وهنالك رواية أخرى بمثل هذا السند مع اختلاف يسير، أخرجها أبو نعيم في مسند أبي حنيفة (ص108) قال: ثنا أبو بكر العاصمي، ثنا مفضل الجندي، ثنا علي بن زياد، ثنا أبو قرة، قال: سمعت أبا حنيفة يذكر عن زبيد، عن ذر، عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن أبيه، فذكر الحديث. قال أبو نعيم: (أبو قرة قال: عبد الرحمن بن أبزى، لم يذكر سعيداً). وأكرر هنا ما سبق ونبهت عليه قبل قليل.
تنبيه: ذكر أبو الفضل بن طاهر المقدسي في (أطراف الغرائب والأفراد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم للإمام الدراقطني) هذا الحديث (4065)، وقال بعده: (تفرَّدَ به أبو حمزة، عن رؤبة، عن زبيد بن الحارث، عن ذرٍّ أبي عُمرَ، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه)، ولم أجد هذه الرواية فيما اطلعت عليه.
ثالثهم: عطاء بن السائب، فيما رواه النسائي في الكبرى، في كتاب عمل اليوم والليلة
(10498)، قال: أخبرنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا إسحاق - وهو ابن منصور -، قال: حدثنا حماد (بن سلمة)، عن عطاء، عن ذر به (بالذكر فقط دون ما يقرأ في الوتر).
رابعهم: حصين بن عبد الرحمن السلمي، فيما رواه النسائي (الصغرى 1731، الكبرى 1434) قال: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحمنِ، عَنْ ذَرٍّ به
(دون الذكر). وتابعهم أيضاً عن ذر:
خامسهم: ابنه عمر بن ذر، فيما رواه عبد الرزاق في مصنفه (4697) عنه عن أبيه ذرٍّ به.
الطريق الثانية: طريق سلمة بن كهيل وزبيد اليامي وعطاء بن السائب وقتادة بن دعامة كلهم عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى (مباشرةً دون ذكر ذر الهمداني) عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم:
* فرواه عن سلمة وزبيد معاً: شعبة بن الحجاج، ورواه عن شعبة هؤلاء:
3،2،1 - عفان بن مسلم، ومسلم بن إبراهيم، وعلي بن الجعد، فيما رواه الحاكم
(1047) قال: أخبرنا أبو بكر بن بالويه، ثنا محمد بن غالب، ثنا عفان وأبو عَمْرو مسلم بن إبراهيم [وقعت في المطبوع: وأبو عُمَرَ وَمُسلم] وعلي بن الجعد، قالوا: ثنا شعبة به.
4 - آدم بن أبي إياس، فيما رواه الحاكم أيضاً (1047) قال: حدّثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمدان، ثنا إبراهيم بن الحسين (بن ديزيل)، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا شعبة به.
* ورواه عن سلمة وحده: منصور بن المعتمر، فيما رواه النسائي (الصغرى 1734، الكبرى 10507) قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَلَمَةَ به.
وتابع محمداً بن قدامة عن جرير: اثنان:
1 - يوسف بن موسى، فيما رواه ابن عساكر في معجم الشيوخ (442) قال: أخبرنا سعد بن عبد الله أبو البيضاء الحبشي ... قال: أبنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر القارئ، أبنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البيع، ثنا الحسين بن إسماعيل أبو عبد الله المحاملي إملاءً، ثنا يوسف - هو ابن موسى -، عن جرير به.
2 - سليمان بن داود أبو الربيع الزهراني، فيما رواه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة (ص111) قال: ثنا حبيب بن الحسين، قال: ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا أبو الربيع، ثنا جرير به.
* ورواه عن زبيد وحده خمسة:
1 - سفيان الثوري، فيما رواه النسائي (1750) قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمٌ (بن يزيد) عَنْ سُفْيَانَ به.
وتابعَ قاسماً عن سفيان: محمد بن عبيد، فيما رواه النسائي (الصغرى 1751، الكبرى 10503) قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ ... به.
2 - عبد الملك بن أبي سليمان، فيما رواه ابن أبي شيبة (6871) قال: حدثنا هشيم (بن بشير)، قال: أخبرنا عبد الملك به (ولفظه: «سبحانك الملك القدوس»).
¥(43/68)
وتابع هشيماً بنَ بشير عن عبد الملك: محمد بن عبيد، فيما رواه النسائي (الصغرى 1751، الكبرى 10503) قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ به. وهي ذاتها الرواية السابقة عن سفيان الثوري، التي تابع بها محمدُ بن عبيدٍ قاسماً بنَ يزيد.
وقد تابع أحمدَ بنَ يحيى عن محمدٍ بنِ عبيدٍ عن عبدِ الملكِ بنِ أبي سليمان وَحدَهُ (دون سفيان): أحمدُ بنُ سليمان، وعنه النسائي (الصغرى 1735، الكبرى 1437) (دون الذكر).
3 - محمد بن جحادة، فيما رواه النسائي (الصغرى 1736، الكبرى 1438، 10501) قال: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جحادة به.
4 - مالك بن مغول، فيما رواه النسائي (1737) قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ مَالِكٍ به (دون الذكر).
5 - عمرو بن قيس الملائي، فيما رواه الطبراني في الأوسط (682) قال: حدثنا أحمد (بن علي الأبار)، قال: حدثنا عبَّاد بن موسى الختلي، قال: حدثنا قَرَّان بن تمَّام، عن عمرو بن قيس الملائي به (دون الذكر).
* ورواه عن عطاء بن السائب اثنان:
1 - محمد بن فضيل بن غزوان، فيما رواه ابن أبي شيبة (36456) عنه (دون الذكر).
2 - رَوْحُ بن القاسم، فيما رواه النسائي (الصغرى 1739، الكبرى 1435) قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَطَاءِ ابْنِ السَّائِبِ به (دون الذكر). ومن طريق النسائي أخرجه الطبراني في الأوسط (1665).
* ورواه عن قتادة: مَعْمَر، فيما رواه عبد الرزاق في مصنفه (4695) عنه (دون الذكر).
الطريق الثالثة: طريق قتادة بن دعامة السدوسي عن عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم:
فرواه عن قتادة أربعة:
1 - همام بن يحيى بن دينار، فيما رواه أحمد (3/ 406) قال: ثنا بهز (بن أسد)، ثنا همام، أنا قتادة به.
2 - شعبة بن الحجاج، فيما رواه أحمد (3/ 406) قال: ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة به. ومن طريق أحمد أخرجه أبو نعيم (الحلية، رقم 10238) (دون الذكر).
وتابعَ محمداً بنَ جعفر عن شعبة: أبو داود الطيالسي، فيما رواه أحمد أيضاً (3/ 406) قال: ثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطيالسي، ثَنَا شُعْبَةُ به. وتابع أحمد عن أبي داود اثنان:
أ- محمد بن بشار، فيما أخرجه النسائي (الصغرى 1740، الكبرى 1450، 10511)، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَزْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحمنِ بْنِ أَبْزَى عن أبيه، فذكره.
ب- محمد بن المثنى، فيما أخرجه أبو نعيم (الحلية، رقم 10238) قال: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا أبو داود به (دون الذكر).
وتابع محمداً بن جعفر وأبا داود الطيالسي عن شعبة: يحيى (قد يكون هو القطان، أو ابن أبي بكير، أو ابن حماد، أو ابن كثير العنبري) فيما رواه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة (ص111، 112) قال: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن المثنى، ثنا يحيى، عن شعبة، عن قتادة، سمعت عزرة [وقعت في المطبوع: عروة] يحدث عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه، فذكره.
3 - سعيد بن أبي عروبة، فيما رواه عبد بن حُميد (312) قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي أبو عبد الله، عن سعيد بن أبي عروبة به.
وتابع عبداً بن حميد عن محمد بن بشر: أحمد بن سليمان، فيما رواه النسائي عنه (الكبرى 10510).
وتابعَ محمداً بن بشر العبدي عن سعيد ثلاثةٌ:
¥(43/69)
أ- عبد العزيز بن عبد الصمد، فيما رواه النسائي (الصغرى 1754، الكبرى 447، 10509) قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ به.
ب- يزيد بن زريع، فيما ذكره أبو داود (1427) قال: وَحَدِيثُ سَعِيدٍ عن قَتَادَةَ رَوَاهُ يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ، عن سَعِيدٍ، عن قَتَادَةَ، عن عَزْرَةَ، عن سَعِيدِ بنِ عَبْدِ الرَّحمنِ بنِ أَبْزَى، عن أبِيهِ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
ج- عبد الأعلى بن عبد الأعلى، فيما ذكره أبو داود (1427) قال: وَحَدِيثُ سَعِيدٍ عن قَتَادَةَ رَوَاهُ يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ ... قال أَبُو دَاوُدَ: وكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ اْلأَعْلَى، وَمحمَّدُ بنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ ...
4 - هشام الدستوائي، فيما ذكره أبو داود (1427) قال: وَقَدْ رَوَاهُ أَيضاً هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ وَشُعْبَةُ عن قَتَادَةَ ...
الطريق الرابعة: طريق زرارة عن عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم:
فرواه عن زرارة: قتادة، وعنه شعبةُ، وعن شعبةَ أربعة:
1 - أبو داود الطيالسي، وعنه أحمد (3/ 406). وأخرجه النسائي (الصغرى 1741، الكبرى 1451، 10512) من طريق أبي داود الطيالسي أيضاً.
2 - يحيى بن سعيد، وعنه أحمد (3/ 407) (مختصراً، ودون الذكر)، ومن طريق أحمد أخرجه أبو نعيم (الحلية: 10237) (دون الذكر، لكن فيه: زرارة عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، وليس لزرارة في الوتر رواية كذلك إنما عن عبد الرحمن بن أبزى، وهذا هو المشهور الذي أشار إليه أبو نعيم بعد روايته لهذا الحديث بقوله: حديث قتادة عن زرارة مشهور).
3 - محمد بن جعفر، وعنه أحمد (3/ 406) (مختصراً، ودون الذكر). ومن طريق محمد بن جعفر أخرجه النسائي (1742) (مختصراً، ودون الذكر).
4 - حجاج بن محمد المصيصي الأعور، وعنه أحمد (3/ 406) (مختصراً، ودون الذكر).
ثالثاً: الطرق التي جاء بها عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً:
الطريق الأولى: ما رواه النسائي في الصغرى (1738) والكبرى (10500) قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنَ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ (بن مغول)، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ ذَر، عَنِ ابْنِ أَبْزَى مُرْسَلٌ (جاء في الصغرى دون الذكر، وفي الكبرى بالذكر).
الطريق الثانية: ما رواه النسائي (1755) قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسْمَاعِيلَ بْنِ إبْرَاهِيمَ (بن عُلية)، عَنْ أَبِي عَامِرٍ (عبد الملك بن عمرو العقدي) عَنْ هِشَامٍ (الدستوائي)، عَن قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحمنِ بْنِ أَبْزَى.
المبحث الثاني: الدراسة:
جاء هذا الحديث بأسانيد كثيرة، وبعضها زاد أبياً بنَ كعب - رضي الله عنه -، وبعضها اقتصر على عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تبين بعد الدراسة أن زيادة أبي بن كعب في السند مرجوحة، وأن الراجح في السند: عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم، على أن بعض الطرق التي لم تذكر أبياً بن كعب - رضي الله عنه - ليست مستقيمة، وفيما يلي بيان ذلك:
أولاً: دراسة الأسانيد التي فيها زيادة أُبي بن كعب - رضي الله عنه -:
1 - أما طريق طلحة بن مصرف اليامي عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أُبيّ، فإنها معلولة بأن سلمة بن كهيل وزبيد اليامي وعطاء بن السائب وحصين بن عبد الرحمن السلمي وعمر بن ذر، كلهم رَوَوه عن ذر دون زيادة أُبيّ بن كعب، وهم أكثر عدداً، وبعضهم أوثق من طلحة. هذا إن سلمت رواية الأعمش عن طلحة.
2 - وأما طريق زبيد اليامي عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أُبيّ، فإنها معلولة بعلة سابقتها، فسلمة بن كهيل رواه عن ذر دون زيادة أبي بن كعب، وسلمة أوثق من زبيد، كما قال عبد الرحمن بن مهدي (تهذيب الكمال: 3/ 254، رقم 2451): (لم يكن بالكوفة أثبت من أربعة: منصور، وأبي حصين، وسلمة بنُ كهيل، وعَمرو بنُ مُرَّة)، وزبيد كان كوفياً.
¥(43/70)
ثم إن زبيداً نفسه رواه عن ذر دون زيادة أُبيّ بن كعب، وتلك هي الرواية الراجحة، وذلك لأنه رواها عن زبيدٍ سفيانُ الثوري، وشعبةُ بن الحجاج، وهما أوثق من الأعمش. هذا إنْ سَلِمَت رواية الأعمش عن زبيد، فإنَّ مَن رَوَوها لم يُتَكَلَّم فيهم بتوثيق - سوى يحيى بن أبي زائدة، ولا نعلم عن حال روايته شيئاً -، وخالفوا أبا عبيدةَ عبدَ الملك بنَ معن، وهو ثقة، فإنه قد رواها عن الأعمش عن طلحةَ وحده، وهم زادوا مع طلحةَ زبيداً.
وأما رواية جرير بن حازم عن زبيد، فإن جريراً قد خالف سفيان الثوري وشعبة، وهما أوثق منه، وقد رويا هذا الحديث عن زبيدٍ دون ذكر أبي بن كعب في السند، وجرير وُصف بسوء الحفظ (فتح الباري: 12/ 37)، وفي السند أيضاً أبو عمر الضرير، فإنه لم يوثَّق، بل أحسن ما قيل فيه: ما قاله أبو حاتم (الجرح والتعديل: 3/ 183): (صدوق، صالح الحديث).
وأما رواية أبي حنيفة ومحمد بن ميسر، فإن محمد بن ميسر متروك كما قال النسائي، وقال البخاري (التاريخ الكبير، رقم 778): فيه اضطراب، وأبو حنيفة اختلف فيه اختلافاً كبيراً، وروايتُهُ وروايةُ محمد بن ميسر فيهما من لا يعرف حاله كعمر بن نوح. وحتى لو صحت الرواية إليهما، فإنهما قد خالفا سفيان وشعبة، وهما من هما في الحديث.
3 - وأما طريق حصين بن عبد الرحمن السلمي عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أُبيّ، فإنها معلولة بأن سلمةَ وزبيداً وعطاء بن السائب وعمرَ بن ذر وحصين نفسه - وتلك هي الراجحة -، كلهم رَوَوه عن ذرٍّ دون زيادة أُبيّ بن كعب. هذا إنْ سلمت الرواية عن حصين، فإنَّ فيها محمداً بن كثير ضعفه ابن معين، وأحسن ما قيل فيه: ما قاله أبو حاتم (الجرح والتعديل: 8/ 70): (صدوق)، وسليمانَ أخاه لم يُوثَّق، وغاية ما قيل فيه: ما قاله النسائي (تهذيب الكمال: 3/ 296، رقم 2542): (ليس به بأس إلا في الزهري فإنه يخطئ عليه).
4 - وأما طريق زبيد اليامي عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أُبيّ، فقد رواها عن زبيد ثلاثةٌ:
أ- سفيان الثوري وعنه مخلد بن يزيد، وهذا فيه مخلد بن يزيد، وهو صدوق له أوهام (تقريب التهذيب: 3/ 358، رقم 6540)، وهذه علة لهذه الطريق، فإنه قد رواه عن سفيان (بذكر ذرٍّ بعد زبيد، ودون ذكر أُبيّ): وكيع، وأبو نعيم، وهذان أوثق الناس في سفيان، وأيضاً: عبد الرزاق، وهو أوثق من مخلد.
ب- فطر بن خليفة، وهذا معلول بأن فطراً لم يُعَدّ فيمن روى عن زبيد، فلم يُذكر في تلامذةِ زبيد، ولم يُذكر من شيوخه زبيد. بل قد ذَكَرَهُ الذهبي في الطبقة السادسة من التابعين (السير: 7/ 30)، بينما ذَكَرَ زبيداً في الثالثة منهم (السير: 5/ 296)! ومعلومٌ أن الذهبي يرتب الطبقات في السِّير حسب اللقاء (كما في مقدمة المحقق د. بشار معروف: 1/ 104). فبعيدٌ أن يكون فطرٌ قد سمع من زبيد. وإن كان قد سمع من زبيد، فإنه قد خالف جمعاً من الرواة رووها عن زبيد عن ذر - دون ذكر أبي بن كعب -.
وأما الزيادة فيه (رب الملائكة والروح) فهي ضعيفة من وجهين: ما ذُكر آنفاً، والثاني: التفرُّدُ بها، فإنه لم تأت هذه الزيادة في روايةٍ من روايات الحديث إلا هذه، ولعل هذه الزيادة هي التي أشار إليها ابن حجر (إتحاف المهرة: 1/ 236) - بعد أن ذَكَرَ روايةَ فِطرٍ - بقوله: (وفيه ألفاظ تفرَّد بها).
ج- مِسعَر بن كدام وعنه حفص بن غياث، وهذا فيه حفص بن غياث، وهو مدلس ذكره أحمد والدارقطني بالتدليس (طبقات المدلسين، ص24)، وقد عنعنه. ومما يدل على ضعف هذه الرواية: أن أبا داود قال بعد الحديث (1427) في سننه: (وليس هو بالمشهور من حديث حفص، نخاف أن يكون عن حفص عن غير مسعر)، وقد ذكرها في ذات الموضع بصيغة التمريض مرتين، قال: رُوِيَ عن حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ عن مِسْعَرٍ عن زُبَيْدٍ ...
5 - وأما طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أُبيّ، فإنه رواها عن سعيد اثنان:
¥(43/71)
أ- عبد العزيز بن خالد: وفيه عبد العزيز بن خالد هذا، فإنه ليس ثقة، ولم يذكر في ترجمته إلا ما قاله فيه أبو حاتم (الجرح والتعديل: 5/ 381): (شيخ)، وقال ابن حجر (التقريب: 2/ 366، رقم 4089): (مقبول)، وقد يكون هذا غير مُعِلٍّ لهذه الطريق، لكنْ لها علة أخرى أذكرها بعد قليل.
ب- عيسى بن يونس، وعنه اثنان:
1 - المسيب بن واضح، وقد تُكُلِّم فيه، فضعفه الدارقطني في أكثر من موضع من سننه (انظر: 1/ 80، 4/ 280) وأفضل ما قيل فيه: ما قاله أبو حاتم (الجرح والتعديل: 8/ 294): (صدوق كان يخطئ كثيراً، فإذا قيل له لم يَقبل)، وما ذُكر عن النسائي أنه كان حسن الرأي فيه (السير: 11/ 403).
2 - القرقساني (أو القرقسائي)، وهذا لم أجد له ترجمة إلا في الميزان (5213) قال الذهبي - ولعله يقصده -: (عبد الملك بن سليمان القرقسائي عن عيسى بن يونس. قال العقيلي: حديثه غير محفوظ، ثم ساق له عن عيسى، حدثنا شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس مرفوعاً: «من قتل دون ماله فهو شهيد»). قال ابن حجر في اللسان (5341): (وبقية كلامه: ليس هو من حديث شعبة وإنما هو من رواية أبي سحيم. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مستقيم الحديث حدثنا عنه البختري). فالقرقساني هنا قد روى عن عيسى بن يونس، وهذه الرواية غير محفوظة - كما قال العقيلي -.
وهناك علة تُعِلُّ الطريقين كلتيهما، وهي أنه قد رواه عن سعيد بن أبي عروبة من هو أوثق من عبد العزيز بن خالد وعيسى بن يونس - لو صح عنه -، دون ذكر أُبيّ بن كعب. فرواه عن سعيد: عبد العزيز بن عبد الصمد، ومحمد بن بشر العبدي، وهما ثقتان، بل إن أبا داود لما سئل عن سماع محمد بن بشر العبدي من سعيد بن أبي عروبة، قال: (هو أحفظ مَنْ كانَ بالكُوفة)، وأيضاً: يزيد بن زريع - وهو من أثبت الناس في سعيد -، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى - وهو ثقة -.
6 - وأما طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أُبيّ، فإنها معلولة بأنَّ أوثق الناس في قتادة رَوَوا هذه الطريق بذكر عزرة بعد قتادة، دون ذكر أبي بن كعب. وهؤلاء هم: همام بن يحيى، وشعبة بن الحجاج، وسعيد بن أبي عروبة (وهذا هو الصحيح عن سعيد: ذكر عزرة بعد قتادة، وقد ذكرنا في نقد الطريق الخامسة أن الصحيح عن سعيد: ترك ذكر أُبيّ)، وهشام الدستوائي.
وهكذا اتضح أن كل الروايات التي ذكرت أُبيَّاً بن كعب - رضي الله عنه - في السند معلولة.
ثانياً: دراسة الأسانيد التي فيها: عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم:
1 - أما طريق ذر بن عبد الله المرهبي عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه، فهي أفرع حسب من رووا عن ذر، وهم:
2،1 - سلمة بن كهيل، وزبيد اليامي، وهذا أقسام:
أ- ما جاء عن سلمة وزبيد معاً: فهذا رواه عنهما شعبة بن الحجاج، وطرق هذه الرواية صحيحة سليمة يرويها الثقات، سوى طريق عمرو بن يزيد، عن بهز بن أسد، عن شعبة. فإن عَمْرَاً صدوقٌ وقد وُثِّق (تهذيب الكمال: 5/ 477، رقم 5066، التقريب: 3/ 112، رقم 5141)، فإن لم يكن ثقةً، فطريقُهُ هذه تتقوى بالطرق الخمسة الأخرى عن شعبة.
وأما رواية سليمان بن حرب عن شعبة (دون ذكر سلمة)، فإنها تتقوى بروايات الثقات التي سبقتها، لأن فيها فاروقاً الخطابي، قال فيه الذهبي (السير: 16/ 141): (ما به بأس).
ب- ما جاء عن زبيد وحده، فهذا رواه عنه خمسة:
الأول: سفيان الثوري، وعنه أبو نعيم ووكيع وعبد الرزاق، وهذه من أقوى طرق الحديث لا مدخل عليها. وتتقوى بروايتهم روايةُ الحسين بن حفص عن سفيان، فالحُسين صدوق (التقريب: 1/ 287، رقم 1319).
والحسين بن نصر الذي روى عن أبي نعيم، قال فيه ابن أبي حاتم (الجرح والتعديل: 3/ 66): (محلُّهُ الصدق).
الثاني: جرير بن حازم، وعنه يونس بن محمد، وفيه انقطاع، فإن يونس بن محمد (وهو المؤدب) لم يُذكر في تلاميذ جرير، ولم يُذكر في شيوخه جرير، بل إن جريراً - كما ذكر الذهبي (السير: 7/ 98) - من الطبقة السادسة من التابعين، بينما يونس من العاشرة (السير: 9/ 473)! وحتى لو اتصل فإن جريراً مذكور بسوء الحفظ - كما سبق ص14 - .
¥(43/72)
الثالث: محمد بن طلحة بن مصرف، وعنه اثنان:
1 - أحمد بن يونس، وعنه ابن أبي داود، وهذه إشكالها في عدم ذكر العلماء سماع ابن أبي داود من أحمد بن يونس، لكنه ممكن جداً، إذ إن ابن أبي داود يُعَدُّ في الطبقة التي سمعت من ابن يونس.
2 - أبو المطرف بن أبي الوزير، وهذه إشكالها أنه لم يُذكر سماع أبي المطرف من محمد بن طلحة، لكن السماع أيضاً ممكن، لأن أبا المطرف في الطبقة التي سمعت من محمد بن طلحة (انظر ترجمتيهما في التقريب: محمد بن طلحة: 3/ 261، رقم 5982، أبو المطرف: 3/ 296، رقم 6173). ورواية محمد بن طلحة تتقوى بمتابعات الثقات التي سبقت، ذلك لأنه صدوق له أوهام - كما في التقريب -، وقال ابن حجر (فتح الباري: 7/ 355): فيه مقال.
الرابع: محمد بن جحادة، وعنه الحسن بن أبي جعفر، وفيه الحسن بن أبي جعفر، قال فيه البخاري (التاريخ الكبير: 2/ 288، رقم 2500): (منكر الحديث)، وقال النسائي (تهذيب الكمال: 2/ 109، رقم 1195): (متروك الحديث)، وضعَّفَهُ غيرهما. والصحيح عن ابن جحادة: ما رواه عبد الوارث بن سعيد عنه عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه، دون ذكر ذر. وَضَعْفُ رواية ابن أبي جعفر شديد، لا ينجبر بمتابعات الثقات، لأن ابن أبي جعفر متروك، ورواية المتروك لا تصلح للاعتبار، فعليه تكون الزيادة التي زادها في الحديث زيادة منكرة، وهي دعاءٌ فيه: «اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً ... ».
الخامس: أبو حنيفة، وعنه ثلاثة:
أ- زفر بن الهذيل، وهذه فيها سلم بن عصام، لم أجد من ترجم له سوى أبي الشيخ الأصفهاني في طبقات المحدثين بأصفهان، وقال: شيخ صدوق كتبنا عنه أحاديث غرائب. وعمه محمد بن المغيرة لم أجد من ترجم له سوى أبي الشيخ أيضاً، ولم يجرحه أو يعدله. وفيها أيضاً الحكم بن أيوب، لم أجد من وثقه، بل وجدت أبا الشيخ أيضاً ترجم له فقط.
ب- أسد بن عمرو، وهو ضعيف عند أبي حاتم وابن المديني والبخاري والنسائي وغيرهم، قال ابن معين: كذوب ليس بشيء، وبعضهم حسَّن حاله، ففي رواية عن ابن معين أنه قال: لا بأس به، وقال أحمد بن حنبل: صدوق، وقال مرةً: صالح الحديث كان من أصحاب الرأي، وقال الدارقطني: يعتبر به (انظر: لسان الميزان: 1217).
ج- أبو قرة، وهذا لم أجد له ترجمة، وكذلك بعض رجال سنده.
فإن صحت هذه الروايات عن أبي حنيفة - مع اختلافهم فيه هو -، فهي تتقوى بالروايات السابقة خاصة رواية سفيان الثوري.
3 - عطاء بن السائب، الذي روى عنه حماد بن سلمة، وهذه الإشكالُ فيها: روايةُ حماد بن سلمة عن عطاء، هل سمع منه قبل الاختلاط أو بعده؟، فإن العلماء ذكروا أن كل من روى عن عطاء بن السائب فإنه سمع منه بعد الاختلاط، إلا شعبة، وسفيان، وحماد بن زيد ...
وقال ابن الكيَّال في الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات (ص63): (وقد استثنى الجمهور رواية حماد بن سلمة عنه أيضاً، قاله ابن معين، وأبو داود، والطّحاويّ، وحمزة الكتانيّ، وذَكَرَ ذلك عن ابنِ معين ابنُ عَدِي في الكامل، وعباسُ الدّوريّ، وأبو بكر بن أبي خيثمة.
وقال الطّحاوي: وإنما حديث عطاء الذي كان منه قبل تغيره يؤخذ من أربعة لا من سواهم: وهم شعبة، وسفيان الثّوريّ، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد.
وقال حمزة بن محمد الكتاني في (أماليه): حماد بن سلمة قديم السماع من عطاء.
وقال عبد الحق في (الأحكام): إن حماداً بن سلمة سمع منه بعد الاختلاط كما قاله العُقيليّ.
قال الأبناسي: وقد تعقب الحافظُ أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن المواق كلامَ عبد الحق - يعني الذي ذكرناه - وقال: لا نعلم من قاله غيرُ العُقيليّ، وقد غلط من قاله: إنه قَدِمَ في آخر عمره إلى البصرة، وإنما قدم عليهم مرتين فمن سمع منه في القدمة الأولى صح حديثه منه.
واستثنى أبو داود أيضاً هشاماً الدّستوائيّ، فقال: وقال غير واحد: قدم عطاء البصرة قدمتين، سمع من القدمة الأولى منه الحمادان وهشام، والقدمة الثانية كان تغير فيها سمع منه وهيب، وإسماعيل بن علية، وعبد الوارث، فسماعهم منه ضعيف) ا. ه.
¥(43/73)
وأشار ابن حجر (الفتح: 3/ 85) إلى أن حماداً بن سلمة سمع قبل الاختلاط في قول ابن معين، وأبي داود، والطحاوي وغيرهم.
وبعض العلماء رجحوا أن حماداً سمع من عطاء قبل اختلاطه وبعده، منهم الحافظ ابن حجر حيث قال (تهذيب التهذيب: 4/ 128، رقم 5381): (قلت: فيحصل لنا من مجموع كلامهم أن سفيان الثوري وشعبة وزهيراً وزائدة وحماد بن زيد وأيوب عنه (عن عطاء) صحيح، ومن عداهم يتوقف فيه إلا حماد بن سلمة، فاختلف قولهم، والظاهر أنه سمع منه مرتين، مرة مع أيوب كما يومي إليه كلام الدارقطني، ومرة بعد ذلك لما دخل إليهم البصرة، وسمع منه مع جرير وذويه والله أعلم)، ويقصد بكلام الدارقطني: قولَهُ: (دخل عطاء البصرة مرتين، فسماع أيوب وحماد بن سلمة في الرحلة الأولى صحيح). ولكن ابن حجر في الفتح (3/ 462) قال: (وحماد ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط)! ويبدو أن كلامه - رحمه الله - في التهذيب بعد تحريره المسألةَ، بخلاف كلامه في الفتح.
وممن أخذ بالقول بأن حماداً سمع من عطاء قبل وبعد الاختلاط من المعاصرين - حسبما وجدت - الشيخ د. إبراهيم اللاحم في كتابه (الجرح والتعديل، ص150، 151)، والشيخ عمرو سليم في كتابه (تيسير علوم الحديث، ص98).
ورجح الشيخ عبد الله السعد أنه سمع قبل الاختلاط، قال - حفظه الله -: (وحماد بن سلمة على القول الراجح أنه سمع منه - أي: من عطاء - قبل الاختلاط، وإن كان حماد بن سلمة فيه خلاف، والحافظ ابن حجر جمع بين القولين، فقال: سمع منه قديماً وأخيراً، لكن الأقرب أنه سمع منه قديماً) «أشرطة مباحث في الجرح والتعديل».
وعلى كلٍّ فهذه الرواية وافق فيها عطاء سلمةَ وزبيداً؛ مما يدل على أن حماداً سمعها منه قبل الاختلاط.
وهذه الرواية فيها إسحاق بن منصور، وهو صدوق كما قال العلماء (التقريب: 1/ 123، رقم 385).
وفي المجموعِ، فهذه الرواية تتقوى بسابقاتها من الروايات الصحيحة القوية.
4 - حصين بن عبد الرحمن السلمي، الذي روى عنه حصين بن نمير، وهذه الإشكالُ فيها: تَغَيُّرُ حفظ حصين بن عبد الرحمن، فإن بعض العلماء ذكروه بذلك، وبعضهم أنكره (الكواكب النيرات، ص24)، وإذا قيل بتَغَيُّرِهِ فهل حصين بن نمير سمع منه قبل التَّغَيُّرِ أو بعده؟، وعلى كل حال، فإن حصيناً بنَ عبد الرحمن هنا وافقَ ثلاثة رواةٍ غيرِهِ: سلمةَ، وزبيداً، وعطاءَ بنَ السائب، وموافقتُهُ هذه تدلُّ على أنه ضبط هذه الرواية، سواءً كان حفظه لم يتغير، أم كان حصين بن نمير سمع منه قبل تَغَيُّرِ حفظه إنْ كان قد تَغَيَّر. وفي هذه الرواية: الحسن بن قزعة، وهو صدوق لا بأس به كما ذكر العلماء (تهذيب الكمال: 2/ 162، 163، رقم 1250، التقريب: 1/ 279، رقم 1278). والرواية بمجموعها تتقوى بروايات الثقات اللاتي سبقتها.
5 - عمر بن ذر، الذي روى عنه عبد الرزاق في مصنفه، وهذه فيها غموضٌ في رواية عبد الرزاق عن عمر بن ذر، فإنه لم يذكر ذلك إلا الذهبي في ترجمة عبد الرزاق، حيث ذكر عمر في جملةِ من حدَّث عنهم عبد الرزاق (السير: 9/ 563)، فإنْ صَحَّ ذلك وصَحَّ التحديث، فإنَّ هذه من أقوى الطرق.
2 - وأما طريق سلمة بن كهيل وزبيد اليامي وعطاء بن السائب وقتادة بن دعامة كلهم عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى (مباشرةً دون ذكر ذر الهمداني)، عن أبيه، فهي أفرع حسب من روى عن سعيد:
2،1 - سلمة بن كهيل، وزبيد اليامي، وهذا أقسام:
أ- ما جاء عن سلمة وزبيد معاً، فهذا رواه عنهما شعبة بن الحجاج، وعنه طريقان:
الأولى: ما رواه الحاكم، عن ابن بالويه، عن محمد بن غالب، عن عفان، ومسلم بن إبراهيم، وعلي بن الجعد عن شعبة به. وهذه الطريق معلولة بأن الثقات رووها عن شعبة بذكرِ ذرّ بن عبد الله الهمداني، وهم: محمد بن جعفر (وهو أثبت الناس في شعبة، انظر: فتح الباري: 4/ 97، 11/ 114)، وعفان (رواها عنه أحمد مخالفاً محمد بن غالب، وأحمد أوثق بلا شك من ابن غالب)، وخالد بن الحارث، وبهز بن أسد، وعلي بن الجعد (وزيادةُ ذر بن عبد الله ثابتةٌ في مسنَدِهِ، وأيضاً رواها عنه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز (البغوي) - في رواية أبي نعيم والبغوي -، وهو أوثق من محمد بن غالب).
¥(43/74)
الثانية: ما رواه الحاكم، عن عبد الرحمن بن الحسن القاضي، عن إبراهيم بن الحسين (بن ديزيل)، عن آدم بن أبي إياس، عن شعبة به. وهذه فيها عبد الرحمن بن الحسن القاضي، قال فيه الذهبي (ميزان الاعتدال: 2/ 556، رقم 4852): (قال صالح بن أحمد الهمذاني الحافظ: ادعى الرواية عن إبراهيم بن ديزيل فذهب علمه، وقال القاسم بن أبي صالح: يكذب)، وزاد الذهبي (السير: 16/ 15) عن صالح بن أحمد قوله: (ضعيف). ويبدو أن هذه إحدى ادعاءاته الروايةَ عن ابن ديزيل.
ب- ما جاء عن سلمة وحده، فهذا رواه عنه منصور بن المعتمر، وعنه جرير بن عبد الحميد، وعنه
ثلاثة: محمد بن قدامة ويوسف بن موسى وأبو الربيع (إن صحت رواية الأخيرين). وقد رواه منصور بن المعتمر وهو ثقة ثبت مخالفاً من هو أوثق منه وهو شعبةُ بن الحجاج، الذي رواه بذكر ذر بن عبد الله الهمداني بعد سلمة. وقد تُكُلِّم في رواية منصور عن سلمة، قال ابن رجب (شرح العلل) (فيمن ضُعِّف في بعض شيوخه): (قال أحمد في رواية ابنه صالح: «منصور إذا نزل إلى المشايخ اضطرب: إلى أبي إسحاق، والحكم، وحبيب بن أبي ثابت، وسلمة بن كهيل. روى حديث أم سلمة في الوتر خالف فيه، وحديث ابن أبزى خالف فيه»).
ومما يُؤكِّدُ أنَّ الصحيحَ: روايةُ سلمةَ عن ذرٍّ لا عن سعيد: قولُ البخاري (التاريخ الكبير: 390) في ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى: (أخو سعيد الذي روى سلمةُ عن ذرٍّ عنه).
ج- ما جاء عن زبيد وحده، فهذا رواه عنه خمسة:
الأول: سفيان الثوري، وعنه: قاسم بن يزيد، وتابعه محمد بن عبيد، ولكنهما خالفا من هم أوثق منهما، فإنه قد رواه عن سفيان (بذكر ذرٍّ بعد زبيد): وكيع، وأبو نعيم، وهذان أوثق الناس في سفيان، وأيضاً: عبد الرزاق، وهؤلاء أوثق من قاسم بن يزيد، ومن محمد بن عبيد. قال النسائي بعد أن ذَكَرَ عن هذين روايَتَهُما (1751): (خَالَفَهُمَا أَبُو نُعَيْمٍ فَرَوَاهُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ ذَرٍّ عَنْ سَعِيدٍ)، ثم لما روى عن أبي نعيم عن سفيان قال (1752): (قَالَ أَبُو عَبْدُ الرَّحمنِ: أَبُو نُعَيْمٍ أَثْبَتُ عِنْدَنَا مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ وَمِنْ قَاسِمِ بْنِ يَزِيدَ ... ).
الثاني: عبد الملك بن أبي سليمان، وعنه اثنان: هشيم بن بشير، وتابعه محمد بن عبيد. ولكنَّ عبد الملك بن أبي سليمان تُكُلِّم فيه - وإن وُثِّق -، قال ابن حجر (التقريب: 2/ 383، رقم 4184): (صدوق له أوهام)، وحتى لو كان ثقة، فإنه قد خالف هنا سفيانَ الثوريَّ، وهو أوثق منه، فإنَّ سفيان قد رواه عن زبيد عن ذر عن سعيد.
الثالث: محمد بن جحادة، وعنه عبد الوارث بن سعيد، وعنه عمران بن موسى. وهذا معلولٌ بِعِلَّةِ سابِقِهِ: أنَّ محمداً بن جحادة خالف سفيان الثوري، وهو أوثق منه، ولكنَّ الحَمْلَ في ذلك قد يكون على عمران بن موسى، فإنه - كما قال ابن حجر (التقريب: 3/ 117، رقم 5172) - صدوق.
الرابع: مالك بن مغول، وعنه شعيب بن حرب، وعنه أحمد بن محمد بن عبيد الله، وهذا أيضاً معلولٌ بِعِلَّةِ سابِقِهِ: مخالفة سفيان وهو أوثق، ولعلَّ الحَمْل في هذه الرواية على أحمد بن محمد بن عبيد الله، فإنه صدوق (التقريب: 1/ 73، رقم 97).
الخامس: عمرو بن قيس الملائي، وعنه قرَّان بن تمَّام، وهذا أيضاً معلولٌ بِعِلَّةِ سابِقِهِ، ولعلَّ الحَمْل فيها على قرَّان بن تمَّام، فإنه صدوق ربما أخطأ كما ذكر ابن حجر (التقريب: 3/ 180، رقم 5532).
3 - عطاء بن السائب، الذي روى عنه اثنان:
الأول: محمد بن فضيل بن غزوان، ولكن هذه الرواية معلولة بأن ابن فضيلٍ هذا سمع من عطاء بعد اختلاطه، قال أبو حاتم (تهذيب الكمال: 5/ 172): (ما رَوَى عنه - أي: عن عطاء - ابنُ فضيل، فَفِيه غلطٌ واضطراب، رفع أشياء كان يرويها عن التابعين، فرفعها إلى الصحابة) ا. ه.
الثاني: رَوْحُ بن القاسم، وهذه الرواية معلولة بِعِلَّةِ سابقتها، إذ إن رَوْحَاً معدودٌ فيمن سمع من عطاء بعد اختلاطه، كما في الكواكب النيرات (ص64).
والصحيح عن عطاءَ: روايةُ حماد بن سلمة، عنه، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه (وقد سبقت).
¥(43/75)
4 - قتادة بن دعامة، الذي روى عنه معمر، وعنه عبد الرزاق في مصنفه، وهذه الرواية معلولة بأن أوثق الناس في قتادة رَوَوا ذلك بذكر عزرة بين قتادة وسعيد بن عبد الرحمن بن أبزى. وهؤلاء هم: همام بن يحيى، وشعبة بن الحجاج، وسعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي. فظهر أن مَعْمَراً خالف أولئك فأسقط عزرة من السند. - وقد تُكُلِّم أصلاً في رواية معمر عن أهل العراق (ومنهم قتادة)، قال ابن حجر في تهذيب التهذيب (ترجمة معمر): (قال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: إذا حَدَّثك معمر عن العراقيين فخالفه، إلا عن الزهري وابن طاووس، فإن حديثَهُ عنهما مستقيم، فأمَّا أهل الكوفة وأهل البصرة فلا).
3 - وأما طريق ذر الهمداني عن عبد الرحمن بن أبزى، فهذا لا يصح، قال الإمام أحمد - كما في العلل ومعرفة الرجال (1/ 206) -: (ذر لم يسمع من عبد الرحمن بن أبزى، سمع من سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى).
4 - وأما طريق قتادة بن دعامة السدوسي عن عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه:
فهذه من أقوى الطرق، وجميع رواتها في جميع تفرعاتها ثقات، وهي نصيفة طريق سفيان عن زبيد عن ذر في القوة.
ومتابعة محمد بن المثنى لأحمد، فيها إشكالٌ في عدم ذكر الحسن بن سفيان فيمن سمع من محمد بن المثنى، إلا أن ذلك ممكن، فإن الحسن سمع من طبقة ابن المثنى. وقُلْ مثل ذلك في رواية محمد بن المثنى عن يحيى عن شعبة عن قتادة عن عزرة.
5 - وأما طريق زرارة عن عبد الرحمن بن أبزى، فهذه معلولة، قال الذهبي (الكاشف، رقم 1633): (زرارة عن ابن أبزى في الوتر وعنه قتادة، لم يصح)، وقال في ميزان الاعتدال (2/ 70): (لا يعرف). قال المزي (تهذيب الكمال: 3/ 22، رقم 1966): (زرارة، غير منسوب، عن عبد الرّحمن بن أبْزَى في القِراءة في الوِتر ... وقال غيرُ واحدٍ: «عن قتادة، عن عَزْرَة، عن سعيد بن عبد الرّحمن بن أبْزَى، عن أبيهِ»، وهو المَحْفُوظ ... وعَزْرة هو ابنُ عبد الرّحمن بن زُرارة، فَلَعَلَّه قال: عن ابنِ زُرارة، والله أعلم) ا. ه، وجزم ابن حجر (التقريب: 1/ 414) بذلك، قال: (صوابه: عزرة).
فإن كان ذلك كذلك، كان عزرةُ رَوَى عن عبد الرحمن بن أبزى، وهذه رواية مرسلة، إذ لم يلقَ عزرةُ أحداً من الصحابة، فهو - كما ذكر ابن حجر (التقريب: 3/ 11، رقم 4576) - من السادسة، وهذه الطبقة تعني عنده: الذين عاصروا صغار التابعين، ولكن لم يلقوا أحداً من الصحابة.
ثالثاً: دراسة الأسانيد التي فيها: سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم:
وهذه مرسلة - مثلما ذكر النسائي -، فإن عبد الرحمن بن أبزى (أبا سعيد) مُختَلَفٌ في صحبته - كما سيأتي -، فكيف بابنه؟!
خلاصة:
فظهر أن الراجح أن راويَ الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم هو عبد الرحمن بن أبزى، ومن القرائن الدالة على ذلك أن الذين زادوا أُبيّاً بنَ كعب في السند قد سلكوا الجادة أو لزموها، فإن أكثر رواية ابن أبزى عن أُبيّ بن كعب، قال الحاكم (المستدرك، ح 1047): (أكثر روايته عن أبي ابن كعب والصحابة)، وقال ابن عبد البر (الاستيعاب: 2/ 366): (أكثر رواياته عن عمر، وأبي بن كعب). بل خصص أحمد - رحمه الله - في مسنده فصلاً لرواية ابن أبزى عن أبي بن كعب، مع الصحابة والتابعين الذين رووا عن أُبيّ.
المبحث الثالث: من أقوال العلماء في الحديث:
* قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: (قلت لأبي عبد الله: وروى شبابة عن شعبة، عن قتادة، عن زرارة، عن عمران، أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر ب ? سبح اسم ربك الأعلى ?.
¥(43/76)
قال: «هذا باطل، ليس من هذا شيء، إنما رواه حجاج، عن قتادة، عن زرارة، عن عمران، عن النبي صلى الله عليه وسلم، حدثناه عباد بن العوام، عن حجاج. وأما حديث شعبة فحدثناه كذا وكذا، عن شعبة، عن قتادة، عن زرارة، عن ابن أبزى. قال: والحديث يصير إلى ابن أبزى»). (تاريخ بغداد: 9/ 297). وهذا - والحمد لله - نص صريح على صحة ما ظهر خلال هذا البحث من أن الحديث يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن أبزى. [أنا أحمد الله على أنني وافقت قوله - رحمه الله -، لا على أنه وافق ما خَلُصْتُ إليه!].
* جاء في علل الدارقطني (1659): (وسئل عن حديث زرارة بن أوفى عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتر بثلاث ب ? سبح اسم ربك الأعلى ?، و ? قل يا أيها الكافرون ?،
و ? قل هو الله أحد ?. فقال: «يرويه قتادة واختلف عنه، فرواه الحجاج عن قتادة عن زرارة عن أبي هريرة، ورواه شعبة عن قتادة عن زرارة عن ابن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم وقول شعبة أشبه بالصواب»).
* وقال ابن حجر عن الحديث في التلخيص (2/ 20): (وحديث عبد الرحمن بن أبزى رواه أحمد والنسائي وإسناده حسن).
* قال الشوكاني في النيل (2/ 222): (قال العراقي: وكلاهما عند النسائي بإسناد صحيح)، وكلام العراقي - رحمه الله - سليم، فإن بعض الأسانيد عن أبي بن كعب صحيحة، ولا غبار عليها، لكن لها علة خَفِيَّةٌ هي: مخالفة الثقات الذين لم يذكروا أُبَيّاً - رضي الله عنه - في السند.
* قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في حاشية على بلوغ المرام (ص267، 268):
(وأخرجه النسائي بإسناد صحيح عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث ركعات يقرأ بالأولى ب ? سَبِّحِ اسْمَ رَبّكَ الأَعْلَى? ? وفي الثانية ب ? قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ? وفي الثالثة ب ? قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ? ويقنت قبل الركوع، فإذا فرغ، قال عند فراغه: «سبحان الملك القدوس» ثلاث مرات، يطيل في آخرهن.
ورواه بسند آخر صحيح، لولا عنعنة قتادة، ولم يذكر القنوت، وزاد: ولا يسلم إلا في آخرهن، ويقول بعد التسليم: «سبحان الملك القدوس» ثلاثاً) ا. ه. ويقال في هذا ما قيل على كلام العراقي - رحمه الله -.
* ويبدو أن الألباني - رحمه الله - لم يدرس الحديث لما علق على مشكاة المصابيح، فإن صاحب المشكاة ذكر الروايتين، عن أبي، وعن عبد الرحمن بن أبزى (1/ 398)، فعلَّق الألباني - رحمه الله - بقوله: (واعلم أن هذا الحديث حديثٌ واحد، إلا أن الرواة اختلفوا فيه، فبعضهم جعله من حديث ابن أبزى عن أبي بن كعب، وبعضهم جعله من حديث ابن أبزى لم يجاوز به إلى أبي، وأيهما كان فالحديث صحيح، لأنهما صحابيان معروفان) ا. ه.
المبحث الرابع: الكلام على الرواة الذين عليهم مدار الحديث:
وهم قتادة بن دعامة وشيخه عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي، وسلمة بن كهيل وزبيد اليامي وشيخهما ذر بن عبد الله الهمداني، وسعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، وأبوه.
أولاً: قتادة بن دعامة السدوسي:
حافظ عصره، ثقة ثبت، مشهور بالتدليس (انظر تهذيب الكمال: 6/ 99 - 104، رقم 5437)، وقد عنعن - رحمه الله - حديثنا هذا، ولكنَّ عنعنته لا تضر، لثلاثة أوجه:
الأول: أنه لم يتفرد بهذا الحديث، بل رواه غيره كثير - كما هو ظاهر -.
الثاني: أنه قد رواه عنه شعبةُ، وقد قال ابن حجر (النكت، ص51): (وهو - أي: شعبة - لا يأخذ عن أحدٍ ممن وُصف بالتدليس إلا ما صَرَّح فيه ذلك المُدَلِّس بسماعه من شيخه)، وقال أيضاً (النكت، ص252): (وأما كونه كان يروي عن المُدَلِّسين، فالمعروف عنه أنه كان لا يحمل عن شيوخه المعروفين بالتدليس إلا ما سمعوه ... وفيها - أي: في المعرفة للبيهقي - عن شعبة أنه قال: «كفيتُكُم تدليسَ ثلاثةٍ: الأعمش وإسحاق وقتادة») قال ابن حجر: (وهي قاعدة حسنة تقبل أحاديث هؤلاء إذا كان عن شعبة ولو عنعنوها).
وأشار إلى ذلك الحافظ في الفتح (روايته عن قتادة: 1/ 59، 10/ 83، روايته عن المدلسين: 4/ 38، 194، 10/ 166، 11/ 146، 197، 211 وفي مواضع أخرى).
¥(43/77)
الثالث: أن قتادة قد صَرَّح بالسماع في رواية النسائي عن محمد بن بشار عن أبي داود الطيالسي عن شعبة عنه عن عزرة.
ثانياً: سلمة بن كهيل:
وهو ثقة، قال فيه أحمد بن حنبل: متقن الحديث، ما تبالي إذا أخذت عنه حديثه. وقد وثَّقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي (تهذيب الكمال: 3/ 254، رقم 2451).
ثالثاً: زبيد بن الحارث اليامي:
وهو ثقة، وثقه يحيى بن سعيد القطان وابن معين وأبو حاتم والنسائي (تهذيب الكمال: 3/ 10، 11، رقم 1942).
رابعاً: عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي:
وهو ثقة، وثقه يحيى بن معين، قال: (عزرة الذي يروي عنه قتادة، ثقة)، وابن المديني، (تهذيب الكمال: 5/ 163، رقم 4509)، وابن حجر (التقريب: 3/ 11، رقم 4576).
خامساً: ذر بن عبد الله المرهبي الهمداني:
وخلاصة أقوال العلماء فيه:
- البخاري (الضعفاء الصغير، رقم 113): صدوق في الحديث.
- ابن معين والنسائي وابن خراش: ثقة.
- أبو حاتم: صدوق.
- أحمد بن حنبل: ما بحديثه بأس. (تهذيب الكمال: 2/ 440، رقم 1798).
- ابن حجر (التقريب: 1/ 385، رقم 1840): ثقة عابد رمي بالإرجاء.
سادساً: سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى:
خلاصة أقوال العلماء فيه:
- أحمد بن حنبل: هو حسن الحديث.
- النسائي: ثقة. (تهذيب الكمال: 3/ 179، رقم 2292).
- ابن حجر (التقريب: 2/ 35، رقم 2346): ثقة.
سابعاً: عبد الرحمن بن أبزى:
وهذا وقع فيه الخلاف، هل له صحبة أم لا، وملخص الأقوال:
- البخاري (التاريخ الكبير: 5/ 245): له صحبة، وذكره غير واحد في الصحابة.
- أبو حاتم (الجرح والتعديل: 5/ 209): أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وصلى خلفه. وقاله ابن عبد البر
(الاستيعاب: 2/ 366).
- الحاكم (المستدرك، ح 1047): عبد الرحمن بن أبزى ممن صحّ عندنا أنه أدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، إلا أن أكثر روايته عن أبي بن كعب والصحابة.
- الذهبي (السير: 3/ 201): له صحبةٌ، ورواية، وفقه، وعلم.
- ابن حجر (تهذيب التهذيب: 3/ 318، رقم 4421): (وممن جزم بأن له صحبة: خليفة ابن خياط، والترمذي، ويعقوب بن سفيان، وأبو عروبة، والدارقطني، والبرقي، وبقي بن مخلد، وغيرهم).
- ابن حجر (الإصابة: 4/ 240): (العمدة على قول الجمهور).
- ابن حجر (التقريب: 2/ 305، رقم 3794، فتح الباري: 8/ 495): صحابي صغير.
والدليل الواضح على صحبته وإدراكه: حديث أخرجه البخاري عن محمدِ بنِ أبي مَجالدٍ قال: (أرسلَني أبو بُردةَ وعبدُ اللهِ بنُ شدّادٍ إلى عبدِ الرحمنِ بنِ أبْزَى وعبدِ اللهِ بنِ أبي أوفى فسَألتُهما عن السَّلَفِ فقالا: كنّا نُصِيبُ المغانمَ معَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ... ).
فهذا هو الراجح الذي عليه الحفاظ المشتغلون بمعرفة الرواة: أن عبد الرحمن بن أبزى - رضي الله عنه - صحابي، وعليه فإن الحديث متصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، صحيح، يُعمل به.
المبحث الخامس: الكلام على بعض ألفاظ الحديث المختلفة:
فإن الحديث لم يأتِ بلفظٍ واحد - عند التدقيق -، بل اختلف فيه الرواة، وقد نظرت في الطرق الصحيحة للحديث، سوى التالي:
1/ ما وجدتُ من لفظ الحديث دون الذكر.
2/ ما ذكره أبو داود عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى ويزيد بن زريع كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عزرة، وما ذكره عن هشام الدستوائي عن قتادة عن عزرة، فإنه لم يذكر لفظ الحديث في رواياتهم، بل أشار فقط إلى أنهم لم يذكروا القنوت.
وبَعْدُ وجدتُ اختلافاً في أمرَيْن:
الأول: عدد وَصِفَةِ الذِّكر (سبحان الملك القدوس):
- فبعض الروايات ذَكَرَت قول (سبحان الملك القدوس) دون زيادة. جاء ذلك في طريق واحدة.
- وبعضها ذَكَرَته فقال: (ثلاث مرات). جاء في خمس طرق.
- وبعضها ذَكَرَته فقال: (يطولها ثلاثاً). جاء في طريق واحدة.
- وبعضها ذَكَرَته فقال: (ثلاثاً يرفع بها صوته). جاء في طريقين.
- وبعضها ذَكَرَته فقال: (ثلاثاً يرفع صوته بالثالثة). جاء في ثلاث عشرة طريقاً.
فَتَبَيَّن أن أكثر الروايات على أنه يقولها ثلاثاً، ويرفع صوته بالثالثة. وإنْ صَحَّ الجمع بين هذه الأوجه، فنقول: إنه يقولُها ثلاثَ مرات، جاهراً بها، مُطَوِّلَها، ويرفع صوته أَكثَرَ في الثالثة.
الثاني: موضع قول الذكر:
- فبعض الروايات يقول: (وإذا أراد أن ينصرف من الوتر قال: ... ). جاء ذلك في أربع طرق.
- وبعضها يقول: (ويقول إذا جلس في آخر صلاته - أو: يقول في آخر وتره -: ... ). جاء في ثلاث طرق.
- وبعضها يقول: (فإذا سلَّم قال: ... ). جاء في إحدى عشر طريقاً.
- وبعضها يقول: (فإذا فرغ قال: ... ). جاء في خمس طرق.
والظاهر أن اللفظين الأخيرين - مع أنهما الأغلب - مفسران لِلَّفظين الأوَّلين، ومُعتَضَدُ ذلك: أنه لا يُتَصَوَّرُ أنه يرفع بهذا الذكر صوته أثناء صلاته قبل السلام. مع أنَّه يحتمل أنَّ مُرادَهُ من قوله: (إذا أراد أن ينصرف من الوتر): إذا أراد أن يقومَ أو يتحوَّلَ عن مكانه بعد الوتر.
فَعَلى ذلك: يقولها بعد السلام مباشرة.
تنبيه: لم أجد في أي من الطرق الصحيحة ذكراً للقنوت قبل الركوع، خلافاً لبعض الروايات المرجوحة، وقد نبَّه على ذلك أبو داود في كلامه بعد الحديث (1427)، والنسائي (الكبرى 1436).
تمت .. والحمد لله رب العالمين.
رمضان، شوال، وشيء من ذي القعدة وذي الحجة 1425ه
وتمت تنقيحاتها ظهر الثلاثاء الثالث عشر من محرم 1426ه
مرةً أخرى: أرجو من المشايخ الكرام - مشايخ الملتقى - إفادتي بما يرونه، وجزاكم الله خيراً.
وقد أرفقت البحث على مستند وورد منسقاً بتنسيق أوضح مما ها هنا:
¥(43/78)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 03 - 05, 11:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم، بحث قيم ونافع.
فائدة
قال الشوكاني في تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين ص199
وهو من حديث أبي ابن كعب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر سبح اسم ربك الأعلى
قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد فإذا سلم قال سبحان الملك القدوس ثلاث مرات يمد صوته في الثالثة ويرفعه ولفظه الدارقطني إذا سلم قال سبحان الملك القدوس ثلاث مرات ويمد صوته ويقول رب الملائكة والروح وأخرج هذه الزيادة أعني سبحان الملك القدوس أحمد وصححها العراقي وأخرجها أيضا أحمد والنسائي من حديث عبد الرحمن بن أبزى وفي آخره ورفع بها صوته في الآخرة وصححها العراقي من حديث عبد الرحمن كما صححها من حديث أبي بن كعب
وأخرجها أيضا البزار من حديث ابن أبي أوفى وقال اخطأ فيه هاشم بن سعيد لأن الثقات يروونه عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم) انتهى.
ـ[أبو صالح الطحان]ــــــــ[01 - 03 - 05, 07:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم، بحث قيم ونافع.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[01 - 03 - 05, 07:37 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
الشيخ عبد الرحمن ..
أحسن الله إليك، ونص كلام البزار من مسنده (3373):
(أخبرنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا شاذ بن الفياض، قال: أخبرنا هاشم بن سعيد، عن زبيد، عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث فيقرأ فيهن في الأولى ب ? سَبِّحِ اسْمَ رَبّكَ الأَعْلَى? ? وفي الثانية ? قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ? وفي الثالثة ? قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ?، فإذا سلم قال: «سبحان الملك القدوس»، ومد بها صوته.
وهذا الحديث أخطأ فيه هاشم بن سعيد، لأن الثقات يروونه عن زبيد، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وزاد هاشم في حديثه: (فإذا سلم قال: «سبحان الملك القدوس»). وليس هذا في حديث غيره) انتهى.
وألاحظ أن هنالك اختلافاً بين هذا وما نقله الشوكاني، فلا أدري ما وجهه، لعلكم تسعفونني.
الأخ أبو صالح الطحان ..
أثابك الله، وجزاك خيراً.
ـ[أبو عبدالرحمن الغريب]ــــــــ[01 - 03 - 05, 11:45 م]ـ
بارك الله فيك
وهناك كلام قديم للشيخ سليمان العلوان حول الحديث اطلعت عليه ولا أذكر أين
لعلي أبحث عنه في السؤالات
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - 03 - 05, 12:22 ص]ـ
أبا عبد الرحمن ..
أفدني والإخوان،
جزاك الله خيراً.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[02 - 03 - 05, 12:39 ص]ـ
بارك الله فيك على هذا البحث القيم،
وأذكرك بالرجوع لتخريج الشيخ ياسر فتحي لكتاب الذكر والدعاء ... للقحطاني.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - 03 - 05, 02:05 ص]ـ
أحسن الله إليكم جميعاً ..
الأخ الشيخ عبد الله المزروع، جزاك الله خيراً، وأود الاستفسار عن هذا الكتاب، وَتَوَفُّرِهِ.
ثم،،
إنني بعد الرجوع إلى موقع جامع الحديث، وبحثي عن هذا الحديث، وجدت أن هناك تخريجاتٍ أخرى له في مصادر ليست متوفرة لديَّ، لكنها لا تخرج عن الطرق الموجودة في هذا البحث، وهذه التخريجات هي:
1/ الطرق التي فيها عبد الرحمن بن أبزى عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم:
- أخرجه الشاشي في مسنده (1356) قال: حدثنا أبو حاتم الرازي، نا عمر بن حفص بن غياث، نا أبي، بالسند المذكور، فذكره.
قال الشاشي (في نفس الموضع): حدثنا أحمد بن زهير بن حرب، نا محمد بن بكير الحضرمي، نا الدشتكي عبد الرحمن بن عبد الله، بالسند المذكور، فذكره.
- وقال الشاشي أيضاً (1357): حدثنا علي بن عبد العزيز، نا محمد بن سعيد الأصبهاني، وحدثنا إسحاق، نا محمد بن سعيد يعني ابن الأصبهاني، نا محمد بن أبي عبيدة، بالسند المذكور، فذكره.
قال الشاشي: وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم، نا إبراهيم بن موسى الرازي، حدثنا محمد بن أنس أبو أنس، بالسند المذكور، فذكره، قال: إلا أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوتر بسبح، وقل للذين كفروا، والله الواحد الصمد.
- وأخرجه محمد بن نصر المروزي في صلاة الوتر (57)، قال: حدثنا إسحاق، أخبرنا عيسى بن يونس، عن سعيد بن أبي عروبة، بالسند المذكور فذكره، إلا أن قول "سبحان الملك القدوس" صدَّره ابن نصرٍ بقوله: (وفي روايةٍ ... ).
2/ الطرق التي فيها عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم:
- أخرجه محمد بن نصر المروزي في صلاة الوتر (85) قال: حدثنا إسحاق، أخبرنا وكيع، ثنا سفيان، عن زبيد اليامي، بالسند المذكور، فذكره، وذكر رواياتٍ لِلَفظِ الذكر.
- وأخرجه المحاملي في الأمالي (357)، قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا عطاء، بالسند المذكور، فذكره.
- وفيه الأمالي أيضاً (358) قال المحاملي: حدثنا يوسف، عن جرير، عن منصور بن المعتمر، عن سلمة بن كهيل، بالسند المذكور، فذكره.
3/ الطرق التي فيها سعيد بن عبد الرحمن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً:
- في جزء حديث خيثمة بن سليمان قال: قال رزين بن [هكذا، وأظنها: عن] عبد الله بن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره.
وجاء في التوحيد لابن منده (202) قوله: أخبرنا محمد بن أيوب بن حبيب، قال: حدثنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني، قال: حدثنا أبو النضر، ح وأخبرنا عبدوس بن الحسين، قال: حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا آدم، قالا: حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن عبد الله، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الوتر قال: "سبحان الملك القدوس" ثلاث مرات.
فذكر (عبد الله) بين سلمة بن كهيل، وسعيد بن عبد الرحمن، ولا أدري من هو.
هذا ما وجدته، وأدرك أنه فاتني أكثر، فالكمال لله وحده، والحمد لله وحده.
¥(43/79)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - 03 - 05, 02:28 ص]ـ
استدراك:
أفادني الأخ أبو عبد الرحمن الغريب - جزاه الله خيراً وأثابه - بالإضافة على الخاص لمشكلة في النظام عنده، وأنا أنشر ما أفادني به، ليستفيد منه الإخوان، وليحصل به الأجر إن شاء الله لأبي عبد الرحمن.
قال أبو عبد الرحمن:
( ... وقد وجدت في أحكام قيام الليل للشيخ سليمان كلاما مختصرا فدونكه:
واعلم أنه يستحب إذا سلم من وتره أن يقول سبحان الملك القدوس ثلاثاً لحديث أبي بن كعب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر .... الحديث) وفيه فإذا سلم قال: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات) رواه النسائي (43). وفي حديث عبد الرحمن ابن أبزى وهو صحابي صغير (ويرفع بسبحان الملك القدوس صوته بالثالثة). رواه أحمد والنسائي. وزاد الدارقطني (44) من حديث أبي ابن كعب (رب الملائكة والروح) ولا تصح هذه الزيادة والمحفوظ ما تقدم).
انتهى.
وجزاك الله خيراً أخي أبا عبد الرحمن على هذه الإضافة المميزة.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[29 - 05 - 05, 12:41 ص]ـ
وللفائدة، فقد سبق للمشايخ الكرام نقاش حول هذا الحديث:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14545
ـ[ابو عزام النجدي]ــــــــ[18 - 10 - 05, 05:25 ص]ـ
جزاك الله خير على هذا البحث القيم
لكن عندي سؤال أريد الذين خرجو ا هذه الزياده (رب الملائكه والروح)
أي من الأئمه ومن صحح هذه الزياده
كتب الله لكم الأجر.
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[19 - 10 - 05, 03:35 ص]ـ
الدارقطني ممن روى هذه الزيادة
والشيخ العلوان يضعفها
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[28 - 08 - 09, 02:51 ص]ـ
بارك الله في الشيخ محمد بن عبد الله.
وجاءت زيادةُ "ربِّ الملائكة والروح" في الثالثة ويمد فيها صوته - فيما يُزعم! - عند الطبراني في "الأوسط" (8115 - ط الحرمين).
قال الحافظ الطبراني: "حدثنا موسى بن هارون، نا إسحاق بن إبراهيم، أنا عيسى بن يونس، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن ابيه عن أبي بن كعب قال: "كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يوتر بـ "سبح اسم ربك الأعلى" و"قل يا أيها الكافرون" و"قل هو الله أحد" وإذا سلم قال: "سبحان الملك القدوس" ثلاث مرات ومد بالأخيرة صوته ويقول: "رب الملائكة والروح" ". أ. هـ.
وهي خطأٌ بلاشك.
ـ[إحسان بن رفيق]ــــــــ[29 - 08 - 09, 09:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا بحث نافع
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[29 - 08 - 09, 11:09 م]ـ
بارك الله فيكم.
هذا البحث كتبته قديمًا، وهو من أوائل -إن لم يكن أول- ما قمت به من تخريجات.
وقد حصل فيه فوات، ولا بد من هفوات، والحديث مجال لإعادة دراسته بشكل أوسع وأعمق.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[02 - 09 - 09, 07:19 م]ـ
جزاكم الله خيراً، وبارك فيكم
وفيما يتعلق بالقنوت قبل الركوع في الوتر .. ينظَر "تصحيح الدعاء" للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: ص 460.
ـ[صالح جزرة]ــــــــ[24 - 09 - 09, 08:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[24 - 09 - 09, 02:36 م]ـ
بارك الله فيكم.
هذا البحث كتبته قديمًا، وهو من أوائل -إن لم يكن أول- ما قمت به من تخريجات.
وقد حصل فيه فوات، ولا بد من هفوات، والحديث مجال لإعادة دراسته بشكل أوسع وأعمق.
بارك الله فيكم أخي محمداً ..
كان إنزاله بعد تسجيلكم بشهرٍ تماماً ..
ولا زلتُ أستفيد من تخريجاتكم.
وشيخ الإسلام يقول في (المنهاج): (والإنسانُ ينتقل من نقص إلى كمال، فلا ينظر إلى نقص البداية، ولكن ينظر إلى كمال النهاية!)
أسأل الله لك توفيقاً، وهدايةً، وسداداً، وثباتاً.
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[10 - 11 - 09, 10:04 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك فقد أفادني هذا البحث كثيرا.
وهناك نقاط أود أن أطرحها على سبيل التعلم والاستفادة، فعذرا على التطفل.
وسأبدأ بهذه:
جرير بن حازم روى الحديث على وجوه
فرواية أبي عمر الضرير عنه عن زبيد عن ذر عن سعيد عن أبيه عن أبي رضي الله عنهما كما في زوائد عبد الله على المسند وقد تفضلت بذكرها.
ورواية يونس بن محمد المؤدب عنه عن زبيد عن ذر عن سعيد عن أبيه رضي الله عنه وهي عند النسائي وقد تفضلت بذكرها أيضا.
ورواية أبي سلمة التبوذكي عنه عن زبيد عن سعيد عن أبيه رضي الله عنه بغير ذكر (ذر) وهذا في معجم الصحابة لابن قانع (150/ 2).
¥(43/80)
فهذه الرواية على ثلاثة وجوه، فما هو الراجح عندك في رواية جرير؟
ولا يفوتني أن أذكر أنه لا وجه لإعلال الحديث بالانقطاع بين يونس المؤدب وأبي سلمة، وجرير، فكلاهما روى عن بصريين من طبقة جرير في الصحيحين.
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[12 - 06 - 10, 12:28 م]ـ
4 - هشام الدستوائي، فيما ذكره أبو داود (1427) قال: وَقَدْ رَوَاهُ أَيضاً هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ وَشُعْبَةُ عن قَتَادَةَ ...
روى حديث هشام الدستوائي الإمام النسائي في سننه الصغرى قال رحمه الله:
أرسله هشام.
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن أبي عامر عن هشام عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يوتر وساق الحديث.
وهذا كما هو ظاهر أرسله هشام كما أرسل مالك بن مغول حديث زبيد.
وإرسال مالك بن مغول هو ما اعتمد عليه النسائي رحمه الله في سياقته لأوجه الاختلاف في الحديث ورواية مالك بن مغول المرسلة كما في عمل اليوم والليلة قال فيها رحمه الله:
أرسله مالك بن مغول
أخبرنا أحمد بن سليمان قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا مالك بن مغول عن زبيد عن زر عن بن أبزى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد وإذا فرغ قال سبحان الملك القدوس ثلاثا ثم يمد صوته بالآخرة
ويحيى بن آدم كوفي حافظ وينبغي أن يكون أعرف بحديث مالك بن مغول من شعيب بن حرب.
هناك أمور كذلك أود إضافتها.
أولا:
حديث عمر بن ذر الموجود في المصنف خطأ ظاهر فقد قال ابن أبي شيبة في المصنف:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ، أَنَّهُ كَانَ يَقْنُتُ فِي الْوَتْرِ قَبْلَ الرَّكْعَةِ.
ووكيع أعرف بحديث الكوفة ولو كان فيه إسناد لذكره.
لا سيما وذكر القنوت قبل الركوع هو مذهب الكوفيين وابن المبارك وغيرهم كما ذكر الترمذي رحمه الله.
فهذا أدعى لتجويد إسناده.
ثانيا:
حديث حصين بن عبد الرحمن السلمي رواه عنه حصين بن نمير وسليمان بن كثير، جاء ذكر أبي بن كعب رضي الله عنه في رواية سليمان بن كثير في سنن البيهقي في بعض النسخ وليس كلها كما نبه محقق طبعة دار الكتب العلمية.
ثالثا:
حديث جرير بن حازم فيه اختلاف، رواه عنه يونس بن محمد المؤدب وأبو عمر الضرير فذكرا في الإسناد ذرا وخالف أبو عمر الضرير فزاد في الإسناد أبيا ولم يزده يونس ورواه أبو سلمة التبوذكي عن جرير كما في معجم الصحابة لابن قانع فأسقط ذرا ولم يذكر أبيا والصواب المشهور من رواية جرير رواية يونس وعليها عول النسائي رحمه الله في سياق اختلاف الحديث فقال رحمه الله عقب ذكر هذه الطريق "ووافقه زبيد" وذكر في رواية زبيد ذرا فدل على أن هذا هو المحفوظ عن جرير وقد تكون رواية أبي سلمة التبوذكي في معجم الصحابة وهم من ابن قانع أو تصحيف فأبو سلمة ثبت وبرئت عهدة جرير من الخطأ في هذا الحديث.
كذلك يونس بن محمد المؤدب نزل البصرة وسمع من حماد بن سلمة وشيبان النحوي وغيرهما ممن ماتوا قبل جرير، فهل ينزل البصرة ولا يسمع من جرير؟!!
رابعا:
في قولك
الأولى: ما رواه الحاكم، عن ابن بالويه، عن محمد بن غالب، عن عفان، ومسلم بن إبراهيم، وعلي بن الجعد عن شعبة به. وهذه الطريق معلولة بأن الثقات رووها عن شعبة بذكرِ ذرّ بن عبد الله الهمداني، وهم: محمد بن جعفر (وهو أثبت الناس في شعبة، انظر: فتح الباري: 4/ 97، 11/ 114)، وعفان (رواها عنه أحمد مخالفاً محمد بن غالب، وأحمد أوثق بلا شك من ابن غالب)، وخالد بن الحارث، وبهز بن أسد، وعلي بن الجعد (وزيادةُ ذر بن عبد الله ثابتةٌ في مسنَدِهِ، وأيضاً رواها عنه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز (البغوي) - في رواية أبي نعيم والبغوي -، وهو أوثق من محمد بن غالب).
كلامك صحيح لا غبار أن الصحيح رواية المسند وغيره، وكنت سأقول أخطأ بعض الرواة ولكن وقفت على خطأ آخر في حديث آخر رفعه الحاكم من طرق هشيم وعلي بن حجر وسعيد بن منصور وهو في المسند وسنن سعيد بن منصور وغيرهما من طرقهم مشهور بأنه موقوف، فأورثني الظن أن المستدرك ربما يكون فيه بعض التصحيف.
خامسا:
حديث روح بن القاسم عن عطاء بحثت عن حديث غيره يرويه روح عن عطاء فلم أجد.
وروح قديم بين وفاته ووفاة عطاء يسير.
وحديثه الواحد هنا وافق فيه حماد بن سلمة وهو ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط.
فلعله يصح القول -مجازا- أن حديث روح عن عطاء صحيح، وإن لم يكن له إلا هذا الحديث الواحد.
سادسا:
حديث أبي حفص الأبار عن الأعمش رواه أبو زرعة الدمشقي كما في فوائده المعللة عن يحيى بن معين عن أبي حفص، ولكن حدث في المطبوع تصحيف فجاء إسناده "عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبي ذر" رضي الله عنهما وهذا تصحيف واضح فليس لأبي ذر رضي الله عنه في هذا الحديث مدخل.
هذا بعض ما وقفت عليه أثناء النظر في الحديث، وأذكرها لا على باب الاستدراك ولا باب الإفادة، بل طلبا للنصح والتوجيه.
وأكرر التنويه باستفادتي من هذا التخريج كثيرا.
فجزى الله خيرا أستاذنا الفاضل محمد وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناته.
¥(43/81)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[12 - 09 - 10, 04:11 ص]ـ
بارك الله فيكم.
لعلك قد واخذتني -شيخنا الكريم- على ما قد استدركتُ عليه كلامًا رجوتُ ألاّ أواخذ بعده عليه! (ابتسامة)
وإنما لم أُجِبك لبُعد عهدي، وطول مدَّتي بهذا الحديث، وعزمي أن أعود عليه بالبحث والدراسة المحرَّرة المنظمة؛ فإن المرقوم أعلاه من أعمال البدايات التي يشوبها ما يشوبها -كما سبق-.
والآن قد كتبتُ دراسة مطوَّلةً جديدةً للحديث من الأول، ثم وجدتني فيها قد وافقتُك في غير شيءٍ مما استدركتَه، وأفدتَني في شيء، فأحسن الله إليك، ونفع بك.
غير أني أحترز في عدِّ رواية عمر بن ذر خطأً، فضلاً عن عدِّه ظاهرًا، فليُحرر، مع ملاحظة أن عبدَالرزاق متابَعٌ عن عمر بن ذر متابعةً معلَّقة.
وبخصوص رواية يونس بن محمد المؤدب عن جرير بن حازم: لا أرى ما يدعو إلى النظر في انقطاع ما بينه وبين جرير مع صحة تصريحه بالتحديث عنه.
وبخصوص حديث عطاء بن السائب: يلاحَظ أن حمادًا مختلَفٌ عليه.
والله أعلم.
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[12 - 09 - 10, 05:29 م]ـ
يشهد الله أني ما كتبت إلا متعلما منك أستاذنا المبارك.
ولو عددت الفوائد التي خرجت أنا بها من ما نعته أنت ب"أعمال البدايات" لعرفت حقا من ينبغي أن يقال له "شيخنا الكريم".
ولو أنك أرشدتني إلى الدراسة المطولة، فأنا أطمع في تحصيل المزيد من الفوائد وسأكون لك من الشاكرين.
غير أني أحترز في عدِّ رواية عمر بن ذر خطأً، فضلاً عن عدِّه ظاهرًا، فليُحرر، مع ملاحظة أن عبدَالرزاق متابَعٌ عن عمر بن ذر متابعةً معلَّقة.
سأنظر إن يسر الله في المسألة.
وأسأل الله أن لا يحرمنا الاستفادة منك وأن يبارك في عمرك وعملك.
ـ[حنفى شعبان]ــــــــ[13 - 09 - 10, 04:51 م]ـ
ويبدو أن الألباني - رحمه الله - لم يدرس الحديث لما علق على مشكاة المصابيح، فإن صاحب المشكاة ذكر الروايتين، عن أبي، وعن عبد الرحمن بن أبزى (1/ 398)، فعلَّق الألباني - رحمه الله - بقوله: (واعلم أن هذا الحديث حديثٌ واحد، إلا أن الرواة اختلفوا فيه، فبعضهم جعله من حديث ابن أبزى عن أبي بن كعب، وبعضهم جعله من حديث ابن أبزى لم يجاوز به إلى أبي، وأيهما كان فالحديث صحيح، لأنهما صحابيان معروفان) ا. ه.
قولك (لم يدرس الحديث) لم تقبله نفسى أنظر وتأمل كلام الشيخ تجده هوخلاصة بحثك بايجاز دمت طيباوجزاك الله خيرا على المجهود(43/82)
لمن عنده كتاب تسديد القوس تخريج عاجل
ـ[حذافة]ــــــــ[23 - 02 - 05, 03:21 ص]ـ
الأخوة الأكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منكم افادتي بإسناد هذا الحديث
((عجل أمتي الدنانير والدراهم)) رواه الديلمي في مسند الفردوس (3ـ338) رقم: (5019).
الرجاء منكم أي معلومة في هذا الحديث من حكم عليه، إسناده، أي شيء
الأمر عاجل
بارك الله فيكم
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[23 - 02 - 05, 04:17 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله ..
قال أبو منصور الديلمي في ((مسند الفردوس)) (5057) ـ بحاشية فردوس الأخبار ـ[طبعة دار الكتابالعربي]:
أخبرناه الشيخ العالم قيد الشعراني رحمه الله قال: أخبرنا أبو مسعود البجلي، أخبرنا السلمي، أخبرنا محمد بن يعقوب الحجاجي، حدثنا سليمان بن احمد الضحاك الرملي، حدثنا يحيى بن إبراهيم بن عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن راشد، حدثنا محمد بن إسحاق، حثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخبرناه عالياً أحمد بن خلف وأبو الحسن المديني كتابة قال: أخبرنا محمد بن الحسين السلمي ... مثله.
ويُنتبه!
فاحتمال وقوع التصحيف في هذا السند وارد.
ـ[حذافة]ــــــــ[23 - 02 - 05, 12:39 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ خليل
ولقد صدق توقعك للتصحيف: فالذي أظنه أن من فوق أبي عبد الرحمن السلمي هو محمد بن محمد بن يعقوب الحجاجي، والله أعلم.
ولم يقع لي من هم الثلاثة فوق الحجاجي.
بارك الله فيك وفي هذا المنتدى الطيب.(43/83)
أريد ترجمة أبان بن ثعلب وضمرة بن ربيعة الواردين بهذا النص
ـ[محمد الأثري]ــــــــ[23 - 02 - 05, 06:36 ص]ـ
أَمَّا الْبُرْدَةُ فَقَدْ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِيهَا , فَحَكَى أَبَانُ بْنُ ثَعْلَبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ وَهَبَهَا لِكَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ وَاشْتَرَاهَا مِنْهُ مُعَاوِيَةُ رضي الله عنه وَهِيَ الَّتِي يَلْبَسُهَا الْخُلَفَاءُ , وَحَكَى ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ أَنَّ هَذِهِ الْبُرْدَةَ أَعْطَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ آيِلَةَ أَمَانًا لَهُمْ فَأَخَذَهَا مِنْهُمْ سَعِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَكَانَ عَامِلًا عَلَيْهِمْ مِنْ قِبَلِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ فَبَعَثَ بِهَا إلَيْهِ , وَكَانَتْ فِي خَزَائِنِهِ حَتَّى أُخِذَتْ بَعْدَ قَتْلِهِ , وَقِيلَ اشْتَرَاهَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّفَّاحُ بِثَلَاثِمِائَةِ دِينَارٍ. وَأَمَّا الْقَضِيبُ فَهُوَ مِنْ تَرِكَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي هِيَ صَدَقَةٌ وَقَدْ صَارَ مَعَ الْبُرْدَةِ مِنْ شِعَارِ الْخِلَافَةِ. أَمَّا الْخَاتَمُ فَلَبِسَهُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمَانُ رضي الله عنهم حَتَّى سَقَطَ مِنْ يَدِهِ فِي بِئْرٍ فَلَمْ يَجِدْهُ , فَهَذَا شَرْحُ مَا قُبِضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ صَدَقَتِهِ وَتَرِكَتِهِ.
ـ[عبدالرحمن العامر]ــــــــ[23 - 02 - 05, 02:23 م]ـ
ترجم السمعاني في الأنساب لضمرة بن ربيعة الرملي.
وأذكر أن الأمام أحمد قد وثقه وكذا ابن معين.
ـ[محمد الأثري]ــــــــ[23 - 02 - 05, 04:37 م]ـ
أين الهمم يا أهل الحديث
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 02 - 05, 07:53 م]ـ
أبا هو ابن تغلب وهو كوفي مشهور وهو شيعي ثقة وهو من رجال التهذيب (ووقع في النص الذي نقله الأخ سابقا ثعلب وهو تصحيف والصواب تغلب)
وهذه الحكاية ذكرها الماوردي في الأحكام السلطانية وغيره، وهي معضلة لاتصح.
تهذيب التهذيب ج1/ص81
م ع مسلم والأربعة أبان بن تغلب الربعي أبو سعد الكوفي
روى عن أبي إسحاق السبيعي والحكم بن عتيبة وفضيل بن عمر والفقيمي وأبي جعفر الباقر وغيرهم
وعنه موسى بن عقبة وشعبة وحماد بن زيد وابن عيينة وجماعة قال أحمد ويحيى وأبو حاتم والنسائي ثقة زاد أبو حاتم وقال الجوزجاني زائغ مذموم المذهب مجاهر وقال أبو بكر بن منجويه مات سنة 241
وقال بن عدي له نسخ عامتها مستقيمة إذا روى عنه ثقة وهو من أهل الصدق في الروايات وإن كان مذهبه مذهب الشيعة وهو في الرواية صالح لا بأس به
قلت هذا قول منصف وأما الجوزجاني فلا عبرة بحطه على الكوفيين فالتشيع في عرف المتقدمين هو اعتقاد تفضيل علي على عثمان وأن عليا كان مصيبا في حروبه وأن مخالفه مخطئ مع تقديم الشيخين وتفضيلهما وربما اعتقد بعضهم أن عليا أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا كان معتقد ذلك ورعا دينا صادقا مجتهدا فلا ترد روايته بهذا لا سيما إن كان غير داعية وأما التشيع في عرف المتأخرين فهو الرفض المحض فلا تقبل رواية الرافضي الغالي ولا كرامة
وقال بن عجلان ثنا أبان بن تغلب رجل من أهل العراق من النساك ثقة
ولما خرج الحاكم حديث أبان في مستدركه قال كان قاص الشيعة وهو ثقة ومدحه بن عيينة بالفصاحة والبيان
وقال أبو نعيم في تاريخه مات سنة 4 وكان غاية من الغايات وقال أحمد بن سيار مات بعد سنة 41 وقال العقيلي سمعت أبا عبد الله يذكر عنه عقلا وأدبا وصحة حديث إلا أنه كان غاليا في التشيع وقال بن سعد كان ثقة وذكره بن حبان في الثقات وأرخ وفاته ومنه نقل بن منجويه
وقال الأزدي كان غاليا في التشيع وما أعلم به في الحديث بأسا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 02 - 05, 08:07 م]ـ
والثاني هو ضمرة بن ربيعة وهو من رجال التهذيب
تهذيب التهذيب ج4/ص403
بخ 4 البخاري في الأدب المفرد والأربعة ضمرة بن ربيعة الفلسطيني أبو عبد الله الرملي مولى علي بن أبي حملة وقيل غير ذلك في ولائه وهو دمشقي الأصل
روى عن إبراهيم بن أبي عبلة والأوزاعي وبلال بن كعب والسري بن يحيى والشيباني والثوري وشريح بن عبيد ويحيى بن أبي عمرو الشيباني وعبد الله بن شوذب وعثمان بن عطاء الخراساني وإسماعيل بن عياش وغيرهم
وعنه شيخه إسماعيل بن عياش وأيوب بن محمد الوزان وأحمد بن هاشم الرملي والحسن بن واقع والحسين بن أبي السري العسقلاني وعبيد الله بن الجهم الأنماطي ودحيم وعمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار وأبو عمير عيسى بن محمد بن النحاس وعيسى بن يونس الفاخوري وأبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي وجماعة
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه رجل صالح صالح الجديث من الثقات المأمونين لم يكن بالشام رجل يشبهه وهو أحب إلينا من بقية
وقال بن معين والنسائي ثقة وقال أبو حاتم صالح
وقال آدم بن أبي إياس ما رأيت أحدا أعقل لما يخرج من رأسه منه
وقال بن سعد كان ثقة مأمونا خيرا لم يكن هناك أفضل منه مات في أول رمضان سنة اثنتين ومائتين وكذا أرخه بن يونس وقال كان فقيههم في زمانه
قلت وذكره بن حبان في الثقات وقال الساجي صدوق يهم عنده مناكير
وقال العجلي ثقة وروى ضمرة عن الثوري عن عبد الله بن دينار عن بن عمر حديث من ملك ذا رحم محرم فهو عتيق أنكره أحمد ورده ردا شديدا وقال لو قال رجل أن هذا كذب لما كان مخطئا وأخرج الترمذي وقال لا يتابع ضمرة عليه وهو خطأ عند أهل الحديث.
¥(43/84)
ـ[محمد الأثري]ــــــــ[24 - 02 - 05, 12:37 ص]ـ
فضيلة الشيخ عبد الرحمن الفقيه
لقد رجعت إلى نسخ قديمة من الأحكام السلطانية ففيها ((أبان بن ثعلب)) فكيف أستطيع أن أجزم أن هذا تصحيف ونقل القلقشندي في صبح الأعشى هذا النص وفيه أبان بن ثعلب
ـ[محمد الأثري]ــــــــ[24 - 02 - 05, 12:39 ص]ـ
أَمَّا الْبُرْدَةُ فَقَدْ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِيهَا , فَحَكَى أَبَانُ بْنُ ثَعْلَبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ وَهَبَهَا لِكَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ وَاشْتَرَاهَا مِنْهُ مُعَاوِيَةُ رضي الله عنه وَهِيَ الَّتِي يَلْبَسُهَا الْخُلَفَاءُ , وَحَكَى ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ أَنَّ هَذِهِ الْبُرْدَةَ أَعْطَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ آيِلَةَ أَمَانًا لَهُمْ فَأَخَذَهَا مِنْهُمْ سَعِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَكَانَ عَامِلًا عَلَيْهِمْ مِنْ قِبَلِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ فَبَعَثَ بِهَا إلَيْهِ , وَكَانَتْ فِي خَزَائِنِهِ حَتَّى أُخِذَتْ بَعْدَ قَتْلِهِ , وَقِيلَ اشْتَرَاهَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّفَّاحُ بِثَلَاثِمِائَةِ دِينَارٍ. وَأَمَّا الْقَضِيبُ فَهُوَ مِنْ تَرِكَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي هِيَ صَدَقَةٌ وَقَدْ صَارَ مَعَ الْبُرْدَةِ مِنْ شِعَارِ الْخِلَافَةِ
أريد ترجمة سعيد بن خالد هذا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 02 - 05, 02:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
أما الطبعة القديمة للأحكام السلطانية للماوردي فهي كما تفضلت ص 216 ولكن لايؤمن وقوع التصحيف فيها
وورد في طبعة صبح الأعشى في صناعة الإنشا ج3/ص290 (تحقيق عبدالقادر زكار) وزارة الثقافة دمشق
قال ابن الأثير وهي شملة مخططة وقيل كساء أسود مربع فيه صغر وقد اختلف في وصولها إلى الخلفاء
فحكى الماوردي في الأحكام السلطانية عن ((أبان بن تغلب)) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان وهبها لكعب بن زهير حين امتدحه بقصيدته التي أولها بانت سعاد فاشتراها منه معاوية
والذي ذكره غيره أن كعبا لم يسمح ببيعها لمعاوية وقال لم أكن لأوثر بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا
فلما مات كعب اشتراها معاوية من ورثته بعشرة آلاف درهم
وحكى الماوردي أيضا عن حمزة بن ربيعة أن هذه البردة كان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاها لأهل أيلة أمانا لهم فأخذها منهم عبد الله بن خالد بن أبي أوفى وهو عامل من قبل مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية ..
وكذلك في نسخة موقع الوراق من صبح الأعشى
(فحكى الماوردي في الأحكام السلطانية عن أبان بن تغلب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان وهبها لكعب بن زهيرٍ حين امتدحه بقصيدته التي أولها: بانت سعاد فاشتراها منه معاوية. والذي ذكره غيره أن كعباً لم يسمح ببيعها لمعاوية، وقال: لم أكن لأوثر بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً. فلما مات كعب اشتراها معاوية من ورثته بعشرة الأف درهم.
http://www.alwaraq.com/index2.htm?i=77&page=1
فلعلك تتأكد بارك الله فيكم فاحتمال التصحيف وارد.
ـ[أبو بكر الهاشمي]ــــــــ[04 - 10 - 05, 09:27 ص]ـ
الأخ عبد الرحمن الفقيه راجع كتاب الخلفاء للسيوطي في مسألة البرده هذه حيث ذكر رواية أخرى هناك زعم انها في الطيوريات - ولم أجدها - ....
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 10 - 05, 12:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به
وهذا نص كلام السيوطي
أخرج السلفي في الطوريات بسنده إلى الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء أن كعب بن زهير رضي الله عنه لما أنشد النبي صلى الله عليه و سلم قصيدته [بانت سعاد] رمى إليه ببردة كانت عليه فلما كان زمن معاوية رضي الله عنه كتب إلى كعب: بعنا بردة رسول الله صلى الله عليه و سلم بعشرة آلاف درهم فأبى عليه فلما مات كعب بعث معاوية إلى أولاده بعشرين ألف درهم و أخذ منهم البردة التي هي عند الخلفاء آل العباس و هكذا قاله خلائق آخرون
و أما الذهبي فقال في تاريخه: أما البردة التي عند الخلفاء آل العباس فقد قال يونس ابن بكير عن ابن إسحاق في قصة غزوة تبوك: [إن النبي صلى الله عليه و سلم أعطى أهل أيلة بردة مع كتابه الذي كتب لهم أمانا لهم فاشتراها أبو العباس السفاح بثلاثمائة دينار]
قلت: فكانت التي اشتراها معاوية فقدت عند زوال دولة بني أمية
و أخرج الإمام أحمد بن حنبل في الزهد عن عروة بن الزبير رضي الله عنه أن ثوب رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي كان يخرج فيه للوفد رداء حضرمي طوله أربعة أذرع و عرضه ذراعان و شبر فهو عند الخلفاء قد خلق و طووه بثياب تلبس يوم الأضحى و الفطر في إسناده ابن لهيعة.
و قد كانت هذه البردة عند الخلفاء يتوارثونها و يطرحونها على أكتافهم في المواكب جلوسا و ركوبا و كانت على المقتدر حين قتل و تلوثت بالدم و أظن أنها فقدت في فتنة التتار فإنا لله و إنا إليه راجعون) انتهى.(43/85)
أسئلة أحب أن أعرف أجوبتها حول التصحيح بالشواهد عند الشيخ الألباني
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[24 - 02 - 05, 03:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله ان يجزل الثواب للمحتسب وقتا للجواب
1 ـ كثير من المشتغلين بعلم الحديث من اهل العلم يقولون إن الشيخ الالباني رحمه الله تعالى وأجزل له المثوبة .. كان يكثر من التصحيح بالشواهد ...
واضطلعت في موقع طيب للرد على الصوفية يتحدث فيه عن قصة سارية الجبل ... وان الشيخ ناصر حسنها .... ثم عقب عليها بقوله بأن الشيخ صححها لكثرت الطرق .. وقال ردا على ذلك بان طرقها كلها فيها كذاب .. إلا طريق واحد فيها ضعيف قد اختلط ....
وذكر ما في النخبة من قول ان الحديث الذي فيه متروك او كذاب لا يقوّى ولا يتقوّى ...
لست اسال عن حديث سارية الجبل .. إنما سؤالي التالي
هل الشيخ الالباني يجهل هذه القاعدة التي ذكرت آنفا؟؟ الجواب لا .. فسؤال ما توجيه الشيخ ناصر لهذا النص في النخبة؟؟؟؟؟ أكيد الشيخ له في ذلك رد .. لأن مثل النخبة لا يخفى على صغار طلبة العلم .. فاحب ان اعرف مالذي دفع الشيخ الى التصحيح .. لابد ان له توجيها لما ذكر اعلاه في النخبة
2 ـ في الذب عن مسند الإمام احمد للحافظ ابن حجر
هناك احاديث ذكرها ابن الجوزي وقال عنها موضوعة ... فاول ما رد الحافظ بقوله
القول المسدد في الذب عن مسند أحمد ج1/ص11
ثم نشرع الآن في الجواب عن الأحاديث التسعة التي أوردها واقتصر عليها ونجيب عنها أولا من طريق الإجمال بأن الأحاديث التي ذكرها ليس فيها شيء من أحاديث الأحكام في الحلال والحرام والتساهل في إبرادها مع ترك البيان بحالها شائع وقد ثبت عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة أنهم قالوا إذا روينا في الحلال والحرام شددنا وإذا روينا في الفضائل ونحوها تساهلنا.
سؤالي هو .. إن ماذكره ابن الجوزي في تشنيعه على ما في المسند هو من الموضوعات او شديد الضعف وهي تسع احاديث ..... ان شئتم ذكرتها .. اليست قاعدة الفضائل هي عند الحافظ فيما لم يشتد ضعفه؟؟ وبشروط معروفة
ام ان الحافظ كان يحكي ما عليه الإمام أحمد؟ فإن كانت الثانية؟؟ ولكني اعلم توجيها لطلبة العلم في الحديث .. بأن الإمام احمد عندما يعني بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال هو ما يكون حسنا في عرف المتاخرين من علماء الحديث ...
فاشكل علي هذا كيف يقول الحافظ في بداية رده هذا مع انه لا يتبناه هو؟؟ هذا من جهة .. وليس هو ما عليه الإمام احمد ...
انا لم اقرا الكتاب لانه ليس عندي فان كان على الشبكة اتمنى وضعه ليتسنى لي تحميله ألا وهو كتاب الذب عن مسند الامام احمد
ولكن اما كان يكفي ان يقال ان المسند هو كتاب اسانيد .. ولم يلتزم الإمام الصحة فيما وضعه فيه ... وان الامام احمد وضع احاديث كثيرة باسانيدها وهو يضعفها ... ولكن من اسند فقد احال؟؟
ارجو ان يزال الاشكال عندي في هذه المسالة
لا اريد روابط .. اريد من احد الاخوة يحتسب الاجر ويبين لي بعبارة موجزة وبسيطة مع احالات لكتب مع روابطها إن وجدت ..
وجزاكم الله خيرا
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[24 - 02 - 05, 06:13 م]ـ
لازلت أنتظر
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[25 - 02 - 05, 04:07 ص]ـ
للرفع .. آملا الجواب
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[25 - 02 - 05, 08:42 ص]ـ
لا تحرموا أخاكم معرفة الجواب ...
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[25 - 02 - 05, 01:26 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا شك أن الشيخ الألباني كان عارفاً بهذه القاعدة وقد صرح هو نفسه بذكرها في مواضع لكنه بشر يخطئ ويصيب ربما لم يطلع على كلام النقاد كلهم في راو أو كان اجتهاده أنه غير شديد الضعف فيكون قد أخطأ في ذلك.
وخصوصاً في الأسانيد الطويلة مثل أسانيد البيهقي قد لا يجد تراجم للرواة المتأخرين لأن الكتب التي تهتم بذلك الجانب قليلة فيكون في الإسناد كذاب أو متروك وهو لا يشعر.
أما ابن الجوزي فهو متشدد جداً في باب التضعيف وقد أدخل جملة من الأحاديث الثابتة في كتابه الموضوعات بعضها في الصحيحين فكيف يسلم من ذلك كتاب مثل المسند إذ لم يكن قصد الإمام أحمد الاقتصار على الأحاديث الصحيحة والدليل على ذلك أنه هو نفسه قد صرح بضعف أحاديث كثيرة هي في المسند.
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[باز11]ــــــــ[26 - 02 - 05, 06:43 ص]ـ
التقوية بالشاهد طريقة مطروقة عند المحدثين فلا تحتاج لبحث مفرد وهي مذكورة في كل كتب المصطلح تقريبامع الإعتبار والمتابعة
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[26 - 02 - 05, 07:14 ص]ـ
جزى الله خيرا الإخوة
أخي أبو بكر الأمريكي ....... هل استنتج من كلامك أن الألباني كان لا يستفرغ الوسع في معرفة حال راو من الرواة؟؟؟؟؟ فمثلا يكتفي بما انتشر وطبع؟؟ أرجو من الإخوة زيادة بيان في هذا الأمر
اما ما قلته بالنسبة لابن الجوزي .. هل افهم ان الاحاديث التي ذكرها ابن الجوزي (أعني التسعة) والتي ذكر فيها ابن حجر أنها من قبيل ما يتساهل بروايته عند الإمام أحمد .. في الفضائل وغيرها مما لم يكن فيه اصول او أحكام ... هل أفهم أن هذه الأحاديث التسعة هي مما خف ضعفه؟ حتى قال الحافظ فيها ما قال؟؟؟ أم أنه يقصد ان الإمام أحمد كانت عنده من قبيل الحسن عند مصطلح المتاخرين؟؟؟؟
لماذا أريد زيادة بيان .... لأن المستشهدين بالأحاديث شديدة الضعف يستشهدون بهذا القول في الذب عن المسند لابن حجر ... والذي نقلته في الأعلى ... أقول إنهم يستشهدون به بجواز رواية حتى ما اشتد ضعفه بل وفيه كذابون ووضاعون .. فبماذا يجاب عليهم ... تحت هذا الباب؟
أخونا الباز ....
ما قلته معروف ولا اشكال فيه .. و لكن القاعدة التي قراتها ... وهي ان ما اشتد ضعفه لا يقوي ولا يتقوّى ... فكيف الشيخ الألباني يقوّي بالشديد الضعف؟؟
ومثال ذلك كما قرأت في موقع الصوفية .. وهو من المواقع الطيبة في الرد على المتصوفة والمبتدعة بأن الشيخ رحمه الله .. حسن الحديث بوجود سبعة طرق ستة منها فيها وضاعون وكذابون .. في حين الطريق السابع فيه ضعيف قد اختلط
سؤالي .. هذا الحديث السابع الذي ضعفه يسير .. كيف يقويه الشيخ ناصر بالست أحاديث التي لا يخلوا في سندها وضاع وكذاب ...
ولا تحرمنا من لديه زيادة في البيان جزاكم الله خيرا
¥(43/86)
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[27 - 02 - 05, 02:19 ص]ـ
من يتحفنا بزيادة بيان يا إخوة
وأحب تعليقات الشيخ الفقيه حفظه الله
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[27 - 02 - 05, 02:45 ص]ـ
من يتحفنا بزيادة بيان يا إخوة
وأحب تعليقات الشيخ الفقيه حفظه الله
السلام عليك أخي الفاضل
لزيادة بيان حول هذه المسألة راجع بحث الحديث الحسن بين الحد والحجية وهو موجود في هذا الملتقي
والسلام عليك
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[27 - 02 - 05, 03:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الشيخ أبو معاذ طارق بن عوض الله في كتابه "الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات"
قد بين الأخطاء التي يقع فيها كثير من العلماء في هذا الباب وأسبابها فراجعه لعلك ستجد ما يزيل الإشكال.
وأما الإمام أحمد فكان يورد في مسنده الأحاديث الصحيحة والضعيفة عنده ليس في الفضائل فقط بل في الأحكام فلا علاقة بين ذلك وبين موضوع الحديث الحسن.
ـ[أبو إدريس الحسني]ــــــــ[27 - 02 - 05, 04:35 م]ـ
الأخ حسام العقيدة السلام عليكم ورحمة الله أما بعد: سأحاول في أقرب فرصة أن أبين لك سبب تصحيح الشيخ ناصر رحمه الله للحديث بالشواهد. ولكن مبدئيا أقول لك إن الشيخ ناصر له مذهب خاص في التحسين والتصحيح يشبه بعض الشيء مذهب ابن حجر مع تساهل أكثر، يعني أنه إذا وجد للحديث عدة طرق فإنه يعتبر أن للحديث أصلاً في كلام النبي صلى الله عليه وسلّم. لذلك فإن الشيخ ناصر إذا حسّن حديثاً فعليك أن تدقق في تحسينه أما إذا ضعّف حديثاً فكن مطمئناً لذلك. وإن شاء الله أوضح لك الأمر قريباً والسلام.
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[27 - 02 - 05, 07:51 م]ـ
حول الشيخ ناصر ... اعتقد أني فهمت أن هناك شيء من الإختلاف حول التصحيح بالشواهد والمتابعات .... وهذا انتهى امره
ولكن .. بالنسبة للامام أحمد .. أفهم من جواب الإخوة .. أن الإمام أحمد لا يعني ذكره للاحاديث تصحيحها .. فهو كتاب اسانيد .. وعليه هل أفهم بأن الحافظ رحمه الله عندما رد على ابن الجوزي بشأن الأحاديث التسعة التي حكم ابن الجوزي بضعفها .. هو رد ليس في محله؟ وإنما كان يكفي ان يقول انه كتاب اسانيد والامام احمد لم يشترط الصحة؟؟؟؟
أم أن الحافظ كان يقول ما يراه في الاحاديث التسعة .. أعني ما يراه هو بشان هذه الأحاديث .. بانها من سبيل ما يتهاون في تصحيحه؟؟؟؟
لازال عندي اشكال في قول الحافظ في ذبه عن المسند
ـ هل الحافظ يقول بما يرى ان الامام احمد كان يستشهد في الاحاديث الضعيفة في فضائل الاعمال؟ واذا كان كذلك اليس هذا من الخطأ لان الامام احمد عندما يعني بقوله في الضعيف في الفضائل انما يعني الحسن في مصطلح المتاخرين
ـ هل الحافظ يقول بما يراه هو بشان الاستشهاد بالحديث الضعيف؟؟ في الفضائل؟؟
ولكني قرات للشيخ ناصر ان الحافظ في كلامه ما يدل على انه لا ياخذ بالاستشهاد بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال ونقل قول الحافظ التالي
قال الحافظ ابن حجر في " تبيين العجب: (اشتهر أن أهل العلم يتساهلون في إيراد الأحاديث في الفضائل وإن كان فيها ضعف ما لم تكن موضوعة، وينبغي مع ذلك اشتراط أن يعتقد العامل كون ذلك الحديث ضعيفا، وأن لا يشهر ذلك لئلا يعمل المرء بحديث ضيف فيشرع ما ليس بشرع، أو يراه بعض الجهال فيظن أنه سنة صحيحة، وقد صرح بمعنى ذلك الأستاذ أبو محمد بن عبد السلام وغيره، وليحذر المرء من دخوله تحت قوله " صلى الله عليه وسلم ": من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين "، فكيف بمن عمل به؟! ولا فرق في العمل بالحديث في الأحكام أو في الفضائل إذ الكل شرع ".
والشاهد فيما قاله الحافظ هو (ولا فرق في العمل بالحديث في الاحكام او في الفضائل اذ الكل شرع)
ـ كيف يرد على من يستشهد بما قاله الحافظ في الذب عن المسند على انه يجوز رواية الاحاديث وان كانت موضوعة في الفضائل؟؟؟؟؟؟
اعذروني على كثرة السؤال فاني والله راغب في العلم .. بعيد عن اهله ... فلا تحرمونا النصح والتعليم
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[27 - 02 - 05, 07:55 م]ـ
شيخنا أبو إدريس بارك الله فيك ... وانتظر بفارغ الصبر
وجزى الله خيرا الاخوة
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[27 - 02 - 05, 09:24 م]ـ
أخي حسام العقيدة
السلام عليكم ورحمة الله
المناقشة بين ابن حجر وابن الجوزي هي هل في المسند أحاديث موضوعة ولم يختلف أحد في أن مسند الإمام أحمد فيه أحاديث ضعيفة إلا بعض فقهاء الحنابلة وأظن أن ابن الجوزي هو الذي رد عليه.
أما ابن حجر كان غرضه بيان أن هذه الأحاديث ليست بموضوعة وذلك لا يستلزم كونها صحيحة وقد تكون صحيحة في نفس الأمر.
ـ[باز11]ــــــــ[28 - 02 - 05, 09:30 ص]ـ
تقوية الحديث بالمتابعة أو الشاهد أو بهما مما لا يختلف عليه العقلاء ونص عليه كل من صنف في الاصطلاح بلا استثناء وكتب التخريج والأجزاء والأمالي طافحة بالاعتداد بالمتابعات والشواهد.
إنما الخلاف في ماهو الشاهد أو المتابع المعتبر، فدعونا من التأليف والتعنت ومخالفة اللأئمة الحفاظ السابقين، والأمر أسهل جدا من هذه المناقشات يكفي طالب الحديث أن يأخذ التلخيص الحبير أو نصب الراية أو التحقيق أو أمالي الحافظ ونحو هذه الكتب فيستضح له له أن البحث في هل يعتد بالشواهد أو المتابعات هو بحث ضائع لأن العلماء اعتدوا بهما والمعرف لا يعرف
¥(43/87)
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[28 - 02 - 05, 11:32 ص]ـ
سأحاول في أقرب فرصة أن أبين لك سبب تصحيح الشيخ ناصر رحمه الله للحديث بالشواهد
.
تصحيح الحديث و تحسينه لوجود الشواهد و المتابعات هو سبيل المؤمنين قاطبة من لدن أحمد إلى الألباني و الوادعي، و من رام غير ذلك فقد خالف سبيل المؤمنين، و من لم يأخذ بالشواهد و المتابعات يلزمه تضعيف احاديث في الصحيحين تلقتها الامة بالقبول و كفى بذلك مخالفة لسبيل المؤمنين.
قال الكرماني في حديث أبهم البخاري فيه رجلا:
هذه الرواية و إن كانت عن مجهول لكنها متابعة و يغتفر فيها ما لا يغتفر في الأصول أ. هـ
قال الدارقطني عن بعض الضعفاء: يصلح للاعتبار أ. هـ
قال الشيخ مقبل رحمه الله في المقترح:
إذا روى - يعني اسماعيل بن عياش - عن الشاميين تقبل روايته، وإذا روى عن المصريين أو المدنيين يصلح في الشواهد والمتابعات. أ. هـ
ولكن مبدئيا أقول لك إن الشيخ ناصر له مذهب خاص في التحسين والتصحيح يشبه بعض الشيء مذهب ابن حجر مع تساهل أكثر
التصحيح و التقوية بالشواهد و المتابعات مذهب أئمة الحديث قاطبة و ليس مذهبا خاصا بالألباني و قد نقلت لك بعضا من ذلك
و قد رد الشيخ الفاضل أبي اسحق الحويني حفظه الله و عافاه، بكلام علمي جميل جميع الدعاوى التي تنسب إلى أئمة الحديث في عدم قبولهم للحديث الحسن (انظره لزاما) و لولا طوله لنقلته ..
ثم قال في نهاية بحثه الماتع في (كشف المخبوء):
فظهر مما ذكرت و الحمد لله أنه لا يجوز حشر أبي حاتم رحمه الله في زمرة المنكرين للاحتجاج بالحديث الحسن.
بقي أبو بكر بن العربي رحمه الله فإنهم نسبوا إليه و إلى شيخ له انهما انكرا وجود الحسن و لم أقف على كلامهما في ذلك و غالب ظني انه لا حجة فيه و الله اعلم
و ذكر لي بعض أصحابنا ان ابن حزم ممن ينكر وجود الحديث الحسن بدليل انه لا يذكره في نقده!!
و ليس هذا بدليل و عدم ذكره لايعني انه ينكره و لم أقف له على كلام في ذلك
و جملة القول ان دعوى الحافظ الاتفاق على الاحتجاج بالحديث الحسن لذاته سالمة من أي اعتراض على التحقيق و الله اعلم أ. هـ
يعني أنه إذا وجد للحديث عدة طرق فإنه يعتبر أن للحديث أصلاً في كلام النبي صلى الله عليه وسلّم
أي طرق؟
إن كانت طرقا فيها كذابين و وضاعين فلا يأخذ بها أما غير ذلك فإنه يأخذ و هو الصواب
أما إذا وجدنا حديثا جميع طرقه جاءت عن طريق هذا الكذاب - واتفق أهل الحديث على انه كذاب- ثم رأينا الشيخ رحمه الله يصححه او يحسنه، فنعتقد بعد ذلك انه وهم رحمه الله.
أما أن يقال إن هذا مذهب الألباني في التصحيح فغبر صواب لانه صرّح بما لا يدع مجالا للشك في مذهبه في تقوية الأحاديث بالشواهد و المتابعات في عدد من كتبه لا سيما الاخيرة
لذلك فإن الشيخ ناصر إذا حسّن حديثاً فعليك أن تدقق في تحسينه أما إذا ضعّف حديثاً فكن مطمئناً لذلك
سبحان الله .. كل الاحاديث التي ضعفها الشيخ أصاب في تضعيفه!!
هناك عدد من الاحاديث صححها و حقها التضعيف و اخرى ضعفها و حقها التصحيح او اقل أحوالها التحسين.
و من راجع بعض مؤلفات الشيخ مقبل عرف ذلك .. و كذلك الشيخ عبدالله الدويش له كتاب يتعقب فيه الألباني في التصحيح و التضعيف، و كل يؤخذ من قوله و يرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[01 - 03 - 05, 03:14 ص]ـ
ياريت الشيخ الإدريسي يرد على الأخ واحد من المسلمين
نقاش ماتع .. وبهذا يتضح لي الامر إن شاء الله
أنتظر الشيخ الادريسي وتعقيبه على الاخ واحد من المسلمين
وأتمنى أن يشاركنا الشيخ الفقيه .. لأني والله أستمتع بطريقته في البيان
أخوكم
حسام العقيدة
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[03 - 03 - 05, 08:07 ص]ـ
بانتظار مشاركات طلاب العلم فالموضوع يهمني جدا
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[03 - 03 - 05, 09:58 ص]ـ
الأخ حسام العقيدة
للشيخ الألباني مذهب مكذهب ابن حجر العسقلاني تراه غير مقبول في كثير ممن يكتب في هذا الملتقى ومن ذلك المذهب:
¥(43/88)
" أن تعدد الضعف في السند الواحد لا يخرجه عن الاعتبار به ولا يزال السند مع تعدد وجوه الضعف فيه صالحا للتقوية به، وذلك كسند فيه انقطاع، وجهالة، وسيء حفظ، بينما تجد في هذا الملتقى تسمية طلبة العلم يعتبرونه كثيرا شديد الضعف، ساقطا عن حدود الاعتبار به، ولعله من أجل هذا يرميه بعضهم بالتساهل من غير تصريح في كثير من الأحيان.
وحتى لا يكون الكلام عاريا عن الدليل أسرد هنا مجموعة من الأمثلة فيما كنت جمعته في المتابعات والشواهد:
المثال الأول:حديث "إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق الله فيما بقي".
أورده في الصحيحة (2/ 199 - 2002 رقم 625) فذكر أن الطبراني رواه في الأوسط من طريق فيها أربعة ضعفاء على نسق وهم:
1. يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف
2. جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف واتهمه البعض
3. زافر بن سليمان
4. عصمة بن المتوكل
قال الطبراني: لم يروه عن زافر إلا عصمة " قال الألباني عقبه: وكلاهما ضعيف، وفوقهما ضعيفان، ثم ذكر له طريقا آخر فيه عدة ضعفاء وهم:
1. يزيد الرقاشي المتقدم
2. خليل بن مرة وهو ضعيف
3. الحسن بن خليل وهو مجهول
4. عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو ضعيف كما قال الشيخ.
ثم ذكر لهذا السند الثاني متابعة رواتها ثقات إلى الخليل بن مرة، وقوى الحديث، وبمتابعة زهير بن محمد الخراساني الشامي، وهو ضعيف في رواية الشاميين عنه وهي منها.
وخلاصة هذا البحث: أن الحديث جاء من طريق جابر الجعفي والخليل بن مرة وكلاهما ضعيف، وجابر أشد ضعفا، عن يزيد الرقاشي وهو ضعيف، وبانضمام طريق زهير الخراساني وهي ضعيفة حكم على الحديث بأنه حسن بمجموع ذلك.
المثال الثاني: حديث " عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواها ... الحديث ".
أورده في الصحيحة (2/ 192 - 196 رقم 623) وخلاصة ما ذكره هناك أن للحديث طرقا يتقوى بها وهي:
1. طريق عويم بن ساعدة، و فيه ثلاث علل:
الأولى: جهالة عبد الرحمن بن سالم
الثانية: جهالة أبيه سالم
الثالثة: الاختلاف في وصله وإرساله مع ترجيح الإرسال
2. طريق جابر، وفيه ثلاث علل أيضا:
الأولى: عنعنة أبي الزبير المكي
الثانية: ضعف بحر بن كنيز السقا
الثالثة: ضعف عصمة بن المتوكل
3. طريق ابن عمر وفيه رجل متهم هو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
4. طريق بشر بن عاصم عن أبيه عن جده، ولم يقف عليه الشيخ.
فقال بعد بيان ضعف هذه الطرق وعللها: " لكن يمكن أن يقال بأن الحديث حسن بمجموع هذه الطرق، فإن بعضها ليس شديد الضعف " ثم ذكر:
5. مرسل مكحول وعمرو بن عثمان، فجزم بتحسينه.
وإذا نظرنا إلى هذه الطرق وجدنا أن الأول فيه ثلاث علل وكذا الثاني، والثالث لا يصلح للاعتبار، والرابع لم يقف عليه، فإذا انضم إلى الأول والثاني المرسل صار حسنا.
المثال الثالث: حديث أبي بن كعب " إن أخذتها أخذت قوسا من نار "
ذكره في الإرواء (5/ 316 - 317 رقم 1493) من طريق فيه كما قال ثلاث علل:
الأولى: الانقطاع بين عطية الكلاعي وأبي بن كعب.
الثانية: جهالة عبد الرحمن بن سلم
الثالثة: الاضطراب في سنده
ثم قال: وجملة القول أن الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لكن له شاهدان من حديث عبادة بن الصامت وأبي الدرداء يرتقي الحديث بهما إلى درجة الصحة، ثم أحال في تخريجهما على الصحيحة.
فلما رجعت للصحيحة وجدت حديث أبي الدرداء برقم (256) وذكر هناك أن فيه علتان:
الأولى: اختلاط سعيد بن عبد العزيز
والثانية: عنعنة الوليد بن مسلم وهو مدلس
فهذا كما ترى معلول بعلتين، وجعله شاهدا يقوي الحديث المذكور قبله هنا، وأما حديث عبادة بن الصامت فذكره في الصحيحة أثناء تخريج حديث أبي الدرداء هذا، وذكر أن له سندا حسنا، فجزم لذلك كله أن حديث أبي بن كعب حسن وإن كانت فيه علل متعددة.
ولست أوافق من قال إن لدى الشيخ الألباني تسامحا أكثر من الحافظ ابن حجر في هذا الباب بل أرى الأمر عكس ذلك تماما، لأن للحافظ ابن حجر مذهبا مهجورا في التقوية بتعدد الطرق أبان عنه غير واحد ممن كتب في هذا الباب.
أخوكم / أبو عبد الباري
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[04 - 03 - 05, 09:51 ص]ـ
بارك الله فيك ...
شيخنا أبو عبدالباري .. سؤال الله يبارك في عمرك
¥(43/89)
هل الطريق الذي اشرت اليه والذي سلكه الألباني .. على ما فيه من التساهل الذي وضحته بكل وضوح .. هو مهجور كما مذهب ابن حجر؟؟؟؟
وهل التضعيف الذي يسلكه الشيخ الالباني يجعل الخلاف في تصحيح وتضعيف الحديث معتبرا؟ أم انه خطأ في علم المصطلح كما يدعي البعض؟ وهي دعوى بان الشيخ ناصر أخطأ في فهم علم المصطلح في ذلك.؟
سؤال ارجو ان تحتسب الاجر في الرد عليه ايضا
ممكن ان تشرح لي مذهب ابن حجر المهجور في التصحيح ومن رد عليه؟ وباسلوبك ...
واسال الله ان يثيبك شهادة في سبيله ومنزلة مقربة من منزلة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم
ـ[مبارك]ــــــــ[04 - 03 - 05, 05:44 م]ـ
* الحديث الحسن بنوعيه يَعْسُرُ ضَبْطُ قاعدةٍ فيهِ، لدقتّه، وعُلُوِّ كَعْبِ النَّاقِدِ فيه.
من أجل ذلك قال الإمام الكبير الذهبي ـ رحمه الله ـ في كتابه الماتع " المُوقِظة " (ص28 ـ 29):
" ... ثم لا تَطْمَعْ بأنَّ للحَسَن قاعدةٍ تندرجُ كُلُّ الأحاديثِ الحِسَانِ فيها، فأنَا على إِياسٍ من ذلك، فكم مَن حديثٍ تردَّد فيه الحُفاظُ، هل هو حَسَنٌ أو ضعيفٌ أو صحيحٌ؟ بل الحافظُ الواحدُ يتغيَّرُ اجتهادُهُ في الحديثِ الواحدِ، فيوماً يَصِفُهُ بالصِّحَّةِ، ويوماً يَصِفُهُ بالحُسن، ولربّما اسْتَضْعَفَهُ!
وهذا حقٌ، فإنَّ الحديثَ الحَسَنَ يَسْتَضْعِفُهُ الحافظُ عن أن يُرَقِّيهُ إلى رُتْبة الصحيحِ، فبهذا الاعتبار فيه ضَعْفٌ ما، إذ الحَسَن لا ينفك عن ضَعْف ما، ولو انْفَكَّ عن ذلك لصحَّ باتِّفاق " أ. ه.
وقال شيخنا الإمام الكبير الألباني ـ رحمه الله ـ (وما أجمل ما قال) في " إرواء الغليل " (3/ 363):
" إنَّ الحديثَ الحَسَنَ لغيرهِ، وكذا الحَسَن لذاتهِ مِن أَدَقِّ علوم الحديثِ وأصعبها، لأنّ مدارَهُما على مَن اخْتَلَفَ العُلماءُ في رُواتهِ، ما بين مُوَثِّقٍ ومُضَعِّفٍ، فلا يَتمكَّنُ من التوفيق بينَها أو ترجيحِ قولٍ على الأقوالِ الأُخرى إلا مَن كان على علمٍ بأصُول الحديثِ وقواعدهِ، ومعرفةٍ قويّةٍ بعلم الجرح والتعديل، ومارَسَ ذلك عَمَليّاً مُدَّةً طويلةً مِن عُمرهِ، مستفيداً مِن كُتب التخريجات، ونقد الأئمّة النُّقَّاد، عارفاً بالمُتَشَدِّدين منهم والمُتساهِلين، وَمن هُم وَسَطٌ بينَهم، حتّى لا يقَعَ في الإفراط والتفريط، وهذا أَمْرٌ صَعْبٌ، قلّ مَن يصيرُ له، وينالُ ثَمرَتَه، فلا جَرَم أنْ صار هذا العلمُ غريباً بينَ العُلماء، والله يختصُّ بفَضْلهِ مَنْ يَشَاءُ ".
وهذا الكلامُ العلمِيُّ المتين المُحَرَّر يشهد له الواقع العلمي العملي للحفاظ، فنجد الواحد منهم يحسن مرة، ويضعف مرة أخرى، أو الحافظ الفلاني يحسن، والآخر يضعف، وما ذلك إلا لدقته وصعوبته، لذا ينبغي للمشتغل بعلم الحديث أن يعذر صاحبه ولا يشغب عليه في هذا الباب.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[04 - 03 - 05, 08:05 م]ـ
الأخ مبارك سلمه الله وبارك فيه وفي علمه
قول الشيخ الألباني "إنَّ الحديثَ الحَسَنَ لغيرهِ، وكذا الحَسَن لذاتهِ مِن أَدَقِّ علوم الحديثِ وأصعبها، لأنّ مدارَهُما على مَن اخْتَلَفَ العُلماءُ في رُواتهِ، ما بين مُوَثِّقٍ ومُضَعِّفٍ ".
قد يعترض عليه في خصوص الحسن لغيره الذي هو الحديث الضعيف في أصله لكنه تقوى بكثرة طرقه، وقد يكون من طريق من لم يوثقه أحد كما هو الحال في كصير من أخبار المجاهيل، وقد يكون من متفق على ضعفه لكن من قبل حفظه، أو من مختلط متفق على اختلاطه، كما قد يكون ممن اختلف في توثيقه وتضعيفه.
والمقصود: أن هذا الكلام ليس على إطلاقه، وإنما يصح هذا الاطلاق في الحسن لذاته وهو الذي يدل عليه كلام الذهبي. والله أعلم
أخوكم/ أبو عبد الباري
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[04 - 03 - 05, 08:06 م]ـ
تصويب:في كثير من أخبار
ـ[مبارك]ــــــــ[04 - 03 - 05, 08:20 م]ـ
هل الحديث الضعيف بتعدد الطرق يتقوى بذلك فيصل إلى درجة الحسن؟
الجواب: نعم هذا صحيح، لكن بشيء من البيان والتفصيل لا بد منه، بل أنا أقول قد يصل إلى مرتبة الصحيح وليس الحسن فقط، لكن يجب أن نشرح فكرة العلماء الذين قالوا بهذا القول ثم مستندهم في ذلك.
¥(43/90)
أولاً: هذا الإطلاق: الحديث الضعيف يتقوى بكثرة الطرق ليس على إطلاقه، بل له قيد وهو إذا لم يشتد ضعف الطرق. وهذا يحتاج إلى شرح في اصطلاح علماء الحديث. شو معنى لم يشتد ضعف الطرق؟ وشو حصيلة هذا الشرط؟
حصيلته بإيجاز وبختصار جد المختصر هو: أن يكون الضعف ناتجاً من سوء حفظ أحد الرواة؛ لأن هذا الراوي سيء الحفظ ممكن إذا تفرد في رواية الحديث يكون أخطأ فيه، والخطأ يكون أنواعاً، وهذا طبعاً مشروح شرحاً لا شرح بعده في كتب مصطلح الحديث.
الراوي السيء الحفظ يكون الحديث من كلام الصحابي يسهو فيقول: قال رسول الله، وقد يكون العكس، يكون الحديث عن الصحابي عن رسول الله فيسهو فيقول: قال الصحابي الفلاني وهكذا، والأمثلة كثيرة.
فالشرط هنا إذا لم يشتد ضعفه، أي كانت هذه الطرق تدور على رواة كلهم ثقات عدول صالحين ولا يكذبوا، ولكن كل طرؤيق لا يخلو من رجل فيه سوء حفظ.
حينئذ صحيح نظرياً ممكن السيء الحفظ إنه يروي حديث فيه خطأ ما نكشف لنا إحنا، شو يكون موقفنا من حديثه؟ نبتعد عنه؛ لأننا لا نروي الحديث ولا ننسبه إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا بعد ما يحصل عندنا غلبة الظن بأنه قاله.
رواية السيء الحفظ للحديث الضعيف ما تحقق غلبة الظن في نفس الباحث أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال هذا، بل على العكس من ذلك يجتنب العلماء حديث الصدوق السيء الحفظ فلا يحتج به.
لكن صدوق زائد صدوق طريق ثاني زائد صدوق طريق ثالث وعد على حسب الحديث وطرقه، حتى الشبهة التي من أجلها لا يحتج علماء الحديث بسيء الحفظ تزول. ليه؟ لأنه كيف هذا أخطأ وذاك أخطأ وذاك أخطأ، هذا بعيد جداً.
يأتي بعض العلماء بمثال: لو فرضنا أن شاعراً مجيداً نظم شعراً أربع أو خمسة أبيات لا يمكن لشاعر آخر أن ينظم المعنى بنفس الألفاظ التي جاء بها الشاعر الأول، قد يدندن حول المعنى لكن ينظم بقافية أخرى.
فإذا اجتمع ضعيف مع ضعيف كما قيل:
لا تحارب بناظريك فؤادي * * * فضعيفان يغلبان قوي.
هؤلاء إذا اجتمع ثلاثة أو أربعة من الضعفاء يعطوا قوى للرواية هذه.
ثم دليل العلماء في هذه القاعدة بعد توضيحها وبيان الشرط فيها إن الله جعل شهادة المرأتين بمنزلة شهادة الرجل الواحد وقال في تعليل ذلك: (أن تظل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى)، فالشهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل؛ لأنها لها أوضاع خاصة ليس كالرجل فدعم هالضعف الغريزي الموجود في المرأة رب العالمين بشهادة امرأة أخرى، فامرأتان تساويان شهادة رجل واحد.
فإذا ضعيفان من النوعية السابقة يساويان رواية ثقة، فبهذا الشرط الحديث الضعيف إذا كثرة طرقه ولم تكن هذه الطرق شديدة الضعف فهو يرتقي إلى مرتبة الحسن، بل قد يرتقي إلى مرتبة الصحيح كلما تكاثرة الطرق؛ لأن تكاثر الطرق يقوي الظن الذي ألقي في النفس من الطريقين أو الثلاثة.
راجع: سلسلة الهدى والنور رقم الشريط (71).
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[04 - 03 - 05, 08:36 م]ـ
قال ابن الجوزي في {صيد الخاطر} (ص 226 - 227):
((كان قد سألني بعض أصحاب الحديث: هل في مسند أحمد ما ليس بصحيح؟ فقلت: نعم.
فعظم ذلك على جماعة ينسبون إلى المذهب، فحملت أمرهم على أنهم عوام، و أهملت فكر ذلك.
إذا بهم قد كتبوا فتاوي، فكتب فيها جماعة من أهل خراسان، منهم أو أبو العلاء الهمداني يعظمون هذا القول، و يردونه و يقبحون قول من قاله.
فبقيت دهشاً متعجباً، و قلت في نفسي: و اعجباً صار المنتسبون إلى العلم عامة أيضاً.
وما ذاك إلا أنهم سمعوا الحديث و لم يبحثوا عن صحيحه و سقيمه، و ظنوا أن من قال ما قلته قد تعرض للطعن فيما أخرجه أحمد.
و ليس كذلك، فإن الإمام أحمد روى المشهور و الجيد و الرديء. ثم هو قد رد كثيراً مما روى، و لم يقل به، و لم يجعله مذهباً له. أليس هو القائل في حديث الوضوء بالنبيذ مجهول!
من نظر في كتاب العلل الذي صنفه أبو بكر الخلال رأى أحاديث كثيرة كلها في المسند، و قد طعن فيها أحمد.
ونقلت من خط القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين الفراء في مسألته النبيذ قال: إنما روى أحمد في مسنده ما اشتهر، و لم يقصد و لا السقيم.
ويدل على ذلك أن عبد الله قال: قلت لأبي: ما تقول في حديث ربعي بن حراش عن حذيفة؟ قال: الذي يرويه عبد العزيز بن أبي داود؟ قلت: نعم. قال: الأحاديث بخلافه. قلت: فقد ذكرته في المسند. قال قصدت في المسند المشهور، فلو أردت أن أقصد ما صح عندي لم أرد لهذا المسند إلا الشيء بعد الشيء اليسير. ولكنك يا بني تعرف طريقتي في الحديث، لست أخالف ما ضعف من الحديث إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه. قال القاضي ـ و قد أخبر عن نفسه ـ كيف طريقه في المسند فمن جعله أصلاً للصحة فقد خالفه و ترك مقصده.
قلت: قد غمني في هذا الزمان أن العلماء لتقصيرهم في العلم صاروا كالعامة و إذا مر بهم حديث موضوع قالوا: قد روي.
و البكاء ينبغي أن يكون على خساسة الهمم و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.)).
¥(43/91)
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[05 - 03 - 05, 03:22 ص]ـ
القاعدة في تحسين الأحاديث غير منضبطة .......
وعليه استطيع ان اصل الى ان ما اشتد ضعفه ايضا هناك اختلاف في تقريره .. فبعضهم يقول فقط من كان في حفظه .. ولكن لا ننسى ان احيانا يكون الضعف من ناحية الحفظ شديدا يجعل الحديث شديد الضعف مع ثقة صاحبه .... أم ان هذا غير صحيح؟؟ كلام الاخ مبارك يجعل الحديث يسير الضعف حصرا فيما كان ثقة وساء حفظه بغض النظر عن كون خفة ضبطه او الطعن في ضبطه يسيرا ام قويا؟؟؟؟
من يفيدنا في هذا؟
ومن ثم ... هل افهم ان اختلاف العلماء في ان هذا حديث يسير الضعف وشديد الضعف يجعل الامر واسعا بين المحدثين؟؟ في هذا الامر .. فيقول المحدث قوله واجتهاده ويمضي .. ولا تتم الموالاة والمعاداة طالما المنهج واحدة العقيدة واحدة ....
ارجو ان نفيد أكثر في هذا المجال
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[05 - 03 - 05, 10:13 ص]ـ
الأخ حسام العقيدة سلمه الله ورعاه
ما ذكره الأخ مبارك (نقلا) مما يفهم منه حصر الضعف اليسير على سوء الحفظ إنما هو من باب التمثيل لا من باب الحصر فأرجو الانتباه لذلك فقد يترك المتحدث ذكر لفظة (مثلا) أو تسقط من الناسخ.
وقد ذكر الحافظ ضابطا تقريبيا لما يتقوى فقال في النكت (1/ 409): لم يذكر للجابر ضابطا يعلم منه ما يصلح أن يكون جابرا أولا، والتحرير أن يقال: إنه يرجع إلى الاحتمال في طرفي القبول والرد، فحيث يستوي الاحتمال فيهما فهو الذي يصلح لأن ينجبر، وحيث يقوى جانب الرد فهو الذي لا ينجبر.
وهذا الذي قاله الحافظ تقريبي فقط، وهو قريب من القاعدة نفسها، فإن الخلاف حاصل في أي الطرفين يلحق هذا القسم عند الخلاف في راو أو حديث ما، والخلاف في صلاحية الخبر أو الراوي للاعتبار إنما هو في أي الطرفين يلتحق به، أو هل اشتد ضعفه والله أعلم.
---------------------------------------
وأما طلبته سابقا من بيان مذهب الحافظ ابن حجر المهجور فهو:
" أن الحديث إذا اشتد ضعفه مع تعدد طرقه يفيد التقوية من شديد الضعف إلى يسير الضعف بحيث لو جاء من طريق آخر ضعيف صالح للاعتبار صار حسنا لغيره، وإذا لم يأت إلا من طرق متعددة شديدة الضعف صار من الضعيف الذي تنازع العلماء في جواز العمل به.
وتبعه على ذلك السخاوي والسيوطي وزاد عليهم المناوي، وفيما يلي بيان ذلك حتى لا يكون الكلان عاريا عن التدليل:
قال الحافظ في النكت (1/ 419 - 421).: وكذلك أقول بالضعيف إذا روي بأسانيد كلها قاصرة عن درجة الاعتبار حيث لا يجبر بعضها ببعض أنه أمثل من ضعيف روي بإسناد واحد كذلك، وتظهر فائدة ذلك في جواز العمل به أو منعه مطلقا.
وقال أيضا فيه: لا يخلو المتابع إما أن يكون دونه أو مثله أو فوقه، فإن كان دونه فإنه لا يرقيه عن درجته، قلت: قد يفيده إذا كان عن غير متهم بالكذب قوة ما يرجح بها لو عارضه حسن بإسناد غريب.
وقال السخاوي في فتح المغيث: (1/ 83) وربما تكون تلك الطرق الواهية بمنزلة التي فيها ضعف يسير بحيث لو فرض مجيء الحديث بإسناد فيه ضعف يسير كان مرتقيا بها إلى مرتبة الحسن لغيره.
فزاد أن الحديث قد يرتقي للحسن لغيره إذا جاء من طريق آخر صالح للاعتبار.
وقال السيوطي في تدريب الراوي (1/ 177 ولم أقف على قول الحافظ هذا في كتبه ولعله نقله بالمعنى): نعم، يرتقي بمجموع طرقه عن كونه منكرا أو لا أصل له، صرح بذلك شيخ الإسلام قال: بل ربما كثرت الطرق حتى أو صلته إلى درجة المستور والسيء الحفظ، بحيث إذا وجد له طريق آخر فيه ضعف قريب محتمل ارتقى بمجموع ذلك إلى درجة الحسن.
وقد حسن الحافظ حديثا من هذا الباب في التلخيص الحبير (3/ 167) وهو حديث " تخيروا لنطفكم، وأنكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم " فقال: ومداره على أناس ضعفاء رووه عن هشام بن عروة أمثلهم صالح بن موسى الطلحي والحارث بن عمران الجعفري وهو حسن.
قال أبو عبد الباري: فأنت ترى أنه حسن هذا الحديث مع قوله أن أمثل طرقه هذان الطريقان عن صالح الطلحي والحارث الجعفري، فما درجتهما عند الحافظ؟.
أما صالح فقال في تقريبه: متروك.
وأما الحارث فقال فيه أيضا: ضعيف رماه ابن حبان بالوضع أهـ.
وقال الذهبي في الحارث ردا على الحاكم في تصحيحه لهذا الحديث: الحارث متهم.
¥(43/92)
وقال الدارقطني: متروك (المستدرك مع تلخيص الذهبي (2/ 163) تهذيب التهذيب (2/ 152)) وغير ذلك من كلام العلماء فيه.
وذهب المناوي في فيض القديرفيض القدير (5/ 366) إلى أبعد من ذلك، فقوى حديث الكذابين بتعدد الطرق!
وذلك أنه ذكر حديث جابر عند الطبراني في الأوسط: لما افتتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة استقبلها وقال: " أنت حرام، ما أعظم حرمتك وأطيب ريحك، وأعظم حرمة منك عند الله المؤمن " (1)
ثم قال المناوي: وفيه محمد بن محصن كذاب لكن تعدد الطرق دل على أن للحديث أصلا أهـ
---------------------------------------------------
(1) رواه الطبراني في الأوسط (رقم 699) حدثنا أحمد - يعني ابن خليد - قال حدثنا معلِّل بن نفيل قال حدثنا محمد بن محصن عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر به.
ثم قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا محمد اهـ.
قال أبو عبد الباري: الحديث مسلسل بالعلل وهي:
الأولى: عنعنة أبي الزبير وهو مدلِّس، وعنعنة المدلِّس من أسباب الضعف كما لايخفى.
الثانية: محمد بن محصن وهو متروك وقد كذَّبه بعض العلماء.
الثالثة: معلِّل بن نفيل وهو أبو أحمد الحراني، ذكره ابن حبان في الثقات (9/ 201)، وابن حبان معروف بتوثيق المجاهيل فلا يعتمد على توثيقه ما لم يتابعه معتبر كما هو معروف في مواضعه.
واستشهد المناوي لقوله بحديثين نذكرهما هنا مع بيان درجتهما:
الحديث الأول: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا: "ليس شيء أكرم على الله تعالى من المؤمن ".
وهو حديث رواه الطبراني في الأوسط (رقم 6080، 8352) من طريق يعقوب بن إسحاق القلوسي أبي يوسف عن عبد الغفار بن عبد الله الكريزي عن عبيد الله بن تمام عن يونس بن عبيد عن الوليد أبي بشر عن ابن شغاف عن عبد الله بن عمرو به.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن يونس بن عبيد إلا عبيد الله بن تمام، تفرد به عبد الغفار بن عبد الله الكريزي اهـ.
وهو متعقب بما رواه الطبراني نفسه في الصغير (2/ 47) من طريق معمر بن سهل عن عبيد الله بن تمام به.
وهذا سند ضعيف جدا، مداره على عبيد الله بن تمام وهو ضعيف جدا كما قال المناوي نفسه وقدكذبه بعض المحدثين كالساجي كما في لسان الميزان.
وقال ابن حبان في المجروحين (2/ 66): كان ممن ينفرد عن الثقات بما لا يعرف من أحاديثهم حتى يشهد من سمعها ممن كان الحديث صناعته أنها معمولة أو مقلوبة، لا يحل الاحتجاج بخبره اهـ.
وقد ضعف الحديث العلامة المحدث الألباني في ضعيف الجامع (رقم 4889).
الحديث الثاني: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص من طريق آخر.
وهوحديث رواه الطبراني في الأوسط (رقم 5715) من طريق القاسم بن دينار عن إسحاق بن منصور عن خالد العبد عن عبد الكريم الجزري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي ? نظر للكعبة فقال: " لقد شرفك الله وكرمك وعظمك والمؤمن أعظم حرمة منك ".
وسنده واه بمرة، رجاله ثقات غير خالد العبد وهو خالد بن عبد الرحمن العبد البصري، كذبه عمرو بن علي الفلاس والدارقطني كما في الضعفاء والمتروكين له (رقم 198)، وقال ابن حبان في المجروحين من المحدثين (1/ 276 - 277): كان يسرق الحديث، ويحدث من كتب الناس من غير سماع" وله ترجمة في ميزان الاعتدال (1/ 633) ومثل هذا لا يصلح للاستشهاد.
فهذا حال الروايات التي استشهد بها المناوي ليقول في الأخير: إن تعدد الطرق لهذا الحديث يدل على أن له أصلا!!!.
وخلاصتها: أن في حديث جابر وحديث عبد الله بن عمرو الثاني كذابان، وفي حديث عبد الله بن عمرو الأول متروك كذبه بعض العلماء، وهذا تساهل عجيب فاق به الجميع.
تنبيه: لحديث عبد الله بن عمرو الثاني طريق آخر عند ابن ماجه (رقم 3932) حدثنا أبو القاسم بن أبي ضمرة نصر بن محمد بن سليمان الحمصي ثنا أبي ثنا عبد الله ابن أبي قيس النصري ثنا عبد الله بن عمرو بنحوه.
وهذا سند ضعيف، أبو القاسم شيخ ابن ماجة ضعيف كما في التقريب، وأبوه محمد بن سليمان مقبول كما قال الحافظ في تقريبه.
وللحديث أيضا شاهدان من حديث ابن عمر وابن عباس وأبي هريرة وابي برزة الأسلمي:
أما حديث ابن عمر:
فرواه الترمذي (رقم 2041) وأبو الشيخ في التوبيخ (رقم 84 مختصرا) وابن حبان في صحيحه (رقم 5857) من طريق الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن أوفى ابن دلهم عن نافع عن ابن عمر به مرفوعاز
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسين بن واقد، وروى إسحاق بن إبراهيم السمرقندي عن حسين بن واقد نحوه، وروي عن أبي برزة الأسلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا اهـ.
ورواه الطبراني في الشاميين (رقم 1538) من طريق نصر بن محمد عن أبيه عن عبد الله بن أبي قيس عن ابن عمر به مرفوعا.
وخالفهما عبيد بن عمير الليثي فأوقفه، رواه الفاكهي في أخبار مكة (رقم 248) عن محمد بن عزيز الأيلي عن ابن روح عن عقيل عن ابن شهاب عن عبيد بن عمير به.
وأما حديث ابن عباس:
فرواه ابن أبي شيبة في مصنفه (رقم 27210) عن عبدة بن سليمان عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس به موقوفا. ومجالد ضعيف من قبل حفظه.
وروا ابن وهب في الجامع (رقم 221) عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن ليث بن أبي سليم عن سعيد بن جبير أو غيره عن ابن عباس به نحوه موقوفا.
لكن رواه الطبراني في الكبير (رقم 10806) من طريق حفص بن عمر الحوضي عن الحسين بن أبي جعفر عن ليث بن أبي سليم عن طاوس عن ابن عباس به مرفوعا.
ورواه البيهقي في شعبه (رقم 3853، 6431) من طريق حفص بن عبد الرحمن عن شبل عباد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس به مرفوعا.
وأما حديث أبي هريرة:
فرواه العقيلي في ترجمة جعفر بن ميسر من الضعفاء الكبير (رقم 313) وابن عدي في الكامل (1/ 538) والخطيب في الموضح (2/ 143) من طريق غسان بن الربيع عن جعفر بن أبي جعفر ميسرة عن أبي أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا.
قال العقيلي: لا يتابع عليه، وهذا الكلام يروى عن ابن عمر من قوله بخلاف هذا اللفظ إلا أنه في معناه اهـ.
وأما حديث أبي برزة:
فأشار إليه الترمذي كما سبق ولم أقف عليه.
أخوكم / أبو عبد الباري
¥(43/93)
ـ[محمد أمجد البيطار]ــــــــ[06 - 03 - 05, 04:02 ص]ـ
الأخ حسام العقيدة وبقية الإخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً إنني أكتب باسمي الحقيقي، وقد كنت أكتب قبل هذا باسم أبو أحمد الشامي وهي كنيتي ولكنني فقدت الاسم.
وقد علمت حمصُ من بلاد الشام أنه ما بين لابتيها أحدٌ يحب ويقدّر الشيخ الألباني مثلي.
والحب والتقدير لا يمنع من الانصاف، وقول الحق، فأنا أرى أن الشيخ الألباني رحمه الله، كان يتساهل بعض الشيء في التصحيح والتحسين، ولي على ذلك أدلة، منها البحث الذي ذكره أخي حسام في قصة (يا سارية الجبل) وأنا من كتبه وكنت قد وضعته في هذا المنتدى منذ أكثر من سنة ونصف، وقد نقله الإخوة في موقع الصوفية، وتجده الآن على هذا الرابط:
http://www.alsoufia.com/s/articles.php?id=309
ومنها بحث لي في بيان عدم صحة حديث وائل بن حجر في وضع اليدين على الصدر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10203
ومنها بحث في بيان عدم صحة حديث (تحريك الإصبع عند التشهد) وتجده
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10213
ومنها عدم صحة حديث المغيرة في (المسح على الجوربين) وتجده على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...8695#post138695
وأنا أرى أن هذه الأبحاث تبين جانباً مما كان عليه تساهل الشيخ الألباني رحمه الله في التصحيح والتحسين، والله أعلم.
وما نقلته لا يقلل من مكانة الشيخ رحمه الله أبداً، بل هو والله عندي مجدد هذا العلم في وقته، وهو مقدم على الحافظ ابن حجر في نظري، والحق أنني ما زلت أتعلم من كتب الشيخ وتحقيقاته، ولكن هذا ما أعلمه قد شهدت به، والله أعلم، وغفر الله لنا وللشيخ، وجمعنا معه على حوض من نعمل بحديثه صلى الله عليه وآله وسلم.
وكل ما أرجوه عدم التعقيب ممن يكتب بعاطفته، أو عصبيته، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[06 - 03 - 05, 02:10 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابو احمد الشامي ......
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[06 - 03 - 05, 02:16 م]ـ
بالنسة للمسح على الجوربين الذي اعرفه ان الشيخ احمد شاكر يقويه ...... وقد حسن الشيخ اثر عن انس رضي الله عنه في هذا راجعه في رسالة الشيخ القامسي في المسح على الجوربين .. مع كلام الالباني ففيه ينقل قول احمد شاكر في هذا الاثر وتحسينه ..
سؤالي .. هل الشيخ احمد شاكر ايضا من المتساهلين؟؟؟؟
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[06 - 03 - 05, 09:31 م]ـ
الشيخ أحمد شاكر واسع الخطو في التساهل، فهو يعمد إلى رجال تكلم فيهم النقاد فيوثقهم بإطلاق كشريك القاضي، وابن لهيعة، وابن أنعم الأفريقي وأضرابهم فيحسن ويصحح حديثهم، ومن نظر في الجزء الذي حققه من سنن الترمذي، ومن مسند أحمد وتفسر الطبري لا يشك في تساهله.
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[07 - 03 - 05, 03:20 ص]ـ
جزاك ربي الجنان
نصيحة اخيرة وجها لي شيخنا ابو عبدالباري .... الاخوة في الملتقى يقولون منهجنا هو الصحيح .. والآخرين يقولون لا نحن منهجنا الصحيح .. والمتاخرين والمتقدمين يوجد تباين بينهما في هذا .. والجميع يمدحون نخبة الفكر والموقظة للذهبي ... طيب وما الحل .. كيف لمبتدئ مثلي ان يميز
من حقي ان اسال الان
اذا كان الجميع يدرس نخبة الفكر وصاحبها متساهل عند طلبة العلم في هذا المنتدى المبارك .. فكيف استطيع ان اشفي غليلي في معرفة الحق.؟؟
وماذا عن الذهبي شيخنا هل هو متساهل ايضا في نفس الباب؟؟؟
بارك الله فيكم وفي وقتكم
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[07 - 03 - 05, 08:56 ص]ـ
الأخ حسام العقيدة
في تقديري - وقد أكون مخطئا - أن هناك فرقا بين التقعيد والتطبيق.
فالكتابان مفيدان جدا في التقعيد والتبويب، وإن كان لا يخلو مؤلف من تعقيب أو عوز، والمؤلفان محققان لا شك في طول باعهما في هذا الباب، غير أنك تجد الحافظ يخالف في التطبيق ما قرره في التقعيد، ومن هنا يدخل التساهل في هذا الباب.
ومن قرأ كتاب الحافظ في التنكيت على ابن الصلاح يجد عجبا في التحرير وضبط المسائل، وإذا قارنت ما حرره في كل من النزهة والنكت مع ما سلكه في نتائج الأفكار وموافقة الخبر الخبر وبعض الأمالي ومواضع من التلخيص الحبير وفتح الباري وجدت فرقا بين هذا وذاك.
¥(43/94)
وأما الذهبي فله تساهل كبير في تلخيص المستدرك على وجه الخصوص، وإذا قارنت بين موافقاته للحاكم مع ما يقرره كثيرا في ميزان الاعتدال وجدت بونا شاسعا.
والخلاصة: أن الحافظين " الذهبي والعسقلاني " ألفا كتابيهما في بيان القواعد النظرية وحررا كثيرا من المسائل الدقيقة غير أن لهما تساهلا في التطبيق، فهذا هو الفرق بين الثناء على كتابيهما وبين منازعتهما في التحسين والتصحيح والله أعلم.
أخوك / أبو عبد الباري
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[07 - 03 - 05, 02:19 م]ـ
في معرض رده على من قال بوجوب تغطية الوجه و الكفين، قال الشيخ الألباني رحمه الله:
ومن ذلك أن المومئ إليه انتقد صاحبنا علي الحلبي لأنه استشهد في تقوية حديث عائشة بقول الحافظ في "التلخيص": وله شاهد أخرجه البيهقي…" وذكر إسناده بحديث أسماء وسقوط الحافظ عليه، فقال صاحبنا عقبه (39):
" كأنه يحسنه به، كما هو معروف من منهجه رحمه الله تعالى، إذ لا يورد شاهداً إلا لما ينجبِرُ عنده، و إلا فماذا يفيده الشاهد إذا كان غير نافعه؟! ".
فانتقده المومى إليه بما خلاصته (ص16): أن المحدثِّين الأقدمين منهم والمعاصرين ما زالوا يذكرون الحديث الضعيف أو الموضوع، ويوردون شواهده التي لا تزيده إلا وهناً على وهن، ولم يقل أحد: إنهم بذلك يحسِّنون الحديث! ثم ذكر ستة أمثلة على ذلك: أحدهما من" اللآلي " للسيوطي، والأخرى من كتابيَّ " الضعيفة" و" الإرواء"! ثم أجاب عن سؤال طرحه هو، خلاصته: أن إيراد المحدِّثين للطرق الضعيفة إنما هو من اجل التنبيه على ضعفها!
قلت: وهذا انتقاد باطل يدل على جهل بالغ بهذا العلم الشريف وأصوله، فإن تقوية الحديث بكثرة الطرق- بشرط أن لا يشتد ضعفها- أمر معروف وسبيل مطروق عند علماء الحديث، لا حاجة للاستدلال له، وهو الحديث الحسن لغيره الذي يكثر الترمذي من ذكره في " سننه"، وتحدث عنه في "العلل" الذي في آخره (10/ 457)، وكتبي طافحة بهذا النوع من الحديث والتذكير به، ولا سيّما " الصحيحة" منها، وكذلك النقل عن كتب التراجم، وتفريقهم بين الراوي الضعيف، والأمثلة التي ذكرها تختلف كل الاختلاف من ناحيتين:
إحداهما: أنها- أعني: الأمثلة- شديدة الضعف، فلا تصلح للشهادة.
والأخرى: أن الذين أوردوها أتبعوها ببيان شدة ضعفها، فأين هذا من صنيع الحافظ رحمه الله تعالى الذي رده المومى إليه؟! فأن الحافظ لم يتبيّن ضعفه، ولو فعل لم يصح تشبيهه بتلك الأمثلة لأنه ليس شديد الضعف. وأما جوابه المذكور، فهو مما يؤكد جهله بهذا العلم لأنه لم يبين سبب التنبيه على الضعف يسيراً، وتعددت طرقه، تقوى الحديث، ووجب العمل به، كحديثنا هذا، وإلا كان غريباً لم يجر العمل به، بل ولا روايته إلا ببيان ضعفه، وهذا ما أخل به جماهير المؤلفين، فأنهم يتساهلون برواية الأحاديث الضعيفة دون بيان ضعفها، كما فعل التويجري في الأمثلة العشرة المتقدمة، وتجاهل هو وغيره هذا الحديث بطرقه، من جهة أخرى، والسندي والعدوي وغيرهما يعرفون هذا جيداً، ولذلك زعموا شدة ضعف طرقه، وقلدهم في ذلك المومى إليه- كما تقدم –دون أن يتنبه إلى ما يرميان إليه من الزعم المذكور!
ثم استدركت فقلت: بلى إنه قد تنبه لذلك، وتابعهم عليه قصداً فإنه لما تكلم على إسناد حديث قتادة المرسل قال (ص23):
" الحق أن الإسناد إلى قتادة صحيح نظيف جداً، وصواب أن المرسل إذا اعتضد بسند ضعيف، فإنه يصير صحيحاً محتجاً به، هذا حق لا جدال فيه، ولكن فات أولئك الذين يعتمدون هذا الكلام أن مراسيل قتادة ضعيفة لا تقوم بها حجة أبداً"!
ثم سود أكثر من صفحة بالنقل عن بعض اللائمة أنه لا يحتج بمرسل قتادة، وأنه بمنزلة الريح.
فأقول – والله المستعان على نابتة هذا الزمان-:
عدم الاحتجاج بمرسل قتادة ليس موضع خلاف، وإنما هو: هل يتقوى بالمسند الضعيف أم لا؟ هذا هو الموضوع، فنحن نرى تبعاً للبيهقي وغيره أن يتقوى، وهو صحيح قول المومى إليه:" وصواب…" إلخ، ولكنه حداثته لم يثبت عليه، فنقده بقوله:" ولكن فات أولئك .. "! ولذلك رد بقلة أدب وجهل بالغ على البيهقي تقويته لمرسل خالد بن دريك الذي كنت نفلته عنه في "الكتاب" (ص59)، فقال هذا الحدَث (ص25):
" فليس قوياً، لأن المرسل ضعيف…".
فأقول: لم يفتنا –والحمد لله- ما زعمت، فإننا لم نحتج بمرسل قتادة، وإنما انضم إليه من الشواهد، كما كنا ذكرنا في "الجلباب" (ص58 - 59)، وإنما أنت الذي فاتك" صوابك" الذي قوَّى مرسل خالد بن دريك بقول الصحابة- يعني: ابن عباس وابن عمر وأبا هريرة وغيرهم، كما تقدم (ص34 و 49 - 51) و (ص59) من " الجلباب" –فلم ترفع إلى ذلك رأساً، واستكبرت وقلت دون أدنى خجل:" هو معارض بقول من مضى الصحابة أيضاً؟،وقد سلف قول ابن مسعود رضي الله عنه"!
فأقول: هذه المعارضة تدلنا على أنك متطفِّل في هذا العلم، وأنك تهرف بما لا تعرف، فمن هم الصحابة الذين تعارض بقولهم قول الصحابة الذين أشار إليهم البيهقي؟! إنهم لا وجود لهم إلا في مخيِّلتك! فالمعارضة باطلة.
وأما قول ابن مسعود فقد سبق الجواب عنه في " الكتاب" (ص52 - 56)، ثم هو فرد خالفه جماعة، فإن صحَّحت المعارضة به فلا بد من مرجّح، وهو الحديث الذي عمل به مخالفوه، فبه يترجَّح قولهم على قول ابن مسعود، وتسقط المعارضة به، ويسلم قول البيهقي ومن تابعه، وهم جمهور الصحابة والأئمة، كما تقدم بيانه لا تجده في مكان آخر. أ. هـ
¥(43/95)
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[09 - 03 - 05, 07:38 م]ـ
ولكن مثال صلاة التسابيح واضح جدا في ان ما قوى به الشيخ ناصر الاحاديث كانت شديدة الضعف ... ومع ذلك وقاها؟؟ فلماذا؟
وهل يمكن شيخنا أبو عبدالباري ان تعقب على ما قاله الأخ واحد من المسلمين؟؟
لأن صراحة بالنقاش تتكشف لي أمور كثيرة من خلال المراجعة والبحث .. فجزاك الله خيرا شيخنا أبو عبدالباري لو تعلق على ما قاله (واحد من المسلمين)(43/96)
تنبيه دقيق حول حديث: (الدنيا دار من لا دار له ... ).
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[24 - 02 - 05, 11:42 ص]ـ
قال الشيخ طارق عوض الله في كتابه النافع ((الإرشادات)) ص 155 تحت عنوان (المتابعة .. وظن الرجل رجلين):
مثال آخر:
حديث: الحسين بن محمد، عن دُوَيد، عن أبي إسحاق، عن زرعة، عن عائشة ـ مرفوعاً ـ: " الدنيا دار من لا دار له، ولها يجمع من لا عقل له ".
أخرجه: أحمد في " المسند " (6/ 71)، وأيضاً؛ الخلال في " علله " من طريق حنبل، عن أحمد، عن الحسين، به.
ونقل عن أحمد، أنه قال:
" هذا حديث منكر "
فهذا الحديث؛ هكذا رواه الإمام أحمد، وسمى فيه شيخ الحسين: " دُوَيْداً ".
وقد رواه ابن أبي الدنيا في " ذم الدنيا " (182)، عنه البيهقي في " الشعب " (10638) من طريق أخرى، عن الحسين بن محمد أيضاً، عن أبي سليمان النصيبي، عن أبي إسحاق، به.
فلم يسم شيخه في هذا الرواية، بل كناه بـ " أبي سليمان النصيبي ".
وقد ذهب بعض أفاضل العصر إلى أن " دُوَيداً " هو " دويد بن نافع " المترجم في " التهذيب، وأن " أبا سليمان النصيبي " هذا غيره، فهو متابع له، وعليه؛ أثبت الحديث عن أبي إسحاق السبيعي؛ لمتابعة كل منهما للآخر ـ في ظنه ـ ثم أعله بعد ذلك بعنعنة أبي إسحاق واختلاطه.
ولسنا نوافق ذلك الفاضل على شيء مما ذهب إليه في ذلك كله؛ فليس " دُويد " هذا هو " ابن نافع "، ولا " النصيبي " متابعاً له، بل هو " دويد " نفسه، ذُكر مرة باسمه، ومرة بكنيته ونسبه.
وعليه؛ فهو متفرد به عن أبي إسحاق، لم يتابعه أحد، فلا يصح الحديث عن أبي إسحاق؛ لأن " دويداً " هذا مجهول وقد تفرد به عن أبي إسحاق في جلالة قدره وكثرة أصحابه، وهذا معنى إنكار الإمام أحمد ـ عليه رحمة الله تعالى.
وقد ذكر الدارقطني في " المؤتلف " (2/ 1008 - 1009): " دويد بن نافع "، وقال: " يروي عن الزهري وضبارة بن عبد الله بن أبي السليك، روى عنه بقية بن الوليد ".
ثم ذكر بعده: " دويد، لم يُنْسب، يروي عن أبي إسحاق، عن زرعة، عن عائشة: الدنيا دارة ما لا دار له، ولها يجمع ما لا عقل له ".
وقال: " وله أحاديث نحو هذا في الزهد ".
فصنيع الدارقطني؛ يدل على أن " دويداً " صاحبنا، ليس هو " دويد بن نافع "، بل هو آخر غير منسوب، وهو لا يعرف.
ويدل عليه؛ أنهم لم يذكروا في ترجمة " ابن نافع " له رواية عن أبي إسحاق، ولا للحسين رواية عنه.
وذكر ابن ماكولا:
" دُويد بن سليمان ... روى عنه حسين بن محمد المروزي ".
وهذا؛ يفيد أن " دويداً " الذي يروي عنه الحسين بن محمد، ليس بابن نافع، وإنما هو " ابن سليمان ".
فالذي يترجح، أن " دويداً " صاحب هذا الحديث، هو نفسه " أبو سليمان النصيبي "؛ فالحسين يروي الحديث عنهما جميعاً، والحديث واحد، وشيخهما واحد، والراوي يُذكر مرة باسمه، ومرة بكنيته.
ثم وجدت الحافظ ابن حجر قال:
" دويد؛ هو داود بن سليمان النصيبي ".
وهذا يؤكد ما حققته، وهو يدل على أن " دويداً " لقب، وأن اسمه: " داود بن سليمان ".
وبالله التوفيق.
**********************************
ما أود التنبيه عليه هنا هو أن الشيخ طارق عوض الله ـ حفظه الله ـ قد سُبق إلى هذا التنبيه الدقيق، سبقه إلى ذلك الشيخ الناقد محمد عمرو بن عبد اللطيف، فقد ذكر الحديث في كتابه ((تكميل النفع)) ص 76 ـ 81، وكان قد نقل كلاما للشيخ ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ مسلماً ومتعقباً، قال الشيخ محمد عمرو حفظه الله:
الثالث: قوله: ((وقد تابعه أبو سليمان النصيبي عند ابن أبي الدنيا ... )).
قلت: قال ابن أبي الدنيا في ((ذم الدنيا)) (182ط. دار القرآن): ((حدثني محمد بن العباس بن محمد نا أبو سليمان النصيبي عن أبي إسحاق عن زرعة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له)). وعنه رواه البيهقي في ((الشعب)) 3/ 3/81ب –82أ).
ولم يبين لنا الشيخ حفظه الله من أبو سليمان النصيبي هذا، وكدت آيس منه حتى وجدت – قدراً – أثناء تقليب المجلد الثالث من ((الجرح والتعديل)) (3/ 427): ((داود بن هلال النصيبي أبو سليمان روى عن المسعودي ومالك ابن مغول وبكر بن خنيس وأسد بن عمرو. روى عنه زهير بن عباد الرؤاسي)). ولم يكذر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فوقع في قلبي أنه هو هو دويد المذكور – فيكون اسمه مصغراً رواه حسين المروذي مرة فكناه ونسبه، فحفظه عنه محمد ابن العباس – شيخ ابن أبي الدنيا – ورواه مرة أخرى فصغره ولم ينسبه أو يكنيه. أما دويد بن سليمان الذي أفرده ابن ماكولا، يحتمل أن يكون هو هو أيضاً – بقرينة أنه ذكر رواية المروذي وحده عنه – فيكون ابن ماكولا سمى أباه: ((سليمان)) خلافاً لابن أبي حات، أو الصواب: ((داود أبو سليمان)). وهذا الأخير مجرد احتمال، والعلم عند الله تعالى.
ثم قال ـ حفظه الله ـ:
استدراك:
ثم وجدت الحافظ رحمه الله يقول في ((نزهة الألباب)) (1077): ((دويد: هو داود ابن سليمان النصيبي)). فصح – ولله الحمد – ما احتملته، مع استبعاد أن يكون هو هو داودبن هلال النصيبي ... .
¥(43/97)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 02 - 05, 07:39 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[25 - 02 - 05, 03:26 م]ـ
أحسنتم
كذلك نبه على هذا الشيخ حاتم العوني - نفع الله به - في كتابه القيم (ذيل اللسان) رقم 51 - ص 61 - 63 و قد طبع عقب كتاب الإرشادات في أقل من سنة.
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[26 - 02 - 05, 01:53 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[28 - 02 - 05, 06:09 م]ـ
الشيخ إحسان العتيبي، وإياك ..
الشيخ إبراهيم الميلي، أحسنتم وأفدتم ..
وللفائدة ـ أيضاً ـ فكتاب الشيخ حاتم الشريف (ذيل لسان الميزان) طُبع عام 1418، وكتاب الشيخ طارق عوض الله (الإرشادات) طُبع عام 1417، وكتاب الشيخ محمد عمرو (تكميل النفع بما لم يثبت في وقف ولا رفع) طُبع عام 1410.
الشيخ خالد الفارس أشكرك وفيك بارك ..(43/98)
ما تخريج هذا الحديث (عقوبة تارك الصلاة)
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[24 - 02 - 05, 12:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى من الأخوة الكرام اي معلومات عن هذا الحديث
عقوبة تارك الصلاة
أما بعد: روي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم
من تهاون في الصلاة عاقبة الله بخمسة عشر عقوبة ستة منها في الدنيا
وثلاثة
عند الموت وثلاثة عند خروجه من القبر وثلاثة يوم القيامة.
أما الستة التي تصيبه في الدنيا فهي:
1 - ينزع الله البركة من عمره.
2 - يمسح الله سيم الصالحين من وجهه.
3 - كل عمله لا يؤجر من الله.
4 - لا يرفع له دعاء إلي السماء.
5 - تمقته الخلائق في دار الدنيا.
6 - ليس له حظ في دعاء الصالحين.
أما الثلاثة التي تصيبه عند الموت:
1 - أنه يموت ذليلاً.
2 - أنه يموت جائعاً.
3 - أنه يموت عطشان ولو سقي مياه بحار الدنيا ما روي عنه عطشه.
أما الثلاثة التي تصيبه في قبره:
1 - يضيق الله عليه قبره ويعصره حتي تختلف ضلوعه.
2 - يوقد الله علي قبره ناراً في جمرها.
3 - يسلط الله عليه ثعبان يسمي الشجاع الأقرع يضربه علي ترك صلاة الصبح من
الصبح
إلي الظهر وعلي تضييع صلاة الظهر من الظهر إلي العصر ... وهكذا , كلما ضربه
يغوص
في الأرض سبعين زراعاً.
أما الثلاثة التي تصيبه يوم القيامة فهي:
1 - يسلط الله عليه من يصحبه إلي نار جهنم علي جمر وجهه.
2 - ينظر الله تعالي إليه بعين الغضب يوم الحساب فيقع لحم وجهه.
3 - يحاسبه الله عز وجل حساباً شديداً ما عليه من مريد ويأمر الله به إلي
النار
وبئس القرار
والذي أعلم مسبقا وهنه إلا أنني لا أجد معلومات عنه
وبارك الله فيكم جميعا
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[24 - 02 - 05, 01:28 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=1819
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[24 - 02 - 05, 02:49 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب(43/99)
هل هذا حدبث (اذا تقارعت الكؤوس حرم مابداخلها)؟
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[26 - 02 - 05, 05:46 م]ـ
ارجو الافادة فقد بحثت عنه في الموسوعة والانترنت فلم اجده وجزاكم الله خيرا
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[28 - 02 - 05, 05:06 م]ـ
للرفع
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[05 - 03 - 05, 05:51 ص]ـ
للرفع
ـ[أبوخليفة]ــــــــ[05 - 03 - 05, 07:30 ص]ـ
أخي الكريم، أقول مذاكرة وليس فتوى: لا أعرف حديثا بهذا المعنى،
ولكن هذا من باب التشبه بالكفار، والفساق، فإنهم إذا شربوا ضربوا الكؤوس، لا سيما من يجتمع على شرب الخمر، نسأل الله السلامة والعافية،
فتحريم ضرب الكؤوس لأجل هذا ظاهر، أما تحريم ما بداخل الكؤوس فلا يظهر لي، إلا أن يصح الحديث، والله أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 04 - 07, 02:01 ص]ـ
حياكم الله ...
هذا الموضوع منقول من منتدى الشبكة العربية وهو مفيد جداً، ولكن حتى أخلي مسؤليتي أمام الله .. يرجى التأكد من المعلومات عبر سؤال أهل الذكر، وجزاكم الله خير ....
-------------------------------------------------
رابط الموضوع: أحذروا أحاديث .. (الشبكة العربية) ( http://www.arabspc.net/vb/showthread.php?t=10460)
أحاديث مشتهرة على ألسنة الناس في هذا العصر وليست في كتب المتقدمين للأخ والداعية سعيد الرقيب
فقد مرّ بي أثناء جمعي لمادة كتابي ((أحاديث مردودة مشتهرة على ألسنة الناس)) بعض الأحاديث المشتهرة في هذا العصر ولم أقف عليها فيما بين يدي من كتب اعتنت بالأحاديث المشتهرة عند المتقدمين، وجمعت تلك الأحاديث وعرضتها على سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، بعد صلاة الفجر من يوم الأحد 7/ 4/1419هـ، بمسجد حي عودة بمدينة الطائف.
وهذه هي الأحاديث وحكم الشيخ رحمه الله.
1 - اسع لي يا عبدي وأنا أسعى لك. يروى على أنه حديث قدسي.
قال الشيخ رحمه الله: ليس له أصل.
2 - اطلبوا الأرزاق عند مزاحمة الأقدام. قال الشيخ رحمه الله: ليس له أصل.
3 - اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد.
قال الشيخ رحمه الله: ليس له أصل.
4 - إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج.
قال الشيخ رحمه الله: ليس له أصل.
5 - الدين الأمانة. قال الشيخ رحمه الله: ليس له أصل.
6 - الدين المعاملة.
قال الشيخ رحمه الله: ليس له أصل.
7 - رحم الله امرئ عرف قدر نفسه. قال الشيخ رحمه الله: ليس له أصل.
8 - لم يسرف من أنفق ثلث ماله في الطيب. قال الشيخ رحمه الله: ليس له أصل.
9 - ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام. قال الشيخ رحمه الله: ليس له أصل.
10 - ما تقارع كاسان إلا حرم ما فيهما.
قال الشيخ رحمه الله: ليس له أصل.
11 - من أحب أن يرى الفقر بعينه فليستمع إلى الغناء عند النداء.
قال الشيخ رحمه الله: ليس له أصل.
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[22 - 04 - 07, 08:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وهل هذه الاحاديث ـ التي ليس لها أصل ـ مطبوعة في كتاب؟؟
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[22 - 04 - 07, 03:33 م]ـ
سئل الشيخ عبدالله السعد وفقه الله في شرح الموقظة، وكما تعلمون أن الأسئلة في أشرطة شرح الموقظة قد جمعت في آخر شريطين.
المقصود أن الشيخ سئل عن هذا الخبر فقال: لا أعرف أن هناك حديث بهذا.
ـ[أبو جابر الجزائري]ــــــــ[25 - 06 - 08, 03:20 ص]ـ
يقول الشيخ عبد الفتاح أبو غدة: هذا الكلام: " طلب العلم من المهد إلى اللحد" ويحكى أيضا بصيغة " اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد": ليس بحديث نبوي، وإنما هو من كلام النّاس، فلا يجوز إضافته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يتناقله بعضهم .... وهذا الحديث الموضوع: " اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد"مشتهر على الألسنة كثير، ومن العجب أن الكتب المؤلفة في " الأحاديث المنتشرة" لم تذكره. (قيمة الزمن عند العلماء هامش ص 29).(43/100)
تخريج "ما من عبد مؤمن يذنب ذنبا ...
ـ[مسلم_92]ــــــــ[27 - 02 - 05, 07:17 م]ـ
السلام عليكم
أريد بإذن الله التخريج لهذا الحديث
جزاكم الله خيرا
سمعت عليا يقول: إني كنت رجلا إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا ينفعني الله منه بما شاء أن ينفعني، وإذا حدثني أحد من أصحابه استحلفته، فإذا حلف لي صدقته، وإنه حدثني أبو بكر، وصدق أبو بكر، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد مؤمن يذنب ذنبا، فيحسن الطهور، ثم يقوم ويصلي، ثم يستغفر الله، إلا غفر الله له قال عفان: وزاد فيه شعبة: يتوضأ ويصلي ركعتين يستغفر الله من ذلك الذنب، إلا غفر الله له وقرأ هذه الآية {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.
البغوي - شرح السنة
ـ[البقاعي]ــــــــ[28 - 02 - 05, 01:03 ص]ـ
أخرجه ...... الامام أحمد في المسند في أربع مواضع وأولها الحديث الثاني ... و أخرجه أبن ماجة (1395) والبزار (9) وأبو يعلى (12) والنسائي في عمل اليوم والليلة (15) والطبراني (1842) وأبن أبي شيبة (2/ 387) والحميدي (5) والطيالسي (2) وأبو دود (1521) والترمذي (في موضغين في السنن (406) و (3006) وابن حبان (623) والبغوي في شرح السنة (1015) وهو من طرق مختلفة وألفاظ مختلفة أيضا وللإختصار ذكرت المخرجين للحديث فقط ....
والحديث يتقوى بكثرة الطرق إنشاء الله .... وحسنه الترمذي وكذلك الألباني ... والله أعلم
ـ[مسلم_92]ــــــــ[28 - 02 - 05, 10:46 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم.
ـ[البقاعي]ــــــــ[28 - 02 - 05, 09:10 م]ـ
وفيك بارك ...........
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[02 - 03 - 05, 10:29 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
حديث: " ما من رجل يذنب ذنباً، ثم يقوم فيتطهر، ثم يصلي، ثم يستغفر الله؛ إلا غفر الله له، ثم قرأ هذه:
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ}
الحديث أخرجه أحمد في "مسنده " (1/ 10 / 56)، وأبوداود في " سننه " (2/ 86 / 1521)، والترمذي في " سننه " (2/ 257 – 258/ 406) و (5/ 228 / 3006)، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " (417)، و " التفسير " (1/ 330 / 98)، والطيالسي في " مسنده " (1/ 2 / 2)، وعبدالله بن أحمد في " زوائد فضائل الصحابة " (1/ 413 / 642)، وأبويعلى في " مسنده " (1/ 23 / 11)، والبزار في " البحر الزخار " (1/ 63 /10)، والمروزي في " مسند أبي بكر " (11)، وابن حبان في " صحيحه " (2/ 389 – 390/ 623 – إحسان)، والطبراني في " الدعاء " (3/ 1624 – 1625/ 1842)، والبيهقي في " شعب الإيمان " (5/ 401 – 402/ 7078)، و " الدعوات الكبير " (1/ 110 – 111/ 149)، وابن بشران في " الأمالي " (678)، والضياء في " المختارة " (1/ 84 – 86)، وأبومحمد البغوي في " شرح السنة " (2/ 108).
من طرق عن أبي عوانة، عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة، عن أسماء بن الحكم الفزاري، قال: سمعت علياً يقول:
إني كنت رجلاً إذا سمعت من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حديثاً؛ نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني به، وإذا حدثني رجل من أصحابه؛ استحلفته، فإذا حلف؛ صدقته، وإنه حدثني أبوبكر – وصدق أبوبكر – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ..... (فذكره).
قال الترمذي:
" حديث حسن ".
وتابع أبا عوانة:
1 - شريك بن عبدالله.
أخرجه البزار في " البحر الزخار " (1/ 64 / 11)، والحسين المروزي في " زوائد الزهد " (388)، والطبراني في " الدعاء " (3/ 1624 – 1625/ 1842)، وابن شاهين في " الترغيب " (175 – بتحقيقي).
2 - قيس بن الربيع.
أخرجه أبويعلى في " مسنده " (1/ 11)، والطبراني في " الدعاء " (3 / \1625/ 1842)، والخطيب في "الكفاية " (1/ 116 / 42)، وابن شاهين في " الترغيب " (175 – بتحقيقي)، وابن عساكر في " الأربعين البلدانية " (52).
3 - معاوية بن أبي العباس.
¥(43/101)
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (1/ 185 / 84)، وأبوبكر الإسماعيلي في " معجم شيوخه " (2/ 697)، وابن عدي في " الكامل " (1/ 430).
4 - مسعر بن كدام.
أخرجه أحمد في " مسنده " (1/ 2 / 2)، و " فضائل الصحابة " (1/ 159 / 142)، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " (414)، وابن أبي شيبة في " مصنفه " (2/ 159 / 7642)، والحميدي في " مسنده " (1/ 2 و 4/ 1 و 4)، وابن جرير الطبري في " تفسيره " (6/ 96)، وابن ماجه في " سننه " (1/ 446 / 1395)، وأبويعلى في " مسنده " (1/ 23 و 25/ 12 و 15)، والمروزي في " مسند أبي بكر " (9)، والعقيلي في " الضعفاء " (1/ 123)، والطبراني في " الدعاء " (3/ 1625 / 1842)، وتمام الرازي في " فوائده " (2/ 29 – 30/ 414 – ترتيبه)، والضياء في " المختارة " (1/ 82 – 83)، وابن عساكر في " الأربعين البلدانية " (51).
واختلف فيه على مسعر، فرواه عنه هكذا: وكيع وسفيان بن عيينة.
وخالفهما: جعفر بن عون وأبومحمد الزبيري ومحمد بن عبدالوهاب فرووه: عن مسعر، به، موقوفاً.
أخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة " (415)، وابن المقري في " معجمه " (580)، وأبونعيم في " أخبار أصبهان " (1/ 141 – 142).
وخالف كل من رواه عن عثمان: شعبة فرواه: عن عثمان بن المغيرة، قال: أخبرني رجلاً من بني أسد، يحدث عن أسماء – أو أبوأسماء، أو ابن أسماء –، عن علي، به.
أخرجه أحمد في " مسنده " (1/ 8 – 9/ 47)، والطيالسي في " مسنده " (1/ 2 / 1)، وابن جرير الطبري في " تفسيره " (4/ 96)، وابن أبي حاتم في " تفسيره " (3/ 765 / 4180)، وأبويعلى في " مسنده " (1/ 24 و 25/ 13 و 14)، والبزار في " البحر الزخار " (1/ 61 / 8)، والمروزي في " مسند أبي بكر " (10)، وابن السني في " عمل اليوم واليلة " (1/ 413 – 414/ 360)، والواحدي في " تفسيره " (1/ 495)، والبيهقي في " شعب الإيمان " (5/ 401 / 7077)، والضياء في " المختارة " (1/ 83 – 84).
والمحفوظ رواية الجماعة.
وهذا الحديث ضعيف؛ قال البخاري في " التاريخ الكبير " (2/ 54):
" أسماء بن الحكم الفزاري سمع علياً، وروى عنه علي بن ربيعة، يعد في الكوفيين، قال:
" كنت إذا حدثني رجل عن النبي – صلى الله عليه وسلم –؛ حلّفته، فإذا حلف لي؛ صدقته ".
ولم يرو عن أسماء بن الحكم إلا هذا الحديث الواحد، وحديثاً آخر، ولم يتابع عليه، وقد روى أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – بعضهم عن بعض، فلم يحلّف بعضهم بعضاً ". اهـ.
وقال ابن معين – كما في " سؤالات الجنيد " (ص 78) –: " هذا رجل لا يعرف ".
وقال البزار:
" مجهول؛ لم يحدّث بغير هذا، ولم يحدّث عنه إلا علي بن ربيعة ".
ولكن قال موسى بن هارون – كما في " تهذيب التهذيب " (1/ 171) –:
" ليس بمجهول؛ لأنه روى عنه علي بن ربيعة والركين بن الربيع، وعلي بن الربيعة قد سمع من علي، فلولا أن أسماء بن الحكم عنده مرضياً ما أدخله بينه وبينه في هذا الحديث ".
قلت: كون علي بن الربيعة يدخله بينه وبين علي بن أبي طالب لا يلزم منه أنه يرضاه، كما هو مقرر، وأيضاً فإن من ترجم له لم يذكر أنه اشترط ذلك.
وأما رواية الركين عنه فالأقرب عندي أنها غير محفوظة؛ لجزم البخاري والبزار بأنه لم يرو عن إلا علي بن الربيعة، وعلى فرض ثبوتها فإنها ترفع عنه جهالة العين فقط.
والعلة التي ذكرها البخاري قوية جداً، وتدل على نكارة هذا الحديث.
فالحديث منكر؛ خلافاً لمن صححه، قال الترمذي:
" حديث حسن "!
وقال ابن عدي:
" هذا الحديث طريقه حسن، وأرجو أن يكون صحيحاً "!
وقال ابن عساكر:
" محفوظ من حديث أبي بكر – رضي الله عنه "!
وقال ابن حجر في " تهذيب التهذيب " (1/ 171):
" وهذا الحديث جيد الإسناد "!
وقال أحمد شاكر في تعليقه على " سنن الترمذي " (2/ 259):
" حديث صحيح "!
ولكن للحديث طريقين آخرين:
الأول: عن عمر بن يزيد، عن أبي إسحاق، عن عبد خير، عن علي، به.
أخرجه ابن مردويه في " تفسيره " – كما في " تفسير ابن كثير " (2/ 457) –.
وإسناده ضعيف جداً؛ من أجل عمر بن يزيد – وهو الأزدي –، قال ابن عدي: " منكر الحديث ".
ولكنه توبع، فتابعه أبان بن عياش، عن أبي إسحاق، به.
أخرجه ابن مردويه في " تفسيره ".
قال ابن كثير:
" هذا إسناد لا يصح ".
قلت: وهو كما قال؛ فإن أبان هذا متروك.
الثاني: عن عبدالله بن سعيد، عن جده، عن أبي سعيد المقبري، عن علي، به.
أخرجه الحميدي في " مسنده "، وابن جرير الطبري في " تفسيره "، وأبويعلى في " مسنده "، والبزار " البحر الزخار "، والطبراني في " الدعاء "، وابن عدي في " الكامل " (1/ 430).
والمقبري متروك.
وهذين الطريقين ذكرهما المزي في " تهذيب الكمال " (2/ 535) متابعات للطريق الأول، فتعقبه ابن حجر في " تهذيبه " (1/ 171) بقوله:
" والمتابعات لتي ذكرها لا تشد الحديث شيئاً؛ لأنها ضعيفة جداً ".
فتبين أن الحديث منكر، ويغني عنه ما أخرجه الشيخان من طريق الزهري، عن عطاء بن يزيد اليثي، عن حمران – مولى عثمان – أخبره أن عثمان بن عفان – رضي الله عنه –: دعا بوضوء، فتوضأ، فغسل كفيه ثلاث مرات، ثم تمضمض واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات، ثم غسل يده اليشرى مثل ذلك، ثم مسح رأسه، ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات، ثم غسل اليسرى مثل ذلك، ثم قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –:
" من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم قام فركع ركعتين لا يحدّث فيهما نفسه؛ غفر له ما تقد من ذنبه ".
وقد روي بزيادة " وما تأخر " ولكنها منكرة، ولبيانه موضع غير هذا.
وكتبه حامداً لله ومصلياً ومسلماً على النبي
أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي الأثري
الإسكندرية – ضحى الأربعاء 21 / محرم / 1426 هـ
¥(43/102)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 03 - 05, 11:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ذكرتم - وفقكم الله -
(فالحديث منكر؛ خلافاً لمن صححه)
ثم ذكرتم
، قال الترمذي:
" حديث حسن "!)
هذا يرجع الى تعريف الترمذي للحديث الحسن
(
وقال ابن عدي:
" هذا الحديث طريقه حسن، وأرجو أن يكون صحيحاً "!)
في الكامل
(قال الشيخ وهذا الحديث مداره على عثمان بن المغيرة رواه عنه غير ما ذكرت الثوري وشعبة وزائدة وإسرائيل وغيرهم
وقد روى عن غير عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة حدثناه عبد الله بن أبي داود حدثني أيوب الوزان حدثنا مروان حدثنا معاوية بن أبي العباس القيسي عن علي بن ربيعة الأسدي عن أسماء بن الحكم الفزاري قال قال علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه كان الرجل إذا حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث استحلفته فإذا حلف لي صدقته وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر انه قال ما من عبد يذنب ذنبا ويصلي ركعتين ثم يستغفر منه الا غفر له قال الشيخ وهذا الحديث طريقه حسن وأرجو ان يكون صحيحا)
(قال ابن عساكر:
" محفوظ من حديث أبي بكر – رضي الله عنه ")
ارجو التأمل في عبارات هولاء الأئمة - رحمهم الله
ايضا لم تذكر ابن حبان فيمن صحح الحديث
حيث انه خرجه في الانواع والتقاسيم كما ذكرتم في تخريج حديث علي
وكان ينبغي أن يذكر هنا
بخلاف الترمذي وابن عدي
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 03 - 05, 11:19 ص]ـ
وذكرتم - وفقكم الله
وتابع أبا عوانة:
3 - معاوية بن أبي العباس.
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (1/ 185 / 84)، وأبوبكر الإسماعيلي في " معجم شيوخه " (2/ 697)، وابن عدي في " الكامل " (1/ 430)
انتهى
ومعاوية يروي عن علي بن ربيعة لا عن عثمان بن المغيرة
ـ[مسلم_92]ــــــــ[04 - 03 - 05, 09:37 م]ـ
أخي المنهال الآبيضى, بارك الله فيك وجزاك خيرا على هذا الرد القيم.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 09 - 05, 03:50 ص]ـ
قال المعلمي اليماني في " الأنوار الكاشفة " (ص 68): " هذا شئ تفرد به أسماء بن الحكم الفزاري، وهو رجل مجهول ".
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[07 - 12 - 05, 06:51 م]ـ
الذي ظهر لي بالتتبع من قول ابن عساكر أن هذا تصحيح منه.
وقصدت من تصحيح الترمذي أي: أنه حكم بثبوته، وهذا لا يخفى.
ـ[محب الدين بن عبد الله المصري]ــــــــ[21 - 11 - 10, 06:56 م]ـ
جزى اللهُ الشيخَ أبا المنهال خيرا.
فإن هذا الحديث معلول بتفرد أسماء بن الحكم عن علي -رضي الله عنه-.
وأسماء مجهول ليس أهلا للتفرد، كما قال الشيخ.(43/103)
أحَاديثُ تَعْظيمِ الرّبَا على الزنا "دِرَاسةٌ نَقْديةٌ" للشيخ علي الصياح
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 03 - 05, 12:27 ص]ـ
أحَاديثُ تَعْظيمِ الرّبَا على الزنا
دِرَاسةٌ نَقْديةٌ
يسر الله بمنه وفضله كتابة بحثٍ بعنوان «أحَاديثُ تَعْظيمِ الرّبَا على الزنا دِرَاسةٌ نَقْديةٌ» قصدت فيه دراسة الأحاديث الواردة في أنّ الربا أشد من الزنا، وفي بعض الروايات درهم واحد مِنْ الرّبَا أشدّ من الزنا، بل في بعض روايات الحَدِيث: «أدناها مثل أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ»،وفي هذا المقال سوف أذكر أبرز ما جاء في البحث (1) من خلال المحاور الآتية:
أ- أسباب كتابة البحث:
1 - أنَّ هناك تفاوتاً كبيراً بين العلماءِ في الحُكْمِ عَلى الحَدِيث فيرى بعضُهُم أنّه صحيحٌ بلْ عَلى شرطِ الشيخين -كما هو قول الحاكم في مستدركه-، وفي المقابل يرى آخرون أنّه موضوعٌ-كما هو قول ابن الجوزي في موضوعاته-، وبين القولين أقوالٌ متفاوتة، فما هو الصحيحُ في ذلكَ؟، وما أسباب هذا الاختلاف؟.
2 - غَرابةُ متنِ الحَدِيث والتي استوقفت بعض النّقاد والعلماء: فدرهمٌ واحدٌ مِنْ الرّبَا أشدّ من الزنا -الذي عقوبةُ صاحبهِ تدورُ بين الجلدِ والتغريبِ أو الرّجم- بل في بعض روايات الحَدِيث: ((أدناها مثل أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ)).
3 - شُهْرةُ هذا الحَدِيث فكثيراً ما يُسْمعُ مِنْ الخطباء والوعاظ فضلاً عَنْ عموم الناس.
4 - لم أقفْ عَلى مصنفٍ مستقلٍ يُحَرّر الكلام على الحَدِيث، ويستوعبُ طرقَهُ وَأسانيدَهُ، ويجمعُ شتاتَ ما قيل فيه، ويُبين سبب هذا التفاوت الكبير في الحكم على الحَدِيث، مع أهمية ذلك، وقد لمستُ مِنْ بعضِ علمائنا الأجلاء تمني بحث الحَدِيث بتوسعٍ ونقل كلام كبار النّقاد عليه.
ب- روايات الحديث:
روي تعظيم الربا على الزنا عن عدد من الصحابة، ومن أبرز تلك الأحاديث:
- حَدِيث أنس بنِ مَالِك ? وفيه خطبنا رسول الله ? فذكر الرّبَا وعظّم شأنه فَقَالَ: ((إنّ الرجُلَ يصيبُ مِنْ الرّبَا أعظمُ عَنْدَ الله في الخطيئةِ مِنْ ستٍ وَثلاثين زَنْية يزنيها الرجُل، وإنَّ أربى الرّبَا عرضُ الرجُلِ المسلم)). وللحديث عن أنس طريقان فالطريق الأوَّل لا أصلَ له، والثاني باطل فخُلاصةُ الكلامِ عَلى حَدِيثِ أنس بنِ مالك أنّه لا يصح، ولا يعتمد عليه في الشواهد والمتابعات.
- حَدِيث الْبَرَاء بنِ عازب ?، وإسناده ضعيفٌ جداً: ففيه عُمَرُ بنُ رَاشِد وهو متفقٌ عَلى ضعفهِ، وخاصةً عن يحيى بن أبي كثير، ويضطرب في هذا الحَدِيث على أوجه. وكذلك تفرد عُمَر بالحديث عن يحيى بن أبي كثير دليل على شدة نكارة هذه الرواية فأين أصحابُ يحيى بنِ أبي كثير -وهو الإمام المشهور الذي عُني المحدثون بجمعِ حَدِيثهِ - عن هذا الحديث المرفوع!، وفي الحديث علل أخرى بينتها في الأصل.
- حَدِيث عبدِ الله بنِ سَلاَم ?، و الصواب أنّه موقوف على عبدالله بن سَلاَم.
- حَدِيث عبدِ الله بنِ عَبَّاس ?. وخُلاصة الكلام عليه أنّه لا يصح، ولا يعتمد عليه في الشواهد والمتابعات فجميع طرقه تدور على وضاعين وكذابين وضعفاء، وأوجه معلولة، وغرائب عن أئمة مشاهير يُجمع حديثهم.
- حَدِيث عبدِ الله بنِ عُمَر ?، وخُلاصة الكلام عليه أنّ الإسناد إليه منكر جداً.
- حَدِيث عبدِ الله بنِ مسعود ? وخُلاصة الكلام عليه أنّ الحَدِيث المرفوع عن ابن مسعود لا يصح، وأنّ الصحيح أنه موقوف على ابن مسعود بلفظ: ((الرّبَا بضع وسبعون باباً، والشرك نحو ذلك))، والله أعلم.
- حَدِيث أبي هُرَيرة ? وخُلاصة الكلام عليه أنّ طُرُق الحَدِيث تدور على ضعفاء، ومتروكين، وروايات معلولة، وتفردات غير مقبولة.
- حَدِيث وَهْبِ بنِ الأسود أو الأسود بن وَهْب ? -على خلافٍ في ذلك- وخلاصة الكلام على الحديث أنه لا يصح، فمداره على صدقة السمين وهو ضعيف جداً، وتفرد بالحديث، واضطرب فيه.
- حَدِيث عائشة - رضي الله عنها -، وَحَدِيثِ عبد الله بنِ حنظلة ?، وقول كعب الأحبار رحمه الله، وقد بينت في الأصل أنّ الحديث اختلف فيه عن ابن أبي مُلَيكة على خمسة أوجه:
1 - رواه بكار اليمانيّ، وابن جريج، وعبدالعزيز بن رفيع عن ابن أبي مُلَيكة، عن عبدالله بن حنظلة، عن كعب موقوفاً عليه.
¥(43/104)
2 - ورواه عمران بن أنس، عن ابن أبي مُلَيكة، عن عائشة، عن النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
3 - ورواه ليث بن أبي سُليم-عنه: أبو جعفر الرازي- عن ابن أبي مُلَيكة، عن عبدالله بن حنظلة موقوفاً عليه.
4 - ورواه أيوب السختياني، وليث بن أبي سُليم-عنه: عبيد الله بن عمرو الرّقي- عن ابن أبي مُلَيكة، عن عبدالله بن حنظلة، عن النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
5 - ورواه بعضهم عن ابن أبي مُلَيكة، عن رجل، عن عبدالله بن حنظلة.
والوجه الأوَّل أرجح لعدة قرائن:
الأولى: قرينة "العدد والكثرة" فهم ثلاثة.
الثانية: قرينة "الحفظ والإتقان والضبط " فهؤلاء أوثق من المخالفين لهم.
الثالثة: قرينة " الترجيح بالنظر إلى أصحاب الراوي المقدمين فيه" فابن جريج مقدم في ابن أبي مُلَيكة على غيره،.
الرابعة: أنّ بقية الوجوه لا تخلو من علة أو علل بينتها في الأصل.
الخامسة: أنّ كبار الأئمة النقاد على ترجيح الوجه الأوَّل، وهم:
1 - أبو حَاتِم الرازي.
2 - وأبو القاسم البغوي.
3 - وأبو جعفر العقيليُّ.
4 - وأبو الحسن الدَّارقُطني.
5 - وأبو بكر البيهقيُّ.
ونقلت كلامهم في الأصل.
وقد أشار الإمام أحمد إلى تعليل الحديث عندما أخرج هذا الطريق من حَدِيث عبدالله بن حنظلة في مسنده ثم أتبعه برواية الحديث موقوفاً على كعب الأحبار في مسند عبدالله بن حنظلة مشيراً إلى إعلال الرواية المرفوعة بالموقوفة،، والله أعلم.
ج- مجمل ما اعتمد عليه من قوى الحديث:
بينت في الأصل أنّ مجمل ما اعتمد عليه من قوى الحديث يرجع إلى أمرين:
1 - اعتماد ظواهر الأسانيد الجياد دون النظر إلى العلل الخفية القادح في هذه الأسانيد، وأقوى هذه الأسانيد إسنادان:
- الأوَّل: طريق الحسين بن محمد قال: حَدَّثَنَا جرير بن حازم، عن أيوب، عن ابن أبي مُلَيكة، عن عبدالله بن حنظلة قال: قال رسول الله ?: ((درهم ربا يأكله الرجل، وهو يعلم أشد من ستة وثلاثين زنية)).
- الثاني: طريق محمد بن غالب، قَالَ: حَدَّثنَا عَمْرو بن علي، قَالَ: حَدَّثنَا ابن أبي عدي، قَالَ: حَدَّثنَا شُعْبَة بن الحجاج، عن زُبيد بن الحارث اليامي، عن إبراهيم النخعي، عن مسروق بن الأجدع، عن عبد الله بن مسعود، عن النبيّ?قَالَ: ((الرّبَا ثلاثة وسبعون باباً، أيسرها مثل أن ينكح الرجُل أمه، وإنّ أربى الرّبَا عرض الرجُل المسلم)).
وكلا الإسنادين معلولٌ، وقد بينتُ ما فيهما من علل عند الكلام عليهما.
2 - الشواهد والمتابعات، ولا يخفى أنّ للتقوية بالشواهد والمتابعات شروط دقيقة عند المحدثين من أهمها (2):
1 - أن لا يكون الضعف شديداً بمعنى أن لا يكون في إسناده راو متهم، أو متروك، أو ضعيف ضعفاً شديداً.
2 - أن لا يكون الإسناد شاذاً، أومنكراً أو مضطرباً أو به علة خفية تقدح في صحته.
3 - توافق المتون.
وجميع هذه الشروط لم تتوفر في حديثنا هذا كما تقدم بيانه في النقد التفصيلي للطرق.
د- أبرز من ضعف الحديث من جميع طرقه:
وأبرز من ضعف الحديث من جميع طرقه:
1 - ابنُ الجوزي وقد أطال النّفس في بيان طرق الحديث ونقدها في كتاب "الموضوعات من الأحاديث المرفوعات" (3) وهو أوسعُ من تكلم على الحديثِ وطرقه مجتمعةً -حَسَب علمي-، وقد ضعف الحديثَ مِنْ وجهين:
1 - مِنْ جهة الإسناد فقد قال بعد روايته حديث أبي هريرة، وابن عباس، وأنس، وابن حنظلة، وعائشة: ((ليس في هذه الأحاديث شيء صحيح…)) ثم بين ما فيها من علل.
2 - مِنْ جهةِ المتن فقال: ((واعلم أنّ مما يردّ صحة هذه الأحاديث، أنّ المعاصي إنما تُعلم مقاديرها بتأثيراتها، والزنى يُفسد الأنساب، ويصرف الميراث إلى غير مستحقه، ويؤثّر في القبائح ما لا يؤثره أكل لُقمة لا يتعدّى ارتكاب نهي، فلا وجه لصحة هذا)).
¥(43/105)
وما قاله ابن الجوزي ظاهر ففي الزنا من فساد الدين والدنيا ما لا يعلمه إلاّ الله؛ وقد سماه الله - تعالى - فاحشة وساء سبيلا، ونهى عن الاقتراب منه كما قال - تعالى -: ? وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ? (الإسراء: 32)، وحرمت الشريعة الطرق المفضية إليه، وسدت الذرائع الموصلة له، وفيه خيانة كبرى لزوج المزني بها ووالديها وأسرتها، ويؤدي إلى فساد الأخلاق وارتفاع الحياء، واختلاط الأنساب، وفشو الأمراض، وحصول الشكوك، وتبرؤ الزوج من نسبة ابن زوجته الزانية وملاعنتها على ذلك، وربما حصل عنده شك في أولاده من زوجته قبل زناها إلى غير ذلك من المفاسد العظيمة التي استوجبت أن يكون حد الزناة المحصنين الرجم بالحجارة حتى الموت، وحد غير المحصنين الجلد والتغريب، ورد شهادتهم ووصفهم بالفسق إلا أن يتوبوا، ومصيرهم في البرزخ إلى تنور مسجور تشوي فيه أجسادهم.
ثم تأمل الدرهم الواحد أعظم من ست وثلاثين زنية!، وأشدّ من ذلك نكارةً تعظيم الربا على الزنا بالأم.
الثاني: المعلمي اليماني، فَقَالَ بعد نقده بعض طرق الحديثِ: ((والذي يظهر لي أنّ الخبر لا يصح عن النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ألبته)) (4).
د- أبرز النتائج والتوصيات:
ثم ختمت البحث بذكر أبرز النتائج والتوصيات، ومنها:
- ضعفُ الحديث من جميع طرقه، وعدمُ صلاحية جميع الطرق للشواهد والمتابعات، وتقدم بيان أسباب ذلك إجمالاً وتفصيلاً.
- أنَّ تَعْظيمِ الرّبا على الزنا ثابت عن اثنين من مسلمة أهل الكتاب، بل ومن علمائهم وأحبارهم: الأوَّل: الصحابي الجليل عبد الله بن سلام، والثاني: التابعي الجليل كعب الأحبار، والسر في ذلك - والله أعلم - أنّ بني إسرائيل فشا فيهم الربا بل وأصبح الربا متأصلاً في نفوسهم، بخلاف الزنا فلم يكن فاشياً كفشو الربا، فكان من المناسب تَعْظيمِ خطورة الرّبا على الزنا- بالنسبة لحالهم وواقعهم- وبيان قبحه وشدة خطره، وكثرة مفاسده.
- أنّ غالبَ من نقد الحديث وأعله من متقدمي المحدثين وكبارهم، وغالب من صحح الحديث من المتأخرين والمعاصرين.
- أنَّ الناظر في كلام أئمة العللِ ونقدهم للأحاديث والآثار ليندهش ويطول عجبهُ من دقة التعليل وبراعة النقد، و قد قال البيهقيُّ عن حديث ابن مسعود: ((هذا إسناد صحيح، والمتن منكر بهذا الإسناد، ولا أعلمه إلاّ وهماً، وكأنه دخل لبعض رواة الإسناد في إسناده)).
- أنَّ المنهج النقدي عند أئمة العللِ شامل للأسانيد والمتون، لا كما زعم المستشرقون ومن قلدهم من جهلة المسلمين أنّ المحدثين لم يلتفتوا لنقد المتون.
- وعلى ما تقدم - من ضعف جميع الأحاديث الواردة في هذا الباب - أرى أنه لا ينبغي أبداً التكلف بتقرير تَعْظيمِ الرّبا على الزنا، فالآيات الكريمة، والسنة الصحيحة موضحةٌ أنّ الزنا أشدّ خطراً وأعظم مفسدة من الربا، فتبقى نكارة المتن قائمة.
التوصيات:
هذه بعض التوصيات التي لمستُ أهميتها أثناء كتابة البحث فمن ذلك:
- ضرورةُ العنايةِ بعلم علل الحديث بالنسبة للمشتغلين بالحديث وعلومه، ووضعُ مقرر خاص لطلبة الدراسات العليا في هذا الفن والبحث فيه نظرياً وعملياً، فكثير من الخلل الواقع في كلام المعاصرين على الأحاديث نتيجة للقصور في علم العلل وعدم التفطن لدقائقه، وهذا من أكبر أسباب التنافر والاختلاف في الحكم على الأحاديث بين المعاصرين وكبار النقاد.
- أنّ على الباحثِ عند دراسة راوٍ مختلف فيه- وربما كان تحرير الكلام على هذا الراوي يترتب عليه أحكاما عملية هامة كقوة رواية أوضعفها ونحو ذلك - أن لا يكتفي بالرجوع إلى المختصرات بل لا بدَّ من الرجوع إلى المصادر الأصلية المتقدمة من تواريخ وسؤالات وعلل وغيرها وكلما كان البحث أخطر كان الرجوع إلى هذه المصادر ألزم وأوجب، فربما تقع على نصٍ لا تجده في المختصرات أوالكتب المتأخرة.
- العناية بتحليلِ المصادر الأصلية عند أيّ بحثٍ يراد منه دراسة نقدية لحديثٍ ما لما في ذلك من فوائد علمية ومنهجية؛ منها: أنّ للمصادر أثراً كبيراً في معرفة درجة الحديث والطمأنينة إليه، ومنها معرفة مناهج العلماء في كتبهم، ومقاصدهم في التصنيف، ومنها معرفة جوانب الدقة في الترتيب والتقديم والتأخير، ومنها معرفة قيمة الكتاب العلمية ومن المعلوم أنَّ الحديث إذا لم يكن في المصادر المشهورة ودواوين الإسلام فإنه يرتاب فيه، قال السيوطي: ((وقال ابن الجوزي: ما أحسن قول القائل: إذا رأيت الحديث يباين المعقول، أو يخالف المنقول، أو يناقض الأصول فاعلم أنه موضوع، قال: ومعنى مناقضته للأصول أن يكون خارجاً عن دواوين الإسلام من المسانيد والكتب المشهورة)) (5).
-------------------------
(1) وأنبه أن البحث تحت الطبع في مركز البحوث في كلية التربية –جامعة الملك سعود-، وعدد صفحاته (170).
(2) انظر بيان هذه الشروط: شرح علل الترمذي (2/ 606)، مناهج المحدثين في تقوية الأحاديث الحسنة والضعيفة (ص77وما بعدها) تأليف د. المرتضى الزين أحمد، ط1، 1415،مكتبة الرشد، الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات (ص39 وما بعدها) تأليف: طارق عوض، ط1،1417، مكتبة ابن تيمية.
(3) (3/ 20 - 26).
(4) الفوائد المجموعة (ص150 هامش).
(5) تدريب الراوي (1/ 277).
¥(43/106)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 03 - 05, 08:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وجزى الله الشيخ الفاضل علي الصياح - وفقه الله - على هذا البيان والتفصيل
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 03 - 05, 09:43 ص]ـ
(إنَّ تَعْظيمِ الرّبا على الزنا ثابت عن اثنين من مسلمة أهل الكتاب، بل ومن علمائهم وأحبارهم: الأوَّل: الصحابي الجليل عبد الله بن سلام، والثاني: التابعي الجليل كعب الأحبار (
إن كان المقصود برواية عبد الله بن سلام هو ما رواه البيهقي في الشعب
فهو معلول بالانقطاع
(بن وهب عن هشام بن
سعد عن زيد بن أسلم أن عبد الله بن سلام قال الربا سبعون حوبا أدناها فجرة منه مثل أن يضطجع الرجل مع أمه وأربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه المسلم)
لأن زيد بن أسلم لم يسمع من عبد الله بن سلام
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 03 - 05, 12:34 م]ـ
قال الشيخ ابن جبرين - وفقه الله
الربا لا نتكلم عن حكمه، ولا عن الوعيد فيه، لأن ذلك معروف من السنة والقرآن، ولكن ننبه على أن الوعيد الذي جاء في باب الأحاديث أنها من أحاديث الوعيد، وأن فيها ضعفا، يعني الحديث الذي يقول فيه: درهم ربا أشد من ست وثلاثين زنية هذا من أحاديث الوعيد، غير صحيح أنه من أحاديث القصّاص، ولو أن إسناده حسن، وكذلك الحديث الذي يقول فيه: الربا سبعون حوبا، أهونها مثل أن ينكح الرجل أمه، وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه هذا أيضا حديث، وإن كان مشهورا، ولكن هو من أحاديث القصاص، ولكن يكفي ما جاء في القرآن، يقول -تعالى-: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ إلى قوله: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِه
(
انتهى
http://www.taimiah.org/Display.asp?t=book78&f=tsshel00003.htm&pid=1
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 03 - 05, 01:24 م]ـ
قال الشيخ ابن جبرين - وفقه الله
(اتفق العلماء على أن الربا من كبائر الذنوب، واستدلوا على ذلك:-
أولا: بالوعيد الشديد في القرآن قال الله -تعالى-: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ أي: عاد إلى تعاطيه، ولم يتب منه، واستعمله، وأكله فإنه متوعد بهذا الوعيد الشديد فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ثم قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا أي: اتركوا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، ثم قال: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ذكر بعض السلف أنه يقال لآكل الربا يوم القيامة: قم حارب الله ورسوله، أي: كأنه قد استعد أن يحارب الله ورسوله، وماذا يفعل؟ وماذا تنتهي به قوته في هذه المحاربة؟.
ويقول الله -تعالى-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً ولا شك أن النهي يدل على التحريم، وقد ورد الوعيد عليه في الحديث الذي في الصحيح عن جابر وغيره أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: لعن آكل الربا، وموكله، وشاهديه، وكاتبه، وقال: هم سواء فاللعن دليل على التحريم، أنه حرم التعاون عليه، فالشاهدان لما شهدا على هذا الحرام، وأكداه بشهادتهما دخلا في الوعيد، والكاتب لما علم بأنه ربا، وكتبه دخل في الوعيد، والآكل هو الذي يتعاطاه ويربحه، والموكل هو الذي يسببه حتى يدخله على الآكل، أي: عليهم الوعيد.
كذلك ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- عدَّه من السبع الموبقات، في الحديث الذي في الصحيح عن أبى هريرة: اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات فجعله من جملة هذه المحرمات، وسماها موبقات يعني: مهلكات.
ورد فيه أحاديث فيها وعيد شديد، ولكن يظهر أنها من أحاديث القُصَّاص، ولو كانت يعني: أسانيدها مقاربة، مثل الحديث الذي فيه: " درهم ربا أشد إثما من سبع أو ست وثلاثين زنية " هذا الحديث إسناده مضطرب، ولكن يظهر أنه من أحاديث القُصَّاص الذين يقصون ويتساهلون في الرواية.
وكذلك حديث آخر بلفظ " الربا سبعون حوبا أو ست وسبعون حوبا أهونها مثل أن ينكح الرجل أمه " هذا -أيضا- من أحاديث القُصَّاص يعني: يظهر أنها ليست صحيحة؛ وذلك لأن هناك قصاصا كانوا يأخذون ما وجدوا فربما يسمعون الحديث من أحد العامة فيرونه ويجعلونه حديثا فيسمعه مَن يرويه، ويصدر به، وبكل حال الوعيد شديد.
وصحَّح بعضهم بعض هذه الأحاديث في منظومة ابن عبد القوي الدالية المشهورة يقول فيها:
وإياك إياك الربا فلدرهم
أشد عقابا من زناك بنهد
يعني: أخذا من هذا الحديث، ولكن يكفي أنه من السبع الموبقات إلى آخر ما ورد فيه.)
http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=1&t=Book52&f=2mokhm0004.htm
¥(43/107)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 03 - 05, 01:38 م]ـ
تنبيه
بيان خطورة الربا
(ذكر ابن بكير قال: جاء رجل إلى مالك بن أنس فقال: يا أبا عبد الله , إني رأيت رجلا سكرانا يتعاقر يريد أن يأخذ القمر , فقلت: امرأتي طالق إن كان يدخل جوف ابن آدم أشر من الخمر. فقال: ارجع حتى أنظر في مسألتك. فأتاه من الغد فقال له: ارجع حتى أنظر في مسألتك فأتاه من الغد فقال له: امرأتك طالق , إني تصفحت كتاب الله وسنة نبيه فلم أر شيئا أشر من الربا ; لأن الله أذن فيه بالحرب)
انتهى
انما ذكرت هذا للفائدة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 03 - 05, 01:54 م]ـ
الحاكم اختار طريق محمد بن غالب
(حدثنا أبو بكر بن إسحاق وأبو بكر بن بالويه قالا أنبأ محمد بن غالب حدثنا عمرو بن علي حدثنا بن أبي عدي حدثنا شعبة عن زيد (زبيد) عن إبراهيم عن مسروق عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الربا ثلاثة وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
انتهى
وخرجه البيهقي في الشعب عن الحاكم عن الضبعي ثم قال
(هذا اسناد صحيح والمتن منكر بهذا الاسناد ولا أعلمه الا وهما وكأنه دخل لبعض رواة الإسناد في اسناده)
انتهى
ولم يذكر الراوي الذي أخطأ ودخل عليه ذلك
وهو محمد بن غالب بن حرب
ففي ترجمته
((*) قال السهمي: سُئِلَ الدَّارَقُطْنِيُّ عن محمد بن غالب تمتام؟ فقال: ثقة مأمون، إلا أنه كان يخطئ، وكان وهم في أحاديث، منها: أنه حدث عن محمد بن جعفر الوركاني، عن حماد بن يحيى الأبح، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن عمران بن حصين، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: شيبتني هود وأخواتها، فأنكر عليه هذا الحديث موسى بن هارون وغيره، فجاء بأصله إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي فأوقفه عليه، فقال إسماعيل القاضي: ربما وقع الخطأ للناس في الحداثة، فلو تركته لم يضرك، فقال تمتام: لا أرجع عما في أصل كتابي.
وسَمِعْتُ أبا الحسن الدارقطني يقول: كان يتقى لسان تمتام، قال لنا أبو الحسن الدارقطني: والصواب أن الوركاني حدث بهذا الإسناد عن عمران بن حصين أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: لا طاعه لمخلوق في معصية الخالق، وحدث على أثره عن حماد بن يحيى الأبح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس؛ أن النبي r قال: شيبتني هود، فيشبه أن يكون التمتام كتب إسناد الأول ومتن الأخير، وقرأ على الوركاني فلم ينتبه إليه، وأما لزوم تمتام كتابه وتثبته فلا ينكر، ولا ينكر طلبه، وحرصه على الكتابة.
وسَمِعْتُ أبا الحسن يقول: ((شيبتني هود والواقعة)) معتلة كلها.
وسَمِعْتُ أبا الحسن يقول: جاء رجل من أهل خراسان إلى تمتام فأخرج له جزءًا من الحديث وفى أوله: هوذة، عن عوف، عن محمد بن سرين، عن أبي هريرة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبعده مراسيل، فأخذه الخراسانى وكتب كلماته، وكتب: عن ابن عون، عن الحسن، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وترك السند، فقال تمتام: أحسنت بارك الله فيك. (9)، و ((سؤالات السُّلَمِيّ)) (313
)
من موسوعة أقوال الدارقطني
ـ[المعلمي]ــــــــ[02 - 03 - 05, 02:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الفضلاء:
السلام عليكم ورحمة الله
الآيات في الزنا والربا تكاد أن تتماثل في الحكم، فلو أن النكارة في المتن فالمسألة فيها نظر، وإن كان هناك اضطراب في الإسناد أو المتن فلا بأس بأن تطبق قواعد الترجيح.
لكن يعضد أحاديث الربا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما ذكر السبع الموبقات ذكر الربا ولم يذكر الزنى.
قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ () فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ)
وقال الله تعالى (الذين ياكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بانهم قالوا انما البيع مثل الربا واحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وامره الى الله ومن عاد فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون)
وقال تعالى (يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين)
وقال تعالى في الزنى:
(الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة وحرم ذلك على المؤمنين)
وقال تعالى (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا () يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا)
قال تعالى (ولا تقربوا الزنى انه كان فاحشة وساء سبيلا)
¥(43/108)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 03 - 05, 01:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ولعلي فيما بعد أنقل من أصل البحث بعض ما يتعلق بما ذكر.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 03 - 05, 01:13 ص]ـ
الشيخ المبدع ابن وهب حفظه الله
هذا ما يتعلق برواية عبد الله بن سلام 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - من البحث، واعتذر لعدم ظهور الحواشي
تخريجُ حَدِيث عبدِ الله بنِ سَلاَم 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - والحُكْمُ عليهِ.
رُوي الحَدِيث عن عبدِ الله بنِ سَلاَم من عدة طُرُق:
1 - طريق عطاء الخراساني، عَنْ عبدالله بن سَلاَم مرفوعاً.
2 - طريقُ عطاء بن يسار، عَنْ عبد الله بن سَلاَم موقوفاً عليه.
3 - طريق أبي سلمة، عَنْ عبدِ الله بنِ سَلاَم موقوفاً عليه.
الطريقُ الأوَّلُ: طريقُ عَطاء الخراساني، عَنْ عبدالله بن سَلاَم مرفوعاً، أخرجه:
الطبرانيُّ في المعجمِ الكبير (171 - 172رقم411 - القطعة من الجزء 13) قَالَ: حَدَّثنَا المقدام بنُ داود، قَالَ: حَدَّثنَا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار، قَالَ: حَدَّثنَا ابن لهيعة، عَنْ أبي عيسى الخراساني سليمان بن كيسان، عَنْ عطاء الخراساني، عَنْ عبدالله بن سَلاَم، عَنْ رسول الله ? قَالَ:
((الدّرهمُ يُصيبهُ الرجُل من الرّبَا أعظمُ عِنْدَ اللهِ من ثلاثة وثلاثين زَنْية يزنيها في الإسلام)).
وعن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: ((إنّ أبوابَ الرّبَا اثنان وسبعون حوباً، أدناه كالذي يأتي أمه في الإسلام)).
رجال الإسناد:
1 - عطاء الخراساني هو: ابن أبي مسلم أبو عثمان الخراساني، واسم أبيه: ميسرة وقيل: عبد الله، وقد اختلف النقادُ في حالهِ اختلافاً طويلاً، وقد لخص حاله الذهبيُّ فَقَالَ: ((صدوق مشهور، وثقه ابن معين وأحمد والعجلي، وَقَالَ يعقوب بن شيبة: هو معروف بالفتوى والجهاد، وَقَالَ أبو حاتم: لا بأس به، وذكره العقيلي في الضعفاء، وَقَالَ ابن حبان: رديء الحفظ يخطئ فبطل الاحتجاج به، وَقَالَ الترمذي في كتاب العلل: قَالَ أحمد (): ما أعرف لمالك رجلا يروي عنه يستحق أن يترك حديثه غير عطاء الخراساني، قلتُ: ما شأنه؟ قَالَ: عامة أحاديثه مقلوبة، قَالَ الترمذي: وعطاء الخراساني رجل ثقة، روى عنه مثل مالك ومعمر، ولم نسمع أن أحدا من المتقدمين تكلم فيه بشيء، وَقَالَ البَيهقيّ: عطاء الخراساني غير قوي، قاله في الوصايا)) ()، ولعل ما قاله الذهبيّ هو الأرجح في حال عطاء، مات سنة خمس وثلاثين ومائة، روى له مسلم والأربعة ().
و عطاء لم يسمع من عبد الله بن سَلاَم، قَالَ ابنُ أبي حَاتم: ((عطاءُ الخراساني ... قَالَ أحمد بن حنبل: عطاء الخراساني لم يسمع من ابن عَبَّاس شيئاً، وقد رأى عطاء ابنَ عُمَر ولم يسمع منه شيئاً. ذكر أبي عَنْ إسحاق بن منصور عَنْ يحيى بن معين أنه قيل له: عطاء الخراساني لقي أحداً من أصحاب النبي ?؟ قَالَ: لا أعلمه. قَالَ أبو زرعة: عطاء الخراساني عَنْ عثمان مرسل، سئل أبو زرعة عَنْ عطاء الخراساني: هل سمع من أنس؟ قَالَ: لم يسمع من أنس. سمعتُ أبي يقول: عطاء الخراساني لم يدرك ابن عُمَر رضي الله عنهما)) ().
وقد ذَكَرَ الطبرانيُّ رواية عطاء ضمن "المراسيل عَنْ عبد الله بن سَلاَم".
2 - سليمان بن كيسان أبو عيسى الخراساني، نزيل مصر التميمي، وقيل اسمه: محمد بن عبد الرحمن أو بن القاسم، ذَكَرَهُ ابنُ حبان في الثقات ()، وَقَالَ ابنُ القطان: ((مجهول))، وَقَالَ: ((لا تعرف حاله)) ()، وكذلك قَالَ ابن حزم ()، قَالَ الذهبيّ: ((ذا ثقة، روى عنه: حيوة بن شريح وسعيد بن أبي أيوب وابن لهيعة و جماعة، سكن مصر، ووثقه ابنُ حبان)) ()، وَقَالَ ابن حجر: ((مقبول .. وحديثه عَنْ ابن عُمَر مرسل)) ()، قلتُ: الأصل أنّ مثل هذا مجهول الحال، إذ إنه لم يوثق توثيقاً معتبراً، وابنُ حبان معلوم تساهله في كتابه الثقات، تفرد بالرواية عنه أبو داود في سننه.
¥(43/109)
3 - عبد الله بن لَهِيعة، أبو عبد الرحمن المصريّ القاضي، قَالَ ابن معين-في رواية ابن محرز-: ((ابن لهيعة في حديثه كله ليس بشيء)) ()، وَقَالَ ابن أبي حاتم: ((سُئل أبو زرعة عَنْ ابن لهيعة سماع القدماء منه؟ فَقَالَ: آخره وأوله سواء، إلاّ أنّ ابن المبارك، وابن وهب يتتبعان أصوله فيكتبان منه، وهؤلاء الباقون كانوا يأخذون من الشيخ، وكان ابن لهيعة لا يضبط، وليس ممن يحتج بحديثه)) ()، وَقَالَ ابن أبي حاتم أيضاً: ((قلتُ لأبي: إذا كان من يروي عَنْ ابن لهيعة مثل ابن المبارك، وابن وهب يحتج به؟ قَالَ: لا))، وَقَالَ الذهبيُّ: ((العمل على تضعيف حديثه)) ().
وقد ذكره ابن حجر في الطبقة الخامسة من المدلسين-وهم من قد ضعف بأمر آخر غير التدليس-، فتلخص أنه ضعيفٌ، وكان يدلس، مات سنة أربع وسبعين ومائة، روى له مسلم مقروناً بعمرو بن الحارث، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه ().
4 - النضر بن عبد الجبار هو: المرادي مولاهم المصري أبو الأسود مشهور بكنيته، ثقة، قَالَ يحيى بن معين: ((كان راوية عَنْ ابن لهيعة، وكان شيخ صدق)) ()، مات سنة تسع عشرة ومائة، روى له أبو داود والنسائي وبن ماجة ().
5 - المقدام بن داود أبو عَمْرو الرّعيني المصري، قَالَ ابن أبي حاتم: ((سمعتُ منه بمصر، وتكلموا فيه)) ()،قَالَ النسائي: ((ليس بثقة)) ()، وَقَالَ الدَّارقُطني: ((ضعيف)) ()، فمثل هذا يضعف حديثه، مات سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
دراسةُ الإسناد والحكم عليه:
وهذا الإسناد ضعيفٌ جداً لعلل كثيرة:
1 - ضعفُ المقدام بنِ داود.
2 - ضعفُ عبد الله بنِ لَهِيعة.
3 - جهالةُ حالِ سليمان بنِ كيسان.
4 - عدمُ سماعِ عطاء مِنْ عبدِ الله بنِ سَلاَم.
5 - أنّ مَعْمَر بنَ رَاشِد خَالفَ سليمانَ بنَ كيسان فرواه موقوفاً على عبد الله بن سَلاَم أخرجه: عبد الرزاق في المصنف (10/ 461 رقم19706) - ومن طريقهِ رواه البَيهقيّ في شُعَب الإيمان (4/ 392) - قَالَ: أخبرنا مَعْمَر عَنْ عطاء الخرساني أّنَّ عبدَ اللهِ بنَ سَلاَم قَالَ: ((الرّبَا اثنان وسبعون حوباً، أصغرُها حوباً كمن أتى أمَّه في الإسلام، ودرهم من الرّبَا أشد من بضع وثلاثين زَنْية، قَالَ: ويأذن الله بالقيام للبر والفاجر يوم القيامة إلا لآكل الرّبَا فإنه لا يقوم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس)).
وأخرج الدينوريُّ في المجالسة (6/ 318 رقم2696) الشق الثاني من الحَدِيث: ((ويأذن الله بالقيام للبر والفاجر .. )) فَقَالَ: حَدَّثنَا إسماعيل بن إسحاق القاضي قَالَ: أخبرنا محمد بن عبيد، قَالَ: حدثني محمد بن ثور، عَنْ مَعْمَر، عَنْ عطاء الخرساني أّنَّ عبدَ اللهِ بنَ سَلاَم قَالَ: ((يؤذن يوم القيام للبَرِّ والفاجر بين يدي الله عز وجل، إلا أكلة الرّبَا؛ فإنه لا يقوم إلا كما يقوم الذي {يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ})).ولم يسق الشاهد من المتن.
فتحصل من هذا أنّ الصوابَ أنّ هذا الأثر موقوف على عبدالله بن سَلاَم بسندٍ ضعيف للانقطاع بين عطاء الخرساني وعبدالله بنِ سَلاَم.
ومما تقدم يُعلم أنّ:
-قولَ ابن حجر: ((وأخرجه الطبراني أيضا من طريق عطاء الخراساني عَنْ عبد الله بن سلام مرفوعاً، وعطاء لم يسمع من ابن سلام، وهو شاهدٌٌ قوي)) ().
-وقولَ السّخاويّ -عند ذكرهِ شواهد الحَدِيث-: ((ومنها شاهدٌ قويّ عَنْ عبدالله بن سَلاَم، رفعه: الدرهم يصيبه الرجُل .. أخرجه الطبراني في الكبير من حَدِيث عطاء الخرساني عنه، و عطاء لم يسمع منه)) ().
غير قوي ففي الإسنادِ خمسُ عِلل تدلُ دِلالةً قويةً على نكارة الحَدِيث بهذا الإسناد.
وَقَالَ الهيثميُّ: ((وعن عبدالله بن سلام عن رسول الله ? قَالَ: الدرهم يصيبه الرجُل من الرّبَا أعظم عند الله من ثلاث وثلاثين زنية يزنيها في الإسلام، رواه الطبراني في الكبير، وعطاء الخراساني لم يسمع من ابن سلام)) ().
الثاني: طريقُ عطاء بن يسار، عَنْ عبد الله بن سَلاَم موقوفاً عليه، أخرجه:
البَيهقيّ في شُعَب الإيمان (4/ 393) قَالَ:
¥(43/110)
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قَالَ: أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار قَالَ: حَدَّثنَا جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي قَالَ: حَدَّثنَا سليمان - أظنه: ابن عبد الرحمن () - قَالَ: حَدَّثنَا الجراح بن مليح قَالَ: حَدَّثنَا الزُّبيديُّ عَنْ زيد بن أسلم عَنْ عطاء بن يسار عَنْ عبد الله بن سَلاَم أنه قَالَ: ((الرّبَا اثنان وسبعون حوبا، وأدنى فجرة مثل أن يقع الرجُل على أمه، أو مثل أن يضطجع الرجُل على أمه، وأكبر من ذلك - أظنّه - عرض الرجُل المسلم بغير حق)).
? رجال الإسناد:
-عطاء بن يسار هو: الهلالي، أبو محمد المدني، لخص الكلام عليه ابن حجر بقوله: ((ثقة فاضل، صاحب مواعظ وعبادة)) ()، وقال الذهبيّ: ((من كبار التابعين وعلمائهم)) ()، سمع من عبدالله بن سلام، وابن عُمَر، وابن عَبَّاس وغيرهم، مات سنة أربع وتسعين وقيل بعد ذلك، روى له الجماعة ().
- وزيد بن أسلم هو: العدوي مولى عُمَر أبو عبد الله وأبو أسامة المدني، ثقة عالم وكان يرسل، مات سنة ست وثلاثين ومائة روى له الجماعة قاله ابن حجر ()، وزيد لم يسمع من عبد الله بن سَلاَم، فعبد الله مات سنة ثلاث وأربعين ()، وزيد لم يسمع من من أبي هريرة-وقد مات سنة ثمان وخمسين- ومن في طبقته من الصحابة ().
-والزُّبيديُّ - بالزاي والموحدة مصغر - هو: محمد بن الوليد، أبو الهذيل الحمصي، ثقة ثبت من كبار أصحاب الزهري، مات سنة ست أو سبع أو تسع وأربعين ومائة، روى له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه قاله ابن حجر ().
-والجراح بن مليح هو: البَهراني - بفتح الموحدة - أبو عبد الرحمن الحمصي الراجح فيه ما قاله ابن حجر: ((صدوق))، روى له النسائي، وابن ماجه ().
- وسليمان بن عبد الرحمن هو: التميمي، أبو أيوب الدمشقي ابن بنت شرحبيل، قَالَ الحاكم أبو عبد الله: ((قلتُ للدارقطني: سليمان بن عبد الرحمن؟ قَالَ: ثقة، قلت: أليس عنده مناكير قَالَ: حدث بها عَنْ قوم ضعفى، فأما هو فثقة)) ()، وقد وثقه أبو داود ()، ويعقوب الفسوي ()، والراجح فيه ما قاله الذهبيُّ: ((ثقة، لكنه مكثر عَنْ الضعفاء)) ()، روى له الجماعة سوى مسلم، مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين ().
-و جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي ثقةٌ حافظٌ مشهور ().
-و أحمد بن عبيد الصفّار ثقةٌ حافظٌ ().
-و علي بن أحمد بن عبدان ثقةٌ مشهور ().
3 - دراسةُ الإسناد والحكم عليه:
وهذا الإسنادُ جيدٌ غيرَ أنه وقع خلافٌ على زيدِ بنِ أسلم فرواه هشامُ بنُ سعد عَنْ زيد بن أسلم، أنّ عبد الله بن سَلاَم فلم يذكر عطاء بن يسار، أخرجه:
البَيهقيّ في شُعَب الإيمان (4/ 393) قَالَ:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قَالَ: حَدَّثنَا أبو العباس محمد بن يعقوب قَالَ: حَدَّثنَا إبراهيم بن مُنقذ () الخولاني المصري قَالَ: حَدَّثنَا ابن وهب عَنْ هشام بن سعد عَنْ زيد بن أسلم أنّ عبدالله بن سَلاَم قَالَ: ((الرّبَا سبعون حوبا أدناها ... )) نحو ما تقدم.
? رجال الإسناد:
-زيد تقدمت ترجمته، وتقدم أنه لم يسمع من عبد الله بن سَلاَم.
- وهشامُ بن سعد فيه لين، وفي روايته عن الزهري مناكير، إلاّ أنه أثبت الناس في زيد بن أسلم:
قَالَ ابن المديني: ((صالح، ولم يكن بالقوي)) ()، وَقَالَ أحمد: ((كذا وكذا ()، وكان يحيى لا يروى عنه)) ()، وَقَالَ حرب بن إسماعيل: ((سمعت أحمد بن حنبل وذكر له هشام بن سعد فلم يرضه وَقَالَ: ليس بمحكم للحديث)) ()، وَقَالَ ابن معين، والنسائي-في رواية عنهما-، وابن سعد وغيرهم: ((ضعيف))، وَقَالَ ابن حجر: ((صدوق له أوهام)) ().
وَقَالَ البرذعيّ: ((وسمعتُ أبا زرعةَ يقولُ: هشام بن سعد واهي الحَدِيث، أتقنتُ ذلك عَنْ أبي زرعة، وهشامُ عند غير أبي زرعة أجلّ من هذا الوزن، فتفكرتُ فيما قَالَ أبو زرعة فوجدتُ في حديثه وهما كبيراً، من ذلك أنه حدّث عَنْ الزهري، عَنْ أبي سلمة، عَنْ أبي هريرة في "قصة الواقع في رمضان"، وقد روى أصحابُ الزهري قاطبة عَنْ الزهري عَنْ حميد بن عبد الرحمن، وليس من حَدِيث أبي سلمة، وقد حدث به وكيع عَنْ هشام عَنْ الزهري عَنْ أبي هريرة كأنه أراد الستر على هشام في قوله عَنْ أبي سلمة)) ().
قَالَ الآجري عَنْ أبي داود: ((هشام بن سعد أثبت الناس في زيد بن أسلم))، واعتمد مسلم روايته في الأصول خاصة عَنْ زيد بن أسلم ().
¥(43/111)
- عبد الله بن وَهْب القرشي، الفِهْريّ، أبو محمد المصري، متفقٌ على توثيقه وفقهه وفضله، روى له الجماعة، مات سنة سبع وتسعين ومائة ().
-وإبراهيم بن مُنقذ الخولاني المصري، ثقة حجة ().
- أبو العباس محمد بن يعقوب هو: الأصم إمامٌ منْ الأئمةِ المشهورين ().
والذي يظهر -والله أعلم- أنّ كلا الوجهين محفوظان عَنْ زيد بن أسلم فتارةً يسنده فيذكر عطاء بن يسار، وتارةً يرسله فيحذف عطاء، وسبب هذا الترجيح ثلاثة أمور:
- الأوَّل: أنّ زيد بن أسلم معروف بالإرسال فهو تارةً يسمي الواسطة، وتارةً يحذفه، ومما وقع له من ذلك ما قاله ابن حجر-عند كلامه على قول ابن سلام: إنا لنجد صفة رسول الله ? إنا أرسلناك شاهدا ... الحَدِيث-: ((ولحديث ابن سلام شاهد رواه ابن سعد في الطبقات من طريق زيد بن أسلم قَالَ: بلغنا أنَّ عبدالله بن سلام كان يقول: فذكره، والظاهر أنَّ الواسطة بينه وبينه هو: عطاء بن يسار لأنَّ زيدا من المكثرين عنه)) ().
- الثاني: أنّ هشام بن سعد أثبتُ الناس في زيد بن أسلم كما قَالَ أبو داود، فلا ينبغي تخطئته مع إمكانية الجمع بدون تعسف.
- الثالث: أنّ الزُّبيديّ ثقة ثبت، فلا يصح أن يقدم عليه هشام مع إمكانية الجمع.
وعلى ما تقدم يكون هذا الأثر - بهذا الإسناد - صحيحا من كلام عبد الله بن سَلاَم.
الثالث: طريق أبي سلمة، عَنْ عبدِ الله بنِ سَلاَم موقوفاً عليه، أخرجه:
العقيليُّ في الضعفاء (2/ 258) قَالَ:
حَدَّثنَا محمدُ بنُ إسماعيل، قَالَ: حَدَّثنَا أحمد بن إسحاق الحضرميُّ عَنْ عكرمة بن عمار، عَنْ يحيى بن أبي كثير، عَنْ أبي سلمة، عَنْ عبد الله بن سَلاَم قَالَ: ((الرّبَا سبعون بابا أصغرها كالذى ينكح أمه)).
? رجال الإسناد:
-أبو سلمة هو: ابن عبدالرحمن بن عوف القُرشي الزُّهريُّ المدنيُّ، متفق على ثقته وفقهه وجلالته، وقد سمع من عبد الله بن سَلاَم، روى له الجماعة، مات سنة أربع وتسعين أو أربع ومائة ().
- يحيى بن أبي كثير تقدمت ترجمته ()،وهو: متفقٌ على توثيقه، وكان يرسل.
- عكرمة بن عَمّار هو: العجْليُّ، أبو عمار اليمامي، بصري الأصل، ثقة، وفي روايته عَنْ يحيى بن أبي كثير اضطراب، وثقه ابنُ معين –في رواية معاوية بن صالح-، وابن المديني، وأحمد بن حنبل، والدارقطنيّ وغيرهم، قَالَ البخاريّ: ((مضطرب في حَدِيث يحيى بن أبي كثير، ولم يكن عنده كتاب)) ()، وكذلك قَالَ أحمد بن حنبل، وابن المديني، وأبو داود، وأبو حاتم، والنسائي وغيرهم، وَقَالَ الذهبيُّ: ((ثقة إلاَّ في يحيى بن أبي كثير فمضطرب)) ()، استشهد به البخاريّ في ((الصحيح))، وروى له في كتاب ((رفع اليدين في الصلاة)) وغيره، وروى له الباقون، مات سنة تسع وخمسين ومائة ().
- أحمد بن إسحاق الحضرمي هو: أبو إسحاق البصري، متفق على ثقته، مات سنة إحدى عشرة ومائتين، روى له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ().
- محمد بن إسماعيل هو: الصائغ الكبير، أبو جعفر البغدادي، نزيل مكة،، قَالَ ابن أبي حاتم: ((سمعت منه بمكة، وهو صدوق)) ()، وَقَالَ ابن حجر: ((صدوق))، مات سنة ست وسبعين ومائتين، روى له أبو داود ().
3 - دراسةُ الإسناد والحكم عليه:
وهذا الإسناد معلول من وجهين:
الأوَّل: أنَّ رواية عكرمة بن عمار عَنْ يحيى بن أبي كثير مضطربة كما تقدم، وهو في هذه الرواية بعينها يضطرب فيها فقد رواه عَنْ يحيى بن أبي كَثير، عَنْ أبي سلمة، عَنْ أبي هريرة، مرفوعاً، وسيأتي بيان ذلك عند ذكر حَدِيث أبي هريرة-إنْ شاء الله تعالى-.
الثاني: أنَّ الأوزاعيّ - وهو أوثق من عكرمة بدرجات - خالف عكرمة بن عمار، فرواه عَنْ يحيى بن أبي كثير، عَنْ ابن عَبَّاس –موقوفاً عليه-، كما قَالَ ابن أبي حاتم: ((قَالَ أبي: رَوَاهُ الأَوْزَاعِيّ، عَنْ يَحْيَى بن أَبِي كَثِير، عَنْ ابن عَبَّاس قولَهُ:"إنَّ الرّبَا بِضْعٌ وسَبْعُونَ بَابَاً"، قَالَ أَبِي: هَذَا أَشْبَهُ، واللَهُ أَعْلَم)) ().
فتحصل من هذا أنّ الصواب أنّ الأثر موقوف على عبدالله بن سَلاَم بسندٍ صحيح من طريق: زيد بن أسلم عَنْ عطاء بن يسار عَنْ عبد الله بن سَلاَم أنه قَالَ: ((الرّبَا اثنان وسبعون حوبا، وأدنى فجرة مثل أن يقع الرجُل على أمه، أو مثل أن يضطجع الرجُل على أمه، وأكثر من ذلك أظن عرض الرجُل المسلم بغير حق)).
¥(43/112)
وقد رجح المنذريُّ وقفَ الحَدِيث على عبد الله بن سلاَم فَقَالَ:
((رَوَاهُ الطبرانيّ في الكبير مِنْ طريقِ عطاء الخراساني عَنْ عبدالله ولم يسمع منه، وَرَوَاهُ ابنُ أبي الدّنيا والبغوي وغيرهما موقوفاً على عبد الله، وهو الصحيح)) ().
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 03 - 05, 01:21 ص]ـ
الأخ الفاضل المعلمي وفقه الله لعل في هذا النقل من أصل البحث بعض تعلق بما ذكرتَ
قال الشيخ علي وفقه الله: ... ابنُ الجوزي وقد أطال النّفس في بيان طرق الحديث ونقدها في كتاب "الموضوعات من الأحاديث المرفوعات" () وهو أوسعُ من تكلم على الحديثِ وطرقه مجتمعةً -حَسَب علمي-، وقد ضعف الحديثَ مِنْ وجهين:
1 - مِنْ جهة الإسناد فقد قال بعد روايته حديث أبي هريرة، وابن عباس، وأنس، وابن حنظلة، وعائشة: ((ليس في هذه الأحاديث شيء صحيح…)) ثم بين ما فيها من علل.
2 - مِنْ جهةِ المتن فقال: ((واعلم أنّ مما يردّ صحة هذه الأحاديث، أنّ المعاصي إنما تُعلم مقاديرها بتأثيراتها، والزنى يُفسد الأنساب، ويصرف الميراث إلى غير مستحقه، ويؤثّر في القبائح ما لا يؤثره أكل لُقمة لا يتعدّى ارتكاب نهي، فلا وجه لصحة هذا)).
وما قاله ابن الجوزي ظاهر ففي الزنا من فساد الدين والدنيا ما لا يعلمه إلاّ الله؛ وقد سماه الله - تعالى - فاحشة وساء سبيلا، ونهى عن الاقتراب منه كما قال - تعالى -: (وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) (الإسراء: 32)، وحرمت الشريعة الطرق المفضية إليه، وسدت الذرائع الموصلة له، وفيه خيانة كبرى لزوج المزني بها ووالديها وأسرتها، ويؤدي إلى فساد الأخلاق وارتفاع الحياء، واختلاط الأنساب، وفشو الأمراض، وحصول الشكوك، وتبرؤ الزوج من نسبة ابن زوجته الزانية وملاعنتها على ذلك، وربما حصل عنده شك في أولاده من زوجته قبل زناها إلى غير ذلك من المفاسد العظيمة التي استوجبت أن يكون حد الزناة المحصنين الرجم بالحجارة حتى الموت، وحد غير المحصنين الجلد والتغريب، ورد شهادتهم ووصفهم بالفسق إلا أن يتوبوا، ومصيرهم في البرزخ إلى تنور مسجور تشوي فيه أجسادهم.
فهل يعقل بعد ذلك أن يكون درهم واحد أعظم من ست وثلاثين زنية!، وأشدّ من ذلك نكارةً تعظيم الربا على الزنا بالأم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 03 - 05, 01:33 ص]ـ
خاطرة:
الشريعة المطهرة جاءت بتفاوت العقوبة بسبب الدافع للمعصية، فإن كان الدافع أعظم خف العقاب كما جاء في عقاب الزاني البكر، والمحصن، ..
ومن هذه الناحية فالدافع للزنا أعظم من الدافع للربا خصوصا في الأعزب ..
فقد يقال: بأنه أخف عقوبة لكون الداعي له أكثر.
لكن من ناحية المفاسد المترتبة على الزنا، والربا؛ فالزنا أشد قبحا، وأثرا من الربا.
فهو من هذه الناحية أعظم.
ولا شك أن الآثار الكثيرة المتعدية المترتبة على الزنا، واستمرارها، وتشعبها تجعله أقبح، وأعظم.
والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 03 - 05, 03:26 م]ـ
بقي النظر في ما جاءت به النصوص الكثيرة في عقاب الذنبين، وما يترتب عليهما من مفاسد في الدنيا والآخرة؛ ليتبين أيهما أشد.
ومن قصر إدراكه عن بعض هذا فليتجاوزه.
وبالمناسبة هذا البحث قرئ بعضه ونتائجه على الشيخ عبد الرحمن البراك فاستحسنه جدا.
قال ابن القيم في الجواب الكافي ص105:
فصل: ولما كانت مفسدة الزنا من أعظم المفاسد، وهي منافية لمصلحة نظام العالم في حفظ الأنساب، وحماية الفروج وصيانة الحرمات، وتوقي ما يوقع أعظم العداوة والبغضاء بين الناس من إفساد كل منهم امرأة صاحبه وبنته وأخته وأمه، وفي ذلك خراب العالم كانت تلي مفسدة القتل في الكبر، ولهذا قرنها الله سبحانه بها في كتابه ورسوله في سننه كما تقدم.
قال الإمام أحمد: ولا أعلم بعد قتل النفس شيئا أعظم من الزنا. وقد أكد سبحانه حرمته بقوله (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون) الآية
¥(43/113)
فقرن الزنا بالشرك وقتل النفس وجعل جزاء ذلك الخلود في النار في العذاب المضاعف المهين ما لم يرفع العبد وجوب ذلك بالتوبة والإيمان، والعمل الصالح، وقد قال تعالى (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا) فأخبر عن فحشه في نفسه وهو القبيح الذي قد تناهى قبحه حتى استقر فحشه في العقول حتى عند كثير من الحيوانات كما ذكر البخاري في صحيحه عن عمرو بن ميمون الأودي قال: رأيت في الجاهلية قردا زنا بقردة فأجتمع القرود عليهما فرجموها حتى ماتا.
ثم أخبر عن غايته بأنه ساء سبيلا فأنه سبيل هلكة، وبوار، و افتقار في الدنيا وسبيل عذاب في الآخرة وخزي ونكال ... الخ كلامه.
وفي ص 113 - 114:
وقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:"أكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج ". وفي الصحيحين عنه:" لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة ". وهذا الحديث في اقتران الزنا بالكفر وقتل النفس نظير الآية التي في الفرقان، ونظير حديث ابن مسعود بدا رسول الله بالأكثر وقوعا ثم بالذي يليه، فالزنا أكثر وقوعا من قتل النفس، وقتل النفس أكثر وقوعا من الردة ـ نعوذ بالله منها ـ وأيضا فإنه انتقال من الأكبر إلى ما هو أكبر منه مفسدة، ومفسدة الزنا مناقضة لصلاح العالم فإن المرأة إذا زنت أدخلت العار على أهلها، وزوجها، وأقاربها ونكست رؤوسهم بين الناس، وإن حملت من الزنا فإن قتلت ولدها جمعت بين الزنا والقتل، وإن حمّلته الزوج أدخلت على أهلها، وأهله أجنبيا ليس منهم، فورثهم وليس منهم، ورآهم، وخلابهم، وانتسب إليهم، وليس منهم إلى غير ذلك من مفاسد زناها.وأما زنا الرجل فإنه يوجد اختلاط الأنساب أيضا، وإفساد المرأة المصونة، وتعريضها للتلف، والفساد ففي هذه الكبيرة خراب الدنيا، والدين ... فكم في الزنا من استحلال محرمات، وفوات حقوق، ووقوع مظالم ... فليس بعد مفسدة القتل أعظم من مفسدته، ولهذا شرع فيه القتل على أشنع الوجوه و أفحشها، وأصعبها ولو بلغ العبد أن امرأته، أو حرمته قُتِلت كان أسهل عليه من أن يبلغه أنها زنت. الخ كلامه رحمه الله.
ومما قد يبين عظم الزنا على الربا ما رُكز في فطر الرجال أنه أقبح، وأشنع، فكما ذكر ابن القيم ـ رحمه الله ـ أنه سماع خبر قتلها أسهل من خبر زناها، فكذلك سماع خبر أكلها للربا أخف من زناها .. نعوذ بالله من الجميع.
ومما يبين الفرق بين الأمرين تأمل النصوص التي ذكرت عذاب الزناة في الآخرة، وعذاب أكلة الربا، من ذلك حديث سمرة في البخاري في رؤيا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وفي النصوص الكثيرة التي بينت عذاب الزناة.
والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 03 - 05, 04:57 م]ـ
تقدم نقد ابن الجوزي لمتن الحديث، وسنده، وهو ما فعله الشيخ علي أيضا.
وقال العلامة المعلمي ـ رحمه الله ـ بعد كلامه على طريق للحديث في الفوائد المجموعة [ص150 في الحاشية]:
والذي يظهر لي أنّ الخبر لا يصح عن النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ألبته. (مستفاد من البحث)
وتقدم في نقل الشيخ ابن وهب: نقد العلامة الجبرين للمتن.
وقد سمعتُ المحدث الشيخ عبد الله السعد ـ قبل بضع سنين ـ ينكر متنه جدا.
فهؤلاء العلماء نقدوا هذا المتن. وليسوا من المتكلمين!، بل من أشد الناس بعدا وبغضا لهم.
ونقد المتون من صميم علم العلل الذي مارسه أئمة الحديث النقاد عبر القرون، وإن كان قد شرق به، وضاق به جفاة الظاهرية ومَن سلك من مسلكم في الاغترار بظاهر الأسانيد.
قال العلامة ابن القيم في الزاد 2/ 264: هذه الطريقة هي اللائقة بظاهريته ـ يعني: ابن حزم رحمه الله ـ، وظاهرية أمثاله ممن لا فقه له في علل الأحاديث كفقه الأئمة النقاد أطباء علله وأهل العناية بها، وهؤلاء لا يلتفتون إلى قول من خالفهم ممن ليس له ذوقهم، ومعرفتهم بل يقطعون بخطئه بمنزلة الصيارفة النقاد الذين يميزون بين الجيد والرديء، ولا يلتفتون إلى خطإ من لم يعرف ذلك.
والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - 03 - 05, 09:47 م]ـ
لكن يعضد أحاديث الربا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما ذكر السبع الموبقات ذكر الربا ولم يذكر الزنى.
أخي الكريم المعلمي وفقه الله
¥(43/114)
عدم ذكر الزنا في حديث السبع الموبقات، وغيره من الكبائر لا يدل على أن السبع هي أعظمها على الإطلاق؟
وهذه الحجة:
قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في حديث أبي بكرة في الصحيحين قال كنا عند رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور أو قول الزور".
ونحوه في حديث أنس في الصحيحين وفيه زيادة " قتل النفس".
فهنا نصَّ بأبي هو وأمي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على أن هذه أكبر الكبائر، وفيها:
عقوق الوالدين، وقول الزور، و لم تذكر في السبع الموبقات.
ومعنى الموبقات: المهلكات، وهي الكبائر هنا.
و أيضا في حديث ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال رجل يا رسول الله أي الذنب أكبر عند الله؟ قال: أن تدعو لله ندا وهو خلقك.
قال ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك.
قال ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك فأنزل الله عز وجل تصديقها (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما). متفق عليه.
وهنا ذكر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أكبر الذنوب عند الله، فذكر منها الزنا بحليلة الجار، ولم تذكر في السبع الموبقات.
قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في الفتح 12/ 183:
.. ويحتاج عند هذا إلى الجواب عن الحكمة في الاقتصار على سبع؟
ويجاب بأن مفهوم العدد ليس بحجة، وهو جواب ضعيف.
وبأنه أعلم أولا بالمذكورات، ثم أعلم بما زاد، فيجب الأخذ بالزائد.
أو أن الاقتصار وقع بحسب المقام بالنسبة للسائل.
أو من وقعت له واقعة.
ونحو ذلك.اهـ وينظر ما بعده.
والله أعلم.
وللفائدة: في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=65929#post65929
تضعيف الشيخ أبي إسحاق الحويني للحديث، وفوائد أخرى للشيخ أبي عمر الفقيه.
فجزاهم الله خيرا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - 03 - 05, 06:41 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ:
أكبر الكبائر ثلاث: الكفر، ثم قتل النفس بغير الحق، ثم الزنا، كما رتبها الله في قوله (والذين لايدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون) وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني بحلية جارك".
ولهذا الترتيب وجه معقول وهو أن قوى الإنسان ثلاث:
قوة العقل، وقوة الغضب، وقوة الشهوة فأعلاها القوة العقلية التي يختص بها الإنسان دون سائر الدواب، وتشركه فيها الملائكة كما قال أبو بكر عبدالعزيز من أصحابنا، وغيره: خلق الملائكة عقول بلا شهوة، وخلق للبهائم شهوة بلا عقل، وخلق الإنسان عقل وشهوة؛ فمن غلب عقله شهوته = فهو خير من الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله؛ فالبهائم خير منه .. الخ
مجموع الفتاوي 15/ 428.
هذا النقل من هذا الحبر يستفاد منه عدم التفاته لأحاديث تعظيم الربا على الزنا.
والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 03 - 05, 09:36 م]ـ
كما رتبها الله في قوله (والذين يدعون مع الله إلها آخر).
أخي المشرف فضلا صحح الخطأ: (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر)
لكن يعضد أحاديث الربا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما ذكر السبع الموبقات ذكر الربا ولم يذكر الزنى.
ويقال أيضا: قد ذكر في السبع الموبقات قذف المحصنة بالزنا، ولا يخفى أن قذفها بالزنا أخف من الزنا بها.
ولذلك تفاوتت العقوبة.
والله أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 03 - 05, 05:54 م]ـ
شيخنا الحبيب
نفع الله بكم
قال ابن تيمية - رحمه الله -
(الثالث: أن العقوبة في الدنيا لا تدل على كبر الذنب وصغره، فإن الدنيا ليست دار الجزاء وإنما دار الجزاء هي الآخرة ولكن شرع من العقوبات في الدنيا ما يمنع الفساد والعدوان)
ذكرت هذا للفائدة
لا الاعتراض فليعلم
ـ[محمد البحار]ــــــــ[09 - 12 - 05, 01:38 م]ـ
من أين يمكننا الحصول على البحث؟؟ وجزاكم الله خيرا .. وأسجل حبي لكم في الله .. يا شيخ عبدالرحمن السديس (الرياض:)) ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - 12 - 05, 10:38 م]ـ
أحبك الله الذي أحببتني فيه
والبحث طبع في عمادة البحث العلمي بجامعة الملك سعود في الرياض، ولعلي أجد طريقة في إيصاله لك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 12 - 05, 12:46 ص]ـ
الان يمكنك تحمل البحث كاملا من هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=372793#post372793
ـ[حمود العملاق]ــــــــ[20 - 08 - 06, 04:01 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك الله فيكم
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 12:17 ص]ـ
جزاكم الله ألف خير
¥(43/115)
ـ[أبو عبد الرحمن العامري]ــــــــ[11 - 03 - 08, 04:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 04 - 08, 10:24 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ:
أكبر الكبائر ثلاث: الكفر، ثم قتل النفس بغير الحق، ثم الزنا، كما رتبها الله في قوله (والذين لايدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون) وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني بحلية جارك".
مجموع الفتاوي 15/ 428.
وذكر نحو هذا المعنى في الاستقامة ص330
قال: ولهذا قال الفقهاء: أكبر الكبائر الكفر ثم قتلالنفس بغير حق، ثم الزنا ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 04 - 08, 10:25 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم وجزى الله الشيخ عليا على البحث النافع.
ـ[عبد العزيز بن زيد القحطاني]ــــــــ[04 - 05 - 08, 11:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد الحمدان]ــــــــ[11 - 06 - 08, 09:32 ص]ـ
الشيخ علي الصياح والشيخ عبد الرحمن السديس
أرغب أن أستفسر عن لفظ الحديث، هل هو (ست وثلاثين زنية) أو (ستة وثلاثين زنية)؟
لأنها في الأصول التي بين يدي أو بالأحرى الطبعات العادية للأصول التي بين يدي كانت بلفظ (ستة وثلاثين زنية) فهل هي صحيحة وما هو موقفنا من ذلك؟
ـ[محمد الحمدان]ــــــــ[30 - 06 - 08, 01:57 م]ـ
الشيخ علي الصياح والشيخ عبد الرحمن السديس
أرغب أن أستفسر عن لفظ الحديث، هل هو (ست وثلاثين زنية) أو (ستة وثلاثين زنية)؟
لأنها في الأصول التي بين يدي أو بالأحرى الطبعات العادية للأصول التي بين يدي كانت بلفظ (ستة وثلاثين زنية) فهل هي صحيحة وما هو موقفنا من ذلك؟
للرفع
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - 06 - 08, 02:05 م]ـ
هي كما ذكرت بعض الأصول "ستة "
والجادة في اللغة ـ حسب علمي ـ أن تكون "ست"، لكن قد يكون لها وجه في اللغة، فليعرض على المتخصصين، والله أعلم.
ـ[خالد القرطبي]ــــــــ[30 - 06 - 08, 10:46 م]ـ
بارك الله فيكم
هذا الحديث جاء من طرق عديدة مما يدل على انه كان مشهورا
لماذا لم ياتي من طريق صحيحة فكل الطرق جاءت عن طريق الضعفاءوالوضاعين ممايزيدها ضعفاعلى ما ذكرتم
ـ[عبدالعزيز الأمير]ــــــــ[01 - 07 - 08, 02:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عدي بن وليد]ــــــــ[29 - 07 - 10, 03:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[31 - 07 - 10, 10:15 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ:
أكبر الكبائر ثلاث: الكفر، ثم قتل النفس بغير الحق، ثم الزنا، كما رتبها الله في قوله (والذين لايدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون) وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني بحلية جارك".
ولهذا الترتيب وجه معقول وهو أن قوى الإنسان ثلاث:
قوة العقل، وقوة الغضب، وقوة الشهوة فأعلاها القوة العقلية التي يختص بها الإنسان دون سائر الدواب، وتشركه فيها الملائكة كما قال أبو بكر عبدالعزيز من أصحابنا، وغيره: خلق الملائكة عقول بلا شهوة، وخلق للبهائم شهوة بلا عقل، وخلق الإنسان عقل وشهوة؛ فمن غلب عقله شهوته = فهو خير من الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله؛ فالبهائم خير منه .. الخ
مجموع الفتاوي 15/ 428.
هذا النقل من هذا الحبر يستفاد منه عدم التفاته لأحاديث تعظيم الربا على الزنا.
والله أعلم.
بارك الله فيكم(43/116)
أريد صحة هذه الأحاديث
ـ[أبو المجد الأزهري]ــــــــ[02 - 03 - 05, 12:38 ص]ـ
الحديث الأول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أما يستطيع أحدكم أن يقرأ ألف آية في كل يوم قالوا: ومن يستطيع ذلك؟ قال: أما يستطيع أن يقرأ " الهاكم التكاثر "
الحديث الثاني: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أما الوقوف عشية عرفة فإن الله يهبط إلى السماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة فيقول: هؤلاء عبادي جاءوني شعثا يرجون رحمتي فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل وكعدد القطر أو الشجر لغفرتها لكم، أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له "
الحديث الثالث: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحببتكم أن يحبكم الله تعالى ورسوله فأدواإذا ائتمنتم، واصدقواإذا حدثتم، وأحسنوا جوار من جاوركم "
الحديث الرابع: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها فلا تلبسونها في الدنيا "
الحديث الخامس: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتظار الفرج من الله عبادة ومن رضي بالقليل من الرزق رضي الله تعالى منه بالقليل من العمل "
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[02 - 03 - 05, 11:18 م]ـ
الحديث الأول:
حديث سورة الزلزلة، أخرجه الحاكم من طريق عقبة بن محمد بن عقبة عن نافع عن ابن عمر مرفوعا.
وقال: رواة هذا الحديث كلهم ثقات، وعقبة هذا غير مشهور.
وهكذا رواه البيهقي في الشعب (2414) عن الحاكم.
ولابد من مراجعة إسناده، فالحاكم عنهد أوهام في كتابه، وتلخيص الذهبي على المستدرك ليس بين يدي الآن.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[03 - 03 - 05, 12:49 ص]ـ
الحديث الثاني:
أصله في صحيح مسلم (2491) من حديث عائشة رضي الله عنها عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:
«ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟»
أما اللفظ المذكور فلم أقف عليه والله تعالى أعلم.
ثم أرسل إلي الشيخ (ابن وهب) حفظه الله هذه الرسالة:
الحديث الثاني
رواه مسدد في مسنده ومن طريقه الطبراني في الأحاديث الطوال
(قال مسدد، حدثنا عطاف بن خالد، حدثني إسماعيل بن رافع، عن أنس بن مالك، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف، فأتاه رجل من النصارى، ورجل من ثقيف، فلما أسلما قالا: جئناك يا رسول الله نسألك " قال: " إن شئتما أخبرتكما بما تسألاني عنه فعلت، وإن شئتما أن أسكت وتسألاني فعلت ". قالا: أخبرنا يا رسول الله نزدد إيمانا، أو نزد يقينا، شك إسماعيل , فقال الأنصاري للثقفي: سل , قال: بل أنت فسله، فإني لأعرف لك حقك , فسله , فقال الأنصاري: أخبرنا يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام، ومالك فيه، وعن طوافك بالبيت، ومالك فيه، وعن ركعتيك بعد الطواف، وما لك فيها، وعن طوافك بالصفا والمروة، وما لك فيهما، وعن وقوفك بعرفة وما لك فيه، وعن رميك الجمار وما لك فيه، وعن نحرك وما لك فيه، وعن حلاقك رأسك وما لك فيه، وعن طوافك بعد ذلك وما لك فيه ". قال: والذي بعثك بالحق، هو هذا جئت أسألك , قال: " فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام، لم تضع ناقتك خفا، ولم ترفعه، إلا كتب الله لك به حسنة، ومحى عنك به خطيئة، ورفع لك بها درجة، وأما ركعتيك بعد الطواف، فإنها كعتق رقبة من بني إسماعيل، وأما طوافك بالصفا، والمروة، فكعتق سبعين رقبة، وأما وقوفك عشية عرفة، فإن الله يهبط إلى السماء الدنيا، فيباهي بكم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق، يرجون رحمتي ومغفرتي، فلو كانت ذنوبكم عدد الرمل، أو كزبد البحر لغفرتها، أفيضوا عبادي مغفورا لكم، ولمن شفعتم له، وأما رميك الجمار، فلك بكل حصاة رميتها كبيرة من الكبائر المويقات الموجبات، وأما نحرك فمدخور لك عند ربك، وأما حلاقك رأسك فبكل شعرة حلقتها حسنة، ويمحى عنك بها خطيئة ". قال: يا رسول الله، فإن كانت الذنوب أقل من ذلك؟ قال: " إذا تدخر لك حسناتك , وأما طوافك بالبيت بعد ذلك، فإنك تطوف ولا ذنب لك، يأتي ملك، حتى يضع يده بين كتفيك، ثم يقول: اعمل لما تستقبل، فقد غفر لك ما مضى " فذكر بقية الحديث. وقد تقدم في الصلاة)
وانظر المطالب العالية
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[03 - 03 - 05, 12:51 ص]ـ
الحديث الثالث:
لم أقف عليه.
ثم أرسل إلي الشيخ (ابن وهب) حفظه الله هذه الرسالة:
الحديث الثالث
في الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم
(حدثنا محمد بن المثنى، نا عبيد بن واقد القيسي، نا يحيى بن أبي عطاء الأزدي، حدثني عمير بن يزيد يعني ابن خماشة وهو وأبو جعفر الخطمي، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي قراد السلمي رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بطهور فغمس يده فيه فتوضأ فتتبعناه فحسوناه، فلما فرغ قال: ما حملكم على ما صنعتم؟ قلنا: حب الله تعالى ورسوله. قال: " فإن أحببتم أن يحبكم الله عز وجل ورسوله فأدوا إذا ائتمنتم واصدقوا إذا حدثتم، وأحسنوا جوار من جاوركم)
) 1255 (
===
وهو في المعجم الأوسط للطبراني ومعرفة الصحابة لأبي نعيم
¥(43/117)
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[03 - 03 - 05, 12:52 ص]ـ
الحديث الرابع:
قال أبو المجد الأزهري -وفقه الله-: ( ... فلا تلبسونها في الدنيا .. )
قلت: هذا خطأ، والصواب: ( ... فلا تلبسوها في الدنيا .. ) بحذف نون الفعل المضارع، فهو من الأفعال الخمسة التي تجزم بحذف النون، والفعل مجزوم بـ (لا) الناهية، وأما إذا كانت (لا) نافية= فلا عمل لها في الفعل، وظاهر من سياق الحديث أن (لا) ناهية.
أما عن تخريج الحديث:
فقد رواه أحمد (17045) من طريق رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن أبي عشانة المعافري عن عقبة بن عامر مرفوعا.
قلت (أبو المقداد): رشدين يضعف في الحديث، إلا أنه في هذا الحديث قد وافق الثقات، فحديثه ههنا صحيح.
فقد أخرجه النسائي (5139) وابن حبان (5578) والحاكم (7509) وصححه على شرطهما، من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث به.
وأما عمرو بن الحارث، فهو ابن يعقوب ابن عبد الله الأنصاري، ثقة إن شاء الله، إلا أن الإمام أحمد قال: ما في هؤلاء المصريين أثبت من الليث بن سعد، لا عمرو بن الحارث ولا أحد، وقد كان عمرو بن الحارث عندي ثم رأيت له أشياء مناكير. ولعل الإمام أحمد عنى بذلك مروياته عن قتادة، فلم أر أحدا من أهل العلم تكلم فيه بل قد وثقه بعضهم جدا، وقد روى له الجماعة، فمثله حجة، والله أعلم.
وأبو عشانة اسمه حَيُّ بنُ يُؤْمِن بنِ حُجَيْلٍ وهو ثقة.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[03 - 03 - 05, 12:55 ص]ـ
الحديث الخامس:
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" وهو أول حديث فيه.
ومن طريقه أخرجه البيهقي في الشعب (9647)
بهذا اللفظ المذكور.
وفي الباب عن جماعة من الصحابة وفي إسناد الحديث اختلاف، يحتاج إلى بحث مطول وجمع للطرق.
تم بحمد الله.
وكتب: أحمد بن عماد نصر
أخوكم في الله
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[03 - 03 - 05, 01:12 ص]ـ
جزى الله الشيخ ابن وهب خير الجزاء(43/118)
تسعة أعشار الرزق في التجارة) هل هو حديث؟
ـ[ابن سليم]ــــــــ[04 - 03 - 05, 02:53 م]ـ
كثيراً مايستشهد بعض طلاب العلم وغيرهم حديث ينسبونه الى النبي صلى الله عليه وسلم (تسعة أعشار الرزق في التجارة) هل هو صحيح؟
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[05 - 03 - 05, 12:17 ص]ـ
ما يحضرني أن الحديث ضعيف
ونص على تضعيفه غير واحد في زماننا هذا، بل لا أعرف أحداً صححه
والله اعلم
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 03 - 05, 12:44 ص]ـ
رواه ابن أبي الدنيا عن نعيم بن عبد الرحمن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وذكره ابن حجر في المطالب العالية،
ـ[محمد سعيد]ــــــــ[05 - 03 - 05, 12:49 ص]ـ
ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع - حديث رقم 2434
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[05 - 02 - 07, 03:44 م]ـ
نعم الحديث ضعفه الشيخ الألياني في السلسلة الضعيفة وكذا في ضعيف الجامع
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - 02 - 07, 07:08 م]ـ
في الاستذكار للحافظ ابن عبد البر 8/ 619 ما يشير إلى تضيفه.
وفي المغني عن حمل الأسفار للحافظ العراقي حديث 1576 قال:"حديث " عليكم بالتجارة فإن فيها تسعة أعشار الرزقة "
** رواه إبراهيم الحربي في غريب الحديث من حديث نعيم بن عبد الرحمن " تسعة أعشار الرزق في التجارة " ورجاله ثقات، ونعيم هذا قال فيه ابن منده: ذكر في الصحابة ولا يصح. وقال أبو حاتم الرازي وابن حبان: إنه تابعي فالحديث مرسل " اهـ
وفي ضعيف الجامع حديث رقم: 2434.
"تسعة أعشار الرزق في التجارة و العشر في المواشي. *"
تخريج السيوطي
(ص) عن نعيم بن عبدالرحمن الأزدي ويحيى بن جابر الطائي مرسلا.
تحقيق الألباني
(ضعيف). *
ورواه أيضا ابن أبي الدنيا في إصلاح المال ص/73 عن نعيم ابن عبد الرحمن.(43/119)
ماصحت حديث (أقرؤوا على موتاكم يس)؟
ـ[ابن سليم]ــــــــ[04 - 03 - 05, 02:56 م]ـ
ماصحت حديث (أقرؤوا على موتاكم يس)؟
ـ[البقاعي]ــــــــ[04 - 03 - 05, 06:02 م]ـ
الحديث رواه الأمام أحمد في المسند في ثلاث مواضع وروه الطيالسي و أبو داود وابن ماجة والنسائي في عمل اليوم والليلة وابن حبان والبيهقي والبغوي والطبري والحاكم ...
وذكره ابن حجر في تلخيص الحبير وقال أن أبن القطان قد أعله وضعفه الدار قطني وقال الدار قطني هذا حديث ضعيف الاسناد مجهول المتن ولا يصح في الباب حديث ... وضعفه أيضا الألباني كما في السلسة الضعيفة ...
هذا بعض التوضيح لهذا الحديث وإن أردت زيادة في التفصيل في الأسانيد فلك ذلك ... ولكن في وقت لاحق للإرتباط ....
والخلاصة في هذا الحديث أنه ضعيف لا يصح ... والله أعلم
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[04 - 03 - 05, 08:30 م]ـ
المشهور بين أهل العلم بالحديث أن هذا الحديث لا يصح من جميع طرقه، وقد قال بعضهم بأنه موضوع.
غير أن الشيخ محمد رزق طرهوني يحسنه في موسوعة صحيح فضائل القرآن/ سورة "يس" ولعل بعض الإخوة يجيب على هذا الكلام جوابا عليما
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[05 - 03 - 05, 03:55 م]ـ
غداً إن شاء الله أضع لكم تخريجه ....
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[07 - 03 - 05, 04:35 م]ـ
في سنده اضطرب؛ فقد روي:
1 – عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان – وليس بالنهدي –، عن أبيه، عن معقل بن يسار، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –:
" اقرؤوا (يس) على موتاكم ".
أخرجه أحمد (5/ 26 و 27)، والبخاري في " التاريخ الكبير " (8/ 57)، وأبوداود (3/ 188 / 3121)، وأبوعبيد في " فضائل القرآن " (ص 136)، وابن أبي شيبة (3/ 237)، وابن ماجه (1/ 465 – 466/ 1448)، والحاكم (1/ 565)، والبيهقي (3/ 383).
2 - عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن معقل، مرفوعاً.
أخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة " (1074).
3 - عن سليمان التيمي، عن رجل، عن أبيه، عن معقل بن يسار، مرفوعاً.
أخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة " (1075)، والطيالسي (931).
4 - عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان – وليس بالنهدي –، عن أبيه، عن معقل بن يسار، موقوفاً.
أشار إليه الحاكم (1/ 565).
قال الدارقطني:
" هذا حديث ضعيف الإسناد، مجهول المتن، لا يصح في الباب حديث ".
وأعله ابن القطان بالاضطراب والوقف، وبجهالة حال أبي عثمان.
(تلخيص الحبير 2/ 104).
وقال النووي في " الأذكار " (ص 117):
" إسناده ضعيف؛ فيه مجهولان، لكن لم يضعفه أبوداود ".
وقال المنذري:
" وأبوعثمان وأبوه ليسا بالمشهورين ".
وقال ابن حجر في " نتائج الأفكار ":
" هذا حديث غريب ".
(الفتوحات الربانية 4/ 118).
وقال الألباني في " الإرواء " (3/ 150):
" ضعيف ".
وقال في " كتاب الجنائز " (ص 11):
" لم يصح فيه حديث ".
وقال ابن عثيمين في " الشرح الممتع " (5/ 318 – 319):
" هذا الحديث مختلف فيه، وفيه مقال ".
قلت: فلهذا الحديث ثلاث علل:
1 - الاضطراب.
2 - جهالة أبي عثمان.
وأيضاً فقد قال ابن المديني:
" لم يروي عنه غير سليمان التيمي، وهو مجهول " (تهذيب التهذيب 6/ 407).
وقال الذهبي في " الميزان " (4/ 550):
" لا يعرف أبوه، ولا هو، ولا روى عنه سوى سليمان التيمي ".
قلت: فقول ابن حجر في " التقريب " (2/ 434): " مقبول " ليس بمقبول.
3 - جهالة أبيه.
ولقد أبعد النجعة – كعادته – ابن حجر الهيتمي فصححه في " تحفة المحتاج " (3/ 94)!!
وله شاهد من حديث أبي الدرداء مرفوعاً:
" ما من ميت يموت، فيقرأ عنده (يس)؛ إلا هون الله عليه ".
أخرجه أبونعيم في " أخبار أصبهان " (1/ 188) من طريق مروان بن سالم، عن صفوان بن عمرو، عن شريح، عن أبي الدرداء، به.
وإسناده ضعيف جداً؛ مروان بن سالم متروك كما قال ابن حجر في " التقريب " (2/ 170).
قد اضطرب فيه فرواه مرة أخرى عن صفوان به، إلا أنه قال: " عن أبي الدرداء وأبي ذر ".
أخرجه الديلمي، كم ا في " تلخيص الحبير " (2/ 104).
وخالفه أبوالمغيرة فرواه:
عن صفوان، قال: حدثتني المشيخة: أنهم حضروا غضيف بن الحارث الثمالي حين اشتد سوقه، فقال:
هل منكم من أد يقرأ (يس)؟
قال:
فقرأها صالح بن شريح السكوني، فلمل بلغ أربعين فيها فيض.
قال:
فكان الشيخة يقولون:
" إذا قرئت عند الميت؛ خفف عنه ".
قال صفوان:
وقرأها عيسى بن المعتمر عند ابن معبد.
قال ابن حجر في " الإصابة " (5/ 190):
" حديث حسن الإسناد ".
وقال الألباني في " الإرواء " (3/ 152):
" هذا الإسناد صحيح إلى غضيف بن الحارث – رضي الله عنه –؛ ورجاله ثقات غير المشيخة، لكن جهالتهم تنجبر بكثرتهم، لاسيما وهم من التابعين ".
قلت: لو قلنا بأن مثل هذه الجهالة تنجبر بالجمع لحسّنا إسناده، وأما تصحيحه فبعيد!! ولكن الذي يظهر لي أن جهالتهم لا تنجبر بكثرتهم، وأيضاً فقد يكون ناقل كلامهم هو صالح بن شريح، وهو مجهول كما قال أبوزرعة الرازي (الجرح والتعديل 4/ 405).
وأخرج ابن عدي في " الكامل " (5/ 1801) من طريق عمرو بن زياد، حدنا يحيى بن سليم الطائفي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول:
" من زار قبر والديه أو أحدهما يوم الجمعة، فقرأ (يس)؛ غفر له ".
قال ابن عدي:
" هذا الحديث بهذا الإسناد باطل، ليس له أصل ".
قلت: عمرو بن زياد قال الدارقطني:
" يضع الحديث ".
تنبيه:
هذا التخريج ليس بدقيق؛ وذلك لأني على سفرٍ الآن، وعندما أعود – إن شاء الله –؛ سأقوم بمراجعته، وإعادته مرة أخرى.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب
أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي
القاهرة – الأحد 26 / محرم / 1425 هـ
¥(43/120)
ـ[أبو عبدالله الشيباني]ــــــــ[07 - 03 - 05, 05:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.اما بعد ... فإن هناك رسالة للشيخ علي بن حسن بن علي الحلبي الاثري اسمها (القول المين في ضعف حديثي التلقين واقرؤوا على موتاكم يس)
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[09 - 11 - 08, 08:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم، ونسأل الله تعالى أن يريَنا الحق حقا فيرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويوفقنا لا جتنابه، وهذا الحديث - والله المستعان - هو الذي يستدل به المبتدعة عندنا في مشروعية قراءة سورة يس على الميت وعلى قبره، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ[الكاشغري]ــــــــ[10 - 11 - 08, 07:28 ص]ـ
بارك الله فيكم. ألم يصححه ولا واحد من المحدثين؟
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[11 - 11 - 08, 12:33 م]ـ
بل صححه بعضهم كابن حبان وبعض المتأخرين والراجح كما قد علمت الضعف.
ـ[أحمد ياسين ـ المغرب]ــــــــ[12 - 03 - 10, 02:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[احمد حمدى]ــــــــ[12 - 03 - 10, 03:06 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[وليد]ــــــــ[22 - 08 - 10, 04:38 ص]ـ
هل صح أي حديث في فضل سورة يس؟
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[22 - 08 - 10, 06:23 ص]ـ
فكان المشيخة يقولون:
" إذا قرئت عند الميت؛ خفف عنه ".
قال صفوان:
وقرأها عيسى بن المعتمر عند ابن معبد.
- قال عبد الرحمن بن مهدي:
« ... فلما كان اليوم الذي مات فيه [سفيان الثوري]، ذهبت لأخرج لصلاة العصر، فقال: تدعني على هذه الحال وتخرج؟! قال: فصليت عند رأسه، فقال لي: اقرأ علي (يس)، فإنه يقال: تخفف عن المريض. قال: فقرأت عليه، فما فرغت حتى طفئ». اهـ
المعرفة والتاريخ (1/ 723، 724)، سير النبلاء (7/ 278).
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[25 - 10 - 10, 01:05 م]ـ
- قال عبد الرحمن بن مهدي:
« ... فلما كان اليوم الذي مات فيه [سفيان الثوري]، ذهبت لأخرج لصلاة العصر، فقال: تدعني على هذه الحال وتخرج؟! قال: فصليت عند رأسه، فقال لي: اقرأ علي (يس)، فإنه يقال: تخفف عن المريض. قال: فقرأت عليه، فما فرغت حتى طفئ». اهـ
المعرفة والتاريخ (1/ 723، 724)، سير النبلاء (7/ 278).
جزاك الله خيرا أخانا إبراهيم الأبياري، ننتظر الإخوة الكرام طلبة العلم ليعلقوا على طلب سفيان من ابن مهدي أن يقرأ عليه (يس)(43/121)
قاعدة جليلة فى فهم نصوص الوحى والتنزيل
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[08 - 03 - 05, 08:01 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ نَاصِرِ الْحَقِّ وَرَافِعِى لِوَائِه. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتّمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى أَتقَى خَلْقِهِ وَأَوْلِيائِه. وبعد ..
لأهل السَّنة وأصحاب الحديث النَّصِيبُ الأَوْفَى والْقِدْحُ الْمُعَلَّى من العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله. وكيف لا، ومحكمُ التَّنزيل مُعْتَصَمُهُم، ورسولُ الله إِمَامُهُم وَمَتْبُوعُهُم، ((أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)) (الأنعام:90). وقد أعاذهم اللهُ العظيمُ من أربعِ ضلالاتٍ زائغاتٍ: من تأويل المعطِّلين، وتحريف الغالين، وتشبيه الجاهلين، وتلبيس المبطلين.
النَّاس فى فهم نصوص الوحي على خمسة أصناف:
أصحاب تأويل، وأصحاب تخييل، وأصحاب تجهيل، وأصحاب تمثيل، وأصحاب سواء السبيل
فانظر لنفسك: إلى أى الأصناف تنتسب!
ــــــــــــــــ
ولله درُّ ناصرِ الكتاب والسَّنة ابن القيِّم ـ عليه سَحَائِبُ الرَّحمة وشَآبِيبُ الغفران ـ:
لَهُ الْقِدْحُ الْمُعَلى فِى الْعَوَالِى ... وَفِى بَسْطِ الأَدِلَّةِ طُولُ بَاعِ
فقد ذكر فى ((صواعقه المرسلة على الجهميَّة والمعطِّلة)) انقسامَ النَّاس فى فهم نصوص الوحى على الخمسة الأصناف التَّالية:
[الصِّنْفُ الأَوَّلُ: أَصْحَابُ التَّأوِيل] وهم أشد الأصناف اضطرابا، إذ لم يثبت لهم قدمٌ في الفرق بين ما يُتَأَوَّل وما لا يُتَأَوَّل، ولا ضابطٌ مُطِّرِدٌ مُنْعَكِسٌ تجب مراعاته، وتمنع مخالفته، بخلاف سائر الفرق، فإنهم جروا على ضابطٍ واحدٍ، وإن كان فيهم من هو أشد خطأ من أصحاب التَّأويل، كما سنذكره.
[الصِّنْفُ الثَّانِي: أَصْحَابُ التَّخْيِيل] وهم الذين اعتقدوا أن الرَّسلَ لم تفصح للخلق بالحقائق، إذ ليس في قواهم إدراكها، وإنَّما خيَّلت لهم، وأبرزت المعقول في صورة المحسوس. قالوا: ولو دعت الرَّسلُ أممهم إلى الإقرار بربٍّ لا داخل العالم، ولا خارجه، ولا محايثا له، ولا مباينا له، ولا متصلا به، ولا منفصلا عنه، ولا فوقه، ولا تحته، ولا عن يمينه، ولا عن يساره؛ لنفرت عقولهم من ذلك، ولم تُصَدِّق بإمكان وجود هذا الموجود، فضلاً؛ عن وجوب وجوده. قالوا: وكذلك لو أخبروهم بحقيقة كلامه، وأنه فيضٌ فاض من المبدأ الأوَّل على العقل الفعَّال، ثم فاض من ذلك العقل على النَّفس النَّاطقة الزَّاكيَّة المستعدة؛ لم يفهموا ذلك، ولو أخبروهم عن المعاد الرُّوحانِيِّ بما هو عليه لم يفهموه، فقربوا لهم الحقائق المعقولة في إبرازها في الصُّور المحسوسة، وضربوا لهم الأمثال بقيام الأجساد من القبور في يوم العرض والنُّشور، ومصيرها إلى جنَّةٍ فيها أكلٌ وشربٌ ولحمٌ وخمرٌ وجوارٍ حِسَانٍ، أو نارٍ فيها أنواع العذاب، تفهيماً للذَّة الرُّوحانيَّة بهذه الصورة، والألم الروحانِيِّ بهذه الصورة، وهكذا فعلوا في وجود الرب وصفاته وأفعاله؛ ضربوا لهم الأمثال بموجودٍ عظيمٍ جدَّاً أكبر من كل موجودٍ، وله سريرٌ عظيمٌ، وهو مستوٍ فوق سريره، يسمع ويبصر، ويتكلم، ويأمر وينهى، ويرضى ويغضب، ويأتي ويجيء، وينزل، وله يدان، ووجه، ويفعل بمشيئته وإرادته، وإذا تكلم العباد سمع كلامهم، وإذا تحركوا رأى حركاتهم، وإذا هجس في قلب أحدٍ منهم هاجسٌ علمه، وأنه ينزل كلَّ ليلةٍ إليهم إلى سمائهم هذه، فيقول: من يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له، إلى غير ذلك، مما نطقت به الكتبُ الإلهيَّة. قالوا: ولا يحلُّ لأحدٍ أن يتأوَّل ذلك على خلاف ظاهره للجمهور، لأنه يفسد ما وُضعتْ له الشرائعُ والكتبُ الإلهيَّة، وأما الخاصة فهم يعلمون أن هذه أمثال مضروبة لأمورٍ عقليَّةٍ، تعجز عن إدراكها عقولُ الجمهور، فتأويلها جناية على الشريعة والحكمة، وإقرارها إقرار للشريعة والحكمة. قالوا: وعقول الجمهور بالنسبة إلى هذه الحقائق أضعف من عقول الصبيان بالنسبة إلى ما يدركه عقلاء الرجال، وأهل الحكمة منهم، والحكيم إذا أراد أن يخوِّف الصغيرَ أو يبسط أملَه؛ خوَّفه ورَجَّاه بما يناسب فهمَه وطبعَه.
¥(43/122)
وحقيقة الأمر عند هذه الطائفة: أن الذي أخبرت به الرسلُ عن الله، وصفاته، وأفعاله، وعن اليوم الآخر، لا حقيقة له يطابق ما أخبروا به، ولكنَّه أَمْثَالٌ وَتَخْيِيْلٌ وَتَفْهِيمٌ بِضَرْبِ الأَمْثَالِ. وقد ساعدهم أرباب التَّأويل على هذا المقصد في باب معرفة الله وأسمائه وصفاته، وصرَّحوا في ذلك بمعنى ما صرَّح به هؤلاء في باب المعاد، وحشر الأجساد. بَلْ؛ نقلوا كلماتهم بعينها إلى نصوص الاستواء، والفوقية، ونصوص الصفات الخبرية، لكن هؤلاء أوجبوا أو سوَّغوا تأويلها بما يخرجها عن حقائقها، وظواهرها، وظنُّوا أن الرسلَ قصدتْ ذلك من المخاطبين؛ تعريضاً لهم إلى الثواب الجزيل، ببذل الجهد في تأويلها، أو استخراج معانٍ تليق بها، وحملها عليها، وأما أولئك فقد حرَّموا التأويل، ورأوه عائداً على ما قصدته الأنبياءُ بالإبطال.
والطائفتان (يعنى الْمُتَأَوِّلَة والْمُخَيِّلَة) متفقتان على انتفاء حقائقها المفهومة منها في نفس الأمر.
[الصِّنْفُ الثَّالِثُ: أَصْحَابُ التَّجْهِيل] الذين قالوا: نصوص الصفات ألفاظ لا تُعقل معانيها، ولا ندري ما أراد الله ورسوله منها؟، ولكن نقرأها ألفاظاً لا معانِيَ لها، ونعلم أن لها تأويلاً لا يعلمه إلا اللهُ، وهي عندنا بمنزلة كهيعص مريم، وحم عسق الشورى، والمص الأعراف، فلو ورد علينا منها ما ورد لم نعتقد فيه تمثيلاً، ولا تشبيهاً، ولم نعرف معناه، وننكر على من تأوَّله، ونكلُ علمَه إلى الله. وظنَّ هؤلاء أنَّ هذه طريقة السلف، وأنَّهم لم يكونوا يعرفون حقائق الأسماء والصفات، ولا يفهمون معنى قوله ((لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ)) (ص:75)، وقوله ((وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ)) (الزمر:67)، و ((الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)) (طه:5)، وأمثال ذلك من نصوص الصفات.
وبَنَوْا هذا المذهب على أصلين: أحدهما أن هذه النصوص من المتشابه، والثاني أن للمتشابه تأويلاً لا يعلمه إلا الله. فنتج من هذين الأصلين: استجهال السَّابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وسائر الصَّحابة والتَّابعين لهم بإحسانٍ، وأنهم كانوا يقرأون ((الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)) (طه:5)، و ((بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ)) (المائدة:64)، ويروون ((يَنْزِلُ رَبُّنَا كَلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا))، ولا يعرفون معنى ذلك، ولا ما أريد به، ولازم قولهم: إن الرسول كان يتكلم بذلك، ولا يعلم معناه. ثم تناقضوا أقبح تناقض، فقالوا: تجري على ظواهرها، وتأويلها مما يخالف الظواهر باطل، ومع ذلك فلها تأويل لا يعمله إلا الله. فكيف يثبتون لها تأويلاً، ويقولون: تجرى على ظواهرها؟، ويقولون: الظاهر منها غير مراد، والرب منفرد بعلم تأويلها؟، فهل في التناقض أقبح من هذا!!.
وهؤلاء غلطوا في المتشابه، وفي جعل هذه النصوص من المتشابه، وفي كون المتشابه لا يعلم معناه إلا الله، فأخطأوا في المقدمات الثلاث، واضطرهم إلى هذا: التخلص من تأويلات المبطلين، وتحريفات المعطِّلين، وسدُّوا على نفوسهم الباب، وقالوا لا نرضى بالخطأ، ولا وصول لنا إلى الصواب. فهؤلاء تركوا التَّدبر المأمور به والتَّذكر والعقل لمعاني النصوص الذي هو أساس الإيمان، وعمود اليقين، وأعرضوا عنه بقلوبهم، وتعبدوا بالألفاظ المجردة التي أنزلت في ذلك، وظنُّوا أنها أنزلت للتِّلاوة، والتَّعبد بها دون تعقل معانيها، وتدبرها والتفكر فيها. فأولئك جعلوها عرضة للتَّأويل والتَّحريف، كما جعلها أصحاب التَّخييل أمثالاً، لا حقيقة لها.
[الصِّنْفُ الرَّابِعُ: أَصْحَابُ التَّشْبِيه وَالتَّمْثِيل] الذين فهموا منها مثل ما للمخلوقين، وظنُّوا أنْ لا حقيقة لها سوى ذلك، وقالوا: محال أن يخاطبنا الله سبحانه بما لا نعقله، ثم يقول ((لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)) (البقرة:73)، و ((لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)) (البقرة:219)، و ((لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ)) (ص:29)، ونظائر ذلك. وهؤلاء هم المشبهة.
¥(43/123)
فهذه الفرقُ لا تزالُ تُبَدِّعُ بعضُها بعضاً، وتضلِّلُه، وتجهِّلُه. وقد تصادمتْ كما ترى، فهم كزمرة من العميان تلاقوا فتصادموا، كما قال أعمى البصر والبصيرة منهم:
وَنَظِيرِي فِي الْعِلْمِ مِثْلِيَ أَعْمَى ... فَكِلانَا فِي حِنْدِسٍ نَتَصَادَمُوهدى الله للطريقة المثلى، والسبيل الأقوم:
[الصِّنْفُ الخَامِسُ: أَصْحَابُ سَوَاءِ السَّبِيل] فلم يتلوَّثُوا بشيءٍ من أوضار هذه الفرق وأدناسها، وأثبتوا لله حقائق الأسماء والصفات، ونفوا عنه مماثلة المخلوقات، فكان مذهبُهم مذهباً بين مذهبين، وهدىً بين ضلالتين، خرج من بين مذاهب الْمُعَطِّلِين، والْمُخَيِّلين، والْمُجَهِّلين، والْمُشَبِّهين كما خرج اللبنُ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنَاً خَالِصَاً سَائِغَاً للشَّاربين، وقالوا: نصفُّ الله بما وصف به نفسَه، وبما وصفه به رسولُه، من غير تحريفٍ، ولا تعطيلٍ، ومن غير تشبيهٍ ولا تمثيلٍ، بل طريقتنا: إثبات حقائق الأسماء والصفات، ونفي مشابهة المخلوقات، فلا نعطِّل، ولا نؤول، ولا نمثِّل، ولا نجهِّل، ولا نقول: ليس لله يدانِ، ولا وجهٌ، ولا سمعٌ، ولا بصرٌ، ولا حياةٌ، ولا قدرة، ولا استوى على عرشه، ولا نقول: له يدان كأيدي المخلوق، ووجه كوجوههم، وسمع وبصر وحياة وقدرة واستوى كأسماعهم وأبصارهم وقدرتهم واستوائهم، بل نقول: له ذات حقيقة ليست كالذوات، وله صفات حقيقة لا مجازا ليست كصفات المخلوقين، وكذلك قولنا في وجهه تبارك وتعالى، ويديه، وسمعه، وبصره، وكلامه، واستوائه. ولا يمنعنا ذلك أن نفهم المراد من تلك الصفات وحقائقها، كما لم يمنع ذلك من أثبت لله شيئاً من صفات الكمال من فهم معنى الصفة، وتحقيقها، فإن من أثبت له سبحانه السمع والبصر أثبتهما حقيقةً، وفهم معناهما، فهكذا سائر صفاته المقدسة يجب أن تجري هذا المجرى، وإن كان لا سبيل لنا إلى معرفة كنهها وكيفيتها، فإن الله سبحانه لم يكلف عباده بذلك، ولا أراده منهم، ولم يجعل لهم إليه سبيلاً، بل كثير من مخلوقاته أو أكثرها لم يجعل لهم سبيلا إلى معرفة كنهه وكيفيته، وهذه أرواحهم التي هي أدنى إليهم من كل دانٍ؛ قد حجب عنهم معرفة كنهها وكيفيتها، وجعل لهم السَّبيل إلى معرفتها والتَّمييز بينها وبين أرواح البهائم، وقد أخبرنا سبحانه عن تفاصيل يوم القيامة، وما في الجنَّة والنَّار، فقامت حقائق ذلك في قلوب أهل الإيمان، وشاهدته عقولهم، ولم يعرفوا كيفيته وكنهه، فلا يشك المسلمون أن في الجنَّة أنهاراً من خمرٍ، وأنهاراً من عسلٍ، وأنهاراً من لبنٍ، ولكن لا يعرفون كنه ذلك ومادته وكيفيته، إذ كانوا لا يعرفون في الدُّنيا الخمرَ إلا ما اعتصر من الأعناب، والعسل إلا ما قذفت به النَّحل في بيوتها، واللبنَ إلا ما خرج من الضروع، والحريرَ إلا ما خرج من فم دود القز، وقد فهموا معاني ذلك في الجنة من غير أن يكون مماثلاً لما في الدنيا، كما قال ابْنُ عَبَّاسٍ: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِمَّا فِي الآخِرَةِ إِلا الأَسَمَاءَ، ولم يمنعهم عدم النظير في الدنيا من فهم ما أخبروا به من ذلك، فهكذا الأسماء والصفات لم يمنعهم انتفاء نظيرها في الدنيا، ومثالها من فهم حقائقها ومعانيها، بل قام بقلوبهم معرفة حقائقها، وانتفاء التمثيل والتشبيه عنها، وهذا هو المثل الأعلى الذي أثبته سبحانه لنفسه في ثلاثة مواضع من القرآن:
[أحدها] قوله ((لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَللهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)) (النحل:60).
[الثاني] قوله ((وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)) (الروم:27).
[الثالث] ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)) (الشورى:11).
فنفى سبحانه المماثلة عن هذا المثل الأعلى، وهو ما في قلوب أهل سمواته وأرضه من معرفته، والإقرار بربوبيته، وأسمائه وصفاته وذاته.
¥(43/124)
فهذا المثل الأعلى هو الذي آمن به المؤمنون، وأنس بها لعارفون، وقامت شواهده في قلوبهم بالتعريفات الفطرية، المكملة بالكتب الإلهية، المقبولة بالبراهين العقلية. فاتفق على الشهادة بثبوته: العقل، والسمع، والفطرة.
فإذا قال المثبت: يا الله؛ قام بقلبه ربَّاً قيوماً، قائماً بنفسه، مستوياً على عرشه، مُكَلِّمَاً مُتَكَلِّمَاً سَامِعَاً رَآئِيَاً قديراً مريداً فعَّالاً لما يشاء، يسمع دعاء الدَّاعين، ويقضي حوائج السَّائلين، ويفرِّجُ عن المكروبين، ترضيه الطاعات، وتغضبه المعاصي، تعرج الملائكة بالأمر إليه، وتنزل بالأمر من عنده، وإذا شئت زيادة تعريف بهذا المثل الأعلى، فقدِّر قوى جميع المخلوقات اجتمعت لواحدٍ منهم، ثم كان جميعهم على قوة ذلك الواحد، فإذا نسبت قوَّته إلى قوَّة الرب تبارك وتعالى لم تجد لها نسبةً وإيَّاها ألبتة، كما لا تجد نسبة بين قوَّة البعوضة وقوَّة الأسد، فإذا قدَّرت علوم الخلائق اجتمعت لرجلٍ واحدٍ، ثم قدَّرت جميعهم بهذه المثابة كانت علومهم بالنسبة إلى علمه تعالى كنقرة عصفورٍ من بحر، وإذا قدَّرت حكمة جميع المخلوقين على هذا التقدير لم يكن لها نسبة إلى حكمته، وكذلك إذا قدَّرت كل جمالٍ في الوجود اجتمع لشخصٍ واحدٍ، ثم كان الخلق كلهم بذلك الجمال كان نسبته إلى جمال الرب تعالى وجلاله دون نسبة السِّراج الضَّعيف إلى جرم الشَّمس.
وقد نبَّهنا الله سبحانه على هذا المعنى بقوله ((وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) (لقمان:27)، فقدِّر البحر المحيط بالعالم مداداً، ووراءه سَبْعَةُ أَبْحُرٍ تحيط به كلها مداد، تكتب به كلماتُ الله؛ نفدت البحارُ، وفنيت الأقلامُ التي لو قدَّرت جميع أشجار الأرض من حين خلقت إلى آخر الدنيا، ولم تنفد كلماتُ الله. وقد أخبر النَّبىُّ ((إن السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ فِى الْكُرْسِيِّ كَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ بِأَرْضِ فَلاةٍ، وَالْكُرْسِيُّ فِى الْعَرْشِ كَحَلْقَةٍ فِى أَرْضِ فَلاةٍ، وَالْعَرْشُ لا يُقَدِّرُ قَدْرَهُ إِلا اللهُ)). وهو سبحانه فوق عرشه، يعلم ويرى ما عباده عليه.
فهذا هو الذى قام بقلوب المؤمنين المصدِّقين العارفين به سبحانه المثل الأعلى، فعرفوه به، وعبدوه به، وسألوه به، فأحبُّوه وخافوه ورجوه، وتوكلوا عليه وأنابوا إليه، واطمأنوا بذكره، وأنسوا بحبه بواسطة هذا التعريف، وسائر ما وصف به نفسه من صفات كماله، إذ قد أحاط علمهم بأنَّه لا نظير لذلك ولا مثيل له، ولم يخطر بقلوبهم مماثلة شىءٍ من المخلوقين.
وقد أعلمهم الله سبحانه على لسان رسوله ((أنَّه يَقْبِضُ سَمَوَاتِهِ بِيَدِهِ، وَالأَرْضَ بِالْيَدِ الأُخْرَى، ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ)) و ((وَأَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ فِى كِفَّةٍ كَخَرْدَلَةِ فِى كَف أَحَدِكُمْ)) و ((أنَّه يَضَعُ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْجِبَالَ وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَى إِصْبَعٍ)). فأىُّ يدٍ للخلق وأىُّ إصبع تشبه هذه اليد، وهذه الإصبع، حتى يكون إثباتها تشبيهاً وتمثيلاً!.
فقاتل اللهُ أصحاب التحريف، والتأويل، والتخييل، والتشبيه، والتمثيل: ماذا حرموه من الحقائق الإيمانية والمعارف الإلهية، وماذا تعوضوا به من زبالة الأذهان ونخالة الأفكار؟!. وقد جرت عادة الله سبحانه أن يذل من آثر الأدنى على الأعلى، ويجعله عبره للعقلاء. فأول هذا الصنف إبليس لعنه الله. ترك السجود لآدم كبراً، فابتلاه الله تعالى بالقياده لفسَّاق ذريته. وعبَّاد الأصنام لم يقرُّوا بنبىٍّ من البشر، ورضوا بآلهةٍ من الحجر. والجهمية نزَّهوا الله عن عرشه لئلا يحويه مكانٌ، ثم قالوا: هو فى الآبار، والأنجاس، وفى كل مكان. وهكذا طوائف الباطل. لم يرضوا بنصوص الوحى فابتلوا بزبالة أذهان المتحيرين، وورثة الصابئين، وأفراخ الفلاسفة الملحدين، وَمَنْ يُضْلِلْ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلَياً مُرْشِدَاً)) اهـ.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[18 - 09 - 06, 11:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك لكم فى اعماركم واوقاتكم(43/125)
أريد حديث ابن مسعود في رفع اليدين في مسند أبي حنيفة
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[08 - 03 - 05, 05:57 م]ـ
حديث رواه أبو حنيفة عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن علقمة والأسود عن ابن مسعود في عدم رفع اليدين إلا في الاستفتاح.
أنا وجدته من غير طريق أبي حنيفة في الدارقطني والبيهقي في السنن والخلافيات من طريق محمد بن جابر عن حماد
وقد توسع البيهقي في رده ومن ضمن ما قال عن الحاكم: لا نعلم أحدا حدث من أصحاب حماد عنه من المشهورين بالأخذ عنه ولوكان محفوظا لبادر بروايته أبو حنيفة و ...
أريد من عنده مسند أبي جنيفة أن يراجعه فيه أو كتاب رفع اليدين
وجزاه الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[08 - 03 - 05, 09:53 م]ـ
لعل في هذه الروابط ما يفيدك حفظكم الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=96392#post96392
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9643
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=112736#post112736
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[09 - 03 - 05, 09:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الجليل عبد الرحمن الفقيه
ولكن لا يوجد فيها رواية أبي حنيفة
أريد إن كان عندك مسند أبي جنيفة أن تراجعه فيه
أو رواية لأبي حنيفة بهذا الإسناد
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[09 - 03 - 05, 09:56 ص]ـ
جاء في مسند أبي حنيفة (ص119 - 121 مع شرح الملا علي القاري)
عن حماد عن إبراهيم أنه قال في وائل بن حجر لم يصل مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة قبلها قط، أهو أعلم من عبدالله وأصحابه؟ ولم يحفظوه يعني رفع اليدين.
وفي رواية عن إبراهيم أنه ذكر حديث وائل بن حجر بصيغة الفاعل والمفعول فقال أعرابي ما أدري صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم قبلها؟ هو أعلم من عبدالله؟
وفي رواية ذكر حديث وائل بن حجر أنه رفع يديه عند الركوع وعند السجود فقال: هو أعرابي لايعرف شرائع الإسلام لم يصل مع لم يصل مع النبي صلى الله عليه وسلم في ظني إلا صلاة واحدة، وقد حدثني من لأ أحصي عن عبدالله بن مسعود أنه رفع يديه في بدء الصلاة فقط وحكاه مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعبدالله عالم بشرائع الإسلام وحدوده، متفقد لأحوال النبي صلى الله عليه وسلم، ملازم له في إقامته وأسفاره، وقد صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ما لايحصى.
ونحو هذا من غير طريق أبي حنيفة في موطأ محمد بن الحسن ص 58 - 59
107 - قال محمد: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، أخبرنا حُصَين بن عبد الرحمن، قال: دخلت أنا وعمرو بن مرّة على إبراهيم النخعي، قال عمرو: حدثني علقمة بن وائل الحضرمي، عن أبيه: أنه صلى مع رسول الله، فرآه يرفع يديه إذا كبَّر، وإذا ركع، وإذا رفع، قال إبراهيم: ما أدري لعلَّه لم يَرَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصلي إلاَّ ذلك اليوم فحفظ هذا منه، ولم يحفظه ابن مسعود وأصحابه ما سمعته من أحد منهم، إنما كانوا يرفعون أيديهم في بَدْء الصلاة حين يكبِّرون.
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[09 - 03 - 05, 02:07 م]ـ
جزاك الله خيرا
هل أستطيع أن اجزم أن رواية لأبي حنيفة بهذا الإسناد لا توجد
ويقويه كلام الحاكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[09 - 03 - 05, 02:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وفي حاشية كتاب الأثار لممحمد بن الحسن (1/ 127)
قال المحشي أبو الوفاء الأفغاني
وأخرج الحارثي بسنده عن شقيق بن إبراهيم عن أبي حنيفة عن حماد عن إبراهيم عن الأسود أن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه كان يرفع يديه في أول التكبير ثم لايعود لشيء من ذلك ويأثر ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم) انتهى.
ولا يخفى عليكم حال الحارثي والعلل التي في الإسناد بإذن الله تعالى.
فالذي في الروايات السابقة أن إبراهيم قال (وقد حدثني من لأ أحصي عن عبدالله بن مسعود) وكأنه كما سبق من النقل عن شرح القاري من طريق ابي حنيفة عن حماد عن إبراهيم
ولكن يبقى ثبوت ذلك عن أبي حنيفة، فالحارثي جمع في مسانيده عجائب وغرائب وهو متكلم فيه كما هو معلوم.
فيمكنك القول بأن هذه الرواية لاتصح عن أبي حنيفة، ولم ترد من طريق ثابت عنه، ولاعبرة بذكر الحارثي لهذا الطريق في مسنده.(43/126)
أريد حديث ابن مسعود في رفع اليدين في مسند أبي حنيفة
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[08 - 03 - 05, 05:57 م]ـ
حديث رواه أبو حنيفة عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن علقمة والأسود عن ابن مسعود في عدم رفع اليدين إلا في الاستفتاح.
أنا وجدته من غير طريق أبي حنيفة في الدارقطني والبيهقي في السنن والخلافيات من طريق محمد بن جابر عن حماد
وقد توسع البيهقي في رده ومن ضمن ما قال عن الحاكم: لا نعلم أحدا حدث من أصحاب حماد عنه من المشهورين بالأخذ عنه ولوكان محفوظا لبادر بروايته أبو حنيفة و ...
أريد من عنده مسند أبي جنيفة أن يراجعه فيه أو كتاب رفع اليدين
وجزاه الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 03 - 05, 09:53 م]ـ
لعل في هذه الروابط ما يفيدك حفظكم الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=96392#post96392
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9643
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=112736#post112736
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[09 - 03 - 05, 09:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الجليل عبد الرحمن الفقيه
ولكن لا يوجد فيها رواية أبي حنيفة
أريد إن كان عندك مسند أبي جنيفة أن تراجعه فيه
أو رواية لأبي حنيفة بهذا الإسناد
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 03 - 05, 09:56 ص]ـ
جاء في مسند أبي حنيفة (ص119 - 121 مع شرح الملا علي القاري)
عن حماد عن إبراهيم أنه قال في وائل بن حجر لم يصل مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة قبلها قط، أهو أعلم من عبدالله وأصحابه؟ ولم يحفظوه يعني رفع اليدين.
وفي رواية عن إبراهيم أنه ذكر حديث وائل بن حجر بصيغة الفاعل والمفعول فقال أعرابي ما أدري صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم قبلها؟ هو أعلم من عبدالله؟
وفي رواية ذكر حديث وائل بن حجر أنه رفع يديه عند الركوع وعند السجود فقال: هو أعرابي لايعرف شرائع الإسلام لم يصل مع لم يصل مع النبي صلى الله عليه وسلم في ظني إلا صلاة واحدة، وقد حدثني من لأ أحصي عن عبدالله بن مسعود أنه رفع يديه في بدء الصلاة فقط وحكاه مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعبدالله عالم بشرائع الإسلام وحدوده، متفقد لأحوال النبي صلى الله عليه وسلم، ملازم له في إقامته وأسفاره، وقد صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ما لايحصى.
ونحو هذا من غير طريق أبي حنيفة في موطأ محمد بن الحسن ص 58 - 59
107 - قال محمد: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، أخبرنا حُصَين بن عبد الرحمن، قال: دخلت أنا وعمرو بن مرّة على إبراهيم النخعي، قال عمرو: حدثني علقمة بن وائل الحضرمي، عن أبيه: أنه صلى مع رسول الله، فرآه يرفع يديه إذا كبَّر، وإذا ركع، وإذا رفع، قال إبراهيم: ما أدري لعلَّه لم يَرَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصلي إلاَّ ذلك اليوم فحفظ هذا منه، ولم يحفظه ابن مسعود وأصحابه ما سمعته من أحد منهم، إنما كانوا يرفعون أيديهم في بَدْء الصلاة حين يكبِّرون.
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[09 - 03 - 05, 02:07 م]ـ
جزاك الله خيرا
هل أستطيع أن اجزم أن رواية لأبي حنيفة بهذا الإسناد لا توجد
ويقويه كلام الحاكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 03 - 05, 02:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وفي حاشية كتاب الأثار لمحمد بن الحسن (1/ 127)
قال المحشي أبو الوفاء الأفغاني
وأخرج الحارثي بسنده عن شقيق بن إبراهيم عن أبي حنيفة عن حماد عن إبراهيم عن الأسود أن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه كان يرفع يديه في أول التكبير ثم لايعود لشيء من ذلك ويأثر ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم) انتهى.
ولا يخفى عليكم حال الحارثي والعلل التي في الإسناد بإذن الله تعالى.
فالذي في الروايات السابقة أن إبراهيم قال (وقد حدثني من لأ أحصي عن عبدالله بن مسعود) وكأنه كما سبق من النقل عن شرح القاري من طريق ابي حنيفة عن حماد عن إبراهيم
ولكن يبقى ثبوت ذلك عن أبي حنيفة، فالحارثي جمع في مسانيده عجائب وغرائب وهو متكلم فيه كما هو معلوم.
فيمكنك القول بأن هذه الرواية لاتصح عن أبي حنيفة، ولم ترد من طريق ثابت عنه، ولاعبرة بذكر الحارثي لهذا الطريق في مسنده.
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[16 - 04 - 05, 03:42 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفقيه.
الحارثي (عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث الحارثي) يرويه، عن أبي الفضل جعفر بن محمد بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن يحيى الأزدي، عن الهياج بن بسطام، عن الإمام أبي حنيفة.
والحارثي ضعفوه.
وقال الذهبي: قد ألف مسندا لأبي حنيفة الإمام وتعب عليه ولكن فيه أوابد ما تفوه بها الإمام راجت على أبي محمد.
والهياج متروك.
فالذي في الروايات السابقة أن إبراهيم قال (وقد حدثني من لا أحصي عن عبدالله بن مسعود) وكأنه كما سبق من النقل عن شرح القاري من طريق ابي حنيفة عن حماد عن إبراهيم، ولكن يبقى ثبوت ذلك عن أبي حنيفة ... فيمكنك القول بأن هذه الرواية لا تصح عن أبي حنيفة، ولم ترد من طريق ثابت عنه، ولا عبرة بذكر الحارثي لهذا الطريق في مسنده.
نعم لا تصح من طريق الحارثي للطعن فيه وفي إسناده لأبي حنيفة.
لكن رواية مسند أبي حنيفة بشرح العيني. كيف إسنادها إلى أبي حنيفة؟
وهل الرواية السابقة (شقيق بن إبراهيم عن أبي حنيفة) ليس فيها نقص؟ فجمع الحارثي هو من طريق الهياج بن بسطام عن أبي حنيفة؟
¥(43/127)
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[19 - 04 - 05, 06:27 م]ـ
للرفع(43/128)
ما قول المشايخ في هذا الحديث الذي هو في المسند (سدوا الابواب الا باب علي)
ـ[خالد السباعي]ــــــــ[13 - 03 - 05, 02:43 م]ـ
ما قول المشايخ الكرام في هذا الحديث الذي هو في المسند الحنبلي وهو حديث ابن عباس وغيره سدوا الابواب الا باب علي
ـ[أبو دانية]ــــــــ[13 - 03 - 05, 09:50 م]ـ
أخي اكرمك الله بالامامة في الدين .... امين
راجع القول المسدد لابن حجر فقد جمع طرق
الحديث ....
والحديث قال عنه ابن الجوزي موضوع باطل وضعته
الرافضة .... وتعقبه ابن حجر في القول المسدد
فليراجع
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 03 - 05, 10:19 م]ـ
قال عبد الرحمن بن يحيى المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" (ص317) ما نصه: «وتصدى الحافظ ابن حجر في "القول المسدد" و "الفتح" للدفاع عن بعض روايات الكوفيين. وفي كلامه تسامح. والحق أنه لا تسلم رواية منها عن وهن».
وقال أحمد الغُماري في كتابه "المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير" (ص7) بعد أن أورد حديثَ "آفةُ الدِّين ثلاثة: فقيه فاجر، وإمام جائر، ومجتهد جاهل"، قال: «قال الحافظ في "زهر الفردوس": "فيه ضعفٌ وانقطاع". قلتُ: بل فيه كذابٌ وضَّاع، وهو نَهْشَل بن سعيد، فالحديث موضوع. والحافظُ (ابن حجر) وشيخُهُ العراقي متساهلان في الحكم للحديث. ولا يكادان يُصرِّحان بوضع حديثٍ إلا إذا كان كالشمس في رابعة النهار».
ـ[خالد السباعي]ــــــــ[14 - 03 - 05, 02:50 م]ـ
اقال لامام احمد في المسند مسند زيد بن ارقم حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف عن ميمون عن زيد بن ارقم قال.كان لنفر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ابوابا شارعة في المسجد قال فقال يزما سدوا هذه الابواب الا باب علي قال فتكلم في ذلك الناس قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله واثنى عليه ثم قال اما بعد فاني امرت بسد هذه البواب الاباب علي فقال فيه قاشلكم واني والله ماسددت شيئا ولا فتحته ولاكن امرت بشيئ فاتبعته ورواه الحاكم في المستدرك 2/ 125 من طريق الامام احمد وقال صحيح الاسناد واخرجه النسائي في الكبرى 8423 من طريق شيخ الامام احمد يتبع
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[14 - 03 - 05, 02:54 م]ـ
قال عبد الرحمن بن يحيى المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" (ص317) ما نصه: «وتصدى الحافظ ابن حجر في "القول المسدد" و "الفتح" للدفاع عن بعض روايات الكوفيين. وفي كلامه تسامح. والحق أنه لا تسلم رواية منها عن وهن».
وقال أحمد الغُماري في كتابه "المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير" (ص7) بعد أن أورد حديثَ "آفةُ الدِّين ثلاثة: فقيه فاجر، وإمام جائر، ومجتهد جاهل"، قال: «قال الحافظ في "زهر الفردوس": "فيه ضعفٌ وانقطاع". قلتُ: بل فيه كذابٌ وضَّاع، وهو نَهْشَل بن سعيد، فالحديث موضوع. والحافظُ (ابن حجر) وشيخُهُ العراقي متساهلان في الحكم للحديث. ولا يكادان يُصرِّحان بوضع حديثٍ إلا إذا كان كالشمس في رابعة النهار».
ملاحظة على قول الأخ الشيخ محمد الأمين حفظه الله تعالى وهي في وصف الحافظ بالتساهل!!!
فهذا مما لا يليق بمكانة الحافظ!! وإلا لم أطلق عليه العلماء لقب الحافظ؟
فقد أصبح هذا اللقب لا يعرف إلا به , رحمه الله رحمة واسعة.
وأما عن الإسناد الذي تفضلت بذكره , وأوردت عليه تعليق أحمد الغماري , فلا يوجد فيه من ذكرت؛ وهو (نهشل بن سعيد)؟!
وإليك إسناد الحافظ من كتابه ـ المخطوط ـ " زهر الفردوس " ج1: ل 76 , ما نصه:
قال الحداد: أخبرنا أبونعيم , ثنا محمد بن أحمد بن عبدالوهاب , ثنا عامر بن إبراهيم بن عامر ـ وجدت في كتاب جدي بخطه ـ , سمعت عقيل بن سعيد , عن الضحاك , عن ابن عباس , قال: ....... فذكره مرفوعاً.
وقال الحافظ عقبه: قلت: فيه ضعفٌ وانقطاع.
ـــــــــــــــ
قلت (خالد الأنصاري): فقد تبين لنا أن الإسناد فيه ضعف وانقطاع كم ذكر الحافظ رحمه الله تعالى , فهل يجوز وصفه الآن بالتساهل.
ونصيحتي لك أيها المحب بأن لا تعتمد كثيراً على كتب الغماري , وخصوصاً كتابه " المغير " , فقد ذهل مؤلفه عن أحاديث موضوعة كثيرة , منها على سبيل المثال لا الحصر؛ حديث (اطلبوا العلم ولو بالصين)!!.
كتبه محبكم / خالد الأنصاري.(43/129)
أريد التأكد من صحة هذه الاحاديث
ـ[طالبة علم]ــــــــ[13 - 03 - 05, 10:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيوخنا الأفاضل جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وتقبل منكم صالح العمل ولكم الأحاديث التى أريد التأكد من صحتها ..
يقول الله عز وجل ما غضبت على أحد كغضبي على عبد أتى معصية فتعاظمت عليه في جنب عفوي
أوحى الله لداود " يا داود لو يعلم المدبرون عنى شوقي لعودتهم ورغبتي في توبتهم لذابوا شوقا إلي يا داود هذه رغبتي في المدبرين عنى فكيف محبتي في المقبلين علي
يقول الله عز وجل "إني لأجدني أستحي من عبدي يرفع إلى يديه يقول يا رب يا رب فأردهما فتقول الملائكة إلى هنا إنه ليس أهلا لتغفر له فأقول ولكنى أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم إني قد غفرت لعبدي"
"جاء في الحديث: إنه إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاصي فيقول يا رب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يا رب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يا رب فتحجب الملائكة صوته فيكررها في الرابعة فيقول الله عز وجل إلى متى تحجبون صوت عبدي عنى؟؟؟ لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي
ابن آدم خلقتك بيدي وربيتك بنعمتي وأنت تخالفني وتعصاني فإذا رجعت إلى تبت عليك فمن أين تجد إلها مثلى وأنا الغفور الرحيم "
"عبدي أخرجتك من العدم إلى الوجود وجعلت لك السمع والبصر والعقل عبدي أسترك ولا تخشاني، أذكرك وأنت تنساني، أستحي منك وأنت لا تستحي منى. من أعظم منى جودا ومن ذا الذي يقرع بابي فلم أفتح له ومن ذا الذي يسألني ولم أعطيه. أبخيل أنا فيبخل على عبدي؟ "
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله تبارك وتعالى: (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة)
الحديث رواه الترمذي من بين أصحاب الكتب الستة، وصححه ابن القيم، وحسنه الشيخ الألباني.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك)
يقول الله تبارك وتعالى: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا
يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم
يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم
يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهد ونى أهدكم
يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم
يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني
يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد ما زاد من ملكي شيئا
يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص من ملكي شيئا
يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر
جاء في الحديث إنه عند معصية آدم في الجنة ناداه الله "يا آدم لا تجزع من قولي لك "أخرج منها" فلك خلقتها ولكن انزل إلى الأرض وذل نفسك من أجلى وانكسر فى حبى حتى إذا زاد شوقك الى واليها تعالى لأدخلك اليها مرة أخرى يا آدم كنت تتمنى ان أعصمك؟ قال آدم نعم فقال: "يا آدم إذا عصمتك وعصمت بنيك فعلى من أجود برحمتى وعلى من أتفضل بكرمى، وعلى من أتودد، وعلى من أغفر يا آدم ذنب تذل به الينا أحب الينا من طاعة تراءى بها علينا يا آدم أنين المذنبين أحب الينا من تسبيح المرائيين
{يا أبن أدم , إنك ما دعوتنى و رجوتنى غفرت لك على ما كان فيك. و لو أتيتنى بملء الأرض خطايا أتيتك بملء الأرض مغفرة مالم تشرك بى شيئاً , و لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى , غفرت لك} (رواة ......... ).
¥(43/130)
وقال صلى الله عليه وسلم (إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا)
جاء أعرابي إلى رسول الله فقال له يا رسول الله " من يحاسب الخلق يوم القيامة؟ " فقال الرسول "الله" فقال الأعرابي: بنفسه؟؟ فقال النبي: بنفسه فضحك الأعرابي وقال: اللهم لك الحمد. فقال النبي: لما الابتسام يا أعرابي؟ فقال: يا رسول الله إن الكريم إذا قدر عفا إذا حاسب سامح قال النبي: فقه الأعرابي".
في حديث عن أنس رضي الله عنه قال: كان رجل على عهد النبي
صلى الله عليه وسلم يتجر من بلاد الشام إلى المدينة ولا
يصحب القوافل توكلاً منه على الله تعالى ... فبينما هو
راجع من الشام عرض له لص على فرس، فصاح بالتاجر: قف فوقف
التاجر، وقال له: شأنك بمالي. فقال له اللص: المال مالي،
وإنما أريد نفسك. فقال له: أنظرني حتى أصلي. قال: افعل
ما بدا لك. فصلى أربع ركعات ورفع رأسه إلى السماء يقول:
يا ودود يا ودود، ياذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد،
يا فعالا لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان
عرشك، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك،
وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، لا إله إلا أنت، يا
مغيث أغثني، ثلاث مرات. وإذا بفارس بيده حربة، فلما رآه
اللص ترك التاجر ومضى نحوه فلما دنا منه طعنه فأرداه عن
فرسه قتيلا، وقال الفارس للتاجر: اعلم أني ملك من السماء
الثالثة .. لما دعوت الأولى سمعنا لأبواب السماء قعقعة
فقلنا: أمر حدث، ثم دعوت الثانية، ففتحت أبواب السماء
ولها شرر، ثم دعوت الثالثة، فهبط جبريل عليه السلام
ينادي: من لهذا المكرو ب فدعوت الله أن يوليني قتله.
واعلم يا عبد الله أن من دعا بدعائك في كل شدة أغاثه
الله وفرج عنه. ثم جاء التاجر إلى النبي صلى الله عليه
وسلم، فأخبره فقال المصطفى صلى الله عليه و سلم:
لقد لقنك الله أسماءه الحسنى التي إذا دعي بها أجاب،
((وإذا سئل بها أعطى)) صدق الرسول الكريم عليه افضل
الصلاة والتسليم
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[13 - 03 - 05, 11:10 م]ـ
أما الحديث التاسع:
يا عبادي ...
فهو ثابت في صحيح مسلم من حديث أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
ولعلى أخرج بقية الأحاديث ثم أضعها في الملتقى قريبا إن شاء الله
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[13 - 03 - 05, 11:24 م]ـ
وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك)
مادام الحديث في الصحيحين فمثله لا يُسأل عن صحته، فقد تلقت الأمةُ الصحيحين بالقبول.
ـ[طالبة علم]ــــــــ[19 - 03 - 05, 05:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا على الافادة
لكن بقية الاحاديث بارك الله فيكم؟
لم أجد لها ردا .. معذرة للإثقال عليكم
ـ[أبو بلال]ــــــــ[27 - 04 - 05, 03:46 م]ـ
تخريج أحاديث الإحياء للحافظ العراقي
المجلد الرابع >> كتاب الصبر والشكر
3 - حديث أنس الطويل: قال أعرابي: يا رسول الله من يلي حساب الخلق؟ فقال "الله تبارك وتعالى" قال: هو بنفسه؟ قال "نعم" فتبسم الأعرابي، فقال صلى الله عليه وسلم "مم ضحكت يا أعرابي؟ " فقال: إن الكريم إذا قدر عفا، وإذا حاسب سامح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "صدق الأعرابي، ألا لا كريم أكرم من الله تعالى، هو أكرم الأكرمين" ثم قال "فقه الأعرابي"
لم أجد له أصلا.
المقاصد الحسنة للإمام السخاوي
[متن الكتاب] >> [الباب الأول: الأحاديث بحسب ترتيب الأحرف] >> حرف الكاف
799 - حديث: الكريم إذا قدر عفا، البيهقي في الشعب من حديث ربيعة [ص 316] ابن أبي عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال أعرابي: يا رسول اللَّه من يحاسب الخلق يوم القيامة؟ قال: اللَّه قال: اللَّه؟ قال: اللَّه، قاال: نجونا ورب الكعبة، قال: وكيف؟ قال: لأن الكريم وذكره، وقال: إن محمد بن زكريا الغلابي تفرد به عن عبيد اللَّه بن محمد بن عائشة، والغلابي متروك، ويشبه أن يكون موضوعاً، ولكنه مشهور، يعني عن الزهاد ونحوهم وأنا أبرأ من عهدته، وأسند عن أبي سيف الزاهد أنه قال: ما تحب أن يلي حسابنا غير اللَّه لأن الكريم يجاوز، ومن طريق الثوري قال: ما أحب أن حسابي جعل إلى والدي، ربي خير لي من والدي.
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[14 - 06 - 07, 01:51 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=74702(43/131)
هل يصح ان نقول على حديث انه على شرط البخاري ومسلم?
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[15 - 03 - 05, 01:01 ص]ـ
احسن الله اليكم ونفع وبكم واجزل لكم المثوبة والاجر
هل يصح ان نقول على حديث انه على شرط البخاري ومسلم?
سبب الاشكال ان الشيخان رحمهم الله قد يعرض لهم حديث على شروطهم لكن يعرضان عن تخريجه لعلة خفية?
وفقكم الله
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[15 - 03 - 05, 01:14 ص]ـ
الأخ (طلال) ..
أحسن الله إليك.
لعل هذا الإشكال في محله، وفي إطلاق هذه الكلمة دائماً نظراً ..
وفي إجابة فضيلة الشيخ الدكتور / حمزة المليباري على أسئلة رواد الملتقى، قال السائل: (قسم علماء مصطلح الحديث الصحيح إلى مراتب:
1ـ ما أخرجه الشيخان.
2ـ ما أخرجه البخاري.
3ـ ما أخرجه مسلم.
4ـ ما كان على شرطهما.
5ـ ما كان على شرط البخاري.
6ـ ما كان على شرط مسلم.
السؤال هو: ما الفرق بين ما كان على شرطهما، وما كان على شرط البخاري، مع العلم أن شرط مسلم داخل في شرط البخاري؟!).
فأجاب الشيخ:
(المراتب الثلاثة الأولى للحديث الصحيح لا إشكال فيها، إلا إذا لم يجعل ذلك التقسيم مطردا، لأن ما أخرجه مسلم دون البخاري قد يكون أصح مما أخرجاه لأسباب علمية؛ كشهرة الأول وغرابة الثاني – مثلا – كما أوضح ذلك الحافظ ابن حجر وغيره.
أما الأقسام الباقية ففيها كلام، أولا: ما معنى قولهم: ما كان على شرطهما وما كان على شرط أحدهما؟ ما المقصود بالشرط هنا؟ وما مصدر هذا التقسيم؟ إذا علمنا أساس هذا التقسيم، وأن مبناه قول الإمام الحاكم في تضاعيف كتابه المستدرك، ففي جعل تلك الأقسام الثلاث الأخيرة من الصحيح نظر قوي؛ إذ معنى قوله هذا صحيح على شرط الشيخين أو شرط أحدهما أن رواة الحديث ممن أخرج لهم البخاري ومسلم أو أحدهما بغض النظر عن مدى سلامة الحديث من الشذوذ والعلة وحتى عن قضية العنعنة التي أثير حولها خلاف بين الشيخين، فبمجرد كون الراوي من رواة البخاري أو مسلم أصبح حديثه على شرطه، هذا هو الذي نفهمه من تضاعيف كتاب الحاكم (المستدرك). وحذى حذوه بعض المتأخرين والمعاصرين، وحتى قال بعضهم قياسا على هذا الأسلوب: هذا إسناد صحيح على شروط الستة.
وعلى كلٍّ فالحديث الذي قيل فيه إنه على شرط الشيخين أو شرط أحدهما قد يكون صحيحا أو حسنا أو معلولا واهيا، وقد يكون الإسناد متصلا أو منقطعا، وبالتالي فلا مجال للإشكال الذي ورد في السؤال، حيث إن التقسيم يكون غير سليم أصلا.
ثم إن التقسيم حسب هذا المعنى الذي سبق ذكره لا يوهم أن للصحيح شروطا تختلف باختلاف المحدثين، وشروط الصحيح التي تضمنها تعريف الصحيح متفق عليها لدى المحدثين النقاد، ولم يختلف فيها إلا الفقهاء، وأما إذا كان التقسيم مبنيا على مراعاة شروط الصحيح فإنه يوهم اختلاف هذه الشروط وتنوعها حسب الأشخاص من المحدثين، وليس الأمر كذلك في الواقع، ولم يقل أحد بذلك التنوع.
كما لا يكون هناك فرق بين ما كان على شرطيهما وبين ما أخرجاه؛ لأن الحديث الذي أخرجاه في الصحيحين لم يخرجاه إلا لوجود شروط الصحيح فيه، وما وُجدت فيه شروط الصحيح فعلا حسب رأي النقاد لا سيما الشيخان، لا يتأخر عن مرتبة ما أخرجاه، لمجرد كون ذلك الحديث الصحيح الذي صححوه غير مخرج في الصحيحين، وأما إذا قال غير النقاد إنه على شرط الشيخين فقد يكون صحيحا أو حسنا أو ضعيفا معلولا، وبالتالي لا يكون هذا الحديث مثل ما أخرجه الشيخان أو أحدهما قطعا).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4980&highlight=%E1%DE%C7%C1+%C7%E1%E3%E1%CA%DE%EC+%CD%E 3%D2%C9+%C7%E1%E3%E1%ED%C8%C7%D1%ED
أرجو أن يفيدك هذا.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[15 - 03 - 05, 01:35 ص]ـ
الأقرب المنع
لعدة أمور
منها كونهما يعرضا عن بعض الأحاديث كما ذكرت أخي المكرم طلال
ومنها كونهما ينتقيا من بعض حديث بعض الرواة
ومنها كونهما يخرجا لبعض الرواة ما توبعوا عليه ....
وإن قصد بكون الحديث على شرطهما أنه صحيح عندهما فمشكل جدا
وإن قصد به نوع ترجيح فحسن
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[15 - 03 - 05, 01:46 ص]ـ
لو لم يصح القول او ان قولنا حديث على شرط الشيخين او احدهما لانتقد الحاكم على وضعه للمستدرك على الصحيحين من الاصل لكنه لم ينتقد بل استدرك عليه الذهبي اشياء وايضا لبطل كتاب الدارقطني الالزامات من اصله وانتقد لوضعه الكتاب من الاصل وملوم ان الالزامات للدارقطني فيه شرط الشيخين وامر اخر ان الشيخين لم ينكرا ما خرج عن كتابيهما بل انهما اقتصرا على جملة من الصحيح ولم يلتزما باخراج كل ما كان على شرطهما خشية الاطاله ومعلوم ايضا ان احاديث كثيرة اسانيدها اقوى بكثير من بعض الاحاديث التي في الصحيحين وخصوصا الاحاديث التي انتقدت عليهما والله اعلم
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[15 - 03 - 05, 10:48 ص]ـ
الأخ المكرم محمد بن عبد الله
عذرا لم أرَ ردكم إلى الآن وإلا ففيه غنية
أبو بكر
¥(43/132)
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[22 - 04 - 05, 01:36 م]ـ
من الله علي بقراءة كتاب التحرير للشيخ الجديع - حفظه الله - فا استفدت استفادات عظيمة ومنها هذه
فالواجب اعتباره لفهم شرط الشيخين فيما انتقياه أمور أهمها:
أولاً: أن يلاحظ أنهما يخرجان للراوي أصولاً ومتابعات وشواهد، فمن خرجا له في غير الأصول، فليس على شرط الصحيح.
ثانياً: أنهما يخرجان حديث الراوي عن بعض شيوخه، ولا يخرجانه عن شيخ معين مع ثقة ذلك الشيخ؛ لكون الراوي عنه ضعيفاً فيه، وذلك كسفيان بن حسين خرجا له ما لم يكن من حديثه عن الزهري؛ لأنه كان ضعيفاً فيه.
ثالثاً: يخرجان للشيخ في بعض حديثه ضعف، فينتقيان منه ما هو محفوظ دون سائره، كتخريجهما لإسماعيل بن أبي أويس وشبهه.
رابعاً: يخرجان من روايات الثقات الموصوفين بالتدليس ما ثبت أنهم لم يدلسوا فيه، أو الذين اختلطوا في أواخر أعمارهم، ما ثبت أنه ليس مما ضر به الاختلاط.
وهذا مما أغفله المستدركون على الصحيحين ما لم يخرجاه، وأبرزهم الحاكم في كتابه " المستدرك ".
ومن أشد ما عيب على الحاكم الإخلال في تعقبه بسبب تساهله في تخريج أحاديث من أخرج لهم الشيخان من الرواة، دون اعتبار الصفة التي أخرج لهم عليها الشيخان.
وبين الزيلعي أن الشيخين أو أحدهما قد يخرجان حديث الراوي فيه ضعف، انتقاء للمحفوظ من حديثه، ومن ثم فيحتج بعض من بعدهم بكون الراوي خرج له الشيخان دون مراعاة هذا المعنى، فقال: " وهذه العلة راجت على كثير ممن استدرك على (الصحيحين)، فتساهلوا في استدراكهم، ومن أكثرهم تساهلاً الحاكم أبو عبد الله في كتابه (المستدرك)، فإنه يقول: هذا حديث على شرط الشيخين، أو أحدهما، وفيه هذه العلة، إذ لا يلزم من كون الراوي محتجاً به في الصحيح أنه إذا وجد في أي حديث، كان ذلك الحديث على شرطه؛ لما بيناه.
بل الحاكم كثيراً ما يجيء إلى حديث يخرج لغالب رواته في الصحيح، كحديث روي عن عكرمة عن ابن عباس، فيقول فيه: (هذا حديث على شرط البخاري)؛ يعني لكون البخاري أخرج لعكرمة، وهذا أيضاً تساهل.
وكثيراً ما يخرج حديثاً بعض رجاله للبخاري، وبعضهم لمسلم، فيقول: (هذا على شرط الشيخين)، وهذا أيضاً تساهل.
وربما جاء إلى حديث فيه رجل قد أخرج له صاحبا (الصحيح) عن شيخ معين، لضبطه حديثه وخصوصيته به، ولم يخرجا حديثه عن غيره لضعفه فيه، أو ضبطه حديثه، أو لكونه غير مشهور بالرواية عنه، أو لغير ذلك، فيخرجه هو عن غير ذلك الشيخ، ثم يقول: (هذا على شرط الشيخين)، أو: (البخاري)، أو: (مسلم)، وهذا أيضاً تساهل؛ لأن صاحبي (الصحيح) لم يحتجا به إلا في شيخ معين لا في غيره، فلا يكون على شرطهما.
وهذا كما أخرج البخاري ومسلم حديث خالد بن مخلد القطواني عن سليمان بن بلال وغيره، ولم يخرجا حديثه عن عبد الله بن المثنى، فإن خالداً غير معروف بالرواية عن ابن المثنى، فإذا قال قائل في حديث يرويه خالد بن مخلد عن ابن المثنى: (هذا على شرط البخاري ومسلم) كان متساهلاً.
وكثيراً ما يجيء إلى حديث فيه رجل ضعيف أو متهم بالكذب، وغالب رجاله رجال الصحيح، فيقول: (هذا على شرط الشيخين) أو (البخاري) أو (مسلم)، وهذا أيضاً تساهل فاحش.
ومن تأمل كتابه (المستدرك) تبين له ما ذكرناه " (448).
وقال ابن القيم ناقداً صنيع الحاكم وشبهه: " أن يرى. . الرجل قد وثق، وشهد له بالصدق والعدالة، أو خرج حديثه في الصحيح، فيجعل كل ما رواه على شرط الصحيح، وهذا غلط ظاهر، فإنه إنما يكون على شرط الصحيح إذا انتفت عنه العلل والشذوذ والنكارة، وتوبع عليه، فأما مع وجود ذلك أو بعضه فإنه لا يكون صحيحاً، ولا على شرط الصحيح، ومن تأمل كلام البخاري ونظرائه في تعليله أحاديث جماعة أخرج حديثهم في صحيحه، علم إمامته وموقعه من الشأن، وتبين له حقيقة ما ذكرناه " (449).
وقال ابن القيم أيضاً منبهاً على معنى تخريج مسلم حديث (مطر الوراق) وشبهه: " ولا عيب على مسلم في إخراج حديثه؛ لأنه ينتقي من أحاديث هذا الضرب ما يعلم أنه حفظه، كما يطرح من أحاديث الثقة ما يعلم أنه غلط فيه، فغلط في هذا المقام من استردك عليه إخراج جميع حديث الثقة، ومن ضعف جميع حديث سيء الحفظ، فالأولى طريقة الحاكم وأمثاله، والثانية طريقة أبي محمد بن حزم وأشكاله، وطريقة مسلم هي طريقة أئمة هذا الشأن " (450).
قلت: فالواجب على من قصد إلى إصابة شرط الشيخين فيما لم يخرجاه أن يسلك طريقهما في الانتقاء.
وخلاصة هذا المبحث:
أن على الباحث أن يجتهد في تحقيق صورة الانتقاء من أحاديث من أخرجهم الشيخان، ولا يبادر إلى الحكم على حديث بأنه على شرط الشيخين أو أحدهما بمجرد تخريجهما لذلك الراوي.
ولما كان تحقيق ذلك مما يشق ويعسر فينبغي أن يستغنى عن القول مثلاً: (حديث على شرط الشيخين) بالقول: (إسناده إسناد الصحيح) وشبه ذلك، مما لا يقع به إيهام استيفاء شروط الشيخين، خصوصاً مع استحضار أن شرط الشيخين غير مقصور على أحوال الرواة، وإنما يطلب فيه سائر شروط الصحة.
اسال الله ان يحفظ الشيخ الجديع ويبارك فيه وفي ذريته
¥(43/133)
ـ[العدوي]ــــــــ[22 - 04 - 05, 02:03 م]ـ
ويمكننا أن نتحرى المزيد من الدقة عند إطلاقنا هذا القول أعني - على شرط البخاري أو مسلم - بأن يكون السند خُرِّجَ على نفس صورة إخراج البخاري أو مسلم له فمثلا لا نحكم على راوٍ معين بأنه من شرط الشيخين إلا إذا ورد إسناده بنفس الصورة التي وردت عند صاحبي الصحيحين أو أحدهما.
ولكن تبقى إشكالية أخرى، وهي أن الإسناد قد يورد على نفس الصورة التي خرجها الشيخان أو أحدهما، إلا أن الإسناد فيه أحد من طعن فيهم، وكل ما في الأمر أنهم انتقوا من حديثه ما ترجح لديهم أن الراوي أصاب فيه.
بحد عام فالأسلم كما تفضل إخواننا هو أن نطلق عليه رجاله رجال الصحيح، أو رجال الشيخين، فيكون على الناظر بعد ذلك أن يتحقق من بقية شروط الصحة، والله أعلم(43/134)
الرجاء المشاركة: ما صح من كرامات الأولياء
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[15 - 03 - 05, 08:54 ص]ـ
أرجو من المشايخ وطلبة العلم المشاركة في هذا الموضوع.
القصص الصحيحة من كرامات الأولياء:
--------------------------------------------
القصة الأولى: قصة سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
نص القصة:
قال رضي الله عنه:" ركبت سفينة رضي الله عنه البحر فانكسرت فركبت لوحا منها فطرحني في أجمة فيها أسد فأقبل الأسد يتمطى، فقلت: يا أبا الحارث أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فطأطأ رأسه وجعل يدفعني بجنبه حتى أخرجني من الأجمة ويدفعني أمامه ثم مشى معي حتى أقامني على الطريق ثم همهم وضربني بذنبه فرأيت أنه يودعني، فكان ذلك آخر عهدي به ".
تخريج القصة:
رواه الحاكم (2/ 675) والطبراني في الكبير (7/رقم 6433) والروياني في مسنده (رقم 662) وأبو نعيم في دلائل النبوة (ص 369) وعنه المزي في تهذيب الكمال (11/ 206) من طريق عبيد الله بن موسى.
ورواه البزار (رقم 3838) من طريق عثمان بن عمر، والمزي قي تهذيبه (11/ 206) من طريق حماد، والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 195 رقم 6432) من طريق خلف البلخي، قال: وكان رجلا صالحا.
أربعتهم عن أسامة بن زيد الليثي عن محمد بن المنكدر سمعت سفينة به.
وهذا إسناد حسن رواته كلهم ثقات، وفي أسامة الليثي كلام وهو حسن الحديث.
قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
ورواه الحاكم (3/ 706) والطبراني في الكبير (7/رقم 6432) من طريق ابن وهب.
واللالكائي في الاعتقاد (1/ 316) وأبو نعيم في الدلائل (ص 163 رقم 196) من طريق جعفر بن عون، كلاهما عن أسامة بن زيد الليثي عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن محمد بن المنكدر به.
فزاد محمد بن عبد الله بين أسامة و محمد بن المنكدر، وهو ثقة، وهو اختلاف لا يضر لأنه في كل الأحوال يدور على ثقة، وهو لا يخلوا من أحد الاحتمالات التالية:
الأول: أن يكون لأسامة شيخان في الحديث فيكون سمع بواسطة ثم سمعه منه مباشرة، لا سيما وأسامة لم يوصف بالتدليس فيما رأيت.
فإن كان هذا فهو صحيح من الوجهين.
الثاني: أن يكون ها الاختلاف ناتجا عن تردد أسامة لا سيما وفي حفظه كلام، فإن يكن كذلك فلا يضر تردده بين ثقتين لا جرم صححه الحاكم من الوجهين.
الثالث: أن يلزم الترجيح، فيترجح جانب العدد الأكثر ويكون ذكر محمد بن عبد الله من المزيد في متصل الأسانيد.
وعلى كل الاحتمالات فالأثر حسن من أجل أسامة كما تقدم.
-----------------------------------------------------
القصة الثانية: قصة المرأة والعنزة والصيصة
نص القصة:
قال حميد بن هلال: " كان رجل من الطفاوة طريقه علينا فأتى الحي فحدثهم قال: قدمت المدينة في عير لنا فبعنا ثم قلت: لأنطلقن إلى هذا الرجل إلى هذا الرجل فلآتين من بعدي بخبره، قال: فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يريني بيتا قال: إن امرأة كانت فيه فخرجت في سرية من المسلمين وتركت ثنتي عشرة عنزة وصيصتها كانت تنسج بها، قال: ففقدت عنزا من غنمها وصيصتها فقالت: يا رب إنك قد ضمنت لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه، وإني فقدت عنزا من غنمي وصيصتي وإني نشدتك عنزي وصيصتي، قال: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شدة مناشدتها لربها تبارك وتعالى، قال رسول الله صل الله عليه وسلم: فأصبحت عنزها ومثلها معها، وصيصتها ومثلها معها، وهاتيك فأتها فاسألها إن شئت، قال: قلت: بل أصدقك " اهـ.
تخريج القصة:
رواه الإمام احمد (5/ 67) حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا سليمان يعني ابن المغيرة عن حميد بن هلال به.
قال الهيثمي في المجمع (5/ 277): رجاله ثقات رجال الصحيح اهـ
وقال الألباني في صحيحته (رقم 2935): وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل الطفاوي فإنه لم يسم ولا يضر لأنه صحابي، والصحابة كلهم عدول اهـ.
قال أبو عبد الباري: إلا أنه يخشى أن يكون فيه مبهم لقوله أن الصحابي جاء إلى الحي فأخبرهم، وظاهر ذلك أن حميدا لم يحضر القصة والله أعلم.
---------------------------------------------
القصة الثالثة: قصة المرأة التي ولدت في قبرها بعد موتها
نص القصة:
¥(43/135)
" بينا عمر – رضي الله عنه – يعرض للناس إذ مر به رجل معه ابن له على عاتقه، فقال عمر: ما رأيت غرابا أشبه بغراب من هذا بهذا، فقال الرجل: أما و الله يا أمير المؤمنين لقد ولدته أمه وهي ميتة، قال: ويحك وكيف ذلك؟ قال: خرجت في بعث كذا وكذا وتركتها حاملا به قلت: استودع الله ما في بطنك، فلما قدمت من سفري أخبرت أنها قد ماتت، فبينما أنا ذات ليلة قاعد في البقيع مع بني عم لي، إذ نظرت فإذا ضوء شبيه السراج في المقابر، فقلت لبني عمي: ما هذا؟ فقالوا: ما ندري غير أنا نرى هذا الضوء كل ليلة عند قبر فلانة، فأخذت معي فأسا ثم انطلقت نحو القبر فإذا القبر مفتوح، وإذا هو بحجر أمه، فدنوت فناداني مناد: أيها المستودع ربه خذ وديعتك، أما لو استودعت أمه لوجدتها، قال: فأخذت الصبي وانضم القبر ".
تخريج القصة:
رواه ابن أبي الدنيا في هواتف الجنان (ص 59 - 60 رقم 59) والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (1/ 192) من طريق عبيد بن إسحاق الضبي ثنا عاصم بن محمد العمري عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: بينا عمر فذكره.
وهذا سند رجاله ثقات غير عبيد بن إسحاق فهو ضعيف وبه أعله أبو حاتم كما في علل ابنه (2/ 304 رقم2422) فقال: هذا الحديث الذي أنكر على عبيد بن إسحاق، لا أعلم رواه غير عبيد، وعاصم ثقة وزيد بن أسلم ثقة اهـ.
قال أبو عبد الباري: في كلام أبي حاتم بيان سبب الإنكار ألا وهو تفرده به مع ضعفهن لكنه لم يتفرد به، بل تابعه عثمان بن زفر – وهو صدوق كما في التقريب-.
قال ابن أبي الدنيا عقب الرواية السابقة: قال محمد بن الحسين- شيخه في الحديث – فسألت عثمان بن زفر عن هذا الحديث فقال: سمعته من عاصم بن محمد.
ومحمد بن الحسين هو أبو شيخ البرجلاني، أورده الذهبي في الميزان (3/ 522) فقال: أرجو أن يكون لا بأس به، ما رأيت فيه توثيقا ولا تجريحا، لكن سئل عنه إبراهيم الحربي فقال: ما علمت إلا خيرا اهـ.
وتعقبه الحافظ في اللسان (5/ 137) فقال: وما لذكر هذا الرجل الفاضل الحافظ – يعني في الضعفاء- وقد ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 88رقم15338)، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: ذكر لي أن رجلا سأل أحمد بن حنبل عن شيء من حديث الزهد، فقال: عليك بمحمد بن الحسين البرجلاني اهـ.
قال أبو عبد الباري: له ترجمة في تاريخ بغداد للخطيب (2/ 222 - 223) وذكره ابن مفلح في المقصد الأرشد في أصحاب الإمام أحمد (2/ 389).
وزاد الحكيم الترمذي من طريق عبيد بن إسحاق: فحدثت بهذا الحديث محمد بن إبراهيم العمري فقال: هذا والله الحق، وقد سمعت عم أبي عاصم يذكر، ورأيت ابن ابن هذا الرجل بالكوفة وقال لي موالينا: هو هذا.
والقصة ذكرها العجلوني في كشف الخقاء (1/ 258) في شرح حديث ابن عمر " إن الله إذا استودع شيئا خفظه " وهو حديث صحيح كما في الصحيحة للألباني (تحت رقم 14).
وذكرها أيضا المناوي في فيض القدير (2/ 506) من رواية الحكيم الترمذي، لكن في مطبوعته أقحم (ابن عمر) بين عمر وأسلم مولى عمر، وليس في نوادر الأصول ذكر ابن عمر فليصحح من هنا والله أعلم.
------------------------------------------------
القصة الرابعة: قصة الرجل الذي أسره الجن في عهد عمر رضي الله عنه
نص القصة:
ذكر عبد الرحمن بن أبي ليلى – رحمه الله-:" أن رجلا من قومه خرج ليصلي مع قومه صلاة العشاء ففقد، فانطلقت امرأته إلى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – فحدثته بذلك، فسأل عن ذلك قومها فصدقوها فأمرها أن تتربص أربع سنين فتربصت ثم أتت عمر فأخبرته بذلك فسأل عن ذلك قومها فصدقوها، فأمرها أن تزوج، ثم إن زوجها الأول قدم فارتفعوا إلى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – فقال عمر: يغيب أحدكم الزمان الطويل لا يعلم أهله حياته؟!، قال: إن لي عذرا، قال: وما عذرك؟ قال: خرجت أصلي مع قومي صلاة العشاء فسبتني الجن، أو قال: أصابني الجن، فكنت فيهم زمانا طويلا، فغزاهم جنٌّ مؤمنون فقاتلوهم فظهروا عليهم وأصابوا سبايا فكنت فيمن أصابوا فقالوا: ما دينك؟ فقلت: مسلم، قالوا: أنت على ديننا لا يحل لنا سباؤك، فخيروني بين المقام وبين القفول، فاخترت القفول فأقبلوا معي بالليل بشر يحدثونني وبالنهار إعصار ريح أتبعها، قال – أي عمر-: فما كان طعامك؟ قال: كل ما لم يذكر اسم الله عليه، قال– أي عمر-: فما شرابك؟ قال: الجدف- أي ما لم يخمر من الشراب -
¥(43/136)
+قال: فخيره عمر بين المرأة وبين الصداق ".
تخريج القصة:
رواه ابن أبي الدنيا في هواتف الجنان (ص 108رقم113) فقال: حدثني إسحاق بن إسماعيل حدثنا خالد بن الحاث الهجيمي حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي نضرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى به.
وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات إلا ما يخشى من عنعنة قتادة وهو لم يتفرد به بل توبع عليه.
فرواه عبد الله بن أحمد في مسائله عن أبيه (346) حدثني أبي حدثني يحيى القطان حدثنا عبد الملك بن يحيى بن أبي سليمان حدثني عطاء عن عبيد بن عمير به. وهذا سند صحيح أيضا.
ورواه ابن أبي الدنيا في هواتف الجنان (ص 109رقم114 مختصرا) عن عبد الرحمن بن يونس أبي مسلم حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة أن رجلا في عهد عمر فذكره.
وهذا سند حسن رجاله ثقات غير أنه منقطع بين يحيى بن جعدة وعمر وهو حسن بما قبله من الطريقين.
--------------------------------------
القصة الخامسة: قصة صلة بن أشيم العابد الزاهد
(كان صلة بن أشيم من كبار التابعين من أهل البصرة، وكان ذا فضل وورع وعبادة وزهد)
نص القصة"
قال صلة – رحمه الله -" كنت أسير بهذه الأهواز إذ جعت جوعا شديدا فلم أجد أحدا يبيعني طعاما فجعلت أتحرج أن أصيب من أحد من أهل الطريق شيئا، فينا أنا أسير إذ دعوت ربي فاستطعمت فسمعت وجبة خلفي فإذا أنا بثوب أو منديل فيه ذو خلة ملأى رطب فأخذته وركبت دابتي فأكلت منه حتى شبعت فأدركني المساء فنزلت إلى راهب في دير له فحدثته الحديث فاستطعمني من الرطب فأطعمته رطبات ... القصة.
تخريج القصة:
رواه ابن المبارك في الزهد (رقم 297) ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (2/ 239).
ورواه اللالكائي في كرامات الأولياء (رقم 189) وابن أبي الدنيا في كتابه (مجابو الدعوة) (90)، وذكرها ابن الجوزي في صفة الصفوة (3/ 218) من طرق أخرى وأسانيدها صحيحة والله أعلم.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[16 - 03 - 05, 02:30 م]ـ
----------------------- للرفع --------------- المشاركة ----------------
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[16 - 03 - 05, 02:44 م]ـ
الشيخ الفاضل هنا كتاب صُنف في الباب وهو تأليف رجل اسمه (عبدالرقيب) جمع قصصا كثيرة جدا وتكلم على أسانيدها
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[16 - 03 - 05, 07:47 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
فأين يوجد هذا الكتاب؟ هل يمكن وضعه هنا أو يوجد في أي موضع من الشبكة العنكبوتية؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 12 - 05, 09:46 ص]ـ
وهناك كتاب (الصحيح المسند من كرامات الأولياء)
لأخينا الشيخ محمد زكي أبي عبد الله الداري،
ولكن لم يطبع منه إلا الطليعة(43/137)
أي حديث أراده الإمام الشافعي ....
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[15 - 03 - 05, 10:37 م]ـ
ذكر الن حجر أن الشافعي خطّأ مالك في لفظة زادها، وخالفه فيها سبعة، فما هي اللفظة، وما ههو الحديث؟
تنبيه: حديث الزكاة قبل الشافعي زيادة مالك فيه.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[15 - 12 - 05, 11:39 ص]ـ
للرفع(43/138)
في هذا الإسناد سقط أم خطأ من النسخة
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[15 - 03 - 05, 10:43 م]ـ
قال أبو داود: نا سليمان بن داود المهري، قال: نا وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن أبي حميد مولى مسافع، أنه سمع أبا هريرة قال:
" إياكم ومحقرات الأعمال ...... ".
قلت: كذا في " زهد أبي داود " (294 - ط دار الضياء).
وفي هذا الإسناد سقط؛ فإن أبا حميد لم يرو عنه سوى الزهري، ويونس بن يزيد يروي عن الزهري.
فهل هذا في باقي النسخ من الكتاب؟
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[16 - 03 - 05, 12:35 ص]ـ
أهلاً بك أخي أبا المنهال، فقد افتقدنا تخريجاتكم، ومشاريعكم العلمية.
في طبعة الزهد بتحقيق ضياء الحسن السلفي، نشر الدار السلفية، الهند:
278 - حدثنا أبو داود، [قال حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح] (1) قال: حدثنا ابن وهب، قال أخبرني يونس بن يزيد، عن أبي حميد مولى مُسَافِع أنه سمع أبا هريرة قال: لن ينجي أحداً منكم عمله، فقربوا، وسددوا، وقال أبو هريرة: لإياكم ومحقرات الذنوب ... . (ص 271 والتي تليها).
الحاشية:
(1) قال المحقق: ما بين المعكوفتين في الأصل مطموس، وهو مثبت من السند الذي يأتي برقم (290).
وقال: لم أعثر على من خرَّجَ هذا الخبر.
وفقكم الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 03 - 05, 12:48 ص]ـ
وفي طبعة دار المشكاة عام 1414 (بتحقيق ياسر إبراهيم وعباس غنيم) ص252
294 - حدثنا أبو داود قال نا سليمان بن داود المهري، (ق50/ب) قال: نا ابن وهب قال أخبرني يونس بن يزيد عن أبي حميد -مولى مسافع - أنه سمع أبا هريرة قال ....
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 03 - 05, 01:44 ص]ـ
فائدة
في كتاب الفتن لنعيم بن حماد ج1/ص71
حدثنا ابن وهب عن يونس قال حدثني أبو حميد مولى مسافع قال
سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول ليأتين عليكم يوم يمشي أحدكم إلى قبر أخيه فيقول يا ليتني مكانه.
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج5/ص345
قال محمد بن يحيى الذهلي أبو حميد مولى مسافع عن أبي هريرة روى عنه الزهري حديث لتنتقن كما ينتقى التمر وحديث إياكم ومحقرات الأعمال رواهما يونس بن يزيد عنه.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[16 - 03 - 05, 02:17 ص]ـ
روى ابن ماجة:
[4038] حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا طلحة بن يحيى عن يونس عن الزهري عن أبي حميد يعني مولى مسافع عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتنتقون كما ينتقى التمر من إغفاله فليذهبن خياركم وليبقين شراركم فموتوا إن استطعتم
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[25 - 12 - 05, 01:15 ص]ـ
أفادني الشيخ أبو المنهال - وفقه الله، وردَّه إلى الملتقى! - ما يلي:
قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو أحمد بن بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي، قال: حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي، قال: حدثني إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي حميد، عن أبي هريرة قال:
" أحذركم محقرات هذه الأعمال، وإنها تحصى عليكم وترد عليكم ".
(شعب الإيمان 5/ 456 / 7265).
ـ[العاصمي]ــــــــ[25 - 12 - 05, 02:14 ص]ـ
أبو أحمد بن بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي ...
بارك الله فيك ...
الصّواب أنّه أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي ...
وبكر اسم أبي أحمد، وليس أباه، وهو من مشاهير شيوخ الحاكم، وكان يعرف بالدّخمسينيّ ...
ـ[أبو عبدالله محمد]ــــــــ[25 - 12 - 05, 07:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ويحتمل أنه لا يوجد سقط و يكون يونس رواه عن أبي حميد مباشره
فقد قال الشيخ الذي نحبه في الله (عبد الرحمن بن عمر الفقيه)
في كتاب الفتن لنعيم بن حماد ج1/ص71
حدثنا ابن وهب عن يونس قال حدثني أبو حميد مولى مسافع قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول ليأتين عليكم يوم يمشي أحدكم إلى قبر أخيه فيقول يا ليتني مكانه.
ففيه أن يونس بن يزيد وهو الايلي صاحب ابن شهاب قد سمع من أبي حميد
وفي كتاب الجرح والتعديل 1637 و في تاريخ ابن معين 470
قال الدورى سمعت يحيى يقول: هذه الأحاديث التى يرويها (**) عن الزهري عن أبي حميد رأيتها في كتاب ابن المبارك عن يونس عن أبي حميد سمعها يونس من أبي حميد قلت ليحيى: فلعل الزهري سمعها من أبي حميد قال لا.
** قال محقق الكتاب يوجد سقط - والسياق يدل على سقوط كلمة (يونس)
والله أعلم(43/139)
ما توجيه هذا الحديث الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة فادعوا والمواظبة على رفع اليدين
ـ[الأحمدي]ــــــــ[15 - 03 - 05, 11:17 م]ـ
روى أحمد من طريق بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ: ((الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة فادعوا)) [صححه ابن خزيمة وابن حبان وقال الشيخان عبدالقادر وشعيب الأرنؤوط في تخريج الزاد: إسناده صحيح]
*فهل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رفع يديه بين الأذان والإقامة يدعو؟
*فإن لم يرد ذلك فأين يكون موضع الدعاء؟ وكيف نوجه هذا الحديث؟
*وهل وردت آثار عن الصحابة في المواظبة على الدعاء بين الأذان والإقامة؟
أرجو الإفادة .....
ـ[الأحمدي]ــــــــ[16 - 03 - 05, 01:27 م]ـ
أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[ابو تميم]ــــــــ[16 - 03 - 05, 05:07 م]ـ
هذا الحيث قد أتى منطريقين فيما أعلم: ما رواه الترمذي و ابو داود واحمد من طريق:سفيان الثوري عن زيد العمي عن معاويه بن قره عن أنس وايضا ما واه النسائي وابن خزيمه من طريق: اسرائيل عن ابي اسحاق السبيعي عن بريد بن ابي مريم عن انس وهذا الحديث قد صححه ابن حجر وابن خزيمه وابن حبان واحمد شاكر،قال الاالباني فيه (زيد العمي) ضعيف لكن اتى من طريق اخرى صحيحه رجالها كلهم ثقات. فلأمر واسع كون الحديث صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو موطن للدعاءوموطن للأجابه فلا تحجر واسعا. غفر الله لك، محبك: (ابو تميم)
ـ[الأحمدي]ــــــــ[16 - 03 - 05, 08:29 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو تميم
وبانتظار إفادة باقي الأحبة .......
ـ[الأحمدي]ــــــــ[17 - 03 - 05, 12:09 م]ـ
للرفع
ـ[الأحمدي]ــــــــ[18 - 03 - 05, 10:53 م]ـ
لا تحرمونا بارك الله فيكم
ـ[الأحمدي]ــــــــ[19 - 03 - 05, 11:37 م]ـ
؟؟؟؟؟!!!!!!
ـ[الأحمدي]ــــــــ[23 - 03 - 05, 11:19 م]ـ
العجيب أنه قرأ هذا السؤال أكثر من 120 من رواد المنتدى ولكن ........
أفيدونا حفظكم الله ......
ـ[الأحمدي]ــــــــ[28 - 03 - 05, 06:26 م]ـ
!!!!
ـ[الأحمدي]ــــــــ[08 - 04 - 05, 04:42 م]ـ
قال إبن عباس: ذللت طالبا .. فأعزني الله مطلوبا
فبارك الله فيكم: هل من معين على هذه المسألة.(43/140)
حكم تدليس الأعمش رحمه الله
ـ[محمد أمجد البيطار]ــــــــ[16 - 03 - 05, 03:19 م]ـ
حكم تدليس الأعمش رحمه الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
يعتبر تحرير مسألة تدليس الأعمش، من أهم المسائل التي يجب على طلبة العلم البحث والتحقيق في حالها، وذلك نظراً لشهرة هذا الإمام وكثرة مروياته.
وفي هذه المشاركة أبحث مع إخواني طلبة العلم، حكم الإسناد الذي يأتي من طريق الأعمش غير مصرح فيه بالسماع.
كيف تعامل العلماء مع تدليس الأعمش.
أثبت العلماء تدليس الأعمش، واختلفوا في تقييم تدليسه والتعامل معه.
فمنهم من رد أسانيده التي لم يصرح فيها بالسماع.
ومنهم من غض الطرف عن عنعنته ولم يعتبرها.
ومنهم من قبل عدم تصريحه بالسماع من رواة، ورفضه في آخرين.
ومنهم من اضطرب فيه فمرة قبلها ومرة ردها.
خلاصة البحث:
أما من رد حديثه معنعناً فقد تمسك بالقواعد، وأصاب عين الحقيقة.
وأما من اضطرب أو غض الطرف، فقد خالف القواعد وأخطأ.
وأما من قسم في تدليس الأعمش فقبله في رواة دون غيرهم، فمنهم الإمام الذهبي، ولعله اجتهد ولم يصب، على ما ظهر لي، وهذا تقرير وتفنيد ذلك، والله أعلم.
وصف تدليس الأعمش
الأعمش يكثر من التدليس.
ثبت تدليس الأعمش عن أكثر من عشرين شيخاً، وعن أحدهم أكثر من مائة حديث. كما في "تهذيب الكمال" و "تحفة التحصيل" (1ـ134).
وقال ابن المبارك رحمه الله عن تدليس الأعمش: «إنما أفسد حديث أهل الكوفة أبو إسحاق والأعمش لكم».
وقال المغيرة: «أهلك أهل الكوفة أبو إسحاق وأعيمشكم هذا».
وقال سليمان الشاذكوني: «من أراد التديّن بالحديث، فلا يأخذ عن الأعمش ولا عن قتادة، إلا ما قالا: سمعناه».
كما في "معرفة علوم الحديث" (1ـ107)
وعبارة: أفسد حديث أهل الكوفة، من أسوء العبارات التي يتهم بها مدلس، حيث من المعلوم أن تسعة أعشار التدليس في زمن الأعمش كان بالكوفة.
2ـ الأعمش يدلس تدليس التسوية أيضاً.
قاله النووي في "الإرشاد" (34)، والخطيب في "الكفاية" (ص364)، ونقل في (ص365) عن عثمان بن سعيد الدارمي أن الأعمش ربما فعل هذا.
3ـ الأعمش يدلس رجالاً ضعفاء ومتروكين.
قال العلائي في "جامع التحصيل" (1ـ101): «قال أبو معاوية: كنت أحدث الأعمش عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن مجاهد. فيجيء أصحاب الحديث بالعشي، فيقولون: حدثنا الأعمش عن مجاهد بتلك الأحاديث. فأقول: أنا حدثته عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن مجاهد. والأعمش قد سمع من مجاهد. ثم يراه يدلس عن ثلاثة عنه، وأحدهم متروك، وهو الحسن بن عمارة».
وقال ابن عبد البر في التمهيد (1ـ30) «وكل من عرف أنه لا يأخذ إلا عن ثقة فتدليسه ومرسله مقبول، فمراسيل سعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين وإبراهيم النخعي عندهم صحاح، وقالوا مراسيل عطاء والحسن لا يحتج بها لأنهما كانا يأخذان عن كل أحد، وكذلك مراسيل أبي قلابة وأبي العالية، وقالوا لا يقبل تدليس الأعمش، لأنه إذا وقف، أحال على ملأ، يعنون ثقة. إذا سألته عمن هذا؟ قال عن موسى بن طريف، وعباية بن ربعي، والحسن بن ذكوان».
وموسى بن طريف: كذاب.
وعباية بن ربعي: متروك متهم في دينه.
والحسن بن ذكوان: ضعيف.
كيف قيم العلماء تدليس الأعمش
اضطرب تقيم الحافظ ابن حجر رحمه الله، لتدليس الأعمش بعض الشيء، ففي كتابه "طبقات المدلسين" عد تدليس الأعمش في الطبقة الثانية مع الثوري وابن عيينة.
وفي كتابه "النكت" عد تدليسه في الطبقة الثالثة، التي تلي طبقة الثوري وابن عيينة.
وقال العلائي في "جامع التحصيل" صفحة (113): «ثانيهما: من احتمل الأئمة تدليسه وخرجوا له في الصحيح وإن لم يصرح بالسماع وذلك إما لإمامته أو لقلة تدليسه في جنب ما روى أو لأنه لا يدلس إلا عن ثقة كالزهري وسليمان الأعمش وإبراهيم النخعي».
قلت: وفي هذا حيف كبير للزهري وأمثاله.
تقسيم الذهبي لتدليس الأعمش
قسم الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه "ميزان الاعتدال" (3ـ316) تدليس الأعمش فقال في ترجمته: «وهو يدلس وربما دلس عن ضعيف ولا يدري به، فمتى قال: أخبرنا فلان فلا كلام، ومتى قال: عن تطرق إليه احتمال التدليس، إلا في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم، وأبي وائل، وأبي صالح السمان، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال».
¥(43/141)
واعتماد الذهبي رحمه الله، على تقسيم تدليس الأعمش هذا مبني على استقراءه لحديثه، والحق أن هناك ما ينقض هذا التقيسم، وفق قاعدة: المثبت مقدم على النافي.
فقد قال الحاكم في كتابه "معرفة علوم الحديث" (1ـ35): «عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دماً وأميطوا عنه أذى. قال الحاكم: هذا حديث رواته كوفيون وبصريون ممن لا يدلسون وليس ذلك من مذهبهم ورواياتهم سليمة وإن لم يذكروا السماع، وأما ضد هذا من الحديث فمثاله ما حدثناه أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء أنا يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: ذكرنا ليلة القدر ....
قال الحاكم رحمه الله: لم يسمع هذا الحديث الأعمش من أبي صالح وقد رواه أكثر أصحابه عنه هكذا منقطعاً فأخبرني عبد الله بن محمد بن موسى ثنا محمد بن أيوب حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا خلاد الجعفي حدثني أبو مسلم عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش عن الأعمش عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: ذكرنا ليلة القدر .... »
وقال ابن معين: «قال سفيان الثوري لم يسمع الأعمش هذا الحديث من أبي صالح الإمام ضامن.
كما في "تاريخ ابن معين" رواية الدوري. (3ـ497)
وقال الإمام أحمد: «كان الأعمش يدلس هذا الحديث لم يسمعه من أبي وائل. قال مهنا ـ تلميذ الإمام أحمد ـ فقلت له: عمن هو؟ قال: كان الأعمش يرويه عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن أبي وائل فطرح الحسن بن عمرو وجعله عن أبي وائل».اهـ
كما في كتاب "تحفة التحصيل" (1ـ134).
وقال سفيان الثوري: «لم يسمع الأعمش حديث إبراهيم الوضوء من القهقهة منه، وروى الأعمش هذا الحديث عن أبي صالح». اهـ
كما في كتاب "تحفة التحصيل" (1ـ134).
وكان الحافظ ابن حجر رحمه الله، يتخوف من رواية الأعمش عن أبي صالح وأبي وائل بالعنعنة , وإن كانت في الصحيح، فقد قال في الفتح (12ـ82): «فيه: سمعت أبا هريرة وكذا في رواية عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن أبي صالح سمعت أبا هريرة وسيأتي بعد سبعة أبواب في باب توبة السارق وقال ابن حزم: وقد سلم من تدليس الأعمش. قلت: ولم ينفرد به الأعمش، أخرجه أبو عوانة في صحيحه من رواية أبي بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح».
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (11ـ559): «قوله عن أبي وائل هو شقيق بن سلمة وقد تقدم في الشرب من رواية أبي حمزة وهو السكري وفي الأشخاص من رواية أبي معاوية كلاهما عن الأعمش عن شقيق وقد تقدم قريبا من رواية شعبة عن سليمان وهو الأعمش ويستفاد منه أنه مما لم يدلس فيه الأعمش فلا يضر مجيئه عنه بالعنعنة».
وروى ابن عبد البر بإسناده أن الأعمش كان يدلس حديث إبراهيم التيمي: « .... حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن سفيان الثوري قال: حدثنا سليمان الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة.
قال علي بن المديني: قال يحيى بن سعيد: قال سفيان وشعبة: لم يسمع الأعمش هذا الحديث من إبراهيم التيمي.
قال ابن عبد البر: هذه شهادة عدلين إمامين على الأعمش بالتدليس وأنه كان يحدث عن من لقيه بما لم يسمع منه». اهـ
التمهيد (1ـ30)
وقال ابن مهدي: «حديث الأعمش من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة ليس من صحيح حديث الأعمش». اهـ
العلل لابن أبي حاتم (1ـ97)
ومعنى أنه ليس من صحيح حديث الأعمش أنه دلسه، كما مر عن سفيان وشعبة والقطان.
ومن التقسيم المعتبر لتدليس الأعمش ما جاء عن شعبه رحمه الله، حيث قال: «كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش وأبي إسحاق وقتادة.
قال الحافظ: فهذه قاعدة جيدة في أحاديث هؤلاء الثلاثة أنها إذا جاءت من طريق شعبة دلت على السماع ولو كانت معنعنة». اهـ
طبقات المدلسين (1ـ58).
هذا ما وقفت عليه من النقول المهمة في بيان حال تدليس الأعمش رحمه الله، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو حاتم المصري]ــــــــ[16 - 03 - 05, 03:47 م]ـ
أخونا الفاضل جزاكم الله خيرا
والله أسأل أن يعلمنا وإياك لم أقرأ البحث بعد ولكن لي تحفظ بسيط على عنوان بحثكم (حكم تدليس الأعمش (رحمه الله
¥(43/142)
وهو أن العنوان بهذا اللفظ خطأ لأن الحديث الذي ثبت فيه تدليس الأعمش أو غيره يرد لجهالة الراوى الساقط على تفصيل في هذه المسألة.
لذلك يجب أن يكون العنوان هو (حكم عنعنة الأعمش)
وحتى تكتمل الفائدة لإخواننا لايجوز إذا رأيت المدلس عنعن الحديث أن تقول دلسه فلان ولكن قل عنعنه فلان وهو مدلس لأن هناك بون بين الإثنين.
وسمح اي سأقرأ البحث واسمح لي أن أناقشك فيه من باب النصح على أوقات متفاوتة لأنني مشغول جدا.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[16 - 03 - 05, 07:26 م]ـ
أما من رد حديثه معنعناً فقد تمسك بالقواعد، وأصاب عين الحقيقة.
وأما من اضطرب أو غض الطرف، فقد خالف القواعد وأخطأ.
وأما من قسم في تدليس الأعمش فقبله في رواة دون غيرهم، فمنهم الإمام الذهبي، ولعله اجتهد ولم يصب، على ما ظهر لي، وهذا تقرير وتفنيد ذلك، والله أعلم.
تقسيم الذهبي لتدليس الأعمش
قسم الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه "ميزان الاعتدال" (3ـ316) تدليس الأعمش فقال في ترجمته: «وهو يدلس وربما دلس عن ضعيف ولا يدري به، فمتى قال: أخبرنا فلان فلا كلام، ومتى قال: عن تطرق إليه احتمال التدليس، إلا في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم، وأبي وائل، وأبي صالح السمان، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال».
واعتماد الذهبي رحمه الله، على تقسيم تدليس الأعمش هذا مبني على استقراءه لحديثه، والحق أن هناك ما ينقض هذا التقيسم، وفق قاعدة: المثبت مقدم على النافي.
قال الخطيب في الكفاية ص 374
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال قال عبد الله بن الزبير الحميدي وإن كان رجل معروفا بصحبة رجل والسماع منه مثل ابن جريج عن عطاء أو هشام بن عروة عن أبيه وعمرو بن دينار عن عبيد بن عمير ومن كان مثل هؤلاء في ثقتهم ممن يكون الغالب عليه السماع ممن حدث عنه فأدرك عليه أنه أدخل بينه وبين من حدث رجلا غير مسمى أو أسقطه ترك ذلك الحديث الذي أدرك عليه فيه أنه لم يسمعه ولم يضره ذلك في غيره حتى يدرك عليه فيه مثل ما أدرك عليه في هذا فيكون مثل المقطوع.
قلت: وهذا نص في محل النزاع يبين أن الذهبي لم يعتمد فقط على استقراءه كما دل عليه كلامكم.
قال الإمام أبو عبدالله الحاكم في المعرفة ص 108
الجنس الخامس من المدلسين قوم دلسوا عن قوم سمعوا منهم الكثير وربما فاتهم الشيء عنهم فيدلسونه ..........
إلى أن قال ص 109
ومن هذه الطبقة جماعة من المحدثين المتقدمين والمتأخرين مخرج حديثهم في الصحيح إلا أن المتبحر في هذا العلم يميز بين ما سمعوه وما دلسوه.
قلت: وهذا دليل ظاهر على صحة تفصيل الإمام الذهبي، وطريقته أن نقول لكم:
إن الإمام أبا عبد الله الحاكم وصف من يميز المدلَّس من غير المدلس بـ ((المتبحر في هذا العلم))
وأنت تقول برد العنعنة على معنى أنها تدليس
فهل ترى الحاكم يصف من يميز العنعنة عن السماع والتحديث بـ ((المتبحر في هذا العلم)).
هذا على عجل فإنه ألم بنا شغل ونعود إليكم شيخنا الحبيب
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[17 - 03 - 05, 01:32 ص]ـ
أما قولكم
فقد قال الحاكم في كتابه "معرفة علوم الحديث" (1ـ35): «عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دماً وأميطوا عنه أذى. قال الحاكم: هذا حديث رواته كوفيون وبصريون ممن لا يدلسون وليس ذلك من مذهبهم ورواياتهم سليمة وإن لم يذكروا السماع، وأما ضد هذا من الحديث فمثاله ما حدثناه أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء أنا يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: ذكرنا ليلة القدر .......
قال الحاكم رحمه الله: لم يسمع هذا الحديث الأعمش من أبي صالح وقد رواه أكثر أصحابه عنه هكذا منقطعاً فأخبرني عبد الله بن محمد بن موسى ثنا محمد بن أيوب حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا خلاد الجعفي حدثني أبو مسلم عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش عن الأعمش عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: ذكرنا ليلة القدر "
فجوابه فيه كما ترى
وهذا غير وارد على ما قاله الإمام الذهبي
فقول الذهبي رحمه الله تعالى لا ريب أنه مشروط بعدم وجود علة أو قرينة تدل على التدليس، وهذا ظاهر جدا ينبغي أن لا يرد على مثل هذا الإمام ......
فزيادة سهيل في الإسناد الثاني هي دليل عدم السماع ..... فليتأمل
وأما قولكم
وقال ابن معين: قال سفيان الثوري لم يسمع الأعمش هذا الحديث من أبي صالح الإمام ضامن
فجوابه في تخريجكم له
وسترون أنه روي من وجوه بزيادة رجل ....... والزيادة هنا دليل عدم السماع ...... فليتأمل.
وأما قولكم
وقال الإمام أحمد: «كان الأعمش يدلس هذا الحديث لم يسمعه من أبي وائل. قال مهنا ـ تلميذ الإمام أحمد ـ فقلت له: عمن هو؟ قال: كان الأعمش يرويه عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن أبي وائل فطرح الحسن بن عمرو وجعله عن أبي وائل».اهـ
فجوابه كالذي قبله.
وأما قولكم
وقال سفيان الثوري: «لم يسمع الأعمش حديث إبراهيم الوضوء من القهقهة منه، وروى الأعمش هذا الحديث عن أبي صالح».
فجوابه أن نص الثوري كاف فيه.
وهذا كله غير وارد علينا ...........
وأما قولكم
وروى ابن عبد البر بإسناده أن الأعمش كان يدلس حديث إبراهيم التيمي: « .... حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن سفيان الثوري قال: حدثنا سليمان الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة.
قال علي بن المديني: قال يحيى بن سعيد: قال سفيان وشعبة: لم يسمع الأعمش هذا الحديث من إبراهيم التيمي.
قال ابن عبد البر: هذه شهادة عدلين إمامين على الأعمش بالتدليس وأنه كان يحدث عن من لقيه بما لم يسمع منه».
فجوابه كالذي قبله
وقد أجاب الشيخ ناصر الفهد حفظه الله تعالى عن هذه الأحاديث في فصل عقده لبيان أحاديث انتقدها الأئمة وأعلوها بالتدليس ........
وهو كتاب نافع جدا، وقد انتفعتُ به كثيرا ولله الحمد ............
يتبع .......
¥(43/143)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 03 - 05, 02:20 ص]ـ
فائدة
(ال الخطيب في الكفاية ص 374
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال قال عبد الله بن الزبير الحميدي)
هنا مصدر الخطيب هو كتاب النوادر للحميدي
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[17 - 03 - 05, 12:20 م]ـ
فائدة
(ال الخطيب في الكفاية ص 374
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال قال عبد الله بن الزبير الحميدي)
هنا مصدر الخطيب هو كتاب النوادر للحميدي
جزى الله الشيخ ابن وهب خيرا
شيخنا الحبيب أمجد
بالنسبة لحديث الأعمش عن إبراهيم في الضحك في الصلاة فليراجع العلل ومعرفة الرجال 2/ 67
قال عبد الله سمعت أبي يقول في حديث الأعمش عن إبراهيم عن النبي صلى الله عليه وسلم في الضحك في الصلاة: قال وكيع: قال الأعمش: أرى إبراهيم ذكره، وابن مهدي قال: قال سفيان: لم يسمع الأعمش حديث إبراهيم في الضحك.
قال أبي: سمعنا أن إبراهيم سمعه من أبي هاشم الرماني ......
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[17 - 03 - 05, 12:58 م]ـ
قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل عليها رحمة الله
حدثني محمد بن عبد الله بن نمير قال: سمعت أبا خالد الأحمر يقول سمعت الأعمش يقول سمعت من أبي صالح ألف حديث.
(العلل ومعرفة الرجال 2/ 433)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 03 - 05, 01:44 م]ـ
سبق وطرح أكثر من موضوع عن عنعنة الأعمش وما قيل فيه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7349&highlight=%C7%E1%C3%DA%E3%D4
والرابط الثاني لم أهتد إليه.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[17 - 03 - 05, 02:08 م]ـ
روى البخاري في صحيحه:
حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: سمعت أبا صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة).
روى البخاري في خلق أفعال العباد:
"حدثني به عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا تحاسدوا إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار فهو يقول لو أتيت ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه في حقه يقول لو أوتيت ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه في حقه يقول لو أوتيت هذا لفعلت كما يفعل
ورواه شعبة عن الأعمش سمعت أبا صالح نحوه
إذن فالأصل حمل عنعنة الأعمش عمن ثبت سماعه منه، على السماع،
وإن ثبت أنه لم يسمع منه حديثا بعينه، رد ذلك الحديث لا غير.
هذا إن لم يوجد له شاهد أو متابع.
وما كتبه الشيخ السديس في الرابط السابق فهو كلام رائع يرجى الرجوع إليه
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[17 - 03 - 05, 03:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا
بحثت بالأمس عن الرابط ولما أجده
وهو الثاني الذي أشار إليه الشيخ عبد الرحمن
وعنوان موضوع الرابط كان
((هل الأعمش يدلس تسوية))
ومن صحيح إمام الدنيا وجبل العلم
الأعمش روى عن خيثمة عن عدي عدة أحاديث
ثم روى عن عمرو بن مرة عنه
وروى عن إبراهيم عن علقمة
ثم روى عنه عن عبد الرحمن بن يزيد عن علقمة
وسمع سعيد بن جبير
ثم روى عن مسلم البطين عنه
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[19 - 03 - 05, 09:48 ص]ـ
الشيخ المكرم أمجد
ومثل قولنا في الأعمش يقال في ابن جريج
والكلام فيه مشهور لا يخفى على أمثالكم
وله في الصحيحين أحاديث لا تعرف إلا بالعنعنة
ولعلي أشير إلى شيء منها إن شاء الله تعالى
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 03 - 05, 03:40 م]ـ
شيخنا الحبيب ماهر
بارك الله فيكم
أما الأحاديث التي أوردها البخاري للمدلسين فهناك رسالة قيمة لعواد الخلف عن مرويات المدلسين في البخاري
وكذا مرويات المدلسين في صحيح مسلم
توصل الى نتائج مبهرة حقا
يدل على أن البخاري اختار ادق المذاهب في الصحيح وكذا الامام مسلم
وكلامنا هنا عن منهج البخاري في الصحيح لا عن منهج التصحيح
فالبخاري مثلا لم يحتج بابي الزبير في الصحيح ولكن صحح له خارج الصحيح
فشرط الصحيح قوي
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 03 - 05, 03:46 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8810&page=1&highlight=%C7%E1%CA%CF%E1%ED%D3
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 03 - 05, 03:57 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11239&highlight=%E3%E4%E5%CC+%C7%E1%E3%CA%DE%CF%E3%ED%E4
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 03 - 05, 03:59 م]ـ
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=236
¥(43/144)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 03 - 05, 04:02 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8820&highlight=%CC%D1%ED%CC
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[20 - 03 - 05, 10:40 ص]ـ
أما الأحاديث التي أوردها البخاري للمدلسين فهناك رسالة قيمة لعواد الخلف عن مرويات المدلسين في البخاري
وكذا مرويات المدلسين في صحيح مسلم
توصل الى نتائج مبهرة حقا
يدل على أن البخاري اختار ادق المذاهب في الصحيح وكذا الامام مسلم
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم
أين طبعتا
محبكم ماهر
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 03 - 05, 05:39 م]ـ
دار البشائر
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 03 - 05, 05:42 م]ـ
http://www.sharjah.ac.ae/courseware/osoul_aldeen/alkhalaf/cv_data.htm
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 04 - 05, 08:08 ص]ـ
من أحسن من رأيته تكلم على مسألة التدليس الشيخ إبراهيم اللاحم في كتابه "الاتصال والانقطاع" ص171 وما بعدها.
والله أعلم.
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[14 - 04 - 05, 06:42 ص]ـ
اذا قلنا ان حديث الاعمش المعنعن مقبول الا اذا ثبت العكس وهو من الحديث الصحيح حتى لو لم يصرح بالسماع فهنا ملاحظات
اولا نلغي وصف التدليس عن الاعمش اذ لافائدة مرجوة من هذا الوصف اذا كان كل ما يرويه محمول على الاتصال الا اذا ثبت الانقطاع ونرده في الحديث الذي ثبت انقطاعه فقط
ثانيا امير المؤمنين في الحديث شعبة يقول كفيتكم تدليس ثلاثة منهم الاعمش وكان يتقي من حديثه ما قال فيه عن كان عمل شعبة عبثا اذ الجميع يحمل عنعنة الاعمش على السماع على حد قول البعض الا ما عرفنا انقطاعه
ثالثا قبول رواية من ثبت تدليسه مطلقا حتى يثبت العكس من قبل اناس متاخرين غير عارفين بجميع مرويات المدلس وعمن يروي وعمن يترك مغامرة غير مامونة الجانب بخلاف البخاري والائمة قبله لمعرفتهم التامة بكل راو وبكل من يروي عنهم وبكل مروياته وما صرح فيه بالسماع فانهم يعرفون المتصل والمنفصل وعمن دلسه بخلاف المتاخرين فلا يجوز لهم استعمال هذه الطريقة
رابعا اقصى ما يقال في حال المدلس الذي عنعن في حديثه ولم نعرف له تصريح بالسماع حتى في حال الامام الاعمش التوقف فلا نرد حديثه ولا نقبله حتى يتبين لنا الامر اما القبول مطلقا فانه اشبه بقبول رواية المرسل اذ القبول مطلقا فيه تساهل لايخفى
والله اعلم
ـ[أحمد عبدالسلام]ــــــــ[14 - 04 - 05, 08:17 ص]ـ
ثانيا امير المؤمنين في الحديث شعبة يقول كفيتكم تدليس ثلاثة
والله اعلم
هل من إسناد لهذا الخبر
ـ[أبو حاتم المصري]ــــــــ[14 - 04 - 05, 03:56 م]ـ
سٍألت شيخنا الحويني عن إسناد لهذا القول فأجاب
انه في (المعرفة للبيهقى) أه
وفي المعرفة هى معلقة وليست مسندة
ـ[أحمد عبدالسلام]ــــــــ[14 - 04 - 05, 08:54 م]ـ
سٍألت شيخنا الحويني عن إسناد لهذا القول فأجاب
انه في (المعرفة للبيهقى) أه
وفي المعرفة هى معلقة وليست مسندة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي وصاحبي أبو حاتم
حتى لانخرج إخواننا علي صلب الموضوع، أضيف سريعا، قد إعتمدها الحافظ ابن حجر في
طبقات المدلسين حيث قال:"قلت فهذه قاعدة جيدة في أحاديث هؤلاء الثلاثة أنها إذا جاءت من
طريق شعبة دلت على السماع ولو كانت معنعنة ونظيره ثنا الليث عن أبي الزبير عن جابر…… .. ".
،كذلك قال الشيخ مصطفى العدوي في كتابه "شرح علل الحيث":"…وقد قال الحافظ ابن حجر في
عدة مواضع من فتح اباري: إن رواية شعبة عن أي مدلس تجبر عنعنة ذلك المدلس (هذا مضمون كلامه)
. --من كلام الشيخ-."
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[22 - 11 - 05, 12:27 م]ـ
فائدة: قال الألبانى ...... كعنعنة الأعمش فإن فى الصحيحين أحاديث فيها عنعنة الأعمش فأنا أمشيها إذا صح السند اليه وكذلك الذين فوقه ما لم يكن فى المتن غبش لكن إذا كان فى الحديث غبش أى ليس على الجادة فهنا نتوقف ونبحث لعل هذا الغبش بسبب عنعنة الأعمش" أو كما قال فى أشرطة سلسلة الدرر فى مصطلح أهل الأثر الشريط الثانى وقد فرغت وطبعت
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 11 - 05, 10:45 ص]ـ
http://www.sharjah.ac.ae/courseware/osoul_aldeen/alkhalaf/cv_data.htm
للأسف لم يعمل الرابط(43/145)
ماصحة حديث أم ورقة رضي الله عنها؟ وما فقهه؟
ـ[أحمد الصغير]ــــــــ[17 - 03 - 05, 06:37 ص]ـ
السلام عليكم جميعاً:
أيها الإخوة أحتاج إلى معونتكم ,
روى الإمام أحمد وأبو داود حديثاً فيه إذن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأم ورقة أن تؤم أهل بيتها
وفي بحث سريع في موقع الدرر وجدت:
أن الإمام الذهبي ضعفه (تنقيح التحقيق 1/ 119)
بينما الإمام الألباني حسنه (صحيح سنن أبي داود باختصار السند و إرواء الغليل 493)
وأخرجه الحاكم في المستدرك ولفظه: " أمرها أن تؤم أهل دارها في الفرائض "
وقال لا أعرف في الباب حديثا مسندا غير هذا. وقد احتج مسلم بالوليد بن جميع. اه.
وقال ابن القطان في كتابه الوليد بن جميع و عبد الرحمن بن خلاد لا يعرف حالهما.
قلت: ذكرهما ابن حبان في الثقات. ((نقلاً من عون المعبود))
ووجدت طرقاً أخرى للحديث ...
ما قول إخواننا من المختصين في تخريج هذا الحديث؟
حيث نقل في الإنصاف عن أكثر الحنابلة جواز إمامة المرأة للنفل؟؟
((وهو الأشهر عند المتقدمين قال أبو الخطاب، وقال أصحابنا: تصح في التراويح قال في مجمع البحرين اختاره أكثر الأصحاب))
ثم ما فقه هذا الحديث؟
جزاكم الله خيراً ....
مسند أحمد:
حدثنا أبو نعيم قال حدثنا الوليد قال حدثتني جدتي عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث
سنن أبي داود:
• حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا وكيع بن الجراح حدثنا الوليد بن عبد الله بن جميع
قال حدثتني جدتي وعبد الرحمن بن خلاد الأنصاري عن أم ورقة بنت عبد الله بن نوفل الأنصارية
(إتخاذها مؤذناً)
• حدثنا الحسن بن حماد الحضرمي حدثنا محمد بن فضيل عن الوليد بن جميع عن عبد الرحمن بن خلاد عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث بهذا الحديث والأول أتم
ابن سعد في الطبقات:
أنبأنا الفضل بن دكين حدثنا الوليد بن عبد الله بن جميع قال: حدثتني جدتي عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث
وزاد في الإصابة (ترجمة أم ورقة):
• أخرجه بن السكن من طريق عبد الله بن داود عن الوليد عن ليلى بنت مالك عن أمها عن أم ورقة
• و عند بن منده بعلو عن عبد الله بن داود وكذا قيل بين عبد الرحمن بن خلاد وأم ورقة واسطة.
• وأخرجه أبو نعيمٍ من رواية أبي نعيم عن الوليد: حدثتني جدتي عن أمها أم ورقة وساق الحديث كرواية وكيع.
إبن كثير
• وقد رواه البيهقي من حديث أبي نعيم ثنا الوليد بن جميع حدثتني جدتي عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[17 - 03 - 05, 06:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
الموضوع محل المشاركة مطروح على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27882
وفقكم الله تعالى
ـ[أحمد الصغير]ــــــــ[17 - 03 - 05, 07:08 ص]ـ
و عليكم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
آمين
وجزاك الله خيراً
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[19 - 03 - 05, 01:23 ص]ـ
حديث أم ورقة لا يصح بحال من الأحوال، وقد كنت كتبت بحثا مختصرا يدور على قضيتين هما:
أولهما: أن كلا من عبد الرحمن بن خلاد، وجدة الوليد بن جميع (ليلى بنت مالك) مجهول، ولم يتفقا على لفظ الحديث كاملا بل زاد أحدهما على الآخر قلا يتقوى بالطريقين مع هذا الاختلاف0
ثانيهما: أنهما لو اتفقا على اللفظ المفيد - على احتمال - فلا يصح لأنه مصادم للنصوص الصحيحة في أن موقف المرأة في الصلاة في الصفوف الأخيرة، ومن شروط تقوية الضعيف عدم مصادمة الصحاح وله أمثلة كثيرة متعددة0
أخوكم/ أبو عبد الباري(43/146)
الرواة المتروكون في مسند الإمام أحمد (جمع ودراسة) للدكتور عامر صبري
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - 03 - 05, 12:46 ص]ـ
الرواة المتروكون في مسند الإمام أحمد
جمع ودراسة
أ. د عامر حسن صبري (1)
التعريف بالبحث
عني هذا البحث بتتبع استقرائي للرواة المتروكين في مسند الإمام أحمد رحمه الله تعالى، وتراجمهم، وتتبع أحاديثم وتخريجها، والوقوف على كيفية إخراج الإمام أحمد لهؤلاء المتروكين، مع دراسة لأسباب إخراج الإمام لهم، وتبين أن الإمام لم يعتمد عليهم استقلالاً، وإنما أخرج لهم ما وافقهم غيرهم عليه، هذا مع ندرة الروايات التي جاءت من طريقهم.
(1) أستاذ الحديث النبوي وعلومه ورئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية الشريعة والقانون في جامعة الإمارات العربية المتحدة، ولد في بغداد عام (1377 هج، 1957م)، وحصل على درجة الماجيستير من كلية الشريعة بجامعة أم القرى عام (1983م)، ورسالته " الاقتراح لابن دقيق العيد: دراسة وتحقيق "، وحصل على درجة الدكتوراة من الكلية نفسها عام (1986م)، ورسالته " تنقيح التحقيق لابن عبد الهادي: دراسة وتحقيق "، وله أعمال كثيرة، من آخرها تحقيق " مشيخة القزوويني ت 750 هج).
توثيق البحث:
مجلة " الأحمدية " (مجلة علمية دورية محَكَّمَة، تعنى بالدراسات الإسلامية وإحياء التراث) دبي.
العدد الثامن عشر /رمضان 1425 هج – أكتوبر 2004 م.
من ص293 إلى ص 344.
والآن، ما رأي الإخوة طلبة العلم، المهتمين بالأبحاث الحديثية (هل أقوم بكتابة البحث وتفريغه على حلقات (انتفاع دوري)، ثم عند نهايته (يُفَرّغ) كاملاً في ملف وورد.
هل أشرع أم لا؟
بارك الله فيكم.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - 03 - 05, 12:59 ص]ـ
الأخ / أشرف ..
بارك الله فيك ..
الدكتور عامر يعرفه الجميع بتحقيقاته المميزة.
فأنا أول رافِعِي يَدِ الموافقةِ والتأييد، فتوكل على الله، أعانك الله وأحسن إليك.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - 03 - 05, 02:11 ص]ـ
جزاك الله خيراً على تشجيعك أخي المبارك " محمد بن عبد الله "
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[18 - 03 - 05, 05:38 ص]ـ
الأخ الفاضل (أشرف بن محمد) ابدأ على بركة الله، وأنزله على فترات متقطعة، وحبذا لو كان معك من يساعدك فالذي يظهر لي أن البحث طويل جدا، وأنا لم أقف على المطبوع فهو لم يصلنا في مدينة الدمام.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[18 - 03 - 05, 08:19 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك اشرع بالموضوع
نسال أن يجزيك الجنة
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - 03 - 05, 10:59 ص]ـ
ص294
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الله عزوجل هيَّأ لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم حُفَّاظاً عارفين، وجهابذةً عالمين، وصيارفةً ناقدين، ينفون عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، فتفننوا في تصنيفها، وتنوَّعوا في تدوينها، على طرق مختلفة، ومناهج متنوعة، حرصاً على حفظها، وتمييزاً لصحيحها من دخيلها، حتى غدت السنة المطهرة بهذه الجهود الخيرة صافيةً نقية، لا تَزَيُّدَ فيها ولا نقص، وتحقق في ذلك قول الله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له حافظون}.
وكان من أشهر العلماء اهتماماً بحفظ السنّة وتبليغها والدفاع عنها الإمام الحافظ الحجة أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، الذي قدّم في سبيل حفظها الكثير، وترك لنا آثاراً عظيمة كان لها أبلغ الأثر في حفظ سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الضياع والتحريف، إضافة لما أوتي من الثبات والصبر على أشد البلاء في سبيل الدفاع عنها وصيانتها.
وإنَّ كتابه (المسند) ليعدُّ من أكبر دواوين السنّة، وأحسنها وضعاً، وأفضلها انتقاءً، فقد ضم أحاديث كثيرة لا توجد إلا فيه، وقلّ حديث يثبت إلا وهو فيه، وفي ذلك يقول الإمام أبو موسى المديني: وهذا الكتاب أصلٌ كبير، ومرجع وثيق لأصحاب الحديث، اُنْتُقِيَ من حديثٍ كثير ومسموعاتٍ وافرة، فجعله إماماً ومُعْتَمَداً، وعند النزاع مَلْجَأ ً ومستنداً (1).
(1) خصائص المسند ص21.
ص295
¥(43/147)
ومن فضل الله تعالى عليَّ أن وفقني إلى خدمة هذا الديوان السامي، واستخراج دُرره وفوائده، فقمتُ من أجل ذلك بعدد من الأعمال العلمية (1)، لاقت قبولاً عند بعض أهل العلم [تواضع (أش)]، والحمد لله رب العالمين، ومن الخدمات التي قمت بها: إفراد رواةِ مسند الإمام وترتيبهم على نسق حروف المعجم، مع ذكر شيوخ المتَرجَم وتلامذته من روايات المسند نفسه، والحكم على مرتبتهم بما أدّاه اجتهادي، معتمداً في ذلك على أقوال أئمة الجرح والتعديل مع ذكر فوائد أخرى تتعلق بحديث الراوي وبإسناده، وقد تم هذا العمل بفضل الله، ولم يبق منه سوى مراجعته ووضع دراسة مفصَّلة عن منهج الإمام في المسند، وكان أحد الأسباب التي شجعتني على هذا العمل – على الرغم من صعوبته – ما كان من تمني الإمام الذهبي بضرورة تيسير سبل الإفادة من المسند، والذي قال عندما تقدمت به السن، وأصبح عاجزاً عن النهوض بأعبائه، يستنهض همم من بعده: فلعلَّ الله يقيِّض لهذا الديوان العظيم من ... يوضح حال كثير من رجاله ... ويُرتّب الصحابة على المعجم، وكذلك أصحابهم على المعجم ... ولولا أني قد عجزتُ عن ذلك لضعف البصر وعدم النية، وقرب الرَّحيل، لعملتُ في ذلك (2).
(1) من هذه الأعمال التي طُبعت: زوائد عبد الله بن أحمد في المسند، وكتاب الوجادات في المسند،ومعجم شيوخ الإمام أحمد في المسند، وتحقيق كتاب (ترتيب أسماء الصحابة الذين أخرج لهم أحمد بن حنبل في المسند) لابن عساكر، وتحقيق كتاب (حديث عبد الله بن يزيد المقرئ مما وافق رواية الإمام أحمد) للضياء المقدسي، وبحث في المخضرمين في المسند، وآخر في خدمات العلماء والباحثين لمسند أحمد، وغيرذلك، ومن الأعمال التي تتعلق بالإمام أحمد تحقيق كتاب الزهد، وقد باشرت تحقيقه على ست نسخ خطية.
(2) سير أعلام النبلاء 13/ 525، بتصرف، وأرجو الله تعالى أن أكون أهلاً لتحقيق أمنية هذا الإمام الجليل في خدمة المسند.
أهمية البحث:
هذا البحث جزء من تلك الدراسة، رأيتُ إفرادها على حدة، وتكمن أهميته في:
أ – أصالته، وعدم السبق إليه فيما أعلم.
ب – في كونه دراسة استقرائية تطبيقية.
ص296
ت – الدفاع عن هذا الكتاب العظيم، وإظهار مكانته وإمامته.
ث – معرفة كيفية إخراج الإمام أحمد لهؤلاء المتروكين، وأن الإمام لم يعتمد عليهم استقلالاً وإنماأخرج لهم ما وافقهم غيرهم عليه، هذا مع نُدرة الروايات التي جاءت من طريقهم.
وقد اختلف العلماء قديماً وحديثاً في الرواة المتروكين أو الكذَّابين في المسند، فذهب بعضُهم إلى نفي ذلك وأنَّ الإمام نزَّه مسنده عن الكذابين وعن المتهمين بالكذب، وممن قال بهذا القول الإمام ابن تيميَّة، فقال: طريقة أحمد أنه لا يروي في مسنده عمَّن يُعرف أنه يتعمد الكذب ... الخ (1)، واختار هذا القول الحافظ ابن [رجب] الحنبلي، فقال: يتبين من من عمل الإمام أحمد وكلامه أنه يترك الرواية عن المتهمين والذين كثر خطؤهم للغفلة وسوء الحفظ، ويحدِّث عمن دونهم في الضعف، مثل مَن في حفظه شيء أو يَختلف الناس في تضعيفه وتوثيقه (2).
وذهب بعض العلماء إلى أن في المسند بعض المتروكين، كما توجد فيه أحاديث قليلة موضوعة أو ساقطة، وممن قال بهذا القول الإمام ابن الجوزي، وحكم على أحاديث في المسند بأنها موضوعة، وأنها لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم (3)، ومنهم أيضاً الإمام الذهبي إذ قال عنه: وفيه أحاديث معدودة شبه موضوعة، ولكنها قطرة في بحر (4)، وقال أيضاً: فإنه مُحْتَوٍ على أكثر الحديث النبوي وقلّ أَنْ يثبت حديث إلا وهو فيه، وقلّ أَنْ تجد فيه خبراً ساقطاً (5)،
وقال ابن كثير: فيه أحاديث ضعيفة بل موضوعة، كأحاديث مرو، وشهداء عسقلان (6).
(1) الفتاوى 18/ 26.
(2) شرح علل الترمذي 1/ 92.
(3) جمع الحافظ ابن حجر هذه الأحاديث في " القول المسدد [في الذب عن مسند الإمام أحمد]، ودافع عنها، ونفى أن تكون موضوعة.
(4) سير أعلام النبلاء 11/ 329.
(5) نقله ابن الجزري في المصعد الأحمد ص34.
(6) اختصار علوم الحديث ص42.
ص297
وأثبتَ هذا البحث صحة هذا المذهب الأخير، ولكن بتفصيل سنذكره في خاتمته إن شاء الله تعالى.
خطة البحث:
جمعتُ في هذا البحث رواة المسند الذين تُركوا بسبب تعمدهم الكذب الصريح، أو بسبب وقوع الكذب في حديثهم وإن لم يتعمدوه، أو بسبب عدم حفظهم بمرة لغفلتهم، واتبعتُ فيه الخطوات التالية:
أ – رتبتُ الرواة على نسق حروف المعجم.
ب – ذكرتُ ترجمة مختصرة لهؤلاء الرواة، وحرصتُ على معرفة أقوال الإمام أحمد فيهم.
ت – استعرضت أحاديث هؤلاء الرواة في المسند.
ث – خرًّجتُ جميع أحاديثهم، وحرصتُ على ذكر المتابعات والشواهد.
ج – قمتُ في خاتمة البحث بدراسة تتعلق بهذا الجمع، وسبب إخراج الإمام لهم، وغير ذلك.
***************************
يتبع إن شاء الله تعالى ...
¥(43/148)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - 04 - 05, 02:05 ص]ـ
وقبل الشروع بذكر أسماء الرواة المتروكين وأحاديثهم في المسند، يحسُن بنا أن نذكر نُبذة عن الراوي المتروك، وتعريفه، وحكم الرواية عنه.
1 – الترك لغة واصطلاحاً:
الترك لغة: وَدْعُك الشيء، يقال: تركه تركاً، وتركت الشيء تركاً: خلَّيته (1).
وفي اصطلاح المحدثين: هو الراوي الذي يُتَّهم بالكذب في الحديث، أو ظهر فسقه بالفعل أو بالقول، أو فحُش غلطه، وكَثُرت غفلته حتى غلب ذلك على صوابه (2).
(1) لسان العرب 1/ 430.
(2) ينظر: شرح علل الترمذي 1/ 72.
ص298
فقد سأل عبدُ الرحمن بن مهدي شعبةَ بن الحجاج: متى يُترك حديث الرجل؟ فقال: إذا حدث عن المعروفين ما لا يعرفه المعرفون، وإذا كثر الغلط، وإذا اتهم بالكذب، وإذا روى حديثاً غلطاً مجتمعاً عليه فلم يتهم نفسه فيتركه طُرح حديثه، وما كان غير ذلك فارووا عنه (1).
وقال الإمام مالك: أربعة لا يكتب حديثهم: رجل سفيه معروف بالسفه وصاحب هوى داعية إلى هواه، ورجل صالح لا يدري ما يُحدِّث، ورجل يكذب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسائرهم يُكتب عنهم (2).
وبهذا يُتبين أن الراوي لا يُقال فيه: (متروك) حتى يتصف بواحد من الأوصاف السابقة، وإليك تفصيلها:
أ – من كان يكذب في روايته، ويتعمد ذلك، ويدخل في هذا الوصف من روى الخطأ من غير أن يعلم أنه خطأ، فلما عُرف وجه الصواب أصرَّ على الخطأ أَنَفَة من أن يُنسب إلى غلط (3)، ويلحق به أيضاً من غلبه الزُّهد فغفل عن الحفظ، وفي ذلك يقول ابن حبان – وهو يتحدث عن أنواع جرح الضعفاء -: ومنهم من كبر وغلب عليه الصلاح والعبادة، وغفل عن الحفظ والتمييز ... حتى خرج عن حد الاحتجاج به (4). ويقول يحيى بن سعيد القطان: لم نجد الصالحين أكذب منهم في الحديث (5). وقال مالك: لقد أدركت في هذا البلد – يعني المدينة – مشيخة لهم فضل وصلاح وعبادة يحدِّثون، ما سمعت من
(1) رواه العقيلي في الضعفاء 1/ 13، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/ 32.
(2) رواه العقيلي في الضعفاء 1/ 13، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/ 32، وابن حبان في المجروحين 1/ 80، وابن عدي في الكامل 1/ 103.
(3) ينظر: كتاب الموضوعات لابن الجوزي 1/ 16.
(4) المجروحين 1/ 67.
(5) رواه مسلم في مقدمة الصحيح 1/ 122، وابن عدي في الكامل 1/ 151. وعقب عليه مسلم بقوله: يجري الكذب على لسانهم ولا يتعمدون الكذب.
ص299
أحد منهم حديثاً قط، قيل له: ولم يا أبا عبد الله؟ قال: لم يكونوا يعرفون ما يُحدِّثون (1).
ب – أو ظهر منه سبب مفسِّق، والفسق في الاصطلاح الشرعي: خروج المسلم عن تعاليم الشرع (ويقع بالقليل من الذنوب وبالكثير، ولكن تعُورف فيما إذا كان كثيراً (2).
وأكثر مايقال الفاسق لمن التزم به، وأقر به، ثم أخلّ بجميع أحكامه، أو بعضه) (3). وقال ابن حبان: ومنهم – يعني من المجروحين – المعلن بالفسق والسفه، وإن كان صدوقا في روايته، لأن الفاسق لا يكون عدلاً، والعدل لا يكون مجروحاً، ومن خرج عن حد العدالة لا يُعتمد على صدقه ... إلخ (4).
قلت: ومن الفسق أيضاً سبُّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وانتقاصهم، وتتبع معايبهم، وفي ذلك يقول ابن معين: كل من شتم عثمان أو طلحة أو أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دجال لا يُكتب عنه، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (5). وقال أبو زرعة الرَّازي: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ... إلخ (6). وقال الحافظ الذهبي، وهو يتحدث عن البدعة: وبدعة كبرى، كالرفض الكامل والغلو فيه، والحطِّ على أبي بكر وعمر والدعوة إلى ذلك فهذا النوع لا يُحتج بهم ولا كرامة (7).
(1) رواه العقيلي في الضعفاء 1/ 13، وابن عدي في الكامل 1/ 104، والخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 1/ 213.
(2) وهذا العرف يحتاج إلى تقييد شرعي أو عرفي، وما هو قادح في العدالة.
(3) من كتاب المنهاج الإسلامي في الجرح والتعديل للدكتور فاروق حمادة ص287.
(4) المجروحين 1/ 79.
(5) التاريخ لابن معين، رواية الدوري 2/ 66.
¥(43/149)
(6) رواه الخطيب البغدادي في الكفاية في علم الرواية ص97.
(7) ميزان الاعتدال 1/ 5.
ص300
ج – من كثُر غلطه في الحديث، فيكون الغالب على حديثه الغلط والوهم، أما من كان غلطه قليلاً بحيث إنه لم يكن هو الغالب، فقد ذهب جمهور المحدثين إلى جواز الرواية عنه، والاحتجاج بحديثه فيما لم يقع فيه الغلط، وفي ذلك يقول ابن مهدي: الناس ثلاثة: رجل متقن فهذا لا يُختلف فيه، وآخر يَهِم والغالب على حديثه الصحة فهذا لا يُترك حديثه، وآخر يَهِم والغالب على حديثه الوهم فهذا يُترك حديثه (1). وقال ابن حبان:إنَّ الشيخ إذا عُرف بالصدق والسماع، ثم تبين منه الوهم ولم يفحش ذلك منه لم يستحق أن يعدل به عن العدول إلى المجروحين، إلا بعد أن يكون وهمه فاحشاً وغالباً، فإذا كان كذلك استحق الترك، فأما من كان يخطئ في الشيء اليسير فهو عدل، وهذا مما لا ينفك عنه البشر، إلا أن ّ الحكم في مثل هذا إذا علم خطؤه تجنبه واتبع مالم يخطيء فيه ... إلخ (3).
2 – حكم رواية من قيل فيه (متروك):
أنزل المحدِّثون من وُصف بصفة الترك منزلة الراوي الذي لا يحتج بخبره ولا يكتب للاعتبار، وتشبه هذه اللفظة عند أكثر المحدثين من قيل فيه: (متهم بالكذب)، أو (بالوضع)، أو (ساقط)، أو (ذاهب)، أو (فيه نظر)، أو (سكتوا عنه)، أو (لا يُكتب حديثه)، أو (لا يُعتبر به)، أو (ليس بثقة)، ونحو ذلك.
وللفائدة نشير: إلى أنه ينبغي أن يفرّق بين قولهم (متروك) وقولهم (تركه فلان)، فإن اللفظة الأولى تدل على سقوط الراوي، وأنه لا يُكتب حديثه، بخلاف اللفظة الثانية، فإنها قد تكون جرحاً، وقد تكون غير جرح (4).
(1) شرح علل الترمذي 1/ 109.
(2) شرح علل الترمذي 1/ 113.
(3) المجروحين 2/ 283، وقال مثله في الثقات 6/ 278 – 279.
(4) نقلت هذه الفائدة من تعليق الشيخ العلامة عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى على كتاب الرفع والتكميل ص141، بتصرف.
* * *
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - 04 - 05, 07:33 ص]ـ
ص300
فهذا يُترك حديثه (1). وقال ابن حبان:إنَّ الشيخ
حصل سقط منِّي، وتمام العبارة (السقط ملون بالأزرق):
وفي ذلك يقول ابن مهدي: الناس ثلاثة: رجل متقن فهذا لا يُختلف فيه، وآخر يَهِم والغالب على حديثه الصحة فهذا لا يُترك حديثه، وآخر يَهِم والغالب على حديثه الوهم فهذا يُترك حديثه (1). وسئل الإمام أحمد: متى يترك حديث الرجل؟ فقال: إذا كان يغلب عليه الخطأ (2). وقال ابن حبان:إنَّ الشيخ إذا عُرف بالصدق والسماع، ثم تبين منه الوهم ولم يفحش ذلك منه لم يستحق أن يعدل به عن العدول إلى المجروحين، إلا بعد أن يكون وهمه فاحشاً وغالباً، فإذا كان كذلك استحق الترك، فأما من كان يخطئ في الشيء اليسير فهو عدل، وهذا مما لا ينفك عنه البشر، إلا أن ّ الحكم في مثل هذا إذا علم خطؤه تجنبه واتبع مالم يخطيء فيه ... إلخ (3)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - 04 - 05, 07:36 ص]ـ
ص300
وقال ابن حبان:إنَّ الشيخ إذا عُرف بالصدق والسماع، ثم تبين منه الوهم ولم يفحش ذلك منه لم يستحق أن يعدل به عن العدول إلى المجروحين، إلا بعد أن يكون وهمه فاحشاً وغالباً، فإذا كان كذلك استحق الترك، فأما من كان يخطئ في الشيء اليسير فهو عدل، وهذا مما لا ينفك عنه البشر، إلا أن ّ الحكم في مثل هذا إذا علم خطؤه تجنبه واتبع مالم يخطيء فيه ... إلخ (3).
(3) المجروحين 2/ 283، وقال مثله في الثقات 6/ 278 – 279.
قال: [ولا يستحق الإنسان الترك بالخطأ اليسير (يخطى) ء والوهم القليل (يهم) حتى يفحش ذلك منه؛ لأن هذا مما لا ينفك منه البشر، ولو كنا سلكناه المسلك للزمنا ترك جماعة من الثقات الأئمة؛ لأنهم لم يكونوا معصومين من الخطأ، بل الصواب في هذا ترك من فحُش ذلك منه والاحتجاج بمن كان منه ما لا ينفك منه البشر]
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - 04 - 05, 07:44 ص]ـ
يتبع
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[11 - 04 - 05, 08:12 ص]ـ
ص301
الرواة المتروكون في المسند:
روى الإمام أحمد في المسند عن بعض الرواة الذين ينطبق عليهم التعريف السابق للمتروك، وإليك أسماءهم، وقد اعتمدت في جميع إحالات المسند على الطبعة الميمنية بمصر:
¥(43/150)
1 – أبان بن أبي عيَّاش العبدي مولاهم، أبو إسماعيل البصري،
كان رجلاً صالحاً، لكنه كان سيء الحفظ جداً، ويغلب على حديثه الخطأ، ولم يكن يتعمد الكذب، قال أحمد: متروك الحديث، ترك الناس حديثه مُذ دُهرٍ من الدَّهْرِ (1)، وقال ابن رجب: خرق أحمد حديثه وأسقطه من المسند ولم يخرّجه فيه (2).
روى له الإمام حديثاً واحداً مقروناً بغيره، فقال: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن ثابت وأبان وغير واحد، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا شغار في الإسلام (3).
ورواه النسائي، والضياء المقدسي في المختارة بإسنادهما إلى حميد الطويل عن أنس به (4).
2 – إسحاق بن عبد الله بن أبي فَرْوة الأٌموي مولاهم المدني،
متروك بسبب عدم حفظه، قال أحمد: لا تحل الرواية عن إسحاق بن أبي فروة، ما هو بأهل أن يُحمل عنه (5)، وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، وقد اتهمه ابن معين في رواية بالكذب (6).
(1) العلل ومعرفة الرجال (872).
(2) شرح علل الترمذي 1/ 90، بتصرف.
(3) المسند 3/ 165.
(4) سنن النسائي (3336)، والمختارة 6/ 17.
(5) رواه ابن عدي في الكامل 1/ 320. وقال البخاري في التاريخ الكبير 1/ 396: نهى ابن حنبل عن حديثه.
(6) المجروحين 1/ 131.
ص302
روى له الإمام حديثاً واحداً، وقد تُوبع عليه، فقال: حدثنا عبد السلام بن حرب المُلائي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فَرْوة، عن بُكير بن عبد الله الأشج، عن سليمان ابن يسار، عن سلمة بن صخر الزُّرَقي، قال: تظاهرت من امرأتي، ثم وقعت بها قبل أن أُكفِّر ... الحديث (1).
ثم رواه الإمام بعده من طريق يزيد بن هارون، ومن طريق عبد الله بن إدريس الأودي، كلاهما عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن سليمان بن يسار به، وسليمان لم يسمع من سلمة بن صخر، ولكن للحديث طريق آخر، فقد رواه الترمذي بإسناده إلى يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن ابن ثوبان، كلاهما عن سلمة بن صخر به، وإسناده حسن (2).
وللفائدة نشير إلى أن عبد الله بن أحمد روى لإسحاق بن أبي فروة حديثين، وهما من زيادات المسند (3).
وأرى أن الإمام أحمد لو نقّح المسند وراجعه لرفع رواية هذا الراوي الذي قال عنه: لا تحل الرواية عنه.
3 – أوس بن عبد الله بن بُريدة بن الحُصيب الأسلمي،
نزيل مرو، تُرك بسبب تفرّده بأحاديث منكرة، وممن تكلم فيه: البخاري، والنسائي، والدارقطني (4).
روى له الإمام أحمد حديثاً واحداً مما تفرد به، فقال: حدثنا الحسن بن يحيى، حدثنا أوس بن عبد الله بن بريدة، قال: أخبرني أخي سهل بن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه، عن
(1) المسند 4/ 37.
(2) جامع الترمذي (1200).
(3) المسند 1/ 74 و 4/ 73، وذكرتهما في كتابي زوائد عبد الله برقم (114 و 211).
(4) ينظر: التاريخ الكبير 2/ 17، وضعفاء النسائي (59)، وضعفاء الدارقطني (121).
ص303
جدِّه بُريدة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ستكون بعدي بعوث كثيرة، فكونوا في بعث خراسان ... الحديث (1).
ورواه من طريقه: ابن الجوزي في العلل المتناهية، وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).
ورواه أيضاً: ابن حبان في المجروحين، والطبراني، والخطيب البغدادي، وابن عساكر، بإسنادهم إلى أوس به (3).
وقال ابن حجر في اللسان: الحديث باطل (4)، وقال في إتحاف المهرة: تفرّد به الإمام أحمد، واتهم بعض الحفاظ أوس بن عبد الله هذا بوضعه ... على أنه لم ينفرد به، (فرواه الطبراني في المعجم الكبير، وابن عدي في الكامل) من طريق حسام بن مِصَكّ، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه ... إلخ (5).
قلت: هذه المتابعة لا يُفرح بها، فإن حسام بن مِصَكّ متروك عند أكثر النقاد.
وقد خالف الحافظ ابن حجر قوله هذا، فذهب في كتابه القول المسدد إلى أن الحديث حسن، وأنه لا يتبين فيه الحكم بالوضع، والحديث ليس من أحاديث الأحكام فيطلب المبالغة في التنقيب (6)، وهذا الرأي من الحافظ غير سديد، والصحيح ما ذهب إليه أولاً.
4 – البَخْتِري بن عبيد بن سلمان الشامي،
تُرك بسبب مخالفته للثقات الأثبات، واتهمه أبو الفتح الأزدي بالكذب (7).
¥(43/151)
(1) المسند 5/ 357.
(2) العلل المتناهية 1/ 308.
(3) المجروحين 1/ 348، والمعجم الأوسط 8/ 141، وتالي التلخيص 2/ 562، وتاريخ دمشق 2/ 413.
(4) لسان الميزان 3/ 120.
(5) إتحاف المهرة 2/ 594، وينظر: المعجم الكبير للطبراني 2/ 19، وابن عدي في الكامل 2/ 841.
(6) القول المسدد ص28، وذكر نحوه في النكت على [ابن] الصلاح 1/ 471، ولكنه لم يصرح بالتحسين.
(7) تهذيب الكمال 4/ 24، مع حاشيته.
ص304
روى له الإمام أحمد حديثاً واحداً، وقد تفرّد به، فقال: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ عَنْ الْبَخْتَرِيِّ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سَلْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ اثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ وَثَلَاثٌة خَيْرٌ مِنْ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ ثَلَاثَةٍ فَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ ... الحديث (1).
وهذا الحديث لم أجده في موضع آخر، ولكن رواه ابن عساكر بإسناده إلى البختريّ بن عبيد عن أبيه، عن أبي هريرة به، فجعله من مسند أبي هريرة (2).
5 – حسين بن قيس، أبو علي الرَّحَبي الواسطي، الملقب ب (حَنَش)،
وهو متروك الحديث، لأنه كان متهماً بالكذب، وترك أحمد حديثه، وقال: ليس حديثه بشيء، لا أروي عنه شيئاً (3)، وقال ابن حبان: كان يقلب الأخبار ويلزق رواية الضعفاء (4).
روى له الإمام حديثاً واحداً، وقد روي من أوجه أخرى، فقال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرَّحَبِيُّ عَنْ عِكْرِمَةَ أَخْبَرَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ اغْتَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَنَابَةٍ فَلَمَّا خَرَجَ رَأَى لُمْعَةً عَلَى مَنْكِبِهِ الْأَيْسَرِ لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ فَأَخَذَ مِنْ شَعَرِهِ فَبَلَّهَا ثُمَّ مَضَى إِلَى الصَّلَاةِ (5).
ورواه ابن ماجة، وابن أبي شيبة، بإسنادهما إلى حنش به (6).
(1) المسند 5/ 145.
(2) تاريخ دمشق 38/ 206.
فائدة: سقط من طبعة المسند قول عبد الله: (حدثني أبي ... ) فأصبح الحديث من رواية عبد الله عن أبي اليمان، وهو خطأ مطبعي ظاهر، فإن الحديث للإمام أحمد، وعبد الله لم يدرك أبا اليمان، وقد جاء عزو الحديث إلى الإمام أحمد في: جامع المسانيد 13/ 758، والمسند المعتلي 6/ 180،، ومجمع الزوائد 1/ 177، والدر المنثور 2/ 536، وعزاه الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الضعيفة 4/ 279، إلى عبد الله، وهو وهم منه، وجاء الحديث على الصواب في طبعة المسند المحققة.
(3) الجرح والتعديل 3/ 63.
(4) المجروحين 1/ 242.
(5) المسند 1/ 243.
(6) سنن ابن ماجة (663)، ومصنف ابن أبي شيبة 1/ 42.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[11 - 04 - 05, 08:22 ص]ـ
فائدة: ص304، هامش 2: وقد جاء عزو الحديث إلى الإمام أحمد في: جامع المسانيد .... ، [أنظر أيضاً تلبيس إبليس ص14، 15]
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[12 - 04 - 05, 04:08 ص]ـ
ص305
رواه أحمد وأبو داود، بإسنادهما إلى خالد بن معدان، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عنه به (1).
وراه أبو داود في المراسيل، والدارقطني، بإسنادهما إلى إسحاق بن سويد عن العلاء بن زياد به، وقال الدارقطني: هذا مرسل (2).
وله طريق أخرى، رواها ابن الجوزي في العلل، وقال: هذه الأحاديث ليس فيها ما يثبت ... إلخ (3).
وأرى أن الإمام أحمد لو تسنى له إعادة المسند وتنقيحه لرفع رواية هذا الراوي الذي قال عنه: لا أروي عنه شيئاً.
6 – خالد بن عبيد، أبو عصام العتكي البصري،
متروك الحديث بسبب اختلال حفظه، مع أنه كان رجلاً، قال ابن حبان: يروي عن أنس نسخة موضوعة ما لها أصل، يعرفها من ليس الحديث صناعته أنها موضوعة ... لا تحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب (4). وقال البخاري: في نظر (5).
¥(43/152)
روى له الإمام حديثاً واحداً مما تفرد به، فقال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ بِالْمُثَنَّاةِ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ [الْأَزْدِيُّ] أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ عُبَيْد [ٍ أَبُو عِصَامٍ] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ ذَهَبَ [بِي] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَوْضِعٍ بِالْبَادِيَةِ قَرِيبًا مِنْ مَكَّةَ فَإِذَا أَرْضٌ يَابِسَةٌ حَوْلَهَا رَمْلٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ فَإِذَا فِتْرٌ فِي شِبْرٍ (6).
(1) المسند 4/ 424، وسنن أبي داود (175)، وفيه بقية بن الوليد، وقد عنعن، وهو يدلس تدليس تسوية، فلا يقبل حديثه إلا أن يقع التصريح بالسماع في جميع حلقات الإسناد، ينظر: كتاب التدليس في الحديث للدكتور مسفر الدميني ص120.
(2) المراسيل ص74، وسنن الدارقطني 1/ 110.
(3) العلل المتناهية 1/ 279.
(4) المجروحين 1/ 279.
(5) التاريخ الكبير 3/ 161.
(6) المسند 5/ 357.
ص306
ورواه من طريقه: ابن الجوزي في العلل (1).
والحديث رواه أيضاً: البخاري في التاريخ، وابن ماجة، والعقيلي، وابن عدي، كلمهم بإسنادهم إلى يحيى بن واضح عن خالد بن عبيد به (2).
7 – رُشيد الهَجَري الكوفي،
متروك الحديث بسبب اتهامه بالكذب، وبسبب معتقده الفاسد، فإنه كان سبئياً يقول برجعة عليّ، وأنه دابة الأرض، وأنه يعرف سر آل محمد صلى الله عليه وسلم الذي يكلم به الموتى (3).
روى له الإمام حديثاً واحداً، وقد روي من أوجه كثيرة، فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَر، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، سَمِعْتُ سَيْفًا يُحَدِّثُ عَنْ رُشَيْدٍ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: حَدِّثْنِي مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ (4).
ورواه أيضاً عن حسين عن شعبة به (5).
وراه كذلك عن أسود بن عامر شاذان، عن أبي إسائيل، عن الحكم، عن هلال الهَجَريّ، قال: قلت لعبد الله بن عمرو ... إلخ، قال عبد الله: هذا خطأ، وإنما هو الحَكَم ُ عن سيف عن رٌشَيد الهَجَريّ (6).
وسيف المذكور هو بيَّاع السَّابري، غير منسوب، وهو مجهول، والحكم هو ابن عُتيبة الفقيه.
(1) العلل المتناهية (1525).
(2) التاريخ الكبير للبخاري 3/ 162، وسنن ابن ماجة (4118)، والضعفاء للعقيلي 2/ 10، والكامل لابن عدي 3/ 897.
(3) ينظر: كتاب الرواة الذين تأثروا بابن سبأ للدكتور سعدي الهاشمي ص47.
(4) المسند 2/ 159.
(5) المسند 2/ 195.
(6) المسند 2/ 209.
ص307
وراه البخاري في التاريخ بإسناده إلى شعبة عن الحكم به.
والحديث رواه أحمد في المسند من طرق كثيرة صحيحة تزيد على اثني عشر طريقاً بأسانيده إلى عبد الله بن عمرو، وأحسب أن الإمام لو تسنَّى له تنقيح المسند لرفع رواية رُشيد هذه، اعتماداً على روايات الحديث الكثيرة (1).
8 – السَّري بن إسماعيل الهَمْداني الكوفي،
متروك الحديث، لأنه يتفرَّد بأحاديث لا يتابعه عليها أحد، وقد رماه يحيى بن القطان بالكذب، وقال أحمد: ترك الناس حديثه (2)، وقال ابن عدي: وأحاديثه التي يرويها لا يتابعه أحد عليها، وخاصة عن الشعبي، فإن َّ أحاديثه عنه منكرات، لا يرويها عن الشعبي غيره، وهو إلى الضعف أقرب (3).
روى له الإمام حديثاً واحداً، وهو معروف من وجه آخر، فقال: حَدَّثَنَا يُونُسُ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ كَثِيرٍ الْهَمْدَانِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ السَّرِيَّ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْكُوفِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ الشَّعْبِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنْ الْحِنْطَةِ خَمْرًا، وَمِنْ الشَّعِيرِ خَمْرًا، وَمِنْ الزَّبِيبِ خَمْرًا، وَمِنْ التَّمْرِ خَمْرًا، وَمِنْ الْعَسَلِ خَمْرًا، وَأَنَا أَنْهَى عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ (4).
ورواه أيضاً: ابن ماجة، والطبراني، وابن عدي، والدارقطني، والحاكم، والخطيب البغدادي، والمزيّ، كلهم بإسنادهم إلى خالد بن كثير به (5).
(1) ينظر: المسند 2/ 163، و187، و192، و193، و202، و205، و206، 209، و212، و215، و224.
والحديث رواه البخاري في مواضع من صحيحه، ومنها (10)، ومسلم (41)، وأبو داود (2481)، والنسائي (4996)، والحميدي في مسنده (595)، والدارمي في مسنده (2719)، وعبد بن حميد في المنتخب (336).
(2) العلل، من رواية الميموني (489).
(3) الكامل 3/ 1295، وينظر: تهذيب الكمال 10/ 227.
(4) المسند 4/ 273.
(5) سنن ابن ماجه (3379)، ومعجم الطبراني الأوسط 8/ 308، وسنن الدارقطني 4/ 253، والمستدرك للحاكم 4/ 148، وتاريخ بغداد للخطيب 4/ 425، وتهذيب الكمال 8/ 155.
يتبع إن شاء الله ...
¥(43/153)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - 05 - 05, 11:00 م]ـ
ص308
وهذا الحديث أنكره يحيى القطان، وترك الرواية عن السري بن إسماعيل بسببه، لأن الحديث معروف من رواية الشعبي عن عبد الله بن عمر عن أبيه، رواه البخاري ومسلم وغيرهما (1).
ورواه أحمد أيضاً من حديث سالم بن عبد الله عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم به، وإسناده صحيح (2). وأرى أن الإمام أحمد لو أعاد مراجعة المسند لرفع رواية السري هذه اعتماداً على روايات الحديث الأخرى.
9 – سهل بن عبد الله بن بُرَيدة الأسلمي،
متروك الحديث لأنه كان يروي عن أبيه أحاديث موضوعة في فضائل مرو وغيرها، لا أصل لها، يرويها عن أخوه أوس، كذا قال ابن حبان، والحاكم (3).
روى له الإمام أحمد حديثاً واحداً في فضل مرو، من رواية أخيه أوس عنه، وقد تقدم في ترجمة أخيه.
10 – عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقُبري، أبو عبَّاد الليثي المدني،
متروك، بسبب سوء حفظه، وقد اتهمه يحيى القطان بالكذب، وقال الإمام أحمد: منكر الحديث متروك الحديث (4).
روى له الإمام ثلاثة أحاديث - وقد توبعت من طرق أخرى - وهي:
الحديث الأول: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ [قَالَ أَبِي اسْمُهُ] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ [ثِقَةٌ]، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَمِينُكَ مَا يُصَدِّقُكَ بِهِ صَاحِبُكَ (5).
(1) صحيح البخاري (4343)، ومسلم (3032)، وأبو داود (3669)، والنسائي (5578).
(2) المسند 2/ 118.
(3) المجروحين 1/ 348، والمدخل إلى الصحيحين للحاكم 1/ 159.
(4) يُنظر: الجرح والتعديل 5/ 71، وتهذيب الكمال 15/ 31.
(5) المسند 2/ 331.
ص309
ورواه الإمام من طريق آخر صحيح، ورواه مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه (1).
الحديث الثاني: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، [قَالَ] أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي شُرَيْحِ [بْنِ عَمْرٍو الْخُزَاعِيِّ] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الصُّعُدَاتِ ... الحديث (2).ورواه من طريق عبد الله بن سعيد به: الدُّ ولابي، والطحاوي، والطبراني (3).
ولكن للحديث شواهد عن عدد من الصحابة، منهم: أبو سعيد الخُدري، وأبو طلحة، وعمر بن الخطاب، فأما حديث أبي سعيد فرواه البخاري، ومسلم، وأحمد، وغيرهم (4).
وأما حديث أبي طلحة فرواه مسلم، وأحمد وغيرهما (5)، وأما حديث عمر، فرواه أبو داود وغيره (6).
الحديث الثالث: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، [قَالَ] حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ،أَوْ أُمِّ سَلَمَةَ [قَالَ وَكِيعٌ] شَكَّ [هُوَ يَعْنِي] عَبْدَ اللَّهِ [بْنَ سَعِيدٍ]: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال َلأحدهما [كذا، والصواب: لِإِحْدَاهُمَا] لَقَدْ دَخَلَ عَلَيَّ الْبَيْتَ مَلَكٌ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ قَبْلَهَا، فَقَالَ لِي: إِنَّ ابْنَكَ هَذَا حُسَيْنٌ مَقْتُولٌ، وَإِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ مِنْ تُرْبَةِ الْأَرْضِ الَّتِي يُقْتَلُ بِهَا ... الحديث (7).
(1) المسند 2/ 228، وصحيح مسلم (1653)، وسنن أبي داود (3255)، والترمذي (1354)، وابن ماجة (2120).
(2) المسند 6/ 385.
(3) الكنى لأبي بشر الدولابي 1/ 39، ومشكل الآثار 1/ 156، ومعجم الطبراني الكبير 22/ 187.
(4) صحيح البخاري (2465)، ومسلم (2121)، وأحمد 3/ 36 _ 47، ورواه أيضاً: أبو داود (4815)، وعبد الرزاق 11/ 20، والطحاوي في المشكل 1/ 156، والبيهقي في الأدب ص156.
(5) صحيح مسلم (2161)، ومسند أحمد 4/ 30، ومشكل الآثار للطحاوي 1/ 155.
(6) سنن أبي داود (4817)، ورواه أحمد في فضائل الصحابة 2/ 770، عن وكيع به.
ص310
ونسبه الهيثمي إلى المسند، ثم قال: ورجاله رجال الصحيح، وهذا سبق قلم منه رحمه الله تعالى، وكأنه ظن أن عبد الله بن سعيد هذا هو ابن أبي هند، وهو ثقة معروف بخلاف المقْبُري (1).
وللحديث شواهد، منها عن علي، وعن أنس، وأبي أمامة وغيرهم، فأما حديث علي، فقد رواه أحمد (2)، وإسناده حسن، وأما حديث أنس فرواه أحمد، والبزار، وأبو يعلى، وابن حبان (3)، وهو حسن أيضاً، وأما حديث أبي أمامة فرواه الطبراني (4)، وإسناده جيد، وفي الباب عن: أم سلمة، وأم الفضل، وأبي الطفيل (5).
11 – عبد الحكيم [الحكم] البصري، قائد سعيد بن أبي عَرُوبة،
وهو متروك الحديث، كما قال الدارقطني (6).
روى له الإمام حديثاً واحداً مما تفرد به، فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَكَيمِ [الحكم قَائِدُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ]، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [بن] الْأَصَمُّ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَبِعَ جَنَازَةً، قَالَ: انْبَسِطُوا بِهَا وَلَا تَدِبُّوا دَبِيبَ الْيَهُودِ بِجَنَائِزِهَا (7).ورواه عبد الرزاق عن الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، قال: فذكره من قوله، وهو الصحيح (8).
(1) مجمع الزوائد 9/ 187.
(2) المسند 1/ 85.
(3) مسند أحمد 3/ 242 – 265، وكشف الأستار عن زوائد البزار (2642)، وأبو يعلى 6/ 129، وابن حبان 15/ 142.
(4) معجم الطبراني الكبير 8/ 342.
(5) يُنظر تخريج أحاديثهم في حاشية صحيح ابن حبان 15/ 143.
(6) ينظر سؤالات البرقاني (312).
(7) المسند 2/ 363.
(8) مصنف عبد الرزاق 3/ 441.
ص311
12 - عبد الغفار بن القاسم بن قيس الأنصاري، أبو مريم الكوفي،
متروك الحديث، لأنه كان ممن كان يتعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أحمد متروك الحديث، وقد كان يُرمى بالتشيع (1)، واتهمه بالوضع ابن المديني وأبو داود وغيرهما (2).
روى له الإمام حديثاً واحداً،
¥(43/154)
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[01 - 10 - 06, 06:50 م]ـ
ص294
ومن الخدمات التي قمت بها: إفراد رواةِ مسند الإمام وترتيبهم على نسق حروف المعجم، مع ذكر شيوخ المتَرجَم وتلامذته من روايات المسند نفسه، والحكم على مرتبتهم بما أدّاه اجتهادي، معتمداً في ذلك على أقوال أئمة الجرح والتعديل مع ذكر فوائد أخرى تتعلق بحديث الراوي وبإسناده، وقد تم هذا العمل بفضل الله، ولم يبق منه سوى مراجعته ووضع دراسة مفصَّلة عن منهج الإمام في المسند
ص297
هل من خبر عن هذا العمل؟
ـ[همام المصري]ــــــــ[01 - 10 - 06, 10:31 م]ـ
تابع أخي وأنا أتابع معك - إن شاء الله - في تحويله لكتاب للشاملة موافق للمطبوع بترقيم الصفحات التي تذكرها حتى إذا انتهيت كان الكتاب للشاملة، ونسخة الوورد جاهزتين
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[01 - 10 - 06, 10:45 م]ـ
جزيتم خيرا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29985(43/155)
هل تثبت الصحبة بحديثين فقط؟
ـ[شعبان الدزيري]ــــــــ[19 - 03 - 05, 02:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
سلمة بن يزيد الأشجعي له حديثين فقط و مختلف فيه إختلاف شديد في النسخ
زيد بن سلمة (أو سلمة بن يزيد)
هو يزيد بن سلمة عند البعض و سلمة بن يزيد عند البعض الآخر:
1 - صحيح مسلم 3/ 1474 و شعب الإيمان ج: 6 ص: 61: سلمة بن يزيد الجعفي
2 - مسند أبي عوانة 1 4/ 415: يزيد بن سلمة الأشجعي
3 - سنن البيهقي الكبرى 8/ 158 يزيد بن سلمة الجعفي
4 - المعجم الكبير 22/ 16: سلمة بن يزيد الليثي
5 - المعجم الكبير 22/ 16:: يزيد بن سلمة
6 - أما الترمذي فقط قال:"رجل"
وكلهم نفس الرواية ..
ولقد راجعت إسمه في أسد الغابة و الإصابة و الطبقات و المعجم و الإستيعاب و الكاشف فما زدت إلا حيرة
وجدت له رواية مختلف فيها عند الإمام أحمد من حيث الرواة فلعله هو و لعله شخص آخر
لست الآن بصدد البحث عن صحة رواياته من عدمها لكن هل تصح صحبته أصلاً؟
ـ[شعبان الدزيري]ــــــــ[19 - 03 - 05, 03:21 م]ـ
للمدارسة
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[24 - 03 - 05, 12:29 ص]ـ
الصحبة تثبت ولو بحديث واحد فقط صحيح الإسناد.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[24 - 03 - 05, 01:48 ص]ـ
وممكن أن تثبت بدون أن يروي أي حديث
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[24 - 03 - 05, 02:06 ص]ـ
قال البخاري رحمه الله 7/صـ3 (فتح الباري):
باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن صحب النبي أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه.
قال الحافظ ابن حجر: وقول البخاري "من المسلمين" حالاً خرج من هذه صفته وهو المعتمد. ويرد على التعريف: من صحبه أو رآه مؤمنًا به ثم ارتدّ بعد ذلك ولم يعد إلى الإسلام فإنه ليس صحابيًا اتفاقًا، فينبغي أن يزاد فيه: [أي على تعريف البخاريّ] "ومات على ذلك".
وقد وقع في مسند أحمد حديث ربيعة بن أمية بن خلف الجمحي وهو ممن أسلم في الفتح وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وحدّث عنه بعد موته ثم لحقه الخذلان فلحق في خلافة عمر بالروم وتنصّر بسبب شيء أغضبه، وإخراج حديث مثل هذا مشكل، ولعلّ من أخرجه لم يقف على قصة ارتداده والله أعلم.
فلو ارتدّ ثم عاد إلى الإسلام لكن لم يره ثانيًا [يعني النبي صلى الله عليه وسلم] بعد عوده فالصحيح أنه معدود في الصحابة لإطباق المحدثين على عدّ الأشعث بن قيس ونحوه ممن وقع له ذلك، وإخراجهم أحاديثهم في المسانيد.
أهـ.
ـ[شعبان الدزيري]ــــــــ[24 - 03 - 05, 02:45 ص]ـ
لقد أثرت مشكلة كبيرة أخي الحبيب فالأشعث رضي الله عنه نفسه في ذات الرواية،
الله أعلم بالصواب ..
إثبات الصحبة له فائدة واحدة فقط في حال من ليس له إلا روايتين و هي التعديل فقط إلى جانب الترضي
لكن هذا الحديث بالذات ومع كثرة الأسماء المختلف فيها أجدني محتاج لتوضيح وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 03 - 05, 07:22 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم هو صحابي
قال الحافظ في الإصابة ج3:ص156
سلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي الجعفي نزل الكوفة وكان قد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وحدث عنه وروى عنه حديث قلت يا رسول الله إن أمنا مليكة كانت تصل الرحم الحديث وفي صحيح مسلم من حديث وائل بن حجر سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا ... ) انتهى.
وهذه الرواية في صحيح مسلم صريحة جدا في صحبته.
ولم يذكر أحد ممن ترجم له خلاف في صحبته.
وللحافظ مغلطاي رحمه الله كتاب أسماه (الإنابة إلى معرفة المختلف فيهم من الصحابة) طبع في مجلدين، ولم يذكر هذا الصحابي في كتابه.
فصحبته ثابتة.(43/156)
حديث (العيادة فواق ناقة) ما صحته؟
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[19 - 03 - 05, 11:34 م]ـ
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث (عيادة المريض فواق ناقة) وهو من حديث أنس
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض.
ما صحت هذا الحديث؟
هل هناك روايات اخرى؟
هل ورد عن النبي صلى الله وسلم تحديد لوقت الجلوس عند المريض. أو عن أحد الصحابة أو السلف الصالح.
ـ[عمار شلبي]ــــــــ[20 - 03 - 05, 01:16 م]ـ
قال الإمام الغزالي: ((وروي أنه قال صلى الله عليه وسلم عيادة المريض بعد ثلاث فواق ناقة
حديث عيادة المريض فواق ناقة أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض من حديث أنس بإسناد فيه جهال)) الإحياء 2\ 210
تنبيه من المشرف
هذا التخريج للحديث ليس للغزال وإنما هو للعراقي الذي خرج أحاديث إحياء علوم الدين.
ـ[ابن سليم]ــــــــ[20 - 03 - 05, 02:56 م]ـ
أخرجه ابن ابي الدنياء في المرض والكفارات (176) والبيهقي في شعب الايمان شعبه (70) ضعفه العلامه الالباني في ضعيف الجامع وفي الضعيفه (3954)
فائده:
فواق الناقه هو مابين الجلستين من الراحه
انظر فتح الباري (10/ 118)
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[20 - 03 - 05, 03:09 م]ـ
أخرجه ابن أبي الدنيا في " المرض والكفارات " (ص: 142 ـ برقم 176) , ومن طريقه البيهقي في " الشعب " 11: 8786 , قال ابن أبي الدنيا:
حدثني أيوب بن الوليد الضرير , ثنا شعيب بن حرب , ثنا أبوعبدالله العنزي , ثنا إسماعيل بن القاسم , عن أنس بن مالك , قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {العيادة فواق ناقة}.
قلت: وهذا إسناد ضعيف , فيه من لم أعرفهم.
فـ (أيوب بن الوليد الضرير) , ترجمه الخطيب في " تاريخه " 7: 10 ـ 11 , ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
و أبوعبدالله العنزي , لم أعرفه , ولعله يكون (مِندل بن علي الكوفي) , فإن كان هو فإنه ضعيف.
وإسماعيل بن القاسم , لم أتوصل إلى معرفته.
وأورد هذا الحديث الغزالي في " الإحياء " 2: 209 , وعلق عليه العراقي قائلاً: في إسناده جهالة.
وأورده كذلك الألباني ـ رحمه الله ـ في " الضعيفة " 8: 3954 , وحكم عليه بالضعف.
إلا أنه رحمه الله تعالى جعل كنية العنزي (أبوعلي) بدلاً من (أبي عبدالله).
والله أعلم.
كتبه محبكم / خالد الأنصاري.
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[08 - 01 - 08, 02:06 م]ـ
غريب الحديث:
قوله «فُوَاقُ نَاقَةٍ»: يجوزُ في الفاءِ وجهانِ: الضمُّ والفَتْحُ، وبهما قُرِئَ في السَّبْع كما في قوله تعالى: {وَمَا يَنظُرُ هَؤُلاَء إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ (فُوَاقٍ)} (سورة ص: 15)
و (فُوَاقُ النَّاقَةِ) هو: قدرُ ما يَكونُ بين الحَلْبَتَينِ من الوَقْتِ، وهو ما بَينَ قَبْضِ الحَالِبِ على الضَّرْعِ وَإِرْسَالِهِ لَه، والتقديرُ بفُوَاقِ النَّاقَة يُضْرَبُ مَثلاً في السُّرْعَةِ واللُّبْثِ القَلِيلِ،
فقولُه: «العِيَادَةُ فُوَاقُ نَاقَة» أي أنَّ زَمَنَ العِيَادَةِ المُستَحَبّ يَنبَغِي أَنْ يَكُونَ قصيراً يَسِيرَاً بِقَدْرِ فُوَاقِ النَّاقَة.
ينظر: "تهذيب اللغة" (9/ 254)، و"المحكم" (6/ 582)، و"النهاية في غريب الأثر" (3/ 479)، و"لسان العرب" (10/ 316 - 318)، و"تاج العروس" (26/ 325).(43/157)
أرجو تخريج هذا الحديث الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسودربنا آتنا في الدنيا حسنة
ـ[عبد المحسن الشاوي]ــــــــ[20 - 03 - 05, 12:12 ص]ـ
قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود: ((ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 03 - 05, 08:28 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9831
ـ[محمد أبوزينب]ــــــــ[20 - 03 - 05, 05:21 م]ـ
عون المعبود - شرح سنن أبي داود
كتاب المناسك
باب الداء في الطواف
حدثنا مُسَدّدٌ أخبرنا عِيسَى بنُ يُونُسَ أخبرنا ابنُ جُرَيْجٍ عن يَحْيَى بنِ عُبَيْدٍ عن أبِيهِ عن عَبْدِالله بنِ السّائِبِ قال سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقُولُ مَا بَيْنَ الرّكْنَيْنِ: "رَبّنَا آتِنَا في الدّنْيَا حَسَنَةَ وَفي الآخرة حَسَنَةَ وَقِنَا عَذَابَ النّارِ"
* وقال الإمام القاري الحنفي تعليقا على مسند أبي حنيفة: رواه ابن ماجه بإسناد ضعيف، ولكنه قوي؛ حيث يعمل به في فضائل الأعمال، والله أعلم بالأحوال.(43/158)
متى كان يأخذ الأحناف بخبر الآحاد جزاكم الله خيرا .. ؟؟
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[20 - 03 - 05, 04:28 م]ـ
اخوتى ... متى كان الحنفية يأخذون بخبر الآحاد .. ؟؟
و هل كانوا يردّونه مطلقا .. ؟؟
و لم لم يكونوا يأخذون به؟؟ هل كان ذلك لعدم تدوين السنّة بعد؟؟
و هل اذا رأينا من يسير على هذا النهج الآن نزجره .. ؟؟ ام هو اختلاف مذاهب لا غبار عليه؟
و جزاكم الله خيرا اخوتى ....
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[20 - 03 - 05, 04:47 م]ـ
من قال لك بأن الحنفية لا يأخذون بخبر الآحاد؟!
هذا لم يقله أحد مطلقا، بل هي سيماء أهل البدع
و الحنفية إنما يؤخرون الآحاد في معرض التعارض مع القطعي
و إلا فكتبهم مليئة بأحاديث الآحاد التي يستدلون بها ابتداءا
راجع في ذلك (أصول الشاشي) ليتبين لك الأمر، و هو كتاب سهل ميسر جيد يمكنك الاطلاع فيه
الكلام غير صحيح فتنبه
محبكم / محمد رشيد الحنفي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 03 - 05, 04:53 م]ـ
--
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[20 - 03 - 05, 05:46 م]ـ
أخى محمد رشيد
بارك الله فيك
و الله أثلجت صدرى .. !!
بارك الله فيك أخى ..
و لكن ماذا تردّ على من يدرس فى الأزهر و يدّعى أنّه حنفى و يقول (خبر الآحاد لا يحل حلالا و لا يحرم حراما)؟؟؟
أرجو الرد يا أخى بارك الله فيك ... بالمصادر و المراجع بارك الله فيك
و الله أحبك فى الله ...
و هل كان الحنفية يأخذون بها اذا وافقت القياس و اذا لم توافق لم يفعلوا ذلك .. ؟؟؟؟
بارك الله فيك أخى
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[21 - 03 - 05, 10:55 ص]ـ
يمكنك لمس ذلك اذا رجعت الى كتاب الخراج لابي يوسف القاضي صاحب ابو حنيفة رضي الله عنهم اجمعين.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 03 - 05, 06:20 م]ـ
يقول كبير الحنفية في هذا العصر الشيخ أحمد الزرقا رحمه الله تعالى:
((لا مخالفة بين كون الحنفية يقدمون القياس على خبر الواحد، و بين قولهم في الوقف إنهم يعملون بالمرسل و يقدمون خبر الواحد على القياس. و ذلك لأن تقديمهم القياس على خبر الواحد إنما هو فيما إذا كان المقيس عليه ثبت حكمه بدليل قطعي أو مشهور، و تقديمهم خبر الواحد على القياس إذا ثبت حكم المقيس عليه بآحاد)) اهـ من شرح القواعد الفقهية القاعدة 14 ص152 ـ 153، دار القلم، دمشق
و يتضح لك من هذا النقل نقطتان:
الأولى / خبر الواحد يستدل به لدى الحنفية
الثانية / لا يقدم القياس على خبر الواحد إلا في حالة كون الدليل المقيس عليه قطعيا أو مشهورا
و من هنا تعلم بطلان ما يزعمه من ذكرت عنهم
ثم من هذا الأزهري الذي ذكرت، هذا جاهل
أنا (حنفي) (أزهري) و أقول لك، لم يرد في كتبنا الجامعية ـ على ضعفها العلمي ـ ما قاله هذا الأزهري المغبون
وفقك الله
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[22 - 03 - 05, 10:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخى
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 - 03 - 05, 12:40 ص]ـ
و اعلم أنك ستسمع عن الحنفية كثير من الافتراءات و الجهالات و السخافات
فاضعف الإيمان أن تعاملها معاملة الإسرائيليات، فلا تصدق ولا تكذب حتى تعرضها على أصحابها
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[23 - 03 - 05, 12:43 ص]ـ
اخى هل بسطت لى القول بارك الله فيك ...
فى هذه المسألة حتى أقنع هذا الشخص بارك الله فيك ...
أثابك الله ..
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 - 03 - 05, 03:24 ص]ـ
يا أخي الكريم
هذا الشخص أصلا بماذا نطالبه أن يعتقد؟
فقط سله / من أين قولكم؟
ثم لو لم يقنعه ما نقلته لكم فما الذي يقنعه؟
ثم على أي شيء هو مصر؟؟ هل يخترع من رأسه قولا و يقول هو قول الحنفية ثم يصر عليه و يتمسك به؟!
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[23 - 03 - 05, 07:26 ص]ـ
صدقت أخى ...
!!!!
حقا هو من عليه أن يأتى بالبيّنة.
ـ[المغناوي]ــــــــ[28 - 03 - 05, 09:11 م]ـ
اخوتى ... .. ؟؟
كان الحنفية يأخذون بخبر الآحاد
و لم لم يكونوا يأخذون به؟؟ هل كان ذلك لعدم تدوين السنّة بعد؟؟
و هل اذا رأينا من يسير على هذا النهج الآن نزجره .. ؟؟ ام هو اختلاف مذاهب لا غبار عليه؟
و جزاكم الله خيرا اخوتى ....
السلام عليكم
احونا ابو حديفة ليكن في علمك انمدهب ابي حنيفةخدم الفقه الاسلامي من عدت جوانب
و خصوصا باب القياس و اما قولك متى كان الحنفية يأخذون بخبر الآحاد و هل كانوا يردّونه مطلقا .. ؟؟
فاولا انا الحنفية لم يردو خبر الآحاد لا مطلق و لا غير مطلق
ولكن هناك قواعد في مدهبهم تحتم عليهم التفريق بين المتواتر والاحاد
و منها انا احكام الشرعية لديهم سبعة ليست كالمعروفة عند المداهب الاخرة
و هي الفرض والواجب الي اخرها
فالفرض يجب ان يكون قطع الادلالة قطع التبوت
والواجب اما يكون قطع الادلالة غير قطع التبوت او يكون قطع التبوتغير قطع الدلالة
وهدا مما دفعهم الي التفريق بيم القسمين
واما قضيت تدون السنة فكانت قبل ظهور مدهب ابي حنيفة لات اول من دون السنة هو الزهري بامر من عمر بن عبد العزيز
وادا راينا احدا لاياخد بالخبر الاحادي تبرانا منه لانه معتزلي
¥(43/159)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 - 03 - 05, 10:22 م]ـ
لم نجد أحدا من أهل السنة ترك الأخذ بالخبر الآحاد لكونه (آحادا) هذا كما ذكرت سابقا من سيماء أهل البدع
و كما ذكر الأخ المغناوي فهي قواعد أصولية في باب التعارض و الترجيح
و أظن أن هذا لا تخلو منه مدرسة فقهية ... فهل هناك من يسوي بين الخبر المتواتر و الآحاد إذا استنفد كل محاولات الجمع و النسخ؟ لا أظن .. بل لا مفر من الترجيح. و الترجيح بقوة الثبوت أحد طرق الترجيح المعروفة و المتبعة .. و إنما يختلف التطبيق نسبيا بين مدرسة و أخرى
هذا ما لحظته من خلال دراستي للمذهب الحنفي و الشافعي و الحنبلي .. و لا أدري عن المذهب المالكي .. إلا أنني أجزم عدم خروجها عن ذلك .. بل هو في قواعده أقرب المذاهب لمذهبنا الحنفي كما ذكر ابن عابدين في حاشيته .. حتىأنه نص على أن من لم يقلد مذهب أبي حنيفة فليقلد المذهب المالكي لكونه أقرب إليه
و الله تعالىأعلم
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[29 - 03 - 05, 09:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته:
إن المسألة التي رد فيها عامة الحنفية خبر الآحاد هي " العمل بخبر الآحاد فيما تعم به البلوى ".
أولاً: تعريف ما تعم به البلوى:
البلوى في اللغة: مثل البلاء، والبلية، والبلوة: اسم بمعنى الامتحان والاختبار.
تقول: بلاء الله بخير أو شر يبلوه بلواً، وأبلاه، وابتلاه ابتلاءً أي امتحنه واختبره "
كما في " المصباح المنير " (1/ 62)، و" القاموس المحيط " صـ 1632
وفي الاصطلاح:
هو ما يحتاج إليه الكل حاجة متأكدة تقتضي السؤال عنه، مع كثرة تكرره وقضاء العادة بنقله متواتراً.
كما في " التحرير " (3/ 112)، و" كشف الأسرار " (3/ 16)، و"حاشية البناني على المحلى " (2/ 135).
قال ابن بدران في " المدخل " صـ 212:
" والمراد مما تعم به البلوى: ما يكثر التكليف به " اهـ.
حكم العمل بخبر الآحاد فيما تعم به البلوى
اختلف العلماء في وجوب العمل بخبر الواحد العدل فيما تعم به البلوى - سواء كان الخبر مباح أم مندوب أم واجب أم محرم على مذهبين:
المذهب الأول: " وجوب رده وعدم العمل به، وهو مذهب عامة الحنفية، وأبي عبد الله البصري، وهو قول عيسى بن أبان، وأبي الحسن الكرخي من متقدمي الحنفية، وهو المختار عند المتأخرين منهم.
انظر: " فواتح الرحموت " (2/ 129)، " الفصول في الأصول " (3/ 113)، و" كشف الأسرار " (3/ 16)، و" فواتح الرحموت " (2/ 2 / 128 - 129)، و" تيسير التحرير " (3/ 112)، و" المستصفى " (1/ 171)، و" التبصرة في أصول الفقه " صـ 314، و" الإحكام " للآمدي (2/ 112)، و"إرشاد الفحول " صـ 56، و" تخريج الأصول على الفروع " صـ 62.
أدلة هذا المذهب:
استدل الحنفية على وجوب رد خبر الآحاد فيما تعم به البلوى: بأن ما تعم الحاجة إليه لابد من استفاضته حتى يبلغ الناس كافة، فلا يُقبل إذا نُقل عن طريق الآحاد، وذلك لأمرين:
الأول:
أن ما تعم الحاجة إليه لا يخاطب به النبي صلى الله عليه وسلم آحاداً، وإنما عدد كثير لحاجة الناس إلى معرفة حكم ابتلوا به، ويلزم من ذلك شهرة الرواية وقبولها، فإذا لم ينقله سوى الآحاد دل ذلك على خطأ الراوي أو نسخ حكم الرواية.
ولهذا المعنى اتفقت الأمة على رد حديث الرافضة في النص على إمامة علي رضي الله عنه.
انظر: " كشف الأسرار " (3/ 17)، و" تيسير التحرير " (3/ 112 - 113)، و" فواتح الرحموت " (2/ 128)، و" التبصرة " صـ 315، و" كشف الأسرار " (3/ 17).
الثاني:
أن ما تعم به البلوى يكثر وقوعه، فيكثر السؤال عنه، وما يكثر السؤال عنه يكثر الجواب عنه فيقع التحدث به كثيراً، وينقل نقلاً مستفيضاً ذائعاً، فإذا لم ينقل مثله دل على فساد أصله.
انظر: " تخريج الأصول على الفروع " صـ 63 – 64.
قال السرخسي في " أصوله " (1/ 368):
" وأما القسم الثالث، وهو الغريب فيما تعم به البلوى ويحتاج الخاص والعام إلى معرفته للعمل به، فإنه زيف، لأن صاحب الشرع كان مأموراً أن يُبين للناس ما يحتاجون إليه، وقد أمرهم بأن ينقلوا عنه ما يحتاج إليه من بعدهم، فإذا كانت الحادثة مما تعم به البلوى، فالظاهر أن صاحب الشرع لم يترك بيان ذلك للكافة وتعليمهم، وأنهم لم يتركوا نقله على وجه الاستفاضة، فحين لم يشتهر النقل عنهم عرفنا أنه سهو أو منسوخ ألا ترى أن المتأخرين لما نقلوه اشتهر فيهم، فلو كان ثابتاً في المتقدمين لاشتهر أيضاً وما تفرد الواحد بنقله مع الحاجة العامة إلى معرفته " اهـ.
وقال ابن قدامة في " روضة الناظر " (2/ 432):
" وقال أكثر الحنفية: لا يقبل، لأن ما تعم به البلوى – كخروج النجاسة من السبيلين – يوجد كثيراً وتنتقض الطهارة به فلا يحل للنبي صلى الله عليه وسلم أن لا يُشيع حكمه إذ يؤدي إلى إخفاء الشريعة وإبطال صلاة الخلق، فتجب الإشاعة فيه؛ ثم تتوافر الدواعي على نقله فكيف يخفى حكمه وتقف روايته على الواحد؟!! اهـ.
..... يُتبع ......
¥(43/160)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[29 - 03 - 05, 04:30 م]ـ
أكمل أخ علاء .. و بارك الله تعالى فيكم
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[29 - 03 - 05, 08:01 م]ـ
المذهب الثاني: " وجوب العمل به متى صح "، وهذا هو مذهب جمهور العلماء.
جاء في " المسودة " صـ 215:
" يُقبل خبر الواحد فيما تعم به البلوى، وبه قال عامة الفقهاء والمتكلمين خلافاً للحنفية قاله ابن برهان ... " اهـ.
وقال ابن بدران في " المدخل " صـ 212: " الجمهور يقبل خبر الواحد فيما تعم به البلوى ... " اهـ.
وانظر: " التبصرة " للشيرازي صـ 314، و" منتهى الوصول " لابن الحاجب المالكي صـ 85، و" امستصفى " (1/ 171)، و" روضة الناظر " (2/ 432)، و" تخريج الأصول على الفروع " صـ 62.
وقال الشنقيطي في " مذكرة أصول الفقه " صـ 145:
" التحقيق هو قبول خبر الآحاد فيما تعم به البلوى، ولم يزل الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم يقبلون خبر الآحاد فيما يعم التكليف به كالصلاة والطهارة، والصوم، و ... وغي ذلك " اهـ.
أدلة الجمهور:
استدل الجمهور على وجوب العمل بخبر الآحاد فيما تعم به البلوى، بالنص، والإجماع، والمعقول.
وبيان ذلك كالآتي:
أولاً: أما النص فقوله تعالى: (فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (التوبة: من الآية122).
وجه الدلالة:
أن الله تعالى أوجب الإنذار على كل طائفة خرجت للتفقه في الدين، وإن كانت آحاداً، وهو مطلق فيما تعم به البلوى، وما لا تعم، ولولا أنه واجب القبول لما كان لوجوبه فائدة.
انظر: " تخريج الأصول على الفروع " صـ 62، و" الإحكام " للآمدي (2/ 112).
ثانياً: الإجماع:
حيثُ أن الصحابة اتفقوا على العمل بخبر الواحد فيمل تعم به البلوى. نقله الآمدي في " الإحكام " (2/ 112).
ولم يرد عن أحد منهم أنه كان يشترط لقبول الخبر اشتهاره، وتلقي الأمة له بالقبول بل الأمثلة تدل على أنهم كانوا إذا خفي عليهم شيء؛ ثم علموه بعد ذلك، أخذوا به وعملوا به ولو كان خبر الواحد.
فمن ذلك:
1 – رجوع الصحابة إلى حديث عائشة في إلتقاء الختانين، وهو مما تعم به البلوى:
كما هو ظاهر من صنيع الإمام مسلم رحمه الله تعالى في " صحيحه ": بَاب إِنَّمَا الْمَاءُ مِنْ الْمَاءِ، و بَاب نَسْخِ الْمَاءُ مِنْ الْمَاءِ وَوُجُوبِ الْغُسْلِ بِالْتِقَاءِ الْخِتَانَيْنِ.
فعَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: اخْتَلَفَ فِي ذَلِكَ رَهْطٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ.
فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّونَ: لَا يَجِبُ الْغُسْلُ إِلَّا مِنْ الدَّفْقِ أَوْ مِنْ الْمَاءِ.
وَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ: بَلْ إِذَا خَالَطَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ.
قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: فَأَنَا أَشْفِيكُمْ مِنْ ذَلِكَ فَقُمْتُ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَأُذِنَ لِي فَقُلْتُ لَهَا يَا أُمَّاهْ أَوْ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكِ عَنْ شَيْءٍ وَإِنِّي أَسْتَحْيِيكِ.
فَقَالَتْ: لَا تَسْتَحْيِي أَنْ تَسْأَلَنِي عَمَّا كُنْتَ سَائِلًا عَنْهُ أُمَّكَ الَّتِي وَلَدَتْكَ فَإِنَّمَا أَنَا أُمُّكَ.
قُلْتُ: فَمَا يُوجِبُ الْغُسْلَ؟
قَالَتْ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ وَمَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ].
انظر: " التبصرة في أصول الفقه " صـ 314، و" تخريج الفروع على الأصول " صـ 62
ولكن قد نوقش هذا المثال: بأن اعتباره مما تعم به البلوى فيه نظر؛ قال الأنصاري في " فواتح الرحموت " (2/ 129):
" وكون هذا مما تعم به البلوى منظور فيه؛ بل هذا الصنع يقع نادراً في غاية الندرة " اهـ.
2 – رجوع الصحابة إلى رافع بن خديج في مسألة المخابرة، وهي تعم بها البلوى:
¥(43/161)
عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُكْرِي مَزَارِعَهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي إِمَارَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَصَدْرًا مِنْ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ حَتَّى بَلَغَهُ فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ أَنَّ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ يُحَدِّثُ فِيهَا بِنَهْيٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَأَنَا مَعَهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ كِرَاءِ الْمَزَارِعِ فَتَرَكَهَا ابْنُ عُمَرَ بَعْدُ وَكَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْهَا بَعْدُ قَالَ زَعَمَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهَا.
والحديث متفق عليه.
فهذا الحديث نص في محل النزاع لأن ابن عمر ثبت عنه أنه ترك المخابرة بقول رافع ابن خديج الذي لم يبلغه إلا في آخر خلافة معاوية، وذلك يُنافي اشتهار هذا الحديث إذ لو اشتهر لعلمه ابن عمر الراوية لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمقيم بالمدينة دار الحديث.
3 - رجوع ابن عمر رضي الله عنه إلى خبر أبي موسى الأشعري رضي الله عنه في الاستئذان، وهو مما تعم به البلوى.
فعَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ جَالِسًا بِالْمَدِينَةِ فِي مَجْلِسِ الْأَنْصَارِ فَأَتَانَا أَبُو مُوسَى فَزِعًا أَوْ مَذْعُورًا.
قُلْنَا: مَا شَأْنُكَ؟
قَالَ: إِنَّ عُمَرَ أَرْسَلَ إِلَيَّ أَنْ آتِيَهُ فَأَتَيْتُ بَابَهُ فَسَلَّمْتُ ثَلَاثًا فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ فَرَجَعْتُ. فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنَا؟!
فَقُلْتُ: إِنِّي أَتَيْتُكَ فَسَلَّمْتُ عَلَى بَابِكَ ثَلَاثًا فَلَمْ يَرُدُّوا عَلَيَّ فَرَجَعْتُ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ]
فَقَالَ عُمَرُ: أَقِمْ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةَ وَإِلَّا أَوْجَعْتُكَ.
فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: لَا يَقُومُ مَعَهُ إِلَّا أَصْغَرُ الْقَوْمِ.
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ قُلْتُ: أَنَا أَصْغَرُ الْقَوْم.ِ
قَالَ: فَاذْهَبْ بِهِ.
وَزَادَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ فِي حَدِيثِهِ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: " فَقُمْتُ مَعَهُ فَذَهَبْتُ إِلَى عُمَرَ فَشَهِدْتُ "
والحديث أخرجه مسلم.
فهذا عمر رضي الله عنه مع ملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم مدة حياته؛ ثم أبي بكر رضي الله عنه مدة خلافته خفي عليه هذا الحديث حتى توعد أبا موسى الأشعري رضي الله عنه إن لم يأته بمن يشهد له على ما حدّث به عن النبي صلى الله عليه وسلم مما لا يعلمه عمر.
فإن قيل: لا نسلم إجماع الصحابة على العمل بخبر الواحد فيما تعم به البلوى فإن خبر أبي بكر رضي الله عنه رد خبر المغيرة في الجدة.
عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ قَالَ: جَاءَتْ الْجَدَّةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا؟
قَالَ فَقَالَ لَهَا: مَا لَكِ فِي كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ وَمَا لَكِ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ فَارْجِعِي حَتَّى أَسْأَلَ النَّاسَ فَسَأَلَ النَّاسَ. فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: حَضَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَاهَا السُّدُسَ.
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَلْ مَعَكَ غَيْرُكَ فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَأَنْفَذَهُ لَهَا أَبُو بَكْر.ٍ
قَالَ: ثُمَّ جَاءَتْ الْجَدَّةُ الْأُخْرَى إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا؟
فَقَالَ: مَا لَكِ فِي كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ وَلَكِنْ هُوَ ذَاكَ السُّدُسُ فَإِنْ اجْتَمَعْتُمَا فِيهِ فَهُوَ بَيْنَكُمَا وَأَيَّتُكُمَا خَلَتْ بِهِ فَهُوَ لَهَا]
الحديث أخرجه الترمذي، وغيره وقال الحافظ في " التلخيص " (3/ 82):
" وإسناده صحيح لثقة رجاله إلا أن صورته أن مرسل فإن قبيصة لا يصح له سماع من الصديق، ولا يمكن له شهوده للقصة قال ابن عبد البر بمعناه " اهـ.
فالجواب:
أن رده رضي الله عنه لم يكن مطلقاً، ولهذا لما تابعة على ذلك محمد بن مسلمة وخبرهما غير خارج عن الآحاد.
انظر: " الإحكام " للآمدي (2/ 113).
ثالثاً: وأما المعقول فهو من أربعة أوجه:
الوجه الأول:
أنه حكم شرعي يجوز فيه الاجتهاد فجاز إثباته بخبر الواحد. كما في " التبصرة في أصول الفقه " صـ 314.
الوجه الثاني:
أن الراوي عدل ثقة، وهو جازم بالرواية فيما يمكن فيه صدقه، وذلك يغلب على الظن صدقه فوجب تصديقه كخبره فيما لا تعم به البلوى. كما في " الإحكام " للآمدي (2/ 112)، و" كشف الأسرار " (3/ 17).
الوجه الثالث:
أن العمل بالقياس صحيح في المسائل التي تعم به البلوى، وكل حكم ثبت بالقياس ثبت بخبر الواحد، بل إن ثبوت الحكم بخبر الواحد فيما تعم به البلوى أولى من ثبوت القياس فيه لأن القياس فرع مستنبط من خبر الواحد.
انظر: " التبصرة في أصول الفقه " صـ 314 – 315، و" كشف الأسرار " (3/ 17).
الوجه الرابع:
أن وجوب العمل بخبر الواحد ثبت بدليل قاطع، وهو إجماع الصحابة فصار كالقرآن المقطوع بصحته فإذا جاز إثبات ما تعم به البلوى بالقرآن جاز إثباته أيضاً بخبر الواحد.
انظر: " التبصرة في أصول الفقه " صـ 315، و" الإحكام " للآمدي (2/ 113).
مناقشة أدلة ما ذهب إليه الحنفية من رد خبر الواحد الذي ورد فيما تعم به البلوى، وما استدلوا به في ذلك من ستة وجوه:
............ يُتبع ..............
¥(43/162)
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[29 - 03 - 05, 09:29 م]ـ
ما شاء الله فوائد جمّة ...
جزيتم خيرا اخوانى
ـ[المغناوي]ــــــــ[29 - 03 - 05, 10:23 م]ـ
لقد امتعنا علاء بهده الفوائد القيمة و كفان فجزاه الله خيرا و اسمحوا لي اد لم اكفي الجواب لان دراسة فقه الدليل ومعلومات ناقص في المدهب الحنيف
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[30 - 03 - 05, 11:24 ص]ـ
الوجه الأول:
أن نصوص الكتاب والسنة دالة على وجوب العمل بخبر الواحد مطلقاً سواء فيما تعم به البلوى أم لا كقوله تعالى (فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (التوبة: من الآية122) والطائفة تقع على الواحد فما فوقه.
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في " صحيحه " (ك: أخبار الآحاد / بـ ما جاء في إجازة خبر الواحد):
بَاب مَا جَاءَ فِي إِجَازَةِ خَبَرِ الْوَاحِدِ الصَّدُوقِ فِي الْأَذَانِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْفَرَائِضِ وَالْأَحْكَامِ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).
وَيُسَمَّى الرَّجُلُ طَائِفَةً لِقَوْلِهِ تَعَالَى (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) فَلَوْ اقْتَتَلَ رَجُلَانِ دَخَلَ فِي مَعْنَى الْآيَةِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى (إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) وَكَيْفَ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَرَاءَهُ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ فَإِنْ سَهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ رُدَّ إِلَى السُّنَّةِ. اهـ
فمن ادعى تخصيص ذلك فيما لا تعم به البلوى فعليه الدليل على هذا التخصيص، ولا دليل على ذلك؛ بل الأدلة قائمة على تأييد العمل بعموم تلك النصوص من فعل الصحابة رضي الله عنهم.
الوجه الثاني:
عدم التسليم بأن ما تعم به البلوى لابد من استفاضته مطلقاً، فإن التفاصيل ليس مما تتوافر الدواعي على نقلها كما تتوافر على نقل الكليات، فنقل الصلوات الخمس مما يقضي العرف باستفاضته، وقد وقع ذلك، ولكن تفاصيلها في الكيفية لا يقضي العرف باستفاضته، ولهذا لو كانت تفاصيل ما تعم به البلوى مما تجب استفاضته لنقل خلاف الحكم الذي دل عليه حديث الآحاد فيه نقلاً مُستفيضاً فلما لم يُنقل شيء من ذلك مُستفيضاً دل على عدم وجوب ذلك فيه.
انظر: " البرهان في أصول الفقه " صـ (1/ 665 – 666).
الوجه الثالث:
أن رد دعوى الرافضة في النص على إمامة علي – رضي الله عنه – هو خارج عن محل النزاع إذ محل النزاع في أمر عمت به البلوى ولم تُحِل العادة فيه أن لا يستفيض كمسألة من الذكر مثلاً، وأما مثل إمامة علي رضي الله عنه فإنه تحيل العادة فيه أن لا يستفيض إذ الدواعي تتوافر على إشاعته ويستحيل انكتامه فهو كما لو انفرد واحد بنقل قتل أمير في السوق، وعزل وزير وهجوم واقعة في الجامع منعت الناس الجمعة، ونحو ذلك من العجائب فإنه يقطع بكذب ناقله.
انظر: " التبصرة " صـ 315، و" المستصفى " (1/ 171).
......... يُتبع .......
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[31 - 03 - 05, 11:14 م]ـ
القرضاوي أحد الذين نسبوا هذا القول للأحناف، وقد رددنا عليه في كتابنا " حكم مصافحة الأجنبية في ميزان الإسلام ".
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[01 - 04 - 05, 02:52 ص]ـ
الوجه الرابع:
أن ما احتجوا به من أنه إذا كثر النقل فلا يسلم به بل يجوز أن يكثر الجواب ولا يكثر النقل، وذلك أن نقل الأخبار على حسب الدواعي، ولهذا حج النبي صلى الله عليه وسلم في الجمع الغفير، والعدد الكثير، وبين المناسك بياناً عاماً؛ ثم لم يروه إلا نفر منهم، ولهذا كان كثير من الصحابة لا يؤثرون رواية الأخبار فإذا كان كذلك جاز أن يكثر الجواب ولا يكثر النقل.
انظر: " التبصرة في أصول الفقه " صـ 315، و" الإحكام " للآمدي (2/ 114).
الوجه الخامس:
أن ما ادعوه من أنه يُشترط لقبوله أن يشتهر وتتلقاه الأمة بالقبول؛ فهذه الدعوى تحتاج إلى دليل من كتاب، أو سنة، أو إجماع، ولا سبيل إلى ذلك ألبته هذا من جهة.
¥(43/163)
ومن جهة أخرى فإنه لا تلازم بين الاشتهار وبين تلقي الأمة له بالقبول كما قال ابن أمير الحاج في " التقرير والتحبير " (2/ 296):
" الظاهر أنه لا تلازم كلياً بين الاشتهار، وبين تلقي الأمة له بالقبول، إذ قد يوجد الاشتهار للشيء بلا تلقي جميع الأمة له بالقبول، وقد تتلقى الأمة الشيء بالقول بلا روايته على سبيل الاشتهار " اهـ.
وقال ابن حزم في " الإحكام " (1/ 158 - 162):
" وقد قال بعض المتحكمين في الدين بقلة الورع ممن يدعي أنه من أهل القول بقبول السنن من طرق الآحاد إن الخبر إذا كان مما يعظم به البلوى لم يقبل فيه خبر الواحد ومثل ذلك بعضهم بالآثار المروية في الأذان والإقامة وقال إن الأذان والإقامة كانا بالمدينة بحضرة الأئمة من الصحابة رضي الله عنهم خمس مرات كل يوم فهذا مما تعظم به البلوى فمحال أن يعرف حكمه الواحد ويجهله الجماعة ومثل ذلك بعضهم أيضا بخبر الوضوء من مس الذكر.
قال أبو محمد: وهذا كلام فاسد متناقض أول ذلك أن الدين كله تعظم به البلوى ويلزم للناس معرفته وليس هذا ما وقع في الدهر مرة من أمر الطهارة والحج أوجب في أنه فرض أو حرام مما يقع في كل يوم ولا يفرق بين ذلك إلا جاهل أو من لا يبالي بما تكلم ويقال له في الأذان الذي ذكر لا فرق بين أذان المؤذن بالمدينة بحضرة عمر وعثمان رضي الله عنهما خمس مرات كل يوم وبين أذان المؤذن بالكوفة بحضرة ابن مسعود وعلي خمس مرات كل يوم وليست نسبة الرضا بتبديل الأذان إلى علي وابن مسعود بأخف من نسبة ذلك إلى عمر وعثمان فبطل تمويه هذا الجاهل وبان تخليطه.
وكذلك الوضوء من مس الذكر ليست البلوى به بأعظم من البلوى بإيجاب الوضوء من الرعاف والقلس وقد أوجبه الحنفيون بخبر ساقط ولم يعرفه المالكيون ولا الشافعيون ولا البلوى أيضا بذلك أعظم من البلوى بإيجاب الوضوء من المسة والقبلة للذة ومن إيجاب التدلك في الغسل وقد أوجبها المالكيون ولا يعرف ذلك الحنفيون ومثل هذا كثير جداً.
فإن قالوا: أوجبنا ذلك بالقرآن.
قيل لهم: قد عرف القرآن غيركم كما عرفتموه فما رأوا فيه ما ذكرتم مع عظيم البلوى به وقد بينا في كتابنا هذا أن مغيب السنة عمن غاب عنه من صاحب أو غيره ليس حجة على من بلغته وإنما الحجة في السنة.
وقد غاب نسخ التطبق في الركوع عن ابن مسعود وهو مما تعظم به البلوى به ويتكرر على المسلم أكثر من بضع عشرة مرة في كل يوم وليلة وخفي على عمر رضي الله عنه أمر جزية المجوس والأمر في قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم لها من مجوس هجر عاماً بعد عام وأبي بكر بعده عاما بعد عام أشهر من الشمس ولم تكن فضلة قليلة بل قد ثبت أنه لم يقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مال أكثر منه على قلة المال هناك حينئذ وخفي على عمر وابن عمر أيضا الوضوء من المذي وهو مما تعظم البلوى به وهذا كثير جدا ويكفي من هذا أن قول هذا القائل دعوى مجردة بلا دليل وما كان هكذا فهو باطل مطرح قال عز وجل (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:111).
ولا يجوز أن يعارض ما قد صح البرهان به من وجوب قبول السنن من طريق الآحاد بدعوى ساقطة فاسدة وبالله تعالى التوفيق.
وقال أيضاً بعض الحنفيين:
ما كان من الأخبار زائدا على ما في القرآن أو ناسخاً له أو مخالفاً له لم يجز أخذه بخبر الواحد إلا حتى يأتي به التواتر.
قال أبو محمد:
وهذا تقسيم باطل ودعوى كاذبة وحكم بلا برهان وما كان هكذا فهو ضلال لا يحل القول به ونقول لهم أيجوز الأخذ بشيء من أخبار الآحاد في شيء من الشريعة أم لا؟
فإن قالوا: لا.
كلمناهم بما قد فرغنا منه آنفاً، وكانوا خارجين عن مذهبهم أيضاً.
وإن قالوا: نعم وهو قولهم.
قلنا لهم: من أين جوزتم أن يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم به وأن يشرع به في دين الله عز وجل شريعة تضاف إليه في الصلاة والزكاة والصوم والحج وغير ذلك في الموضع الذي أجزتموه فيه؛ ثم منعتم من قوله حيث هو بزعمك زائد على ما في القرآن أو ناسخ له فلا سبيل إلى فرق أصلاً.
¥(43/164)
وأما قولهم: مخالف الأصول فكلام فاسد فارغ من المعنى واقع على ما لا يعقل لأن خبر الواحد الثقة المسند أصل من أصول الدين وليس سائر الأصول أولى بالقبول منه ولا يجوز أن تتنافى أصول الدين حاشا لله من هذا.
ثم نقول:
اعلموا أن كل خبر روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية صحيحة مسندة فإنه ولا بد زائد حكم على ما في القرآن أو أتي بما في نص القرآن لا بد من أحد الوجهين فيه، والزائد حكماً على ما في القرآن ينقسم قسمين:
إما جاء بما لم يذكر في القرآن كغسل الرجلين في الوضوء وكرجم المحصن ونحو ما أخذوا به من إباحة صوم رمضان للمسافر ومن إيجاب الوضوء من القهقهة في الصلاة ومن الوضوء بالنبيذ ومن القلس والقيء والرعاف وكتخصيص ظاهر القرآن كعدد ما لا يقطع السارق في أقل منه وما لا يحرم من الرضاع أقل منه فهذا أيضا زائد حكم على ما في القرآن ومثله ما بين مجمل القرآن كصفة الصلاة وصفة الزكاة وسائر ما جاءت به السنن فهو زائد حكم على ما في القرآن.
فمن أين جوزتم أخذ الزائد على ما في القرآن كما ذكرنا حيث اشتهيتم، ومنعتم منه حيث اشتهيتم؛ وهذا ضلال لا خفاء به وكل ما وجب العمل به في الشريعة فهو واجب أبداً في كل حال، وفي كل موضع إلا أن يأتي نص قرآني أو سنة بالمنع من بعض ذلك فيوقف عنده وأما بالآراء المضلة والأهواء السخيفة فلا على أنهم آخذ الناس بخلاف القرآن برأي فاسد أو قياس سخيف أو خبر ساقط كالوضوء من القهقهة وسائر تلك الأخبار الفاسدة وتأملوا ما نقول لكم: قد أجمعوا معنا على قبول ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسخ للقرآن أو زيادة عليه واتفقوا معنا على أن خبر الواحد الثقة عن مثله مسنداً حجة في الدين ثم تناقضوا كما ذكرنا بلا برهان ونعوذ بالله من الخذلان وقد ثبت عن أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وداود رضي الله عنهم وجوب القول بخبر الواحد وهذا حجة على من قلد أحدهم في وجوب القول بخبر الواحد وإن خالف من قلده من بعض من ذكرنا خطأ وتناقضا لا يعزى منه بشر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالله تعالى التوفيق.
ومن البرهان في قبول خبر الواحد خبر الله تعالى عن موسى عليه السلام أنه قال له رجل (إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ) (القصص: من الآية20).
فصدقه وخرج فاراً وتصديقه المرأة في قولها (إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا) (القصص: من الآية25) فمضى معها وصدقها وبالله تعالى التوفيق " اهـ.
قال الغزالي في " المستصفى " (1/ 135 - 137):
" مَسْأَلَةٌ خَبَرُ الْوَاحِدِ فِيمَا تَعُمُّ بِهِ الْبَلْوَى مَقْبُولٌ خِلَافًا لِلْكَرْخِيِّ وَبَعْضِ أَصْحَابِ الرَّأْيِ ; لِأَنَّ كُلَّ مَا نَقَلَهُ الْعَدْلُ وَصِدْقُهُ فِيهِ مُمْكِنٌ وَجَبَ تَصْدِيقُهُ , فَمَسُّ الذَّكَرِ مَثَلًا نَقَلَهُ الْعَدْلُ وَصِدْقُهُ فِيهِ مُمْكِنٌ فَإِنَّا لَا نَقْطَعُ بِكَذِبِ نَاقِلِهِ , بِخِلَافِ مَا لَوْ انْفَرَدَ وَاحِدٌ بِنَقْلِ مَا تُحِيلُ الْعَادَةُ فِيهِ أَنْ لَا يَسْتَفِيضَ كَقَتْلِ أَمِيرٍ فِي السُّوقِ وَعَزْلِ وَزِيرٍ وَهُجُومٍ فِي الْجَامِعِ مَنَعَ النَّاسَ مِنْ الْجُمُعَةِ أَوْ كَخَسْفٍ أَوْ زَلْزَلَةٍ أَوْ انْقِضَاضِ كَوْكَبٍ عَظِيمٍ وَغَيْرِهِ مِنْ الْعَجَائِبِ , فَإِنَّ الدَّوَاعِيَ تَتَوَفَّرُ عَلَى إشَاعَةِ جَمِيعِ ذَلِكَ وَيَسْتَحِيلُ انْكِتَامُهُ , وَكَذَلِكَ الْقُرْآنُ لَا يُقْبَلُ فِيهِ خَبَرُ الْوَاحِدِ لِعِلْمِنَا بِأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم تَعَبَّدَ بِإِشَاعَتِهِ وَاعْتَنَى بِإِلْقَائِهِ إلَى كَافَّةِ الْخَلْقِ , فَإِنَّ الدَّوَاعِيَ تَتَوَفَّرُ عَلَى إشَاعَتِهِ وَنَقْلِهِ لِأَنَّهُ أَصْلُ الدِّينِ , وَالْمُنْفَرِدُ بِرِوَايَةِ سُورَةٍ أَوْ آيَةٍ كَاذِبٌ قَطْعًا , فَأَمَّا مَا تَعُمُّ بِهِ الْبَلْوَى فَلَا نَقْطَعُ بِكَذِبِ خَبَرِ الْوَاحِدِ فِيهِ.
¥(43/165)
فَإِنْ قِيلَ: بِمَ تُنْكِرُونَ عَلَى مَنْ يَقْطَعُ بِكَذِبِهِ ; لِأَنَّ الْخَارِجَ مِنْ السَّبِيلَيْنِ لَمَّا كَانَ الْإِنْسَانُ لَا يَنْفَكُّ عَنْهُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِرَارًا وَكَانَتْ الطَّهَارَةُ تَنْتَقِضُ بِهِ لَا يَحِلُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا يَشِيعَ حُكْمَهُ وَيُنَاجِيَ بِهِ الْآحَادَ ; إذْ يُؤَدِّي إلَى إخْفَاءِ الشَّرْعِ وَإِلَى أَنْ تَبْطُلَ صَلَاةُ الْعِبَادِ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ , فَتَجِبُ الْإِشَاعَةُ فِي مِثْلِهِ ثُمَّ تَتَوَفَّرُ الدَّوَاعِي عَلَى نَقْلِهِ , وَكَذَلِكَ مَسُّ الذَّكَرِ مِمَّا يَكْثُرُ وُقُوعُهُ فَكَيْفَ يَخْفَى حُكْمُهُ؟
قُلْنَا: هَذَا يَبْطُلُ أَوَّلًا بِالْوَتْرِ وَحُكْمِ الْفَصْدِ وَالْحِجَامَةِ وَالْقَهْقَهَةِ وَوُجُوبِ الْغُسْلِ مِنْ غُسْلِ الْمَيِّتِ وَإِفْرَادِ الْإِقَامَةِ وَتَثْنِيَتِهَا وَكُلُّ ذَلِكَ مِمَّا تَعُمُّ بِهِ الْبَلْوَى وَقَدْ أَثْبَتُوهَا بِخَبَرِ الْوَاحِدِ.
فَإِنْ زَعَمُوا أَنْ لَيْسَ عُمُومُ الْبَلْوَى فِيهَا كَعُمُومِهَا فِي الْأَحْدَاثِ , فَنَقُولُ: فَلَيْسَ عُمُومُ الْبَلْوَى فِي اللَّمْسِ وَالْمَسِّ كَعُمُومِهَا فِي خُرُوجِ الْأَحْدَاثِ , فَقَدْ يَمْضِي عَلَى الْإِنْسَانِ مُدَّةٌ لَا يَلْمِسُ وَلَا يَمَسُّ الذَّكَرَ إلَّا فِي حَالَةِ الْحَدَثِ كَمَا لَا يَفْتَصِدُ وَلَا يَحْتَجِمُ إلَّا أَحْيَانًا فَلَا فَرْقَ.
وَالْجَوَابُ الثَّانِي وَهُوَ التَّحْقِيقُ: أَنَّ الْفَصْدَ وَالْحِجَامَةَ وَإِنْ كَانَ لَا يَتَكَرَّرُ كُلَّ يَوْمٍ وَلَكِنَّهُ يَكْثُرُ , فَكَيْفَ أُخْفِيَ حُكْمُهُ حَتَّى يُؤَدِّيَ إلَى بُطْلَانِ صَلَاةِ خَلْقٍ كَثِيرٍ؟
وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ الْأَكْثَرَ فَكَيْفَ وَكُلُّ ذَلِكَ إلَى الْآحَادِ؟ وَلَا سَبَبَ إلَّا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يُكَلِّفْ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم إشَاعَةَ جَمِيعِ الْأَحْكَامِ , بَلْ كَلَّفَهُ إشَاعَةَ الْبَعْضِ وَجَوَّزَ لَهُ رَدَّ الْخَلْقِ إلَى خَبَرِ الْوَاحِدِ فِي الْبَعْضِ , كَمَا جَوَّزَ لَهُ رَدَّهُمْ إلَى الْقِيَاسِ فِي قَاعِدَةِ الرِّبَا , وَكَانَ يَسْهُلُ عَلَيْهِ أَنْ يَقُولَ: لَا تَبِيعُوا الْمَطْعُومَ بِالْمَطْعُومِ أَوْ الْمَكِيلَ بِالْمَكِيلِ , حَتَّى يُسْتَغْنَى عَنْ الِاسْتِنْبَاطِ مِنْ الْأَشْيَاءِ السِّتَّةِ , فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَا تَعُمُّ بِهِ الْبَلْوَى مَنْ جُمْلَةِ مَا تَقْتَضِي مَصْلَحَةُ الْخَلْقِ أَنْ يَرُدُّوا فِيهِ إلَى خَبَرِ الْوَاحِدِ وَلَا اسْتِحَالَةَ فِيهِ , وَعِنْدَ ذَلِكَ يَكُونُ صِدْقُ الرَّاوِي مُمْكِنًا فَيَجِبُ تَصْدِيقُهُ , وَلَيْسَ عِلَّةُ الْإِشَاعَةِ عُمُومَ الْحَاجَةِ أَوْ نُدُورَهَا , بَلْ عِلَّتُهُ التَّعَبُّدُ وَالتَّكْلِيفُ مِنْ اللَّهِ , وَإِلَّا فَمَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ كَثِيرٌ كَالْفَصْدِ وَالْحِجَامَةِ كَمَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ الْأَكْثَرُ فِي كَوْنِهِ شَرْعًا لَا يَنْبَغِي أَنْ يَخْفَى. فَإِنْ قِيلَ: فَمَا الضَّابِطُ لِمَا تَعَبَّدَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم فِيهِ بِالْإِشَاعَةِ؟
قُلْنَا: إنْ طَلَبْتُمْ ضَابِطًا لِجَوَازِهِ عَقْلًا فَلَا ضَابِطَ بَلْ لِلَّهِ تَعَالَى أَنْ يَفْعَلَ فِي تَكْلِيفِ رَسُولِهِ مِنْ ذَلِكَ مَا يَشَاءُ , وَإِنْ أَرَدْتُمْ وُقُوعَهُ فَإِنَّمَا يُعْلَمُ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
وَإِذَا اسْتَقْرَيْنَا السَّمْعِيَّاتِ وَجَدْنَاهَا أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ:
الْأَوَّلُ: الْقُرْآنُ , وَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّهُ عُنِيَ بِالْمُبَالَغَةِ فِي إشَاعَتِهِ.
الثَّانِي: مَبَانِي الْإِسْلَامِ الْخَمْسُ , كَكَلِمَتَيْ الشَّهَادَةِ وَالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ وَقَدْ أَشَاعَهُ إشَاعَةً اشْتَرَكَ فِي مَعْرِفَتِهِ الْعَامُّ وَالْخَاصُّ.
الثَّالِثُ: أُصُولُ الْمُعَامَلَاتِ الَّتِي لَيْسَتْ ضَرُورِيَّةً مِثْلُ أَصْلِ الْبَيْعِ وَالنِّكَاحِ فَإِنَّ ذَلِكَ أَيْضًا قَدْ تَوَاتَرَ , بَلْ كَالطَّلَاقِ وَالْعَتَاقِ وَالِاسْتِيلَادِ وَالتَّدْبِيرِ وَالْكِتَابَةِ , فَإِنَّ هَذَا تَوَاتَرَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَقَامَتْ بِهِ الْحُجَّةُ الْقَاطِعَةُ إمَّا بِالتَّوَاتُرِ وَإِمَّا بِنَقْلِ الْآحَادِ فِي مَشْهَدِ الْجَمَاعَاتِ مَعَ سُكُوتِهِمْ , وَالْحُجَّةُ تَقُومُ بِهِ , وَلَكِنَّ الْعَوَامَّ لَمْ يُشَارِكُوا الْعُلَمَاءَ فِي الْعِلْمِ , بَلْ فَرْضُ الْعَوَّام فِيهِ الْقَبُولُ مِنْ الْعُلَمَاءِ.
الرَّابِعُ: تَفَاصِيلُ هَذِهِ الْأُصُولِ , فَمَا يُفْسِدُ الصَّلَاةَ وَالْعِبَادَاتِ وَيَنْقُضُ الطَّهَارَةَ مِنْ اللَّمْسِ وَالْمَسِّ وَالْقَيْءِ وَتَكْرَارِ مَسْحِ الرَّأْسِ , فَهَذَا الْجِنْسُ مِنْهُ مَا شَاعَ وَمِنْهُ مَا نَقَلَهُ الْآحَادُ , وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِمَّا تَعُمُّ بِهِ الْبَلْوَى , فَمَا نَقَلَهُ الْآحَادُ فَلَا اسْتِحَالَةَ فِيهِ وَلَا مَانِعَ , فَإِنَّ مَا أَشَاعَهُ كَانَ يَجُوزُ أَنْ لَا يُتَعَبَّدَ فِيهِ بِالْإِشَاعَةِ , وَمَا وَكَّلَهُ إلَى الْآحَادِ كَانَ يَجُوزُ أَنْ يُتَعَبَّدَ فِيهِ بِالْإِشَاعَةِ , لَكِنَّ وُقُوعَ هَذِهِ الْأُمُورِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ التَّعَبُّدَ وَقَعَ كَذَلِكَ فَمَا كَانَ يُخَالِفُ أَمَرَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ؛ هَذَا تَمَامُ الْكَلَامِ فِي الْأَخْبَارِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ " اهـ.
الوجه السادس:
....... يُتبع ...........
¥(43/166)
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[01 - 04 - 05, 01:25 م]ـ
" طريق الإلزام "
لما كان الحنفية هم القائلين برد خبر الآحاد فيما تعم به البلوى فإنه يلزمهم أن لا يعملوا ببعض الأحاديث، ولكنهم عملوا بها، ومثال ذلك:
أولاً: حديث نقض الوضوء بالقهقهة في الصلاة:
قال في " الهداية ":
(وَالْقَهْقَهَةُ فِي كُلِّ صَلَاةٍ ذَاتِ رُكُوعٍ وَسُجُودٍ) وَالْقِيَاسُ أَنَّهَا لَا تَنْقُضُ , وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ رحمه الله تعالى ; لِأَنَّهُ لَيْسَ بِخَارِجٍ نَجِسٌ , وَلِهَذَا لَمْ يَكُنْ حَدَثًا فِي صَلَاةِ الْجِنَازَةِ وَسَجْدَةِ التِّلَاوَةِ وَخَارِجَ الصَّلَاةِ. وَلَنَا قَوْلُهُ عليه الصلاة والسلام {أَلَا مَنْ ضَحِكَ مِنْكُمْ قَهْقَهَةً فَلْيُعِدْ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ جَمِيعًا} وَبِمِثْلِهِ يُتْرَكُ الْقِيَاسُ , وَالْأَثَرُ وَرَدَ فِي صَلَاةٍ مُطْلَقَةٍ فَيُقْتَصَرُ عَلَيْهَا , وَالْقَهْقَهَةُ مَا يَكُون مَسْمُوعًا لَهُ وَلِجِيرَانِهِ , وَالضَّحِكُ مَا يَكُون مَسْمُوعًا لَهُ دُونَ جِيرَانِهِ , وَهُوَ عَلَى مَا قِيلَ يُفْسِدُ الصَّلَاةَ دُونَ الْوُضُوءِ.
قال الزيلعي في " نصب الراية " (1/ 47 – 54):
" الْحَدِيثُ الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: {أَلَا مَنْ ضَحِكَ مِنْكُمْ قَهْقَهَةً فَلْيُعِدْ الصَّلَاةَ وَالْوُضُوءَ جَمِيعًا} ".
قُلْتُ: فِيهِ أَحَادِيثُ مُسْنَدَةٌ , وَأَحَادِيثُ مُرْسَلَةٌ. أَمَّا الْمُسْنَدَةُ فَرُوِيَتْ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , وَعِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ , وَأَبِي الْمَلِيحِ.
أَمَّا حَدِيثُ أَبِي مُوسَى , فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي " مُعْجَمِهِ " حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ التُّسْتَرِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ الْوَاسِطِيُّ ثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ ثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ {أَبِي مُوسَى , قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِالنَّاسِ إذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَتَرَدَّى فِي حُفْرَةٍ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ وَكَانَ فِي بَصَرِهِ ضَرَرٌ فَضَحِكَ كَثِيرٌ مِنْ الْقَوْمِ وَهُمْ فِي الصَّلَاةِ , فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ ضَحِكَ أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ وَيُعِيدَ الصَّلَاةَ} " انْتَهَى.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ , فَأَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي " سُنَنِهِ " عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْن أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {إذَا قَهْقَهَ أَعَادَ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ} انْتَهَى.
قَالَ: وَعَبْدُ الْعَزِيزِ ضَعِيفٌ , وَعَبْدُ الْكَرِيمِ مَتْرُوكٌ مَعَ مَا يُقَالُ فِيهِ مِنْ الِانْقِطَاعِ بَيْنَ الْحَسَنِ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَأَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ انْتَهَى.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَالْبَلَاءُ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ مِنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَعَبْدِ الْكَرِيمِ , وَهُمَا ضَعِيفَانِ , انْتَهَى. وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ , فَرَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي " الْكَامِلِ " مِنْ حَدِيثِ بَقِيَّةَ ثَنَا أَبِي ثَنَا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْكُوفِيُّ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {مَنْ ضَحِكَ فِي الصَّلَاةِ قَهْقَهَةً فَلْيُعِدْ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ} ".
¥(43/167)
قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي " الْعِلَل الْمُتَنَاهِيَةِ " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ , فَإِنَّ بَقِيَّةَ مِنْ عَادَتِهِ التَّدْلِيسُ , وَكَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ بَعْضِ الضُّعَفَاءِ فَحَذَفَ اسْمَهُ , وَهَذَا فِيهِ نَظَرٌ ; لِأَنَّ بَقِيَّةَ صَرَّحَ فِيهِ بِالتَّحْدِيثِ , وَالْمُدَلِّسُ إذَا صَرَّحَ بِالتَّحْدِيثِ وَكَانَ صَدُوقًا زَالَتْ تُهْمَةُ التَّدْلِيسِ , وَبَقِيَّةُ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ فِيهِ: عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ , وَإِنَّمَا هُوَ عَمْرٌو انْتَهَى.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ , فَأَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ عَلَى دَاوُد بْنِ الْمُحَبَّرِ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خُوطٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ , قَالَ: {كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِنَا , فَجَاءَ رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ} يُمَثِّلُ الْأَوَّلَ , ثُمَّ قَالَ: دَاوُد بْنُ الْمُحَبَّرِ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ , وَأَيُّوبُ ضَعِيفٌ , وَالصَّوَابُ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ مَنْ رَوَاهُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ مُرْسَلًا , ثُمَّ أَخْرَجَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ ثَنَا سَلَّامٍ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ , وَأَبِي الْعَالِيَةِ أَنَّ أَعْمَى تَرَدَّى فَذَكَ رَه , وَقَالَ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ سَلَّامٍ غَيْرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ , وَهُوَ مَتْرُوكٌ يَضَعُ الْأَحَادِيثَ , ثُمَّ أَخْرَجَهُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ نَحْوَهُ , وَقَالَ: وَسُفْيَانُ هَذَا سَيِّئُ الْحَالِ. وَأَحْسَنُ حَالَاتِهِ أَنْ يَكُونَ وَهِمَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ إنْ لَمْ يَكُنْ تَعَمَّدَهُ " أَعْنِي قَوْلَهُ فِيهِ: عَنْ أَنَسٍ " فَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ ابْنِ وَهْبٍ: مِنْهُمْ خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ , وَمُوهِبُ بْنُ يَزِيدَ , وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ , وَغَيْرُهُمْ , لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ , بَلْ أَرْسَلُوهُ عَنْ الْحَسَنِ , ثُمَّ أَخْرَجَ أَحَادِيثَهُمْ , ثُمَّ أَخْرَجَ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: لَا وُضُوءَ فِي الْقَهْقَهَةِ. قَالَ: فَلَوْ كَانَ هَذَا صَحِيحًا عِنْد الزُّهْرِيِّ لَمَا أَفْتَى بِخِلَافِهِ انْتَهَى.
وَلَهُ طَرِيقٌ آخَرُ رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ فِي " تَارِيخِ جُرْجَانَ " فَقَالَ: حَدَّثَنَا الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ شِهَابِ بْنِ طَارِقٍ الْأَصْبَهَانِيُّ ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ فُورَكٍ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِيُّ ثَنَا عَمَّارُ بْنُ يَزِيدَ الْبَصْرِيُّ ثَنَا مُوسَى بْنُ هِلَالٍ ثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {مَنْ قَهْقَهَ فِي الصَّلَاةِ قَهْقَهَةً شَدِيدَةً فَعَلَيْهِ الْوُضُوءُ وَالصَّلَاةُ} , انْتَهَى.
وَأَمَّا حَدِيثُ جَابِرٍ , فَأَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ أَيْضًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْن سِنَانٍ ثَنَا أَبِي ثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ , قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {مَنْ ضَحِكَ مِنْكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَتَوَضَّأْ ثُمَّ لِيُعِدْ الصَّلَاةَ} انْتَهَى , ثُمَّ قَالَ: يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ضَعِيفٌ , وَيُكَنَّى بِأَبِي فَرْوَةَ الرَّهَاوِيِّ , وَابْنُهُ ضَعِيفٌ أَيْضًا , وَقَدْ وَهِمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فِي مَوْضِعَيْنِ:
¥(43/168)
أَحَدُهُمَا: فِي رَفْعِهِ إيَّاهُ. وَالْآخَرُ: فِي لَفْظِهِ. وَالصَّحِيحُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ مِنْ قَوْلِهِ: {مَنْ ضَحِكَ فِي الصَّلَاةِ أَعَادَ الصَّلَاةَ وَلَمْ يُعِدْ الْوُضُوءَ} كَذَلِكَ رَوَاهُ عَنْ الْأَعْمَشِ جَمَاعَةٌ مِنْ الرِّفْعَةِ الثِّقَاتِ: مِنْهُمْ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , وَأَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ , وَوَكِيعٌ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُد الْخُرَيْبِيُّ وَعُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ , وَغَيْرُهُمْ , وَكَذَلِكَ رَوَاهُ شُعْبَةُ , وَابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ.
ثُمَّ أَخْرَجَ أَحَادِيثَهُمْ عَنْ جَابِرٍ , أَنَّهُ قَالَ: {مَنْ ضَحِكَ فِي الصَّلَاةِ أَعَادَ الصَّلَاةَ وَلَمْ يُعِدْ الْوُضُوءَ} وَزَادَ فِي لَفْظِ: إنَّمَا كَانَ لَهُمْ ذَلِكَ حِينَ ضَحِكُوا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وَأَمَّا حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ , فَأَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ , قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " {مَنْ ضَحِكَ فِي الصَّلَاةِ قَرْقَرَةً فَلْيُعِدْ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ} " قَالَ: وَعُمَرُ بْنُ قَيْسٍ الْمَكِّيُّ الْمَعْرُوفُ " بِسَنْدَلٍ " ضَعِيفٌ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ , وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ , قِيلَ فِيهِ: إنَّهُ كَذَّابٌ. وَأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلَّامٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ بِهِ , وَلِابْنِ عَدِيٍّ فِيهِ طَرِيقٌ آخَرُ أَخْرَجَهُ عَنْ بَقِيَّةَ عَنْ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيِّ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ {أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لِرَجُلٍ ضَحِكَ فِي الصَّلَاةِ: أَعِدْ وُضُوءَك} انْتَهَى.
قَالَ: وَمُحَمَّدٌ الْخُزَاعِيُّ مِنْ مَجْهُولِي مَشَايِخِ بَقِيَّةَ. قَالَ: وَيُرْوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ الْحَسَنِ , وَابْنُ رَاشِدِ مَجْهُولٌ , انْتَهَى. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي الْمَلِيحِ , فَأَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إسْحَاقَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ عَنْ {أَبِي الْمَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ نُصَلِّي خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ} بِاللَّفْظِ الْأَوَّلِ قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ أَبِيهِ , مِثْلَ ذَلِكَ , قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَالْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ. وَابْنُ عُمَارَةَ ضَعِيفَانِ وَكِلَاهُمَا أَخْطَأَ فِي الْإِسْنَادِ , وَإِنَّمَا رَوَاهُ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ عَنْ حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُنْقِرِيُّ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ مُرْسَلًا , وَكَانَ الْحَسَنُ كَثِيرًا مَا يَرْوِيهِ مُرْسَلًا عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَّا قَوْلُ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ أَبِيهِ فَوَهْمٌ قَبِيحٌ , وَإِنَّمَا رَوَاهُ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ النَّبِيِّ مُرْسَلًا , رَوَاهُ عَنْهُ كَذَلِكَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , وَهُشَيْمٌ. وَوَهْبٌ , وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَغَيْرُهُمْ , وَقَدْ اضْطَرَبَ ابْنُ إسْحَاقَ فِي رِوَايَتِهِ " عَنْ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ هَذَا الْحَدِيثَ فَمَرَّةٌ رَوَاهُ عَنْهُ عَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ , وَمَرَّةٌ رَوَاهُ عَنْهُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ أَبِيهِ. وَقَتَادَةُ إنَّمَا رَوَاهُ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ مُرْسَلًا كَذَلِكَ , رَوَاهُ عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ , وَمُسْلِمُ بْنُ أَبِي الزِّيَالِ , وَمَعْمَرٌ , وَأَبُو عَوَانَةَ , وَسَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ ,
¥(43/169)
وَغَيْرُهُمْ , ثُمَّ ذَكَر أَحَادِيثَهُمْ الْخَمْسَةَ , ثُمَّ قَالَ: فَهَؤُلَاءِ خَمْسَةٌ ثِقَاتٌ رَوَوْهُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ مُرْسَلًا , وَأَيُّوبُ بْنُ خُوطٍ , وَدَاوُد بْنُ الْمُحَبَّرِ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ جَبَلَةَ , وَالْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ , كُلُّهُمْ مَتْرُوكُونَ لَيْسَ فِيهِمْ مِنْ يَجُوزُ الِاحْتِجَاجُ بِهِ , لَوْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مُخَالِفٌ , فَكَيْف وَقَدْ خَالَفَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ خَمْسَةُ ثِقَاتُ مِنْ أَصْحَابِ قَتَادَةَ ثُمَّ أَسْنَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ابْن إسْحَاقَ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ أَبِيهِ , فَذَكَرَهُ , وَفِيهِ: {فَضَحِكَ نَاسٌ مِنْ خَلْفِهِ} , وَقَالَ: الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ , وَحَدِيثُهُ هَذَا بَعِيدٌ مِنْ الصَّوَابِ , وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَهُ عَلَيْهِ انْتَهَى.
وَأَمَّا الْمَرَاسِيلُ فَهِيَ أَرْبَعَةٌ: أَشْهُرُهَا مُرْسَلُ أَبِي الْعَالِيَةِ.
وَالثَّانِي: مُرْسَلُ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ.
وَالثَّالِثُ: مُرْسَلُ إبْرَاهِيمَ النَّخَعِيّ.
وَالرَّابِعُ: مُرْسَلُ الْحَسَنِ.
أَمَّا مُرْسَلُ أَبِي الْعَالِيَةِ , فَلَهُ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: رِوَايَتُهُ عَنْ نَفْسِهِ مُرْسَلًا , وَهُوَ الصَّحِيحُ , جَاءَ ذَلِكَ مِنْ جِهَةِ قَتَادَةَ , وَحَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ , وَأَبِي هَاشِمٍ الزِّمَّانِيِّ , فَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي قَتَادَةَ فَمِنْ رِوَايَةِ مَعْمَرٍ , وَأَبِي عَوَانَةَ , وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ , وَسَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ , فَحَدِيثُ مَعْمَرٍ رَوَاهُ عَنْهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي " مُصَنَّفِهِ " عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ {أَنَّ أَعْمَى تَرَدَّى فِي بِئْرٍ , وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ , فَضَحِكَ بَعْضُ مَنْ كَانَ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ كَانَ ضَحِكَ مِنْهُمْ أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ وَيُعِيدَ الصَّلَاةَ}. وَأَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بِسَنَدِهِ , وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ , فَمَنْ فَوْقَهُ مِنْ رِجَالِ الصَّحِيحَيْنِ , وَبَقِيَّةُ الرِّوَايَاتِ عَنْ قَتَادَةَ أَخْرَجَهَا الدَّارَقُطْنِيُّ أَيْضًا. وَأَمَّا حَدِيثُ حَفْصَةَ , فَمِنْ جِهَةِ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ , وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيُّ , وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانَ , وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ , وَحَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ , أَخْرَجَهَا كُلَّهَا الدَّارَقُطْنِيُّ , وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هَاشِمٍ الزِّمَّانِيِّ , فَمِنْ جِهَةِ شَرِيكٍ , وَمَنْصُورٍ أَخْرَجَهُمَا الدَّارَقُطْنِيُّ , وَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ مِنْ جِهَةِ شَرِيكٍ. وَأَبُو دَاوُد رَوَاهُ فِي مَرَاسِيلِهِ.
الْوَجْهُ الثَّانِي: رِوَايَتُهُ مُرْسَلًا عَنْ غَيْرِهِ , رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ جِهَةِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ حَفْصَةَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي , فَمَرَّ رَجُلٌ فِي بَصَرِهِ سُوءٌ , فَتَرَدَّى فِي بِئْرٍ , فَضَحِكَ طَوَائِفُ مِنْ الْقَوْمِ , فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ كَانَ ضَحِكَ أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ}. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هَكَذَا رَوَاهُ خَالِدٌ , وَلَمْ يُسَمِّ الرَّجُلَ , وَلَا ذَكَرَ أَلَهُ صُحْبَةٌ أَمْ لَا؟ وَلَمْ يَصْنَعْ خَالِدٌ شَيْئًا , وَقَدْ خَالَفَهُ خَمْسَةٌ: اثْنَانِ ثِقَاتٌ حُفَّاظٌ , وَقَوْلُهُمْ أَوْلَى بِالصَّوَابِ انْتَهَى. وَلِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ: زِيَادَةُ خَالِدٍ هَذَا الرَّجُلَ الْأَنْصَارِيَّ زِيَادَةُ عَدْلٍ لَا يُعَارِضُهَا نَقْضُ مَنْ نَقَضَهَا , ثُمَّ أَسْنَدَ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: لَا تَأْخُذُوا بِمَرَاسِيلِ الْحَسَنِ , وَلَا أَبِي الْعَالِيَةِ
¥(43/170)
, وَمَا حَدَّثْتُمُونِي فَلَا تُحَدِّثُونِي عَنْ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ , وَالْحَسَنِ , فَإِنَّهُمَا كَانَا لَا يُبَالِيَانِ عَمَّنْ أَخَذَا حَدِيثَهُمَا. وَأَسْنَدَ عَنْ ابْنِ عَوْنٍ , قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: أَرْبَعَةٌ يُصَدِّقُونَ مَنْ حَدَّثَهُمْ , فَلَا يُبَالُونَ مِمَّنْ يَسْمَعُونَ: الْحَسَنُ , وَأَبُو الْعَالِيَةِ , وَحُمَيْدَ بْنُ هِلَالٍ , وَلَمْ يَذْكُرْ الرَّابِعَ. وَذَكَرَهُ غَيْرُهُ فَسَمَّاهُ " أَنَسَ بْنَ سِيرِينَ ". وَأَمَّا مُرْسَلُ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ , فَأَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ الْإِمَامِ أَبِي حَنِيفَةَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ الْوَاسِطِيِّ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ {عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: بَيْنَا هُوَ فِي الصَّلَاةِ إذْ أَقْبَلَ أَعْمَى يُرِيدُ الصَّلَاةَ , فَوَقَعَ فِي زُبْيَةٍ , فَاسْتَضْحَكَ الْقَوْمُ حَتَّى قَهْقَهُوا , فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ قَهْقَهَ فَلْيُعِدْ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ}. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَهِمَ أَبُو حَنِيفَةَ فِيهِ عَلَى مَنْصُورٍ , وَإِنَّمَا رَوَاهُ مَنْصُورٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ مَعْبَدٍ , وَمَعْبَدٌ هَذَا لَا صُحْبَةَ لَهُ. وَيُقَالُ: إنَّهُ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الْقَدَرِ مِنْ التَّابِعِينَ حَدَّثَ بِهِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ: غَيْلَانُ بْنُ جَامِعٍ , وَهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ , وَهُمَا أَحْفَظُ مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ لِلْإِسْنَادِ , ثُمَّ أَخْرَجَهُ كَذَلِكَ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ يَقُلْ فِي إسْنَادِهِ: عَنْ مَعْبَدٍ إلَّا أَبُو حَنِيفَةَ , وَأَخْطَأَ فِيهِ , قَالَ لَنَا ابْنُ حَمَّادٍ: " وَكَانَ يَمِيلُ إلَى أَبِي حَنِيفَةَ " هُوَ مَعْبَدُ بْنُ هَوْزَةَ , قَالَ: وَهَذَا غَلَطٌ مِنْهُ ; لِأَنَّ مَعْبَدَ بْنَ هَوْزَةَ أَنْصَارِيٌّ , وَهَذَا جُهَنِيٌّ انْتَهَى. وَأَمَّا مُرْسَلُ النَّخَعِيّ , فَأَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إبْرَاهِيمَ , قَالَ: {جَاءَ رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ , وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلَاةِ} الْحَدِيثَ , ثُمَّ أَسْنَدَ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ , قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ إبْرَاهِيمُ مُرْسَلًا , فَقَالَ: حَدَّثَنِي شَرِيكٌ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ قَالَ: أَنَا حَدَّثْتُ بِهِ إبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ , قَالَ: فَرَجَعَ حَدِيثُ إبْرَاهِيمَ هَذَا الَّذِي أَرْسَلَهُ إلَى أَبِي الْعَالِيَةِ ; لِأَنَّ أَبَا هَاشِمٍ ذَكَرَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ بِهِ عَنْهُ انْتَهَى. وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي " الْكَامِلِ " بِحُرُوفِهِ , وَأَسْنَدَ ابْنُ عَدِيٍّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قَالَ: مَرَاسِيلُ إبْرَاهِيمَ صَحِيحَةٌ إلَّا حَدِيثَ: تَاجِرِ الْبَحْرَيْنِ , وَحَدِيثَ الْقَهْقَهَةِ , انْتَهَى. قُلْتُ: أَمَّا حَدِيثُ الْقَهْقَهَةِ فَقَدْ عُرِفَ , وَأَمَّا حَدِيثُ تَاجِرِ الْبَحْرَيْنِ , فَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي " مُصَنَّفِهِ " وَكِيعٌ ثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إبْرَاهِيمَ قَالَ: {جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي رَجُلٌ تَاجِرٌ أَخْتَلِفُ إلَى الْبَحْرَيْنِ , فَأَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ يَعْنِي الْقَصْرَ} انْتَهَى.
¥(43/171)
وَأَمَّا مُرْسَلُ الْحَسَنِ , فَأَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ أَيْضًا عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ الْحَسَنِ , فَذَكَرَهُ , وَعِلَتُهُ رِوَايَةُ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَمِّهِ , قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ عَنْ الْحَسَنِ {أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ مَنْ ضَحِكَ فِي الصَّلَاةِ أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ} , أَخْرَجَهَا الدَّارَقُطْنِيُّ , وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ فِي " مُسْنَدِهِ " أَخْبَرَنَا الثِّقَةُ " يَعْنِي يَحْيَى بْنَ حَسَّانَ " عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم , قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَهَذَا لَا يُقْبَلُ ; لِأَنَّهُ مُرْسَلٌ , قَالَ ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ: وَإِذَا آلَ الْأَمْرُ إلَى تَوَسُّطِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ بَيْنَ ابْنِ شِهَابٍ , وَالْحَسَنِ , وَهُوَ عِنْدَهُمْ مَتْرُوكٌ تَعَلَّلَ انْتَهَى. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ فِي " كِتَابِ الْآثَارِ " أَخْبَرَنَا أَبُو حَنِيفَةَ ثَنَا مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ عَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ , فَذَكَرَهُ. وَأَسْنَدَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي " الْكَامِلِ " عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ , قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ " وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِحَدِيثِ الْقَهْقَهَةِ ": إنَّهُ كُلَّهُ يَدُورُ عَلَى أَبِي الْعَالِيَةِ , فَقُلْتُ لَهُ: إنَّ الْحَسَنَ يَرْوِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا , فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ حَوْضِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَنَا حَدَّثْتُ بِهِ الْحَسَنَ عَنْ حَفْصَةَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ , قُلْتُ لَهُ: فَقَدْ رَوَاهُ إبْرَاهِيمُ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ , قَالَ: أَنَا حَدَّثْتُ بِهِ إبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ , قُلْتُ لَهُ: فَقَدْ رَوَاهُ الزُّهْرِيُّ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا , فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: قَرَأْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي " كِتَابِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ " عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ عَنْ الْحَسَنِ انْتَهَى. وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي " سُنَنِهِ ": قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: وَلَوْ كَانَ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ أَوْ الْحَسَنِ فِيهِ حَدِيثٌ صَحِيحٌ لَمَا اسْتَجَازَ الْقَوْلَ بِخِلَافِهِ , وَقَدْ صَحَّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى مِنْ الضَّحِكِ فِي الصَّلَاةِ وُضُوءًا. وَعَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ , وَغَيْرِهِ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: مِنْ الضَّحِكِ فِي الصَّلَاةِ تُعَادُ الصَّلَاةُ وَلَا يُعَادُ الْوُضُوءُ. قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ بِأَسَانِيدَ مَوْصُولَةٍ , إلَّا أَنَّهَا ضَعِيفَةٌ , وَقَدْ ثَبَتَ أَحَادِيثُهَا فِي " الْخِلَافِيَّاتِ " انْتَهَى. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي " الْكَامِلِ ": وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ , وَقَتَادَةُ , وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيّ. وَالزُّهْرِيُّ مُرْسَلًا , وَقَدْ اُخْتُلِفَ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَوْصُولًا وَمُرْسَلًا , وَمَدَارُ الْكُلِّ يَرْجِعُ إلَى أَبِي الْعَالِيَةِ , وَالْحَدِيثُ لَهُ , وَبِهِ يُعْرَفُ , وَمِنْ أَجَلِهِ تَكَلَّمَ النَّاسُ فِيهِ , وَلَكِنْ سَائِرُ أَحَادِيثِهِ مُسْتَقِيمَةٌ صَالِحَةٌ انْتَهَى. وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي " كِتَابِ مَنَاقِبِ الشَّافِعِيِّ ": قَالَ الشَّافِعِيُّ: أَخْبَارُ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ رِيَاحٌ , قَالَ: وَهُوَ إنَّمَا أَرَادَ بِذَلِكَ حَدِيثَ الْقَهْقَهَةِ فَقَطْ , فَإِنَّهُ يَرْوِيهِ مَرَّةً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ , وَمَرَّةً عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ. وَمَرَّةً يُرْسِلُهُ , فَيَقُولُ: عَنْ رَجُلٍ , وَأَبُو الْعَالِيَةِ , وَاسْمُهُ " رُفَيْعٌ " مِنْ ثِقَاتِ
¥(43/172)
التَّابِعِينَ الْمُجْمَعِ عَلَى عَدَالَتِهِمْ انْتَهَى. وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي " كِتَابِ الْمَعْرِفَةِ ". وَقَوْلُ الشَّافِعِيِّ: أَخْبَارُ الرِّيَاحِيِّ رِيَاحٌ , يُرِيدُ بِهِ مَا يُرْسِلُهُ , فَأَمَّا مَا يُوَصِّلُهُ فَهُوَ فِيهِ حُجَّةٌ انْتَهَى. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي " الْكَامِلِ " فِي تَرْجَمَةِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ: بَعْدَ أَنْ نَقَلَ عَنْ ابْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قَالَ فِيهِ: كَذُوبٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ , وَنَقَلَ عَنْ آخَرِينَ أَنَّهُمْ رَمَوْهُ بِحُبِّ الشَّبَابِ , وَلَهُ حِكَايَاتٌ تَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ , ثُمَّ أَسْنَدَ إلَى الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ نَاظَرَ الْحَسَنَ بْنَ زِيَادٍ يَوْمًا , فَقَالَ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ قَذَفَ مُحْصَنًا فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: تَبْطُلُ صَلَاتُهُ , قَالَ: فَوُضُوءُهُ؟ قَالَ: وُضُوءُهُ عَلَى حَالِهِ , قَالَ: فَلَوْ ضَحِكَ فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: تَبْطُلُ صَلَاتُهُ وَوُضُوءُهُ , فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: فَيَكُونُ الضَّحِكُ فِي الصَّلَاةِ أَسْوَأَ حَالًا مِنْ قَذْفِ الْمُحْصَنِ , فَأَفْحَمَهُ انْتَهَى. وَاسْتُدِلَّ عَلَى أَنَّ حَدِيثَ الْقَهْقَهَةِ مِنْ الْخَصَائِصِ , بِحَدِيثٍ أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ الْمُسَيِّبِ بْنِ شَرِيكٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ , قَالَ: لَيْسَ عَلَى مَنْ ضَحِكَ فِي الصَّلَاةِ وُضُوءٌ , إنَّمَا كَانَ لَهُمْ ذَلِكَ حِينَ ضَحِكُوا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْتَهَى. وَهَذَا لَا يَصِحُّ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: الْمُسَيِّبُ لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ , وَكَذَلِكَ قَالَ الْفَلَّاسُ. وَمِمَّا اُسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ الضَّحِكَ غَيْرُ نَاقِضٍ لِلْوُضُوءِ حَدِيثٌ أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {الضَّحِكُ يَنْقُضُ الصَّلَاةَ وَلَا يَنْقُضُ الْوُضُوءَ} انْتَهَى. وَأَبُو شَيْبَةَ اسْمُهُ " إبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ " , قَالَ أَحْمَدُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَيَزِيدُ أَيْضًا قَالَ فِيهِ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاجُ بِهِ إذَا انْفَرَدَ , قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: رَوَى هَذَا أَبُو شَيْبَةَ , فَرَفَعَهُ , وَهُوَ ضَعِيفٌ , وَالصَّحِيحُ مَوْقُوفٌ انْتَهَى. وَمَعَ ضَعْفِ هَذَا الْإِسْنَادِ اضْطَرَبَ فِي مَتْنِهِ , فَرُوِيَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ " الْكَلَامُ يَنْقُضُ الصَّلَاةَ وَلَا يَنْقُضُ الْوُضُوءَ " أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ أَيْضًا. وَمِمَّا اُسْتُدِلَّ عَلَى أَنَّ التَّبَسُّمَ غَيْرُ مُبْطِلٍ لِلصَّلَاةِ حَدِيثٌ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمِهِ " وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ فِي " مُسْنَدِهِ " والدارقطني فِي " سُنَنِهِ " عَنْ الْوَازِعِ بْنِ نَافِعٍ الْعُقَيْلِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا جَابِرٌ {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ الْعَصْرَ , فَتَبَسَّمَ فِي الصَّلَاةِ , فَلَمَّا انْصَرَفَ قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَبَسَّمْتَ وَأَنْتَ تُصَلِّي؟ فَقَالَ: إنَّهُ مَرَّ مِيكَائِيلُ وَعَلَى جَنَاحِهِ غُبَارٌ فَضَحِكَ إلَيَّ فَتَبَسَّمْتُ إلَيْهِ وَهُوَ رَاجِعٌ مِنْ طَلَبِ الْقَوْمِ} انْتَهَى. وَسَكَتَ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْهُ , وَالْوَازِعُ بْنُ نَافِعٍ ضَعِيفٌ جِدًّا , وَوَجَدْتُهُ فِي " مُعْجَمِ الطَّبَرَانِيِّ " جَبْرَائِيلَ عِوَضَ مِيكَائِيلَ. وَالسُّهَيْلِيُّ فِي " الرَّوْضِ الْأُنُفِ " ذَكَرَهُ مِنْ جِهَةِ الدَّارَقُطْنِيُّ , وَتَكَلَّمَ عَلَيْهِ , وَبَنَى كَلَامَهُ عَلَى أَنَّهُ مِيكَائِيلُ. وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " كِتَاب الضُّعَفَاءِ " وَأَعَلَّهُ بِالْوَازِعِ , وَقَالَ: إنَّهُ كَثِيرُ الْوَهْمِ , فَيَبْطُلُ الِاحْتِجَاجُ بِهِ. {حَدِيثٌ آخَرُ}: أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي " مُعْجَمِهِ الصَّغِيرِ " عَنْ ثَابِتِ بْنِ مُحَمَّدٍ
¥(43/173)
الزَّاهِدِ ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ {: لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَشَرُ , وَلَكِنْ يَقْطَعُهَا الْقَهْقَهَةُ} انْتَهَى. وَقَالَ لَمْ يَرْفَعْهُ عَنْ سُفْيَانَ إلَّا ثَابِتٌ , ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ بِهِ مَوْقُوفًا , وَرَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي " الْكَامِلِ " وَلَفْظُهُ: {وَلَكِنْ يَقْطَعُهَا الْقَرْقَرَةُ} ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَا أَعْلَمُهُ إلَّا مِنْ رِوَايَةِ ثَابِتٍ عَنْ الثَّوْرِيِّ , وَلَعَلَّهُ كَانَ عِنْدَهُ عَنْ الْعَرْزَمِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ , فَشُبِّهَ عَلَيْهِ , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " كِتَابِ الضُّعَفَاءِ " مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا {إذَا ضَحِكَ الرَّجُلُ فِي صَلَاتِهِ فَعَلَيْهِ الْوُضُوءُ وَالصَّلَاةُ , وَإِذَا تَبَسَّمَ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ} انْتَهَى.
فهذه الأحاديث مع كثرتها فهي ضعيفة انظر: " الدارية " (1/ 34 – 37)؛ ثم هي لا تخرج عن كونها آحاد.
وقد نُوقش هذا بأنه خارج عن محل النزاع لأنه ليس مما يتكرر، ويعم حتى تشتد الحاجة إليه كما ذكر ذلك صاحب " فواتح الرحموت " (2/ 130).
ثانياً: حديث وجوب الغسل من غسل الميت، وهو حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [مَنْ غَسَّلَ الْمَيِّتَ فَلْيَغْتَسِلْ وَمَنْ حَمَلَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ].
ثالثاً: حديث تثنية الإقامة.
..... ، وغيرها من الأمثلة التي قال بها الحنفية، وهي أخبار آحاد، وهي مما يعم به البلوى.
قال الغزالي في " المستصفى " (1/ 172) كما تقدم:
" فَإِنْ زَعَمُوا أَنْ لَيْسَ عُمُومُ الْبَلْوَى فِيهَا كَعُمُومِهَا فِي الْأَحْدَاثِ , فَنَقُولُ: فَلَيْسَ عُمُومُ الْبَلْوَى فِي اللَّمْسِ وَالْمَسِّ كَعُمُومِهَا فِي خُرُوجِ الْأَحْدَاثِ , فَقَدْ يَمْضِي عَلَى الْإِنْسَانِ مُدَّةٌ لَا يَلْمِسُ وَلَا يَمَسُّ الذَّكَرَ إلَّا فِي حَالَةِ الْحَدَثِ كَمَا لَا يَفْتَصِدُ وَلَا يَحْتَجِمُ إلَّا أَحْيَانًا فَلَا فَرْقَ " اهـ.
إذاً الراجح هو مذهب الجمهور، وما ذهب إليه عامة الحنفية مرجوح، ومعلومٌ أن لهذا الخلاف أثراً ظاهراً على الخلاف في الكثير من المسائل الفقهية.
مستفاد من المصادر التي ذكرت، والأصل في الاستفادة كان من:
" الإحكام " لابن حزم.
" المستصفى " للغزالي.
" إتحاف ذوي البصائر " للدكتور النملة حفظه الله تعالى.
وتصور المسألة كان بفضل الله؛ ثم رسالة بعنوان " حجية خبر الآحاد فيما تعم به البلوى "، وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 05:59 م]ـ
لكن، نريد تحرير المسألة، في قضية خبر الأحاد في العقائد عند متأخري الحنفية؟(43/174)
تخريج حديث: " الجمعة حق واجب على كل مسلم إلا أربعة ... "
ـ[مبارك]ــــــــ[22 - 03 - 05, 05:30 م]ـ
تخريج حديث الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة، إلا أربعة
--------------------------------------------------------------------------------
حديث: " الجمعةُ حقٌ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ إلا أربعةً: عبدٌ مملوكٌ، أو امرأةٌ، أو صبيٌّ، أو مريضٌ ".
أخرجه أبوداود (1067)، والطبراني في " الكبير " (8/ 385ـ386) رقم (8206)، والدارقطني (2/ 3)، والبيهقي في " السنن الكبرى" (3/ 172، 183) وفي " السنن الصَّغير " (1/ 236) رقم
(607)، وفي " المعرفة " (4/ 230)، وكذا ضياء الدين المقدسي في " الأحاديث المختارة " (8/ 109) جميعاً من طريق إسحاق بن منصور، عن هُرَيْم بن سفيان، عن إبراهيم بن محمد بن المُنْتَشِر، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
وهذا سند صحيح، رجاله كلهم ثقات، غير أن أبا داود أعله فقال: طارق بن شهاب قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئاً.
وبذلك أعله الخطابي في " المعالم " (1/ 644) فقال: وليس إسناد هذا الحديث بذاك، وطارق بن شهاب لا يصح له سماع من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إلا أنه قد لقي النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد تعقب الإمام النووي في " خُلاصَة الأحكام " (2/ 757) من أعل الحديث بقوله:
" وهذا الذي قاله أبوداود لا يقدح في صحة الحديث، لأنه إن ثَبتَ عدمُ سماعه يكون مرسلَ صحابي وهوة حجةٌ "
وقال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في " الإصابة " (2/ 211):
" إذا ثبت أنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم فهو صحابي على الراجح، وإذا ثبت أنه لم يسمع منه فروايته عنه مرسل صحابي، وهو مقبول على الراجح ".
وقال البيهقي في " السنن الكبرى " (3/ 183):
" وهذا الحديث وإن كان فيه إرسال؛ فهو مرسل جيد؛ فطارق من خيار التابعين، وممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وإن لم يسمع منه، ولحديثه هذا شواهد ".
وتعقبه ابن التركماني في " الجوهر النقي " بقوله:
" قلت: هذا مخالف لرأي المحدثين؛ فإن عندهم من رأى النبي عليه السلام فهو صحابي، وقد ذكره صاحب " الكمال " في (الصحابة) ... وما نقله البيهقي عن أبي داود لا ينفي عنه الصحبة. على أنه لم ينقل كلام أبي داود على ما هو عليه؛ بل أغفل منه شيئاً؛ فإن أبا داود قال: طارق قد رأى النبي عليه السلام، وهو يعد في الصحابة، ولم يسمع منه. فقد صرح بأنه من الصحابة "!
قال شيخنا الإمام الألباني معلقاً على بعض كلام ابن التركماني عند تعليقه على " سنن أبي داود " (4/ 233ـ الكبير):
" كذا قال! وليس في كلام المصنف: " وهو يعد في الصحابة "، فلم يغفل البيهقي من كلامه شيئاً! ولعل ما عزاه إليه ابن التركماني وقع في بعض نسخ الكتاب ".
وطارق أثبت صحبته الإمام الفذ ابن حزم ـ رحمه الله ـ فقد قال في " المحلى " (2/ 145): وطارق صاحب، صحيح الصحبة مشهور.
وذكره في الصحابة جماعة منهم: أبو القاسم البغوي، وأبو حاتم البُستي، وابن قانع، وابن منده، وأبو نعيم، وابن عبدالبر، والعسكري، وابن الأثير.
ويؤيد قول من أثبت له الصحبة مارواه أبو داود الطيالسي في
" مسنده " (2/ 609) رقم (1376)، وابن أبي شيبة (7/ 31) رقم
(33865) وفي " المسند" رقم (531)، وأحمد (31/ 125 و 130) برقم (18829 و18835)،
والبخاري في " التاريخ الكبير " (4/ 353)، وابن أبي عاصم في
" الآحاد والمثاني " (4/ 477) رقم (2536)، وابن سعد (6/ 66)،
ويعقوب بن سفيان البسوي في " المعرفة " (1/ 234)، وابن قانع في
" معجم الصحابة " (2/ 45 ـ 46)، والبغوي في " معجم الصحابة "
(3/ 421)، وأبو نعيم في " معرفة الصحابة " (3/ 1558) رقم (3943)، والطبراني في " الكبير " (8/ 385) برقم (8204و8205)
، والحاكم (3/ 80)، وابن عبدالبر في " الإستيعاب " (2/ 228ـ مع الإصابة)، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (24/ 427 و428)،
¥(43/175)
وابن الأثير في " أسد الغابة " (2/ 452) جميعاً من طريق شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: رَأَيْتُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وغَزَوْتُ في خِلافَةِ أبي بَكْرٍ، في السَّرايا وغيرِها. (عند بعضهم مطولاً ومختصراً).
أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (9/ 407ـ 408) وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح "، وقال الحافظ في
" الإصابة " (2/ 212): وهذا إسناد صحيح.
وقال الإمام أحمد شاكر في تعليقه على كتاب " المحلى " (2/ 145) بعدما ذكر كلام ابن حزم:
" ويؤيد ما قاله ابن حزم من أنه صاحب صحيح الصحبة ما رواه الطيالسي (2/ 610) رقم (1377): حدثنا شعبة، عن مخارق، قال: سَمِعْتُ طارق بن شهاب يقولُ: قَدِمَ وَفْدُ بَجِيلَةَ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " ابْدَءُوا بالأَحْمَسِيَّينَ ". ودعا لنا. وهذا إنما يحكيه من شهد الحال وسمع الكلام كما هو ظاهر أو راجح وبذلك يكون مخارق من التابعين ".
أخرجه من طريق الطيالسي ابن عساكر في " تاريخه " (24/ 422).
وأخرجه أحمد (31/ 129ـ130) برقم (18833و18834) ,والطبراني في " الكبير " (8/ 386) رقم (8211). قلت: وسنده صحيح.
وأخرجه الحاكم (1/ 288) وعنه البيهقي في " معرفة السنن والآثار" (4/ 392ـ 330) رقم (6364): أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، قال: أخبرنا عبيد بن محمد العجلي، قال: حدثني العباس بن عبدالعظيم العنبري، قال حدثني إسحاق بن منصور، قال: حدثنا هُرَيْم بن سفيان، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قال الحاكم:
" هذا حديث صحيح على شرط الشيخين؛ فقد اتفقا جميعاً على الاحتجاج بهريم بن سفيان، ولم يخرجاه.
ورواه ابن عيينة، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر ولم يذكر أبا موسى في إسناده وطارق بن شهاب ممن يعد في الصحابة " أ. ه.
وقال البيهقي في " السنن الكبرى " (2/ 172ـ 173):
" ورواه عبيد بن محمد العجلي، عن العباس بن عبدالعظيم فوصله بذكر أبي موسى الاشعري فيه وليس بمحفوظ، فقد رواه غير العباس أيضاً عن إسحاق دون ذكر أبي موسى فيه " أ. ه.
وقال الذهبي في " التلخيص " (1/ 288):
" ورواه هريم بن سفيان، عن إبراهيم فزاد في إسناده عن أبي موسى " أ. ه.
وأعل هذا الطريق الحافظ ابن حجر في " الإصابة " (2/ 212) فقال:
" وقد أخرجه الحاكم من طريقه فقال عن طارق عن أبي موسى وخطّؤوه فيه " أ. ه.
وقال شيخنا الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ في " أرواء الغليل "
(3/ 55):
" وذكر أبي موسى في الإسناد شاذ أو منكر عندي، لأن عبيد بن محمد العجلي قد خالف أبا داود بذكر أبي موسى، ولم أجد من ترجمه، ولا سيما قد رواه جماعة عن إسحاق بن منصور به لم يذكروا أبا موسى ... " أ. ه.
قلت: وعبيد بن محمد العجلي أظنه هو الذي ترجم له الذهبي في " تذكرة الحفاظ " (2/ 672) فقال:
" عبيد العجل هو الحافظ المتقن أبو علي حسين بن محمد بن حاتم البغدادي ... ، قال الخطيب: كان حافظاً متقناً ... " أ. ه.
وإن كان غيره فلم أعرفه.
وللحديث شواهد من حديث تميم الدّاري، وأبي هريرة، وجابر بن عبدالله، ومولى لآل الزبير، وابن عمر، ومحمد بن كعب القرظي ...
أولاً: حديث تميم الّدّاري رضي الله عنه:
أخرجه سنان القزاز في جزئه (1)، والبخاري في " التاريخ الكبير" (2/ 337)، والعقيلي في " الضعفاء " (2/ 222)، والطبراني في " المعجم الكبير " (2/ 51) رقم (1257) وفي " الأوسط " (6/ 317) رقم (5675)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (3/ 183 ـ 184)، وكذا ابن عساكر في " تاريخه " (16/ 322)، وابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " (1/ 188) جميعاً من طريق محمد بن طلحة، عن الحكم بن عمرو، عن ضرار بن عمرو ‘ عن أبي عبدالله الشامي، عن
تميم الدّاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " الجمعة واجبة إلا على امرأةٍ، أو صبيٍ، أو عبدٍ، أو مسافرٍ، أو مريضٍ ".
وقع عند بعضهم: " مملوك " بدل: " عبد ".
وهذا إسناد تالف، وفيه ثلاث علل:
الأولى: أبو عبدالله الشامي وَهَّاه الأزدي، وقال ابن القطان: مجهول، وقال الذهبي: لا يُعرف.
¥(43/176)
الثانية: ضرار بن عمرو ـ وهو الملطي ـ قال يحيى بن معين: لا شيء، وقال البخاري: فيه نظر، وكذا قال الدُّولابي.
الثالثة: الحكم بن عمرو أظنه الجزري، أبو عمر، فإن كان هو فقد قال عنه أبو حاتم:
" شيخٌ مجهول ٌ ".
وقال الأزدي:
" كذَّابٌ ساقِطٌ ".
وإن كان الرُّعَيْني فهو ضعيف، قال ابن معين:
" ليس بشىءٍ، لا يكتب حديثه " وقال مرّة:
" ضعيف "، وكذا قال النسائي، ويعقوب بن سفيان، وأبو حاتم.
وقال أبو داود:
" ما عندي من علمه شيء ".
وذكره العقيلي، وابن الجارود، وابن شاهين، وابن الجوزي في
" الضعفاء ".
وإن كان غير ذلك لم أتبيّنه.
وقد قال أبو حاتم رحمه الله عن خصوص هذا الطريق في " العلل "
(1/ 407ـ 408) رقم (613) لابن أبي حاتم:
" هذا حديث منكر ".
للإفادة انظر كتاب " بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام "
للإمام ابن القطان (3/ 159 ـ 162).
ثانياً: حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
أخرجه الطبراني في " الأوسط " (1/ 161) رقم (204)، والدارقطني في " غرائب مالك " كما في " لسان الميزان " (1/ 73) من طريق إبراهيم بن حمّاد بن أبي حازم المديني، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن أبي الزِّناد، عن الأعْرج، عم أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خمسةٌ لا جمعة َ عليهم: المرأةُ، والمسافرُ، والصَّبيُّ، وأهل الباديةِ ".
قال الطبراني: لم يَرْوِ هذا الحديث عن مالك إلا إبراهيم بن حماد بن أبي حازم.
وقال الدارقطني: تفرد به إبراهيم وكان ضعيفاً.
وأخرج الطبراني في " الأوسط " (8/ 346) رقم (7706): حدثنا محمد بن عبدالرحمن، قال: حدثنا عليُّ بن غَزْوان الحَرَّانيُّ، قال حدثنا عبدالعظيم بن رغبان الحِمْصيُّ، قال: حدثنا أبو مَعْشَرِ، عن سعيد المَقْبُريِّ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجُمُعَةُ إلا عبداً، أو امرأةً، أو صبياً، ومن اسْتَغْنَى بِلَهْوٍ، أو تجارة ٍ استغنى الله عنه، والله غنيٌ حَميدٌ.
وقال الطبراني: لم يَرْوِ هذا الحديث عن سعيد المَقْبُريِّ إلا أبو مَعْشَرٍ، تفرد به عبدالعظيم بن حبيب.
قلت: وهذا سند ضعيف، فيه علتان:
الأولى: أبو معشر هو نجيح بن عبدالرحمن السندي ضعيف.
والأخرى: عبدالعظيم هو ابن حبيب بن رغبان أبو بكر نسب إلى جده، قال الدارقطني: ليس بثقة، كثير الغلط، وقال مرّة: لم يكن بالقويِّ في الحديث، وقال ابن حبان في " الثقات ": ربما خالف، وقال الحافظ: متروك. (العلل 9/ 241، ثقات ابن حبان 8/ 424، لسان الميزان 4/ 408 ـ 409، تبصير المنتبه 2/ 608).
ثالثاً: حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه:
أخرجه الدارقطني (2/ 3)، وابن عدي في " الكامل " (6/ 2425)، وأبو نعيم في " ذكر أخبار أصبهان " (2/ 295 ـ 296)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (3/ 184)، وابن الجوزي في " التحقيق " (1/ 501) رقم (788) جميعاً من طريق ابن لهيعة، ثنا معاذ بن محمد الأنصاري، عن أبي الزبير، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " من كان يؤمن بلله واليوم الآخر، فعليه الجمعة، إلا مريض، أو مسافر، أو امرأة، أو صبي، أو مملوك، فمن استغنى عنها بِلَهْوٍ، أو تجارة ٍ استغنى الله عنه، والله غنيٌّ حَمِيدٌ ".
وهذا سند ضعيف، فيه ابن لهيعة وهو ضعيف، وشيخه معاذ بن محمد الأنصاري ضعيف، قال العقيلي:
" في حديثه وهم "، وقال ابن عدي:
" منكر الحديث "، وقال ابن حجر:
" وهو غير معاذ بن محمد بن معاذ بن محمد بن أُبيّ بن كعب الذي روى له ابن ماجه " (اللسان 6/ 754).
وذكره ابن حبان في " الثقات " (9/ 177).
وقد توبع معاذ بن محمد. فقد أخرجه الجرجاني في " تاريخ
جرجان " (ص/ 150) من طريق أحمد بن أبي ظبية، حدثنا أبو ظبية، عن أبي الزبير به.
قال شيخنا الإمام أبوعبدالرحمن الالباني ـ رحمه الله ـ في كتابه الماتع " إرواء الغليل " (3/ 57):
"وأبو ظبية أسمه عيسى بن سليمان الجرجاني ضعيف، وابنه اصلح حالاً منه، بقي في الإسناد علة أخرى، وهي عنعنة أبي الزبير فإنه كان مدلساً " أ. ه.
رابعاً: حديث مولى لآل الزبير:
¥(43/177)
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (1/ 446) رقم (5148) وكذا البيهقي في " السنن الكبرى " (3/ 184) كلاهما من طريق أبي حازم عن مولى لآل الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الْجُمْعَةُ واجِبَةٌ على كُلِّ حَالِمٍ إلّا أَرْبَعَةً: الصَّبِيُّ، والْعَبْدُ، والْمَرْأَةُ، والْمَرِيْضُ ".
قال شيخنا الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ في " إرواء الغليل " (3/ 56):
" وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات غير المولى فلم أعرفه، فإن كان من الصحابة فلا تضر جهالته، وهو الأرجح لأن راويه عنه أبو حازم هو سلمان الأشجعي الكوفي تابعي، وإن كان غير صحابي فالسند ضعيف لجهالته " أ. ه
خامساً: حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما:
أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى" (3/ 184) من طريق أَسِيد بن زيد، ثنا حلو السُّرِّي، عن أبي البلاد، عن ابن عمر، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الجمعة واجبة إلا على ما ملكت أيمانكم، أو ذي علة ".
وهذا إسناد ضعيف، فيه علل:
الأولى: أبو البلاد أظن أنه هو يحيى بن سليمان الغطفاني ويقال العامري، فإن كان هو فأظن أنه لم يسمع ابن عمر أو لم يدركه، وإن كان غيره فلم أتبينه.
الثانية: حلو السُّرِّي، من أهل الكوفة، ذكره ابن حبان في كتابه
" الثقات " (6/ 248) وقال: يُخْطِىء ويُغْرِبُ على قلة روايته.
الثالثة: أَسِيد بن زَيْد بن نَجيح الجَمَّال الهاشميُّ مولاهم، الكوفي.
قال ابن معين: كذاب أتيته ببغداد فسمعته يحدث بأحاديث كذب.
وقال أبو حاتم: كانوا يتكلمون فيه.
وقال النسائي: متروك.
وقال الدارقطني: ضعيف الحديث.
وقال الحافظ: ضعيف.
وأخرج الطبراني في " الأوسط " (1/ 454) رقم (822)، وكذا الدار قطني (2/ 4) كلاهما من طريق عبيدالله بن عمر القواريري، ثنا أبو بكر الحنفي، ثنا عبدالله بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس على المسافر جمعة ".
قال الطبراني عقبه: لم يَرْوِ هذا الحديث عن نافع إلا ابنُهُ عبدالله، تفرد به أبو بكر الحنفي.
قال أبو عبدالرحمن: وهذا إسناد ضعيف من أجل عبدالله بن نافع، قال ابن حبان في " المجروحين " (1/ 513):
" منكر الحديث، كان ممن يخطىء ولا يعلم، لا يجوز الاحتجاج بأخباره التي لم يوافق فيها الثقات، ولا الاعتبار منها مما خالف الأثبات ".
وقد خالف الثقات في رفع هذا الحديث.
فقد رواه البيهقي (3/ 184) من طريق ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث حدثني عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: لا جمعة على مسافر.
قال البيهقي: هذا هو الصحيح موقوف ورواه عبدالله بن نافع عن أبيه فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال النووي في " الخلاصة " (2/ 762): الرواية المرفوعة رواها الدارقطني والبيهقي من رواية عبدالله بن نافع وهو ضعيف.
سادساً: حديث محمد بن كعب القُرظي ـ رحمه الله تعالى ـ مرفوعاً مرسلاً:
أخرجه عبدالرزاق (3/ 172ـ 173) رقم (5200) عن معمر، عن ليث، عن محمد بن كعب القُرظي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من كان على حرام فرغب الله عنه فحوّله منه إلى غيره أن يغفر الله له، ومن أحسن من محسن مؤمن أو كافر فقد وقع أجره على الله في عاجل دُنياه أو آجل آخرته، ومن صلَّى صلاة صليت عليه عشرة، ومن دعا لي دعوة حُطَّت عنه خطاياه، والجمعة حقٌّ على كل مسلم، أو قال: من كان يؤمن بالله فالجمعة حقٌّ عليه إلا عبداً، أو امرأةً، أو صبي، أو مريض، فمن استغنى بلهو أو تجارة استغنى الله عنه والله غني حميد.
وأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 446) رقم (5149): حدثنا هشيم، عن ليث، عن محمد بن كعب القُرظي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ والْيَومِ الآخِرِ فَعَلَيْهِ الْجُمُعَةُ إلا امرأةٌ، أو صَبِيٌّ، أَوْ مَمْلُوكٌ، أَوْ مَرِيضٌ ".
وهذا سند ضعيف، فيه ليث ـ وهو ابن أبي سليم ـ، قال الحافظ:
" صدوق اختلط ولم يتميز حديثه فترك ".
¥(43/178)
وله شاهداً سابعاً أخرجه الشافعي في " مسنده " (1/ 130ـ ترتيب) رقم (385) ومن طريقه البيهقي في " السنن الكبرى " (3/ 173) من طريق إبراهيم بن محمد، حدثني سلمة بن عبدالله الخَطْمي، عن محمد ابن كعب أنه سمع رجلاً من بني وائل يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " تجبُ الجُمعَةُ عَلَى كُل مسْلمٍ إلاَّ امرأةً أو صبياً أو مملوكاً ".
وهذا إسناد ضعيف، إبراهيم بن محمد هو ابن أبي يحيى الأسلمي وهو متروك.
لكن تابعه عبدالله بن وهب، نا ابن لهيعة، عن سلمة بن عبدالله به.
أخرجه ابن منده في " المعرفة " كما في " إرواء الغليل " (3/ 58).
قلت: وسلمة ذا مجهول كما في " التقريب ".
وهناك شواهد أخرى لا داعي إلى ذكرها؛ لأن ما ذكرناه فيه كفاية لتثبيت الحديث، والحمد لله رب العالمين.
. فوائد هذا الحديث:
· فيه دلالة أن فرض الجمعة من فروض الأعيان، فيجب الاهتمام بها، ولا يجوز التكاسل والالتهاء عنها.
· فيه عدم وجوب الجمعة على النساء وهو بالإجماع.
· فيه أن الجمعة غير واجبة على الصبيان وهو مجمع عليه.
· فيه أن المريض لا تجب عليه الجمعة إذا كان الحضور يجلب عليه مشقة.
· فيه أن العبد لا تجب عليه الجمعة، وهذا قول جمهور السلف، قال الإمام الخطابي في " معالم السنن" (1/ 644):
" فأما العبيد فقد اختلفوا فيهم، فكان الحسن وقتادة يوجبان على العبد إذا كان مخارجاً، وكذلك قال الأوزاعي وأحسب أن مذهب داود إيجاب الجمعة عليه ".
قلت: والقول بالوجوب اختاره الإمام الكبير ابن حزم الظاهري ـ رحمه الله ـ محتجاً بعموم قوله تعالى: (يَا أَ يُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إذَا نُودِيَ للصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاسْعَوا إلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا البَيْعَ)] الجمعة: 9 [
قال رحمه الله في كتابه الفريد " المحلى " (5/ 51):
" فهذا خطاب لا يجوز أن يخرج منه مسافر ولا عبد بغير نص من رسول الله صلى الله عليه وسلم " أ. ه.
وقد ضعف رحمه الله ـ أي ابن حزم ـ حديث الباب من قبل فتكون النتيجة التي توصل إليها الإمام منطقية صحيحة، غير أن البحث العلمي يقتضي ثبوت حديث الباب فيستثنى ما ذكر فيه من عموم الآية وبالله تعالى التوفيق والمستعان.
(فائدة): جاء في " الفتاوى السّعدية " (163) سؤال ما نصه:
هل تجب الجماعة على العبد.؟
الجواب: المشهور من مذهب الإمام أحمد: أنه ليس عليه جمعة ولا جماعة، وفيه قول آخر: أن عليه جمعة وجماعة وهو الذي نعتقده.
ـ[عمر ابن أبي عمر]ــــــــ[22 - 03 - 05, 05:44 م]ـ
جزاك الله خيرا(43/179)
تخريج حديث: " لأنْ يُطعَنَ في رأسِ أحدِكم بمخيَطٍ من حديدٍ خيرٌ لهُ مِنْ أن يَمَسَّ
ـ[مبارك]ــــــــ[22 - 03 - 05, 05:45 م]ـ
· حديث: " لَأنْ يُطعَنَ في رأسِ أحدِكم بمِخيَطٍ من حديدٍ خيرٌ لهُ مِنْ أن يَمَسَّ امرأةً لا تَحِلُّ لهُ ".
أخرجه الطبراني في " الكبير " (20/ 211ـ 212) رقم (486، 487)، والروياني في " مسنده " (2/ 323) رقم (1283) من طريق شداد بن سعيد الراسبي، قال: سمعتُ يزيد بن عبدالله بن الشخير يقول: سمعتُ معقل بن يسار يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: وهذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات.
شداد بن سَعيد، أبو طلحة الراسبيُّ البصري.
وثقه أحمد بن حنبل، وأبو حاتم، وزهير بن حرب، والنسائي، والبزار، وابن شاهين، وابن خلفون.
قال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين: ثقة.
وقال إبراهيم بن عبدالله بن الجنيد: سألت يحيى بن معين عن شدَّاد بن سعيد، ويُكْنَى أبا طلحة، فقال: ثقة. قلت ليحيى: إن ابن عَرعَرة يَزْعُم أنه ضعيفٌ، فغضبَ وتكلَّم بكلامٍ، وأبو خَيْثَمة يسمع، فقال أبوخَيْثَمة: شَدَّاد بن سعيد ثقة. ثم قال يحيى: يَزْعُم ابنُ عَرْعَرة أنَّ سَلْم بن زُرَيْر ثقة.قال: كذاك يقول. قال: هو ضعيفٌ ضعيفٌ.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: ربما أخطأ.
قال مبارك: هذا دليل صريح في أن خطأه قليل، ومن ثبتت عدالته وثقته، فلا يسقط حديثه لمجرد أن أخطأ في أحاديث.
وقال البخاري: ضعَّفه عبالصمد بن عبدالوارث.
قال أبو عبدالرحمن: وهذا جرح غير مفسر لا يعبأ به؛ والحافظ عبدالصمد بن عبدالوارث: وإن كان من الحفاظ غير معروف بنقد الرواة، فلا يساوي تضعيفه شيئاً أمام التوثيق الصادر من أئمة هذا الفن.
وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم.
قال أبو عبدالرحمن: وهو كلام فيه نظر، لأنه غير مدعم بالدليل، مع مخالفته لتوثيق من سمينا من الأئمة، وقد يفسر نفي القوة عنه في هذا التعبير بفتور الحفظ.
وقال العقيلي: صدوق في حفظه بعض الشيء، ولا يتابع عليه، وله غير حديث لا يتابع على شيء منها.
قال أبو عبدالرحمن: قوله: (في حفظه بعض الشيء) فهذا لا يضره إلا إذا كثر الخطأ، وكان الغالب على حديثه. أما الخطأ القليل فمن ذا سلم منه وكذا من الوهم؟، قال ابن معين: " لست أعجب ممن يحدث فيخطىء، إنما أعجب ممن يحدث فيصيب ".
وقوله: (ولا يتابع عليه ... ) فهذا ليس من الجرح في شيء، وليس من شرط الثقة أن يتابع في كل ماحدث به، وإنما شرطه أن لا يتفرد بالمناكير عن المشاهير فيكثر، ومن المعروف بداهة أنه ليس شرطاً في صحة كل حديث وجود المتابعة فيه.
وقال الدارقطني: يعتبر فيه.
وقال البيهقي: ليس بالقوي.
قال أبوعبدالرحمن: وهذا ليس تضعيفاً وإنما يعني ليس بقوي قوة غيره ممن هو فوقه.
وقال ابن عدي: ليس له كثير حديث، ولم أر له حديثاً منكراً، وأرجوا أنه لا بأس به.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " ذكر عن البخاري أنه قال: هو صدوق في الأصل. (إكمال تهذيب الكمال: 6/ 223).
وقال الذهبي: صالح الحديث.
وقال في " الكاشف " (2/ 6):
" وثقه أحمد وغيره، وضعفه من لا يعلم ".
وقد صدر ترجمته في " ميزان الاعتدال " ب " صح " الدال على أن العمل على توثيق الرجل.
وقال الحافظ: صدوق يخطىء.
قال أبو عبدالرحمن: قوله (يخطىء) فهذا لا يضره؛ لأنه ليس من حد الثقة: أنه لا يغلط ولا يخطىء، فمن يسلم من ذلك غير المعصوم الذي لا يُقَرُّ على خطأ
بعد هذا أقول: شداد بن سويد (ثقة صدوق)، أقل أحواله أن يحسن حديثه إن لم يكن أعلى.
وقد خولف شداد، فرواه بشير بن عقبة، قال: حدثني يزيد بن عبدالله الشخّير، عن معقل بن يسار قال: لأن يعمد أحدكم إلى مخيط فيغرز به رأسي أحب إليّ من أن تغسل رأسي امرأة ليست مني ذات محرم.
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (4/ 15) رقم (17310).
وهذا سند صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.
بشير بن عقبة الناجي السامي،ويقال: الأزدي أبو عقيل الدورقي البصري.
وثقه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، والفلاس، وابن حبان، والذهبي، وابن حجر.
قال مسلم بن إبراهيم الدَّورقي: هو عندهم ثقةٌ.
¥(43/180)
وقال عبدالرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: أبو عقيل الدَّورَقي صالح الحديث. قلت: يُحتجُّ بحديثه؟ قال: صالح الحديث.
قال أبو عبدالرحمن: وهذا وإن كان توثيقاً في اعتبار أكثر المحدثين. ولكنه ليس كذلك بالنظر إلى اصطلاح أبي حاتم نفسه. فقد جاء في مقدمة الجرح والتعديل عند بيان درجات رواة الآثار مانصه:
" ... وإذا قيل صالح الحديث فإنه يكتب حديثه للاعتبار ... " (2/ 37).
قال أبو عبدالرحمن: ورأى البعض أن رواية الوقف هاهنا أرجح من رواية الرفع. لكن لعل الأصوب أن يقال: الموقوف وهو لا يُعل المرفوع، ولا يُعله المرفوع، لا ختلاف الرواة فيه على يزيد بن عبدالله الشخّير فهذا محمول على أنه حدَّث به مرة مرفوعاً ومرة موقوفاً، والله أعلم.
قال الإمام الخطيب البغدادي: " اختلاف الروايتين في الرفع والوقف لا يؤثر في الحديث ضعفاً؛ لجواز أن يكون الصحابي يُسْنِدُ الحديثَ مرّةً ويرفعُهُ إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويذكُرُهُ مرّةً أخرى على سبيل الفتوى ولا يرفعه، فحفظ الحديثُ عنه على الوجهين جميعاً، وقد كان سفيان بن عيينة يفعل هذا كثيراً في حديثه، فيرويه تارةً مسنداً مرفوعاً، ويقِفُهُ مرّةً أخرى قصداً واعتماداً، وإنما لم يكن هذا مؤثراً في الحديث ضعفاً، ... لأن إحدى الروايتين ليستْ مكذِّبَةً للأخرى، والأخذ بالمرفوع أولى؛ لأنه أزيدُ " (الكفاية: ص: 587ـ 588).
وهذه في التحقيق طريقة كبار النقاد من الأئمة كما هو الشأن في إطلاق من أطلق: (زيادة الثقة مقبولة) كالبخاري وابن حبان والدارقطني وغيرهم.
قال الإمام النقاد ابن حبان في كتاب " الثقات " (8/ 1): " ... وزيادة الألفاظ عندنا مقبولة عن الثقات إذا جائز أن يحضر جماعة شيخاً في سماع شيء ثم يخفى على أحدهم بعض الشيء ويحفظه من هو مثله أو دونه في الإتقان ... "
قال
* قال الطبراني في " الكبير " (12/ 370) رقم (13373): حدثنا محمد بن أحمد بن نصر الترمذي، ثنا عبادة بن زياد الأسدي، ثنا زهير بن معاوية، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليصل أحدكم في مسجده ولا يتتبع المساجد ".
وهذا إسناد جيد، وهاك البيان:
1ـ ابن عمر هو: عبدُالله بن عمر بن الخطاب العَدَوِي، أبو عبدالرحمن، وُلِدَ بعد المَبْعَث بيسير، واستُصْغِر يوم أحد، وهو ابن أربع عشرة، وهو أحدُ المكثرين من الصحابة والعبادلة، وكان من أشدِّ الناس اتباعاً للأثر، مات سنة ثلاث وسبعين في آخرها أو أول التي تليها. ع.
2ـ نافع هو: أبو عبدالله المدني، مولى ابن عمر: ثقةٌ ثَبْتٌ فقيهٌ، مشهورٌ، من الثالثة، مات سنة سبع عشرة ومئة، أو بعد ذلك. ع.
3ـ عبيدالله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العُمَري، المدني، أبو عثمان: ثقةٌ ثَبْتٌ قدمه أحمدُ بن صالح على: مالك في نافع، وقدمه ابنُ معين في: القاسم عن عائشة، على الزهري غ=عن عُروة، عنها، من الخامسة، مات سنة بضع وأربعين. ع.
4ـ زُهير بن معاوية بن حُدَيْج، أبو خَيْثَمة الجُعْفي الكوفي، نزيل الجزيرة: ثقةٌ ثَبْتٌ، من السابعة، مات سنة اثنتين ـ أو ثلاث أو أربع ـ وسبعين، وكان مولدُه سنة مئة. ع.
5ـ عبادة بن زياد بن موسى الْأَسَديُّ السَّاجيُّ وقيل عباد، من العاشرة، توفي بالكوفة سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
قال أبو حاتم: هو كوُفي من رؤساء الشيعة أدركته ولم أكتب عنه، ومحله الصدق.
وقال أبو داود: صدوق، أراه كان يُتَّهَمُ بالقدَرَ.
وقال ابن أبي حاتم: سألت موسى بن إسحاق ـ وهو الأنصاري ـ قلت: هو صدوق؟ قال: قد روى عنه الناس مطين وغيره.
وقال ابن عدي: هو من أهل الكوفة من الغالين في الشيعة وله أحاديث مناكير في الفضائل.
وقال الحافظ: صدوقٌ، رُمِيَ بالقَدَر وبالتشيَّع.
قال أبوعبدالرحمن: نعتهم له بالقَدَر وبالتشيَّع لا يضر في الرواية؛ لأن العمدة فيها إنما هو الصدق كما حرره الحافظ في " شرح النخبة " (ص: 136 ـ 138).
¥(43/181)
قول ابن عدي: (وله أحاديث مناكير في الفضائل) لا يفهم منه الإكثار من المناكير، وإنما معناه أنَّه، وإن كان في الأصل صدوقاً إلا أنه ربما جاء بالمنكر في الشيء بعد الشيء، وهذا لا يقدح في صدقه كما لا يخفى، زد على ذلك أن كلام ابن عدي ـ رحمه الله ـ مقيد بالفضائل (ولعله يقصد فضائل آل البيت) وما نحن بصدد الكلام عنه ليس له علاقة بالفضائل.
وقال موسى بن اهارون الحَمَّال: تركت حديثه.
قلتُ: مجرد الترك لا يُخرج الراوي من حيّز الاحتجاج به مطلقاً، لا سيما بعد وصفه بالصدق من قبل إمامي الجرح والتعديل أبي حاتم وأبي داود. ولعل شبهة ترك الحديث عنه بسبب ما وصف به من التشيع والقدر.
وقال محمد بن عمرو، النَّيْسَابورِي الحافظ: عَباد بن زياد مُجْمَعٌ على كَذِبِهِ.
وقد تعقبه الذهبي في " الميزان " بقوله:
" قلتُ: هذا قول مردودٌ، وعَبادة لا بأس به غير التشيع ".
وعبادة هذا أظنه هو المذكور في كتاب " الثقات " لا بن حبان (8/ 521).
خلاصة القول: أنه صدوق كما قال الحافظ، فمثله حسن الحديث إن شاء الله ـ تعالى ـ، ويحتج به، لا يُردّ من أخباره إلاّ ما قام الدليل على ردِّه.
(الجرح والتعديل 6/ 97، سُؤالات أبي عبيد الآجري 2/ 80، الكامل 4/ 1654، تهذيب الكمال 14/ 122ـ 123، ميزان الاعتدال 2/ 381، لسان الميزان 3/ 679ـ 680، تقريب التهذيب ص 301).
6ـ مُحمدُ بنُ أحمد بن نصر الترمذي، أبو جعفر الفقيه.
قال الدارقطني: ثقةٌ مأمونٌ ناسكٌ.
وقال الخطيب الغدادي: وكان ثقة من أهل العلم والفضل والزهد في الدنيا.
وقال السمعاني: كان فقيهاً فاضلاً ورعاً سديد السيرة.
وقال الذهبي: وكان زاهداً ناسكاً قانعاً باليسير متعففاً ... وكان ثقة.
وقال الحافظ: وكان ثقةً، مُتْقِناً، فَقِيهاً، وَرِعاً.
قال أبوعبدالرحمن: يضاف إلى ذلك سلفي العقيدة.
(تاريخ بغداد 1/ 365 ـ 366، الأنساب 1/ 460، سير أعلام النبلاء 13/ 545 ـ 546، العبر 1/ 428 ـ 429، لسان الميزان 5/ 659 ـ 660).
وقد أعل بعضهم هذا الحديث بثلاث علل:
الأولى: تفرد عبادة به، عن زهير بن معاوية.
الثانية: عدم ذكر زهير بن معاوية في شيوخ عبادة.
الثالثة: قول أحمد بن كامل الشجري: " وكان قد اختلط في آخر عمره اختلاطاً عظيماً ".
أما عن الجواب عن الأولى فهو أن تفرد الثقة أو الصدوق في حد ذاته لا يضر للحكم بخطأ ما تفرد به، بل يُحتاج إلى شيء إضافي يقوي الحكم بالوهم والخطأ وهو المخالفة لمن هو أوثق منه وأحفظ، أو الأكثر منه عدداً، وكل ذلك منفيٌ هاهنا.
وينبغي أن يُعلم أن القرائن والحكم بها هي في الواقع محل نظر واجتهاد وليست يقينية بالضرورة، فالقرائن التي اعتمدها ناقدٌ مّا لرد حديث ربما لا تصلح عند آخر لرده، وقد اختلف السابقون في أحاديث قبلها البعض وردها البعض بسبب اختلافهم في النظر لتفرد الرواة.
وأما الثانية فهي ليست بشيء؛ لأن المصنفين في " الجرح والتعديل " و " السير " و " التراجم " و " الطبقات " لم يَدَّعُوا التقصي والإحاطة في ذكر الشيوخ والتلاميذ بل يمكن أن يستدرك عليهم في ذلك الشيء الكثير وهذا واقع فعلاً. وقد ذكروا في شيوخه عمرو بن أبي المِقدام ثابت بن هُرُمزَ الكوفي وقد مات في السنة التي مات فيها زهير بن معاوية ويمكن قبله. وهذا يعني أنه عاصره، ومن المعلوم أن المعاصرة مع إمكان اللقاء مع السلامة من التدليس كاف في قبول الرواية كما هو مذهب الجمهور. هذا في الإسناد المعنعن ـ وهو فلان عن فلان ـ أما الرواية التي عندنا فقد صرح عبادة بالتحديث من زهير.
وأما الثالثة فيجاب عنها بأن يقال: يوم مات ابن نصر كان عمر تلميذه الطبراني خمسة وثلاثين عاماً، لأن الطبراني من المعمرين ولد سنة 260ه والأصل أنه روى عنه قبل اختلاطه لأن الأئمة يتحامون الرواية عن المختلط، وإذا فعلوا بينوا، ودعوى أن الرواية عنه كانت حال الاختلاط تحتاج إلى دليل.
قلتُ: فيظهر مما تقدم أن الحديث محفوظ عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، زد على ذلك كونه لا يخالف نصاً صحيحاً.
وينبغي أن يُعلم أن مسألة الكلام في التصحيح والتضعيف أمرٌ اجتهادي، فلا ينبغي أن يشغَّب على المخالف لك في الحكم، والله المستعان.
وقد صححه شيخنا الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ في " صحيح الجامع " برقم (5456)، وهو مخرج في " سلسلته الصحيحة " (الذهبية) (5/ 234ـ 235) برقم (2200).
وقال العالم الموسوعي العلامة أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه المولى تعالى ـ:
" والذي تيقنته من تتبعي أن الحديث صحيح بمجرد إسناد الطبراني لو لم يرد غيره، ولا عذر للمسلم في إهماله بغير بيّنه. هذا هو الأصل وإنما يُستثنى من تجاوز مسجده إلى مسجد تشد إليه الرحال من المساجد الثلاثة ".
للتواصل العلمي
mubark802@hotmail.com
أبوعبدالرحمن: تبين لي فيما ذكرته أن شداداً وبشيراً كلاهما ثقة؛ والزيادة من الثقة مقبولة، وقد زاد الرفع بشير وهو ثقة. فهذا هو الجمع وفيه إعمال لكلا الروايتين بخلاف الترجيح ففيه هدر لإحدى الروايتين.
وقد روي مرسلاً من حديث عبدالله بن أبي زكريا الخزاعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لأن يُقْرَعَ الرجل قرعاً إلى عظم رأسه خيرٌ له من أن تضع امرأة يدها على رأسه لا تحلُّ، ولأن يبرص الرجل برصاً يخلص البرص إلى عظم ساعده خير له من أن تضع امرأة يدها على ساعده لا تحل له ".
أخرجه أبو نُعيم في " الطب النَّبَوي " (ق90/ 1ـ2) من طريق هشيم، عن داود بن عمرو: أنبأ عبدالله بن أبي زكريا الخزاعي.
وهذا مع إرساله أو إعضاله؛ فإن هشيماً كان مدلساً وقد عنعنه.
لكنه صرح بالتَّحديث في " سنن سعيد بن منصور " (2/ 88ـ 89) رقم (2168)، لكن ليس عنده الشطر الأول منه، فبقيت العلة الأولى.
(المِخْيَط)؛ بكسر الميم وفتح الياء: هو ما يُخاط به؛ كالإبرة والمسلة ونحوهما.
¥(43/182)
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[23 - 03 - 05, 03:26 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا أباعبدالرحمن , فالموضوع قد بحث قديماً , وهو على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=447&highlight=%28%E1%C3%E4+%ED%D8%DA%E4%29
محبكم / خالد الأنصاري.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[23 - 03 - 05, 11:22 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18866(43/183)
من أخرج حديث:" لا ربا بين مسلم وحربي في دار الحرب "، وماصحته؟
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[22 - 03 - 05, 07:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الاخوة الكرام
من أخرج حديث:" لا ربا بين مسلم وحربي في دار الحرب "، وماصحته؟
والله يحفظكم
والسلام
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 03 - 05, 09:58 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الأثر من مراسيل مكحول، ولايصح.
قال الإمام البيهقي في معرفة السنن والآثار ج7/ص47
أخبرنا أبو عبد الله وأبو سعيد قالا حدثنا أبو العباس أخبرنا الربيع أخبرنا الشافعي قال قال الأوزاعي الربا عليه حرام في دار الحرب وغيرها لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وضع ربا الجاهلية ما أدركه الإسلام من ذلك فكان أول ربا وضعه ربا العباس بن عبد المطلب فكيف يستحل المسلم أكل الربا في قوم قد حرم عليه دماءهم وأموالهم وقد كان المسلم يبايع الكافر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يستحل ذلك وقال أبو يوسف القول ما قال الأوزاعي وإنما أحل أبو حنيفة هذا لأن بعض المشيخة حدثنا عن مكحول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا ربا بين أهل الحرب أظنه قال وأهل الإسلام قال الشافعي
القول كما قال الأوزاعي وأبو يوسف وما احتج به أبو يوسف لأبي حنيفة ليس بثابت ولا حجة فيه.
قال الزيلعي في نصب الراية ج4/ص44
الحديث الثامن
قال عليه السلام لا ربا بين المسلم والحربي في دار الحرب
قلت غريب
وأسند البيهقي في المعرفة في كتاب السير عن الشافعي قال قال أبو يوسف انما قال أبو حنيفة هذا لأن بعض المشيخة حدثنا عن مكحول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا ربا بين أهل الحرب أظنه قال وأهل الإسلام قال الشافعي وهذا ليس بثابت ولا حجة فيه انتهى كلامه.
وقال ابن المنذر في الأوسط (11/ 236)
اختلاف أهل العلم في بيع الدرهم بالدرهمين من أهل الحرب
واختلفوا في بيع الدرهم بالدرهمين من أهل الحرب، فقالت طائفة: لا يجوز ذلك، هذا قول الأوزاعي، والشافعي، وإسحاق بن راهويه، ويعقوب، وقال يعقوب: وإنما أحل أبو حنيفة هذا؛ لأن بعض المشيخة حدثنا عن مكحول، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا ربا بين أهل الحرب " وكره أحمد بن حنبل ذلك.
قال أبو بكر: وكما قال الأوزاعي، والشافعي أقول؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وضع ربا الجاهلية، ونهى عن الربا نهيا عاما.
قال ابن حجر في الدراية في تخريج أحاديث الهداية ج2/ص158
حديث لا ربا بين المسلم والحربي في دار الحرب
لم أجده لكن ذكره الشافعي ومن طريقه البيهقي قال قال أبو يوسف وإنما قال أبو حنيفة هذا لأن بعض المشيخة حدثنا عن مكحول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ربا بين أهل الحرب أظنه قال وأهل الإسلام.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 03 - 05, 10:24 م]ـ
هذا الحديث ضعيف لا يصح الاحتجاج به
قال الزيلعي:
((الحديث الثامن: قال عليه السلام: " لا ربا بين المسلم و الحربي في دار الحرب "؛ قلت: غريب. و أسند البيهقي في " المعرفة ـ في كتاب السير " عن الشافعي، قال: قال أبو يوسف: إنما قال أبو حنيفة هذا لأن بعض المشيخة حدثنا عم مكحول عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: لا ربا بين أهل الحرب، أظنه قال: و أهل الإسلام، قال الشافعي: و هذا ليس بثابت، و لا حجة فيه، انتهى كلامه.)) نصب الراية 4/ 44 مؤسسة الريان
و قال ابن قدامة:
((و خبرهم مرسل لا نعرف صحته، و يحتمل أنه أراد النهي عن ذلك. و لا يجوز ترك ما ورد بتحريمه القرآن و تظاهرت به السنة، و انعقد الإجماع على تحريمه بخبر مجهول لم يرد في صحيح و لا مسند و لا كتاب موثوق به)) المغني 4/ 46
و قال النووي:
((مرسل ضعيف فلا حجة فيه)) المجموع 9/ 392
و قال العيني في البناية:
((هذا حديث غريب ليس له أصل مسند))
قال ابن الهمام:
((و هذا الحديث غريب)) فتح القدير 7/ 38
قلت ـ محمد رشيد ـ:
أجيب الأخ الكريم على مقدار سؤاله عن صحة الحديث؛ و إلا فالمسألة لها جوانب أخرى فقهية، فلو كنت أخي ترى أن هذا متعلق بما أفتى به مجلس الإفتاء الأوروبي من جواز التعامل بالربا في دار الحرب، فهو خطأ كبير جدا جدا، و كل من تعلم ألف باء الفقه يعلم انفصال معنى الحديث عن تلك القضية المشهورة.
و لو كان الحال على ما كان حين أفتى أبو حنيفة و محمد بهذا القول لكان للمسالة وجه، و لكنت اعتقدت ما ذهب إليه أبو حنيفة، و لكن الحال تغير، و المسألة غير المسألة، فمن فقط يستطيع القراءة أو الرؤية بالعين يعلم أن المسألة المنصوص عليها سلفا مختلفة تمام الاختلاف عن تلك القضية المشهورة .. تنبه
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 03 - 05, 10:28 م]ـ
معذرة للتعقيب بعد تعقيب شيخنا الفقيه
و لكن كنت قد كتبت الرد فلم يهن عليّ حذفه، و قلت لعله يفيد
¥(43/184)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 03 - 05, 12:08 ص]ـ
الشيخ محمد رشيد حفظه الله
جزاكم الله خيرا على فوائدكم.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[23 - 03 - 05, 01:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
السؤال لايتعلق بفتوى المجلس الأوربي وإنما بدراسة اعدها رجل هنا في بريطانيا، استدل بهذا الحديث وأشباهه على جواز التعامل بالربا مع غير المسلمين، بل ذهب إلى أبعد من ذلك في شأن النساء ايضا.
ثم جرى نقاش بيني وبين بعض الإخوان ممن له صلة بالرجل وقد اعربوا عن استيائهم من فتاويه وآرائه، ومما ذكروا من ادلته هذا الحديث، وكنت أعلم اجمالا ضعف هذا الحديث، قأخبرتهم بضعفه وأنه لايقاوم ماثبت بالأدلة القاطعة المحكمة، فأحببت التعرف على ماعند إخواني أهل الحديث في شأنه تفصيلا.
وماذكرتم من عدم انطباق رأي الإمام ابي حنيفة على واقع الحال فموضع يصعب اقناع المخالف فيه
والله يحفظكم
والسلام
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 - 03 - 05, 03:13 ص]ـ
وماذكرتم من عدم انطباق رأي الإمام ابي حنيفة على واقع الحال فموضع يصعب اقناع المخالف فيه
لا .. لا يصعب أبدا أخي الحبيب
أبسط الامور أن يقال ـ واقول أبسط الأمور و إلا فالأمور كثيرة جدا ـ إن أبا حنبفة ومحمد لم يجيزا التعامل بالربا، بل أجازا ما هو أخص، وهو أن يأخذ الكافر من المسلم قرضا و يأخذ المسلم عليه فائدة، لا أن يكون آخذ القرض هو المسلم و يعطي للكافر عليه فائدة
و للدكتور / صلاح الصاوي في ذلك بحثا جيدا، أورده الدكتور علي السالوس في كتابة (فقه البيع و الاستيثاق و التطبيق المعاصر) راجعه فهو جيد
و حقا أنا لا أرى ـ و أنا حنفي ـ و كذلك غيري من الحنفية أن هذه الفتاوى الانهزامية التمييعية الباطلة توافق مذهبنا بوجه من الوجوه، بل فروع مذهبنا و قواعده تأبى هذه الفتاوى الباطلة أشد الإباء، و لو جعل هذاالعنوان لمناقشة تلك القية بالتفصيل فحيهلا
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 - 03 - 05, 03:15 ص]ـ
وماذكرتم من عدم انطباق رأي الإمام ابي حنيفة على واقع الحال فموضع يصعب اقناع المخالف فيه
لا .. لا يصعب أبدا أخي الحبيب
أبسط الامور أن يقال ـ واقول أبسط الأمور و إلا فالأمور كثيرة جدا ـ إن أبا حنيفة ومحمد لم يجيزا التعامل بالربا، بل أجازا ما هو أخص، وهو أن يأخذ الكافر من المسلم قرضا و يأخذ المسلم عليه فائدة، لا أن يكون آخذ القرض هو المسلم و يعطي للكافر عليه فائدة
و للدكتور الفاضل / صلاح الصاوي في ذلك بحثا جيدا، أورده الدكتور علي السالوس في كتابة (فقه البيع و الاستيثاق و التطبيق المعاصر) راجعه فهو جيد
و حقا أنا لا أرى ـ و أنا حنفي ـ و كذلك غيري من الحنفية أن هذه الفتاوى الانهزامية التمييعية الباطلة توافق مذهبنا بوجه من الوجوه، بل فروع مذهبنا و قواعده تأبى هذه الفتاوى الباطلة أشد الإباء، و لو جعل هذاالعنوان لمناقشة تلك القضية بالتفصيل فحيهلا
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[23 - 03 - 05, 04:42 ص]ـ
الأخ الكريم محمد رشيد، حفظه الله
هل هناك فرق بين آكل الربا وموكله؟
ومن ناحية اخرى فإن كثيرا من المنتسبين إلى الأحناف هنا من الباكستانيين والهنود والبنغاليين وغيرهم، يتعاملون بالربا وينسبون ذلك إلى المذهب، ويفتيهم في ذلك المنتسبون إلى العلم منهم.
والله يحفظكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 03 - 05, 06:40 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(43/185)
أفيدونا في تخريج بعض الأحاديث المشتهرة على الألسن
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[23 - 03 - 05, 12:00 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ...
فإنني أحمد الله تعالى على انضمامي لهذا الملتقي الفريد - أسأل الله أن ينفع به المسلمين وطلاب العلم خاصة - ولم تكن لي دراية قبل ذلك بعلوم الحديث إلا أنني كنت قد وقفت على بعض الأحاديث التي - حسب ما وصلني - ما بين الضعيف والموضوع وهي أحاديث مشهورة على الألسن وهذا ما دعاني أن اعرضها عليكم حتى إذا ما كان عناك مساعدة في التخريج تعم الفائدة ان شاء الله .... وجزاكم الله خيرا.
الحديث الأول:
حديث (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابين).
رواه الحاكم من حديث أنس بن مالك وصحح إسناده، وأخرجه الترمذي ولكن بدل (التوابون) (المستغفرون) واستغربه ...
قال الحافظ العراقي: قلت فيه علي بن مسعدة ضعفه البخاري.
أرجو الافادة وجزاكم الله خيرا ..
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[23 - 03 - 05, 12:09 م]ـ
هذا الحديث حسنه الألباني
وهذه روابط قد تغنيك، اطلع عليها أولا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10729&highlight=%C7%E1%E3%D4%CA%E5%D1%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22585&highlight=%C7%E1%E3%D4%CA%E5%D1%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3761&highlight=%C7%E1%E3%D4%CA%E5%D1%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20952&highlight=%C7%E1%E3%D4%CA%E5%D1%C9
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[23 - 03 - 05, 12:12 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=696&highlight=%E3%D4%E5%E6%D1%C9
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[23 - 03 - 05, 03:59 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء ... أسأل الله أن ينفع بك يا أخ محمود ..
أرجو التعليق على الحديث الثاني.
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[23 - 03 - 05, 04:04 م]ـ
الحديث الثاني:
حديث (من الذنوب ذنوب لا يكفرها إلا الهم بطلب المعيشة).
أخرجه الطبراني في الأوسط، وأبونعيم في الحلية، والخطيب في التلخيص، المتشابه من حديث أبي هريرة بإسناد ضعيف ..
أرجو الإفادة ...
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[23 - 03 - 05, 05:32 م]ـ
بارك الله فيك أبا تراب
فيما الإفادة والحديث تقول (بإسناد ضعيف)
وتخريجه يدل على ضعفه
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[23 - 03 - 05, 05:44 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمود ..
الفائدة التي أطلبها هي:
هل فعلا من المسلم به ضعف الحديث أم له طرق أخرى.
وهل فعلا يستدل منه على أن طلب الرزق يكفر الذنوب.
وهذا لأن بعض الخطباء في مدينتي يستدلون بهذا على أن الاستغفار وحده والتوبة لا تكفيان العبد لمغفرة ذنوبه بل لابد أن يسعى في طلب الرزق فطلب الرزق يغفر الذنوب ..... مما فتح الباب أمام الكثيرين للتكاسل عن التوبة والاستغفار وحتى حضور الصلوات في المسجد وفي أوقاتها بحجة السعي على طلب الرزق الذي سيكفر ذنوبه ..
على أي حال سأذكر بعد هذا الحديث بعضا من الاحاديث التي أشك في صحتها - على ما وصلني من قول فيها - والتي تستخدم للاستدلال على أشياء تؤثر سلبا في المجتمع ان شاء الله ....
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[24 - 03 - 05, 12:11 ص]ـ
الحديث الأول فيما أذكر، معدود في مناكير علي بن مسعدة، ولا أعلم لعلي بن مسعد سوى هذا الحديث وحديث: الإسلام علانية والتقوى في القلب، وهو في كتاب الإيمان لابن أبي شيبة.
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[24 - 03 - 05, 12:35 ص]ـ
أخي الفاضل .. محمود شعبان .. جزاك الله خيرا على المشاركة، ولكنني بعد الاطلاع على الروابط التي تفضلت بذكرها لم أجد فيها هذا الحديث (كل ابن آدم ..... ) وعليه أرجو أن تتحفني بذكر في أي كتاب للشيخ الألباني حسن هذا الحديث.
لأن هذا الحديث لا تكاد تمر خطبة جمعة في بلادنا إلا وذكره الخطباء.
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[24 - 03 - 05, 12:46 ص]ـ
أخي الفاضل .. الشيخ أبو المقداد أفادنا الله بعلمك وجزاكم الله خيرا على المشاركة، هل أطمع برد من فضيلتكم على السؤال في الحديث الثاني وهو: هل فعلا السعي على طلب الرزق يكفر الذنوب وإن ذلك صحيحا فهو يكفر ما لا يكفره التوبة والاستغفار
مأجورا ان شاء الله
ـ[أبو حسين]ــــــــ[24 - 03 - 05, 01:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
¥(43/186)
اللآلىء المصنوعة ج1/ص118
حدثنا مالك عن ابن شهاب عن أنس قال قلت يا رسول الله ما تقول في القليل العمل الكثير الذنوب فقال كل ابن آدم خطاء فمن كانت له سجية عقل وغريزة يقين لم تضره ذنوبه شيئا وذكر بقية الحديث مثله
قال أبو نعيم غريب من حديث مالك تفرد به سليمان بن عيسى وهو السجزي وفيه ضعف والله أعلم
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[27 - 03 - 05, 09:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي أبو حسين. أفدتني والله خير إفادة.
أرجو منك - أعزك الله - المشاركة في الحديث الثاني والرد على السؤال إن كان إلى ذلك سبيلا ..
أحب أن أوضح أنني لا أبحث فقط عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة وإنما أنا قد بدأت منذ فترة - وقبل انضمامي الى هذا الملتقى المبارك - في البحث في أثر الأحاديث الموضوعة والضعيفة على من يعمل بها وذلك على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع ولذا فقد طرحت في هذا الحديث سؤالا هل فعلا الهم بطلب الرزق يكفر الذنوب؟ وإن كان هذا صحيحا فهل يكفر الذنوب التي لا يكفرها التوبة والاسغفار؟
وأنا إن كنت أبحث أثر تلك الأحاديث - وقد عملت حتى الآن في زهاء مائتي حديث أذكرها جميعها إن قدر الله ذلك - فهذا للرد على من يتكلمون بها بحجة أنها يؤخذ بها - أي الضعيفة - في فضائل الأعمال، وأما الموضوعة فيقولون ما دام ليس منها ضرر فلا مانع من ذكرها ....
فأنا ببحثي هذا أحاول اثبات المانع من ذكرها .. ففي الحديث الثاني مثلا فإن تبين بعد البحث أنه لم يثبت في أي حديث أو أثر آخر أن الهم بطلب الرزق يكفر الذنوب فهذا - والله أعلم - دليل وحجة على المتكلمين بهذا الحديث. فاثبات مخالفة الحديث للسنة وكذا أثره السئ على الفر والمجتمع لهو أبلغ رد عليهم. وهكذا أبحث في كل الأحاديث الضعيفة والموضوعة.
أرجو أن يصبح الأمر واضحا لأنني أرى - والله أعلى وأعلم - أن الرد على القائلين بهذه الأحاديث ألآن من الأهمية بمكان ..
أرجو المشاركة لإقامة الحجة على هؤلاء لمنع انتشار هذه الأحاديث مأجورين ...(43/187)
أريد تخريج هذا الحديث (لا يدخل الروضة شقى).
ـ[أبو عبد الرحمن المقدسى]ــــــــ[23 - 03 - 05, 05:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
أريد تخريج حديث لا يدخل الروضة شقى.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[24 - 03 - 05, 12:16 ص]ـ
المعروف: ((لا يدخل النار إلا شقي))
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[27 - 03 - 05, 05:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
أريد تخريج حديث لا يدخل الروضة شقى.
وجزاكم الله خيرا.
الأخ الشيخ الفاضل المقدسي حفظه الله تعالى , هل لك أن تذكر لنا مصدرهذا الحديث , أي أين قرأته؟!
كتبه محبكم / خالد الأنصاري.(43/188)
أريد فقه الحديث: "إن في المدينة أقوام ما وطئتم موطأ إلا كانوا معكم .. "!
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[23 - 03 - 05, 08:34 م]ـ
النص (حسبما نقله كاتب في أحد المنتديات): "إن في المدينة أقوام ما وطئتم موطأ إلا كانوا معكم، حبسهم العذر"، وقد بيَّن أنه ربما لم يفلح في نقل النص بالضبط.
فما النص المضبوط، وما فقه هذا الحديث؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[23 - 03 - 05, 09:32 م]ـ
الحديث في الصحيحين
و لفظه: (إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا، و لا قطعتم واديا إلا كانوا معكم حبسهم العذر)
و لكن قد يكون له ألفاظ أخر
و انظر في فقهه شروح الصحيحين.
و الكتاب العظيم للشيخ عمر الأشقر مقاصد المكلفين خاصة (1/ 85)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[27 - 03 - 05, 12:01 ص]ـ
هذا هو شرحي للحديث رقم (4) من كتاب (رياض الصاحين):
4 - وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأنصَارِيِّ – رَضِيَ الله عَنْهُمَا – قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فِي غَزَاةٍ فَقَالَ: " إِنَ بِالْمَدِينَةِ لَرِجَالاً مَا سِرْتُمْ مَسِيراً، وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِياً إِلاَ كَانُوا مَعَكُمْ حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ ". وَفِي رِوَايَةٍ: " إلاَ شَرِكُوكُمْ فِي الأجْرِ ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَنَسٍ – رَضِيَ الله عَنْهُ – قَالَ: رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ مَعَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ: " إنَّ أَقْوَاماً خَلْفَنَا بِالمَدِينَةِ مَا سَلَكْنَا شِعْباً، وَلاَ وَادِياً إِلاَّ وَهُمْ مَعَنَا، حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ ".
تخريج الحديثين:
الحديث الأول: أخرجه مسلم في صحيحه (1911).
أما الحديث الثاني: فقد أخرجه البخاري في مواضع أولها (2838 – 2839 – 4423).
شرح الحديثين:
قوله: " رضي الله عنهما ": أي: عن جابر وأبيه؛ فكلاهما صحابي.
ففي هذا الإشارة إلى أنه ينبغي إذا ذكر صحابي وأبوه صحابي أن يقال في حقهما: رضي الله عنهما؛ قاله ابن علان.
قوله: " غزاة ": قال ابن الأثير في النهاية (3/ 366): غزا، يغزو، غَزْوَاً؛ فهو غازٍ. والغزوة: المرَّةُ من الغَزْو. والاسم: الغَزَاة. والمَغْزَى والمَغْزَاة: موضع الغزو، وقد يكون الغزو نفسه. اهـ.
وهذه الغزوة هي: غزوة تبوك؛ كما جاء ذلك صريحاً في رواية البخاري.
قوله: " ما سرتم مسيراً ": أي: سيراً، أو في مكان سيرٍ؛ فهو مصدر ميمي أو اسم مكان.
قوله: " ولا قطعتم وادياً ": قال الأصفهاني في مفرداته (862): أصل الوادي: الموضع الذي يسيل فيه الماء، ومنه سمي المَفْرَجُ بين الجبلين وادياً. وجمعه: أودية. اهـ.
قال ابن علان – رحمه لله –: فيه إشارة إلى قوله تعالى: " ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأٌ ولا نصب ولا مخمصةٌ في سبيل الله " إلى قوله: " ولا يقطعون وادياً إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون " [التوبة 120 – 121].
قوله: " حبسهم المرض ": أي: منعهم المرض، وليس المقصود: أنَّ الأجر لا يحصل إلا لمن حبسه المرض فقط؛ بل يشمل كل من حبسه عذر، ويدل على ذلك رواية البخاري حيث قال: " حبسهم العذر ".
قوله: " شركوكم ": قال النووي: قال أهل اللغة: شرِكه – بالكسر – بمعنى: شاركه. اهـ.
قوله: " خلفنا ": قال ابن حجر: بسكون اللام؛ أي: وراءنا. وضبطه بعضهم: بتشديد اللام وسكون الفاء. اهـ.
وكأن الضبطين وقعا لابن علان – رحمه الله – في نسخته لرياض الصالحين؛ فقد أشار إلى ذلك، وقد يكون أخذها من شرح ابن حجر؛ فالله أعلم.
وقال الأستاذ الحلبي في طبعته لرياض الصالحين (44): في النسخة المخطوطة: " خَلَفُوْنَا ".
قوله: " شعباً ": قال الراغب الأصفهاني في مفرداته (455): والشِّعْبُ من الوادي: ما اجتمع منه طرف وتفرَّق طرف، فإذا نظرت إليه من الجانب الذي تفرَّق أخذت في وهمك واحداً يتفرق، وإذا نظرت من جانب الاجتماع أخذت في وهمك اثنين اجتمعا، فلذلك قيل: شَعَبْتث الشيء: إذا جمعته، وشعبته إذا فرقته. اهـ. وقيل: غير ذلك.
قال القسطلاني: بكسر الشين المعجمة، وسكون العين المهملة، بعدها موحدة: طريقاً في الجبل.
¥(43/189)
قوله: " حبسهم العذر ": العذر: الوصف الطارئ على المكلف المناسب للتسهيل عليه.
قال ابن حجر: والمراد بالعذر: ما هو أعمَُ من المرض، وعدم القدرة على السفر، وقد رواه مسلم من حديث جابر بلفظ: " حبسهم المرض " وكأنه محمول على الأغلب. اهـ.
فوائد الحديث:
1 – فيه حرص الصحابة – رضي الله عنهم – على الجهاد، وعدم تخلفهم عنه بغير عذر.
2 – وفيه أنَّ النية الصالحة تبلغ ما يبلغ العمل، وأنَّ من فضل الله – عز وجل – إثابة العبد إذا عجز عن القربة والطاعة مع عزمه عليها.
3 – وفيه أهمية النية الصالحة للسالك إلى الله – عز وجل –.
4 – وفيه أنه ينبغي للداعية إلى الله استثمار الفرص في الدعوة، فقد دعا النبي – صلى الله عليه وسلم – أصحابه ورغَّبهم في إصلاح النية أثناء رجوعه من غزوة تبوك إلى المدينة.
5 – وفيه أنَّ من خصائص دين الإسلام: اليسر، والسماحة، ورفع الحرج؛ حيث رفع الحرج عمن منعه من الخروج للجهاد عذرٌ.
مسألة: هل يحصل للمتخلف عن العمل الصالح مع نيته له أجر؟!
بالنظر في المسألة المذكورة يمكن تقسيم من تخلف عن العمل الصالح بعد أن نواه وهمَّ به إلى قسمين:
القسم الأول: من كان يعمل هذا العمل في حال عدم العذر، ثم عجز عنه – مع رغبته فيه –، فإنه يكتب له أجر العمل كاملاً.
والدليل على ذلك: ما خرجه البخاري (2996) عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " إذا مرض العبد أو سافر، كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً ".
القسم الثاني: أن لا يكون من عادته عمل هذه الطاعة في حال عدم العذر؛ ولكنه همَّ بعملها، فهذا القسم لا يخلو من حالات:
الحالة الأولى: أن يهم بالطاعة ثم يتركها كسلاً وتهاوناً؛ فهذا يثاب على الهم الأول، ولكن لا يثاب على الفعل؛ لأنه لم يفعله بدون عذر.
والدليل على ذلك: حديث ابن عباس – رضي الله عنهما –، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما يرويه عن ربه – عز وجل – قال: قال: " عن الله – عز وجل كتب الحسنات والسيئات؛ ثم بيَّن ذلك: فمن همَّ بحسنةٍ فلم يعملها كتبها الله عنده حسنةً كاملة، فإن همَّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة ... ".
الحالة الثانية: أن يهم بالطاعة، ويعزم عليها، ولكن يتركها لحسنةٍ أفضل منها؛ فهذا يثاب ثواب الحسنة العليا التي هي أكمل، ويثاب على همه الأول للحسنة الدنيا.
والدليل على ذلك: حديث جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – أنَّ رجلاً قام يوم الفتح فقال: يا رسول الله! إني نذرت إنْ فَتَحَ الله عليك مكة أنْ أُصلي في بيت المقدس ركعتين. قال: " صلِّ هاهنا "، ثم أعاد عليه، فقال: " صلِّ هاهنا "، ثم أعاد عليه، فقال: " شأنك إذاً ".
وجه الاستدلال: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أرشد من نَذَرَ الصلاة في بيت المقدس – وهو أدنى من المسجد الحرام – بالصلاة في المسجد الحرام، لأن ثوابها أكثر، فيحصِّل صلاةً مضاعفة في المسجد الحرام أكثر من بيت المقدس، وهو مع ذلك مأجور على نيته بالصلاة في بيت المقدس بالنصوص الأخرى.
الحالة الثالثة: أن يقترن بالنية قولٌ أو سعيٌ بأسبابها، ولكن لم يدرك هذا العمل؛ فهذا وقع فيه نزاع بين أهل العلم على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه يكتب له الأجر كاملاً مع المضاعفة، وهو اختيار القرطبي في أحكام القرآن (5/ 325 ط المهدي)، والقرطبي في المفهم (3/ 745).
القول الثاني: أنَّ له أجر النية فقط، وهو اختيار السبكي الكبير – فيما نقله ابن حجر في الفتح (6/ 159) – ولم يتعقبه ابن حجر، فلعله يرى رأيه! وهو اختيار الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – في شرح رياض الصالحين (1/ 37).
القول الثالث: أنه يكتب له أجر النية مع العمل دون المضاعفة، وهو اختيار ابن رجب – رحمه الله – في جامع العلوم والحكم (663 ط. طارق عوض الله).
ولعل القول الثالث هو الراجح – والله أعلم –، وذلك لما يلي:
¥(43/190)
1 – قال تعالى: " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلاً وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً " [النساء 100].
وجه الاستدلال: أن الله – سبحانه – نفى في هذه الآية التسوية بين المؤمنين القاعدين عن الجهاد وبين المجاهدين، ثم أخبر عن تفضيل المجاهدين على القاعدين من أولي الضرر بدرجة، وتفضيل المجاهدين على القاعدين من غير أولي الضرر بدرجات.
قال ابن عباس – رضي الله عنهما –: القاعدون المفضَّل عليهم المجاهدون درجة هم القاعدون من أهل الأعذار، والقاعدون المفضَّل عليهم المجاهدون درجات هم القاعدون من غير أهل الأعذار.
2 – قوله تعالى: " ومن بخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله " [النساء 100؟].
وجه الاستدلال: أنَّ من خرج مهاجراً ثم مات قبل أن تتم هجرته فإنَّ له أجر المهاجر الذي تمت هجرته؛ ولا يحصل على أجر المضاعفة بدليل ما سيأتي في الذي بعده، أو يقال: أن هذه المسألة خارج البحث، وذلك أنَّ هذه المسألة فيمن بدأ بالعمل وشرع فيه ثم أدركته المنية فيحصل على أجر العمل مع المضاعفة!
3 – قوله – صلى الله عليه وسلم – في هذا الحديث: " إلا شركوكم في الأجر ".
وجه الاستدلال: أنَّ قوله – صلى الله عليه وسلم –: " ما سرنا مسيراً، ولا قطعنا وادياً " وفي اللفظ الآخر: " ما سلكنا شعباً " يدل على أنَّ لهم أجر هذه الأعمال ولم يتعرض للمضاعفة، فإذا نظرنا إلى حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – المتقدم: " ... فمن همَّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعافٍ كثيرة ... " اتضح لنا أنَّ المضاعفة معلَّقة على مباشرة العمل والفعل، وهذا الذي من أهل الأعذار لم يباشر العمل وإن همَّ به، فلا يحصل إلا على أجر العمل فقط.
4 – حديث أبي كبشة الأنماري – رضي الله عنه – مرفوعاً: " ... إنما الدنيا لأربعة نفر: عبدٍ رزقه الله مالاً وعلماًفهو يتقي ربه فيه، ويصل به رحمه، ويعلم لله فيه حقاً فذا بأفضل المنازل، وعبدٍ رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول: لو أنَّ لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان؛ فهو بنيته فأجرهما سواء، وعبدٍ رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً فهو يُخْبَطُ في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقاً؛ فهذا بأخبث المنازل، وعبدٍ لم يرزقه الله مالاً ولا علماً، فهو يقول: لو أنَّ لي مالاً لعملت فيه بعمل فلانٍ؛ فهو بنيته، فوزرهما سواء ".
وجه الاستدلال: أنَّ قوله – صلى الله عليه وسلم – في هذا الحديث: " فهو بنيته، فأجرهما سواء " أي: أنَّ نيته الصادقة أبلغته أجر من جمع بين العلم والمال،
ونقول: أنَّ أجر العمل ثابت بنص هذا الحديث دون المضاعفة، لما سبق بيانه في الذي قبله، ولما في الحديث الآتي.
5 – حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: أن فقاء المهاجرين أتوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالوا: قد ذهب أهل الدثور بالدرجات العُلى، والنعيم المقيم. فقال: " وما ذاك؟! ". قالوا: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " أفلا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم، وتسبقون به مَنْ بعدكم؟! ولا يكون أحدٌ أفضلَ منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم ". قالوا: بلى، يا رسول الله!. قال: " تسبحون، وتكبرون، وتحمدون في دبر كل صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين مرة ".
قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين لرسول الله –صلى الله عليه وسلم – فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا، ففعلوا مثله. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ".
وجه الاستدلال: أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم- أخبر بأنَّ من فعل الصدقة والعتق مع العمل الذي أرشد إليه فقراء المهاجرين بأنه أفضل من فقراء المهاجرين الذين لا يجدون ما يتصدقون به ويعتقون مع حرصهم على ذلك، فقال: " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ".
¥(43/191)
6 – أنَّ من مقتضى حكمة الله وعدله – سبحانه – أنْ لا يساوى القائم بالعمل والطاعة بغيره ممن همَّ بالعمل دون أن يعمله – وإن كان من أهل الأعذار – من كل وجهٍ؛ فيتميز العامل بالمضاعفة.
وبهذا الذي اخترناه – بإذن الله – تجتمع به النصوص، وتتفق الأدلة، وتستقيم الدلالة دون معارضة، والله أعلم.
مسألة: ما هو رأي ابن القيم – رحمه الله – في هذه المسألة؟!
عرض ابن القيم – رحمه الله لهذه المسألة في كتابه (طريق الهجرتين) (936) وأطال الكلام حولها، وذكر الأدلة والاعتراضات، ثم ذهب إلى تقسيم أهل الأعذار إلى قسمين:
القسم الأول: معذورٌ من أهل الجهاد غلبه عذره، وأقعده عنه، ونيته جازمة لم يتخلف عنها مقدورها، وإنما أقعده العجز؛ فهذا الذي تقتضيه الأدلة أنَّ له مثل أجر المجاهد ... .
القسم الثاني: معذور ليس من نيته الجهاد، ولا هو عازمٌ عليه عزماً تاماً، فهذا لا يستوي هو والمجاهد في سبيل الله ... .
قلت: أما القسم الثاني فهو خارج مسألتنا، لأنه لم ينو الجهاد؛ فهو كمن مرَّ على خاطره مروراً سريعاً لم يعقد فيه نية.
فالذي يظهر أنَّ ابن القيم – رحمه الله – في مسألة المعذور العازم على الجهاد: أنَّ له الأجر مع المضاعفة – وهو القول الأول في المسألة – هذا الذي فهمته من مجموع كلامه؛ ومن ذلك قوله: ... لأن قاعدة الشريعة أن العزم التام إذا اقترن به ما يمكن من الفعل، أو مقدمات الفعل نُزِّل صاحبه في الثواب والعقاب منزلة الفاعل التام ... ثم استشهد على كلامه.
مسألة: ما المراد بالنية والهم الذي يثاب عليه الإنسان؟!
قال ابن رجب – رحمه الله –في جامع العلوم والحكم (662 ط. طارق عوض الله): ... وهذا يدل على أنَّ المراد بالهمِّ هاهنا: هو العزم المصمِّم الذي يوجد معه الحرص على العمل، لا مجرد الخَطْرَة التي تَخْطُر، ثم تنفسخ من غير عزمٍ ولا تصميم. اهـ.
وهذين موضوعين متعلقين بما هنا:
ط الزهد لأحمد وشروح رياض الصالحين وطبعاتها ... ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27588)
مسألة: هل يحصل للمتخلف عن العمل الصالح مع نيته له أجر؟! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21706)
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[27 - 03 - 05, 07:26 م]ـ
الأخ ’عبد الله المزروع‘:
بوركت.
لكن عندي ملاحظة لك .. حول توقيعك: هل الكلمة الأخيرة في البيت الثاني .. يفترض أن تكون ’جواباً‘؟؟؟(43/192)
يا معاشر الأحبه: هل من تخريج لهذه الأحاديث؟؟
ـ[أحمد المحيل]ــــــــ[29 - 03 - 05, 12:34 ص]ـ
السلام عليكم،،
لقد أنتشرت هذه الرساله عبر المنتديات والمجموعات البريديه وكثر السؤال عن صحة بعض ما ورد فيها من الأحاديث فهل من مساعده لمعرفة تخريج كل حديث ودرجته وفقكم الله ورضي عنا وعنكم ..
________
قال تعالى: إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم
يقول الله عز وجل: ما غضبت على أحد كغضبي على عبد أتى معصية فتعاظمت عليه في
جنب عفوي
ـــــــــــــــــــ
أوحى الله لداود: يا داود لو يعلم المدبرون عني شوقي لعودتهم ورغبتي في توبتهم
لذابوا شوقاً إليَّ
يا داود هذه رغبتي في المدبرين عني فكيف محبتي في المقبلين عليَّ
ـــــــــــــــــــ
يقول الله عز وجل: إني لأجدني أستحي من عبدي يرفع إليَّ يديه يقول يا رب يا رب
فأردهما، فتقول الملائكة إلى هنا إنه ليس أهلا لتغفر له، فأقول ولكني أهل
التقوى وأهل المغفرة، أشهدكم إني قد غفرت لعبدي
ـــــــــــــــــــ
جاء في الحديث: إنه إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاصي فيقول يا رب، فتحجب
الملائكة صوته، فيكررها يا رب، فتحجب الملائكة صوته، فيكررها يا رب، فتحجب
الملائكة صوته، فيكررها في الرابعة، فيقول الله عز وجل إلى متى تحجبون صوت
عبدي عني؟ لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي
ـــــــــــــــــــ
ابن آدم خلقتُك بيدي وربيتك بنعمتي وأنت تخالفني وتعصاني فإذا رجعتَ إليَّ تبتُ
عليك، فَمِن أين تجدُ إلهً مثلي وأنا الغفور الرحيم
ـــــــــــــــــــ
عبدي أخرجتُك من العدم إلى الوجود وجعلتُ لك السمع والبصر والعقل
عبدي أسترك ولا تخشاني، اذكرك وأنت تنساني، أستحي منك وأنت لا تستحي مني،
مَن أعظم مني جودا ومَن ذا الذي يقرع بابي فلم أفتح له، ومن ذا الذي يسألني
ولم أعطيه، أبخيلٌ أنا فيبخل عليَّ عبدي؟
ـــــــــــــــــــ
جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: من يحاسب
الخلق يوم القيامة؟ فقال الرسول: الله، فقال الأعرابي: بنفسه؟ فقال النبي:
بنفسه، فضحك الأعرابي وقال: اللهم لك الحمد، فقال النبي: لِمَ الإبتسام يا
أعرابي؟ فقال: يا رسول الله إن الكريم إذا قدر عفى وإذا حاسب سامح، قال النبي
: فَقِه الأعرابي
ـــــــــــــــــــ
قال أحد الائمة: لا تسئم من الوقوف على بابه ولو طُردت، ولا تقطع الإعتذار
ولو رُددت، فإن فُتِحَ الباب للمقبولين فادخل دخول المتطفلين ومد إليه يدك وقل
له مسكين فتصدق عليه، فإنما الصدقات للفقراء والمساكين
ـــــــــــــــــــ
قال الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: يا ابن آدم استطعمتك ولم تطعمني،
فيقول: فكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ فيقول: أفلم يستطعمك عبدي فلان؟ أما
تعلم أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم استسقيتك ولم تسقني، فيقول:
فكيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ فيقول: أفلم يستسقيك عبدي فلان؟ أما تعلم أنك لو
اسقيته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم مرضت ولم تعدني، فيقول: فكيف أعودك وأنت
رب العالمين؟ فيقول: مرض عبدي فلان أما تعلم أنك لو عدته لوجدتني عنده
ـــــــــــــــــــ
يقول الله تبارك وتعالى: يا عبادي إني حرمتُ الظلم على نفسي وجعلتُه بينكم
محرماً فلا تظالموا، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا
عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته
فاستهدوني أهدكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا
فاستغفروني اغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي
فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل
واحد ما زاد من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا
على أفجر قلب رجل واحد ما نقص من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم
وإنسكم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيتُ كل واحد منهم مسألته ما نقص
ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر
ـــــــــــــــــــ
جاء في الحديث أنه عند معصية آدم في الجنة ناداه الله: يا آدم لا تجزع من قولي
لك (أخرج منها) فلكَ خلقتُها، ولكن انزل إلى الأرض وذلّ نفسك من أجلي وانكسِر
في حبي حتى إذا زاد شوقك إليَّ، وإليها تعالى لأدخلك إليها مرة أخرى
يا آدم كنتَ تتمنى أن أعصمك؟ قال آدم: نعم
فقال: يا آدم إذا عصمتك وعصمتُ بنيك فعلى من أجود برحمتي، وعلى من أتفضل
بكرمي، وعلى من أتودد، وعلى من أغفر
يا آدم ذنب تذل به إلينا أحبّ إلينا من طاعة تراءي بها علينا
يا آدم أنين المذنبين أحبّ إلينا من تسبيح المرائين
ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين
ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
إنتهي،،
¥(43/193)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 03 - 05, 11:37 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم
يقول الله عز وجل: ما غضبت على أحد كغضبي على عبد أتى معصية فتعاظمت عليه في
جنب عفوي
هذا منقول من روابات أهل الكتاب أي من الإسرائيليات، وقد رواه أبو نعيم في الحلية
حدثنا اسحاق بن ابراهيم قال ثنا اسماعيل بن يزيد القطان قال ثنا ابراهيم بن الأشعث قال قال فضيل بن عياض قال وهب بن منبه أوحى الله تعالى الى بعض أنبيائه .... وما غضبت على شئ كغضبي على من أخطأ خطيئة فاستعظمها في جنب عفوي ولو تعاجلت بالعقوبة أحدا
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا عبدالرحمن بن داود ثنا محمد بن أحمد بن مطر ثنا القاسم بن عثمان الجرعي قال سمعت أبا سليمان الداراني يقول قرأت في بعض الكتب يقول الله عز وجل ما غضبت على أحد كغضبي على من أذنب ذنبا
أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد في كتابه قبل أن لقيته وحدثني عنه عثمان بن محمد العثماني حدثني أبو عبدالله أحمد بن عبدالله بن ميمون قال سمعت الحارث بن أسد المحاسبي يقول وحدثني بعض العلماء قال أوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء عليهم السلام ..... وما غضب على شيء كغضبي على من أخطأ خطيئة
وهو موجود في بعض الكتب الأخرى كذلك
وبهذا يتبين أنه من الإسرائليات، والله أعلم.(43/194)
ما صحة هذا الدعاء تحصنت بالله الذي لا إله إلا هو إلهي وإله كل شيء واعتصمت بربي ورب كل
ـ[أبنة الإسلام]ــــــــ[29 - 03 - 05, 10:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما صحة هذا الدعاء؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تحصنت بالله الذي لا إله إلا هو إلهي وإله كل شيء واعتصمت بربي ورب كل شيء وتوكلت على الحي الذي لا يموت واستدفعت الشر بلا حول ولا قوة إلا بالله حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الرب من العباد حسبي الخالق من المخلوق حسبي الرازق من المرزوق حسبي الذي هو حسيبي الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه حسبي الله وكفى سمع الله لمن دعى ليس ولا والله مرمى حسبي الله ولا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 03 - 05, 01:00 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا دعاء ذكره ابن القيم رحمه الله ضمن مجموعة من التعوذات، وليس هذا مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو دعاء وتعوذ.
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد (4/ 168 - 169)
فصل
والمقصود العلاج النبوي لهذه العلة وهو انواع وقد روى أبو داود في سننه عن سهل بن حنيف قال مررنا بسيل فدخلت فاغتسلت فيه فخرجت محموما فنمي ذلك إلى رسول الله e فقال مروا أبا ثابت يتعوذ قال فقلت يا سيدي والرقي صالحة فقال لا رقية إلا في نفس أو حمة أو لدغة
والنفس العين يقال أصابت فلانا نفس اي عين والنافس العائن واللدغة بدال مهملة وغين معجنة وهي ضربة العقرب ونحوها
فمن التعوذات والرقي الإكثار من قراءة المعوذتين وفاتحة الكتاب وآية الكرسي ومنها التعوذات النبوية
نحو اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
ونحو أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة
ونحو أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج حول ولا قوة إلا بالله أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم
وإن شاء قال تحصنت بالله الذي لا إله إلا هو إلهي وإله كل شيء واعتصمت بربي ورب كل شيء وتوكلت على الحي الذي لا يموت واستدفعت الشر بلا حول ولا قوة إلا بالله حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الرب من العباد حسبي الخالق من المخلوق حسبي الرازق من المرزوق حسبي الذي هو حسبي حسبي الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه حسبي الله وكفى سمع الله لمن دعا ليس وراء الله مرمى حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
ومن جرب هذه الدعوات والعوذ عرف مقدار منفعتها وشدة الحاجة إليها وهي تمنع وصول أثر العائن وتدفعه بعد وصوله بحسب قوة إيمان قائلها وقوة نفسه واستعداده وقوة توكله وثبات قلبه فإنها سلاح والسلاح بضاربه) انتهى.
ـ[أبنة الإسلام]ــــــــ[31 - 03 - 05, 09:49 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن
ـ[الربيع]ــــــــ[31 - 03 - 05, 10:25 م]ـ
والأحسن ترك مثل هذه الأدعية واستبدالها بما ثبت في السنة.
لأن المداومة عليها مع عدم ورودها، يجعلها في مصاف البدع.
ولو ورد هذا بسند ضعيف محتمل لرأينا من يقول: إن القول به بدعة، فكيف يقال: بما لم يرد أصلا!!
والأصل عدم تخصيص شيء إلا بدليل.
فلا يؤخذ على أنه ورد لا يتجاوز، بل هو مثال على أدعية يمكن أن يقولها الإنسان ..
يعني نموذج.
أنصح عدم التعوذ بهذا، والتعوذ بالمعوذات. والله الموفق.
ـ[أبنة الإسلام]ــــــــ[01 - 04 - 05, 05:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وأشكركم على مساعدتي(43/195)
هذه المقولة مشهورة عن الجوزجاني فهل صحت؟!
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[30 - 03 - 05, 09:50 ص]ـ
هذه المقولة مشهورة عن الجوزجاني فهل صحت؟!
فقال سبحان الله لا يوجد من يذبحها وقد ذبح علي بن أبي طالب في ضحوة نيفا وعشرين ألفا
سوف أُبين ذلك قريباًإن شاء الله
وقبل أن أتكلم عن هذا الموضوع فهل سبق لأحد أن تطرق للكلام عن هذه القصة وشكراً
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[30 - 03 - 05, 06:18 م]ـ
أظن أن هذا الموضوع يتعلق بالعلوم الشرعية لأنه يتعلق بالصناعة الحديثية وعلى كل حال فهذا الأمر مما تختلف فيه وجهات الأنظار!
وهنا أمر آخر لماذا تتصرفون بالعنوان الرئيسي للموضوع؟! لعله مما تختلف فيه وجهات الأنظار أيضاً!
أين الإجابة يا أهل الحديث؟(43/196)
تخريج حديث (عليك بالصعيد الطيب فإنه يكفيك)
ـ[العويشز]ــــــــ[31 - 03 - 05, 02:20 ص]ـ
هذا تخريج لحديث (عليك بالصعيد الطيب فإنه يكفيك) قال عوف حدثنا أبو رجاء حدثنا عمران بن حصين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليك بالصعيد الطيب فإنه يكفيك).
----------
الحديث مداره على عوف عن أبي رجاء عن عمران بن حصين وقد رواه عن عوف ستة:
الأول: يحيى بن سعيد القطان.
أخرجه ابن الجارود في المنتقى (122) من طريق عبد الله بن هاشم عن يحيى به.
وأخرجه البخاري (344) في كتاب التيمم باب الصعيد الطيب وضوء المسلم يكفيه من الماء.من طريق مسدد وله قصه. وابن خزيمة (1/ 136 - 137) حديث (271) في جماع أبواب التيمم باب ذكر الدليل على أن الجنب يجزيه التيمم عند الإعواز من الماء في السفر ... من طريق أبي طاهر عن أبي بكر عن بندار. و ابن حبان في صحيحه (1301 - 1302) (4/ 119 - 126 - الإحسان) من طريق أحمد بن علي عن عبيد الله بن عمر القواريري.ومن طريق الفضل بن الحباب عن مسدد ثلاثتهم عن يحيى بمثله دون لفظ (الطيّب).
الثاني: عبد الله بن المبارك.
أخرجه البخاري (348) دون القصه في كتاب التيمم من طريق عبدان عنه بمثله دون لفظ (الطيّب).
الثالث: ابن أبي عدي.
الرابع: محمد بن جعفر.
الخامس: سهل بن يوسف.
السادس: عبد الوهاب بن عبد المجيد.
أخرجه ابن خزيمة (1/ 136 - 137) حديث (271) في جماع أبواب التيمم باب ذكر الدليل على أن الجنب يجزيه التيمم عند الإعواز من الماء في السفر ... من طريق أبي طاهر عن أبي بكر عن بندار عنهم بمثله دون لفظ (الطيّب) وفيه ذكر القصة والحديث.
وقد توبع عوف من قبل سلم بن زرير كما أخرجه البخاري في كتاب المناقب باب علامات النبوة في الإسلام (3571) من طريق أبي الوليد عن سلم بلفظ: (فأمره أن يتيمم بالصعيد ثم صلى) وذكر القصة. وأخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة (312 - 682) من طريق أحمد بن سعيد الدارمي عن عبيد الله ابن عبد المجيد عن سلم وذكر القصة والحديث بلفظ: (فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فتيمم بالصعيد فصلى).(43/197)
"اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلهاريحا" من أخرجه؟
ـ[عبد الله بن أحمد]ــــــــ[31 - 03 - 05, 06:34 م]ـ
ما تخريج الحديث الذي فيه "اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلهاريحا"؟
وأحسن الله إليكم
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[31 - 03 - 05, 09:56 م]ـ
انظر الحديث في السلسلة الضعيفة للألباني (رقم 4217)
ـ[عبد الله بن أحمد]ــــــــ[31 - 03 - 05, 10:25 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل أبو عبد الباري
ولكن لمن عزاه الشيخ رحمه الله؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 03 - 05, 10:36 م]ـ
الحديث جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا من طريقين
الأول:
أخرجه مسدد في مسنده (كما في المطالب العالية (14/ 34)) وأبو يعلى في مسنده (3/ 49) الطبراني في الكبير (11/رقم (11533) وفي الدعاء (977) وابن عدي في الكامل (2/ 763) والخطابي في غريب الحديث (1/ 179) وغيرهم من طريق الحسين وهو ابن الرحبي وهو متروك، وما جاء في بعض طرق الحديث عن الطبراني في الدعاء بأنه حسين بن عبدالله فهو وهم.
والثاني:
من طريق آخر أخرجه الشافعي في مسنده (537) والبيهقي في المعرفة (2029) والدعوات الكبير (318) والبغوي في التفسير (4/ 376) من طريق الشافعي قال أخبرنا من لا أتهم أخبرنا العلاء بن راشد عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما.
وهذا سند لايصح كذلك لأن شيخ الشافعي هو إبراهيم بن أبي يحيى وهو شديد الضعف.
والعلاء بن راشد ذكره الحسيني في التذكرة (2/ 1316) فقال (عن عكرمة وعنه إبراهيم بن يحيى إسناد لاتقوم به حجة)، وقال الحافظ ابن حجر في تعجيل المنفعة (2/ 91) بعد أن ذكر كلام الحسيني (كذا قال، وعكرمة مشهور، وحال إبراهيم معروف فانحصر!) انتهى.
وقد جاء من طريق العلاء بن راشد كذلك عند أبي الشيخ في العظمة (4/ 1352) حدثنا ابن أبي عاصم حدثنا محمد بن الحسين حدثنا شيخ سماه حدثنا الفرات بن خالد حدثنا عبد الحميد بن جعفر بن عمر بن الحكم عن العلاء بن راشد عن أبي علي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
ولكن السند لايصح لوجود راو مبهم، وأبو علي هذا الظاهر أنه حسين بن قيس الرحبي السابق
وقد ذكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج7/ص99
حدثنا يحيى بن علي الدسكري حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن إبراهيم المعدل بنيسابور حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص حدثنا بنان بن يحيى البغدادي حدثنا عاصم بن علي حدثنا أبي عن أبي علي الرحبي عن عكرمة عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا هاجت الريح استقبلها وجثا على ركبتيه ومد يديه وقال اللهم إني أسألك من خير هذه الريح وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا
فرجع الطريق الآخر إلى أنه من رواية الحسين بن قيس الرحبي المتروك.
وللفائدة ينظر
موسوعة الحافظ ابن حجر (6/ 110) والضعيفة للألباني (7/ 228) وحاشية المطالب العالية (14/ 34 - 36).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 03 - 05, 10:38 م]ـ
المعذرة لم أر رد الشيخ أبي عبدالباري إلا بعد كتابة الرد السابق.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 03 - 05, 10:53 م]ـ
وهذا ما ذكره الشيخ الألباني رحمه الله في الضعيفة
(ضعيف جدا.
أخرجه الطبراني في معجمه (3/ 125/2) عن الحسين بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، الحسين بن قيس-هو الرحبي الملقب ب (حنش) -وهو متروك كما في التقريب.
واعلم أن هذا الحديث قد أنكره الإمام ابو جعفر الطحاوي من حيث المعنى، فإنه قال في ((مشكل الآثار)) (1/ 379 - 398):
قال شرح مشكل الاثار ج2/ص379
أبو عبيد قال القراءة التي نتبعها في الريح والرياح أن ما كان منها من الرحمة فإنه جماع وما كان منها من العذاب فإنه على واحدة قال والأصل الذي اعتبرنا به هذه القراءة حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا هاجت الريح قال اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا فكان ما حكاه أبو عبيد من هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لا أصل له
وقد كان الأولى به لجلالة قدره ولصدقه في روايته غير هذا الحديث أن لا يضيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يعرفه أهل العلم بالحديث عنه
ثم اعتبرنا ما في كتاب الله تعالى مما يدل على الوجه في هذا المعنى فوجدنا الله تبارك وتعالى قد قال في كتابه العزيز (هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان))
وكانت الريح الطيبة من الله تعالى رحمة والريح العاصف منه عز وجل عذابا ففي ذلك ما قد دل على انتفاء ما رواه أبو عبيد مما ذكره)
ثم ذكر بعض الأحاديث التي تشهد لما تضمنته الآية الكريمة، وترد على أبي عبيد رحمه الله، فانظر ((تخريج الكلم الطيب)) (153) وغيره.
ثم رأيت الحديث في كتاب الأم للإمام الشافعي بإسناد آخر إلى عكرمة،فقال (1/ 224) أخبرني من لا أتهم قال: حدثنا العلاء بن راشد، عن عكرمة به.
قلت: وهذا أيضا ضعيف جدا، العلاء بن راشد، قال الحسيني في ترجمته:
((عن عكرمة، وعنه إبراهيم بن أبي يحيى، لاتقوم به حجة).
قال الحافظ في التعجيل عقبه:
((كذا قال، وعكرمة مشهور وحاله إبراهيم معروف، فانحصر)
كأنه يعني أن إبراهيم بن أبي يحيى -وهو شيخ الشافعي في هذا افسناد -الذي لم يسمه، هو متهم عند غير الشافعي، فهو علة الإسناد الذي لاتقوم به حجة، وليس العلاء هذا.
ومن طبقته ما في ((تاريخ البخاري)) (3/ 2/513) و ((الجرح والتعديل)) (3/ 1/355)، وثقات ابن حبان (8/ 502):
((العلاء بن راشد الواسطي الجرمي، سمع حلام بن صالح الأزدي، سمع منه يزيد بن هارون))
قلت: فيحتمل أن يكون هو شيخ إبراهيم هذا. والله أعلم.
انتهى كلام الشيخ الألباني.
¥(43/198)
ـ[عبد الله بن أحمد]ــــــــ[01 - 04 - 05, 11:52 م]ـ
الشيخ الفاضل عبدالرحمن الفقيه جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم.
ـ[الرايه]ــــــــ[22 - 09 - 07, 12:05 ص]ـ
ضعيف الشافعي في المسند (1/ 81) وفي أحكام القران (99) من حديث العلاء بن راشد عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا.
ورواه أبو يعلى (4/ 341) والطبراني في الكبير (11/ 213) وفي الدعاء (1/ 303) والاصبهاني في العظمة (4/ 1352) البيهقي في الدعوات , كلهم من حديث أبي علي الرحبي عن عكرمة عن ابن عباس به.
وهذان طريقان واهيان.
الأول فيه العلاء بن راشد قال الحسيني لا تقوم بإسناده حجة. تعجيل المنفعة (323).
والثاني فيه ابو علي الرحبي المعروف بحنش متروك , وقال البخاري أحاديثه منكرة. تهذيب التهذيب (2/ 364). فالحديث لا يصح بحال.
. لكن ثبت في صحيح مسلم أنه كان يقول عند هبوب الرياح (اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها و شر ما أرسلت به).
أجاب عليه فضيلة الدكتور عادل السبيعي
من موقع الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها
http://sunnah.org.sa/index.php?view=fatawa&fatawa_action=show_fatwa_details&cat_id=61&fatwa_id=142
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 03 - 09, 06:49 م]ـ
تخريج حديث (اللهم اجعلها رياحاً ولاتجعلها ريحاً)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=129905
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[11 - 03 - 09, 01:10 ص]ـ
سأنقل لكم تخريج شيخنا المحقق الزاهد بدر البدر - حفظه الله - من تحقيقه لكتاب "الدعوات الكبير" للبيهقي (1/ 480 - 481 - ط. الجديدة لغراس): "369 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا: حدثنا أبو العباس الأصم، أخبرنا الربيع بن سليمان، أخبرنا الشافعي، أخبرنا من لا أتهم، حدثنا العلاء بن راشد، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ما هبت ريح قط إلا جثا النبي صلى الله عليه وسلم على ركبتيه وقال: «اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا، اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا» قال ابن عباس: في كتاب الله أرسلنا عليهم ريحا صرصرا و أرسلنا عليهم الريح العقيم وقال: "وأرسلنا الرياح لواقح" (الحجر:22) "ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات" (الروم:46) "
قال شيخنا - حفظه الله -: "أخرجه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (3/ 107 - 108) بإسناده هنا، وقرن شيخيه هنا بـ (أبي سعيد)، أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 253) بإسناده هنا، وهو في "مسند الشافعي" (1/ 502،175) بالإسناد ذاته.
وقال ابن حجر في "النتائج" - كما في "الفتوحات - (4/ 277): "هذا حديث حسن، أخرجه البيهقي في المعرفة، وشيخ الشافعي ما عرفته، وكنت أظن أنه ابن يحيى، لكن لم يذكروه في الرواة عن العلاء بن راشد، والعلاء مُوثَّق"أ. هـ.
قلت (القائل: شيخنا): كذا قال عن العلاء: "مُوثَّق" وترجم له في "التعجيل" (رقم:827) بقوله: "العلاء بن راشد، عن عكرمة، وعنه إبراهيم بن أبي يحيى، لا تقوم بإسناده حجة، قال الحسيني. كذا قال، وعكرمة مشهور وحال إبراهيم معروف"أ. هـ.
قلت (القائل: شيخنا): فهنا لم يورِد له موثِّقًا ولا مُجرِحًا، ثم أنه قد أقرَّ الحسينيَّ على أن الراوي عنه هو إبراهيم ابن أبي يحيى، ومن دأب الشافعي رحمه الله أنه يقول عن إبراهيم هذا: "حدَّثني من لا أتَّهم" كما هو في إسناد المصنف، كما أن إبراهيم تفرد الشافعي رحمه الله بعدم إتهامه، أما غيره من العلماء فقد اتهموه، كما في ترجمته في كل من "التهذيب" للمزي (2/ 186 - 189)، و"الميزان" للذهبي (1/ 57 - 61).
وللحديث طريق أخرى عن ابن عباس - دون ذكر مقالة ابن عباس - لكنها مقارِبةٌ لهذه بالضعف، فقد أخرجه أبو يعلى (2456)، والطبراني في كل من "الكبير" (11533)، و"الدعاء" (977)، وابن عدي في "الكامل" (2/ 763)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/ 100) من طريق أبي عليٍّ الرحبي - حسين بن قيس - عن عكرمة عن ابن عباس به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 135) وقال: "رواه الطبراني، وفيه حسين بن قيس الملقب بحنش، وهو متروك، وقد وثقه حصين بن نمير، وبقية رجاله رجال الصحيح"أ. هـ.
قلت (القائل: شيخنا): حسين بن قيس هذا قال عنه أحمد: "ليس بشيء، لا أروي عنه شيئًا". وقال أخرى: "متروك الحديث، ضعيف الحديث". وضعفه ابن معين وأبو حاتم، وقال البخاري: "أحاديثه منكرةٌ جدًا، ولا يُكتب حديثه" إلى آخر ما قيل فيه، كما في ترجمته من "التهذيب" للمزي (6/ 466 - 467).
وقد فات الهيثمي عزوُ الحديث إلى أبي يعلى، فقد أخرجه كما تقدم من الطريق نفسه؛ فجلَّ من لا يسهو." انتهى تخريجُ شيخِنا بدر البدر - حفظه الله -
وسألتُه بنفسي عن هذا الحديث فقال: "ضعيف".
حفظ الله شيخنا المحقق؛ فإنه قد شحَّ الزمان أن يأتي بأمثال شيخنا وتحقيقاتُه خير شاهدٍ على ما قلتُ.
وفق الله الجميع.(43/199)
جواز نسبة التصحيح لابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم إذا أخرجوا الحديث والرد على من من
ـ[أبو محمد السعوي]ــــــــ[31 - 03 - 05, 11:22 م]ـ
يجوز نسبة التصحيح لابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم إذا أخرجوا الحديث في صحاحهم ما لم يكن هناك إشارة إلى الضعف، ومن منع ذلك لم يحالفه الصواب.
قال ابن الصلاح في " المقدمة " (ص21): ويكفي أن يحكم على الحديث بالصحة بمجرد وجوده في كتب من اشترط الصحة فيما جمعه ككتاب ابن خزيمة. وعلق عليه السيوطي في " البحر الذي زخر " (2/ 775) بقوله: وكذا صحيح ابن حبان، ومستدرك الحاكم على ما يحرر فيه.
وقال ابن تيمية في " الفتاوي " (22/ 288، 426)، وابن رجب في " شرح علل الترمذي " (1/ 83): منهم من أفرد الصحيح كالبخاري، ومسلم، ومَنْ بعدهم، كابن خزيمة، وابن حبان، ولكن مرتبتهما دون مرتبة صحيحي البخاري ومسلم.
وقال ابن كثير في " الباعث الحثيث " (ص 25)، وابن الملقن " البدر المنير " (1/ 275): وهناك كتب التزم أصحابها صحتها، كابن خزيمة، وابن حبان البستي.
وقال العراقي في " ألفيته " الملحقة مع شرحه " فتح المغيث " (1/ 30):
وخُذْ زيادة الصحيح إذْ تُنَص صحتُهُ أو مِنْ مُصنف يُخصْ
بجمعه نَحو ابن حبان الزَكي وابن خزيمة وكالمُستدرك
وقال ابن حجر في " النكت على ابن الصلاح " (1/ 290): فإذا تقرر ذلك عرفت أن حكم الأحاديث التي في كتاب ابن خزيمة، وابن حبان صلاحية الاحتجاج بها لكونها دائرة بين الصحيح والحسن، مالم يظهر في بعضها علة قادحة.
وقال الخطيب في " الجامع لأخلاق الراوي " (2/ 185) " شرط ابن خزيمة في صحيحه على نفسه إخراج ما اتصل سنده بنقل العدل عن العدل إلى النبي ? ".
وقال السيوطي في " ألفيته " التي مع " البحر الذي زخر " (2/ 770) في سياقه عن الحديث الصحيح:
وخذُه حيث حافظ عليه نَصْ ومنْ مصنف بجمعه يُخصّ
كابن خزيمة ويتلو مُسلما وأوله البستي ثُمَ الحاكما
وكان كثير من العلماء ينسبون التصحيح لابن خزيمة، أو لابن حبان بناءً على إيراده في صحيحه، إلا إذا أشارا إلى ضعفه؛ لاسيما من اشتغل في شرح الأحاديث أو تخريجه كابن سيد الناس في " النفح الشذي " (1/ 433)، والزيلعي في " نصب الراية " (1/ 316)، وابن الملقن في " البدر المنير " (1/ 179) " وخلاصته " (1/ 51)، وابن حجر في " الفتح " (2/ 248)، و " الدراية في تخريج أحاديث الهداية " (1/ 162).
أطلت في هذه المسألة لأن بعض العلماء أنكر ذلك، وقال لا يقال عن الحديث الذي أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " صححه ابن خزيمة؛ إلا إذا نص على التصحيح. انظر " التعليق على نصب الراية " (1/ 316ـ317).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 04 - 05, 12:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك، وما تفضلت به كلام مسدد موفقه
قال الحاكم في مقدمة المستدرك
(الحمد لله) العزيز القهار. الصمد الجبار. العالم بالاسرار. الذى اصطفى سيد البشر محمد بن عبد الله بنبوته ورسالته. وحذر جميع خلقه مخالفته. فقال عز من قائل فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. وصلوات الله عليه وآله اجمعين.
(اما بعد) فان الله تعالى ذكره انعم على هذه الامة باصطفائه بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى آله اخيار خلقه في عصره. وهم الصحابة النجباء. البررة الاتقياء. لزموه في الشدة والرخاء. حتى حفظوا عنه ما شرع لامته بامر الله تعالى ذكره ثم نقلوه إلى اتباعهم ثم كذلك عصرا بعد عصر إلى عصرنا هذا وهو هذه الاسانيد المنقولة الينا بنقل العدل عن العدل وهى كرامة من الله لهذه الامة خصهم بها دون سائر الامم ثم قيض الله لكل عصر جماعة من علماء الدين. وأئمة المسلمين. يزكون رواة الاخبار ونقلة الآثار ليذبوا به الكذب عن وحى الملك الجبار. فمن هؤلاء الائمة. أبو عبد الله محمد بن اسمعيل الجعفي وابو الحسين مسلم بن الحجاج القشيرى رضى الله عنهما صنفا في صحيح الاخبار كتابين مهذبين انتشر ذكرهما في الاقطار. ولم يحكما ولا واحد منهما انه لم يصح من الحديث غير ما اخرجه
وقد نبغ في عصرنا هذا جماعة من المبتدعة يشمتون برواة الآثار. بان جميع ما يصح عندكم من الحديث لا يبلغ عشرة آلاف حديث وهذه الاسانيد المجموعة المشتملة على الف جزء أو اقل أو اكثر منه كلها سقيمة غير صحيحة.
(وقد) سألني جماعة من اعيان اهل العلم بهذه المدينة وغيرها ان اجمع كتابا يشتمل على الاحاديث المروية باسانيد يحتج محمد بن اسمعيل ومسلم بن الحجاج بمثلها إذ لا سبيل إلى اخراج ما لا علة له فانهما رحمهما الله لم يدعيا ذلك لانفسهما.
(وقد خرج) جماعة من علماء عصرهما ومن بعدهما عليهما احاديث قد اخرجاها وهى معلولة وقد جهدت في الذب عنهما في المدخل إلى الصحيح بما رضيه اهل الصنعة
وانا استعين الله على اخراج احاديث رواتها ثقات قد احتج بمثلها الشيخان رضى الله عنهما أو احدهما وهذا شرط الصحيح عند كافة فقهاء اهل الاسلام ان الزيادة في الاسانيد والمتون من الثقات مقبولة والله المعين على ما قصدته وهو حسبى ونعم الوكيل) انتهى.
فمقدمة الحاكم توضح منهجه في الكتاب، وكذلك تعقب العلماء للحاكم في إخراجه بعض الأحاديث الواهية في صحيحه يدل على أنهم فهموا من تأليفه لكتاب المستدرك أن يريد تخريج الأحاديث الصحيحة، وكذلك إيراد العلماء لكتاب المستدرك ضمن كلامهم عن الحديث الصحيح يدل على ذلك.
¥(43/200)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 04 - 05, 12:26 ص]ـ
وذكر ابن خزيمة رحمه الله تسمية كتابه في صحيحه حيث قال (1/ 3) (مختصر المختصر من المسند الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم بنقل العدل عن العدل موصولا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من غير قطع في أثناء السند ولا جرح في ناقلي الأخبار التي نذكرها) وذكره كذلك في (3/ 186).
وصحيح ابن حبان قد سماه مؤلفه ب (المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع من غير وجود قطع في سندها ولا ثبوت جرح في ناقليها)
قال الشيخ يحيى الشهري حفظه الله في كتابه (زوائد رجال صحيح ابن حبان) (1/ 43) كما في نسخته المخطوطة المحفوظة بدار الكتب المصرية (217/مجامع /م) وعندي بعض أجزاء الكتاب وقد رأيت ذلك مثبتا على طرة الجزء الثالث من الكتاب.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 04 - 05, 12:33 ص]ـ
وهذا النقل من مخطوط ابن حبان وفيه تصريحه بذلك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=7772&stc=1
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=7773&stc=1(43/201)
هل هذا حديث؟؟؟؟ عليكم بالرزق فإنها تسعة أعشار الرزق
ـ[شجرة الدر]ــــــــ[01 - 04 - 05, 09:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياجماعة أريد أعرف هل هذا حديث؟؟ وما مدى صحته؟؟
((عليكم بالرزق فإنها تسعة أعشار الرزق))
وجزاكم الله خيرا
ـ[شجرة الدر]ــــــــ[01 - 04 - 05, 10:25 ص]ـ
عفوا يا جماعة خطأ مطبعي: عليكم بالتجارة وليس بالرزق
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[01 - 04 - 05, 10:43 ص]ـ
في بحث سريع في موقع الدرر وجدت لك الآتي:
1 عليكم بالتجارة فإن فيها تسعة أعشار الرزق. مرسل العراقي تخريج الإحياء 2/ 79
2 تسعة أعشار الرزق في التجارة، والجزء الباقي في السابياء ضعيف الألباني السلسلة الضعيفة 3402
3 تسعة أعشار الرزق في التجارة، و العشر في المواشي ضعيف الألباني ضعيف الجامع 2434
أخوك/ أبو عبد الباري
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 04 - 05, 04:43 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الحديث مرسل ولا يصح مرفوعا
قال الحافظ ابن حجر في المطالب العالية ج7/ص352
1434 - وقال مسدد حدثنا خالد بن عبد الله ثنا داود بن أبي هند عن نعيم بن عبد الرحمن قال بلغني أن رسول الله قال تسعة أعشار الرزق في التجارة وقال نعيم كسب العشر الباقي في السائمة يعني الغنم
وقال ابن أبي الدنيا في إصلاح المال
حدثنا محمد بن الصباح حدثنا هشيم عن داود بن أبي هند عن نعيم بن عبد الرحمن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أعشار الرزق في التجارة
حدثنا عبد الرحمن بن صالح حدثنا عمرو بن هاشم أبو مالك الجنبي عن جويبر عن الضحاك عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرزق عشرون بابا فتسعة عشر بابا للتاجر و باب للصانع بيده.
وجويبر متروك.
وقال العراقي في المغني عن حمل الأسفار
حديث عليكم بالتجارة فإن فيها تسعة أعشار الرزق
إبراهيم الحربي في غريب الحديث من حديث نعيم بن عبد الرحمن تسعة أعشار الرزق في التجارة
ورجاله ثقات ونعيم هذا قال فيه ابن منده ذكر في الصحابة ولا يصح وقال أبو حاتم الرازي وابن حبان أنه تابعي فالحديث مرسل.
وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (3/ 275 مكتبة الرشد) (وهذا إسناد ضعيف لجهالة نعيم بن حماد) انتهى.
وقال المناوي في فيض القدير ج3/ص245
ص عن نعيم بن عبد الرحمن الأزدي مقبول من الطبقة الثانية ويحيى بن جابر الطائي مرسلا هو قاضي حمص قال في الكاشف صدوق وفي التقريب ثقة يرسل كثيرا
ورواه أيضا إبراهيم الحربي في غريب الحديث عن نعيم المذكور
قال الحافظ العراقي ورجاله ثقات ونعيم هذا قال فيه ابن منده ذكر في الصحابة ولا يصح وقال أبو حاتم الرازي وابن حيان تابعي فعلى هذا الحديث من طريقه مرسل.
وقال الألباني في السلسة الضعيفة (7/ 412) (ضعيف.
رواه أبو عبيد في ((الغريب)) (52/ 2) حدثنا هشيم قال أخبرنا داود بن أبي هند عن نعيم بن عبدالرحمن الأزدي يرفعه.
قال هشيم: يعني ب (السبايا): النتاج.
قلت: وهذا إسناد ضعيف لإرساله، نعيم بن عبدالرحمن الأزدي أورده ابن أبي حاتم (4/ 1/461) بهذه الرواية عنه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، فقال:
((روي عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، وروي عن أبي هريرة، روى عنه داود بن أبي هند))
وقد تابعه يحيى بن جابر الطائي، وهو ثقة من أتباع التابعين.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كما في ((الجامع))، قرنه بنعيم بن عبدالرحمن الأزدي) انتهى.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=138716#post138716
ـ[شجرة الدر]ــــــــ[02 - 04 - 05, 08:23 ص]ـ
جزا الله الاخوة خير الجزاء على ما تفضلتم بالاجابة على سؤالي
ولقد كان مني هذا السؤال لأنه مشهور لدينا هنا بماليزيا ....
والسلام عليكم(43/202)
بارك الله فيكم هل هذا الحديث صحيح للأهمية الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته
ـ[العوضي]ــــــــ[02 - 04 - 05, 09:39 ص]ـ
من قال (الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته , الحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته , الحمد لله الذي ذل كل شيء لعزته , الحمد لله الذي خضع كل شيء لملكه) من قالها مرة واحدة سخر الله له 70,000 ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 04 - 05, 04:23 م]ـ
جاء من حديث ابن عمر وإسناده ضعيف لايصح.
قال الطبراني في المعجم الكبير ج12/ص424
حدثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله البابلتي ثنا أيوب بن نهيك قال سمعت مجاهدا يقول سمعت ابن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قال الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته والحمد لله الذي ذل كل شيء لعزته والحمد لله الذي خضع كل شيء لملكه والحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته فقالها ما يطلب بها ما عنده كتب الله له بها ألف حسنة ورفع له بها ألف درجة ووكل به سبعين ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة
قال العراقي في المغني عن حمل الأسفار
الطبراني من حديث ابن عمر بسند ضعيف.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج10/ص96
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبدالله البابلتي وهو ضعيف.
وفاته أن فيه أيو ب بن نهيك وهو أشد ضعفا من الباتلي
قال ابن حجر في لسان الميزان ج1/ص490
أيوب بن نهيك عن مجاهد ضعفه أبو حاتم وغيره
وقال الأزدي متروك
وذكره بن حبان في ثقاته وقال يخطىء انتهى وقال ابن حبان في ثقاته يروي عن عطاء والشعبي روى عنه مبشر بن إسماعيل وكان مولى سعد بن أبي وقاص من أهل حلب يعتبر بحديثه من غير رواية أبي قتادة الحراني عنه
وقال ابن أبي حاتم من أهل حلب سمعت أبا زرعة يقول هو منكر الحديث ولم يقرأ علينا حديثه
ومن مناكيره عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا من قال الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته وذل كل شيء لعزته واستسلم كل شيء لقدرته وخضع كل شيء لملكه كتب الله له بها ألف ألف حسنة
الحديث رواه بن عساكر في تاريخه أنبأنا أبو علي بن المهتدي أنا العتيقي أنا علي بن محمد الرزاز ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله ثنا أيوب فذكره ويحيى ضعيف لكنه لا يحتمل هذا.
وقال البيهقي في الأسماء والصفات
أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علوس الأسد آبادي بها , ثنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي , ثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني , حدثني يحيى بن عبد الله بن الضحاك الحراني , ثنا أيوب بن نهيك الحلبي الزهري , قال: سمعت مجاهدا , قال: سمعت ابن عمر , رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من قال: الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته , والحمد لله الذي ذل كل شيء لعزته , والحمد لله الذي خضع كل شيء لملكه , والحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته فقالها يطلب بها ما عنده كتب الله تعالى له أربعة آلاف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة "
ورواه أبو بكر بن إسحاق الصبغي عن أبي شعيب فقال في الحديث: " كتب الله تعالى له بها ألف حسنة , ورفع له بها ألف درجة "
تفرد به يحيى بن عبد الله وليس بالقوي , وله شاهدان موقوفان *
ثم ذكر الشواهد وليس فيها موضع الشاهد في الأجر
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - 04 - 05, 01:59 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل على ما تفضلت به
ـ[أبو عاصم الطحان]ــــــــ[28 - 12 - 05, 03:15 ص]ـ
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج10/ص96
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبدالله البابلتي وهو ضعيف.
وفاته أن فيه أيو ب بن نهيك وهو أشد ضعفا من الباتلي
الصحيح أخي الكريم أن التفرد بدأ من يحيى وليس من أيوب، ولذا كان من الصحيح أن ننسب الخطأ ليحيى لا لأيوب إذ التفرد بدأ من عنده وهو ضعيف، ولا علاقة لنا بعد ذلك بضعف من يروي عنهم لأن سنده في الأساس لا يصح إلى من يسند إليهم إلا بمتابع مساو له أو أعلى منه، ولذا فالرأي أن الهيثمي رحمه الله تعالى ما فاته شيء مما ذكرت، ولكن فاته أن مثل هذا الحديث بهذه المبالغات لا يقول بها ضعيف من مثل يحيى، بل هو من صنيع أيوب بن نهيك الذي تركه الأئمة الأعلام، وإلى هذا أشار ابن حجر رحمه الله تعالى حيث قال: "ويحيى ضعيف لكنه لا يحتمل هذا" وعليه فنتيجتك صحيحة لكن تعليلك الذي ذكرت في شأن الهيثمي مجانب للصواب والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[02 - 01 - 06, 08:27 م]ـ
ومن مناكيره عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا من قال الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته وذل كل شيء لعزته واستسلم كل شيء لقدرته وخضع كل شيء لملكه كتب الله له بها ألف ألف حسنة
الحديث رواه بن عساكر في تاريخه أنبأنا أبو علي بن المهتدي أنا العتيقي أنا علي بن محمد الرزاز ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله ثنا أيوب فذكره ويحيى ضعيف لكنه لا يحتمل هذا.
يحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي من (منطقة باب لت في الشام ترجيحاً) ابن امرأة الأوزاعي, ومن يروي عنه, ابو شعيب الحراني ((عبد الله بن الحسن: ثقة مأمون عند الدراقطني)) ابن امرأة البابلتي, فإذا كان البابلتي ضعف في الأوزاعي وهو زوج أمه وشهد معاصره يحيى بن معين أنه لم يسمع من الأوزاعي قط, فكيف في غيره,
نقطة تشكيك: وفقاً لما هو متاح من معلومات ((تقريب التهذيب مثلاً)) فالأوزاعي مات وعمر البابلتي 7 - 10 سنوات. ((هل طلق الأوزاعي امرأته ثم تزوجها عبد الله بن الضحاك والد يحيى؟؟؟؟ أم أنه روى عن امه عن الأوزاعي وأخفى اسم أمه؟؟؟؟ أم .............. ؟؟؟))
أيضاً عند الطبراني وبنفس رجال سند حديث ((الحمد لله الذي تواضع كل شيء ..... الخ)) هناك أثر ((قال ابن عمر, صلاة الضحى بدعة ونعمت البدعة؟؟؟؟؟؟؟))
الذهبي قال عن البابلتي: واه وقبله أقر بضعفه ابن الجوزي وقبله الدارقطني وابن حبان ابن عدي, حتى عصر يحيى واحمد والبخاري والرازيين, الذين لم يحمدوا امره, وماتفردبه لايعتد به, ومنها هذا الأثر.
والله اعلم وجزيت خيراً ((عبد الرحمن الفقيه)) الفاضل الذي نتعلم منه كل يوم سطراً ولدي سؤال: مامقصد ماذكره البخاري في تاريخه نقلاً عن أحمد بن حنبل حول يحيى البابلتي ((148 - 218 هـ))؟؟
¥(43/203)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 01 - 06, 08:43 ص]ـ
الصحيح أخي الكريم أن التفرد بدأ من يحيى وليس من أيوب، ولذا كان من الصحيح أن ننسب الخطأ ليحيى لا لأيوب إذ التفرد بدأ من عنده وهو ضعيف، ولا علاقة لنا بعد ذلك بضعف من يروي عنهم لأن سنده في الأساس لا يصح إلى من يسند إليهم إلا بمتابع مساو له أو أعلى منه، ولذا فالرأي أن الهيثمي رحمه الله تعالى ما فاته شيء مما ذكرت، ولكن فاته أن مثل هذا الحديث بهذه المبالغات لا يقول بها ضعيف من مثل يحيى، بل هو من صنيع أيوب بن نهيك الذي تركه الأئمة الأعلام، وإلى هذا أشار ابن حجر رحمه الله تعالى حيث قال: "ويحيى ضعيف لكنه لا يحتمل هذا" وعليه فنتيجتك صحيحة لكن تعليلك الذي ذكرت في شأن الهيثمي مجانب للصواب والله تعالى أعلى وأعلم.
جزاك الله خيرا على ما تفضلت به.(43/204)
ما تخريج حديث (الجلوس في الضح) وهل ينطبق الحكم على الصف للصلاة في المسجد؟
ـ[ابو عبيدة التهامي]ــــــــ[03 - 04 - 05, 12:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ....
ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ((اذا كان احدكم في الفيء فقلص عنه الظل وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم))
وعلته انه مجلس الشيطان ...
1 - ارجو ان يتفضل احد الاخوة بذكر تخريج هذا الحديث .....
2 - مسألة للبحث:-
رجل دخل المسجد فانتهى به الصف الى مكان بين الشمس والظل ,, فماذا يفعل؟؟
اثابكم الله ...
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[03 - 04 - 05, 01:55 ص]ـ
الأخ (أبا عبيدة) ..
بارك الله فيك.
الحديث رواه سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر، قال سفيان: وهو متكئ على يدي في الطواف، قال: أخبرني من سمع، أبا هريرة، يقول: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: " إذا كان أحدكم في الفيء، فقلص عنه حتى يكون بعضه في الشمس وبعضه في الظل، فليتحول منه "
ورواه عن سفيان:
1. الحميدي في مسنده (1087).
2. وابن السرح،
3. ومخلد بن خالد، وعنهما أبو داود (4821). ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي.
4. ومحمد بن أبي عمر،
5. ومنصور، وعن الأخيرَيْن: الفاكهي في أخبار مكة (636).
ورواه إسحاق بن إبراهيم الدبري:
1. عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن المنكدر، عن أبي هريرة قال: " إذا كان أحدكم في الفيء فقلص عنه , فليقم؛ فإنه مجلس الشيطان ".
2. وعن عبد الرزاق، عن إسماعيل بن إبراهيم بن أبان قال: سمعت ابن المنكدر يحدث بهذا الحديث عن أبي هريرة. قال: " وكنت جالسا في الظل , وبعضي في الشمس , قال: فقمت حين سمعته , فقال لي ابن المنكدر: " اجلس لا بأس عليك، إنك هكذا جلست "
أخرجهما البيهقي.
والراجح الرواية المنقطعة، لأنه قد تُكلم في رواية إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق، قال ابن عدي: «استُصغر في عبد الرزاق أحضره أبوه عنده وهو صغير جداً فكان يقول قرأنا على عبد الرزاق، أي قرأ غيره، وحضر صغيراً وحدث عنه بحديث منكر»، ثم ذكر بعض أحاديثه المنكرة عن عبد الرزاق.
ولكن قال الذهبي (السير: 13/ 417): «قلت ساق له ابن عدي حديثاً واحداً من طريق ابن أنعم الإفريقي يحتمل مثله، فأين المناكير والرجل فقد سمع كتباً فأداها كما سمعها، ولعل النكارة من شيخه فإنه أضر بأخرة، فالله أعلم»، فجعل العهدة على عبد الرزاق.
وكأنَّ الذهبي يرجح أن سماع إسحاق من عبد الرزاق بعدما ذهب بصره، وهو ترجيح ابن الصلاح، قال ابن حجر في لسان الميزان (1/رقم1084): «قال ابن الصلاح: (وقد وجدت فيما روى الدبري عن عبد الرزاق أحاديث استنكرها جدا فأحلت أمرها على الدبري لأن سماعه منه متأخر جدا والمناكير التي تقع في حديث عبد الرزاق فلا يلحق الدبري منه تبعة إلا أنه صحف أو حرف وإنما الكلام في الأحاديث التي عنده في غير التصانيف فهي التي فيها المناكير وذلك لأجل سماعه منه في حالة الاختلاط والله أعلم)».
بل قال الذهبي في السير عن إسحاق: (راويةُ عبدالرزاق، سمع تصانيفه منه في سنة عشر ومئتين باعتناء أبيه به وكان حدثاً)، وعبد الرزاق توفي سنة إحدى عشرة ومئتين، فيكون سماعه من عبد الرزاق بعد اختلاطه.
وسماع من كان كذلك من عبد الرزاق ضعيف، كما قال أحمد بن حنبل، وقد قال أحمد أيضاً: «أتينا عبد الرزاق قبل المئتين وهو صحيح البصر ومن سمع منه بعدما ذهب بصره فهو ضعيف السماع» (تهذيب الكمال)، فذهاب بصره بعد المئتين، والدبري ولد سنة خمس وتسعين ومئة، ويبعد أنه سمع قبل المئتين في حال صحة عبد الرزاق، ويؤيده أن الذهبي ذكر أن سماعه منه سنة عشر ومئتين.
فبهذا يكون حديث الدبري عن عبد الرزاق ضعيفاً، وتترجح الرواية المنقطعة التي رواها خمسةٌ عن سفيان بن عيينة عن ابن المنكدر.
والله أعلم.
وأنتظر تعليقات الإخوة على ما ذكرت.
ـ[ابو عبيدة التهامي]ــــــــ[03 - 04 - 05, 04:05 م]ـ
اخي: محمد بن عبدالله،،
كتب الله لك الاجر على بحثك،،
ولا يزال السؤال قائما،، يتطلب منا الجدية في البحث والسؤال ....
اسعدكم الله ...
ـ[ابو عبيدة التهامي]ــــــــ[06 - 04 - 05, 04:38 م]ـ
بالنسبة للمسألة المذكورة آنفا ..
فقد سألت عنها الشيخ / سلمان العودة ..
¥(43/205)
فاجاب بقوله: يقف ..
جزاكم الله الجنة ..
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[21 - 04 - 05, 09:36 م]ـ
جزى الله أخانا الكريم محمد بن عبدالله على هذا التخريج النافع وأضيف ما كتبه الشيخ عادل الزرقي:
(النهي عن الجلوس بين الظل والشمس. فيه ثلاثة أحاديث.
1. قال أبو داود حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْحِ وَمَخْلَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ e إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الشَّمْسِ - وَقَالَ مَخْلَدٌ فِي الْفَيْءِ - فَقَلَصَ عَنْهُ الظِّلُّ وَصَارَ بَعْضُهُ فِي الشَّمْسِ وَبَعْضُهُ فِي الظِّلِّ فَلْيَقُمْ».
وأخرجه أحمد (2/ 383) عن عبد الوارث عن محمد بن المنكدر عن جابر t .
وأخرجه البغوي عن معمر عن ابن المنكدر عن جابر موقوفاً.
2. وأخرج أحمد (3/ 413) قال حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ قَالَا حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي عِيَاضٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ النَّبِيَّ e : « نَهَى أَنْ يُجْلَسَ بَيْنَ الضِّحِّ وَالظِّلِّ وَقَالَ مَجْلِسُ الشَّيْطَانِ». وصححه الحاكم (4/ 271).
3. وأخرج ابن ماجة (3722) قال حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ أَبِي الْمُنِيبِ عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ e نَهَى أَنْ يُقْعَدَ بَيْنَ الظِّلِّ وَالشَّمْسِ».
قال المروزي في مسائله لأحمد: «قلت: يكره أن يجلس الرجل بين الظل والشمس؟ قال (يعني أحمد): هذا مكروه، أليس قد نهي عن ذا! قال إسحاق: قد صحَّ النهي فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم).
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[21 - 04 - 05, 09:51 م]ـ
الأخ (أبا عبيدة) ..
بارك الله فيك.
الحديث رواه سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر، قال سفيان: وهو متكئ على يدي في الطواف، قال: أخبرني من سمع، أبا هريرة، يقول: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: " إذا كان أحدكم في الفيء، فقلص عنه حتى يكون بعضه في الشمس وبعضه في الظل، فليتحول منه "
ورواه عن سفيان:
1. الحميدي في مسنده (1087).
2. وابن السرح،
3. ومخلد بن خالد، وعنهما أبو داود (4821). ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي.
4. ومحمد بن أبي عمر،
5. ومنصور، وعن الأخيرَيْن: الفاكهي في أخبار مكة (636).
ورواه إسحاق بن إبراهيم الدبري:
1. عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن المنكدر، عن أبي هريرة قال: " إذا كان أحدكم في الفيء فقلص عنه , فليقم؛ فإنه مجلس الشيطان ".
2. وعن عبد الرزاق، عن إسماعيل بن إبراهيم بن أبان قال: سمعت ابن المنكدر يحدث بهذا الحديث عن أبي هريرة. قال: " وكنت جالسا في الظل , وبعضي في الشمس , قال: فقمت حين سمعته , فقال لي ابن المنكدر: " اجلس لا بأس عليك، إنك هكذا جلست "
أخرجهما البيهقي.
والراجح الرواية المنقطعة، لأنه قد تُكلم في رواية إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق، قال ابن عدي: «استُصغر في عبد الرزاق أحضره أبوه عنده وهو صغير جداً فكان يقول قرأنا على عبد الرزاق، أي قرأ غيره، وحضر صغيراً وحدث عنه بحديث منكر»، ثم ذكر بعض أحاديثه المنكرة عن عبد الرزاق.
ولكن قال الذهبي (السير: 13/ 417): «قلت ساق له ابن عدي حديثاً واحداً من طريق ابن أنعم الإفريقي يحتمل مثله، فأين المناكير والرجل فقد سمع كتباً فأداها كما سمعها، ولعل النكارة من شيخه فإنه أضر بأخرة، فالله أعلم»، فجعل العهدة على عبد الرزاق.
وكأنَّ الذهبي يرجح أن سماع إسحاق من عبد الرزاق بعدما ذهب بصره، وهو ترجيح ابن الصلاح، قال ابن حجر في لسان الميزان (1/رقم1084): «قال ابن الصلاح: (وقد وجدت فيما روى الدبري عن عبد الرزاق أحاديث استنكرها جدا فأحلت أمرها على الدبري لأن سماعه منه متأخر جدا والمناكير التي تقع في حديث عبد الرزاق فلا يلحق الدبري منه تبعة إلا أنه صحف أو حرف وإنما الكلام في الأحاديث التي عنده في غير التصانيف فهي التي فيها المناكير وذلك لأجل سماعه منه في حالة الاختلاط والله أعلم)».
بل قال الذهبي في السير عن إسحاق: (راويةُ عبدالرزاق، سمع تصانيفه منه في سنة عشر ومئتين باعتناء أبيه به وكان حدثاً)، وعبد الرزاق توفي سنة إحدى عشرة ومئتين، فيكون سماعه من عبد الرزاق بعد اختلاطه.
وسماع من كان كذلك من عبد الرزاق ضعيف، كما قال أحمد بن حنبل، وقد قال أحمد أيضاً: «أتينا عبد الرزاق قبل المئتين وهو صحيح البصر ومن سمع منه بعدما ذهب بصره فهو ضعيف السماع» (تهذيب الكمال)، فذهاب بصره بعد المئتين، والدبري ولد سنة خمس وتسعين ومئة، ويبعد أنه سمع قبل المئتين في حال صحة عبد الرزاق، ويؤيده أن الذهبي ذكر أن سماعه منه سنة عشر ومئتين.
فبهذا يكون حديث الدبري عن عبد الرزاق ضعيفاً، وتترجح الرواية المنقطعة التي رواها خمسةٌ عن سفيان بن عيينة عن ابن المنكدر.
والله أعلم.
وأنتظر تعليقات الإخوة على ما ذكرت.
اخي محمد بارك الله فيك ونفع بك
اذا كانت رواية الدبري عن عبد الرزاق ضعيفة او فيها كلام
فما حال مصنف عبد الرزاق(43/206)
ما صحة وضوء الحسن والحسين للتعليم
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[03 - 04 - 05, 05:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة بارك الله فيكم أريد مساعداتكم في تخريج
القصة التي تذكر أن الحسن والحسين - رضي الله عنهما - وجدا رجلا
لا يحسن الوضوء فأرادا أن يعلماه , فطلبا منه أن يحكم بينهما في الوضوء
أيهما يتوضأ أحسن من صاحبه فتوضآ أمامه ليعلماه 00000000إلخ0
هل هذه القصة صحيحة 0
ومن يتحفنا بها وبتخريجها
جزاكم الله خيرا
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[04 - 04 - 05, 04:26 ص]ـ
للرفع أفادكم الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 04 - 05, 10:57 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه القصة لم ترد في كتب أهل السنة فيما أعلم، وإنما ذكرها الرافضة أخزاهم الله في بعض كتبهم، فلعلها انتشرت من قبلهم.
وقد نسبوها للمجالسي في عيون المجالس عن الروياني هكذا بدون إسناد.
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[04 - 04 - 05, 02:10 م]ـ
شيخنا عبد الرحمن الفقيه (فقهه الله في الدين وعلمه التأويل)
بارك الله فيكم على هذه الإفادة المباركة
وأرجو المزيد من الإفادة
فعندنا خطيب لا يمل الاستشهاد في خطبه بهذه القصة
مستخرجا منها ما يروق له من المواقف والدروس
وقد بحثت عنها في كتب التراجم أيضا فلم أجدها 0
فهل من مشمر
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[05 - 04 - 05, 03:54 م]ـ
أيها الإخوة
هيا شمروا عن سواعدكم
بارك الله فيكم
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[08 - 04 - 05, 11:58 م]ـ
أفيدوني جزاكم الله خيرا
فأنا في حاجة إلى الإجابة
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[05 - 05 - 05, 09:09 ص]ـ
قال محمد المنجد في إحدى خطبه:
وهذه القصة المشهورة وإن كان المحدث الشيخ أبو عبد الرحمن ناصر الدين الالباني قد أخبر مشافهة بأنه ليس لها سند يعرف للحكم عليها، ولكن - أيه الإخوة - فيها مغزى وفيها عبرة عظيمة وفيها تعليم جليل ترى أن هذا الحدث الذي حدث ليس بمستبعد أبدا على أناس وردوا حوض التربية النبوية فتضلعوا منه وشربوا منهم شربة عظيمة، الحسن والحسين رضي الله عنهما ذكر مرة من المرات بأنهما دخلا مكان للوضوء فوجدا رجلا من المسلمين يسئ الوضوء، لا يتوضأ وضوءًا طيبا يسئ فيهمل الوضوء كما يفعل كثير من المسلمين اليوم ترى أحدهم يغسل يده فلا يصل إلى المرفق مطلقا، ويغسل قدمه فلا يصل إلى العقب مطلقا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:'ويل للأعقاب من النار'، دخل الحسن والحسين على هذا الرجل وهو يتوضأ فرأى سوء وضوئه وهما يعلمان أن الله لا يقبل صلاة بغير وضوء صحيح، ما هي الطريقة الآن لنصح الرجل؟ ما هي أمثل طريقة لتعليم الرجل من غير جرح لكبريائه وهو شيخ يفوقوهما سنا، والكبير عادة لا يتقبل من الصغير فنظر الحسن والحسين إلى بعضهما نظرة ذات مغزى، ثم اقتربا من الرجل فقالا له:' يا أبانا أو يا شيخ إني أنا وأخي قد اختصمنا أينا أحسن وضوءا، كل واحد يقول أنا أحسن وضوءا من أخي وأخي يقول أنا أحسن وضوءا منك، فأردنا أن نحتكم إليك لتحكم بيننا أينا أحسن وضوءا من الآخر' فتقدم الحسن فتوضأ وضوءا نبويا كاملا وأسبغ الوضوء ما ترك شيئا من سننه، ثم تقدم الحسين بع أن توضأ الحسن فتوضأ وضوءا نبويا كاملا ما ترك شيئا من سننه ثم التفتا إلى الرجل ينتظران منه الحكم، فوقع هذا العمل في قلب الرجل أشد موقع وقال لهما بلسان المعترف المستجيب:' بل أنا والله لا أحسن الوضوء وأنتما علمتماني كيف أحسن الوضوء،
المرجع:
http://64.233.183.104/search?q=cache:7DJ8UmDZvMoJ:www.islamicaudiovideo. com/doc_html/nseeha1.htm+%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86+%D8%A7% D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%88%D 8%B6%D9%88%D8%A1+%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85&hl=ar
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 05 - 05, 10:32 ص]ـ
وقع في قلبي نكارة لمتن القصة
والنكارة هي:
أن الرجل جاهل في الوضوء، ورأى وضوئين مختلفين من الحسن والحسين فكيف لجاهل مثله أن يحكم بينهما؟
وكيف عرف أن وضوءه هو الخطأ ورجح أحدهما على الآخر؟؟؟
وأما لو كان يعلم وهو مقصِّر فيه فلا تكون تلك " التمثيلية " بتلك الكيفية، بل تكون بالتنبيه على التقصير لا بالتنبيه على الجهل بالوضوء
والله أعلم
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 05 - 05, 11:14 ص]ـ
فيض القدير (2/ 328):
وقد حكى أن الحسن والحسين رضي الله عنهما وعن والديهما وعلى جدهما أفضل الصلاة وأتم التسليم مرا بشخص يفسد وضوءه فقال أحدهما لأخيه تعال نرشد هذا الشيخ فقالا يا شيخ إنا نريد أن نتوضأ بين يديك حتى تنظر إلينا وتعلم من يحسن منا الوضوء ومن لا يحسنه ففعلا ذلك فلما فرغا من وضوئهما قال أنا والله الذي لا أحسن الوضوء وأما أنتما فكل واحد منكما يحسن وضوءه فانتفع بذلك منهما من غير تعنت ولا توبيخ"(43/207)
" قاء فتوضأ " رواه أحمد أين ذلك؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 - 04 - 05, 06:25 م]ـ
إخواني أهل الحديث قال أبو البركات:
قال المجد أبو البركات:
عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قاء فتوضأ فلقيت ثوبان في مسجد دمشق فذكرت له ذلك فقال أنا صببت له وضوءه " رواه أحمد والترمذي وقال: هو أصح شيء في هذا الباب
وكذا ذكره غيره
السؤال هو:
لم أجده في مسند أحمد بهذا اللفظ " قاء فتوضأ " والموجود " قاء فأفطر "
بل وهو الموجود في جميع مصادر تخريج الحديث
عدا ما رواه ابن الجوزي في التحقيق " بنفس اللفظ السابق من طريق عبد الله بن أحمد عن أبيه عن عبد الصمد به
وطريق عبد الصمد موجود في المسند بلفظ " قاء فأفطر " فهذا محل استغراب
كذلك ذكره ابن حزم معلقا من طريق الأوزاعي به بلفظ " قاء فتوضأ "
وكأن الشوكاني لما ذكر لفظ أحمد في النيل يستغرب هذا اللفظ
وقال أحمد شاكر: لم أجده بهذا اللفظ
وكذلك الألباني أشار إلى هذا وجمع بينهما
فهل قصد هؤلاء الاختصار كما لا يخفى على من أراد التوجيه وهو جلي
أو اختلاف نسخ أم ماذا؟
المقرئ
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 04 - 05, 06:33 م]ـ
مرحبابالشيخ الكريم المقرىء
لعل في هذا ما يفيد
قال الأثرم:
********** (بَابُ الوُضُوءِ مِنْ الْقَيْءِ) ************
77 - قال الأثرم: حدثنا الحكم بن موسى عن هقل عن الأوزاعي عن عطاء قال: إن قاء فليتوضأ.
78 - حدثنا (أبوحذيفة) ثنا إبراهيم – يعني بن نافع – عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: يقطع الصلاة القيء.
79حدثنا الفضل بن دكين ثنا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم قال: إذا دسع، فليتوضأ.
* قال الأثرم: سألت أبا عبدالله عن الوضوء من القيء. فقال: نعم يتوضأ.
قلت: على إيجاب الوضوء. قال: نعم ولايصح لحديث ثوبان: أنا صببت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه.
قلت له: هو يثبت عندك؟
قال: نعم.
قلت له: إنهم يضطربون؟
فقال: حسين المعلم يجوِّدُه.
قلت له: هو يقول عن عبدالله بن عمرو الأوزاعي؟!
فقال: عبدالله وعبدالرحمن، واحد.
قلت له: يعيش بن الوليد معروف؟
قال: قد روي عنه.
قلت له: فأبوه؟
قال: أبوه معروف، سمع منه ابن عيينة، قال حدثني الوليد بن هشام المعيطي وكان عامل عمر بن عبدالعزيز.
قلت لأبي عبدالله: فيكون قول ثوبان أنا صببت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه توكيدا لقول أبي الدرداء في الفطر من القيء.
فذهب إلى أنه توكيد للوضوء.
وذكر ايضا من قال من القيء الوضوء.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=86149#post86149
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 - 04 - 05, 06:36 م]ـ
قد يؤيد هؤلاء: اختلاف نسخ الترمذي ففي بعض نسخها " قاء فتوضأ " وفي بعضها " قاء فأفطر فتوضأ "
ولكن لم يرد مثل هذا عند أحمد
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[03 - 04 - 05, 07:12 م]ـ
شيخنا (المقرئ) ..
وعلى الرابط التالي أيضاً لفظة نسبها المجد - وغيره - للنسائي وليست موجودة عنده:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26149
ـ[المقرئ]ــــــــ[04 - 04 - 05, 09:18 ص]ـ
الشيخ الكريم: عبد الرحمن بارك الله فيكم رابط مفيد
الشيخ الفاضل: محمد بن عبد الله حفظه الله
لم أنتبه قبل لهذا الإشكال على كثرته وشهرته فجزاكم الله خيرا على هذه الفائدة وسأبحث فيما أستطيع يسر الله ذلك والذي يهمني أكثر هو " من أول من نسبها إليه فلا أظن أن المجد هو أول من نسبها
ــــــــــــــ
قال الألباني رحمه الله: الحديث عند أحمد "قاء فأفطر" فعزوه إليه بلفظ " قاء فتوضأ " وهم تبع المؤلف فيه جده مجد الدين عبد السلام فإنه أورده كذلك في المنتقى ... "
المقرئ
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 04 - 05, 10:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ولعل هذا هو اللفظ الوارد في سنن الأثرم (وقد لايكون ذكر في النص الذي في الرابط السابق لأنه مختصر)
قال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ج25/ص222
والحديث الاخير يشهد له وهو ما رواه احمد واهل السنن كالترمذى عن ابي الدرداء ان النبى قاء فافطر فذكرت ذلك لثوبان فقال صدق أنا صببت له وضوءا لكن لفظ احمد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء فتوضأ رواه احمد عن حسين المعلم
قال الأثرم قلت لأحمد قد اضطربوا في هذا الحديث فقال حسين المعلم يجوده) انتهى.
فكأنه ينقل عن الأثرم، وقد يكون هذا اللفظ الذي ورد في سننه.(43/208)
ما تخريج حديث "إن الله أنزل القرآن على خمسة أحرف"؟
ـ[أبو عيسى نعمت الله]ــــــــ[04 - 04 - 05, 04:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو الحكم عن هذا الحديث؟ كيف نفهمه والحديث المشهور على "سبعة أحرف"؟
قال أبو كريب: حدثنا المحاربي, عن الأحوص بن حكيم, عن ضمرة بن حبيب, عن القاسم بن عبد الرحمان, عن عبد الله بن المسعود, قال: إن الله أنزل القرآن على خمسة أحرف: حلال, وحرام, ومحكم, ومتشابه, وأمثال, فأحل الحلال وحرم الحرام, واعمل بالمحكم, وآمن بالمتشابه, واعتبر بالأمثال.
شكرا ووفقكم الله
اخوكم أبو عيسى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 04 - 05, 09:09 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الحديث بهذا اللفظ أخرجه ابن جرير وابن المنذر وأبو عبيد في فضائل القرآن وابن الضريس ص 130
وفي إسناده الأحوص بن حكيم وفي حفظه كلام
والروايات الأخرى التي وردت عن ابن مسعود رضي الله عنه فيها سبعة أحرف وهي الأصح
ينظر (حديث الأحرف السبعة) للدكتور عبدالعزيز القاري ص 32 - 38
ومسند أحمد (الرسالة) (7/ 283 - 284).(43/209)
ما هو تخريج هذا الأثر؟ الدف حرام, والمعازف حرام، والكوبة حرام، والمزمار حرام).
ـ[أبو قتيبة السلفي]ــــــــ[04 - 04 - 05, 09:52 م]ـ
السلام عليكم:
أرجوا أن أجد تخريج هذا الأثر الذي رواه البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
(الدف حرام, والمعازف حرام، والكوبة حرام، والمزمار حرام).
ـ[سيف 1]ــــــــ[05 - 04 - 05, 03:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الأثر روي عند أبي داود , ابن حبان في صحيحه, أحمد في المسند ,مسند أبو يعلى الموصلي, والبيهقي
والأثر مروي بلفظ (ان الله حرم علي او حرم الخمر والميسر والكوبة) صحيح عند ابي داود وأحمد وابن حبان والموصلي
وكل رجاله ثقات ما عدا رجلين هما
قيس بن حبتر التميمي ويقال: الربعي الكوفي.
سكن الجزيرة روى عن ابن عباس وعن ابن مسعود فيما قيل روى عنه عبد الكريم بن مالك الجزري وعلي بن بذيمة وغالب بن عباد وزفر العجلي.
قال أبو زرعة والنسائي: ثقة وقال ابن حزم مجهول وهو نهشلي من بني تميم (ولا مجال لأبن حزم هنا فقد وثقه الأعلام وابن حزم شديد الجرأة علي تجهيل الرواة ولو كانوا اعلاما)
علي بن بذيمة الجزري أبو عبد الله مولى جابر بن سمرة السوائي كوفي الأصل
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه صالح الحديث ولكن كان رأسا في التشيع وقال الجوزجاني زائغ عن الحق معلن به (قلت بالطبع فالجوزجاني رمي بالنصب أصلا وشرع في تضعيف اعلام الكوفة والتكلم فيهم و التشيع غير الرفض) وقال بن معين وأبو زرعة والنسائي والعجلي ثقة وقال النسائي في موضع آخر ليس به بأس وقال بن عمار من الثقات وقال أبو حاتم صالح الحديث (أبو حاتم متعنت جدا كذا قال الذهبي) وهو أحب إلى من خصيف وقال ابن سعد كان ثقة
وذكره ابن حبان في الثقات وقال مات سنة 3 وقال ابن شاهين في الثقات قال أحمد بن حنبل ثقة وفيه شيء.
اما الرواية التي تذكر المزمار والمعازف و الدف والكوبة
فقد وجدتها في المطالب لأبن حجر
وهاك سندها
قال مسدد حدثنا أبو عوانه عن ابي هاشم عن ابن عباس ثم ساق الحديث
ولا اعلم من ابي هاشم ولا هو متصل لأبن عباس ام لا والله اعلم
ـ[أبو قتيبة السلفي]ــــــــ[05 - 04 - 05, 03:01 م]ـ
السلام عليكم:
جزاك الله خيراً ولكن الأثر كما ذكرته موجود في كتاب تحريم آلات الطرب للألباني.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[05 - 04 - 05, 03:07 م]ـ
الأثر عزاه الشيخ الألباني -فيما أذكر- لسنن البيهقي الكبرى.
وقد رواه البيهقي من طريق سعيد بن منصور، ولم أقف عليه في المطبوع من سننه.
وقد وقفت عليه في المحلى لابن حزم.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 02 - 06, 12:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث رواه عبيد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن قيس بن حَبْتَر، عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إن الله حرم عليكم الخمر والميسر والكوبة».
وقال: «كل مسكر حرام».
أخرجه في «المسند» (1/ 289)، و «الأشربة» (14) عن: زكريا بن عدي، عن عبيد الله، به.
وتابع زكريا بن عدي: أحمد بن عبد الملك وعبد الجبار بن محمد.
أخرجه في «المسند» (1/ 289).
وتابعهم: علي بن معبد.
أخرجه الطحاوي في «شرح معاني الآثار» (4/ 216).
وتابعهم: جندل بن والق.
أخرجه البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 213).
وتابعهم: يحيى بن يوسف الزمي.
أخرجه ابن أبي الدنيا في «ذم الملاهي»، ومن طريقه: البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 221)، و «الآداب» (913).
ولكن زاد: «والكوبة: هو الطبل».
والصحيح: أنها من قول يحيى بن يوسف الزمي، وقد أدرجها ابن أبي الدنيا.
وتابع عبيدَ الله بن عمرو: معقلُ بن عبيد الله.
بلفظ: «ثمن الخمر حرام، ومهر البغي حرام، وثمن الكلب حرام، وإن أتاك صاحب الكلب يلتمس ثمنه؛ فاملأ يديه ترابًا، والكوبة حرام، وثمن الكلب حرام، والخمر حرام، والميسر وكل مسكر حرام».
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (12/ 102 / 12061)، والدارقطني في «السنن» (3/ 7).
ولكن اللفظ الأول أصح؛ فإن عبد الكريم أوثق من معقل.
¥(43/210)
وقد خالف عبيدَ الله بن عمرو ومعقلَ بن عبيد الله: سلامُ بن مسلم، فرواه عن عبد الكريم الجزري، عن رجل من بني تميم، عن ابن عباس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ثمن الكلب حرام، ومهر البغي حرام، وثمن الخمر حرام».
أخرجه الطيالسي في «المسند» (2755).
والوجه الأول أصح، ولعلّ عبد الكريم كان يرويه على الوجهين؛ فإن قيس بن حبتر تميمي.
وقد خالفهم أبو عوانة، فرواه عن: عبد الكريم الجزري، عن أبي هاشم الكوفي، عن ابن عباس قال: «الدف حرام، والمعازف حرام، والكوبة حرام، والمزمار حرام».
أخرجه مسدد بن مسرهد في «المسند» - كما في «المطالب العالية» (10/ 230 / 2193) -، وسعيد بن منصور في «السنن» - كما في المحلى لابن حزم (9/ 59 - 60) -، ومن طريقه: البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 222).
وأبو هاشم هذا لعلّه: سعد السنجاري، وهو ثقة.
وقد صدّره ابن رجب بقوله: «روي» (نزهة الأسماع ص 54).
والوجه الأول هو المحفوظ، والله أعلم.
وقد توبع عبد الكريم الجزري على روايته على الوجه الأول، فتابعه: علي بن بذيمة.
أخرجه في «المسند» (1/ 274)، و «الأشربة» (192 - 194) - ومن طريقه: ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (41/ 273) -، وأبو داود في «السنن» (3/ 330 / 3696)، وأبو يعلى في «المسند» (5/ 114 / 2729) - وعنه طريقه: ابن حبان في «الصحيح» (12/ 187 / 5365) -، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (4/ 223)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 221) من طريق: أبي أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان، عن علي بن بذمة، به.
وتابع أبا أحمد الزبيري: قبيصةُ بن عقبة.
أخرجه أبو الحسن محمد بن أسلم الطوسي في «الأربعين» (39)، ومن طريقه: ابن المقرئ في «المعجم» (1233).
وتابع سفيانَ الثوري: إسرائيلُ بن يونس.
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (12/ 101 / 12598)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (8/ 303).
وتابعهما: قيس بن الربيع.
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (12/ 102 / 12598)، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حدثنا أبو بلال الأشعري، قال: حدثنا قيس بن الربيع، به.
قلت: إسناده ضعيف؛ أبو بلال الأشعري ضعفه الدارقطني (نقله ابن حجر في لسان الميزان 8/ 25 - 26).
وشيخ الطبراني هو: الحافظ الكبير، الملقب بـ: مطيّن.
وقد خالف الثوريَّ وإسرائيلَ: موسى بنُ أعين، فرواه عن: موسى بن أعين، عن علي بن بذيمة، عن سعيد بن جبير، عن قيس بن حبتر، عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كل مسكر حرام».
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (12/ 102 / 12600) من طريق: علي بن معبد، قال: حدثنا موسى بن أعين، به.
وتابع عليَّ بن معبد: عبدُ الغفار بن داود الحرّاني.
ذكره المزي في «تحفة الأشرف» (5/ 198).
وخالفهما: عبد السلام بن بن عبد الحميد الحرّاني، فرواه عن: عن علي بن بذيمة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
ذكره المزي في «تحفة الأشرف» (5/ 198).
والعهدة في هذا الاضطراب على موسى بن أعين،، قال الخطيب البغدادي: «كان موسى بن أعين يخلّط في هذا الحديث، والصحيح عن علي بن بذيمة: ما رواه سفيان الثوري، عنه، عن قيس بن حبتر، عن ابن عباس، وليس لسعيد بن جبير فيه ذكر» (نقله المزي في تحفة الأشراف 5/ 198).
وله طريق أخرى:
رواه حفص بن عمر الإمام، قال: حدثنا هشام الدستوائي، عن عباد بن أبي علي، عن شيبة بن المساور، عن ابن عباس: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حرّم ستة: الخمر والميسر والمعازف والمزامير والدف والكوبة».
أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (7/ 421 / 7388).
وإسناده ضعيف جدًا؛ حفص بن عمر متروك.
فالحديث حديث: عبد الكريم بن مالك الجزري، عن قيس بن حبتر، عن عبد الله بن عباس، مرفوعًا.
وإسناده صحيح.
وللحديث شاهدان من حديث عبد الله بن عمرو وقيس بن عبادة - رضي الله عنهما -.
أولًا: حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه -
¥(43/211)
رواه عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن عمرو بن الوليد بن عَبدَة، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: «من قال عليّ ما لم أقل؛ فليتبوّأ مقعده من جهنم».
قال: وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن الله - عز وجل - حرّم الخمر والميسر والكوبة والغُبَيْرَاء، وكل مسكر حرام».
أخرجه أحمد في «المسند» (2/ 171)، و «الأشربة» (207)، ويعقوب بن سفيان الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (3/ 301)، وابن عبد البر في «التمهيد» (1/ 247 - 248) و (5/ 167)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 211 - 222).
وتابع عبدَ الحميد بن جعفر: الليث بن سعد.
أخرجه أبو العباس الأصم في «مسند ابن وهب» (ق 10 / ب)، ومن طريقه: البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 222) من طريق: ابن وهب، قال: حدثني الليث بن سعد، به.
وتابعهما: عبد الله بن لهيعة.
أخرجه أحمد في «المسند» (2/ 158)، وأبو العباس الأصم في «مسند ابن وهب» (ق 10 / ب) - ومن طريقه: البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 222)، وعبد الحكم في «فتوح مصر» (ص 273).
وتابعهم: محمد بن إسحاق.
ذكره ابن حجر في «النكت الظراف» (6/ 386) من طريق: إبراهيم بن سعد.
وخالف إبراهيمَ بن سعد: حمادُ بن سلمة، فرواه عن: محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الوليد بن عبدة، عن عبد الله بن عمرو، مرفوعًا.
أخرجه أبو داود في «السنن» (3/ 327 / 3685)، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (4/ 217)، ويعقوب بن سفيان الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (2/ 300 - 301)، وومن طريقه: البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 221)، والمزي في «تهذيب الكمال» (31/ 45 - 46) من طريق: حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، به.
فخطّأ ابنُ حجر حمادَ بن سلمة! (انظر: النكت الظراف 6/ 386 - 387).
قلت: حماد بن سلمة لم يتفرّد، بل توبع، فتابعه: محمد بن مسلمة الحرّاني.
أخرجه البزار في «البحر الزخار» (6/ 424 - 425/ 2454).
وخالفهم: يزيدُ بن هارون، فرواه عن: محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبدالله بن عمرو، مرفوعًا.
أخرجه أبو عبيد الهروي في «غريب الحديث» (4/ 378).
فالعهدة في هذا الاضطراب على محمد بن إسحاق، والوجه الثاني هو الأصح، ولعلّ ابن إسحاق أخطأ في تسمية الوليد بن عمرو بن عبدة، فنسبه إلى جده.
والمحفوظ: ما رواه يزيد بن أبي حبيب، عن عمرو بن الوليد بن عَبدَة، عن عبد الله بن عمرو، مرفوعًا.
وهذا الإسناد رجاله ثقات؛ عمرو بن الوليد ثقة؛ وثّقه: يعقوب بن سفيان الفسوي - وسمّاه: الوليد بن عبدة -، وابن حبان، وصحح له ابن خزيمة (انظر: المعرفة والتاريخ 1/ 300، والثقات 5/ 184، وصحيح ابن خزيمة 3/ 11 / 1519).
ولكن قال عمرو بن الوليد في بعض الطرق بعدم سماعه هذا الحديث من عبد الله بن عمرو، وأنه إنما بلغه عنه، فقال - في رواية ابن وهب عن ابن لهيعة والليث بن سعد -: «وبلغني عن عبد الله بن عمرو بن العاص».
وفي رواية إبراهيم بن سعد أن: «عمرو بن الوليد حدّثه عن عبد الله بن عمرو».
وقد قال الذهبي: «الخبر معلول» (الميزان 7/ 134).
وقد تابع عمرَو بن الوليد: عبدُ الرحمن بن رافع التنوخي.
أخرجه أحمد في «المسند» (2/ 165 و167)، و «الأشربة» (211 - 214) من طريق: فرج بن فضالة، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله حرّم على أمتي: الخمر والميسر والمِزْر والكوبة والقنين، وزادني صلاة الوتر».
فرج بن فضالة وعبد الرحمن بن رافع ضعيفان.
وعبد الرحمن بن رافع مجهول (انظر: تعجيل المنفعة ص 19 - 20، وتعليق أحمد شاكر على المسند 6/ 117 / 6547).
وقد تابع عمرَو بن الوليد: مولى لعبد الله بن عمرو.
أخرجه أحمد في «المسند» (2/ 172)، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي هبيرة الكلاعي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يومًا، فقال: إن ربي حرم على الخمر والميسر والمزر والكوبة والقنين».
¥(43/212)
ويحيى هو: ابن إسحاق، وخالفه: طلق بن السمح، فرواه عن: ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي هبيرة الكلاعي مولى عبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو، مرفوعًا.
أخرجه ابن عبد الحكم في «فتوح مصر» (ص 258).
وخالفهم: ابن وهب فرواه عن: ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي هبيرة العجلاني، عن مولى لعبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، مرفوعًا.
أخرجه أبو العباس الأصم في «مسند ابن وهب» (ق 10 / ب)، ومن طريقه البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 222).
وابن وهب حديثه عن ابن لهيعة أصح من غيره، ولكنه ضعيف - أيضًا -؛ قال الذهبي: «حدّث عنه بن المبارك وابن وهب وأبو عبد الرحمن المقرئ وطائفة، قبل أن يَكْثُر الوهم في حديثه، وقبل احتراق كتبه، فحديث هؤلاء عنه أقوى، وبعضهم يصححه، ولا يرتقي إلى هذا» (تذكرة الحفاظ 1/ 238).
وهذا الاضطراب العهدة فيه على ابن لهيعة؛ فإن يحيى بن إسحاق قال فيه ابن حجر: «من قدماء أصحاب ابن لهيعة» (تهذيب التهذيب، ترجمة حفص بن هاشم، 1/ 571).
وطلق هذا قال أبو حاتم الرازي: «مجهول» (علل الحديث 3/ 119 / 1831، وانظر: 3/ 9 و315/ 1580 و2235).
ثانيًا: حديث قيس بن سعد - رضي الله عنه –
رواه الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمرو بن الوليد بن عبدة، عن قيس بن سعد - وكان صاحب راية النبي - صلى الله عليه وسلم -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن ربي حرّم عليّ الخمر والميسر والكوبة والغبيراء، وكل مسكر حرام».
أخرجه أبو العباس الأصم في «مسند ابن وهب» (ق 10 / ب)، ومن طريقه: البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 222).
إسناده صحيح.
وتابع الليثَ بن سعد: عبدُ الله بن لهيعة.
أخرجه أبو العباس الأصم في «مسند ابن وهب» (ق 10 / ب) - ومن طريقه: البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 222) -، وعبد الحكم في «فتوح مصر» (ص 273).
زاد ابن لهيعة: «والقنين».
وابن لهيعة لا يُحتمل تفرّده، فكيف إذا خالف؟!
وتابع عمرَو بن الوليد: بكرُ بن سوادة.
أخرجه أحمد في «المسند» (3/ 422)، و «الأشربة» (27)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (5/ 98 / 24080)، وابن أبي الدنيا في «ذم الملاهي» - ومن طريقه: البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 222) -، ووابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص 273)، والطبراني في المعجم الكبير (18/ 352 / 897) من طريق: يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زَحْر، عن بكر بن سوادة، به.
وإسناده ضعيف؛ بكر بن سوادة لم يدرك قيس بن سعد، وعبيد الله بن زحر ضعيف.
فالحديث صحّ من حديث: عبد الله بن عباس وقيس بن سعد
ويشهد لهما حديث: عبد الله بن عمرو، والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
والحمد لله ربّ العالمين
وكتب
أبو المنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي
ثغر الإسكندرية عصر السبت 19 / محرم / 1427 هـ
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 02 - 06, 12:32 م]ـ
الأحاديث التي أخرجها البيهقي من طريق ابن أبي الدنيا _هنا_، مما سقط من
نسخة الظاهرية لكتاب " ذم الملاهي " (ق 152 / أ - ق 169 / أ).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 02 - 06, 01:57 م]ـ
فالعجب ممن ضعف أحاديث الكوبة!! (يُنظر: الزواجر، لابن حجر الهيتمي، ص 659 - 660 ط الشعب).
ـ[أحمد يس]ــــــــ[19 - 02 - 06, 05:00 م]ـ
حديثا عبد الله بن عمرو وقيس بن سعد مدارهما على عمرو بن الوليد أو الوليد بن عبدة أو الوليد بن عبيدة وهو:
1 - مختلف في اسمه:
قال الدارقطنى: اختلف على يزيد بن أبى حبيب في اسمه، فقيل: عمرو بن الوليد و قيل: الوليد بن عبدة.انظر تهذيب التهذيب (11/ 141).
2 - ليس فيه توثيق معتبر:
ذكره الإمام مسلم في المنفردات والوحدان برقم 964.
قال أبو حاتم الرازي: الوليد بن عبيدة مولى عمرو بن العاص روى عن عبد الله بن عمرو حديثا منكرا روى عنه غوف (ولعله خطأ) سمعت أبى يقول ذلك ويقول هو مجهول.
وهو مقتضى قول الذهبي في " الميزان ": " وما روى عنه سوى يزيد بن أبي حبيب " (هكذا فهمه الشيخ الألباني).
ولا يخفى تساهل من وثقه وعدم جدارة من تابعه.
فنرجو ألقاء الضوء على هذا.
ملحوظة: ذكرت متابعة الليث بن سعد وابن لهيعة لعبد الحميد بن جعفر في حديث عبد الله بن عمرو وهي ليست من مسند عبد الله بن عمرو بل من مسند قيس بن سعد.
والله أعلم.
ـ[أبو قتيبة السلفي]ــــــــ[19 - 02 - 06, 05:34 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً يا إخوان ...
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 02 - 06, 08:39 م]ـ
حديثا عبد الله بن عمرو وقيس بن سعد ....
!!!
ليس فيه توثيق معتبر:
ذكره الإمام مسلم في المنفردات والوحدان برقم 964.
قال أبو حاتم الرازي: الوليد بن عبيدة مولى عمرو بن العاص روى عن عبد الله بن عمرو حديثا منكرا روى عنه غوف (ولعله خطأ) سمعت أبى يقول ذلك ويقول هو مجهول.
وهو مقتضى قول الذهبي في " الميزان ": " وما روى عنه سوى يزيد بن أبي حبيب " (هكذا فهمه الشيخ الألباني).
ولا يخفى تساهل من وثقه وعدم جدارة من تابعه.
فنرجو ألقاء الضوء على هذا.
ملحوظة: ذكرت متابعة الليث بن سعد وابن لهيعة لعبد الحميد بن جعفر في حديث عبد الله بن عمرو وهي ليست من مسند عبد الله بن عمرو بل من مسند قيس بن سعد.
والله أعلم.
مثل ذلك الراوي يحتج به الشيخان، وقد بُحث الأمر أكثر من مرة على الملتقى، فلا داعي للتكرار.
ملحوظة: ذكرت متابعة الليث بن سعد وابن لهيعة لعبد الحميد بن جعفر في حديث عبد الله بن عمرو وهي ليست من مسند عبد الله بن عمرو بل من مسند قيس بن سعد.
يل من مسندهما.
ومن يتكلم في هذا الأمر؛ يلزم أن يكون من أهل التخصص فيه، يُنظر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39405
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36614
¥(43/213)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 02 - 06, 09:10 م]ـ
قال ابن حزم: " لا آفة على العلوم وأهلها أضرّ من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها؛ فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون، ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون " (الأخلاق والسير ص 23، ويُنظر: الرد على الإخنائي لابن تيمية ص 105).
ـ[أحمد يس]ــــــــ[20 - 02 - 06, 01:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على حسن المعاملة!! وأنا مشاركتي كانت استفسار لا أكثر:
ا- ما المشكلة في قولي "حديثا عبد الله بن عمرو وقيس بن سعد"؟ فلم افهم معنى لعلامات تعجبك.
2 - راجعت متابعة الليث بن سعد وابن لهيعة لعبد الحميد بن جعفر فوجدت الآتي:
فعلا -واعترف بخطأي- وجدت متابعة ابن لهيعة له في مسند الإمام أحمد كما أشرت لكن:
قال البيهقي كما في السنن (10/ 222) بعد أن ساق سند الليث بن سعد وابن لهيعة عن قيس بن سعد:
(قال عمرو بن الوليد وبلغني عن عبد الله بن عمرو بن العاص مثله ولم يذكر الليث القنين).
أولا: هل هذا كلام البيهقي أم ابن عبد الحكم؟ وطالما كتاب ابن عبد الحكم عندك فلعلك تخبرنا.
ثانيا: هل هذه الجملة بنفس سند ابن لهيعة والليث بن سعد؟ أم ماذا؟
وكم من عالم قال لم أجده في الكتاب الفلاني وهو فيه كالشمس في رابعة النهار!!
ولا أشبه نفسي بهم بل لتأخذ العذر لا تهجم بهذه الطريقة على مستفسر!! وعلى مهلك علي أخي الفاضل.
3 - بالنسبة للوليد بن عبدة فهلا أرشدتنا لبحث -من الملتقى- يبحث في راو جهله بعض العلماء كما ذكرنا ولم يرو عنه سوى واحد مع احتمال وهمه في الإرسال والوصل كما تفضلتم بذكره.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[27 - 02 - 06, 07:48 م]ـ
ويُنظر هذا التعسف في تضعيف الحديث:
http://72.14.207.104/search?q=cache:sXX50Oqrf4MJ:www.al-multaqa.net/vb/printthread.php%3Ft%3D652+%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88 %D8%A8%D8%A9&hl=ar&ct=clnk&cd=3
ـ[أحمد يس]ــــــــ[27 - 02 - 06, 08:51 م]ـ
لا أخفي عليك أخي الفاضل أني قرأت كثيرا من أبحاث الأخ الأزهري والرابط المذكور استوعب معظم طرق الحديث وتتبع ضعف رواة معظمها ولكن هذا لم يجعله يضعف طريقا لا مطعن فيه وسأنقل لك قوله فبعد أن سرد معظم طرق الحديث عن ابن عباس قال:
((وفي رواية أحمد (د) , (هـ) والبيهقي (ط) وعليه مدار الحديث في كل الطرق فيه:
-قيس بن حبتر:
وثقه النسائي وأبو زرعة وابن حبان ويعقوب الفسوي في المعرفة (3/ 194).
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 8/ 389:
(بعد أن أشار لحديث الأسقية وحديث النهى عن ثمن الخمر وغيره):
قال مهنا: سألت أبا عبد الله عنه: ما عندك، كيف هو؟ و من أين هذا؟ فقال:لا أدرى.
و قال ابن حزم: مجهول، و هو نهشلى من بنى تميم. اهـ.
والطريق الأخير هذا من الواضح أنه أقوى الطرق ولا عبرة بمن جهل قيس فيها فقد وثقه الأكثرون ولكن ما زال في دلالة الحديث شئ سنسرده فيما بعد)) انتهى كلامه وقد ظن البعض أني هو ولست كذلك فأنا لست بهذا الاطلاع الظاهر في كلامه وأنا فقط -وللحقيقة- اقرأ معظم مشاركاته من مدة طويلة.
فأنت تراه قد دافع عن صحة الطريق الأخير بالرغم أني لم افهم قوله "وعليه مدار الحديث في كل الطرق" ولعله يقصد "قيس بن حبتر" والجملة لا تستقيم.
وقد فصل الأخ تفصيلا حسنا في معنى الكوبة في نهاية بحثه.
والبحث الذي تفضلت بوضع رابطه هو القديم له وقد وضع بحثا آخر لم يزد عليه إلا الكلام في المتن هنا:
http://64.233.179.104/search?q=cache:L-4EO89hTlwJ:www.al-multaqa.net/archive/showthread.php%3Fp%3D370871+%22%D8%A7%D9%84%D8%A3% D8%B2%D9%87%D8%B1%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B5%D 9%84%D9%8A%22%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D8%A8%D8%A9&hl=ar&ct=clnk&cd=4
نرجو من الإخوة المشرفين عدم حذف كلامي وأؤيدهم في حذف كل كلام غير علمي فقط.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[27 - 02 - 06, 10:15 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40239
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[03 - 03 - 06, 02:13 ص]ـ
الأحاديث التي أخرجها البيهقي من طريق ابن أبي الدنيا _هنا_، مما سقط من
نسخة الظاهرية لكتاب " ذم الملاهي " (ق 152 / أ - ق 169 / أ).
التي صدرت عن مكتبة ابن تيمية بمصر والعلم بجدة بتحقيق عمرو سليم.
وتوجد بنسخة تركيا، يسر الله من يخرجها.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 03 - 06, 01:41 ص]ـ
لعل الوليد بن عبيدة مجهول كما قال أبو حاتم الرازي رحمه الله، فلا يحتج به.
فائدة: قال الأزهري الأصلي:
1 - الأحاديث كما ترى لا تخلو من ضعف ولا يحتج بضعيف على تحريم كما هو معلوم.
اللهم إلا الطريق الأخير عن عبد الله بن عباس وقد أشرنا إليه هناك فانظره غير مأمور.
2 - على فرض ثبوتها -وهو بعيد كما ترى- فلا يسلم أن المقصود من الكوبة آلة من آلات المعازف وقد قدمنا أقوال العلماء في معنى "الكوبة".
ونزيد هنا قول الإمام الأسنوي في المهمات: تفسير الكوبة بالطبل خلاف المشهور في كتب اللغة.
====
انتهى. فهو يذهب إلى إثبات الأثر. أما إساءته إلي فأكلها إلى الله تعالى.(43/214)
ما مدى صحة هذه الرواية؟
ـ[أبو محمد الداهوم]ــــــــ[06 - 04 - 05, 02:17 م]ـ
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى
أخواني الأفاضل،
ما مدى صحة هذه الرواية؟ أفيدون بارك الله فيكم.
__________________________________________________ ____________________
وصية رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) لإبنته فاطمة صلوات الله عليها.
· يروى أنه دخل رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " على " فاطمة الزهراء " ((عليها السلام)) فوجدها تطحن شعيراً وهي تبكي، فقال لها: ما الذي أبكاك يا " فاطمة " لا أبكى الله لك عيناً.
فقالت ((عليها السلام)): أبكاني مكابدة الطحين، وشغل البيت وأنا حامل ..
فجلس النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم جعل الطحين بيديه المباركتين (وألقاه) في الرحى وهي تدور وحدها، وتسبّح الله سبحانه وتعالى بلسان فصيح، وصوت مليح، ولم تزل كذلك حتى فرغ الشعير، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): اسكني أيتها الرحى.
فقالت (الرحى): يا رسول الله، والذي بعثك بشيراً ونذيراً، لو أمرتني لطحنت شعير المشارق والمغارب طاعة لله ومحبة فيك يا رسول الله ولكن، لا أسكن حتى تضمن لي على الله الجنة ففي القرآن يا رسول الله: (فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة).
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ابشري فإنك من أحجار الجنة في قصر " فاطمة الزهراء "، فعند ذلك سكنت.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا " فاطمة "! لو شاء الله سبحانه وتعالى لطحنت الرحى وحدها
وكذلك أراد الله تعالى أن يكتب لك الحسنات، ويمحو عنك السيئات، ويرفع لك الدرجات في الجنة في احتمال الأذى والمشقات.
يا " فاطمة "! ما من إمرأة طحنت بيديها إلا كتب الله لها بكل حبة حسنة ومحا عنها بكل حبة سيئة.
يا " فاطمة "! ما من إمرأة عرقت عند خبزها، إلا جعل الله بينها وبين جنهم سبعة خنادق من الرحمة.
يا " فاطمة"! ما من إمرأة غسلت قدرها، إلا وغسلها الله من الذنوب والخطايا.
يا " فاطمة"! ما من إمرأة قشرت بصلة فدمعت (عيناها إلاّ .. )
(يا فاطمة! ما من إمرأة نسجت ثوباُ) إلا كتب الله لها بكل خيط واحد مائة حسنة، ومحا عنها مائة سيئة.
يا " فاطمة"! أفضل أعمال النساء المغازل.
يا " فاطمة"! ما من إمرأة برمت مغزلها إلا كان له دوي تحت العرش، فتستغفر لها الملائكة في السماء.
يا " فاطمة"! ما من إمرأة غزلت لتشتري لأدولادها أو عيالها، إلا كتب الله لها ثواب من أطعم ألف جائع وأكسى ألف عريان.
يا " فاطمة"! ما من إمرأة دهنت رؤوس أولادها، وسرحت شعورهم، وغسلت ثيابهم وقتلت قملهم إلا كتب الله لها بكل شعرة حسنة، ومحا عنها بكل شعرة سيئة، وزينها في أعين الناس أجمعين.
يا " فاطمة"! مامن إمرأة منعت حاجة جارتها إلا منعها الله الشرب من حوضي يوم القيامة.
يا " فاطمة"! خمسة من الماعون لا يحل منعهن: الماء، والنار، والخمير، والرحى، والإبرة، ولكل واحد منهن آفة، فمن منع الماء بلي بعلة الاستسقاء، ومن منع الخمير بلي بالغاشية، ومن منع الرحى بلي بصدع الرأس، ومن منع الإبرة بلي بالمغص.
يا " فاطمة"! أفضل من ذلك كله رضا الله ورضا الزوج عن زوجته
يا " فاطمة"! والذي بعثني بالحق بشيراً ونذيراُ لو مت، وزوجك غير راضٍ عنك ما صليت عليك.
يا " فاطمة"! أما علمت أن رضا الزوج من رضا الله، وسخط الزوج من سخط الله؟
يا " فاطمة"! طوبى لامرأة رضي عنها زوجها، ولو ساعة من النهار.
يا " فاطمة"! مامن إمرأة رضي عنها زوجها يوماً وليلة، إلا كان لها عند الله أفضل من عبادة سنة واحدة صيامها وقيامها.
يا " فاطمة"! مامن إمرأة رضي عنها زوجها ساعة من النهار، إلا كتب الله لها بكل شعرة في جسمها حسنة، ومحا عنها بكل شعرة سيئة.
يا " فاطمة"! إن أفضل عبادة المرأة في شدة الظلمة أن (تلتزم) بيتها.
يا " فاطمة"! إمرأة بلا زوج كدار بلا باب، إمرأة بلا زوج كشجرة بلا ثمرة.
يا " فاطمة"! جلسة بين يدي الزوج أفضل من عبادة سنة، وأفضل من طواف.
¥(43/215)
إذا حملت المرأة تستغفر لها الملائكة في السماء والحيتان في البحر، وكتب الله لها في كل يوم ألف حسنة، ومحا عنه ألف سئية.
فإذا أخذها الطلق كتب الله لها ثواب المجاهدين وثواب الشهداء والصالحين، وغسلت من ذنوبها كيوم ولدتها أمها، وكتب الله لها ثواب سبعين حجة.
فإن أرضعت ولدها كتب لها بكل قطرة من لبنها حسنة، وكفر عنها سيئة، واستغفر لها الحور العين في جنات النعيم.
يا " فاطمة"! مامن إمرأة عبست في وجه زوجها، إلا غضب الله عليها وزبانية العذاب.
يا " فاطمة"! مامن إمرأة قالت لزوجها أفاً لك، إلا لعنها الله من فوق العرش والملائكة والناس أجمعين.
يا " فاطمة"! مامن إمرأة خففت عن زوجها من كآبته درهماً واحداً، إلا كتب الله لها بكل درهم واحد قصر في الجنة.
يا " فاطمة"! مامن إمرأة صلّت فرضها ودعت لنفسها ولم تدع لزوجها، إلا رد الله عليها صلاتها، حتى تدعو لزوجها.
يا " فاطمة"! مامن إمرأة غضب عليها زوجها ولم تسترض منه حتى يرضى إلا كانت في سخط الله وغضبه حتى يرضى عنها زوجها.
يا " فاطمة"! مامن إمرأة لبست ثيابها وخرجت من بيتها بغير إذن زوجها إلا لعنها كل رطب ويابس حتى ترجع إلى بيتها.
يا " فاطمة"! مامن إمرأة نظرت إلى زوجها ولم تضحك له، إلا غضب عليها في كل شيء.
يا " فاطمة"! مامن إمرأة كشفت وجهها بغير (إذن) زوجها، إلا إكبها الله على وجهها في النار.
يا " فاطمة"! مامن إمرأة أدخلت إلى بيتها ما يكره زوجها، إلا أدخل الله في قبرها سبعين حية وسبعين عقربة، يلدغونها إلى يوم القيامة.
يا " فاطمة"! مامن إمرأة صامت صيام التطوع ولم تستشير زوجها، إلا رد الله صيامها.
يا " فاطمة"! مامن إمرأة تصدقت من مال زوجها، إلا كتب الله عليها ذنوب سبعين سارقاً.
فقالت له " فاطمة " ((عليها السلام)):
يا أبتاه متى تدرك النساء فضل المجاهدين في سبيل الله تعالى؟ فقال لها: ألا ادلك على شيء تدركين به المجاهدين وأنت في بيتك؟ فقالت: نعم يا أبتاه.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[06 - 04 - 05, 06:43 م]ـ
في متن الحديث نكارة لا تخفى.
وبانتظار ردود الإخوة الفضلاء.
ـ[أبو محمد الداهوم]ــــــــ[07 - 04 - 05, 01:48 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أبو المقداد
وجزاك الله خير
وكما تفضلت سننتظر المزيد من الأخوة الأفاضل
ـ[أم البراء]ــــــــ[21 - 03 - 06, 08:01 م]ـ
يرفع
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[22 - 03 - 06, 12:06 ص]ـ
الحمد لله
الحديث ظاهر الوضع
وفي غالب ألفاظه نكارة
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[22 - 03 - 06, 12:41 ص]ـ
الحمد لله
الحديث ظاهر الوضع
وفي غالب ألفاظه نكارة
وللأسف بدأت تلك الأحاديث وأشباهها تذيع بين العامة، والملاحظ أن غالبها إما عن فاطمة، أو علي، رضي الله عنهما.
نسأل الله السلامة من ذلك المد الشيعي الخفي.
ـ[مهنّد الرملي]ــــــــ[22 - 03 - 06, 12:44 ص]ـ
نعم موضوعات الرافضة منتشرة جداً و الله المستعان(43/216)
سلسلة الأحاديث الموضوعة في الإنترنت
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 04 - 05, 03:44 م]ـ
الحمد لله
وفق الله تعالى وجمعت الأحاديث المشتهرة التي لم تصح والتي تنتشر بين الخطباء والوعاظ وبعض الجماعات الإسلامية، وألحقت فيه فصلا لما لم يصح في " الإنترنت " وما أكثره!
فخطر لي أن نجمع هذه الأحاديث هنا، ونذكر نقدها، ونحيل من يريد على هذا الموضوع
بل
نغزو المنتديات التي تردد هذه الأحاديث ونبين وضعها أو نحيل على منتدانا هذا
وبعملية بحث - مثلا - في " جوجل " على " دعاء جبريل " - المكذوب - ستجد أن عامة المنتديات تذكره، ويرسل في قوائم بريدية
فحبذا التعاون في هذا الباب وأن يظهر دور أهل الحديث في حفظ السنة والدين
وهذا هو الظن بكم جميعا
===
وهذا مثال - دعاء جبريل -
[[قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزل عليّ جبرائيل وأنا أصلي خلف المقام فلما فرغت من الصلاة دعوت الله تعالى وقلت حبيبي علمني لأمتي شيئا إذا خرجت من الدنيا عنهم يدعون الله تعالى فيغفر لهم، فقال جبريل ومن أمتك يشهدون لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله ويصومون أيام الثلاثة البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر ثم يدعون الله بهذا الدعاء فإنه مكتوب حول العرش وأنا يا محمد بقوة هذا الدعاء أهبط وأصعد وملك الموت بهذا الدعاء يقبض أرواح المؤمنين وهذا الدعاء مكتوب على أستار الكعبة وأركانها ومن قرأ من أمتك هذا الدعاء يأمن عذاب القبر ويكون من أمينا يوم الفزع الأكبر ومن موت الفجّار وغناه عن خلقه ويرزقه من حيث لا يحتسب وأنت شفيعه يوم القيامة يا محمد. من صام ((13و14و15)) من كل شهر ودعا بهذا الدعاء عند إفطاره أكرمه الله تعالى بعد كرمه وفرجا بعد فرج ه وما مهموم أو مغموم أو محزون أو مديون وذو حاجة إلا فرّج الله همّه وغمّه وقضى دينه وحاجته يا محمد ما من عبد من أمتك يدعو بهذا ملاحظة: على من يقرأ هذا الدعاء أن يكون على طهارة ووضوء تامين ... بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على محمد وآله الطاهرين سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت المؤمن المهيمن سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت المصور الرحيم سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت السميع العليم سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الحي القيّوم سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت البصير الصادق سبحانك أنت الله لا إله الله إلا أنت الواسع اللطيف سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت العليّ الكبير سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت المجيد الحميد سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الشكور الحليم سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد الفرد الصمد سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الأول والآخر سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الغفور الغفار سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت المبين المنير سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الكريم المنعم سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الرب الحافظ سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت القريب المجيب سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الشهيد المتعال سبحانك ملاحظة: من قرأ هذا الدعاء ولم يعلمه للمؤمنين وهو عارف بفضله تكون عقوبته على الله عز وجل يوم القيامة ومن ترك هذا الدعاء فقد ضيع ما صنع .................. ]]
الحكم عليه:
http://www.islamweb.net/ver2/Istisharat/ShowFatwa.php?lang=A&Id=45673&Option=FatwaId
و
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5037
و
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?threadid=19427
ولا أدري إن كنتم تقترحون وضع الحديث كاملاً مع الرابط أم فقط الرابط
ومن عنده إضافة على الأحكام فلا يبخل
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 04 - 05, 04:08 م]ـ
2. حديث جبريل!
¥(43/217)
[[عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم في ساعة ما كان يأتيه فيها متغير اللون فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلم: " مالي أراك متغير اللون؟ "، فقال: " يا محمد جئتك في الساعة التي أمر اللَّه بمنافخ النار أن تنفخ فيها، ولا ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق، وأن النار حق، وأن عذاب القبر حق، وأن عذاب اللَّه أكبر أن تقرّ عينه حتى يأمنها "، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: يا جبريل؛ صف لي جهنم؟ قال: نعم؛ إن اللَّه تعالى لما خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة فأجمرت، ثم أوقد عليها ألف سنة فابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة فاسودت، فهي سوداء مظلمة لا ينطفئ لهبها ولا جمرها، والذي بعثك بالحق لو أن مثل خرم إبرة فتح منها لاحترق أهل الدنيا عن آخرهم من حرها، والذي بعثك بالحق لو أن ثوباً من أثواب أهل النار علق بين السماء والأرض لمات جميع أهل الأرض من نتنها وحرها عن آخرهم لما يجدون من حرها، والذي بعثك بالحق نبياً لو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها اللَّه تعالى في كتابه وضع على جبل لذاب حتى يبلغ الأرض السابعة، والذي بعثك بالحق نبياً لو أن رجلاً بالمغرب يعذب لاحترق الذي بالمشرق من شدة عذابها، حرها شديد وقعرها بعيد وحليها حديد وشرابها الحميم والصديد وثيابها مقطعات النيران " لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ " [الحجر: 44] من الرجال والنساء، فقال صلى اللَّه عليه وسلم: " أهي كأبوابنا هذه؟ "، قال: " لا؛ ولكنها مفتوحة بعضها أسفل من بعض من باب إلى باب مسيرة سبعين سنة كل باب منها أشد حراً من الذي يليه سبعين ضعفاً، يساق أعداء اللَّه إليها فإذا انتهوا إلى بابها استقبلتهم الزبانية بالأغلال والسلاسل فتسلك السلسلة في فمه وتخرج من دبره، وتغل يده اليسرى إلى عنقه وتدخل يده اليمنى في فؤاده فتنزع من بين كتفيه وتشد بالسلاسل، ويقرن كل آدمي مع شيطان في سلسلة ويسحب على وجهه وتضربه الملائكة بمقامع من حديد " كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا " [الحج: 22]، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: " من سكان هذه الأبواب؟ "، فقال: " أما الباب الأسفل ففيه المنافقون، ومن كفر من أصحاب المائدة، وآل فرعون واسمها الهاوية، والباب الثاني فيه المشركون واسمه الجحيم، والباب الثالث فيه الصابئون واسمه سقر، والباب الرابع فيه إبليس ومن تبعه والمجوس واسمه لظى، والباب الخامس فيه اليهود واسمه الحطمة، والباب السادس فيه النصارى واسمه السعير، ثم أمسك جبريل حياء من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقال له عليه الصلاة والسلام: " ألا تخبرني من سكان الباب السابع؟ فقال: " فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا ولم يتوبوا، فخر النبي صلى اللَّه عليه وسلم مغشياً عليه، فوضع جبريل رأسه على حجره حتى أفاق، فلما أفاق قال: يا جبريل عظمت مصيبتي واشتد حزني أو يدخل أحد من أمتي النار؟ قال: نعم؛ أهل الكبائر من أمتك "، ثم بكى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وبكى جبريل، ودخل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم منزله واحتجب عن الناس، فكان لا يخرج إلا إلى الصلاة يصلي ويدخل ولا يكلم أحداً ويأخذ في الصلاة ويبكي ويتضرع إلى اللَّه تعالى، فلما كان اليوم الثالث أقبل أبو بكر رضي اللَّه عنه حتى وقف بالباب وقال: " السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم من سبيل؟ فلم يجبه أحد فتنحى باكياً "، فأقبل عمر رضي اللَّه عنه فوقف بالباب وقال: " السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة هل إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم من سبيل؟ فلم يجبه أحد فتنحى وهو يبكي "، فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف بالباب وقال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى مولاي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم من سبيل؟ فلم يجبه أحد فأقبل يبكي مرة ويقع مرة ويقوم أخرى حتى أتى بيت فاطمة ووقف بالباب ثم قال: السلام عليك يا ابنة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وكان علي رضي اللَّه عنه غائباً فقال: يا ابنة رسول اللَّه إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قد احتجب عن الناس فليس يخرج إلا إلى الصلاة فلا يكلم
¥(43/218)
أحداً ولا يأذن لأحد في الدخول عليه، فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية وأقبلت حتى وقفت على باب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ثم سلمت وقالت: يا رسول اللَّه أنا فاطمة ورسول اللَّه ساجد يبكي فرفع رأسه وقال: ما بال قرة عيني فاطمة حجبت عني افتحوا لها الباب، ففتح لها الباب فدخلت فلما نظرت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بكت بكاءاً شديداً لما رأت من حاله مصفراً متغيراً قد ذاب لحم وجهه من البكاء والحزن، فقالت: يا رسول اللَّه ما الذي نزل عليك؟ فقال: يا فاطمة جاءني جبريل ووصف لي أبواب جهنم، وأخبرني أن في أعلى بابها أهل الكبائر من أمتي فذلك الذي أبكاني وأحزنني. قالت: يا رسول اللَّه كيف يدخلونها؟ قال بلى تسوقهم الملائكة إلى النار ولا تسود وجوههم ولا تزرق أعينهم ولا يختم على أفواههم ولا يقرنون مع الشياطين ولا يوضع عليهم السلاسل والأغلال. قالت: قلت: يا رسول اللَّه وكيف تقودهم الملائكة؟ فقال: أما الرجال فباللحى وأما النساء فبالذوائب والنواصي، فكم من ذي شيبة من أمتي يقبض على لحيته ويقاد إلى النار وهو ينادي واشيبتاه واضعفاه، فكم من ذي شاب قد قبض على لحيته يساق إلى النار وهو ينادي واشباباه وأحسن صورتاه، وكم من امرأة من أمتي قد قبض على ناصيتها تقاد إلى النار وهي تنادي وافضيحتاه وأهتك ستراه، حتى ينتهي بهم إلى مالك فإذا نظر إليهم مالك قال للملائكة: من هؤلاء؟ فما ورد عليّ من الأشقياء أعجب شأناً من هؤلاء لم تسود وجوههم ولم تزرق أعينهم ولم يختم على أفواههم ولم يقرنوا مع الشياطين ولم توضع السلاسل والأغلال في أعناقهم، فتقول الملائكة هكذا أمرنا أن نأتيك بهم على هذه الحالة، فيقول لهم مالك يا معشر الأشقياء من أنتم؟ " وروي في خبر آخر " أنهم لما قادتهم الملائكة ينادون: " وامحمداه "، فلما رأوا مالكاً نسوا اسم محمد صلى اللَّه عليه وسلم من هيبته، فيقول لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن ممن أنزل علينا القرآن، ونحن ممن يصوم رمضان، فيقول مالك: ما نزل القرآن إلا على أمة محمد صلى اللَّه عليه وسلم فإذا سمعوا اسم محمد صاحوا وقالوا: نحن من أمة محمد صلى اللَّه عليه وسلم، فيقول لهم مالك: أما كان لكم في القرآن زاجر عن معاصي اللَّه تعالى؟ فإذا وقف بهم على شفير جهنم ونظروا إلى النار وإلى الزبانية قالوا: يا مالك ائذن لنا فنبكي على أنفسنا، فيأذن لهم فيبكون الدموع حتى لم يبق لهم دموع، فيبكون الدم، فيقول مالك: ما أحسن هذا البكاء لو كان في الدنيا، فلو كان هذا البكاء في الدنيا من خشية اللَّه ما مستكم النار اليوم، فيقول مالك للزبانية: ألقوهم ألقوهم في النار، فإذا ألقوا في النار نادوا بأجمعهم: " لا إله إلا اللَّه فترجع النار عنهم "، فيقول مالك: يا نار خذيهم، فتقول: " كيف آخذهم وهم يقولون لا إله إلا الله؟ "، فيقول مالك للنار: " خذيهم "، فتقول: " كيف آخذهم وهم يقولون لا إله إلا الله؟، فيقول مالك: نعم بذلك أمر رب العرش فتأخذهم، فمنهم من تأخذه إلى قدميه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حقويه، ومنهم من تأخذه إلى حلقه، فإذا هوت النار إلى وجهه قال مالك: لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في الدنيا ولا تحرق قلوبهم فطالما عطشوا في شهر رمضان فيبقون ما شاء اللَّه فيها، ويقولون: يا أرحم الراحمين يا حنان يا منان، فإذا أنفذ اللَّه تعالى حكمه قال: يا جبريل ما فعل العاصون من أمة محمد صلى اللَّه عليه وسلم، فيقول: اللهم أنت أعلم بهم، فيقول: انطلق فانظر ما حالهم، فينطلق جبريل عليه الصلاة والسلام إلى مالك وهو على منبر من نار في وسط جهنم، فإذا نظر مالك إلى جبريل عليه الصلاة والسلام قام تعظيماً له فيقول: يا جبريل ما أدخلك هذا الموضع؟ فيقول: ما فعلت بالعصابة العاصية من أمة محمد؟ فيقول مالك: ما أسوأ حالهم وأضيق مكانهم قد أحرقت أجسامهم وأكلت لحومهم وبقيت وجوههم وقلوبهم يتلألأ فيها الإيمان، فيقول جبريل: ارفع الطبق عنهم حتى أنظر إليهم، قال: فيأمر مالك الخزنة فيرفعون الطبق عنهم، فإذا نظروا إلى جبريل وإلى حسن خلقه علموا أنه ليس من ملائكة العذاب، فيقولون: من هذا العبد الذي لم نر أحداً قط أحسن منه؟ فيقول مالك: هذا جبريل
¥(43/219)
الكريم على ربه الذي كان يأتي محمداً صلى اللَّه عليه وسلم بالوحي، فإذا سمعوا ذكر محمد صلى اللَّه عليه وسلم صاحوا بأجمعهم وقالوا: يا جبريل أقرئ محمداً صلى اللَّه عليه وسلم منا السلام وأخبره أن معاصينا فرقت بيننا وبينك وأخبره بسوء حالنا، فينطلق جبريل حتى يقوم بين يدي اللَّه تعالى فيقول اللَّه تعالى: كيف رأيت أمة محمد؟ فيقول: يا رب ما أسوأ حالهم وأضيق مكانهم، فيقول: هل سألوك شيئاً؟ فيقول: يا رب نعم سألوني أن أقرئ نبيهم منهم السلام وأخبره بسوء حالهم، فيقول اللَّه تعالى: انطلق وأخبره، فينطلق جبريل إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم وهو في خيمة من درة بيضاء لها أربعة آلاف باب لكل باب مصراعان من ذهب، فيقول: يا محمد قد جئتك من عند العصابة العصاة الذين يعذبون من أمتك في النار وهم يقرءونك السلام ويقولون: ما أسوأ حالنا وأضيق مكاننا فيأتي النبي صلى اللَّه عليه وسلم إلى تحت العرش فيخر ساجداً ويثني على اللَّه تعالى ثناء لم يثن عليه أحد مثله، فيقول اللَّه تعالى: ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع، فيقول: يا رب الأشقياء من أمتي قد أنفذت فيهم حكمك وانتقمت منهم فشفعني فيهم، فيقول اللَّه تعالى: قد شفعتك فيهم فائت النار فأخرج منها من قال لا إله إلا الله، فينطلق النبي صلى اللَّه عليه وسلم فإذا نظر مالك النبي صلى اللَّه عليه وسلم قام تعظيماً له فيقول: يا مالك ما حال أمتي الأشقياء؟ فيقول: ما أسوأ حالهم وأضيق مكانهم، فيقول محمد صلى اللَّه عليه وسلم: افتح الباب، وارفع الطبق، فإذا نظر أهل النار إلى محمد صلى اللَّه عليه وسلم صاحوا بأجمعهم فيقولون: يا محمد؛ أحرقت النار جلودنا وأحرقت أكبادنا، فيخرجهم جميعاً وقد صاروا فحماً قد أكلتهم النار، فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنة يسمى نهر الحيوان فيغتسلون منه فيخرجون منه شباباً جردا مردا مكحلين وكأن وجوههم مثل القمر مكتوب على جباههم الجهنميون عتقاء الرحمن من النار فيدخلون الجنة، فإذا رأى أهل النار أن المسلمين قد أخرجوا منها قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من النار وهو قوله تعالى: " رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ " [الحجر: 2].]]
الحكم عليه:
http://saaid.net/Doat/Zugail/321.htm
(( وللشيخ عبد الله زقيل جهد مشكور في هذا الباب وسنذكر ما يأتي من جهوده وفقه الله))
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 04 - 05, 04:10 م]ـ
3. دعاء جبريل - أيضاً -!!
[[عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: نزل جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة لم ينزل في مثلها قط؛ ضاحكا مستبشرا. فقال: السلام عليك يا محمد. قال: وعليك السلام يا جبريل. قال: إن الله بعثني إليك بهدية كنوز العرش أكرمك الله بهن.قال: وما تلك الهدية يا جبريل؟. فقال جبريل: قل يا من أظهر الجميل، وستر القبيح، يا من لا يؤاخذ بالجريرة، ولا يهتك الستر، يا عظيم العفو، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوى، ويا منتهى كل شكوى، يا كريم الصفح، يا عظيم المن، يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها، يا ربنا، ويا سيدنا، ويا مولانا، ويا غاية رغبتنا، أسألك يا الله أن لا تشوي خلقي بالنار. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما ثواب هذه الكلمات؟. قال: هيهات هيهات، انقطع العلم، لو اجتمع ملائكة سبع سماوات وسبع أرضين على أن يصفوا ثواب ذلك إلى يوم القيامة ما وصفوا من ألف جزء جزء ا واحدا، فإذا قال العبد: يامن أظهر الجميل وستر القبيح، ستره الله برحمته في الدنيا وجملة في الآخرة وستر الله عليه ألف ستر في الدنيا والآخرة، وإذا قال: يامن لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر، لم يحاسبه الله يوم القيامة ولم يهتك ستره يوم يهتك الستور، وإذا قال: يا عظيم العفو، غفر الله له ذنوبه ولو كانت خطيئته مثل زبد البحر، وإذا قال: ياحسن التجاوز، تجاوز الله عنه حتى السرقة وشرب الخمر وأهاويل الدنيا، وغير ذلك من الكبائر، وإذا قال: يا واسع المغفرة، فتح الله عز وجل له سبعين بابا من الرحمة فهو يخوض في رحمة الله عز وجل حتى يخرج من الدنيا، وإذا قال: يا باسط اليدين بالرحمة، بسط الله يده عليه بالرحمة، وإذا قال: يا صاحب كل نجوى ويا منتهى كل شكوى، أعطاه الله عز وجل من الأجر ثواب كل مصاب وكل سالم وكل مريض وكل ضرير وكل مسكين وكل فقير إلى يوم القيامة، وإذا قال: يا كريم الصفح، أكرمه الله كرامة الانبياء، وإذا قال: يا عظيم المن، أعطاه الله يوم القيامة أمنيته وأمنية الخلائق، وإذا قال: يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها، أعطاه الله من الأجر بعدد من شكر نعماء ه، وإذا قال: يا ربنا ويا سيدنا ويا مولانا، قال الله تبارك وتعالى: اشهدوا ملائكتي أني غفرت له وأعطيته من الأجر بعدد من خلقته في الجنة والنار والسماوات السبع والأرضين السبع الشمس والقمر والنجوم وقطر الأمطار وأنواع الخلق والجبال والحصى والثرى وغير ذلك والعرش والكرسي، وإذا قال: يا مولانا، ملا الله قلبه من الإيمان، وإذا قال: يا غاية رغبتنا، أعطاه الله يوم القيامة رغبته ومثل رغبة الخلائق، وإذا قال: أسألك يا الله أن لا تشوه خلقي بالنار، قال الجبار جل جلاله: استعتقني عبدي من النار، اشهدوا ملائكتي أني قد أعتقته من النار وأعتقت أبويه وإخوانه وأهله ولده وجيرانه، وشفعته في ألف رجل ممن وجب لهم النار، وآجرته من النار، فعلمهن يا محمد المتقين، ولا تعلمهن المنافقين فإنها دعوة مستجابة لقائليهن إن شاء الله، وهو دعاء أهل البيت المعمور حوله إذا كانوا يطوفون به.]]
الحكم عليه:
http://saaid.net/Doat/Zugail/321.htm
¥(43/220)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 04 - 05, 04:12 م]ـ
4. حديث " أبي معلق " والملك من السماء الرابعة
[[عن أنسِ بنِ مالكٍ قال: " كان رجلٌ من أصحابِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم، يكنى أبا معلق، وكان تاجراً يتجرُ بمالٍ لهُ ولغيرهِ، وكان له نسكٌ وورعٌ، فخرج مرةً فلقيهُ لصٌ متقنعٌ في السلاحِ فقال: " ضع متاعك فإني قاتلك "، قال: " ما تريدُ إلى دمي؟ شأنك بالمالِ "، قال: " أما المالُ فلي، ولستُ أريدُ إلا دمك "، قال: " أما إذا أبيت فذرني أصلي أربعَ ركعاتٍ "، قال: " صل ما بدا لك "، قال: " فتوضأ ثم صلى فكان من دعائهِ في آخرِ سجدةٍ: " يا ودودُ، يا ذا العرشِ المجيدِ، يا فعالُ لما يريدُ، أسألك بعزكِ الذي لا يرامُ، وملكك الذي لا يضامُ، وبنورك الذي ملأ أركانَ عرشك، أن تكفيني شرَ هذا اللصِ، يا مغيثُ أغثني قالها ثلاثاً، فإذا هو بفارسٍ أقبل بيدهِ حربةٌ رافعها بين أذنى فرسه، فطعن اللصَ فقتله، ثم أقبل على التاجرِ فقال: " من أنت؟ فقد أغاثني اللهُ بك "، قال: " إني ملكٌ من أهلِ السماءِ الرابعةِ، لما دعوت سمعتُ لأبوابِ السماءِ قعقعةً، ثم دعوت ثانياً فسمعتُ لأهلِ السماءِ ضجةً، ثم دعوت ثالثاً فقيل: " دعاءُ مكروبٍ فسألتُ اللهَ أن يوليني قتلهُ، ثم قال: " أبشر "، قال أنسٌ: " وأعلم أنهُ من توضأ، وصلى أربعَ ركعاتٍ، ودعا بهذا الدعاءِ استجيب له مكروباً كان أو غير مكروبٍ.]]
http://saaid.net/Doat/Zugail/321.htm
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 04 - 05, 04:17 م]ـ
5. حديث الأعرابي في الطواف " لئن حاسبني لأحسابنه!! "
[[بينما النبي – صلى الله عليه وسلم – في الطواف، إذ سمع أعرابياً يقول: يا كريم، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم- خلفه: يا كريم، فمضى الأعرابي إلى جهة الميزاب، وقال: يا كريم، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم- خلفه: يا كريم، فالتفت الأعرابي إلى النبي –صلى الله عليه وسلم-، وقال: يا صبيح الوجه، يا رشيق القد، أتهزأ بي لكوني أعرابياً؟ والله لولا صباحة وجهك، ورشاقة قدك لشكوتكم إلى حبيبي محمد – صلى الله عليه وسلم -، تبسم النبي –صلى الله عليه وسلم-، وقال: أما تعرف نبيك يا أخا العرب؟ قال الأعرابي: لا، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: فما إيمانك به؟ قال: آمنت بنبوته ولم أره، وصدَّقت برسالته ولم ألقه، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: يا أعرابي اعلم أني نبيك في الدنيا، وشفيعك في الآخرة فأقبل الأعرابي يقبل يد النبي – صلى الله عليه وسلم–، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: مه يا أخا العرب لا تفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها، فإن الله -سبحانه وتعالى- بعثني لا متكبراً ولا متجبراً، بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً، فهبط جبريل على النبي –صلى الله عليه وسلم-، وقال له: يا محمد السلام يقرئك السلام، ويخصك بالتحية والإكرام، ويقول لك: قل للأعرابي، لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا، فغداً نحاسبه على القليل والكثير، والفتيل والقطمير، فقال الأعرابي: أو يحاسبني ربي يا رسول الله، قال: نعم يحاسبك إن شاء، فقال الأعرابي: وعزته وجلاله إن حاسبني لأحاسبنه، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم –: وعلى ماذا تحاسب ربك يا أخا العرب؟ قال الأعرابي: إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته، وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه، وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه، فبكى النبي –صلى الله عليه وسلم- حتى ابتلت لحيته، فهبط جبريل –عليه السلام- على النبي –صلى الله عليه وسلم-، وقال: يا محمد، السلام يقرئك السلام، ويقول لك: يا محمد قلل من بكائك، فقد ألهيت حملة العرش عن تسبيحهم. قل لأخيك الأعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه، فإنه رفيقك في الجنة.]]
الحكم عليه:
قال الشيخ حاتم الشريف:
إن الحديث المذكور يصلح مثالاً للأحاديث التي تظهر فيها علامات الوضع والكذب، وفيه من ركاكة اللفظ، وضعف التركيب، وسمج الأوصاف، ولا يَشُكُّ من له معرفة بالسنة النبوية وما لها من الجلالة والجزالة أنه لا يمكن أن يكون حديثاً صحيحاً ثابتاً عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ولم أجده بهذا اللفظ، وليت أن السائل يخبرنا بالمصدر الذي وجد فيه هذا الحديث ليتسنى لنا تحذير الناس منه. على أن أبا حامد الغزالي – على عادته رحمه الله – قد أورد حديثاً باطلاً في (إحياء علوم الدين 4/ 130) قريباً من مضمونه من الحديث المسؤول عنه، وفيه أن أعرابياً قال لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – يا رسول الله من يلي حساب الخلق يوم القيامة؟ فقال - صلى الله عليه وسلم-: الله - تبارك وتعالى-، قال: هو بنفسه؟ قال: نعم، فتبسم الأعرابي، فقال - صلى الله عليه وسلم-: ممَّ ضحكت يا أعرابي؟ قال: إن الكريم إذا قدر عفا، وإذا حاسب سامح .. إلى آخر الحديث.
وقد قال العراقي عن هذا الحديث:"لم أجد له أصلاً"، وذكره السبكي ضمن الأحاديث التي لم يجد لها إسناداً (تخريج أحاديث الإحياء: رقم 3466، وطبقات الشافعية الكبرى: 6/ 364)، ومع ذلك فالنصوص الدالة على سعة رحمة الله –تعالى- وعظيم عفوه -عز وجل-، وقبوله لتوبة التائبين، واستجابته لاستغفار المستغفرين كثيرة في الكتاب وصحيح السنة.
قال – تعالى-:"وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى" [طه:82]، وقال – تعالى-:"وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون" [الشورى:25]، وقال –تعالى-:"ورحمتي وسعت كل شيء " [الأعراف: 156].
وفي الصحيحين البخاري (7554) ومسلم (2751) من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم– قال:"إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي"، والله أعلم.
الرابط:
http://saaid.net/Doat/Zugail/321.htm
¥(43/221)
ـ[أبو قتيبة السلفي]ــــــــ[06 - 04 - 05, 04:19 م]ـ
السلام عليكم:
جزاك الله خيراً يا شيخ إحسان ولكن حبذا لو يجمع كل ما ذكرته في هذا الموضوع على كتاب.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 04 - 05, 04:22 م]ـ
6. حديث حديثِ الصيحةِ في رمضان
[[عن فيروز الديلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون في رمضان صوت "، قالوا: " يا رسول الله؛ في أوله، أو في وسطه، أو في آخره "، قال: " لا؛ بل في النصف من رمضان، إذا كان ليلة النصف ليلة الجمعة يكون صوت من السماء يصعق له سبعون ألفا، ويخرس سبعون ألفا، ويعمى سبعون ألفا، ويصم سبعون ألفا "، قالوا: " يا رسول الله؛ فمن السالم من أمتك "؟ قال: " من لزم بيته، وتعوذ بالسجود، وجهر بالتكبير لله، ثم يتبعه صوت آخر، والصوت الأول صوت جبريل، والثاني صوت الشيطان؛ فالصوت في رمضان، والمعمعة في شوال، وتميز القبائل في ذي القعدة، ويغار على الحجاج في ذي الحجة، وفي المحرم، وما المحرم؟ أوله بلاء على أمتي، وآخره فرح لأمتي؛ راحلة في ذلك الزمان بقتبها ينجو عليها المؤمن له من دسكرة تغل مائة ألف ".]]
الحكم عليه:
http://saaid.net/Doat/Zugail/288.htm
و
http://www.islamweb.net/ver2/Istisharat/ShowFatwa.php?lang=A&Id=11391&Option=FatwaId
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 04 - 05, 04:36 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك أخي الفاضل
وهذا ما أنويه إن شاء الله لو تجمعت المادة التي أود أن تكون جامعة
وفقك الله
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 04 - 05, 04:41 م]ـ
7. حديث علي " لا تنم قبل أن تاتي بخمسة أشياء "
[[روي عن النبي أنه قال لعلي بن أبي طالب: يا علي لا تنم قبل أن تاتي بخمسة أشياء هي: قراءة القرآن كله والتصدق بأربعة آلاف درهم وزيارة الكعبة وحفظ مكانك في الجنة ورضاء الخصوم. فقال علي كرم الله وجهه: كيف ذلك يا رسول الله: قال أما تعلم أنك إذا قرأت (قل هو الله أحد) ثلاث مرات فقد قرأت القرآن كله، وإذا قرأت سورة الفاتحة أربع مرات فقد تصدقت بأربعة آلاف درهم، وإذا قلت (لا إله إلا الله يحيي ويميت وهو على كل شي قدير) عشر مرات فقد زرت الكعبة، وإذا قلت (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) عشر مرات فقد حفظت مكانك في الجنة وإذا قلت أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه) فقد رضيت الخصوم]].
قال الشيخ العثيمين:
هذا الحديث الذي ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم، أوصى علي بن أبي طالب رضي الله عنه بهذه الوصايا: كذب موضوع على النبي صلى الله عليه وسلم، لا يصح أن ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن من حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين، ومن كذب على النبي صلى الله عليه وسلم متعمداً فليتبوأ مقعده من النار؛ إلا إذا ذكره ليبين أنه موضوع ويحذر الناس منه، فهذا مأجور عليه، والمهم أن هذا الحديث كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى علي بن أبي طالب_
فتاوى إسلامية 4/ 111
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[06 - 04 - 05, 06:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل، ونفع الله بكم، وبالشيخ الفاضل عبد الله زقيل.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 04 - 05, 10:32 ص]ـ
وجزاك وبارك فيك
هل من مزيد؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[11 - 04 - 05, 09:47 ص]ـ
وجدت المزيد المزيد
ولله الحمد
http://www.shamela.net/vb/showthread.php?t=90486
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[11 - 04 - 05, 10:17 ص]ـ
وهذا أيضا
http://www.altebyan.com/vb/showthread.php?t=2955
ـ[ابن المنذر]ــــــــ[12 - 04 - 05, 12:34 ص]ـ
أحسنت جزاك الله خيراً
وبارك الله في أعمالك، وجهودك،،، وإلى المزيد بتوفيق من الله.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[09 - 06 - 05, 11:28 م]ـ
شيخنا إحسان العتيبي ... أحسن الله إليك و عاملك بلطفه و جزاك خيرا ...
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 06 - 05, 02:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[10 - 06 - 05, 04:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ إحسان
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 06 - 05, 12:20 م]ـ
وجزاك خيرا ونفع بك
ونطلب من الإخوة المزيد إن وجد لجمع المادة في مقام واحد
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[10 - 06 - 05, 12:58 م]ـ
شيخنا إحسان العتيبي -حفظه الله- ...
تلك بعض الأحاديث الموضوعه المنتشره في الإنترنت ..
1 - الحديث الذى إذا دُعى به على مجنون لأفاق ... و لو دُعى به على صفائح الحديد لذابت ....
((من دعا بهذه الأسماء استجاب الله له اللهم أنت حي لا تموت وخالق لا تغلب وبصير لا ترتاب وسميع لا تشك وصادق لا تكذب. . (الحديث وفيه! والذي بعثني بالحق لو دعي بهذه الدعوات والأسماء على صفائح الحديد لذابت ولو دعا بها على ماء جار لسكن ومن بلغ إليه الجوع والعطش ثم دعا ربه أطعمه الله وسقاه ولو أن بينه وبين موضع يريده جبل لانشعب له الجبل حتى يسلكه إلى الموضع ولو دعي على مجنون لأفاق ولو دعا على امرأة قد عسر عليها ولدها لهون عليها ولدها (الحديث وفيه) ومن قام ودعا فإن مات مات شهيدا وإن عمل الكبائر وغفر لأهل بيته ومن دعا بها قضى الله له ألف ألف حاجة))
ذكره الشيخ العلامه الألبانى سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة المجلد الثاني برقم 780
و قال موضوع
¥(43/222)
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[10 - 06 - 05, 01:05 م]ـ
2 - الحوار بين الرسول صلى الله عليه و سلم و إبليس ....
يكفى أن تدخل فى محرك البحث جوجل مثلا و تكتب هذا العنوان فتجده منتشر فى الكثير من المنتديات ...
الحديث طويل .. أذكره كله بنصه ثم التعليق بعده ..
عن معاذ بن جبل رضى الله عنه عن ابن عباس قال: كنا مع رسول الله في بيت رجل من الأنصار
في جماعة فنادى منادِ: يا أهل المنزل .. أتأذنون لي بالدخول ولكم إليّ حاجة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتعلمون من المنادي؟
فقالوا: الله ورسوله أعلم
فقال رسول الله: هذا إبليس اللعين لَعَنَه الله تعالى
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أتأذن لي يا رسول الله أن أقتله؟
فقال النبي: مهلاً يا عمر .. أما علمت أنه من المُنظَرين إلي يوم الوقت المعلوم؟ لكن افتحوا له الباب فإنه مأمور، فافهموا عنه ما يقول واسمعوا منه ما يحدثكم
قال ابن عباس رضي الله عنهما: فَفُتِحَ له الباب فدخل علينا فإذا هو شيخ أعور وفي لحيته سبع شعرات كشعر الفرس الكبير، وأنيابه خارجة كأنياب الخنزير وشفتاه كشفتي الثور
فقال: السلام عليك يا محمد .. السلام عليكم يا جماعة المسلمين
فقال النبي: السلام لله يا لعين، قد سمعت حاجتك ما هي
فقال له إبليس: يا محمد ما جئتك اختياراً ولكن جئتك إضطراراً
فقال النبي: وما الذي اضطرك يا لعين
فقال: أتاني ملك من عند رب العزة فقال إن الله تعالى يأمرك أن تأتي لمحمد وأنت صاغر ذليل متواضع وتخبره كيف مَكرُكَ ببني آدم وكيف إغواؤك لهم، وتَصدُقَه في أي شيء يسألك، فوعزتي وجلالي لئن كذبته بكذبة واحدة ولم تَصدُقَه لأجعلنك رماداً تذروه الرياح ولأشمتن الأعداء بك، وقد جئتك يا محمد كما أُمرت فاسأل عما شئت فإن لم أَصدُقَك فيما سألتني عنه شَمَتَت بي الأعداء وما شيء أصعب من شماتة الأعداء
فقال رسول الله: إن كنت صادقا فأخبرني مَن أبغض الناس إليك؟
فقال: أنت يا محمد أبغض خلق الله إليّ، ومن هو على مثلك
فقال النبي: ماذا تبغض أيضاً؟
فقال: شاب تقي وهب نفسه لله تعالى
قال: ثم من؟
فقال: عالم وَرِع
قال: ثم من؟
فقال: من يدوم على طهارة ثلاثة
قال: ثم من؟
فقال: فقير صبور إذا لم يصف فقره لأحد ولم يشك ضره
فقال: وما يدريك أنه صبور؟
فقال: يا محمد إذا شكا ضره لمخلوق مثله ثلاثة أيام لم يكتب الله له عمل الصابرين
فقال: ثم من؟
فقال: غني شاكر
فقال النبي: وما يدريك أنه شكور؟
فقال: إذا رأيته يأخذ من حله ويضعه في محله
فقال النبي: كيف يكون حالك إذا قامت أمتي إلى الصلاة؟
فقال: يا محمد تلحقني الحمى والرعدة
فقال: وَلِمَ يا لعين؟
فقال: إن العبد إذا سجد لله سجدة رفعه الله درجة
فقال: فإذا صاموا؟
فقال: أكون مقيداً حتى يفطروا
فقال: فإذا حجوا؟
فقال: أكون مجنوناً
فقال: فإذا قرأوا القرآن؟
فقال: أذوب كما يذوب الرصاص على النار
فقال: فإذا تصدقوا؟
فقال: فكأنما يأخذ المتصدق المنشار فيجعلني قطعتين
فقال له النبي: وَلِمَ ذلك يا أبا مُرّة؟
فقال: إن في الصدقة أربع خصال .. وهي أن الله تعالي يُنزِلُ في ماله البركة وحببه إلي حياته ويجعل صدقته حجاباً بينه وبين النار ويدفع بها عنه العاهات والبلايا
فقال له النبي: فما تقول في أبي بكر؟
فقال: يا محمد لَم يُطعني في الجاهلية فكيف يُطعني في الإسلام
فقال: فما تقول في عمر بن الخطاب؟
فقال: والله ما لقيته إلا وهربت منه
فقال: فما تقول في عثمان بن عفان؟
فقال: استحى ممن استحت منه ملائكة الرحمن
فقال: فما تقول في علي بن أبي طالب؟
فقال: ليتني سلمت منه رأساً برأس ويتركني وأتركه ولكنه لم يفعل ذلك قط
فقال رسول الله: الحمد لله الذي أسعد أمتي وأشقاك إلى يوم معلوم
فقال له إبليس اللعين: هيهات هيهات .. وأين سعادة أمتك وأنا حي لا أموت إلي يوم معلوم! وكيف تفرح على أمتك وأنا أدخل عليهم في مجاري الدم واللحم وهم لا يروني، فوالذي خلقني وانظَرَني إلي يوم يبعثون لأغوينهم أجمعين .. جاهلهم وعالمهم وأميهم وقارئهم وفاجرهم وعابدهم إلا عباد الله المخلصين
فقال: ومن هم المخلصون عندك؟
¥(43/223)
فقال: أما علمت يا محمد أن من أحب الدرهم والدينار ليس بمخلص لله تعالى، وإذا رأيت الرجل لا يحب الدرهم والدينار ولا يحب المدح والثناء علمت أنه مخلص لله تعالى فتركته، وأن العبد ما دام يحب المال والثناء وقلبه متعلق بشهوات الدنيا فإنه أطوع مما أصف لكم!
أما علمت أن حب المال من أكبر الكبائر يا محمد، أما علمت أن حب الرياسة من أكبر الكبائر، وإن التكبر من أكبر الكبائر
يا محمد أما علمت إن لي سبعين ألف ولد، ولكل ولد منهم سبعون ألف شيطان فمنهم من قد وَكّلتُه بالعلماء ومنهم قد وكلته بالشباب ومنهم من وكلته بالمشايخ ومنهم من وكلته بالعجائز، أما الشبّان فليس بيننا وبينهم خلاف وأما الصبيان فيلعبون بهم كيف شاؤا، ومنهم من قد وكلته بالعُبّاد ومنهم من قد وكلته بالزهاد فيدخلون عليهم فيخرجوهم من حال إلي حال ومن باب إلي باب حتى يسبّوهم بسبب من الأسباب فآخذ منهم الإخلاص وهم يعبدون الله تعالى بغير إخلاص وما يشعرون
أما علمت يا محمد أن (برصيص) الراهب أخلص لله سبعين سنة، كان يعافي بدعوته كل من كان سقيماً فلم اتركه حتى زني وقتل وكفر وهو الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز بقوله تعالى كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين
أما علمت يا محمد أن الكذب منّي وأنا أول من كذب ومن كذب فهو صديقي، ومن حلف بالله كاذباً فهو حبيبي، أما علمت يا محمد أني حلفت لآدم وحواء بالله إني لكما لمن الناصحين .. فاليمين الكاذبة سرور قلبي، والغيبة والنميمة فاكهتي وفرحي، وشهادة الزور قرة عيني ورضاي، ومن حلف بالطلاق يوشك أن يأثم ولو كان مرة واحدة ولو كان صادقاً، فإنه من عَوّدَ لسانه بالطلاق حُرّمَت عليه زوجته! ثم لا يزالون يتناسلون إلي يوم القيامة فيكونون كلهم أولاد زنا فيدخلون النار من أجل كلمة
يا محمد إن من أمتك من يؤخر الصلاة ساعة فساعة .. كلما يريد أن يقوم إلي الصلاة لَزِمته فأوسوس له وأقول له الوقت باقٍ وأنت في شغل، حتى يؤخرها ويصليها في غير وقتها فَيُضرَبَ بها في وجهه، فإن هو غلبني أرسلت إليه واحدة من شياطين الإنس تشغله عن وقتها، فإن غلبني في ذلك تركته حتى إذا كان في الصلاة قلت له انظر يميناً وشمالاً فينظر .. فعند ذلك أمسح بيدي على وجه وأُقَبّلَ ما بين عينيه وأقول له قد أتيت ما لا يصح أبداً، وأنت تعلم يا محمد من أَكثَرَ الالتفات في الصلاة يُضرَب، فإذا صلى وحده أمرته بالعجلة فينقرها كما ينقر الديك الحبة ويبادر بها، فإن غلبني وصلى في الجماعة ألجمته بلجام ثم أرفع رأسه قبل الإمام وأضعه قبل الإمام وأنت تعلم أن من فعل ذلك بطلت صلاته، ويمسخ الله رأسه رأس حمار يوم القيامة، فإن غلبني في ذلك أمرته أن يفرقع أصابعه في الصلاة حتى يكون من المسبحين لي وهو في الصلاة، فإن غلبني في ذلك نفخت في أنفه حتى يتثاءب وهو في الصلاة فإن لم يضع يده على فيه (فمه) دخل الشيطان في جوفه فيزداد بذلك حرصاً في الدنيا وحباً لها ويكون سميعاً مطيعاً لنا، وأي سعادة لأمتك وأنا آمر المسكين أنا يدعَ الصلاة وأقول ليست عليك صلاة إنما هي على الذي أنعم الله عليه بالعافية لأن الله تعالي يقول ولا على المريض حرج، وإذا أفقت صليت ما عليك حتى يموت كافراً فإذا مات تاركاً للصلاة وهو في مرضه لقي الله تعالى وهو غضبان عليه يا محمد
وإن كنت كذبت أو زغت فأسال الله أن يجعلني رماداً، يا محمد أتفرح بأمتك وأنا أُخرج سدس أمتك من الإسلام؟
فقال النبي: يا لعين من جليسك؟
فقال: آكل الربا
فقال: فمن صديقك؟
فقال: الزاني
فقال: فمن ضجيعك؟
فقال: السكران
فقال: فمن ضيفك؟
فقال: السارق
فقال: فمن رسولك؟
فقال: الساحر
فقال: فما قرة عينيك؟
فقال: الحلف بالطلاق
فقال: فمن حبيبك؟
فقال: تارك صلاة الجمعة
فقال رسول الله: يا لعين فما يكسر ظهرك؟
فقال: صهيل الخيل في سبيل الله
فقال: فما يذيب جسمك؟
فقال: توبة التائب
فقال: فما ينضج كبدك؟
فقال: كثرة الاستغفار لله تعالي بالليل والنهار
فقال: فما يخزي وجهك؟
فقال: صدقة السر
فقال: فما يطمس عينيك؟
فقال: صلاة الفجر
فقال: فما يقمع رأسك؟
فقال: كثرة الصلاة في الجماعة
فقال: فمن أسعد الناس عندك؟
فقال: تارك الصلاة عامداً
فقال: فأي الناس أشقي عندك؟
¥(43/224)
فقال: البخلاء
فقال: فما يشغلك عن عملك؟
فقال: مجالس العلماء
فقال: فكيف تأكل؟
فقال: بشمالي وبإصبعي
فقال: فأين تستظل أولادك في وقت الحرور والسموم؟
فقال: تحت أظفار الإنسان
فقال النبي: فكم سألت من ربك حاجة؟
فقال: عشرة أشياء
فقال: فما هي يا لعين؟
فقال: سألته أن يشركني في بني آدم في مالهم وولدهم فأشركني فيهم وذلك قوله تعالى وشاركهم في الأموال والأولاد وَعِدهُم وما يَعِدهُم الشيطان إلا غروراً، وكل مال لا يُزَكّى فإني آكل منه وآكل من كل طعام خالطه الربا والحرام، وكل مال لا يُتَعَوَذ عليه من الشيطان الرجيم، وكل من لا يتعوذ عند الجماع إذا جامع زوجته فإن الشيطان يجامع معه فيأتي الولد سامعاً ومطيعاً، ومن ركب دابة يسير عليها في غير طلب حلال فإني رفيقه لقوله تعالي وأجلب عليهم بخيلك ورجلك
وسألته أن يجعل لي بيتاً فكان الحمام لي بيتاً
وسألته أن يجعل لي مسجداً فكان الأسواق
وسألته أن يجعل لي قرآناً فكان الشعر
وسألته أن يجعل لي ضجيعاً فكان السكران
وسألته أن يجعل لي أعواناً فكان القدرية
وسألته أن يجعل لي إخواناً فكان الذين ينفقون أموالهم في المعصية ثم تلا قوله تعالي إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين
فقال النبي: لولا أتيتني بتصديق كل قول بآية من كتاب الله تعالى ما صدقتك
فقال: يا محمد سألت الله تعالى أن أرى بنى آدم وهم لا يروني فأجراني على عروقهم مجرى الدم أجول بنفسي كيف شئت وإن شئت في ساعة واحدة .. فقال الله تعالى لك ما سألت، وأنا أفتخر بذلك إلي يوم القيامة، وإن من معي أكثر ممن معك وأكثر ذرية آدم معي إلي يوم القيامة
وإن لي ولداً سميته عتمة يبول في أذن العبد إذا نام عن صلاة الجماعة، ولولا ذلك ما وجد الناس نوماً حتى يؤدوا الصلاة
وإن لي ولداً سميته المتقاضي فإذا عمل العبد طاعة سراً وأراد أن يكتمها لا يزال يتقاضى به بين الناس حتى يخبر بها الناس فيمحوا الله تعالى تسعة وتسعين ثواباً من مائة ثواب
وإن لي ولداً سميته كحيلاً وهو الذي يكحل عيون الناس في مجلس العلماء وعند خطبة الخطيب حتى ينام عند سماع كلام العلماء فلا يكتب له ثواب أبداً
وما من امرأة تخرج إلا قعد شيطان عند مؤخرتها وشيطان يقعد في حجرها يزينها للناظرين ويقولان لها أَخرِجي يدك فتخرج يدها ثم تبرز ظفرها فتهتك
ثم قال: يا محمد ليس لي من الإضلال شيء إنما موسوس ومزين ولو كان الإضلال بيدي ما تركت أحداً على وجه الأرض ممن يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا صائما ولا مصلياً، كما أنه ليس لك من الهداية شيء بل أنت رسول ومبلغ ولو كانت بيدك ما تركت على وجه الأرض كافراً، وإنما أنت حجة الله تعالي على خلقه، وأنا سبب لمن سبقت له الشقاوة، والسعيد من أسعده الله في بطن أمه والشقي من أشقاه
الله في بطن أمه
فقرأ رسول الله قوله تعالى: ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك
ثم قرأ قوله تعالى: وكان أمر الله قدراً مقدوراً
ثم قال النبي يا أبا مُرّة: هل لك أن تتوب وترجع إلى الله تعالى وأنا أضمن لك الجنة؟
فقال: يا رسول الله قد قُضِيَ الأمر وجَفّ القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة فسبحان من جعلك سيد الأنبياء المرسلين وخطيب أهل الجنة فيها وخَصّكَ واصطفاك، وجعلنى سيد الأشقياء وخطيب أهل النار وأنا شقي مطرود، وهذا آخر ما أخبرتك عنه وقد صدقت فيه .... ا. هـ.
التعقيب:-
سئل (شيخ الاسلام ابن تيمية) فى مجموع فتاوى ص 350 ج18 ... عن قصة ابليس و اخباره النبى -صلى الله عليه و سلم- و هو فى المسجد مع جماعه من أصحابه , و سؤال النبى -صلى الله عليه و سلم- له عن أمور كثيره , والناس ينظرون الى صورته عيانا , و يسمعون كلامه جهرا , فهل ذلك حدث أم كذب مختلق؟ و هلى جاء ذلك فى شئ من الصحاح و المسانيد و السنن أم لا؟ و هل يحل لأحد أن يروى ذلك؟ و ماذا يجب على من يروى ذلك و يحدثه للناس و يزعم أنه صحيح شرعى؟
فأجاب: الحمد لله , بل حديث مكذوب مختلق ليس هو فى شئ من كتب المسلمين المعتمده , لا الصحاح ولا السنن ولا المسانيد , ومن علم أنه كذب على النبى -صلى الله عليه و سلم- لم يحل له أن يرويه عنه , و من قال: انه صحيح فانه يعلم بحاله , فان أصر عوقب على ذلك , ولكن فيه كلام كثير قد جمع من أحاديث نبويه , فالذى كذبه و أختلقه جمعه من أحاديث بعضها كذب و بعضها صدق , فلهذا يوجد فيه كلمات متعدده صحيحه , وان كان أصل الحديث هو مجئ ابليس عيانا الى النبى -صلى الله عليه و سلم- بحضرة أصحابه و سؤاله له كذبا مختلقا لم ينقله أحد من علماء المسلمين , و الله (سبحانه و تعالى) أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 06 - 05, 01:30 م]ـ
أحسنت
بارك الله فيك
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[10 - 06 - 05, 02:30 م]ـ
الأخُ والشيخُ الفاضل إحسان.
جزاكَ اللهُ خيراً على موضوعك هذا.
¥(43/225)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 06 - 05, 02:41 م]ـ
وجزاك يا شيخ عبد الله، وله في هذا الباب جهود مشكورة
وقلت قلتُ في المشلركة رقم (2):
((وللشيخ عبد الله زقيل جهد مشكور في هذا الباب وسنذكر ما يأتي من جهوده وفقه الله))
فلعل هذا أن يدفعك للمزيد من العطاء والمشاركة وخاصة هنا فقد افتقدناك
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[10 - 06 - 05, 04:29 م]ـ
و فيك بارك شيخنا إحسان و جزاك عنا خيرا ...
و جزى الله الشيخ عبد الله زقيل خير الجزاء ...
ـ[ابو هبة]ــــــــ[02 - 03 - 08, 12:03 م]ـ
للرفع والتذكير.
ـ[محمود أبو عبد الله]ــــــــ[10 - 03 - 08, 09:35 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ إحسان.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 05:45 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 05:46 م]ـ
حديث قدسي مشهور:
قال الله تعالى: يا ابن آدم! لا تخافن من ذي سلطان ما دام سلطاني باقياً، وسلطاني لا ينفد أبداً.
يا ابن آدم! لا تخش من ضيق الرزق وخزائني ملآنة، وخزائني لا تنفد أبداً.
يا ابن آدم! لا تطلب غيري وأنا لك؛ فإن طلبتني وجدتني، وإن فتني فتك وفاتك الخير كله.
يا ابن آدم! خلقتك للعبادة فلا تلعب، وقسمت لك رزقك فلا تتعب؛ فإن رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك وكنت عندي محموداً.
وإن لم ترض بما قسمته لك: فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية، ثم لا يكون لك منها إلا ما قسمته لك، وكنت عندي مذموماً.
يا ابن آدم! خلقت السماوات السبع والأراضي السبع ولم أعي بخلقهن؛ أيعييني رغيف عيش أسوقه لك بلا تعب؟
يا ابن آدم! إنه لم أنس من عصاني؛ فكيف من أطاعني، وأنا رب رحيم، وعلى كل شيء قدير؟
يا ابن آدم! لا تسألني رزق غد كما لم أطالبك بعمل غد.
يا ابن آدم! أنا لك محب؛ فبحقي عليك كن لي محباً
قال عنه الشيخ ابن عثيمين: غير صحيح.
انظر " فتاوى مركز الدعوة " بعنيزة (3/ 63).
مستفاد من رسالة " التحذير من بعض النشرات الباطلة ".
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 12 - 08, 01:19 م]ـ
. الغزالة التي تحدثت معه صلى الله عليه و سلم
السؤال:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل
ارجو منكم معرفة مدى صحة هذه القصة
في يوم من الايام خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيته يمشي في الطريق .... وفجأة سمع صوتاً.
يارسول الله .... يارسول الله.
تلفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمينا فلم يرَ أحدا وتلفت شمالا فلم ير احدا ..
وظل يمشي ... ومرةًأخرى سمع.
يارسول الله .. يارسول الله.
اقترب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصوت ... واقترب اكثر فرأى رجلا نائما على حصير وبجانبه غزالة مربوطة من قوائمها.
قالت الغزالة: يارسول الله ... يارسول الله ...
أنا ... أنا التي أناديك فقد رأيتك من بعيد.
يارسول الله ... يارسول الله ...
لقد اصطادني هذا الرجل وأنا يارسول الله عندي صغيران رضيعان أنظر يارسول الله ...
إن ضرعي ممتلىء بالحليب أريد منك يارسول الله أن تفك وثاقي لأذهب وأرضع صغيري فهما
جائعان جداً ... وهما في ذالك الجبل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل تفعلين ذلك ...
قالت الغزاله: نعم ... نعم يارسول الله أحلف لك بالله أنني سأرضع صغيريّ وأعود إلى هنا فإذا
لم أعد .. الله سبحانه سيعذبني .... هيا فك وثاقي يارسول الله.
وفك رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاقها وجلس ينتظرها حتى تعود.
ذهبت الغزالة تركض ... وصعدت الجبل حتى وصلت إلى صغيريها.
فرح صغيراها وأقبلا يرضعان حتى شبعا.
ثم ودعتهما وعادت مسرعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقالت: ها انا ذا قد عدت إليك يارسول الله كما وعدتك هيا أربطني مرة ثانية.
وفي هذه اللحظة استيقظ الرجل.
قال الرجل: من رسول الله؟! تفضل واجلس على الحصير يارسول الله
اتريد شيئاً يارسول الله؟
قال صلى الله عليه وسلم: نعم ... أريدك أن تبيعني هذه الغزالة.
قال الرجل: لا يارسول الله ... لن أبيعها لك بل أقدمها هدية لك تفضل وخذها يارسول الله.
فرح رسول الله ثم التفت إلى الغزالة وفك وثاقها وتركها تعود إلى صغيريها.
فرحت الغزالة فرحاً شديداً وقامت تضرب الأرض برجليها .....
وتقول:
أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
المراجع:
البدية والنهاية "لابن كثير" (الجزء الثالث)
دلائل النبوة "للبيهقي"
الشفا "للقاضي عياض ".
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك.
القصة لا تثبت. وأسانيدها مُسلسلة بالضعفاء.
فإحدى روايات أبي نُعيم في " الدلائل " والبيهقي أيضا في " الدلائل " ضعيفة؛ لأنها من طريق عطية العوفي عن أبي سعيد.
و الرواية الثانية عندهما في إسناد الهيثم بن حماد، وهو يروي عن أبي كثير.
قال الذهبي: لا يُعْرَف لا هو ولا شيخه.
والرواية الثالثة من طريق عبد الكريم بن هلال.
قال عنه الذهبي: لا يُدرى من هو.
ولذلك قال البيهقي عقب الرواية الأولى: وروي من وجه آخر ضعيف. ثم أورد الرواية الثانية التي من طريق عبد الكريم بن هلال.
ولَمّا ذَكَر ابن كثير روايات القصة، قال عقبها: وفي بعضه نكارة.
وقد أنكرها بعض العلماء، وحكموا ببطلانها.
والقصة الواردة في السؤال سيقت بصياغة عصرية!
والله تعالى أعلم.
الشيخ عبد الرحمن السحيم
¥(43/226)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[31 - 01 - 09, 01:55 م]ـ
المد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
-حفظكم الله ورعاكم-
رأيتُ حديثاً منتشراً بشكل كبير جداً في الشبكة العنكبوتية، فإليكم نص الحديث ثم التعليق عليه بحول الله وقوته.
أولاً: (نصّ الحديث):
رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
(سيأتي زمان على أمتي يحبون خمساً وينسون خمساً، يحبون الدنيا وينسون الآخرة، ويحبون المال وينسون الحساب، ويحبون الخلق وينسون الخالق، ويحبون الذنوب وينسون التوبة، ويحبون القصور وينسون القبور)
ثانياً: (التعليق على الحديث):
هذا الحديث ليس له أصلٌ في كتب الحديث النبوي، بل أمارات الكذب والوضع ظاهرة عليه، فمن هذه العلامات:
(1) عدم وجوده في دواوين الحديث النبوي وكتب السنن، فإن الحديث إذا فُتش عنه فلم يظفر به فإنه يعلم بداهة كذبه وكونه مفترى، لعلمنا أن الأخبار قد دُونت.
ولذلك نصّ جماعة من أهل العلم على أن هذا الحديث لا يصحّ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل هو موضوع عليه:
1.قال شيخنا العلامة سلمان العودة في محاضرته (أحاديث موضوعة متداولة):
(ومن الأحاديث التي يقطع سامعها بأنها كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم دون تردد، ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو نُسب إليه كذباً وزوراً، أنه قال: {إذا ضاقت عليكم الأمور فعليكم بأهل القبور}. وهذا الحديث حكم عليه ابن تيمية وغيره من أهل العلم؛ بأنه كذب مختلق، افتراه القبوريون على رسول الله صلى الله عليه وسلم. والغريب أنه في هذه البلاد التي حماها الله عز وجل من القبور وتعظيمها، والطواف بها، والاعتقاد بأهلها؛ نُشر مثل هذا الحديث في هذه الورقة مع تعديل بسيط وهو: {إذا ضاقت عليكم الأمور فعليكم بزيارة القبور} ونُشر أو كُتب إلى جواره قوله، أو افتراؤه على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {يحبون الدنيا وينسون الآخرة، ويحبون المال وينسون الحساب…} إلى آخر هذه الموضوعة: {وأنه من لم يصل الصبح فليس في وجهه نور، ومن لم يصل الظهر فليس في رزقه بركة… إلى آخر ما قال)
المصدر:
http://audio.islamweb.net/audio/inde...&audioid=13819
2. قال الشيخ حامد العلي:
(غير صحيح، لكن من كان فيه هذه البلايا فحري أن تنزل بهم الرزايا)
المصدر:
http://akhawat.islamway.com/forum/in...=entry175628
3. قال مركز الفتوى بالشبكة الإسلامية بإشراف د. عبد الله الفقيه:
(الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذه المقولة لم نعثر عليها في شيء من كتب السنة، ولا في شيء من كتب الآثار، والله أعلم)
المصدر:
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/S...lang=A&Id=8769
(2) ذُكر نص هذا الحديث من غير إسناد في كتاب "مكاشفة القلوب المقرب إلى حضرة علام الغيوب" (ص 28) المنسوب للإمام الغزالي رحمه الله تعالى.
فإن صحّت نسبة الكتاب إلى الإمام الغزالي، فإن الغزالي وإن كان بحراً من بحور العلم وعلماً من أعلام المسلمين، لكنه كما قال عن نفسه منصفاً في "قانون التأويل" (ص 16):
(بضاعتي في علم الحديث مزجاة)
ولذلك حوت كتبه على الأحاديث الضعيفة والمنكرة بل الموضوعة والتي لا أصل لها.
والأرجح أن هذا الكتاب منحول على الإمام الغزالي، فقد ذكره الدكتور عبد الرحمن بدوي في كتابه "مؤلفات الغزالي" (ص 367 - 369) تحت عنوان [القسم الخامس كتب منحولة] ثم قال (ص 369) ما نصه:
(وما دام الكتاب ينقل عن مؤلفين متأخرين عن الغزالي فمن المقطوع به أنه منحول، على أن ما ورد في مقدمة الكتاب يؤذن بهذا الانتحال، وذلك في قوله "المنسوب إلى الشيخ الغزالي" فليس من المعتاد أبداً أن يذكر الغزالي على هذا النحو، ولا بد أن يكون الغزالي-إن صحّ-شخصاً آخر غير حجة الإسلام) ا. هـ
كما ذكره الدكتور مشهد العلاف في رسالته "كتب الإمام الغزالي الثابت منها والمنحول" تحت عنوان [الكتب والرسائل الموضوعة والمنحولة على الإمام الغزالي والتي نسبت إليه وهي ليست له] رقم (2).
وسواء صحت نسبة الكتاب إلى الإمام الغزالي أم لم تصح، فقد حذّر أهل العلم منه، فهذا شيخنا المحدث الجليل أبو إسحاق الحويني سُئل السؤال التالي:
ما تقول فى كتاب " عرائس المجالس " للثعلبي وكتاب " مكاشفة القلوب " لأبى حامد الغزالى و كذلك كتاب " إحياء علوم الدين " لأبى حامد الغزالى "؟
فأجاب:
(تلك الكتب الثلاثة لا يحل مطالعتها لكثرة الخبث فيها)
المصدر:
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa...fatwa_id=10264
...
والخلاصة أن هذا الحديث لا أصل له في كتب السنة بل أشبه ما يكون بالأحاديث الموضوعة المفتراة.
فلا يجوز نشر هذا الحديث إلا للتحذير منه وبيان أنه كذب لا أصل له عن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
والله تعالى أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه الميامين وسلم تسليماً كثيراً.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
مع تحياتي
أخوكم في الله/محب الخير
http://www.bahrainevents.com/forum/s...d.php?t=233396(43/227)
لم يقف الألباني على سنده فهل من واقف (ينزل عيسى ابن مريم إلى الأرض، فيتزوج ويولد له)
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[07 - 04 - 05, 01:10 ص]ـ
هو في مشكاة المصابيح ..
"ينزل عيسى ابن مريم إلى الأرض، فيتزوج ويولد له، ويمكث خمسا وأربعين سنة، ثم يموت، فيدفن معي في قبري، فأقوم أنا وعيسى ابن مريم في قبر واحد بين أبي بكر وعمر".
أفيدونا
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[07 - 04 - 05, 01:24 ص]ـ
قال صاحب تحفة الأحوذي:
ويؤيده أيضاً حديث عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ينزل عيسى ابن مريم إلى الأرض فيتزوج ويولد له ويمكث خمساً وأربعين سنة ثم يموت فيدفن معي في قبري فأقوم أنا وعيسى ابن مريم في قبر واحد بين أبي بكر وعمر".
رواه ابن الجوزي في كتاب الوفاء ذكره الشيخ ولي الدين في المشكاة ولم أقف عن سنده
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[07 - 04 - 05, 01:48 ص]ـ
يُراجع (المُنتظم) لابن الجوزي، في ذكر عيسى عليه السلام ..
ـ[أبو المنذر إيهاب أحمد]ــــــــ[07 - 04 - 05, 02:11 ص]ـ
بارك الله فيكم
رواه ابن الجوزى قال:
أنبأنا أبو القاسم: هبة الله بن أحمد الحريرى عن أبى طالب: محمد بن على بن الفتح العشارى قال: أخبرنا أبو الحسين بن ميمى قال: حدثنا أبو على بن صفوان قال: أخبرنا عبد الله بن عبيد الله بن مهدى قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا محمد بن يزيد الواسطى عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الافريقى عن عبد الله بن زيد أبى عبد الرحمن الجيلى عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:َ
ينزل عيسى ابن مريم عليه
السلام إلى الأرض فيتزوج ويُولَد له ويمكث خمسًا وأربعين سنة ثم يموت فيُدفن معي في قبري فأقوم أنا وعيسى ابن مريم من قبر واحدٍ بين أبي بكر وعمر ".
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - 04 - 05, 04:12 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - 04 - 05, 04:13 ص]ـ
قال الحافظ في الفتح: (لا يثبت) 7/ 66.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - 04 - 05, 04:16 ص]ـ
رواه ابن الجوزي في كتاب الوفاء
فائدة:
كتاب (الوفا) ذكره حاجي خليفة (كشف الظنون 1/ 2048) فقال:
"الوفا في فضائل المصطفى ":
لأبي الفرج: عبد الرحمن بن علي بن الجوزي البغدادي
المتوفى: سنة 597، سبع وتسعين وخمسمائة
أوله: (الحمد لله الذي قدم نبينا على كل نبي أرسله. . . الخ)
ذكر فيه: أنه رأى خلقا من أمته - صلى الله عليه وسلم - لا يحيطون علما بحقيقة فضيلته
فجمع: كتاباًأشار فيه: إلى علو مرتبته وشرح حاله من بدايته إلى نهايته
فإذا انتهى الأمر إلى مدفنه الشريف: ذكر فضل الصلاة عليه
وقد زادت أبوابه على: خمسمائة باب) انتهى.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - 04 - 05, 04:20 ص]ـ
قال صاحب تحفة الأحوذي: .... رواه ابن الجوزي في كتاب الوفاء
هذا وقد نقل المباركفوري صاحب التحفة عن كتاب (الوفا) لابن الجوزي رحمه الله نقلاً آخر هو:
( ... وأخرج بن حبان أيضا من طريق مسلم بن يسار عن مجاهد عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس قميصا فوق الكعبين مستوي الكمين بأطراف أصابعه هكذا ذكره بن الجوزي في كتاب الوفاء نقلا عن بن حبان) انتهى. 5/ 375.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - 04 - 05, 04:21 ص]ـ
شيخنا: (مصطفى الفاسي)
السلام عليكم ورحمة الله.
ـ[أبو المنذر إيهاب أحمد]ــــــــ[07 - 04 - 05, 04:59 ص]ـ
بارك الله فيكم
يا حبذا لو ذكر أحدكم تعليق الذهبى على هذا الأثر، فقد إكتفيت بنقل السند، ولم أنشط لتخريجه.
فائدة: للأثر شواهد فتنبه.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - 04 - 05, 05:16 ص]ـ
لعلك تنشط بارك الله فيك.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - 04 - 05, 06:06 ص]ـ
قال الحافظ في الفتح: (لا يثبت) 7/ 66.
(!).
هذاالحكم من ابن حجر رحمه الله على حديث
عائشة رضي الله عنها (الفتح: 7/ 66)، وليس الحديث الذي أخرجه
ابن الجوزي في المنتظم (2/ 39).
فليُتنبه.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - 04 - 05, 07:22 ص]ـ
عن عبد الله بن عمر.
الصواب: عبد الله بن عمرو بن العاص. أنظر ميزان الإعتدال: (4/ 281)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - 04 - 05, 07:25 ص]ـ
عن عبد الله بن زيد أبى عبد الرحمن الجيلى.
الصواب:عبد الله بن يزيد المعافرى، أبو عبد الرحمن الحبلى المصرى (ثقة)، روى عن عبد الله بن عُمر وعبد الله بن عَمرو بن العاص أيضاً، وغيرهما، أنظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 6/ 74.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - 04 - 05, 07:30 ص]ـ
بارك الله فيكم
يا حبذا لو ذكر أحدكم تعليق الذهبى على هذا الأثر.
أنظر للفائدة: (ميزان الإعتدال: الذهبي 4/ 281).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - 04 - 05, 11:09 ص]ـ
(!).
هذاالحكم من ابن حجر رحمه الله على حديث عائشة رضي الله عنها (الفتح: 7/ 66).
نص كلام ابن حجر رحمه الله:
وروي عنها في حديث لا يثبت: أنها استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم إنْ عاشت بعده أنْ تُدفن إلى جانبه فقال لها وأنَّى لك بذلك وليس في ذلك الموضع إلا قبري وقبر أبي بكر وعمر وعيسى بن مريم. انتهى.
¥(43/228)
ـ[حارث همام]ــــــــ[07 - 04 - 05, 11:11 ص]ـ
الأخ الفاضل لم أفهم وجه الفائدة التي تذكر فيها كتاب الوفا فهو مطبوع معروف.
ـ[أبو حسين]ــــــــ[07 - 04 - 05, 03:58 م]ـ
ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج4/ص281
وأخرج ابن أبي الدنيا في بعض تواليفه عن أبي عبد الرحمن عن محمد بن يزيد عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي عن عبد الله بن يزيد الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا قال ينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيتزوج ويولد له ويمكث خمسا وأربعين سنة ثم يموت فيدفن معي في قبري فأقوم أنا وهو من قبر واحد بين أبي بكر وعمر فهذه مناكير غير محتملة
ـ[أبو حسين]ــــــــ[07 - 04 - 05, 04:02 م]ـ
المنتظم ج2/ص39
أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد الحريري عن أبي طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري قال أخبرنا أبو الحسين بن ميمي قال حدثنا أبو علي بن صفوان قال أخبرنا عبدالله بن عبيدالله بن مهدي قال أخبرنا أبو عبدالرحمن قال أخبرنا محمد بن يزيد الواسطي عن عبدالرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي عن عبدالله بن زيد أبي عبدالرحمن الجيلي عن عبدالله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام إلى الأرض فيتزوج ويولد له ويمكث خمسا وأربعين سنة ثم يموت فيدفن معي في قبري فأقوم أنا وعيسى ابن مريم من قبر واحد بين أبي بكر وعمر
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - 04 - 05, 06:21 م]ـ
الأخ الفاضل لم أفهم وجه الفائدة التي تذكر فيها كتاب الوفا فهو مطبوع معروف.
سببين:
(1) أردت إكرام الشيخ: (الفاسي)، فلما رأيت مشاركته قمت ببسطها، وقديماً قالوا:
أَمُرُّ عَلى الدِيارِ دِيارِ لَيلى .............................. أُقَبِّلَ ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا
وَما حُبُّ الدِيارِ شَغَفنَ قَلبي ............................ وَلَكِن حُبُّ مَن سَكَنَ الدِيارا
(2) نحن في منتدى عام (يدخله كافة المستويات)، وربما غفل عنه أحد،
فأردت إعطاء نبذة عن الكتاب من خلال كتاب موثق.
وتوجيهك حقيقةً أَوْلى أنْ يُُصرف إلى (نبذة عن مؤلفات ابن الجوزي) فقد نفخت الموضوع نفخاً، ولكنه الشيء بالشيء يُذكر، وحب الفائد، ... ، وظُُن ما شئت.
ثم إن كتاباتي أسيرة بين أيدي المشرفين، وأكون في غاية السعادة عند حذف (حرف لي أو مشاركة)، فالمؤمن مرآة أخيه.والسلام.
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[08 - 04 - 05, 12:11 ص]ـ
أين أهل التخريج؟؟
ما درجته زادكم الله علما!.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - 04 - 05, 01:53 ص]ـ
قال الإمام الذهبي عقب حديث عبد الله بن عمرو: (فهذه مناكير غير محتملة). ميزان الإعتدال 4/ 281.
وقال ابن حجر رحمه الله في حديث عائشة رضي الله عنها: (لا يثبت).الفتح 7/ 66.
هذاخلاصة ما تقدم، ومن عنده زيادة فلا يبخل على إخوانه.
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[19 - 02 - 08, 06:49 م]ـ
السلام عليكم
نعم لم يقف على اسناده الألباني في تحقيقه لمشكاة المصابيح لكن وقف عليه وخرجه في السلسلة الضعيفة فقال محدث العصر العلامة الألباني في السلسلة الضعيفة حديث رقم 6562:
6562 - (ينزل عيسى ابن مريم إلى الأرض، فيتزوج، ويولد له، ويمكث خمساً وأربيعن سنة، ثم يموت فيدفن معي في قبري، فأقوم أنا وعيسى ابن مريم من قبر واحد بين أبي بكر وعمر).
منكر.
أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 433/1529) من طريق أبي عبد الرحمن قال: نا محمد بن يزيد عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الله بن يزيد الحبلي عن عبد الله بن عمرو (1) مرفوعاً. وقال: "هذا حديث لا يصح، والإفريقي، ضعيف بمرة".
وأبو عبد الرحمن هذا، لم أعرفه، وعزاه الذهبي لابن أبي الدنيا في بعض تواليفه عنه. ذكره في جملة مناكير ساقها للإفريقي هذا.
والحديث أورده ابن الجوزي أيضاً في كتابه "الوفا في حقوق المصطفى" (2/ 814) محذوف الإسناد، وأظن أن الحذف من غيره، وكذلك أورده السلامة الكشميري في كتابه الجامع "التصريح بما تواتر في نزول عيسى المسيح" (ص
240) من طريق "الوفا" وغيره ساكتاً عنه، ودندن حول ذلك أبو غدة في تعليقه عليه، فلم يصنع شيئاً.
__________
(1) الأصل (عمر) والتصحيح من "الوفا" و " الميزان". (إنتهى نقلا عن الألباني)
¥(43/229)
قلت (أنا أبو جعفر الزهيري): وفات الألباني أن ابن الجوزي رواه من طريق الأفريقي ايضا في كتابه المنتظم ج2/ص39: أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد الحريري عن أبي طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري قال أخبرنا أبو الحسين بن ميمي قال حدثنا أبو علي بن صفوان قال أخبرنا عبدالله بن عبيدالله بن مهدي قال أخبرنا أبو عبدالرحمن قال أخبرنا محمد بن يزيد الواسطي عن عبدالرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي عن عبدالله بن زيد أبي عبدالرحمن الجيلي (*) عن عبدالله بن عمر مرفوعا مثل لفظ الذي في العلل المتناهية. وهذا إسناد ضعيف لنفس العلل التي ذكرها الألباني وابن الجوزي
(*) هذا تصحيف والصواب عبد الله بن يزيد المعافرى، أبو عبد الرحمن الحبلى المصرى (ثقة)، روى عن عبد الله بن عُمر وعبد الله بن عَمرو بن العاص أيضاً، وغيرهما، أنظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 6/ 74. ودليل صحة ذلك أنه هو الراوي عن عبد الله بن عمرو بن العاص في اسناد الرواية في العلل المتناهية والتي نقلها الألباني رحمه الله
أما ما نقله الألباني عن الذهبي فهو في ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج4/ص281 حيث قال الذهبي: (وأخرج ابن أبي الدنيا في بعض تواليفه عن أبي عبد الرحمن عن محمد بن يزيد عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي عن عبد الله بن يزيد الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا قال ينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيتزوج ويولد له ويمكث خمسا وأربعين سنة ثم يموت فيدفن معي في قبري فأقوم أنا وهو من قبر واحد بين أبي بكر وعمر فهذه مناكير غير محتملة) (إنتهى نقلا عن الذهبي)
قلت: وذكر نحوا من هذا الحديث (دون ذكر زواج عيسى) عن عائشة رضي الله عنها وسعيد بن المسيب وضعفهما فقال ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري: 7/ 66): أَخْرَجَهُ (هنا يتكلم ابن حجر عن حديث غير حديثنا) اِبْن سَعْد وَغَيْره، (هنا موضع الشاهد من كلام ابن حجر) وَرَوَى عَنْهَا فِي حَدِيث لَا يَثْبُت أَنَّهَا اِسْتَأْذَنَتْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ عَاشَتْ بَعْده أَنْ تُدْفَن إِلَى جَانِبه فَقَالَ لَهَا: " وَأَنَّى لَك بِذَلِكَ وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِع إِلَّا قَبْرِي وَقَبْر أَبِي بَكْر وَعُمَر وَعِيسَى اِبْن مَرْيَم " وَفِي " أَخْبَار الْمَدِينَة " مِنْ وَجْه ضَعِيف عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب قَالَ: " إِنَّ قُبُور الثَّلَاثَة فِي صُفَّة بَيْت عَائِشَة، وَهُنَاكَ مَوْضِع قَبْر يُدْفَن فِيهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام ". (إنتهى كلامه رحمه الله)
قلت: فلا يصح شيء في زواج عيسى عليه السلام بعد نزوله ولا يصح شيء في دفن عيسى عليه السلام بعد نزوله بجوار قبر النبي وصاحبيه وكل ذلك من المناكير أما نزوله عليه السلام فمتواتر كما نص العلماء وأحاديث نزوله في الصحيحين وغيرهما
وأقول أخيرا جمعت فوائدكم مع ما حصلت عليه من فائدة فصار لدينا تخريج قيم أسأل الله أن يرزقنا جميعا الإخلاص في القول والعمل(43/230)
من روى هذا الأثر الذي ذكره شيخ الإسلام وابن عثيمين؟ (الصلاة حاسر الرأس)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 04 - 05, 05:05 م]ـ
قال عبد الله بن عمر لمولاه نافع وقد رآه يصلِّي حاسرَ الرَّأس:
«غَطِّ رأسك، هل تخرج إلى النَّاس وأنت حاسر الرَّأس؟
قال: لا.
قال: فاللَّهُ أحقُّ أن تتجمَّلَ له "
؟؟؟؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 04 - 05, 05:18 م]ـ
وهذا بحث المسألة فقهيا
وهو مشبع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2918&highlight=%CD%C7%D3%D1+%C7%E1%D1%C3%D3
وإنما أردت بحث تخريج الأثر؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[07 - 04 - 05, 05:26 م]ـ
الشيخ (إحسان) ..
بارك الله فيكم.
قال الطحاوي في شرح معاني الآثار "باب الصلاة في الثوب الواحد": (حدثنا محمد بن خزيمة، قال: ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، قال: ثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، رضي الله عنهما أنه كسا نافعا ثوبين , فقام يصلي في ثوب واحد فعاب ذلك عليه وقال: " احذر ذلك فإن الله أحق أن يتجمل له " ... ).
وقال البيهقي في سننه "جماع أبواب لبس المصلي - باب ما يستحب للرجل أَن يصلي فيه من الثياب":
(أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق، ثنا يوسف بن يعقوب القاضي، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع قال: تخلفت يوما في علف الركاب فدخل علي ابن عمر وأنا أصلي في ثوب واحد، فقال لي: ألم تكس ثوبين؟ قلت: بلى قال: أرأيت لو بعثتك إلى بعض أهل المدينة أكنت تذهب في ثوب واحد؟ قلت: لا قال: فالله أحق أن يتجمل له أم الناس؟ ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال عمر: " من كان له ثوبان فليصل فيهما، ومن لم يكن له إلا ثوب واحد فليتزر به ولا يشتمل كاشتمال اليهود " ... ).
وجزاكم الله خيراً.
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[07 - 04 - 05, 05:40 م]ـ
في حجاب المرأة:
قال ابن عمر لغلامه نافع لما رآه يصلي حاسرا: أرأيت لو خرجت إلى الناس كنت تخرج هكذا؟ قال: لا، قال: فالله أحق من يتجمل له (2).
قال الألباني:
لم أره بهذا اللفظ فيما وقفت عليه من طرقه، وهو مخرج في "" صحيح أبي داود "" (645) دون ذكر الحسر، فلعله في بعض المصادر التي لم أطلع عليها
وفي التاريخ الكبير:
جعفر بن برقان سمع ميسرة عن نافع عن بن عمر قال الله عز وجل أحق أن يتجمل له
وفي الطحاوي:
حدثنا محمد بن خزيمة قال ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال ثنا مالك عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما أنه ثم كسا نافعا ثوبين فقام يصلى في ثوب واحد فعاب عليه وقال احذر ذلك فان الله أحق أن يتجمل له
وفي البيهقي:
الدوري ثنا سعيد بن عامر الضبعي عن سعيد عن أيوب عن نافع قال ثم رآني بن عمرو وأنا أصلى في ثوب واحد فقال ألم أكسك قلت بلى قال فلو بعثتك كنت تذهب هكذا قلت لا قال فالله أحق أن تزين له ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم في ثوب فليشده على حقوة ولا تشتملوا كاشتمال اليهود
ولعل زيادة فائدة في صحيح أبي داود
والله أعلم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 04 - 05, 12:59 ص]ـ
الأخ الشيخ محمد حفظه الله
ما ذكرته معروف وليس هو ما سألت عنه
الأخ الشيخ محمود وفقه الله
جزاك الله خيراً
كثيرون قالوا لم نجد له تخريجا ومنهم الإمام الألباني
فأخشى أن يكون شيخ الإسلام قد اختلط عليه اللفظ الذي ذكره الأخ محمد
وليس في الأثر " حسر الرأس "
والله أعلم
جزاكما الله خيرا(43/231)
أرحنا بالصلاة يابلال على كثرة طرقه هل يصح؟ [بحث لم يختمر]
ـ[حارث همام]ــــــــ[07 - 04 - 05, 06:53 م]ـ
من الأحاديث المشتهرة ما يروى من قوله صلى الله عليه وسلم: "أرحنا بالصلاة يابلال".
وهذا بحث لم يكتمل ولازلت أنظر فيه وآمل من الإخوة والمشايخ التسديد فيه فأقول مستعيناً بالله بعد حمده والثناء عليه:
هذا الحديث رواه أبوداود في سننه 4/ 296 (4986)، والإمام أحمد في مسنده 5/ 364، 5/ 371، والطبراني في الكبير 6/ 277 (6215)، 6/ 276 (6214)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 4/ 359 (2396)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار 14/ 167 (5549)، وهو في معجم شيوخ أبو بكر الإسماعيلي 2/ 580، وقد ساقاً طرقاً عدة له الدارقطني في العلل 4/ 120، 4/ 121، وذكر له الخطيب البغدادي طرقاً في تاريخ بغداد 10/ 442، وانظر موضح أحكام الجمع والتفريق 2/ 262 (316)، و الإصابة 3/ 138، وذكر الزيلعي في تخريج الآثار عن بعض طرقه أنه على شرط البخاري 1/ 63، ومثله قال الوادعي في الجامع الصحيح 2/ 81، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4172). وفي طرقه بعض اضطراب فقد جاء من طرق:
- الأولى تدور على: ثابت بن أبي صفية أبو حمزة الثمالي، رواه عنه خمسة وجميعهم اختلفوا فيه وهم:
o (1) عبدالرحمن بن داود الخريبي فرواه عن أبي حمزة الثمالي عن سالم بن الجعد عن عبدالله بن محمد بن الحنفية، انطلقت أنا وأبي إلى صهر لنا من الأنصار الحديث بقصته مختصراً [تاريخ بغداد].
o (2) ورواه حفص بن غياث عن أبي حمزة ثابت بن صفية الثمالي عن سالم عن عن رجل سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم [تاريخ بغداد 10/ 442]، وذكره بنحوه الدارقطني في العلل غير أنه نسب الرجل إلى خزاعة [علل الدارقطني 4/ 120].
o (3) وخالفهم الحسين بن علوان فرواه عن أبي حمزة عن سالم عن محمد بن الحنفية عن بلال عن النبي صلى الله عليه وسلم [علل الدارقطني 4/ 121، تاريخ بغداد 10/ 442].
o (4) وخالفهم محمد بن ربيعة فرواه عن أبي حمزة عن سالم عن عبدالله بن محمد الأسلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الطريق ذكرها الدارقطني في العلل 4/ 121 وذكر في الآحاد والمثاني 4/ 359 عن محمد بن ربيعة أنبأنا أبو حمزة عن سالم بن أبي الجعد عن عبدالله بن محمد بن علي عن رجل من أسلم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لبلال فلعل تصحيفاً وتحريفاً وقع في أحد المطبوعين.
o (5) ورواه أبونعيم عن أبي حمزة الثمالي ثابت بن صفية عن سالم ابن أبي الجعد عن عبدالله بن محمد بن الحنفية قال انطلقت مع أبي إلى صهر لنا من أسلم فذكر حديثاً مطولاً وفيه الشاهد [المعجم الكبير 6/ 277]، وهذا الطريق مع اضطرابه الشديد سنداً ومتناً فإن محوره يدور على أبي حمزة الثمالي وهو ضعيف.
- الثانية تدور على: مسعر بن كدام، وقد اختلف عليه؛ فرواه:
o (1) وكيع عنه عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن رجل من أسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يابلال أرحنا بالصلاة [مسند أحمد 5/ 364].
o (2) ورواه ابن عيينة عن مسعر عن عمرو عن رجل عن عبدالله بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن رجل من الصحابة غير مسمى [الإصابة 3/ 138].
o (3) ورواه الطبراني في الكبير 6/ 276 من طريق رجلين هما معاذ بن المثنى وأبوخليفة الفضل بن الحباب عن مسدد عن عيسى بن يونس عن مسعر عن عمرو بن مرة عن سلمان بن خالدة أراه من خزاعة قال صليت فاسترحت فكأنهم عابوا ذلك عليه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يابلال أقم الصلاة أرحنا. ولعله إن صح السند يكون الاضطراب من مسعر بن كدام وهو شيخ عيسى بن يونس، لأنه -وهذه الطريق الرابعة عن مسعر:
o (4) رواه مسدد عن عيسى بن يونس [أبوداود 4/ 296] و بشر بن موسى خلاد بن يحيى [تاريخ بغداد 10/ 442]، وسلمة بن رجاء بن كاسب [معجم شيوخ الإسماعيلي 2/ 580] ثلاثتهم عن مسعر عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال قال رجل قال مسعر أراه من خزاعة صليت فاسترحت، فكأنهم عابوا عليه ذلك فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يابلال أقم الصلاة أرحنا بها، وهذا فيما يظهر هو الأصح من طريق مسعر بن كدام غير أن سالم بن أبي الجعد أرسله فأسقط عبدالله بن محمد بن الحنفية كما سوف يأتي، ولاعجب فهو كثير الإرسال والتدليس [ينظر سير أعلام النبلاء 5/ 108، وتهذيب التهذيب 3/ 373 وغيرهما].
¥(43/232)
- الثالثة طريق سفيان الثوري: فقد رواه عنه أبوخالد القرشي عبدالعزيز بن أبان وسفيان عن عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد عن ابن الحنفية [دون أن يسمى] عن علي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يابلال قم فأرحنا بالصلاة. ولم يروه عن سفيان إلاّ أبوخالد القرشي مسنداً ذكره الدارقطني والخطيب [العلل 4/ 120، وتاريخ بغداد 10/ 442]، والصحيح من حديث سفيان مارواه الدارقطني في العلل 4/ 121 وساقه من طريقه كذلك الخطيب في تاريخ بغداد 10/ 442 عن البرقاني عن علي بن عمر الحافظ (وهو الدارقطني) عن ابن بشر وهذا تحريف لعله وقع سهواً في المطبوع من تاريخ الخطيب والصواب ابن مبشر كما ذكر الدارقطني في علله فهو شيخ الدارقطني الذي روى عنه كثيراً ومن ذلك هذا الحديث واسمه علي بن عبدالله بن مبشر، عن أحمد بن سنان عن عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان عن عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد عن محمد بن الحنفية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أرحنا يابلال. من غير ذكر لعلي في الإسناد، وهنا أسقط ابن أبي الجعد عبدالله بن محمد بن الحنفية ورواه عن أبوه، وقد جاء هذا الأثر عن سفيان من طريق ثالث ذكرها الطحاوي في شرح مشكل الآثار عن يزيد بن سنان عن عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان عن عثمان عن سالم بن أبي الجعد عن عبدالله بن محمد بن الحنفية. فإن كان هذا محفوظاً وليس ثم تصحيف أو حذف سقط بسببه عبدالله في اسم محمد بن الحنفية من طريق الدارقطني فيكون مدار الاختلاف في المحفوظ من حديث سفيان بين يزيد بن سنان الذي روى عنه الطحاوي، وأحمد بن سنان الذي روى عنه الدارقطني من طريق ابن مبشر، أما يزيد فهو ابن سنان بن يزيد أبوخالد (ت:264) وأما أحمد فهو ابن سنان بن أسد بن حبان (ت:259)، فإن صح أنه لاحذف ولاتصحيف فالروايات الأخرى تشهد ليزيد بن سنان، وحينها تشهد هذه الرواية للرواية الرابعة الآتية.
- وأما الطريق الرابعة فتدور على: إسرائيل بن يونس بن أبي إسحق، فقد رواه عنه ثلاثة؛
o (1) محمد بن كثير [أبوداود4/ 296].
o (2) وعبدالرحمن بن مهدي [مسند أحمد 5/ 371، علل الدارقطني 4/ 121].
o (3) وعبدالله بن رجاء الغداني [تاريخ بغداد 10/ 442]، وكلهم عنه عن عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد عن عبدالله بن محمد بن الحنفية قال: انطلقت أنا وأبي إلى صهر لنا من الأنصار نعوده فحضرت الصلاة فقال لبعض أهله ياجارية ائتوني بوضوء لعلي أصلي فأستريح. قال فأنكرنا ذلك عليه، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قم يابلال فأرحنا بالصلاة"، وهذا أحسن طرق الأثر وأصحها.
- والخلاصة التي تظهر مما سبق أن الأثر اختلف اختلافا كثيرا على رواته، واختلف في أثبت أسانيده على سالم بن أبي الجعد فتارة يرسله عن رجل من خزاعة، وتارة يسنده عن عبدالله بن محمد بن الحنفية عن رجل من الأنصار، وتارة يذكره عن محمد بن الحنفية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا في الطرق المحفوظة الثابتة بعد الترجيح لما وقع بين رواتها من خلاف فضلاً عن غيرها، وهذا مشعر بأن في طرق الأثر الثابتة اختلافاً فهل يخرج بها عن حيز الحسن؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[07 - 04 - 05, 06:58 م]ـ
آخر في معناه:
روى الإمام أحمد وغيره بسند صحيح عن صهيب رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى همس شيئا لا نفهمه ... الحديث وفيه: "قال وكانوا يفزعون إذا فزعوا إلى الصلاة".
فهل هذه الزيادة محفوظة؟
فالأثر رواه الإمام أحمد في المسند 4/ 333، 6/ 16، وهو عند ابن حبان في صحيحه 5/ 311 (1972)، والبزار في مسنده 6/ 16، والبيهقي في الشعب 3/ 155، وانظر تهذيب الآثار 3/ 91 وما بعدها، ورواه غيرهم وسنده لاغبار عليه، قال الألباني في السلسلة الصحيحة: "إسناده صحيح على شرط الشيخين"، (2459)، وقال المقدسي في المختارة: إسناده صحيح 8/ 61.
¥(43/233)
وقد ذكر الإمام أحمد أن الحديث رواه حماد بن سلمة من طريق سليمان بن المغيرة بغير هذه الزيادة موضع الشاهد، وأخشى أن تكون مدرجة من ثابت -والحديث من طريق ثابت بن أسلم البناني- فسليمان وإن كان أثبت من حماد في الجملة، فإن حماداً بن سلمة أروى الناس عن ثابت (ينظر الكامل لابن عدي 2/ 100)، وقد جاء عند ابن أبي حاتم من طريق عبدالله بن أبي زياد القطواني، عن سيار وهو ابن حاتم العنزي أبوسلمة البصري، عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن ثابت مرسلاً قال: "كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أصابه خصاصة نادى أهله يا أهلاه صلوا صلوا"، قال ثابت: "وكانت الأنبياء إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة" (ينظر تفسير ابن كثير 3/ 172 وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها).
فهل هي مدرجة أم ماذا؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[07 - 04 - 05, 06:59 م]ـ
ثالث:
وجاء عند أبي داود وغيره من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر صلى"
وهذا رواه أبوداود 2/ 35 (1319)، وقد رواه جمع من أهل العلم كالإمام أحمد في مسنده 5/ 388، وذكره البخاري في التاريخ الكبير 1/ 172 (515)، وأبوعوانة في مسنده 4/ 321 (6842)، وذكره ابن حبان في الثقات 5/ 124، 8/ 168، وابن قانع في معجم الصحابة 2/ 189، وابن حجر من طريق ابن مندة في الإصابة 5/ 249، وابن جرير في تفسير سورة البقرة 1/ 260، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة 8/ 231، والبيهقي في شعب الإيمان 3/ 154، والخطيب في تاريخ بغداد 6/ 274، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 12/ 282، ورواه غيرهم، وقد حسن إسناده ابن حجر في الفتح (3/ 172)، وكذلك الألباني في صحيح أبي داود (1171) وغيره، ولعل الأقرب ضعفه، فقد تفرد به واضطرب فيه عكرمة بن عمار العجلي البصري، وهو وإن كان صدوقاً غير أنه يتفرد ويضطرب كثيراً، وهذا الحديث مما تفرد به مطولاً ومختصراً وفيه اضطراب فتارة يسمي عكرمة شيخه محمد بن عبيد بن أبي قدامة، وتارة محمد بن عبيد أبوقدامة الحنفي، وتارة محمد بن عبدالله الدؤلي، وتارة محمد بن عبدالله، وجميعهم واحد (ينظر تهذيب الكمال 18/ 223، وكذلك تهذيب التهذيب 9/ 255، ولسان الميزان 7/ 364) وقد وقع خطأً في الإصابة محمد بن عبدالله ابن أبي قلابة فلعله تصحف من ابن أبي قدامة كما في أسد الغابة عن ابن مندة بسنده، وتارة يرسل الأثر عن عبدالعزيز بن اليمان كما في معجم الصحابة وعند ابن مندة كما في الإصابة ولعل الخطأ من الحسن بن زياد أو إسماعيل بن موسى الفزاري الراوي عنه وعن من سماه الحسين بن رتاق الهمداني فإن لم يكن تصحف وكان اثنين فالأقرب أن الخطأ من ابن زياد الراوي عن ابن جريج والصواب وصله، وتارة يروى عن عبدالعزيز بن اليمان عن حذيفة، وفي هذه مرة يقال عبدالعزيز بن اليمان أخو حذيفة كما في مسند أحمد من طريق ثقتين عن يحيى بن زكريا (ابن أبي زائدة) عنه به وقد ثبتت رواية ابن زائدة له هكذا من طرق عدة منها ماجاء عند أحمد وابن قانع في معجمه والبيهقي في شعبه والمروزي في الصلاة، ومثل ماروى ابن أبي زائدة رواه عن عكرمة كذلك النضر كما في التاريخ الكبير، وابن جريج كما عند ابن جرير، وسماه كذلك أبوعبدالله الفلسطيني حميد بن زيد اليماني كما نقل عن عكرمة في حديث آخر كما في الثقات فهؤلاء وافقوا ابن أبي زائدة في روايته عنه بذكر عبدالعزيز أخو حذيفة فلا وجه لتخطئة أبونعيم لابن مندة ولعل الخطأ في السند الذي ساقه عن أحمد (ينظر أسد الغابة لابن الأثير)، وثم تارة أخرى يأتي فيرويه عكرمة بذكر عبدالعزيز ابن أخي حذيفة، كما ذكرها أبوداود كما في رواية محمد بن عيسى عن ابن أبي زائدة عند أبي داود، وكما في رواية سريج ابن يونس عنه كما ذكر أبونعيم (ينظر أسد الغابة ترجمة عبدالعزيز بن اليمان)، وهذا يشعر بأنه الخطأ ليس خطأ محمد بن عيسى على ابن أبي زائدة وقد رواه كذلك أبوحذيفة بن موسى بن مسعود الثقفي عن عكرمة بن عمار فذكر ابن أخي حذيفة، فلعل الاضطراب من عكرمة، ثم إن محمد بن عبدالله بن الدؤلي أبوقدامة الحنفي فيه جهالة، فالحديث بهذا الإسناد إلى الضعف أقرب والله أعلم.
ـ[السدوسي]ــــــــ[15 - 08 - 05, 04:21 م]ـ
جزيت خيرا أخي الفاضل.
كنت سأذكر في موضوع مستقل أصل قوم الامام للمؤذن: أقم، فأكتفيت بايرادك إياها في طرق الحديث.(43/234)
هل ثبت هذا عن الإمام أحمد؟ أنه كان إذا توضأ لايرى عليه أثر البلل أو أنه لايتقاطر
ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[08 - 04 - 05, 04:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر لي أحد الإخوان أنه رحمه الله كان إذا توضأ لايرى عليه أثر البلل أو أنه لايتقاطر الفضل من الوضوء على جسمه على الأرض وذلك من شدة الإقتصاد في الوضوء وهل في ذلك تنافي مع عدم جواز المسح على أعضاء الغسل؟
وجزاكم الله خير.
ـ[أبو الغنائم]ــــــــ[09 - 04 - 05, 02:59 ص]ـ
إن استطعت أن تحافظ على السنة الثابتة عنه صلى اله عليه وسلم خير لك من متابعة الإمام أحمد رحمه الله والنظر هل اقتصد؟ أو تخريج فعله ...... ألخ(43/235)
مساعدة في تخريج قول ابن عباس رضي الله عنهما في العول
ـ[ذات الخمار]ــــــــ[11 - 04 - 05, 03:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو المساعدة جزاكم الله خيراً في تخريج قول ابن عباس رضي الله عنهما في العول: من شاء باهلته أن المسائل
لا تعول، إن الذي أحصى رمل عالج عدداً لم يجعل في المال نصفاً ونصفاً وثلثاً، هذان النصفان قد ذهبا بالمال فأين موضع الثلث، وأيم الله لو قدّموا من قدّم الله وأخّروا من أخّر الله ما عالت فريضة قط. فقيل له: لمَ لم تقل هذا لعمر؟ فقال: كان رجلاً مهاباً فهبته.
وكذلك حديث " لا يخلو عصر من حجة لله ".
بارك الله فيكم ونفع بكم.(43/236)
تعالوا نتدارس حول صحة وفقه حديث (ثلاث جدهن جد وهزلهن جد النكاح والطلاق والرجعة)
ـ[أبو محمد المرواني]ــــــــ[11 - 04 - 05, 11:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اطلعت على تخريج الأخوة في هذا الملتقى المبارك للحديث المروي عن أبي هريرة رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ثلاث جدهن جد وهزلهن جد النكاح والطلاق والرجعة) وكذلك تخريج الشيخ عمرو عبد المنعم سليم له في كتابه (الجامع في أحكام الطلاق وفقهه وأدلته) (108) وكذالك تخريج الشيخ رمزي بن صادق له في تحقيقه لكتاب إغاقة اللهفانفي مصائد الشيطان (2/ 446) فظهر لي أن ضعفه هو الراجح أريد أن أسأل مشايخنا الكرام هل يصلح هذ الحديث للاستدلال به لإزالة نكاح ثابت بيقين أوتحليل فرج حرام بيقين وهو ليس قطعي الثبوت أرجو أن نتدارس المسألة(43/237)
لو كنت آمرا احدا ان يسجد لأحد لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها، هل هذه الرواية صحيحة؟
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[13 - 04 - 05, 08:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه وسلم، اما بعد ..
اخواني كنت ابحث عن رواية صحيحة للحديث الذي يقول: " لو كنت آمرا احد ان يسجد لأحد لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها "
فوجدت عدة روايات احب ان يفدني احد منكم بصحتها.
مسند احمد ج3 ص 633:
(12322) ــ حدّثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا خلف بن خليفة، عن حفص، عن عمه أنس بن مالك قال: «كان أهل بيت الأنصار لهم جمل يسنون عليه، وإن الجمل استصعب عليهم فمنعهم ظهره، وإن الأنصار جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنه كان لنا جمل نسني عليه وإنه استصعب علينا ومنعنا ظهره، وقد عطش الزرع والنخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: قوموا، فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحية، فمشى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه فقالت الأنصار: يا نبي الله، إنه قد صار مثل الكلب الكلب، وإنا نخاف عليك صولته، فقال: ليس عليّ منه بأس، فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل نحوه حتى خرّ ساجداً بين يديه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذل ما كانت قط حتى أدخله في العمل، فقال له أصحابه: يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك؟ فقال: لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد، ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه».
سنن الترمذي ج4 ص 253:
(1155) ــ حدثنا مَحْمُودُ بنُ غَيْلاَنَ. حدثنا النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ. أخبرنا مُحَمَّدُ بنُ عَمْروٍ، عنْ أبي سَلَمة، عنْ أبي هُرَيْرَةَ
، عنِ النبيِّ، قالَ «لَوْ كُنْتُ آمراً أحَداً أنْ يَسْجُدَ لأِحَدٍ، لأمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا»
.
قال: وفي البَابِ عنْ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ وسُرَاقَةَ بنِ مَالِكِ بنِ جُعْشُمٍ وَعَائِشَةَ وابنِ عَبَّاسٍ وعَبْدِ الله بنِ أبي أَوْفَى وطَلْقِ بنِ عَلِيَ وأُمِّ سَلَمَةَ وَأَنَس وابنِ عُمَرَ.
قال أبو عيسى: حدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ حديثٌ حسنٌ غريبٌ مِنْ هذَا الْوَجْهِ، مِنْ حدِيثِ مُحمَّدِ بن عَمْروٍ، عنْ أبي سَلَمَةَ، عنْ أبي هُرَيْرَةَ.
سنن أبي داوود ج 6 ص 177:
(2144) ــ حدثنا عَمْرُو بنُ عَوْنٍ أنبأنا إِسْحَاقُ بنُ يُوسُفَ عن شَرِيكٍ عن حُصَيْنٍ عن الشَّعْبِيِّ عن قَيْسِ بنِ سَعْدٍ
، قال: «أَتَيْتُ الْحِيرَةَ فَرَأَيْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِمَرْزُبَانٍ لَهُمْ، فَقُلْتُ: رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَحَقُّ أَنْ يُسْجَدَ لَهُ. قال: فأَتَيْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنِّي أتَيتُ الحِيرَةَ فَرَأيْتهُمْ يَسْجُدُونَ لِمَرْزُبَانَ لَهُمْ فأَنتَ يَارَسُولَ الله أحَقُّ أنْ نَسْجُدَ لَكَ، قال: أرَأيتَ لَوْ مَرَرْتَ بِقَبْرِي أكُنْتَ تَسْجُدَ لَهُ؟ قال قُلْتُ: لاَ. قال: فَلاَ تَفْعَلُوا لَوْ كُنْتُ آمِراً أحَدًا أنْ يَسْجُدَ لاِءَحَدٍ لأَمَرْتُ النِّسَاءَ أنْ يَسْجُدْنَ لاِءَزْوَاجِهِنَّ لِمَا جَعَلَ الله لَهُمْ عَلَيْهِنَّ مِنَ الْحَقَّ».
سنن البيهقي ج 11 ص 128:
(14950) ــ أخبرنا محمد بن محمد بنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ انا أبو بكر محمد (بن) الحسين القطان نا أحمد بنُ يوسفَ السُّلَمِيُّ نا عبد الرحمن بن أبي بكرٍ النَّخَعِيُّ حدثني أبي نا حُصَيْنُ بنُ عبدِ الرحمنِ السُّلَمِيُّ عن عامرٍ الشَّعْبِيِّ عن قيسٍ
¥(43/238)
قالَ: قدمتُ الحيرةَ فَرَأَيْتُ أَهْلَهَا يسجدونَ لِمَرْزُبَانٍ لَهُمْ، فقلتُ: نحنُ كُنَّا أَحَقَّ أَنْ نَسْجُدَ لرسولِ الله، فلمَّا قَدِمْتُ عليهِ أَخْبَرْتُهُ بالَّذِي رَأَيْتُ، قلتُ: نحنُ كُنَّا أَحقَّ أَنْ نَسْجُدَ لكَ، فقالَ: «لا تَفْعَلُوا، أَرَأَيْتَ لو مَرَرْتَ بِقَبْرِي أَكُنْتَ ساجداً»، قلتُ: لا، قالَ: «فلا تَفْعَلُوا، فإنِّي لو كُنْتُ آمِراً أحداً أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ، لأَمَرْتُ النساءَ أَنْ يَسْجُدْنَ لأَزْوَاجِهِنَّ، لِمَا جَعَلَ الله مِنْ حَقِّهِمْ عَلَيْهِنَّ».
ورواهُ غيرُهُ عن شَرِيكٍ فقالَ: عن قيسِ بنِ سعدٍ.
فهل هذه الروايات صحيحة؟ وهل توجد روايات اخرى صحيحة لم اذكرها؟
بارك الله فيكم
ـ[نصر الدين المصري]ــــــــ[13 - 04 - 05, 09:12 م]ـ
حديث (لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) رواه الترمذي. صحيح.
ورد من حديث جماعة من أصحاب النبي في (ص)، منهم أبو هريرة، وأنس بن مالك، وعبد الله بن أبى أوفى، ومعاذ بن جبل، وقيس بن سعد، وعائشة بنت أبي بكر الصديق. 1 - حديث أبى هريرة، يرويه أبو سلمة عنه عن النبي (ص) قال: فذكره. أخرجه الترمذي (1/ 2 1 7) وابن حبان (1291) والبيهقي (7/ 291) والواحدي في (الوسيط) (1/ 161 / 2) من طريق محمد بن عمرو عن أبى سلمة به وزادوا إلا الترمذي: (لما عظم الله من حقه عليها). وقال: (حسن غريب). وهو كما قال. ولفظ ابن حبان: (أن رسول الله (ص) دخل حائطا من حوائط الأنصار، فإذا فيه جملان يضربان ويرعدان، فاقترب رسول اللة (ص) منهما، فوضعا جرانهما بالارض، فقال من معه: (نسجد لك؟ فقال النبي (ص): ما ينبغى لأحد أن يسجد لأحد، ولو كان أحد ينبغى له أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لما عظم الله عليها من حقه). قلت: وإسناده حسن. / صفحة 55 / وأخرجه الحاكم (4/ 171 - 172) والبزار من طريق سليمان بن أبى سليمان عن يحيى بن أبى كثير عن أبي سلمة به نحوه دون قصة الجملين. وقال الحاكم: (صحيح الإسناد). ورده المنذري في (الترغيب) (3/ 75) والذهبي في (التلخيص) بأن سليمان وهو اليمامى ضعفوه. 2 - حديث أنس بن مالك. يرويه خلف بن خليفة عن حفص بن أخى أنس عن أنس قال: قال رسول الله (ص): (لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها). أخرجه النسائي (ق 85/ 2) وأحمد (3/ 158) وكذا البزار كما في (المجمع) (9/ 4) وقال: (ورجاله رجال الصحيح غير حفص بن أخى أنس، وهو ثقة). وقال المنذري: (رواه أحمد بإسناد جيد، رواته ثقات مشهورون، والبزار بنحوه). قلت: وهو كما قالا، لولا أن خلف بن خليفة - وهو من رجال مسلم، وشيخ أحمد فيه - كان اختلط في الآخر، فلعل أحمد سمعه منه قبل اختلاطه. وهو عنده مطول، فيه قصة الجمل وسجوده للنبى (ص)، فهو شاهد جيد لحديث أبي هريرة المتقدم. 3 - حديث عبداللة بن أبى أوفى، يرويه القاسم الشيباني عنه قال: (لما قدم معاذ من الشام، سجد للنبى (ص)، قال: ما هذا يا معاذ؟! * (هامش) * (1) كذا وقع في مسلم، وهو خطأ مطبعى، والصواب (عن) كما في) المسند) وهو ثقة). / صفحة 56 / قال: أتيت الشام فوافيتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم، فوددت في نفسي أن نفعل ذلك بك، فقال رسول الله (ص): فلا تفعلوا، فإنى لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهى على قتب لم تمنعه). أخرجة ابن ماجه (1853) وابن حبان (129 0) والبيهقي (7/ 292) من طريق حماد بن زيد عن أيوب عن القاسم به. قلت: وهذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال الشيخين غير القاسم هذا وهو ابن عوف الشيباني الكوفي، وهو صدوق يغرب كما في (التقريب) وروى له مسلم فرد حديث. وتابعه إسماعيل، وهو ابن علية ثنا أيوب به نحوه. أخرجه أحمد (4/ 381). وخالفه معاذ بن هشام الدستوائى حدثنى أبى حدثنى القاسم بن عوف الشيباني ثنا معاد بن جبل أنه أتى الشام فرأى النصارى. . . الحديث نحوه. أخرجه الحاكم (4/ 172) وقال: (
¥(43/239)
صحيح على شرط الشيخين). ووافقه الذهبي. كذا قالا! والقاسم لم يخرج له البخاري، ثم إن معاذ بن هشام الدستوائى فيه كلام من قبل حفظه، وفي (التقريب): (صدوق ربما وهم). فأخشى أن يكون وهم في جعله من مسند معاذ نفسه، وفي تصريح القاسم بسماعه منه. والله أعلم. نعم قد روي عن معاذ نفسه إن صح عنه، وهو: / صفحة 57/ 4 - حديث معاذ. رواه أبو ظبيان عنه. (أنه لما رجع من اليمن قال: يا رسول الله. . .). فذكره مختصرا. أخرجه أحمد (227/ 5): ثنا وكيع ثنا الأعمش عن أبي ظبيان. وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، لكن أبو ظبيان لم يسمعه من معاذ، واسمه حصين بن جندب الجنبى الكوفي. ويدل على ذلك أمور: أولا: قال ابن حزم في أبي ظبيان هذا: (لم يلق معاذا، ولا أدركه). ثانيا: قال ابن أبى شيبة في (المصنف) (7/ 47 / 1): ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبى ظبيان قال: (لما قدم معاذ من اليمن. . .). قلت: فأرسله، وهو الصواب. ثالثا: قال أحمد وابن أبى شيبة: ثنا عبد الله بن نمير قال: نا الأعمش عن أبي ظبيان عن رجل من الأنصار عن معاذ بن جبل بمثل حديث أبي معاوية. فتأكدنا من انقطاع الحديث بين أبي ظبيان ومعاذ، أو أن الواسطة بينهما رجل مجهول لم يسمه. 5 - حديث قيس بن سعد. يرويه الشعبى عنه قال: (أتيت الحيرة، فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم، فقلت: رسول الله أحق أن يسجد له، قال: فأتيت النبي (ص)، فقلت: إنى أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم، فانت يا رسول الله أحق أن نسجد لك، قال: أرأيت لو مررت بقبري أكنت تسجد له؟ قال: قلت: لا، قال: فلا تفعلوا، لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد، لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن، لما جعل الله لهم عليهن من الحق). / صفحة 58 / أخرجه أبو داود (2140) والحاكم (2/ 187) والبيهقي (7/ 291) من طريق شريك عن حصين عن الشعبى. وقال الحاكم: (صحيح الأسناد لما. ووافقه الذهبي. وأقول: شريك هو ابن عبد الله القاضي وهو سئ الحفظ. 6 - حديث عائشة. يرويه سعيد بن المسيب عنها مرفوعا بلفظ: (لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. ولو أن رجلا أمر امرأة أن تنقل من جبل أحمر إلى جبل أسود، ومن جبل أسود إلى جبل أحمر، لكان نوطا أن تفعل). أخرجه ابن ماجه (1852) وابن أبي شيبة (7/ 47 / 2) وأحمد (6/ 76) من طريق على بن زيد عن سعيد به. وفيه عند أحمد قصة الجمل المتقدمة من حديث أبى هريرة وأنس. وعلي بن زيد هو ابن جدعان وهو ضعيف. وفي الباب عن ابن عباس عند الطبراني في (المعجم الكبير) (3/ 143 / 1) وفيه قصة الجمل. وفيه أبو عزة الدباغ وأسمه الحكم بن طهمان وهو ضعيف. وعن زيد بن أرقم عند أبى إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبى ثابت في (حديثه) (2/ 143 / 1). وفيه صدقة وهو ابن عبد الله السمين، ومن طريقه رواه الطبراني في (الكبير) والأوسط، والبزار كما في (المجمع) (4/ 310) وقال: (وثقه أبو حاتم وجماعة، وضعفه البخاري وجماعة)
ـ[سيف 1]ــــــــ[13 - 04 - 05, 10:58 م]ـ
السلام عليكم
اما الحديث فصحيح ان شاء الله
ولكن هناك تعقيبات على ما ذكره الألباني توصلت اليها
اولا
حديث ابي هريرة حسن كما قال لأن فيه محمد بن عمرو بن علقمة
ابن معين في محمد بن عمرو: ثقة، كما رواه عنه كل من ابن طهمان وابن محرز وابن أبي مريم وابن أبي خيثمة
النسائي (متعنّت): قال: ليس به بأس. وقال: ثقة
أبو حاتم الرازي (متشدد جداً): قال: «صالح الحديث يكتب حديثه، وهو شيخ». وقد قال الذهبي في السير (13\ 260): «إذا وَثَّقَ أبو حاتم رجلاً فتمسّك بقوله. فإنه لا يوثِّق إلا رجلاً صحيح الحديث».
الإمام ابن المبارك: قال: لم يكن به بأس
قلت: يحتج به ابن حزم في المحلى ويصحح حديثه ويقول هذا حديث صحيح
ثانيا:حفص بن أخي أنس ثقة وثقه الداراقطني وقال ابو حاتم (صالح الحديث) اما ابن حزم فادعى انه مجهول!
ثالثا:قول الألباني يمكن أن يكون أحمد بن حنبل سمع منه قبل اختلاطه فليس صحيحا. لأن أحمد نفسه ذكر انه رآه مختلطا وكان أصابه الفالج وكان يحمل ولا يفهم كلامه وانه ما كتب عنه غير بضع أحاديث
قلت ولكن هذا لا يضر لأن آخرون سمعوه من خلف وهم متقدمون على أحمد كثيرا
أجلهم سعيد بن سليمان الواسطي وهو معمر ثقة ثبت من نفس بلد خلف وانتقل ايضا الى بغداد كما انتقل خلف فسماعه منه مبكرا قبل أختلاطه وهذا في رواية ابن ابي الدنيا فقال: حدثنا سعيد بن سليمان عن خلف بن خليفة بنفس السند
رابعا: القاسم بن عوف لا يصل لمرتبة الصدوق وان كان ابن حجر قال ذلك فهو مضطرب الحديث وتركه شعبة وتوقف فيه ابن المديني
اما أثر البيهقي فلم أجد أحد ذكر عبد الرحمن بن أبي بكر النخعي هذا ولعل غيرى يفيدك
¥(43/240)
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 05 - 05, 05:05 م]ـ
النسائي (متعنّت): قال: ليس به بأس. وقال: ثقة
أبو حاتم الرازي (متشدد جداً): قال: «صالح الحديث يكتب حديثه، وهو شيخ». وقد قال الذهبي في السير (13\ 260): «إذا وَثَّقَ أبو حاتم رجلاً فتمسّك بقوله. فإنه لا يوثِّق إلا رجلاً صحيح الحديث».
الأخ الفاضل /
لو بيّنت لنا - كرما - من الذي أطلق هذين الوصفين (التعنت، المتشدد جدا) على الإمامين رحمهما الله تعالى؟.
ـ[سيف 1]ــــــــ[02 - 05 - 05, 06:10 م]ـ
أبو عبد الرحمن أحمد بن علي بن شعيب النسائي، المتوفى سنة 303هـ قال الذهبي في السير (9/ 228) (حسبك بالنسائي وتعنته في النقد).
أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، المتوفى سنة 277هالميزان (2/ 43)،الميزان (2/ 355)، السير (13/ 260)، السير (6/ 320)، وفي المغني في الضعفاء (1/ 137) قال الذهبي (قد يقول أبو حاتم فلان مجهول، ويكون قد روى عن جماعة)،الموقظة (83)
قال الحافظ الزيلعي في نصب الراية في توثيق معاوية بن صالح: وقول أبي حاتم لا يحتج به غير قادح فإنه لم يذكر السبب، وقد تكررت هذه اللفظة منه في رجال كثيرين من أصحاب الصحيح الثقات الأثبات من غير بيان السبب كخالد الحذاء وغيره. انتهى كلام الزيلعي
سير أعلام النبلاء ج13/ص260:
إذا وثق أبو حاتم رجلاً فتمسك بقوله، فإنه لا يوثق إلا رجلاً صحيح الحديث، وإذا لين رجلاً أو قال فيه لا يحتج به فتوقف حتى ترى ما قال غيره فيه، فإن وثقه أحد فلا تبن على تجريح أبي حاتم، فإنه متعنت في الرجال، قد قال في طائفة من رجال الصحاح ليس بحجة ليس بقوي أو نحو ذلك(43/241)
من يسعفنا بحال حديث عائشة ما رأيت منه ولا رأى مني فإني لم أجده في الصحاح ولا الضعاف؟
ـ[عطية]ــــــــ[14 - 04 - 05, 07:56 ص]ـ
من يسعفنا بحال حديث عائشة ما رأيت منه ولا رأى مني فإني لم أجده في الصحاح ولا الضعاف ولا الموضوعات، علما بأن بعض الفقهاء والمفسرين يذكرونه؟
وشكرا سلفا لمن يفيدنا شيئا بتخريج هذا الحديث
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[14 - 04 - 05, 11:27 ص]ـ
http://saaid.net/Doat/ehsan/109.htm
الحديث رقم (155)
لعلك تجد بغيتك
ـ[عطية]ــــــــ[14 - 04 - 05, 01:02 م]ـ
بارك الله فيك يا أخ إحسان وجعل الله هذا في ميزان حسناتك
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[14 - 04 - 05, 02:38 م]ـ
آمين
وجزاك الله خيرا
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[14 - 04 - 05, 04:09 م]ـ
بارك الله في الشيخ إحسان
ولعل يكون فائدة في المرفق:
حدود العورة بين الزوجين
السؤال (32101)
كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- والسيدة عائشة – رضي الله عنها- يغتسلان من الجمابة معاً, وبالمقابل: تقول السيدة عائشة – رضي الله عنها- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -مات عنها و لم ير منها و لم تر منه، فما معنى هذين معاً؟ و بشكل أكثر موضوحاً: ما هو الأدب النبوي فيما يرى الزوجان من بعضهما؟ شكراً لكم. والسلام عليكم.
أجاب عن السؤال لجنة البحث العلمي بالموقع بإشراف الشيخ الدكتور/ عبد الوهاب بن ناصر الطريري (عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً، نائب المشرف على الموقع).
الجواب:
الأصل فيما بين الزوجين أنه يجوز كل شيء إلا الجماع في الدبر والجماع في الحيض والنفاس، وكل ما يحدث سوى ذلك حلال.
أما العورة بين الزوجين فلا حدود لها، فيجوز لكلا الزوجين أن يرى من صاحبه كل شيء حتى العورة نفسها.
وأما اغتسال النبي –صلى الله عليه وسلم- مع عائشة وغيرها من أمهات المؤمنين – رضي الله عنهن- فهذا ثابت في صحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرهما.
وأما حديث عائشة – رضي الله عنها- أنها لم تر عورة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ولم ير منها فهذا الحديث لا يصح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، أخرجه أحمد (24344)، وابن ماجة (662 - 1922)، وغيرهما، وهو حديث ضعيف، ضعفه غير واحد من أهل العلم.
وقد ثبت كما سبق عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أنه كان يغتسل هو وأزواجه معاً، وهو في صحيح البخاري، وصحيح مسلم وغيرهما من حديث عائشة – رضي الله عنها- وغيرها.
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (1/ 364)، استدل به الداودي على جواز نظر الرجل إلى عورة امرأته وعكسه، ويؤيده ما رواه ابن حبان من طريق سليمان بن موسى أنه سئل عن الرجل ينظر إلى فرج امرأته؟ فقال: سألت عطاء فقال: سألت عائشة – رضي الله عنها- فذكرت هذا الحديث بمعناه، وهو نص في المسألة، انظر إرواء الغليل (6/ 213 - 215)، وآداب الزفاف للألباني.
*******************
ويمكنك الاطلاع على الرابط التالي:
اغتسال الرجل مع زوجه في إناء واحد.
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******1.cfm?id=4139
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[14 - 04 - 05, 07:48 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمود
وما ذكره الشيخ الطريري ليس هو الحديث المسئول عنه والذي لم يجده أحد
ونص الحديث الذي أشار إليه الطريري:
عن مولى لعائشة عن عائشة قالت: ما نظرت أو ما رأيت فرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قط ".
وليس فيه " ولم ير مني "
فليس هو الحديث نفسه
والله أعلم
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[03 - 05 - 05, 01:04 ص]ـ
وجدت الحديث ضمن أوراقي القديمة، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
قلت: أخرجه أبو يعلى في "مسنده" - كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي (1/ 457 - 458) - قال:
ثنا مجاهد بن موسى ثنا محمد بن القاسم الأسدي، ثنا أبو [العلاء] كامل بن العلاء، عن أبي صالح، أراه عن ابن عباس قال: قالت عائشة: ((ما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً من نسائه إلا مقنعاً يرخي الثوب على رأسه وما رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رآه مني تعني الفرج)). انتهى.
وقال الزيلعي: ومن طريق أبي يعلى رواه ابن الجوزي في كتابه الوفاء.
قلت: هذا إسناد موضوع؛ فيه محمد بن القاسم الأسدي الكوفي؛ قال الحافظ ابن حجر في "تقريب التهذيب": "كذبوه".(43/242)
حكم الحافظ ابن حجر على سند بأنه صحيح وفيه رواي صدوق
ـ[نوفه]ــــــــ[16 - 04 - 05, 04:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أود من الأخوة الافاضل توضيح المسالة .................. ؟
وقفت على أثر ذكره الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1/ 405) قال: قال مسدد: حدثني يحيى عن محمد بن عجلان، حدثني أبو سعيد مولى - المهري - قال: أقبلت مع صاحب لي من العمرة فوافينا الهلال - هلال رمضان - فنزلنا في أرض أبي هريرة في يوم شديد الحر، فأصبحنا مفطرين إلا رجلاً منا واحدا، فدخل علينا أبو هريرة نصف النهار، فوجد صاحبنا يلتمس برد النخيل، فقال: مابال صاحبكم؟ قالوا صائم قال: ما حمله على الا يفطر! قد رخص الله له، لو مات ما صليت عليه.
قال الحافظ عقب ذكره الآثر: موقوف صحيح.
وأقول في إسناده محمد بن عجلان قال فيه الحافظ: صدوق أختلطت عليه أحاديث أبي هريره
وأبو سعيد المهري: مقبول
والآثر لم أقف له على طريق أخر غير هذا
فكيف حكم عليه الحافظ بأنه صحيح
ـ[سيف 1]ــــــــ[16 - 04 - 05, 05:07 م]ـ
السلام عليكم أخي الكريم
ابن حجر لم يذهل عن ذلك ولكنك لم تطلع علي ترجمة ابن عجلان كاملة واكتفيت بتقريب التهذيب على ما اعتقد وهو لا يعطي الا فكرة سريعة جدا عن حال الراوي بغير تفصيل
اما بن عجلان فهو ثقة واختلاط حديث ابو هريرة عليه فقط عندما يروي من طريق المقبري
فهو نفسه (ابن عجلان) قال:اختلطت علي احاديث المقبري عن ابي هريرة.فقد كان منها احاديث عن المقبري عن ابي هريرة مباشرة واخري عن المقبري عن ابوه عن ابي هريرة و أخرى عن المقبري عن شيخ له عن ابي هريرة.فجعلها ابن عجلان كلها عن المقبري عن ابي هريرة
والحديث الذي ذكرته ليس من طريق المقبري فالأختلاط ليس واقع فيه
ـ[نوفه]ــــــــ[17 - 04 - 05, 03:28 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[18 - 04 - 05, 01:15 ص]ـ
وللفائدة، فقد حررت ترجمة محمد بن عجلان في موضوع (تطبيق عملي لعلم الجرح والتعديل على بعض الرواة المختلف فيهم) في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=536&highlight=%DA%CC%E1%C7%E4+%C7%E1%E3%DE%C8%D1%ED+%C 7%E1%CA%D1%E3%D0%ED
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[26 - 05 - 05, 05:04 ص]ـ
السلام عليكم
شيخنا الفاضل سيف نفع الله به
فما الجواب علي أبي سعيد المهري الذ وصفه الحافظ بأنه مقبول؟؟
برجاء التوضيح
بوركت
ـ[سيف 1]ــــــــ[30 - 05 - 05, 12:39 م]ـ
أنا أقل من أن أوصف بطالب علم أخي فكيف بشيخ.رحمك الله
اما ابو سعيد الهروي فلقد سهوت عنه وانما جردت الجواب على رواية بن عجلان فعذرا(43/243)
أريد تخريج هذا الحديث يحشر قوم من أمتي ......
ـ[العبدالله]ــــــــ[19 - 04 - 05, 11:55 ص]ـ
جاء في الحديث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (يحشر قوم من أمتي يوم القيامة على منابر من نور يمرون على الصراط كالبرق الخاطف، نورهم تشخص منه الأبصار، لا هم بالأنبياء ولا هم بصديقين ولا شهداء إنهم قوم (تقضى على أيديهم حوائج الناس):
إلى الأخوة الأفاضل أريد تخريج هذا الحديث بارك الله بكم وبعلمكم ونفع بكم المسلمين أجمعين.
ـ[العبدالله]ــــــــ[20 - 04 - 05, 02:20 م]ـ
أخوتي الأفاضل هلاّ من مجيب؟ ..........
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[20 - 04 - 05, 02:53 م]ـ
أخي العبدالله ... بورك فيك
لعل هذا الرابط يفيدك:
http://www.dorar.net/mhadith.asp
ـ[العبدالله]ــــــــ[20 - 04 - 05, 04:09 م]ـ
أخي أبو دانية: جوزيت خيرا وبارك الله فيك.
فقد استخدمت الرابط ولكن لم أستطع العثور على الحديث وقد بحثت عنه أيضا في موسوعات الحديث (سيدي الألفية،والذهبية، وموسوعة التخريج الكبرى) التي هي من إصدارات التراث ولكن للأسف لم أجد مبتغاي. فهل من مساعد؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[21 - 04 - 05, 05:13 ص]ـ
أخي الفاضل , أين قرأت هذا الحديث؟
محبكم / خالد الأنصاري.
ـ[العبدالله]ــــــــ[21 - 04 - 05, 12:09 م]ـ
أخي الكريم: خالد الأنصاري
أثابكم الله. هذا الحديث أرسله لي أحد الأصدقاء رسالة في الجوال وذكر لي أنه حسن لذاته صحيح بمجموع طرقه، وطلب مني التأكد من ذلك (بحكم أني طالب في قسم السنة وهذا مجالي) وأنا الآن بعيد من مكتبتي وليس لدي غير الكتاب الإلكتروني (مايحويه الكمبيوتر الخاص بي من موسوعات الحديث وغيره) وأنا الآن أحاول البحث عن مصدره.
فكيف السبيل ياأهل الحديث إلى هذا الحديث؟؟؟؟؟؟ وهل هنالك طريقه لأحصل من خلالها على الحديث الغير مسند؟؟؟
فأنا مقبل على دراسة أحاديث غير مسندة، وأخشى أن يواجهني حديث لا أتمكن من الوقوف عليه في كتب الحديث؟ فهل من مساعد وناصح ودال للطريق؟
جزاكم الله خير الجزاء وأثابكم خير الثواب
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[04 - 09 - 05, 05:47 م]ـ
للرفع
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[21 - 09 - 05, 06:57 ص]ـ
للرفع والتذكير
ـ[أحمددرويش]ــــــــ[10 - 11 - 05, 07:56 م]ـ
بسم الله - أخى إننى صممت برنامجا للبحث الحديثى فى أكثر من 1300 جزء و هو بصدد التجربة الأولى و إننى بحثت الآن عن بعض كلمات من هذا الحديث ببحثين و أجد أنه وجد 45 ذكر لأوله و 117 ذكر لكلام من نصفه فلو أرسلت لى بريدك أرسل لك الدوسيهين لتتمرن
و هذا البرنامج سيوزع وقفا إن شاء الله تعالى
و السلام
ـ[محمد الفجر]ــــــــ[11 - 11 - 05, 03:46 م]ـ
أخي العبد لله ليست مشاركتي إجابة عن سؤالك وإنما هي تساؤل واقتراح
التساؤل هو هل يصح أن نقول الاسم الذي ذكرته (العبد الله)
أنا ماكد انك تقصد العبد لله بارك الله بك فأتمنى ان تحذف الألف بعد حرف الدال حتى لا نقع في اللبس فيصبح الاسم (العبد لله) او (عبد الله) وجزاكم الله خيرا
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[28 - 02 - 06, 05:05 م]ـ
للرفع
ـ[العبدالله]ــــــــ[07 - 03 - 06, 12:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
أشكر لكم متابعتكم، وكم سررت كثيرا لتواصلكم معي، رغم إنقطاعي عن المنتدى، وخصوصا الأخ أحمد درويش، والأخ أبوفيصل44
أخي الكريم: أحمد
لقد أرسلت لك بريدي الإلكتروني، وأنا في إنتظار ردكم، وجزاكم الله خير الجزاء، ونفع بكم.
أخي الكريم: أبو فيصل 44
أشكر لك متابعتك للموضوع والتذكير به، ولا أخفيك سرا فقد أثلجت صدري بمتابعتك ورفعك للموضوع، فهذا إنما يدل على التواصل الأخوي الصادق منكم لرواد هذا المنتدى المبارك، وحرصكم على إفادة ونفع إخوانكم،وكأنك تذكر بحديث حبيبنا ونبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم:" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه .. "
أخي الكريم: محمد الفجر
أشكرك على حرصك وذلك بالتنبيه على الأخطاء اللفظية. ولكن هل يعتبر ذلك خطأً عقدياً .. ؟
وجزا الله الجميع خير الجزاء ......
ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[07 - 03 - 06, 01:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
¥(43/244)
الحمد لله خلق فسوى، وقدر فهدى، وجعلنا من أمة عبده ورسوله المجتبى، صلى الله عليه وعلى أصحابه أعلام الهدى، وعلى من تبع هديه من حماة السنة وليوث العدا، من مبعثه وحتى يحشر الناس غدا.
قلت هذا أخي الكريم نحواًً من حديثك (بالبحث على الحاسوب) وليس فيه ذكر منابر النور ولا المرور على الصراط
مسند الشهاب [جزء 2 - صفحة 117]
1007 - أخبرنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ثنا علي بن بندار ثنا أبو عمران موسى بن القاسم ثنا أحمد بن عبد الرحمن الكزبراني ثنا عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري من أهل المدينة ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله عبادا خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون يوم القيامة.
وقال عنه الهيثمي في المجمع [جزء 8 - صفحة 350]
13710 - وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن لله خلقا خلقهم لحوائج الناس تفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله.
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن أيوب وضعفه الجمهور وحسن حديثه الترمذي وأحمد بن طارق الراوي عنه لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح.
وقال عنه الشيخ الألباني: (ضعيف) انظر حديث رقم: 1949 في ضعيف الجامع
وقد أخرحه مرسلاً ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج [جزء 1 - صفحة 55] قال:
أخبرنا القاضى أبو القاسم نا أبو على نا عبدالله ذكر الحارث ذكر داود بن المجير نا الربيع بن صبيح عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله عبادا خلقهم لحوائج الناس تقضى حوائج الناس على أيديهم أولئك آمنون من فزع يوم القيامة
وفي الفوائد لتمام الرازي [جزء 2 - صفحة 219] نحوه:
1575 - أخبرنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الثمامي ثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب ثنا القعنبي عبد الله بن مسلمة بن قعنب عن سلمة بن وردان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله عبادا اختصهم لقضاء حوائج الناس آلا على نفسه أن لا يعذبهم بالنار فإذا كان يوم القيامة خلوا مع الله عز وجل يحدثهم ويحدثونه والناس في الحساب.
وذكر أنهم على منابر من نور المناوي في فيض القدير [جزء 2 - صفحة 477] فقال:
وهذا يوضحه خبر الطبراني أيضا " إن لله عبادا استخصهم لنفسه لقضاء حوائج الناس وآلى على نفسه أن لا يعذبهم بالنار فإذا كان يوم القيامة أجلسوا على منابر من نور يتحادثون إليه والناس في الحساب "
(طب عن عمر) بن الخطاب قال الهيثمي: فيه شخص ضعفه الجمهور وأحمد بن طارق الراوي عنه لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح.
أما ذكر أن أناساً على منابر من نور يوم القيامة فقد صح من قوله صلى الله عليه وسلم: المقسطون على منابر من نور يوم القيامة. رواه مسلم وغيره.
وكذا قد روى أحمد وابن حبان والطبراني وغيرهم أن المتحابين في الله على منابر من نور يوم القيامة وقال الهيثمي عن سند أحمد والطبراني أن رجاله قد وثقوا.
ويغلب على ظني - والله أعلم - أن مرسل الحديث دخل له حديث في حديث أو حديثين فأدخل لفظ حديث المتحابين في الله في قضاء الحوائج فإن لفظهما يقرب، وكذا أدخل جملة المرور على الصراط.
والله أعلم.(43/245)
ما صحة حديث (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان)؟
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[19 - 04 - 05, 05:27 م]ـ
حديث (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان)
من يتحفنا بتخريجه، أو بذكر من صححه وضعفه من العلماء؟
ـ[نور الدين محمود]ــــــــ[19 - 04 - 05, 06:19 م]ـ
السلام عليكم
اخي ان الحديث الذي اعرفه هو [استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود] وهو (صحيح) أخرجة الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة 3 في باب الأدب والإستئذان والصلة رقم الحديث 1453
الصفحة 436
والسلام عليكم
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[20 - 04 - 05, 12:55 ص]ـ
الأخ (نور الدين محمد) جزاك الله خيرا ....
أولا: الذي أذكره أن الشيخ حسنه على أقل أحواله ولم يصححه.
ثانيا: كلام الشيخ العلامة الألباني رحمه الله تعالى مردود بكلام الإمام أحمد والإمام يحيى بن معين والإمام ابن أبي حاتم، فكلهم حكموا بوضع الحديث!!.
وهذا تخريج للحديث كنت قد كتبته قديما وهو بحاجة إلى مزيد تحرير وترتيب:
أخرجه ابن عدي (828) و العقيلي (508) و الروياني في مسنده (1449) و الطبراني في الصغير (1186) و الأوسط (2455) و الكبير (20/ 94) و في مسند الشاميين (408) وابن جميع في معجمه (ص33) و القضاعي (707)، (708) و أبو نعيم في الحلية (5/ 215) و (6/ 96) و البيهقي في الشعب (6655) والخرائطي في «اعتلال القلوب» (665) كلهم من حديث معاذ بن جببل، و الحديث إسناده منقطع؛ خالد بن معدان لم يسمع من معاذ بن جبل، وسعيد بن سلام العطار، كذبه أحمد و غيره.
و قد تابعه – أعني سعيد بن سلام- حسين بن علوان، أخرجه ابن عدي (489) و حسين بن علوان كذاب.
- و في الباب عن علي، عند الخلعي في فوائده، ذكره السيوطي في اللاّلي بسنده.
- و عن ابن عباس، أخرجه الخطيب في تاريخه (4124) و في سنده الإبرازي، كذاب.
- و عن عمر، أخرجه الخرائطي في «اعتلال القلوب» (665) وفيه حلبس بن محمد متروك، و فيه انقطاع؛ عطاء لم يدرك عمر.
- و عن أبي هريرة، أخرجه السهمي في تاريخ جرجان (356) وابن حبان في «روضة العقلاء» وإسناده ضعيف وهو أمثلها.
وقد جاء الحديث من طريق صحابي آخر ولم أر من ذكره قبل، وقد وقف عليه بحمد الله:
- وهو حديث بريدة بن الحصيب، أخرجه ابن قتيبة في عيون الأخبار (1/ 96) (3/ 135) وإسناده ضعيف جدا.
قال أحمد بن حنبل ويحيى: هذا موضوع، وليس له أصل. كما في المنتخب من علل الخلال لابن قدامة _25) وقال أبو حاتم: هذا حديث لا يعرف له أصل. كما في العلل لابنه (2258).
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[20 - 04 - 05, 12:59 ص]ـ
وانظر تعليق الشيخ طارق عوض الله على العلل للخلال
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 04 - 05, 01:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ولخالد المؤذن رسالة موسعة في تخريج هذا الحديث وبيان عدم صحته (إقامة البرهان على ضعف حديث {استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان}
وقد قدم له الشيخ مقبل الوادعي.
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[20 - 04 - 05, 08:58 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
الشيخ عبد الرحمن الفقيه أين أجد الكتاب الذي أشرتم إليه آنفاً؟
ـ[أبو رشيد]ــــــــ[20 - 04 - 05, 03:12 م]ـ
سمعت الشيخ المحدث عبدالله بن عبدالرحمن السعد في احدى أشرطته يعل هذا الحديث ...
ـ[باسم بن السعيد]ــــــــ[30 - 12 - 05, 09:07 م]ـ
الأخوة الكرام، الشيخ الألباني رحمه الله قد حكم على رواية من الروايات بالصحة
استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان؛ فإن كل ذي نعمة محسود
الراوي: معاذ بن جبل و عمر بن الخطاب و ابن عباس و علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 943
(المصدر: www.dorar.net)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[30 - 12 - 05, 10:29 م]ـ
جاء في أخبار أصبهان ((حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن زكرياء ثنا سليمان بن كراز ثنا مبارك بن فضالة بن جعفر من أصله ثنا محمد ابن زكرياء ثنا عمر بن حيى القرشي ثنا شعبة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قلوب بني آدم تلين في الشتاء وذلك أن الله عز وجل حلق آدم من طين والطين يلين في الشتاء". وبإسناده عن معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استعينوا بإنجاح الحوائج بالكتمان لها فإن كل ذي نعمة محسود"))
قلت فيه متابعة شعبة لسعيد بن سلام ولكن في قلبي شيء من هذا السند فقد رأيت مكانه إسناداً آخر إلى عمر في نسخة أخرى لأخبار أصبهان
وهو حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر من أصله ثنا محمد بن زكرياء ثنا عمر بن يحي القرشي فذكره
ومحمد بن زكريا وجدت له ترجمة في تاريخ الإسلام للذهبي
فيها قول ابن مندة ((تكلم في سماعه))
وعمر بن يحي لم أعرفه
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[01 - 01 - 06, 11:52 م]ـ
ثانيا: كلام الشيخ العلامة الألباني رحمه الله تعالى مردود بكلام الإمام أحمد والإمام يحيى بن معين والإمام ابن أبي حاتم، فكلهم حكموا بوضع الحديث!!.
ولخالد المؤذن رسالة موسعة في تخريج هذا الحديث وبيان عدم صحته (إقامة البرهان على ضعف حديث {استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان}
وقد قدم له الشيخ مقبل الوادعي.
جزيتما خيراً
¥(43/246)
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[06 - 01 - 06, 07:58 ص]ـ
السلام عليكم
اخي ان الحديث الذي اعرفه هو [استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود] وهو (صحيح) أخرجه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة 3 في باب الأدب والإستئذان والصلة رقم الحديث 1453
الصفحة 436
والسلام عليكم
الصواب: خرَّجَه، و ليس: أخرجه
وبينهما فرقٌ
والله الموفق.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[30 - 05 - 07, 05:22 ص]ـ
الصواب: خرَّجَه، و ليس: أخرجه
وبينهما فرقٌ
جزاك الله خير أخي الكريم ذلك لا يهم المهم المعنى والمقصد وقد كان هناك علماء أكابر لا يجيدون النحو والصرف ومن ضمنهم أبو وضاح القرطبي صاحب كتاب البدع فقد كان ضعيف في هذا العلم.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 09:27 ص]ـ
- و عن أبي هريرة، أخرجه السهمي في تاريخ جرجان (356) وابن حبان في «روضة العقلاء» وإسناده ضعيف وهو أمثلها.
ليتك تبين وجه الضعف في هذه الرواية وهي التي جودها الشيخ الألباني، وأعل باقي طرق الحديث.
وهذا كلام الشيخ الألباني للتيسير:
4 - و أما حديث أبي هريرة فيرويه سهل بن عبد الرحمن الجرجاني عن محمد بن مطرف
عن محمد بن المنكدر عن عروة بن الزبير عنه مرفوعا. أخرجه ابن حبان في " روضة
العقلاء " (ص 187) و السهمي في " تاريخ جرجان " (ص 182 في ترجمة الجرجاني
هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا، و هو عندي سهل بن عبد الرحمن المعروف بـ
" السندي بن عبدويه الرازي "، قال ابن أبي حاتم (2/ 1 / 201). " يكنى بأبي
الهيثم، روى عن زهير بن معاوية و شريك و مندل و جرير بن حازم، و غيرهم. روى
عنه عمرو بن رافع و حجاج بن حمزة و أبو عبد الله الطهراني و محمد بن عمار
و غيرهم. سمعت أبا الوليد يقول: لم أر بالري أعلم بالحديث من رجلين: يحيى بن
الضريس، و من زائد الأصبع، يعني السندي. سئل أبي عنه؟ فقال: " شيخ ".
و أخرج له أبو عوانة في " صحيحه " و ذكره ابن حبان في " الثقات " كما في
" اللسان ".
قلت: فالحديث بهذا الإسناد جيد عندي. و الله أعلم. انتهى كلامه - رحمه الله -.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 10:09 ص]ـ
تتمة:
أخرجه ابن حبان في " روضة العقلاء" (ص/67): من طريق محمد بن إبراهيم بن سعيد عن الهيثم بن أيوب الطالقاني عن سهل به.
وتابع محمد بن إبراهيم سيار بن نصر بن سيار البزاز عند السهمي في " تاريخ جرجان" (ص/223)، وابن أبي جرادة في "بغية الطلب في تاريخ حلب" (10/ 4347) - ولكن ابن أبي جرادة لم يذكر الهيثم - به.
فمن يتحفنا بتراجم هؤلاء الرواة.
واين أجد رسالة (إقامة البرهان).
ـ[ابو عبد الله الهلالى]ــــــــ[26 - 12 - 07, 02:47 م]ـ
ليتك تبين وجه الضعف في هذه الرواية وهي التي جودها الشيخ الألباني، وأعل باقي طرق الحديث.
-.
قال الشيخ طارق بن عوض الله فى تعليقه على المنتخب من علل الخلال ص (83 - 84)
هذا الحديث يروى عن اكثر من صحابى وكل اسانيده واهية جدا
واشبهها ما رواه ابن حبان فى روضة العقلاء ص (187) والسهمى فى تاريخ جرجان (223) من طريق الهيثم بن ايوب الطا لقانى عن سهل بن عبد الرحمن الجرجانى عن محمد بن مطرف عن محمد بن المنكدر عن ابى هريرة مرفوعا اخلرجه السهمى فى ترجمة الجرجاني المذكور ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا
والجرجانى هذا لم اعرفه وذهب بعض افاضل العصر الى انه سهل بن عبد الرحمن المعروف بالسندى بن عبدويه الرازى المترجم فى الجرح والتعديل لابن ابى حاتم
ولم يظهر لى ذلك بل الظاهر انه لا يروى عن غير محمد بن مطرف والمتامل لترجمته يظهر له ذلك ولو سلمنا بانه هو الرازى لما كان حديثه بصحيح ايضا فالرازى وان قال فيه ابو الوليد الطيالسى لم ار بالرى اعلم بالحديث منه ومن يحيى بن الضريس الا ان ابا حاتم قال فيه شيخ وهذه صيغة تليين وعند غيره وانظر الجرح (1/ 1/37) وابن حبان وان ذكره فى الثقلت (8/ 304) الا انه قال يغرب فمثل هذا لايحتمل منه التفرد عن محمد بن مطرف دون اصحابه العرفين بحديثه فهذا الحديث شاذ او منكر
ويؤكد هذا انه تفرد عنه بحديث آخر منكر لم يتابعه عليه احد وهو حديث "ذبوا باموالكم عن اعراضكم" وهو فى ترجمته فى تاريخ جرجان ايضا
¥(43/247)
وهذه القاعدة فى التفرد من القواعد الهامة جدا وقد نبه عليها كثير من اهل العلم كمسلم وغيره.انتهى
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[26 - 12 - 07, 09:33 م]ـ
بارك الله فيكم.
جاء في أخبار أصبهان ((حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن زكرياء ثنا سليمان بن كراز ثنا مبارك بن فضالة بن جعفر من أصله ثنا محمد ابن زكرياء ثنا عمر بن حيى القرشي ثنا شعبة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قلوب بني آدم تلين في الشتاء وذلك أن الله عز وجل حلق آدم من طين والطين يلين في الشتاء". وبإسناده عن معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استعينوا بإنجاح الحوائج بالكتمان لها فإن كل ذي نعمة محسود"))
قلت فيه متابعة شعبة لسعيد بن سلام ولكن في قلبي شيء من هذا السند فقد رأيت مكانه إسناداً آخر إلى عمر في نسخة أخرى لأخبار أصبهان
وهو حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر من أصله ثنا محمد بن زكرياء ثنا عمر بن يحي القرشي فذكره
ومحمد بن زكريا وجدت له ترجمة في تاريخ الإسلام للذهبي
فيها قول ابن مندة ((تكلم في سماعه))
وعمر بن يحي لم أعرفه
قال أبو نعيم في الحلية (5/ 215): (حدثنا فاروق الخطابي، ثنا أبو خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي وأبو مسلم الكشي، قالا: ثنا سعيد بن سلام العطار، ثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " استعينوا على حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود ".
غريب من حديث خالد، تفرد به عنه ثور، حدث به عمرو بن يحيى البصري عن شعبة عن ثور)،
وقال -بعد أن أسنده في موضع آخر (6/ 96) -: " غريب من حديث ثور، لم نكتبه إلا من حديث سعيد عاليًا ".
وقد كان العقيلي قال -في ترجمة سعيد بن سلام في الضعفاء (2/ 109) -: " لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به "،
وقال الطبراني -في الأوسط (3/ 55 رقم: 2455) -: " لا يروى هذا الحديث عن معاذ إلا بهذا الإسناد، تفرد به سعيد "،
وقال الدارقطني -في الأفراد، كما في أطرافه (2/ 130 رقم: 4344) -: " تفرد به سعيد بن سلام عن ثور بن يزيد عن خالد ".
ونقل الزيلعي -في تخريج أحاديث الكشاف (2/ 362) - عن ابن طاهر المقدسي قوله -في كتابه في الكلام على أحاديث الشهاب-: " ورواه شعبة عن ثور، ولا يثبت عنه ".
وتفرد هذا الراوي عن شعبة فيه نكارة، وربما تصحف عليه أو على من دونه (سعيد) إلى (شعبة).
قال ابن طاهر: " ورُوي عن حفص بن غياث عن ثور، وحفص ثقة، إلا أن الذي رواه عنه غير ثقة ".
وقال أبو الشيخ الأصبهاني -في كتاب الأمثال (ص119 رقم: 200) -: (حدثنا نوح بن منصور، ثنا محمد بن معقل بحلب، ثنا وكيع، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " استعينوا على طلب حوائجكم بكتمانها، فإن لكل نعمة حسدة، ولو أن امرءًا كان أقوم من قدح لكان له من الناس غامز ").
وشيخ أبي الشيخ ترجمَهُ -في طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 406) -، ولم يعدّله. وشيخه لم أجد له ترجمة، وتفرده عن وكيع مستنكر.
وفي كتاب الشيخ المؤذن ما يفيد في بيان علل حديث أبي هريرة المخرج في تاريخ جرجان، حيث بيَّن أن سهل بن عبد الرحمن الجرجاني غيرُ سهل بن عبد الرحمن ابن عبدويه السندي الرازي؛ بأربعة اعتبارات.
ثم بيَّن حال السندي الرازي -على التسليم بأنه هو الواقع في السند-، وبيَّن أن تفرّده عن محمد بن مطرف لا يُحتمل منه.
وأطال في مسائل مهمة في الجرح والتعديل بكلام قيِّم.
ونظرةٌ في تلاميذ محمد بن مطرف -وهو من الثقات الضابطين- تبيّن بُعْدَ قبول انفراد شيخٍ مقلٍّ لم يوثق توثيقًا معتبرًا عنه.
أخرجه ابن حبان في " روضة العقلاء" (ص/67): من طريق محمد بن إبراهيم بن سعيد عن الهيثم بن أيوب الطالقاني عن سهل به.
وتابع محمد بن إبراهيم سيار بن نصر بن سيار البزاز عند السهمي في " تاريخ جرجان" (ص/223)، وابن أبي جرادة في "بغية الطلب في تاريخ حلب" (10/ 4347) - ولكن ابن أبي جرادة لم يذكر الهيثم - به.
ابن العديم (وهو ابن أبي جرادة) أخرجه في بغية الطلب من طريق حمزة السهمي الذي أخرجه في تاريخ جرجان، فالروايتان واحدة، وسقوط الهيثم الطالقاني في بغية الطلب خطأ:
- فقد أسند السهمي في الموضع نفسه حديثًا آخر من طريق سهل بن عبد الرحمن نفسه بالإسناد نفسه، ولم يسقط فيه الطالقاني،
- ونقل الزيلعي -في تخريج أحاديث الكشاف (2/ 361) - إسناد السهمي من تاريخ جرجان، ولم يسقط فيه الهيثم أيضًا.
والله أعلم.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 09:58 ص]ـ
وفي كتاب الشيخ المؤذن ما يفيد في بيان علل حديث أبي هريرة المخرج في تاريخ جرجان، حيث بيَّن أن سهل بن عبد الرحمن الجرجاني غيرُ سهل بن عبد الرحمن ابن عبدويه السندي الرازي؛ بأربعة اعتبارات.
ثم بيَّن حال السندي الرازي -على التسليم بأنه هو الواقع في السند-، وبيَّن أن تفرّده عن محمد بن مطرف لا يُحتمل منه.
وأطال في مسائل مهمة في الجرح والتعديل بكلام قيِّم.
ونظرةٌ في تلاميذ محمد بن مطرف -وهو من الثقات الضابطين- تبيّن بُعْدَ قبول انفراد شيخٍ مقلٍّ لم يوثق توثيقًا معتبرًا عنه.
بارك الله فيكم.
هل يمكنك نقل الشيخ المؤذن كاملا عن حديث أبي هريرة.
¥(43/248)
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 02:43 م]ـ
للرفع والتذكير ...
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[10 - 08 - 08, 04:20 م]ـ
هل جزء (إقامة البرهان) متوفر في الأسواق أو عند أحد مصورا؟
ـ[ايهاب اسماعيل]ــــــــ[10 - 08 - 08, 05:11 م]ـ
كتاب إقامة البرهان على ضعف حديث استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان متوفر فى مكتبة الرشد العامرة ويمكنك الحصول عليه هناك وإلا فهو متوفر عندهم فى فرع القاهرة
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[11 - 08 - 08, 06:36 ص]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم ذلك لا يهم المهم المعنى والمقصد وقد كان هناك علماء أكابر لا يجيدون النحو والصرف ومن ضمنهم أبو وضاح القرطبي صاحب كتاب البدع فقد كان ضعيف في هذا العلم.
وإياك أخي الكريم
وبارك فيك
ليس للنحو علاقة لا من قريب ولا من بعيد حول تنبيهي، وإنما الخطأ من ناحية الصنعة الحديثية الصرفة فقط، والله الموفق.
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[13 - 08 - 08, 11:47 م]ـ
ليس للنحو علاقة لا من قريب ولا من بعيد حول تنبيهي، وإنما الخطأ من ناحية الصنعة الحديثية الصرفة فقط، والله الموفق. خَرَّجَه: من (التخريج) وهو ذكر مرويات الحديث وعزوها إلى الكتب المسندة. أخرَجه: من (الإخراج) أي رواه، فالمقصود بها هنا الرواية. والأخ كان يقصد الخطأ في اللغة وليس في النحو، فشتان ما بينهما.
ـ[محمد بن أبي أحمد]ــــــــ[15 - 08 - 08, 12:46 ص]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم ذلك لا يهم المهم المعنى والمقصد وقد كان هناك علماء أكابر لا يجيدون النحو والصرف ومن ضمنهم أبو وضاح القرطبي صاحب كتاب البدع فقد كان ضعيف في هذا العلم.
بل يهم جداً. ولا علاقة هنا لا بالنحو ولا بالصرف
و ليس (أبو وضاح) بل (ابن وضاح)
وتقويم اللسان من أهم المهمات لطالب العلم وأول ما ينبغي عليه الاعتناء به بعد تعلّم ما يجب عليه في دينه.
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[15 - 08 - 08, 12:51 ص]ـ
أحسنتما ...
بارك الله فيكما
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[15 - 08 - 08, 08:22 ص]ـ
والضعيف في زمانهم كمن يحمل شهادة الدكتوراه في زماننا.
ـ[الزهراني الجبل]ــــــــ[28 - 08 - 08, 03:07 ص]ـ
الحديث ضعيف وإن كان معناه صحيح
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[05 - 04 - 09, 07:10 م]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم ذلك لا يهم المهم المعنى والمقصد وقد كان هناك علماء أكابر لا يجيدون النحو والصرف ومن ضمنهم أبو وضاح القرطبي صاحب كتاب البدع فقد كان ضعيف في هذا العلم.
بارك الله بالجميع ...
واخونا:أبو محمد القحطاني قد أفاد كثيرا وهي قضية مهمة للغاية وهو محق في قوله ....
فالشيخ الألباني ليس راوي حديث. ولم يبق أصلا أسانيد حقيقية منذ قرون طويلة ...
بل هو محقق حديث ويحكم بشهادات السابقين من علماء الحديث على الرجال وأحوالهم .. والحقيقة أن الفرق هائل جدا بين:أخرجه (أي محدث أصلا في صحيحه أو سننه أو مسنده أو معجمه .... )
والآخر:خرجه: أي ذكر ما للحديث أو عليه من دواعي الصحة أو الضعف .......
والله الموفق
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[05 - 04 - 09, 07:11 م]ـ
والضعيف في زمانهم كمن يحمل شهادة الدكتوراه في زماننا.
بل كمن يحمل (شوال) شهادات دكتوراه إلا من رحم ربي ... !!!
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[05 - 04 - 09, 09:18 م]ـ
صدقت .. الضعيف في زمانهم أفضل من حملة (الشوالات) ... والله المستعان.
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[06 - 04 - 09, 02:41 م]ـ
أحسن الله إليكم
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[06 - 04 - 09, 06:32 م]ـ
بل الجامعات التي تمنحهم شهادات دكتوراة في الشريعة (إلا ما ندر في العالم الإسلامي) هي أول من يحارب الشريعة ويستكبر بل ويستهزأ بها .... وكثير جدا منها أوكارا لعبدة الشياطين, ومنارات للكفر والفسوق والعصيان .... ثم - ويا للخيبة- تمنح شهادات في الشريعة .....
أنا لا أعتدي والعياذ بالله ... بل هذا هو الواقع ....
والله أعلم
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[07 - 04 - 09, 08:50 ص]ـ
(استعينوا على إنجاح الحوائج. بالكتمان فان كل ذى نعمة محسود)
ضعيف جداً أو موضوع. رواه العقيلى (2/ 109) والطبرانى فى الكبير (20/ 94) (رقم 183) والاوسط (1455) والصغير (1186) ومسند الشامين (408) والرويانى (1449) وابن عدى (3/ 404) وابو نعيم فى الحلية (5/ 215) (6/ 96) والبيهقى فى الشعب (6655) وابن الجوزى فى (الموضوعات) من حديث معاذ.
قال الشيخ مجدى عرفات فى " تحفة المحبين " (ص 30)
(وفى اسناده سعيد بن سلام العطار الاعور كذبه احمد وغيره والحديث من منكراته وله اسناد اخر عن ابن عدى (2/ 360) فيه حسين بن علوان عامة احاديثه موضوعة ورواه الخطيب فى التاريخ (8/ 56) من حديث ابن عباس وفى سنده كذاب والحسين بن عبيد الله صاحب السلعة كذاب ومن طريقه ابن الجوزى فى " الموضوعات " (2/ 82) ورواه ابن حيان فى روضة العقلاء (187) من حديث ابى هريرة وسنده ضعيف جدا) ا هـ
¥(43/249)
ـ[عمرو الأمير]ــــــــ[18 - 04 - 09, 07:34 م]ـ
((استعينوا على إنجاح الحوائج))
((استعينوا على قضاء حوائجكم))
برجاء من الإخوة الموحدين مقارنة هاتين الروايتين بالآتي:
((إياك نعبد وإياك نستعين))
((إذا استعنت فاستعن بالله))
((واستعن بالله ولا تعجز))
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[25 - 04 - 09, 09:25 م]ـ
الاخ ايهاب
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما هو عنوان المكتبة فى القاهرة
و جازاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الله البلتاني]ــــــــ[19 - 11 - 09, 09:37 ص]ـ
((استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود)) [ضعيف] رواه الطبراني في الكبير (16608) والأوسط (2550) والصغير (1182) والبيهقي في الشعب (6379) وأبو نعيم (2/ 361) وابن قتيبة في عيون الأخبار (3/ 119) من رواية أوس بن عبد الله بن بريدة ورواه الخطيب في التاريخ (8/ 57) ورواه ابن عدي مرة (4/ 362) من طريق سعيد بن سلام وأخرى (3/ 232) من طريق الحسين بن علوان ثم قال ابن عدي: الحسين في عداد من يضع الحديث كلاهما من حديث معاذ بن جبل. وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 82 - 83) ورد الحديث الشيخ المعلمي اليماني في تعليقه على الفوائد المجموعة (صـ70) وأوضح أن طرقه كلها واهية فيها هلكة ومتروكين. قال في الفوائد (236 - 237): قال في الوجيز: روي عن معاذ بن جبل وفيه سعيد بن سالم متروك، وعن ابن عباس وفيه وَضَّاع، وقال الصغاني: موضوع. وقال الهيثمى في المجمع (13737) رواه الطبراني في الثلاثة وفيه سعيد بن سلام العطار قال العجلى لا بأس به وكذبه أحمد وغيره وبقية رجاله ثقات إلا أن خالد بن معدان لم يسمع من معاذ.
قلت: خرج هذا الحديث الشيخ الإمام في الصحيحة (1453) من خمس طرق [عن معاذ وعليّ وابن عباس وأبي هريرة وأبي بردة] ثم ضعف الكل ما عدا حديث أبو هريرة فقد قال: فالحديث بهذا الإسناد جيد عندي. وإليك الإسناد الذي قواه شيخنا وهو ما رواه السهمي في تاريخ جرجان (1/ 57) قال: أبو بكر الإسماعيلي حدثني أبو بكر بن عمير حدثنا سيار بن نصر البزاز البغدادي بحلب حدثنا الهيثم بن أيوب الطالقاني حدثنا سهل بن عبد الرحمن الجرجاني لقيته بالبادية بسوق فيد عن محمد بن مطرف عن محمد بن المنكدر عن عروة بن الزبير عن أبي هريرة يرفعه. قلت: سهل بن عبد الرحمن لم أهتدي إليه في كتب التراجم، فلما وجدت شيخنا يقول: هو عندي سهل بن عبد الرحمن المعروف بـ " السندي بن عبدويه الرازي " ففتشت عنه فإذا بأقوال أهل العلم فيه كالأتي:
1 - قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (867): سئل أبي عنه فقال: شيخ. قال بن أبي حاتم في الجرح (2/ 34): وإذا قيل شيخ فهو بالمنزلة الثالثة يكتب حديثه وينظر فيه. وهي الطبقة الثالثة عند البعض من طبقات التعديل. وأبو حاتم لقي السندي بن عبدويه وسمعه ولم يكتب عنه
2 - قال ابن حبان في الثقات (1/ 304): يغرب. قلت: فلا يُؤْمَن أن يكون هذا الحديث من غرائبه.
وذكره الحافظ في اللسان (4015) وأورد فيه كلام أبو حاتم وابن حبان كما مر بك ولم يزد شئ.
وأما قول شيخنا أن سهل بن عبد الرحمن الجرجاني هو (السندي ابن عبدويه الرازي) فهو غير مُسَلم وذلك لأن كل من ترجم للسندي هذا لم يذكر أن من شيوخه محمد بن مطرف ولم يذكر أن ممن أخذ عنه الهيثم بن أيوب ولا يصح اعتماد هذا القول من شيخنا إلا بدليل واضح فإن علمت ذلك علمت أن سهل هذا لا توجد له ترجمة في كتب التراجم ولم أري من ذكره على طول البحث والحرص علي ذلك.
وأيضا أبو بكر بن عمير وسيار بن نصر البزاز البغدادي لم أجد لهما ترجمة في كتب التراجم.
وقد سألت شيخنا على حشيش عن هذا الحديث فقال: (لا يصح). وسألت شيخنا طارق بن عوض الله عنه فقال: (حديث معلول لا يصح)
قلت: في القلب من هذا الحديث شئ ولا يصح خاصة أن الأئمة الكبار كالعقيلي والذهبي وابن عدي والهيثمي وغيرهم قد ردوا هذا الحديث ولم يلتفتوا لهذا السند الذي أورده السهمي وابن قدامه في روضة العقلاء والله أعلم.
بتصرف من كتاب القول النفيس فيما لم يصح من حديث
ـ[أبو مازن السلفي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 02:32 م]ـ
من قرأ كتاب الشيخ خالد المؤذن الذي قدم له الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى،
علم يقينًا أن هذا الحديث لا يصح.
ـ[أبو عبد الله الطيبي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 10:31 ص]ـ
استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود
(عق عد طب حل هب) عن معاذ بن جبل (الخرائطي في اعتلال القلوب) عن عمر (خط) عن ابن عباس (الخلعي في فوائده) عن علي.
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 943 في صحيح الجامع
وفي السلسلة الصحيحة/1453 - صحيح.
فالحديث في سنده علة ومن درس الحديث سيحكم عليه حكماً ومعناً وفقهاً صحيح
والله تعالى أعلم
ـ[أديب بشير]ــــــــ[04 - 07 - 10, 04:02 م]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله الطيبي:
فالحديث في سنده علة ومن درس الحديث سيحكم عليه حكماً ومعناً وفقهاً صحيح
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزهراني الجبل:
الحديث ضعيف وإن كان معناه صحيح
من أين لكما بصحة هذا الخبر (فان كل ذي نعمة محسود)؟، هل وجدتما له شاهدا من الكتاب أو السنة على عمومه؟
¥(43/250)
ـ[وليد]ــــــــ[20 - 09 - 10, 11:45 م]ـ
لم أفهم
هل هو صحيح أم ضعيف؟
ـ[أبو عبد الله البلتاني]ــــــــ[24 - 09 - 10, 09:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم، فإن خلاصة القول والله أعلم أن الحديث منكر لا يثبت، وبعد البحث في علله والتوصل إلى مكمن ضعفه فقد قمت ببحث حوله انتهى بالحكم عليه بالنكارة وقدمته لفضيلة الدكتور محمد سعيد رسلان ففرح به وبارك، وأخبرت شيخنا الهمام الشيخ أحمد شحاتة الألفي بهذا الحكم فبادرني قائلًا: هو عندنا حديث منكر. ورحم الله شيخنا الألباني وأسكنه فسيح جناته على صبره ومثابرته في خدمة هذا العلم الجليل آآمين
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 10:04 ص]ـ
380_ حديث " استعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان فإن كل ذي نعمة محسود " غير صحيح
441_ حديث " استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان " باطل لا يصح!
فتاوى السعد ........(43/251)
هل صح هذا الحديث عن رسول الله (كنت أول النبيين ... )
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[20 - 04 - 05, 11:55 ص]ـ
كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث وفي رواية أول الناس في الخلق.
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[20 - 04 - 05, 07:21 م]ـ
الحديث أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 1209)، والطبراني في مسند الشاميين (4/ 35) كلاهما من طريق
(سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال .... ).
وعلته سعيد بن بشير قال الذهبي في ميزان الاعتدال في نقد الرجال (2/ 128):
قال أبو مسهر لم يكن في بلدنا أحفظ منه وهو منكر الحديث
وقال أبو حاتم محله الصدق
وقال البخاري يتكلمون في حفظه
وقال بقية سألت شعبة عنه فقال ذاك صدوق اللسان
وقال عثمان عن ابن معين ضعيف
وقال عباس - عن ابن معين ليس بشيء
وقال الفلاس حدثنا عنه ابن مهدي ثم تركه
وقال النسائي ضعيف
وقال ابن الجوزي قد وثقه شعبة ودحيم
وقال ابن عيينة حدثنا سعيد بن بشير - وكان حافظا.
وذكر الذهبي الحديث من غرائبه.
وضعفه الحافظ ابن كثير في تفسيره (3/ 470) وقال: "وقد رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به مرسلا وهو أشبه ورواه بعضهم عن قتادة موقوفا والله أعلم".
وضعفه الألباني في الضعيفة (2/ 115).
ـ[حارث همام]ــــــــ[20 - 04 - 05, 08:05 م]ـ
كنت قد كتبت شيئاً مطولاً لبعض مشايخنا وقد أحال علي بضعة أحاديث في هذا المعنى، وهذا أحدها، وأنقل هنا مايتعلق بموضوعكم لعله يفيدكم:
أما الحديث الأول: (أنا أول النبيين خلقاً وآخرهم بعثاً). وهو مثل الحديث الآخر: (إن الله خلقني قبل النبيين وبعثني بعدهم فبدأ بي قبلهم)، ذكره بعض أهل العلم بمعنى قريب منه (انظر تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير 3/ 470) فالكلام فيهما واحد.
فالمرفوع منه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ضعيف، والأشبه أنه مرسل من قتادة رحمه الله، ومع ذلك فلأهل العلم في بيان معناه كلام معروف لا إشكال معه.
وهذه الألفاظ جاءت في رواية الإمام أبي جعفر ابن جرير الطبري، في تفسير سورة سبحان، من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- في بعض روايات أحاديث الإسراء وهي مطولة جداً، قال ابن كثير –رحمه الله-: "وفيها غرابة" (تفسير القرآن العظيم 3/ 18)، وقد ساقها ابن جرير في تفسيره (15/ 6) من حديث:
علي بن سهل، حدثنا حجاج، حدثنا أبوجعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية الرياحي، عن أبي هريرة أو غيره. وقد ساق الأثر أيضاً في تهذيب الآثار من نفس الطريق برقم (727) 1/ 422.
وقد روى هذا الأثر أيضاً ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (3/ 373) من طريق جعفر بن أحمد بن عاصم ثنا هشام بن عمار ثنا بقية حدثني سعيد بن بشير حدثني قتادة عن الحسن عن أبي هريرة، ثم قال ابن عدي: "وهذا يرويه عن قتادة سعيد بن بشير وخليد بن دعلج، وقد ذكر رواية خليد بن دعلج له في الكامل من طريق البزار (3/ 49) عندما ذكر خليداً بلفظ (كنت أول الناس). ولكنه في سياق تفسير قول الله تعالى: (وإذ أخذ الله من النبيين ميثاقهم) الآية.
قال ابن كثير (التفسير 3/ 470): "قال ابن أبي حاتم, حدثنا أبو زرعة الدمشقي, حدثنا محمد بن بكار, حدثنا سعيد بن بشير, حدثني قتادة, عن الحسن, عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى: (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح) الآية. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث فبدأ بي قبلهم). سعيد بن بشير فيه ضعف؛ وقد رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة مرسلاً وهو أشبه، ورواه بعضهم عن قتادة موقوفاً والله أعلم".
وذكروا أن ابن أبي حاتم رواه في تفسيره كما ذكر السيوطي في الدر المنثور في الأحاديث المشتهرة، ولم أجده عنده في تفسير الآية، فليحقق.
وفي هذين السياقين ذكر أهل العلم الحديث فرواه أبوالقاسم الطبراني في مسند الشاميين (4/ 34) من حديث سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعاً.
ورواه تمام بن يحيى الرازي في فوائده (2/ 15) من طريق بشير, عن قتادة ,عن الحسن, عن أبي هريرة.
وراه الخلال في كتاب السنة (1/ 187) من طريق أبي جعفر الرازي.
¥(43/252)
ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (1/ 149) قال: أخبرنا عبدالوهاب بن عطاء ,عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، قال وأخبرنا عمر بن عاصم الكلابي, أخبرنا أبو هلال, عن قتادة قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر نحوه (كنت أول الناس) هكذا مرسلاً، وكذلك ابن أبي شيبة روى نحوه (بدء بي في الخير وكنت آخرهم في البعث) مرسلاً عن قتادة (المصنف 6/ 322).
وهكذا رواه أبو نعيم في الدلائل ص6 مرسل عن قتادة وانظر البداية والنهاية 2/ 298.
أما الموقوف على قتادة فقد رواه ابن جرير في تفسير الآية 21/ 126:
فقال: حدثنا محمد بن بشار، قال ثنا سليمان، قال ثنا أبوهلال، قال: كان قتادة ... وهذا إسناد جيد كالمرسل ولاتعارض بينهما، فقد كان قتادة رحمه الله من أئمة التفسير، فربما فسر الآية مراراً لمن حضره، وربما أرسل أحياناً.
ورواه غيرهم، وكلهم من إحدى الطريقين السابقين.
وبهذا يتبين أن موضع الشاهد جاء مرفوعاً من طريقين:
الأول طريق أبي جعفر عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في زياداته على حديث الإسراء الطويل، وقد روى أبو جعفر الرازي عن الربيع مناكير، قال في مشاهير علماء الأمصار (1/ 126): "الربيع بن أنس بن زياد البكري سكن مرو، سمع أنس بن مالك، وكان راوية لأبى العالية، وكل ما في أخباره من المناكير إنما هي من جهة أبى جعفر الرازي".
قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (3/ 207): "ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه، لأن في أحاديثه عنه اضطراباً كثيراً" وكلام ابن حبان –الذي أشار إليه الحافظ- في الثقات (4/ 228).
أما أبوجعفر وهو عيسى بن ماهان الرازي، فقد اختلف كلام أئمة الشأن فيه، بين مصحح ومضعف، والذي يظهر –والله أعلم- أن أحسن أحواله أن يكون كما قال الحافظ ابن حجر وهو أنه: "صدوق سيء الحفظ" (التقريب 629)، هذا في الجملة، ولكنه ضعيف في من أثرت له مناكير عنهم كأبي العالية، وقد قال ابن حبان: "كان ممن يتفرد بالمناكير عن المشاهير" (السير 7/ 348).
وهذا الحديث لم يروه عن الربيع بن أنس غيره، فلا يقبل تفرده به، فلربما أخطأ سيء الحفظ فأدخل طرفاً من حديث رجل في حديث آخر، فلهذا لايقبل تفرده، بل لابد أن يروي الأثر عن من رواه عنه آخر أقل أحواله أنه يكتب عنه، كيف وقد نص الحفاظ بأن كل رواية لأبي العالية منكرة فإنها من طريقه! ومن هنا يتبين وجه قول ابن كثير عن الأثر: "وفيه غرابة".
أما الطريق الأخرى المرفوعة فهي في معرض تفسير الآية: (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم .. ) الآية، وهي أيضاً ضعيفة كما ذكر الحافظ ابن كثير، ولا تصلح شاهداً للأخرى، فهي من رواية خليد بن دعلج، وسعيد بن بشير عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة، وهي طريق مليئة بالعلل القادحة، وإليك بعضها:
خليد بن دعلج ضعيف، ولاسيما إذا حدث عن قتادة فقد أثرت عنه مناكير (انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 3/ 384)، وقد ضعفه أحمد ويحيى بن معين, وقال الدارقطني متروك، وقال ابن حبان كثير الخطأ، ورجح ابن حجر ضعفه, وكذلك الذهبي وغيرهم فمثله لايتابع على حديثه.
أما سعيد بن بشير, فالقول ما ذهب إليه الحافظ ابن حجر. قال في التقريب 234: "لعل الأرجح فيه أنه ضعيف في روايته عن قتادة, ليس بالقوي، يكتب حديثه عن غيره" وقد قال ابن نمير (الجرح والتعديل 4/ 6): "سعيد بن بشير منكر الحديث، وليس بشيء، ليس بقوي الحديث، يروى عن قتادة المنكرات"، وبهذا علم ضعف الأثر المرفوع من طريق قتادة، فسعيد ليس بشيء فيه، فلا ينجبر برواية غيره عنه، فكيف إذا كان الراوي الآخر عنه منكر حديثه عنه مع ضعفه.
ومن العلل في هذه الطريق أيضاً مخالفة خليد وسعيد لمن رووا هذا الأثر عن قتادة ممن هم أوثق منهما، كأبي هلال وسعيد بن أبي عروبة، فخالف هؤلاء الثقات فرفعوه وبهذا تتحقق نكارة ماذكرا.
ومن علل هذا الحديث -التي يضعف بها ولو صح عن قتادة، وهو بعيد عند أهل الصناعة- أنه من رواية الحسن عن أبي هريرة، وقد نص الحفاظ على أنه لم يسمع منه (انظر سير أعلام النبلاء 4/ 566)، قال أبو زرعة الرازي -كما في المراسيل ص36: "لم يسمع الحسن من أبي هريرة ولم يره. فقيل له: فمن قال حدثنا أبو هريرة؟ قال: يخطىء.
¥(43/253)
وقال الإمام أحمد بن حنبل (العلل ومعرفة الرجال ص144): "ثنا عفان، ثنا وهيب، قال: قال أيوب: لم يسمع الحسن من أبي هريرة" وقد ذكر غيرهم أنه سمع حديثاً واحداً فقط، وأما ما يذكر من تصريحه بالتحديث عمن قرر الأئمة عدم سماعه منهم، كأبي هريرة وأبي سعيد وغيرهم، فبعض المحققين من الأئمة على أنه خطأ منه أو من غيره، وبعض أئمة الشأن ذكر أنه كان يتأول التحديث عن أصحابه، وليس هذا موضع بسط الكلام في هذا، الشاهد لايدرى من أسقط الحسن بينه وبين أبي هريرة هنا ليقال يتقوى بغيره، فضلاً عن أنه لم يرد غيره مما يصلح للتقوي به، والله أعلم.
فالذي يظهر للمتأمل –والله أعلم بالصواب- أن الحديث بهذه الألفاظ ضعيف بل هو منكر، وقد ضعفه الألباني –رحمه الله- في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة2/ 115رقم (661).
ويظهر أنه مرسل من قتادة كما رواى الثقات عنه، وصح أيضاً عنه موقوفاً، وهو من تفسيره للقرآن، وقد كان قتادة من أئمة التفسير.
أما معنى الأثر:
أما معناه فقد قال أهل العلم فيه أقوالاً من أظهرها وأرجحها:
أن المراد بالخلق التقدير لا الإيجاد، وهو من معاني الخلق اللغوية المعروفة (انظر مختار الصحاح ص78 خ ل ق: يقال خلق الأديم إذا قدره قبل القطع، بل الأصل في معنى خلق قدر واستعمل في الإبداع [انظر التعريفات 1/ 324]). وهو الذي اختاره الغزالي قال المناوي (فيض القدير5/ 53): " وأما قول الحجة: المراد بالخلق التقدير لا الايجاد فإنه قبل ولادته لم يكن موجودا"، وهو قول جمع ممن يأتي بيانهم عند الكلام على الأحاديث التالية، وقد تعقبه السبكي –رحمه الله- (انظر فيض القدير للمناوي 5/ 53 و كشف الخفاء للعجلوني 2/ 170) فقال: "إن كان كذلك لم يختص". وهذا التعقب ليس بشيء, فلئن كان في السبق بالإيجاد العيني مزية واختصاص فالتقدير مثله، ولئن لم تكن له مزية سقط الاعتراض بالاختصاص، كما أن الاختصاص هنا له وجهه, فإنه مع التقدير والكتابة رفع ذكره-صلى الله عليه وسلم- وأظهر اسمه للملأ في ذلك الوقت كما سيأتي في كلام أهل العلم، وهذا وجه تشريف.
وقد زعم السبكي بعد أن أشار إلى رد القول بوجود النبي -صلى الله عليه وسلم- بجسمه في ذلك الوقت، أشار إلى أن المراد روحه، لما جاء أن الأرواح خلقت قبل الأجساد، وهذا غير مسلم به، يحتاج إلى إثبات، وقد علمه أبوحامد الغزالي, وقرر غيره ورده، هذا وقد اعترف بعضهم بأنه لاسبيل لإثبات أن الروح سبقت الجسم بالأدلة العقلية، فعلم بذلك أنه لاسبيل لتقرير هذا الزعم، بالشرع ولابالعقل، فالشرع أتى بخلافه، فإن الذي ثبت في حديث الصادق المصدوق, أن الروح تنفخ بعد أن يجمع الخلق ويستتم أربعين ثم أربعين ثم أربعين. كما أن الإنسان قبل خلقه ليس بشيء, والروح شيء، كما قال تعالى (وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً).فالصواب ما ذكره أبوحامد الغزالي –رحمه الله- في معنى هذا الحديث, وسيأتي بإذن الله مزيد بيان لهذا الوجه عند ذكر الأحاديث الأخرى.
وأبعد من هذا, قول ابن عربي محي الدين, صاحب الفصوص والفتوحات المكية، وقد ساقه المناوي في فيض القدير (5/ 53) , والتمس له تأويلاً بما يشبه القول الثاني الآتي, والذي ذكره أهل العلم في مثل هذا الأثر، وتأويل المناوي لكلام ابن عربي وجه غير الذي أراده ابن عربي، ومعنى غير الذي قرره في فصوصه وفتوحاته، والذي بناه على اعتقاد وحدة الحقيقة الوجودية، ولعله تأتي الإشارة إليه عند الكلام على حديث جابر (أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر).
القول الآخر في معنى هذا الحديث، ذكره الخلال بعد أن ساق الأثر, وهو قول الإمام أحمد قال: "أول النبيين يعني خلقاً (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح) فبدأ به" (السنة للخلال 1/ 188) قال مجاهد: "هذا في ظهر آدم عليه الصلاة والسلام" (تفسير القرطبي 14/ 127)، ذكره القرطبي بعد أن ذكر قول قتادة، وقد جاء في بعض طرق حديث (كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد) الآتي، قوله صلى الله عليه وسلم: "حين أخذ مني الميثاق" (انظر طبقات ابن سعد 1/ 148 وقد أشار إليه في كشف الخفاء وفيض القدير والدر المنثور وغيرهم).
¥(43/254)
ولم يقل أحد من أهل العلم المعتبرين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مخلوقاً بجسده وروحه, موجوداً قبل ولادته فضلاً عن خلق الخلائق، ولو قاله لرد ولعازه الدليل الصحيح، بل الأدلة على خلاف هذا، وليس في ذلك نقص من مقامه-صلى الله عليه وسلم- كما أنه ليس لمن خلق أولاً فضل على من بعده لمجرد هذا.
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[22 - 04 - 05, 07:38 م]ـ
بارك الله فيكم إخوتي على هذا الجهد وجزاكم الله خيرا ....
بين يدي دراسة للشيخ صلاح الدين أبوعرفة يذكر فيها الرسول النبي الأمي ويشرح فيها ماذا يعني ((الأمي))
"الأمي" .. ليس الذي لا يقرأ ولا يكتب ..
بل هي أعظم صفات الرسول النبي محمد
التي لا تنبغي لغيره!.
لم ترد "الأمي" وصفاً لرسول لله في القرآن إلا مرتين، ولم يوصف بها -فيما نعلم- نبياً غير محمد عليه الصلاة والسلام، فوردت مرة في دعوة اليهود والنصارى لوجوب إتباعه على أنه "الرسول النبي الأمّي"، ثم في الآية التي تليها مباشرة من سورة الأعراف 158، {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض، لا إله إلا هو، يحيي ويميت، فآمنوا بالله "ورسوله النبي الأمّي" الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون}.
فبهذه الصفات الثلاث متتالية يوجب الله على الناس جميعاً -بما فيهم أهل الكتاب– أن يتبعوا هذا "الرسول النبي الأمّي" ..
وها هنا أصل السؤال!.
فأن يؤمر الناس جميعاً باتباعه لأنه رسول من الله، أمر معقول واجب, وأن يؤمر الناس جميعاً باتباعه لأنه نبي الله، أمر واجب أيضاً، يستسيغه كل مدعو بهذه الآية, وأما أن يؤمر الناس جميعاً باتباعه، لأنه "لا يقرأ ولا يكتب"، فهمٌ فيه نظر، فلا خلاف أن اتباع "الكتاب" ومن يحمل الكتاب أولى من اتباع ما سواه.
ثم من يضمن لنا ببينة، أنه لم يكن نبي لا يقرأ ولا يكتب غير رسول الله محمد، وأكثر النبيين "أمّيين" على المعنى الثاني في التفسير, حتى الساعة التي يؤتوا فيها صحيفة، أو يؤمروا باتباع كتاب، فلم يعد رسول الله بهذا "أمّيا" بالمعنى الثاني للتفسير, عند أول أية تلقاها.
فوجب أن تكون "الأمّي" كصفة حصريَّة متفردة لهذا الرسول، وجب أن تكون ركناً وشرطاً أساساً في وجوب اتباعه من الناس كافة, كرُكني الرسالة والنبوة، يجد المدعو بهذه الآية نفسه طائعاً مقتنعاً بوجوب اتباعه لأنه "الأمّي" والرسول والنبي!.
إذا ماذا؟.
القرآن أَولى بالتصديق، وظاهرُه أولى بالإتباع، فهو من أوَّلِه كتابٌ عربيٌ مفصَّل مبيَّن.
فـ "الأمّي" أصلها "أُمْ" أضيفت إليها ياءُ النسبة، ك"مكِّي" نسبة لمكة، والأم بلسان القرآن العربي: الأصل والأول، فأم الرجل أصله وأوله ومنشأه، كما في سورة القَصَصْ {وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في "أُمِّها" رسولاً}، أي في أصولها وجمعها, وليس هناك مسلم لا يعرف "أم الكتاب" التي في أول القرآن وأصله, وهي السبع المثاني والقرآن العظيم بوصف النبي المعصوم لها، بكونها "أم الكتاب".
وأية آل عمران دليل آخر "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب" بما تحمله الآية من معاني الأصول والجوهر.
فهو بذلك الرسول النبي "الأصل" و"الأول" بكل ما تعنيه الكلمة من معاني"الأصل" في الرسالة والمنشأ, وحتى "أصل" اللغة واللسان!.
فهو كما في صحيح الحديث: "إني عند الله مكتوب خاتم النبيين وإن آدم لمجندل في طينته", فلم يُبعث نبي ولم يرسل رسول إلا على "لا أله إلا الله محمد رسول الله"، كما تقرره آية آل عمران {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه، قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري، قالوا أقررنا، قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين}.
"وفي الحديث: "لو كان موسى حياً ما حل له إلا أن يتبعني".
تبدو واضحة
فهو بهذا "أم" الرسالة والنبوة، لم يرسل رسول ولا نبي، إلا وأُمر باتباع "الرسول النبي الأمّي", وأن يأمر قومه باتباعه! وهذا ما يشهد له "إمامة" النبي للنبيين في المسجد الأقصى!.
¥(43/255)
فكان بذلك كل نبي ورسول يرسل الى قومه خاصة وهو يعلم أن محمدا رسول الله، ويأمر بها قومه، حتى إذا أدى كل نبي ما عليه في كل الأمم، بُعث الرسول النبي "الأمّي" عامة لكل الأمم، فكل الرسل والنبيين مقدِّمون "خاصون" للرسالة العامة "الأم" بالرسول النبي "الأمّي".
ثم هي في القراءات القرآنية من غير المتواتر, ولكن لها سند يرفعها, فقد قُرأت "الأَمي", بالألف المفتوحة, كما أوردها ابن جني, وعلق عليها بقوله: هو الذي يأتم به من قبله!. فيما الأصل أن يأتم به من يأتي بعده, ولكن هذه القراءة تؤكد ما ذهبنا إليه, فهو النبي "الإمام" للنبيين الأولين وللناس كافة.
وهذا كله لا ينفي أنه لم يكن يقرأ ويكتب، فهو هكذا بعث وهكذا قُبض، ولكن "القرآن" يذْكرها على أنها حالة من حالات نبوته كيُتْمِه وفقره، ولم تكن بحال شرطاً للنبوة ولا شرفاً لحاملها، إنما هي حالة كما قلنا تُعين على التبليغ, {وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون}، ولو كانت شرفاً وشرطاً للنبوة, لما علم الله عيسى بن مريم الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل قبل مبعثه.
أمية أخرى عظيمة
فهو رسول الله الى الناس جميعاً كونه "الأمّي", نسبة الى منشأ الناس الأول، وقريتهم الأم "أم القرى"، كما في الأثر: "كانت الكعبة خشعة على الماء ثم دحى الله الأرض من حولها"، فكانت مكة أول ما تشكل على ظهر البحر، ثم انبسطت الأرض من حولها، {لتنذر أم القرى ومن حولها} و {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة}، فمكة "أم القرى" وأصل نشأة الناس وانتشارهم، ليكون بذلك النبي "الأمّي" للناس جميعاً, كونه من "أم قراهم"، ومن "بيت" أبيهم الأول، وإن تباعدت بهم السبل وتفرقت بهم الأرضون، فهذه أرضهم "وبيت" أبيهم آدم من قبل, فهو لهم كافة.
أمية ثالثة كبيرة
ثم هو النبي "الأمّي" الوحيد الذي تكلم بلغة الناس "الأم"، ولعل هذا الفهم الذي نطرحه، ما قد يحل سؤالاً عظيماً, ألا وهو ..
ما ورد في سورة أية إبراهيم {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}، فأرسل نوح بلسان قومه ليبين لهم، وكذا موسى وعيسى، وسائر النبيين، فإذا كان رسول الله محمد رسول الى الناس جميعاً، وكتابه الوحي رسالة الناس جميعاً, وجب أن يكون لسانه لسان الناس جميعاً, وهذا ما لم يكن فيما يظهر لنا ونراه, فكيف يستقيم هذا؟! , وكيف يعقل أن موسى النبي الخاص لبني اسرائيل يبعث بآية يعقلها كل أهل الأرض, ومثله عيسى ابن مريم, ويرسل محمد رسول الله إلى الناس جميعاً بآية لا يعقلها إلا خاصته وقومه؟! , هذا إلا أن يكون أمراً آخر وأعظم مما كان يبدو لنا.
فآية إبراهيم تحل مسألة وتفرض فرضاً، نقرأه بالمفهوم اللازم للنص، أنه إن كان كل رسول يرسل بلسان قومه، فيكون لسان القوم لسان نبيهم, وأرسل محمد عليه الصلاة والسلام الى الناس جميعاً, لزم أن يكون لسان الناس جميعاً, لسان نبي الناس جميعاً, محمد عليه الصلاة والسلام بلسانه العربي "الاُم", الذي أرسل به وأنزل به كلام الرب الذي خلق الناس جميعا!.
فهو بهذا أرسل بلسانهم "الأم" الذي كان عليه الناس أول ما كانوا, ثم تبدلت ألسنتهم واختلفت, فعليهم هم أن يرجعوا إلى لسانهم الأم, لسان نبيهم "الأم" محمد.
وليس بين كل إنسان مهما كانت لغته وعمرها وأمته وحضارتها, ليس بينه وبين لسان النبي "الأم" إلا أم هذا الانسان وأبوه, فإن نشأ الغلام الصيني مثلاً بين العرب تكلم بلسانهم كواحد منهم بلا خلاف, دون أن يكون لخمسة آلاف سنة من حضارة قومه شأن ولا مانع.
وفي القرآن شاهد على ما نقول، فالقرآن لا يُقر إلا "لسانين" إما عربي أو أعجمي، فكل الألسن على اختلافها ما لم تكن عربية فهي أعجمية، والأعجمي هو الذي لا يُبين ولا يُفصّل. "والعربي" لغة: ما أبان وفصّل, وهذا ظاهر نصوص القرآن.
وآية سورة "فصلت" تفصل هذا بوضوح، {ولو جعلناه قرآناً أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته، أأعجمي وعربي}، فالأعجمي بنص الآية غير مفصَّل ولا مفصِّل، إنما هاتان الصفتان للسان" العربي, {ولقد نعلم انهم يقولون إنما يعلمه بشر، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي، وهذا لسان عربي مبين}، فالأعجمي لا يبين، إنما العربي هو المفصل المبين, {حم، تنزيل من الرحمن الرحيم، كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون}.
¥(43/256)
ولعل هذا الفهم أيضاً بخصوص الفرق بين العربي والأعجمي, قد يحل مشكل آية فصلت، {ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته، أأعجمي وعربي}. فكل من ينظر في التفسير يجد خلافاً في التأويل لا يكاد يشفي سائلاً ولا مستفسراً, أما بهذا الفهم فيمكن حل مشكِلها، فالعربي هو المفصل فقط، فلا يكون أعجميا ومفصلاً، لتفهم الآية بعدها هكذا: "ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته, أأعجمي "ومفصل"؟! , فلا يطلب التفصيل في ما أعجم؛ إنما العربي هو المفصل!.
ولسان العرب حجة لما نقول، فيقال: رجل مُعرِب إذا كان فصيحاً مبيناً, وإن كان عجمي النسب, والإعراب هو الإبانة، ولمن أراد الاستزادة أن يرجع للأصول!.
بهذا يصبح "الرسول النبي الأمّي" واجب الأتباع بهذه الأركان الثلاثة, أمّية الرسالة والنبيين وإمامتهم، و"أمّية" الأرض والمنشأ في أم القرى، وأمّية اللسان واللغة، فهو للناس جميعا بلسانهم "الأم" وإن تبدلوا بها أي لغة كانت فهذا لسانهم "الأم" أولى بهم أن يتعلموه وأن يرجعوا له، وهذه أرضهم "الأم" وبيت أبيهم الأول.
بهذه الثلاث يصبح الرسول النبي "الأمّي" ملزم الإتباع واجب القبول.
ولنا اليوم -بهذا الفهم لا بالفهم السابق- أن ندعو أهل الكتاب والناس جميعاً لاتباعه, فهو نبيهم "الأم" بكل ما في الكلمة من معاني.
وقد يسأل سائل، إذا كانت من "أمّية" محمد عليه الصلاة والسلام إمامته للناس وللنبيين، فكيف نفهم أية "النحل", {إن إبراهيم كان أمّة .. ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم}؟.
وأحسن قول المفسرين، أن إبراهيم كان إماماً، بدليل ما ينبني عليها من بعد، بالأمر بالاتباع، فإن كان كذلك، فكيف يكون رسول الله هو الإمام "الأم", ثم يؤمر باتباع إبراهيم الإمام؟.
ويجاب عليها: بأنه يستقيم أن يكون رسول الله متبعاً في حال مخصوص في وقت مخصوص, متبوعاً إماماً في عامة الأحوال على أنه خاتم النبيين، مثله في هذا كمن يتبع إماماً ما، في باب ما، ثم يغدوا بعدها إماماً لإمامه وسائر أقرانه. وهذا ما جرى فعلا, وأكد ما ذهبنا إليه, يوم أم النبي محمد عليه الصلاة والسلام النبيين جميعا وفيهم أبراهيم, فهو بهذا إمام النبيين, وهو بهذا النبي "الأمي"!.
سؤال في محله
ولنا أن نطرح سؤالاً على من أحب أن يشاركنا, فإذا كنا نقرأ {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين}. فهل من الممكن أن تكون "خاتم النبيين" بمعنييّها الضد، أي آخر النبيين وأول النبيين، إذ المختوم هو المغلق من أوله وآخره؟.
ولمن نظر في لسان العرب وجد مُسَوغا لما نقول، فالعرب تقول: "ختم الزرع" إذا سقاه أول سقيه، ومحمد عليه الصلاة والسلام صاحب مثل الزرع في القرآن, {ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه} , فأول سقي الزرع هو الختم، ولم نعلم أن أحدا من النبيين من أولهم الى آخرهم كان خاتماً مختوماً بالنبوة إلا رسول الله محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام.
وبهذا يمكن لنا أن نفهم ما معنى "محمد"!
فالاسم وإن كان من ظاهر الحمد، إلا انه وجب علينا أن نقرأ الاسم مصاحباً للصفات الثلاث "الرسول النبي الأمّي".
فهو محمد الرسول النبي الأمّي، أول الرسالة وآخرها وخاتمها، فكان في كتاب الأولين "أحمد" الممتلئ حمداً، فلما بعث، فصار أحمد حقيقة في الآخرين، جمع له حمد الأولين والآخرين فصار محمداً!.
ألا ترون الله يبدأ الأولى بالحمد ويختم الآخرة بالحمد {وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين} ,
فالله يجمع بين الأولى والآخرة بالحمد، {وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة، وله الحكم وإليه ترجعون}. كأن الحمد عند الله هي تعرفة التمام والاكتمال.
فالحمد في التمام, والتمام في الحمد، فهو محمد الذي أتم الله به الدين وأكمله, ثم بعثه الله ليتمم به محاسن الأخلاق، وآتاه جوامع الكلم, فهذا الذي يجمع له الله الرسالة الأولى والاخرة, ويؤتيه الجوامع, فيتم له ويتم به, إنما هو "محمد".
ولا عجب أن يفتتح الله خمس سور بالحمد, ويذكر محمداً وأحمد في القرآن خمس مرات مثلها, ويتم الاسلام ويكمله بخمس أركان. ثم يعقد له لواء الحمد يوم القيامة.
محمد: المتمِّم المتمَّم، المكمِّل المكمَّل.
{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}
اللهم إن أصبنا فبرحمتك, وإن أخطأنا فبجهلنا ونقصنا وضعفنا.
{ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل}.
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[23 - 04 - 05, 02:47 م]ـ
يرفع للأهمية ...... أرجوا من الأعضاء الكرام ألا يبخلوا علينا في إبداء الرأي فيما يقوله هذا الشيخ الفاضل ...(43/257)
طلب تخريج حديث ((لا يقاد الوالد بالولد)) , مهم.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[20 - 04 - 05, 07:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي الكرام هل لكم أن تبينوا لنا مدى صحة هذا الحديث.
((لا يقاد الوالد بالولد)).
مشكورين.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 04 - 05, 11:44 م]ـ
رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وصححه ابن الجارود والبيهقي وقال الترمذي مضطرب
وضعفه ابن القيم رحمه الله وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الجامع
والعمل عليه عند الحنفية والشافعية والحنابلة، عدا المالكية قالوا: لا يقاد الأب بالابن إلا أن يضجعه ويذبحه أو يحبسه حتى يموت مما لا عذر له فيه ولا شبهة.(43/258)
عاجل: تخريج حديث (لم يكن يقطع في الشيء التافه)
ـ[أحمد الفاضل]ــــــــ[21 - 04 - 05, 03:58 ص]ـ
حديث عائشة لم يكن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقطع في الشيء التافه.
عاجل لو سمحتم.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[21 - 04 - 05, 05:29 ص]ـ
تجده مخرجاً في " مسند عائشة من مسند ابن راهويه " 2: برقم 196 (ص 232).
قال إسحاق:
أخبرنا عيسى بن يونس , نا هشام بن عروة , عن أبيه , قال:
لم تكن يد السارق تقطع على عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الشيء التافه , ولم تكن تقطع على عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في أقل من ثمن مِجَن , أو حَجَفة , أو ترس.
محبكم / خالد الأنصاري.(43/259)
عاااجل وهاااام: ماصحة هذا الحديث؟ إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[21 - 04 - 05, 12:36 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم إخواني الرجاء أريد معرفة صحة هذا الحديث الذي بحثت عنه ولم أعرف صحته لكني أعرف نصه وهو
أخرج ابن عبد الحكم عن عمر بن الخطاب أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك خير أجناد الأرض فقال:ولم يارسول الله قال لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة.
أنا لا اعرف هل هذا الحديث ضعيف أم موضوع أريد مساعدة منكم موثقة بادله فيها اشاره لمصادر وكتب مبينة لهذا الحديث
هذا طلب عاجل وضروري بارك الله فيكم
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - 04 - 05, 11:24 م]ـ
هذا تخريجٌ منقولٌ –بتصرُّف- من رسالة الماجستير؛ للأخ الشيخ عبدالله بن حمود المخلفي حفظه الله، في تخريجه لأحاديث فتوح مصر لابن عبدالحكم (1/ 101 - 112).
هذا الحديث جزءٌ من حديثٍ طويلٍ أخرجه ابن عبدالحكم في فتوح مصر (3) والدارقطني في المؤتلف والمختلف (2/ 1003) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (46/ 162).
وابن زولاق في فضائل مصر (83) وابن عساكر في تاريخ دمشق (46/ 161) من طريقين عن عبدالله بن لهيعة عن الأسود بن مالك الحميري عن بَحير بن ذاخر المعافري عن عمرو بن العاص عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
وإسنادُه ضعيف، لأنّ مداره على ابن لهيعة وهو ضعيف، وفيه أيضاً الأسود بن مالك ولم أجد له ترجمة، وبحير بن ذاخر مجهول الحال.
ولهذا الجزء من الحديث شاهدٌ من حديث أبي سالم الجيشاني، أخرجه ابن عبدالحكم أيضاً (4) وإسناده ضعيف لأنَّ مدراه على ابن لهيعة أيضاً.
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[22 - 04 - 05, 02:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب على مشاركتك المفيدة
ولكن أسأل من خلال معرفة ضعف إسناده هذا كيف نحكم على الحديث ككل متنا وسندا هل هو في النهاية يعتبر موضوع وكذب مختلق على رسول الله أم هو حديث ضعبف؟؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - 04 - 05, 02:28 ص]ـ
وجزاك خيراً وبارك فيك.
من خلال التخريج السابق يتبيَّنُ أنَّ هذا الحديثَ ضعيفٌ إسناداً ومتناً، وأما الحكمُ عليه بالوضع فبعيد.
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[22 - 04 - 05, 02:31 ص]ـ
بارك الله فيك وشكرا لله ثم لك
ولا يمنع هذا من مزيد من الإستفادة من الإخوة لمن لديه أي تعليق بخصوص هذا الأمر
ـ[وليد الباز]ــــــــ[23 - 04 - 05, 03:08 ص]ـ
اخي الفاضل ارجو توضيح السند بصوره اوسع
مثلا من الراوي عن ابن لهيعه
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - 04 - 05, 11:23 ص]ـ
روى الحديثَ الأول عن ابن لهيعة اثنان:
(إسحاق بن الفرات).
(يحيى بن بُكير).
وروى حديث أبي سالم الجيشاني عن ابن لهيعة (يحيى بن بكير).
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[23 - 04 - 05, 02:06 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=2664
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[06 - 02 - 08, 01:08 ص]ـ
وابن زولاق في فضائل مصر (83)
هل هذا الكتاب مطبوع؟
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[06 - 02 - 08, 01:08 ص]ـ
... تكرر ...
ـ[محمود عبد العليم محمد]ــــــــ[23 - 03 - 10, 02:46 ص]ـ
جزاكم الله خيراااااااااااااااانفع الله بكم(43/260)
هل صح هذا الحديث فيما يخص النبي يونس عليه الصلاة والسلام
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[22 - 04 - 05, 07:43 م]ـ
إن الله بعث يونس إلى أهل نينوى وهي من أرض الموصل فكذبوه، فوعدهم بنزول العذاب في وقت معين، وخرج عنهم مغاضبا لهم. فلما رأوا آثار ذلك خضعوا وتضرعوا وآمنوا، فرحمهم الله فكشف عنهم العذاب، وذهب يونس فركب سفينة فلججت به، فاقترعوا فيمن يطرحونه منهم فوقعت القرعة عليه ثلاثا فألتقمه الحوت.
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[23 - 04 - 05, 02:52 م]ـ
أرجوا من الأخوة الكرام المساعدة ...
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[24 - 04 - 05, 10:53 م]ـ
^^^^^^^^
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[26 - 04 - 05, 01:09 ص]ـ
معقول!!!
الحديث موجود على موقع أهل الحديث من يوم الجمعة وحتى هذه الساعة لا أجد من يخرجه!!
مع العلم أن الحديث سيرفع للمرة الثانية أي أنه سيظهر للمرة الثالثة على الصفحة الأولى ....
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أسأل الله أن يفرج كرب من يساعدني في هذا الحديث ...
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - 04 - 05, 02:56 ص]ـ
أخي الحبيب فارس،،
هذا الكلام بتفصيله رُويَ عن غير واحد من السلف؛ كابن مسعودٍ ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وغيرهم، ولم أقف –بعد البحث- على حديثٍ مرفوعٍ يحكي هذه القصة؛ بالسياق المذكور في السؤال.
على أنَّ سياق القصة في سورة يونس و الأنبياء والصافات والقلم = يكفي ويغني عن تتبُّع تفاصيل القصة.
هذا ما عندي؛ وأسأل الله لك التوفيق.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - 04 - 05, 02:58 ص]ـ
((وقد روى قصته [يونس عليه السلام] السدي في تفسيره بأسانيده عن بن مسعود وغيره، أنَّ: الله بعث يونس إلى أهل نينوى، وهي من أرض الموصل، فكذبوه، فوعدهم، بنزول العذاب في وقت معين، وخرج عنهم مغاضباً لهم، فلما رأوا آثار ذلك خضعوا وتضرعوا وآمنوا، فرحمهم الله فكشف عنهم العذاب، وذهب يونس فركب سفينة فلججت به، فاقترعوا فيمن يطرحونه منهم عليه ثلاثاً، فالتقمه الحوت، وروى بن أبي حاتم من طريق عمرو بن ميمون عن بن مسعود بإسناد صحيح إليه نحو ذلك، وفيه: وأصبح يونس فأشرف على القرية فلم ير العذاب وقع عليهم، وكان في شريعتهم من كذب قُتل، فانطلق مغاضباً حتى ركب سفينة، وقال فيه، فقال لهم يونس: إنَّ معهم عبداً آبقا من ربه، وإنها لا تسير حتى تلقوه، فقالوا: لا نلقيك يا نبي الله أبداً، قال: فاقترعوا، فخرج عليه ثلاث مرات، فألقوه، فالتقمه الحوت، فبلغ به قرار الأرض، فسمع تسبيح الحصي، {فنادى في الظلمات أنْ لا إله إلا أنت} الآية، وروى البزار وابن جرير، من طريق عبد الله بن نافع، عن أبي هريرة رفعه: لما أراد الله حبس يونس في بطن الحوت، أمر الله الحوت أنْ لا يكسر له عظماً، ولا يخدش له لحماً فلما انتهى به إلى قعر البحر، سبح الله، فقالت الملائكة: يا ربنا إنا نسمع صوتاً ضعيفا بأرضٍ غريبة، قال: ذاك عبدي يونس، شفعوا له، فأمر الحوت فقذفه في الساحل، قال بن مسعود: كهيئة الفرخ ليس عليه ريش)) انتهى، فتح الباري 6/ 542.
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[26 - 04 - 05, 07:08 م]ـ
بوركتم إخوتي وجزاكم الله خيرا ...
هل نفهم أن هذا الحديث لم يسند للرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - 04 - 05, 07:20 م]ـ
سبق، جواب الشيخ الحمادي حفظه الله.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[26 - 04 - 05, 08:33 م]ـ
الحديث روي مسندا مرفوعا، وقد ذكر بعض طرقه الحافظ ابن كثير في قصص الأنبياء فلعلك تراجعه، ولعلي إن شاء الله تعالى أنقل لك لاحقا بعض تخريج الحديث.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - 04 - 05, 10:38 م]ـ
تحت المراجعة.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - 04 - 05, 10:55 م]ـ
ولم أقف –بعد البحث- على حديثٍ مرفوعٍ يحكي هذه القصة؛ بالسياق المذكور في السؤال.
أما، ما ذُكر في قصص الأنبياء = و البداية والنهاية، فسياقه مختلف، فهيا بنا إليه:
قصة يونُس عليه السلام:
¥(43/261)
(( ... ، {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين}، وقال تعالى في سورة نون، {فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم فاجتباه ربه فجعله من الصالحين}، قال أهل التفسير: بعث الله يونس عليه السلام إلى أهل نينوى من أرض الموصل، فدعاهم إلى الله عز وجل، فكذبوه وتمردوا على كفرهم وعنادهم، فلما طال ذلك عليه من أمرهم، خرج من بين أظهرهم ووعدهم حلول العذاب بهم بعد ثلاث.
قال ابن مسعود ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وغير واحد من السلف والخلف: فلما خرج من بين ظهرانيهم، وتحققوا نزول العذاب بهم، قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة وندموا على ما كان منهم إلى نبيهم، فلبسوا المسوح، وفرقوا بين كل بهيمة وولدها، ثم عجوا إلى الله عز وجل وصرخوا وتضرعوا إليه وتمسكنوا لديه، وبكى الرجال والنساء والبنون والبنات والأمهاب، وجأرت الأنعام والدواب والمواشي فرغت الابل وفصلانها وخارت البقر وأولادها وثغت الغنم وحملانها، وكانت ساعة عظيمة هائلة، فكشف الله العظيم بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنهم العذاب الذي كان قد اتصل بهم بسببه، ودار على رؤسهم كقطع الليل المظلم، ولهذا قال تعالى: {فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها}، أي هلا وجدت فيما سلف من القرون قرية آمنت بكمالها، فدل على أنه لم يقع ذلك، بل كما قال تعالى {وما أرسلنا في قرية من نبي إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون} وقوله {إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين} أي آمنوا بكمالهم ..... ، وقد كانوا مائة ألف لا محالة واختلفوا في الزيادة .... .
وروى ابن جرير في تفسيره، والبزار في مسنده، من حديث محمد بن اسحاق عمن حدثه، عن عبدالله بن رافع مولى أم سلمة، سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما أراد الله حبس يونس في بطن الحوت، أوحى الله إلى الحوت أن خذ ولا تخدش لحماً ولا تكسر عظماً، فلما انتهى به إلى أسفل البحر سمع يونس حساً فقال في نفسه: ما هذا؟ فأوحى الله إليه وهو في بطن الحوت إن هذا تسبيح دواب البحر قال فسبح وهو في بطن الحوت، فسمعت الملائكة تسبيحه، فقالوا: يا ربنا إنا نسمع صوتاً بأرضٍ غريبة، قال ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر، قالوا: العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح؟ قال: نعم، قال: فشفعوا له عند ذلك، فأمر الحوت فقذفه في الساحل، كما قال الله {وهو سقيم}، هذا لفظ ابن جرير إسناداً ومتناً، ثم قال البزار: لا نعلمه يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الاسناد، كذا قال، وقد قال ابن أبي حاتم في تفسيره: حدثنا أبو عبدالله أحمد بن عبدالرحمن أخي ابن وهب، حدثنا عمي، حدثني أبو صخر، أن يزيد الرقاشي حدثه: سمعت أنس بن مالك ولا أعلم إلا أن أنساً يرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن يونس النبي عليه السلام حين بدا له أن يدعو بهذه الكلمات وهو في بطن الحوت قال اللهم لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فاقبلت الدعوة تَحِن بالعرش، فقالت الملائكة: يا رب صوت ضعيف معروف من بلاد غريبة، فقال: أما تعرفون ذاك؟ قالوا: يا رب ومن هو؟ قال: عبدي يونس، قالوا: عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عملا متقبلا ودعوة مجابة! قالوا يا ربنا أو لا ترحم ما كان يصنعه في الرخاء فتنجيه من البلاء؟ قال: بلى، فأمر الحوت فطرحه في العراء.
ورواه ابن جرير: عن يونس، عن ابن وهب به، زاد ابن أبي حاتم، قال أبو صخر حميد بن زياد فأخبرني ابن قسيط وأنا أحدثه هذا الحديث، أنه سمع أبا هريرة يقول طرح بالعراء وأنبت الله عليه اليقطينة، قلنا: يا أبا هريرة وما اليقطينة؟ قال شجرة الدباء، قال أبو هريرة: وهيأ الله له أروية وحشية تأكل من خشاش الأرض أو قال هشاش الأرض، قال: فتنفشخ عليه فترويه من لبنها كل عشية وبكرة حتى نبت. وقال أمية بن أبي الصلت في ذلك بيتا من شعره:
فأنبت يقطينا عليه برحمة ... من الله لولا الله أصبح ضاويا)) ... )) انتهى، البداية والنهاية 1/ 132 – 133، قصص الأنبياء ص273.
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - 04 - 05, 01:42 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم أشرف،، كفيتني عناءَ الجواب، فبارك الله فيك.
أنا لم أغفل عن الأحاديث الواردة في قصة يونس عليه الصلاة والسلام، ولكني نفيتُ ما ذكرتَ من ورود القصة باللفظ الذي سأل عنه الأخ فارس.
وإلا فالأحاديث الأخرى مشهورة معروفة.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[27 - 04 - 05, 02:19 ص]ـ
وجزاكم بمثل شيخنا الكريم.(43/262)
أطفال المشركين " دراسة حديثية تحليلية ".
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[23 - 04 - 05, 12:16 ص]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وبعد،،،
فهذه وريقات كتبتها في مسألة الأطفال والأحاديث الواردة فيها وما تحتج به كل فريق، فرأيت عرضها على المشايخ وطلبة العلم لأستفيد من تعليقاتهم، وقد قسمتها على فصول، وسأعرضها إن شاء الله تعالى في حلقات متتابعة، وهذه الحلقة الأولى:
القول بأن أطفال المشركين في الجنة وأدلته
القول بأن أطفال المشركين الذين ماتوا صغارا من أهل الجنة هو الذي اختاره النووي وعزاه للمحققين في شرح مسلم (16/ 208) فقال: وهو الصحيح الذي ذهب إليه المحققون أنهم من أهل الجنة اهـ، والقرطبي في التذكرة (ص 598)، واختاره ابن السبكي في رسالته في الأطفال (ص 22 - 23)، وعزاه ابن القيم في طريق الهجرتين (ص 642) لطائفة من المفسرين والمتكلمين وغيرهم، وقال في أحكام أهل الذمة (2/ 108) في الوجه السادس: والقول بأنهم خدم أهل الجنة صح عن سلمان اهـ، وقد بسط كثيرا من أدلته الحافظ ابن الوزير رحمه الله تعالى في العواصم والقواصم، وهو اختيار ابن الجوزي كما قال ابن تيمية في الفتاوى (4/ 303) ودرء التعارض (8/ 435)، واختيار أبي محمد بن جزم في الفصل (2/ 380) وقال: إنه مذهب الجمهور، وهو أيضا اختيار البخاري في صحيحه كما قال في الفتح (3/ 290).
واحتج من قال بهذا القول من العلماء بأدلة من العموم في الكتاب والسنة و الخصوص الوارد في السنة.
أما العموم من الكتاب ففي آيات منها:
قوله تعالى في سورة الإسراء (آية 15): ? وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ?.
ووجه الاستدلال بالآية: أن الله تعالى قضى أنه لا يعذب أحدا بدون إقامة الحجة والبرهان عليه، والطفل غير مكلف شرعا ولو كان من أبوين مسلمين، وإن كان يصح منه الإسلام بعد التمييز على أصح الأقوال، فإذا كان غير مكلف أصلا، فلا يعاقب على ما لم يكلف به، والله يقول إنه لا يعذب أحدا من غير بلوغ الرسالة إليه وتكليفه بها.
قال النووي: ولا يتوجه على المولود التكليف ويلزمه قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى يبلغ، وهذا متفق عليه أهـ كلام النووي.
وقال ابن القيم في طريق الهجرتين (ص 644) بعد ما ذكر عدة آيات منها هذه الآية: وهؤلاء لم تقم عليهم حجة الله بالرسل فلا يعذبهم أهـ المراد منه.
وقوله تعالى في أكثر من موضع: ? ولا تزر وازرة وزر أخرى ? وقوله ?فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون?
ووجه الاستدلال بالآية هو: أن الله جل شأنه قد قضى وقضاؤه لا يرد أنه لا يعذب أحدا بذنب غيره ما لم يكن له فيه نصيب ومشاركة، والطفل الذي لم يبلغ الحنث والتكليف لا وزر عليه يستحق به العقاب والعذاب بنفسه، ولا مشاركة له في ذنب غيره بوجه من الوجوه، فلا يعاقب لا بذنب اكتسبه ولا بآخر له فيه مشاركة، وعليه فمقتضى الآية أن الأطفال في الجنة برحمة الله تعالى.
وأما العموم من السنة:
- فما جاء عن غير واحد من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه .... " الحديث، وهو حديث رواه البخاري (رقم 1292) ومسلم (رقم 2658) وغيرهما من حديث أبي هريرة (ورد حديث الفطرة هذا عن ابن عباس والأسود بن سريع وجابر بن عبد الله وسمرة بن جندب وغيرهم).
ووجه الاستدلال بالحديث هو: أن الله فطر المولود أول ما يولد يكون على الفطرة، وهي على الإسلام في قول، وعلى السلامة والاستقامة في قول آخر، وقد اختار كل قول جمع من أهل العلم المحققين، وهو على كلا القولين دليل على أن أمر الطفل محمول على السلامة مما يستحق به العقاب، ولهذا قال ابن عبد البر في تمهيده (18/ 70 - 71) بعد اختياره القول بأن الفطرة في الحديث هي السلامة والاستقامة قال: " وذلك أن الفطرة: السلامة والاستقامة، بدليل حديث عياض بن حمار عن النبي صلى الله عليه وسلم حاكيا عن ربه عز وجل: إني خلقت عبادي حنفاء (رواه مسلم (رقم 2865) – يعني على استقامة وسلامة، والحنيف في كلام العرب المستقيم السالم، وإنما قيل للأعرج أحنف على جهة الفأل كما قيل للقفر مفازة - فكأنه والله أعلم أراد الذين خلصوا
¥(43/263)
من الآفات كلها والزيادات، ومن المعاصي و الطاعات، فلا طاعة منهم ولا معصية إذا لم يعملوا بواحدة منهما، ألا ترى إلى قول موسى في الغلام الذي قتله الخضر " أقتلت نفسا زكية " لما كان عنده ممن لم يبلغ العمل فيكسب الذنوب، ومن الحجة أيضا في هذا قول الله عز وجل ? إنما تجزون ما كنتم تعملون ? ? كل نفس بما كسبت رهينة ?، ومن لم يبلغ وقت العمل لم يرهن بشيء، وقال الله عز وجل ? وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ?، ولما أجمعوا على دفع القود والقصاص والحدود والآثام عنهم في دار الدنيا، كانت الآخرة أولى بذلك والله أعلم أهـ كلام ابن عبد البر بحروفه.
وأما على القول بأن الفظرة هي الإسلام وهو المنسوب لجمهور السلف، فيكون الاستدلال به أقوى، ويكون معناه هنا " خلق الطفل سليما من الكفر، مؤمنا مسلما على الميثاق الذي أخذه الله على ذرية آدم حين أخرجهم من صلبه، وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا: بلى " قاله ابن عبد البر في تمهيده (18/ 77).
وقال ابن القيم في طريق الهرتين (ص 645 - 646): وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن كل مولود يولد على الفطرة، وإنما يهوده وينصره أبواه، فإذا مات قبل التهويد والتنصير مات على الفطرة، فكيف يستحق النار؟ وفي صحيح مسلم من حديث عياض بن حمار عن النبي ? قال " يقول الله إني خلقت عبادي حنفاء، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم " وقال محمد بن إسحاق عن ثور بن يزيد عن يحيى بن جابر عن عبد الرحمن بن عائذ عن عياض بن حمار عن النبي صلى الله عليه وسلم" إن الله خلق آدم وبنيه حنفاء مسلمين، وأعطاهم المال حلالا لا حراما " فزاد " مسلمين " أهـ كلام ابن القيم.
قال أبو عبد الباري: هذه الرواية للطبراني في الكبير (17/رقم 997) من طريق البكائي، وابن عبد البر في التمهيد (18/ 73) من طريق إبراهيم بن سعد، والطحاوي في المشكل (رقم 3878) من طريق هارون بن أبي إسحاق، وابن عساكر في تاريخه (9/ 988) من طريق سلمة بن الفضل، أربعتهم عن محمد بن إسحاق عن ثور بن يزيد به.
وسنده حسن، وقد صرح ابن إسحاق بالسماع عند الطحاوي فهو حسن لذاته.
وتابعه على هذه الزيادة بكر بن مهاجر عن ثور بن يزيد به " مسلمين " ذكره ابن عبد البر في التمهيد معلقا، وقواه حتى قال: لا وجه لإنكار من أنكر رواية من روى " حنفاء مسلمين " .... إلخ أهـ. والله أعلم.
وليس المقصود هنا الكلام على معنى الفطرة وأقوال الناس فيها وبيان الراجح منها، وإنما المقصود من هذا النقل توجيه استدلال من استدل بحديث الفطرة على أن الأطفال على العموم في الجنة والله أعلم.
وسيأتي جواب من قال بأنهم في النار أو توقف عن هذا الاستدلال عند مناقشة الأقوال إن شاء الله تعالى.
وأما الخصوص من السنة:
ففي أربعة عشر حديثا عن عشرة من الصحابة، وهم أبو هريرة وابن عباس والأسود بن سريع وخنساء بنت معاوية عن عمها وكعب بن عجرة وأنس بن مالك وسمرة بن جندب وأبو أمامة و أبو مالك وعائشة و مكحول الشامي وهذه أحاديثهم:
الحديث الأول: عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلممرفوعا: " سئل النبي صلى الله عليه وسلممن في الجنة؟ فقال: النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والموءودة في الجنة ".
رواه البزار (زوائده 2168) من طريق محمد بن معاوية بن مالج ثنا خلف بن خليفة عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به.
وهذا سند ضعيف من أجل اختلاط خلف بن خليفة بأخرة، قال أحمد بن حنبل: رأيت خلفا مفلوجا لا يفهم، فمن كتب عنه قديما فسماعه صحيح، أتيته فلم أفهم عنه فتركته، وقال عثمان بن أبي شيبة: صدوق ثقة لكنه خرف واضطرب عليه حديثه، وقال ابن سعد: أصابه الفالج قبل موته حتى ضعف وتغير واختلط، وقال مسلمة الأندلسي: من سمع منه قبل الاختلاط فروايته صحيحة أهـ، روى له أصحاب السنن ومسلم متابعة، والراوي عنه محمد بن معاوية بن يزيد الأنماطي المعروف بابن مالج ثقة روى له النسائي فقط ولم يخرج له الشيخان شيئا، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب، ومع ذلك قال الهيثمي في المجمع (7/ 219): رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن معاوية بن مالج وهو ثقة أهـ فلم يصب.
¥(43/264)
وقد اختلف على خلف في سند الحديث فروي عنه على ما تقدم.
ورواه البيهقي في الشعب (رقم 9028) من طريق عيسى بن سليمان الحجازي عن خلف بن خليفة عن أبان المكتب عن أبي هاشم الرماني به.
وهذا وجه آخر بسبب ضعف حفظ خلف واختلاطه، وعيسى بن سليمان هذا هو أبو موسى الرعيني من الحفاظ المتقنين، مترجم في تذكرة الحفاظ (4 / رقم 1154)، ونسب للحجاز لأنه أقام بها نيفا وعشرين سنة كما في تذكرة الحفاظ، وأبان المكتب هو ابن بشير، له ترجمة في اللسان وفيه: قال ابن أبي حاتم: مجهول، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال البخاري: لا أدري سمع من أبي هاشم أم لا أهـ
وقال البيهقي عقيبه عن أبي علي النيسابوري: رواه غيره عن خلف بن خليفة ولم يذكر أبان المكتب، إن كان حفظه فهو غريب جدا أهـ
والحديث يتقوى بشواهده الآتية من حديث الأسود وخنساء عن عمها وغيرهما، فهو بها حسن لغيره والله أعلم.
الحديث الثاني: عن الأسود بن سريع رضي الله عنه: " سئل النبي صلى الله عليه وسلم من في الجنة؟ فقال: النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والموءودة في الجنة ".
رواه الطبراني في الكبير (رقم 838) ثنا أحمد بن عمرو البزار ثنا محمد بن عقبة السدوسي ثنا سلام بن سليمان ثنا عمران القطان عن قتادة عن الحسن عن الأسود به.
وهذا إسناد ضعيف، فيه محمد بن عقبة السدوسي، ضعفه أبو حاتم وأبو زرعة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي في الميزان (3/ 649): روى عمن لا يعرفون، وفيه أيضا سلام بن سليمان وهو ابن سوار المدائني وهو ضعيف كما في الميزان (2/ 178)، ولعله عنى بهما الهيثمي بقوله في المجمع (7/ 219): وفيه جماعة وثقهم ابن حبان وضعفهم غيره أهـ، وفيه أيضا عنعنة الحسن البصري وهو مدلس وإن كان بعض أهل العلم قد احتمل تدليسه، لكنه يتقوى بشواهده التي تقدمت الإشارة إليها.
وقد روي الحديث عن الحسن عن الأسود بن سريع بلفظ آخر هو: " كل مولود يولد على الفطرة .... الحديث " بسند صحيح إلى الحسن، رواه البيهقي (6/ 203) من طريق يونس بن عبيد عن الحسن به، والله أعلم.
وروي عن الحسن مرسلا، رواه ابن الجعد في مسنده (رقم 3063) حدثنا يزيد بن إبراهيم قال: سمعت الحسن قال: قيل يا رسول الله من في الجنة؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم" النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والموءودة في الجنة".
الحديث الثالث: عن خنساء بنت معاوية عن عمها عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا: " النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والموءودة في الجنة " وفي لفظ " والوئيد في الجنة ".
رواه أحمد (5/ 58 و409) وابن أبي شيبة (4/ 224) وأبو داود (رقم 2521) والبيهقي (9/ 163) وأبو حيان في طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 208) وابن سعد في الطبقات (7/ 84) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 116) من طرق عن عوف – هو الأعرابي – عن خنساء به.
وهذا سند ضعيف من أجل خنساء بنت معاوية الصريمية، قال في التقريب: مقبولة، وذكرها الذهبي في النساء المجهولات من الميزان، وبقية رجاله ثقات، لكن الحديث يتقوى بما له من الشواهد التي مر ذكر بعضها فهو حسن لغيره ويصححه بعض أهل العلم.
قال الحافظ في الفتح (3/ 290): إسناده حسن،وهذا لا يتمشى مع قوله في خنساء: مقبولة، وقد ذكره الألباني في صحيح أبي داود (2/ 479 رقم 2200) وقال: صحيح أهـ ولعله من أجل شواهده وإلا فلا يكون حسنا ولا صحيحا بسنده، والله أعلم.
الحديث الرابع: عن كعب بن عجرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا:"النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة ... الخ.
رواه ابن عدي في الكامل (3/ 408) في ترجمة سعيد بن خثيم، فقال حدثنا ابن أبي داود ثنا أحمد بن راشد ثناأبومعمر سعيد بن خثيم.
¥(43/265)
والطبراني في الكبير (19/ رقم 307) والأوسط (رقم 5644) من طريق الحسين بن يزيد الطحان السلولي وإسماعيل بن علي السدي، ثلاثتهم عن أبي معمر سعيد بن خثيم حدثني محمد بن خالد الضبي عن الشعبي عن كعب بن عجرة به. ثم قال - وكان ذكر قبله أحاديث -: وقد روى سعيد غير ما ذكرت أحاديث ليست بمحفوظة من رواية أحمد بن راشد عنه، وسعيد عم أحمد بن راشد أهـ.
وقال الطبراني عقيبه: تفرد به سعيد بن خثيم، ولا يروى عن كعب إلا بهذا الإسناد اهـ.
قال أبو عبد الباري: سعيد بن خثيم صدوق له أغاليط كما في التقريب، ولكن الراوي عنه متهم برواية الأباطيل عمدا، وقد قال الذهبي في ترجمة أحمد بن راشد بعد ما ذكر خبرا باطلا رواه عن سعيد بن خثيم: فهو الذي اختلقه بجهل أهـ فالحمل عليه في هذا الحديث أولى من الحمل على سعيد بن خثيم رحمه الله تعالى , وللحديث شواهد تقدمت، والله أعلم.
والحديث حسنه الألباني في صحيح الجامع (رقم 2604) وأحال على الروض النصير له فلينظر فيه.
الحديث الخامس: عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " أطفال المشركين خدم أهل الجنة "
وللحديث عن أنس طرق:
الطريق الأول: يزيد الرقاشي عن أنس به.
رواه أبو يعلى (رقم 4090) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 118) من طريق الأعمش، ورواه الطيالسي (رقم 2111) وأبو نعيم في الحلية (6/ 308) من طريق الربيع بن صبيح، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 444 رقم 1544) من طريق أبي حازم كلهم عن يزيد بن أبان الرقاشي عن أنس به.
وهذا سند ضعيف من أجل يزيد الرقاشي، قال الحافظ في التقريب في ترجمته "زاهد ضعيف " وبه ضعفه الهيثمي في المجمع (7/ 219).
الطريق الثاني: علي بن زيد بن جدعان عن أنس به.
رواه البزار (رقم 2170 زوائده) والطبراني في الأوسط (رقم 5355) وابن أبي الدنيا في كتاب العيال (رقم 206 كما في تنبيه الهاجد للحويني رقم 478) من طريق الحجاج بن نصير والحر بن مالك العنبري كلاهما عن مبارك بن فضالة عن علي زيد به.
وهذا سند مسلسل بالعلل، فالحجاج بن نصير وشيخه مبارك بن فضالة وشيخ شيخه علي بن زيد ثلاثتهم ضعفاء معروفون على نسق.
ورواه معلى بن عبد الرحمن عن مبارك به موقوفا. رواه البزار (رقم 2171 زوائده) وهذا سند تالف جدا، والمعلى هذا متهم بالكذب، قال الدارقطني: ضعيف كذاب، وقال أبو حاتم: متروك، وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث، كما في ترجمته من الميزان (4/ 149)، والطريق الأول على ضعفه أمثل منه.
الطريق الثالث: عبد الوارث عن أنس به بلفظ "المولود في الجنة، والموءودة في الجنة ... "الخ.
رواه البزار (رقم 2169 زوائده) من طريق محمد بن إسحاق عن مختار بن أبي مختار عن عبد الوارث عن أنس به.
وهذا أيضا سند ضعيف مسلسل بالعلل، فابن إسحاق مدلس وقد عنعن، ومختار مجهول كما في الميزان، وبه ضعفه الهيثمي في المجمع (7/ 219)، وعبد الوارث فيه جهالة وقد ضعفه ابن معين والدارقطني والبخاري كما في ترجمته في الميزان (2/ 678) وقال أبو حاتم في الجرح والتعديل (6/ 74): هو شيخ، وهو مولى أنس على الراجح، وليس بابن سعيد الثقة فإنه ليست له رواية عن أنس بل بواسطة عبد العزيز بن صهيب عنه، وقد رد الألباني على الهيثمي ظنه عبد الوارث هذا أنه ابن سعيد كما تجده في الصحيحة (5/ 603 - 604) فالحديث بهذه الطرق الثلاثة وما يأتي من الشواهد لا ينزل عن درجة الحسن والله أعلم.
ورواه أيضا البزار (رقم 2177 زوائده) وأبو يعلى في مسنده (رقم 4224) من طريق ليث بن أبي سليم عن عبد الوارث عن أنس به بلفظ " يؤتى يوم القيامة بالمولود والمعتوه ومن مات في الفترة وبالشيخ الفاني كلهم يتكلم بحجته ... " الحديث.
وهذا سند ضعيف، فيه علل متعددة وهي:
أولا: ضعف عبد الوارث كما تقدم قريبا.
ثانيا: ضعف ليث بن أبي سليم، قال في التقريب: اختلط جدا، ولم يتميز حديثه فترك أهـ، ونسبه الهيثمي في المجمع (7/ 216) للتدليس، ورد عليه الألباني في صحيحته (5/ 603): بأنه لم يجد أحدا وصفه بالتدليس أهـ
¥(43/266)
ثالثا: المخالفة، وهي ما تقدم من طريقي يزيد الرقاشي وعلي بن زيد بن جدعان، ورواية مختار بن أبي مختار عن عبد الوارث، وهي مخالفة في المتن والإسناد، فلا يصح من هذا الوجه، وإن صححه الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى في الصحيحة (رقم 2468) وسيأتي ذكره في الفصل الثالث مع ذكر كلام ابن عبد البر رحمه الله تعالى.
الطريق الرابع: إبراهيم بن زياد القرشي عن أبي حازم عن أنس به بلفظ " ألا أخبركم برجالكم في الجنة؟ قلنا بلى يا رسول الله، قال: النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة ... الحديث.
رواه الطبراني في الصغير (1/ 46) والأوسط (رقم 1764) من طريق أحمد بن الجعد الوشاء عن محمد بن بكار بن الريان عن إبراهيم بن زياد به.
وقال: لو يروه عن أبي حازم إلا إبراهيم هذا، ولا يروى عن أنس إلا من هذا الوجه اهـ.
وذكره الهيثمي في الزوائد (4/ 312) فقال: وفيه إبراهيم بن زياد القرشي، قال البخاري: لا يصح حديثه، فإن أراد تضعيفه فلا كلام، وإن أراد حديثا مخصوصا فلم يذكره، وأما بقية رجاله فهم رجال الصحيح اهـ.
كذا قال الهيثمي، وظاهر العبارة يفيد تضعيف الراوي، ثم شيخ الطبراني لم أجد ترجمته، ولا أظنه أحمد بن محمد بن الجعد الوشاء، المترجم في تذكرة الحفاظ للذهبي، لأن وفاته على في التذكرة متقدمة وهي 201هـ، ولم يكن الطبراني ولد حينئذ، فليحرر.
الطريق الخامس: قتادة عن أنس به.
رواه الطبراني في الأوسط (2972) من طريق الحكم بن ميسرة عن مقاتل بن سليمان عن قتادة عن أنس به. ثم قال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلا مقاتل أهـ وهذا سند واه جدا، ومقاتل متهم بالكذب، قال في التقريب: كذبوه وهجروه ورمي بالتجسيم أهـ والله أعلم.
الحديث السادس: عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" سألت ربي عن اللاهين من ذرية البشر فأعطانيها".
وللحديث عنه طريقان:
الطريق الأول: عن الزهري عن أنس به.
رواه الطبراني في الأوسط (رقم 5957) وأبو يعلى في مسنده (رقم 3570) وابن عدي في الكامل (4/ 302) من طريق عبد الرحمن بن المتوكل عن فضيل بن سليمان النميري عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري به.
وهذا سند لا بأس به، وفي فضيل كلام، وذكر في التقريب أنه صدوق كثير الخطأ، وعبد الرحمن بن إسحاق صدوق، وعبد الرحمن بن المتوكل ثقة كما قال الهيثمي في المجمع (7/ 21) وقال الحافظ في الفتح (3/ 290): إسناده حسن.
وخالفه عمرو بن مالك البصري – وهو الراسبي الضعيف – فقال عن فضيل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محمد بن المنكدر عن أنس به.
رواه أبو يعلى في مسنده (رقم3636) وابن عدي في الكامل (5/ 150) وعلقه الضياء في المختارة (7/ 202) وهذا سند تالف، فيه عمرو بن مالك الراسبي، اتهمه ابن عدي بسرقة الحديث، وتركه أبو زرعة، كما في ترجمته من الميزان (3/ 285رقم 6435).
الطريق الثاني: عن يزيد الرقاشي عن أنس به.
رواه أبو يعلى في مسنده (رقم 4101) وفي معجمه (رقم 205) وابن الجعد في مسنده (رقم 2906) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 117) من طرق عن عبد العزيز الماجشون عن محمد بن المنكدر عن يزيد الرقاشي عنه به.
وهذا سند ضعيف من أجل الرقاشي وبقية رجاله ثقات، وبانضمام الطريق الأول يصير حسنا لغيره.
ورواه الضياء في المختارة (7/ 201 - 202 رقم 2639) من طريق يوسف بن خالد الثعلبي عن صفوان بن صالح عن الوليد عن عبد الرحمن بن حسان الكناني عن محمد بن المنكدر عن أنس به. وقال: رجاله ثقات لكنه معلول أهـ
قال أبو عبد الباري: عبد الرحمن بن حسان قال في التقريب: لا بأس به وهو قول الدارقطني فيه وذكره ابن حبان في الثقات أهـ وهو معلول بالرواية التي قبله وهي أصح، والماجشون ثقة جليل، والله أعلم.
والحديث حسنه الشيخ الألباني بمجموع الطرق فقال في صحيحته (رقم 1881): وجملة القول أن الحديث حسن عندي بمجموع طرقه والله أعلم أهـ.
فائدة: في تفسير اللاهين:
¥(43/267)
ورد في تفسير اللاهين حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بعض مغازيه فسأله رجل فقال: يا رسول الله ما تقول في اللاهين؟ قال: فسكت عنه فلم يرد عليه كلمة، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوه وطاف فإذا هو بغلام قد وقع وهو يعبث بالأرض فنادى مناديه: أين السائل عن اللاهين؟ فأقبل الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهى رسو الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الأطفال، ثم قال: الله أعلم بما كانوا عاملين، هذا من اللاهين " رواه البزار (رقم 2173 زوائده) والطبراني في الكبير (رقم 11906) والأوسط (رقم 2018) من طريق أبي عوانة عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس به.
قال الهيثمي في المجمع (7/ 217): فيه هلال بن خباب وهو ثقة وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح أهـ وقال الألباني في الصحيحة (4/ 504): بسند حسن أهـ.
قال ابن عبد البر في التمهيد 18/ 117): إنما قيل للأطفال اللاهين، لأن أعمالهم كاللهو واللعب من غير عقد ولا عزم، من قولهم: لهيت عن الشيء أي لم أعتمده، كقوله " لاهية قلوبهم " أهـ والله أعلم.
الحديث السابع: عن سمرة بن جندب رضي الله عنه: " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين؟ فقال: هم خدم أهل الجنة ".
رواه الطبراني في الكبير (رقم 6993) والبزار (رقم 2172 زوائده) والبخاري في التاريخ الكبير (6/ 407 رقم الترجمة 2803) والروياني في مسنده (رقم 838) والسيد أبو طالب من طريق ابن عدي في أماليه (العواصم 7\ 246) كلهم من طريق عيسى بن شعيب البصري عن عباد بن منصور عن أبي رجاء عن سمرة به.
وهذا سند ضعيف من أجل عباد بن منصور لأنه ضعيف من قبل حفظه، وفي التقريب: صدوق رمي بالقدر وكان يدلس وتغير بأخرة أهـ وقال الهيثمي في المجمع (7/ 219): فيه عباد بن منصور وثقه يحيى القطان وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات أهـ وهو كما قال، وعيسى بن شعيب توثيقه في التاريخ الكبير للبخاري وغيره، وزاد الهيثمي عزوه للطبراني في الأوسط، لكن عبادا صالح للاعتبار وهو كذلك هنا، فقد تقدم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وسيأتي من حديث أبي مالك، والله أعلم.
الحديث الثامن: عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الرؤيا الطويل – وفيه -: " والشيخ في أصل الشجرة، والصبيان حوله أولاد الناس، فقال بعض المسلمين: يا رسول الله وأولاد المشركين؟ قال: وأولاد المشركين ".
رواه البخاري في صحيحه (رقم 7047) والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف 4/ 82) من طريق عوف – هو ابن أبي جميلة الأعرابي – عن أبي رجاء العطاردي عن سمرة به، والله أعلم.
وجه الاستدلال بالحديث:
قال ابن القيم في طريق الهجرتين (ص642): فهذا الحديث الصحيح صريح في أنهم في الجنة، ورؤيا الأنبياء وحي، وفي مستخرج البرقاني على البخاري من حديث عوف الأعرابي عن أبي رجاء العطاردي عن سمرة عن البني صلى الله عليه وسلم قال " كل مولود يولد على الفطرة " فقال الناس: يا رسول الله، وأولاد المشركين؟ قال: " وأولاد المشركين " أهـ كلام ابن القيم.
الحديث التاسع: عن أبي مالك رضي الله عنه: " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أطفال المشركين؟ فقال: هم خدم أهل الجنة ".
رواه ابن منده في المعرفة (2/ 261 كما في الصحيحة 3/ 452) معلقا من طريق إبراهيم بن المختار عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أبي مالك به.
وهذا سند ضعيف مسلسل بالعلل، فهو معلق أولا، وقد عنعنه ابن إسحاق وهو مدلس ثانيا، والراوي عنه صدوق سيئ الحفظ ثالثا، وبهذا ضعف الألباني هذا الإسناد، لكنه صحح بشواهده من حديث أنس وسمرة بن جندب – وقد تقدمت كلها قريبا -، وانظر كلام الشيح ناصر – رحمه الله – في الصحيحة (رقم 1468) والله أعلم.
الحديث العاشر: عن عائشة رضي الله عنها: " سالت خديجة النبي صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين؟ فقال: هم مع آبائهم، ثم سألته بعد ذلك فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين، ثم سألته بعد ما استحكم الإسلام فنزلت (ولا تزر وازرة وزر أخرى) وقال: هم على الفطرة، أو قال: في الجنة ".
رواه ابن عبد البر في التمهيد (18/ 117) من طريق عبد العزيز القرشي عن أبي معاذ عن الزهري عن عروة عن عائشة به.
وهذا سند ضعيف جدا، أبو معاذ هو سليمان بن أرقم البصري، وهو متروك، قال أحمد: لا يروى عنه، وقال ابن معين – في راية عباس وعثمان -: ليس بشيء، وقال أبو داود والدارقطني: متروك، وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث، وقال الجوزجاني: ساقط، وغير ذلك من الأقوال كما في الميزان (2/ 196) وقال: تركوه، وعليه فليس قول الحافظ في التقريب أنه "ضعيف " فقط بصواب والله أعلم.
ثم رأيت الحافظ في الفتح (3/ 291) أورده من رواية عبد الرزاق عن أبي معاذ عن الزهري به، ثم قال: وأبو معاذ هو سليمان بن أرقم وهو ضعيف، ولو صح هذا لكان قاطعا للنزاع رافعا لكثير من الإشكال المتقدم اهـ فلله الحمد والمنة على توفيقه.
والراوي عنه هو عبد العزيز بن بحر المروزي البغدادي الخلال، ترجمته في تاريخ بغداد (10/ 448) وقال: سكن بغداد وحدث بها عن سليمان بن أرقم وإسماعيل بن عياش .... أهـ، وذكره الذهبي في الميزان (2/ 623) وقال: عن إسماعيل بن عياش بخبر باطل ... ثم ذكره أهـ، وأقره الحافظ في اللسان (4/ 25)، وقال ابن عدي في الكامل (5/ 378) ليس بمعروف أهـ.وذكره سبط ابن العجمي فيمن رمي بوضع الحديث، اعتمادا على قول الذهبي أنه أتى بخبر باطل والله أعلم.
قال ابن القيم في طريق الهجرتين (647) بعد ما سرد بعض ما تقدم وغيره من أدلة هذا القول: وهذه حجج كما ترى قوة وكثرة ولا سبيل إلى دفعها أهـ المراد منه.
يتبع
¥(43/268)
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[23 - 04 - 05, 01:53 م]ـ
الحلقة الثانية:
القول بأن أطفال المشركين في النار وأدلته
قال ابن تيمية في الفتاوى (4/ 303): وطائفة من أهل الحديث وغيرهم قالوا: إنهم كلهم في النار أهـ، وقال ابن القيم في طريق الهجرتين (ص 637 - 638): وهو قول جماعة من المتكلمين وأهل التفسير وأحد الوجهين لأصحاب أحمد، وحكاه القاضي نصا عن أحمد أهـ، لكن قال ابن تيمية: وهو غلط، وقال في درء التعارض (8/ 398) مبينا سبب الغلط: ولم ينقل أحد قط عن أحمد أنه قال: هم في النار، ولكن طائفة من أتباعه كالقاضي أبي يعلى وغيره لما سمعوا جوابه بأنه قال " الله أعلم بما كانوا عاملين " ظنوا أن هذا من تمام حديث مروي عن خديجة رضي الله عنها أنها سالت النبي صلى الله عليه وسلم عن أولادها من غيره؟ فقال " هم في النار " فقالت: بلا عمل؟ فقال " الله أعلم بما كانوا عاملين " فظن هؤلاء أن أحمد أجاب بحديث خديجة، وهذا غلط على أحمد، فإن حديث خديجة هذا حديث موضوع كذب لا يحتج بمثله أقل من صحب أحمد، فضلا عن الإمام أحمد أهـ.
وهذا القول نسبه النووي للأكثرين في شرح مسلم (16/ 207) وقال السبكي في رسالته (ص 24): وفي هذه النسبة نظر اهـ.
وقريب من هذا القول – كما تقدم – قول من قال أن حكمهم حكم آبائهم في الدنيا والآخرة.
وذكر ابن القيم في طريق الهجرتين (ص 649) فرقا بين هذين القولين فقال: والفرق بين هذا المذهب- أي مذهب التبعية للآباء - ومذهب من يقول هم في النار، أن صاحب هذا المذهب يجعلهم معهم تبعا لهم، حتى لو أسلم الأبوان بعد موت أطفالهما لم يحكم لأفراطهما بالنار، وصاحب القول الآخر يقول هم في النار لكونهم ليسوا بمسلمين، لم يدخلوها تبعا أهـ.
قال أبو عبد الباري: الذي يعنينا هنا هو الحكم عليهم بالنار سواء على الإنفراد أو على التبعية لآبائهم، وليس المقصود عندنا تحرير تفاصيل الأقوال، بل المقصود عندي هو تحرير الحكم ومناقشة الدليل، وعليه فهذان القولان يعتبران قولا واحدا في أن أطفال المشركين في النار، لأن من أسلم – على المذهب الآخر – يصير أطفاله أطفال مسلم، ومن مات على الكفر فأطفاله في النار، بل قد يدخل فيمن مات طفله وهو على الإسلام ثم ارتد عن الإسلام ومات على الكفر، فقياسه أن يحكموا لأطفاله بالنار والله أعلم.
وجملة ما ورد من الأحاديث في هذه المسألة – فيما رأيت - ستة أحاديث عن خمسة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم جميعا، وهم عائشة وابن مسعود وسلمة بن يزيد الجعفي وخديجة وعلي بن أبي طالب وسهل بن أبي حثمة عن أبيه، وهذه أحاديثهم:
الحديث الأول: عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لو شئت لأسمعتك تضاغيهم في النار – يعني الأطفال ".
رواه أحمد (6/ 208) والطيالسي في مسنده (رقم 1576) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 122) وابن الجوزي في العلل المنتاهية (2/ 441 - 442 رقم 1541) من طريق حجاج بن إبراهيم عن أبي عقيل يحيى بن المتوكل عن بهية عن عائشة به.
وهذا إسناد ضعيف جدا، وفيه أبو عقيل يحيى بن المتوكل مولى بهية، وهو متروك كما في ترجمته، ولهذا قال الحافظ في الفتح (3/ 290): وهو حديث ضعيف جدا أهـ، قال ابن عبد البر في التمهيد: أبو عقيل هذا صاحب بهية لا يحتج به عند أهل العلم بالنقل أهـ، و به ضعفه الهيثمي في المجمع (7/ 217)، والألباني في ظلال الجنة (1/ 95) والأرناؤط في تحقيق العواصم لابن الوزير (7/ 248) وقال ابن الجوزي في العلل: لا يصح وأعله بما تقدم، وقال ابن القيم في حاشيته على سنن أبي داود (12/ 316 عون المعبود) بعد ذكره لحديث عائشة هذا: حديث واه يعرف به واه وهو أبو عقيل أهـ والله أعلم.
الحديث الثاني: عن سلمة بن يزيد الجعفي رضي الله تعالى عنه سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن امرأة ماتت في الجاهلية ووأدت بنتها؟ فقال: الوائدة والموءودة في النار ".
رواه أحمد (3/ 478) والنسائي في التفسير (رقم 669) والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 72) والطبراني في الكبير (7/ رقم 6319) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 119) والمزي في تهذيب الكمال (11/ 330 - 331) وعزاه لأبي داود في القدر، كلهم من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة عن سلمة بن يزيد به.
¥(43/269)
وهذا إسناد صحيح ورجاله ثقات، قال ابن عبد البر: وهو حديث صحيح من جهة الإسناد، وقال الهيثمي في المجمع (1/ 119): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح والطبراني بنحوه، وقال ابن القيم في طريق الهجرتين (ص 639): وهذا إسناد لا بأس به أهـ.
وتابعه جابر الجعفي عن الشعبي به، رواه الطبراني في الكبير (7/رقم 6320) وجابر ضعيف جدا.
وخالفهما زكريا بن أبي زائدة فرواه عن الشعبي مرسلا، رواه أبو داود (رقم 2717) والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 72و73) وابن حبان في صحيحه (رقم 7480) ورجاله ثقات مع أنه معضل لسقوط اثنين من الإسناد كما دلت عليه الرواية المتقدمة، لكن الحديث من الوجهين صحيح، وقد صححه الألباني في المشكاة (رقم 112) ويشهد له حديث ابن مسعود الذي بعده، والله أعلم.
الحديث الثالث: عن ابن مسعود رضي الله عنه سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن امرأة ماتت في الجاهلية ووأدت بنتها؟ فقال: الوائدة والموءودة في النار ".
وللحديث طريقان عنه:
الطريق الأول: عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به.
رواه الطبراني في الكبير (رقم 10236) من طريق يحيى الحماني عن محمد بن أبان عن عاصم به
و هذا سند ضعيف، فيه علتان:
الأولى: يحيى الحماني وهو ابن عبد الحميد، قال في التقريب: حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث أهـ.
الثانية: شيخه محمد بن أبان هو ابن صالح القرشي، مترجم في اللسان وأصله، ضعفه النسائي وابن حبان والبخاري وأبو حاتم كما في اللسان (5/ 31) لكنه يتقوى بالطريق الثاني، وبحديث سلمة بن يزيد المتقدم.
الطريق الثاني: أبو إسحاق السبيعي واختلف عليه على وجهين:
الأول: عن زكريا بن أبي زائدة عنه عن الشعبي عن علقمة عن ابن مسعود به.
رواه أبو داود (عقب حديث رقم 4717) وابن حبان (عقب حديث رقم7480) وهذا سند ضعيف، أبو إسحاق اختلط بأخرة، وزكريا سمع منه بعد الاختلاط كما في الميزان (2\ 73).
الثاني: عن إسرائيل عنه عن علقمة وأبي الأحوص عن ابن مسعود به.
رواه ابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 4\ 478)، وإسرائيل صحيح السماع من جده بل قدمه شعبة والثوري على أنفسهما في أبي إسحاق، واتكل عليه ابن مهدي بدل الثوري كما في ترجمته من تهذيب الكمال وتحقيقه لبشار عواد (2/ 523) وقد احتج الشيخان بروايته عن جده في صحيحيهما، وما ذكره الذهبي من سماع إسرائيل عن جده بعد الاختلاط كما في الميزان (2\ 73) لا أعرف وجهه، بل الأقوال ترده، فالسند صحيح بذلك، ويتقوى الحديث بالطريق الأول وبحديث سلمة الذي قبله.
الحديث الرابع: عن خديجة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: أين أطفالي منك؟ قال: في الجنة، وسألته عن أولادها من أزواجها المشركين؟ فقال: في النار، قالت: بغير عمل؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين ".
رواه الطبراني في الكبير (23/ رقم27) وأبو يعلى في مسنده (رقم7077 و 1160زوائده) من طريق عبد الله بن بريدة أو عبد الله بن الحارث بن نوفل عن خديجة به.
وهذا إسناد ضعيف، وهو منقطع بين خديجة والراوي عنها، وأيهما كان فهو ثقة لكن لم يسمع واحد منهما عن خديجة ولا أدركها إلا صحابي، وبهذا أعله الهيثمي في المجمع (7/ 217) وأقره ابن الوزير في العواصم (7/ 248) وكذا شعيب الأرناؤط في تحقيقه للعواصم، والألباني في ظلال الجنة (1/ 95) وقال ابن تيمية في درء التعارض (8/ 398): حديث خديجة حديث موضوع كذب لا يحتج بمثله، وقال ابن القيم في حاشيته على سنن أبي داود (12/ 322): حديث خديجة باطل لا يصح، وقال ابن جزم في الفصل (2/ 382): ساقط مطرح لم يروه قط من فيه خير اهـ وهذا فيه مجازفة ظاهرة، وإنما هو ضعيف، و يشهد له حديث علي الآتي بعده، والله أعلم.
الحديث الخامس: عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أن خديجة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أولادها؟ فقال: هم في النار، فلما رأى ما في وجهها قال: لو رأيت مكانهم لأبغضتهم، قالت: فأولادي منك؟ قال: في الجنة، والمشركون وأولادهم في النار ... " الحديث.
رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/ 134 - 135) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 213) من طريق محمد بن فضيل عن محمد بن عثمان عن زاذان عن علي به.
¥(43/270)
وهذا سند ضعيف من أجل جهالة محمد بن عثمان، لا يدرى من هو كما قال الذهبي في الميزان (3/ 642) وقال: له خبر منكر ثم ساق له هذا الحديث اهـ، وقال ابن القيم في طريق الهجرتين (ص 639): هو مجهول، وبه ضعفه الهيثمي في المجمع (7/ 217) والأرناؤط وزملاؤه في تحقيق المسند (2/ 349) والألباني في ظلال الجنة (1/ 94 - 95) ومع هذا فقد حسنه أحمد شاكر في شرح المسند (2/ 259)، و رد عليه الألباني ردا طويلا حاصله: جهالة محمد بن عثمان وتضعيف الأزدي له، مع ما في متنه من النكارة في تعذيب عموم أطفال المشركين، ولكن يشهد لهذه الجهالة حديث خديجة المتقدم لو لا ما فيه من النكارة المذكورة، والله اعلم.
وأعله ابن القيم بعلة أخرى وهي الانقطاع بين زاذان وعلي، فقال: لم يدرك عليا كما في أحكام أهل الذمة (2/ 86) وطريق الهجرتين (ص 639) اهـ، كذا قال، وفي الميزان: أنه يقال: إنه شهد خطبة عمر بالجابية، وفيه عن ابن عدي أنه تاب على يدي ابن مسعود، ومثل هذا لا يقال إنه لم يدرك عليا، وعده الحافظ ابن حجر في الطبقة الثانية من كبار التابعين كابن المسيب كما في التقريب، ولم أر أحدا فيمن خرّج الحديث وضعفه من تابع ابن القيم على هذا التعليل فينظر فيه فالله أعلم
الحديث السادس: عن الصعب بن حثامة رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل الدار من المشركين يبيتون فيصيبون من نسائهم وذراريهم؟ فقال " هم منهم ".
رواه البخاري (رقم 3012، 3013) ومسلم (رقم 1745).
والحديث ذكره ابن القيم من جملة ما استدل به من قال حكمهم حكم آبائهم في الدنيا والآخرة كما في طريق الهجرتين (ص 649) وأحكام أهل الذمة (2/ 89).
وفي الباب حديث سابع عن ابن مسعود لم أجد – في حدود معرفتي – من استدل به لهذا القول، فلا أدري هل له عند أهل العلم معنى آخر وهو:
الحديث السابع: عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عند ما قال له عقبة بن أبي معيط-" من للصبية يا محمد؟ قال: النار، وفي رواية " النار لهم ولأبيهم ".
رواه أبو داود (رقم 2686) والشاشي في مسنده (رقم 409) والبزار (رقم 1936) والحاكم (2/ 135 وعنه البيهقي في السنن 9\ 65 ودلائل النبوة) وغيرهم من طريق عبد الله بن جعفر الرقي، والطبراني في الأوسط (رقم 2973) من طريق صالح بن مالك كلاهما عن عبيد الله بن جعفر عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن مسروق عن ابن مسعود به.
وهذا سند صحيح ورجاله ثقات، وقال الهيثمي في المجمع (6/ 89): رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح أهـ، وحسنه أكرم العمري في السيرة الصحيحة (2/ 371) وقال الشيخ الألباني في صحيح أبي داود (2/ 511 رقم 2336): حسن صحيح أهـ، والله أعلم.
وقال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد اهـ. وصححه الحاكم على شرط الشيخين.
وله شاهد من حديث سهل بن أبي حثمة بنحوه، رواه البيهقي في سننه (9\ 64 - 65).
فهذا الحديث لم أر من ذكره فيما احتج به القائلون بأنهم في النار، ولعلهم يكونون فهموه على معنى آخر، ومعلوم أن بعض أولاد عقبة بن أبي معيط اسلموا بل كان الوليد بن عقبة رجلا كبيرا قد أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأرسله ألى بني المصطلق مصدقا وكان ما كان من أمره حتى نزلت آية الحجرات، فعلى هذا فقد يكون معنى الحديث على تقدير محذوف، أي لهم النار إن بقوا على الكفر وماتوا عليه، وهذا أقرب من تقدير كونهم في النار لو ماتوا صغارا، هذا قلته بحثا فلينظر فيه.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[24 - 04 - 05, 12:45 م]ـ
الحلقة الثالثة:
القول بأن أطفال المشركين يمتحنون
يوم القيامة وأدلته
وهذا القول نسبه أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين (1/ 349 - 350) لأهل السنة فقال في جملة قول أصحاب الحديث وأهل السنة: وأن الأطفال أمرهم إلى الله، إن شاء عذبهم، وإن شاء فعل بهم ما أراد ... ثم قال: وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول، وإليه نذهب اهـ.
وأقره ابن القيم عليه في طريق الهجرتين (ص 657) وانتصر له فيه.
¥(43/271)
وهو اختيار ابن تيمية، قال في الفتاوى (4/ 246 - 247): ثم إنه قد جاء في حديث إسناده مقارب عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا كان يوم القيامة فإن الله يمتحنهم ويبعث إليهم رسولا في عرصة القيامة، فمن أجابه أدخله الجنة ومن عصاه أدخله النار " (1) فهنالك يظهر فيهم ما علمه الله سبحانه ويجزيهم على ما ظهر من العلم وهو إيمانهم وكفرهم، لا على مجرد العلم، وهذا أجود ما قيل في أطفال المشركين، وعليه تتنزل جميع الأحاديث أهـ.
وقال أيضا – رحمه الله - في الصفدية (2/ 244 - 245): ولهذا لما تنازع الناس في أطفال الكفار، فطائفة جزمت بأنهم كلهم في النار، وطائفة جزمت بأنهم كلهم في الجنة، كان الصواب الذي دلت عليه الأحاديث الصحيحة، وهو قول أهل السنة: أنه لا يحكم فيهم كلهم بجنة ولا نار، بل يقال فيهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟ " قيل يا رسول الله: أفرأيت من يموت من أطفال المشركين وهو صغير؟ فقال: " الله أعلم بما كانوا عاملين "، وكذلك ثبت هذا في الصحيحين عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد جاء في آثار أخرى أنهم يمتحنون يوم القيامة، وجاءت بذلك أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن لم تبلغه الدعوة في الدنيا كالمجنون والشيخ الكبير والأصم الذي أدركه الإسلام وهو أصم لا يسمع ما يقال، ومن مات في الفترة، وأن هؤلاء يؤمرون يوم القيامة، فإن أطاعوا دخلوا الجنة وإلا استحقوا العذاب، وكان هذا تصديقا لعموم قوله تعالى ((وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا))، وبذلك استدل أبو هريرة على أن أطفال الكفار لا يعذبون حتى يمتحنوا في الآخرة. أهـ (2)
وقال في درء التعارض (8/ 401 - 402): وهذا التفصيل يذهب الخصومات التي كره الخوض فيه لأجله من كرهه، فإن من قطع لهم بالنار كلهم جاءت نصوص تدفع قوله، ومن قطع لهم بالجنة كلهم جاءت نصوص تدفع قوله، ثم إذا قيل: هم مع آبائهم لزم تعذيب من لم يذنب، وانفتح باب الخوض في الأمر والنهي والوعد والوعيد والقدر والشرع والمحبة والحكمة والرحمة، فلهذا كان أحمد يقول: هو أصل كل خصومة أهـ.
وقال فيه أيضا (8/ 437): والأكثرون يقولون: لا يجزي على علمه بما سيكون حتى يكون، فيمتحنهم يوم القيامة ويمتحن سائر من لم تبلغه الدعوة في الدنيا، فمن أطاع دخل الجنة، ومن عصى دخل النار.
وهذا القول منقول عن غير واحد من السلف من الصحابة والتابعين وغيرهم، وقد روي في آثار متعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم حسان يصدق بعضها بعضا، وهو الذي حكاه الأشعري في المقالات عن أهل السنة والحديث، وذكر أنه يذهب إليه، وعلى هذا القول تدل الأصول المعلومة بالكتاب والسنة، كما قد بسط في غير هذا الموضع، وبين لأن الله لا يعذب أحدا حتى يبعث إليه رسولا ا. هـ وغير ذلك من كلامه في كتبه.
واختاره أيضا ابن القيم في طريق الهجرتين (ص 652) فقال: وبهذا يتألف شمل الأدلة كلها، وتتوافق الأحاديث، ويكون معلوم الله الذي أحال عليه النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول " الله أعلم بما كانوا عاملين " يظهر حينئذ ويقع الثواب والعقاب عليه حال كونه معلوما علما خارجيا لا علما مجردا، ويكون النبي صلى الله عليه وسلم قد رد جوابهم إلى علم الله فيهم، والله يرد ثوابهم وعقابهم إلى معلومه منهم، فالخبر عنهم مردود إلى علمه ومصيرهم مردود إلى معلومه، وقد جاءت بذلك آثار كثيرة يؤيد بعضها بعضا أهـ.
قال البيهقي عقيب حديث أبي هريرة: فأما حكمهم في الآخرة فبيانه في آخر الحديث وهو قوله " الله أعلم بما كانوا عاملين " فحكمهم في الدنيا في النكاح والمواريث وسائر أحكام الدنيا حكم آبائهم حتى يعربوا عن أنفسهم بأحدهما، وحكمهم في الآخرة موكول إلى علم الله عز وجل فيهم اهـ
¥(43/272)
ثم قال في تفسير التوقف في الاعتقاد (201): ومن قال بالطريقة الأولى في التوقف في أمرهم جعل امتحانهم وامتحان أولاد المشركين في الآخرة محتجا بما .... ثم ذكر بعض الأحاديث الآتية، ثم قال: وهكذا ينبغي أن يقول من قال بالطريقة الثانية (3) في أولاد المسلمين، فمن لم يواف أحد أبويه القيامة مؤمنا يجعل امتحانه في الآخرة حيث لم يجد متبعا يلحق به في الجنة اهـ
وهو اختيار ابن كثير في تفسيره (3/ 30) قال: وهذا القول يجمع بين الأدلة كلها، وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة المتعاضدة الشاهد بعضها لبعض أهـ.
قال أبو عبد الباري: قد استدل من ذهب إلى هذا القول بالنص والقياس والنظر:
أما النص ففي أحاديث:
وجملة ما احتجوا به من الأحاديث في خصوص هذه المسألة ثلاثة أحاديث عن ثلاثة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، وهم أبو سعيد الخدري ومعاذ بن جبل وأنس بن مالك، وهذه أحاديثهم:
الحديث الأول: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " يؤتى بالهالك في الفترة والمعتوه والمولود، فيقول الهالك في الفترة: لم يأتني كتاب ولا رسول، ويقول المعتوه: أي رب لم تجعل لي عقلا أعقل به خيرا ولا شرا، ويقول المولود: لم أدرك العمل، قال: فترفع لهم نار فيقال لهم: ادخلوها فيدخلها من كان في علم الله سعيدا إن لو أدرك العمل، ويمسك عنها من كان في علم الله شقيا إن لو أدرك العمل، فيقول تبارك وتعالى: إياي عصيتم فكيف برسلي بالغيب؟ ".
رواه البزار (رقم 2176 زوائده) والبغوي في الجعديات (رقم 2126) وابن جرير في تفسيره (16/ 238) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 127) واللالكائي (رقم 1076) من طرق عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري به.
وهذا سند ضعيف من أجل عطية العوفي وهو ضعيف مدلس شيعي، و مع ضعفه فقد عنعنه، و تفرد به كما قال البزار: لا نعلمه يروى عن أبي سعيد إلا من حديث فضيل أهـ.
وبهذا ضعفه الهيثمي في المجمع (7/ 216) والألباني في صحيحته (5/ 604) والأرناؤط في تحقيق الإحسان (16/ 358) وتحقيق العواصم لابن الوزير (7/ 253).
وأعل أيضا بالوقف، فقال المروزي في الرد على ابن قتيبة (أحكام أهل الذمة 2/ 105): ورواه أبو نعيم الملائي عن فضيل عن عطية عن أبي سعيد موقوفا، وأخذه عنه ابن عبد البر فقال في التمهيد (18/ 128): من الناس من يوقف هذا الحديث على أبي سعيد ولا يرفعه، منهم أبو نعيم الملائي أهـ والله أعلم.
والحديث قواه ابن القيم وأجاب عن هذه العلة بقوله في طريق الهجرتين (ص 657): ورواه أبو نعيم عن فضيل بن مرزوق فوقفه، فهذا وإن كان فيه عطية فهو ممن يعتبر بحديثه ويستشهد به وإن لم يكن حجة، وأما الوقف فقد تقدم نظيره من حديث أبي هريرة أهـ.
قال أبو عبد الباري: لم أقف على رواية أبي نعيم الموقوفة، وفي كلام ابن عبد البر ما يدل على أن غير أبي نعيم قد رواه موقوفا، فلينظر في ذلك، وهو يدل على اضطراب عطية العوفي في الحديث.
الحديث الثاني: عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقلا، وبالهالك في الفترة، وبالهالك صغيرا فيقول الممسوخ عقلا: يا رب لو آتيتني عقلا ما كان من آتيته عقلا بأسعد بعقله مني، ويقول الهالك في الفترة: يا رب لو أتاني منك عهد ما كان من أتاه منك عهد بأسعد بعهده مني، ويقول الهالك صغيرا: لو آتيتني عمرا ما كان من آتيته عمرا بأسعد من عمره مني، فيقول الرب تبارك وتعالى: إني آمركم بأمر فتطيعوني؟ فيقولون: نعم وعزتك، فيقول: اذهبوا فادخلوا النار، فلو دخلوها ما ضرتهم، فيخرج عليهم قوابس يظنون أنها قد أهلكت ما خلق الله من شيء، فيرجعون سراعا فيقولون: خرجنا يا رب نريد دخولها فخرجت علينا قوابس ظننا أنها قد أهلكت ما خلق الله من شيء، فيأمرهم الثانية، فيرجعون كذلك يقولون مثل قولهم، فيقول الله تبارك وتعالى: قبل أن تخلقوا علمت ما أنتم عاملون وإلى علمي تصيرون، فتأخذهم النار ".
¥(43/273)
رواه الطبراني في الكبير (20/ رقم 158) والأوسط (رقم 7951) ومسند الشاميين (رقم 2205) وأبو نعيم في الحلية (5/ 127) والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (ص87) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 129) وابن الجوزي في العلل (2/ 441 رقم 1540) من طريق عمرو بن واقد عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ به.
وهذا سند واه جدا، عمرو بن واقد متروك كما في ترجمته من التقريب، وبه ضعفه ابن الجوزي فقال: هذا حديث لا يصح، وفي إسناده عمرو بن واقد، قال ابن مسهر: ليس بشيء، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك أهـ، ووافقه الهيثمي في المجمع (7/ 217) والألباني في صحيحته (5/ 605)، وعليه فلا يصلح لتقوية حديث أبي سعيد الخدري، ومن هذا تعرف ما في قول ابن القيم في طريق الهجرتين (ص 655): فهذا وإن كان عمرو بن واقد لا يحتج به فله أصل وشواهد، والأصول تشهد له أهـ والله أعلم.
الحديث الثالث: عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يؤتى يوم القيامة بالمولود والمعتوه ومن مات في الفترة والشيخ الفاني كلهم يتكلم بحجته، فيقوا الرب تبارك وتعالى لعنق من جهنم – أحسبه قال-: أبرزي، فيقول لهم: إني كنت أبعث إلى عبادي رسلا من أنفسهم، فإني رسول نفسي إليكم، ادخلوا هذه، فيقول من كتب عليه الشقاء: يا رب! أتدخلناها ومنها نفرق؟، ومن كتب له السعادة فيمضي فيقتحم فيها مسرعا، قال: فيقول الله: قد عصيتموني، وأنتم لرسلي أشد تكذيبا ومعصية، قال: فيدخل هؤلاء الجنة وهؤلاء النار ".
رواه البزار (رقم 2177 زوائده) وأبو يعلى في مسنده (رقم 4224) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 128) من طريق ليث بن أبي سليم عن عبد الوارث عن أنس به.
وهذا سند ضعيف، فيه علل متعددة وقد تقدم تخريج طرقه فيما سبق وهي:
أولا: ضعف عبد الوارث كما تقدم في الحديث السادس من الفصل الأول.
ثانيا: ضعف ليث بن أبي سليم، قال في التقريب: اختلط جدا، ولم يتميز حديثه فترك أهـ، ونسبه الهيثمي في المجمع (7/ 216) للتدليس، ورد عليه الألباني في صحيحته (5/ 603): بأنه لم يجد أحدا وصفه بالتدليس أهـ
ثالثا: المخالفة، وهي ما تقدم في الحديث السادس من الفصل الأول من طريق يزيد الرقاشي وعلي بن زيد بن جدعان و قتادة، ورواية مختار بن أبي مختار عن عبد الوارث، وهي مخالفة في المتن والإسناد، فلا يصح من هذا الوجه، وإن صححه الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى في الصحيحة (رقم 2468) بل ولا يصلح للتقوية لما علم من أن الشاذ والمنكر في أحد قسميه لا يصلح للاعتبار، كما قال العراقي في ألفيته:
وإن يكن لكذب أو شذا أو قوي الضعف قلم يجبر ذا
وخلاصة هذا الفصل أنه لم يصح فيه شيء مطلقا، بل كل ما ورد فيه غير صالح للتقوية على آحاده إلا الحديث الأول عند بعض العلماء والله أعلم.
قال ابن عبد البر في التمهيد (18/ 130): روي هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث الأسود بن سريع وأبي هريرة وثوبان بأسانيد صحيحة من أسانيد الشيوخ، إلا ما ذكره عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة موقوفا ولم يرفعه، بمثل ما ذكرنا سواء، وليس في شيء منها ذكر المولود، وإنما فيها ذكر أربعة كلهم يوم القيامة يدلي بحجته، رجل أصم أبكم، ورجل أحمق، ورجل مات في الفترة، ورجل هرم، فلما لم يكن فيها ذكر المولود، لم نذكرها في هذا الباب ... أهـ.
والعجيب: أن كثيرا ممن أورد أحاديث الامتحان في مسألتنا هذه لم ينتبه لهذه النكتة التي ذكرها ابن عبد البر من عدم ذكر المولود في هذه الأحاديث التي اعتبروها شواهد يقوي بعضها بعضا، حتى فيمن جاء بعد ابن عبد البر ونقل في هذا الباب من كتابه هذا، ومنهم الأئمة الحفاظ كابن القيم القائل في طريق الهجرتين (ص 657): فهذه الأحاديث يشد بعضها بعضا، وتشهد لها أصول الشرع وقواعده أهـ. والله أعلم.
وأما القياس:
¥(43/274)
فهو أنه ورد من طرق بعضها صحاح، وبعضها حسان، وبعضها ضعاف تعتضد بغيرها أن الله يمتحن يوم القيامة من لم تبلغه الدعوة ممن كان من أهل الفترة، أو كان مجنونا لا يعقل، أو شيخا كبيرا قد خرف، أو كان أصم لا يسمع، فهؤلاء المذكورون في صحاح السنن أنهم يمتحنون مع أن كل واحد منهم لم يكن مكلفا بالإيمان تكليفا يستحق به العقاب أو الثواب، ولم يكن عندهم من العمل الصالح والإيمان الصحيح ما يدخلون به الجنة،وكذلك لم يكن عندهم من مساوي الأعمال ما يعاقبون عليه لعدم قيام الحجة عليهم، ولما كانوا كذلك أعذرهم الله تعالى فامتحنهم يوم القيامة ليتبين ما يصيرون إليه من عقاب أو ثواب، ولا فرق في ذلك بين الطفل الصغير والمجنون والمعتوه والكبير الذي قد خرف، فكلهم غير مكلف في حكم الشرع، فيكون الصغير مثلهم، ويأخذ حكمهم، وما تقدم من الأحاديث وإن كان فيها مقال لكنها تعتضد بهذا الأصل (4).
وأما النظر:
فقالوا: إن الجنة جزاء من عمل صالحا، والنار جزاء من عمل سيئا، وقد دل على ذلك الكتاب والسنة بحيث لا يمكن حصر النصوص الواردة في ذلك، فمن قال بأنهم يدخلون الجنة فقوله تدفعه هذه النصوص وبما ورد من أوجه صحيحة من أنهم في النار، وأما بقولنا فتجتمع النصوص ولا تتعارض، ولهذا كان قول الكبار من أئمة السنة، ولم يحك غيره الأشعري عن أهل السنة وذهب إليه (5).
وقالوا: إن القول بتعذيبهم كلهم أو إمكان تعذيبهم كلهم مبني على المشيئة المرجحة بلا سبب، ولا حكمة، ولا رحمة، والقول بأنهم في الجنة مع من آمن وعمل صالحا، مبني على رحمة بلا حكمة، وكل ذلك باطل لا يصح كما عرف من موضعه (6).
__________________________________________________ ________________________
الهوامش:
(1) هامش (1):هذا الحديث عن أبي هريرة: إن أراد ابن تيمية مارواه غير واحد، وذكره هو بطرقه في درء التعارض (8/ 401) فليس في شيء من طرقه ذكر الأطفال فيما أعلم، وإنما هو مثل حديث الأسود بن سريع فيه ذكر الأصم والأبكم والمعتوه ومن مات في الفترة والشيوخ الذين جاء الإسلام وقد خرفوا كما في راية الطبري، وهو الغالب على طني، فالاستدلال به من باب القياس كما سيأتي.
وإن أراد حديثا آخر عن أبي هريرة فيه ذكر الأطفال فلم أقف عليه فلينظر من رواه؟ والله أعلم
ثم رأيت الألباني رحمه الله تعالى خرج حديث أبي هريرة في الصحيحة (رقم 1434) ليس فيه ذكر المولود، وقال في صحيحته (5/ 605): وأما حديث أبي هريرة والأسود فقد سبق تخريجهما برقم (1434) وليس فيهما ذكر المولود اهـ المراد منه.
تنبيه: حديث الأسود المشار إليه غير حديثه في أن المولود في الجنة المتقدم برقم (13) فراجعه.
(2) هذا النقل من ابن تيمية فيه أمران:
الأمر الأول: ليس صريحا في أنه يرى الامتحان، بل هو في ظاهر كلامه كأنه يميل للقول بالوقف، لكنه بضم أقواله الأخرى وما ذكره عقيبه يدل على أنه يرى الامتحان، وقرينة أخرى هي: نسبته لأهل السنة، وقد نقل في كلامه السابق من الفتاوى عن الأشعري أنه نسبه لأهل السنة _ أي الامتحان -، والتوقف المذكور هنا يعني عدم الجزم بشيء من نار أو جنة، بل تفويض ذلك لما يظهر بعد الامتحان.
ويؤيد هذا أن ابن تيمية ذكر قريبا من هذا الكلام في درء التعارض (8/ 402) فقال: فأما جواب النبي صلى الله عليه وسلم الذي أجاب به أحمد آخرا، هو قوله " الله أعلم بما كانوا عاملين " فإنه فصل الخطاب في هذا الباب، وهذا العلم يظهر حكمه في الآخرة أهـ.
وقال في الموضع نفسه بعد ذكره لمرويات الامتحان: وهذا تفسير قوله " الله أعلم بما كانوا عاملين " ويأتي قريبا.
الأمر الثاني: في كلامه عن الأحاديث الواردة في امتحان الأطفال ما يدل على موافقته لابن عبد البر من أن ذكر الامتحان في الأحاديث الصحيحة ليس فيها ذكر الأطفال، وإنما ذكر فيها أربعة هي المذكورة في كلامه، وأن الاستدلال بها من باب قياس الطفل على من ذكر في الحديث
وقد ذكر في درء التعارض (8/ 399 - 402) كثيرا من ألفاظ الأحاديث الواردة في امتحان هؤلاء في الآخرة، منها حديث أبي هريرة والأسود، ليس في شيء منها ذكر المولود، ثم قال: وقد جاءت عدة آثار مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين بأنه في الآخرة يمتحن أطفال المشركين وغيرهم ممن لم تبلغهم الرسالة في الدنيا، وهذا تفسير قوله " الله أعلم بما كانوا عاملين " أهـ والله أعلم.
(3) يريد بالطريقة الثانية: القول في أولاد المسلمين وأنهم في الجنة تبعا لآبائهم كما يأتي في آخر الدراسة.
(4) قال أبو عبد الباري: هذا الاستدلال لأصحاب هذا القول أخذناه من عدة أمور هي:
أولا: قول ابن القيم الهججرتين (ص 657): فهذه الأحاديث يشد بعضها بعضا، وتشهد لها أصول الشرع وقواعده أهـ
فقوله ((وتشهد لها أصول الشرع وقواعده)) يشير إلى ما قلناه والله اعلم
ثانيا: ما ذكره ابن تيمية في الصفدية (2/ 245) بعد سرده أحاديث الامتحان التي ليس في شيء منها ذكر المولود: وبذلك استدل أبو هريرة على أن أطفال الكفار لا يعذبون حتى يمتحنوا في الآخرة.
ثالثا: إيراد من اختار هذا القول أحاديث الامتحان والتزامهم لذلك مع عدم ورود المولود من وجه صحيح على ما تقدم.
رابعا: قول ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 100) في يأجوج ومأجوج وكيف يعذبون ولم يبعث إليهم رسلا؟ قال: الجواب: أنهم لا يعذبون إلا بعد قيام الحجة عليهم والإعذار إليهم، فإن كان قد أتتهم رسل فقد قامت الحجة عليهم، وإلا فهم في حكم أهل الفترة ومن لم تبلغه الدعوة ... حتى آخر كلامه.
وموضع الشاهد هو: أنهم كمن لم تبلغه الدعوة فلا يعذبون بغير الامتحان قياسا على من ذكر في الأخبار.
(5) انظر: ردء التعارض (8/ 402).
(6) انظر معنى ذلك في درء التعارض (8/ 406)
يتبع -------------------------
¥(43/275)
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[25 - 04 - 05, 03:16 م]ـ
الحلقة الرابعة:
القول بالتوقف عن الحكم لهم بالجنة أو النار وأدلته
هذا القول نقل عن غير واحد من أهل العلم، وعزاه ابن عبد البر في الاستذكار للأكثرين (3/ 110)، وقواه السبكي في رسالته (ص 26) فقال بعد ذكر دليله: وهو دليل قوي.
لكن ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في درء التعارض (8/ 236) احتمالات ثلاثة في تفسير معنى الوقف المراد هنا فقال: لكن الوقف قد يفسر بثلاثة أمور:
أحدها: أنه لا يعلم حكمهم، فلا يتكلم فيهم بشيء، وهذا قول طائفة من المنتسبين إلى السنة، وقد يقال إن كلام أحمد يدل عليه.
والثاني: أنه يجوز أن يدخل جميعهم الجنة، ويجوز أن يدخل جميعهم النار، وهذا قول طائفة من المنتسبين إلى السنة من أهل الكلام وغيرهم من أصحاب أبي الحسن الأشعري وغيرهم.
والثالث: التفصيل، كما دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم " الله أعلم بما كانوا عاملين "، فمن علم الله منه أنه إذا بلغ أطاع أدخله الجنة، ومن علم منه أنه يعصي أدخله النار.
ثم من هؤلاء من يقول: يجزيهم بمجرد علمه فيهم كما يحكى عن أبي العلاء القشيري المالكي، والأكثرون يقولون: لا يجزي على علمه بما سيكون حتى يكون فيمتحنهم يوم القيامة ا. هـ.
قال أبو عبد الباري: جملة ما احتج به أرباب هذا القول من الأحاديث أربعة أحاديث عن أربعة من الصحابة وهم أبو هريرة وابن عباس وعائشة وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهم، وهذه أحاديثهم:
الحديث الأول: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذراري المشركين؟ فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين " وفي رواية " أفرأيت من يموت منهم وهو صغير؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين ".
رواه مالك في الموطأ (2/ 239) وأحمد (2/ 244 و264) والبخاري في صحيحه (رقم 1359، 1584، 1585، 4775) ومسلم في صحيحه (رقم 2658) والحميدي في مسنده (رقم 1113) وأبو داود (رقم 4714) والنسائي (4/ 58) والطحاوي في المشكل (رقم 1393) وابن حبان في صحيحه (رقم 131، 133) والآجري في الشريعة (ص 194) والبيهقي في الاعتقاد (ص194، 195) وغيرهم من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به.
الحديث الثاني: عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذراري المشركين؟ فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين ".
رواه أحمد (5/ 73 و 410) والبخاري (رقم 1383 و 6597) ومسلم (رقم 2660) وأبو داود (رقم 4711) والنسائي (4\ 59) والطيالسي في مسنده (رقم 537) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 214) والطبراني في الأوسط (رقم 2018) وغيرهم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس به، والله أعلم.
تنبيه:
هذا الحديث في الصحيحين من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس كما تقدم، وقد جاء في بعض الطرق ما يدل على أن ابن عباس لم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما سمعه من غيره عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما رواه أحمد (5\ 73و410) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 214) من طريق حماد بن سلمة وخالد بن مهران الحذاء عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس:أتى علي زمان وأنا أقول: أطفال المشركين مع المشركين، وأطفال المسلمين مع المسلمين، حتى حدثني فلان عن فلان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنهم فقال: " الله أعلم بما كانوا عاملين، فلقيت فلانا فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم فأمسكت".
وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم كما قال الألباني في ظلال الجنة (1\ 96)، وقال الهيثمي في المجمع (7\ 218): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، وهو حسن عند الحافظ لسكوته عنه في الفتح (3\ 291) بل جزم فيه بمدلول هذه الرواية من عدم سماع ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه الطيالسي في مسنده (رقم 573) عن حماد بن سلمة عن عمار عن أبي بن كعب عن ابن عباس به، فزاد في الإسناد أبيا وهو وهم بدليل مخالفته لرواية عفان بن مسلم عند أحمد، وهدبة بن خالد عند ابن أبي عاصم كلاهما عن حماد بدون ذكر أبي في الإسناد.
¥(43/276)
ويؤيد أنه وهم متابعة خالد الحذاء عن عمار بدون ذكر أبي في الإسناد، كما يؤيد ذلك ما رواه يونس بن حبيب في زوائد مسند الطيالسي من طريق موسى بن عبد الرحمن عن روح عن عمار به بدون ذكر أبي بن كعب فيه كما ذكره الألباني في ظلال الجنة، وقال: ولكن لم أعرف روحا أهـ.
الحديث الثالث: عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذراري المؤمنين؟ فقال: هم من آبائهم، فقيل له بلا عمل؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين، ثم سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين؟ فقال: هم من آبائهم، فقيل بلا عمل؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين ".
رواه أبو داود (رقم 4712) وأحمد (6/ 84) والطبراني في مسند الشاميين (رقم 843و1240و1576) والآجري في الشريعة (ص 195) وابن الجوزي في العلل (2/ 443 رقم 1543) من طرق عن عبد الله بن أبي قيس عن عائشة به مطولا ومختصرا.
وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وذكره الألباني في صحيح أبي داود (رقم 3943)، وأما ابن الجوزي فضعفه إذ جهله فقال: عبد الله بن قيس ليس بذلك المعروف، يروي حديثه أبو المغيرة فيقول: عبد الله بن أبي قيس، ويروي راشد بن سعد فيقول: ابن قيس، ويروي يزيد بن خمير فيقول: ابن أبي موسى فهو كالمجهول أهـ، وتبعه ابن القيم في طريق الهجرتين (ص650) فقال في الجواب عن الحديث: وأما حديث عائشة فضعفه غير واحد، قالوا: وعبد الله بن أبي قيس مولى غطيف راويه عنها ليس بالمعروف فيقبل حديثه أهـ.
قال أبو عبد الباري: كذا قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى! وفي التقريب: ثقة مخضرم، ولهذا صحح سند الحديث غير واحد من المحققين.
ورواه الإمام البخاري في التاريخ الكبير (4/ 319) وابن الجوزي في العلل (2/ 442 - 443 رقم 1542) من طريق عمر بن ذر عن يزيد بن أمية عن البراء عن عائشة به.
ورواه مسدد عن عبد الله بن داود عن عمر بن ذر عن يزيد بن أمية عن رجل عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم به. رواه البخاري وقال: والأول أصح أهـ.
وسنده على كل حال ضعيف من أجل يزيد بن أمية فهو مجهول كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في التقريب: شيخ لعمر بن ذر مجهول أهـ.
الحديث الرابع: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذراري المشركين؟ فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين ".
رواه عبد بن حميد (رقم 950 من المنتخب) من طريق الثوري عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري به.
وهذا سند تالف، أبو هارون العبدي واسمه: عمارة بن جوين متروك الحديث، ومنهم من كذبه كما في ترجمته من التقريب.
هذا جملة ما ورد في خصوص التوقف عن الجزم للأطفال بشيء من جنة أو نار، وهو يتقوى بما سيأتي في الحلقة الأخيرة من النصوص العامة التي احتج بها من قال بالتوقف عن القطع لأولاد المسلمين بالجنة.
يتبع ........
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[26 - 04 - 05, 12:35 م]ـ
قال أبو عبد الباري: بعد أن ذكرنا الأقوال الرئيسة في المسألة نذكر في هذه الحلقة سبب الاقتصار على الأقوال الأربعة المذكورة، ثم ننتقل للدراسة التحليلية للأقوال وأدلتها فأقول مستعينا بالله تعالى:
أولا: طريقة اختيار وتحديد الأقوال
بعد النظر في الأقوال والأدلة في مصير أطفال المشركين– على ما يأتي – تركت من الأقوال ما لم أجد له دليلا معتبرا وإن كان ذكرها غير واحد ممن تكلم على هذه المسألة كابن القيم رحمه الله تعالى، وهذه الأقوال التي تركتها هي:
- القول بأنهم في منزلة بين الجنة والنار، وهو قول في غاية الضعف، لا يدل عليه دليل، وهو قول طائفة من المفسرين على ما قال ابن القيم في طريق الهجرتين (ص 647) وأحكام أهل الذمة (2/ 96)، وقال السبكي في رسالة الأطفال (ص 32 - 35): وأما القول بأنهم في الأعراف فلا أعرفه ولا أعلم حديثا ورد به، ولا قاله أحد من العلماء فيما علمت أهـ.
وضعفه ابن القيم فقال: والقائلون بهذا إن أرادوا أن هذا المنزل مستقرهم أبدا فباطل، فإنه لا دار للقرار إلا الجنة أو النار، وإن أرادوا أنهم يكونون فيه مدة ثم يصيرون إلى دار القرار فهذا ليس بممتنع أهـ.
¥(43/277)
قال أبو عبد الباري: هذا ليس بشيء، فإنهم إن قالوا بأنهم يصيرون إلى الجنة أو النار فقد آل أمر هذا القول إلى أحد القولين، وإن قالوا بالوقف أو الامتحان فقد آل إلى هذين القولين، وإن قالوا بغير ذلك فما هو؟ والله أعلم.
ثم رأيت الحافظ ابن القيم قال في حاشيته على سنن أبي داود (12/ 323 عون المعبود): وهذا أيضا ليس بشيء، فإنه لا دار للقرار إلا الجنة والنار، وأما الأعراف فإن مآل أصحابها إلى الجنة كما قاله الصحابة اهـ.
- ما نقل عن عامر بن أشرس أنه ذهب إلى أن الأطفال يصيرون في يوم القيامة ترابا، وهو قول في غاية الغرابة، ولم أر له دليلا، ولا ذكر له ابن القيم في طريق الهجرتين (ص 661) دليلا، وقال ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/ 102): وهذا قول اخترعه من تلقاء نفسه، فلا يعرف عن أحد من السلف، وكأن قائله رأى انهم لا ثواب لهم ولا عقاب عليهم فألحقهم بالبهائم، والأحاديث الصحاح والحسان وآثار الصحابة تكذب هذا القول وترد عليه قوله اهـ والله أعلم.
- القول بأنهم تبع لآبائهم فهو داخل تحت القول بأنهم في النار كما أن القول بالمشيئة المحضة.
وقد نسبه ابن القيم إلى الجبرية وكثير من مثبتي القدر - يندرج تحت القول بالوقف، فهما قول واحد، وكما أن القول بأنهم خدم أهل الجنة ومماليكهم يندرج تحت القول بأنهم في الجنة، فإذا علم ذلك تبين أن الأقوال الرئيسة أربعة وهي: أنهم في الجنة، أو أنهم في النار، أو التوقف، أو القول بالامتحان، وبقية الثمانية: ثلاثة منها مندرجة تحت الأقوال الأربعة، وواحد منها مردود لا دليل عليه والله أعلم.
ثانيا: الدراسة التحليلية
الحلقة الخامسة: مناقشة الأقوال والمذاهب على ضوء ما تقدم
لقد اختلف العلماء في هذه المسألة اختلافا شديدا، وتباينت آراؤهم بسبب ما ورد من الأحاديث التي ظاهرها الاختلاف، و تقدم ذكر ما وقفنا عليه من هذه الأحاديث والأقوال، والآن نأتي لمناقشة ما استدل به كل فريق على الترتيب الذي تقدم، وفي ختام هذا الفصل يتضح ما لكل قول من أدلة سليمة أو حتى قوية، وما على استدلالات من ذهب إليه من ضعف وملاحظات، فنقول:
أولا: مناقشة القول بأنهم في الجنة
وهو اختيار غير واحد من أهل العلم كالبخاري والقرطبي والنووي و السبكي وابن حزم وابن الجوزي وغيرهم، وهو أيضا مذهب الجمهور على قول ابن حزم.
استدل من قال بذلك بأدلة من الكتاب والسنة العامة، كما استدلوا بأدلة خاصة من السنة تقدم ذكرها، وقد نوقشت من وجهين:
الوجه الأول: معارضتها بنصوص الوقف
وهو جواب من اختار التوقف، وذلك أن النصوص الواردة في التوقف عن القطع للأطفال بجنة أو نار إما على عموم الأطفال أو على خصوص أطفال المشركين صحيحة المخارج، وتدل على أنهم يصيرون إلى علم الله فيهم، وليس لأحد أن يعرف علم الله فيهم، فيجب التوقف عن الجزم مع تعارض النصوص.
وأجيب عنه: بأن نصوص التوقف ليست صريحة في تعذيب الأطفال لا على العموم ولا على الخصوص، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يجب بالتوقف، وإنما ذكر أن الله أعلم بما كانوا عاملين أي لو أدركوا العمل، ليس فيها أن الله يجازيهم بعلمه فيهم من غير أن يصدر منهم عمل.
أضف إلى ذلك أن النصوص الكثيرة المتقدمة تدل على أنهم في الجنة، فتقدم على ما ذكرتم.
وهي أيضا متأخرة إلى زمن الفتح لحديث أنس في أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل ربه اللاهين فأعطاهم وقد تقدم، وسياق حديث ابن عباس يدل على أنه كان في غزوة الفتح، لما فيه من أنه صلى الله عليه وسلم رأى طفلا بعد الطواف.
الوجه الثاني: معارضتها بنصوص الامتحان
وهو جواب من اختار ذلك من العلماء، قالوا: والجمع بين النصوص المتعارضة واجب مهما أمكن، ونصوص الامتحان ظاهرة، فتكون هي الجامعة بين ظواهر النصوص المختلفة، فما كان فيه أنهم في الجنة فهو من سيجتاز الامتحان، وما فيه أنهم في النار فهو من يستحقها بعد الامتحان، وما فيها توقف فهو ترك الإطلاق بأنهم في الجنة أو النار، وأن منهم من سيكون من أهل الجنة ومنهم من سيكون من أهل النار بعد الامتحان، ولا تجتمع النصوص إلا بهذا.
ويلزم من القطع لهم بالجنة ضرب النصوص بعضها ببعض، أوترك العمل ببعضها والله أعلم.
وأجيب عنه من وجهين:
¥(43/278)
أولا: بأن هذا قوي لو صحت الأخبار الواردة فيه، لكنه لم يصح منها شيء يعتمد عليه كما تقدم في تخريجها.
وثانيا: لا تنحصر أوجه الجمع فيه، وفرق بين كونه أحسنها لو صح دليله، وبين انحصار أوجه الجمع فيه كما سيأتي في مناقشته، والعبرة هنا بصحة الدليل، فالتأويل فرع التصحيح، ومادام لم تصح نصوص الامتحان فلا شك أن غيره مما صحت فيه الأخبار أولى منه، وأخبار الجزم لهم بالجنة أصرحها وأصحها والله أعلم.
ثانيا: مناقشة القول بأنهم في النار
وهو قول طائفة من أهل الحديث وغيرهم كما قال ابن تيمية، و قول جماعة من المتكلمين وأهل التفسير وأحد الوجهين لأصحاب أحمد كما قال ابن القيم.
قال أبو عبد الباري: جملة ما استدل به من ذهب هذا المذهب من الأحاديث ستة على ما تقدم، وقد نوقش هذا الاستدلال من وجوه:
الوجه الأول: أن منها ما لا يصلح للاستدلال.
وذلك أن من هذه الأحاديث المذكورة التي احتج بها من ذهب هذا المذهب ما لا يصلح للاحتجاج إما لأنه لا يصح سندا، وإما لأنه خارج عن محل النزاع، وبيانه على التفصيل الآتي:
أولا: ما لا يصلح للاستدلال به لضعفه ونكارته.
وهي ثلاثة أحاديث:
حديث عائشة الذي فيه " لو شئت لأسمعتك تضاغيهم في النار " وهو حديث واه مداره على أبي عقيل مولى بهية.
حديث خديجة وهو منقطع بين خديجة والراوي عنها، لا يقال يتقوى بحديث علي، فإن قاعدة تقوية الأحاديث ليست على إطلاقها، فما كان ضعيفا في سنده، منكرا في متنه مخالفا للنصوص الصحيحة من السنة الخاصة لا يقبل التقوية، كيف وقد يضعف حديث الثقة لمخالفته الصريحة للقرآن وصحيح السنة ما لم يمكن الجمع من غير تعسف، فكيف بحديث منقطع لا يدرى من حدثه عن خديجة؟!.
حديث علي والكلام فيه كالكلام على حديث خديجة من حيث ضعف سنده، فإن مداره على رجل مجهول لا يدرى من هو؟ مع نكارة متنه، فلا تعارض الأحاديث الصحيحة بمثله.
ومع ضعفهما – أي حديث خديجة وحديث علي – فيمكن أن يقال إنهما منسوخان بالأحاديث المتأخرة عنهما بيقين، وذلك أن سؤال خديجة لا بد أن يكون قبل وفاتها، وذلك يوجب تقدم خبرها عن الأخبار التي وردت في أنهم في الجنة كحديث سمرة في الرؤيا وغيره.
ثانيا: ما لا يصلح للاستدلال لكونه خارجا عن محل النزاع:
وهو حديث الصعب بن جثامة وما في معناه، وذلك أن لفظ الحديث يدل على أنه في أحكام أطفال المشركين في الدنيا، وأنهم تبع لآبائهم في أحكام الدنيا، ولهذا جاء فيه أنهم سألوه صلى الله عليه وسلم عن الذراري عند تبييت الكفار، وقد نقل غير واحد من العلماء أنه لا خلاف بين المسلمين في أن أطفال المشركين في أحكام الدنيا كحكم آبائهم.
قال ابن تيمية في درء التعارض (8/ 433): ولا نزاع بين المسلمين أن أولاد الكفار الأحياء مع آبائهم اهـ.
وقال ابن عبد البر في الاستذكار (3/ 111): وهذا عندي لا حجة فيه، لأنه إنما ورد في أحكام الدنيا أنهم إن أصيبوا في التبييت والغارة فلا قود فيهم ولا دية، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان في دار الحرب اهـ
(حديث النهي الذي أشار إليه ابن عبد البر رواه البخاري (رقم 2851) ومسلم (رقم 1744) من حديث ابن عمر).
وقال ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/ 89): ولا حجة لهم في هذا، فإنه إنما سئل عن أحكام الدنيا وبذلك أجاب، والمعنى: أنهم إن أصيبوا في التبييت والغارة فلا قود ولا دية على من أصابهم لكونهم أولاد من لا قود ولا دية لهم، وعلى ذلك مخرج الحديث سؤالا وجوابا اهـ.
وقال أيضا في حاشية أبي داود (12/ 322) في سياق الجواب عن هذه الأحاديث: وأما حديث عائشة والأسود بن سريع فليس فيه أنهم في النار، وإنما فيه " أنهم من آبائهم" تبع لهم، وأنهم إذا أصيبوا في البيات لم يضمنوا بدية ولا كفارة، وهذا ظاهر في حديث الأسود اهـ المراد منه.
وقال الحافظ في الفتح (3/ 290): وأما حديث " هم من آبائهم أو منهم " فذاك ورد في حكم الحربي اهـ.
¥(43/279)
وإذا كان كذلك فالحديث خارج عن محل النزاع، لأن المسألة التي نبحثها هي حكمهم في الآخرة لا في الدنيا، وهذا التخليط بين الحكمين هو الذي سبب الاشتباه لكثير من الناس كما قال ابن تيمية في درء التعارض (8/ 432): ومنشأ الاشتباه في هذه المسألة اشتباه أحكام الكفر في الدنيا بأحكام الكفر في الآخرة، فإن أولاد الكفار لما كانوا يجري عليهم أحكام الكفر في أمور الدنيا، مثل ثبوت الولاية عليهم لآبائهم، وحضانة آبائهم لهم، وتمكين آبائهم من تعليمهم وتأديبهم، والموارثة بينهم وبين آبائهم، واسترقاقهم إذا كان آباؤهم محاربين وغير ذلك صار يظن من يظن أنهم كفار في نفس الأمر، كالذي تكلم بالكفر وعمل به اهـ المراد منه.
وخلاصة ذلك: أن حديث الصعب بن جثامة وما في معناه خارج عن محل النزاع والله أعلم.
ما يحتمل التأويل أو يمكن تأويله لمعارضته نصوصا أخرى عامة وخاصة.
بقي النظر في الأحاديث الثلاثة الأخرى، وخلاصتها قصة المرأة التي وأدت بنتها في الجاهلية، وهذه تحتمل أوجها بيانها في الوجه التالي:
الوجه الثاني: المعارضة بمثلها والجمع بينها
وهو أنه قد جاءت أحاديث صحيحة من أوجه متعددة أنهم في الجنة، والأخذ بظاهر حديثي ابن مسعود وسلمة بن يزيد الجعفي يؤدي إلى ضرب تلك الأحاديث الكثيرة عرض الحائط، وهو غير صحيح، فكان لا بد من النظر في الجمع بينها ولو بنوع تكلف، أو الترجيح ما لم يمكن الجمع (تقدمت الأحاديث المعارضة لهذه في الحلقة الأولى فلتراجع فيه).
والجمع بين هذه الأحاديث المتعارضة يكون من وجوه:
أولها: حمل حديث سلمة بن يزيد وابن مسعود " الوائد والموءودة في النار " على قصة خاصة وواقعة معينة، وحمل الأحاديث الأخرى المصرحة بأن الموءودة في الجنة على العموم، وهو أسهل وإن كان فيه نوع تكلف لكنه يرتكب أخف الأمرين.
قال ابن الوزير في العواصم والقواصم (7/ 249) بعد نقله تصحيح السبكي لحديث سلمة بن يزيد الجعفي: لكنه غير عام، وإنما هو نص في موءودة بعينها، فاحتمل التأويل، وذلك أن سياق الحديث أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أخت لهم موءودة في الجاهلية لم تبلغ الحنث، فقال " إنها في النار " اهـ.
قال ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/ 95): الجواب الصحيح عن هذا الحديث: أن قوله إن الوائدة والموءودة في النار جواب عن تينك الوائدة والموءودة، اللتين سئل عنهما، لا إخبار عن كل وائدة وموءودة، فبعض هذا الجنس في النار، وقد يكون هذا الشخص من الجنس الذي في النار (1)
وأجيب عنه: بأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، والحجة في قول النبي صلى الله عليه وسلم والعموم الذي جاء فيه، لا في قول السائل.
و يمكن أن يجاب عنه: بأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ما لم تكن هناك قرينة تقتضي حمله على الخصوص، فإذا وجدت قرينة تقتضي حمله على الخصوص فلا ينكر ذلك، ويتقوى في هذه الحالة بما قيل في القواعد الفقهية من أن السؤال معاد في الجواب، وله نظائر كثيرة منها حمل حديث " ليس من البر الصيام في السفر " (2) على من يضره الصيام كحال ذلك الرجل الذي ورد فيه الحديث، وهو تخصيص للفظ العام بسببه أو من وجد فيه سببه لمعارضة العموم الوارد فيه لكثير من الأحاديث التي دلت على جواز الصيام في السفر كما بسط في موضعه.
ثانيها: أن هذه الموءودة كانت قد بلغت الحنث، ولا عبرة بقول الراوي إنها لم تبلغ، والنبي صلى الله عليه وسلم أجاب على ما هو الواقع، ولم يلتفت إلى قول السائل إنها لم تبلغ، ثم ذكر هذه اللفظة ليس موضع اتفاق بين رواة الحديث، بل لم ترد في رواية ابن مسعود رضي الله عنه للحديث.
قال ابن حزم في الفصل (2/ 382): هذه اللفظة وهي قوله " لم تبلغ الحنث " ليست من كلام رسول الله بلا شك، ولكنها من كلام سلمة بن يزيد الجعفي وأخيه اللذين سألا رسول الله، فلما أخبر أن الموءودة في النار كان ذلك إنكارا وإبطالا لقولهما " لم تبلغ الحنث "، وتصحيحا لأنها كانت قد بلغت الحنث بوحي من الله إليه بخلاف ظنهما، لا يجوز إلا هذا القول، لأن كلامه لا يتناقض ولا يتكاذب، ولا يخالف كلام ربه، بل كلامه يصدق بعضه بعضا، ويوافق ما أخبر به عن ربه عز وجل، ومعاذ الله من غير ذلك، وقد صح إخبار النبي بأن أطفال المشركين في الجنة، وقال تعالى ((
¥(43/280)
وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت)) فنص تعالى على أنه لا ذنب للموءودة، فكان هذا مبينا لأن إخبار النبي بأن تلك الموءودة في النار إخبار عن أنها كانت قد بلغت الحنث، بخلاف ظن إخوتها اهـ المراد منه.
وقال السبكي في رسالته (ص 25): وقد قيل: لعله صلى الله عليه وسلم اطلع على أن تلك الموءودة بلغت سن التكليف وكفرت، ولم يلتفت إلى قول السائل " لم تبلغ الحنث " لجهله، ويكون التكليف فيه منوطا بالتمييز، والسائل يجهله، وليس ذلك من الأمور المحتاج إليها حتى يبينها له اهـ.
وقال ابن الوزير في العواصم (7/ 250) بعد نقله كلام السبكي: وهذا الجواب مثل جواب المعتزلة في تأويلهم الأطفال بمن قد بلغ، لكنه أقوى لاختصاصه بشخص معين اهـ.
وأضاف ابن حزم لذلك: أن هذه اللفظة لم يذكرها غير المعتمر بن سليمان، فقال: وقد روى هذا الحديث عن داود بن أبي هند محمد بن أبي عدي وليس هو دون المعتمر ولم يذكر فيه " لم تبلغ الحنث ".
ورواه أيضا عن داود عبيدة بن حميد فلم يذكر هذه اللفظة التي ذكرها المعتمر ... وساق الحديثين اهـ.
وأجيب عن ذلك: بأن هذا كلام ضعيف لا حجة فيه، كما قال ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/ 94): قلت وهذا الجواب في غاية الضعف، ولا يجوز أن ينسب إلى رسو الله أنه سئل عن موءودة لم تبلغ الحنث، فأجاب عمن بلغت الحنث، بل إنما خرج سؤاله لنفس ما سئل عنه، فكيف ينسب إليه أنه ترك الجواب عما سئل عنه، وأجاب عما لم يسأل عنه موهما أنه المسئول عنه، ولم ينبه السائل، هذا لا يظن برسول الله أصلا اهـ.
ثم أجاب عن تفرد المعتمر بهذه اللفظة فقال: وأما قوله إن هذا الحديث قد روي بدون هذه اللفظة فلا يضره ذلك، لأن الذي زادها ثقة ثبت لا مطعن فيه وهو المعتمر بن سليمان، كيف وقد صرح بالسماع من داود بن أبي هند، واختصار ابن أبي عدي وعبيدة بن حميد لها لا يكون قادحا في رواية من زادها
وأيضا لو لم تذكر في السؤال لكان جواب النبي شاملا لها بعمومه، كيف وإنما كانت عادتهم وأد الصغار لا الكبار، ولا يضره إرسال الشعبي له اهـ.
ثالثها: ما قاله ابن القيم في طريق الهجرتين (ص 650 - 651): وأحسن من هذا أن يقال: هي في النار ما لم يوجد سبب يمنع من دخولها النار كما سنذكره إن شاء الله، ففرق بين أن تكون جهة كونها موءودة هي التي استحقت بها دخول النار، وبين كونها غير مانعة من دخول النار.
رابعها: تضعيف الحديث
وهذا قول ابن الوزير رحمه الله تعالى في العواصم والقواصم (7/ 250): وقد بالغت بالبحث عن صحة هذا الحديث حتى وجدت ما يمنع القطع بصحته، فسقط الاحتجاج به ولله الحمد.
وذلك ما ذكره ابن الجوزي في مسند سلمة بن يزيد من جامع المسانيد، فإنه قال بعد واية الحديث هذا: إن محمد بن سعد ذكر في الطبقات أن سلمة بن يزيد هذا الراوي ارتد عن إسلامه هو وأخوه لأمه قيس بن سلمة بن شراحيل، وهما ابنا مليكة بنت الحلوى، قال ابن الجوزي: فظاهر هذا كفرهما، ثم قال: وظاهر ما روينا أنهما عادا إلى الدين ورويا الحديث.
قلت – أي ابن الوزير-: الحديث ما رواه إلا سلمة، وما علمت لأخيه رواية أصل، وقوله: أن الظاهر رجوعهما عن الردة، واستدلاله على ذلك بمجرد رواية الحديث عن سلمة من غير نقل صحيح، بل ولا ضعيف، لا يفيد شيئا، ومثل هذا لا يثبت معه حديث، مع أن في إسناده داود بن أبي هند، وقد تجنب البخاري إخراج حديثه في الصحيح، قال الذهبي: داود حجة، ما أدري لم لم يخرج له البخاري، فثبت أنه ليس في تعذيب الأطفال حديث صحيح صريح اهـ!
قال أبو عبد الباري: هذا كلام ضعيف، لا ينبغي أن يصدر مثله من مثل الحافظ ابن الوزير، ولكن كما قيل " لكل جواد كبوة "، وهذه منه هفوة عظيمة في حق الصحابي الجليل سلمة بن يزيد الجعفي رضي الله تعالى عنه، وما نقله ابن الجوزي عن ابن سعد في الطبقات واعتمد عليه كلام ساقط.
بيانه: أن ابن سعد ذكره في الطبقات (1/ 324) من طريق هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي بكر بن قيس الجعفي ... ، وهذا سند تالف موضوع، الكلبي هالك، قال أحمد: إنما كان صاحب سمر ونسب، ما ظننت أن أحدا يحدث عنه، وقال ابن عساكر: رافضي ليس بثقة، وقال الذهبي: هشام لا يوثق به. كذا في ميزان الاعتدال (4/ 304 - 305).
¥(43/281)
وأبوه محمد بن السائب الكلبي متهم بالكذب، ترجمته في الميزان (3/ 558 - 559): قال الجوزجاني وغيره: كذاب، وقال الدارقطني وجماعة: متروك، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقيل لأحمد: يحل النظر في تفسير الكلبي؟ قال: لا، وقال ابن حبان: مذهبه في الدين ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه .. لا يحل ذكره في الكتب، فكيف الاحتجاج به اهـ.
ومن كان كذلك فلا تحل رواية خبره في أبسط الأمور الدينية، فكيف في الحكم على صحابي بأنه كفر، وهذا واضح لا يخفى، والله يغفر لنا وللحافظ ابن الوزير آمين.
وأما دعوى ابن الوزير أن الحديث لم يروه غير سلمة بن يزيد فغير صحيح، وقد تقدم بسند صحيح من حديث ابن مسعود بلفظ " الوائدة والموءودة في النار " دون ذكر السؤال، ولو تفرد به ما ضره، ولكن الواقع ما ذكرنا.
وأما الغمز في داود بن أبي هند وتجنب البخاري روايته، فليس بعلة، وقد ترك البخاري ومسلم الرواية عمن لا يشك في جلالته وإمامته كالشافعي رحمه الله تعالى، ومتى كان ترك البخاري الرواية عن رجل من الثقات قدحا ترد به الأحاديث؟!!، ومن نظر بعين الإنصاف علم يقينا أن الحافظ ابن الوزير لم ينصف لداود بن أبي هند الإمام الثقة، وهي فلتة لسان، وزلة قلم، لا يجوز لأحد أن يتابعه عليه، والله يعفو ويصفح.
والخلاصة في هذا الوجه: أن التعارض قائم، وأن الوجه الأول والثالث في الجمع أقوى ما قيل على ضعف فيه والله أعلم
الوجه الثالث: النظر
وهو أن الله تعالى ذكر في كتابه أنه لا يعذب حتى يبعث رسولا، وحتى تقوم الحجة على الناس ولذلك أرسل الرسل كما قال ((لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل))، وصح في السنة أنه يمتحن يوم القيامة من لم تبلغه الدعوة والرسالة، إما لعدم أهليته لفهمها كالمجنون والمعتوه والشيخ الكبير الخرف، وإما لعدم سماعه الرسالة كحال أهل الفترة، ثم يكون منهم من يطيع فيدخل الجنة لطاعته، ومنهم من يعصيه فيدخل النار بعصيانه.
وإذا كان لا يعذب من لم تبلغه الدعوة مع تمام عقله وكامل قوته، فما بال الصغير يعذب وهو مثله بل هو أقرب إلى الاعذار منه؟؟ هذا ممتنع.
يؤيد ذلك قوله تعالى ((كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير * قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء))، فهذا دليل على أن كل فوج يلقى في النار لا بد وأن يكونوا قد جاءهم النذير وكذبوه، وهذا ممتنع في حق الأطفال كما قال ابن القيم في حاشيته على أبي داود (12/ 322).
وقالوا: فالله لا يعذب أحدا إلا بذنبه، فالنار دار عدله، لا يدخلها أحد إلا بعمل، وأما الجنة فدار فضله يدخلها بغير عمل، ولهذا ينشئ للفضل الذي يبقى فيها أقواما يسكنونها قاله ابن القيم رحمه الله تعالى في حاشية سنن أبي داود 12/ 322).
ثالثا: منا قشة القول بأنهم يمتحنون يوم القيامة
هذا القول هو اختيار جمع من العلماء المحققين كابن تيمية وابن القيم وابن كثير، وعزاه الأشعري لأهل السنة والجماعة، وقد نوقش هذا القول من وجوه:
الوجه الأول: تضعيف الأدلة
وهو أقوى الوجوه، وذلك أن عدم صحة الأدلة التي اعتمدوا عليها في خصوص مسالة الأطفال يهدم الاستدلال من أصله، وتوضيح هذا الوجه هو:
أن الأدلة التي استدل بها هذا الفريق من العلماء لا يصح منها شيء وبيان ذلك:
أولا: أن الأحاديث التي وردت بامتحان أهل الفترة ومن ذكر معهم يوم القيامة منها صحاح، ومنها حسان، ومنها ضعاف، لكنه لم يرد في شيء من الأحاديث الصحيحة ذكر المولود، وما ورد من ذلك في حديث معاذ بن جبل وأبي سعيد الخدري وأنس بن مالك، فلا يصلح شيء من ذلك للاستدلال:
أما حديث أنس فلضعف ليث بن أبي سليم، وجهالة عبد الوارث راويه عن أنس، والمخالفة في المتن والإسناد التي تجعله منكرا، وقد تقدم أنه مع ذلك لايصلح للتقوية.
وأما حديث معاذ بن جبل ففيه عمرو بن واقد وهو متروك، وقد تقرر في مصطلح الحديث أن من كان كذلك لا يصلح حديثه للمتابعات والشواهد.
وأما حديث أبي سعيد الخدري ففيه عطية العوفي، ضعيف مدلس، وقد عنعنه وهما علتان، ومع ذلك فيصلح للتقوية عند بعض العلماء، لكنه ليس له في الباب ما يصلح لتقويته.
¥(43/282)
ولهذا قال أبو عمر ابن عبد البر في الاستذكار (3/ 114): وهي كلها أسانيد ليست بالقوية، ولا تقوم بها حجة، وقد ذكرنا أسانيدها في التمهيد اهـ.
وقال ابن حزم في الفصل (2/ 386): وأما من قال إنه توقد لهم نار فباطل، لأن الأثر الذي فيه هذه القصة إنما جاء في المجانين، وفي من لم يبلغه ذكر الإسلام من البالغين اهـ.
ثانيا: وأما القياس على من ورد فيهم النص وأنهم يمتحنون ففاسد الاعتبار، لأنه مصادم للنصوص الخاصة في أطفال المشركين، سواء قلنا إنهم في النار أو قلنا إنهم في الجنة، ولا تعارض هذه النصوص الصحيحة بقياس التمثيل.
ثالثا:وأما النظر فضعيف لأمور:
الأمر الأول: أن قولكم: إن الجنة لمن عمل صالحا ... إلى آخره منقوض بأطفال المسلمين الذين لم يعملوا، وحالهم في العمل كحال أطفال المشركين، فإذا تقرر ما تقدم من الإجماع دخولهم الجنة، فكذلك هنا، وما كان جوابكم عن أطفال المسلمين هو جوابنا عن أطفال المشركين فيما يتعلق بالجنة واستحقاقها بالعمل كما قلتم.
الأمر الثاني: أنه قد جاء في الصحيح أن الله عز وجل يخلق للجنة خلقا ولفظه عند البخاري (رقم4850) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا " وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا "، وهذا يدل على أن الجنة يدخلها من لم يعمل صالحا، ويضعف القول باستحقاق الجنة بالعمل فقط.
الأمر الثالث: أما القول بأن النصوص لا تجتمع إلا عليه فغير صحيح، حيث إن أوجه الجمع لا تنحصر في هذا الوجه، وإن كان أقرب إلى الجمع من غيره لو صحت فيه الأخبار، ولكن فيه فرق بين كونه أقرب الأوجه للجمع وبين كون أوجه الجمع تنحصر فيه، على أنه ضعيف من جهة عدم صحة ما يدل عليه، وقد تقدم الكلام على طرق الأحاديث الواردة فيه وأنها لا تصلح للتقوية بحال.
فإذا كان كذلك فقد جمع من جزم لهم بالجنة بأن أحاديث الوقف وتفويض علمها إلى الله لا تعارض الأحاديث المصرحة لهم بالجنة، وذلك إما بحمل أحاديث التفويض على النهي عن الخوض فيها كما قيل في حديث عائشة عند مسلم الوارد في الطفل الأنصاري عند فريق من العلماء أو حملها على عدم الجزم للمعين وإن كان يقال بأنهم في الجنة على العموم كما قال بعضهم في حديث عائشة المتقدم، وإما بحمل هذه الأحاديث بأنها متقدمة، وأحاديث دخولهم الجنة متأخرة وتلمس القرائن في ذلك.
وكذلك بحمل الأحاديث المصرحة بدخول أفراد منهم على الخصوص، وقد علم أن الخاص لا يعارض العام، والمقصود هنا هو بيان أن أوجه الجمع بين النصوص لا تنحصر في هذا القول كما يوهم قول من اختاره ورجحه لذلك والله أعلم.
الوجه الثاني: المعارضة بالأحاديث الأخرى
وهو أن هذه الأحاديث مع ضعفها – كما تقدم – معارضة بالأدلة القرآنية، والأحاديث الصحيحة، ولا سبيل لتأويل ظواهر الأدلة الكثيرة المذكورة، لأن التأويل فرع التصحيح، ولم تصح أحاديث امتحان الأطفال كما تقدم، فالتمسك بظواهر النصوص التي ليس لها معارض صحيح متعين، ومن تأولها من العلماء فإنما تأول لظنه صحة شيء منها، وليس الأمر كذلك، وإذا كان الأمر كذلك فالأحاديث الضعيفة في الامتحان تزداد بالمخالفة ضعفا على ضعف.
الوجه الثالث: المعارضة بالنظر
بيانه: أن بعض العلماء اعترضوا على القول بالامتحان في الآخرة: أن الآخرة دار جزاء وليست دار عمل وابتلاء، قال الحليمي: إن دار الاخرة ليست بدار امتحان، فإن المعرفة بالله تعالى فيها تكون ضرورة، ولا محنة مع الضرورة، ولأن الأطفال هناك لا يخلوا من أن يكونوا عقلاء أو غير عقلاء، فإن كانوا مضطرين إلى المعرفة فلا يليق بأحوالهم المحنة، وإن كانوا غير عقلاء فهم من المحنة أبعد (التذكرة للقرطبي (ص514) والعواصم لابن الوزير (7/ 257) وطريق الهجرتين (ص 658).
قال أبو عبد الباري: وهذا الوجه ضعيف، وقد ناقشه ابن القيم من وجوه في طريق الهجرتين، ولا يعني عدم صحة الأحاديث الواردة في امتحان الأطفال أنه لا يكون فيه امتحان مطلقا، بل ما صح من الأحاديث المشار إليها في امتحان من مات في الفترة ومن ذكر معه يدل على حصول الابتلاء في القيامة قبل استقرار الناس إما في الجنة وإما في النار، وعلى هذا يبقى الوجه الأول والثاني بمكان من القوة دون الوجه الثالث والله أعلم.
الوجه الرابع: هل أهل السنة أجمعوا على الامتحان؟
¥(43/283)
فإن قيل ذكر ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/ 103) أن هذا مذهب أهل السنة، وأنهم متفقون عليه فقال: وهذا قول جميع أهل السنة والحديث اهـ.
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 100): وقد حكاه الشيخ أبو الحسن الأشعري إجماعا عن أهل السنة والجماعة؟.
قلنا: الجواب عليه من وجوه:
الوجه الأول: أنه تقدم أن القول بأنهم في الجنة صح عن سلمان وذكر عنه ابن عبد البر في الاستذكار (3/ 112)، ورواه المروزي في الرد على ابن قتيبة (أحكام أهل الذمة 2/ 99) من طريق سعيد بن أبي عروبة وأبي عوانه كلاهما عن قتادة عن أبي مراية العجلي عن سلمان أنه قال: ذراري المشركين خدم أهل الجنة، وفي لفظ: أطفال المشركين (3) واختاره البخاري، و ابن عبد البر في التمهيد، وعزاه في الاستذكار (3/ 110) للأكثر، كما عزاه ابن حزم للجمهور، فلا يكون لأهل السنة في المسألة إجماع، يؤيده الوجه الثاني:
الوجه الثاني: أنه أيضا قد تقدم أن القول بأنهم في النار قاله طائفة من أهل الحديث كما قال ابن تيمية في الفتاوى (4/ 303) وهذه لفظة تدل على أن جمعا من أهل السنة قالوا بذلك، فلا يكون لهم اتفاق على الامتحان، يؤيده أيضا:
الوجه الثالث: أنه اختلف في مراد من وقف عن الحكم كالحمادين ومن ذكر معهم، فقيل في تفسير قولهم أن الأطفال تحت المشيئة، فقيل: مرادهم هو:" أن أولاد الناس كلهم إذا ماتوا صغارا لم يبلغوا في مشيئة الله عز وجل يصيرهم إلى ما شاء من رحمة أو عذاب، وذلك كله عدل منه وهو أعلم بما كانوا عاملين " قاله ابن عبد البر في الاستذكار (3/ 108) يؤيده أيضا:
الوجه الرابع: أن بعض أهل السنة نقل عنهم الامساك عن الكلام في المسألة والخوض فيها، واعتبر مذهبا مستقلا كما صنع الحافظ ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/ 102) فقال: المذهب التاسع: مذهب الإمساك، وهو ترك الكلام في المسألة نفيا وإثباتا بالكلية، وجعلها مما استأثر الله بعلمه وطوى معرفته عن الخلق ثم ذكر عن ابن عباس بسند صحيح تقدم في أول الكتاب، فكيف يقال مع ذلك إنهم أجمعوا على قول واحد هو الامتحان.
الوجه الخامس: أن في نقل الأشعري مذهب أهل السنة والحديث في مسألة الأطفال نوع اضطراب، وبيانه:
أنه قال في المقالات (1/ 349) وهو ينقل قول أهل السنة والحديث: وأن الأطفال أمرهم إلى الله: إن شاء عذبهم، وإن شاء فعل بهم ما أراد اهـ، وهذا يدل على أن مذهبهم فيما حكاه الأشعري هو المشيئة، وهو يوافق تفسير ابن عبد البر المتقدم في الوجه الثالث.
وقال في الإبانة (ص 63): وقولنا في أطفال المشركين: أن الله يؤجج لهم في الآخرة نارا، ثم يقول لهم اقتحموها كما جاءت بذلك الرواية اهـ. وهذا صريح في الامتحان ومخالف لما نقله في المقالات، وقد لاحظ هذا الاضطراب ابن القيم فقال في أحكام أهل الذمة (2/ 107) في الوجه الخامس: أن القول بموجبها هو قول أهل السنة والحديث كما حكاه الأشعري عنهم في المقالات، وحكى اتفاقهم عليه وإن كان قد اختار هو فيها أنهم مردودون إلى المشيئة، وهذا لا ينافى القول بامتحانهم، فإن ذلك هو موجب المشيئة اهـ.
قال أبو عبد الباري: الذي نقله الأشعري في المقالات هو الرد إلى المشيئة، وأنه يفعل بهم ما أراد، ليس فيه ذكر الامتحان ألبتة، وفرق بين كون الرد إلى المشيئة لا ينافي القول بالامتحان وبين كونهما قولا واحدا، وقد تقدم أن من العلماء من يفسر المشيئة بغير الامتحان، فلا يجزم مع ذلك أن أهل السنة اتفقوا على هذا التفسير، كيف وقد ذكر ابن القيم نفسه في الوجه السادس الذي يلي الخامس: أنه صح عن سلمان خلافه، وفي الوجه السابع أقر ما قاله ابن عبد البر من أن العلماء أنكروا أحاديث الامتحان ونازعه في التعميم وقال بل الأكثر قالوا بموجبها، وفي ذلك إقرار بأن بعض ما ذكره ابن عبد البر صحيح.
قال أبو عبد الباري: أبو الحسن الأشعري لا يلتزم في نقله اتفاق أهل السنة والحديث وإن كانت عباراته توهم ذلك، وقد اتضح ذلك من خلال تتبع نقولاته لا سيما في المقالات.
قال شيخ الإسلام في درء تعارض العقل والنقل (7/ 35):
¥(43/284)
ومن الناس من له خبرة بالعقليات المأخوذة عن الجهمية، وغيرهم، وقد شاركهم في بعض أصولها، ورأى ما في قولهم من مخالفة الأمور المشهورة عند أهل السنة: كمسألة القرآن، والرؤية، فإنه قد اشتهر عند العامة، والخاصة أن مذهب السلف، وأهل السنة، والحديث: أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأن الله يرى في الآخرة، فأراد هؤلاء أن يجمعوا بين نصر ما اشتهر عند أهل السنة، والحديث، وبين موافقة الجهمية في تلك الأصول العقلية التي ظنها صحيحة، ولم يكن لهم من الخبرة المفصلة بالقرآن، ومعانيه، والحديث، وأقوال الصحابة ما لأئمة السنة، والحديث، فذهب مذهبا مركبا من هذا، وهذا، وكلا الطائفتين ينسبه إلى التناقض وهذه طريقة الأشعري، وأئمة أتباعه كالقاضي أبي بكر، وأبي إسحاق الإسفراييني، وأمثالهما، ولهذا تجد أفضل هؤلاء كالأشعري يذكر مذهب أهل السنة، والحديث على وجه الإجمال، ويحكيه بحسب ما يظنه لازما، ويقول: إنه يقول بكل ما قالوه، وإذا ذكر مقالات أهل الكلام من المعتزلة، وغيرهم حكاها حكاية خبير بها عالم بتفصيلها، وهؤلاء كلامهم نافع في معرفة تناقض المعتزلة، وغيرهم، ومعرفة فساد أقوالهم.
وأما في معرفة ما جاء به الرسول، وما كان عليه الصحابة، والتابعون، فمعرفتهم بذلك قاصرة، و إلا فمن كان عالما بالآثار، وما جاء عن الرسول، وعن الصحابة، والتابعين من غير حسن ظن بما يناقض ذلك لم يدخل مع هؤلاء، إما لأنه علم من حيث الجملة أن أهل البدع المخالفين لذلك مخالفون للرسول قطعا، وقد علم أنه من خالف الرسول فهو ضال، كأكثر أهل الحديث، أو علم مع ذلك فساد أقوال أولئك وتناقضها كما علم أئمة السنة من ذلك ما لا يعلمه غيرهم كمالك .. الخ
وقال أيضا (7/ 462): وكان الأشعري أعظم مباينة لهم في ذلك من الضرارية حتى مال إلى قول جهم في ذلك لكنه كان عنده من الانتساب إلى السنة والحديث وأئمة السنة كالإمام أحمد وغيره، ونصر ما ظهر من أقوال هؤلاء ما ليس عند أولئك الطوائف، ولهذا كان هو وأمثاله يعدون من متكلمة أهل الحديث، وكانوا هم خير هذه الطوائف، وأقربها إلى الكتاب والسنة، ولكن خبرته بالحديث، والسنة كانت مجملة، وخبرته بالكلام كانت مفصلة.فلهذا بقي عليه بقايا من أصول المعتزلة، ودخل معه في تلك البقايا، وغيرها طوائف من المنتسبين إلى السنة، والحديث من اتباع الأئمة من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد
وكذا أشار شيخ الإسلام أن عنده بقايا من الاعتزال في 2/ 99و7/ 99
ولنضرب لذلك مثالين فقط إذ ليس هنا مو ضع بسط ذلك:
قال في المقالات (1/ 347) في حكاية جملة قول أصحاب الحديث وأهل السنة: ويقولون: أسماء الله هي الله اهـ، وأما في الإبانة فقال (ص 54): وأن من زعم أن أسماء الله غيره كان ضالا اهـ.
وهذا الذي نقله في المقالات هو أحد طرفي المسألة، وذلك أن من قال: أسماء الله غير الله هكذا بالاطلاق فهو مبتدع وهذا صحيح وهو ما قاله في الإبانة، ولكن يبقى ما هو مذهب أهل السنة؟ هناك قولان أحدهما ما حكاه عن أهل السنة في المقالات ولم يذكر غيره، والثاني: أسماء الله: لله، لا يقال هي الله ولا غير الله، فأيهما قول أهل السنة؟
القول الأول الذي حكاه عنهم الأشعري هو قول طائفة من أهل السنة، وهو مذهب اللالكائي والبغوي في آخرين و القرطبي وأبي عبيدة معمر بن المثنى وهو أحد قولي الأشاعرة واختاره ابن فورك (انظر ذلك في: الاعتقاد للالكائي (2/ 204) ومجاز القرآن لأبي عبيدة (1/ 16) وتفسير القرطبي (1/ 101) ومجموع الفتاوى لابن تيمية (6/ 52 - 55، 188) وغيرها.).
والقول الثاني هو الذي عليه جماهير أهل السنة وفي مقدمتهم الإمام أحمد وابن جرير الطبري، وهو اختيار ابن تيمية وابن القيم وهو الصواب، وليس هنا موضع تفصيلها فراجع المصادر المشار إليها في الهامش (4).
فأنت ترى أن الأشعري هنا لم يذكر عن أهل السنة إلا أضعف القولين، وأقلهما أنصارا عند أهل السنة.
وقال فيه (1/ 349): ويصدقون بأن في الدنيا سحرة، وأن الساحر كافر كما قال الله تعالى ... اهـ وأما في الإبانة فلم يذكر كفر الساحر فقال (ص 62): ونؤمن بأن في الدنيا سحرا وسحرة، وأن السحر كائن موجود في الدنيا اهـ.
¥(43/285)
كذا قال، وقضية الكلام اتفاق أهل السنة والحديث على كفر الساحر، و ليس كذلك وإن كان أكثر العلماء على كفر الساحر كما قال ابن تيمية في الفتاوى (29/ 384)، لكنه ليس موضع اتفاق على هذا الاطلاق، فقد ذهب الشافعي في آخرين: أن الساحر لا يقتل ما لم يكن سحره عند الوصف شركا، حكاه البيهقي في معرفة السنن والآثار (6/ 276): قال الشافعي في الكتاب بعد ما بسط الكلام في أنواع السحر وأمر عمر أن يقتل السحار - والله أعلم -: إن كان السحر كما وصفنا شركا اهـ.
ونقله غير واحد من الحنابلة رواية عن الإمام أحمد في أنه لا يقتل الساحر المسلم، وهو قول ابن المنذر كما في المغني لابن قدامة (10/ 115 مع الشرح الكبير)، وقد قيل إن عدم تكفير الساحر المترتب على عدم قتله مذهب عثمان وعائشة كما حكاه ابن حزم بأسانيده في المحلى (11/ 395 - 398) والبيهقي في بعض ذلك في المعرفة (6/ 276)، ولعله لهذه النكتة لم يذكر الأشعري كفر الساحر في الإبانة وهو متأخر عن المقالات والله أعلم.
وهناك أمثلة أخرى غير ما ذكرت لا نطيل بها المقام، والخلاصة: أن الأشعري لا يلتزم في نقله لمذاهب أهل السنة اتفاقهم على ما ذكره عنهم، فلا يدل على إجماعهم على الامتحان.
رابعا: مناقشة القول بالتوقف وعدم الحكم لهم بشيء.
هذا القول نقل عن غير واحد من أهل العلم، و في معناه أو المراد منه أقوال كما تقدم، وعليه:
فإن قيل: المراد منه الامتحان يوم القيامة، وترك أمرهم لما يظهر منهم من طاعة أو عصيان فقد تقدمت مناقشته قريبا.
وإن قيل: المراد منه أنه يجوز أن يدخل جميعهم الجنة، ويجوز أن يدخل جميعهم النار، كما هو قول طائفة من المنتسبين إلى السنة من أهل الكلام وغيرهم من أصحاب أبي الحسن الأشعري وغيرهم.
أو قيل المراد منه: أنه لا يعلم حكمهم، فلا يتكلم فيهم بشيء، كما هو أيضا قول طائفة أخرى من المنتسبين إلى السنة.
فمنقوض من وجوه:
الوجه الأول: أن هذه الأحاديث لا تدل على الوقف والنبي صلى الله عليه وسلم لم يجب بالوقف، وإنما وكل علم ما كانوا يعملون لو عاشوا إلى الله، والمعنى: الله أعلم بما كانوا يعملون لو عاشوا، قاله ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/ 82) وزاد: فهو سبحانه يعلم القابل منهم للهدى العامل به لو عاش، والقابل منهم للكفر المؤثر له لو عاش، ولكن لا يدل هذا على أنه سبحانه يجزيهم بمجرد علمه فيهم بلا عمل يعملونه، وإنما يدل هذا على أنه يعلم من يؤمن منهم ومن يكفر بتقدير الحياة، وأما المجازاة على العلم فلم يتضمنها جوابه صلى الله عليه وسلم اهـ ونحوه في طريق الهجرتين (ص 635).
وقال ابن حزم في الفصل (2/ 385) بعد كلام: فصح أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " الله أعلم بما كانوا عاملين" ليس فيه أنهم كفار، ولا أنهم في النار، ولا أنهم مؤاخذون بما لو عاشوا لكانوا عاملين به مما لم يعملوه بعد، قال: وفي هذا اختلفنا لا فيما عداه، وإنما فيه أن الله تعالى يعلم ما لم يكن وما لا يكون لو كان كيف يكون فقط، وهذا حق لا يشك فيه مسلم، فبطل أن يكون لأهل التوقف حجة في شيء من هذين الخبرين إذ صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه المسألة بيان اهـ. يؤيده الوجه الثاني:
الوجه الثاني: أنه جاء في بعض الطرق لحديث ابن عباس ما يكشف لك المعنى الذي قلناه، وهو ما رواه الاسفرائيني عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما: كان النبي صلى الله عليه وسلم ... فنهى عن قتل الأطفال وقال " الله أعلم بما كانوا عاملين"، فقوله هذا عقيب نهيه عن قتلهم يوضح المعنى ويبين أن الله سبحانه يعلم لو أدركوا ما كانوا يعملون وأنتم لا تعلمون ذلك فلعل أحدهم إذا أدرك يعمل بطاعة الله ويكون مسلما (ذكر ذلك ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/ 83) والحديث هنا تقدم في الحلقة الأولى عند تفسير اللاهين فراجعه).
¥(43/286)
الوجه الثالث: أن هذا الكلام من النبي صلى الله عليه وسلم خرج جوابا لهم حين أخبرهم " أنهم من آباءهم " فقالوا: بلا عمل؟ فقال:" الله أعلم بما كانوا عاملين " قاله ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/ 83) ثم ذكر حديث عائشة المتقدم فقال: ففي هذا الحديث ما يدل على أن الذين يلحقون بآبائهم منهم هم الذين علم الله أنهم لو عاشوا لاختاروا الكفر وعملوا به، فهؤلاء مع آبائهم اهـ (5).
وقال أيضا في طريق الهجرتين (ص 637): ويجاب عن هذا بأن الحديث (أي حديث عائشة) إنما دل على أنهم يلحقون بهم بلا عمل عملوه في الدنيا، وهو الذي فهمته عائشة، ولا ينفي هذا أن يلحقوا بهم إن شاء الله ... الخ كلامه.
الوجه الرابع: أن هذا القول إنما قاله النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يعلم أنهم في الجنة بوحي من الله تعالى.
قال ابن حزم في الفصل (2/ 385 - 386) بعد ذكر حديث عائشة وغيره: وهذان الحديثان لا حجة لهم في شيء منهما، إلا أنهما إنما قالهما رسو الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه أنهم في الجنة، وقد قال تعالى آمرا لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول» وما أدري ما يفعل بي ولا بكم «(6) قبل أن يخبره الله عز وجل بأنه قد غفر له الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عثمان بن مطعون رضي الله عنه» والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي «(رواه البخاري (رقم 1243) وغيره) وكان هذا قبل أن يخبره الله عز وجل بأنه لا يدخل النار من شهد بدرا (7) اهـ المراد منه.
هوامش:
(1) قال أبو عبد الباري: هذا الجواب من ابن القيم هو بناء على مذهبه في امتحان الأطفال يوم القيامة، وقد قال قبل هذا في الكتاب: " إن الله لم يخبر أن الموءودة في النار بلا ذنب، فهذا لا يفعله الله قطعا، وإنما يدخلها النار بحجته التي يقيمها يوم القيامة إذا ركب في الأطفال العقل وامتحنهم وأخرجت المحنة منهم ما يستحقون به النار " وقد ذكر نحوه في مواضع متعددة من كتبه، مثل طريق الهجرتين (ص 650) لكنه لا يستقيم على مذهب من يقول بأنهم في الجنة إلا من جهة الاتفاق على حمل الحديث على الخصوص، سواء على تلك المرأة بخصوصها، أو على من اتضح عند الامتحان استحقاقه للنار، فهذا مشترك بين الفريقين والله أعلم.
(2) رواه البخاري (رقم 1946) وقال الحافظ في الفتح (4/ 216): أشار بهذه الترجمة إلى أن سبب الحديث ما ذكره من المشقة، وأن من روى الحديث مجردا فقد اختصر القصة، وبما أشار إليه من شدة المشقة يجمع بين حديث الباب والذي قبله اهـ بتصرف يسير.
(3) هذا سند رجاله ثقات غير أبي مراية العجلي واسمه عبد الله بن عمرو، روى عنه أسلم العجلي وقتادة، له ترجمة في التاريخ الكبير (5/ 154) والجرح والتعديل (5/ 118) والكنى والأسماء لمسلم (1/ ترجمة 3342) والمقنتى في سرد الكنى للذهبي (2/ 68) وغيرهم لم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى (7/ 236): كان قليل الحديث.
(4) انظر ذلك في: طبقات الحنابلة لأبي يعلى (2/ 270) وصريح السنة للطبري (ص 25 - 26، 27) ومجموع الفتاوى (6/ 206 - 207) ودرء التعارض (8/ 530) وبدائع الفوائد لابن القيم (1/ 16) وشفاء العليل لابن القيم (ص 277).
(5) قال أبو عبد الباري: هذا الجواب لا يستقيم على مذهب من يقول بأنهم في الجنة على العموم، إلا أن يقال: إن حكمهم على العموم والإطلاق لا على التعيين، فإنه لا يجزم لمعين بجنة ما لم يرد فيه دليل خاص، لا فرق في ذلك بين الكبار والصغار والله أعلم.
(6) هذا فيه إشارة إلى أن هذه الآية في سورة الأحقاف وهي سورة مكية، وسورة الفتح التي فيها المغفرة نزلت عام الحديبية كما في البخاري (رقم 4833) وغيره.
(7) يريد ما رواه البخاري (رقم 3983) وغيره من حديث علي في قصة حاطب بن أبي بلتعة " أليس من أهل بدر؟ فقال: لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة أو فقد غفرت لكم ".
يتبع إن شاء الله تعالى ...........................................
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[27 - 04 - 05, 01:06 م]ـ
أذكر في هذه الحلقة ما ترجح لديَّ وقد يتضح للقارئ من خلال الحلقة السابقة، ولكن من باب زيادة الإيضاح فأقول مستعينا بالله تعالى:
¥(43/287)
الرأي الراجح وبيان وجه الترجيح
هذا الفصل هو الأخير من هذه الرسالة، وهو الذي يتضمن الخلاصة من كل ما قيل في الفصول السابقة، لكنه لا يغني عنها لمن أراد الوقوف على تفصيل الحجج والمناقشات المفصلة.
والذي يترجح بعد ما تقدم من البحث والنقاش – في نظري – هو القول بأن أطفال المشركين الذين ماتوا صغارا أنهم في الجنة من غير اختبار يجرى لهم يوم القيامة، وذلك لصحة ووضوح الأدلة المتكاثرة فيه، وعدم مقاومة أدلة الأقوال الأخرى، وبيانه باختصار كالآتي:
*- أما القول بالاختبار والامتحان يوم القيامة فلم يصح فيه شيء مطلقا وإن قاله بعض كبار المحققين، لكن العبرة بالحجة والدليل، حيث ورد فيه حديث معاذ بن جبل لكنه لا يصلح للتقوية، وحديث أنس مثله حيث اجتمعت فيه علل متعددة من جهالة عبد الوارث راويه عن أنس، وضعف ليث بن أبي سليم، ومخالفته لروايات الآخرين كما تقدم التفصيل، وحديث أبي سعيد الخدري فيه عطية العوفي ضعيف مدلس شيعي وقد عنعنه فيصلح للاعتبار عند بعض العلماء لكنه لا عاضد له، وهي مع ذلك مخالفة للروايات الصحيحة الصريحة بأنهم في الجنة، وعليه: فهذا القول ضعيف في ميزان النقد والتمحيص، ولا يقوم على دليل صحيح، وأما ما قيل من إجماع أهل السنة عليه فقد قدمنا بطلانه، وأشبعنا القول في نقول أبي الحسن الأشعري في المقالات في الحلقة الخامسة بما أغنى عن الإعادة والله اعلم.
*- وأما القول بالتوقف فليس عليه دليل صريح، وقد اختلف في المراد من التوقف أهو الرد إلى المشيئة المجردة، أو الرد إلى الاختبار؟ فإن كان الثاني فقد تقدم قريبا، وإن كان الأول فليس فيما احتجوا به ما يدل على ذلك، وغاية ما فيه قوله صلى الله عليه وسلم " الله اعلم بما كانوا عاملين "، وقد تقدم في حديث ابن عباس رضي الله عنهما ما يكشف المعنى وأنه قاله لهم جوابا لما سألوا عن معنى قوله " هم من آبائهم" على أن الحديث فسر بتفسيرات غيرها محتملة يسقط معها الاستدلال، والنصوص الصريحة في أنهم في الجنة لا تعارض بحديث محتمل لأكثر من معنى وقد تقدم تفصيل المناقشة.
*- وأما القول بأنهم في النار مع آبائهم، فهو وإن كان أقوى من القولين السابقين من حيث الدليل إلا أنه ليس بالدرجة التي تعارض النصوص الواردة بأنهم في الجنة على العموم والجملة، وما ورد في ذلك منه ما لا يصح وهو حديثا خديجة وعلي رضي الله عنهما، ومنه ما هو خارج عن محل النزاع وهو حديث الصعب بن جثامة، ومنه ما هو قابل للتأويل وهو حديث سلمة بن يزيد وابن مسعود في الوائدة والمؤودة، والجمع ممكن بحمل هذا الحديث على واقعة معينة وقصة خاصة ورد فيها الخبر تستثنى من الحكم العام، ولا يعارض ذلك قاعدة " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب " لأن ذلك ما لم تكن هناك قرينة تؤيد حمل اللفظ العام على سببه الخاص كما قيل في حديث " ليس من البر الصوم في السفر " وهو هنا كذلك للأحاديث الكثيرة المعارضة لهذا الحديث وفيها ما هو صحيح كما تقدم البيان.
ثم لو لم يمكن الجمع فالترجيح ممكن بأن النصوص الكثيرة أرجح من حديث بطريقين، كما أن موافقة الأحاديث الكثيرة للقواعد المتيقنة وظواهر القرآن ترجح هذه الكثرة، فكيف إذا اجتمع هذان الوجهان؟ وقد تقدم تفصيل أكثر من هذا في الحلقة الخامسة أثناء مناقشة هذا القول فليراجع.
*- وبكل ما تقدم يتضح – في نظري والعلم عند الله – أن أقوى الأقوال، وأجراها على القواعد، وأصحها أدلة هو القول بأنهم في الجنة على العموم، وقد تقدم التفصيل لمن رامه في مواضعه.
والله تعالى ولي التوفيق والهداية، ونسأله المغفرة في الزلل والخطأ، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبي الهدى والرحمة، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
يتبع ...................................
الحلقة السابعة والأخيرة: القول في أطفال المسلمين (من باب التكملة)
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[28 - 04 - 05, 12:43 ص]ـ
الحلقة الأخيرة: القول في أطفال المسلمين:
القول في أطفال المسلمين
¥(43/288)
القطع بأن مصير أطفال المسلمين في الجنة، وأنه لا خلاف في ذلك بين المسلمين، وإنما الخلاف المعروف في أطفال المشركين، هو الذي درج عليه كثير من العلماء والمحققين، ونقل الإجماع على ذلك غير واحد، وهو الذي دلت النصوص الكثيرة التي لا تحصى عليه، وتواترت به الأحاديث الصحاح.
ومن العلماء من جعلها موضع خلاف، فنقل عن بعض السلف التوقف عن الجزم لأطفال المسلمين بالجنة أو النار وفي السطور التالية نورد الأدلة المتكاثرة على أنهم في الجنة، ثم نعرج على من قال بالوقف وما احتج به على فرض ثبوت الخلاف:
أولا: الأدلة على أن أطفال المسلمين في الجنة
جاءت في ذلك أدلة كثيرة كما قلنا، وفيما يلي نذكر طرفا من الأحاديث الخاصة فنقول:
الحديث الأول: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال النبي ?: " ما من مسلم يتوفى له ثلاث لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم ".
رواه البخاري (رقم 1248،1381) وابن ماجه (رقم 1605) والنسائي (4/ 24) وغيرهم من طريق عبد العزيز بن صهيب عن أنس به.
ورواه ابن حبان (رقم 2945) والنسائي (4/ 23 - 24) والبخاري في التاريخ الكبير (6/ 421) – معلقا - من طريق عمران بن نافع عن حفص بن عبيد الله عن أنس بلفظ " من احتسب ثلاثة من صلبه دخل الجنة " وسنده صحيح.
وجاء نحوه من حديث عبد الرحمن بن بشر الأنصاري وعبد الله بن مسعود وعتبة بن عبد السلمي ومعاذ بن أنس الجهني وأبي هريرة وغيرهم (1).
الحديث الثاني: عن قرة بن إياس المزني رضي الله عنه أن رجلا كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بابن له فقال له النبي ?:" أتحبه؟ فقال: يا رسول الله أحبك الله كما أحبه، ففقده النبي ? فقال: ما فعل فلان بن فلان؟ قالوا: يا رسول الله مات، فقال رسول الله ? لأبيه: " أما تحب ألا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك؟ قالوا يا رسول الله: أله وحده أو لكلنا؟ فقال: بل لكلكم ".
رواه أحمد (3/ 436، 5/ 35 وهذا لفظه) والنسائي (4/ 22، 23، 118) والطيالسي (رقم 1075) والبزار في مسنده (رقم 3302) وابن حبان (رقم 2947) والحاكم (1/ 384) والطبراني في الكبير (19/رقم54، 66) والبيهقي في سننه (4/ 59 - 60) وشعب الإيمان (رقم 9753،9754) والروياني في مسنده (رقم 938) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 113 - 114) من طريق شعبة وخالد بن ميسرة كلاهما عن معاوية بن قرة عن أبيه قرة بن إياس به.
وهذا سند صحيح، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني في أحكام الجنائز (ص 162) والأرناؤط.
الحديث الثالث: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ? قال " صغارهم دعاميص الجنة، يتلقى أحدهم أباه أو قال أبويه، فيأخذ بثوبه كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا، فلا ينتهي حتى يدخله الله وأبويه الجنة ".
رواه مسلم (رقم 2635) وأحمد (2/ 488، 509) والبخاري في الأدب المفرد (رقم 145) وإسحاق في مسنده (رقم 144) والبيهقي في السنن (4/ 67، 68) وغيرهم من طريق أبي السليل وسعيد الجريري عن أبي حسان خالد بن غلاق عن أبي هريرة به.
ومعنى قوله في الحديث (دعاميص الجنة): أي صغار أهلها، وأصل الدعموص: دويبة تكون في الماء لا تفارقه، أي أن الصغير في الجنة لا يفارقها قاله النووي في شرح مسلم (16/ 182).
الحديث الرابع: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي ? قال للنساء يوم وعظهن: ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كانوا لها حجابا من النار " قالت امرأة: يا رسول الله واثنين؟ فقال: واثنان ".
رواه البخاري (رقم 101) ومسلم (رقم 2634) وأحمد (3/ 72) وغيرهم، وقد جاء نحوه من حديث ابن عباس وجابر بن عبد الله وأبي هريرة وغيرهم (2).
الحديث الخامس: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ?: "ذراري المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم " زاد في رواية " وسارة حتى يدفعوهم إلى آبائهم يوم القيامة ".
وله عن أبي هريرة طريقان:
الأول: عطاء بن قرة عن عبد الله بن ضمرة عن أبي هريرة.
¥(43/289)
رواه أحمد (2/ 326) وابن أبي داود في البعث (رقم 16) والحاكم (2/ 370) وابن حبان في صحيحه (رقم 7446 ط. الأرناؤط) وابن عساكر في تاريخه (11/ 328) من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عطاء به، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال الألباني في صحيحته (2/ 156رقم 603 و 3/ 452): إنما هو حسن فقط، وهو الصواب، وذلك من أجل ابن ثوبان، قال الحافظ في ترجمته من التقريب: صدوق يخطئ، وكذلك عطاء بن قرة صدوق، فمثل هذا لا يكون صحيحا بل حسنا فقط، وحسنه الأرناؤط أيضا في تحقيق الإحسان.
الثاني: عبد الرحمن بن الأصبهاني عن أبي حازم عن أبي هريرة.
رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 263) وابن عساكر (19/ 219) والبيهقي في الشعب (رقم 210) والحاكم (1/ 384) والديلمي في مسند الفردوس (رقم 2976) من طريق مؤمل بن إسماعيل.
ورواه ابن أبي شيبة (3/ 379) من طريق وكيع بن الجراح، وابن عساكر (19/ 219) من طريق يحيى القطان، ثلاثتهم عن الثوري عن ابن الأصبهاني به، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وحسنه السيوطي في الجامع الصغير (رقم4319 مع فيض القدير) وصححه الأرناؤط في تحقيق الإحسان (16/ 482) والألباني في صحيحته (رقم 1467).
وما في رواية وكيع والقطان عن الثوري من الوقف لا يعل الحديث لأنه لا يقال مثله من قبل الرأي و هو من المرفوع حكما كما لا يخفى، بل هو يؤيد رواية مؤمل عن الثوري والطريق الأول في رفع الحديث فهو مرفوع من الوجهين، والله أعلم.
الحديث السادس: عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي ? في حديث الرؤيا الطويل – وفيه -: " ثم انطلقنا فإذا نحن بغلمان وجوار يلعبون بين نهرين، قلت: ما هؤلاء؟ قال: ذرية المؤمنين، وفي رواية " ذراري المؤمنين يحضنهم إبراهيم ".
رواه الطبراني في الكبير (8/ رقم 7666و7667) وابن خزيمة (رقم 1986) وابن حبان (رقم 7491) والنسائي كما في تحفة الأشراف (4/ 166) من طريقين عن سليم بن عامر عن أبي أمامة به.
وهذا سند صحيح، قال الهيثمي في المجمع (1/ 76 - 77) رجاله رجال الصحيح، وقال الحافظ في الفتح (12/ 460): سنده جيد، ورواه الحاكم (1/ 430) والبيهقي (4/ 216)
مختصرا ليس فيه موضع الساهد، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وصححه الشيخ شعيب الأرناؤط في تحقيق الإحسان، وصححه أيضا الأعظمي في تحقيق ابن خزيمة، وأقره الألباني، والله أعلم.
الحديث السابع: عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: لما توفي إبراهيم عليه السلام قال رسول الله ? " إن له مرضعا في الجنة ".
رواه البخاري (رقم 1382، 3255، 6195) وأحمد (4/ 300، 302) وابن أبي شيبة (3/ 54) وابن حبان (رقم 6949) وابن سعد (1/ 139) من طريق شعبة عن عدي بن ثابت أنه سمع البراء به.
تابعه مسعر عن عدي به. رواه ابن سعد (1/ 141) وتابعهما مسلم أبو الضحى رواه ابن سعد أيضا (1/ 141) والروياني في مسنده (رقم 417) وكذا الشعبي رواه ابن سعد (1/ 139) وابن أبي عاصم في الآحاد (رقم 3135) ويزيد بن البراء عن أبيه عند ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم 3136)
والحديث روي من حديث أنس بن مالك ومحمود بن لبيد وابن عباس وأبي أمامة (3).
الحديث الثامن: عن مكحول الشامي مرسلا رحمه الله تعالى بلفظ: " ذراري المسلمين في عصافير خضر في شجر الجنة، يكفلهم أبوهم إبراهيم ".
ذكره السيوطي في الجامع الصغير (رقم 4318 مع الفيض) و رمز لصحته، ولعله لشواهده في الجملة، وإلا فالسند ضعيف للإرسال، وبه ضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير (رقم 3040)، إلا أنني لم أجد لجملة العصافير شاهدا فيما تقدم من الأحاديث، والله أعلم.
وهذا القول حكى الإجماع عليه غير واحد من العلماء، منهم الإمام أحمد والحافظ ابن عبد البر، و الإمام النووي.
نقل ابن القيم في طريق الهجرتين (ص 634) عن الإمام أحمد: لا يختلف فيهم أحد يعني أنهم في الجنة أهـ.
¥(43/290)
وقال ابن عبد البر في التمهيد (6/ 348 - 349): قد أجمع العلماء على ما قلنا من أن أطفال المسلمين في الجنة، فأغنى ذلك عن كثير من الاستدلال، ولا أعلم عن جماعتهم في ذلك خلافا إلا فرقة شذت من المجبرة فجعلتهم في المشيئة، وهو قول شاذ مهجور مردود بإجماع الجماعة وهم الحجة الذين لا يجوز مخالفتهم، ولا يجوز على مثلهم الغلط في مثل هذا إلى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من أخبار الآحاد والثقات.
وقال أيصا في التمهيد (18/ 90): وأجمع المسلمون من أهل السنة وغيرهم - إلا المجبرة – أن أولاد المؤمنين في الجنة أهـ.
وقال النووي في شرح مسلم (16/ 207): أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة، لأنه ليس مكلفا، وتوقف فيه بعض من لا يعتد به أهـ.
وقال ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/ 81): وهذا القول في أطفال المسلمين هو المعروف من قواعد الشرع، حتى إن الإمام أحمد أنكر الخلاف فيه، وأثبت بعضهم الخلاف، وقال: إنما الإجماع في أولاد الأنبياء خاصة اهـ.
وقال القرطبي في التذكرة (ص 599): وقد أنكر بعض العلماء الخلاف فيهم، وهذا فيما عدا أولاد الأنبياء عليهم السلام، فإنه قد تقرر الإجماع على أنهم في الجنة، حكاه أبو عبد الله المازري اهـ.
وقال ابن كثير في تفسيره (3/ 32): وليعلم أن هذا الخلاف مخصوص بأطفال المشركين، فأما ولدان المسلمين فلا خلاف بين العلماء كما حكاه أبو يعلى ابن الفراء الحنبلي عن الإمام أحمد أنه قال: لا يختلف فيهم أنهم من أهل الجنة، وهذا هو المشهور بين الناس، وهو الذي نقطع به إن شاء الله عز وجل.
ثانيا: هل نقل الخلاف صحيح؟
يظهر مما تقدم من أقوال العلماء أن فرقة من الفرق المنتسبة إلى الإسلام وهم المجبرة على قول ابن عبد البر، ومن لا يعتد به كما في قول النووي، قالت بالتوقف، وقد أشار لمثل هذا الخلاف ابن حزم في الفصل (2/ 380) فقال: اختلف الناس في حكم من مات من أطفال المسلمين والمشركين ذكورهم وإناثهم اهـ لكنه لم يسم أحدا ممن خالف في أطفال المسلمين.
وقال ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/ 76) ذهبت طائفة من أهل العلم إلى التوقف في جميع الأطفال سواء كان آباؤهم مسلمين أو كفارا، وجعلوا بجملتهم في المشيئة اهـ.
ومقتضى الجمع بين ما تقدم من الأقوال: أنه لا خلاف بين أهل السنة والجماعة في أن أطفال المسلمين في الجنة كما دلت عليه الأحاديث المذكورة، لكن الحافظ ابن عبد البر نقل عن جماعة من أئمة السنة أنهم توقفوا عن الجزم لأطفال المسلمين بالجنة، فقال في التمهيد (18/ 98): باب ذكر الأخبار التي احتج بها من أوجب الوقوف عن الشهادة لأطفال المسلمين وغيرهم بجنة أو نار، وجعل جميعهم في مشيئة الجبار ... ثم ذكر الأدلة الآتية ثم قال (18/ 111): بهذه الآثار وما كان مثلها احتج من ذهب إلى الوقوف عن الشهادة لأطفال المسلمين أو المشركين بجنة أو نار، وإليها ذهب جماعة كثيرة من أهل الفقه والحديث منهم حماد بن زيد وحماد بن سلمة وابن المبارك وإسحاق بن راهويه، وهو يشبه ما رسمه مالك في أبواب القدر في موطئه، وما أورد في ذلك من الأحاديث، وعلى ذلك أكثر أصحابه، وليس عن مالك فيه شيء منصوص، إلا أن المتأخرين من أصحابه ذهبوا إلى أن أطفال المسلمين في الجنة وأطفال الكفار خاصة في المشيئة لآثار وردت في ذلك اهـ.
وأقره القرطبي في التذكرة (ص 592) بعد نقله لكلام ابن عبد البر والحليمي في منهاجه.
وقال الحليمي في منهاجه: وقد توقف في ولدان المسلمين من توقف في ولدان المشركين وقال: إذا كان كل منهم يعامل بما علم الله تعالى منه أنه فاعله لو بلغه فكذلك ولدان المسلمين ... ثم ذكر أن هذا القائل احتج بحديث عائشة الآتي ثم قال: فهذا يدل على أنه لا يمكن أن يقطع في أطفال المسلمين بشيء (ذكره القرطبي في التذكرة ص 592).
¥(43/291)
والغريب في هذا الباب هو اضطراب الحافظ أبي عمر بن عبد البر في نقل المذاهب في المسألة، فقد تقدم عنه أنه نقل الإجماع من أهل السنة على أنهم في الجنة، ثم نقل بعد قليل عن هؤلاء الأئمة أنهم قالوا بالتوقف، وبهذا الاضطراب انتقده ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/ 81) فقال: وأبو عمر اضطرب في النقل في هذا الباب ... ثم نقل أقواله المتضاربة ثم قال: فتأمل كيف ذكر الإجماع على أن أطفال المسلمين في الجنة، وأنه لا يعلم في ذلك نزاعا، وجعل القول بالمشيئة فيهم قولا شاذا مهجورا، ونسبه في الباب الآخر إلى الحمادين وابن المبارك وإسحاق بن راهويه وأكثر أصحاب مالك، وهذا من السهو الذي هو عرضة للإنسان، ورب العالمين هو الذي لا يضل ولا ينسى اهـ.
وقال ابن كثير في تفسيره (3/ 32): فأما ما ذكره الشيخ أبو عمر بن عبد البر عن بعض العلماء أنهم توقفوا في ذلك، وأن الولدان كلهم تحت المشيئة ... ثم ذكر كلامه المتقدم فقال: وهو غريب جدا، وقد ذكر أبو عبد الله القرطبي في كتاب التذكرة ذكره القرطبي (ص 592). نحو ذلك أيضا والله أعلم اهـ.
لكن قال البيهقي في الاعتقاد (ص 195) وهو يشرح حديث الفطرة: وعلى مثل ذلك يدل حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم في أطفال المسلمين ثم ورى الحديث فقال: فهذا الحديث يمنع قطع القول بكونهم في الجنة، وحديث أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم في الغلام الذي قتله الخضر "أنه طبع كافرا" يدل على ذلك فقد كان أبواه مؤمنيناهـ.
قال أبو عبد الباري: التحقيق: أن الخلاف ثابت عن بعض الفرق الشاذة، وأما عن أهل السنة فالذي عليه الجماهير أنه لا خلاف بينهم في ذلك أي أنهم في الجنة، وإنما حكى الخلاف الحافظ أبو عمر ابن عبد البر لكنه اضطرب فيه فنقل أيضا الإجماع، ولولا أنه اضطرب في النقل لكان حجة، ولكن مع الاضطراب لا يثبت الخلاف والله أعلم.
قال الهيتمي في الزواجر (فيض القدير2/ 236) بعدما ذكر حديث عائشة في الطفل الأنصاري: وقد أخذ بعضهم من هذا الحديث أن أطفال المسلمين لا يقطع لهم بدخول الجنة، واشتد إنكار العلماء عليه في هذه المقالة الشنيعة المخالفة للقواطع، والحديث ظاهره غير مراد إجماعا اهـ.
وقال عبيد الله المباركفوري في المرقاة (1/ 168): قد أجمع من يعتد به من علماء المسلمين أن من مات من أطفال المسلمين فهو في الجنة ودل عليه الكتاب والسنة الصحيحة الثابتة اهـ.
ثالثا: حجة من قال بالتوقف والجواب عنها
وأما ما احتج به من قال بالتوقف في أطفال المسلمين فهو قسمان:
الأول: عام يشمل أطفال المسلمين وغيرهم.
الثاني: خاص بأطفال المسلمين
أما القسم الأول فسيأتي في مناقشتها في الفصل السادس أنها لا تدل على التوقف على خلاف في تفسير المراد منها.
وأما القسم الثاني وهو الخاص بأطفال المسلمين ففي أحاديث هي:
الحديث الأول: عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ?: " أتي بصبي من صبيان الأنصار ليصلي عليه، فقلت: طوبى له عصفور من عصافير الجنة، لم يعمل سوء ولم يدركه ... ذنب قال النبي ?: أو غير ذلك يا عائشة؟ إن الله خلق الجنة وخلق لها أهلها، وخلقهم في أصلاب آبائهم، وخلق لها أهلها، وخلقهم في أصلاب آبائهم ".
رواه مسلم في صحيحه (رقم 2662) وابن عبد البر في التمهيد (18\ 104) من طريق فضيل بن عمرو وطلحة بن يحيى كلاهما عن عائشة بنت طلحة عن خالتها أم المؤمنين – أي عائشة – به.
وهذا يرد ما قاله الذهبي في الميزان (2/ 343) وتبعه ابن الوزير في العواصم (7/ 251) من تفرد طلحة به، وقد أشار ابن عبد البر في التمهيد من قبل إلى مثل هذا القول ورده فقال: وزعم قوم أن طلحة بن يحيى انفرد بهذا الحديث، وليس كما زعموا ثم ذكر رواية فضيل بن عمرو أهـ، لكنه استضعفه في الاستذكار فقال (3/ 109): وهو حديث رواه طلحة بن يحيى وفضيل بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن عائشة، وليس ممن يعتمد عليه عند بعض أهل الحديث اهـ.
ووجه الاستدلال بهذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عائشة عن القطع لهم بالجنة، وأحال أمرهم على ما سبق من علم الله فيهم.
¥(43/292)
قال ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/ 77): قالوا فهذا الحديث صحيح صريح في التوقف فيهم، فإن الصبي كان من أولاد المسلمين، ودعي النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه كما جاء ذلك منصوصا عليه اهـ.
وفيه إشارة إلى الحديث الذي بعد هذا وهو:
الحديث الثاني: عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي ? " إن أحدكم يجمع خلقه في بظن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وعمله وأجله وشقي أو سعيد ... الحديث.
رواه البخاري (رقم 3208، 3332، 6594، 7454) ومسلم (رقم 2643)، وأحمد (1/ 382، 430) وأبو داود (رقم 4708) و الترمذي (رقم 2137) وابن ماجه (رقم 76) وغيرهم.
وقد روي هذا المعنى عن جمع من الصحابة رضوان الله عليهم، وفي هذا الحديث الذي لا مغمز فيه كفاية.
ووجه الاستدلال: هو ما تقدم من أن كل أحد قد كتب مصيره قبل ميلاده، لا فرق في ذلك بين مسلم وكافر، ولا بد من المصير إلى ما كتب، ولا يعلم أحد ماذا كتب لهذا الطفل، فيتوقف عن الجزم بذلك، ويؤيده الحديث السابق في بقاء هذا العموم في جميع الأطفال، لأنه ورد في طفل أنصاري.
قال ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/ 77): ووجه الدلالة من ذلك أن جميع من يولد من بني آدم إذا كتب السعداء منهم والأشقياء قبل أن يخلقوا وجب التوقف في جميعهم، لأنا لا نعلم هذا الذي توفي منهم هل هو ممن كتب سعيدا في بظن أمه أو كتب شقيا اهـ
الحديث الثالث: عن ابن عباس عن أبي بن كعب رضي الله عنهم عن النبي ? أنه قال: إن الغلام الذي قتله الخضر طبعه الله يوم طبعه كافرا ".
رواه مسلم (رقم 2380) وأبو داود (رقم 4704) وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند (5/ 121) والنسائي في الكبرى (6/رقم11307) وابن حبان (رقم 6221) واللالكائي في الاعتقاد (رقم 1074 - 1075) والخطيب في تاريخه (9/ 94) والحاكم في علوم الحديث (ص 220) وابن بشكوال في غوامض الأسماء (2/ 654) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 194) وغيرهم من طريق التيمي عن رقبة بن مصقلة.
ورواه الترمذي (رقم 3150) وابن جرير في تفسيره (16/ 3) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 86) والإسماعيلي في معجم شيوخه (2/ 614) والأصبهاني في معجم الشيوخ (ص 239) وغيرهم من طريق عبد الجبار بن العباس الهمداني.
ورواه أبو داود (رقم 4706) والنسائي في الكبرى (3/رقم5844) وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند (5/ 118) وعبد بن حميد (رقم 169) وابن بشكوال في غوامض الأسماء (2/ 654) من طريق إسرائيل.
ورواه الطيالسي (رقم 538) وعبد بن حميد (رقم 168) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 195) من طريق محمد بن أبان أربعتهم عن أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به.
وعزاه ابن القيم للبخاري أيضا في طريق الهجرتين بهذا اللفظ (ص 131) ولم أجد فيه مرفوعا بهذا اللفظ في البخاري، وإنما هو من قراءة ابن عباس أنه كان يقرأ ذلك، وسيأتي البحث إن شاء الله تعالى.
ووجه الاستدلال:هو ما تقدم ذكره من أن هذا الولد كان من أبوين مؤمنين كما قال تعالى ? وكان أبواه مؤمنين ?، ومع ذلك كان طبع على الكفر، وهو على معنى حديث عائشة أن الله خلق للنار رجالا وهم في أصلاب آبائهم، ومن كان كذلك فلا بد أن يدخلها، والحديث صريح في أن من أولاد المسلمين من يطبع على الكفر ويمضي به القدر على ذلك، فلا يجزم بأنهم في الجنة.
قال إسحاق كما في التمهيد (18/ 86): فلو ترك النبي ? الناس ولم يبين لهم حكم الأطفال لم يعرفوا المؤمنين منهم من الكافرين، لأنهم لا يدون ما جبل كل واحد منهم عليه حين أخرج من ظهر آدم، فبين لهم النبي ? حكم الطفل في الدنيا فقال " أبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه " يقول: أنتم لا تعرفون ما طبع عليه في الفطرة الأولى، ولكن حكم الطفل في الدنيا حكم أبويه فاعرفوا ذلك بالأبوين، فمن كان صغيرا بين أبوين كافرين ألحق بحكمهما، وأما إيمان ذلك وكفره فعلم ذلك إلى الله، وبعلم ذلك فضل الخضر موسى، إذ أطلعه الله عليه في ذلك الغلام وخصه بالعلم اهـ.
¥(43/293)
ثم قال أبو عمر: ما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من أمته حكم الأطفال الذين يموتون صغارا بيانا يقطع حجة العذر، بل اختلفت الآثار عنه بما سنورده بعد هذا إن شاء الله اهـ.
الجواب عن هذه الأدلة:
هذا أقوى ما احتج به من قال بالتوقف في أطفال المسلمين من النصوص، وقد أجاب عنها من قال بأنهم في الجنة على سبيل الجزم والقطع من وجوه:
أما حديث عائشة وهو أقوى ما احتجوا به في التوقف فأجيب عنه من وجوه:
الوجه الأول: تضعيف الحديث
و هو مسلك الإمام أحمد والعقيلي ويحيى بن سعيد القطان وابن عبد البر والذهبي وابن الوزير.
أما الإمام أحمد فقد روى الخلال في جامعه (أحكام أهل الذمة 2/ 78) أنه ذكر له حديث الأنصاري وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيه، فقال غير مرة: هذا حديث ضعيف، وذكر رجلا ضعفه وهو طلحة (أي ابن يحيى)، وقال: وأحد يشك أنهم في الجنة؟ وقال أيضا: هو يرجى لأبوبه، كيف يشك فيه؟ " اهـ.
وقال العقيلي في الضعفاء (2/ 615 - 616 ترجمة طلحة بن يحيى) وروى عن القطان أنه وصف طلحة بأنه يروي أحاديث مناكير ثم قال عنه: وطلحة حدث حديث عصفور من عصافير الجنة، ثم روى الحديث من طريق طلحة فقال:آخر الحديث فيه رواية الناس بأسانيد جياد، وأوله لا يحفظ إلا من هذا الوجه اهـ.
وقال ابن عبد البر في التمهيد (6/ 351): وهذا حديث ساقط ضعيف مردود بما ذكرنا من الأدلة والإجماع، وطلحة بن يحيى ضعيف لا يحتج به، وهذا الحديث مما انفرد به فلا يعرج عليه اهـ
وهذا الكلام من ابن عبد البر عجيب، ويشير ما ذكره في التمهيد بعد ذلك رجوعا عن هذا التضعيف وقد تقدم، لكنه استضعفه بعد ذلك أيضا في الاستذكار فقال (3/ 109): وهو حديث رواه طلحة بن يحيى وفضيل بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن عائشة، وليس ممن يعتمد عليه عند بعض أهل الحديث اهـ.
وقال الذهبي في السير (14/ 462): رواه جماعة عن طلحة وهو مما ينكر من حديثه اهـ وهو أيضا مسلكه في الميزان وكأنه اعتمد على كلام العقيلي.
وقال ابن الوزير في العواصم (7/ 251 - 252): ولعل مسلما إنما أخرج الحديث لثبوت الشواهد على آخره، لكن في أوله زيادة مستقلة بحكم، فلم يكن لمثل طلحة بن يحيى أن يستقل بمثلها، ولا لنا أن نقبله في مثل ذلك اهـ.
وقال الإمام أحمد في العلل ومعرفة الرجال (2/ 11): حدثنا ابن فضيل عن العلاء أو حبيب بن أبي عمرة وما أراه سمعه إلا من طلحة بن يحيى يعني ابن فضيل (وذكره العقيلي في الضعفاء 2/ 615).
قال أبو عبد الباري: هذا التعليل من الإمام أحمد لرواية ابن فضيل يرده أن ابن فضيل لم يتفرد به عن العلاء بل تابعه عليه جرير بن عبد الحميد عند إسحاق في مسنده (رقم 1016) وابن حبان (رقم 138) والمروزي (كما في التمهيد 18/ 105) من طريق جرير عن العلاء بن المسيب عن فضيل بن عمرو به.
ووجه التضعيف هنا ينصب على أمرين هما: تضعيف راويه طلحة بن يحيى، ونكارة متنه المعارض لصحيح الأخبار.
وأجيب عن هذا التضعيف على وجهيه:
أما تضعيفه بطلحة بن يحيى فليس بشيء، لأنه على فرض الطعن فيه لم يتفرد به بل تابعه عليه فضيل بن عمرو عند مسلم كما سبق، ولعله لهذه النكتة صدر مسلم برواية فضيل ثم أردفها برواية طلحة.
وأما تضعيفه للنكارة أي للمعارضة وهو ما يشير إليه كلام أحمد فيجاب عنه بإمكان الجمع بينه وبين الأحاديث المعارضة له، على أن هذا الجواب لا يستقيم على مذهب من يقول بالوقف، إذ لا بد له من صرف هذا الحديث عن ظاهره أوتلك عن ظاهرها، وقضية التوقف لعدم العلم بوجه الجمع غير الوقف من أجل أن المصير غير معروف وهو قولهم كما سبق والله أعلم.
الوجه الثاني: تأويله بما يوافق الأحاديث الأخرى
وعلى تسليم صحة الحديث يجاب عنه بلزوم الجمع بينه وبين الأحاديث المتواترة التي تقدم جزء منها، وقد قيل في كيفية الجمع وجوه:
أولها: أنه من باب النهي عن الخوض في الغيب
¥(43/294)
قال ابن حبان في صحيحه (1/ 348): ذكر خبر قد أوهم من أغضى عن علم السنن واشتغل بضدها أنه يضاد الأخبار التي ذكرناها قبل ... ثم ذكر حديث عائشة هذا فقال: أراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله هذا ترك التزكية لأحد مات على الإسلام، ولئلا يشهد بالجنة لأحد وإن عرف منه إتيان الطاعات والانتهاء عن المزجورات ليكون القوم أحرص على الخير وأخوف من الرب، لأن الصبي العربي من المسلمين يخاف عليه النار اهـ.
وقال النووي في شرح مسلم (16/ 207): وأجاب العلماء بأنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير أن يكون عندها دليل قاطع كما أنكر على سعد بن أبي وقاص في قوله " أعطه إني لأراه مؤمنا، قال " أو مسلما " اهـ (رواه البخاري (رقم 27، 1478) ومسلم (رقم150) وغيرهما.).
وقال ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/ 78 - 79): وأجاب طائفة أخرى بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما رد على عائشة رضي الله عنها لكونها حكمت على غيب لم تعلمه كما فعل بأم العلاء إذ قالت حين مات عثمان بن مظعون: شهادتي عليك أن الله أكرمك، فأنكر عليها وقال لها: " وما يدريك أن الله أكرمه " ثم قال: " أما هو فقد جاءه اليقين وأنا أرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي " (رواه البخاري (رقم 1243) وغيره)، وأنكر عليها جزمها وشهادتها على غيب لا تعلمه، وأخبر عن نفسه أنه يرجو له الخير.
ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم " إن كان أحدكم مادحا فليقل أحسب فلانا إن كان يرى كذلك، ولا أزكي على الله أحدا " رواه البخاري (رقم 2662) ومسلم (رقم 3000) وغيرهما)
وقد يقال: من ذلك قوله في حديث لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه حين قال له: أعطيت فلانا وتركت فلانا وهو مؤمن، فقال " أو مسلما " فأنكر عليه الشهادة له بالإيمان لأنه غيب، دون الإسلام فإنه ظاهر.
وإذا كان الأمر هكذا فيحمل قوله لعائشة رضي الله عنها " وما يدريك يا عائشة " على هذا المعنى، كأنه يقول لها: إذا خلق الله للجنة أهلا وخلق للنار أهلا فما يدريك أن ذلك الصبي من هؤلاء أو من هؤلاء اهـ.
وقال المناوي في فيض القدير (1/ 358): وأما خبر مسلم عن عائشة ... فأجيب بأنه إنما نهاها عن التسارع إلى القطع بغير دليل أو أنه قبل علمه بأنهم في الجنة اهـ.
وقال أيضا فيه (2/ 236) في الجواب عن هذا الحديث: فنهى عن الحكم على معين بدخول الجنة، فلعله قبل علمه بأن أطفال المؤمنين في الجنة اهـ.
ثانيها: أن ذلك كان قبل نزول الوحي بأنهم في الجنة
قال البيهقي في الاعتقاد (ص 199 - 201): يحتمل أن يكون خبر عائشة رضي الله عنها في ولد الأنصاري قبل نزول الآية (4)، فجرى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأصل المعلوم في جريان القلم بسعادة كل نسمة أو شقاوتها، فمنع من القطع بكونه في الجنة، ثم أكرم الله تعالى أمته بإلحاق ذرية المؤمن به، وإن لم يعملوا عمله، فجاءت أخبار بدخولهم الجنة، فعلمنا بها جريان القلم بسعادتهم ... ثم ذكر بعض الأحاديث المتقدمة ثم قال: وكل ذلك فيمن وافى أبويه يوم القيامة مؤمنين أو أحدهما، فيلحق بالمؤمن ذريته كما جاء به الكتاب، ويستفتح له كما جاءت به السنة، ويحكم لها بأنها كانت ممن جرى له القلم بالسعادة.
قال: وقد ذكر الشافعي رحمه الله في كتاب المناسك ما دل على صحة هذه الطريقة في أولاد المسلمين، فقال: إن الله عز وجل بفضل نعمته أثاب الناس على الأعمال أضعافها، ومن على المؤمنين بأن ألحق بهم ذرياتهم ووفر عليهم أعمالهم فقال ? ألحقنا بهم ذرياتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء ?، فلما من على الذراري بإدخالهم جنته بلا عمل كان أن من عليهم بأن يكتب لهم عمل البر في الحج، وإن لم يجب عليهم من ذلك المعنى، قال: وقد جاءت الأحاديث في أطفال المسلمين أنهم يدخلون الجنة (انظر هذا الكلام للشافعي في الأم (2/ 111).).
¥(43/295)
ثم قال البيهقي: وهذه طريقة حسنة في جملة المؤمنين الذين يوافون القيامة مؤمنين، وإلحاق ذريتهم بهم، كما ورد به الكتاب، وجاءت به الأحاديث، إلا أن القطع به لواحد من المؤمنين بعينه غير ممكن لما يخشى من تغير حاله في العاقبة، ورجوعه إلى ما كتب له من الشقاوة، فكذلك قطع القول به في واحد من المولودين غير ممكن، لعدم علمنا بما يؤول إليه حال متبوعه، وبما جرى به القلم في الأزل من السعادة أو الشقاوة، وكان إنكار النبي صلى الله عليه وسلم القطع به في حديث عائشة رضي الله عنها وعن أبيها لهذا المعنى، فنقول بما ورد به الكتاب والسنة في جملة المؤمنين وذرياتهم، وفي هذا جمع بين جميع ما ورد في هذا الباب والله أعلم اهـ كلام البيهقي وهو كلام نفيس جدا.
وقال ابن حزم في الفصل (2/ 385 - 386) بعد ذكر حديث عائشة وغيره: وهذان الحديثان لا حجة لهم في شيء منهما، إلا أنهما إنما قالهما رسو الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه أنهم في الجنة، وقد قال تعالى آمرا لرسوله ? أن يقول ? وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ? قبل أن يخبره الله عز وجل بأنه قد غفر له الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر (5)، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عثمان بن مطعون رضي الله عنه ? والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي ? (رواه البخاري (رقم 1243) وغيره) وكان هذا قبل أن يخبره الله عز وجل بأنه لا يدخل النار من شهد بدرا (6) اهـ المراد منه
وقال النووي في شرح مسلم (16/ 207): ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم قال هذا قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة، فلما علم قال ذلك في قوله ?" ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم " وغير ذلك من الأحاديث اهـ.
وقال عبيد الله المباركفوري في المرقاة (1/ 168): الصواب أن يقال: أن النبي ? قال ذلك قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة اهـ المراد منه.
ثالثها: أن الإنكار إنما على القطع للمعين، فهم في ذلك كالكبار بل هم تبع لهم، فكما لا يقطع بالجنة لمعين بدون دليل فكذلك لا يقطع للصغير على وجه التعيين وإن كان يقطع على الإجمال والإطلاق أنهم في الجنة.
قال ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/ 79): وقد يقال: إن أطفال المؤمنين إنما حكم لهم بالجنة تبعا لآبائهم لا بطريق الاستقلال، فإذا لم يقطع للمتبوع بالجنة كيف يقطع لتبعه بها؟.
يوضحه: أن الطفل غير مستقل بنفسه بل تابع لأبويه، فإذا لم يقطع لأبوبه بالجنة لم يجز أن يقطع له بالجنة، وهذا في حق المعين، فإذا نقطع للمؤمنين بالجنة عموما ولا نقطع للواحد منهم بكونه في الجنة، فلهذا- والله أعلم – أنكر النبي على أم العلاء حكمها على عثمان بن مظعون بذلك اهـ.
وقال في طريق الهجرتين (ص 652): فهذا الحديث يدل على أنه لا يشهد لكل طفل من أطفال المؤمنين بالجنة وإن أطلق على أطفال المؤمنين في الجملة أنهم في الجنة، لكن الشهادة للمعين ممتنعة، كما يشهد للمؤمنين مطلقا أنهم في الجنة، ولا يشهد لمعين بذلك إلا من شهد له النبي ?، فهذا وجه الحديث الذي يشكل على كثير من الناس ورده الإمام أحمد وقال: لا يصح ومن يشك أن أولاد المسلمين في الجنة؟ وتأوله قوم تأويلات بعيدة اهـ.
ونقل المباركفوري في المرقاة (1/ 168) عن التوريشي أنه قال: فكأنه عليه السلام لم يرتض قولها لما فيه من الحكم بالغيب والقطع بإيمان أبوي الصبي أو أحدهما إذ هو تبع لهما اهـ.
وأما حديث ابن مسعود في كتابة الآجال وما في معناه من الأحاديث فأجيب بما يلي:
قال ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/ 77): أما حديث ابن مسعود وأنس فإنما يدل على أن الله سبحانه كتب سعادة الأطفال وشقاوتهم في بطون أمهاتهم، ولا ننفي أن تكون الشقاوة والسعادة بأشياء علمها سبحانه منهم وإنهم عاملوها تفضي بهم إلى ما كتبه وقدره، إذ من الجائز أن يكتب سبحانه شقاوة من يشقيه منهم بأنه يدرك ويعقل ويكفر باختياره، فمن يقول " أطفال المسلمين في الجنة " يقول: إنهم لم يكتبوا في بطون أمهاتهم أشقياء، إذا لو كتبوا أشقياء لعاشوا حتى يدركوا زمن التكليف ويفعلوا الأسباب التي قدرت وصلة إلى الشقاوة التي تفضي بصاحبها إلى النار، فإن النار لا تدخل إلا جزاء على الكفر والتكذيب الذي لا يمكن
¥(43/296)
إلا من العاقل المدرك.
والدليل على ذلك قوله تعالى ? فأنذرتكم نارا تلظى * لا يصلاها إلا الأشقى * الذي كذب وتولى ?، وقوله ? وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ? وقوله ? كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير * قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ?، وقوله لإبليس ? لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين ? إلى غير ذلك من النصوص التي هي صريحة في أن النار جزاء الكافرين المكذبين اهـ.
وأما حديث ابن عباس في الولد الذي قتله الخضر فأجيب عنه من وجهين:
أولهما: الطعن فيه
وهذا الطعن في حديث ابن عباس وإن رواه مسلم بأمرين:
الأمر الأول: الإعلال بالوقف
قال ابن عبد البر في الاستذكار (3/ 110): وهذا خبر لم يروه عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي مرفوعا إلا رقبة بن مصقلة وعبد الجبار بن عباس الهمداني، ولم يرفعه شعبة والثوري اهـ (7).
الأمر الثاني: الإعلال بعنعنة السبيعي وهو مدلس
وهذه العلة أشار إليها الشيخ ناصر الدين الألباني في تخريج السنة تحت الحديث (رقم 194) فقال: إسناده صحيح على شرط الشيخين مع ما في النفس من عنعنة أبي إسحاق وهو عمرو بن عبد الله السبيعي، فإني لم أجد تصريحه بالسماع في شيء من الروايات عنه اهـ.
قال أبو عبد الباري: والأمر – فيما رأيت –كما قال الألباني من عنعنته في سائر الطرق عنه، وأبو إسحاق مدلس معروف، وليست هذه من رواية شعبة عنه.
قال الحافظ في طبقات المدلسين (ص101): مشهور بالتدليس، وأورده في الطبقة الثالثة التي قال الحافظ فيها في طبقاته (ص 23): من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقا ومنهم قبلهم اهـ.
ومع ذلك فإن بعض المحدثين ذهبوا إلى أن السبيعي لا يصح له سماع من سعيد بن جبير كما قال البخاري فيما ذكره العلائي في جامع التحصيل (ص 976): لا أعرف لأبي إسحاق سماعا من سعيد بن جبير اهـ وعزاه بشار عواد في تحقيق تهذيب الكمال (22/ 104) لترتيب علل الترمذي الكبير (الورقة 75)، وعليه فمرسل خفي.
كذا قيل عنه!! وهو غريب فقد روى البخاري في صحيحه (رقم 6299 - 6300) من طريق أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه كان مختونا يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم (8).
ثانيهما: تأويله بما يوافق النصوص الأخرى
وتلخيص ما قال العلماء في هذا الوجه هو حمله على أحد وجوه، وقد يكون بمجموعها أو بعضها، فقيل:
أنه في شريعة منسوخة.
أو أنه كان رجلا بالغا ولم يكن صبيا.
أو أنه كان مكلفا بتلك الشريعة بناء على صحة تكليف لمميز
أو أنه من باب ارتكاب أخف الضررين وليس فيه أنه يعذب في الآخرة، وهو من باب قتل الصبي الكافر في ديننا إذا لم ينته ضرره إلا بالقتل وغير ذلك.
وهذه جملة من أقوال العلماء في ذلك:
- قال ابن عبد البر في التمهيد (18/ 89 - 90): وأما الغلام الذي قتله الخضر فأبواه مؤمنان، لا شك في ذلك، فإن كان طفلا ولم يكن كما قال بعض أهل العلم رجلا قاطعا للسبيل (9)، فمعلوم أن شريعتنا وردت بأن كل أبوين مؤمنين لا يحكم لطفلهما الصغير بحال الكفر، ولا يحل قتله بإجماع، وكفى بهذا حجة في تخصيص غلام الخضر اهـ.
- وقال ابن تيمية في درء التعارض (8/ 362 - 363): فقوله: طبع، أي طبع في الكتاب، أي قدر وقضي، لا أنه كان كفره موجودا قبل أن يولد، فهو مولود على الفطرة السليمة، وعلى أنه بعد ذلك يتغير فيكفر، كما طبع كتابه يوم طبع.
ومن ظن أن المراد به الطبع على قلبه وهو الطبع المذكور على قلوب الكفار، فهو غالط، فإن ذلك لا يقال فيه: طبع يوم طبع، إذ كان الطبع على قلبه إنما يوجد بعد كفره، وقد ثبت في صحيح مسلم وغيره من حدث عياض بن حمار عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تعالى أنه قال:" خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا "، وهذا صريح في أنه خلقهم على الحنيفية، وأن الشياطين اجتالتهم بعد ذلك اهـ المراد منه.
¥(43/297)
وقال فيه أيضا (8/ 427 - 428): وأما قوله " الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافرا " فالمراد به: كتب وختم، وهذا من طبع الكتاب، وإلا فاستنطاقهم بقوله ? ألست بربكم قالوا بلى ? ليس هو طبعا لهم، فإنه ليس بتقدير ولا خلق.
ولفظ (الطبع) لما كان يستعمله كثير من الناس في الطبيعة التي هي بمعنى الجبلة والخليقة ظن الظان أن هذا مراد الحديث.
وهذا الغلام الذي قتله الخضر قد يقال فيه: إنه ليس في القرآن ما يبين أنه كان غير مكلف، بل ولا ما يبين أنه كان غير بالغ، ولكن قال في الحديث الصحيح:" الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافرا، ولو أدرك لأرهق أبويه طغيانا وكفرا "، وهذا دليل على كونه لم يدرك بعد، فإن كان بالغا وقد كفر فقد صار كافرا بلا نزاع، وإن كان مكلفا قبل الاحتلام في تلك الشريعة أو على قول من يقول: إن المميزين مكلفون بالإيمان قبل الاحتلام كما قاله طوائف من أهل الكلام والفقه من أصحاب أبي حنيفة وأحمد وغيرهم أمكن أن يكون مكلفا بالإيمان قبل البلوغ، ولم يكن مكلفا، فكفر الصبي المميز صحيح عند أكثر العلماء، فإذا ارتد الصبي المميز صار مرتدا، وإن كان أبواه مؤمنين، ويؤدب على ذلك باتفاق العلماء أعظم مما يؤدب على ترك الصلاة، لكن لا يقتل في شريعتنا حتى يبلغ.
فالغلام الذي قتله الخضر: إما أن يكون كافرا بالغا كفر بعد البلوغ فيجوز قتله، وإما أن يكون كافرا قبل البلوغ وجاز قتله في تلك الشريعة، وقتل لئلا يفتن أبويه عن دينهما كما يقتل الصبي الكافر في ديننا، إذا لم يندفع ضرره عن المسلمين إلا بالقتل اهـ.
- وقال ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/ 30) بعد كلامه على حديث الفطرة: ولا ينافي هذا قوله في حديث ابن عباس رضي الله عنهما " إن الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا ولو عاش لأرهق طغيانا وكفرا " فإن معناه أنه قضى عليه وقدر في أم الكتاب أنه يكون كافرا فهي حال مقدرة كقوله ? ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها ? وقوله ? وبشرناه بإسحاق? ونظائر ذلك، وليس المراد: أن كفره كان موجودا بالفعل معه حتى طبع، كما يقال: ولد ملكا وولد عالما وولد جبارا، ومن ظن "الطبع" المذكور في الحديث هو الطبع في قوله جل ذكره ? طبع الله على قلوبهم ? فقد غلط غلطا ظاهرا، فإن ذلك لا يقال فيه: طبع يوم طبع، فإن الطبع على القلب إنما يوجد بعد كفره اهـ.
وقال أيضا فيه (2/ 61): وأما قوله " الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافرا " فالمراد به: كتب وختم.
ولفظ (الطبع) لما كان يستعمله كثير من الناس في الطبيعة التي هي بمعنى الجبلة والخليقة ظن الظان أن هذا مراد الحديث.
وهذا الغلام الذي قتله الخضر يحتمل أنه كان بالغا مطلقا وسمي (غلاما) لقرب عهده بالبلوغ، وعلى هذا فلا إشكال فيه، ويحتمل أن يكون مميزا عاقلا وإن لم يكن بالغا وعليه يدل الحديث، وهو قوله "ولو أدرك لأرهق أبويه " وعلى هذا فلا يمتنع أن يكون مكلفا في تلك الشريعة إذا اشتراط البلوغ في التكليف إنما علم بشريعتنا، ولا يمتنع تكليف المراهق العاقل عقلا، كيف وقد قال جماعة من العلماء: إن المميزين يكلفون بالإيمان قبل الاحتلام؟ كما قالت طائفة من أصحاب أبي حنيفة وأحمد، وهو اختيار أبي الخطاب، وعليه جماعة من أهل الكلام، وعلى هذا فيمكن أن يكون هذا الغلام مكلفا بالإيمان قبل البلوغ ولو لم يكن مكلفا بشرائعه فكفر الصبي المميز معتبر عند أكثر العلماء، فإذا أرتد عندهم صار مرتدا له أحكام المرتدين، وإن كان لا يقتل حتى يبلغ فيثبت عليه كفره.
واتفقوا على أنه يضرب ويؤدب على كفره أعظم مما يؤدب على ترك الصلاة، فإن كان الغلام الذي قتله الخضر بالغا فلا إشكال، وإن كان مراهقا غير بالغ فقتله جائز في تلك الشريعة لأنه قتله بأمر الله، كيف وهو إنما قتله دفعا لصوله على أبويه في الدين؟ كما قال تعالى ? فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ? اهـ المراد منه.
__________________________________________________ _______________
هوامش:
(1) حديث عبد الرحمن بن بشر الأنصاري / رواه الطبراني من طريق عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن بشر كما في الفتح (3/ 124) والإصابة (4/ 290) وقال المنذري في الترغيب (3/ 55) بسند لا بأس به وله شواهد كثيرة.
¥(43/298)
وحديث ابن مسعود / رواه ابن ماجه (رقم 1606) وأحمد (1/ 375) من طريق أبي عبيدة عن أبيه وهو منقطع، ورواه الطبراي في الكبير (10/رقم 10414) وأبو يعلى (رقم 5085) من طريق آخر عن أبي وائل عن ابن مسعود به.
وحديث عتبة السلمي / رواه أيضا ابن ماجه (رقم 1604) وأحمد (4/ 183، 184) والطبراني في الشاميين (رقم 1070) والكبير (17/رقم 294،309) من طريق حريز بن عثمان عن شرحبيل بن شفعة عن عتبة به، وسنده حسن، رجاله ثقات غير شرحبيل وهو كما في التقريب صدوق.
وحديث معاذ بن أنس رواه الطبراني كما في الفتح (3/ 124).
وحديث أبي هريرة / رواه ابن عبد البر في التمهيد (18/ 113) من طريق عن روح بن عبادة والبيهقي في السنن (4/ 68) و الشعب (رقم 9747) من طريق عثمان بن الهيثم كلاهما عن عوف الأعرابي عن ابن سيرين عن أبي هريرة به، ورجاله ثقات.
ورواه اليخاري (رقم 1251، 6656) ومسلم (2632) وغيرهما من طرق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به مختصرا.
وقد روي أيضا من حديث عقبة بن عامر عند أحمد (4/ 144) والطبراني في الكبير (17/رقم 829) من طريق عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن أبي عشانة عن عقبة به.ورواته ثقات على ما قال المنذري في الترغيب (3/ 55).
ومن حديث عمرو بن عبسة عند أحمد (4/ 386) وحسن المنذري سنده في الترغيب،وفيه الفرج بن فصالة وهو ضعيف، لكنه يتقوى بما سبق ويأتي، وزاد الهيثمي في المجمع (3/ 5) عزوه للطبراني في الكبير على اختصار وقال: رجال الطبراني ثقات.
وعن حبيبة بنت أبي تجراة أيضا عند الطبراني في الكبير (24/ رقم 571) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم 3304) من طريق أبان بن صعصعة عن ابن سيرين عن يزيد بن أبي بكرة عنها به. وليس عند ابن أبي عاصم ذكر يزيد، وحسنه أيضا المنذري.
وسنده ضعيف من أجل يزيد بن أبي بكرة فهو مجهول كما قال الهيثمي في مجمعه (3/ 7): رجاله رجال الصحيح خلا يزيد بن أبي بكرة ولم أجد من ترجه أهـ.
ورواه الطبراني (24/رقم 570) من طريق محمد بن صالح بن الوليد النرسي عن محمد بن المثنى وعمرو بن علي عن محمد بن عبد الله الأنصاري عن أبان بن صعصعة عن ابن سيرين سمعت حبيبة به.
وهذا سند رجاله ثقات غير شيخ الطبراني فلم أجد ترجمته فلينظر من ترجم له،
ومن حديث أبي ذر عند أحمد (5/ 153، 159، 164) والطبراني في الأوسط (رقم 962، 7182) والصغير (رقم 895) وابن حبان (رقم 2940) والبيهقي في الشعب (رقم 3345) والبخاري في الأدب المفرد (رقم 150) من طريق الحسن عن صعصعة بن معاوية عن أبي ذر به.
وسنده صحيح، وقد صرح الحسن من أبان بالسماع فزالت شبهة تدليسه، وقد صححه الألباني في صحيحته (رقم 2260).
فهؤلاء عشرة من الصحابة، فالحديث بهذا متواتر والله أعلم.
(2) حديث ابن عباس رواه أحمد (1/ 235 - 236) وابن ماجه (رقم 3670) والبخاري في الأدب المفرد (رقم 77) والحاكم (4/ 178) وأبو يعلى (رقم 2571) وابن حبان (رقم 2945) وغيرهم وحسنه الألباني في الصحيحة (رقم 2776) وكذا الأرناؤط في تحقيق الإحسان.
وحديث جابر رواه أحمد (3/ 306) والبخاري في الأدب المفرد (رقم 146) وابن حبان (رقم 2946) وقواه الأرناؤط فيه، وذكره الألباني في صحيح الأدب وقال: حسن اهـ.
وحديث أبي هريرة رواه مسلم (رقم 2636) والنسائي (4/ 26) والبخاري في الأدب المفرد (رقم 144) وغيرهم من طريق طلق بن معاوية عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة به.
(3) حديث أنس / رواه ابن سعد (1/ 140) وابن حبان (رقم 6950) وسنده صحيح.
وحديث محمود بن لبيد / رواه ابن سعد (1/ 142 - 143) وابن أبي شيبة (7/ 19) وقد روي عنه عن جابر، وحديث ابن عباس / رواه ابن ماجه (رقم 1511).
وحديث أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا: " ذراري المسلمين يوم القيامة تحت العرش، شافع ومشفع، من لم يبلغ اثني عشر سنة، ومن بلغ ثلاث عشرة سنة فعليه وله ".
ولا يصح، فقد رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 15) والديلمي في مسند الفردوس (رقم 2977) وابن عساكر في تاريخه (6/ 139) من طريق ركن بن عبد الله أبي عبد الله الشامي عن مكحول عن أبي أمامة به.
¥(43/299)
وهذا سند تالف موضوع، ركن هذا متروك، بل قال الحاكم: " يروي عن مكحول أحاديث موضوعة " وكان ربيب مكحول، ونقل الحافظ في اللسان (2/ 463) عن أبي أحمد الحاكم: أن ركنا يروي الموضوعات" وساق له الذهبي في ترجمته من الميزان مناكير هذا أحدها (2/ 54)، ومع ذلك حسنه السيوطي في الجامع الصغير (رقم 4317 ط. الفيض)، ورد عليه المناوي في الفيض (3/ 560) بما تقدم، وقال الألباني في الضعيفة (رقم 1374): هو موضوع، ونقل عن السيوطي في الجامع الكبير (رقم 14132): أن فيه ركنا الشامي وهومتروك، والله أعلم.
(4) أي قوله تعالى {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ... الآية) وقد ذكرها البيهقي قبل كلامه المنقول هنا.
(5) هذا فيه إشارة إلى أن هذه الآية في سورة الأحقاف وهي سورة مكية، وسورة الفتح التي فيها المغفرة نزلت عام الحديبية كما في البخاري (رقم 4833) وغيره.
(6) يريد ما رواه البخاري (رقم 3983) وغيره من حديث علي في قصة حاطب بن أبي بلتعة " أليس من أهل بدر؟ فقال: لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة أو فقد غفرت لكم ".
(7) كذا قال ابن عبد البر وقد تقدم أنه تابعهما إسرائيل عن جده أبي إسحاق ومحمد بن أبان فلا معنى للتعليل بالوقف لا سيما وإسرائيل مقدم في جده على الثوري وشعبة في بعض الأحوال كما في حديث (لا نكاح إلا بولي) والله أعلم.
(8) على أن البخاري رواه في التاريخ الصغير (1/ 35 رقم 592) من طريق شعبة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه كان ابن خمسة عشر سنة يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم، وشعبة لم يرو عن أبي إسحاق شيئا مما دلسه كما هو معروف.
(9) عزاه البغوي في تفسيره (3/ 174) إلى الكلبي والضحاك، وابن الجوزي في زاد المسير (5/ 179) إلى الربيع بن أنس أنه قال: كان الغلام على الطريق لا يمر به أحد إلا قتله أو غصبه فيدعو ذلك عليه وعلى أبويه.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[28 - 04 - 05, 01:19 م]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه، وبعد،،
فقد انتهى ما عندي في موضوع الأطفال، وأتمنى أن أضعه في خزانة الكتب والأبحاث على ملف وورد بتقديم وتأخير وترتيب للحواشي وكل ذلك جاهز لكن: .................................
لكن بعد معرفة ما على البحث من ملاحظات وتعقيبات المشايخ وطلبة العلم المجيدين في كل من الناحيتين: الحديثية، والتحليلية فأرجو ألا تبخلوا علينا من النصائح والتوجيهات.
شكر الله سعيكم، وتقبل منا ومنكم صالح العمل.
أخوكم/ أبو عبد الباري الصومالي
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[29 - 04 - 05, 02:48 ص]ـ
فائدة
حديث سلمة بن يزيد الجعفي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
ذكر إسناده الدار قطني في الإلزامات
ومعناه كما لا يخفاك أنه على شرط الشيخين عند الدارقطني
والله أعلم
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[29 - 04 - 05, 11:32 ص]ـ
بحث مستقصى وجهد مبارك إن شاء الله ..
أسأل الله ينفع بك الإسلام والمسلمين، وأن يجعل ما كتبته في ميزان حسناتك ..
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[01 - 05 - 05, 02:27 م]ـ
بالنسبة للحواشي في ملف الوورد, فالأفضل أن تضع كل حاشية في صفحتها وأن لا تدع كل الحواشي في آخر البحث, لما في ذلك من تشتيت.
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[25 - 07 - 05, 06:07 م]ـ
جزاك الله خيرا
ونحن بانتظار ملف الوورد
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[19 - 10 - 05, 06:37 م]ـ
السلام عليكم
هذا الملف المطلوب بعد طول غياب ونسيان وأعتذر إليكم من التأخر
أخوكم/ أبو عبد الباري
ـ[ابو عبد الرحيم]ــــــــ[20 - 10 - 05, 09:16 م]ـ
لاحرمك الله الاجر والمثوبة
افدتنا كثيراً
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[06 - 11 - 05, 01:20 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو العز السلمى]ــــــــ[29 - 11 - 05, 10:35 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[24 - 04 - 07, 05:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للشيخ الطحان بحث ماتع انظره في كتابه التوحيد هنا http://www.tahhansite.com/pages/reading%20library/3.htm
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 - 12 - 08, 01:47 ص]ـ
الأخ الكاتب الشيخ أبو عبد الياري انقطع عن الملتقى منذ زمن.
فهذا دعاء له بظهر الغيب:
بارك الله فيه وجزاه الله خيرا على هذا البحث النفيس.
وقد رجح ما مالت نفسي إليه عند قرائتي في أحكام الذمة لابن القيم، وقد استغربت كثيرا من ترجيح ابن القيم رحمه الله، سيما اعتماده على ما نقله الأشعري وجعله إياه إجماعاً.
ـ[رافع]ــــــــ[24 - 12 - 08, 05:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع الله بك
ـ[عبدالرزاق العنزي]ــــــــ[26 - 12 - 08, 10:31 ص]ـ
السلام عليكم
قال ابو حاتم ابن حبان: أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا يزيد بن صالح اليشكري و محمد بن أبان الواسطي قالا حدثنا جرير بن حازم قال سمعت أبا رجاء العطاردي قال سمعت ابن عباس وهو يقول على المنبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال أمر هذه الأمة موائما أو مقاربا ما لم يتكلموا في الولدان والقدر
قال أبو حاتم: الولدان أراد به أطفال المشركين
اسناده صحيح(43/300)
هَلْ جَانِبَا عَرْشِ الرَّحْمَنِ مُزَيَّنَانِ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[23 - 04 - 05, 01:21 ص]ـ
هَلْ جَانِبَا عَرْشِ الرَّحْمَنِ مُزَيَّنَانِ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ
ـــــــــــــــــــ
الحمد لله الآمر بالعدل والإحسان. النَّاهي عن الكذب والافتراء والبهتان. والصَّلاة والسَّلام النَّاميان الوافيان على محمد عبده ورسوله، عدد ما خلق الله من أنسٍ وجان.
وبعد ..
الشَّيْخُ الصَّدُوقُ أبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى بْنِ بَابَوَيْهَ الْقُمِّيُّ، أحد أعلام محدِّثي الشيعة الإماميَّة، ورئيس المحدثين الْقُمِّيين، بل والشِّيعة كلِّهم، الذى عليه معتمدهم، وإليه فى الجليل والحقير مرجعهم، ذو التصانيف السائرة البالغة ثلاثمائة تصنيفاً وتزيد، ومنها أحد الكتب الأربعة الموثقة والممدوحة عندهم، المسمَّى بـ ((من لا يخضره الفقيه)). ومن كلاماتهم فى توثيقه والثناء عليه ((الشيخ الأجلُّ الأعظم، رئيس المحدِّثين، وصدوق الإمامية، وأوحدهم فى العلم والفهم والفقاهة، وأوسعهم تصنيفا، وأجودهم تأليفا، وأنبلهم ذكرا، وأبعدهم فى الشيعة أثرا، السَّابق الذي لا يجرى معه فى مضمار، ولا يشقُّ له غُبَار، ولا يُوقف منه على كَبْوَةٍ أو عِثَار)).
ما فتئ ذاكَ الشَّيْخُ الصَّدُوقُ فى ((أماليه ومجالسه)) الفائقة الشهرة عند الإماميَّة يحدِّثُ من فضائل عليٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ والأئمة المعصومين بالعجب العجاب، مما جاوز تصوِّرُه الدَّهشة والاستغراب، إلى الحكم على مروياته بالكذب والاختلاق، والطعن فى عدالته وتوثيقه.
وهذه بعض عجائب مروياته، وغرائب حكاياته، فى أمثل كتبه وأفخمها ((الأمالى والمجالس))، المحتوي على سبعة وتسعين مجلساً فى فضائل الأعمال ومكارم الأخلاق، ووظائف الأوقات من الأيام والشهور، ومناقب آل البيت الأطهار.
قال الشَّيْخُ الصَّدُوقُ: حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ الْقُمِّيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الأَشْعَرِيُّ عَنْ يُوسَفَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ إِسّمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَة زُيِنَ عَرْشُ رَبِّ الْعَالَمِينَ بِكُلِّ زِينَةٍ، ثُمَّ يُْؤْتَى بِمِنْبَرِينِ مِنْ نُورٍ، طُولُهُمَا مَائَةُ مِيلٍ، فَيُوضَعُ أَحَدُهًمَا عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ، وَالآخَرُ عَنْ يَسَارِ الْعَرْشِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، فيَقُومُ الْحَسَنُ عَلَى أَحَدِهِمَا، وَالْحُسَيْنُ عَلَى الآخَرِ، يُزَيِّنُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهِمَا عَرْشَهُ، كَمَا يُزَيِّنُ الْمَرَأةَ قِرْطَاهَا)).
ويتبع إن شاء الله تعالى
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 01 - 06, 04:09 م]ـ
قُلْتُ: وَالْحَدِيثُ بِهَذَا الإِسْنَادِ مُتَهَافِتٌ وَاهٍ بِمَرَّةٍ. وَالْمُتَّهَمُ بِهِ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِهْرَانَ، كَذَّابٌ هَالِكٌ خَطَّابِيٌّ غالٍ لا خَيْرَ فِيهِ، طَعَنَهُ ذَوُوهُ مِنْ الشِّيعَةِ، وَبَالََغُوا فِي الْحَمْلِ عَلَيْهِ، وَهُمْ بِهِ أَعْرَفُ وَأَعْلَمُ.
قَالَ ابْنُ الْغَضَائِرِيِّ فِي «رِجَالِهِ»: «مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِهْرَانَ الْكَرْخِيُّ، أبُو جَعْفَرٍ. غَالٍ، ضَعِيْفٌ، كَذَّابٌ. لَهُ «كِتَابُ الْمَمْدُوحِينَ وَالْمَذْمُومِينَ» يَدُلُّ عَلَى خُبْثِهِ وكِذْبِهِ».
¥(43/301)
وَقَالَ النَّجَاشِيُّ فِي «رِجَالِهِ» (942): «مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِهْرَانَ أبُو جَعْفَرٍ، الْكَرْخِيُّ مِنْ أَبْنَاءِ الأَعَاجِمِ، غَالٍ، كَذَّابٌ، فَاسِدُ الْمَذْهَبِ وَالْحَدِيثِ، مَشْهُورٌ بِذَلِكَ. لَهُ كُتُبٌ، مِنْهَا: «كِتَابُ الْمَمْدُوحِينَ وَالْمَذْمُومِينَ»، «كِتَابُ مَقْتَلِ أَبِي الْخَطَّابِ»، «كِتَابُ مَنَاقِبِ أَبِي الْخَطَّابِ»، «كِتَابُ الْمَلاحِمِ»، «كِتَابُ التَّبْصِرَةِ»، «كِتَابُ الْقِبَابِ»، «كِتَابُ النَّوَادِرِ»، وَهُوَ أقْرَبُ كُتُبِهِ إِلَى الْحَقِّ، وَالْبَاقِي تَخْلِيطٌ».
وَقَالَ ابْنُ دَاوُدَ الْحلِّيُّ فِي «رِجَالِهِ» (464): «مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِهْرَانَ ضَعِيفٌ، يُرْمَى بِالْغُلُوِ، وَضَّاعٌ لِلْحَدِيثِ».
وَقَالَ أبُو القَاسِمِ الْخوئِِيُّ فِي «مُعْجَمِهِ»: «وَقَالَ الشَّيْخُ (692): «مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِهْرَانَ، له كتاب رُوِينَاهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَنْهُ. وَأَرَادَ بِهَذَا الإِسْنَادِ: جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ ابْنِ بَطَّةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَنْهُ. وَعَدَّهُ فِي «رِجَالِهِ» (15) مِنْ أَصْحَابِ الْجَوَّادِ عَلَيْهِ السَّلامُ قَائِلاً: «مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِهْرَانَ، ضَعِيفٌ». وَأُخْرَى (26) فِي أَصْحَابِ الْهَادِي عَلَيْهِ السَّلامُ قَائِلاً: «مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِهْرَانَ الْكَرْخِيُّ، يُرْمَى بِالْغُلُوِ، ضَعِيفٌ». وَثَالِثَةٌ (17) فِيمَنْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُمْ عَلَيْهِمْ السَّلامُ قَائِلاً: «مُحَمَّدُ بْنُ يحيى المعاذي، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، وَمَمَّوَيْهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِهْرَانَ، ضُعَفَاءٌ كُلُّهُمْ، رَوَى عَنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى». وَقاَلَ الْكَشِّيُّ (464): «مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِهْرَانَ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مسعود: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِهْرَانَ، مُتَّهَمٌ وَهُوَ غَالٍ». وَقَالَ فِي تَرْجَمَةِ شُعَيْبٍ الْعَقْرَقُوفِيِّ (309): «وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِهْرَانَ، غَالٍ».
ثُمَّ عَقَّبَ أبُو القَاسِمِ الْخوئِِيُّ قَائِلاً: «وَالْمُتَلَخَّصُ مِمَّا ذَكَرَنَا، أَنَّ الرَّجُلَ مِمَّا تَسَالَمَ - يَعْنِى اتَّفَقُوا مِنْ غَيْرِ خِلافٍ - عَلَى ضَعْفِهِ الأَعَاظِمُ».
وَأَقُولُ: أَلَيْسَ مِنَ الْعَجَبِ، وَقَدْ أَجْمَعَ الأَعَاظِمُ مِنَ عُلَمَاءِ الإِمَامِيَّةِ عَلَى تَهَافُتِ وَكَذِبِ وَخُبْثِ هَذَا الرَّجُلِ الْكَرْخِيِّ، أَنْ يَحْتَجَّ ثِقَتُهُمْ وَحُجَّتُهُمْ وَجُهَيْنَةُ أَخْبَارِهِمْ: الْكُلَيْنِيُّ بِأَحَادِيثِهِ فِي كِتَابِهِ «الْكَافِي»، وَكَذَلِكَ رَئِيسُ الْمُحَدِّثِينَ الْقُمِّيِّينَ الصَّدُوقُ فِي كِتَابِهِ «مَنْ لا يَحْضُرُهُ الْفَقِيهُ»!!.
ـ[صالح العقل]ــــــــ[14 - 01 - 06, 04:19 م]ـ
ماشاء الله على التحقيق.
وجمال الخط وتشكيله.
لدي استفسار -إن كان لا يزعجك-:
كيف تشكل مقالاتك، أيها الأديب الفاضل؟
جزاك الله خيرا ..
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 01 - 06, 04:29 م]ـ
مَاشَاءَ اللهُ عَلَى التَّحْقِيقِ، وَجَمَالِ الْخَطِّ وَتَشْكِيلِهِ.
لَدَيَّ اسْتِفْسَارٌ - إِنْ كَانَ لا يُزْعِجُكَ -:
((كَيْفَ تُشَكِّلُ مَقَالاتِكَ، أَيُّهَا الأَدِيبُ الْفَاضِلُ؟))
جَزَاكَ اللهُ خَيْرَاً ..
هَكَذَا كَمَا رَأَيْتَ
ـ[صالح العقل]ــــــــ[14 - 01 - 06, 06:47 م]ـ
هَكَذَا كَمَا رَأَيْتَ!!
(ابتسامة أخوة) [بدون تشكيل]
لكن بم تشكلها؟
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 01 - 06, 10:53 ص]ـ
وَمِنْ أَبَاطِيلِ وَمَوْضُوعَاتِ هَذَا الْمِهْرَانِيِّ، أَوْ مِمَّنْ فَوْقَهُ مِنْ شُيُوخِهِ الْوَضَّاعِينَ:
مَا أَخْرَجَهُ شَيْخُهُمْ الأَقْدَمُ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ قُولُوَيْهِ فِي «كَامِلِ الزِّيَارَاتِ» (الْبَابُ السَّبْعُونَ: ثَوْابُ زِيَارَةِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ يَوْمَ عَرَفَةَ /ح10) قَالَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الكُوفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْعَبْدِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ: مَنْ زَارَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ يَوْمَ عَرَفَةَ كَتَبَ اللهُ لَهْ أَلْفَ أَلْفَ حَجَّةٍ مَعْ الْقَائِمِ، وَأَلْفَ أَلْفَ عُمْرَةٍ مَعَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِتْقَ أَلْفَ أَلْفَ نَسَمَةٍ، وَحِمْلانَ أَلْفَ أَلْفَ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَسَمَّاهُ اللهُ عَبْدِي الصِّدِّيقَ أمَنَ بِوَعْدِي، وَقَالَتْ الْمَلائِكَةُ: فُلانٌ صِدِّيقٌ زَكَّاهُ اللهُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ، وَسُمِّي فِي الأَرْضِ كُرُوبَا.
قُلتُ: أَرَأَيْتَكَ غُلُواً وَإِفْرَاطَاً كَهَذَا: أَلْفَ أَلْفَ حَجَّةٍ .. وَأَلْفَ أَلْفَ عُمْرَةٍ .. وَعِتْقَ أَلْفَ أَلْفَ نَسَمَةٍ .. وَحِمْلانَ أَلْفَ أَلْفَ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ!!. ثُمَّ مَا مَعْنَى: وَسُمِّي فِي الأَرْضِ كُرُوبَا؟!.
وَهَذَا الإِسْنَادُ مُتَهَافِتٌ وَاهٍ بِمَرَّةٍ. لا يَجْتَمِعُ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ: يُونُسُ بْنُ ظَبْيَانَ، مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الزاهري، مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِهْرَانَ فِي خَبَرٍ إِلا كَانَ هَذَا الْخَبَرُ مِمَّا صَنَعَتُهُ أَيْدِيهِمْ. أَخْزَى اللهُ تَعَالَى الْوَضَّاعِينَ وَالآفَّاكِينَ.(43/302)
هل هذا الحديث في مسند احمد
ـ[ابن عايض]ــــــــ[23 - 04 - 05, 02:05 م]ـ
السلام عليكم
تناقشت مع رافضي فذكر لي هذه الاحاديث ارجو ان تخرجوها لي مع اني اشك في كلام الرافضي قبحه الله
يزعم ان علي قال لانس بن مالك (إن كنت كاذباً فضربك الله بيضاء لا تواريها العمامة) فما قام حتى أبيض وجهه برصاً {مسند أحمد بن حنبل 1: 119، تاريخ دمشق لأبن عساكر 2: 12}
ارجو ان تؤكدوا لي ورودها في المصدرين او احدهما مع العلم اني بحثت عن طريق برنامج التراث فلم اجده
====
وزعم الكذاب ايضا ان
الروايات اجمعت على أن الذي صحب النبي و دله الى يثرب (المدينة المنورة) هو عبدالله بن اريقط المكني بأبن بكر عندما ألتقى النبي به و قال له ((يا أبن أريقط أأتمنك على دمي؟ فقال ابن بكر: اذا و الله احرسك و أحفظك ولا أدل عليك. فأين تريد يا محمد؟ فقال النبي (ص): يثرب. قال ابن بكر: لأسلكن بك مسلكاً لا يهتدي فيها أحد)) {المستدرك ج 3 ص 133، فتح الباري ج 7 ص 8، سنن النسائي ج 5 ص 113، شواهد التنزيل ج 1 ص 135}
ارجو ان تتاكدوا لي من تخريجها في المصادر
مع اني اظنه كذاااب - قاتله الله -
والله يحفظكم
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[23 - 04 - 05, 09:10 م]ـ
أما الأثر الأول فلم أجده في المسند عند الموضع الذي ذكرته.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[23 - 04 - 05, 10:37 م]ـ
الأثر الأول رواه أبو نعيم في الحلية (5/ 26 - 27) فقال:
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن إبراهيم بن كيسان، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا مسعر بن كدام، عن طلحة بن مصرف، عن عميرة بن سعد، قال: شهدت عليا على المنبر ناشد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم: أبو سعيد، وأبو هريرة، وأنس بن مالك، وهم حول المنبر، وعلي على المنبر، وحول المنبر اثنا عشر رجلا، هؤلاء منهم، فقال علي: نشدتكم بالله، هل سمعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه "؟ فقاموا كلهم فقالوا: اللهم نعم، وقعد رجل، فقال: ما منعك أن تقوم؟ قال: يا أمير المؤمنين، كبرت ونسيت، فقال: اللهم إن كان كاذبا فاضربه ببلاء حسن، قال: فما مات حتى رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة " غريب من حديث طلحة، تفرد به مسعر عنه مطولا، ورواه ابن عائشة، عن إسماعيل مثله، ورواه الأجلح، وهانئ بن أيوب، عن طلحة، مختصرا.
والقصة ضعيفة، أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن كيسان، وشيخه إسماعيل بن عمرو البجلي ضعيفان، ترجمتهما في الميزان.
والحديث رواه الطبراني في الأوسط (رقم 2254) والصغير (1/ 65) بهذا الإسناد بيس فيه هذه القصة فلا أدري من اين أتى بها أبو نعيم؟ وقد ذكر الطبراني أن إسماعيل بن همرو البجلي تفرد به عن مسعر.
ـ[ابن عايض]ــــــــ[23 - 04 - 05, 11:06 م]ـ
جزاكما الله عني كل خير
هلا افدتموني في بقية المراجع (اعني قصة ابن بكر!!!!)
والله يحفظكم كما ان لي موضوع على هذا الرابط ينتظر اجابة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29586
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[28 - 04 - 05, 01:35 ص]ـ
أخرجه عبد الله بن أحمد في ((زوائد المسند)) (1/ 119) - ومن طريق ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 207)، والضياء في "المختارة" (2/ 273 - 274/ 654) -: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ نِزَارٍ الْعَنْسِيُّ، حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْعَبْسِيُّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى لَيْلَى فَحَدَّثَنِي: أَنَّهُ شَهِدَ عَلِيًّا فِي الرَّحَبَةِ، قَالَ: أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلاً سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَشَهِدَهُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ إِلاَّ قَامَ وَلاَ يَقُومُ إِلاَّ مَنْ قَدْ رَآهُ.
فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً فَقَالُوا قَدْ رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ حَيْثُ أَخَذَ بِيَدِهِ يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ)).
فَقَامَ إِلاَّ ثَلاَثَةً لَمْ يَقُومُوا فَدَعَا عَلَيْهِمْ فَأَصَابَتْهُمْ دَعْوَتُهُ.
وقال الشيخ العلامة أحمد محمد شاكر في ((تخريج المسند)) (964): ((إسناده ضعيف)).
قلت: فانظر إلى تدليس هؤلاء الرافضة؛ فليس في الحديث ذكر لأنس بن مالك، فواغوثاه بالله من هؤلاء القوم الذين يتدينون بالكذب!!(43/303)
إخوتي في الله ماصحة هذا الحديث؟
ـ[عادل محمد]ــــــــ[23 - 04 - 05, 03:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إخوتي في الله ماصحة هذا الحديث؟
عن أبي أمامة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال (ان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سئل عن اليهود يقصون لحاهم فقال خالفوا اليهود وفروا عفاننكم) من أخرج الحديث وما درجته وما هو فقهه؟
وجزاكم الله خيرا
محبكم في الله أخوكم الصغير عادل محمد
؟
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[23 - 04 - 05, 04:07 م]ـ
الحديث بلفظ " عثانينكم " حسنه الألباني في جلباب المرأة 185
ـ[عادل محمد]ــــــــ[23 - 04 - 05, 10:17 م]ـ
بارك الله فيك
اخي ابو عبد الباري على تصحيح المتن
اريد ان اعرف تخريج الشيخ الألباني عن هذا الحديث او تخريج لمحدث اخر
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[24 - 04 - 05, 03:23 ص]ـ
الحديث أخرجه (5/ 264 – 265)، والطبراني (8/ 236) من طريق:
زيد ين يحيى، ثنا عبد الله بن العلاء بن زبر، حدثني القاسم، قال: سمعت أبا أمامة يقول:
خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على مشيخة من الأنصار بيض لحاهم، فقال:
"يا معشر الأنصار! حمروا وصفروا وخالفوا أهل الكتاب ".
قال: فقلنا: يا رسول الله! إن أهل الكتاب يتسرولون ولا يأتزرون.
فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –:
" تسرولوا، وائتزروا، وخالفوا أهل الكتاب ".
قال: فقلنا: يا رسول الله! إن أهل الكتاب يتخففون ولا ينتعلون.
قال فقال رسول الله:
" فتخففوا، وانتعلوا، وخالفوا أهل الكتاب ".
قال: فقلنا: يا رسول الله! إن أهل الكتاب يقصون عثانينهم ويوفرون سبالهم.
قال: فقال النبي – صلى الله عليه وسلم –:
" قصوا سبالكم، ووفروا عثانينكم، وخالفوا أهل الكتاب ".
قال ابن أبي حاتم في " العلل " (2/ 239 – 240):
" سألت أبي عن حديث رواه زيد بن يحيى بن عبيد، عن عبدالله بن العلاء بن زبر .... (فذكره).
قال أبي: سألت شعيب بن شعيب وكان ختن زيد بن يحيى على ابنته فينبغي أن يخرج إلي كتاب عبدالله بن العلاء، فأخرج إلي الكتاب، فطلبت هذا الحديث، وحديثا آخر .... ؛ فلم أجد لهما أصلاً في كتابه، وليس هما منكرين، يحتمل ".
وقد توبع زيد بن يحيى عليه، فتابعه يزيد بن عبيد عند البيهقي في " الشعب " (6405).
وقال الهيثمي في " المجمع " (5/ 131 و 160):
" رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، خلا القاسم، وهو ثقة، وفيه كلام لا يضر ".
قلت: زيد بن يحيى ليس من رجال الصحيح أيضاً.
وقال ابن حجر في " الفتح " (10/ 367):
" سنده حسن ".
وقال الألباني في " حجاب المرأة المسلمة " (ص 93):
" وهذا إسناد حسن ".
قلت:هذا الإسناد حسن؛ القاسم بن عبد الرحمن صدوق، وراجع " تهذيب التهذيب " (4/ 521 – 523).
والعثانين جمع: عثنون، وهي اللحية.
ـ[السدوسي]ــــــــ[24 - 04 - 05, 09:19 ص]ـ
[ quote= أبوالمنهال الآبيضى] الحديث أخرجه (5/ 264 – 265)، والطبراني (8/ 236) من طريق:
أخرجه أحمد
ـ[عادل محمد]ــــــــ[24 - 04 - 05, 02:47 م]ـ
بارك الله فيكما أخويا ابوالمنهال الأبيضي والسدوسي
أسأل الله ان يجعل ذلك في ميزان حسنتكما يوم لا ينفع مالا ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
محبكم في الله أخوكم الصغير عادل محمد(43/304)
نُورُ عَلِيٍّ أَطْفَأ لهَبَ جهَنْم، وهي أَشَدُّ مُطَاوعَةً لهُ من الْغُلام لسيده!!
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[24 - 04 - 05, 04:20 ص]ـ
نُورُ عَلِيٍّ أَطْفَأ لَهَبَ جَهَنْمَ، وَهِي أَشَدُّ مُطَاوَعَةً لَهُ مِنْ الْغُلامِ لِسَيِّدِهِ!!
من جملة مقالاتنا ((الصَّوَاعِقُ وَالْبُرُوقْ الْمَاحِقَةُ لأَمَالِي الشَّيْخِ الصَّدُوقْ))
ـــــــالحمد لله الآمر بالعدل والإحسان. النَّاهي عن الكذب والافتراء والبهتان. والصَّلاة والسَّلام النَّاميان الوافيان على محمد عبده ورسوله، عدد ما خلق اللهُ من أنسٍ وجان. وبعد ..
لقد أجمع العارفون بمقالات الفرق الزَّائغة عن سواء السَّبيل أن الشَّيعة الرَّوافض على اختلاف طوائفهم أكذبُ الخلق على اللهِ ورسولِهِ وآلِ بيتِهِ، وأنهم قد وضعوا ألوفاً من الأحاديث فى فضائل آل البيت، وذمِّ أبي بكر وعمر، وزوجتى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عائشة وحفصة رضي الله عنهما. وكلُّما كان الرجل أمكن فى الكذب والافتراء، كان عندهم ممدوحا، وبالغوا فى الثناء عليه، وتوثيقه، واعتماد روايته.
قَالَ زَكَرِيَا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ أَبِيهِ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ وَمَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنْ الشَّعْبِيُّ قال: لَوْ كَانَتْ الشِّيعَةُ مِنْ الطَّيْرِ لَكَانَتْ رُخْمَاً، وَلَوْ كَانَتْ مِنْ الْبَهَائِمِ لَكَانَتْ حُمُرَاً، وَمَا رَأَيْتُ قَوْمَاً أَحْمَقَ مِنْ الشِّيعَةِ، لَوْ أَرَدْتُ أَنْ يَمْلأُوا لِي بَيْتِي هَذَا وَرِقَاً لَمَلَؤُوهُ.
وقال سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ مِغْوَلٍ سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: لَوْ شِئْتُ أَنْ يُمَلأَ بَيْتِي هَذَا وَرِقَاً عَلَي أَنْ أَكْذِبَ لَهُمْ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَفَعَلْتُ، واللهِ لا كَذَبْتُ عَلَيْهِ أَبَدَاً.
ومن أكاذيبهم الممقوتة:
قال الشَّيْخُ الصَّدُوقُ فى ((المجلس الرابع والعشرون)) (ح4): حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا أبْو حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: ((إِذَا سَأَلْتُمْ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَاسْأَلُوهُ لِي الْوَسِيلَةَ))، فَسَأَلْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَنْ الْوَسِيلَةِ؟، فقال: ((هِي دَرَجَتِي فِي الْجَنَّةِ، وَهِي أَلْفُ مِرَقَاةٍ، مَا بَيْنَ الْمِرَقَاةِ إِلَى الْمِرَقَاةِ حَضَرُ الْفَرَسِ الْجَوَادِ شَهْرَاُ، وَهِي مَا بَيْنَ مِرَقَاةِ جوَهْرٍ إِلَى مِرَقَاةِ زَبَرْجَدِ، وَمِرَقَاةِ ياقوت إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضة، فيؤتى بها يوم القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين، فَهِي فِي دَرَجِ النَّبِيِينَ كَالْقَمَرِ بَيْنَ الْكَوَاكِبِ، فَلا يَبْقَى يَوْمَئِذٍ نَبِيٌّ، وَلا صِدِّيقٌ، وَلا شَهِيدٌ، إِلا قَالَ: طُوبَى لِمَنْ كَانَتْ هَذِهِ الدَّرَجَةُ دَرَجَتَهُ، فَيَأْتِي النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يُسْمِعُ النَّبِيِينَ وَجَمِيعَ الْخَلْقِ: هَذِهِ دَرَجَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَأُقْبِلُ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مُتَّزِرٌ بِرَيْطَةٍ مِنْ نُورٍ، عَلِىَّ تَاجُ الْمُلْكِ، وَإِكْلِيلُ الْكَرَامَةِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَمَامِي، وبيده لوائي، وَهُوَ لِوَاءُ الْحَمْدِ، مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ: لا إِلَه إِلا اللهُ الْمُفْلِحُونَ هُمْ الْفَائِزُونَ باللهِ، وَإِذَا مَرَرْنَا بِالنَّبِيِينَ، قَالُوا: هَذَانِ مَلَكَانِ كَرِيمَانِ مُقَرَّبَانِ لَمْ نَعْرِفْهُمَا، وَلَمْ نَرَهُمَا، وَإِذَا مَرَرْنَا باِلْمَلائِكَةِ، قَالُوا: هَذَانِ نَبِيَّانِ مُرْسَلانِ، حَتَّى أَعْلُو الدَّرَجَةَ، وعَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ يَتَّبَعُنِي، حَتَّى إِذَا صِرْتُ فِي أَعْلَى الدَّرَجَةِ مِنْهَا، وعَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ أَسْفَلَ مِنِي بِدَرَجَةٍ، فَلا يَبْقَى يَوْمَئِذٍ نَبِيٌّ، وَلا صِدِّيقٌ، وَلا
¥(43/305)
شَهِيدٌ، إِلا قَالَ: طوبى لهذين العبدين، ما أكرمهما على الله، فيأتي النداء مِنْ قِبَلِ اللهِ جَلَّ جَلالُهُ، يسمع النبيين والصديقين والشهداء والمؤمنين: هَذَا حَبِيبِي مُحَمَّدٌ، وَهَذَا وَلِيي عَلِيٌّ، طُوبَى لِمَنْ أَحَبَّهُ، وَوَيْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَهُ، وَكَذَبَ عَلَيْهِ))، ثُمَّ قَالَ رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: ((فَلا يَبْقَى يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ أَحَبَّكَ يَا عَلِيُّ، إِلا اِسْتَرْوَحَ إِلَى هَذَا الْكَلامِ، وَاِبْيَضَّ وَجْهُهُ، وَفَرِحَ قَلْبُهُ، وَلا يَبْقَى أَحَدٌ مِمَّنْ عَادَاكَ، أَوْ نَصَبَ لَكَ حَرْبَاً، أَوْ جَحَدَ لَكَ حَقَّاً، إِلا اِسْوَدَّ وَجْهُهُ، وَاضْطَرَبَتْ قَدَمَاهُ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ، إِذَا مَلَكَانِ قَدْ أَقْبَلا إِلَيَّ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَرُضُوانٌ خَازِنُ الْجَنَّةِ، وأما الآخر فمالك خازن النار، فيدنو رضوان، فَيَقُولُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَحْمَدُ، فَأَقُولُ: السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَلَكُ، مَنْ أَنْتَ فَمَا أَحْسَنَ وَجْهَكَ، وأطيب ريحك؟، فيقول: أنا رُضُوانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ، وَهَذِهِ مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ، بَعَثَ بِهَا إِلَيْكَ رَبُّ الْعِزَّةِ، فَخُذْهَا يَا أَحْمَدُ، فَأَقُولُ: قَدْ قَبِلْتُ ذَلِكَ مِنْ رَبِّي، فَلَهُ الْحَمْدُ عَلَى مَا فَضَّلَنِي بِهِ، وَأَدْفَعُهَا إِلَى أخي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ثُمَّ يَرْجِعُ رُضُوانُ، فَيَدْنُو مَالِكٌ، فَيَقُولُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَحْمَدُ، فَأَقُولُ: السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَلَكُ، مَنْ أَنْتَ فَمَا أَقْبَحَ وَجْهَكَ، وَأَنْكَرَ رُؤْيَتَكَ؟، فَيَقُولُ: أَنَا مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ، وَهَذِهِ مَقَالِيدُ النَّارِ، بَعَثَ بِهَا إِلَيْكَ رَبُّ الْعِزَّةِ، فَخُذْهَا يَا أَحْمَدُ، فَأَقُولُ: قَدْ قَبِلْتُ ذَلِكَ مِنْ رَبِّي، فَلَهُ الْحَمْدُ عَلَى مَا فَضَّلَنِي بِهِ، وَأَدْفَعُهَا إِلَى أخي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ثُمَّ يَرْجِعُ مَالِكٌ، فَيُقْبِلُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ وَمَعَهُ مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ، وَمَقَالِيدُ النَّارِ، حَتَّى يَقِفَ عَلَى حُجْزَةِ جَهَنْمَ، وَقَدْ تَطَايرَ شَرَرُهَا، وَعَلا زَفِيرُهَا، وَاشْتَدَّ حَرُّهَا، وَعَلِيٌّ عليه السَّلامُ آخِذٌ بِزِمَامِهَا، فَتَقُولُ لَهُ جَهَنْمُ: جزني يَا عَلِيُّ، قَدْ أَطْفَأَ نُورُكَ لَهَبِي، فَيَقُولُ لَهَا عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ: قَرِّي يَا جَهَنْمُ، خُذِي هَذَا، وَاتْرُكِي هَذَا، خُذِي هَذَا عَدُوي، وَاتْرُكِي هَذَا وَلِيي، فَلَجَهَنْمُ يَوْمَئِذٍ أَشَدُّ مُطَاوَعَةً لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنْ غُلامِ أَحَدِكُمْ لِصَاحِبِهِ، فَإِنْ شَاءَ يُذْهِبُهَا يَمْنَةً، وَإِنْ شَاءَ يُذْهِبُهَا يَسْرَةً، وَلَجَهَنْمُ يَوْمَئِذٍ أَشَدُّ مُطَاوَعَةً لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ فِيمَا يَأْمُرُهَا بِهِ مِنْ جَمِيعِ الْخَلائِقِ)).
قلت: وأحاديث هذا المجلس، وعددها أربعة أحاديث كلُّها كَذِبٌ، ولا يصحُّ منها شيءٌ البته. وقد أسلفنا ذكرَ أول أحاديثه ((الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يُزًيِّنَانِ عَرْشَ الرَّحْمَنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَمَا يُزَيِّنُ الْمَرَأةَ قِرْطَاهَا)).
وهذا الحديث أكذب منه، فواضعُه لم يستحيى من اللهِ وَرَسُولِهِ وَمَلائِكَتِهِ وَأَهْلِ سَمَوَاتِهِ وَأَرْضِهِ. وقد قال عَزَّ وَجَلَّ ((إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ. مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))، وقال تعالى ((إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)).
أرأيتك غلواً وإفراطاً كقوله ((تَقُولُ جَهَنْمُ لِعَلِيٍّ: قَدْ أَطْفَأَ نُورُكَ لَهَبِي))، وقوله ((فَلَجَهَنْمُ يَوْمَئِذٍ أَشَدُّ مُطَاوَعَةً لِعَلِيٍّ مِنْ غُلامِ أَحَدِكُمْ لِصَاحِبِهِ))، وقوله ((فَإِنْ شَاءَ يُذْهِبُهَا يَمْنَةً، وَإِنْ شَاءَ يُذْهِبُهَا يَسْرَةً))!!. بل الحديث كله أكذوبة الأكاذيب.
¥(43/306)
قَدْ لَفَّقُوهَا أَسَاطِيراً مُحَبَّرَةً ... بِحِكْمَةٍ ذَاتِ أَشْكَالٍ وَأَلْوَانِ
كَأَنَّهُمْ قَدْ أَصَابُوا طُرْفَةً عَجَبَاً ... أَوْ جَاءَهُمْ نَبَأُ صِدْقٍ بِبُرْهَانِ
تَبَارَكَ اللهُ عَمَّا قِيلَ وَابْتُدِعَتْ ... فِي ذَاتِهِ مِنْ أَضَالِيلٍ وَبُهْتَانِوالمتهم بهذا الحديث أبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ الْبَصْرِيُّ. قال خالد بن خداش عن حَمَّاد بن زيدٍ: كان أبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ كَذَّابَاً، يروى بالغداة شيئاً، وبالعشى شيئاً. وقال يحيى بن سعيد القطان عن شعبة: لأن أقدَّم فتضرب عنقي أحبَّ إلِيَّ من أن أحدِّث عنه، أتيته، فرأيت عنده كتاباً فيه أشياء منكرة في على رضي الله عنه، فقلت: ما هذا؟، قال: هذا الكتاب حقٌ. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: ليس بشيءٍ. وقال العبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدوريُّ عن يحيى بن معين: أبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ كان عنده صحيفة، يقول هذه صحيفة الْوَصِىِّ، وكان عندهم لا يصدَّقُ في حديثه. وقال مرَّة: ليس بثقةٍ. وقال السعدي: كذَّاب مفتر. وقال النسائيُّ: متروك الحديث. وقال الدارقطني: يتلَّون خارجيٌّ وشيعيُّ. وقال ابن حبَّان: كان يروي عن أبي سعيدٍ ما ليس من حديثه، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب.
وأما أبُو حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ ذَكْوَانَ الْبَصْرِيُّ، وهو الذي يقال له عُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ، فهو مُغَفَّلٌ وَاهٍ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: تركنا حديثه وحرقناه. وقال العبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدوريُّ عن يحيى بن معين: ليس بشيءٍ. وقال علي بن المدينيِّ: ليس بثقة. وقال البخاريُّ: ليس بالقوي. وقال النسائيُّ: متروك الحديث. وقال السعديُّ: أبُو حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ وأبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ يُرفض حديثُهما. وقال ابْنُ حبَّان: كان يشتري الكتب، ويحدِّث بها من غير سماعٍ، ويجيب فيما يُسئل، وإن لم يكن مما يحدِّثُ به، وهو الذي روى عن ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسٍ مرفوعاً ((يَدُ الرَّحْمَنِ عَلَى رَأْسِ الْمُؤَذِّنِ مَا دَامَ يُؤَذِّنُ، وَإِنَّهُ لَيُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ أَيْنَ بَلَغَ)).
وذكر له ابْنُ عَدِيٍّ فى ((كامله)) (5/ 49) جملة من بلاياه عَنْ أَبَانَ عَنْ أَنَسٍ مرفوعاً ((مَنْ رَفَعَ قِرْطَاسَاً مِنْ الأَرْضِ فِيهِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، إِجْلالاً للهِ أَنْ يُدَاسَ، كَتَبَهُ اللهُ مِنْ الصِّدِّيقِينَ، وَخَفَّفَ عَنْ وَالِدِيهِ، وَإِنْ كَانَا مُشْرِكَيْنِ))، وبه مرفوعاً ((مَنْ كَتَبَ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَجَوَّدَهُ تَعْظِيمَاً للهِ، غَفَرَ اللهُ لَهُ)).
وقال ابن عديٍّ: وله غيرُ ما ذكرتُه، والضَّعف بيِّنٌ على رواياته.
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[24 - 04 - 05, 05:53 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا وجزاكم خيرا على ما كتبتم ..
وفضلا راجع الخاص ..
ـ[عمر رحال]ــــــــ[25 - 04 - 05, 02:47 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك سماحة الشيخ / أحمد بن شحاتة.
ونفع بك(43/307)
ما تخريج هذا أثر حذيفة فقال حذيفة نعم أبناء عم لكم اليهود ما كان من حلوة فهي لكم ومره
ـ[كنان النحاس]ــــــــ[26 - 04 - 05, 03:01 ص]ـ
سمعت في محاضرة مسجلة للشيخ سفر الحوالي حفظه الله , حديثا عن سيدنا حذيفة بن اليمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يقول فيه تعقيبا على قول الصحابة عن آية {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} حيث قال بعض الصحابة رضوان الله عليهم: نزلت هذه في بني اسرائيل.
فقال حذيفة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - نعم أبناء عم لكم اليهود. ما كان من حلوة فهي لكم وما كان مرة فهي لهم ...
والكلام أنقله بالمعنى وحسب ما حفظته من كلام الشيخ حفظه الله , وآمل ألا أكون قد أخللت بالمعنى.
بحثت عن الحديث ولم أجده!
فهل من أخ كريم يساعدني , وبارك الله فيكم أجمعين, وبارك لنا في الشيخ سفر وسائر مشايخنا الكرام
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[26 - 04 - 05, 03:34 ص]ـ
الحديث أخرجه عبدالرزاق في " تفسيره " 1: ص 191 , قال:
عن الثوري , عن حبيب بن أبي ثابت , عن أبي البختري , قال: سأل رجل حذيفة عن هؤلاء الآيات: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} , {فأولئك هم الظالمون} , {فأولئك هم الفاسقون}؟
قال: فقيل ذلك في بني إسرائيل؟
قال: نِعم الأخوة لكم بنو إسرائيل إن كانت لهم كل مُرة ولكم كل حُلوة , فلا والله لتسألن طريقهم قِدَّ الشراك.
وأورده كذلك السيوطي في " الدر " 3: ص 88 / دار الفكر , وعزاه إلى عبدالرزاق , وابن جرير , وابن أبي حاتم , والحاكم (وصححه).
وهو عند الحاكم في " مستدركه " 2: 312 , قال:
ثنا أبو زكريا يحي بن محمد العنبري , ثنا محمد بن عبدالسلام , ثنا إسحاق بن إبراهيم , أنبأ جرير , عن الأعمش , عن إبراهيم , عن همام , قال: ...... فذكره.
وقال عقبه: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
كتبه محبكم / خالد الأنصاري.
ـ[كنان النحاس]ــــــــ[26 - 04 - 05, 04:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب , وبارك لك في وقتك وعملك ...
وشاكر لك سرعة الرد ......
وسؤالي الآن هو عن عقبة؟ من هو , ولا تؤاخذني إن كان السؤال سخيفا فأنا لست متعمق في علوم الحديث
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[26 - 04 - 05, 05:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب , وبارك لك في وقتك وعملك ...
وشاكر لك سرعة الرد ......
وسؤالي الآن هو عن عقبة؟ من هو , ولا تؤاخذني إن كان السؤال سخيفا فأنا لست متعمق في علوم الحديث
وجزاك أخي الفاضل وبارك فيك.
المراد من (عَقِبَهُ) ـ بالهاء المهملة ـ؛ أي بعده , والضمير يعود على الحاكم صاحب كتاب المستدرك , أي أن الحاكم قال بعد ذكره الحديث (حديث صحيح على شرط .... إلخ)
كتبه محبكم / خالد الأنصاري.
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[26 - 04 - 05, 07:40 ص]ـ
وما معنى الحديث؟. حفظكم الله(43/308)
هل وقع في تخريج هذا الحديث سبق قلم؟
ـ[أبو إلياس]ــــــــ[26 - 04 - 05, 03:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الحافظ رحمه الله في بلوغ المرام في كتاب الزكاة: وَعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تُؤْخَذُ صَدَقَاتُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مِيَاهِهِمْ رَوَاهُ أَحْمَدُ وَلِأَبِي دَاوُدَ: وَلَا تُؤْخَذُ صَدَقَاتُهُمْ إِلَّا فِي دُورِهِمْ
قال الشيخ عبد الله البسام في توضيح الأحكام ج/3 قال في التلخيص: رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي مِنْ حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، قال: صخرة عَنْ عَلِيٍّ
وَفِيهِ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ. وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ الْحَارِثِ الأعور، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، زاد في التلخيص بقوله: ولا بأس بإسناده والآثار تعضده، وقال النووي: هو حديث صحيح أو حسن.
هل هذا وهم وسبق قلم.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[26 - 04 - 05, 04:28 م]ـ
لا شك أن ما نقلته - إن كان النقل صحيحا - أنه سبق نظر وقلم، وهذه أسانيد الحديث الذي ذكره في بلوغ المرام:
قال الإمام أحمد في مسنده (2/ 184)
حدثنا عبد الصمد، عن عبد الله بن المبارك، حدثنا أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " تؤخذ صدقات المسلمين على مياههم "
وقال الطيالسي فس مسنده: (2264)
حدثنا أبو داود قال: حدثنا ابن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " تؤخذ صدقات المسلمين عند مياههم " أو " عند أفنيتهم " شك أبو داود
وقال أبو داود في سننه 1591 حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا بن أبي عدي عن بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم لا جلب ولا جنب ولا تؤخذ صدقاتهم إلا في دورهم
وقال ابن الجارود 1052 حدثنا محمد بن يحيى قال ثنا أحمد بن خالد الوهبي قال ثنا محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال ثم لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح مكة قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال أيها الناس إنه ما كان من حلف في الجاهلية فإن الإسلام لم يزده إلا شدة ولا حلف في الإسلام والمسلمون يد على من سواهم يجير عليهم أدناهم ويرد عليهم أقصاهم وترد سراياهم على قاعدهم ولا يقتل مؤمن بكافر دية الكافر نصف دية المؤمن لاجلب ولا جنب ولا تؤخذ صدقاتهم إلا في دورهم.
ولعل السبب تشابه الحديثين كما يتضح من رواية ابن الجارود هذه والله أعلم.
ـ[أبو إلياس]ــــــــ[26 - 04 - 05, 07:17 م]ـ
النقل صحيح بارك الله فيك أخي أبا عبد الباري
فقد نقلته من كتاب توضيح الأحكام ج3 ص26 الطبعة الثالثة رقم الحديث 495
وقد راجعت تلخيص الحبير وسنن أبي داود ومسند الإمام أحمد طبعة الرسالة فلم أجد هذا الإسناد
بل وجدت الحافظ قال ذلك في حديث آخر ولكن أردت أن أتأكد من الأمر بطرحه على طلبة العلم الأفاضل رواد هذا الملتقى العلمي.(43/309)
صح عن عكرمة أنه قال: الزنيم ولد الزنى!!
ـ[الربيع]ــــــــ[27 - 04 - 05, 12:40 ص]ـ
صح عن عكرمة أنه قال: الزنيم ولد الزنى!!
للعلم، والاعتبار!!
رواه ابن أبي حاتم في التفسير والعلل، وسنده صحيح.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[27 - 04 - 05, 04:03 م]ـ
صح عن عكرمة أنه قال: الزنيم ولد الزنى!!
للعلم، والاعتبار!!
رواه ابن أبي حاتم في التفسير والعلل، وسنده صحيح.
ليتك أخي تضع لنا إسناده!!!!
فحكمك على الإسناد بأنه صحيح لايكفي .....
فقد تقرر أن الزنيم هو الدعي , وهو قول 99.9% من المفسرين واللغويين.
ثم إن السند الصحيح ـ الذي زعمت ـ؛ فيه عامر بن قدامة , فأرجو من فضيلتكم ذكر ترجمته ومضانها .... هذا إن وُجِدَتْ له ترجمة أصلاً!!!!؟
ولكي لا أطيل على فضيلتكم , فنحن بانتظار السند الصحيح!! أو ترجمة عامر بن قدامة؟!!!!
ومن ثم سننقل ـ إن شاء الله تعالى ـ أقوال أهل اللغة والتفسير (مرة أخرى) , وإن كان الزنيم المقبوح محمود سعيد ممدوح؛ لايستحق منا إلى كبير عناء؟!!!!
ولكننا سنفعل ـ إن شاء الله ـ عن طيب خاطر , ولكي تعم الفائدة للجميع.
وينظر هذا الرابط مرة أخرى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27507
كتبه / خالد الأنصاري.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 04 - 05, 12:00 ص]ـ
هو عصام بن قدامة، وانظر " العلل " (2/ 98).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - 04 - 05, 01:38 ص]ـ
هو عصام بن قدامة، وانظر " العلل " (2/ 98).جزاكم الله خيراً ..
عصام بن قدامة ((ثقة، سمع من عكرمة ... ))
يُنظر: مصنف ابن أبي شيبة 7/ 538، التاريخ الكبير 7/ 70، العلل لابن أبي حاتم 2/ 98، الجرح والتعديل 7/ 25، الثقات لابن حبان 7/ 300،سؤالات البرقاني ((406))، الطبقات الكبرى 5/ 292، الإستيعاب ص610، الكاشف 2/ 21، تخريج الإحياء 1/ 264.
مراجعة النص عند ابن كثير، هل عصام؟ أم عامر؟ .............
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - 04 - 05, 03:33 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ..
مراجعة النص عند ابن كثير، هل عصام؟ أم عامر؟ .............
وقع عند ابن كثير في ((التفسير ط الشعب 8/ 220)):
وقال ابن أبي حاتم: .... حدثنا عقبة بن خالد عن عامر بن قدامة قال: سئل عكرمة عن الزنيم قال: هو ولد الزنا.
قال في الحاشية: كذا! ولم تقع لنا ترجمة عامر بن قدامة. انتهى.
وفي ط الفكر 4/ 406:
وقال ابن أبي حاتم: .... حدثنا عقبة بن خالد عن عصام بن قدامة قال: سئل عكرمة عن الزنيم قال هو ولد الزنى. انتهى.
أما في العلل لابن أبي حاتم:
1787 - سمعت أبي وذكر حديثا حدثني به، عن أبي غسان ريح عن يحيى بن الضريس عن عاصم قال: سمعت عكرمة يقول الزنيم هو ولد الزنية يقول، إنما هو: يحيى بن الضريس عن عصام بن قدامة انتهى.
فهذا الإسناد يختلف عن الإسناد الذي أورده ابن كثير رحمه الله، ولم أجده عند ابن أبي حاتم في التفسير، فلا أدري لعله مما فُقد.
وعليه، والله أعلم: الصواب ((عصام بن قدامة عن عكرمة)).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - 04 - 05, 03:37 ص]ـ
والشكر موصول لشيخنا أبي المنهال حفظه الله، فله السبق، وإنْ كان هناك ملاحظات على ما أورته، فليخبرني جزاه الله خيراً.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - 04 - 05, 04:21 ص]ـ
صح عن عكرمة أنه قال: الزنيم ولد الزنى!!
رواه ابن أبي حاتم في التفسير، ... وسنده صحيح.
لعلك أخي الحبيب، تذكر لنا موضعه = وتأتي لنا بسنده من التفسير، فقد فتشتُ عنه ولم أجده.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[28 - 04 - 05, 05:07 ص]ـ
أقول:
وإن صحت هذه الرواية عن عكرمة , مع أنه ورد وعلى لسانه ـ بإسناد صحيح ـ , خلاف هذه الرواية , أقول وإن صحت , فإنها مخالفة لما أجمع عليه علماء اللغة والتفسير.
وقد جاءت رواية مماثلة لأثر عكرمة ـ وبإسناد ضعيف ـ عن ابن عباس ـ حبر الأمة ـ , فلعل الأخ ربيع ذهل عنها.
وهذا للعلم والاعتبار!!!
فيبقى القول المعتمد , هو قول أئمة اللغة والتفسير , وإن خالفهم من خالفهم.
كتبه / أبومحمد الأنصاري.
ـ[الربيع]ــــــــ[30 - 04 - 05, 04:35 ص]ـ
على قولك: 99.9%
عجيب جدا، والعكس صحيح.
وقولك: (لا أظن): يكفيك (إن بعض الظن إثم). وما بعده.
وقولك: إن محمود سعيد لا يستحق ...
أقول: (الحق أحق أن يتبع)
واتهام أبويه: لا صلة له بانحرافه العقدي.
فإن الواجب رد قول المخالف بالدليل من الكتاب والسنة بعيدا عن (التهريج) وبذاءة الفساق والسوقية.
وسيأتي مزيد بسط - إن شاء الله-.
وليعلم كل من يقرأ هذه السطور:
أني أشهد الله -واشهدوا- بمحبة الشيخ خالد الأنصاري - لمعرفتي باتباعه السنة-، وبغضه للمبتدعة، زاده الله تعالى.
وأشهد الله تعالى ببغض محمود سعيد - إن ثبت عنه ما نسب إليه -.
والمعصوم من عصم الله ....
¥(43/310)
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[30 - 04 - 05, 05:11 ص]ـ
فإن الواجب رد قول المخالف بالدليل من الكتاب والسنة بعيدا عن (التهريج) وبذاءة الفساق والسوقية.
وسيأتي مزيد بسط - إن شاء الله-.
وليعلم كل من يقرأ هذه السطور:
أني أشهد الله -واشهدوا- بمحبة الشيخ خالد الأنصاري - لمعرفتي باتباعه السنة-، وبغضه للمبتدعة، زاده الله تعالى.
وأشهد الله تعالى ببغض محمود سعيد - إن ثبت عنه ما نسب إليه -.
والمعصوم من عصم الله ....
نحن لا نهرج ولسنا في خمارة كي نتحدث بألفاظ الفساق والسوقة!!!؟؟
ولا أعرف أخي كيف تحب في الله من هذه أوصافه = أنا.
فالأفضل أن تقرأ كل شيء عن محمود سعيد = صح النوم.
وقد ثبت عنه مالم تره عين + أو تسمع به أذن + لم يخطر على قلب بشر = أشرب في قلبه حب البدعة والانتصار لها , بل إباحته السؤال والدعاء والتوسل لأصحاب القبور , بل إنه يرى الطعن في الصحابة ـ تبعاً لخلفه الغماري ـ والذي لو أنفق مال أبيه وأمه ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه , ناهيك عن عقيدته والحلول والاتحاد ـ أم أنك لا تعرفهما ـ!!!!
ووووو
وعلى العموم , فلن أقابل محبتك لي ـ زاعماً ـ , بالإساءة.
وإلى الله أدعو وأبتهل: اللهم اهد ضال المسلمين , ورد محمود ورفاقه إلى الحق رداً جميلاً.
كتبه / خالد الأنصاري.
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[30 - 04 - 05, 05:40 ص]ـ
وليعلم كل من يقرأ هذه السطور:
أني أشهد الله -واشهدوا- بمحبة الشيخ خالد الأنصاري - لمعرفتي باتباعه السنة-، وبغضه للمبتدعة، زاده الله تعالى.
....
الأن فقط علمت أين يذهب شيوخنا في الملتقى و كبار طلبة العلم؟
حيث لا هذا المحب
هذا الأخ لا علم عنده بالمرة
فإن كان هذا هو خطاب المحب الجاهل فكيف بالمبغض الجاهل؟
وأشهد الله تعالى ببغض محمود سعيد - إن ثبت عنه ما نسب إليه - .....
قولك إن ثبت يدل أخي على مدى مبلغ علمك -و إنا لله و إنا إليه راجعون-
أني أشهد الله -واشهدوا- بمحبة الشيخ خالد الأنصاري - لمعرفتي باتباعه السنة-، وبغضه للمبتدعة، زاده الله تعالى .....
يا ربيع هل أنت أثنان أم واحد؟
أتهمتنا-إفكا-أننا قذفنا محصنة و أننا مهرجون و بنا بذاءة الفساق ثم تشيخ من هذا وصفه-كذبا و جهلا منك-و تطلب منا أن نشهد على هذا؟
أشهد على هذا غيري فإني -إن شاء الله -لا أشهد على زور
ـ[الربيع]ــــــــ[30 - 04 - 05, 07:47 ص]ـ
دعونا في نقاشنا العلمي: وهو أن الزنيم في لسان العرب هو ابن الزني ...
وقد وصفتوه: بأنه: زنيم
وهذا: كذب عند الله وعند المؤمنين!
(فإذ لم يأتوا بالشهداء فإولئك عند الله هم الكاذبون)
وأهل السنة هم أعدل الطوائف، وأرحم الخلق بالخلق.
لا يصعب عندي رد هذا الباطل منكم، ورده عليكم، إذ خالفتم منهج السلف في الرد.
حتى ولو كان الشخص المردود عليه يخالفني ..
رد البدعة، والمعصية بالدليل، واخذر حصائد الألسن.
وقولكما:
هل أنت اثنان؟؟
الجواب: بل نحن أكثر ......
اسم لأكثر من علم ....
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[30 - 04 - 05, 08:33 ص]ـ
تنبيه للإخوة حفظهم الله
المبتدع الضال الداعي للبدعة من جنس المنافقين الذين أمر الله بالغلظة عليهم في قوله تعالى (واغلظ عليهم) فلا ينكر على من اجتهد واغلظ على الداعي إلى البدعة
ومن باب التنزل لو قيل إن هذه الكلمة (زنيم) تعتبر قذفا
فالقذف منه ما هو صريح ومنه ما هو كناية ومنه ما هو تعريض كما هو معلوم عند الفقهاء
فاللفظ الذي يقصد به القذف إن لم يحتمل غيره فصريح
وإلا فإن فهم منه القذف بوضعه فكناية
وإلا فتعريض
فلفظ (زنيم) ليست من القذف الصريح لما ذكر الإخوة من كلام أهل العلم عليها وخاصة قول ابن عباس رضي الله عنه.
فالواجب أن نتعلم أحكام القذف وأنواعه وتفاصيله قبل أن نحكم على الناس بأنهم قذفوا فلانا من الناس
ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.(43/311)
هل صح شيىْ في تحريم قتل النحل.
ـ[محمد الناصري]ــــــــ[28 - 04 - 05, 02:53 ص]ـ
وعلى فرض وجوده فهل يمنع قتله لقصد الاستشفاء.
جزاكم الله خيرا.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[28 - 04 - 05, 04:24 ص]ـ
نعم صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم:
قال الإمام ابن ماجه (3224): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
((نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَتْلِ أَرْبَعٍ مِنَ الدَّوَابِّ: النَّمْلَةِ وَالنَّحْلِ وَالْهُدْهُدِ وَالصُّرَدِ)).
وأخرجه أبو داود (5267): حدثنا أحمد بن حنبل – وهو في "مسنده" (1/ 332) -، حدثنا عبد الرزاق – وهو في "مصنفه" (8415) - به.
قال الشيخ الألباني في "إرواء الغليل" (8/ 142/2490): ((وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين)).
وقال الشيخ أحمد شاكر في "تخريج المسند" (3067): ((إسناده صحيح)).
ــــــــــــــــــ
قال ابن الأثير في "النهاية": [قال الخطابي: إنما جاء في قتل النمل عن نوع منه خاص وهو الكبار ذوات الأرجل الطوال لأنها قليلة الأذى والضرر.
وأما النحلة فلما فيها من المنفعة وهو العسل والشمع].
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - 04 - 05, 04:56 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي أحمد.
ولكن هذه الطريق أعلَّها أبو زرعة بالإرسال، كما في علل ابن أبي حاتم.
وجاء الكلام عن هذا الحديث في العلل في مواضع، إذ طرقه متعددة وفيها اختلاف، ولذا اختلفَ الحفاظ في الحكم عليه:
فحكمَ أبوحاتم باضطرابه.
وخالفه أبو زرعة فرجَّح الطريق التي جاءت عن ابن جريج عن عبدالله بن أبي لبيد عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس مرفوعاً.
ولم أجمع طرق الحديث، ولكنها فائدةٌ كنتُ مقيِّداً لها فذكرتُها؛ لعلَّ أحد الأحبة ينشط لتتبُّع طرق الحديث ودراسة أسانيده.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[28 - 04 - 05, 05:12 ص]ـ
لعلَّ أحد الأحبة ينشط لتتبُّع طرق الحديث ودراسة أسانيده.
شيخنا الحمادي:
أنت لها.
محبكم / أبومحمد الأنصاري.
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[28 - 04 - 05, 09:16 ص]ـ
السلام عليكم
الشيخ أحمد سالم سددك الله تعالي
لعلك تعاود النظر في أقوال أبي حاتم في العلل فتزيد البحث إثراءً
وكذا في مجموع طرق وأوجه الحديث
وجوزيت خيرا
والسلام عليكم
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - 04 - 05, 01:15 م]ـ
حياكم الله يا شيخ خالد؛ وجزاكم خيراً.
وأنا أحيل على الشيخ أحمد بن سالم المصري؛ فهو أهلٌ لذلك، وقد اشتقتُ لدراساته الحديثية.
محبُّكم، أبو محمد.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[28 - 04 - 05, 01:23 م]ـ
فكرة جميلة، والمهم وجود من ينشط لهذا البحث(43/312)
صح عن حبر القرآن ابن عباس أنه قال الزنيم هوالذي يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[28 - 04 - 05, 07:35 ص]ـ
الحمد لله و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه وسلم أما بعد
فقد صح عن حبر الأمة و فقيه العصر و إمام التفسير ابن عباس-رضي الله عنهما- أنه قال الزنيم هوالذي يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها
أخرجه الحاكم في مستدركه (ج2/ 499) والإسماعيلي في مستخرجه على البخاري-كما هو في فتح الباري (ج8/ 663) من حديث إسرائيل قال ثنا أبو إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله عز و جل (عتل بعد ذلك زنيم) قال: يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها
و قد رواه عن إسرائيل عبيد الله بن موسى و وكيع كلاهما عنه به بمثله
قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه
قال الذهبي في تلخيصه: على شرط البخاري و مسلم
وهذ هو اختيار شيخ الإسلام في تفسيره-لأنه أولى ما فسر به بعد السنة-فقال كما هو في كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في التفسير ج16/ص67
و أما العتل الزنيم فهو الجبار الفظ الغليظ الذي قد صار من شدة تجبره و غلظه معروفا بالشر مشهورا به له زنمة كزنمة الشاة أ. ه
و أما أن يهجوا عالمٌ مبتدعا و يقول عنه أنه زنيم فليس-هذا- بدعا من القول فقد سبق الشيخ الفاضل بوخبزة-حفظه الله- شيخ الإسلام أبوعبد الله ابن القيم عليه رحمة الله في نونيته
والفتنة العظمى من المتسلق المخدوع - ذي الدعوى أخي الهذيان ...
لم يعرف العلم الذي فيه الكلام ... - و لا له إلف بهذا الشان ...
لكنه منه غريب ليس من - سكانه كلا ولا والجيران ...
... فهو الزنيم دعي قوم لم يكن - منهم ولم يصحبهم بمكان ...
و الحمد لله رب العالمين
.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - 04 - 05, 07:55 ص]ـ
و أما أن يهجوا عالمٌ مبتدعا و يقول عنه أنه زنيم فليس-هذا- بدعا من القول.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27507&page=2
مشاركة ((64، 65، 66)).
قد يفيد.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[28 - 04 - 05, 03:00 م]ـ
بارك الله فيك يا أباداود وياشيخ أشرف.
محبكم / خالد الأنصاري.
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[28 - 04 - 05, 05:47 م]ـ
و أنت يا شيخنا الحبيب فيك بارك الله
و جزى الله أخانا أشرف خيرا على هذه الفوائد
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - 04 - 05, 06:57 م]ـ
جزاكم الله خيراً، ونصر الله السنة وأهلها، وأذل البدعة وأهلها، {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} = تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدعة والضلالة.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 04 - 05, 07:11 م]ـ
{يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} = تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدعة والضلالة.
هذا التفسير مشهور أنه من تفسير ابن عباس، ولكنه لم يصح، بل إسناده موضوع!!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - 04 - 05, 09:19 م]ـ
هذا التفسير مشهور أنه من تفسير ابن عباس، ولكنه لم يصح، بل إسناده موضوع!!
أقول:
عَلامَ التعجب أبا المنهال:
1 – ألزمتني بما ليس بلازم (!)، هل قلتُ أنا: ثبت = أو قال = أو = ... ، عن ابن عباس – رضي الله عنه ... ، ولمَ لمْ تُلزمني أيضاً (!) بالمرفوع ((وقول ابن عباس هذا، رواه مالك بن سليمان الهروي أخو غسان عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله الله تعالى: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} قال: يعني تبيض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدعة. ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وقال فيه منكر من حديث مالك)) تفسير القرطبي 4/ 162.
2 - هل استدلالي خطأ (!)، فقد استدل به شيخ الإسلام رحمه الله، قال شيخ الإسلام في غير ما موضع: (( ... قال ابن عباس وغيره: تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة.
والمقصود: أنَّ ما في القلوب من قصد الصدق والمحبة والبر ونحو ذلك قد يظهر على الوجه حتى يعلم ذلك علما ضرورياً من أبلغ العلوم الضرورية، وكذلك ما فيها من قصد الكذب والبغض والفجور وغير ذلك.))
يُنظر: ((مجموع الفتاوى 3/ 278، 3/ 310، 4/ 515، 12/ 115، 12/ 341، 19/ 115، 20/ 292، ..... ، منهاج السنة 3/ 467، 5/ 134، درء التعارض 1/ 29، الجواب الصحيح 6/ 491)).
3 – أليس الرجل الذي أعني، من أهل البدعة والضلالة والفرقة (!!).
4 – (س) الأحاديث الموضوعة، هل يجوز روايتها لحكمةٍ وفائدة تربوية – ظاهرة - فيها، وذلك إذا لم تخالف الأحاديث الصحيحة، ودون أن نرفعها أيضاً؟
فإذا كانت الإجابة (بنعم) فهذا من ذاك!!، بل أولى منه!
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 04 - 05, 11:43 م]ـ
أنا قلت في العنوان:
فائدة
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - 04 - 05, 12:12 ص]ـ
أنا قلت في العنوان:
فائدة
جزاك الله خيراً
¥(43/313)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[29 - 04 - 05, 01:53 ص]ـ
وهذه هدية لك كي لا تحزن:
الأثر أخرجه ابن أبي حاتم (3950 – 3951)، والخطيب البغدادي (7/ 379)، والسهمي في " تاريخ جرجان " (ص 132 – 133)، واللالكائي في " شرح الاعتقاد " (71) من طريق:
علي بن قدامة، قال: حدثنا مجاشع بن عمرو، قال: حدثنا ميسرة بن عبد ربه، عن عبد الكريم الجزري، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه}:
" فأما الذين ابيضت وجوههم: فأهل السنة والجماعة وأولو العلم، وأما الذين اسودت وجوههم: فأهل البدع والضلالة ".
وعلي بن قدامة كذاب، وكذا مجاشع وميسرة.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - 04 - 05, 04:45 م]ـ
شرح الله صدرك
إذا كنت ناقلاً فالدقة
اللفظ الذي أوردته، لفظ اللالكائي كما في " شرح الاعتقاد " 1/ 72:
((عن ابن عباس في قوله تعالى {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه}، فأما الذين ابيضت وجوههم فأهل السنة والجماعة وأولو العلم، وأما الذين اسودت وجوههم فأهل البدع والضلالة))
أما لفظ ابن أبي حاتم كما في التفسير (3950، 3951):
((عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: في قوله {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} قال تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، قوله تعالى: {وتسود وجوه}، وبه عن ابن عباس ... قال: تسود وجوه أهل البدع والضلالة))
أما لفظ الخطيب كما في التاريخ 7/ 397:
(({يوم تبيض وجوه وتسود وجوه}، فأما الذين اسودت وجوههم فأهل البدع والأهواء، وأما الذين ابيضت وجوههم فأهل السنة)).
أما لفظ الجرجاني، كما في تاريخه ص132:
((عن بن عباس: {فأما الذين ابيضت وجوههم} فهم أهل السنة والجماعة، {وأما الذين اسودت وجوههم} فأهل الأهواء والزيغ))
يتبع إن شاء الله – لمزيد فوائد - .....
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[29 - 04 - 05, 04:54 م]ـ
بيان الألفاظ بهذه الطريقة ليس بلازم، بل إذا كان المعنى واحد - كما هو حال هنا - فتكون إطالة لا داعي لها.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[29 - 04 - 05, 04:59 م]ـ
إذا كنت ناقلاً فالدقة ............ – لمزيد فوائد - .....
أين الفائدة الأولى حت تُتبع بغيرها!!!
بل إن ميسرة بن عبد ربه سقط من المطبوع من " تفسير ابن أبي حاتم " فلم تستدركه علي، ثم تستدرك ذكر الألفاظ!! بهذه الطريقة!!!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - 04 - 05, 08:14 م]ـ
- قولك: (أين الفائدة الأولى حت تُتبع بغيرها!!!)
أما الفائدة فهي ((بيان اختلاف الألفاظ الذي أهملته أنت، حتى لم تُشر مجرد إشارة إلى وجود مثل هذه الاختلافات، وكأنَّ أصحاب الكتب خرَّجوا هذا الأثر بعينه!!، والأمانة العلمية تقتضي منك، خلاف ذلك!!)).
- قولك: (بل إن ميسرة بن عبد ربه سقط من المطبوع من " تفسير ابن أبي حاتم " فلم تستدركه علي)
هذا مما لا يُستدرك!، بل هذا هو الصواب.
- قولك: (ثم تستدرك ذكر الألفاظ!! بهذه الطريقة!!!)
أمانة الأداء فوق جمال الأداء.
ملحوظة: يبدو أنك عاشق لعلامات التعجب (لا حرمك الله إياها) = #####
يُتبع لمزيد من .... ؟!
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[29 - 04 - 05, 09:04 م]ـ
###########
وللفائدة:
فالأثر خرّجه الشيخ محمد عمرو عبداللطيف في " تكميل النفع " (ص 55 - 57) وذكر لفظ " ابن أبي حاتم " فقط.
فهل هذا ليس من الأمانة العلمية؟!
وهذه هي طريقة أهل العلم في التخريج، فلا أدري ..... ؟
اقرأ وتعلم قبل أن تتصدر،فإن من تصدر قبل أوانه كان سبب هوانه.
واعلم أنك ستسأل عما تكتبه يوم لا يفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
#################
وهذه ليست أول مرة يُتعامل معي بهذه الطريقة.
فالسلام عليكم أيها الأحباب، واستودعكم الله.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - 04 - 05, 11:23 م]ـ
أشرف بن محمد
#####
###########
#################
واعلم أنك ستسأل عما تكتبه يوم لا يفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
يتبع إن شاء الله ....
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - 04 - 05, 11:27 م]ـ
###########
وللفائدة:
فالأثر خرّجه الشيخ محمد عمرو عبداللطيف في " تكميل النفع " (ص 55 - 57) وذكر لفظ " ابن أبي حاتم " فقط
فهل هذا ليس من الأمانة العلمية؟!.
واعلم أنك ستسأل عما تكتبه يوم لا يفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
قال الشيخ المتفنن فقيه الإسناد محمد عمرو عبد اللطيف:
(( .... (وروى) موقوفاً على ابن عباس رضي الله عنهما بسند واه جداً، بل موضوع أيضاً عند ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (آل عمران:1139) من طريق حفص بن عمر المقرئ ثنا علي بن قدامة، عن مجاشع بن عمرو عن عبد الكريم الجزري عن سعيد بن جبير عنه في قوله تعالى (يوم تبيض وجوه)، قال: ((تبيض وجوه أهل السنة والجماعة)). ثم روى (1140) بنفس السند: (وتسود وجوه). قال: (وتسود وجوه أهل البدع والضلالة)).
ورواه أيضاً الخطيب (7/ 379) من طريق أبي عمر الدوري – وهو حفص ابن عمر المقرئ المذكور، واللالكائى في ((شرح السنة)) (1/ 72) من طريق أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، والسهمي في ((تاريخ جرجان)) (ص132 - 133) من طريق إسماعيل بن صالح الحلواني ثلاثتهم قالوا: ((حدثنا علي ابن قدامة عن مجاشع بن عمرو عن ميسرة بن عبد ربه عن عبد الكريم به. وألفاظهم متقاربة. ورواه أيضاً أبو نصر في ((الإبانة)) كما في ((الدر)). وهذا إسناد تالف ... )) انتهى.
(س) ما معنى ألفاظهم متقاربة؟!
¥(43/314)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - 04 - 05, 11:28 م]ـ
يتبع للأهمية ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - 04 - 05, 12:04 ص]ـ
وهذه هي طريقة أهل العلم في التخريج، فلا أدري ..... ؟.
= طريقة الشيخ المتفنن عمرو عبد اللطيف نعم، أما طريقتك فلا ثم لا ثم لا.
بيان ذلك:
الشيخ المتفنن فقيه الإسناد حفظه الله:
عزا اللفظ لأقدم المخرجين وهو ابن أبي حاتم ت 327، وهذا من بدهيات التخريج والعزو = أ، ب تخريج، أما أنت فقد عزوت اللفظ إلى اللالكائى ت 418!، مع علمك بأن ابن أبي حاتم أخرج هذا الأثر!، ثم فضيلة الشيخ حفظه الله لما وجد أن هناك اختلافاً في الألفاظ أشار إلى ذلك بقوله:وألفاظهم متقاربة، هذا هو التخريج الحقيقي!.
الآن تبين لكل ذي عينين من يحتاج إلى هذا الكلام:
اقرأ وتعلم قبل أن تتصدر،فإن من تصدر قبل أوانه كان سبب هوانه.
واعلم أنك ستسأل عما تكتبه يوم لا يفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
الله المستعان.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك
ـ[الربيع]ــــــــ[30 - 04 - 05, 03:50 ص]ـ
لا يبدو أنك لم تفهم قصدي في مشاركتي حول حديث عكرمة!!
شتان بين كلام ابن القيم الذي نقلته عنه.
وبين قذف صاحبك (؟) لأم رجل معروف. -مسلمة-!!!
كلام ابن القيم كلام عام، وصف على وصف.
ليس قذفا لرجل معين، بخلاف كلامك (أو كلام صاحبك) ..
سبحانك هذا بهتان عظيم
أدعوكما إلى التوبة من قذف المحصنات الغافلات ..
أن المنهج السخيف المتمثل بالقذف الذي سلكتماه = لا يمثل متبعي السلف الصالح، وإن زعمتما أنكما تدافعان عن منهج السلف ...
هؤلاء أئمة السلف لم يقذقوا أم من خالفهم في المعتقد.
ردوا على من خالف بدون بذاءة في اللسان وفحش في الكلم، وفجور في المخاصمة.
لقد اشمأززت -ومن معي من المؤمنين- من قبح كلمتكم!!
أياك أن تقول (مكابرا) إن الزنيم في لسان العرب: ليست ولد الزنية!!
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك ..
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[30 - 04 - 05, 04:03 ص]ـ
يا عبد الله
إن الراجح عندي في تفسير كلمة زنيم هو قول حبر القرآن لا غير
و صاحبك معروف بالشر و البدعة يعرف بهما كما تعرف الشاة بزنمتها
فهو داعية إلى القبورية و الأشعرية و التشيع والتصوف و سب العلماء
فإن لم يكن كل هذا من الشر
فليس على وجه الأرض من شر
لأن شيخه القائل بوحدة الوجود يرى أن فرعون-لعنة الله عليه و على ناصريه-مؤمن
لهذا أكرر شيخك زنيم
يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها
أما أمه فنحسبها على عفاف و طهر و خير و لا نزكيها على الله
هذا آخر ما عندي فعقب بما شئت من بعد فلن تجد مني إلا الإعراض
و صلى الله على رسولنا محمد و على آله و صحبه و سلم و الحمد لله رب العالمين
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[30 - 04 - 05, 04:33 ص]ـ
سان العرب [جزء 12 - صفحة 275]
الزَّنِيمُ الذي يُعْرَفُ بالشر واللُّؤْم كما تعرف الشاة بزَنَمَتِها والزَّنَمَتانِ المعلقتان عند حُلوق المِعْزَى
تاج العروس [جزء 1 - صفحة 7749]
الزنيم (اللئيم المعروف بلؤمه أو شره) كما تعرف الشاة بزنمتها وبه فسرت الآية أيضا
مختار الصحاح [جزء 1 - صفحة 280]
وقوله تعالى {عتل بعد ذلك زنيم} قال عكرمة هو اللئيم الذي يعرف بلؤمه كما تعرف الشاة بزنمتها
الدر المنثور - السيوطي ج8/ص248
وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد عن عامر أنه سئل عن الزنيم قال هو الرجل تكون لها زنمة من الشر يعرف بها
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[30 - 04 - 05, 04:34 ص]ـ
لا يبدو أنك لم تفهم قصدي في مشاركتي حول حديث عكرمة!!
شتان بين كلام ابن القيم الذي نقلته عنه.
وبين قذف صاحبك (؟) لأم رجل معروف. -مسلمة-!!!
كلام ابن القيم كلام عام، وصف على وصف.
ليس قذفا لرجل معين، بخلاف كلامك (أو كلام صاحبك) ..
سبحانك هذا بهتان عظيم
أدعوكما إلى التوبة من قذف المحصنات الغافلات ..
أن المنهج السخيف المتمثل بالقذف الذي سلكتماه = لا يمثل متبعي السلف الصالح، وإن زعمتما أنكما تدافعان عن منهج السلف ...
هؤلاء أئمة السلف لم يقذقوا أم من خالفهم في المعتقد.
ردوا على من خالف بدون بذاءة في اللسان وفحش في الكلم، وفجور في المخاصمة.
لقد اشمأززت -ومن معي من المؤمنين- من قبح كلمتكم!!
أياك أن تقول (مكابرا) إن الزنيم في لسان العرب: ليست ولد الزنية!!
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك ..
يا فلان , قد بينا لك من قبل ـ بعد أن ثبتت عليك تهمة الكذب ـ , بأن الزنيم هو الدعي , فلم تكابر , فوالله إني لأجد نفس ـ أو ريح ـ الزنيم محمود من بين شفاهك , وقد كشفك الله.
وقد بينت لك في رسالة خاصة ـ بعثت بها ورسائلك الخاصة التي بعثت بها إليّ؛ إلى القائمين على هذا المنتدى المبارك ـ بأنك مصاب بداء الإشمئزاز , فحاول أن تعالج نفسك من هذا المرض , وقد ابتلي به أناس قبلك!!!؟
(الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاك به , وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً).
كتبه الداعي لك بالشفاء / خالد الأنصاري.
¥(43/315)
ـ[الربيع]ــــــــ[30 - 04 - 05, 08:26 ص]ـ
دعنا من الكلام العاطفي، والاتهامات -عند قلة الحيلة-. وكأن، ولعل، وأشم!!!!
وسوف أبين لك بالرد العلمي - إن شاء الله- أنك على خطأ في وصفك له بالزنيم.
وسأبين لك من كلام الفقهاء: أن الزنيم لفظ قذف - نعوذ بالله-.
بعد ذلك: أنا على استعداد تام للتراجع عن أي خطأ - إن كنت ارتكبته-.
وأما ما تذكره من استعداء الآخرين، فلست ببدع ممن سبقك!!!
= فهو أمر يدل على ضعفك، وشعورك بالعجز، من مواصلة النقاش.
وقد ابن أبي داؤاد للخليفة عن أحمد بن حنبل: أقتله وعلي ...... !!!
وكذلك أفتى جماعة من العلماء بجواز قتل ابن تيمية!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لا تحيد عن جادة الموضوع.
فقط موضوع حوارنا: هل الزنيم قذف أم لا؟
هذا موضوع النقاش بيننا.
وليطرح كل منا ما عنده، والجميع يقرأون.
ومن كان على خطأ فيجب عليه الرجوع إلى الحق.
وقد ناصحتك مرارا في رسائل سرية، كما أبحت بها هنا، وكلها بيان، ومع ذلك لم ترجع عن خطئك فرأيت لزاما علي أن أبين ما أرى دون تعرض لشخصك ..
فأبيت إلا الدخول وإرجاع ذلك إلى مقالك عن محمود سعيد.
الخلاصة:
موضوعي محدد بنقطتين:
1 - أن هذا قذف لمسلم.
2 - لأن الزنيم هو ابن الزنية.
ولا دخل لي بمحمود سعيد، ولا تحاول أن تدخله في النزاع لكي تظهر أنك تدافع عن السنة ونحو ذلك.
إذ وصفك له بأنه زنيم، إنما هو قذف لوالديه.
وقد أوجب الله على المؤمنين في سورة النور أن ينكروا على من قذف قولا واعتقادا.
قال سبحانه: (لولا إذ سمعتموه:
1 - ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا.
2 - وقالوا هذا بهتان عظيم).
=========================
=========================
أتمنى ممن يقف على الموضوع أن ينظر بعين الإنصاف.
ورحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي.
==========================
==========================
ـ[الربيع]ــــــــ[30 - 04 - 05, 08:32 ص]ـ
دعنا من الكلام العاطفي، والاتهامات -عند قلة الحيلة-. وكأن، ولعل، وأشم!!!!
وسوف أبين لك بالرد العلمي - إن شاء الله- أنك على خطأ في وصفك له بالزنيم.
وسأبين لك من كلام الفقهاء: أن الزنيم لفظ قذف - نعوذ بالله-.
بعد ذلك: أنا على استعداد تام للتراجع عن أي خطأ - إن كنت ارتكبته-.
وأما ما تذكره من استعداء الآخرين، فلست ببدع ممن سبقك!!!
= فهو أمر يدل على ضعفك، وشعورك بالعجز، من مواصلة النقاش.
وقد قال أبي داؤاد للخليفة عن أحمد بن حنبل: أقتله وعلي ...... !!!
وكذلك أفتى جماعة من العلماء بجواز قتل ابن تيمية!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لا تحيد عن جادة الموضوع.
فقط موضوع حوارنا: هل الزنيم قذف أم لا؟
هذا موضوع النقاش بيننا.
وليطرح كل منا ما عنده، والجميع يقرأون.
ومن كان على خطأ فيجب عليه الرجوع إلى الحق.
وقد ناصحتك مرارا في رسائل سرية، كما أبحت بها هنا، وكلها بيان، ومع ذلك لم ترجع عن خطئك فرأيت لزاما علي أن أبين ما أرى دون تعرض لشخصك ..
فأبيت إلا الدخول وإرجاع ذلك إلى مقالك عن محمود سعيد.
الخلاصة:
موضوعي محدد بنقطتين:
1 - أن هذا قذف لمسلم.
2 - لأن الزنيم هو ابن الزنية.
ولا دخل لي بمحمود سعيد، ولا تحاول أن تدخله في النزاع لكي تظهر أنك تدافع عن السنة ونحو ذلك.
إذ وصفك له بأنه زنيم، إنما هو قذف لوالديه.
وقد أوجب الله على المؤمنين في سورة النور أن ينكروا على من قذف قولا واعتقادا.
قال سبحانه: (لولا إذ سمعتموه:
1 - ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا.
2 - وقالوا هذا بهتان عظيم).
=========================
=========================
أتمنى ممن يقف على الموضوع أن ينظر بعين الإنصاف.
ورحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي.
==========================
==========================
وسأذكر بعد انتهاء النقاش ردا على بعض كتابات محمود سعيد -إن شاء الله تعالى- بالدليل.
مبينا أبرز مخالفاته بالعزو إلى المطبوع من كتبه.
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[30 - 04 - 05, 08:34 ص]ـ
تنبيه للإخوة حفظهم الله
المبتدع الضال الداعي للبدعة من جنس المنافقين الذين أمر الله بالغلظة عليهم في قوله تعالى (واغلظ عليهم) فلا ينكر على من اجتهد واغلظ على الداعي إلى البدعة
ومن باب التنزل لو قيل إن هذه الكلمة (زنيم) تعتبر قذفا
فالقذف منه ما هو صريح ومنه ما هو كناية ومنه ما هو تعريض كما هو معلوم عند الفقهاء
فاللفظ الذي يقصد به القذف إن لم يحتمل غيره فصريح
وإلا فإن فهم منه القذف بوضعه فكناية
وإلا فتعريض
فلفظ (زنيم) ليست من القذف الصريح لما ذكر الإخوة من كلام أهل العلم عليها وخاصة قول ابن عباس رضي الله عنه.
فالواجب أن نتعلم أحكام القذف وأنواعه وتفاصيله قبل أن نحكم على الناس بأنهم قذفوا فلانا من الناس
ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.(43/316)
الكلام في الرواة من الجزء غير المطبوع من العلل للدارقطني
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[29 - 04 - 05, 08:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:
فقد حوى كتاب العلل للدارقطني فوائدَ وفيرة، ودرراً ويواقيتَ ثمينةً كثيرة.
ولما لم تكن كنوز الجزأين غير المطبوعين من الكتاب قد استُكشفت بعدُ (حسبما اطلعت) = حاولت أن أجمع شيئاً من تلك الكنوز، وهو المتعلق بالكلام في الرجال.
ولم ألتزم بكونه جرحاً أو تعديلاً، وإن كان هو الأغلب.
وقد أُخطِئُ في قراءة النص من المخطوط، أو ضبطِهِ، أو تصويبِهِ، وقد يفوتني بعض الكلام لم أنقله، فمن وجد شيئاً من ذلك فليُقَوِّمْني، أَكُنْ له من الشاكرين.
وإلى الشروع في المقصود، والله الموفق.
ملحوظة: نهاية المطبوع مع نهاية اللوحة (4/ 10 - أ)، وبدأت البحث مما بعدها.
----------
(4/ 11 - ب): وابن عونٍ كان يرسل وقتاً، ويسند في وقتٍ.
(4/ 14 - أ): معمر سيئ الحفظ لحديث قتادة والأعمش.
(4/ 15 - ب): ... ورواه فتح بن نصر بن عبد الرحمن الفارسي وكان ضعيفاً ...
(4/ 16 - أ): ... يرويه عطاء بن السائب واختلف عنه، فرواه عبد بن حميد، وأبو يحيى التيمي، واسمه إسماعيل بن إبراهيم ...
(4/ 17 - أ): ... يُروى عن أبي صالح الحراني عن شعبة عن أبي التياح عن أنس، وهو وهم، لأن أبا صالح الحراني هو عبد الغفار بن داود لم يسمع من [شعبة] (1) شيئاً ...
(4/ 18 - ب): ... والاضطراب فيه من يزيد بن أبي زياد، فإنه كان سيئ الحفظ.
(4/ 19 - ب): ... وتابعه علي بن الحسن الشامي، وكان ضعيفاً.
(4/ 20 - ب): ... وعمر بن بشر مجهول أيضاً.
(4/ 21 - ب): ... وعاصم (أي: ابن بهدلة) لم يسمع من أنس شيئاً.
(4/ 22 - ب): ... هذا الاضطراب فيه من عيسى (يعني: ابن أبي عيسى الحناط)، لأنه ضعيف.
(4/ 23 - ب): ... وروى هذا الحديث شيخٌ يعرف بموسى بن نصر الحنفي، ولم يكن بالحافظ ولا القوي ... وموسى بن نصر هذا ضعيف ليس بقوي.
(4/ 25 - ب): ... يرويه عبد الملك بن محمد الدمشقي عن أبي سلمة العاملي وأبي بشر عن الزهري عن أنس. وأبو سلمة هذا هو الحكم بن عبد الله ابن خطاف الحمصي، وأبو بشر هو الوليد بن محمد الموقري، وكلاهما ضعيفان ...
(4/ 26 - ب): ... رواه عمار بن هارون عن عدي بن الفضل عنه، وعمار وعدي ضعيفان.
(4/ 28 - ب): ... فرواه يحيى بن هاشم السمسار، وكان ضعيفاً.
(4/ 29 - ب): ... قال ذلك أبو قتيبة عنه، وخالفه همام وسعيد، وهما حافظان، فروياه عن قتادة ...
____________________
(1) في الأصل رسمٌ أقرب إلى (سعيد)، ولعل الصواب ما أُثبت.
يتبع - إن شاء الله - .....
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[30 - 04 - 05, 03:17 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك.
وواصل أخي الفاضل هذا الجهد المبارك.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[30 - 04 - 05, 08:41 م]ـ
الأخ (أبا المقداد) ..
بارك الله فيكم.
وقبل أن أواصل، هنا تنبيهان:
الأول: أنني قد أنقل كلاماً في راوٍ مرتين، وذلك لأنه ورد في أكثر من مسألة، أما ما ورد في المسألة نفسها، فأجعله في فقرة واحدة.
الثاني: أن النسخة التي أنقل منها هي التي وضعها الأخ (أبو إسحاق التطواني) على هذا الرابط ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29265) .
------------------
تتمةٌ:
18. (4/ 32 - أ): ... وقد رواه يعلى بن عباد، وهو بغدادي ضعيف ...
19. (4/ 35 - أ): ... وقد اختلف فيه على ليث بن أبي سليم، وليث ليس بقوي ...
20. (4/ 36 - ب): ... والاضطراب فيه من يونس بن خباب، وهو رجل [سوء فيه] (2) شيعية مفرطة، كان يسب عثمان. وذكر الشيخ بن عباد بن العوام (3) أنه سمع يونس بن خباب يحدث بحديث القبر، فزاد فيه: يسأل عن علي، فقال عباد: فقلت له: لم نسمع بهذا، فقال: أنت من هؤلاء الذين يحبون عثمان الذي قتل ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (37 - أ) فقلت له: فقتل واحدة، فلِمَ زوجه الأخرى؟!
21. (4/ 39 - ب): ... ورواه أبو عبد [الرحيم] (4) الجوزجاني محمد بن أحمد بن الجراح، وكان فصيحاً.
¥(43/317)
22. (4/ 41 - أ): ... ورواه عبد المجيد بن أبي رواد، وهو أثبت الناس في ابن جريج ...
23. (4/ 41 - ب): ... قال وكيع عن إسماعيل عن أبي داود عن أنس، وأبو داود هذا هو نفيع بن الحارث الأعمى، وكان ضعيفاً، رماه قتادة بالكذب.
24. (4/ 42 - ب): ... وحماد بن سلمة أثبت الناس في حديث ثابت.
25. (4/ 42 - ب): ... فرواه أحمد بن أبي سليمان القواريري وكان ضعيفاً.
26. (4/ 43 - ب): ... والأزور متروك الحديث عن ثابت.
27. (4/ 45 - ب): ... وسئل عن حديث علي بن زيد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رأيت ليلة أسري بي رجالاً تقرض شفاههم بمقاريض من نار». فقال: حدث به حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس، وخالفه عمر بن قيس سندل، فرواه عن علي بن زيد عن تمامة عن أنس، وهو الصواب، فإن كان عمر بن قيس ضعيفاً فقد أتى بالصواب، لأن هذا معروف برواية ثمامة عن أنس، حدث به مالك بن دينار أيضاً ......
28. (4/ 51 - أ): ... فرواه إبراهيم بن رستم المروزي، وهو مشهور وليس بقوي، عن قيس بن الربيع عن سالم عن مجاهد ... (5).
29. (4/ 51 - ب): ... وقيل: إن ابن أم درهم هو العلاء بن عبد الكريم ...
30. (4/ 51 - ب): ... قيل له (أي: للدارقطني): سماع عمرو بن مرة من ابن عمر صحيح؟ قال: نعم.
31. (4/ 52 - أ): ... وخالفهم أبو [كدينة] (6) يحيى بن المهلب فرواه عن ليث [عن] (7) عبيد الله عن مجاهد عن ابن عمر، وعبيد الله هذا مجهول ...
32. (4/ 52 - ب): ... [الوصافي] (8)، واسمه عبيد الله بن الوليد، متروك ....
33. (4/ 55 - ب): ... وأبو بكر بن أبي عون من الثقات ...
34. (4/ 55 - ب): ... ورواه معمر بن راشد، وإسحاق بن راشد، وليس بأخيه ...
____________________
(2) ما بين المعقوفين غير واضح تماماً في الأصل، وصورته: (سر في)، والمُثبَتُ من مصادر ترجمة يونس.
(3) كذا في الأصل، ولعل الصواب: (وذكر الشيخ عن عباد بن عباد .... )، كما هو في المصادر.
(4) في الأصل: (الرحمن)، والصواب ما أُثبت.
(5) نقل ابن حجر في لسان الميزان (1/ 57) قول الدارقطني هذا، قال: (وقال الدارقطني: «مشهور وليس بالقوي عن قيس بن الربيع». وقال العقيلي .... ). فحصر ضعف ابن رستم في روايته عن قيس فقط، والظاهر من سياق النص في العلل أن قوله: (عن قيس بن الربيع) هو تتمةٌ لذكر سند الرواية، منفصلٌ عن تضعيف إبراهيم بن رستم.
(6) في الأصل رسمٌ أقرب إلى (كرينة)، والصواب ما أُثبت، من المصادر، ومن النسخة نفسها، إذا كتبها الناسخ على الوجه الصحيح بعد أسطر.
(7) في الأصل: (بن)، وكأن السياق يأباه.
(8) في الأصل: (الرصافي)، والتصويب من المصادر.
يتبع - بعون الله - ....
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[01 - 05 - 05, 02:30 ص]ـ
جزاك الله خيراً، ونفع بك.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[03 - 05 - 05, 07:04 ص]ـ
الشيخ (عبد الله المزروع) ..
وإياكم، أحسن الله إليكم ..
تنبيه:
نبهني أَخَوَان فاضلان على أن الكلام في الرواة من الجزء غير المطبوع من العلل تم استخراجه ووضعه في موسوعة أقوال أبي الحسن الدارقطني في رجال الحديث، الموجودةِ للتحميل على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=128915
فلعلي إذاً أتوقف.
وبارك الله في الجميع.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[03 - 05 - 05, 10:51 ص]ـ
واصل يا أبا عبدالله. أنت تستفيد ونحن نستفيد معك وفقك الله.
ـ[بن سالم]ــــــــ[03 - 05 - 05, 01:53 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك، أسأل الله العظيم أن يُعينك
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[04 - 05 - 05, 02:19 م]ـ
الشيخ محمد بن عبد الله.
واصل بارك الله فيك فأنت مستفيد ونحن مستفيدون.
قلت -كتب الله أجرك-:
27. (4/ 45 - ب): ... وسئل عن حديث علي بن زيد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رأيت ليلة أسري بي رجالاً تقرض شفاههم بمقاريض من نار». فقال: حدث به حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس، وخالفه عمر بن قيس سندل، فرواه عن علي بن زيد عن تمامة عن أنس، وهو الصواب، فإن كان عمر بن قيس ضعيفاً فقد أتى بالصواب، لأن هذا معروف برواية ثمامة عن أنس، حدث به مالك بن دينار أيضاً ......
أرجوا أن تنقل ما بقي من السؤال، فمنذ فترة وأنا أبحث في رواية علي بن زيد عن أنس، وي القدر الذي نقلتع فائدة نفيسة؛ فيه إشارة إلى عدم سماعه من أنس، فأرجوا مواصلة النقل.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[04 - 05 - 05, 03:10 م]ـ
بارك الله فيكم ..
ولست - إن شاء الله - بِرَادٍّ طلباً لأبي عبد الحميد، وأبي المقداد، وسأواصل - بعون الله -، لكن صبراً.
أما طلبكم أبا المقداد، فها هو الجواب كاملاً:
(4/ 45 - ب): وسئل عن حديث علي بن زيد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رأيت ليلة أسري بي رجالاً تقرض شفاههم بمقاريض من نار». فقال: حدث به حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس، وخالفه عمر بن قيس سندل، فرواه عن علي بن زيد عن ثمامة عن أنس، وهو الصواب، فإن كان عمر بن قيس ضعيفاً فقد أتى بالصواب، لأن هذا معروف برواية ثمامة عن أنس، حدث به مالك بن دينار أيضاً، ورواه الحسن بن أبي (46 - أ) جعفر، وصدقة بن موسى، والمغيرة بن حبيب، عن مالك بن دينار، عن ثمامة، عن أنس، وهو الصواب.
وروي عن يزيد بن زريع، عن هشام، عن المغيرة، عن مالك، عن أنس. والصحيح: عن مالك بن دينار، عن ثمامة، عن أنس.
انتهى.
وفي المرفقات صورة الورقتين (4/ 45، 46).
¥(43/318)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[21 - 11 - 05, 11:41 م]ـ
" (4/ 19 - ب): ... وتابعه علي بن الحسن الشامي، وكان ضعيفاً ".
صوابه: علي بن الحسن السامي، والله أعلم.
http://www.alsunnah.com/Search.aspx?Text=" علي%20بن%20الحسن%20السامي"
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[22 - 11 - 05, 01:00 ص]ـ
" (4/ 19 - ب): ... وتابعه علي بن الحسن الشامي، وكان ضعيفاً ".
صوابه: علي بن الحسن السامي، والله أعلم.
الشيخ أبا عبد الحميد ..
بارك الله فيكم.
والعهدة على ناسخ المخطوطة، فقد أعجمها! (ابتسامة)
وإن كانت بعض المصادر (الإلكترونية!) تعجمها أيضًا.
ولم أعثر على هذه الفقرة في النسخة الهندية، لخطإٍ - فيما يبدو - في التجليد، فإن النصوص السابقة لهذه الفقرة في الهندية في (4/ 33 - أ)، والنصوصَ اللاحقةَ لها في (4/ 39 - ب)، فالله أعلم.
وسأضع الآن ما قد جهز عندي تكملةً للموضوع، ولعل الله ييسر فيما بعد إتمامًا.
------------------
تتمة:
35. (4/ 56 - ب): ... والمحفوظ عن أبي عوانة عن يزيد بن أبي زياد. ورواه ثوير بن أبي فاختة عن مجاهد عن ابن عمر موقوفاً. وثوير ويزيد ضعيفان.
36. (4/ 56 - ب): ... وثوير ضعيف.
37. (4/ 58 - أ): ... ورواه شيخ من أهل خراسان يقال له: عبد الله بن كيسان، لم يكن بالقوي ...
38. (4/ 58 - ب): ... فرواه يحيى بن سليم الطائفي عن عمران بن مسلم عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، ووهم فيه، وكان كثير الوهم في الأسانيد ... ... وقد قيل: إن عمران بن مسلم هذا ليس بعمران القصير، ذكره أبو عيسى محمد بن سورة الحافظ عن البخاري، وهو عندي عمران القصير، والله أعلم. قال الشيخ: ليس فيه شك.
39. (4/ 59 - أ): ... عن يحنس مولى الزبير (9)، وكنيته: أبو موسى ... ... من قال: عن أبي موسى فإنما أراد يحنس مولى أبي موسى (10).
40. (4/ 60 - أ): ... وأبو سفيان المدني هذا: سليمان بن سفيان الجهني، مدني ليس بالقوي، [يتفرد] (11) بما لا يتابع عليه.
41. (4/ 65 - أ): ... وثوير، قال الثوري: من أركان الكذب.
42. (4/ 65 - أ): ... والمحفوظ حديث الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن عمر، وهو مرسل، لم يسمع يزيد بن أبي حبيب عن ابن عمر، ولا سمع من أحد من الصحابة إلا عن [عبد] (12) الله بن جزء.
43. (4/ 73 - ب): ... فرواه سماك بن حرب عن سعيد بن جبير مرفوعاً ... ولم يرفعه غير سماك، وسماك سيئ الحفظ.
44. (4/ 74 - ب): ... ولم يرفعه إلا عمر بن شبيب المسلي، وهو من أهل الكوفة، حديثه ضعيف، وهو من بني مسلية ...
____________________
(9) كذا في الأصل، وفي المصادر: (مولى مصعب بن الزبير)، ولعله سقط (ابن).
(10) كذا في الأصل، ولعل الصواب: (يحنس بن أبي موسى)، أو (يحنس مولى ابن الزبير).
(11) غير واضحة في المصرية، والإثبات من الهندية (4/ 100 - أ).
(12) في الأصل: (عبيد)، والتصويب من المصادر.
ـ[ابو العز السلمى]ــــــــ[29 - 11 - 05, 10:49 م]ـ
مجهود عظيم ..
جزاك الله خيرا(43/319)
هل هذا حديث: (ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها)؟
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[30 - 04 - 05, 12:52 م]ـ
مشايخنا الكرام ....
هذا الخبر كنت أبحث عنه منذ مدة من الوقت، و قد أكثر من يأمون الناس فى الصلاة من ذكره قبل الصلاة ...
فبحث عنه كثيرا فلم اره ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم ...
فهل ثبت ذلك عن النبى صلى الله عليه و سلم أو عن أحد من السلف؟؟
و جزاكم الله خيرا ....
ـ[راشد]ــــــــ[30 - 04 - 05, 01:20 م]ـ
عن عمار بن ياسر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها
أخرجه أبو داود والنسائي وابن حبان
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[30 - 04 - 05, 01:46 م]ـ
هذه اللفظة ليست مرفوعة وإنما هي من كلام الإمام الثوري
روى أبو نعيم في الحلية:
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن أحمد بن معدان ثنا أحمد بن محمد البغدادي قال سمعت بشر بن الحارث يقول قال قاسم الجرمي سمعت سفيان الثوري يقول يكتب للرجل من صلاته ما عقل منها.
وجاء في تخريج أحاديث الإحياء:
ديث " إن عمار بن ياسر صلى صلاة فأخفها فقيل له: خففت يا أبا اليقظان فقال: هل رأيتموني نقصت من حدودها شيئا؟ قالوا: لا قال: إني بادرت سهو الشيطان إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن العبد ليصلي الصلاة لا يكتب له نصفها. ولا ثلثها ولا ربعها ولا خمسها ولا سدسها ولا عشرها " وكان يقول: " إنما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها "
أخرجه أحمد بإسناد صحيح وتقدم المرفوع عنه وهو عند أبي داود والنسائي، (قال مصطفى: يقصد الأول منهما)
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[30 - 04 - 05, 03:31 م]ـ
كلام الثوري في الحلية 7/ 61
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[30 - 04 - 05, 04:23 م]ـ
الأخ مصطفى الفاسى ..
أخرجه أحمد بإسناد صحيح وتقدم المرفوع عنه وهو عند أبي داود والنسائي، (قال مصطفى: يقصد الأول منهما)
حفظك الله لم أفهم مرادك .. هلّا بيّنته لى
يعنى هل هذا من كلام النبىّ أم لا"؟؟
صلى الله عليه و سلّم
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[30 - 04 - 05, 05:36 م]ـ
قصدت بالأولى:
" إن العبد ليصلي الصلاة لا يكتب له نصفها. ولا ثلثها ولا ربعها ولا خمسها ولا سدسها ولا عشرها "
هذه هي التي عند أحمد وغيره
أما قوله: وكان يقول: " إنما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها "
فليس في أحمد ولا في غيره بهذا اللفظ والله أعلم
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[30 - 04 - 05, 08:00 م]ـ
مشايخنا الكرام ...
جزاكم الله عنا خير الجزاء .....
أخى مصطفى الفاسى .... بارك الله بك ...
معذرة أخى هناك نقطه لم أفهمها ....
وكان يقول: " إنما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها "
من الذى كان يقول؟ و أين وردت هذه العباره؟
و هل من قالها هنا هو عمار بن ياسر رضى الله عنه؟
أم أنها منسوبه للنبى صلى الله عليه و سلم؟
أعتذر يا أخى عن الإطاله و جزاك الله عنى خير الجزاء
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[30 - 04 - 05, 11:21 م]ـ
- الأثر نسبه شيخ الإسلام في فتاواه لابن عباس في غير ما موضع. وكذلك ابن القيم في مدارج السالكين (1/ 112) و (1/ 525)
وللأسف لم أعثر على هذا الأثر في كتب المتون ولا زلت أبحث
- أما ما ينسب إلى عمار فهو عند ابن المبارك في الزهد ص459
عن شريك عن جابر عن أبي جعفر عنه قال "لا يكتب للرجل من صلاته ما سها عنه"
ولم أجد أثرا لعمار بمثل لفظ ابن عباس،
ولا أقول أن الحافظ العراقي قد وهم رحمه الله في نسبته لعمار بذلك اللفظ، فلعله في ما فُقد من الكتب
- لكن ما أنا متأكد منه أن لفظ "ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها" ليس مرفوعا إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
والله أعلم.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[01 - 05 - 05, 12:01 ص]ـ
أخى الفاضل مصطفى الفاسى ....
جزاك الله خير الجزاء و نفعنا بعلمك ....
إذن الصحيح أنه ليس مرفوعا إلى النبى صلى الله عليه و سلم .....
السؤال الآن هل ما ذكرته فى المشاركه السابقه يدل على أن سفيان الثورى رحمه الله لم يكن أول من قال هذا الأثر ... ؟؟
و أنه قد نقله عن أحد من الصحابه رضوان الله عليهم؟؟
أم أن هذا غير وارد و الثابت أن قائل الأثر هو الثورى رحمه الله و لم ينقله عن أحد من الصحابه؟؟
أعلم أنى قد أكثرت من السؤال ... فسامحنى يا أخى و أسأل الله أن يجزيك خيرا .....
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[01 - 05 - 05, 01:06 ص]ـ
فائدة:
- قال النيسابوري في تفسيره (18/ 5) ط دار المعرفة 1992، مطبوع بحاشية تفسير الطبري.:
: وادعى عبد الواحد بن زيد إجماع العلماء على أنه ليس للعبد إلا ما عقل من صلاته، ومما يدل على صحة هذا القول قوله سبحانه: " أفلا يتدبرون القرآن" والغفلة تضاد الذكر ولهذا قال: " ولا تكن من الغافلين ". اهـ
- وقال الغزالي في الإحياء: (1/ 161)
"وقال عبد الواحد بن زيد أجمعت العلماء على أنه ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها فجعله إجماعا وما نقل من هذا الجنس عن الفقهاء المتورعين وعن علماء الآخرة أكثر من أن يحصى" اهـ
¥(43/320)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[01 - 05 - 05, 01:24 ص]ـ
- ولا تنس أخي أبا شعبة الأثري -حفظك الله- أن عبد الواحد بن زيد هو أبو عبيدة القاص البصري:
روى عن الحسن وعبادة بن نسي وعطاء وزيد بن أسلم وغيرهم
وروى عنه أبو داود الطيالسي وزيد بن الحباب والنضر بن شميل وقرة بن حبيب ومسلم بن إبراهيم وغيرهم
- قالوا عنه:
قال يحيى ليس بشيء
وقال البخاري والنسائي والفلاس متروك الحديث
وقال أبو حاتم الرازي ضعيف بمرة
وقال الدارقطني ضعيف
وسئل عنخ أبو داود فقال: ليس بشيء
وقال الجوزجاني سيء المذهب ليس من معادن الصدق
وقال يعقوب بن سفيان ضعيف
وقال يعقوب بن شيبة صالح متعبد ضعيف الحديث ليس له علم بالحديث
وقال بن معين ليس بشيء
وقال عمرو بن علي كان قاصا متروك الحديث
قال أبو عمرو بن عبد البر اجمعوا على ضعفه
هذا وقد ذكره ابن حبان في الثقات.
قال مصطفى غفر الله له:
- إذن دعواه الإجماع هذه محل نظر وخصوصا أن الخلاف في الخشوع في الصلاة أمر مشتهر بين العلماء، والقول بالوجوب مذهب قوي قال به شيخ الإسلام ابن تيمية وهي إحدى الروايتين عن أحمد، وذهب الإمام النووي وابن حجر إلى السنية ولعله هو قول الجمهور.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[01 - 05 - 05, 02:10 ص]ـ
بارك الله بك شيخنا مصطفى الفاسي و أثابك الجنة ....
جزاك الله خيرا على ما أمتعتنا به من فوائد.
إذن الثابت أنه من كلام الثوري في الحلية 7/ 61 كما قلت و كما قال الشيخ أبو عبد الباري -جزاه الله خيرا- .....
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[02 - 05 - 05, 01:56 م]ـ
الحديث ذكره الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف في آخر القسم الأول من البدائل المستحسنة لضعيف ما اشتهر على الألسنة، قال: (القسم الثاني إن شاء الله). وذكره رقم (42) وقال:
لم يرد بهذا اللفظ، وضعيف بغيره.
وكونه لم يضعه في تبييض الصحيفة ووضعه في البدائل يفهم منه أنه لا يصح (عنده) عن الثوري لأنه لو صح عن الثوري لكن من شرط التبييض. والله أعلم(43/321)
تخريج قصيدة طبت في الظلال ....
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[03 - 05 - 05, 12:23 ص]ـ
قال العباس بن عبد المطلب: يارسول الله اريد ان امتدحك فقال: قل، لا يفضض الله فاك. فقال العباس:
من قبلها طبت في الظلال وفي مستودع حيث يخصف الورق
ثم هبطت البلاد لا بشر انت ولامضغة ولا علق
بل نطفة تركب السفين وقد ألجم نسرا واهله الغرق
تنقل من صالب الى رحم اذا مضى عالم بدا طبق
حتى احتوى بيتك المهيمن من خندف علياء تحتها النطق
وانت لما ولدت اشرقت الأرض وضاءت بنورك الافق
فنحن في ذلك الضياء وفي النور وسبل الرشاد نخترق
القصيدة أخرجها الطبراني في المعجم الكبير (4/ 213)، و الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3/ 326)، من طريق:
(زكريا بن يحيى الخزاز ثنا عم أبي زحر بن حصين عن جده حميد بن منهب قال سمعت جدي خريم بن أوس بن حارثة بن لام رضي الله عنه يقول هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه من تبوك فأسلمت فسمعت العباس بن عبد المطلب يقول يا رسول الله إني أريد أن أمتدحك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل لا يفضفض الله فاك قال فقال العباس .... ).
قال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (3/ 409) بعد أن ذكر رواية أنها من شعر حسان بن ثابت: (هذا حديث غريب جدا المحفوظ أن هذه الأبيات للعباس رضي الله تعالى عنه).
وتعقبه الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 259) فقال: (قلت بل منكر جدا والمحفوظ أن هذه الأبيات للعباس رضي الله عنه ثم أوردها من حديث أبي السكن زكريا بن يحيى الطائي كما تقدم، قلت ومن الناس من يزعم أنها للعباس بن مرداس السلمي فالله أعلم
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (2/ 103): (قال الحاكم رواته أعراب ومثلهم لا يضعفون قلت ولكنهم لا يعرفون).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 218): (رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم).(43/322)
حديث الذي يشتكي الفقر فنصحه النبي صلى الله عليه وسلم بالزواج
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[03 - 05 - 05, 10:20 ص]ـ
حديث أن رجلاً جاء إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يشتكي الفقر فنصحه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يتزوج فتزوج الرجل، ثم عاد إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يشتكي الفقر فنصحه بالزواج فتزوج وتكرر الأمر وبعد الزواج من الرابعة كانت الرابعة تغزل وتبيع فغارت زوجاته الثلاثة وتعلمن الغزل منها وبدأ الرجل يبيع ما تصنعه زوجاته الأربع فأصبح غنياً
هل يوجد عند أحد الأخوة زيادة بارك الله فيكم.
هذا الحديث لم أقف عليه مطولاً هكذا على شهرته، وإنما وقفت على ما أخرجه الخطيب في تاريخه (1/ 365) من طريق سعيد بن محمد المدني عن ابن المنكدر عن جابر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: جاء رجل إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يشكو إليه الفاقة، فأمره أن يتزوج.
وأورده الذهبي في الميزان (3/ 226) ترجمة سعيد بن محمد المدني، ونقل عن أبي حاتم قوله: سعيد ليس حديثه بشيء.
وأخرج الثعلبي – كما في تخريج أحاديث الكشاف (2/ 444) - بإسناده إلى ابن عجلان، أن رجلاً أتى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فشكا إليه الحاجة، فقال له: "عليك بالباءة".
قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة: هذا معضل.
وفي الباب بأسانيد ضعيفة: "التمسوا الرزق بالنكاح".
"تزوجوا النساء؛ فإنهن يأتينكم بالمال".
"عليكم بالتزويج فإنه يحدث الرزق".
انظر المقاصد الحسنة (ص 108، 162)، وكشف الخفاء (1/ 202 – 203، 361) والسلسلة الضعيفة (2487، 3400).
وفي الباب آثار موقوفة عن أبي بكر، وعمر، وابن مسعود، وغيرهم – رضي الله عنه - عند عبد الرزاق في مصنفة (10385)، والطبري في تفسيره (9/ 311)، وانظر الدر المنثور (6/ 173)، والمصادر السابقة.
وفي معنى الحديث ما أخرجه أحمد (9631)، والترمذي (1655)، وابن حبان (4030)، وغيرهم، من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعاً: "ثلاثة حق على الله عونهم؛ المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف". قال الترمذي: حديث حسن.
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[04 - 05 - 05, 02:58 م]ـ
للرفع
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[05 - 05 - 05, 02:27 م]ـ
هل وقف أحد في تخريجه على زيادة مما كتب؟
ـ[هشام المصري]ــــــــ[05 - 05 - 05, 02:52 م]ـ
هل كل ما أوردته من أحاديث ضعيف يا اخ محمود؟
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[05 - 05 - 05, 04:25 م]ـ
بارك الله فيك أيها الشيخ المصري.
إن كنت تقصد قولي ((وفي الباب بأسانيد ضعيفة: "التمسوا الرزق بالنكاح".
"تزوجوا النساء؛ فإنهن يأتينكم بالمال".
"عليكم بالتزويج فإنه يحدث الرزق".
انظر المقاصد الحسنة (ص 108، 162)، وكشف الخفاء (1/ 202 – 203، 361) والسلسلة الضعيفة (2487، 3400).))
فهي ضعيفة وتفصيل ضعفها في المصادر المشار إليها.
أما الآثار فلم أتعرض لها.
والحديث الأخير الكلام فيه واضح، وحسنه الترمذي وصححه غير واحد.
أما غير ذلك فعليك التوضيح.
ويصحح المقاصد الحسنة (ص 108، 162) إلى: المقاصد الحسنة (ص 108) (162)
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[07 - 05 - 05, 09:07 ص]ـ
للرفع
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[09 - 05 - 05, 12:22 م]ـ
للرفع
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[08 - 06 - 05, 05:28 م]ـ
ويضاف:
قال تعالى:
{32 - 33} {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}
قال الشيخ السعدي رحمه الله:
وقوله: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ} أي: الأزواج والمتزوجين {يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} فلا يمنعكم ما تتوهمون، من أنه إذا تزوج، افتقر بسبب كثرة العائلة ونحوه، وفيه حث على التزوج، ووعد للمتزوج بالغنى بعد الفقر. {وَاللَّهُ وَاسِعٌ} كثير الخير عظيم الفضل {عَلِيمٌ} بمن يستحق فضله الديني والدنيوي أو أحدهما، ممن لا يستحق، فيعطي كلا ما علمه واقتضاه حكمه.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[08 - 06 - 05, 07:28 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم.
ـ[بهاء الدين السماحي]ــــــــ[30 - 10 - 09, 06:20 م]ـ
هل أورد قصصا من ضعيفة ولا تثبت وأضعها هنا؟
وهل شرط أن تكون قد ورد ذكرها في المنتدى؟
وإن كانت الأولى فخذ هذه
قصة الحمامة والعنكبوت المشهورة في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم
سندها ضعيف ولا يصح الاستلال بها
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[16 - 10 - 10, 09:57 ص]ـ
للفائدة
((ما صحة حديث)) شكى للنبى صلى الله عليه وسلم فقره، فأمره بالزواج.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=139132
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=224545(43/323)
أسئلة عن صحة بعض الأحاديث لفضيلة الشيخ (العلوان)
ـ[الشمري12]ــــــــ[03 - 05 - 05, 09:11 م]ـ
أسئلة
عن صحة بعض الأحاديث
لفضيلة الشيخ
سليمان بن ناصر العلوان
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان أيده الله ورفع ذكره آمين.
نسمع من العامة أحاديث ولا نعرف صحتها فرأينا الكتابة لجنا بكم لتوافونا بدرجتها.
وهي
1 - يس لما قرأت له
2 - تكبيرة الإحرام خير من الدنيا وما فيها
3 - إنّ الله لا ينظر إلى الصف الأعوج
4 - ((جنبوا مساجدكم صبيانكم))
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الأخبار ماعدا الأخير ليس لها أصل والجزم بنسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قول بلا علم وأهل العلم متفقون على تحريم رواية الأحاديث المنكرة والباطلة ومتفقون على تحريم القول على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم بلا علم مثلُ أن يروي عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أحاديث منكرة ويجزم بصحتها وهو لا يعلم وقد روى البخاري في صحيحه (3509) عن علي بن عياش حدثنا حَريز قال حدثني عبد الواحد بن عبد الله النصري قال سمعتُ واثلة بن الأسقع يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من أعظم الفِرى أن يدَّعي الرجل إلى غير أبيه أو يُري عينه مالم تر أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم مالم يقل)).
وحديث (جنبوا مساجدكم صبيانكم و مجانينكم ... ) رواه ابن ماجه في سننه (750) من طريق الحارث بن نبهان حدثنا عتبة بن يقظان عن أبي سعيد عن مكحول عن واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم به وهذا الحديث منكر.
الحارث بن نبهان متروك الحديث قاله أبو حاتم والنسائي.
وقال البخاري منكر الحديث.
وقد روى له الترمذي (1775) حديث أبي هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتعل الرجل وهو قائم)). وقال لا يصح عند أهل الحديث والحارث بن نبهان ليس عندهم بالحافظ.
ورُوي الحديث من طريق أبي نُعيم النخعي ثنا العلاء بن كثير عن مكحول عن أبي الدرداء وعن واثلة وعن أبي أمامة رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((جنبوا مساجدكم ... )) رواه البيهقي في السنن (10/ 103) وقال – العلاء بن كثير هذا شامي منكر الحديث .. )
وقال الإمام العقيلي في الضعفاء [3/ 347] حدثني آدم بن موسى قال سمعت البخاري قال: العلاء بن كثير عن مكحول: منكر الحديث.
وأسند العقيلي حديثه هذا وقال عَقِبه [الرواية فيها لين].
ورواه ابن عدي في الكامل (4/ 1435) من طريق عبد الله بن مُحَرَّر عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جنبوا مساجدكم .... الحديث وفيه نكارة.
عبد الله بن محرر متروك الحديث قاله النسائي وغيره وقال ابن عدي رواياته غير محفوظة.
وتفرده عن أقرانه بالرواية عن يزيد غير محتمل فالحديث منكر ولا يصح في الباب شيء.
وقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم للصبيان بدخول المساجد وفعل ذلك بنفسه حين صلى بالمسلمين وهو حامل أُمامة بنت زينب. رواه البخاري ومسلم من حديث أبي قتادة ... غير أنه يُتقى أذاهم للمصلين وكثرة اللغط والعبث الباعث على التشويش على الراكعين الساجدين والله أعلم.
قاله
سليمان بن ناصر العلوان
6/ 3 / 1421 هـ
صحة حديث لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس وسط الحلقة
فضيلة الشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان أمدّ الله في عمره على عمل صالح.
قرأت في أحد الكتب حديث حذيفة ((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس وسط الحلقة)).
فتعاظمت هذا الوعيد في مثل هذا العمل اليسير فقلت أكتب لفضيلتكم تبينون درجته فإن صح عندكم فما معناه؟.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث رواه أبو داود في سننه (4826) حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبان حدثنا قتادة حدثني أبو مجلز عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من جلس وسط الحلقة)).
ورواه أحمد (5/ 384) والترمذي (2753) والحاكم (4/ 281) من طريق شعبة عن قتادة نحوه.
وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وصححه الحاكم وفيه نظر.
فالحديث رواته ثقات غير أنَّ أبا مجلز لا حق بن حميد لم يسمع من حذيفة قاله يحيى بن معين.
وقال الإمام أحمد رحمه الله حدثنا حجاج بن محمد قال قال شعبة لم يدرك أبو مجلز حذيفة (العلل رقم 788).
¥(43/324)
فأصبح الحديث ضعيفاً وهو ليس على ظاهره اتفاقاً.
وقد تأوله قوم على الرجل السفيه الذي يقيم نفسه مقام السخرية ليكون ضحكة بين الناس.
وتأوله آخرون على من يأتي حلقة قوم فيتخطى رقابهم ويقعد وسطها ولا يقعد حيث انتهى به المجلس فلعن للأذى.
وتأولته طائفة ثالثة بتأويل آخر.
ولا يصح من هذه التأويلات شيء وقد علمتَ أن الحديث معلول فلا يؤخذ منه حكم.
*************
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله
قرأت في أحد كتب الشيخ الألباني رحمه الله أنه صحح حديث عائشة (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام وهو جنب ولا يمس ماء).
وقد سمعت من بعض العلماء أن هذا الحديث لا يصح فأحببت أن أرفع هذا السؤال لفضيلتكم لمعرفة الصحيح من ذلك والله أسأل أن يسدّد خطاكم وينفع فيكم القاصي والداني.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث رواه أبو داود الطيالسي (1397) وأحمد في مسنده (6/ 43) وأبو داود (228) والترمذي (118) وابن ماجة (581) وغيرهم من طريق أبي إسحاق السبيعي عن الأسود عن عائشة قالت. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام وهو جنب ولا يمس ماء).
وهو معلول أخطأ فيه أبو إسحاق واضطرب فيه ولم يأت به على وجهه الصحيح وقد رواه غير واحد عن الأسود عن عائشة بلفظ آخر فقد خرّج مسلم في صحيحه من طريق إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان جنباً أراد أن يأكل أو ينام توضأ وضوءَه للصلاة)) وهذا هو المحفوظ.
وقد ذكر أبو داود في سننه (228) عن يزيد بن هارون أنه قال هذا الحديث وهم يعني حديث أبي إسحاق. وقال الإمام أحمد (ليس صحيحاً) وقال أبو عيسى الترمذي في جامعه (وقد روى عن أبي إسحاق هذا الحديث شعبة والثوري وغير واحد ويرون أن هذا غلط من أبي إسحاق).
وهذا لا خلاف فيه بين أئمة الحديث حكى اتفاقهم غير واحد.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في الفتح (1/ 362) وهذا الحديث مما اتفق أئمة الحديث من السلف على إنكاره على أبي إسحاق منهم إسماعيل بن أبي خالد وشعبة ويزيد بن هارون وأحمد بن حنبل وأبو بكر بن أبي شيبة ومسلم بن الحجاج وأبو بكر الأثرم والجوزجاني والترمذي والدارقطني.
وقال أحمد بن صالح المصري الحافظ: لا يحل أن يُروى هذا الحديث – يعني أنه خطأ مقطوع به فلا تحل روايته دون بيان علته.
وأما الفقهاء المتأخرون: فكثير منهم نظر إلى ثقة رجاله فظن صحته.
وهؤلاء يظنون أن كل حديث رواه ثقة فهو صحيح ولا يتفطنون لدقائق علم علل الحديث. ووافقهم طائفة من المحدثين كالطحاوي والحاكم والبيهقي ... ).
وتبعهم على ذلك بعض أهل عصرنا وجزموا بصحة الخبر معتمدين على ظاهر إسناده وثقة رواته وهذه غفلة عن دقائق علم العلل ومخالفة لصنيع أئمة هذا الشأن الذين أطبقوا على خطأ أبي إسحاق واضطرابه في ذلك وتفرده عن الثقات والله أعلم.
*************
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله
ما صحة الحديث الوارد (صلاة بسواك أفضل من سبعين صلاة بغير سواك؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب: هذا الحديث لا يصح ولا يثبت له إسناد وقد رواه أحمد في مسنده (6/ 272) من طريق محمد بن إسحاق قال وذكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (فضل الصلاة بسواك على الصلاة بغير سواك سبعين ضعفاً).
ورواه ابن خزيمة في صحيحه (137) غير أنه قال إن صحّ الخبر وقال (أنا استثنيت صحة هذا الخبر لأني خائف أن يكون محمد بن إسحاق لم يسمع من محمد بن مسلم وإنما دلسه عنه.
وقال عبد الله بن الإمام أحمد قال أبي إذا قال ابن إسحاق وذكر فلان فلم يسمعه.
وقال الإمام يحيى بن معين: لا يصح هذا الحديث وهو باطل.
وقال البيهقي رحمه الله في السنن (1/ 38) وهذا الحديث أحد ما يخاف أن يكون من تدليسات محمد بن إسحاق وأنه لم يسمعه من الزهري وقد رواه معاوية بن يحيى الصدفي عن الزهري وليس بالقوي. ورُوي من وجه آخر عن عروة عن عائشة ومن وجه آخر عن عمرة عن عائشة فكلاهما ضعيف).
وقد جاء للحديث شواهد من حديث ابن عباس رواه أبو نعيم.
ومن حديث جابر رواه أبو نعيم أيضاً.
ومن حديث ابن عمر رواه أبو نعيم.
¥(43/325)
ولا يصح من هذه الأحاديث شيء ولا ترتقي إلى درجة الحسن لغيره.
فإن هذا الثواب الكبير لا يمكن قبوله بمثل هذه الأسانيد الضعيفة.
ولعل هذا من أسرار حكم الأئمة على هذا الخبر بالضعف تارة وبالبطلان تارة أخرى والله أعلم.
قاله
سليمان بن ناصر العلوان
13/ 9 / 1421 هـ
صحة الحديث: أقامها الله وأدامها
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان
أنا أقرأ في كتب الفقهاء فأرى كثيراً منهم يستحب أن يُقال في لفظ الإقامة أقامها الله وأدامها. ويذكرون في ذلك حديثاً وهو معروف لدى فضيلتكم فما صحته؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي السائل اعلم أن الاستحباب حكم شرعي، والأحكام الشرعية من واجبات ومندوبات ومحرمات ومكروهات لا تقوم إلا على أدلة صحيحة فلا يمكن اثبات حكم بدون دليل محفوظ.
وقد اعتاد الفقهاء التساهل في ذلك فيثبتون الاستحباب بحديث ضعيف والكراهية بمثل ذلك وأشد.
وقد تفاقم الأمر في العصور المتأخرة فترى الأحاديث الضعيفة والمنكرة والأخبار الواهية في كتب العقائد والتفاسير وأحكام الحلال والحرام. وأعظمُ من ذلك الجزم بنسبة ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا خطر عظيم وذنب كبير.
وقولكم [ويذكرون في ذلك حديثاً] هذا الحديث ضعيف رواه أبو داود (528) من طريق محمد بن ثابت العبدي حدثني رجل من أهل الشام عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة أو عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن بلالاً أخذ في الإقامة فلما أن قال: قد قامت الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم ((أقامها الله وأدامها)) وقال في سائر الإقامة كنحو حديث عمر رضي الله عنه في الأذان.
وفي هذا الحديث ثلاثُ علل.
أولاها: محمد بن ثابت العبدي قال عنه النسائي ليس بالقوي وقال أبو داود ليس بشيء.
الثانية: الإبهام فلم يسم العبدي شيخه في الإسناد
الثالثة: شهر بن حوشب مختلف فيه وقد قال ابن عون ((إن شهراً نزكوه. أي طعنوا فيه وقال النسائي ليس بالقوي.
وقال الترمذي عن البخاري. شهر حسن الحديث وقال الإمام أحمد. لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب.
وقال الدار قطني. يخرّج من حديثه ما روى عنه عبد الحميد بن بهرام.
والناظر في أحاديث شهر لا يشك أنه سيء الحفظ يضطرب في الأحاديث والله أعلم.
والحديث ضعفه النووي في المجموع (3/ 122) وابن حجر في التلخيص (1/ 211).
بيد أن النووي رحمه الله قال (لكن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال باتفاق العلماء ... ).
وهذا غير صحيح وليس في المسألة اتفاق. فظاهر كلام الإمام مسلم في مقدمة صحيحه أنّ أحاديث الفضائل لا تُروى إلا عمّن تُروى عنه أحاديث الأحكام.
وهذا ظاهر كلام ابن حبان في مقدمة كتابه المجروحين ورجحه الإمام بن حزم رحمه الله.
وقال شيخ الإسلام في الفتاوى (1/ 250) ولا يجوز أن يعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ليس صحيحة ولا حسنة لكن أحمد بن حنبل وغيره من العلماء جوّزوا أن يُروى في فضائل الأعمال مالم يعلم أنه ثابت إذا لم يعلم أنه كذب وذلك أن العمل إذا علم أنه مشروع بدليل شرعي ورُوي حديث لا يعلم أنه كذب جاز أن يكون الثواب حقاً ولم يقل أحد من الأئمة إنه يجوز أن يجعل الشيء واجباً أو مستحباً بحديث ضعيف ومن قال هذا فقد خالف الإجماع وهذا كما أنه لا يجوز أن يحرم شيء إلا بدليل شرعي ولكن إذا عُلم تحريمه ورُوي حديث في وعيد الفاعل له ولم يعلم أنه كذب جاز أن يرويه، فيجوز أن يروي في الترغيب والترهيب ما لم يعلم أن كذب ولكن فيما علم أن الله رغب فيه أو رهب منه بدليل آخر غير هذا الحديث المجهول حاله.
وهذا كالإسرائيليات يجوز أن يُروى منها ما لم يعلم أنه كذب للترغيب والترهيب فيما علم أن الله تعالى أمر به في شرعنا ونهى عنه في شرعنا فأما أن يثبت شرعاً لنا بمجرد الإسرائيليات التي لم تثبت فهذا لا يقوله عالم ولا كان أحمد بن حنبل ولا أمثاله من الإئمة يعتمدون على مثل هذه الأحاديث في الشريعة. ومن نقل عن أحمد أنه كان يحتج بالحديث الضعيف الذي ليس بصحيح ولا حسن فقد غلط عليه .... ).
والمنقول عن أهل العلم من الخلاف في هذه المسألة أكثر من ذلك.
ودعوى النووي رحمه الله من الاتفاق على العمل بالأحاديث الضعيفة في الفضائل غير صحيحة والخلاف محفوظ.
¥(43/326)
والمنقول عن الصحابة والتابعين عدم التفريق فالكل شرع من الله فلا تصح المغايرة بدون دليل ولا أعلم عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم أنه تساهل في المرويات بالفضائل أو الترهيب دون ماعداها.
وقد روى البخاري (2062) ومسلم (14/ 130 – شرح النووي) من طريق عبيد بن عمير ((أن أبا موسى الأشعري استأذن على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلم يؤذن له، وكأنه كان مشغولاً فرجع أبو موسى ففرغ عمر فقال: ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس؟ ائذنواله. قيل قد رجع فدعاه، فقال: كنا نؤمر بذلك فقال: تأتيني على ذلك بالبينة. فانطلق إلى مجلس الأنصار فسألهم، فقالوا: لا يشهد لك على هذا إلا أصغرنا أبو سعيد الخدري.
فذهب بأبي سعيد الخدري فقال عمر: أخفي عليَّ هذا من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أم ألهاني الصفق بالأسواق (يعني الخروج للتجارة).
وقد كان قصد عمر رضي الله عنه بطلب البينة التثبت لئلا يتسارع الناس إلى رواية الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون ضبط ولا تحري وفي بعض رواياته في صحيح مسلم (إنما سمعت شيئاً فأحببت أن أتثَبت).
قاله
سليمان بن ناصر العلوان
6/ 5 / 1421 هـ
صحة ما يروى - الغناء ينبت النفاق في القلب
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله
هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الغناء ينبت النفاق بالقلب كما يُنبتُ الماءُ البقل))؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث رواه البيهقي في شعب الإيمان (4/ 279) من طريق محمد بن صالح الأشج أنا عبد الله بن عبد العزيز بن أبي روّاد حدثنا إبراهيم من طهمان عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
وهذا إسناده منكر تفرد به عبد الله بن عبد العزيز وأحاديثه منكرة قاله أبو حاتم وغيره.
وقال ابن الجنيد. لا يُساوي شيئاً يحدّث بأحاديث كذب.
ورواه ابن عدي في الكامل (1590) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمري عن أبيه سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
وهذا إسناده ضعيف جداً. وقد اتفق الحفاظ على تضعيف عبد الرحمن بن عبد الله العُمري.
قال الإمام أحمد رحمه الله. ليس بشيء.
وقال النسائي متروك الحديث.
ورواه أبو داود في سننه (4927) من طريق سلاّم بن مسكين عن شيخ شهد أبا وائل في وليمة فجعلوا يلعبون. يتلعبون يغنون فحلَّ أبو وائل حُبْوته وقال سمعت عبد الله يقول. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول (إن الغناء ينبت النفاق في القلب).
وهذا إسناده ضعيف مداره على الشيخ المجهول ولا يحتج به.
وقد ورد موقوفاً على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه رواه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 223) من طريق غندر عن شعبة عن الحكم عن حماد عن إبراهيم قال قال عبد الله بن مسعود فذكره.
ورواته ثقات ولا يضر الانقطاع بين إبراهيم وعبد الله فقد صح عن الأعمش أنه قال قلت لإبراهيم أسند لي عن ابن مسعود؟
فقال إبراهيم. إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله فهو الذي سمعت وإذا قلت: قال عبد الله فهو عن غير واحد عن عبد الله) رواه أبو زرعة في تاريخ دمشق وابن سعد في الطبقات.
قال ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان (1/ 248) هو صحيح عن ابن مسعود من قوله).
وهذا الأثر ليس هو الدليل الوحيد على تحريم الأغاني والموسيقى.
فهناك أدلة كثيرة من المرفوع والموقوف تفيد تحريم الغناء المقرون بالمعازف والمزامير وقد اتفق أكثر أهل العلم على ذلك.
وبالغ القاضي عياض فزعم الإجماع على كفر مستحله وفيه نظر. بيد أن فتاوى الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة على التحريم وقد عدّه غير واحد من أهل العلم كبيرة من الكبائر.
وقال الإمام مالك رحمه الله (إنما يفعله عندنا الفساق .. ).
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في الإغاثة (1/ 228) ولا ينبغي لمن شمَّ رائحة العلم أن يتوقف في تحريم ذلك. فأقل ما فيه أنه من شعار الفساق وشاربي الخمور ... ).
¥(43/327)
وفي هذه الأزمنة امتد أمر الغناء وأدخلت عليه محسنات كثيرة فغمر المجالس والمحافل وازداد عشاقه فصار تجارة الفساق وأصبح ظاهرة في كثير من البلاد يشترك فيه الرجال والنساء فيقفون أمام الملأ في المسارح والأندية الرياضية والصالات المغلقة يغنون بالفحش والخنا ويدعون للفسوق والانحراف والرذيلة والخلاعة وأمثال ذلك من العظائم المعلوم قبحها بالفطر السليمة والعقول الصحيحة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ((ليكوننّ من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف. ولينزلنَّ أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم – يعني الفقير- لحاجة فيقولون ارجع إلينا غداً فيبيتُهُمُ الله ويضع العلمَ ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة)).
ذكره البخاري في صحيحه (5590) عن هشام بن عمّار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا عطية بن قيس الكلابي حدثنا عبد الرحمن بن عَنْم الأشعري قال حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري والله ما كذبني سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول.
ورواه ابن حبان في صحيحه (6754) عن الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا هشام بن عمار فذكره دون آخره.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في تغليق التعليق (5/ 22) وهذا حديث صحيح لا علة له ولا مطعن له وقد أعله أبو محمد بن حزم بالانقطاع بين البخاري وصدقة بن خالد، وبالاختلاف في اسم أبي مالك وهذا كما تراه قد سقته من رواية تسعة عن هشام متصلاً فيهم مثل الحسن بن سفيان وعبدان وجعفر الفريابي وهؤلاء حفاظ أثبات وأما الاختلاف في كنية الصحابي فالصحابة كلهم عدول ... ).
وقال الحافظ ابن رجب في نزهة الأسماع ص (45) فالحديث صحيح محفوظ عن هشام بن عمار .. ).
وفي الباب غير ذلك.
والمعازف هي آلات اللهو من عود وغيره والله أعلم.
قاله
سليمان بن ناصر العلوان
21/ 5 / 1421 هـ
شيخنا الفاضل سليمان العلوان سلمه الله وجعل الجنة مأواه
نود من فضيلتكم التعريف بدرجة حديث ((لا يغلب اثنا عشر ألفاً من قلة)).
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده عن وهب بن جرير (1/ 294) وأبو داود (2611) والترمذي (1555) وابن خزيمة (2538) وابن حبان (4717) وغيرهم من طرق عن وهب بن جرير عن أبيه عن يونس بن يزيد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير الصحابة أربعة وخير السرايا أربعة مئة وخير الجيوش أربعة آلاف ولا يغلب اثنا عشر ألفاً من قلة)
ورواه أحمد (1/ 299) عن يونس ثنا حبان بن علي حدثنا عقيل بن خالد عن الزهري بذلك.
وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم في مستدركه وقال على شرط الشيخين والضياء المقدسي وابن القطان وغيرهم .... وفيه نظر.
قال الإمام أبو عيسى الترمذي رحمه الله لا يسنده كبير أحد غيرُ جرير بن حازم وإنما رُوي هذا الحديث عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا .. )
وقال أبو داود في سننه (الصحيح أنه مرسل).
وقد رواه في المراسيل (313) عن سعيد بن منصور حدثنا عبد الله بن المبارك عن حيوة عن عقيل عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه (314) عن مخلد بن خالد حدثنا عثمان يعني ابن عمر أخبرنا يونس عن عقيل عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه)).
قال أبو داود قد أُسند هذا ولا يصح أسنده جرير بن حازم وهو خطأ)).
وأخطأ فيه حبان بن علي فرواه عن عقيل موصولاً والصحيح عن عقيل مرسلا رواه حيوة ويونس والليث ابن سعد.
ورواه عبد الرزاق في المصنف (9699) عن معمر عن الزهري مرسلاً.
قال الإمام أبو حاتم في العلل (1/ 347) المرسل أشبه لا يحتمل هذا الكلام أن يكون كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. ).
وقد جزم بعض المتأخرين بخطأ هذا القول وصوّب رفعه وقال (جرير بن حازم ثقة محتج به في الصحيحين وقد وصله والوصل زيادة واجب قبولها من ثقة .. ).
وهذا ليس بشيء فجرير لا يمكن مقارنته أو مساواته بمن أرسله فهم أجل وأحفظ وأضبط منه.
وقد ذكر الإمام ابن حبان جرير بن حازم وقال كان يخطئ لأنه أكثر ما كان يحدث من حفظه)).
وقال زكريا الساجي ((صدوق حدّث بأحاديث وهم فيها ... ).
¥(43/328)
وقد وثقه أكثر الحفاظ وانتقدوا عليه أحاديث يرويها عن قتادة وتفردات يخالف فيها غيره والله أعلم.
وقوله (والوصل زيادة واجب قبولها من الثقة).
وهذا قول الخطيب وتبعه على ذلك كثير من الفقهاء والأصوليين وجماعة من المتأخرين.
وفيه نظر كثير.
فأئمة هذا الشأن العارفون بعلل الأحاديث المتخصصون بذلك أمثال ابن مهدي والقطان وأحمد والبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي والترمذي لا يقولون بذلك.
ولا يحكمون على هذه المسألة بحكم مستقل. بل يعتبرون القرائن ويحكمون على كل حديث بما يترجح عندهم.
وتأمل في صنيعهم والمنقول عنهم ترى وضوح هذا المنهج.
قال الحافظ ابن حجر في النكت (2/ 687) والذي يجري على قواعد المحدثين أنهم لا يحكمون عليه بحكم مستقل من القبول والرد بل يرجحون بالقرائن كما قدّمناه في مسألة تعارض الوصل والإرسال .. ).
ونحو هذا قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في شرح علل الترمذي (2/ 630 - 643).
وقال الحافظ العلائي في نظم الفرائد ص (376) وأما أئمة الحديث فالمتقدمون منهم كيحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ومن بعدهما كعلي بن المديني وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وهذه الطبقة وكذلك من بعدهم كالبخاري وأبي حاتم وأبي زرعة الرازي ومسلم والنسائي والترمذي وأمثالهم ثم الدارقطني والخليلي كل هؤلاء يقتضي تصرفهم من الزيادة قبولاً ورداً الترجيح بالنسبة إلى ما يقوى عند الواحد منهم في كل حديث ولا يحكمون في المسألة بحكم كلي يعم جميع الأحاديث وهذا هو الحق الصواب ... ).
وكلام الأئمة في مثل هذا كثير، وحاصل كلامهم أن وصل الثقة وزيادته تقبل في موضع وترد في موضع آخر على حسب القرائن المحتفة بذلك.
فإذا تفرد الثقة بوصل حديث أو زيادة لفظة فيه وخالف غيره فيحكم للثقة الضابط، وإذا اختلف ثقاة حفاظ متقاربون في ذلك قدم الأكثر.
فإذا كان لأحدهم اختصاص بمرويات شيخه قدم على غيره.
ومن القرائن المرجحة اتفاق الحفاظ الناقدين على تصحيح وصل أو ترجيح إرسال.
مثال ذلك روى أحمد في مسنده (2/ 8 - ) وأبو داود (3179) والترمذي (1007) والنسائي (4/ 56) وغيرهم من طرق عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه قال ((رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر يمشون أمام الجنازة)) ورفعه خطأ والصواب أنه مرسل قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله (حديث ابن عمر هكذا رواه ابن جريج وزياد بن سعد وغير واحد عن الزهري عن سالم عن أبيه نحو حديث ابن عيينة.
وروى معمر ويونس بن يزيد ومالك وغيرهم من الحفاظ عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمشي أمام الجنازة.
وأهل الحديث كلهم يَرَوْن أن الحديث المرسل في ذلك أصح.
وسمعت يحيى بن موسى يقول: سمعت عبد الرزاق يقول: قال ابن المبارك: حديث الزهري في هذا مرسل، أصح من حديث ابن عيينة .. ).
وقال الإمام النسائي والصواب مرسل.
فأنت ترى اتفاق المحدثين على تصحيح إرساله وقد خالف في ذلك بعض أهل العلم فصحح رفعه وهذا غلط.
ولا أرى لتصحيحه وجهاً معتبراً فأوثق الناس في الزهري ماعدا ابن عيينة يروونه مرسلاًَ واتفاق أكابر الحفاظ على تصحيح إرساله قرينة مرجحة لذلك والله أعلم.
كتبه
سليمان بن ناصر العلوان
6/ 3 / 1421 هـ
من تعلم لغة قوم أمن مكرهم
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله
سمعتٌ في الإذاعة حديث ((من تعلم لغة قوم أمن مكرهم] فبحثت عنه فلم أجده!! أين مصدره؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أعلم هذا حديثاً ولا أظن له أصلاً وقد كره أهل العلم تعلم رطانة الأعاجم والمخاطبة بها بدون حاجة وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال (لا تعلموا رطانة الأعاجم)) رواه عبد الرزاق في المصنف (1609) والبيهقي في السنن (9/ 234].
وقد بُلي المسلمون في هذا العصر بالرطانة الأعجمية وأصبح تعلمُ بعض اللغات الأجنبية ضرورة ملحة في كثير من المهن والأعمال وهذا جائز لأهل الحاجات والمصالح ولا سيما مصالح المسلمين العامة.
¥(43/329)
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت أن يتعلم اللغة السُّرْيانية)) رواه أحمد (5/ 182) من طريق الأعمش عن ثابت بن عبيد عن زيد بن ثابت ورواه الترمذي (2715) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه زيد قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلَّم له كلمات من كتاب يهود قال (إني والله ما آمن يهود على كتاب)) قال: فما مرّ بي نصف شهر حتى تعلمته له قال: فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم)). ورواه أحمد و أبو داود والحاكم وغيرهم وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وخالفه غيره فتكلم في ابن أبي الزناد فقد ضعفه يحي بن معين وأحمد وجماعة ووثقه مالك وغيره ولا بأس به إذا لم يتفرد بالحديث وقد اعتبر بحديثه غير واحد والخبر محفوظ وقد علقه البخاري في صحيحه (95/ 7) جازماً بصحته.
وهو دليل على جواز تعلم اللغة الأجنبية للمصلحة والحاجة وهذا لا ينازع فيه أهل العلم.
وأما تعلم هذه اللغة لغير حاجة وجعلها فرضاً في مناهج التعليم في أكثر المستويات فهذا دليل على الإعجاب بالغرب والتأثر بهم وهو مذموم شرعاً وأقبح منه إقرار مزاحمة اللغات الأجنبية للغة القرآن ولغة الإسلام.
ومثل هذا لابدّ أن وراءَه أيد أثيمة ومؤامرات مدروسة لعزل المسلمين عن فهم القرآن وفقه السنة فإن فهم القرآن والسنة واجب ولا يمكن ذلك إلا بفهم اللغة العربية.
فإذا اعتاد الناس في بيوتهم وبلادهم التخاطب باللغة الأجنبية صارت اللغة العربية مهجورة لدى الكثير وعزّ عليهم فهم القرآن والإسلام وحينها ترقَّب الفساد والميل إلى علوم الغربيين واعتناق سبيل المجرمين وهذا ما صنعته بلاد الاستعمار في الدول العربية فالله المستعان.
قاله
سليمان بن ناصر العلوان
29/ 4 / 1421
الحديث الوارد في سورة الدخان
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العوان حفظه الله
سمعت في الإذاعة حديثاً منسوباً إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك!!! فماهي درجة هذا الحديث؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث منكر ولا يصح في الباب شيء وقد ذكره ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 248) وقال تفرد به عمر بن راشد وهو وهم صوابه عمر بن عبد الله.
والخبر رواه الترمذي في جامعه (2888) وابن عدي في الكامل (5/ 1720) من طريق زيد بن الحباب عن عمر بن أبي خثعم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الترمذي رحمه الله. هذا الحديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وعمر بن أبي خثعم يضعف، قال محمد: هو منكر الحديث)).
وقال أبو زرعة: واهي الحديث حدّث عن يحيى بن أبي كثير ثلاثة أحاديث لو كانت في خمس مئة حديث لأفسدتها.
وروى الترمذي (2889) وأبو يعلى في مسنده (6224) من طريق هشام أبي المقدام عن الحسن البصري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم (من قرأ حم الدّخان في ليلة الجمعة غفر له).
وهذا الإسناد معلول بعلتين:
الأولى: هشام بن زياد أبو المقدام. ليس بشيء قاله النسائي وغيره.
وقال ابن حبان في كتابه المجروحين (3/ 88) هشام بن زياد كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات والمقلوبات عن الأثبات حتى يسبق إلى قلب المستمع أنه كان المتعمد لها. لا يجوز الاحتجاج به.
الثانية: الانقطاع فإن الحسن لم يسمع من أبي هريرة وقد قال الإمام أبو زرعة رحمه الله. لم يسمع الحسن من أبي هريرة ولم يره فقيل: فمنْ قال حدّثنا؟ قال يخطىء.
وقال الترمذي رحمه الله عقيب هذا الحديث. لم يسمع الحسن من أبي هريرة هكذا قال أيّوب ويونس بن عُبيد وعليّ بن زيد.
والخبر أورده ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 247) وقال هذا الحديث من جميع طرقه باطل لا أصل له.
قاله
سليمان بن ناصر العلوان
14/ 2 / 1422 هـ
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[03 - 05 - 05, 11:59 م]ـ
بارك الله فيك أخي على هذا الجهد.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[04 - 05 - 05, 04:17 م]ـ
بارك الله فيك.
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 05 - 05, 02:31 م]ـ
[الجامع] لأحكام الشيخ المحدّث [سليمان العلوان] على الأحاديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2761&highlight=%C7%E1%DE%C8%E1%C9+%C7%E1%D5%E1%C7%C9
32 حديثاً سألت عنها العلوان ...
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14174&highlight=%C7%E1%DE%C8%E1%C9+%C7%E1%D5%E1%C7%C9
ـ[الشمري12]ــــــــ[06 - 05 - 05, 02:52 م]ـ
جزيت خيرا على الإضافة المباركة ..
ـ[ابو حفص الحلبي]ــــــــ[01 - 04 - 06, 10:51 م]ـ
اخي هل الشيخ كان يملي من حفظه و هكذا بالارقام و ممكن التوسع في مواقفك مع الشيخ حفظه الله
ـ[الرمالي]ــــــــ[02 - 04 - 06, 06:15 م]ـ
بارك الله فيك أخي(43/330)
سماع حبيب بن أبي ثابت من عروة
ـ[الأعظمي]ــــــــ[04 - 05 - 05, 07:30 ص]ـ
أرجو من الأخوة أفادتي بنقولات لأهل العلم في صحة سماع حبيب بن أبي ثابت من عروة بن الزبير وتحقيق المسألة في ذلك خصوصاً في حديثي المستحاضة وحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبّل بعض أزواجه ثم صلّى ولم يتوضأ.
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[04 - 05 - 05, 04:34 م]ـ
أخي الكريم: تم بحث هذه المسألة بتوسع في الملتقى عدة مرات، وكلها مفيدة، منها:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5899&highlight=%CD%C8%ED%C8+%DA%D1%E6%C9+%C7%E1%E3%D3%C A%CD%C7%D6%C9
وهذا موضع ثان:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16374&highlight=%CD%C8%ED%C8+%DA%D1%E6%C9+%C7%E1%E3%D3%C A%CD%C7%D6%C9
وهذا موضع ثالث:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17255&highlight=%CD%C8%ED%C8+%DA%D1%E6%C9+%C7%E1%E3%D3%C A%CD%C7%D6%C9
وهذا موضع رابع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8467&highlight=%C7%E1%E3%D3%CA%CD%C7%D6%C9(43/331)
هل من مزيد فائدة حول حديث لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[05 - 05 - 05, 05:38 م]ـ
بسم الله والحمد لله
«لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود، فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل»
أخرجه الإمام ابن بطة العكبري في إبطال الحيل ـ رقم (56) ـ قال: حدثنا به أبو الحسن أحمد بن مسلم، حدثنا الحسن بن محمد الصبّاح الزعفراني، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث.
قال ابن كثير في تفسيره (1/ 293): «هذا إسناد جيد، وأحمد بن محمد مسلم هذا وثّقه الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي، وباقي رجاله مشهورون على شرط الصحيح».
وقال ابن القيم في تهذيب السنن (5/ 103): «إسناده حسن وإسناده مما يُصححه الترمذي».
وقال الإلباني في (إرواء الغليل 5/ 375): «وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال التهذيب، غير أبي الحسن أحمد بن محمد بن مسلم وهو المخرمي، كما جاء منسوباً في أكثر من موضع في كتابه الآخر الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية».
هل من مزيد للفائدة، جزاكم الله خيراً.
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[05 - 05 - 05, 05:54 م]ـ
ابن بطة نفسه ضعيف لايحتج به والالباني ضعف هذا الحديث مرة وحسنه مرة
والله اعلم
ـ[أبو حسين]ــــــــ[05 - 05 - 05, 06:26 م]ـ
مجموع الفتاوى ج29/ص29
وقد روي بن بطة باسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل
حاشية ابن القيم ج9/ص244
وأيضا فقد روى بن بطة وغيره بإسناد حسن عن أبي هريرة أن النبي قال لا ترتكبوا ما ارتكب اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل وإسناده مما يصححه الترمذي
تنقيح تحقيق أحاديث التعليق ج3/ص426
وقد ثبت عنه أنه قال لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل
إبطال الحيل ج1/ص46
ومن أوضح الأدلة في بطلان الحيلة في الأحكام نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ولعنته فاعلها من ذلك ما حدثنا به أبو الحسن أحمد بن محمد بن سلم حدثنا الحسن ابن محمد بن الصباح الزعفراني حدثنا يزيد بن هارون حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[05 - 05 - 05, 08:40 م]ـ
انظر ترجمة ابن بطة في التنكيل للمعلمي ففيه كلام حول هذا الحديث(43/332)
تخريج حديث: " أتقعد قعدة المغضوب عليهم؟! "
ـ[مبارك]ــــــــ[06 - 05 - 05, 01:06 ص]ـ
· أخرج أبوداود (5/ 176) رقم (4848)، ومن طريقه البيهقي في " السنن الكبرى " (3/ 236)، وفي " الآداب " (ص202)، وأحمد (32/ 204)، وابن حبان (12/ 488 ـ الإحسان) رقم (5674)، والطبراني في " المعجم الكبير " (7/ 378) رقم (7242)، والحاكم (4/ 269) جميعاً من طريق عيسى بن يونس، حدثنا ابن جريج، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه الشريد بن سويد، قال: مر بي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنا جالس هكذا، وقد وضعت يدي اليسرى، وأتكأت على ألية يدي، فقال: (أتقعد قعدت المغضوب عليهم)؟!!
هذا إسناد صحيح على شرط مسلم لولا عنعنة ابن جريج لكنه صرح بالتحديث عند عبدالرزاق كما سيأتي.
وقد رواه عن عيسى: علي بن البحر، والمغيرة بن عبدالرحمن الحرني، وعمرو بن خالد الحراني.
وقد توبع عيسى، تابعه: مندل، عن ابن جريج به.
أخرجه الطبراني في " الكبير " (7/ 378) رقم (7243).
ومندل هو ابن علي العنزي وهو ضعيف كما في " التقريب ".
وأخرجه عبدالرزاق في " المصنف " (2/ 198) رقم (3057)، ومن طريقه ابن حزم في " المحلى " (4/ 19): عن ابن جريج، قال: أخبرني إبراهيم بن ميسرة أنه سمع عمرو بن الشريد يخبر عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان يقول في وضع الرجل شماله إذا جلس في الصلاة: هي قعدة المغضوب عليهم.
وهذه الرواية فيها بعض الإشكالات:
أولاً: كونها مرسلة، ولا ندري من أين تلقاها عمرو؟! أمن والده الصحابي الجليل؟ أو من غيره.
ثانياً: عبدالرزاق وهو الصنعاني وهو مع ثقته وجلالته تغير في آخر حياته، وليس عندنا يقين أن هذه الرواية حدث بها قبل تغيره أو بعد، وإذ لم نعلم فليس لنا إلا التوقف حتى يتبين لنا الأمر. قُلْتُ: مع العلم أن الأصل تمشية رواية عبدالرزاق وعدم الوقوف عندها، إلا إذا اضطر الباحث عن كشف علة ما في سند ما ولم يجد متمسك إلا تغيره فيقال حينئذ: لعل ذلك مما حدث به بعد تغيره.
ثالثاً: راوي المصنف هو إسحاق بن إبراهيم الدبري، قال الذهبي في " ميزان الإعتدال " (1/ 181): سمع من عبدالرزاق تصانيفه، وهو ابن سبع سنين أو نحوها، لكن روى عن عبدالرزاق أحاديث منكرة، فوقع التردد فيها، هل هي منه فانفرد بها، أو معروفة مما تفرد به عن عبدالرزاق.
رابعاً: رواية عمر بن الشريد مقيدة بالصلاة أما رواية والده الشريد بن سويد المتقدمة فهي مطلقة.
قال أبو عبدالرحمن: وقد صحح هذا الحديث أسد السنة شيخنا الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ في كتابه الماتع " جلباب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة " (ص196) بناء على تصريح ابن جريج بالسماع من ابن ميسرة، لكن يشكل عليّ أن التصريح بالسماع قد ورد في نفس الرواية المشكلة.
قُلْتُ: لعل الصواب في هذا النهي عن هذه القعدة أنه خاص بالصلاة، فقد:
أخرج أبوداود (992)، وأحمد (10/ 416) رقم (6347)، وتمام في " فوائده " (2/ 297) رقم (1793)، والحاكم (1/ 230)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (2/ 135)، وابن حزم في " المحلى " (4/ 19)، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (36/ 162)، كلهم عن عبدالرزاق وهو في " مصنفه " (2/ 197) رقم (3054) عن معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر قال: نهى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يجلس الرجل في الصلاة وهو معتمد على يديه.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. قُلْتُ: وهو كما قال.
وأخرجه الحاكم (1/ 272)، ومن طريقه البيهقي في " السنن الكبرى " (2/ 136) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن ابن عمر أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ نهى رجلاً وهو جالس معتمد على يده اليسرى في الصلاة، فقال: إنها صلاة اليهود.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. قُلْتُ: هشام بن يوسف ـ وهو الصنعاني ـ لم يُخرّج له مسلم.
وأخرج أبو داود (993)، فقال: حدثنا بشر بن هلال، حدثنا عبدالوارث، عن إسماعيل بن أمية، سألت نافعاً عن الرجل يصلي وهو مشبك يديه، قال: قال ابن عمر: تلك صلاة المغضوب عليهم.
قُلْتُ: وهذا إسناد صحيح، رجاله جميعاً ثقات على شرط مسلم، وهو موقوف.
¥(43/333)
وقد سبقت رواية معمر، عن إسماعيل بن أمية. . . به مرفوعاً بلفظ ومعنى آخر.
فالذي يبدو أنهما حديثان؛ أحدهما موقوف والآخر مرفوع. ويشهد للمرفوع ما:
أخرجه أبو داود (994) واللفظ له، والبيهقي (2/ 136) من طريق هشام بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر، أنه رأى رجلاً يتكىء على يده اليسرى وهو قاعد في الصلاة، ساقطاً على شقه الأيسر، فقال له: لا تجلس هكذا، فإن هكذا يجلس الذين يُعذَّبون.
رواه عن هشام: زيد بن أبي الزرقاء، وابن وهب، وجعفر بن عون.
وهذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات، وفي هشام بن سعد كلام من قبل حفظه لا ينزل به حديثه عن هذه المرتبة التي ذكرنا.
وأخرجه الإمام أحمد مرفوعاً، فقال (10/ 180) رقم (5972): حدثنا محمد بن عبدالله بن الزبير، حدثنا هشام ـ يعني ابن سعد ـ، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأى رجلاً ساقِطاً يَدَه في الصَّلاةِ، فقال: " لا تَجْلِسْ هكذا، إنما هذه جِلْسَةُ الذينَ يُعَذَّبُونَ ".
وهذا إسناد حسن، لكن قد يقال: أن الموقوف أصح من رواية المرفوع؛ لأن رواية الثلاثة أقوى من رواية الواحد، ويمكن أن يقال: الموقوف والمرفوع كلاهما صحيح.
وأخرجه عبدالرزاق موقوفاً، (2/ 197) رقم (3055): عن ابن جريج، قال: أخبرني نافع أن ابن عمر رأى رجلاً جالساً معتمداً على يديه، فقال: ما يجلسك في صلاتك جلوس المغضوب عليهم؟.
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أيضاً عبدالرزاق موقوفاً، (2/ 197) رقم (3056): عن ابن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر أنه رأى رجلاً جالساً معتمداً بيده على الأرض، فقال: إنك جلست جلسة قوم عُذِّبوا.
وهذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات.
(تنبيه): أخرج أبو داود (992) حديث ابن عمر المرفوع بلفظ: " نهى أن يعتمد الرجل على يديه إذا نهض في الصلاة "، وهو منكر بهذا اللفظ، تفرد به شيخ أبي داود محمد بن عبدالملك الغزَّال، وهو وإن كان ثقة، فقد خالفه الإمام أحمد وغيره في لفظه، أنظر تفصيل ذلك في " سلسلة الأحاديث الضعيفة " للإمام الألباني ـ رحمه الله ـ رقم (967).
ـ[المقرئ]ــــــــ[06 - 05 - 05, 05:47 ص]ـ
أحسنتم بارك الله فيكم
وهذا الحديث يبين أهمية التدقيق في روايات المدلسين كابن جريج فإنه لما عنعن وصل الحديث، ولما صرح بالتحديث رواه مرسلا
وهذا يبين أن الوصل عنده لم يسمعه من طريق إيراهيم بن ميسرة مباشرة
المقرئ
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 05 - 05, 07:02 ص]ـ
·قُلْتُ: لعل الصواب في هذا النهي عن هذه القعدة أنه خاص بالصلاة،. [/ COLOR]
جزاك الله خير الجزاء.
وهذا ما رجحه سماحة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله (جوابا على سؤال) عند شرحه لكتاب الجامع من بلوغ المرام.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[13 - 08 - 10, 07:38 م]ـ
يرفع للفائدة(43/334)
رفع اللبس عن حديث سجود الشمس (محرر ومعدّل)
ـ[عبد]ــــــــ[07 - 05 - 05, 07:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأفاضل هذا بحث قد شاركت به في هذا المنتدى وقد استفدت من تعليقات وتعقيبات الإخوة جزاهم الله خيرا فرأيت إتماما للفائدة إدراج فوائدهم وتحرير البحث من جديد وتعديل ما يحتاج إلى تعديل.
ومع هذا فقد أدرجت البحث هنا لمن يريد الاطلاع أو التعليق وهو موجود كملف مرفق.
وقد أسميت هذه الرسالة: "رفع اللبس عن حديث سجود الشمس"
سأل سائل فقال: قد أشكل علي معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن سجود الشمس تحت عرش الرحمن. كيف تسجد؟ أتقف للسجود للواحد المعبود؟ وإن حصل ذلك فمالنا لا نرى ذلك؟ ثم إن الحديث الشريف يذكر أنها تصنع ذلك بعد غروبها مع انها تغرب عن أهل كل بلد فإذا كان الأمر كذلك فإنها تسجد في كل وقت لأنها غاربة في كل وقت عن بلد من البلاد. فما العمل؟ أفيدونا رحمكم الله وزادكم الله علماً.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وصلى الله وسلم على محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
قبل الجواب لا بد من إيضاح مسائل هامة ينبني على فهما أكثر الفهم وأجوده.
أول هذه المسائل أن نؤمن بالصحيح المنقول من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وعليه فإننا نتحرى صحة ما وردنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا ثبت عندنا صحة الخبر آمنا به وعملنا بما فيه مذعنين متعبدين. وثاني المسائل أنه إذا ثبت لدينا صحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه تحرينا الفهم الصحيح لمراده عليه الصلاة والسلام.
وتحري الفهم السليم مطلب شرعي قال تعالى:"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه" وفيه ترغيب على الاختيار من بين الأقوال ولا يتأتى حسن الاختيار إلا بحسن الفهم. ومن أعظم ما يشحذ ملكة الفهم وينميها التأمل والتفكر في آيات الله الشرعية والكونية وطلب العلوم النافعة من العلوم الدنيوية، قال ابن تيمية في فتاواه رحمه الله في معرض جوابه عن تعلم العلوم النافعة وفضلها:" وأما الأمور المميزة التي هي وسائل وأسباب إلى الفضائل مع إمكان الاستغناء عنها بغيرها فهذه مثل الكتاب الذي هو الخط والحساب فهذا إذا فقدها مع أن فضيلته في نفسه لا تتم بدونها وفقدها نقص إذا حصلها واستعان بها على كماله وفضله كالذي يتعلم الخط فيقرأ به القرآن؛ وكتب العلم النافعة أو يكتب للناس ما ينتفعون به: كان هذا فضلا في حقه وكمالا"
والآن إليك الجواب وعلى الله التكلان:
الحديث الذي ذكر فيه سجود الشمس حديث صحيح:
رواه البخاري رحمه الله في بدء الخلق عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس أتدري أين تذهب قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقديرالعزيز العليم
وأخرجه في صحيحه باب تفسير القرآن عن أبي ذر رضي الله عنه بلفظ:" كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى: والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقديرالعزيز العليم
وعند مسلم رحمه الله عن أبي ذر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما أتدرون أين تذهب هذه الشمس قالوا الله ورسوله أعلم قال إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون متى ذاكم ذاك حين يوم لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في إيمانها خيرا
وكذا أخرجه الترمذي في جامعه وأحمد في مسنده وغيرهم بألفاظ متقاربة.
¥(43/335)
والأحاديث فيها مسائل لها تعلق بصحة فهم المراد الذي التبس على السائل وهي:
1 - معنى السجود الوارد في الحديث.
2 - لفظ الغروب والتعقيب عليه بلفظ الذهاب.
3 - حرف "حتى" الدال على الغاية والحد.
4 - القول في عرش الرحمن سبحانه وتعالى.
أول هذه المسائل معنى لفظ السجود الوارد في الحديث. و يبدو أن السائل قد توهم من معنى السجود توافر الأعضاء والأطراف التي في بني آدم لتحقيق السجود بالنسبة للشمس ولا يلزم هذا كما هو معلوم. وبهذا يكون قد التبس عليه المعنى الاصطلاحي الذي يستعمله الفقهاء في شرحهم لكيفية السجود في الصلاة بالمعنى اللغوي الذي هو أوسع دلالة وأكثر معنى مما دل عليه الاصطلاح. ومن معاني السجود في اللغة الخضوع كما ذكره ابن منظور وغيره. وعليه يُحمل ما في هذا الحديث وهو المقصود في قوله تعالى في آية الحج:" ألم تر ان الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فماله من مكرم إن الله يفعل ما يشاء"
قال ابن كثير رحمه الله:" يخبر تعالى أنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له فإنه يسجد لعظمته كل شيء طوعا وكرها وسجود كل شيء مما يختص به" ا. هـ.
وعليه فسجود الشمس مما يختص بها ولا يلزم ان يكون سجودها كسجود الآدميين كما أن سجودها متحقق بخضوعها لخالقها وانقيادها لأمره وهذا هو السجود العام لكل شيء خلقه الله كما في آية الحج السابقة إذ كل شيء من خلق الله تعالى يسجد له ويسبح بحمده، قال تعالى في آية النحل:"ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون" والشمس داخلة في دواب السماء لأن معنى الدبيب السير والحركة والشمس متحركة تجري لمستقر لها كما هو معلوم بنص القرآن وكما هو ثابت بالعقل من خلال علوم الفلك المعاصرة إذ انها تدور حول نفسها ويسمون ذلك التفافا وهو دوران الشيء حول نفسه وذلك في خلال سبعة وعشرين يوما أرضيا وتدور (مع المجموعة الشمسية) حول مركز المجرة اللبنية بسرعة تقترب من 220 كيلومترا في الثانية. وكل في فلك يسبحون.
ولكن لو قال قائل:"هل تنتفي صفة السجود عن الشمس إذا كانت لا تسجد إلا تحت العرش فلا تكون خاضعة إلا عند سجودها تحت العرش وفي غير ذلك من الأحايين لا تكون؟
والجواب أن الشمس كما قدمنا لها سجدتان: سجود عام مستديم وهو سجودها المذكور في آية النحل والحج مع سائر المخلوقات وسجود خاص يتحقق عند محاذاتها لباطن العرش فتكون ساجدة تحته وهو المذكور في الحديث وفي كلا الحالتين لا يلزم من سجودها أن يشابه سجود الآدميين لمجرد الاشتراك في لفظ الفعل الدال عليه. ومن أمثلة ذلك من واقعنا أن مشي الحيوان ليس كمشي الآدمي وسباحة السمك والحوت ليست كسباحة الإنسان وهكذا مع انهم يشتركون في مسمى الفعل وهما المشي والسباحة.
هذه مسألة. أما المسألة الثانية فكما أنه يلزم من سجودنا التوقف عن الحركة لبرهة من الزمن وهو الإطمئنان الذي هو ركن في الصلاة فإنه لا يلزم بالمقابل أن يتوقف جريان الشمس لتحقيق صفة السجود. لأننا رأينا دلالة عموم لفظ السجود من آيتي الحج والنحل ومن شواهد لغة العرب على ان السجود هو مطلق الخضوع للخالق سبحانه. ومن المعلوم أن السجود عبادة والله قد تعبد مختلف مخلوقاته بما يناسب هيئاتها وصفاتها وطبائعها فكان الإنحناء والنزول للآدميين وكان غير ذلك من كيفيات السجود لسائر الكائنات والمخلوقات مع اشتراكهما في عموم معنى السجود الذي هو الخضوع لله تعالى طوعا او كرها.
ومثال ذلك طواف الرجل حول الكعبة إذ لايلزمه أن يقف عند الحد الممتد من الحجر الأسود ليتحقق حساب طواف كامل إذ أنه حتى لو طاف وواصل مسيره وتجاوز الحد دون الوقوف لإستلامه فإنه يتحقق له شوط كامل ويكون قد قضى جزءا من شعيرة الطواف دون ان يقف عند الحد الذي ذكرنا، وكذلك الشمس تجري في الفلك ونراها تشرق وتغرب دائبة ومع ذلك لها سمت او منتهى يقابلها على وجه الأرض تسجد عنده لله تعالى ويكون ذلك السمت او الحد مقابلاً في تلك اللحظة لمركز باطن العرش كما أشار إلى ذلك ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية.
¥(43/336)
ومع أن الشمس و المخلوقات بأجمعها تحت العرش في كل وقت إلا أنه لا يلزم أن تكون المخلوقات بأجمعها مقابلة لمركز باطن العرش لأن العرش كالقبة على السماوات والمخلوقات، والشمس في سجودها المخصوص إنما تحاذي مركز باطن العرش فتكون تحته بهذا الإعتبار كما ذكره ابن كثير في البداية بشأن المحاذاة التحتية للعرش، وكما قرره ابن تيمية رحمه الله في فتاواه وسائر أئمة اهل السنة من حيث أن العرش كالقبة وهو معلوم من حديث الأعرابي الذي أقبل يستشفع بالرسول صلى الله عليه وسلم وقصته مشهورة ثابتة.
وقد يسأل سائل فيقول:"إذاً كيف يكون الله بكل شيء محيط؟ " والجواب أن الله عز وجل غير العرش. فالله جل جلاله مستوٍ عليه استواء يليق بجلاله وعظمته إذ أن الله هو المحيط بكل شيء وليس العرش وقد أنكر ابن تيمية على المخالفين الذي يرون أن العرش مستدير مع استدارة الأفلاك لأنهم تركوا صحيح المنقول من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نص على ان العرش كالقبة وليس كالدائرة. وهذا هو الصواب لموافقته للأدلة الثابتة. وهو ما دل عليه العقل قديما عند المتقدمين وحديثا عند الفيزيائيين بشأن إنحناء الكون ولكن لا يلزم من هذا القول باستدارة العرش استدارة كاملة لأن العرش غيرالسماوات من جهة ولأنه لو كان العرش مستديراً لكانت الشمس –والمخلوقات - "داخل" العرش لا "تحته" وظرف التحتية أنسب لحال العرش الذي هو كالقبة ولذلك قال اين تيمية في مجموع الفتاوى:" لم يثبت بدليل يعتمد عليه أن " العرش " فلك من الأفلاك المستديرة الكروية الشكل؛ لا بدليل شرعي. ولا بدليل عقلي. وإنما ذكر هذا طائفة من المتأخرين الذين نظروا في " علم الهيئة " وغيرها من أجزاء الفلسفة فرأوا أن الأفلاك تسعة وأن التاسع - وهو الأطلس - محيط بها مستدير كاستدارتها وهو الذي يحركها الحركة المشرقية وإن كان لكل فلك حركة تخصه غير هذه الحركة العامة ثم سمعوا في أخبار الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ذكر " عرش الله " وذكر " كرسيه " وذكر " السموات السبع " فقالوا بطريق الظن إن " العرش " هو الفلك التاسع؛ لاعتقادهم أنه ليس وراء التاسع شيء إما مطلقا وإما أنه ليس وراءه مخلوق" ا. هـ.
وهذا السمت أو الحد او المنتهى المعبر عنه في الحديث بالحرف "حتى" للدلالة على الغاية والحد فهو كالسمت (ولا أقول هو السمت) الذي نصبه الجغرافيون على الخارطة الأرضية ويسمونه خطوط الطول الممتدة بأعداد متتالية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب فإذا حاذت الشمس سمت أو حد السجدة مع محاذاتها في ذات الوقت لمركز باطن العرش فإنها تسجد سجودا على الكيفية التي لا يلزم منها ان توافق صفة سجود الآدميين وعلى هيئة لا تستلزم توقف الشمس عن الحركة وضربنا على ذلك مثال الطواف بالبيت.
أما هذا السمت أو الحد أو المنتهى - كما قال الإمام ابن عاشور- فإنه لا قبل للناس بمعرفة مكانه. قال رحمه الله في التحرير والتنوير في تفسير قوله تعالى "والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم":
" وقد جعل الموضع الذي ينتهي إليه سيرها هو المعبر عنه بتحت العرش وهو سمت معيّن لا قبل للناس بمعرفته، وهو منتهى مسافة سيرها اليومي، وعنده ينقطع سيرها في إبان انقطاعه وذلك حين تطلع من مغربها، أي حين ينقطع سير الأرض حول شعاعها لأن حركة الأجرام التابعة لنظامها تنقطع تبعاً لانقطاع حركتها هي وذلك نهاية بقاء هذا العالم الدنيوي" ا. هـ.
والخلاصة أن سجود الشمس على المعنى الذي ذكرناه غير ممتنع أبدا وبما ذكرنا يزول الإشكال إن شاء الله ولا يخالف الحديث صريح العقل إنما قد يخالف ما اعتاد عليه العقل وألفه وهذا ليس معياراً تقاس بها الممكنات في العقل فضلاً عن الممكنات في الشرع لأن الله على كل شيء قدير ولأن العادة نسبية باعتبار منشأ الناس واختلاف مشاربهم ومجتمعاتهم وعلمهم. والسامع مثلاً لما تخرج به علينا فيزياء الكم من العجائب والأسرار كنظرية ريتشارد فينمان و مبدأ اللاحتمية لهايزنبرج وغيرها من السنن والظواهر في هذا الكون مما يحير عقول العلماء يوقن بأن لله حكمة بالغة يطلع من يشاء عليها ويستأثر بما يشاء عنده، قال تعالى:"ويخلق ما لا تعلمون"، وقال تعالى:"والله يعلم وأنتم لا تعلمون"، وقال:"وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً". والإنسان الأصل فيه الضعف والجهل،
¥(43/337)
قال تعالى:"وخلق الإنسان ضعيفا" وقال في آية الأحزاب:"إنه كان ظلوما جهولا" ولذلك فابن آدم يسعى على الدوام لدفع ذلك عن نفسه بطلب ضديهما وهما القوة والعلم. قال تعالى في صفة طالوت لما بعثه ملكا:"وزاده بسطة في العلم والجسم" فجمع له بين القوة العلمية والقوة العملية.
هذا وبقي في الأحاديث عنه صلى الله عليه وسلم فائدتان لطيفتان تزيلان لبساَ كثيراً. الفائدة الأولى في قوله عليه الصلاة والسلام:" فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش" عند البخاري وغيره. ولم يقل عليه الصلاة والسلام أنها "تغرب تحت العرش" أو "حتى تغرب تحت العرش" وهذا فهم توهمه بعض الناس الذين أشكل عليهم هذا الحديث وهو فهم مردود لأن ألفاظ الحديث ترده. فقوله:"تذهب" دلالة على الجريان لا دلالة على مكان الغروب لأن الشمس لا تغرب في موقع حسي معين وإنما تغرب في جهة معينة وهي ما اصطلح عليه الناس باسم الغرب والغروب في اللغة التواري والذهاب كما ذكره ابن منظور وغيره يقال غرب الشيء أي توارى وذهب وتقول العرب أغرب فلان أي أبعد وذهب بعيداً عن المقصود.
أما الفائدة الثانية فهي في قوله صلى الله عليه وسلم:" فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا" والشاهد منه قوله صلى الله عليه وسلم:" لا يستنكر الناس منها شيئا". وكأن في هذا دلالة ضمنية بأن هناك من الناس ممن يبلغه هذا الحديث من قد يستشكله فيتوهم أن الشمس تقف أو تتباطأ للسجود فينكر الناس ذلك ويرهبونه. إلا أنه صلى الله عليه وسلم أشار في الحديث إلى جريان الشمس على عادتها مع انها تسجد ولكنه سجود غير سجود الآدميين ولذلك تصبح طالعة من مطلعها تجري لا يستنكر الناس منها شيئاً ويتضح من كلامه صلى الله عليه وسلم مفهوم المخالفة الدال على عدم استنكار الناس رغم سجود الشمس واستئذانها وكما قدمنا فإن سجود الشمس لا يستلزم وقوفها وهو اللبس الذي أزاله صلى الله عليه وسلم بقوله:" فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا" كما أن العقل يدل على ذلك إذ أن فرق المسافة التي يقطعها الضوء القادم من الشمس إلى الأرض يبلغ حوالي ثمان دقائق وهذا يعني انه لو حدث خطب على الشمس أو فيها فإننا لا نراه إلا بعد ثمان دقائق من حصوله وعليه فلا يمنع أن تكون الشمس ساجدة في بعض هذا الوقت ولو بأجزاء من الثانية لله تعالى تحت عرشه ونحن لا نعلم عن ذلك لغفلتنا وانشغالنا بضيعات الدنيا. ولهذا يقول الله تعالى:"وكم من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون" والإعراض صور متعددة منها الغفلة واللهو عن تدبر الآيات كونية وشرعية ولذلك فإن البعض ممن ساء فهمهم لبعض الآيات و الأحاديث إنما أوتوا من قبل أنفسهم بعدم إمعان النظر في آيات الله الكونية وبهجرهم لتدبر كتاب الله وإعراضهم عن التفقه في سنة رسول الله مع عزوفهم عن الاستزادة من العلوم الدنيوية النافعة في هذا الباب.
ومع هذا لو سلمنا بانعدام هذ الفارق الزمني مع أنه حاصل موجود فإننا قد أوضحنا أن الشمس تسجد على صفة مخصوصة منفصلة بهيئتها وصورتها عن معتاد التصور ولكن من حيث أصل المعنى داخلة في عموم معنى الخضوع الدال عليه لفظ السجود لغة لا اصطلاحاً كصنيعنا في الصلاة من حيث الهبوط والنزول والطمأنينة والتوقف لبعض الوقت ولو كان سجود الشمس كسجودنا لتعطلت مصالح العباد وفسدت معيشتهم والله تعالى يقول:"لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون" والفلك من قول العرب تفلك ثدي الجارية إذا استدار وقال ابن عباس: في فلك مثل فلكة المغزل أ. هـ. وفلكة الغزل عندهم كانت مستديرة لتناسب إتمام نسج اللباس ومنه جاء معنى الاستدارة.
ولكن بعد هذا كله لو قال قائل:"الخرور يكون من أعلى إلى أسفل، ويُقال له ارتفعي: والإرتفاع يكون من أسفل إلى أعلى، فهذا ظاهر أنها تذهب إلى تحت العرش مباشرة , تخر من أعلى إلى أسفل، وثم ترتفع من أسفل إلى أعلى، لا أنها تسجد وهي جارية فلفظ الحديث لا يدل عليه، وكذلك ألفاظ الإستئذان، فإنها إن كانت جارية اثناء السجود، فلماذا تستأذن الشمس في الجريان أصلا وهي جارية؟؟
الجواب:
أولا هناك بعض الاشكالات التي تعاود الظهور ويكثر حولها النقاش، وهي منحصرة- على حد علمي - فيما يلي:
¥(43/338)
1 - هل يلزم من سجود الشمس وقوفها لفعل السجود الوارد في الحديث؟
2 - هل يلزم من خرور الشمس أن يكون خرورا ملحوظ المسافة طلوعاً ونزولاً؟
3 - هل يلزم من استئذان الشمس للطلوع وقوفها لذلك حتى يؤذن لها؟
والجواب على الاشكالات كالتالي:
لا يلزم من سجود الشمس أن تتوقف لفعل السجود لما يلي:
أ- أن سجود الشمس من حيث الخصوص لا يلزم منه ان يكون كسجود الآدميين من حيث الوقوف للطمأنينة ونحوه.
ب- أنه يحصل السجود منها وهي سائرة، وهذا القول مني وجدت أنه لم يكن بدعاً من القول ولله الحمد فقد سبقني إليه الحافظ ابن كثير رحمه الله: قال في البداية والنهاية: "وعن ابن عباس انه قرأ: والشمس تجري لا مستقر لها، اي: ليست تستقر، فعلى هذا تسجد وهي سائرة. "
ومن هنا ندرك فائدة علم القراءات في دفع كثير من الاشكالات. والفائدة الثانية كما هو معلوم اختيار ابن كثير لسجود الشمس وهي سائرة بناء على هذه القراءة عن ابن عباس رضي الله عنه.
ويشبه هذا سجود المسافر الذي على دابته أو سجود الخائف على نفسه الهارب من عدو ونحوه إذ كلاهما يصح سجوده ويقع مع انتفاء وقوف أحدهما.
ولكن لو قال قائل:"نقبل منك صحة السجود دون أن يلزم منه وقوف الشمس ولكن الشمس لابد أن تقف لأن هذا لازم الخرور والاستئذان وإن لم يكن لازم السجود؟ "
والجواب على هذا كما يلي:
حتى لو لزم من الخرور والاستئذان ونحوه توقف الشمس فإنه لا يلزم من ذلك وقوفها وقوفاً يلاحظه الناس ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:"لا يستنكر الناس منها شيئا ". كما أن هناك نكتة خفية على البعض وهي أن مقدار وقوفها لم ينص عليه الحديث او يشر إليه الرسول صلى الله عليه وسلم ولذلك فلا يمنع أن يكون وقوفها للخرور والاستئذان (وكذلك السجود تنزلاً) حاصل في ثوانٍ أو أجزاء من الثانية وهذه الثوان تضمحل في فرق الثمان دقائق الذي يفصل بيننا وبين الشمس فلا يمكن ملاحظة فترة السجود حينئذٍ، هذا للشخص الملاحظ المتابع، فكيف بالبشرية المشغولة بضيعات الدنيا. وهذا صحيح شرعا وعقلاً، فشرعاً (على افتراض أننا نشبه سجود الشمس بسجودنا) نجد أن الذي يسجد بتسبيحة واحدة قد صح منه السجود وأجزأه كما لو سجد مصلٍ بأكثر من تسبيحة، والشاهد أن السجود وما يترتب عليه من خرور ويتبعه من استئذان لا يلزم من ذلك كله مقداراً معيناً من الوقت نضعه من أذهاننا قياساً على معتاد فعلنا لأن الحديث أبهم وأطلق المقدار الزمني لهذه الأفعال ولذلك فلا يمنع حدوثها في وقت قصير للغاية. وعلى الذين يتوقعون من الشمس تطويلاً أو مقداراً معيناً أن يأتوا بالدليل المقيد لإطلاق الحديث، وترد حجتهم لمجرد أنهم قاسوا حال سجود الشمس على حال سجود الآدمي.
هذه مسألة، اما المسألة الثانية فهي أنه لا يلزم من خرور الشمس، وذلك بالسفول والارتفاع كما في الحديث عند مسلم:"حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت"، أقول لا يلزم من خرور الشمس أن تنزل نزولاً ملحوظ المقدار او ترتفع ارتفاعا ملحوظ المقدار كذلك، فالحديث أطلق ولم يذكر مقدار مسافة الخرور سفولاً ولم يعين مقدار مسافة الارتفاع عندما تقضي سجودها واستئذانها كما ان الحديث (كما ذكرناه) لم يعين مقدار زمن سجودها وكذا استئذانها. ولنضرب على ذلك مثلاً: أليس يصح السجود بالإيماء البسيط الذي لا يكاد يرى من المريض الذي لا يستطيع الحراك؟ فهذا الذي يوميء بالسجود إيماء حتى ولو كان يسيراً جداً يصح سجوده ويقع منه، فكيف إذا علمنا ان سجود الشمس بطبعه مختلف ويرد على صفته (أي سجود الشمس) من الممكنات والاحتمالات ما لايرد ولا ينطبق على سجود الآدمي. وعليه فالذين يتوقعون أو يتصورون من خرور الشمس واستئذانها مسافة معينة او زماناً مقدراً عليهم الدليل الذي بموجبه اختاروا هذا التقييد. ولا يصح منهم تصورهم الذي يلزمون به أنفسهم أو يلزمون به غيرهم بناء على القياس والمقارنة بين سجود الشمس وخرورها وكذا سجود الآدمي وخروره. وبقي هنا فائدة لطيفة وهي أن الخرور قد يأتي بمعنى الركوع وعلى هذا المعنى لا يلزم أن يكون النزول كاملاً ملحوظاً كما لو كان في السجود الحقيقي الكامل، كما في قوله تعالى:" وظن داود إنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا". وقياساً على هذا عموم هذا المعنى (لا قياساً على فعل الآدمي) نقول أنه لا يلزم من خرور الشمس أن يكون خروراً بالغ السفول بحيث يستنكر الناس منها ذلك. وقبل ذلك كله ذكرنا أن الحديث لم يبين مقدار مسافة السفول او مقدار مسافة الارتفاع فقد يقع منها الخرور والارتفاع بمقدار يسير لا يلحظه احد وذلك بسنتيمترات يسيرة مثلاً والحديث بإطلاقه لكيفية وصفة السجود لا يمنع من هذا الاحتمال.
والله تعالى أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
كتبه ووحرره طالب المغفرة:
عبدالله بن سعيد بن علي الشهري
¥(43/339)
ـ[النصري]ــــــــ[22 - 06 - 05, 02:00 م]ـ
جزيت الجنة.
ـ[عبد]ــــــــ[24 - 06 - 05, 11:53 م]ـ
آمين، وإياك وجميع المسلمين بفضله ومنه وكرمه إنه أرحم الراحمين.
ـ[أبوفارس الرسّاوي]ــــــــ[03 - 07 - 05, 06:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب عبد هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك و و الله أنه يشرفني أن تكون في هذا الموضوع الجميل فبارك الله فيك اخي الحبيب و غفر الله لك.
:أخوك المحب:
((أبوفارس الرسّاوي))
ـ[عبد]ــــــــ[04 - 07 - 05, 01:51 ص]ـ
شرّف الله قدرك. إذا أردت التواصل الشخصي أخي الكريم فراسلني على الخاص حتى أخدمك بما أستطيع.
ـ[عبد العزيز بن الحسن]ــــــــ[05 - 07 - 05, 01:49 ص]ـ
الى الاخ عبد: يسعدني أن ألتقي معك للمرة الثانية في هذا المنتدى لأعمق معك الحوار في مثل
هذه الامور الغيبية, لعلك تفيدني بعض الشيء في مسألة ذهاب الشمس عند الغروب لتسجد
لله تحت العرش.
(اقتباس):
لقد قلت ان الحديث الذي ذكر فيه سجود الشمس حديث صحيح وهو حديث
رواه البخاري رحمه الله في بدء الخلق عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس أتدري أين تذهب قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقديرالعزيز العليم
وأخرجه في صحيحه باب تفسير القرآن عن أبي ذر رضي الله عنه بلفظ:" كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى: والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقديرالعزيز العليم
وعند مسلم رحمه الله عن أبي ذر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما أتدرون أين تذهب هذه الشمس قالوا الله ورسوله أعلم قال إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون متى ذاكم ذاك حين يوم لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في إيمانها خيرا
وكذا أخرجه الترمذي في جامعه وأحمد في مسنده وغيرهم بألفاظ متقاربة.اهـ
فمن خلال هذه الاحاديث النبوية, يتبين ان الشمس تذهب عند كل غروب لها لتسجد لله تحت
عرشه.ومن المعلوم أيضا ان الشمس في شروق وغروب مستمرين بسبب استدارة الارض ودورانها حول نفسها. واذا كان الامر كذلك, فان الشمس حين تغرب عن مكان ما, تبقى مشرقةعلى
مكان آخر, كما أنها تطلع على أمكنة أخرى في النصف الاخر من الارض. وبمعنى آخر لو استطعنا ان
نسير في الاتجاه المخالف لدوران الارض بنفس سرعة دورانها لما استطعنا ان نلمح هذا الغروب ولا
هذا الشروق.
فالاشكال المطروح عندي ولربما عند البعض ياأخي عبد هو كيف يتم ذهاب الشمس في كل غروب حتى تسجد لربها تحت عرشه؟ فهل هو ذهاب في كل لحظة زمنية لا نستطيع تحديد مدتها
بمقايسنا الزمنية؟ ام ان هناك امرا آخر؟
وجزاك الله خير الجزاء
ـ[عبد]ــــــــ[05 - 07 - 05, 02:22 ص]ـ
حياك الله أخي، ومطلوبك الذي طرحته سؤال عن حقيقية الكيفية وهذا أمر بعيد المنال. والغرض من مقالي هو بيان عدم الامتناع أي بيان أن سجود الشمس في كل لحظة أمر غير ممتنع فإذا اتفقنا على عدم الامتناع فهذا هو المطلوب وتبقى مسألة البحث عن دقائق وتفاصيل حقيقة الكيفية أمر لا ضرورة له.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 - 07 - 05, 02:44 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد. ولكن قراءة" لا مستقر" هي قراءة شاذه وهي ليست من ضمن القراءات المشهورة الاربعة عشر.
ـ[عبد العزيز بن الحسن]ــــــــ[05 - 07 - 05, 08:03 م]ـ
¥(43/340)
اخي الفاضل عبد: لقد كان استفساري لك عن كيف يتم ذهاب الشمس عند كل غروب لها لتسجد تحت عرش الرحمان, وليس عن كيفية سجودها. الا أنك فاجأتني برد لم أكن أتوقعه منك.
ذلك أنك لو رجعت الى السؤال الذي طرح عليك من قبل السائل الاول, والذي بقي في شقه الاخير معلقا من غير اجابة, لأدركت تطابق استفساري مع السؤال الاصلي!!! ..
أقتبس من كلام السائل ماجاء على لسانكم مايلي حتى اذكركم به:"سأل سائل فقال: قد أشكل علي معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن سجود الشمس تحت عرش الرحمن. كيف تسجد؟ أتقف للسجود للواحد المعبود؟ وإن حصل ذلك فمالنا لا نرى ذلك؟ ثم إن الحديث الشريف يذكر أنها تصنع ذلك بعد غروبها مع انها تغرب عن أهل كل بلد فإذا كان الأمر كذلك فإنها تسجد في كل وقت لأنها غاربة في كل وقت عن بلد من البلاد. فما العمل؟ أفيدونا رحمكم الله وزادكم الله علماً."اهـ
وعلى هذا, فانني لم أكن أبحث عن دقائق وتفاصيل حقيقة كيفية السجود, ولن أبحث عنها طال بي العمر أم قصر ,لأنني أعلم جيدا بل ولي اليقين الراسخ, أن الانسانية مهما تقدمت في علومها أو طال أمدها على هذه الارض, لن تتوصل الى ادراك مثل هذه الامور الغيبية مثل سجود وتسبيح الكائنات لخالقها التي حجب الله كيفيتها عن عباده. دليلي في ذلك قوله تعالى:"يسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن, وان من شيء الا يسبح بحمده, ولكن لا تفقهون تسبيحهم" (الأسراء/44)
ومن ثم فانني أعتبر الخوض في مثل هذه الصفات التي حجبها الله عنا , مضيعة للوقت ولا أقول بدعة كما قال امامنا مالك (رض) ذلك حينما سئل عن كيفية الاستواء على العرش, لان الفارق جلي بين كلتا الحالتين.
والحقيقة ياأخي ان الذي دفعني لطرح هذا الاستفسار عليك, هما امران: أولهما: مالمسته فيك من حماس ورغبة في المزيد من خوض غمار هذا البحث ,فقلت في نفسي لا باس من تنبيه اخي عبد من خلال هذا الاستفسار الذي نسي الاجابة عنه في السؤال الاصلي,
وثانيهما: ان معالجتك للموضوع جاءت مشبعة بأقوال واستدلالات لا يفهم منها فقط أنك كنت بصدد الاستدلال على عدم امتناع سجود الشمس لربها ,بل جاءت أيضا محاولة الاجابة عن كيف يتم هذا السجود وهي تجري أو تسبح في السماء من غير أن يستنكر الناس منها شيئا, فهذا مافهمته من كلامك الذي أقتبس منه آخره لتراجعه.
(اقتباس):
أولا هناك بعض الاشكالات التي تعاود الظهور ويكثر حولها النقاش، وهي منحصرة- على حد علمي - فيما يلي:
1 - هل يلزم من سجود الشمس وقوفها لفعل السجود الوارد في الحديث؟
2 - هل يلزم من خرور الشمس أن يكون خرورا ملحوظ المسافة طلوعاً ونزولاً؟
3 - هل يلزم من استئذان الشمس للطلوع وقوفها لذلك حتى يؤذن لها؟
والجواب على الاشكالات كالتالي:
لا يلزم من سجود الشمس أن تتوقف لفعل السجود لما يلي:
أ- أن سجود الشمس من حيث الخصوص لا يلزم منه ان يكون كسجود الآدميين من حيث الوقوف للطمأنينة ونحوه.
ب- أنه يحصل السجود منها وهي سائرة، وهذا القول مني وجدت أنه لم يكن بدعاً من القول ولله الحمد فقد سبقني إليه الحافظ ابن كثير رحمه الله: قال في البداية والنهاية: "وعن ابن عباس انه قرأ: والشمس تجري لا مستقر لها، اي: ليست تستقر، فعلى هذا تسجد وهي سائرة. "
ومن هنا ندرك فائدة علم القراءات في دفع كثير من الاشكالات. والفائدة الثانية كما هو معلوم اختيار ابن كثير لسجود الشمس وهي سائرة بناء على هذه القراءة عن ابن عباس رضي الله عنه.
ويشبه هذا سجود المسافر الذي على دابته أو سجود الخائف على نفسه الهارب من عدو ونحوه إذ كلاهما يصح سجوده ويقع مع انتفاء وقوف أحدهما.
ولكن لو قال قائل:"نقبل منك صحة السجود دون أن يلزم منه وقوف الشمس ولكن الشمس لابد أن تقف لأن هذا لازم الخرور والاستئذان وإن لم يكن لازم السجود؟ "
والجواب على هذا كما يلي:
¥(43/341)
حتى لو لزم من الخرور والاستئذان ونحوه توقف الشمس فإنه لا يلزم من ذلك وقوفها وقوفاً يلاحظه الناس ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:"لا يستنكر الناس منها شيئا ". كما أن هناك نكتة خفية على البعض وهي أن مقدار وقوفها لم ينص عليه الحديث او يشر إليه الرسول صلى الله عليه وسلم ولذلك فلا يمنع أن يكون وقوفها للخرور والاستئذان (وكذلك السجود تنزلاً) حاصل في ثوانٍ أو أجزاء من الثانية وهذه الثوان تضمحل في فرق الثمان دقائق الذي يفصل بيننا وبين الشمس فلا يمكن ملاحظة فترة السجود حينئذٍ، هذا للشخص الملاحظ المتابع، فكيف بالبشرية المشغولة بضيعات الدنيا. وهذا صحيح شرعا وعقلاً، فشرعاً (على افتراض أننا نشبه سجود الشمس بسجودنا) نجد أن الذي يسجد بتسبيحة واحدة قد صح منه السجود وأجزأه كما لو سجد مصلٍ بأكثر من تسبيحة، والشاهد أن السجود وما يترتب عليه من خرور ويتبعه من استئذان لا يلزم من ذلك كله مقداراً معيناً من الوقت نضعه من أذهاننا قياساً على معتاد فعلنا لأن الحديث أبهم وأطلق المقدار الزمني لهذه الأفعال ولذلك فلا يمنع حدوثها في وقت قصير للغاية. وعلى الذين يتوقعون من الشمس تطويلاً أو مقداراً معيناً أن يأتوا بالدليل المقيد لإطلاق الحديث، وترد حجتهم لمجرد أنهم قاسوا حال سجود الشمس على حال سجود الآدمي.
هذه مسألة، اما المسألة الثانية فهي أنه لا يلزم من خرور الشمس، وذلك بالسفول والارتفاع كما في الحديث عند مسلم:"حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت"، أقول لا يلزم من خرور الشمس أن تنزل نزولاً ملحوظ المقدار او ترتفع ارتفاعا ملحوظ المقدار كذلك، فالحديث أطلق ولم يذكر مقدار مسافة الخرور سفولاً ولم يعين مقدار مسافة الارتفاع عندما تقضي سجودها واستئذانها كما ان الحديث (كما ذكرناه) لم يعين مقدار زمن سجودها وكذا استئذانها. ولنضرب على ذلك مثلاً: أليس يصح السجود بالإيماء البسيط الذي لا يكاد يرى من المريض الذي لا يستطيع الحراك؟ فهذا الذي يوميء بالسجود إيماء حتى ولو كان يسيراً جداً يصح سجوده ويقع منه، فكيف إذا علمنا ان سجود الشمس بطبعه مختلف ويرد على صفته (أي سجود الشمس) من الممكنات والاحتمالات ما لايرد ولا ينطبق على سجود الآدمي. وعليه فالذين يتوقعون أو يتصورون من خرور الشمس واستئذانها مسافة معينة او زماناً مقدراً عليهم الدليل الذي بموجبه اختاروا هذا التقييد. ولا يصح منهم تصورهم الذي يلزمون به أنفسهم أو يلزمون به غيرهم بناء على القياس والمقارنة بين سجود الشمس وخرورها وكذا سجود الآدمي وخروره. وبقي هنا فائدة لطيفة وهي أن الخرور قد يأتي بمعنى الركوع وعلى هذا المعنى لا يلزم أن يكون النزول كاملاً ملحوظاً كما لو كان في السجود الحقيقي الكامل، كما في قوله تعالى:" وظن داود إنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا". وقياساً على هذا عموم هذا المعنى (لا قياساً على فعل الآدمي) نقول أنه لا يلزم من خرور الشمس أن يكون خروراً بالغ السفول بحيث يستنكر الناس منها ذلك. وقبل ذلك كله ذكرنا أن الحديث لم يبين مقدار مسافة السفول او مقدار مسافة الارتفاع فقد يقع منها الخرور والارتفاع بمقدار يسير لا يلحظه احد وذلك بسنتيمترات يسيرة مثلاً والحديث بإطلاقه لكيفية السجود وصفة السجود لا يمنع من هذا الاحتمال. اهـ
وفقني الله واياك لما فيه خير هذه الأمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبد]ــــــــ[05 - 07 - 05, 11:49 م]ـ
اخي الفاضل عبد: لقد كان استفساري لك عن كيف يتم ذهاب الشمس عند كل غروب لها لتسجد تحت عرش الرحمان, وليس عن كيفية سجودها. الا أنك فاجأتني برد لم أكن أتوقعه منك.
ذلك أنك لو رجعت الى السؤال الذي طرح عليك من قبل السائل الاول, والذي بقي في شقه الاخير معلقا من غير اجابة, لأدركت تطابق استفساري مع السؤال الاصلي!!!.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل: التمس منك العذر إن كان الأمر كذلك. فأنا لا أريد والله أن أرد أحداً خالي الوفاض.
¥(43/342)
سؤالك أخي الكريم عن "كيفية الذهاب". لو تأملت أخي لوجدت أن بعض الناس يجعل خروج الشمس عن مسارها لتذهب للسجود، أقول بعض الناس يجعل ذلك من "لوازم" الذهاب. وفي الحقيقة لا أدري من أتوا بهذا الإلزام فلفظ الذهاب الوارد في الحديث لفظ مطلق وقد قيّد هذا اللفظ المطلق حديث البخاري بلفظ: ((يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس))، فدل على أن المراد بالذهاب هو عملية الغروب.
إذا عُلم معنى الذهاب أحسن الله إليك، نقول بعد ذلك كيف يكون غروباً معتاداً مستمراً ومع ذلك تسجد تحت العرش. والجواب على ذلك قد ضمنته هذه الاقتباسات الثلاث من مشاركتي السابقة:
الأول: بشأن المحاذاة التحتية لباطن العرش:
والشمس في سجودها المخصوص إنما تحاذي مركز باطن العرش فتكون تحته بهذا الإعتبار كما ذكره ابن كثير في البداية بشأن المحاذاة التحتية للعرش، وكما قرره ابن تيمية رحمه الله في فتاواه وسائر أئمة اهل السنة من حيث أن العرش كالقبة وهو معلوم من حديث الأعرابي الذي أقبل يستشفع بالرسول صلى الله عليه وسلم وقصته مشهورة ثابتة.
الثاني: بشأن المنتهى الذي ينتهي إليه سير غروبها (أي ذهابها):
قال ابن عاشور رحمه الله:
وقد جعل الموضع الذي ينتهي إليه سيرها هو المعبر عنه بتحت العرش وهو سمت معيّن لا قبل للناس بمعرفته، وهو منتهى مسافة سيرها اليومي، وعنده ينقطع سيرها في إبان انقطاعه وذلك حين تطلع من مغربها، أي حين ينقطع سير الأرض حول شعاعها لأن حركة الأجرام التابعة لنظامها تنقطع تبعاً لانقطاع حركتها هي وذلك نهاية بقاء هذا العالم الدنيوي أ. هـ.
الثالث: بشأن تقرير عدم الامتناع:
حتى لو لزم من الخرور والاستئذان ونحوه توقف الشمس فإنه لا يلزم من ذلك وقوفها وقوفاً يلاحظه الناس ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:"لا يستنكر الناس منها شيئا ". كما أن هناك نكتة خفية على البعض وهي أن مقدار وقوفها لم ينص عليه الحديث او يشر إليه الرسول صلى الله عليه وسلم ولذلك فلا يمنع أن يكون وقوفها للخرور والاستئذان (وكذلك السجود تنزلاً) حاصل في ثوانٍ أو أجزاء من الثانية وهذه الثوان تضمحل في فرق الثمان دقائق الذي يفصل بيننا وبين الشمس فلا يمكن ملاحظة فترة السجود حينئذٍ، هذا للشخص الملاحظ المتابع، فكيف بالبشرية المشغولة بضيعات الدنيا. وهذا صحيح شرعا وعقلاً، فشرعاً (على افتراض أننا نشبه سجود الشمس بسجودنا) نجد أن الذي يسجد بتسبيحة واحدة قد صح منه السجود وأجزأه كما لو سجد مصلٍ بأكثر من تسبيحة، والشاهد أن السجود وما يترتب عليه من خرور ويتبعه من استئذان لا يلزم من ذلك كله مقداراً معيناً من الوقت نضعه من أذهاننا قياساً على معتاد فعلنا لأن الحديث أبهم وأطلق المقدار الزمني لهذه الأفعال ولذلك فلا يمنع حدوثها في وقت قصير للغاية. وعلى الذين يتوقعون من الشمس تطويلاً أو مقداراً معيناً أن يأتوا بالدليل المقيد لإطلاق الحديث، وترد حجتهم لمجرد أنهم قاسوا حال سجود الشمس على حال سجود الآدمي.
هذه مسألة، اما المسألة الثانية فهي أنه لا يلزم من خرور الشمس، وذلك بالسفول والارتفاع كما في الحديث عند مسلم:"حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت"، أقول لا يلزم من خرور الشمس أن تنزل نزولاً ملحوظ المقدار او ترتفع ارتفاعا ملحوظ المقدار كذلك، فالحديث أطلق ولم يذكر مقدار مسافة الخرور سفولاً ولم يعين مقدار مسافة الارتفاع عندما تقضي سجودها واستئذانها كما ان الحديث (كما ذكرناه) لم يعين مقدار زمن سجودها وكذا استئذانها. ولنضرب على ذلك مثلاً: أليس يصح السجود بالإيماء البسيط الذي لا يكاد يرى من المريض الذي لا يستطيع الحراك؟ فهذا الذي يوميء بالسجود إيماء حتى ولو كان يسيراً جداً يصح سجوده ويقع منه، فكيف إذا علمنا ان سجود الشمس بطبعه مختلف ويرد على صفته (أي سجود الشمس) من الممكنات والاحتمالات ما لايرد ولا ينطبق على سجود الآدمي. وعليه فالذين يتوقعون أو يتصورون من خرور الشمس واستئذانها مسافة معينة او زماناً مقدراً عليهم الدليل الذي بموجبه اختاروا هذا التقييد. ولا يصح منهم تصورهم الذي يلزمون به أنفسهم أو يلزمون به غيرهم بناء على القياس والمقارنة بين سجود الشمس وخرورها وكذا سجود الآدمي وخروره. وبقي هنا فائدة لطيفة وهي أن الخرور قد يأتي بمعنى الركوع وعلى هذا المعنى لا يلزم أن يكون النزول كاملاً ملحوظاً كما لو كان في السجود الحقيقي الكامل، كما في قوله تعالى:" وظن داود إنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا". وقياساً على هذا عموم هذا المعنى (لا قياساً على فعل الآدمي) نقول أنه لا يلزم من خرور الشمس أن يكون خروراً بالغ السفول بحيث يستنكر الناس منها ذلك. وقبل ذلك كله ذكرنا أن الحديث لم يبين مقدار مسافة السفول او مقدار مسافة الارتفاع فقد يقع منها الخرور والارتفاع بمقدار يسير لا يلحظه احد وذلك بسنتيمترات يسيرة مثلاً والحديث بإطلاقه لكيفية وصفة السجود لا يمنع من هذا الاحتمال.
ومرة أخرى تقبل مني اعتذاري و اجعلني عند حسن ظنك أخي الفاضل.
¥(43/343)
ـ[عبد العزيز بن الحسن]ــــــــ[06 - 07 - 05, 01:40 ص]ـ
العفو ياأخي عبد لم يصدر منك في حقي ما يستدعي الاعتذار.كما أن وجهات نظرنا تكاد تكون متطابقة. تقبل الله مني ومنك هذه المجهودات التوضيحية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبد]ــــــــ[07 - 07 - 05, 01:43 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وتقبل الله دعاءكم وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد محمود الشنقيطى]ــــــــ[10 - 07 - 05, 10:29 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا
قال الإمام المفسر والعلامة الجليل أحمد بن أحمذى الحسنى
الشنقيطى رحمه الله فى تفسيره (مراقى الأواه إلى تدبر كتاب الله) عند الآية
المذكورة {والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم}:
للشمس تحت العرش بقعة بها ********تسجد كل ليلة لربها
عند غروبها وتستمر ***************ساجدة ليس لها ممر
حتى إذا ما طلع النهار *************أذن فى طلوعها الجبار
من مطلع كانت به تبدوا على *****طول النهار هكذا على الولا
إلى خطاب الشمس بارجعى ورا *فترجع الشمس هناك القهقرى
إذا بها قد طلعت حيث أتت********فيا لها من فجأة قد طلعت
أومستقرها انتهاء سيرها ***********عند انتهاء هذه لغيرها
قدقيل فيه ذا والاول أصح ****** إذفى الصحيحين حديثه اتضح
ونجل عباس بنفى المستقر ***** قرا ولا إشكال فالمعنى ظهر
ـ[أبو حفص الأزدي]ــــــــ[15 - 07 - 05, 09:13 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
وفي فلك الموضوع استشكل علي أمر وهو أن الشمس حين كونها في كبد السماء تتوقف للحظات يسيرة
وفي هذا الوقت تسعر أبواب جهنم والعياذ بالله. ذكر هذا الشيخ محمد الشنقيطي المدرس بالمسجد النبوي
حينما كان يشرح مواقيت الصلاة , ووجه الإستشكال عندي هو هل هناك تعارض بين وقوف الشمس في ذلك الوقت وقوله تعالى (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقديرالعزيز العليم) , وأيضاً من قال هذا من العلماء المتقدمين ومادليله.
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد]ــــــــ[15 - 07 - 05, 10:35 م]ـ
وفيك بارك وجزاك الله خيرا.
يزول الإشكال إذا تحقق التالي:
الإتيان بدليل توقف الشمس للحظات يسيرة - كما ذكرت أخي الكريم - فإن وجد هذا الدليل:
1 - أخذنا به وقلنا بتوقف الشمس للحظات يسيرة بناء على الدليل ثم بعد ذلك نرى علاقة هذا الدليل بتفتح أبواب جهنم وقت الظهيرة.
2 - وإن لم يوجد الدليل لم نقل بتوقف الشمس حتى لو قال بذلك أحد العلماء اجتهادا منه وتسقط العلاقة المفترضة من الأساس بين تفتح أبواب جهنم وتوقف الشمس.
إذا أخي الفاضل، إذا استطعت المجيء بالدليل لنتأمل فيه وونظر في معانيه فافعل حتى ننتقل للخطوة التي تليها في الجواب على هذا الاشكال. ولكن إذا بحثت فلم تجد دليلا فقد زال الاشكال من أصله لعدم وجود الدليل على هذا الافتراض.
ودمت في حفظ الله.
ـ[إسلام]ــــــــ[18 - 08 - 05, 12:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نرى أن ظاهر الحديث هو المعنى الذي ذكره الأخ محمد محمود الشنقيطي نقلا عن الإمام المفسر والعلامة الجليل أحمد بن أحمذى الحسنى الشنقيطى رحمه الله فى تفسيره (مراقى الأواه إلى تدبر كتاب الله) عند الآية المذكورة {والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم}:
للشمس تحت العرش بقعة بها ********تسجد كل ليلة لربها
عند غروبها وتستمر ***************ساجدة ليس لها ممر
حتى إذا ما طلع النهار *************أذن فى طلوعها الجبار
من مطلع كانت به تبدوا على *****طول النهار هكذا على الولا
إلى خطاب الشمس بارجعى ورا *فترجع الشمس هناك القهقرى
إذا بها قد طلعت حيث أتت********فيا لها من فجأة قد طلعت
أومستقرها انتهاء سيرها ***********عند انتهاء هذه لغيرها
قدقيل فيه ذا والاول أصح ****** إذفى الصحيحين حديثه اتضح
ونجل عباس بنفى المستقر ***** قرا ولا إشكال فالمعنى ظهر
بمعنى أن الشمس في فترة الليل بعد أن تغرب تكون بجسمها و مادتها ساجدة تحت العرش سجودا لا ندري كيفيته و تستأذن ربها حتى تطلع من مطلعها، وذلك في كل يوم و ليلة.
¥(43/344)
هذا ظاهر الحديث، و هذا ما فهمه الصحابة من كلام النبي (ص)، و ما قد يكون فهمه النبي (ص) من الوحي المنزل عليه و هو كان فهم العلماء من بعدهم كما يظهر ذلك كتب التفاسير، و ما ساعد على ذلك الفهم هو أنهم كانوا يعتقدون أن الأرض مسطحة، و هكذا لا يكون ذلك الحديث إشكالا بالنسبة لهم، بل على العكس يكون قد أعطى لهم تفسيرا عن أين تكون الشمس في فترة الليل بعد أن تغرب. و التفسير المعطى هنا يبين لنا كيف أن الشمس ذليلة لربها لا تطلع لنا إلا بإذن من ربها، و ذلك حتى يمحو أى ميل لاعتقاد بألوهية الشمس، التى كان يرى فيها أناس القدرة و السلطان و يعبدونها.
أما في عصرنا الحالي، وبعد أن علمنا الله و ثبت لنا علميا الحركة المسببة لظاهرة الليل و النهار، وهي دوران الأرض حول محورها (بعد أن علمنا أنها كروية) ... بعد أن علمنا ذلك نجد أن هذا الحديث النبوي قد اصبح مشكلا لكثير من الناس إذا تم فهمه على ظاهره بالصورة السابق ذكرها.
فما الحل إذن ... ؟
حتى نفهم الأمر علينا أولا النظر جيدا في الآيتين (38 و 39 في سورة يس): {و الشمس تجري لمستقر لها، ذلك تقدير العزيز العليم. و القمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم}
إن الله تعالى يصرفنا في هذه الآيات للنظر في خلقه والتدبر في تقديره، وهو تعالى يذكرنا هنا بما نراه كل يوم و ليلة من آيتين عظيمتين، ألفتها انفسنا فلم تعد ترى فيها آيات قدرته عز وجل. إنه حين يوجهنا لتلك الآيات، يوجهنا إلى ما تراه أعيننا، إلى فطرتنا ... ليس المقصود هو تفسير حركة الشمس و القمر، المقصود هو رؤيتنا بعين بصرنا لتلك الآيات حتى تنفتح بصيرتنا لتقدير الله عز وجل و علمه، فها نحن كل يوم نرى الشمس طالعة من المشرق ثم تجري في السماء، تضيئ لنا النهار، ثم يحين مغربها، فإذا بها تذهب، و إذا ذلك الجريان الذي كنا نراه قد توقف و استقر، إنه ذلك الجريان الذي كان طوال النهار قد استقر بذهاب الشمس من أعيننا، وذلك حتى تولد آية جديدة، الليل الذي أناره الله لنا بالقمر و جعله لنا منازل حتى نعلم عدد السنين والحساب، وذلك ما يحدث في أي أرض و بلد، و هو الذي يراه كل كائن على هذه الأرض، فلك الحمد يا ربي على دقة تقديرك، و كمال صنيعتك ....
و عليه فإننا نأخذ بمدلول الحديث و ليس بظاهره السابق ذكره؛ إن هذه الشمس التي ترونها حين تغرب، لا تطلع لنا ثانية إلا بإذن من ربها، ذلك الطلوع الذي اعتدنا عليه لا يحدث إلا بأمره و إذنه، إنها ساجدة لربها لا تعصيه في أمره، فهو الذي وضع لها فلكها، فلكها الذي هو ناتج من دوران الأرض حول محورها، فهو سبحانه الذي قدر دوران الأرض و جعل منه الليل و النهار، جعل منه شمسا جارية نراها في نهارنا، مختفية في ليلنا مستقرة، فالكل ساجد لأمره تحت عرشه، منقاد لحكمه و تقديره.
{ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} و الله الموفق،
ـ[طلق]ــــــــ[23 - 08 - 05, 10:07 ص]ـ
كانت لى وجهة نظر فى هذا الموضوع وقد كتبته ضمن دراسة شاملة ورد على من يشكك فى القرآن الكريم اورد لكم ما تعلق منها بهذه المسألة سائلا الله ان ينفع بها.
ومثال آخر يقوله المشككون فى إنعكاس علوم وتصورات عصر النبوة فى القرآن تفسير آية (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) حسب الحديث الغريب فى سنده أى أنه روى من طريق واحد من الصحابة هو أبو ذر والذى يفيد بأن معنى لمستقر لها هو أنها تذهب حين غروبها كل يوم لتسجد تحت العرش وتطلب الإذن بمعاودة الشروق من جهة الشرق من مطلعها المعتاد إلى أن يحين الوقت الذى لا يؤذن لها فتشرق من جهة المغرب على غير المعتاد وهذا نص الحديث: (حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى
والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم
رواه البخارى)
¥(43/345)
كما رواه الترمذى (حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال: دخلت المسجد حين غابت الشمس والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فقال يا أبا ذر أتدري أين تذهب هذه قال قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب تستأذن في السجود فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها اطلعي من حيث جئت فتطلع من مغربها قال ثم قرأ وذلك مستقر لها قال وذلك قراءة عبد الله بن مسعود.
قال: أبو عيسى وفي الباب عن صفوان بن عسال وحذيفة بن أسيد وأنس وأبي موسى وهذا حديث حسن صحيح).
هذا الحديث ينافى حقائق العلم ولا يحتمله الواقع ثم وهذا الأهم يتصادم مع المعنى الذى تحتضنه الآية.
فنحن هنا لم نعتسف النص النبوى المفسر لهذه الآية ولكن كشفنا عن عدم صحة صدوره عن النبى صلى الله عليه وسلم من خلال تعارضه مع حقائق العلم وبداهات العقل وكذلك لتعارضه مع الرويات الصحيحة والأشهر والمنقولة من نفس بعض رجال السند وهم وكيع، والأعمش، وابراهيم التيمى عن أبيه عن أبى ذر.
فبعض المفسرين قد قال بأن سجود الشمس ممكن عقلا مع سيرها ودورانها، وهذا صحيح ولكن ظاهرة الغروب نحن فى هذا العصر نعرف آلية حدوثها وأنها ليست من دوران الشمس بل من دوران الأرض فلا معنى لكلام هؤلاء المفسرين فالآية ينصرف معناها إلى أن الشمس الدائبة والمنضبطة فى حركتها الظاهرية التى هى فى الأساس حركة الأرض لا يعتريها خلل مما يدل على أنها آية دالة على تقدير الله العزيز العليم، ويتضح هذا المقصد إذا علمنا بأن ما سبق هذه الآية وما أعقبها من آيات تصب فى هذا المعنى يقول تعالى (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ.
فالآية إذا جارية فى فلك آيات وتدور على معنى لا علاقة له بالفهم المغلوط عند بعض المفسرين لجملة مستقرها تحت العرش التى جاءت فى الرواية والتى فسروها أنها تجرى حتى تصل لآخر نقطة لها عند مستقرها تحت العرش فى نهاية الزمان، كما لا علاقة لها بمضمون الحديث الذى يقول بأنها تذهب كل يوم للسجود تحت العرش تستأذن إعادة الشروق فالمسألة ليست مسألة أن الشمس لها مستقر أى نقطة نهاية تنتهى بالعرش مكانا أو تنتهى بزمان بحيث تحبس عنده فلا تشرق من مشرقها المعتاد فتصور المفسرون أو من روى الحديث بأن المستقر المقصود فيه لا القانون القارّ الثابت الذى لا يتخلف مما يعنى انضباط حركة الكون بل مستقر مكانى وزمانى غيبى وهذا والله أعلم توهّم منهم، ففى الرواية كما ذكر شارح الترمذى فى تحفة الاحوذى (إبراهيم التيمي هو ابن يزيد بن شريك, يكنى أبا أسماء الكوفي العابد ثقة, إلا أنه يرسل ويدلس من الخامسة) والمدلس هو من يروى عمن لم يسمع منه ويوهم بأنه سمع منه.
والروايات كلها من طريق أبى ذر رضى الله عنه فلابد أن واحدة منهما هى الصحيحة والأخرى قد اعتراها التحوير، والرواية الأصح هى التى مضمونها أن مستقرها تحت العرش لأنها الأكثر ورودا فى أصح المصادر، وهذه هى الروايات:
1 ـ حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل (والشمس تجري لمستقر لها) قال: مستقرها تحت العرش.
رواه الإمام أحمد
¥(43/346)
2 ـ حدثنا أبو سعيد الأشج وإسحق بن إبراهيم قال إسحق أخبرنا وقال الأشج حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى (والشمس تجري لمستقر لها) قال مستقرها تحت العرش.
رواه مسلم.
3 ـ حدثنا عياش بن الوليد حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله (والشمس تجري لمستقر لها) قال: مستقرها العرش.
رواه البخارى.
4 ـ حدثنا الحميدي حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى (والشمس تجري لمستقر لها)، قال: مستقرها تحت العرش. رواه البخارى
فجوابه صلى الله عليه وآله وسلم هنا مختصر ولا يخالف الواقع، فكل شىء تحت العرش وليس معناه أن الشمس نهاية مسيرها هو العرش لأن الشمس تسبح فى فلك أى أنها دائرة وليست فى خط مستقيم؛ لذا وجدنا ابن حجر العسقلانى فى كتابه فتح البارى يأتى بلطيفة عندما عارض قول أهل الهيئة فى زمانه الذين قالوا بأن الشمس مرصعة أى لاصقة على الفلك الذى يدور فتدور الشمس بدورانه يقول ابن حجر إن الآية تفيد ان الشمس تدور مستقلة بنفسها معتمدا على آية كل فى فلك يسبحون.
فمسألة الإمكان العقلى لسجودها تحت العرش لا محل له فى التفسير، لأنه أصلا لا يحدث، فالشمس ليست هى الغاربة إلا مجازا لأن الذى يتم انحجاب نورها عن الجزء غير المقابل لها من الأرض نتيجة حركة الأرض، بل هى لا تجرى فى حركتها اليومية بين المشرق والمغرب إنما الذى يجرى هو الأرض ولكن الهيئة الظاهرية تجعلها هى الجارية ويكون جريانها وفق حساب دقيق ومستقر لمصلحة العباد.
فالمفسرون ذهبوا مذاهب فى تأويل سجدوها تحت العرش بأنه سجود من نوع آخر فكونها تجرى إلى مستقر لها هى طائعة لله وساجدة له؛ إلا أن هذا التأويل غير محتمل، وفيه تمحّل اضطرهم إليه حديث أبى ذر السابق، وأنا أرجح أن ما أدى إلى توهم أنها تسجد تحت العرش هو فهم مغلوط وتفسير خاطىء لقوله صلى الله عليه وآله وسلم بأن مستقرها تحت العرش.
وقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم تحت العرش لأن افق ادراك النبى صلى الله عليه وآله وسلم يمتد إلى العرش فهو ينظر إلى العالم العلوى والعالم يقع بكليته تحت العرش بما فى ذلك الشمس.
فالعلم الإنسانى لم يصل على تفسير ظاهرة الليل والنهار إلا باكتشاف دوران الأرض حول نفسها فى العصر الحديث منذ كشف كوبرنكوس أن الارض هى التى تدور حول الشمس وليس العكس ثم كشف نيوتن حركة الارض حول نفسها بقانون الطرد المركزى إما قبل ذلك فلم يقل أحد بذلك فقد كان الإعتقاد أن الشمس هى المتحركة وبحركتها تحدث ظاهرة الليل والنهار والله سبحانه قد أشار إلى حركة الشمس لان الوعى البشرى لم يتوصل آنذاك إلى إدراك حركة الأرض ودورانها فقد كانت حركة الشمس هى الظاهرة عيانا للبشرية وذكر حركة الشمس على هذا النحو ليس فيه تناقض مع حقائق العلم.
فالقرآن يأتى بحقائق يقينية لا تتزلزل فى ضوء الكشوف العلمية؛ بل يصلب عود حقائقه وتزداد رسوخا، ولا تُصادم بداهات العقول.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[08 - 10 - 05, 10:19 م]ـ
وقد يسأل سائل فيقول:"إذاً كيف يكون الله بكل شيء محيط؟ " والجواب أن الله عز وجل غير العرش. فالله جل جلاله مستوٍ عليه استواء يليق بجلاله وعظمته إذ أن الله هو المحيط بكل شيء وليس العرش وقد أنكر ابن تيمية على المخالفين الذي يرون أن العرش مستدير مع استدارة الأفلاك لأنهم تركوا صحيح المنقول من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نص على ان العرش كالقبة وليس كالدائرة. وهذا هو الصواب لموافقته للأدلة الثابتة. وهو ما دل عليه العقل قديما عند المتقدمين وحديثا عند الفيزيائيين بشأن إنحناء الكون ولكن لا يلزم من هذا القول باستدارة العرش استدارة كاملة لأن العرش غيرالسماوات من جهة ولأنه لو كان العرش مستديراً لكانت الشمس –والمخلوقات - "داخل" العرش لا "تحته" وظرف التحتية أنسب لحال العرش الذي هو كالقبة ولذلك قال اين تيمية في مجموع الفتاوى:" لم يثبت بدليل يعتمد عليه أن " العرش " فلك من الأفلاك المستديرة الكروية الشكل؛ لا بدليل شرعي. ولا بدليل عقلي. وإنما ذكر هذا طائفة من المتأخرين الذين نظروا في " علم الهيئة " وغيرها من أجزاء الفلسفة فرأوا أن الأفلاك تسعة وأن التاسع - وهو الأطلس - محيط بها مستدير كاستدارتها وهو الذي يحركها الحركة المشرقية وإن كان لكل فلك حركة تخصه غير هذه الحركة العامة ثم سمعوا في أخبار الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ذكر " عرش الله " وذكر " كرسيه " وذكر " السموات السبع " فقالوا بطريق الظن إن " العرش " هو الفلك التاسع؛ لاعتقادهم أنه ليس وراء التاسع شيء إما مطلقا وإما أنه ليس وراءه مخلوق" ا. هـ.
================================================== ==
سؤالى هنا عن كلام شيخ الإسلام , هل معناه أن العرش لا يكون فوقى إذا كنت على أحد جنبى الأرض ... على إعتبار أن العرش ليس مستديرا إستدارة كاملة؟؟ =======================================
¥(43/347)
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[11 - 10 - 05, 10:33 م]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
وقد يسأل سائل فيقول:"إذاً كيف يكون الله بكل شيء محيط؟ " والجواب أن الله عز وجل غير العرش. فالله جل جلاله مستوٍ عليه استواء يليق بجلاله وعظمته إذ أن الله هو المحيط بكل شيء وليس العرش وقد أنكر ابن تيمية على المخالفين الذي يرون أن العرش مستدير مع استدارة الأفلاك لأنهم تركوا صحيح المنقول من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نص على ان العرش كالقبة وليس كالدائرة. وهذا هو الصواب لموافقته للأدلة الثابتة. وهو ما دل عليه العقل قديما عند المتقدمين وحديثا عند الفيزيائيين بشأن إنحناء الكون ولكن لا يلزم من هذا القول باستدارة العرش استدارة كاملة لأن العرش غيرالسماوات من جهة ولأنه لو كان العرش مستديراً لكانت الشمس –والمخلوقات - "داخل" العرش لا "تحته" وظرف التحتية أنسب لحال العرش الذي هو كالقبة ولذلك قال اين تيمية في مجموع الفتاوى:" لم يثبت بدليل يعتمد عليه أن " العرش " فلك من الأفلاك المستديرة الكروية الشكل؛ لا بدليل شرعي. ولا بدليل عقلي. وإنما ذكر هذا طائفة من المتأخرين الذين نظروا في " علم الهيئة " وغيرها من أجزاء الفلسفة فرأوا أن الأفلاك تسعة وأن التاسع - وهو الأطلس - محيط بها مستدير كاستدارتها وهو الذي يحركها الحركة المشرقية وإن كان لكل فلك حركة تخصه غير هذه الحركة العامة ثم سمعوا في أخبار الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ذكر " عرش الله " وذكر " كرسيه " وذكر " السموات السبع " فقالوا بطريق الظن إن " العرش " هو الفلك التاسع؛ لاعتقادهم أنه ليس وراء التاسع شيء إما مطلقا وإما أنه ليس وراءه مخلوق" ا. هـ.
================================================== ==
سؤالى هنا عن كلام شيخ الإسلام , هل معناه أن العرش لا يكون فوقى إذا كنت على أحد جنبى الأرض ... على إعتبار أن العرش ليس مستديرا إستدارة كاملة؟؟ =======================================
ـ[عبد]ــــــــ[12 - 10 - 05, 02:44 م]ـ
عذرا على التأخير اخي الكريم، فقد كنت منشغلا ... أسأل الله العون.
سؤالك:
سؤالى هنا عن كلام شيخ الإسلام , هل معناه أن العرش لا يكون فوقى إذا كنت على أحد جنبى الأرض ... على إعتبار أن العرش ليس مستديرا إستدارة كاملة؟
الجواب وبالله أستعين: سؤالك له حظ من النظر، ولكن إعلم ان هيئة العرش مجهولة ولذلك لو افترضنا أن العرش عبارة عن قوس نصف دائرة وأن جوانب الأرض من هنا ومن هنا محاذية لطرفي هذا القوس، أقول لو افترضنا ذلك لقال قائل أن الواقف على احد هاذين الجانبين ليس تحت العرش. ولكن هل المقدمة الافتراضية من أصلها صحيحة وحقيقية؟
الجواب: لا ليست صحيحة ولا حقيقية ما دامت افتراض قائم على الخرص والظن والتوقع. إذ ما هو البرهان الذي دعانا لتصور العرش على هذه الصورة؟ لا يوجد برهان.
ولذلك فقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه العرش كالقبة لا يعني بالضرورة انه مقوّس على الصورة التي ذكرناها آنفاً لأنه لا يلزم من كل قبة ان تكون دائما على صورة قوس نصف دائري بحيث يبلغ مجموع زواياه 180 درجة. لا يلزم ذلك إلا إذا ألزمنا به انفسنا بأنفسنا، بغير علم ولاهدى ولا كتاب منير، وهذا كما تعلم تصور مردود وخرص غير محمود. ولذلك فلا يمنع أن يكون العرش مقبباً بحيث يتجاوز جانبي الكرة الأرضية ولكن مع عدم التقاء طرفية بحيث يصير دائرة كاملة، عندئذٍ يكون كل شيء على الأرض تحت العرش، والله تعالى اعلم.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[12 - 10 - 05, 03:44 م]ـ
جزاك الله خيرا أخى الكريم ..
حبذا لو رددت على إستشكالى على هذا الرابط ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28404
ـ[المخلافي]ــــــــ[12 - 10 - 05, 08:03 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد الاثري]ــــــــ[22 - 10 - 05, 03:25 ص]ـ
جزى الله الاخ عبد فقد افاد واجاد
ـ[ابو سارة الغائب]ــــــــ[16 - 11 - 05, 12:11 م]ـ
ياخوان الحديث في البخاري وهو صحيح كماتعلمون وقد يكون المقصود فيه والله اعلم هو حين تغرب الشمس من خط طول وعرض الموضع الذي كان يجلس فيه النبي صلى الله عليه وسلم وابو ذر رضي الله عنه تذهب الشمس تحت العرش وتسجد بل وتخر ساجده حتا يؤذن لهابالطلوع من نفس الموضع وهذا لايستشكل عقلا لان علماء الفضاء يقرون انهم مازالو ا على شاطي علوم الفضاء ولم تبتل اقدامهم بعد والله اعلم
ـ[ابو العز السلمى]ــــــــ[29 - 11 - 05, 10:54 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد]ــــــــ[05 - 09 - 06, 08:34 ص]ـ
الإخوة الأفاضل، لقد طرحت البحث نفسه بعد التنقيح والاستدراك والتصحيح، وأنا أرتضي لكم النسخة الجديدة لما فيها من الإضافات العلمية، وهي بنفس الإسم: "رفع اللبس عن حديث سجود الشمس": على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80836
فمن أراد محاكمة البحث أو التعليق والمشاركة أو الاستفادة أو حتى العزو والاستشهاد "فليعتمد" على آخر أقوالي في المسألة!(43/348)
هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك وأسأل عن صحة حديث:أعطو الأجير حقه قبل أن ..
ـ[أبومحمدالصغير]ــــــــ[08 - 05 - 05, 11:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك وأسأل عن تخريج حديث: ((أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه))
أسأل الله التوفيق والهدى والسداد للجميع
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[08 - 05 - 05, 02:49 م]ـ
أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه (ابن ماجه عن ابن عمر. أبو يعلى، وتمام، وابن عساكر عن
أبى هريرة. الطبرانى فى الأوسط، والخطيب عن جابر. الحكيم عن أنس)
حديث ابن عمر: أخرجه ابن ماجه (2/ 817، رقم 2443) قال البوصيرى (3/ 75): هذا إسناد ضعيف. وأخرجه أيضًا: القضاعى (1/ 433، رقم 744).
حديث أبى هريرة: أخرجه أبو يعلى (12/ 34، رقم 6682) إلا أنه قال: يجف رشحه. وتمام (1/ 28، رقم 44)، وابن عساكر (5/ 59). وأخرجه أيضًا: أبو نعيم فى ذكر أخبار أصبهان (1/ 221). قال الهيثمى (4/ 97): فيه عبد الله بن جعفر بن نجيح والد على بن المدينى، وهو ضعيف.
حديث جابر: أخرجه الخطيب (5/ 33). وأخرجه أيضًا: الطبرانى فى الصغير (1/ 43، رقم 34)، وعزاه الألبانى فى الإرواء (5/ 324، رقم 1498)، للطبرانى فى الأوسط (1/ 149/1). قال الهيثمى (4/ 98): رواه الطبرانى فى الأوسط، وفيه شرقى بن قطامى، وهو ضعيف.
حديث أنس: ذكره الحكيم (1/ 116). قال المناوى (1/ 562): الحديث طرقه كلها لا تخلو من ضعيف أو متروك لكن بمجموعها يصير حسنًا.
79) أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه وأعلمه أجره وهو فى عمله (البيهقى عن أبى هريرة)
أخرجه البيهقى (6/ 120، رقم 11434) وقال: هذا ضعيف.
--------------------------
منقوووووووووول من كتاب جمع الجوامع للسيوطي
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[08 - 05 - 05, 05:50 م]ـ
الحديث صححه الشيخ الألباني، رحمه الله:
الحديث 2434 حدثنا العباس بن الوليد الدمشقي حدثنا وهب بن سعيد بن عطية السلمي حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه (صحيح) _ الارواء 1498، المشكاة 2987، الروض 193، التعليق الرغيب 58/ 3، أحاديث البيوع
مأخوذ من الرابط التالي
http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=4512
ـ[أيمن بن محمد الحمدان]ــــــــ[08 - 05 - 05, 11:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
على تعاونك على البر والتقوى
ـ[أبومحمدالصغير]ــــــــ[09 - 05 - 05, 12:01 م]ـ
أسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسانتكم(43/349)
حديث يا ابن آدم جعلتك في بطن أمك
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[09 - 05 - 05, 04:14 م]ـ
هذا حديث مشهور أنه قدسي:
يا ابن آدم جعلتك في بطن أمك وغشيت وجهك بغشاء لئلا تنفر من الرحم وجعلت وجهك إلى ظهر أمك لئلا تؤذيك رائحة الطعام وجعلت لك متكأً عن يمينك ومتكئاً عن شمالك، فأما الذي عن يمينك الكبد، وأما الذي عن شمالك فالطحال، وعلمتك القيام والقعود في بطن أمك فهل يقدر على ذلك غيري، فلما أن تمت مدتك وأوحيت إلى الملك بالأرحام أن يخرجك، فأخرجك على ريش من جناحه، لا لك سن تقطع، ولا يد تبطش ولا قدم تسعى فانبعث لك عرقان رقيقان في صدر أمك يجريان لبنا خالصاً حاراً في الشتاء وبارداً في الصيف وألقيت محبتك في قلب أبويك فلا يشبعان حتى تشبع ولا يرقدان حتى ترقد فلما قوي ظهرك واشتد أزرك بارزتني بالمعاصي في خلواتك ولم تستح مني ومع هذا إن دعوتني أجبتك وإن سألتني أعطيتك وإن تبت إليّ قبلتك.
لم أجده مرفوعا، وإنما أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 399)، من قول محمد بن كعب القرظي، قال: قرأت في التوراة أو قال: في صحف إبراهيم الخليل – عليه السلام - فوجدت فيها: يقول الله: يا ابن آدم، ما أنصفتني ...
وعزاه السيوطي – رحمه الله – في الدر المنثور (8/ 384) إلى أبي نعيم وحده.
فهل من زيادة تخريج أو فائدة.
ـ[بن عباس]ــــــــ[09 - 05 - 05, 04:25 م]ـ
بارك الله فيك نرجو من طلبة الحديث التوضيح لأنى كنت ممن أبحث عن صحة هذا الحديث ولم أعثر عليه بعد بحث طويل , بارك الله فيك أخى
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[10 - 05 - 05, 01:48 ص]ـ
"لبنا حارا في الشتاء باردا في الصيف"!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لا نعلم عن لبن حار من بنات آدم, بل هو دافئ!.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 05 - 05, 09:07 ص]ـ
http://www.islamway.net/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=2777
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[10 - 05 - 05, 09:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا الشيخ الفاضل إحسان
وجزاك الله خيرا الشيخ الفاضل صلاح الدين الشامي
ولعل المعنى الدافئ كما في بعض المجتمعات يقولون: هذا ماء بارد وهذا حار. يعني (دافئ) وإن لم يكن ساخن، فقط فقد برودته.
ـ[أبو الفداء بن مسعود]ــــــــ[01 - 12 - 08, 05:28 ص]ـ
أجد في المتن غرابة في قوله: "وجعلت وجهك إلى ظهر أمك لئلا تؤذيك رائحة الطعام "!
فمن الذي قال أن رائحة الطعام تصل الى داخل الرحم أصلا، سواءا كان وجه الجنين قِبل ظهرها أو عكس ذلك؟ ومن الذي قال أن الجنين حينئذ يقدر على تمييز الروائح؟؟
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[01 - 12 - 08, 10:42 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
-حفظكم الباري ورعاكم-
انتشر خبر في المنتديات بشكل كبير على أنه حديث قدسي وهو (يا ابن آدم جعلتك في بطن أمك)، فإليكم نصه ثم التعليق عليه بحول الله وقوته:
أولاً: (نص الخبر):
(يقول الله: يا ابن ادم ما أنصفتني، خلقتك ولم تك شيئاً، وجعلتك بشراً سوياً، وخلقتك من سلالة من طين، ثم جعلتك نطفة في قرار مكين، ثم خلقت النطفة علقة، فخلقت العلقة مضغة، فخلقت المضغة عظاما، فكسوت العظام لحماً، ثم أنشأناك خلقاً آخر.
يا ابن ادم هل يقدر على ذلك غيري؟ ثم خففت ثقلك على أمك حتى لا تتمرض بك، ولا تتأذى، ثم أوحيت إلى الأمعاء أن اتسعي، وإلى الجوارح أن تفرق فاتسعت الأمعاء من بعد ضيقها، وتفرقت الجوارح من بعد تشبيكها، ثم أوحيت إلى الملك الموكل بالأرحام أن يخرجك من بطن أمك فاستخلصتك على ريشة من جناحه، فاطلعت عليك فإذا أنت خلق ضعيف، ليس لك سن يقطع ولا ضرس يطحن، فاستخلصت لك في صدر أمك عرقاً يدر لك لبناً بارداً في الصيف، حاراً في الشتاء، واستخلصته لك من بين جلد ولحم ودم وعروق، ثم قذفت لك في قلب والدتك الرحمة، وفي قلب أبيك التحنن، فهما يكدان ويجهدان ويربيانك ويغذيانك ولا ينامان حتى ينوماك.
ابن ادم أنا فعلت ذلك بك لا لشيء استاهلته به مني او لحاجة استعنت على قضائها.
ابن ادم فلما قطع سنك ووطحن ضرسك أطعمتك فاكهة الصيف في أوانها وفاكهة الشتاء في أوانها، فلما أن عرفت أني ربك عصيتني، فالآن إذا عصيتني فادعني فإني قريب مجيب وادعني فإني غفور رحيم)
هذا هو لفظ الخبر، وهو مشهور في الشبكة العنكبوتية باللفظ التالي:
¥(43/350)
(تتجلى عظمة الخالق ... في الحديث القدسي الشريف
قال سبحانه وتعالى:
((يا ابن آدم جعلتك في بطن أمك .. و غشيت وجهك بغشاء لئلا تنفر من الرحم و جعلت وجهك إلى ظهر أمك لئلا تؤذيك رائحة الطعام .. و جعلت لك متكأ عن يمينك و متكأ عن شمالك .. فأما الذي عن يمينك فالكبد .. و أما الذي عن شمالك فالطحال .. و علمتك القيام و القعود في بطن أمك .. فهل يقدر على ذلك غيري؟؟ فلما أن تمّت مدتك .. و أوحيت إلى الملك بالأرحام أن يخرجك .. فأخرجك على ريشة من جناحه .. لا لك سن تقطع .. و لا يد تبطش .. و لا قدم تسعى .. فأنبعث لك عرقين رقيقين في صدر أمك يجريان لبنا خالصا .. حار في الشتاء و باردا في الصيف .. و ألقيت محبتك في قلب أبويك .. فلا يشبعان حتى تشبع .. و لا يرقدان حتى ترقد .. فلما قوي ظهرك و أشتد أزرك .. بارزتني بالمعاصي في خلواتك .. و لم تستحي مني .. و مع هذا إن دعوتني أجبتك .. و إن سألتني أعطيتك .. و إن تبت إليّ قبلتك))
ثانياً: (حال الخبر وكلام أهل العلم حوله):
ليس هذا الخبر بحديث قدسي، إنما رواه الإمام أبو نعيم في كتابه الحلية (15914) في ترجمة العباس بن إسماعيل الطامدي فقال:
(حدثنا أبي قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن خلة الصفار قال حدثنا محمد بن يوسف الصوفي قال حدثنا العباس بن إسماعيل الطامدي قال حدثنا مكي بن إبراهيم بن موسى بن عبيدة الربذي عن محمد بن كعب القرظي قال:
"قرأت في التوراة أو قال في صحف إبراهيم الخليل، فوجدت فيها: يقول الله يا بن آدم ما أنصفتني خلقتك .. ") ا. هـ
كما ذكره الحافظ السيوطي بلا إسناد في كتابه "الدر المنثور في التأويل بالمأثور" (6/ 520) عند تفسير قول الله تعالى (ثم السبيل يسره) من سورة عبس، وفي كتابه "الحبائك في أخبار الملائك" (ص 37) فيما جاء في ملك الأرحام عليه السلام فقال:
(وأخرج أبو نعيم في الحلية عن محمد بن كعب القرظي قال: قرأت في التوراة - أو قال في صحف إبراهيم عليه السلام - فوجدت فيها: يقول الله: يا بن آدم ما أنصفتني .. ) ا. هـ
محمد بن كعب القرظي تابعي عالم ثقة كثير الحديث.
فهذا الخبر من قبيل أخبار أهل الكتاب التي تسمى بـ (الإسرائيليات)، وأهل العلم يقسمون ما ورد إلينا من أخبارهم إلى ثلاثة أقسام:-
الأول: ما جاء موافقاً لما في شرعنا، فهذا نصدقّه ويجوز لنا روايته.
الثاني: ما جاء مخالفاً لما في شرعنا، فهذا نكذّبه ويُحرم علينا روايته إلا لبيان بطلانه.
الثالث: ما سكت عنه شرعنا، فهذا نتوقف فيه، فلا نحكم عليه بصدق ولا بكذب، ويجوز لنا روايته على جهة الاستئناس به، لأن غالب ما يُروى في ذلك راجع إلى القصص والأخبار لا إلى العقائد والأحكام، وروايته ليست إلا مجرد حكاية له لما هو في كتبهم أو كما يحدثون به بصرف النظر عن كونه حقاً أو غير حق.
ويدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وآله سلم:
(بلّغوا عني ولو آية وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي معتمداً فليتبوأ مقعده من النار)
[أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (3461)]
قال الإمام الحافظ ابن كثير الدمشقي رحمه الله تعالى وهو يتحدث عن القسم الثالث في مقدمة تفسيره (1/ 8):
(وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني) ا. هـ
والخبر الإسرائيلي المذكور من القسم الثالث لأنه مسكوت عنه في شرعنا الحنيف.
...
وإليكم بعض فتاوى أهل العلم حول هذا الخبر:
[1] قال الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله تعالى:
(هذا الحديث مما تلوح عليه علامات الوضع والكذب، ولا يجوز نشره ولا تجوز نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم، والله أعلم) ا. هـ
المصدر:
http://www.almeshkat.net/vb/showthre...oto=nextoldest
[2] قال الشيخ حامد العلي حفظه الله تعالى:
(هذا الحديث لا يصحّ، لا يُعرف له أصل، ولا إسناد أصلاً) ا. هـ
المصدر:
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa...&fatwa_id=2777
[3] قال مركز الفتوى في الشبكة الإسلامية بإشراف د. عبد الله الفقيه:
(فهذا الحديث لا نعرفه في شيء من دواوين السنة التي وقفنا عليها، وفضل الله عز وجل على الإنسان فوق ما ذكر، ولكن لا تصح نسبة الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا إذا روي لنا بإسناد من شأنه أن يقبل، والله أعلم) ا. هـ
المصدر:
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/S...Option=FatwaId
...
والخلاصة أن هذا الخبر ليس من الأحاديث القدسية الثابتة التي يرويها النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الله تعالى، إنما هو من الأخبار الإسرائيلية التي لا نصدقها ولا نكذبها، وليس فيه فائدة دينية كبيرة.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
مع تحياتي
أخوكم في الله/محب الخير
..............
ـ[أم مصعب بن عمير]ــــــــ[15 - 04 - 09, 03:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا رفع الله قدركم(43/351)
جمعٌ ودراسة لأحاديث صلاة الحاجة
ـ[الحمادي]ــــــــ[09 - 05 - 05, 10:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيِّين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فهذه دراسةٌ حديثية للأحاديث الواردة في صلاة الحاجة، كتبتُها قبل سنة ونصف تقريباً، أسأل الله أن يجعلها مباركة.
وقد أحتاج في كتابتها إلى مشاركتين أو ثلاث، للحاجة إلى تصحيحها طباعياً.
روى الترمذي في جامعه (479) ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 460 "1026") وابن ماجه في سننه (1384) والحاكم في المستدرك (1/ 320) والبيهقي في الشعب (3/ 175 "3265") والمروزي في زيادات الزهد لابن المبارك (1084) والبزار في مسنده (8/ 300 " 3374") وعبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (59) وغيرهم، من طريق أبي الورقاء فائدِ بن عبدالرحمن عن عبدالله بن أبي أوفى 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:
"من كانت له إلى الله حاجةٌ أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ثم ليصلِّ ركعتين ثم ليُثنِ على الله وليصلِّ على النبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم؛ سبحان الله رب العرش العظيم؛ الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا حاجةً هي لك رضاً إلا قضيتها يا أرحم الراحمين".
وهذا الحديث ضعيفٌ جداً، لأن مداره على فائد، وهو متهمٌ متروكُ الحديث، قال عنه أبو حاتم الرازي:
"وأحاديثه عن ابن أبي أوفى بواطيل لا تكاد ترى لها أصلاً؛ كأنه لايُشْبِه حديث ابن أبي أوفى، ولو أن رجلاً حلف أن عامة حديثه كَذِبٌ لم يحنث" الجرح والتعديل (7/ 84).
وقال الحاكم: "روى عن ابن أبي أوفى أحاديث موضوعة" التهذيب (8/ 256) والميزان (3/ 339).
ولذا قال الترمذي: "هذا حديثٌ غريب، وفي إسناده مقال، فائدُ بن عبدالرحمن يُضعَّف في الحديث، وفائد هو أبو الورقاء".
وضعَّفَ الحديثَ البزارُ وغيره، وذكره ابنُ الجوزي في الموضوعات وتعقَّبَه السخاويُّ فقال:
"وقد توسَّعَ ابنُ الجوزي فذكر هذا الحديث في الموضوعات وفي ذلك نظر ... وفي الجملة هو حديثٌ ضعيفٌ جداً" القول البديع (ص 431 - ).
وقد ذُكر لهذا الحديث شواهد عدة؛ منها:
حديث عبدالله بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنَّ رسولَ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "اثنتا عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار؛ وتشهَّد بين كل ركعتين، فإذا تشهَّدتَ في آخر صلاتك فاثنِ على الله عز وجل، وصلِّ على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - واقرأ وأنت ساجدٌ فاتحةَ الكتاب سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات، وقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير عشر مرات، ثم قل: اللهمَّ إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك واسمك الأعظم وجدِّك الأعلى وكلماتك التامة، ثم سل حاجتك، ثم ارفع رأسك، ثم سلم يميناً وشمالاً، ولا تعلِّمون السفهاءَ فإنهم يدعون بها فيستجاب".
أخرجه البيهقي في الدعوات الكبير (2/ 157 - "392 ") و ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 464) من طريق عمر بن هارون البَلْخي عن ابن جريج عن داود بن أبي عاصم عن ابن مسعود به.
وهذا الإسناد ضعيفٌ جداً، فإن عمر بن هارون كذبه ابن معين وغيره.
قال ابن الجوزي: "هذا حديثٌ موضوعٌ بلا شك" وذكر هو وغيره أن هذا الحديثَ منكرُ المتنِ أيضاً، لمخالفته الأحاديث الثابتة في النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود.
وجاء نحوُه من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "من صلى بعد المغرب اثنتي عشرة ركعة، يقرأ فى كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، حتى إذا كان آخر ركعة قرأ بين السجدتين بفاتحة الكتاب سبع مرات وبـ (قل هو الله أحد) سبع مرات وبآية الكرسي سبع مرار، ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير عشر مرات، ثم سجد آخر سجدة له فيقول في سجوده بعد تسبيحه: اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك وباسمك العظيم ومجدك الأعلى
¥(43/352)
وكلماتك التامة، ثم يسأل الله فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: لو كان عليه من الذنوب عدد رمل عالج وأيام الدنيا لغفر الله" يعني له.
وقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "لا تعلِّموها سفهاءَكم فيدعون بها لأمرٍ باطل فيُستجاب لهم".
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 471) من طريق الحسن بن يحيى الخشني عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة به.
والحسن بن يحيى ضعيفٌ جداً، وقد تفرد بهذا الإسناد، وأصحُّ أسانيده عن ابن جريج –كما قال السخاوي- ما رواه هشام بن أبي ساسان عن ابن جريج عن عطاء قوله (القول البديع ص430).
ولحديث ابن أبي أوفى شاهدٌ ثالث، وهو ما أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 462) من طريق أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "من كان له إلى الله عز وجل حاجةٌ عاجلة أو آجلة فليقدِّم بين يدي نجواه صدقة، وليصم الأربعاء والخميس والجمعة، ثم يدخل يوم الجمعة إلى الجامع فليصل اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في عشر ركعات في كل ركعة الحمد مرةً، وآية الكرسي عشر مرات، ويقرأ في ركعتين في كل ركعة الحمد مرةً، وخمسين مرة قل هو الله أحد، ثم يجلس ويسأل اللهَ تعالى حاجته، فليس يردُّه الله من حاجة عاجلة أو آجلة إلا أمضاها الله له".
وهذا الحديث ضعيفٌ جداً، لأنه من رواية أبان، وهو متروك الحديث.
وروي بلفظٍ آخر من طريق أبي هاشم الأيلي عن أنس، أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (كما في اللآلئ 2/ 41) وأبو هاشم ضعيفٌ جداً، واسمه كثيرُ بن عبدالله السامي الناجي.
وروي بلفظٍ ثالثٍ من حديث أنس، خرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 137) وذكره المنذري في الترغيب (1/ 274) وأورده الشيخ الألباني في ضعيف الترغيب (1/ 215) وقال:
(إسناده مظلم، فيه من لا يُعرف، وهو في الضعيفة "5287").
وثمةَ شاهدٌ رابع، وهو ما أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (64/ 93) عن أبي زكريا الشيرازي عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم عن الفقيه أبي الفتح سليم بن أيوب الرازي عن أبي الحسن أحمد بن فارس بن زكريا عن أبي عبدالله أحمد بن طاهر عن أبي العباس عبد الرحمن بن محمد عن يحيى بن سعيد عن سفيان وشعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: جاء رجل إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليعلِّمه صلاة الحاجة، فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء: " اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نبي الرحمة، يا محمد إني توجهت إليك إلى ربك عز وجل في حاجتي هذه لتقضي لي، فاللهمَّ شفِّعه في".
وهذا الإسناد ضعيف، للانقطاع بين أبي عبدالرحمن وعثمان بن عفان رضي الله عنه، وشيخ ابن عساكر لم أقف له على جرح أو تعديل.
وللحديث شاهدٌ خامس من حديث أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: كان رجلٌ من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الأنصار يُكنى أبا معلق، وكان تاجراً يتجر بمالٍ له ولغيره، يضرب به في الآفاق وكان ناسكاً ورعاً، فخرج مرة فلقيه لصٌ مقنَّع في السلاح، فقال له: ضع ما معك فإني قاتلُك.
قال: ما تريد إلا دمي! شأنك بالمال.
قال: أما المال فلي، ولستُ أريد إلا دمك، قال: أما إذا أبيت، فذرني أصلي أربع ركعات.
قال: صلِّ ما بدا لك، فتوضأ ثم صلى أربع ركعات فكان من دعائه في آخر سجدة أن قال:
(يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما يريد أسألك بعزِّك الذي لا يُرام وملكك الذي لا يُضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شرَّ هذا اللص، يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني) ثلاث مرار.
قال: دعا بهذا ثلاث مرار، فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربةٌ واضعها بين أذني فرسه، فلما بصر به اللصُّ أقبل نحوه وطعنه فقتله، ثم أقبل إليه، فقال: قم، فقال: من أنتَ؟ بأبي وأمي، لقد أغاثني الله بك اليوم.
قال: أنا ملكٌ من السماء الرابعة، دعوتَ الله بدعائك الأول فسمعتُ لأبواب السماء قعقعةً ثم دعوتَ بدعائك الثاني فسمعتُ لأهل السماء ضجة، ثم دعوتَ بدعائك الثالث، فقيل لي: دعاءُ مكروب، فسألتُ الله تعالى أن يولِّيَني قتله.
قال أنس: فاعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استُجيب له مكروب أو غير مكروب.
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتابه مجابو الدعوة (ص63) وفي الهواتف (14) ومن طريقه
اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (كرامات الأولياء 5/ 166 "111") وعبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (60) وأورده ابن حجر في الإصابة في ترجمة أبي معلق (12/ 24).
وهذا الإسناد ضعيف، فعيسى بن عبدالله التميمي لم أقف له على ترجمة، والكلبي لم أعرفه، ثم إن في الحديث اضطراباً:
فقد روي عن الحسن البصري عن أنس بن مالك.
ومرةً عن الحسن عن أبي بن كعب، كما في الإصابة لابن حجر (12/ 24).
ومرةً عن أبي صالح عن أنس كما عند ابن الأثير في أسد الغابة (6/ 295).
وقد أفدتُ هذه الأوجه الثلاثة الأخيرة من الأخ خالد بن عمر الفقيه حفظه الله.
وهذا الإسناد ظاهرُ الضعف.
¥(43/353)
ـ[عبد]ــــــــ[09 - 05 - 05, 10:53 م]ـ
بارك الله في علمك و عملك
أخوك: أبوشهد
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 05 - 05, 11:38 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء شيخنا الحمادي وبارك الله لك في علمك وعملك وعمرك وأهلك وذريتك ومالك، ورزقك من حيث لاتحتسب، وأقر عينيك بإنهاء رسالتك على ماتطيب به نفسك.
شيخنا /
أرجو قبول هذا الرابط - كرما -:
هل صح شيء عن صلاة الحاجة؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6311&highlight=%D5%E1%C7%C9+%C7%E1%CD%C7%CC%C9
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[10 - 05 - 05, 01:10 ص]ـ
بارك الله في أخينا الشيخ عبدالله الحمادي على بحثه الماتع ..
ولعل هذا البحث هو فاتحة بحوث تمتع بها إخوانك في منتدى الدراسات الحديثية ..
وفقك الله لكل خير.
ـ[عبد]ــــــــ[10 - 05 - 05, 03:16 ص]ـ
وهذا الإسناد ضعيف، فكلامُ ابن عساكر يدل على أن شيخه ليس بالقوي، إضافةً إلى الانقطاع بين أبي عبدالرحمن وعثمان.
سؤال من فضلك:
كيف دل كلام ابن عساكر على أن شيخه ليس بالقوي، هل هو لمجرد العنعنة أم لطريقة إيراده لإسم أو كنية شيخه أم ماذا بارك الله فيك و نفعني الله بعلمك؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - 05 - 05, 07:22 م]ـ
جزاكم الله خيراً على دعواتكم الطيبة.
ولم أكتب هذا البحث -هنا- يا شيخ هشام إلا للإفادة من ملحوظاتكم وملحوظات بقية الإخوة.
أخي الحبيبُ أبا شهد -نفع الله به وأعانه على إتمام دراساته العليا- وإن كانت في لغة الأعاجم، لكن لابدَّ من إجراء فَلْتَرةٍ فكرية لك، بعد عودتك بالسلامة:)
وأما سؤالُك عن كلام ابن عساكر، فقد أخطأتُ -من العجلة- وليس في كلام ابن عساكر -في ترجمته لشيخه ما يدلُّ على وهن هذا الشيخ (وهو أبو زكريا يحيى بن بختيار الشيرازي) غير أني لم أقف على كلامٍ فيه؛ جرحاً أو توثيقاً.
ولذا أودُّ من أخي الشيخ هشام الحلاف تعديل العبارة إلى الصيغة الآتية:
(وهذا الإسناد ضعيف، للانقطاع بين أبي عبدالرحمن وعثمان بن عفان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، ولم أقف على جرحٍ أو توثيق لشيخ ابن عساكر).
أخي الفاضل أبا محمد المسيطير:
لكم الفضل في هذه الإحالة، وقد كانت نتيجةُ البحث عندي موافقةً للنتيجة التي أفادَ بها الإخوة، خاصةً تنبيه الشيخ الفقيه أبي عبدالله النجدي.
جزاكم الله خيراً، وأعانني على ردِّ أفضالكم.
ـ[عبد]ــــــــ[11 - 05 - 05, 12:05 ص]ـ
أخي الحبيبُ أبا شهد -نفع الله به وأعانه على إتمام دراساته العليا- وإن كانت في لغة الأعاجم، لكن لابدَّ من إجراء فَلْتَرةٍ فكرية لك، بعد عودتك بالسلامة:)
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً على توضيحك واعلم أني متابع لفوائدك لأني طالب عندك في علم الحديث.
أما بخصوص ما ذكرته من "لغة الأعاجم" فإني في الحقيقة خرجت من البلاد لعدة أهداف الدراسة من ضمنها وأحتسب على الله ما خرجت من أجله وقد آتى ما أردت أُكله ورأيت ثمرته ولله الحمد حيث اعتنق الإسلام بفضل الله ثم بفضل عملنا في الحوار والدعوة عدد مبشر من غير المسلمين.
والشيء الآخر أخي الحبيب هو أنّي أحضّر دراساتي في علم "اللغويات التطبيقية" وهو غير "لغة الأعاجم" ولكنه يُدرّس بلغة الأعاجم والله المستعان (كما هو الحال في كثير من العلوم الدنيوية النافعة!) وعلم اللغويات التطبيقية هو علم يدرس فقه اللغة البشرية عموماً من حيث نشأتها وخصائصها وتراكيبها وتشريحها الحيوي في الدماغ والأعصاب وعلاقتها بالجانب النفسي والعلاجي وأساليب تحليلها حاسوبياً وهو مجال جديد وواسع ويطول الحديث عنه.
وأما بخصوص "الفلترة" الفكريّة (أضحك الله سنّك) فهذه ستأتي بمعاشرة إخواني المسلمين عند عودتي ولقيا الأحبة مثلك. ولكن دعني أكن معك صريحاً فإن في نفسي شيء أريد أن أفصح عنه وهو يتعلق بحاجة الناس إلى الدعوة، إلى من يبين لهم طريق الرشاد، إلى من يكسبهم (مفكرين وعلماء وعوام) لصالح الإسلام والمسملين ولا يأتي هذا إلا بالصبر على الغربة وكذلك الصبر على الأذى. بل إن المسلمين هنا لا يجدون من يؤمهم في للصلاة أو يخطب الجمعة أو يعلمهم العربية وأحكام الدين وأرى أن إقليمية بعض العلماء والدعاة لدينا ونفورهم عن السفر للتعليم والدعوة ساهم في تردي الوضع كثيراً لأنه قد تولى زمام الأمور دعاة مبتدعة وعلماء ضلال هنا في الغرب وأدخلوا حديثي العهد بالإسلام في دوامة من الزيغ والضلال الذي لا يخفى عليكم. ولذلك على عواتقنا مسؤولية كبرى وعلينا الجمع بين العلم والعمل على أحسن وجه مستطاع ليعم الخير بقاع الأرض ويندحر الباطل وأهله.
أعتذر عن الإطالة أو الخطبة العصماء:) ولكنها خاطرة وبقي خواطر سأطلعك عليها حال عودتي إن شاء الله. جمعني الله بك وبكل الأحبة ونحن في خير وعافية.
أخوك: أبو شهد.
ـ[الربيع]ــــــــ[11 - 05 - 05, 01:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 03:02 ص]ـ
حفظك الله يا أبا شهد، ونفع بك، وجعلك مباركاً أينما كنتَ، وأعادك –ومَنْ تعول- إلى أهلك وأحبابك سالماً.
لك من أخيك الدعاء الصادق بالثبات والتوفيق.
الأخ الربيع بارك الله فيك.
ولعلي أستكملُ قريباً ما تبقى من شواهد الحديث، لأفيدَ من ملحوظات الإخوة.
¥(43/354)
ـ[عبد]ــــــــ[12 - 05 - 05, 06:35 ص]ـ
السلام عليكم أخي أبا محمد نفعني الله بعلمك
سؤال:
قرأت في علل الترمذي (ج1) كلاما عن أبان بن أبي عياش (وقد ذكرت أنه متروك الحديث)، ونصه:
"وذكر أنه شعبة حدث عنه بحديث قنوت الوتر، فقيل له: تقول فيه ما قلت ثم تحدث عنه؟ قال: ((إني لم أجد هذا الحديث إلا عنده)) ذكرها من وجه منقطع. والمعروف أن شعبة قيل له: لم سمعت منه هذا الحديث؟ قال: ومن يصبر على هذا؟!، أخرجه العقيلي وغيره " أ. هـ.
سؤالي:
هل يمكن اعتبار صنيع شعبة من باب الوله بمعرفة الغرائب؟
وإذا كان الأمر كذلك فكيف يحدث بذلك وهو إمام في الحديث وأئمة الحديث قد نهوا عن مثل ذلك؟
وبالتالي: هل يدفعنا صنيع شعبة للمزيد من التثبت في مروياته رغم إمامته؟
وجزاك الله خيرا.
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - 05 - 05, 12:25 ص]ـ
أخي الفاضلُ أبا شهد وفقه الله:
المعروفُ عن شعبة أنه كان يشدِّد في المنع من الرواية عن أبان وأمثاله، وكان يقول: (لأنْ أزنيَ أحبُّ إليَّ من أن أرويَ عن أبان).
وأما العبارة الأولى التي نقلها الحافظ ابن رجب عن الحافظ ابن عديِّ فقد أشار إلى ضعفها بقوله: (ذكرها من وجهٍ منقطع).
وأما العبارة الثانية –التي نقلها عن العُقيلي- وهي قوله: (ومن يصبرُ على هذا الحديث!) فلم يتبيَّن لي معناها.
أأراد بذلك أنه لم يستطع منعَ نفسه من رواية هذا الحديث المنكر جداً، استغراباً له واستنكاراً؟ أم أراد معنىً آخر؟
فإنه -رحمه الله- نذرَ على أنَّ أبان يكذب في هذا الحديث، ومع هذا رواه عنه.
والحكاية رواها العقيليُّ في الضعفاء (1/ 38) قال:
حدثنا أحمد بن صدقة قال حدثنا محمد بن حرب الواسطي قال سمعتُ يزيدَ بن هارون يقول قال شعبة: ردائي وحماري في المساكين صدقةٌ إن لم يكن أبان بن أبي عياش يكذب في هذا الحديث.
قال قلت له: فلم سمعتَ منه؟
قال: ومن يصبرُ على ذا الحديث! يعني حديثَ أبان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله في القنوت.
حدثناه عبد الله بن أحمد بن أبي مرة قال حدثنا خلاد بن يحيى قال حدثنا سفيان عن أبان عن إبراهيم وعن علقمة عن عبد الله عن أمِّه أنها قالت: رأيتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قنتَ في الوتر قبل الركوع.
ولعلَّ المشايخ (هشاماً الحلاف وعبدالرحمن الفقيه والنقَّاد وابن وهب وأبا تيميَّة وعبدالرحمن السديس ... ) وغيرهم من المشايخ يفيدون في توضيح كلام الإمام شعبة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - 05 - 05, 10:05 م]ـ
مكرَّر.
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - 05 - 05, 10:12 م]ـ
بقية شواهد حديث صلاة الحاجة:
وله شاهدٌ سادس، وهو ما أخرجه عبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (58) والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 114) من قول عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:
"من كانت له إلى الله عز وجل حاجةٌ، فليصم الأربعاء والخميس والجمعة، فإذا كان يوم الجمعة تطهَّر َوراحَ إلى الجمعة فتصدَّقَ؛ قلَّت أو كثرت، فإذا صلى الجمعة قال: اللهمَّ إني أسألك باسمك؛ بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، وأسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم الذي لا تأخذه سنةٌ ولا نوم، الذي ملأت عظمتُه السماوات والأرض، وأسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو الذي عَنَت له الوجوه وخشعت له الأبصار وذلَّت له القلوب من خشيته أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وأن تعطيني حاجتي، وهي كذا وكذا" فإنه يستجاب له إن شاء الله، وكان يقال:
(لاتعلموا هذا الدعاء سفهاءكم لا يدعون به على مأثم أو قطيعة رحم).
وهذا الحديث ضعيف، لأنَّ في سنده سعيد بن معروف، قال عنه الأزدي: (لا تقوم به حجة) كما الميزان.
وفي سنده أيضاً أبو بكر محمد بن أحمد الرياحي، وهو ضعيفٌ جداً، قال عنه ابن عدي: (ضعيف، حدثنا بأشياء منكرة، ويسرق الحديث، ولم يكن من أهل الحديث).
بقي عندنا حديثان، أحببتُ إفرادَهما بالدراسة:
¥(43/355)
أحدهما / حديثُ يوسف بن عبدالله بن سلام قال: صحبتُ أبا الدرداء 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أتعلمُ منه، فذكر قصةً، ثم ذكر أنَّ أبا الدرداء حدَّثه أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "من توضَّأ فأسبغَ الوضوءَ ثم صلى ركعتين يتمُّهما، أعطاه الله ما سأل معجَّلاً أو مؤخَّراً".
أخرجه الإمام أحمد في مسنده (45/ 489 "27497") عن محمد بن بكر عن ميمون المرئي عن يحيى بن أبي كثير عن يوسف بن عبدالله بن سلام عن أبي الدرداء.
ومحمد بن بكر البرساني ضعيف، وشيخه ميمون بن موسى المَرَئي صدوق.
فهذا الإسناد ضعيفٌ، لأجل البرساني.
وروى الإمام أحمد في مسنده (45/ 531 "27546") عن أحمد بن عبدالملك عن سهل بن أبي صدقة عن كثير الطُفَاوي عن يوسف بن عبدالله بن سلام عن أبي الدرداء 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعاً: "من توضأ فأحسن وضوءَه ثم قام فصلى ركعتين أو أربعاً –شك سهل– يُحسن فيهما الذكر والخشوع ثم استغفر الله عز وجل غفر له".
وقد ذكر عبدالله بن الإمام أحمد عقب هذا الحديث أنَّ أحمدَ بن عبدالملك –شيخ الإمام أحمد– أخطأ؛ فقال:
(سهل بن أبي صدقة) وصوابه (صدقة بن أبي سهل) وذلك أنَّ جمعاً من الرواة ذكروه بهذا الاسم، خلافاً لأحمد بن عبدالملك، ومنهم:
سعيد بن أبي الربيع (رواه عنه عبدالله بن الإمام أحمد 45/ 531 وعنه الطبراني في الدعاء رقم " 1848").
وخالد بن خداش (كما عند الطبراني في الدعاء برقم " 1848" وفي الأوسط 5022).
ومسلم بن إبراهيم (كما في المصدر السابق).
والفضل بن الحسين (كما عند ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 4/ 83 " 2040").
وعبدالواحد الحداد (كما في المسند الكبير لأبي يعلى – المطالب العالية 4/ 350).
وهذا الإسناد لابأس به، فإنَّ مداره على (صدقة بن أبي سهل عن كثير الطفاوي) وقد ذكرهما ابن حبان في ثقاته.
ولكن ليس في هذا الحديث بهذا الإسناد دلالةٌ على صلاة الحاجة، وإنما فيه بيانُ فضل من توضأ فأحسن وضوءه ثم صلى ركعتين أو أربعاً بخشوع وإقبال، وهذا أمرٌ قد ثبتت في فضله أحاديث.
وإنما الذي يدل – في الجملة- على صلاة الحاجة؛ اللفظُ الأول للحديث، إلا أن إسنادَه ضعيفٌ –كما سبق-.
وثاني الحديثين/ حديث عثمان بن حُنيف 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنَّ رجلاً ضريرَ البصر أتى النبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال: ادع الله أن يعافيني.
قال: "إن شئتَ دعوتُ، وإن شئت صبرتَ؛ فهو خيرٌ لك". قال: "فادعه" قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه؛ ويدعو بهذا الدعاء: (اللهم إني أسألك وأتوجَّه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتُقْضَى لي، اللهم فشفِّعه في).
هذا الحديث مداره على أبي جعفر عمير بن يزيد بن عمير الأنصاري الخطمي، وقد اختُلف عليه في إسناد هذا الحديث على وجهين:
الأول/ رُوي عن أبي جعفر الخطمي عن عُمارة بن خزيمة بن ثابت عن عثمان بن حُنيف 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الحديث.
وهذا الوجه أخرجه الترمذي في جامعه (3578) والنسائي في الكبرى (10495) وفي عمل اليوم والليلة (659) وابن ماجه في سننه (1385) وابن خزيمة في صحيحه (1219) والحاكم في المستدرك (1/ 313و519) والإمام أحمد في المسند (28/ 478) ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (19/ 359).
وعبد بن حميد في المنتخب (379) والطبراني في الدعاء (2/ 1289) والبخاري في التاريخ الكبير (6/ 210)
وابن عساكر في تاريخ دمشق (6/ 24) وابن أبي حاتم في العلل (2/ 495"2604"):
من طرق عن عثمان بن عمر.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (28/ 480) ومن طريقه أبونعيم في المعرفة (4/ 1959) عن روح بن عُبادة.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 519) من طريق محمد بن جعفر.
ثلاثتهم (عثمان بن عمر وَ روح بن عبادة وَ محمد بن جعفر) عن شعبة بن الحجاج عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة عن عثمان بن حنيف.
وأخرجه النسائي في الكبرى (10494) وفي عمل اليوم والليلة (658) والإمام أحمد في المسند (28/ 480) والبخاري في تاريخه (6/ 209) وابن أبي خيثمة في تاريخه (كما نقل إسنادَه ولفظَه ابنُ تيمية في التوسل ص213) من طريق حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي به.
إلا أنه زاد في آخره: "وإن كانت حاجةٌ فافعل مثل ذلك".
¥(43/356)
وهذه الزيادة لم أجدها إلا عند ابن أبي خيثمة؛ فيما نقله عنه ابن تيمية.
الثاني/ رُوي عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف عن عمه عثمان بن حنيف به.
أخرجه النسائي في الكبرى (10496) وفي عمل اليوم والليلة (660) والبخاري في تاريخه (6/ 210) من طريق معاذ بن هشام الدستوائي عن أبيه عن أبي جعفر به.
وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 30 "8311/ 1") وفي الصغير (1/ 306 "508") والدعاء (2/ 1287) وأبونُعيم في المعرفة (4/ 1959) والبخاري في تاريخه (6/ 210) وابن أبي حاتم في العلل (2/ 495 "2064")
من طريق عبدالله بن وهب عن شَبيب بن سعيد عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عثمان بن حنيف.
وفي أوله قصةُ رجلٍ كان يأتي إلى عثمان بن عفان يريد منه حاجةً فلا يلتفتُ إليه ولا ينظرُ في حاجته، فلقي هذا الرجلُ عثمانَ بن حُنيف 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، فأرشده بما أرشد النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذلك الرجل الضرير ففعل، ثم ذهب إلى عثمان بن عفان فقضى حاجته.
هذا معنى القصة، وهي تدلُّ على أن هذا الدعاءَ مشروعٌ لكل أحدٍ بهذه الصيغة، وفيها حجةٌ لمن يرى التوسلَ بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعد موته.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 526 - ) وابن السني في عمل اليوم والليلة (2/ 706 "629") والبيهقي في الدلائل (6/ 167) وعبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (61) من طريق أحمد بن شبيب بن سعيد عن أبيه عن روح بن القاسم.
ولم يذكر أحدٌ منهم القصةَ التي أوردها ابنُ وهب في روايته، إلا عبدالغني المقدسي، فقد ذكر هذه القصة بتمامها.
وأخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 176) من طريق إسماعيل بن شبيب بن سعيد عن أبيه عن روح بن القاسم.
كلاهما (هشام الدستوائي وَ روح بن القاسم) عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أمامة عن عمِّه عثمان به.
وقد رجح أبو زرعة الرازي الوجه الأول عن أبي جعفر، وخالفه ابنُ أبي حاتم فرجح الوجه الثاني لاتفاق هشامٍ وروح بن القاسم عليه (العلل 2/ 495 "2064").
وهذا هو اختيار علي بن المديني فيما نقله عنه الطبراني في الدعاء (2/ 1290).
والذي يبدو أن كلا الوجهين صحيحٌ عن أبي جعفر، لمكانة رواتهما.
وقد صحح الحديثَ بالوجه الأول الترمذيُّ وابنُ خزيمة، وصححه بالوجه الثاني الطبرانيُّ (المعجم الصغير 1/ 306 "508") والبيهقي كما في الدلائل (6/ 176) وصححه بالوجهين الحاكم.
وحكم بصحة الحديث أيضاً الألبانيُّ (صحيح الجامع "1279" والتوسل ص74) ومقبل الوادعي (الشفاعة ص188 و190).
فائدة/نفى الترمذيُّ أن يكون أبو جعفر المذكور في الإسناد هو الخطمي، والصواب أنه هو، كما جاء صريحاً في بعض طرق الحديث، ونصَّ على ذلك عددٌ من العلماء.
فائدةٌ أخرى/لهذا الحديث وجهان شاذان، أحببتُ الإشارة إليهما:
أولهما/ ما رواه عَون بن عمارة عن روح بن القاسم عن محمد بن المنكدر عن جابر.
أخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 1290) من طريق الحسين بن إسحاق عن عون بن عمارة.
وروى الحاكم في المستدرك (1/ 526) وابن حبان في المجروحين (2/ 197) من طريق عون بن عمارة عن روح بن القاسم عن أبي جعفر عن أبي أمامة بن سهل عن عمه عثمان بن حُنيف؛ فوافق الطريقَ المشهورة عن روح.
قال الطبراني: (وَهِمَ عَون في هذا الحديث وهماً فاحشاً) قاله في الدعاء، ونحوه في المعجم الصغير (1/ 306).
ولا يمكن أن يقال: (إن الوهم وقع ممن دون عون بن عمارة؛ بدليل أنه رُوي عنه على أحد الوجهين الثابتين؛ كما عند الحاكم وابن حبان في المجروحين)!
أقول: لا يمكن أن يُقال ذلك، لأن الراويَ عن عون عند الطبراني هو الحسين بن إسحاق وهو صدوق، وعون ضَعْفُه ظاهرٌ، فتحميله الخطأ والاضطراب أولى.
وثانيهما/ ما رواه إدريس العطار عن عثمان بن عمر عن شعبة بن الحجاج عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أُمامة
عن عمِّه عثمان بن حُنيف.
أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 8311) وعنه أبو نعيم في المعرفة (4/ 1958) عن إدريس بن جعفر العطار به.
وهذا الوجه منكر، لتفرد العطار به، ومخالفته الطريقَ الصحيحة عن عثمان بن عمر.
وإدريس متروك الحديث.
وبعد إتمام الكلام على أسانيد هذا الحديث، أنتقلُ إلى الكلام على متنه، فأقول: جاءت روايتان شاذتان في متن هذا الحديث، أحببتُ التنبيهَ عليهما:
¥(43/357)
الرواية الأولى/ ذِكْرُ قصةِ الرجل الذي أتى إلى عثمان بن عفان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في حاجةٍ له، وقد سبقت الإشارةُ إليها.
وهذه القصة مدارُها على شبيب بن سعيد عن روح بن القاسم عن أبي جعفر عن أبي أمامة عن عثمان بن حنيف.
وقد رواها عن شبيب (عبدُالله بن وهب) في عامة المصادر التي خرَّجتْ الحديثَ من طريقه.
كما رواها عنه ابنُه (أحمدُ بن شَبيب) عند عبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء دون بقية المصادر التي خرَّجت الحديث من طريقه.
وهذه القصةُ شاذةٌ لا تصح؛ لما يلي:
أولاً/ أن مدارَها على شَبيب بن سعيد، ولأهل العلم كلامٌ في روايته، إلا أن الأقربَ صحةُ حديثه إذا حدَّث عنه ابنه أحمد وكان شيخُه في الإسناد يونس بن يزيد.
نصَّ على هذا ابنُ عدي في الكامل، وهي طريقةُ إخراج البخاري له في الصحيح؛ كما ذكر ابن حجر.
ثانياً/نصَّ ابنُ عدي على أن عبدَالله بن وهب قد حدَّث عن شبيب بمناكير.
وهذه القصة من رواية عبدالله بن وهب عن شَبيب.
وأما رواية أحمد بن شبيب لها عن أبيه فلم تُذكَر في عامة المصادر إلا عند عبدالغني المقدسي.
ثم إن شيخ شبيب في هذا الإسناد ليس يونس بن يزيد.
ثالثاً/ أن كلَّ مَنْ روى الحديثَ عن أبي جعفر لم يذكر هذه القصة، ومنهم شعبة بن الحجاج وهشام الدستوائي.
الرواية الثانية/ زيادة: "وإن كانت حاجةٌ؛ فافعل مثل ذلك".
وهذه الزيادة رواها ابنُ أبي خيثمة في تاريخه من طريق حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة عن عثمان بن حُنيف.
ولم يرو هذه الزيادة أحدٌ ممن خرَّج الحديث من طريق حماد سوى ابن أبي خيثمة.
ثم إن شعبة بن الحجاج وهشاماً الدستوائي رويا هذا الحديث عن أبي جعفر الخطمي بدونها.
ومعلومٌ أن حماد بن سلمة وإن كان ثقةً في الأصل، إلا أن له أوهاماً في روايته عن كثير من شيوخه، كما ذكر الإمام مسلم وغيره، بينما هو أثبت الناس في ثابت البناني.
وإنما أحببتُ التنبيه على هاتين الروايتين، لأنه قد يُستدل بهما على جواز التوسل بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أو بجاهه، ولذا فهاتان الروايتان منكرتان.
بقي أن يُقال:
هل في حديث عثمان بن حُنيف 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في قصة الرجل الضرير بلفظها الصحيح حجةٌ لمن رأى التوسلَ بذات النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أو جاهه؟ حيثُ إنه قال: " اللهم إني أسألك وأتوجَّه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة".
والجواب/ كلا، ليس فيها ما يمكن أن يُتمسَّك به في ذلك، لأن الرجلَ إنما أتى إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليدعوَ له لاليتوسل بذاته أو جاهه، ولو كان قَصَدَ ذلك لما احتاج إلى المجيء الذي يشقُّ على مثله، ولكفاه ذلك التوسلُ وهو قاعدٌ في بيته!
ولذا قال: "ادعُ الله أن يعافيني" وهذا دليلٌ صريح على التوسل المشروع بدعاء الرجل الصالح.
وكذا قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "إن شئتَ دعوتُ، وإن شئت صبرتَ؛ فهو خيرٌ لك" فقال الرجل: "بل ادعُه".
وقد ذكر أهل العلم هذا الحديثَ ضمن معجزاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حيث أجاب اللهُ دعاءَه، وعاد بصرُ هذا الرجل الضرير.
قال ابن تيميَّة: (وهذا الحديث ذكره العلماءُ في معجزات النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ودعائه المستجاب، وما أظهر الله ببركة دعائه من الخوارق والإبراء من العاهات، فإنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ببركة دعائه لهذا الأعمى أعاد الله عليه بصره).
قاعدةٌ جليلة في التوسل والوسيلة ص201
ثم إن في الحديث نوعاً آخر من أنواع التوسل المشروع، وهو ما أرشد إليه النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذلك الرجل من التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة من إحسانٍ للوضوء ثم صلاةِ ركعتين ثم سؤالِ الله تعالى، وهذا توسلٌ مشروع.
يُنظر/ الواسطة بين الله وخلقه عند أهل السنة ومخالفيهم للدكتور المرابط بن محمد يسلم الشنقيطي ص571 - .
وأنواع وأحكام التوسل المشروع والممنوع لعبدالله بن عبدالحميد الأثري ص181 - .
وفي انتظار إفادة المشايخ على ما يظهر لهم من استدراكات على هذا البحث.
والله أعلم، وصلى الله وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وآله وصحبه.
كتبه/ أبو محمد، عبدالله بن جابر الحمادي.
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[18 - 05 - 05, 12:44 م]ـ
رفع الله قدرك على هذا التحقيق البديع
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[19 - 05 - 05, 02:25 م]ـ
[ quote= المسيطير] جزاك الله خير الجزاء شيخنا الحمادي وبارك الله لك في علمك وعملك وعمرك وأهلك وذريتك ومالك، ورزقك من حيث لاتحتسب، وأقر عينيك بإنهاء رسالتك على ماتطيب به نفسك.
اللهم آمين.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[19 - 05 - 05, 02:26 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء شيخنا الحمادي وبارك الله لك في علمك وعملك وعمرك وأهلك وذريتك ومالك، ورزقك من حيث لاتحتسب.
¥(43/358)
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - 05 - 05, 03:17 م]ـ
الشيخان الكريمان (عبدالرحمن المنيف وخالد الأنصاري):
جزاكما الله خيراً وبارك فيكما، وأجاب دعاءكما.
وأشكر لكما تشجيعكما، غيرَ أني إلى ملحوظاتكما -وغيركما من الإخوة- بالأشواق.
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[20 - 05 - 05, 07:50 م]ـ
بارك الله في الشيخ أبي محمد على بحثه الماتع ..
وفقك الله لكل خير.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[27 - 05 - 05, 04:21 ص]ـ
الشيخ (أبا محمد الحمادي) ..
بارك الله فيكم.
وقد سألت فضيلة الشيخ إبراهيم اللاحم - حفظه الله - ليل السبت الماضي 13/ 4/26هـ، فنقلت له قول شعبة، وقلت إن هذا لا يتوافق مع اجتنابه الروايةَ عنه، وتركِ الأئمة روايةَ الغرائب.
فقال - بالمعنى، والرواية بالمعنى جائزة إن شاء الله بشروطها -:
" 1 - شعبة قد يمزح أحياناً، وقد يكون أطلق هذه الكلمة مزاحاً، أو في مذاكرة، وليس المقصود أنه يروي عنه.
2 - والعالم أيضاً قد تضعف نفسه أمام مثل هذه الأحاديث، فيرويها؛ لأنه لا يروى في الباب مثلها. فقد يكون شعبة رواها من هذه الجهة ".
وسألته بفحوى قول الشيخ عبد (أبي شهد): (هل يدفعنا صنيع شعبة للمزيد من التثبت في مروياته).
فقال:
" هذا قصُدُهُ أنْ ليس كل من روى عنه شعبة فهو ثقة، وهذا صحيح، فقد يروي شعبةُ عمن ليس بثقةٍ ".
انتهى بالمعنى.
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - 06 - 05, 11:31 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ هشام، وأعتذر عن التأخُّر في الجواب، فقد أصيب جهازي بعطلٍ منذ أسبوعين.
الشيخ الكريم محمد بن عبدالله، شكرَ الله لك هذه الإفادة التي نقلتَها عن الشيخ إبراهيم حفظه الله.
ـ[عبد]ــــــــ[12 - 06 - 05, 06:06 ص]ـ
ولعلّي أضيف هذه الفائدة من "شرح لغة المحدث" لطارق عوض الله (ص144):
((" ... ومن ذلك قول وكيع: قلت لشعبة: مالك تركت فلاناً وفلاناً ورويت عن جابر الجعفي؟ قال: روى أشياء لم نصبر عنها".
يعني: لم يصبر على السكوت عنها، وراى انه لابد من بيانها وتحذير الناس منها)). أ. هـ.
قلت (أي عبد): وجابر متروك متهم بالكذب ولذلك يمكن اعتبار هذه قرينة نلتمس فيها الاعتذار لشعبة فيما رواه عن أبان بن أبي عياش، لأن تكرر هذا عن شعبة لا يمكن أن يحمل على ولعه برواية الغرائب وإنما على رغبة مقصودة في معرفة ما لا ينبغي روايته.
ولذلك قال الإمام ابن حبان في "المجروحين": ((وأما شعبة وغيره من شيوخنا فإنهم رأو عنده - أي: عند جابر الجعفي - أشياء لم يصبروا عنها، وكتبوها ليعرفوها فربما ذكر احدهم عنه الشيء بعد الشيء على جهة التعجب، فتداوله الناس بينهم)) انتهى نقلاً عن "شرح لغة المحدث".
قلتُ (أي عبد): ويفسّرُه ما رواه أمية بن خالد أنه قيل لشعبة:"مالك لاتروي عن بن أبي سليمان العرزمي وهو حسن الحديث؟ فقال شعبة: من حسنها فررت ".
فهنا نصّ شعبة على فراره من رواية الغرائب رغبة في الغرائب (وكانوا - المتقدمين - يسمونها "حسنة" لغرابتها!!) مستفاد من "شرح لغة المحدث" بتصرّف (ص147)
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - 06 - 05, 01:40 ص]ـ
فائدةٌ نفيسةٌ يا أبا شهد،، أعلى الله منزلتك ومنزلة أبي معاذٍ.
ـ[عبد]ــــــــ[14 - 06 - 05, 05:11 ص]ـ
وإياك أخي الحبيب.
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[06 - 02 - 07, 06:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد]ــــــــ[20 - 06 - 07, 12:08 ص]ـ
... ويؤيد ما ذكرت ما يروى عن شعبة أنه قال: لأن أزني أحب إلي من أن أدلس.
قال ابن الصلاح: هذا محمول على المبالغة و الزجر. [1]
قلت: هذا فيه إشارة واضحة إلى ورع شعبة وشدة تحريه في شأن الرواية.
=====================
[1] اختصار علوم الحديث، ابن كثير،: ص 52
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[11 - 11 - 07, 12:32 م]ـ
للرفع
ـ[الناصح]ــــــــ[23 - 02 - 10, 03:52 ص]ـ
بقية شواهد حديث صلاة الحاجة:
وله شاهدٌ سادس، وهو ما أخرجه عبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (58) والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 114) من قول عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:
¥(43/359)
"من كانت له إلى الله عز وجل حاجةٌ، فليصم الأربعاء والخميس والجمعة، فإذا كان يوم الجمعة تطهَّر َوراحَ إلى الجمعة فتصدَّقَ؛ قلَّت أو كثرت، فإذا صلى الجمعة قال: اللهمَّ إني أسألك باسمك؛ بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، وأسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم الذي لا تأخذه سنةٌ ولا نوم، الذي ملأت عظمتُه السماوات والأرض، وأسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو الذي عَنَت له الوجوه وخشعت له الأبصار وذلَّت له القلوب من خشيته أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وأن تعطيني حاجتي، وهي كذا وكذا" فإنه يستجاب له إن شاء الله، وكان يقال:
(لاتعلموا هذا الدعاء سفهاءكم لا يدعون به على مأثم أو قطيعة رحم).
وهذا الحديث ضعيف، لأنَّ في سنده سعيد بن معروف، قال عنه الأزدي: (لا تقوم به حجة) كما الميزان.
وفي سنده أيضاً أبو بكر محمد بن أحمد الرياحي، وهو ضعيفٌ جداً، قال عنه ابن عدي: (ضعيف، حدثنا بأشياء منكرة، ويسرق الحديث، ولم يكن من أهل الحديث).
كتبه/ أبو محمد، عبدالله بن جابر الحمادي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعل محمد بن أحمد هذا هو الرياحي الذي ترجم له البغدادي
تاريخ بغداد - (1/ 372)
محمد بن أحمد بن أبي العوام بن يزيد بن دينار أبو بكر الرياحي التميمي قال عبدالله بن أحمد صدوق ما علمت منه إلا خيرا قال الدارقطني هو صدوق
الترغيب في الدعاء - (1/ 102)
باب في دعاء الحاجة
59 أخبرنا أبو المكارم المبارك بن محمد بن المعمر الباذرائي أنبأ أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف أنبأ الحمامي أنبأ ابن السماك ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي ثنا إبراهيم بن سليمان أبو إسماعيل المؤدب عن سعيد بن معروف عن عمرو بن قيس عن أبي الجوزاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال (من كانت له إلى الله عز وجل حاجة فليصم الأربعاء والخميس والجمعة فإذا كان يوم الجمعة تطهر وراح إلى الجمعة فتصدق قلت أو كثرت فإذا صلى الجمعة قال اللهم إني أسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم وأسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم الذي ملأت عظمته السماوات والأرض وأسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو الذي عنت له الوجوه وخشعت له الأبصار وذلت له القلوب من خشيته أن تصلي على
محمد وعلى آل محمد وأن تعطيني حاجتي وهي كذا وكذا فإنه يستجاب له إن شاء الله)
وكان يقال لا تعلموا هذا الدعاء سفهاءكم لا يدعون به على مأثم أو قطيعة رحم(43/360)
ما صحة هذا الحديث .. كان نعيمان رجلاً مزاحاً
ـ[بن عباس]ــــــــ[10 - 05 - 05, 04:11 ص]ـ
كان نعيمان رجلا مزاحا فكان يشرب الخمر في المدينة فيؤتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيضربه بنعله ويأمر أصحابه فيضربونه بنعالهم، فلما أكثر ذلك منه قال له رجل من الصحابة: لعنك الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا تفعل فإنه يحب الله ورسوله" وكان لا يدخل المدينة رسل ولا طرفة إلا اشترى منها ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: يا رسول الله هذا قد اشتريته لك وأهديته لك فإذا جاء صاحبها يتقاضاه بالثمن جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله أعطه ثمن متاعه، فيقول له صلى الله عليه وسلم "أو لم تهده لنا" فيقول: يا رسول الله إنه لم يكن عندي ثمنه وأحببت أن تأكل منه، فيضحك النبي صلى الله عليه وسلم ويأمر لصاحبه بثمنه.
أخرجه الزبير بن بكار في الفكاهة ومن طريقه ابن عبد البر من رواية محمد بن حزم مرسلا
وذكره الحافظ البغدادى فى تخريج أحاديث الإحياء.
كما ذكر فى موقع المحدث ...
أود أن أعلم صحة هذا الحديث من إخوانى جزاكم الله خيراً لأنى أريده للأهمية.
ـ[بن عباس]ــــــــ[10 - 05 - 05, 04:17 ص]ـ
وهل روى هذا الحديث فى كتاب الإصابة؟ لإبن حجر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 05 - 05, 08:48 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=43805#post43805
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 05 - 05, 09:29 ص]ـ
روى ابن حجر في الإصابة (6/ 464):
قال الزبير وكان لا يدخل المدينة طرفة إلا اشترى منها ثم جاء بها الى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول ها أهديته لك فإذا جاء صاحبها يطلب نعيمان بثمنها أحضره الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال أعط هذا ثمن متاعه فيقول أو لم تهده لي فيقول انه والله لم يكن عندي ثمنه ولقد أحببت أن تأكله فيضحك وبأمر لصاحبه بثمنه
وابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 484) قال:
قال الزبير: وحدثني يحيى بن محمد قال: حدثني يعقوب بن جعفر بن أبي كثير حدثنا أبو طوالة الأنصاري عن محمد ابن عمرو بن حزم عن أبيه ......... وذكر القصة
روى الخطيب في التاريخ
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي وأبو القاسم إسماعيل بن احمد بن عمر وأبو الدر ياقوت بن عبد الله قالوا أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الله نا محمد بن عبد الرحمن بن العباس أنا أحمد بن سليمان بن داود نا الزبير بن بكار حدثني يحيى بن مقداد حدثني يعقوب بن جعفر بن أبي كثير حدثني أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال كان بالمدينة رجل يقال له نعيمان يصيب الشراب فكان يؤتي به إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بنعليه ويأمر أصحابه فيضربونه تبعا له ويحثون عليه التراب فلما كثر ذلك منه قال له رجل من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لعنك الله فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا تفعل فإنه يحب الله تعالى ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال وكان لا يدخل المدينة رسل ولا طرفة إلا اشترى منها ثم جاء بها إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال يا رسول الله هذا أهديته لك فإذا جاء صاحبه يطلب نعيمان بثمنه جاء به إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال يا رسول الله أعط هذا ثمن متاعه فيقول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أولم تهده لي فيقول زاد ابن السمرقندي ويقول يا رسول الله إنه والله لم يكن عندي ثمنه ولقد أحببت أن تأكله فيضحك رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ويأمر لصاحبه بثمنه اهـ
أما مخرج أحاديث الإحياء فهو الرافعي ولا أعلم للخطيب تخريجا لأحاديث الإحياء، فالخطيب توفي سنة 463 هـ، والغزالي توفي سنة 505 هـ.، فلعلها سبق قلم من حبيبنا ابن عباس حفظه الله
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 05 - 05, 09:33 ص]ـ
إني جد آسف شيخنا الفقيه فلم أر مشاركتكم إلا اللحظة؟؟ فمعذرة
ـ[بن عباس]ــــــــ[10 - 05 - 05, 03:19 م]ـ
شكراً على هذه الإفادة الشيقة من الإخوة بارك الله فيكم ورزقنا العلم والإخلاص نحن وإياكم ولكنى آمل فى المزيد حيث أننى أريد صحة الرواية أيضاً فالرابط ليس به الرواية هذه وما مدى صحتها بارك الله فيكم جميعاً.(43/361)
«إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها». ما مدى صحة هذا الحديث
ـ[السفاقسي]ــــــــ[10 - 05 - 05, 06:11 ص]ـ
«إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها».
ما مدى صحة هذا الحديث و جازاكم الله كل خير
هذا الحديث تجدونه في: المستدرك، وفي الاصابة، ويرويه صاحب كنز العمال عن أبي يعلى والطبراني وأبي نعيم،: هذا الكلام قاله: علي الحسيني الميلاني و هو من الرافضة لعنة الله عليهم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - 05 - 05, 09:43 ص]ـ
- هذا الحديث بهذا اللفظ لم أجده، في المصادر السابقة، إلا عند صاحب كنز العمال: (34237).
- يقول فضيلة الشيخ: عثمان الخميس:
((يثير الشيعة دائما مسألة إغضاب أبي بكر لفاطمة على قصة فدك، ويقولون: " إنّ أبا بكر أغضب فاطمة، ومن أغضب فاطمة أغضب رسول الله، ومن أغضب رسول الله أغضب الله ".
ونحن نقول لهم اقرؤوا الرواية الآتية:
عن المسور بن مخرمة قال: إنه سمع رسول الله وهو على المنبر يقول: " إنّ بني هشام بن المغيرة، استأذنوني أنْ ينكحوا ابنتهم عليّ بن أبي طالب، فلا آذن لهم، ثنّ، لا آذن لهم إلا أنْ يحب ابن أبي طالب أنْ يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنما ابتني بضعة مني يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها. رواه مسلم.
وفي رواية أخرى أنّ فاطمة لما سمعت بذلك، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له: " إنّ قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك، وهذا عليّ ناكحاً ابنة أبي جهل. رواه مسلم.
فمن الذي أغضب فاطمة؟!)) انتهى: كشف الجاني.
- وينظر: فتح الباري: (7/ 132 – 133) أو (7/ 79 – 105).
ـ[السفاقسي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 08:48 ص]ـ
سبحان الله يقول أن هذا الحديث يوجد في المستدرك لذلك طرحت هذا الموضوع أردت أن أعرف مدى صحة الحديث.
جازاك الله كل خير أخ أشرف بن محمد لهذا المجهود
ـ[مثنى الفلاحي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 10:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وأما بعد:
الأخ العزيز السفاقسي ..... السلام عليك ورحمة الله وبركاته .... تحية طيبة لك وللأخ أشرف بن محمد وأما بعد:
بالنسبة للحديث الذي ذكرته أخي العزيز موجود فعلا في المستدرك على الصحيحين للحاكم في الجزء الثالث في باب ذكر مناقب فاطمة رضي الله عنها برقم (4789) وتعقبه الذهبي بأن تكلم على أحد رواةالحديث تضعيفا. (مع العلم أن الطبعة التي لدي هي طبعة دار الفكر سنة الطبع 1422 هـ)
وكذلك أخي الكريم هذا الحديث موجود في الأصابة في تمييز الصحابة لأبن حجر في الجزء 8 (كتاب النساء) الصفحة 265 وكذلك في الصفحة 268 برقم (11587) (الطبعة الأولى / دار الكتب العلمية)
هذا ما وجدته وقد ذكر بعض المحقيقين أن الحديث مذكور في الطبراني وكذلك في الكامل لأبن عدي وكذلك ذكره الدار قطني ولكن لم يكن لدي الوقت لأحضر المراجع كاملة. المهم أن الحديث موجود.
ولكن!!!!!!!!
بالنسبة لهذا الحديث فيما قرأت وعلى قلة بضاعتي أو إنعدامها في علم الحديث والمصطلح أن هذا الحديث فيه علة وهو أ ن من رواته الحسين بن زيد وهذا قد تكلم فيه أكثر من عالم بعبارات تشعرك بضعفه وأن هذا الحديث روي مرة موصولا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومرة مرسلا أي أسقط من رواته أكثر من راو ومن بينهم الصحابي الذي نقله عن النبي صلى الله عليه وسلم.
لذا أهيب بالأخوة المتمكنين في علم المصطلح من تخريج هذا الحديث والحكم عليه صحة أو ضعفا أو نقل كلام أهل العلم بهذه الرواية. هذا أولا.
أما ثانيا: فالروافض هذا دأبهم في النقل من أهل السنة أما بالنقل من حديث غير صحيح كأن يكون ضعيفا أو موضوعا ثم يستدلون به على أهل السنة أو يأتون على حديث صحيح ولكن يفهمونه على غير مراده ويحملون الحديث على غير وجهه أو يأتون على حديث صحيح فيأخذون جزءا منه أي يكون مبتورا وغيرها من الأساليب وهذا كله لا ينفعهم. لذا نصحتي إليك أخي العزيز إبتداء أن تترك مجالسة الرافضة لن قوم بهت، كذبة لا يتورعون عن الكذب على رسول الله وعلى صحابته الكرام وهذا ديدنهم في كل حين يقول شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله ما رأيت طائفة تعظم الكذب مثل الرافضة أو كما قال رحمه الله فالكذب عنهم دين خاصة إذا كان في هذا الكذب نصرة لمذهبهم. ثم إذا جاء نقل من أحدهم لحديث في كتاب معين فتثبت وراجع النص
¥(43/362)
ولا تأخذ الحديث منه مباشرة بل طالبه من أين أتى بهذا الحديث وفي اي كتاب وفي أي جزء وما رقم الحديث وهكذا ثم إرجع إلى المكتبة وراجع الحديث واقرأ كلام أهل العلم فيه وإذا أشكل عليك أمر فأسأل العلماء لأن الله يقول (فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون). هذا ثانيا
أما ثالثا (والمعذرة على الإطالة عليك) هم يستدلون بهذا الحديث في التنقص من أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه لأنه فاطمة رضي الله عنها ماتت وهي غاضبة عليه فنقول حتى ولو (فرضا) أن الحديث صحيح فلا مطعن فيه على أبي بكر الصديق رضي الله عنه لأن الحق في تلك المسألة كان مع أبي بكر وإنما حكم بما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن الميراث وأن الأنبياء لا تورث ولكن فاطمة الزهراء رضي الله عنها وعن زوجها وعن ابنيها وصلى الله وسلم على أبيها ظنت أن الحق معها ولم تسمع بهذا الحديث. وهناك أثار وأقوال نقلها أهل العلم بأن فاطمة رضي الله عنها قد رضيت عن أبي بكر قبل وفاتها وأظن (إن لم تخني الذاكرة) قد ذكرها ابن حجر رحمه الله في الفتح. ويكفي أن التي غسلت فاطمة رضي الله عنها هي زوجة أبي بكر رضي الله عن آل بيت النبوة وعن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.
وبقيت نصحية أخيرة أبعثها إلى أخي في الله أشرف بن محمد حيث أني وقعت في مثل ما وقع به عندما كنت أجادل بعض الروافض فذكروا لي حديثا فأنكرته مباشرة قبل أن أرجع وأتأكد وهذا حصل لي أكثر من مرة فاعتبرت ومنذ ذلك الوقت لا أنكر حديثا حتى أبحث عنه وأفرغ جهدي في البحث عنه ثم أثبت أو أنكر حتى لا يكون في ذلك ظن بأنهم قد أنتصروا علينا بأن أوردوا حديثا لم نسمعه أو هكذا يظنون بل التريث إن لم يكن عندي علم بالمسألة لأن هناك الكثير من الأحاديث الغريبة والضعيفة والموضوعة توجد في بعض مراجع أهل السنة وهؤلاء أهل البدع يبحثون عن مثل هذه الأحاديث ويلقونها على العامة بحجة أن هذه الأحاديث مروية في كتب أهل السنة ويلبسون على الناس دينهم.
المعذرة على الإطالة وهذا فهمي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان وكلنا نتعلم فمن وجد الخطأ فليصحح لي وجزاكم الله خيرا وثبتكم على الدين إنه سميع مجيب.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[12 - 05 - 05, 05:17 ص]ـ
جزاك الله خيراً.
دين الرافضة قائم على الكذب والتزوير، وأرجو منك أنْ تتكرّم علينا وتأتي لنا باللفظ سابق الذكر: " إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها ".
وهذا لفائدتي أنا شخصياً وفائدة إخوانك، وللفائدة، هذا الحديث في جمع الجوامع بهذا اللفظ ولم يعزوه إلا للديلمي كما فعل صاحب كنز العمال الذي أشرتُ إليه بأعلى.(43/363)
حديث من بلغه عني ثواب عمل فعمله حصل له أجره ...
ـ[الرايه]ــــــــ[12 - 05 - 05, 06:05 م]ـ
السؤال
ما رأي علمائنا في الروايات الواردة التي نصها من بلغه عني ثواب عمل فعمله حصل له أجره، وإن لم أكن قلته؟
فهل هذه القاعدة تامة عندنا، من أنه من بلغه ثواب على عمل ما فعله الإنسان برجاء ذلك الثواب فإنه يحصل عليه، وإن لم يقله النبي -صلى الله عليه وسلم-.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد:
الحديث المشار إليه في السؤال أخرجه الحسن بن عرفة العبدي في جزئه ص: 78 (63)، قال: حدثنا أبو يزيد خالد بن حيان الرقي، عن فرات بن سليمان، وعيسى بن كثير، -كليهما- عن أبي رجاء، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من بلغه عن الله -عز وجل- شيء فيه فضل، فأخذه إيماناً به، ورجاء ثوابه، أعطاه الله -عز وجل- ذلك، وإن لم يكن كذلك".
ومن طريقه الخطيب في تاريخه (8/ 296)، وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 258).
وفي إسناد الحديث أبو رجاء، وقد رمي بالكذب، قال يحيى بن معين: "كذاب"،
وقال السخاوي في المقاصد الحسنة (ص 405): "خالد وفرات فيهما مقال، وأبو رجاء لا يعرف".
قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وأخرجه أبو الشيخ في مكارم الأخلاق كما في المقاصد (ص 405)، من طريق بشر بن عبيد الله، حدثنا حماد، عن أبي الزبير، عن جابر، مرفوعاً. وبشر متروك.
وأخرج أبو يعلى الموصلي في مسنده (3443)، ومن طريقه ابن عدي في الكامل (2/ 59)، والطبراني في المعجم الأوسط (5129)، من طريق بزيع أبي الخليل عن ثابت عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من بلغه عن الله فضيلة فلم يصدق بها، لم ينلها". وبزيع ضعيف جداً.
وأخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (1/ 22)، من طريق أبي معمر عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظ: "من بلغه عن الله فضل فأخذ بذلك الفضل الذي بلغه أعطاه الله ما بلغه، وإن كان الذي حدثه كاذباً".
وأبو معمر عباد بن عبد الصمد، قال أبو حاتم: "ضعيف جداً"، وقال ابن حبان في المجروحين: "روى عن أنس نسخة أكثرها موضوعة".
وهذا الحديث لا يستقيم من جهة المعنى لأمرين:
1 - يخالف ما دلت عليه الأدلة من وجوب التثبت والاحتياط في قبول الأخبار.
2 - أن العمل بهذا الحديث يؤدي إلى العمل بأشياء لا تثبت، فيحصل الوقوع في البدع والمخالفات الشرعية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدّ" أخرجه مسلم (1718).
هذا والله أعلم.
د. محمد بن عبد الله القناص
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
1/ 4/1426هـ
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=66114(43/364)
سمحتم انا ابحث عن حديث في الترمذي عن اشراط الساعه .. فيه ان الرجل يطيع زوجته ويعق امه.
ـ[اقبال]ــــــــ[13 - 05 - 05, 02:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو سمحتم انا ابحث عن حديث في الترمذي عن اشراط الساعه .. فيه ان الرجل يطيع زوجته ويعق امه .. وكذلك ان يبر خلانه ..... الخ
لو تكرمتم افادتي به؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[13 - 05 - 05, 03:48 ص]ـ
نوع الحديث ضعيف
رقم الحديث 1170
المرجع سلسلة الضعيفة 3
الصفحة 312
نص الحديث 2136 حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي حدثنا الفرج بن فضالة أبو فضالة الشامي عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عمرو بن علي عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء فقيل وما هن يا رسول الله قال إذا كان المغنم دولا والأمانة مغنما والزكاة مغرما وأطاع الرجل زوجته وعق أمه وبر صديقه وجفا أباه وارتفعت الأصوات في المساجد وكان زعيم القوم أرذلهم وأكرم الرجل مخافة شره وشربت الخمور ولبس الحرير واتخذت القينات والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء أو خسفا ومسخا قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث علي بن أبي طالب إلا من هذا الوجه ولا نعلم أحدا رواه عن يحيى بن سعيد الأنصاري غير الفرج بن فضالة والفرج بن فضالة قد تكلم فيه بعض أهل الحديث وضعفه من قبل حفظه وقد رواه عنه وكيع وغير واحد من الأئمة * (ضعيف الإسناد) _ رواية الترمذي.
رقم الحديث 1171
المرجع سلسلة الضعيفة 3
الصفحة 312
نوع الحديث ضعيف
نص الحديث من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة، إذا رأيتم الناس أماتوا الصلاة، وأضاعوا الأمانة، وأكلوا الربا، واستحلوا الكذب، واستخفوا الدماء، واستعلوا البناء، وباعوا الدين بالدنيا، وتقطعت الأرحام، ويكون الحكم ضعفا، والكذب صدقا، والحرير لبسا، وظهر الجور، وكثر الطلاق وموت الفجأة، واتمن الخائن، وخون الأمين، وصدق الكاذب، وكذب الصادق، وكثر القذف، وكان المطر قيظا، والولد غيظا، وفاض اللئام فيضا، وغاض الكرام غيضا، وكان الأمراء فجرة، والوزراء كذبة، والأمناء خونة، والعرفاء ظلمة، والقراء فسقة، إذا لبسوا مسوك الضأن، قلوبهم أنتن من الجيفة وأمر من الصبر، يغشيهم الله فتنة يتهاوكون فيها تهاوك اليهود الظلمة، وتظهر الصفراء _ يعني الدنانير _ وتطلب البيضاء _ يعني الدراهم _ وتكثر الخطايا، وتغل الأمراء، وحليت المصاحف، وصورت المساجد، وطولت المنائر، وخربت القلوب، وشربت الخمور، وعطلت الحدود، وولدت ألأمة ربتها، وترى الحفاة العراة، وقد صاروا ملوكا، وشاركت المرأة زوجها في التجارة، وتشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال، وحلف بالله من غير أن يستحلف، وشهد المرء من غير أن يستشهد، وسلم للمعرفة، وتفقه لغير الدين، وطلبت الدنيا بعمل الآخرة، واتخذ المغنم دولا، والأمانة مغنما، والزكاة مغرما، وكان زعيم القوم أرذلهم، وعق الرجل أباه، وجفا أمه، وبر صديقه، وأطاع زوجته، وعلت أصوات الفسقة في المساجد، واتخذت القينات والمعازف، وشربت الخمور في الطرق، واتخذ الظلم فخرا، وبيع الحكم، وكثرت الشرط، واتخذ القرآن مزامير، وجلود السباع صفافا، والمساجد طرقا، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليتقوا (كذا) عند ذلك ريحا حمراء، وخسفا ومسخا وآيات. (ضعيف) _
الكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة المجلد الثالث
المؤلف محمد ناصر الدين الألباني
الناشر مكتبة المعارف الرياض
الطبعة الطبعة الثانية
تاريخ الطبعة 1408 هـ 1988 م
اخذت الكلام المتقدم من الرابط التالي
http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=6619
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[13 - 05 - 05, 03:50 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
الأخ الحبيب هذا تخريج سريع لهذا الحديث يتضح لك به ضعفه و الله المستعان
¥(43/365)
قال الامام الترمذي (2210): حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيُّ حَدَّثَنَا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ أَبُو فَضَالَةَ الشَّامِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَعَلَتْ أُمَّتِي خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً حَلَّ بِهَا الْبَلَاءُ فَقِيلَ وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِذَا كَانَ الْمَغْنَمُ دُوَلًا وَالْأَمَانَةُ مَغْنَمًا وَالزَّكَاةُ مَغْرَمًا وَأَطَاعَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ وَعَقَّ أُمَّهُ وَبَرَّ صَدِيقَهُ وَجَفَا أَبَاهُ وَارْتَفَعَتْ الْأَصْوَاتُ فِي الْمَسَاجِدِ وَكَانَ زَعِيمُ الْقَوْمِ أَرْذَلَهُمْ وَأُكْرِمَ الرَّجُلُ مَخَافَةَ شَرِّهِ وَشُرِبَتْ الْخُمُورُ وَلُبِسَ الْحَرِيرُ وَاتُّخِذَتْ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ وَلَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا فَلْيَرْتَقِبُوا عِنْدَ ذَلِكَ رِيحًا حَمْرَاءَ أَوْ خَسْفًا وَمَسْخًا قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ غَيْرَ الْفَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ وَالْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ قَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ بَعْضُ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَضَعَّفَهُ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ وَقَدْ رَوَاهُ عَنْهُ وَكِيعٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ
و أخرجه الطبراني ((الأوسط)) (1/ 150/469)، و ابن الجوزي ((العلل المتناهية)) (2/ 850)، وابن حبان ((المجروحين)) (2/ 206)، و الخطيب ((تاريخ بغداد)) (3/ 158) جميعاً من طريق فرج بن فضالة به نحوه.
قلت: و فرج بن فضالة ((ضعيف الحديث))، و محمد بن عمرو بن علي ((مجهول))
و الحديث ضعفه الشيخ أبو عبد الرحمن الألباني عليه سحائب الرحمة وشئابيب المغفرة
قال ابن الجوزي العلل المتناهية [جزء 2 - صفحة 850]
هذا حديث مقطوع فان محمدا لم ير علي بن ابي طالب وقال يحيى الفرج بن فضالة ضعيف قال ابن حبان يقلب الاسانيد ويلزق المتون الواهية بالاسانيد الصحيحة لا يحل الاحتجاج به وقال الدارقطني وقد روى هذا الحديث عبد الرحمن بن سعد بن سعيد عن يحيى بن سعيد وكلاهما غير محفوظ يعني هذا الحديث
قال ابن حبان ((المجروحين)) (2/ 206): فرج بن فضالة الشامي كنيته أبو فضالة من أهل حمص يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري روى عنه العراقيون وأهل بلده كان ممن يقلب الأسانيد ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة لا يحل الاحتجاج به أخبرنا الهنداني قال حدثنا عمرو بن علي قال كان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث عن فرج بن فضالة ويقول أحاديثه عن يحيى بن سعيد الأنصاري منكرة مقلوبة أخبرنا الحنبلي قال سمعت أحمد بن زهير يقول سئل يحيى بن معين عن فرج بن فاضلة فقال ضعيف قال أبو حاتم وهو الذي روى عن معاوية بن صالح عن ناف عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الأسماء عند الله عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها الحارث وهمان وشرها حرب ومرة أخبرناه الحسن بن سفيان قال حدثنا الحسن بن علي الواسطي قال حدثنا فرج بن فضالة عن معاوية بن صالح عن نافع
و كتبه أبي حازم فكري زين العابدين محمد السكندري
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[13 - 05 - 05, 03:50 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
الأخ الحبيب هذا تخريج سريع لهذا الحديث يتضح لك به ضعفه و الله المستعان
قال الامام الترمذي (2210): حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيُّ حَدَّثَنَا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ أَبُو فَضَالَةَ الشَّامِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَعَلَتْ أُمَّتِي خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً حَلَّ بِهَا الْبَلَاءُ فَقِيلَ وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِذَا كَانَ الْمَغْنَمُ دُوَلًا وَالْأَمَانَةُ مَغْنَمًا وَالزَّكَاةُ مَغْرَمًا وَأَطَاعَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ وَعَقَّ أُمَّهُ وَبَرَّ صَدِيقَهُ وَجَفَا أَبَاهُ
¥(43/366)
وَارْتَفَعَتْ الْأَصْوَاتُ فِي الْمَسَاجِدِ وَكَانَ زَعِيمُ الْقَوْمِ أَرْذَلَهُمْ وَأُكْرِمَ الرَّجُلُ مَخَافَةَ شَرِّهِ وَشُرِبَتْ الْخُمُورُ وَلُبِسَ الْحَرِيرُ وَاتُّخِذَتْ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ وَلَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا فَلْيَرْتَقِبُوا عِنْدَ ذَلِكَ رِيحًا حَمْرَاءَ أَوْ خَسْفًا وَمَسْخًا قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ غَيْرَ الْفَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ وَالْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ قَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ بَعْضُ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَضَعَّفَهُ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ وَقَدْ رَوَاهُ عَنْهُ وَكِيعٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ
قلت:و أخرجه كذلك الطبراني ((الأوسط)) (1/ 150/469)، و ابن الجوزي ((العلل المتناهية)) (2/ 850)، وابن حبان ((المجروحين)) (2/ 206)، و الخطيب ((تاريخ بغداد)) (3/ 158) جميعاً من طريق فرج بن فضالة به نحوه.
قلت: و فرج بن فضالة ((ضعيف الحديث))، و محمد بن عمرو بن علي ((مجهول))
و الحديث ضعفه الشيخ أبو عبد الرحمن الألباني عليه سحائب الرحمة وشئابيب المغفرة
قال ابن الجوزي العلل المتناهية [جزء 2 - صفحة 850]
هذا حديث مقطوع فان محمدا لم ير علي بن ابي طالب وقال يحيى الفرج بن فضالة ضعيف قال ابن حبان يقلب الاسانيد ويلزق المتون الواهية بالاسانيد الصحيحة لا يحل الاحتجاج به وقال الدارقطني وقد روى هذا الحديث عبد الرحمن بن سعد بن سعيد عن يحيى بن سعيد وكلاهما غير محفوظ يعني هذا الحديث
قال ابن حبان ((المجروحين)) (2/ 206): فرج بن فضالة الشامي كنيته أبو فضالة من أهل حمص يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري روى عنه العراقيون وأهل بلده كان ممن يقلب الأسانيد ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة لا يحل الاحتجاج به أخبرنا الهنداني قال حدثنا عمرو بن علي قال كان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث عن فرج بن فضالة ويقول أحاديثه عن يحيى بن سعيد الأنصاري منكرة مقلوبة أخبرنا الحنبلي قال سمعت أحمد بن زهير يقول سئل يحيى بن معين عن فرج بن فاضلة فقال ضعيف قال أبو حاتم وهو الذي روى عن معاوية بن صالح عن ناف عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الأسماء عند الله عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها الحارث وهمان وشرها حرب ومرة أخبرناه الحسن بن سفيان قال حدثنا الحسن بن علي الواسطي قال حدثنا فرج بن فضالة عن معاوية بن صالح عن نافع
و كتبه أبي حازم فكري زين العابدين محمد السكندري
ـ[اقبال]ــــــــ[13 - 05 - 05, 07:33 ص]ـ
اشكركم والله من القلب .. لكن الغريب ان الدكتور بالجامعه قال انه صححه الترمذي .. لذلك سأصحح له المعلومه ..
بارك الله في علمكم ونفع بكم الاسلام والمسلمين(43/367)
سؤال عن حديث وفقكم الله ان النبي سئل: ايسرق الرجل: قال: نعم، قيل: ايزني قال نعم
ـ[النابلسي]ــــــــ[14 - 05 - 05, 12:33 ص]ـ
السلام عليكم
ممكن خدمة: اين اجد تخريج حديث او أقوال العلماء عن حديث
ان النبي سئل: ايسرق الرجل: قال: نعم، قيل: ايزني
قال: نعم، قال: ايكذب: قال: لا
وبارك الله فيكم وفي علمكم
ـ[حارث]ــــــــ[14 - 05 - 05, 01:30 ص]ـ
الحديث في الموطأ عن صفوان بن سليم مرسلاً،
وتكلم عليه السخاوي في المقاصد الحسنة، وذكر شواهده الضعيفة.
ـ[سلمان 1]ــــــــ[16 - 05 - 05, 03:02 ص]ـ
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقلت: يا رسول الله هل يزني المؤمن؟ قال: قد يكون ذلك قال: يا نبي الله , هل يكذب المؤمن؟ قال صلى الله عليه وسلم: لا ثم أتبعها صلى الله عليه وسلم بقول الله تعالى: {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله} [النحل: 105].
إسناده ضعيف
تخريج الإحياء 3/ 167 للعراقي
ـ[سلمان 1]ــــــــ[16 - 05 - 05, 03:32 ص]ـ
ذكر ابن أبي دنيا في كتابه ((مكارم الأخلاق)) في باب في الصدق و ما جاء في فضله و ذمّ الكذب
حدثنا إسماعيل بن خالد، نا يعلى بن الأشدق، قال نا عبدالله بن جراد قال:
قال أبو درداء: يا رسول الله، هل يكذب المؤمن؟
قال: لا، لا يؤمن بالله و لا باليوم الآخر من حدث فكذب.
################################################
و كذا ذكر الحديث في كتابه ((الصمت)):
حدثنا إسماعيل بن خالد الضرير، نا يعلى بن الأشدق، قال نا عبدالله بن جراد قال:
قال أبو درداء: يا رسول الله، هل يكذب المؤمن؟
قال: لا، لا يؤمن بالله و لا باليوم الآخر من حدث فكذب.
ـ[سلمان 1]ــــــــ[16 - 05 - 05, 03:43 ص]ـ
حديث: يا رسول الله هل يزني المؤمن، قال: قد يكون ذلك، قال: هل يسرق المؤمن، قال: قد يكون ذلك، قال: هل يكذب المؤمن قال: لا إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون.
أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار/244ـ3 - 135/ وابن عساكر في تاريخ دمشق /6 - 272/ وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت /474/ ومحمد بن أبي بكر القرشي في مكارم الأخلاق/140/ والخطيب البغدادي في تاريخه /6 - 272/ كلهم من طرق يعلى بن الأشدق حدثنا عبد الله بن جراد.
قال الذهبي في ميزان الاعتدال /4ـ71/ وابن حجر في لسان الميزان
/3 - 266/ عبد الله بن جراد مجهول لا يصح خبره لأنه من رواية يعلى بن الأشدق الكذاب، وقال أبو حاتم لا يعرف ولا يصح خبره.
وكذّبَ الهيثميُ يعلي بن الأشدق في مجمع الزوائد /3 - 209/.
وفي الجرح والتعديل /9 - 302/ سئل أبو زرعة عن يعلى بن الأشدق فقال: هو عندي لا يصدق ليس بشيء.
ـ[سلمان 1]ــــــــ[16 - 05 - 05, 03:49 ص]ـ
1921 - الكذب مجانب للإيمان.
رواه ابن عدي عن أبي بكر مرفوعا. بلفظ إياكم والكذب، فإنه مجانب للإيمان وهو ضعيف، قال الدارقطني في العلل رفعه بعضهم ووقفه آخرون، وهو أصح،
ولمالك في الموطأ عن صفوان بن سليم مرسلا أو معضلا قيل يا رسول الله المؤمن يكون جبانا؟ قال نعم، قيل يكون بخيلا؟ قال نعم، قيل يكون كذابا؟ قال لا،
ولابن عبد البر في التمهيد عن عبد الله بن حراد أنه سئل النبي صلى الله عليه وسلم هل يزني المؤمن؟ قال قد يكون ذلك، قال هل يكذب؟ قال لا،
ورواه ابن أبي الدنيا في الصمت مقتصرا على الكذب، وجعل السائل أبا الدرداء ولابن أبي الدنيا في الصمت أيضا عن حسان بن عطية قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا تجد المؤمن كذابا،
وللبزار وأبي يعلى عن سعد بن أبي وقاص رفعه يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب، وفي الباب عن ابن عمر وابن مسعود وأبي أمامة وغيرهم، وأمثلها حديث سعد لكن ضعف البيهقي رفعه،
وقال الدارقطني الموقوف أشبه بالصواب، لكن حكمه الرفع على الصحيح، لأنه لا مجال للرأي فيه، كذا في المقاصد،
وقال النجم بعد أن ذكر فيه روايات: وروى ابن أبي الدنيا عن عمر قال: لا يكون المؤمن كذابا. وفي التنزيل {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون}.
################################################## #
من كتاب:
كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس(43/368)
ما هو حكم و تخريج هذا الحديث (الله يعلم أن قلبي يحبكن)؟
ـ[هشام المصري]ــــــــ[14 - 05 - 05, 11:39 م]ـ
برجاء الإفادة حول حكم هذا الحديث و تخريجه (الله يعلم أن قلبي يحبكن. قال لجوار من بني النجار)
و جزاكم الله خيرا
ـ[مسعر العامري]ــــــــ[15 - 05 - 05, 12:20 ص]ـ
هو في المنتظم ج3 قريب من صفحة 180
وأورده الصوياني في السيرة النبوية 2/ 16 ونسبه للبيهقي 2/ 508 وجعل اللفظ له، ولابن ماجه (الصحيح 1/ 320)
وذكر أن سنده عيسى بن يونس عن عوف الأعرابي عن ثمامة عن أنس .. ورجال إسناده موثقون
ولكن البيهقي ليس بين يدي الآن ..
والباب مفتوح للبحث ..
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[15 - 05 - 05, 12:36 ص]ـ
عن أنس بن مالك: (أن النبي صلى الله عليه وسلم مر ببعض المدينة فإذا هو بجوار يضربن بدفهن ويتغنين ويقلن:
نحن جوار من بني النجار يا حبذا محمد من جار
فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله يعلم إني لأحبكن).
أخرجه ابن ماجه (1/ 612 ح 1899)، والطبراني في المعجم الصغير (1/ 65) بنحوه وقال: "لم يروه عن عوف إلا عيسى تفرد به مصعب بن سعيد".
كلاهما من طريق: (ثنا عيسى بن يونس ثنا عوف عن ثمامة بن عبد الله عن أنس).
وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 106): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات وبعضه من الصحيحين من حديث عائشة وفي البخاري وأصحاب السنن الأربعة من حديث الربيع بنت معوذ"
وصححه الألباني في سلسلته الصحيحة (مجلد 7 قسم 1 حديث 3154).
ـ[هشام المصري]ــــــــ[15 - 05 - 05, 03:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و قد ذكر الألبانى رحمه الله فى كتابه (دفاع عن الحديث النبوي) أن للحديث طريق فى صحيح البخاري و قد بحثت عنه فلم أجده. فهل يعرف أحد مكانه فى البخاري و لفظه؟
ـ[هشام المصري]ــــــــ[15 - 05 - 05, 01:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا و قد ذكر الألبانى رحمه الله فى كتابه (دفاع عن الحديث النبوي) أن للحديث طريق فى صحيح البخاري و قد بحثت عنه فلم أجده. فهل يعرف أحد مكانه فى البخاري و لفظه؟
برجاء الإفادة
ـ[محمد بن فاروق]ــــــــ[15 - 05 - 05, 03:03 م]ـ
أخي الكريم الرجاء مراجعة شريط الرد على مفتي الفنانين للشيخ/ أبي إسحاق الحويني فهو يتكلم عن هذا الحديث في أوله.
ـ[هشام المصري]ــــــــ[15 - 05 - 05, 03:08 م]ـ
الأخ الكريم الشيخ ابو اسحق قال عن هذا الحديث أنه باطل.
بينما صححه الألبانى و أكثر من عالم من علماء السلف كما أوضح الأخوة و لم أري أحد يضعفه.
ـ[سيف 1]ــــــــ[15 - 05 - 05, 06:17 م]ـ
وان صح فلا دليل على من يدلس ويتخذه دغلا لتحليل غناء النساء امام الأجانب وتسميته فن مباح!
وما وجه الدليل في الغناء بمدح الرسول (ص) والضرب عليه بالدف من صبية صغار غير مكلفين!
ـ[هشام المصري]ــــــــ[16 - 05 - 05, 03:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا و قد ذكر الألبانى رحمه الله فى كتابه (دفاع عن الحديث النبوي) أن للحديث طريق فى صحيح البخاري و قد بحثت عنه فلم أجده. فهل يعرف أحد مكانه فى البخاري و لفظه؟
للرفع
ـ[هشام المصري]ــــــــ[17 - 05 - 05, 12:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا و قد ذكر الألبانى رحمه الله فى كتابه (دفاع عن الحديث النبوي) أن للحديث طريق فى صحيح البخاري و قد بحثت عنه فلم أجده. فهل يعرف أحد مكانه فى البخاري و لفظه؟
للرفع
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[17 - 05 - 05, 06:50 م]ـ
انظر أخي هشام المصري الحديث العاشر في الكتاب الذي تريد (ص 23).
ـ[أم العز]ــــــــ[31 - 01 - 08, 07:34 م]ـ
ما تريد موجود في صحيح البخاري ج3/ص1379
35 بَاب قَوْلُ النبي صلى الله عليه وسلم لِلْأَنْصَارِ أَنْتُمْ أَحَبُّ الناس إلي
3574 حدثنا أبو مَعْمَرٍ حدثنا عبد الْوَارِثِ حدثنا عبد الْعَزِيزِ عن أَنَسٍ رضي الله عنه قال رَأَى النبي صلى الله عليه وسلم النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ مُقْبِلِينَ قال حَسِبْتُ أَنَّهُ قال من عُرُسٍ فَقَامَ النبي صلى الله عليه وسلم مُمْثِلًا فقال اللهم أَنْتُمْ من أَحَبِّ الناس إلي قَالَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ)
لكن دون ذكر الرجز
وفيه شك هل هو في عرس أو في استقبال النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[سامر المصري]ــــــــ[26 - 09 - 10, 03:57 م]ـ
أخي هشام المصري، الشيخ الحويني رد على ذلك الفيديو بأنه منقوص من البداية وفيها الأحاديث الباطلة ومنها أن الرسول كان يطرب للتغني بالأشعار حتى سقطت البردة عن كتفيه من هزهزته يمنة ويسارا طربا، وشرح أن قطع المقطع يشوه ما قال عمدا، وأن البطلان كانت تلك الأحاديث والاستدلال الفاسد بآخر حديثين بجواز الغناء وأن الصحابة كانوا يتعلمون الفنون.(43/369)
ما صحة حديث اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبدا
ـ[مشعل مرزوق]ــــــــ[15 - 05 - 05, 12:22 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
أخواني في الله أرجو منكم حفظكم الله الافادة في مدى صحة هذا الحديث الذي هو في مسند أحمد رحمه الله:
حدثنا أبو نوح قراد أنبأنا عكرمة بن عمار حدثنا سماك الحنفي أبو زميل حدثني ابن عباس حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال
لما كان يوم بدر قال نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم ثلاث مائة ونيف ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه وعليه رداؤه وإزاره ثم قال اللهم أين ما وعدتني اللهم أنجز ما وعدتني اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبدا قال فما زال يستغيث ربه عز وجل ويدعوه حتى سقط رداؤه فأتاه أبو بكر رضي الله عنه فأخذ رداءه فرداه ثم التزمه من ورائه ثم قال يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك وأنزل الله عز وجل
إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين
فلما كان يومئذ والتقوا فهزم الله عز وجل المشركين فقتل منهم سبعون رجلا وأسر منهم سبعون رجلا فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعليا وعمر رضي الله عنهم فقال أبو بكر رضي الله عنه يا نبي الله هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان فإني أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار وعسى الله أن يهديهم فيكونون لنا عضدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترى يا ابن الخطاب قال قلت والله ما أرى ما رأى أبو بكر رضي الله عنه ولكني أرى أن تمكنني من فلان قريبا لعمر فأضرب عنقه وتمكن عليا رضي الله عنه من عقيل فيضرب عنقه وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر رضي الله عنه ولم يهو ما قلت فأخذ منهم الفداء فلما أن كان من الغد قال عمر رضي الله عنه غدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو قاعد وأبو بكر رضي الله عنه وإذا هما يبكيان فقلت يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم الذي عرض علي أصحابك من الفداء لقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة وأنزل الله عز وجل
ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض إلى قوله لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم
من الفداء ثم أحل لهم الغنائم فلما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه وأنزل الله تعالى
أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها
الآية بأخذكم الفداء.
وهذا هو رابطة:
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=203&doc=6&IMAGE=%DA%D1%D6+%C7%E1%CD%CF%ED%CB
فلقد أشكل علي آخر فقرة من الحديث والذي لا أظن أنه قال هذا الكلام:
من الفداء ثم أحل لهم الغنائم فلما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه وأنزل الله تعالى
أرجو التكرم علينا بالإجابة
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[مشعل مرزوق]ــــــــ[31 - 10 - 07, 02:38 م]ـ
هل تتكرمون على أخيكم بالجواب بارك الله في علمكم ونفعنا الله بكم
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[31 - 10 - 07, 08:53 م]ـ
أخي الكريم، حديث (اللهم إن تَهْلٍك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض) صحيح أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الجهاد والسير، باب الامداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم.
¥(43/370)