبراني الأوسط (987) من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري.
كلاهما: عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن جزء بن جابر أنه سمع كعب الأحبار قوله.
ورواه يونس، ومحمد بن أبي عتيق، ويحيى ثلاثتهم عن عن الزهري فجعله أيضا من قول كعب.
أخرجه الطبري في تفسيره (6/ 29).
وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (539) من حديث عبد الرزاق.
وفي (540) من حديث محمد بن ثور – يعني الصنعاني – كلاهما عن معمر عن الزهري عن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام أنه أخبره جزء بن جابر الخثعمي أنه سمع كعب الاحبار قال قال عبدالله ... قوله.
وهذه مخالفة لما تقدم عن معمر والزهري، وعبد الله هو ابن عباس.
ولم أر هذا الوجه عن ابن عباس إلا في السنة لعبد الله بن أحمد وأخشى أن يكون حدث تحريف ما في النسخة، أو أن محقق النسخة جزاه الله خيرا أخطأ فيها فأضاف عبد الله بن عباس وليس ثم، فقد أخرج الحديث الخلال في كتاب الرد على من يقول القرآن مخلوق (8 - 9) الحديث من رواية عبد الله بن أحمد عن عبد الرزاق ومحمد بن ثور كلاهما عن الزهري فجعله من قول كعب الأحبار فقط مثل رواية معمر والجماعة عن الزهري.
فإن كان ما في السنة لعبد الله زيادة ليس لها محل فالحديث ليس فيه اختلاف، وإلا فيثبت هذا الإختلاف، وليست معي مخطوط السنة لعبد الله حتى أنظر فيه.
وعلى أي حال فسواء بإثبات عبد الله بن عباس أو بإسقاطه فالحديث حيثما دار فعلى جزء بن جابر، ويقال: جرير بن جابر كما عند الخلال، وقيل غير ذلك، والرجل كالمجهول لم أر أحدا وثقه، ولم أره إلا في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم.
قال ابن أبي حاتم في الجرح (2274) جزء بن جابر الخثعمي روى عن كعب روى عنه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام في رواية شعيب بن أبى حمزة عن الزهرى وفى رواية معمر جزى بن جابر وهو وهم وتابعه الزبيدي ويقال حزن بن جابر سمعت أبى يقول ذلك.
فالحديث من الجهة الثبوتية عن كعب الأحبار لا يصح.
أما عن الجهة الإستدلالية ففيه وقفة كذلك والمروي في السنة في مسألة الصوت هو حديث الصلصلة الذي علقه البخاري (13/ 452فتح)، وقد صححه الشيخ الألباني - ولم أنشط للنظر فيه -، أما غير ذلك – فعلى فرض الصحة عن كعب الأحبار - فيحتاج إلى متابعة ثابتة في السنة لهذه الألفاظ مثل الصواعق .. الخ، وإلا فهو مما لا يصدق ولا يكذب على قاعدة أهل السنة والجماعة المستنبطة من حديث النبي صلى الله عليه وسلم " لا تصدقوهم ولاتكذبوهم ".
وقد ذكر ابن كثير الحديث في تفسيره (3/ 428) وقال:
هذا موقوف على كعب الأحبار وهو يحكي عن الكتب المتقدمة المشتملة على أخبار بني إسرائيل وفيها الغث والسمين.
والله تعالى أعلم.
ـ[حنبل]ــــــــ[21 - 06 - 05, 06:01 م]ـ
جزاك ربي الجنة ابا المنذر و نفع بك وبارك لك في وقتك و علمك.
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[21 - 06 - 05, 07:19 م]ـ
وجزاك أخي الحبيب المحترم حنبل(44/59)
ثعلبة بن حاطب- رضي الله عنه - المفترى عليه وتخرج الخبر الوارد فيه
ـ[الشيخ رضوان]ــــــــ[21 - 06 - 05, 01:04 م]ـ
ثعلبة بن حاطب- رضي الله عنه- المفترى عليه وتخريج الخبر الوارد فيه
أما نص الخبر فعن أبي أمامة-رضي الله عنه- أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري- رضي الله عنه- أتى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فقال:
يارسول الله -صلى الله عليه وسلم- ادع الله أن يرزقني مالا فقال -صلى الله عليه وسلم-:"ويحك يا ثعلبه، قليل تؤدي شكره، خير من كثير
لا تطيقه "قال أبو أمامة-رضي الله عنه- ثم قال ثعلبة مرة أخرى 0فقال-صلى الله عليه وسلم-:"أما ترضى أن تكون مثل نبي الله 0فوالذي
نفسي بيده، لوشئت أن تسير معي الجبال ذهبا وفضة لسارت" فقال ثعلبه: فوالذي بعثك بالحق لئن دعوت الله أن يرزقني مالا، لأوتين كل
ذي حق حقه 0 فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:"اللهم ارزق ثعلبة مالا " فاتخذ غنما، فنمت كما ينمو الدود فضاقت عليه المدينه
فتنحى عنها، فنزل واديا من أوديتها، حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة ويترك ما سواهما0ثم نمت وكثرت فتنحى حتى ترك
الصلوات إلا الجمعة وهي تنمو كما ينمو الدود،حتى ترك الجمعة0فسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم -عنه فأخبر خبره فقال:"يا ويح
ثعلبة، يا ويح ثعلبة، ياويح ثعلبة، " وأنزل الله-جل وعلا-:"خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها التوبة|103ونزلت عليه فرائض
الصدقة0 فبعث رسول الله-صلى الله عليه وسلم- رجلين على الصدقة وكتب لهما كتابا كيف يأخذان الصدقة من المسلمين وقال لهما:" مرا
بثعلبة وبفلان- رجل من بني سليم- فخذا صدقاتهما "فخرجا حتى أتيا ثعلبة، فسألاه عن الصدقة وأقرآه كتاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم
فقال: ما هذه إلا جزية، ما هذه إلا أخت الجزية،ما أدري ما هذا؟ انطلقا حتى تفرغا ثم عودا إلي0فانطلقا، وسمع بهما السلمي، فاستقبلهما
بخيار ماله، فقالا:لايجب عليك هذا، فقال: خذاه فإن نفسي بذلك طيبة0فأخذا منه، فلما فرغا مرا بثعلبة، فقال أروني كتابكما 0فنظر فيه،
فقال:ما هذه إلا أخت الجزية انطلقا حتى أرى رأيي0فانطلقا حتى أتيا رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فلما رآهما، قال "يا ويح ثعلبه" قبل أن
يكلماه، ودعا للسلمي بالبركة فأخبراه بالذي صنع ثعلبه، والذي صنع السلمي، فأنزل الله - جل وعلا- في ثعلبة:"ومنهم من عاهد الله لئن
آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين "إلى آخر الآيات وكان عند رسول الله-صلى الله عليه وسلم- رجل من أقارب ثعلبه، فسمع ذلك
، فخرج حتى أتاه، فقال ويحك ياثعلبه، قد أنزل الله فيك كذا وكذا، فأتى ثعلبة النبي -صلى الله عليه وسلم- وسأله أن يقبل منه صدقته، فقال
صلى الله عليه وسلم-إن الله منعني أن أقبل منك صدقتك" فجعل يحثو التراب على رأسه0 فقال -صلى الله عليه وسلم- "هذا عملك قد أمرتك
فلم تطعني "فرجع ثعلبة إلى منزله وقبض رسول الله-صلى الله عليه وسلم ولم يقبل منه شيئا0 ثم أتى أبو بكر -رضي الله عنه- حين استخلف
فقال:"قد علمت منزلتي من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وموضعي من الأنصار فاقبل صدقتي فقال أبوبكر-رضي الله عنه-:"لم يقبلها
رسول الله-صلى الله عليه وسلم - وأنا أقبلها؟ فقبض أبوبكر ولم يقبلها0 فلما ولي عمر- رضي الله عنه- أتاه فقال:ياعمر اقبل صدقتي، فقال
:لم يقبلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا أبوبكر، وأنالا أقبلها منك، فلم يقبلها0ثم ولي عثمان -رضي الله عنه- فأتاه فسأله أن يقبل صدقته0فقال: لم يقبلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا أبوبكر ولا عمر وأنا لاأقبلها منك0فلم يقبلها منه وهلك ثعلبة في خلافة عثمان- رضي الله عنه-
وهذا الخبر الوارد في حق ثعلبة باطل باطل، لايقبله مسلم عاقل لعدة أمور، هاكها أخي الكريم:
الأول:- الخبرمروي من طريق معان بن رفاعه السلمي عن أبي عبد الملك علي بن يزيد الألهاني عن القاسم بن عبد الرحمن مولى عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه-
أما معان بن رفاعة السلمي فهو وإن وثقه علي بن المديني ودحيم كما في تهذيب التهذيب:10|201 فقد قال عنه ابن حبان في المجروحين
¥(44/60)
:3|36 منكر الحديث يروي مراسيل كثيرة ويحدث عن أقوام مجاهيل، لايشبه حديثه حديث الأثبات، فلما صار الغالب على روايته ما تنكر القلوب استحق ترك الاحتجاج به0ونقل ابن حجر في تهذيب التهذيب عن ابن معين تضعيفه
وقال الجوزجاني: ليس بحجه0 00والذي حط عليه كلام المحققين في أمره أنه لين الحديث بذلك حكم عليه يعقوب بن سفيان البسوي في المعرفة والتاريخ:2|451 وابن حجر في التقريب:2|258 وقال الذهبي في الميزان:4|134 هو صاحب حديث ليس بمتقن 00000000
قلت: ومع تليين الأئمة له فأمره أيسر مما بعده
وأما علي بن يزيد الألهاني "نسبة إلى ألهان بن همدان كما في اللباب:1|83 والمغني:31 0فمتفق على ضعفه0حكم عليه البخاري في التاريخ
الكبير:6|301 والضعفاء الصغير:82 بأنه منكر الحديث0قال النسائي في الضعفاء والمتروكين:77 متروك الحديث وقال ابن حبان في المجروحين:2|110 منكر الحديث جدا، ويجب التنكب عن روايته لما ظهر لنا عمن فوقه ودونه من ضد التعديل وقال في:2|63 إذا اجتمع في
اسناد خبر عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم أبو عبد الرحمن لايكون متن الخبر إلا مما عملت أيديهم فلا يحل الاحتجاج بهذه الصحيفه
قال ابن حجر في تهذيب التهذيب:7|13 ليس في الثلاثة من اتهم الا علي بن يزيد وأما الآخران فهما في الأصل صادقان وإن كان يخطئان وقد
أطال الحافظ في تهذيب التهذيب:7|369 - 397 في نقل كلام الأئمة في تضعيفه فمن ذلك0قال ابن معين: علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة
كلها ضعاف، وقال أبوزرعة: ليس بالقوي أحديثه منكره0وقال الحاكم أبوأحمد: ذاهب الحديث0وقال أبو نعيم: منكر الحديث0وقال الساجي: اتفق أهل العلم على ضعفه000000 قلت ومن كان كذلك فخبره مطروح عن رتبة الاعتبار0 وانظر مزيد تقرير لما تقدم في بيان حاله في المغني في الضعفاء:2|457 وميزان الاعتدال:3|161 - 162 والجرح والتعديل:6|208 - 209
وأما القاسم بن عبد الرحمن فهو في درجة معان ولعله أرفع درجة منه، فهو وإن قال عنه ابن حبان في المجروحين:2|212 يروي عن أصحاب ر سول الله- صلى الله عليه وسلم- المعضلات ويأتي عن الثقات بالأشياء المقلوبات حتى يسبق إلى القلب أنه كان كالمتعمد لها
ثم ساق بسنده إلى الإمام أحمد أنه قال فيه منكر الحديث ماأرى البلاء الا من قبل القاسم0ونقل ذلك عن الإمام أحمد أيضا ابن حجر في تهذيب التهذيب:8|323 وبعضه في الميزان:3|373 فالمعتمد في أمره أنه صدوق كما في تقريب التهذيب:2|118 فحديثه مقبول إن شاء الله تعالى
وإذا كان المعتمد في حال معان اللين وفي حال علي بن يزيد الألهاني الضعف الشديد فالحديث مردود0 وبذلك حكم عليه الأئمة ذوي التحقيق المشهود قال الحافظ في الفتح:3|266 إنه حديث ضعيف لا يحتج به0وقال في الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف:77 هذا إسناد ضعيف جدا وقال في الإصابه:1|198 إن صح الخبر ولا أظن يصح0وقال الإمام العراقي في المغني عن حمل الأسفار في الأسفار:3|266 رواه الطبراني بسند ضعيف وقال الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد:7|32 رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك0وحكم الإمام الذهبي
على الحديث في تجريد أسماء الصحابه:1|66 بأنه منكر بمرة وقال الإمام بن حزم في المحلى:11|207 - 208 في رواته معان بن رفاعه
والقاسم بن عبد الرحمن، وعلي بن يزيد وكلهم ضعفاء0 وقال الشيخ عبد الفتاح أبو غده في تعليقه على الأجوبه الفاخره للأسئلة العشرة الكامله:108 هي قصة تالفة مريضه0وفي تفسير العلي القدير:2|357 لم تثبت صحتها 00واعلم أخي أن المراد بقول ابن العربي والقرطبي وقول الرازي إن الحديث مشهور: يقصدون المشهور على الألسنة وبين العامة والوعاظ والقصاص لا المشهور الإصطلاحي الذي يرويه ثلاثة فأكثر ولم يبلغ حد التواتر ولم يقل العددعن ثلاثة في كل طبقة من طبقات السند انظر أنواع الحديث المشهور من تدريب الراوي:386 - 370
وشرح البيقونية:75 - 76 وتيسير مصطلح الحديث:22 - 24 وللمزيد راجع المقاصد الحسنه للسخاوي وكشف الخفاء للعجلوني
¥(44/61)
الثاني:- ثعلبه بن حاطب- رضي الله عنه - من الأنصار وقد شهد بدرا فيما قررأئمتنا الأبرار كابن سعد في الطبقات:3|460 وابن عبد البر في الاستيعاب:1|200 على هامش الاصابه وابن الأثير في أسد الغابه:1|283 - 285 وابن حجر في الاصابه:1|198 إلا أن ابن حجر ذكر اثنين يحملان اسم ثعلبه فقال: ثعلبه بن حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك الأوس الأنصاري0
ذكره موسى بن عقبه وابن اسحق في البدريين0 وكذا الكلبي، وزاد أنه قتل بأحد 0وثعلبه بن أبي حاطب الأنصاري ذكره ابن اسحق فيمن بنى مسجدالضرار0وروى البارودي وابن السكن وابن شاهين وغيرهم في ترجمة الذي قبله من طريق معان بن رفاعه عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامه -رضي الله عنه - أن ثغلبه بن حاطب الأنصاري قال: يارسول الله ادع الله أن يرزقني مالا 00الحديث0قال الحافظ: وفي كون صاحب هذه القصة إن صح الخبر ولاأظن يصح هو البدري المذكور قبله نظر0وقد تأكدت المغايرة بينهما بقول ابن الكلبي: إن البدري استشهد بأحد0ويقول ذلك ابن مردويه في تفسيره من طريق عطيةالعوفي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في الآية المذكورة قال: إن رجلا يقال له: ثعلبه بن أبي حاطب من الأنصار أتى مجلسا فأشهدهم فقال: لئن آتانا الله من فضله0فذكر القصة بطولها0فقال: إنه ثعلبه بن أبي حاطب0والبدري قد اتفقوا على أنه ثعلبه بن حاطب0وقد ثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال "لا يدخل النار أحد شهد بدرا والحديبيه " وحكى صلى الله عليه وسلم- عن ربه -عز وجل -أنه قال" لأهل بدراعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " فمن يكون بهذه المثابه كيف يعقبه الله - تبارك وتعالى - نفاقا في قلبه وينزل فيه ما ينزل فالظاهر أنه غيره والله أعلى وأعلم00
ونقل السيوطي رحمه الله في الحاوي:2|97 كلام ابن حجر الذي نقله عن الكلبي في التفرقه بين ثعلبه بن حاطب وثعلبه بن أبي حاطب وارتضاه وكذلك فعل الألوسي في روح المعاني:10|143 حيث قال: وليس هو البدري - أي الذي نزلت فيه الآية الكريمة-لأنه استشهد بأحد -رضي الله عنه- وقد أورد ابن الأثير في أسد الغابة:1|285 في ترجمة ثعلبة بن حاطب البدري -رضي الله عنه-القصة المتقدمة الباطلة، وقال وكلهم - أي ابن عبد البر وابن مندة وأبو نعيم - قالوا إنه شهد بدرا وقتل يوم أحد فإن كان هذا الذي في هذه الترجمة 0فإما يكون ابن الكلبي قد وهم في قتله أوتكون القصة غير صحيحة أو يكون غيره وهوهولاشك فيه0000
قال الشيخ رضوان راجي رحمةربه الرحمن: الاحتمال الثاني الذي ذكره ابن الأثير هو الصحيح وعليه التعويل، وتقدم الدليل على بطلان ثبوت تلك الرواية وما حاوله حذام المحدثين الحافظ بن حجر اعتمادا على ما نقله ابن الكلبي وأيده برواية ابن مردويه من التفرقة بين ثعلبه بن حاطب وثعلبة بن أبي حاطب، وأن الأول بدري استشهد بأحد، والثاني فهو الذي توفي في خلافة عثمان - رضي الله عنه- وهو المعني بالآية المتقدمة وفيه نزلت فتلك المحاولة منه على فرض ثبوت الخبر كما قال: إن صح الخبر ولا أظنه يصح0وقد جزم بعدم ثبوته وصحته في فتح الباري وفي تخريج أحاديث الكشاف كما تقدم فتذكر ولا تكن من الغافلين 0 وقد تبعه على تلك المحاوله السيوطي والألوسي وتلك المحاولة لايدعمها نقل ثابت ولا برهان واضح إنما بنيت على مجرد فروض واحتمالات0ويظهر لي بطلانها من خمسة أوجه هاكها وتدبر:-
1:- عدم صحة الخبر الوارد في سبب نزول الآية الكريمة كما بينا ذلك بالأدلة القوية المتينة ومن العلوم أن الاشتغال بتأويل الروايات وإزالة ما فيها من اشكالات متوقف على كونها من الثابتات ولاداعي لشئ من ذلك ان كانت من الواهيات الباطلات00
2:- الذين صنفوا في طبقات الصحابة الطيبين من أئمتنا المتقدمين كابن مندة وأبي نعيم وابن عبد البر والذهبي - عليهم جميعا رحمة الله- لم يذكروا إلارجلا واحدا من الصحابة الكرام يسمى ثعلبة بن حاطب الأنصاري وما ورد في رواية ابن الكلبي من وجود رجل آخر يسمى ثعلبة بن أبي حاطب فلا يعول عليه لإن الكلبي محمد بن السائب أقل أحوله أنه متروك وقد اتهم بالكذب بل هو صرح بالاعتراف بكذبه ففي التاريخ الكبير:1|101، والجرح والتعديل:7|271، والمجروحين:2\ 254، وميزان الاعتدال:3|557 وتهذيب التهذيب:9|180 عن الثوري قال: قال الكلبي
¥(44/62)
:ما حدثت عن أبي صالح عن ابن عباس - رضي الله عنهما- فهو كذب فلا ترووه0وقال ابن حبان في المجروحين:2|255 وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه لا يحل ذكره في الكتب فكيف الاحتجاج به وانظر حاله في غير ما تقدم في الضعفاء الصغير:101 والضعفاء والمتروكين للنسائي:91 والضعفاء والمتروكين للداراقطني:342 والمعرفة والتاريخ:3|35 باب من يرغب عن الرواية عنهم
، وتنزيه الشريعة:1|105 فصل في سرد أسماء الوضاعين والكذابين ومن كان يسرق الأحاديث ويقلب الأخبار ومن اتهم بالكذب والوضع من رواة الأخبار، وتقريب التهذيب:2|163 وفي الاتقان:4|239 وأوهى الطرق عن ابن عباس- رضي الله عنهما - طريق الكلبي عن أبي صالح عنه، فإن انضم إلى ذلك رواية محمد بن مروان السدي الصغير فهي سلسلة الكذب00وتأييد رواية الكلبي برواية الكلبي عن عطية العوفي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- لاينفع لأن عطية بن سعد العوفي ضعيف0كما في الضعفاء والمتروكين للنسائي:86 وانظر حاله في التاريخ الكبير:8|7 والجرح والتعديل:6|382 - 383 والمجروحين:2|79 وتهذيب التهذيب:7|224 - 226 والآتقان:4|239 00
3:- الاادعاء بأن ثعلبة بن حاطب البدري- رضي الله عنه - استشهد يوم أحد مردود لأمرين
ا:- المصنفون في طبقات الصحابه الكرام لم يقل واحد منهم إن ثعلبة بن حاطب استشهد يوم أحد
ب:- الذين استشهدوا يوم أحد معروفون معدودون مضبوطةأسماؤهم لم يذكرمن بينهم ثعلبه بن حاطب0انظر سيرة ابن هشام:2|122 - 127
ورواية الكلبي لا يعول عليها لما علمت حالها فلا داعي لقول الكلبي على أنه من جملة الاحتمالات للتوفيق بين الروايات كما مال إلى ذلك ابن الأثير في أسد الغابة:1|285
ج:- حدث ترددواضطراب في زمن موت ثعلبه من بعض من ترجم للصحابه -رضوان الله عليه أجمعين- كما في الاستيعاب:1\ 201 والقول الأول وهم ولم يعول عليه أحد وهو أولى من قول الكلبي إنه استشهد يوم أحد والصحيح وفاته في خلافة عثمان -رضي الله عنه-
د:- اتهام ثعلبه بن حاطب البدري لايؤثر على رفيع مقامه العلي عندربنا لأن ذلك الاتهام وقع عن طريق الاجتهاد الخاطئ والتأويل المعذور ولايضير ذلك ثعلبه ولا من اتهمه 00كما لم يضر حاطب بن أبي بلتعة-رضي الله عنه - عندما راسل أهل مكة يخبرهم ببعض أمر النبي -صلى الله عليه وسلم - قول عمر -رضي الله عنه- إنه نافق، دعني أضرب عنقه يارسول الله فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-:"إنه شهد بدرا، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" قال ابن هشام في السيرة:1\ 522 بعد أن نقل عن ابن اسحق:أن ثعلبه بن حاطب، ومعتب بن قشير هما الذان عاهدا الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين0 وأن ثعلبه بن حاطب وأخاه الحارث بن حاطب ومعتب بن قشير من منافقي الأنصار الذين اجتمعوا مع اليهود 0 قال ابن هشام بعد أن نقل ذلك: معتب بن قشير وثعلبةوالحارث ابنا حاطب هم من بني أمية بن زيد من أهل بدر وليسوا من المنافقين فيما ذكر لي من أثق به من أهل العلم، وقد نسب ابن اسحق ثعلبة والحارث في بني أميةبن زيد في أسماء أهل0
وقد اتهم ثعلبة بن حاطب ومعتب ابن قشير بأنهما شاركا في بناء مسج الضرار كما في سيرة ابن هشام:2\ 530 والبداية والنهاية:5\ 220وإن ثبت ذلك فلن يضرهما-إنشاء الله تعالى - فلعلهما خدعا من قبل بعض المنافقين، كما خدع حاطب بن أبي بلتعه من قبل حبه لأهله وقرابته، فأقدم على ما أقدم، ثم تاب الجميع مما تبين لهم خطؤه من فعلهم والله غفور رحيم -وليس معنى غفرانه-جل وعلا - لمن شهد بدراالعصمة من الذنوب والخطأانما الغفران لهم في الآخرة 00
ومما تقدم نجزم بأن الآية ليست نازلة في ثعلبة بن حاطب قطعا وجزما لأنه شهد بدرا -رضي الله تعالى عنهم- ولا يوجد في الصحابة الكرام من يسمى بذلك الاسم غيره وكانت وفاته في خلافة عثمان - رضي الله عنه-
ثالث الأمور في بيان ما في تلك الرواية من البهتان والزور:-
إن تلك الرواية مخالفة لنصوص الشرع القطعية الثبوت والدلالة من أن التوبة مقبولة من المكلفين مالم يغرغر، أو تطلع الشمس من مغربها انظر تقرير هذا من الملل والنحل:22 - 25 0وقد جاء ثعلبه كما- يدعى - تائبا الى أبي بكر وعمر- رضي الله عنهم - وعرضه عليهم قبول صدقته
¥(44/63)
رابع الأمورفي مخالفة تلك الرواية للحق الثابت:- انفردت هذه القصة بأمر لانظير له في الشرع لإن ثعلبة إما أن يعامل معاملة المؤمنين فتؤخذ منه الزكاة، أو يعامل معاملة الكفار المرتدين فتضرب عنقه لجحوده فريضة رب العالمين 00أما كونه يعامل معاملة المؤمنين في بعض الأمور ومعاملة الكافرين في بعضها الآخر فهذا لانظير له في الشرع ولا يمكن أن نقبل هذا الحكم بخبر شديد الضعف منكر السند والمتن وإلى هذا أشار ابن حزم في المحلى:11\ 207 - 208 فقال:هذه صفة أوردها الله- تبارك وتعالى - يعرفها كل من ذلك من نفسه -وليس فيها دليل على أن صاحبها معروف بعينه لأن الله - عز وجل - أمر بقبض زكوات أموال المسلمين، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - عند موته أن لايبقى في جزيرة العرب دينان فلا يخلو ثعلبة من أن يكون مسلما ففرض على أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - قبض زكاته ولا بد، ولا فسحة في ذلك، وإن كافرا ففرض أن لايقر في جزيرة العرب فسقط هذا الأثر بلا شك 0وحكى الطبري نحو هذا عن بعض السلف:10\ 133 - 134 وعبارته كان العهد الذي عاهد الله هؤلاء المنافقين شيئا نووه في أنفسهم ولم يتكلموا به نقله بسنده عن سعيد بن ثابت
خامس الأمور في تفنيد تلك الرواية:- إن سورة التوبة من أواخر ما نزل من القرآن الكريم0 كما ثبت ذلك عن عثمان بن عفان_ رضي الله عنه
وتحدثت آياتها عما جرى في غزوة تبوك وكانت في رجب سنة تسع كما في سيرة ابن هشام:2\ 515 والمعتمد أن فريضة الزكاة كانت سنة اثنتين للهجرة المباركة قال ابن كثيرفي البداية والنهاية:3\ 374 وفيها فرضت الزكاة ذات النصب وفرضت زكاة الفطر 0ونسب الصنعاني في سبل السلام:2\ 159 ذلك القول لأكثر العلماء 0انظر التفصيل في الفتح:3\ 266 ودلل الحافظ أن الزكاة كانت مفروضة سنة خمس يقينا 0وذلك لا يمنع تقدم فرضيتها 0 وإذا كانت سورة التوبة من أواخر ما نزل من القرآن الكريم وتحدثت ما وقع في غزوة تبوك وهي في السنة التاسعة فكيف يلتئم ذلك مع ما ورد في تلك الرواية المنكرة -: وأنزل الله تعالى -" خذ من أموالهم صدقة " ونزلت عليه فرائض الصدقة 0مع أن فرضية الزكاة كان في السنة الثانية للهجرة 0وقد أشار إلى الأمور الثلاثة الأخيرة رشيد رضا في المنار 1\ 561 فقال بعد أن أورد قصة ثعلبة المتقدمة
وفي الحديث اشكالات تتعلق بسبب نزول الآيات0
1 - ظاهر سياق القرآن أن نزول الآية كان في سفر غزوة تبوك، وظاهره أيضا أن الآية نزلت عقيب فرضية الزكاة 0والمشهور فرضيتها في السنة الثانية00
2 - عدم قبول توبة ثعلبة، وظاهر الحديث لاسيما بكاؤه أنها توبة صادقة0
3 - كان العمل جاريا على معاملة المنافقين بظواهرهم وظاهر الآيات أنه يموت على نفاقه ولا يتوب من بخله وإعراضه، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- عامله بذلك لابظاهر الشريعة ولا نظير له في الإسلام انتهى كلامه مختصرا مرتبا0
وصفوة الكلام - أخي الهمام- علمني الله وإياك - العلم التمام -
إن تلك القصة باطلة عند العلماء الأعلام 00 لخمسة أمور00اختصارا لما سقناه من تفصيل ما سبق من كلام0
1 - سند الخبرمنكر لايثبت بحال 0
2 - ثعلبة بن حاطب بدري من الأبرار المغفور لهم عند العزيز الغفار0
3 - القصة مخالفة لنصوص الشرع الثابتة الواضحة الدالة على قبول التوبة ما لم يغرر أو تطلع الشمس من مغربها0
4 - القصة متناقضة حيث لم تعط ثعلبة حكم المؤمنين الأبرار ولا حكم الكافرين الفجار ولا نظير ذلك في الشريعة0
5 - مخالفة تلك القصة للتاريخ 0 ففرضية الزكاة كانت في السنة الثانية، وسورة التوبة من أواخر ما نزل من القرآن الكريم0والحمدلله رب العالمين00
ـ[ابوعبدالله زياد]ــــــــ[10 - 06 - 08, 12:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو هاشم]ــــــــ[10 - 06 - 08, 01:05 م]ـ
هناك رسالة اسمها الشهاب الثاقب وفيها تخريج وافي جداً لهذا الحديث
الذي يتلخص انه موضوع(44/64)
سؤال عن رواية المصنف المتهم بالتشيع
ـ[الفهدي1]ــــــــ[22 - 06 - 05, 02:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام، هناك قاعدة عند أهل الحديث وهي أن المبتدع إذا روى رواية تقوي مذهبه رُدَّت عليه
وسؤالي هنا:
هل تختلف هذه القاعدة مع المصنفين؟ أم هي نفسها تنطبق عليهم كما تنطبق على الرواة الآخرين
أي عندما يروي المصنف المتهم بالتشيع كعبدالرزاق بن همام وكالحاكم رواية في فضل علي رضي الله عنه يقوي فيها بدعته، هل يرد هذا الحديث إبتداءا منه دون البحث في سنده فنقول إن هذا الحديث رواة عبدالرزاق وهو شيعي إذا لا يقبل هذه الرواية لأنها تقوي مذهبه؟؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[22 - 06 - 05, 02:19 ص]ـ
قال الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع-حفظه الله- في التحرير وهو كلام نفيس:
وتحرير القول في حديث المبتدع في بيان مذاهب علماء السلف.
مذاهب أهل العلم في رد حديث أهل البدع أو قبوله:
هي محصورة في أربعة مذاهب:
المذهب الأول: ترك حديثهم مطلقاً، أي: البدعة جرحة مسقط للعدالة.
وعليه يتنزل نصوص طائفة من الأئمة:
فعن محمد بن سيرين، قال: " كان في الزمن الأول لا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة سألوا عن الإسناد؛ لكي يأخذوا حديث أهل السنة، ويدعوا حديث أهل البدع " (871).
وعن مالك بن أنس، قال: " لقد تركت جماعة من أهل المدينة ما أخذت عنهم من العلم شيئاً، وإنهم لممن يؤخذ عنهم العلم، وكانوا أصنافاً: فمنهم من كان كذاباً في غير علمه، تركته لكذبه، ومنهم من كان جاهلاً بما عنده، فلم يكن عندي موضعاً للأخذ عنه لجهله، ومنهم من كان يدين برأي سوء " (872).
المذهب الثاني: التفريق بحسب شدة البدعة وخفتها في نفسها، وبحسب الغلو فيها أو عدمه بالنسبة إلى صاحبها.
قال أحمد بن حنبل: " احتملوا المرجئة في الحديث " (873).
وقال إبراهيم الحربي: حدثنا أحمد يوماً عن أبي قطن (يعني عمرو بن الهيثم)، فقال له رجل: إن هذا بعدما رجع من عندكم إلى البصرة تكلم بالقدر وناظر عليه، فقال أحمد: " نحن نحدث عن القدرية، لو فتشت أهل البصرة وجدت ثلثهم قدرية " (874).
وأحمد شدد في حديث الجهمية لغلظ بدعتهم، وتوسط في القدرية، فقبل من لم يكن داعية، وسهل في المرجئة، قال ابن رجب الحنبلي: " فيخرج من هذا: أن البدع الغليظة كالتجهم يرد بها الرواية مطلقاً، والمتوسطة كالقدر إنما يرد رواية الداعي إليها، والخفيفة كالإرجاء، هل يقبل معها الرواية مطلقاً، أو يرد عن الداعية؟ على روايتين " (875).
وقال مسلم بن الحجاج: " الواجب على كل أحد عرف التمييز بين صحيح الروايات وسقيمها، وثقات الناقلين لها من المتهمين، أن لا يروي منها إلا ما عرف صحة مخارجه والستارة في ناقليه، وأن يتقي منها ما كان منها عن أهل التهم، والمعاندين من أهل البدع " (876).
المذهب الثالث: التفريق بين الداعي إلى بدعته، وغير الداعي، فيرد الأول، ويقبل الثاني.
قال الحاكم: " الداعي إلى البدعة لا يكتب عنه ولا كرامة؛ لإجماع جماعة من أئمة المسلمين على تركه " (877).
هذا منقول عن عبد الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين (878).
قال نعيم بن حماد: سمعت ابن المبارك وقيل له: تركت عمرو بن عبيد وتحدث عن هشام الدستوائي وسعيد وفلان، وهم كانوا في عداده، قال: " إن عمراً كان يدعو " (879).
كما روى نعيم، قال: قلت لا بن المبارك: لأي شيء تركوا عمرو بن عبيد؟ قال: " إن عمراً كان يدعو " يعني إلى القدر (880).
وقال عبد الرحمن بن مهدي: " من رأى رأياً ولم يدع إليه احتمل، ومن رأى رأياً ودعا إليه فقد استحق الترك " (881).
وقال: " ثلاثة لا يحمل عنهم: الرجل المتهم بالكذب، والرجل الكثير الوهم والغلط، ورجل صاحب الهوى يدعو إلى بدعة " (882).
وقال محمد بن عبد العزيز الأبيوردي (من أصحاب أحمد) " سألت أحمد بن حنبل: أيكتب عن المرجئ والقدري؟ قال: " نعم، يكتب عنه إذا لم يكن داعياً " (883).
وكذلك قال أبو داود السجستاني: قلت لأحمد بن حنبل: يكتب عن القدري؟ قال: " إذا لم يكن داعياً " (884).
¥(44/65)
وقال أبو بكر المروذي: " كان أبو عبد الله (يعني أحمد) يحدث عن المرجئ إذا لم يكن داعية أو مخاصماً " (885).
وقال جعفر بن محمد بن أبان الحراني: قلت لأحمد بن حنبل: فنكتب عن المرجئ والقدري وغيرهما من أهل الأهواء؟ قال: " نعم، إذا لم يكن يدعو إليه ويكثر الكلام فيه، فأما إذا كان داعياً فلا " (886).
وسئل أحمد بن حنبل: عمن يكتب العلم؟ فقال: " عن الناس كلهم، إلا عن ثلاثة: صاحب هوى يدعو الناس إليه، أو كذاب، فإنه لا يكتب عنه قليل ولا كثير، أو عن رجل يغلط فيرد عليه فلا يقبل " (887).
قلت: عبارات أحمد في ذلك جاءت بالتشديد في أمر الداعية، في الكتابة عنه، وليس في تخريج حديثه مطلقاً، والفرق بين الصورتين: أنه عرف من منهج أحمد التشديد على المخالفين في الأصول، والكتابة عن أحدهم تحسين لأمره عند من لا يعرفه، وتغريد للناس به، فكان يشدد في أمر هؤلاء تنفيراً للناس عنهم، وهذا إنما يؤثر في حق الأحياء يقصد الراوي أن يحمل عن أحدهم الحديث، أما الأموات الذين لم يعرف الناس من أمرهم إلا ما خلفوه من علم أو رواية، فهؤلاء خرج أحمد من حديثهم الكثير في كتبه، من شتى طوائف أهل القبلة، وفيهم من كان غالياً، ولا يبعد أن يكون داعية.
ولذا قال إبراهيم الحربي: قيل لأحمد بن حنبل: في حديثك أسماء قوم من القدرية، فقال: " هو ذا نحن نحدث عن القدرية " (888).
وقال عباس الدوري: سمعت يحيى (يعني ابن معين) يقول: " ما كتبت عن عباد بن صهيب "، قلت: هكذا تقول في كل داعية: لا يكتب حديثه إن كان قدرياً أو رافضياً أو غير ذلك من أهل الأهواء من هو داعية؟ قال: " لا يكتب عنهم، إلا أن يكونوا ممن يظن به ذلك ولا يدعوا إليه، كهشام الدستوائي وغيره ممن يرى القدر ولا يدعو إليه " (889).
وقال أحمد بن محمد الحضرمي: سألت يحيى بن معين عن عمرو بن عبيد؟ فقال: " لا تكتب حديثه "، فقلت له: كان يكذب؟ فقال: " كان داعية إلى دينه "، فقلت له: فلم وثقت قتادة وسعيد بن أبي عروبة وسلام بن مسكين؟ فقال: " كانوا يصدقون في حديثهم، ولم يكونوا يدعون إلى بدعة " (890).
وقال ابن حبان: " والدعاة يجب مجانبة رواياتهم على الأحوال، فمن انتحل نحلة بدعة ولم يدع إليها، وكان متقناً، كان جائز الشهادة، محتجاً بروايته " (891).
وقال: " الاحتياط ترك رواية الأئمة الداعين منهم، والاحتجاج بالرواة الثقات منهم " (892).
ويبين الحافظ الخطيب السبب في هذا المذهب، فيقول: " إنما منعوا أن يكتب عن الدعاة؛ خوفاً أن تحملهم الدعوة إلى البدعة والترغيب فيه على وضع ما يحسنها " (893).
قلت: وهذا تعليل معتبر في حل راو لم يعرف بالصدق، أما من ثبت صدقه وعرفت أمانته، وكان يذهب إلى شيء من تلك المذاهب بتأويل، وكان ينتصر إلى مذهبه ذلك، فهذا مراد كذلك في قول هؤلاء الأئمة، لكن لا يتنزل عليه تعليل الخطيب.
والذي يتحرر من إمعان النظر في هذا المذهب أنه مذهب نظري اليوم في شأن رواة الحديث، وذلك أن أمر الدعوة إلى البدعة مما لا يمكن حصره وضبطه، والكلام في رواة الحديث فد فرغ منه، وصارت العمدة في معرفة أحوال الرواة على ما بلغنا من أخبارهم، والمتأمل يجد في تلك الأخبار وصف عدد غير قليل من الرواة بالبدعة، لكن يندر فيهم من يمكن القول: إنه كان داعية، نعم؛ وصف طائفة بالغلو، إلا أنه لا يعني بالضرورة كون الموصوف بذلك داعية إليها.
المذهب الرابع: عدم اعتبار البدعة جرحاً مسقطاً لحديث الراوي، لما تقوم عليه من التأويل، وإنما العبرة بالحفظ والإتقان والصدق، والسلامة من الفسق والكذب.
وعلى هذا في التحقيق يتنزل مذهب من ذهب من كبار الأئمة إلى أن البدعة لا تمنع قبول حديثهم، إلا من كان يستحل الكذب.
وهذا هو منقول من مذهب أبي حنيفة وصاحبه أبي يوسف وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، والشافعي (894).
قال سفيان بن عيينة: " حدثنا عبد الملك بن أعين، وكان شيعياً، وكان عندنا رافضياً صاحب رأي " (895).
¥(44/66)
قال ابن دقيق العيد: " والذي تقرر عندنا: أنه لا تعتبر المذاهب في الرواية، إذ لا نكفر أحداً من أهل القبلة إلا بإنكار متواتر من الشريعة، فإذا اعتقدنا ذلك، وانضم إليه التقوى والورع والضبط والخوف من الله تعالى، فقد حصل معتمد الرواية " (896).
وهو قول يحيى بن سعيد القطان، وعلي بن المديني، ومحمد بن عمار الموصلي، وإليه مال الخطيب البغدادي (897).
قال علي بن المديني: قلت ليحيى (يعني القطان) " إن عبد الرحمن (يعني ابن مهدي) يقول: اترك من كان رأساً في البدعة يدعو إليها، قال: " كيف نصنع بقتادة وابن أبي رواد وعمر بن ذر؟! " وذكر قوماً، قال يحيى: " إن ترك هذا الصنف ترك ناساً كثيراً " (898).
قلت: يرد يحيى مذهب ابن مهدي، بل مقتضى قوله أن يكون من سماهم ممن يندرج تحت رأي ابن مهدي، وهو يحل الاستشكال الذي نراه: ما هو حد الداعية من غيره؟ فهذا يحيى القطان يرى قتادة ومن ذكره معه من الدعاة، وإلا لما صح له الاستدراك على ابن مهدي بذكرهم، وهم من ثقات الناس ومتقنيهم وعليهم مدار كثير من الحديث.
يقابله ما نقله محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: قلت لعلي بن عبد الله المديني: يا أبا الحسن، إن يحيى بن معين ذكر لنا: أن مشايخ من البصريين كانوا يمرمون بالقدر، إلا أنهم لا يدعون إليه، ولا يأتون في حديثهم بشيء منكر، منهم: قتادة، وهشام صاحب الدستوائي، وسعيد بن أبي عروبة، وأبو هلال، وعبد الوارث، وسلام (899)، كانوا ثقات، يكتب حديثهم، فماتوا وهم يرون القدر، ولم يرجعوا عنه، فقال لي علي، رحمه الله: " أبو زكريا كذا كان يقول عندنا، إلا أن أصحابنا ذكروا أن هشام الدستوائي رجع قبل موته، ولم يصح ذلك عندنا " (900).
قلت: ففي هذا نفي أن يكون قتادة داعية إلى بدعته، لكن فيه تثبيت أن جميع هؤلاء كانوا يذكرون بالبدعة، ويحيى اعتبر في ثقتهم أمرين: عدم الدعوة إلى البدعة، مع الحفظ والإتقان.
وهذا عبد الرحمن بن مهدي قد ترك بعض الرواة لأجل البدعة، ثم حدث عنهم قبل موته:
فقد قال ابن أخته الحافظ أبو بكر بن أبي الأسود: كان خالي عبد الرحمن بن مهدي يترك الحديث عن الحسن بن أبي جعفر الجفري وعثمان بن صهيب وغيرهما من أهل القدر؛ للمذهب، والضعف، فلما كن بأخرة حدث عنهم، وخرجهم في تصانيفه، فقلت: يا خال، أليس قد كنت أمسكت عن الرواية عن هؤلاء؟ فقال: " نعم، لكن خفت أن يخاصموني بين يدي ربي فيقولون: يا رب، سل عبد الرحمن: لم أسقط عدالتنا؟ " (901).
وقد سئل الحافظ محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي عن (علي بن غراب)، فقال: " كان صاحب حديث بصيراً به " فقيل له: أليس هو ضعيفاً؟ قال: " إنه كان يتشيع، ولست أنا بتارك الرواية عن رجل صاحب حديث يبصر الحديث بعد أن لا يكون كذوباً للتشيع أو القدر، ولست براو عن رجل لا يبصر الحديث ولا يعقله ولو كان أفضل من فتح _ يعني الموصلي _ " (902).
وسئل الحافظ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الأخرم عن (الفضل بن محمد الشعراني)، فقال: " صدوق في الروية، إلا أنه كان من الغالين في التشيع " قيل له: فقد حدثت عنه في " الصحيح " فقال: " لأن كتاب أستاذي ملآن من حديث الشيعة " يعني مسلم بن الحجاج (903).
وفي " صحيح البخاري " عن جمع كبير من المنسوبين إلى البدع.
فهؤلاء الأعيان قدوة الناس في هذا الفن، وممن إليهم المرجع فيه.
وقال ابن حزم: " من أقدم على ما يعتقده حلالاً، فما لم يقم عليه في تحريمه حجة، فهو معذور مأجور وإن كان مخطئاً، وأهل الأهواء معتزليهم ومرجئيهم وزيديهم وإباضيهم بهذه الصفة، إلا من أخرجه هواه عن الإسلام إلى كفر متفق على أنه كفر، أو من قامت عليه حجة من نص أو إجماع فتمادى ولم يرجع فهو فاسق " (904).
قلت: ومن أمثلة ما يتنزل عليه هذا المذهب وهم ثقات محتج بهم:
1 _ عبد الله بن أبي نجيح.
قال علي بن المديني: " أما الحديث فهو فيه ثقة، وأما الرأي فكان قدرياً معتزلياً " (905).
وقال يحيى بن معين: " كان ابن أبي نجيح من رؤساء الدعاة " (906).
2 _ خالد بن مخلد.
قال الجوزجاني: " كان شتاماً معلناً بسوء مذهبه " (907).
3 _ سالم بن عجلان الأفطس:
¥(44/67)
قال الجوزجاني: " كان يخاصم في الإرجاء، داعية، وهو متماسك " (908).
4 _ عبد الرحمن بن صالح الأزدي.
قال يعقوب بن يوسف المطوعي (وكان ثقة): كان عبد الرحمن بن صالح الأزدي رافضياً، وكان يغشى أحمد بن حنبل، فيقربه ويدنيه، فقيل له: يا أبا عبد الله، عبد الرحمن رافضي، فقال: " سبحان الله! رجل أحب قوما من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم نقول له: لا تحبهم؟! هو ثقة " (909).
وكان يحيى بن معين يعلم تشيعه، بل نعته بذلك، ومع فقد كتب حديثه وروى عنه، ووثقه، وكذلك وثقه غيره (910).
مع أن أبا داود السجستاني قال: " لم أر أن أكتب عنه، وضع كتاب مثالب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم " (911).
5 _ عمران بن حطان.
قال أبو داود السجستاني: " ليس في أهل الأهواء أصح حديثاً من الخوارج " ثم ذكر عمران بن حطان، وأبا حسان الأعرج (912).
6 _ عباد بن يعقوب الرواجني.
وشأنه في الغلو في الرفض والدعوة إليه مشهور، ومن أبينه ما حكاه الثقة المتقن القاسم بن زكريا المطرز، قال:
وردت الكوفة، وكتبت عن شيوخها كلهم غير عباد بن يعقوب، فلما فرغت ممن سواه دخلت عليه، وكان يمتحن من يسمع منه، فقال لي: من حفر البحر؟ فقلت: الله خلق البحر، فقال: هو كذلك، ولكن من حفره، فقلت: يذكر الشيخ، فقال: حفره علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، ثم قال: من أجراه؟ فقلت: الله، مجري الأنهار، ومنبع العيون، فقال: هو كذلك، ولكن من أجرى البحر؟ فقلت: يفيدني الشيخ، فقال: أجراه الحسين بن علي، (وذكر تمام القصة) (913).
وجاء أنه كان يشتم عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وقال ابن حبان: " كان رافضياً داعية إلى الرفض " (914).
قلت: ومع ذلك فخرج حديثه البخاري في " الصحيح "، وحكم بثقته غير واحد.
7 _ الحسين بن الحسن الأشقر.
قال ابن الجنيد عن يحيى بن معين: " كان من الشيعة المغلية الكبار "، قلت: فكيف حديثه؟ قال: " لا بأس به "، قلت: صدوق؟ قال: " نعم، كتبت عنه " (915).
قلت: فهذه المناهج لهؤلاء الأعلام من أئمة الحديث صريحة في عدم الاعتداد بالبدعة قادحاً في العدالة، ومن أجل هذا جرت ألفاظهم بالتعديل لهؤلاء الرواة مع ما عرفوا به من البدعة.
والتأويل بالبدع أوسع منه في المعاصي؛ لأن وجه المخالفة بها للشرع خفي، فإذا كنا عذرنا بالمخالفة تأويلاً في المنهيات الصريحة في الشرع كقتل المسلم، كالذي حصل بين الصحابة، فالعذر فيما كان وجه المخالفة في خفياً أولى، وإنما تكون العبرة بالصدق والإتقان، فإذا ثبت فحديثه مقبول.
قال ابن جرير الطبري: " لو كان كل من ادعي عليه مذهب من المذاهب الرديئة ثبت عليه ما ادعي به، وسقطت عدالته وبطلت شهادته بذلك؛ للزم ترك أكثر محدثي الأمصار؛ لأنه ما منهم إلا وقد نسبه قوم إلى ما يرغب به عنه " (916).
قلت: وإنما يخرج من هذا التأصيل: من كان من الرواة طعن عليه لبدعته وحديثه جيمعاً، فهذا مجروح من أجل حديثه، وذلك مثل: جابر الجعفي، وعمرو بن عبيد البصري.
قال سفيان بن عيينة: " كان الناس يحملون عن جابر قبل أن يظهر ما أظهر، فلما أظهر ما أظهر اتهمه الناس في حديثه، وتركه بعض الناس " فقيل له: " وما أظهر؟ قال: " الإيمان بالرجعة " (917).
قلت: فكأن سفيان جعل اتهامه في حديثه من أجل بدعته، والواقع أنه لا تلازم بينهما، لجواز أن يكون صاحب بدعة صدوقاً، كما تقدمت له أمثلة، وإنما المعنى أنه بعدما ظهرت منه هذه العقيدة ظهر منه في روايته ما اتهم فيه.
وكذلك القول في عمر بن عبيد، مع ظهور الفسق وضعف التأويل في بعض ما جاء عنه، فقد تكلم بما لا يحتمل (918).
ولا ريبة أن كثير من أهل البدع نصروا مذاهبهم برواية النكرات إسناداً ومتناً، وجماعات منهم عرفوا بوضع الحديث لأجل ذلك.
وهو المعنى الذي خافه من شدد فرد أحاديث أهل البدع.
لكن مادامت الخشية محصورة في كون صاحب البدعة قد تدفعه بدعته إلى المجيء بالمنكرات من الروايات نصرة لتلك البدعة، فالأمر إذاً عائد إلى القول في روايته، فإذاً تحرر لنا صدقه، وسلامة روايته من النكارة، فقد ذهب المحذور.
فمن قال من المتأخرين: إذا روى صاحب البدعة ما تعتضد به بدعته رد، وإن روى غير ذلك قبل.
¥(44/68)
فهذا مذهب وإن تداولته كتب علوم الحديث فليس صواباً؛ لأن قبول روايته حيث قبلناها فإنما حصل لأجل كونه بريئاً من الكذب معروفاً بالصدق والأمانة، فإذا صرنا إلى رد حديثه عند روايته ما تعتضد به بدعته فقد اتهمناه، وهذا تناقض، مع ملاحظته أن من ذهب مذهباً كان أحرص من غيره على حفظ ما يقوي مذهبه، فينبغي أن يقال: حفظ وأتقن؛ لأن داعية الإتقان متوفرة فيه، فيكون هذا مرجحاً لقبول تلك الرواية ما دام موصوفاً بالصدق.
وعلى مظنة أن تدعو البدعة إلى الكذب في الرواية من معروف بالصدق، فهذا لا ينحصر في البدعة، فإن الهوى يكون في غيرها أيضاً.
وأما إطلاق القول بتكذيب طائفة من أهل البدع على التعيين، كقول يزيد بن هارون: " لا يكتب عن الرافضة؛ فإنهم يكذبون " (919)، فهذا مما يجري على غالب من أدرك يزيد ورأى من هؤلاء، وأن يكون أراد غلاتهم، غير أن واقع الأمر أن طائفة من الرواة وصفوا من قبل بعض النقاد بالرفض، كانوا من أهل الصدق، روى الأئمة عنهم الحديث وأثنوا عليهم، كما مثلت هنا بجماعة منهم.
وخلاصة الفصل في هذا: أن ما قيل من مجانبة حديث المبتدع، ففيه اعتبار الزمان الذي كانت الرواية فيه قائمة، ومرجع الناس إلى نقلة الأخبار في الأمصار، وما كان قد حصر يومئذ بيان أحوال الرواة، أما بعد أن أقام الله بأهل هذا الشأن القسطاس المستقيم (علم الجرح والتعديل) فميزوا أهل الصدق من غيرهم، وفضح الله بهذا العلم خلائق من أهل الأهواء والبدع وافتضحوا بالكذب في الحديث، فأسقطهم الله، كما أصاب الهوى بعض متعصبة السنة، فوقعوا في الكذب في الحديث كذلك، وهو وإن كانوا أقل عدداً من أصحاب البدع، إلا أنهم شاركوهم في داعية الهوى والعصبية، وقابل هؤلاء وأولئك من ثبت له وصف الصدق من الفريقين، فأثبت أئمة الشأن له ذلك، فلا يكون في التحقيق وصف من وصفوة بالصدق إلا من أجل ما روى.
انتهى
واعتذر على الاطالة لكني رايته انه من المفيد نقله
وفقكم الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 06 - 05, 02:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن
(عباد بن يعقوب) هذا لما عرف الائمة غلوه تركوه ومن لم يعلم بالغلو فهو معذور ولايقال بان الائمة الذين خرجوا لعباد عرفوا الغلو الذي وقع فيه وخرجوا له
بل رب انهم ما عرفوعنه الا التشيع اليسير أو حتى التشيع عموما
ولكن لم يعرفوه بالغلو في الرفض
بدليل قصة ابن خزيمة - رحمه الله
ـ[الفهدي1]ــــــــ[22 - 06 - 05, 02:59 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
ولكني لم أجد إجابة دقيقة على سؤالي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 06 - 05, 03:16 ص]ـ
عبد الرحمن بن صالح الأزدي.
(مع أن أبا داود السجستاني قال: " لم أر أن أكتب عنه، وضع كتاب مثالب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ")
لو عرف الإمام أحمد انه وضع كتاب مثالب لما قربه
ـ[أبو محمد الحراني]ــــــــ[22 - 06 - 05, 09:28 ص]ـ
تم تحرير المشاركة وإيقاف العضو.
ـ[الفهدي1]ــــــــ[22 - 06 - 05, 05:52 م]ـ
السلام عليكم
أخي المشرف بارك الله فيك
أنا لم أقصد عن الراوي الرافضي، بل قصدت عن المتهم بالتشيع كالحاكم وعبدالرزاق الصنعاني
فهل إذا وجدت في كتابهم رواية في فضل علي رضي الله عنه منكرة أقول هذا الحديث يرد لأن الذي رواه عبدالرزاق الصنعاني وهو شيعي والرواية في تقوية بدعته، هل أقولهذا رأسا دون النظر إلى الإسناد؟
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[23 - 06 - 05, 09:56 ص]ـ
قال العلامة المعلمي رحمه الله في كلام رصين متين ( ... وحكى بعضهم أنه إذا روى ما فيه تقوية لبدعته لم يؤخذ عنه، ولا ريب أن ذلك المروي إذا حكم أهل العلم ببطلانه فلا حاجة إلى روايته إلا لبيان حاله، ثم إن اقتضى جرح صاحبه بأن ترجح أنه تعمد الكذب أو أنه متهم بالكذب عند أئمة الحديث سقط صاحبه البتة فلا يؤخذ عنه ذاك ولا غيره، وإذا ترجح أنه أنما أخطأ فلا وجه لمؤاخذته بالخطأ، وإن ترجح صحة ذلك المروي فلا وجه لعدم أخذه، نعم قد تدعو المصلحة إلى عدم روايته حيث يخشى أن يغير بعض السامعين بظاهرة فيقع في البدعة، قرأت في جزء قديم من (ثقات العجلي) ما لفظه ((موسى الجهني قال جاءني عمرو بن قيس الملائي وسفيان الثوري فقال: لا تحدث بهذا الحديث بالكوفة أن النبي عليه السلام قال لعلي ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى)) كان في الكوفة
¥(44/69)
جماعة يغلون بالتشيع ويدعون إلى الغلو فكره عمرو بن قيس وسفيان أن يسمعوا هذا الحديث فيحملوه على ما يوافق غلوهم فيشتد شرهم.
وقد يمنع العالم طلبة الحديث عن أخذ مثل هذا الحديث لعلمه إنهم أخذوه ربما رووه حيث لا ينبغي أن يروي، لكن هذا لا يختص بالمبتدع، وموسى الجهني ثقة فاضل ينسب إلى بدعة.
هذا وأول من نسب إليه هذا القول إبراهيم بن يعقوب الجوؤجاني وكان هو نفسه مبتدعاً منحرفاً عن أمير المؤمنين علي متشدداً في الطعن على المتشيعين كما يأتي في القاعدة الآتية، ففي (فتح المغيث) ص142، ((بل قال شيخنا إنه قد نص هذا القيد في المسألة الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني شيخ النسائي فقال في مقدمة كتابه في الجرح والتعديل: ومنهم زائغ عن الحق، وصدوق اللهجة، قد جرى في الناس حديثه، لكنه مخذول في بدعته، مأمون في روايته، فهؤلاء ليس فيهم حيلة إلا أن يؤخذ من حديثهم ما يعرف وليس بمنكر إذا لم تقو به بدعتهم فيتهمونه بذلك)).
والجوزجاني فيه نصب، وهو مولع بالطعن في المتشيعين كما مر، ويظهر أنه إنما يرمي بكلامه هذا إليهم، فإن في الكوفيين الكنسوبين إلى التشيع جماعة أجلة اتفق أئمة السنة على توثيقه وحسن الثناء عليهم وقبول روايتهم وتفضيلهم على كثير من الثقات الذين لم ينسبوا إلى التشيع حتى قيل لشعبة: حدثنا عن ثقات أصحاب، فقال: إن حدثتكم عن ثقات أصحابي فإنما أحدثكم عن نفر يسير من هذه الشيعة، الحكم بن عتيبة وسلمة بن كهيل وحبيب بن أبي ثابت ومنصور. راجع تراجم هؤلاء في ((تهذيب التهذيب)) فكأن الجوزجاني لما علم أنه لا سبيل إلى الطعن في هؤلاء وأمثالهم مطلقاً حاول أن يتخلص مما يكرهه من مروياتهم وهو ما يتعلق بفضائل أهل البيت، وعبارته المذكورة تعطي أن المبتدع الصادق اللهجة المأمون في الرواية المقبول حديثه عند أهل السنة إذا روى حديثاً معروفاً عند أهل السنة غير منكر عندهم إلا أنه مما قد تقوى به بدعته فإنه لا يؤخذ وأنه يتهم. فأما اختيار أن لا يؤخذ فله وجه رعاية للمصلحة كما مر، وأما أنه يتهم فلا يظهر له وجه بعد اجتماع تلك الشرائط إلا أن يكون المراد أنه قد يتهمه من عرف بدعته ولم يعرف صدقه وأمانته ولم يعرف أن ذاك الحديث معروف غير منكر فيسيء الظن به بمروياته ولا يبعد من الجوزجاني أن يصانع عما في نفسه بإظهار أنه أنما يحاول هذا المعنى فبهذا تستقيم عبارته، أما الحافظ ابن حجر ففهم منها معنى آخر، قال في (النخبة وشرحها): ((الأكثر على قبول غير الداعية إلا أن ما يقوي مذهبه فيرد على المذهب المختار، وبه صرح الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني شيخ أبي داود والنسائي)) وسيأتي الكلام معه إن شاء الله تعالى. ولابن قتيبة في كتاب (تأويل مختلف الحديث) كلام حاصله أن المبتدع الصادق المقبول لا يقبل منه ما يقوي بدعته، ويقبل منه ما عدا ذلك قال: ((وإنما يمنع من قبول قول الصادق فيما وافق نحلته وشاكل هواه أن نفسه تريه أن الحق فيما اعتقده وأن القربة إلى الله عز وجل في تثبيته بكل وجه، ولا يؤمن مع ذلك التحريف والزيادة والنقص)) كذا قال، واحتج بأن شهادة العدل لا تقبل لنفسه وأصله وفرعه، وقد مر الجواب عن ذلك، ولا أدري كيف ينعت بالصادق من لا يؤمن منه تعمد التحريف والزيادة والنقص؟ وإنما يستحق النعت بالصادق من يوثق بتقواه وبأنه مهما التبس عليه من الحق فلن يلتبس عليه أن الكذب بأي وجه كان مناف للتقوى، مجانب للإيمان .... )
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 06 - 05, 10:07 ص]ـ
كلام المعلمي فيه نظر وقد رجع عن أكثر المنقول، وتفصيل ذلك يطول، وقد نوقش الموضوع من قبل. ولتراجع ملاحظات الأخ الباحث ابن وهب فهي قيمة.
وهذا جزء من بحث طويل موجود في موقعي:
التشيّع
أكثر العلماء لا يرون رد الحديث لمجرد التشيع فيما لا ينصر تلك البدعة. والمقصود بالتشيع هو تفضيل علي على عثمان –رضي الله عنهما–. والغلو في التشيّع يكون بتفضيل علي على أبي بكر وعمر كذلك. وهذا ينطبق على الزيدية، أما الإثني عشرية فهم رافضة بدعتهم مغلّظة. وكان التشيع مذهب غالب أهل الكوفة، ثم انتشر إلى سائر العراق، ثم إلى كثير من البلدان الأخرى.
¥(44/70)
وكان الإمام أبو حنيفة يرى عدم جواز الرواية عن الشيعة الغلاة على الإطلاق. وقد نقل الخطيب في "الكفاية" (1|126): قال ابن المبارك: سأل أبو عصمة أبا حنيفة: «ممن تأمرني أن أسمع الآثار؟». قال: «من كُلِّ عَدلٍ في هواه، إلا الشيعة –فإن أصل عقدهم تضليل أصحاب محمد ?– ومن أتى السلطان طائعاُ. أما إني لا أقول أنهم يكذبونهم أو يأمرونهم بما لا ينبغي، ولكن وطَّأوا لهم حتى انقادت العامة بهم. فهذان لا ينبغي أن يكونا من أئمة المسلمين».
قال الذهبي في "ميزان الاعتدال في نقد الرجال" (1|118): «لقائِلٍ أن يقول: كيف ساغ توثيق مبتدع، وَ حَدُّ الثقةِ العدالةُ والإتقان. فكيف يكون عَدلاً من هو صاحب بدعة؟ وجوابه أن البدعة على ضربين: فبدعة صُغرى كغلو التشيع، أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرّف. فهذا كثيرٌ في التابعين وتابعيهم، مع الدِّين والورَعِ والصِّدق. فلو رُدَّ حديثُ هؤلاء، لذهب جملةً من الآثار النبوية. وهذه مفسدةٌ بيِّنة. ثم بدعةٌ كبرى كالرفض الكامل، والغلوّ فيه، والحطّ على أبي بكر وعمر –رضي الله عنهما–، والدعاء إلى ذلك. فهذا النوع لا يُحتجّ بهم ولا كرامة. وأيضاً فما أستَحضِرُ الآن في هذا الضّربِ رجُلاً صادِقاً ولا مأموناً. بل الكذِبُ شعارُهم، والتقيّة والنّفاق دثارُهم. فكيف يُقبلُ نقلُ من هذا حاله؟! حاشا وكلاّ. فالشيعي الغالي في زمان السلف وعُرفِهِم: هو من تكلَّم في عُثمان والزّبير وطلحة ومعاوية وطائفةٍ ممن حارب علياً ?، وتعرَّض لسبِّهم. والغالي في زماننا وعُرفنا، هو الذي يُكفِّر هؤلاء السادة، ويتبرَّأ من الشيخين أيضاً. فهذا ضالٌّ مُعَثّر».
واحتجّ خصومنا بأن عدداً من العلماء قد احتج بعبد الرزاق وهو ثقة ثبت شيعي. ويدل على ذلك ما رواه أبو بكر بن أبى خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين و قيل له: «إن أحمد بن حنبل قال: إن عبيد الله بن موسى يُرَدُّ حديثُه للتشيع». فقال: «كان والله الذي لا إله إلا هو عبد الرزاق أغلى في ذلك منه مئة ضعف. و لقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف أضعاف ما سمعت من عبيد الله».
قلنا: ولكن عبد الرزاق لم يكن من الشيعة الغلاة، وغاية الأمر أنه يفضّل علياً على عثمان ويُعرّض بمعاوية (وهذا أقل من السب). ويدلك على ذلك قوله بنفسه: «واللهِ ما انشرح صدري قط أن أُفَضِّلَ عليّاً على أبي بكر و عمر. رحم الله أبا بكر و رحم الله عمر و رحم الله عثمان و رحم الله علياً. من لم يحبّهم فما هو مؤمن». و قال: «أوثق عملي حبي إياهم». و قال: «أُفَضِّلُ الشيخين بتفضيل علي إيّاهُما على نفسه. و لو لم يفضِّلهما لم أفضّلهما. كفى بي آزرا أن أُحِبَّ عليّاً ثم أخالف قوله». قال أبو داود: «و كان عبد الرزاق يُعَرِّضُ بمُعاوية».
ورغم أنه لم يكن من الغلاة كما ترى، فإن أهل الحديث أعرضوا عما يرويه في الفضائل مع إقرارهم بصدقه. قال ابن عدي: «و لم يروا بحديثه بأساً، إلا أنهم نسبوه إلى التَّشيُّع. و قد روى أحاديث في الفضائل مما لا يوافِقه عليه أحدٌ من الثقات، فهذا أعظم ما ذَمّوه من روايته لهذه الأحاديث، و لما رواه في مثالِبِ غيرهم». فهذا حجةً لنا لا لهُم.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[23 - 06 - 05, 10:12 ص]ـ
فليراجع مبحث (رواية المبتدع) في كتاب التنكيل للعلامة المعلمي فهو مبحث نفيس قل أن تجد مثله في هذا العصر.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[23 - 06 - 05, 10:18 ص]ـ
هذه روابط مهمة حول الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28596
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[23 - 06 - 05, 10:28 ص]ـ
سبق أن رددنا على الأخ الأمين مراراًوتكراراً
ومنها هذا الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5044
إتحاف الأمين في الرد على الأخ الأمين
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد:
فهذه ملاحظات يسيرة على كلام الأخ الفاضل محمد الأمين في مبحثه (رواية المبتدع) سوف أذكرها باختصار وأرجو من الأخ الفاضل أن يتحملني قليلاً كعادته دائما! وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
الملاحظة الأولى:-
¥(44/71)
1 - أولاً: مسألة التشيع لابد أن نعلم أن هناك فرقا كبيراً بين التشيع والرفض وكثير من محدثي الكوفة هم من الشيعة المفضلة وأمرهم سهل ويسير وعد ذلك بدعة فيه نظر كبير عندي! فضلاً عن عد صاحبه مبتدعا! وسبق أن نقلنا كلام الذهبي وابن تيمية وغيرهم في هذه المسألة ولابأس أن نعيدها مرة أخرى
نحن نعلم أن أهل الحديث لهم عدة أقوال في هذه المسألة فمنهم من يرى التوقيف على أبي بكر وعمر وهذا مذهب جماعة من أهل الحديث منهم الثوري في رواية عنه ومذهب يحي بن سعيد القطان كما قال ذلك ابن معين في رواية أبي خالد الدقاق
قال: أبو زكريا: قال يحي بن سعيد: كان رأي سفيان الثوري أبوبكر وعمر ثم يقف قال يحي بن معين وهو رأي يحي بن سعيد القطان
وقال يحي بن سعيد الأنصاري: أدركت أصحاب النبي والتابعين ما كانوا يختلفون في أبي بكر وعمر وفضلهما قال:إنما كان الاختلاف في علي وعثمان)
وقال الإمام أحمد سألنا يزيد بن هارون عن أهل السنة ما تقول في علي وعثمان قال: فتكلم كأنه سوى بينهما وقال: إن فضل أحدهما على الآخر لم يعب.
وقول من قال بأن التشيع منتشر عند الكوفيين هو قول عام وهو من باب الكثرة لكن لايلزم أن يكون كل كوفي قد تشيع أو ترفض كما لايلزم أن كل شامي هو ناصبي أو كل بصري قدري
وتحقق ذلك في أفراد الكوفيين يحتاج إلى إثبات لأن هناك من الكوفيين لم يتشيع أمثال: طلحة بن مصرف اليامي وعبدالله بن إدريس الأودي وأبو وائل شقيق بن سلمة على خلاف في ذلك وزر بن حبيش قيل أنه كان فيه بعض الحمل على علي رضي الله عنه وهناك أيضا شمر بن عطية وثقه النسائي ولكنه عثماني غال كما قال الذهبي في الميزان وهناك قيس بن أبي حازم البجلي وهو كوفي جليل ولم تصح تهمته بالنصب فهو عثماني كما نقل ذلك ابن حجر عن يعقوب بن شيبة السدوسي و
ثانيا: التشيع المراد به هو التفضيل وليس هو السب والطعن وبينهما فرق واضح وظاهر
قال ابن تيمية رحمه الله: مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله عنهما بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر أيهما أفضل فقدم قوم عثمان وسكتوا أو ربعوا بعلي وقدم قوم عليا وقوم توقفوا لكن استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان ثم علي وإن كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من باب الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة 000الخ
قال الذهبي رحمه الله: ليس تفضيل علي (على عثمان) برفض ولا هو بدعة بل قد ذهب إليه خلق من الصحابة والتابعين فكل من علي وعثمان ذو فضل وسابقة 000ولكن جمهور الأمة على ترجيح عثمان وإليه نذهب والخطب في ذلك يسير 00الخ
قال الأعمش: أدركت أشياخنا زرا بن حبيش وأبا وائل فمنهم من عثمان أحب إليه من علي ومنهم من علي أحب إليه من عثمان وكانوا أشد شيء تحاباً وتواداً.
والكلام في مسألة التشيع يطول لكن حسبي ما نقلته عن ابن تيمية رحمه الله والذهبي
قال أحمد شاكر رحمه الله: والعبرة في الرواية بصدق الراوي وأمانته والثقة بدينه وخلقه والمتتبع لأحوال الرواة يرى كثيرا من أهل البدع موضعا للثقة والاطئنان وإن رووا ما يوافق رأيهم ويرى كثيرا منهم لايوثق بأي شيء يرويه 0000فلو رد حديث هؤلاء لذهبت جملة الآثار النبوية وهذه مفسدة بينة 000الخ
الباعث الحثيث. (95)
قلت: أكثر أحاديث فضائل آل البيت إنما جاءت عن طريق الكوفيين فهل نرد حديث هؤلاء الثقات الأثبات بدعوى أنهم شيعة؟! لاأظن أن أحدا يقول بذلك!
قال العجلي: كان طلحة بن مصرف وزبيد اليامي متواخيين وكان طلحة عثمانيا وكان زبيد علويا وكان طلحة يحرم النبيذوكان زيد يشرب ومات طلحة بن مصرف فأوصى إلى زبيد!! ز وهذا منصور بن المعتمر الكوفي رحمه الله رمي بالتشيع كما قال العجلي ولكن مع ذلك لم نجد أحدا قدح في صدقه وعدالته
قال الثوري: ما بالكوفة آمن على الحديث من منصور وقال أيضا: هؤلاء الأعين الذين لايشك فيهم وذكر منهم منصور بن المعتمر العابد الثقة
وقال أحمد: أثبت الناس في إبراهيم الحكم ثم منصور
قال العجلي: ثقة ثبت في الحديث كان أثبت أهل الكوفة لايختلف فيه أحد رجل صالح كان فيه تشيع قليل ولم يكن بغال 000الخ
¥(44/72)
قلت: فهل إذا روى منصور رواية في فضل أهل البيت نتوقف فيها بدعوى أنه شيعي؟! وكذلك أبو إسحاق السبيعي والأعمش والحكم وابن أبي ليلى وعدي ين ثابت وزبيد اليامي وعبثر بن القاسم وغيرهم كثير، لاأظن أن منصفا عارفا بالحديث يتوقف في رواية هؤلاء!!
قال المعلمي رحمه الله رداًعلى الجوزجاني: فإن في الكوفيين المنسوبين للتشيع جماعة أجلة اتفق أئمة أهل السنة على توثيقهم وحسن الثناء عليهم
قلت: ولم يفرق أهل الحديث المتقدمين في قبول رواية هؤلاء بين ما رووه في فضائل أهل البيت وما رووه في غيرهم بل قبلوا روايتهم من غير تفصيل حتى جاء الجوزجاني! وحصل الخلاف في تفسير كلامه وأظن أن الجوزجاني كان شديد العبارة لكنه لم يخالف من سبقه وقصد الجوزجاني رد أحاديث هؤلاء الثقات إذا كانت عن شيوخهم الضعفاء أو كانت غير متصلة الإسناد كأن يكون فيها انقطاع أو تدليس أو إرسال وما سوى ذلك فروايتهم مقبولةحتى لو كانت مؤيدة لبدعتهم في الظاهر والله أعلم
قال ابن حجر رحمه الله: فإن مذهب جماعة من أهل السنة أعني التوقف في تفضيل أحدهما على الآخر وإن كان الأكثر على تقديم عثمان بل كان جماعة من أهل السنة
وهذا شريك النخعي فيه تشيع خفيف قيل له: ماتقول فيمن يفضل علياً على أبي بكر؟ قال: إذا يفتضح يقول أخطأ المسلمون.)
وقيل له أرأيت من قال: لاأفضل أحدا قال: هذا أحمق أليس قد فضل أبو بكر وعمر!.
وقيل له: بلغنا أنك تنال من أبي بكر وعمر فقال شريك: والله ما أنتقص الزبير فكيف أنال من أبي بكر وعمر. فليس هناك تلازم بين التشيع والرفض الكامل المحض.
الملاحظة الثانية قال الأمين: (واحتجّ خصومنا بأن عدداً من العلماء قد احتج بعبد الرزاق وهو ثقة ثبت شيعي. ويدل على ذلك ما رواه أبو بكر بن أبى خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين و قيل له: «إن أحمد بن حنبل قال: إن عبيد الله بن موسى يُرَدُّ حديثُه للتشيع». فقال: «كان والله الذي لا إله إلا هو عبد الرزاق أغلى في ذلك منه مئة ضعف. و لقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف أضعاف ما سمعت من عبيد الله».
قلنا: ولكن عبد الرزاق لم يكن من الشيعة الغلاة، وغاية الأمر أنه يفضّل علياً على عثمان ويُعرّض بمعاوية (وهذا أقل من السب). ويدلك على ذلك قوله بنفسه: «واللهِ ما انشرح صدري قط أن أُفَضِّلَ عليّاً على أبي بكر و عمر. رحم الله أبا بكر و رحم الله عمر و رحم الله عثمان و رحم الله علياً. من لم يحبّهم فما هو مؤمن». و قال: «أوثق عملي حبي إياهم». و قال: «أُفَضِّلُ الشيخين بتفضيل علي إيّاهُما على نفسه. و لو لم يفضِّلهما لم أفضّلهما. كفى بي آزرا أن أُحِبَّ عليّاً ثم أخالف قوله». قال أبو داود: «و كان عبد الرزاق يُعَرِّضُ بمُعاوية».
قلت: العجيب أن الأخ الأمين في مشاركة سابقة له جعل عبدالرزاق بن همام من الرافضة وكذلك وكيع بن الجراح وقال كلاما شنيعا عليهما! رددنا عليه في وقتها وقام الأخ المشرف بحذف المشاركة للطرفين والآن يلين العبارة في عبد الرزا ق ويقول أنه لم يكن من الغلاة وهذا شيء طيب! يفرحنا كثيراً
وأما ما قيل في عبد الرزاق وروايته بعض الأحاديث المنكرة في الفضائل فنقول إن عبد الرزاق إمام محدث من كبار الحفاظ وثقه الأئمة كلهم إلا العباس العنبري وحده فتكلم فيه بكلام أفرط فيه ولم يوافقه أحد
وقال عنه أحمدبن حنبل: كامل الفقه في أصحاب الحديث وقال أيضاً: ما رأيت أحسن حديثا منه
وقال النسائي فيه نظر لمن كتب عنه بآخره كتبوا عنه أحاديث مناكير وقال أحمد من سمع منه بعدما عمي فليس بشيء وما كان في كتبه فهو صحيح وما ليس في كتبه فإنه كان يتلقن وقد احتج به الشيخان في جملة من سمع منه قبل الاختلاط.
مقدمة ابن حجر (440)
قال الذهبي:بل سائر الحفاظ وأئمة العلم يحتجون به إلا في تلك المناكير المعدودة في سعة ماروى. وقال عبدالله سألت أبي: عبد الرزاق يفرط في التشيع قال أما أنا فلم أسمع منه شيئا ولكن كان رجلا تعجبه أخبار الناس.
قلت: والخلاصة: أن الأصل في رواية عبد الرزاق هي القبول في الفضائل أو في غيرها إلا في الأحاديث المنكرة المعدودة سواء كانت في الفضائل أو غيرها وأغلب الروايات المنكرة هي من شيوخه أو من الرواة عنه أو مما رواها بعدما كبر
¥(44/73)
ولا يصلح أن نعمم ذلك على جميع الشيعة لأن عبد الرزاق له وضع خاص فضعف الأحاديث ليس بسبب التشيع كما هو واضح في ترجمته وتعميم ذلك على جميع الرواة الشيعة خطأ محض لاشك في ذلك ولا ريب
الملاحظة الثالثة: قال الأمين: (وقال علي بن المديني: قلتُ ليَحيى بن سعيد القطان: إن عبد الرحمن بن مهدي قال: «أنا أتركُ من أهل الحديث كلّ من كان رأساً في البِدعة». فضَحِكَ يحيى بن سعيد فقال: «كيفَ يَصنعُ بقتادة؟ كيف يَصنعُ بعمز بن ذر الهمذاني؟ كيف يصنع بابن أبي رواد (يقصد عبد العزيز وكان مرجئاً غير داعية)؟». وعَدَّ يحيى قوماً أمسكتُ عن ذِكرِهم. ثم قال يحيى: «إن ترَك عبد الرحمن هذا الضّرب، ترك كثيراً». ويبدو أن يحيى القطان قد غَفِل عن قول ابن مهدي «كان رأساً» أي داعية. فإن الأمثلة التي سردها القطان كانت لرواة ثقات غير دعاة لبدعتهم، فلا يعارض قوله قول ابن مهدي. بل إن ابن مهدي نفسه روى عن محمد00)
قلت: بل اعتراض يحي القطان في محله فإن عمر بن ذر الهمداني كان رأسا في الإرجاء فقد قال أبو داود: كان رأسا ً في الإرجاء وكان قد ذهب بصره. وقال ابن حجر: وعن يحي القطان ما يدل على أنه كان رأسا ً في الإرجاء. وتوفي فلم يشهده الثوري وكان ثقة كثير الحديث.
وقال يحي القطان:كان ابن أبي نجيح من رؤوس الدعاة (للقدر)
وهو أحد رواة الصحيحين وهو عبدالله بن أبي نجيح الإمام الثقة المفسر
قال أحمد بن حنبل: أصحاب ابن أبي نجيح قدرية كلهم ولم يكونوا أصحاب كلام.
الملاحظة الرابعة:: قال الأمين: (أو كان أعان? قتل عثمان ?ثم الناصبة قسمين: الناصبة اعتقدوا أن علياً عليه أو أقر بذلك، وعثمان خيرٌ من علي بلا أدنى ريب. فكان بغضهم له، ديانة بزعمهم. وهذه الطائفة لم تلبث قليلاً إلا وانقرضت. ثم انضم إلى النواصب من قُتِلَ أقاربه في حروب علي. فالنصب من هؤلاء دنيويٌّ، لا يكون إلا بدافِعٍ سياسي وردة فِعلٍ لغلوِّ الشيعة. فهو موقِفٌ شخصيٌّ لا ينسحب على بقية صفات المسلم. أما الشيعة الصحابة وأهل السنة فهي تبغض تديناً وعقيدةَ، وينسحب ذلك على صدقهم ونقلهم. وبهذا شرح ابن حجر سبب كثرة الصدق في النواصب، وكثرة الكذب في الروافض.)
قلت: ماقاله الأمين غير صحيح ففكر النواصب لم ينقرض وما يزال هناك بعض الناس! يرددون أفكار النواصب من ذلك مثلاً:
1 - أن بيعة علي بن أبي طالب غير شرعية
2 - أن علي بن أبي طالب كان سببا في مقتل عثمان رضي الله عنه
3 - أن عليا كان يتجرأ في الدماء وأنه كان السبب في معركة صفين وغيرها من المعارك وأنه هو الفئة الباغية التي وردت في حديث (ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعوهم إلى النار قال: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن) 1 وهذا لفظ البخاري)
قال ابن حجر رحمه الله: وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة وفضيلة ظاهرة لعلي وعمار ورد على النواصب الزاعمين أن علياً لم يكن مصيباً في حروبه.
4 - من ذلك تضعيف الأحاديث الواردة في فضل علي رضي الله عنه في الصحيحين بدعوى الرد على الرافضة! مع أن الإمام أحمد قال:ما روي في فضائل الصحابة بالأسانيد الحسان ما روي في فضائل علي مع قدم إسلامه.
5 - ورداً على كلام الأخ في قوله (فالنصب في هؤلاء دنيوي) نقول قبل أن يكون دنيويا فهو ديني لأن أكثر من حارب عليا من أهل الشام ما خرجوا إلا بناء على أن عليا كان يتستر على قتلة عثمان وأن بيعته غير شرعية!. قال ابن حجر: والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن عليا رضي الله عنه قتل عثمان أو كان أعان على ذلك فكان بغضهم له ديانة بزعمهم ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي.
الملاحظة الخامسة / قا ل الأمين: (: (وقال البدرُ العيني في "عمدة القاري" (22\ 13): «عمران بن حطان كان رئيس الخوارج بالأبيات?وشاعرَهم. وهو الذي مَدَح ابنَ مُلْجَم قاتِلَ علي بن أبي طالب المشهورة. فإن قلت: كان تركُهُ من الواجبات. وكيف يُقبَلُ قولُ من مَدَح قاتِلَ علي؟ قلتُ: قال بعضهم (يقصد ابن حجر): "إنما أخرج له البخاري على قاعدته، في? تخريج أحاديث المبتدع إذا كان صادق اللهجة متديّناً". قلت (القائل العيني): ليس للبخاري حجة في تخريج حديثه. ومسلمٌ لم يخرج حديث. ومن أين كان له صدقُ اللهجة، وقد أفحش في الكذب في مدحه ابنَ ملجم اللعين؟ والمتدين كيف
¥(44/74)
يفرح بقتل مثل علي بن حتى يَمدَحَ?أبي طالب)
قال السبكي ـ عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي ـ: ((فأخزى الله قائل هذه الأبيات، وأبعدَه، وقبّحه، ولعنه ما أجرأه على الله؛ ولقد أحسنَ وأجاد بكر بن حمّاد التاهرتي في معارضته بقوله ـ فرضي الله عنه وأرضاه حيث يقول ـ:
الملاحظة السادسة: قال الأمين: (واعترضوا بما أخرجه مسلم عن الأعمش (مدلّس) عن عديّ بن ثابت (قال الدراقطني:: «والذي فلق الحبّة وبرأ?رافضيٌّ غالٍ) عن زر قال: قال علي بن أبي طالب النسمة، إنّه لعهد النبي الأمّي إليّ أنّ لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق». وعدي بن ثابت رافضيٌ داعية من علماء الشيعة. وهو اعتراضٌ جيد لو اتفق الحفاظ على تصحيحه، لكنهم ما وافقوا مسلماً على تصحيح هذا الحديث، وقد انتقده الحافظ الدارقطني في "الإلزامات والتتبع" (#142). وقد بيّنا علل هذا الحديث في موضع آخر، وأطلنا في البحث جداً. وهو لا يصلح كاعتراض على ما أثبتناه من اتفاق السلف على النهي عن الرواية عن الشيعة الغلاة فيما يؤيد بدعتهم. والإمام مسلم يقر بذلك كما أوضح في مقدمته كما نقلناه قبل قليل. فإن أمر عدي بن ثابت قد يخفى عليه، إذا لم يصفه بالغلو كل من ترجم له. وحتى يستقيم لهم المثال لا بد أن يأتوا بإمام يصف راوياً بأنه شيعي غالٍ ثم يصحح حديثه فيما يؤيد بدعته. ودون ذلك خرط القتاد.)
وقال أيضاً: (وقد علمنا أن مذهب أهل الحديث أن لا يُروى عن المبتدع الغالي إذا كان داعية فيما ينصر مذهبه. ومع أنه ثقة غير متهَم، إلا أننا لا نستبعد عليه أن يرويه عن ضعيف عن زر ثم يدلسه. وعدي كوفيٌّ كذلك. وقد اتفق علماء الحديث على أن أكثر أهل الأرض تدليساً هم أهل الكوفة. قال يزيد بن هارون: «قدمت الكوفة، فما رأيت بها أحداً لا يدلس، إلا ما خلا مسعراً (أي مسعر بن كدام: ت155) وشريكاً (قلت: شريك كان يدلس كذلك)».
قلت:
1 - الأخ الأمين رجح أن رواية الرافضي الداعية يرد حديثه ويلزمه هنا أن يرد جميع مرويات عدي بن ثابت الأنصاري في الصحيحين لأنه رافضي يدعو إلى بدعته وهو متروك ولا أظنه يفعل ذلك! وهنا قيد ذلك بما ينصر بدعته وهذا تناقض منه! هداه الله فهل الرافضي الداعية يردحديثه على الإطلاق؟ أ م إذا كانت الرواية تؤيد بدعته؟!
2 - عدي بن ثابت أحد رواة الجماعة وهو ثقة لاشك في ذلك ولا ريب سواء كانت الرواية فيما تؤيد بدعته أم لا وأما رميه بالرفض ففيه نظر كبير عندي ولم أجد أحداً أطلق هذا على عدي بن ثابت سوى الدار قطني
من رواية أبي عبد الرحمن السلمي وأبو عبد الرحمن السلمي متكلم فيه ورواية البرقاني اقتصرت على قوله (ثقة) ولم يتطرق للرفض لا من قريب ولا من بعيد فهذه الرواية مخالفة لسائر الروايات والبرقاني أوثق من السلمي بمراحل!
وغاية ما شنعوا فيه على عدي أنه شيعي غال في التشيع ولم يمنعهم ذلك من توثيقه لصدقه وضبطه وعلى ذلك سائر أهل الحديث وعلى هذا جرى أصحاب الصحيح
وقال محقق (التهذيب):لم أجد له ذكراً في كتب الشيعة ولم أجد لهم عنه رواية في كتبهم المعتبرة فينظر في أمره!.
وقال الذهبي: عدي بن ثابت عالم الشيعة وقاصهم وصادقهم وإمام مسجدهم ولو كانت الشيعة مثله لقل شرهم.
3 - أما الحديث (إنه لعهد النبي الأمي إلي أنه لايحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق) فهو حديث صحيح أخرجه مسلم في الصحيح في كتاب الإيمان والترمذي في السنن وقال حسن صحيح (من أرفع درجات التصحيح) والنسائي وابن ماجه وأحمد في المسند والفضائل وأبو نعيم في الحلية وقال (صحيح متفق عليه)
جميعهم من طريق الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن علي قال:والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي إلي (لايحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق *)
قلت: والحديث صحيح لاريب فيه والأعمش مقل في التدليس ولا نتوقف عند تدليسه كثيراً وعدي ثقة لم يرمه أحد بالتدليس ولو رماه أحد بذلك لنقل إلينا والأصل هو عدم التدليس وهذا واضح جلي لكل منصف , وزر من أصحاب علي وهو ثقة معمر ورميه بالنصب لايصح
وأما ما قيل عن الدار قطني أنه ضعفه (الحديث) فلم يتبين لي ذلك غاية ما قاله هو: وأخرج مسلم حديث عدي بن ثابت:والذي فلق الحبة. ولم يخرجه البخاري.
¥(44/75)
فلو كان في الحديث علة لبينها كما تعقب الدار قطني كثيراً من الأحاديث في مسلم , وليس شرطا أن يخرج البخاري كل حديث أخرجه مسلم وكذلك ليس شرطا أن يمتنع مسلم من تخريج أي حديث لم يخرجه البخاري والعبرة بصحة الرواية
قال الشيخ مقبل: وهذا أيضا من الإلزامات لأن رجاله كلهم من رجال الشيخين.
4 - - قال الدار قطني في العلل: وسئل عن حديث زر عن علي قال: لايحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق إنه لعهد النبي الأمي. فقال: يرويه الأعمش عن عدي عن زر عن علي رواه أصحاب الأعمش عنه كذلك 00
والصحيح عن وكيع وغيره عن الأعمش عن عدي عن زر 00والصواب حديث عدي
قلت: فالدارقطني فيما يظهر لي لم يعل الحديث (المتن) وإنما أعل بعض الطرق وهذا وارد لكن القول بأن الدارقطني ضعف الحديث فيه نظر كبير عندي! والله أعلم
5 - أما متن الحديث فلا توجد فيه أي نكارة كما قد يتبادر إلى ذهن الأخ الفاضل الأمين وإليك كلام الذهبي رحمه الله قال: فمعناه أن حب علي من الإيمان وبغضه من النفاق فالإيمان ذو شعب وكذلك التفاق يتشعب
فلا يقول عاقل!!! أن مجرد حبه يصير الرجل به مؤمناً مطلقاً ولا مجرد بغضه يصير به الموحد منافقا ً خالصاً فمن أحبه وأبغض أبا بكر كان في منزلة من أبغضه وأحب أبابكر فبغضهما ضلال ونفاق وحبهما هدى وإيمان
قال ابن حجر: والذي ورد في حق علي ورد مثله في حق الأنصار وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاقه وبالعكس فكذا يقال في حق علي 000الخ
--------------------------------------------------------------------------------------- - رواية الدقاق عن يحي (29)
رواية الدقاق عن يحي (29)
الثقات للعجلي (1/ 625)
العقيدة الواسطية
- السير (4/ 166)
تاريخ بغداد (9/ 270)
الثقات (280)
تهذيب التهذيب (4/ 160)
لسان الميزان (1/ 78)
مسند علي بن الجعد (2/ 889
سير أعلام النبلاء (8/ 205)
مقدمة ابن حجر (440)
الميزان (2/ 611)
تهذيب التهذيب (3:224). السير (6/ 125). المقدمة (436)
تهذيب التهذيب (2/ 445)
البخاري مع الفتح (1/ 146)
-1 - صحيح البخاري (1/ 146
- تهذيب التهذيب (3/ 480)
20 - عمران بن حطان السدوسي الشيباني الوائلي رأس القعدة من الصفرية من الخوارج وهو خطيبهم وشاعرهم توفي سنة 84. ميزان الاعتدال (4/ 214)
21 - في ال () طبقات الشافعية الكبرى: (1/ 290 سير (ياضرية من تقي) السير (4/ 214)
() قال المحقق في هامش المطبوعة: ((الأقران جمع قرين، وهو مفعول لقي، وفاعله الضمير العائد على عليّ ـ كرم الله وجهه ـ. وقوله: (إقرانًا) هو بكسر الهمزة وهو القوة)). طبقات الشافعية الكبرى: (1/ 288).
الجامع في الجرح والتعديل (2/ 193)
تهذيب الكمال للمزي (19/ 524)
الميزان (3/ 61)
الإلزامات والتتبع (428)
- العلل للدار قطني (3/ 203
29 - السير (12/ 509)
30 – تهذيب التهذيب (3/ 480)
وأخيراً أتمنى من الأخ الفاضل الأمين أن يتقبل هذه الملاحظات والانتقادات بصدر رحب والله الموفق وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
ـ[سيف 1]ــــــــ[23 - 06 - 05, 06:18 م]ـ
جزاك الله خيرا أخينا أبو حاتم وبارك فيك آمين
ولكن اليس في قولكم (الأعمش مقل من التدليس) نظر؟
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[23 - 06 - 05, 07:51 م]ـ
أخي الفهدي أنا اعلم أنك لم تجد الجواب الواضح على سؤالك لاستطراد الأخوة في موضوع أهم وهو الأصل.
لكن الجواب على سؤالك سهل والحمد لله
وهو المصنف من أمثال الحاكم وغيره ممن رمي بالتشيع هو لم ينقل هذا من كيسه والعهدة على الراوي.
بمعنى هو ناقل والعهدة على الراوي وكما قيل" من أحال فقد أسند وبرئت ذمته"
فننظر في السند إن كان صحيحا قبلناه وإن كان غير ذلك رددناه.
فإن كان في السند من هو متهم بالتشيع وفرق بينه وبين الرفض نطبق القواعد التي ذكرها الشيخ الحبيب الشريف سلمه الله
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[23 - 06 - 05, 09:12 م]ـ
بناءا على ماسبق
هل تقبل رواية كميل بن زياد وقد وثقة الائمة مع ماقيل بحقه بانه رافضي من رؤوس الشيعة
كميل بن زياد بن نهيك بن الهيثم بن سعد بن مالك بن الحارث بن صهبان بن سعد بن مالك بن النخع النخعي الصهباني الكوفي وقيل كميل بن عبد الله وقيل كميل بن عبد الرحمن والنخع من مذحج روى عن عبد الله بن مسعود وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب وأبي مسعود الأنصاري وأبي هريرة سي روى عنه رشيد أبو راشد وأبو عمر سليمان بن عبيد الله بن سليمان الكندي وسليمان الأعمش والعباس بن ذريح وعبد الله بن يزيد الصهباني وعبد الرحمن بن جندب الفزاري وعبد الرحمن بن عابس وأبو إسحاق السبيعي سي ذكره محمد بن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة قال وشهد مع علي صفين وكان شريفا مطاعا في قومه فلما قدم الحجاج بن يوسف الكوفة دعا به فقتله وكان ثقة قليل الحديث وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين ثقة وقال العجلي كوفي تابعي ثقة وقال محمد بن عبد الله بن عمار كميل بن زياد رافضي وهو ثقة من أصحاب علي وقال في موضع آخر كميل بن زياد من رؤساء الشيعة وكان بلاء من البلاء وذكره بن حبان في كتاب الثقات وقال أبو الحسن المدائني وفيهم يعني أهل الكوفة من العباد أويس القرني وعمرو بن عتبة بن فرقد ويزيد بن معاوية النخعي وربيع بن خثيم وهمام بن الحارث ومعضد الشيباني وجندب بن عبد الله وكميل بن زياد النخعي
انظر تهذيب الكمال
¥(44/76)
ـ[سيف 1]ــــــــ[23 - 06 - 05, 10:51 م]ـ
المشكل هاهنا ان أخينا الكريم الفهدي وجد الحديث مسلسل بالثقات من رواية عبد الرازق وهي رواية نكرة جدا
رواه البلاذري (لا اعلم له توثيق في الحديث وان كان ابن حجر وغيره ذكره بالفضل وانه كان نسابة) عن اسحاق بن ابي اسرائيل (ثقة ثبت واتهم بالوقف في مسألة خلق القرآن) عن عبد الرازق عن معمر عن عبد الله بن طاوس عن ابيه عن عبد الله بن عمرو (ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج عليكم الآن رجلا يموت على غير ملتي.ثم خرج معاوية!!!!) فهل من مفيد؟
ـ[الفهدي1]ــــــــ[24 - 06 - 05, 06:18 م]ـ
بارك الله فيكم أيها الأخوة
وبالخصوص ابن دحيان وسيف فهما الذين أجابوا على سؤالي
ولكن أخي الحبيب ابن دحيان لي سؤال آخر
وهو في قولك أن من أسند فقد أعذر
هل ينطبق هذا على المصنف
أي المصنف عندما يكتب في كتابه أن فلان حدثه عن فلان إلى أن يصل السند إلى الرسول فقد أعذر؟
لأنه أيضا الراوي الذي روى عنه عبدالرزاق بن همام فقد أسند عن غيره فهل يعذر ولا نبحث عن حالته؟ وكذلك الذي فوقه فقد أسند عمن فوقه فهل نقول أنه أسند فيعذر ولا نبحث في حاله أي التشيع؟
هذا سؤال
سؤال آخر، وهو إن روى المصنف حديثا ليس في كتابه مثل إن روى عبدالرزاق وهو متهم بالتشيع حديثا ينصر مذهبه وليس في كتابه فهل يرد عليه أم يقال أسند فقد أعذر
ومثال لهذا الأمر الحديث الذي ذكره الأخ لسيف
إخواني الكرام هذه المفاهيم متداخلة في رأسي فأرجو التوضيح
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[25 - 06 - 05, 01:33 م]ـ
أخي الحبيب
ابن حجر رحمه الله بين في ترجمة الطبراني والحديث عنه أن منهج الأقدمين هو الإسناد وكانوا يعتقدون أنهم إذا اسندوا الرواية فقد برئت ذمتهم.
والحاكم رحمه الله جامع للأحاديث والأسانيد فنحن يهمنا الحديث الذي ذكره والأسناد الذي خطه.
وكذا السنن والمسانيد لا يتطرق العلماء إلة الكلام حول المصف والمؤلف إلا من ناحية تساهله وتشدده أو منهجيته في الكتاب.
أما الرجل الذي يكون في السند بعد المصنف فهذا يختلف أمره.
لأن الحاكم ناقل والذي بعده راوي وهكذا.
أما إذا كان الأثر في غير كتابه وكان هو ضمن السند فينظر في الرواية ومضمونها وهل لها أصل وهل لها متابعات
خاصة أن التشيع الذي يطلق على مثل هؤلاء العلماء ليس ذا خطر كبير فهو عبارة عن محبة علي رضي الله عنه أو تقديمه على عثمان.
لكن الخطر كل الخطر من الرفض" الرافضي" لأن هذا المسلك مسلم باطني لا يتورع أصحابه عن الكذب والبهتان كحال لوط بن يحيى أبي مخنف وغيره.
و وزن الرواية أمر سهل جدا على معتقد أهل السنة والجماعة
هل فيها طعن في الصحابة .... هل هي ذكر لمثالبهم .... هل فيها غلو لا أصل له في آل البيت ... هل هي مما يقوي مذهب الرافض المخالف لمذهب أهل السنة والجماعة كلياً كالقول بالإمامة أو الوصية والبداء وعلم الغيب وغيرها من معتقداتهم الباطنية.
ولا أظن صاحب التشيعي القديم يروي مثل هذا
وإن وجد فنجد أصلا يخالفه أو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه وهكذا على موازين أهل الإصطلاح.
والله أعلم
وعلى هذا فإن مصنف الكتاب مثل الحاكم له منهجية في كتابه يعرفها العلماء ولكنهم يأخذون الأثر فيزينونه على ميزان الجرح والتعديل والصحة والضعف فإن صح الإسناد قبل وإلا ترك مع علمهم أن الحاكم قد يورد بعض الروايات الضعيفة والأسانيد التي فيها ضعفاء.
وهذا تفصيل لما في كتاب الحاكم ومنهجيته
أولاً:
الحاكم ممن يتساهل في تصحيح الحديث وهذا مُجمع عليه عند أهل الحديث وعلمه كما نص على ذلك الذهبي وابن حجر والزيلعي وكذا الزركشي وابن كثير وغيرهم رحم الله الجميع
ثانيا:
حينما يقول الحاكم صحيح فهو لا يفرق بين الصحيح والحسن وهذا منهج ارتضاه هو لنفسه رحمه الله
قال ابن حجر العسقلاني في نتائج الأفكار (2/ 125):"أما الحاكم فصححه على قاعدته في عدم الفرق بين الصحيح والحسن"
وكذا نص على ذلك الذهبي في الموقضة
ثالثا: الحاكم ألف الكتاب في آخر عمره ولم يتسنى له تنقيح الكتاب وتصحيحه.
وقال السخاوي: " بل يُقال: إن السبب في إدخال الحاكم الموضوعات والضعيفات في مستدركه أنه صنفه في أواخر عمره، وقد حصلت له غفلة وتغير. أو أنه لم يتيسر له تحريره وتنقيحه، ويدل على ذلك أن تساهله"
¥(44/77)
وقال الحافظ ابن حجر عن الحاكم:"إنه عند تصنيفه للمستدرك كان في أواخر عمره، وذكر بعضهم أنه حصل له تغير وغفلة في آخر عمره، ويدل على ذلك أنه ذكر جماعة في كتاب الضعفاء له وقطع بترك الرواية عنهم ومنع من الاحتجاج بهم، ثم أخرج أحاديث بعضهم في مستدركه وصححها، ومن ذلك: أنه أخرج حديثاً لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وكان قد ذكره في الضعفاء، فقال: "إنه روى عن أبيه أحاديث موضوعة لا تخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه "
الخلاصة أن الحاكم رحمه الله كان همه في كثرة الجمع ليرد على من قال من المبتدعة: إنه لم يصح عند أهل الحديث إلا ما في صحيحي البخاي ومسلم، كما ذكر في مقدمة مستدركه، فجمع ولم يحقق ولم ينتقد، وكان عزمه أن ينظر في الكتاب مرة أخرى ليخرج منه ما ليس من شرطه، ولكنه لم يتمكن من ذلك، كما ذكره السخاوي في فتح المغيث.
واذكر أن أحد الأخوة كتب تفصيلا موسعا لما في مستدرك الحاكم وقد أجاد لكنني حفظت المضمون ونسيت كاتبه لكن ندعو الله أن يجزيه خيرا
كان فيما كتب الأخ الكريم
أقسام الحديث في مستدرك أبي عبد الله الحاكم
القسم الأول:
أحاديث أخرجها الحاكم بأسانيد احتج البخاري ومسلم برواتها في صحيحهما، وهذا هو الذي يقول عنه الحاكم: "إنه على شرط الشيخين" ويكون الحاكم قد أصاب في حكمه.
القسم الثاني:
أحاديث أخرجها الحاكم، وحكم عليها بأنها صحيحة على شرط البخاري، وبعد البحث نجد أن رواة هذا الإسناد ممن احتج بهم البخاري؛ فيكون الحاكم قد أصاب في حكمه أيضاً.
القسم الثالث:
الذي قول فيه الحاكم: " صحيح على شرط مسلم "، وبعد البحث والنظر في رواته نجد أن سنده صحيح على شرط مسلم قد احتج مسلم بجميع رواته؛ فيكون الحاكم هنا قد أصاب في حكمه أيضاً.
القسم الرابع:
أحاديث يخرجها الحاكم ويحكم عليها بالصحة على شرط الشيخين، ونجد أن بعض رواتها لم يخرج لهم الشيخان احتجاجاً، وإنما أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والمعلقات؛ فيكون الحاكم قد أخطأ في حكمه على هذه الأحاديث.
القسم الخامس:
أحاديث يخرجها الحاكم ويصححها على شرط البخاري، فنجد في رواتها لم يخرج لهم البخاري احتجاجاً، وإنما أخرج لهم في الشواهد والمتابعات؛ فيكون قد أخطأ في حكمه على هذه الأحاديث أيضاً.
القسم السادس:
أحاديث يخرجها الحاكم ويصححها على شرط مسلم، فنجد في رواتها من لم يحتج بهم مسلم، وإنما أخرج لهم في الشواهد والمتابعات. ويكون قد أخطأ كذلك في حكمه على هذه الأحاديث.
القسم السابع:
أحاديث يخرجها الحاكم ويصححها على شرط الشيخين، وبعد النظر في أسانيدها نجد الشيخين لم يخرجا لرواتها على صورة الاجتماع.
كأن يكون الحديث من رواية هشيم بن بشير عن الزهري، فكل من الزهري وهشيم قد أخرج لهما البخاري ومسلم، ولكنهما لم يخرجا لهما بهذه الصورة – أي من رواية هشيم عن الزهري-.
والسبب في ذلك أن رواية هشيم عن الزهري ضعيفة؛ فيكون البخاري ومسلم قد أخرجا للزهري لكن من رواية غير هشيم عنه، وأخرجا كذلك لهشيم لكن من روايته عن غير الزهري. وهذا هو المقصود بصورة الاجتماع أي أن يكون الراوي قد أخذ عن شيخه عند البخاري ومسلم، فيكون الحاكم هنا قد أخطأ؛ لأن الشيخين لم يخرجا لهؤلاء الرواة بهذه الصورة عند الحاكم في المستدرك.
القسم الثامن:
أحاديث يصححها الحاكم على شرط البخاري ن وبعد النظر في أسانيدها نجد أن البخاري قد أخرج لرواتها محتجاً بهم، لكن ليس بصورة الاجتماع هذه التي أخرجها الحاكم.
كأن يروي داود حصين حديثاً عن عكرمة، فإن كلاً من عكرمة وداود بن حصين قد أخرج لهما البخاري، ولكنه لم يخرج لهما بهذه الصورة، وإنما أخرج لعكرمة من رواية غير داود غير داود عنه، وأخرج لداود من روايته عن غير عكرمة. والسبب في ذلك أن رواية داود بن الحصين عن عكرمة رواية منكرة.
القسم التاسع:
أن يخرج الحاكم حديثاً ويصححه على شرط مسلم، وبعد النظر في سنده نجد مسلماً قد أخرج لجميع رواته، ولكن ليس على صورة الاجتماع، وإنما أخرج لهم بغير هذه الصورة.
ومثاله كالمثال السابق بالنسبة لشرط البخاري مع اختلاف الرجال.
¥(44/78)
ومثاله: أن يروي الحاكم حديثاً من طريق حماد بن سلمة عن حميد الطويل. فكل من حماد بن سلمة وحميد الطويل قد احتج به مسلم، ولكنه لم يحتج بالإسناد على هذه الصورة، فإنه إنما احتج بحماد بن سلمة في روايته عن ثابت البناني، وأما روايته عن غير ثابت فلم يحتج بها مسلم.
القسم العاشر:
أن يخرج الحاكم أحاديث ويصححها، ولكن ليس على شرط الشيخين ولا أحدهما، وبعد النظر نجد أن الحديث صحيح الإسناد كما قال الحاكم – رحمه الله -.
القسم الحادي عشر:
أحاديث يخرجها الحاكم ويصححها على شرط الشيخين ويذكر أنهما لم يخرجا تلك الأحاديث، وبعد النظر والبحث نجد الشيخين قد أخرجا تلك الأحاديث في صحيحيهما، وأن الحاكم واهم في حكمة.
القسم الثاني عشر:
أحاديث يخرجها الحاكم ويصححها على شرط البخاري، ويذكر أنه لم يخرج تلك الأحاديث، وبعد النظر والبحث نجد البخاري قد أخرج تلك الأحاديث.
القسم الثالث عشر:
أحاديث يصححها الحاكم على شرط مسلم، ويذكر أنه لم يخرجها، وبعد النظر والبحث نجد مسلماً قد أخرج تلك الأحاديث.
القسم الرابع عشر:
أحاديث يخرجها الحاكم ويذكر أنها صحيحة على شرط الشيخين أو أحدهما، وبعد البحث نجد في رواتها من لم يخرج له الشيخان ولا أحدهما.
القسم الخامس عشر:
أحاديث يخرجها الحاكم ويصححها على شرط الشيخين أو أحدهما أو يصححها فقط دون أن يذكر شرط الشيخين، وبعد البحث نجد أنها حسنة الإسناد فقط.
والسبب في ذلك أن الحاكم - رحمه الله - لا يفرق بين الصحيح والحسن.
القسم السادس عشر:
أحاديث يخرجها الحاكم ويصححها على شرط الشيخين أو أحدهما أو يصححها فقط، ونجد، أنها ضعيفة الإسناد، ولكنها ارتقت إلى الحسن لغيره بمجموع طرقها، سواء أخرج الحاكم تلك الطرق أو لم يخرجها.
القسم السابع عشر:
أحاديث يخرجها الحاكم ويصححها على شرط الشيخين أو أحدهما أو يصححها فقط وهي ضعيفة، ليس هناك ما يشهد لها.
القسم الثامن عشر:
أحاديث يخرجها الحاكم ويصححها على شرط الشيخين أو أحدهما أو يصححها فقط، وهي شديدة الضعف.
القسم التاسع عشر:
أحاديث يخرجها الحاكم ويصححها على شرط الشيخين أو أحدهما أو يصححها فقط، وهي موضوعة وفي "المستدرك" من هذا الصنف نحو مائة حديث.
وقد ذكر الذهبي في "سير أعلام النبلاء" أنه أفرادها في مؤلف جمع فيه هذه الأحاديث المائة
ـ[سيف 1]ــــــــ[25 - 06 - 05, 02:56 م]ـ
أخانا الكريم الحبيب أبو ابراهيم السلام عليكم
كيف حالك ايها الكريم؟
بالنسبة لكميل فما ذكرته ليس فيه البتة كونه رافضي ولا يخفى عليك ان التشيع غير الرفض وان رأس التشيع لا يساوي رأس الرفض
وكميل هذا شبيه بسلمة بن كهيل وهو ثقة وسلمة معروف بموالاته للأهل البيت والدعوة للتمكين لهم وعلى هذا وثقه الائمة ووصفوه بالتشيع لا الرفض
واما من وصفه بالرفض.فهذا واجب التحقيق.هل هناك من كان يطلق على المغالي في التشيع لفظ الرفض مجازا ام لا؟ ولو كان رافضيل لما وثقه ابن معين وغيره
ـ[الفهدي1]ــــــــ[26 - 06 - 05, 12:14 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ابن دحيان(44/79)
ماهو القول فى هذا الحديث: (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس)؟
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[22 - 06 - 05, 02:33 ص]ـ
حديث (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، أرحم الراحمين أنت؛ ارحمني، إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني، أم إلى قريب ملكته أمري؟
إن لم تكن غضبانا علي فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا أن تنزل بي غضبك أو تحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك) ...
الحديث ضعفه الشيخ الألباني في غير موضع .... في السلسلة الضعيفه و تخريج فقه السيرة و ضعيف الجامع الصغير ....
و ما أعلمه أن الشيخ الالباني -رحمه الله- ضعفه لأن في إسناده ابن إسحاق، وابن إسحاق مدلس وقد عنعنه ....
و لكنى و أنا أتصفح كتاب (سيرة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) للشيخ محمود المصري -حفظه الله- ....
و هو مشترط فى البداية ألا ينقل إلا ما قد صح من الأحاديث ... و الشيخ يأخذ بتخريج الشيخ الألباني فى جل الأحاديث إن لم يكن كلها ... لكنه هنا أورد الحديث فى كتابه ... بما يعنى أنه يراه صحيحا و قال فى الحاشية:-
قال الهيثمي فى المجمع (6\ 35) رواه الطبراني و فيه ابن إسحاق مدلس ثقة و بقية رجاله ثقات، و أخرجه الخطيب فى الجامع لأخلاق الراوي: (2\ 275) رقم: (1839) و له شاهد في ذهابه إلى الطائف.
فما القول الفصل فى هذا الحديث؟؟!!
ـ[المقرئ]ــــــــ[22 - 06 - 05, 01:42 م]ـ
إلى الأخ: شعبة وفقه الله
أذكر أن الموضوع فتح قبل فترة فلو استخدمت محرك البحث لوجدت بغيتك
المقرئ
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 06 - 05, 02:09 م]ـ
الحمد لله وحده ...
إلى فضيلة الشيخ الحبيب: المقرئ،، سعدت كثيرًا وفرحت برؤية اسمك ..
وشوقي إلى شخصكم ومن ثم كتاباتكم؛ لا يعلمه إلا الخبير ..
فالحمد لله على جميل عودكم،
ـ[امير عامر]ــــــــ[22 - 06 - 05, 02:31 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
ـ[المقرئ]ــــــــ[22 - 06 - 05, 04:11 م]ـ
شيخنا الجليل: الأزهري السلفي وفقه الله
جزاكم الله خيرا على حبكم وشوقكم وإحسانكم الظن بمن يودكم
يقولون لي هذا حبيبك ما اسمه .... فما اسطعت إفشاء وما اسطعت أكتم
فقلت اسمه الزهري وفي القلب همزة ... فهذا اسم من أهوى فديتكم افهموا
المقرئ
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 06 - 05, 04:32 م]ـ
مرحبا بالشيخ الجليل المقرىء، وحياكم الله ونفع بعلمكم
وهذا رابط التخريج
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=125256#post125256
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[22 - 06 - 05, 11:30 م]ـ
مشايخنا الكرام ...
جزاكم الله خيرا ....
لا أعلم بم أسعد أكثر ... أبالرد على سؤالي.؟؟
أم برؤية هذه الأسماء العظيمه التى تنوّر الملتقى؟؟ ...
شيخنا المقرىء، شيخنا الأزهري السلفي، شيخنا عبد الرحمن الفقيه .... جزاكم الله عنا خير ....
سعدت كثيرا برؤية أسماؤكم الحبيبه في هذا الموضوع .... بارك الله فيكم ....
ـ[المقرئ]ــــــــ[23 - 06 - 05, 12:39 م]ـ
شيخنا عبد الرحمن جزاك الله خيرا على ترحيبك وبارك فيكم
إلى حبيبنا أبي شعبة: وأنا بسعادتكم أسعد منكم
المقرئ
ـ[مصلح]ــــــــ[23 - 06 - 05, 02:45 م]ـ
الشيخ المقرئ وفقه الله:
هل البيت من مقولك أم من منقولك؟؟
يبدو لي أنك أخذته فثقفته حتى طاوعك
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[23 - 06 - 05, 03:25 م]ـ
إخواني بارك الله فيكم:
لقد ورد ذكر الدعاء في هذا الحديث من طريقين عن محمد بن إسحاق:
الأول: من طريقين عن وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لأن محمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعنه.
الثاني: من طريق زياد بن البكائي، عن محمد بن إسحاق، قال: فحدثني يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي مرسلاً.
ــــــــــــــــــ
قلت: فهذا إختلاف على محمد بن إسحاق، ومن المعلوم أن زياد البكائي من أثبت الناس في محمد بن إسحاق، فالراجح أن الصواب في هذه الرواية أنها مرسلة، فلا يحتج بها.
فالذي ضعف هذا الحديث - وأقصد الدعاء الوارد فيه - له وجه قوي جداً.
ـــــــــــــــ
خلاصة البحث: هذا حديث ضعيف.
ـ[المقرئ]ــــــــ[23 - 06 - 05, 04:42 م]ـ
أخي مصلح وفقه الله:
لست شاعرا وأحب الاقتباس
المقرئ
ـ[مصلح]ــــــــ[24 - 06 - 05, 04:28 ص]ـ
جزاك الله خيراً
إذن فدلني بارك الله فيك من أين اقتبست ما اقتبست
ـ[المقرئ]ــــــــ[24 - 06 - 05, 04:13 م]ـ
إلى أخي الحبيب: مصلح
هل أنت مضطر إليه فأبحث عنه؟
المقرئ
ـ[مصلح]ــــــــ[24 - 06 - 05, 04:24 م]ـ
بحثك في مسائل العلم
واستخراجك الدرر لإخوانك
أحب إلي من الاجتهاد في طلب بيت
شكر الله لك وجزاك عن إخوتك خير الجزاء(44/80)
تخريج الأثر الوار عن معاذ رضي الله عنه في التأمين عند ختم البقرة
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[22 - 06 - 05, 08:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فقد قال الإمام الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله تعالى في مصنفه (7976):
حدثنا وكيع قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن رجل، عن معاذ: «أنه كان إذا ختم البقرة قال: آمين».
وهكذا رواه ابن أبي شيبة أيضا (7979) وأبو عبيد في «فضائل القرآن» كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان به.
قلت: سفيان هنا هو الثوري، لأن ابن مهدي ووكيعاً من القدماء الكبار، فهم إذا أبهموا فإنما يريدون سفيان الثوري (1).
وأبو إسحاق ثقة روى له الجماعة، إلا أنه اختلط بأَخَرَةٍ، وليست رواية الثوري عنه من هذا القبيل، فسفيان أثبت الناس فيه (2)، وإنما روى عنه قبل الاختلاط (3).
وعلى كل حال فالإسناد ضعيف للإبهام في شيخ أبي إسحاق.
وقد روى ابن جرير هذا الأثر في تفسيره [البقرة: 286] فقال:
حدثني المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، أن معاذا كان إذا فرغ من هذه السورة: ? فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ? قال: «آمين».
فأسقط أبو إسحاق الواسطة بينه وبين معاذ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وهذا ليس تدليسا، بل هو إرسال، فإن التدليس إنما يكون بين المتعاصرين –كما هو معلوم- وأبو إسحاق لم يدرك معاذا 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كما ظهر من ترجمته.
وعليه: فلا يصح الأثر عن معاذ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
وقد روي نحو هذا عن كثير بن شنظير رحمه الله تعالى، أخرجه أبو عبيد في الفضائل.
والله أعلم، وصل اللهم وسلم على عبد ونبيك محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
_____________
(1) نص على ذلك الذهبي رحمه الله تعالى في السير (7/ 446). ومع أن كلا السفيانين ثقة، بل إمام، إلا أن للتمييز فائدة ستظهر لك.
(2) نص على ذلك المزي رحمه الله تعالى في تهذيب الكمال، ترجمة أبي إسحاق (4989)
(3) نص على ذلك أبو حاتم الرازي رحمه الله تعالى، كما في العلل (2/ 491)
وكتب: أحمد بن عماد نصر
3/ 3/1426هـ
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - 06 - 05, 08:34 ص]ـ
جزا الله الشيخ أبا المقداد خير الجزاء.
نفع الله بك، وأحسن أجرك، ويسّر أمرك.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[28 - 06 - 05, 10:46 ص]ـ
آمين
وإياك يا شيخ أشرف.
وأخيرا وجدت من رد على موضوعي بعد أن انتظرت طويلا (نسبيا).
ولكني أعلم أن بعض الأفاضل مشغولون هذه الأيام، فجزاك الله خيرا يا شيخ أشرف.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[28 - 06 - 05, 03:18 م]ـ
الشيخ أبا المقداد ..
بارك الله فيكم.
ولكن - للمدارسة -:
هل صحَّ عن أبي نعيم قولُهُ: (ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، أنَّ معاذاً ... )؟
إذْ لم أجد للمثنى بن إبراهيم ترجمةً.
ولم يجد له ترجمةً كذلك فضيلة الشيخ أبو إسحاق الحويني، كما في هذا الرابط:
http://alheweny.com/mowso3a6.htm
مع أنه يصعب جداً القول بجهالة الراوي إذا لم يجد الباحث له ترجمةً.
لكن قال الشيخ (الذهبي) على هذا الرابط ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8146) :
" ولكن يبدو أن هذا الرجل ثقة، حيث أكثر عنه الطبري في تفسيره- ولكن ليس هذا بلازم كما هو معروف - إلا أن البعض قام بسبر مروياته على طريقة المتقدمين - كما يقولون -، فوجد أن أغلبها يوافق عليها الثقات" ا. هـ.
وهذا لا يقتضي تصحيح جميع مروياته.
والله أعلم بالصواب.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[29 - 06 - 05, 08:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ محمد، وتنبيه مهم، غفلتُ عنه، فجزاك الله خيرا على هذا التنبيه، وطالب العلم بأمس الحاجة إلى التعقيبات والاستدراكات.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - 06 - 05, 09:03 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ...
ولك تسلية أبا المقداد، في صنيع الحافظ ابن حجر رحمه الله، فقد أورده في: العُجاب، وسكتَ عليه!، مع أنّ بين أبي نُعيم وسفيان، مفاوز!
فليحرر.
----------------
تنبيه: الشيخ محمد له السبق في التنبُّه، فليُعلم.
جزاه الله خيراً.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - 06 - 05, 08:25 م]ـ
لا مفاوز:))
الفضل بن دكين: أبو نعيم الملائي، مولى طلحة بن عبيد الله القرشي الكوفي، مات سنة تسع عشرة ومائتين، وكان أصغر من وكيع بسنة، ولد سنة ثلاثين ومائة، سمع الأعمش، ومسعراً، والثوري، وشعبة اهـ التاريخ الكبير 7/ 118.
---------------------
تنبيه: العجلة والذهول، يوقعان في مثل هذه العجائب! = م 6.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[29 - 06 - 05, 10:38 م]ـ
لا مفاوز:))
قد كنت أتعجب من هذه المفاوز!
وإذا بالمفاوز بين هذا الانتقاد وبين الصواب! (ابتسامة)
فسكوت ابن حجر - رحمه الله رحمةً واسعة - عليه لأنه صواب.
تنبيه: العجلة والذهول، يوقعان في مثل هذه العجائب! = م 6.
أبا محمد ..
أيشٍ معنى هذا الترميز؟!
¥(44/81)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - 06 - 05, 11:58 م]ـ
م6 = مشاركة 6
أخي الحبيب الرقيق أبا عبدالله.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[30 - 06 - 05, 01:09 ص]ـ
جزاكما الله خيرا، الشيخ أشرف والشيخ محمد.
ولعل الشيخ أشرف تأثر بموضوعه ((لفتة في التماس الأعذار)) فأراد أن يلتمس لي عذرا فلم يصب (مزحة)
ولكنه -جزاه الله خيرا- تدارك الأمر بمشاركة اعتذر فيها، ولعله خشي أن أدخل وأرى رده (مشاركة:6) قبل أن يكتب الاعتذار فاستخدم هذا الترميز الذي عجز عن فكه الشيخ محمد بن عبد الله. (ابتسامة عريضة)
محبكما في الله/ أبو المقداد.(44/82)
سؤال عن تخريج الامام البخارى لمبتدع
ـ[امير عامر]ــــــــ[22 - 06 - 05, 09:53 م]ـ
اخوانى الكرام اسأل عن تخريج الامام البخارى رحمه الله تعالى لعبيد الله بن موسى وكان عبيد الله بن موسى من الدين يسبون معاويه رضى الله عنه .......
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 06 - 05, 10:21 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=98660#post98660
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=91430#post91430
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 06 - 05, 10:39 م]ـ
قال الترمذي في العلل الكبير (2/ 978 حمزة ديب، ص 394 السامرائي) (وسألت محمدا عن داود بن أبي عبد الله الذي روى عن ابن جدعان فقال هو مقارب الحديث، قال محمد: عبد الكريم أبو أمية مقارب الحديث،وأبو معشر المديني نجيح مولى بني هاشم ضعيف لا أروي عنه شيئا ولا أكتب حديثه (((وكل رجل لا أعرف صحيح حديثه من سقيمه لا أروي عنه ولا أكتب حديثه))) انتهى.
ويقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله في التنكيل (1/ 123)
أقول في باب الإمام ينهض بالركعتين من (جامع الترمذي): ((قال محمد بن إسماعيل [البخاري]: ابن أبي ليلى هو صدوق، ولا أروي عنه لأنه لا يدري صحيح حديثه من سقيمه، وكل من كان مثل هذا فلا أروي عنه شيئاً))
والبخاري لم يدرك ابن أبي ليلى، فقوله ((لا أروي عنه)) أي بواسطة،وقوله ((وكل من كان مثل هذا فلا أروي عنه شيئاً)) يتناول الرواية بواسطة وبلا واسطة، وإذا لم يرو عمن كان كذلك بواسطة فلأن لا يروي عنه بلا واسطة أولى، لأن المعروف عن أكثر المتحفظين أنهم إنما يتقون الرواية عن الضعفاء بلا واسطة، وكثيراً ما يروون عن متقدمي الضعفاء بواسطة.
وهذه الحكاية تقتضي أن يكون البخاري لم يرو عن أحد إلا وهو يرى أنه يمكنه تمييز صحيح حديثه من سقيمه وهذا يقتضي أن يكون الراوي على الأقل صدوقاً في الأصل فإن الكذاب لا يمكن أن يعرف صحيح حديثه.
فإن قيل قد يعرف بموافقته الثقات لروى عن ابن أبي ليلى ولم يقل فيه تلك الكلمة فإن ابن ليلى عند البخاري وغيره صدوق وقد وافق عليه الثقات في كثير من أحاديثه ولكنه عند البخاري كثير الغلط بحيث لا يؤمن غلطه حتى فبما وافق عليه الثقات، وقريب منه من عرف بقبول التلقين فأنه قد يلقن من أحاديث شيوخه ما حد ثوابه ولكنه لم يسمعه منهم، وهكذا من يحدث على التوهم فأنه قد يسمع من أقرأنه عن شيوخه ثم يتوهم أنه سمعها من شيوخه فيرويها عنهم.
فمقصود البخاري من معرفة صحيح حديث الرواي من شيوخه بمجرد موافقة الثقات، وإنما يحصل بأحد أمرين:
1) إما أن يكون الراوي ثقة ثبتا فيعرف صحيح حديثه بتحديثه
2) وإما أن يكون صدوقاً يغلط ولكن يمكن معرفة ما لم يغلط فيه بطريق أخرى كأن يكون له أصول جيدة، وكأن يكون غلطه خاصاً بجهة كيحيى بن عبد الله بكير روى عنه البخاري وقال في (التاريخ الصغير): ما روى يحيى [ابن عبد الله] بن بكير عن أهل الحجاز في التاريخ فإني اتقيه)) ونحو ذلك.
فإن قيل قضية الحكاية المذكورة أن يكون البخاري التزم أن لا يروي إلا ما هو عنده صحيح فأنه إن كان يروي مالا يرى صحته فأي فائدة في تركه الرواية عمن لا يدري صحيح حديثه من سقيمه؟ لكن كيف تصح هذه القضية مع أن كتب البخاري غير الصحيح أحاديث غير صحيحة، وكثير منها يحكم هو نفسه بعدم صحتها؟
قلت: أما ما نبه على عدم صحته فالخطب فيه سهل وذلك بأن يحمل كونه لا يروي ما لا يصح على الرواية بقصد التحديث أو الاحتجاج فلا يشمل ذلك ما يذكره ليبين عدم صحته، ويبقى النظر فيما عدا ذلك، وقد يقال أنه إذا رأى أن الراوي لا يعرف صحيح حديثه من سقيمه تركه البتة ليعرف الناس ضعفه مطلقاً، وإذ رأى أنه يمكن معرفة صحيح حديثه من سقيمه في باب دون باب ترك الرواية عنه في الباب الذي لا يعرف فيه كما في يحيى بن بكير، وأما غير ذلك فأنه يروي ما عرف صحته وما قاربه أو أشبهه مبيناً الواقع بالقول أو الحال. والله أعلم. انتهى.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=24516#post24516
ـ[بو عبد الهادي]ــــــــ[22 - 06 - 05, 11:23 م]ـ
ورواية خالد بن مخلد القطواني؟!
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 06 - 05, 11:47 م]ـ
لعن الله الرافضة الخبثاء
وهذا ينطبق عليه الكلام السابق.(44/83)
أريد تخريج ما معناه أن قوما كانوا في سفر وأخذ كل واحد منهم مكانه للراحة فقام رجل يصلي
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[23 - 06 - 05, 04:39 م]ـ
إخواني الأحباب:
يوجد حديث معناه أن قوما كانوا في سفر وأخذ كل واحد منهم مكانه للراحة فقام رجل منهم يصلي فعجب منه ربه
هل مر على أحد؟
ـ[عبدالعزيز الضاحي]ــــــــ[24 - 06 - 05, 06:54 ص]ـ
أنظر مسند الإمام أحمد 5/ 153
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[25 - 06 - 05, 10:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
هذا هو
شكرا لك الشيخ الكريم عبدالعزيز الضاحي(44/84)
ذكر من لم يروٍ إلا حديثاً واحداً.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[24 - 06 - 05, 07:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وصلاة وسلام على نبيه المصطفى، وآله وصحبه وبعد:
فإنَّ موضوع من لم يروِ عنه إلا راوٍ واحد موضوع طريف من موضوعات علم الحديث، والجرح والتعديل والحكم على الرجال، ذلك أن هناك رواة لم يروِ الواحد منهم إلا حديثاً واحداً، فلا يعرف إلا بهذا الحديث، وغالباً ما لا يعرف الحديث إلا به، فأحببت أن أجمع هؤلاء الرواة لأبين أن الحكم عليهم حكم على الحديث والعكس، لا سيما وأني وجدت من كلام الأقدمين كلام في الحديث وإهمال للراوي، وأحياناً العكس نجد كلاماً على الراوي دون الحديث.
وعند الدخول إلى لجة هذا الموضوع تكشفت لي جوانب لا تظهر إلا بالبحث والاستقراء وليس بمجرد التصور، كأن يكون الحديث رواه فلان عن فلان وكلاهما ليس له إلا هذا الحديث، أو أن يكون في السند مع هذا الراوي راوٍ آخر متكلم فيه، فمن الذي سيضعف الحديث لأجله؟
ولقد فوجئت بعدد كبير من الرواة تنطبق عليه هذه الحالة في كل الطبقات، ولهذا فقد شرطت على نفسي أن لا أدخل الصحابة الذين رووا حديثاً واحداً نظراً لأن قصدي من ذلك أن أصل إلى حكم على الحديث من خلال هذه الحالة، والصحابي لا يضره أروى حديثاً واحداً أم لم يروِ البتة،ثُم إن الصحابة المقلين كانت لهم أسبابهم في ذلك ليس هذا موضع سردها، ثم إنَّه قد اعتُني بمن روى حديثاً واحداً من الصحابة في كتب المنفردات والوحدان، وفي كتب المسانيد كمسند أحمد وغيره نجد جملة وافرة ممن روى حديثاً واحداً من الصحابة، لقد سمى بقي ابن مخلد كل من روى حديثاً واحداً من الصحابة في رسالة ذكر فيها عدد ما لكل صحابي من الأحاديث، وحقق هذه الرسالة د. أكرم ضياء العمري قبل فترة من الزمن، ولن أذكر كذلك من اختلف في صحبته، إلا أن كان الاختلاف ناشئاً عن وهمٍ أو خطأ، فيكون ذكره تصحيحاً للخطأ أو الوهم، وبيان روايته.
وتزداد أهمية الموضوع عندما يُذكر راوٍ وينص إمام على أنَّ فلاناً لم يرو إلا حديثاً واحداً، ونجد غيره ممن جاء بعده يذكر له أكثر من حديث، مما يجعلنا ننظر أولاً بعين الريبة لهذا الزائد عن الواحد، لأن إماماً بمثل حفظ البخاري أو ابن المديني أو ابن معين وغيرهم من الجبال لا يمكن أن يقول هذه المقولة إلا بعد جمع واستقراء مرويات هذا الراوي، فيكون ذكر رواية أخرى أو أكثر لهذا الراوي هو من باب الخطأ، أو الوهم، وبالذات وهم الجمع، إذ قد يذكر حديثاً لراوٍ وهو يظنه صاحبنا المترجم له كما سيظهر عند دراستنا لأحاديث هذا البحث، إذ إنني قد وقفت على رواة حدد الأئمة مروياتهم والرواة عنهم، ثم نجد من يذكر غير هؤلاء الرواة، ويزيد في مروياتهم، نعم قد يكون الأمر ناشئاً عن وهم هذا الإمام أو ذاك لكنه نادر جداً.
ولأهمية هذا الموضوع وطرافته فقد أفرده السيوطي بالذكر في كتابه ((تدريب الراوي: 2/ 396 - 398)) فقال: ((النوع الحادي والتسعون: معرفة من لم يرو إلا حديثاً واحداً، هذا النوع زدته أنا، وهو نظير ما ذكروه فيمن لم يرو عنه إلا واحد، ثم رأيت أن للبخاري فيه تصنيفاً خاصاً بالصحبة، وبينه وبين الواحدان فرق، فإنه قد يكون روى عنه أكثر من واحد وليس له إلا حديث واحد، وقد يكون روى عنه غير حديث وليس له إلا راو واحد، وذلك موجود معروف.
ومن أمثلته في الصحابة: ابن أبي عمارة المدني، قال المزي: له حديث واحد في المسح على الخفين، رواه أبو داود وابن ماجه.
آبى اللحم الغفاري، قال المزي: له حديث واحد في الاستسقاء، رواه الترمذي والنسائي.
أحمد بن جزء البصري، قال المزي: له حديث واحد: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا سجد جافى عضديه عن جنبيه، رواه أبو داود وابن ماجه، تفرد به عن الحسن البصري.
أدرع السلمي، قال المزي: له حديث: جئت ليلة أحرس النبي صلى اللّه عليه وسلم فإذا رجل قراءته عالية، الحديث رواه ابن ماجه.
بشير بن جحاش القرشي - ويقال بشر - قال المزي: صحابي شامي له حديث واحد: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بزق يوماً في كفه فوضع عليها أصبعه ثم قال: يقول اللّه: ابن آدم أنى تعجزني، الحديث رواه أحمد وابن ماجة.
¥(44/85)
حدرد بن أبي حدرد السلمي، روَى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه»، روَاه أبو داود.
ربيعة بن عامر بن الهاد الأزدي، قال المزي: له حديث واحد عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: «ألظوا بيا ذا الجلال والإِكرام»، روَاه النسائي.
أبو حاتم صحابيِ، روَى عنه محمد وسعيد ابنا عتبة حديث: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض»؛ ليس لأبي حاتم غيره.
قال الذهبي في طبقات الحفاظ: وأبو علي بن السكن، وَمن غير الصحابة: إسحاق بن يزيد الهذلي المدني روى عن عون بن عبد اللّه عن ابن مسعود حديث: إذا ركع أو سجد فليسبح ثلاثاً، وذلك أدناه؛ روَاه الترمذي والنسائي، قال المزي: وليس له غيره.
إسماعيل بن بشير المدني، رَوَي عن جابر بن عبد اللّه وأبي طلحة،
زيد بن سهل الأنصاريين قالا: سمعنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: ما من امرئ يخذل امرءاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته؛ الحديث، روَاه أبو داود، وقال المزي: ولا يعرف له غيره.
الحسن بن قيس، روى عن كرز التميمي: دخلت على الحسين بن علي أعوده في مرضه فبينما أنا عنده إذ دخل علينا علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه، الحديث في فضل عيادة المريض، روَاه النسائي في مسند علي، قال:المزي: ليس له ولا لشيخه إلا هذا الحديث)). انتهى
وهناك فوائد وملاحظات خرجت بها من خلال استقراء أسماء الرواة أجملها فيما يلي:
أولاً: إنَّ هؤلاء الرواة الذين لم يرووا إلا حديثاً واحداً في الغالب ليس لهم إلا شيخ واحد، وكذلك كثيراً ما لا يكون لأحدهم إلا راوٍ واحد، وهذا يبين أن َّكل هذا النوع من الحديث هو من باب الغريب وهذه الغرابة تتفاوت.
ثانياً: إن من هذه حاله ممن ليس له إلا شيخ واحد ولا يروي عنه إلا راوٍ واحد نجد صعوبة في إزالة الجهالة عنه، لأنه لا يُعرف إلا بهذا الحديث، فليس عنده من الأحاديث ما يمكن أن يعتبر به، وليس له من الرواة ما يزيل اسم الجهالة عنه، لأن الجهالة لا تزول بمجرد رواية واحد عن هذا الرجل فحسب، وبخاصة إذا كان حال هذا الراوي كحال شيخه!! وهذا ينطبق على من لا يُعرف بجرح أو تعديل ممن لم يروِ إلا حديثاً واحداً.
ثالثاً: سيظهر معنا أثناء دراسة هؤلاء الرواة أكثر من راوٍ في حديث واحد ينطبق عليهم هذا الشرط، أي أنهم لم يرووا إلا حديثاً واحداً وهذان الراويان غير معروفين، والحديث منكر، أو آثار الوضع بادية عليه، فعلى من سيكون الحمل فيه؟ وتوصلت إلى أنه ليس أحدهما بأولى من الآخر في هذا الأمر ما لم تظهر قرينة ترجح أحدهما على الآخر.
رابعاً: إنَّ الحكم على الحديث حكم على الراوي في هذه الحالة، وكذلك الحكم على الراوي حكم على مرويه، فإذا كان الحديث منكراً فالراوي ليست حاله حسنة لأنه لم يروِ إلا هذا الحديث، والحديث منكر!، وكذلك إذا ضعف هذا الراوي فقيل فيه يخطئ ولم يروِ إلا هذا الحديث فقط، فهذا ينبيك أن الحديث خطأ. وبعد ذلك لا تنفع بشأنه الأحكام المجملة أو المستعجلة، ومن ذلك أن لا يكون للراوي إلا حديثاً واحداً ويوضع في كتب الثقات مع إشارة إلى تجريح، كأن يُقال: يخطئ أو له أوهام، فهذا مكانه كتب الجرح لأنه أخطأ في كل مروياته أو وهم فيها كلها، ولسوف أبين هؤلاء الرواة عند استعراض أسمائهم، ومن هؤلاء عدد في ثقات ابن حبان.
والله أسأل السداد في القول والعمل وسأشرع قريباً في ذكر الرواة على هذا الشرط إن شاء الله تعالى.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[24 - 06 - 05, 02:15 م]ـ
الشيخ (لطفي) ..
بارك الله فيكم، وأعانكم.
وللفائدة فقط:
أفرد الإمام أبو محمد الحسن بن محمد الخلال جزءاً في هذا الموضوع، وهو موسوم بـ (الجزء فيه ذكر من لم يكن عنده إلا حديث واحد، ومن لم يحدث عن شيخه إلا بحديث واحد).
وهو مطبوع بتحقيق الشيخ أبي عبد الباري رضا بوشامة الجزائري، من منشورات دار ابن القيم ودار ابن عفان.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[24 - 06 - 05, 04:29 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك أخي الكريم، ولسوف أقتني الكتاب وأطلع عليه قبل أن أضع مشاركتي القادمة إن شاء الله تعالى، وهذا من بركات العلم والتواصل فيه فجزاك الله خيراً مرة أخرى.
¥(44/86)
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[08 - 07 - 05, 11:53 ص]ـ
الأخ الفاضل: محمد بن عبد الله وفقه الله، لقد بحثت عن كتاب الأخ رضا في المنطقة الجنوبية حيث أقطن فلم أجده، وأرسلت إلى أخ بالرياض ليحضره لي فلم يجده كما أخبرني، وكنت أتمنى أن أحصل على الكتاب قبل الشروع بالموضوع، وأرى أن التأخر قد يطول في انتظار الكتاب، ومع ذلك فأنا مستمر في البحث عن الكتاب المذكور، ولو تكرمت أنت أو الأخ أبو عبد الباري وأخبرتموني كيف أحصل على الكتاب، وإلى حين حصول هذا أبدأ بالشروع فيما قدمت له في المداخلة السابقة، وهذا أوانه:
أسماء الرواة الذين رووا حديثاً واحداً مرتبين على حروف المعجم
- أنان بن عبد الله الرقاشي والد يزيد الرقاشي، ذكره البخاري في (التاريخ الكبير:1/ 451) وقال: عن أبي موسى، يروي عنه ابنه يزيد، بصري ولم يصح حديثه.
وقال ابن أبي حاتم (الجرح والتعديل: 2/ 295): هو والد يزيد الرقاشي، روى عن أبي موسى الأشعري، روى عنه ابنه يزيد، يُعد في البصريين، .. سمعت أبي يقول: أبان الرقاشي لم يصح حديثه، إنما روى حديثاً واحداً يرويه عنه ابنه، ما نقدر أن نقول فيه. وقال ابن الجوزي (الضعفاء والمتروكين: 1/ 18): أبان بن عبد الله والد يزيد، قال الدارقطني: ضعيف، له حديث واحد، لا يُعرف إلا بابنه، مجهول.
قلت: غالب من يقول فيهم البخاري – رحمه الله – لم يصح حديثه، أو لا يصح حديثه، لايكون لهم إلا حديث واحد، والبخاري إنما حكم هذا الحكم من خلال هذا الحديث الواحد.
وهذا الحديث الذي رواه أبان الرقاشي، أخرجه أبو يعلى في (المسند: 13/ 201، 225) من طريقي إبراهيم بن إسماعيل، وصالح بن كيسان عن يزيد بن أبان الرقاشي، عن أبيه، عن أبي موسى ألأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد مر بالصخرة من الأنبياء سبعون بنياً حفاة عليهم العباء يؤمون البيت العتيق فيهم موسى عليه السلام))، وأخرجه كذلك أبو نعيم في (حلية الأولياء: 1/ 260) من طريق صالح بن كيسان عن يزيد بن أبان به، والعقيلي في (الضعفاء الكبير:1/ 36) من طريق صالح بن كيسان عن يزيد بن أبان به، وأورده ابن حجر في (التلخيص الحبير: 2/ 242) وساق كلام البخاري في أبان وحده!! مع أن في الإسناد يزيد بن أبان وحاله أوضح وأشهر من حال والده، وأورده الهيثمي في (مجمع الزوائد: 3/ 220) وعزاه للطبراني وأبي يعلى وقال: فيه يزيد الرقاشي وفيه كلام.
وقال ابن حبان (المجروحين: 1/ 98): أبان بن عبد الله الرقاشي والد يزيد، عداده في أهل البصرة، يروي عن أبي موسى الأشعري، روى عنه ابنه يزيد الرقاشي، زعم يحيى بن معين أنه ضعيف، وهذا شيء لا يتهيأ الحكم به، لأنه لا راوي له عنه إلا ابنه يزيد، ويزيد ليس بشيء في الحديث، فلا أدري التخليط منه أو من أبيه على أنه لا يجوز الاحتجاج بخبره على الأحوال كلها، لأنه لا راوي له إلا ابنه.
قلت: وتضعيفه لم ينفرد به ابن معين إذ إن كلام البخاري في تضعيف حديثه يقتضي تضعيفه كما قدمت في بداية الموضوع، ولهذا ذكره البخاري في (الضعفاء الصغير: ص20) وكذا ضعفه الدارقطني (الضعفاء والمتروكون: 104) وقال: مجهول، لا يُعرف إلا بابنه وله حديث واحد.
تنبيه: فاتني أن أذكر أن من فوائد معرفة من روى حديثاً واحداً: معرفة العلل، إذ إنه يمكن أن يدرج ضمن مسالك العلل، فعندما يشير إمام أو أكثر إلى أن فلاناً لم يروِ إلا حديثاً واحداً، ويأتي من بعدهم وينسب حديثاً آخر لهذا الراوي فعلينا أن ننظر فلعل في هذا العزو خطأ أو وهماً، ومن ذلك ما قاله ابن حجر (الدراية في تخريج أحاديث الهداية: 1/ 51) عقب تعليقه عل حديث: ((من جاء منكم يوم الجمعة فليغتسل)): وفي رواية لابن عدي من طريق أبان عن أنس رفعه: من جاء منكم .. ، وأبان واه، ... وقد سمى عبد بن حميد هذا الرجل وهو: أبان الرقاشي، وهو واهٍ كما تقدم.
¥(44/87)
وابن عدي إنما أورد الحديث أثناء ترجمة أبان بن أبي عياش (الكامل: 1/ 385) من طريق الفضل بن المختار عن أبان عن أنس، ثم أعاده في ترجمة الفضل بن المختار من (الكامل: 6/ 15)، وبهذا يزول الإبهام ويُعرف أن المراد بأبان هنا هو ابن أبي عياش وليس الرقاشي، ولعل ما أدخل الوهم على بعضهم الرواية التي رواها البيهقي لهذا الحديث (السنن الكبرى: 1/ 296) من طريق يزيد الرقاشي عن أنس!!، فاختلط يزيد بأبان، ولم أجد الحديث في منتخب المسند لعبد بن حميد.
ومع ذلك لم يذكر أصحاب موسوعات الرجال كالمزي في (تهذيب الكمال: 3/ 353) في الرواة عن أنس ممن اسمه أبان سوى أبن بن صالح، وأبان بن أبي عياش.
يتبع إن شاء الله .......
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[06 - 11 - 05, 09:39 ص]ـ
3 - إبراهيم بن محمد بن جبير، قال ابن حجر (لسان الميزان:1/ 101): إبراهيم بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده، مجهول الحال، له عند الطبراني في الكبير حديث واحد، وقال: ليس له غيره.
والحديث الذي أشار إليه ابن حجر أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير: 2/ 117)) فقال: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بن غَيْلانَ الْعُمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عُرْوَةُ بن سَعِيدٍ، عَنْ عُرْوَةَ الرَّبْعِيِّ الْمِصْرِيِّ، حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بن بَشِيرٍ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بن مُحَمَّدِ بن جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: ((أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ الْعِشَاءَ، أَوِ الْمَغْرِبَ، فَسَمِعْتُهُ، وَهُوَ يَقْرَأُ، وَقَدْ خَرَجَ صَوْتُهُ مِنَ الْمَسْجِدِ) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ ([الطور: 7، 8] فَكَأَنَّمَا صُدِعَ عَنْ قَلْبِي))، ولم تذكر عبارة ابن حجر التي نقلها عن الطبراني، وهذا يُؤكد ما ذكرته مرة في إحدى مداخلاتي من أنَّ
هناك عدداً من الكتب التي طبعت على أنها تامة ليست كذلك، ولهذا ينبغي مراجعة كثير من هذه الكتب على أصول مخطوطة، وهي ميسورة الآن من خلال ما يتاح في هذا الملتقى المبارك، ولقد قابلت صفحات من كتابٍ مطبوع على أنَّه رسالة جامعية، فوجدت فيه عشرات الأخطاء في أقل من عشر ورقات، منها ما هو نقص بأسطر، ومنها - وهو كثير- أخطاء في ألفاظ الأداء!! مع أنَّ الرسالة في علم الحديث!!، ومنها ما هو أوهام في قراءة بعض الكلمات، وهكذا، ثم إنَّ الحاجة تكون ماسة للمقابلة فيما يتعلق بالكتب التي حققها وطبعها أهل البدع والأهواء لأنَّهم غير مؤتمنين على التراث، فكما كان يكذب من كان قبلهم على الرسول r لتأييد مذاهبهم، فلا يؤمنوا على تغيير بعض الكلمات أو التصحيف المتعمد لنفس الغاية.
وهناك متابعة لإبراهيم رواها الطبراني قبل هذا الحديث بحديثين فقال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بن حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ هُشَيْمٌ: وَلا أَظُنُّنِي إِلا قَدْ سَمِعْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بن جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأُكَلِّمَهُ فِي أُسَارَى بَدْرٍ، فَوَافَقْتُهُ، وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ الْمَغْرِبَ، أَوِ الْعِشَاءَ، فَسَمِعْتُهُ، وَهُوَ يَقُولُ، أَوْ يَقْرَأُ، وَقَدْ خَرَجَ صَوْتُهُ مِنَ الْمَسْجِدِ) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (، فَكَأَنَّمَا صُدِعُ قَلْبِي.
والحديث أخرجه كذلك أحمد في المسند: 4/ 83، من طريق إبراهيم بن سعيد قال سمعت بعض أخوتي عن أبي عن جبير بن مطعم أنَّه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث.
إذاً الرواية الوحيدة التي ذُكر فيها إبراهيم هي تلك التي رواها الطبراني، وتمت الإشارة إليها، لكننا استفدنا أن إبراهيم هذا لم يتفرد بالمتن، فهناك متابعات لصاحب الترجمة من قبل الزهري وغيره.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[02 - 02 - 06, 07:06 م]ـ
¥(44/88)
4 – أحمد بن أبي جعفر البكري العامري السمرقندي، ذكره الذهبي في الميزان: 1/ 222، وقال: قال الإدريسي: له حديث واحد وضعه له أبو محمد الباهلي، وانظر لسان: 1/ 146. هذا كل ما استطعت معرفته عنه ...... ؟
5 - أحمد بن محمد صاحب بيت الحكمة، قال ابن الجوزي (الضعفاء: 84): أحمد بن محمد صاحب بيت الحكمة، له حديث واحد عن مالك، قال الدارقطني: متروك. وزاد الذهبي (ميزان 1/ 197): وخبره موضوع حدث عنه علي بن محمد المخزومي.
يتبع إن شاء الله تعالى ..........
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[16 - 02 - 06, 11:51 ص]ـ
6 – أحمد بن معدان قال ابن حجر (لسان: 1/ 312): أحمد بن معدان العبدي عن ثور بن يزيد، قال الدارقطني:متروك، وقال آخر: واهٍ يجهل انتهى. وقال الأزدي: واسطي متروك، وقال بن أبي حاتم (الجرح والتعديل: 2/ 75): روى عنه محمد بن الوزير الواسطي، سألت أبي عنه فقال: هو مجهول والحديث الذي رواه باطل. وأورد بن حبان في ترجمته (المجروحين: 1/ 142) وعبارته: (شيخ يروى عن ثور بن يزيد الأوابد التي لا يجوز الاحتجاج بمن يروى مثلها) وقال:لا يجوز الاحتجاج بروايته، يعني: حديثه عن ثور عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل رفعه: ((ما عظمت نعمة الله على عبد إلا عظمت مؤونة الناس عليه فمن لم يحمل تلك المئونة فقد عرض تلك النعمة للزوال))، وقال ابن عدي: ليس بمعروف، وأورد له الحديث المذكور وقال: هذا الحديث يُروي من وجوهٍ كلها غير محفوظة، ولا أعرف لأحمد هذا غير هذا الحديث.
وهذا الحديث الواحد رواه ابن عدي (الكامل:1/ 174) فقال: حدثنا عمر بن سنان وجماعة معه، قالوا: حدثنا محمد بن الوزير الواسطي، حدثنا أحمد بن معدان، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما عظمت نعمة الله على عبد إلا عظمت مؤونة الناس عليه فمن لم يحتمل تلك المؤونة فقد عرض نعمته للزوال)).
وقال ابن الجوزي (الضعفاء: 1/ 90): أحمد بن معدان العبدي، يروي عن ثور بن يزيد قال أبو حاتم الرازي: مجهول، والحديث الذي رواه باطل، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: يروي الأوابد وهو ضعيفٌ واهٍ، لكنه (أي ابن الجوزي) قال في (العلل المتناهية: 2/ 518 – 519): أنا إسماعيل بن أحمد قال أنا ابن مسعدة قال: أنا حمزة بن يوسف قال: نا ابن عدي، قال أخبرنا أحمد بن سنان وأخبرنا أبو منصور القزاز قال: أنا أحمد بن علي، قال: أنا أحمد بن عمر بن روح قال: نا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري قال: نا أبو عبد الرحمن الواسطي أحمد بن نصر قالا: نا محمد بن وزير قال: نا أحمد بن معدان العبدي عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما عظمت نعمة الله على عبد إلا عظمت مؤونة الناس عليه، فمن لم يحتمل تلك المؤونة فقد عرَّض النعمة للزوال)). قال المؤلف: هذا حديث لا يصح، قال ابن حبان: أحمد بن معدان، متروك يروي الأوابد ولم يرو هذا عن ثور إلا هو وابن علاثة، وهما واهيان، وقال الدارقطني: وهو حديث ثابت، فيظهر هنا الاختلاف في النقل عن الدارقطني، (بالرغم من أن الحكمين موجودان في كتب الدارقطني، لكن ما يؤخذ على ابن الجوزي رحمه الله أنَّ ذكر الحكمين كل واحد في مكان وهناك بون شاسع بين القولين، ويُعلل اختلاف قول الدارقطني بأنه في العلل حكم على الحديث ككل، أما في الضعفاء فقد حكم على الراوي فحسب، ولهذا ناسب كل موضع ما وُضع له). وكذا نسبته لأقوال عزاها لابن حبان وهي ليست كذلك، ولعل هذا ناتج عن إكثار ابن الجوزي يرحمه الله، إذا كلما كثرت المؤلفات زادت الأوهام وقلَّ التركيز.
¥(44/89)
وهذا الحديث رواه أيضاً الخطيب في (تاريخ بغداد: 5/ 181) في ترجمة أحمد بن نصر الواسطي فقال: أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، حدثنا أبو عبد الرحمن الواسطي، أحمد بن نصر قال: حدثنا محمد بن وزير، حدثنا أحمد بن معدان العبدي، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما عظمت نعم الله على عبد إلا عظمت مؤونة الناس عليه فمن لم يحتمل تلك المؤونة فقد عرض نعمة الله للزوال)).
ورواه كذلك القضاعي في (مسند الشهاب: 2/ 18 – 19) فقال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد الأنماطي، أبنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بتنيس، أبنا عبد الجبار السمرقندي، ثنا محمد بن الوزير، ثنا أحمد بن معدان، حدثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان،عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما عظمت نعمة الله على عبد إلا عظمت مؤونة الناس عليه.
نا مكي بن نظيف الزجاج، أنا إبراهيم بن الحسين بن محمد النزار قال: أنا محمد بن نافع بن إسحاق الخزاعي، أنا محمد بن المؤمل الهدادي، أنا وزيرة بن محمد الغساني، نا محمد بن وزير، نا أحمد بن معدان، حدثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ثم وذكره.
أما رواية الدارقطني ففي (العلل: 6/ 49): وسئل عن حديث مالك بن يخامر عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما عظمت نعمة الله عز وجل إلا الناس عليه فمن لم يحتمل تلك المؤنة فقد عرض تلك النعمة للزوال))، فقال: يرويه ثور بن يزيد واختلف عنه، فرواه محمد بن علاثة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن مالك بن يخامر عن معاذ،ورواه أحمد بن معدان العبدي عن ثور عن خالد عن معاذ لم يذكر فيه مالكا وهو حديث ثابت. لكنه قال عن أحمد بن معدان في (الضعفاء والمتروكين: 38): عن ثور بن يزيد، روى عنه: محمد بن وزير الواسطي، متروك.
لذا فقوله: حديث ثابت، لعله يريد من غير هذه الطرق كما سيأتي.
وقال البيهقي في (شعب الإيمان: 6/ 118): أخبرنا ابو الحسن المقري انا الحسن بن محمد بن اسحاق نا الحسن بن سفيان نا عمرو بن الحصين الكلابي نا ابن علاثة وأخبرنا محمد بن عبدالله الحافظ نا بكير بن محمد الحداد الصوفي بمكة نا أيوب بن عبدالله العربي نا عمرو بن الحصين إذنه نا محمد بن عبدالله بن علاثة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن مالك بن عامر عن معاذ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ما عظمت نعمة الله على عبد إلا الغرماء مؤونة الناس عليه فمن لم يحمل تلك المؤونة على نفسه وفي رواية الحسن فمن لم يحتمل مؤونة الناس فقد عرض تلك النعمة للزوال)).قال أبو عبدالله هذا حديث لا أعلم أنا كتبناه إلا بإسناده وهذا الكلام مشهور عن الفضيل بن عياض
والحديث رواه الرافعي في تاريخ قزوين 3/ 410) من طريق محمد بن علاثة عن ثور به.
ملحوظة: ابن عدي هو من صرَّح بأن ليس لأحمد بن معدان غير هذا الحديث، ولقد تتبعت من خلال الحاسوب مرويات أحمد بن معدان فلم أجدهم ينسبون له إلا هذا الحديث، وأبو حاتم قد ذكر هذا تلميحاً وذلك من خلال قوله: هو مجهول والحديث الذي رواه باطل، ومعنى هذا أن ليس له إلا حديث واحد وهو باطلٌ، لأنه قال والحديث الذي رواه باطل، ولو كان له أكثر من حديث لكانت عبارة أبي حاتم تختلف، كأن يقول والحديث الذي رواه في كذا باطل، أو حدث فلان في زوال النعمة باطل، ولما لم يكن له إلا هذا الحديث جاءت عبارته هكذا.
وهذا شبيه إلى حدٍّ بعيد بقول البخاري رحمه الله تعالى (لا يتابع على حديثه) فبين ابن عدي في أكثر من موضع في الكامل أنَّ قصده هذا الحديث الواحد، ولهذا فقول ابن حبان يرحمه الله: يرو عن ثور بن يزيد الأوابد، توسع في العبارة، لأنه ليس له إلا حديث واحد
وللحديث غير هذه الطرق فقد قال ابن أبي الدنيا في (قضاء الحوائج): أخبرنا القاضى أبو القاسم،نا أبو على، نا عبد الله، ذكر الحارث بن محمد التيمى، ذكر عمرو بن الصلت خالي عن سعيد بن أبى سعيد،عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما عظمت نعمة الله على عبد إلا اشتدت عليه مؤنة الناس فمن لم يحتمل تلك المؤنة للناس فقد عرض تلك النعمة للزوال)). وقال الطبراني (المعجم الأوسط: 7/ 292): وبه حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه ك ب ثم جعل شيئا من حوائج الناس إليه فتبرم فقد عرض تلك النعمة للزوال. وقال المنذري في (الترغيب والترهيب: 3/ 263): إسناده جيد، وتابعه الهيثمي في المجمع 8/ 192.
وقال البيهقي (الشعب 6/ 117): أخبرنا ابو عبدالله الحافظ قراءة وأبو عبدالرحمن السلمي إملاء قالا نا ابو عبدالله محمد بن عبدالله الصفار نا ابو سعيد عمران بن عبدالرحيم الأصبهاني نا احمد بن يحيى المصيصي نا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه إلا جعل إليه شيئا من حوائج الناس فإن تبرم بهم فقد عرض تلك النعمة للزوال.
وبناءً على ذلك فلعل قول الدارقطني هذا حديث ثابت، يريد به ثابت من غير هذه الطريق والله أعلم.
يتبع إن شاء الله تعالى ............
¥(44/90)
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[03 - 03 - 06, 06:18 م]ـ
7 – أحمد بن ميسرة، قال ابن عدي (الكامل 1/ 167): أحمد بن ميسرة أبو صالح، ليس بالمعروف إلا في حديث واحد، حدثنا عبد الوهاب بن عصام بن الحكم، حدثنا أبو طالب أحمد بن حميد قال: سألت أحمد بن حنبل عن أحمد بن ميسرة الذي يروي عنه شريح وروى عن زياد بن سعد عن صالح مولى التوأمة عن بن عباس قال رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهميان للمحرم، فقال: لا أعرفه.
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين الأهوازي، حدثنا الحسن بن علي بن بحر حدثنا شريح بن النعمان حدثنا أحمد بن ميسرة أبو صالح عن زياد بن سعد عن صالح مولى التوأمة عن ابن عباس قال: رخَّص في الهميان للمحرم يشد فيه نفقته، قال الشيخ: وأحمد بن ميسرة هذا لا يُعرف، إلا بهذا الحديث، وليس بالمعروف على أنَّ هذا الحديث قد رواه عن صالح مولى التوأمة إبراهيم بن أبي يحيى، وإبراهيم يحتمل لضعفه وزياد بن سعد لا يحتمل لأنه ثقة وهو منكر من حديث زياد.
وهذا نقله الذهبي في (الميزان 1/ 160) وجعله دليلاً على ضعف هذا الراوي فقال: أحمد بن ميسرة. روى عنه شريح بن النعمان. لا يدرى من هو؟ يكنى أبا صالح. روى عن زياد بن سعد، عن صالح مولى التوأمة، عن ابن عباس: رخص النبي صلى الله عليه وسلم في الهميان للمحرم. قال ابن عدى: هذا لا يصح، ولا يعرف أحمد إلا في هذا الحديث، وروى موقوفا وهو أشبه.
وأضاف ابن حجر في لسان الميزان 1/ 227: وسئل عنه أحمد فقال لا أعرفه.
قلت: وبالرغم من أنَّ هذا هو الحديث الوحيد الذي رواه أحمد بن ميسرة، إلا أنَّه لم ينفرد به، فقد تابعه عليه غيره من الرواة، فقد روى الطبراني في الكبير: قال: حدثنا محمد بن علي النسائي البغدادي ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا يوسف بن خالد السمتي ثنا زياد بن سعد عن صالح مولى التوأمة عن ابن عباس أنه كان لا يرى بالهميان للمحرم بأسا وروى ذلك ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، فخالد بن يوسف تابع أحمد بن ميسرة في هذه الرواية، وهي متابعة تامة، ولكن يوسف بن خالد ضعيف جداً، واتهمه بعضهم، ولهذا فوجود هذه المتابعة وعدمها واحدٌ، ولكن هذه السنة رويت عن أكثر من صحابي، فثبوتها ليس في هذه الرواية فقط بل في روايات أخرى، بل لقد رواها عن ابن عباس أكثر من راوٍ، والله أعلم.
يتبع إن شاء الله تعالى ..........
ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[04 - 03 - 06, 10:40 ص]ـ
الشيخ لطفي/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في وقتك وعمرك ونفع بعلمك
أليس من الممكن وضع الموضع على صورة ملفات word
وبارك الله فيكم
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[04 - 03 - 06, 11:47 م]ـ
الأخ أبو محمد الأنصاري وفقه الله.
سيكون هذا ممكناً إن شاء الله تعالى عندما أنتهي من كتابة كافة الأسماء التي عندي، لأن المادة غير جاهزة، وإنما أقوم بتجهيزها أولاً بأول حسب الفراغ، وما هو موجود عندي ومجموع له الآن هو الأسماء فقط وليس المادة، فالله أسأل أن يمن علينا بالفراغ حتى أتمم أكبر قدر ممكن من الموضوع.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[25 - 03 - 06, 07:04 م]ـ
وقبل أن أسترسل في ذكر بقية الأسماء من حرف الألف أود أن أستدرك بهذا الاسم وهو فيمن اسمه إبراهيم، وقد كنت متردداً في وضعه لكن ترجح عندي وضعه، لأنه ينطبق عليه شرط الموضوع.
8 - إ براهيم بن باب البصري القصار، قال الذهبي في الميزان 1/ 6: إ براهيم بن باب البصري القصار، عن ثابت البناني واهٍ لا يكاد يعرف إلا بحديث الطير.
وقال ابن حجر (لسان 1/ 25): إبراهيم بن باب البصري القصار، عن ثابت البناني واهٍ لا يكاد يعرف إلا بحديث الطير انتهى، وقال المؤلف: في المغني: تالف لا أعلمه بم سكتوا عن تضعيفه، قلت (ابن حجر): وقد ذكره البخاري فلم يذكر فيه جرحا، وابن أبي حاتم وبيض، وضعفه العقيلي لكنه سمى أباه: ثابتا كما سيأتي وأورد له عن ثابت عن أنس: جاءت أم أيمن بطائر فوضعته فقال: النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي، فجاء علي)). قال العقيلي: ليس له أصل، وقد رواه معلى بن عبد الرحمن عن حماد، ومعلى يكذب ولم يأت به ثقة عن حماد، وفي هذا الباب لين ولا أعلم فيه شيئاً ثابتاً.
¥(44/91)
وذكره مرة ثانية في اسم إبراهيم بن ثابت (1/ 26) فقال:] إبراهيم بن ثابت القصار عن ثابت عن أنس بحديث الطير، رواه عنه عبد الرحمن بن دبيس وعبد الله بن عمر بن محمد بن أبان مشكدانه، وماذا بعمدة ولا أعرف حاله جيداً انتهى، وقد تقدم إبراهيم بن باب القصار عن ثابت فهو هذا كأن اسم أبيه تصحف، وحديث الطير الذي أشار إليه أخرجه الحاكم في المستدرك من حديث هذين عن إبراهيم وصححه، وخالفه العقيلي فذكره في ترجمة إبراهيم بن ثابت هذا، وقال: لا أعلم فيه شيئاً ثابتاً انتهى كلام العقيلي، وكذا قاله البخاري وقد جمع طرقه الطبراني وابن مردويه والحاكم وجماعة، وأحسن شيء فيها طريق أخرجه النسائي في الخصائص.
قلت: وطريق النسائي مروية في الخصائص وفي السنن الكبرى فقد قال النسائي في الخصائص ص 29: أخبرني زكريا بن يحيى قال حدثنا الحسن بن حماد قال حدثنا مسهر ابن عبد الله عن عيسى بن عمر عن السدي عن أنس بن مالك أن النبي كان عنده طائر فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير فجاء أبو بكر فرده وجاء عمر فرده وجاء علي فأذن له. وقال النسائي في الكبرى: 5/ 107 رقم 8398 أخبرني زكريا بن يحيى قال حدثنا الحسن بن حماد قال حدثنا مسهر بن عبد الله عن عيسى بن عمر عن السدي عن أنس بن مالك ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده طائر فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك أكل معي من هذا الطير فجاء أبو بكر فرده وجاء عمر فرده وجاء علي فأذن له.
وهذه الرواية انتقدها البخاري وغيره فقد قال الترمذي في العلل الكبير 1/ 374: 698 حدثنا سفيان بن وكيع قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن عيسى بن عمر عن السدي عن أنس بن مالك قال كان ثم النبي صلى الله عليه وسلم طير فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك أكل معي هذا الطير فجاء علي فأكل معه، سألت محمداً عن هذا الحديث من حديث السدي عن أنس وأنكره وجعل يتعجب منه، وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية 1/ 230: وهذا لا يصح لأن اسماعيل السدي قد ضعفه عبدالرحمن بن مهدي ويحيى بن معين، قال البخاري: وفي مسهر بعض النظر.
فإذا كان هذا حال أفضل الروايات لهذا الحديث فما هو حال بقية الروايات؟! ولقد جمعت ما وقفت عليه من طرق هذا الحديث الذي قال أهل الصنعة فيه أنه ضعيف بكافة طرقه، ولا يثبت، ونرى الرافضة يتبجحون ويذكرون أن هذا الحديث متواتر، في جهل وكذب واضحين، عدا عن أننا لا نعرف ماذا يقصدون بالمتواتر!! وهل يعدون روايات الصحابة المرضين عند أهل السنة وهم كل من ثبتت له الصحبة من قبل المتواتر؟ أم إن للتواتر عندهم معنى آخر؟!، بل بلغ الجهل ببعضهم أن يقول وقد بلغت رواية أنس للحديث مبلغ التواتر، فكيف تبلغ رواية واحدة حد التواتر؟ هذا إذا علمنا أنهم يطنعون في أنس رضي الله عنه ويشنعون عليه، ثم بعد ذلك نراهم يصفون روايته وحده بالمتواترة؟؟!!، ولسوف أنشر خلاصة ما توصلت إليه فيما يتعلق بهذا الحديث في هذا الملتقى إن شاء الله تعالى، وسأستعرض ما كتبه هؤلاء القوم في هذا الحديث.
وحديث الطير من طريق هذا الراوي أخرجه كل من الحاكم في المستدرك 3/ 142 رقم 4651 فقال: حدثنا به الثقة المأمون أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسين بن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علية بن خالد السكوني بالكوفة من أصل كتابه، ثنا عبيد بن كثير العامري، ثنا عبد الرحمن بن دبيس، وحدثنا أبو القاسم، ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، ثنا عبد الله بن عمر بن أبان بن صالح قالا: ثنا إبراهيم بن ثابت البصري القصار، ثنا ثابت البناني، أن أنس بن مالك رضي الله عنه كان شاكياً فأتاه محمد بن الحجاج يعوده في أصحاب له، فجرى الحديث حتى ذكروا علياً رضي الله عنه، فتنقصه محمد بن الحجاج، فقال أنس: من هذا؟ أقعدوني فأقعدوه، فقال: يا بن الحجاج ألا أراك تنتقص علي بن أبي طالب، والذي بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق لقد كنت خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه، وكان كل يوم يخدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام من أبناء الأنصار، فكان ذلك اليوم يومي، فجاءت أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بطير فوضعته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم أيمن ما هذا
¥(44/92)
الطائر؟ قالت: هذا الطائر أصبته فصنعته لك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم جئني بأحب خلقك إليك وإلي يأكل معي من هذا الطائر، وضرب الباب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس انظر من على الباب؟ قلت: اللهم اجعله رجلاً من الأنصار، فذهبت فإذا علي بالباب، قلت:إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة فجئت حتى قمت من مقامي، فلم ألبث أن ضرب الباب، فقال: يا أنس انظر من على الباب؟ فقلت: اللهم اجعله رجلاً من الأنصار فذهبت فإذا علي بالباب، قلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة، فجئت حتى قمت مقامي فلم ألبث أن ضرب الباب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس اذهب فأدخله فلست بأول رجل أحب قومه، ليس هو من الأنصار، فذهبت فأدخلته، فقال: يا أنس قرب إليه الطير، قال: فوضعته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلا جميعاً. قال محمد بن الحجاج: يا أنس كان هذا بمحضرٍ منك؟ قال: نعم، قال: أعطي بالله عهداً أن لا أنتقص علياً بعد مقامي هذا، ولا أعلم أحداً ينتقصه إلا أشنأت له وجهه.
ورواه العقيلي في الضعفاء 1/ 46 فقال: إبراهيم بن ثابت القصار بصري حدثنا موسى بن إسحاق الأنصاري قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان، قال: حدثنا إبراهيم بن ثابت القصار، قال: حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: جاءت أم أيمن مولاة النبي صلى الله عليه وسلم بطائر فوضعته فقال لها رسول الله: ما هذا؟ قالت: طائر صنعته لك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم أئتني بأحب خلقك إليك يأكل معي، فجاء علي.قال: ليس لهذا من حديث ثابت أصل، وقد تابع هذا الشيخ معلى بن عبد الرحمن ورواه عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس حدثنا الصائغ عن الحسن الحلواني عنه، ومعلى عندهم يكذب ولم يأت به ثقة عن حماد بن سلمة ولا عن ثقة عن ثابت، وهذا الباب الرواية فيها لين وضعف لا نعلم فيه شيء ثابت، وهكذا قال محمد بن إسماعيل البخاري.
قلت:وعلى كل حال فسواء كان إبراهيم بن باب القصار، أم إبراهيم بن ثابت القصار، فهو لم يروِ إلا حديثاً واحداً، فهو ينطبق عليه شرط البحث، وحديثه ضعيف، بل ضعيف جداً لأنه غير معروف بالرواية فله حكم المجهول، والمجهول إن روى ما ينكر فيكون هنا خوف من أن يكون هذا الحديث مكذوب، وتكون هذه الجهالة نوع من التغطية على كذاب أو وضاع، وقد يكون هذا الاسم غير واقعي، كما يحلو لكثير من الكذابين والواضعين أن يُدلسوا أسماءهم ليرفعوا عن الحديث وصفه بالكذب، ومن تتبع روايات الكذبة المشهورين لعلم أن أسماءهم ذكرت بأكثر من صيغة وأحياناً لا يكون بين إطلاق وآخر أي نوع من التشابه أو الاشتراك.
يتبع إن شاء الله تعالى ..........
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[06 - 09 - 06, 10:55 م]ـ
9 - إبراهيم بن سعيد المدني، قال ابن عدي (الكامل: 1/ 258): إبراهيم بن سعيد أبو إسحاق المدني يحدث عن نافع، ليس بمعروف،يحدث عنه زحمويه، أخبرنا الحسن بن سفيان وأحمد بن علي بن المثنى ومحمود بن محمد الواسطي قالوا: حدثنا زحمويه لا لازكريا بن يحيى حدثنا إبراهيم بن سعيد أبو إسحاق المدني قال: سمعت نافع يقول وقال الحسن عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تنتقب المرأة المحرمة))،قال الشيخ: وهذا الحديث لا يُتابع إبراهيم بن سعيد هذا على رفعه، ورواه جماعة عن نافع من قول ابن عمر.
وقال الذهبي في الميزان: 1/ 35: إبراهيم بن سعيد المدني د عن نافع منكر الحديث، غير معروف، وله ايضاً عن أبي عبد الحميد، قلت: وله حديث واحد في الإحرام، أخرجه أبو داود وسكت عنه فهو مقارب الحال.
وقال ابن حجر (تهذيب التهذيب: 1/ 108): إبراهيم بن سعيد أبو إسحاق المدني عن نافع عن بن عمر، وعنه قتيبة وزكرياء بن يحيى بن زحمويه، قال أبو داود: شيخ من أهل المدينة ليس له كبير حديث، وقال ابن عدي: ليس بالمعروف، قلت: له عنده حديث واحد في الحج، وقال ابن عدي أيضا: رفع حديثاً لا يُتابع على رفعه، وقال صاحب الميزان منكر الحديث.
¥(44/93)
أما الحديث الذي رواه فهو عند أبي داود في السنن 2/ 165: رقم (1825) حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم زاد ولا تنتقب المرأة الحرام ولا تلبس القفازين. قال أبو داود: وقد روى هذا الحديث حاتم بن إسماعيل ويحيى بن أيوب عن موسى بن عقبة عن نافع على ما قال الليث ورواه موسى بن طارق عن موسى بن عقبة موقوفا على ابن عمر وكذلك رواه عبيد الله بن عمر ومالك وأيوب موقوفا، وإبراهيم بن سعيد المديني عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: المحرمة لا تنتقب ولا تلبس القفازين، قال أبو داود إبراهيم بن سعيد المديني شيخ من أهل المدينة ليس له كبير حديث. وفي رقم (1826) حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا إبراهيم بن سعيد المديني عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المحرمة لا تنتقب ولا تلبس القفازين)).
وأبو يعلى في (المسند: 10/ 189): 5818 حدثنا زكريا بن يحيى زحمويه حدثنا إبراهيم بن سعيد المديني أبو إسحاق قال سمعت نافعا عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تنتقب المحرمة)).
والبيهقي 5/ 47: رقم (8828) أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا قتيبة بن سعيد ثنا إبراهيم بن سعيد المديني عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المحرمة لا تنتقب ولا تلبس القفازين))، قال أبو داود: ورواه عبيد الله بن عمر ومالك بن أنس وأيوب عن نافع موقوفا على ابن عمر المحرمة لا تنتقب ولا تلبس القفازين، قال الشيخ: وعبيد الله بن عمر ساق الحديث إلى قوله ولا ورس، ثم قال: وكان يقول لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين.
وساق الحديث بروايات أخرى ثم ذكر انتقادها وكان مما ساقه انتقاد ابن عدي لإحدى الروايات المرفوعة وفيها قوله:وقد روى هذا الحديث من وجه آخر مجهول عن عبيد الله بن عمر مرفوعا والمحفوظ موقوف
قلت: كما يظهر أنَّ هذا الراوي لم يروِ إلا هذا الحديث الواحد، وقد انتقد العلماء رفعه لهذا الحديث، فقال أكثر من ناقد أنه لا يُتابع على رفعه، وذكر غيره أنه شاذٌ، بل منكر لأنه ينطبق عليه ما ينطبق على المنكر، إذ إنه من تفرّد المجهول ومخالفته للثقات،
ويلاحظ أن المناوي أثناء شرحه لحديث ((لأن يجعل أحدكم في فيه ترابا خير له من أن يجعل في فيه ما حرم الله عز وجل)) قال (فيض القدير: 5/ 257): هب عن أبي هريرة وفيه إبراهيم بن سعيد المدني قال الذهبي مجهول منكر الحديث. وهذا فيما أرى أنه وهم من المناوي وخطأ، لأن الذي في سند البيهقي بعيد عن صاحبنا، فقد قال البيهقي في الشعب: 5/ 57 رقم 5763 أخبرنا أبو سهل محمد بن نصرويه المروزي ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حبيب ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني إبراهيم بن سعيد ثنا يزيد بن هارون أنا محمد بن إسحاق عن موسى بن بشار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن يجعل أحدكم في فيه ترابا خير له من أن يجعل في فيه ما حرم الله عز وجل وروي عن حفص بن عبدالرحمن عن أبي إسحاق عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة والأول أولى.
فمن هذا السند يظهر أن إبراهيم بن سعيد هنا هو من شيوخ ابن أبي الدنا المتوفى سنة 282هـ، وصاحب الترجمة عندنا من طبقة شيوخ أشياخ ابن أبي الدنيا، مما يبين أن المناوي قد وهم في ذلك وأخطأ، وهذا الخطأ لم يتنبه إليه الغماري ولهذا لم ينتقده فيه مع أنه انتقده بنظائر كثيرة من هذا النوع.
يتبع إن شاء الله تعالى .......
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 09 - 06, 01:49 ص]ـ
شَكَرَ اللهُ صَنِيعَكُمْ. وَأَحْسَنَ جَزَاءَكُمْ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ لَهُ حَدِيثٌ آخَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
ــــــــــــــ
قَدْ ذَكَرْتَ آنِفَاً قَوْلَ الْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ فِي «مِيزَانِهِ»: «إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَدَنِيُّ عَنْ نَافِعٍ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ غَيْرُ مَعْرُوفٍ. وَلَهُ اَيْضَاً عَنْ أَبِي عَبْدِ الْحَمِيدِ».
قُلْتُ: فَفِي قَوْلِ الْحَافِظِ دِلالَةٌ بَيِّنَةٌ أَنَّ لَهُ حَدِيثَاً آخَرَ، وَهُوَ كَمَا قَالَ.
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ «مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ» (741): حَدَّثَنَا إِْرْاَهيِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عرق الْحِمْصِيُّ ثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي لأَرَى أُمَّمَاً تُقَادُ بِالسَّلاسِلِ مِنَ النَّارِ إِلَى الْجَنَّةِ»، قُلْتُ: الأُسَارَى، قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ: وَاخْتُلِفَ عَلَى بَقِيَّةَ، فَرَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ عَنْهُ فَأَسْقَطَ مِنْ سَنَدِهِ «أَبِي عَبْدِ الْحَمِيدِ»، وَجَعَلَهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِلا وَاسِطَةٍ.
قال إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ «مُسْنَدُهُ» (338): أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إِنِّي لأَرَى أُمَّمَاً تُقَادُ بِالسَّلاسِلِ مِنَ النَّارِ إِلَى الْجَنَّةِ».
وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ «التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ» (1/ 291): «إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرَى أُمَّمَاً تُقَادُ بِالسَّلاسِلِ إِلَى الْجَنَّةِ». قَالَهُ لَنَا إِسْحَاقُ سَمِعَ بَقِيَّةَ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ».
¥(44/94)
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[07 - 09 - 06, 02:00 ص]ـ
شيخنا ابومحمد وهناك احد كتبك التى اطلعت عليها وهو من لم يرو الا حديثا واحدا فى الكتب الستة وهو لم يكتب فى مجموع مصنفاتك لماذا يا شيخنا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 09 - 06, 02:34 ص]ـ
شيخنا ابومحمد وهناك احد كتبك التى اطلعت عليها وهو من لم يرو الا حديثا واحدا فى الكتب الستة وهو لم يكتب فى مجموع مصنفاتك لماذا يا شيخنا
الْحَبِيبَ / مُصْطَفَى سَعْدٍ
عَلَيْكَ تَحِيَّةُ الرَّحْمَنِ تَتْرَى ... تَحَايَا رَائِحَاتٍ غَادِيَاتِ
بَارَكَ اللهُ فِيكَ. وَيَسَّركَ لِلْخَيْرِ. وَيَسَّر لَكَ الْخَيْرَ حَيْثُ تَوَجَّهْتَ.
رُبَّمَا لأَنَّ الابْنَ مُحَمَّدَاً أبَا الْمُنْذِرِ لَمْ يَسْتَقْصِي مَا كَتَبْتُهُ فِي الأَوْرَاقِ وَالْكَرَارِيسِ.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[10 - 09 - 06, 10:20 م]ـ
بارك الله فيك أخانا الفاضل أبا محمد، وعذراً لأنه لم يتسن لي النظر فيما كتبتم إلا اليوم، ولسوف أنظر لملاحظتكم عن كثب، ولقد رأيت مجموعة ممن ذكر بعض العلماء أن ليس لهم إلا حديثاً واحداً ثم وُجد لهم غيره، فالأمر محتمل بل شديد الاحتمال، ومما يزيدني اطمئناناً إلى ما ذكرتم ما ألحظه على كتاباتكم من الدقة والمتانة، والله الموفق.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[17 - 09 - 06, 08:18 م]ـ
10 – أسماء بن الحكم الفزاري، قال البخاري في التاريخ الكبير: 2/ 54: أسماء بن الحكم الفزاري، سمع علياً، روى عنه: علي بن ربيعة، يُعد في الكوفيين، قال: كنت إذا حدثني رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم حلفته، فإذا حلف لي صدقته ولم يُرو عن أسماء بن الحكم إلا هذا الواحد، وحديث آخر، ولم يتابع عليه، وقد روى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعضهم عن بعض فلم يحلف بعضهم بعضا وقال بعض الفزاريين: أن أسماء السلمي ليس بفزاري.
وقال ابن حبان في الثقات: 4/ 59: أسماء بن الحكم الفزاري، يروى عن: على بن أبى طالب، روى عنه: على بن ربيعة الوالبي، يخطىء.
وقال الذهبي في الميزان: أسماء بن الحكم الفزاري، عن علي استنكر البخاري حديثه: كنت إذا حدثني رجل استحلفته، وقد تفرّد به عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة عنه قال ابن عدي: وهذا حديث حسن، رواه عن علي بن ربيعة:شعبة وسفيان وزائدة ومسعر وأبو عوانة. قلت (الذهبي): أسماء قد وثق وماله سوى هذا الحديث.
وقال ابن عدي في الكامل 1/ 430: أسماء بن الحكم الفزاري سمعت محمد بن احمد بن حماد يقول قال البخاري أسماء بن الحكم سمع علياً روى عنه علي بن ربيعة قال: كنت إذا حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم استحلفته فإذا حلف لي صدقته، ولم يُرو عن أسماء غير هذا الحديث الواحد، ويقال أنه قد روى عنه حديث آخر لم يتابع عليه. أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة الثقفي وأخبرنا الفضل حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي حدثنا سفيان عن مسعر عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم عن علي: كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا ينفعني الله بما شاء أن ينفعني حتى حدثني أبو بكر الصديق وكان إذا حدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه استحلفته فإذا حلف لي صدقته وأنه حدثني أبو بكر وصدق أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من عبد يذنب ذنباً ثم يتوضأ ويصلي ركعتين ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غفر الله له، قال الشيخ: وهذا الحديث مداره على عثمان بن المغيرة رواه عنه غير ما ذكرت: الثوري وشعبة وزائدة وإسرائيل وغيرهم، وقد روى عن غير عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة حدثناه عبد الله بن أبي داود حدثني أيوب الوزان حدثنا مروان حدثنا معاوية بن أبي العباس القيسي عن علي بن ربيعة الأسدي عن أسماء بن الحكم قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كان الرجل إذا حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث استحلفته فإذا حلف لي صدقته وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر أنه قال ما من عبد يذنب ذنباً ويصلي ركعتين ثم يستغفر منه إلا غفر له. قال الشيخ: وهذا الحديث طريقه حسن، وأرجو أن يكون صحيحاً، قال الشيخ: وأسماء بن الحكم هذا لا يعرف إلا بهذا الحديث ولعل له حديثا آخر.
¥(44/95)
وقال المزي 2/ 533 - 535: أسماء بن الحكم لفزاري وقيل السلمي أبو حسان الكوفي روى عن على بن أبي طالب كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله بما شاء أن ينفعني وإذا حدثني أحد من أصحابه استحلفته الحديث روى عنه علي بن ربيعة الوالبي قال العجلي كوفي تابعي ثقة وقال البخاري لم يرو عنه إلا هذا الحديث وحديث آخر لم يتابع عليه وقد روى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعضهم عن بعض ولم يحلف بعضهم بعضا قلت ما ذكره البخاري رحمه الله لا يقدح في صحة هذا الحديث ولا يوجب ضعفه أما كونه لم يتابع عليه فليس شرطا في صحة كل حديث صحيح أن يكون لراويه متابع عليه وفي الصحيح عدة أحاديث لا يعرف إلا من وجه واحد نحو حديث الأعمال بالنية الذي أجمع أهل العلم على صحته وتلقيه بالقبول وغير ذلك وأما ما أنكره من الاستحلاف فليس فيه أن كل واحد من الصحابة كان يستحلف من حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم بل فيه أن عليا رضي الله عنه كان يفعل ذلك وليس ذلك بمنكر أن يُحتاط في حديث النبي صلى الله عليه وسلم كما فعل عمر رضي الله عنه في سؤاله البينة بعض من كان يروي له شيئا عن النبي صلى الله عليه وسلم كما هو مشهور عنه والاستحلاف أيسر من سؤال البينة وقد.
روي الاستحلاف عن غيره أيضا على، أن هذا الحديث له متابع رواه عبد الله بن نافع الصائغ عن سليمان بن يزيد الكعبي عن المقبري عن أبي هريرة عن علي ورواه، حجاج بن نصير عن المعارك بن عباد عن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن جده عن علي، ورواه داود بن مهران الدباغ عن عمر بن يزيد عن أبي إسحاق عن عبد خير عن علي ولم يذكروا قصة الاستحلاف والله أعلم.
وقال ابن حجر في التهذيب: 1/ 234: بعد أن ساق أغلب ما ذكره المزي: والمتابعات التي ذكرها لا تشد هذا الحديث شيئا لأنها ضعيفة جداً، ولعل البخاري إنما أراد بعدم المتابعة في الاستحلاف أو الحديث الآخر الذي أشار إليه، وقال البزار: أسماء مجهول وقال موسى بن هارون: ليس بمجهول لأنه روى عنه علي بن ربيعة والركين بن الربيع وعلي بن ربيعة قد سمع من علي فلولا أن أسماء بن الحكم وجده مرضياً ما أدخله بينه وبينه في هذا الحديث، وهذا الحديث جيد الإسناد وتبع العقيليُّ البخاريَّ في إنكار الاستحلاف فقال: قد سمع علي من عمر فلم يستحلفه، قلت: وجاءت عنه رواية عن المقداد وأخرى عن عمار ورواية عن فاطمة الزهراء رضي الله عنها وليس في شيء من الإشارة أنه استحلفهم، وقال بن حبان في الثقات: يخطىء وأخرج له هذا الحديث في صحيحه، وهذا عجيب لأنه إذا حكم بأنه يخطىء وجزم البخاري بأنه لم يروِ إلا حديثين يخرج من كلاهما أن أحد الحديثين خطأ ويلزم من تصحيحه أحدهما انحصار الخطأ في الثاني وقد ذكر العقيلي أن الحديث الثاني تفرد به عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عن أسماء وقال أن عثمان منكر الحديث وذكره بن الجارود في الضعفاء وذكر يعقوب بن شيبة أن شعبة رواه عن علي بن ربيعة فقال عن أسماء أو بن أسماء وذكر أن الشك فيه من شعبة، وأما البزار فرواه من طريق شعبة وقال فيه عن أسماء أو أبي أسماء وقال لا يعلم شك شعبة وقال بن عدي هو حديث حسن.
وقال مسلم في الكنى: أبو حسان أسماء بن خارجة الفزاري سمع علياً روى عنه: علي بن ربيعة كذا قال! وقد فرق البخاري بين أسماء بن الحكم الفزاري وبين أسماء بن خارجة وهو الصواب.
وحديث الاسستحلاف المار آنفاً رواه عدد من أصحاب الكتب، فهو حديث قد انفرد بروايته علي بن ربيعة عن أسماء، وعن علي لم يروه إلا عثمان بن المغيرة، كما قال الذهبي (ميزان:) تفرد به عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عنه – أي أسماء – وإن كان جمع الطرق قد أظهر أن عثمان لم ينفرد بروايته كما سيأتي،مع أنَّ غالب الطرق تدور على عثمان بن المغيرة.
وعند النظر إلى طرق هذا الحديث عن عثمان وجدت أنه رواه كل من مسعر بن كدام، وسفيان وحده، ومسعر وسفيان معاً، وأبو عوانة، وشعبة، وقيس بن الربيع، وشريك بن عبد الله وغيرهم كما ذكر الدارقطني وابن عدي وهذا إيجاز سريع لما وقفت عليه من طرق لهذا الحديث:
¥(44/96)
فطريق مسعر وحده رواها كلٌّ من: ابن أبي شيبة في المصنف: 2/ 159، والحميدي في مسنده: 1/ 2، النسائي في اليوم والليلة: ص315، وابن عدي في الكامل: 1/ 430 وقال: وهذا الحديث طريقه حسن وأرجو أن يكون صحيحا، وأسماء بن الحكم هذا لا يعرف إلا بهذا الحديث ولعل له حديثاً آخر،والعقيلي في الضعفاء الكبير:1/ 106.
وأما طريق سفيان فقد رواها كل من: النسائي في الكبرى 6/ 109 - 110، وفي اليوم والليلة ص416، وأبو يعلى في مسنده: 1/ 25.
وأما طريق مسعر وسفيان معاً فقد رواها الحميدي في مسنده:1/ 4، وأحمد في مسنده أيضاً: 1/ 2، وفي فضائل الصحابة: 1/ 159، وابن ماجه في السنن: 1/ 446، والبزار في مسنده: 1/ 62، وأبو يعلى في مسنده: 1/ 23، والمروزي في مسند أبي بكر: ص49، والضياء في المختارة: 1/ 83.
أما طريق شعبة فقد رواها: الطيالسي في مسنده: ص2، والبزار في مسنده: 1/ 62، وقال أبو بكر وهذا الحديث رواه شعبة ومسعر وسفيان الثوري وشريك وأبو عوانة وقيس بن الربيع ولا نعلم أحدا شك في أسماء أو أبي أسماء إلا شعبة 9 حدثنا عمرو بن عبدالله الأودي قال ثنا وكيع بن الجراح قال ثنا مسعر وسفيان عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم عن علي عن أبي بكر رفعه سفيان ومسعر فلم يرفعه وذكر نحوه، وأبو يعلى في مسنده: 1/ 24 – 25، والطبري في تفسيره: 4/ 96، والمروزي في مسنده: ص49، والبيهقي في شعب الإيمان: 5/ 401، مع إثبات أغلبهم شك شعبة في اسم أسماء.
أما طريق أبو عوانة فقد رواها: كل من: الطيالسي في المسند: ص2، أحمد في المسند: 1/ 10، وفي فضائل الصحابة: 1/ 413، وأبو داود في السنن: 2/ 86، والترمذي في الجامع: 2/ 257، 5/ 228 و قال: وفي الباب عن ابن مسعود وأبي الدرداء وأنس وأبي أمامة ومعاذ وواثلة وأبي اليسر واسمه كعب بن عمرو، قال أبو عيسى: حديث علي حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عثمان بن المغيرة وروى عنه شعبة وغير واحد فرفعوه مثل حديث أبي عوانة ورواه سفيان الثوري ومسعر فأوقفاه ولم يرفعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روي عن مسعر هذا الحديث مرفوعا أيضا ولا نعرف لأسماء بن الحكم حديثا مرفوعا إلا هذا.، والبزار في مسنده: 1/ 63، 188، والنسائي في السنن الكبرى 6/ 315، وفي اليوم والليلة: 417، وأبو يعلى في المسند: 1/ 23، والمروزي في مسند أبي بكر: ص 50، وابن حبان في صحيحه: 2/ 389 - 390، والبيهقي في الشعب: 5/ 401، والضياء في المختارة: 1/ 85.
أما طريق شريك بن عبد الله فقد رواها ابن المبارك في الزهد: ص385، والبزار في مسنده: 1/ 64 و قال: وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذين الوجهين وقول علي كنت امرءاً إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا إنما رواه أسماء بن الحكم وأسماء مجهول لم يحدث بغير هذا الحديث، ولم يحدث عنه إلا علي بن ربيعة والكلام فلم يرو عن علي إلا من هذا الوجه، والطبراني في الدعاء 1/ 517.
أما طريق قيس بن الربيع فقد رواها: الطبراني في الدعاء: 1/ 517، وابن عساكر في أربعين حديثاً عن أربعين بلدة: ص33، وابن شاهين في تاريخ أسماء الثقات: ص288.
وهناك طريق أخرى من رواية مروان بن معاوية الفزاري عن معاوية بن أبي العباس القيسي عن علي بن ربيعة به، رواها ابن عدي في الكامل:، والطبراني في الأوسط: 1/ 185، وفي الدعاء: 1/ 517، وأبو بكر الإسماعيلي في المعجم: 2/ 667. وبهذا يتبين أن عثمان لم ينفرد بهذا الحديث عن علي بن ربيعة.
وقد اكتفيت بذكر طرق هذا الحديث على هذه الشاكلة خلافاً لما جرى به العمل فيما مضى من الأحاديث نظراً لكثرة الطرق وتشعبها حيث إنها بأسانيدها استغرقت أكثر من عشرين ورقة، ولنأتي الآن إلى درجة هذا الحديث من هذه الطريق خاصة، ثم إلى طرق هذا الحديث عامة.
¥(44/97)
لقد نص أكثر من إمام على أنَّ أسماء هذا لم يرو إلا حديثاً واحداً، فقد نص على ذلك البخاري وقال: لعل له حديثاً آخر لا يتابع عليه، وتبعه على ذلك ابن عدي مع شكه في الحديث الآخر، وقال الترمذي 2/ 257: ولا نعرف لأسماء بن الحكم حديثاً مرفوعاً إلا هذا، لكنه عاد واستدرك في 5/ 228 فقال: ولا نعرف لأسماء بن الحكم حديثا إلا هذا. وبمثل ذلك جزم البزار أيضاً فقال: 1/ 64: وأسماء مجهول لم يحدث بغير هذا الحديث ولم يحدث عنه إلا علي بن ربيعة والكلام فلم يرو عن علي إلا من هذا الوجه، وقال أيضاً 1/ 188: وهذا الحديث لا نعلم يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد الذي ذكرنا والإسنادان جميعا معلولان أما أسماء بن الحكم فرجل مجهول لم يحدث بغير هذا الحديث.
وفي (علل الدارقطني1/ 186): سئل عن حديث علي بن أبي طالب عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم ما من عبد يذنب فيتوضأ ثم يصلي الحديث. فقال (أي الدارقطني): رواه عثمان بن المغيرة ويكنى أبا المغيرة وهو عثمان بن أبي زرعة وهو عثمان الأعشى رواه عن علي بن ربيعة الوالبي عن أسماء بن الحكم الفزاري عن علي بن أبي طالب حدث به عنه كذلك مسعر بن كدام وسفيان الثوري وشعبة وأبو عوانة وشريك وقيس وإسرائيل والحسن بن عمارة فاتفقوا في إسناده.
إلا أن شعبة من بينهم شك في أسماء بن الحكم، فقال: عن أسماء أو أبي أسماء أو ابن أسماء، وخالفهم علي بن عابس فرواه عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد عن علي ووهم فيه، قال ذلك عنه عبد الله بن وهب وخالفه عبيد الله بن يوسف الجبيري فرواه عن علي بن عابس عن عثمان عن رجل عن علي وروى هذا الحديث أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه فرواه عبد الوهاب بن الضحاك العرضي عن إسماعيل بن عياش عن أبان بن أبي عياش عن أبي إ سحاق الهمداني، قال: سمعت علي بن أبي طالب عن أبي بكر وخالفه عبد الوهاب بن نجدة عن إسماعيل، فقال: فيه عن أبي إسحاق عن الحارث أو غيره عن علي عن أبي بكر وخالفهم موسى بن محمد بن عطاء رواه عن إسماعيل بن عياش عن شعبة بن الحجاج عن أبي إسحاق عن علي عن أبي بكر لم يذكر بينهما أحداً، وموسى هذا متروك الحديث مقدسي يعرف بأبي طاهر المقدسي، ورواه داود بن مهران الدباغ عن عمر بن يزيد قاضي المدائن عن أبي إسحاق عن عبد خير عن علي عن أبي بكر، وخالفه الفرج بن ايمان ورواه عن عمر بن يزيد عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي عن أبي بكر، وروى هذا الحديث أبو المثنى سليمان بن يزيد واختلف عنه فحدث به عبد الله بن حمزة الزبيري عن عبد الله بن نافع الصايغ عن أبي المثنى عن المغيرة بن علي عن علي عن أبي بكر ووهم فيه، وإنما رواه أبو المثنى عن المقبري واختلف عن المقبري فيه فقال مسلم بن عمرو الحذاء المديني عن بن نافع عن بن المثنى سليمان بن يزيد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن علي عن أبي بكر ورواه سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أخيه عبد الله بن سعيد عن جده أبي سعيد المقبري أنه سمعه من علي بن أبي طالب عن أبي بكر ولم يذكر فيه أبا هريرة وأحسنها إسنادا وأصحها ما رواه الثوري ومسعر ومن تابعهما عن عثمان بن المغيرة عبد الرحمن بن عوف عن أبي بكر رضي الله عنهما
قلت: من خلال هذه الروايات يظهر أن أسماء قد تفرد بهذا الحديث من هذه الرواية، وليس له إلا هذا الحديث كما نص على هذا غير واحد من علماء الحديث ونقاده الأفذاذ، ويمكن أن نفهم أن هناك حديثاً آخر من خلال كلام البخاري عندما ذكر حديث الاستحلاف وقال: لم يرو أسماء إلا هذا الحديث وحديثاً آخر، ولعل الحديث الآخر هو الحديث الذي ذكر مع الاستحلاف، ففرقهما البخاري وجعلهما حديثين، ولهذا نص من جاء بعده من النقاد صراحة على أنه لا يوجد لأسماء إلا هذا الحديث، وبعضهم حدد أكثر وقال لم يرو أسماء حديثاً مرفوعاً إلا هذا، وبذلك يكون جملة ما روي عن أسماء حديثين، أحدهما الموقوف على علي، وثانيهما الحديث المرفوع المصاحب له، فجعله بعضهم حديثاً آخر، ولهذا نجد ابن عدي عندما روى هذا الحديث ذكر بصيغة غير المتأكد أنه قد يكون له حديث آخر، فقال ولعل له حديثاً آخر، وعلى كل حال فهذا كل ما وجدت له من مرويات، والحديث تكلم فيه بعضهم، ولهذا فهو ضعيف عندهم، وأسماء هذا الراوي لا تعرف حاله، ولهذا وصفه البزار بالمجهول، وقال ابن حبان يخطئ بالرغم من أن روايته محدودة بل محدودة جداً فالراجح أنه لم يروِ إلا هذا الحديث، فيكون خطأه فيه فيستحق بذلك الجرح لا التوثيق، وبالتالي تظهر لنا قيمة توثيق ابن حبان لهذا الراوي، إذ إنه يخطئ حسب تعبير ابن حبان، وليس له إلا هذه الرواية فتكون نسبة خطئه مئة في المئة، ومثل هذا ليس مكانه كتاب الثقات، والله أعلم.
يتبع إن شاء الله تعالى ......
¥(44/98)
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:43 م]ـ
13 - أسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق العقيلي، قال الذهبي: (ميزان 1/ 256) روى عن أبيه وابن عم أبيه عاصم بن لقيط، ما روى عنه سوى ولده دلهم،له حديث واحد.
وحديثه هذا الذي أشار إليه حديث طويل رواه أحمد في المسند بطوله، بل رواه ابنه عبد الله في زياداته على المسند، واقتصر آخرون على أجزاء منه، أو حروف فلا يظنن ظانٌّ أنها أحاديث متعددة.
فمنه ما رواه أبو داود في السنن: 3/ 226 رقم (3266)، حيث قال: حدثنا الحسن بن علي ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا عبد الملك بن عياش السمعي الأنصاري عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق العقيلي، عن أبيه عن عمه لقيط بن عامر قال دلهم وحدثنيه أيضا الأسود بن عبد الله عن عاصم بن لقيط، أن لقيط بن عامر خرج وافدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال لقيط فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لعمر إلهك)).
وفي مسند أحمد 4/ 13: [قال عبد الله بن أحمد] كتب إلى إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير: كتبت إليك بهذا الحديث وقد عرضته وجمعته (وسمعته) على ما كتبت به إليك، فحدث بذلك عنى قال: حدثني عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي قال حدثني عبد الرحمن بن عياش السمعي الأنصاري القُبائى من بنى عمرو بن عوف، عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق العقيلي، عن أبيه، عن عمه لَقيط بن عامر. قال دلهم: وحدثنيه أبي الأسود، عن عاصم بن لقيط أن لقيطا خرج وافداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه صاحب له يقال: له نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق، قال لقيط: فخرجت أنا وصاحبي حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لانسلاخ رجب، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافيناه حين انصرف من صلاة الغداة، فقام في الناس خطيباً، فقال: ((أيها الناس ألا إنّي قد خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام، ألا لأسمعنكم، ألا فهل من امرئ بعثه قومه؟ فقالوا: أعلم لنا ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألاثُمَّ لعله أن يلهيه حديث نفسه، أو حديث صاحبه، أو يلهيه الضلال، ألا إنّي مسؤول، هل بلغت؟ ألا اسمعوا تعيشوا، ألا اجلسوا ألا اجلسوا)).
قال: فجلس الناس، وقمت أنا وصاحبي حتى إذا فرَّغ لنا فؤاده وبصره. قلت:يا رسول الله ما عندك من علم الغيب؟ فضحك لعمر الله، وهز رأسه، وعلم أنى أبتغي لسقطه، فقال: ((ضنَّ ربك عز وجل بمفاتيح خمس من الغيب لا يعلمها إلا الله)) - وأشار بيده - قلت: وما هي؟ قال: علم المنية، قد علم منية أحدكم ولا تعلمونه، وعلم المني حين يكون في الرحم، قد علمه ولا تعلمونه، وعلم ما في غد [قد علم] ما أنت طاعم غداً ولا تعلمه، وعلم يوم الغيث، يشرف عليكم آزلين آزلين مشفقين، فيظل يضحك قد علم أن غيركم إلى قرب)). قال لقيط: لن نعدم من رب يضحك خيرا وعلم يوم الساعة. قلت: يا رسول الله علمنا مما تُعلِّم الناس وما تَعلم، فإنَّا من قبيل لا يصدقون تصديقنا أحد؛ من مذحج التي تربأ علينا، وخثعم التي توالينا، وعشيرتنا التي نحن منها.
قال: ((تلبثون ما لبثتم، ثم يتوفى نبيكم صلى الله عليه وسلم، ثم تلبثون ما لبثتم، ثم تُبعث الصَّائحة لعمر إلهك ما تدع على ظهرها من شيء إلا مات، والملائكة الذين مع ربك عز وجل، فأصبح ربك عز وجل يطيف في الأرض، وخلت عليه البلاد، فأرسل ربك عز وجل السماء تهضب من عند العرش، فلعمر إلهك ما تدع على ظهرها من مصرع قتيل ولا مدفن ميت إلا شقت القبر عنه حتى تجعله من عند رأسه، فيستوي جالسا، فيقول ربك: مهيم، لما كان فيه، يقول يا رب أمس اليوم ولعهده بالحياة يحسبه حديثاً بأهله)).
¥(44/99)
فقلت: يا رسول الله، كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح والبلى والسباع؟ قال: ((أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله، الأرض أشرفت عليها وهى مدرة بالية، فقلت: لا تحيا أبداً، ثم أرسل ربك عز وجل عليها السماء، فلم تلبث عليك إلا أياماً حتى أشرفت عليها وهى شرية واحدة، ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يجمعهم من الماء على أن يجمع نبات الأرض، فيخرجون من الأصواء، ومن مصارعهم، فتنظرون إليه وينظر إليكم)).
قال: قلت: يا رسول الله، وكيف نحن ملء الأرض، وهو شخص واحد ننظر إليه وينظر إلينا؟ قال: ((أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله عز وجل، الشمس والقمر آية منه صغيرة ترونهما ويريانكم ساعة واحدة لا تضارون في رؤيتهما. ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم وترونه من أن ترونهما ويريانكم لا تضارون في رؤيتهما)).
قلت: يا رسول الله فما يفعل بنا ربنا عز وجل إذا لقيناه؟ قال: تعرضون عليه بادية له صفحاتكم، لا يخفى عليه منكم خافية، فيأخذ ربك عز وجل بيده غرفة من الماء، فينضح قبيلكم بها، فلعمر إلهك ما تخطئ وجه أحدكم منها قطرة، فأما المسلم فتدع وجهه مثل الريطة البيضاء، وأما الكافر فتخطمه بمثل الحميم الأسود. ألا ثم ينصرف نبيكم صلى الله عليه وسلم ويفترق على أثره الصالحون فيسلكون جسرا من النار، فيطأ أحدكم الجمر فيقول: حسِّ، يقول ربك عز وجل: أوانه، ألا فتطلعون على حوض الرسول على أظمأ والله ناهلة عليها قط ما رأيتها، فلعمر إلهك ما يبسط واحد منكم يده إلا وضع عليها قدح يطهره من الطوف والبول والأذى، وتحبس الشمس والقمر ولا ترون منهما واحداً)).
قال: قلت: يا رسول الله فبما نبصر؟ قال: ((بمثل بصرك ساعتك هذه، وذلك قبل طلوع الشمس في يوم أشرقت الأرض واجهت به الجبال)).
قال: قلت: يا رسول الله، فبمَ نجزى من سيئاتنا وحسناتنا؟ قال: ((الحسنة بعشرة أمثالها، والسيئة بمثلها إلا أن يعفو)).
قال: قلت: يا رسول أما الجنة أما النار. قال لعمر إلهك إن للنار لسبعة أبواب ما منهن بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاماَ، وإن للجنة لثمانية أبواب ما منهما بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاما)).
قلت: يا رسول الله فعلى ما نطَّلع من الجنة؟ قال: ((على أنهار من عسل مصفى، وأنهار من كأس ما بها من صداع ولا ندامة، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وماء غير آسنٍ، وبفاكهة لعمر إلهك ما تعلمون، وخير من مثله معه، وأزواج مطهرة)).
قلت:يا رسول الله، ولنا فيها أزواج أو منهن مصلحات؟ قال: ((الصالحات للصالحين تلذُّونهن مثل لذاتكم في الدنيا، ويلذذن بكم غير أن لا توالد)).
قال لقيط: فقلت: أقصي ما نحن بالغون ومنتهون إليه؟ فلم يجبه النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: يا رسول الله ما أبايعك؟ قال: فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده وقال: ((على أقام الصلاة وإيتاء الزكاة وزيال المشرك، وان لا تشرك بالله إلها غيره)). قلت: وإن لنا ما بين المشرق والمغرب؟ فقبض النبي صلى الله عليه وسلم يده وظن أنى مشترط شيئا لا يعطينيه، قال: قلت: نحُلُّ منها حيث شئنا، ولا يجنى امرؤ إلا على نفسه، فبسط يده وقال: ((ذلك لك، تحُلُّ حيث شئت، ولا يجنى عليك إلا نفسك)) قال: فانصرفنا عنه ثم قال: ((إن هذين لعمر إلهك من أتقى الناس في الأولى والآخرة)). فقال له كعب بن الخدارية أحد بني بكر بن كلاب، من هم يا رسول الله؟ قال: ((بنو المنتفق أهل ذلك)).
قال: فانصرفنا وأقبلت عليه، فقلت: يا رسول الله هل لأحد ممن مضى من خير في جاهليتهم؟ قال: قال رجل من عرض قريش: والله إن أباك المنتفق لفي النار،قال: فلكأنه وقع حرٌّ بين جلدي ووجهي ولحمى مما قال لأبي على رؤوس الناس، فهممت أن أقول وأبوك يا رسول الله؟ ثم إذا الآخرى أجمل، فقلت: يا رسول الله وأهلك؟ قال: ((وأهلي لعمر الله ما أتيت عليه من قبر عامري أو قرشي من مشرك فقل: أرسلني إليك محمد فأبشرك بما يسوؤك، تُجر على وجهك وبطنك في النار)).
قال: قلت: يا رسول الله، ما فعل بهم ذلك وقد كانوا على عمل لا يحسنون إلا إياه، وكانوا يحسبون انهم مصلحون، قال: ((ذلك لأن الله عز وجل بعث في آخر كل سبع أمم - يعنى - نبياً فمن عصى نبيه كان من الضالين ومن أطاع نبيه كان من المهتدين)).
ورواه عبد الله بن أحمد كذلك في السنة 2/ 285 بمثل هذا السياق.
ورواه ابن أبي عاصم في السنة 1/ 286 بطوله، وفي 1/ 200، و1/ 231 ببعض متنه، وضعفه الألباني في تعليقه على السنة لعدم معرفة حال عبد الرحمن السمعي، ودلهم بن الأسود، ورواه بطوله أيضاً: الطبراني في المعجم الكبير: 19/ 211 - 213 والحاكم في المستدرك: 4/ 605 – 607، وقال: هذا حديث جامع في الباب صحيح الإسناد كلهم مدنيون ولم يخرجاه.
ورواه كذلك ابن قانع في معجم الصحابة: 3/ 7 – 8 مقتصراً على قوله: أن لقيطا خرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم وافدا إليه معه صاحب له يقال له: نهيك بن عاصم بن المنتفق، قال: فأتيناه حين انصرف الناس من صلاة الغداة فقام في الناس خطيبا ثم ذكر حديثا طويلاً فقلت: يا رسول الله على ما أبايعك؟ وبسط يده قال: على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، فقلت: وإن لنا ما بين المشرق والمغرب، فقبض يده وظن أني مشترط شيئاً لا يعطيني، قلت: نحل حيث شئنا، قال: ذلك لك.
وقال ابن حجر (التهذيب: 5/ 50): خرجه أبو داود مختصرا كما هنا، ورواه أبو القاسم الطبراني مطولا وهو حديث غريب جداً.
ولقد صرح الذهبي في الميزان، والمزي في تهذيب الكمال: 31/ 541 بأنَّ الأسود لم يرو إلا هذا الحديث.
تنبيه: ورد اسم الراوي عن دلهم عند أبي داود عبد الملك بن عياش، وعند جميع من أخرج الحدييث عبد الرحمن بن عياش، فالوهم من أبي داود كما بين ذلك المزي: 18/ 377، والله أعلم.
¥(44/100)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[23 - 11 - 06, 05:20 م]ـ
وَأخْرَجَهُ كَذَلِكَ أَبُو نُعَيْمٍ «مَعْرِفَةُ الصَّحَابَةِ» (5841)، وَابْنُ بَشْكَوَالَ «غَوَامِضُ الأَسْمَاءِ الْمُبْهَمَةِ» (1/ 400)، وَالْمِزِّيُّ «تَهْذِيبُ الْكَمَالِ» (17/ 334) مِنْ طُرُقٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ دَلْهَمٍ.
[تَنْبِيهٌ] فِي مِثْلِ هَذِهِ الْوُحْدَانِ، يُنْصَحُ بِالنَّظَرِ فِي تَرْجَمَةِ الْحَافِظِ الْمِزِّيِّ لِلرَّاوِي، فَقَلَّ حَدِيثٌ فِِي الْوُحْدَانِ، إِلاَّ وَيُسْنِدُهُ الْحَافِظُ أبُو الْحَجَّاجِ بِسَنَدٍ لَهُ عَالٍ.
وَقَدْ قَالَ هَاهُنَا (17/ 334): وَقَدْ وَقَعَ لَنَا حَدِيثُهُ عَالِيَاً جِدَّاً؛ أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبُخَارِيِّ قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ الْكَرَّانِيُّ أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّيْرَفِيُّ أَخْبَرَنَا أبُو الْحُسَيْنِ بْنُ فَاذَشَاهٍ أَخْبَرَنَا أبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ إبْرَاهِيمَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الصَّقْرِ السُّكَّرِيُّ قَالا: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ .... وَسَاقَ رِوَايَةَ الطَّبَرَانِيِّ.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[25 - 11 - 06, 07:33 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء، وآمل من جميع الأخوة أن يمدونني بملاحظاتهم واستدراكاتهم وهم بذلك مشاركون في هذا العمل الذي أسأل الله تعالى أن يرزقني الوقت والجلد لإتمامه وإتمام سواه مما لا زال عالقاً وينتظر الإكمال.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[21 - 07 - 07, 11:12 ص]ـ
أعتذر للأخوة الكرام عن الانقطاع الذي حصل، ولسوف أضع المادة التالية خلال يومين إن شاء الله تعالى، وآمل أن أستمر في مواصلة الإمداد بالمادة العلمية أسبوعياً أو كل عشرة أيام على أكثر تقدير، والله الموفق.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[29 - 07 - 07, 09:40 ص]ـ
14 - أشعث بن طابق.
كذا ورد اسمه عند الأزدي؛ أشعث بن طابق، وذكر حديثه الهيثمي في (مجمع الزوائد:4/ 69) حيث قال: عن عبد الله بن مسعود قال: نعي إلينا حبيبنا ونبينا بأبي هو ونفسي له الفداء قبل موته بستٍ، فلما دنا الفراق جمعنا في بيت أمنا عائشة فنظر إلينا فدمعت عيناه ثم قال: مرحباً بكم وحياكم الله وحفظكم الله، أواكم الله ونصركم الله رفعكم الله هداكم الله رزقكم الله وفقكم الله سلمكم الله قبلكم الله،أوصيكم بتقوى الله، وأوصي الله بكم، وأستخلفه عليكم، إني لكم نذير مبين أن لا تعلو على الله في عباده وبلاده، فإن الله قال لي ولكم: تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولافساداً والعاقبة للمتقين، وقال: أليس في جهنم مثوى للمتكبرين، ثم قال: قد دنا الأجل والمنقلب إلى الله إلى سدرة المنتهى، وإلى جنة المأوى والكأس الأوفى، والرفيق الأعلى، أحسبه قال: فقلنا يا رسول الله: فمن يغسلك إذاً؟ قال: رجال أهل بيتي؛الأدنى فالأدنى، قلنا: ففيم نكفنك؟ قال: في ثيابي هذه، إن شئتم في حلة يمنية، أو في بياض مضر، قال:فقلنا: فمن يصلي عليك منا؟ فبكينا وبكى وقال: مهلاً غفر الله لكم وجازاكم عن نبيكم خيراً، إذا غسلتموني ووضعتموني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري، فاخرجوا عني ساعة فإنَّ أول من يصلي عليَّ خليلي وجليسي جبريل صلى الله عليه وسلم، ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم ملك الموت مع جنوده، ثم الملائكة صلى الله عليهم بأجمعها، ثم ادخلوا علي فوجاً فوجاً فصلوا علي وسلموا تسليماً، ولا تؤذوني بباكية أحسبه قال: ولا صارخة، ولا رانة، وليبدأ بالصلاة على رجال أهل بيتي، ثم أنتم بعد وأقرؤا أنفسكم مني السلام، ومن غاب من إخواني فأقرؤوه مني السلام، ومن دخل معكم في دينكم بعدي فإني أشهدكم أني أقرأ السلام، أحسبه قال: عليه وعلى كل من تابعني على ديني من يومي هذا إلى يوم القيامة، قلنا: يا رسول الله فمن يُدخلك قبرك منا؟ قال: رجال أهل بيتي مع ملائكة كثيرة يرونكم من حيث لا ترونهم.
¥(44/101)
رواه البزار وقال: روى هذا عن مرة عن عبد الله من غير وجه، والأسانيد عن مرة متقاربة، و عبد الرحمن لم يسمع هذا من مرة إنما أُخبره عن مرة، ولا نعلم رواه عن عبد الله غير مرة، قلت: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي وهو ثقة، رواه الطبراني في الأوسط بنحوه إلا أنه قال: قبل موته بشهر، وذكر في إسناده ضعفاء منهم أشعث بن طابق، قال الأزدي:لا يصح حديثه والله أعلم.
قلت: والحديث عند الطبراني ليس فيه أشعث بن طابق، وإنما أشعث بن طليق، فقال في (الأوسط: 4/ 208 - 209): حدثنا علي بن سعيد الرازي قال:نا محمد بن أبان البلخي،قال: نا عمرو بن محمد العنقزي، قال: نا عبد الملك بن الأصبهاني عن خلاد الصفار عن الأشعت بن طليق عن الحسن العرني عن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود قال: نعى الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحديث، وقال عقبه: ورواه المحاربي عن عبد الملك بن الاصبهاني عن مرة عن عبد الله لم يذكر خلاد الصفار ولا الاشعث بن طليق ولا
فلا أدري من أين أتى الهيثمي يرحمه الله تعالى بأشعث بن طابق هذا، أم أنه تابع الأزدي مع أنَّ الأزدي أخطأ في هذه الترجمة، كما أشار إلى ذلك ابن حجر رحمه الله تعالى حيث قال في لسان الميزان: 1/ 455: وقد صحف الأزدي اسم أبيه وأسقط اسم شيخه.
وعلى هذا فأشعث بن طابق بهذا الاسم ليس له إلا هذا الحديث لأنَّ هذا الراوي لا وجود له وإنما هو تصحيف وقع للأزدي رحمه الله فتابعه عليه الهيثمي.
أما أشعث بن طليق فقال الذهبي (ميزان: 1/ 265): أشعث بن طليق. عن مرة الطيب. لا يصح حديثه، قاله الأزدي. ثم إنه ساق له حديث مرة عن ابن مسعود، قال: نعى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه قبل موته بشهر .. الحديث.
ثم رأيت ذلك في الجزء الثاني من حديث أحمد بن شبيب الحبطى، فقال: حدثنا أبى عن عبدالرحمن بن شيبة، حدثنا سعيد بن عنبسة، حدثنا سلمة بن نبيط، عن عبدالملك، وعن عبدالرحمن، عن أشعث بن طليق أنه سمع الحسن العرنى يحدث غير مرة عن ابن مسعود قال: نعى نبينا وحبيبنا نفسه .. الحديث
وساق ابن حجر في اللسان: 1/ 455 كلام الذهبي وأضاف: وقال بن أبي حاتم (الجرح والتعديل:2/ 273): إنه روى عن ابن عمر وروى عنه ابن عيينة، ونقل عن أبيه عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: أشعث بن طليق النهدي: ثقة، قلت: وذكره ابن حبان في الثقات، وقد صحف الأزدي اسم أبيه وأسقط اسم شيخه، ثم رأيت في كتاب ابن أبي حاتم أيضا: أشعث بن طليق، روى عن الحسن العرني روى عنه خلاد بن مسلم الصفار، يثعدُّ في الكوفيين وفرَّق بينه وبين الأول، فلم يذكر توثيقاً ولا تجريحاً في هذا فالله اعلم، وعندي أنهما واحدٌ، وقد روى الحديث المذكور البيهقي: أنا الحاكم أنا حمزة العقبي ثنا عبد الله بن روح ثنا سلام بن سليم المدايني ثنا سلام بن سليمان الطويل عن عبد الملك بن عبد الرحمن عن الأشعث بن طليق عن الحسن العرني عن مرة عن ابن مسعود بطوله، وسيأتي في ترجمة سعيد بن عنبسة أن ابن معين كذبه.
قلت: وبالرغم من تحرير ابن حجر في هذه الترجمة إلا أنه قد وقع في وهم، وهو أن صاحب الترجمة التي ذكر ابن أبي حاتم أنه روى عن ابن عمر آخر، وأنه كان ينبغي أن يذكر ما ذكره ابن أبي حاتم في ترجمة هذا الراوي حيث قال: الجرح 2/ 273: أشعث بن الطليق روى عن الحسن العرني روى عنه خلاد بن مسلم الصفار، أبو مسلم يعد في الكوفيين سمعت أبى وأبا زرعة يقولان ذلك.
ثم قال: أشعث بن طليق النهدي، سمع ابن عمر روى عنه ابن عيينة، يعد في الحجازيين سمعت أبى وأبا زرعة يقولان ذلك، حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبى عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين انه قال أشعث بن طليق النهدي ثقة.
وخلاصة ما في الأمر: أن أشعث بن طابق قد ورد ذكره في كتب الرجال مقترناً بهذا الحديث، وقد بينت أن ابن حجر ذكر أن طابق هذا مصحف، تصحف على الأزدي، ولهذا ذكرته، وأشعث بن طليق كذلك من المقلين، بل لا يكاد يعرف له إلا هذا الحديث، مع حديث آخر منكر ذكره الذهبي في العلو، وقد ذكرت هذا الراوي بالرغم من أن اسمه تصحف فتكون روايته غير معتد بها لئلا يستدرك أحدٌ فيقول إن هذا الراوي الذي ذكره العلماء لم يروِ إلا حديثاً واحداً، فأقول نعم، وها أن أثبته، لكن مع التنبيه على أن هذا من قبيل الوهم والخطأ، والله الموفق.
يتبع إن شاء الله تعالى .............
ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[29 - 07 - 07, 12:29 م]ـ
جَزَاكُمُ الْلَّهُ خَيْرَاً، وَنَفَعَ بِكُمْ أَخَانَا الحَبِيْبَ لُطْفِي بْنَ مُحَمَّدٍ الزَّغِيِّر.
وَوَاصِلْ فَوَائِدَكَ وَفَرَائِدَكَ ....
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[29 - 07 - 07, 09:26 م]ـ
جَزَاكُمُ الْلَّهُ خَيْرَاً، وَنَفَعَ بِكُمْ أَخَانَا الحَبِيْبَ لُطْفِي بْنَ مُحَمَّدٍ الزَّغِيِّر.
وَوَاصِلْ فَوَائِدَكَ وَفَرَائِدَكَ ....
وبك بارك ربي أخي الحبيب وشكراً لك على المرور والاهتمام.
¥(44/102)
ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[29 - 07 - 07, 10:40 م]ـ
الأَخُ الحَبِيْبُ لِطْفِي بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّغِيِّر، وَالْلَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ فِي الْلَّه ـ فَقَدْ وَجَدْتُ فِيْكَ مِنَ الأَدَبِ وَالْخُلُقِ الجَمِّ فِي قٌبٌوْلِكَ لِلنَّقْدِ مَعَ حُسْنِ الكَلاَمِ مِنْكَ؛ فَمَا رَأَيْتُكَ حَادًّا بَلْ جَادًّا يُحَفِزُكَ النَّقْدُ إلى التَّقَدُّمِ لِلأَمَامِ، وَهَذَا افْتَقَدْتُهُ فِي كَثِيْرِيْنَ، وَفَّقَكَ الْلَّهُ وحَسَّنَ خُلَقَكَ ـ وَرَزَقَكَ مَنْزِلَةَ الْعُلَمَاءِ الرَّبَّانّيِّيْن، هَذَا وَ الْلَّهِ مَا فِيْهِ ذَرَّةُ مَدْحٍ فَمَا نَحْنُ لِلْمَدْحِ وَلاَ هُوَ لَنَا، إِنَّمَا هُوَ ثَنَاءٌ لِمَنْ يَسْتَحِقُّ الثَّنَاءَ لِكَي نَدْفَعَ بِهِ لِلأَمَامِ لِخِدْمَةِ الإِسْلاَمِ، والسَّلام.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[30 - 07 - 07, 11:55 ص]ـ
أحبك الله أخي الكريم الذي أحببتني لأجله، وبارك فيك وفي جميع الأخوة الأفاضل الذين أبدوا ملاحظات، أو سددوا خللاً، فهكذا شأن المؤمنين مع بعضهم بعضاً، وهذا شأن العلم أخي الكريم، فإن لم يقبل أحدنا ما يُلاحظ له فكأنه يدعي في عمله الكمال، وهذا لا يقول به عاقل.
ـ[أبو براء البدري]ــــــــ[30 - 07 - 07, 04:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخنا الكرام لو يجمع ذلك في ملف ورد يكون أفضل.
ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[30 - 07 - 07, 05:53 م]ـ
يُحَفِزُكَ
يُحَفِزُكَ = الصًّوَابُ: يُحَفِّزُكَ، بِتَشْدِيْدِ الفَاءِ المُهْمَلَةِ.
ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[30 - 07 - 07, 07:51 م]ـ
قَالَ الحَافِظُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّوْرِيُّ، قَالَ لِي أَبُو الفَتْحِ مَنْصُورِ بْنُ عَلِيٍّ الطَّرَسُوْسِيُّ، ـ وَكَانَ شَيْخَاً صَالِحَاً ـ، قَالَ عَبْدُ الغَنِيِّ (بْنُ سَعِيْدٍ الأَزْدِيُّ، المِصْرِيُّ، أَبُوْ مَحَمَّدٍ):
((لَمَّا رَدَدْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الْلَّهِ الحَاكِمِ ((الأَوْهَامَ الَّتِي فِي المَدْخَلِ إِلَى الصَّحِيْحِ)) (1)؛ بَعَثَ إِلَيَّ يَشْكُرُنِي وَيَدْعُو لِي؛ فَعَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلٌ عَاقِلٌ)).
خَرَّجَهُ الحَافِظُ أَبُوْ القَاسِمِ بْنُ عَسَاكِرَ فِي ((تَارِيْخِ دِمَشْقَ)) [36/ 339].
وَعَنْهُ بِلَفْظٍ آخَرَ: ((لَمَّا وَصَلَ كِتَابِي إِلَى أَبِي عَبْدِ الْلَّهِ الحَاكِمِ؛ أَجَابَنِي بِالشُّكْرِ عَلَيْهِ؛ وَذَكَرَ أَنَّهُ أَمْلاَهُ عَلَى النَّاسِ؛ وَضَمَّنَ كِتَابَهُ إِلَيَّ لِلاعْتِرَافِ بِالْفَائِدَةِ؛ وَأَنَّهُ لاَ يَذْكُرُهَا إِلاَّ عَنِّي)).
ذَكَرَهُ أَبُوْ عَبْدِ الْلَّهِ الذَّهَبِيُّ فِي ((سِيَرِ ِالأَعْلاَمِ)) [17/ 296 ـ 270].
وَكَانَ الحَاكِمُ أَسَنَّ مِنْ عَبْدِ الغَنِيِّ، وَمِنْ طَبَقَةِ شُيُوْخِهِ، وَلَكِنَّهُ أَدَبُ العُلَمَاءِ؛ لَيْتَنَا نَتَعَلَّمُ مِنْهُمْ.
ــــــــــــــــــــــــ
(1) وَ ((أَوْهَامُ الحَاكِمِ)) لَعِبْدِ الغَنِيِّ مَطْبُوْعَةٌ بِتَحْقِيْقِ الشَّيْخِ المِفْضَالِ البَارِعِ ذِي الهِمَّةِ العَالِيَةِ / مَشْهُوْرِ بْنِ حَسَنٍ آلِ سَلْمَانَ ـ حَفِظَهُ الْلَّهُ ـ، وَطَبَعَتْهُ دَارُ المَنَارِ بِالأُرْدِنِ.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[13 - 08 - 07, 11:46 ص]ـ
الأخوة الأفاضل:
أبو البراء البدري، عندما سأنتهي من البحث سأجمعه على ملف وورد، إن شاء الله تعالى، شاكراً لك مشاركتك وتغاعلك، فجزاك الله خيراً.
أشرف صالح العشري، بارك الله فيك وجزاك خيراً على إضافاتك ومتابعتك للموضوع.
15 - الأسقع بن الأسلع: قال البخاري في: التاريخ الكبير: 2/ 64: الأسقع بن الأسلع، قال لي محمد بن سلام: أخبرنا عبد الأعلى عن داود عن سويد بن حجير أبي قزعة عن الأسقع بن الأسلع عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما تحت الكعبين من الإزار في النار))، وقال عبد الوهاب ومسلمة بن علقمة وابن أبي عدي عن داود نحوه، حديثه في البصريين.
وأضاف ابن أبي حاتم في الجرح: 2/ 344: حدثنا عبد الرحمن انا يعقوب بن إسحاق فيما كتب إلي نا عثمان بن سعيد قال: قلت: ليحيى بن معين:الأسقع بن الأسلع ما حاله؟ قال: ثقة. وهذا القول مروي عن ابن معين في تاريخه:.
¥(44/103)
وقد صرح المزي في تهذيب الكمال: (2/ 527) بأن للأسقع بن الأسلع حديثاً واحداً فقال: روى عن سمرة بن جندب س حديث ما تحت الكعبين من الإزار في النار روى عنه أبو قزعة سويد بن حجير الباهلي، قال عثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين: ثقة روى له النسائي هذا الحديث الواحد.
وقوله روى له النسائي هذا الحديث الواحد، مُشعرٌ بذلك، إذ لو كان يقصد حديثاً واحداً مقيداً لما قال الحديث الواحد (هكذا على الإطلاق)، بل لقال: روى له النسائي حديثاً واحداً، وهذا يعني أن له أكثر من حديث، وهذا استخدمه المزي وغيره، ولو كان يقصد هذا لعبر بمثل هذا القول، ولهذا فقول المزي: الحديث الواحد، يعني يروي له النسائي حديثه الواحد الذي يرويه.
وحديثه هذا هو الذي رواه البخاري في تاريخه كما مر، ورواه كذلك:
السنن الكبرى للنسائي: 5/ 491: رقم (9722) قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا داود عن أبي قزعة عن الأسقع بن الأسلع عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما تحت الكعبين من الإزار في النار)).
وأحمد: 5/ 9، 15 و33/ 291 - 292، 341 طبعة الرسالة، وابن أبي شيبة في المصنف (طبعة الحوت): 5/ 167 رقم 24824، والطبراني في المعجم الكبير: 7/ 233: رقم (6971)، كلهم من طريق داود بن أبي هند، عن أبي قزعة، عن الأسقع عن سمرة بن جندب.
وكاد هذا الأمر أن يتم (أي أن نثبت أن الأسقع ليس له إلا حديثاً واحداً) لولا ما رواه الروياني في مسنده: 2/ 75: رقم (828):
أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي المقرئ وذلك في شهر ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وأربع مائة نا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب بن فناكي الرازي نا أبو بكر محمد بن هارون الروياني الرازي: نا محمد بن بشار نا عبد الوهاب، وابن أبي عدي قالا: نا داود بن أبي هند، عن أبي قزعة، عن الأسقع بن الأسلع، عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من روى عني حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين».
قلت: هذا الحديث قد روي عن سمرة لكن بأسانيد أخرى مختلفة: فقد أخرجه الطيالسي: 121 رقم 895، وأحمد في المسند 33/ 333، ومسلم في مقدمة الصحيح: 1/ 9، وابن ماجه في المقدمة: 1/ 15 رقم 39، وابن أبي الدنيا في الصمت: 256رقم (534)، وابن الجعد في مسنده: 41 رقم (140)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار: 422، والخرائطي في مساوئ الأخلاق رقم: 161، وابن ابي حاتم في العلل: 2/ 287،وابن حبان في صحيحه: 1/ 212 رقم 29، وفي المجروحين في مقدمته: 1/ 7، وابن قانع في معجم الصحابة: 1/ 306، والطبراني في طرق حديث من كذب علي متعمداً: 120 رقم 133، وفي المعجم الكبير: 7/ 180 رقم 6757، والقطيعي في جزء الألف دينار: 466 رقم: 316، وابن عدي في الكامل: 1/ 29، والبيهقي في دلائل النبوة: 1/ 33 – 34، والخطيب في تاريخ بغداد: 4/ 161، وابن عبد البر في مقدمة التمهيد: 1/ 40 - 41. كلهم من طرق متعددة عن شعبة، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلي، عن سمرة.
فكما نرى لا يوجد في هذه الطرق كلها ذكر للأسقع، فلعله من الوهم، لا سيما أن الإسناد الذي ذكره الروياني لهذا الحديث هو ذات إسناد حديث (ما تحت الكعبين .. ) فهذا أمرٌ بحاجة لتحرير، وإني إنما ذكرت هذا الراوي ضمن من لم يُعرف له إلا حديث واحد، لنص المزي على ذلك، وبينت وجود حديث آخر، فإن صح هذا فهو استدراك على المزي يرحمه الله، وإن لم يصح يمكن لنا أن نحكم بالوهم على رواية الروياني، وهذا يحتاج إلى بحث وتحرير، والله أعلم.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[31 - 01 - 08, 12:18 م]ـ
16 – إسماعيل بن عبد الله أبو شيخ، قال الذهبي في ميزان الاعتدال: 1/ 235:
إسماعيل بن عبدالله، أبو شيخ. عن على بن سيار. قال الدارقطني: متروك الحديث. قلت: وشيخه لا يعرف. وقيل ابن يسار.
¥(44/104)
وأضاف ابن حجر في لسان الميزان: 1/ 416: وروى له الأزدي حديثا، وقال: متروك الحديث، وهو عن علي المذكور عن عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، رفعه: ((الخيل في نواصي شقرها الخير))، قلت (ابن حجر): وهذا المتن قد توبع عليه، أخرجه أبو داود والترمذي من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما.
قلت والحديث المذكور رواه الخطيب في تاريخ بغداد 6/ 261: فقال بعد أن ذكر اسمه ونسبه: حدث عن على بن يسار أو سيار، شيخ له مجهول، روى عنه أحمد بن إبراهيم بن ملحان، ولا يحفظ له سوى حديث واحد أخبرناه عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب وعلى بن محمد بن على الأيادي، قال على: حدثنا، وقال الأخر: أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، حدثنا إسماعيل بن عبد الله المعروف بأبي شيخ، حدثنا على بن يسار قال: وجهنى الخرسى (لعلها الخراساني وهو أبو مسلم) إلى عبد الصمد بن على الهاشمي فأتيته وعنده خيل تعرض عليه، فمر به فرس أشقر فقال: حدثني أبى عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الخيل في نواصى شقرها الخير))، رواه احمد بن يوسف بن خلاد العطار عن بن ملحان فقال على بن سيار: حدثني أحمد بن محمد المستملى أخبرنا محمد بن جعفر الشروطي أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ قال: إسماعيل بن عبد الله أبو شيخ البغدادي متروك الحديث.
وهذا الحديث من الزوائد، ولم يذكره الدكتور الفاضل خلدون الأحدب في ((زوائد تاريخ بغداد)) وهو على شرطه.
والمتابعة التي أشار إليها ابن حجر رحمه الله تعالى مروية عند عدةٍ منهم أبوداود في السنن رقم: 2547 قال: حدثنا يحيى بن معين حدثنا حسين بن محمد عن شيبان عن عيسى بن على عن أبيه عن جده ابن عباس قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يمن الخيل فى شقرها»، ورواه أحمد في المسند رقم 2498 فقال: حدثنا عبد الله حدثنى أبى حدثنا حسين حدثنا شيبان عن عيسى بن على عن أبيه عن جده قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إن يمن الخيل فى شقرها، وغيرهما.
وقد صحح أبو حاتم هذه الروايات، فقال ابن لأبي حاتم العلل لابن أبي حاتم: 1/ 328 رقم 978: وسألت أبي عن حديث؛ رواه الوليد بن مسلم، عن شيبان، عن علي بن عبد الله بن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: يمن الخيل في شقرها.
قال أبي: روى زيد بن الحباب، عن عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه حسين بن محمد المروروذي، عن شيبان، عن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، عن. أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلت لأبي: أيهما أصح؟.قال: حديث حسين بن محمد صحيح، وحديث زيد بن حباب صحيح، كان سليمان، وعبد الصمد أخوين، وقد رويا هذا الحديث جميعا موصلا، عن أبيه، عن جده، والذي أرى أن الوليد بن مسلم، ترك سليمان من الإسناد على العمد، لأن سليمان أسرف في القتل، والنكاية فيهم، فكان يكره أن يكون ذكره في الحديث. قلت: سليمان بن علي كان بالشام؟ قال: لا، كان بالبصرة، وكان بالشام صالح بن علي، وعبد الله بن علي.
وتعقب الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف يرحمه الله تعالى هذا فقال في أحاديث ومرويات في الميزان: 3/ 110: فقال: والعجيب أن أبا حاتم الرازي ـ رحمه الله ـ صحح رواية زيد بن الحباب عن عبدالصمد بن علي بن عبدالله بن عباس عن أبيه عن جده، ورواية حسين بن محمد المروذي عن شيبان عن سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس عن أبيه عن جده.
وهاتان الروايتان لم أقف عليهما البتة.
أما حديث حسين بن محمد، فقد رواه الأئمة والحافظ: أحمد، وابن معين، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ عنه عن شيبان عن عيسى به.
فكما يظهر أن ليس لهذا الراوي إلا حديث واحد كما نص على ذلك الخطيب رحمه الله، ولم يشاركه أحدٌ بلفظه، وهو متروك الحديث، وقد روي المتن من وجه آخر، بل من أوجه أُخر لكنها لا تصح والله أعلم.(44/105)
عِشْرُونَ خَصْلَةً مِنْ مَكَارِمِ الأَخْلاقِ فٍِي بَيْتَيْنِ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[24 - 06 - 05, 01:14 م]ـ
وَإِنَّ سِيَادَةَ الأَقْوَامِ فَاعْلَمْ ... لَهَا صَعْدَاءُ مَطْلَبُهَا عَسِيرُ
ــــ
ذكر الحافظ أبو عمر بن عبد البر النمرِيُّ القرطبِيُّ فى ((بَهْجَةُ الْمَجَالِس وأُنْسُ الْمُجَالِس)): لما توفِي عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاهِرٍ الْخُزَاعِيُّ، صلَّى عليه ابنُه طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وأعتق عن كل زاوية من زوايا قبره رقبةً من غلمانه، وفعل ذلك إخوتُهُ، ودفع كل نجلٍ منهم إلَى كلِّ غلامٍ خمسَمائة درهمٍ، وكان عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاهِرٍ قد خلف أربعين ولداً ذكراً، فقال أبو الْعَمَيْثَلِ الشَّاعِرُ لمصعب بن عبد الله، وكان يختصُّ بطاهر وينادمه: ألا أدلك على شيءٍ تفعله تتقدَّم به سائر أخوتك عند الأمير طَاهِرٍ؟، قال: بلى، فأنشده هذه الأبيات:
يَا مَنْ يُحَاوِلُ أَنْ تَكُونَ خِلالُهُ ... كَخِلالِ عَبْدِ اللهِ أَنْصَتْ وَاسْمَعِ
فَلأقْصُدَنَّكَ بِالنَّصِيحَةِ وَالَّذِي ... حَجَّ الْحَجِيجُ إِلَيْهِ فَاقْبَلْ أَوْ دَعِ
إِنْ كُنْتَ تَطْمَعُ أَنْ تَحُلَّ مَحَلَّهُ ... فِي الْمَجْدِ وَالشَّرَفِ الأَشَمّ الأَرْفَعِ
فَاصْدُقْ وَعِفَّ وَبِرَّ وَارْفُقْ وَاتّئِدْ ... وَاحْلُمْ وَدَارِ وَكَافِ وَاصْبِرْ وَاشْجَعِ
وَالْطُفْ وَلِنْ وَتَأْنّ وَانْصُرْ وَاحْتَمِلْ ... وَاحْزِمْ وَجِدَّ وَحَامِ وَاحْمِلْ وَادْفَع
هَذَا الطَّرِيقُ إِلَى الْمَكَارِمِ مَهْيَعَاً ... فَاسْلُكْ فَقَدْ أَبْصَرْتَ قَصْدَ الْمَهْيَعِ
ـ[عمر رحال]ــــــــ[24 - 06 - 05, 04:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الصدوق / أبو محمد الألفي.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم، أن يرفع مكانتك في الدارين، وأن يمتعك بدوام الصحة والعافية، وأسأل الله أن يُطيل في عمرك لكي نتعلم منك الكثير والكثير ... وجزاك الله خيراً على النُصح.
ـ[العوضي]ــــــــ[25 - 06 - 05, 08:02 ص]ـ
بارك الله فيك على ما طرحت وزادك علماً وفضلا
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[25 - 06 - 05, 09:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب ..
يا ليت لنا من يدربنا على هذه الأخلاق
ـ[فهد الخالد]ــــــــ[26 - 06 - 05, 10:23 م]ـ
جزيت خيرااااااااااااااااااااا
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[27 - 06 - 05, 06:44 ص]ـ
بارك الله فيك وجزيت خيراً
ـ[شبيب السلفي]ــــــــ[27 - 06 - 05, 07:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب أبا محمد , أسئل الله تعالى أن يبارك فيكم وينفع بكم(44/106)
ثاني إسفين في نعش [علم الرجال] عند الرافضة المساكين.
ـ[فهَّاد]ــــــــ[24 - 06 - 05, 04:32 م]ـ
السلام عليكم ,,
بسم الله الرحمن الرحيم.
والحمد لله رب العالمين
بعد فضيحة دخول التحريف في كتاب [رجال النجاشي] وسقوط الاحتجاج به.
نأتي الآن إلى كتاب رجال الكشي.
الذي أملاه الطوسي المعاصر لنجاشي على تلاميذه سنة 456 هـ قبل وفاته أربع سنوات وبعد وفاة زميله النجاشي. راجه النهاية لطوسي ص 17.
أولاً يجب علينا معرفة.
سؤال من هو الكشي؟؟
الكشي:
هو: أبو عمرو، محمد بن عمر بن عبد العزيز أحد كبار علماء الرافضة في القرنين الثالث و الرابع الهجري, لم يعثر على تاريخ ولادته، و كان من أصدقاء ثقة الإسلام الكليني مؤلف كتاب الكافي، المتوفى سنة: 329 هـ، و يشترك معه في كثير من أساتذته و مشايخه توفي سنة 350 هـ.
لفتة بسيطة:
أقول أنا أبو عبيدة: معاصرة الكشي للكليني وأنه من أصدقاء الكليني يدفعنا إلى رد كل من ضعف كتاب الكافي , لأن الكليني مؤلف كتاب الكافي كان صديقاً وزميلاً للكشي.
وقد قال: عنه الطوسي في الفهرست (ثقة بصير بأخبار الرجال). ص167.
أضيف: إن البصير بأخبار الرجال لم تصلنا عنه أنه نصح أو نبه الكليني عن إيراده رواية ضعيفة واحدة , في كتاب الكافي. مع أن الكليني صرح في بداية كتابه بأن كتابه كل آثاره صحيحه.
فقال في الصفحة السابعة من الكافي: (وقلت إنك تحب أن يكون عندك كتاب كاف يجمع فنون علم الدين ما يكتفي به المتعلم ويرجع إليه المسترشد ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين).
نرجع للموضوع:
فنلاحظ: أن بين وفاة الكشي 350 هـ وسفر الطوسي إلى بغداد 408 هـ قرابة ثمان وخمسون سنة.
وأيضاً لم نرى الطوسي في ذكره لكتاب الكشي عزى ذلك لأي طريق؟!
بل نلاحظ أن النجاشي الذي يكبر الطوسي بثلاث عشر سنة , يصف كتاب الكشي بأنه كثير الأغلاط.
مع أننا لم نرى لنجاشي المتخصص في هذا المضمار أي إجازة للكتاب المذكور بل طعن فيه وضعفه.
نستخلص من ذلك:
أن ما وصل إلى النجاشي والطوسي عبارة عن قصاصات من الكتاب المذكور , أو بعض أقوال أشياخهم فيه , وبهذا يتضح لنا عدم حجية هذا الكتاب.
1 - لتضعيف النجاشي المقدم في هذا المضمار للكتاب.
2 - عدم ذكر طريق لوصول الكتاب لهم.
3 - جهل الرواة لعنوان الكتاب. فقد سماه النجاشي , كتاب الرجال انظر رجال النجاشي ص372 , وسماه الطوسي معرفة الرجال.راجع كليات في علم الرجال 59 وقيل اسمه " بمعرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين "
فائدة:
الطوسي ألف كتاب الفهرست قبل أن يؤلف النجاشي كتابه , بشهادة أنه ترجمه وذكر فيه شهادة الشيخ. وقد يتوهم بعض علماء الرافضة أن كتاب رجال الشيخ ألف قبل كتاب النجاشي. كالسبحاني , وباقر الأيرواني , وحميد البغدادي لإيراد النجاشي (رواه أصحاب الرجال) ظناً منهم أنه يعني الطوسي.
أقول أنا أبو عبيدة: يتضح أن النجاشي كان يعني برواه (أصحاب الرجال) ما وقع في يده من بقايا قصاصات كتاب الكشي, أو أقوال أشياخه نقلاً عن الكتاب الزعوم , لا ما ألفه الطوسي.
لأن الطوسي ألف كتابه بعد هلاك النجاشي بست سنين. فكيف يعزوه له؟!
ونلاحظ: أن الكتاب يتضمن من له كتاب من الرواة الإمامية فقط.
وايضاً نلاخظ: أن الطوسي ذكر في مقدمة كتابه , أن كل شخص يذكره فهو ملتزم بأن يذكر بعده ما قيل في حقه من تعدييل أو جرح , وأنه يعتمد على روايته أو لا , وأن إعتقاده موافق للحق أو لا.
وللمطلع على كتاب الرجل: يعرف أنه لم يوفي بما وعد به إلا نادراً.
سؤال / لماذا؟؟
1 - أعتقدة لقصور باع الطوسي في هذا المضمار.
2 - وأنه لم يجد سلف لمصنف عند قومه سبقه ما خلى بضع قصاصات من كتاب مفقود أو بعض أقوال مشايخه نقلاً عن كتاب مفقود أو اسطوري.
وبها يتضح لنا أمر هام وهو:
1 - بعد تأليف النجاشي لكتابه , أصبح هذا الكتاب عمدة كتب الجرح والتعديل لدى الرافضة , وذاع صيت النجاشي حتى كاد يطغى على صيت الطوسي الذي أخمد صيته وأطفأت شمعته بعد ما دخل السلجوقيين بغداد عام 447هـ وإحراق مكتبة شيخ الطائفة فيها.
¥(44/107)
فضطر الطوسي بعد هجرته إلى النجف وتأكده من هلاك النجاشي , من تأليف إملاء كتاب الكشي على تلاميذه , لعله يرجع إلى مكانته , ولهلاك الأعلم في هذا المضمار منه , وإلا لكان فضحه , لأننا لاحظنا أن النجاشي قام بتضعيف من وثقهم الطوسي في الفهرست.
ثانياً: يلاحظ القارئ لكتاب الفهرست ومعرفة كتاب متشابهان لحد كبير عدى أن كتاب رجال الشيخ متكفل لذكر أصحاب الرسول والأئمة سواء كان لهم كتاب أو لا , أما كتاب الفهرست فكان خاص لمن كان له كتاب.
وما يثبت أن الطوسي هو من قام بتأليف الكتاب وأنه أدعى أنه إختصار لكتاب الكشي , ليأخذ أعلى مكانة في علم الجرح والتعديل فهو إختصار لإعظم علماء الجرح ولتعديل المعاصر لعهد الغيبة الصغرى. القريب عهده من عهد الرواة.
3 - قول المحقق البروجري (إن كتاب الرجال للشيخ كانت مذكرات له ولم يتوفق لإكماله ولأجل ذلك نرى أنه يذكر عدة أسماء ولا يذكر في حقهم شيئاً من الوثاقة والضعف ولا الكتاب والرواية , بل يعدهم من أصاب الرسول والأئمة فقط) كليات في علم الرجال ص69
نلاحظ أن البرجوري ,قال: إن الكتاب عبارة عن مذكرات لشيخ لا للكشي , ونلاخظ أنه أخذ نفس أسلوب كتاب الفهرست فهو يفتقر إلى الجرح والتوثيق لرواة. إلا من بعض ما أملاه شيخه الحسين بن عبد الله المتوفي سنة 411هـ. لا الكشي.
وقد يدعي بعض المتقدمين وصول كتاب الكشي كما حصل لشهيد الثاني وهذا مردود:
1 - لشهرة الكتاب في ذلك الزمان خاصة في أوساط مشايخ الرافضة , وأن الشهيد الثاني لم يجز لحد لهذا الكتاب.
2 - اختصاص الشهيد الثاني دون غيره بهذه الإجازة.
3 - أن طريق الإجازة هو العلامة الحلي الذي ذكر إجازاته الكثيرة من كتب المتقدمين وللم يذكر هذه الإجازة , وايضاً فقد ذر إجازاته من كتب العامة (أهل السنة) في الحديث والفقه والأدب وغير ذلك ولم يتطرق إلى هذه الإجازة.
ونفهم من ذلك
أ -أن يكون الشهيد كذب في وصول الكتاب إليه وإختصاصة به من دون أقرانه ومن سبقة من المتأخرين.
ب - أو يكون الشهيد وصله ما أملاه الطوسي إلى تلاميذه وظن أنه كتاب الكشي الأصلي. وهذا مستبعد لأن عدم معرفة الشهيد الثاني لكتاب الطوسي مطعن في علم الحديث لدى الرافضة.
فهو أول من صنف في علم الحديث كما حكاه الحائري , فكيف يغفل عن معرفة كتاب رجال الشيخ.
ـ[فهَّاد]ــــــــ[24 - 06 - 05, 04:34 م]ـ
تكملة المبحث: نلاحظ أن الطوسي عند ذكره لطريق الكتاب أعتمد على الكذب والتدليس , خوفاً من أن يفضحه النجاشي ,
المعاصر له فإستخدم طريق المبهم المجهول فقال:
اخبرنا به جماعة، عن ابي محمد التلعكبري، عن محمد بن عمر بن عبد العزيز ابي عمرو الكشي.
الفهرست- الشيخ الطوسي ص 217
نلاحظ أنه لم يصرح بأنه أخذ الكتاب بل صرح بأن جماعة أخبروه عن الكتاب وهذا لا يعد طريق ولاكن ليوهم تلاميذه بأن له طريق للكتاب المزعوم.
وأعتقد أن من أسباب إدعائة أن الكتاب خاص بالكشي وهو يمليه على تلاميذه , لينقل إعتقاده الخبيث بأن القرآن الكريم محرف. الذي صرح تقية بأنه غير محرف والواقع يخالف ذلك.
نلاحظ أن الطوسي مؤلف كتاب الكشي الذي إدعى تهذيبه لم يحذف أو يعلق أو ينتقد على الأحاديث التي ذكرت تحريف القرآن، على ذلك تتضح موافقته على ذلك ومن هذه الاحاديث:
1 - (عن أبى علي خلف بن حامد قال حدثني الحسين بن طلحة عن أبي فضال عن يونس بن يعقوب عن بريد العجلي عن ابي عبد الله قال أنزل الله في القرآن سبعة بأسمائهم فمحت قريش ستة وتركوا أبالهب). (رجال الكشي ص 247)
2 - رواية (لاتأخذ معالم دينك من غير شيعتنا فإنك ان تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم إنهم ائتمنوا على كتاب الله جل وعلا فحرفوه وبدلوه). (رجال الكشي ص 10)
فهكذا رأيناه يصرح بعقيدته في الكتاب ينسبه عغلأى غيره ويدعي تهذيبه للإسباب التي ذكرتها سابقاً ويضاف عليها تبيان عقيدته في أن القرآن محرف.
وقد أتضحت هذه العقيدة منه سهواً وغفلة في كتابه (تهذيب الأحكام ج1 ص 57)
3 - عن الهيثم ابن عروه التميمي قال سألت أبا عبد الله عن قوله تعالى {فاغسلوا وجوهكم وأيديكم الى المرافق} فقال ليست هكذا تنزيلها إنما هي " فاغسلوا وجوهكم وايديكم من المرافق " ثم أمر يده من مرفقه الى أصابعه.
قد يظن ظان ان هذا القول (أي انه قاله تقية) قولي وإستنتاجي وكن هذا القول هو قول الذين يقولون بالتحريف في القرآن صراحة من علماء الرافضة واليك بيان ذلك:
1 - النوري الطبرسي:
قال: " لا يخفى على المتأمل في كتاب التبيان للطوسي أن طريقته فيه على نهاية المداراة والمماشاه مع المخالفين.
ثم أتى ببرهان ليثبت كلامه إذ قال: " وما قاله السيد الجليل على بن طاووس في كتابه " سعد السعود " إذ قال ونحن نذكر ما حكاه جدي أبو جعفر الطوسي في كتابه " التبيان " وحملته التقيه على الاقتصار عليه. (فصل الخطاب ص 38)
2 - - نعمة الله الجزائري:
قال: " والظاهر أن هذا القول إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة منها سد باب الطعن عليها بأنه إذا جاز هذا في القرآن فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه مع جواز لحوق التحريف لها. (الانوار النعمانية ج2 ص 357 - 358)
3 - العالم الهندي أحمد سلطان:
قال: " الذين انكروا التحريف في القرآن لايحمل إنكارهم إلا على التقيه. (تصحيف الكاتبين ص 18 نقلا عن كتاب الشيعة والقرآن للشيخ احسان الهي ظهير).
¥(44/108)
ـ[فهَّاد]ــــــــ[25 - 06 - 05, 04:32 ص]ـ
لاإله إلا الله
ـ[فهَّاد]ــــــــ[25 - 06 - 05, 04:33 ص]ـ
السلام عليكم ,,
بسم الله الرحمن الرحيم.
أقول أنا أبو عبيدة فهَّاد:
قد يتوهم المبتدع أن النجاشي ذكر كتاب الرجال لطوسي , في ترجمته له.
ولاكن الحقيقة المرة أن النجاشي لم يترجم لطوسي هذا الكتاب.
بل من أضاف أن النجاشي ترجم الكتاب لطوسي هم من حرف كتاب الشيخ الذي يسقط الإحتجاج به.
فقد قال تلميذ الطوسي الذي دون الكتاب من الكذاب الماكر: أن النجاشي لم يذكر الكتاب في أثناء ترجمته لشيخ.
- رجال الطوسي- الشيخ الطوسي ص 7:
(فأما ما ذكرنا عنه في خطبة اختياره لكتاب الكشي، فهذا لفظ ما وجدناه: أملي علينا الشيخ الجليل الموفق أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي، وكان ابتدأ املائه يوم الثلاثاء السادس والعشرين من صفر سنة 456 في المشهد الشريف الغروي علي ساكنه السلام، قال: هذه الاخبار اختصرتها من كتاب الرجال لابي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز واخترت ما فيها - ثم قال: - فهذا لفظ ما رويناه من خطه.) 1 وايضا فان النجاشي (المتوفى سنة 450) لم يذكر في كتابه عند عد كتب الشيخ كتاب اختيار الرجال، وان ذكر الشيخ في الفهرست عند عد كتبه كتاب الرجال واختيار الرجال، مع أنهما الفا بعد الفهرست، والظاهر أنها زيادة ألحقها بعد تأليفه.
اقول:نلاحظ أن تلميذ الشيخ يثبت وقوع التحريف في كتاب الفهرست لطوسي.
وبهذا يسقط الإحتجاج بكتاب الفهرست المحرف.
ـ[أبو عمر]ــــــــ[10 - 07 - 05, 10:15 م]ـ
أكمل بارك الله فيك
ـ[أبوفارس الرسّاوي]ــــــــ[13 - 07 - 05, 01:11 ص]ـ
جزاك الله ألف ألف خير أخي الحبيب
(أبو فارس الرسّاوي)
ـ[فهَّاد]ــــــــ[15 - 07 - 05, 01:42 ص]ـ
السلام عليكم ,,
بسم الله الرحمن الرحيم.
جزاكم ربي الجنة.
أبو عمر
أبو فارس
لو تطلع العاقل اللبيب إلى كتاب رجال الطوسي لرأى ضعف علم الرجل وقلة ضبطه في ذلك الباب وعدم إحاطته بالأخبار. ولا عجب فلم أكن أنا أول من قال ذلك , فقد سبقني إلى ذلك شيخ الرافضة المجلسي فقد قال عن الطوسي
: وأعجب منه أنه أجاب المحقق الطوسي رحمه الله في نقد المحصل عن ذلك [لعدم إحاطه كثيراً بالأخبار] (بحار الأنوار 4/ 132).
يلاحظ المتصفح لكتاب رجال الطوسي أنه ذكر في مقدمة كتابه أسماء من روى عن النبي وأحد الأئمة ثم أذكر ثانيا اسماء من لم يرو عنهم. ومن أمثلة ذلك: القاسم بن محمد الجوهري وفضالة بن أيوب ومحمد بن عيسى والعبيدي و .... ألخ
ولاكن هذه المقدمة أوضحت التهافت والضعف الموجود في هذا الكتاب , فنلاحظ أن الطوسي يذكر بعض الأشخاص مرتين مرة في باب من عاصر الإمام الصادق مثلاً وأخرى في باب من لم يروي عنهم.ومثال ذلك:
وقد يرد المبتدع بقوله: إن كون الراوي معاصر للإمام إلا أنه لم يروي عنه فيصح ذكره في البابين باب من عاصر الإمام وباب من لم يروي عنهم
فأجيبه:
أولاً: ان ما ذكره المبتدع خلاف ماصرح به شيخه الطوسي في المقدمة حيث قال اني اذكر أولاً اسماء من روى عن أحد الأئمة وأذكر ثانياً اسماء من لم يروي عنهم.
ولم يقل اني اذكر أولاً من كان من أصحابهم وان لم يروي عنهم.
ثانياً: عند الرجوع للأسماء التي تكرر ذكرها في البابين نجد أن بعضها لا يتم فيها التوجيه المذكور لأنه ممن يروي عن الإمام لا أنه من أصحابه ولم يروي عنهم.
وقد يرد المبتدع الناهق في منتدى يا طاغوت. بقول:
ان الشخص إذا كان يروي عن الأئمة تارة بالمباشرة ومن دون واسطة راوٍ آخر ومرة بواسطة صح ذكره في كلى البابين.
فأجيبه:
ان الشخص ما دام قد روى ولو في بعض الأحيان عن الأئمةبالمباشرة فلا يصح ذكره في باب من لم يروى عنهم لأنه يصدق عليه حقيقة أنه ممن روى عنهم وأنه حقيقة ليس ممن لم يروي عنهم. وهذا تهافت وقلة إحاطة بالأخبار كما بين ذلك المجلسي.
ثانياً: أن ذلك يستلزم بتعدد الراوي بأن يقال ان الأسم الواحد المذكور في البابين هو اسم لشخصين , ففي القاسم بن محمد الجوهري. مثلاً يلتزم بأنه يوجد شخصان بهذا الإسم كل واحد منهما يسمى القاسم بن محمد الجوهري وأحدهما يروي عن الأئمة والثاني لا يروي عنهم.
وهذا الوجه بعيد نادر اتفاق شخصين في اسمهما واسم ابيهما ولقبهما. ولو تحقق هذا المستبعد مرة أو مرتين ولاكن مرات متعدده هذا لا يدخل العقل
ـ[محمد الحمدان]ــــــــ[16 - 07 - 05, 02:35 ص]ـ
أخي (الأحسائي ;)) أبو عبيدة - نفع الله بك وجعلك شوكة في حلوق الروافض الزنادقة - ..
أودُّ أن أنبّهك لشئٍ مهم هنا، وهو: أن عدم تفاعل (طلبة العلم و المشايخ في هذا المنتدى) هو عدم اهتمامهم (وعدم تخصصهم) في مجال الفرق و المذاهب.
فموضوعكَ هذا و أخوه السابق (سبّب إشكاليات عند الرافضة) و فرح به أهل السنة، وفي منتدى الدفاع عن السنة تمّ تثبيت الموضوع، مما يدل على أهميّته وقوته (على اختصاره وصغره) فقد ضربتهم في مقتل ..
ولكن بما أنَّ إخواننا هنا ليس لهم اهتمامٌ بالغ في هذا المجال، فلم يتفاعلوا معه كثيراً، ولكن حسبك (بركة) أن تضعَ موضوعاً بين يدي مشايخنا هنا، لعل أحدهم يتفضّل بوقته وعلمه فيجود علينا بما فتح الله عليه ..
وعلى خيرٍ نلتقي .. وفي (منتدى الدفاع عن السنة) نجتمع ;)
¥(44/109)
ـ[محمد البراك]ــــــــ[18 - 07 - 05, 08:01 ص]ـ
أظن أن أحد الأخوة في كلية أصول الدين قسم السنة لديه رسالة بعنوان (علم الجرح والتعديل عند الرافضة)!
ـ[فهَّاد]ــــــــ[19 - 07 - 05, 03:54 ص]ـ
السلام عليكم ,,
بسم الله الرحمن الرحيم.
جزاكم ربي الجنة شيوخي الأفاضل.
الشيخ الفاضل محمد الحمدان.
الشيخ الفاضل محمد البراك ياليت يا أخي تدلني كيف أحصل على نسخة من هذه الرسالة , فأنا أحب البحث في علم الرجال المتهالك عند الرافضة وعندي الكثير من المقالات في ذلك , ومنها سقوط الإحتجاج به لأن علم الرجال عندهم علم مرسل لأن أهل الجرح والتعديل لم يعاصروا الرواة.
.......................
يبدولي أني تطرقت إلى بعض تناقضات وضعف منهج شيخ الرافضة الطوسي.
قبل أن أعرج إلى التعريف به.
من هو الطوسي؟!
هو أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي المعروف بشيخ الطائفة.
ولد في رمضان عام 385هـ في طوس وعندما بلغ عمره 32 سنة هاجر إلى بغداد عام 408هـ.
وقد ظل في بغداد إلى أن طرده السلاجقة رحمهم الله منها عام 448هـ. أي ظل قرابة 40 عام في العراق.
ثم أنتقل إلى النجف عام 448هـ إلى أن هلك بها عام 460هـ رحمني الله.
ولذلك فأن حياة الطوسي تنقسم إلى ثلاث مراحل.
المرحلة الأولى منذ ولادته إلى أن بلغ 23 سنة.
لا يوجد عند الرافضة معلومات عن هذه المرحلة وهذا ما قرر في الرسائل العرشر لطوسي ص 7.
ويتضح من ذلك أن الطوسي لم يكن من طلبة العلم في هذه الفترة بل لم يكلف نفسه بالتفقه عند أي شخص من مشايخ طوس. ويؤيد ما أقوله أنه لم يذكر أحد من مشايخ تلك الفترة في كتبه. بل حتى لم يذكر شيء عن والده.
وقد تطرق أحد مشايخ الرافضة [العلامة الطهراني]. أن أبا زكريا محمد بن سليمان الحراني أو الحمداني. أنه من مشايخه وأنه من طوس والمظنون أنه كان من مشايخه قبل الهجرة.
أقول أنا أبو عبيدة: كل هذه إحتمالات لا ترقى إلى الحقيقة.
ومما يدل على عمد اشتغال الطوسي بالعلم في تلك الفترة بأنه لم يصرح بإلتقائه بشاعر الرافضة الفردوسي صاحب ديوان الشاهنامة. الذي كان في تلك الفترة في أوج شهرته.وهو من زكان طوس.
..................
نستخلص من ذلك: أن الطوسي لايعلم له أصل بل قد يكون من أحد اليهود كسلفه عبد الله بن سبأ أو أحد المجوس أو أحد المطرودين الهاربين الذين كانوا ينتسبون للمذهب الشافعي إذا علم أن تلك المنطقة في ذلك الوقت كانت تتبع المذهب الشافعي.
ومثال ذلك الوزير نظام الملك المولود 408هـ في نفس السنة التي هاجر فيها الطوسي.
الإمام الغزالي المولود سنة 450 هـ
وكل هذا وارد.
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[20 - 07 - 05, 01:46 م]ـ
باستثناء الردود فلو نظرت الى عداد القراء لعرفت أن المتابعين لموضوعكم كثر كما أتمنى أن يكون بحثكم هذا مرجعا لمن اراده في المستقبل عند الحاجه فلا تكل ولا تمل وبالمقابل استمر
فجزاكم الله خيرا وبارك الله في بحثكم وعلمك
ـ[الطنجي]ــــــــ[20 - 07 - 05, 05:01 م]ـ
أخي الكريم فهاد، لي بعض الملاحظات على موضوعك، لعل الله تعالى أن ييسر الوقت لكي أبدي نظري بخصوصها
ـ[محمد البراك]ــــــــ[21 - 07 - 05, 01:48 ص]ـ
الأخ فهاد الرسالة لم تكمل بعد، بل بالكاد سيبدأ الأخ بها، ولعلك تراجع الشيخ بندر الشويقي في الموضوع فله مزيد إطلاع على الموضوع!
ـ[أبو البركات]ــــــــ[08 - 10 - 08, 03:04 م]ـ
بحث طيب ... هل بالإمكان توفير رابط للأسفين الأول لعلم الرجال لدى الرافضة
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[08 - 10 - 08, 04:41 م]ـ
بحث طيب ... هل بالإمكان توفير رابط للأسفين الأول لعلم الرجال لدى الرافضة
أول إسفين في نعش [علم الرجال] عند الرافضة الحاقدين. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33241)
بارك الله فيك شيخنا فهاد , ولا تقطع عنا هذه البحوث القيمة , حتى ولو وضعتها في منتدى الدفاع عن السنة , تكرما ضعها هنا , لأن هذا المنتدى على عكس الأول قد خلي من الأكدار والأقذار.
وليتك شيخنا , تبحث موضوع إستفادة جمال الدين الحلي , وتلميذه ابن داود من كتب ابن عقدة , فهي مثل مادة بحثك هذا , حيث لم يصلهما كتب ابلن عقدة مسندة , ومع ذلك لايتورعون عن الأخذ عنها.
وشكر.
ـ[حسين ابو يحي]ــــــــ[15 - 10 - 08, 02:49 ص]ـ
مولاي الفاضل ابو عبيدة
¥(44/110)
اضافة الى ما ذكرت فقد صرح علماء الشيعة بوقوع التحريف في كتاب الكشي
محمد تقي التستري طعن في كتاب الكشي وقال
وقال المامقاني في كنى كتابه: يظهر من الكشي في يونس بن عبد الرحمن أن من المكنين بأبي بصير حماد بن عبيد الله الهروي. وأشار إلى قول الكشي - في يونس بعد نقله عن الفضل أنه ما نشأ في الإسلام رجل أفقه من سلمان ولا بعده من يونس -: وروى عن أبي بصير حماد بن عبد الله ابن أسيد الهروي، عن داود بن القاسم أن أبا هاشم الجعفري قال: أدخلت كتاب " يوم وليلة " - الذي ألفه يونس - على أبي الحسن العسكري (عليه السلام) فنظر فيه وتصفحه ثم قال: هذا ديني ودين آبائي وهو الحق كله. إلا أنه بعد تحريفات نسخة الكشي في العناوين والروايات بحيث قلما تسلم ترجمة واحدة منها، بل رواية واحدة منها - وسنقيم لك على هذا البرهان بل نريك ذلك بالعيان - لا عبرة بهما.
قاموس الرجال صفحة 380 الجزء 12
بل حتى الخوئي نفسه طعن فيه
حيث يقول
في ترجمة أصبغ بن عبد الملك
: ذكر الكشي في ترجمة ثابت بن دينار: أن محمد بن مسعود. قال: سألت علي بن الحسن بن فضال، عن الحديث الذي روى عن عبد الملك بن أعين، وتسمية ابنه الضريس، قال: فقال: إنما رواه أبو حمزة، وأصبغ بن عبد الملك خير من أبي حمزة. ولكن من المظنون قويا وقوع التحريف في النسخة، والصحيح: إصبع من عبد الملك خير من أبي حمزة، فإن اسم ابن عبد الملك هو ضريس لا أصبغ، والله العالم، وعليه فلا وجود لأصبغ بن عبد الملك. ثم إن الرواية التي سأل عنها علي بن الحسن بن فضال، قد رواها الكشي، عن علي بن عطية، وتأتي في ترجمة ضريس، ولكن صريح رواية محمد بن مسعود، عن علي بن الحسن، أن راويها هو أبو حمزة، فالامر دائر بين رواية علي بن عطية لم تصل إلى ابن فضال، أو أن في نسخة الكشي تحريفا.
معجم رجال الحديث الجزء الرابع
ويقول في الجزء العاشر في ترجمة عباد بن عمير
وأما رواية عبد الله بن سنان التي رواها الكشي في عباد بن صهيب، فهو اجتهاد منه في التطبيق، وإلا فهي مذكورة في الكافي وفيها عباد بن كثير، ولعل هذه تؤيد أن المذكور في الرواية أيضا: عباد بن كثير، وقد حرفت نسخة الكشي فذكر فيها عباد بن بكير.
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[15 - 10 - 08, 03:10 ص]ـ
والله الذي لاإله غيره لو أن الشيعة هداهم الله لصحيح الشريعة
الزمو انفسهم التقيد بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم لماوجد شيعي واحد على وجه الارض
ولاكن (إنك لاتهدي من أحببت ولاكن الله يهدي من يشاء)
ـ[الباحث]ــــــــ[15 - 10 - 08, 01:03 م]ـ
أخي الفاضل / فهد
أظن أن هذا الرابط سينفعك كثيراً في علم الحديث والرجال عند الرافضة:
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=69276
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[16 - 10 - 08, 09:23 م]ـ
جزاك الله خيرا وسددك وزادك من فضله
إخواني طلاب علم الحديث وفقكم الله هذا الزمان يحتم عليكم الإلتفات إلى الرافضة في هذا الفن
فإنهم قد وضعوا في بعض منتدياتهم موضوعات للتهجم على البخاري ومسلم والخوض فيه للتشكيك وقد تولى الرد بعض الإخوة وليسوا من أهل الإختصاص كلهم بهذا العلم فثبتت الموضوعات التي تنال من الصحيحين وعلم الحديث عموما في منتدياتهم وبالأخص منتدى (ياحسين) قد سلطاو عليه أقلامهم فليت بعضكم يحتسب الأجر لدحض افتراءاتهم
وقد قال بعض الأحبة لرافضي يناقشه في البخاري (إن من هوان الدنيا على الله أن يتهجم الرافضة على صحيح البخاري)
وقد وضعت عندهم موضوعا يثبت صحته من مسائل الإعجاز العلمي فيه فأغلقوه بسرعة لثقله عليهم
أما الرسالة التي تحدث عنها الإخوة فهي لبندر الشويقي حسب ماقيل لي(44/111)
سَبَبُ عِلَّةِ أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 06 - 05, 02:18 م]ـ
سَبَبُ عِلَّةِ أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ
ـــــــــ قال أبو القاسم التنوخِيُّ فِي زياداته على كتاب أبيه أبِي علِيٍّ التنوخِيِّ ((نشوار المحاضرة)): أخبرنا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الشَّاهِدُ أخبرنِي قاضي القضاة أبُو السَّائِبِ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ قال: اعتلَّ أبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، فمضيت مع أبِي لعيادته، فسأله أبِي عن سبب هذه العلَّة، فقال: بتُّ وأنا فِي عافيةٍ، فوقع فِي نفسي أنِّي إذا أصبحت أخرجت من الحديث ما أخطأ فيه سُفْيَانُ الثَّورِيُّ، فلمَّا أصبحتُ خرجتُ إلَى الصَّلاة، وفِي دربنا كلبٌ ما نبحني قطُّ، ولا رأيتُه عَدَا عَلَى أَحَدٍ، فَعَدَا عَلِيَّ، و عَقَرَنِي، وحممتُ، فوقع فِي نفسي أنَّ هذا عقوبةٌ لِمَّا وضعتُ فِي نفسي، فأضربتُ عن ذلك الرأي.
قلت: لست أشكُّ فِى كذب هذه الحكاية، والمتهم بها طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الشَّاهدُ، كان معتزلياَ داعيةً لا يحل الرِّواية عنه. قال ابن أبِي الفوارس: كان طَلْحَةُ سيءَ الحال فِي الحديث، وكان يذهب إلَى الإعتزال ويدعو إليه.
وقال الأزهرِيُّ: ضعيف فِي روايته وفِي مذهبه.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[26 - 06 - 05, 04:29 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا , وأمتعنا بطول عمرك , ولا عدمنا فوائدك.
تلميذكم / أبومحمد.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[26 - 06 - 05, 05:42 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل وأحسن إليكم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - 06 - 05, 06:56 م]ـ
جزاكم الله خيراً:
---------------------
القصة رواها الخطيب البغدادي في تاريخه: من طريق أبي القاسم التنوخي: عليّ بن المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم 12/ 230، وينظر ترجمة: طلحة بن محمد بن جعفر أبو القاسم الشاهد، في تاريخ بغداد أيضاً: 9/ 351.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 06 - 05, 03:16 ص]ـ
الشيخ الحبيب الودود / خالد الأنصاري
دَامَتْ عُلاَكَ لِمَنْ أَحَبّكَ جَنّةً ... بِنَعِيمِهَا قَلْبُ الْحَوَاسِدِ يَصْطَلِي
لا زِلْتَ فِي عَلْيَاكَ دَهْرَاً خَالِدَاً ... فِي نِعْمَةٍ تتْرَى وَجَدٍّ مُقْبِلِ
الشيخ الموفَّق المسدَّد / هيثم حمدان
جَزَاكَ اللهُ رَبِّي كُلَّ خَيْرٍ ... وَدامَ اللهُ حَافِظَكَ الأَمِينَا
وَدُمْ بِالْعِزِّ وَالتّأييدِ دَوْمَاً ... بِحِفْظِ اللهِ مَحْفُوظَاً مَصُونَا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 06 - 05, 11:10 ص]ـ
الشيخ الحبيب / أَشْرَفَ بْنَ مُحَمَّدٍ
يا أَشْرَفَ بْنَ مُحَمَّدٍ صِنْوَ الْوَفَا ... أَخْلَصْتَنِي صِدْقَ الْوِدَادِ مَعَ الْمِقَةْ
لا تَحْسَبَنِّي غَافِلاً عَنْ شُكْرِكُمْ ... فَثِقْ بِذِمَّةِ عَهْدٍ فِيكَ صَادِقَةْ
ـ[أبو عبد الله المكي]ــــــــ[27 - 06 - 05, 11:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخي الحبيب وسدد لسانك
هلا أفدتنا في قصة عمر بن الخطاب مع نهر النيل في موضعها الخاص
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 06 - 05, 12:53 م]ـ
الشيخ الحبيب / أكرم المكِي
تحياتي إليك ودعواتي. بارك الله سعيك، وكلل بالتوفيق عملك.
قد أجبتك فى الموضع المذكور على عجالة، دون إطالة.
ولست على ثلج مما نسبوه قديما إلى أهل مصر، ولا إلى ما نسبوه فى هاتيك القصَّة إلى عمر بن الخطَّاب رضى اللهُ عنه، مهما حكوا عن التساهل فى الروايات التاريخية.
ـ[المستشار]ــــــــ[06 - 07 - 05, 02:34 ص]ـ
نفع الله بكم أستاذنا وشيخنا الكريم أبا محمدٍ الألفي، وأثابكم خيرًا على أبياتكم الطريفة من آنٍ لآخر.
دخلتُ أشكر شيخنا لأنه مستحق للشكر، ثم لأنال بيتين (ابتسامة)
وأرجو أن يكون شيخنا وسائر الأهل والأحباب بخير
والسلام.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 07 - 05, 09:14 م]ـ
إنَّ الأُلَى عَهِدُوا الْوِدَادَ مُلَفَّقاً ... جَهِلُوا الصَّرِيحَ الْمَحْضَ مِنْ خُلَصَائهِ
ــــــــــــ
يَا مُسْتَشَارُ لَقَدْ أَنَلْتُكَ رَغْبَةً ... تَسْمُو بِصِدْقِ الْوُدِّ فِي عَلْيَائِه
إنِّى رَأَيْتُ جَوَابَ سُؤْلِكَ عَاجِلاً ... فَرْضَاً عَلَيَّ أَخَافُ فَوْتَ أَدَائِه
فَاقْبَلْ فَدَتْكَ النَّفْسُ دَعْوَةَ مُخْلِصٍ ... يَحْنُو عَلَيْكَ بِصِدْقِهِ وَوَفَائِه
إنَّ الأُلَى عَهِدُوا الْوِدَادَ مُلَفَّقاً ... جَهِلُوا الصَّرِيحَ الْمَحْضَ مِنْ خُلَصَائهِ
إنِّي أَنَا الْمِصْرِيُّ لَحْمَاً أَوْ دَمَا ... فِي حُسْنِ عِشْرَتِهِ وَصِدْقِ إِخَائِه
ـ[المستشار]ــــــــ[08 - 07 - 05, 12:22 ص]ـ
إنَّ الأُلَى عَهِدُوا الْوِدَادَ مُلَفَّقاً ... جَهِلُوا الصَّرِيحَ الْمَحْضَ مِنْ خُلَصَائهِ
ــــــــــــ
يَا مُسْتَشَارُ لَقَدْ أَنَلْتُكَ رَغْبَةً ... تَسْمُو بِصِدْقِ الْوُدِّ فِي عَلْيَائِه
إنِّى رَأَيْتُ جَوَابَ سُؤْلِكَ عَاجِلاً ... فَرْضَاً عَلَيَّ أَخَافُ فَوْتَ أَدَائِه
فَاقْبَلْ فَدَتْكَ النَّفْسُ دَعْوَةَ مُخْلِصٍ ... يَحْنُو عَلَيْكَ بِصِدْقِهِ وَوَفَائِه
إنَّ الأُلَى عَهِدُوا الْوِدَادَ مُلَفَّقاً ... جَهِلُوا الصَّرِيحَ الْمَحْضَ مِنْ خُلَصَائهِ
إنِّي أَنَا الْمِصْرِيُّ لَحْمَاً أَوْ دَمَا ... فِي حُسْنِ عِشْرَتِهِ وَصِدْقِ إِخَائِه
ما بعد قولك يا أبا محمدٍ الجليل من كلامٍ، فأدام الله توفيقك لكل خير، وأثابكم، ونفع بكم على الدوام.
مُحِبُّكم.(44/112)
رسالة عمر بن الخطاب إلى نهر النيل هل صح سندها؟
ـ[أبو عبد الله المكي]ــــــــ[27 - 06 - 05, 11:02 ص]ـ
حادثة فيضان نهر النيل:
كان الاعتقاد قبل الفتح الإسلامي، أن النيل لا يفيض بالماء، إلا إذا ألقيت فيه فتاة حسناء، لتموت فيه غرقا.
فلما حان وقتذاك. كتب الحاكم عمرو بن العاص، والي أمر مصر، إلى خليفة المسلمين عمر بن الخطاب، في المدينة النبوية يخبره بما تعوّد عليه المصريون فأجابه عمر بإرسال رسالة، يلقيها في النيل، وكان في الرسالة:
((من عمر أمير المؤمنين إلى النيل إن كنت تجري من عندك فلا حاجة لنا بك، وإن كنت تجري بفضل الله، فاللهم بارك لنا)).
ـ[أبو عبد الله المكي]ــــــــ[27 - 06 - 05, 11:37 ص]ـ
جزى الله خيرا أخانا عبد الرحمن المطلاع فقد أتحفني بموضعها في المنتظم:
ذكر زوال السنة السيئة التي كانت في نيل مصر
قال ابن الجوزي:
أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الصوري قال: حدَّثنا عبد الرحمن بن عمير بن النحاس قال: أخبرنا محمد بن حفص الحضرمي قال: حدِّثنا حسن بن عرفة الأنصاري قال: حدَثني هانىء بن المتوكل قال: حدَّثنا ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج قال: لما فتحت مصر أتى أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل بؤونة من أشهر العجم فقالوا له: أيها الأمير إن لنيلنا هذا سُنَّة لا يجري إلا بها.
فقال لهم: وما ذاك قالوا: إذا دخلت ثنتا عشرة ليلة من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها فأرضينا أباها وحملنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون ثم ألقيناها في النيل.
قال لهم: إن هذا لا يكون في الإسلام إن الإسلام يهدم ما كان قبله.
فأقاموا بؤونة وأبيب ومسرى لا يجري قليلًا ولا كثيرًا حتى هموا بالجلاء عنها فلما رأى ذلك عمرو بن العاص كتب إلى عمر رضي اللّه عنه بذلك فكتب إليه عمر: " إنك قد أصبت لأن الإسلام يهدم ما كان قبله " وكتب بطاقة داخل كتابه وكتب إلى عمرو: " إني قد بعثت إليك ببطاقة داخل كتابي فألقها في النيل فلما قدم كتاب عمر إلى عمرو بن العاص أخذ البطاقة فإذا فيها: " من عبد اللّه أمير المؤمنين إلى نيل مصر أما بعد: فإن كنت تجري من قِبَلك فلا تجر وإن كان اللّه الواحد القهار هو الذي يجريك فنسأل اللّه الواحد القهار أن يجريك " فألقى البطاقة في النيل قبل يوم الصليب بيوم وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج لأنه لا تقوم مصلحتهم فيها إلا بالنيل.
فلما ألقى البطاقة أصبحوا يوم الصليب وقد أجراه اللّه ستة عشر ذراعًا في ليلة واحدة فقطع الله تلك السُّنَّة السوء عن أهل مصر إلى اليوم
ـ[أبو عبد الله المكي]ــــــــ[27 - 06 - 05, 11:39 ص]ـ
قلت: في سندها
هانئ بن المتوكل الإسكندراني أبو هاشم
قال ابن حبان في المجروحين: يروي عن حيوة بن شريح والمصريين روى عنه أهل مصر والغرباء يعقوب بن سفيان وغيره كان يدخل عليه لما كبر فيجيب فكثر المناكير في روايته فلا يجوز الاحتجاج به بحال
ـ[أبو عبد الله المكي]ــــــــ[27 - 06 - 05, 12:17 م]ـ
جزى الله الشيخ الفاضل عبد الرحمن الفقيه خيرا على هذا الرابط:
الرسالة إلى النيل:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=94378#post94378
ـ[أبو عبد الله المكي]ــــــــ[27 - 06 - 05, 12:25 م]ـ
قال الشيخ الفاضل عبد الرحمن الفقيه:
فالسير والتواريخ يتساهل فيها مالايتساهل في غيرها
فإلى أي مدي يتساهل في نقلها؟ هل لذلك حدود عند أهل العلم؟
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 06 - 05, 12:32 م]ـ
قلت: في سندها
هانئ بن المتوكل الإسكندراني أبو هاشم
قال ابن حبان في المجروحين: يروي عن حيوة بن شريح والمصريين روى عنه أهل مصر والغرباء يعقوب بن سفيان وغيره كان يدخل عليه لما كبر فيجيب فكثر المناكير في روايته فلا يجوز الاحتجاج به بحال ثَمَّة علَّة أخرى:
فقد أخرجه أبو الشيخ ((العظمة)) (4/ 1424) عن عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ، واللالكائي ((كرامات الأولياء)) (66) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيِّ، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (44/ 336) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيِّ ومُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أربعتهم عن عَبْدِ اللهِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ قَيْسِ بْنِ حَجَّاجٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ بِهِ.
ـ[أبو عبد الله المكي]ــــــــ[29 - 06 - 05, 09:39 ص]ـ
هكذا ثبت ضعف إسنادها
أكرر قد قال الشيخ الفاضل عبد الرحمن الفقيه في الرابط الموجود أعلاه:
فالسير والتواريخ يتساهل فيها مالايتساهل في غيرها
فإلى أي مدي يتساهل في نقلها؟ هل لذلك حدود عند أهل العلم؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 06 - 05, 05:07 م]ـ
لعلك حفظك الله تراجع هذه الروابط حول هذه المسألة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=3523#post3523
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=31472#post31472
¥(44/113)
ـ[أبو عبد الله المكي]ــــــــ[29 - 06 - 05, 07:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا وأعانكم وسدد خطاكم
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[17 - 03 - 08, 06:51 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[19 - 03 - 08, 01:16 ص]ـ
لا بد من تمييز الصحيح من الضعيف لمعرفة التاريخ
ذكر العلامة الألباني - رحمه الله – في ذلك كلاماً مفيداً في «سلسلته الصحيحة
قال – رحمه الله -:
«وقد يظن بعضهم أنَّ كلّ ما يروى في كتب التاريخ والسيرة أنَّ ذلك صارَ جزءاً لا يتجزأ من التاريخ الإسلامي، لا يجوزإنكار شيء منه! وهذا جهلٌ فاضح، وتنكرٌ بالغ للتاريخ الإسلامي الرائع، الذي يتميز عن تواريخ
الأُمم الأخرى؛ بأنه – هو وحده – الذي يملك الوسيلة العلمية لتمييز ما صح منه مما لم يصح، وهي نفس الوسيلة التي يُميَّز بها الحديث الصحيح من الضعيف، ألا وهو الإسناد الذي قال فيه بعض السلف: لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.
ولذلك لما فقدت الأمم الأُخرى هذه الوسيلة العظمى، امتلأ تاريخها بالسخافات والخرافات، ولا نذهب بالقراء بعيداً فهذه كتبهم التي يسمونها بالكتب المقدسة، اختلط فيها الحابل بالنابل فلا يستطيعون تمييز الصحيح من الضعيف، مما فيها من الشرائع المنزلة على أنبيائهم، ولا معرفة شيء من تاريخ حياتهم، أبد الدهر، فهم لا يزالون في ضلالهم يعمهون، وفي دياجير الظلام يتيهون!
فهل يريد منّا أولئك النّاس أن نستسلم لكل ما يقال: إنَّه من التاريخ الإسلامي.
ولو أنكره العلماء ولو لم يرد له ذكر إلاّ في كتب العجائز من الرجال والنساء؟! وأن نَكْفر بهذه المزية التي هي من أعلى وأغلى ما تميز به تاريخ الإسلام؟!
وأنا أعتقد أنَّ بعضهم لا تخفى عليه المزية، ولا يمكنه أن يكون طالب علم [بله] عالماً دونها، ولكنّه يتجاهلها، ويغض النظر عنها ستراً لجهله بما لم يصح منه، فيتظاهر بالغيرة على التاريخ الإسلامي، ويبالغ في الإنكار على ما يعرف المسلمين ببعض ما لم يصح منه، بطراً للحق، وغمصاً للناس، والله المستعان))
http://bawady.maktoobblog.com/565540/%22_%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8 %A3%D9%81%D9%84%D8%A7%D9%85_%D9%88%D8%A7%D9%84%D9% 85%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%8 4%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D9%84%D9%89 _%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85_%D9%88 %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86_% 22
ـ[كاتب]ــــــــ[23 - 03 - 09, 05:45 م]ـ
قصة عروس النيل وبطاقة عمر رضى الله عنه
اعداد الشيخ على حشيش
الحلقة التاسع والتسعون
نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم حتى يقف على حقيقة هذه القصة التي اشتهرت على ألسنة الخطباء والوعاظ والقصاص، وإلى القارئ الكريم بيان حقيقة هذه القصة
أولاً المتن
«لما فتح عمرو بن العاص مصر أتى أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل بؤونة من أشهر العجم، فقالوا له أيها الأمير، إن لنيلنا هذا سُنَّة لا يجري إلا بها، فقال لهم وما ذاك؟ قالوا إنه إذا كان لثنتي عشرة ليلة تخلو من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحُليّ والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في هذا النيل، فيجري
فقال لهم عمرو إن هذا لا يكون في الإسلام، وإن الإسلام يهدم ما قبله، فأقاموا بؤونة وَأَبِيْبَ ومِسْرَى لا يجري قليلاً ولا كثيرًا حتى هموا بالجلاء، فلما رأى ذلك عمرو، كتب إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب إليه عمر قد أصبتَ، إن الإسلام يهدم ما قبله، وقد بعثت إليك ببطاقة فألقها في داخل النيل إذا أتاك كتابي
فلما قدم الكتاب على عمرو، وفتح البطاقة، فإذا فيها «من عبد الله عمر أمير المؤمنين، إلى نيل أهل مصر، أما بعد فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر، وإن كان الله الواحد القهار الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك»
فعرّفهم عمرو بكتاب أمير المؤمنين والبطاقة، ثم ألقاها فألقى عمرو البطاقة في النيل قبل يوم الصليب بيوم، وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج منها لأنه لا يقوم بمصلحتهم فيها إلا النيل، فأصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله ستة عشر ذراعًا في ليلة، وقطع الله تلك السُّنَّةَ السوء عن أهل مصر»
ثانيًا التخريج
¥(44/114)
الخبر الذي جاءت به هذه القصة أخرجه ابن عبد الحكم، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن الليث بن رافع هـ هـ في كتابه «فتوح مصر وأخبارها» ص حيث قال حدثنا عثمان بن صالح عن ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عن من حدثه قال «لما فتح عمرو بن العاص مصر أتى أهلها إليه» القصة
وأخرج هذه القصة أيضًا ابن قدامة وهو عبدالله بن أحمد بن محمد بن قدامة هـ هـ في كتابه «الرقة والبكاء» ص الخبر قال أخبرنا محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن زكريا الطرثيثي سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن الطبري حدثنا محمد بن أبي بكر، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عن من حدثه قال
ثالثًا التحقيق
القصة واهية، وفيها علتان
الأولى عبد الله بن لهيعة
وهو عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوبان الحضرمي أبو عبدالرحمن المصري
قال الإمام ابن حبان في «المجروحين»
أ «قد سبرت أخبار ابن لهيعة من رواية المتقدمين والمتأخرين عنه فرأيت التخليط في رواية المتأخرين عنه موجودًا، وما لا أصل له من رواية المتقدمين كثيرًا، فرجعت إلى الاعتبار فرأيته كان يدلس عن أقوام ضعفى عن أقوام رآهم ابن لهيعة ثقات فالتزقت تلك الموضوعات به»
ب ثم قال «وأما رواية المتأخرين عنه بعد احتراق كتبه ففيها مناكير كثيرة، وذاك أنه كان لا يبالي ما دفع إليه قراءة سواء كان من حديثه أو غير حديثه فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه لما فيه من الأخبار المدلّسة عن الضعفاء والمتروكين، ووجب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين عنه بعد احتراق كتبه لما فيه مما ليس من حديثه»
لذلك أورده الحافظ ابن حجر في «طبقات المدلسين» المرتبة الخامسة رقم حيث قال «عبد الله بن لهيعة الحضرمي اختلط في آخر عمره، وكثرت عنه المناكير في روايته»
قلت وأقر قول الإمام ابن حبان «إنه كان يدلس عن الضعفاء»
والمرتبة الخامسة هي التي قال فيها الحافظ ابن حجر في «المقدمة» «من ضعف بأمر آخر سوى التدليس فحديثهم مردود ولو صرحوا بالسماع»
قلت
قول الإمام ابن حبان «أنه كان يدلس على الضعفاء» له أصل عملي نقله الحافظ ابن حجر في «التهذيب» عن الإمام أحمد بن حنبل قال «كتب يعني ابن لهيعة عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب وكان بعد يحدث بها عن عمرو بن شعيب»
قلت يتبين أن ابن لهيعة أسقط المثنى بن الصباح الذي كتب عنه وحدث بها عن عمرو بن شعيب، وبهذا ثبت أن ابن لهيعة كان يدلس عن الضعفاء والمتروكين، وذلك لأن المثنى بن الصباح متروك
فقد قال الإمام النسائي في كتابه «الضعفاء والمتروكين» ترجمة «المثنى بن الصباح متروك»
قلت وهذا المصطلح عند النسائي له معناه، فقد قال الحافظ ابن حجر في «شرح النخبة» ص «ولهذا كان مذهب النسائي أن لا يترك حديث الرجل حتى يجتمع الجميع على تركه» وبهذا تسقط القصة بتدليس ابن لهيعة وعنعنته وعدم التصريح بالسماع
أما عن القول بأن ابن لهيعة ضعف بأمر آخر سوى التدليس فإثبات ذلك يتبين من
أ قال أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري في كتابه «الضعفاء الصغير» ترجمة «عبد الله بن لهيعة ويقال ابن عقبة أبو عبد الرحمن الحضرمي ويقال الغافقي، قاضي مصر حدثنا محمد، حدثنا الحميدي عن يحيى بن سعيد أنه كان لا يراه شيئًا»
قلت ونقل هذا الحافظ ابن حجر في «التهذيب»، ثم نقل عن الأئمة
وقال ابن المديني عن ابن مهدي «لا أحمل عن ابن لهيعة قليلاً ولا كثيرًا»
وقال عبد الكريم بن عبد الرحمن النسائي عن أبيه «ليس بثقة»
وقال ابن معين كان ضعيفًا لا يحتج بحديثه، كان من يشاء يقول له حديثًا
وقال ابن خرش «أحرقت كتبه فكان من جاء بشيء قرأه عليه حتى لو وضع أحد حديثًا وجاء به إليه قرأه عليه»
وقال الخطيب «فمن ثم كثرت المناكير في روايته لتساهله»
وقال الجوزجاني «لا يوقف على حديثه ولا ينبغي أن يحتج به، ولا يغتر بروايته»
وقال الإمام ابن عدي في «الكامل» «إن ابن لهيعة له أحاديث منكرات يطول ذكرها إذا ذكرناها» اهـ
ملحوظة هامة
¥(44/115)
البعض قد يغفل عن قول الإمام ابن حبان في أن ابن لهيعة من المدلسين ورمي بالتدليس عن الضعفاء والمتروكين، ونقله الحافظ في «طبقات المدلسين» كما بينا آنفًا، ونقله في «التهذيب»، ويغفل أيضًا عن تجريح هؤلاء الأئمة الأعلام الذي أوردناه آنفًا
ويتعلق بما نقله الحافظ ابن حجر في «التهذيب» عن عبد الغني بن سعيد الأزدي قال «إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح ابن المبارك، وابن وهب والمقري، وذكر الساجي وغيره مثله
وقلت وحتى هذا القول لا ينطبق على هذا الخبر الذي جاءت به هذه القصة الواهية المنكرة
أ فالعبادلة المذكورون في هذا القول هم عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن وهب، وعبدالله بن يزيد المُقري، كما هو مبين في «تهذيب الكمال» في الذين رووا عن ابن لهيعة
ب وبالرجوع إلى طرق القصة من التخريج الذي أوردناه آنفًا نجد في الطريق الذي أخرجه ابن عبد الحكم أن الذي روى عن ابن لهيعة هو عثمان بن صالح
ونجد في الطريق الذي أخرجه ابن قدامة أن الذي روى عن ابن لهيعة هو عبد الله بن صالح المصري
بهذا يتبين خلو الطريقين من العبادلة الثلاثة ابن المبارك، وابن وهب، والمقري، فالقصة بتطبيق هذا القول واهية أيضًا كما في «الضعفاء والمتروكين» للدارقطني ترجمة، حيث إن ابن لهيعة متروك إلا من رواية هؤلاء الثلاثة عنه
العلة الأخرى
من التخريج نجد أن خبر القصة أخرجه ابن عبد الحكم في «فتوح مصر»، وابن قدامة في «الرقة» من طريق ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عن من حدثه قال «لما فتح عمرو بن العاص مصر» القصة
نجد أن هذا الخبر فيه راوٍ مبهم لم يروه عن هذا المبهم المجهول إلا قيس بن الحجاج تفرد به ابن لهيعة
والحديث المبهم هو الحديث الذي فيه راوٍ لم يُصَرَّح باسمه قال البيقوني في منظومته «ومبهم ما فيه راوٍ لم يسم» اهـ
قال الحافظ في «شرح النخبة» «ولا يقبل حديث المُبهم ما لم يُسم لأن شرط قبول الخبر عدالة راويه ومن أبهم اسمه لا تعرف عينه فكيف تعرف عدالته؟» اهـ
قلت وهذه العلة تجعل هذا الخبر مردودًا وتزيد القصة وهنًا على وهن خاصة وأن قيس بن الحجاج من الطبقة السادسة كما في «التقريب» حيث قال الحافظ ابن حجر «قيس بن الحجاج الكلاعي المصري من السادسة»
وبيَّن الحافظ في المقدمة أن الطبقة السادسة «لم يثبت لهم بقاء أحد من الصحابة»
فقيس بن الحجاج لم ير عمرو بن العاص، ولم ير عمر بن الخطاب، وروى القصة عنهما عن طريق مبهم لم يسم
فالقصة باطلة واهية بالتدليس والطعن في ابن لهيعة ورواية شيخه عن مجهول مبهم فهي من منكرات ابن لهيعة التي يطول ذكرها
وإن تعجب فعجب أَن هذه القصة الواهية لم تقع لأي بلد على النيل إلا لمصر من المنبع إلى المصب
ولم يقع هذا الخبر لأي نهر في العالم إلا لنهر النيل وفي مصر بالذات بهذه القصة الواهية ومن حاول تأويل الخبر فهو غافل لأن السند تالف والأنهار سخرها الله لكل من على الأرض ليقرر توحيد الربوبية، وأن ذلك مستلزم أن لا يعبد إلا الله، وهو توحيد الألوهية
فيجعل الأول دليلاً على الثاني، قال الله تعالى أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ البَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ النمل
هذا ما وفقني الله إليه، وهو وحده من وراء القصد
http://www.altawhed.com/Detail.asp?InNewsItemID=285777
ـ[أم مصعب بن عمير]ــــــــ[20 - 04 - 09, 08:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لاحرمكم الله الأجر(44/116)
حديث (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور) ما هو قول العلماء فيه؟
ـ[نصر]ــــــــ[28 - 06 - 05, 12:29 ص]ـ
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج".
مسند الإمام أحمد (1/ 229)، وسنن أبو داود: كتاب الجنائز/ باب في زيارة النساء القبور، 4/ 95، والترمذي: الصلاة/ باب كراهة أن يتخذ على القبر مسجداً، 320 - وقال: "حديث حسن"
عن أبي هريرة: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوارات القبور"
مسند الإمام أحمد (2/ 337)، والترمذي: الجنائز/ باب ما جاء في كراهة زيارة القبور للنساء، 4/ 12 - وقال: "حسن صحيح" -.
ما هو قول أئمة الحديث في تلك الروايتين؟
هل صحيح أن الإمام الالباني يضعف حديث ابن عباس؟
وما قوله في حديث ابي هريرة؟
==========##################==================
قال الشيخ / محمد بن عثيمين رحمه الله في القول المفيد عل كتاب التوحيد:
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج". رواه أهل السنن (1). قوله: "لعن"، اللعن: هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله، ومعنى "لعن رسول اللهصلى الله عليه وسلم"، أي: دعا عليهم باللعنة. قوله: "زائرت القبور"، زائرت: جمع زائرة، والزيارة هنا معناها: الخروج إلى المقابر، وهي أنواع: منها ما هو سنة، وهي زيارة الرجال للاتعاظ والدعاء للموتى. ومنها ما هو بدعة، وهي زيارتهم للدعاء عندهم وقراءة القرآن ونحو ذلك. ومنها ما هو شرك، وهي زيارتهم لدعاء الأموات والاستنجاد بهم والاستغاثة ونحو ذلك. وزائر: اسم فاعل يصدق بالمرة الواحدة، وفي حديث أبي هريرة: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوارات القبور" (2)، بتشديد الواو، وهي صيغة مبالغة تدل على الكثرة أي كثرة الزيارة. قوله: "والمتخذين عليها المساجد"، هذا الشاهد من الحديث، أي: الذين يضعون عليها المساجد، وقد سبق أن اتخاذ القبور مساجد له صورتان: 1 - أن يتخذها مصلى يصلى عندها. 2 - بناء المساجد عليها. قوله: "والسرج"، جمع سراج، توقد عليها السرج ليلاً ونهاراً تعظيماً وغلواً فيها. وهذا الحديث يدل على تحريم زيارة النساء للقبور، بل على أنه من كبائر الذنوب، لأن اللعن لا يكون إلا على كبيرة، ويدل على تحريم اتخاذ المساجد والسرج عليها، وهو كبيرة من كبائر الذنوب للعن فاعله. المناسبة للباب: إن اتخاذ المساجد عليها وإسراجها غلو فيها، فيؤدي بعد ذلك إلى عبادتها. مسألة: ما هي الصلة بين الجملة الأولى: "زائرات القبور"، والجملة الثانية "المتخذين عليها المساجد والسرج"؟ الصلة بينهما ظاهرة: هي أن المرأة لرقة عاطفتها وقلة تمييزها وضعف صبرها ربما تعبد أصحاب القبور تعطفاً على صاحب القبر، فلهذا قرنها بالمتخذين عليها المساجد والسرج. وهل يدخل في اتخاذ السرج على المقابر ما لو وضع فيها مصابيح كهرباء لإنارتها؟. الجواب: أما في المواطن التي لا يحتاج الناس إليها، كما لو كانت المقبرة واسعة وفيها موضع قد انتهى الناس من الدفن فيه، فلا حاجة إلى إسراجه، فلا يسرج، أما الموضع الذي يقبر فيه فيسرج ما حوله، فقد يقال بجوازه، لأنها لا تسرج إلا بالليل، فليس في ذلك ما يدل على تعظيم القبر، بل اتخذ الإسراج للحاجة. ولكن الذي نرى أنه ينبغي المنع مطلقاً للأسباب الآتية: 1 - أنه ليس هناك ضرورة. 2 - أن الناس إذا وجدوا ضرورة لذلك، فعندهم سيارات يمكن أن يوقدوا الأنوار التي فيها ويتبين لهم الأمر، ويمكنهم أن يحملوا سراجاً معهم. 3 - أنه إذا فتح هذا الباب، فإن الشر سيتسع في قلوب الناس ولا يمكن ضبطه فيما بعد، فلو فرضنا أنهم جعلوا الإضاءة بعد صلاة الفجر ودفنوا الميت، فمن الذي يتولى قفل هذه الإضاءة؟ الجواب: قد تترك، ثم يبقى كأنه متخذ عليها السرج، فالذي نرى أنه يمنع نهائياً. أما إذا كان في المقبرة حجرة يوضع فيها اللبن ونحوه، فلا بأس بإضاءتها لأنها بعيدة عن القبور، والإضاءة داخلة لا تشاهد، فهذا نرجوا أن لا يكون به بأس. والمهم أن وسائل الشرك يجب على الإنسان أن يبتعد عنها ابتعاداً عظيماً، ولا يقدر للزمن الذين هو فيه الآن، بل يقدر للأزمان البعيدة، فالمسألة ليست هينة.
¥(44/117)
--------------------------------------------------------------------------------
(1) مسلم: كتاب الجنائز/ باب الأمر بتسوية القبر. (2) البخاري: كتاب التفسير/ باب (أفرأيتم اللات والعزى). (1) مسند الإمام أحمد (1/ 229)، وسنن أبو داود: كتاب الجنائز/ باب في زيارة النساء القبور، 4/ 95، والترمذي: الصلاة/ باب كراهة أن يتخذ على القبر مسجداً، 320 - وقال: "حديث حسن" -. (2) مسند الإمام أحمد (2/ 337)، والترمذي: الجنائز/ باب ما جاء في كراهة زيارة القبور للنساء، 4/ 12 - وقال: "حسن صحيح" -.
===============================
وفي الحديث ما يدل على تحريم زيارة النساء للقبور، وأنها من كبائر الذنوب، والعلماء اختلفوا في ذلك على ثلاثة أقوال: القول الأول: تحريم زيارة النساء للقبور، بل إنها من كبائر الذنوب، لهذا الحديث. . .
القول الثاني: كراهة زيارة النساء للقبور كراهة لا تصل إلى التحريم، وهذا هو المشهور من مذهب أحمد عن أصحابه، لحديث أم عطية: "نهينا عن اتباع الجنائز، ولم يعزم علينا" (1) القول الثالث: أنها تجوز زيارة النساء للقبور، لحديث المرأة: التي مر النبي صلى الله عليه وسلم بها وهي تبكي عند قبر، فقال لها: "اتقي الله واصبري". فقالت: إليك عني، فإنك لم تصب بمثل مصيبتي. فانصرف الرسول صلى الله عليه وسلم عنها، فقيل لها: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجاءت إليه تعتذر، فيم يقبل عذرها، وقال: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى" (1)، فالنبي صلى الله عليه وسلم شاهدها عند القبر ولم ينهها عن الزيارة، وإنما أمرها أن تتقي الله وتصبر. ولما ثبت في "صحيح مسلم" (2) من حديث عائشة الطويل، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى أهل البقيع في الليل، واستغفر لها ودعا لهم، وأن جبريل أتاه في الليل وأمره، فخرج صلى الله عليه وسلم مختفياً عن عائشة، وزار ودعا ورجع، ثم أخبرها الخبر، فقالت: ما أقول لهم يا رسول الله؟ قال: "قولي: السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ... " إلخ. قالوا: فعلمها النبي صلى الله عليه وسلم دعاء زيارة القبور، وتعليمه هذا دليل على الجواز. ورأيت قولاً رابعا: أن زيارة النساء للقبور سنة كالرجال، لقوله صلى الله عليه وسلم: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإنها تذكركم الآخرة" (3)، وهذا عام للرجال والنساء. ولأن عائشة رضي الله عنها زارت قبر أخيها، فقال لها عبدالله بن أبي مليكة، أليس النبيصلى الله عليه وسلم قد نهى عن زيارة القبور؟ قالت: إنه أمر بها بعد ذلك (4). وهذا دليل على أنه منسوخ. والصحيح القول الأول، ويجب عن أدلة الأقوال الأخرى: بأن الصريح منها غير صحيح، والصحيح غير صريح، فمن ذلك: أولاً: دعوى النسخ غير صحيحة، لأنها لا تقبل إلا بشرطين: 1 - تعذر الجمع بين النصين، والجمع هنا سهل وليس بمتعذر، لأنه يمكن أن يقال: إن الخطاب في قوله: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها" للرجال، والعلماء اختلفوا فيما إذا خوطب الرجال بحكم: هل يدخل النساء أو لا؟ وإذا قلنا بالدخول - وهو الصحيح ـ، فإن دخولهن في هذا الخطاب من باب دخول أفراد العام في العموم، وعلى هذا يجوز أن يخصص بعض أفراد العام بحكم يخالف العام، وهنا نقول قد خص النبي صلى الله عليه وسلم النساء من هذا الحكم، فأمره بالزيارة للرجال فقط، لأن النساء أخرجن بالتخصيص من هذا العموم بلعن الزائرات، وأيضاً مما يبطل النسخ قوله: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج" (1)، ومن المعلوم أن قوله: "والمتخذين عليها المساجد والسرج"، لا أحد يدعي أنه منسوخ، والحديث واحد، فادعاء النسخ في جانب منه دون آخر غير مستقيم، وعلى هذا يكون الحديث محكماً غير منسوخ. 2 - العلم بالتأريخ، وهنا لم نعلم التأريخ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل: كنت لعنت من زار القبور: بل قال: "كنت نهيتكم"، والنهي دون اللعن. وأيضاً قوله: "كنت نهيتكم" خطاب للرجال، ولعن زائرات القبور خطاب للنساء، فلا يمكن حمل خطاب الرجال على خطاب النساء، إذاً، فالحديث لا يصح فيه دعوى النسخ. وثانياً: وأما الجواب عن حديث المرأة وحديث عائشة، أن المرأة لم تخرج للزيارة قطعاً، لكنها أصيبت، ومن عظم المصيبة عليها لم تتمالك نفسها لتبقى في بيتها، ولذلك خرجت وجعلت تبكي
¥(44/118)
عند القبر مما يدل على أن في قلبها شيئاً عظيماً لم تتحمله حتى ذهبت إلى ابنها وجعلت تبكي عند قبره، ولهذا أمرها صلى الله عليه وسلم أن تصبر، لأنه علم أنها لم تخرج للزيارة، بل خرجت لما في قلبها من عدم تحمل هذه الصدمة الكبيرة، فالحديث ليس صريحاً بأنها خرجت للزيارة، وإذا لم يكن صريحاً، فلا يمكن أن يعارض الشيء الصريح بشيء غير صريح. وأما حديث عائشة، فإنها قالت للرسول صلى الله عليه وسلم: ماذا أقول؟ فقال: "قولي: السلام عليكم"، فهل المراد أنها تقول ذلك إذا مرت، أو إذا خرجت زائرة؟ فهو محتمل، فليس فيه تصريح بأنها إذا خرجت زائرة، إذا من الممكن أن يراد به إذا مرت بها من غير خروج للزيارة، وإذا كان ليس صريحاً، فلا يعارض الصريح. وأما فعلها مع أخيها رضي الله عنهما، فإن فعلها مع أخيها لم يستدل عليها عبدالله بن أبي مليكة بلعن زائرات القبور، وإنما استدل عليها بالنهي عن زيارة القبور مطلقاً، لأنه لو استدل عليها بالنهي عن زيارة النساء للقبور أو بلعن زائرات القبور، لكنا ننظر بماذا ستجيبه. فهو استدل عليها بالنهي عن زيارة القبور، ومعلوم أن النهي عن زيارة القبور كان عاماً، ولهذا أجابته بالنسخ العام، وقالت: إنه قد أمر بذلك، ونحن وإن كنا نقول: إن عائشة رضي الله عنها استدلت بلفظ العموم، فهي كغيرها من العلماء لا يعارض بقولها قول الرسول صلى الله عليه وسلم، على أنه روي عنها، أنها قالت: "لو شهدتك ما زرتك"، وهذا دليل على أنها رضي الله عنها خرجت لتدعو له، لأنها لم تشهد جنازته، لكن هذه الرواية طعن فيها بعض العلماء، وقال: إنها لا تصح عن عائشة رضي الله عنها، لكننا نبقى على الرواية الأولى الصحيحة، إذا ليس فيها دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم نسخه، وإذا فهمت هي، فلا يعارض بقولها قول الرسول صلى الله عليه وسلم. * إشكال وجوابه: في قوله: "زوارات القبور" ألا يمكن أن يحمل النهي عن تكرار الزيارة لأن "زوارات" صيغة مبالغة. الجواب: هذا ممكن، لكننا إذا حملناه على ذلك، فإننا أضعنا دلالة المطلق "زائرات". والتضعيف قد يحمل على كثرة الفاعلين لأن على كثرة الفعل، فـ "زوارات" يعني: النساء إذا كن مئة كان فعلهن كثيراً، والتضعيف باعتبار الفاعل موجود في اللغة العربية، قال تعالى: (جنات عدن مفتحة لهم الأبواب) [ص: 50]، فلما كانت الأبواب كثيرة كان فيها التضعيف، إذا الباب لا يفتح إلا مرة واحدة، وأيضاً قراءة (حتى إذا جاؤوها وفتحت) [الزمر: 73]، فهي مثلها. فالراجح تحريم زيارة النساء للمقابر، وأنها من كبائر الذنوب. وأنظر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (343/ 24). * * * فيه مسائل: الأولى: تفسير الأوثان. الثانية: تفسير العبادة. الأولى: تفسير الأوثان، وهي: كل ما عبد من دون الله، سواء كان صنماً أو قبراً أو غيره. الثانية: تفسير العبادة، وهي: التذلل والخضوع للمعبود خوفاً ورجاء ومحبة وتعظيماً، لقوله: "لا تجعل قبري وثناً يعبد". * * * الثالثة: أنه صلى الله عليه وسلم لم يستعذ إلا مما يخاف وقوعه. الرابعة: قرنه بهذا اتخاذ قبور الأنبياء مساجد. الخامسة: ذكر شدة الغضب من الله. السادسة: وهي من أهمها: معرفة صفة عبادة اللات التي هي من أكبر الأوثان. السابعة: معرفة أنه قبر رجل صالح. الثالثة: أنه صلى الله عليه وسلم لم يستعذ إلا مما يخاف من وقوعه، وذلك في قوله: "اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد". الرابعة: قرنه بهذا اتخاذ قبور الأنبياء مساجد، وذلك في قوله: "اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". الخامسة: ذكر شدة الغضب من الله، تؤخذ من قوله: "اشتد غضب الله". وفيه: إثبات الغضب من الله حقيقة، لكنه كغيره من صفات الأفعال التي نعرف معناها ولا نعرف كيفيتها. وفيه أنه يتفاوت كما ثبت في الحديث الصحيح حديث الشفاعة: "إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب مثله قبله ولا بعده" (1). السادسةـ وهي من أهمها -: معرفة صفة عبادة اللات التي هي من أكبر الأوثان: وذلك في قوله: "فمات، فعكفوا على قبره". السابعة: معرفة أنه قبر رجل صالح، تؤخذ من قوله: "كان يلت لهم السويق"، أي: للحجاج، لأنه معظم عندهم، والغالب لا يكون معظماً إلا صاحب دين. * * * الثامنة: أنه اسم صاحب القبر، وذكر معنى التسمية. التاسعة: لعنه زوارات القبور. العاشرة: لعنة من أسرجها. الثامنة: أنه اسم صاحب القبر، وذكر معنى التسمية، وهو أنه كان يلت السويق. التاسعة: لعنة زوارات القبور، أي: النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر رحمه الله لفظ: "زوارات القبور" مراعاة للفظ الآخر. العاشرة: لعنة من أسرجها، وذلك في قوله: "والمتخذين عليها المساجد والسرج". وهنا مسألة مهمة لم تذكر، وهي: أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثاناً كما في قبر اللات، وهذه من أهم الوسائل، ولم يذكرها المؤلف رحمه الله، ولعله اكتفى بالترجمة عن هذه المسألة بما حصل للات، فإذا قيل بذلك، فله وجه. مسألة: المرأة إذا ذهبت للروضة في المسجد النبوي لتصلي فيها، فالقبر قريب منها، فتقف وتسلم، ولا مانع فيه. والأحسن البعد عن الزحام ومخالطة الرجال، ولئلا يظن من يشاهدها أن المرأة يجوز لها قصد الزيارة، فيقع الإنسان في محذور، وتسليم المرء على النبي صلى الله عليه وسلم يبلغه حيث كان. -------------------------------------------------------------------------------- (1) البخاري: كتاب الجنائز/ باب اتباع النساء للجنائز، ومسلم: كتاب الجنائز/ باب نهي النساء عن اتباع الجنائز. (1) البخاري: كتاب الجنائز/ باب زيارة القبور، ومسلم: كتاب الجنائز/ باب في الصبر على المعصية عند الصدمة الأولى. (2) مسلم: كتاب الجنائز/ باب ما يقال عند دخول القبر ... . (3) مسند الإمام أحمد (1/ 145)، ومسلم بلفظ: "نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي ... " (4) الترمذي: كتاب الجنائز/ باب زيارة النساء للقبور، وذكره الهيثمي في "المجمع"، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله رجال الصحيح، والبغوي في "شرح السنة". (1) تقدم (ص 424). (1) تقدم (ص 324).
==============================
¥(44/119)
ـ[نصر]ــــــــ[30 - 06 - 05, 04:02 ص]ـ
ما هو قول أئمة الحديث في تلك الروايتين؟
هل صحيح أن الإمام الالباني يضعف حديث ابن عباس؟
وما قوله في حديث ابي هريرة؟
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[30 - 06 - 05, 05:34 ص]ـ
أخي السائل تفضل هذا قول الامام الالباني في الحديثين مفصلا
761 - (قول ابن عباس: " لعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " زائرات القبور (1) الأصل (سبتيك). والتصويب من أبي داود. / صفحة 212 / والمتخذين عليها المساجد والسرج) رواه أبو داود والنسائي). ص 177 ضعيف. أخرجه أبو داود (3236) والنسائي (1/ 287) والترمذي (2/ 136 - طبع شاكر) وابن أبي شيبة في " المصنف " (4/ 140) والحاكم (1/ 374) والبيهقي (4/ 78) والطيالسي (1/ 171) وأحمد (1/ 229، 287، 324، 337) والبنوي في " حديث علي بن الجعد " (7/ 70 / 1) والطبراني في " الكبير) " (3/ 174 / 2) وأبو عبد الله القطان في (حديثه) (ق 54/ 1) من طريق محمد بن جحادة قال: سمعت أبا صالح (زاد أحمد وغيره: بعد ماكبر) عن ابن عباس قال: فذكره. وقال الحاكم وتبعه الذهبي: " أبو صالح باذان، ولم يحتجا به ". قلت: وذلك لضعفه، وأما الترمذي فقال: (حديث حسن، وأبو صالح هذا هو مولى أم هانئ بنت أبي طالب واسمه باذان، ويقال: باذام أيضا ". قلت: وقد ضعفه جمهور العلماء، ولم يوثقه أحد إلا العجلي وحده كما قال الحافظ في " التهذيب "، بل كذبه اسماعيل أبي خالد والأزدي، ووصمه بعضهم بالتدليس، وقال الحافظ في " التقريب ": " ضعيف مدلس ". وكأنه لهذا قال ابن الملقن في " خلاصة البدر المنير " (ق 59/ 1) بعد أن حكى تحسين الترمذي للحديث: " قلت: فيه وقفة لنكتة ذكرتها في الأصل (يعني البدر المنير)، ولم أقف عليه، لنقف على بيان هذه النكتة، ولا يبعد أن يعني بها ضعف أبي صالح المذكور، وبه أعله عبد الحق الأشبيلي في " أحكامه الكبرى " (80/ 1) فقال: (وهو عندهم ضعيف جدا) ومن ذلك تعلم ما في تحسين الترمذي للحديث من تساهل، وإن تبعه عليه / صفحة 213 / العلامة أحمد شاكر رحمه الله تعالى، فإنه - عندي - من المتساهلن في التوثيق والتصحيح. فإن قيل: لعل الترمذي إنما حسنه لشواهده، لا لذاته؟. قلت: ذلك محتمل، والواقع أن الحديث له شواهد كثيرة في جملتيه الأوليين، وأما (السرج) فليس لها شاهد البتة، فيما علمت، ولذا لا يمكن القول بتحسين الحديث بتمامه، بل باستثناء السرج، وقد ذكرت الشواهد المشار إليها في كتابي " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " وباختصار في " الأحاديث الضعيفة " (رقم 223) فليرجع إليهما من شاء.
-----------------------
774 - (حديث ابن عباس مرفوعا: " ولعن الله زوارات القبور ". رواه أصحاب السن). صحيح. وقد روي عن ابن عباس، وأبي هريرة وحسان بن ثابت. 1 - أما حديث ابن عباس، فمقدم الكلام عليه (رقم 761). 2 - وأما حديث أبي هريرة، فقال أبو داود الطيالسي (2358) " حدثنا (1) الأصل (شفيق) وهو تصحيف. / صفحة 233 / أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عنه مرفوعا به ". وكذا أخرجه الترمذي (1/ 196) وابن ماجه (1576) والبيهقي (4/ 78) وأحمد (2/ 337) من طرق عن أبي عوانة به إلا أنهم قالوا - غير البيهقي - (أن رسول اللة (صلى الله عليه وسلم) لعن زوارات القبور ". وقال الترمذي: " حديث حسن صحيح ". قلت: ورجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر هذا، وهو ابن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال في " التقريب ": " صدوق يخطئ ". ومن طريقه رواه ابن حبان أيضا في " صحيحه " كما في " الترغيب " (4/ 181). وأما حديث حسان، فيرويه سفيان الثوري عن عبد الله بن عثمان بن خيثم عن عبد الرحمن بن بهمان عن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن أبيه قال: " لعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زوارات القبور ". رواه ابن ماجه (1574) وابن أبي شيبة (4/ 141) والحاكم (4/ 374) والبيهقي وأحمد (3/ 442) وسكت عليه الحاكم والذهبي. وقال البوصيري في (الزوائد) (ق 98/ 2): " هذا إسناد صحيح، رجال ثقات،. قلت: ابن بهمان لم يرو عنه غير ابن خيثم هذا، ولذلك قال ابن الديني " لا تعرفه "، وأما ابن حبان فذكره في (الثقات) على قاعدته، ووافقه العجلي، وقال الحافظ في " التقريب ": " مقبول) يعني عند المتابعة، فالحديث صحيح لغيره. والله أعلم
----------------
المصدر / كتاب ارواء الغليل في تخريج احاديث منار السبيل تأليف محمد ناصر الدين الألباني / الجزء الثالث رقم الاحاديث كما هو مبين اعلاه
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[01 - 12 - 05, 12:43 م]ـ
طبعا لفظ زائرات ضعفه الألباني لأن لفظ زوارات بفتح الزاي وهو الثابت عن صحابيين هما ابو هريرة وحسان بن ثابت رضي الله عنهما وقد ذهب الشيخ الألباني الى أن زيارة النساء للقبور سنة وقد سبقه لذلك الشوكاني والقرطبي فيما أعلم وهو الصحيح لأن حديث زائرات موضوع عن مولى أم هانيء وهو كذاب بالأتفاق كما ذكر اللألباني وغيره وقد نقل الألباني تفسير زوارات عن القرطبي والشوكلني في انه عليه الصلاة والسلام لعن المكثرات الزيارة للقبور ولم يلعنهن لمجرد الزيارة لأن الرسول أمر بالزيارة الرجال والنساء بعد ذلك فقال كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها وهو الصحيح الذي إطمئن له قلبي لأن القول بحرمة زيارة النساء مبني على لفظ زائرات وهو موضوع وأما ما ذكره الشيخ العثيمين رحمه الله فبعيد لأن القول الذي ذهب اليه مبني على حديث موضوع ثم لا يمكن قياس اقوال الرسول على اقوال الله لأن الفرق واضح وأما قول الشيخ العثيمين بأن الأمر بزيارة القبور خاص بالرجال فهذا لا دليل عليه لأن سياق الحديث وخطابه للرجال والنساء وكذلك عائشة رضي الله عنها كانت تزور قبر اخيها وأستدلت بهذا بامر الرسول بالزيارة ورحم الله علمائنا ...
¥(44/120)
ـ[أم محمد]ــــــــ[20 - 04 - 10, 04:49 ص]ـ
السلام عليكم. ألا يكون تحريم الزيارة للنساء إن اقترن بأعمال مخالفة لآداب زيارة القبر كما جاء في الأحاديث الصحيحة بقول النبى صلى الله عليه وسلم " ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية " رواه البخارى ومسلم وغيرهما.
و فى حديث أم عطية: أخذ علينا النبى -صلى الله عليه وسلم -عند البيعة ألا ننوح، فما وفت امرأة منا غير خمس نسوة. . رواه البخارى.
ولما بكى نساء جعفر ابن أبى طالب عليه لما استشهد أمر النبى -صلى الله عليه وسلم- رجلاً أن ينهاهن فلم يطعن الرجل مرتين، فأمره النبى- صلى الله عليه وسلم -أن يحثو فى أفواههن التراب، رواه البخارى.
أما إن درأت المفسدة أبيح للمرأة الزيارة؟
ـ[أم محمد]ــــــــ[20 - 04 - 10, 05:25 م]ـ
??????(44/121)
أريد تخريج حديث:"خمس صلوات افترضهن الله، من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن،
ـ[يزيد بن عبد السلام]ــــــــ[28 - 06 - 05, 05:20 م]ـ
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله:
أريد تخريج حديث:"خمس صلوات افترضهن الله، من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن، وأتم ركوعهن، وخشوعهن كان له عند الله عهد أن يغفر له، ومن لم يفعل فليس له عند الله عهد، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه "
وحديث:" أن رجلا من بني كنانة يدعى المخدجي سمع رجلا بالشام يدعى أبا محمد يقول إن الوتر واجب قال المخدجي فرحت إلى عبادة بن الصامت فأخبرته فقال عبادة كذب أبو محمد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة "
ومدى صحتهما؟؟؟؟
وبارك الله فيكم و السلام عليكم
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[28 - 06 - 05, 06:06 م]ـ
الحديث الأول: أخرجه ابي داود وأخرجه ايضا البيهقي في السنن عن عبادة بن الصامت
الحديث الثاني: أخرجه مالك وأخرجه الامام احمد (حم)
وأخرجه د (أخرجه أبو داود بلفظه كتاب الصلاة باب فيمن لم يوتر رقم (1420) والنسائي كتاب الصلاة باب المحافظة على الصلوات الخمس رقم (462) ص)
ن (النسائي) و اخرجه حب (ابن حبان) واخرجه ك (الحاكم في مستدركه) عن عبادة بن الصامت
--------------
هذا على عجلة وان شاء الله نكمل ماتبقى
ـ[صالح المسلم]ــــــــ[28 - 06 - 05, 06:41 م]ـ
في فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله12/ 71
إجابةتشفي غليلك بإذن الله
ـ[يزيد بن عبد السلام]ــــــــ[28 - 06 - 05, 10:37 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[28 - 06 - 05, 10:47 م]ـ
نشكر الأخ صالح المسلم على الافادة وقد نقلت كلام الشيخ رحمة الله عليه للاطلاع والاستفادة للجميع
وأما حديث عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – فقد رواه مالك في الموطأ 1/ 254 - 255 عن عبادة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " خمس صلوات كتبهن الله عز وجل على العباد، فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة ".
رواه مالك عن يحي بن سعيد، عن محمد بن يحي بن حبان، عن ابن محيريز أن رجلاً من كنانة يدعى المخدجي، والمخدجي قال ابن عبد البر عنه: هو مجهول لا يعرف بغير هذا الحديث.
وقد رواه أبو داود 2/ 62 من طريق مالك بلفظه. وقد رواه النسائي 1/ 186 من طريق مالك بلفظه أيضاً.
ورواه الإمام أحمد في المسند 5/ 315 موافقاً لمالك في يحي بن سعيد فمن فوقه بلفظ مالك إلا أنه قال: " إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ".ورواه أيضاً 5/ 319 موافقاً لمالك في يحي بن سعيد فمن فوقه بنحو لفظ مالك.ورواه أيضاً 5/ 322 موافقاً لمالك في محمد بن يحي بن حبان فمن فوقه بلفظ: " فمن لقيه بهن لم يضيع منهن شيئاً لقيه وله عنده عهد يدخله به الجنة، ومن لقيه وقد انتقص منهن شيئاً استخفافاً بحقهن لقيه ولا عهد له إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له ". ورواه أيضاً 5/ 317 قال: حدثنا حسين بن محمد، حدثنا محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله الصنابحي أن عبادة بن الصامت قال: أشهد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " خمس صلوات افترضهن الله على عباده من أحسن وضؤهن، وصلاهن لوقتهن، فأتم ركوعهن، وسجودهن، وخشوعهن، كان له عند الله عهد أن يغفر له، ومن لم يفعل فليس له عند الله عهد، إن شاء غفر، له وإن شاء عذبه " ورواه أبو داود 1/ 115 موافقاً لأحمد في محمد بن مطرف فمن فوقه بلفظ أحمد إلا أنه لم يذكر سجودهن.
ورواه ابن ماجه 1/ 448 موافقاً لمالك في محمد بن يحي بن حبان فمن فوقه بلفظ: " خمس صلوات افترضهن الله على عباده فمن جاء بهن لم ينتقص منهن شيئاً استخفافاً بحقهن فإن الله جاعل له يوم القيامة عهداً أن يدخله الجنة، ومن جاء بهن قد انتقص منهن شيئاً استخفافاً بحقهن لم يكن له عند الله عهد، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له ".
¥(44/122)
فأنت ترى هذا الحديث واضطراب الرواة في لفظه، وأن أحد رواته في الموطأ مجهول لا يعرف إلا بهذا الحديث كما قال بن عبد البر، وترى رواية المسند 5/ 317 وأبي داود 1/ 115 أسلم من حيث الإسناد وفيها أن تعليق المغفرة بالمشيئة فيمن لم يأت بهن على وجه الكمال، فلا يكون فيه دليل على أن تارك الصلاة تركاً مطلقاً داخل تحت المشيئة فلا يعارض النصوص الدالة على كفره.
وأما لفظ رواية مالك: " ومن لم يأت بهن " فيحمل على أن المراد لم يأت بهن غير مضيع منهن شيئاً ويؤيد ذلك لفظ رواية ابن ماجه، وعلى هذا فتكون رواية مالك موافقة لرواية أحمد 5/ 317.
والحاصل أن هذا الحديث لا يعارض النصوص الدالة على كفر تارك الصلاة لصحتها وصراحتها، وعلى هذا تبقى أدلة الكفر قائمة سالمة من المعارض المقاوم، وحينئذ يجب العمل بمقتضاها، ويحكم بكفر من ترك الصلاة تركاً مطلقاً، سواء جحد وجوبها، أو أقر به ولكن تركها تهاوناً وكسلاً، ولا يصح أن تحمل هذه الأدلة على أن المراد بها كفر دون كفر، أو أن المراد من تركها جاحداً.
أما الأول: فلأننا لا يحل لنا أن نحمل أدلة الكفر على ذلك إلا حيث يقوم دليل صحيح على منع حملها على الكفر المطلق المخرج عن الملة، ولا دليل هنا. ولأنه قد قام الدليل على أن المراد به الكفر المطلق المخرج من الملة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ". فذكر الكفر معرفاً بال فدل ذلك أنه الكفر المطلق، ولأنه صلى الله عليه وسلم جعل ذلك حداً فاصلاً بين الإيمان والكفر، والمتحادان لا يجتمعان لانفصال بعضهما عن بعض.
وأيضاً فإن الله تعالى قال: (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ). فجعل ثبوت الاخوة في الدين مشروطاً بالتوبة من الشرك، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، فإذا انتفى الشرط انتفى المشروط، ولا تنتفي الأخوة في الدين إلا بالكفر المخرج من الدين أما المعاصي مهما عظمت فلا تنتفي بها الأخوة الدينية، ولهذا جعل الله تعالى القاتل عمداً أخاً للمقتول مع أن القتل عمداً من كبائر الذنوب.
وأما الثاني: فلأننا لو حملنا نصوص الترك على من تركها جاحداً لوجوبها لكان في ذلك محذوران:
المحذور الأول: إلغاء الوصف الذي علق الشارع الحكم به وهو الترك، وذلك لأن الجحود موجب للكفر سواء صلى الإنسان أم ترك الصلاة فيكون ذكر الشارع للترك لغواً من القول لا فائدة فيه سوى إيجاد الغموض والإشكال.
المحذور الثاني: إدخال قيد في النصوص لم يقم الدليل عليه، وهذا يقتضي تخصيص لفظ الشارع أو تقييده بما لا دليل عليه فيكون قولاً على الله بلا علم والله المستعان. حرر في 8/ 10/1406 هـ.
أنتهى كلام الشيخ
ـ[يزيد بن عبد السلام]ــــــــ[28 - 06 - 05, 10:52 م]ـ
نشكر الأخ أبو ابراهيم الكويتي وبارك الله فيكم(44/123)
تخريج حديث (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[29 - 06 - 05, 07:28 م]ـ
راجع هذا الرابط غير مأمور
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=178209#post178209
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[29 - 06 - 05, 11:40 م]ـ
أخي الكريم الفاسي هل أنت بخيل؟!
وأما بالنسبة للكلام الذي ذكرته فأغلبه ذكره المنذري وقبله ابن عبد البر وقد اطلعت عليه لكن
آثرت الاختصار فالمجال ليس مجال تطويل والمهم هو زبدة الموضوع
وهو أن الحديث مرسل ولو شئت التطويل لوصل هذا التخريج إلى ثلاثة أضعاف ماذكرته
وحرصتُ على أن أذكر مالم يذكره غيري وأخيراً بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ونفعك الله بك
وإذا كانت هناك ملاحظات فلا مانع من ذكرها هنا وأكون لك من الشاكرين
أخوك المحب أبو حاتم الشريف
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[30 - 06 - 05, 01:39 ص]ـ
]] قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم:
هذا الحديث خرجه الترمذي وابن ماجه من رواية الأوزاعي عن قرة بن عبدالرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنهم وقال الترمذي غريب
وقد حسنه الشيخ المصنف رحمه الله لأن رجال إسناده ثقات
وقرة بن عبدالرحمن بن حيوة
وثقة قوم وضعفه آخرون
وقال ابن عبدالبر هذا الحديث محفوظ عن الزهري بهذا الإسناد من رواية الثقات وهذا موافق لتحسين الشيخ له رضي الله عنه وأما أكثر الأئمة فقالوا ليس هو محفوظا بهذا الإسناد إنما هو محفوظ عن الزهري عن على بن حسين عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا كذلك رواه الثقات عن الزهري منهم مالك في الموطأ ويونس ومعمر وإبراهيم ابن سعد إلا أنه قال من إيمان المرء تركه ما لا يعنيه
وممن قال إنه لا يصح إلا عن على بن حسين مرسلا الإمام أحمد ويحيي بن معين والبخاري والدارقطني
وقد خلط الضعف في إسناده عن الزهري تخليطا فاحشا [ URL=http://]
قال أبو حاتم: (وقرة بن عبدالرحمن بن حيوة) الصواب حيويل
(وقد خلط الضعف في إسناده عن الزهري تخليطا فاحشا)
الصواب خلط الضعفاء
قال المنذري: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
رواه الترمذي وقال حديث غريب
قال الحافظ رواته ثقات إلا قرة بن حيويل ففيه خلاف
وقال ابن عبد البر النمري هو محفوظ عن الزهري بهذا الإسناد من رواية الثقات انتهى
فعلى هذا يكون إسناده حسنا لكن قال جماعة من الأئمة الصواب أنه عن علي بن حسين عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل كذا قال أحمد وابن معين والبخاري وغيرهم وهكذا رواه مالك عن الزهري عن علي بن حسين
ورواه الترمذي أيضا عن قتيبة عن مالك به وقال وهذا عندنا أصح من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة والله أعلم [/ CENTER]
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[30 - 06 - 05, 02:04 ص]ـ
أخي الفاضل أبا حاتم الشريف الحبيب
حفظك الله من كل مكروه
أما قولكم:
أخي الكريم الفاسي هل أنت بخيل؟!
فلم أفهم مرادكم منه.
وأما فيما يتعلق بالحديث، فأخوكم من الذين يستفيدون كثيرا من كتاباتكم،
ولم أقصد إلا الفائدة العامة للإخوة القراء لا غير، وما كان ذلك إلا نقلا بسيطا لكلام ابن رجب، ولم يكن لي فيه إلا دور "ساعي البريد".
وعلى العموم، أنا أعتذر عن ما صدر مني، وإن كنت لا أعلم وجه الإثم الذي وقعت فيه.
مصطفى
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[30 - 06 - 05, 07:42 م]ـ
أخي الفاضل مصطفى الفاسي وفقه الله ورعاه لابأس فالعبد الفقير لديه حساسية شديدة!
في الأنف والصدر فادعوا له بالشفاء
ثانياً: تساؤلي هل أنت بخيل قلتُ هذا الكلام لأني رأيتك تداخلتَ من غير مقدمة لطيفة منكم كما هي عادتكم! فالبخل معنوي!
ثالثاً: حبذا أخي الكريم عندما تتداخل تبين مانوع هذه المداخلة هل هي تعقيب؟ أو زيادة أو نقد أو توضيح خطأ حتى نكون على بينة وتكون الاستفادة أعظم من مشاركتكم وكلامي هذا عام للجميع
فأنت لاتكتب لنفسك بل تكتب للجميع ولابد للقارئ أن يفهم ما نوع هذه المشاركة
وأخيراً أخي الكريم لانعدم من فوائدكم الكثيرة ونحن أيضاً نستفيد منكم واستمروا بارك الله فيكم(44/124)
حديث: الفخذ عورة؟؟؟؟؟؟
ـ[يزيد بن عبد السلام]ــــــــ[29 - 06 - 05, 08:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما صحة حديث: الفخذ عورة.
فقد حكم عليه ابن عبد البر رحمه الله بالإضطراب على غرار الذهبي والزيلغي والألباني ..
رحمهم الله تعالى فقد صححوا الحديث.
بوركتم خيرا
ـ[سيف 1]ــــــــ[29 - 06 - 05, 08:29 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته
على عكس الألباني وغيره. وليس على غرار
رحمك الله
اما الحديث فقد سبق بحثه هنا في الملتقى فاستخدم خاصية البحث.وثبت في الصحيح من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ان الفخذ ليس بعورة
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[29 - 06 - 05, 08:49 م]ـ
أخي الكريم تفضل هذا قول الحافظ جمال الدين الزيعلي في كتابة نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية
الحديث التاسع عشر: روي أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال لجرهد:
"أما علمت أن الفخذ عورة؟ "،
قلت: رواه أبو داود (1) في "الحمام" من طريق مالك عن أبي النضر عن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد عن أبيه، قال: كان جرهد من أصحاب الصفة أنه قال: جلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عندنا، وفخذي منكشفة، فقال: "أما علمت أن الفخذ عورة؟ "، انتهى. وأخرجه الترمذي في "الاستئذان" عن سفيان عن أبي النضر عن زرعة بن مسلم بن جرهد عن جده جرهد، قال: مرّ النبي صلى اللّه عليه وسلم بجرهد في المسجد، وقد انكشف فخذه، فقال: إن الفخذ عورة، انتهى. وقال: حديث حسن، وما أرى إسناده بمتصل، ثم أخرجه عن عبد الرزاق ثنا معمر عن أبي الزناد، قال: أخبرني بن جرهد عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم مرّ به - وهو كاشف عن فخذه - فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: غط فخذك، فإنها من العورة، انتهى. وقال أيضاً: حديث حسن، ثم أخرجه عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل عن عبد اللّه بن جرهد الأسلمي عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، قال: الفخذ عورة، انتهى. وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه، انتهى. وبسند أبي داود رواه أحمد في "مسنده"، وابن حبان في "صحيحه" في النوع الثامن والسبعين، من القسم الأول، وزرعة بن عبد الرحمن ابن جرهد الأسلمي وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: من زعم أنه زرعة ابن مسلم بن جرهد فقد وهم، انتهى. ورواه الدارقطني في "سننه - في آخر الطهارة" من حديث سفيان بن عيينة عن أبي الزناد حدثني آل جرهد عن جرهد، ورواه الحاكم في "المستدرك - في كتاب اللباس" عن سفيان عن سالم أبي النضر عن زرعة بن مسلم بن جرهد عن جده جرهد، فذكره، وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، انتهى. قال ابن القطان في "كتابه": وحديث جرهد له علتان: إحداهما: الاضطراب المؤدي لسقوط الثقة به، وذلك أنهم مختلفون فيه، فمنهم من يقول: زرعة بن عبد الرحمن، ومنهم من يقول: زرعة بن عبد اللّه، ومنهم من يقول: زرعة بن مسلم، ثم من هؤلاء من يقول عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، ومنهم من يقول: عن أبيه عن جرهد عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، ومنهم من يقول: زرعة عن آل جرهد عن جرهد عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، قال: وإن كنت لا أرى الاضطراب في الإسناد علة، فإنما ذلك إذا كان من يدور عليه الحديث ثقة، فحينئذ لا يضره اختلاف النقلة عليه إلى مرسل ومسند، أو رافع وواقف، أو واصل، وقاطع، وأما إذا كان الذي اضطرب عليه الحديث غير ثقة، أو غير معروف، فالاضطراب يوهنه، أو يزيده وهناً وهذه حال هذا الخبر، وهي العلة الثانية أن زرعة، وأباه غير معروفي الحال، ولا مشهوري الرواية، انتهى كلامه.
- أحاديث الباب: أخرج أبو داود (2) عن حجاج عن ابن جريج، قال: أخبرت عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: لا تكشف فخذك، ولا تنظر إلى فخذ حي ولاميت، انتهى. قال أبو داود: حديث فيه نكارة، انتهى. وأخرجه ابن ماجه في "الجنائز" عن روح بن عبادة عن ابن جريج عن حبيب به، قال الشيخ في "الإمام": ورواية أبي داود تقتضي أن ابن جريج لم يسمعه من حبيب، وأن بينهما رجلاً مجهولاً، انتهى. وبسند ابن ماجه رواه الحاكم في "المستدرك (3) - في اللباس"، وسكت عنه، ورواه الدارقطني في "سننه (4) - في آخر الصلاة"، وفيه أخبرني حبيب بن أبي ثابت، ويراجع، قال ابن القطان في "كتابه": وقد ضعف هذا الحديث أبو حاتم في "علله"، وقال:
¥(44/125)
إن ابن جريج لم يسمعه من حبيب، ولا حبيب من عاصم، وعاصم وثقه العجلي، وابن المديني، وابن معين، وقال النسائي: ليس به بأس، وتكلم فيه ابن عدي، وابن حبان، انتهى.
- حديث آخر: أخرجه الترمذي (5) عن إسرائيل عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: الفخذ عورة، انتهى. وقال: حديث حسن غريب، انتهى. وأخرجه الحاكم في "المستدرك"، ولفظه: قال: مر النبي صلى اللّه عليه وسلم على رجل فرأى فخذه مكشوفة، فقال: غط فخذك، فإن فخذ الرجل من عورته، انتهى. وسكت عنه، قال ابن القطان في "كتابه": وأبو يحيى القتات اختلف في اسمه، فقيل: زاذان، وقيل: دينار، وقيل: عبد الرحمن، وقيل: غير ذلك، ضعفه شريك، ويحيى في رواية، ووثقه في رواية أخرى، وقال أحمد: روى عنه إسرائيل أحاديث كثيرة، مناكير جداً، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: فحش خطؤه، وكثر وهمه، حتى سلك غير مسلك العدول في الروايات، انتهى. ورواه أحمد في "مسنده"، والبيهقي في "سننه"، والطبراني في "معجمه".
- حديث آخر: رواه أحمد في "مسنده" (6) حدثنا هشيم ثنا حفص بن ميسرة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبي كثير مولى محمد بن عبد اللّه بن جحش، عن محمد بن عبد اللّه بن حجش، قال: كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فمر عليّ معمر - وهو جالس على باب داره، وفخذه مكشوفة -، فقال له: يا معمر غط فخذك، فإن الفخذ عورة، انتهى. وهذا مسند صالح، ورواه الطبراني في "معجمه" من ست طرق، دائرة على العلاء قبل، ورواه الطحاوي، وصححه، ورواه الحاكم في "المستدرك - في الفضائل"، وسكت عنه، ورواه البخاري في "تاريخه الكبير".
- حديث مخالف لما تقدم: أخرجه البخاري في "صحيحه" (7) عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس ابن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم غزا خيبر، فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس، فركب نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وركب أبو طلحة، وأنا رديف أبي طلحة، فأجرى نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم في زقاق خيبر، ثم حسر الإزار عن فخذه، حتى أني لأنظر إلى بياض فخذ النبي صلى اللّه عليه وسلم، فلما دخل القرية قال: اللّه أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم، فساء صباح المنذرين، انتهى. ورواه مسلم بلفظ: فانحسر الإزار، وليس فيه شيء، قال النووي في "الخلاصة": وهذه الرواية تبين رواية البخاري، وأن المراد انحسر بغير اختياره، لضرورة الاجراء، انتهى. أخرجه مسلم في "النكاح - وفي المغازي".
------------
(1) عند أبي داود في "الحمام - في باب النهي عن التعري" ص 201 - ج 2، وعند الترمذي في "الاستئذان - في باب ما جاء أن الفخذ عورة" ص 108 - ج 2، وعند الدارقطني في "أواخر الطهارة" ص 83، وفي "المستدرك - في اللباس - في باب أن الفخذين عورة" ص 180 - ج 4.
(2) عند أبي داود في "الحمام" ص 201 - ج 2، وعند ابن ماجه في الجنائز - في باب ما جاء في غسل الميت" ص 106.
(3) في "المستدرك - في اللباس" ص 180 - ج 4.
(4) عند الدارقطني في "السنن - في آخر الطهارة" ص 83.
(5) عند الترمذي في "الاستئذان - في باب ما جاء أن الفخذ عورة" ص 108 - ج 2، وفي "المستدرك في اللباس" ص 181 - ج 4.
(6) عند أحمد في - مسند محمد بن عبد اللّه بن جحش - ص 289 - ج 5، وفي "المستدرك في اللباس" ص 180 - ج 4، وفي الفضائل - في مناقب محمد بن عبد اللّه بن جحش" ص 637 - ج 3.
(7) عند البخاري في "الصلاة - في باب ما يذكر في الفخذ" ص 53 - ج 1، وعند مسلم في "النكاح - في باب فضيلة إعتاقه أمته، ثم يتزوجها" ص 458 - ج 1، وفي "الجهاد - في باب غزوة خيبر" ص 111 - ج 2، وعند النسائي في النكاح - في باب البناء في السفر" ص 91 - ج 2، ولفظه: وان ركبتي لتمس فخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، انتهى.
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[29 - 06 - 05, 10:26 م]ـ
ارواء الغليل في تخريج احاديث منار السبيل / للالباني رحمة الله عليه
269 - (حديث علي مرفوعا: " لا تبرز فخذك ولا تنظر إلى فخذ
/ صفحة 296 /
حي ولا ميت ". رواه أبو داود). ص 74. ضعيف جدا.
¥(44/126)
أخرجه أبو داود (3140، 4015) والبيهقي (2/ 228) من طريق حجاج عن ابن جريج قال: أخبرت عن حبيب بن ابي ثابت عن عاصم ابن ضمرة عن علي مرفوعا وقال أبو داود: " هذا الحديث فيه نكارة ". وأخرجه ابن ماجة (1460) والبيهقي من طريق روح بن عبادة عن ابن جريج عن حبيب به. وكذلك أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " (1/ 274) وفي " المشكل " (2/ 284) والدارقطني والحاكم (4/ 180 - 181) من طرق ثلاثة أخرى عن ابن جريج به. فالحديث منقطع بين ابن جريج وحبيب كما هو صريح الرواية الأولى عن ابن جريج، وقد وجدت تصريحه بالسماع من حبيب في بعض الروايات ولكنها معلولة وهما روايتان. الأولى: اخرجها عبد الله بن أحمد في زوائد " المسند " (1/ 146): حدثني عبيد الله بن عمر القواريري حدثني يزيد أبو خالد البيسري القرشي ثنا ابن جريج أخبرني حبيب بن أبي ثابت به. الثانية: أخرجها الدارقطني من طريق أحمد بن منصور بن راشد نا روح ابن عبادة ثنا ابن جريج: أخبرني حبيب بن أبي ثابت به. وعلة الرواية الأولى " يزيد أبو خالد وهو مجهول، كما قال الحافظ في " تعجيل المنفعة "، وقال ابن حزم: " لا يدرى من هو ". وعلة الرواية الثانية أحمد بن منصور هذا، لم يوثقه أحد إلا ما قاله أبو حاتم فيه " صدوق، كما في كتاب إبنه (1/ 1 / 78)، لكن الصدوق قد بخطئ، وقد ذكر ابن أبى حاتم في " باب درجات رواة الاثار "، أن الراوي الذي قيل فيه " صدوق أو " محله الصدق " أو " لا بأس به ": " فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه ".
/ صفحة 297 /
قلت: وقد نظرنا في روايته لهذا الحديث مصرحا بسماع ابن جريج. من روايته عن روح، قد خالف في ذلك. كل من وقفنا على روايته لهذا الحديث عن روح من الثقات، مثل بشر بن آدم عند ابن ماجه، والحارث بن أبي أسامة عند الحاكم، ومحمد بن سعد العوفي عند البيهقي، فإنهما قالا عن روح عن ابن جريج عن حبيب كما تقدم الأولان ثقتان، الأولى احتج به البخاري والثاني حافظ صدوق، والأخر قال الدارقطني " لا بأس به "، وكذلك فإنه خالف أيضا رواية الآخرين عن ابن جريج، فلم يصرح احد منهم بالسماع فدل ذلك على نكارة وايته أو شذوذها على الأقل.
ولذلك قال الحافظ في " التلخيص " (ص 108): " وقد قال أبو حاتم في " كتاب العلل ": أن الواسطة بينهما (يعني ابن جريج وحبيب) هو الحسن بن ذكوان، قال: ولا يثبت لحبيب رواية عن عاصم. فهذه علة أخرى، وكذا قال ابن معين أن حبيبا لم يسمعه من عاصم، وأن بينهما رجلا ليس بثقة، وبين البزار أن الواسطة بينهما هو عمرو بن خالد الواسطي، ووقع في زيادات " المسند " وفي الدارقطني ومسند الهيثم بن كليب تصريح ابن جريج بإخبار حبيب له وهو وهم في نقدي، وقد تكلمت عليه في (الإملاء عل أحاديث مختصر ابن الحاجب) ". والخلاصة: ان الحدبث منقطع في موضعين.
الأول: بين ابن جريح وحبيب.
والآخر: بين حبيب وعاصم.
فإن صح أن الواسطة بين الأولين الحسن بن ذكوان فالأمر سهل، لأن ابن ذكوان هذا مختلف فيه، وقد احتج البخاري، وأما عمرو بن خالد فكذاب وضاع فهو آفة الحديث. لكن في الباب عن جماعة من الصحابة منهم جرهد، وابن عباس ومحمد بن عبد الله بن جحش. وهي وإن كانت أسانيدها كلها لا تخلو من ضعف كما بينته في " نقد الناتج " رقم (58) وبينه قبلي الحافظ الزيلعي في " نصب الراية " (243 - 245) فإن بعضها يقوي بعضا، لأنه ليس فيها متهم، بل عللها تدور بين
/ صفحة 298 /
الاضطراب والجهالة والضعف المحتمل، فمثلها مما يطمئن القلب لصحة الحديث المروي بها، لاسيما وقد صحح بعضها الحاكم ووافقه الذهبي! وحسن بعضها الترمذي وعلقها البخاري في صحيحه فقال (1/ 105): " باب ما يذكر في الفخذ. وروي عن ابن عباس وجرهد ومحمد بن جحش عن النبي (صلى الله عليه وسلم): الفخذ عورة. قال أنس: حسر النبي (صلى الله عليه وسلم) عن فخذه، وحديث أنس اسند، وحديث جرهد أحوط حتى نخرج من اختلافهم ". بل قال البيهقي بعد أن ساق أحاديث هؤلاء الثلاثة: " وهذه أسانيد صحيحة يحتج بها "!
¥(44/127)
وقد تعقبه ابن التركماني وبين عللها، وذكر عن ابن الصلاح أن الثلاثة متقاعدة عن الصحة. وقال الامام أبو جعفر الطحاوي في " شرح ا لمعاني " (1/ 274): " وقد جاءت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آثار متوافرة صحاح فيها أن الفخذ من العورة.
ولا يشك الباحث العارف بعلم المصطلح أن مفردات هذه الأحاديث كلها معللة، وأن تصحيح أسانيدها من الطحاوي والبيهقي فيه تساهل ظاهر، غير أن مجموع هذه الأسانيد تعطي للحديث قوة فيرقى بها إلى درجة الصحيح، لاسيما وفي الباب شواهد أخرى بنحوها تأتي بعده. ولكن هناك أحاديث أخرى تخالف هذه، ومن المفيد أن أذكر بعضها:
الأول: عن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مضطجعا في بيته كاشفا عن فخذيه، فأستأذن أبو بكر، فأذن له، وهو على تلك الحال، ثم استأذن عمر، فأذن له وهو كذلك، فتحدث، ثم استأذن عثمان، فجلس النبي (صلى الله عليه وسلم) يسوي ثيابه وقال محمد: - ولا أقول ذلك في يوم واحد - فدخل، فتحدث، فلما خرج قالت له عائشة: دخل عليك أبو بكر فلم تجلس، ثم دخل عثمان، فجلست وسويت ثيابك؟ فقال: ألا استحيي ممن استحيى منه الملائكة ".
أخرجه الطحاوي في " المشكل " (2/ 283 - 284) من طريق محمد بن أبي
/ صفحة 299 /
حرملة عن عطاء بن يسار وسليمان بن يسار وأبي سلمة بن عبد الرحمن عنها.
قلت: وهذا سند صحيح. وأصله في صحيح مسلم (7/ 116 - 117) والبيهقي (2/ 231) وابن شاهين في " شرح السنة " (7/ 52 / 1 - 2) لكن بلفظ " كاشفا عن فخذيه أو ساقيه) على الشك، ورواية الطحاوي ترفع الشك. وتعين أن الكشف كان عن الفخذ. وله طريق أخرى بهذا اللفظ. أخرجه أحمد (6/ 62) ورجاله ثقات غبرعبيد الله بن سيار أورده الحفظ في " التعجيل " (رقم 689) رامزا له بأنه من رجال أحمد وقال: " قال الحسيني: مجهول.
قلت: ما رأيته في مسند عائشة رضي الله عنها من مسند أحمد. قلت: هو فيه في الموضع الذي أشرنا إليه.
وعبيدالله هذا لم يورده ابن أبي حاتم ولا ابن حبان في " الثقات " والله أعلم.
وله شاهد من حديث حفصة بنت عمر بن الخطاب نحو حديث عائشة وفيه: " فوضع ثوبه بين فخذيه ".
أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " (1/ 273 - 274) والبيهقي (2/ 231) وأحمد (6/ 288) ورجاله ثقات غير عبد الله بن أبي سعيد المزني الراوي له عن حفصة وقد ترجمه الحافظ في " التعجيل " وقال ملحقا: " وتلخص أن لعبد الله بن أبي سعيد راويين، ولم يجرح ولم يأت بمتن منكر فهو على قاعدة " ثقات ابن حبان "، لكن لم أر ذكره في النسخة التي عندي ".
قلت: فمثله يستشهد به، والله أعلم وقد قال الهيثمي (9/ 82): " رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن ".
/ صفحة 300 /
(تنبيه) لقد أعل الطحاوي ثم البيهقي ذكر الفخذ في هذا الحديث برواية مسلم به من طريق أخرى عن عائشة بهذه القصة بلفظ: " أن أبا بكر استأذن على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو مضطجع على فراشه لا بس مرط عائشة، فأذن لأبي بكر. . الحديث " ليس فيه للفخذ ذكر.
وهذا التعليل أو الإعلال ليس بشئ عندي، لأن من أثبت الفخذ، ثقة وهي زيادة منه غير مخالفة لما رواه غيره فوجب قبولها كما هو مقرر قي " المصطلح ". وهذا على فرض أنها لم تأت إلا من طريقه وحده، فكيف وقد وردت من الطريق الأخرى؟ فكيف ولها شاهد من حديث حفصة كما سبق؟ فكيف ولها شاهد آخر من حديث أنس بن مالك قال:
" دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حائطا من حوائط الانصار فإذا بئر في الحائط، فجلس على رأسها، ودلى رجليه، وبعض فخذه مكشوف، وأمرني أن أجلس عل الباب، فلم ألبث أن جاء أبو بكر فأعلمته، فقال: ائذن له وبشره بالجنة، فحمد الله عز وجل ثم صنع كما صنع النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم جاء عمر. . . ثم جاء علي. . . ثم جاء عثمان، فأعلمته، فقال: ائذن له وبشره بالجنة، فلما رآه النبي (صلى الله عليه وسلم) غطى فخذه، قالوا يا رسول الله غطيت فخذك حبن جاه عثمان؟ فقال: إني لأستحي ممن يستحيي منه الملائكة ".
¥(44/128)
أخرجه الطحاوي في " المشكل " (2/ 284) عن عمرو بن مسلم. صاحب المقصورة عن أنس بن مالك. قلت: ورجاله ثقات معروفون غير عمرو هذا، أورده ابن أبي حاتم (3/ 1 / 260) من رواية راويين عنه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، فمثله حسن الحديث في الشواهد.
الثاني: عن أنس بن مالك. " أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غزا خيبر فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس، فركب النبي (صلى الله عليه وسلم) وركب أبو طلحة، وأنا رديف أبي طلحة، فأجرى رسول الله
/ صفحة 301 /
(صلى الله عليه وسلم) في زقاق خيبر " وأن ركبتي لتمس فخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ثم حسر الإزار عن فخذه حتى إني أنظر إلى بياض فخذ نبي الله (صلى الله عليه وسلم)، فلما دخل القرية قال: الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة توم فساء صباح المذرين. الحديث.
أخرجه البخاري (1/ 105) والبيهقي (2/ 230) وأخرجه مسلم (4/ 145، 5/ 185) وأحمد (3/ 102) إلا أنهما قالا: " وانحسر " بدل " وحسر "، ولم يذكر النسائي في روايته (2/ 92) ذلك كله. قال الزيلعي في " نصب الراية " (4/ 245) عقب رواية مسلم: " قال النووي في الخلاصة: وهذه الرواية تبين رواية البخاري، وأن المراد انحسر بغير اختياره لضرورة الاجراء انتهى ".
قلت: وأجاب عن ذلك الحافظ في " الدراية " بقوله (ص 334): "قلت: لكن لا فرق في نظري بين الروايتين من جهة أنه (صلى الله عليه وسلم) لا يقر على ذلك لو كان حراما، فاستوى الحال بين أن يكون حسره باختياره وانحسر بغير اختياره ".
وهذا من الحافظ نظر دقيق، ويؤيده أن لا تعارض بين الروايتين إذ الجمع بينهما ممكن بأن يقال: حسر النبي (صلى الله عليه وسلم) الثوب فانحسر. وقد جمع الشوكاني بين هذين الحديثين وبين الأحاديث المتقدمة في أن الفخذ عورة بأنهما حكاية حال، لا عموم لها. أنظر " نيل الأوطار " (1/ 262) ولعل الأقرب ان يقال في الجمع بين الأحاديث: ما قاله ابن القيم في " تهذيب السنن " (6/ 17): " وطريق الجمع بين هذه الأحاديث: ما ذكره غير واحد من أصحاب أحمد وغيرهم: أن العورة عورتان: مخففة ومغلظة، فالمغلظة السوأتان، والمخففة الفخذان. ولا تنافي بين الأمر بغض البصر عن الفخذين لكونهما عورة، وبين كشفهما لكونهما عورة مخففة. والله أعلم ".
/ صفحة 302 /
قلت: وكان الامام البخاري رحمه اللة أشار إلى هذا الجمع بقوله المتقدم: " وحديث أنس أسند، وحديث جرهد أحوط "
(تنبيه) أورد السيوطي حديث " الفخذ عورة " من رواية الترمذي عن جرهد وعن ابن عباس. فتعقبه شارحه المناوي بقوله: " وظاهر صنيع المصنف أن ذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه بل بقيته عند مخرجه للترمذي (والفرج فاحشة).
قلت: وهذه البقية المزعومة لا أصل لها في الحديث، لا عند الترمذي ولا عند غيره. فلينبه لهذا.(44/129)
طلب تخريج مجموعة من الأحاديث
ـ[الغزالي التونسي]ــــــــ[30 - 06 - 05, 07:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - دعاء دخول السوق
2 - كفارة المجلس
3 - الدخول إلى المسجد
و جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[30 - 06 - 05, 09:41 م]ـ
1 - دعاء دخول السوق:
وعن بريدة قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل السوق قال بسم الله اللهم إنى أسألك خير هذه السوق وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها أللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها يمينا فاجرة أو صفقة خاسرة) رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين.
المجموع شرح المهذب للنووي
----------------------------------------
9327 - من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة، وبنى له بيتا في الجنة.
الحديث أخرجه أحمد في مسنده وأخرجه الترمذي وأخرجه ابن ماجه واخرجه وأخرجه الحاكم جميعهم عن ابن عمر
9328 - من قال حين يدخل السوق: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله، والله أكبر والحمد لله، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، كتب الله عز وجل له ألف ألف حسنة.
أخرجه (ابن السني عن ابن عباس).
9329 - من قال حين يدخل السوق: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير، وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، وبنى له بيتا في الجنة.
أخرجه ابن ماجه والحكيم وابن السني عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده) وضعفه زاد الحكيم: ورفعت له ألف ألف درجة) (إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي في الأربعين عن ابن عمرو بدون هذه الزيادة).
كنز العمال للهندي
------------------------
باب ما يقول إذا دخل السوق وإذا رجع منه
17081 - عن بريدة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من السوق قال: " اللهم إني أسألك من خير هذه السوق وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها. اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها يميناً فاجرة أو صفقة خاسرة ".
رواه الطبراني وفيه محمد بن أبان الجعفي وهو ضعيف.
17082 - وعن سليم بن حنظلة أن عبد الله - يعني ابن مسعود - أتى سدة السوق فقال:
" اللهم إني أسألك من خيرها وخير أهلها، وأعوذ بك من شرها وشر أهلها ".
رواه الطبراني موقوفاً ورجاله رجال الصحيح غير سليم بن حنظلة وهو ثقة.
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي
------------------------------------------
2235 - حدثنا بشر بن معاذ الضرير. حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، مولى آل الزبير، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن جده؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من قال حين يدخل السوق: لاإله إلا الله وحده لاشريك له. له الملك وله الحمد يحي ويميت، وهو حي لا يموت. بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة. وبنى له بيتا في الجنة)).
أخرجه ابن ماجه في كتاب التجارات حديث رقم 2235
--------------------------------------------
باب ما يقول إذا دخل السوق
[2692] أخبرنا يزيد بن هارون انا أزهر بن سنان عن محمد بن واسع قال قدمت مكة فلقيت بها أخي سالم بن عبد الله فحدثني عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: من دخل السوق، فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة قال: فقدمت خراسان فلقيت قتيبة بن مسلم فقلت: اني آتيك بهدية فحدثته فكان يركب في موكبه فيأتي السوق فيقوم فيقولها ثم يرجع
أخرجه الدارمي في كتاب الاستاذان حديث رقم 2692باب مايقول اذا دخل السوق
---------------------------
36 - باب ما يقول إذا دخل السوق
¥(44/130)
3488 - حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أزهر بن سنان أخبرنا محمد بن واسع قال قدمت مكة فلقيني أخي سالم بن عبد الله بن عمر فحدثني عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- "من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قديرٌ كتب الله له ألف ألف حسنة ومحى عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة". هذا حديثٌ غريبٌ وقد رواه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله هذا الحديث نحوه.
3489 - حدثنا بذلك أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا حماد بن زيد والمعتمر بن سليمان قالا أخبرنا عمرو بن دينار وهو قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- "من قال في السوق لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قديرٌ} كتب الله له ألف ألف حسنة ومحى عنه ألف ألف سيئة وبنى له بيتا في الجنة".
أخرجه الترمذي أبواب الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه
------------------------------------------
[1974] حدثنا أبو بكر إسماعيل بن محمد الفقيه بالري وأبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو قالا ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أنبأ أزهر بن سنان القرشي ثنا محمد بن واسع قال قدمت المدينة فلقيت بها سالم بن عبد الله بن عمر فحدثني عن أبيه عن جده عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة وبنى له بيتا في الجنة قال فقدمت خرسان فأتيت قتيبة بن مسلم فقلت له أتيتك بهدية فحدثته بالحديث فكان يركب في موكبه حتى يأتي باب السوق فيقولها ثم ينصرف له طرق عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم فأما أزهر فبصري زاهد وله شاهد
[1974] بن وهب أخبرني عمر بن محمد بن زيد حدثني رجل بصري عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن جده مرفوعا من خرج إلى السوق فقال أشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة وبنى له بيتا في الجنة هكذا رواه عبد الله بن وهب ورواه إسماعيل بن عياش عن عمر بن محمد بن زيد عن سالم وقد روي عن عمر بن محمد بن زيد عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن عمر رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة وقد كتبناه من حديث هشام بن حسان عن عبد الله بن دينار
[1975] حدثناه أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا أبو العباس محمد بن الحسن بن حيدرة البغدادي ثنا مسروق بن المرزبان ثنا حفص بن غياث عن هشام بن حسان عن عبد الله بن دينار عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دخل السوق فباع فيها واشترى فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا ألف ألف سيئة وبنى له بيتا في الجنة هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه والله أعلم تابعه عمران بن مسلم عن عبد الله بن دينار
[1976] حدثناه أبو بكر بن إسحاق أنبأ علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب عن عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي ثنا يحيى بن سليم المكي ثنا عمران بن مسلم عن عبد الله بن دينار عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في السوق لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة وبنى له بيتا في الجنة وفي الباب عن جابر وأبي هريرة وبريدة الأسلمي وأنس رضى الله تعالى عنهم أجمعين وأقر بها بشرائط هذا الكتاب حديث بريدة بغير هذا اللفظ
[1977] أخبرناه أبو عمرو بن السماك ثنا محمد بن عيسى المدائني ثنا شعيب بن حرب حدثنا جار لنا يكنى أبا عمرو عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل السوق قال بسم الله اللهم إني أسألك خير هذه السوق وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها يمينا فاجرة أو صفقة خاسرة
أخرجه الحاكم في مستدركه كتاب الدعاء والتكبير والتهليل والتسبيح والذكر
¥(44/131)
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[30 - 06 - 05, 10:10 م]ـ
أخي الكريم بالنسبة لدعاء السوق فهذا الرابط يفيدك-إن شاء الله-
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8361&highlight=%DF%CA%C8+%C7%E1%E1%
E5+%C3%E1%DD+%CD%D3%E4%C9%A1 وهذا أيضا فيه خير عظيم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3331&highlight=%DF%CA%C8+%C7%E1%E1%E5+%C3%E1%DD+%CD%D3% E4%C9%A1
ـ[صالح المسلم]ــــــــ[30 - 06 - 05, 10:24 م]ـ
أخي الغزالي التونسي وفقه الله لكل خير:
بالإضافة إلى ماذكره الأخوة الكرام أحيلك على موقع الدرر السنية فهو مهم جدا لمعرفة تخريج الأحاديث وصحتها
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[01 - 07 - 05, 01:10 ص]ـ
مكرر
ـ[سيف 1]ــــــــ[01 - 07 - 05, 01:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبو ابراهيم.عهدنا بك دائما مفيدا.نفع الله بك دائما آمين
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[01 - 07 - 05, 04:38 م]ـ
لعلي أقوم بتخريج حديث دخول المسجد لاحقاً بإذن الله تعالى.
وللحافظ ابن حجر العسقلاني جزء حديثي مخطوط في الأزهرية , في التعليق على هذا الحديث رواية ودراية.
محبكم / أبومحمد.
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[02 - 07 - 05, 12:22 ص]ـ
حديث كفارة المجلس:
- باب في كفارة المجلس
4857ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو أن سعيد بن أبي هلال حدّثه، أن سعيد بن أبي سعيد المقبري حدثه، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص أنه قال:
كلمات لا يتكلم بهنَّ أحد في مجلسه عند قيامه ثلاث مرات إلا كُفِّر بهنَّ عنه، ولا يقولهن في مجلس خير ومجلس ذكر إلا ختم له بهنّ عليه كما يختم بالخاتم على الصحيفة: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
4858ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب قال: قال عمرو، وحدثني بنحو ذلك عبد الرحمن بن أبي عمرو، عن المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم مثّله.
4859ـ حدثنا محمد بن حاتم الجرجرائي وعثمان بن أبي شيبة، المعنى أن عبدة بن سليمان أخبرهم، عن الحجاج بن دينار، عن أبي هاشم، عن أبي العالية، عن أبي برزة الأسلمي قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول بأخرة إذا أراد أن يقوم من المجلس "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك" فقال رجل: يارسول اللّه إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى فقال: "كفارةٌ لما يكون في المجلس".
أخرجه ابو داود في كتاب الادب /باب في كفارة المجلس حديث رقم 4858
----------------------------------
باب في كفارة المجلس
[2658] حدثنا يعلى بن عبيد ثنا حجاج يعني ابن دينار عن أبي هاشم عن رفيع عن أبي العالية عن أبي برزة الأسلمي قال لما كان بآخرة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في المجلس فأراد أن يقوم قال سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك فقالوا يا رسول الله إنك لتقول الآن كلاما ما كنت تقوله فيما خلا، فقال هذا كفارة لما يكون في المجالس
أخرجه الدارمي كتاب الاستئذان باب في كفارة المجلس حديث رقم 2658
--------------------------------
فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر
وقد ورد في حديث أبي هريرة في ختم المجلس ما أخرجه الترمذي في الجامع والنسائي في اليوم والليلة وابن حبان في صحيحه والطبراني في الدعاء والحاكم في المستدرك كلهم من رواية حجاج بن محمد عن بن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال أقل رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس في مجلس وكثر فيه لغطه فقال قبل ان يقوم من مجلسه ذلك سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا أنت أستغفرك وأتوب إليك الا غفر له ما كان في مجلسه ذلك هذا لفظ الترمذي وقال حسن صحيح غريب لا نعرفه من حديث سهيل الا من هذا الوجه وفي الباب عن أبي برزة وعائشة وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم الا ان البخاري أعله برواية وهيب عن موسى بن عقبة عن سهيل عن أبيه عن كعب الأحبار كذا قال في المستدرك ووهم في ذلك فليس في هذا السند ذكر لوالد سهيل ولا كعب والصواب عن سهيل عن عون وكذا ذكره على الصواب في علوم الحديث فإنه ساقه فيه من طريق البخاري عن محمد بن سلام عن مخلد بن يزيد عن بن جريج بسنده ثم قال قال البخاري هذا حديث مليح ولا أعلم في الدنيا في هذا الباب غير
¥(44/132)
هذا الحديث الا انه معلول حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا موسى بن عقبة عن عون بن عبد الله قوله قال البخاري هذا أولى فانا لا نذكر لموسى بن عقبة سماعا من سهيل انتهى وأخرجه البيهقي في المدخل عن الحاكم بسنده المذكور في علوم الحديث عن البخاري فقال عن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين كلاهما عن حجاج بن محمد وساق كلام البخاري لكن قال لا أعلم بهذا الإسناد في الدنيا غير هذا الحديث الا انه معلول وقوله لا أعلم بهذا الإسناد في الدنيا هو المنقول عن البخاري لا قوله لا أعلم في الدنيا في هذا الباب فان في الباب عدة أحاديث لا تخفى على البخاري وقد ساق الخليل في الإرشاد هذه القصة عن غير الحاكم وذكر فيها ان مسلما قال للبخاري أتعرف بهذا الإسناد في الدنيا حديثا غير هذا فقال لا الا انه معلول ثم ذكره عن موسى بن إسماعيل عن وهيب عن موسى بن عقبة عن عون بن عبد الله قوله وهو موافق لما في علوم الحديث في سند التعليل لا في قوله في هذا الباب فهو موافق لرواية البيهقي في قوله بهذا الإسناد وكأن الحاكم وهم في هذه اللفظة وهي قوله في هذا الباب وانما هي بهذا الإسناد وهو كما قال لأن هذا الإسناد وهو بن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل لا يوجد الا في هذا المتن ولهذا قال البخاري لا أعلم لموسى سماعا من سهيل يعني انه إذا لم يكن معروفا بالأخذ عنه وجاءت عنه رواية خالف راويها وهو بن جريج من هو أكثر ملازمة لموسى بن عقبة منه رجحت رواية الملازم فهذا يوجبه تعليل البخاري واما من صححه فإنه لا يرى هذا الاختلاف علة قادحه بل يجوز انه عند موسى بن عقبة على الوجهين وقد سبق البخاري الى تعليل هذه الرواية أحمد بن حنبل فذكر الدارقطني في العلل عنه انه قال حديث بن جريج وهم والصحيح قول وهيب عن سهيل عن عون بن عبد الله قال الدارقطني والقول قول أحمد وعلى ذلك جرى أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان قال بن أبي حاتم في العلل سألت أبي وأبا زرعة عن هذا الحديث فقالا هذا خطأ رواه وهيب عن سهيل عن عون بن عبد الله موقوفا وهذا أصح قال أبو حاتم يحتمل ان يكون الوهم من بن جريج ويحتمل ان يكون من سهيل انتهى وقد وجدناه من رواية أربعة عن سهيل غير موسى بن عقبة ففي الافراد للدارقطني من طريق عاصم بن عمرو وسليمان بن بلال وفي الذكر لجعفر الفريابي من طريق إسماعيل بن عياش وفي الدعاء للطبراني من طريق محمد بن أبي حميد أربعتهم عن سهيل والراوي عن عاصم وسليمان هو الواقدي وهو ضعيف وكذا محمد بن أبي حميد واما إسماعيل فان روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذا منها وقد قال أبو حاتم هذه الرواية ما أدري ما هي ولا أعلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في شيء من طريق أبي هريرة الا من رواية موسى عن سهيل انتهى وقد أخرجه أبو داود في السنن وابن حبان في صحيحه والطبراني في الدعاء من طريق بن وهب عن عمرو بن الحارث عن عبد الرحمن بن أبي عمرو عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا وعن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن سعيد المقبري عن عبد الله بن عمرو موقوفا وذكر شيخنا شيخ الإسلام أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي الحافظ في النكت التي جمعها على علوم الحديث لابن الصلاح ان هذا الحديث ورد من رواية جماعة من الصحابة عدتهم سبعة زائدة على من ذكر الترمذي وأحال ببيان ذلك على تخريجه لأحاديث الاحياء وقد تتبعت طرقه فوجدته من رواية خمسة آخرين فكملوا خمسة عشر نفسا ومعهم صحابي لم يسم فلم أضفه الى العدد لاحتمال ان يكون أحدهم وقد خرجت طرقه فيما كتبته على علوم الحديث وأذكره هنا ملخصا وهم عبد الله بن عمرو بن العاص وحديثه عند الطبراني في المعجم الكبير أخرجه موقوفا وعند أبي داود أخرجه موقوفا كما تقدم التنبيه عليه وأبو برزة الأسلمي وحديثه عند أبي داود والنسائي والدارمي وسنده قوي وجبير بن مطعم وحديثه عند النسائي وابن أبي عاصم ورجاله ثقات والزبير بن العوام وحديثه عند الطبراني في المعجم الصغير وسنده ضعيف وعبد الله بن مسعود وحديثه عند بن عدي في الكامل وسنده ضعيف والسائب بن يزيد وحديثه عند الطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الكبير وسنده صحيح وأنس بن مالك وحديثه عند الطحاوي والطبراني وسنده ضعيف وعائشة وحديثها عند النسائي وسنده قوي وأبو سعيد الخدري وحديثه في كتاب الذكر لجعفر الفريابي وسنده صحيح
¥(44/133)
الا انه لم يصرح برفعه وأبو امامة وحديثه عند أبي يعلى وابن السني وسنده ضعيف ورافع بن خديج وحديثه عند الحاكم والطبراني في الصغير ورجاله موثوقون الا انه اختلف على راوية في سنده وأبي بن كعب ذكره أبو موسى المديني ولم أقف على سنده ومعاوية ذكره أبو موسى أيضا وأشار الى انه وقع في بعض رواته تصحيف وأبو أيوب الأنصاري وحديثه في الذكر للفريابي أيضا وفي سنده ضعف يسير وعلي بن أبي طالب وحديثه عند أبي علي بن الأشعث في السنن المروية عن أهل البيت وسنده واه وعبد الله بن عمر وحديثه في الدعوات من مستدرك الحاكم وحديث رجل من الصحابة لم يسم أخرجه بن أبي شيبة في مصنفه من طريق أبي معشر زياد بن كليب قال حدثنا رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه ورجاله ثقات ووقع لي مع ذلك من مراسيل جماعة من التابعين منهم الشعبي وروايته عند جعفر الفريابي في الذكر ويزيد الفقير وروايته في الكنى لأبي بشر الدولابي وجعفر أبو سلمة وروايته في الكنى للنسائي ومجاهد وعطاء ويحيى بن جعدة ورواياتهم في زيادات البر والصلة للحسين بن الحسن المروزي وحسان بن عطية وحديثه في ترجمته في الحلية لأبي نعيم وأسانيد هذه المراسيل جياد وفي بعض هذا ما يدل على ان للحديث أصلا وقد استوعبت طرقها وبينت اختلاف أسانيدها وألفاظ متونها فيما علقته على علوم الحديث لابن الصلاح في الكلام على الحديث المعلول ورأيت ختم هذا الفتح بطريق من طرق هذا الحديث مناسبة للختم أسوقها بالسند المتصل العالي بالسماع والاجازة الى منتهاه قرأت على الشيخ الامام العدل المسند المكثر الفقيه شهاب الدين أبي العباس أحمد بن الحسن بن محمد بن محمد بن زكريا القدسي الزينبي بمنزله ظاهر القاهرة أخبرنا محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز بن عيسى بن أبي بكر الأيوبي أنبأنا إسماعيل بن عبد المنعم بن الخيمي أنبأنا أبو بكر بن عبد العزيز بن أحمد بن باقا أنبأنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر أنبأنا عبد الرحمن بن حمد ح وقرأته عاليا على الشيخ الامام المقرىء المفتي العلامة أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المؤمن بن كامل عن أيوب بن نعمة النابلسي سماعا عليه أنبأنا إسماعيل بن أحمد العراقي عن عبد الرزاق بن إسماعيل القومسي أنبأنا عبد الرحمن بن حمد الدو أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحيسن الكسار أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق الحافظ المعروف بأن السني أنبأنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي أنبأنا محمد بن إسحاق هو الصغاني حدثنا أبو مسلم منصور بن سلمة الخزاعي حدثنا خلاد بن سليمان هو الحضرمي عن خالد بن أبي عمران عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس مجلسا أو صلى تكلم بكلمات فسألته عن ذلك فقال ان تكلم بكلام خير كان طابعا عليه يعني خاتما عليه الى يوم القيامة وان تكلم بغير ذلك كانت كفارة له سبحانك اللهم وبحمدك لا اله الا أنت أستغفرك وأتوب إليك والله أعلم والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وأصحابه وأزواجه وذريته والتابعين لم بإحسان وسلم تسلميا كثيرا
-------------------------
رواه النسائي في كتابه عمل اليوم والليلة مرفوعاً: سبحانك اللهم وبحمدك أشهدك أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك أستغفرك وأتوب إليك، قال أصحابنا: وتستحب هذه الأذكار للمغتسل أيضاً والله أعلم
انظر الى المنهاج للنووي كتاب الطهارة
-----------------------------------
39 - باب ما يقول إذا قام من مجلسه
3494 - حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر الكوفي واسمه أحمد بن عبد الله الهمداني أخبرنا الحجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرني موسى بن عقبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك" وفي الباب عن أبي برزة وعائشة. هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجه لا نعرفه من حديث سهيل إلا من هذا الوجه.
¥(44/134)
3495 - حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي أخبرنا المحاربي عن مالك بن مغول عن محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر قال "كان تعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة من قبل أن يقوم؛ رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور" هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.
أخرجه الترمذي في جامعه في ابواب الدعوات وأرقام الحديث كما هو مبين اعلاه
-------------------------------------
أخبرنا محمد بن اسحق الصاغاني قال حدثنا أبو سلمة الخزاعي منصور بن سلمة قال حدثنا خلاد بن سليمان قال أبو سلمة وكان من الخائفين عن خالد بن أبي عمران عن عروة عن عائشة:
-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس مجلسا أو صلى تكلم بكلمات فسألته عاءشة عن الكلمات فقال ان تكلم بخير كان طابعا عليهن إلى يوم القيامة وان تكلم بغير ذلك كان كفارة له سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب اليك.
رواه النسائي باب التسبيح في الصلاة
----------------------------------------
[593] أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه أن سعيد بن أبي سعيد المقبري حدثه عن عبد الله بن عمرو وأنه قال كلمات لا يتكلم بهن أحد في مجلس لغو أو مجلس باطل عند قيامه ثلاث مرات إلا كفرتهن عنه ولا يقولهن في مجلس خير ومجلس ذكر إلا ختم له بهن عليه كما يختم بالخاتم على الصحيفة سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك قال عمرو حدثني بنحو ذلك عبد الرحمن بن أبي عمرو عن المقبري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر مغفرة الله جل وعلا لقائل ما وصفنا ما كان في ذلك المجلس من لغو
[594] أخبرنا المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي قال حدثنا علي بن زياد اللحجي حدثنا أبو قرة عن بن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من جلس في مجلس كثر فيه لغطه ثم قال قبل أن يقوم سبحانك اللهم ربنا وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك
أخرجه ابن حبان في صحيحه / كتاب البر والاحسان
---------------------------------------
2072] أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عثمان المقري ببغداد ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد ثنا يحيى بن كثير ثنا شعبة عن أبي هاشم عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يسلط عليه ومن توضأ ثم قال سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ورواه سفيان الثوري عن أبي هاشم فأوقفه
أخرجه الحاكم في مستدركه / كتاب فضائل القرآن
---------------------------------
(28) ما يدعو به الرجل إذا قام من مجلسه؟ (1) حدثنا عبدة بن سليمان عن حجاج بن دينار عن أبي هاشم عن أبي العالية عن أبي برزة الاسلمي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أراد أن يقوم من المجلس: " سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا انت، أستغفرك وأتوب إليك ". (2) حدثنا ابن فضيل عن مجاهد عن عبد الله بن عمر قال: من قال حين يقوم من مجلسه " سبحانك اللهم وبمحمد أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك " قال: كفى الله عنه كل ذنب في ذلك المجلس. (3) حدثنا جرير عن منصور عن فضيل بن عمرو عن زياد بن الحصين قال: دخلت على أبي العالية، فلما أردت أن أخرج من عنده قال ألا أزودك كلمات علمهن جبرئيل محمدا صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت بلى؟ قال: فإنه لما كان بآخرة كان إذا قام من مجلسه قال: سبحانك اللهم وبمحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك "، فقيل: يا رسول الله! ما هؤلاء الكلمات التي تقولهن، قال: " هن كلمات علمنيهن جبريل كفارات لما يكون في المجلس ". (4) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الاحوص في قوله {فسبح بحمد ربك حين تقوم} قال: إذا قمت فقل: سبحان الله وبحمده. (5) حدثنا يزيد بن هارون عن محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن عبيد
¥(44/135)
بن عمير قال: كنا نعد، الاواب الحفيظ، إذا قام من مجلسه قال: اللهم اغفر لي ما أصبت في مجلسي هذا. - (هامش) - (28/ 1) رواه الامام أحمد في المسند 4/ 425 عن يعلى عن الحجاج، ورواه السيوطي في الدر المنثور عن صاحب المصنف. (28/ 3) رواه السيوطي عن صاحب المصنف في كتاب الدر المنثور 6/ 120. كان بآخرة: أي في آخر أيامه. (28/ 4) سورة الطور من الآية (48). (28/ 5) وقد ذكرت دون صيغة التعريف {أواب حفيظ} في سورة (ق) من الآية (32). والاثر رواه ابن المبارك في كتاب الزهد من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار، كما رواه السيوطي في الدر المنثور عن صاحب المصنف (.) (6) حدثنا وكيع عن سفيان عن يحيى بن جعدة قال: كفارة المجلس " سبحانك وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك ".
أخرجه ابن شيبة في مصنفه / كتاب الدعاء
------------------------------------------
- حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عبد الله بن نمير أنبأنا حجاج عن أبي هاشم الواسطي عن أبي برزة الأسلمي قال:
-كان النبي صلى الله عليه وسلم بآخرة إذا طال المجلس فقام قال سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك فقال له بعضنا إن هذا قول ما كنا نسمعه منك فيما خلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا كفارة ما يكون في المجلس.
أخرجه أحمد في مسنده من مسند البصريين
وكذا أخرجه الامام أحمد من مسند المكيين
- حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا يونس حدثنا ليث عن يزيد يعني ابن الهاد عن اسمعيل بن عبد الله بن جعفر قال:
-بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من إنسان يكون في مجلس فيقول حين يريد أن يقوم سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في ذلك المجلس فحدثت هذا الحديث يزيد عن خصيفة قال هكذا حدثني السائب بن يزيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكذا اخرجه الامام احمد في مسند ابي هريرة
- حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا هيثم حدثنا اسمعيل بن عياش عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
-كفارة المجالس أن يقول العبد سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك.
----------------------------
ـ[الغزالي التونسي]ــــــــ[06 - 07 - 05, 08:49 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو إبراهيم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 07 - 05, 05:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وحول حديث كفارة المجلس ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=58917#post58917
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[09 - 07 - 05, 11:52 ص]ـ
3 - الدخول إلى المسجد.
هذا الحديث تعرضت لتخريجه في تحقيقي لـ " جزء ابن عمشليق " , وقد وضعت لك صوراً عنه.
وكتب محبكم / أبومحمد.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[09 - 07 - 05, 11:58 ص]ـ
وهنا تجد تكملة التخريج.
والله أعلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[09 - 07 - 05, 12:10 م]ـ
ما شاء الله مخطوط، ومطبوع !!:))
جزاكم الله خيراً.
ـ[الغزالي التونسي]ــــــــ[09 - 07 - 05, 09:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[23 - 06 - 08, 12:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(44/136)
تخريج الحديث الوارد في فضل قراءة سورة الصمد 10 مرات
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[01 - 07 - 05, 02:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأفاضل، المشايخ الأكارم، هذا بحث حديثي متواضع في تخريج الحديث المذكور.
وأنا بانتظار النقد.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[04 - 07 - 05, 11:11 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أين تعليقات الإخوة؟؟
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[04 - 07 - 05, 11:13 م]ـ
لعل الإخوة تكاسلوا عن تحميل الملف وقراءته، فسأضعه على صفحات الملتقلى حتى يتسنى لهم قراءته.
وسأضع كل صفحة في مشاركة حتى تظهر الحواشي بوضوح.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[04 - 07 - 05, 11:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فقد روي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: «من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة» فقال عمر ابن الخطاب: إذا نستكثر يا رسول الله فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: «الله أكثر وأطيب».
وهذا الحديث يرويه زَبَّانُ بن فَائِدٍ (1) واختُلف عنه:
- فرواه ابن لهيعة (2) ورشدين بن سعد (3) عنه (أي زبان) عن سهل بن معاذ عن أبيه مرفوعا.
- ورواه يحيى بن أيوب المصري (4) عنه عن سهل بن معاذ عن [أبيه عن] (*) كعب الأحبار من قوله.
وكلا الإسنادين معلول:
أما الأول، فابن لهيعة ضعيف، والكلام فيه معروف، إلا أن هذا الضعف قد يزول بمتابعة رشدين له.
وأما الثاني، فيحيى بن أيوب فيه كلام، ومع ذلك فروايته مخالفة لرواية سابقَيه، ولا تصلح شاهدا لها، فروايتهما مرفوعة، وروايته من قول كعب الأحبار.
ثم إن زبان بن فائد قد حكم العلماء على مروياته بالنكارة؛ فقال أحمد: أحاديثه مناكير. [الجرح والتعديل (3/ 616)]
وسهل بن معاذ فيه مقال، قال يحيى بن معين: سهل بن معاذ عن أبيه، ضعيف. [الجرح والتعديل (4/ 203)]
زيادة على ذلك فقد حكم العلماء على رواية زبان عن سهل بالنكارة؛ فقال ابن حبان: يتفرد عن سهل بن معاذ بنسخة كأنها موضوعة (5). [المجروحين (378)]
وقال في سهل بن معاذ: وكان ثبتا، وإنما وقعت المناكير في أخباره من جهة زبان بن فائد. [المشاهير (934)]
وأشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى. [التهذيب (4/ 227) ت: سهل بن معاذ]
فظهر أن الحديث بهذين الإسنادين منكر، ولا يصلح للاعتبار، فـ «المنكر أبدا منكر» (6)
_______________
(1) وزبان ضعيف الحديث، قال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال يحي بن معين: شيخ ضعيف، وقال أبو حاتم: صالح، [تهذيب الكمال (1938)].
وزبان كان رجالا عابدا، إلا أنه ضعيف في الرواية، ويحمل قول أبي حاتم (صالح) على صلاحه في العبادة، وهذا الذي خلص إليه الحافظ الذهبي فقال في الكاشف (1610): فاضل خَيِّرٌ ضعيف. وقد نبهني على ذلك الأخ الفاضل: أشرف بن محمد، فجزاه الله خير الجزاء.
(2) كما في "المسند" (15057) و"الضعفاء" للعقيلي (556)، و"عمل اليوم والليلة" لابن السني (693) والمعجم الكبير للطبراني (20/ 183).
(3) كذلك في المسند (15057) والمعجم الكبير للطبراني (20/ 184).
(4) كما عند أبي نعيم في الحلية (6/ 29) وتصف اسم (زبان) إلى (زيادة).
(*) هذه الزيادة إلى الوهم أقرب، فلعل أحد الرواة سلك الجادة فرواه كذلك، فهذه الطريق مشهورة، وهي نسخة تروى هكذا كما سيأتي.
(5) ساق طرفا منها الحافظ أبو يعلى الموصلي في "المفاريد" في ذكر معاذ بن أنس الجهني، وأبو أحمد بن عدي في "الكامل" في ترجمة رشدين بن سعد، برقم (669) وبعضها من طريق أبي يعلى، وساقها أيضا الطبراني في المعجم الكبير (20/ 183) فما بعدها.
(6) قاله الإمام أحمد رحمه الله تعالى، انظر "العلل" للمروذي (ص287).
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[04 - 07 - 05, 11:15 م]ـ
ورواه زهرة بن معبد واختُلف عنه:
- فرواه خالد بن حميد المهري (1) عنه (أي زهرة) عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا.
- ورواه حيوة بن شريح بن صفوان (2) عنه عن سعيد بن المسيب مرسلا.
وكلا الإسنادين معلول:
الطريق الأولى ضعيفة، فهي عند الطبراني عن أحمد بن رشدين عن هانئ بن المتوكل الإسكندراني عن خالد بن حميد به، وشيخ الطبراني أحمد بن رشدين ضعيف ومتهم بالكذب [اللسان (804)]، وهانئ بن المتوكل ضعيف، قال ابن حبان: كان تدخل عليه المناكير وكثرت فلا يجوز الاحتجاج به بحال. [الميزان (9206)].
ولعل هذا الحديث من مناكير هانئ بن المتوكل، وقد أشار إلى ذلك الإمام الطبراني رحمه الله تعالى، فقال بعد تخريج الحديث: "لم يرو هذا الحديث عن زهرة بن معبد متصل الإسناد إلا خالد بن حميد، تفرد به هانئ بن المتوكل".
ثم إن حيوة بن شريح أوثق من خالد بن حميد وأضبط، فهو المرجح إذا خولف، فكيف والإسناد لا يصح إلى مخالفه؟!.
وفي الباب حديث أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعا:
- رواه هارون بن محمد عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس (3).
وإسناده ضعيف جدا، هارون قال فيه يحيى: وكان كذابا. [الكامل (2046)، الميزان (7/ 65)]، وفيه زيادات على حديثنا.
وفي الباب عن ابن أبي فروة، مرسلا:
- رواه إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن رافع عن ابن أبي فروة (4).
وإسماعيل بن عياش ضعيف في غير أهل الشام، وشيخه إسماعيل بن رافع أنصاري ومات بالمدينة، وهو مع ذلك (أعني إسماعيل بن رافع) ضعيف الحديث، بل منكر الحديث [تهذيب الكمال (442)]
وابن أبي فروة متروك [تهذيب الكمال (367)] أضف إلى ذلك أن الحديث مرسل.
ملاحظة: جاء في هذه الطريق أن الذي قال لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إذن نستكثر ... هو أبو بكر.
فهذه الطريق واهية ولا عبرة بها.
_______________
(1) كما عند الطبراني في الأوسط (281).
(2) كما عند الدارمي (3472).
(3) كما عند الإسماعيلي في معجم شيوخه (2/ 631 - 632).
(4) كما عند الحسن الخلال في جزء له اسمه "من فضائل سورة الإخلاص" برقم (1).
¥(44/137)
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[04 - 07 - 05, 11:16 م]ـ
وفي مصنف ابن أبي شيبة:
29814 - حدثنا أبو معاوية عن ليث عن هلال قال: «من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بني له برج في الجنة».
وهذا إسناد بمثابة المعضل، وهلال لم يتبين لي من هو، وقد قال يحيى: عامة شيوخ ليث لا يعرفون [تهذيب الكمال (5606)] وليث ضعيف مختلط جدا، وأبو معاوية مضطرب في غير حديث الأعمش [تهذيب الكمال (5762)].
وفيه أيضا:
7818 - حدثنا أبو بكر (1) قال ثنا وكيع قال ثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن وهب (2) عن محمد بن كعب القرظي قال: «من قرأ في سبحة الضحى بـ قل هو الله أحد عشر مرات بني له بيت في الجنة».
وهذا الأثر من قبيل المرسل، فمحمد بن كعب القرظي لم يدرك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، والمرسل يعتضد بالمرسل، ولكن مرسل سعيد بن المسيب يختلف عن هذا، فذاك عام، وذا خاص بصلاة الضحى، فتأمل.
فالخلاصة:
أن الحديث جاء من حديث معاذ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وكعب الأحبار، ولا يصح الإسناد إليهما، لحال زبان بن فائد فهو ذو مناكير، وهذا المثال واضح في اضطرابه.
وجاء من حديث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ولا يصح الإسناد إليه، لشدة ضعف أحمد بن رشدين، ومثله هانئ بن المتوكل، ثم هذا الإسناد منكر لمخالفته ما ثبت عن سعيد بن المسيب من إرساله.
وجاء من حديث أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ولا يصح الإسناد إليه، لحال هارون بن محمد فهو كذاب كما قال يحيى.
وجاء من حديث ابن أبي فروة مرسلا أو معضلا، وابن أبي فروة متروك، فكيف إذا أرسل؟!.
وجاء من حديث ليث عن هلال، وهلال لم يتبين لي من هو، وليث مختلط جدا، وأبو معاوية مضطرب في غير حديث الأعمش، ثم هذا الإسناد بمثابة المعضل.
وجاء من حديث محمد بن كعب القرظي، وهو بمثابة المرسل، ولا يتقوى بمرسل سعيد بن المسيب، لما سبق.
فهذه طرق الحديث كلها منكرة أو شديدة الضعف إلا مرسل سعيد بن المسيب رحمه الله، وعلى هذا فالذي يظهر لي أن الحديث لا يصح إلا مرسلا.
والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب:
أحمد بن عماد نصر
ليلة الأحد الموافق 6/ 3/1425هـ
وتم تعديله في صفر عام 1426هـ
والحمد لله أولا و آخرا
_______________
(1) هو نفسه المصنِّف، إلا أن راوي الكتاب عنه يصرح به في أول كل باب.
(2) لعله تصحيف، والصواب: موهب، كما في ترجمته من تهذيب الكمال (4247)
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[04 - 07 - 05, 11:19 م]ـ
وهذا هو الملف لمن أراد تحميله، وعليه بعض التعديلات
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - 07 - 05, 12:58 ص]ـ
وفقك الله وسدَّدك.
نتيجةٌ موفَّقة -بحسب الطرق المذكورة- وليس لديَّ ملحوظة سوى التنبيه على عدم ذِكر علَّة الطريق الثانية عن زهرة بن معبد -أعني طريقَ ابن المسيب- فينبغي التنبيهُ عليها مع وضوحها.
ورواه زهرة بن معبد واختُلف عنه:
- فرواه خالد بن حميد المهري (1) عنه (أي زهرة) عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا.
- ورواه حيوة بن شريح بن صفوان (2) عنه عن سعيد بن المسيب مرسلا.
وكلا الإسنادين معلول:
الطريق الأولى ضعيفة، فهي عند الطبراني عن أحمد بن رشدين عن هانئ بن المتوكل الإسكندراني عن خالد بن حميد به، وشيخ الطبراني أحمد بن رشدين ضعيف ومتهم بالكذب [اللسان (804)]، وهانئ بن المتوكل ضعيف، قال ابن حبان: كان تدخل عليه المناكير وكثرت فلا يجوز الاحتجاج به بحال. [الميزان (9206)].
ولعل هذا الحديث من مناكير هانئ بن المتوكل، وقد أشار إلى ذلك الإمام الطبراني رحمه الله تعالى، فقال بعد تخريج الحديث: "لم يرو هذا الحديث عن زهرة بن معبد متصل الإسناد إلا خالد بن حميد، تفرد به هانئ بن المتوكل".
ثم إن حيوة بن شريح أوثق من خالد بن حميد وأضبط، فهو المرجح إذا خولف، فكيف والإسناد لا يصح إلى مخالفه؟!.
وأنا أعلمُ أنك أشرتَ إليها في النتيجة، ولكن يُفضل ذكرها في هذا الموطن حتى يكون السياق مكتملاً.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 07 - 05, 11:10 ص]ـ
بارك الله فيكم
وينظر كذلك هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13635
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[05 - 07 - 05, 03:54 م]ـ
الشيخ الفاضل (الحمادي) وفقه الله وسدده، جزاك الله خيرا وتنبيه في محله، ولعلي أغيره حسب ما ذكرتم إن شاء الله.
والشيخ الفاضل (عبد الرحمن الفقيه) -الذي لا نراه إلا نادرا- لا تعرف كم سعدت عندما رأيت لكم ردا على موضوعي.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[08 - 07 - 05, 02:37 ص]ـ
للرفع.
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[17 - 08 - 08, 03:07 م]ـ
في هذا الرابط فوائد ما يتعلق با الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=13635
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[17 - 08 - 08, 04:15 م]ـ
الرابط الذي ذكرته هو نفسه الذي ذكره الشيخ عبد الرحمن الفقيه حفظه الله
فأعتذر عن تكراره(44/138)
هل هذا اللفظ محفوظ في حديث الإسراء (وَدَنَا لِلْجَبَّارِ رَبِّ الْعِزَّةِ فَتَدَلَّى)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[01 - 07 - 05, 03:03 ص]ـ
في موسوعة حرف للحديث الشريف وجدت حديث الإسراء الذي أخرجه البخاري من رواية شريك بهذا اللفظ (حَتَّى جَاءَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى وَدَنَا لِلْجَبَّارِ رَبِّ الْعِزَّةِ فَتَدَلَّى حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى اللَّهُ فِيمَا أَوْحَى إِلَيْهِ خَمْسِينَ صَلَاةً)
وفي فتح الباري جاء الحديث باللفظ التالي: (ودنا الجبار رب العزة فتدلى) وكذا هو في جميع الكتب التي خرجت الحديث من طريق شريك.
ولا يخفى ما بين اللفظين من فرق فهل ما جاء في الموسوعة يعتبر تحريفاً؟
أرجو الإفادة مأجورين.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[10 - 10 - 06, 05:30 ص]ـ
للرفع
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[03 - 11 - 06, 09:29 م]ـ
أخي هذا الحديث بين العلماء أن شريكاً قد خلط فيه.
قال النووي: وقد جاء فى رواية شريك فى هذا الحديث فى الكتاب أوهام أنكرها عليه العلماء، وقد نبه مسلم على ذلك بقوله: فقدم وأخر وزاد ونقص.
منها: قوله: وذلك قبل أن يوحى إليه، وهو غلط، لم يوافق عليه. فإن الاسراء أقل ما قيل فيه أنه كان بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر شهراً.
وقال الحربى: كان ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع الآخر قبل الهجرة بسنة.
وقال الزهري: كان ذلك بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم بخمس سنين.
وقال ابن إسحاق: أسرى به صلى الله عليه وسلم وقد فشا الاسلام بمكة والقبائل.
وأشبه هذه الأقوال قول الزهري وابن إسحاق، إذ لم يختلفوا أن خديجة رضى الله عنها صلت معه صلى الله عليه وسلم بعد فرض الصلاة عليه، ولا خلاف أنها توفيت قبل الهجرة بمدة، قيل: بثلاث سنين.
وقيل: بخمس.
ومنها: أن العلماء مجمعون على أن فرض الصلاة كان ليلة الاسراء، فكيف يكون هذا قبل أن يوحى إليه؟.شرح صحيح مسلم (2/ 209)
قال الصالحي: مجموع ما خالفت فيه رواية شريك غيره من المشهور اثنا عشر شيئاً:
الأول: كون المعراج قبل البعثة.
الثاني: كونه مناماً.
الثالث: أمكنة الأنبياء في السموات، وقد اتضح أنه لم يضبط منازلهم، لكن وافقه الزهري في بعض ما ذكر.
الرابع: مخالفته في محل سدرة المنتهى، وأنها فوق السماء السابعة، مما لايعلمه إلا الله، والمشهور أنها في السابعة، أو السادسة.
الخامس: مخالفته في النهرين، وهما النيل والفرات، وأن عنصرهما في السماء الدنيا، والمشهور في غير روايته أنهما في السماء السابعة، وأنهما تحت سدرة المنتهى.
السادس: شق الصدر عند الإسراء، وقد وافقته رواية غيره.
السابع: ذكر نهر الكوثر في السماء الدنيا، والمشهور في الحديث أنه في الجنة.
الثامن: نسبة الدنو والتدلي إلى الله تعالى، والمشهور أنه جبريل، قال الخطابي: ليس في هذا الكتاب حديث أبشع مذاقاً منه. يعني: قوله: ((ودنا الجبار رب العزة فتدلى))، إلى قال: ثم إن شريكاً كثير التفرد بمناكير لا يتابعه عليها سائر الرواة. عمدة القاري (25/ 173).
فإنه يقتضي تحديد المسافة بين أحد المذكورين وبين الآخر، وتمييز مكان كل واحد منهما.
التاسع: تصريحه بأن امتناعه صلى الله عليه وسلم من الرجوع إلى سؤال ربه تبارك وتعالى في طلب التخفيف كان عند الخامسة، ومقتضى رواية ثابت أنه كان عند السابعة.
العاشر: قوله: فعلى به الجبار وهو مكانه.
الحادي عشر: رجوعه بعد الخمس، والمشهور في الأحاديث أن موسى أمره بالرجوع بعد أن انتهى التخفيف إلى خمس فلم يرجع.
الثاني عشر: زيادة ذكر "التور" بالتاء المثناة في الطست، فإنه قال: ((أتي بطست من ذهب فيه تور من ذهب))، فيحتمل أنه طست صغير داخل طست كبير، لئلا يتبدد منه شيء، فيكون في الكبير، وفي حديث أبي ذر، ورواية شريك: أنهم غسلوه بماء زمزم، والآخر هو المحشو بالإيمان، ويحتمل أن يكون التور ظرف الماء، والإيمان، والطست لما يصب فيه عند الغسل صيانة له عن التبدد في الأرض، وجرياً على العادة في الطست، وما يوضع فيه الماء.
وقد بسط القول فيها الإمام محمد بن يوسف الصالحي (ت942) في كتابه سبل الهدى والرشاد (3/ 281).(44/139)
هل قبَّل أبو هريرة رضي الله عنه سرة الحسن؟
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[01 - 07 - 05, 07:30 ص]ـ
نعم ثبت هذا عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال ابن حبان:
ذكر تقبيل المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الحسن بن علي على سرته
ثنا عبد الله حدثني أبي (أحمد بن حنبل) ثنا إسماعيل (بن علية) عن بن عون (ثقة) عن عمير بن إسحاق (ثقة)
قال رأيت أبا هريرة لقي الحسن فقال له أكشف عن بطنك حتى أقبل حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل منه قال فكشف عن بطنه فقبله
.صحيح
قال ابن حبان فكشف عن بطنه فقبل سرته ولو كانت من العورة ما كشفها
أخرجه أحمد في المسند (2/ 493)))) و (فضائل الصحابة 2/ 777)
الكامل (5/ 69) علل للدار قطني (/50) (الطبراني في المعجم الكبير (3/ (31) صحيح ابن حبان (15/ 420) تاريخ بغداد (9/ 94) تاريخ دمشق (13/ 220)
عن حماد بن سلمة عن بن عون عن أبي محمد (عمير بن إسحاق) أن أبا هريرة قال للحسن بن علي ارفع قميصك عن بطنك حتى اقبل حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل فرفع قميصه
قال أبو حاتم:وهذا الحديث صحيح لاشك في ذلك ولا ريب وعمير بن إسحاق ثقة وثقه ابن معين وابن حبان وأما قول ابن معين لايساوي شيئا فالمراد قلة حديثه
قال الدوري سمعت يحيى يقول كان عمير بن إسحاق لا يساوي شيئا ولكن يكتب حديثه
قال أبو الفضل يعني يحيى بقوله (إنه ليس بشيء يقول إنه لا يعرف) ولكن ابن عون روى عنه فقلت ليحيى ولا يكتب حديثه قال بلى. تاريخ ابن معين (رواية الدوري) 4/ 250
قال عمير بن إسحاق: كان من أدركت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر ممن سبقني. العلل ومعرفة الرجال
قال ابن حجر: عمير بن إسحاق القرشي أبو محمد مولى بني هاشم روى عن المقداد بن الأسود وعمرو بن العاص والحسن بن علي وعبد الله بن عبد الله بن أمية وأبي هريرة ومروان بن الحكم وسعيد بن العاص وعنه عبد الله بن عون. تهذيب التهذيب 8/ 127
قال البخاري: عمير بن إسحاق أبو محمد مولى لبني هاشم سمع أبا هريرة وعمرو بن العاص والحسن بن علي رضي الله عنهم نسبه يحيى بن موسى حدثنا قريش بن أنس حدثنا بن عون. التاريخ الكبير 6/ 534
قال ابن أبي حاتم: قال انا عثمان بن سعيد قال قلت ليحيى بن معين. عمير بن إسحاق كيف حديثه فقال ثقة. الجرح والتعدي6/ 375)
التاريخ:24/ 5/ 1426
الساعة السادسة والنصف صباحاً
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[01 - 07 - 05, 10:22 ص]ـ
جزاك الله خيراً.
-----
(قال ابن حبان فكشف عن بطنه فقبل سرته ولو كانت من العورة ما كشفها) اهـ
" فكشف عن بطنه فقبل سرته "، هذا ليس كلام ابن احبان، إنما هو كلام عمير.
(فقبله) = الهاء زائدة، وسياق النص: " فكشف عن بطنه فقبل سرته "، ثم قال ابن حبان: ولو كانت من العورة ما كشفها.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[01 - 07 - 05, 11:54 ص]ـ
(فرفع قميصه) اهـ
تمامه = (فقبَّل سرته).
------
(قال أبو حاتم:) اهـ
أي: الشريف.
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[01 - 07 - 05, 12:32 م]ـ
من باب الفائدة:
السؤال رقم 41765
السؤال
ما صحة ما ذكره صاحب المبسوط (10/ 155) قال: "روي {أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل زب الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما وهما صغيران} وروي أنه كان يأخذ ذلك من أحدهما فيجره والصبي يضحك"
أجاب عن السؤال الشيخ/ عمر بن عبد الله المقبل (عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية).
الجواب:
الحديث رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "العيال" (190 - 191) برقم _ (210 - 211) موصولاً ومرسلاً، والموصول ضعيف جداً، لأنه من رواية محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو سيء الحفظ جداً.
والمرسل ضعيف، وفيه عدة علل.
وهو مع ضعف أسانيده، ففي هذا المتن بعض النكارة، وعلى هذا فالخبر لا يصح، والله تعالى أعلم.
موقع الإسلام اليوم.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[01 - 07 - 05, 03:23 م]ـ
أشكرك أخي الفاضل أشرف على مشاركتك وكذا الأخ الفاضل محمود
أما عبارة (لو كانت السرة من العورة ما كشفها)
فالصحيح أنها من قول شريك بن عبدالله النخعي
قال أخبرنا يحيى بن آدم قال حدثنا شريك عن بن عون عن عمير بن إسحاق قال كنت مع أبى هريرة فقال للحسن بن على ارني المكان الذي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبله منك قال فكشف عن سرته فقبلها فقال شريك لو كانت السرة من العورة ما كشفها
صحيح ابن حبان12/ 405
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 07 - 05, 03:25 م]ـ
وهذا موضوع آخر فيه فوائد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=86366#post86366
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[04 - 07 - 05, 03:13 م]ـ
نشكر الشيخ الفاضل ابن وهب على هذا الرابط المفيد
وأما كلام الشيخ عمر المقبل عن ابن أبي ليلى وأنه ضعيف جداً لا أظن أن هذا الكلام يستقيم! والصواب أنه سيء الحفظ ولم يصل إلى حد الترك كما قال الذهبي (بل لينا حديثه)
وأظن أن هذا الحديث سبق أن تطرق الإخوة له فياليت يذكر لنا أحد هذا الرابط للأهمية(44/140)
هل دُرست أسانيد روايات همّ يوسف عليه السلام بامرأة العزيز دراسة حديثية؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[01 - 07 - 05, 07:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المنقول عن أئمة التفسير المتقدمين من الصحابة والتابعين أنهم يفسرون هم يوسف عليه السلام بامرأة العزيز بما يفيد أنه قد عزم على مواقعتها، وجلس منها مجلس الرجل من المرأة ...
هكذا نقل ابن جرير وغيره هذا عنهم ....
وقد اعتمد ابن جرير أقوالهم تلك، وقال بعدها: (وأما آخرون ممن خالف أقوال السلف وتأوّلوا القرآن بآرائهم، فأنهم قالوا في ذلك أقوالاً مختلفة .. ) ثم ذكر الأقوال الأخرى.
وقد أشكلت علي أقوالهم تلك؛ لأن فيها ما ينبغي أن ينزه نبي الله يوسف عنه ...
والمطلوب هو ما في عنوان هذه المشاركة؛ لأنه إذا لم يصح عنهم تلك الروايات فلا حاجة بنا إليها، وقد ردّها جماعة من المفسرين ردّا مجملاً من غير تفصيل.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 - 07 - 05, 03:08 م]ـ
يرفع لطلب الإجابة ...
ـ[سيف 1]ــــــــ[03 - 07 - 05, 05:54 م]ـ
السلام عليكم
هذه هي الروايات عند الطبري
حدثنا ابو كريب، وسفيان بن وكيع، وسهل بن موسى الرازي قالوا، حدثنا ابن عيينة عن عثمان بن أبي سليمان، عن ابن أبي مليكة،عن ابن عباس: سئل عن هم يوسف ما بلغ؟ قال: حل الهميان، وجلس منها مجلس الخاتن، لفظ الحديث لأبي كريب.
حدثنا أبو كريب وابن وكيع قالا، حدثنا ابن عيينة قال، سمع عبيد الله بن أبي يزيد ابن عباس في: ولقد همت به وهم بها، قال: جلس منها مجلس الخاتن، وحل الهميان.
حدثنا زياد بن عبد الله الحساني، وعمرو بن علي، و الحسن بن محمد قالوا، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي يزيد قال، سمعت ابن عباس سئل: ما بلغ من هم يوسف؟ قال: حل الهميان، وجلس منها مجلس الخاتن.
حدثني زياد بن عبد الله قال، حدثنا محمد بن أبي عدي، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة قال: سألت ابن عباس: ما بلغ من هم يوسف؟ قال: استلقت له، وجلس بين رجليها.
حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا يحيى بن يمان، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة: ولقد همت به وهم بها، قال: استلقت له وحل ثيابه.
حدثني المثنى قال، حدثنا قبيصة بن عقبة قال، حدثنا سفيان، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس: ولقد همت به وهم بها، ما بلغ؟ قال: استلقت له، وجلس بين رجليها، وحل ثيابه ـ أو: ثيابها.
حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا يحيى بن سعد، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة قال: سألت ابن عباس: ما بلغ من هم يوسف؟ قال: استلقت على قفاها، وقعد بين رجليها لينزع ثيابه.
حدثنا أبو كريب قال، حدثنا وكيع، وحدثنا وكيع قال، حدثنا أبي، عن نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة قال: سئل ابن عباس عن قوله: ولقد همت به وهم بها، ما بلغ من هم يوسف؟ قال: حل الهميان، يعني السراويل.
حدثنا أبو كريب وابن وكيع قالا، حدثنا ابن إدريس قال، سمعت الأعمش، عن مجاهد في قول: ولقد همت به وهم بها، قال: حل السراويل حتى أليتيه، واستلقت له.
حدثنا زياد بن عبد الله الحساني قال، حدثنا مالك بن سعير قال، حدثنا الأعمش،عن مجاهد في قوله: ولقد همت به وهم بها، قال: حل سراويله حتى وقع على أليتيه.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر،عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ولقد همت به وهم بها، قال: جلس منها مجلس الرجل من امرأته.
حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل قال، حدثني القاسم بن أبي بزة: ولقد همت به وهم بها، قال: أما همها به، فاستلقت له، وأما همه بها، فإنه قعد بين رجليها ونزع ثيابه.
حدثنا الحسن بن محمد قال، حدثني حجاج بن محمد، عن ابن جريج قال، أخبرني عبد الله بن أبي مليكة قال: قلت لابن عباس: ما بلغ من هم يوسف؟ قال: استلقت له، وجلس بين رجليها ينزع ثيابه.
حدثني المثنى قال، حدثنا الحماني قال، حدثنا يحيى بن اليمان، عن سفيان، عن علي ابن بذيمة، عن سعيد بن جبير، و عكرمة قالا: حل السراويل، وجلس منها مجلس الخاتن.
¥(44/141)
حدثنا ابن وكيع قال،حدثنا عمرو بن محمد العنقزي، عن شريك، عن جابر، عن مجاهد: ولقد همت به وهم بها، قال: استلقت، وحل ثيابه حتى بلغ ألياته.
حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا قيس، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير: ولقد همت به وهم بها، قال:أطلق تكة سراويله.
حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا ابن عيينة، عن عثمان بن أبي سليمان، عن ابي أبي مليكة قال: شهدت ابن عباس سئل عن هم يوسف ما بلغ؟ قال: حل الهميان، وجلس منها مجلس الخاتن.
قال القرطبي في تفسيره:
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: وابن عباس ومن دونه لا يختلفون في أنه هم بها، وهم أعلم بالله وبتأويل كتابه، وأشد تعظيماً للأنبياء من أن يتكلموا فيهم بغير علم
وقال الحسن: إن الله عز وجل لم يذكر معاصي الأنبياء ليعيرهم بها، ولكنه ذكرها لكيلا تيأسوا من التوية. قال الغزنوي: مع أن لزلة الأنبياء حكماً: زيادة الوجل، وشدة الحياء بالخجل، والتخلي عن عجب العمل، والتلذذ بنعمة العفو بعد الأمل، وكونهم أئمة رجاء أهل الزلل. قال القشيري أبو نصر: وقال قوم جرى من يوسف هم، وكان ذلك الهم حركة طبع من غير تصميم للعقد على الفعل، وما كان من هذا القبيل لا يؤخذ به العبد، وقد يخطر بقلب المرء وهو صائم شرب الماء البارد، وتناول الطعام اللذيذ، فإذا لم يأكل ولم يشرب، ولم يصمم عزمه على الأكل والشرب لا يؤاخذ بما هجس في النفس، والبرهان صرفه عن هذا الهم حتى لم يصر عزماً مصمماً.
قلت: هذا قول حسن، وممن قال به الحسن
قال ابن عطية: الذي أقول به في هذه الآية إن كون يوسف نبياً في وقت هذه النازلة لم يصح، ولا تظاهرت به رواية، وإذا كان كذلك فهو مؤمن قد أوتي حكماً وعلماً، ويجوز عليه الهم الذي هو إرادة الشيء دون مواقعته وأن يستصحب الخاطر الرديء على ما في ذلك من الخطيئة، وإن فرضناه نبياً في ذلك الوقت فلا يجوز عليه عندي إلا الهم الذي هو خاطر، ولا يصح عليه شيء مما ذكر من حل تكته ونحوه، لأن العصمة مع النبوة. وما روي من أنه قيل له: (تكون في ديوان الأنبياء وتفعل فعل السفهاء) فإنما معناه العدة بالنبوة فيما بعد.
قلت: ما ذكره من هذا التفصيل صحيح، لكن قوله تعالى: وأوحينا إليه يدل على أنه كان نبياً على ما ذكرناه،
قلت (سيف) ليس كل وحي نبوة بالضرورة وقد اوحى سبحانه وتعالى للحواريين ان يؤمنوا بالمسيح عليه السلام.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قالت الملائكة رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة وهو أبصر به فقال: ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي. وقال عليه السلام مخبراً عن ربه: إذا هم عبدي بسيئة فلم يعملها كتبت حسنة فإن كان ما يهم به العبد من السيئة يكتب له بتركها حسنة فلا ذنب، وفي الصحيح: إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم به وقد تقدم. قال ابن العربي: كان بمدينة السلام إمام من أئمة الصوفية، - وأي إمام - يعرف بابن عطاء! تكلم يوماً على يوسف وإخباره حتى ذكر تبرئته مما نسب إليه من مكروه، فقام رجل من آخر مجلسه وهو مشحون بالخليقة من كل طائفة فقال: يا شيخ! يا سيدنا! فإذاً يوسف هم وما تم؟ قال: نعم! لأن العناية من ثم. فانظر إلى حلاوة العالم والمتعلم، وانظر إلى فطنة العامي في سؤاله، وجواب العالم في اختصاره واستيفائه.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[04 - 07 - 05, 01:02 ص]ـ
الأخ الفاضل أبومجاهد السلام عليكم:
لفضيلة الشيخ العلاّمة محمد الأمين الشنقيطي بحث حول القصة ومايتعلق بها
من أحاديث في تفسير أضواء البيان
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 - 07 - 05, 01:14 ص]ـ
لقد بحثت المسألة تفسيرياً، واطلعت على كل ما ذكرتموه وفقكم الله - ولله الحمد -، غير أني أريد حكماً على هذه الروايات التي ذكرها الطبري من حيث الصناعة الحديثية ...(44/142)
تخريج حديث: ((لو رأيتموني وأبليس، فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين إص
ـ[أبو مهند الشمري]ــــــــ[02 - 07 - 05, 01:50 ص]ـ
الحديث:
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي صلاة الصبح وهو خلفه، فالتبست عليه القراءة فلما فرغ من صلاته قال: "لو رأيتموني وأبليس، فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين إصبعي هاتين - الإبهام والتي تليها - ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطًا بسارية من سواري المسجد يتلاعب به صبيان المدينة، فمن استطاع أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل".
تخريجه:
رواه الإمام أحمد في مسنده (3/ 82 - 83)، وأبوداود في سننه (1/ 448 - 449)، (107)، باب الدنو من السترة، حديث (699) هو وأحمد من طريق أبي أحمد الزبيري، أخبرنا مسرة بن معبد اللخمي قال: حدثني أبوعبيد حاجب سليمان ... حدثني أبوسعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ، وذكر أحمد الحديث بطوله واقتصر أبوداود على قوله: "فمن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين قبلته أحد فليفعل".
ورجال الإسناد كلهم ثقات إلا مسرة بن معبد فإنه صدوق له أوهام، كما قال الحافظ في التقريب (2/ 242). وقال الذهبي في الكاشف (3/ 136): "وثق" وقال ابن حَبان في المجروحين (3/ 42): "كان ممن ينفرد عن الثقات بما ليس من أحاديث الأثبات على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد". وقال أبوحاتم: "شيخ ما به بأس".
ويشهد له حديث أبي هريرة وعائشة فيرتقي بهما إلى درجة الحسن.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[02 - 07 - 05, 06:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
لكن أين تخريج حديث أبي هريرة وحديث عائشة؟(44/143)
حديث ضعيف منتشر على أنه رواه مسلم!!
ـ[أبو مهند الشمري]ــــــــ[02 - 07 - 05, 01:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث ضعيف ينتشر على أنه رواه مسلم!
وهو حديث: ((من قال لا إله إلا الله الملك الحق المبين في كل يوم مائة مرة كان له أمان من الفقر ومن وحشة القبر واستجلب به الغنى واستقرع به باب الجنة)) رواه مسلم!!
أعلم رحمك الله تعالى أن هذا الحديث قد انتشر في عدد من المجموعة البريدية ورسائل الهاتف النقال (الجوال) وغير ذلك على أنه رواه مسلم وهو ليس في الصحيحين ولا في السنن والمسانيد بل هو حديث ضعيف ومن باب الدفاع عن السنة النبوية الصحيحة والنصح للمسلمين تم تحرير هذه المشاركة
أولا: تخريج الحديث:
1) أخرجه الحافظ الخطيب البغدادي في كتابه تاريخ بغداد 12/ 358
2) الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في كتابه حلية الأولياء 8/ 280 وفي كتابه صفة الجنة حديث رقم 184
3) الرافعي القزويني في كتابه التدوين في تاريخ قزوين 4/ 65
4) كمال الدين بن أبي جرادة في كتابه بغية الطلب في تاريخ حلب 8/ 3562
5) الماليني في كتابه الأربعين 40/ 1
ثانيا: من حكم عليه بالضعف من العلماء رحمهم الله تعالى:
1) الإمام الدارقطني في كتابه العلل حديث رقم 308
2) الحافظ العراقي في كتابه المغني عن حمل الأسفار حديث رقم 1181
3) الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في كتابه حلية الأولياء 8/ 280
4) العلامة بن القيم في كتابه حادي الأرواح ص 44
5) الحافظ بن رجب كتابه كلمة الإخلاص ص 65
6) العلامة الألباني في كتابه سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة حديث رقم 3310 وقال عنه منكر
اللهم اغفر لي ولإخواني فإننا نحب الحق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[02 - 07 - 05, 06:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم.
وهذا رابط لنفس الحديث أجاب عنه الشيخ الفاضل عبد الرحمن الفقيه الذي افتقدناه هذه الأيام:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23083&highlight=%DE%C7%E1+%E1%C7%C7%E1%E5+%C7%E1%C7+%C7% E1%E1%E5+%C7%E1%E3%E1%DF+%C7%E1%CD%DE+%C7%E1%E3%C8 %ED%E4
ـ[أبو رشيد]ــــــــ[03 - 07 - 05, 03:36 ص]ـ
بارك الله فيك لتوضيح الحق ...(44/144)
هل يحتج بالرواي الذي لم يرد فيه تجريح ولا تعديل؟
ـ[الفهدي1]ــــــــ[02 - 07 - 05, 06:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم،،
هل يحتج بالرواي الذي لم يرد فيه تجريح ولا تعديل؟
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 05:44 ص]ـ
إذا كان الراوي مشهور بالطلب و لم يجرح و لم يوثق فهو مقبول إذ لو كان فيه ما يذكر ما سكت علماء الجرح و التعديل عنه , بالشرط الذي ذكرته آنفاً وهو: أن يكون مشهوراً بالطلب , و الله أعلم.
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[21 - 01 - 10, 03:32 م]ـ
هذا الراوي يعتبر مجهول الحال: الراوي ترتفع جهالته برواية اثنين او اكثر
فهذا الراوي اذا عرف عينه ارتفعت عنه جهالة العين
وبقي مجهول الحال اذا لم يجرح او يعدل , حديثه يعتبر به يصلح متابعات او شاهد.
وهذا كلام الشيخ عبدالله السعد عن جهالة الراوي
الجهالة في الأصل علّة يردُّ بها الخبر، ولكن أحياناً يقبل حديث من ليس بالمشهور وكان فيه جهالة إذا احتفت به القرائن التي تقوّي خبره، وبالذات إذا كان من الطبقات المتقدمة كطبقة كبار التابعين.
قال أبو عبد الله الذهبي في "الميزان" (1/ 211) في ترجمة أصقع بن أسلع عن سمرة بن جندب: ما علمت روى عند سوى سويد بن حجير الباهلي، وثقه مع هذا يحيى بن معين، فما كل من لا يعرف ليس بحجة لكن هذا الأصل.اهـ
وقد خرج الشيخان لجمع من الرواة فيهم جهالة.
قال الذهبي في "الميزان" (3/ 426) في ترجمة مالك بن الخير: مصري محله، الصدق، يروي عن أبي قبيل .... روى عنه حيوة بن شريح -وهو من طبقته- وابن وهب وزيد بن الحباب ورشدين.
وقال ابن القطان: هو ممن لم تثبت عدالته. يريد أنه ما نص أحد على أنه ثقة، وفي رواة "الصحيحين" عدد كثير ما علمنا أن أحداً نص على توثيقهم، والجمهور على أنه من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما ينكر عليه أن حديثه صحيح ا. هـ
وقال أيضاً في "الميزان " (1/ 556) في ترجمة حفص بن بغيل- بعد أن ذكر قول ابن القطان الفاسي فيه: لا يعرف له حال - قال: لم أذكر هذا النوع في كتابي هذا، فإن ابن القطان يتكلم في كل من لم يقل فيه إمام عاصر ذاك الرجل أو أخذ عمن عاصره ما يدل على عدالته، وهذا شيء كثير، ففي "الصحيحين" من هذا النمط خلق كثير مستورون ما ضعفهم أحد، ولا هم بمجاهيل.اهـ
وقال في "الموقظة" صـ79: (فصل من أخرج له الشيخان على قسمين:
أحدهما: ما احتجا به في الأصول
وثانيهما: من خرجا له متابعة وشهادة واعتبار.
فمن احتجا به أو أحدهما ولم يوثق ولا غمز: فهو ثقة حديثه قوي).اهـ
قلت: وقد صحح أبوعيسى الترمذي أحاديث في أسانيدها من هو ليس بالمشهور كأبي الأبرد مولى بني خطمة، فقد خرج له في "جامعه" 324 حديثاً عن أسيد بن ظهير رفعه "الصلاة في مسجد قباء كعمرة " وقال: حسن صحيح ([1])، ولا نعرف لأسيد بن ظهير شيئا يصح غير هذا.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[21 - 01 - 10, 05:41 م]ـ
و قال العلامة الحويني -حفظه الله- الأصل في الراوي سوء الظن حتى يثبت تعديله ...
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[21 - 01 - 10, 06:45 م]ـ
و في بيان الوهم و الإيهام انتقد ابن القطان على ابن عبد البر توثيق أحد الرواة - أبي المثنى الحمصي فيما أظن - بسبب أن ابن عبد البر لم ينقل التوثيق عن إمام معاصر لذلك الراوي أو من نقل عمن عاصره فتعقبه الذهبي في نقد الوهم و الإيهام قائلاً: وثقه ابن عبد البر لكونه لم يغمز أصلاً و لا هو بمجهول فقد روى عنه اثنان.اهـ(44/145)
" أينقص الدين وأنا حي "؟ هل صحت عن أبي بكر رضي الله عنه؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 - 07 - 05, 07:54 م]ـ
؟؟؟
ـ[زياد عوض]ــــــــ[03 - 07 - 05, 08:25 م]ـ
أغلب ظنّي أنّ هذا القول مما اشتهر على الألسنة، وضحك علينا فيه الوعّاظ
وقد بحثت عنه فلم أجده
ـ[سيف 1]ــــــــ[03 - 07 - 05, 11:46 م]ـ
هذه العبارة يذكرها كثيرا بعض الوعاظ ولكن على لسان عمر بن الخطاب رضي الله عنه!
ـ[زياد عوض]ــــــــ[04 - 07 - 05, 12:10 ص]ـ
عندنا في الأردن يذكرونها على لسان أبي بكر، وبعض الجهلة منهم يقول: كان
أبوبكر يقول: أينقص الدين وأنا حي، أما نحن فنقول: أينقص السكر وأنا حي، أينقص
الأرز وأنا حي، أينقص الخبز وأنا حي، يريدون ترغيب النّاس في التضحية للدين
شيخ إحسان سلامي الى مجدي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 07 - 05, 12:21 ص]ـ
هذا الكلام مروي عن أمير المؤمنين عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
وقد جاء في كلام كثير من السلف
أيفعل هذا وأنا حي
أو ينقض العهد وانا حي
ونحو ذلك
وهو كلام حسن رايق
ينبغي الإكثار منه
ـ[زياد عوض]ــــــــ[04 - 07 - 05, 12:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن إليك، لكن المشهور عند العوام أنّ أبابكر قالها عندما
منعت الزكاة فيلصقونها بالحديث الصحيح لومنعوني عناقا كانوا يؤدنه للنبي
لقاتلتهم عليه أينقص الدين وأنا حي(44/146)
سؤال حول تصحيح الالباني لحديث الثقلين من رواية الترمذي
ـ[خالد العراقي]ــــــــ[03 - 07 - 05, 02:32 م]ـ
الأخوة الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرات في سلسلة الاحاديث الصحيحة كلام الشيخ الالباني حول تصحيحه لحديث الثقلين الوارد لدى الترمذي وذلك اعتمادا على تعدد طرقه ووجود شواهد له مع ان الطرق التي اعتمد عليها الشيخ في تصحيح الحديث ضعيفة وتختلف الفاظها
فهل راجع أحد الشيخ رحمه الله في تصحيحه للحديث
وما مدى صحة حكم الشيخ للحديث بأنه صحيح؟؟
فيما يلي كلام الشيخ الالباني كما وجدته في أحد مواقع الرافضة الذين يحتجون بتصحيح الشيخ للحديث
(((حديث العترة وبعض طرقه {يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعرتتي أهل بيتي} أخرجه الترمذي (2/ 308) والطبراني (2680) عن زيد بن الحسن الأنماطي عن جعفر عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: {رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة، وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول:} فذكره، وقال: ((حديث حسن غريب من هذا الوجه، وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من أهل العلم)). قلت: قال أبو حاتم: منكر الحديث، وذكره ابن حبان في ((الثقات)) وقال الحافظ: ((ضعيف)) قلت: لكن الحديث صحيح فإن له شاهداً من حديث زيد بن أرقم قال: ((قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيبا بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر، يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به – فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: - وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، اذكركم الله في أهل بيتي)). أخرجه مسلم (7/ 122 - 123) والطحاوي في ((مشكل الآثار)) (4/ 368) وأحمد (4/ 366 - 367) وابن أبي عاصم في ((السنة)) (1550 و 1551) والطبراني (2605) من طريق يزيد بن حيان التميمي عنه. ثم أخرج أحمد (4/ 371) والطبراني (0405) والطحاوي من طريق علي بن ربيعة قال: ((لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار أو خارج من عنده، فقلت له: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي؟ قال: نعم)). وإسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح. . وله طرق أخرى عند الطبراني (4969 – 4971 و 4980 - 4982 و 5040) وبعضها عند الحاكم (3/ 109 و 148 و 533). وصحح هو والذهبي بعضها. وشاهد آخر من حديث عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا: (({إني أوشك أن أدعى فأجيب، و} إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي، الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر؛ كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)). أخرجه أحمد (3/ 14و17و26و59) وابن أبي عاصم (1553 و 1555) وهو إسناد حسن في الشواهد. وله شواهد أخرى من حديث أبي هريرة عند الدارقطني (ص 529) والحاكم (1/ 93) والخطيب في (الفقيه والمتفقه) (ص 56/ 1). وابن عباس عند الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. وعمرو بن عوف عند عبد البر في (جامع بيان العلم) (2/ 24، 110) وهي وإن كانت مفرداتها لا تخلو من ضعف؛ فيعضها يقوي بعضاً، وخيرها حديث ابن عباس. ثم وجدت له شاهداً قوياً من حديث علي مرفوعا به. أخرجه الطحاوي في (مشكل الآثار) (2/ 307) من طريق أبي عامر العقدي، ثنا يزيد بن كثير عن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي مرفوعا بلفظ (( ... كتاب الله بأيديكم، وأهل بيتي)). . ورجاله ثقات غير يزيد بن كثير فلم أعرفه، وغالب الظن أنه محرف على الطابع أو الناسخ والله أعلم. ثم خطر في البال أنه لعله انقلب على أحدهم، وأن الصواب كثير بن يزيد ثم تأكدت من ذلك بعد أن رجعت إلى كتب الرجال، فوجدتهم ذكروه في شيوخ عامر العقدي، وفي الرواة عن محمد بن عمر بن علي، فالحمد لله على توفيقه. ثم ازددت نأكداً حين رأيته على الصواب عند ابن أبي عاصم (1558). وشاهد آخر يرويه شريك عن الركين بن الربيع عن القاسم
¥(44/147)
بن حسان عن زيد بن ثابت مرفوعا به. أخرجه أحمد (5/ 181 - 189) وابن أبي عاصم (1548 – 1549) والطبراني في ((الكبير)) (4921 – 4923) .. وهذا إسناد حسن في الشواهد والمتابعات، وقال الهيثمي في ((المجمع)) (1/ 170): الطبراني في ((الكبير)) ورجاله ثقات. وقال في موضع آخر (9/ 163): ((رواه أحمد، وإسناده جيد)) بعد تخريج هذا الحديث بزمن بعيد، كتب علي أن أهاجر من دمشق إلى عمان ثم أن أسافر منها إلى دولة الإمارات العربية أوائل سنة (1402) هجرية، فلقيت في (قطر) بعض الأساتذة والدكاترة الطيبين، فأهدى إلي أحدهم رسالة له مطبوعة في تضعيف هذا الحديث، فلما قرأتها تبين لي أنه حديث عهد بهذه الصناعة، وذلك من ناحيتين ذكرتهما له: الأولى: أنه اقتصر في تخريجه على بعض المصادر المطبوعة والمتداولة، ولذلك قصر تقصيرا فاحشا في تحقيق الكلام عليه،، وفاته كثير من الطرق والأسانيد التي هي بذاتها صحيحة أو حسنة فضلا عن الشواهد والمتابعات، كما يبدو لكل ناظر يقابل تخريجه بما خرجته هنا. الثانية: أنه لم يلتفت إلى أقوال المصححين للحديث من العلماء، ولا إلى قاعدتهم التي ذكروها في ((مصطلح الحديث)): أن الحديث الضعيف يتقوى بكثرة الطرق، فوقع في هذا الخطأ الفادح من تضعيف الحديث الصحيح. وكان قد نمى إلي قبل الالتقاء به واطلاعي على رسالته أن أحد الدكاترة في (الكويت) يضعف هذا الحديث، وتأكدت من ذلك حين جاءني من أحد الأخوة هناك،، يستدرك عليّ إيرادي الحديث في ((صحيح الجامع الصغير)) بالأرقام (2453 و 2454 و 2745 و 7754) لأن الدكتور المشار إليه قد ضعفه، وأن هذا استغرب مني تصحيحه ويرجو الأخ المشار إليه أن أعيد النظر في تحقيق هذا الحديث، وقد فعلت ذلك احتياطاً، فلعله يجد فيه ما يدله على خطأ الدكتور، وخطئه هو في استرواحه واعتماده عليه، وعدم تنبهه للفرق بين ناشيء في هذا العلم ومتمكن فيه، وهي غفلة أصابت كثيرا من الناس الذين يتبعون كل من كتب في هذا المجال، وليست له قدم راسخة فيه. والله المستعان)) .. سلسلة الأحاديث الصحيحة ج 4 ص 355 حديث رقم: 1761
ـ[خالد العراقي]ــــــــ[09 - 07 - 05, 05:42 ص]ـ
ارجو من الأخوة الكرام ان يمدو يد العون بشأن تصحيح هذا الحديث والذي ذهب اليه الشيخ الالباني رحمه الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 07 - 05, 08:52 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعلك تراجع هذه الروابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=3926#post3926
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=85009#post85009
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=142122#post142122
ـ[خالد العراقي]ــــــــ[13 - 07 - 05, 03:22 م]ـ
شيخي الفاضل عبدالرحمن الغامدي
جزاك الله خيرا على الروابط والتي سبق لي مراجعتها والاستفادة منها بشأن الحديث
ولكن لم استطع أن أكون صورة كاملة توضح صحة او ضعف تصحيح الشيخ الالباني رحمه الله للحديث لأني احتاج هذا الرد في نقاشي مع الروافض
مع علمي بأنه حتى لو صح الحديث فإنه لا حجة للروافض فيه والذين غالبا ينقلون تصحيح الشيخ الالباني له ولكنهم لا يكملون بقية كلام الشيخ رحمه الله في التعليق على الحديث والذي رد فيه برد مفحم على اعتقاد الروافض
ولكنك تعلم أخي العزيز بأن الروافض قوم جدال بالباطل وأود أن لا يترك لهم مجال لنشر اباطيلهم
ـ[أخوكم عماد]ــــــــ[13 - 07 - 05, 08:00 م]ـ
يا أخي بما أن الحديث قد أخرجه الإمام مسلم فهو صحيح
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[13 - 07 - 05, 09:11 م]ـ
((قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيبا بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر، يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به – فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: - وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، اذكركم الله في أهل بيتي)). أخرجه مسلم (7/ 122 - 123)
يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعرتتي أهل بيتي} أخرجه الترمذي (2/ 308)
هل تشعر بالفرق بينهما أخي (أخوكم عماد) وفقك الله؟
ـ[أحمد المحيل]ــــــــ[14 - 07 - 05, 02:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،،
حديث الثقلين وفقهه
الدكتور علي السالوس
http://www.fnoor.com/fn0853.htm
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[14 - 07 - 05, 02:36 ص]ـ
فلقيت في (قطر) بعض الأساتذة والدكاترة الطيبين، فأهدى إلي أحدهم رسالة له مطبوعة في تضعيف هذا الحديث، فلما قرأتها تبين لي أنه حديث عهد بهذه الصناعة
المقصود هنا هو الدكتور السالوس
¥(44/148)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 07 - 05, 03:26 ص]ـ
........
ـ[أخوكم عماد]ــــــــ[15 - 07 - 05, 07:42 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي أحمد فالرابط يحتوي على مقال شاف كاف في بيان حال رواية الترمذي للحديث الذي يتعلق به الروافض فكم من شيعي في سند الحديث و كم من راو رمي بالتشيع و معلوم أن المبتدع إذا روى ما يقوي بدعته فلا يقبل منه.
ـ[أخوكم عماد]ــــــــ[15 - 07 - 05, 07:52 م]ـ
و لكن الروافض الذين تناقشهم هم كأمثالهم مختصون في الكذب و بتر النصوص فقد قال الشيخ الألباني رحمه الله: انظر الشرح الطويل في الكتاب وخلاصته أن الحديث صحيح بعد التأكد من تخريجه وإن قال بعضهم بتضعيفه. وأن كلمة عترتي يعني بها أهل بيته كما جاء في بعض طرق الحديث وأهل بيته في الأصل هم نساؤه صلى الله عليه وسلم وفيهن الصديقة عائشة رضي الله عنهن جميعا وتخصيص الشيعة أهل البيت في آيات القرآن بعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم دون نسائه صلى الله عليه وسلم من تحريفهم لآيات الله تعالى انتصارا لأهوائهم. تابع التفصيل في الكتاب فهو مهم ومفيد(44/149)
طلب تخريج آثار تنسب القول بالتحريف إلى أهل السنة
ـ[رحيم]ــــــــ[03 - 07 - 05, 09:48 م]ـ
الإخوة الأفاضل ..
في الوقت الحالي أحضر لمشروع بحث علمي كبير حول الشبهات حول القرآن الكريم في مواقع الإنترنت غير الإسلامية.
وقد استصعب عليَّ تخريج ودراسة أسانيد بعض الآثار التي تنسب التحريف إلى أهل السنة ..
أو توجيه ما ثبت صحته منها (انظر رقم (5) منها)
أرجو لمن لديه الوقت مساعدتي في تخريجها لما للأمر من أهمية في الذب عن كتاب الله تعالى.
وأسأل العلي القدير أن يبارك في عمر وعلم من تعلو همتهم غيرة للذب عن كتابه العزيز.
وإليكم تلك الآثار.
------------------------------
(1) كنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات، نسيناها. غير أني حفظت منها: يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم، فتُسألون عنها يوم القيامة ".
(2) عن عدي، قال: كنا نقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم. ثم قال لزيد بن ثابت: أكذلك؟ قال: نعم.
(3) رووا أنه أنزل: إن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة. فإنّا لا نجدها. أُسقطت فيما أُسقط من القرآن.
(4) مسلمة بن مخلد الأنصاري قال ذات يوم: أخبروني بآيتين في القرآن لم يُكتبا في المصحف، فلم يخبروه. وعنفهم أبو الكنود سعد بن مالك. فقال مسلمة: إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، ألا أبشروا أنتم المفلحون. والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم الذين غضب الله عليهم أولئك لا تعلم نفس ما أُخفي لهم من قرّة عين جزاء بما كانوا يعلمون.
(5) ورد في الصحيحين عن أنس في قصة أصحاب بئر معونة الذين قتلوا قال أنس: ونزل فيهم القرآن قرأناه حتى رُفع: إن بلّغوا عنا قومنا إنّا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا.
(6) عن حذيفة قال ما تقرأون ربعها (يعني سورة التوبة).
(7) سورتي القنوت و الوتر وتسمّيان الخلع والحفد.
(8) ويقال إن علياً أسقط آية المتعة، وإنه سمع رجلاً يقرأها على عهده، فدعاه وضربه بالسوط، وأمر الناس ألا يقرأها أحد. وكان ذلك بعض ما شنَّعت به عليه عائشة فقالت: إنه يجلد على القرآن ويضرب عليه وينهى عنه، وقد بدّل وحرّف.
----------------------------------------------
وجزاكم الله خيراً إخوتي.(44/150)
ما درجة هذا الحديث: (كان صلى الله عليه و سلم إذا توضأ يدلك أصابع رجليه بخنصره)
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[04 - 07 - 05, 02:10 ص]ـ
ما درجة هذا الحديث؟؟
عن المستورد بن شداد قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ يدلك أصابع رجليه بخنصره.
ما وقفت عليه أن الحديث رواه الترمذي و ابن ماجه و أبي داوود و البيهقي و أحمد، كلهم من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو .....
و تعلمون بالطبع أن ابن لهيعه ضعفه الكثيرون ....
و الحديث صححه الشيخ الألباني -رحمه الله- .... فهل للحديث طرق أخرى؟؟!!
فإن لم يكن للحديث طرق أخرى ... فهل يكون الحديث ضعيفا لضعف ابن لهيعه؟؟!
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[04 - 07 - 05, 02:37 ص]ـ
الحديث من صحيح حديث ابن لهيعة عند جمع من المحدثين، وذلك أنه رواه عنه:
- عبد الله بن يزيد المقري عند الطبراني في الكبير وابن قانع في معجم الصحابة.
- قتيبة بن سعيد عند أبي داود وبعه عليهالترمذي وابن ماجه.
- عبد الله بن وهب عند البيهقي والطحاوي في معاني الآثار.
* وذكر البيهقي أنه تابعه عليه عمرو بن الحارث والليث بن سعد فقال:
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد الحافظ أنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الحنظلي بالري أنا أحمد يعني ابن عبد الرحمن بن وهب قال: سمعت عمي يقول: سمعت مالكا يسأل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء؟ فقال: ليس ذلك على الناس قال: فتركته حتى خف الناس فقلت له: يا أبا عبد الله سمعتك تفتي في مسألة تخليل أصابع الرجلين زعمت أن ليس ذلك على الناس وعندنا في ذلك سنة فقال: وما هي؟ فقلت: ثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه فقال: إن هذا حديث حسن وما سمعت به قط إلا الساعة ثم سمعته يسأل بعد ذلك فأمر بتخليل الأصابع قال عمي: ما أقل من يتوضأ إلا ويحيطه الخط الذي تحت الإبهام في الرجل فإن الناس يثنون إبهامهم عند الوضوء ومن تفقد ذلك سلم.
ـ[العاصمي]ــــــــ[04 - 07 - 05, 03:44 ص]ـ
الحديث من صحيح حديث ابن لهيعة عند جمع من المحدثين، وذلك أنه رواه عنه:
- عبد الله بن يزيد المقري عند الطبراني في الكبير وابن قانع في معجم الصحابة.
- قتيبة بن سعيد عند أبي داود وبعه عليهالترمذي وابن ماجه.
- عبد الله بن وهب عند البيهقي والطحاوي في معاني الآثار.
* وذكر البيهقي أنه تابعه عليه عمرو بن الحارث والليث بن سعد فقال:
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد الحافظ أنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الحنظلي بالري أنا أحمد يعني ابن عبد الرحمن بن وهب قال: سمعت عمي يقول: سمعت مالكا يسأل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء؟ فقال: ليس ذلك على الناس قال: فتركته حتى خف الناس فقلت له: يا أبا عبد الله سمعتك تفتي في مسألة تخليل أصابع الرجلين زعمت أن ليس ذلك على الناس وعندنا في ذلك سنة فقال: وما هي؟ فقلت: ثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه فقال: إن هذا حديث حسن وما سمعت به قط إلا الساعة ثم سمعته يسأل بعد ذلك فأمر بتخليل الأصابع قال عمي: ما أقل من يتوضأ إلا ويحيطه الخط الذي تحت الإبهام في الرجل فإن الناس يثنون إبهامهم عند الوضوء ومن تفقد ذلك سلم.
0هذا الحديث من غرائب ابن لهيعة، و لم تصح متابعة الليث و عمرو بن الحارث له، بل هي من مناكير بحشل ابن أخي ابن وهب ... و قد اختلط، و سماع ابن أبي حاتم منه متأخر، و لا التفات إلى من أنكر سماعه منه؛ فانه ظاهر التهافت ...
أما ما وقع في نشرة السنن الكبير من رواية أبي حازم عن ابن أبي حاتم؛ فغلط واضح، و سقط لائح، و أبو حازم – و هو الهذلي العبدويي – لم يدرك ابن أبي حاتم، سقط شيخ أبي حازم من السند ...
لكن لا مرية و لا مثنوية في رواية ابن أبي حاتم للحديث؛ فقد رواه في تقدمة الجرح و التعديل ...
و قد أغرب أبو يعلى الخليل القزويني؛ فقد رواه عن جمع من شيوخه عن ابن أبي حاتم ... لكنه قلب سنده ...
و الكلام عن هذا الحديث سابغ الذيل ... و لا يسعني – الآن – أن أفيض بأكثر مما قدمته.
و الله الموفق و المعين.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[04 - 07 - 05, 04:09 م]ـ
الشيخين الفاضلين أبو عبد الباري و العاصمي1، بارك الله فيكم و جزاكم خيرا.
و أرجو من مشايخنا فى الملتقى المشاركه لإثراء الموضوع ....
و الآن نحاول التركيز فى نقطتين ...
1 - هل للحديث طرق أخرى غير طريق ابن لهيعه عن يزيد بن عمرو؟
2 - هل تصح متابعة عمرو بن الحارث والليث بن سعد لابن لهيعه؟
¥(44/151)
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[04 - 07 - 05, 07:06 م]ـ
أخي الكريم وازيد على ماذكرتم من تخريج للحديث من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو.في مصادر أخرى مع أنني حاولت أن أجد له طرق أخرى ولكن دون جدوى
أقول وكذا اخرجه البزار في مسنده وأخرجه الطبراني في معجمه الكبير وأخرجه ابي نعيم في معرفة الصحابة
-------------------------
حديث آخر روى أبو داود. والترمذي. وابن ماجه من حديث ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن المستورد بن شداد، قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "إذا توضأ دلك أصابع رجليه بخنصره" انتهى. قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة، انتهى. ورواه البيهقي (10) في "كتابه" بزيادة عمرو بن الحارث. وليث بن سعد مع ابن لهيعة، وذكره ابن القطان في كتابه من طريق ابن لهيعة، ثم قال: وابن لهيعة ضعيف إلا أنه قد رواه غيره، فصح بإسناد صحيح، ثم ذكره بسند البيهقي.
نصب الراية تخريج الهداية
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[06 - 07 - 05, 08:21 ص]ـ
شيخنا أبو إبراهيم الكويتي .. جزاك الله خيرا و بارك فيك و نفع بك ....
الإمام الشوكاني أيضا صحح الحديث في " نيل الأوطار " (1/ 180) و قال عنه:- في إسناده ابن لهيعة لكن تابعه الليث بن سعد وعمرو بن الحارث.اهـ. مما يدل على صحة المتابعة عنده.
و قال الحافظ ابن حجر فى " تلخيص الحبير " (1/ 136):- في إسناده ابن لهيعة لكن تابعه الليث بن سعد. اهـ. مما يوحي بصحة المتابعه.
و صححه ابن الملقن -كما أشار شيخنا أبو إبراهيم- في " البدر المنير " (2/ 226) و قال:- حسن صحيح.
مما سبق يتضح ان متابعة عمرو بن الحارث والليث بن سعد لابن لهيعه قد صحت .... فهل هناك رأي أخر؟؟؟ ..... هذا أولا.
المسأله الثانيه التى أشكلت علىّ و أنا أبحث عن أقوال الأئمه في هذا الحديث ... وجدت فى موقع الدرر السنيه شئ لم أفهمه ...
ففي الموقع مكتوب أن الإمام مالك حكم على الحديث بأنه ((حسن)) فى السنن الكبرى للبيهقي (1/ 77) ....
فما أعلمه أن أول من استخدم مصطلح (حسن) هو الإمام الترمذي .... فكيف قال الإمام مالك هذا؟؟!!
ثم سؤال أخر كيف اصلا علق الإمام مالك على سنن البيهقي؟؟!! و البيهقي بعد الإمام مالك بزمن.!!!!!!
فهل هناك خطأ فى الموقع؟؟!! أم أن الخطأ فى فهمي؟؟!! أم أن هناك إمام أخر إسمه الإمام مالك غير الإمام مالك بن أنس؟؟!!
و أعذروني لجهلي ... وجزاكم الله خيرا ...
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[06 - 07 - 05, 09:22 ص]ـ
فما أعلمه أن أول من استخدم مصطلح (حسن) هو الإمام الترمذي .... فكيف قال الإمام مالك هذا؟؟!!
ثم سؤال أخر كيف اصلا علق الإمام مالك على سنن البيهقي؟؟!! و البيهقي بعد الإمام مالك بزمن.!!!!!!
بالنسبة لمصطلح الحسن، فإنه قد وجد في استعمال الأئمة السابقين للترمذي، لكن بمعاني مختلفة، وانظر رسالة الدكتوراة للشيخ د. خالد الدريس في ذلك، فقد كفى وشفى.
أما كيف علق الإمام مالك على البيهقي؟ فلا يمتنع أن ينقل البيهقي كلام الإمام مالك على الحديث!
وهو كذلك، فقد نقل البيهقي بسنده عن ابن أخي ابن وهب عن ابن وهب قال: (سمعت مالكاً يسأل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء فقال: "ليس ذلك على الناس")، قال: (فتركته حتى خف الناس، فقلت له: يا أبا عبد الله سمعتك تفتي في مسألة تخليل أصابع الرجلين، زعمت أن ليس ذلك على الناس، وعندنا في ذلك سنة، فقال: "وما هي؟ "، فقلت: ثنا الليث بن سعد وبن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه، فقال: إن هذا حديث حسن، وما سمعت به قط إلا الساعة .... ) إلخ.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 07 - 05, 06:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الرواية التي فيها المتابعات لابن لهيعة هي من طريق أحمد بن عبدالرحمن بن وهب
وعليه يتوقف قبول هذه الرواية أو عدمها
وهذه ترجمته من تهذيب الكمال المجلد الأول مع حاشية بشار عواد وفيها تفصيل الكلام حول هذا الراوي
[387]
¥(44/152)
68 م: أحمد بن عبد الرحمان بن وهب بن مسلم القرشي، أبو عبيدالله المصري، بحشل (1)، ابن أخي عبدالله بن وهب، مولى يزيد بن رمانة مولى أبي (2) عبد الرحمان الفهري. روى عن: إسحاق بن الفرات التجيبي، وبشر بن بكر التنيسي، وزياد بن يونس الحضرمي، وشعيب بن الليث بن سعد، وعمه: عبدالله بن وهب (م)، ومحمد بن إدريس الشافعي، ومؤمل ابن عبد الرحمان الثقفي. روى عنه: مسلم (3)، وإبراهيم بن عبدالله بن معدان الاصبهاني، وأحمد بن حماد بن سفيان القاضي، وأحمد بن خون (4) الفرغاني، وأحمد بن عبد الوارث بن جرير العسال المصري، وأحمد ابن علي بن زياد بن أبي الصغير المصري، وإسحاق بن إبراهيم البستي القاضي، وزكريا بن يحيى الساجي، وأبو بكر عبدالله بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن جعفر القزويني القاضي، وأبو بكر عبدالله بن محمد بن زياد النيسابوري، وعبد الرحمان بن إسماعيل بن علي الدمشقي المعروف بالكوفي، وأبو زرعة عبيدالله بن عبد الكريم الرازي، وعمر بن محمد بن بجير البجيري السمرقندي، وأبو بكر
--------------------------------------------------------------------------------
(1) بحشل: بفتح الباء الموحدة وسكون الحاء المهملة، لقب له، وهو لقب لاسلم به سهل الرزاز صاحب (تاريخ واسط) أيضا. (2) في حاشية الاصل تعليق للمؤلف: " له صحبة ". (3) وقال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في المعجم المشتمل: " وقيل: إن البخاري روى عنه عن عمه ولم ينسبه، ولم يصح ذلك ". وقال العلامة مغلطاي: " وزعم أبو علي الجياني في تقييد المهمل وقبله أبو أحمد الحاكم أن البخاري روى عنه، زاد صاحب الزهرة: تسعة أحاديث " ثم ذكر مغلطاي أن أبا عبدالله الحاكم وابن مندة قد ردا هذا القول ووهما من قال به وتبعهما ابن عساكر وغيره من المتأخرين، ونقل عن أبي عبدالله الحاكم قوله: " من قال: إن البخاري روى عنه فقد وهم إذ البخاري الذين ترك الرواية عنهم في الجامع قد روى عنهم في سائر مصنفاته كابن صالح وغيره، وليس له عن بحشل هذا رواية في موضع فهذا يدل على أنه ترك حديثه أو لم يكتب عنه البتة، وأما أبو أحمد بن عدي، فلم يذكره في أسماء شيوخه ". (4) قيد المؤلف هذا الاسم في الحاشية بحروف منفصلة حتى لا يلتبس (خ ون). [*]
--------------------------------------------------------------------------------
[388]
محمد بن أحمد بن راشد بن معدان الاصبهاني، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن هارون الروياني، وهارون بن محمد بن هارون الجوباري، وأبو يعقوب يوسف بن يعقوب التميمي. قال عبد الرحمان بن أبي حاتم (1): سألت محمد بن عبدالله بن عبد الحكم عنه، فقال: ثقة، ما رأينا إلا خيرا. قلت: سمع من عمه؟ قال: إي والله. وقال أيضا (2): سمعت أبي يقول: سمعت عبدالملك بن شعيب بن الليث يقول: أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب ثقة. وقال أيضا (3): سمعت أبا زرعة يقول: أدركناه ولم نكتب عنه. وقال (4): سمعت أبا زرعة وأتاه بعض رفقائي فحكى عن أبي عبيدالله ابن أخي ابن وهب أنه رجع عن تلك الاحاديث فقال أبو زرعة: إن رجوعه مما يحسن حاله ولا يبلغ به المنزلة التي كان من قبل. وقال (5): سمعت أبي يقول: كتبنا عنه وأمره مستقيم، ثم خلط بعد، ثم جاءني خبره أنه رجع عن التخليط. قال: وسئل أبي عنه بعد ذلك فقال: كان صدوقا. وقال الحاكم أبو عبد الله: سمعت أبا عبدالله محمد بن يعقوب
--------------------------------------------------------------------------------
(1) " الجرح والتعديل: 1/ 1 /: 60. (2) نفسه. (3) لم أجد هذا في " الجرح والتعديل " ولعله ساقط من المطبوعة. (4) " الجرح والتعديل ": 1/ 1 / 60. (5) نفسه. [*]
--------------------------------------------------------------------------------
[389]
¥(44/153)
الحافظ يقول: سمعت محمد بن إسحاق يعني ابن خزيمة وقيل له: لم رويت عن أحمد بن عبد الرحمان بن وهب وتركت سفيان بن وكيع؟ فقال: لان أحمد بن عبد الرحمان لما أنكروا عليه تلك الاحاديث، رجع عنها عن آخرها إلا حديث مالك عن الزهري عن أنس: " إذا حضر العشاء " (1) فإنه ذكر أنه وجده في درج (2) من كتب عمه في قرطاس. وأما سفيان بن وكيع، فإن وراقة أدخل عليه أحاديث، فرواها، وكلمناه، فلم يرجع عنها، فاستخرت الله، وتركت الرواية عنه. وقال أبو أحمد بن عدي: رأيت شيوخ أهل مصر الذين لحقتهم مجمعين على ضعفه، ومن كتب عنه من الغرباء غير أهل بلده لا يمتنعون من الرواية عنه، وحدثوا عنه، منهم: أبو زرعة (3) وأبو حاتم فمن دونهما. وسألت عبدان عنه، فقال: كان مستقيم الامر في أيامنا، وكان أبو الطاهر ابن السرح يحسن فيه القول ومن لم يلق حرملة اعتمد أبا عبيدالله في نسخ حديث ابن وهب كنسخة عمرو بن الحارث وغيره، وكل من تفرد عن عمه بشئ، فذلك الذي تفردوا به وجدوه عنده، وحدثهم به، من ذلك أيضا كتاب " الرجال " يرويه عن عمه عمرو ابن سواد وقد كتبوه عنه أيضا (4). قال: وسمعت محمد بن محمد بن الاشعث بمصر يقول: كنا عند أبي عبيدالله ابن أخي ابن وهب، فمر عليه هارون بن سعيد
--------------------------------------------------------------------------------
(1) وتمامه: وأقيمت الصلاة فابدأوا بالعشاء، أخرجه من طرق عن الزهري عن أنس: البخاري 2/ 134 في الاذان: باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة، و (5465) ومسلم (557) في المساجد: باب كراهية الصلاة بحضرة الطعام الذي يريد أكله في الحال، وأحمد 3/ 110، والترمذي (353)، وابن ماجة (933)، وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري 2/ 134، 135، ومسلم (559)، وعن عائشة عند البخاري 2/ 134 ومسلم (558) (ش). (2) يجوز فيها سكون الراء وفتحها كما في معجمات اللغة. (3) في حاشية الاصل تعقيب للمؤلف نصه: " قد تقدمت حكاية عبد الرحمان عن أبي زرعة أنه لم يكتب عنه ". (4) قال العلامة مغلطاي: " قال أبو عبد الله الحاكم: قلت لابي عبدالله محمد بن يعقوب الحافظ: إن مسلما حدث عن ابن أخي ابن وهب فقال: إن ابن أخي ابن وهب ابتلي بعد خروج مسلم من مصر ونحن لا نشك = [*]
--------------------------------------------------------------------------------
[390]
الايلى وهو راكب، فسلم عليه، وقال: ألا أطرفك! جاؤوني أصحاب الحديث يسألوني عنك، فقلت لهم: إنما يسأل أبو عبيدالله عنا ليس نحن نسأل عنه وهو الذي كان يستملي لنا عند عمه، وهو الذي كان يقرأ لنا على عمه، أو كما قال.
--------------------------------------------------------------------------------
= في اختلاطة بعد الخمسين، وذلك بعد خروج مسلم والدليل عليه أحاديث جمعت عليه بمصر لا يكاد يقبلها العقل وأهل الصنعة من تأملها منهم على أنها مختلقة عليه فقبلها فما يشبه حال مسلم معه إلا حال المتقدمين من أصحاب ابن أبي عروبة انهم أخذوا عنه قبل الاختلاط وكانوا فيها على أصلهم الصحيح، فكذلك مسلم أخذ عنه قبل تغيره واختلاطه. وفي كتاب الجرح التعديل عن أبي الحسن الدارقطني: تكلموا فيه. وقال أبو الفرج ابن الجوزي: كان مستقيم الامر ثم حدث بما لا أصل له. وخرج ابن خزيمة والحاكم حديثه في صحيحيهما. وقال ابن العطار: وثقة أهل زمانه " (إكمال: 1 / الورقة: 19 18). وذكره ابن منجويه في (رجال صحيح مسلم) الورقة: 2. وقال الذهبي في " الميزان ": " وقال ابن حبان ما معناه: إنه أتى بمناكير في آخر عمره، فروى عن عمه عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله زادكم صلاة إلى صلاتكم وهي الوتر " فهذا موضوع على ابن وهب ". وأورد الامام الذهبي طائفة مما أنكر عليه منها ما رواه ابن عدي في " الكامل " عن عيسى بن أحمد: أنبأنا أبو عبيد الله أنبأنا ابن وهب، أنبأنا عيسى بن يونس، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمان بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك مرفوعا: " يكون في آخر الزمان قوم يحلون الحرام ويحرمون الحلال، ويقيسون الامور برأيهم "، فهذا إنما يعرف بنعيم بن حماد، عن عيسى، وسرقة منه سويد بن سعيد وعبد الوهاب بن الضحاك والحكم بن المبارك الخاشتي، أنكروه على أبي عبيدالله عن عمه. وله عن عمه عن مخرمة
¥(44/154)
بن بكير عن أبيه عن نافع عن ابن عمر مرفوعا: " إذا كان الجهاد على باب أحدكم فلا يخرج إلا باذن أبويه ". حدثنا موسى بن العباس، حدثنا أحمد، أنبأنا عمي، أنبأنا حيوة، عن أبي صخر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، مرفوعا: " يأتي على الناس زمان يرسل إلى القرآن فيرفع من الارض " تفرد أحمد برفعه. وروى الامام الذهبي بسنده إلى السلفي: حدثنا ابن بدران الحلواني، حدثنا الجوهري، حدثنا ابن حيويه، حدثنا أبو بكر بن أبي داود، حدثنا أحمد بن عبد الرحمان، حدثنا ابن وهب، حدثني عمي، حدثنا عبدالله بن عمر ومالك وسفيان بن عيينة، عن حميد الطويل، عن أنس: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة ". قال الامام الذهبي: وأجازه لي أحمد الدفوني وشهاب أنهما سمعاه من ابن رواج لسماعه من السلفي، ورواه ابن الطيوري عن العتيقي عن ابن حيويه " الميزان ": 1/ 114 113. قال الحافظ ابن حجر: وقد صح رجوع أحمد عن هذه الاحاديث التي أنكرت عليه ولاجل ذلك اعتمده ابن خزيمة من المتقدمين وابن القطان من المتأخرين، والله الموفق. وقال زكريا بن يحيى البلخي: حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي قال: قال أحمد بن صالح: بلغني أن حرملة يحدث بكتاب " الفتن " عن ابن وهب فقلت له في ذلك، وقلت له: لم يسمعه من ابن وهب أحد ولم يقرأه على أحد، قال: فرجع من عندي على أنه لا يفعل ثم بلغني أنه حدث به بعد، وقال: فقيل للبوشنجي: إن أحمد بن عبد الرحمان بن وهب حدث به عن ابن وهب، قال: فهذا كذاب إذا " " تهذيب ": 1/ 56. وكأن الذهبي ضعفه وقد ذكره في " ديوان الصعفاء والمتروكين " (الورقة: 4) واقتصر فيه على نقل قول ابن عدي: رأيت شيوخ مصر مجمعين على ضعفه. [*]
--------------------------------------------------------------------------------
[391]
قال أبو أحمد بن عدي: ومن ضعفه، أنكر عليه أحاديث وكثرة روايته عن عمه، وحرملة أكثر رواية عن عمه منه، وكل ما أنكروه عليه فمحتمل، وإن لم يروه عن عمه غيره، ولعله خصه به.
وقال أبو سعيد بن يونس: لا تقوم بحديثه حجة. وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين ومئتين، صلى عليه بكار بن قتيبة القاضي.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 07 - 05, 06:13 م]ـ
وفي الجامع في الجرح والتعديل (1/ 44 - 45))
قال النسائي: كذاب ((الضعفاء والمتروكون) 71.
قال أبو زرعة الرازي: لاأرى ظهر بمصر منذ دهر أوضع للحديث وأجسر على الكذب من هذا (2/ 711)
وقال البرذعي: كتب (أبو زرعة) بخطه كلاما غليظا بأمر بهجرانه ومباينته، ونسبه إلى الكذب المصرح. وكتب نحو ذلك أبو عبدالله محمد بن مسلم بن واره، ,وأبو حاتم (2/ 712).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 07 - 05, 06:30 م]ـ
والنص الموجود في رواية البرذعي (2/ 710)
وحملت معي من مصرجزءاً بخطي مما أنكرته من حديث أحمد بن عبد الرحمن ابن أخي ابن وهب أبي عبيد الله1 ومما لديهم2 من الأسانيد، والمتون، فدفعت الجزء إلى أبي زرعة، وكان علان بن عبد الرحمن المصري3 أعطاني حديث موسى بن يعقوب4 عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة1، عن أنس: "من كذب علي"2، ذكر أن ابن وهب حدثهم قال: نا موسى بن يعقوب أعطاني علان ذلك، فدفعه بخط ابن أخي ابن وهب قال لي: علان كتب لي ذلك ابن أخي ابن وهب بخطه، وقرأه في، وحديث الزهري3، عن سحيم4، في الخسف5، عن
ابن وهب، عن يونس1، فدفعت الرقعة أيضأ إلى ابي زرعة فجعل يقرأ ما في الكتاب، ويتعجب، ثم قال لي أبو زرعة: "لا أرى ظهر بمصر منذ دهر أوضع للحديث، وأجسر على الكذب من هذا"، وكان مما كتبت في الجزء ما أنكرت من رواياته، عن عمه، عن إبراهيم بن سعد2 عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من أكل من هذه الشجرة"3 فقال لي أبو زرعة: أي شيء أنكرت من هذا؟ قلت: أنكرته إنه انما هو، عن سعيد ابن المسيب وحده، ليس أبوسلمة4 فقال لي: أصبت، ما هذا من حديث أبي سلمة، وأزيدك مما لست أراك أنك تهتدي إليه قلت: لا أعلم إلا أني أنكرت فيه زيادته فيه، عن أبي سلمة لأن الحديث رواه جماعة، عن إبراهيم بن سعد فقال لي: رواه جماعة، وابن وهب لا أعلمه حدث، عن إبراهيم بن سعد شيئاً أصلاً، ثم قال لي أبو زرعة: كان أبو حاتم يلقي إلي عنه أحاديث كنت أستحسنها، مثل
¥(44/155)
حديث أبي الزعراء1 وغيره، فإذا هذا آفة من الآفات. قلت: فتكتب بخطك إلى أصحابنا بمصر، فكتب بخطه كلاما غليظاً يأمر بهجرانه، ومباينته، رنسبه إلى الكذب المصرح، وكتب نحو ذلك أبو عبد الله محمد بن مسلم، وأبو حاتم، فأنفدت خطوطهم إلى علان، وإبراهيم بن الأصم3، ثم قال لي أبو حاتم: شعرت أن ابن أخي ابن وهب كتب إلي وأنت بمصر يشكوك ويقول: إنك تعتب عليه، وكتبت إلي في كتابه حدثنا عمي قال: نا عمر بن محمد4، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لو بغى جبل على جبل إلا ذل الله الباغي منهما"5 فلما خرج ابني عبد الرحمن كتبت له إلى يونس،
وابن عبد الحكم1، ولم أكتب إليه. وقلت لعبد الرحمن: قل له كتبت إلي في أمر البرذعي بما كفيتني مؤنة نفسك عندما ذكرت عن عمك، عن عمر بن محمد حديثاً لا أصل له بهذا الإسناد، فورد كتاب ابن أخي ابن وهب على أبي حاتم بعد أن أبى كتب إليك بهذا الحديث وغلط في إسناده، وليس هو من حديثي، وأنا أستغفر الله، وما حدثت بهذا الإسناد أو نحو ذلك كلام هذا معناه أخبرني به أبو حاتم، وقال لي ألا ترى ماكتب به ابن أخي ابن وهب، وكان معي فضل الصائغ2 عندما قال لي أبو حاتم هذه المقالة، فقال الفضل فيما أحسب أنه حدئني بهذا الحديث، عن عمه، عن عمر بن محمد، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، منذ كذا وكذا، وكان الفضل هناك مع أحمد بن صالح3، ثم انصرف الفضل إلى منزله فعاد إلي ومعه كتابه، كتاب عتيق كتبه بمصر، عنه فلم نلق هذا الحديث في أصل كتابه. وقد كان أبو حاتم
كتب إليه معي بلغني أنك رويت عن عمك، عن عيسى بن يونس1، حديث عوف بن مالك2: "تفترق أمتي" وليس هذا من حديث عمك، ولا روى هذا عن عيسى أحد، غير نعيم بن حماد1، وكتب إلي أيضاً كهل2 كان بمصر من
أصحابنا يقال له أبو الحسين الأصبهاني، وكان من أصحاب الشافعي فصرت أنا وأبو الحسين الأصبهاني إلى ابن أخي ابن وهب بكتاب أبي حاتم فقرأه، وقال: "جزى الله أبا حاتم خيرا لقد نصح فوعظته أنا، وقلت له: هذا بحر بن نصر1 قد رفعه الله بمقدار عشرة ألاف حديث عنده عن عمك، فاتق الله. فقال لي: ما حدثت بهذا الحديث قط، وأنا أعقله، وليس هذا الحديت من حديثي، ولا حديث عمي، وإنما وضعه لي أصحاب الحديث، ولست أعود إلى روايته حتى ألقى الله، وأنا تائب إلى الله أو نحو ما قال. فقلت له: ها هنا أحاديث، عن هذا. قال فاجمعها، وآتني بها حتى أرجع عنها، فما مضى بي إلا عام، وكنت على أن أعود إليه، ومعي ما ينكر من حديثه حتى أتاني قوم ثقات من أصحابنا فحدثوني أنهم شهدوه في ذلك اليوم يحدث بحديث عيسى بن يونس الذي قال له ما قال، عن عمه، فقصدت الرجل الذي قيل له أنه قرأ عليه الحديث، وكان جرجاني صديق لي فقلت له ابن أخي ابن وهب قرأ عليك حديث عيسى بن يونس؟ فقال لي: نعم أخذ مني درهمين، وقرأه علي.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[06 - 07 - 05, 06:33 م]ـ
شيخنا محمد بن عبد الله ... بارك الله فيك و جزاك خيرا ...
أخطأت ُ وأصبت َ
بارك الله فيك .... الخطأ كان مني و لا أدري كيف فاتني هذا؟!!!!!
فرأى الإمام مالك موجود فى السنن الكبرى للبيهقي ... فبالتأكيد أن البيهقي نقل رأى الإمام مالك ....
قلت فى مشاركتى السابقه أن أعذروني لجهلي ... و الآن أضيف أعذروني لغبائي:)
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[06 - 07 - 05, 07:24 م]ـ
شيخنا الجليل عبد الرحمن الفقيه ... حفظك الله و بارك فيك و زادك علما و نفع بك ....
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل على ما سطرته يداك .....
و لكن أعذرني أخى ... فقد تهت .... هل الراجح أنه لا يُؤخذ بحديثه؟!!! أم ننظر الآن هل حدث بهذا الحديث قبل إختلاطه أم بعده؟؟!!
جزاك الله خيرا شيخنا و أعذرني لجهلي ....
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 07 - 05, 04:26 م]ـ
حفظكم الله وبارك فيكم
ولعل الأقرب عدم الاعتداد بروايته بعد أن تبين كذبه وإصراره على ذلك، والله أعلم.
ـ[المقرئ]ــــــــ[07 - 07 - 05, 05:49 م]ـ
قال القرطبي في تفسيره: (مقتبس من الموسوعة)
(وقد كان مالك رحمه الله في آخر عمره يدلك أصابع رجليه بخنصره أو ببعض أصابعه لحديث حدثه به أبن وهب عن ابن لهيعة والليث بن سعد عن يزيد بن عمرو الغفاري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فيخلل بخنصره ما بين أصابع رجليه قال ابن وهب فقال لي مالك إن هذا لحسن وما سمعته قط إلا الساعة قال ابن وهب فسمعته سئل بعد ذلك عن تخليل الأصابع في الوضوء فأمر به]
أما الحديث فقد كنت علقت على نسختي ما يلي مع التعديل:
زيادة الليث وعمرو بن الحارث خطأ من وجوه:
رواه ابن أبي عقيل عن ابن وهب عن ابن لهيعة وحده كما عند الطحاوي
ورواه قتيبة الحافظ عن ابن وهب عن ابن لهيعة وحده كما عند الترمذي وغيره
ورواه يونس بن عبد الأعلى به كذلك
ورواه محمد بن عبد الحكم أيضا كذلك كلاهما عن ابن وهب بدون المتابعات
ورواه موسى بن داود وحسن بن موسى ويحيى بن إسحاق كلهم عن ابن لهيعة وحده
ولو كان الليث على جلالته متابع له لذكره واحد من هؤلاء الجلة
كيف والمتفرد بذكر هذه المتابعات هو أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن ابن وهب به وقد تكلم فيه بجرح شديد بل نقل الإجماع على ضعفه
فكيف إذا علمت أنه رواه في كتاب الصحابة الذين نزلوا مصر فلم يذكر غير ابن لهيعة مما يدل على أنه زاده من كيسه
وقد نبهنا إلى ذلك الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة بقوله:
وأظنه غلطا من أحمد بن عبد الرحمن فقد حدث به عن محمد بن الربيع الجيزي في كتاب الصحابة الذين نزلوا مصر فلم يذكروا غير ابن لهيعة وأخرجه من طرق عن ابن لهيعة وعن يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم كلاهما عن ابن وهب عن ابن لهيعة وحده، نعم رواية ابن وهب له مما يقويه لأنه سمع من ابن لهيعة قديما]
وعليه فلا تصح هذه المتابعات
المقرئ
¥(44/156)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 07 - 05, 08:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا وحفظكم وبارك فيكم.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[08 - 07 - 05, 01:27 ص]ـ
الشيخان الجليلان الفاضلان عبد الرحمن الفقيه و المقرئ ...
أسأل الله تعالى أن يبارك فيكم وفي علمكم و يجزيكم خيرا .... سعدت كثيرا بمشاركاتكم في الموضوع ... حفظكم الله ... إني أحبكم في الله و أسأل الله أن يرزقنا ظل عرشه ....
مما سبق يتضح أن المتابعة لم تصح ... إذن فالحديث لا يصح .... أليس كذلك؟؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[08 - 07 - 05, 01:48 ص]ـ
أحبك الله الذي أحببتني فيه وجعلها سببا لرضاه
المقرئ
ـ[محمد الطاسان]ــــــــ[14 - 08 - 05, 01:48 ص]ـ
جزيتم خيراً أخوتي
ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[15 - 08 - 05, 01:54 ص]ـ
للفائده: سألنا الشيخ عبدالعزيز الطريفي حفظه الله عن هذا الحديث فضعفه.(44/157)
تخريج أحاديث المسخ، والكلام عليه، وهل على الحقيقة أم المجاز
ـ[الشيخ رضوان]ــــــــ[04 - 07 - 05, 04:11 ص]ـ
تخريج أحاديث المسخ، وهل سيقع في الأمة آخر الزمان؟، وهل وقع في بني إسرائيل على الحقيقة أم المجاز؟
الحديث الأول:- ثبت في أصح الكتب بعد كتاب رب العالمين- صحيح البخاري - عن أبي عامر أو أبي مالك الأشعري - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولون ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة"
هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري:10\ 51 الفتح - كتاب الأشربة - وأخرجه البيهقي في الكبرى - كتاب صلاة الخوف - 3\ 372 ورواه أبو داود مختصرا - كتاب اللباس - 4\ 319
شبهة حول هذا الحديث
هذا الحديث دندن حوله ابن حزم -عليه رحمة الله وغفر له الزلات - ومقلديه من أهل هذا الزمان من بعض شيوخ الفضائيات - حيث زعم وتبعوه - أن الحديث منقطع من جهة أن الإمام البخاري لما رواه قال: قال هشام بن عمار، ثم ساق الحديث بسنده 0
غاب عن ابن حزم ان هشام بن عمار من شيوخ الإمام البخاري الذين لقيهم وأخذ عنهم، فالحديث متصل، لإن البخاري ليس من أهل التدليس وإذا روى الراوي عن شيخه الذي لقيه وروى عنه بأي صيغة فذلك محمول على الاتصال والسماع ما لم يكن الراوي مدلسا فلا يعتد بروايته حتى يصرح بالسماع ونحوه، وقد اعتبر العلماء الكرام عزو الراوي لشيخه بصيغة " قال وأن" ونحوه كعزوه إليه بصيغة" عن " قال العراقي في ألفيته
وإن يكن أول الإسناد حذف مع صيغة الجزم فتعليقا عرف
ولو إلى آخره، أما الذي لشيخه عزا بقال كذا
عنعنه كبر المعازف لا تصغ لابن حزم المخالف
وقد رد العلماء قاطبة على ابن حزم قوله في تضعيف هذا الحديث، وعدم العمل بموجبه0انظر مقدمةبن الصلاح معها التقييد والإيضاح:89 - 90
وفتح المغيث:1\ 55 - 57 وفتح الباري:10\ 52 - 53 وإغاثة اللهفان:1\ 277 - 278 وفيه: ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي، وزعم أنه منقطع لأن الإمام البخاري لم يصل سنده به ثم ذكر خمسة وجوه في الرد فارجع إليه
وقال أيضا في روضة المحبين:130: وأما أبو محمد -أي ا بن حزم - فإنه على قدر يبسه وقسوته في التمسك بالظاهر، وإلغائه المعاني والمناسبات والحكم والعلل الشرعية، إنما في باب العشق والنظر وسماع الملاهي المحرمة، فوسع هذا الباب، وضيق باب المناسبات والمعاني والحكم الشرعية جدا 0 وهو من انحرافه في الطرفين حين رد الحديث الذي رواه البخاري فأبطل سنة صحيحة ثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا مطعن فيها بوجه 0
ورد الإمام الألوسي في روح المعاني:21\ 76 لكنه عكر رده وكدره بعبارات قاسية لا أستبيح ذكرها فالله يغفر لنا ولهم حميعا
الرواية الثانية:- عند ابن ماجة بسند صحيح عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يعزف على رؤوسهم بالمعازف، والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم القردة والخنازير"
رواه ابن ماجة كتاب الفتن - 2\ 1333 قال الإمام ابن القيم في إغاثة اللهفان:2\ 278 وهذا إسناد صحيح 0 والحديث رواه ابن حبان قريبا من رواية ابن ماجة 0 موارد الظمآن 336 والحديث رواه الإمام أحمد 5\ 432 وابن أبي شيبة والطبراني \3149 والبيهقي 10\ 221 والبخاري في التاريخ 7\ 222 وأبو داود مختصرا\3688 قال الشيخ شعيب الأرناؤط في تعليقه على رواية ابن حبان: وله شواهد من غير واحد من الصحابة يصح بها عند الحاكم عن عائشة - رضي الله عنها 4\ 147 والبيهقي 8\ 294 - 295 وعند أحمد عن عبادة بن الصامت- رضي الله عنه 5\ 318 وعندابن ماجة عن أبي أمامة- رضي الله عنه -3384
¥(44/158)
الرواية الثالثة:- عن ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه -أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" لاتقوم الساعة حتى يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف" ورواه ابن حبان - موارد الظمآن0 كتاب الفتن\466 ورواه الطبراني في المعجم الصغير 2\ 76 والأوسط كما في مجمع الزوائد 8\ 11 من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - بلفظ:"يكون في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف في متخذي القيان، وشاربي الخمر، ولابسي الحرير " قال الهيثمي فيه زياد بن أبي زياد الجصاص وثقه ابن حبان وضعفه الجمهوروبقية رجاله ثقات 0 وقد حكم ابن حجر عليه بالضعف0 التقريب 1\ 267 0قال الذهبي في الميزان 2\ 89 مجمع على ضعفه، ورد على ابن حبان قوله ربما يهم، ونقل عن ابن الجوزي قوله: في الرواة سبعة زياد ابن أبي زياد ليس فيهم مجروح سوى الجصاص وقال النسائي في الضعفاء والمتروكين 45 ليس بثقة
والروايات المتقدمه تشهد له0
وهناك أحاديث كثيرة تقرر وقوع الخسف والمسخ في هذه الأمة0 منها ماهو صحيح ومنها ماهو ضعيف تشهد له الروايات الصحيحة0منها ما رواه الإمام أحمد وسعيد بن منصورعن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" تبيت طائفة من أمتي على أكل وشرب ولهو ولعب، ثم يصبحون قردة وخنازير، ويبعث على أحياء من أحيائهم ريح، فتنسفهم كما نسفت من كان قبلهم، باستحلالهم الخمور، وضربهم بالدفوف، واتخاذهم القينات "
وعند البزار والطبراني في الأوسط والحاكم في المستدرك من حديث أبي هريرة يرفعه:" والذي بعثني بالحق لا تنقضي هذه الدنيا حتى يقع بهم الخسف والمسخ والقذف " قالوا ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال:"إذا رأيت النساء قد ركبن السروج وكثرت القينات وشهد شادة الزور وشرب المسلمون في آنية أهل الشرك الذهب والفضة واستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء
وانظر كلام الإمام ابن القيم -عليه رحمة الله - في تظاهر الأحاديث في وقوع المسخ في هذه الأمة في إغاثة اللهفان 1\ 284 ثم قرر عليه رحمة الله -كما في 1\ 344 - 346 أن المسخ على صورة القردة والخنازير واقع في هذه الأمة ولا بد، وهو في طائفتين
1:- علماء السوء الكاذبين على الله - جل وعلا- ورسوله- صلى الله عليه وسلم - الذين قلبوا دين الله وشرعه فقلب الله تبارك وتعالى صورهم كما قلبوا دينه0
2:- المجاهرين المتهتكين بالفسق والمحارم، من المغنين والمفتونين بهم وشربة الخمر والزناة0
ثم قال عليه رحمة الله وبكل حال فالمسخ لاجل الاستحلال بالاحتيال قد جاء في أحاديث كثيرة - قال شيخنا - يعني ابن تيمية - وانما ذلك اذا استحلوا هذه المحرمات بالتأويلات الفاسدة فإنهم لو استحلوها مع اعتقاد أن الرسول صلى الله عليه وسلم حرمها - كانوا كفارا، ولم يكونوا من أمته، ولو كانوا معترفين أنها حرام لأوشك أن لايعاقبوا بالمسخ كسائر الذين يفعلون هذه المعاصي، مع اعترافهم بأنها معصية ولما قيل فيهم
" يستحلون" فإن المستحل للشئ هو الذي يفعله معتقدا حله0 فيشبه أن يكون استحلالهم للخمر يعني يسمونها بغير اسمها كما جاء في الحديث فيشربون الأنبذة المحرمة ولا يسمونها خمرا0 واستحلالهم المعازف باعتقادهم أن آلات اللهو مجرد سماع صوت فيه لذة وهذا لايحرم عندهم تأولا كأصوات الطيور00وهذه التأويلات ونحوها واقعة في الطوائف الثلاثة الذين قال فيهم عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى -
وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها
المسخ في اللغة: هو التحول من صورة إلى أقبح منها0
المسخ الذي وقع على بني اسرائيل مسخ على الحقيقة أم على المجاز0
1:- ادعى مجاهد بن جبر - عليه رحمة الله - أن المسخ وقع على قلوبهم ولم تمسخ أبدانهم كما في تفسيره:1\ 77 - 78، وتفسير ابن جرير:1\ 75 وابن أبي حاتم وابقن المنذر كما في الدر:1\ 75 وإسناد ذلك إلى مجاهدكما في تفسير ابن كثير:1\ 105 حاصل قوله أن المسخ معنوي وليس حقيقي وأنه من ضرب الأمثال كما مثلهم بالحمار يحمل أسفارا0 نقله عنه أبو السعود في تفسيره- ولم يرده - 1\ 110، والشوكاني في فتح القدير:1\ 96 ولم يرده علما أنه ذكر القول بمسخهم حقيقة كما في تفسير سورة الأعراف:2\ 257 - 259 0وحكاه القاسمي في محاسن التأويل:1\ 150 ولم يرده بل مال إليه، ونصر- محمد رشيد رضا وشيخه محمد عبده - قول مجاهد كما في تفسير المنار:1\ 344 كما هي عادتهما في مثل هذا
2:- ذهب جمهور المفسرين إلى أن معنى:"كونوا قردة خاسئين:" أن صورهم مسخت فكانوا قردة حقيقين
نقول وبالله التوفيق والمنة: لايرتاب أحد في بطلان قول مجاهد - رحمه الله - وذلك معدود من سقطه - عليه رحمة الله - فهو قول شاذ رده الأئمة العظام0 منهم الإمام بن جريركما في تفسيره:1\ 263 حيث قال: وهذا القول الذي قاله مجاهد قول لظاهر ما دل عليه الكتاب مخالف له، وذلك أن الله أخبر في كتابه أنه جعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت0 وتبعه على ذلك الإمام الألوسي في روح المعاني:1\ 283 قال: وظاهر القرآن أنهم مسخواقردة على الحقيقة وعلى ذلك جمهور المفسرين 0 وهو الصحيح 0 وقال الإمام ابن الجوزي في زاد المسير:1\ 95:وقول مجاهد بعيد 0 وقال الإمام ابن كثير:1\ 105 هذا قول غريب - قول مجاهد - خلاف الظاهر من السياق في هذا المقام وفي غيره 0 ورد قول مجاهد وتقرير كون المسخ وقع حقيقة على الأبدان سار المفسرون الكرام0 انظر معاني القرآن للفراء:1\ 43 وللزجاج: 1\ 427 ومعالم التنزيل:1\ 69 ومفاتيح الغيب 3\ 111 وأحكام القرآن لابن العربي:1\ 427 والجامع لأحكام القرآن:1\ 441 ولباب التأويل 1\ 69 والبحر المحيط 1\ 346 والجواهر الحسان:1\ 75 والتسهيل لعلوم التنزيل:1\ 50، 2\ 53 والسراج المنير 1\ 67 كلهم يقول أن المسخ وقع حقيقة على الأبدان وإذا علمت هذا فاعلم أن المدرسة العقليه التي تولى كبرها المحدثون- بفتح الدال - المحدثون - بكسر الدال- وهو رد كل ملا يوافق العقل وزعيمهم محمد رشيد رضا وشيخه محمد عبده هي مدرسة سمجة مرذولة وعليه فقولهما في المسخ المنقول عنهمافي المنار: لو صح النقل بمسخهم حقيقة ما كان في الآية عبرة ولا موعظة للعصاة- فيه جسارة شنيعة على نصوص الشريعة0
¥(44/159)
ـ[مثنى حامد]ــــــــ[04 - 07 - 05, 12:19 م]ـ
بارك الله فيك
ولكن اريد فقط ان اعلق على حديث المعازف الذي اورده البخاري معلقا
فالبخاري اراد شيئا من قوله وقال هشام وهذا الشيء هو الذي بحثه العلماءواختلفو فيه
العله ليست فقط في سماع البخاري من شيخه هشام ولكن كذلك في ظعف هشام اخر عمره والبخاري اخرج لشيخه هشام حديثين فقط لهما متابعات عدا هذا الحديث المعلق
وكذلك ظعف عطيه بن قيس
والسند الصحيح للحديث الذي عند ابي داوود ليس فيه لفظ معازف
ـ[الشيخ رضوان]ــــــــ[04 - 07 - 05, 10:40 م]ـ
من ضعف "ظعف" هشام بن عمار 00
اتقوا الله في أئمة سلفنا 0 من ضعف هشام بن عمار رحمه الله ومن ذكره مع الضعفاء
لعلك اغتررت بقول ابي عبد الرحمن المنذر التميمي الرازي- رحمه الله-: هشام بن عمار لما كبر تغير وكلما دفع إليه قرأه وكلما لقن تلقن، ع وافهم قوله كان قديما أصح 0كلمة اصح ليس تغايرا لأضعف 0 وإنما لصحيح 0 ثم قال عنه صدوق0 الجرح والتعديل9\ 66
أو لعلك اغتررت بقول ابن واره رحمه الله عزمت زمانا أن أمسك عن حديث هشام لنه كان يبيع الحديث0 وأي شئ في هذا كل ما يقال فيه ماقاله الذهبي- رحمه الله-: في السير11\ 426 بعد قول ابن واره- رحمه الله- قال قلت العجب من هذا الإمام مع جلالته كيف فعل هذا ولم يكن محتاجا ثم اعتذر إليه بقوله- رحمه الله-:وله اجتهاده
ونسينا أنه رحمه الله من رجال البخاري روى عنه في صحيحه في فضل أبي بكر وفي البيوع مسندا وفي ثلاث مواضع يقول فيها قال هشام في الأشربه وفي المغازي "أن الناس كانوا مع رسول الله يوم الحديبية تفرقوا في ظلال الشجر" وفي قوله صلى الله عليه وسلم لاتكن مثل فلان كان يقوم الليل وروى عنه كذلك الترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه
وثقه ابن معين والعجلي قال يحي ابن معين كيس كيس وقال ابن معين حدثنا هشام بن عمار وليس بالكذوب وفال النسائي لابأس به وقال الداراقطني صدوق كبير المحل وقال عبدان ما كان في الدنيا مثله
قال ابن أبي الحواري إذا حدث في بلد فيه مثل هشام فيجب للحيتي أن تحلق
قال أبوزرعة الرازي - وحسبك - من فاته هشام بن عمار يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث
قال أبوعلي أحمد بن محمد الأصبهاني بعد موت أيوب بن تميم رجعت الإمامة إلى رجلين: عبد الله بن ذكوان والآخر مشتهر بالنقل والفصاحة والرواية والعلم والدراية وهو هشام بن عمار رزق كبر السن وصحة العقل والرأي فارتحل الناس إليه في نقل القراءة وأخبار الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان عبد الله بن ذكوان يفضله ويرى مكانه- رحمة الله على أئمة سلمنا نور الظلا ومصابيح التمام وموقظي الهمام0ومحيي سنة خير الأنام
ـ[أخوكم عماد]ــــــــ[13 - 07 - 05, 06:03 م]ـ
صدقت يا شيخ رضوان فهشام بن عمار ليس بضعيف و أيضا عطية بن قيس فقد قال عنه الحافظ بن حجر أنه ثقة(44/160)
نَيْلُ الْوَطَر بِتَخْرِيجِ حَدِيثِ ((مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَر))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 07 - 05, 12:18 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ بِجَمِيعِ مَحَامِدِهِ عَلَى نَعْمَائِهِ وَآلاءِهِ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامَ وَالتَّحِيَّةُ عَلَى خَاتِمِ رُسُلِهِ وَأَنْبِيَاءِهِ.
فهذا جواب من سألني تخريجاً مُفَصَّلاً لحديث ((مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَر))، وهل يتعارض مع الحديث الثابت الصحيح ((خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنِي)) سَمَّيتُه:
نَيْلُ الْوَطَر بِتَخْرِيجِ حَدِيثِ ((مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَر))
ــــــــــــــ
والحديث عَنْ: أنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وعِمْرَانِ بْنِ حُصَيْنٍ، وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، وعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وأبِي نجيدٍ.
حديث أنَسِ بْنِ مَالِكٍ، له طرق
[الطريق الأولَى] ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْهُ.
قال الترمذِيُّ (2795): حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الأَبَحُّ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ)).
قَالَ أَبُو عِيسَى: ((وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَرُوِي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ أَنَّهُ كَانَ يُثَبِّتُ حَمَّادَ بْنَ يَحْيَى الأَبَحَّ، وَكَانَ يَقُولُ: هُوَ مِنْ شُيُوخِنَا)).
وأخرجه الطيالسِيُّ (2023)، وأَحْمَدُ (3/ 143،130) عن حَسَنِ بْنِ مُوسَى، وعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ ((العلل ومعرفة الرجال)) (5400)، والعقيلِيُّ ((الضعفاء)) (1/ 309)، والرامهرمزِيُّ ((المحدِّث الفاصل)) (ص346) ثلاثتهم عن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيِّ، وابن عدِيٍّ ((الكامل)) (2/ 246) عن علِيِّ بْنِ عَاصِمٍ وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وأبو الشيخ ((أمثال الحديث)) (30) عن أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ، والقضاعِيُّ ((مسند الشهاب)) (1352) عن مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، والبيهقِيُّ ((الزهد الكبير)) (398) عن قُتَيْبَةَ، والرافعِيُّ ((التدوين فِي أخبار قزوين)) (1/ 447) تعليقاً عن مُسَدَّدٍ، وابن عبد البر ((التمهيد)) (20/ 253) عن الطيالسِيِّ، تسعتُهم - الطيالسِيُّ ومتابعوه - عَنْ حَمَّادِ بْنِ يَحْيَى الأَبَحِّ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ به.
قلت: وهذا أشيعُ وجهٍ وأشهرُه عَنْ أَنَسٍ، وإن رُوى عنه من أوجهٍ أخر. وحَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الأَبَحِّ أبو بكرٍ الْبَصْرِيُّ وثَّقه يحيى بْنُ مَعِينٍ، وهو أقدمُ شيخٍ له. وقال عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ عن أبيه: صالح الحديث ما أرى به بأساً. وقال البخاريُّ: قال أبو بكر بن أبي الأسود عن عبد الرحمن بن مهدي: كان من شيوخنا نَسَبَهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ يَهِم فِي الشيء بعد الشيء. وقال أبو زرعة: ليس بالقوي. وقال أبو حاتِمٍ: لا بأس به. وقال أبو داود: يخطئ كما يخطىء الناس. وذكره ابن حبَّان فِي ((الثقات)) (6/ 221) وقال: يخطئ ويهم.
ولذا لخصه الحافظ ابن حجر فِي ((تقريبه)) (1/ 179) بقوله: ((صدوق يخطئ)).
قلت: وقد توبع عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، تابعه: عُبَيْدُ بْنُ مُسْلِمٍ صَاحِبُ السَّابِرِيِّ، ويُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ، وحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ من رواية إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الْحُلْوَانِيِّ عنه.
قال أبو يعلى (3717): حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيُّ حَدَّثَنَا أبُو سَهْلٍ يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ سَمِعْتُ ثَابِتَاً يَقُولُ قالَ أَنَسٌ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثله.
قال الرامهرمزيُّ (69): حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ سَمِعْتُ هُدْبَةَ بْنَ خَالِدٍ ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُسْلِمٍ صَاحِبُ السَّابِرِيِّ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثله.
¥(44/161)
وقال (68): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ تَلْقِينَاً ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أَنَسٍ بِحُلْوَانَ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّمَا مَثَلُ أُمَّتِي كَمَثَلِ مَاءٍ أَنْزَلَهُ اللهُ مِنْ السَّمَاءِ، لا يُدْرَى الْبَرَكَةُ فِي أَوَّلِهَا أَوْ فِي آخِرِهَا)).
قلت: ولا يخلو واحدٌ من هذه المتابعات الثلاث من مقالٍ.
وللحديث علةٌ مانعةٌ من تصحيحه بهذه الأسانيد من هذا الوجه عن هؤلاء مجتمعين. فقد خالف جماعتهم: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، فرواه عَنْ ثَابِتٍ عَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلاً، والحديث له دونهم، فهو أعلم وأحفظ وأضبط الناس لحديث ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ. وكيف لا، وهو ربيبُهُ!. قال يحيى بن معين: من خالف حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ فِي ثابتٍ فالقول قول حَمَّادٍ، وحَمَّادُ أعلم الناس بِثَابِتٍ.
وقال أبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ فِي ثَابِتٍ وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ أحبّ إلِيَّ من هَمَّامٍ، وهو أضبط النَّاس وأعلمهم بحديثهما، بيَّن خطأ النَّاس فِي حديثهما.
قال عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ ((العلل ومعرفة الرجال)) (3/ 314): سألت أبِي عن حديث حَمَّادِ بْنِ يَحْيَى الأَبَحِّ، فقال: هو خطأ، إنما يروى هذا الحديث عَنِ الْحَسَنِ – يعنِي مُرْسَلاً -.
وقال (5402): حدثَّنِي أبِي قال: حَدَّثَنَاه حَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ وَحُمَيْدٍ وَيُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَثَلُ أُمَّتِي ... )) فَذَكَرَهُ.
[الثانية] الْحَسَنُ الْبَصْرِِيُّ عَنْهُ.
قال الطبرانِيُّ ((الأوسط)) (4058): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ نَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ الدَّبَّاغُ نَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّمَا مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ، لا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ)).
وقال أبو القاسم: ((لم يرو هذا الحديث عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ إلا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، تفرَّد به الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ الدَّبَّاغُ)).
وقال ابن عدِيٍّ ((الكامل)) (4/ 331): أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ سَعِيدٍ ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ الدَّبَّاغُ ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ تَمَّامٍ ثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثله.
قلت: والحديث بهذين الإسنادين منكر. عُبَيْدُ اللهِ بْنُ تَمَّامٍ السلمِيُّ أبو عَاصِمٍ الْوَاسِطِىًُّ كان ممن ينفرد عن الثقات بما لا يعرف من أحاديثهم، حتى يشهد من سمعها ممن كان الحديث صناعته أنها معمولة أو مقلوبة، لا يحل الاحتجاج بخبره، قاله ابن حبَّان. وقال البخارِيُّ: عنده عن خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عجائب. وقال أبو حاتمٍ الرَّازِيُّ: ليس بالقوي ضعيف الحديث، روى أحاديث منكرة. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، وأمر بان يضرب على حديثه. وقال السَّاجِيُّ: كذاب يحدِّث بمناكير.
وأما عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ فإن يكن أبا حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ فهو متروك الحديث، وإن يكن العامري البصرى مؤذن بني بكرة، فلم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقد خولف، ولم يتابعه إلا الضعفاء بينو الضعف.
[الثالثة] قَتَادَةُ عَنْهُ.
قال ابن عدِيٍّ ((الكامل)) (3/ 48): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَرَوَانَ ثَنَا أبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ ثَنَا خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ)).
¥(44/162)
قلت: والحديث منكر بهذا الإسناد. خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ أبُو عُمَرَ السَّدُوسِيُّ الْبَصْرِيُّ، ضعَّفه أَحْمَدُ ويَحْيَى والدَّارقطنِيُّ. وقال أبو حاتم: صالح ليس بالمتين فِي الحديث، حدَّث عَنْ قَتَادَةَ أحاديث بعضها منكرة. وقال النسائِيُّ: ليس بثقةٍ. وقال ابن حبَّان: كان كثير الخطأ فيما يروي عَنْ قَتَادَةَ وغيره، يعجبني التنكُّب عن حديثه إذا انفرد.
وقد خولف عليه، فرواه عِمْرَانُ الْقَطَّانُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وهذا أشبه.
قال أبو داود الطيالسِيُّ (647): حَدَّثَنَا عِمْرَانُ يعنِي ابْنَ دَاوَرَ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا صَاحِبٌ لَنَا عَنْ عَمَّارٍ يعنِي ابْنَ يَاسِرٍ أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به.
[الرابعة] الزُّهْرِيُّ عَنْهُ.
أخرجه الخليلِيُّ ((الإرشاد)) (186) قال: حَدَّثَنَا أبِي فِي جماعةٍ قالوا: حَدَّثَنَا علي بن إبراهيم القطان حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ السُّكْرِيُّ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ)).
وأخرجه كذلك ابن حبَّان ((المجروحين)) (3/ 90)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (20/ 254)، والخطيب ((تاريخ بغداد)) (11/ 113)، وأبو طاهر السلفِيُّ ((معجم السفر)) (ص415)، وابن عساكر ((التاريخ)) (43/ 16) جميعاً من طريق مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ السُّكْرِيِّ عن هِشَامِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الرَّازِيِّ به.
قلت: هكذا رواه هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الرَّازِيُّ عَنْ مَالِكٍ بهذا الإسناد، فأغرب وأبعد فِي الوهم، ولم يُتابع على هذا الوجه.
قال أبو يعلى الخليلِيُّ: ((لم يروه أحدٌ عَنْ مَالِكٍ إلا هِشَامٌ، ورواه بهمذان، وأنكره أصحاب مَالِكٍ)).
وقال ابن حبَّان: هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الرَّازِيُّ السُّنِيُّ، كان ينتحل مذهب الكوفيين، يروي عَنْ مَالِكٍ وابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وكان يَهِمُ فِي الروايات، ويخطىء إذا روى عن الأثبات، فلما كثر مخالفته الأثبات بطل الاحتجاج به. وذكر له حديثين:
[أولهما] عَنْ مَالِكٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ مرفوعاً ((مَثَلُ أُمَّتِي ... ))، وقال: ولا يصحُّ من حديث الزُّهْرِيِّ.
[ثانيهما] عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ مرفوعاً ((الدَّجَاجُ غَنَمُ فُقَرَاءِ أُمَّتِي، وَالْجُمُعَةُ حَجُّ فُقَرَائِهَا))، وقال: وهذا موضوع لا أصل له.
وتأتي بقية الأحاديث إن شاء الله تعالَى.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 02 - 06, 08:52 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16050&highlight=%C7%E1%E3%D8%D1
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 08:32 م]ـ
بوركت شيخنا الكريم.(44/163)
تَعْطِيرُ الرُّقْعَة بِمَا فِي الكُتُبِ السِّتَةِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي زُرْعَة
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 07 - 05, 11:49 م]ـ
تَعْطِيرُ الرُّقْعَة بِمَا فِي الْكُتُبِ السِّتَةِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي زُرْعَة
ــــــــــ
الحمد لله الكريم المنان. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث بالهداية والإيمان. وبعد ..
فهذا مجموع روايات الحافظ الجهبذ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي زُرْعَةَ الرازِيِّ فِي ((الكتب الستة))، مع الإعلام أن ليس له فِي ((صحيح البخارِيِّ)) ولا ((سنن أبِي داود)) من روايتهما عنه شيءٌ.
[1] قال الإمام مسلم ((كتاب الذكر والدعاء)) (2739): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبُو زُرْعَةَ ثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ)).
[2] قال الترمذِيُّ (541): حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ وَاصِلِ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى وَأَبُو زُرْعَةَ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ عَنْ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ يَوْمَ الْعِيدِ فِي طَرِيقٍ رَجَعَ فِي غَيْرِهِ.
[3] وقال (2520): حَدَّثَنَا هَنَّادٌ وَأَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ هِلالِ بْنِ مِقْلاصٍ الصَّيْرَفِيِّ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ أَكَلَ طَيِّبًا وَعَمِلَ فِي سُنَّةٍ وَأَمِنَ النَّاسُ بَوَائِقَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ))، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ فِي النَّاسِ لَكَثِيرٌ!، قَالَ: ((وَسَيَكُونُ فِي قُرُونٍ بَعْدِي)).
قَالَ أَبُو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ إِسْرَائِيلَ)).
[4] وقال (2941): حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ وَالْفَضْلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ ((وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى)).
قَالَ أَبُو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَلا نَعْرِفُ لِقَتَادَةَ سَمَاعَاً مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا مِنْ أَنَسٍ وَأَبِي الطُّفَيْلِ)).
[5] وقال (3702): حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا أُمِرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَسُولَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، قَالَ: فَبَايَعَ النَّاسَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ عُثْمَانَ فِي حَاجَةِ اللهِ وَحَاجَةِ رَسُولِهِ، فَضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى، فَكَانَتْ يَدُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُثْمَانَ خَيْرَاً مِنْ أَيْدِيهِمْ لأَنْفُسِهِمْ.
¥(44/164)
[6] قال النسائِيُّ ((المجتبى)) (3/ 76): أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلاً رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، قِيلَ لَهُ: بِأَيِّ شَيْءٍ أَمَرَكُمْ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، قَالَ: أَمَرَنَا أَنْ نُسَبِّحَ ثَلاثَاً وَثَلاثِينَ، وَنَحْمَدَ ثَلاثَاً وَثَلاثِينَ، وَنُكَبِّرَ أَرْبَعَاً وَثَلاثِينَ، فَتِلْكَ مِائَةٌ، قَالَ: سَبِّحُوا خَمْسَاً وَعِشْرِينَ، وَاحْمَدُوا خَمْسَاً وَعِشْرِينَ، وَكَبِّرُوا خَمْسَاً وَعِشْرِينَ، وَهَلِّلُوا خَمْسَاً وَعِشْرِينَ، فَتِلْكَ مِائَةٌ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((افْعَلُوا كَمَا قَالَ الأَنْصَارِيُّ)).
[7] وقال (4/ 182): أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ هَانِئِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مُسَافِرَاً، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَأْكُلُ وَأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ: هَلُمَّ، قُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: أَتَدْرِي مَا وَضَعَ اللهُ عَنْ الْمُسَافِرِ!، قُلْتُ: وَمَا وَضَعَ اللهُ عَنْ الْمُسَافِرِ؟، قَالَ: ((الصَّوْمَ، وَشَطْرَ الصَّلاةِ)).
[8] قال ابن ماجه (1676): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ح وحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ أَبُو الشَعْثَاءِ ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ جَمِيعَاً عَنْ هِشَامٍ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلا قَضَاءَ عَلَيْهِ، وَمَنْ اسْتَقَاءَ فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ)).
[9] وقال (1781): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أُمَيَّةَ ثَنَا عِيسَى بْنُ مُوسَى الْبُخَارِيُّ عَنْ عُبَيْدَةَ الْعَمِّيِّ عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الْمُعْتَكِفِ: ((هُوَ يَعْكِفُ الذُّنُوبَ، وَيُجْرَى لَهُ مِنْ الْحَسَنَاتِ كَعَامِلِ الْحَسَنَاتِ كُلِّهَا)).
[10] وقال (2431): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ ثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ ثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ وحَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبَاً: الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا بَالُ الْقَرْضِ أَفْضَلُ مِنْ الصَّدَقَةِ؟، قَالَ: لأَنَّ السَّائِلَ يَسْأَلُ وَعِنْدَهُ، وَالْمُسْتَقْرِضُ لا يَسْتَقْرِضُ إِلا مِنْ حَاجَةٍ)).
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[07 - 07 - 05, 01:53 ص]ـ
جزاكم الله خير.
أهذا كل ما له في الستة؟ أم له غيرها.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 07 - 05, 12:02 م]ـ
وفقتم وهديتم. وبارك الله فيكم فهذه العشارية هِي مجموع روايات الْحَافِظِ الْجَهْبَذِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي زُرْعَةَ الرازِيِّ فِي ((الكتب الستة))
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - 07 - 05, 12:59 م]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا الفاضل على هذا الجهد المبارك:
------------------
[11] قال ابن ماجه (2823): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنَا سُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ حَيَّانَ الرَّقِّيِّ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُرْوَةَ الْبَارِقِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: {رَأَيْتُ رَجُلًا يَسْأَلُ أَبِي عَنْ الرَّجُلِ يَغْزُو، فَيَشْتَرِي وَيَبِيعُ وَيَتَّجِرُ فِي غَزْوَتِهِ؟ فَقَالَ لَهُ أَبِي: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ بِتَبُوكَ، نَشْتَرِي وَنَبِيعُ، وَهُوَ يَرَانَا وَلَا يَنْهَانَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -}
¥(44/165)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - 07 - 05, 01:14 م]ـ
....
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 07 - 05, 03:10 م]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا الفاضل على هذا الجهد المبارك:
الحادى عشر:
[11] قال ابن ماجه (2823): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنَا سُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ حَيَّانَ الرَّقِّيِّ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُرْوَةَ الْبَارِقِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: {رَأَيْتُ رَجُلًا يَسْأَلُ أَبِي عَنْ الرَّجُلِ يَغْزُو، فَيَشْتَرِي وَيَبِيعُ وَيَتَّجِرُ فِي غَزْوَتِهِ؟ فَقَالَ لَهُ أَبِي: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ بِتَبُوكَ، نَشْتَرِي وَنَبِيعُ، وَهُوَ يَرَانَا وَلَا يَنْهَانَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -}
يَا أَشْرَفَ بْنَ مُحَمَّدٍ صِنْوَ الْوَفَا ... شَكَرَ الإِلَهُ لِجَهْدِهِ وَعَنَائِهِ
فَاقْبَلْ فَدَتْكَ النَّفْسُ دَعْوَةَ مُخْلِصٍ ... يَحْنُو عَلَيْكَ بِصِدْقِهِ وَوَفَائِه
إنِّي أَنَا الْمِصْرِيُّ لَحْمَاً أَوْ دَمَا ... فِي حُسْنِ عِشْرَتِهِ وَصِدْقِ إِخَائِه(44/166)
ما صحة حديث إذا أصابت أحدكم عرجة في سفر فلينادي يا عباد الله
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[07 - 07 - 05, 06:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ما صحة حديث:
إذا أصابت أحدكم عرجة في سفر فليناد يا عباد الله رحمكم الله
رواه ابن ابي شيبة في المصنف 6 ص 191
والبيهقي في الشعب 6 ص 128
جزاكم الله خيرا
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[07 - 07 - 05, 07:03 ص]ـ
وهذا سند الأثر:
حدثنا أبو خالد الأحمر عن أسامة عن أبان بن صالح عن مجاهد عن بن عباس قال إن لله ملائكة فضلا سوى
الحفظة يكتبون ما سقط من ورق الشجر فإذا أصابت أحدكم عرجة في سفر فليناد أعينوا عباد الله رحمكم الله
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[07 - 07 - 05, 07:25 ص]ـ
الدكتور مسدد الشامي
الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف في كتاب الدعاء وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان وفي الاداب
والحديث مداره على أسامة بن زيد الليثي. قال الحافظ في التقريب (صدوق يهم)
وفي التهذيب ذكر أن البخاري لم يرو له و روى له مسلم في المتابعات
ولا تتعجل فالاخوان في الملتقى سوف يردون عليك إن شاء الله
وهذا اجتهاد بسيط من مبتديء في هذا العلم
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[07 - 07 - 05, 07:54 ص]ـ
والحديث له شواهد أخرى لا تخلو من شيء تجدها في مجمع الزوائد
باب ما يقول إذا انفلتت دابته أو أراد غوثاً أو أضل شيئاً
17103 - عن عتبة بن غزوان عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إذا أضل أحدكم شيئاً أو أراد عوناً وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل: يا عباد الله أغيثوني فإن لله عباداً لا نراهم ". وقد جرب ذلك.
رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم إلا أن زيد بن علي لم يدرك عتبة.
17104 - وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: أعينوا عباد الله ".
رواه البزار ورجاله ثقات. (وهذا الحديث مرفوع والحديث اللذي عند البيهقي ومصنف ابن أبي شيبة موقوف)
17105 - وعن عبد الله بن مسعود أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا، يا عباد الله احبسوا، فإن لله حاصراً في الأرض سيحبسه ".
رواه أبو يعلى والطبراني، وزاد: " سيحبسه عليكم ". وفيه معروف بن حسان وهو ضعيف.
17106 - وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الضالة أنه يقول:
" اللهم راد الضالة وهادي الضالة، تهدي من الضلالة، اردد علي ضالتي بقدرتك وسلطانك، فإنها من عطائك وفضلك ".
رواه الطبراني في الثلاثة، وفيه عبد الرحمن يعقوب بن أبي عباد المكي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 07 - 05, 05:31 م]ـ
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 109):
" إذا أضل أحدكم شيئا , أو أراد أحدكم غوثا , و هو بأرض ليس بها أنيس فليقل:
يا عباد الله أغيثوني , يا عباد الله أغيثوني , فإن لله عبادا لا نراهم ".
$ ضعيف $.
رواه الطبراني في " الكبير " (مجموع 6/ 55 / 1): حدثنا الحسين
بن إسحاق: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي: حدثنا عبد الرحمن بن شريك قال: حدثني
أبي عن عبد الله بن عيسى عن ابن علي عن # عتبة بن غزوان # عن نبي الله صلى الله
عليه وسلم قال: فذكره. و زاد في آخره: " و قد جرب ذلك ".
قلت: و هذا سند ضعيف. و فيه علل:
1 و 2 - عبد الرحمن بن شريك و هو ابن عبد الله القاضي و
أبوه كلاهما ضعيف , قال الحافظ في الأول منهما: " صدوق يخطيء ". و قال في
أبيه: " صدوق يخطيء كثيرا , تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة ". و قد أشار
إلى هذا الهيثمي بقوله في " المجمع " (10/ 132): " رواه الطبراني و رجاله
وثقوا على ضعف في بعضهم , إلا أن يزيد (كذا) بن علي لم يدرك عتبة ". 3 -
الانقطاع بين عتبة و ابن علي , هكذا وقع في أصلنا الذي نقلنا منه الحديث (ابن
علي) غير مسمى , و قد سماه الهيثمي كما سبق (يزيد) , و أنا أظنه وهما من
الناسخ أو الطابع , فإنه ليس في الرواة من يسمى (يزيد بن علي) و الصواب (زيد
بن علي) و هو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب , ولد سنة ثمانين , و
¥(44/167)
مات عتبة سنة عشرين على أوسع الأقوال فبين وفاته و ولادة زيد بن علي دهر طويل!
و قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ": " أخرجه الطبراني بسند منقطع عن
عتبة بن غزوان مرفوعا و زاد في آخره " و قد جرب ذلك ".
ثم قال الحافظ: " كذا
في الأصل , أي الأصل المنقول منه هذا الحديث من كتاب الطبراني , و لم أعرف
تعيين قائله , و لعله مصنف المعجم , و الله أعلم ".
فقد اقتصر الحافظ على
إعلاله بالانقطاع , و هو قصور واضح لما عرفت من العلتين الأوليين. و أما دعوى
الطبراني رحمه الله بأن الحديث قد جرب , فلا يجوز الاعتماد عليها , لأن
العبادات لا تثبت بالتجربة , كما سبق بيانه في الحديث الذي قبله. و مع أن هذا
الحديث ضعيف كالذي قبله , فليس فيه دليل على جواز الاستغاثة بالموتى من
الأولياء و الصالحين , لأنهما صريحان بأن المقصود بـ " عباد الله " فيهما خلق
من غير البشر , بدليل قوله في الحديث الأول: " فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه
عليهم ". و قوله في هذا الحديث: " فإن لله عبادا لا نراهم ". و هذا الوصف
إنما ينطبق على الملائكة أو الجن , لأنهم الذين لا نراهم عادة ,
و قد جاء في حديث آخر تعيين أنهم طائفة من الملائكة.
أخرجه البزار عن ابن عباس بلفظ: " إن لله تعالى ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر , فإذا
أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله أعينوني ".
قال الحافظ كما في " شرح ابن علان " (5/ 151): " هذا حديث حسن الإسناد غريب جدا , أخرجه
البزار و قال: لا نعلم يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من
هذا الوجه بهذا الإسناد ".
و حسنه السخاوي أيضا في " الابتهاج "
و قال الهيثمي
: " رجاله ثقات ".
قلت: و رواه البيهقي في " الشعب " موقوفا كما يأتي.
فهذا الحديث - إذا صح - يعين أن المراد بقوله في الحديث الأول " يا عباد الله " إنما
هم الملائكة , فلا يجوز أن يلحق بهم المسلمون من الجن أو الإنس ممن يسمونهم
برجال الغيب من الأولياء و الصالحين , سواء كانوا أحياء أو أمواتا , فإن
الاستغاثة بهم و طلب العون منهم شرك بين لأنهم لا يسمعون الدعاء , و لو سمعوا
لما استطاعوا الاستجابة و تحقيق الرغبة , و هذا صريح في آيات كثيرة , منها قوله
تبارك و تعالى: * (و الذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير , إن تدعوهم لا
يسمعوا دعائكم , و لو سمعوا ما استجابوا لكم , و يوم القيامة يكفرون بشرككم , و
لا ينبئك مثل خبير) * (فاطر 13 - 14). هذا ,
و يبدو أن حديث ابن عباس الذي
حسنه الحافظ كان الإمام أحمد يقويه , لأنه قد عمل به , فقال ابنه عبد الله في "
المسائل " (217): " سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج منها ثنتين [راكبا] و
ثلاثة ماشيا , أو ثنتين ماشيا و ثلاثة راكبا , فضللت الطريق في حجة و كنت ماشيا
, فجعلت أقول: (يا عباد الله دلونا على الطريق!) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت
على الطريق. أو كما قال أبي , و رواه البيهقي في " الشعب " (2/ 455 / 2) و
ابن عساكر (3/ 72 / 1) من طريق عبد الله بسند صحيح.
و بعد كتابة ما سبق
وقفت على إسناد البزاز في " زوائده " (ص 303): حدثنا موسى بن إسحاق: حدثنا
منجاب بن الحارث: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [عن أبان] ابن صالح
عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. قلت: و هذا
إسناد حسن كما قالوا , فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد و هو الليثي و هو
من رجال مسلم , على ضعف في حفظه , قال الحافظ في " التقريب ": " صدوق يهم ".
و موسى بن إسحاق هو أبو بكر الأنصاري ثقة , ترجمه الخطيب البغدادي في " تاريخه
" (13/ 52 - 54) ترجمة جيدة.
نعم خالفه جعفر بن عون فقال: حدثنا أسامة بن زيد .... فذكره موقوفا على ابن عباس. أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (2/ 455 / 1). و جعفر بن عون أوثق من حاتم بن إسماعيل , فإنهما و إن كانا من رجال
الشيخين , فالأول منهما لم يجرح بشيء , بخلاف الآخر , فقد قال فيه النسائي:
ليس بالقوي. و قال غيره: كانت فيه غفلة. و لذلك قال فيه الحافظ: " صحيح
الكتاب , صدوق يهم ". و قال في جعفر: " صدوق ". و لذلك فالحديث عندي معلول
بالمخالفة , و الأرجح أنه موقوف , و ليس هو من الأحاديث التي يمكن القطع بأنها
في حكم المرفوع , لاحتمال أن يكون ابن عباس تلقاها من مسلمة أهل الكتاب. و
الله أعلم. و لعل الحافظ ابن حجر رحمه الله لو اطلع على هذه الطريق الموقوفة ,
لانكشفت له العلة , و أعله بالوقف كما فعلت , و لأغناه ذلك عن استغرابه جدا , و
الله أعلم.
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[08 - 07 - 05, 08:38 ص]ـ
شيخنا عبدالرحمن
أسال الله أن يسبغ عليك رضوانه ويسكنك بحبوحة الجنة بمنه وكرمه وفضله
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[08 - 07 - 05, 10:15 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل الشيخ عبدارحمن الفقيه
وجزى الله شيخنا الإمام الألباني كل خير وتغمده بواسع رحمته
¥(44/168)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 07 - 05, 09:35 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
فائدة
في تيسير العزيز الحميد ص 210
واحتجوا ايضا بحديث رواه أبو يعلى وابن السني في عمل اليوم والليلة فقال ابن السني حدثنا أبو يعلى ثنا الحسن بن عمر وبن شقيق ثنا معروف بن حسان ثنا أبو معاذ السمرقندي عن سعيد عن قتادة عن أبي بردة عن أبيه عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فليناد يا عباد الله احبسوا هكذا في كتاب ابن السني وفي الجامع الصغير فإن لله عز وجل في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم
والجواب أن هذا الحديث مداره على معروف ابن حسان وهو أبو معاذ السمرقندي فقوله في الأصل ثنا أبو معاذ السمرقندي خطأ أظنه من الناسخ قال ابن عدي منكر الحديث وقال الذهبي في الميزان قال ابن عدي منكر الحديث قد روى عن عمرو بن ذر نسخة طويلة كلها غير محفوظة وقال السيوطي حديث ضعيف وأقول بل هو باطل إذ كيف يكون عند سعيد عن قتاده ثم يغيب عن أصحاب سعيد الحفاظ الأثبات مثل يحيى القطان واسمعيل بن علية وأبي أسامة وخالد ابن الحارث وأبي خالد الأحمر وسفيان وشعبة وعبدالوارث وابن المبارك والأنصاري وغندر وابن أبي عدي ونحوهم حتى يأتي به هذا الشيخ المجهول المنكر الحديث فهذا من أقوى الأدلة على وضعه
وبتقدير ثبوته لا دليل فيه لأن هذا من دعاء الحاضر فيما يقدر عليه كما قال فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم) انتهى.
ـ[علي الحربي]ــــــــ[09 - 07 - 05, 12:00 م]ـ
أذكر أننا كنا في مجلس للشيخ ناصر الفهد – وسأل أحدهم عن الحديث فقال:
هذا الحديث مما يعرف وضعه بدون النظر لسنده، لأنه يخالف قواعد شرعية ثابته، وهي الاستعانة بغير الله)
هذا معنى كلامه ثبته الله(44/169)
تَمَامُ الأَرْبَعِين بِمَا فِي السِّتَةِ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ مَعِين
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 07 - 05, 02:04 م]ـ
تَمَامُ الأَرْبَعِين بِمَا فِي السِّتَةِ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ مَعِين
ــــــــــــــــــــ
الحمد لله الكريم المنان. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث بالهداية والإيمان. وبعد ..
فهذه الأربعون هِي مجموع روايات الْحَافِظِ الْجَهْبَذِ أبِي زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ فِي ((الكتب الستة)).
[1] قال الإمام البخارِيُّ ((كتاب المناقب)) (2/ 306. سندي): حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَصَدَقَةُ قَالا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: ارْقُبُوا مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ.
[2] قال الإمام البخارِيُّ ((كتاب المناقب)) (2/ 322. سندي): حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ حَمَّادٍ الآمُلِيُّ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ عَنْ بَيَانٍ عَنْ وَبَرَةَ عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَعَهُ إِلا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ، وَامْرَأَتَانِ، وَأَبُو بَكْرٍ.
[3] قال الإمام البخارِيُّ ((كتاب التفسير)) (3/ 136. سندي): حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ - وَكَانَ بَيْنَهُمَا شَيْءٌ يعنِي ابْنَ عَبَّاسٍ وابْنَ الزُّبَيْرِ - فَغَدَوْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: أَتُرِيدُ أَنْ تُقَاتِلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَتُحِلَّ حَرَمَ اللهِ، فَقَالَ: مَعَاذَ اللهِ، إِنَّ اللهَ كَتَبَ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَبَنِي أُمَيَّةَ مُحِلِّينَ، وَإِنِّي وَاللهِ لا أُحِلُّهُ أَبَدَاً، قَالَ: قَالَ النَّاسُ: بَايِعْ لابْنِ الزُّبَيْرِ، فَقُلْتُ: وَأَيْنَ بِهَذَا الأَمْرِ عَنْهُ، أَمَّا أَبُوهُ فَحَوَارِيُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّا جَدُّهُ فَصَاحِبُ الْغَارِ يُرِيدُ أَبَا بَكْرٍ، وَأُمُّهُ فَذَاتُ النِّطَاقِ يُرِيدُ أَسْمَاءَ، وَأَمَّا خَالَتُهُ فَأُمُّ الْمُؤْمِنِينَ يُرِيدُ عَائِشَةَ، وَأَمَّا عَمَّتُهُ فَزَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ خَدِيجَةَ، وَأَمَّا عَمَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَدَّتُهُ يُرِيدُ صَفِيَّةَ، ثُمَّ عَفِيفٌ فِي الإِسْلامِ قَارِئٌ لِلْقُرْآنِ، وَاللهِ إِنْ وَصَلُونِي وَصَلُونِي مِنْ قَرِيبٍ، وَإِنْ رَبُّونِي رَبُّونِي أَكْفَاءٌ كِرَامٌ، فَآثَرَ التُّوَيْتَاتِ وَالأُسَامَاتِ وَالْحُمَيْدَاتِ يُرِيدُ أَبْطُنًا مِنْ بَنِي أَسَدٍ: بَنِي تُوَيْتٍ، وَبَنِي أُسَامَةَ، وَبَنِي أَسَدٍ، إِنَّ ابْنَ أَبِي الْعَاصِ بَرَزَ يَمْشِي الْقُدَمِيَّةَ يَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ، وَإِنَّهُ لَوَّى ذَنَبَهُ يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ.
[4] قال الإمام مُسْلِمٌ ((كتاب الزكاة)) (1018): حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: أُمِرْنَا بِالصَّدَقَةِ، قَالَ: كُنَّا نُحَامِلُ، فَتَصَدَّقَ أَبُو عَقِيلٍ بِنِصْفِ صَاعٍ، وَجَاءَ إِنْسَانٌ بِشَيْءٍ أَكْثَرَ مِنْهُ، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ: إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنْ صَدَقَةِ هَذَا، وَمَا فَعَلَ هَذَا الآخَرُ إِلا رِيَاءً، فَنَزَلَتْ ((الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلا جُهْدَهُمْ)).
¥(44/170)
[5] قال الإمام مُسْلِمٌ ((كتاب النكاح)) (1424): حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنْ الأَنْصَارِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((هَلْ نَظَرْتَ إِلَيْهَا، فَإِنَّ فِي عُيُونِ الأَنْصَارِ شَيْئَاً))، قَالَ: قَدْ نَظَرْتُ إِلَيْهَا، قَالَ: عَلَى كَمْ تَزَوَّجْتَهَا؟، قَالَ: عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ، كَأَنَّمَا تَنْحِتُونَ الْفِضَّةَ مِنْ عُرْضِ هَذَا الْجَبَلِ، مَا عِنْدَنَا مَا نُعْطِيكَ، وَلَكِنْ عَسَى أَنْ نَبْعَثَكَ فِي بَعْثٍ تُصِيبُ مِنْهُ))، قَالَ: فَبَعَثَ بَعْثَاً إِلَى بَنِي عَبْسٍ، بَعَثَ ذَلِكَ الرَّجُلَ فِيهِمْ.
[6] قال الإمام مُسْلِمٌ ((كتاب البيوع)) (1542): حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْمُزَابَنَةِ، وَالْمُزَابَنَةُ بَيْعُ ثَمَرِ النَّخْلِ بِالتَّمْرِ كَيْلاً، وَبَيْعُ الزَّبِيبِ بِالْعِنَبِ كَيْلاً، وَعَنْ كُلِّ ثَمَرٍ بِخَرْصِهِ.
[7] قال التِّرمذِيُّ (2308): حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ أَنَّهُ سَمِعَ هَانِئَاً مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى، حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ: تُذْكَرُ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلا تَبْكِي، وَتَبْكِي مِنْ هَذَا!، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الآخِرَةِ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ))، قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا رَأَيْتُ مَنْظَرَاً قَطُّ إِلا الْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ)).
[8] قال التِّرمذِيُّ (3789): حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَحِبُّوا اللهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّونِي بِحُبِّ اللهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي بِحُبِّي)).
[9] قال أبو داود (53): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ ابْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَشْرٌ مِنْ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَالاسْتِنْشَاقُ بِالْمَاءِ، وَقَصُّ الأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ يَعْنِي الاسْتِنْجَاءَ بِالْمَاءِ))، قَالَ زَكَرِيَّا قَالَ مُصْعَبٌ: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ.
¥(44/171)
[10] قال أبو داود (158): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَزِينٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ قَطَنٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ عِمَارَةَ - قَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَكَانَ قَدْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْقِبْلَتَيْنِ - أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: يَوْمَاً، قَالَ: يَوْمَاً، قَالَ: وَيَوْمَيْنِ، قَالَ: وَيَوْمَيْنِ، قَالَ: وَثَلاثَةً، قَالَ: نَعَمْ وَمَا شِئْتَ.
قَالَ أَبُو دَاوُد: وَقَدْ اخْتُلِفَ فِي إِسْنَادِهِ وَلَيْسَ هُوَ بِالْقَوِيِّ.
[11] قال أبو داود (202): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ يَحْيَى عَنْ أَبِي خَالِدٍ الدَّالانِيِّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْجُدُ وَيَنَامُ وَيَنْفُخُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي، وَلا يَتَوَضَّأُ، فَقُلْتُ لَهُ: صَلَّيْتَ وَلَمْ تَتَوَضَّأْ، وَقَدْ نِمْتَ!، فَقَالَ: ((إِنَّمَا الْوُضُوءُ عَلَى مَنْ نَامَ مُضْطَجِعَاً))، زَادَ عُثْمَانُ وَهَنَّادٌ ((فَإِنَّهُ إِذَا اضْطَجَعَ اسْتَرْخَتْ مَفَاصِلُهُ)).
قَالَ أَبُو دَاوُد: ((هُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ لَمْ يَرْوِهِ إِلا يَزِيدُ أَبُو خَالِدٍ الدَّالانِيُّ عَنْ قَتَادَةَ وَرَوَى أَوَّلَهُ جَمَاعَةٌ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَلَمْ يَذْكُرُوا شَيْئَاً مِنْ هَذَا. وَذَكَرْتُ حَدِيثَ يَزِيدَ الدَّالانِيِّ لأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَانْتَهَرَنِي اسْتِعْظَامَاً لَهُ، وَقَالَ: مَا لِيَزِيدَ الدَّالانِيِّ يُدْخِلُ عَلَى أَصْحَابِ قَتَادَةَ، وَلَمْ يَعْبَأْ بِالْحَدِيثِ)).
[12] قال أبو داود (561): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ ثَنَا إِسْمَعِيلُ أَبُو سُلَيْمَانَ الْكَحَّالُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ بُرَيْدَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((بَشِّرْ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
[13] قال أبو داود (679): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ عَنْ الصَّفِّ الأَوَّلِ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللهُ فِي النَّارِ)).
[14] قال أبو داود (845): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ طَاوُسَاً يَقُولُ: قُلْنَا لابْنِ عَبَّاسٍ فِي الإِقْعَاءِ عَلَى الْقَدَمَيْنِ فِي السُّجُودِ، فَقَالَ: هِيَ السُّنَّةُ، قُلْنَا: إِنَّا لَنَرَاهُ جُفَاءً بِالرَّجُلِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هِيَ سُنَّةُ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[15] قال أبو داود (1256): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ ((قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)) وَ ((قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)).
¥(44/172)
[16] قال أبو داود (1606): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا حَجَّاجٌ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أُخْبِرْتُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ وَهِيَ تَذْكُرُ شَأْنَ خَيْبَرَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْعَثُ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ إِلَى يَهُودَ، فَيَخْرُصُ النَّخْلَ حِينَ يَطِيبُ، قَبْلَ أَنْ يُؤْكَلَ مِنْهُ.
[17] قال أبو داود (1797): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُعِينٍ ثَنَا حَجَّاجٌ ثَنَا يُونُسُ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ حِينَ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْيَمَنِ، قَالَ: فَأَصَبْتُ مَعَهُ أَوَاقِيَ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ مِنْ الْيَمَنِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَجَدْتُ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَدْ لَبِسَتْ ثِيَابَاً صَبِيغَاً، وَقَدْ نَضَحَتْ الْبَيْتَ بِنَضُوحٍ، فَقَالَتْ: مَا لَكَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَ أَصْحَابَهُ فَأَحَلُّوا، قَالَ: قُلْتُ لَهَا: إِنِّي أَهْلَلْتُ بِإِهْلالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: كَيْفَ صَنَعْتَ؟، قُلْتُ: أَهْلَلْتُ بِإِهْلالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَإِنِّي قَدْ سُقْتُ الْهَدْيَ وَقَرَنْتُ، قَالَ: فَقَالَ لِي: انْحَرْ مِنْ الْبُدْنِ سَبْعَاً وَسِتِّينَ أَوْ سِتَّاً وَسِتِّينَ، وَأَمْسِكْ لِنَفْسِكَ ثَلاثَاً وَثَلاثِينَ أَوْ أَرْبَعَاً وَثَلاثِينَ، وَأَمْسِكْ لِي مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ مِنْهَا بَضْعَةً.
[18] قال أبو داود (1870): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُعِينٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ حَدَّثَهُمْ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ سَمِعْتُ أَبَا قَزْعَةَ يُحَدِّثُ عَنْ الْمُهَاجِرِ الْمَكِّيِّ قَالَ: سُئِلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ الرَّجُلِ يَرَى الْبَيْتَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ؟، فَقَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَحَدَاً يَفْعَلُ هَذَا إِلا الْيَهُودَ، وَقَدْ حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَكُنْ يَفْعَلُهُ!.
[19] قال أبو داود (1999): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالا حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ أُمِّهِ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ يُحَدِّثَانِهِ جَمِيعَاً ذَاكَ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي يَصِيرُ إِلَيَّ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَاءَ يَوْمِ النَّحْرِ، فَصَارَ إِلَيَّ، وَدَخَلَ عَلَيَّ وَهْبُ بْنُ زَمْعَةَ وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنْ آلِ أَبِي أُمَيَّةَ مُتَقَمِّصَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِوَهْبٍ: هَلْ أَفَضْتَ أَبَا عَبْدِ اللهِ؟، قَالَ: لا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انْزِعْ عَنْكَ الْقَمِيصَ، قَالَ: فَنَزَعَهُ مِنْ رَأْسِهِ، وَنَزَعَ صَاحِبُهُ قَمِيصَهُ مِنْ رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: وَلِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: ((إِنَّ هَذَا يَوْمٌ رُخِّصَ لَكُمْ إِذَا أَنْتُمْ رَمَيْتُمْ الْجَمْرَةَ أَنْ تَحِلُّوا - يَعْنِي مِنْ كُلِّ مَا حُرِمْتُمْ مِنْهُ - إِلا النِّسَاءَ، فَإِذَا أَمْسَيْتُمْ قَبْلَ أَنْ تَطُوفُوا هَذَا الْبَيْتَ صِرْتُمْ حُرُمَاً كَهَيْئَتِكُمْ قَبْلَ أَنْ تَرْمُوا الْجَمْرَةَ، حَتَّى تَطُوفُوا بِهِ)).
[20] قال أبو داود (2007): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ طَارِقٍ أَخْبَرَهُ عَنْ أُمِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا جَازَ مَكَانَاً مِنْ دَارِ يَعْلَى - نَسِيَهُ عُبَيْدُ اللهِ - اسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ، فَدَعَا.
وتأتي البقيَّة بعون الله تعالَى.
ـ[سيف 1]ــــــــ[08 - 07 - 05, 12:33 ص]ـ
لماذا نجد كثيرا من ائمة الجرح والتعديل مقلين جدا في رواية الحديث كابن معين والمديني وابو حاتم وابو زرعة؟
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 07 - 05, 04:03 م]ـ
لماذا نجد كثيرا من ائمة الجرح والتعديل مقلين جدا في رواية الحديث كابن معين والمديني وابو حاتم وابو زرعة؟
اللهم نعم، إلا الإماميْنِ الفحليْنِ: عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، وأَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلَ، فحديثهما كثيرٌ شائعٌ، مبثوث فِي المسانيد، والصحاح، والسُّنن، والمعاجم، والأجزاء. ولا يخفاك ضخامة ((مسند أحمد))، فهو يحتوى سبعة وعشرين ألفاً أو تزيد.
وما عداهما من أئمَّة هذه الطبقة، فقلة الرواية عنهم لا تعنى أنهم ليسوا بالحفاظ، وإنما لاشتغالهم بالتعليم والتعريف، وعزوفهم عن التصنيف والتأليف، واستغنائهم بما زبر الأصحاب عنهم فِي مجالس الدرس من السؤالات والأجوبة.
¥(44/173)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 07 - 05, 04:08 م]ـ
تتمة لما سبق:
[21] قال أبو داود (2136): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ نَجِيحٍ قَالا حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ مُعَاذَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَأْذِنُنَا إِذَا كَانَ فِي يَوْمِ الْمَرْأَةِ مِنَّا بَعْدَمَا نَزَلَتْ ((تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ)). قَالَتْ مَعَاذَةُ: فَقُلْتُ لَهَا: مَا كُنْتِ تَقُولِينَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، قَالَتْ: كُنْتُ أَقُولُ: إِنْ كَانَ ذَلِكَ إِلَيَّ لَمْ أُوثِرْ أَحَدًا عَلَى نَفْسِي.
[22] قال أبو داود (2243): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْجَيْشَانِيِّ عَنْ الضَّحَّاكِ بْنِ فَيْرُوزَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أَسْلَمْتُ وَتَحْتِي أُخْتَانِ؟، قَالَ: ((طَلِّقْ أَيَّتَهُمَا شِئْتَ)).
[23] قال أبو داود (2490): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أُخْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ الرُّمَيْصَاءِ قَالَتْ: نَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَيْقَظَ، وَكَانَتْ تَغْسِلُ رَأْسَهَا، فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ أَتَضْحَكُ مِنْ رَأْسِي!، قَالَ: ((لا، رَأَيْتُ قَوْمًا مِمَّنْ يَرْكَبُ ظَهْرَ هَذَا الْبَحْرِ كَالْمُلُوكِ عَلَى الأَسِرَّةِ))، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: ((فَإِنَّكِ مِنْهُمْ))، قَالَتْ: ثُمَّ نَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، وَسَاقَهُ بنحو حديثٍ ذكره قبله.
[24] قال أبو داود (2545): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ شَيْبَانَ عَنْ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يُمْنُ الْخَيْلِ فِي شُقْرِهَا)).
[25] قال أبو داود (2627): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ مِنْ رَهْطِهِ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، فَسَلَحْتُ رَجُلاً مِنْهُمْ سَيْفَاً، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: لَوْ رَأَيْتَ مَا لامَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((أَعَجَزْتُمْ إِذْ بَعَثْتُ رَجُلاً مِنْكُمْ، فَلَمْ يَمْضِ لأَمْرِي: أَنْ تَجْعَلُوا مَكَانَهُ مَنْ يَمْضِي لأَمْرِي)).
[26] قال أبو داود (2732): حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالا حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ عَنْ الْفُضَيْلِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نِيَارٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنَّ رَجُلاً مِنْ الْمُشْرِكِينَ لَحِقَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُقَاتِلَ مَعَهُ، فَقَالَ: ((ارْجِعْ، إِنَّا لا نَسْتَعِينُ بِمُشْرِكٍ)).
[27] قال أبو داود (2796): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا حَفْصٌ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُضَحِّي بِكَبْشٍ أَقْرَنَ فَحِيلٍ، يَنْظُرُ فِي سَوَادٍ، وَيَأْكُلُ فِي سَوَادٍ، وَيَمْشِي فِي سَوَادٍ.
[28] قال أبو داود (2861): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِذَا رَمَيْتَ الصَّيْدَ، فَأَدْرَكْتَهُ بَعْدَ ثَلاثِ لَيَالٍ وَسَهْمُكَ فِيهِ، فَكُلْهُ مَا لَمْ يُنْتِنْ)).
[29] قال أبو داود (3088): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَقَ يُحَدِّثُ عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ بُجَيْرِ بْنِ أَبِي بُجَيْرٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ حِينَ خَرَجْنَا مَعَهُ إِلَى الطَّائِفِ، فَمَرَرْنَا بِقَبْرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((هَذَا قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ، وَكَانَ بِهَذَا الْحَرَمِ يَدْفَعُ عَنْهُ، فَلَمَّا خَرَجَ أَصَابَتْهُ النِّقْمَةُ الَّتِي أَصَابَتْ قَوْمَهُ بِهَذَا الْمَكَانِ، فَدُفِنَ فِيهِ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ دُفِنَ مَعَهُ غُصْنٌ مِنْ ذَهَبٍ، إِنْ أَنْتُمْ نَبَشْتُمْ عَنْهُ أَصَبْتُمُوهُ مَعَهُ))، فَابْتَدَرَهُ النَّاسُ، فَاسْتَخْرَجُوا الْغُصْنَ.
[30] قال أبو داود (3302): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا حَجَّاجٌ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سَلَيْمَانُ الأَحْوَلُ أَنَّ طَاوُسَاً أَخْبَرَهُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ، وَهُوَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ بِإِنْسَانٍ يَقُودُهُ بِخِزَامَةٍ فِي أَنْفِهِ، فَقَطَعَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَقُودَهُ بِيَدِهِ.
¥(44/174)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 07 - 05, 07:38 ص]ـ
بارك الله فيكم وحفظكم ونفع بكم.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[28 - 08 - 05, 02:09 ص]ـ
[31] قال أبو داود (3374): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَتِيقٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ السِّنِينَ، وَوَضَعَ الْجَوَائِحَ.
[32] قال أبو داود (3406): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا ابْنُ رَجَاءٍ يَعْنِي الْمَكِّيَّ قَالَ ابْنُ خُثَيْمٍ حَدَّثَنِي عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ لَمْ يَذَرْ الْمُخَابَرَةَ فَلْيَأْذَنْ بِحَرْبٍ مِنْ اللهِ وَرَسُولِهِ)).
[33] قال أبو داود (3413): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أُخْبِرْتُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْعَثُ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ، فَيَخْرُصُ النَّخْلَ حِينَ يَطِيبُ قَبْلَ أَنْ يُؤْكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ يُخَيِّرُ يَهُودَ يَأْخُذُونَهُ بِذَلِكَ الْخَرْصِ، أَوْ يَدْفَعُونَهُ إِلَيْهِمْ بِذَلِكَ الْخَرْصِ، لِكَيْ تُحْصَى الزَّكَاةُ قَبْلَ أَنْ تُؤْكَلَ الثِّمَارُ وَتُفَرَّقَ.
[34] قال أبو داود (3460): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا حَفْصٌ يَعْنِي ابْنَ غِيَاثٍ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ أَقَالَ مُسْلِمَاً أَقَالَهُ اللهُ عَثْرَتَهُ)).
[35] قال أبو داود (4999): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيَاً، فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ: أَلا أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْجِزُهُ، وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبَاً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ: كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَنْقَذْتُكِ مِنْ الرَّجُلِ!، قَالَ: فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيَّامَاً، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدَهُمَا قَدْ اصْطَلَحَا، فَقَالَ لَهُمَا: أَدْخِلانِي فِي سِلْمِكُمَا كَمَا أَدْخَلْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قَدْ فَعَلْنَا .. قَدْ فَعَلْنَا)).
[36] قال النسائِيُّ ((الْمجتبى)) (1/ 249): أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا حَفْصٌ ح وَأَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَوْسٍ عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي مُوسَى يَرْفَعُهُ قَالَ: ((أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ، فَإِنَّ الَّذِي تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ)).
¥(44/175)