76 - ((وجد النبي صلى الله عليه وسلم ريحاً فقال: ليقم صاحب هذا الريح فليتوضأ. فاستحيا الرجل أن يقوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليقم صاحب هذا الريح فليتوضأ فإن الله لا يستحي من الحق، فقال العباس: يا رسول الله أفلا نقوم كلنا نتوضأ؟ فقال: قوموا كلكم فتوضؤوا)). باطل. "الضعيفة" (1132).
77 - ((إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء: إذا كان المغنم دولاً والأمانة مغنماً والزكاة مغرماً ........ الخ)). ضعيف. "سنن الترمذي" (2/ 33). "العلل المتناهية" (2/ 1421). "الكشف الإلهي" (1/ 33).
78 - ((حب الدنيا رأس كل خطيئة)). موضوع."أحاديث القصاص" لابن تيمية (7). "الأسرار المرفوعة" (1/ 163). "تذكرة الموضوعات" (173).
79 - ((طلب الحلال جهاد، وإن الله يحب المؤمن المحترف)). ضعيف."النخبة البهية" للسنباوي (57). "الكشف الإلهي" (1/ 518). "الضعيفة" (1301).
80 - ((لكل شيء عروس وعروس القرآن الرحمن)). منكر. "الضعيفة" (1350).
******************************
81 - ((سيد القوم خادمهم)). ضعيف. "المقاصد الحسنة" للسخاوي (579). "الضعيفة" (1502).
82 - ((عليكم بالشفائين: العسل والقرآن)). ضعيف. "أحاديث معلَّة ظاهرها الصحة" للوادعي (247). "الضعيفة" (1514).
83 - ((آمن شعر أمية بن أبي الصلت وكفر قلبه)). ضعيف. "كشف الخفاء" (1/ 19). "الضعيفة" (1546).
84 - ((البر لا يبلى والإثم لا ينسى والديان لا ينام فكن كما شئت كما تدين تدان)). ضعيف. "الكشف الإلهي" للطرابلسي (681). "اللؤلؤ المرصوع" للمشيشي (414).
85 - ((لمعالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف)). ضعيف جداً. "ترتيب الموضوعات" للذهبي (1071). "الموضوعات" لابن الجوزي (3/ 220).
86 - ((بادروا بالأعمال سبعاً، هل تنتظرون إلا مرضاً مفسداً وهرماً مفنداً أو غنى مطغياً أو فقراً منسياً أو موتاً مجهزاً أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر)). ضعيف. "ذخيرة الحفاظ" لابن طاهر (2/ 2313). "الضعيفة" (1666).
87 - ((أجرؤكم عل الفتيا أجرئكم على النار)). ضعيف. "الضعيفة" (1814).
88 - ((اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله)). ضعيف. "تنزيه الشريعة" للكناني (2/ 305). "الموضوعات" للصغاني (74).
89 - ((الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له ولها يجمع من لا عقل له)). ضعيف جدّاً. "الأحاديث التي لا أصل لها في الإحياء" للسبكي (344). "تذكرة الموضوعات" للفتني (174).
******************************
90 - ((لا تجعلوا آخر طعامكم ماءً)). لا أصل له. "الضعيفة" (2096).
91 - ((إن للقلوب صدأ كصدأ الحديد وجلاؤها الاستغفار)). موضوع."ذخيرة الحفاظ" (2/ 1978). "الضعيفة" (2242).
92 - ((رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الأكبر)). لا أصل له. "الأسرار المرفوعة" (211). "تذكرة الموضوعات" للفتني (191).
93 - ((من أفطر يوماً من رمضان في غير رخصة رخصها الله له، لم يقض عنه صيام الدهر كله، وإن صامه)). ضعيف. "تنزيه الشريعة" (2/ 148). "الترغيب والترهيب" (2/ 74).
94 - ((إن عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبواً)). موضوع. "المنار المنيف" لابن القيم (306). "الفوائد المجموعة" للشوكاني (1184).
95 - ((أبغض الحلال إلى الله الطلاق)). ضعيف. "العلل المتناهية" لابن الجوزي (2/ 1056). "الذخيرة" (1/ 23).
96 - ((لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة جعل النساء والصبيان والولائد يقولون:
طلع البدر علينا وجب الشكر علينا
أيها المبعوث فينا من ثنيات الوداع
ما دعا لله داع جئت بالأمر المطاع
ضعيف. "أحاديث القصاص" لابن تيمية (17). "تذكرة الموضوعات" (196).
97 - ((إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)). ضعيف. "التاريخ الكبير" (1/ 272). "مختصر سنن أبي داود" للمنذري (7/ 226).
98 - ((إن الله عز وجل يقول: أنا الله لا إله إلا أنا مالك الملوك وملك الملوك قلوب الملوك في يدي وإن العباد إذا أطاعوني حولت قلوبهم عليهم بالسخط والنقمة فساموهم سوء العذاب، فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على الملوك ..... الخ)). ضعيف جداً. "الأحاديث القدسية" للعيسوي (43). "الضعيفة" (602).
99 - الأذان والإقامة في أذن المولود. ضعيف جداً. "بيان الوهم" لابن القطان (4/ 594). "المجروحين" لابن حبان (2/ 128)."الضعيفة" (1/ 494).
100 - ((الحكمة ضالة كل حكيم، فإذا وجدها فهو أحق بها)). ضعيف. "المتناهية" لابن الجوزي (1/ 96). "سنن الترمذي" (5/ 51).
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[23 - 12 - 04, 10:49 ص]ـ
شيخ عبد الرحمن
رواية أختلاف اصحابي رحمة
ليست موضوعة اليس كذلك
اعني التي يقول علماء رواها البيهقي في المدخل
فكيف نجمع بين قول العلماء لا اصل له
وبين قول بعض علماء عن هذا الحديث انه مرسل ضعيف
هل قول لا اصل له يعني بلفظ الامة ولكن بلفظ اصحابي له أصل
¥(42/256)
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[23 - 12 - 04, 11:00 ص]ـ
- اختلاف امتي رحمة.
قال في المقاصد رواه البيهقي في المداخل بسند منقطع عن ابن عباس بلفظ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهما اوتيتم من كتاب الله فالعمل به لا عذر لاحد في تركه، فان لم يكن في كتاب الله فسنة مني ماضية، فان لم تكن سنة مني فما قاله اصحابي، ان اصحابي بمنزلة النجوم في السماء، فايما اخذتم به، اهتديتم، واختلاف اصحابي لكم رحمة؛
ومن هذا الوجه اخرجه الطبراني والديلمي بلفظه وفيه ضعف، وعزاه الزركشي وابن حجر في اللالئ لنصر المقدسي في الحجة مرفوعا من غير بيان لسنده ولا لصاحبيه، وعزاه العراقي لادم بن ابي اياس في كتاب العلم والحكم بغير بيان لسنده ايضا بلفظ: اختلاف اصحابي رحمة لامتي، وهو مرسل وضعيف.
وبهذا اللفظ ايضا ذكره البيهقي في رسالته الاشعرية بغير اسناد، وفي المدخل له عن القاسم بن محمد عن قوله: اختلاف اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رحمة لعباد الله، وفيه ايضا عن عمر بن عبد العزيز انه كان يقول: ما سرني لو ان اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا، لانهم لو لم يختلفوا، لم تكن رخصة، وفيه ايضا عن يحيى بن سعيد انه قال: اهل العلم اهل توسعة، وما برح المفتون يختلفون، فيحلل هذا ويحرم هذا، فلا يعيب هذا على هذا،
ثم قال في المقاصد ايضا: قرات بخط شيخنا يعني الحافظ ابن حجر انه حديث مشهور على الالسنة، <صفحة 166> وقد اورده ابن الحاجب في المختصر في مباحث القياس بلفظ: اختلاف امتي رحمة للناس، وكثر السؤال عنه، وزعم الكثير من الائمة انه لا اصل له، لكن ذكره الخطابي في غريب الحديث مستطردا، فقال:
اعترض هذا الحديث رجلان احدهما ماجن، والاخر ملحد، وهما اسحاق الموصلي، وعمرو بن بحر الجاحظ، وقالا لو كان الاختلاف رحمة لكان الاتفاق عذابا، ثم تشاغل الخطابي برد كلامهما، ولم يشف في عزو الحديث، لكنه اشعر بانه له اصلا عنده.
ثم قال الخطابي والاختلاف في الدين ثلاثة اقسام: الاول في اثبات الصانع ووحدانيته، وانكاره كفر، والثاني في صفاته ومشيئته، وانكارهما بدعة، والثالث في احكام الفروع المحتملة وجوها، فهذا جعله الله رحمة وكرامة للعلماء، وهو المراد بحديث اختلاف امتي رحمة انتهى. واقول وهذا بلفظ الترجمة،
وقال النووي في شرح مسلم: ولا يلزم من كون الشيء رحمة ان يكون ضده عذابا، ولا يلزم هذا ويذكره الا جاهل او متجاهل وقد قال الله تعالى {ومن رحمته جعل لكم الليل لتسكنوا فيه} فسمى الليل رحمة ولا يلزم من ذلك ان يكون النهار عذابا انتهى.
ومثله يقال فيما رواه ابن ابي عاصم في السنة عن انس مرفوعا لا تجتمع امتي على ضلالة، ورواه الترمذي عن ابن عمر بلفظ: لا يجمع الله امتي على ضلالة ويد الله مع الجماعة،
ورواه احمد والطبراني في الكبير عن ابي نصر الغفاري في حديث رفعه سالت ربي ان لا تجتمع امتي على ضلالة فقد قيل مفهومه ان اختلاف هذه الامة ليس رحمة ونعمة لكن فيه ما تقدم نظيره عن النووي وغيره،
وفي الموضوعات للقاري ان السيوطي قال: اخرجه نصر المقدسي في الحجة، والبيهقي في الرسالة الاشعرية بغير سند، ورواه الحليمي والقاضي الحسين وامام الحرمين وغيرهم، ولعله خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل الينا، ثم قال السيوطي عقب ذكره لكلام عمر بن عبد العزيز: وهذا يدل على ان المراد اختلافهم في الاحكام الفرعية، وقيل في الحرف والصنائع، والاصح الاول، فقد اخرج الخطيب في رواة مالك عن اسماعيل بن ابي المجالد قال: قال هارون الرشيد لمالك بن انس: يا ابا عبد الله تكتب هذه الكتب يعني مؤلفات الامام مالك وتفرقها في افاق الاسلام لتحمل عليها الامة، قال: يا امير<صفحة 67> المؤمنين ان اختلاف العلماء رحمة من الله تعالى على هذه الامة، كل يتبع ما يصح عنده، وكل على هدى، وكل يريد الله تعالى،
وفي مسند الفردوس عن ابن عباس مرفوعا: اختلاف اصحابي لكم رحمة،
وذكر ابن سعد في طبقاته عن القاسم بن محمد انه قال كان اختلاف اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للناس،
واخرجه ابو نعيم بلفظ: كان اختلاف اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة لهؤلاء الناس
(كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس)
وفي تذكرة الموضوعات:
في المقاصد (اختلاف أمتي رحمة) للبيهقي عن الضحاك عن ابن عباس رفعه في حديث طويل (واختلاف أصحابي لكم رحمة) وكذا للطبراني والديلمي والضحاك عن ابن عباس منقطع وقال العراقي مرسل ضعيف، وقال شيخنا هذا الحديث مشهور على الالسنة وقد اورده ابن الحاجب في المختصر في القياس وكثر السؤال عنه وزعم كثير من الائمة انه لا اصل له لكن ذكره الخطابي وقال اعترض على الحديث رجلان احدهما ماجن والاخر ملحد وهما اسحاق الموصلى والجاحظ وقالا لو كان الاختلاف رحمة لكان الاتفاق عذابا ثم رد الخطابي عليهما ولم يقع في كلامه شفاء في عزو الحديث ولكنه اشعر بان له اصلا عنده، وفي حاشية البيضاوي ذكر هذا الحديث السبكي وغيره وليس بمعروف عند المحدثين انتهي
http://www.al-eman.com/Islamlib/dosearch.asp?SW=%22%C7%CE%CA%E1%C7%DD+%C7%E3%CA%ED +%D1%CD%E3%C9+%22&C300=ON&C400=ON&C500=ON&ZT=0&ZID=0
¥(42/257)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 12 - 04, 11:43 ص]ـ
جزى الله الشيخ أبا حمزة خيرا وأنا نقلت فقط كلام الشيخ إحسان العتيبي حول الحديث.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 12 - 04, 11:49 ص]ـ
وأيضا أخي الكريم اللفظ الذي عند البيهقي (اختلاف أصحابي) واللفظ المسؤول عنه (اختلاف أمتي)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 12 - 04, 04:55 م]ـ
في الدرر السنية 4/ 73 رد للعلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب على عثمان بن منصور، حول هذه المسألة أتى بما يشفي ويكفي.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[23 - 12 - 04, 10:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
اتمام للفائدة:
في الجامع الصغير قال السيوطي في تخريجه:
نصر المقدسي في الحجة. والبيهقي في الرسالة الاشعرية بغير سند، واورده الحليمي والقاضي حسين وامام الحرمين وغيرهم، ولعله خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل الينا .. انتهي
وفي فيض القدير شرح الجامع الصغير قال العلامة المناوي:
- (نصر المقدسي في الحجة) أي في كتاب الحجة له كذا عزاه له الزركشي في الأحاديث المشتهرة ولم يذكر سنده ولا صحابيه وتبعه المؤلف عليه (والبيهقي في الرسالة الأشعرية) معلقاً (بغير سند) لكنه لم يجزم به كما فعل المؤلف بل قال روى (وأورده الحليمي) الحسين بن الحسن الإمام أبو عبد الله أحد أئمة الدهر وشيخ الشافعية بما وراء النهر في كتاب الشهادات من تعليقه (والقاضي حسين) أحد أركان مذهب الشافعي ورفعائه (وإمام الحرمين) الأسد بن الأسد والسبكي وولده التاج (وغيرهم) قال السبكي وليس بمعروف عند المحدثين ولم أقف له على سند صحيح ولا ضعيف ولا موضوع (ولعله خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا) وأسنده في المدخل وكذا الديلمي في مسند الفردوس كلاهما من حديث ابن عباس مرفوعاً بلفظ اختلاف أصحابي رحمة واختلاف الصحابة في حكم اختلاف الأمة كما مر لكن هذا الحديث قال الحافظ العراقي سنده ضعيف وقال ولده المحقق أبو زرعة رواه أيضاً آدم بن أبي إياس في كتاب العلم بلفظ اختلاف أصحابي لأمتي رحمة وهو مرسل ضعيف وفي طبقات ابن سعد عن القاسم بن محمد نحوه.
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[10 - 01 - 05, 06:24 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 10:50 م]ـ
هناك كتيب في المكتبة لشيخ اسمه سعود الفنيسان, اظن مدرس في جامعة الملك سعود او الامام, سعى جاهداً لتصحيحه والانتقاص من الالباني غيره. واسم الكتاب ((اختلاف امتي رحمة))
مشكلته أن أقوى حجة تشبث بها هي: ان البيهقي لم يكن ليستخدمه في احد مصنفاته -- وان كان دون سند-- الا وله اصل عنده.
يالها من حجة يادكتور سعود الفنيسان. يبدو انه فقيه او مدرس مقرر
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[26 - 02 - 06, 07:47 م]ـ
الحديث ضعفه الشيخ الألباني في الضعيفة المجلد الأول على ما أذكر.
وفعل ذلك أبو محمد بن حزم في الإحكام.
ونقض الحديث متناً وسنداً وقال بأنه من وضع بعض الفساق.
وليعلم بأن إذا كان الاختلاف رحمة, فالاتفاق سخط!!.
وهذا لا يقول به مسلم.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[27 - 02 - 06, 05:54 ص]ـ
الحديث ضعفه الشيخ الألباني في الضعيفة المجلد الأول على ما أذكر.
وفعل ذلك أبو محمد بن حزم في الإحكام.
ونقض الحديث متناً وسنداً وقال بأنه من وضع بعض الفساق.
وليعلم بأن إذا كان الاختلاف رحمة, فالاتفاق سخط!!.
وهذا لا يقول به مسلم.
والحمد لله رب العالمين.
وعلى اعتزاليته, فإن الجاحظ تـ 255 هـ أول من قال: إذا كان الاختلاف رحمة فالفرقة عذاب,
اظنه أصاب هنا
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[27 - 02 - 06, 08:38 ص]ـ
عندي استفسار عندما يقال اذا كان اختلاف رحمة فالاتفاق عذاب
هل القائلون بهذه كلام ضد قضية "اختلاف رحمة" ايا كان الاختلاف سواء كان في الفروع
وهل يقولون ان الاختلاف في الفروع ليست رحمة
لان الفقهاء مذاهب الاربعة قالوا الاختلاف فيما اصله الاجتهاد من الفروع
رحمة
لان وان كان الحديث موضوعا لا اصل له هناك حديث يستدلون به مروي بسند ضعيف اختلاف اصحاب النبي رحمة
وقد فسره العلماء علي الاحكام
وقد قال الامام ابن قدامة شيخ الحنابلة بلا منازع رحمه الله في كتابه لمعة الاعتقاد:
وأما بالنسبة إلي إمام في فروع الدين كالطوائف الأربع فليس بمذموم فإن الاختلاف في الفروع رحمة والمختلفون فيه محمودون في اختلافهم مثابون في اجتهادهم واختلافهم رحمة واسعة واتفاقهم حجة قاطعة. انتهي
وقال الإمام ابن رسلان الشافعي رحمه الله في الزبد:
والشافعي ومالك والنعمان ... واحمد بن حنبل وسفيان
وغيرهم من سائر الائمة ... علي هدي والاختلاف رحمة
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[27 - 02 - 06, 12:16 م]ـ
قد ذم الله تعالى الاختلاف مطلقاً فكيف يخصصه الإمام ابن قدامة وغيره بالاختلاف في الفروع؟!!.
هذا غير مقبول.
فاللفظ لا يخصص إلا بكتاب أو سنة, فقط.
أخي العتيبي هل أنت متأكد من هذه الجملة ((إذا كان الاختلاف رحمة فالفرقة عذاب))!!.
أم أن الصواب فالاتفاق عذاب؟.
¥(42/258)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[27 - 02 - 06, 12:25 م]ـ
قال ابن بطة: " اختلاف الفقهاء - يا أخي! - رحمك الله - في فروع الأحكام وفضائل السنن رحمة من الله بعباده " (الإبانة 2/ 566).
قال الخطابي: " الاختلاف ي الفروع جعله الله - تعالى - رحمة وكرامة للعلماء " (نقله النووي في شرح مسلم 11/ 91 - 92).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[27 - 02 - 06, 12:32 م]ـ
أخي العتيبي هل أنت متأكد من هذه الجملة ((إذا كان الاختلاف رحمة فالفرقة عذاب))!!.
أم أن الصواب فالاتفاق عذاب؟.
لو كان الاختلاف رحمة لكان الاتفاق عذابًا، هذا من كلام الجاحظ.
وقد قال ابن تيمية: " لا يكون فتنة وفرقة مع وجود الاجتهاد السائغ، بل من نوع بغي " (الاستقامة (1/ 31).
وقال القرطبي: " أما حكم مسائل الاجتهاد، فإن الاختلاف فيها بسبب استخراج الفرائض ودقائق معاني الشرع، ومازال الصحابة يختلفون في أحكام الحواد، وهم مع ذلك متآلفون " (التفسير 4/ 194).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[27 - 02 - 06, 12:59 م]ـ
قال ياسر برهامي: " ليس الاختلاف نفسه رحمة أو مطلوب شرعًا، كما يظن من لا يفهم كلام أهل العلم، وإنما المعنى: أن أصحاب هذا الاختلاف لا يُعذَّبون طالما بذلوا وسعهم في معرفة الحق، كل حسب علمه وقدرته، والحق فيه واحد لا يتعدد، ووجود هذا النوع من الاختلاف له حكمة كونية لا حكمة شرعية، بل المطلوب شرعًا: الاتفاق ما أمكن، والبحث قدر الطاقة (فقه الخلاف ص 36).
وفي كتاب فقه الخلاف هذا بعض الأخطاء العلمية.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[27 - 02 - 06, 11:59 م]ـ
أخي العتيبي هل أنت متأكد من هذه الجملة ((إذا كان الاختلاف رحمة فالفرقة عذاب))!!.
أم أن الصواب فالاتفاق عذاب؟.
بل كما ذكرت أنت وشيخنا الفاضل أبو المنهال الأبيضى,
واعتذر عن صيغة الجزم: ((أول من قال بها الجاحظ)) حيث كان يفترض أن أضيف عليها ((على ما أعلم))
بارك الله فيكما, ولكن لاننسى قول عمر بن عبد العزيز حول هذا الأمر, كما في رد ابي حمزة, ولعل عبد الرحمن السديس يضمنه فوائده المنتخبة من تاريخ ابي زرعة الدمشقي, وهو يقصد الاختلاف في بعض الفروع البسيطة, الناشئة عن اجتهاد الصحابة رضوان الله عليهم, والتي لاينبغي اتخاذ موقف متعصب حيالها.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 01:30 ص]ـ
واعتذر عن صيغة الجزم: ((أول من قال بها الجاحظ)) حيث كان يفترض أن أضيف عليها ((على ما أعلم))
لا تحتاج إلى الاعتذار أخي الكريم
فكل ما يقوله إنسان على ظهر الأرض إنما يعني به (على قدر ما أعلم) فهو قيد مفهوم ضمنا
وجزاك الله خيرا
:
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 02:22 م]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[01 - 03 - 06, 05:22 ص]ـ
قد ذم الله تعالى الاختلاف مطلقاً فكيف يخصصه الإمام ابن قدامة وغيره بالاختلاف في الفروع؟!!.
هذا غير مقبول.
فاللفظ لا يخصص إلا بكتاب أو سنة, فقط.
أخي العتيبي هل أنت متأكد من هذه الجملة ((إذا كان الاختلاف رحمة فالفرقة عذاب))!!.
أم أن الصواب فالاتفاق عذاب؟.
الاخ الفاضل هكذا قال العلماء والفقهاء ... ولا يقولون شيئا ذمه الله رحمة
عندي سؤال: هل تقول ياخي الفاضل الاختلاف في الفروع مذموم مطلقا؟
سؤال الثاني: كيف تفسر اختلاف الصحابة والتابعين ... هل تقول وقعوا فيما ذمه الله؟
لانك تقول الاختلاف ذمه الله مطلقا ولا يجوز تخصيص شئ الا بالكتاب والسنة فهل انت تقول انهم وقعوا فيما ذمه الله؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[01 - 03 - 06, 02:47 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=416105&postcount=18
ـ[أبو علي]ــــــــ[01 - 03 - 06, 04:37 م]ـ
شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 27):
(قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " اِخْتِلَاف أُمَّتِي رَحْمَة " فَاسْتَصْوَبَ عُمَر مَا قَالَهُ، وَقَدْ اِعْتَرَضَ عَلَى حَدِيث: اِخْتِلَاف أُمَّتِي رَحْمَة " رَجُلَانِ:
أَحَدهمَا مَغْمُوض عَلَيْهِ فِي دِينه، وَهُوَ عُمَر بْن بَحْر الْجَاحِظ،
وَالْآخَر مَعْرُوف بِالسُّخْفِ وَالْخَلَاعَة، وَهُوَ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الْمَوْصِلِيّ؛ فَإِنَّهُ لَمَّا وَضَعَ كِتَابه فِي الْأَغَانِي، وَأَمْكَنَ فِي تِلْكَ الْأَبَاطِيل لَمْ يَرْضَ بِمَا تَزَوَّدَ مِنْ إِثْمهَا حَتَّى صَدَّرَ كِتَابه بِذَمِّ أَصْحَاب الْحَدِيث، وَزَعَمَ أَنَّهُمْ يَرْوُونَ مَا لَا يَدْرُونَ.
وَقَالَ هُوَ وَالْجَاحِظ: لَوْ كَانَ الِاخْتِلَاف رَحْمَة لَكَانَ الِاتِّفَاق عَذَابًا، ثُمَّ زَعَمَ أَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ اِخْتِلَاف الْأُمَّة رَحْمَة فِي زَمَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّة؛ فَإِذَا اِخْتَلَفُوا سَأَلُوهُ، فَبَيَّنَ لَهُمْ.
وَالْجَوَاب عَنْ هَذَا الِاعْتِرَاض الْفَاسِد: أَنَّهُ لَا يَلْزَم مِنْ كَوْن الشَّيْء رَحْمَة أَنْ يَكُون ضِدّه عَذَابًا، وَلَا يَلْتَزِم هَذَا وَيَذْكُرهُ إِلَّا جَاهِل أَوْ مُتَجَاهِل. وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى: {وَمِنْ رَحْمَته جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْل وَالنَّهَار لِتَسْكُنُوا فِيهِ} فَسَمَّى اللَّيْل رَحْمَة، وَلَمْ يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَكُون النَّهَار عَذَابًا، وَهُوَ ظَاهِر لَا شَكَّ فِيهِ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَالِاخْتِلَاف فِي الدِّين ثَلَاثَة أَقْسَام: أَحَدهَا: فِي إِثْبَات الصَّانِع وَوَحْدَانِيّته، وَإِنْكَار ذَلِكَ كُفْر.
وَالثَّانِي: فِي صِفَاته وَمَشِيئَته، وَإِنْكَارهَا بِدْعَة.
وَالثَّالِث فِي أَحْكَام الْفُرُوع الْمُحْتَمَلَة وُجُوهًا، فَهَذَا جَعَلَهُ اللَّه تَعَالَى رَحْمَة وَكَرَامَة لِلْعُلَمَاءِ، وَهُوَ الْمُرَاد بِحَدِيثِ: اِخْتِلَاف أُمَّتِي رَحْمَة، هَذَا آخِر كَلَام الْخَطَّابِيّ - رَحِمَهُ اللَّه -)
¥(42/259)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[01 - 03 - 06, 04:41 م]ـ
سبق كلام النووي في المشاركة (4).
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[01 - 03 - 06, 06:16 م]ـ
أبو حمزة الكريم
ما هكذا السؤال, فسؤالي لك أنت هل تقول بغير قولي؟
بمعنى أن التخصيص لا يكون إلا بالكتاب والسنة؟ أم لا.
فإذا أجبت علك تدرك مرادي.
أما بالنسبة لكلام الخطابي الذي نقله الإمام النووي, فجوابه عند المتفهم واضح.
فذلك مبلغ الإمام من العلم ومما وصل له. وإلا فقد طعن في هذا الحديث أئمة المحدثين كما سبق في مشاركات الأخوة.
وأما احتجاج الإمام الخطابي رحمه الله تعالى, بقوله تعالى: (وَمِنْ رَحْمَته جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْل وَالنَّهَار لِتَسْكُنُوا فِيهِ).
فذاك لا يستقيم له, لمن تأمل فإن الله جعل الليل والنهار كلاهما من رحمته لا الليل وحده.
فتأملوا.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[01 - 03 - 06, 06:26 م]ـ
قال الإمام الطبري:
((القول في تأويل قوله تعالى: {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله}.يقول تعالى ذكره: {ومن رحمته} بكم أيها الناس {جعل لكم الليل والنهار} فخالف بينهما، فجعل هذا الليل ظلاما {لتسكنوا فيه} وتهدؤوا وتستقروا الراحة أبدانكم فيه من تعب التصرف الذي تتصرفون نهارا لمعايشكم. وفي الهاء التي في قوله: {لتسكنوا فيه} وجهان: أحدهما: أن تكون من ذكر الليل خاصة، ويضم للنهار مع الابتغاء هاء أخرى. والثاني: أن تكون من ذكر الليل والنهار، فيكون وجه توحيدها وهي لما وجه توحيد العرب في قولهم: إقبالك وإدبارك يؤذيني، لأن الإقبال والإدبار فعل، والفعل يوحد كثيره وقليله. وجعل هذا النهار ضياء تبصرون فيه، فتتصرفون أبصاركم فيه لمعايشكم، وابتغاء رزقه الذي قسمه بينكم بفضله الذي تفضل عليكم. قوله: {ولعلكم تشكرون} يقول تعالى ذكره: ولتشكروه على إنعامه عليكم بذلك، فعل ذلك بكم لتفردوه بالشكر، وتخلصوا له الحمد، لأنه لم يشركه في إنعامه عليكم بذلك شريك، فلذلك ينبغي أن لا يكون له شريك في الحمد عليه.)).
وقال الإمام العلامة ابن كثير:
(({ومن رحمته} أي بكم {جعل لكم الليل والنهار} أي خلق هذا وهذا {لتسكنوا فيه} أي في الليل {ولتبتغوا من فضله} أي في النهار بالأسفار والترحال والحركات والأشغال وهذا من باب اللف والنشر)).
فالآية واضحة بأن الليل والنهار كلاهما من رحمة الله.
فكيف حمل الإمام الخطابي تلك الرحم على الليل فقط؟ , الله أعلم.
ـ[الرايه]ــــــــ[13 - 04 - 08, 03:05 م]ـ
هناك كتيب في المكتبة لشيخ اسمه سعود الفنيسان, اظن مدرس في جامعة الملك سعود او الامام, سعى جاهداً لتصحيحه والانتقاص من الالباني غيره. واسم الكتاب ((اختلاف امتي رحمة))
مشكلته أن أقوى حجة تشبث بها هي: ان البيهقي لم يكن ليستخدمه في احد مصنفاته -- وان كان دون سند-- الا وله اصل عنده.
يالها من حجة يادكتور سعود الفنيسان. يبدو انه فقيه او مدرس مقرر
صدر حديثا رسالة صغيرة فيها دراسة مجموعة من الأحاديث، منها هذا الحديث وناقش صاحبُ الرسالة كتابَ أ. د.سعود الفنيسان (عميد كلية الشريعة بالرياض- سابقاً) والرد عليه
عنوان الرسالة
التحذير من أحاديث أخطا في تصحيحها بعض العلماء
1 - توضيح الكلمة بنكارة حديث أم سلمة (في وجوب لبس الإحرام لمن حَلّ ثم أمسى ولم يطف بالبيت يوم النحر)
2 - تنبيه الصالحين على ضعف حديث (الأمر بقتال الناكثين)
3 - إزالة الحرج عن من ضعف حديث ابن عباس (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد او السرج)
4 - إقامة البرهان على ضعف حديث نبهان. ومعه مسألة (حكم نظر النساء الى الرجال)
5 - موافقة علماء الأمة في رد حديث (اختلاف أمتي رحمه)
تأليف
أحمد بن عبدالرحمن بن رشيد العوين
الرياض-حي المصيف
ص. ب (89793) الرياض (11692)
جوال (0559992666)
غلاف - 104صفحة
بدون ذكر للناشر
الطبعة الأولى 1428هـ(42/260)
هل صحت قصة عمر بن الخطاب مع المرأة التي خلطت اللبن بالماء؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 12 - 04, 08:32 ص]ـ
والقصة هي:
أن عمر بن الخطاب كان في ليلة من الليالي يتفقد الرعية فمر على امرأة ومعها ابنتها وهم يخضون اللبن، فلما ارادت الام ان تضع الماء على اللبن من اجل ان تزيد الكمية وتبيع، فقالت الابنة لا تفعلي يا أمي، فقالت لم؟ ..
فقالت الابنة أما سمعت أمير المؤمنين قد نادى في الناس ألا يخلط اللبن بالماء، قالت المرأة وأين أمير المؤمنين، قالت إذا كان أمير المؤمنين لا يراك فإن الله يراك، وسمع الكلام عمر بن الخطاب فزوج الفتاة من ابنه عاصم، ومنها ظهر عمر بن عبدالعزيز ...
؟؟؟
ـ[زكريا أبو مسلم]ــــــــ[24 - 12 - 04, 10:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخرجها أبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده أسلم قال:" بينما أنا مع عمر بن الخطاب وهو يعس المدينة إذ أعيا واتكأ على جانب جدار في جوف الليل وإذا امرأة تقول لابنتها يا ابتناه قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه بالماء فقالت لها يا أمتاه وما علمت ما كان من عزمة أمير المؤمنين اليوم قالت وما كان من عزمته يا بنية قالت إنه أمر مناديا فنادى ألا يشاب اللبن بالماء فقالت لها يا بنية قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء فانك بموضع لا يراك عمر ولا منادي عمر فقالت الصبية لآمها يا أمتاه ما كنت لأطيعه في الملأ واعصيه في الخلاء وعمر يسمع كل ذلك فقال يا أسلم علم الباب واعرف الموضع ثم مضى في عسسه حتى أصبح فلما أصبح قال يا أسلم امض إلى الموضع فانظر من القائلة ومن المقول لها وهل لهم من بعل فأتيت الموضع فنظرت فإذا الجارية أيّم لا يعل لها وإذا تيك أمها وإذ ليس لهم رجل فأتيت عمر بن الخطاب فأخبرته فدعا عمر ولده فجمعهم فقال: هل فيكم من يحتاج إلى امرأة أزوجه ولو كان بأبيكم حركة إلى النساء ما سبقه منكم أحد إلى هذه المرأة, فقال عبد الله لي زوجة وقال عبد الرحمن لي زوجة وقال عاصم يا أبتاه لا زوجة لي فزوجني, فبعث إلى الجارية فزوجها من عاصم فولدت لعاصم بنتا وولدت البنت وولدت الابنة عمر بن عبد العزيز" قال ابن الجوزي في صفة الصفوة: كذا وقع في رواية الآجري وهو غلط ولا أدري من أي الرواة. وإنما الصواب: فولدت لعاصم بنتا وولدت البنت عمر بن عبد العزيز كذلك نسبة العلماء" اهـ
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 12 - 04, 04:20 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا وهذه القصة قد ذكرها ابن عساكر في تاريخ دمشق وغيره
ولكن الشأن فيما ذكره ابن تيمية رحمه الله من قصة الرجل
جاء في فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (28/ 114): (مافعله عمر رضي الله عنه حيث رأى رجلا قد شاب اللبن بالماء المبيع فأراقه عليه، وهذا ثابت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ... )
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=109800#post109800
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 12 - 04, 04:58 م]ـ
كنا في قصة فجعلها الفقيه قصتين:)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 12 - 04, 05:05 م]ـ
هذا حال الدنيا ياشيخ إحسان:)
والشيء بالشيء يذكر.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 01 - 05, 12:54 ص]ـ
وجدت هذا التخريج للقصة لفوزي الأثري
فأرجو بيان رأيكم فيه
=============
منكر.
أخرجه الآجري في أخبار عمر بن عبدالعزيز من طريق محمد بن عبدالله بن عبدالحكم بن أعين قال أخبرني أبي قال: حدثنا عبدالله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده أسلم به.
قلت: وهذا سند ضعيف فيه عبدالله بن زيد بن أسلم ضعفه ابن معين وابن المديني والجوزجاني وأبو زرعة وابن حجر وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه وقال النسائي ليس بالقوي
وقال ابن حبان: كان شيخا صالحا كثير الخطأ فاحش الوهم يأتي بالأشياء عن الثقات التي إذا سمعها المبتدىء في هذه الصناعة شهد عليها بالوضع.
وعبدالله بن عبدالحكم بن أعين أنكر عليه ابن معين شيئا من أخبار عمر بن عبدالعزيز.
انظر الضعفاء لابن الجوزي ج2 ص123 وتهذيب الكمال للمزي ج14 ص535
والتهذيب لابن حجر ج5 ص195 و 253 والتقريب له ص 304 و 310.
ومن هذا الوجه ذكره ابن الجوزي في تاريخ عمر بن الخطاب ص103.
انتهى من تبصرة أولي الأحلام من قصص فيها كلام
الجزء 5 صفحة 8 – 9.
للشيخ أبي عبدالرحمن فوزي الأثري.
انتهى
¥(42/261)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 01 - 05, 01:56 ص]ـ
في تاريخ ابن عساكر طرق أخرى للأثر غير طريق الآجري
تاريخ مدينة دمشق ج70/ص252
أخبرنا أبو الحسن الفرضي أنا جعفر بن أحمد بن الحسين السراج أنا الشيخ أبو نصر إبراهيم بن الحسين بن صالح قراءة عليه نا أبو أحمد الفرضي أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد الأدمي القارئ قراءة عليه في مسجد الجامع يوم الجمعة يوم عرفة سنة أربعين وثلاثمائة نا أحمد بن عبيد بن ناصح نا أبو قبيصة محمد بن حرب بن قطن حدثني حماد بن زيد عن عاصم عن أبي وائل قال
مر عمر بعجوز تبيع لبنا معها في سوق الليل فقال لها يا عجوز لا تغشي المسلمين وزوار بيت الله تعالى ولا تشوبي اللبن بالماء فقالت نعم يا أمير المؤمنين ثم مر بعد ذلك فقال يا عجوز ألم أتقدم إليك أن لا تشوبي لبنك بالماء فقالت والله ما فعلت فتكلمت ابنة لها من داخل الخباء فقالت يا أمه أغشا وكذبا جمعت على نفسك فسمعها عمر فهم بمعاقبة العجوز فتركها لكلام ابنتها ثم التفت إلى بنيه فقال أيكم يتزوج هذه فلعل الله أن يخرج منها نسمة طيبة مثلها فقال عاصم بن عمر أنا أتزوجها يا أمير المؤمنين فزوجها إياه فولدت له أم عاصم فتزوج أم عاصم عبدالعزيز بن مروان فولدت له عمر بن عبدالعزيز ثم تزوج بعدها حفصة وقيل لها ليست حفصة من رجال أم عاصم
أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان أنا عبدالملك بن محمد بن بشران أنا أبو بكر الآجري نا أبو سعيد الحسن بن علي الجصاص نا محمد بن عبدالله بن عبدالحكم بن أعين أخبرني قال نا عبدالله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده أسلم قال بينا أنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يعس بالمدينة إذ أعيا فاتكأ على جانب جدار في جوف الليل فإذا امرأة تقول لابنتها قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه بالماء فقالت يا أمتاه وما علمت ما كان من عزمة أمير المؤمنين اليوم قالت وما كان من عزمته قالت إنه أمر مناديا فنادى لا يشاب اللبن بالماء فقالت لها يا ابنتاه قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء فإنك في موضع لا يراك عمر ولا منادي عمر فقالت الصبية والله ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلاء وعمر يسمع كل ذلك فقال يا أسلم علم الباب واعرف الموضع ثم مضى في عسه فلما أصبح قال يا أسلم امض إلى الموضع فانظر من القائلة ومن المقول لها وهل لهم من بعل فأتيت الموضع فإذا أيم لا بعل لها وإذا تيك أمها وإذا ليس لهم رجل فأتيت عمر بن الخطاب فأخبرته فدعا عمر ولده فجمعهم فقال هل فيكم من يحتاج إلى امرأة أزوجه ولو كان بأبيكم حركة إلى النساء ما سبقه منكم أحد إلى هذه الجارية فقال عبدالله لي زوجة وقال عبدالرحمن لي زوجة وقال عاصم يا أبتاه لا زوجة لي فزوجني فبعث إلى الجارية فزوجها من عاصم فولدت لعاصم بنتا وولدت الابنة ابنة وولدت الابنة عمر بن عبدالعزيز
قال ابن عساكر كذا قال والصحيح ما تقدم أن أم عاصم بنت عاصم لا بنت ابنته
أخبرنا أبو جعفر حنبل بن علي بن الحسين بن الحسن بهراة مناولة وقرأ علي إسناده أنا أبو محمد أحمد بن محمد بن أحمد البوني أنا أبو عبدالله محمد بن محمد الشروطي ببست أنا أبو حاتم محمد بن حبان البستي نا عمرو بن محمد الأنصاري نا الغلابي نا عبيدالله بن محمد التيمي قال
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمنى قعطش فانتهى إلى عجوز فاستسقاها ماء فقالت ما عندنا ماء فقال لبن فقالت ما عندنا لبن فبدرت جارية فقالت لها أتكذبين وما تستحيين ثم قالت لعمر هذا السقاء فيه لبن فسأل عمر عن الجارية فإذا أبوها ثقفي فخطبها على عاصم بن عمر فزوجها منه فولد منها أم عاصم فتزوجها عبدالعزيز بن مروان فولدت له عمر بن عبدالعزيز
أنبأنا أبو المظفر بن القشيري عن أبي الوليد الحسن بن محمد الدربندي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدالرحمن نا أحمد بن جعفر بن سعيد نا أحمد بن مهدي نا عبدالله بن صالح حدثني الليث بن سعد حدثني يزيد بن أبي حبيب أن عمر بن الخطاب نهى الأعراب وتقدم إليهم ألا يمذقوا اللبن فبينا هو يعس ليلة من الليالي في نواحي المدينة إذ مر بأهل بيت من الأعراب لبني هلال فسمع امرأة منهم تقول لابنتها يا بنية قومي فامذقي فقد مذق الناس فقالت لها ابنتها يا أمه أوليس قد نهى عمر بن الخطاب عن الماء فقالت لها بلى ولكن الناس يمذقون فقالت لها ابنتها والله لا أمذق وقد نهى عنه عمر ولا أكون قال أبو جعفر أحسبه قال ممن يعصي عمر قال فعجب عمر من قولها فلما انصرف قال لابنه عاصم يا بني اذهب إلى موضع كذا وكذا فوصف له منزلها وقال له انظر جارية كذا وكذا فوصفها له فسل عنها فإن كان له زوج فبارك الله لزوجها وإن لم يكن لها زوج فتزوجها فإني أرجو أن يخرج الله منها سليلة تسود العرب قال فذهب عاصم فسأل عنها فقيل ليس لها زوج فقال زوجونيها فقيل ومن أنت قال أنا عاصم بن عمر بن الخطاب قالوا فمرحبا بك وأهلا فزوجوها منه فولدت منه أم عاصم بنت عاصم ثم تزوج أم عاصم عبدالعزيز بن مروان فجاءت بعمر بن عبدالعزيز
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=95751&postcount=107
¥(42/262)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 01 - 05, 10:56 ص]ـ
كنا في إسناد فجعلها الفقيه أسانيد:)
ـ[محمد نائل]ــــــــ[05 - 09 - 08, 09:23 م]ـ
هذا شأن طلبة علم الحديث(42/263)
صِحَاحُ الأَثَرِ فِى الرُّخْصَةِ لِمَنْ لَمْ يَحْضُرِ الْجُمُعَةَ فِي الْمَطَرِ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[24 - 12 - 04, 09:20 م]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه. الواقى من اتقاه. والصلاة والسلام الأوفيان على أكمل خلق الله وبعد ..
ففى صبيحة الجمعة الموافق ثانى عشر من ذى القعدة لعام 1425من الهجرة، مُطرنا بالإسكندرية مطراً غزيراً، فأمر الشيخ مؤذنه فى نداء الصلاة للجمعة أن يقول إذا بلغ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ: صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ .. صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ، وكان موضوع الخطبة:
((صِحَاحُ الأَثَرِ فِى الرُّخْصَةِ لِمَنْ لَمْ يَحْضُرِ الْجُمُعَةَ فِي الْمَطَرِ)) الحمد لله الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهْ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ النَّامِيَانِ الأكْمَلانِ عَلَى مُحَمَّدٍ الَّذِي صَدَعَ للحَقِّ وبلَّغَ رِسَالَتَهْ. وَرَضىَ اللهُ عَنْ صَحَابَتِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسِانٍ وِأَحْبَّهُ وَاتَّبَعَ سُنَّتَهْ.
قال إمام المحدثين أبو عبد الله البخارىُّ فى ((كِتَابَ الْجُمُعَةِ)):
بَابُ الرُّخْصَةِ إِنْ لَمْ يَحْضُرِ الْجُمُعَةَ فِي الْمَطَرِحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يعنى ابْنَ عُلَيَّةَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ ابْنُ عَمِّ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: إِذَا قُلْتَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَلا تَقُلْ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ، قُلْ: صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ، فَكَأَنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا، قَالَ: فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، إِنَّ الْجُمْعَةَ عَزْمَةٌ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ فَتَمْشُونَ فِي الطِّينِ وَالدَّحَضِ.ِ
وقال الإمام مسلم فى ((كتاب صلاة المسافرين)) (699): حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ صَاحِبِ الزِّيَادِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ قَالَ لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: إِذَا قُلْتَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَلا تَقُلْ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ، قُلْ: صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ، فَكَأَنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا ذَاكَ، فَقَالَ: أَتَعْجَبُونَ مِنْ ذَا، قَدْ فَعَلَ ذَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، إِنَّ الْجُمُعَةَ عَزْمَةٌ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُخْرِجَكُمْ فَتَمْشُوا فِي الطِّينِ وَالدَّحْضِ.ِ
وحَدَّثَنِيهِ أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ يْنُ زَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ قَالَ: خَطَبَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ فِي يَوْمٍ ذِي رَدْغٍ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ الْجُمُعَةَ، وَقَالَ: قَدْ فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.ِ
وقَالَ أَبُو كَامِلٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بِنَحْوِهِ.
وحَدَّثَنِيهِ أَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ هُوَ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِي حَدِيثِهِ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وحَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ شُمَيْلٍ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ قَالَ أَذَّنَ مُؤَذِّنُ ابْنِ عَبَّاسٍ يَوْمَ جُمُعَةٍ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّةَ وَقَالَ: وَكَرِهْتُ أَنْ تَمْشُوا فِي الدَّحْضِ وَالزَّلَلِ.ِ
¥(42/264)
وحَدَّثَنَاه عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ شُعْبَةَ ح وحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ كِلاهُمَا عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَمَرَ مُؤَذِّنَهُ بِنَحْوِ حَدِيثِهِمْ.
وحَدَّثَنَاه عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَقَ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: أَمَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ مُؤَذِّنَهُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ بِنَحْوِ حَدِيثِهِمْ.ِ
وقال إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة فى ((كِتَابِ الْجُمُعَةِ)) من ((صحيحه)):
بَابُ أَمْرِ الإِمَامِ الْمُؤَذِّنَ فِي أَذَانِ الْجُمُعَةِ بِالنِّدَاءِ أَنَّ الصَّلاةَ فِي الْبُيُوتِ
لِيَعْلَمَ السَّامِعُ أَنَّ التَّخَلُفَ عَنِ الْجُمُعَةِ فِي الْمَطَرِ طَلْقٌ مُبَاحٌِ (1864) أخبرنا أحمد بن عبدة أخبرنا عباد بن عباد ح وحدثنا يوسف بن موسى ثنا جرير جميعا عَنْ عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ: أنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَمَرَ الْمُؤَذِّنَ أَنْ يُؤَذِّنَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَذَلِكَ يَوْمٌ مَطِيرٌ، فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أنَّ لا إِلَه إِلا اللهُ أَشْهَدُ أنَّ محمدا رسول الله، ثُمَّ قَالَ لَهُ: نَادِ النَّاسَ فَلِيَصَلُوا فِي بُيُوتِهِمْ، فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتَ؟، قَالَ: قَدْ فَعَلَ هَذَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، أَفَتَأمُرُونِيَ أَنْ أُخْرِجَ النَّاسَ أَوْ أَنْ يَأَتُوا يَدُوسُونَ الطِّينَ إِلَى رُكَبِهِمِْ. هذا حديث أحمد بن عبدة، وقال يوسف بن موسى فى حديثه ((أَنْ أُخْرِجَ النَّاسَ، وَنُكَلِّفَهُمْ أَنْ يَحْمِلُوا الْخَبَثَ مِنْ طُرُقِهِمْ إِلَى مَسْجِدِكُمْ)).
بَابُ أَمْرِ الإِمَامِ الْمُؤَذِّنَ بِحَذْفِ حَيّ عَلَى الصَّلاةِ
وَالأَمْرِ بِالصَّلاةِ فِي الْبُيُوتِ بَدَلَهُ (1865) أخبرنا مؤمل بن هشام ثنا إسماعيل عن عبد الحميد صاحب الزيادي عن عبد الله بن الحارث: أنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قالَ لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: إِذَا قُلْتَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَلا تَقُلْ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ، قُلْ: صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ، فَكَأَنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا ذلِكَ، قَالَ: أتعجبون من ذا، فَقَدْ فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، إِنَّ الْجُمْعَةَ عَزْمَةٌ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُخْرِجَكُمْ، فَتَمْشُوا فِي الطِّينِ وَالدَّحْضِ.
وقَوْلُ إمام المحدِّثين ((الرُّخْصَة إِنْ لَمْ يَحْضُر الْجُمُعَة فِي الْمَطَر)) هو قول جُمْهُورِ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ، وَمِنْهُمْ مَنْ فَرَّقَ بَيْن قَلِيل الْمَطَر وَكَثِيره. وَعَنْ الإِمَامِ مَالِك: لا يُرَخَّص فِي تَرْكهَا بِالْمَطَرِ. وَحَدِيثُ اِبْن عَبَّاسٍ هَذَا حُجَّة لِلْجُمْهُورِ القائلين بجواز التَّخَلُفِ عَنْهَا فِي الْمَطَرِ، ويؤازره حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ، وَهُو فِى ((الصَّحِيحِين)) أَيْضَاً، وَحَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ فِى غَيْرِهِمَا.
وفيما بوَّب عليه إمام الأئمة أبو بكر بيانٌ بإلزام الإمام بأن يأمر مُؤَذِّنَهُ وهو يُؤَذِّنُ للْجُمُعَةِ: ألا يذكر فى أذانه ((حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ))، وأن يستبدله بقوله ((صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ))، وألا يخشى استنكار الناس لما جهلوا من السنن التى خفى عليهم علمُها.
وفى ((فتح البارى)): ((وَقَالَ الزَّيْن بْنُ الْمُنِير: الظَّاهِر أَنَّ اِبْن عَبَّاسٍ لا يُرَخِّص فِي تَرْك الْجُمُعَة , وَأَمَّا قَوْلُهُ ((صَلُّوا فِي بُيُوتكُمْ)) فَإِشَارَة مِنْهُ إِلَى الْعَصْر , فَرَخَّصَ لَهُمْ فِي تَرْك الْجَمَاعَة فِيهَا , وَأَمَّا الْجُمُعَة فَقَدْ جَمَعَهُمْ لَهَا، فَالظَّاهِر أَنَّهُ جَمَّعَ بِهِمْ فِيهَا.
قَالَ: وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون جَمَّعَهُمْ لِلْجُمُعَةِ لِيُعْلِمهُمْ بِالرُّخْصَةِ فِي تَرْكهَا فِي مِثْل ذَلِكَ، لِيَعْمَلُوا بِهِ فِي الْمُسْتَقْبَل.
وَاَلَّذِي يَظْهَر أَنَّهُ لَمْ يُجَمِّعهُمْ , وَإِنَّمَا أَرَادَ بِقَوْلِهِ ((صَلُّوا فِي بُيُوتكُمْ)) مُخَاطَبَة مَنْ لَمْ يَحْضُر، وَتَعْلِيم مَنْ حَضَرَ)) اهـ.
وأقول: عجبت لصدور مثله عن ابن المنير المالكى، مع ظهور الدلالة على الترخيص فى ترك الجمعة، فإن قول المؤذن ((صَلُّوا فِي بُيُوتكُمْ)) إنما هو فى النداء للجمعة، وليس لما قبلها من الصلوات، ولا لما بعدها!!.
والحمد لله على تيسيره وتسهيله، والصلاة والسلام على محمد وآله وقبيله.
¥(42/265)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 12 - 04, 10:17 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
فائدة عن الأرض الجرز وهي هي مصر أم غيرها
جاء في تفسير ابن كثير ج3/ص464
وقوله تعالى (أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز) يبين تعالى لطفه بخلقه وإحسانه إليهم في إرساله الماء إما من السماء أو من السيح وهو ما تحمله الأنهار ويتحدر من الجبال إلى الأراضي المحتاجة إليه في أوقاته ولهذا قال تعالى (إلى الأرض الجرز) وهي التي لا نبات فيها كما قال تعالى (وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا) أي يبسا لا تنبت شيئا وليس المراد من قوله (إلى الأرض الجرز) أرض مصر فقط بل هي بعض المقصود وإن مثل بها كثير من المفسرين فليست هي المقصودة وحدها ولكنها مرادة قطعا من هذه الآية فإنها في نفسها أرض رخوة غليظة تحتاج من الماء مالو نزل عليها مطرا لتهدمت أبنيتها فيسوق الله تعالى إليها النيل بما يتحمله من الزيادة الحاصلة من أمطار بلاد الحبشة وفيه طين أحمر فيغشى أرض مصر وهي أرض سبخة مرملة محتاجة إلى ذلك الماء وذلك الطين أيضا لينبت الزرع فيه فيستغلون كل سنة على ماء جديد ممطور في غير بلادهم وطين جديد من غير أرضهم فسبحان الحكيم الكريم المنان المحمود أبدا
وقال ابن لهيعة عن قيس بن حجاج عمن حدثه قال لما فتحت مصر أتى أهلها عمرو بن العاص وكان أميرا بها حين دخل بؤونة من أشهر العجم فقالوا أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها قال وما ذاك قالوا إذا كانت اثنتا عشرة ليلة خلت من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون ثم ألقيناها في النيل فقال لهم عمرو إن هذا لا يكون في الإسلام إن الاسلام يهدم ما كان قبله فأقاموا بؤونة والنيل لا يجري حتى هموا بالجلاء فكتب عمرو إلى عمر بن الخطاب بذلك فكتب إليه عمر إنك قد أصبت بالذي فعلت وقد بعثت إليك ببطاقة داخل كتابي هذا فألقها في النيل فلما قدم كتابه أخذ عمرو البطاقة ففتحها فاذا فيها من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر أما بعد فإنك إن كنت انما تجري من قبلك فلا تجر وإن كان الله الواحد هو الذي يجريك فنسأل الله أن يجريك قال فألقى البطاقة في النيل فأصبحوا يوم السبت وقد أجرى الله النيل ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة وقد قطع الله تلك السنة عن أهل مصر إلى اليوم رواه الحافظ أبو القاسم اللالكائي الطبري في كتاب السنة له.
ولهذا قال تعالى (أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون) كما قال تعالى (فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا) الآية ولهذا قال ها هنا (أفلا يبصرون) وقال ابن أبي نجيح عن رجل عن بن عباس في قوله (إلى الأرض الجرز) قال هي التي لا تمطر إلا مطرا لا يغني عنها شيئا إلا ما يأتيها من السيول وعن ابن عباس ومجاهد هي أرض باليمن وقال الحسن رحمه الله هي قرى فيما بين اليمن والشام وقال عكرمة والضحاك وقتادة والسدي وبن زيد الأرض الجرز التي لا نبات فيها وهي مغبرة قلت وهذا كقوله تعالى (وآية لهم الأرض الميتة أحييناها) الآيتين) انتهى.
ـ[محمود أبو عبد الله]ــــــــ[01 - 09 - 06, 02:51 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[21 - 11 - 08, 10:36 ص]ـ
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
ما شاء الله.
جزى اللهُ الشّيخين، أبا محمّد الألفيّ و عبد الرّحمن الفقيه،
أوفى الجزاء.
و الحمد لله على فضله و امتنانه.(42/266)
إنباء الرواة بصحة حديث ((إنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاة))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 12 - 04, 01:26 ص]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه طلباً لمرضاته. الواقى من اتقاه رَغَبَاً فى جناته. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير رسله ودعاته وبعد.
فإنَّ أصحاب الحديث هم أحقُّ الناس وأولاهم برَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولهم من شرف الانتساب إليه ما ليس لغيرِهِمْ، وقد قال جَلَّ ذِكْرُهُ ((يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ)) (71: سورة الإسراء)، فهذا أكبر شرفٍ لَهُمْ، إذ كان رسولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى الحياة إِمَامَهُمْ.
ومما يؤثر عن إمام الأئمة أبى عبد الله الشافعى قوله: ((لَوْلا أَهْلُ الْمَحَابِرِ، لَخَطَبَتْ الزَّنادِقَةُ عَلَى الْمَنَابِرِ))، وقوله: ((أَهْلُ الْحَدِيثِ فِي كُلِّ زَمَانٍ كَالصَّحَابَةِ فِي زَمَانِهِمْ))، وقال: ((إِذَا رَأَيْتُ صَاحِبَ حَدِيثٍ، فَكَأَنِيَ رَأَيْتُ وَاحِدَاً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)). وكان أحمد بن سريج يقول: ((أَهْلُ الْحَدِيثِ أَعْظَمُ دَرَجَةٍ مِنْ الْفُقَهَاءِ، لاعْتِنَائِهِمْ بِضَبْطِ الأَصُولِ)).
قال الإمام أبو حاتم بنُ حِبَّان (911): أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِي ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ثنا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ كَيْسَانَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الهَادِ عن أبيه عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قال قال رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً)).
قال أبو حاتم: ((في هذا الخبر دليل على أن أولى النَّاس برَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في القيامة هم أصحاب الحديث، إذ ليس من هذه الأمَّة قوم أكثر صلاةً عليه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم)).
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (6/ 325/31787)، والبخارى ((التاريخ الكبير)) (5/ 177)، والبزار (4/ 278/1446)، وأبو يعلى (8/ 427/5011)، والهيثم بن كليب الشاشى ((المسند)) (414،413)، وابن عدى ((الكامل)) (6/ 342)، والطبرانى ((الكبير)) (10/ 17/9800)، وأبو الشيخ ((طبقات المحدثين بأصبهان)) (4/ 223)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (2/ 213/1564)، والخطيب ((الفصل للوصل المدرج)) (2/ 772) و ((شرف أصحاب الحديث)) (ص35)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (15/ 482) من طرقٍ عن خَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ ثنا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ كَيْسَانَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الهَادِ عن أبيه عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ به.
ورواه عن خَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ القطوانى: أبو بكر بن أبى شيبة، وأبو زكريا يحيى بن معين، وشعيب بن الليث بن سعد، وعباس بن محمد الدورى، وعمرو بن معمر العمرى، ومحمد بن معاذ بن يوسف المروزى.
وخالفه محمد بن خالد بن عثمة عن موسى بن يعقوب، فجعله ((عن عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ))، فنقص من إسناده ((أباه شَدَّادَ بْنَ الهَادِ)).
قال أبو عيسى الترمذى (484): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ كَيْسَانَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ شَدَّادٍ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً)).
قَالَ أَبُو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ)).
وأخرجه كذلك البخارى ((التاريخ الكبير)) (5/ 177/559)، والبزار (5/ 190/1789) كلاهما عن محمد بن المثنى العنزى، وأبو يعلى (9/ 13/5080) عن محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري، كلاهما عن مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ بمثل حديث بُنْدَارٍ.
¥(42/267)
قلت: والحديث محتمل من كلا طريقيه، فإنَّ عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي تابعى مخضرم ((ولد في عهد النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وأمه سلمى بنت عميس، فهو أخو أولاد حمزة بن عبد المطلب لأمهم، وابن خالة أولاد جعفر، وكذا محمد بن أبي بكر، وبعض ولد علي أمهم أسماء بنت عميس. وروى عن: أبويه، وخالاته ميمونة أم المؤمنين وأم الفضل زوج العباس وأسماء بنت عميس، وعمر، وعلي، وابن مسعود، ومعاذ، وطلحة، والعباس بن عبد المطلب وغيرهم. روى عنه جماعة من كبار التابعين: كربعى بن حراش، ومن أوساطهم: كطاوس، ومن صغار التابعين: كسعد بن إبراهيم، وأبي إسحاق الشيباني، والحكم بن عتيبة وغيرهم. قال الميموني: سئل أحمد: أسمع عبد الله بن شداد من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا؟، قال: لا وقال العجلي: من كبار التابعين وثقاتهم. ووثقه الجماعة، وحديثه في ((الصحيحين)) قاله الحافظ ابن حجر فى ((الإصابة)) (5/ 13).
ورجال إسناديه موثقون. وموسى بن يعقوب الزمعى صالح الحديث لا بأس به، وإنما أنكروا عليه روايته عن مشايخ مجاهيل. قال أبو أحمد بن عدى (6/ 342): ((لا بأس به، وبرواياته)).
قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (8/ 168/745): ((قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول: موسى بن يعقوب الزمعي ثقة)). وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (7/ 458/10919). وذكره ابن شاهين فى ((تاريخ معرفة الثقات)) (1/ 221) فقال: ((موسى بن يعقوب الزمعى ثقة)).
وأما عبد الله بن كيسان، فهو مولى طلحة بن عبد الله بن عوف الزهرى. ذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (7/ 49/8954). وقال الحافظ الذهبى ((الكاشف)) (1/ 590): ((وثق)).
وقال الحافظ ابن حجر ((التقريب)) (1/ 319/3559): ((مقبول من الخامسة)). ولا يغيبنَّ عنك أنَّ الحافظ وصف بهذا القول أربعةً ممن احتج بهم مسلم فى ((صحيحه))، وهاك بيانهم وبيان أحاديثهم:
[الأول] عمر بن عبد الرحمن بن محيصن القرشى، أبو حفص المكى
قال مسلم فى ((كتاب البر والصلة)): حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبْي شَيْبَةَ كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ وَاللَّفْظُ لِقُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ مُحَيْصِنٍ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ ((مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ))، بَلَغَتْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَبْلَغًا شَدِيدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قَارِبُوا وَسَدِّدُوا، فَفِي كُلِّ مَا يُصَابُ بِهِ الْمُسْلِمُ كَفَّارَةٌ حَتَّى النَّكْبَةِ يُنْكَبُهَا أَوِ الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا)). قَالَ مُسْلِمٌ: هُوَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْصِنٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ.
[الثانى] يحيى بن يزيد الهنائى، أبو نصر البصرى
قال مسلم فى ((كتاب صلاة المسافرين وقصرها)): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ كِلَاهُمَا عَنْ غُنْدَرٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَزِيدَ الْهُنَائِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ قَصْرِ الصَّلاةِ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مَسِيرَةَ ثَلاثَةِ أَمْيَالٍ أَوْ ثَلاثَةِ فَرَاسِخَ ـ شُعْبَةُ الشَّاكُّ ـ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
[الثالث] يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمى
قال مسلم فى ((كتاب البيوع)): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ الْحُلْوَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ نُعَيْمٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ وَالْحُقُولِ. فَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: الْمُزَابَنَةُ الثَّمَرُ بِالتَّمْرِ، وَالْحُقُولُ كِرَاءُ الْأَرْضِ.
[الرابع] أبو عصام البصرى، قيل: اسمه ثمامة
قال مسلم فى ((كتاب الأشربة)): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ ح و حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ أَبِي عِصَامٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلاثًا، وَيَقُولُ: ((إِنَّهُ أَرْوَى وَأَبْرَأُ وَأَمْرَأُ)).
قَالَ أَنَسٌ: فَأَنَا أَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلاثًا.
وحَدَّثَنَاه قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالا حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتَوَائِيِّ عَنْ أَبِي عِصَامٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ، وَقَالَ فِي الإِنَاءِ.
فهؤلاء أربعة من رواة الصحيح، ممن نعتهم الحافظ بقوله ((مقبول من الخامسة))، أفليس يُحمل قوله ذا على توثيقه إيَّاهم، مع علمه بأن مسلماً أخرج أحاديثهم محتجاً بها فى ((صحيحه))؟!.
ومن نوافل الإفادة، أن أذكِّرك بستةٍ من رواة ((السنن الأربعة))؛ ممن وصفهم الحافظ بقوله ((مقبول من الخامسة))، وصحَّح الأئمة أحاديثهم، وأطلق الحافظ الذهبى القول بتوثيقهم فى مقابلة قول ابن حجر عنهم ((مقبول))، فهاكهم:
يتبع إن شاء الله تعالى.
¥(42/268)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[25 - 12 - 04, 09:35 ص]ـ
شيخنا الفاضل أبو محمد الألفي نفع الله بك:
عمر بن عبدالرحمن بن محيصن القرشي قد ذكره ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار وقال:"كان
ثبتاً"، وفي اسمه اختلاف بيّنه الذهبي في كتابه طبقات القراء الكبار، وقال عنه أيضاً:"ثقة"، والله الموفق.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[30 - 12 - 04, 09:43 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْهَادِى مَنْ اِسْتَهْدَاهُ. الْوَاقِى مَنْ اِتَّقَاهُ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَوْفَيَانِ عَلَى أَكْمَلِ خَلْقِ اللهِ وبعد ..
فهاكهم:
[الأول] عبد الله بن على بن حسين بن على بن أبى طالب الهاشمى
أخرج حديثه الترمذى (3546) قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى وَزِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالا حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْبَخِيلُ الَّذِي مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ)).
قَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ)).
وأخرجه أحمد (1/ 201)، والبخارى ((التاريخ الكبير)) (5/ 148)، والنسائى ((الكبرى)) (6/ 19/9884،9883)، والبزار (4/ 185/1342)، وإسماعيل بن إسحاق ((فضل الصلاة على النبى)) (32)، وأبو يعلى (12/ 147/6776)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (1/ 311/432)، والدولابى ((الذرية الطاهرة)) (153)، وابن حبان (909)، والطبرانى ((الكبير)) (3/ 127/2885)، والحاكم (1/ 743)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (2/ 214/1567،1568)، والضياء ((المختارة)) (2/ 46/424) جميعا من طريق سليمان بن بلال عن عمارة عن عبد الله بن على بن حسين به.
قلت: وقد صحَّحه كذلك ابن حبان والحاكم والمقدسى، على أنه فى إسناده عبد الله بن على بن حسين الهاشمى، قال عنه ابن حجر ((التقريب)) (1/ 314/3484): ((مقبول)).
وقال الحافظ الذهبى ((الكاشف)) (1/ 576/2866): ((ثقة)).
[الثانى] مروان بن رؤبة التغلبى
أخرج حديثه أبو داود (3310) قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ رُؤْبَةَ التَّغْلِبِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((أَلا لا يَحِلُّ ذُو نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَلا الْحِمَارُ الأَهْلِيُّ، وَلا اللُّقَطَةُ مِنْ مَالِ مُعَاهَدٍ إِلا أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا، وَأَيُّمَا رَجُلٍ ضَافَ قَوْمًا فَلَمْ يَقْرُوهُ، فَإِنَّ لَهُ أَنْ يُعْقِبَهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُ)).
وأخرجه كذلك ابن نصر المروزى ((السنة)) (404)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (4/ 242)، وابن حبان (12)، والطبرانى (20/ 283/669)، والدارقطنى (4/ 287/59)، والبيهقى ((الكبرى)) (9/ 332) من طرق عن الزبيدى عن مروان بن رؤبة عن عبد الرحمن ابن أبى عوف عن المقدام به.
قلت: فقد صحًّحه ابن حبان، وذكر مروان بن رؤبة فى ((ثقاته)) (5/ 425)، وقال عنه ابن حجر ((التقريب)) (1/ 526/6568): ((مقبول)).
وقال الحافظ الذهبى ((الكاشف)) (2/ 253): ((ثقة)).
[الثالث] المغيرة بن سعد بن الأخرم الطائى
أخرج حديثه الترمذى (2328): حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الأَخْرَمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا)).
قالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ)).
¥(42/269)
وأخرجه الطيالسى (379)، والحميدى (122)، وابن أبى شيبة (7/ 84/34379)، وأحمد ((الزهد)) (ص37) و ((المسند)) (1/ 443،426،377)، والبخارى ((التاريخ)) (4/ 54/1935)، وحماد بن إسحاق ((تركة النبى)) (ص72)، وابن أبى الدنيا ((إصلاح المال)) (24)، والحارث بن أبى أسامة (1088)، وابن أبى عاصم ((الزهد)) (202)، وأبو يعلى (9/ 126/5200)، والهيثم بن كليب (818،817)، وابن حبان (710)، والحاكم (4/ 358)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (7/ 304/10391)، والخطيب ((تاريخ بغداد)) (1/ 18)، والرافعى ((التدوين فى أخبار قزوين)) (1/ 109) من طرق عن الأعمش عن شمر بن عطية عن المغيرة بن سعد عن أبيه عن ابن مسعود به.
ولم يتفرد الأعمش عن شمر، بل تابعه: أبو إسحاق السبيعى، وقيس بن الربيع الأسدى، ولكنه عن الأعمش أشهر وأشيع.
قلت: وقد صححه الحاكم وابن حبان، وذكر المغيرة بن سعد فى ((ثقاته)) (7/ 463). وقال ابن حجر ((التقريب)) (1/ 543/6836): ((مقبول)).
وقال الحافظ الذهبى ((الكاشف)) (2/ 285/5588): ((ثقة)).
[الرابع] توبة أبو صدقة مولى أنس
أخرج حديثه أحمد (3/ 169) قال: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنِي شُعْبَةُ عَنْ أَبِي صَدَقَةَ مَوْلَى أَنَسٍ ـ وَأَثْنَى عَلَيْهِ شُعْبَةُ خَيْرًا ـ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الظُّهْرَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، وَالْعَصْرَ بَيْنَ صَلاتَيْكُمْ هَاتَيْنِ، وَالْمَغْرِبَ إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَالْعِشَاءَ إِذَا غَابَ الشَّفَقُ، وَالصُّبْحَ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ إِلَى أَنْ يَنْفَسِحَ الْبَصَرُ.
وأخرجه الطيالسى (2136) , والنسائى ((الكبرى)) (1/ 479/1532) و ((المجتبى)) (1/ 273)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (1/ 191)، والضياء ((المختارة)) (6/ 167/2172،2171) من طرق عن شعبة عن أبى صدقة عن أنس بنحوه.
قلت: وهذا حديث صحيح غاية، وأبو صدقة مولى أنس وثَّقه شعبة، وناهيك به، وقال عنه ابن حجر ((التقريب)) (1/ 131): ((مقبول)). وقال الحافظ الذهبى ((الميزان)) (2/ 79/1351): ((قال الأزدي: لا يحتج به. قلت: ثقة، روى عنه شعبة)).
[الخامس] أبو عون الأنصارى الأعور الشامى
أخرج حديثه النسائى ((الكبرى)) (2/ 284/3446) و ((المجتبى)) (7/ 81) قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى عَنْ ثَوْرٍـ يعنى ابن يزيد ـ عَنْ أَبِي عَوْنٍ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللهُ أَنْ يَغْفِرَهُ إِلا الرَّجُلُ يَقْتُلُ الْمُؤْمِنَ مُتَعَمِّدًا، أَوِ الرَّجُلُ يَمُوتُ كَافِرًا)).
وأخرجه أحمد (4/ 99)، والحاكم (4/ 391) وقال: ((صحيح الإسناد ولم يخرجاه)).
وفيه أبو عون الأعور الشامى، قال عنه ابن حجر ((التقريب)) (1/ 662/8287): ((مقبول)). وقال الحافظ الذهبى ((الكاشف)) (2/ 448/6767): ((ثقة)).
[السادس] أبو المختار الأسدى الكوفى
أخرج حديثه أبو داود (3237) قال: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي الْمُخْتَارِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْبًا)).
وأخرجه ابن أبى شيبة (5/ 111/24226)، وأحمد (3/ 382،354)، وعبد بن حميد (528)، والبزار (8/ 284/3352)، وبحشل ((تاريخ واسط)) (ص44)، والبيهقى ((الكبرى)) (7/ 286) و ((شعب الإيمان)) (5/ 121/6036)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (34/ 265) من طرق عن شعبة عن أبى المختار عن ابن أبى أوفى به.
وأبو المختار الأسدى الكوفى، قال عنه ابن حجر فى ((التقريب)) (1/ 671/8347): ((مقبول)). وقال الحافظ الذهبى ((الكاشف)) (2/ 458/6819): ((ثقة)).
فهؤلاء ستة أنفسٍ من الثقات من رواة ((السنن الأربعة))، إذا انضموا إلى الثقات الأربعة السالف ذكرهم، ممن خرَّج لهم مسلم فى ((صحيحه))؛ صاروا عشرةً، أطلق الحافظ الذهبى القول بتوثيقهم، فى مقابلة قول الحافظ ابن حجر عنهم جميعاً ((مقبول من الخامسة)).
فإذا بانت الحجة لما قصدناه، فاعلم أن الحافظان الذهبى وابن حجر قد وثَّقا عبد الله بن كيسان الزهرى، الذى ضعَّف به الشيخ الألبانى حديث ابن مسعود بحمل كلام الحافظ ابن حجر على غير مراده!!.
ولا يغيبنَّ عنك قول الحافظ فى ((الفتح)) (11/ 167): ((حديث ابن مسعود رفعه ((إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة))، حسَّنه الترمذي، وصحَّحه ابن حبان، وله شاهد عند البيهقي عن أبي أمامة بلفظ ((صلاة أمَّتي تُعرض عليَّ في كلِّ يوم جمعة، فمن كان أكثرَهم عليَّ صلاةً كان أقربَهم منِّي مَنزلةً))، ولا بأس بسنده)) اهـ.
أخرجه البيهقى ((الكبرى)) (3/ 249) و ((شعب الإيمان)) (3/ 110/3032) من طريق إبراهيم بن الحجاج ثنا حماد بن سلمة عن برد بن سنان عن مكحول الشامي عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكثروا عليَّ من الصلاة في كلِّ يومِ جمعة، فإن صلاة أمَّتي تُعرض عليَّ في كلِّ يوم جمعة، فمن كان أكثرَهم عليَّ صلاةً كان أقربَهم مني منزلةً)).
قلت: وهذا الإسناد منقطع، فإن مكحولاً لم يلق أبا أمامة الباهلى ولا رأه!.
والخلاصة، فإن حديث ابن مسعود أجود إسناداً وأحسن سياقةً.(42/270)
ما تخريج حديث "معرفة الله أصل ديني"؟
ـ[أبو عبد الله]ــــــــ[25 - 12 - 04, 10:42 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما تخريج و صحة حديث " معرفة الله أصلُ ديني، والحب أساسي، والشوق مركبي، وذكر الله أنيسي، والفقر فخري، والقناعة حسبي، واليقين قوتي، والعلم سلاحي، والفقر ردائي، والرضا غنيمتي، وجُعلت قرة عيني في الصلاة "
بارك الله في مشايخنا و إخوتنا المشاركين
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 12 - 04, 09:51 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الحديث موضوع وهو من الأحاديث التي ذكرها الغزالي في الإحياء والقاضي عياض في كتاب الشفا وقد تساهلا في ذكر عدد من الأحاديث الموضوعة والباطلة والتي لاأصل لها
قال القاضي عياض في الشفا بتعريف حقوق المصطفى ص 146:
وعن على رضى الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سنته فقال (المعرفة رأس مالى والعقل أصل دينى والحب أساسى والشوق مركبي وذكر الله أنيسى والثقة كنزى والحزن رفيقي والعلم سلاحي والصبر ردائي والرضاء غنيمتي والعجز فخري والزهد حرفتي واليقين قوتي والصدق شفيعي والطاعة حسبى والجهاد خلقي وقرة عينى في الصلاة)
وفي نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض للخفاجي (2/ 144) (والحديث ذكره في الإحياء وقال الحافظ العراقي أنه لاأصل له، وقال السيوطي رحمه الله إنه موضوع وآثار الوضع لائحة عليه وهو يشبه كلام الصوفية) انتهى.
وذكره الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة وغيره.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 12 - 04, 10:05 ص]ـ
وفي الفتاوى الكبرى لابن تيمية ج: 2 ص: 232
وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذوا مع الفقراء أيادي فإن لهم في غد دولة وأي دولة، الفقر فخري وبه افتخر كلاهما كذب لا يعرف في شيء من كتب المسلمين المعروفة.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[27 - 12 - 04, 05:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وممن حكم عليه بالوضع السيوطي في " مناهل الصّفا في تخريج أحاديث الشفا " (ص 85 / برقم 322) , فليراجع.
والله اعلم.
ـ[زكريا أبو مسلم]ــــــــ[27 - 12 - 04, 08:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيكم
أما لفظ "وجعلت قرة عيني في الصلاة" فقد صحّ عنه كما عند أحمد والنسائي(42/271)
التَّقَصِى لِرُوَاةِ (لا تَنْقَضِي حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 12 - 04, 06:09 ص]ـ
التَّقَصِى لِرُوَاةِ ((لا يَنْقَضِي الدُّنيَا حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي)) الحمد لله المحمود بنعمته. المعبود بقدرته. المطاع بسلطانه. المرهوب من سطوته. وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إمام الهدى. والنبي المجتبى المهتدى. ابتعثه رحمةً حين امتلأت الأرضُ فتنةً وعُبد الشيطان في أكنافِها. واشتمل عدو الله إبليس على عقائد أهلِها. فأطفأ الله به نيرانها. وأخمد وهجها. وأقام به ميلها. وأصلح إعوجاجها. فعليه من الله أزكى صلاةٍ وأنماها. وبعد ..
قال أبو داود فى ((كتاب المهدى)) (3733): حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عُبَيْدٍ حَدَّثَهُمْ ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ عَيَّاشٍ ح وحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ ح وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ ح وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى عَنْ فِطْرٍ الْمَعْنَى وَاحِدٌ كُلُّهُمْ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلا يَوْمٌ؛ قَالَ زَائِدَةُ فِي حَدِيثِهِ؛ لَطَوَّلَ اللهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ ـ ثُمَّ اتَّفَقُوا ـ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلاً مِنِّي، أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي؛ زَادَ فِي حَدِيثِ فِطْرٍ؛ يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْراً)). وَقَالَ فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ ((لا تَذْهَبُ أَوْ لا تَنْقَضِي الدُّنْيَا، حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي)).
هكذا رواه أبو داود من طريق خمسة أئمة أثبات: زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ، وسُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِىِّ، وعُمَرَ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيِّ، وفِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، وأَبى بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ كُلِّهِمْ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ مرفوعاً.
ولم يقصد أبو داود السجستانى استيفاء رواته عن عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، ولا تصدَّى لهذا، وإلا فالحديث واسع مستفيض منتشر عنه، رواه الجمُّ الغفير من الرواة، ومنهم الرفعاء الكبراء الأثبات: الأَعْمَشُ، وزَائِدَةُ، والسُّفْيَانَانِ، وشُعْبَةُ ونظرائهم.
ولا أعلم أحداً استقصى ذكرهم كما فعل أبو القاسم الطبرانى، فقد أخرجه فى ((المعجم الكبير)) (10/ 168:163) عن تسعة عشر راوياً.
وهاك مروياتهم على نسق ورودهم فى ((المعجم الكبير))، فقد قال أبو القاسم الطبرانى:
(10213) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا يَذْهَبُ الدُّنَيَا، حَتَّى يَبْعَثَ اللهُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي)).
(10214) حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاهِرٍ الرَّازِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قال قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَقُومُ السَّاعَةُ، حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، يَمْلأُ الأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْراً)).
¥(42/272)
(10215) حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَوْصِلِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَذْهَبُ اللَّيَالِي وَالأَيَّامُ، حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي)).
(10216) حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى ثَنَا مُسَدَّدٌ ثَنَا أبُو شِهَابٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِنَانِيُّ ثنا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلا لَيْلَةٌ، لَمَلَكَ فِيهَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
(10217) حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّلالُ الْكُوفِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الصِّينِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ حَكِيمِ بْنِ جُبِيرٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَذْهَبُ الدُّنَيَا، حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي)).
(10218) حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى ثَنَا مُسَدَّدٌ ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ح وَحَدَّثَنَا الْحُسِينُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ الأَنْطَاكِيُّ ثَنَا أَبُو إِسْحَقَ الْفَزَارِيُّ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ ثَنَا عُبِيدُ بْنُ أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ ثَنَا أَبِي كُلُّهُمْ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَنْقَضِي الدُّنَيَا، حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي))، واللفظُ لِحَدِيثِ مُسَدَّدٍ.
(10219) حَدَّثَنَا الْحُسِينُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي، حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، يَمْلأُ الأَرْضَ عَدْلاً، كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً)).
(10220) حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَالِدٍ الْعَطَّارُ ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَذْهَبُ الدُّنَيَا، حَتَّى يَلِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْراً، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي)).
(10221) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دُحَيْمٍ الدِّمِشْقِيُّ ثَنَا أَبِي ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي غَنِيَّةَ أخبرني عَاصِمٌ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لا يَنْقَضِي الدُّنَيَا، حَتَّى يَلِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي)).
¥(42/273)
(10222) حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُجَاشِعِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الْكِرْمَانِيُّ ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى عَنْ زَائِدَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلا يَوْمٌ، لَطَوَّلَ اللهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، حَتَّى يَبْعَثَ اللهُ فِيهِ رَجُلاً مِنِي، أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي)).
(10223) حَدَّثَنَا الْحُسِينُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْوَاسِطِيُّ ثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ بن حبيش عن ابن مسعود قَالَ قَالَ لِى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَذْهَبُ الدُّنَيَا، أَوْ لا يَنْقَضِي الأَيَّامُ، حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي)).
(10224) حَدَّثَنَا الْحُسِينُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ثَنَا حُمِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ ثَنَا هَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عن عَمْرُو بْنِ أَبِي قَيْسٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلا لَيْلَةٌ، لَطَوَّلَ اللهُ تِلَكَ اللَّيْلَةَ، حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي، يَمْلأُهَا قِسْطاً وَعَدْلاً، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً)).
(10225) حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ ثَنَا يُوسُفُ بْنِ حَوْشَبٍ ثَنَا وَاسِطُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَذْهَبُ الدُّنَيَا، حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَافِقُ اسْمُهُ اسْمِي، يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً، كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً)).
(10226) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ جَرِيرِ ثَنَا أبو الأحوص قَالَ: سَأَلْتُ عَاصِمَ بْنَ أَبِي النَّجُودِ، فَقُلتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ ذَكَرْتَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَذْهَبُ الدُّنَيَا، حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي))، قَالَ: نَعَمْ.
(10227/ 1) حَدَّثَنَا أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَمَّالُ الأَصْبَهَانِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَامِرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا أَبِي عَنْ يَعْقُوبَ الْقُمِّيِّ عن سَعِيدِ بْنِ الْحَسَنِ الإِسْكَافِ عَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يَلِي أَمْرَ هَذِهِ الأمَّةِ فِي آخْرِ زَمَانِهَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي)).
(10227/ 2) حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّيْسَابُورِيُّ ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ثَنَا أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي
هِشَامُ الدَّسْتُوائِىُّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا يَذْهَبُ الأَيَّامُ، حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْراً)).
¥(42/274)
(10228) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَزَّارُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ بْنِ صُبِيحٍ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ الْمُلائِيُّ عن أَبِي الْجَحَّافِ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي، حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي)).
(10229) حَدَّثَنَا الْحُسِينُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضِيلٍ عَنْ عُثْمَانِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ شُبْرُمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَخَلْقُهُ خَلْقِي، يَمْلأُهَا عَدْلاً وَقِسْطاً، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْراً)).
(10230) حَدَّثَنَا علىُّ بْنُ سِعيدٍ الرَّازِىُّ ثَنَا الْحُسِينُ بْنُ عَمْرٍو الْعَنْقَزِىُّ ثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْجَعْدِ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيُّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي، وَلَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلا يَوْمٌ، حَتَّى يَبْعَثَ اللهُ رَجُلاً مِنْ أَمَّتِى، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي)).
والخلاصة، فإن رواته عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عند الطبرانى وحده تسعة عشر راوياً، وهاكهم مرتبين على حروف المعجم:
(1) دَاوُدُ بْنُ أَبِى عَوْفٍ أَبُو الْجَحَّافِ.
(2) زَائِدَةَ بْنُ قُدَامَةَ.
(3) سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِىُّ.
(4) سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ.
(5) سَلامُ بْنُ سُلِيمٍ أبُو الأَحْوَصِ.
(6) سُلَيْمَانُ بْنُ فَيْرُوزٍ أَبُو إِسْحَقَ الشَّيْبَانِيِّ.
(7) سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الأَعْمَشُ.
(8) شٌعْبَةُ بنُ الْحَجَّاجِ.
(9) عَبْدُ اللهِ بْنُ حَكِيمِ بْنِ جُبِيرٍ.
(10) عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي غَنِيَّةَ.
(11) عُثْمَانُ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ شُبْرُمَةَ.
(12) عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ.
(13) عَمْرُو بْنِ أَبِي قَيْسٍ الرَّازِىُّ.
(14) عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيُّ.
(15) فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ الْحَنَّاطُ.
(16) مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِنَانِيُّ.
(17) هِشَامُ أبِى عَبْدِ اللهِ الدَّسْتُوائِىُّ.
(18) وَاسِطُ بْنُ الْحَارِثِ بنِ حَوْشَبٍ الْوِاسِطِىُّ.
(19) أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ.
ولنذكر من الرواة الزوائد على ما ذكره أبو القاسم ما تتمُّ به العدَّة العشرين:
(20) سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ الضَّبْىُّ.
أخرج حديثه الخطيب ((تاريخ بغداد)) (4/ 388) من طريق إسحاق بن منصور السلولي ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَنْقَضِي الدُّنْيَا، أو لا تَذْهَبُ الدُّنْيَا، حَتَّى يَلِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي)).
ورغبةً فى تقصى رواته، فمن كان عنده مزيد علمٍ، فليشاركنا هاهنا، مع بيان مصدره.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 12 - 04, 06:47 ص]ـ
شيخنا الحبيب
بارك الله فيك
في تاريخ بغداد للخطيب
(أخبرني أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن نصر الستوري وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الرزاز قالا نبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال حدثني محمد بن أحمد بن الهيثم الدوري قال حدثني أحمد بن الهيثم قال حدثني سورة بن الحكم صاحب الرأي قال نبأنا سليمان بن قرم ويحيى بن ثعلبة وحماد بن سلمة وقيس بن الربيع وأبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يملك الناس رجل من أهل بيتي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملا الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا موسى)
21/حماد بن سلمة
22/يحيى بن ثعلبة
23/قيس بن الربيع
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[26 - 12 - 04, 07:41 ص]ـ
بارك الله في الشيخين الكريمين
وعند أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت:444) في السنن الواردة في الفتن (566):حدثنا حمزة بن علي حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أحمد بن مسعود الوزان بحلب حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي حدثنا أبو علي الحنفي حدثنا محمد بن عياش بن عمرو العامري حدثنا عاصم عن زر عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال لا تذهب الدنيا حتى يلي على أمتي رجل من أهل بيتى يواطىء اسمه اسمي قلت يا أبا عبد الرحمن ما يواطىء قال يشبه
24 - محمد بن عياش بن عمرو العامري
¥(42/275)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[26 - 12 - 04, 09:59 ص]ـ
تلميذ الرواة الذين تفضل بذكرهم فضيلة الشيخ ابن وهب هو:" سورة بن الحكم " عدّله الحاكم
النيسابوري وقال:"صدوق " كما في سؤالات مسعود السجزي للحاكم النيسابوري، والراوي الذي تفضل بذكره الشيخ أبي داود الكناني هو:" محمد بن عياش بن عمرو العامري "، ذكره ابن حبان في الثقات وقال الدارقطني: " صالح" كما في سؤالات البرقاني للدارقطني، والله الموفق.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 12 - 04, 10:01 ص]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه. الواقى من اتقاه. والصلاة والسلام الأوفيان على أكمل خلق الله وبعد ..
الأخوان المباركان الحبيبان / ابن وهب، وأبو داود الكنانى أحسن الله إليكما، وبارك فيكما.
ذلك ما كنا نبغى، وهناك مزيد من الرواة بتوفيق الله وعونه. وأنا من المستفيدين كثيراً، ونرجو الإفادة.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[27 - 12 - 04, 08:15 م]ـ
هذا يا شيخنا ما كتبته على وورد أرجو ألا يكون لديك مانع.
ومستعدين يا شيخ أن نضع كل مقال تكتبه على ملف وورد بنفس الهيئة إشارة منك بس. ابتسامة.
الرجاء من الأخوة الدعوة لي ولوالدي وللمسلمين. والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 12 - 04, 11:57 م]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه. الواقى من اتقاه. والصلاة والسلام الأوفيان على أكمل خلق الله وبعد ..
الأخ الحبيب / أبو الزهراء الشافعى.بارك الله فيكم .. وأحسنتم .. وأجزل الله لكم المثوبة.
لكن لا أخفيك سراً، المقالات المذكورة قيد التنقيح، وهى موضوع ((كتاب التقصى)) التدريب التطبيقى لمعرفة طرق سبر روايات مشهور الحديث النبوى، ولكن الكتاب له نسق آخر، غير المذكور فى هذه المقالات. وقد فرغت تقريباً من تقصى عشرين حديثاً، لكن الكتب لا تنقح حتى تُعرض. نسأل الله الإعانة على خدمة الحديث النبوى وتعليمه.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[28 - 12 - 04, 12:02 ص]ـ
ومن الزوائد:
(25) أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ
قال أبو بكر الإسماعيلى ((معجم شيوخه)): حَدَّثَنَا أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَضَّاحِ النهشلي الكوفي حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا قَيْسٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ وَأَسْبَاطُ بْنُ نََصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ عَاصِمٍ ح وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا جَعْفَرُ الأَحْمَرُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَذْهَبُ الدُّنْيَا، حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي)).
(26) الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ الْفَزَارِىُّ الْكُوفِىُّ متروك الحديث
قال الهيثم بن كليب االشاشى ((مسنده)) (633): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ ظُهَيْرٍ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ عَنْ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ.
وذكر قبله حَدِيثَ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ عَنْ عَاصِمٍ بِلَفْظِ ((لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلا يَوْمٌ، لَبَعَثَ اللهُ تَعَالَى فِيهِ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَيْتِى، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي، يَمْلأُهَا عَدْلاً، كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً)).
(27) يُوسُفُ بْنُ حَوْشَبٍ الْكُوفِىُّ الأَعَوْرُ
قال أبو أحمد بن عدى ((الكامل)) (7/ 93): حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم بن ميمون السراج ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ ثنا يُوسُفُ بْنُ حَوْشَبٍ ثَنَا وَاسِطُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَذْهَبُ الدُّنْيَا، حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِى، يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً، كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وظُلْماً))، وسمعت عَبْدَانُ يقول: حَدَّثَنَا مُشْكُدَانَة من أصله ثَنَا يُوسُفُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ عَنْ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ، ولم يذكر في إسناده واسط.
مُشْكُدَانَةَ بضم الميم والكاف بينهما مثلثة ساكنة، لقب عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ الجعفى، ومعناه بالفارسية وعاء المسك. .
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 12 - 04, 05:26 ص]ـ
الشيخ الفاضل الألفي وفقه الله
الحديث متواتر عن عاصم، لكن الخلاف هل يُقبل تفرد عاصم بهذا الحديث؟ الأمر فيه خلاف راجع على اختلافهم في حفظ عاصم، مع اتفاقهم على صدقه وإمامته في القراءة. وعندي أن التوقف في هذا الحديث أسلم.
¥(42/276)
ـ[خادم أهل الحديث]ــــــــ[28 - 12 - 04, 08:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
=هذا النص منقول من كتاب للرافضة=
*: بيان الشافعي: ص 481 ب 1 كما في الترمذي، بسنده إليه، وقال " قلت: هذا حديث صحيح، هكذا أخرجه الحافظ محمد بن عيسى الترمذي في جامعه الصحيح ". وفيها: كما في أبي داود، بسنده إليه، وقال " قلت: هذا حديث حسن صحيح، أخرجه أبو داود في سننه كما أخرجناه ".
وفي: ص 483 كما في رواية أحمد الثانية، بسنده إليه، وقال " وجمع الحافظ أبونعيم طرق هذا الحديث عن الجم الغفير في مناقب المهدي، كلهم عن عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن عبدالله، عن النبي صلى الله عليه وآله فمنهم: سفيان بن عيينه، كما أخرجناه وطرقه عنه بطرق شتى. ومنهم: قطر بن خليفة، وطرقه عنه بطرق شتى ومنهم: الاعمش، وطرقه عنه بطرق شتى. ومنهم: أبوإسحاق سليمان بن فيروز الشيباني، وطرقه عنه بطرق شتى. ومنهم: حفص بن عمر، ومنهم: سفيان الثوري، وطرقه عنه بطرق شتى. ومنهم: شعبة، وطرقه بطرق شتى. ومنهم: واسط بن الحارث. ومنهم: يزيد بن معاوية أبوشيبة، له فيه طريقان. ومنهم: سليمان بن قرم،
وطرقه عنه بطرق شتى. ومنهم: جعفر الاحمر، وقيس بن الربيع، وسليمان بن قرم، وأسباط، جمعهم في سند واحد. ومنهم: سلام أبو المنذر. ومنهم: أبوشهاب محمد بن إبراهيم الكناني، وطرقه عنه بطرق شتى. ومنهم: عمر بن عبيد الطنافسي، وطرقه عنه بطرق شتى. ومنهم: أبوبكر بن عياش، وطرقه عنه بطرق شتى. ومنهم: أ بوالجحاف داود بن أبي العوف وطرقه عنه بطرق شتى. ومنهم عثمان بن شبرمة وطرقه عنه بطرق شتى. ومنهم: عبدالملك بن أبي عيينة، ومنهم: محمد بن عياش عن عمرو العامري وطرقه بطرق شتى. وذكر سندا وقال فيه: حدثنا أبوغسان حدثنا قيس ولم ينسبه. ومنهم: عمرو بن قيس الملائي. ومنهم: عمار بن زريق.ومنهم: عبدالله بن حكيم بن جبير الاسدي. ومنهم: عمر بن عبدالله بن بشر. ومنهم: أبوالاحوص. ومنهم: سعد بن الحسن بن أخت ثعلبة. ومنهم: معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن عاصم. ومنهم: يوسف بن يونس. ومنهم: غالب بن عثمان. ومنهم: حمزة الزيات ومنهم: شيبان. ومنهم: الحكم بن هشام. ورواه غير عاصم عن زر، وهو عمرو بن مرة عن زر، كل هؤلاء رووا (إسمه إسمي) إلا ما كان من عبيدالله بن موسى، عن زائدة، عن عاصم فإنه قال فيه (
واسم أبيه إسم أبي) ولا يرتاب اللبيب أن هذه الزيادة لا اعتبار بها مع اجتماع الائمة على خلافها، والله أعلم ".
*: ابن أبي شيبة: ج 15 ص 198 ح 19493 الفضل بن دكين قال: حدثنا فطر، عن زر عن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
-: الكنى والاسماء: ج 1 ص 107 قال حدثنا أبوالاسود. عن عاصم، عن زر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لن تنقضي الدنيا حتى يخرج رجل من أمتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ".
*: مسند الصحابة: ص 71 حدثنا علي بن عبدالعزيز، نا أبونعيم، نافطر، عن عاصم، عن زر، عن عبدالله يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: كما في ابن أبي شيبة.
*: ملاحم ابن المنادى: ص 41 حدثنا العباس بن محمد بن حاتم قال: نبأ أبونعيم الفضل بن دكين قال:نبأأبوالاخوص سلامة بن سليم قال: سألت عاصم بن أبي النجود فقلت له: يا أبا بكر أذكرت زر بن حبيش، عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله " لا تنقضي الدنيا حتى يملك الارض رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي؟ فقال: نعم وكذلك خليفة ".
*: معجم ابن الاعرابي: ص 78 كما في الكنى والاسماء بتفاوت بسند آخر عن عبدالله ـ ابن مسعود ـ:
*: الافراد، الدارقطني: على ما في عرف السيوطي، وكنز العمال.
*: الحاكم: ج 4 ص 442 سفيان الثوري، وشعبة وزائدة، وغيرهم من أئمة المسلمين، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال " لا تذهب الايام والليالي، حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ".
*: تلخيص المتشابه في الرسم: ج 1 ص 24 كما في الحاكم بتفاوت، بسند آخر، عن عبدالله:
*: ابن حماد: ج 8 ص 291 ح 6785 أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالابلة قال: حدثنا عمرو بن علي بن بحر قال: حدثنا ابن مهدي، عن سفيان عن عاصم، عن زر، عن عبدالله قال: قال رسول الله:
*: الداني: ص 94 95 حدثنا سلمون بن داود، حدثنا محمد بن عبدالله، حدثنا محمد بن أحمد بن الهيثم الدوري، حدثنا أبي، حدثنا سورة بن الحكم، حدثنا سليمان بن قرم ويحيى بن ثعلبة، عن حماد بن سلمة، وقيس، وأبوبكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبدالله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بتفاوت وفيه " يملا الارض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ".
*: تاريخ بغداد: ج 1 ص 370 بتفاوت، بسند آخر، عن عبدالله بن مسعود:
*: العلل المتناهية: ج 2 ص 856 ح 1434 كما في الداني، بسند آخر، عن عبدالله بن مسعود:
¥(42/277)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[28 - 12 - 04, 01:46 م]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمد تتوالى. وبعد
الشيخ الفاضل / محمد الأمين
أيَّده الله بتوفيقه، وبارك فيه، وأرانا وإيَّاه الحق، ورزقنا اتباعه بمنه وكرمه.
قال الإمام أبو عيسى الترمذى (2230): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَذْهَبُ الدُّنْيَا، حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي)).
قَالَ أَبُو عِيسَى: ((وَفِي الْبَاب عَنْ عَلِيٍّ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ)).
وكذلك فى الباب عن حذيفة بن اليمان، وأبي أمامة الباهلي، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وثوبان، وأنس بن مالك، وجابر، وابن عباس وغيرهم.
قلت: وبمثل قول أبى عيسى نقول، فقد حَفَظَهُ، وَضَبَطَهُ، وَأَقَامَ مَتْنَهُ: عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ القارئ الصدوق، ولم يأت ببدعٍ من القول، ولا أخطأ، ولا وَهِمَ، ولا خَالَفَ غيرَه ممن حفظ عن النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل ما حفظ. ولو أقسم عارفٌ بقواعد هذا العلم وضروراته على ما قلتُه، لم يحنث، ولم يخالف الحقَّ والصوابَ. والشواهد من حديث غيره من الحفاظ والأثبات عن جمع من الصحابة بلغوا حدَّ الاستفاضة، وربما التواتر؛ تشهد بحفظه، وإتقانه، وضبطه لهذا الحديث خاصَّةً، وهذه الأدلة والقرائن هى التى ينبغى أن تراعى فى مثل حديثه ذا، ولذا حكم الإمام أبو عيسى على حديثه بأنه ((حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ)).
ولست أعنى، كما يتبادر إلى الأذهان لمن لم يمعن الفهم لما ذكرته، أن أحاديث عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ كلَّها بهذه المثابة، ولا يخفى فهم هذا على من له إلمام، ولو يسير بأحاديثه فى ((الكتب الستة)).
وإن تكلم نفرٌ من أئمة الجرح فى عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، فليس مقتضى ذا ترك حديثه بمرَّة، ولا قصد ذلك أعظمُهم حملاً عليه وتجريحاً له، وهذا مما يعلم بالاستقراء من أحكامهم على جملة من أحاديثه. وإن لم يكن عاصمٌ بمحل الثقة الحجَّة كالأعمش ومنصور ونظرائهما، فليس بخافٍ على المستقصى الفَهِمِ لمدلولات كلام الأئمة فيه: توثيق الإمام أحمد بن حنبل إيَّاه وثناؤه عليه، ورضا الأئمة يحيى بن معين وأبى حاتم وأبى زرعة عنه. قال عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل: سألت أبى عن عاصم بن بهدلة، فقال: ثقة رجل صالح خير ثقة، والأعمش أحفظ منه، وكان شعبة يختار الأعمش عليه في تثبيت الحديث. وقال: وسألت يحيى بن معين عنه فقال: ليس به بأس. وقال: وسألت أبى عن حماد بن أبى سليمان وعاصم، فقال: عاصم أحب إلينا، عاصم صاحب قرآن، وحماد صاحب فقه. وقال ابن أبى حاتم: سألت أبى عنه، فقال: هو صالح، هو أكثر حديثا من أبى قيس الأودي، وأشهر منه وأحب إلىَّ من أبى قيس. وقال: سئل أبى عن عاصم بن أبى النجود وعبد الملك بن عمير، فقدَّم عاصماً على عبد الملك، وقال: عاصم أقل اختلافا عندي من عبد الملك. قال: وسألت أبا زرعة عنه، فقال: ثقة، فذكرته لأبي، فقال: ليس محله أن يقال: هو ثقة، وقد تكلم فيه ابن علية. قال: وذكر أبى عاصم بن أبى النجود، فقال: محله عندي محل الصدق، صالح الحديث، ولم يكن بذاك الحافظ. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: عاصم صاحب سنة وقراءة للقرآن، وكان ثقة، رأسا في القراءة، ويقال: إن الأعمش قرأ عليه وهو حدث، وكان يختلف عليه في زر وأبي وائل. وقال يعقوب بن سفيان: في حديثه اضطراب، وهو ثقة.
ولله در أبى بكر البزار حيث قال: لم يكن بالحافظ، ولا نعلم أحداً ترك حديثه على ذلك، وهو مشهور.
فمثل عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ ممن لا ينزل حديثه عن الحسن، ويرتقى بالاعتبار والشاهد إلى الصحيح. وحديثه ((لا تَذْهَبُ الدُّنْيَا، حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي)) بهذه السبيل.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،وأما سؤال الشيخ الفاضل محمد الأمين ((هل يُقبل تفرد عاصم بهذا الحديث؟)).
فأقول: ليس في كل ما ذكرناه آنفاً، إلا البحث فى شهرة الحديث واستفاضته عن عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، واستقصاء رواته عنه، فلا يفهم من مقصود البحث بهذا التحديد والتوصيف: تفرد عاصم به، فهو لم يتفرد به عن زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، وإن كان الحديث مشهوراً من روايته!. وفى ذكر رواته عن زِرٍّ بحث آخر، لو أردنا استيفاءه لطال المقام، ولكن نكتفى بذكر راوٍ آخر له عن زِرٍّ، وهو عَمْرُو بْنِ مُرَّةَ الْجَمَلِىُّ، لندفع عن عَاصِمٍ تهمة التفرد:
قال بحشل ((تاريخ واسط)): حدثنا محمد بن عبدالرحمن بن فهد بن هلال ثنا عبدالله بن علي السمسار ثنا يُوسُفُ بْنُ حَوْشَبٍ ثَنَا أبُو يَزِيدَ الأَعَوْرُ عَنْ عَمْرُو بْنِ مُرَّةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا تَذْهَبُ الدُّنْيَا، حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي))
وأخرجه كذلك الطبرانى ((الكبير)) (10/ 131/10208)، وابن عدى ((الكامل)) (7/ 168)، وأبو نعيم ((حلية الأولياء)) (5/ 74) من طرقٍ عن يوسف بن حوشب الواسطى به.
وقال أبو نعيم: ((قال محمد بن عمر: سألت أبا العباس بن عقدة عن أبي يزيد الأعور، فقال: هو خلف بن حوشب. وهذا غريب من حديث يوسف بن حوشب وخلف، لم نكتبه إلا من هذا الوجه)).
¥(42/278)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[30 - 12 - 04, 07:43 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى. وَالصَّلاةُ الزَّاكِيَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ تَتَوَالَى. وَبَعْدُ
ومن الزوائد:
(28) حَمْزَةُ بْنُ حَبِيبٍ الزيَّاتُ.
قال أبو أحمد بن عدى ((الكامل)) (2/ 86): ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عُقْدَةَ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ ثَنَا تَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ حَمْزَةَ الزيَّاتِ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَذْهَبُ الدُّنْيَا، حَتَّى يَلِي أمَّتِى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِى، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِى)).
قال أبو أحمد: ((وهذا من حديث حَمْزَةَ الزيَّاتِ عَنْ عَاصِمٍ لا أعرفه إلا من هذا الطريق، من حديث تَلِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وكان تليد كذاباً يشتم عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ)).
(29) عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ
قال أبو سعيد بن الأعرابى ((معجمه)) (789): أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ نَا أبُو الْجَوَّابِ نَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَنْقَضِي الدُّنْيَا، حَتَّى يَلِي مِنْ هَذِهِ الأمَّةِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِى، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي)).(42/279)
هل صح انتحاب النبي صلى الله عليه وسلم على زيد رضي الله عنه؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[26 - 12 - 04, 06:15 ص]ـ
بارك الله فيكم ووفقكم
هل صح انتحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 12 - 04, 09:25 ص]ـ
بارك الله فيكم
هذا الحديث مرسل
قال أبو داود في المراسيل ص297
حدثنا محمد بن عبيد حدثنا حماد عن خالد بن سلمة المخزومي قال لما جاء مصاب جعفر وزيد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند منزل زيد فلما كان بالباب تلقته ابنة لزيد فجهشت في وجهه بالبكاء فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتحب فقيل يا رسول الله ما هذا قال شوق الحبيب الى الحبيب
وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى ج3/ص46
أخبرنا سليمان بن حرب قال أخبرنا حماد بن زيد عن خالد بن شمير قال لما أصيب زيد بن حارثة أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم قال فجهشت بنت زيد في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتحب فقال له سعد بن عبادة يا رسول الله ما هذا قال هذا شوق الحبيب إلى حبيبه
وقال ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان
حدثنا خالد بن خداش، وخلف بن هشام، قالا حدثنا حماد بن زيد، عن خالد بن سلمة، قال: لما جاء نعي زيد بن حارثة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم منزل زيد فخرجت عليه ابنة لزيد فلما رأت النبي صلى الله عليه وسلم أجهشت في وجهه فبكى النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتحب فقيل: يا رسول الله، ما هذا؟ قال: " هذا شوق الحبيب إلى حبيبه " *
وقال أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا أحمد بن عمر العبدي، نا إسماعيل بن إسحاق، نا سليمان بن حرب، نا حماد بن زيد، عن خالد بن سلمة المخزومي، قال: لما أصيب زيد بن حارثة انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله، فلما رأته ابنته جهشت في وجهه، فانتحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له بعض أصحابه: ما هذا يا رسول الله؟ قال: هذا شوق الحبيب إلى حبيبه *
وقال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج19/ص370
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنبأ أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم ثنا محمد بن سعد أنا سليمان بن حرب نا حماد بن زيد وفي حاشية كتاب ابن معروف بن سلمة عن خالد بن سمير قال لما أصيب زيد بن حارثة أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم قال فجهشت بنت زيد في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتحب فقال له سعد بن عبادة يا رسول الله ما هذا قال هذا شوق الحبيب إلى حبيبه ح
خالفه غيره
فقال خالد بن سلمة أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف نا أبو الحسن بن الحمامي ح
ثم أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا أبو منصور بن شكرويه أنبأ أبو بكر بن مردويه قالا أنا أبو بكر الشافعي نا أبو المثنى معاذ بن المثنى بن معاذ نا مسدد نا حماد بن زيد عن خالد بن سلمة المخزومي قال لما جاء مصاب زيد وأصحابه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله بعد ذلك فلقيته ابنته فلما رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم أجهشت في وجهه بالبكاء فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى حتى انتحب فقيل ما هذا يا رسول الله قال هذا شوق الحبيب إلى الحبيب.
في حاشية سير أعلام النبلاء للذهبي ج 1 ص 230:
رجاله ثقات. لكنه منقطع. خالد بن سملة هو ابن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي من الطبقة الخامسة. قتل سنة (132) بواسط لما زالت دولة بني أمية. وأخرجه ابن سعد 3/ 1 / 32 وقد تحرفت فيه " خالد بن سلمة " إلى " خالد بن شمير ".
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[26 - 12 - 04, 09:47 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبدالرحمن(42/280)
حديث عورة المرأة أمام المرأة من السرة إلى الركبة
ـ[أبا عبد الرحمن]ــــــــ[26 - 12 - 04, 11:13 ص]ـ
أشكل علي هذا الحديث, فجل علمائنا الأفاضل يقولون أن المرأة لا يجوز لها أن تخرج أمام محارمها ونساء المسلمين بملابس ضيقة وكاشفة صدرها إلخ ... والحديث المذكور فيها أن عورة المرأة أمام المرأة من السرة إلى الركبة فأجيبوني بارك الله فيكم بجواب كافي شافي ...
لأن جل المسلمات في الحفلات يلبسن الضيق والقصير أمام النساء الأخريات حتى وإن لم يبين ما بين السرة إلى الركبة فهل فيه إثم؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 12 - 04, 01:57 ص]ـ
عورة المرأة أمام النساء
علي بن محمد الريشان
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبي الهدى والرحمة وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فقد اختلف أهل العلم رحمهم الله في الشيء الذي يجوز أن تظهره المرأة أمام النساء من زينتها، فبعض أهل العلم أجاز لها أن تظهر ما فوق السرة وتحت الركبة أمام المرأة لأدلة رأوا أنها تفيد جواز إظهار ذلك. وخالفهم آخرون فمنعوا المرأة من إظهار ما زاد على ما جرت العادة – أعني عادة نساء السلف الصالح – إظهاره في البيت وحال المهنة.
ومعلوم أنه عند التنازع والاختلاف فإنه يجب الرجوع إلى الكتاب والسنة قال الله – عز وجل -: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) " النساء 59".
فإلى أدلة الفريقين ثم ذكر الراجح بعون الله تعالى:
أولاً: أدلة المانعين من إظهار ما زاد على ما يظهر عادة:
الدليل الأول:
قال الله تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلى ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) "النور 31 ".
قالوا: في الآية الأمر بغض البصر عما لا يحل وحفظ الفرج عما حرم الله، والنهي عن إبداء الزينة إلا ما ظهر منها دون قصد.
وفيها أيضا النهي عن إبداء وإظهار شيء من الزينة الخفية إلا لأزواجهن أو آبائهن .. الخ ما ذكر في الآية، فهؤلاء جاءت الآية بإباحة إظهار شيء من الزينة الخفية للمرأة مما جرى عرف من نزل عليهم القرآن بإظهاره أمامهم، وخص الزوج بعدم إخفاء شيء من الزينة الباطنة عنه لأدلة أخرى.
وقد فسّر السلف الآية بنحو ما قلنا فقد روى ابن جرير رحمه الله (307/ 9): من طريق عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (ولا يبدين زينتهن إلى لبعولتهن) إلى قوله (عورات النساء).
قال: الزينة التي تبديها لهؤلاء قرطها وقلادتها وسوارها، فأما خلخالها وعضداها ونحرها وشعرها فإنه لا تبديه إلا لزوجها، وعند البيهقي فيه زيادة انظر السنن الكبرى (7/ 152 رقم 13537).
وهذا ثابت عن ابن عباس رضي الله عنه وإعلاله بضعف عبد الله بن صالح لا شيء فعبد الله بن صالح ثبت في كتابه، وهذه الرواية من كتاب وهي صحيفة على بن أبي طلحة، التي رواها عن عبد الله بن صالح جمع غفير من أئمة أهل الحديث.
أما الانقطاع بين على بن أبي طلحة وابن عباس فقد عرفت فيه الواسطة وهم الأثبات من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنه عكرمة ومجاهد وسعيد بن جبير، وقد اعتمدها الأئمة رحمهم الله، فانظر ـ إن شئت ـ صحيح البخاري وتفسير ابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهم من أئمة السلف رحمهم الله وإعلال بعض المتأخرين بالعلل السابقة المذكورة غفلة عن منهج السلف في تعاملهم مع أمثال هذه الصحيفة.
وروى رحمه الله أيضا من طريق ابن علية عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله تعالى:) ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن (الآية. قال: تبدي لهؤلاء الرأس. وإسناده صحيح.
¥(42/281)
وروي عن إبراهيم النخعي رحمه الله من طريق سفيان عن منصور عن طلحة عن إبراهيم قال: هذه ما فوق الذراع. وهذا إسناد صحيح، ومن طريق أخرى قال: ما فوق الجيب. ولكن في سنده من يُجهل.
وما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنه وقتادة وإبراهيم وما قاله ابن جرير رحم الله الجميع في تفسيره لهذه الآية فيه تحديد للمواضع التي يجوز للمرأة أن تبديها لمن ذكر في الآية إلا من خُص بمزيد الاطلاع على الزينة الخفية لأدلة أخرى وهو الزوج فقط.
الدليل الثاني:
ثبت في السنة من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ... "رواه الترمذي (117) وابن خزيمة (1685) وابن حبان (5598،5599) وغيرهم.
وقد أعل بالوقف، ولكن الصحيح ثبوته مرفوعاً كما رجحه جمع من الأئمة الحفاظ منهم الدارقطني رحمه الله وتفصيل هذا فيه طول.
ففي هذا الحديث أن المرأة عورة، والعورة لا يجوز إظهار شئ منها إلا ما ثبت جواز إظهاره بأدلة أخرى سيأتي ذكر شئ منها في موضعه إن شاء الله تعالى.
الدليل الثالث:
روى الإمام أحمد (22131،22129) وغيره من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن أسامة بن زيد أن أباه أسامة قال كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة كانت مما أهداها دحية الكلبي فكسوتها امرأتي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مالك لم تلبس القبطية؟ " قلت: يا رسول الله كسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مرها فلتجعل تحتها غِلالة إني أخاف أن تصف حجم عظامها ".
وهذا الحديث وإن كان من رواية ابن عقيل عن محمد بن أسامة بن زيد، والأول وصف بسوء الحفظ خاصة لما كبر والثاني جهل حاله بعض الأئمة كالدارقطني رحمه الله.
إلا أن هناك من ثبت ابن عقيل من الأئمة، ونقل البخاري عن أحمد وإسحاق والحميدي الاحتجاج بحديثه، فحديثه محتج به ما لم يخالف، ووثق محمد بن أسامة بعض الأئمة كابن سعد وابن حبان رحم الله الجميع، وهذا الحديث جدير بالثبوت،ولا سيما وأنه ليس في لفظه ما يُنكر.
وله شاهد ضعيف من حديث دحية الكلبي رضي الله عنه رواه أبو داود (4116) و الحاكم والبيهقي من طريقه انظر سننه الكبرى (3261).
وعليه فإن هذا الحديث يدل على النهي عن لبس الثياب الضيقة التي تصف الأعضاء ومن المعلوم أن هذا النهي عام فيما يلبس داخل البيت وخارجه، وإن كان خارجه أشد.
وأكثر ما يطرق المرأة في بيتها هم النساء فهن ممن منعت المرأة من لبس ما يصف عظامها أمامهن فكيف يجوز لها إظهار وكشف ما فوق السرة ودون الركبة.
فائدة:
بعض أهل العلم جعل تفسير حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهم كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ". فقال: إن الكاسيات العاريات منهن من يلبس الثياب الضيقة التي تصف أعضاء الجسد.
الدليل الرابع:
روى البخاري رحمه الله في صحيحه (5240) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها ". وهذا النهي عن المباشرة لأنه قد يفضي إلى تطليق الواصفة أو الافتتان بالموصوفة، كما أن فيه إسقاطاًً لمعنى الحجاب والمقصود منه ـ ينظر الفتح عند شرح الحافظ ابن حجر رحمه الله لهذا الحديث ـ وإظهار ما لم تجر العادة وعرف النساء بإظهاره من أقوى الوسائل للوقوع في هذا المحظور كما هو معلوم بداهة، فيكون منع إظهار ما زاد على المعتاد من جهتين:
الأولى: لأنه من العورة كما سبق تقريره، والثاني: لأنه وسيلة للوقوع في المحظور الذي جاء الحديث النبوي السابق ذكره بالزجر عنه.
الدليل الخامس:
¥(42/282)
روى مسلم رحمه الله في صحيحه (1/ 266) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد " وهو عند أبي داود (4018)، الترمذي (2793).وفي هذا الحديث النهي عن النظر إلى عورة المرأة وهي ما سوى المظهر عرفاً ولو لم يحصل الوصف من الناظرة عن المنظور إليها.
ثانياً: أدلة القائلين بأن عورة المرأة من المرأة كعورة الرجل من الرجل:
ذهب جمهرة من الفقهاء إلى أن عورة المرأة من المرأة كعورة الرجل من الرجل وإلى أن للمرأة أن ترى من المرأة ما يجوز أن يراه الرجل من الرجل، واستدلوا ـ كما يتبين بالاستقراء والتتبع ـ لقولهم هذا بأدلة وهي:
الدليل الأول:
عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ما فوق الركبتين من العورة وما أسفل من السرة من العورة " رواه الدارقطني (879) والبيهقي من طريقه (3237).
قالوا: هذا الحديث نص صريح في تحديد العورة وهو عام للرجال والنساء فليس في الحديث تحديد فيحمل على العموم. كما يشهد له الحديث التالي.
الدليل الثاني:
ما جاء من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" علموا صبيانكم الصلاة وأدبوهم عليها في عشر وفرقوا بينهم في المضاجع،وإذا زوج أحدكم أمته عبده أو أجيره فلا ينظر إلى عورتها والعورة ما بين السرة والركبة " رواه البيهقي (3236). ورواه أبو داوود (4113) بلفظ: " إذا زوج أحدكم عبده أمته، فلا ينظر إلى عورتها " وجاء تفسير هذه اللفظة برواية أخرى وهي عند أبي داود (496) أيضاَ:" فلا ينظر إلى ما فوق الركبة ودون السرة ".
الدليل الثالث:
عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إنها ستفتح لكم أرض العجم وستجدون فيها بيوتاً يقال لها الحمامات فلا يدخلنها الرجال إلا بالأزر وامنعوها النساء إلا مريضة أو نفساء "
رواه أبو داود (4007)، وابن ماجه (3854).
الدليل الرابع:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " احذروا بيتاً يقال له الحمام " قالوا: يا رسول الله إنه يذهب الدرن وينفع المريض قال: " فمن دخله فليستتر ". والحديث فيه جواز دخول الحمام بشرط الاستتار أي للعورة، وليس في الحديث منع النساء من دخوله إلا بشرط وهو الاستتار للعورة فقط، فإذاً الضرورة إلى انكشاف ما سوى العورة متحققة فيما بينهن، وسبق تحديد العورة في حديث أبي أيوب وحديث عبد الله بن عمرو والذي جاء من طريق عمرو بن شعيب.
الدليل الخامس:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما كتبه إلى أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه:" بلغني أن نساءً من نساء المسلمين قبلك يدخلن الحمام مع نساء مشركات فإنه عن ذلك أشد النهي فإنه لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن يرى عورتها غير أهل دينها ".
ففي هذا الأثر عن عمر رضي الله عنه النص على إباحة رؤية العورة للنساء المؤمنات فيما بينهن ويحمل على ما سوى العورة المغلظة.
الدليل السادس:
قال صلى الله عليه وسلم: " لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة ". ففي هذا الحديث دليل على التساوي في حدود العورة بدلالة الاقتران والقياس، وقد ثبت عندنا أن عورة الرجل من الرجل ما بين السرة إلى الركبة فكذلك المرأة.
الدليل السابع:
إجماع أهل العلم على جواز قيام المرأة بتغسيل المرأة كما يغسل الرجل الرجل، فكما للرجل الاطلاع على ما فوق السرة ودون الركبة من الرجل حياً و ميتاً، فيجوز إذن أن تظهر المرأة للمرأة ما فوق السرة ودون الركبة لوجود المجانسة التي تبيح ذلك، فالناظر والمنظور إليه كلاهما من النساء.
وردوا على من احتج عليهم بالآية بأنها لا تفيد ما فهمه المانعون لأن دلالة الاقتران ضعيفة ومن القرائن على ضعف مأخذ القائلين بها ذكر البعل في الآية، فهي إذا لا تفيد التساوي فيما يجوز إظهاره، بل غاية ما تفيده اشتراكهم في المنع من اطلاعهم على جزء من الزينة الخفية كل بحسبه، وللنساء الاطلاع على ماعدا ما بين السرة والركبة وإظهاره فيما بينهن للأدلة السابق ذكرها.
اعتراض المانعين:
¥(42/283)
وقد رد المانعون على أدلة هؤلاء بأن هذه الأدلة التي احتجوا بها تنقسم إلى قسمين: قسم صريح غير صحيح، وقسم صحيح غير صريح، وتفصيل ذلك فيما يلي:
أولاً: حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه والذي جعلوه نصاً في تحديد العورة لعموم الرجال والنساء.
لا يصح البتة فقد رواه الدارقطني والبيهقي من طريق سعيد بن راشد عن عباد بن كثير عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي أيوب رضي الله عنه، وسعيد بن راشد وعباد بن كثير متروكان، فسقط هذا الحديث.
ثانياً: حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" علموا صبيانكم الصلاة ... " الحديث جاء من طريق الخليل بن مرة عن ليث بن أبي سليم عن عمرو بن شعيب به، ولا يصح، فالخليل ضعيف، وليث مختلط لم يتميز حديثه، فيكفي علة واحدة من هاتين العلتين لرده.
ورواية أبي داود التي جاءت من طريق الأوزاعي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بلفظ:" إذا زوج أحدكم عبده أمته أو أجيره، فلا ينظر إلى عورتها ".
ورواه وكيع عن أبي حمزة الصيرفي داود بن سوار ـ فقلب اسمه ـ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً بلفظ:" فلا ينظر إلى ما فوق الركبة ودون السرة ".
فإن الرواة عن عمرو بن شعيب قد اضطربوا في هذا الحديث فجاء كما في الروايات السابقة النهي عن النظر إلى عورة الأمة إذا زوجت، وحددت فيما بين السرة والركبة.
وجاءت رواية أخرى من طريق النضر بن شميل عن أبي حمزة الصيرفي وهو سوار بن داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً: " وإذا زوج أحدكم عبده أو أمته أو أجيره، فلا تنظر الأمة إلى شئ من عورته، فإن ما تحت سرته إلى ركبته من العورة " رواه الدارقطني وهي عند البيهقي جميعها في سننه، انظر (2/ 320).
وهذه الرواية فيها تحديد العورة للسيد وهو الرجل بخلاف الرواية الأولى، مما يدل على اضطراب الراوي في ضبط هذه اللفظة ولا سيما الرواية الأخيرة فمدارها على أبي حمزة الصيرفي ومجمل أقوال الأئمة فيه أن فيه ضعفاً، فهذا الاضطراب منه، بل ذكر الدارقطني عنه أنه لا يتابع على رواياته، وقد رواها بواسطة محمد بن جحادة الثقة عن عمرو بن شعيب كما عند البيهقي (3235)، فهذه علة أخرى لروايته هذا الحديث، لذلك قال البيهقي رحمه الله كما في سننه الكبرى (2/ 320) بعد روايته لهذه الألفاظ: [وهذه الرواية إذا قرنت برواية الأزواعي دلنا على أن المراد بالحديث نهي السيد عن النظر إلى عورتها إذا زوجها وأن عورة الأمة ما بين السرة والركبة و سائر طرق هذا الحديث يدل وبعضها ينص على أن المراد به نهي الأمة عن النظر إلى عورة السيد بعد ما زوجت أو نهي الخادم من العبد الأخير عن النظر إلى عورة السيد بعدما بلغنا النكاح فيكون الخبر وارداً في بيان مقدار العورة من الرجل لا في بيان مقدارها من الأمة] أ. هـ كلامه رحمه الله.
وانظر: سنن البيهقي الأحاديث (3237،3236،3235،3234،3233،3224،3223،3219).
كما أن هذا الحديث بألفاظه المختلفة لو صح فيه تحديد عورة الأمة، لا المرأة الحرة. والفرق في الاستتار بين الأمة والحرة لا يخفى، وهذا ثابت بالأدلة الصحيحة من سنته صلى الله عليه وسلم وفعل الصحابة رضي الله عنهم، مع العلم أن بعض أهل الحديث لم يثبت هذه الرواية ولم يعرج عليها في تحديد عورة الرجل.
وينظر كلام الإمام ابن القيم رحمه الله في تهذيب السنن (6/ 18).
ثالثاً: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً: " تفتح لكم أرض العجم ... " رواه أبو داود من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي عن عبد الرحمن بن رافع عن عبد الله بن عمرو به. وهذا لا يصح، ففيه الأفريقي وضعفه أشهر من أن يُعرف، وشيخه عبد الرحمن بن رافع مجهول. ولو صح فليس فيه رخصة إلا لذوات الحاجة من النساء، ولا يلزم من الدخول انكشاف العورات كما هو معلوم.
رابعاً: حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه مرفوعاً: " احذروا بيتاً يقال له الحمام .. " رواه البزار (211 - مختصر زوائده للحافظ ابن حجر) فقال: أخبرنا يوسف بن موسى أخبرنا يعلى بن عبيد أخبرنا سفيان الثوري عن ابن طاووس عن طاووس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنه.
وظاهر هذا الإسناد الصحة ولذلك اغتر به بعض العلماء فصححه، ولكن الصواب فيه أنه مرسل كما رواه جمع من الحفاظ.
¥(42/284)
قال البزار رحمه الله: (رواه الناس عن طاووس مرسلاً، ولا نعلم أحداً وصله إلا يوسف عن يعلى عن الثوري) أ. هـ كلامه.
والذي يظهر أن الخطأ في وصله من يعلى بن عبيد روايه عن الثوري فهو وإن كان ثقة ففي روايته عن الثوري ضعف، وقد جاءت أحاديث أصح منه إسناداً تعارضه والذي قبله منها:
ما رواه أبو داود (2006) والترمذي (2803) من طريق أبي المليح الهذلي أن نساء من أهل حمص أو من أهل الشام دخلن على عائشة فقالت: أنتن اللاتي يدخلن نساءكن الحمامات سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت الستر بينها وبين ربها " وقد صحح هذا لحديث جمع من العلماء. وفي الباب أحاديث أخرى عن جمع من الصحابة منهم: عمر وأبي أيوب وجابر الأنصاريين وعبد الله بن عمرو وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم جميعاً انظر: مسند أحمد وسنن الترمذي وسنن النسائي ومستدرك الحاكم وصحيح ابن حبان وغيرهم، وبعضها يشهد لبعض كما قال بعض أهل العلم.
مع أن الحافظ الحازمي رحمه الله قال في كتابه الاعتبار (187): (باب النهي عن دخول الحمام ثم الإذن فيه بعد ذلك .. ـ ثم قال في آخره ـ وأحاديث الحمام كلها معلولة ـ يعني المرفوعات ـ وإنما يصح فيها عن الصحابة رضي الله عنهم) أ. هـ كلامه،وقد ضعفها كذلك الحافظ عبد الحق الأشبيلي كما في الأحكام الوسطى له (1/ 244).
خامساً: ما جاء عن عمر رضي الله عنه فيما كتبه إلى أبي عبيدة رضي الله عنه. فهذا الأثر لا يصح:
فقد رواه عبد الرزاق (1134) عن ابن المبارك عن هشام بن الغاز عن عبادة بن نسي ـ قال ابن الأعرابي ـ: وجدت في كتاب غيري عن قيس بن الحارث قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي عبيدة بلغني فذكره. ورواه عبد الرزاق أيضاً (1136) من طريق إسماعيل بن عياش عن هشام بن الغاز عن عبادة بن نسي عن قيس بن الحارث قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي عبيدة فذكره.
ولكن رواه سعيد بن منصور عن إسماعيل بن عياش عن هشام بن الغاز عن عبادة بن نسي عن أبيه عن الحارث بن قيس قال كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي عبيدة رضي الله عنه فذكره، فزاد فيه عن أبيه، وجعله من رواية الحارث بن قيس.
ورواه سعيد بن منصور أيضاً عن عيسى بن يونس عن هشام بن الغاز عن عبادة بن نسي قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ... فذكره وانظر البيهقي رقم (13542). ورواه ابن جرير رحمه الله كذلك عن عيسى بن يونس بمثله. ففي رواية ابن المبارك عند عبد الرزاق وعيسى بن يونس عند سعيد بن منصور وابن جرير عن عبادة بن نسي مرسلاً. وزاد إسماعيل بن عياش كما في رواية سعيد بن منصور عن عبادة عن أبيه عن الحارث بن قيس، ونسي والد عبادة مجهول. وانظر: مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابن كثير رحمه الله (2/ 601) و سنن البيهقي (7/ 153) وأسقطه في رواية عبد الرزاق فيكون الأثر منقطعاً بين عبادة وقيس بن الحارث، كما أنه جعله من رواية الحارث بن قيس بدل قيس بن الحارث.
وهذا كله يدل على اضطراب إسماعيل في روايته لهذا الأثر. بينما الأثبات رووه عن عبادة مرسلاً، زد على ذلك الاختلاف الكثير في المتن وورود تلك اللفظة المنكرة في بعض رواياته وهي: (فإنه لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن ينظر ـ وفي رواية أن يرى ـ عورتها إلا أهل ملتها).
والجميع ـ المانعون والمجيزون ـ متفقون على تحريم كشف العورة وتحريم النظر إليها. فإن كان المقصود ما فوق السرة فهذا يؤيد قول من قال بأنه عورة وإن كان المقصود ما بين السرة والركبة فالجميع على اتفاق إلا من شذ بأنه لا يحل إظهاره والنظر إليه إلا لزوج أو سيد فكيف يجوز للمرأة أن تطلع النساء على عورتها إذا كان المقصود المعنى الثاني وعلى كل حال فهذه اللفظة لا تثبت.
وقد صح عن عمر رضي الله عنه خلاف ذلك:
قال عبد الرزاق (1133): عن ابن جريح أخبرني سليمان بن موسى عن زياد بن جارية حدثه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كان يكتب إلى الآفاق: (لا يدخلن امرأة مسلمة الحمام إلا من سقم وعلموا نساءكم سورة النور) ففي هذا الأثر إباحة دخوله للمسلمة المريضة لحاجة الاستشفاء، والتأكيد على الاستتار بقوله رضي الله عنه: وعلموا نساءكم سورة النور.
¥(42/285)
سادساً: ما ذكره المجيزون في احتجاجهم بحديث (أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعاً: " لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة " وأخذهم القول بجواز إظهار ما فوق السرة ودون الركبة بدلالة الاقتران والقياس، فيقال: معلوم أن دلالة الاقتران ضعيفة إلا بقرائن تؤيدها، ومن العجيب أن المجيزين يأخذون بدلالة الاقتران في هذا الحديث رغم معارضته لنصوص أخرى كما تقدم في أدلة المانعين، ولا يأخذون بها في الآية الكريمة ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن) الآية.
أما قياسهم فهو قياس مع الفارق " وليس الذكر كالأنثى " قدراً وشرعاً، فلا يصح هذا القياس،وأيضاً فإن مقدار عورة الرجل مختلف فيه بين أهل العلم، فكيف يصح القياس على أصل مختلف فيه.
وللفائدة: ينظر صحيح البخاري/ باب ما يذكر في الفخذ (الفتح 1/ 530)، وراجع سنن البيهقي (2/ 321،329). فإذا ذكر النهي في هذا الحديث عن النظر إلى العورة في سياق واحد لا يدل على التساوي في مقدار العورة بين الجنسين فكل بحسبه كما دل على ذلك النصوص الشرعية وعمل السلف الصالح.
سابعاً: احتجاجهم بإجماع العلماء على أن المرأة تغسل المرأة كما يغسل الرجل الرجل. فهذا لا حجة فيه لأن الغسل ليس فيه إباحة إطلاق النظر فضلاً عن أن يكون فيه جواز تعرية المرأة، فيصح أن يكون الغسل من فوق الثوب بل هذا هو المشروع، وهذا إذا قيل بالتساوي بين حالتي الحياة والموت والآية (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ... ) تخاطب المرأة بالنهي عن إبداء الزينة الخفية بالاختيار إلا لمن ذكر فيها ومن في حكمهم بالقدر المعروف شرعاً وعرفاً، ولو قيل بجواز كشف ما فوق السرة لغير الزوج في حالة ضرورة، وما ظهر منها في حال الضرورة أو عدم التكليف فليس من هذا الباب والله أعلم.
ثامناً: ما ذكره المجيزون من ضعف دلالة الاقتران في الآية مرجوح، فصحيح أن دلالة الاقتران قد تكون ضعيفة ولا تدل على التساوي في الحكم إلا بقرينة وهذه القرينة موجودة لدى المانعين وهي أن جمهور السلف ـ وأخذ بها الإمام أحمد رحمه الله كما في رواية عنه ـ قالوا: إن المقصود من قوله تعالى (أو نسائهن) المسلمات أو ما ملكت أيمانهن.
وأما غيرهن فلا يحل للمرأة أن تبدي شيئاً من زينتها التي أبيح لها واعتادت إظهارها أمام النساء، فالإضافة هنا للاختصاص،وهذه القرينة وهي التفريق بين المسلمة والكافرة تقوي قول من أخذ بدلالة الاقتران في الآية، وعدم خروج النساء منها واشتراكهن مع غيرهن ممن ذكر في الآية في تحديد ما يظهر لهم.
القول الراجح:
وبعد استعراض أدلة الفريقين يتبين أن القول الراجح في هذه المسألة هو قول المانعين من إظهار ما زاد على ما يظهر عادة وعرفاً وعلى الاختلاف بين الرجل والمرأة فيما هو من العورة يدل على ذلك عمل السلف الصالح من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قد أبدى ساقيه أو فخذيه أمام بعض أصحابه كما في حديث عائشة رضي الله عنها، وأبدى ساقيه كما في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وثبت أن أصحابه رضي الله عنهم رأوا بياض إبطيه صلى الله عليه وسلم كما رأوا جنبه صلى الله عليه وسلم وقد أثر فيه الحصير،وكلها في الصحيح، ورأوا شعر بطنه وقد علاه التراب كما في قصة حفر الخندق، كما ثبت حديث اغتسال سهل بن حنيف ورؤية عامر بن ربيعة له وقد كشف عن جزء كبير من جسده كما في الموطأ.
أما المرأة مع محارمها والنساء فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة في رؤية شئ من بدنها ـ الرأس والشعر والآذان ونحوها ـ فتوافق تفسير ابن عباس رضي الله عنه وقتادة رحمه الله للآية مع عمل الرعيل الأول رجالاً ونساءً فقد ثبت في الصحيح قصة زواج عائشة رضي الله عنها وتمشيط النساء لها وتزيينها للنبي صلى الله عليه وسلم.
وكذلك ثبت في الصحيح من حديث جابر رضي الله عنه في قصة زواجه من الثيب وجوابه للنبي صلى الله عليه وسلم عن سؤاله وأنه أراد أن تقوم على أخواته وتمشطهن فلا بد حال التمشيط من رؤية الشعر والأذان والرقبة، ولا يجادل في هذا أحد.
كما ثبت في صحيح البخاري أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما دخل على أخته حفصة رضي الله عنها ونسواتها تنطف، والنسوات: الضفائر، وتنطف: تقطر ماء.
¥(42/286)
كما ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي سلمة قال دخلت أنا وأخو عائشة على عائشة رضي الله عنها فسألها أخوها عن غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعت بإناء نحو من صاع فاغتسلت وأفاضت على رأسها وبيننا وبينها حجاب. ففيه رؤية رأسها من قبل أخيها وابن أختها أبي سلمة لأن أم كلثوم أختها أرضعته، وغيرها من الأحاديث وخُص الزوج من بين المذكورين في الآية، فإنه لا يمنع من الاطلاع على كامل بدن امرأته كما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء بيني وبينه واحد تختلف أيدينا فيه، فيبادرني حتى أقول دع لي، دع لي، قالت: وهما جنبان. وجاء عند ابن حبان أن عطاء سأل عائشة رضي الله عنها عن الرجل ينظر إلى فرج امرأته، فذكرت هذا الحديث بمعناه. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (وهو نص في المسألة) أ. هـ كلامه.
كما ثبت عند الإمام أحمد وأبي داود والترمذي من حديث بهز بن حكيم حدثني أبي عن جدي قال قلت يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر قال: " احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك " فقال الرجل يكون مع الرجل قال: " إن استطعت ألا يراها أحد فافعل " قلت والرجل يكون خالياً قال:"فالله أحق أن يستحيا منه "، ولا يثبت حديث في منع الزوجين أو أحدهما من رؤية عورة الآخر، ولم ينقل خبر بإسناد صحيح أو ضعيف فيما أعلم ذكر فيه تكشف النساء وإظهارهن ـ عدا ما بين السرة والركبة ـ فيما بينهن عندما يجتمعن فلو أعتقد السلف جواز ذلك والرخصة فيه لنقل ذلك عنهم ولو عن بعضهم كما نقل غيره مما هو دونه، فهذا يدل دلالة واضحة على ضعف قول من قال بجواز كشف ما عدا ما بين السرة إلى الركبة للنساء فيما بينهن، وأن هذا القول بني على أدلة صريحة لكنها لا تصح، وأما ما استدلوا به من الأدلة الصحيحة فالأمر بخلاف ما ذهبوا إليه منها كما مر.
وقبل أن نختم الكلام في هذه المسألة، يحسن ذكر أن هناك قولاً ثالثاً في المسألة وهو أن عورة المرأة من المرأة كعورتها من الرجل الأجنبي عنها، وهذا مذهب غريب مخالف للنصوص الثابتة التي ذكر بعضها، ولم يعلم أحد قال به سوى الإمام القاضي عبد الوهاب المالكي رحمه الله في شرحه الرسالة لابن أبي زيد القيرواني على ما نقله ابن القطان رحمه الله في كتابه (أحكام النظر)، ولا يعرف لهذا لقول دليل سوى ما رواه الحاكم رحمه الله في مستدركه (5/ 253) فقال:
باب التشديد في كشف العورة، ثم أخرج (7438) بسنده من طريق إبراهيم بن علي الرافعي حدثني علي بن عمر بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عورة الرجل على الرجل كعورة المرأة على الرجل، وعورة المرأة على المرأة كعورة المرأة على الرجل " ثم قال رحمه الله: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. فقال الذهبي متعقباً له: الرافعي ضعفوه أ. هـ.
وفيه علة أخرى وهي جهالة علي بن عمر، فلا يعرف حاله، وليس هو علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الثقة فهذا آخر غيره، كما أن متنه غريب منكر.
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
http://saaid.net/female/m24.htm
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[27 - 12 - 04, 08:34 ص]ـ
لباس المرأة أمام النساء
كتبه
الشيخ الفاضل
ناصر بن حمد الفهد
1421
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فقد شرع الله سبحانه الحجاب وفرضه على النساء رفعة لأمرهن وصيانة لهن من التبذل والتهتك، وحماية للمجتمع من المفاسد والرذائل، فكان أمر النساء قائما على وجوب الستر والحماية من موجبات التبرج والسفور، فأمر الله سبحانه النساء بأن يدنين عليهن من الجلابيب، وأن يغطين وجوههن، وأن لا يبدين زينتهن لغير محرم، وأمرهن بالقرار في البيوت، ونهاهن عن تبرج الجاهلية، و حرم عليهن الخلوة مع الرجال أو الاختلاط بهم، أو السفر بدون محرم، وغير ذلك مما هو مشهور عند العامة والخاصة، وكل هذا صيانة للنساء والرجال من الفتن وحماية للمجتمع من السقوط
¥(42/287)
ولم يزل هذا الأمر –حجاب المسلمات واستتارهن-عزيزا ظاهرا مشهورا منذ وقت النبي صلى الله عليه وسلم إلى القرن الرابع عشر – حتى في فترات ضعف المسلمين وانحلال كثير منهم– حيث استمر التمسك بالحجاب عمليا بين النساء لا يتركنه،حتى سادت دعوات ما يسمى بتحرير المرأة فانطمست معالمه وخفيت في كثير من البلدان
وبقي الحجاب في هذه البلاد – ولله الحمد – ظاهرا لم يصبه ما أصاب البلدان الأخرى، إلا أن بداية انحلاله بدأت تظهر، وتهاون كثير من النساء به لا يخفى على كل ذي عينين
وإن من أعظم ذرائع ترك الحجاب ونبذه ما انتشر في الآونة الأخيرة من ألبسة دخيلة وأزياء فاضحة، ليست من لباس المسلمات العفيفات ولا من أزيائهن، جلبت من ديار الكافرين، فأصبح التباهي بها بين النساء مشهورا، والتسابق على اقتنائها منتشرا، كالثياب القصيرة والعارية والرقيقة الشفافة واللاصقة (ستريتش) والبناطيل ونحوها، فأصبحن يتباهين بها ويلبسنها في المحافل والمجامع النسائية بحجة أنه لا يراهن الرجال،والله المستعان
وكل ما حصل إنما هو تصديق لما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - (لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع) فقيل: يا رسول الله كفارس والروم فقال: (ومن الناس إلا أولئك) 0
وما ثبت في الصحيح أيضا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:0
(لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم)
قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى، قال: (فمن).0
ومثل هذه الألبسة والأزياء حرام قطعا، لا يجوز لبسها أمام النساء أو الرجال، والأدلة على ذلك كثيرة منها
الدليل الأول
عموم أدلة الشرع الدالة على أن النساء عورات يجب سترهن، ومن ذلك ما رواه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (المرأة عورة)، فدل هذا الحديث على أن الأصل في المرأة أنها عورة فلا يستثنى إلا ما دل الدليل عليه، وقد دل عمل الصحابة أن للمرأة أن تظهر للمرأة ما يظهر منها غالبا كالوجه واليدين والقدمين والشعر والجيد ونحوها، أما عدا ذلك فلم يرد دليل على جواز إظهاره للنساء أو المحارم بل هو على الأصل في المنع، وهذا الذي تدل عليه أقوال الصحابة فيما تظهره المرأة أمام المحارم
قال أبو الحسن ابن القطان رحمه الله تعالى:
(مسألة: المؤمنة، هل يجوز لها أن تبدي للمؤمنة الأجنبية من جسدها ما ليس بعورة كالصدر والعنق والظهر ومراق البطن أم لا؟
منهم من يقول: لا يجوز، وهي عورة كلها في حق المرأة، كما هي في حق الرجل، وبه قال القاضي عبد الوهاب
ومنهم من يقول: يجوز لها أن تبدي من نفسها ما تبديه لذوي رحمها من الزينة ومواضعها وذلك الوجه والكفان والقدمان سواءً كانت المنظور إليها حسناء أو غير حسناء، فهذا هو الأظهر) انتهى
وقال أيضا
(أما امتناع إبداء المرأة للمرأة ما زاد على ما تبديه لذوي محارمها فلما تقرر عادة من ولوع بعضهن ببعض، ولما يحصل من استحسان جالب للهوى موقع في الفتنة) انتهى
الدليل الثاني
ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما بعد نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رءوسهن أمثال أسنمة البخت المائلة , لا يرين الجنة ولا يجدن ريحها , ورجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس)
ومن لبست مثل هذه الأزياء فإنه يصدق عليها وصف النبي صلى الله عليه وسلم لها بأنها (كاسية عارية)، ويترتب عليها الوعيد العظيم الوارد في الحديث.
ودخولها في هذا الحديث يكون على أحد وجهين:0
¥(42/288)
الوجه الأول: أن تكون (كاسيات عاريات) صفة عامة، تشمل من اتصفت بها مطلقا سواءً من خرجت أمام الرجال على هذه الهيئة، أو كان هذا لبسها أمام النساء، لأن الوصف يصدق عليها في كلا الحالين، وإن كان ذنب من خرجت (كاسية عارية) أمام الرجال أعظم وأغلظ، إلا أن التي تكون كذلك أمام النساء يلحقها قسط من الذم والوعيد بحسب ما اتصفت به، وتخصيص الحديث على صورة واحدة لا يصح لعدم وجود الدليل على التخصيص،ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه (رؤسهن أمثال أسنمة البخت المائلة) وهذه الصفة ليست خاصة بكونها أمام الرجال
الوجه الثاني: أن يلحقها الوعيد من جهة التشبه بـ (النساء الكاسيات العاريات)، ففي الحديث الصحيح (من تشبه بقوم فهو منهم).0
فعلى أي الوجهين فإن الوعيد عظيم، مما يدل على عظم هذا الذنب، نسأل الله العافية والثبات
الدليل الثالث
أن هذه الألبسة والأزياء كلها –أو أكثرها- قد أتت من الكافرين، وهي من أزيائهم وألبستهم، فلبسها تشبه بالكفار، والتشبه بالكفار محرم ومنهي عنه عموما، وخاصة التشبه بهم في اللباس:0
ففي الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له – وقد رأى عليه ثياب كفار- (إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها).0
وفي الصحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أرسل إلى المسلمين في خراسان (إياكم والتنعم وزي أهل الشرك).0
وروى الإمام أحمد وأبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (من تشبه بقوم فهو منهم).0
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - عن هذا الحديث-:0
(وهذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بهم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله (ومن يتولهم منكم فإنه منهم)) انتهى.0
والتشبه بالكفار لا يلزم من فعله أن يكون قَصْدُ المتشبهِ أن يتشبه بهم، ولكن مجرد الوقوع فيه كاف في إلحاق الوعيد ما دام عالما بأن هذا من فعل الكافرين.0
قال شيخ الإسلام أيضا:0
(والتشبه يعم من فعل الشيء لأجل أنهم فعلوه وهو نادر ومن تبع غيره في فعل لغرض له في ذلك إذا كان أصل الفعل مأخوذا عن ذلك الغير) انتهى.0
والوقوع في التشبه بالكفار كما أنه محرم لذاته، فإنه مؤد أيضا إلى مفسدة أخرى وهي المحبة والموالاة الباطنة لمن تشبه بهم في الظاهر كما قال شيخ الإسلام:0
(أن المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة) انتهى.0
وهذا هو الواقع، فإن النساء اللائي يحرصن على هذه الأزياء تجدهن مفتونات بالكافرات في الغالب، والله المستعان.0
الدليل الرابع:
أن كثيرا من هذه الأزياء فيها تشبه بالرجال، وقد ورد الوعيد الشديد على من تشبه من النساء بالرجال:0
فقد روى البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث ابن عباس قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء).0
وروى أحمد وأبو داود عن أبي هريرة (أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الرجل يلبس لبس المرأة , والمرأة تلبس لبس الرجل).0
وروى أبو داود عن عائشة أنها قالت: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجلة من النساء).0
وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه رأى امرأة متقلدة قوسا وهي تمشي مشية الرجل فقال: من هذه؟ فقيل: هذه أم سعيد بنت أبي جهل فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ليس منا من تشبه بالرجال من النساء)
وهذه الأحاديث وغيرها تدل على أن هذا الأمر من الكبائر لأن اللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله ولا يكون إلا على أمر عظيم.0
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:0
¥(42/289)
(وكذلك ايضا ليس المقصود مجرد حجب النساء وسترهن دون الفرق بينهن وبين الرجال بل الفرق أيضا مقصود حتى لو قدر أن الصنفين اشتركوا فيما يستر ويحجب بحيث يشتبه لباس الصنفين لنهوا عن ذلك ... ولهذا جاءت صيغة النهى بلفظ التشبه بقوله (لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء وقال لعن الله المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء)،والمرأة المتشبهة بالرجال تكتسب من أخلاقهم حتى يصير فيها من التبرج والبروز ومشاركة الرجال ما قد يفضى ببعضهن إلى أن تظهر بدنها كما يظهره الرجل وتطلب ان تعلو على الرجال كما تعلو الرجال على النساء وتفعل من الأفعال ما ينافى الحياء والخفر المشروع للنساء وهذا القدر قد يحصل بمجرد المشابهة وإذا تبين أنه لابد من أن يكون بين لباس الرجال والنساء فرق يتميز به الرجال عن النساء وان يكون لباس النساء فيه من الاستتار والاحتجاب ما يحصل مقصود ذلك ظهر أصل هذا الباب وتبين أن اللباس إذا كان غالبه لبس الرجال نهيت عنه المرأة وإذا كان ساترا كالفراجى [نوع من الألبسة الساترة التي يلبسها الرجال] التى جرت عادة بعض البلاد أن يلبسها الرجال دون النساء، والنهى عن مثل هذا بتغير العادات وأما ما كان الفرق عائدا إلى نفس الستر فهذا يؤمر به النساء بما كان أستر ولو قدر أن الفرق يحصل بدون ذلك فإذا اجتمع فى اللباس قلة الستر والمشابهة نهى عنه من الوجهين والله أعلم) انتهى.0
الدليل الخامس:0
أن هذه الأزياء مخالفة لهدي نساء المسلمين، فإن الأصل في نساء المسلمين الستر والصيانة والاحتشام في مجالسهن ومحافلهن، وهذا هو الذي عليه هدي السلف والصالحات العفيفات من لدن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هذا العصر، لا تجد هذه الألبسة الفاضحة من هديهن ولا من لباسهن و لا يرضين بها، بل ينهين عنها.0
فمن الإثم العظيم والضلال المبين أن تستبدل أزياء الكافرات بأزياء الصالحات الطاهرات، والله المستعان.0
الدليل السادس:0
أن لبس المرأة لمثل هذه الأزياء الفاضحة خرم للمرؤة، وإفساد للفطرة،ونزع للحياء منها، والحياء هو تاج المرأة وأساس عفتها بإذن الله تعالى، وهو العاصم بعد الله من الوقوع في الفواحش والمعاصي:0
وفي الصحيحين عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحياء لا يأتي إلا بخير).0
و فيهما أيضا عن ابن عمر رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (الحياء من الإيمان). 0
وروى أبو داود والنسائي وغيرهما عن يعلى بن أمية رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن الله حيي ستير يحب الحياء والستر).0
والمرأة بسقوط قناع الحياء عنها تسقط في مهاوي الرذيلة والعياذ بالله.0
الدليل السابع:0
أن لبس هذه الأزياء ذريعة لترك الاحتشام مطلقا، ونبذ الحجاب كله، والخروج أمام الرجال، أو إبداء بعض الزينة لهم، أو التهاون في الستر أمامهم، وكل هذا حاصل بالفعل ممن يلبسن هذه الأزياء، تجدهن من أشد النساء تساهلا في الحجاب والستر، وما ذاك إلا لسقوط حرمة التستر في نفوسهن لما اعتدن على هذه الأزياء، والمنكر إنما يبدأ صغيرا ثم لا يلبث أن يكبر ويعظم –مع عدم وجود المنكرين له - حتى ينتشر شرره ويعم ضرره ويصعب تغييره، ومن المعلوم المتقرر أن ما كان وسيلة مفضية إلى محرم فإن فعله محرم إذ للوسائل أحكام الغايات.
الدليل الثامن:0
أنه قد يحصل بسبب شيوع هذه الألبسة والأزياء من الفتن بين النساء شئ عظيم، فإن من النساء نساء قليلات الدين، عديمات المرؤة والحياء، وقد يعجب بعضهن ببعض ويحصل بينهن أمور لا تحمد عقباها، وتكون هذه الأزياء طريقا لإثارة الغرائز بينهن المؤدية إلى المحرم، وقد تسقط العفيفة في ذلك أيضا إذا تهاونت وحضرت مثل تلك المحافل التي يلبس فيها النساء تلك الأزياء، فإن النساء ضعيفات، والشيطان حريص على إيقاعهن في حبائله، والعاقلة من حصنت نفسها بالدين والعفاف وابتعدت عن مواطن الفتن.0
وقد سبق نقل قول ابن القطان:0
(أما امتناع إبداء المرأة للمرأة ما زاد على ما تبديه لذوي محارمها فلما تقرر عادة من ولوع بعضهن ببعض، ولما يحصل من استحسان جالب للهوى موقع في الفتنة) انتهى.0
وأخيرا:0
فالحصيفة من ابتعدت بنفسها عن الفتن، فأرضت ربها، وعملت بسنة نبيها صلى الله عليه وسلم، وعلمت أن العزة في حجابها وسترها وحيائها، وعلمت أن أعداء الإسلام يكيدون من أجل نزع حيائها ليسهل بعده نزع الحجاب، فتحصنت بالدين، وتركت الشبهات ومواطن الريب، وجعلت أمهات المؤمنين هن القدوة، واتبعت آثار الصالحات، وصانت نفسها وبيتها من هذه الشرور.0
وعلى المسلم أن يقي نفسه وأهله أسباب عقوبة الله وموجبات سخطه بالنصح والتذكير والموعظة والأخذ على اليد فقد قال الله سبحانه (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة).0
اسأل الله تعالى أن يحمي نساء المسلمين من التبرج والسفور ومن أسباب الفتن.0
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.0
¥(42/290)
ـ[أبا عبد الرحمن]ــــــــ[27 - 12 - 04, 12:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..........
ـ[آل حسين]ــــــــ[27 - 12 - 04, 12:46 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيراً والحقيقة الموضوع مهم جداً وبعض الجهلة يفتون للنساء ومن سأل النساء الصالحات يخبرونه بالتعري الذي يحصل في الأعراس بسبب فتح الباب وإستغلال فتاوى لعلماء أفاضل ربما أخذوا بقول ضعيف
ونسأل الله أن يهدي نساء المسلمين وهو السميع العليم
ـ[أبا عبد الرحمن]ــــــــ[27 - 12 - 04, 01:30 م]ـ
نعم أخ آل الحسين, المشكلة تزداد يوماً بعد يوم حتى أن التعري في الحفلات صار عادة من الصعب على بعض النساء التخلي عنها, إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[ناصر السبيعي]ــــــــ[11 - 03 - 09, 12:08 ص]ـ
الفتوى توقيع عن رب العالمين.
ـ[سهام بنت ناصر]ــــــــ[06 - 11 - 09, 03:13 ص]ـ
شكرالله سعيكم(42/291)
تخريج موسع لحديث "اللهم اجعله هاديا مهديا" في معاوية
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 12 - 04, 04:27 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
فقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم ذَكَر معاويةَ رضي الله عنه، فقال: "اللهم اجْعَلْه هادياً مَهْدياً، واهْدِ به".
وهذا تخريجه:
فقد رواه البخاري في التاريخ (5/ 240) والترمذي (3842) وابن سعد (7/ 418) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 358 رقم 1129) والبغوي في معجم الصحابة (4/ 491) والترقفي في جزئه (45/أ) والطبراني في مسند الشاميين (1/ 190) والآجري في الشريعة (5/ 2436 - 2438 أرقام 1914 - 1917) وابن بطة في الإبانة وابن منده واللالكائي (8/ 1441 رقم 2778) وأبونعيم في الصحابة (4/ 1836 رقم 4634) والخطيب في تاريخه (1/ 207) وفي تلخيص المتشابه (1/ 406) وفي تالي تلخيص المتشابه (2/ 539) والجورقاني في الأباطيل (1/ 193) وابن عساكر (6/ 62 و59/ 81 - 82) وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 274 رقم 442) وابن الأثير في أسد الغابة (3/ 313 و4/ 386) والذهبي في السير (8/ 34) من طريق أبي مُسهر.
ورواه البخاري في التاريخ (7/ 327) وابن أبي عاصم (2/ 358) والبغوي (4/ 490) وأبوالشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 343) وأبونعيم في أخبار أصبهان (1/ 180) وابن عساكر (59/ 80 - 81) والمزي في تهذيب الكمال (17/ 322) من طريق مروان بن محمد الطاطري.
ورواه ابن قانع (2/ 146) والخلال في السنة (2/ 450 رقم 697) وابن عساكر (59/ 83) من طريق عمر بن عبد الواحد. (وفي حديثه قصة)
ورواه ابن عساكر (59/ 83) من طريق محمد بن سليمان الحراني.
أربعتهم عن سعيد بن عبد العزيز، نا ربيعة بن يزيد، نا عبد الرحمن بن أبي عَمِيرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر معاوية، وقال: "اللهم اجعله هاديا مهديا، واهد به"
ووقع التصريح بالسماع في جميع طبقات الإسناد، وسنده صحيح، ورجاله ثقات أثبات، وهو إلى صحابيّه عبد الرحمن على شرط مسلم، فقد احتج برواية أبي مُسهر، عن سعيد، عن ربيعة.
ورواه الوليد بن مسلم عن سعيد، واختلف عليه، فرواه أحمد (4/ 216) ومن طريقه ابن عساكر (59/ 83) عن علي بن بَحر، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا سعيد، كما رواه الجماعة آنفا.
ورواه ابن عساكر (6/ 62) من طريق محمد بن جرير الطبري، نا أحمد بن الوليد، نا هشام بن عمار وصفوان بن صالح، قالا: نا الوليد بن مسلم، نا سعيد به، كرواية الجماعة.
ورواه ابن عساكر (59/ 81) من طريق الساجي، نا صفوان، نا الوليد بن مسلم ومروان بن محمد به مثله.
ولكن رواه الخلال في السنة (2/ 451 رقم 699) وابن قانع (2/ 146) والطبراني في الأوسط (660) وأبونعيم في الحلية (8/ 358) وقوام السنة الأصبهاني في الحجة (2/ 404) من طريق زيد بن أبي الزرقاء (ح)
ورواه الطبراني في مسند الشاميين (1/ 181 و3/ 254) وأبونعيم في الحلية (8/ 358) ومن طريقهما ابن عساكر (59/ 83) والذهبي في السير (8/ 34) من طريق علي بن سهل، كلاهما عن الوليد بن مسلم، عن يونس بن ميسرة، عن عبد الرحمن بن عميرة.
وقد وهم في الرواية الأخرى الوليد، وأشار لذلك أبوحاتم في العلل (2/ 363) وقال ابن عساكر إن رواية الجماعة هي الصواب (59/ 84)
ومما يؤكد ذلك أن الوليد مدلس، وقد عنعن في الرواية الثانية الخطأ، ولمّا صرّح بالتحديث كانت روايته (وهي الأولى) على الصواب، فضلا أن أبا مسهر لوحده أتقن منه، فكيف ومعه غيره من الثقات؟
اختلاف آخر: روى الحديث ابن عساكر (59/ 80) من طريق محمد بن مصفى، نا مروان بن محمد، حدثني سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة مرفوعا.
قلت: ومحمد بن مصفى له أوهام ومناكير على صدقه، وأبطل ابنُ عساكر زيادة "أبي إدريس" في السند فقال: "كذا رُوي عن محمد بن المصفى عن مروان، ورواه سلمة بن شبيب، وعيسى بن هلال البلخي، وأبوالأزهر، وصفوان بن صالح؛ عن مروان، ولم يذكروا أبا إدريس في إسناده، وكذلك رواه أبومسهر، وعمر بن عبد الواحد، ومحمد بن سليمان الحراني، والوليد بن مسلم؛ عن سعيد".
¥(42/292)
اختلاف آخر: ذكر ابن حجر في الإصابة (6/ 309) أن ابن شاهين أخرجه من طريق محمود بن خالد، عن الوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن يونس بن ميسرة، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة به.
وعلقه الذهبي عن أبي بكر بن أبي داود (وهو من شيوخ ابن شاهين): حدثنا محمود به. (السير 3/ 126)
قلت: وهذا خطأ دون شك، وقد رواه الخلال عن يعقوب بن سفيان، ورواه ابن قانع عن إسحاق بن إبراهيم الأنماطي، ورواه ابن عساكر من طريق أحمد بن المعلى، ثلاثتهم عن محمود بن خالد، عن عمر بن عبد الواحد، عن سعيد، عن ربيعة، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة.
وقد تقدم تصويبُ أبي حاتم وابن عساكر لرواية الجماعة.
وبعد أن صوّب ابن عساكر رواية الجماعة بدأ يسرد الطرق الغريبة وينقدها، فقال (59/ 84): "وقد رواه المهلب بن عثمان، عن سعيد بن عبد العزيز، عن عبد الرحمن فأرسله، ولم يذكر يونس ولا ربيعة، ووهم فيه"، ثم أسند الطريق.
قلت: المهلب كذاب. (لسان الميزان 6/ 108)
ورواه البغوي في معجم الصحابة (5/ 367) وابن بطة في الإبانة وابن عساكر (59/ 86) وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 274) من طريق الوليد بن سليمان، عن عمر بن الخطاب مرفوعا به.
وقال ابن عساكر: "الوليد بن سليمان لم يدرك عمر"، وقال الذهبي في السير: "هذا منقطع". (3/ 126)، وقال ابن كثير: "وهذا منقطعٌ، يُقَوِّيه ما قَبلُه". (التاريخ 11/ 409)
ورواه الطبراني في الشاميين (3/ 254) -ومن طريقه ابن عساكر (59/ 84) - من حديث موسى بن محمد البلقاوي، ثنا خالد بن يزيد بن صبيح المري، عن يونس بن ميسرة، عن عبد الرحمن بن عميرة به.
وفي هذا السند موسى البلقاوي، وهو متروك متهم بالكذب.
وروى الحديث البخاري في التاريخ (7/ 328) والترمذي (3843) والرافعي في التدوين (3/ 455) من حديث عمرو بن واقد، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني، عن عمير بن سعد به مع قصة.
وقال الترمذي: "حديث غريب، وعمرو بن واقد يُضَعَّف"، قلت: هو متروك الحديث.
ورواه ابن عساكر (59/ 84 - 85) من وجهين آخرين فيهما عمرو بن واقد أيضا، وفيهما اختلاف، وحكم ابن عساكر أنهما خطأ.
وفي الباب حديث واثلة عند السقطي في الفضائل (19) وابن عساكر (59/ 74) وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 19)، وحديث أبي هريرة عند السقطي (22) وابن عساكر (59/ 88) بمعنى محل الشاهد، وسندهما تالف، وفيهما زيادات منكرة.
أقوال الحفاظ في الحديث:
1) من صحح الحديث:
قال الترمذي بعد إخراجه الوجهَ المحفوظ: "حديث حسن غريب".
وقال الجورقاني: "هذا حديث حسن".
وقال الذهبي في تلخيص العلل المتناهية (رقم 225) -بعد أن بيّن وهم ابن الجوزي في إعلاله الحديث براويَين ثقتين حَسبَهُما ضعيفين لتشابه الاسم: "وهذا سند قوي".
وقال ابن كثير في تاريخه (11/ 408 ط. التركي): "قال ابن عساكر: وقول الجماعة هو الصواب.
وقد اعتنى ابنُ عساكر بهذا الحديث، وأطنبَ فيه وأطيبَ وأطرب، وأفاد وأجاد، وأحسن الانتقاد، فرحمه الله، كم من موطن قد برَّز فيه على غيره من الحفاظ والنقاد".
وقال ابن كثير بعد ذلك (11/ 409 - 410): "ثم ساق ابنُ عساكر أحاديث كثيرة موضوعة بلا شك في فضل معاوية، أضربنا عنها صفحا، واكتفينا بما أوردناه من الأحاديث الصحاح والحسان والمستجادات، عما سواها من الموضوعات والمنكرات.
قال ابن عساكر: وأصح ما رُوي في فضل معاوية حديث أبي حمزة عن ابن عباس أنه كاتِبُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم منذ أسلم، أخرجه مسلم في صحيحه، وبعده حديث العرباض: اللهم علمه الكتاب، وبعد حديث ابن أبي عَميرة: اللهم اجعله هاديا مهديا".
انتهى كلام ابن كثير بطوله، وكلامُ ابن عساكر هو في تاريخه (59/ 106)، قاله عقب إيراده ما رُوي عن ابن راهويه أنه لا يصح حديث في فضل معاوية، فهو تعقب منه لهذا الكلام الذي لم يثبت عن إسحاق أصلا كما بيّنتُ قبل.
وقد نقل كلام ابن عساكر في التصحيح مُقرّا: الفتني في التذكرة (ص100)
وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة (2/ 626): "إن الحديث حسن".
وقال الآلوسي في صب العذاب (ص427): "إن لهذا الحديث شواهد كثيرة تؤكد صحته".
¥(42/293)
وأورده الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة (4/ 615 رقم 1969)، وقال: "رجاله ثقات رجال مسلم، فكان حقه أن يُصحح". وقال بعد أن توسع فيه (4/ 618): "وبالجملة فالحديث صحيح، وهذه الطرق تزيدُه قوة على قوة".
2) من تكلم في الحديث:
قال أبوحاتم: إن عبد الرحمن لم يسمع هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم. (العلل 2601)
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب (6/ 67): "منهم من يوقف حديثه هذا ولا يرفعه، ولا يصح مرفوعا عندهم" .. ثم قال عن عبد الرحمن بن أبي عميرة: "لا تثبت صحبته، ولا تصح أحاديثه".
وتبعه ناقلا عبارته ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 313)
وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 275) بعد أن ساق الحديث من طريق الوليد بن سليمان، وطريق أبي مسهر: "هذان الحديثان لا يصحان، مدارهما على محمد بن إسحاق بن حرب اللؤلؤي البلخي، ولم يكن ثقة" .. ثم أطال في بيان ضعف البلخي، ثم أورد طريقا أخرى لأبي مسهر، وأعله بإسماعيل بن محمد، وقال إن الدارقطني كذّبه.
وقال ابن حجر في الإصابة (6/ 309): "إن الحديث ليس له علة إلا الاضطراب، فإن رواته ثقات".
قلت: وأعلّه بعض المُحْدَثين بتغيّر سعيد بن عبد العزيز.
مناقشة الحكم على الحديث:
تقدم في التخريج أن الحديث رُوي عن خمسة من الصحابة: عبد الرحمن بن أبي عَمِيرة، وعمر بن الخطاب، وعمير بن سعد، وواثلة، وأبي هريرة، فأما الأحاديث الثلاثة الأخبرة فواهيةٌ لا تدخل في الاعتبار، وأما حديث عمر ففيه انقطاع، وقوّاه ابن كثير بحديث عبد الرحمن بن أبي عميرة، وأما حديث عبد الرحمن فقد اختُلف فيه، وصوّب أبوحاتم وابن عساكر وغيرُهما رواية الجماعة عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن مرفوعا.
واتفاقُ من رجّح -وحسبُك منهم بأبي حاتم- بين أوجه الحديث على أن الصواب فيه رواية أبي مُسْهِر ومَن تابعه يقضي على دعوى إعلال الحديث بالاضطراب، فهذا الاختلاف غير قادح، وإنما يقدح الاضطراب لو تعذر الترجيح وتساوت أوجه الخلاف، وهذا مُنتَفٍ هنا، فالتخريج لوحده كافٍ لتبيين الرواية الراجحة، كيف وقد نصّ على تصويبها الحفاظ؟
فبهذا يجاب عن كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله.
أما ابن عبد البر رحمه الله فقد أعل الحديث بما لم يُسبق إليه فيما اطلعت، فذكر أن من الرواة من أوقف الحديث، وهذا لم أجده رغم التوسع، ولم أر من ذَكره!
وذكر أن الحديث لا يصح مرفوعا عند أهل الحديث، وهذا لم أجده، ولم أر من ذكره! بل صنيعُ الترمذي يردّه.
وذكر أن عبد الرحمن لا تثبت صحبته، وقد خالف بذلك كلَّ من وقفتُ عليه قَبل ابن عبد البر، وفيهم كبار الحفاظ كما سيأتي.
وقد قال ابن حجر: "وجدنا له في الاستيعاب أوهاما كثيرة، تتبع بعضها الحافظ ابن فتحون في مجلدة". (الأربعون المتباينة 22)
وأما ابن الأثير فناقلٌ عن ابن عبد البر وتابع له.
وأما إعلال ابن الجوزي للحديث فمن أعجب ما رأيت، فقد أخطأ أخطاء مركبة في تضعيفه، فذكر أن مدار الحديث على محمد بن إسحاق البلخي، وهو ليس بثقة، فرد عليه الذهبي في تلخيص العلل المتناهية (225): "وهذا جهل منه، فإنما محمد بن إسحاق هنا هو أبوبكر الصاغاني، ثقة"، ثم أبطل الذهبي نسبة التفرد له، وهذا واضح في سياق طرق الحديث.
ثم قال ابن الجوزي إن في سنده الآخر إسماعيل بن محمد، وقد كذّبه الدارقطني، فرد عليه الذهبي: "وهذه بليّة أخرى! فإن إسماعيل هنا هو الصفار، ثقة، والذي كذبه الدارقطني هو المزني، يروي عن أبي نعيم".
قلت: فأما إعلال بعض المتأخرين بتغيّر سعيد بن عبد العزيز فغير سديد، إذ لم يُعِلَّ الحديث بهذا أحدٌ من الحفاظ، بل لا تجد مِن مُتقدِّميهم أحدا يُعل باختلاط سعيد أصلا، فهو أثبتُ الشاميين وأصحُّهم حديثا؛ كما قال الإمام أحمد وغيرُه، وما غمز فيه أحد، بل ساووه بالإمام مالك، وقدّموه على الأوزاعي، واحتج بروايته الشيخان وغيرُهما مطلقا، وقضيةُ اختلاطه أخذها مَن أخذها مِن قول تلميذه أبي مُسْهِر، فقد قال: "كان سعيد بن عبد العزيز قد اختلط قبل موته، وكان يُعرض عليه قبل أن يموت، وكان يقول: لا أجيزها". (تاريخ ابن معين رواية الدوري 5377)
وقد سألتُ شيخي المحدّث العلامة عبد القادر الأرناؤوط رحمه الله في منزله بدمشق سنة 1417 عن قول أبي مُسهر بتمامه: هل يُعَلُّ مع هذا النص باختلاط سعيد؟ فقال: لا.
¥(42/294)
فظهر أن القصة التي فيها ذكْرُ اختلاط سعيد؛ فيها أيضا امتناعُه عن التحديث حالَه، فلم يضر اختلاطُه روايتَه، فمَن أخذَ أولَ القصة وتَرَكَ آخرها فقد حاد عن النهج العلمي.
ثم هَب أن سعيد قد اختلط وحدّث، فمَن رواه عنه (وهو أبومسهر) عالمٌ بالحديث يَقظٌ متثبّت، بل أثبت الشاميين في زمانه عموما، وأثبتهم في سعيد خصوصا، وكان سعيد يقدّمُه ويخصُّه، وقد رفع من أمره وإتقانه جدا الإمامان أحمد وابن معين، ولا سيما الثاني. (انظر ترجمته موسعة في تاريخ دمشق 33/ 421 وتهذيب الكمال 16/ 369)
وأبومسهر عالم باختلاط شيخه، بل إن كشفَه لاختلاط شيخه من تثبّته، فيَبعُد أن يأخذَ عن شيخه ما يُحْذَرُ منه. (وانظر الصحيحة 7/ 690)
وفوق ذلك قال الإمام الألباني رحمه الله (الصحيحة 4/ 616) بعد أن ذكر متابعة أربعة من الثقات لأبي مُسهر: "فهذه خمسة طرق عن سعيد بن عبد العزيز، وكلهم من ثقات الشاميين، ويبعد عادة أن يكونوا جميعا سمعوه منه بعد الاختلاط، وكأنه لذلك لم يُعله الحافظ بالاختلاط".
بقي قولُ أبي حاتم إن عبد الرحمن لم يسمع الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يضر في صحة الحديث، لأن أبا حاتم نفسه قد نص على صُحبة ابن أبي عَميرة كما في الإصابة (6/ 308)، وكما قال ابنُه عبد الرحمن (الجرح والتعديل 5/ 273)، فغاية ما هنالك أن تكون روايته من مراسيل الصحابة، وهي مقبولة محتج بها عند أهل العلم، وأمثلتها كثيرة.
وربما كان كلام أبي حاتم منصبا على قول عبد الرحمن: "سمعت النبي صلى الله عليه وسلم"، فيحكم أبوحاتم أن اللفظة غير محفوظة (قارن بصنيع البخاري في التاريخ 5/ 240)، فربما أخذ الحديث عن صحابي آخر، وهذا لا يؤثر في صحة الحديث، كما يقع في روايات بعض الصحابة رضي الله عنهم جميعا مثل الحسن والحسين وابن عباس لأحاديث لم يُدركوها، وهذه لا تجد أحدا من أهل العلم والفهم يدفعُ صحتَها بدعوى عدم سماعها من النبي صلى الله عليه وسلم.
علما بأنه وقع سماع عبد الرحمن بن أبي عَميرة في هذا الحديث في كثير من مصادره، وفي بعضها التصريح من الراوي عنه بأن عبد الرحمن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وجملة القول أن العلة التي ذكرها أبوحاتم أراها من النوع المسمى: العلة غير القادحة، على أنني أستفيد من كلامه أنْ لو كانت هناك علة للحديث سوى ما قاله لذكرها.
فتبيّن مما سبق أن سائر ما أُعلّ به الحديث ليس بقادح، وأن المحفوظ منه صحيح السند، ورجاله ثقات أثبات، وثبّته جمع من الحفاظ، فالحُكْمُ لهم، والله تعالى أعلم.
تتمة القول في صُحبة عبد الرحمن بن أبي عَميرة:
ذكَره في الصحابة: ربيعة بن يزيد، وابنُ سعد، ودُحيم، وسليمان بن عبد الحميد البهراني، وأحمد، والبخاري، وبقي بن مخلد (مقدمة مُسنده رقم 355)، والترمذي (تسمية الصحابة رقم 388)، وأبوحاتم، وابن السكن (الإصابة)، وابن أبي عاصم، ويعقوب بن سفيان في المعرفة (1/ 287 وانظر 1/ 238)، وأبوالقاسم البغوي في معجم الصحابة (4/ 489)، وابن أبي حاتم (الجرح 5/ 273)، وابن حبان في الثقات (3/ 252)، وأبوبكر بن البرقي في كتاب الصحابة، وأبوالحسن بن سميع في الطبقة الأولى من الصحابة، وأبوبكر عبد الصمد بن سعيد الحمصي في تسمية من نزل حمص من الصحابة، وابن منده، وأبونعيم، والخطيب في تالي تلخيص المتشابه (2/ 539)، وابن عساكر، والنووي في تهذيب الأسماء واللغات (2/ 407)، والمِزّي، والذهبي في تاريخ الإسلام (4/ 309)، وفي التجريد (1/ 353)، وغيرهم.
ولم يخالف في ذلك إلا ابنُ عبد البر ومن تابعه بعده؛ كابن الأثير.
ورَدّ على ابن عبد البر وصحّح صُحبة عبد الرحمن: ابنُ فتحون، وابن حجر في الإصابة (6/ 309)
وانظر تاريخ دمشق لابن عساكر (35/ 231) والإنابة لمغلطاي (2/ 24) والإصابة (6/ 308)
ومما يتصل بترجمة عبد الرحمن بن أبي عَميرة رضي الله عنه:
اختُلف في اسم عبد الرحمن ونسبته، وصوّب أبوحاتم في العلل؛ وغيرُه أن اسمه عبد الرحمن بن أبي عَمِيرة، وضَبَطه ابن ماكولا في الإكمال (6/ 276 و279) بفتح العين، وكسر الميم، وأوسعُ من ترجم له -فيما رأيت- ابنُ عساكر في تاريخه (35/ 231)، وصوّب أنه مُزني، وتبعه المزي وغيره.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
محمد زياد بن عمر التكلة، الرياض 14/ 11/1425
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[26 - 12 - 04, 04:45 م]ـ
جزاك الله خيراً،
وأنا أقول: " اللهم اجْعَلْ الشيخ هادياً مَهْدياً، واهْدِ به".
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 12 - 04, 04:51 م]ـ
ولك بمثل أخي المحب، والله يرفع قدرك في الدارين، ويجعلنا ممن ينصر الله بهم السنة.
وهنا تخريج صنو هذا الحديث في معاوية: "اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب" http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=124246&posted=1#post124246
وهنا بيان بُطلان القصة التي اعتمد عليها أحمد الغماري في اتهام الصحابي الجليل معاوية بشرب الخمر والعياذ بالله: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...4241#post124241
¥(42/295)
ـ[عبدالرحمن برهان]ــــــــ[26 - 12 - 04, 09:39 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة العظيمة عن معاوية رضي الله عنه
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 12 - 04, 10:17 م]ـ
شكرا أخي عبدالرحمن
---------
وهذه تتمة في ما قيل من عدم ثبوت فضائل خاصة بمعاوية رضي الله عنه:
فروى ابن عساكر (59/ 106) وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 24) من طريق أبي عبد الله الحاكم، عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم، قال: سمعت أبي يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل معاوية بن أبي سفيان شيء.
قلت: وعلى هذه العبارة اتكأ غالبُ مَن ردَّ ما ثبت من أحاديث في فضل معاوية رضي الله عنه، وهي عبارةٌ لم تثبت عن الإمام إسحاق؛ المعروف بابن راهُوْيَه، فالراوي عنه: يعقوب بن الفضل ترجمتُه عزيزةٌ جدا، إذ لم يَذكُرْه ابنُ أبي حاتم ولا ابن حِبّان مع استيعابهما، إنما ذكره الخطيب في تاريخه (14/ 286) باقتضاب شديد، وترجمه الذهبي في السير (15/ 453) وتاريخ الإسلام (وفيات 277 ص496)، ولم أجد فيه جرحا ولا تعديلا.
وقال الحافظ ابن عساكر بعد روايته له معقّبا: "وأصحُّ ما رُوي في فضل معاوية حديثُ أبي حمزة عن ابن عباس أنه كاتِبُ النبيِّ [صلى الله عليه وسلم]، فقد أخرجه مسلم في صحيحه، وبعدَه حديثُ العِرباض: اللهم علّمه الكتاب، وبعده حديث ابن أبي عَمِيرة: اللهم اجعله هاديا مهديّا".
فهذا ردٌ منه على الكلام المنسوب لإسحاق، ورأيتُ ابنَ حَجَر الهيتَمي يُشكك في ثبوت التضعيف عن إسحاق، كما في تطهير الجَنان له (ص12)
وربما احتجَّ بعضُهم بقِصةٍ غير صريحة في الباب تُروى عن الإمام النَّسائي رحمه الله من وجوه مختلفة المتن والمكان، انظرها في تهذيب الكمال (1/ 338 - 339) وبغية الراغب المُتَمَنِّي للسخاوي (ص127 - 132 تحقيق العبد اللطيف، ص89 - 93 تحقيق إبراهيم بن زكريا) وتجد هناك توجيه ابن عساكر لها، إضافة إلى ضبط المزّي ومحقق كتابه للفظةٍ في القصة تصحّفت تصحيفا قبيحا؛ اشتُهرت عند من لا يأخذ الأخبار بالتدقيق.
ونقل المزي عن ابن عساكر قوله: "وهذه الحكاية لا تدل على سوء اعتقاد أبي عبد الرحمن [يعني النسائي] في معاوية بن أبي سفيان وإنما تدل على الكف في ذكره بكل حال".
ومما يفيد في فهم قصة النَّسائي قولُ سفيان الثوري: إذا كنتَ في الشام فاذكرْ مناقب علي، وإذا كنتَ بالكوفة فاذكر مناقب أبي بكر وعمر. وقوله: منعتنا الشيعة أن نذكر فضائل علي. (الحلية 7/ 27)
وقول شعبة في بيته بالكوفة: لقد حدثنا الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم بشيءٍ؛ لو حدّثتُكم به لرقصتم! والله لا تسمعونه مني أبدا. (العلل لعبد الله بن أحمد 3/ 354 والحلية 7/ 157 وتاريخ بغداد 9/ 260)
وكلام الأئمة في مثل هذا كثير، وإنما اقتصرت على الثوري وشعبة لإمامتهما، ولأنهما كوفيان.
ويُخالف كلَّ هذا تصحيحُ جَمْعٍ من الحفاظ لأحاديث في فضائل معاوية، وتبويبُ بعضهم لذلك، كالترمذي وغيره، بل وإفرادُ بعضهم لمناقبه.
وأشارَ الحافظُ أبوموسى المَديني لثبوت جُملةٍ من الفضائلِ لمُعاوية رضي الله عنه، فقد أورد حكاية لا تصح عن علي بن الحسين رحمه الله في فضل معاوية، ثم عقَّب قائلا: معاوية رضي الله عنه ذو فضائل جمة، وحال هذا الإسناد لا يخفى على أهل العلم به. (ذِكْرُ الإمام الحافظ أبي عبد الله بن منده ومَن أدركهم من أصحابه أبوعبد الله الحسينُ بن عبد الملك الخلاّل ص102 رقم 71)، فجعل الفضائلَ الجمّةَ مُقابِلَةً للضعيفِ الذي لم يَثبت.
والله تعالى أعلم.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 01 - 05, 10:14 م]ـ
وهنا رابط جديد لمن أراد تحميل دراسة حديثة في أخبار وفضائل معاوية رضي الله عنه، نظرا لتغير الرابط القديم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26037
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[25 - 01 - 05, 12:21 م]ـ
جزاك الله خيراً،
وأنا أقول: " اللهم اجْعَلْ الشيخ محمد زياد هادياً مَهْدياً، واهْدِ به".
ـ[السدوسي]ــــــــ[25 - 01 - 05, 03:15 م]ـ
رفع الله قدرك في الدارين ياأخانا الفاضل محمد بن زياد على هذا التخريج الرائع الذي يحمل في طياته عقيدة صافية إن شاء الله ومنهجا سلفيا نقيا.
وماأحوجنا - أخي الفاضل - إلى هذا التخريج لهذا الحديث دفاعا عن خال المؤمنين رضي الله تعالى عنه وعن أبيه.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 01 - 05, 11:19 ص]ـ
غفر الله لكما وأحسن إليكما، وكتبنا جميعا ممن ينصر السنة قولا وعملا، وأدعوكما وجميع الإخوة إلى الإفادة في الموضوع والاستدراك، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.(42/296)
تخريج موسع لحديث:اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب" في معاوية
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 12 - 04, 04:37 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد ثَبَتَ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم دعا لمعاوية فقال: "اللهمَّ عَلِّمْهُ الكِتابَ والحِسابَ، وقِهِ العَذاب".
والحديث يرويه معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رُهْم، عن العرباض بن سارية قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يَدعو إلى السحور في شهر رمضان: "هَلُمَّ إلى الغَدَاء المبارك"، ثمَّ سمعتُه يقول: "اللهم علِّم معاويةَ الكتابَ والحِساب، وقِهِ العذاب".
والحديث ذكر البزار وابن عدي أنه لا يُروى إلا بهذا الإسناد.
رواه عن معاوية جماعة من الرواة، وهم:
1) عبد الرحمن بن مهدي:
رواه أحمد في المسند (4/ 127) وفضائل الصحابة (1748) -ومن طريقه الخلال في العلل (141) والسنّة (2/ 449) وابن عساكر (59/ 75) وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 271) - ثنا عبدالرحمن بن مهدي.
ورواه ابن جرير (البداية والنهاية 11/ 405) وابن خزيمة (1938) وابن حبان (16/ 192) وحمزة الكِنَاني في جزء البطاقة (11 ذكر الشاهد فقط) -ومن طريقه الرافعي في التدوين (3/ 74) والذهبي في معجم الشيوخ (1/ 152 - 154) والتاج السبكي في معجم الشيوخ (ص441) - والآجري (1911 الشاهد) وأبوالقاسم الكتّاني في حديثه (156/ 1 كما في تخريج الأباطيل) والجورقاني (1/ 190) وابن عساكر في تاريخه (59/ 75 - 76) ومعجم شيوخه (2/ 1041 رقم 1341) من طريق عبد الرحمن به.
2) عبد الله بن صالح أبوصالح:
قال يعقوب بن سفيان في المعرفة (2/ 345): ثنا أبوصالح.
ورواه البغوي في المعجم (5/ 365) والطبراني في الكبير (18/ 251 رقم 628) والشاميين (3/ 169) -وعنه أبونعيم في المعرفة (4/ 2236) وابن عساكر (59/ 76) - والآجري (1913) وعبد العزيز الأزجي في مجلس من الأمالي (مع أمالي ابن بشران 2/ 284) وابن عساكر (59/ 77) وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 272) من طريق عبد الله بن صالح به.
3) قرة بن سليمان:
رواه البزار في مسنده (10/ 138 رقم 4202/ وفي كشف الأستار برقم 2723) من طريقه.
4) أسد بن موسى:
رواه الطبراني في الكبير (18/ 251 رقم 628) وفي الشاميين (3/ 169) -وعنه أبونعيم في المعرفة (2/ 805) - وابن بشران (1/ 55) وابن أبي الصقر في مشيخته (31) وابن عساكر (59/ 76 عنده الشاهد فقط) من طريق أسد بن موسى.
5) بشر بن السري:
رواه البغوي في المعجم (5/ 364) والآجري (1910) وابن عدي (6/ 2402) وابن بطة في الإبانة وابن عساكر (59/ 77) وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 271) من طريق بشر بن السري.
6 - 10) ورواه آدم، ومعن بن عيسى، وزيد بن الحباب، وعبد الله بن وهب، وعافية بن أيوب في آخرين عن معاوية بن صالح به مثله.
علقه عنهم أبونعيم في المعرفة (2/ 805)
11) الليث بن سعد، ويأتي تفصيل روايته.
والحديث عزاه الإمام الألباني (الصحيحة 3227) لأبي موسى المديني في جزء من الأمالي (ق1/ 2) من طريق يونس به.
فأما مَن روى الحديث عن معاوية بدون الشاهد، فَهُم:
12) حماد بن خالد الخياط:
رواه أحمد (4/ 126) ثنا حماد بن خالد الخياط.
ورواه أبوداود (2344) -ومن طريقه أبوبكر الجَصّاص في أحكام القرآن (1/ 270) - وابن بُشران (1/ 54) والمِزِّي في تهذيب الكمال (5/ 231) من طريق حماد به.
- زيد بن الحباب:
قال ابن أبي شيبة (3/ 9) ثنا زيد به.
وقد علَّقه أبونعيم عن زيد بذكر الشاهد كما تقدم.
- عبد الرحمن بن مهدي:
رواه النسائي في الصغرى (4/ 145) والكبرى (2/ 79 العلمية، 3/ 114 الرسالة) -وعنه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (14/ 124) - أخبرني شعيب بن يوسف، ثنا عبد الرحمن بن مهدي.
ورواه ابن خزيمة (1938) ثنا بندار، نا عبد الرحمن.
وابن حبان (8/ 244) من طريق القواريري، نا عبد الرحمن.
والبيهقي (4/ 236) من طريق أحمد، نا عبد الرحمن.
وابن عساكر (54/ 132) والمزي في تهذيب الكمال (32/ 511) من طريق محمد بن عبد المجيد التميمي، ثنا عبد الرحمن.
وابن قتيبة في الغريب (1/ 20) نا خالد بن محمد، نا عبد الرحمن.
سبب ترك بعض الرواة لذِكر معاوية في الحديث:
¥(42/297)
قال الخلال في العلل (141): قال مُهنّا، سألتُ أبا عبد الله [وهو الإمام أحمد بن حنبل] عن حديث معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رُهم، عن العرباض بن سارية، قال: دعانا النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى الغَداء المبارك، وسمعتُه يقول: "اللهم علّمه -يعني معاوية- الكتاب والحساب، وقِهِ العذاب".
فقال: نعم، حدّثناه عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح.
قلتُ: إن الكوفيين لا يذكرون هذا: "علّمه الكتاب والحساب وقِهِ العذاب"، قَطَعوا منه؟
قال أحمد: كان عبد الرحمن لا يذكُره، ولم يذكُرْه إلا فيما بيني وبينَه.
قلت: وهذا نص عزيز، فيه بيان موقف الكوفيين -وأكثرهم شيعة- من التحديث بمثل هذا، وفيه أن الإمام أحمد لمّا سُئل عنه لم يَتكلّم فيه بشيء، وكذا تلميذه مُهنا.
قلتُ: والحديث قد سمعَه كاملا من عبد الرحمن:
1) الإمام أحمد كما تقدم.
2 - 3) يعقوب الدورقي وعبد الله بن هاشم:
كما حدّث عنهما ابن خزيمة (1938) ورواه من طريقه ابن عساكر (59/ 76)
رواه ابن عساكر (59/ 75) من طريق يعقوب.
4) العباس العنبري:
رواه ابن حبان (16/ 191) من طريقه.
5) أحمد الدورقي:
رواه حمزة الكناني في جزء البطاقة (11) والجورقاني (1/ 190) عن أبي يعلى، عن أحمد الدورقي.
ورواه الآجري في الشريعة (1911) عن ابن ناجية، ثنا أحمد الدورقي.
6) عبيد الله بن عمر القواريري.
رواه ابن عساكر (59/ 75) من طريق أبي يعلى في مسنده الكبير عن القواريري.
7) محمد بن عبد المجيد التميمي:
رواه ابن عساكر (59/ 76) من طريقه.
8) أحمد بن سنان:
قال محمد بن مروان السعيدي في كتاب المجالسة -ورواه من طريقه ابن عساكر في معجم شيوخه (2/ 1041 رقم 1341): ثنا أحمد بن سنان.
ورواه ابن حبان (16/ 191) والآجري (1912) من طريق ابن سنان.
ذكر الاختلاف على الليث بن سعد في الإسناد:
قال الحسن بن سفيان (الإصابة 3/ 24 وغيرها) -وعنه ابن بطة، وابن منده (الإنابة لمغلطاي 1/ 138)، وأبونعيم في المعرفة (2/ 804): ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فذكره).
ورواه ابن قانع (1/ 187) ثنا العباس بن حبيب النهرواني، نا قتيبة به.
ورواه ابن منده في المعرفة (الإصابة 3/ 24) من طريق موسى بن هارون عن قتيبة به.
ورواه الحسن بن عرفة في جزئه (36) -وعنه الخلال في السنة (2/ 460) والبغوي في الصحابة (2/ 78) وابن شاهين وابن مندة (الإصابة) واللالكائي (8/ 1441) وابن عساكر (59/ 74) وابن حجر في التهذيب (12/ 141 و142) - عن قتيبة به، وزاد بعد الحارث: "صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم".
قال ابن منده: "هذا وهم من قتيبة أو من الحسن بن عرفة". وقال: "رواه آدم، وأبوصالح، وغيرهما، عن الليث، عن معاوية، عن يونس، عن الحارث، عن أبي رهم، عن العرباض بن سارية، وكذلك رواه عبد الرحمن بن مهدي، وابن وهب، ومعن بن عيسى، في آخرين عن معاوية".
نقله ابن حجر في الإصابة وقال: "قلت: وحديث ابن مهدي في صحيح ابن حبان، وهو الصواب".
وأشار أبونعيم لإعلاله بمخالفته رواية الجماعة.
وقال ابن عساكر: "كذا قال، ولا نعلم للحارث صحبة، وقد أُسقط من إسناده رجلان".
وقال ابن الأثير إن زيادة "وكان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم" وهم (أسد الغابة 1/ 329)، وكذلك نص مغلطاي في الإنابة (1/ 138) وابن حجر في التهذيب.
وقال الذهبي في معجم الشيوخ (1/ 154): "كذا قال، وهذا خطأ".
وقال في تاريخ الإسلام (4/ 309): "وقد وهم فيه قتيبة، وأسقط منه أبا رُهم والعرباض".
وقال ابن حجر: "أعضل قتيبة هذا الحديث". (التهذيب)
فهذه أقوال الحفاظ في هذه الرواية، ومؤدّاها أن قتيبة وهم في الإسناد وقصّر فيه فأعضله، وأن الرواة غيره عن الليث جَوَّدُوه، وقد تابع الليثَ عن معاوية مجوَّدا أكثرُ من عشرة رواة كما تقدم.
وصوّب ابن منده، وأبونعيم، وابن عساكر (59/ 75)، والذهبي، وابن حجر رواية الجماعة كما تقدم.
بيان رجال الإسناد:
معاوية بن صالح: ثقة واسع الرواية. (تهذيب الكمال 28/ 186) قلت: وهو في طبقة من يُقبل تفرده، وقد أخرج له مسلم وغيره من أهل الصحاح أحاديث تفرد بروايتها.
¥(42/298)
يونس بن سيف: وثقه ابن حبان (الثقات 5/ 550 و555 ومعرفة التابعين من الثقات للذهبي 4196)، والدارقطني (سؤالات البرقاني 564)، وقال البزار: "صالح الحديث، وقد رُوي عنه"، وقال ابن سعد: "كان معروفا له أحاديث". (الطبقات 7/ 458)، وروى عنه جمع من الثقات.
قلت: فقول ابن حجر رحمه الله في التقريب: "مقبول" قليل في حقه.
تنبيه: وقع في مطبوع كشف الأستار في زوائد البزار: "قال البزار: يونس والحارث لا أعرفهما"، واعتمد على هذا الكلام بعض من ضعّف الحديث، وهذا خطأ ليس من كلام البزار، إنما كلامه كما في مسنده (ق219 الكَتّانية): "وحديث العرباض فيه علتان: إحداهما: الحارث بن زياد، ولا نعلم كبير أحد روى عنه، ويونس بن سيف صالح الحديث، وقد رُوي عنه".
وهذا ما نقله مغلطاي وابن حجر من كلام البزار، نبّه على كلام البزار محقِّقُ مشيخة ابن أبي الصقر (ص99 - 100)، ثم طبع مسند البزار الأصل (10/ 139)، وفيه التصويب المذكور.
وقد قال الهيثمي في مقدمة كشف الأستار (1/ 6) قائلا: "إذا تكلم [يعني البزار] على حديث بجرح بعض رواته أو تعديل بحيث طوَّلَ: اختصرتُ كلامه، من غير إخلال بمعنى، وربما ذكرته بتمامه إذا كان مختصرا".
قلت: لكني رأيتُ عشرات المواضع أحال فيها الهيثمي معنى كلام البزار، مثل قوله (3/ 166): "قال البزار: وأحاديث النضر لا نعلم أحدا شاركه فيها"، بينما عبارة البزار في المسند الأصل (9/ 457 رقم 4070): "وهذه الأحاديث التي رواها النضر بن محمد عن عكرمة لا نعلم أحدا شاركه فيها عن عكرمة". قالها بعد أن ساق خمسة أحاديث فقط من رواية النضر عن عكرمة بن عمار، وهو مكثر جدا عن عكرمة، فلا يُستغرب انفراده عنه ببضعة أحاديث، أما عبارة الهيثمي فمعناها يُسقط روايات النضر عن شيخه كلها!
فليكن هذا في ذهن الباحث عند وقوع الإشكالات ومخالفة المسند الأصل، ولا سيما أن طبعة كشف الأستار رديئة.
الحارث بن زياد: ترجمه مغطاي في الإكمال (3/ 290) فقال: إن ابن خزيمة وابن حبان أخرجا له في الصحيح، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين [4/ 133]، قال: روى عن أبي رُهم، وأدرك أبا أمامة، وقال البزار: لا نعلم كبير أحد روى عنه، وقال أبوالحسن القطان: حديثه حسن. ثم بالغ مغلطاي بالرد على قول الذهبي في الميزان والمغني: "إنه مجهول"، وقال: إن ذلك قولٌ لم يُسبق إليه. ا. هـ.
قلتُ: وكذلك تعقب الذهبيَّ ابنُ حجر في التهذيب (2/ 142) وقال: قال أبوعمر بن عبد البر في صاحب هذه الترجمة: "مجهول، وحديثه منكر".
قلتُ: سبقه بهذه العبارة المنذريُّ في الترغيب (2/ 79 رقم 1578 ط. ابن كثير)، وفي دقة هذا النقل نظر، فالذي قاله ابن عبد البر في الاستيعاب: "إن الحارث بن زياد مجهول، لا يُعرف بغير هذا الحديث"، ولم أجد له كلاما آخر عليه، سواء في الاستغناء أو غيره، وبين العبارتين فرقٌ بيّن.
ثم وجدتُ المنذريَّ نفسَهُ ينقل عن ابن عبد البر عبارةً مختلفة وهي: "ضعيف مجهول، يروي عن أبي رُهم السماعي، حديثه منكر". (مختصر سنن أبي داود 3/ 230)
قلت: فأخشى أن يكون المنذري قد تصرف في كلام ابن عبد البر، فأدّى معنى زائدا -ولا سيما أنه أملى الترغيب من حفظه، فتعقّبه مَن تعقّب، كالبرهان الناجي- وبواسطته نقل ابن حجر، فعندي أمثلة على مثل هذا، والعلم عند الله.
قلت: وقُد ذُكر الحارث في الصحابة، وتقدّم أن ذلك لا يصح.
ومما يرفع من حال الحارث بن زياد الشامي أنه وردت روايات عن الرافضة في لعنه! كما في طرائف المقال للبروجردي (ص426) وجامع الرواة للأردبيلي (1/ 173)
أبو رُهم: هو أحزاب بن أَسِيد السَّمَعي، ويقال: السَّماعي، مُختَلَف في صُحبته، ذكره العجلي وابن حبان وابن خلفون في الثقات (الإكمال لمغلطاي 2/ 15)، وروى عنه جمع من الثقات (تهذيب الكمال 2/ 281)، وقال ابن حجر: ثقة. (التقريب)
الحكم على الإسناد: مقاربٌ رجالُه ثقات، إلا أن الحارث بن زياد تابعيٌ مستور.
أقوال الحفاظ في الحديث:
قد تقدّم كلام البزار آنفا، وذكره ابن عدي ضمن إفرادات معاوية بن صالح، ولم يتكلم عليه، وهذا يحتملُ استنكارَه للحديث، وقال ابن عبد البر بعد ذِكْره: "إلا أن الحارث بن زياد مجهول لا يُعرف بغير هذا الحديث"، وزاد المنذري وابن حجر عنه: "وحديثه منكر"، وتقدم مناقشة هذه الزيادة.
¥(42/299)
وقال ابنُ الجوزي في العلل المتناهية إنه لا يَصح، وأعلَّه بضعف معاويةَ بن صالح، وعبدَ الله بن صالح.
قلت: لأن ابن الجوزي ساق بإسناده متابعةَ عبدِ الله بن صالح لمعاوية، وليس ذلك بشيء، فإنما سقط من إسناده شيخُ عبد الله، وهو معاوية بن صالح نفسُه، وأما طريقة إعلاله بمعاوية بن صالح فلا تستقيم أيضا، إذ اقتصر على تجريح أبي حاتم له، وسكت عن توثيق باقي الحفاظ له! وقد عِيبَ هذا الصنيعُ على ابن الجوزي رحمه الله في كتاب الموضوعات، ثم قد رواه عن معاوية جمعٌ من كبار الحفاظ من عدة بلدان مثل: عبد الرحمن بن مهدي، والليث بن سعد، وعبد الله بن وهب، ولم يتكلموا في الحديث.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: (9/ 356): "فيه الحارث بن زياد، ولم أجد من وثقه، ولم يرو عنه غير يونس بن سيف، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف".
وفي المقابل: فالحديث لما سُئل عنه الإمام أحمد لم يضعّفه كما في علل الخلال، وصحّحه ابن خزيمة، وابن حبان، وابن عساكر في تاريخه (59/ 106)، وابن كثير في البداية والنهاية (11/ 409)، وقال الجورقاني: "هذا حديث مشهور، رواه عن معاوية بن صالح جماعةٌ، منهم: بشر بن السري، والليث بن سعد، وعبد الله بن صالح، وأسد بن موسى، وغيرهم"، وأخرجه ضمن الأحاديث الضدّية للأباطيل والمناكير، وقال ابن عساكر: حسن غريب. (معجم الشيوخ 2/ 1041 رقم 1341)، وحسّنه ابنُ القطّان. (الإكمال لمغلطاي 3/ 290)، وقوّاه الذهبي بشاهده. (السير 3/ 124)، وقال ابن حجر في الإصابة بعد ذكر الاختلاف على معاويةَ مُرَجِّحا ومُقراً: "قلتُ: وحديثُ ابن مهدي في صحيح ابن حبان"، وأفاض الإمام الألباني في تخريجه وانتهى إلى صحة الحديث. (الصحيحة 3227)
لطيفة: ويُمكن زيادة المثبتين للحديث بما نقله ابنُ أبي يَعلَى الفَرّاء في ترجمة أبي حفص عمر بن إبراهيم العُكبري (3/ 294 العثيمين) إذ قال: "قال أبوحفص: سألني سائلٌ عن رجلٍ حَلَفَ بالطلاق الثلاث إنَّ معاويةَ رحمه الله في الجنّة، فأجبتُه: إنّ زوجتُه لم تطلُق، فليُقِم على نكاحه، وذَكَرتُ له أن أبا بكر محمد بن عَسْكَر سُئل عن هذه المسألة بعَينها؛ فأجابَ بهذا الجواب.
قال: وسُئل شيخُنا ابنُ بطّة عن هذه المسألة بحَضْرَتي، فأظُنُّه ذكَر جَوابَ محمد بن عسكر فيها.
وسمعتُ الشيخَ ابنَ بطةَ يقول: سمعتُ أبا بكرَ بنَ أيوب يقول: سمعتُ إبراهيم الحَربيَّ -وسُئلَ عن هذه المسألة- فقال: لَم تَطلُق زوجتُه، فليُقِم على نكاحِه.
قال: والدليلُ على ذلك: ما روى العِرباضُ بن سارية، أنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلَّم يقولُ لمُعاوية بن أبي سفيان: (اللهم علّمهُ الكتاب والحساب، وقِهِ العذاب).
فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم مُجاب الدعاء، فإذا وُقيَ من العذاب فهو من أهل الجنة .. الخ".
قلتُ: والقائل "والدليل على ذلك" أُراه أبا حفص العكبري، والله أعلم.
طرق أخرى للحديث:
حديث عبد الرحمن بن أبي عَمِيرة رضي الله عنه:
روى الطبراني في الشاميين (1/ 190) -ومن طريقه ابن عساكر (35/ 230 و59/ 80) والذهبي في السير (8/ 34): ثنا أبوزرعة، وأحمد بن محمد بن يحيى الدمشقيان، قالا: ثنا أبومسهر، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية: "اللهم علمه الكتاب والحساب، وقه العذاب"
وروى بعده عن أبي زرعة بنفس السند حديث ابن أبي عميرة الصواب.
وعلّقه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 327) عن أبي مسهر به، بالمتن السابق، ثم أخرجه متصلا بالمتن الآخر "الله اجعله هاديا مهديا".
قال ابن عساكر إن هذا الوجه غريب، وأتبعه بتخريج الروايات عن سعيد بن عبد العزيز بمتن: "اللهم اجعله هاديا".
وأعله الذهبي في معجم الشيوخ (1/ 155)، وقال إن رواية الترمذي لهذا السند بمتن "اللهم اجعله هاديا" أصح، لرواية جماعة من الرواة.
لأن غالب الرواة عن أبي مُسهر (وهُم: يحيى بن معين، ومحمد بن يحيى الذهلي، وابن سعد، ومحمد بن عوف، ومحمد بن سهل بن عسكر، ومحمد بن رزق الله الكلوذاني، والترقفي، ومحمد بن المغيرة، وأبوزرعة الدمشقي في رواية، والبخاري معلقا)، ومَن تابَعه عن سعيد: يروون بهذا السند المتن الثاني "اللهم اجعله هاديا"، وهو الذي وصله البخاري.
¥(42/300)
فأما صنيع البخاري فأفهمُ منه أنه أعلَّ الروايةَ المعلقةَ بالمتصلة، يؤيدُه روايةُ الأكثرية عن أبي مُسهر، ومُتابعةُ جمعٍ له على الوجه الموصول، كما بيّن ابن عساكر والذهبي، والله أعلم.
فهذا الإسناد لمتن "اللهم علمه الكتاب" وهمٌ بلا شك، وقد ذكر البزار أن الحديث المذكور لا يُروى إلا بالإسناد المشهور عن معاوية بن صالح.
حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
رواه ابن عدي (5/ 1810) وأبوالقاسم عبد العزيز الأزجي في مجلس من أماليه (مع أمالي ابن بشران 2/ 286 رقم 1522) وابن عساكر (59/ 78) وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 271) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الجُمَحي، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعا بمثله.
قال ابن عساكر إنه وجهٌ ضعيف، وأعلّه ابن الجوزي -تبعا لابن عدي- بالجمحي.
قلت: تعقّبَ الذهبيُّ في الميزان (3/ 47) بأن عثمان بن عبد الرحمن هذا هو الوَقّاصي القرشي لا الجمحي، والوقاصي أشد ضعفا من الجمحي، فهو متروك.
ووقعت نسبتُه على الصواب فيما رواه ابن البَخْتَري في المنتقى من السادس عشر من حديثه (رقم 85 وهو في مجموع مصنفات ابن البختري ص467) من طريق عثمان بن عبد الرحمن القرشي، عن عطاء، عن ابن عباس به.
فهذا السند ضعيف جدا.
حديث مَسْلَمة بن مُخَلَّد رضي الله عنه:
رواه ابن بطة (تلخيص الذهبي 223) ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 272) من طريق أبي سلمة موسى التَّبُوذَكي.
ورواه الطبراني في الكبير (19/ 439 رقم 1065) والآجري في الشريعة (1919) وابن بطة وابن الجوزي من طريق الحسن بن موسى الأشيب.
ورواه البغوي في معجم الصحابة (5/ 365) والطبراني (19/ 438 رقم 1066) والآجري (1918) من طرق عن سليمان بن حرب.
ثلاثتهم عن أبي هِلال محمد بن سُلَيم الرَّاسِبي، نا جَبَلَة بن عَطية الفلسطيني، عن مَسْلَمة بن مُخَلَّد مرفوعا بلفظ: "اللهم علّمه الكتاب، ومكّن له في البلاد، وقه العذاب".
وعلّقه ابنُ عبد الحكم مِن حديث أهل البصرة عن أبي هلال به. (فتوح مصر ص267)
قلت: قد اضطَرَب أبوهلال في الإسناد:
فقال ابن سعد (1/ 108 تحقيق السلومي) -ورواه من طريقه ابن عساكر (59/ 78): أخبرنا سليمان بن حرب والحسن بن موسى، قالا: حدثنا أبوهلال محمد بن سليم، قال: حدثنا جبلة بن عطية، عن مسلمة بن مخلد.
قال الحسن بن موسى الأشيب: قال أبوهلال: أو عن رجل عن مسلمة بن مخلد.
وقال سليمان بن حرب: أو حدّثه مسلمةُ عن رجل، أنه رأى معاوية يأكل، فقال لعمرو بن العاص: إن ابن عمّك هذا لمِخْضَد، ثم قال: أما إني أقول هذا، وقد سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: (فذكره)
وقال الإمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 915) وابن قُتَيبة في الغريب (1/ 394): حدثنا الحسن بن موسى، ثنا أبوهلال، ثنا جبلة بن عطية، عن مسلمة بن مخلد -أو عن رجل عن مسلمة بن مخلد- به.
ورواه الخلال في السنة (2/ 451) من طريق سليمان بن حرب، ثنا أبوهلال، عن جبلة، عن مسلمة، أو حدثه مسلمة عن رجل.
ورواه ابن عساكر (59/ 78) من طريق ابن أبي خيثمة، نا أبي سلمة موسى بن إسماعيل، نا أبوهلال الراسبي، نا جبلة، عن رجل من الأنصار، عن مسلمة به.
وهذا الحديث أعلّه ابن الجوزي بضعف أبي هلال.
وقال الذهبي في التلخيص: لم يصح.
وقال في ترجمة جبلة بن عطية من الميزان (1/ 389): "لا يُعرف، والخبر منكر بمرة، وهو من طريق ثِقَتَين عن أبي هلال محمد بن سليم، قال حدثنا جبلة، عن رجل، عن مسلمة .. " (فذكر الحديث)
وتعقبّه ابن حجر في اللسان (2/ 96) قائلا: "لعلّ الآفة فيه من الرجل المجهول .. "، ثم نقل توثيق جبلة.
وقال قَبلَهُما ابنُ عبد الحكم: "وربما أدخلَ بعضُ المحدّثين بينَ جبلة بن عَطيّة وبين مَسلمة رجلا".
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 109) بعد أن عزاه للطبراني: "وجبلة لم يسمع من مسلمة، فهو مرسل، ورجاله وُثِّقوا، وفيهم خلاف".
قلت: أبوهلال فيه ضعفٌ (تهذيب الكمال 25/ 292)، وقد اضطربَ فيه كما تَقدم، وجبلة ثقة (تهذيب الكمال 4/ 500)، ولكن عدّه ابن حبان من أتباع التابعين، وذكر له المزي ثلاثة شيوخ، كلهم من التابعين، فيظهر لي أن الأقرب من الأوجه رواية أبي هلال، عن جبلة، عن رجل، عن مسلمة.
وهذا سند ضعيف، وتقدم تضعيف الحفاظ لهذه الرواية عموما، إلا أنَّ لفظة: "ومَكِّن له في البلاد" -من حيث الصنعة الحديثية- منكرةٌ لا شاهد لها.
¥(42/301)
حديث أبي هريرة:
رواه ابن بطة، ومن طريقه ابن الجوزي (1/ 273) من طريق محمد بن يزيد العابد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعا مثله مع زيادة.
وأعله ابن الجوزي بجهالة ابن يزيد، وقال الذهبي إن خبره موضوع، وهو آفَتُه (الميزان 4/ 68)، وقال إن حديثه كذب. (المغني 2/ 644)
ولكن جاء أحد الكذابين فوضع له إسنادا نظيفا!
فرواه ابن عساكر (59/ 88) من طريق إسحاق بن محمد السوسي، نا محمد بن الحسن، نا ابن ديزيل، نا آدم بن أبي إياس، عن شعبة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعا، وفيه زيادات باطلة.
قال ابن حجر في ترجمة إسحاق من اللسان (1/ 374): "ذاك الجاهل الذي أتى بالموضوعات السمجة في فضائل معاوية، رواها عبيد الله بن محمد بن أحمد السقطي عنه، فهو المتهم بها، أو شيوخُه المجهولون".
وقال الذهبي في ترجمة شيخه في الميزان (3/ 516): "روى عنه محمد بن إسحاق السوسي أحاديث مختلَقة في فضل معاوية، ولعله النقاش صاحب التفسير، فإنه كذاب، أو هو آخر من الدجاجلة".
قلت: فالحديث باطل من طريقَيه عن أبي هريرة.
الطرق المرسلة:
رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 913) بسند صحيح عن شُريح بن عُبيد مرسلا.
وقال الألباني: "وهذا إسناد شامي مرسل صحيح، رجاله ثقات".
ورواه الحسن بن عرفة في جزئه (66) ومن طريقه ابن عساكر (59/ 79) بسند صحيح عن حَرِيز بن عثمان الرَّحَبي مرسلا.
وقال الألباني: "وهذا أيضا إسناد شامي مرسل صحيح".
ورواه ابن عساكر (59/ 85) بسند صحيح عن يُونُس بن مَيْسَرة بن حَلْبَس مرسلا.
ورواه ابن عساكر (59/ 79) من طريق الزُّهري مرسلا.
وفي سنده أبان بن عَنْبَسة القرشي: ذكره ابن أبي حاتم (2/ 300) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
ورواه البلاذري في أنساب الأشراف (4/ 145 العظم) وابن عساكر (59/ 79) من طريق شَبَابة بن سَوَّار، ثنا يوسُف بن زياد التَّيْمي، عن محمد بن شُعيب، عن عُروة بن رُوَيْم اللَّخْمي مرسلا.
ورجاله ثقات، إلا أن يوسف التيمي لم أتبيّنه الآن.
ورواه ابن بطة ومن طريقه الخطيب في تلخيص المتشابه (1/ 405) من طريق داود بن المحبر، نا الحسن بن أبي جعفر العتكي، عن ليث، عن مجاهد مرسلا محل الشاهد.
وسنده موضوع.
خلاصة الحكم على الحديث:
جاء الحديث من مُسند العِرباض بن سَارِيَة، والحارث بن زياد، وعبد الرحمن بن أبي عَمِيرة، وابن عباس، ومَسْلَمة بن مُخَلَّد، وأبي هريرة، ومن مراسيل شُريح بن عُبيد، ويونُس بن مَيسرة بن حَلْبَس، وحَريز الرَّحَبي، والزهري، وعقبة بن رويم، ومجاهد.
وتبيّن أن جميع الطرق المرفوعة إما أنها ترجع لحديث العرباض (طريق الحارث بن زياد، وابن أبي عَميرة)، أو أنها لا تدخل في الاعتبار أصلا (حديث ابن عباس، وحديث أبي هريرة، وحديث مسلمة عَلَى الأقرب).
وتبيّن أن حديث معاوية مرفوعا سندُه مُقاربٌ بذاته، وثبّته أكثرُ مَن تكلَّم على الحديثِ مِنَ الحفّاظ فيما وَقَفْت.
وتبيّن أن مراسيل شُريح، ويونُس، وحَريز صحيحةٌ إلى أصحابها، فهي تشهد للمرفوع إن شاء الله، وبذلك تطمئن النفس لتقوية الحديث.
هذا ما انتهى إليه بحثي، والله تعالى أعلم بالصواب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
محمد زياد بن عمر التكلة، الرياض 14/ 11/1425
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[26 - 12 - 04, 04:43 م]ـ
جزاك الله خيراً،
وأنا أقول: " اللهم علِّم الشيخ محمد الكتابَ والحِساب، وقِهِ العذاب".
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 12 - 04, 04:49 م]ـ
يغفر الله لك أخي المحب .. وإياك، جعلنا الله معا يوم القيامة إخوانا على سرر متقابلين
وهنا تخريج صنو هذا الحديث في معاوية: "اللهم اجعله هاديا مهديا، واهده واهد به" http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25048
وهنا بيان بُطلان القصة التي اعتمد عليها أحمد الغماري في اتهام الصحابي الجليل معاوية بشرب الخمر والعياذ بالله: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=124241#post124241(42/302)
التَّقَصِى الْمَأمول لِرُوَاةِ ((حَدِيثِ النزُول))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 12 - 04, 06:51 م]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه. الواقى من اتقاه. والصلاة والسلام الأوفيان على أكمل خلق الله وبعد ..
قال إمام المحدثين فى ((أبواب التهجد بالليل)):
بَاب الدُّعَاءِ فِي الصَّلاةِ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ وَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ((كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ .. مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ .. مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ)).
وقال الإمام مسلم فى ((كتاب صلاة المسافرين)) (758): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ .. وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ .. وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ)).
قلت: الروايات عن مالك لهذا الحديث هى أصحُّ ما فى هذا المعنى، وقد رواه أكثر رواة الموطأ بهذا الإسناد ((عَنْ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ))، وأَحْسِبُ إذ أخرجه إمام دار الهجرة: مالك بن أنس الأصبحى فى ((موطئه)) أن أكثر رواة الموطأ قد رواه عنه، إلا أن بعضهم خالف على إسناده خلافاً يسيراً، كما سنذكره.
ولا أعلم أحداً استوفى ذكر رواته ومصادر مروياتهم، إلا أن الإمام أبا الحسن الدارقطنى أخرجه فى ((كتاب النزول)) من رواية سبعةٍ من الأئمة، فقال كما فى ((التعليق المأمول على كتاب النزول)) (أرقام 23: 41. بترقيمى)):
(32) حَدَّثَنَا أبو بكر النيسابورى قال: ثنا يونس بن عبد الأعلى قال: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِى مَالِكٌ (ح)
(33) وَحَدَّثَنَا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر بالبصرة قال: ثنا محمد بن محمد بن خلاد قال: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى ثَنَا مَالِكٌ (ح)
(34) وَأَخْبَرَنَا أبو محمد بن صاعد عن موسى بن أبى خزيمة ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ (ح)
(35) وَحَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن جعفر الجوزى قال: ثنا إبراهيم بن إسحاق السراج (ح)
(36) وَحَدَّثَنَا عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدى بالله قال: ثنا على بن الحسين بن مهران النيسابورى، قالا: ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قال: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ (ح)
(37) وَأَخْبَرَنَا أبو محمد بن صاعد ثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه وأحمد بن منصور قالا: ثَنَا الْقَعْنَبِىُّ عَنْ مَالِكٍ (ح)
(38) وَحَدَّثَنَا عثمان بن أحمد الدقاق وأحمد بن محمد بن زياد قالا: ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ (ح)
(39) وَحَدَّثَنَا محمد بن على بن إسماعيل الأيلى ثنا عبيد الله بن محمد بن إبراهيم الصنعانى قال: أنبأ مسلمة أبو قدامة ثنا يَحْيَى بْنُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: أَخْبَرَنِى أَبِى (ح)
(40) وَحَدَّثَنَا الحسن بن رشيق بمصر ثنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ثَنَا مَالِكٌ (ح)
(41) وحدثنا الحسن بن على بن داود الطراز بمصر ثنا أحمد بن يحيى بن جرير ثنا الحارث بن مسكين ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ ثَنَا مَالِكٌ، ثم قَالُوا: عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ وَأَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
¥(42/303)
وَقَالَ ابْنُ الطَّبَّاعِ وَالْقَعْنَبِىُّ وَيَحْيَى بْنُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أن رسولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يَنْزِلُ ربّنَا عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ)).
هذا لفظ ابن وهب، وقال الباقون ((مَنْ مَنْ)) بغير واوٍ.
قلت: فهؤلاء سبعةٌ من رواته عَنْ مَالِكٍ:
(1) عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِىُّ
(2) عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِىُّ
(3) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ الْمِصْرِىُّ
(4) مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ
(5) يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ الْمِصْرِىُّ
(6) يَحْيَى بْنُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ
(7) يَحْيَى بْنُ يَحْيَى النيسابورى
ومن الزوائد:
(8) أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ أبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِىُّ. أخرجه ابن حبان كما فى الإحسان (920)
(9) إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى بْنِ نَجِيحٍ الطَّبَّاعُ. أخرجه أحمد (2/ 487)
(10) إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَوِيسِىُّ. أخرجه البخارى (4/ 296. سندى) و ((الأدب المفرد)) (753)
(11) جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ بْنِ عُبِيدٍ. ابن أبى عاصم ((السنة)) (492)، وأبو نعيم ((المستخرج)) (2/ 352/1723)
(12) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ. أخرجه أحمد (2/ 487)
(13) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَوِيسِىُّ. أخرجه البخارى (4/ 101. سندى)
(14) قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْقَعْنَبِىُّ. أخرجه أبو نعيم ((المستخرج)) (2/ 352/1723)
(15) مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِىُّ. أخرجه عبد الله بن أحمد ((السنة)) (1102)
[تنبيه وإيضاح] ومن رواة الموطأ من يرويه ((عَنْ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ))، فلا يذكر أبا سلمة، وهم: رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِيسِىُّ، وَعَلِىُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوىُّ، وبِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِىُّ.
فقد أخرجه أبو نعيم ((المسند المستخرج)) (2/ 352/1722) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن جعفر ثنا محمد بن يونس ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ (ح) وثنا محمد بن بدر وسليمان بن أحمد قالا ثنا بكر بن سهل ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ (ح) وثنا أحمد بن يوسف ثنا محمد بن غالب ثنا التنيسى (ح) وثنا سليمان بن أحمد إملاء وقراءة ثنا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالُوا: ثَنَا مَالِكٌ عَنْ الزُّهْرِىِّ عَنْ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا كَانَ نِصْفُ اللِّيْلِ يَنْزِلُ الله تَعَالَى إِلَى سَّمَاءِ الدُّنْيَا، فيقولُ: هَلْ مِنْ دَاعٍ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ))، واللفظ لروح، لم يذكر واحد منهم أبا سلمة، وقالوا ((حِينِ يَبْقَى ثُلُثُ اللِّيْلِ اِلآخِرِ)).
وأخرجه اللالكائى ((أصول الاعتقاد)) (744) قال: أخبرنا محمد بن الحسين الفارسى نا أحمد بن سعيد الثقفى ثنا محمد بن يحيي الذهلى قال: ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ ثَنَا مَالِكٌ به بنحو حديثهم.
ورغبةً فى تقصى رواته، فمن كان عنده مزيد علمٍ، فليشاركنا هاهنا، مع بيان مصدره.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً.(42/304)
تقصى الأثرِ لِرُوَاةِ ((إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 12 - 04, 01:11 م]ـ
الحمد لله الآمر بالعدل والإحسان. الناهى عن البغى والظلم والعدوان. والصلاة والسلام الأوفيان على محمَّدٍ أتقى وأعدل بنى الإنسان. وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان. وبعد ..
قال إمام المحدِّثين فى ((كتاب اللِّبِاسِ)) (5924): حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ فِي دَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحُكُّ رَأْسَهُ بِالْمِدْرَى، فَقَالَ: ((لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْظُرُ، لَطَعَنْتُ بِهَا فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ مِنْ قِبَلِ الأَبْصَارِ)).
وفى ((كتاب الاسْتِئْذَانِ)) (6241): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ الزُّهْرِيُّ حَفِظْتُهُ كَمَا أَنَّكَ هَا هُنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: اِطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ جُحْرٍ فِي حُجَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرىً يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُ، لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ)).
وفى ((كتاب الدِّيَاتِ)) (6901): حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَجُلاً اِطَّلَعَ فِي جُحْرٍ فِي بَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرىً يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْتَظِرُنِي، لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنَيْكَ))، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ مِنْ قِبَلِ الْبَصَرِ)).
وقال الإمام مسلم فى ((كتاب الآدَابِ)) (2156): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ قَالا أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى ح وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ فِي جُحْرٍ فِي بَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرًى يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْتَظِرُنِي، لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ))، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ)).
وحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ الأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ فِي بَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرىً يُرَجِّلُ بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُ طَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جَعَلَ اللهُ الإِذْنَ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ)).
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالُوا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ح وحَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ كِلاهُمَا عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ حَدِيثِ اللَّيْثِ وَيُونُسَ.
¥(42/305)
قلت: فهذا الحديث ((إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ)) من مشهور حديث الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ، وقد أخرجاه فى ((الصحيحين)) من رواية أثبات أصحابه ومشاهيرهم: سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، واللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، ومُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، ومَعْمَرٍ، ويُونُسَ بنِ يَزِيدَ.
ولستُ أعلم أحداً استوفى رواته عَنْ الزُّهْرِيِّ كاستيفاء أبى القاسم الطبرانى، فقد أخرجه فى ((المعجم الكبير)) من رواية أربعة عشر راوياً، على هذا النسق:
(5660) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمِ الدَّبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سُتْرَةِ الْحُجْرَةِ، وفي يَدِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرًى، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ هَذَا يَنْظُرُنِي حَتَّى آتِيَهُ، لَطَعَنْتُ بِالْمِدْرَى فِي عَيْنِهِ، وَهَلْ جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ إلا مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ)).
(5661) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِىُّ ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أخبره: أَنَّ رَجُلاً اِطَّلَعَ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْحُجْرَةِ، وفي يَدِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرًى، فَقَالَ: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ هَذَا يَنْظُرُنِي حَتَّى آتِيَهُ، لَطَعَنْتُ بِالْمِدْرَى فِي عَيْنِيْهِ، وَهَلْ جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ إلا مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ)).
(5662) حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ ثَنَا شُعِيبُ بْنُ يَحْيَى عَنْ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ح وَحَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ شُعِيبٍ الأَزْدِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ أنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبره: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ فِي بَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرىً يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فلما رآه رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْتَظِرُنِي لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ قِبَلِ الْبَصَرِ)).
(5663) حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ح وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالا ثَنَا سُفْيَانَ ثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: اطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ حُجْرَةِ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرىً يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فقال: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْتَظِرُنِي أَطْعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ)).
(5664) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنِي أَبِي يعنى إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلٍ عن النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ.
(5665) حَدَّثَنَا أبُو شُعِيبٍ الْحَرَّانِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ البَابُلْتِيُّ ثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ فِى جُحْرٍ فِي بَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحُكُّ رَأْسَهُ بِمِدْرَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْتَظِرُنِي لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ)).
¥(42/306)
(5666) حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَفَّافُ الْمِصْرِيُّ ثَنَا أَحْمَدَ بْنُ صَالِحٍ ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أنَّ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ الساعدي أخبره: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ فِى جُحْرٍ فِي بَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرىً يُرَجِّلُ أَوْ يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْتَظِرُنِي، لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ مِنْ قِبَلِ الْبَصَرِ)).
(5667) حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ ثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ أنَا خَالِدٌ يعنى الطَّحَّانَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ فِى جُحْرٍ فِي بَابِ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرَىً يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ النَّبىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْتَظِرُنِي، لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ السِّتْرُ لِلإِذْنِ أو قَالَ: مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ)).
(5668) حَدَّثَنَا القَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَا وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ الأَصْبَهَانِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا عَمِّي يَحْيَى بْنُ عِيسَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قال: بَيْنَمَا النَّبىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُجْرَتِهِ مَعَهُ مِدْرىً يُسَرِّحُ بِهِ لِحْيَتَهُ، إِذْ جَاءَ إِنْسَانٌ فَاطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ فِي حُجْرَتِهِ، فَأَبْصَرَهُ النَّبىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: ((لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْتَظِرُنِي، لَفَقَأْتُ بِهَذَا الْمِدْرَى عَيْنَكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ مِنْ قِبَلِ الْبَصَرِ)). قال: أَبُو سَلَمَةَ هذا روى عنه سُفْيَانُ هو مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ.
(5669) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ الْبَغَوْيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ثَنَا أبُو دَاوُدَ ثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ إِلَى النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرَىً يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فقال: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُ، لَقُمْتُ حَتَّى أَطْعَنُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ مِنْ قِبَلِ الْبَصَرِ)).
(5670) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رِشْدِينَ الْمِصْرِيُّ ثَنَا زَكَرِيَا بْنُ يَحْيَى كَاتِبُ الْعُمَرِيِّ ثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: اِطَّلَعَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، وَفِي يَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُودٌ أو مِدْرَىً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُنِى، لَفَقَأْتُ عَيْنَكَ)).
(5671) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ حُمِيدٍ الْبَزَّازُ ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أن سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ أَخْبِرِهُ: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ فى بَابِ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ النبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرَىً يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تُبْصِرُنِى، لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ قِبَلِ الْبَصَرِ)).
¥(42/307)
(5672) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَةَ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ عن عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ يَنْظُرُ فِي بَيْتِهِ، وَفِي يَدِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرَىً يُرَجِّلُ بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تُبْصِرُنِى، لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ)).
(5673) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِى الطَّاهِرِ بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُزِيزٍ الأَيْلِيُّ ثَنَا سَلامَةُ بْنُ رَوْحٍ عَنْ عُقِيلِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ ابْنِ شِهِابٍ أَخْبَرَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ فِى بَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرَىً يُرَجِّلُ بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُنِي، لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ مِنْ قِبَلِ الْبَصَرِ)).
ثم زاد أبو القاسم فى ((أوسطه)) (8/ 196) اثنين من رواته عَنْ الزُّهْرِيِّ، فقال:
(8385) حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ وَعَبْدِ اللهِ بنِ زِيَادِ بنِ سَمْعَانَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ حدثني سهل بن سعد الأنصاري: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ فِى جُحْرٍ فِى بَابِ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرَىً يَحُكُّ بِهَا رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُنَا، لَطَعَنَا بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ مِنْ قِبَلِ الْبَصَرِ)).
قلت: فهؤلاء ستة عشر راوياً عند أبى القاسم، وهاكهم على ترتيب المعجم:
(1) إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ.
(2) خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانَ
(3) زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ.
(4) سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ.
(5) صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ الزُّهْرِيُّ.
(6) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ.
(7) عَبْدُ اللهِ بنُ زِيَادِ بنِ سَمْعَانَ.
(8) عُقِيلُ بْنِ خَالِدٍ الأَيْلِيُّ.
(9) عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ.
(10) اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ.
(11) مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ أَبُو سَلَمَةَ.
(12) مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ.
(13) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ.
(14) مَعْمَرُ بنُ رَاشِدٍ الْيِمَانِىُّ.
(15) يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ
(16) يُونُسُ بنُ يَزِيدَ الأَيْلِيُّ.
ورغبةً فى تقصى رواته، فمن كان عنده مزيد علمٍ، فليشاركنا هاهنا، مع بيان مصدره.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً.
******** هامش ********
[لطيفة متعلقة بهذا الحديث] ذكر الحافظ الذهبى فى ((سير الأعلام النبلاء)) (8/ 463) تعليقاً عن أحمد بن سلمة النيسابوري قال حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مَطَرٍ قال: كنا على باب سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، فاستأذنا عليه، فلم يأذن لنا، فقلنا: ادخلوا حتى نهجم عليه، فكسرنا بابه، ودخلنا، وهو جالس، فنظر إلينا، فقال: سبحان الله! دخلتم داري بغير إذني، وَقَدْ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ فِي جُحْرٍ مِنْ بَابِ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرىً يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ: ((لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْظُرُنِى لطَعَنْتُ بِهَا فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ النَّظَرِ))، فقلنا له: ندمنا يا أبا محمد، فقال: نَدِمْتُمُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِى مَرِيمٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أنَّ النَّبىَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((النَّدَمُ تَوْبَةٌ))، اخرجوا، فقد أخذتم رأس مال ابن عيينة!.
[لطيفة ثانية] أشهر من حُمِلَ عنه هذا الحديث من الرواة المذكورين آنفاً هو الإمام الجهبذ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ أبو محمد الهلالى.
فقد رواه: الشَّافِعِىُّ، وَالْحُمَيْدِىُّ، وأَبو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِى إِسْرَائِيلَ، وَحَامِدُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ الزَّعْفَرَانِىُّ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَسَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، وسُلَيْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَدِينِىُّ، وَعَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الَعَدَنِىُّ، ويَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مَوْهَبٍ الرَّمْلِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، سبعة عشرهم عنه.
[تساؤل هام] قد عُلِمَ أن الإمام مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ هو أنبل من روى عن ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، فلماذا لم يرو هذا الحديث عنه، ولم يخرِّجه فى ((موطئه))، على أنه قد خرَّج حديثه عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ فى مُلاعَنَةِ عُوَيْمِرٍ الْعَجْلانِيِّ؟!.(42/308)
فائدة: كل هذه الروايات المشهورة في حديث واحد.
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 12 - 04, 08:14 م]ـ
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن المغيرة عن الشعبي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فتلاحق بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا على ناضح لنا قد أعيا فلا يكاد يسير فقال لي ما لبعيرك قال قلت عيي قال فتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فزجره ودعا له فما زال بين يدي الإبل قدامها يسير فقال لي كيف ترى بعيرك قال قلت بخير قد أصابته بركتك قال أفتبيعنيه قال فاستحييت ولم يكن لنا ناضح غيره قال فقلت نعم قال فبعنيه فبعته إياه على أن لي فقار ظهره حتى أبلغ المدينة قال فقلت يا رسول الله إني عروس فاستأذنته فأذن لي فتقدمت الناس إلى المدينة حتى أتيت المدينة فلقيني خالي فسألني عن البعير فأخبرته بما صنعت فيه فلامني قال وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي حين استأذنته هل تزوجت بكرا أم ثيبا فقلت تزوجت ثيبا فقال هلا تزوجت بكرا تلاعبها وتلاعبك قلت يا رسول الله توفي والدي أو استشهد ولي أخوات صغار فكرهت أن أتزوج مثلهن فلا تؤدبهن ولا تقوم عليهن فتزوجت ثيبا لتقوم عليهن وتؤدبهن قال فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة غدوت عليه بالبعير فأعطاني ثمنه ورده علي قال المغيرة هذا في قضائنا حسن لا نرى به بأسا.
وفي رواية:
حدثنا مسدد عن هشيم عن سيار عن الشعبي عن جابر قال
كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فلما قفلنا تعجلت على بعير قطوف فلحقني راكب من خلفي فالتفت فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما يعجلك قلت إني حديث عهد بعرس قال فبكرا تزوجت أم ثيبا قلت بل ثيبا قال فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك قال فلما قدمنا ذهبنا لندخل فقال أمهلوا حتى تدخلوا ليلا أي عشاء لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة قال وحدثني الثقة أنه قال في هذا الحديث الكيس الكيس يا جابر يعني الولد
وفي رواية:
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو عن جابر رضي الله عنه قال
هلك أبي وترك سبع أو تسع بنات فتزوجت امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم تزوجت يا جابر قلت نعم قال بكرا أم ثيبا قلت ثيبا قال هلا جارية تلاعبها وتلاعبك أو تضاحكها وتضاحكك قلت هلك أبي فترك سبع أو تسع بنات فكرهت أن أجيئهن بمثلهن فتزوجت امرأة تقوم عليهن قال فبارك الله عليك
لم يقل ابن عيينة ومحمد بن مسلم عن عمرو بارك الله عليك.
وفي رواية:
حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا عبيد الله عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ...
ثم قال اركب فركبت فلقد رأيته أكفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تزوجت قلت نعم قال بكرا أم ثيبا قلت بل ثيبا قال أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك قلت إن لي أخوات فأحببت أن أتزوج امرأة تجمعهن وتمشطهن وتقوم عليهن قال أما إنك قادم فإذا قدمت فالكيس الكيس ثم قال أتبيع جملك قلت نعم فاشتراه مني بأوقية.
وفي رواية:
حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا محارب قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول
تزوجت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تزوجت فقلت تزوجت ثيبا فقال ما لك وللعذارى ولعابها فذكرت ذلك لعمرو بن دينار فقال عمرو سمعت جابر بن عبد الله يقول قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم هلا جارية تلاعبها وتلاعبك.(42/309)
هل يصح حديث يَظْهَرُ فِي أُمَّتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَة
ـ[المهندي]ــــــــ[27 - 12 - 04, 10:07 م]ـ
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قال رسول
الله عليه الصلاة و السلام ((يَظْهَرُ فِي أُمَّتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ يَرْفُضُونَ الإِسْلامَ))
هكذا رواه عبد الرحمن بن أحمد في مسندأبيه.
------------------------
وهل تنسب هذه المقولة إلى الإمام أبو حنيفة رحمه الله:
أنه إذا ذكر الشيعة عنده كان دائماً يردد
(من شك في كفر هؤلاء، فهو كافر مثلهم)
وجزاكم الله خيرا
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[27 - 12 - 04, 11:15 م]ـ
لا يصح في الفرق حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا في الخوارج،أما غيرهم من الفرق،فلا يثبت شيء،والله أعلم.
وقد سمعت الشيخ عبد الله السعد حفظه الله وعافاه يقرر هذه الكلية في شرحه لكتاب "الإلزامات".
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 12 - 04, 11:46 م]ـ
جزى الله الشيخ عمر المقبل خيرا على ما تفضل به
وحديث الرافضة أخزاهم الله لايصح ولايعرف هذا الإسم في بداية الإسلام وإنما عرف بعد ذلك
وهذا تخريج منقول مع بعض التهذيب والتحرير
الإسناد من طريق سوار بن مصعب وهو متروك
1 - السنة لابن أبي عاصم ج: 2 ص: 475
980 حدثنا محمد بن عوف ثنا بكر بن خنيس حدثنا سوار بن مصعب عن داود بن أبي عوف عن فاطمة بنت علي عن فاطمة الكبرى عن أسماء بنت عميس عن أم سلمة قالت كانت ليلتي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي فجاءت إلي فاطمة مسلمة فتبعها علي فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فقال أبشر يا علي أنت وأصحابك في الجنة إلا إن ممن يزعم أنه يحبك قوم يرفضون الإسلام يلفظونه يقال لهم الرافضة فإذا التقيتهم فجاهدهم فإنهم مشركون قلت يا رسول الله ما العلامة فيهم قال لا يشهدون جمعة ولا جماعة ويطعنون على السلف ".
إسناده ضعيف جدا آفته سوار بن مصعب قال البخاري منكر الحديث. وبكر بن خنيس ضعيف لكنه قد توبع من مثله.
2 - المعجم الأوسط ج: 6 ص: 354
6605 حدثنا محمد بن جغفر الإمام ابن الإمام نا الفضل بن غانم ثنا سوار بن مصعب عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن أم سلمة قالت كانت ليلتي وكان النبى صلى الله عليه وسلم عندي فأتته فاطمة فسبقها علي فقال له النبى صلى الله عليه وسلم يا علي أنت وأصحابك في الجنة أنت وشيعتك في الجنة إلا أنه ممن يزعم أنه يحبك أقوام يضفزون الإسلام ثم يلفظونهه يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم بهم نبز يقال لهم الرافضة فإن أدركتهم فجاهدهم فإنهم مشركون فقلت يارسول الله ما العلامة فيهم قال لايشهدون جمعة ولا جماعة ويطعنون على السلف الأول.
لم يرو هذا الحديث عن عطية عن أبي سعيد عن أم سلمة إلا سوار بن مصعب ".
وفيه عطية العوفي وهو ضعيف، ويدلس
3 - تاريخ بغداد ج: 12 ص: 358
أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل حدثنا محمد بن احمد بن إبراهيم الحكيمي قال حدثنا احمد بن زهير حدثنا الفضل بن غانم حدثنا سوار بن مصعب عن عطية العوفي عن أبى سعيد الخدري عن أم سلمة قالت كانت ليلتى من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتته فاطمة ومعها على فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنت واصحابك في الجنة أنت وشيعتك في الجنة الا ان ممن يحبك قوما يضفزون الإسلام بالسنتهم يقرؤون القران لا يجاوز تراقيهم لهم نبز يسمون الرافضة فإذا لقيتهم فجاهدهم فانهم مشركون قال قلت يا رسول الله ما علامة ذلك فيهم قال يتركون الجمعة والجماعة ويطعنون في السلف الأول
من طريق الحجاج بن تميم وهو ضعيف.
4 - مسند أبي يعلى ج: 4 ص: 459
2586 حدثنا زهير حدثنا هاشم حدثنا عمران بن زيد التغلبي حدثني الحجاج بن تميم عن ميمون بن مهران عن عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم يكون في آخر الزمان قوم ينبزون الرافضة يرفضون الإسلام ويلفظونه فاقتلوهم فإنهم مشركون
وعمران بن زيد (لين)، ولكن تابعه (يوسف بن عدي) وهو ثقة.
5 - المعجم الكبير ج: 12 ص: 242
¥(42/310)
12998 حدثنا أبو يزيد القراطيسي وعمرو بن بن السرج قالا ثنا يوسف بن عدي ثنا الحجاج بن تميم عن ميمون بن مهران عن بن عباس قال كنت ثم النبي صلى الله عليه وسلم وعنده علي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ثم يا علي سيكون في أمتي قوم ينتحلون حبنا أهل البيت لهم نبز يسمون الرافضة فاقتلوهم فإنهم مشركون
6 - المعجم الكبير ج: 12 ص: 242
12997 حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أحمد بن يونس ثنا عمران بن زيد ثنا الحجاج بن تميم عن ميمون بن مهران عن عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم يكون قوم في آخر الزمان يسمون الرافضة يرفضون الإسلام ويلفظونه فاقتلوهم فإنهم مشركون
7 - مسند عبد بن حميد ج: 1 ص: 232
698 حدثنا هشام بن القاسم ثنا عمران بن زيد ثنا الحجاج بن تميم عن ميمون بن مهران عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يكون في آخر الزمان قوم ينبزون الرافضة يرفضون الإسلام ويلفظونه اقتلوهم فإنهم مشركون
8 - السنة لابن أبي عاصم ج: 2 ص: 474
981 حدثنا اسماعيل بن سالم حدثنا يونس بن محمد حدثنا عمران ابن زيد عن الحجاج بن تميم عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في آخر الزمان قوم ينبزون الرافضة يرفضون الإسلام ويلفظونه فاقتلوهم فإنهم مشركون
9 - حلية الأولياء ج: 4 ص: 95
حدثنا أبو بكر ابن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا أحمد بن يونس حدثني عمران بن زيد حدثني الحجاج بن تميم عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في آخر الزمان قوم ينبزون الرافضة يرفضون الاسلام ويلفظونه فأقتلهم فانهم مشركون
غريب تفرد به الحجاج عن ميمون ورواه يوسف بن عدي عن الحجاج نحوه
10 - نفس المصدر السابق:
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زيد القراطيسي وعمرو بن قالا ثنا يوسف بن عدي ثنا الحجاج بن تميم عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال كنت ثم النبي صلى الله عليه وسلم وعنده علي فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا علي سيكون في أمتي قوم ينتحلون حبنا أهل البيت لهم نبز يسمونه فاقتلوهم فانهم مشركون.
من طريق يحيى بن المتوكل وهو ضعيف جدا بل متروك
11 - السنة لابن أبي عاصم ج: 2 ص: 474 باب في ذكر الرافضة أذلهم الله
978 ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون حدثنا يحيى بن المتوكل أبو عقيل حدثنا كثير بن اسماعيل أبو اسماعيل عن ابراهيم بن الحسن عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون قوم يسمون الرافضة يرفضون الإسلام ".
أقول: وكثير النوا أي ابن إسماعيل، ضعيف.
من طريق محمد بن أسعد التغلبي منكر الحديث.
12 - السنة لابن أبي عاصم ج: 2 ص: 474
9791 حدثنا محمد بن علي بن ميمون حدثنا أبو سعيد محمد بن أسعد التغلبي حدثنا عثبر بن القاسم أبو زبيد عن حصين بن عبد الرحمن عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي بعدي قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإنهم مشركون قلت يا رسول الله ما العلامة فيهم قال يقرضونك بما ليس فيك ويطعنون على أصحابي ويشتمونهم
من طريق أبي سليمان الهمذاني عن أبيه: وهو وأبوه مجهولان.
13 - السنة لعبدالله بن أحمد ج: 2 ص: 547
1272 حدثني محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي نا أبو يحيى الحماني عن أبي عن أبي سليمان الهمذاني أو النخعي عن عمه عن علي رضي الله قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا علي أنت وشيعتك في الجنة وإن قوما لهم نبز يقال له الرافضة إن ادركتهم فاقتلهم فإنهم مشركون قال علي رضي الله عنه ينتحلون حبنا أهل البيت وليسوا كذلك وآية ذلك انهم يشتمون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما
إسناده ضعيف ".
ويوجد خطأ في السند والصحيح عن أبيه.
من طريق داود بن أبي عوف أبي الجحاف (صدوق).
14 - طبقات المحدثين بأصبهان ج: 2 ص: 74
¥(42/311)
حدثنا محمد بن نصر والفرقدي قالا ثنا إسماعيل بن عمرو قال ثنا عثمان بن غالب عن أبي الجحاف عن أبي جعفر عن فاطمة الصغرى عن فاطمة الكبرى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي يا علي إن قوما من شيعتك ممن يحبك ليصغرون الإسلام ثم يلفظونه لهم نبر يعرفون به يقال لهم الرافضة فإن أدركتهم فاقتلهم فإنهم مشركون حكى عن بن عفرة أنه كتبه أنه كتبه عن أصحابنا عن بن نصر وذكر أنه لا يسند عثمان بن هذا الحديث ".
عثمان بن غالب مجهول
15 - موضح أوهام الجمع والتفريق ج: 1 ص: 51
أخبرنا أبو الحسن بن رزقويه –ثقة- حدثنا عثمان بن محمد بن بشر البيع –ثقة- حدثنا أبو الحسن شعيب بن محمد الذارع –ثقة- حدثنا عبدالله بن سعيد سنان –ثقة حافظ- حدثنا تليد بن سليمان عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف عن محمد بن عمرو الهاشمي عن زينب بنت علي عن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم قالت نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي فقال هذا في الجنة وإن قوما يعطون الإسلام يلفظونه لهم نبز يسمون الرافضة فمن لقيهم فليقتلهم فإنهم مشركون.
تليد بن سليمان متهم بالكذب رافضي خبيث ولكنه توبع بعبد الله بن إدريس ومتابعة فضيل بن مرزوق لا يفرح بها.
16 - ثم أخبرني أبو الحسن محمد بن عبدالواحد بن محمد بن جعفر أخبرنا علي بن عمر الدارقطني حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبيد الحافظ حدثنا أحمد بن حازم حدثنا سهل بن عامر حدثنا فضيل بن مرزوق –صدوق يهم- عن أبي الجحاف عن محمد بن عمرو بن الحسن عن زينب عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي يا أبا الحسن أما إنك وشيعتك في الجنة وإن قوما يزعمون أنهم يحبونك يضفرون الإسلام ثم يلفظونه يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية لهم نبز يقال لهم الرافضة فإن أدركتهم فقاتلهم فإنهم مشركون ".
سهل بن عامر البجلي ضعيف جدا ومتهم.
17 - مسند أبي يعلى ج: 12 ص: 116
6749 حدثنا أبو سعيد وعثمان حدثنا بن إدريس عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف عن محمد بن عمرو الهاشمي عن زينب بنت علي عن فاطمة بنت محمد قالت نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي فقال ثم هذا في الجنة وإن من شيعته قوما يعلمون الإسلام ثم يرفضونه لهم نبز يسمون الرافضة من لقيهم فليقتلهم فإنهم مشركون ".
كل رجاله غير أبي جحاف ثقات وزينب بنت علي رضي الله عنها صحابية ذكرها ابن حجر في الإصابة وإلا فمجهولة الحال، وعلى أي حال لم تسمع من فاطمة رضي الله عنها كما نص عليه ابن حجر الهيثمي في مجمع الزوائد.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 12 - 04, 11:48 م]ـ
من الغريب أن بعض هذا الطرق في إسنادها رافضي
ـ[المهندي]ــــــــ[27 - 12 - 04, 11:56 م]ـ
بارك الله في شيوخنا الكرام
وماذا عن المقولة المنسوبة إلى الإمام أبو حنيفة رحمه الله ??(42/312)
أرجو من الإخوة تخريج حديث: "اللهم اني أشكو إليك ضعف قوتي ...
ـ[عبد المحسن الشاوي]ــــــــ[31 - 12 - 04, 12:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،
أرجو من الأخوة مساعدتي في تخريج هذا الدعاء الذي روي أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دعا به لما خرج من الطائف مغموماً وهو قوله: ((اللهم اني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدوٍ ملكته أمري إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ......... )) إلخ، علماً أنني لم أعثر إلا على أن الهيثمي عزاه إلى الطبراني، أرجو من الإخوة التفاعل.
ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[31 - 12 - 04, 03:49 ص]ـ
الذي عثرت عليه هو تضعيف السخاوي له في الفتاوى الحديثيه .. وقد أخذته من بعض المواقع.
ولعل الإخوه المتخصصين في هذا الفن يفيدونك أكثر.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[31 - 12 - 04, 07:41 م]ـ
الحديث ضعفه الشيخ الألباني - رحمه الله - في تعليقه على فقه السيرة للغزالي رحمه الله والله أعلم
ـ[أبو المنذر المصرى]ــــــــ[31 - 12 - 04, 08:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحديث لا يصح
وقال المحدث المصرى أبو إسحق الحوينى بأنه موضوع
والله أعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[31 - 12 - 04, 09:32 م]ـ
هذا رابط له علاقة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23822&highlight=%CD%ED%E1%CA%ED
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 12 - 04, 11:33 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزى الله الإخوة خيرا على ما تفضلوا به وهذه إضافة حول تخريج الحديث
فهذا الحديث من أحاديث السيرة المشهورة وقد اخرجه الطبراني في الكبير (قطعة من الجزء13 حمدي السلفي) ص73 من طريق محمد بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبدالله بن جعفر وكذلك أخرجه في كتاب الدعاء له
وأخرجه الضياء المقدسي في الأحاديث الصحيحة المختارةج9/ص179 من طريق الطبراني
وأخرجه كذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق (49/ 152) وابن عدي في الكامل (6/ 11) وابن منده في جزء في ترجمة الطبراني ص 10 - 11 في قصة المناظرة
و الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ج2/ص274 وغيرهم
وقال ابن عدي في الكامل ج 6 ص 111:
وهذا حديث أبي صالح الراسبي لم نسمع أن أحدا حدث بهذا الحديث غيره ولم نكتبه إلا عنه
قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج6/ص35
رواه الطبراني وفيه ابن اسحق وهو مدلس ثقة وبقية رجاله ثقات.
وله طريق آخر من رواية محمد بن إسحاق عن يزيد بن رزمان ذكره ابن هشام في السيرة (1/ 260) عن ابن إسحاق في سيرته وابن جرير في التاريخ (1/ 554) وذكره الثعلبي في تفسيره (9/ 19) عن ابن إسحاق كذلك وابن كثير في البداية والنهاية وغيرهم
قال ابن كثير في تفسيره ج 4 ص 176:
محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان عن محمد بن كعب القرظي قصة خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ودعائه إياهم إلى الله عز وجل وإبائهم عليه فذكر القصة بطولها وأورد ذلك الدعاء الحسن " اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت أرحم الراحمين وأنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني؟ إلى عدو بعيد يتجهمني أم إلى صديق قريب ملكته أمري إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي غضبك أو يحل بي سخطك ولك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك " قال فلما انصرف عنهم بات بنخلة فقرأ تلك الليلة من القرآن فاستمعه الجن من أهل نصيبين وهذا صحيح
وعند الذهبي في تاريخ الإسلام (السيرة) (1/ 284) وقال البكاء عن ابن إسحاق حدثني يزيد بن رومان).
وهو مرسل فمحمد بن كعب القرظي تابعي من علماء المدينة وفقهاؤها.
ـ[النقّاد]ــــــــ[01 - 01 - 05, 01:14 ص]ـ
وقال ابن عدي في الكامل ج 6 ص 111:
وهذا حديث أبي صالح الراسبي لم نسمع أن أحدا حدث بهذا الحديث غيره ولم نكتبه إلا عنه
هكذا وقع في مطبوعة ((الكامل)): ((الراسبي)) , وهو تحريف. والصواب: ((الرسعني)) , وهو ثقة مأمون كما قال الدارقطني في سؤالات السهمي.
وإسناده حسن بلا ريب.
وقد روي الحديث من وجه آخر حسن أيضا.
ولا وجه لمن ضعَّفه.
ـ[النقّاد]ــــــــ[01 - 01 - 05, 01:26 ص]ـ
الذي عثرت عليه هو تضعيف السخاوي له في الفتاوى الحديثيه .. وقد أخذته من بعض المواقع ..
السخاوي في فتاويه الحديثية بيَّض للحكم عليه .. فوقع في أصوله الخطية هكذا: ((وسنده ... )).
فجاء العابث بكتب السلف علي رضا في طبعته التي نشر فيها جزءًا من الكتاب فأكمل البياض من عنده هكذا: ((وسنده ضعيف)) , مع أنه قال في الهامش إن في الأصول الخطية بياضًا!!
وهذا من أسخف ما يكون من إقحام المحقق ما ليس في الأصل إليه , لأن الأحكام على الأحاديث مسألة اجتهادية , فما أدراه أن هذا هو اجتهاد السخاوي؟!!
وقد أحسن محقق طبعة الراية عندما وضع نقاطًا وبيَّض للحكم على الحديث كما وقع في النسخ الخطية.
¥(42/313)
ـ[هشام المصري]ــــــــ[01 - 01 - 05, 01:29 ص]ـ
أى أن الحديث حسن؟؟
ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[01 - 01 - 05, 02:09 ص]ـ
أحسن الله إليك شيخنا النقاد
ومانقلته عن السخاوي ليس من كتابه حيث إني لاأملكه أصلا .. وإنما كان بحثي في أحد المواقع
ونقدك هذا بارك الله فيك يجعلنا ننتبه الى أن البحث في الكتب هو الأصل في الحكم على الأحاديث.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 01 - 05, 04:03 ص]ـ
هكذا وقع في مطبوعة ((الكامل)): ((الراسبي)) , وهو تحريف. والصواب: ((الرسعني)) , وهو ثقة مأمون كما قال الدارقطني في سؤالات السهمي.
.
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا على هذا التنبيه والتصحيح، والأمر كما تفضلتم حفظكم الله،وهو كذلك شيخ النسائي وقرينه وهو من رجال التهذيب وقد وثقه النسائي كما في مشيخته، وينظر كذلك تاريخ دمشق (49/ 153) وورد في مواضع من المطبوع من ابن عساكر الراسبي وكذلك في غيره.
وفي سند الحديث عند الطبراني في الكبير (قطعة من الجزء 13 بتحقيق حمدي السلفي ص 73) كتب السند هكذا القاسم بن الليث الراسبي (الرسعني).
ـ[النقّاد]ــــــــ[01 - 01 - 05, 09:04 ص]ـ
الشيخ الفاضل عبد الرحمن .. وبارك الله فيك وجزاك خيرا ..
أما ما وقع في بعض المطبوعات: ((الراسبي)) فهو تحريف ولا بد.
والصواب: ((الراسي)) أو: ((الرسعني)) وهما نسبتان إلى موضع واحد هو ((رأس العين)) بلدة من ديار بكر. انظر: أنساب السمعاني في النسبتين.
ولعل تصحيف ((الراسبي)) عن ((الراسي)) أقرب.
ـ[حارث همام]ــــــــ[01 - 01 - 05, 11:39 ص]ـ
جزى الله مشايخنا خيراً ..
وقد شاع تضعيف بعض أهل العلم لهذا الحديث وكنت مسلماً به، ولعل من مليح الاتفاق أن أحد مشايخ المالكية في بعض البلدجان العربية وله إلمام باللسان والبيان، جاءت المناسبة فذكر الحديث ثم قال لي من العجيب أن يكون هذا الحديث ضعيفاً! مع أن من قرأه ولحظ فخامة ألفاظه، ورأى إشراق معانيه يكاد يجزم بأنه قد خرج من مشكاة النبوة!
وقد استغربت كلامه بيد أني سكت!
واليوم: زاد عجبي!
ـ[عبد المحسن الشاوي]ــــــــ[01 - 01 - 05, 11:47 ص]ـ
جزى الله الأخوة على ماشاركوا به وزادنا الله وإياكم علماً وعملا.
ـ[هشام المصري]ــــــــ[01 - 01 - 05, 03:28 م]ـ
ما الخلاصة فى الموضوع هل الحديث ضعيف أم حسن؟ أو أنه موضع خلاف بين العلماء؟
ـ[النقّاد]ــــــــ[01 - 01 - 05, 04:08 م]ـ
الحديث حسن إن شاء الله , ولا نكارة في متنه ولا في إسناده , وما زال أهل العلم على الاستشهاد به وحكايته ..
ودعوى أنه موضوع دعوى لا تساوي سماعها , ولا أظنها تثبت عن أحد من أهل العلم ..
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[23 - 06 - 05, 03:23 م]ـ
إخواني بارك الله فيكم:
لقد ورد ذكر الدعاء في هذا الحديث من طريقين عن محمد بن إسحاق:
الأول: من طريقين عن وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لأن محمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعنه.
الثاني: من طريق زياد بن البكائي، عن محمد بن إسحاق، قال: فحدثني يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي مرسلاً.
ــــــــــــــــــ
قلت: فهذا إختلاف على محمد بن إسحاق، ومن المعلوم أن زياد البكائي من أثبت الناس في محمد بن إسحاق، فالراجح أن الصواب في هذه الرواية أنها مرسلة، فلا يحتج بها.
فالذي ضعف هذا الحديث - وأقصد الدعاء الوارد فيه - له وجه قوي جداً.
ـــــــــــــ
(تنبيه): لقد وقع تصحيف في كلام الأخ الفاضل ((عبد الرحمن الفقيه)) فذكر أن شيخ محمد بن إسحاق هو يزيد بن رومان، والصواب هو ((يزيد بن زياد، ويقال بن أبي زياد المدني)).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 06 - 05, 05:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل على هذا التصحيح لاسم الراوي.
ـ[سيف 1]ــــــــ[23 - 06 - 05, 11:10 م]ـ
جزى الله مشايخنا خيراً ..
وقد شاع تضعيف بعض أهل العلم لهذا الحديث وكنت مسلماً به، ولعل من مليح الاتفاق أن أحد مشايخ المالكية في بعض البلدجان العربية وله إلمام باللسان والبيان، جاءت المناسبة فذكر الحديث ثم قال لي من العجيب أن يكون هذا الحديث ضعيفاً! مع أن من قرأه ولحظ فخامة ألفاظه، ورأى إشراق معانيه يكاد يجزم بأنه قد خرج من مشكاة النبوة!
وقد استغربت كلامه بيد أني سكت!
واليوم: زاد عجبي!
هذا ليس بمستغرب أخي فبعض العلماء يقولون مثله.كما قال ابن عبد البر عن أحد الأحاديث: حسن جدا واسناده ضعيف.اي يقصد متنه جميل
وابن القيم ايضا قال عن احد الأحاديث (قوة عباراته وجزالتها وجمالها تشير انها تخرج من مشكاة النبوة ولكن اسنادها ليس بقائم ضعيف) بتصرف
فهم يجزمون بضعفه ويبينوا عوار السند ولا يحتجون بمثله ولكنهم يشيرون لجمال المتن
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 06 - 05, 11:54 م]ـ
أين ذكر هذا ابن القيم
لااظنه ذكر هذا
فكلامه مخالف لما ذكرتم
¥(42/314)
ـ[سيف 1]ــــــــ[24 - 06 - 05, 01:14 ص]ـ
شيخنا الكريم.لا ارتاب ان ابن القيم قال ما ذكرته آنفا اما اين؟ فالعهد به بعيد ولكني افتش عنه حتى اضعه هاهنا ان شاء الله. وللعلم كانت هذه العبارة بالذات من ابن القيم احد الأشياء التي نبهتني وقتئذ انه متساهل بعض الشئ
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 06 - 05, 02:49 ص]ـ
أخي الحبيب
الذي أعرفه هو كلام ابن القيم - رحمه الله في الهدي على حديث وفد بني المنتفق
وليس فيه ماذكرتم وكلامه رحمه الله فيه خلاف ماذكرتم
وكذا كلامه في غير هذا الموضع في كتبه الأخرى
هذا الذي أعرفه
وأما ماذكرتم وفهتم من كلام ابن القيم كما في مشاركتم الاولى فلم أجده
(
وفوق كل ذي علم عليم)
ـ[سيف 1]ــــــــ[24 - 06 - 05, 05:20 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم.نعم هو في هذا الحديث الذي أشرتم اليه
قال ابن القيم (هذا حديث كبير جليل تنادي جلالته وفخامته وعظمته على أنه قد خرج من مشكاة النبوة) زاد المعاد
وقال عنه مرة أخرى:مشهور
وقال عنه ابن كثير:غريب جدا وألفاظه في بعضها نكارة (البداية والنهاية)
وقال الألباني:إسناده ضعيف
والله أعلم(42/315)
أرجو من الإخوة تخريج أريد تخريج حديث الدعاء في الطائف (اللهم إني أشكوا إليك)
ـ[عبد المحسن الشاوي]ــــــــ[31 - 12 - 04, 12:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،
أرجو من الأخوة مساعدتي في تخريج هذا الدعاء الذي روي أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دعا به لما خرج من الطائف مغموماً وهو قوله: ((اللهم اني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدوٍ ملكته أمري إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ......... )) إلخ، علماً أنني لم أعثر إلا على أن الهيثمي عزاه إلى الطبراني، أرجو من الإخوة التفاعل.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[31 - 12 - 04, 12:34 ص]ـ
نعم هو في الكبير للطبراني، رقم 13655، ماانتهى الينا من مسند عبدالله بن جعفر، والخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي والسامع، المذاكرة مع الأقران والأتراب، رقم 1451، انظر الرابطين التاليين:
http://www.sonnh.com/Hadith.aspx?Type=S&HadithID=477269
http://www.sonnh.com/Hadith.aspx?Type=S&HadithID=645005(42/316)
"بلوا الشعر وأنقوا البشرة" أين أجد نص هذا الحديث؟
ـ[أحمد بن فارس]ــــــــ[31 - 12 - 04, 07:11 ص]ـ
أريد من الإخوان بارك الله فيهم المساعدة في العثور على نص هذا الحديث بهذا اللفظ
خصوصا (البشرة)
وأرجو الدقة في العزو
وجزاكم الله خيرا.
ـ[الشافعي]ــــــــ[31 - 12 - 04, 09:26 ص]ـ
قال الترمذي في باب ما جاء أن تحب كل شعرة جنابة: حدثنا نصر بن علي، حدثنا الحارث بن وجيه،
قال حدثنا مالك بن دينار، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " تحت كل شعرة جنابة فاغسلوا الشعر وأنقوا البشر"
قال أبو داود في باب الغسل من الجنابة من كتاب الطهارة: حدثنا نصر بن علي، حدثني الحارث بن
وجيه، حدثنا مالك بن دينار، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: " إن تحت كل شعرة جنابة فاغسلوا الشعر وأنقوا البشر "
قال ابن ماجه في باب تحت كل شعرة جنابة من كتاب الطهارة: حدثنا نصر بن علي الجهضمي،
حدثنا الحارث بن وجيه، حدثنا مالك بن دينار، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال، قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن تحت كل شعرة جنابة فاغسلوا الشعر وأنقوا البشرة"
قال أبو داود: الحارث بن وجيه حديثه منكر وهو ضعيف اهـ
قال أبو عيسى: حديث الحارث بن وجيه حديث غريب لا نعرفه إلا من حديثه وهو شيخ ليس بذاك
وقد روى عنه غير واحد من الأئمة وقد تفرد بهذا الحديث عن مالك بن دينار ويقال الحارث بن وجيه
ويقال ابن وجبة اهـ
قال ابن حجر في التلخيص: مداره على (الحارث بن وجيه) وهو ضعيف جداً اهـ
ـ[أحمد بن فارس]ــــــــ[31 - 12 - 04, 10:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشافعي
لكني أبحث عن نص اللفظ (بلوا الشعر وأنقوا البشرة)
ولك مني جزيل الشكر والامتنان.
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[31 - 12 - 04, 10:46 ص]ـ
أخي الكريم بلوا أو اغسلوا هو تصرف من بعض الرواة والدليل على ذلك
أن الحديث أخرجه البيهقي في السنن الكبير (ج/1/ص:304/دار الفكر):أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد عبد الله بن عدي ثنا الفضل بن حباب ثنا أبو عمر الحوضي ثنا الحارث بن وجيه عن مالك بن دينار عن بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت كل شعرة جنابة فبلوا الشعر وانقوا البشرة
تفرد به هكذا الحارث بن وجيه و قد أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا العباس بن محمد قال سألت يحيى بن معين عن الحارث بن وجيه فقال ليس حديثه بشيء وأنكره غيره أيضا من أهل العلم بالحديث البخاري وأبو داود السجستاني وغيرهما وإنما يروي عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وعن الحسن عن أبي هريرة موقوفا وعن النخعي كان يقال
و رواية الحسن في مصنف ابن أبي شيبة:1068 حدثنا أبو داود عن قرة عن الحسن قال تحت كل شعرة جنابة قال وقال أبو هريرة أما أنا فأبل الشعر وانقي البشر
و رواية النخعي عند ابن أبي شيبة في مصنفه1064 حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن إبراهيم قال كان يقال اغسل الشعر وانق البشرة في الجنابة 0
وقد قال أبو داود عن هذا الحديث أنه منكر
و ضعفه الشيخ الألباني كما هو في الهداية (421)
ـ[أحمد بن فارس]ــــــــ[31 - 12 - 04, 08:19 م]ـ
أخي الكناني جزاك الله خيرا على هذه الفائدة
وسبب طلبي النص: أني في تخريجي للحديث أبين أن هذا اللفظ أخرجه فلان كالبيهقي مثلا .. وأن الحديث مخرج في السنن _كما بين أخونا الشافعي وفقه الله
ولكما جزيل الشكر
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[01 - 01 - 05, 04:17 ص]ـ
انظر تخريجا موسعا له في تخريخ الشيخ حسن مشهور على كتاب الخلافيات للبيهقي
2/ 441
ـ[أحمد بن فارس]ــــــــ[01 - 01 - 05, 07:38 ص]ـ
أحسنت أخي الدعية إلى خير وبورك فيك(42/317)
((الكشف المتدارك لمنحول الشعر المنسوب إلى ابن المبارك))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[31 - 12 - 04, 09:22 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ نَاصِرِ الْحَقِّ وَرَافِعِى لِوَائِه. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتّمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى أَتقَى خَلْقِهِ وَأَوْلِيائِه.
فى مقال سابق بعنوان ((طعنُ القَنَا فى صدر مفترى: يَا عَابِدَ الْحَرَمِينِ لَوْ أَبْصَرتَْنا)) على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18379
كان المقصد: بيان كذب ما نُسب إلى الإمام عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ من هذه الأبيات التى أولها:
يَا عَابِدَ الْحَرَمِينِ لَوْ أَبْصَرتَْنا ... لَعَلِمْتََ أنَّكَ فِي الْعِبَادَةِ تَلْعَبُوانتهينا إلى هذا التساؤل: ما صحَّة أشعار ذاك الديوان المنسوب إلى الإمام العلم القدوة عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ؟.
فى هذا الديوان، ولا أدرى على وجه القطع، بل ولا يدرى جامعُه: من راويه عن الإمام؟!، تقع على شعرٍ كثيرٍ منحولٍ، هو أشبه شئٍ بكلام الصوفية والطرائقية والمولدين، ومن مارس ترجمة الإمام القدوة، وعلم ما له من منزلة سامقة بين أهل السنة والجماعة، يجزم بلا تردد أن أكثره كذب أرادوا شيوعه بين أهل السنة، بنسبته إلى إمامهم الْمُبَجِّلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارِكِ.
وهذه محاولة كالنبراس الكاشف لأباطيل هذا الديوان، كسابقتها فى المقال الآنف الذكر.
ذكر جامع الديوان من قافية الراء؛ شعراً ركيكاً باهتاً بعنوان ((الكَفَافُ))، فقال:
قَالُ رَجُلٌ لِلفُضِيلِ بْنِ عِيَاضٍ: إِنَّ أَهْلَكَ وَعِيَالَكَ قَدْ اِحْتَاجُوا مَجْهُودِينَ هَذَا الْمَالَ!، فَاتْقِ اللهَ، وَخُذْ مِنْ هَؤلاءِ الْقُومِ، فَزَجَرَ ابْنُ الْمُبَارِكِ الرَّجُلَ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ (من مجزوء الرَّمَلِ):
كُلْ مِن الْجَارُوشِ وَالرُّزْ .. زِ وَمِنْ خُبِْز الشَّعِيرِ
وَاجْعََلنْ ذَاكَ حَلالاً .. تَنْجُ مِنْ نَارِ السَّعِيرِ
وَالْتَمِسْ رِزْقَكَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ وَالرَّبِّ الْقَدِيرِ
وَانْأَ مَا اسْتَطَعْتَ هَدَاكَ .. اللهُ عَنْ دَارِ الأَمِيرِ
لا تَزُرْهَا وَاجْتَنِبَهَا .. إنَّهَا شُرُ مَزُورِ
تُوهِنُ الدِّينَ وَتُدِنِيكَ مِنْ الْحَوْبِ الْكَِبيرِ
قَبْلَ أَنْ تَسْقُطَ يَا مَغْـ ... ـرورُ فِي حُفْرَةِِ بِيرِ
وَاِرْضَ يَا وَيْحَكَ مِنْ دُنْيَاكَ بِالْقُوتِ الْيَسِيرِ
إِنَّهَا دَارُ بَلاءٍ .. وَزَوَالٍ وَغُرُورِ
كَمْ لِعَمْرِي صَرَعَتْ قَبْـ .. ـلَكَ أَصْحَابَ الْقُصُورِ
وَذَوِيَ الْهَيْئَةِ فِي الْمَجْلِـ ... ـسِ وَالْجَمْعِ الكَثِيرِ
أُخْرِجُوا مِنْهَا فَمَا كَانَ لَدِيهم مِنْ نَكِيرِ
كَمْ بِبِطْنِ الأَرْضِ ثَاوٍ .. مِنْ شَرِيفٍ وَوَزِيرِ
وَصَغِيرِ الشَّأَنِ عَبْدٍ .. خَامِلِ الذِّكْرِ حَقِيرِ
قَدْ تَصَفَّحْتُ قُبُورَ الْقَوْمِ فِي يَوْمِ الْعَثِيرِ
لَمْ نُمَيِّزْهُمْ وَلَمْ نَعْـ .. ـرِفْ غَنِيَّاً مِنْ فَقِيرِ
خَمَدُوا فَالْقَوْمُ صَرْعَى .. تَحْتَ أَسْقَافِ الصُّخُورِ
وَاِسْتَوَوْا عَنْدَ مَلِيكٍ .. بِمَسَاوِيهِمْ خَبِيرِ
حَكَمٌ عَدْلٌ وَلا يَظْـ .. ـلِمُ مِقْدَارَ النَّقِيرِ
اِحْذَرْ الصَّرْعَةَ يَا مِسْـ .. ـكِينُ مِنْ دَهْرٍ عَثُورِ
أَيْنَ فِرْعَونُ وَهَامَانُ ... وَنَمْرُودُ النُّسُورِ
أَوَمَا تَحْذَرُ مِنْ يَوْمٍ عَبُوسٍ قَمْطَرِيرِ
اِقْمَطَرَّ الشَّرُ فِيهِ بِعَذَابِ الزَّمْهَرِيرِوالسؤال: هل يمكن معرفة واضع هذا الشعر، ولماذا نسبه إلى إمام السنة عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارِكِ؟.
نقول: أخرج أبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ فى ((الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع)) (1/ 364) قال: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ نَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ نَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْمَرُوزِيُّ قَالَ: كُنْتُ عَنْدَ فُضِيلِ بْنِ عِيَاضٍ، وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارِكِ، فقال رجل: إِنَّ أَهْلَكَ وَعِيَالَكَ قَدْ أَصْبَحُوا مَجْهُودِينَ مُحْتَاجِينَ إِلَى هَذَا الْمَالَ، فَاتْقِ اللهَ، وَخُذْ مِنْ هَؤلاءِ الْقُومِ ـ يعنى الْخُلَفَاءَ ـ، فَزَجَرَهُ ابْنُ
¥(42/318)
الْمُبَارِكِ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
كُلْ مِن الْجَارُوشِ وَالرُّزْ .. زِ وَمِنْ خُبِْز الشَّعِيرِ
وَاجْعََلنْ ذَاكَ حَلالاً .. تَنْجُ مِنْ نَارِ السَّعِيرِوذكر الشعر بتمامه.
وأخرجه كذلك ابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (48/ 433) قال: أَخْبَرَنَا أبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ حَمْزَةَ ثَنَا أبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ بإسناده ومتنه سواء.
ثم أخرجه أبو بكر الخطيب (1/ 365) قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبيدِ اللهِ الْحُنَائِي إِجَازَةً نَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ إِمْلاءً نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ نَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْخُرَاسَانِي قَالَ: كُنْتُ عَنْدَ فُضِيلِ بْنِ عِيَاضٍ، وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارِكِ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ عِيَالَكَ قَدْ أَصْبَحُوا مَجْهُودِينَ، وذكر الخبر بطوله، وقال في آخره ((فَغُشِي عَلَى الْفُضِيلِ، وَلَمُ يَذْكُرْ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْئَاً)).
قال أبو بكر الخطيب: ((هكذا روى لي الرزاز هذا الخبر، والمعروف أن ابن المبارك كان من ذوي الاحوال والتجارات بصنوف الاموال، وأن فضيلاً كان من الفقراء، وأحد المعدودين في الزهاد والاولياء، وكان من فقره وحاجته يتورع عن قبول مال السلطان وغيره، وأحسب الشافعي لم يضبط الحكاية، ودخل عليه الوهم حتى رواها من حفظه)).
قلت: كذا قال أبو بَكْرٍ الْحَافِظُ، واتهم بهذه الرواية أبَا بَكْرٍ الشَّافِعِىَّ، وهو من أبعد النَّاس عن هاتيك التهمة، وكيف غاب عنه هذان الأمران البيِّنان غاية البيان:
[أولهما] أنَّ أبَا بَكْرٍ الشَّافِعِىَّ لم يتفرد به عن الْكُدَيْمِيِّ، فقد تابعه عنه: أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ أبْو بَكْرٍ النَّجَّادُ. ومن طريقه أخرجه الخطيب نفسه!.
[ثانيهما] مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ البصرى أحد المتروكين؛ متهم بالوضع. قال موسى بن هارون الحافظ، وهو متعلق بأستار الكعبة: اللهمَّ إنى أشهدك أن الْكُدَيْمِيَّ كذابٌ يضعُ الحديثَ. وكذَّبه أبو داود. وقال ابن حبان: كان يضع على الثقات الحديث وضعاً، ولعله قد وضع أكثر من ألف حديثٍ. وقال ابن عدى: اتهم الكديمي بوضع الحديث وسرقته، وادَّعى رؤية قوم لم يرهم، وامتنع عامة مشايخنا من الرواية عنه، ومن حدَّث عنه ينسبه إلى جده، لئلا يعرف. وقال الدارقطني: يتهم بوضع الحديث، وما أحسن القول فيه إلا من لم يخبر حاله، ثم قال الدارقطني: قال لي أبو بكر أحمد بن المطلب الهاشمي: كنا يوماً عند القاسم بن زكريا المطرِّز، فمر في كتابه حديث عن الكديمي، فامتنع عن قراءته، فقام إليه محمد بن عبد الجبار، وكان أكثر عن الكديمي، فقال: أيها الشيخ أحبُّ أن تقرأه، فأبى وقال: أجاثيه بين يدي الله غداً، وأقول: إنَّ هذا كان يكذب على رسولك وعلى العلماء.
وللحديث بقية، إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[02 - 01 - 05, 04:24 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ نَاصِرِ الْحَقِّ وَرَافِعِى لِوَائِه. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتّمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى أَتقَى خَلْقِهِ وَأَوْلِيائِه.
وذكر جامع الديوان من قافية النون، شعراً يأخذ بمجامع قلوب سامعيه من ((أهل رياضات النفوس والمتصوفة))، فهم يرددونه دوماً فى مجالس وعظهم، لا يَفْتُرُونَ عن ترداده. ولهم ذلك، فاللهُ عَزَّ وَجَلَّ يقول ((قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً)). ولكن، شرُّ ما هنالك وأقبحُه؛ نسبتُه إلى إِمَامِ أَهْلِ السُّنَّة عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ:
رَأَيْتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ ... وَيُتْبِعُهَا الذلّ إِدْمَانُهَا
وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلوبِ ... وَخَيْرٌ لِنَفْسِكَ عِصْيَانُهَا
وَهَلْ بَدَّلَ الدَّينَ إِلا الْمُلُوكُ ... وَأَحْبَارُ سُوءٍ وَرُهْبَانُهَا
وَبَاعُوا النَّفُوسَ فَلَمْ يَرْبَحُوا ... وَلَمْ تَغْلُ فِي الْبَيْعِ أَثْمَانُهَا
لَقَدْ رَتَعَ الْقَوْمُ فِي جِيفَةٍ ... يَبِينُ لِذِي الْعَقْلِ إِنْتَانُهَاوالسؤال المتكرر دوماً: من واضع هذا الشعر، ولماذا نَسَبَهُ إلى إِمَامِ أَهْلِ السُّنَّة عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ؟.
¥(42/319)
نقول: أخرج البيهقى ((شعب الإيمان)) (5/ 464/7300) قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَحْمَدَ الْمُؤَذِّنَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عَبْدِ الأَعْلَى يَقُولُ: أَنْشَدَنِي سَلْمٌ الْخَوَّاصُ عَنْ اِبْنِ الْمُبَارَكِ:
رَأَيْتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ ... وَيُتْبِعُهَا الذُّلَّ إِدْمَانُهَا
وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلوبِ ... وَخَيْرٌ لِنَفْسِكَ عِصْيَانُهَا
وَهَلْ بَدَّلَ الدَّينَ إِلا الْمُلُوكُ ... وَأَحْبَارُ سُوءٍ وَرُهْبَانُهَا
وَبَاعُوا النَّفُوسَ فَلَمْ يَرْبَحُوا ... وَفِي الْبَيْعِ لَمْ يَغْلُ أَثَمَانُهَا لَقَدْ وَقَعَ الْقَوْمُ فِي جِيفَةٍ ... بَيِّنٌ لِذِي الْعَقْلِ إِنْتَانُهَا
وأخرجه أبو نعيم الأصبهانى فى ((حلية الأولياء وطبقات الأصفياء)) (8/ 279) قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ ثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ثَنَا سَالِمٌ الْخَوَّاصُ وَأَنْشَدَ هَذِه الأَبْيَاتِ لاِبْنِ الْمُبَارَكِ:
رَأَيْتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ ... وَيُتْبِعُهَا الذُّلَّ أَزْمَانَهَا
وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلوبِ ... فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ عِصَيَانَهَا وذكر بقية الأبيات على هذا الروىِّ بفتح النون.
قلتُ: فمدار هذه الرواية على الْخَوَّاصِ، فما أدراك من الْخَوَّاصُ؟. هو سَلْمُ ويقال: سَالِمُ بْنُ مَيْمُونَ الْخَوَّاصُ الرَّازِىُّ الصُّوفِىُّ الزَّاهِدُ، ممن أصابته غفلة الصالحين، فشُغِلَ عن حفظ الأسانيد والمتون، أمثال: يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَاشِيِّ، والْفَضَلِ بْنِ عِيسَى الرَّقَاشِيِّ، ومُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِىِّ، وصَالِحِ بْنِ بَشِيرٍ الْمُرِىِّ وأضرابهم، ممن لم يكن الحديثُ بضاعتَهم.
ذكره ابن الأثير الشيبانى فى ((اللباب في تهذيب الأنساب)) (1/ 467) فقال: ((الْخَوَّاصُ؛ بفتح الخاء وتشديد الواو وبعد الألف صاد مهملة، هذا يقال: لمن ينسج الْخُوصَ. منهم سَالِمُ بْنُ مَيْمُونَ الْخَوَّاصُ من عبَّاد أهل الشام، وممن غلب عليه الصلاح، فأغفل إتقان الحديث، وأخطأ كثيراً)).
قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (4/ 267): ((أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِىُّ قال: كان سَلْمُ بْنُ مَيْمُونَ الْخَوَّاصُ دفن كتبه، وكان يحدِّث من حفظه فيغلط. وسمعت أبى يقول: أدركتُ سَلْمَ بْنَ مَيْمُونَ الْخَوَّاصَ، ولم أكتب عنه. روى عن أبى خالد الأحمر حديثاً منكراً شبه الموضوع)).
قلت: وهذا الحديث هو الآتى ذكره فى كلام ابن حبان والعقيلى وابن عدى وأبى نعيم الأصبهانى.
قال أبو حاتم بن حبان ((المجروحين)) (1/ 345): ((سَلْمُ بْنُ مَيْمُونَ الرَّازِىُّ الْخَوَّاصُ. من عبَّاد أهل الشام وقرائهم، ممن غلب عليه الصلاح، حتى غفل عن حفظ الحديث وإتقائه، فربما ذكر الشيء بعد الشيء، ويقلبه توهما لا تعمداً، فبطل الاحتجاج بما يروي إذا لم يوافق الثقات. روى عن أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثَمَةَ قَالَ: بَايَعَ أَعْرَابِيٌّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أجلٍ، فقال عَلِىٌّ لِلأَعْرَابِيِّ: إِنْ مَاتَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمن يقضيك؟، قال: لا أدري!، قال: فأته فسله، فأتاه، فسأله، فقال: يقضيك أبُو بَكْرٍ، قال عَلِىٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ: فَإنْ مَاتَ أبُو بَكْرٍ!، فسأل الأعرابي النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يقضيك عمر، فقال عَلِىٌّ: فإن أتى على عمر أجله!، فسأل الأَعْرَابِيُّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يقضيك عثمان، قال عَلِىٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ: فإن أتى على عثمان أجله!، فسأل الأعرابي النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا مِتُّ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَإِنْ اِسْتَطَعْتِ أَنْ تَمُوتَ، فَمُتْ)). حَدَّثَنَاهُ
¥(42/320)
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرَوَانَ بِدِمْشَقَ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلاسٍ ثَنَا سَلْمٌ الْخَوَّاصُ به)).
وقال أبو جعفر العقيلى ((الضعفاء)) (2/ 165): ((حدَّث بمناكير لا يتابع عليها))، وذكر الحديث بنحو رواية ابن حبان.
وقال أبو أحمد بن عدى ((الكامل)) (3/ 327): ((روى أحاديث عن جماعة ثقات، لا يتابعه الثقات على أسانيدها ومتونها. أحاديثه مقلوبة الإسناد والمتن، وهو في عداد المتصوفة الكبار، وليس الحديث من عمله، ولعله كان يقصد أن يصيب فيخطىء في الإسناد والمتن، لأنه لم يكن الحديث من عمله)).
وذكر أبو أحمد حديثه بنحو رواية ابن حبان، وزاد عليه مما عنده من مقلوبات الأسانيد والمتون، قال: حدثنا صَالِحُ بْنُ أَبِى الْجَوْنِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِىُّ ثَنَا سَلْمٌ الْخَوَّاصُ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيْيَنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ.
قلت: وهذا متن صحيح بإسنادٍ مقلوبٍ غريبٍ، لم يروه هكذا إلا الْخَوَّاصُ، وإنما الحديث لابْنِ عُيْيَنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ الصَّعْبِ ابْنِ جَثَّامَةَ قال: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ.
أخرجه أبو داود (2672): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيْيَنَةَ به.
وأما الحافظ أبو نعيم الأصبهانى، فقد ذكره فى موسوعته ((حلية الأولياء وطبقات الأصفياء)) (8/ 281:277). وللحافظ الأصبهانى ذلك، أليس من غايته ذكر الزهاد والصوفية!!. ولكنه صَدَقَنَا الكشفَ عن حاله، إذ ذكر غرائب رواياته ومناكيرها، عمن روى عنهم من الأئمة: مالك، وابن عيينة، وأبى خالد الأحمر. فذكر له جملة أحاديث غرائب مناكير، أنكرها خمسة:
[أولها] حديثه المنكر شبه الموضوع عن أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرَ ((إِذَا مِتُّ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَإِنْ اِسْتَطَعْتِ أَنْ تَمُوتَ، فَمُتْ)).
[ثانيها] حديثه المقلوب الإسناد عن سُفْيَانَ بْنِ عُيْيَنَةَ ((نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ)).
[ثالثها] حديثه المنكر عن مَالِكِ بْنِ أَنِسٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ((مَنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ لا إِلَهَ إِلا اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِينُ، كَانَ لَهُ أَنِيسَاً فِي وُحْشَةِ الْقَبْرِ، وَاِسْتَجْلَبَ الْغِنَى، وَاِسْتَقْرَعَ بَابَ الْجَنَّةِ)).
وقال: ((غريب من حديث سَالِمِ الْخَوَّاصِ عن مَالِكٍ)).
[رابعها] حديثه المنكر عن عَلِىِّ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ الْعَمَرِيِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((من قال في سوق من الأسواق: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة)).
وقال: ((غريب من حديث عبد الله العمرى عن سالم، تفرد عنه على بن عطاء)).
[خامسها] حديثه الموضوع عن الْقَاسِمِ بْنِ مَعْنٍ عَنْ أُخْتِهِ أُمَيْنَةَ بِنْتِ مَعْنٍ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤمِنِينَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَكْثَرُ خَرَزِ الْجَنَّةِ الْعَقِيقُ)).
وقال: ((غريب من حديث الْقَاسِمِ بْنِ مَعْنٍ، لم نكتبه إلا من هذا الوجه)).
قلت: وأبو نعيم الحافظ، وإن ذكر هذا الحديث فى ترجمة ((سَلْمُ الْخَوَّاصُ))، إلا أنه قال فى إسناده ((أَبُو مُحَمَّدٍ سَلْمُ الزَّاهِدُ ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ))، وليس هو الْخَوَّاصَ، وإنما هو سَلْمُ بْنُ سَالِمِ أبُو مُحَمَّدٍ الْبَلْخِىُّ الزَّاهِدُ، وكأنَّه اشتبه عليه، فظنه الْخَوَّاصَ!!.
وكذلك اشتبه على أبى حاتم بن حبان، فسمَّاه ((سَلْمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ))، وفرَّق بينه وبين ((سَلْمِ بْنُ سَالِمِ الْبَلْخِىِّ)).
فقال فى ((المجروحين)) (1/ 344): ((سَلْمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ أبُو مُحَمَّدٍ. يروي عن الْقَاسِمِ بْنِ مَعْنٍ ما ليس من حديثه، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الاعتبار. روى عن الْقَاسِمِ بْنِ مَعْنٍ عَنْ أُخْتِهِ أُمَيْنَةَ بِنْتِ مَعْنٍ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قالت: كان أزواج النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلبسن العقيق في القلائد، فسألتُ عَائِشَةَ رَضَيَ اللهُ عَنْهَا عن ذلك، فقالت: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَكْثَرُ خَرَزِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْعَقِيقُ)) اهـ.
وقد أجاد وأفاد الشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ فى ((سلسلته الضعيفة)) (1/ 266/233) فى بيان ما وقع من الاشتباه فى سند هذا الحديث، وجزم بوضعه.
والخلاصة، فإن سَالِمَ بْنَ مَيْمُونَ الْخَوَّاصَ الزَّاهِدَ ليس ممن يعتمد على نقله، لكثرة مناكيره، وغفلته، وسوء حفظه.
وثمَّة آفةٍ أخرى فى إنشاد الخواص هذه الأبيات، ونسبتها لاِبْنِ الْمُبَارَكِ، يأتى بيانها إن شاء الله تعالى.
¥(42/321)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[04 - 01 - 05, 08:17 ص]ـ
وثمَّة آفةٍ أخرى فى نسبة الخواص هذه الأبيات لاِبْنِ الْمُبَارَكِ، وهى: أنها ليست من بنات أفكاره، ولا من وحى ابتداعه، وإنما أنشدها عن غيره مقتصراً على بيتين أو ثلاثة.
فقد قال ابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (32/ 466): أخبرنا أبُو السَّعَادَاتِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُتَوَكِّلِيُّ وَأبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ حَمْزَةَ قَالا: أخبرنا أبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ أنا أبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّفَّارُ نَا أبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيِا حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى الأَهْوَازِيُّ نَا أبْو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ أنه كَانَ يَتَمَثَّلُ:
رُكُوبُ الذُّنُوبِ يُمِيتُ الْقُلُوبَ ... وَقَدْ يُورثُ الذُّلَّ إِدْمَانُهَا
وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلوبِ ... وَخَيْرٌ لِنَفْسِكَ عِصْيَانُهَاقلت: وهذا إسناد أمثل وأجود من كل سوابقه، شيخا ابن عساكر فما فوقهما موثقون، وأبْو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُّ من الأثبات الحفاظ الرفعاء، وقد حفظ أن عَبْدَ اللهِ بْنَ الْمُبَارَكِ إنما كان يتمثل بشعر غيره، ولم يقله من قِِبَلِ نفسِه، ولم يزد على هذين البيتين.
وكذلك كان يتمثل بها إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ الْبَلْخِىُّ أحد مشاهيرالزهَّاد.
فقد أخرج ابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (6/ 336): أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل الضراب نا أحمد بن مروان نا محمد بن عمرو النصري نا عبد الله بن هارون البزاز حدثني أبو عبد الله القلانسي رفيق إبراهيم بن أدهم قال: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَتَمَثَّلُ بِأَبْيَاتٍ مِنْ الشِّعْرِ:
رَأَيْتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ ... وَيُتْبِعُهَا الذلّ إِدْمَانُهَا
وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلوبِ ... وَالْخَيْرُ لِلنَّفْسِ عِصْيَانُهَا
وَمَا أَهْلَكَ الدَّينَ إِلا الْمُلُوكُ ... وَأَحْبَارُ سُوءٍ وَرُهْبَانُهَا
وَبَاعُوا النَّفُوسَ فَلَمْ يَرْبَحُوا ... وَلَمْ تَغْلُ بِالْبَيْعِ أَثْمَانُهَا
لَقَدْ وَقَعَ الْقَوْمُ فِي جِيفَةٍ ... يَبِينُ للْعَاقِلِ إِنْتَانُهَاويتبع، إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[04 - 01 - 05, 08:33 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ نَاصِرِ الْحَقِّ وَرَافِعِى لِوَائِه. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتّمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى أَتقَى خَلْقِهِ وَأَوْلِيائِه.
ذكر جامع الديوان فى القسم الثانى منه: فيما نُسِبَ له ولغيره، بعنوان: ثمرة العلم.
قال: قال عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ:
الْعِلْمُ زَيْنٌ وَتَشْرِيفٌ لِصَاحِبِهِ ... فَاطْلُبْ هُدِيتَ فُنُونَ الْعِلْمِ وِالأَدَبَا
لا خَيْرَ فِيمَنْ لَهُ أَصٌْل بِلا أَدَبٍ ... حَتَّى يَكُونَ عَلَى مَا فَاتَهُ حَدَبَا
كَمْ مِنْ شَرِيفٍ أَخِى عِىٍّ وَطَمْطَمَةٍ ... فَدْمٍ لَدَى الْقَوْمِ مَعْرُوفٍ إِذَا اِنْتَسَبَا
فِي بَيْتِ مَكْرُمَةٍ آبَاؤُهُ نُجُبٌ ... كَانُوا رُؤوسَاًً فَأَمْسَى بَعْدَهُمْ ذَنَبَا
وَخَامِلٍ مُقْرِفِ الآبَاءِ ذِي أَدَبٍ ... نَالَ العَلاءَ بِهِ وَالْجَاهَ وَالنَّسَبَاقلت: هذه الأبيات من عيون الشعر وعرائسه، ومن أحسن ما مُدح به العلم والمتعلِّم، ولكنها ليست لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ!!، وذكرُها فى ديوانٍ منسوبٍ له هو من الحشو، بنسبة القول إلى غير قائله، وإنما هى لأَبِي الأَسْوَدِ الدِّيَلِيِّ ظَالِمِ بْنِ عَمْرٍو، وبأطول مما هاهنا.
وكان أبُو الأَسْوَدِ من الفصحاء البلغاء، ومن أنطق أهل طبقته بالشعر، وكان يقول: إِنِّي لأَجِدُ للحن غَمَرَاً كَغَمَرِ اللحم.
وأكثر كتب الأمالى والشواهد الأدبية تنسب هاتيك الأبيات لأَبِي الأَسْوَدِ، وربما نسبها بعضهم لصالح بن عبد القدوس الواعظ.
¥(42/322)
قال الحافظ ابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (25/ 210): أخبرنا بها أبو السعود بن المجلي نا أبو الحسين بن المهتدي أنا الشريف أبو الفضل محمد بن الحسن أنا أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ القَاسِمِ الأَنْبَارِىُّ إِمْلاءً قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى يعنى ثَعْلَبَ لأَبِي الأَسْوَدِ الدِّيَلِيِّ:
الْعِلْمُ زَيْنٌ وَتَشْرِيفٌ لِصَاحِبِهِ ... فَاطْلُبْ هُدِيتَ فُنُونَ الْعِلْمِ وِالأَدَبَا
لا خَيْرَ فِيمَنْ لَهُ أَصٌْل بِلا أَدَبٍ ... حَتَّى يَكُونَ عَلَى مَا زَانَهُ حَدِبَا
كَمْ مِنْ كَرِيمٍ أَخِى عِىٍّ وَطَمْطَمَةٍ ... فَدْمٍ لَدَى الْقَوْمِ مَعْرُوفٍ إِذَا اِنْتَسَبَا
فِي بَيْتِ مَكْرُمَةٍ آبَاؤُهُ نُجُبٌ ... كَانُوا رُؤوسَاًً فَأَمْسَى بَعْدَهُمْ ذَنَبَا
وَخَامِلٍ مُقْرِفِ الآبَاءِ ذِي أَدَبٍ ... نَالَ الْمَعَالِيَ بِالآدَابِ وَالرُّتَبَا
أَمْسَى عَزِيزَاً عَظِيمَ الشَّأنِ مُشْتَهِرَا .. فِي خَدِّهِ صَعَرٌ قَدْ ظَلَّ مُحْتَجِبَا
الْعِلْمُ كَنْزٌ وَذُخْرٌ لا نَفَاذَ لَهُ ... نِعْمَ الْقَرِينُ إِذَا مَا صَاحِبٌ صَحِبَا
قَدْ يَجْمَعُ الْمَرْءُ مَالاً ثُمَّ يُحْرَمُهُ ... عَمَّا قَلِيلٍ فَيَلْقَى الذُّلَّ وَالْحَرَبَا
وَجَامِعُ الْعِلْمِ مَغْبُوطٌ بِهِ أَبَدَا ... ولا تُحَاذِرْ مِنْهُ الْفَوْتَ وَالسَّلَبَا
يَا جَامِعَ الْعِلْمِ نِعْمَ الذُّخْرِ تَجْمَعُهُ ... لا تَعْدِلَنَّ بِهِ دُرَّاً وَلا ذَهَبَا وقال (25/ 209): أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن الحسين بن الحارث نا القاضي أبو زرعة روح بن محمد البشتي أنبأ إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان أنا أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ القَاسِمِ الأَنْبَارِىُّ قال: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى النَّحْوِىِّ لأَبِي الأَسْوَدِ الدِّيَلِيِّ:
الْعِلْمُ زَيْنٌ وَتَشْرِيفٌ لِصَاحِبِهِ ... فَاطْلُبْ هُدِيتَ فُنُونَ الْعِلْمِ وِالأَدَبَا
الْعِلْمُ كَنْزٌ وَذُخْرٌ لا نَفَاذَ لَهُ ... نِعْمَ الْقَرِينُ إِذَا مَا صَاحِبٌ صَحِبَا
يَا جَامِعَ الْعِلْمِ نِعْمَ الذُّخْرِ تَجْمَعُهُ ... لا تَعْدِلَنَّ بِهِ دُرَّاً وَلا ذَهَبَا قال أبو القاسم: وقد رويت هذه الأبيات كذلك، ولم تنسب إلى قائل.
أخبرنا بها خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى أنا أبو الحسن الخلعي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد إملاء نا أبو الفضل يحيى بن الربيع بن محمد العبدي نا إسحاق بن إبراهيم بن قيس نا أبو الطيب الضرير أحسبه عن الأَصْمَعِيِّ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قُرِيبٍ:
الْعِلْمُ زَيْنٌ وَتَشْرِيفٌ لِصَاحِبِهِ ... فَاطْلُبْ هُدِيتَ فُنُونَ الْعِلْمِ وِالأَدَبَا
لا خَيْرَ فِيمَنْ لَهُ أَصٌْل بِلا أَدَبٍ ... حَتَّى يَكُونَ عَلَى مَا زَانَهُ حَدِبَا
كَمْ مِنْ حَسِيبٍ أَخِى عِىٍّ وَطَمْطَمَةٍ ... قَرْمٍ لَدَى الْقَوْمِ مَعْرُوفٍ إِذَا اِنْتَسَبَاوذكر بقية الأبيات بنحو رواية أبى السعود بن المجلي.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 01 - 05, 10:39 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ نَاصِرِ الْحَقِّ وَرَافِعِى لِوَائِه. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتّمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى أَتقَى خَلْقِهِ وَأَوْلِيائِه.
وذكر جامع الديوان من قافية الراء، شعراً فى القناعة.
قال: سُمِعَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ يُنشدُ:
مَا ذَاقَ طَعْمَ الْغِنَى مَنْ لا قُنُوعَ لَهُ ... وَلَنْ تَرَى قَانِعَاً مَا عَاشَ مُفْتَقِرَا
وَالْعُرْفُ مَنْ يَأْتْهِ تُحْمَدْ عَوَاقِبُهُ ... مَا ضَاعَ عُرْفٌ وَإِنْ أَوْلَيْتَهُ حَجَرَاقلتُ: وهذه الأبيات من بديع الشعر ورائعه، ومن أحاسن الكَلِمِ الذى يُرَغِّبُ فى لزوم القناعة والرضى بالكفاف، ولكنها ليست لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ!!، ونسبتُها إليه من إسناد الكلام إلى غير قائله، إلا أن يُقال أنَّه أنشدها عن غيره.
¥(42/323)
وكأنى بِمُبْدِعِهَا، ونَاشِرِ عِطْرِ أريجها، قد أخذها من صحيح حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافاً، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ)). أخرجه الإمام مسلم فى ((كتاب الزكاة)) (1054) قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ عَنْ سَعِيدِ ابْنِ أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْه.
ويماثلها فى الروعة وجودة السبك، قول أبى العتاهية:
إِنَّ القَنَاعَةَ بِالْكَفَافِ هِيَ الْغِنَى ... وَالْفَقْرُ عَيْنُ الْفَقْرِ فِي الأََمْوَالِ
لَمَّا حَصَلْتُ عَلَى الْقَنَاعَةِ لَمْ أَزَل ... مَلِكَاً يَرَى الإِكْثَارَ كَالإِقْلالِ
وَإِذَا الْفَتَى خَبَطَ الأُمُورَ تَعَسُّفَاً ... حَمِدَ الْحَرَامَ وَذَمَّ كُلَّ حَلالِ
وَإِذَا تَوازَنَتِ الأُمُورُ لِفَضْلِهَا ... فَالدِّينُ مِنها أَرْجَحُ الْمِثْقَالِ
وَإِذَا سَكَنْتَ إِلَى الْهُدَى وَأَطَعْتَهُ ... أُلْبِسْتَ حُلَّةَ صَالِحِ الأََعْمَالِ
وَإِذا طَمِعْتَ لَبِسْتَ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ ... إِنَّ المَطامِعَ مَعْدَنُ الإِذْلالِوأما رواة الأبيات الآنفة عن ابن المبارك، فتارة يقولون: قالها، وأخرى: أنشدها.
قال أبُو الطَّيْبِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَعْفَرِيُّ ((جزء ابن عمشليق)) (26): حَدَّثَنا أبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَنَفِيُّ الْهَرَويُّ ثنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَحْمُودٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَانَ أبُو الْحَسَنِ الْمِصْرِيُّ ثَنَا نُعِيمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يقولُ: سَخَاءُ النَّفْسِ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ أَفْضَلُ مِنْ سَخَاءِ النَّاسِ بِالْبَذْلِ، ومُرُوءَةُ الْقَنَاعَةِ بِالرِّضَى أَفْضَلُ مِنْ مُرُوءَةِ الْبَذْلِ، وأنشدنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ:
مَا ذَاقَ طَعْمَ الْغِنَى مَنْ لا قُنُوعَ لَهُ ... وَلَنْ تَرَى قَانِعَاً مَا عَاشَ مُفْتَقِرَا
وَالْعُرْفُ مَنْ يَأْتْهِ تُحْمَدْ عَوَاقِبُهُ ... مَا ضَاعَ عُرْفٌ وَإِنْ أَوْلَيْتَهُ حَجَرَاوقال ابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (32/ 463): أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أبو عثمان الصابوني أنا أبُو مُعَاذِ بْنُ أَبِي عِصْمَةَ الْهَرَويُّ بها أنا أبُو الْفَضْلِ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَحْمُودٍ نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَانَ المقرئ أبُو الْحَسَنِ بِوَاسِطٍ ثَنَا نُعِيمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يقولُ:
مَا ذَاقَ طَعْمَ الْغِنَى مَنْ لا قُنُوعَ لَهُ ... وَلَنْ تَرَى قَانِعَاً مَا عَاشَ مُفْتَقِرَا
وَالْعُرْفُ مَنْ يَأْتْهِ تُحْمَدْ عَوَاقِبُهُ ... مَا ضَاعَ عُرْفٌ وَإِنْ أَوْلَيْتَهُ حَجَرَاوأخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد الزيدي أنا أبو البقاء المعمر بن محمد الحبال نا أبُو الطَّيْبِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ الْجَعْفَرِيُّ نا أبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْيَدِ الْقَطَّانُ الْبَلْخِيُّ حدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَنَفِيُّ الْهَرَويُّ نا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَحْمُودٍ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَانَ أبُو الْحَسَنِ الْمِصْرِيُّ ح وأخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد الحلواني أنا أبو بكر أحمد بن علي الشيرازي أنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي نا أبو الحسين الجرجاني بالري نا أبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ الطَّيْبِ السَّمَرْقَنْدِيُّ بِمَكَّةَ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْعُقَيْلِيُّ ثنا نُعِيمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يقولُ: سَخَاءُ النَّفْسِ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ أَفْضَلُ مِنْ سَخَاءٍ بِالْبَذْلِ. قَالَ نُعِيمُ: وَأَنْشَدَ ابْنُ الْمُبَارَكِ:
¥(42/324)
مَا ذَاقَ طَعْمَ الْغِنَى مَنْ لا قُنُوعَ لَهُ ... وَلَنْ تَرَى قَانِعَاً مَا عَاشَ مُفْتَقِرَا
وَالْعُرْفُ مَنْ يَأْتْهِ تُحْمَدْ عَوَاقِبُهُ ... مَا ضَاعَ عُرْفٌ وَإِنْ أَوْلَيْتَهُ حَجَرَاقلت: فمدار هذه الروايات على نُعِيمِ بْنِ حَمَّادٍ الْخُزَاعِىِّ، ومُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَانَ أبُى الْحَسَنِ الْعُقَيْلِيِّ الْمِصْرِيِّ. أما أبُو الْحَسَنِ الْعُقَيْلِيُّ الْمِصْرِيُّ، فصدوق ليس به بأس، قاله الحافظ الذهبى ((ميزان الاعتدال)) (6/ 361/8300).
وأما نُعِيمُ بْنُ حَمَّادٍ الْخُزَاعِىُّ، فأحد أعلام السنة والمنافحين عنها، تكلموا فيه، لكنه صدوق على لينٍ في روايته للحديث، وربما غلط فى أحاديث يتوهمها ولا يتعمد الكذب، وقد وثقه أحمد وابن معين والبخارى وأبو حاتم وأبو زرعة. وهو مشهور بصحبته لابن المبارك ومعرفة أقواله وأحواله وسيرته.
وقد اختلف الرواة عن أبُى الْحَسَنِ الْعُقَيْلِيِّ، فمن قائل ((قال ابْنُ الْمُبَارَكِ))، وأكثرهم يقول ((أَنْشَدَ ابْنُ الْمُبَارَكِ))، وهو الأصح، إذ الشعرُ لغيره، وليس له، وإنما أنشده استشهاداً.
فإن قيل: من قائلُ هذين البيتين؟، قلنا: هما مع ثلاثة أبياتٍ أخرى أو أكثر للإمام الثبت الثقة مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، ورواها بعضهم عن مَخْلَدِ بْنِ عَلِيٍّ السُّلامِيِّ الشَّاعِرِ.
قال أبو نعيم ((حلية الأولياء)) (7/ 220): حَدَّثَنَا أَبِي ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَنْصَارِىُّ الأَصْبَهَانِىُّ ثنا رَجَاءُ بْنُ صُهَيْبٍ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ دَاوُدَ الْقِنْطَرِيَّ سَْمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يعنى الرَّمْلِىَّ سَمِعْتُ مِسْعَرَ بْنَ كِدَامٍ يقولُ:
اِقْبَلْ مِنْ الدَّهْرِ مَا أَتَاكَ بِهِ ... وَاصْبِرْ لِرَيْبِ الزَّمَانِ إِنْ عَثَرَا
مَا لاِمْرِىٍء فَوْقَ مَا يجْرِي الْقَضَاءُ بِهِ ... فَالْهَمُّ فَضْلٌ وَخَيْرُ النَّاسِ مَنْ صَبَرَا
يَارُبَّ سَاعٍ لَهُ فِي سَعْيِهِ أَمْلٌ ... يَفْنَى وَلَمْ يَقْضِ مِنْ تَأْمِيلِهِ وَطَرَا
مَا ذَاقَ طَعْمَ الْغِنَى مَنْ لا قُنُوعَ لَهُ ... وَلَنْ تَرَى قَانِعَاً مَا عَاشَ مُفْتَقِرَا
وَالْعُرْفُ مَنْ يَأْتْهِ تُحْمَدْ عَوَاقِبُهُ ... مَا ضَاعَ عُرْفٌ وَإِنْ أَوْلَيْتَهُ حَجَرَاوأخرج تمام الرازى ((الفوائد)) (1/ 199) قال: سمعت أبا الميمون بن راشد يقول أنشدني مَخْلَدُ بْنُ عَلِيٍّ السُّلامِيُّ:
مَا ذَاقَ طَعْمَ الْغِنَى مَنْ لا قُنُوعَ لَهُ ... وَلَنْ تَرَى قَانِعَاً مَا عَاشَ مُفْتَقِرَا
وَالْعُرْفُ مَنْ يَأْتْهِ يَحْمِدْ عَوَاقِبَهُ ... مَا ضَاعَ عُرْفٌ وَإِنْ أَوْلَيْتَهُ حَجَرَاوأخرجه كذلك ابن عساكر ((التاريخ)) (57/ 164) من طريق تمام الرازى بمثله.
قلت: والراجح أنه لِمِسْعَرٍ، فقد كان فصيحاً؛ مفوَّهاً؛ ناظماً للشعر، ومعظم ذلك فى المواعظ. فمن ذلك ما رواه جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ سَمِعْتَُ مِسْعَرَ بْنَ كِدَامٍ يقولُ:
نَهَارُكَ يَا مَغْرُورُ سَهْوٌ وَغَفْلَةٌ ... وَلَيْلُكَ نَوْمٌ وَالرَّدَى لَكَ لازِمُ
وَتَشْغَلُ فِيمَا سَوْفَ تَكْرَهُ غِبَّهُ ... كَذَلِكَ فِي الدُّنْيَا تَعِيشُ الْبَهَائِمُوقال مِسْعَرٌ ينصح ابنه كِدَامَ:
إِنِّي مَنَحْتُكَ يَا كِدَامُ نَصِيحَتِي ... فَاسْمَعْ مَقَالَ أَبٍ عَلَيْكَ شَفِيقِ
أَمَا الْمِزَاحَةُ وَالْمِرَاءُ فَدَعْهُمَا ... خُلُقَانِ لا أَرْضَاهُمَا لِصَدِيقِ
إِنِّي بَلَوْتُهُمَا فَلَمْ أَحْمِدْهُمَا ... لِمُجَاوِرٍ جَارَاً وَلا لِرَفِيقِ
وَالْجَهْلُ يُزْرِي بِالْفَتَى فِي قَوْمِهِ ... وَعُرُوقُهُ فِي النَّاسِ أيَّ عُرُوقِ وقال مِسْعَرٌ:
تَفْنَى اللَّذَاذَةُ مِمِنْ نَالَ صَفْوَتَهَا ... مِنْ الْحَرَامِ وَيَبْقَى الإِثْمُ وَالْعَارُ
تَبْقَى عَوَاقِبُ سَوْءٍ مِنْ مَغَبِّتِهَا ... لا خَيْرَ فِي لَذَّةٍ مِنْ بَعْدِهَا النَّارُأخرجها أبو نعيم ((الحلية)) (7/ 221،220)، وابن أبى الدنيا ((الصمت)) (391)، والبيهقى ((الزهد)) (601) و ((شعب الإيمان)) (4/ 317/5248) بأسانيد صحاحٍ عن جَعْفَرَ بْنِ عَوْنٍ الواسطى عنه.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 01 - 05, 12:45 ص]ـ
¥(42/325)
الْحَمْدُ للهِ نَاصِرِ الْحَقِّ وَرَافِعِى لِوَائِه. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتّمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى أَتقَى خَلْقِهِ وَأَوْلِيائِه. وبعد ..
وذكر جامعُ الديوان فى القسم الثانى أيضاً، بعنوان: الرِّزْقُ مِنْ اللهِ تَعَالَى.
قال: قال عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ:
لا تَضْرَعَنَّ لِمَخْلُوقٍ عَلَى طَمَعٍ ... فَإِنَّ ذَاكَ مُضْرٌ مِنْكَ بِالدِّينِ
وَاسْتَرْزِقْ اللهَ مَمَا فِي خَزَائِنِهِ ... فَإِنَّمَا هُوَ بَيْنَ الْكَافِ وَالنُّونِ
ألا تَرَى كَلَّ مَنْ تَرْجُو وَتَأْمَلُهُ ... مِنْ الْبَرَيِّةِ مِسْكِينُ بْنُ مِسْكِينِقلت: وهذه الأبيات مسحةُ الصُّوفيَّة عليها لائحة، ولا يصدر مثلها عن الإمام الْمُبَجِّلِ، فضلاً عن نسبتها للإمام عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ، كما زعم ذلك صاحب ((نور الأبصار)).
وقد أخرجها البيهقى ((كتاب الزهد الكبير)) (2/ 89/106): أَخْبَرَنَا أبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ أَنْبَأ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بِشْرٍ ثَنَا القَاسِمُ بْنُ غُصْنٍ ثنا زَكَرِيَا بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قال:
لا تَضْرَعَنَّ لِمَخْلُوقٍ عَلَى طَمَعٍ ... فَإِنَّ ذَاكَ مُضْرٌ مِنْكَ بِالدِّينِ
وَاسْتَرْزِقْ اللهَ مَمَا فِي خَزَائِنِهِ ... فَإِنَّمَا هُوَ بَيْنَ الْكَافِ وَالنُّونِ
ألا تَرَى كَلَّ مَنْ تَرْجُو وَتَأْمَلُهُ ... مِنْ الْبَرَيِّةِ مِسْكِينُ بْنُ مِسْكِينِوأخرجه كذلك ابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (32/ 464): أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي بإسناده ومتنه سواء.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، آفته القَاسِمُ بْنُ غُصْنٍ الشَّامِىُّ حدَّث بأحاديث مناكير، قاله الإمام أحمد. وقال أبو حاتم الرازى: منكر الحديث. وقال أبو زرعة والبزار: ليس بالقوي في الحديث. وقال ابن عدى: له أحاديث صالحة غرائب ومناكير، وروى عنه محمد بن عبد العزيز الرملي مناكير. وذكره الساجي والعقيلى وابن شاهين وابن الجارود والفسوى والحربى والدولابى في ((الضعفاء)).
وقال ابن حبان ((المجروحين)) (2/ 212): ((كان ممن يروي المناكير عن المشاهير ويقلب الأسانيد حتى يرفع المراسيل، ويسند الموقوف، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، فأما فيما وافق الثقات، فإن اعتبر به معتبر لم أر بذلك بأساً)).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 01 - 05, 10:00 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى. وَالصَّلاةُ الزَّاكِيَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ تَتَوَالَى. وَبَعْدُ
((ولما كان ديدنُ دُعَاةِ الضَّلالَةِ الوقيعةَ فى أهل السنَّة، فلربما عَمَدَ بعضُهم إلى تلفيقِ الأخبار، ووضعِها على ألسنة أئمَّة السُّنَّة، تحقيقاً لمآربهم الدفينة، ووصولاً لغاياتهم المنشودة، وطعناً فى أصول السُّنَّة وغاياتِها، ونيلاً من أئمتها وحاملى لوائِها. فما أكثر ما نُسب من الكذب والبهتان إلى رفعاء الأئمَّة وكبرائهم، كعَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وسُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ، والشَّافِعِىِّ، وأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ، ونظرائهم وأقرانهم، مضاهاةً بما نسب من الزور والبهتان من قبل إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ولقد كان للإمام الحجَّة المجاهد عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ المروزى رَحِمَهُ اللهُ من ذلك التلفيق والبهتان النصيب الأوفى. فلقد علم أعداءُ السُّنَّة، ومروجو الباطل ماله من مكانةٍ سامقةٍ بين أهل الإيمان، خواصِّهم وعوامهم، فألزقوا به ماليس من أقواله، ولا أحواله، ولا أفعاله، حتى ظنَّه الصوفيةُ أحدَ أقطابهم وأبدالِهم، واعتقده الخوارجُ ناصرَ أرآءهم وأصولِهم، وهو من كلتا الطائفتين بمعزلٍ آمنٍ عن الانزالق فى ترهاتهم، وانحرافاتهم)).
وبعد .. فهذه محاولة كالنبراس الكاشف لأباطيل هذا الديوان المنسوب لإمام السنَّة المبجِّل عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ.
تحميل
((طعن القنا فى صدر مفترى يا عابد الحرمين لو أبصرتنا
ومعه
الكشف المتدارك لمنحول الشعر المنسوب لابن المبارك))
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[21 - 01 - 05, 04:01 م]ـ
¥(42/326)
تسجيل متابعة وتكحيل العين بإثمد كتاباتكم السنِّة العليِّة
سبك موفق ونمق مدقق
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[22 - 01 - 05, 09:32 ص]ـ
الحبيب الودود / ابن دحيان
جَزَاكَ اللهُ عَنْ ذَا الْمَدْحِ خَيْرَاً ... وَكَانَ لَكَ الْمُهَيمِنُ خَيْرَ رَاعِ
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[22 - 01 - 05, 08:33 م]ـ
فضيلة الشيخ البحاثة أبا محمدٍ الألفي - وفقكم الله و نفع بمشاركاتكم –
أولا: أسأل الله تعالى أن يبارك فيما تكتبون، و أن ينفعني بها و جميع إخواني أهل هذا الملتقى المفيد.
و ثانيا: إتماما و تكميلا لما ذكرتم، أقول – والله الموفق -:
قلتم – حفظكم الله – تعقيبا على كلام الخطيب حول رواية أبي بكر الشافعي: (قلت: كذا قال أبو بَكْرٍ الْحَافِظُ، واتهم بهذه الرواية أبَا بَكْرٍ الشَّافِعِىَّ، وهو من أبعد النَّاس عن هاتيك التهمة، وكيف غاب عنه هذان الأمران البيِّنان غاية البيان:
[أولهما] أنَّ أبَا بَكْرٍ الشَّافِعِىَّ لم يتفرد به عن الْكُدَيْمِيِّ، فقد تابعه عنه: أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ أبْو بَكْرٍ النَّجَّادُ. ومن طريقه أخرجه الخطيب نفسه!.).
.....
أقول: أولا: الخطيب رحمه الله لم يتهم أبا بكر بأصل القصة، بل لم يرد بكلامه بيان حال سندها، و لا اتهام أحدٍ بها؛ كيف و حال الكديمي لا تخفى عليه؟!.
و إنما أشار إلى شيء دقيقٍ، و هو دال على نظرٍ دقيقٍ، معهودٍ عليه في جميع تصانيفه رحمه الله، و بيان ذلك أن رواية الشافعي للقصة كانت على السياق التالي: (قَالَ عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْمَرُوزِيُّ: كُنْتُ عَنْدَ فُضِيلِ بْنِ عِيَاضٍ، وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارِكِ، فقال: إِنَّ أَهْلَكَ وَعِيَالَكَ قَدْ أَصْبَحُوا مَجْهُودِينَ مُحْتَاجِينَ إِلَى هَذَا الْمَالَ، فَاتْقِ اللهَ، وَخُذْ مِنْ هَؤلاءِ الْقُومِ ـ يعنى الْخُلَفَاءَ ـ، فَزَجَرَهُ ابْنُ الْمُبَارِكِ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: .. )
و هكذا الرواية في الجامع في طبعتين منه؛ طبعة الطحان 1/ 364، و طبعة رأفت سعيد 2/ 10.
و الذي أشار إليه الخطيب، هو قول راويها عبدة: (فقال: إن أهلك و عيالك .. ) و قائلها يخاطب بذلك ابن المبارك.
و القائل هذا = هو الفضيل كما هو واضحٌ من سياق القصة،
لكنكم ظننتم أن القائل شخصٌ آخر، فزدتم بعد قول عبدة، فقال كلمة [رجل]، فصار القائل رجلا آخر غير قائلها و هو الفضيل، لتتوافق مع رواية النجاد
؛ و لأجل هذا استغربتم كلام الخطيب عقبها.
و الذي زدتم - وفقكم الله - لا وجود له في الجامع و لا في تاريخ دمشق.
فالقول قول الفضيل، و قد تعقبه ابن المبارك بالأبيات.
و لا يمكن أن يكون القول للراوي، فإنه قد قال: كنت عند فضيل، .. فقال ..
و لا كذلك لابن المبارك، فإن فيه عقب هذا: فزجره ابن المبارك، يريد قائل ذلك الكلام، و هو الفضيل كما بينّا.
....
و بهذا يعلم لِم قال الخطيب: (هكذا روى لي الرزاز هذا الخبر، والمعروف أن ابن المبارك كان من ذوي الأحوال والتجارات بصنوف الاموال، وأن فضيلاً كان من الفقراء، وأحد المعدودين في الزهاد و الأولياء، وكان من فقره وحاجته يتورع عن قبول مال السلطان وغيره، وأحسب الشافعي لم يضبط الحكاية، ودخل عليه الوهم حتى رواها من حفظه).
و تعليله واضح بيِّن، و لذا عقبها بالرواية السالمة من هذا الوهم، فذكر رواية النجاد، و فيها: (إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا أبا علي، إِنَّ عِيَالَكَ قَدْ أَصْبَحُوا مَجْهُودِينَ).
و الخطاب هنا للفضيل، و حاله متوافقٌ مع ما تضمنه خطاب هذا الرجل، و الله أعلم.
و بهذا يزول ما استشكل من كلام الخطيب رحمه الله.
.........................
و ثالثا: بخصوص الشعر الذي جاء ذكره في ذلك الديوان، فإن له إسنادًا آخر، غير الإسناد هذا، الذي في إسناده الكديمي.
فقد أخرجه ابن عساكر (32/ 464 - 465) من طريق أبي مروان عبدالملك بن بحر بن شاذان المكي قال: أنشد أبو خالد يزيد بن محمد بن حماد العقيلي لعبد الله بن المبارك، مع تغاير في ترتيب الأبيات، و اختلاف في بعضها، دون القصة السابقة، و إسنادُها يصلُح في مثل هذا.
و أبو خالد هذا جد أبي جعفر العقيلي، و مِن شيوخه مَن كان كاتبًا لابن المبارك.
¥(42/327)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[23 - 01 - 05, 01:39 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى. وَالصَّلاةُ الزَّاكِيَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ تَتَوَالَى. وَبَعْدُ
الشيخ الحبيب الْمُسَدَّد / أبو تيمية
عَلَيْكَ تَحِيَّةُ الرَّحْمَنِ تَتْرَى ... تَحَايَا رَائِحَاتٍ غَادِيَاتِأحسنتم وصدقتم، ونصحتم وبررتم. وهكذا هى رواية أَبِى بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ فى نسختى من ((الجامع لأخلاق الراوى)) (طبعة الطحان)، ليس فيها ذكر كلمة (رجل)، بل خالية منها كما ألمحتم، وسياقها هكذا:
قال أَبُو بَكْرٍ الحافظ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ نَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ نَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْمَرُوزِيُّ قَالَ: كُنْتُ عَنْدَ فُضِيلِ بْنِ عِيَاضٍ، وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، فَقَالَ: إِنَّ أَهْلَكَ وَعِيَالَكَ قَدْ أَصْبَحُوا مَجْهُودِينَ مُحْتَاجِينَ إِلَى هَذَا الْمَالَ، فَاتْقِ اللهَ، وَخُذْ مِنْ هَؤلاءِ الْقُومِ ـ يعنى الْخُلَفَاءَ ـ، فَزَجَرَهُ ابْنُ الْمُبَارِكِ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: وذكر الأبيات.
فرواية الشَّافِعِيِّ هذه، والتى نسب الْخَطِيبُ الوهمَ فيها إليه، جعلتْ قولَه ((إِنَّ أَهْلَكَ وَعِيَالَكَ قَدْ أَصْبَحُوا مَجْهُودِينَ)) من كلام الْفُضِيلِ بْنِ عِيَاضٍ يخاطبُ به ابْنَ الْمُبَارَكِ. وهذا خطأ بلا شكٍ ولا ريبٍ، إذ لم يكنْ ابْنُ الْمُبَارَكِ بحالٍ من الفقر يجهد معه أهلُه وعيالُه، ويحتاجُ معه إلى أموال السلاطين، وإنما كانت هذه حال الْفُضِيلِ، وكان مع ذا متورعاً متعففاً لا يقبل أعطياتهم، فضلاً عن نصيحة غيره من خلانه بقبولها. ولهذا أعقبها الْخَطِيبُ ببيانين:
[أولهما] التعليق على هذه الرواية بقوله (والمعروف أن ابن المبارك كان من ذوي الاحوال والتجارات بصنوف الاموال، وأن فضيلاً كان من الفقراء، وأحد المعدودين في الزهاد والاولياء).
[ثانيهما] التعقيب برواية النجَّاد، وفيها (إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَلِيٍّ، إِنَّ عِيَالَكَ قَدْ أَصْبَحُوا مَجْهُودِينَ)، والتى جعلت قائلَ ذلك رجلاً يخاطبُ به الْفُضِيلَ بْنَ عِيَاضٍ، وابْنُ الْمُبَارَكِ جالسٌ عنده، فزجره ابْنُ الْمُبَارَكِ لذلك.
قلتم: ((و بهذا يزول ما استشكل من كلام الخطيب رحمه الله)).
وأقول: لكنه لم يزل بالكليَّة. فمع اختلاف وجهى الرواية، وبيان الْخَطِيبِ لوجهها الأرجح، فلا يتجه نسبة أَبِى بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ إلى الوهم، بدعوى أنه رواها إملاءً من حفظه.
فإن قلتم: ((الخطيب رحمه الله لم يتهم أبا بكرٍ الشَّافِعِيَّ بأصل القصة، بل لم يرد بكلامه بيان حال سندها، و لا اتهام أحدٍ بها)).
فأقول: فما معنى قوله ((وأحسب الشَّافِعِيَّ لم يضبط الحكاية، ودخل عليه الوهمُ حين رواها من حفظه))!. وعلام دلتا هاتين الكلمتين ((لم يضبط الحكاية)) و ((ودخل عليه الوهمُ))!.
فبيِّنٌ لمن تأمل هاتين الكلمتين: اتهام أبِى بكرٍ الشَّافِعِيِّ بهذا الوجه الذى رواه، ولا يعنى ذلك بحالٍ تعصيب الجناية به، مع الجزم بأنَّ مدار الحكاية من كلا الوجهين على مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ الْكُدَيْمِيِّ الكذَّابِ، وعليه فلا غضاضة من دفع التهمة عن أَبِى بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ بقولنا ((واتهم أبو بَكْرٍ الْحَافِظُ بهذه الرواية ـ أعنى الوجه الأول ـ أبَا بَكْرٍ الشَّافِعِىَّ، وهو من أبعد النَّاس عن هاتيك التهمة)).
فإن قيل: فممن الخطأ والوهم إذن فى رواية الشَّافِعِيِّ؟.
قلنا: من الْكُدَيْمِيِّ، لا من غيره، فهو مُخْتَلِقُ هذه الحكاية. والكذب ذو ألوان ووجوه، وتخبط واضطراب.
وأما المتابعة المذكورة عن جد أَبِى جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِىِّ لأمِّه: أَبِى خَالِدٍ يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ الْعُقَيْلِىِّ فلا تنتهض بها حجَّة كما سيأتى بيانه إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[23 - 01 - 05, 09:35 م]ـ
أحسنتم و بررتم - أنتم كذلك أيها الشيخ الجليل -
.....
و إتماما لما قلته قبلُ، أقول:
قولي سابقا: (((و بهذا يزول ما استشكل من كلام الخطيب رحمه الله)).
¥(42/328)
هو في موضعه تام، لا نقص فيه - بحمد الله -؛ فقد كانت عبارتكم عقب عبارة الخطيب هي:
(قلت: كذا قال أبو بَكْرٍ الْحَافِظُ، واتهم بهذه الرواية أبَا بَكْرٍ الشَّافِعِىَّ، وهو من أبعد النَّاس عن هاتيك التهمة، وكيف غاب عنه هذان الأمران البيِّنان غاية البيان:
[أولهما] أنَّ أبَا بَكْرٍ الشَّافِعِىَّ لم يتفرد به عن الْكُدَيْمِيِّ، فقد تابعه عنه: أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ أبْو بَكْرٍ النَّجَّادُ. ومن طريقه أخرجه الخطيب نفسه!.
[ثانيهما] مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ البصرى أحد المتروكين؛ متهم بالوضع).
فبينت أن الخطيب لم يتهم أبا بكر بالقصة؛ و إنما بين دخول الوهم عليه في نسبة كلام الرجل إلى الفضيل، و أنه ليس في صدد بيان حال سنده، فالكديمي لا يخفى حاله عليه.
و كان قولي: (((الخطيب رحمه الله لم يتهم أبا بكرٍ الشَّافِعِيَّ بأصل القصة، بل لم يرد بكلامه بيان حال سندها، و لا اتهام أحدٍ بها)).
و هو يبين المراد جليا.
بقي أن يقال: لمَ لم يلصق الوهم بالكديمي دون أبي بكر الشافعي، فالجواب عنه من أوجه:
الأول: أن حكم الخطيب بوهم أبي بكر لم يكن قاطعا و عبارته: (و أحسِب الشافعي لم يضبط الحكاية، ودخل عليه الوهم حتى رواها من حفظه))
و هي صريحة في أنه يوهِّم أبا بكر الشافعي ظنًّا، لا جزما، و إنما بنى حكمه على الوجهين التاليين.
الثاني: أن الكديمي رواه سالما من ذلك الوهم في رواية النجاد عنه.
و هو دال على أن رواية الكديمي سالمة من هذا، كما هو الأصل في تعليلات النقاد في اختلاف الرواة على الراوي الواحد.
الثالث: أن أبا بكر رواها إملاء من حفظه.
و هذا أعظم أبواب حصول الوهم في أحاديث الثقات، أعني: التحديث من الحفظ في مجالس الإملاء، لا سيما في سياق القصص و الأخبار!
فالوهم الذي وقع في رواية أبي بكر دون النجاد مع التصريح بأن أبا بكر الشافعيَّ حدث به من حفظه، و التنصيص على ذلك من الراوي = جعل الحكم عليه بالوهم قويا.
و طريقة الأئمة في التعليل في كشف العلة و موضع الوهم في الأغلب تنبني على مثل ما ذكرنا من القرائن.
و بخصوص ما ذكرتم أبا محمد: في أن الكذاب ذو ألوان = فصحيح جدا، و هو نوع من أنواع الكذابين.
فليس كل من رمي بالكذب = يفعل ذلك؛ بل من الكذابين - كما لا يخفى عليكم - من لم يحدث بحديث منكر المتن، لكنه يركب الأسانيد الباطلة على المتون الصحيحة، و منهم من يدعي الرواية عن قوم لم يلحق بهم و منهم من يروي الحديث الواحد على وجوه و ألوان - كما ذكرتم -، و منهم و منهم ...
و الكديمي قد يكون اختلق هذه القصة في جملة ما اتُّهم بوضعه و اختلاقه؛ لكنِ الشأنُ في ذلكم الوهم الخفي الذي قال فيه الخطيب ما قال، و أخوكم العبد الفقير مع الخطيب فيما ذكر للقرائن التي ذكرت، و لحال الكديمي في مروياته.
........
و بخصو ص الإسناد الذي خرجه ابن عساكر، فليس المراد من سياقه = كون إسناده حجةً أم لا؟
لكن كما قلت: يصلح في مثل هذا، مع العلم بحال سنده و رواته، و لا يزال أهل العلم ينسبون الأشعار إلى من تقدم من الشعراء ممن يحتج بأشعارهم من شعراء الجاهلية و من بعدهم بالأسانيد التي فيها - على طريقة نقد المحديثين للسنن - ضعف؛ كانقطاع و ما شاكله، و ليس البحث جاريا في هذا و الله أعلم ..
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 01 - 05, 12:58 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى. وَالصَّلاةُ الزَّاكِيَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ تَتَوَالَى. وَبَعْدُ
وذكر جامع الديوان من قافية الميم؛ شعراً فى صفات الصديق.
قال: قال عَبْدُ الله بْنُ الْمُبَارَكِ (من المتقارب):
فَإِذَا صَاحَبْتَ فَاِصْحَبْ مَاجِدَا ... ذَا حَيَاءٍ وَعَفَافٍ وَكَرَمْ
قَوْلُهُ لِلشيءِ لا إِنْ قُلْتَ لا ... وَإِذَا قُلْتَ نَعَمْ قَالَ نَعَمْقلت: ونسبة هَذَينِ البيتين لابْنِ الْمُبَارَكِ من الحشو، بتسبة القول إلى غير قائله، وإنما هما لِمُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ الْحَارِثِِيِّ الْكُوفِىِّ، أحد مشاهير العُبِّادِ والزهَّادِ الأخفياء، وكان من أصحاب ابْنِ الْمُبَارَكِ، وكان معجباً به وبهديه وأحواله وأقواله، ويتمثل بهذين البيتين له فى قلة الخلاف مع الخلان والقرناء.
¥(42/329)
فقد أخرج ابن عساكر ((تاريخ مدينة دمشق)) (32/ 429): أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل الضراب أنا أحمد بن مروان نا أحمد بن محرز نا الحسن بن عيسى قال: اجتمع جماعة من أصحاب ابْنِ الْمُبَارَكِ مثل: الفضل بن موسى، ومخلد بن حسين، ومحمد بن النضر، فقالوا: تعالوا حتى نعد خصال ابْنِ الْمُبَارَكِ من أبواب الخير، فقالوا: جمع العلم، والفقه، والادب، والنحو، واللغة، والزهد، والشعر، والفصاحة، والورع، والانصاف، وقيام الليل، والعبادة، والحج، والغزو، والسخاء، والشجاعة، والفروسية، والشدة في بدنه، وترك الكلام في ما لا يعنيه، وقلة الخلاف على أصحابه، وكان كثيراً ما يتمثَّلُ ـ يعنى بشعر غيره ـ:
وَإِذَا صَاحَبْتَ فَاِصْحَبْ مَاجِدَا ... ذَا حَيَاءٍ وَعَفَافٍ وَكَرَمْ
قَوْلُهُ لِلشيءِ لا إِنْ قُلْتَ لا ... وَإِذَا قُلْتَ نَعَمْ قَالَ نَعَمْوكذلك كان سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ يتمثَّلُ بهما.
أخرج الخطيب ((الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع)) (2/ 243) قال: أخبرني أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري بالري أنا أبو بكر بن عبدان الحافظ نا العباس بن يوسف الشكلي نا أبو الحسين الرازي قال قال يوسف بن أسباط: صَحِبَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ سُفْيَانَ الثَّوْرِىَّ فِي سَفَرٍ فِي مَوْضِعٍ مُخِيفٍ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ هَذَا مَوْضِعٌ مُخِيفٌ، فنَهَضَ سُفْيَانُ وهو يقولُ:
وَإِذَا صَاحَبْتَ فَاِصْحَبْ صَاحِبَا ... ذَا عَفَافٍ وَوَفَاءٍ وَكَرَمْ
قَوْلُهُ لِلشيءِ لا إِنْ قُلْتَ لا ... وَإِذَا قُلْتَ نَعَمْ قَالَ نَعَمْوأما قائلُهُمَا ومبدعُهُمَا، فهو مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَارِثِِيُّ الْكُوفِىَّ.
قال ابن أبى الدنيا ((الإخوان)) (52): حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصبَّاحِ الْبَزَّارُ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْبُهْلُولِ التَنَوخِيُّ ثنا عَبَاءَةُ بْنُ كُلَيْبٍ قَالَ: اِجْتَمَعْتُ أَنَا وَمُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْحَارِثِِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَفُضِيلُ بْنُ عِيَاضٍ، وَصَنَعْتُ لَهُمْ طَعَامَاً، فَلَمْ يُخَالِفُ عَلَيْنَا مُحَمَّدُ بْنُ النضر الْحَارِثِِيُّ في شَيءٍ، فقال له عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: مَا أَقَلََّ خِلافَكَ!، فَقَالَ مُحَمَّدُ يعنى ابْنَ النَّضْرِ:
فَإِذَا صَاحَبْتَ فَاِصْحَبْ صَاحِبَا ... ذَا حَيَاءٍ وَعَفَافٍ وَكَرَمْ
قَوْلُهُ لِلشيءِ لا إِنْ قُلْتَ لا ... وَإِذَا قُلْتَ نَعَمْ قَالَ نَعَمْ وأخرجه كذلك أبو نعيم ((الحلية)) (8/ 222) من طريق ابن أبى الدنيا نحوه.
قلت: وعَبَاءَةُ بْنُ كُلَيْبٍ أبو غَسَّانَ الليثىُّ، وإِسْحَاقُ بْنُ الْبُهْلُولِ بْنِ حَسَّانَ أبُو يَعْقُوبَ التَنَوخِيُّ صدوقان، وما فوقهما ثقات مشاهير.
وأخرجه الخطابى فى ((العزلة)) (ص51)، ومن طريقه ابن عساكر ((التاريخ)) (28/ 77) قال: أخبرنا ابن الأعرابي حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُجَاشِعِي حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا عن عَبَاءَةَ بْنِ كُلَيْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْنَ النَّضْرِ الْحَارِثِِيَّ يقولُ:
فَإِذَا صَاحَبْتَ فَاِصْحَبْ صَاحِبَا ... ذَا حَيَاءٍ وَعَفَافٍ وَكَرَمْ
قَوْلُهُ لِلشيءِ لا إِنْ قُلْتَ لا ... وَإِذَا قُلْتَ نَعَمْ قَالَ نَعَمْ [إيضاح وتصويب] وقع فى ((الغربة)) للخطابى، وأكثر مصادر التخريج الآنفة ((عُبَادَةُ بْنُ كُلَيْبٍ))، وكذلك وقع فى حديثٍ له عند ابن ماجه فى ((سننه))، وصوابه ((عَبَاءَةَ)) بالهمزة مع نصب العين المهملة.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[29 - 01 - 05, 04:34 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ نَاصِرِ الْحَقِّ وَرَافِعِى لِوَائِه. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتّمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى أَتقَى خَلْقِهِ وَأَوْلِيائِه. وبعد ..
وذكر جامع الديوان فى القسم الثانى مما نُسب له ولغيره من قافية الدال، شعراً فى مجالسة الصالحين.
¥(42/330)
قال: قيل لابنِ الْمُبَارَكِ: إنك تكثر الْجُلُوسَ وَحْدَكَ!، فغضب وقال: أنا وحدى!!، أنا مع الأنبياء، والأولياء، والحكماء، والنَّبِيِّ وأصحابه، ثم أنشد هذه الأبيات (من الطويل):
وَلِى جُلَسَاءُ مَا أَمَلُّ حَدِيثَهُمْ ... أَلِبَّاءُ مَأمُونُونَ غَيْبَاً وَمَشْهَدَا
إِذَا مَا اِجْتَمَعْنَا كَانَ حُسْنُ حَدِيثِهِمْ ... مُعِينَاً عَلَى دَفْعِ الْهُمُومِ مُؤيِّدَا
يَفِيدُونَنَا مِنْ عِلْمِهِمْ عِلْمِ مَا مَضَى ... وَعَقْلاً وَتَأدِيبَاً وَرَأياً مُسَدَّدَا
بِلا رِقْبَةٍ أَخْشَى وَلا سُوءَ عِشْرَةٍ ... وَلا أَتَّقِي مِنْهُمْ لِسَانَاً وَلا يَدَا
فَإِنْ قُلْتَ أَحْيَاءٌ فَلَسْتَ بِكَاذِبٍ ... وَإِنْ قُلْتَ أَمْوَاتٌ فَلَسْتَ مُفَنّدَاقلت: وهذه الأبيات من عيون الشعر وروائعه، وقلَ كتابٌ من كتب مفاكهة الجليس ومسامرة الأنيس، إلا ولها منه موضعُ الصَّدَارة، إلا أن أكثرها لم تنسبها لقائلٍ، ونسبتها لابن المبارك حشو وبهتان، إذ لا تثبت له بحالٍ!، وقد زعم بعضهم أنها لكلثوم بن عمرو العتابى.
ويقاربها فى الجودة والإتقان، ومتانة السبك وروعة البيان، قول محمد بن بشير العدوانى من قصيدةٍ له:
فَصِرْتُ فِي الْبَيْتِ مَسْرُورَاً تحْدِّثُنِي ... عِنْ عِلْمِ مَا غَابَ عَنِّي في الْوَرَى الْكُتُبُ
فَرْدَاً تُخَبِّرُنِي الْمَوْتَى وَتَنْطِقُ لِي ... فَلَيْسَ لِي فِي أُنَاسٍ غَيْرِهِمْ أَرَبُ
للهِ مِنْ جُلُسَاءَ لا جَلِيسَهُمُ ... وَلا خَلِيطَهُمُ لِلسوءِ مُرْتَقِبُ
لا بَادِرَاتُ الأَذَى يَخْشَى رَفِيقُهُمُ ... وَلا يُلاقِيهِ مِنْهُمْ مَنْطِقٌ ذَرِبُ
أبْقَوْا لَنَا حِكَمَاً تَبْقَى مَنَافِعُهَا ... أخْرَى اللّيَالِي عَلَى الأيَّامِ وَانْشَعَبُوا
إِنْ شِئْتَ مِنْ مُحْكَمِ الآثَارِ يَرْفَعُهَا ... إِلَى النَّبيِّ ثِقَاتٌ خِيرَةٌ نُجُبُ
أَوْ شِئْتَ مِنْ عَرَبٍ عِلْمَاً بِأَوَّلِهِمْ ... فِي الْجَاهِلِيَّةِ تُنْبِينِي بِهَا الْعَرَبُ
أو شِئْتَ مِنْ سِيرِ الأَمَلاكِ مِنْ عَجَمٍ ... تُنْبِي وَتُخْبِرُ كَيْفَ الرَّأيُ وَالأَدَبُ
حَتى كَأَنِّي قَدْ شَاهَدْتُ عَصْرَهُمُو ... وَقَدْ مَضَتْ دُونَهُمْ مِنْ دَهْرِنَا حِقَبُ
مَا مَاتَ قَوْمٌ إِذَا أَبْقَوْا لَنَا أَدَبَاً ... وَعِلْمَ دِينٍ وَلا بَانُوا وَلا ذَهَبُواوممن ذكرها المعافى بن زكريا المتوفى 390هـ فى كتابه الفذ ((الجليس الصالح الكافى والأنيس الناصح الشافي)) فقال: ((إن الكتاب إذا حوى ما وصفناه من الحكمة وأنواع الفائدة، كان لمقتنيه والناظر فيه بمنزلة جليس كامل وأنيس فاضل، وصاحب أمين عاقل، وقد قيل في الكتاب ما معناه: أنه حاضر نفعه، مأمون ضره، ينشط بنشاطك فينبسط إليك، ويمل بملالك فينفض عنك، إن أدنيته دنا، وإن أنأيته نأى، لا يبغيك شراً، ولا يفشي عليك سراً، ولا ينم عليك، ولا يسعى بنميمة إليك.
ولذلك قال بعضهم:
نِعْمَ الصاحِبُ وَالْجَلِيسُ كِتَابٌ ... تَلْهُو بِهِ إِنْ خَانَكَ الأَصْحَابْ
لا مُفْشِياً عِنْدَ الْقَطِيعَةِ سِره ... وَتَنَالُ مِنْهُ حِكْمَةً وَصَوَابْوقال آخر:
لَنَا جُلَسَاءُ مَا نَمَلُّ حَدِيثَهُمْ ... أَلِبَّاءُ مَأمُونُونَ غَيْبَاً وَمَشْهَدَا
يَفِيدُونَنَا مِنْ عِلْمِهِمْ طَرْفَ حِكْمَةٍ ... وَلا نَتَّقِي مِنْهُمْ لِسَانَاً وَلا يَدَافي أبيات.
وذُكر عن عبد الله بن المبارك أنه سئل: أما تستوحش من مقامك منفرداً بهيت؟ فقال: كيف يستوحش من يجالس النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم، وقد كان بعض من كان له في الدنيا صيت ومكانة، عاتبني على ملازمتي المنزل، وإغبابي زيارته، وإقلالي ما عودته من الإلمام به وغشيان حضرته، وقال لي: أما تستوحش الوحدة ونحو هذامن المقالة، فقلت له: أنا في منزلي إذا خلوت من جليس يقصد مجالستي، ويؤثر مساجلتي، في أحسن أنس وأجمله، وأعلاه وأنبله، لأنني أنظر في آثار الملائكة والأنبياء، والأئمة والعلماء، وخواص الأعلام الحكماء، وإلى غيرهم من الخلفاء والوزراء، والملوك والعظماء، والفلاسفة والأدباء، والكتاب والبلغاء، والرجاز والشعراء، وكأنني مجالس لهم، ومستأنس بهم، وغير ناء عن محاضرتهم لوقوفي على أنبائهم، ونظري فيما انتهى إلي من حكمهم
¥(42/331)
وآرائهم)) اهـ.
وقال أبو عمر بن عبد البر النمرى فى ((بهجة المجالس وأنس المجالس وشحن الذاهن والهاجس)): ((أنشد أبو عبد الله بن الأعرابيّ صاحب ((الغريب)):
لَنَا جُلَسَاءُ مَا نَمَلُّ حَدِيثَهُمْ ... أَلِبَّاءُ مَأمُونُونَ غَيْبَاً وَمَشْهَدَا
يَفِيدُونَنَا مِنْ عِلْمِهِمْ علم ما مضى ... وَعَقْلاً وَتَأدِيبَاً وَرَأياً مُسَدَّدَا
بِلا فِتْنَةٍ تُخْشَى وَلا سُوءِ عِشْرَةٍ ... وَلا نَتَّقِي مِنْهُمْ لِسَانَاً وَلا يَدَا
فَإِنْ قُلْتُ أَمْوَاتٌ فَلَسْتُ بِكَاذِبٍ ... وَإِنْ قُلْتُ أَحْيَاءٌ فَلَسْتُ مُفَنّدَاولهذا الشعر خبر لابن الأعرابي مع أحمد بن محمد بن شجاع، ذكرناه مع الأبيات في آخركتاب ((بيان العلم وفضله)) اهـ.
والخبر الذى عناه ذكره ياقوت الحموى فى ((معجم الأدباء)) فقال: ((وعن أبي عمران قال: كنت عند أبي أيوب أحمد بن محمد بن شجاع، فبعث غلامه إلى أبي عَبْدِ اللهِ بنِ الأَعْرَابِى يسأله المجيء إليه، فعاد إليه الغلام، فقال: قد سألته ذلك، فقال لي: عندي قوم من الأعراب، فإذا قضيت أربي معهم أتيت، وقال الغلام: وما رأيت عنده أحداً، إلا أني رأيت بين يديه كتباً ينظر فيها، فينظر في هذا مرة وفي هذا مرة!، ثم ما شعرنا حتى جاء، فقال له أيوب: إنه ما رأى عندك أحداً، وقد قلت له: أنا مع قوم من الأعراب، فإذا قضيت أربي أتيت!، فأنشد ابنُ الأَعْرَابِى:
لَنَا جُلَسَاءُ مَا نَمَلُّ حَدِيثَهُمْ ... أَلِبَّاءُ مَأمُونُونَ غَيْبَاً وَمَشْهَدَا
يَفِيدُونَنَا مِنْ عِلْمِهِمْ عِلْمِ مَا مَضَى ... وَعَقْلاً وَتَأدِيبَاً وَرَأياً مُسَدَّدَا
فَلا فِتْنَةٌ تُخْشَى وَلا سُوءُ عِشْرَةٍ ... وَلا نَتَّقِي مِنْهُمْ لِسَانَاً وَلا يَدَا
فَإِنْ قُلْتُ أَمْوَاتٌ فَلَسْتَ بِكَاذِبٍ ... وَإِنْ قُلْتُ أَحْيَاءٌ فَلَسْتُ مُفَنّدَاوقال أبو بكر الخطيب فى ((تقييد العلم)) (ص143): أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه الهمذاني أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشيرازي سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سَعِيدٍ الْفَقِيهِ سَمِعْتُ أبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمدٍ الْجِيرَنْجِي سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي أُسَامَةَ سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ هَارُونَ الْبَرَزِي يَقُولُ: عُوتِبَ بعضُ الأدباء على لزومه منزله، وتركه محادثة الرجال، فأجاب بجوابٍ مدح فيه كُتُبَه، فقال (من الطويل):
لَنَا جُلَسَاءُ مَا نَمَلُّ حَدِيثَهُمْ ... أَلِبَّاءُ مَأمُونُونَ غَيْبَاً وَمَشْهَدَا
يَفِيدُونَنَا مِنْ رَأْيهِمْ عِلْمِ مَا مَضَى ... وَعَقْلاً وَتَأدِيبَاً وَرَأياً مُسَدَّدَا
بِلا مُؤْنَةٍ تُخْشَى وَلا سُوءِ عِشْرَةٍ ... وَلا نَتَّقِي مِنْهُمْ لِسَانَاً وَلا يَدَا
فَإِنْ قُلْتَ هُمْ موتى فَلَسْتُ بِكَاذِبٍ ... وَإِنْ قُلْتُ أَحْيَاءٌ فَلَسْتُ مُفَنّدَا
يُفَكرُ قَلْبِي دَائِبَاً فِي حَدِيثِهُمْ ... كَأنَّ فُؤادِي ضَافَهُ سُمّ أَسْوَدَا وقال عبد الرزاق البيطار فى كتابه ((حلية البشر فى تاريخ القرن الثالث عشر)): وقيل فى أمثالهم:
لَنَا جُلَسَاءُ مَا نَمَلُّ حَدِيثَهُمْ ... أَلِبَّاءُ مَأمُونُونَ غَيْبَاً وَمَشْهَدَا
إِذَا مَا خَلَوْنَا كَانَ حُسْنُ حَدِيثِهِمْ ... مُعِينَاً عَلَى نَفْي الْهُمُومِ وَمُسْعِدَا
يَفِيدُونَنَا مِنْ عِلْمِهِمْ عِلْمِ مَنْ مَضَى ... وَعَقْلاً وَتَهذيبَاً وَرَأياً مُسَدَّدَا
فَلا غِيبَةٌ تُخْشَى وَلا سُوءُ عِشْرَةٍ ... وَلا نَتَّقِي مِنْهُمْ لِسَانَاً وَلا يَدَاوممن أودعها كتابه بلا نسبةٍ لقائلٍ: الزمخشرى فى ((ربيع الأبرار ونصوص الأخبار))، والحسن بن مسعود اليوسى فى ((زهر الأكم فى الأمثال والحكم)).
وأما أبو الفرج بن النديم، فقد نسبها لكلثوم بن عمرو العتابى، فقال فى ((الفهرست)) (ص16): ولكلثوم بن عمرو العتابي:
لَنَا نُدَمَاءُ مَا نَمَلُّ حَدِيثَهُمْ ... أَمِينُونَ مَأمُونُونَ غَيْبَاً وَمَشْهَدَا
يَفِيدُونَنَا مِنْ عِلْمِهِمْ عِلْمِ مَنْ مَضَى ... وَرَأياً وَتَأدِيبَاً وَأَمْرَاً مُسَدَّدَا
بِلا عِلَّةٍ تُخْشَى وَلا خَوْفِ رِيبَةٍ ... وَلا نَتَّقِي مِنْهُمْ بَنَانَاً وَلا يَدَا
¥(42/332)
فَإِنْ قُلْتَ هُمْ أَحْيَاءُ لَسْتَ بِكَاذِبٍ ... وَإِنْ قُلْتَ هُمْ مَوتَى فَلَسْتَ مُفَنّدَا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[30 - 01 - 05, 10:29 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ حَمْدَاً يَكُونُ لِقَائِلِه ذُخْرَا. والصَّلاةُ الزَّاكِيةُ عَلَى مُجْتَبَاهُ الْقَائِلِ إِنَّ مِنْ الْبَيَانِ لَسِحْرَا. صَلاةً تَدُومُ عَلَى مَرَّ الزَّمَانِ تَتَرى.
وبعد .. وذكر جامع الديوان فى القسم الثانى مما نُسب له ولغيره من قافية العين، شعراً فى مكارم الأخلاق ومواساة ذوى الحاجات.
فقال: وقال عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ:
إِلَى اللهِ أَشْكُو لا إِلَى النَّاسِ أَنَّنِي ... أَرَى صَالِحَ الأَخْلاقِ لا أَسْتَطيِعُهَا
أَرَى خَلَّةً فِي إِخْوَةٍ وعَشِيرةٍ ... وذِي رَحِمٍ مَا كُنْتُ مِمِنْ يُضِيعُهَا
فَلَوْ طَاوَعَتْني بالْمَكَارِمِ قُدْرَةٌ ... لَجَادَ عَلَيْهَا بالنَّوالِ رَبِيعُهَاقلت: وهذه الأبيات مما يختار فى مكارم الأخلاق وينتقى، ولذا أودعها أصحابُ المختارات مجامعَهم، كما فعل القرشى النجفى فى ((حماسته)) التى ضاهى بها ((حماسة أبى تمام)). ولكنها ليست لابْنِ الْمُبَارَكِ، وإنما كان يُنشدُها مستحسنَها من شعرِ مَنْ سبقَه.
قال أبو عبد الله بن الجرَّاح فى ((كتاب الورقة)) (ص23:22): حدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ عَلِيٍّ حدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ حدَّثَنَا حبَّان بْنُ مُوسَى المروَزيُّ قال: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْمُبَارَكِ يُنشدُ:
إِلَى اللهِ أَشْكُو لا إِلَى النَّاسِ أَنَّنِي ... أَرَى صَالِحَ الأَخْلاقِ لا أَسْتَطيِعُهَا
أَرَى خَلَّةً فِي إِخْوَةٍ وعَشِيرةٍ ... وذِي رَحِمٍ مَا كُنْتُ مِمِنْ يُضِيعُهَا
فَلَوْ طَاوَعَتْني بالْمَكَارِمِ قُدْرَةٌ ... لَجَادَ عَلَيْهَا بالنَّوالِ رَبِيعُهَاوالأبيات للمعذل بن غيلان بن الحكم العجلى، كما جزم بذلك أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزى فى ((أمثال الحديث)).
قال أبو محمد الرامهرمزى ((أمثال الحديث)) (ص44) تعليقاً على حديث أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((إِنَّ الْخَيْرَ لا يَأْتِي إِلا بِخَيْرٍ، وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ أَوْ يُلِمُّ، إِلا آكِلَةَ الْخَضْرَاءِ، أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا امْتَدَّتْ خَاصِرَتَاهَا، اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ، فَثَلَطَتْ، وَبَالَتْ، وَرَتَعَتْ،وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ، مَا أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ، وَالْيَتِيمَ، وَابْنَ السَّبِيلِ)).
قال أبو محمد: والربيع فصل من الزمان مختلف فيه، ويسمى المطر بعينه ربيعاً، ويقال للرجل الجواد الكثير المعروف الفائض الخير ربيعٌ، ويجمع معنى الخصب والسعة والخير، كما قال المعذل بن غيلان:
أَرَى خَلَّةً فِي صُحْبَةٍ وقَرَابَةٍ ... وذِي رَحِمٍ مَا كُنْتُ مِمِنْ يُضِيعُهَا
وَلَوْ سَاعَدَتْنِي بِالْمَكَارِمِ قُدْرَةٌ ... لَفَاضَ عَلَيْهِمْ بالنَّوالِ رَبِيعُهَاوكذلك نسبها إليه أبو الفرج الأصبهانى فى ((الأغانى)) (13/ 253) فى ترجمة ابنه عبد الصمد بن المعذل بن غيلان بن الحكم بن البختري بن المختار بن ذريح بن أوس بن همام بن ربيعة العجلى، قال: ((وكان أبو عبد الصمد المعذل، وجده غيلان شاعرين، وقد روى عنهما شيء من الأخبار واللغة والحديث ليس بكثير، والمعذل بن غيلان هو الذي يقول:
إِلَى اللهِ أَشْكُو لا إِلَى النَّاسِ أَنَّنِي ... أَرَى صَالِحَ الأَعْمَالِ لا أَسْتَطيِعُهَا
أَرَى خَلَّةً فِي إِخْوَةٍ وَأَقَارِبٍ ... وذِي رَحِمٍ مَا كَانَ مِثْلِى يُضِيعُهَا
فَلَوْ سَاعَدَتْنِي فِى الْمَكَارِمِ قُدْرَةٌ ... لَفَاضَ عَلَيْهِمْ بالنَّوالِ رَبِيعُهَاأنشدنا ذلك له علي بن سليمان الأخفش عن المبرد. وأنشدناه محمد بن خلف بن المرزبان عن الربعي أيضاً.
قالا: وهو القائل:
وَلَسْتُ بِمَيَّالٍ إِلَى جَانِبِ الْغِنَى ... إِذَا كَانَتْ الْعَلْيَاءُ فِي جَانِبِ الْفَقْرِ
¥(42/333)
وَإِني لَصَبَّارٌ عَلَى مَا يَنُوبُنِي ... وَحَسْبُكَ أَن اللهَ أَثَنَى عَلَى الصَّبْرِوممن جزم بنسبتها إلى المعذل بن غيلان: عباس القرشي فى ((حماسته)) (ص177)، وعبد الرحيم العباسى فى ((معاهد التنصيص على شواهد التلخيص)) (1/ 381).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[31 - 01 - 05, 08:18 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ حَمْدَاً يَكُونُ لِقَائِلِه ذُخْرَا. والصَّلاةُ الزَّاكِيةُ عَلَى مُجْتَبَاهُ خَيْرِ الْخَلْقِ طُرَا. صَلاةً تَدُومُ عَلَى مَرَّ الزَّمَانِ تَتَرى
وذكر جامع الديوان فى القسم الثانى مما نُسب له ولغيره من قافية الدال، شعراً أحجم عن نعته بعنوانٍ.
فقال: قال عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ:
زَعَمُوهَا سَأَلَتْ جَارَاتِهَا ... وَتَعَرَّتْ ذَاتَ يَوْمٍ تَبْتَرِدْ
أَكَمَا يَنْعِتُنِي تُبْصِرْنَنِي ... عَمْرُكُنَّ الله لِمَ لا يَقْتَصِدْ
فَتَضَاحَكْنَ وَقَدْ قُلْنَ لَهَا ... حَسَنٌ فِي كُلٍّ عَيْنٍ مَنْ تَوَدْ
حَسَدَاً حُمِّلْنَهُ مِنْ شَأْنِهَا ... وقَدِيمَاً كَانَ فِي الْحُبِّ الْحَسَدْقلت: ونسبة هذه الأبيات للإمام المبجِّل عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ من الْمُضْحِكَاتِ الْمُبْكِياتِ. أيصدِّق عَاقِلٌ أن يصدُرَ مثلُ ذا عمَّنْ عَكَفَ فى حَرَمِ العفاف، وجنتْ كلتا يديه من ثمار البرِّ والتَّقوى كُلَّ قِطَاف، وحرستْهُ عينُ الرعاية عن مشابهة الماجنين، حتى ألبسَهُ الفخارُ تاجَ الوقار والتمكين، وجذبتُه يدُ التوفيق إلى الباقيات الصالحات، وجبذته يمينُ الهداية إلى مراقى الْجَنَّات، وتبدَّى في أفق السمو فكان شمسُه الْمُنِيرَة، وتردَّى برداءِ الثَّنَاءِ فاستوجبَ قليلَه وكثيرَه، وتكلَّلَ بإكليل المعالي بعد أن نالَ منها كلَّ غاية، وتسلسلَ في نسب الأعالي فكان فى دساتير الولاية آيَّة، وأنارتْ سيرتُه ربوعَ الفضائل، ودارت حول محور عليائه أفلاكُ الشمائل!!.
هَيْهَاتَ يُحْصِي ذَوُو الأَقْلامِ مَا اِجْتَهَدُوا ... أَوْصَافَهُ الْغُرَّ ذَاتَ الْعِزِّ وَالْجَزَلِوليس يشك عارفٌ بالشعر والشعراء، أنَّ هذه أبياتُ عُمَرَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيَّ الشَّاعرِ الْمَاجِنِ، وكان مولعاً بالتشبيب بالنساء
وهى من قصيدةٍ فى ((ديوانه)) عدتها ثمانية عشر بيتاً، أولها:
لَيْتَ هِنْدَاً أَنْجَزَتْنَا مَا تَعِدْ ... وَشَفَتْ أَنْفُسَنَا مَمَّا تَجِدْ
وَاِسْتَبَدَّتْ مَرَّةً وَاحِدَةً ... إِنَّمَا الْعَاجِزُ مَنْ لا يَسْتَبِدْ
زَعَمُوهَا سَأَلَتْ جَارَاتِهَا ... وَتَعَرَّتْ ذَاتَ يَوْمٍ تَبْتَرِدْ
أَكَمَا يَنْعِتُنِي تُبْصِرْنَنِي ... عَمْرُكُنَّ الله لِمَ لا يَقْتَصِدْ
فَتَضَاحَكْنَ وَقَدْ قُلْنَ لَهَا ... حَسَنٌ فِي كُلٍّ عَيْنٍ مَنْ تَوَدْ
حَسَدَاً حُمِّلْنَهُ مِنْ أَجْلِهَا ... وقَدِيمَاً كَانَ فِي الناسِ الْحَسَدْوآخرها:
حَدَّثُونِي أَنَّهَا لِي نَفَثَتْ ... عُقَدَاً يَا حَبَّذَا تِلَكَ الْعُقَدْ
كُلَّمَا قُلْتُ مَتَّى مِيعَادُنَا ... ضَحِكَتْ هِندٌ وَقالَتْ بَعْدَ غَدْوممن ذكرها المعافى بن زكريا المتوفى390 هـ فى كتابه الفذِّ ((الجليس الصالح الكافى والأنيس الناصح الشافي)) فقال: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنَا هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَنْشَدَنَا الزبير لِمَجْنُونِ بَنِي جَعْدَةَ:
يَا حَبَّذَا رَاكِبٌ كُنَّا نُسَرُّ بِهْ ... يُهُدِي لَنَا مِنْ أَرَاكِ الْمَوْسِمِ القضبا
قَالَتْ لِجَارَتِهَا يَوْمَاً تُسَاجِلُهَا ... لَمَّا تَعَرَّتْ وَأَلْقَتْ عِنْدَهَا السَّلَبَا
نَاشَدْتُكِ اللهَ إلا قُلْتِ صَادِقَةً ... أَصَادَفْتُ صِفَّةَ الْمَجْنُونِ أَمْ كَذَبَاقال: فقلت: تراه سَرَقَهُ مِنْ قَوْلِ عُمَرَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيِّ؟:
وَقَدْ قَالَتْ لِجَارَاتٍ لَهَا ... وَتَعَرَّتْ ذَاتَ يَوْمٍ تَبْتَرِدْ
أَكَمَا يَنْعِتُنِي تُبْصِرْنَنِي ... عَمْرُكُنَّ الله لِمَ لا يَقْتَصِدْ
فَتَضَاحَكْنَ وَقَدْ قُلْنَ لَهَا ... حَسَنٌ فِي كُلٍّ عَيْنٍ مَنْ تَوَدْ
¥(42/334)
حَسَدَاً مِنْهُنَ قُدَ حُمِّلْنَهُ ... وقَدِيمَاً كَانَ فِي الناسِ الْحَسَدْوقال الأخوان أبو بكر وأبو عثمان الخالديَّان فى ((الأشباه والنظائر من أشعار المتقدمين والجاهليين والمخضرمين)) (ص828):
وقول المجنون:
قالتْ لِجَارَتِهَا يَوْمَاً تُسَائلُِهَا ... لْمَّا اِسْتَحَمَّتْ وَأَلقَتْ عِنْدَهَا السَّلَبَا
نَشَدْتُكِ اللهَ لْمَّا قُلْتِ صَادِقَةً ... أَصَادِقٌ صِفَّةُ الْمَجْنُونِ أَمْ كَذَبَاإلى هذا المعنى نظر عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ بقوله:
وَلَقَدْ قَالَتْ لأَتْرَابٍ لَهَا ... وَتَعَرَّتْ ذَاتَ يَوْمٍ تَبْتَرِدْ
أَكَمَا يَنْعِتُنِي تُبْصِرْنَنِي ... عَمْرُكُنَّ اللهَ لِمَ لا يَقْتَصِدْ
فَتَضَاحَكْنَ وَقَدْ قُلْنَ لَهَا ... حَسَنٌ فِي كُلٍّ عَيْنٍ مَنْ تَوَدْوقال أبو الفرج الأصبهانى فى ((الأغانى)): ومن شعر عُمَرَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيِّ:
لَيْتَ هِنْدَاً أَنْجَزَتْنَا مَا تَعِدْ ... وَشَفَتْ أَنْفُسَنَا مَمَّا تَجِدْ
وَاِسْتَبَدَّتْ مَرَّةً وَاحِدَةً ... إِنَّمَا الْعَاجِزُ مَنْ لا يَسْتَبِدْ
وَلَقَدْ قَالَتْ لِجَارَاتٍ لَهَا ... وَتَعَرَّتْ ذَاتَ يَوْمٍ تَبْتَرِدْ
أَكَمَا يَنْعِتُنِي تُبْصِرْنَنِي ... عَمْرُكُنَّ الله لِمَ لا يَقْتَصِدْ
فَتَضَاحَكْنَ وَقَدْ قُلْنَ لَهَا ... حَسَنٌ فِي كُلٍّ عَيْنٍ مَنْ تَوَدْ
حَسَدَاً حُمِّلْنَهُ مِنْ شَأْنِهَا ... وقَدِيمَاً كَانَ فِي الناسِ الْحَسَدْوفى ((المستقصى من أمثال العرب)) (ص704): قولهم ((حَسَنٌ فِي كُلٍّ عَيْنٍ مَنْ تَوَدْ))؛ هو من قول عمر بن أبى ربيعة المخزومى:
وَلَقَدْ قَالَتْ لِجَارَاتٍ لَهَا ... وَتَعَرَّتْ ذَاتَ يَوْمٍ تَبْتَرِدْ
أَكَمَا يَنْعِتُنِي تُبْصِرْنَنِي ... عَمْرُكُنَّ الله لِمَ لا يَقْتَصِدْ
فَتَهَامَسْنَ وَقَدْ قُلْنَ لَهَا ... حَسَنٌ فِي كُلٍّ عَيْنٍ مَنْ تَوَدْ
حَسَدَاً حُمِّلْنَهُ قِدَمَاً لَهَا ... وقَدِيمَاً كَانَ فِي الناسِ الْحَسَدْوكذلك ذكرها لابن أبى ربيعة: أبو العباس المبرد فى ((الكامل فى اللغة والأدب))، وأبو هلال العسكرى فى ((جمهرة الأمثال)) (ص582)، والعبيدى فى ((التذكرة السعدية فى الأشعار العربية)) (ص342).
وأما أبو عمر بن عبد ربه الأندلسى، فقد شذَّ وفذَّ، حيث قال فى ((العقد الفريد)) (5/ 290): ((ومن قول عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وكان فقيهاً ناسكاً شاعراً رقيقَ النسيب، مُعجب التَّشْبيب، حيث يقول:
زَعَمُوهَا سَأَلَتْ جَارَاتِهَا ... وَتَعَرَّتْ ذَاتَ يَوْمٍ تَبْتَرِدْوذكر بقية الأبيات)) اهـ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[04 - 02 - 05, 05:18 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ حَمْدَاً يَكُونُ لِقَائِلِه ذُخْرَا. والصَّلاةُ الزَّاكِيةُ عَلَى مُجْتَبَاهُ خَيْرِ الْخَلْقِ طُرَا. صَلاةً تَدُومُ عَلَى مَرَّ الزَّمَانِ تَتَرى
وبعد ...
كُنْ فِي أُمُورِكَ سَاكِنَاً ... فَالْمَرْءُ يُدْرِكُ فِي سُكُونِهْ
وَأَلِنْ جَنَاحَكَ تَعْتَقِدْ ... فِي الناس مَحْمَدَةً بِلِينِهْ
وَاِعْمَدْ إِلَى صِدْقِ الْحَدِيثِ فَإِنهُ أَزْكَى فُنُونِهْ
وَالصمْتُ أجْمَلُ بِالْفَتَى ... مِنْ مَنْطِقٍ فِي غَيْرِ حِينِهْ
لا خَيْرَ فِي حَشْوِ الْكَلا ... مِ إِذَا اِهْتَدِيتَ إِلَى عُيونِهْأهذا الشعر لابن المبارك؟!.(42/335)
اشكال في حديث أنت سيدنا
ـ[محمد شرف]ــــــــ[02 - 01 - 05, 12:53 ص]ـ
ذكر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في كتاب غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال و الحرام:
أنه قد جاء أناس إليه (ص) فقالوا يا رسول الله يا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا فقال: يا أيها الناس قولوأ بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان أنا محمد عبد الله ورسوله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل أخرجه أحمد في المسند وعبد ابن حميد في المنتخب من المسند وابن منده في التوحيد والضياء المقدسي في احاديث المختارة من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك به
السؤال كيف يكون عبدالله بن عبدالمطلب والد الرسول صلى الله عليه و سلم سيداً للمسلمين؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 - 01 - 05, 02:06 ص]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قوله: " يا خيرنا ". هذا صحيح فهو خيرهم نسباً، ومقاماً، وحالاً.
قوله: " وابن خيرنا". أي: في النسب لا في المقام والحال.
وكذلك يقال في قوله: " وابن سيدنا".
" القول المفيد شرح كتاب التوحيد "(42/336)
أريد تخريج سؤال الرسول لفاطمة: "أي شيء خير للمرأة؟ "-"أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل! "
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[02 - 01 - 05, 10:42 ص]ـ
وجدته في كتيب مصري قديييييم في مكتبتي، واستخدمت هذه الرواية في افتتاحية الكتيب والذي يتناول اختلاط الجنسين في الإسلام. وقد وردت في الكتيب كالتالي:
سأل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ابنته فاطمة وقال لها: "يا فاطمة، أي شيء خير للمرأة؟ " قالت: "أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل"، فاستقبل مقالتها مسروراً وقرأ قوله –تعالى: {ذرية بعضها من بعض.}
وهل استخدمت هذه الرواية في تشجيع النقاب؟؟؟ شخصياً لم أقف عليها في مؤلفات الدفاع عن النقاب والدعوة إليه (ولا أدعي سعة اطلاع على كل ما كُتب وألِّف في هذا الموضوع!)!
وجزاكم الله خيراً.
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[02 - 01 - 05, 10:56 ص]ـ
-ورد الحديث في البحر الزخار مسند البزار
حدثنا محمد بن الحسين الكوفي، قال: نا مالك بن إسماعيل، قال: نا قيس، عن عبد الله بن عمران، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن علي رضي الله عنه أنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أي شيء خير للمرأة؟ فسكتوا، فلما رجعت قلت لفاطمة: أي شيء خير للنساء؟ قالت: ألا يراهن الرجال، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إنما فاطمة بضعة مني " رضي الله عنها وهذا الحديث لا نعلم له إسنادا عن علي رضي الله عنه إلا هذا الإسناد
ولعل احد الاخوة ياتي بالتخريج لانشغالي
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 01 - 05, 01:50 م]ـ
بارك الله فيكم
هناك رسالة خاصة بتخريج هذا الحديث من جمع أن عبدالرحمن بنت البوني وتقديم الشيخ محمد عمرو عبداللطيف
ولعلي أنقل بعض ما جاء في الرسالة باختصار في بيان حال هذا الحديث
(هذا حديث منكر، لايصح عن النبي صلى الله عليه وسلم على الرغم من تعدد طرقه)
وقد روي من حديث علي، وأنس، ومن معضل العوام بن حوشب
أولا: حديث علي:
وهو مروي من طريقين، طريق سعيد بن المسيب عن علي، وطريق الحسن البصري عن علي.
1 - طريق سعيد بن المسيسب عن علي
فيه سنده قيس بن الربيع وهو ضعيف
وعبدالله بن عمران أشار الهيثمي إلى جهالته.
وعلي بن زيد ضعيف.
2 - طريق الحسن البصري عن علي:
رواه الدارقطني في الأفراد
وفي سنده مرداس أبو بلال الأشعري وهو ضعيف، وهذا الإسناد خطأ والصواب الإسناد السابق.
ثانيا: حديث أنس رضي الله عنه
أخرجه أبو نعيم في الحلية
وفي سنده وضاع.
ثالثا:
معضل العوام بن حوشب
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال
وهو معضل.(42/337)
المساعدة يا أهل الحديث في تخريج وصحة هذا المنقول ... !!
ـ[الألباني]ــــــــ[02 - 01 - 05, 12:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
ما صحة ولادة سيدنا علي رضي الله عنه بداخل الكعبة؟؟
قال الحاكم في المستدرك، والعلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة / الفصل الأول ص 1:
ولم يولد في البيت الحرام قبله أحد سواه وهي فضيلة خصه الله تعالى بها إجلالا له وإعلاء لمرتبته وإظهار لتكريمه.
----------------------------------------------------------------------
روى العلامة أبو عبدالله محمد بن يوسف القرشي الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب / الباب السابع في مولده / وهو في الفصل الثالث بعد الأبواب المائة التي ذكرها في مناقب الامام علي، روى بسنده المتصل بمسلم بن خالد المكي عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال سألت رسول الله عن ميلاد علي بن أبي طالب، فقال: "لقد سألتني عن خير مولود ولد في شبه المسيح. إن الله تبارك و تعالى خلق عليا نورا من نوري و خلقني نورا من نوره و كلانا من نور واحد ثم إن الله عز وجل نقلنا من صلب آدم في أصلاب طاهرة إلى أرحام زكية، فما نقلت من صلب إلا وعلي معي فلم نزل كذلك حتى اسودعني خير رحم وهي آمنة، واستودع عليا خير رحم وهي فاطمة بنت أسد. قال: وكان في زماننا رجل زاهد عابد يقال له المبرم بن دعيب بن الشقبان، قد عبد الله تعالى مائتين وسبعين سنة لم يسأل الله حاجة، فبعث الله إليه أبا طالب فلما أبصره المبرم قام إليه وقبل رأسه وأجلسه بين يديه، ثم قال له: من أنت؟ فقال: رجل من تهامة. فقال: من أي تهامة؟ فقال: من بني هاشم، فوثب العابد فقبل رأسه ثانية ثم قال: يا هذا إن العلي الأعلى ألهمني إلهاما، قال أبو طالب: وما هو؟ قال: ولد يولد من ظهرك وهو ولي الله عز وجل.
فلما كانت الليلة التي ولد فيها علي، أشرقت الأرض فخرج أبو طالب وهو يقول: أيها الناس ولد في الكعبة ولي الله عز وجل. فلما أصبح دخل الكعبة وهو يقول:
يا رب هذا الغسق الدجى و القمر المنبلج المضي
بين لنا من أمرك الخفي ما ذا ترى في اسم ذا الصبي
فسمع صوت هاتف يقول:
يا أهل بيت المصطفى النبي خصصتما بالولد الزكي
إن اسمه من شامخ العلي علي اشتق من العلي
قال العلامة الكنجي:
تفرد به مسلم بن خالد المكي الزنجي وهو شيخ الشافعي ـ إمام الذهب ـ وتفرد به الزنجي عبدالعزيز بن عبدالصمد وهو معروف عندنا، والزنجي لقب لمسلم وسمي بذلك لحسنه وحمرة وجهه وجماله. انتهى.
وقال بعد هذا الخبر أخبرنا الحافظ أبو عبدالله محمد بن محمود النجار بقراءتي عليه ببغداد، فقلت له: قرأت على الصفار بنيسابور: أخبرتني عمتي عائشة، أخبرنا ابن الشيرازي، أخبرنا الحاكم أبو عبدالله محمد بن عبدالله الحافظ النيسابوري قال: ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بمكة في بيت الله الحرام ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثلاثين عام الفيل، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواء، إكراما له بذلك وإجلالا لمحله في التعظيم.
هل من متصدٍ لهذا الخبر؟
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[02 - 01 - 05, 03:13 م]ـ
في التهذيب (ترجمة مسلم بن خالد بن قرقرة - ابوخالد الزنجي المكي الفقيه)
قال ابن المديني: ليس بشيء
وقال البخاري: منكر الحديث
وقال ابوحاتم:ليس بذاك القوي منكر الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به تعرف وينكر(42/338)
حديث جابر (اذا لعنت اخر هذه الامة اولها)
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[04 - 01 - 05, 01:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من تخريج وتحقيق لهذا الحديث؟
جزاكم الله خيرا
ـ[الدارقطني]ــــــــ[04 - 01 - 05, 08:22 ص]ـ
http://sonnh.com/Search.aspx?Text= إذا%20لعنت%20آخر%20هذه%20الأمة%20 أولها
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[04 - 01 - 05, 04:05 م]ـ
جزيت خيرا اخي الدارقطني
لكن ما درجة الحديث من الصحة او الضعف؟(42/339)
عبد الله بن بحير بن ريسان الصنعانى، وأبو وائل القاص شخصان أم واحد!!
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[04 - 01 - 05, 10:58 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْهَادِى مَنْ اِسْتَهْدَاهُ. الْوَاقِى مَنْ اِتَّقَاهُ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَوْفَيَانِ عَلَى أَكْمَلِ خَلْقِ اللهِ وبعد ..
ورد إلىَّ هذا السؤال من الأخ البحار من منتدى شباب الإسلام، نصه:
روى الإمام أحمد في ((مسنده)) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحِيرٍ الْقَاصُّ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ الصَّنْعَانِىَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْىُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) وَ (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ) وَ (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ)»، وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَسُورَةَ هُودٍ.
والاشكال عندي يا شيخنا في (عبد الله بن بحير القاص).
قال المزى فى ((تهذيب الكمال)): ان اسمه عبد الله بن بحير بن ريسان المرادى، أبو وائل القاص اليمانى الصنعانى اهـ.
قلت: ومنهم من قال ان عبد الله بن بحير بن ريسان ليس بعبد الله بن بحير الصنعاني، فالاول ثقة، والثاني لا يحتج به.
وإليك يا شيخنا ما استطعت أن أجمعه عنه:
قال ابن ماكولا في ((الإكمال)): ((وعبد الله بن عيسى بن بحير روى عنه عبد الرزاق وذكر الخطيب في كتاب التلخيص عبدالله بن بحير بن ريسان الحميري حدث عن محمد بن أبي محمد روى حديثه سلمة بن شبيب عن عبد الرزاق بن همام عن معمر بن راشد ورواه غيره عن عبدالرزاق عن عبدالله بن بحير لم يذكر بينهما معمرا هذا منتهى كلامه وأنا أحسبه عبدالله بن عيسى بن بحير نسب إلى جده والله أعلم بالصواب)) اهـ.
وقال ابن الجوزي في ((كتاب الضعفاء والمتروكين)): ((عبد الله بن بحير أبو وائل الصنعاني القاص يروي عن عروة بن محمد بن عطية وعبد الرحمن بن يزيد الصنعاني قال ابن حبان يروي العجائب التي كأنما معمولة لا يحتج به قال وليس هو عبد الله بن بحير بن ريسان فإن ذاك ثقة)) اهـ.
قال أبو حاتم في ((المجروحين)): ((أبو وائل القاص اسمه عبد الله بن بحير الصنعاني وليس هو عبد الله بن بحير بن ريسان ذاك ثقة، وهذا يروي عن عروة بن محمد بن عطية وعبد الرحمن بن يزيد الصنعاني العجائب التي كأنها معمولة لا يجوز الاحتجاج به روى عن عروة بن محمد بن عطية عن أبيه عن جده وكانت له صحبة قال قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأالنار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)). أخبرناه السامي قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني قال حدثنا أبو وائل القاص وهو الذي روى عن عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني قال سمعت بن عمر يقول قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأى عين فليقرأ إذا الشمس كورت وإذا السماء انفطرت وإذا السماء انشقت)). أخبرناه الحسن بن سفيان قال حدثنا عبيد الله بن فضالة وأحمد بن سفيان قالا حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا عبد الله بن بحير قال حدثنا عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني سمع ابن عمر)) اهـ
قال الذهبي في ((المغني)): ((عبد الله بن بحير الصنعاني القاص شيخ عبد الرزاق وثقه ابن معين وقال ابن حبان لا يحتج به وليس هو ابن بحير بن ريسان فان بحير بن ريسان غزا المغرب زمن معاوية وسكن مصر وروى عن عبادة بن الصامت وعمر دهرا حتى لقيه ابن لهيعة وبكر بن مضر وقال ابن ما كولا في شيخ عبد الرزاق أنا أحسبه عبد الله بن عيسى بن بحير نسب إلى جده وكنيته أبو وائل قلت له مناكير)) اهـ.
وقال ايضا الذهبي في ((التهذيب)): ((وقرأته بخطه: لم يفرق بينهما أحد قبل ابن حبان، و هما واحد)) اهـ.
قال الحافظ فى ((تهذيب التهذيب)) (5/ 154): ((لكن قال (أى: ابن حبان) فى " الضعفاء ": عبد الله بن بحير، أبو وائل القاص الصنعانى، و ليس هذا بعبد الله بن بحير بن ريسان، ذاك ثقة، و هذا يروى عن عروة بن محمد بن عطية و عبد الرحمن بن يزيد العجائب التى كانت معمولة، لا يجوز الاحتجاج به)).
وقال أبو أحمد الحاكم فى ((الكنى)) فى فصل من عرف بكنيته ولا يوقف على اسمه: أبو وائل القاص المرادى، قاص أهل صنعاء، سمع عروة بن محمد، و عنه إبراهيم بن خالد المؤذن. و عزاه للبخارى.
قال المزى فى ((تهذيب الكمال)): ((عبد الله بن بحير بن ريسان المرادى، أبو وائل القاص اليمانى الصنعانى، والد يحيى بن عبد الله بن بحير. قال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين: ثقة. وقال على ابن المدينى: سمعت هشام بن يوسف ـ و سئل عن عبد الله بن بحير القاص الذى روى عن هانىء مولى عثمان ـ، فقال: كان يتقن ما سمع. وذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات ". روى له أبو داود، و الترمذى، و ابن ماجة. اهـ
والسؤال هنا يا شيخنا: هل هذا الراوي شخصين كما قال ابن حبان وابن الجوزي أم شخص واحد؟، وإذا كانا شخصين فمن منهما صاحب هذا الحديث السابق؟، وما صحة هذا الحديث بعد هذا الاشكال. وجزاكم الله خيرا.
¥(42/340)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[04 - 01 - 05, 11:01 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْهَادِى مَنْ اِسْتَهْدَاهُ. الْوَاقِى مَنْ اِتَّقَاهُ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَوْفَيَانِ عَلَى أَكْمَلِ خَلْقِ اللهِ وبعد ..
الأخ الحبيب الموفَّق / البحار.
ما شاء الله، بارك الله فيك، ووفقك لما يحبه ويرضاه.
الذى يترجح عندى؛ أنهما شخص واحد، كما ذهب إليه الحافظ ابن حجر فى ((تقريبه)) (1/ 296/3222)، فقال: ((عَبْدُ اللهِ بن بَحِيرِ بْنِ رَيْسَانَ؛ بفتح الراء وسكون التحتانية بعدها مهملة، أبو وائل القاص الصنعاني. وثقه ابن معين، واضطرب فيه كلام ابن حبان. روى عنه د ت ق)) اهـ.
وسبقه إليه الحافظ أبو الحجاج المزى فى ((تهذيب الكمال)) (14/ 323)، فقال: ((عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرِ بْنِ رَيْسَانَ الْمُرَادِيُّ، أبو وائل القاص اليماني الصنعاني، والد يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَحِيرِ. روى عن: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ القاص، وعُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيِّ، وهَانِئٍ مَوْلَى عُثْمَانَ. روى عنه: إبراهيم بن خالد، ورباح بن زيد، وعبد الرزاق بن همام، ومحمد بن الحسن بن أتش، وهشام بن يوسف الصنعانيون. قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: ثقة. وقال علي بن المديني سمعت هشام بن يوسف، وسئل عن عبد الله بن بحير القاص الذي روى عن هانئ مولى عثمان، فقال: كان يتقن ما سمع. وذكره ابن حبان في ((كتاب الثقات)). روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه)) اهـ.
وجملة ماله فى ((الكتب الستة)) أربعة أحاديث:
[الأول] قال الترمذى (2308): حَدَّثَنَا هَنَّادٌ ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ أَنَّهُ سَمِعَ هَانِئاً مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى، حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ: تُذْكَرُ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلا تَبْكِي، وَتَبْكِي مِنْ هَذَا؟، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الآخِرَةِ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ))، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلا الْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ)).
قَالَ أبو عيسى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ)).
وأخرجه كذلك ابن ماجه (4267): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَقَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ بمثله.
[الثانى] قال أبو داود (3221): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ ثَنَا هِشَامٌ يعنى ابْنَ يُوسُفَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَحِيرٍ عَنْ هَانِئٍ مَوْلَى عُثْمَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ، وَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: ((اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ، وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ، فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ)). قَالَ أَبُو دَاوُد: بَحِيرٌ ابْنُ رَيْسَانَ.
[الثالث] قال الترمذى (3333): حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الصَّنْعَانِيُّ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ، فَلْيَقْرَأْ ((إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)) وَ ((إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ)) وَ ((إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ)).
قال أبو عيسى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَرَوَى هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ وَغَيْرُهُ هَذَا الْحَدِيثَ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَقَالَ ((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ ((إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ))، وَلَمْ يَذْكُرْ وَ ((إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ)) وَ ((إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ)) اهـ.
[الرابع] قال أبو داود (4784): حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْنَى قَالا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ ثَنَا أَبُو وَائِلٍ الْقَاصُّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيِّ، فَكَلَّمَهُ رَجُلٌ، فَأَغْضَبَهُ، فَقَامَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ رَجَعَ وَقَدْ تَوَضَّأَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَطِيَّةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ الْغَضَبَ مِنْ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنْ النَّارِ، وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ)).
¥(42/341)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[04 - 01 - 05, 11:32 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى. وَالصَّلاةُ الزَّاكِيَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ تَتَوَالَى. وَبَعْدُ
وأما الجواب عن الحديث المذكور، فنقول:
قال الترمذى (3333): حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الصَّنْعَانِيُّ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ، فَلْيَقْرَأْ ((إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)) وَ ((إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ)) وَ ((إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ)).
قال أبو عيسى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَرَوَى هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ وَغَيْرُهُ هَذَا الْحَدِيثَ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَقَالَ ((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ ((إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ))، وَلَمْ يَذْكُرْ وَ ((إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ)) وَ ((إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ)) اهـ.
وأخرجه كذلك أحمد (2/ 36،27،100)، وابن حبان ((المجروحين)) (2/ 25)، والحاكم (4/ 620)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (18/ 17) جميعاً من طريق عَبْدِ الرَّزَّاقِ بإسناده ومتنه سواء.
وأخرجه الإمام أحمد ((المسند)) (2/ 37) و ((الزهد)) (ص45): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ وَكَانَ أَعْلَمَ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مِنْ وَهْبِ بْنَ مُنَبِّهٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلْيَقْرَأْ ((إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)).
قلت: وهذا إسناد صحيح غريب، لم يروه عن ابْنَ عُمَرَ غيرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الصَّنْعَانِيُّ، وتفرد عنه عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ، وكلاهما ثقتان من ثقات أهل اليمن، خلافاً لقول ابن حبان فى عَبْدِ اللهِ بْنِ بَحِيرٍ.
قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (5/ 15/69): ((عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ الْيَمَانِيُّ الصَّنْعَانِيُّ الْقَاصِّ. روى عن: هانئ مولى عثمان، وعبد الرحمن بن يزيد الصنعاني. روى عنه: هشام بن يوسف، وعبد الرزاق. سمعت أبى يقول ذلك. أخبرنا صالح بن أحمد بن حنبل نا على بن عبد الله سمعت هشاما يعنى بن يوسف، وسئل عن عبد الله بن بحير القاص الذي روى عن هانئ مولى عثمان فقال: كان يتقن ما سمع. وذكر أبى عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: عبد الله بن بحير ثقة)).(42/342)
عبد الله بن بحير بن ريسان الصنعانى، وأبو وائل القاص شخصان أم واحد!!
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[04 - 01 - 05, 10:58 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْهَادِى مَنْ اِسْتَهْدَاهُ. الْوَاقِى مَنْ اِتَّقَاهُ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَوْفَيَانِ عَلَى أَكْمَلِ خَلْقِ اللهِ وبعد ..
ورد إلىَّ هذا السؤال من الأخ البحار من منتدى شباب الإسلام، نصه:
روى الإمام أحمد في ((مسنده)) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحِيرٍ الْقَاصُّ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ الصَّنْعَانِىَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْىُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) وَ (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ) وَ (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ)»، وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَسُورَةَ هُودٍ.
والاشكال عندي يا شيخنا في (عبد الله بن بحير القاص).
قال المزى فى ((تهذيب الكمال)): ان اسمه عبد الله بن بحير بن ريسان المرادى، أبو وائل القاص اليمانى الصنعانى اهـ.
قلت: ومنهم من قال ان عبد الله بن بحير بن ريسان ليس بعبد الله بن بحير الصنعاني، فالاول ثقة، والثاني لا يحتج به.
وإليك يا شيخنا ما استطعت أن أجمعه عنه:
قال ابن ماكولا في ((الإكمال)): ((وعبد الله بن عيسى بن بحير روى عنه عبد الرزاق وذكر الخطيب في كتاب التلخيص عبدالله بن بحير بن ريسان الحميري حدث عن محمد بن أبي محمد روى حديثه سلمة بن شبيب عن عبد الرزاق بن همام عن معمر بن راشد ورواه غيره عن عبدالرزاق عن عبدالله بن بحير لم يذكر بينهما معمرا هذا منتهى كلامه وأنا أحسبه عبدالله بن عيسى بن بحير نسب إلى جده والله أعلم بالصواب)) اهـ.
وقال ابن الجوزي في ((كتاب الضعفاء والمتروكين)): ((عبد الله بن بحير أبو وائل الصنعاني القاص يروي عن عروة بن محمد بن عطية وعبد الرحمن بن يزيد الصنعاني قال ابن حبان يروي العجائب التي كأنما معمولة لا يحتج به قال وليس هو عبد الله بن بحير بن ريسان فإن ذاك ثقة)) اهـ.
قال أبو حاتم في ((المجروحين)): ((أبو وائل القاص اسمه عبد الله بن بحير الصنعاني وليس هو عبد الله بن بحير بن ريسان ذاك ثقة، وهذا يروي عن عروة بن محمد بن عطية وعبد الرحمن بن يزيد الصنعاني العجائب التي كأنها معمولة لا يجوز الاحتجاج به روى عن عروة بن محمد بن عطية عن أبيه عن جده وكانت له صحبة قال قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأالنار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)). أخبرناه السامي قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني قال حدثنا أبو وائل القاص وهو الذي روى عن عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني قال سمعت بن عمر يقول قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأى عين فليقرأ إذا الشمس كورت وإذا السماء انفطرت وإذا السماء انشقت)). أخبرناه الحسن بن سفيان قال حدثنا عبيد الله بن فضالة وأحمد بن سفيان قالا حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا عبد الله بن بحير قال حدثنا عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني سمع ابن عمر)) اهـ
قال الذهبي في ((المغني)): ((عبد الله بن بحير الصنعاني القاص شيخ عبد الرزاق وثقه ابن معين وقال ابن حبان لا يحتج به وليس هو ابن بحير بن ريسان فان بحير بن ريسان غزا المغرب زمن معاوية وسكن مصر وروى عن عبادة بن الصامت وعمر دهرا حتى لقيه ابن لهيعة وبكر بن مضر وقال ابن ما كولا في شيخ عبد الرزاق أنا أحسبه عبد الله بن عيسى بن بحير نسب إلى جده وكنيته أبو وائل قلت له مناكير)) اهـ.
وقال ايضا الذهبي في ((التهذيب)): ((وقرأته بخطه: لم يفرق بينهما أحد قبل ابن حبان، و هما واحد)) اهـ.
قال الحافظ فى ((تهذيب التهذيب)) (5/ 154): ((لكن قال (أى: ابن حبان) فى " الضعفاء ": عبد الله بن بحير، أبو وائل القاص الصنعانى، و ليس هذا بعبد الله بن بحير بن ريسان، ذاك ثقة، و هذا يروى عن عروة بن محمد بن عطية و عبد الرحمن بن يزيد العجائب التى كانت معمولة، لا يجوز الاحتجاج به)).
وقال أبو أحمد الحاكم فى ((الكنى)) فى فصل من عرف بكنيته ولا يوقف على اسمه: أبو وائل القاص المرادى، قاص أهل صنعاء، سمع عروة بن محمد، و عنه إبراهيم بن خالد المؤذن. و عزاه للبخارى.
قال المزى فى ((تهذيب الكمال)): ((عبد الله بن بحير بن ريسان المرادى، أبو وائل القاص اليمانى الصنعانى، والد يحيى بن عبد الله بن بحير. قال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين: ثقة. وقال على ابن المدينى: سمعت هشام بن يوسف ـ و سئل عن عبد الله بن بحير القاص الذى روى عن هانىء مولى عثمان ـ، فقال: كان يتقن ما سمع. وذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات ". روى له أبو داود، و الترمذى، و ابن ماجة. اهـ
والسؤال هنا يا شيخنا: هل هذا الراوي شخصين كما قال ابن حبان وابن الجوزي أم شخص واحد؟، وإذا كانا شخصين فمن منهما صاحب هذا الحديث السابق؟، وما صحة هذا الحديث بعد هذا الاشكال. وجزاكم الله خيرا.
¥(42/343)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[04 - 01 - 05, 11:01 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْهَادِى مَنْ اِسْتَهْدَاهُ. الْوَاقِى مَنْ اِتَّقَاهُ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَوْفَيَانِ عَلَى أَكْمَلِ خَلْقِ اللهِ وبعد ..
الأخ الحبيب الموفَّق / البحار.
ما شاء الله، بارك الله فيك، ووفقك لما يحبه ويرضاه.
الذى يترجح عندى؛ أنهما شخص واحد، كما ذهب إليه الحافظ ابن حجر فى ((تقريبه)) (1/ 296/3222)، فقال: ((عَبْدُ اللهِ بن بَحِيرِ بْنِ رَيْسَانَ؛ بفتح الراء وسكون التحتانية بعدها مهملة، أبو وائل القاص الصنعاني. وثقه ابن معين، واضطرب فيه كلام ابن حبان. روى عنه د ت ق)) اهـ.
وسبقه إليه الحافظ أبو الحجاج المزى فى ((تهذيب الكمال)) (14/ 323)، فقال: ((عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرِ بْنِ رَيْسَانَ الْمُرَادِيُّ، أبو وائل القاص اليماني الصنعاني، والد يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَحِيرِ. روى عن: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ القاص، وعُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيِّ، وهَانِئٍ مَوْلَى عُثْمَانَ. روى عنه: إبراهيم بن خالد، ورباح بن زيد، وعبد الرزاق بن همام، ومحمد بن الحسن بن أتش، وهشام بن يوسف الصنعانيون. قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: ثقة. وقال علي بن المديني سمعت هشام بن يوسف، وسئل عن عبد الله بن بحير القاص الذي روى عن هانئ مولى عثمان، فقال: كان يتقن ما سمع. وذكره ابن حبان في ((كتاب الثقات)). روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه)) اهـ.
وجملة ماله فى ((الكتب الستة)) أربعة أحاديث:
[الأول] قال الترمذى (2308): حَدَّثَنَا هَنَّادٌ ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ أَنَّهُ سَمِعَ هَانِئاً مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى، حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ: تُذْكَرُ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلا تَبْكِي، وَتَبْكِي مِنْ هَذَا؟، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الآخِرَةِ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ))، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلا الْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ)).
قَالَ أبو عيسى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ)).
وأخرجه كذلك ابن ماجه (4267): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَقَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ بمثله.
[الثانى] قال أبو داود (3221): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ ثَنَا هِشَامٌ يعنى ابْنَ يُوسُفَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَحِيرٍ عَنْ هَانِئٍ مَوْلَى عُثْمَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ، وَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: ((اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ، وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ، فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ)). قَالَ أَبُو دَاوُد: بَحِيرٌ ابْنُ رَيْسَانَ.
[الثالث] قال الترمذى (3333): حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الصَّنْعَانِيُّ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ، فَلْيَقْرَأْ ((إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)) وَ ((إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ)) وَ ((إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ)).
قال أبو عيسى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَرَوَى هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ وَغَيْرُهُ هَذَا الْحَدِيثَ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَقَالَ ((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ ((إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ))، وَلَمْ يَذْكُرْ وَ ((إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ)) وَ ((إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ)) اهـ.
[الرابع] قال أبو داود (4784): حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْنَى قَالا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ ثَنَا أَبُو وَائِلٍ الْقَاصُّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيِّ، فَكَلَّمَهُ رَجُلٌ، فَأَغْضَبَهُ، فَقَامَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ رَجَعَ وَقَدْ تَوَضَّأَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَطِيَّةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ الْغَضَبَ مِنْ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنْ النَّارِ، وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ)).
¥(42/344)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[04 - 01 - 05, 11:32 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى. وَالصَّلاةُ الزَّاكِيَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ تَتَوَالَى. وَبَعْدُ
وأما الجواب عن الحديث المذكور، فنقول:
قال الترمذى (3333): حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الصَّنْعَانِيُّ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ، فَلْيَقْرَأْ ((إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)) وَ ((إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ)) وَ ((إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ)).
قال أبو عيسى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَرَوَى هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ وَغَيْرُهُ هَذَا الْحَدِيثَ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَقَالَ ((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ ((إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ))، وَلَمْ يَذْكُرْ وَ ((إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ)) وَ ((إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ)) اهـ.
وأخرجه كذلك أحمد (2/ 36،27،100)، وابن حبان ((المجروحين)) (2/ 25)، والحاكم (4/ 620)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (18/ 17) جميعاً من طريق عَبْدِ الرَّزَّاقِ بإسناده ومتنه سواء.
وأخرجه الإمام أحمد ((المسند)) (2/ 37) و ((الزهد)) (ص45): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ وَكَانَ أَعْلَمَ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مِنْ وَهْبِ بْنَ مُنَبِّهٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلْيَقْرَأْ ((إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)).
قلت: وهذا إسناد صحيح غريب، لم يروه عن ابْنَ عُمَرَ غيرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الصَّنْعَانِيُّ، وتفرد عنه عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ، وكلاهما ثقتان من ثقات أهل اليمن، خلافاً لقول ابن حبان فى عَبْدِ اللهِ بْنِ بَحِيرٍ.
قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (5/ 15/69): ((عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ الْيَمَانِيُّ الصَّنْعَانِيُّ الْقَاصِّ. روى عن: هانئ مولى عثمان، وعبد الرحمن بن يزيد الصنعاني. روى عنه: هشام بن يوسف، وعبد الرزاق. سمعت أبى يقول ذلك. أخبرنا صالح بن أحمد بن حنبل نا على بن عبد الله سمعت هشاما يعنى بن يوسف، وسئل عن عبد الله بن بحير القاص الذي روى عن هانئ مولى عثمان فقال: كان يتقن ما سمع. وذكر أبى عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: عبد الله بن بحير ثقة)).(42/345)
مرويات حديث "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين ... "
ـ[الرايه]ــــــــ[05 - 01 - 05, 03:14 م]ـ
مرويات حديث "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين ... "
السؤال
ما صحة هذا الحديث: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ... ". قيل من هم وأين هم؟ قيل: "هم في البيت المقدس". أو كما قيل، لا أحفظ الحديث،
ولكن هل هم فعلاً الذين في بيت المقدس؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله، وبعد:
هذا الحديث بالسياق الذي ذكره السائل في مسند الإمام أحمد (22320) وجادةً؛ قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ: (وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ السَّيْبَانِيِّ- وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو- عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ". وفي إسناده عمرو بن عبد الله السيباني الحضرمي، لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وللحديث شاهد من حديث مُرَّة بن كعب البهزي، رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لَا تَزَالُ طائِفةٌ مِن أُمَّتي عَلَى الحَقِّ ظاهِرِين على مَن نَاوَأَهُمْ، وَهُمْ كالإِنَاءِ بينَ الأَكَلَةِ حتَّى يَأْتِي أَمْرُ اللهِ وهُمْ كَذَلِكَ". قلنا: يا رسول الله، وأين هم؟ قال: "بأَكْنَافِ بيتِ المَقْدِسِ". أخرجه الطبراني 20/ 317 (754). ومن حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَا تَزَالُ عِصابَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلونَ علَى أبوابِ دِمَشْقَ ومَا حَوْلَهُ، وعلَى أبوابِ بيتِ المَقْدِسِ ومَا حَوْلَهُ، لَا يَضُرُّهُم خِذْلانُ مَن خذَلهم، ظَاهِرِين علَى الحَقِّ إلى أنْ تَقُومَ السَّاعَةُ". أخرجه أبو يعلى (6417)، والطبراني في الأوسط (47)، وابن عدي في الكامل 7/ 84.
وأصل الحديث في الصحيحين دون قوله: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ". من حديث الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لَنْ يَزَالَ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ". البخاري (3640)، ومسلم (1921).
وأخرجاه من حديث معاوية، رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ". قَالَ عُمَيْرٌ: فَقَالَ مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ: قَالَ مُعَاذٌ: وَهُمْ بِالشَّأْمِ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا مَالِكٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذًا يَقُولُ: وَهُمْ بِالشَّأْمِ. البخاري (3641) ومسلم (1037).
وأخرجه مسلم (1920) من حديث ثوبان، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ".
وأخرجه مسلم (1922) من حديث جابر بن سمرة، رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "لَنْ يَبْرَحَ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ". وأخرجه مسلم (1923) من حديث جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
¥(42/346)
وأخرج أبو داود (2484)، والإمام أحمد (19851)، من حديث عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَيَنْزِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام". وأخرج الإمام أحمد (8274)، من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "لَا يَزَالُ لِهَذَا الْأَمْرِ- أَوْ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ- عِصَابَةٌ عَلَى الْحَقّ، ِ وَلَا يَضُرُّهُمْ خِلَافُ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ". وهذا الحديث من الأحاديث المستفيضة المشهورة، بل يمكن أن يكون متواترًا فقد رواه ما يقرب من عشرين صحابيًّا، رضي الله عنهم، وفيه بشارة لهذه الأمة المحمدية ببقاء واستمرار وجود طائفة من هذه الأمة على الحق إلى أن يأتي أمر الله، لا يضرهم خلاف المخالف، ولا خذلان الخاذل. والمتأمل في هذه الأحاديث يجد أن بعضها حدد هذه الطائفة ببيت المقدس، وبعضها بالشام، وبعضها أطلق ولم يحدد، ولا خلاف بينها بإذن الله، حيث يمكن توجيه تحديد الطائفة بالشام وبيت المقدس على ما يكون قبل قيام الساعة، حيث تدل النصوص الكثيرة على أن معظم الأحاديث المتعلقة بالمهدي وعيسى ونحوهما من أحداث الساعة إنما تكون بالشام، فيكون قوله: "ببيت المقدس". أي حال إتيان الأمر.
قال الحافظ ابن حجر فيما نقله عن الطبري: (المراد بالذين يكونون ببيت المقدس الذين يحصرهم الدجال إذا خرج، فينزل عيسى إليهم فيقتل الدجال، ويظهر الدين في زمن عيسى، ثم بعد موت عيسى تهب الريح المذكورة، فهذا هو المعتمد في الجمع، والعلم عند الله تعالى .... ) ينظر: فتح الباري (13/ 294).
وأما الأحاديث التي دلت على وجود الطائفة المنصورة ولم يرد فيها التحديد فتحمل على إطلاقها، والله أعلم، ويؤخذ منها وجود هذه الطائفة ولا يلزم أن تكون محددة بمكان،
قال الإمام النووي. (وأما هذه الطائفة فقال البخاري: هم أهل العلم.
وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم.
وقال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث ... ).
وقال أيضًا: (ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين منهم شجعان مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر ومنهم أهل أنواع أخرى من الخي، ر ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض ... ) ينظر: شرح النووي على مسلم (13/ 67).
د. محمد بن عبد الله القناص
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
24/ 11/1425هـ ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=52295)
ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[03 - 01 - 09, 03:02 م]ـ
ومن حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَا تَزَالُ عِصابَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلونَ علَى أبوابِ دِمَشْقَ ومَا حَوْلَهُ، وعلَى أبوابِ بيتِ المَقْدِسِ ومَا حَوْلَهُ، لَا يَضُرُّهُم خِذْلانُ مَن خذَلهم، ظَاهِرِين علَى الحَقِّ إلى أنْ تَقُومَ السَّاعَةُ". أخرجه أبو يعلى (6417)، والطبراني في الأوسط (47)، وابن عدي في الكامل 7/ 84
للرفع
ـ[أم زيد النجدية]ــــــــ[03 - 01 - 09, 04:41 م]ـ
ومن حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَا تَزَالُ عِصابَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلونَ علَى أبوابِ دِمَشْقَ ومَا حَوْلَهُ، وعلَى أبوابِ بيتِ المَقْدِسِ ومَا حَوْلَهُ، لَا يَضُرُّهُم خِذْلانُ مَن خذَلهم، ظَاهِرِين علَى الحَقِّ إلى أنْ تَقُومَ السَّاعَةُ". أخرجه أبو يعلى (6417)، والطبراني في الأوسط (47)، وابن عدي في الكامل 7/ 84
للرفع
لكن هذا الحديث بهذا اللفظ تفرد به إسماعيل بن عياش عن الوليد بن عباد عن عامر الأحول،
وفي الثلاثة مقال، فإسماعيل ضعف اهل العلم روايته عن غير الشاميين، قال الذهبي:
(إسماعيل بن عياش أبو عتبة على الحمصي شيخ الشاميين ليس بالقوي وحديثه عن الحجازيين منكر ضعيف بخلاف الشاميين قال يزيد بن هارون ما رأيت أحفظ منه وقال أبو حاتم لين وقال البخاري إذا حدث عن الشاميين فصحيح قلت ومع هذا فما احتج به والله أعلم) ذكر من تكلم فيه وهو موثق ج1:ص47
وقال ابن حجر في التقريب: (إسماعيل بن عياش بن سليم العنسي بالنون أبو عتبة الحمصي صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم)
وقد روى عن الوليد بن عباد، ذكر ترجمته ابن عدي في الكامل وقال: (الوليد بن عباد يحدث عنه إسماعيل بن عياش ليس بمستقيم، وساق الحديث بسنده ثم قال: وهذا الحديث بهذا اللفظ ليس يرويه غير بن عياش عن الوليد بن عباد الكامل في الضعفاء ج7:ص84
وذكره ابن حبان في الثقات فقال: (الوليد بن عباد الأزدي يروى عن الحسن روى عنه إسماعيل بن عياش) الثقات ج7:ص551
ولم أقف على ما إذا كان شاميا أولا غير أن ابن حجر قال في ترجمة عامر الأحول شيخ الوليد في هذا الحديث: (قال بن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول عامر الأحول بصري وهو بن عبد الواحد وهو كل عامر يروي عنه البصريون ليس غيره) فلعل هذه تكون قرينة على بصرية الوليد بن عباد، وأنتظرافادة الاخوة هنا.
ثم عامر الأحول ضعفه الامام أحمد وقال ليس بشيء، قال العقيلي في الضعفاء: (حدثنا عبد الله بن أحمد قال سمعت أبي يقول عامر الأحول ليس بالقوي هو ضعيف الحديث) الضعفاء الكبير ج3:ص310
وقال ابن عدي في الكامل: (ولا أرى بروايته بأسا)
وعليه فالذي يترجح أن الحديث ضعيف .. والله تعالى أعلم
وننتظر توجيه الاخوة بارك الله في الجميع.
¥(42/347)
ـ[أم زيد النجدية]ــــــــ[27 - 01 - 09, 12:39 ص]ـ
لا زلنا ننتظر توجيه الاخوة ممن سبقونا في علم الحديث.
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[27 - 01 - 09, 08:48 م]ـ
هذا الحديث بزيادة بيت المقدس يحتاج إلى مزيد نظر فقد جاءت له شواهد مثل حديث أبي أمامة
وحديث كعب بن مرة البهزي.
فأسأل الله أن يوفقكم لبحثه من أجل فائدة الجميع.
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[27 - 01 - 09, 09:03 م]ـ
للرفع(42/348)
ملاك يعد كل شيئ الا شيئ واحد
ـ[محمدعبدالعزيزالباتلي]ــــــــ[05 - 01 - 05, 04:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني اعضاء الملتقى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في فضل الصلاة على النبي عليه افضل الصلاة واتم التسليم، والتعظيم الكثير الكثير من الايات والاحاديث النبويه.
وقد ورد في احد المنتديات حديث بهذا الخصوص اثار تعجبي لغرابته ولعدم شهرته فبحثت عنه فلم اخرج بنتيجه واضحه عن صحته من ضعفه فأحببت ان تشاركون تساؤلي لعلي اجد اجابتي وجزاكم الله خيراً عما تبذلونه.
الحديث كما ورد:
بسم الله الرحمن الرحيم
>السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
>ملاك قادر على عد كل شيء إلا شيء واحد
>ورد في الأثر والمعنى صحيح
>عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ليلة المعراج عندما وصلت إلى
>السماء رأيت ملكا له ألف يد وفي كل يد ألف اصبع وكان يعد بأصابعه،
> فسألت جبرائيل عليه السلام عن اسمه وعن وظيفته وعمله، فقال إنه ملك موكل على
>عدد قطرات المطر النازلة إلى الأرض ..
>فسألت الملك: هل تعلم عدد قطرات المطر النازلة من السماء إلى الأرض منذ خلق
>الله الأرض؟
> فأجاب الملك: يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والله الذي بعثك بالحق
>نبياًَ إني لأعلم عدد قطرات المطر النازلة من السماء إلى الأرض عامة وكما أعلم
>الساقطة في البحار والقفار والمعمورة والمزروعة والأرض السبخة والمقابر.
>قال النبي (صلى الله عليه وسلم): فتعجبت من ذكائه وذاكرته في
>الحساب ..
>فقال الملك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولكني بما لدي من الأيدي
>والأصابع وما عندي من الذاكرة والذكاء فإني أعجز من عد أمر واحد.
فقلت له وما ذاك الامر؟
>قال الملك: إذا اجتمع عدد من أفراد أمتك في محفل وذكروا اسمك فصلوا عليك.
>فحينذاك أعجز عن حفظ ما لهؤلاء من الأجر والثواب إزاء صلواتهم عليك ....
> فأكثروا من الصلاة على النبي الأكرم والرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله
وسلم
>اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
>لا اله الا الله الحليم الكريم لا اله الا الله العلى العظيم لا اله الا الله
>رب السموات السبع ورب العرش العظيم
من فضلك انشرها و لا تغلقها فتكسب ثوابها لكل من يقولها بإذن الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 01 - 05, 09:10 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الرواية وردت في عدد من كتب الرافضة منها بحار الأنوار وغيره عن أبي الفتوح الرازي، وهذه الرواية من خرافاتهم وكذبهم، فلا يجوز نشر أباطيل الرافضة والروايات المنكرة التي تفردوا بها ولايعرف لها سند عندهم وإنما ذكروها بدون سند، وحتى لو ذكروا سندها فلا يؤخذ به، فالرافضة قبحهم الله من أكذب الناس وأضلهم.
ـ[محمدعبدالعزيزالباتلي]ــــــــ[08 - 01 - 05, 10:33 م]ـ
بارك الله فيك اخي عبد الرحمن واثابك عن ماتفعله خيراً كثيرا(42/349)
هل هذا الذكر الوارد فى حصن المسلم صحيح (اللهم إنى أصبحت أشهدك .... )
ـ[هشام المصري]ــــــــ[07 - 01 - 05, 06:21 م]ـ
هذا الذكر من أذكار الصباح و المساء الذى يقال أربعة مرات هل هو صحيح أم ضعيف فلقد علمت أن الشيخ بن باز حسن إسناده كما ورد فى حصن المسلم بينما ضعفه الألبانى فما القول الراجح هل هو صحصح أم ضعيف؟
5071 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِى فُدَيْكٍ قَالَ أَخْبَرَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ مَكْحُولٍ الدِّمَشْقِىِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ أَوْ يُمْسِى اللَّهُمَّ إِنِّى أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَمَلاَئِكَتَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ أَعْتَقَ اللَّهُ رُبْعَهُ مِنَ النَّارِ فَمَنْ قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَعْتَقَ اللَّهُ نِصْفَهُ وَمَنْ قَالَهَا ثَلاَثًا أَعْتَقَ اللَّهُ ثَلاَثَةَ أَرْبَاعِهِ فَإِنْ قَالَهَا أَرْبَعًا أَعْتَقَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ».
ـ[هشام المصري]ــــــــ[07 - 01 - 05, 09:27 م]ـ
فى إنتظار مزيد من الأراء
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[07 - 01 - 05, 10:18 م]ـ
أيها الأخ الكريم:
بهذه المناسبة: أحث إخواني على اقتناء كتاب (الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة) للدكتور: سعيد بن علي بن وهف القحطاني،
خرَّج أحاديثه الشيخ: ياسر بن فتحي المصري – حفظه الله – فالكتاب زانه تخريجات الشيخ يسري، فإذا أردت معرفة تخريج حديث في الأدعية والأذكار والرقى، أو معرفة درجته = فافزع إلى هذا التخريج الماتع؛
وحقاً أقول: هو من القلة القليلة التي له دراية بعلل الأحاديث.
أما بالنسبة لسؤالك – أخي الحبيب – فقد قام الشيخ يسري – وفقه الله – بتخريج الحديث في قرابة ست صفحات، وخلاصة كلامه، قال: وفي الجملة: فإن حديث أنس بطريقيه، وشواهده من حديث سلمان وأبي سعيد وعائشة لا يقوي بعضها بعضاً لنكارتها وشدة ضعفها، والله أعلم.
ـ[هشام المصري]ــــــــ[08 - 01 - 05, 02:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا و أنا لا أدرى هل سأجد هذه النسخة المخرجة هنا فى مصر أم لا فهل توجد على الإنترنت؟
أى أن الحديث ضعيف فهل هذا القول هو الفصل أم توجد أراء آخرى
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[08 - 01 - 05, 03:57 م]ـ
هذه نقولات حول آراء العلماء في قبول الحديث أو رده:
1 - ** قال الإمام النووى فى " الأذكار " 1/ 65: روينا فى سنن أبى داود باسناد جيد لم يضعفه عن أنس رضى الله عنه.
** تعقيب: قال عبد القادر الأرناؤوط 1/ 65: قال الحافظ فى تخريج الأذكار: فى وصف هذا الإسناد بأنه جيد نظر , و لعل أبو داود إنما سكت عنه لمجيئه من وجه آخر عن أنس , و من أجله قلت: إنه حسن. ا ه.
2 - قال الحافظ ابن حجر فى " نتائج الأفكار " 2/ 356 _ 357: وقع عبد الرحمن بن عبد المجيد فى بعض النسح عبد الحميد و كذا هو فى رواية الخرائطى و الفريابى و جزم له صاحب الأطراف و رجحه المنذرى , و أنه أبو رجاء المكفونى فإن كان كذلك فهو مصرى صدوق لكن تغير بأخرة و إن كان ابن عبد المجيد فهو شيخ مجهول و قد خولف فى اسم شيخ شيخه. أخرجه تمام فى فوائده عن طريق أبى بكر عبد الله بن يزيد الدمشقى عن هشام بن الغاز , فقال: عن أبان بن أبى عياش بدل مكحول. و أبو بكر المذكور ضعيف و أبان متروك , ففى وصف هذا الإسناد بأنه جيد نظر و لعل أبا داود إنما سكت عنه لمجيئه من وجه آخر عن أنس و من أجله قلت: إنه حسن.
3 - قال الحافظ فى " الفتح " 11/ 130: رواه الثلاثة و حسنه الترمذى.
4 - قال في مجمع الزوائد: رواه الطبراني في الأوسط وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس.
5 - قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (3/ 143):
$ ضعيف $.
أخرجه أبو داود (2/ 612) عن عبد الرحمن بن عبد المجيد عن هشام بن الغاز بن
ربيعة عن مكحول الدمشقي عن # أنس بن مالك # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: فذكره.
قلت: و هذا سند ضعيف , و له علتان:
¥(42/350)
الأولى: عبد الرحمن بن عبد المجيد لا يعرف كما في " الميزان " و قال الحافظ في
" التقريب ": مجهول.
الأخرى: أنهم اختلفوا في سماع مكحول من أنس , فأثبته أبو مسهر , و نفاه
البخاري , فإن ثبت سماعه منه فالعلة عنعنة مكحول فقد قال ابن حبان: ربما دلس.
و للحديث طريق أخرى عن أنس , فقال البخاري في " الأدب المفرد " (رقم 1201):
حدثنا إسحاق قال: حدثنا بقية عن مسلم بن زياد مولى ميمونة زوج النبي صلى الله
عليه وسلم قال: سمعت أنس بن مالك قال: فذكره.
و كذلك رواه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " (رقم 68) عن النسائي ,
و هذا في " العمل " أيضا رقم (9): أخبرنا إسحاق بن إبراهيم به , إلا أنه وقع
فيه: بقية بن الوليد: حدثني مسلم بن زياد.
فصرح بقية بالتحديث , و ما أراه محفوظا , و لعله خطأ من بعض النساخ , فإن
الطريق مدارها كما ترى على إسحاق بن إبراهيم , و هو ابن راهويه , فالبخاري قال
في روايته: (عن) , و هو الصواب , فقد أخرجه أبو داود (2/ 615) و الترمذي
(4/ 258) <1> من طريقين آخرين صحيحين عن بقية عن مسلم بن زياد به نحوه و زاد
بعد قوله: " لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ".
و هي عند النسائي أيضا , و قالا بدل قوله: " أعتق الله ربعه ... " " إلا غفر
الله له ما أصاب في يومه ذلك , و إن قالها حين يمسي غفر الله له ما أصاب في تلك
الليلة من ذنب ".
فلهذه الطريق علتان أيضا:
إحداهما: عنعنة بقية , فإنه كان معروفا بالتدليس.
و الأخرى: جهالة مسلم بن زياد هذا , قال ابن القطان: حاله مجهول.
و قال الحافظ في " التقريب ": مقبول , يعني عند المتابعة , و إلا فلين
الحديث كما تقدم مرارا.
و لا يقال: ينبغي أن يكون هنا مقبولا لمتابعة مكحول إياه , لأننا نقول: يمنع
من ذلك أمور:
الأول: أن مكحولا قد رمي بالتدليس و رواه بالعنعنة كما سبق , فيحتمل أن يكون
بينه و بين أنس مسلم بن زياد هذا أو غيره فيرجع الطريقان حينئذ إلى كونهما من
طريق واحدة , لا يعرف تابعيها عينا أو حالا , فمن جود إسناده أو حسنه لعله لم
يتنبه لهذا.
الثاني: أن الطريق إلى مسلم بن زياد لا تصح لعنعنة بقية كما عرفت.
الثالث: أنهم اختلفوا عليه في لفظ الحديث , فإسحاق رواه عنه مثل رواية مكحول ,
و الطريقان الآخران روياه عنه بلفظ: " إلا غفر الله له ... " كما تقدم , فهذا
اضطراب يدل على أن الحديث غير محفوظ , و كأنه من أجل ذلك كله , لم يصححه
الترمذي , بل ضعفه بقوله: حديث غريب.
و أما ما نقله المنذري في " الترغيب " (1/ 227) عن الترمذي أنه قال:
حديث حسن , فهو وهم أو نسخة , و مثله و أغرب منه نقل ابن تيمية في " الكلم
الطيب " (ص 11) عنه: حديث حسن صحيح!.
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] و أخرجه الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " (10/ 119) و قال:
و فيه بقية و هو مدلس. اهـ.
ـ[هشام المصري]ــــــــ[08 - 01 - 05, 06:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا و لكن هل يجوز أن نقول الذكر الضعيف من باب أنه من فضائل الأعمال أم لا؟
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[09 - 01 - 05, 01:18 ص]ـ
هذا النقل الذي سأنقله عن الإمام المحدث الجبل ابن باز - رحمه الله - من أجل أخي هشام المصري
قال الإمام العلامة محدث العصر سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله، ورفع درجته، وقاتل الله لامزيه وغامزيه! - في تحفة الأخيار (ص 23) عنه: إسناده حسن.
أما ما ذكره الشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني من أنَّ العلامة المحدث ناصر الدين الألباني - رحمه الله، ورفع درجته - بأنه صححه من غير قيد، وضعفه بقيد الصباح والمساء = هذا غير صحيح، فإنه قال عن الرواية المطلقة - كما في الصحيحة رقم 267 - : وإذا ترجح أنه حميد المولى المكي، فالإسناد حينئذٍ ضعيف، لا يصح؛ لأنه مجهول .... فينبغي نقله من هنا إلى الكتاب الآخر تحت الرقم المشار إليه آنفاً، إلا أن يأتي ما يقويه، وهذا ما لم نجده الآن! ....
وانظر الضعيفة (رقم 1041).
وبناءً على ذلك فالشيخ - رحمه الله - يضعف الحديث مطلقاً.
وللشيخ ناصر العلوان - حفظه الله - كلام عن هذا الحديث، والتفريق فيه بين الصباح والمساء؛ وقد بحثت عنه في بعض المذكرات والأوراق التي بحوزتي، فلم أجده الآن، فلعلي أنقله فيما بعد.
ـ[هشام المصري]ــــــــ[09 - 01 - 05, 01:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخى الكريم عبد الله المزروع و أسأل الله أن تصفو الأجواء بينكم
و لكن سؤالى مازال قائما هل يجوز أن نقول الذكر الضعيف من باب أنه من فضائل الأعمال ام لا؟
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[09 - 01 - 05, 01:51 ص]ـ
و لكن سؤالى مازال قائما هل يجوز أن نقول الذكر الضعيف من باب أنه من فضائل الأعمال ام لا؟
أخي الكريم:
إذا رأيت أن الحديث ضعيفٌ، فلا تعمل به.
أما إذا رأيته تحسينه، فاعمل به.
والله أعلم.
¥(42/351)
ـ[هشام المصري]ــــــــ[09 - 01 - 05, 02:25 ص]ـ
و لكن جواز الحديث الضعيف فى فضائل الأعمال عند بعض العلماء هل ينطبق على الأذكار و الأدعية الضعيفة؟
ـ[هشام المصري]ــــــــ[09 - 01 - 05, 06:10 م]ـ
هل من مجيب؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 01 - 05, 12:21 ص]ـ
لا؛ لأنه متعبد بلفظه، ومن أجازه اشترط ألا يكون في الأذكار.
والله أعلم.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[10 - 01 - 05, 01:29 ص]ـ
لا؛ لأنه متعبد بلفظه، ومن أجازه اشترط ألا يكون في الأذكار.
والله أعلم.
جزاك الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن،
وأقول بناءً على ضعف الحديث:
ثم إنَّ هذا الذكر سيكون (مقيداً) بصباحٍ ومساء، والتزام عبادةٍ في وقتٍ محدد، وبألفاظ معينةٍ = من البدع، والله أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 01 - 05, 01:38 ص]ـ
فائدة
حول الدعاء
في العلل لابن أبي حاتم
(سمعت أبا زرعة يقول حديث زيد بن ارقم عن النبي في دخول الخلاء قد اختلفوا فيه فأما سعيد بن ابي عروبة فانه يقول عن قتادة عن القاسم بن عوف عن زيد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وحديث عبد العزيزبن صهيب عن أنس اشبه عندي قلت فحديث اسماعيل بن مسلم يزيد فيه الرجس النجس قال واسماعيل ضعيف فأرى أن يقال الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم فان هذا دعاء)
ذكرت هذا للفائدة
دون التعليق على أصل الموضوع ولا على علاقته بالموضوع المطروح
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 01 - 05, 01:45 ص]ـ
وجود نوع التساهل في الدعاء
في مسائل الكوسج
قلت مايقول بين السجدتين
قال: رب اغفر لي حديث حذيفة
قال اسحاق إن شاء قال ذلك ثلاثا وإن شاء قال اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني لان
( ....... ) يذكران عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بين السجدتين
انتهى
( .... ) النص غير واضح عندي في الكراسة (الدفتر) الذي كتبت فيه الفائدة
ـ[النقّاد]ــــــــ[10 - 01 - 05, 05:04 ص]ـ
لا؛ لأنه متعبد بلفظه، ومن أجازه اشترط ألا يكون في الأذكار.
والله أعلم.
شيخنا الكريم .. هل لك أن تذكر لنا من اشترط ذلك , وموضع كلامه.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 01 - 05, 10:51 م]ـ
شيخنا النقاد حفظه الله
كان الجواب الذي كتبته على سؤال الأخ هشام: لا.
ثم انتبهت إلى أن الجواب سيكون مشكلا، إذ قال الأخ قبله: هل من مجيب؟
ثم أضفت له ما كتبت بعد.
وكان القصد مراعاة حال السائل، فالأذكار من حيث كونها عبادة مستقلة متعبد بلفظها؛ ألصق معنى بالأحكام، والحلال والحرام من الفضائل، والترغيب والترهيب ...
ولا أذكر ـ الآن ـ أحدا نص على هذه المسألة بخصوصها.
وإن كانوا قد اشترطوا في رواية الحديث الصحيح بالمعنى ألا يكون من الأذكار؛ لأنها متعبد بلفظها، فالأذكار توقيفية من حيث:
تعيين الألفاظ، وتقدير الأجر، وتحديد الوقت، والعدد، ... الخ = فيكون المنع من الضعيف، هنا من باب أولى.
-----------
شيخنا ابن وهب نفع الله به، وبجهوده، وفوائده
ألا ترى أنه يمكن أن يقال: إنه يوجد التساهل عند الأئمة في الضعيف في الأحكام، والحلال والحرام أضعاف أضعاف ما في الأذكار؟
بل إنه يوجد في العقائد، وإن كان نادرا.
والله أعلم.
ـ[هشام المصري]ــــــــ[11 - 01 - 05, 02:13 ص]ـ
الأخ الكريم عبد الرحمن السديس ما المقصود بمراعاة حال السائل؟
أى أن هذا الكلام نهائى و لم يرده أحد أن لا تجوز الأذكار الواردة فى أحاديث ضعيفة؟
ـ[النقّاد]ــــــــ[11 - 01 - 05, 04:19 ص]ـ
نقل محقق كتاب «الوابل الصيب» - ضمن مشروع آثار ابن القيم - في مقدمة تحقيقه (ص: 29 - 30) عن جماعة من الأئمة تساهلهم في العمل بالأحاديث الضعيفة في الأذكار .. نقل هذا عن أبي زرعة وابن خزيمة والحاكم والبيهقي وابن العربي .. ونقل عن العلامة المعلمي نصا مهمًّا في الموضوع من كتابه المخطوط «حكم العمل بالحديث الضعيف» ..
¥(42/352)
وخلص إلى أن الذاكر أو الداعي إذا قصد التعبد بأعيان ألفاظ الدعاء أو الذكر الوارد بسند ضعيف , في ذلك الزمن الخاص , بتلك الكيفية الخاصة = فسبيل هذا سبيل الأحكام الشرعية التي لا تؤخذ إلا من الروايات الصحيحة. أما إن لم يقصد ذلك , وإنما اختار تلك الأدعية والأذكار لإيجازها وبعدها عن التكلف ونحو ذلك , فلا بأس به , وحمل على هذا كلام الأئمة المتقدم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 01 - 05, 01:34 م]ـ
الأخ هشام بارك الله فيك
المعنى: أني أجبت بما ظننت أنه يكفي لسؤالك على وجه الاختصار، والسرعة من غير مراجعة، ونقل من مراجع، وذكر لتفاصيل ..
حبيبنا النقاد بارك الله فيه:
وددت أنك ذكرتَ ما عندك مباشرة من غير سؤال، فتكفينا ما نحن فيه!
وما خلص إليه المحقق ـ حفظه الله ـ من شرط جيد، وهو موافق لما ذكرتُ في الجملة ...
إلا أن بعض عبارات الأئمة التي ذكر مطلقة لا تؤيد شرطه، ففيها نظر.
وأما وجود التساهل في العمل ـ التطبيق ـ من بعض الأئمة، فلا أراه يفيد هنا؛ لأن تساهلهم في غيرها أكثر، وأشهر، وقد يكون لبعض ذلك اعتبارات أخر.
والحديث الذي سأل عنه الأخ هشام فيه تحديد وقت، وعدد ...
وتتميما للفائدة: أسوق هذا النقل:
قال العلامة الشاطبي في الاعتصام 2/ 225 - 231 [ط: التجارية/ مصر].
... هذا الترغيب الخاص يقتضى مرتبة في نوع من المندوب خاصة، فلا بد من رجوع إثبات الحكم إلى الأحاديث الصحيحة؛ بناء على قولهم:
إن الأحكام لا تثبت إلا من طريق صحيح، والبدع المستدل عليها بغير الصحيح لا بد فيها من الزيادة على المشروعات: كالتقييد بزمان، أو عدد، أو كيفية ما = فيلزم أن تكون أحكام تلك الزيادات ثابتة بغير الصحيح، وهو ناقض إلى ما أسسه العلماء، ولا يقال: إنهم يريدون أحكام الوجوب، والتحريم فقط؛ لأنا نقول: هذا تحكم من غير دليل، بل الأحكام خمسة، فكما لا يثبت الوجوب إلا بالصحيح، فإذا ثبت الحكم، فاستسهل أن يثبت في أحاديث الترغيب، والترهيب ولا عليك، فعلى كل تقدير:
كل ما رغب فيه إن ثبت حكمه، ومرتبته في المشروعات من طريق صحيح = فالترغيب بغير الصحيح مغتفر
، وإن لم يثبت إلا من حديث الترغيب، فاشترط الصحة أبدا، و إلا خرجت عن طريق القوم المعدودين في أهل الرسوخ، فلقد غلط في هذا المكان جماعة ممن ينسب إلى الفقه، ويتخصص عن العوام بدعوى رتبة الخواص
، وأصل هذا الغلط عدم فهم كلام المحدثين في الموضعين، وبالله التوفيق. اهـ
كلام نفيس نقلت آخره، وينظر أوله من أراده.
وينظر: تصحيح الدعاء للعلامة بكر أبو زيد ص 41 - 43 ففيها كلام نفيس، لم أنشط لنقله.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 01 - 05, 06:32 م]ـ
شيخنا الفاضل الحبيب السديس وفقه الله
بارك الله فيك
قال الحاكم
(وأنا بمشيئة الله أجري الأخبار التي سقطت على الشيخين في كتاب الدعوات على مذهب أبي سعيد عبد الرحمن بن مهدي في قبولها فإني سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول سمعت أبا الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول كان أبي يحكي عن عبد الرحمن بن مهدي يقول إذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والأحكام شددنا في الأسانيد وانتقدنا الرجال وإذا روينا في فضائل الأعمال والثواب والعقاب والمباحات والدعوات تساهلنا في الأسانيد
)
انتهى
وكيفما فسرنا هذا النص سواء على مذهب من لايرى العمل بالضعيف مطلقا أو من يراه بشروط
{يه بيان أن نوع التساهل في الدعوات أكثر من التساهل في الأحكام
سواء من جهة الراوية أم جهة الجانب التطبيقي
هذا ما عندي
والله أعلم بالصواب
ـ[خالد صبرة]ــــــــ[11 - 01 - 05, 10:19 م]ـ
نرجو من أهل ملتقي الحديث أن يدلوني علي أحكام الأحاديث التي وردت في كتاب كنز العمال(42/353)
ما صحة أثر تكلم الناس السريانية يوم القيامة؟
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[09 - 01 - 05, 12:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
الأخوة الأحباب .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو الإفادة في تخريج هذا الأثر:
" حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ بَيَانٍ عَنْ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَلَامُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ السُّرْيَانِيَّةُ "
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[10 - 01 - 05, 10:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل من إفادة يا أهل الحديث جزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 01 - 05, 12:20 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا اسناد صحيح مسلسل بالكوفيين
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 01 - 05, 12:25 م]ـ
.
/ قَالَ شَيْخُ الإسلاَم ـ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ:
سأل سائل: بماذا يخاطب الناس يوم البعث؟ وهل يخاطبهم اللّه ـ تعالى ـ بلسان العرب؟ وهل صح أن لسان أهل النار الفارسية , وأن لسان أهل الجنة العربية؟
فأجبته بعد [الحمد للّه رب العالمين].
لا يعلم بأي لغة يتكلم الناس يومئذ , ولا بأي لغة يسمعون خطاب الرب جل وعلا؛ لأن اللّه ـ تعالى ـ لم يخبرنا بشىء من ذلك , ولا رسوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولم يصح أن الفارسية لغة الجهَنَّمِيِّين ولا أن العربية لغة أهل النعيم الأبدي , ولا نعلم نزاعًا في ذلك بين الصحابة ـ رضي اللّه عنهم ـ بل كلهم يكفون عن ذلك؛ لأن الكلام في مثل هذا من فضول القول , ولا قال اللّه تعالى لأصحاب الثرى , ولكن حدث في ذلك خلاف بين المتأخرين.
فقال ناس: يتخاطبون بالعربية.
وقال آخرون: إلا أهل النار , فإنهم يجيبون بالفارسية , وهي لغتهم في النار.
/ وقال آخرون: يتخاطبون بالسريانية؛ لأنها لغة آدم , وعنها تفرعت اللغات.
وقال آخرون: إلا أهل الجنة , فإنهم يتكلمون بالعربية.
وكل هذه الأقوال لا حجة لأربابها , لا من طريق عقل ولا نقل , بل هي دعاوي عارية عن الأدلة , واللّه ـ سبحانه وتعالى ـ أعلم وأحكم.
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[10 - 01 - 05, 01:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله كل الخير شيخنا ابن وهب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الرايه]ــــــــ[10 - 01 - 05, 01:36 م]ـ
ابن وهب
جزاكم الله خيرا، أين نجد هذه الفائدة من كتب شيخ الاسلام ... بارك الله فيكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 01 - 05, 02:04 م]ـ
بارك الله فيكما
أخي الحبيب الراية
مجموع الفتاوى (4/ 300)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 01 - 05, 02:19 م]ـ
ماصحة هذا الحديث: (احبوا العرب لثلاث، لاني عربي، ولان القران عربي، وكلام اهل الجنة عربي) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23297&highlight=%C3%CD%C8%E6%C7)
ـ[الرايه]ــــــــ[16 - 01 - 05, 12:06 م]ـ
الاخ الكريم/ ابن وهب ... جزاك الله خيراً وشكرا لك.(42/354)
من روى هذا الحديث وهذين الأثرين؟
ـ[أبو لجين]ــــــــ[10 - 01 - 05, 08:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رجائي أن يساعدني إخواني في تخريج هذا الحديث والأثرين ..
أما الحديث (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوارات القبور، والمتخذين عليها المساجد، والسرج)
وأما الأثر الأول (قطع عمر رضي الله عنه لشجرة الرضوان)
الأثر الثاني (وعن المعرور بن سويد قال: صليت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في طريق مكة صلاة الصبح فقرأ فيها: ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل، و لإيلاف قريش، ثم رأى الناس يذهبون مذاهب فقال: أين يذهب هؤلاء؟! فقيل: يا أمير المؤمنين مسجد صلى فيه النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فهم يصلون فيه فقال: إنما هلك من كان قبلكم بمثل هذا، كانوا يتبعون آثار أنبيائهم ويتخذونها كنائس وبيعا، فمن أدركته الصلاة منكم في هذه المساجد فليصل ومن لا فليمض ولا يتعمدها)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 01 - 05, 09:23 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8970&highlight=%D2%E6%C7%D1%C7%CA
--------
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4040&highlight=%C7%E1%D1%D6%E6%C7%E4
=========
الأثر الثاني خرجه ابن ابي شيبة وسعيد بن منصور عن أبي معاوية عن الأعمش عن المعرور
في المصنف
(حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن المعرور بن سويد قال خرجنا مع عمر في حجة حجها فقرأ بنا في الفرج (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) و (لايلاف قريش) فلما قضى حجة ورجع و الناس يبتدرون فقال ما هذا فقالوا مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هكذا هلك أهل الكتاب اتخذوا إثار أنبيائهم بيعا من عرضت له منكم فيه الصلاة فليصل ومن لم تعرض له منكم فيه الصلاة فلا يصل.)
وكذا أخرجه سعيد بن منصور عن أبي معاوية به
قال ابن تيمية
http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=367&id=387(42/355)
ماى صحة حديث (من اضاع له شئ او سرق فليصل ركعتين)
ـ[الخنساء]ــــــــ[10 - 01 - 05, 08:10 م]ـ
من اضاع له شئ فليوضأ ويصلي ركعتين وتشهد ويقول:
بسم الله ياهادي الضلال وراد الضاله أردد علي ضالتي. بعزتك وسلطانك فإنها منعطائكو فضلك، اللهم اردد علي ضالتي بقدرتك وسلطانك فإنها من عطائك ومن فضلك، اللهم ياجامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع بيني وبين ضالتي ان كان في الارض او في السماء يأتي به الله إن الله عليم قدير وهو على كل شي قدير.
ويجب قراءة سورة الضحى سبع مرات
ارجو أفادتي هل هذا الامر صحيح ام لا
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 01 - 05, 10:48 م]ـ
هذا الحديث جاء مرفوعا كما عند الطبراني في الكبير (12\ 261) والأوسط (5\ 43) والصغير (1\ 394) قال الهيثمي في المجمع (10\ 133) (فيه عبدالرحمن بن يعقوب بن أبي عباد، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات) انتهى.
فهذه الرواية المرفوعة لاتصح
وقد جاء هذا الحديث موقوفا على ابن عمر رضي الله عنه كما عند البيهقي في الدعوات الكبير (2\ 272 - 273) ورجاله ثقات، قال الشوكاني في تحفة الذاكرين (قال الحاكم رواته موثقون مدنيون لايعرف واحد منهم بجرح) انتهى،
وهومن طريق سفيان عن محمد بن عجلان عن عمر بن كثير بن أفلح قال كان ابن عمر ....
قال البيهقي (هذا موقوف وهو حسن)
وقال الشيخ بدر البدر في تعليقه على الدعوات الكبير للبيهقي (2\ 273) (رجال إسناده ثقات، إلا أن ابن عجلان اتهم بالتدليس كما في طبقات المدلسين لابن حجر (ص32) وهوهنا لم يصرح بالتحديث!
قال (وعزاه ابن حجر إلى الضياء في المختارة كذا في الفتوحات لابن علان (5\ 152) ولم يحكم عليه بشيء)
والخلاصة مما سبق
أن الحديث المرفوع لايصح، وأما الموقوف فرجاله ثقات ولكن لايعرف لابن عجلان سماع من عمر بن كثير
والله أعلم
وأما قراءة سورة الضحى سبع مرات في هذا الحديث فلا تعرف.
ـ[الخنساء]ــــــــ[12 - 01 - 05, 11:31 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[17 - 12 - 06, 05:08 م]ـ
جزاك الله خيرا
فائدة
في طبقات الشعراني في ترجمة:
أبي عمرو محمد بن إبراهيم الزجاجي:
وكان رضي الله عنه يقول: مما جربناه لرد الضالة: اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع بيني، وبين ضالتي، ويقرأ قبله سورة، والضحى ثلاثاً.
قال: وقد وقع مني فص في دجلة فدعوت به فوجدت الفص في وسط أوراق كنت أتصفحها.
انتهى
ـ[العسري يونس]ــــــــ[03 - 08 - 09, 06:18 م]ـ
جزاك الله خيرا
فائدة
في طبقات الشعراني في ترجمة:
أبي عمرو محمد بن إبراهيم الزجاجي:
وكان رضي الله عنه يقول: مما جربناه لرد الضالة: اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع بيني، وبين ضالتي، ويقرأ قبله سورة، والضحى ثلاثاً.
قال: وقد وقع مني فص في دجلة فدعوت به فوجدت الفص في وسط أوراق كنت أتصفحها.
انتهى
أخرجه ابن النجار في " في " ذيل تاريخ بغداد " (3/ 17، 18) بسنده إلى جعفر بن محمد الخلدي، قال:
" كان لي خاتم قد ورثته عن أبي، فعبرت به دجلة، فمددت يدي لأغرف من الماء، فسقط الفص فغمني، فذكرت حديثاً روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه من قرأ هذه الآية على شيء ضاع منه؛ رده الله عليه؛ فقرأتها ويدي في الماء، فإذا الفص بين أصابعي، والآية هي: {ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه، إن الله لا يخلف الميعاد}، اللهم! يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه، إنك لا تخلف الميعاد، اجمع بيني وبين خاتمي، إنك على كل شيء قدير ".
قلت: إسناده موضوع؛ فيه أحمد بن عبيدالله أبوالعز بن كادش، كان يضع الحديث.
وقال الذهبي: " أقر بوضع الحديث، وتاب وأناب ".
والسند معضل.
و الله أعلم(42/356)
س: هل يصح هذا الحديث؟؟؟ أعرابي يسأل الرسول "أريد أن .. ، أريد أن .. " عدة مرات!
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[10 - 01 - 05, 09:39 م]ـ
وصلني عبر الإيميل
--------------------
الحديث الشريف الذي جمع فأوعى
عن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال:
جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله جئت أسألك عما يغنيني في الدنيا و الآخرة.
قال له صلى الله عليه و سلم: سل عما بدا لك.
قال: أريد أن أكون أعلم الناس. قال صلى الله عليه و سلم اتق الله تكن أعلم الناس.
قال: أريد أن أكون أغنى الناس. قال صلى الله عليه و سلم: كن قانعاً تكن أغنى الناس
قال: أحب أن أكون أعدل الناس. قال صلى الله عليه و سلم: أحب للناس ما تحب لنفسك تكن أعدل الناس.
قال: أحب أن أكون خير الناس.قال صلى الله عليه و سلم: كن نافعاً للناس تكن خير الناس.
قال: أحب أن أكون أخص الناس إلى الله. قال صلى الله عليه و سلم: أكثر من ذكر الله تكن أخص الناس إلى الله
قال: أحب أن يكمل إيماني.قال صلى الله عليه و سلم: حسن خلقك يكمل إيمانك
قال: أحب أن أكون من المحسنين قال صلى الله عليه و سلم: أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك تكن من المحسنين.
قال: أحب أن أكون من المطيعين قال صلى الله عليه و سلم: أد فرائض الله تكن من المطيعين.
قال: أحب أن ألقي الله نقياً من الذنوب قال صلى الله عليه و سلم: اغتسل من الجنابة متطهراً تلقى الله نقياً من الذنوب.
قال: أحب أن أحشر يوم القيامة في النور قال صلى الله عليه و سلم: لا تظلم نفسك و لا تظلم أحداً تحشر يوم القيامة في النور.
قال: أحب أن يرحمني ربي يوم القيامة قال صلى الله عليه و سلم: ارحم نفسك و ارحم عباده يرحمك ربك يوم القيامة.
قال: أحب أن تقل ذنوبي قال صلى الله عليه و سلم: أكثر من الاستغفار تقل ذنوبك.
قال: أحب أن أكون أكرم الناس قال صلى الله عليه و سلم: لا تشك من أمرك شيئاً إلى الخلق تكن أكرم الناس.
قال: أحب أن أكون أقوى الناس قال صلى الله عليه و سلم: توكل على الله تكن أقوى الناس.
قال: أحب أن يوسع الله على في الرزق قال صلى الله عليه و سلم: أدم على الطهارة يوسع الله عليك في الرزق.
قال: أحب أن أكون من أحباب الله و رسوله قال صلى الله عليه و سلم: أحب ما أحبه الله و رسوله تكن من أحبابهما.
قال: أحب أن أكون آمناً من سخط الله يوم القيامة.
قال صلى الله عليه و سلم: لا تغضب على أحد من خلق الله تكن آمناً من سخط الله يوم القيامة.
قال: أحب أن تستجاب دعوتي قال صلى الله عليه و سلم: اجتنب أكل الحرام تستجب دعوتك.
قال: أحب أن لا يفضحني ربي يوم القيامة قال صلى الله عليه و سلم: احفظ فرجك من الزنا كي لا يفضحك ربك يوم القيامة.
قال: أحب أن يسترني ربي يوم القيامة قال صلى الله عليه و سلم: استر عيوب إخوانك يسترك الله يوم القيامة.
قال: ما الذي ينجي من الذنوب؟ أو قال من الخطايا قال صلى الله عليه و سلم: الدموع و الخضوع و الأمراض.
قال: أي حسنة أفضل عند الله تعالى؟ قال صلى الله عليه و سلم: حسن الخلق و التواضع و الصبر على البلاء.
قال: أي سيئة أعظم عند الله تعالى؟ قال صلى الله عليه و سلم: سوء الخلق و الشح المطاع.
قال: ما الذي يسكن غضب الرب في الدنيا و الآخرة؟ قال صلى الله عليه و سلم: الصدقة الخفية و صلة الرحم.
قال: ما الذي يطفيء نار جهنم يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه و سلم: الصبر في الدنيا على البلاء و المصائب.
قال الإمام المستغفري ما رأيت حديثاً أجمع و أشمل لمحاسن الدين و أنفع من هذا الحديث الذي جمع فأوعى.
رواه الإمام أحمد بن حنبل
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[20 - 01 - 05, 04:45 م]ـ
الحديث ضعيف الإسناد عند أحمد ولبض فقراته شواهد صحيحة.
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[20 - 01 - 05, 06:38 م]ـ
هذا الموضوع سبق بحثه فليتك أخي الكريم تستخدم خاصية البحث قبل طرحه
ولا أدري كيف حكم الأخ أبو عبدالباري بضعف سنده
وهذا رابط لأحدها
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=36401#post36401
للشيخ عبدالله زقيل وفقه الله تعالى
القَولُ المَسْبُوكُ في رَدِّ حَدِيثٍ مُنْتَشِرٍ مَكْذُوبٍ
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
¥(42/357)
إن مما ابتليت به الأمة في هذه الأيام كثرة انتشار الأحاديث الضعيفة والمكذوبة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه فقال: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ " رواه البخاري ولم.
ومن هذه الأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم حديث يتبادله كثير من الناس فيما بينهم عن طريق البريد الإلكتروني، وقد أرسل لي أحد الأحبة الحديث عن طريق البريد الإلكتروني وقال لي: ما رأيك فيه؟
قرأت الحديث ووجدتُ فيه عجباً، وعلامات الكذب ظاهرة واضحة عليه.
وهذا بحث في بيان الحديث، وعدم ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلى جانب التحذير منه ومن أمثاله من الأحاديث المكذوبة الموضوعة على النبي صلى الله.
وعلى المسلم أن يتأكد من ثبوت ما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه يقول صلى الله عليه وسلم: كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ. رواه مسلم.
نَصُ الحَدِيثِ:
عن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: جئت أسألك عما يغنيني في الدنيا والآخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل عما بدا لك. قال: أريد أن أكون أعلم الناس. فقال: صلى الله عليه وسلم إتق الله تكن أعلم الناس. قال: أريد أن أكون أغنى الناس. فقال: صلى الله عليه وسلم: كن قانعاً تكن أغنى الناس. قال: أريد أن أكون أعدل الناس. فقال صلى الله عليه وسلم: أحب للناس ما تحب لنفسك تكن أعدل الناس. قال: أحب أن أكون خير الناس. فقال صلى الله عليه وسلم: كن نافعاً للناس تكن خير الناس. قال: أحب أن أكون أخص الناس إلى الله. فقال صلى الله عليه وسلم: أذكر الله تكن أخص الناس إلى الله. قال: أحب أن يكمل إيماني. فقال صلى الله عليه وسلم: حسن خلقك يكمل إيمانك. قال: أحب أن أكون من المحسنين. فقال صلى الله عليه وسلم: اعبد الله كأنك تراه وإن لم تكن تراه فأنه يراك تكن من المحسنين. قال: أحب أكون من المطيعين. فقال صلى الله عليه وسلم: أد فرائض الله تكن من المطيعين. قال: أحب أن ألقى الله نقياً من الذنوب. فقال صلى الله عليه وسلم: اغتسل من الجنابة متطهراً تلقى الله نقياً من الذنوب. قال: أحب أن احشر يوم القيامة في النور. فقال صلى الله عليه وسلم: لا تظلم أحداً تحشر يوم القيامة في النور. قال: أحب أن يرحمني ربي يوم القيامة. فقال صلى الله عليه وسلم: ارحم نفسك وارحم عبادك يرحمك الله يوم القيامة. قال: أحب أن تقل ذنوبي. فقال صلى الله عليه وسلم: أكثر من الاستغفار تقل ذنوبك. قال: أحب أن أكون أكرم الناس. فقال صلى الله عليه وسلم: لا تشكو من أمرك إلى الخلق تكن أكرم الناس. قال: أحب أن أكون أقوى الناس. قال صلى الله عليه وسلم: توكل على الله تكن أقوى الناس. قال: أحب أن يوسع الله في الرزق. قال صلى الله عليه وسلم: دم على الطهارة يوسع الله عليك في الرزق. قال: أحب أن أكون من أحباب الله ورسوله. قال صلى الله عليه وسلم: أحب ما احبه الله ورسوله تكن من أحبابهم. قال: أحب أن أكون آمناً من سخط الله يوم القيامة. قال صلى الله عليه وسلم: لا تغضب على أحد من خلق الله تكن آمناً من سخط الله يوم القيامة. قال: أحب أن تستجاب دعوتي. قال صلى الله عليه وسلم: اجتنب أكل الحرام تستجاب دعوتك. قال: أحب أن يسترني الله يوم القيامة. قال صلى الله عليه وسلم: استر عيوب إخوانك يسترك الله يوم القيامة. قال: ما الذي ينجي من الذنوب؟ أو قال: من الخطايا؟ قال صلى الله عليه وسلم: الدموع والخضوع والأمراض. قال: أي حسنة أعظم عند الله تعالى؟ قال صلى الله عليه وسلم: حسن الخلق والتواضع والصبر على البلاء. قال: أي سيئة أعظم عند الله تعالى؟ قال صلى الله عليه وسلم: سوء الخلق والشح المطاع. قال: ما الذي يسكن غضب الرب في الدنيا والآخرة؟ قال صلى الله عليه وسلم: الصدقة الخفية وصلة الرحم. قال: ما الذي يطفئ نار جهنم يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم: الصبر في الدنيا على البلاء والمصائب.
رواه أحمد بن حنبل.
¥(42/358)
قال الامام المستغفري: ما رأيت حديثا أعظم وأشمل لمحاسن الدين وأنفع من هذا الحديث اجمع فأوعى.
وقَفَاتٌ مَعَ الحَدِيثِ:
لنا مع الحديث وقفاتٌ ألا وهي:
الوَقَفَةُ الأولى:
إن علامات الوضع على الحديث واضحةٌ ظاهرةٌ، يقول الإمام ابن القيم في " المنار المنيف " (ص 102) عند ذكره الأمور التي يُعرف بها كون الحديث موضوعا:
- ومنها: 19 - ما يقترن بالحديث من القرائن التي يُعلم بها أنه باطل.
وضرب مثالا بحديث: وضع الجزية عن أهل خيبر.
ثم ذكر الأوجه في كذبه ومنها:
سادسها: أن مثل هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله، فكيف يكون قد وقع، ولا يكون عِلمُه عند حملة السنة من الصحابة، ولاتابعين وأئمة الحديث، وينفرد بعلمه اليهود؟.ا. هـ.
وحديث الأعرابي الذي معنا ينطبق عليه كلام الإمام ابن القيم، فلم يذكره أحد من أهل الكتب المعتبرة مثل السنن، والمعاجم، وغيرها.
بل انفرد به من سنذكره في الوقفة الثانية.
الوَقَفَةُ الثَانِيةُ:
بعد الرجوع إلى المصادر المعتبرة للبحث عن الحديث لم نجد أحدا من أهل الكتب ذكر الحديث، وبعد بذل الوسع وجد في مصدر واحد فقط، وسأنقل نص الكلام الموجود في ذلك المصدر.
جاء في كنز العمال (رقم44154) ما نصه:
قال الشيخ جلال الدين السيوطي وجدت بخط الشيخ شمس الدين ابن القماح في مجموع له عن أبي العباس المستغفري قال: قصدت مصرا أريد طلب العلم من الإمام أبي حامد المصري والتمست منه حديث خالد بن الوليد فأمرني بصوم سنة، ثم عاودته في ذلك فأخبرني بإسناده عن مشايخه إلى خالد بن الوليد: فذكر الحديث بطوله.
وكما نرى في هذا النقل من المؤخذات ما يلي:
1 - عدم عزو صاحب كنز العمال الحديث إلى مصدر من مصادر السنة المعتبرة.
2 - الرجال المذكورون في السند بعد الرجوع إلى تراجمهم في كتب الرجال لم أجد إلا ترجمة المستغفري فقط.
قال الإمام الذهبي في السير (17/ 564):
الإمام الحافظ المُجَوِّد المصنف، أبو العباس، جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر بن الفتح بن إدريس، المستغفري النَّسَفي.
... وكان محدثَ ما وراء النهر في زمانه.
مولده بعد الخمسين وثلاث مئة بيسير.
ومات بنسف سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة عن ثمانين سنة، رحمه الله.ا. هـ.
وقال الذهبي عنه في تذكرة الحفاظ (3/ 1102):
... وكان صدوقا نفسه لكنه يروي الموضوعات في الأبواب، ولا يوهيها ... ا. هـ.
فالمستغفري متكلم فيه، فلو لم توجد إلا هذه العلة لكفى!!! ولكن هناك علل أخرى كما سيأتي.
3 - أمرُ الصيامِ للمستغفري من قِبل أبي حامد المصري لمدة سنة، وهذا أمر غريب، وأخشى أن يكون من عمل الصوفية.
4 - لم يذكر لنا المستغفري رجال السند من عند شيخه أبي حامد المصري إلى خالد بن الوليد لكي يُحكم عليهم من كلام أئمة الجرح والتعديل.
الوَقَفَةُ الثَالثةُ:
عزو الحديث إلى مسند الإمام أحمد بن حنبل لا يصح أبدا، بل لا يصح في أي كتاب من كتب الإمام أحمد الأخرى، والله أعلم.
الوَقَفَةُ الرَابِعَةُ:
قول المستغفري: ما رأيت حديثا أعظم وأشمل لمحاسن الدين وأنفع من هذا الحديث اجمع فأوعى.ا. هـ.
نعم، الحديث جمع محاسن الدين ولكن لا بد من ثبوت هذه المحاسن عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس المسألة مسألة الإعجاب بعبارات الحديث بل الأهم من ذلك كله هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟
وإلا لو كان الإعجاب بعبارات الأحاديث، هناك أحاديث موضوعة فيها من المعاني العظيمة ما يجعلنا نقبلها مباشرة، ولكن أحاديث النهي عن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم تجعلونا لا نقبلها ولا نعمل بها البتة.
الوَقَفَةُ الخَامِسَةُ:
لا يمنع أن يكون في الحديث بعض الألفاظ التي جاءت عن النبي صلى الله في أحاديث أخرى، وكذلك لا يمنع أن يكون الحديث تجميع لعدد من الأحاديث بعضها صحيح والآخر ضعيف أو موضوع، ويقوم بهذا التجميع بعض الوضاعين والقُصاص.
أرجو بعد هذه الوقفات أن أكون قد وفقت في بيان كذب الحديث على النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن كان له إضافة، أو تعليق، أو تعقيب فأكون له من الشاكرين.
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/81.htm(42/359)
هل ثبت الدعاء بقدر قراءة سورة البقرة بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 01 - 05, 01:12 ص]ـ
سمعت الشيخ عبدالعزيز الطريفي حفظه الله، وقد سُئل عن صفة الدعاء بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى وأنه يكون بقدر قراءة سورة البقرة، فقال الشيخ: لا أعلم دليلا عن الرسول صلى الله عليه وسلم يحدد وقت الدعاء وأنه بقدر قراءة سورة البقرة.
فتعجبت من إنتشار هذا الأثر وكأنه ثابت في الصحيحين.
فبحثتُ باحثا قاصرا، فوجدت ابن حجر رحمه الله تعالى أشار الى ذلك في الفتح (3/ 584) حيث قال:
روى الن أبي شيبة بإسناد صحيح عن عطاء قال:" كان ابن عمر رضي الله عنهما يقوم عند الجمرتين مقدار مايقرأ سورة البقرة).
ووجدت ابن تيمية رحمه الله أشار الى ذلك في الفتاوى (26/ 140) حيث قال:
(فيدعو الله تعالى، مستقبل القبلة، رافعا يديه بقدر سورة البقرة) ولم يذكر دليلا.
وكذلك ابن القيم رحمه الله تعالى في الزاد (2/ 285)، ولم يذكر دليلا.
وبحثت كذلك بحثا قاصرا في بعض كتب الحديث والفقه التي بين يدي فلم أظفر بشئ؟
فأرجو الإفادة؟
ـ[أبو محمد]ــــــــ[13 - 12 - 07, 01:01 م]ـ
ممن نص عليها: ملا علي القاري في المرقاة .. ونقل ذلك عن ابن عمر رضي الله عنهما ..
وممن نص عليها: الشافعي -دون أن يذكر المستند- وتتابع بعده على ذلك علماء الشافعية.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[16 - 12 - 07, 12:10 ص]ـ
في تلخيص الحبير: (حَدِيثٌ: {أَنَّهُ وَقَفَ بَيْنَ الْجَمَرَاتِ الثَّلَاثِ، وَقَالَ: خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ}، أَمَّا الْوُقُوفُ بَيْنَهَا: فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ {أَنَّهُ كَانَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ الدُّنْيَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ يَقْدَمُ فَيُسْهِلُ فَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ طَوِيلًا وَيَدْعُو بِرَفْعِ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَرْمِي الْوُسْطَى، ثُمَّ يَأْخُذُ ذَاتَ الشِّمَالِ فَيُسْهِلُ فَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، ثُمَّ يَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ وَيَقُومُ طَوِيلًا ثُمَّ يَرْمِي الْجَمْرَةَ ذَاتَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي، وَلَا يَقِفُ عِنْدَهَا ثُمَّ يَنْصَرِفُ، وَيَقُولُ: هَكَذَا رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ}) إلى أن قال: (قَوْلُهُ: وَالسُّنَّةُ إذَا رَمَى الْجَمْرَةَ الْأُولَى أَنْ يَتَقَدَّمَ قَلِيلًا قَدْرَ مَا لَا يَبْلُغُهُ حَصَيَاتُ الرَّامِينَ، وَيَقِفَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ وَيَدْعُوَ وَيَذْكُرَ اللَّهَ بِقَدْرِ قِرَاءَةِ الْبَقَرَةِ، وَإِذَا رَمَى الثَّانِيَةَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَا يَقِفُ إذَا رَمَى الثَّالِثَةَ، يُسْتَفَادُ ذَلِكَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ)
قلت: فعل الراوي، وهو ابن عمر رضي الله عنه، يُعَد -هنا- تفسيراً لمرويه الذي في الصحيح، فهو أقرب ما يكون لتفسير وقوف رسول الله صلى الله عليه وسلم للدعاء هنالك.
قال الصنعاني في السبل: (وَقَدْ فَسَّرَ مِقْدَارَ الْقِيَامِ مَا أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ " أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُومُ عِنْدَ الْجَمْرَتَيْنِ بِمِقْدَارِ مَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَأَنَّهُ يَرْفَعُ يَدَيْهِ عِنْدَ الدُّعَاءِ ").
قال ابن أبي شيبة برقم (14344): حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو معاوية عن حجاج عن عطاء قال كان ابن عمر يقف عند الجمرة مقدار ما يقرأ الرجل سورة البقرة.
وفي "أخبار مكة" للفاكهي: حدثنا محمد بن أبي عمر قال: ثنا مروان، عن هارون بن إبراهيم قال: رأيت عطاء بن أبي رباح على حمار واقفا عند الجمرة الوسطى قدر ما كان إنسان قارئاً سورة البقرة.
وقال ابن بطال (7/ 493): (عن أبى مجلز قال: كان ابن عمر يشبر ظله ثلاثة أشبار، ثم يرمى، وقام عند الجمرتين قدر سورة يوسف. وقال عطاء: كان ابن عمر يقف عندها بمقدار ما يقرأ سورة البقرة.
قال ابن المنذر: ولعله قد وقف مرتين كما قال أبو مجلز، وكما قال عطاء، ولا يكون اختلافًا وكان ابن عباس يقف بقدر قراءة سورة من المائتين، ولا توقيف فى ذلك عند العلماء، وإنما هو ذكر ودعاء، فإن لم يقف ولم يدع فلا حرج عليه عند أكثر العلماء إلا الثورى؛ فإنه استحب أن يطعم شيئًا أو يهريق دمًا، والسنة أن يرفع يديه فى الدعاء عند الجمرتين، قال ابن المنذر: ولا أعلم أحدًا أنكر غير مالك؛ فإن ابن القاسم حكى عنه أنه لم يكن يعرف رفع اليدين هنالك، قال ابن المنذر: واتباع السنة أفضل).
وفي عمدة القاري (15/ 340): (واختلفوا في مقدار ما يقف عند الجمرة الأولى: فكان ابن مسعود يقف عندها قدر قراءة سورة البقرة مرتين، وعن ابن عمر كان يقف عندها قدر قراءة سورة البقرة عند الجمرتين، وعن أبي مجلز قال كان ابن عمر يشبر ظله ثلاثة أشبار ثم يرمي وقام عند الجمرتين قدر قراءة سورة يوسف، وكان ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يقف بقدر قراءة سورة من المئين، ولا توقيف في ذلك عند العلماء وإنما هو ذكر ودعاء، فإن لم يقف ولم يدع فلا حرج عليه عند أكثر العلماء إلا الثوري فإنه استحب أن يطعم شيئا أو يهريق دماً).
وفي "الاستذكار": (قال وأخبرنا معمر والثوري عن عاصم الأحول عن أبي مجلز قال كان بن عمر يستر ظله ثلاثة أشبار ثم يرمي وقام عند الجمرتين قدر سورة يوسف
قال أبو عمر: قد روي عنه قدر سورة البقرة. ولا توقيت في ذلك عند الفقهاء وإنما هو ذكر ودعاء).
وذهب بعضهم إلى أن تخصيص ابن مسعود لسورة البقرة في قوله: (هذا والذي لا إله غيره مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة) ربما كان لأنه يشرع الوقوف عند الجمرتين الأوليين بقدرها. والله أعلم. انظر "فتح الباري" (3/ 582) و"تحفة الأحوذي" (3/ 551).
¥(42/360)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[16 - 12 - 07, 04:52 م]ـ
الإخوة الكرام
نبهني الشيخ ابن وهب وفقه الله أن كلام الصنعاني إنما هو نقل عن ابن حجر
وأن الإسناد الصحيح الذي يقصده وهو في المصنف:
في المصنف
(حدثنا علي بن مسهر عن بن جريج عن عطاء قال كان بن عمر يقوم عند الجمرتين مقدار ما يقرأ الرجل سورة البقرة)
وأظنني قد كتبتُه ولكنه أُزيل بسبب التظليل .. فجزاه الله خيراً ونفع بعلمه.
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 12 - 08, 05:50 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - 10 - 09, 06:19 م]ـ
للفائدة(42/361)
من يكونون هؤلاء الرواة .. سهل بن عبد الرحمن الجرجاني وغيره
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 11:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
الأخوة الأحباب .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من يكون "سهل بن عبد الرحمن الجرجاني " الذي أخرج له الجرجاني حديثين في تاريخ جرجان .. فلم أوفق في العثور على ترجمة له مطلقا.
ومن يكون " أبو بكر بن عمير " و " سيار بن نصر بن سيار " .. وما القول في ثلاثتهم؟؟
" أخبرنا الإمام أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي حدثنا أبو بكر بن عمير حدثنا سيار بن نصر بن سيار البزاز حدثنا الهيثم بن أيوب الطالقاني حدثنا سهل بن عبد الرحمن الجرجاني حدثنا محمد بن مطرف عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذبوا بأموالكم عن أعراضكم قالوا يا رسول الله كيف تذب بأموالنا عن أعراضنا قال يعطي الشاعر ومن تخافون من لسانه "
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 03:19 م]ـ
" وأخبرنا أبو بكر الإسماعيلي حدثني أبو بكر بن عمير حدثنا سيار بن نصر بن سيار البزاز البغدادي بحلب حدثنا الهيثم بن أيوب الطالقاني حدثنا سهل بن عبد الرحمن الجرجاني لقيته بالبادية بسوق فيد عن محمد بن مطرف عن محمد بن المنكدر عن عروة بن الزبير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استعينوا على الحوائج بكتمانها فان لكل نعمة حاسد "
والحديث صححه الألباني رحمه الله (الصحيحه - 3/ 436 - ح 1453)؟؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[طارق بن سعود]ــــــــ[11 - 01 - 05, 03:29 م]ـ
السلام عليكم أخي الكريم
لم أقف الا علي أبو سيار وهو نصر بن سيار وهو تولي خرسان نصر بن سيار إمارة خراسان سنة 120هـ, أرسل إليه أمان الخليفة هشام بن عبد الملك فعاد إلى مرو سنة 127هـ, وطلب إليه نصر أن يساعده على عدوه, فاشترط عليه أن يعمل بكتاب الله وسنة رسوله وأن يستعمل أهل الخير وأن يجعل الأمر شورى, فأبى نصر, فدعا الحارث الناس إليه فاجتمع حوله ثلاثة آلاف رجل من بني تميم, حلفوا له يمين الولاء, فتوجه نصر لقتاله في مرو وانتهى القتال بمقتل الحارث أمام أسوارها
والباقين الله أعلم بهم
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 09:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم
جزاك الله خيرا أخي أبو عمر .. ولو تفضلت علينا بأقوال العلماء جرحا وتعديلا فيه إذا كانت متاحة لديك
أفيدونا يا أهل الحديث في هؤلاء الرواة جرحا وتعديلا .. وفي تخريج الحديثين؟؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[12 - 01 - 05, 12:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ألن يفيدنا أحد في الموضوع يا إخواني الكرام أهل الحديث
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[12 - 01 - 05, 11:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ألا من مجيب .. الموضوع عاجل .. أفيدونا أثابكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[13 - 01 - 05, 11:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم يا أهل الحديث
ألن أجد من يفيدني بارك الله فيكم؟؟؟
ـ[طارق بن سعود]ــــــــ[13 - 01 - 05, 03:48 م]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم أسف للتأخر وسوف أرد عليك في المده القريبه القادمة لني لدي بعض الظروف التي منعتني من الكتابة في المنتدي
أبوعمر
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 10:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم .. جزاك الله خيرا .. وفي انتظار ردك أو رد أحد إخوتنا الكرام.
يهيئ لي أخي الكريم أن الراوي الذي تفضلت بالحديث عنه "نصر بن سيار" هو والد الراوي الذي أسأل عنه " سيار بن نصر بن سيار" .. والله أعلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[22 - 01 - 05, 11:35 ص]ـ
من ردي السابق
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم يا أهل الحديث
ألن أجد من يفيدني بارك الله فيكم؟؟؟(42/362)
أريد تخريج الحديث عند ابن المبرد في الكامل إنكم لتكثرون عند الفزع و تقلون عند الطمع
ـ[محمد الأثري]ــــــــ[12 - 01 - 05, 07:54 ص]ـ
أريد تخريج هذا الحديث ذكره ابن المبرد في الكامل (1/ 2)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 01 - 05, 10:53 م]ـ
قال الخطابي في غريب الحديث (1\ 682) (يروية الواقدي عن ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن محمود بن لبيد) *انتهى
والواقدي متروك في الحديث.(42/363)
بيان صحة حديث: (من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل)،،،،
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 01 - 05, 03:24 ص]ـ
هو بحث مختصر.
الحديث رواه جماعة أولهم:
حديث ابن عمر رضى الله عنه:
قال الترمذي حدثنا بندار أخبرنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن أيوب عن نافع عن ابن عمر: قال قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فأني أشفع لمن يموت بها)).
قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أيوب السختياني.
ورواه ابن ماجة من طريق بكر بن خلف وفيه: فاني أشهد لمن مات بها،ورواه الامام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه.
ومعاذ صدوق يحمل حديثه على الاستقامة - وخاصة اذا كان عن ابيه - وله اوهام و اغلاط.
فالاصل في هذا الاسناد القبول، غير ان ابن ابي شيبة رواه عن ابن علية عن نافع مرسلا كما في مصنفه (32411) ترقيم الهندية.
و ابن علية قال (نبئت) ولم يصرح. فلا يقوى الاثر الذي عند ابن ابي شيبة على رد المتصل فيما يظهر.
ثانيها: حديث الصميتة:
ولفظه عند ابن حبان قال: أخبرنا ابن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا ابن وهب أخبرنا يونس عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة عن الصميتة امراة من بنى الليث قال سمعتها تحدث صفية بنت أبي عبيد أنها سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: (من استطاع منكم ان لايموت الا بالمدينة فيمت بها فإنه من يمت بها تشفع له وتشهد له).
وعند الطبراني في الكبير ولفظه: (حدثنا سليمان بن المعافى بن سليمان ثنا أبي ثنا عيسى بن يونس عن بن أبي ذئب عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن صفية بنت أبي عبيد عن الدارية امرأة من بني عبد الدار كانت في حجر النبي صلى الله عليه وسلم قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت فمن مات فيها كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة)
ولامنافاة فالدارية هي الليثية وهي اليتيمة وفي حديث النسائي: (في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم).
و قد روي عن عبيدالله عن الصميتة، و لا تعارض لان عبيدالله سمعها وهي تحدث صفية زوج عمر. فمرة رواه عن صفية عنها ومرة رواه عن الصميته.
و ذكر ابن حجر في الاصابة من انه روى ابن ابي ذئب عن الزهري عن امراة يتيمة عن صفية و لم اقف على هذه الرواية وفي النفس منها شك كبير. ولا يضر هذا الاسناد فقد رواه عن الزهري جماعة وعن ابن ابي ذئب به جماعة ولم يذكروا صفية ترفعه وقد اختلف في صحبتها.
وهذا الاسناد صحيح مقبول.
وقوله (تشفع له) وفي اللفظ الاخر (أشفع له)، ليس بالاختلاف الذي يضر بالمتن.
ثالثها:
ما روي عن سبيعة الاسلمية رواه الطبراني في الكبير: حدثنا علي بن المبارك الصنعاني ومحمد بن نصر الصائغ البغدادي قالا ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن أسامة بن زيد عن عبد الله بن عكرمة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبيه عن سبيعة الأسلمية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فإنه لا يموت بها أحد إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة.
وهذا الحديث على ضعف اسناده فقد ذكر بعض اهل العلم انه وهم وانها صميتة وليست سبيعة.
الخلاصة ان الحديث صحيح، ويشهد له الاحاديث الثابتة في فضل من سكن المدينة وصبر على شدتها.
ولايستفاد من هذا الحديث استحباب الوصية بالدفن فيها، ففي الحديث ان المدينة شفيعة لمن مات بها لا من نقل اليها.
وقد يقال ان حديث الصبر على شدتها مقيدٌ لحديث الموت فيها.
ومن اراد ان يكوت فيها لابد ان يسكن فيها ويصبر على لأوائها، الا في صورة واحدة وهي من مرض مرض الموت او مرض مخوف فهل يستحب له ان ينتقل الى المدينة؟
إن قلنا ان حديث الصبر على شدتها مقيد ومبين لحديث الموت فيها فكأن فيه بيان ان من صبر على شدتها حتى توفى بها حصلت له الشفاعة، وعليه لا يستساغ التوصية بان ينتقل اليها المريض؟ وان قلنا بعدم ذلك صح هذا الفعل.
¥(42/364)
أما كبير السن فليس بداخل في هذا الامر وليس بمانع لمن كبر سنه ورق عظمه ان يسكن المدينة رغبة في الموت فيها لانه لايقارب المرض المخوف، ويتحقق له السكن فيها والتمتع بمعايشها والصبر على شدتها.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[13 - 01 - 05, 07:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم، وقد تكلم كذلك على الحديث الحافظ ابن عبدالهادي في كتابه النافع (الصارم المنكي في الرد على السبكي)، وهذا نص كلامه للفائدة
قال المعترض
الحديث الثالث: ((من جاءني زائراً لا تعمله حاجة إلا زيارتي كان حقاً علي أن أكون له شفيعاً يوم القيامة)). ذكر من حديث عبد الله بن محمد العبادي البصري عن مسلمة بن سالم الجهني عن عبيد الله بن عمر، عن نافع بن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من جاءني زائراً لا تعمله حاجة إلا زيارتي كان حقاً علي أن أكون له شفيعاً يوم القيامة)) عن عبدان بن أحمد عن عبد الله بن محمد العبادي.
وقال الخلعي: أخبرنا أبو النعمان تراب بن عمر بن عبيد العسقلاني حدثنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني إملاء بمصر، حدثنا يحي بن محمد بن صاعد، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد العبادي من بني عباد بن ربيعة في بني مرة بالبصرة سنة خمسين ومائتين، حدثنا مسلمة بن سالم الجهني إمام مسجد بني حرام ومؤذنهم، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن سالم، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من جاءني زائراً لم تنزعه حاجة إلا زيارتي كان حقاً علي أن أكون له شفيعاً يوم القيامة)).
قلت: هذا الحديث ليس في ذكر زيارة القبر، ولا ذكر الزيارة بعد الموت مع أنه حديث ضعيف الإسناد لا يصلح الاحتجاج به، ولا يجوز الاعتماد على مثله، ولم يخرجه أحمد من أصحاب الكتب الستة، ولا رواه الإمام أحمد في مسنده ولا أحد من الأئمة المعتمد على ما أطلقوه في روايتهم، ولا صححه إمام يعتمد على تصحيحه، وقد تفره به هذا الشيخ الذي لم يعرف ينقل العلم ولم يشتهر بحمله ولم يعرف من حاله ما يوجب قبول خبرة وهو مسلمة بن سالم الجهني الذي لم يشتهر إلا برواية هذا الحديث المنكر، وحديث آخر موضوع ذكره الطبراني بالإسناد المتقدم ومتنه ((الحجامة في الرأس أمان من الجنون والجذام والبرص والنعاس والضرس)) وروي عنه حديث آخر منكر من رواية غير العبادي.
وإذا تفرد مثل هذا الشيخ المجهول الحال القليل الرواية بمثل هذين الحديثين المنكرين عن عبيد الله بن عمر أثبتت آل عمر بن الخطاب في زامنه وأحفظهم عن نافع عن سالم عن أبيه عن عبدالله بن عمر من بين سائر أصحاب عبيد الله الثقاب المشهورين والأثبات المتقين، علم أنه شيخ لا يحل الاحتجاج بخبره، ولا يجوز الاعتماد على روايته، هذا مع أن الراوي عنه وهو عبد الله بن محمد العبادي أحد الشيوخ الذين لا يحتج بما تفردوا به قد اختلف عليه في إسناد الحديث فقيل عنه عن نافع عن سالم كما تقدم، وقيل عنه نافع وسالم.
وقد خالفه من هو أمثل منه وهو مسلم بن حاتم الأنصاري، وهو شيخ صدوق فرواه عن مسلمة بن سالم عن عبد الله، يعني العمري، عن نافع، عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله: ((من جاءني زائراً لم تنزعه حاجة إلا زيارتي كان حقاً علي أن أكون له شفيعاً يوم القيامة)) هكذا رواه الحافظ أبو نعيم عن أبي محمد بن حيان عن محمد بن أحمد بن سليمان الهروي عن مسلم بن حاتم الأنصاري.
وهذه الرواية رواية مسلم بن حاتم التي قال فيها عن عبد الله وهو العمري الصغير المكبر الضعيف أولى من رواية العبادي التي اضطرب فيها، وقال عن عبيد الله يعني العمري الكبير المصغر الثقة الثبت، وكلا الروايتين لا يجوز الاعتماد عليهما لمدارهما على شيخ واحد غير مقبول الرواية، وهو مسلمة بن سالم وهو شبية بموسى بن هلال صاحب الحديث المتقدم الذي يرويه عن عبد الله العمري، أو عن أخيه عبيد الله، وقد اختلف عليه في ذلك كما اختلف على مسلمة.
والأقرب أن الحديثين في هذا الحديث واحد برواية الصغير المتكلم فيه، وقد اختلف عليه شيخان غير معروفين بالنقل ولا مشهورين بالضبط في إسناد الحديث ومتنه فقال: أحدهما في روايته عن نافع عن سالم عن ابن عمر، وقيل: عنه عن نافع وسالم، عن ابن عمر، وقال الآخر: عن نافع عن ابن عمر ولم يذكر سالماً.
¥(42/365)
وذكر أحدهما في روايته زيارة قبره، ولم يذكر الأعمال إلى زيارته وذكر الآخر الأعمال إلى زيارته من خير ذكر القبر في روايته، ومثل هذا الحديث إذا تفرد به شيخان مجهولان الحال قليلاً الرواية عن شيخ سيئ الحفظ مضرب الحديث، واختلفا عليه واضطربا مثل هذا الاضطراب المشعر بالضعف وعدم الضبط لم يجز الاحتجاج به على حكم من الأحكام الشرعية ولا الاعتماد عليه في شيء من المسائل الدينية، وكم من حديث له طرق كثيرة أمثل من طريق هذا الحديث وقد نص أئمة هذا الشأن على ضعفه وعدم الاحتجاج به واتفقوا على رده وعدم قبوله.
والمحفوظ عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلمما رواه عنه أيوب السختياني، وعبيد الله بن عمر، وربيعة بن عثمان وغيرهم، وليس في ذكر الأعمال ولا ذكر زيارة القبل بل لفظ بعضهم: ((من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فإنه من مات بها منت له شفيعاً أو شهيداً)) وفي لفظ من زارني إلى المدينة كنت له شفيعاً أو شهيداً، وهذا اللفظ غير محفوظ، ولفظ بعضهم ((لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة)).
قال الإمام أحمد بن حنبل في مسنده: حدثنا علي بن عبد الله؛ حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من استطاع أن يموت بالمدينة فليفعل، فإني أشفع لمن مات بها)).
وقال أبو عيسى الترمذي في جامعه حدثنا بندار، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي عن أيوب، عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع لمن يموت بها)).
قال: وفي الباب عن سبيعة بنت الحارث الأسلمية، هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أيوب، حدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن مولاة له أتته فقالت: اشتد علي الزمان وإني أريد أن أخرج إلى العراق فقال: فهلا إلى الشام أرض المنشر واصبري لكاع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صبر على شداها ولأوائها كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة))
قال الترمذي وفي الباب عن أبي سعيد وسفيان بن أبي زهير وسبيعة الأسلمية هذا حديث حسن صحيح غريب.
وقال أبو القاسم البغوي حدثنا صلت بن مسعود الجحدري حدثنا سفيان بن موسى حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت فإن من مات بالمدينة شفعت له يوم القيامة))
وقال الهيثم بن كليب الشاشي حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا محمد ابن عبد الله الرقاشي حدثنا سيفان بن موسى عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل فإنه من مات بالمدينة شفعت له يوم القيامة)).
وقد سئل الدارقطني في كتاب العلل عن حديث نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع أن يموت بالمدينة فليفعل فإني أشفع لمن مات بها فقال يرويه أيوب السختياني وأبو بكر بن نافع وربيعة بن عثمان وعبيد الله بن عمر عن نافع
واختلف عن أيوب وعن عبيد الله، فأما أيوب فرواه عنه سفيان بن موسى وهشام الدستوائي والحسن بن أبي جعفر فقالوا عن نافع عن ابن عمر، وخالفهم ابن علية فقال عن أيوب نيئت عن نافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلمحدثنا جعفر بن محمد الواسطي حدثنا موسى بن هارون حدثنا شجاع من مخلد عنه، وأما عبيد الله بن عمر فإن معتمر بن سليمان وسالم بن نوح والمفضل بن صدقة أبا حماد رووه عن عبيد الله عن قطن بن وهب بن عويمر بن محفوظين، حديث نافع وحديث قطن بن وهب لأن حديث نافع له أصل عنه رواه عنه أيوب وأبو بكر بن نافع وربيعة بن عثمان، وحديث قطن بن وهب محفوظ أيضاً حدث به عبيد الله بن عمر وقيل عن أبي ضمرة عن يحي بن سعيد الأنصاري عن قطن، وذلك وهم من قائله.
¥(42/366)
ورواه عبد الله بن عمر أخو عبيد الله ومالك بن أنس والضحاك بن عثمان والوليد بن كثير عن قطن بن وهب عن يحنس أبي موسى عن ابن عمر، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا الصلت بن مسعود حدثنا سفيان بن موسى حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت فإنه من مات بها شفعت له يوم القيامة)).
حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد الجمال حدثنا محمد بن إسحاق أبو إسماعيل حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي حدثنا سفيان بن موسى عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فإنه من مات بها كنت له شفيعاً أو شهيداً)).
حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل السيوطي حدثني أبو زيد عمر بن شيبة حدثنا السيوطي أنبأنا أحمد بن زياد بن عبد الله الحداد قال حدثنا عفان بن مسلم حدثنا الحسن بن أبي جعفر حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت فإني أشفع لمن مات بها قال ابن شيبة عن أيوب وقال منكم أن يموت وقال لمن يموت بها)).
حدثنا جعفر بن محمد الواسطي حدثنا موسى بن هارون حدثنا محمد بن الحسن الختلي حدثنا عبد الرحمن بن المبارك حدثنا عون بن موسى عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من زارني إلى المدينة كنت له شفيعاً وشهيداً)) قيل للختلي إنما هو سفيان بن موسى؛ فقال اجعلوه عن ابن موسى قال موسى بن هارون ورواه إبراهيم بن الحجاج عن وهيب عن أيوب عن نافع مرسلاً عن النبي فلا أدري سمعته من إبراهيم بن الحجاج أم لا ووهيب وابن علية أثبت من الدستوائي ومن الجفري ومن سفيان بن موسى.
حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن محمد الوكيل حدثنا زيد بن أخزم حدثنا سالم بن نوح حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول: ((لا يصبير على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة)).
حدثنا أبو محمد بن بزداذ بن عبد الرحمن الكاتب حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا سالم بن نوع العطار، حدثنا عبيد الله عن نافع أن مولاة لا بن عمر استأذنته أن تأتي العراق وجزعت من شدة عيش المدينة، فقال لها: اصبري يالكاع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول: ((من صبر على شدة المدينة ولأوائها كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة)).
حدثنا يحي بن محمد بن صاعد، حدثنا الزبير بن بكار، حدثنا أبو ضمرة عن عبيد الله عن قطن بن وهب عن مولاة لعبد الله بن عمر أنها أرادت الجلاء في الفتنة واشتد عليها الزمان فاستأذنت عبد الله بن عمر، فقال أين؟ فقالت: العراق، قال: فهلا إلى الشام إلى المحشر، اصبري لكاع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول: ((لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة)).
حدثنا ابن صاعد، حدثنا ابن محمد بن منصور بن سلمة الخزاعي،أنبأنا أبي حدثنا عبد الله بن عمر عن قطن بن وهب أن مولاة لابن عمر أتته تسلم عليه لتخرج من المدينة وقالت: أخرج إلى الريف فقد اشتد علينا الزمان، فقال ابن عمر: اجلسي لكاع فإني سمعت رسول الله يقول: ((من صبر على لأوئها وشدتها كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة)).
حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن قطن بن وهب بن عويمر بن الأجدع، عن يحنس مولى الزبير أخبره أنه كان جالساً مع عبد الله بن عمر في الفتنة فأنته مولاة له تسلم عليه فقالت: إني أردت الخروج يا أبا عبد الرحمن اشتد علينا الزمان فقال لها عبد الله: اقعدي لكاع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يصبر علي لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة)).
وحدثنا ابن رافع حدثنا ابن أبي فديك أخبرنا الضحاك عن قطن الخزاعي، عن يحنس مولى مصعب عن عبد الله بن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صبر على لأوائها وشدتها كنت له شهيداً أو شفيعاً. يعني المدينة.
¥(42/367)
وهذه الألفاظ التي رواها أصحاب الصحيح والسنن والمسانيد من رواية نافع وغيره عن عبد الله بن عمر بن الخطاب هي الصحيحة المشهورة المحفوظة عنه، وفيها البحث على الإقامة بالمدينة وترك الخرج منها والصبر على لأوئها وشدتها وأن من استطاع أن يموت بها فليفعل لتحصل له شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وهذا الذي ثبت عن ابن عمر، قد روى نحوه أبو سعيد الخدري أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام أحمد بن حنبل في مسنده: حدثنا حجاج،حدثنا ليث وثناه الخزاعي أنبأ ليث قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبي سعيد مولى المهري أنه جاء أبا سعيد الخدري ليالي الحرة فاستشاره في الجلاء من المدينة، وشكا إليه أسعارها وكثرة عاليه، وأخبره أنه لا صبر له على جهد المدينة، فقال له: ويحك لا آمرك بذلك، إني سمعت رسول الله يقول: ((لا يصبر أحد على جهد المدينة ولأوائها فيموت إلا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة إذ كان مسلماً.
هذا حديث صحيح رواه مسلم في صحيحة عن قتيبة، عن ليث بن سعد، وروى مسلموالترمذينحوه من حديث أبي هريرة، وقد روى أيضاً من حديث سعد بن أبي وقاص وجابر وأسماء بنت عميس وغيره، وقد كان المهاجرون إلى المدينة يكوهون أن يموتوا بغيرها ويسألون الله تعالى أن توافهم بها.
وقد روى البخاري في صحيحه من حديث زيد بن أسلم، عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقول: اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك.
وقد ثبت في الصحيحين من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلميعودني وأنا بمكة وهو يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها، وفي رواية عن سعد قال: مرضت فعادني النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله ادع الله أنلا يردني على عقبي، فقال: ((اللهم اشف سعداً وأتمم له هجرته)) وفي لفظ فقال ((اللهم امض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم)) لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة.
وفي رواية لمسلم أن النبي صلى الله عليه وسلمدخل على سعد يعوده بمكة فبكى فقال: ما يبكيك فقال: قد خشيت أن أموت بالأرض التي هاجرت منها كما مات سعد بن خولة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((اللهم اشف سعداً، ثلاث مرات)).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13485
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 01 - 05, 11:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب الشيخ عبدالرحمن الفقيه على هذه الاضافة النافعة.
لكن قول الدارقطني: (وخالفهم ابن علية فقال عن أيوب نبئت عن نافع).
الذي في المصنف (عندي) عن ابن علية قال نبئت؟؟
فهل عندكم توضيح بارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[14 - 01 - 05, 03:20 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
وقد استشكل هذا الشيخ صالح الرفاعي في كتابه الأحاديث الواردة في فضائل المدينة ص 266 حيث قال بعد أن ذكر إسناد ابن أبي شيبة (فهذا الإسناد إما أن يكون سقط منه أيوب فيتفق مع رواية شجاع بن مخلد عن إسماعيل، أو أنه اختلف فيه على إسماعيل، فكيف يجعل مثل هذا علة في الرواية الصحيحة الموصولة؟!) انتهى.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[14 - 01 - 05, 04:22 م]ـ
ولايستفاد من هذا الحديث استحباب الوصية بالدفن فيها، ففي الحديث ان المدينة شفيعة لمن مات بها لا من نقل اليها.
.
من باب الفائدة:
ليس لذلك أصل فيمن يوصي أن يُدفن في المدينة (ابن باز - رحمه الله - نهاية الوجه الثاني من الشريط السابع من شرحه رحمه الله على كتاب البيوع من بلوغ المرام)(42/368)
بيان صحة حديث: (من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل)،،،،
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 01 - 05, 03:24 ص]ـ
هو بحث مختصر.
الحديث رواه جماعة أولهم:
حديث ابن عمر رضى الله عنه:
قال الترمذي حدثنا بندار أخبرنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن أيوب عن نافع عن ابن عمر: قال قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فأني أشفع لمن يموت بها)).
قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أيوب السختياني.
ورواه ابن ماجة من طريق بكر بن خلف وفيه: فاني أشهد لمن مات بها،ورواه الامام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه.
ومعاذ صدوق يحمل حديثه على الاستقامة - وخاصة اذا كان عن ابيه - وله اوهام و اغلاط.
فالاصل في هذا الاسناد القبول، غير ان ابن ابي شيبة رواه عن ابن علية عن نافع مرسلا كما في مصنفه (32411) ترقيم الهندية.
و ابن علية قال (نبئت) ولم يصرح. فلا يقوى الاثر الذي عند ابن ابي شيبة على رد المتصل فيما يظهر.
ثانيها: حديث الصميتة:
ولفظه عند ابن حبان قال: أخبرنا ابن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا ابن وهب أخبرنا يونس عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة عن الصميتة امراة من بنى الليث قال سمعتها تحدث صفية بنت أبي عبيد أنها سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: (من استطاع منكم ان لايموت الا بالمدينة فيمت بها فإنه من يمت بها تشفع له وتشهد له).
وعند الطبراني في الكبير ولفظه: (حدثنا سليمان بن المعافى بن سليمان ثنا أبي ثنا عيسى بن يونس عن بن أبي ذئب عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن صفية بنت أبي عبيد عن الدارية امرأة من بني عبد الدار كانت في حجر النبي صلى الله عليه وسلم قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت فمن مات فيها كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة)
ولامنافاة فالدارية هي الليثية وهي اليتيمة وفي حديث النسائي: (في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم).
و قد روي عن عبيدالله عن الصميتة، و لا تعارض لان عبيدالله سمعها وهي تحدث صفية زوج عمر. فمرة رواه عن صفية عنها ومرة رواه عن الصميته.
و ذكر ابن حجر في الاصابة من انه روى ابن ابي ذئب عن الزهري عن امراة يتيمة عن صفية و لم اقف على هذه الرواية وفي النفس منها شك كبير. ولا يضر هذا الاسناد فقد رواه عن الزهري جماعة وعن ابن ابي ذئب به جماعة ولم يذكروا صفية ترفعه وقد اختلف في صحبتها.
وهذا الاسناد صحيح مقبول.
وقوله (تشفع له) وفي اللفظ الاخر (أشفع له)، ليس بالاختلاف الذي يضر بالمتن.
ثالثها:
ما روي عن سبيعة الاسلمية رواه الطبراني في الكبير: حدثنا علي بن المبارك الصنعاني ومحمد بن نصر الصائغ البغدادي قالا ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن أسامة بن زيد عن عبد الله بن عكرمة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبيه عن سبيعة الأسلمية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فإنه لا يموت بها أحد إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة.
وهذا الحديث على ضعف اسناده فقد ذكر بعض اهل العلم انه وهم وانها صميتة وليست سبيعة.
الخلاصة ان الحديث صحيح، ويشهد له الاحاديث الثابتة في فضل من سكن المدينة وصبر على شدتها.
ولايستفاد من هذا الحديث استحباب الوصية بالدفن فيها، ففي الحديث ان المدينة شفيعة لمن مات بها لا من نقل اليها.
وقد يقال ان حديث الصبر على شدتها مقيدٌ لحديث الموت فيها.
ومن اراد ان يكوت فيها لابد ان يسكن فيها ويصبر على لأوائها، الا في صورة واحدة وهي من مرض مرض الموت او مرض مخوف فهل يستحب له ان ينتقل الى المدينة؟
إن قلنا ان حديث الصبر على شدتها مقيد ومبين لحديث الموت فيها فكأن فيه بيان ان من صبر على شدتها حتى توفى بها حصلت له الشفاعة، وعليه لا يستساغ التوصية بان ينتقل اليها المريض؟ وان قلنا بعدم ذلك صح هذا الفعل.
¥(42/369)
أما كبير السن فليس بداخل في هذا الامر وليس بمانع لمن كبر سنه ورق عظمه ان يسكن المدينة رغبة في الموت فيها لانه لايقارب المرض المخوف، ويتحقق له السكن فيها والتمتع بمعايشها والصبر على شدتها.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 01 - 05, 07:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم، وقد تكلم كذلك على الحديث الحافظ ابن عبدالهادي في كتابه النافع (الصارم المنكي في الرد على السبكي)، وهذا نص كلامه للفائدة
قال المعترض
الحديث الثالث: ((من جاءني زائراً لا تعمله حاجة إلا زيارتي كان حقاً علي أن أكون له شفيعاً يوم القيامة)). ذكر من حديث عبد الله بن محمد العبادي البصري عن مسلمة بن سالم الجهني عن عبيد الله بن عمر، عن نافع بن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من جاءني زائراً لا تعمله حاجة إلا زيارتي كان حقاً علي أن أكون له شفيعاً يوم القيامة)) عن عبدان بن أحمد عن عبد الله بن محمد العبادي.
وقال الخلعي: أخبرنا أبو النعمان تراب بن عمر بن عبيد العسقلاني حدثنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني إملاء بمصر، حدثنا يحي بن محمد بن صاعد، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد العبادي من بني عباد بن ربيعة في بني مرة بالبصرة سنة خمسين ومائتين، حدثنا مسلمة بن سالم الجهني إمام مسجد بني حرام ومؤذنهم، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن سالم، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من جاءني زائراً لم تنزعه حاجة إلا زيارتي كان حقاً علي أن أكون له شفيعاً يوم القيامة)).
قلت: هذا الحديث ليس في ذكر زيارة القبر، ولا ذكر الزيارة بعد الموت مع أنه حديث ضعيف الإسناد لا يصلح الاحتجاج به، ولا يجوز الاعتماد على مثله، ولم يخرجه أحمد من أصحاب الكتب الستة، ولا رواه الإمام أحمد في مسنده ولا أحد من الأئمة المعتمد على ما أطلقوه في روايتهم، ولا صححه إمام يعتمد على تصحيحه، وقد تفره به هذا الشيخ الذي لم يعرف ينقل العلم ولم يشتهر بحمله ولم يعرف من حاله ما يوجب قبول خبرة وهو مسلمة بن سالم الجهني الذي لم يشتهر إلا برواية هذا الحديث المنكر، وحديث آخر موضوع ذكره الطبراني بالإسناد المتقدم ومتنه ((الحجامة في الرأس أمان من الجنون والجذام والبرص والنعاس والضرس)) وروي عنه حديث آخر منكر من رواية غير العبادي.
وإذا تفرد مثل هذا الشيخ المجهول الحال القليل الرواية بمثل هذين الحديثين المنكرين عن عبيد الله بن عمر أثبتت آل عمر بن الخطاب في زامنه وأحفظهم عن نافع عن سالم عن أبيه عن عبدالله بن عمر من بين سائر أصحاب عبيد الله الثقاب المشهورين والأثبات المتقين، علم أنه شيخ لا يحل الاحتجاج بخبره، ولا يجوز الاعتماد على روايته، هذا مع أن الراوي عنه وهو عبد الله بن محمد العبادي أحد الشيوخ الذين لا يحتج بما تفردوا به قد اختلف عليه في إسناد الحديث فقيل عنه عن نافع عن سالم كما تقدم، وقيل عنه نافع وسالم.
وقد خالفه من هو أمثل منه وهو مسلم بن حاتم الأنصاري، وهو شيخ صدوق فرواه عن مسلمة بن سالم عن عبد الله، يعني العمري، عن نافع، عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله: ((من جاءني زائراً لم تنزعه حاجة إلا زيارتي كان حقاً علي أن أكون له شفيعاً يوم القيامة)) هكذا رواه الحافظ أبو نعيم عن أبي محمد بن حيان عن محمد بن أحمد بن سليمان الهروي عن مسلم بن حاتم الأنصاري.
وهذه الرواية رواية مسلم بن حاتم التي قال فيها عن عبد الله وهو العمري الصغير المكبر الضعيف أولى من رواية العبادي التي اضطرب فيها، وقال عن عبيد الله يعني العمري الكبير المصغر الثقة الثبت، وكلا الروايتين لا يجوز الاعتماد عليهما لمدارهما على شيخ واحد غير مقبول الرواية، وهو مسلمة بن سالم وهو شبية بموسى بن هلال صاحب الحديث المتقدم الذي يرويه عن عبد الله العمري، أو عن أخيه عبيد الله، وقد اختلف عليه في ذلك كما اختلف على مسلمة.
والأقرب أن الحديثين في هذا الحديث واحد برواية الصغير المتكلم فيه، وقد اختلف عليه شيخان غير معروفين بالنقل ولا مشهورين بالضبط في إسناد الحديث ومتنه فقال: أحدهما في روايته عن نافع عن سالم عن ابن عمر، وقيل: عنه عن نافع وسالم، عن ابن عمر، وقال الآخر: عن نافع عن ابن عمر ولم يذكر سالماً.
¥(42/370)
وذكر أحدهما في روايته زيارة قبره، ولم يذكر الأعمال إلى زيارته وذكر الآخر الأعمال إلى زيارته من خير ذكر القبر في روايته، ومثل هذا الحديث إذا تفرد به شيخان مجهولان الحال قليلاً الرواية عن شيخ سيئ الحفظ مضرب الحديث، واختلفا عليه واضطربا مثل هذا الاضطراب المشعر بالضعف وعدم الضبط لم يجز الاحتجاج به على حكم من الأحكام الشرعية ولا الاعتماد عليه في شيء من المسائل الدينية، وكم من حديث له طرق كثيرة أمثل من طريق هذا الحديث وقد نص أئمة هذا الشأن على ضعفه وعدم الاحتجاج به واتفقوا على رده وعدم قبوله.
والمحفوظ عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلمما رواه عنه أيوب السختياني، وعبيد الله بن عمر، وربيعة بن عثمان وغيرهم، وليس في ذكر الأعمال ولا ذكر زيارة القبل بل لفظ بعضهم: ((من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فإنه من مات بها منت له شفيعاً أو شهيداً)) وفي لفظ من زارني إلى المدينة كنت له شفيعاً أو شهيداً، وهذا اللفظ غير محفوظ، ولفظ بعضهم ((لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة)).
قال الإمام أحمد بن حنبل في مسنده: حدثنا علي بن عبد الله؛ حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من استطاع أن يموت بالمدينة فليفعل، فإني أشفع لمن مات بها)).
وقال أبو عيسى الترمذي في جامعه حدثنا بندار، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي عن أيوب، عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع لمن يموت بها)).
قال: وفي الباب عن سبيعة بنت الحارث الأسلمية، هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أيوب، حدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن مولاة له أتته فقالت: اشتد علي الزمان وإني أريد أن أخرج إلى العراق فقال: فهلا إلى الشام أرض المنشر واصبري لكاع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صبر على شداها ولأوائها كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة))
قال الترمذي وفي الباب عن أبي سعيد وسفيان بن أبي زهير وسبيعة الأسلمية هذا حديث حسن صحيح غريب.
وقال أبو القاسم البغوي حدثنا صلت بن مسعود الجحدري حدثنا سفيان بن موسى حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت فإن من مات بالمدينة شفعت له يوم القيامة))
وقال الهيثم بن كليب الشاشي حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا محمد ابن عبد الله الرقاشي حدثنا سيفان بن موسى عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل فإنه من مات بالمدينة شفعت له يوم القيامة)).
وقد سئل الدارقطني في كتاب العلل عن حديث نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع أن يموت بالمدينة فليفعل فإني أشفع لمن مات بها فقال يرويه أيوب السختياني وأبو بكر بن نافع وربيعة بن عثمان وعبيد الله بن عمر عن نافع
واختلف عن أيوب وعن عبيد الله، فأما أيوب فرواه عنه سفيان بن موسى وهشام الدستوائي والحسن بن أبي جعفر فقالوا عن نافع عن ابن عمر، وخالفهم ابن علية فقال عن أيوب نيئت عن نافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلمحدثنا جعفر بن محمد الواسطي حدثنا موسى بن هارون حدثنا شجاع من مخلد عنه، وأما عبيد الله بن عمر فإن معتمر بن سليمان وسالم بن نوح والمفضل بن صدقة أبا حماد رووه عن عبيد الله عن قطن بن وهب بن عويمر بن محفوظين، حديث نافع وحديث قطن بن وهب لأن حديث نافع له أصل عنه رواه عنه أيوب وأبو بكر بن نافع وربيعة بن عثمان، وحديث قطن بن وهب محفوظ أيضاً حدث به عبيد الله بن عمر وقيل عن أبي ضمرة عن يحي بن سعيد الأنصاري عن قطن، وذلك وهم من قائله.
¥(42/371)
ورواه عبد الله بن عمر أخو عبيد الله ومالك بن أنس والضحاك بن عثمان والوليد بن كثير عن قطن بن وهب عن يحنس أبي موسى عن ابن عمر، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا الصلت بن مسعود حدثنا سفيان بن موسى حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت فإنه من مات بها شفعت له يوم القيامة)).
حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد الجمال حدثنا محمد بن إسحاق أبو إسماعيل حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي حدثنا سفيان بن موسى عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فإنه من مات بها كنت له شفيعاً أو شهيداً)).
حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل السيوطي حدثني أبو زيد عمر بن شيبة حدثنا السيوطي أنبأنا أحمد بن زياد بن عبد الله الحداد قال حدثنا عفان بن مسلم حدثنا الحسن بن أبي جعفر حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت فإني أشفع لمن مات بها قال ابن شيبة عن أيوب وقال منكم أن يموت وقال لمن يموت بها)).
حدثنا جعفر بن محمد الواسطي حدثنا موسى بن هارون حدثنا محمد بن الحسن الختلي حدثنا عبد الرحمن بن المبارك حدثنا عون بن موسى عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من زارني إلى المدينة كنت له شفيعاً وشهيداً)) قيل للختلي إنما هو سفيان بن موسى؛ فقال اجعلوه عن ابن موسى قال موسى بن هارون ورواه إبراهيم بن الحجاج عن وهيب عن أيوب عن نافع مرسلاً عن النبي فلا أدري سمعته من إبراهيم بن الحجاج أم لا ووهيب وابن علية أثبت من الدستوائي ومن الجفري ومن سفيان بن موسى.
حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن محمد الوكيل حدثنا زيد بن أخزم حدثنا سالم بن نوح حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول: ((لا يصبير على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة)).
حدثنا أبو محمد بن بزداذ بن عبد الرحمن الكاتب حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا سالم بن نوع العطار، حدثنا عبيد الله عن نافع أن مولاة لا بن عمر استأذنته أن تأتي العراق وجزعت من شدة عيش المدينة، فقال لها: اصبري يالكاع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول: ((من صبر على شدة المدينة ولأوائها كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة)).
حدثنا يحي بن محمد بن صاعد، حدثنا الزبير بن بكار، حدثنا أبو ضمرة عن عبيد الله عن قطن بن وهب عن مولاة لعبد الله بن عمر أنها أرادت الجلاء في الفتنة واشتد عليها الزمان فاستأذنت عبد الله بن عمر، فقال أين؟ فقالت: العراق، قال: فهلا إلى الشام إلى المحشر، اصبري لكاع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول: ((لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة)).
حدثنا ابن صاعد، حدثنا ابن محمد بن منصور بن سلمة الخزاعي،أنبأنا أبي حدثنا عبد الله بن عمر عن قطن بن وهب أن مولاة لابن عمر أتته تسلم عليه لتخرج من المدينة وقالت: أخرج إلى الريف فقد اشتد علينا الزمان، فقال ابن عمر: اجلسي لكاع فإني سمعت رسول الله يقول: ((من صبر على لأوئها وشدتها كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة)).
حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن قطن بن وهب بن عويمر بن الأجدع، عن يحنس مولى الزبير أخبره أنه كان جالساً مع عبد الله بن عمر في الفتنة فأنته مولاة له تسلم عليه فقالت: إني أردت الخروج يا أبا عبد الرحمن اشتد علينا الزمان فقال لها عبد الله: اقعدي لكاع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يصبر علي لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة)).
وحدثنا ابن رافع حدثنا ابن أبي فديك أخبرنا الضحاك عن قطن الخزاعي، عن يحنس مولى مصعب عن عبد الله بن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صبر على لأوائها وشدتها كنت له شهيداً أو شفيعاً. يعني المدينة.
¥(42/372)
وهذه الألفاظ التي رواها أصحاب الصحيح والسنن والمسانيد من رواية نافع وغيره عن عبد الله بن عمر بن الخطاب هي الصحيحة المشهورة المحفوظة عنه، وفيها البحث على الإقامة بالمدينة وترك الخرج منها والصبر على لأوئها وشدتها وأن من استطاع أن يموت بها فليفعل لتحصل له شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وهذا الذي ثبت عن ابن عمر، قد روى نحوه أبو سعيد الخدري أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام أحمد بن حنبل في مسنده: حدثنا حجاج،حدثنا ليث وثناه الخزاعي أنبأ ليث قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبي سعيد مولى المهري أنه جاء أبا سعيد الخدري ليالي الحرة فاستشاره في الجلاء من المدينة، وشكا إليه أسعارها وكثرة عاليه، وأخبره أنه لا صبر له على جهد المدينة، فقال له: ويحك لا آمرك بذلك، إني سمعت رسول الله يقول: ((لا يصبر أحد على جهد المدينة ولأوائها فيموت إلا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة إذ كان مسلماً.
هذا حديث صحيح رواه مسلم في صحيحة عن قتيبة، عن ليث بن سعد، وروى مسلموالترمذينحوه من حديث أبي هريرة، وقد روى أيضاً من حديث سعد بن أبي وقاص وجابر وأسماء بنت عميس وغيره، وقد كان المهاجرون إلى المدينة يكوهون أن يموتوا بغيرها ويسألون الله تعالى أن توافهم بها.
وقد روى البخاري في صحيحه من حديث زيد بن أسلم، عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقول: اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك.
وقد ثبت في الصحيحين من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلميعودني وأنا بمكة وهو يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها، وفي رواية عن سعد قال: مرضت فعادني النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله ادع الله أنلا يردني على عقبي، فقال: ((اللهم اشف سعداً وأتمم له هجرته)) وفي لفظ فقال ((اللهم امض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم)) لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة.
وفي رواية لمسلم أن النبي صلى الله عليه وسلمدخل على سعد يعوده بمكة فبكى فقال: ما يبكيك فقال: قد خشيت أن أموت بالأرض التي هاجرت منها كما مات سعد بن خولة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((اللهم اشف سعداً، ثلاث مرات)).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13485
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 01 - 05, 11:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب الشيخ عبدالرحمن الفقيه على هذه الاضافة النافعة.
لكن قول الدارقطني: (وخالفهم ابن علية فقال عن أيوب نبئت عن نافع).
الذي في المصنف (عندي) عن ابن علية قال نبئت؟؟
فهل عندكم توضيح بارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 01 - 05, 03:20 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
وقد استشكل هذا الشيخ صالح الرفاعي في كتابه الأحاديث الواردة في فضائل المدينة ص 266 حيث قال بعد أن ذكر إسناد ابن أبي شيبة (فهذا الإسناد إما أن يكون سقط منه أيوب فيتفق مع رواية شجاع بن مخلد عن إسماعيل، أو أنه اختلف فيه على إسماعيل، فكيف يجعل مثل هذا علة في الرواية الصحيحة الموصولة؟!) انتهى.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[14 - 01 - 05, 04:22 م]ـ
ولايستفاد من هذا الحديث استحباب الوصية بالدفن فيها، ففي الحديث ان المدينة شفيعة لمن مات بها لا من نقل اليها.
.
من باب الفائدة:
ليس لذلك أصل فيمن يوصي أن يُدفن في المدينة (ابن باز - رحمه الله - نهاية الوجه الثاني من الشريط السابع من شرحه رحمه الله على كتاب البيوع من بلوغ المرام)
ـ[أبوصفوان السيناوي]ــــــــ[13 - 03 - 10, 10:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة العظيمة(42/373)
هل يصح هذا عن السيدة عائشة؟ قالت (رأيت ثلاثة أقمار ..... )
ـ[هشام المصري]ــــــــ[14 - 01 - 05, 02:33 ص]ـ
هل هذا الحديث صحيح
552 - وَحَدَّثَنِى عَنْ مَالِكٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ رَأَيْتُ ثَلاَثَةَ أَقْمَارٍ سَقَطْنَ فِى حُجْرَتِى فَقَصَصْتُ رُؤْيَاىَ عَلَى أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَتْ فَلَمَّا تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَدُفِنَ فِى بَيْتِهَا قَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ هَذَا أَحَدُ أَقْمَارِكِ وَهُوَ خَيْرُهَا.
ـ[هشام المصري]ــــــــ[14 - 01 - 05, 03:25 م]ـ
هل من مجيب؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 01 - 05, 03:46 م]ـ
هذا الحديث أخرجه مالك في الموطأ (رواية يحيى بن يحيى) (1/ 232) عن يحيى بن سعيد أن عائشة رضي الله عنها قالت: فذكره
وهذا منقطع بين يحيى وعائشة رضي الله عنها.
وقد جاء موصولا عن مالك من رواية قتيبة بن سعيد عنه بذكر سعيد بن المسيب بعد يحيى كما قال ابن عبدالبر في التمهيد (24/ 48).
وأخرجه الحميدي (كما في المطالب العالية) حدثنا سفيان قال سمعت يحيى بن سعيد يحدث عن سعيد بن المسيب قال اقلت عائشة.
وهو سند صحيح موقوف على عائشة رضي الله عنها.
وقد أخرجه الحاكم وغيره.
وقد جاء من طريق محمد بن سيرين عن عائشة كما عند ابن عبدالبر في التمهيد (24/ 48) وأخرجه الطبراني في الكبير (23/ 48) على الشك من محمد بن سلمة هو هو عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أوعن محمد بن سيرين عن عائشة، والصواب عن محمد بن سيرين
قال ابن عبدالبر بعد روايته لرواية محمد بن سيرين (ومحمد لم يسمع عن عائشة إلا أن مرسلاته صحيحة) انتهى.
وقد جاء التفسير مرفوعا كما عند الطبراني في الكبير (23/ 48) وفي سنده عمر بن سعيد الأبح منكر الحديث.
وله شاهد من حديث أنس أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 60) وفي سنده عمر بن حماد بن سعيد وهو منكر الحديث كما قال ابن عدي.
ينظر حاشية المطالب العالية لابن حجر (12/ 235 - 236.
ـ[هشام المصري]ــــــــ[15 - 01 - 05, 03:06 ص]ـ
إذن الخلاصة أنه صحيح أليس كذلك يا أخ عبد الرحمن؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 01 - 05, 07:15 ص]ـ
نعم أخي هشام،فالأثر صحيح وثابت.
ـ[هشام المصري]ــــــــ[15 - 01 - 05, 03:56 م]ـ
جزاك الله خيرا(42/374)
هل هذه الروايه صحيحة عن هؤلاء الحفاظ؟؟؟
ـ[عبدالرحمن برهان]ــــــــ[15 - 01 - 05, 10:21 م]ـ
هل هذه الروايه صحيحة عن هؤلاء الحفاظ؟؟؟؟؟
قال علي بن خشرم: أخبرني يحيى قال: صرت إلى حفص بن غياث، فتعشينا عنده، فأتى بعس، فشرب، وناول أبا بكر بن أبي شيبة، فشرب وناولني.
قال: فقلت: أيسكر كثيره؟
قال: إي والله، وقليله. فتركته.
وما هو العس؟؟
ـ[عبدالرحمن برهان]ــــــــ[17 - 01 - 05, 03:42 م]ـ
يا إلهي ألا يوجد رد إلى الان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
ـ[آل حسين]ــــــــ[17 - 01 - 05, 06:30 م]ـ
السلام عليكم
العس:- قال في النهاية ((عسس)) فيه أنه كان يغتسل في عس حزر ثمانية أرطال أو تسعة أرطال أوتسعة العس القدح الكبير وجمعه عساس وأعساس (ومنه حديث المنحه) تغدو بعس وتروح بعس وقد تكرر ذكره في الحديث ((النهاية في غريب الحديث والأثر 3/ 95طبعة عثمانية 1311هـ))
قال الإمام مسلم:- حدثنا زهير بن حرب حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة يبلغ به ألا رجل يمنح أهل بيت ناقة تغدو بعس وتروح بعس إن أجرها لعظيم 0
قال النووي (العس) بضم العين وتشديد السين المهملة , وهو القدح الكبير , هكذا ضبطناه , وروي (بعشاء) بشين معجمة ممدودة , قال القاضي: وهذه رواية أكثر رواة مسلم , قال: والذي سمعناه من متقني شيوخنا (بعس) وهو القدح الضخم. قال: وهذا هو الصواب المعروف , قال: وروي من رواية الحميدي في غير مسلم (بعساء) بالسين المهملة , وفسره الحميدي بالعس الكبير , وهو من أهل اللسان. قال: وضبطنا عن أبي مروان بن سراج بكسر العين وفتحها معا , ولم يقيده الجياني وأبو الحسن ابن أبي مروان عنه إلا بالكسر وحده. هذا كلام القاضي , ووقع في كثير من نسخ بلادنا أو أكثرها من صحيح مسلم (بعساء) بسين مهملة ممدودة والعين مفتوحة 0
ولعل أحد مشائخنا يجيبون على صحة الرواية ولعلي أبحثها
ـ[عبدالرحمن برهان]ــــــــ[18 - 01 - 05, 02:12 م]ـ
جزاك الله خيرا يا آل حسين وزادك علما ..
واتمنى من طلبة العلم ان يخبرونا بصحة هذه الرواية من عدمها؟؟؟؟
ـ[الفهدي1]ــــــــ[23 - 09 - 05, 07:41 م]ـ
للرفع
إخواني الأحبة، هل هذه الرواية عن هؤلاء الحفاظ صحيحة؟
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[24 - 09 - 05, 07:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبيب عبد الرحمن
ظاهر الإسناد صحيح لكن اعلم أن طريقة تناول أهل العلم لهذه المسألة ترجع إلى أصلين
الأول: متعلق بالحكم الفقهي في مسألة الانتباذ وخلط أكثر من نوع معه كالتمر والزهر أو التمر والزبيب. فإن هذه المسألة مبسوطة في كتب الفقه وعودها على حكم الانتباذ
أصلا وهو الجواز بالنص ما لم يتغير أو يشتد.
أماإذا تغير فالجمهور على المنع وهو الصواب خلافا للأحناف.
وكذا إذا خلط على المنع للنص خلافا لبعض الأحناف.
والثانية: المحدثون.
لقد نظر المحدثون لهذه المسألة من حيث تبني الراوي الحكم الشرعي فيما صح عنده وفقهه.
لذلك أنقل لك بعض أقوال أهل العلم من المحدثين في هذه المسالة لتكون على بينة وأختم بمذهب الأحناف فيما حكاه الطحاوي في شرح معاني الآثار ليتبين لك شيئا من مذهب اهل الكوفة وهو مرجوح
قال ابن أبي حاتم في لجرح والتعديل ج: 2 ص: 26
حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول جاريت احمد بن حنبل من شرب النبيذ من محدثي الكوفة وسميت له عددا منهم فقال هذه زلات لهم ولا تسقط بزلاتهم
تهذيب التهذيب ج: 1 ص: 243
وقال علي بن خشرم قلت لو كيع رأيت بن علية شرب النبيذ حتى يحمل على الحمار يحتاج من يرده فقال وكيع إذا رأيت البصري يشرب النبيذ فاتهمه وإذا رأيت الكوفي يشربه فلا تتهمه قلت وكيف ذاك قال الكوفي يشربه تدينا والبصري يتركه تدينا
تهذيب الكمال ج: 26 ص: 616
قال أبو بكر المروذي قيل لأبي عبد الله يعني أحمد بن حنبل أيما أحب إليك بن أبي سمينة أو محفوظ يعني بن أبي توبة قال لا بن أبي سمينة قد كتب الحديث وكتب لولا أن فيه تلك الخلة يعني الشرب يعني شرب النبيذ على مذهب الكوفيين
تاريخ بغداد ج: 5 ص: 31
سمعت أبا القاسم الأزهر يقول كان أبو بكر بن أبي شيبة يرى شرب النبيذ فاجتاز به أبو القاسم بن منيع يوما وهو جالس على باب داره فقال له يا أبا بكر هو ذا تقلب بالرطل شيء فقال له بن أبي شيبة يا أبا القاسم هو ذا تكذب على علي بن الجعد شيء قلت للأزهري ممن سمعت هذه الحكاية فال من أبي الحسن الدارقطني أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قال لنا أبو الحسن الدارقطني أبو بكر بن أبي شيبة جار بن منيع ثقة ثقة فيه جلادة
تاريخ ابن معين (رواية الدوري) ج: 4 ص: 204
قال يحيى وحديث الزهري عن أبي سلمة عن عائشة في المسكر صحيح وأنا صليت عنده لا أقول لمن شرب شربت مالا يحل لك وقد شرب النبيذ قوم صالحون
شرح معاني الآثار ج: 4 ص: 222
حدثنا ربيع المؤذن قال ثنا أسد بن موسى قال ثنا مسلم بن خالد قال حدثني زيد بن أسلم عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأطعمه طعاما فليأكل من طعامه ولا يسأل عنه فإن أسقانا شرابا فليشرب منه ولا يسأل عنه فإن خشي منه فليكسره بشيء.
ففي هذا الحديث إباحة شرب النبيذ فإن قال قائل إنما إباحه بعد كسره بالماء وذهاب شدته قيل له هذا كلام فاسد لأنه لو كان في حال شدته حراما لكان لا يحل وإن ذهبت شدته بصب الماء عليه ألا ترى أن خمرا لو صب فيها ماء حتى غلب الماء عليها أن ذلك حرام فلما كان قد أبيح في هذا الحديث الشراب الشديد إذا كسر بالماء ثبت بذلك أنه قبل أن يكسر حرام فثبت بما روينا في هذا الباب إباحة ما لا يسكر من النبيذ الشديد وهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد رحمهم الله تعالى
فالرجاء ذكر المرجع المنقول عنه للتأكد من لفظ الرواية وجزاكم الله خيرا.
¥(42/375)
ـ[الخطيفي]ــــــــ[25 - 09 - 05, 05:55 م]ـ
اخي الكريم بارك الله فيك ورعاك وسدد خطاك
الرواية جاءت للامام الذهبي في السير
وجزاك الله خير
ـ[الخطيفي]ــــــــ[28 - 09 - 05, 03:15 م]ـ
اخي الكريم بارك الله فيك ورعاك وسدد خطاك
الرواية جاءت للامام الذهبي في السير
وجزاك الله خير
يرفع للاهمية بارك الله فيكم
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[28 - 09 - 05, 07:04 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك آمين(42/376)
أريد تخريج الأحاديث والآثار الآتية مع الحكم عليها
ـ[سليمان السيف]ــــــــ[16 - 01 - 05, 10:44 م]ـ
أريد تخريج الأحاديث والآثار الآتية مع الحكم عليها:
- أن رسول الله أمر أصحابه بإكرام الأسرى يوم بدر.
- أثر ابن عمر " أما والله مصرورا فلا أقتله " في أسير دفعه إليه الحجاج.
- حديث "لا ينفلتن أحد إلا بفداء أو ضربة عنق".
- أثر أبي بكر " اقتلوه لقتل رجل من المشركين أحي إلي من ... ".
- أثر أن عمر أتي بأسرى فقسمهم ولم يقتلهم.
- أثر معمر عن رجل من أهل الشام ممن كان يحرس عمر بن عبد العزيز قال: ما رأيت عمر قتل أسيرا إلا واحدا من الترك .....
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[22 - 01 - 05, 03:40 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى. وَالصَّلاةُ الزَّاكِيَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ تَتَوَالَى. وَبَعْدُ
قَوْلُ ابْنِ عُمَرَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُمَا ((أَمَا وَهُوَ مَصْرُورٌ فَلا!)) أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 498/33272): حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ: بَعَثَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِأَسِيرٍ، وَهُو بِفَارِسَ أَوْ بِاصْطَخَرَ، لِيَقْتُلَهُ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَمَا وَهُوَ مَصْرُورٌ فَلا!. قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي مَوْثُوقَاً.
وأخرجه كذلك أبو عبيد ((كتاب الأموال)) (356) قال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن هَارُونَ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ بمثله.
وعلَّقه الإمام أبو محمد بن قتيبة الدينورى فى ((غريب الحديث)) (1/ 518) له، فقال: ((قوله ((أَخْرِجَا مَا تُصَرِّرَانِ)): أي مَا تُجَمِّعَانِ مِنْ الْكَلامِ فِي صُدُورِكُمَا. وكَلُّ شَيءٍ جَمَعْتَهُ فَقَدْ صَرَرْتَهُ، ومنه قيل لِلأَسِيرِ: مَصْرُورٌ، لأن يديه جمعتا بالغل إلى عنقه ورجليه، جمعتا بالقيد. قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: بَعَثَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، وَهُو بِفَارِسَ، بِأَسِيرٍ مُوثَقٍ لِيَقْتُلَهُ، فَقَالَ: أَمَا وَهُوَ مَصْرُورٌ فَلا!)).
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، و الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ ليس بالمستبعد سماعه من ابْنِ عُمَرَ، وجزم به الإمام أحمد.
قال ابن أبى حاتم ((المراسيل)) (ص45): ((حَدَّثَنَا صالح بن أحمد بن حنبل قال قال أبي: سَمِعَ الْحَسَنُ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، ومِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، ومِنْ ابْنِ عُمَرَ، وقال بعضهم عنه حدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَينٍ، وسَمِعَ مِنْ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ، وتُروى حكاياتٌ عَنْ الْحَسَنِ أنَّه سمع عَائِشَة َرَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وهي تقول: إنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِىءٌ مِمِنْ فَارَقَ دِينَهُ.
وحَدَّثَنَا محمد بن سعيد بن بلج سمعت عبدالرحمن بن الحكم سمعت جريراً يسأل بهزبن أسد عن الْحَسَنِ من لَقِي مِنْ أصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، فقَالَ: سَمِعَ مِنْ ابْنِ عُمَرَ حَدِيثَاً، وسَمِعَ مِنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ شَيْئَاً، وسَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرَةَ شَيْئَاً)).
ــــــــــــــــــــــــــــ
حَدِيثُ ابْنَ مَسْعُودٍ ((لا يَنْفَلِتَنَّ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلا بِفِدَاءٍ أَوْ ضَرْبَةِ عُنُقٍ)) قال الإمام أحمد (1/ 383): حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ يعنى ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا تَقُولُونَ فِي هَؤُلاءِ الأَسْرَى؟، قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ قَوْمُكَ وَأَهْلُكَ، اسْتَبْقِهِمْ وَاسْتَأْنِ بِهِمْ، لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ، قَالَ: وَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَخْرَجُوكَ وَكَذَّبُوكَ، قَرِّبْهُمْ فَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ، قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ انْظُرْ وَادِيًا كَثِيرَ الْحَطَبِ، فَأَدْخِلْهُمْ فِيهِ، ثُمَّ أَضْرِمْ عَلَيْهِمْ نَاراً، قَالَ: فَقَالَ الْعَبَّاسُ: قَطَعْتَ رَحِمَكَ، قَالَ: فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
¥(42/377)
وَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ شَيْئاً، فَقَالَ نَاسٌ: يَأْخُذُ بِقَوْلِ أَبِي بَكْرٍ، وَقَالَ نَاسٌ: يَأْخُذُ بِقَوْلِ عُمَرَ، وَقَالَ نَاسٌ: يَأْخُذُ بِقَوْلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ لَيُلِينُ قُلُوبَ رِجَالٍ فِيهِ حَتَّى تَكُونَ أَلْيَنَ مِنْ اللَّبَنِ، وَإِنَّ اللهَ لَيَشُدُّ قُلُوبَ رِجَالٍ فِيهِ حَتَّى تَكُونَ أَشَدَّ مِنْ الْحِجَارَةِ، وَإِنَّ مَثَلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ كَمَثَلِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلام قَالَ ((مَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ))، وَمَثَلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ كَمَثَلِ عِيسَى قَالَ ((إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ))، وَإِنَّ مَثَلَكَ يَا عُمَرُ كَمَثَلِ نُوحٍ قَالَ ((رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً))، وَإِنَّ مِثْلَكَ يَا عُمَرُ كَمَثَلِ مُوسَى قَالَ ((رَبِّ اشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الأَلِيمَ))، أَنْتُمْ عَالَةٌ، فَلا يَنْفَلِتَنَّ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلا بِفِدَاءٍ أَوْ ضَرْبَةِ عُنُقٍ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِلا سُهَيْلُ بْنُ بَيْضَاءَ، فَإِنِّي قَدْ سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ الإِسْلامَ، قَالَ: فَسَكَتَ، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُنِي فِي يَوْمٍ أَخْوَفَ أَنْ تَقَعَ عَلَيَّ حِجَارَةٌ مِنْ السَّمَاءِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، حَتَّى قَالَ إِلا سُهَيْلُ بْنُ بَيْضَاءَ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ((مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) إِلَى قَوْلِهِ ((لَوْلا كِتَابٌ مِنْ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)).
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (7/ 359/36690)، والترمذى (3084)، وابن جرير ((التفسير)) (10/ 44:43) و ((التاريخ)) (2/ 47:46)، والبيهقى ((الكبرى)) (6/ 321)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (44/ 57،56) جميعاً عن أبى معاوية، وأبو عبيد ((كتاب الأموال)) (306)، والطبرانى ((الكبير)) (10/ 143/10258)، والهيثم بن كليب ((مسنده)) (936) ثلاثتهم عن زائدة، وأبو يعلى (5187)، والحاكم (3/ 24) كلاهما عن جرير بن عبد الحميد، والطبرانى ((الكبير)) (10/ 144/10259) عن جرير بن حازم، وأبو نعيم ((الحلية)) (4/ 208) عن أبى معاوية وزائدة وجرير بن حازم، أربعتهم عن الأعمش بنحوه.
قَالَ أَبُو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللهِ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ)).
قلت: هو كما قال، إسناده رجاله ثقات كلهم، إلا أنه منقطع بين أبى عُبَيْدَةَ وأبيه، إذ لم يسمع منه. وإنما حسَّنه أبو عيسى لشواهده من أحاديث: عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وابْنِ عَبَّاسٍ، وأَنَسٍ، وأَبِي هُرَيْرَةَ.
وأمثل هذه الشواهد فى الصحة، وأقربها شبهاً بحديث ابن مسعود: حديثا عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وابْنِ عَبَّاسٍ.
قال الإمام مسلم فى ((الجهاد والسير)) (1763): حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ ح وحَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَاللَّفْظُ لَهُ ثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْحَنَفِيُّ ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ هُوَ سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ، وَهُمْ أَلْفٌ، وَأَصْحَابُهُ ثَلاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ،
¥(42/378)
ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلامِ لَا تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ، فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ، فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، وَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ، فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ((إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ))، فَأَمَدَّهُ اللهُ بِالْمَلائِكَةِ. قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ فَحَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ يَشْتَدُّ فِي أَثَرِ رَجُلٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ، إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ، وَصَوْتَ الْفَارِسِ يَقُولُ: أَقْدِمْ حَيْزُومُ، فَنَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِ أَمَامَهُ، فَخَرَّ مُسْتَلْقِياً، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ، وَشُقَّ وَجْهُهُ كَضَرْبَةِ السَّوْطِ، فَاخْضَرَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ، فَجَاءَ الأَنْصَارِيُّ فَحَدَّثَ بِذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: صَدَقْتَ ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَقَتَلُوا يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ، وَأَسَرُوا سَبْعِينَ. قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَلَمَّا أَسَرُوا الأُسَارَى، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلاءِ الأُسَارَى؟، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا نَبِيَّ اللهِ هُمْ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةِ، أَرَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُمْ فِدْيَةً، فَتَكُونُ لَنَا قُوَّةً عَلَى الْكُفَّارِ، فَعَسَى اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ لِلإِسْلامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟، قُلْتُ: لا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَرَى الَّذِي رَأَى أَبُو بَكْرٍ، وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تُمَكِّنَّا، فَنَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ، فَتُمَكِّنَ عَلِيَّاً مِنْ عَقِيلٍ، فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ، وَتُمَكِّنِّي مِنْ فُلانٍ نَسِيباً لِعُمَرَ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَإِنَّ هَؤُلاءِ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَصَنَادِيدُهَا، فَهَوِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَلَمْ يَهْوَ مَا قُلْتُ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْغَدِ جِئْتُ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ قَاعِدَيْنِ يَبْكِيَانِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنِي مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَبْكِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ، فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ، وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنْ أَخْذِهِمْ الْفِدَاءَ، لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُهُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، شَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ مِنْ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ((مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ)) إِلَى قَوْلِهِ ((فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّبَاً))، فَأَحَلَّ اللهُ الْغَنِيمَةَ لَهُمْ.
وتأتيك بقية الأجوبة إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[22 - 01 - 05, 11:53 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى. وَالصَّلاةُ الزَّاكِيَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ تَتَوَالَى. وَبَعْدُ
¥(42/379)
قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ ((لَقَتْلُ رَجُلٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ أَحْبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا)) قال عبد الرزاق ((التفسير)) (3/ 220): عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ فِي قَوْلِهِ ((فَإِمَّا مَنَّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً)): أنه كُتِبَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فِي أَسِيرٍ أُسِرَ، فَذَكَرَ أَنَّهُمْ اِلْتَمَسُوهُ بِفِدَاءِ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ أبُو بَكْرٍ: ((اِقْتُلُوهُ؛ لَقَتْلُ رَجُلٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ أَحْبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا))، وَأُتِي أبُو بَكْرٍ بِرَأْسٍ، فَقَالَ: ((قَدْ بَغَيْتُمْ)).
وأخرجه كذلك الطبرى ((التفسير)) (26/ 41): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ بتمامه.
وأخرجه عبد الرزاق ((المصنف)) (9701) و ((الأمالى فى آثار الصحابة)) (152)، وسعيد بن منصور ((السنن)) (2/ 288/2652) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، كلاهما عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ قال: أُتِي أبُو بَكْرٍ بِرَأْسٍ، فَقَالَ: ((قَدْ بَغَيْتُمْ)).
قلت: وإسناده منقطع، ليس لعَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ إدراك ولا سماع من أَبِي بَكْرٍ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ.
ـــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُ حَرَسِىٍّ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ((مَا رَأَيْتُ عُمَرَ قَتَلَ أَسِيرَاً إِلا وَاحِدَاً مِنْ التُّرْكِ)) قال عبد الرزاق ((التفسير)) (3/ 220) و ((المصنف)) (9702): عَنْ مَعْمَرٍ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِمِنْ كَانَ يَحْرُسُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُو مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ عُمَرَ قَتَلَ أَسِيرَاً إِلا وَاحِدَاً مِنْ التُّرْكِ، كان جيء بأسارى من الترك، فأمر بهم يسترقوا، فقال رجل ممن جاء بهم: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ لَوْ كُنْتَ رَأَيْتَ هَذَا ـ لأحدهم ـ وَهُو يَقْتُلُ الْمُسْلِمِينَ، لَكَثُرَ بُكَاؤُكَ عَلَيْهِمِ، فقال له عمر: فدونك فاقتله، فقام إليه، فقتله.
وأخرجه كذلك الطبرى ((التفسير)) (26/ 41): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ بمثله.
وأخرجه ابن عساكر ((التاريخ)) (68/ 183) من طريق عبد الرزاق به.
قلت: وهذا إسناد ليس بذاك القائم، فإن معمر ليس بالحجَّة فى روايته عن الشاميين.
وتأتيك بقية الأجوبة إن شاء الله تعالى.
ـ[سليمان السيف]ــــــــ[24 - 01 - 05, 04:59 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا أبا محمد.
أنتظر بقية جوابك.(42/380)
أحاديث انتفاخ الأهلة آخر الزمان في الميزان
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[17 - 01 - 05, 02:57 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد حصل في هذا دخول شهر ذي الحجة هذا لغط، إذ كان الغيم كثيفا ليلة الثلاثاء الثلاثين من ذي القعدة (حسب التقويم)، وأُعلن يوم الأربعاء أن شهر ذا القعدة تام، وكثر كلام الناس أن الهلال رؤي ليلة الأربعاء كبيرا واضحا، مما يدل أنه ابن يومين، وجادلهم بعضُهم بأحاديث مروية في انتفاخ الأهلة آخر الزمان، ثم أُعلن في يوم الجمعة رسميا ثبوت رؤية الهلال شرعاً ليلة الثلاثاء والرجوع عن الإعلان الأول، فطلب مني أحد مشايخي الفضلاء البحث عن حكم هذه الأحاديث، فأقول مستعينا بالله تعالى:
رُوي ذلك مرفوعا من حديث أبي هريرة، وأنس، وابن مسعود، وطلحة بن أبي حدرد، ومن مرسل الشعبي، والحسن، وموقوفا على أبي سعيد الخدري، وأبي الوداك.
حديث أبي هريرة:
قال الطبراني في الأوسط (7/ 65 رقم 6864) وفي مسند الشاميين (4/ 297): حدثنا محمد بن عبدالرحمن الأزرق الأنطاكي، ثنا أبي، ثنا مبشر بن إسماعيل، عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أشراط الساعة انتفاخ الأهلة، حتى يُرى الهلال لليلته، فيُقال: هو لليلتين".
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي الزناد إلا شعيب، تفرد به مبشر بن إسماعيل.
قلت: هكذا وقع في المعجم الأوسط، وجاء في المعجم الصغير للطبراني (2/ 41 - 42 عبدالرحمن عثمان، رقم 877 الروض الداني) عن الشيخ نفسه، ولكن وقع بدل "أبي الزناد عن الأعرج": "العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه"! وقال الطبراني: لم يروه عن العلاء إلا شعيب، تفرد به مبشر.
قلت: مبشر ثقة، لكن يظهر أن الذي تفرد بهما هو شيخ الطبراني، ولم أجد له ترجمة، وما رأيتُ سوى الطبراني روى عنه، وأورد عنه في الأوسط أربعة أحاديث تفرد بأسانيدها كلها رغم تأخر طبقته، وكلها من طريق المشاهير والحفاظ، فكأنه اختلقها.
وأبوه نص الهيثمي أنه لم يجد له ترجمة (مجمع الزوائد 3/ 146)، وتفرد مَن في حالهما وطبقتهما بهذا السند أو ذاك إلى أبي هريرة -وهما نسختان شهيرتان اعتنى بهما الحفاظ- كافٍ في الحكم على سند الحديث بالبُطلان، وأنه لا أصل له من حديث أبي هريرة فمَن دونه، والله أعلم.
حديث أنس:
قال الطبراني في المعجم الصغير (2/ 129) والأوسط (9/ 147 رقم 9376) –ومن طريقه الضياء في المختارة (6/ 305 - 306) -: حدثنا الهيثم بن خالد المصيصي، نا عبدالكبير بن المعافى بن عمران، نا شَريك، عن العباس بن ذَريح، عن الشعبي، عن أنس بن مالك -رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم- قال: "من اقتراب الساعة أن يُرى الهلال قُبلاً، فيُقال: لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقا، وأن يظهر موت الفجأة".
وقال في الصغير: لم يروه عن الشعبي إلا العباس بن ذريح، ولا عنه إلا شريك، تفرد به عبدالكبير.
ورواه الدارقطني في الأفراد (1/ 129 أطرافه) والضياء (6/ 305) من طريق عبدالكبير به، وقال الدارقطني: غريب من حديث الشعبي عنه، تفرد به العباس بن ذريح عنه، وتفرد به شريك عن العباس، وتفرد به عبدالكبير بن [المعافى بن] عمران عن شريك.
ونقله القرطبي عنه بمعناه وزاد: وغيره يرويه عن الشعبي مرسلا، والله أعلم. (التفسير 12/ 278)، وكذلك نقل الضياء.
قلت: هذا شاذ مرفوعا، عبدالكبير وإن كان ثقة إلا أنه قد خولف في رفعه كما قال الدارقطني:
فقال ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 166): نا وكيع، عن شريك، عن العباس بن ذَريح، عن الشعبي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اقتراب الساعة أن يُرى الهلال قبلا، فيُقال: ابن ليلتين".
وقال أبوالقاسم البغوي في الجعديات (2/ 883 رقم 2489): حدثنا علي بن الجعد، أنا شريك به.
وتوبع على إرساله فيما رواه الداني في الفتن (4/ 791 و793 رقم 396 و399) من طريقين عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن الشعبي مرسلا، ولفظه: "من اقتراب الساعة أن يُرى الهلالُ ابنَ ليلةٍ كأنه ابنُ ليلتين".
فالصحيح أنه من مرسل الشعبي.
تنبيه: أعل المرفوعَ الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 325) وغيرُه بضعف شيخ الطبراني، لكنه متابَع.
حديث ابن مسعود:
¥(42/381)
رواه العقيلي (2/ 351) والطبراني في الكبير (10/ 244 رقم 10451) وابن عدي (4/ 289) وتمام في فوائده (5/ 161 رقم 1736 الروض البسام) من طريق عبدالرحمن بن إبراهيم دُحيم، نا ابن أبي فُديك، عن عبدالرحمن بن يوسف، عن سليمان بن مهران الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة".
وهذا سند ضعيف جدا، علته عبدالرحمن بن يوسف.
قال العقيلي: مجهول في النسب والرواية، حديثه غير محفوظ، ولا يُعرف إلا به.
وقال ابن عدي: عبد الرحمن بن يوسف ليس بمعروف، وهذا الحديث منكر عن الأعمش بهذا الإسناد، ولا أعرف لعبد الرحمن بن يوسف غيره.
ورواه ابن عدي (4/ 289 و318) من طريق عبدالرحمن بن واقد الواقدي عن أبي فديك به، ونقل ابن عدي عن شيخه عبدان أن الواقدي سرقه من دحيم.
حديث طلحة بن أبي حدرد:
قال البخاري في تاريخه (4/ 345): ابن عبادة، نا يعقوب، نا محمد بن معن، عن عمه، عن طلحة بن أبي حدرد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أشراط الساعة أن تروا الهلال تقولون: لليلتين [وهو ابن ليلة] ".
والزيادة من الإصابة (5/ 229) عن التاريخ الكبير.
وهذا السند فيه أكثر من علة: عم محمد بن معن لم أجد له ترجمة، ويعقوب بن حميد بن كاسب فيه كلام، وقد تفرد به فيما يظهر.
وطلحة قيل إنه صحابي، وعدَّه ابن حبان من التابعين، وقال: إنه يروي المراسيل، وذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم أجد له إلا هذا الحديث وحديثا آخر، وسند الاثنين إليه ضعيف، فكأنه لذلك لم يذكره جملةٌ ممن صنف في الصحابة.
فالسند فيه ضعف وجهالة وإرسال.
حديث أبي سعيد موقوفا:
رواه ابن الأعرابي في المعجم (3/ 933 رقم 1977) –ومن طريقه الداني في الفتن (4/ 791 - 792 رقم 398) - من طريق أبي حذيفة موسى النهدي، عن سفيان، عن عثمان بن الحارث، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد الخدري قال: "من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة، يراه الرجل لليلة يحسبه لليلتين".
قلت: أبوحذيفة مضعف، ولا سيما في سفيان الثوري، وروايته هذه منكرة، فقد خالف أحد أثبت الرواة عن الثوري:
فقال ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 166): نا وكيع، عن سفيان، عن عثمان بن الحارث، عن أبي الوَدّاك، قال: من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة.
لم يذكر فيه أبا سعيد، وهذا المحفوظ إن شاء الله.
مرسل الحسن البصري:
ورواه الداني في الفتن (4/ 792 - 793 رقم 398) من طريق محمد بن إسماعيل الصائغ، عن داود، عن عمارة بن مهران، قال: سمعت الحسن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أشراط الساعة أن يُرى الهلال لليلة، فيقال هو لليلتين".
وداود هو ابن المحبر: متروك، واتهم بالوضع.
تنبيه: رأيتُ الإمام الألباني رحمه الله في الصحيحة (5/ 368) –وقلده الشيخ جاسم الدوسري وفقه الله في الروض البسام (5/ 163) - زاد كلمة [أبي] قبل "داود" فجعله أبا داود الطيالسي، وحكم على السند تبعاً بأنه حسن، وكأنه فعل ذلك لما رأى الطيالسي من الرواة عن عمارة في تهذيب الكمال، ولم يُذكر ابن المحبّر هناك، ولكن الأصل الخطي لكتاب الداني ليس فيه "أبي"، ويؤيده أن ابن المحبر ذُكر في شيوخ الصائغ في تهذيب الكمال، دون الطيالسي، فاقتضى التنبيه.
الخلاصة:
رُوي الحديث مرفوعا من حديث أبي هريرة، وابن مسعود، والإسناد إليهما منكر لا أصل له.
ومن حديث طلحة بن أبي حدرد مرفوعا، وفي سنده جهالة وضعف، ثم الأرجح أنه مرسل.
أما حديث أنس مرفوعا فغير محفوظ، والصواب فيه أنه من مرسل الشعبي.
كذلك حديث أبي سعيد موقوفا الصواب أنه من قول أبي الوداك.
أما مرسل الحسن البصري فسنده ضعيف جدا إليه.
وحكم السخاوي أن الحديث يتقوى بمجموع طرقه (المقاصد الحسنة 1203) وكذا الألباني في الصحيحة (2292)، لكن ذلك متعقب بأن جميع طرقه المرفوعة لا تصلح للاعتبار كما تبيَّن مفصلا، فهي إما شديدة الضعف، أو منكرةٌ المحفوظ فيها الإرسال، ولا يصح من هذه المراسيل سوى مرسل الشعبي وقول أبي الوداك الكوفيان، وعليه فالحديث ضعيف، ولا يصح في الباب شيء مرفوعا، والله أعلم.
كتبه: محمد زياد التكلة حامدا مصليا مسلما، الرياض، السبت 5/ 12/1425 وراجعته يوم الأحد.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[17 - 01 - 05, 03:05 م]ـ
- جزاكم الله خيراً ..
ـ[ابو سفيان]ــــــــ[18 - 01 - 05, 04:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[19 - 01 - 05, 12:06 ص]ـ
جزيت خيرا وأذكر أن أحد الأخوة واسمه خالد ين عمر ذكر أنه في صدد تتبعها وتخريجها فهل من جديد وزيادة؟
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[19 - 01 - 05, 10:07 م]ـ
وجزاكم الله الخير، والله يعيد عليكم العيد بالمغفرة والنصر والعيش السعيد
ـ[عصام البشير]ــــــــ[20 - 01 - 05, 12:03 م]ـ
جزى الله الشيخ التكلة خير الجزاء على هذا البحث.
وأقول تعليقا على كلام الأخ أبي عبد الباري:
اُدعوا الله للشيخ خالد بن عمر أن يوفقه الله لبحث هذه المسألة وإضافة ما عنده من فوائد، يسر الله له ذلك.
¥(42/382)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[29 - 03 - 07, 04:39 م]ـ
شكر الله للشيخ التكلة وسدده
فائدة قيمة
وحبذا لو تكرم الشيخ خالد بذكر خلاصة بحثه حول هذا الحديث.(42/383)
ما عدد احاديث الكتب الستة بدون تكرار؟؟
ـ[ابن عايض]ــــــــ[17 - 01 - 05, 05:36 م]ـ
لاخوة الكرام السلام عليكم
ما عدد احاديث الكتب الستة بدون تكرار؟؟
وما هو الكتاب الذي جمعها بالطريقة هذه (اعني بدون تكرار)؟؟ (للحفظ)
وجزاكم الله خيرا
ـ[الغدير]ــــــــ[17 - 01 - 05, 08:30 م]ـ
أخي الفاضل انظر كتاب: جامع الأصول في احاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن الاثير
بتحقيق الشيخ عبد القادر الأرناؤوط
ـ[ابن عايض]ــــــــ[17 - 01 - 05, 11:42 م]ـ
جامع الاصول ليس فيه ابن ماجة 00!!! -- حسب علمي -
احسن الله اليكم ما زلت انتظر
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 01 - 05, 12:01 ص]ـ
عدد الحديث الصحيح
بسم الله الرحمن الرحيم
اختلف علماء الحديث حول عدد الأحاديث النبوية الصحيحة. والراجح هو ما ذكره ابن حجر العسقلاني في كتاب "النكت على ابن الصلاح" (ص992): «ذكر أبو جعفر محمد بن الحسين في كتاب "التمييز" له، عن شعبة و الثوري و يحيى بن سعيد القطان و ابن المهدي و أحمد بن حنبل و غيرهم: أن جملة الأحاديث المسندة عن النبي r ( يعني الصحيحة بلا تكرار): أربعة آلاف و أربعمئة حديث». وقال الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص9): «وعن أبي داود قال: "نظرت في الحديث المسند فإذا هو أربعة آلاف حديث"». قلت: يقصد بالحديث المسند: الحديث المتصل الصحيح.
ونحن نعلم أن علماء الحديث الذين يعتد بقولهم قد اتفقوا على صحة كل ما جاء في صحيحي البخاري و مسلم ما عدا أحاديث قليلة. فإذا كان مجموع ما في الصحيحين بدون تكرار هو: 2980 حديث، أي أقل قليلاً من 3000 حديث، مع تسليمنا بأن عدد الحديث الصحيح هو حوالي 4400 حديث، نستنتج أن حوالي ثلاثة أرباع الحديث الصحيح قد أخرجه الشيخان. و قد بقي قريب من الألف وأربعمئة حديث لم يخرجاه. والغالبية (العظمى) من الحديث المتبقي، موجودة عند الترمذي وأبي داود والنَّسائي، كما ذكر النووي.
أما الأحاديث المهمة التي يدور عليها الحلال والحرام فنستطيع القول أنها كلها تقريباً موجودة في الصحيحين. وقد قدرها البعض بخمسمئة حديث. فقد روى البيهقي في "مناقب الشافعي" (1\ 915 تحقيق أحمد صقر): سُئِل الإمام الشافعي «كم أصول السنة (أي أصول الأحكام)؟». فقال" «خمسمئة». فقيل له: «كم منها عند مالك؟». قال «كلها إلا خمسة و ثلاثين». والمعروف أن غالب أحاديث الأحكام التي أخرجها مالك في الموطأ قد أخرجها البخاري ومسلم في صحيحيهما. ولذلك قام ابن دقيق العيد بكتابة كتاب في أحاديث الأحكام معتمداً على صحيحي البخاري ومسلم فقط. وفي الصحيح ما يُغني عن الضعيف.
قال إمام المغرب ابن عبد البر الأندلسي في كتابه "التمهيد" (10\ 278) عن بعض الأحاديث: «ولم يخرج البخاري ولا مسلم بن الحجاج منها حديثاً واحداً. وحسبك بذلك ضعفاً لها». ونقل ابن حجر عن ابن عبد البر قوله: «أن البخاري ومسلماً إذا اجتمعا على ترك إخراج أصلٍ من الأصول، فإنه لا يكون له طريقٌ صحيحةٌ. وإن وجِدَت، فهي معلولة». قال محمد الأمين: ولذلك تجد أن الشيخين قد استوعبا الأحاديث الأساسية التي تدور عليها أحكام الحلال والحرام. وكل ما بقي تقريباً يمكن استنتاجه بالقياس أو القرآن. والله أعلم.
قال الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص60): «فإذا وجد مثل هذه الأحاديث بالأسانيد الصحيحة غير مخرجة في كتابي الإمامين البخاري ومسلم، لَزِمَ صاحب الحديث التنقير عن عِلّته ومذاكرة أهل المعرفة به لتظهر علته». وقال الحافظ ابن مندة في "شروط الأئمة" (ص73) قال: قال سمعت (الحافظ أبو عبد الله) محمدُ بن يعقوب بن الأخرَمِ (شيخُ الحاكم) وذكر كلاماً معناه هذا: «قلَّ ما يَفُوتُ البخاريَّ ومسلماً مما يَثْبُتُ من الحديث». وقال الإمام ابن حزم في "الأحكام" بعد أن ذكر خبر "فمن أراد بحبوحة الجنة فليزم الجماعة": «هذا الخبر لم يخرجه أحدٌ ممن اشترط الصحيح، ولكنا نتكلم فيه على عِلاّته». وقال الحافظ البيهقي في السنن الكبرى (10\ 278) عن أحاديث الرش من بول الغلام والغسل من بول الجارية: «وكأنها لم تثبت عند الشافعي حين قال: "ولا يتبين لي في بول الصبي والجارية فرق من السنة الثابتة". وإلى مثل ذلك ذهب البخاري ومسلم حيث لم يودعا شيئاً منهما كتابيهما».
¥(42/384)
ومثال ذلك أيضاً الأحاديث المصرحة بالجهر بالبسملة، لم يخرج البخاري ومسلم شيئاً منها. قال الحافظ الزيلعي في نصب الراية (1\ 355): «وبالجملة فهذه الأحاديث كلها ليس فيها صريح صحيح، بل فيها عدمهما أو عدم أحدهما. وكيف تكون صحيحة، وليست مخرجة في شيء من الصحيح ولا المسانيد ولا السنن المشهورة؟!». ثم قال: «ويكفينا في تضعيف أحاديث الجهر: إعراض أصحاب الجوامع الصحيحة والسنن المعروفة والمسانيد المشهورة المعتمد عليها في حجج العلم ومسائل الدين. فالبخاري –رحمه الله– مع شدة تعصبه (وهذا الكلمة لا يوافَق عليها) وفرط تحامله على مذهب أبي حنيفة، لم يودع صحيحه منها حديثاً واحداً. ولا كذلك مسلم –رحمه الله–. فإنهما لم يذكرا في هذا الباب، إلا حديث أنس الدال على الإخفاء. ولا يقال في دفع ذلك أنهما لم يلتزما أن يودعا في صحيحيهما كل حديثٍ صحيحٍ، يعني فيكونان قد تركا أحاديث الجهر في جملة ما تركاه من الأحاديث الصحيحة. وهذا لا يقوله إلا سخيفٌ أو مكابرٌ. فإن مسألة الجهر بالبسملة، من أعلام المسائل ومعضلات الفقه، ومن أكثرها دوراناً في المناظرة وجَوَلاناً في المُصنَّفات. والبخاري كثير التّتبّع لما يرد على أبي حنيفة من السنة. فيذكر الحديث، ثم يُعَرِّضُ بذِكرهِ، فيقول: "قال رسول الله r كذا وكذا، وقال بعض الناس كذا وكذا". يشير ببعض الناس، إليه (إلى أبي حنيفة) ويُشنِّعُ –لمخالفة الحديث– عليه. وكيف يَخلى كتابه من أحاديث الجهر بالبسملة، وهو يقول في أول كتابه "باب الصلاة من الإيمان"، ثم يسوق أحاديث الباب، ويقصد الرد على أبي حنيفة قوله "إن الأعمال ليست من الإيمان"؟! مع غموض ذلك على كثيرٍ من الفقهاء. ومسألة الجهر يعرفها عوام الناس و رُعاعِهِم. هذا مما لا يمكن، بل يستحيل. وأنا أحلف بالله –وبالله– لو اطّلَعَ البخاريُّ على حديثٍ منها موافقٌ بشرطِهِ –أو قريباً من شرْطه– لم يخل منه كتابه، ولا كذلك مسلم رحمه الله».
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "الرد على من ابتع غير المذاهب الأربعة" (ص24): «وقد صنف في الصحيح مصنفات أُخر بعد صحيحي الشيخين، لكن لا تبلغ كتابي الشيخين. ولهذا أنكر العلماء على من استدرك عليهما الكتاب الذي سماه "المستدرَك". وبالغ بعض الحفاظ فزعم أنه ليس فيه حديث واحد على شرطهما، وخالفه غيره وقال: يصفو منه حديث كثير صحيح. والتحقيق: أنه يصفو منه صحيح كثير على غير شرطهما، بل على شرط أبي عيسى ونحوه، وأما على شرطهما فلا. فقَلَّ حديثٌ تركاه، إلا وله علة خفية (لكن لا يشترط أن تكون قادحة). لكن لعِزَّة (أي لقلّة) من يعرف العلل كمعرفتهما وينقده، وكونه لا يتهيأ الواحد من منهم إلا في الأعصار المتباعدة، صار الأمر في ذلك إلى الاعتماد على كتابيهما والوثوق بهما والرجع إليهما، ثم بعدهما على بقية الكتب المشار إليها. ولم يقبل من أحد بعد ذلك الصحيح والضعيف، إلا عمن اشتهر حذقه ومعرفته بهذا الفن واطلاعه عليه. وهم قليلٌ جداً. وأما سائر الناس فإنهم يُعَوِّلون على هذه الكتب المشار إليها، ويكتفون بالعزو إليها».
قال الحافظ ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق (2\ 326): «هذا حديثٌ منكَرٌ لا يصحّ الاحتجاج به، لأنه شاذّ الإسناد والمتن، ولم يخرجه أحد من أئمة الكتب الستة، ولا رواه أحمد في مسنده، ولا الشافعي، ولا أحدٌ من أصحاب المسانيد المعروفة. ولا يُعرَفُ في الدنيا أحدٌ رواه، إلا الدارقطني عن البغوي. وقد ذكره الحافظ أبو عبد الله المقدسي في "المستخرَج"، ولم يروه إلا من طريق الدارقطني وحده. ولو كان عنده من حديث غيره، لذكره كما عُرِفَ من عادته أنه يذكر الحديث من المسانيد التي رواها، كمسند أحمد وأبي يعلى الموصلي ومحمد بن هارون ومعجم الطبراني وغير ذلك من الأمهات. وكيف يكون هذا الحديث صحيحاً سالماً من الشذوذ والعلة، ولم يخرجه أحدٌ من أئمة الكتب الستة ولا المسانيد المشهورة، وهم محتاجون إليه أشد حاجة؟!».
إحصائيات عن عدد الأحاديث في الكتب المشهورة:
مختصر صحيح مسلم للمنذري يبلغ مقداره 2200 حديثاً.
أفراد البخاري على مسلم من مختصر الزبيدي عددها 680 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر.
¥(42/385)
بقي ما لَم يورده المنذري والزبيدي في الصحيحين، ويمكن إيجاده إمَّا من أصل الصحيحين مرفوعاً غير معلق، أو من "الجمع بين الصحيحين"، أو من "اللؤلؤ والمرجان". وسوف تجتمع قرابة 100 حديثاً منهما.
فيكون مجموع ما في الصحيحين بدون تكرار هو: 2980 حديث، أي أقل قليلاً من ثلاثة آلاف حديث.
أفراد أبي داود على الصحيحين عددها 2450 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر.
أفراد الترمذي على الصحيحين وأبي داود عددها 1350 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر.
أفراد النَّسائي على الأربعة الذين سبق ذكرهم عددها 2400 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر.
فيكون مجموع أفراد السنن على الصحيحين: 6200 حديثاً.
أي مجموع الأصول الخمسة التي تكاد تجمع كل الصحيح هو: 9180 حديثاً أكثرها ضعيف.
أفراد ابن ماجة على مَن سبق ذكرهم عددها 600 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر. أكثر من 500 منها ضعيف.
أفراد الموطأ المرفوعة على الستة عددها 50 حديثاً.
أفراد نيل الأوطار (أغلبها أحاديث اشتهرت عند الفقهاء المتأخرين وأصلها من سنن الدارقطني ومعجم الطبراني)، عدّة تلك الأحاديث مرفوعة 500 حديثاً.
تبلغ أفراد المسند على مَن سبق ذكرهم مرفوعةً بلا مكرر ولا شواهد عند من سبق ذكرهم 1500 حديثاً.
فيكون مجموع الحديث كله الذي تجده مكتوبا في الكتب المشهورة: 11830 حديثاً. وقد سبق بيان أن الصحيح منها حوالي 4400 حديث.
ومما يشهد لتلك النتيجة أنه عندي كتاب "جمع الفوائد من جامع الأصول و مجمع الزوائد" الذي كتبه الإمام محمد بن محمد بن سليمان المغربي ثم الدمشقي (1039 - 1094هـ)، و خرَّجَ أحاديثه (تخريجاً مبدئياً) السيّد عبد الله هاشم اليماني المدني في كتاب "أعذب الموارد في تخريج جمع الفوائد". وهو كتاب يجمع بين الكتب الحديثية الـ14، ومجموع أحاديثه بغير تكرار عشرة آلاف. وأنا أعمل على تخريجه والحكم على أحاديثه، وقد تبين لي أن أكثر من نصف أحاديثه ضعيفة. وهذا ينصر قول الجمهور في عدد الحديث الصحيح. مع الملاحظة بأن الحديث الحسن عند المتقدمين يعتبر من أنواع الحديث الضعيف كما أفاد شيخ الإسلام.
ـ[ابن عايض]ــــــــ[18 - 01 - 05, 12:11 ص]ـ
الشيخ محمد الامين احسن الله اليك - والى كل من شارك -
هذا هو العلم الذي يسر النفس شكر الله لك جهدك
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 01 - 05, 06:01 ص]ـ
بارك الله بك أخي ابن عايض
ـ[محمد سيف]ــــــــ[18 - 01 - 05, 08:21 ص]ـ
سمعت الشيخ المحدث العلامة أبو اسحق الحويني يقول أن عدد الحديث الصحيح حوالي عشرة آلاف ..
فهل كان الشيخ يقصد ضم الحديث الحسن الى ذلك ... ؟؟؟
ـ[ابن عايض]ــــــــ[18 - 01 - 05, 11:37 م]ـ
للرفع
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[18 - 01 - 05, 11:55 م]ـ
جزاكم اله خيرا
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[18 - 01 - 05, 11:55 م]ـ
تصويب: جزاكم الله خير الجزاء
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 01 - 05, 08:19 ص]ـ
سمعت الشيخ المحدث العلامة أبو اسحق الحويني يقول أن عدد الحديث الصحيح حوالي عشرة آلاف ..
فهل كان الشيخ يقصد ضم الحديث الحسن الى ذلك ... ؟؟؟
الظاهر أنه يضم الحسن إلى الصحيح. لكن في حد علمي أن السلسلة الصحيحة والتي تشمل الحسن أيضا هي بحدود 7000 حديث، وهو أقرب للمنطق.
ـ[أبو محمد العتيبي]ــــــــ[21 - 01 - 05, 12:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام الذهبي (ت:748) ـ عند قول أبي زرعة الرازي: إن أحمد يحفظ ألف ألف حديث ـ:
هذه حكاية صحيحة في سعة علم أبي عبدالله. وكانوا يعدون في ذلك المكرر، والأثر، وفتوى التابعين، وما فسر، ونحو ذلك. وإلاَّ فالمتون المرفوعة القوية لاتبلغ عشر معشار ذلك. أهـ (السير:11/ 187).
قلت: وهذا الذي ذكره الذهبي ذكر قريباً منه الإمام عثمان بن سعيد الدارمي (ت:282) حيث قال في كتابه العظيم " الرد على بشر المريسي":
وكيف دلّس الزنادقة على أهل الحديث اثني عشر ألفاً، ولم يبلغ ما رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه اثني عشر ألف حديث بغير تكرار إن شاء الله. (الرد على الدارمي:ص151 ـ بتحقيق محمد حامد فقي)
وقال الحاكم (ت:405) في مقدمة المستدرك:
وقد نبغ في عصرنا هذا جماعة من المبتدعة يشمتون برواة الآثار بأن جميع ما يصح عندكم من أهل الحديث لا يبلغ عشرة آلآف حديث، وهذه الأسانيد المجموعة المشتملة على ألف جزء، أو أقل، أو أكثر منه كلها سقيمة غير صحيحة. (المستدرك:1/ 2).
قلت:
والذي يظهر من ذلك كله أن الأحاديث المرفوعة القوية (المقبولة) تقريباً (عشرة آلآف حديث)، وأمَّا الذي ذكره الأخوة من أن عِدتها (أربعة آلآف حديث) فيحمل على أحاديث الأحكام خاصة، دون أحاديث الرقائق والفتن والملاحم ونحوها.
والبحث في ذلك يطول، والباب مفتوح، وما عند الإخوة خيرٌ ممَّا عندي، نسأل الله التوفيق والسداد.
أبو محمد العتيبي
(فواز القثامي)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 01 - 05, 06:56 ص]ـ
معنى كلام الذهبي: أقل من عشرة آلاف، وهو لا يعارض كونها أربعة آلاف. وكذلك كلام الدارمي أنها أقل من 12 ألف. أما مستدرك الحاكم فهو إثبات على صحة ما ذكرناه، لأنه لم يقدر أن يأتي بعشرة آلاف حديث صحيح، فنرجع للعدد القديم بين الأربعة والخمسة آلاف. والله أعلم.(42/386)
بيان لأحاديث الأضحية الغير ثابتة (الإصدار الثاني)
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[18 - 01 - 05, 09:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع: بيان لأحاديث الأضحية الغير ثابتة (الإصدار الثاني وفيه زيادة على نسخة العام الماضي 1424هـ)
أخي الحبيب: حرصا مني على تعميم الفائدة، ودفاعا عن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ونظرا لاشتهار بعض الأحاديث الموضوعة والضعيفة عن الأضحية وفضلها هذه الأيام في بعض المنتديات ووسائل الإعلام فاستعنت بالله و كتبت جملة من هذه الأحاديث حتى لا ينسب إلى السنة حبيبنا صلى الله عليه وسلم ما ليس منها.
وقبل الشروع في بيان هذه الأحاديث إليك هذه الفائدة قال ابن العربي المالكي في كتابه عارضة الأحوذي 6/ 288 وهو شرح لسنن الترمذي: ليس في فضل الأضحية حديث صحيح و قد روى الناس فيها عجائب لم تصح. اهـ
وإليك بعض هذه الأحاديث الغير ثابتة عن الأضحية وفضلها:
1) حديث: ((ما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلى الله عزوجل من إهراق الدم و إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها و أشعارها وأظلافها و أن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسا))
أنظر: كتاب العلل المنتاهية للحافظ بن الجوزي 2/ 570 حديث رقم 936 وكتاب علل الترمذي الكبير للإمام الترمذي 2/ 638 وكتاب المجروحين للحافظ بن حبان 3/ 151 ترجمة رقم 1266 وكتاب المستدرك للحافظ الحاكم 4/ 221 وأنظر تعليق الذهبي أيضا وكتاب سلسلة الأحاديث الموضوعة والضعيفة للعلامة الألباني حديث رقم 526 وكتاب المغني عن حمل الأسفار للحافظ العراقي 1/ 216 حديث رقم 846
ــــــــــــــــــــــــ
2) حديث: ((يا رسول الله صلى الله علي وسلم ما هذه الأضاحي قال سنة أبيكم إبراهيم قالوا فما لنا فيها يا رسول الله قال بكل شعرة حسنة قالوا فالصوف يا رسول الله قال بكل شعرة من الصوف حسنة))
أنظر: كتاب ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي 7/ 47 ترجمة رقم 9122 وكتاب إتحاف المهرة للحافظ بن حجر 4/ 597 وكتاب ذخيرة الحفاظ للعلامة القيسراني حديث رقم 3835 وكتاب الكامل في ضعفاء الرجال للإمام بن عدي 5/ 355 ترجمة رقم 1515 وكتاب مصباح الزجاجة للكناني 3/ 223 وكتاب مشكاة المصابيح للعلامة الألباني حديث رقم 1421 وكتاب الضعفاء الكبير للعلامة العقيلي 3/ 419 ترجمة رقم 1460 وفي 4/ 307 وكتاب المغني عن حمل الأسفار للحافظ العراقي 1/ 216 حديث رقم 847 وكتاب الترغيب والترهيب للحافظ المنذري 2/ 99 حديث رقم 1660 وكتاب المجروحين للحافظ بن حبان 3/ 55 ترجمة رقم 1118
ــــــــــــــــــــــــ
3) حديث: ((يا فاطمة قومي إلى أضحيتك فأشهديها فإن لك بكل قطرة تقطر من دمها أن يغفر لك ما سلف من ذنوبك قالت يا رسول الله ألنا خاصة آل البيت أو لنا و للمسلمين قال بل لنا و للمسلمين))
أنظر: كتاب علل الحديث للعلامة الرازي 2/ 38 - 39 حديث رقم 1596 وكتاب المعجم الأوسط للحافظ الطبراني 3/ 69 حديث رقم 2509 وكتاب مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي 4/ 17 وكتاب الترغيب و الترهيب للحافظ المنذري 2/ 99 وكتاب الضعفاء الكبير للحافظ العقيلي 2/ 37 ترجمة رقم 463 وكتاب ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي 3/ 17 ترجمة رقم 2627 وكتاب لسان الميزان للحافظ بن حجر 2/ 420 ترجمة رقم 1737 وكتابه الدراية في تخريج أحاديث الهداية 2/ 218 حديث رقم 934 وفي كتابه تلخيص الحبير 4/ 143 حديث رقم 1971 وكتاب ذخيرة الحفاظ للعلامة القيسراني 5/ 2761 حديث رقم 6452 وكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للعلامة الألباني حديث رقم 528
ــــــــــــــــــــــــ
4) حديث: ((استفرهوا – وفي رواية - عظموا ضحاياكم فإنها مطاياكم على الصراط - وفي رواية – على الصراط مطاياكم – وفي رواية – إنها مطاياكم إلى الجنة))
¥(42/387)
أنظر: كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة الشوكاني 1/ 114 حديث رقم 108 وكتاب الشذرة في الأحاديث المشتهرة لابن طولون 1/ 96 وكتاب المشتهر من الحديث الموضوع والضعيف للجبري 1/ 197 وكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للعلامة الألباني حديث رقم 74 و 2687 وكتاب كشف الخفاء للعجلوني حديث رقم 337 و1794 وكتاب أسنى المطالب للحوت 1/ 53 حديث رقم 181 وكتاب الفردوس بمأثور الخطاب للديلمي 1/ 85 حديث رقم 268 وكتاب فيض القدير للمناوي 1/ 496 وكتاب تخريج الأحاديث والآثار للحافظ الزيلعي 3/ 176 حديث رقم 1087 وكتاب تخليص الحبير 4/ 138 حديث رقم 1953 وكتاب المقاصد الحسنة للحافظ السخاوي حديث رقم 80
ــــــــــــــــــــــــ
5) حديث: ((من ضحى طيبة بها نفسه محتسبا لأضحيته كانت له حجابا من النار))
أنظر: كتاب مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي 4/ 17 وكتاب خلاصة البدر المنير للحافظ ابن الملقن 2/ 386 حديث 2692 وكتاب نيل الأوطار للعلامة الشوكاني 5/ 196 وكتاب فيض القدير للمناوي 6/ 173 وكتاب سلسة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للعلامة الألباني حديث رقم 529 وكتابه ضعيف الجامع حديث رقم 5679
ــــــــــــــــــــــــ
6) حديث: ((إن الله يعتق بكل عضو من الضحية عضوا من المضحي - وفي رواية - يعتق بكل جزء من الأضحية جزءا من المضحي من النار))
أنظر: كتاب تلخيص الحبير للحافظ بن حجر 4/ 138 حديث رقم 1954وكتاب خلاصة البدر المنير للحافظ بن الملقن 2/ 386 حديث رقم 2692 وكتاب الأحاديث التي في الإحياء ولم يجد لها السبكي إسنادا للسبكي 6/ 301 وكتاب المغني عن حمل الأسفار للحافظ العراقي 1/ 218 حديث رقم 853
ــــــــــــــــــــــــ
7) حديث: ((يا أيها الناس ضحوا واحتسبوا بدمائها فإن الدم وإن وقع في الأرض فإنه يقع في حرز الله))
أنظر: كتاب المعجم الأوسط للحافظ الطبراني 8/ 176 حديث رقم 8319 وكتاب مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي 4/ 17 وكتاب ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي 4/ 205 وكتاب الفردوس بمأثور الخطاب للديلمي 2/ 425 حديث رقم 3873 وكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للعلامة الألباني حديث رقم 530 وكتابه ضعيف الترغيب حديث رقم 676
ــــــــــــــــــــــــ
8) حديث: ((ما أنفقت الورق في شيء أفضل من نحيرة في يوم العيد))
أنظر: كتاب السنن الكبرى للحافظ البيهقي 9/ 260 حديث رقم 18793 وكتاب الكامل في ضعفاء الرجال للإمام بن عدي 1/ 227 ترجمة رقم 62 وكتاب المجروحين للحافظ بن حبان 1/ 101 ترجمة رقم 8 وكتاب ذخيرة الحفاظ للعلامة القيسراني 4/ 2067 حديث رقم 4765 وكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للعلامة الألباني حديث رقم 524
ــــــــــــــــــــــــ
9) حديث: ((ما عمل ابن آدم في هذا اليوم أفضل من دم يهراق إلا أن يكون رحما مقطوعة توصل))
أنظر: كتاب المعجم الكبير للحافظ الطبراني 11/ 32 حديث رقم 5552 تجده مسلسل بالضعفاء وكتاب مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي 4/ 18 و كتاب التمهيد للحافظ بن عبد البر 23/ 192 وكتاب الترغيب والترهيب للحافظ المنذري 2/ 99 حديث رقم 1661 وكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للعلامة الألباني حديث رقم 525 وكتابه ضعيف الترغيب حديث رقم 673
ــــــــــــــــــــــــ
10) حديث: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يضحي ليلا))
أنظر: كتاب مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي 4/ 23 وكتاب فيض القدير للمناوي 6/ 350 وكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للعلامة الألباني حديث رقم 4711 وكتابه ضعيف الجامع حديث رقم 6017
ــــــــــــــــــــــــ
11) حديث: ((ما من محرم يضحي لله يومه يلبي حتى تغيب الشمس إلا غابت بذنوبه فعاد كما ولدته أمه))
¥(42/388)
أنظر: كتاب الكامل في ضعفاء الرجال للإمام بن عدي 4/ 143 ترجمة رقم 976 وكتاب الضعفاء الكبير للعلامة العقيلي 3/ 335 ترجمة رقم 1357 وكتاب إرشاد الفقيه للحافظ بن كثير 1/ 318 وكتاب ذخيرة الحفاظ للعلامة القيسراني 4/ 2119 حديث رقم 4913 وكتاب مصباح الزجاجة للكناني 3/ 191 حديث رقم 1037 وكتاب المسند الضعيف للعلامة العقيلي حديث رقم 299 وكتاب ضعيف الجامع للعلامة الألباني حديث رقم 5215 وكتابه ضعيف الترغيب حديث رقم 717
ــــــــــــــــــــــــ
12) حديث: ((خير الأضحية الكبش وخير الكفن الحلة))
أنظر: كتاب سنن للإمام الترمذي 4/ 98 حديث رقم 1517 وكتاب الأحاديث المختارة للحافظ محمد بن عبد الواحد المقدسي 8/ 348 حديث رقم 424 وكتاب الترغيب والترهيب للحافظ المنذري 2/ 100 حديث رقم 1666 وكتاب ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي 5/ 104 ترجمة رقم 5685 وكتاب الكامل في ضعفاء الرجال للإمام بن عدي 5/ 380 ترجمة رقم 1544 وكتاب العلل المتناهية للحافظ بن الجوزي 1/ 378 حديث رقم 632 وكتاب الفردوس بمأثور الخطاب 2/ 181 حديث رقم 2911 وكتاب ذخيرة الحفاظ للعلامة القيسراني 3/ 1309 حديث رقم 2827 وكتاب تلخيص الحبير للحافظ بن حجر 4/ 141 حديث رقم 1964 وكتاب نيل الأوطار للعلامة الشوكاني 5/ 203 وكتاب ضعيف الترغيب للعلامة الألباني حديث رقم 679
ــــــــــــــــــــــــ
13) حديث: ((الجزور في الأضحى عن عشرة))
أنظر: كتاب سنن الإمام الدارقطني 2/ 243 حديث رقم 34 وكتاب مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي 4/ 20 وكتاب الكامل في ضعفاء الرجال للإمام بن عدي 1/ 356 ترجمة رقم 187 وكتاب الموضوعات للحافظ بن الجوزي 1/ 261 حديث رقم 627 وكتاب ذخيرة الحفاظ للعلامة القيسراني 2/ 1230 حديث رقم 2637 وكتاب فيض القدير للمناوي 3/ 356 وكتاب رسالة لطيفة للحافظ بن عبد الهادي حديث رقم 43 وكتاب ضعيف الجامع للعلامة الألباني حديث رقم 2649
ــــــــــــــــــــــــ
14) حديث: ((الأضحى علي فريضة وهو عليكم سنة – وفي رواية – الأضحى علي فريضة وهو لكم تطوع))
أنظر: كتاب المعجم الأوسط للحافظ الطبراني 3/ 63 حديث رقم 2487 وكتاب ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي 7/ 171 ترجمة رقم 9499 وكتاب الفردوس بمأثور الخطاب للديلمي 4/ 428 حديث رقم 7245 وكتاب شرح الزرقاني للعلامة الزرقاني 3/ 104 وكتاب ذخيرة الحفاظ للعلامة القيسراني 2/ 1180 حديث رقم 2514 وكتاب تنقيح تحقيق أحاديث التعليق للحافظ بن عبد الهادي 2/ 497 حديث رقم 1430 و 1365 وكتاب التمهيد للحافظ بن عبد البر 23/ 290 وكتاب ضعيف الجامع للعلامة الألباني حديث رقم 2285
ــــــــــــــــــــــــ
15) حديث: ((نسخ الأضحى كل ذبح))
أنظر: كتاب السنن الكبرى للحافظ البيهقي 9/ 261 حديث رقم 18798 وكتاب سنن الإمام الدارقطني 4/ 280 حديث رقم 38 وكتاب المحلى للحافظ بن حزم 7/ 529 وكتاب لسان الميزان للحافظ بن حجر 6/ 38 ترجمة رقم 154 وكتابه الدراية في تخريج أحاديث الهداية 2/ 213 حديث رقم 921 وكتابه فتح الباري 9/ 502 وكتاب الموضوعات للحافظ بن الجوزي 1/ 316 حديث رقم 746 وكتاب الكامل في ضعفاء الرجال للإمام بن عدي 6/ 386 ترجمة رقم 1873 وكتاب ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي 6/ 430 ترجمة رقم 8550 وكتاب الفردوس بمأثور الخطاب للديلمي 4/ 291 حديث رقم 6858 وكتاب ذخيرة الحفاظ للعلامة القيسراني 5/ 2480 حديث رقم 5744 وكتاب نصب الراية للحافظ الزيلعي 4/ 208 وكتاب تنقيح تحقيق أحاديث التعليق للحافظ بن عبد الهادي 2/ 499 حديث رقم 1436 وكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للعلامة الألباني حديث رقم 904
ــــــــــــــــــــــــ
16) حديث: ((لكم بكل صوفة من جلدها حسنة وكل قطرة من دمها حسنة وإنها لتوضع في الميزان فأبشروا))
أنظر: كتاب المغني عن حمل الأسفار للحافظ العراقي 1/ 216 حديث رقم 847 وكتاب الأحاديث التي في الإحياء ولم يجد لها السبكي إسنادا للسبكي 6/ 301
ــــــــــــــــــــــــ
17) حديث: ((ضحوا وطيبوا بها أنفسكم فإنه ليس من مسلم يوجه أضحيته إلى القبلة إلا كان دمها وقرنها حسنات محضرات في ميزانه يوم القيامة))
أنظر: كتاب الفردوس بمأثور الخطاب للديلمي 2/ 425 حديث رقم 3873
ــــــــــــــــــــــــ
18) حديث: ((لا يأكلن أحدكم من أضحيته))
أنظر: كتاب الكامل في ضعفاء الرجال للإمام بن عدي 7/ 93 ترجمة رقم 2016 وكتاب ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي 7/ 116 ترجمة رقم 9329 وكتاب لسان الميزان للحافظ بن حجر 6/ 214 ترجمة رقم 751
ــــــــــــــــــــــــ
هذه الأحاديث بهذه الألفاظ غير ثابتة، ومن باب النصيحة للأمة تم بيانها، وفي الأحاديث الصحيحة والحسنة ما يغني عن الضعيف والموضوع.
اللهم اغفر لي ولإخواني فإننا نحب الحق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
¥(42/389)
ـ[الأجهوري]ــــــــ[18 - 01 - 05, 10:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الجهد وبارك فيك وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله منك
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[19 - 01 - 05, 01:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الجهد وبارك فيك وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله منك
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[17 - 12 - 07, 03:07 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
وللتنبيه فقط:
الموضوع: بيان لأحاديث الأضحية الغير ثابتة
حرف " ال " لا يضاف لـ" غير " ولا لـ " بعض " فهو خطأ لغوي.
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[17 - 12 - 07, 05:41 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[17 - 12 - 07, 09:48 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو علي التميمي]ــــــــ[06 - 12 - 08, 02:36 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[07 - 12 - 08, 02:45 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء،،أجدت وأفدة،،(42/390)
الطى والنشر لدلالة حديث ((لَمْ يَصُمْ الْعَشْرَ))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 01 - 05, 11:27 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْهَادِى مَنْ اِسْتَهْدَاهُ. الْوَاقِى مَنْ اِتَّقَاهُ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَوْفَيَانِ عَلَى أَكْمَلِ خَلْقِ اللهِ. وبعد ..
قال الإمام مسلم فى ((كتاب الصوم)) (1176):حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ وَإِسْحَقُ قَالَ إِسْحَقُ أَخْبَرَنَا وَقَالَ الآخَرَانِ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَائِمًا فِي الْعَشْرِ قَطُّ.
وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ الْعَبْدِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَصُمْ الْعَشْرَ.
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (2/ 300/9220)، وأحمد (6/ 42)، وإسحاق بن راهويه ((مسنده)) (1505)، والترمذى (756)، والنسائى ((الكبرى)) (2/ 165/2872)، وأبو القاسم البغوى ((مسند ابن الجعد)) (1744)، وابن حبان (3608)، وأبو نعيم ((المسند المستخرج)) (3/ 261/2683)، والبيهقى ((الكبرى)) (4/ 285) من طرقٍ عن أبى معاوية عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَائِمًا فِي الْعَشْرِ قَطُّ.
وأخرجه أحمد (6/ 190)، والنسائى ((الكبرى)) (2/ 165/2873)، وابن خزيمة (2103)، وأبو نعيم ((المسند المستخرج)) (3/ 261/2684) من طرقٍ عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِىٍّ عن الثورى عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَصُمْ الْعَشْرَ.
وتابعهما عن الأعمش: يعلى بن عبيد، وأبو عوانة، وحفص بن غياث، وأبو خالد الأحمر، وفرات القزاز.
ومن دلالة الحديث بمجموع لفظيه: الإخبار بنفى صيام النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَشْرَ مِنْ ذِي الْحِجَّة مجتمعة متتابعة، ووراء ذلك أحكام تتعلق بمقصود عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا من إيراده، ودلالته على حكم صيام الْعَشْرَ مِنْ ذِي الْحِجَّة.
******** ******** ********وقد تأوَّل شيخ الإسلام أبو زكريا النووى حديث عائشة، وأحاله عن مراده، وأبعد عن مقصود أم المؤمنين من إيراده، فقال ((شرح مسلم)) (8/ 71): ((قَالَ الْعُلَمَاء: هَذَا الْحَدِيث مِمَّا يُوهِم كَرَاهَة صَوْم الْعَشْرِ , وَالْمُرَاد بِالْعَشْرِ هُنَا: الأَيَّام التِّسْعَة مِنْ أَوَّل ذِي الْحِجَّة , قَالُوا: وَهَذَا مِمَّا يُتَأَوَّل فَلَيْسَ فِي صَوْم هَذِهِ التِّسْعَة كَرَاهَة , بَلْ هِيَ مُسْتَحَبَّة اِسْتِحْبَابًا شَدِيدًا لا سِيَّمَا التَّاسِع مِنْهَا , وَهُوَ يَوْم عَرَفَة , وَقَدْ دلتْ الأَحَادِيث على فَضْله , وَثَبَتَ فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ أَنَّ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَا مِنْ أَيَّام الْعَمَل الصَّالِح فِيهَا أَفْضَل مِنْهُ فِي هَذِهِ)) - يَعْنِي: الْعَشْر مِنْ ذِي الْحِجَّة -. فَيُتَأَوَّلُ قَوْلُهََا: لَمْ يَصُمْ الْعَشْر , أَنَّهُ لَمْ يَصُمْهُ لِعَارِضِ مَرَضٍ أَوْ سَفَرٍ أَوْ غَيْرهمَا , أَوْ أَنَّهَا لَمْ تَرَهُ صَائِمًا فِيهِ , وَلا يَلْزَم عَنْ ذَلِكَ عَدَم صِيَامه فِي نَفْس الأَمْر , وَيَدُلّ عَلَى هَذَا التَّأْوِيل حَدِيث هُنَيْدَة بْن خَالِد عَنْ اِمْرَأَته عَنْ بَعْض أَزْوَاج النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُوم تِسْع ذِي الْحِجَّة , وَيَوْم عَاشُورَاء , وَثَلاثَة أَيَّام مِنْ كُلّ شَهْر: الاثْنَيْنِ مِنْ الشَّهْر وَالْخَمِيس. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَهَذَا لَفْظه، وَأَحْمَد، وَالنَّسَائِيُّ وَفِي رِوَايَتهمَا (وَخَمِيسَيْنِ) وَاَلله أَعْلَم)) اهـ.
¥(42/391)
وتبع النووى جماعة من الشرَّاح، ونقلوا كلامه بلفظه، كما فعل المباركفورى فى ((تحفة الأحوذى)) (3/ 384)، وأبو الطيب العظيم آبادى فى ((عون المعبود بشرح أبى داود)) (7/ 65)، والشوكانى فى ((نيل الأوطار)) (4/ 324).
وذهب جماعة من الحفاظ إلى احتمال أن تكون عائشة لم تعلم بصيامه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالوا ((فإنِّه كان يقسم لتسع نسوةٍ، فلعله لم يتفق صيامُه في نوبتها))، قاله الحافظ الزيلعى فى ((نصب الراية)) (2/ 156).
وأما الإمام أبو بكر البيهقى، والحافظان الزركشى وابن حجر، فقالوا: فى حَدِيثِ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ زيادةٌ ينبغى قبولها والعمل بمقتضاها، والْمُثْبِتُ مُقَدَّمٌ على النافِى. وزاد ابن حجر ((الفتح)) (2/ 460) قوله: ((ولعلَّه لم يصم لاحتمال أن يكون ذلك لكونه كان يترك العمل، وهو يحب أن يعمله، خشية أن يفرض على أمَّته)). وبهذا جزم الحافظ المناوى حاسما للشبهة عنده، فقال ((فيض القدير)) (5/ 474): ((يبعد كل البعد أن يلازم عدَّةَ سنين عدمُ صومه في نوبتها دون غيرها، فالجواب الحاسم لعِرْقِ الشبهة أن يقال: الْمُثْبِتُ مُقَدَّمٌ على النافِى على القاعدة المقررة)).
فهذه جملة التأويلات التى اعترضوا بها على دلالة حديث عائشة على نفى صيام العشر مجتمعةً متواليةً. ويمكن تلخيصها فى اعتراضاتٍ أربعٍ:
[أولها] أَنَّهَا لَمْ تَرَهُ صَائِمًا فِيهَا، ورأه غيرُها من أزواجه.
[ثانيها] العمل بحديث الْمُثْبِتُ لصيامه مُقَدَّمٌ على النافِى له.
[ثالثها] الجزم بصحَّة حَدِيثَ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ اِمْرَأَته عَنْ بَعْض أَزْوَاج النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُوم تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ.
[رابعها] قصر دلالة حديث ((مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَفْضَل مِنْهُ فِي العشر)) على الترغيب فى الصوم.
ومن الواضح البيِّن أن الدافعَ لهذه التأويلات هو ثالث هذه الاعتراضات، أعنى الجزم بصحَّة حديث هُنَيْدَة بْن خَالِدٍ ((كَانَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُوم تِسْع ذِي الْحِجَّة)). وقد تنبه إلى هذا الحافظ ابن القيم، فقال ((الهدى النبوى)) (1/ 164): ((والْمُثْبِتُ مُقَدَّمٌ على النافِى إنْ صَحَّ)) اهـ، فقيَّد العمل بمفهوم هذه القاعدة بثبوت صحَّة الحديث.
والقصد: أنَّه ليس فيما ذكروا دليلٌ ناهضٌ على إحالة حديث عائشة عن دلالته ومفهومه، وليس وراء هذا الدافع الآنف ذكره إلا قولهم: لعلَّ .. ويحتمل!!. ولا يغيبنَّ عنك أنَّ أكثر شئٍ اُعترض به على صحاح الأحاديث ودلالتها، هو: لعلَّه كذا وكذا، ويُحتملُ كذا وكذا.
وليس واحدٌ من هذه الاعتراضات إلا وهو مدفوع بما هو أقوى منه، وكاشفٌ لخطئِه وبعدِه عن الصواب. فمن ذلك قول الزيلعى ((فلعلَّه لَمْ يتَّفقُ صِيَامُهُ فِي نَوْبَتِهَا))، فإنَّه مُضْحِكٌ مُبْكٍ، فهل يُتصَّورُ مضاءُ عشرة أيامٍ على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو مقيمٌ غيرُ ظاعنٍ، ينتقل بين أزواجه كلِّهن، ولا يوافق ذلك نوبة أحبِّ أزواجه إليه!، هذا مع قول أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ مِنْ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ، قَالَ قَتَادَةَ: قُلْتُ لأَنَسٍ: أَوَكَانَ يُطِيقُهُ؟، قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلاثِينَ. أخرجه أحمد (3/ 291)، والبخارى (268)، والنسائى ((الكبرى)) (5/ 328/9033)، وأبو يعلى (2941،3203،3176)، وابن خزيمة (231)، وابن حبان (1208)، والبيهقى ((الكبرى)) (7/ 54) جميعاً من طريق مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ به.
¥(42/392)
وأعجبُ شئٍ وأبعدُه عن حقائق الحكمة النبوية المبثوثة فى ثنايا أقواله وأفعاله وأحواله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قول الحافظ ابن حجر ((ولعلَّه لم يصم لاحتمال أن يكون ذلك لكونه كان يتركُ الْعَمَلَ، وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ، خَشْيَةَ أَنْ يُفْرَضَ عَلَى أمَّتِهِ))!!.
وقد يقال: ويتأيَّد قوله ذا بما أخرجاه فى ((الصحيحين)) من حديث مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَدَعُ الْعَمَلَ، وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ، فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ.
فنقول: بل الحق أن النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يترك عملاً بالكليَّة، وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَهُ، ولا ينبغى اعتقاد ذلك فى حقِّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا أرادته عائشة بقولها ذا، وإن خشى أن يفرض على أمته ذاك العمل المحبوب عنده، لم يتركه بمرةٍ، وإنما يَعْمَلُهُ دون أن يطلعهم عليه، ومن غير أن يروه وهو يَعْمَلُهُ، لئلا يأتسوا به ويفرضوه على أنفسهم. وهذا هو اللائق بمفهوم حديث عائشة، كما دلَّ عليه قولها ((إنْ كان لَيَدَعُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبُّه))، وتعنى: أنه يدع العمل مما يعمله فى الخفاء، لئلا يراه أصحابه، فيقتدوا به، وربما تعنى: لا يواظب عليه، فيعمله مرة، ويتركه أخرى.
وأما قولها رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ((مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَائِماً الْعَشْرِ قَطُّ))؛ فليس بهذه السبيل، إذ لو أحبَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صِيَامَ الْعَشْرِ ما تركه بالكليَّة، ولفعله ولو مرَّة من عُمُرِه، ولما قالت ذلك رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فهى أولى النَّاس به إحاطةً ومعرفةً.
فإن قيل: بل فعله، إذ أخبر بفعله إيَّاه بَعْضُ أَزْوَاجِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟.
قلنا: لقد سبق القول بأن الجزم بصحَّة حَدِيثَ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ اِمْرَأَته عَنْ بَعْض أَزْوَاج النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُوم تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، هو الدافع الأكبر لهذه التأويلات التى أحالت حديث عائشة عن دلالته ومرادها منه.
وإذ قد أتينا عليه، فقد تعيَّن بيان ما به من الاضطراب الموجب لنفى صحته، بله الاحتجاج به فى دفع دلالة حديث عائشة الصحيح. ويتبع بتوفيق الله وعونه، لا إله غيره، ولا رب سواه.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[19 - 01 - 05, 02:48 م]ـ
جزاك الله خيرا ولا عدمنا فوائدك
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[19 - 01 - 05, 02:57 م]ـ
جزاك الله خيرا ولا عدمنا فوائدك
آمين
ـ[أبو غازي]ــــــــ[19 - 01 - 05, 03:04 م]ـ
ليتك يا شيخ تدخل قاعدة: السنة التَركيّة. على المسألة.
ـ[سليمان المرزوقي]ــــــــ[19 - 01 - 05, 03:24 م]ـ
المشاركة الأصلية للشيخ الألفي:
بل الحق أن النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يترك عملاً بالكليَّة، وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَهُ، ولا ينبغى اعتقاد ذلك فى حقِّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا أرادته عائشة بقولها ذا، وإن خشى أن يفرض على أمته ذاك العمل المحبوب عنده،، كما دلَّ عليه قولها ((إنْ كان لَيَدَعُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبُّه))، وتعنى: أنه يدع العمل مما يعمله فى الخفاء، لئلا يراه أصحابه، فيقتدوا به، وربما تعنى: لا يواظب عليه، فيعمله مرة، ويتركه أخرى.
شيخنا المبارك
صرفك الحديث عن ظاهره وتأويلك له فيه نوع تكلف لا يخفى. . بل إن الدليل خلاف ما قلت وفقنا الله وإياك للصواب ففي البخاري قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعد طواف الافاضة {اعملوا فإنكم على عمل صالح} ثم قال {لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل على هذه} يعني عاتقه وأشار إلى عاتقه.
وفي مسلم قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {انزعوا بني عبد المطلب فلولا أن تغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم}
وقولك: لم يتركه بمرةٍ، وإنما يَعْمَلُهُ دون أن يطلعهم عليه، ومن غير أن يروه وهو يَعْمَلُهُ، لئلا يأتسوا به ويفرضوه على أنفسهم.اهـ يحتاج إلى دليل وحديث قيام الليل واضح في تركه العمل خشية فرضيته على الأمة مع أنه كان عليه الصلاة والسلام يصلي الليل مع علم أصحابه بذلك وبدون خفاء بل كان يشاركه بعضهم أحيانا والأحاديث في ذلك كثر
قولك: وهذا هو اللائق بمفهوم حديث عائشة.اهـ الأخذ بمفهوم الحديث وترك منطوقه يحتاج إلى دليل أيضا
فالذي يظهر لي أن تعليل ابن حجر رحمه الله واستدلاله بالحديث أرجح الأقوال والأخذ به قوي له وجه
فما قولكم حفظكم الله؟
¥(42/393)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 01 - 05, 05:25 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْهَادِى مَنْ اِسْتَهْدَاهُ. الْوَاقِى مَنْ اِتَّقَاهُ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَوْفَيَانِ عَلَى أَكْمَلِ خَلْقِ اللهِ. وبعد ..
((صرفك الحديث عن ظاهره، وتأويلك له فيه نوع تكلف لا يخفى. . بل إن الدليل خلاف ما قلت))!!
سيأتيك مزيد بيانٍ فى تأكيد صحَّة هذا التأويل، بعد الفراغ من ذكر الاضطراب على حديث هنيدة بن خالد.
((فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ)) وقولك ((وحديث قيام الليل واضح في تركه العمل خشية فرضيته على الأمة، مع أنه كان عليه الصلاة والسلام يصلي الليل)) فيه الرد المطلوب، لو أمعنت النظر فيما قلت!!.
فهو أحد الأدلة على صحَّة ما ذكرتُه من التأويل الآنف ذكره: أنه لم يترك عملاً أحبه بالكلية، ولو أن يعمله مرَّة فى عمره.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 01 - 05, 05:43 م]ـ
بيان الاضطراب على إسناد ومتن حَدِيثَ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ الْخُزَاعِىِّ
كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُوم تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِأوفى الأئمة تخريجاً لحديث هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ الْخُزَاعِىِّ، واستيفاءاً لرواياته؛ هو الإمام أبو عبد الرحمن النسائى، فقد ذكر الاختلاف على رواية الحديث عنه فى ((المجتبى)) (4/ 221،220) فى خمس رواياتٍ، فقال:
(2415) أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ عَنْ زُهَيْرٍ عَنْ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ قَالَ سَمِعْتُ هُنَيْدَةَ الْخُزَاعِيَّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ سَمِعْتُهَا تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ: أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنْ الشَّهْرِ، ثُمَّ الْخَمِيسَ، ثُمَّ الْخَمِيسَ الَّذِي يَلِيهِ.
(2416) أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَقَ الأَشْجَعِيُّ كُوفِيٌّ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ عَنْ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ الْخُزَاعِيِّ عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ: أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صِيَامَ عَاشُورَاءَ، وَالْعَشْرَ، وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ.
(2417) أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ امْرَأَتِهِ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ تِسْعًا مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ: أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنْ الشَّهْرِ، وَخَمِيسَيْنِ.
(2418) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ امْرَأَتِهِ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ الْعَشْرَ، وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ.
(2419) أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ هُنَيْدَةَ الْخُزَاعِيِّ عَنْ أُمِّهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِصِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ أَوَّلِ خَمِيسٍ وَالاثْنَيْنِ وَالاثْنَيْنِ.
فبان بهذا أن الاضطراب على هذا الحديث تطرق إلى الإسناد والمتن معاً.
فأما المتن، فعلى خمسة ألوان:
(1) كان لا يدع: صِيَامَ عَاشُورَاءَ، وَعَشْرَ ذى الْحِجَّةِ، وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ.
¥(42/394)
(2) كَانَ يَصُومُ تِسْعًا مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ.
(3) كَانَ يَصُومُ الْعَشْرَ من ذى الحجة، وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ.
(4) كان يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ: أَوَّلَ اثْنَيْنِ، وَخَمِيسِين.
(5) كان يَأْمُرُ بِصِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ أَوَّلِ خَمِيسٍ وَالاثْنَيْنِ وَالاثْنَيْنِ.
ومن الواضح البيِّن: أن إحداها شذَّت بقولها ((أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ))، ومنهن ((صِيَامُ عَشْرَ ذى الْحِجَّةِ))، وأنها متفقة كلُّها على ((صِيَامِهِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ))، ولكنها اختلفت على تعيينها.
وأما الإسناد، فالاختلاف على هنيدة على خمسة ألوان:
(1) ((عنه عَنْ حفصة)).
(2) ((عنه سمعت أم المؤمنين)) هكذا غير مسماة.
(3) ((عنه عَنْ امْرَأَتِهِ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) كذا غير مسمَّاة.
(4) ((عنه عَنْ أُمِّهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ)).
(5) ((عنه عَنْ اِمْرَأتِهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ)). وهذا الأخير أخرجه أبو يعلى والطبرانى، كما سيأتى بيانه.
******** ******** ******** [الوجه الأول] وهو أوهنها إسناداً ومتناً.
قال أحمد (6/ 287): حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الأَشْجَعِيُّ الْكُوفِيُّ ثَنَا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلائِيُّ عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ الْخُزَاعِيِّ عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ: أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صِيَامَ عَاشُورَاءَ، وَالْعَشْرَ، وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ.
وأخرجه كذلك النسائى ((الكبرى)) (2/ 135/2724) و ((المجتبى)) (4/ 220)، وأبو يعلى (7048،7041)، وابن حبان (6422)، والطبرانى ((الأوسط)) (7831) و ((الكبير)) (23/ 216،205/ 396،354)، والخطيب ((تاريخ بغداد)) (9/ 246،105و12/ 364) جميعاً من طريق هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ عن أبِي إِسْحَاقَ الأَشْجَعِيِّ عَنْ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ به.
قلت: وهذا حديث شاذ , وإسناد ضعيف جداً، له أربع آفات:
[أولها] التفرد والغرابة، إذ لم يروه عَنْ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ عَنْ هُنَيْدَةَ عَنْ حَفْصَةَ إلا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلائِيُّ، تفرد عنه أَبُو إِسْحَاقَ الأَشْجَعِيُّ، ولا يتابع على هذا الوجه.
قال أبو القاسم الطبرانى: ((لم يرو هذا الحديث عَنْ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ إلا الأَشْجَعِيُّ، ولا عَنْ الأَشْجَعِيُّ إلا أبو النضر هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ)).
[ثانيها] جهالة أبى إِسْحَاقَ الأَشْجَعِيِّ شيخ أبى النضر. إذ لا راوى له غير هاشم بن القاسم، ولا خلاف أن جهالة الراوى مع تأخر طبقته عن التابعين أدعى لترك الاحتجاج بما تفرد به، فكيف إذا خالف وشذَّ!.
[ثالثها] المخالفة على الإسناد والمتن. فقد خالف الأشجعىَّ غيرُه من الأثبات من أهل طبقته: أبو عوانة، وزهير، ومحمد بن فضيل، كما سبق بيانه فى تفصيل روايات النسائى الخمسة، ويأتى مزيد بيان لها.
[رابعها] النكارة فى قوله ((لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ))، إذ لوكان كما زعم لا يدع صيام العشر، ما خفى علم ذلك على عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، ولوجب أن تكون أعلمَ النَّاس به، ولَمْ تَقُلْ ((لَمْ يَصُمْ الْعَشْرَ)).
ويتبع بقية الوجوه الأربعة.
ـ[عمر رحال]ــــــــ[31 - 12 - 05, 04:15 ص]ـ
شيخنا المُبارك/ أبو محمد الألفي.
جزاكم الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء.
:: يُرفع:: للفائدة.(42/395)
ما هو النعي المنهي عنه في السنة؟ وما صحة حديث لحم البقر داء
ـ[الوليد]ــــــــ[19 - 01 - 05, 03:30 م]ـ
هنا سؤالان للمشايخ:
الأول: ما هو النعي المنهي عنه في السنة؟
وهل إعلام إمام المسجد المصلين بموت أحد المشاهير (نسبياً) يعد من النعي المذموم؟
الثاني: هل لحوم البقر داء؟
ودمتم في خير حال
ـ[خالد العمري]ــــــــ[19 - 01 - 05, 09:34 م]ـ
النعي وصوره المعاصرة
للشيخ/
خالد بن عبدالله بن محمد المصلح
المبحث الأول: تعريف النعي
المطلب الأول: تعريفه في اللغة
قال ابن فارس:" النون والعين والحرف المعتل أصل صحيح يدل على إشاعة الشيء، منه: خبر الموت" ().
المطلب الثاني: تعريفه في الاصطلاح
معنى النعي في الاصطلاح أوسع منه في اللغة. ويتضح ذلك مما قاله أهل العلم في تعريفه.
قال الترمذي في جامعه:" والنعي عندهم أن ينادى في الناس أن فلاناً مات ليشهدوا جنازته" ().
قال ابن الأثير في النهاية:" نعى الميت ينعاه نعياً، ونِعِياً، إذا أذاع موته، وأخبر به، وإذا ندبه" ().
وقال ابن عابدين:" هو الإخبار بالموت" ().
وقال قليوبي في حاشيته:" وهو النداء بموت الشخص، وذكر مآثره ومفاخره" ().
وقال الحجاوي في الإقناع:" وهو النداء بموته" ().
وقد ساق المنبجي عدة آثار في النعي ثم قال بعد ذلك:" منها مايدل على أن النعي إعلام الناس بأن فلاناً قد مات. ومنها مايدل على أن النعي هو تعداد صفات الميت. فالظاهر أن كليهما نعي" ().
فظهر مما تقدم أن النعي عند أهل العلم منهم من يقصره على النداء بالموت، ومنهم من يدخل فيه الإخبار بالموت المقرون بمدح الميت وتعداد صفاته.
والذي يظهر لي أن النعي يطلق على الإخبار بموت الميت وإذاعة ذلك، ويطلق أيضاً على ما قد يصاحب ذلك من قول كتعداد مناقب الميت، أو فعل كشق الجيوب وضرب الخدود، والله أعلم.
المطلب الثالث: ألفاظ تشارك النعي
هناك ألفاظ يطلقها أهل العلم ويذكرون لها أحكاماً، وهي تشارك النعي من بعض الوجوه، ولذلك نحن بحاجة إلى الوقوف على معاني هذه الألفاظ.
أولاً: الندب
وهو في اللغة حسن الثناء على الميت ()، وقيل: دعاء الميت بحسن الثناء عليه وافلاناه ()، وقيل: الإقبال على تعداد محاسن الميت كأن الميت يسمعها ().
أما الاصطلاح فقال ابن الأثير في النهاية في تعريف الندب:هو" أن تذكر النائحة الميت بأحسن أوصافه، وأفعاله" ().
وقال النووي:" الندب: أن تعد شمائل الميت وأياديه. فيقال: واكريماه ... " ().
وقال ابن المبرد:" الندب البكاء على الميت وتعداد محاسنه" ().
وقال المنبجي:" اسم للبكاء على الميت وتعداد محاسنه" ().
وعلى هذا فإن الندب يشترك مع النعي في كونه تعداداً لصفات الميت ومحاسنه.
ثانياً: النياحة
وهي في اللغة من النوح، وهو يدل على مقابلة الشيء للشيء ()، والنياحة على الميت هي البكاء عليه بجزع وعويل ().
وأما في الاصطلاح فهي موافقة للمعنى اللغوي قال في الإقناع:" وهي رفع الصوت بذلك ـ أي بالندب ـ برنة" ().
وقال في الزواجر:" النوح وهو رفع الصوت بالندب، ومثله إفراط رفعه بالبكاء ... " ().
وقد وسَّع بعض أهل العلم معنى النياحة فجعل منها كل ما هيَّج المصيبة من وعظ أو إنشاء شعر، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ().
ومن هذا يتبين أن النياحة هي إظهار الجزع والتسخط على موت الميت.
قال القرافي:" وصورته: أن تقول النائحة لفظاً يقتضي فرط جمال الميت وحسنه وكمال شجاعته وبراعته وأبهته ورئاسته وتبالغ فيما كان يفعل من إكرام الضيف والضرب بالسيف والذب عن الحريم والجار إلى غير ذلك من صفات الميت التي يقتضي مثلها أن لا يموت، فإن بموته تنقطع هذه المصالح ويعز وجود مثل الموصوف بهذه الصفات ويعظم التفجع على فقد مثله، وأن الحكمة كانت بقاءه وتطويل عمره لتكثر تلك المصالح في العالم. فمتى كان لفظها مشتملاً على هذا كان حراماً، وهذا شرح النوح. وتارة لا تصل إلى هذه الغاية غير أنها تبعد السلوة عن أهل الميت وتهيج الأسف عليهم، فيؤدي ذلك إلى تعذيب نفوسهم وقلة صبرهم وضجرهم، وربما بعثهم ذلك على القنوط وشق الجيوب وضرب الخدود، فهذا أيضاً حرام" ().
ثالثاً: الرثاء
وهو في اللغة بكاء الميت بعد موته ومدحه، وكذا إذا عددت محاسنه، وكذلك إذا نظمت فيه شعراً ().
¥(42/396)
ويراد به أيضاً التوجع من الوقوع في مكروه (). ومنه قول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في قول النبي e له: ((لكن البائس سعد بن خولة))، يرثي له رسول الله e أن مات بمكة ().
رابعاً: التأبين
وهو في اللغة من أَبَنَ الرجل تأبيناً، أي:" مدحه بعد موته وبكاه" ().
المبحث الثاني: أقسام النعي وصوره
المطلب الأول: النعي في كلام أهل العلم
النعي وهو الإخبار بموت الميت إما أن يكون إعلاماً مجرداً، وإما أن يكون إعلاماً بنداء ونحوه، ولكل منهما حكم.
المسألة الأولى: الإعلام بالموت مجرداً
ذهب جمهور أهل العلم من الحنفية ()، والمالكية ()، والشافعية ()، والحنابلة ()، وغيرهم () إلى جواز الإعلام بالموت من غير نداء؛ لأجل الصلاة.
بل ذهب جماعة من العلماء إلى استحباب ذلك ().
واستدلوا بما في الصحيحين () من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي e نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكبر أربعاً.
واستدلوا أيضاً بما أخرج الشيخان () من حديث أبي هريرة t أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد أو شاباً، ففقدها رسول الله e، فسأل عنها أو عنه. فقالوا: مات، فقال e: (( أفلا كنتم آذنتموني)).
وهذان الحديثان ظاهران في إباحة الإعلام بالموت لأجل الصلاة، بل هما دالان على الاستحباب، ولأن ذلك وسيلة لأداء حقه من الصلاة عليه واتباع جنازته.
ومما يدل على جواز إعلام من لم يعلم بموت الميت لمصلحة غير الصلاة عليه ما في صحيح البخاري من حديث أنس t وفيه أن النبي e: نعى زيداً وجعفراً وابن رواحة للناس قبل أن يأتي خبرهم، فقال: ((أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب، وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم)) (). ففي هذا الحديث نعى النبي e هؤلاء الثلاثة رضي الله عنهم، ولم يكن ذلك النعي لأجل الصلاة عليهم إنما لأجل إخبار المسلمين بخبر إخوانهم وما جرى لهم في تلك الوقعة. وعليه فيجوز الإعلام بالموت لكل غرض صحيح كالدعاء له وتحليله وما أشبه ذلك (). وليس ذلك من النعي الذي نهى عنه رسول الله r، بل إن بعض ذلك مما دلت النصوص على فضله واستحبابه، فقد أجمع أهل العلم على أن شهود الجنائز خير وبر وفضل، وأجمعوا على أن الدعاء إلى الخير من الخير، قال ابن عبدالبر:" وكان أبو هريرة يمر بالمجالس، فيقول: إن أخاكم قد مات فاشهدوا جنازته" ().
وذهب جماعة من أهل العلم من الصحابة ومن بعدهم () كحذيفة بن اليمان رضي الله عنه إلى عدم الإخبار بموت الميت خشية أن يكون ذلك من النعي الذي نهى عنه رسول الله r. قال البيهقي:" ويروى في ذلك عن ابن مسعود وابن عمر وأبي سعيد ثم عن علقمة وابن المسيب والربيع بن خثيم وإبراهيم النخعي" ().
واستدلوا بما جاء عن حذيفة t أنه قال: إذا مت فلا تؤذنوا بي أحداً، إني أخاف أن يكون نعياً، فإني سمعت رسول الله e ينهى عن النعي. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه. وقال عنه الترمذي: هذا حديث حسن صحيح (). وقد حسنه الحافظ ابن حجر ().
ولما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله e:(( إياكم والنعي، فإن النعي من عمل الجاهلية)) (). قال عبدالله في بيان معنى النعي: أذان بالميت (). فالنداء ورفع الصوت في الإخبار بموت الميت من فعل أهل الجاهلية ().
وقد حمل النووي ما ورد عن هؤلاء على الكراهة ().
وعند التأمل والنظر يتبين أن النهي الوارد عن النعي لا يعارض ما جاء عن النبي e من نعي النجاشي ونعي الأمراء على المنبر، فإن النعي المنهي عنه في قول حذيفة t : سمعت رسول الله e ينهى عن النعي إنما هو في نعي الجاهلية، فالألف واللام للعهد الذهني، وهو ما كان معروفاً في الجاهلية من النعي، فلقد" كان من عادتهم إذا مات منهم شريف بعثوا راكباً إلى القبائل يقول: نعايا فلان، أو يانعايا العرب، أي: هلكت العرب بمهلك فلان، ويكون مع النعي ضجيج وبكاء" ().
فيكون النعي المنهي عنه محمولاً" على النعي لغير غرض ديني مثل إظهار التفجع على الميت وإعظام حال موته. ويحمل النعي الجائز على ما فيه غرض صحيح مثل طلب كثرة الجماعة تحصيلاً لدعائهم ... " ()، وما أشبه ذلك.
¥(42/397)
ولا يرد على هذا التوجيه" قول حذيفة t؛ لأنه لم يقل إن الإعلام بمجرده نعي، وإنما قال: أخاف أن يكون نعياً، وكأنه خشي أن يتولد من الإعلام زيادة مؤدية إلى نعي الجاهلية" ().
وعلى هذا فلا حرج في الإخبار بموت الميت لكل غرض صحيح كما تقدم، والله أعلم.
المسألة الثانية: الإعلام بالموت بنداء ورفع صوت
ذهب جمهور أهل العلم من الحنفية ()، والمالكية ()، والشافعية ()، والحنابلة () إلى كراهية النداء في الإعلام بموت الميت؛ لما تقدم من حديثي حذيفة وابن مسعود رضي الله عنهما.
وذهب جماعة من الحنفية إلى أنه لا يكره النداء على الميت في الأزقة والأسواق إذا كان نداء مجرداً عن ذكر المفاخر ().
قالوا: لأن في ذلك تكثير الجماعة من المصلين والمستغفرين للميت، وليس مثله نعي الجاهلية، فإنهم كانوا يبعثون إلى القبائل ينعون مع ضجيج وبكاء وعويل وتعديد ونياحة ().
ويقال في الجواب على هذا: إن مقصود تكثير الجماعة من المصلين والمستغفرين للميت يمكن حصوله دون النداء ورفع الصوت. فالصواب من هذين القولين قول الجمهور القائلين بكراهة رفع الصوت في الإعلام بموت الميت؛ لأن النداء ورفع الصوت بموت الميت داخل من حيث الصورة في بعض نعي الجاهلية الذي ورد النهي عنه، فإنهم كانوا يرسلون من يعلن بخبر موت الميت على أبواب الدور والأسواق ().
المطلب الثاني: صور النعي المعاصرة
هناك العديد من الصور المعاصرة للنعي التي تحتاج إلى نظر هل تدخل في النعي المحرم أو لا؟ وقد تناولتها في المسائل التالية:
المسألة الأولى: إعلان الموت في الصحف والمجلات السيارة وما أشبهها
إعلان الوفاة في الصحف والمجلات وما أشبهها من وسائل الإعلام العام كالمنتديات والصفحات العامة في شبكة الإنترنت كل ذلك لا يخلو أن يكون إعلاناً مجرداً أو إعلاناً غير مجرد. ولا يخلو أيضاً أن يكون قبل الصلاة على الميت أو بعده.
فإن كان الإعلان قبل الصلاة مجرداً عن نداء ورفع صوت وليس فيه تفجع على الميت ولا إعظام لحال موته ولا تسخط فيه ولا ضجر فإن ذلك جائز، لا سيما إذا كان الميت مما يهم الناس أمره وحاله أو كان له شأن ومكانة في الإسلام أو نفع علم. ولا بأس أن يقترن بالإعلان ثناء يسير مطابق للواقع يرغِّب في الدعاء له والصلاة عليه.
ويدل لهذا نعي النبي r النجاشي في اليوم الذي مات فيه، ففي صحيح مسلم من حديث جابر t قال: قال رسول الله r:(( مات عبد لله صالح أصحمة، فقام فأمنا وصلى عليه)) (). فقوله r في نعيه النجاشي: مات عبد لله صالح ثناء عليه وتزكية له حيث وصفه بالصلاح، وفي هذا تنشيط على الدعاء له والصلاة عليه.
ويشهد لهذا أيضاً ما رواه الشيخان من حديث أنس t قال: مروا بجنازة فأثنوا عليها خيراً، فقال النبي r:(( وجبت)). ثم مروا بأخرى، فأثنوا عليها شراً، فقال النبي r:(( وجبت)). فقال عمر بن الخطاب t: ما وجبت؟. قال النبي r:(( هذا أثنيتم عليه خيراً، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار. أنتم شهداء الله في الأرض)). فأقرهم النبي r على الثناء بالخير على الجنازة، فدل على جواز ذكر الميت بما فيه من الخير.
أما إن كان الإعلان عن الموت بعد الصلاة عليه فإن كان لمجرد الإعلام بالموت فالظاهر أنه من النعي المنهي عنه؛ لأن الصحف وشبهها من الوسائل الإعلامية هي أقرب ما تكون لمجامع الناس ومنتدياتهم في العصر الأول. ويتأكد النهي والتحريم إذا كان الخبر متضمناً لما يثير الأحزان ويهيج على البكاء، أو كان متضمناً الشهادة بالجنة للميت أو ما يفهم منه ذلك ككتابة بعضهم في خبر الوفاة قول الله تعالى:] [فإن مثل هذا محرم لا يجوز.
أما إن كان الإعلام بالموت بعد الصلاة على الميت لمصلحة معتبرة شرعاً كإبراء ذمة الميت وما أشبه ذلك فإن هذا جائز لا بأس به؛ لما فيه من المصلحة.
قال شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في فتوى له:" وأما الإعلان عن موت الميت فإن كان لمصلحة مثل أن يكون الميت واسع المعاملة مع الناس بين أخذ وإعطاء وأعلن موته لعل أحداً يكون له حق عليه فيقضى أو نحو ذلك فلا بأس".
المسألة الثانية: إعلان الموت بالرسائل الهاتفية أو البريد الإلكتروني
¥(42/398)
جرى عمل كثير من الناس في هذه الأيام على تبادل الرسائل الهاتفية أو البريد الإلكتروني للإخبار بالموت، والذي يظهر أن مثل هذا إن كان لأجل الصلاة على الميت أو الدعاء له أو تعزية المصاب به ونحو ذلك فهو مستحب؛ لأن ذلك وسيلة لتلك الصالحات، والوسائل لها حكم الغايات، وما لا يتم الصالح إلا به فهو صالح. وكذلك الحكم إن كان ذلك لمصلحة. ويمكن أن يقال: إن إعلان الموت بالرسائل الهاتفية أو البريد الإلكتروني لا يخرج عما سبق من كلام أهل العلم في حكم النعي المجرد.
المسألة الثالثة: إعلان الموت في الخطب المنبرية
ذكر خبر وفاة عالم من العلماء أو علم من الأعلام في الخطب سواء كانت خطبة الجمعة أو خطبة خاصة للإعلام بموته ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: أن يكون ذلك لإخبار الناس بموت من يهمهم معرفة خبره، ولم يسبق علم عام بموته، أو كان ذلك لمصلحة راجحة فالذي يظهر لي أن ذلك جائز لا حرج فيه، ولو اقترن به ثناء يسير مطابق للواقع، وسواء كان الإعلان في خطبة الجمعة أو في خطبة خاصة للإعلام بموته.
ويدل لهذا ما رواه البخاري من حديث أنس بن مالك t قال: خطب النبي r، فقال: ((أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، ثم أخذها خالد بن الوليد عن غير إمرة، ففتح له، وقال: ما يسرهم أنهم عندنا وعيناه تذرفان)) ().
ويشهد له أيضاً أن أبا بكر t خطب الناس لما اضطربوا في وفاة الرسول r بعد أن تيقن موته r، فقال في خطبته المشهورة: ((أما بعد، من كان يعبد محمداً r فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت)) ().
أما دليل جواز الثناء اليسير المطابق للواقع في خبر الوفاة ما رواه مسلم من حديث جابر t قال: قال رسول الله r:(( مات عبد لله صالح أصحمة، فقام فأمنا وصلى عليه)) ().
ويحسن في مثل هذا المقام إن كان الناس مصابين أن يصبرهم ببيان أن ما أصاب الميت أمر آتٍ على كل أحد، وأنه سبيل لابد منه، وباب لابد من دخوله، وأن يبين وجوب الصبر وفضله وجميل عاقبته وسوء منقلب التسخط والضجر.
القسم الثاني: ألا يكون غرض صحيح من الإخبار بموت الميت أو أن يكون الخطيب قد أكثر من ذكر مآثر الميت وفضائله وأعماله وصفاته أو عظيم الخسارة بموته فإن ذلك لا يجوز، وهو من النعي المحرم، إذ هو نظير ما كان يفعله أهل الجاهلية من بعث المنادي ينادي بموت الميت ويذكر مآثره ومفاخره. وقد تقدم في الكلام عن النعي ما يدل على تحريم هذا القسم، لا سيما وأن كثيراً من الخطباء يذكر في كلامه ما يهيِّج الأحزان ويضعف عن الصبر، ويبعد المصابين بالميت عن السلوة. ولا يشك عالم بموارد الشريعة ومصادرها أن مثل هذا لا يجوز.
المسألة الرابعة: المحاضرات العلمية والمشاركات الإعلامية
مما انتشر بين الناس في الأزمنة المتأخرة أنه إذا مات عالم من العلماء أو علم من الأعلام طلب من طلابه أو معارفه أو أقاربه أو زملائه أو من لهم صلة به أن يتحدثوا عنه؛ إما في مشاركات إذاعية أو مرئية أو محاضرات أو ندوات أو مقالات أو تعليقات. ويتلخص ذلك كله في أنه عدّ لمحاسن الميت وإبراز لجوانب شخصيته والثناء عليه وما أشبه ذلك.
والذي يظهر لي أن مثل هذه الأعمال تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: ما كان وقت المصيبة قبل السلو عنها فهذا داخل في النعي المنهي عنه؛ لأن مؤداه التفجع على الميت وإعظام حال موته وأن بموته تنقطع المصالح، ويعز وجود نظيره، وفي هذا تجديد الأحزان ونكء الآلام ومخالفة مقصود الشرع من تخفيف المصاب وتسهيله؛ ليكون ذلك عوناً في الصبر على قضاء الله وقدره.
القسم الثاني: ما كان بعد السلوة وبرود المصيبة فلا بأس بذلك من حيث الأصل، فإن كان الغرض منه التأسي بالصالحين والاقتداء بهم فإن ذلك مستحب لما يتضمنه من الدعوة إلى الخير والتأسي بالصالحين وعلى هذا بناء كثير من كتب السير والتراجم والأعلام. ومما يدل لذلك ما جاء في صحيح مسلم أن عمر بن الخطاب t خطب يوم الجمعة فذكر نبي الله r وذكر أبا بكر t( ).
المسألة الخامسة: المراثي
للعلماء رحمهم الله في رثاء الأموات قولان في الجملة.
القول الأول: أنه لا بأس بالمراثي، وهذا مذهب الحنفية ()، والشافعية ().
واستدل هؤلاء بأن الكثير من الصحابة رضي الله عنهم فعله وكذلك فعله كثير من أهل العلم ().
¥(42/399)
القول الثاني: أنه تكره المراثي، وهو قول للشافعية ().
واستدل هؤلاء بأن النبي r قد نهى عن المراثي، فعن عبدالله بن أبي أوفى t قال:" نهى رسول الله r عن المراثي". رواه الإمام أحمد ()، وابن ماجه (). وهو عند ابن أبي شيبة بلفظ:"ينهانا عن المراثي" ().
ومدار الحديث على إبراهيم الهجري الراوي عن عبد الله قال عنه البوصيري في مصباح الزجاجة: وهو ضعيف جداً ضعفه سفيان بن عيينة ويحيى بن معين والنسائي وغيرهم (). وقال عنه البخاري: منكر الحديث.
قالوا:" والأولى الاستغفار له ويظهر حمل النهي عن ذلك على ما يظهر فيه تبرم أو على فعله مع الاجتماع له أو على الإكثار منه أو على ما يجدد الأحزان دون ما عدا ذلك فإن الكثير من الصحابة وغيرهم من العلماء يفعلونه" ().
وقد قسّم القرافي المراثي إلى أربعة أقسام باعتبار حكمه ():
"الأول: المراثي المباحة، وهي الخالية عن التحريم من ضجر أو تسخط أو تسفيه للقضاء وما أشبه ذلك.
الثاني: المراثي المندوبة، وهي ما كان مسهلاً للمصيبة مذهباً للحزن محسناً لتصرف القضاء مثنياً على الرب تعالى.
الثالث: المراثي المحرمة الكبيرة، وهي ما كان فيه اعتراض على القضاء وتعظيم لشأن الميت وأن موته خلاف الحكمة والمصلحة وما أشبه ذلك.
الرابع: المراثي المحرمة الصغيرة، وهي ما كان مبعداً للسلوة عن أهل الميت مهيجاً للأسف معذباً للنفوس".
وهذا تفصيل حسن، فيحمل ما جاء من النهي عن المراثي على القول بثبوته على القسمين الثالث والرابع، قال ابن حجر عندما ذكر رثاء النبي r لسعد بن خولة t :" وليس معارضاً لنهيه عن المراثي التي هي ذكر أوصاف الميت الباعثة على تهييج الحزن وتجديد اللوعة، وهذا هو المراد بما أخرجه أحمد وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث عبد الله بن أبي أوفى t قال: نهى رسول الله r عن المراثي، وهو عند ابن أبي شيبة بلفظ: نهانا أن نتراثى، ولا شك أن الجامع بين الأمرين التوجع والتحزن" ()، والله أعلم.
http://www.almosleh.com/publish/cat_index_18.shtml
ـ[أبو سفيان الدامري]ــــــــ[19 - 01 - 05, 09:57 م]ـ
الأخ: الوليد: السلام عليكم، بخصوص السؤال الثاني، هذه الإجابة: كتب تخريج الحديث النبوي الشريف
للشيخ ناصر الدين الألباني
رقم الحديث 1533
المرجع سلسلة الصحيحة 4
الصفحة 46
الموضوع الرئيسي الطب والعيادة
الموضوع الثانوي
الموضوع الفرعي
نوع الحديث حسن
نص الحديث [ألبانها شفاء، وسمنها دواء، ولحومها داء. يعني البقر]. (حسن). انظر الكتاب وتعليل لحومها داء. وانظر الحديث 518، 1650.
الكتاب سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الرابع
المؤلف محمد ناصر الدين الألباني
الناشر مكتبة المعارف للنشر والتوزيع بالرياض
الطبعة طبعة جديدة منقحة ومزيدة
تاريخ الطبعة 1415هـ - 1995 م
ـ[الوليد]ــــــــ[20 - 01 - 05, 03:47 ص]ـ
أخي خالد العمري
أخي أبا سفيان
جزاكما الله عني خير الجزاء.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 01 - 05, 07:01 م]ـ
بارك الله فيكم، وحول حديث لحوم البقر داء ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=121714#post121714(42/400)
هَلْ صحَّتْ التضحية بكبش الجهمية النطَّاح الجعد بن درهم؟
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 01 - 05, 05:36 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْهَادِى مَنْ اِسْتَهْدَاهُ. الْوَاقِى مَنْ اِتَّقَاهُ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَوْفَيَانِ عَلَى أَكْمَلِ خَلْقِ اللهِ. وبعد ..
قال أبو سعيد عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِىُّ فى ((الرد على الجهمية)): ((وأما الْجَعْدُ، فأخذه خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ، فذبحه ذبحاً بَوَاسِطٍ، في يوم الأضحى على رؤوس من شهد العيد معه من المسلمين، لا يعيبه به عائبٌ، ولا يطعن عليه طاعنٌ، بل استحسنوا ذلك من فعله، وصوَّبوه من رأيه.
حَدَّثَنَاهُ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: خَطَبَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ بَوَاسِطٍ، يَوْمَ الأَضْحَى، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ؛ اِرْجِعُوا فَضَحُوا، تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ، فَإِنِّي مُضَحٍّ بِالْجَعْدِ بْنِ دِرْهَمٍ، إِنَّهُ زَعَمَ أَنَّ اللهَ لَمْ يَتِّخِذْ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وَلَمْ يُكَلِّمْ مُوسَى تَكْلِيمَاً، وَتَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقُولُ الْجَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ عُلُواً كَبِيرَاً، ثُمَّ نَزَلَ، فَذَبَحَهُ)).
قلت: وهذا الحديث لا أعلمه يُروى إلا من هذا الوجه ((عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ))، ورواه عن الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ جمعٌ من الأئمة الرفعاء.
وقد أخرجه أبو عبد الله بن بطة العكبرى فى ((الإبانة الكبرى)) (2/ 203) عن أربعة منهم، فقال:
(2398) حَدَّثَنَا أبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِىُّ وَالْحَسَنُ بْنُ نَاصِحٍ الْخَلالُ قَالَ: نا الْقَاسِمُ الْعُمَرِىُّ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ صَاحِبُ عَمْرُو بْنُ هَرَمٍ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ جَدِّى (ح)
(2399) وحَدَّثَنَا أبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ الْمَخْزُومِىُّ نَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِىُّ حَدَّثَنِى الْقَاسِمُ الْعُمَرِىُّ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ جَدِّى حَبِيبِ (ح)
(2400) وحَدَّثَنِى أبُو الْقَاسِمِ حفص بن عمر نا أبُو حَاتِمٍ الرَّازِىُّ نا أبو بكر بن أبى عتاب نا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمِيدٍ الْعُمَرِىُّ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ صَاحِبُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قال: شَهِدْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ خطَبَ الناسَ يومَ النَّحْرِ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ؛ ضَحُوا، تَقَبَّلَ اللهُ ممِنْكُمْ، فَإِنِّي مُضَحٍّ بِالْجَعْدِ بْنِ دِرْهَمٍ، إِنَّهُ زَعَمَ أَنَّ اللهَ لَمْ يُكَلِّمْ مُوسَى تَكْلِيمَاً، وَلَمْ يَتِّخِذْ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، سبحانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُ الْجَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ عُلُواً كَبِيرَاً، ثُمَّ نَزَلَ، فَذَبَحَهُ.
وأخرجه البخارى ((التاريخ الكبير)) (1/ 64 و3/ 158) و ((خلق أفعال العباد)) (ص29)، والبيهقى ((السنن الكبرى)) (10/ 205) و ((الأسماء والصفات)) (ص617)، والخطيب ((تاريخ بغداد)) (12/ 425)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (8/ 118) جميعاً من طريق قُتَيْبَةَ.
وأخرجه اللالكائى ((أصول الاعتقاد)) (512)، والخطيب ((تاريخ بغداد)) (12/ 425)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (23/ 438) ثلاثتهم من طريق مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِىِّ، جميعاً عن الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِىِّ بإسناده نحوه.
فهؤلاء سبعة عن الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِىُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ نَاصِحٍ الْخَلالُ، والْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِىُّ، وعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِىُّ، وقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ومُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِىُّ، وأبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى عَتَّابٍ الأَعْيَنِ.
وقد توبع الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ولكنَّ الحديثَ عنه أشهر وأشيع.
فقد أخرجه أبو بكر النجَّاد ((الرد على من يقول القرآن مخلوق)) (72) قال: ثنا محمد بن عبدوس بن كامل ثنا العباس بن أبي طالبٍ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بنحوه.
وأقول: إذا تقرر أن الأثر المذكور لا يروى إلا بهذا الإسناد ((عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ))، فهل تثبت صحته؟.
¥(42/401)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[19 - 01 - 05, 06:54 م]ـ
شيخنا الكريم: أبو محمد وفقه الله
راجع قصص لا تثبت لمشهور آل سلمان، فقد بيَّن ضعفها،
ثم ردَّ عليه الدكتور محمد بن خليفة التميمي في كتاب فيه ذكرٌ لترجمة الجعد (مقالة الجهمية ... ) من سلسلة دراسات في توحيد الأسماء والصفات،
ثم ردَّ عليه مشهور بعد ذلك في عددٍ آخر من كتاب قصص تثبت،
وأظن أنَّ هذا الموضوع نوقش من قبل في الملتقى، والله أعلم،
وفقكم الله، ونفع بكم، وزادكم علماً وعملاً،
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[19 - 01 - 05, 08:57 م]ـ
ذكر شيخنا أبو إسحق الحويني في آخر دروسه التي حضرتها أن هذه القصة لها عدة أسانيد تكلم فيها اهل العلم و لكن مجموعها يؤذن بأن لها أصلاً .. و يمكنك سماع كلام الشيخ إذا فتحت هذه الصفحة
http://www.alheweny.info/index2/salasel.htm
ثم تقوم بتحميل الدرس الرابع من سلسلة الحسبة و سماع الدرس عند 44 دقيقة و 30 ثانية .. فهنا يبدأ كلام الشيخ حفظه الله.
ـ[عبدالرحمن برهان]ــــــــ[19 - 01 - 05, 09:09 م]ـ
ولهذا يشير ابن القيم رحمه الله في قصيدته المشهورة الكافية الشافية:
لأجل ذا ضحى بالجعد خالد ... القسري يوم ذبائح القربان
إذ قال إبراهيم ليس خليله ... كلا ولا موسى الكليم الداني
شكر الضحية كل صاحب ... سنة لله درك من أخي قربان
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 01 - 05, 11:06 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى. وَالصَّلاةُ الزَّاكِيَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ تَتَوَالَى. وَبَعْدُ
الأخوة الفضلاء .. حيَّاكم الله بالخير .. وبارك فيكم جميعاً وددت التصريح بالحكم، وأما قول الشيخ أبى إسحاق ((مجموعها يؤذن بأنَّ لها أصلاً))، فليس مما يشفى الغليل.
ما زلتُ اتساءل: ما الحكم مع ما سبقَ تقريرُه من التفرد؟، مع العلم بأن الاستفاضة والشهرة للأثر لا تنافى التفرد المذكور، أعنى ما سبق ذكره: ((وهذا الحديث لا أعلمه يُروى إلا من هذا الوجه ((عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ))، ورواه عن الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ جمعٌ من الأئمة الرفعاء))
وأما قول الأخ الحبيب عبد الله المزروع ـ بارك الله فيه ـ: ((راجع قصص لا تثبت لمشهور آل سلمان، فقد بيَّن ضعفها))، فهو الذى يروق لى أن أطالع دليلَه، بكلامٍ مفصَّلٍ، فلما لا يتحفنا به؟. نرجو الإفادة، وإلا فقد فرغتُ من تحقيق الأثر فى تحقيق ((الإبانة)) لابن بطة.
.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[22 - 01 - 05, 12:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشيخ الألفي
والقصة متنها منكر
فلا يصح التضحية بكافر!
فهو ليس من بهيمة الأنعام بل هو أضل سبيلاً!!
وعليه: فلا يجزئ التضحية بذلك اللحم النتن
وهذا ما كتبته قديما
http://saaid.net/Doat/ehsan/90.htm
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[22 - 01 - 05, 09:26 ص]ـ
الشيخ الودود / إحسان العتيبى
فَليَجْزِهِ اللهُ خَيْرَاً مِنْ أَخي ثِقَةٍ ... وَليَهْدِهِ بِهُدَى الْخَيْرَاتِ هَادِيهَاما أظرف وألطف هذا التوجيه لتثبيت القول بضعف الأثر ونكارته!.
ـ[السدوسي]ــــــــ[22 - 01 - 05, 11:57 ص]ـ
فيما أعلم لا أحد من أهل العلم صحح اسناد تلك القصة، وغاية ماذكروه أن شهرتها تغني عن البحث في اسنادها، ولايخفى أن هذا القول لاوزن له عند التحقيق العلمي كما يطلبه الأخ الفاضل أبو محمد
ـ[أبوالمنهال الآبيضى]ــــــــ[22 - 01 - 05, 02:49 م]ـ
جزاكم الله خيراً، فالأثر لا يصح كما تفضلتم، والأثر رواه أيضاً الآجري في ((الشريعة)) (4/ 239 / 2126) من طريق الحسن بن الصباح، به.
ـ[عارف]ــــــــ[24 - 01 - 05, 12:55 ص]ـ
يبدو لي أن الإخوة الفضلاء يتعاطون مع الحكم على الأثر وكأن منهج تطبيق قواعد الحكم على الأحاديث المرفوعة على الروايات التاريخية المشهورة مسلم لهم، والظاهر أن هذا نهج جديد، ولا يخلو من غضاضة على محققي السلف الذين تداولوا القصة مستحسنين لها والله أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 01 - 05, 01:25 ص]ـ
هذا ليس نهجا جديدا
وقد تعاطى الأئمة المحققون مع قصص مشهورة بالنقد
مثل:
قصة ثعلبة
والهارب من النار
وقصة ربيعة الرأي وسفر والده ورجوعه ورؤيته له في المدينة إماما عالما
وقصة " أيفتى ومالك في المدينة "
وقصة توسل الشافعي بأبي حنيفة
وقصة خرافة خروج يد النبي صلى الله عليه وسلم للرفاعي
وهكذا
ـ[عارف]ــــــــ[25 - 01 - 05, 11:26 ص]ـ
فهل جعلوا قصة التضحية بالجعد من جنس هذه القصص؟
الفصل في المسألة أن تسردوا لنا من أنكر القصة من المتقدمين، ووجه إنكاره، أما أن يتداولوها دون نكير حتى زمننا هذا ثم تنسف نسفا هكذا فهو نهج له لوازمه، وأخشى أن يطال غيرها من القصص السلفية!
خصوصا وابن القيم يحكي الإجماع السني عليها بقوله: شكر الضحية كل صاحب سنة
¥(42/402)
ـ[متسائل1]ــــــــ[25 - 01 - 05, 11:37 ص]ـ
الأخوة الكرام
ما قيمة هذه القصة حتى يتم الحرص على تصحيح خبرها؟؟؟
أرى أن في المنتدى موضوعات علمية قيمة يتم إهمالها فتتوارى إلى الصفحات الخلفية، وموضوعات كهذا الموضوع وموضوع عورة الأمة، في زمن ليس فيه إماء يتم الأهتمام به.
أليس في هذا مضيعة للوقت في غير ما نفع؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 01 - 05, 12:18 م]ـ
أحسنت أخي متسائل
كأننا ننكر خبرا قطعيا أو قراءة صحيحة
وليس ثمة قصص (سلفية) ليس لها إسناد صحيح
ومما يميز القصص (السلفية): سلامة إسنادها ومتنها
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 01 - 05, 01:13 م]ـ
تضحية خالد القسري بالجعد بن درهم لا تصح سندا وشهرتها تغني عن ذلك.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2874&highlight=%C7%E1%DE%D3%D1%ED+%C7%E1%CC%DA%CF
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[27 - 01 - 05, 10:36 م]ـ
نشكر الشيخ الفاضل أبا محمد الألفي وفقه الله على هذه الفوائد التي يتحفنا بها بين الفينة والأخرى ونأمل منه المزيد والله يرعاكم
وبالنسبة لهذه الحادثة فهي قصة فيها من الغرابة ما فيها! وهذه القصة وقعت أمام مرأى ومسمع من الناس وفي مناسبة الكل يحرص على الاجتماع فيها (يوم العيد) وخاصة أن المضحِّي هو الأمير خالد القسري وباختصار هذه القصة تستدعي الشهرة لغرابتها ولأن المُضحَّى به من المقربين لبني أمية وينسب إليه مروان بن محمد الجعدي قيل نسبة لمؤدبه الجعد بن درهم
فلا ينقلها إلا رجل مجهول لاندري من هو؟!
قال الذهبي:
الجعد بن درهم
مؤدب مروان الحمار هو أول من ابتدع بأن الله ما اتخذ إبراهيم خليلا ولا كلم موسى وأن ذلك لا يجوز على الله سير أعلام النبلاء ج5/ص433
ولو كانت هذه القصة في مكان سري أو خاص لايطلع عليه أحد لاحتملت لكن في المسجد وأمام الجميع والفاعل هو الأمير فالدواعي تكون موجودة لنقلها وشهرتها في العصر التي حصلت فيه هذه الحادثة لا بعد ذلك بسنين!
وأمر آخر لابد من التنبيه عليه ولم أجد أحد من المتداخلين نبه عليه وهو أن الأمير خالد القسري
البجلي الأنماري القحطاني
ناصبي بغيض ورجل سوء كما قال ابن معين
قال عبد الله بن أحمد سمعت ابن معين يقول خالد بن عبد الله القسري رجل سوء يقع في علي وقال فضل بن الزبير سمعت القسري يقول في علي ما لا يحل ذكره.
سير أعلام النبلاء ج5/ص429
خالد بن عبد الله القسري الدمشقي البجلي الأمير عن أبيه عن جده صدوق لكنه ناصبي بغيض ظلوم
قال ابن معين رجل سوء يقع في علي. ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج2/ص415
خالد بن عبد الله القسري
عن أبيه وجده صدوق لكنه ناصبي جلد.
المغني في الضعفاء ج1/ص203
خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد القسري الدمشقي أمير العراقين لهشام عن جده وله صحبة وعنه حميد وسيار أبو الحكم كان جوادا ممدحا ناصبيا عذب وقتل 126 د.
الكاشف ج1/ص366
ولا ننسى أن خالد القسري هو الذي قبض على سعيد بن جبير رحمه الله من داخل الحرم وسلمه للطاغية الحجاج بن يوسف!!!!
حدثنا هشام ثنا أبو جعفر ثنا نوح بن الفرج ثنا عبد الله بن محمد الفهمي ثنا عبد الرحمن بن القاسم عن مالك بن أنس قال
أخرج الحجاج سعيد بن جبير وطلق بن حبيب من الكعبة فذبحهما ذبحا
حدثنا الحسن بن رشيق ثنا أبو الدولابي ثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ثنا الحسن بن نافع ثنا حمزة عن أبي شوذب قال
أعظم الناس أخذ سعيد بن جبير بمكة وكان القسري أخذه فصعد المنبر وهو جانب الكعبة فقال
لو أن أمير المؤمنين كتب إلى أن انقض هذا حجرا حجرا ووضع يده على الكعبة لنقضته حتى أدعه غديرا ترده الإبل.
المتوارين ج1/ص60
سير أعلام النبلاء ج4/ص336
قال محمد بن سعد كان الذي قبض على سعيد بن جبير والي مكة خالد بن عبد الله القسري فبعث به إلى الحجا ج
قال سمع خالد بن عبد الله صوت القيود فقال ما هذا قيل سعيد بن جبير وطلق بن حبيب وأصحابهما يطوفون بالبيت فقال اقطعوا عليهم الطواف
مكة فأخذه خالد بن عبدالله القسري وكان واليا للوليد على مكة فبعث به إلى الحجاج فقتله وذلك في سنة أربع وتسعين وهو ابن ثمان وأربعين سنة ومات الحجاج بعده بيسير قيل شهر وقيل شهرين وقيل ستة أشهر ولم يقتل بعده فيما.
التمهيد لابن عبد البر ج12/ص263
قال أبو العرب:
¥(42/403)
ذكر حبس فقهاء مكة لما حبسهم خالد القسري لعنه الله لعنا كثيرا
قال أبو العرب حدثني محمد بن عبيد الأندلسي قال حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن حنبل قال حدثني أبو معمر قال حدثنا سفيان بن عيينة أن خالد بن عبد الله القسري أمر بفقهاء أهل مكة أن يلقوا في السجن عطاء وعمرو بن دينار وطلق بن حبيب وصهيب مولى ابن عامر فكلم في عطاء أن يخرج في أيام الموسم أن يفتي الناس فلما رآه أهل مكة كبروا وكلم فيهم فأخرجوا فلما سمع وقع الحديد قال ما هذا قيل أولئك الذين أمرت بهم أن يخرجوا.
المحن ج1/ص356
929 أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا محمد بن راشد قال توفيت أم خالد بن عبد الله القسري وكانت نصرانية فدعا أساقفة النصارى بدمشق فقال اصنعوا بها ما تصنعون ببنات ملوككم فإنها من بنات الملوك قال وأمر نساءه فكن هم الذين 3 يلون منها وهم الذين 4 يعلمونهن قال فلما فرغوا وحملت ركب وركب معه وجوه الناس فسار في أعراضها 5 فلما انتهى بها إلى القبر صرف وجه دابته وقال هذا آخر برنا بأم جرير ثم قال أما أني لم أصنع بها إلا ما صنع عبد الله بن أبي زكريا بأمه قال محمد وكان عبد الله بن أبي زكريا من عباد أهل الشام وفقهائهم وعليتهم 1 كان مكحول يأخذ عنه. مصنف عبد الرزاق ج6/ص37
تاريخ مدينة دمشق ج16/ص160
أبو بكر الشامي أنا أبو الحسن العتيقي أنا يوسف بن أحمد بن يوسف نا محمد بن عمرو العقيلي نا محمد بن عيسى نا عمر بن شبة نا أبو نعيم حدثني الفضل بن الزبير قال سمعت خالدا القسري وذكر عليا فذكر كلاما لا يحل ذكره
قال ونا عبد الله بن أحمد قال سمعت يحيى بن معين قال خالد بن عبد الله القسري كان واليا لبني أمية وكان رجل سوء وكان يقع في علي بن أبي طالب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن العطار قالا أنا أبو طاهر المخلص نا عبيد الله بن عبد الرحمن نا زكريا بن يحيى نا الأصمعي قال خبرت أن خالدا بن عبد الله القسري ذم بئر زمزم قال فقال إن زمزم لا تنزح ولا تذم بلى والله إنها تنزح وتذم ولكن هذا أمير المؤمنين قد ساق لكم قناة بمكة
وكان ذلك في أيام هشام بن عبد الملك
قال ونا الأصمعي نا أبو عاصم النبيل قال ساق خالد ماء إلى مكة فنصب طستا إلى جانب زمزم قال أبو عاصم قد رأيتها ثم خطب فقال قد جئتكم بماء الغادية لا تشبه أم الخنافس يعني زمزم
قال ونا الأصمعي نا أبو عاصم قال سمعت عمرو بن قيس يقول لما أخذ خالد سعيد بن جبير وطلق بن حبيب خطب فقال كأنكم أنكرتم ما صنعت والله أن لو كتب إلى أمير المؤمنين لنقضتها حجرا حجرا يعني الكعبة
قال ونا الأصمعي قال وسمعت شبيب يقول ولي خالد العراق بضع عشرة سنة من قبل هشام بن عبد الملك
تاريخ مدينة دمشق ج16/ص162
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد أنا عبد الوهاب الميداني أنا أبو سليمان بن زبر أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أنا محمد بن جرير قال فلبث خالد في العذاب يوما ثم وضع على صدره المضرسة فقتل من الليل ودفن بناحية الحيرة في عباءته التي كان فيها وذلك في المحرم سنة ست وعشرين ومائة في قول الهيثم فأقبل عامر بن سهلة الأشعري فعقر فرسه على قبره فضربه يوسف سبع مائة سوط
أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل بن ديسم أنا محمد بن أحمد بن عمر المعدل في كتابه أنا محمد بن عمران بن موسى إجازة أنا ابن دريد أنا أبو حاتم أنا أبو عبيدة قال لما قتل خالد بن عبد الله القسري لم يرثه أحد من العرب على كثرة أياديه
عندهم إلا أبو الشغب العبسي فقال
ألا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[27 - 01 - 05, 11:56 م]ـ
أخي الفاضل وفقه الله
ما ذكرتَه عن شهرة القصة وتوفر الدواعي على نقلها
وما ذكرتَه عن قبح ترجمة خالد القسري:
كل ذلك قد ذكرته في إحدى مداخلاتي وأحلت على رابط لي في القصة في صفحتي في صيد الفوائد
وقد أضفتَ أنت - وفقك الله - شيئا طيبا
وها هو الرابط مرة أخرى
http://saaid.net/Doat/ehsan/90.htm
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[28 - 01 - 05, 12:55 ص]ـ
أخي الفاضل في الحقيقة لم أطلع على هذا الرابط الذي ذكرته إلا هذه الساعة!
وبيننا توافق كبير! ولو تأملتَ كلامي وفقك الله لرأيت أشياء كثيرة لم تذكرها! (وهو أمرٌ لم تنكره) وأنت لك فضل السبق والله يرعاكم
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[30 - 01 - 05, 07:41 ص]ـ
¥(42/404)
شيخنا الكريم الألفي وفقه الله ..
استفسر ـ شيخنا ـ عن (القاسم بن محمد) هل هو العمري، أو المعمري، أو كلاهما؟
ـ[أبو البركات]ــــــــ[30 - 01 - 05, 04:45 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشيخ الألفي
والقصة متنها منكر
فلا يصح التضحية بكافر!
فهو ليس من بهيمة الأنعام بل هو أضل سبيلاً!!
وعليه: فلا يجزئ التضحية بذلك اللحم النتن
وهذا ما كتبته قديما
http://saaid.net/Doat/ehsan/90.htm
تعقيبا على كلام الأخ الفاضل إحسان العتيبي اورد لكم رد العلامة عبدالرحمن المعلمي على محمد زاهد الكوثري في طعنه على خالد القسري:
-------------------------
خالد بن عبد الله القسري. في (تاريخ بغداد) 13/ 381 من طريق ((محمد بن فليح المدني عن أخيه سليمان وكان علامة بالناس أن الذي استتاب آبا حنيفة خالد القسري .. )) قال الأستاذ (الكوثري) ص 62: ((هو الذي بنى كنيسة لأمه تتعبد فيها وهو الذي يقال عنه انه ذبح الجعد بن درهم يوم عيد الأضحى اضحيه عنه … ما كان العلماء ليسكتوا في ذلك العهد أمام استخفافه لشعيرة من شعائر الدين .. وسفك دم من وجب قتله شيء وذبحه على أن يكون أضحية شيء آخر وكانت سيرة خالد وصمة عار في تاريخ الإسلام))
أقول (المعلمي): كان خالد أميرا مسلما خلط عملا صالحا كإقامة الحدود وآخر سيئا الله اعلم ما يصح عنه منه. وقد جاء عن جماعة من الأئمة كما في (التأنيب) نفسه أن أبا حنيفة استتيب في الكفر مرتين فإن كان خالد هو الذي استتابه في أحدهما وقد شهد أولئك الأئمة أنه استتابة عن الكفر فأي معنى للطعن في خالد؟ هبه كان كافرا! أيجوز ان يحنق عليه مسلم لأنه رفع إليه إنسان يقول قولا شهد علماء المسلمين انه كفر فاستتابه منه؟ وكان خالد يمني النسب وكان له منافسون على الأمارة من المضريين واعداء كثير يحرصون على إساءة سمعة وكان القصاصون ولا سيما بعد ان نكب خالد يتقربون إلى أعدائه بوضع الحكايات الشنيعة في ثلبه ولا ندري ما يصح من ذلك؟ وقضية الكنيسة إن صح فيها شيء فقد يكون بر أمه بمال فبنى لها وكيلها كنيسة فإنها كانت نصرانية وليس في هذا ما يعاب به خالد فقد احل الله عز وجل نكاح الكتابيات والتسري بهن ونهى عن إكراههن على الإسلام وامر بإقرارهن على دينهن وامر ببر الأمهات. فآما قضية الجعد فإن أهل العلم وادين شكروا خالد عليها ولا يزالون شاكرين له إلى يوم القيامة ومغالطة الأستاذ في قضية التضحية مما يضحك ويبكي يضحك لتعجرفه ويبكي لوقوعه من رجل ينعته أصحابه أو ينعت نفسه ((الإمام الفقيه المحدث والحجة الثقة المحقق العلامة الكبير…)) لا يخفي على أحد أن الضحية الشرعية هي ذبح شاه أو بقرة أو بدنة بصفة مخصوصة في أيام الأضحي تقربا إلى الله تعالى بإراقة دمها، وليأكل منها المضحي وأهله ويهدي من لحمها إلى أصحابه ويتصدق على المساكين، وأن خالداً لم يذبح الجعد ليأكل من لحمه ويهدي ويتصدق، وإنما سماه تضحية لأنه إراقة دم يوم الضحى تقرباً إلى الله تعالى فشبهه بالضحية المشروعة من هذا الوجه كما سمى بعض الصحابة وغيرهم قتل عثمان رضي الله عنه تضحية لأنه وقع في أيام الضحى.
فقال حسان:
ضحوا بأشمط عنوان السجود به يقطع الليل تسبيحاً وقرآنا
وقال أيمن بن خريم:
ضحوا بعثمان في الشهر الحرام ضحى وأي ذبح حرام ويلهم ذبحوا
وقال القاسم بن أمية:
لعمري ليئس الذبح ضحيتم به وختم رسول الله في قتل صاحبه
فان قيل: لكن يظهر من القصة أن خالدا لم يضح، بل اجتزأ بذبح الجعد. قلت: ليس ذلك بواضح، وكان خالد يذبح كل يوم عدة ذبائح وهب أنه لم يضح ذاك اليوم، فغاية الأمر أن يكون اجتزأ بإقامة ذلك الحد من جهة كونه قربه إلى الله عز وجل وإقامة حد من حدود، والضحية عند جمهور أهل العلم ليست بواجبه، فلا إثم على من تركها، فإن كان مع تركه لها قد قام بقربه عظمية ورأى أن ما يفوته من اجر الضحية وإقامة الشعائر بما يجبره ما يرجوه على تلك القربة الأخرى فهو ابعد عن افثم، ولو ضحى الرجل ألف أضحية لما بلغ من أجرها وإقامة الشعائر بها أن توازن إقامة الحد على الجعد، وإماتة فتنته
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=759
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[30 - 01 - 05, 06:18 م]ـ
¥(42/405)
الْحَمْدُ للهِ حَمْدَاً يَكُونُ لِقَائِلِه ذُخْرَا. والصَّلاةُ الزَّاكِيةُ عَلَى مُجْتَبَاهُ خَيْرِ الْخَلْقِ طُرَا. صَلاةً تَدُومُ عَلَى مَرَّ الزَّمَانِ تَتَرى
الشيخ المسدَّد الموفَّق / خليل بن محمد حفظكم الله، وباركم فيكم.
عليكَ تحيةُ الرحمن تترى ... تحايا رائحاتٍ غادياتِ
ـــــــــ
الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمِيدٍ الْيَشْكُرِيُّ الْمَعْمَرِيُّ أبو مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ ثقة صدوقذكره أبو أحمد بن عدى فى ((كامله)) (6/ 37) فقال: ((قَاسِمٌ الْمَعْمَرِيُّ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: قَاسِمٌ الْمَعْمَرِيُّ كَذَّابٌ خَبِيثٌ. قال عُثْمَانُ: ليس كما قال، أنا أدركتُ قَاسِمَ الْمَعْمَرِيَّ، كان ببغداد.
قال أبو أحمد: وقَاسِمٌ الْمَعْمَرِيُّ هذا ليس بالمعروف، ولم يحضرني له حديثٌ، فأذكره)).
قلت: هكذا خفى حالُه على أبى أحمد، ولم يعرف له حديثاً، فيذكره.
وقال الحافظ الذهبى فى ((ميزانه)): ((الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمِيدٍ الْمَعْمَرِيُّ راوي قصة الأضحية بالجعد بن درهم. وثقه قتيبة. وقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَذَّابٌ خَبِيثٌ. قَالَ عُثْمَانُ الدارمي: لَيْسَ هُو كَمَا قَالَ يَحْيَى، وَأنَا أَدْرَكْتُهُ بِبَغْدَادَ.
قلت: ما أظن عنده سوى حكاية الجعد.
وروى عنه: أبُو بَكْرِ الأَعْيَنُ، والْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وقُتَيْبَةُ. توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين)).
وأعاده فى ((المغنى فى الضعفاء)) (2/ 621/5010): ((الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمِيدٍ الْمَعْمَرِيُّ. وقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَذَّابٌ خَبِيثٌ. ووثقه قُتَيْبَةُ. وهو راوي قصة الأضحية بالجعد بن درهم)).
قلت: هكذا أتى الحافظُ على بعض ترجمته، وترك أشياء للمستدرِّكِ والمتعقِّبِ كليهما.
فهو الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمِيدٍ الْيَشْكُرِيُّ الْمَعْمَرِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، وأبوه الحافظ الحجَّة أبو سُفْيَانَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمِيدٍ الْيَشْكُرِيُّ الْبَصْرِيُّ الْمَعْمَرِيُّ، اشتهر بذلك لارتحاله إلى مَعْمَرٍ وملازمته له، وروايته التفسير عنه، وكان من الثقات الأثبات، والصلحاء العباد، والمتقنين الورعين، احتج به الإمام مسلمٌ فى مواضع من ((صحيحه)).
ومن رواياته عن معمر، قال الإمام مسلم فى ((الجنة وصفة نعيمها)) (5082): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ الْهِلالِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((احْتَجَّتْ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ))، وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ بِمَعْنَى حَدِيثِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ((تَحَاجَّتْ النَّارُ وَالْجَنَّةُ، فَقَالَتْ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ، وَقَالَتْ الْجَنَّةُ: فَمَا لِي لا يَدْخُلُنِي إِلا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ وَعَجَزُهُمْ)) الحديث.
وقال النسائى ((المجتبى)): أَخْبَرَنَا الْجَارُودُ بْنُ مُعَاذٍ البَاوَرْدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَبِيعَ الزَّبِيبَ لِمَنْ يَتَّخِذُهُ نَبِيذاً.
وأما ابنه الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَعْمَرِيُّ، فله روايات سوى حكاية الجعد بن درهم، فهو يروى عن ابن عيينة.
وروى عنه: الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِىُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ نَاصِحٍ الْخَلالُ، والْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِىُّ، وعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِىُّ، وقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْقَعْنَبِى، ومُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِىُّ، ويَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، وأبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى عَتَّابٍ الأَعْيَنِ.
وهو ثقة خلافاً لأبي زَكَرِيَا بْنِ مَعِينٍ، فقد وثَّقه أعرفُ الناس به: قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وأنكر الدَّارِمِىُّ قولَ ابْنِ مَعِينٍ فيه.
قال أبو بكر الخطيب ((تاريخ بغداد)) (12/ 425): حُدِّثْتُ عَنْ دَعْلَجَ بْنِ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم البوشنجي حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ ثقة.
وذكره أبو حاتم بن حبان فى ((الثقات)) (9/ 15/14930).
وقال الحافظ ابن حجر ((التقريب)) (1/ 452): ((صدوق من العاشرة)).
ـ[عارف]ــــــــ[31 - 01 - 05, 07:28 ص]ـ
رحم الله المعلمي؛ ما أجمعه للفقه والحديث.(42/406)
هَلْ صحَّتْ التضحية بكبش الجهمية النطَّاح الجعد بن درهم؟
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 01 - 05, 05:36 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْهَادِى مَنْ اِسْتَهْدَاهُ. الْوَاقِى مَنْ اِتَّقَاهُ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَوْفَيَانِ عَلَى أَكْمَلِ خَلْقِ اللهِ. وبعد ..
قال أبو سعيد عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِىُّ فى ((الرد على الجهمية)): ((وأما الْجَعْدُ، فأخذه خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ، فذبحه ذبحاً بَوَاسِطٍ، في يوم الأضحى على رؤوس من شهد العيد معه من المسلمين، لا يعيبه به عائبٌ، ولا يطعن عليه طاعنٌ، بل استحسنوا ذلك من فعله، وصوَّبوه من رأيه.
حَدَّثَنَاهُ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: خَطَبَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ بَوَاسِطٍ، يَوْمَ الأَضْحَى، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ؛ اِرْجِعُوا فَضَحُوا، تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ، فَإِنِّي مُضَحٍّ بِالْجَعْدِ بْنِ دِرْهَمٍ، إِنَّهُ زَعَمَ أَنَّ اللهَ لَمْ يَتِّخِذْ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وَلَمْ يُكَلِّمْ مُوسَى تَكْلِيمَاً، وَتَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقُولُ الْجَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ عُلُواً كَبِيرَاً، ثُمَّ نَزَلَ، فَذَبَحَهُ)).
قلت: وهذا الحديث لا أعلمه يُروى إلا من هذا الوجه ((عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ))، ورواه عن الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ جمعٌ من الأئمة الرفعاء.
وقد أخرجه أبو عبد الله بن بطة العكبرى فى ((الإبانة الكبرى)) (2/ 203) عن أربعة منهم، فقال:
(2398) حَدَّثَنَا أبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِىُّ وَالْحَسَنُ بْنُ نَاصِحٍ الْخَلالُ قَالَ: نا الْقَاسِمُ الْعُمَرِىُّ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ صَاحِبُ عَمْرُو بْنُ هَرَمٍ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ جَدِّى (ح)
(2399) وحَدَّثَنَا أبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ الْمَخْزُومِىُّ نَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِىُّ حَدَّثَنِى الْقَاسِمُ الْعُمَرِىُّ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ جَدِّى حَبِيبِ (ح)
(2400) وحَدَّثَنِى أبُو الْقَاسِمِ حفص بن عمر نا أبُو حَاتِمٍ الرَّازِىُّ نا أبو بكر بن أبى عتاب نا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمِيدٍ الْعُمَرِىُّ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ صَاحِبُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قال: شَهِدْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ خطَبَ الناسَ يومَ النَّحْرِ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ؛ ضَحُوا، تَقَبَّلَ اللهُ ممِنْكُمْ، فَإِنِّي مُضَحٍّ بِالْجَعْدِ بْنِ دِرْهَمٍ، إِنَّهُ زَعَمَ أَنَّ اللهَ لَمْ يُكَلِّمْ مُوسَى تَكْلِيمَاً، وَلَمْ يَتِّخِذْ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، سبحانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُ الْجَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ عُلُواً كَبِيرَاً، ثُمَّ نَزَلَ، فَذَبَحَهُ.
وأخرجه البخارى ((التاريخ الكبير)) (1/ 64 و3/ 158) و ((خلق أفعال العباد)) (ص29)، والبيهقى ((السنن الكبرى)) (10/ 205) و ((الأسماء والصفات)) (ص617)، والخطيب ((تاريخ بغداد)) (12/ 425)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (8/ 118) جميعاً من طريق قُتَيْبَةَ.
وأخرجه اللالكائى ((أصول الاعتقاد)) (512)، والخطيب ((تاريخ بغداد)) (12/ 425)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (23/ 438) ثلاثتهم من طريق مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِىِّ، جميعاً عن الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِىِّ بإسناده نحوه.
فهؤلاء سبعة عن الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِىُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ نَاصِحٍ الْخَلالُ، والْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِىُّ، وعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِىُّ، وقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ومُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِىُّ، وأبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى عَتَّابٍ الأَعْيَنِ.
وقد توبع الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ولكنَّ الحديثَ عنه أشهر وأشيع.
فقد أخرجه أبو بكر النجَّاد ((الرد على من يقول القرآن مخلوق)) (72) قال: ثنا محمد بن عبدوس بن كامل ثنا العباس بن أبي طالبٍ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بنحوه.
وأقول: إذا تقرر أن الأثر المذكور لا يروى إلا بهذا الإسناد ((عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ))، فهل تثبت صحته؟.
¥(42/407)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[19 - 01 - 05, 06:54 م]ـ
شيخنا الكريم: أبو محمد وفقه الله
راجع قصص لا تثبت لمشهور آل سلمان، فقد بيَّن ضعفها،
ثم ردَّ عليه الدكتور محمد بن خليفة التميمي في كتاب فيه ذكرٌ لترجمة الجعد (مقالة الجهمية ... ) من سلسلة دراسات في توحيد الأسماء والصفات،
ثم ردَّ عليه مشهور بعد ذلك في عددٍ آخر من كتاب قصص تثبت،
وأظن أنَّ هذا الموضوع نوقش من قبل في الملتقى، والله أعلم،
وفقكم الله، ونفع بكم، وزادكم علماً وعملاً،
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[19 - 01 - 05, 08:57 م]ـ
ذكر شيخنا أبو إسحق الحويني في آخر دروسه التي حضرتها أن هذه القصة لها عدة أسانيد تكلم فيها اهل العلم و لكن مجموعها يؤذن بأن لها أصلاً .. و يمكنك سماع كلام الشيخ إذا فتحت هذه الصفحة
http://www.alheweny.info/index2/salasel.htm
ثم تقوم بتحميل الدرس الرابع من سلسلة الحسبة و سماع الدرس عند 44 دقيقة و 30 ثانية .. فهنا يبدأ كلام الشيخ حفظه الله.
ـ[عبدالرحمن برهان]ــــــــ[19 - 01 - 05, 09:09 م]ـ
ولهذا يشير ابن القيم رحمه الله في قصيدته المشهورة الكافية الشافية:
لأجل ذا ضحى بالجعد خالد ... القسري يوم ذبائح القربان
إذ قال إبراهيم ليس خليله ... كلا ولا موسى الكليم الداني
شكر الضحية كل صاحب ... سنة لله درك من أخي قربان
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 01 - 05, 11:06 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى. وَالصَّلاةُ الزَّاكِيَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ تَتَوَالَى. وَبَعْدُ
الأخوة الفضلاء .. حيَّاكم الله بالخير .. وبارك فيكم جميعاً وددت التصريح بالحكم، وأما قول الشيخ أبى إسحاق ((مجموعها يؤذن بأنَّ لها أصلاً))، فليس مما يشفى الغليل.
ما زلتُ اتساءل: ما الحكم مع ما سبقَ تقريرُه من التفرد؟، مع العلم بأن الاستفاضة والشهرة للأثر لا تنافى التفرد المذكور، أعنى ما سبق ذكره: ((وهذا الحديث لا أعلمه يُروى إلا من هذا الوجه ((عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ))، ورواه عن الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ جمعٌ من الأئمة الرفعاء))
وأما قول الأخ الحبيب عبد الله المزروع ـ بارك الله فيه ـ: ((راجع قصص لا تثبت لمشهور آل سلمان، فقد بيَّن ضعفها))، فهو الذى يروق لى أن أطالع دليلَه، بكلامٍ مفصَّلٍ، فلما لا يتحفنا به؟. نرجو الإفادة، وإلا فقد فرغتُ من تحقيق الأثر فى تحقيق ((الإبانة)) لابن بطة.
.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[22 - 01 - 05, 12:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشيخ الألفي
والقصة متنها منكر
فلا يصح التضحية بكافر!
فهو ليس من بهيمة الأنعام بل هو أضل سبيلاً!!
وعليه: فلا يجزئ التضحية بذلك اللحم النتن
وهذا ما كتبته قديما
http://saaid.net/Doat/ehsan/90.htm
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[22 - 01 - 05, 09:26 ص]ـ
الشيخ الودود / إحسان العتيبى
فَليَجْزِهِ اللهُ خَيْرَاً مِنْ أَخي ثِقَةٍ ... وَليَهْدِهِ بِهُدَى الْخَيْرَاتِ هَادِيهَاما أظرف وألطف هذا التوجيه لتثبيت القول بضعف الأثر ونكارته!.
ـ[السدوسي]ــــــــ[22 - 01 - 05, 11:57 ص]ـ
فيما أعلم لا أحد من أهل العلم صحح اسناد تلك القصة، وغاية ماذكروه أن شهرتها تغني عن البحث في اسنادها، ولايخفى أن هذا القول لاوزن له عند التحقيق العلمي كما يطلبه الأخ الفاضل أبو محمد
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[22 - 01 - 05, 02:49 م]ـ
جزاكم الله خيراً، فالأثر لا يصح كما تفضلتم، والأثر رواه أيضاً الآجري في ((الشريعة)) (4/ 239 / 2126) من طريق الحسن بن الصباح، به.
ـ[عارف]ــــــــ[24 - 01 - 05, 12:55 ص]ـ
يبدو لي أن الإخوة الفضلاء يتعاطون مع الحكم على الأثر وكأن منهج تطبيق قواعد الحكم على الأحاديث المرفوعة على الروايات التاريخية المشهورة مسلم لهم، والظاهر أن هذا نهج جديد، ولا يخلو من غضاضة على محققي السلف الذين تداولوا القصة مستحسنين لها والله أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 01 - 05, 01:25 ص]ـ
هذا ليس نهجا جديدا
وقد تعاطى الأئمة المحققون مع قصص مشهورة بالنقد
مثل:
قصة ثعلبة
والهارب من النار
وقصة ربيعة الرأي وسفر والده ورجوعه ورؤيته له في المدينة إماما عالما
وقصة " أيفتى ومالك في المدينة "
وقصة توسل الشافعي بأبي حنيفة
وقصة خرافة خروج يد النبي صلى الله عليه وسلم للرفاعي
وهكذا
ـ[عارف]ــــــــ[25 - 01 - 05, 11:26 ص]ـ
فهل جعلوا قصة التضحية بالجعد من جنس هذه القصص؟
الفصل في المسألة أن تسردوا لنا من أنكر القصة من المتقدمين، ووجه إنكاره، أما أن يتداولوها دون نكير حتى زمننا هذا ثم تنسف نسفا هكذا فهو نهج له لوازمه، وأخشى أن يطال غيرها من القصص السلفية!
خصوصا وابن القيم يحكي الإجماع السني عليها بقوله: شكر الضحية كل صاحب سنة
¥(42/408)
ـ[متسائل1]ــــــــ[25 - 01 - 05, 11:37 ص]ـ
الأخوة الكرام
ما قيمة هذه القصة حتى يتم الحرص على تصحيح خبرها؟؟؟
أرى أن في المنتدى موضوعات علمية قيمة يتم إهمالها فتتوارى إلى الصفحات الخلفية، وموضوعات كهذا الموضوع وموضوع عورة الأمة، في زمن ليس فيه إماء يتم الأهتمام به.
أليس في هذا مضيعة للوقت في غير ما نفع؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 01 - 05, 12:18 م]ـ
أحسنت أخي متسائل
كأننا ننكر خبرا قطعيا أو قراءة صحيحة
وليس ثمة قصص (سلفية) ليس لها إسناد صحيح
ومما يميز القصص (السلفية): سلامة إسنادها ومتنها
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 01 - 05, 01:13 م]ـ
تضحية خالد القسري بالجعد بن درهم لا تصح سندا وشهرتها تغني عن ذلك.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2874&highlight=%C7%E1%DE%D3%D1%ED+%C7%E1%CC%DA%CF
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[27 - 01 - 05, 10:36 م]ـ
نشكر الشيخ الفاضل أبا محمد الألفي وفقه الله على هذه الفوائد التي يتحفنا بها بين الفينة والأخرى ونأمل منه المزيد والله يرعاكم
وبالنسبة لهذه الحادثة فهي قصة فيها من الغرابة ما فيها! وهذه القصة وقعت أمام مرأى ومسمع من الناس وفي مناسبة الكل يحرص على الاجتماع فيها (يوم العيد) وخاصة أن المضحِّي هو الأمير خالد القسري وباختصار هذه القصة تستدعي الشهرة لغرابتها ولأن المُضحَّى به من المقربين لبني أمية وينسب إليه مروان بن محمد الجعدي قيل نسبة لمؤدبه الجعد بن درهم
فلا ينقلها إلا رجل مجهول لاندري من هو؟!
قال الذهبي:
الجعد بن درهم
مؤدب مروان الحمار هو أول من ابتدع بأن الله ما اتخذ إبراهيم خليلا ولا كلم موسى وأن ذلك لا يجوز على الله سير أعلام النبلاء ج5/ص433
ولو كانت هذه القصة في مكان سري أو خاص لايطلع عليه أحد لاحتملت لكن في المسجد وأمام الجميع والفاعل هو الأمير فالدواعي تكون موجودة لنقلها وشهرتها في العصر التي حصلت فيه هذه الحادثة لا بعد ذلك بسنين!
وأمر آخر لابد من التنبيه عليه ولم أجد أحد من المتداخلين نبه عليه وهو أن الأمير خالد القسري
البجلي الأنماري القحطاني
ناصبي بغيض ورجل سوء كما قال ابن معين
قال عبد الله بن أحمد سمعت ابن معين يقول خالد بن عبد الله القسري رجل سوء يقع في علي وقال فضل بن الزبير سمعت القسري يقول في علي ما لا يحل ذكره.
سير أعلام النبلاء ج5/ص429
خالد بن عبد الله القسري الدمشقي البجلي الأمير عن أبيه عن جده صدوق لكنه ناصبي بغيض ظلوم
قال ابن معين رجل سوء يقع في علي. ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج2/ص415
خالد بن عبد الله القسري
عن أبيه وجده صدوق لكنه ناصبي جلد.
المغني في الضعفاء ج1/ص203
خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد القسري الدمشقي أمير العراقين لهشام عن جده وله صحبة وعنه حميد وسيار أبو الحكم كان جوادا ممدحا ناصبيا عذب وقتل 126 د.
الكاشف ج1/ص366
ولا ننسى أن خالد القسري هو الذي قبض على سعيد بن جبير رحمه الله من داخل الحرم وسلمه للطاغية الحجاج بن يوسف!!!!
حدثنا هشام ثنا أبو جعفر ثنا نوح بن الفرج ثنا عبد الله بن محمد الفهمي ثنا عبد الرحمن بن القاسم عن مالك بن أنس قال
أخرج الحجاج سعيد بن جبير وطلق بن حبيب من الكعبة فذبحهما ذبحا
حدثنا الحسن بن رشيق ثنا أبو الدولابي ثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ثنا الحسن بن نافع ثنا حمزة عن أبي شوذب قال
أعظم الناس أخذ سعيد بن جبير بمكة وكان القسري أخذه فصعد المنبر وهو جانب الكعبة فقال
لو أن أمير المؤمنين كتب إلى أن انقض هذا حجرا حجرا ووضع يده على الكعبة لنقضته حتى أدعه غديرا ترده الإبل.
المتوارين ج1/ص60
سير أعلام النبلاء ج4/ص336
قال محمد بن سعد كان الذي قبض على سعيد بن جبير والي مكة خالد بن عبد الله القسري فبعث به إلى الحجا ج
قال سمع خالد بن عبد الله صوت القيود فقال ما هذا قيل سعيد بن جبير وطلق بن حبيب وأصحابهما يطوفون بالبيت فقال اقطعوا عليهم الطواف
مكة فأخذه خالد بن عبدالله القسري وكان واليا للوليد على مكة فبعث به إلى الحجاج فقتله وذلك في سنة أربع وتسعين وهو ابن ثمان وأربعين سنة ومات الحجاج بعده بيسير قيل شهر وقيل شهرين وقيل ستة أشهر ولم يقتل بعده فيما.
التمهيد لابن عبد البر ج12/ص263
قال أبو العرب:
¥(42/409)
ذكر حبس فقهاء مكة لما حبسهم خالد القسري لعنه الله لعنا كثيرا
قال أبو العرب حدثني محمد بن عبيد الأندلسي قال حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن حنبل قال حدثني أبو معمر قال حدثنا سفيان بن عيينة أن خالد بن عبد الله القسري أمر بفقهاء أهل مكة أن يلقوا في السجن عطاء وعمرو بن دينار وطلق بن حبيب وصهيب مولى ابن عامر فكلم في عطاء أن يخرج في أيام الموسم أن يفتي الناس فلما رآه أهل مكة كبروا وكلم فيهم فأخرجوا فلما سمع وقع الحديد قال ما هذا قيل أولئك الذين أمرت بهم أن يخرجوا.
المحن ج1/ص356
929 أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا محمد بن راشد قال توفيت أم خالد بن عبد الله القسري وكانت نصرانية فدعا أساقفة النصارى بدمشق فقال اصنعوا بها ما تصنعون ببنات ملوككم فإنها من بنات الملوك قال وأمر نساءه فكن هم الذين 3 يلون منها وهم الذين 4 يعلمونهن قال فلما فرغوا وحملت ركب وركب معه وجوه الناس فسار في أعراضها 5 فلما انتهى بها إلى القبر صرف وجه دابته وقال هذا آخر برنا بأم جرير ثم قال أما أني لم أصنع بها إلا ما صنع عبد الله بن أبي زكريا بأمه قال محمد وكان عبد الله بن أبي زكريا من عباد أهل الشام وفقهائهم وعليتهم 1 كان مكحول يأخذ عنه. مصنف عبد الرزاق ج6/ص37
تاريخ مدينة دمشق ج16/ص160
أبو بكر الشامي أنا أبو الحسن العتيقي أنا يوسف بن أحمد بن يوسف نا محمد بن عمرو العقيلي نا محمد بن عيسى نا عمر بن شبة نا أبو نعيم حدثني الفضل بن الزبير قال سمعت خالدا القسري وذكر عليا فذكر كلاما لا يحل ذكره
قال ونا عبد الله بن أحمد قال سمعت يحيى بن معين قال خالد بن عبد الله القسري كان واليا لبني أمية وكان رجل سوء وكان يقع في علي بن أبي طالب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن العطار قالا أنا أبو طاهر المخلص نا عبيد الله بن عبد الرحمن نا زكريا بن يحيى نا الأصمعي قال خبرت أن خالدا بن عبد الله القسري ذم بئر زمزم قال فقال إن زمزم لا تنزح ولا تذم بلى والله إنها تنزح وتذم ولكن هذا أمير المؤمنين قد ساق لكم قناة بمكة
وكان ذلك في أيام هشام بن عبد الملك
قال ونا الأصمعي نا أبو عاصم النبيل قال ساق خالد ماء إلى مكة فنصب طستا إلى جانب زمزم قال أبو عاصم قد رأيتها ثم خطب فقال قد جئتكم بماء الغادية لا تشبه أم الخنافس يعني زمزم
قال ونا الأصمعي نا أبو عاصم قال سمعت عمرو بن قيس يقول لما أخذ خالد سعيد بن جبير وطلق بن حبيب خطب فقال كأنكم أنكرتم ما صنعت والله أن لو كتب إلى أمير المؤمنين لنقضتها حجرا حجرا يعني الكعبة
قال ونا الأصمعي قال وسمعت شبيب يقول ولي خالد العراق بضع عشرة سنة من قبل هشام بن عبد الملك
تاريخ مدينة دمشق ج16/ص162
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد أنا عبد الوهاب الميداني أنا أبو سليمان بن زبر أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أنا محمد بن جرير قال فلبث خالد في العذاب يوما ثم وضع على صدره المضرسة فقتل من الليل ودفن بناحية الحيرة في عباءته التي كان فيها وذلك في المحرم سنة ست وعشرين ومائة في قول الهيثم فأقبل عامر بن سهلة الأشعري فعقر فرسه على قبره فضربه يوسف سبع مائة سوط
أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل بن ديسم أنا محمد بن أحمد بن عمر المعدل في كتابه أنا محمد بن عمران بن موسى إجازة أنا ابن دريد أنا أبو حاتم أنا أبو عبيدة قال لما قتل خالد بن عبد الله القسري لم يرثه أحد من العرب على كثرة أياديه
عندهم إلا أبو الشغب العبسي فقال
ألا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[27 - 01 - 05, 11:56 م]ـ
أخي الفاضل وفقه الله
ما ذكرتَه عن شهرة القصة وتوفر الدواعي على نقلها
وما ذكرتَه عن قبح ترجمة خالد القسري:
كل ذلك قد ذكرته في إحدى مداخلاتي وأحلت على رابط لي في القصة في صفحتي في صيد الفوائد
وقد أضفتَ أنت - وفقك الله - شيئا طيبا
وها هو الرابط مرة أخرى
http://saaid.net/Doat/ehsan/90.htm
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[28 - 01 - 05, 12:55 ص]ـ
أخي الفاضل في الحقيقة لم أطلع على هذا الرابط الذي ذكرته إلا هذه الساعة!
وبيننا توافق كبير! ولو تأملتَ كلامي وفقك الله لرأيت أشياء كثيرة لم تذكرها! (وهو أمرٌ لم تنكره) وأنت لك فضل السبق والله يرعاكم
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[30 - 01 - 05, 07:41 ص]ـ
¥(42/410)
شيخنا الكريم الألفي وفقه الله ..
استفسر ـ شيخنا ـ عن (القاسم بن محمد) هل هو العمري، أو المعمري، أو كلاهما؟
ـ[أبو البركات]ــــــــ[30 - 01 - 05, 04:45 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشيخ الألفي
والقصة متنها منكر
فلا يصح التضحية بكافر!
فهو ليس من بهيمة الأنعام بل هو أضل سبيلاً!!
وعليه: فلا يجزئ التضحية بذلك اللحم النتن
وهذا ما كتبته قديما
http://saaid.net/Doat/ehsan/90.htm
تعقيبا على كلام الأخ الفاضل إحسان العتيبي اورد لكم رد العلامة عبدالرحمن المعلمي على محمد زاهد الكوثري في طعنه على خالد القسري:
-------------------------
خالد بن عبد الله القسري. في (تاريخ بغداد) 13/ 381 من طريق ((محمد بن فليح المدني عن أخيه سليمان وكان علامة بالناس أن الذي استتاب آبا حنيفة خالد القسري .. )) قال الأستاذ (الكوثري) ص 62: ((هو الذي بنى كنيسة لأمه تتعبد فيها وهو الذي يقال عنه انه ذبح الجعد بن درهم يوم عيد الأضحى اضحيه عنه … ما كان العلماء ليسكتوا في ذلك العهد أمام استخفافه لشعيرة من شعائر الدين .. وسفك دم من وجب قتله شيء وذبحه على أن يكون أضحية شيء آخر وكانت سيرة خالد وصمة عار في تاريخ الإسلام))
أقول (المعلمي): كان خالد أميرا مسلما خلط عملا صالحا كإقامة الحدود وآخر سيئا الله اعلم ما يصح عنه منه. وقد جاء عن جماعة من الأئمة كما في (التأنيب) نفسه أن أبا حنيفة استتيب في الكفر مرتين فإن كان خالد هو الذي استتابه في أحدهما وقد شهد أولئك الأئمة أنه استتابة عن الكفر فأي معنى للطعن في خالد؟ هبه كان كافرا! أيجوز ان يحنق عليه مسلم لأنه رفع إليه إنسان يقول قولا شهد علماء المسلمين انه كفر فاستتابه منه؟ وكان خالد يمني النسب وكان له منافسون على الأمارة من المضريين واعداء كثير يحرصون على إساءة سمعة وكان القصاصون ولا سيما بعد ان نكب خالد يتقربون إلى أعدائه بوضع الحكايات الشنيعة في ثلبه ولا ندري ما يصح من ذلك؟ وقضية الكنيسة إن صح فيها شيء فقد يكون بر أمه بمال فبنى لها وكيلها كنيسة فإنها كانت نصرانية وليس في هذا ما يعاب به خالد فقد احل الله عز وجل نكاح الكتابيات والتسري بهن ونهى عن إكراههن على الإسلام وامر بإقرارهن على دينهن وامر ببر الأمهات. فآما قضية الجعد فإن أهل العلم وادين شكروا خالد عليها ولا يزالون شاكرين له إلى يوم القيامة ومغالطة الأستاذ في قضية التضحية مما يضحك ويبكي يضحك لتعجرفه ويبكي لوقوعه من رجل ينعته أصحابه أو ينعت نفسه ((الإمام الفقيه المحدث والحجة الثقة المحقق العلامة الكبير…)) لا يخفي على أحد أن الضحية الشرعية هي ذبح شاه أو بقرة أو بدنة بصفة مخصوصة في أيام الأضحي تقربا إلى الله تعالى بإراقة دمها، وليأكل منها المضحي وأهله ويهدي من لحمها إلى أصحابه ويتصدق على المساكين، وأن خالداً لم يذبح الجعد ليأكل من لحمه ويهدي ويتصدق، وإنما سماه تضحية لأنه إراقة دم يوم الضحى تقرباً إلى الله تعالى فشبهه بالضحية المشروعة من هذا الوجه كما سمى بعض الصحابة وغيرهم قتل عثمان رضي الله عنه تضحية لأنه وقع في أيام الضحى.
فقال حسان:
ضحوا بأشمط عنوان السجود به يقطع الليل تسبيحاً وقرآنا
وقال أيمن بن خريم:
ضحوا بعثمان في الشهر الحرام ضحى وأي ذبح حرام ويلهم ذبحوا
وقال القاسم بن أمية:
لعمري ليئس الذبح ضحيتم به وختم رسول الله في قتل صاحبه
فان قيل: لكن يظهر من القصة أن خالدا لم يضح، بل اجتزأ بذبح الجعد. قلت: ليس ذلك بواضح، وكان خالد يذبح كل يوم عدة ذبائح وهب أنه لم يضح ذاك اليوم، فغاية الأمر أن يكون اجتزأ بإقامة ذلك الحد من جهة كونه قربه إلى الله عز وجل وإقامة حد من حدود، والضحية عند جمهور أهل العلم ليست بواجبه، فلا إثم على من تركها، فإن كان مع تركه لها قد قام بقربه عظمية ورأى أن ما يفوته من اجر الضحية وإقامة الشعائر بما يجبره ما يرجوه على تلك القربة الأخرى فهو ابعد عن افثم، ولو ضحى الرجل ألف أضحية لما بلغ من أجرها وإقامة الشعائر بها أن توازن إقامة الحد على الجعد، وإماتة فتنته
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=759
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[30 - 01 - 05, 06:18 م]ـ
¥(42/411)
الْحَمْدُ للهِ حَمْدَاً يَكُونُ لِقَائِلِه ذُخْرَا. والصَّلاةُ الزَّاكِيةُ عَلَى مُجْتَبَاهُ خَيْرِ الْخَلْقِ طُرَا. صَلاةً تَدُومُ عَلَى مَرَّ الزَّمَانِ تَتَرى
الشيخ المسدَّد الموفَّق / خليل بن محمد حفظكم الله، وباركم فيكم.
عليكَ تحيةُ الرحمن تترى ... تحايا رائحاتٍ غادياتِ
ـــــــــ
الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمِيدٍ الْيَشْكُرِيُّ الْمَعْمَرِيُّ أبو مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ ثقة صدوقذكره أبو أحمد بن عدى فى ((كامله)) (6/ 37) فقال: ((قَاسِمٌ الْمَعْمَرِيُّ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: قَاسِمٌ الْمَعْمَرِيُّ كَذَّابٌ خَبِيثٌ. قال عُثْمَانُ: ليس كما قال، أنا أدركتُ قَاسِمَ الْمَعْمَرِيَّ، كان ببغداد.
قال أبو أحمد: وقَاسِمٌ الْمَعْمَرِيُّ هذا ليس بالمعروف، ولم يحضرني له حديثٌ، فأذكره)).
قلت: هكذا خفى حالُه على أبى أحمد، ولم يعرف له حديثاً، فيذكره.
وقال الحافظ الذهبى فى ((ميزانه)): ((الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمِيدٍ الْمَعْمَرِيُّ راوي قصة الأضحية بالجعد بن درهم. وثقه قتيبة. وقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَذَّابٌ خَبِيثٌ. قَالَ عُثْمَانُ الدارمي: لَيْسَ هُو كَمَا قَالَ يَحْيَى، وَأنَا أَدْرَكْتُهُ بِبَغْدَادَ.
قلت: ما أظن عنده سوى حكاية الجعد.
وروى عنه: أبُو بَكْرِ الأَعْيَنُ، والْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وقُتَيْبَةُ. توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين)).
وأعاده فى ((المغنى فى الضعفاء)) (2/ 621/5010): ((الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمِيدٍ الْمَعْمَرِيُّ. وقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَذَّابٌ خَبِيثٌ. ووثقه قُتَيْبَةُ. وهو راوي قصة الأضحية بالجعد بن درهم)).
قلت: هكذا أتى الحافظُ على بعض ترجمته، وترك أشياء للمستدرِّكِ والمتعقِّبِ كليهما.
فهو الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمِيدٍ الْيَشْكُرِيُّ الْمَعْمَرِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، وأبوه الحافظ الحجَّة أبو سُفْيَانَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمِيدٍ الْيَشْكُرِيُّ الْبَصْرِيُّ الْمَعْمَرِيُّ، اشتهر بذلك لارتحاله إلى مَعْمَرٍ وملازمته له، وروايته التفسير عنه، وكان من الثقات الأثبات، والصلحاء العباد، والمتقنين الورعين، احتج به الإمام مسلمٌ فى مواضع من ((صحيحه)).
ومن رواياته عن معمر، قال الإمام مسلم فى ((الجنة وصفة نعيمها)) (5082): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ الْهِلالِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((احْتَجَّتْ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ))، وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ بِمَعْنَى حَدِيثِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ((تَحَاجَّتْ النَّارُ وَالْجَنَّةُ، فَقَالَتْ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ، وَقَالَتْ الْجَنَّةُ: فَمَا لِي لا يَدْخُلُنِي إِلا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ وَعَجَزُهُمْ)) الحديث.
وقال النسائى ((المجتبى)): أَخْبَرَنَا الْجَارُودُ بْنُ مُعَاذٍ البَاوَرْدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَبِيعَ الزَّبِيبَ لِمَنْ يَتَّخِذُهُ نَبِيذاً.
وأما ابنه الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَعْمَرِيُّ، فله روايات سوى حكاية الجعد بن درهم، فهو يروى عن ابن عيينة.
وروى عنه: الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِىُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ نَاصِحٍ الْخَلالُ، والْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِىُّ، وعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِىُّ، وقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْقَعْنَبِى، ومُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِىُّ، ويَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، وأبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى عَتَّابٍ الأَعْيَنِ.
وهو ثقة خلافاً لأبي زَكَرِيَا بْنِ مَعِينٍ، فقد وثَّقه أعرفُ الناس به: قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وأنكر الدَّارِمِىُّ قولَ ابْنِ مَعِينٍ فيه.
قال أبو بكر الخطيب ((تاريخ بغداد)) (12/ 425): حُدِّثْتُ عَنْ دَعْلَجَ بْنِ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم البوشنجي حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ ثقة.
وذكره أبو حاتم بن حبان فى ((الثقات)) (9/ 15/14930).
وقال الحافظ ابن حجر ((التقريب)) (1/ 452): ((صدوق من العاشرة)).
ـ[عارف]ــــــــ[31 - 01 - 05, 07:28 ص]ـ
رحم الله المعلمي؛ ما أجمعه للفقه والحديث.
ـ[العوضي]ــــــــ[25 - 04 - 05, 08:42 ص]ـ
بارك الله في الأخوة جميعاً على ما ذكروه
وأحسن الأخ (أبي البركات) فيما نقل عن المعملي رحمه الله
¥(42/412)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[25 - 04 - 05, 08:58 م]ـ
نشكر الأخ الفاضل العوضي وفقه الله لإعادة الموضوع مرة أُخرى ونتمنى أن تكون القصة صحيحة لكن!
وما ذكره العلامة المعلمي رحمه الله فيه نظر كبير عندي! وسوف أأبين ذلك قريباً إن شاء الله!!
وخالد القسري لايقل شراً عن سيده الحجاج الثقفي عامله الله بما يستحق!
ـ[عارف]ــــــــ[26 - 04 - 05, 12:01 م]ـ
الفاضل الشريف لا أدري لماذا تتمنى صحة القصة مع غرابتها لديك وحرصك الشديد عى نسفها.
ومهما يكن فالمطلوب ذكر من ضعفها على طريقتكم من المتقدمين، أم أنكم أتيتم بما لم تستطعه الأوائل!
ثم ما دخل شر القسري بإقرار أئمة السنة، وهل ضر حسنةَ الحجاج مع القرآن كثرةُ سيئاته؟ أم أن هذه أيضا لا تصح.
أخشى أنكم تغفلون عن لوازم منهجكم.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[13 - 01 - 07, 11:16 ص]ـ
في الحقيقة التاريخ يعيد نفسه فالتضحية بصدام حسين على يد الروافض عاملهم الله بما يستحقون في يوم العيد يذكرنا بهذه الحادثة
وقامت الدنيا ولم تقعد بسبب عمل الروافض ونقول للروافض وغيرهم من أهل السنة الذين جعلوا صنيع خالد القسري حجة لهم في تبرير صنيعهم
القصة غير صحيحة فلا يصح الاستدلال بها ولا يمكن أن يكون خالد القسري حجة للمسلمين
ولنا عودة مرة أخرى
ـ[فواز الجهني]ــــــــ[25 - 01 - 07, 07:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشيخ الألفي
والقصة متنها منكر
فلا يصح التضحية بكافر!
فهو ليس من بهيمة الأنعام بل هو أضل سبيلاً!!
وعليه: فلا يجزئ التضحية بذلك اللحم النتن
وهذا ما كتبته قديما
http://saaid.net/Doat/ehsan/90.htm
هذا كلام عجيب، وكأن البلاغة لم تمر بذهن الشيخ الموفق؟ وليس للموضوع علاقة بقضية الأضحية
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[04 - 08 - 07, 08:55 م]ـ
الإخوة الأفاضل جميعا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع - بعجره وبجره - على اختلاف مستويات المتناقشين - علميا وأدبيا ومنهجيا - إلا أنه يثري العقول حديثيا وتاريخيا معا.
فلو قام الأفاضل بإكمال المناقشة بمنهجية - لا بعنجهية - لاستفاد أمثالنا من علمهم.
ثم هذا يفتح مسألة عظيمة وهي:
هل القصة - أي قصة - وردت بإسناد ما، هل تغني شهرتها بين العلماء - بدون نكير منهم - عن البحث في صحة إسنادها، ويقال: إن الأول لم يترك للآخر شيئا؟
أم يقال: كم ترك الأول للآخر؟
ومن الأمثلة الشائعة - فقهيا - قصة صاحب الشجة التي رواها جابر بن عبد الله، والتي ضعف الشيخ الألباني الزيادة في آخر الحديث، وهي التي اعتمد العلماء عليه في الجكم!
أفيدونا وأمتعونا بالمناقشات الحديثية والتاريخية معا، أفادكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[06 - 08 - 07, 06:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك من يسمعني؟
معنى عدم الاستجابة أن لا أحد بالدار!!!
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[07 - 08 - 07, 10:12 م]ـ
يا قوم
يا قوم
يا قوم
قد أسمعت إذن ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
هل هذا البيت معناه - هنا - صحيح؟
إن لم يكن صحيحا، فأين الاستجابة؟
أين الردود؟
أين المناقشات والإفادات؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 08 - 07, 12:26 ص]ـ
أخي الفاضل
لعل مقدمة كلامك جعلت الإحجام سيد الموقف هنا
وعلى الأقل هذا هو الذي كان بخصوصي!
انظر كلامك
هذا الموضوع - بعجره وبجره -
...
فلو قام الأفاضل بإكمال المناقشة بمنهجية - لا بعنجهية - لاستفاد أمثالنا من علمهم.
فلا يدري الواحد من صاحب العجر والبجر
ولا يدري من هو صاحب المنهجية والعنجهية
طبعاً لا يعرفون حسب تصنيفك
فتأمل
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 08 - 07, 12:28 ص]ـ
وأتوقع الموضوع قتل بحثا
وعرف طرفاه
فما بقي عليك هو النظر وتبني أحد القولين
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[08 - 08 - 07, 04:58 م]ـ
جزاك الله خيرا أخانا العتيبي على عتابك الطريف لي.
أما أنا فلم أقصد شخصا بذاته، وإنما الأمر - كما ترى - مر عليه أكثر من سبعة أشهر ولم يعره أحد التفاتا، فلم يكن ماكتبته إلا استثارة للهمم، وإن كان ما قلته لي - أخي الحبيب - قطعا مما يؤخذ على شخصي.
" (اعتذاري لكل من كتب بهذه المشاركة .. اعتذاري لكل من كتب بهذه المشاركة .. اعتذاري لكل من كتب بهذه المشاركة) "
مرة أخرى، جزى الله خيرا أخانا الفاضل إحسان العتيبي على تنبيهي لهذا الخطأ، والدين النصيحة، أرجو أن يكون هذا في ميزان حسناته.
وأما قولكم " فما بقي عليك هو النظر وتبني أحد القولين " فهذا مبني على أن الأمر قد انتهى، وليس - من وجهة نظري - كذلك، بل لو نظرت - غير مأمور - ابتداء من مشاركة رقم 25 لم تجد إجابة شافية.
حتى أن مشاركتي رقم 28 أوردت فيها سؤالا في صمام الموضوع لم أجد عنه إجابة، فتأمل.
جزاك الله خيرا مرة أخرى، ولا تحرمنا النصيحة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
¥(42/413)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 08 - 07, 07:20 م]ـ
جزاك الله خيراً على تقبلك لما قلت، وعلى حسن ردك، وأدبك
وأترك المجال للإخوة الأفاضل للإجابة على إشكال الأخ الفاضل وسؤاله
ولعل البحث في " الشروط العمرية " يفتح الباب أيضا لمناقشة ما اشتهر من الأحكام والحكايات دون الحاجة للبحث في إسناده، والكلام فيه قبولا وردا
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[08 - 08 - 07, 07:23 م]ـ
بل أنت جزاك الله عني خيرا
ويا ليت الإخوة التفتوا لنصح ناصحيهم، فإنهم لا يرجون لهم إلا خيرا
حفظك الله ورعاك، وبارك فيك واصطفاك
ـ[عبد المتين]ــــــــ[08 - 08 - 07, 11:12 م]ـ
أشهد الله على حبي لكم فيه أيها الشيخ الفاضل أبو محمد الألفي ....
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[13 - 08 - 07, 05:24 م]ـ
من يقوم بالرد على ما طرحته في مشاركتي برقم 28؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 06:16 م]ـ
قال ابن القيم - رحمه الله - بعد أن ذكر الشروط العمَرية -:
وشهرة هذه الشروط تغني عن إسنادها فإن الأئمة تلقوها بالقبول وذكروها في كتبهم واحتجوا بها ولم يزل ذكر الشروط العمرية على ألسنتهم وفي كتبهم وقد أنفذها بعده الخلفاء وعملوا بموجبها.
" أحكام أهل الذمة " (3/ 1164).
وهذا مفتاح للمسألة
ولا شك أن هذا الكلام ليس على إطلاقه من حيث القائل والمقول
فيُحتاج لبيان ضوابط المسألة
وقد أنكر محقق الكتاب الدكتور صبحي الصالح علة الاشتهار هذه؛ لأن الاستفاضة لم تكن دليلاً على الصحة في موضوع تاريخي، تشريعي كهذا، ثم وصف هذه الشروط بأنها متضاربة، ومتناقضة.
كذا قال بعض الباحثين.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 06:26 م]ـ
ومما يساعد على هذا: التفريق بين الشهرة لقصة في الكتب المسندة، وبين الشهرة في الكتب الخالية من الأسانيد
قال ابن القيم - رحمه الله - ردا على تضعيف ابن حزم لقصة الاختصام في بنت حمزة رضي الله عنه -:
قلت: وهذا من تهوره رحمه الله، وإقدامه على تضعيف ما اتفقت الناس على صحته، فخالفهم وحده؛ فإن هذه القصة شهرتها في الصحاح والسنن والمسانيد والسير والتواريخ تغني عن إسنادها، فكيف وقد اتفق عليها صاحب الصحيح ولم يحفظ عن أحد قبله الطعن فيها البتة؟.
" الزاد "
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 06:42 م]ـ
وجدت كلاماً نفيساً للأخ الشيخ حارث همام وفقه الله في هذا الملتقى، قال:
وأما قولهم: "شهرته تغني عن إسناده" في بعض الآثار النبوية فربما احتمل هذا لحديث علم سنده وإن كان ليس بذاك فتلقى الأئمة له بالقبول دون نكير ربما دل من لم يقف على أسانيده بأن أصله هذا يتقوى بغيره، فإن وجد من هذا شيء كان قبوله أقرب لقبول الإجماع الذي لم يعرف أصله، كما قالوا في تحريم القرود من غير أثر ولانظر.
ومع ذلك تجد نزاع أهل العلم في هذا كثير ومخالفتهم حتى في المثال المنقول على الرغم من أن له أصلاً، فكيف بأثر لا سند له! وهل وجدت أثراً واحداً لايعرف له سند يعرف قالوا شهرته تغني عن إسناده؟
أما أثر ابن عمر فغريب ما ذكرتم -بورك فيكم- من أنه لاسند له! ألا ترى ابن القيم يصدر ذكره في الموضع الذي أحلت عليه بذكر سنده؟! ثم هلا دللتني أين قال رحمه الله شهرتها تغني عن إسنادها؟ فقد راجعت كلامه على عجل ولم أجده في هذه الصحيفة فأرشدني إليه مشكوراً. علماً بأنه قد قالها في مواضع أخر كلها لها أسانيد ربما كانت واهية ترقى إلى الحسن بمجموعها عن طائفة من أهل العلم.
ولعله يغني المنصف عن الخوض في هذه المسائل هنا كون هذا الأثر لايعرف له سند أصلاً بين القاضي عياض -وهو يروي الصحيح والسقيم- وبين من نسب إليه أياً كان.
بل لم يقل أحد من أهل العلم أو الأئمة المعتبرين بأن الأثر الذي نحن بصدده شهرته تغني عن إسناده!!
بل هل تعلم بأن بعض فقهاء المالكية ينص على جواز ما أنكر فيه كأبي العباس الصاوي صاحب الحاشية على الشرح الصغير! فهل ضل عن المالكية قول إمامها المشتهر؟
¥(42/414)
أخي الكريم لو سلكت هذا المسلك في الحكم على مثل هذه الآثار فماذا تقول لمن يجيئك فيذكر لك ما أورده ابن القيسراني المقدسي (محمد بن طاهر)، في صفوة التصوف محتجاً به على صحة سماع الصوفية، وعن مالك نفسه! فقد ذكر عن مصعب الزبيري قال حضرت مجلس مالك بن أنس فسأله أبومصعب عن السماع فقال: ما أدري، أهل العلم ببلدنا هذا لاينكرون ذلك، ولايقعدون عنه، ولاينكره إلاّ غبي جاهل أو ناسك عراقي غليظ الطبع؟!. [انظره ط المنتخب العربي ص328 - 329].
وماذا تقول لمن يجيئك فيروي لك أثر الإمام أحمد لما سئل عن الصوفية فقال لا أعلم أقواماً أفضل منهم! قيل إنهم يستمعون ويتواجدون؟ قال دعهم يفرحون مع الله ساعة!
سبحان الله! أيقبل مثل هذا بحجة الاستفاضة لأن بعض الفقهاء ذكره وتكرر ذكره عندهم [أستطيع أن أنقله عن خمسة كتب -لا اثنين- بدون بحث وعناء].
ثم أنتم قلتم بارك الله فيكم: "نعم إذا كانت المسألة تتعلّق بالحكم على مسلم بالكفر أو الزندقة ولم تكن مشهورة ومستفيضة فعندها ينبغي علينا التحرّي وتوخّي ثبوت المسألة".
وهذا فيه حق. إذ التثبت مطلوب حتى وإن استفاض الخبر وانتشر، ولهذالم يعذر من وقع من أفاضل الصحابة في حادثة الإفك وحُد إلاّ من عُفي عنه، مع أن الخبر مستفيض منتشر! واقرأ -حفظك الله- قول الله تعالى-ولن تعدم أجر القراءة بقلب حاضر-: (ولولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا إفك مبين * ولو لا جاءوا بأربعة شهداء فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون * ولولا فضل الله عليكم ورحمته لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم * إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم * ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم * يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين).
(إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).
فما استفاض ولم يثبت عن شخص فلا يحكم به عليه، وإن كان الأمر حداً لايتجاوز كونه عقوبة دنيوية، فكيف بالأحكام العظام كأحكام التكفير والزندقة والتبديع، أخي الكريم البينة على المدعي، والاستفاضة إذا لم يكن لها مستند ليست بينة.
وكم من عَلَمٍ إمام استفاضت عنه أمور بين العوام بان بطلانها وثبت كذبها.
بل النبي صلى الله عليه وسلم الذي من كذب عليه متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ما أكثر ما اشتهر عنه وهو باطل ليس له أصل إليه.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15937&highlight=%E4%D8%E1%DE+%DA%E1%EC+%C7%E1%D5%E6%DD%E D%C9
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 06:54 م]ـ
للفائدة
ثمة فرق بين " الشروط العمَرية " و " العهدة العمَرية "
رقم الفتوى: 7982
عنوان الفتوى: لا تناقض بين الشروط العمرية والعهدة العمرية
تاريخ الفتوى: 15 صفر 1422/ 09 - 05 - 2001
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة المحترمون
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد سألتكم فيما مضى عن (العهد العُمري) و رقم السؤال كان 9507. و أجبتم مشكورين على سؤالي بالجواب رقم 7497.
في نهاية الأسبوع طالعت موقعكم المحترم، و فوجئت بذكر ل (الوثيقة العمرية في فتح بيت المقدس)، http://www.islamweb.net/Article.asp?Article=256 .
سؤالي هذه المرة، هل هناك تباين بين ما أجبتم على سؤالي مشكورين و ما مذكور في موقعكم الكريم أم لا؟ وكيف ينبغي النظر إلى هذه الوثيقة روائياً و فقهياً؟
مع بالغ الإحترام و التقدير و السلام
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقنا وإياك لطاعته، واعلم أن الذي تبادر إلى أذهاننا ونحن نقرأ سؤالك الأول برقم 9507 أن مرادك هو الشروط العمرية، والتي أوسعها الإمام ابن القيم بحثاً في كتابه (أحكام أهل الذمة) فكانت إجابتنا بناءً على ما تبادر إلى أفهامنا من سؤالك، ولعل ذلك يوضح لك سبب ما ظننته تبايناً بين ما أجبناك به، وبين ما نشر في موقعنا. أما العهدة العمرية، وهي: عهد عمر رضي الله عنه لأهل بيت المقدس، فقد ذكرها الإمام الطبري في تاريخه من غير إسناد، فقال: وعن عدي بن سهل قال ثم ذكرها.
أما فقهياً: فالعمدة في بيان أحكام أهل الذمة على ما ذكرناه من الشروط العمرية، وهي التي بنى عليها ابن القيم كتابه، كما سبق آنفاً، وفيها ذكر -رحمه الله- أن الأئمة تلقوها بالقبول، وذكروها في كتبهم، واحتجوا بها، ولم يزل ذكر الشروط العمرية على ألسنتهم وفي كتبهم، وقد أنفذها بعده الخلفاء، وعملوا بموجبها، ونقل الإمام ابن تيمية إجماع الصحابة على العمل بموجبها، أما العهدة العمرية فكانت مجملة في شروطها، مما جعلها محل قبول عند بعض من لم ترق له الشروط العمرية، وأخذ يضعف سندها مغفلاً الإجماع القائم على الأخذ بها، وعمل الخلفاء على وَفْقِها، ولا يخفى أن هذا المسلك مسلك مجانب للصواب، فكيف يسوغ لطالب الحق أن يضرب بإجماع مبرم في أول القرون المزكاة، وسنة ماضية عرض الحائط. هذا ومما ينبغي التنبه له أنه ليس في العهدة العمرية لأهل المقدس ما ينقاض الشروط العمرية، وكل ما في الأمر هو أن الثانية مفصلَّة، والأولى مُجملَة بعض الشيء. والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=7982&Option=FatwaId&x=37&y=2
¥(42/415)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[13 - 08 - 07, 09:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا، الشيخ إحسان
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 08 - 07, 06:05 ص]ـ
قال ابن القيم - رحمه الله - بعد أن ذكر الشروط العمَرية -:
وشهرة هذه الشروط تغني عن إسنادها فإن الأئمة تلقوها بالقبول وذكروها في كتبهم واحتجوا بها ولم يزل ذكر الشروط العمرية على ألسنتهم وفي كتبهم وقد أنفذها بعده الخلفاء وعملوا بموجبها.
" أحكام أهل الذمة " (3/ 1164).
وهذا مفتاح للمسألة
ولا شك أن هذا الكلام ليس على إطلاقه من حيث القائل والمقول
فيُحتاج لبيان ضوابط المسألة
وقد أنكر محقق الكتاب الدكتور صبحي الصالح علة الاشتهار هذه؛ لأن الاستفاضة لم تكن دليلاً على الصحة في موضوع تاريخي، تشريعي كهذا، ثم وصف هذه الشروط بأنها متضاربة، ومتناقضة.
كذا قال بعض الباحثين.
دعوى عمل الخلفاء لها تحتاج إلى الدليل، فهناك من أنكر عملهم بها ونسب تلك الشروط إلى عمر بن عبد العزيز لا إلى عمر بن الخطاب.(42/416)
هل يصح هذا الحديث (ما أمعر حاج قط)؟
ـ[هشام المصري]ــــــــ[23 - 01 - 05, 05:23 م]ـ
هل هذا الحديث صحيح أم ضعيف (ما أمعر حاج قط قيل لجابر: ما الإمعار؟ قال: ما افتقر)
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[23 - 01 - 05, 05:53 م]ـ
الحديث ضعيف وتجد تخريجه في السلسلة الضعيفة رقم 2000
ـ[هشام المصري]ــــــــ[24 - 01 - 05, 02:19 م]ـ
و لكن الحديث ورد فى موسوعة نضرة النعيم التى تأتى بالأحاديث الصحيحة أو الحسنة فقط!
فهل يوجد خلاف حول صحة الحديث؟
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[25 - 01 - 05, 12:05 م]ـ
أخي الفاضل هشام المصري
لم أطّلع على ما قاله أصحابُ الموسوعة، لكنّهم ربّما اعتمدوا قول الهيثمي في المجمع: (رواه الطبراني في الأوسط والبزار ورجاله رجال الصحيح) .. وهذا عند أهلِ العلم غيرُ كافٍ في تصحيح الحديث كما لا يخفى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 01 - 05, 12:30 م]ـ
بارك الله فيكم
وهذا كلام الشخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة ((4\ 462 - 463) للفائدة
(ضعيف. رواه الطبراني في الأوسط (1\ 110\2) عن شريك عن محمد بن زيد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله مرفوعا، وقال:
((لم يروه عن ابن المنكدر إلا محمد بن زيد)).
قلت: وهو محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ وهو ثقة، لن الراوي عنه شريك وهو ابن عبدالله القاضي ضعيف لسوء حفظه، ولذلك أخرج له مسلم متابعة، فلا تغتر بقول من أطلق فقال ((ورجاله رجال الصحيح)) كالمنذري (2\ 114)، والهيثمي (3\ 208)، ومن قلدهما كالمناوي والغماري، فإنه ذكر الحديث في ((كنزه))!
ولم يتفرد به محمد بن زيد، فقد أخرجه ابن عساكر (5\ 327\2) من طريق محمد بن خالد بن عثمة: نا عبدالله بن محمد بن المنكدر عن أبيه به.
وعبدالله بن محمد بن المنكدر لم أجد من ترجمه، ولم يذكره الحفاظ في الرواة عن أبيه، وإنما ذكر ابنيه يوسف والمنكدر فقط.
في الطريق إليه جماعة لايعرفون.
وعلي بن أحمد بن زهير التميمي قال الذهبي ((ليس يوثق به))) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 01 - 05, 01:35 م]ـ
وقد أختلف على شريك في شيخه ففي رواية الطبراني أن شيخه هو محمد بن زيد، وعند البيهقي في الشعب أنه محمد بن أبي حميد
فالطريق التي ذكرها الألباني سابقا هي ما جاء عند الطبراني في المعجم الأوسط ج5/ص245
5213 حدثنا محمد بن الفضل السقطي قال حدثنا سعيد بن سليمان قال حدثنا شريك عن محمد بن زيد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رفعه قال ما امعر حاج قط قيل لجابر ماالإمعار قال ماافتقر
وجاء عند البيهقي في شعب الإيمان ج3/ص483
أخبرنا ابو الحسين بن بشران نا عثمان بن احمد السماك نا حنبل بن إسحاق بن حنبل نا سعيد بن سليمان نا شريك عن محمد بن أبي حميد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله يرفعه قال ما أمعر الحاج قط فقيل لجابر ما الامعار قال ما افتقر محمد بن أبي حميد ضعيف
وقد توبع شريك كذلك كمافي أخبار مكة للفاكهي ج1/ص406
حدثنا حسين قال ثنا ابن أبي عدي عن محمد بن أبي حميد عن محمد بن المنكدر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمعر حاج يعني ما افتقر
فظاهر ما سبق أن شيخ شريك هو محمد بن أبي حميد الضعيف وليس محمد بن زيد كما جاء عند الطبراني في الأوسط، والله أعلم.
وله شاهد مرسل من قول عمر رضي الله عنه عند عبدالرزاق في المصنف ج5/ص11 أخبرنا معمر وغيره عن أيوب قال قال عمر ما أمعر حاج قط يقول ما افتقر.
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[26 - 01 - 05, 09:01 ص]ـ
الحديث أورده الشيخ محمد عمرو في تبييض الصحيفة (86) (2/ 127 - 131) ومال -على الاحتمال في صحة طريق فيه- أنه من قول ابن المنكدر، وفيه فائدة بخصوص قول الألباني: "وعبدالله بن محمد بن المنكدر لم أجد من ترجمه، ولم يذكره الحفاظ في الرواة عن أبيه، وإنما ذكر ابنيه يوسف والمنكدر فقط".
ـ[هشام المصري]ــــــــ[27 - 01 - 05, 03:21 ص]ـ
هل تقصد يا أخ محمود شعبان أن هناك إحتمال أن يكون الحديث صحيح؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 01 - 05, 04:56 ص]ـ
بارك الله فيكم وبخصوص كلام الشيخ محمد عمرو حفظه الله فتجده في الملف المرفق.(42/417)
ما صحة هذا الحديث عن الصحابي ثعلبة بن حاطب
ـ[* أبو محمد *]ــــــــ[25 - 01 - 05, 07:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأعزاء:
ما صحة حديث رواه ابن جرير عن أبي أمامة الباهلي عن ثعلبة بن حاطب الأنصاري
أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " ادع الله أن يرزقني مالا، قال، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير
لا تطيقه، 000000000" إلى آخر الحديث 0
وما قولكم في بعض المفسرين للآية الكريمة من سورة التوبة: "وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ
اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ"0 أنها نزلت فيه، أي في
الصحابي ثعلبة؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[25 - 01 - 05, 10:16 ص]ـ
انظر كتاب "قصص لا تثبت" ليوسف بن محمد بن إبراهيم العتيق، القصة الثالثة في الجزء الأول.
ـ[طارق بن سعود]ــــــــ[25 - 01 - 05, 12:52 م]ـ
السلام عليكم
1 - أن ثعلبة بن حاطب قال: يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا. قال: يا ثعلبة قليل تؤذي شكره خير من كثير لا تطيقه قال يا رسول الله، ادع الله أن يرزقني مالا. قال: يا ثعلبة أما لك في أسوة أماترض أن تكون مثل نبي الله تعالى، أما والذي نفسي بيده لو شئت أن تسير معي الجبال ذهبا وفضة لسارت قال: والذي بعثك بالحق نبيا، لئن دعوت الله أن يرزقني مالا، لأعطين كل ذي حق حقه، ولأفعلن ولأفعلن. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ارزق ثعلبة مالا فاتخذ غنما، فنمت كما ينمو الدود، فضاقت عليه المدينة، فتنحى عنها، فنزل واديا من أوديتها، حتى جعل يصلي الظهر العصر في الجماعة، ويدع ما سواهما. ثم نمت وكثرت، فتنحى، حتى ترك الجماعة إلا الجمعة وهي تنمو كما ينمو الدود، حتى ترك الجمعة، وطفق يلقى الركبان يوم الجمعة، فيسألهم عن الأخبار في المدينة. وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، فقال: ما فعل ثعلبة بن حاطب؟ فقيل: يا رسول الله، اتخذ غنما، فضاقت عليه المدينة وأخبر بأمره كله فقال: يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة، قال: وأنزل الله تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم} [التوبة: 103] وأنزل الله تعالى فرائض الصدقة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من جهينة، ورجلا من بني سليم على الصدقة. وكتب لهما كتابا بأخذ الصدقة، وأمرهما أن يخرجا فيأخذا الصدقة من المسلمين. وقال: مرا بثعلبة ببن حاطب؟ وبفلان، رجل من بني سليم وخذا صدقاتهما فخرجا حتى أتيا ثعلبة، فسألاه الصدقة، وأقرآه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذه إلا جزية، ما هذه إلا جزية، ما هذه إلا أخت الجزية، انطلقا حتى تفرغا ثم تعودا إلي، فانطلقا نحو السليمي، فسمع، بهما، فقام إلى خيار أسنان إبله، فعزلها للصدقة، ثم استقبلهما بها. فلما رأوها، قالوا لا يجب عليك ذلك. وما نريد نأخذ هذا منك. قال: بلى خذوها، نفسي بها طيبة، وإنما هي لتأخذوها. فلما فرغا من صدقاتهما، رجعا حتى مرا بثعلبة، فسألاه الصدقة، فقال: أروني كتابكما. فنظر فيه، فقال هذه أخت الجزية. انطلقا حتى أرى رأيي. فانطلقا حتى أتيا النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآهما قال: يا ويح ثعلبة قبل أن يكلماه، ودعا للسليمي. فأخبراه بالذي صنع ثعلبة، وبالذي صنع السليمي. فأنزل الله تعالى في ثعلبة: {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين * فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون * فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بماء أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون} [التوبة: 75 - 77] وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من أقارب ثعلبة، فسمع ما أنزل الله فيه، فخرج حتى أتى ثعلبة، فقال: لا أم لك يا ثعلبة، قد أنزل الله فيك كذا وكذا، فخرج ثعلبة حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله أن يقبل منه صدقته، فقال: إن الله منعني أن أقبل منك صدقتك، فجعل يحثو التراب على رأسه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا عملك أمرتك فلم تطعني فلما أبى أن يقبل منه شيئا، رجع إلى منزله. فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء بها أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فأبى أن يقبلها منه، وجاء بها إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأبى أن يقبلها منه، توفي ثعلبة بعد في خلافة عثمان.
إسناده ضعيف في تخريج الاحياء 3/ 334
---------------------------------------------
2 - أن ثعلبة بن حاطب قال يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا فقال يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه
إسناده ضعيف جداً أنظر الكافي الشاف 132
ـ[* أبو محمد *]ــــــــ[26 - 01 - 05, 09:17 ص]ـ
قال العلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في كتاب تيسير
الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان: أن هذه القصة لا يصح إسنادها
عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفي متنها نكارة ومخالفة لقواعد
الدين من قبول توبة التائب، ومعاملة الناس حسب ظواهرهم وترك
سرائرهم لله عز وجل0
وفي تفسير ابن كثير ربط تلك القصة بالآية الكريمة أعلاه0
فهل من مزيد من أقوال المفسرين في تفسير الآية؟
كما أرجو من الأخوة بيان ضعف السند في تلك الرواية
لأن كتاب "قصص لا تثبت" غير متوفر لدي0
وفقكم الله
¥(42/418)
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[27 - 01 - 05, 11:31 ص]ـ
القصة في تفسير الطبري.
وكنت قد سألت عنها شيخنا الشيخ خالد السبت حفظه الله فقال: لا تصح
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[27 - 01 - 05, 04:10 م]ـ
هذه القصة لا تصح سندا ولامتنا وقد بين بطلانها طائفة من العلماء قديما وحديثا منهم:
البيهقي رحمه الله في دلائل النبوة وابن حجر في تخريج أحاديث الكشاف وفي فتح الباري والعراقي في تخريج الإحياء وابن حزم في المحلى وإليك كلامه لنفاسته، قال رحمه الله:"وَقَالَ تَعَالَى وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ إلَى قوله تعالى يَكْذِبُونَ. قَالَ: وَهَذِهِ أَيْضًا صِفَةٌ أَوْرَدَهَا اللَّهُ تَعَالَى يَعْرِفُهَا كُلُّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِهِ , وَلَيْسَ فِيهَا نَصٌّ، وَلاَ دَلِيلٌ , عَلَى أَنَّ صَاحِبَهَا مَعْرُوفٌ بِعَيْنِهِ , عَلَى أَنَّهُ قَدْ
رُوِّينَا أَثَرًا لاَ يَصِحُّ , وَفِيهِ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي ثَعْلَبَةَ بْنِ حَاطِبٍ وَهَذَا بَاطِلٌ , لأََنَّ ثَعْلَبَةَ بَدْرِيٌّ مَعْرُوفٌ , وَهَذَا أَثَرٌ: حَدَّثَنَا حُمَامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَالِكِ بْنِ عَائِذٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي غَسَّانَ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْبَاجِيَّ ني سَهْلٌ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَرَّازُ، حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ السَّلاَمِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَانِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: جَاءَ ثَعْلَبَةُ بْنُ حَاطِبٍ بِصَدَقَتِهِ إلَى عُمَرَ فَلَمْ يَقْبَلْهَا وَقَالَ: لَمْ يَقْبَلْهَا النَّبِيُّ r وَلاَ أَبُو بَكْرٍ , وَلاَ أَقْبَلُهَا
قال أبو محمد: وَهَذَا بَاطِلٌ بِلاَ شَكٍّ , لأََنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ بِقَبْضِ زَكَوَاتِ أَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ , وَأَمَرَ عليه السلام عِنْدَ مَوْتِهِ أَنْ لاَ يَبْقَى فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ دِينَانِ , فَلاَ يَخْلُو ثَعْلَبَةُ مِنْ أَنْ يَكُونَ مُسْلِمًا فَفَرَضَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ , وَعُمَرَ قَبْضَ زَكَاتِهِ، وَلاَ بُدَّ , وَلاَ فُسْحَةَ فِي ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ كَافِرًا فَفَرَضَ أَنْ لاَ يُقِرَّ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ فَسَقَطَ هَذَا الأَثَرُ بِلاَ شَكٍّ , وَفِي رُوَاتِهِ: مَعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ وَالْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَانِ , وَعَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ وَهُوَ أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الأَلْهَانِيُّ وَكُلُّهُمْ ضُعَفَاءُ , وَمِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. " اهـ
وممن ضعفها من المعاصرين العلامة أحمد شاكر في تعليقه على الطبري والشيخ الألباني في ضعيف الجامع والشيخ محمد رشيد رضا وغيرهم رحم الله الجميع.
ويوجد رسالة مفيدة في بيان بطلان هذه القصة وهي"ثعلبة ابن حاطب الصحابي المفترى عليه" لعداب محمود الحمش والله أعلم.
ـ[* أبو محمد *]ــــــــ[29 - 01 - 05, 07:40 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا
ويا ليت أخي العزيز أبوعمرو المصري
أو أي من الأخوة الأكارم حفظهم الله
إسعافنا برسالة عداب محمود الحمش0
وفقكم الله
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[29 - 01 - 05, 06:07 م]ـ
أخي الحبيب رسالة عداب محمود الحمش عندي مطبوعة ولكنها ليست مطبوعة على الحاسب ولعل بعض الأخوة الأفاضل يضعها هنا فهي رسالة مهمة وخاصة لأن القصة منتشرة على ألسنة جهلة الخطباء والله المستعان.(42/419)
أثر ابن عمر وأبي هريرة في التكبير في العشر
ـ[السدوسي]ــــــــ[25 - 01 - 05, 03:04 م]ـ
رواه البخاري في صحيحه معلقا وذكر الحافظ أنه لم يره موصولا عنهما وفي الارواء يقول العلامة الألباني صحيح وصله عبد بن حميد عن عمرو بن دينار عنه! وفي مختصره للبخاري قال ماذكره الحافظ آنفا وعبارته السابقة ذكرها في تخريجه لأثر ابن عباس في الأيام المعلومات وأخبرني أحد الإخوة - جزاه الله خيرا - أن ابن رجب خرجه في فتح الباري واسناده حسن فيه - إن لم أهم - سلام بن سليمان المزني قال عنه الحافظ صدوق يهم.
أقول: رغم أن هذا الأثر هو مستند القائلين بالتكبير في العشر إلا أنه لم يحظ بالتخريج الوافي حتى من المعاصرين ولعله اكتفي بتصحيح الأالباني له مع مافيه كما بينت.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[25 - 01 - 05, 03:09 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=908#post908
الثانى:
(وكان ابن عمر وأبوهريرة يخرجان إلى الى السوق فى أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما)
قال ابن حجر فى الفتح (2/ 458) لم أره موصولا عنهما وقد ذكره البيهقى ايضا معلقا عنهما وكذا البغوى)
قال ابن رجب فى الفتح (9/ 8) (وأما ما ذكره البخارى عن ابن عمر وأبى هريرة فهو من رواية سلام أبى المنذر عن حميد الأعرج عن مجاهد أن ابن عمر وأبا هريرة كانا يخرجان فى العشر إلى السوق يكبران لايخرجان إلا لذلك خرجه أبو بكر عبدالعزيز بن جعفر فى كتاب الشافى وأبو بكرالمروزى فى كتاب العيدين
ورواه عفان نا سلام أبو المنذر فذكره)
وإسناده صحيح وقد ذكره ابن رجب كذلك في لطائف المعارف
ـ[السدوسي]ــــــــ[25 - 01 - 05, 05:10 م]ـ
رفع الله قدرك، وأرشدك إلى الحق وثبتك عليه، وأبقاك لنا ذخرا.
ـ[آل حسين]ــــــــ[25 - 01 - 05, 06:36 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيراً على الفائدة ياشيخنا الفقيه
ولكن
سؤال أليس الأصل عند أهل العلم بأن ماعلقه البخاري رحمه الله تعالى بصيغة الجزم أنه صحيح عنده؟؟؟؟ أو هذا ليس على إطلاقه ياليت تعجلون لنا بالجواب
وهذه فتوى للإمام ابن باز رحمه الله تعالى في التكبير في أيام العشر
http://www.ibnbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3397
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[26 - 01 - 05, 11:12 م]ـ
قلت تجده في الكتب المطبوعة التي بين أيدينا اليوم في أخبار مكة لمحمد بن إسحق بن العباس الفاكهي ت 275
دار الخضر نشر سنة 1414هـ
بتحقيق عبد الملك بن دهيش
ج 3/ ص 10
رقم
1704
حدثني إبراهيم بن يعقوب عن عفان بن مسلم قال ثنا سلام محمد بن سليمان أبو المنذر القارئ قال ثنا حميد الأعرج عن مجاهد قال كان أبو هريرة وابن عمر رضي الله عنهما يخرجان أيام العشر إلى السوق فيكبران فيكبر الناس معهما لا يأتيان السوق إلا لذلك
قال محققه إسناده حسن
قلت
وهو دليل قوي وصريح على التكبير الجماعي في وقت واحد لقوله فيكبر الناس معهما
لا ينكر هذا بعد ثبوته واطلاعه عليه إلا معاند
ويشهد لهذا المعنى ما روى البيهقي في سننه الكبرى (3\ 312) عن تكبير سيدنا عمر بن الخطاب في منى
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق قال قال أبو عبيد فحدثني يحيى بن سعيد عن بن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عمر رضي الله عنه: ثم كان يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون فيسمعه أهل السوق فيكبرون حتى ترتج منى تكبيرا واحدا
و رجاله ثقات
ورواه البخاري تعليقا جازما به لكنه روايته أخصر
قال العسقلاني في فتح الباري (2\ 461): «وقوله "ترتج " بتثقيل الجيم أي تضطرب وتتحرك، وهي مبالغة في اجتماع رفع الأصوات». و الشوكاني كرر نفس المقالة في نيل الأوطار (3\ 388).
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[26 - 01 - 05, 11:44 م]ـ
التكبير الجماعي بصوت واحد وصيغة واحدة لايمكن الاستدلال له بهذه الآثار، فليس هناك صيغة تكبير معينة حتى يكون هناك تكبير جماعي
فكل واحد يكبر على ما يراه مناسبا، ولذلك اختلفت الصيغ الواردة في التكبير عن الصحابة فلو كان تكبيرا جماعيا لكانت صيغة واحدة، وكذلك كان الناس يلبون مع النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من يزيد (لبيك وسعديك ... ) فلو كان تكبيرا جماعيا بصوت واحد لما جاءت هذه الزيادات.
¥(42/420)
والقصد من تكبير الناس بتكبيرهما، أن الناس عند سماعهم للكتبير يكبروا ويتذكروا التكبير وليس القصد أنهم يوافقونهم بصوت واحد وصيغة واحدة.
فليس هناك دليل معتبر على التكبير الجماعي بصوت واحد وصيغة واحدة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[26 - 01 - 05, 11:51 م]ـ
وحول معلقات البخاري ففي الرابط السابق تفصيل ذلك
وهذا المذكور سابقا
((لعل من أحسن من بين طريقة البخارى فى التعليق هو الحافظ ابن حجر رحمه الله فى النكت على بن الصلاح (1/ 325) حيث قال (الأحاديث المرفوعة التى لم يوصل البخارى اسنادها فى صحيحه
منها مايوجد فى موضع آخر من كتابه
ومنها مالايوجد الامعلقا
فاما الأول: فالسبب فى تعيلقه أن البخارى من عادته فى صحيحه أن لايكرر شيئا إلا لفائدة
فإذا كان المتن يشتمل على أحكام كرره فى الأبواب بحسبها أوقطعه فى الأبواب إذا كانت الجملة يمكن انفصالها من الجملة الأخرى
ومع ذلك فلا يكرر الإسناد بل يغاير بين رجاله أما شيوخه أو شيوخ شيوخه ونحو ذلك
فإذا ضاق مخرج الحديث ولم يكن له إلا إسناد واحد واشتمل على أحكام واحتاج الى تكريرها فإنه والحالة هذه إما أن يختصر المتن أويختصر الإسناد
وهذا أحد الأسباب فى تعليقه الحديث الذى وصله فى موضع آخر
وأما الثانى
وهو ما لايوجد فيه إلا معلقا فهو على صورتين
إما بصيغة الجزم وإما بصيغة التمريض
فاما الأول فهو صحيح إلى من علقه عنه وبقى النظر فيما أبرز من رجاله فبعضه يلتحق بشرطه
والسبب فى تعليقه له إما لكونه لم يحصل له مسموعا وإنما أخذه على طرق المذاكرة أو الإجازة أوكان قد خرج ما يقوم مقامه فاستغنى بذلك عن إيراد هذا المعلق مستوفى السياق أو لمعنى غير ذلك وبعضه يتقاعد عن شرطه وإن صححه غيره أو حسنه وبعضه يكون ضعيفا من جهة الانقطاع خاصة
وأما الثانى وهو المعلق بصيغة التمريض مما لم يورده فى موضع آخر فلايوجد فيه ما يلتحق بشرطه إلا مواضع يسيرة قد أوردها بهذه الصيغة لكونه ذكرها بالمعنى كما نبه عليه شيخنا رضى الله عنه
نعم فيه ما هو صحيح وإن تقاعد عن شرطه إما لكونه لم يخرج لرجاله أولوجود علة فيه عنده
ومنه ماهو حسن ومنه ما هو ضعيف وهو على قسمين
أحدهما ما ينجبر بأمر آخر
وثانيهما ما لايرتقى عن مرتبة الضعيف
وحيث يكون بهذه المثابة فانه يبين ضعفه ويصرح به حيث يورده فى كتابه).
وهذا الكلام للحافظ لامزيد عليه
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[27 - 01 - 05, 01:12 ص]ـ
إن كان تعدد الصيغ الواردة هو الإشكال, فالجواب سهل جدا:
لو قيلت أي صيغة أمام مجموعة من الناس وكررت 5 أو 6 مرات لحفظوها بسرعة ولأعادوها كما هي , وهكذا كل من وراءهم. حتى يرتج المسجد، وهكذا ارتجت منى، تكبيرا واحدا -في عهد الفاروق- تردد وراءه تكبيره الذي اختاره، كما أن الوارد عن الصحابة لا يزيد عن سطر واحد، فتكرار أي منها ليس بالأمر الصعب. فكيف يكون حجة في رد اللفظ الواضح والصريح. وقد فعل أمامي مثل ذلك أكثر من مرة، وقد غير أحد الناس في الصيغة المشهورة، فقدم وأخر وفوجئت بسهولة متابعة الناس. علما بأن من قام بذلك لم يكن ممسكا بمكبر للصوت. فالمتابعة سهلة جدا خاصة أن الألفاظ الواردة عن الصحابة تشترك في معظم الألفاظ. وممكن أن يكبر الصحابي يوما ما بصيغة وبعده بأخرى.
والخلاصة: أن الاعتراض بتعدد الصيغ لا يقوى على رد الآثار الواضحة والصريحة أعلاه، وفي نظري أن الجمع بما هو أعلاه أولى ولا إشكال فيه.
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[27 - 01 - 05, 01:28 ص]ـ
ولكن ما يدرينا أن الناس كبروا بنفس تكبير أبي هريرة وابن عمر وما يدرينا هل كانت صيغة تكبير أبي هريرة موافقة لصيغة تكبير ابن عمر أم لا؟
فالقول بالتكبير الجماعي بصيغة واحدة وإلزام الناس بها تحكم لادليل عليه، فكل واحد يكبر بما يراه مناسبا.
ولعل مما يقرب لك المسألة أن تلبية النبي صلى الله عليه وسلم كانت (لبيك اللهم لبيك ... ) وكان بعض الصحابة يزيد (لبيك وسعديك) فلو كان القصد الإلتزام بصيغة الإمام لما زاد ابن عمر وغيره في التلبية ولكتفوا بصيغة التلبية التي كان يقولها النبي صلى الله عليه وسلم.
فما هو الدليل على إلزام الناس بمتابعة الإمام في صيغته التي يكبر بها؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[27 - 01 - 05, 01:44 ص]ـ
لا يستبعد أن يكبر كل منهم على حدة في وقت ما فالتكبير مطلق ومقيد. لكنهم بلا شك في وقت آخر فعلوه معا كما في الأثر أعلاه
ولا أرى بأسا في كون البعض يكبر بصيغة أخرى في نفسه مخالفا جماهير المكبرين.
لكن لن يحصل ارتجاج بل سيشبه الضوضاء أو الضجيج. أو بلفظ أنسب دوي كدوي النحل كما في وصف قراءة الأشعريين للقرآن.
أما حين يصفها الرواي بقوله:
ترتج منى تكبيرا واحدا
فهذا يشبه آمين ووصفها الراوي بأن للمسجد رجة، وهذا عند اجتماع الصوت.
فهذا الأثر يدل على أن الراوي حينها وصف ما سمعه يومها كان تكبيرا جماعيا بلا ريب، وهذا الفهم هو الذي حاولت إيضاحه. ويكفى الاستدلال به ولو فعل في بعض المرات لا كلها.
¥(42/421)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[27 - 01 - 05, 01:55 ص]ـ
إذا كان الإشكال في رجة المسجد فالأمر سهل جدا
فحتى بتكبير الناس بصيغ مختلفة تحصل الرجة!
والدوي كذلك يحصل،وأما التأمين ففيه دليل صحيح في الأمر به.
وأيضا منى كبيرة والناس متفرقون فيها فيصعب عليهم التكبير الجماعي بصيغة واحدة كما ذكرت.
وأيضا لم تأت بدليل على إلزام الناس بصيغة الإمام في التكبير؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[27 - 01 - 05, 02:30 ص]ـ
لا دليل على الإلزام، وليس في كلامي أدنى إشارة لوجود دليل إلزامي.
بل من شاء أن يفعل هكذا فلا إنكار، ومن شاء أن يفعل هكذا فلا إنكار.
لكن على الأقل فليحترم المخالف وجهة نظر القائلين بالتكبير الجماعي.
فقد رأيت من بعض الناس من الفظاظة في إنكار التكبير الجماعي ما لا يوصف.(42/422)
التخريج
ـ[فهد الخالد]ــــــــ[26 - 01 - 05, 07:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليت الاخوة اللي عندهم خبرة في تخريج والبحث عن الاحاديث
عن طريق الانترنت ان يخبرونا عن الطريقة حتي تعم الفائدة
وجزيتم خيرا
ـ[باز11]ــــــــ[26 - 01 - 05, 10:16 ص]ـ
الأخ فهد الخالد
وعليكم السلام ورحمة الله
عليك بموقع المحدث وموقع جامع السنة هذا حسب علمي.
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 01 - 05, 01:03 م]ـ
مواقع علمية مفيدة باذن الله لطلاب العلم .. تفضل هنا >>>
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20909
ـ[فهد الخالد]ــــــــ[26 - 01 - 05, 08:59 م]ـ
الاخ الباز
الاخ المسيطر
جزيتم خيرا(42/423)
ما مدى صحة حديث " لا سياحة في الإسلام "؟
ـ[طارق بن سعود]ــــــــ[26 - 01 - 05, 03:20 م]ـ
السلام عليكم
جاء في حديث رواه عبد الرزاق في مصنفه عن ليث عن طاووس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ... ولا سياحة ولا تبتّل ولا ترهّب في الإسلام)
فهل أحد من الاخوة يعرف له تخريج؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 01 - 05, 05:15 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
الأثر مرسل
وفي هذا الرابط فائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=70157#post70157(42/424)
إِمْتَاعُ الأَلْحَاظِ بِنَظَائِرِ نُزْهَةَ الْحُفَّاظِ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 01 - 05, 05:43 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ ذِى النَّعَمِِ الْمُتَكَاثِرَاتْ. والآلاءِ الْمُتَرَادِفَاتْ. الْمُنَزِّلِ عَلَى نَبِيِّهِ وَصَفِيِّهِ الذِّكْرَ الْحَكِيمَِ وَالآيَاتِ الْبَيِّنَاتْ. عليه أزكى صَلَوَاتِ رَبِّهِ مُتَوَالِياتٍ مُتَوَاتِرَتْ. وبعد ..
فإن الإمام الحافظ أبَا مُوسَى الْمَدِينىَّ صنَّفَ جزءاً لطيفاً فى ((الْمُسَلْسَلاتِ)) سَمَّاهُ ((نُزْهَةَ الْحُفَّاظِ))، بَنَاهُ على ما أسنده فى مُقَدِّمَتِه من طريق أبِي بَكْرٍ الأَبْهَرِيِّ الفقيه سَمِعْتُ أبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي دَاوُدَ يَقُولُ لأَبِي عَلِيٍّ النيسابوري: يَا أَبَا عَلِيٍّ؛ إِبْرَاهِيمُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَنْ هُمْ؟، فَقَالَ أبُو عَلِيٍّ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَامِرٍ الْبَجَلِيَّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، فَقَالَ: أَحْسَنْتَ يَا أَبَا عَلِيٍّ.
قال أبُو مُوسَى الحافظُ: ((فلما وجدتُ ذلك كتبتُ أحاديثَ من جنسِه ونوعِه، إذ لم أجد من سبقني إلى تصنيفِه وجمعِه، واستخرتُ اللهَ عزِّ وجلِّ، وبه استعنتُ، فبدأتُ أولاً بالإسناد الذي ذهب إليه الحافظان المذكوران، تغمدهما الله سبحانه بالصواب)).
وأسند من طريق أبِي بَكْرِ بْنَ أَبِي دَاوُدَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا أبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ وَالْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالا: رَجَعْنَا مِنْ مَكَّةَ، فَمَرَرْنَا بِأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمُا؟، قُلْنَا: مِنْ الحجِّ، قَالَ: لَعَلَّكُمَا تَمَتَّعْتُمُا، قُلْنَا: لا، قَالَ: فَلا تَفْعَلا، لأنها لَمْ تَكُنْ لأَحْدٍ غَيْرَنَا.
قال أبُو بَكْرِ بْنَ أَبِي دَاوُدَ: إِبْرَاهِيمُ الأَولُ هُوَ ابْنُ طَهْمَانَ، والثَّانِي ابْنُ مُهَاجِرٍ، والثَّالثُ التَّيْمِيُّ.
قال الحافظ: ((وهذا الصواب دون ما ذكر في الحكاية فإنَّهُ وهمٌ وتصحيفٌ. والحديث رواه الجم الغفير عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ)).
ثم ذكر فى كتابه من هذه الْمُسَلْسَلاتِ قريباً من سِتِينَ حَدِيثاً، ولم يبلغها!. فلما وجدتُ ذلك منه ذكرتُ أحاديثَ من جنسِ ما نوَّهَ عليها، وسلكتُ الطريقَ التى زعم أنَّهُ لَمْ يُسبقْ إليها، وبمثل قوله أقول ((فنبدأ الآن بإسنادٍ اجتمع فيه المحمدون تبَرُّكَاً باسم المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم نتبعه بأحاديث من جنسه على ترتيب حروف المعجم في أسامي الأسماء، الذين وقعت رواياتهم بعضهم عن بعض، وشرطت ألا تكون أقل من ثلاثة فصاعداً، لأن ما دون الثلاثة يكثر وقوعه في الأسانيد، فلا مندوحة من جمعه)).
ثنائية بمسلسلات خماسية محَمَّدٌ عن محَمَّدٍ عن محَمَّدٍ عن محَمَّدٍ عن محَمَّدٍ [1] قال الإمام البخارى: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ يعنى الذهلي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ وهو مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ، فَقَالَ: اسْتَرْقُوا لَهَا، فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ.
¥(42/425)
[2] قال ابن ماجه (15883): حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ الْمَدَنِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَقَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ هَمَّ بِالْبُوقِ، وَأَمَرَ بِالنَّاقُوسِ فَنُحِتَ، فَأُرِيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ فِي الْمَنَامِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلاً عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ يَحْمِلُ نَاقُوساً، فَقُلْتُ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ تَبِيعُ النَّاقُوسَ؟، قَالَ: وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟، قُلْتُ: أُنَادِي بِهِ إِلَى الصَّلاةِ، قَالَ: أَفَلا أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ!، قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟، قَالَ: تَقُولُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ؛ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ، قَالَ: فَخَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا رَأَى، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ رَأَيْتُ رَجُلاً عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ، يَحْمِلُ نَاقُوساً، فَقَصَّ عَلَيْهِ الْخَبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ قَدْ رَأَى رُؤْيَا، فَاخْرُجْ مَعَ بِلالٍ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَأَلْقِهَا عَلَيْهِ، وَلْيُنَادِ بِلالٌ، فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتاً مِنْكَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَ بِلالٍ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَجَعَلْتُ أُلْقِيهَا عَلَيْهِ، وَهُوَ يُنَادِي بِهَا، فَسَمِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالصَّوْتِ، فَخَرَجَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِي رَأَى. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ الْحَكَمِيُّ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ زَيْدٍ الأَنْصَارِيَّ قَالَ فِي ذَلِكَ:
أَحْمَدُ اللهَ ذَا الْجَلالِ وَذَا الإِكْرَامِ حَمْداً عَلَى الأَذَانِ كَثِيرا
إِذْ أَتَانِي بِهِ الْبَشِيرُ مِنْ اللهِ فَأَكْرِمْ بِهِ لَدَيَّ بَشِيرا
فِي لَيَالٍ وَالَى بِهِنَّ ثَلاثٍ كُلَّمَا جَاءَ زَادَنِي تَوْقِيرا
ـــــــــــ عشارية بمسلسلات رباعية محَمَّد عن محَمَّد عن محَمَّد عن محَمَّد [1] قال الإمام مسلم (1208): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ؟، قَالَتْ: كَانَ يَقْرَأُ فِيهِمَا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، قَامَ فَرَكَعَ.
[2] قال الإمام مسلم (3066): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ وهو مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وهو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن عَنْ ابْنِ شِهَابٍ وهو مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِيمَنْ أُعْمِرَ عُمْرَى لَهُ وَلِعَقِبِهِ، فَهِيَ لَهُ بَتْلَةً، لا يَجُوزُ لِلْمُعْطِي فِيهَا شَرْطٌ، وَلا ثُنْيَا. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: لأَنَّهُ أَعْطَى عَطَاءً وَقَعَتْ فِيهِ الْمَوَارِيثُ، فَقَطَعَتْ الْمَوَارِيثُ شَرْطَهُ.
[3] قال الإمام أحمد (2/ 500): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن بْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَامَ فِي الصَّلاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ مَدّاً.
[4] قال الترمذى (847): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يعنى مُحَمَّدَ بْنِ خَازِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: رَفَعَتْ امْرَأَةٌ صَبِيًّا لَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلِهَذَا حَجٌّ؟، قَالَ: نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ.
[5] قال الترمذى (2236): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لا يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ)).
ويتبع بقية العشارية إن شاء الله تعالى.
¥(42/426)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[29 - 01 - 05, 08:14 ص]ـ
[6] قال أبو داود (261،247) والنسائى ((المجتبى)) (1/ 185،123) كلاهما: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ مُحَمَّدٍ وَهُوَ ابْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ وهو مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي حُبَيْشٍ: أَنَّهَا كَانَتْ تُسْتَحَاضُ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا كَانَ دَمُ الْحَيْضِ، فَإِنَّهُ دَمٌ أَسْوَدُ يُعْرَفُ، فَأَمْسِكِي عَنْ الصَّلاةِ، فَإِذَا كَانَ الآخَرُ، فَتَوَضَّئِي، فَإِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ)).
[7] قال النسائى ((المجتبى)) (6/ 276): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ عَنْ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ وهو مُحَمَّدُ بْنُ إسماعبل قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وهو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِيمَنْ أُعْمِرَ عُمْرَى لَهُ وَلِعَقِبِهِ، فَهِيَ لَهُ بَتْلَةٌ، لا يَجُوزُ لِلْمُعْطِي مِنْهَا شَرْطٌ وَلا ثُنْيَا. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: لأَنَّهُ أَعْطَى عَطَاءً وَقَعَتْ فِيهِ الْمَوَارِيثُ فَقَطَعَتْ الْمَوَارِيثُ شَرْطَهُ.
[8] قال النسائى ((المجتبى)) (4/ 183): أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يعنى مُحَمَّدَ بْنَ خَازِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ يعنى مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الصَّائِمُ فِي السَّفَرِ كَالْمُفْطِرِ فِي الْحَضَرِ.
[9] قال ابن ماجه (3232): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ عَنْ الزُّهْرِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِضَبٍّ مَشْوِيٍّ، فَقُرِّبَ إِلَيْهِ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ لِيَأْكُلَ مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ مَنْ حَضَرَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ لَحْمُ ضَبٍّ، فَرَفَعَ يَدَهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَحَرَامٌ الضَّبُّ، قَالَ لا، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِي فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ، قَالَ: فَأَهْوَى خَالِدٌ إِلَى الضَّبِّ، فَأَكَلَ مِنْهُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ.
[10] قال ابن ماجه (1486): حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ الْمَدِينِيِّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى الْمَيِّتِ، فَأَخْلِصُوا لَهُ الدُّعَاءَ)).
ـــــــــــ
ويزاد علي هذه العشارية ثلاثة أحاديث: [1] قال ابن ماجه: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ بْنُ الصَّيْدَلانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ابْنِ إِسْحَقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سُخْطِ اللهِ، لا يَرَى بِهَا بَأْساً، فَيَهْوِي بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفاً)).
[2] قال ابن ماجه: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ، أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، قَالَ: وَيْحَكَ أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: ارْجِعْ فَبَرَّهَا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ الْجَانِبِ الآخَرِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ، أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، قَالَ: وَيْحَكَ أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟، قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَارْجِعْ إِلَيْهَا فَبَرَّهَا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ أَمَامِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ، أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، قَالَ: وَيْحَكَ أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟، قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: وَيْحَكَ الْزَمْ رِجْلَهَا فَثَمَّ الْجَنَّةُ.
[3] قال ابن ماجه: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الصَّيْدَلَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَ بِمَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً يَقْصُرُ الصَّلاةَ.
ويتبع إن شاء الله تعالى بعشاريات ثلاثية عن المحمدين.
¥(42/427)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[30 - 01 - 05, 06:24 م]ـ
عشارية بمسلسلات ثلاثية محَمَّدٌ عن محَمَّدٍ عن محَمَّدٍ [1] قال الإمام مسلم: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ بِمِثْلِ حديث اللَّيْثِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فِي رَكْبٍ، وَعُمَرُ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ، فَنَادَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَلا إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، فَمَنْ كَانَ حَالِفاً، فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ أَوْ لِيَصْمُتْ)).
[2] قال الإمام أحمد (2/ 29): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَذَكَرْتُ لابْنِ شِهَابٍ فَقَالَ حَدَّثَنِي سَالِمٌ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَدْ كَانَ يَصْنَعُ ذَاكَ يَعْنِي يَقْطَعُ الْخُفَّيْنِ لِلْمَرْأَةِ الْمُحْرِمَةِ، ثُمَّ حَدَّثَتْهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدٍ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُرَخِّصُ لِلنِّسَاءِ فِي الْخُفَّيْنِ.
وقال أبو داود (1560): حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ بمثله.
[3] قال الإمام أحمد (2/ 297،236): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لا يَرَى بِهَا بَأْساً، يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفاً فِي النَّارِ)).
[4] قال الإمام أحمد (2/ 235): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِكُمْ))، قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: ((خِيَارُكُمْ أَطْوَلُكُمْ أَعْمَارًا، وَأَحْسَنُكُمْ أَعْمَالاً)).
[5] قال الإمام أحمد (2/ 265): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَتَيْتُ سَعِيدَ ابْنَ مَرْجَانَةَ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ، فَلَمْ يَمْشِ مَعَهَا، فَلْيَقُمْ حَتَّى تَغِيبَ عَنْهُ، وَمَنْ مَشَى مَعَهَا، فَلا يَجْلِسْ حَتَّى تُوضَعَ)).
[6] قال الإمام أحمد (2/ 67): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَنْزِلُ الدَّجَّالُ فِي هَذِهِ السَّبَخَةِ بِمَرِّ قَنَاةَ، فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ إِلَى حَمِيمِهِ، وَإِلَى أُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ وَعَمَّتِهِ، فَيُوثِقُهَا رِبَاطاً، مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ، ثُمَّ يُسَلِّطُ اللهُ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ، فَيَقْتُلُونَهُ، وَيَقْتُلُونَ شِيعَتَهُ، حَتَّى إِنَّ الْيَهُودِيَّ لَيَخْتَبِئُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَوْ الْحَجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرَةُ لِلْمُسْلِمِ: هَذَا يَهُودِيٌّ تَحْتِي فَاقْتُلْهُ)).
¥(42/428)
[7] قال الإمام أحمد (3/ 306): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ح وَيَزِيدُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَعْنَى عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلابِ وَنُهَاقَ الْحَمِيرِ مِنْ اللَّيْلِ، فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ، فَإِنَّهَا تَرَى مَا لا تَرَوْنَ، وَأَقِلُّوا الْخُرُوجَ إِذَا هَدَأَتْ الرِّجْلُ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبُثُّ فِي لَيْلِهِ مِنْ خَلْقِهِ مَا شَاءَ، وَأَجِيفُوا الأَبْوَابَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَفْتَحُ بَاباً أُجِيفَ، وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ، وَأَوْكِئُوا الأَسْقِيَةَ، وَغَطُّوا الْجِرَارَ وَأَكْفِئُوا الآنِيَةَ))، قَالَ يَزِيدُ ((وَأَوْكِئُوا الْقِرَبَ)).
[8] قال الإمام أحمد (3/ 306): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ جَابِرٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلاثَةٌ مِنْ الْوَلَدِ، فَاحْتَسَبَهُمْ، دَخَلَ الْجَنَّةَ))، قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَاثْنَانِ؟، قَالَ: ((وَاثْنَانِ))، قَالَ مَحْمُودٌ: فَقُلْتُ لِجَابِرٍ: أَرَاكُمْ لَوْ قُلْتُمْ وَوَاحِدٌ، لَقَالَ: وَوَاحِدٌ، قَالَ: وَأَنَا وَاللهِ أَظُنُّ ذَاكَ.
[9] قال الإمام أحمد (4/ 116): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ))، قَالَ: فَكَانَ زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ يَضَعُ السِّوَاكَ مِنْهُ مَوْضِعَ الْقَلَمِ مِنْ أُذُنِ الْكَاتِبِ، كُلَّمَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ اسْتَاكَ.
[10] قال الإمام أحمد (2/ 200): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَسَأَلَنِي وَهُوَ يَظُنُّ أَنِّي لأُمِّ كُلْثُومٍ ابْنَةِ عُقْبَةَ، فَقُلْتُ: إِنَّمَا أَنَا لِلْكَلْبِيَّةِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتِي، فَقَالَ: أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ شَهْرٍ، قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَاقْرَأْهُ فِي نِصْفِ كُلِّ شَهْرٍ، قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ لا تَزِيدَنَّ، وَبَلَغَنِي أَنَّكَ تَصُومُ الدَّهْرَ، قُلْتُ: إِنِّي لأَصُومُهُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَصُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَصُمْ مِنْ كُلِّ جُمُعَةٍ يَوْمَيْنِ، قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَصُمْ صِيَامَ دَاوُدَ؛ صُمْ يَوْماً وَأَفْطِرْ يَوْماً، فَإِنَّهُ أَعْدَلُ الصِّيَامِ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ لا يُخْلِفُ إِذَا وَعَدَ،وَلا يَفِرُّ إِذَا لاقَى.
ويتبع إن شاء الله تعالى بعشاريات ثلاثية أخرى عن المحمدين.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[31 - 01 - 05, 08:30 م]ـ
¥(42/429)
عشارية ثانية بمسلسلات ثلاثية محَمَّدٌ عن محَمَّدٍ عن محَمَّدٍ [1] قال الإمام أحمد (4/ 221): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُمَرِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِي لاسٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: حَمَلَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِبِلٍ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ لِلْحَجِّ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا نَرَى أَنْ تَحْمِلَنَا هَذِهِ، قَالَ: ((مَا مِنْ بَعِيرٍ لَنَا إِلا فِي ذُرْوَتِهِ شَيْطَانٌ، فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا إِذَا رَكِبْتُمُوهَا، كَمَا أَمَرْتُكُمْ، ثُمَّ امْتَهِنُوهَا لأَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّمَا يَحْمِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ)).
[2] قال الإمام أحمد (1/ 161): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: نَزَلَ رَجُلانِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ عَلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ مَكَثَ الآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً، ثُمَّ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ، فَأُرِيَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ؛ أَنَّ الَّذِي مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الآخَرِ بِحِينٍ، فَذَكَرَ ذَلِكَ طَلْحَةُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كَمْ مَكَثَ فِي الأَرْضِ بَعْدَهُ))، قَالَ: حَوْلاً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((صَلَّى أَلْفًا وَثَمَانِ مِائَةِ صَلاةٍ، وَصَامَ رَمَضَانَ)).
[3] قال الإمام أحمد (4/ 114): حَدَّثَنَا يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ)) وَقَالَ مُحَمَّدٌ ((لَوْلا أَنْ يُشَقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَخَّرْتُ صَلاةَ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، وَلأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ)).
[4] قال الإمام أحمد (5/ 208): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ح وَيَزِيدُ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلا تَدْخُلُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ وَأَنْتُمْ بِأَرْضٍ، فَلا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ)).
[5] قال أبو داود (343): حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ الرَّمْلِيُّ الْهَمْدَانِيُّ ح وحَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْحَرَّانِيُّ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ح وحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، وَهَذَا حَدِيثُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَلَمْ يَتَخَطَّ أَعْنَاقَ النَّاسِ، ثُمَّ صَلَّى مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ إِمَامُهُ، حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلاتِهِ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ جُمُعَتِهِ الَّتِي قَبْلَهَا))، قَالَ: وَيَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةِ وَزِيَادَةٌ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ، وَيَقُولُ: إِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ
¥(42/430)
أَمْثَالِهَا.
[6] قال أبو داود (3199): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى الْمَيِّتِ فَأَخْلِصُوا لَهُ الدُّعَاءَ)).
[7] قال أبو داود (2671): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنَ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمْ يُقْتَلْ مِنْ نِسَائِهِمْ تَعْنِي بَنِي قُرَيْظَةَ إِلا امْرَأَةٌ إِنَّهَا لَعِنْدِي تُحَدِّثُ تَضْحَكُ ظَهْرًا وَبَطْنًا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْتُلُ رِجَالَهُمْ بِالسُّيُوفِ، إِذْ هَتَفَ هَاتِفٌ بِاسْمِهَا أَيْنَ فُلانَةُ، قَالَتْ: أَنَا، قُلْتُ: وَمَا شَأْنُكِ؟، قَالَتْ: حَدَثٌ أَحْدَثْتُهُ، قَالَتْ: فَانْطَلَقَ بِهَا فَضُرِبَتْ عُنُقُهَا، فَمَا أَنْسَى عَجَباً مِنْهَا؛ أَنَّهَا تَضْحَكُ ظَهْرًا وَبَطْناً، وَقَدْ عَلِمَتْ أَنَّهَا تُقْتَلُ.
[8] قال أبو داود (3931): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى أَبُو الأَصْبَغِ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنَ سَلَمَةَ عَنْ ابْنِ إِسْحَقَ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: وَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ فِي سَهْمِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ أَوْ ابْنِ عَمٍّ لَهُ، فَكَاتَبَتْ عَلَى نَفْسِهَا، وَكَانَتْ امْرَأَةً مَلاحَةً تَأْخُذُهَا الْعَيْنُ، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: فَجَاءَتْ تَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كِتَابَتِهَا، فَلَمَّا قَامَتْ عَلَى الْبَابِ، فَرَأَيْتُهَا كَرِهْتُ مَكَانَهَا، وَعَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيَرَى مِنْهَا مِثْلَ الَّذِي رَأَيْتُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ، وَإِنَّمَا كَانَ مِنْ أَمْرِي مَا لا يَخْفَى عَلَيْكَ، وَإِنِّي وَقَعْتُ فِي سَهْمِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَإِنِّي كَاتَبْتُ عَلَى نَفْسِي، فَجِئْتُكَ أَسْأَلُكَ فِي كِتَابَتِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَهَلْ لَكِ إِلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، قَالَتْ: وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: أُؤَدِّي عَنْكِ كِتَابَتَكِ وَأَتَزَوَّجُكِ، قَالَتْ: قَدْ فَعَلْتُ، قَالَتْ: فَتَسَامَعَ تَعْنِي النَّاسَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ تَزَوَّجَ جُوَيْرِيَةَ، فَأَرْسَلُوا مَا فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ السَّبْيِ فَأَعْتَقُوهُمْ، وَقَالُوا: أَصْهَارُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا رَأَيْنَا امْرَأَةً كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِهَا مِنْهَا، أُعْتِقَ فِي سَبَبِهَا مِائَةُ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ.
[9] قال أبو داود (1359): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنَ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً بِرَكْعَتَيْهِ قَبْلَ الصُّبْحِ، يُصَلِّي سِتًّا مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوتِرُ بِخَمْسٍ، لا يَقْعُدُ بَيْنَهُنَّ إِلا فِي آخِرِهِنَّ.
[10] قال أبو داود (117): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنَ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ الْخَوْلانِيُّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ عَلِيٌّ يَعْنِي ابْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَقَدْ أَهْرَاقَ الْمَاءَ، فَدَعَا بِوَضُوءٍ، فَأَتَيْنَاهُ بِتَوْرٍ فِيهِ مَاءٌ، حَتَّى وَضَعْنَاهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؛ أَلا أُرِيكَ كَيْفَ كَانَ يَتَوَضَّأُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَأَصْغَى الإِنَاءَ عَلَى يَدِهِ، فَغَسَلَهَا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى، فَأَفْرَغَ بِهَا عَلَى الأُخْرَى، ثُمَّ غَسَلَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ن ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَيْهِ فِي الإِنَاءِ جَمِيعاً، فَأَخَذَ بِهِمَا حَفْنَةً مِنْ مَاءٍ، فَضَرَبَ بِهَا عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ أَلْقَمَ إِبْهَامَيْهِ مَا أَقْبَلَ مِنْ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ أَخَذَ بِكَفِّهِ الْيُمْنَى قَبْضَةً مِنْ مَاءٍ، فَصَبَّهَا عَلَى نَاصِيَتِهِ، فَتَرَكَهَا تَسْتَنُّ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلاثاً ثَلاثاً، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ وَظُهُورَ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَيْهِ جَمِيعاً، فَأَخَذَ حَفْنَةً مِنْ مَاءٍ، فَضَرَبَ بِهَا عَلَى رِجْلِهِ وَفِيهَا النَّعْلُ فَفَتَلَهَا بِهَا، ثُمَّ الأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، قُلْتُ: وَفِي النَّعْلَيْنِ، قَالَ: وَفِي النَّعْلَيْنِ، قُلْتُ: وَفِي النَّعْلَيْنِ، قَالَ: وَفِي النَّعْلَيْنِ، قُلْتُ: وَفِي النَّعْلَيْنِ، قَالَ: وَفِي النَّعْلَيْنِ.
ويتبع إن شاء الله تعالى بعشاريات ثلاثية أخرى عن المحمدين.
¥(42/431)
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[09 - 07 - 08, 08:13 م]ـ
جزاك الله خيراً شخينا الجليل، ومتعنا الله بعلمك، وأدام الله عليك نعمته وفضله.
يرفع لفائدة
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[10 - 07 - 08, 02:27 ص]ـ
شكر الله لكم وجزاكم خيراً.(42/432)
عندما يجرح إمام إماما!
ـ[البهلول]ــــــــ[29 - 01 - 05, 04:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ..
إخوة الإسلام المقدّس: سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته ..
آمل أن يسع تفضّلكم استفساراتي الآتية:
أورد بعضهم قولاً قادحاً للإمام أحمد بن حنبل 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في شأن ابنه الإمام عبد الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أو للإمام أبي
داوود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في حق ابنه الإمام ابن أبي داوود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ..
أو لكليهما في كليهما - التّردد ناشٍ من عدم اطلاعي على المسألة - وعلى أيّةِ حالٍ:
هل هذان القولان ثابتان عن الإمامين في حق الإمامين - رضي الله عنهم -؟
وعلى تقدير ثبوتهما أو ثبوت أحدهما: فهل من مخرج؟
ثمّ هل يقبل جرح أو مدح الوالد لولده .. وكذا العكس؟
وإذا ثبت تعديل أو تجريح لإمام من الأئمة - رضي الله عنهم - في حقّ شخص مّا، عن طريق والد
ذلك الشّخص أو ابنه الموثوق به .. فهل هو مردود أم لا؟
هذا .. وأرجو أن تكون الإجابة رقميّة مفصّلة من الكتب العلميّة؛ وشكراً.
ـ[البهلول]ــــــــ[31 - 01 - 05, 03:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فقط وفقط للتّذكير .. !
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[04 - 02 - 05, 06:19 م]ـ
السلام عليك أخي
الصحيح هو أنه من أبي داوود في ابنه ومن علي بن المديني في أبيه علي ما أذكر
والسلام عليك
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[04 - 02 - 05, 09:23 م]ـ
هذا بحث نفيس جداً للعلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، قال في "التنكيل" (1/ 307 - 314):
[عبد الله بن سليمان بن الأشعث أبو بكر بن أبي داود السجستاني. في (تاريخ بغداد) 13/ 383 عنه أنه قال لأصحابه ((ما تقولون في مسألة …)) قال الأستاذ ص68 ((كذبه أبوه وابن صاعد وإبراهيم ابن الأصبهاني وابن جرير وهو ناصبي مجسم خبيث روى أخلوقة التسلق عن الزهري كذباً وزوراً، وقد شهد عليه بذلك شهود عدول هم الحفاظ محمد بن العباس الأخرم وأحمد بن علي بن الجارود ومحمد بن يحيى بن منده وكاد أن يراق دمه في أصبهان بيد أميرها أبي ليلى لولا سعي بعض الوجهاء ممن كان يجل أباه في استنقاذه بالطعن في أمثال هؤلاء الشهود. وهذا حاله وإن راج على من لم يعرف دخائله. وكان هو في صف أبي عبد الله الجصاص المكشوف الأمر ضد ابن جرير)).
أقول: أما كلام أبيه فقال ابن عدي على ما في (الميزان) و (لسانه): ((حدثنا علي ابن عبد الله الداهري سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن كركرة (وفي (تذكرة الحفاظ): محمد بن أحمد بن عمرو) بن كركرة () سمعت علي بن الحسين بن الجنيد سمعت أبا داود يقول: ابني عبد الله كذاب قال ابن صاعد: كفانا ما قال أبوه فيه)).
الداهري وابن كركرة لم أجد لهما ذكراً في غير هذا الموضع وقول ابن صاعد: ((ما قال أبوه فيه)) إن أراد هذه الكلمة، فإن كانت بلغته بهذا السند فلا نعلمه ثابتاً، وإن كان له مستند آخر فما هو؟ وإن أراد كلمة أخرى فما هي؟ وقد ارتاب الذهبي في الحكاية فقال في (تذكرة الحفاظ) ج2 ص302 بعد ذكر الحكاية بسندها: ((وأما قول أبيه فيه فالظاهر أنه إن صح عنه فقد عنى أنه كذاب في كلامه لا في الحديث النبوي وكأنه قال هذا وعبد الله شاب طري ثم كبر وساد)). وقال ابن عدي – مع حشره كلما قيل في عبد الله – قال: كما في (الميزان) ((ولولا ما شرطنا (يعني من ذكر كل من تكلم فيه وإن كان الكلام فيه غير قادح) () لما ذكرته … وهو معروف بالطلب وعامة ما كتب مع أبيه، هو مقبول عند أصحاب الحديث، وأما كلام أبيه فما أدري أيش تبين
منه)).
أقول لم تثبت الكلمة. وقال ابن عدي: ((سمعت عبدان يقول: سمعت أبا داود السجستاني يقول: ومن البلاء أن عبد الله يطلب القضاء)). كان أبو داود على طريقة كبار الأئمة من التباعد عن ولاية القضاء، فلما طلبه ابنه كره ذلك ومن الجائز إن صح أنه قال: ((كذاب)) أن يكون إنما أراد الكذب في دعوى التأهل للقضاء والقيام بحقوقه. ومن عادة الأب الشفيق إذا رأى من ابنه تقصيراً أن يبالغ في تقريعه. وقد قال الأستاذ ص163. ((الإخبار بخلاف الواقع هو الكذب والكذب بهذا المعنى يشمل الغالط والواهم… فلا يعتد بقول من يقول: فلان يكذب. ما لم يفسر وجه كذبه)).
¥(42/433)
وأما ابن صاعد وابن جرير فلم أجد لهما كلاماً غير قول الأول: ((كفانا ما قال أبوه فيه)) وقد تقدم. وقول الثاني لما قيل له: إن ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل علي بن أبي طالب: ((تكبيرة من حارس)) وهذا ليس بجرح إنما مقصوده أنه كما أن الحارس قد يقول رافعاً صوته: الله أكبر، لا ينوي ذكر الله عز وجل وإنما يقصد أن يسمع السراق صوته فيعرفوا أنه موجود يقظان فلا يقدموا على السرقة، فكذلك قد يكون بن أبي داود يروي فضائل علي ليدفع عن نفسه ما رماه بعض الناس من النصب وهو بغض علي رضي الله عنه. وقد قال الذهبي في (التذكرة): ((لا ينبغي سماع قول ابن صاعد فيه، كما لم يعتد تكذيبه لابن صاعد، وكذا لا يسمع قول ابن جرير فيه، فإن هؤلاء بينهم عداوة بينة)).
أقول وقد قدمت تحقيق هذا البحث في القواعد.
وأما ابن الأصبهاني، فقال ابن عدي: ((سمعت موسى بن القاسم الأشيب يقول: حدثني أبو بكر سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول: أبو بكر بن أبي داود كذاب، أبو بكر شيخ الأشيب يحتمل أ، يكون هو ابن أبي الدنيا لأنه ممن يروي عن إبراهيم وممن يروي عنه الأشيب، ويحتمل أن يكون غيره لأن أصحاب هذه الكنية في ذاك العصر ببغداد كثيرون ولم يشتهر ابن أبي الدنيا بهذه الكنية بحيث إذا ذكرت وحدها في تلك الطبقة ظهر أنه المراد، فعلى هذا لا يتبين ثبوت هذه الكلمة عن ابن الأصبهاني. وابن أبي داود إن كان سنة عند وفاة الأصبهاني سنة 266 فوق الثلاثين فلم يكن قد تصدى للرواية في زمانه. قال الخطيب: ((أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني حدثنا أبو الفضل صالح بن أحمد الحافظ قال: أبو بكر عبد الله بن سليمان إمام أهل العراق وعلم العلم في الأمصار نصب السلطان المنبر فحدث عليه لفظه ومعرفته، وحدث قديماً قبل التسعين ومائتين، قدم همذان سنة نيف وثمانين ومائتين وكتب عنه عامة مشايخ بلدنا ذلك الوقت وكان في وقته بالعراق مشايخ أسند منه ولم يبلغوا في الآلة والإتقان ما بلغ هو)). بلى كان يذاكر وربما يتعرض لأكابر الحفاظ يذاكرهم فيتفق أن يكون عنده حديث ليس عندهم فتعجبه نفسه ويتكلم بما يعد جرأة منه وسوء ادب فيغضبهم كما فعل مع أبي زرعة. قال ((قلت لأبي زرعة ((ألق عليَّ حديثاً غريباً من حديث مالك. فألقى عليَّ حديث وهب بن كيسان عن أسماء: لا تحصي فيحصى عليك. رواه لي عن عبد الرحمن بن شيبة – وهو ضعيف. فقلت له:يجب أن تكتبه عني عن أحمد بن صالح عن عبد الله بن نافع بن مالك. فغضب وشكاني إلى بي وقال: انظر إلى م يقول لي أبو بكر)) هكذا في (تهذيب تاريخ ابن عساكر) وغيره. فلعله كان يتعرض بمثل هذا لابن الأصبهاني، فاتفق أن وهم ولجّ فقال ابن الأصبهاني ما قال، إن صحت الحكاية عنه.
فأما بعد أن تصدى للحديث فإن الناس أكثروا السماع منه وكان كثير من الحفاظ يعادونه ويتعطشون إلى أن يقفوا له على زلة في الرواية فلم يظفروا بشيء، ولم ينكر أحد عليه حديثاً واحداً، وكانوا كلما استغربوا شيئاً من حديثه أبرز أصله بسماعه من أبيه وهو القائل:
إذا تشاجر أهل العلم في خبر
فليطلب البعض من بعض أصولهم
إخراجك الأصل فعل الصادقين فإن
لم تخرج الأصل لم تسلك سبيلهم
فاصدع بعلم ولا تردد نصيحتهم
وأظهر أصولك إن الفرع متهم
وأما النصب فقال ابن عدي على ما في (تذكرة الحفاظ): ((نسب في الابتداء إلى شيء من النصب ونفاه ابن الفرات من بغداد إلى واسط ثم رده علي بن عيسى فحدث وأظهر فضائل علي ثم تحنبل فصار شيخاً منهم، وهو مقبول عند أصحاب الحديث)) ولم يتحقق من الذي نسبه إلى النصب وما حجته في ذلك، وكان الرجل شكس الأخلاق تياهاً وله أعداء. فإن كان شيء فقد تاب وأناب، قال أحمد يوسف الأزرق: ((سمعت أبا بكر بن أبي داود غير مرة يقول: كل من بيني وبينه شيء – أو قال: كل من ذكرني بشيء – فهو في حل إلا من رماني ببغض علي بن أبي طالب)).
¥(42/434)
وأما أخلوقة التسلق فقال ابن عدي: ((سمعت محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم يقول: أشهد على محمد بن يحيى بن منده بين يدي الله قال: أشهد على أبي بكر بن أبي داود بين يدي الله أنه قال: روى الزهري عن عروة قال: حفيت أظافر فلان من كثرة ما كان يتسلق على أزواج النبي ?)) محمد بن الضحاك هذا له ترجمة في (تاريخ بغداد) ج5 ص376 لم يذكر فيه توثيقاً ولا جرحاً. وابن منده هو أحد الذين شهدوا بأصبهان فجرحوا. وقد ذكر الحافظان الأصبهانيان الجليلان أبو الشيخ عبد الله بن
محمد بن جعفر بن حيان وأبو نعيم في كتأبيهما في (تاريخ علماء أصبهان والواردين
عليها) أبا بكر بن أبي داود وأثنيا عليه ولم يتعرضا في ترجمته للقصة، لكن ذكراها في ترجمة محمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص فقال أبو الشيخ: ((كان ورد أصبهان أبو بكر بن أبي داود السجستاني وكان من العلماء الكبار فكان يجتمع معه حفاظ أهل البلد وعلماؤهم فجرى منهم يوماً ذكر علي بن بي طلب رضوان الله عليه فقال ابن أبي داود: إن الناصبة يروون عليه أن أظفاره حفيت من كثرة تسلقه على أم سلمة. فنسبو الحكاية إليه وألغوا ذكر الناصبة وألبوا عليه جعفر بن شريك وأولاده …)) وساق أبو نعيم لقصة بأتم من ذلك قال: ((محمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص الهمذاني … وهو الذي عمل وسعى في خلاص عبد الله بن أبي داود لما أمر أبو ليلى الحارث بن عبد العزيز بضرب عنقه لما تقولوا عليه وكان رحمه الله احتسب ي أمر عبد الله بن أبي داود السجستاني لما امتحن، وتشمر في استنقاذه من القتل، وذلك أن أبا بكر بن أبي داود قدم أصبهان وكان من المتبحرين في العلم والحفظ والذكاء والفهم، فيحسده جماعة من الناس، وأجرى يوماً في مذاكرته ما قالت الناصبة في أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، فإن الخوارج والنواصب نسبوه إلى أن أظافيره قد حفيت من كثرة تسلقه على زوج أم سلمة زوج النبي ?. ونسبوا الحكاية إليه وتقولوا عليه وحرضوا عليه جعفر بن محمد بن شريك وأقاموا بعض العلوية خصماً له، فأحضر مجلس أبي ليلى الحارث بن عبد العزيز وأقاموا عليه الشهادة فيما ذكر محمد بن يحيى بن منده وأحمد بن علي بن الجارود ومحمد بن العباس الأخرم، فأمر الوالي أبو ليلى بضرب عنقه، واتصل الخبر بمحمد بن عبد الله بن الحسن فحضر الوالي أبا ليلى، وجرح الشهود فنسب محمد بن يحيى إلى العقوق وأنه كان عاقاً لوالده، ونسب ابن الجارود إلى أنه مُربي يأكل الربا ويؤكل الناس، ونسب الأخرم إلى أنه مفتري غير صدوق، وأخذ بيد عبد الله بن أبي داود فأخرجه وخلصه من القتل، فكان عبد الله بن أبي داود يدعوا لمحمد بن عبد الله طول حياته ويدعوا على الذين شهدوا عليه فاستجيب له فيهم وأصابت كل واحد منهم دعوته، فمنهم من احترف، (!) ومنهم من خلط وفقد عقله)). فهذان حافظان جليلان من أهل البلد الذي جرت القضية فيه، وهما أعرف بالقصة والشهود. وبعد أن قضى الحاكم ببراءة ابن أبي داود فلم يبق وجه للطعن فيه بما برأه منه الحكم، وقد شهد ثلاثة خير من هؤلاء على المغيرة بن شعبة وتلكأ الرابع فحد الصحابة الشهود ونجا المغيرة () ثم اتفق أهل السنة على أنه ليس لأحد أن يطعن في المغيرة بما برأه منه الحكم. فإن كان أهل العلم بعد ذلك عدلوا الثلاثة الذين شهدوا على ابن أبي داود فليس في ذلك ما ينفي أن يكونوا كانوا حين الشهادة مجروحين بما جرحوا به في مجلس الحكم. بل يقال: تابوا مما جرحوا به فلذلك عدلهم أهل العلم.
وبعد فقد كانت أم سلمة رضي الله عنها أتم أمهات المؤمنين ولاء لفاطمة عليها السلام وللحسن والحسين وأبيهما، وكان علي رضي الله عنه يثق بعظم ولائها وبعقلها ورأيها ودينها فكان يستنصحها ويستشيرها، فقد يكون بعض الناس روى أن علياً كان يتردد عليها ذلك فأخذ بعض أعداء الله تلك الحكاية وغيرها ذاك التغيير الفاجر، كما غير بعضهم حديث ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى)) فجعل بدل هارون قارون كما تراه في ترجمة حريز بن عثمان. وكان من عادة المحدثين التباهي بالإغراب يحرص كل منهم على أ، يكون عنده من الروايات ما ليس عند الآخرين لتظهر مزيته عليهم وكانوا يعتنون شديداً لتحصيل الغرائب ويحرصون على التفرد بها كما ترى في ترجمة الحسن بن علي المعمري من (لسان الميزان) وغيره،
¥(42/435)
وكانوا إذا اجتمعوا تذاكروا فيحرص كل واحد منهم على أن يذكر شيئاً يغرب به على أصحابه بأن يكون عنده دونهم، فإذا ظفر بذلك افتخر به عليهم واشتد سروره وإعجابه وانكسارهم. وقد حكى ابن فارس عن الوزير أبي الفضل ابن العميد قال: ((ما كنت أظن في الدنيا كحلاوة الوزارة والرياسة التي أنا فيها حتى شاهدت مذاكرة الطبراني وأبي بكر الجعأبي …)) فذكر القصة وفيها غلبة الطبراني قال ابن العميد ((فخجل الجعأبي، فوددت أن الوزارة لمتكن وكنت أنا الطبراني وفرحت كفرحه)) راجع (تذكرة الحفاظ) ج3 ص121. ولم يكونوا يبالغون في سبيل إظهار المزية والغلبة أكان الخبر عن ثقة أو غيره، صحيحاً أو غير صحيح؟ وقد كان عند زكريا الساجي حديث عن رجل واه ومع ذلك لما لم يوجد ذاك الحديث إلا عند الساجي صار له به شأن. وفي (لسان الميزان): ((قال الساجي: كتب عني هذا الحديث البزاز وعبدان وأبو داود وغيرهم من المحدثين. قال القراب:هذا حديث الساجي الذي كان يسأل عنه)). وكانت طريقتهم في المذاكرة أن يشير أحدهم إلى الخبر الذي يرجو أنه ليس عند صاحبه ثم يطالبه بما يدل على أنه قد عرفه، كان يقول الأول: مالك عن نافع
قال ... ، فإن عرفه الآخر قال: حدثناه فلان عن فلان عن مالك. وقد يذكر ما يعلم أنه لا يصح أو أنه باطل كأن يقول: المقبري عن أبي هريرة مرفوعاً: ((أبغض الكلام إلى الله الفارسية)). أو يقول: أبو هريرة مرفوعاً: ((خلق الله الفرس)) الخ. وقد تقدم في ترجمة حماد بن سلمة.
وكان ابن أبي داود صلفاً تياهاً حريصاً على الغلبة فكأنه سمع من بعض النواصب يروي بسند فيه واحد أو أكثر من الدجالين إلى الزهري أنه قال: قال عروة … فحفظ ابن أبي داود الحكاية مع علمه واعتقاده بطلانها لكن كان يعدها للأغراب عند المذاكرة ولما دخل أصبهان ضايق محدثيها في بلدهم فتجمعوا عليه وذاكروه فأعوزه أن يغرب عليهم ففزع إلى تلك الحكاية فقال: الزهري عن عروة … فاستفظع الجماعة الحكاية ثم بدا لهم أن يتخذوها ذريعة إلى التخلص من ذلك التياه الذي ضايقهم في بلدهم، فاستقر رأيهم على أن يرفعوا ذلك إلى الوالي ليأمر بنفي ابن أبي داود فيستريحوا منه، إذ لا يرون في القضية م يوجب القتل فلما مر أبو ليلى بما أمر سقط في أيديهم، رأوا أنهم إن راجعوه عاد الشر عليهم فقيظ () الله تبارك وتعالى ذلك السّري الفاضل محمد بن عبد الله بن الحسن فخلصهم جميعاً. ومن الجائز أن يكون ابن أبي دود قبل نفيه من بغداد وقعت له مثل هذه الواقعة ولكن كان أهل بغداد أعقل من أهل أصبهان فاقتصروا على نسبته إلى النصب ونفيه من بغداد. وعلى كل حال فقد أساء جد الإساءة بتعرضه لهذه الحكاية من دون أن يقرنها بما يصرح ببطلانها، ولا يكفيه من العذر أن يقال قد جرت عادتهم في المذاكرة بأن يذكر أحدهم من يرجوا أن يغرب به على الآخرين بدون التزام أن يكون حقاً أم باطلاً. لكن الرجل قد تاب وأناب كما تقدم والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ولو كان الذنب كفراً صريحاً. وبعد التوبة لا يجوز الطعن في الرجل بما قد تاب منه ولو كان كفراً. والذين كانوا يشنعون على أبي حنيفة بأنه استتيب من الكفر مرتين إنما كانوا يسترحون إلى أن عوده إلى ما استتيب منه حتى استتيب ثانياً كأنه يريب في صحة توبته الأولى، وأنه بقي عنده ما يناسب ما استتيب منه وإن لم يكن كفراً، وهذا تعنت سوغه عندهم أنهم احتاجوا إليه للتنفير عن أتباع أبي حنيفة فيما لم يرجع عنه مما يرونه أخطأ فيه.
وبعد فقد أطبق أهل العلم على السماع من ابن أبي داود وتوثيقه والاحتجاج به ولم يبق معنى للطعن فيه بتلك الحكاية وغيرها مما مرّ، فروى عنه الحاكم أبو أحمد والدارقطني وابن المظفر وابن شاهين وعبد الباقي بن قانع حافظ الحنفية وأبو بكر بن مجاهد المقري، وخلق لا يحصون، وتقدم قول بي الفضل صالح بن أحمد التميمي الهمذاني الحافظ فيه:
((إمام العراق وعلم العلم في الأمصار …)) وتقدم أيضاً ثناء أبي الشيخ وأبي نعيم، وذكر السلمي أنه سأل الدارقطني عنه؟ فقال: ((ثقة إلا أنه كثير الخطأ في الكلام على الحديث)) وقال الخليلي ((حافظ إمام وقته عالم متفق عليه واحتج به من صنف الصحيح أبو علي النيسابوري وابن حمزة الأصبهاني. وكان يقال: أئمة ثلاثة في زمن واحد ابن أبي داود وابن خزيمة وابن أبي حاتم)) وقد طعن لأستاذ في هؤلاء الثلاثة كلهم وعدهم مجسمين يعني أنهم على عقيدة أئمة الحديث، وقد ذكرت ما يتعلق بذلك في قسم الاعتقاديات. وقال محمد بن عبد الله بن الشخير في ابن أبي داود ((كان زاهداً عالماً ناسكاً رضي الله عنه وأسكنه الجنة برحمته))]. انتهى.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 02 - 05, 06:38 م]ـ
الحمد لله(42/436)
هل هذا حديث "تفاءلوا بالخير تجدوه"
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[30 - 01 - 05, 12:58 ص]ـ
هل هذا حديث "تفاءلوا بالخير تجدوه " فقد وجدت بعض من كتب يعزوه للنبي صلى الله عليه وسلم ولم أجده أرجوا من الإخوة في المنتدى الإفادة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 01 - 05, 02:43 ص]ـ
مرحبا بالشيخ الكريم أبي عبدالكريم، وهذا اللفظ الظاهر أنه من الأحاديث الموضوعة المعاصرة حيث لم يذكره العلماء في كتب الموضوعات السابقة، والله أعلم.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[30 - 01 - 05, 02:34 م]ـ
قد يقوم مقام هذا الكلام الحديث القدسي المشهور الذي رواه البخاري ومسلم:" أنا عند ظن عبدي بي ".
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[31 - 01 - 05, 04:27 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ المنتدى الفقيه وليت من يجمع الأحاديث المشتهرة في هذا الزمان ويبين درجاتها
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[31 - 01 - 05, 09:25 م]ـ
- في السنن الكبرى للبيهقي - تحت باب {باب لم يكن له أن يتعلم شعرا ولا يكتب ... } -:
(حدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن نعيم وكيل المتقي ببغداد ثنا أبو محمد عبد الله بن هلال النحوي الضرير ثنا علي بن عمر الأنصاري ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت ما جمع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بيت شعر قط إلا بيتا واحدا
تفاءل بما تهوى يكن فلقلما
يقال لشيء كان إلا تحقق
قالت عائشة رضي الله عنها: ولم يقل تحقق لئلا يعربه فيصير شعرا.
قال الشيخ رحمه الله: ولم أكتبه إلا بهذا الإسناد وفيهم من يجهل حاله ,وأما الرجز فقد كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقوله)
- في تفسير ابن كثير رحمه الله في تفسير سورة يس عند قوله تعالى: {وما علمناه الشعر وما ينبغي له .... }:
(وقال الحافظ أبو بكر البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن نعيم وكيل المتقي ببغداد حدثنا أبو محمد عبد الله بن هلال النحوي الضرير حدثنا علي بن عمرو الأنصاري حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت ماجمع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بيت شعر قط إلا بيتا واحدا
تفاءل بما تهوى يكن فلقلما يقال لشيء كان إلا تحققا
سألت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي عن هذا الحديث فقال:هو منكر ولم يعرف شيخ الحاكم ولا الضرير)
- في تاريخ بغداد (10/ 180): (عبد الله بن مالك أبو محمد النحوي حدث عن الزبير بن بكار الزبيري وعن على بن عمرو الأنصاري وحماد بن إسحاق الموصلي , روى عنه عمر بن احمد بن يوسف بن أبى نعيم وأبو عبيد الله المرزباني وعبد الرحمن بن إسحاق الزجاجى النحوي أخبرنا محمد بن على المقرئ أخبرنا أبو حفص عمر بن يوسف بن أبى نعيم حدثنا أبو محمد عبد الله بن مالك مؤدب القاسم بن عبيد الله حدثنا على بن عمرو الأنصاري حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت ما قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شعرا قط وما أتم الا بيتا واحدا
تفاءل بما تهوى يكن فلقلما يقال لشيء كان الا تحقق
ولم يقل تحققا لئلا يعربه فيصير شعرا.
غريب جدا لم اكتبه الا بهذا الإسناد)
- فمضمون هذا البيت الشعري يشهد لمعنى ما جاء في السؤال, مع ملاحظة كلام الأئمة على ثبوت الحديث.
وفق الله الجميع,,,,,
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 01 - 05, 09:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[المنصور]ــــــــ[01 - 02 - 05, 02:24 ص]ـ
وقال الحافظ في الفتح (10/ 541): (وأما ما أخرجه الخطيب فى التاريخ عن عائشة - وساق الأثر المذكور أعلاه - فهو شيء لا يصح، ومما يدل على وهائه التعليل المذكور).
ولمن أراد المزيد من تضعيف الحديث: فعليه بالكتاب الماتع: (زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة)، للدكتور: خلدون الأحدب (7/ 349 – 351).
ـ[علي الكناني]ــــــــ[19 - 08 - 05, 11:01 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
ـ[الحميراء]ــــــــ[19 - 08 - 05, 12:29 م]ـ
هل هو ضعيف أم موضوع؟؟
وشكر الله لكم جميعاً
ـ[الغواص]ــــــــ[19 - 08 - 05, 04:53 م]ـ
الكلام عن المتن غير الكلام عن السند
ـ[الحميراء]ــــــــ[21 - 08 - 05, 04:07 ص]ـ
نعم لاشك في ذلك يا أخي الكريم
فالمتن: ما انتهى إليه السند من الكلام
والسند: سلسلة الرواة الموصلة للمتن.
ولكن يبقى السؤال:
هل (تفاءلوا بالخير تجدوه)
حديث موضوع أم ضعيف؟
ليتكم تجيبونا أثابكم الله
ـ[السبيل]ــــــــ[21 - 08 - 05, 12:59 م]ـ
فيه مَن يجهل حاله، وحكم عليه بالنكارة، والغرابة جدا، وأنه واه جدا، فكيف يشهد؟! وكفى بحكم الأئمة عليه لرده، ورده كاف لعدم القول به والله أعلم. ثم هذا القسم جميل ومفيد با رك الله في جميع الإخوة مشرفين ومشاركين
ـ[علاء الدين محمد]ــــــــ[11 - 01 - 08, 11:36 م]ـ
السلام عليكم وؤحمة الله وبركاته
وجدت هذه المادة للعلامة بن باز
يجيب فيها بسؤال عن هذه الروايه و إليكم الرابط
http://www.imambinbaz.info/mat/6716
¥(42/437)
ـ[علاء المسلم]ــــــــ[23 - 01 - 09, 09:10 ص]ـ
جزاكم الله كل خير
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[23 - 01 - 09, 10:04 ص]ـ
بارك الله فيكم.
وسئل عنه محدث الشام الألباني في (سلسلة الهدى والنور) فبين - رحمه الله تعالى - على ما أذكر أنه لا أصل له، وإنما هي مقولة من كلام الناس.
وقد يغني عنه حديث: كان يعجبه الفأل الحسن. وقد صححه العلامة الألباني في صحيح الجامع وغيره.
والله أعلم.
ـ[محمد بن عبدالله الصادق]ــــــــ[01 - 09 - 09, 12:20 ص]ـ
بارك الله فيكم.
وسئل عنه محدث الشام الألباني في (سلسلة الهدى والنور) فبين - رحمه الله تعالى - على ما أذكر أنه لا أصل له، وإنما هي مقولة من كلام الناس.
وقد يغني عنه حديث: كان يعجبه الفأل الحسن. وقد صححه العلامة الألباني في صحيح الجامع وغيره.
والله أعلم.
فى أى شريط من سلسله الهدى والنور حكم الشيخ الألبانى على هذا الحديث؟
جزاكم الله خيرا وأعتذر
ـ[إسلام الغرباوي]ــــــــ[01 - 09 - 09, 05:02 ص]ـ
هذا الحديث الذي لا أصل له يكثر من ذكره أصحاب التنمية البشرية أمثال إبراهيم الفقي
وهذا إن دل فإنما يدل على جهلهم الشديد بالعلم الشرعي
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[01 - 09 - 09, 12:52 م]ـ
قد يقوم مقام هذا الكلام الحديث القدسي المشهور الذي رواه البخاري ومسلم:" أنا عند ظن عبدي بي ".
صدقت جزاك الله خيرا , فهذا الحديث يعطي نفس المعنى.
ـ[علاء الدين محمد]ــــــــ[03 - 09 - 09, 01:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا نقل من موقع العلامة بن باز ....
ما صحة هذه العبارة، وهل هي حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (تفاءلوا خيراً تجدوه)؟
لا أعلم لها أصلاً بهذا اللفظ، ولكن ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يعجبه الفأل، والفأل هو الكلمة الطيبة، أما تفاءلوا بهذا اللفظ الذي ذكرته السائلة لا أعلم له أصلاً في الأحاديث الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم، ولكن معناه صحيح، فإنه يحب الفأل عليه الصلاة والسلام، وينهى عن الطيرة، والفأل هو الكلمة الطيبة التي يسمعها المسلم، فيرتاح لها وتسره، هذا يقال له الفأل، النبي عليه الصلاة والسلام قال: (وأحسنها الفأل)، نهى عن الطيرة وقال: (أحسنها الفأل)، والفأل -كما تقدم-: أن يسمع كلمة طيبة فيُسر بها ويمشي في حاجته، ولا ترده عن حاجته، كإنسان يطلب ضالة فيسمع إنسان يقول: يا واجد، أو يا ناجح فيفرح بذلك، أو مريض يسمعه يقول: يا معافَى، أو يا مَشفي، أو ما أشبه ذلك، فيفرح بذلك ولا يرده عن حاجته، وما أشبه ذلك.
و هذا هو الرابط ..
http://www.imambinbaz.info/mat/17263(42/438)
هل هذا الدعاء من أذكار الصباح و المساء [اللهم إني أصبحت منك في نعمة و عافية و ستر]
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[31 - 01 - 05, 03:37 م]ـ
السلام عليكم
حديث:
((اللهم إني أصبحت منك في نعمة و عافية و ستر فأتمم نعمتك علي و عافيتك و سترك في الدنيا و الآخرة ثلاث مرات إذا أصبح و إذا أمسى كان حقاً على الله تعالى أن يتم عليه))
ـ[ماجد الودعاني]ــــــــ[31 - 01 - 05, 05:03 م]ـ
عن ابن عباس، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "من قال إذا أصبح: اللهم إني أصبحت منك في نعمة، وعافية، وستر، فأتِمَّ نعمتَك عليَّ، وعافيتك، وستْرَك في الدنيا والآخرة. ثلاث مرات إذا أصبح وإذا أمسى، كان حقّاً على اللّه أن يُتمَّ عليه"رواه ابن السني وفي إسناده ضعف.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 01 - 05, 09:01 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
جزى الله الشيخ ماجد الوادعي على ما تفضل به
ومن باب الفائدةوالإضافة
قال ابن السني في عمل اليوم والليلة
55 حدثني عبيد الله بن شبيب بن عبد الملك عن يزيد ابن سنان حدثنا عمرو بن الحصين حدثنا إبراهيم بن عبد الملك عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال إذا أصبح (اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافية وستر فأتمم علي نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والآخرة) ثلاث مرات إذا أصبح وإذا أمسى كان حقا على الله عز وجل أن يتم عليه نعمته.
وفي إسناده إبراهيم بن عبدالملك
قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب ج1:ص123
إبراهيم بن عبد الملك البصري أبو إسماعيل القناد روى عن يحيى بن أبي كثير وقتادة
وعنه عبد الصمد بن عبد الوارث ويحيى بن درست ولوين وإسحاق بن أبي إسرائيل وغيرهم
قال النسائي لا بأس به وقال العقيلي يهم في الحديث
قلت وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ ونقل الساجي عن ابن معين تضعيفه وكذا ذكره أبو العرب الصقلي في الضعفاء وقال صاحب الميزان ضعفه الساجي بلا مستند كذا قال وأي مستند أقوى من ابن معين وقد ذكره العقيلي في الضعفاء وأورد له عن قتادة عن أنس حديث مر بشاة ميتة وحديث إذا تلقاني عبدي شبرا تلقيته ذراعا قال وكلاهما غير محفوظ من حديث قتادة.
وفي سنده كذلك عمرو بن الحصين وهو متروك.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 05 - 08, 03:21 م]ـ
السلام عليكم
حياكم الله
نفع الله بكم
و سددكم(42/439)
أرجوا تخريج الأثر المروي عن علي رضي الله عنه أن أعظم جنود الله النار.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[31 - 01 - 05, 06:22 م]ـ
سألني أحد الإخوة عن هذا الأثر:
سأل عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عليا 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فقال: ما أعظم جنود الله؟
فقال علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: النار.
وقد بذلت قصارى جهدي في البحث عن هذا الأثر أو ما في معناه ولم أجده.
فأرجوا ممن مر عليه الأثر أو وجده أن يضع لي مصادر تخريجه.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 02 - 05, 01:49 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم، أين وقفت على الأثر هل هو في كتاب معين أم هو مما يتناقله الناس.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[04 - 02 - 05, 02:53 ص]ـ
قال الطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 276 - 277/ 901):
حدثنا أحمد قال حدثنا سعيد قال حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه عن الشعبي عن الحارث عن علي قال:
((أشد خلق ربك عشرة الجبال والحديد ينحت الجبال والنار تأكل الحديد والماء تطفيء النار والسحاب المسخر بين السماء والأرض يحمل الماء والريح تقل السحاب والإنسان يتقي الريح بيده ويذهب فيها لحاجته والسكر يغلب الإنسان والنوم يغلب السكر والهم يمنع النوم فأشد خلق ربك الهم)).
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[11 - 02 - 05, 01:23 ص]ـ
جزاكما الله خير الجزاء.
شيخنا عبد الرحمن الفقيه الأثر مما يتداوله الناس.
ولعل ما ذكر أخونا أحمد بن سالم هو المقصود وجزاكما الله خيرا
ـ[أنس الحلو]ــــــــ[19 - 10 - 09, 06:18 م]ـ
نعم
الأثر يتداوله الناس وقد أتاني بالبريد من أخ أعرفه ويريد معرفة صحة الأثر وهو:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
سُئل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
ما أعظم جنود الله؟؟
قال: إني نظرت إلى الحديد فوجدته أعظم جنود الله، ثم نظرت إلى النار فوجدتها تذيب الحديد فقلت: النار أعظم جنود الله، ثم نظرت إلى الماء فوجدته يطفئ النار فقلت: الماء أعظم جنود الله، ثم نظرت إلى السحاب فوجدته يحمل الماء فقلت: السحاب أعظم جنود الله، ثم نظرت إلى الهواء وجدته يسوق السحاب فقلت: الهواء أعظم جنود الله، ثم نظرت إلى الجبال فوجدتها تعترض الهواء فقلت: الجبال أعظم جنود الله، ثم نظرت إلى الإنسان فوجدته يقف على الجبال وينحتها فقلت: الإنسان أعظم جنود الله، ثم نظرت إلى ما يُقعد الأنسان فوجدته النوم فقلت: النوم أعظم جنود الله، ثم وجدت أن ما يُذهب النوم فوجدته الهم والغم فقلت: الهم والغم أعظم جنود الله، ثم نظرت فوجدت أن الهم والغم محلهما القلب فقلت: القلب أعظم جنود الله، ووجدت هذا القلب لا يطمئن إلا بذكر الله فقلت:
أعظم جنود الله ذكر الله
((الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب))
فلا تنسى ذكر الله
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[19 - 10 - 09, 06:25 م]ـ
1 - عن علي قال أشد خلق ربك عشرة الجبال والحديد ينحت الجبال والنار تأكل الحديد والماء يطفئ النار والسحاب المسخر بين السماء والأرض يحمل الماء والريح ينقل السحاب والإنسان يتقي الريح بيده ويذهب لحاجته والسكر يغلب الإنسان والنوم يغلب السكر والهم يمنع النوم فأشد خلق ربك الهم
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 8/ 135
خلاصة الدرجة: رجاله ثقات
الدرر السنية
ـ[أنس الحلو]ــــــــ[19 - 10 - 09, 06:29 م]ـ
ما وجدته من الفتاوى:
رقم الفتوى
10503
أ. د. أحمد الحجي الكردي
خبير في الموسوعة الفقهية، وعضو هيئة الإفتاء في دولة الكويت
عنوان الفتوى
صحة أثر
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخناالفاضل: سؤالي هو: ما مدى صحة الأثر عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في حديثه عن أعظم جنود الله.
جزاكم الله خيراً.
السلام عليكم ورحمة الله.
الفتوى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأعتذر عن الإجابة لعدم رؤية هذا الأثرفيما بين يدي من المصادر.
والله تعالى أعلم.
رابط الفتوى
http://www.islamic-fatwa.com/index.p...fatwa&id=10503
ـ[أنس الحلو]ــــــــ[19 - 10 - 09, 06:38 م]ـ
أخي أحمد أبو أنس
جزاك الله خيراً
لكن وجدت فتوى بدون رابط صحيح للشيخ عبدالرحمن السحيم قال فيها بعد ذكر الحديث الذي أورته:
ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق من غير طريق الحارث.
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. اهـ.
وليس الأمر كما قال الهيثمي، بل في إسناده " الحارث بن عبد الله الأعور "، قال عنه ابن حجر في " التقريب": كَذَّبه الشعبي في رأيه، ورُمِي بالرَّفْض، وفي حديثه ضعف. اهـ.
والله أعلم
ننتظر إجابة شافية وبارك الله فيكم
¥(42/440)
ـ[ Ebul Harith] ــــــــ[09 - 01 - 10, 03:01 م]ـ
2591 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا زَكَرِيَّا؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرًا يَقُولُ: سَأَلَ ابْنُ الْكَوَّاءِ عَلِيًّا: أَيُّ الْخَلْقِ أَشَدُّ؟ قَالَ: أَشَدُّ خَلْقِ رَبِّكَ عشرة: الجبال الراوسي، وَالْحَدِيدُ تُنْحَتُ بِهِ الْجِبَالُ، وَالنَّارُ تَأْكُلُ الْحَدِيدَ، وَالْمَاءُ يُطْفِئُ النَّارَ، وَالسَّحَابُ الْمُسَخَّرُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ - يَعْنِي: يَحْمِلُ الْمَاءَ -، وَالرِّيحُ تُقِلُّ السَّحَابَ، وَالإِنْسَانُ يَغْلِبُ الرِّيحَ يَتَّقِيهَا بِيَدِهِ وَيَذْهَبُ لِحَاجَتِهِ، وَالسُّكْرُ يَغْلِبُ الإِنْسَانَ، وَالنَّوْمُ يَغْلِبُ السُّكْرَ، وَالْهَمُّ يَغْلِبُ النَّوْمَ؛ فَأَشَدُّ خَلْقِ رَبِّكَ الْهَمُّ
__________
[إسناده ضعيف جدا].
هذا الأثر وجدته في كتاب: المجالسة وجواهر العلم المؤلف / أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري القاضي المالكي.
المحقق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان
الناشر: جمعية التربية الإسلامية (البحرين - أم الحصم)، دار ابن حزم (بيروت - لبنان)
تاريخ النشر: 1419هـ
عدد الأجزاء: 10
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[06 - 06 - 10, 08:53 ص]ـ
قال الطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 276 - 277/ 901):
حَدَّثَنا أَحْمَدُ، قَالَ: نا سَعِيدٌ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: ((أَشَدُّ خَلْقِ رَبِّكَ عَشَرَةٌ: الْجِبَالُ، وَالْحَدِيدُ يَنْحَتُ الْجِبَالَ، وَالنَّارُ تَأْكُلُ الْحَدِيدَ، وَالْمَاءُ تُطْفِئُ النَّارَ، وَالسَّحَابُ الْمُسَخَّرُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ يَحْمِلُ الْمَاءَ، وَالرِّيحُ تُقِلُّ السَّحَابَ، وَالإِنْسَانُ يَتَّقِي الرِّيحَ بِيَدِهِ، وَيَذْهَبُ فِيهَا لِحَاجَتِهِ، وَالسُّكْرُ يَغْلِبُ الإِنْسَانَ، وَالنَّوْمُ يَغْلِبُ السُّكْرَ، وَالْهَمُّ يَمْنَعُ النَّوْمَ، فَأَشَدُّ خَلْقِ رَبِّكَ الْهَمُّ)).
هذا الأثر ضعيف:
أولاً: تراجم رجال الإسناد:
أحمد: هو أحمد بن يحيى بن إسحاق، أبو جعفر الحلواني، وهو ثقة.
سعيد هو سعيد بن سليمان الضبي، وهو ثقة حافظ.
يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وهو ثقة متقن.
زكريا بن أبي زائدة، وهو ثقة مدلس.
الشعبي: هو عامر بن شراحيل، وهو ثقة.
الحارث: هو الحارث بن عبد الله الأعور، وهو ضعيف.
علي: هو علي بن أبي طالب.
ثانيًا: التخريج:
اختلف في إسناده على زكريا بن أبي زائدة، فرواه عنه ابنه يحيى بن زكريا بالإسناد السابق.
وأخرجه أحمد بن مروان الدينوري في "المجالسة" (2591) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 400 - 401) - قال: نا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا زَكَرِيَّا، قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرًا يَقُولُ: سَأَلَ ابْنُ الْكَوَّاءِ عَلِيًّا: أَيُّ الْخَلْقِ أَشَدُّ؟ قَالَ: أَشَدُّ خَلْقِ رَبِّكَ عشرة ... الحديث.
وأحمد بن مروان الدينوري متكلم فيه، اتّهمه الدارقطني بوضع الحديث، ووثقه مسلمة بن القاسم.
فالراجح من الطريقين هو الأول، وإسناده ضعيف، كما سبق بيانه. والله أعلم.(42/441)
احاديث اذكار الاذان والاقامه
ـ[احمد بخور]ــــــــ[01 - 02 - 05, 04:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشتقت اليكم كثيرا وجئت بالهدايا
احاديث اذكار الاذان والاقامه دراسة وجمع
للدكتور ابراهيم العبيد الاستاذ المشارك في كلية الحديث الجامعة الاسلاميه
في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26357
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[01 - 02 - 05, 07:29 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله ياشيخ أحمد وبارك فيك وحفظك، وقد سعدت جدا برؤية موضوعك فالحمد لله،وجزاكم الله خيرا، ولازلت أذركر فائدتك التي أفدتنا بها من فوائد صحيح البخاري في منزلي بمكة، فحياكم الله ومرحبا بكم.
ـ[احمد بخور]ــــــــ[02 - 02 - 05, 12:52 ص]ـ
انت الذي امتعتنا بهذا الملتقى المبارك وفتحت باب للعلم اسأل الله ان يكون من ابواب دخولك الجنه والنعيم المقيم والنظر الى وجه الله الكريم وصحبة خير خلقه اجمعين ومرافقة السلف الصالح الذي كل يوم من هذا المنهل نسمع سيرهم ونرى ايامهم بارك الله فيك وفي كل احد اعانك وسعى مسعاك ونولكم مبتغاك واساله ان يجمعنا بك وبكل من كتب بالخير في هذا الملتقى في جنات النعيم معهم آمين آمين آمين
ـ[المنيف]ــــــــ[02 - 02 - 05, 01:57 ص]ـ
أخي الملف لا يفتح معي!
أريده على وورد لو تكرمت(42/442)
من يعرف تخريج ما يروى (تفاءلو بالخير تجدوه)
ـ[محمد أبو معاذ]ــــــــ[02 - 02 - 05, 08:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الفضلاء سلمهم الله تعالى
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
آمل من كان عنده تخريج ما يروى (تفاءلو بالخير تجدوه) لأنه يكثر على الألسن هذه اللفظة ويعتبرونها حديث مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم.
والله يحفظكم ويرعاكم ويزيدكم علماً وعمل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[02 - 02 - 05, 09:46 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26265&highlight=%C8%C7%E1%CE%ED%D1
ـ[محمد أبو معاذ]ــــــــ[02 - 02 - 05, 02:25 م]ـ
حديث يغني عنه:
بما رواه أحمد وغيره من مسند أبي هريرة رضي الله عنه
حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا محمد بن بشر، ثنا محمد بن عمرو، ثنا أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن و يكره الطيرة.).
والله يحفظك ويرعاكم.(42/443)
هل هذا حديث صحيح (اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك)
ـ[المتوكل على الله]ــــــــ[04 - 02 - 05, 08:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة الكرام:
وصلتني عبر الجوال الرسالة التالية: (إليك كلمات أتعبت الملائكة بكتابة الأجر فشكوا إلى ربهم ما ذا يفعلون؟
فقال سبحانه: اطووها بصحائفها وضعوها تحت عرشي فتبقى حسناتها إلى يوم القيامة.
إنها: اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك).
فما صحة هذا الحديث، وجزاكم الله خير الجزاء.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[04 - 02 - 05, 08:21 م]ـ
ذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (رقم 1877) وضعيف ابن ماجه (829).
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[04 - 02 - 05, 08:46 م]ـ
هذه أسانيد الحديث:
رواه ابن ماجه في سننه (3824) والطبراني في الطبير (رقم 13121) والدعاء (رقم 1602) والخرائطش في الشكر (رقم 10) والبيهقي في شعبه (رقم 4215) من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي
ورواه الطبراني في الأوسط (رقم 11305) من طريق عبد الله بن حمزة الزبيري كلاهما عن صدقة بن بشير، مولى العمريين عن قدامة بن إبراهيم الجمحي عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم: " أن عبدا من عباد الله قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، فعضلت بالملكين، فلم يدريا كيف يكتبانها، فصعدا إلى السماء، وقالا: يا ربنا، إن عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها، قال الله عز وجل: وهو أعلم بما قال عبده: ماذا قال عبدي؟ قالا: يا رب إنه قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، فقال الله عز وجل لهما: " اكتباها كما قال عبدي، حتى يلقاني فأجزيه بها " *
قال الطبراني في الأوسط: لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به صدقة بن بشير.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[04 - 02 - 05, 08:46 م]ـ
تصويب (الطبراني في الكبير) .... الخرائطي في الشكر ....
ـ[المتوكل على الله]ــــــــ[07 - 02 - 05, 05:05 م]ـ
جزاك الله خيراً
وبارك الله فيك.(42/444)
هل هذا حديث صحيح (اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك)
ـ[المتوكل على الله]ــــــــ[04 - 02 - 05, 08:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة الكرام:
وصلتني عبر الجوال الرسالة التالية: (إليك كلمات أتعبت الملائكة بكتابة الأجر فشكوا إلى ربهم ما ذا يفعلون؟
فقال سبحانه: اطووها بصحائفها وضعوها تحت عرشي فتبقى حسناتها إلى يوم القيامة.
إنها: اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك).
فما صحة هذا الحديث، وجزاكم الله خير الجزاء.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[04 - 02 - 05, 08:21 م]ـ
ذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (رقم 1877) وضعيف ابن ماجه (829).
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[04 - 02 - 05, 08:46 م]ـ
هذه أسانيد الحديث:
رواه ابن ماجه في سننه (3824) والطبراني في الطبير (رقم 13121) والدعاء (رقم 1602) والخرائطش في الشكر (رقم 10) والبيهقي في شعبه (رقم 4215) من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي
ورواه الطبراني في الأوسط (رقم 11305) من طريق عبد الله بن حمزة الزبيري كلاهما عن صدقة بن بشير، مولى العمريين عن قدامة بن إبراهيم الجمحي عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم: " أن عبدا من عباد الله قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، فعضلت بالملكين، فلم يدريا كيف يكتبانها، فصعدا إلى السماء، وقالا: يا ربنا، إن عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها، قال الله عز وجل: وهو أعلم بما قال عبده: ماذا قال عبدي؟ قالا: يا رب إنه قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، فقال الله عز وجل لهما: " اكتباها كما قال عبدي، حتى يلقاني فأجزيه بها " *
قال الطبراني في الأوسط: لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به صدقة بن بشير.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[04 - 02 - 05, 08:46 م]ـ
تصويب (الطبراني في الكبير) .... الخرائطي في الشكر ....
ـ[المتوكل على الله]ــــــــ[07 - 02 - 05, 05:05 م]ـ
جزاك الله خيراً
وبارك الله فيك.
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[21 - 05 - 05, 07:23 م]ـ
هذه أسانيد الحديث:
رواه ابن ماجه في سننه (3824)
الصواب: رقم الحديث في سنن ابن ماجه (3801)
لعلَّ شيخنا الفاضل: أبا عبد الباري سريع في كتابته على لوحة المفاتيح مما أوقعه في ذلك .. فبارك الله فيه وفي علمه
ـ[علي الكناني]ــــــــ[18 - 11 - 07, 01:12 ص]ـ
جزاكم الله خيراً(42/445)
أريد تخريج حديث (لياتين على الناس زمان قلوبهم قلوب الاعاجم
ـ[اللجين]ــــــــ[05 - 02 - 05, 12:58 ص]ـ
Question اريد تخريج هذا الحديث {ليأتين على الناس زمان؛ قلوبهم قلوب الأعاجم؛ حب الدنيا، سنتهم سنة الأعراب، ما أتاهم من رزق جعلوه في الحيوان، يرون الجهاد ضررا، والزكاة مغرما}
جزاكم الله خيرا
ـ[مثنى الفلاحي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 09:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وأما بعد:
هذا الحديث ذكره الشيخ الألباني رحمه الله في السلسة الصحيحية في المجلد السابع، القسم الثاني، صفحة رقم 1075، حديث رقم 3357 (طبعة دار المعارف) الطبعة الأولى (1422 ـ 2002).
وقال الشيخ رحمه الله بشيء من الإختصار:
أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) (13/ 36/82)،
رواه أبو يعلى في (المسند الكبير) والحارث كما في المطالب العالية المسندة (ق101/ 2)،
و كنز العمال (6322) من رواية الطبراني عن أبن عمر والصواب (ابن عمرو).
فراجع السلسلة الصحيحة وستجد الحديث مخرجا بتمامه.
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ....
ـ[بنت السنة]ــــــــ[05 - 02 - 05, 11:43 م]ـ
هل من احد يشرح لنا هذا الحديث شرحا ً وافيا ً .. جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 02 - 05, 10:56 ص]ـ
الرواية الأقرب في الحديث هي الرواية الموقوفة التي خرجها الحارث في مسنده حدثنا أبو عبد الرحمن المقرىء ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني أبو هانيء حدثني شفي (وقد وقع في المطبوع من بغية البحث شقيق، وهو خطا) عن عبد الله بن عمرو قال يأتي على الناس زمان قلوبهم قلوب الأعاجم ما آتاهم الله من رزق جعلوه في الحيوان يعدون الصدقة مغرما والجهاد ضرارا
وهو إسناد مصري لابأس به، وأما المرفوع ففي سنده ابن لهيعة، ورواية سعيد بن أبي أيوب أرجح من روايته، وقد اشار إلى هذا الشيخ الألباني في الصحيحة.
وأما كون هذه الرواية لها حكم الرفع كما ذهب إليه الشيخ الألباني رحمه الله فينازع في ذلك بأن عبدالله بن عمرو من المعروفين بالرواية من كتب بني إسرائيل، وقد وقعت له زاملتين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=10568#post10568) من كتب أهل الكتاب فكان يروي منهما.
فقول الصحابي رضي الله عنه يكون له حكم الرفع إذا لم يكن ممن يروي من كتب الإسرائيليات، وإذا كان قوله لامجال فيه للاجتهاد.
فائدة:
جاء في فيض القدير ج2/ص149
قلوبهم يعني قلوب أهل ذلك الزمان قلوب الأعاجم أي كقلوبهم بعيدة من الخلاق مملوءة من الرياء والنفاق وألسنتهم ألسنة العرب متشدقون متفصحون متفيهقون يتلونون في المذاهب ويروغون كالثعالب قال الأحنف لأن أبتلى بإلف جموح لجوج أحب إلي أن أبتلى بمتلون.
ـ[المضري]ــــــــ[07 - 02 - 05, 12:00 م]ـ
شيخ عبدالرحمن لكن ماعساه رضي الله عنه يجد في زوامل أهل الكتاب عن الجهاد؟؟ وهو مصطلح إسلامي بحت لم يعرفه أي دين سابق قبل الإسلام ولا حتى بعده.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 02 - 05, 02:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وحول ما تفضلت به أخي الكريم فالقتال في سبيل الله معروف من قبل الإسلام وله أدلة متعددة منها قوله تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} (246) سورة البقرة
وأيضا قد ذكر الإمام أحمد أن ثلاثة لاأصل لها وهي أحاديث الملاحم والتفسير والمغازي، وفسر بعضهم أحاديث الملاحم بأنها قد تكون مأخوذة من الإسرائيليات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=90579#post90579
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[07 - 02 - 05, 03:35 م]ـ
وصَحَّح الحافظ ابن حجر في (المطالب العالية) وَقْفه على ابن عمرو.
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[18 - 02 - 05, 02:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
هذا الحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد في كتاب الزكاة_ المجلد الثالث صفحة 4347 - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ليأتين على الناس زمان قلوبهم قلوب العجم ". قلت: وما قلوب العجم؟ قال: " حب الدنيا ". قال: " سنتهم سنة الأعراب ما أتاهم من رزق جعلوه في الحيوان يرون الجهاد ضرراً والزكاة مغرماً ".
رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية بن الوليد وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية رجاله موثقون.(42/446)
ما صحة هذه الأحاديث
ـ[أبو عبد الرحمن المقدسى]ــــــــ[05 - 02 - 05, 11:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.
هل ثبت فى تخصيص صلاة الصبح والمغرب بذكر معين بعد الصلاة مثلا اله لا اله الا هو يحى ويميت وهو على كل شىء قدير / واللهم أجرنى من النار سبع مرات / وسورة الاخلاص والمعوذات ثلاث مرات. وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عبد الرحمن المقدسى]ــــــــ[06 - 02 - 05, 04:04 م]ـ
السلام عليكم هل من مجيب يرحمكم الله
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[06 - 02 - 05, 11:15 م]ـ
أما الحديث (اللهم أجرني من النار): فلفظه:"
((إذا صليت الغداة فقل قبل أن تكلم أحدا: اللهم أجرني من النار سبع مرات، فإنك إن مت من يومك كتب الله لك جوارا من النار، وإذا صليت المغرب فقل مثل ذلك، فإنك إن مت من ليلتك كتب الله لك جوارا من النار)).
فقد ضعفه الألباني في ضعيقته (رقم 1624) وحسنه الحافظ العسقلاني في تخريج الأذكار (2/ 326).
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[06 - 02 - 05, 11:18 م]ـ
أما قراءة الإخلاص والمعوذتين فلعله من باب أن قراءة هذه السور الثلاث من أذكار الصباح والمساء، وقد يكون إثر صلاة المغرب والفجر.(42/447)
أريد تخريج هذا الحديث ((الحديث الشريف الذي جمع فأوعى))
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 06:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الأخوة تخريج هذا الحديث خاصة وأنه مشهور عند كثير من الناس
الحديث الشريف الذي جمع فأوعى
عن خالد ابن الوليد رضي الله عنه قال: جاء اعرابى إلى رسول الله صلى الله علية و سلم:
فقال يا رسول الله: جئت أسالك عما يغنيني في الدنيا و الآخرة فقال رسول الله صلى الله علية و سلم:
سل عما بدا لك:
قال: أريد آن أكون اعلم الناس فقال: صلى الله علية و سلم اتق الله تكون اعلم الناس
قال: أريد أن أكون أغنى الناس فقال: صلى الله علية و سلم كن قانعا تكن أغنى الناس
قال: أحب أن أكون اعدل الناس فقال: صلى الله علية وسلم أحب للناس ما تحب لنفسك تكن اعدل الناس
قال: أحب أن أكون خير الناس فقال: صلى الله علية و سلم كن نافعا للناس تكن خير الناس
قال: أحب أن أكون اخص الناس إلى الله فقال: صلى الله علية و سلم أكثر ذكر الله تكن اخص الناس الى الله
قال: أحب أن يكمل ايماني فقال:صلى الله علية و سلم حسن خلقك يكمل إيمانك
قال: أحب أن أكون من المحسنين فقال:صلى الله علية و سلم اعبد الله كأنك تراه و أن لم تكن تراه فأنة يراك تكن من المحسنين
قال: أحب أن أكون من المطيعين فقال: صلى الله علية و سلم أد فرائض الله تكن من المطيعين
قال: أحب أن ألقى الله نقيا من الذنوب فقال:صلى الله علية و سلم اغتسل من الجنابة متطهرا تلقى الله نقيا من الذنوب
قال: أحب أن احشر يوم القيامة في النور فقال:صلى الله علية و سلم لا تظلم أحدا تحشر يوم القيامة في النور
قال: أحب أن يرحمني ربى يوم القيامة فقال:صلى الله علية و سلم ارحم نفسك و ارحم عبده يرحمك ربك يوم القيامة
قال: أحب أن تقل ذنوبي فقال صلى الله علية و سلم أكثر من الاستغفار تقل ذنوبك
قال: أحب أن أكون أكرم الناس فقال: صلى الله علية و سلم أكثر من الاستغفار تقل ذنوبك
قال: أحب أن أكون أكرم الناس فقال:صلى الله علية و سلم لا تشكو من أمرك شيئا إلى الخلق تكن أكرم الناس
قال: أحب أن أكون أقوى الناس فقال: صلى الله علية و سلم توكل على الله تكون أقوى الناس
قال: أحب أن يوسع الله على في الرزق فقال:صلى الله علية و سلم دم على الطهارة يوسع الله عليك في الرزق
قال: أحب أن أكون من أحباب الله و رسوله فقال: صلى الله علية و سلم أحب ما أحبة الله و رسوله تكن من أحبابهم
قال: أحب أن أكون آمنا من سخط الله يوم القيامة فقال: صلى الله علية و سلم لا تغضب على احد من خلق الله تكنا آمنا من سخط الله يوم القيامة
قال: أحب أن تستجاب دعواتي فقال: صلى الله علية و سلم اجتنب أكل الحرام تستجاب دعواتك
قال: أحب أن يسترني ربى يوم القيامة فقال: صلى الله علية و سلم استر عيوب إخوانك يسترك الله يوم القيامة
قال: ما الذي ينجى من الذنوب؟ او قال من الخطايا؟ فقال: صلى الله علية و سلم الدموع و الخضوع و الأمراض
قال: أي حسنة أعظم عند الله تعالى؟ قال: صلى الله علية و سلم حسن الخلق و التواضع و الصبر على البلاء
قال: أي سيئة أعظم عند الله تعالى؟ قال:صلى الله علية و سلم سوء الخلق و الشح و المطاع
قال ما الذي يسكن غضب الرب فى الدنيا و الآخرة؟ قال: صلى الله علية و سلم الصدقة الخفية و صلة الرحم
قال: ما الذي يطفئ نار جهنم يوم القيامة قال: صلى الله علية و سلم الصبر فى الدنيا على البلاء و المصائب
وبارك الله فيكم جميعا
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[05 - 02 - 05, 07:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
القَولُ المَسْبُوكُ في رَدِّ حَدِيثٍ مُنْتَشِرٍ مَكْذُوبٍ
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
إن مما ابتليت به الأمة في هذه الأيام كثرة انتشار الأحاديث الضعيفة والمكذوبة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه فقال: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ " رواه البخاري ولم.
ومن هذه الأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم حديث يتبادله كثير من الناس فيما بينهم عن طريق البريد الإلكتروني، وقد أرسل لي أحد الأحبة الحديث عن طريق البريد الإلكتروني وقال لي: ما رأيك فيه؟
¥(42/448)
قرأت الحديث ووجدتُ فيه عجباً، وعلامات الكذب ظاهرة واضحة عليه.
وهذا بحث في بيان الحديث، وعدم ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلى جانب التحذير منه ومن أمثاله من الأحاديث المكذوبة الموضوعة على النبي صلى الله.
وعلى المسلم أن يتأكد من ثبوت ما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه يقول صلى الله عليه وسلم: كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ. رواه مسلم.
نَصُ الحَدِيثِ:
عن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: جئت أسألك عما يغنيني في الدنيا والآخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل عما بدا لك. قال: أريد أن أكون أعلم الناس. فقال: صلى الله عليه وسلم إتق الله تكن أعلم الناس. قال: أريد أن أكون أغنى الناس. فقال: صلى الله عليه وسلم: كن قانعاً تكن أغنى الناس. قال: أريد أن أكون أعدل الناس. فقال صلى الله عليه وسلم: أحب للناس ما تحب لنفسك تكن أعدل الناس. قال: أحب أن أكون خير الناس. فقال صلى الله عليه وسلم: كن نافعاً للناس تكن خير الناس. قال: أحب أن أكون أخص الناس إلى الله. فقال صلى الله عليه وسلم: أذكر الله تكن أخص الناس إلى الله. قال: أحب أن يكمل إيماني. فقال صلى الله عليه وسلم: حسن خلقك يكمل إيمانك. قال: أحب أن أكون من المحسنين. فقال صلى الله عليه وسلم: اعبد الله كأنك تراه وإن لم تكن تراه فأنه يراك تكن من المحسنين. قال: أحب أكون من المطيعين. فقال صلى الله عليه وسلم: أد فرائض الله تكن من المطيعين. قال: أحب أن ألقى الله نقياً من الذنوب. فقال صلى الله عليه وسلم: اغتسل من الجنابة متطهراً تلقى الله نقياً من الذنوب. قال: أحب أن احشر يوم القيامة في النور. فقال صلى الله عليه وسلم: لا تظلم أحداً تحشر يوم القيامة في النور. قال: أحب أن يرحمني ربي يوم القيامة. فقال صلى الله عليه وسلم: ارحم نفسك وارحم عبادك يرحمك الله يوم القيامة. قال: أحب أن تقل ذنوبي. فقال صلى الله عليه وسلم: أكثر من الاستغفار تقل ذنوبك. قال: أحب أن أكون أكرم الناس. فقال صلى الله عليه وسلم: لا تشكو من أمرك إلى الخلق تكن أكرم الناس. قال: أحب أن أكون أقوى الناس. قال صلى الله عليه وسلم: توكل على الله تكن أقوى الناس. قال: أحب أن يوسع الله في الرزق. قال صلى الله عليه وسلم: دم على الطهارة يوسع الله عليك في الرزق. قال: أحب أن أكون من أحباب الله ورسوله. قال صلى الله عليه وسلم: أحب ما احبه الله ورسوله تكن من أحبابهم. قال: أحب أن أكون آمناً من سخط الله يوم القيامة. قال صلى الله عليه وسلم: لا تغضب على أحد من خلق الله تكن آمناً من سخط الله يوم القيامة. قال: أحب أن تستجاب دعوتي. قال صلى الله عليه وسلم: اجتنب أكل الحرام تستجاب دعوتك. قال: أحب أن يسترني الله يوم القيامة. قال صلى الله عليه وسلم: استر عيوب إخوانك يسترك الله يوم القيامة. قال: ما الذي ينجي من الذنوب؟ أو قال: من الخطايا؟ قال صلى الله عليه وسلم: الدموع والخضوع والأمراض. قال: أي حسنة أعظم عند الله تعالى؟ قال صلى الله عليه وسلم: حسن الخلق والتواضع والصبر على البلاء. قال: أي سيئة أعظم عند الله تعالى؟ قال صلى الله عليه وسلم: سوء الخلق والشح المطاع. قال: ما الذي يسكن غضب الرب في الدنيا والآخرة؟ قال صلى الله عليه وسلم: الصدقة الخفية وصلة الرحم. قال: ما الذي يطفئ نار جهنم يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم: الصبر في الدنيا على البلاء والمصائب.
رواه أحمد بن حنبل.
قال الامام المستغفري: ما رأيت حديثا أعظم وأشمل لمحاسن الدين وأنفع من هذا الحديث اجمع فأوعى.
وقَفَاتٌ مَعَ الحَدِيثِ:
لنا مع الحديث وقفاتٌ ألا وهي:
الوَقَفَةُ الأولى:
إن علامات الوضع على الحديث واضحةٌ ظاهرةٌ، يقول الإمام ابن القيم في " المنار المنيف " (ص 102) عند ذكره الأمور التي يُعرف بها كون الحديث موضوعا:
- ومنها: 19 - ما يقترن بالحديث من القرائن التي يُعلم بها أنه باطل.
وضرب مثالا بحديث: وضع الجزية عن أهل خيبر.
ثم ذكر الأوجه في كذبه ومنها:
¥(42/449)
سادسها: أن مثل هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله، فكيف يكون قد وقع، ولا يكون عِلمُه عند حملة السنة من الصحابة، ولاتابعين وأئمة الحديث، وينفرد بعلمه اليهود؟.ا. هـ.
وحديث الأعرابي الذي معنا ينطبق عليه كلام الإمام ابن القيم، فلم يذكره أحد من أهل الكتب المعتبرة مثل السنن، والمعاجم، وغيرها.
بل انفرد به من سنذكره في الوقفة الثانية.
الوَقَفَةُ الثَانِيةُ:
بعد الرجوع إلى المصادر المعتبرة للبحث عن الحديث لم نجد أحدا من أهل الكتب ذكر الحديث، وبعد بذل الوسع وجد في مصدر واحد فقط، وسأنقل نص الكلام الموجود في ذلك المصدر.
جاء في كنز العمال (رقم44154) ما نصه:
قال الشيخ جلال الدين السيوطي وجدت بخط الشيخ شمس الدين ابن القماح في مجموع له عن أبي العباس المستغفري قال: قصدت مصرا أريد طلب العلم من الإمام أبي حامد المصري والتمست منه حديث خالد بن الوليد فأمرني بصوم سنة، ثم عاودته في ذلك فأخبرني بإسناده عن مشايخه إلى خالد بن الوليد: فذكر الحديث بطوله.
وكما نرى في هذا النقل من المؤخذات ما يلي:
1 - عدم عزو صاحب كنز العمال الحديث إلى مصدر من مصادر السنة المعتبرة.
2 - الرجال المذكورون في السند بعد الرجوع إلى تراجمهم في كتب الرجال لم أجد إلا ترجمة المستغفري فقط.
قال الإمام الذهبي في السير (17/ 564):
الإمام الحافظ المُجَوِّد المصنف، أبو العباس، جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر بن الفتح بن إدريس، المستغفري النَّسَفي.
... وكان محدثَ ما وراء النهر في زمانه.
مولده بعد الخمسين وثلاث مئة بيسير.
ومات بنسف سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة عن ثمانين سنة، رحمه الله.ا. هـ.
وقال الذهبي عنه في تذكرة الحفاظ (3/ 1102):
... وكان صدوقا نفسه لكنه يروي الموضوعات في الأبواب، ولا يوهيها ... ا. هـ.
فالمستغفري متكلم فيه، فلو لم توجد إلا هذه العلة لكفى!!! ولكن هناك علل أخرى كما سيأتي.
3 - أمرُ الصيامِ للمستغفري من قِبل أبي حامد المصري لمدة سنة، وهذا أمر غريب، وأخشى أن يكون من عمل الصوفية.
4 - لم يذكر لنا المستغفري رجال السند من عند شيخه أبي حامد المصري إلى خالد بن الوليد لكي يُحكم عليهم من كلام أئمة الجرح والتعديل.
الوَقَفَةُ الثَالثةُ:
عزو الحديث إلى مسند الإمام أحمد بن حنبل لا يصح أبدا، بل لا يصح في أي كتاب من كتب الإمام أحمد الأخرى، والله أعلم.
الوَقَفَةُ الرَابِعَةُ:
قول المستغفري: ما رأيت حديثا أعظم وأشمل لمحاسن الدين وأنفع من هذا الحديث اجمع فأوعى.ا. هـ.
نعم، الحديث جمع محاسن الدين ولكن لا بد من ثبوت هذه المحاسن عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس المسألة مسألة الإعجاب بعبارات الحديث بل الأهم من ذلك كله هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟
وإلا لو كان الإعجاب بعبارات الأحاديث، هناك أحاديث موضوعة فيها من المعاني العظيمة ما يجعلنا نقبلها مباشرة، ولكن أحاديث النهي عن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم تجعلونا لا نقبلها ولا نعمل بها البتة.
الوَقَفَةُ الخَامِسَةُ:
لا يمنع أن يكون في الحديث بعض الألفاظ التي جاءت عن النبي صلى الله في أحاديث أخرى، وكذلك لا يمنع أن يكون الحديث تجميع لعدد من الأحاديث بعضها صحيح والآخر ضعيف أو موضوع، ويقوم بهذا التجميع بعض الوضاعين والقُصاص.
أرجو بعد هذه الوقفات أن أكون قد وفقت في بيان كذب الحديث على النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن كان له إضافة، أو تعليق، أو تعقيب فأكون له من الشاكرين.
كتبه
الشيخ الفاضل / عبد الله زقيل
المصدر: http://www.saaid.net/Doat/Zugail/81.htm
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[06 - 02 - 05, 12:05 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك خير الجزاء(42/450)
ما صحة هزا الحديث؟ أن رجلا حلف بالله الذي لا إله إلا هو كاذبا فغفر له
ـ[أبوعبدالله الشافعي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 09:37 م]ـ
أن رجلا حلف بالله الزي لا إله إلا هو كازبا فغفر له. _ من قِبل التوحيد _
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 10:02 م]ـ
هزا؟
بالزي؟
كازبا؟
:)
ـ[أبوعبدالله الشافعي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 10:18 م]ـ
نأسف شيخنا الكريم فحرف الزال عندي في لوحة المفاتيح عاطل عن العمل ولكنها بالزال في الحقيقة وليست بالزاي: (
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 11:29 م]ـ
:)
ممكن تقول: بالدال معجمة
أو
تبحث عن كلمة فيها حرف " الذال " فتعمل: نسخ ولصق!
على كل حال:
الكذب كذب فإن انضاف إليه القسم بالله تعالى ازداد إثمه
وهو على رأي عبد الله بن مسعود أهون من الحلف بغير الله صادقاً
وفيه بحث
لكن لا أظن أن الحديث الذي ذكرته له معنى قائم صحيح
والمغفرة تحصل إن شاء الله سواء صدق أو كذب وسواء حلف بالله أم بغيره
اللهم إلا على قول من يقول بدخول الشر ك الأصغر في عدم المغفرة
وهو قول ضعيف
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 02 - 05, 10:13 ص]ـ
هذا الحديث جاء من طريق عطاء بن السائب وقد اختلط، وقد اضطرب في هذا الحديث على عدة أوجه كما سيأتي بإذن الله تعالى، وقد عده الذهبي في الميزان (3/ 72) من مناكير.
وجاء من حديث ثابت البناني عن ابن عمر وإسناده منقطع، وقد اختلف فيه فجاء عن ثابت عن انس أيضا
وجاء كذلك مرسلا عن الحسن وغيره.
وهذه فوائد حول الحديث (منقوله من برنامج التراث)
في مسند أحمد بن حنبل ج4/ص3
حدثنا عبد الله حدثني أبي قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن عطاء بن السائب عن أبي البختري عن أبي عبيدة عن عبد الله بن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا حلف بالله الذي لا إله الا هو كاذبا فغفر الله له قال شعبة من قبل التوحيد
قال الإمام النسائي في الكبرى ج3/ص489
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن سمرة كوفي عن وكيع عن سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي يحيى عن بن عباس قال جاء رجلان يختصمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم في شيء فقال للمدعي أقم البينة فلم يقم وقال للآخر احلف فحلف الله الذي لا إله إلا هو فقال النبي صلى الله عليه وسلم ادفع حقه وستكفر عنك لا إله إلا الله ما صنعت قال أبو عبد الرحمن هذا الصواب ولا أعلم أحدا تابع شعبة على قوله عن أبي البختري عن عبيدة عن بن الزبير قال أبو عبد الرحمن تابعه أبو الأحوص على إسناده وخالفه في لفظه
6007 أخبرنا هناد بن السري عن أبي الأحوص عن عطاء عن أبي يحيى عن بن عباس قال جاء خصمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فادعى أحدهما على الآخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمدعي أقم بينتك قال يا رسول الله ليس لي بينة فقال للآخر احلف بالله الذي لا إله إلا هو ما له عليك أو عندك شيء
وفي سنن البيهقي الكبرى ج10/ص37
وأما الحديث الذي أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد أنبأ عطاء بن السائب عن أبي يحيى عن بن عباس رضي الله عنهما أن رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم الطالب البينة فلم يكن له بينة فاستحلف المطلوب فحلف بالله الذي لا إله إلا هو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فعلت ولكن غفر لك بإخلاص قول لا إله إلا الله فهكذا رواه حماد بن سلمة وعبد الوارث والثوري وجرير وشريك عن عطاء ورواه شعبة عن عطاء بن السائب
19662 كما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن عبد الله الصفار ثنا أبو المثنى حدثني أبي ثنا أبي عن شعبة ح قال وحدثنا أبو المثنى ثنا عبد الرحمن بن المبارك ثنا خالد بن الحارث ثنا شعبة عن عطاء عن أبي البختري عن عبيدة عن بن الزبير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا حلف بالله الذي لا إله إلا هو أو قال حلف بالله كاذبا فغفر له يعني لإخلاصه بالله وهذا وهم من شعبة والصواب رواية الجماعة وعبيدة مات قبل بن الزبير فيما زعم أهل التواريخ بتسع سنين فتبعد روايته عنه والله أعلم
تفرد به عطاء بن السائب مع الاختلاف عليه في إسناده وروي من حديث ثابت عن أنس وليس بالقوي
¥(42/451)
19663 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا مالك بن إسماعيل ثنا أبو قدامة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل يا فلان فعلت كذا وكذا قال لا والله الذي لا إله إلا هو ما فعلته قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أنه قد فعله قال وكرر ذلك عليه مرارا كل ذلك يحلف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر الله عنك كذبك بصدقك بلا إله إلا الله
وقيل عن ثابت عن بن عمر
19664 أخبرنيه أبو عبد الرحمن السلمي إجازة أن أبا الحسن بن صبيح أخبرهم ثنا عبد الله بن شيرويه ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ يحيى بن آدم ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل فعلت كذا وكذا فقال لا والله الذي لا إله إلا هو فأتاه جبريل عليه السلام فقال بلى قد فعله ولكن قد غفر له بقوله لا إله إلا الله
وروي من وجه آخر مرسلا
19665 أخبرناه أبو منصور عبد القاهر بن طاهر الإمام وأبو نصر بن قتادة وعبد الرحمن بن علي بن حمدان الفارسي قالوا أنبأ أبو عمرو بن نجيد أنبأ أبو مسلم ثنا الأنصاري ثنا أشعث عن الحسن أن رجلا فقد ناقة له وادعاها على رجل فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فقال هذا أخذ ناقتي فقال لا والله الذي لا إله إلا هو ما أخذتها فقال قد أخذتها ردها عليه فردها عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر لك بإخلاصك هذا منقطع فإن كان في الأصل صحيحا فالمقصود منه البيان أن الذنب وإن عظم لم يكن موجبا للنار متى ما صحت العقيدة وكان ممن سبقت له المغفرة وليس هذا التعيين لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم
وفي علل الحديث لابن أبي حاتم ج1/ص441
سألت أبي عن حديث رواه شعبة عن عطاء بن السائب عن أبي البخترى عن عبيدة عن ابن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا حلف بالله كاذبا فغفر له
قال أبي رواه عبدالوارث وجرير عن عطاء بن السائب عن أبي يحيى عن الاعرج عن ابن عباس ان رجلين اختصما الى النبي صلى الله عليه وسلم فادعى احدهما على صاحبه حقا فاستحلف النبي صلى الله عليه وسلم المدعى عليه فحلف بالله الذي لا اله الا هو ماله قبلي حق قال النبي صلى الله عليه وسلم غفر كذبه بتصديقه بلا اله الا الله
قلت لابي ايهما أصح قال شعبة اقدم سماعا من هؤلاء وعطاء تغير بآخره) انتهى.
وقال السيوطي في اللآلىء المصنوعة ج2/ص237
(ابن عدي حدثنا علي بن القاسم حدثنا طالوت حدثنا الحارث أبو قدامة حدثنا ثابت البناني عن أنس قال قال رسول الله يا فلان فعلت كذا وكذا قال لا والله الذي لا إله إلا هو ما فعلته والنبي يعلم أنه فعله فقال النبي غفر الله ذنبك بصدقك بلا لا إله إلا هو
لا يصح أبو قدامة ليس بشيء
قلت أخرجه عبد الحميد في مسنده حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا الحرث بن عبيد به وأخرجه البيهقي في سننه وقال ليس بالقوي
وله طريق آخر قال أحمد في مسنده حدثنا عثمان حدثنا حماد بن سلمة أنبأنا ثابت عن عبد الله بن عمر أن رسول الله قال لرجل فعلت كذا وكذا قال لا والذي لا إله إلا هو ما فعلت فقال له جبريل قد فعل ولكن قد غفر له بقول لا إله إلا الله
قال حماد لم يسمع ثابت هذا من عبد الله بن عمر بينهما رجل
وأخرجه البيهقي أيضا وقال أحمد حدثنا أسود بن عامر حدثنا شريك عن عطاء بن السائب عن أبي يحيى الأعرج عن ابن عباس قال اختصم إلى النبي رجلا فوقعت اليمن على أهما فحلف بالله الذي لا إله إلا هو ما له عندي شيء فنزل جبريل على النبي فقال إنه كاذب إن له عنده حقه فأمر أن يعطيه حقه وكفارة يمينه معرفته أن لا إله إلا الله أو شهادته
أخرجه أبو داود والبيهقي
وقال البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا محمد بن عبد الله الصفار حدثنا أبو المثنى حدثنا عبد الرحمن بن المبارك حدثنا خالد بن الحرث حدثنا شعبة عن أبي البختري عن عبيدة عن الزبير عن النبي أن رجلا حلف بالله الذي لا إله إلا هو كاذبا فغفر له يعني لإخلاصه بالله
وقال البيهقي أنبأنا أبو منصور عبد القاهر بن طاهر الإمام أنبأنا عمرو بن نجيد أنبأنا أبو مسلم حدثنا الأنصاري حدثنا أشعث عن الحسن أن رجلا فقد ناقة له وادعاها على رجل فأتى به النبي فقال هذا أخذ ناقتي فقال لا والله الذي لا إله إلا هو ما أخذتها فقال قد أخذتها ردها عليه فردها عليه فقال له النبي قد غفر لك بإخلاصك
قال البيهقي إن كان صحيحا فالمقصود منه بيان أن الذنب وإن عظم لم يكن موجبا للنار متى ما صحت العقيدة وكان ممن سبقت له المغفرة قال وليس هذا التعيين لأحد بعد النبي انتهى
وقال عبد الرزاق في المصنف عن ابن جريج قال أخبرني خلاد وغيره أن النبي حلف عنده إنسان كاذبا بالله الذي لا إله إلا هو فقال النبي قد غفر لك حلفك كاذبا بإخلاصك فيه أو نحو ذلك
وقال أيضا عن ابن جريج قال حدثت عن محمد بن كعب القرظي أن رجلا سرق ناقة على عهد رسول الله فجاء صاحبها فقال يا نبي الله إن فلانا سرق ناقتي فجئته فأبى أن يردها فأرسل إليه النبي فقال اردد إلى هذا ناقته فقال والذي لا إله إلا هو ما أخذتها وما هي عندي فقال النبي اذهب
فلما قفى جاءه جبريل فأخبره أنه قد كذب وأنها عنده فأرسل إليه ليردها وأخبره أن الله قد غفر له بالإخلاص،والله أعلم) انتهى.
وينظر المسند طبع الرسالة (4/ 134) و (26/ 26).(42/452)
من يفيدنا بدرجة هذا الحديث عن أسماء بنت يزيد قالت: إني لآخذة بزمام العضباء إذ أنزلت
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[06 - 02 - 05, 11:54 م]ـ
مسند أجمد
26948 حدثنا أبو النضر، حدثنا أبو معاوية يعني شيبان، عن ليث، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، قالت: إني لآخذة بزمام العضباء - ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم -: " إذ أنزلت عليه المائدة كلها فكادت من ثقلها تدق بعضد الناقة " *
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 02 - 05, 08:59 ص]ـ
الحديث في سنده ليث بن أبي سليم وفيه مقال وكذلك شهر بن حوشب مختلف فيه، وقد أخرجه الطبراني في الكبير كذلك.
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 12:34 ص]ـ
فما تعطيه يا شيخنا من الدرجات؟
أضعف منجبر, أم غير منجبر؟.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 02 - 05, 04:40 م]ـ
بارك الله فيكم
ولعلي أنقل لك ما جاء في حاشية مسند الإمام أحمد طبع مؤسسة الرسالة (11/ 218) وفيه تخريج للحديث من رواية عبدالله بن عمر و رضي اللله عنه، وذكر شواهده.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=7117
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 12:37 ص]ـ
والله إني لأتفاءل برسمك على الموقع ....
وتحمل -جزاك الله خيرا- مراجعتي, فإن الحديث ضمن بحث أهتم به!.
على كل ... أرى أنه ضعف غير متهالك, فهل تجوز "الاستئناس" به!.(42/453)
هل هذه الرواية في الحديث شاذة وإنّه ينشئ للنار من يشاء فيلقون فيها فتقول: هل من مزيد
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[07 - 02 - 05, 03:28 ص]ـ
يسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدثنا عبيدالله بن سعد بن إبراهيم حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: اختصمت الجنة والنار إلى ربهما، فقالت الجنّة: يا ربّ ما لها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟، وقالت النار: أوثرت بالمتكبرين، فقال الله (تعالى) للجنّة: أنت رحمتي، وقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء، ولكلّ واحدة منكما ملؤها، قال: فأمّا الجنّة فإنّ الله لا يظلم من خلقه أحداً، وإنّه ينشئ للنار من يشاء فيلقون فيها فتقول: هل من مزيد ثلاثاً، حتى يضع فيها قدمه فتمتلئ ويردّ بعضها إلى بعض وتقول: قط قط قط
هل هناك زياده شاذه في هذا الحديث الذي رواه البخاري؟ افيدونا بارك الله فيكم
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[07 - 02 - 05, 03:53 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نوقشت المسألة من قبل على هذا الرابط أخي أبا عبدالرحمن:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=500
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[07 - 02 - 05, 04:35 ص]ـ
أخي الكريم: موضع الإشكال في قوله:"وإنّه ينشئ للنار من يشاء فيلقون فيها" وإليك ما تيسر من أقوال المحققين في ذلك:
قال شيخ الإسلام"وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة وأنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال يلقى في النار وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه وفي رواية فيضع قدمه عليها فتقول قط قط وينزوى بعضها إلى بعض أي تقول حسبي حسبي وأما الجنة فيبقى فيها فضل فينشىء الله لها خلقا فيسكنهم فضول الجنة"
هكذا روي في الصحاح من غير وجه ووقع في بعض طرق البخاري غلط قال فيه:" وأما النار فيبقى فيها فضل" والبخاري رواه في سائر المواضع على الصواب ليبين غلط هذا الراوي كما جرت عادته بمثل ذلك إذا وقع من بعض الرواة غلط في لفظ ذكر ألفاظ سائر الرواة التي يعلم بها الصواب وما علمت وقع فيه غلط إلا وقد بين فيه الصواب بخلاف مسلم فإنه وقع في صحيحه عدة أحاديث غلط أنكرها جماعة من الحفاظ على مسلم والبخاري قد أنكر عليه بعض الناس تخريج أحاديث لكن الصواب فيها مع البخاري والذي أنكر على الشيخين أحاديث قليلة جدا وأما سائر متونهما فمما اتفق علماء المحدثين على صحتها وتصديقها وتلقيها بالقبول لا يستريبون في ذلك" اهـ منهاج السنة النبوية: 5/ 101 - 102.
وقال ابن القيم رحمه الله في حادي الأرواح ص: 278:"و أما اللفظ الذي وقع في صحيح البخاري في حديث أبي هريرة و انه ينشئ للنار من يشاء فيلقى فيها فتقول هل من مزيد فغلط من بعض الرواةانقلب عليه لفظه والروايات الصحيحة و نص القران يرده فان الله سبحانه و اخبر انه يملا جهنم من إبليس و اتباعه فانه لا يعذب ألا من قامت عليه حجته".اهـ
وقال أيضا في معرض كلامه على أولاد الكفار وهو يسوق حجج من قال إنهم في النار:" واحتجوا بما روى البخاري في صحيحه في احتجاج الجنة والنار عن النبي قال وأما النار فينشئ الله لها خلقا يسكنهم إياها قالوا فهؤلاء ينشؤون للنار بغير عمل فلأن يدخلها من ولد في الدنيا بين كافرين أولى قال شيخنا وهذه حجة باطلة فإن هذه اللفظة وقعت غلطا من بعض الرواة وبينها البخاري رحمه الله تعالى في الحديث الآخر الذي هو الصواب فقال في صحيحه ثنا عبدالله بن محمد ثنا عبدالرزاق ثنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنهم قال قال النبي:" تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة مالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم قال الله عز وجل للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها فأما النار فلا تمتليء حتى يضع رجله فتقول قط قط فهنالك تمتليء ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله ينشيء لها خلقا"
هذا هو الذي قاله رسول الله بلا ريب وهو الذي ذكره في التفسير وقال في باب ما جاء في قول الله عز وجل إن رحمة الله قريب من المحسنين:
¥(42/454)
ثنا عبيدالله بن سعيد ثنا يعقوب ثنا أبي عن صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال اختصمت الجنة والنار إلى ربهما فقالت الجنة يا رب ما لها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس وسقطهم وقالت النار ما لها لا يدخلها إلا المتجبرون فقال للجنة أنت رحمتي وقال للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء ولكل واحدة منكما ملؤها قال فأما الجنة فإن الله لا يظلم من خلقه أحدا وإنه ينشيء للنار من يشاء فيلقون فيها فتقول هل من مزيد ويلقون فيها وتقول هل من مزيد ثلاثا حتى يضع قدمه فيها فتمتليء ويزوى بعضها إلى بعض وتقول قط قط.
فهذا غير محفوظ وهو مما انقلب لفظه على بعض الرواة قطعا كما انقلب على بعضهم إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم فجعلوه إن ابن أم مكتوم يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال وله نظائر من الأحاديث المقلوبة من المتن
وحديث الأعرج عن أبي هريرة هذا لم يحفظ كما ينبغي وسياقه يدل على أن راويه لم يقم متنه بخلاف حديث همام عن أبي هريرة".اهـ أحكام أهل الذمة 2/ 1104 - 1108.
وقال رحمه الله في طريق الهجرتين 1/ 577 بعد أن ذكر الحديث:"فهذا غير محفوظ وهو مما انقلب لفظه على بعض الرواة قطعا"اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث (7449) في البخاري:" وَقَدْ قَالَ جَمَاعَة مِنْ الْأَئِمَّة: إِنَّ هَذَا الْمَوْضِع مَقْلُوب , وَجَزَمَ اِبْن الْقَيِّم بِأَنَّهُ غَلَط وَاحْتَجَّ بِأَنَّ اللَّه تَعَالَى أَخْبَرَ بِأَنَّ جَهَنَّم تَمْتَلِئ مِنْ إِبْلِيس وَأَتْبَاعه وَكَذَا أَنْكَرَ الرِّوَايَة شَيْخنَا الْبُلْقِينِيُّ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ (وَلَا يَظْلِم رَبُّك أَحَدًا) ثُمَّ قَالَ وَحَمْله عَلَى أَحْجَار تُلْقَى فِي النَّار أَقْرَب مِنْ حَمْله عَلَى ذِي رُوح يُعَذَّب بِغَيْرِ ذَنْب اِنْتَهَى".
وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي في شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري::" قوله: (وأما النار فينشئ لها خلقًا): فهذا وهم وانقلاب من بعض الرواة، عند المحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم؛ لأن الله -تعالى- من كمال عدله لا يعذب أحدًا من غير ذنب. والصواب: (فأما الجنة فينشئ الله لها خلقًا ... ).
وهذا مما ينتقد على الصحيحين. ومثله الحديث الذي رواه مسلم، رحمه الله , حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله - فانقلب على بعض الرواة، والصواب , حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه - والشاهد من الحديث قول النبي r في الجنة: (أنت رحمتي أرحم بك من أشاء).
فقوله: (أنت رحمتي) أي: الرحمة المخلوقة، وهي أثر من آثار رحمة الله U التي هي صفة من صفاته.
فائدة:
قول بعض الشراح (لا محذور في تعذيب الله من لا ذنب له، إذ القاعدة القائلة بالحسن والقبح العقليين باطلة ... ) إلخ.
قلت: هذا الكلام ليس بصحيح، إنما يتمشى هذا الكلام مع مذهب الجبرية والأشاعرة، فقوله (لا محذور في تعذيب الله .. ) على مسألة الحسن والقبح، هذا على مذهب الأشاعرة الذين يقولون: (إنه يجوز لله أن يعذب أحدًا بغير جرم، ولا يكون هذا ظلمًا؛ لأن الله -تعالى- يتصرف في خلقه كيف يشاء، إنما الظلم هو تصرف المالك بغير ملكه). هذا الكلام باطل كما ذكرت، فالصواب أن الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه. " اهـ
وانظر- غير مأمور- شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري لشيخنا الغنيمان حفظه الله 2/ 194 - 195.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[07 - 02 - 05, 04:38 ص]ـ
وضعت التعليق قبل أن أرى الرابط الذي وضعه شيخنا هيثم وفقه الله. وإن شاء الله يكون فيه زيادة فائدة.
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[07 - 02 - 05, 11:27 ص]ـ
بارك الله فيكما على هذه المعلومات القيمة وعلى ردودكم السريعة والشافية(42/455)
هل هذه الرواية في الحديث شاذة وإنّه ينشئ للنار من يشاء فيلقون فيها فتقول: هل من مزيد
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[07 - 02 - 05, 03:28 ص]ـ
يسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدثنا عبيدالله بن سعد بن إبراهيم حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: اختصمت الجنة والنار إلى ربهما، فقالت الجنّة: يا ربّ ما لها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟، وقالت النار: أوثرت بالمتكبرين، فقال الله (تعالى) للجنّة: أنت رحمتي، وقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء، ولكلّ واحدة منكما ملؤها، قال: فأمّا الجنّة فإنّ الله لا يظلم من خلقه أحداً، وإنّه ينشئ للنار من يشاء فيلقون فيها فتقول: هل من مزيد ثلاثاً، حتى يضع فيها قدمه فتمتلئ ويردّ بعضها إلى بعض وتقول: قط قط قط
هل هناك زياده شاذه في هذا الحديث الذي رواه البخاري؟ افيدونا بارك الله فيكم
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[07 - 02 - 05, 03:53 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نوقشت المسألة من قبل على هذا الرابط أخي أبا عبدالرحمن:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=500
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[07 - 02 - 05, 04:35 ص]ـ
أخي الكريم: موضع الإشكال في قوله:"وإنّه ينشئ للنار من يشاء فيلقون فيها" وإليك ما تيسر من أقوال المحققين في ذلك:
قال شيخ الإسلام"وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة وأنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال يلقى في النار وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه وفي رواية فيضع قدمه عليها فتقول قط قط وينزوى بعضها إلى بعض أي تقول حسبي حسبي وأما الجنة فيبقى فيها فضل فينشىء الله لها خلقا فيسكنهم فضول الجنة"
هكذا روي في الصحاح من غير وجه ووقع في بعض طرق البخاري غلط قال فيه:" وأما النار فيبقى فيها فضل" والبخاري رواه في سائر المواضع على الصواب ليبين غلط هذا الراوي كما جرت عادته بمثل ذلك إذا وقع من بعض الرواة غلط في لفظ ذكر ألفاظ سائر الرواة التي يعلم بها الصواب وما علمت وقع فيه غلط إلا وقد بين فيه الصواب بخلاف مسلم فإنه وقع في صحيحه عدة أحاديث غلط أنكرها جماعة من الحفاظ على مسلم والبخاري قد أنكر عليه بعض الناس تخريج أحاديث لكن الصواب فيها مع البخاري والذي أنكر على الشيخين أحاديث قليلة جدا وأما سائر متونهما فمما اتفق علماء المحدثين على صحتها وتصديقها وتلقيها بالقبول لا يستريبون في ذلك" اهـ منهاج السنة النبوية: 5/ 101 - 102.
وقال ابن القيم رحمه الله في حادي الأرواح ص: 278:"و أما اللفظ الذي وقع في صحيح البخاري في حديث أبي هريرة و انه ينشئ للنار من يشاء فيلقى فيها فتقول هل من مزيد فغلط من بعض الرواةانقلب عليه لفظه والروايات الصحيحة و نص القران يرده فان الله سبحانه و اخبر انه يملا جهنم من إبليس و اتباعه فانه لا يعذب ألا من قامت عليه حجته".اهـ
وقال أيضا في معرض كلامه على أولاد الكفار وهو يسوق حجج من قال إنهم في النار:" واحتجوا بما روى البخاري في صحيحه في احتجاج الجنة والنار عن النبي قال وأما النار فينشئ الله لها خلقا يسكنهم إياها قالوا فهؤلاء ينشؤون للنار بغير عمل فلأن يدخلها من ولد في الدنيا بين كافرين أولى قال شيخنا وهذه حجة باطلة فإن هذه اللفظة وقعت غلطا من بعض الرواة وبينها البخاري رحمه الله تعالى في الحديث الآخر الذي هو الصواب فقال في صحيحه ثنا عبدالله بن محمد ثنا عبدالرزاق ثنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنهم قال قال النبي:" تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة مالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم قال الله عز وجل للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها فأما النار فلا تمتليء حتى يضع رجله فتقول قط قط فهنالك تمتليء ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله ينشيء لها خلقا"
هذا هو الذي قاله رسول الله بلا ريب وهو الذي ذكره في التفسير وقال في باب ما جاء في قول الله عز وجل إن رحمة الله قريب من المحسنين:
¥(42/456)
ثنا عبيدالله بن سعيد ثنا يعقوب ثنا أبي عن صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال اختصمت الجنة والنار إلى ربهما فقالت الجنة يا رب ما لها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس وسقطهم وقالت النار ما لها لا يدخلها إلا المتجبرون فقال للجنة أنت رحمتي وقال للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء ولكل واحدة منكما ملؤها قال فأما الجنة فإن الله لا يظلم من خلقه أحدا وإنه ينشيء للنار من يشاء فيلقون فيها فتقول هل من مزيد ويلقون فيها وتقول هل من مزيد ثلاثا حتى يضع قدمه فيها فتمتليء ويزوى بعضها إلى بعض وتقول قط قط.
فهذا غير محفوظ وهو مما انقلب لفظه على بعض الرواة قطعا كما انقلب على بعضهم إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم فجعلوه إن ابن أم مكتوم يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال وله نظائر من الأحاديث المقلوبة من المتن
وحديث الأعرج عن أبي هريرة هذا لم يحفظ كما ينبغي وسياقه يدل على أن راويه لم يقم متنه بخلاف حديث همام عن أبي هريرة".اهـ أحكام أهل الذمة 2/ 1104 - 1108.
وقال رحمه الله في طريق الهجرتين 1/ 577 بعد أن ذكر الحديث:"فهذا غير محفوظ وهو مما انقلب لفظه على بعض الرواة قطعا"اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث (7449) في البخاري:" وَقَدْ قَالَ جَمَاعَة مِنْ الْأَئِمَّة: إِنَّ هَذَا الْمَوْضِع مَقْلُوب , وَجَزَمَ اِبْن الْقَيِّم بِأَنَّهُ غَلَط وَاحْتَجَّ بِأَنَّ اللَّه تَعَالَى أَخْبَرَ بِأَنَّ جَهَنَّم تَمْتَلِئ مِنْ إِبْلِيس وَأَتْبَاعه وَكَذَا أَنْكَرَ الرِّوَايَة شَيْخنَا الْبُلْقِينِيُّ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ (وَلَا يَظْلِم رَبُّك أَحَدًا) ثُمَّ قَالَ وَحَمْله عَلَى أَحْجَار تُلْقَى فِي النَّار أَقْرَب مِنْ حَمْله عَلَى ذِي رُوح يُعَذَّب بِغَيْرِ ذَنْب اِنْتَهَى".
وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي في شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري::" قوله: (وأما النار فينشئ لها خلقًا): فهذا وهم وانقلاب من بعض الرواة، عند المحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم؛ لأن الله -تعالى- من كمال عدله لا يعذب أحدًا من غير ذنب. والصواب: (فأما الجنة فينشئ الله لها خلقًا ... ).
وهذا مما ينتقد على الصحيحين. ومثله الحديث الذي رواه مسلم، رحمه الله , حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله - فانقلب على بعض الرواة، والصواب , حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه - والشاهد من الحديث قول النبي r في الجنة: (أنت رحمتي أرحم بك من أشاء).
فقوله: (أنت رحمتي) أي: الرحمة المخلوقة، وهي أثر من آثار رحمة الله U التي هي صفة من صفاته.
فائدة:
قول بعض الشراح (لا محذور في تعذيب الله من لا ذنب له، إذ القاعدة القائلة بالحسن والقبح العقليين باطلة ... ) إلخ.
قلت: هذا الكلام ليس بصحيح، إنما يتمشى هذا الكلام مع مذهب الجبرية والأشاعرة، فقوله (لا محذور في تعذيب الله .. ) على مسألة الحسن والقبح، هذا على مذهب الأشاعرة الذين يقولون: (إنه يجوز لله أن يعذب أحدًا بغير جرم، ولا يكون هذا ظلمًا؛ لأن الله -تعالى- يتصرف في خلقه كيف يشاء، إنما الظلم هو تصرف المالك بغير ملكه). هذا الكلام باطل كما ذكرت، فالصواب أن الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه. " اهـ
وانظر- غير مأمور- شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري لشيخنا الغنيمان حفظه الله 2/ 194 - 195.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[07 - 02 - 05, 04:38 ص]ـ
وضعت التعليق قبل أن أرى الرابط الذي وضعه شيخنا هيثم وفقه الله. وإن شاء الله يكون فيه زيادة فائدة.
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[07 - 02 - 05, 11:27 ص]ـ
بارك الله فيكما على هذه المعلومات القيمة وعلى ردودكم السريعة والشافية
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[24 - 11 - 05, 12:07 م]ـ
جزيتم جميعا خيرا على هذه الفوائد.
لكن هل وقف أحد على تعليل الحديث للمتقدمين؟ وهل سبق من ذكرهم الإخوة أحد من النقاد في العصور المتقدمة؟
أبو عبد الباري(42/457)
رأس مال أهل الحديث ((عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[09 - 02 - 05, 09:01 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ بِالْعَشِى وَاِلإِشْرَاقِ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتَمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى مَنْ وَقَعَ عَلَى مَحَبْتِهِ الإِتْفَاقُ، وَطَلَعَتْ شُمُوسُ أَنْوَارِهِ فِي غَايَةِ الإِشْرَاقِ، وَتَفَرَّدَ فِى مَيْدَانِ الْكَمَالِ بِحُسْنِ الإِسْتِبَاقِ، النَّاصِحِ الأَمِينِ الَّذِي اهْتَدَى الْكَوْنُ كُلُّهُ بِعِلْمِهِ وَعَمْلِهِ، وَالْقُدُوَةِ الْمَكِينِ الَّذِي اقْتَدَى الْفَائِزُونَ بِحَالِهِ وَقَوْلِهِ، نَاشِرِ أَلْوِيَةِ الْعُلُومِ وَالْمَعَارِفِ، وَمُسْدِي الْفَضْلِ لِلأَسْلافِ وَالْخَوَالِفِ، الدَّاعِي عَلَى بَصِيرَةٍ إِلَى دَارِ السَّلامِ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ وَالْبَشِيرِ النَّذِيرِ عَلَمِ الأَئَمَّةِ الأَعَلامِ، الآَخِذِ بِحُجُزِ مُصَدِّقيِّهِ عَنْ التَّهَافُتِ فِي مَدَاحِضِ الأَقْدَامِ، وَالتَّتَابُعِ فِي مَزَلاتَ الْجَرْأَةِ عَلَى الْعِصْيَانِ وَالآَثَامِ.
وبَعْدُ.قَالَ الإِمَامُ الحُجَّةُ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللهِ الْلالْكَائِى فى ((أُصُولُ اِعْتِقَادِ أَهْلِ السُّنَّةِ)) (1/ 7): ((فَإِنَّ أَوْجَبَ مَا عَلَى الْمَرْءِ: مَعْرِفَةُ اِعْتِقَادِ الدِّينِ، وَمَا كَلَّفَ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ، مِنْ فَهْمِ تَوْحِيدِهِ وَصِفَاتِهِ، وَتَصْدِيقِ رُسُلِهِ بِالدَّلائِلِ وَالْيَقِينِ، وَالتَّوَصُّلِ إِلَى طُرُقِهَا، وَالاسْتِدِلالِ عَلَيْهَا بِالْحُجَجِ وَالْبَرَاهِينِ.
وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ مَقُولٍ، وَأَوْضَحِ حُجَّةٍ وَمَعْقُولٍ:
كِتَابُ اللهِ الْحَقُّ الْمُبِينُ.
ثُمَّ قَوْلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَصَحَابَتِهِ الأَخْيَارِ الْمُتَقِينَ.
ثُمَّ مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ السَّلَفُ الصَّالِحُونَ.
ثُمَّ التَّمَسُّكُ بِمَجْمُوعِهَا وَالْمُقَامُ عَلَيْهَا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
ثُمَّ الاِجْتِنَابُ عَنْ الْبِدَعِ وَالاِسْتِمَاعِ إِلَيْهَا مَمَا أَحْدَثَهَا الْمُضِلُونَ.
فَهَذِهِ الْوَصَايَا الْمَوْرُوثَةُ الْمَتْبُوعَةُ، والآَثَارُ الْمَحْفُوظَةُ الْمَنْقُولَةُ، وَطَرَائِقُ الْحَقِّ الْمَسْلُوكَةُ، وَالدَّلائِلُ الْلائِحَةُ الْمَشْهُورَةُ، وَالْحُجَجُ الْبَاهِرَةُ الْمَنْصُورَةُ، الَّتَى عَمِلَتْ عَلَيْهَا الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ خَاصَّةِ النَّاسِ، وَعَامَّتِهِمْ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، وَاعْتَقَدُوهَا حُجَّةً فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ مَنْ اِقْتَدَى بِهِمْ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُهْتَدِينَ، وَاِقْتَفَى آثَارَهُمْ مِنْ الْمُتَبِّعِينَ، وَاِجْتَهَدَ فِي سُلُوكِ سَبِيلِ الْمُتَقِينَ، وَكَانَ ((مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُمْ مُّحْسِنُونَ)) (128: سورة النحل).
فَمَنْ أَخَذَ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْمَحَجَّةِ، وَدَاوَمَ بِهَذِهِ الْحُجَجِ عَلَى مِنْهَاجِ الشَّرِيعَةِ، أَمِنَ فِي دِيْنِهِ التَّبِعَةَ فِي الْعَاجِلَةِ وَالآَجِلَةِ، وَتَمَسَّكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا، واتقى بالْجُنَّةِ الَّتِي يُتَقَّي بِمِثْلِهَا، لِيَتَحَصَّنَ بِحِمَايَتِهَا، وَيَسْتَعْجِلَ بَرَكَتَهَا، وَيَحْمِدَ عَاقِبَتَهَا، فِي الْمِعَادِ وَالْمَآلِ إِنْ شَاءَ اللهُ.
وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْهَا، وَاِبْتَغَى فِي غَيْرِهَا مَمَا يَهَوْاهُ، أَوْ يَرُومُ سِوَاهَا مَمَا تَعَدَّاهُ، أَخْطَأَ فِي اِخْتِيَارِ بُغْيَتِهِ وَأَغْوَاهُ، وَسَلَكَهُ سَبِيلَ الضَّلالَةِ وَأَرْدَاهُ، فِي مَهَاوِي الْهَلَكَةِ فِيمَا يَعْتَرِضُ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ بِضَرْبِ الأَمْثَالِ، وَدَفَعَهُمَا بِأَنْوَاعِ الْمُحَالِ، وَالْحَيْدَةِ عَنْهُمَا بِالْقِيلِ وَالْقَالِ، مَمَا لَمْ يُنَزِّلُ اللهُ بِهِ مِنْ سُلْطَانٍ، وَلا عَرَفَهُ أَهْلُ التَّأَوِيلِ وَالْلِسَانِ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ عَاقِلٍ بِمَا يَقْتَضِيهِ مِنْ بُرْهَانٍ، وَلا اِنْشَرَحَ لَهُ صَدْرُ مُوَحِّدٍ عَنْ فِكْرٍ أَوْ
¥(42/458)
عِيَانٍ، فَقَدْ اِسْتَحْوَذَ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ، وَأَحَاطَ بِهِ الْخُذْلانُ، وَأَغْوَاهُ بِعِصْيَانِ الرَّحْمَنِ، حَتَّى كَابَرَ نَفْسَهُ بِالزُّورِ وَالْبُهْتَانِ)) اهـ.
وَقَدْ وَجَدْتُ هَذِهِ الْوَصَايَا الْجَامِعَاتِ، وَالْمَعَانِى النَّافِعَاتِ، واللَّطَائِفَ الْبَدَيعَاتِ
والْحُجَجَ الْوَاضِحَاتِ، وَالدَّلائِلَ اللائِحَاتِ، مَجْمُوعَةً بِحَذََافِيرِهَا فِيمَا:أخرجه إِمَامُ الأئمَّةِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ فِى ((مسنده)) (4/ 126) قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ وَحُجْرُ بْنُ حُجْرٍ قَالا: أَتَيْنَا الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ، وَهُوَ مِمَّنْ نَزَلَ فِيهِ ((وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ))، فَسَلَّمْنَا، وَقُلْنَا: أَتَيْنَاكَ زَائِرِينَ وَعَائِدِينَ وَمُقْتَبِسِينَ، فَقَالَ عِرْبَاضٌ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا، فَقَالَ: ((أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيّاً، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلافاً كَثِيراً فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، فَتَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ)).
وهذا الحديث من صحاح أحاديث الشاميين، لا يعرف إلا من طريقهم، وَكُلُّ من رواه فبالأخذ عنهم، والاقتباس منهم، وقد رواه عَنْ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ: ستة من تابعى أهل الشام: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ، وَحُجْرُ بْنُ حُجْرٍ الْكِلاعِيُّ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيُّ، وَمُهَاصِرُ بْنُ حَبِيبٍ الزبيديُّ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بِلالٍ الْخُزَاعِيُّ، وجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ. وما علمت أحداً استقصاهم كاستقصاء الإمام أبى القاسم الطبرانى، فقد خرَّجه فى ((مسند الشاميين)) و ((معجمه الكبير)). ففى ((الكبير)) (18/ 249:245،257):
[1] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ عَنْه، وله ثلاث طرق
(617) حَدَّثَنَا أبو مسلم الكشي ثنا أبُو عَاصِمٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السلمى قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الأَعْيُنُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا، قَالَ: ((أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كَانَ عَبْداً حَبَشِيَّاً، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلافاً كَثِيراً، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ)).
¥(42/459)
(619) حَدَّثَنَا أبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ ثنا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ح وحَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ قَالا ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ أنه سمع عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السلمى يقول: وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الأَعْيُنُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟، قال: ((لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلا هَالِكٌ، ومَنْ يَعِشْ فَسَيَرَى اخْتِلافاً كَثِيراً، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْداً حَبَشِيَّاً، فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الأَنِفِ حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ)).
(620) حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرِاهِيمِ بْنِ الْعَلاءِ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنِي جَدَي إِبْرِاهِيمُ بْنُ الْعَلاءِ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرِاهِيمِ قالا ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِِ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الْفَجْرِ فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
[2] يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ عَنْهُ
(622) حَدَّثَنَا أبُو عَبْدِ الْمَلِكِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرِاهِيمَ الْقَرَشِِيُّ ثَنَا إِبْرِاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَلاءِ بن زبر حَدَّثَنِي أبِى عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ عَنْ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ السلميُّ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً، وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَعَظْتَنَا مَوْعِظَةَ مُوَدِّعٍ، فَاعْهَدْ إِلَيْنَا، فَقَالَ: ((عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، وَسَتَرَوْنَ مِنْ بَعْدِي اخْتِلافاً شَدِيداً، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ والْمُحْدَثَاتِ، فَإِنَّ كُلَّ محدثة ضَلالَةٌ)).
[3] مُهَاصِرُ بْنُ حَبِيبٍ عَنْهُ
(623) حَدَّثَنَا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو ثَنَا أبْو الْيَمَانِ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ عن مُهَاصِرِ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد صلاة الغداة مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، ووَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ إن هذه مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فقال: ((أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافاً كَثِيراً، فَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فإنها بِدْعَةٌ، فمن أدرك ذلك منكم، فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ)).
[4] عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بِلالٍ الْخُزَاعِيُّ عَنْهُ
¥(42/460)
(624) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الدمشقيُّ ثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ الْحِمْصِيُّ ثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عن ابْنِ أَبِي بِلالٍ عَنْ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً، وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا الأَعْيُنُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ كأنها مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَاعْهَدْ إِلَيْنَا، فَقَالَ: ((عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيّاً، فَمَنْ يَعِشْ منكم بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلافاً كَثِيراً، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ ضَلالَةٌ)).
[5] جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ عَنْهُ
(642) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الرحمن بن عقال الحراني ثنا أَبُو جَعْفَرٍ النفيلي ثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الْحِمْصِيِّ عن شَعْوذٍ الأزدي عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قال: وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ مَوْعِظَةً بليغة، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فََقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ: كَأَن هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: ((إني قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي منكم إلا هالك، وأنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا فإياكم والبدع، وَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وعليكم بالسمع، والطاعة، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّاً)).
وفى ((مسند الشاميين)) (1/ 254):
[6] حُجْرِ بْنِ حُجْرٍ الْكِلاعِيُّ عَنْهُ
(438) حدثنا ورد بن أحمد بن لبيد البيروتي ثنا صفوان بن صالح ثنا الوليد بن مسلم ثنا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ وَحُجْرِ بْنِ حُجْرٍ قَالا، دخلنا على عرباض بن سارية، فقال: وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً فذكر الحديث بنحو حديث الإمام أحمد.
وتأتى دلائل صحة الحديث والكلام على رجاله إن شاء الله تعالى.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 11:36 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
ليتك أيها الكريم - جزاك الله كل خير - تترك التشكيل الكامل لكل الموضوعات، وتقتصر على تشكيل الكلمات التي قد تُشْكِل على القارئ، لوقوع بعض الأخطاء غير المقصودة - غالباً -
بارك الله فيك على سعة صدرك يا من كتب، ولعلك محمد ابن الشيخ أحمد.
ومعذرة على الإثقال.
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 02:55 م]ـ
الله أكبر, والله يا شيخنا لا زلت تتحفنا بدرر ما لها مثيل فجزاك الله خيراً.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[09 - 02 - 05, 03:00 م]ـ
الحبيب الصادق الوداد / الأزهرى السلفى
فَليَجْزِهِ اللهُ خَيْرَاً مِنْ أَخي ثِقَةٍ ... وَليَهْدِهِ بِهُدَى الْخَيْرَاتِ هَادِيهَا
نفعل إن شاء الله، مع تعليل الوقوع فى الخطأ بأنه عن غير قصدٍ، نتيجة لنقل بعض الأسماء الْمُعربة برمتها وهيئتها من موضعٍ، إلى موضعٍ آخر لها منه محل آخر، كما حدَّث فى الأسماء الآتية فى بَدءِ الجمل ((يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ)) وصوابه ((يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ))، و ((حُجْرِ بْنِ حُجْرٍ الْكِلاعِيُّ)) وصوابه ((حُجْرُ بْنُ حُجْرٍ الْكِلاعِيُّ)).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[10 - 02 - 05, 03:44 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ لا شَرِيكَ لَهُ .. حَاشَا لَهُ أَن يَكُونَ مُشْتَرِكَا
¥(42/461)
الْحَمْدُ للهِ حَيثُمَا زَرَعَ الْخَيْرَ اِمرُؤٌ طَابَ زَرعُهُ وَزَكَاومن نوافل الإفادة؛ قبل بيان تخريجات هذا الْحَدِيثِ الْفَخْمِ الْجَلِيلِ، أن نُلمحَ إلى ((مُسْنَدِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ)) فى ((الكتب الستة الأصول)):
إذ ليس له سوى ثمانية أحاديث فى ((السنن الأربعة))، والرواة عنه تسعةٌ فقط، كلهم تابعيُّون شاميُّون، وبيانهم:
[1] أَحْزَابُ بْنُ أَسِيدٍ أبو رُهْمٍ السماعيُّ.
وله عنه حديث واحد ((هَلُمُّوا إِلَى الْغَدَاءِ الْمُبَارَكِ)).
[2] جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ.
وله عنه حديث واحد ((كَانَ يُصَلِّي عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ ثَلاثًا وَعَلَى الثَّانِي وَاحِدَةً)).
[3] حَكِيمُ بنُ عُمَيْرٍ الْعَنَسِيُّ.
وله عنه حديث واحد ((نَزَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ وَكَانَ صَاحِبُ خَيْبَرَ رَجُلا مَارِدا مُنْكَرا)).
[4] سَعِيدُ بْنُ هَانِيءٍ الْخَوْلانِيُّ.
وله عنه حديث واحد ((خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ قَضَاءً)).
[5] عَبْدُ اللهِ بْنُ أبِى بِلالٍ الْخُزَاعِىُّ
وله عنه حديثان ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ الْمُسَبِّحَاتِ)).
و ((يَخْتَصِمُ الشُّهَدَاءُ وَالْمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ إِلَى رَبِّنَا فِي الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْ الطَّاعُونِ)).
[6] حُجْرُ بْنُ حُجْرٍ الْكِلاعِيُّ.
[7] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ.
[8] يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيُّ.
ولثلاثتهم عنه حديث واحد ((عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ)).
[9] أمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ
ولها عنه حديث واحد ((نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السَّبُعِ، وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنْ الطَّيْرِ، وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ، وَعَنْ الْمُجَثَّمَةِ وَعَنْ الْخَلِيسَةِ، وَأَنْ تُوطَأَ الْحَبَالَى حَتَّى يَضَعْنَ)).
ومما سبق يلاحظ أنه:
(1) لم يخرِّج الشيخان لِلْعِرْبَاضِ شيئاً فى ((الصحيحين))، مع الإعلام أن الشيخين لم يذكُرا فى ((صحيحيهما)) الكثير من مشاهير الصحابة، كالْحَسَنِ بْنِ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ، وأَبِى عُبِيدَةَ عَامِرِ بْنِ الْجَرَّاحِ وغيرهم، ولا قَصَدَا استيعاب الصِّحاح كلِّها.
(2) الرواة عن الْعِرْبَاضِ كلهم تابعيُّون شاميُّون، ولم يخرِّج لهم الشيخان إلا جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيَّ، فمسلمٌ وحده من روايته عن ثَوْبَانَ، وعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، والنَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ، وأبى ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ. وأشهر ما له فى ((صحيح مسلم)) حديثه عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ((ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ)). وجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ أوثقُ الرُّواة التِّسعة وأقدمُهم، أدرك النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يلقه. قال ابن أبى حاتم: سئل أبى عنه، فقال: ثقة من كبار تابعي أهل الشام القدماء. وقال أبو زرعة: حضرمى شامي ثقة. وقال النسائيُّ: ليس أحد من كبار التابعين أحسن روايةً عن الصحابة من ثلاثة: قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، وجُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ.
(3) لم يتواطأ ثلاثة منهم على رواية حديث إلا ((عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ))، فقد رواه: حُجْرُ بْنُ حُجْرٍ الْكِلاعِيُّ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ، ويَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيُّ ثلاثتهم عن الْعِرْبَاضِ.
ـ[ rehalelislam] ــــــــ[10 - 02 - 05, 04:21 ص]ـ
نسأل المولى عز وجل أن يبارك فيك ويمنحك الصحة والعافية لتتحفنا بما لديك من الخير كله.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[10 - 02 - 05, 03:25 م]ـ
الأخوان / أبو الزهراء ورحال
بارك الله فيكما. ونفع بكما. ويسَّر لكما الخير حيث توجهتما
¥(42/462)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[10 - 02 - 05, 03:28 م]ـ
وهذا حين الشروع فى تخريجات الحديث، ولنبدأ بأصحِّها:
[1] رواية يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيِّ عنه
قال ابن ماجه (42): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ ذَكْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلاءِ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ قَالَ سَمِعْتُ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ يَقُولُ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَعَظْتَنَا مَوْعِظَةَ مُوَدِّعٍ، فَاعْهَدْ إِلَيْنَا بِعَهْدٍ، فَقَالَ: ((عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالسَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْداًُ حَبَشِيّاً، وَسَتَرَوْنَ مِنْ بَعْدِي اخْتِلافاً شَدِيداً، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَالأُمُورَ الْمُحْدَثَاتِ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ)).
وهذا إسنادٌ شاميٌّ صحيحٌ غايةً، مسلسلٌ بسماع رواته بعضهم عن بعضٍ، بما فيهم الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ الدِّمَشْقِيُّ، الذى ربما يخشى تدليسُه، سيما تدليس التسوية، ولكنه هاهنا مُصرِّحٌ بالسِّماع فى كل الطَّبقات إلى الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ.
وَمَا بِسَمْعِ كُلِّ رَاوٍ يَتَّصِلْ ... إِسْنَادُهُ لِلْمُصْطَفَى فَالْمُتصِلْومن نوافل الإبانة عن توثيق رجال هذا الإسناد؛ ومراتبهم من الضبط والتثبت: الإعلامُ بأنَّ يَحْيَى بْنَ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيَّ الشَّامِيَّ من ثقات الشاميِّين ورفعائهم، وسماعه من الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ مجزوم بصحَّته عند إمام المحدِّثين، وكما هو هاهنا.
قال فى ((التاريخ الكبير)) (8/ 306): ((يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيُّ يعد في الشاميين. سمع عِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ. روى عنه عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ)). وذكر مثله يعقوب بن سفيان الفسوى فى ((التاريخ والمعرفة)) (2/ 201).
وفى ((تهذيب الكمال)) (31/ 538) لأبى الحجَّاج المزِيِّ: ((يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيُّ الشَّامِيُّ الأردنِيُّ ابن أخت بِلالٍ مُؤذِّنِ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عن: الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، ومُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. روى عنه: عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ، وَعَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، والْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ. ذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الثالثة من تابعى الشاميين. وذكره أبو زرعة الدمشقِيُّ في الطبقة الرابعة. وقال عثمان بن سعيد الدارمِيُّ عن دُحَيْمٍ: ثقة معروف. وذكره ابن حبان في ((كتاب الثقات)). روى له ابن ماجة)).
وذكر أبو الحجَّاج قول أبِي زُرْعَةَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ: كيف يحدِّث عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ عن يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ أنه سَمِعَ الْعِرْبَاضَ مع قرب عهد يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ؟، فقال: أنا من أنكر النَّاسِ لهذا، والْعِرْبَاضُ قديم الموت، روى عنه الأكابر: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، وجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ وهذه الطبقة!!.
وأصل ذلك ما أسنده الحافظ ابن عساكر فى ((تاريخه)) (64/ 376) من طريق أبي الميمون نا أبو زرعة حدثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ قال: صَحِبْتُ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ إلى زيراء، فلم يزل يقرأ بنا في صلاة العشاء وصلاة الصبح في الركعة الأولى بـ ((قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ))، وفي الركعة الثانية بـ ((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ))، و ((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الناس))، فقلت لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ؛ تعجباً لقرب يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ، وما يحدِّث عنه
¥(42/463)
عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ أنه سَمِعَ من الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، فقال: أنا من أنكر النَّاسِ لهذا!!، وقد سَمِعْتَ ما قال الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ.
قال عَبْدُ الرَّحْمَنِ: قال مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ قال الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ فحدثني أَيُّوبُ بْنُ أَبِي عَائِشَةَ بهذا فأخبرني أنه صحب عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي زَكَرِيَا إلى بيت المقدس، فكان يقرأ في صلاة العشاء بـ ((قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ))، وفي الركعة الثانية بالمعوذتين.
فكانت هذه أيضا أدل إذ يحكيها الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عن يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ لأَيُّوبَ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ فحدثه بمثلها عن ابن أبي زكريا أكبر دليلٍ على قُرْبِ عَهْدِ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ، وبُعْدِ ما يحدِّثُ به عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ عنه من لُقيه الْعِرْبَاضِ، والْعِرْبَاضُ قديم الموت، روى عنه الأكابر: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، وجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ وهذه الطبقة.
وقد تلقى الحافظ ابن رجب الحنبلِيُّ هذه القصة، وما فيها من إنكار دُحَيْمٍ وأبِي زُرْعَةَ لسماع يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ من الْعِرْبَاضِ، وجعلها مطعنا فى حفظ إِمَامِ الأمَّة وعَلَمِ الأئمَّة أبى عبد الله البخاريِّ، فقال فى ((جامع العلوم والحكم)) (1/ 259): ((حفاظ أهل الشام أنكروا ذلك، وقالوا: يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ لم يسمع من الْعِرْبَاضِ ولم يلقه، وأن رواية ابن زبر غلط. ذكر ذلك أبو زرعة الدمشقي عن دحيم، وهؤلاء أعرف بشيوخهم من غيرهم، والبخاري رحمه الله يقع له في ((تاريخه)) أوهام في أخبار أهل الشام)) اهـ.
قلت: ولله در إمام المحدثين، فما وهم، ولا أخطأ، بل هو أبصر وأعرف الأئمَّة بمواضع سماع الرواة، وتحقيق مناطها، وكتابه ((التاريخ الكبير)) أجل وأعظم مصادر هذا الفن الدقيق، الذى هو أعقد وألغز مباحث علوم الحديث مطلقاً.
فإن قيل: فما وجه صواب إمام المحدثين دون من عداه فيما نحن بصدده؟.
قلنا: ...... يأتيك البيان بتوفيق الله وحسن معونته.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[02 - 03 - 05, 10:39 م]ـ
تابع شيخنا ولا تحرمنا الفائدة.
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[07 - 03 - 05, 03:51 ص]ـ
تابع شيخنا الكريم
ـ[أبو حسين]ــــــــ[17 - 03 - 05, 05:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قول الحافظ ابن رجب الحنبلِيُّ: في جامع العلوم والحكم ج1/ص259 لم يتفرد به بل قاله قبله حفاظ الشام و وأبِي زُرْعَةَ الدمشقي ودحيم.
ثم إن الحافظ التمس للإمام البخاري العذر قال: وقد ذكر البخاري في تاريخه أن يحيى بن أبي المطاع سمع من العرباض اعتمادا على هذه الرواية.
وهذا في الظاهر إسناد جيد متصل ورواته ثقات مشهورون وقد صرح فيه بالسماع وقد ذكر البخاري في تاريخه أن يحيى بن أبي المطاع سمع من العرباض اعتمادا على هذه الرواية إلا أن حفاظ أهل الشام أنكروا ذلك وقالوا يحيى بن أبي المطاع لم يسمع من العرباض ولم يلقه وهذه الرواية غلط وممن ذكر ذلك أبِي زُرْعَةَ الدمشقي وحكاه عن دحيم وهؤلاء أعرف بشيوخهم من غيرهم والبخاري رحمه الله يقع له في تاريخه أوهام في أخبار أهل الشام.
ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج7/ص221
9643 5262 ت يحيى بن أبي المطاع ق عن العرباض و معاوية قال دحيم ثقة معروف و قد استبعد دحيم لقيه للعرباض فلعله أرسل عنه فهذا في الشاميين كثير الوقوع يروون عمن لم يلحقوهم.
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[22 - 03 - 05, 11:36 م]ـ
الشيخ الجليل والأب الكريم:-
اسمح لي أن أبعث إليك بتحية إكبار، وإعزاز، من أحد تلاميذك، ومريدي علمك.
أكرمك الله بكرمه!
وأسبغ عليك نعمه، بفضله، وحوله!
وعفاك من كل بلية، وملمة!
فما أكثر ما نرى أياديك الغر قد سطرت ما نحب ونرجو ونأمل من أمثالك!
لا حرمنا الله منك!
تلميذكم/ أبو عائشة.
alaadot@hotmail.com
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[22 - 03 - 05, 11:53 م]ـ
الشيخ الجليل والأب الكريم:-
لقد نسيت في غمرة البحث عن كلمات أدبجها في الدعاء لكم سبب المداخلة!
وللعلم، فإنني لا أجد موضوعا يحمل اسمكم الكريم إلا دخلته.
حبا لقربكم، وشوقا لعلمكم، وفرحا بأن قلمكم ما زال سيّالا بوافر الحكم، وفوائد العلوم، ودرر الكلم.
لا شك عندي في ذلك - إن شاء الله-.
شيخي الكريم:-
هذا الحديث المذكور:-
.................. فَقَالَ عِرْبَاضٌ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ .................
لا يخفى عليكم - إن شاء الله- أنه في سنن أبي داود بنصه.
وقد ذكرتم -شيخنا - أنه في مسند أحمد، وقد استفدت ذلك منكم، كما هي العادة.
فلم آثرت ذكر هذه النسبة إلى أحمد عن أبي داود؟
وما القاعدة التي تتبعها في عزو الحديث إلى كتاب دون كتاب؟
وما الترتيب الذي تتبعه في ذكر هذه الكتب والمصادر؟
لا عدمنا فوائدكم!
تلميذكم/ أبو عائشة.
alaadot@hotmail.com
¥(42/464)
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[23 - 03 - 05, 12:04 ص]ـ
Quote=
ليتك أيها الكريم - جزاك الله كل خير - تترك التشكيل الكامل لكل الموضوعات، وتقتصر على تشكيل الكلمات التي قد تُشْكِل على القارئ، لوقوع بعض الأخطاء غير المقصودة - غالباً -
بارك الله فيك على سعة صدرك يا من كتب، ولعلك محمد ابن الشيخ أحمد.
[/ quote]
أشكرك على حسن الظن بالشيخ أحمد، هذا أولا.
وثانيا:-
إذا إلتزم الشيخ ما لا يلزمه من تشكيل الكلمات والحروف في كل مواضيعه، فهذا من إشراقه ونبوغه، وأنا أحمده على ذلك، وكان ذلك علامة مميزة لأي موضوع أراه مشكلا على أنه من قلم أبي محمد.
وأخيرا:-
إذا حدث خطأ في تشكيل بعض الكلمات - وهو غير مقصود كما ذكرت أنت ذلك - فهل الحل والعلاج ترك التشكيل أم التنبيه والاستدراك والإصلاح؟!
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[23 - 03 - 05, 12:45 ص]ـ
فائدة: الشيخ المحدث ماهر ياسين الفحل يحيل إلى المراجع التي ذكرت الحديث حسب تقدم وتأخر سنة وفاة أصحاب هذه المراجع.
ـ[الحاج عادل]ــــــــ[23 - 03 - 05, 02:15 ص]ـ
عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ:
((صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي، فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ.)).
ويأخذون من هذا الحديث شيئا واحدا، يظنون، إثمًا، أنه يُثبت اتباعًا للخلفاء المهديين، وأن لهم سنة غير سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ما يبحث عنه دائما دعاة الشرك، الذين رفضوا إلا أن يتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله.
أولا: طرق هذا الحديث:
1ـ أخرجه أحمد، وأبو داود، من حديث الوَلِيد بن مُسْلم، حدَّثنا ثَوْر بن يَزِيد، حدَّثني خالد بن مَعْدان، قال: حدَّثنا عَبْد الرَّحْمان بن عَمْرو السُّلَمِي، وحُجْر بن حُجْر، عن العرباض بن سارية، به.
2ـ وأخرجه أحمد، والدارمي، وابن ماجة، والترمذي، من حديث ضَمْرَة بن حَبِيب، وخالد بن مَعْدان، عن عَبْد الرَّحْمان بن عَمْرو السُّلَمِي، أنه سَمِعَ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ، به.
3ـ وأخرجه أحمد، من طريق خالد بن مَعْدان، عن ابن أَبي بِلاَل، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، به.
4ـ وأخرجه ابن ماجة، من طريق عَبْد الله بن أحمد بن بَشِير بن ذَكْوَان الدِّمَشْقِي، حدَّثنا الوَلِيد بن مُسْلم، حدَّثنا عَبْد الله بن العَلاَء، يعني ابن زَبْر، حدَّثني يَحيى بن أَبي المُطَاع، عن العرباض، به.
قلنا: إسناده ضعيف، الأول؛ فيه عبد الرحمان بن عمرو السلمي، لاتقوم به حجةٌ، إذ لم يوثقه أحدٌ ممن يُعتمد عليه في الجرح والتعديل، قال ابن القطان: مجهول، وقال ابن حَجَر، في ((التقريب)): مقبول، وهذه عنده تعني: لين الحديث، كما بين في مقدمة كتابه، خاصة وأن الذي تابعه هو: حُجْر بن حُجْر، وهو مجهول، تفرد بالرواية عنه خالد بن معدان، ولذا أورده الذهبي في الميزان، وقال: حجر بن حجر الكلاعي، ما حدث عنه سوى خالد بن معدان، بحديث العرباض، مقرونًا بآخر.
وفي التقريب، قال ابن حجر: مقبول.
والطريق الثاني، فيه عبد الرحمان بن عمرو السلمي، سبق الحديث عنه.
قال الحافظ العراقي: عبد الرحمان بن عمرو بن عبسة السلمي، روى عن العرباض بن سارية، قال: ((صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظةً بليغةً ... )) الحديث، رواه عنه خالد بن معدان، عنه، وعن حُجر بن حُجر، عن العرباض بن سارية.
قال ابن القطان: مجهولٌ، والحديث لا يصح. ((ذيل ميزان الاعتدال)) (523).
¥(42/465)
والطريق الثالث؛ فيه عبد الله بن أبي بلال الخزاعي، وهو مجهول أيضًا، تفرد بالرواية عنه خالد بن معدان، ولذا أورده الذهبي في ((الميزان)).
ورابعهم أضعفهم، فهو من رواية يحيى بن أبي المطاع، عن العرباض، ويحيى لم يسمع من العرباض شيئًا، والعجيب أنه يأتي في بعض روايته: سمعت العرباض، وهذه إن وقعت منه كانت كذبًا، وإن كانت من الرواة عنه، كانت كذلك، وتدليسًا.
قال أبو زرعة الرازي لدُحيم، تعجبًا من حديث الوليد بن سليمان، قال صحبتُ يحيى بن أبي المطاع: كيف يُحدث عبد الله بن العلاء بن زبر، عنه، أي عن يحيى بن أبي المطاع، أنه سمع العرباض، مع قُرب عهد يحيى؟! قال: أنا مِنْ أنكر الناس لهذا، والعرباض قديم الموت. قال ابنُ حَجَر: قلت: وزعم ابن القطان أنه لا يُعرف حاله. ((تهذيب التهذيب))، ترجمة يحيى بن أبي المطاع.
قال الذهبي: يحيى بن أبي المطاع، عن العرباض، ومعاوية، قال دُحيم: ثقةٌ معروفٌ، و قد استبعد دُحيم لُقيه للعرباض، فلعله أرسل عنه، فهذا في الشاميين كثير الوقوع، يروون عمن لم يلحقوهم. ((ميزان الاعتدال)) (9643).
قلنا: وفي إسناده أيضًا الوليد بن مسلم، والذي يدلس تدليس التسوية.
فلم يرد هذا الحديث من طريق صحيح ثابت لا مطعن فيه، وإنما جاء من طرق يوهن بعضُها بعضًا.
والحديث الصحيح، عند من أراد وجه الله، هو الذي يأتي أولا، وآخرا، بشرط الله تعالى، الذي وضعه للقبول، وهو: ?وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ?.
أَمَّا أن يأتي البعضُ، بطرق، فيها الميتةُ، والدمُ، ولحمُ الخنزير، وما أُهل لغير الله به، والمنخنقةُ، والموقوذةُ، والمترديةُ، والنطيحةُ، ويقولون: إن الحديث صحيح بمجموع طرقه، أي طرق؟
تأتوننا بالضعيف، وآخر في إسناده مجهولٌ، وثالثٌ في إسناده مَنْ لا يُحتج به، ورابعٌ في إسناده سيءُ الحفظ، أو سيءُ الحظ، وعاشرٌ في إسناده مدلسٌ لم يُصرح بسماعٍ، ثم تقولون: هذا الحديث، بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الحسن، أو الصحيح.
أين هذا الحديث؟ ياقوم،
إن الحديثَ هو قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، الذي فيه الحلالُ والحرامُ، والإيمانُ والكفرُ، والجنةُ والنارُ.
والحديث ينقسم إلى قسمين اثنين، ولا ثالث لهما، إلا في عقولٍ أصابها العمى.
ـ إما أن يكون حديثا قاله النبيُّ صلى الله عليه وسلم من طريقٍ صحيحٍ ثابتٍ، بنقل الثقة، المسلم، الأمين، الضابط، عن مثله، حتى يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويُعرض على كتب علل الحديث.
وإمَّا أن يكون شيئًا آخرَ، لا يُحتج به، ولا يُنسب إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
كلامٌ قاله النبيُّ صلى الله عليه وسلم، أو كلامٌ لم يقله.
لا توجد قسمةٌ ثالثة.
ـ[الحاج عادل]ــــــــ[23 - 03 - 05, 02:20 ص]ـ
عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ:
((صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي، فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ.)).
ويأخذون من هذا الحديث شيئا واحدا، يظنون، إثمًا، أنه يُثبت اتباعًا للخلفاء المهديين، وأن لهم سنة غير سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ما يبحث عنه دائما دعاة الشرك، الذين رفضوا إلا أن يتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله.
¥(42/466)
أولا: طرق هذا الحديث:
1ـ أخرجه أحمد، وأبو داود، من حديث الوَلِيد بن مُسْلم، حدَّثنا ثَوْر بن يَزِيد، حدَّثني خالد بن مَعْدان، قال: حدَّثنا عَبْد الرَّحْمان بن عَمْرو السُّلَمِي، وحُجْر بن حُجْر، عن العرباض بن سارية، به.
2ـ وأخرجه أحمد، والدارمي، وابن ماجة، والترمذي، من حديث ضَمْرَة بن حَبِيب، وخالد بن مَعْدان، عن عَبْد الرَّحْمان بن عَمْرو السُّلَمِي، أنه سَمِعَ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ، به.
3ـ وأخرجه أحمد، من طريق خالد بن مَعْدان، عن ابن أَبي بِلاَل، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، به.
4ـ وأخرجه ابن ماجة، من طريق عَبْد الله بن أحمد بن بَشِير بن ذَكْوَان الدِّمَشْقِي، حدَّثنا الوَلِيد بن مُسْلم، حدَّثنا عَبْد الله بن العَلاَء، يعني ابن زَبْر، حدَّثني يَحيى بن أَبي المُطَاع، عن العرباض، به.
قلنا: إسناده ضعيف، الأول؛ فيه عبد الرحمان بن عمرو السلمي، لاتقوم به حجةٌ، إذ لم يوثقه أحدٌ ممن يُعتمد عليه في الجرح والتعديل، قال ابن القطان: مجهول، وقال ابن حَجَر، في ((التقريب)): مقبول، وهذه عنده تعني: لين الحديث، كما بين في مقدمة كتابه، خاصة وأن الذي تابعه هو: حُجْر بن حُجْر، وهو مجهول، تفرد بالرواية عنه خالد بن معدان، ولذا أورده الذهبي في الميزان، وقال: حجر بن حجر الكلاعي، ما حدث عنه سوى خالد بن معدان، بحديث العرباض، مقرونًا بآخر.
وفي التقريب، قال ابن حجر: مقبول.
والطريق الثاني، فيه عبد الرحمان بن عمرو السلمي، سبق الحديث عنه.
قال الحافظ العراقي: عبد الرحمان بن عمرو بن عبسة السلمي، روى عن العرباض بن سارية، قال: ((صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظةً بليغةً ... )) الحديث، رواه عنه خالد بن معدان، عنه، وعن حُجر بن حُجر، عن العرباض بن سارية.
قال ابن القطان: مجهولٌ، والحديث لا يصح. ((ذيل ميزان الاعتدال)) (523).
والطريق الثالث؛ فيه عبد الله بن أبي بلال الخزاعي، وهو مجهول أيضًا، تفرد بالرواية عنه خالد بن معدان، ولذا أورده الذهبي في ((الميزان)).
ورابعهم أضعفهم، فهو من رواية يحيى بن أبي المطاع، عن العرباض، ويحيى لم يسمع من العرباض شيئًا، والعجيب أنه يأتي في بعض روايته: سمعت العرباض، وهذه إن وقعت منه كانت كذبًا، وإن كانت من الرواة عنه، كانت كذلك، وتدليسًا.
قال أبو زرعة الرازي لدُحيم، تعجبًا من حديث الوليد بن سليمان، قال صحبتُ يحيى بن أبي المطاع: كيف يُحدث عبد الله بن العلاء بن زبر، عنه، أي عن يحيى بن أبي المطاع، أنه سمع العرباض، مع قُرب عهد يحيى؟! قال: أنا مِنْ أنكر الناس لهذا، والعرباض قديم الموت. قال ابنُ حَجَر: قلت: وزعم ابن القطان أنه لا يُعرف حاله. ((تهذيب التهذيب))، ترجمة يحيى بن أبي المطاع.
قال الذهبي: يحيى بن أبي المطاع، عن العرباض، ومعاوية، قال دُحيم: ثقةٌ معروفٌ، و قد استبعد دُحيم لُقيه للعرباض، فلعله أرسل عنه، فهذا في الشاميين كثير الوقوع، يروون عمن لم يلحقوهم. ((ميزان الاعتدال)) (9643).
قلنا: وفي إسناده أيضًا الوليد بن مسلم، والذي يدلس تدليس التسوية.
فلم يرد هذا الحديث من طريق صحيح ثابت لا مطعن فيه، وإنما جاء من طرق يوهن بعضُها بعضًا.
والحديث الصحيح، عند من أراد وجه الله، هو الذي يأتي أولا، وآخرا، بشرط الله تعالى، الذي وضعه للقبول، وهو: ?وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ?.
أَمَّا أن يأتي البعضُ، بطرق، فيها الميتةُ، والدمُ، ولحمُ الخنزير، وما أُهل لغير الله به، والمنخنقةُ، والموقوذةُ، والمترديةُ، والنطيحةُ، ويقولون: إن الحديث صحيح بمجموع طرقه، أي طرق؟
تأتوننا بالضعيف، وآخر في إسناده مجهولٌ، وثالثٌ في إسناده مَنْ لا يُحتج به، ورابعٌ في إسناده سيءُ الحفظ، أو سيءُ الحظ، وعاشرٌ في إسناده مدلسٌ لم يُصرح بسماعٍ، ثم تقولون: هذا الحديث، بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الحسن، أو الصحيح.
أين هذا الحديث؟ ياقوم،
إن الحديثَ هو قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، الذي فيه الحلالُ والحرامُ، والإيمانُ والكفرُ، والجنةُ والنارُ.
والحديث ينقسم إلى قسمين اثنين، ولا ثالث لهما، إلا في عقولٍ أصابها العمى.
ـ إما أن يكون حديثا قاله النبيُّ صلى الله عليه وسلم من طريقٍ صحيحٍ ثابتٍ، بنقل الثقة، المسلم، الأمين، الضابط، عن مثله، حتى يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويُعرض على كتب علل الحديث.
وإمَّا أن يكون شيئًا آخرَ، لا يُحتج به، ولا يُنسب إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
كلامٌ قاله النبيُّ صلى الله عليه وسلم، أو كلامٌ لم يقله.
لا توجد قسمةٌ ثالثة.
¥(42/467)
ـ[الحاج عادل]ــــــــ[23 - 03 - 05, 02:25 ص]ـ
عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ:
((صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي، فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ.)).
ويأخذون من هذا الحديث شيئا واحدا، يظنون، إثمًا، أنه يُثبت اتباعًا للخلفاء المهديين، وأن لهم سنة غير سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ما يبحث عنه دائما دعاة الشرك، الذين رفضوا إلا أن يتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله.
أولا: طرق هذا الحديث:
1ـ أخرجه أحمد، وأبو داود، من حديث الوَلِيد بن مُسْلم، حدَّثنا ثَوْر بن يَزِيد، حدَّثني خالد بن مَعْدان، قال: حدَّثنا عَبْد الرَّحْمان بن عَمْرو السُّلَمِي، وحُجْر بن حُجْر، عن العرباض بن سارية، به.
2ـ وأخرجه أحمد، والدارمي، وابن ماجة، والترمذي، من حديث ضَمْرَة بن حَبِيب، وخالد بن مَعْدان، عن عَبْد الرَّحْمان بن عَمْرو السُّلَمِي، أنه سَمِعَ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ، به.
3ـ وأخرجه أحمد، من طريق خالد بن مَعْدان، عن ابن أَبي بِلاَل، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، به.
4ـ وأخرجه ابن ماجة، من طريق عَبْد الله بن أحمد بن بَشِير بن ذَكْوَان الدِّمَشْقِي، حدَّثنا الوَلِيد بن مُسْلم، حدَّثنا عَبْد الله بن العَلاَء، يعني ابن زَبْر، حدَّثني يَحيى بن أَبي المُطَاع، عن العرباض، به.
قلنا: إسناده ضعيف، الأول؛ فيه عبد الرحمان بن عمرو السلمي، لاتقوم به حجةٌ، إذ لم يوثقه أحدٌ ممن يُعتمد عليه في الجرح والتعديل، قال ابن القطان: مجهول، وقال ابن حَجَر، في ((التقريب)): مقبول، وهذه عنده تعني: لين الحديث، كما بين في مقدمة كتابه، خاصة وأن الذي تابعه هو: حُجْر بن حُجْر، وهو مجهول، تفرد بالرواية عنه خالد بن معدان، ولذا أورده الذهبي في الميزان، وقال: حجر بن حجر الكلاعي، ما حدث عنه سوى خالد بن معدان، بحديث العرباض، مقرونًا بآخر.
وفي التقريب، قال ابن حجر: مقبول.
والطريق الثاني، فيه عبد الرحمان بن عمرو السلمي، سبق الحديث عنه.
قال الحافظ العراقي: عبد الرحمان بن عمرو بن عبسة السلمي، روى عن العرباض بن سارية، قال: ((صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظةً بليغةً ... )) الحديث، رواه عنه خالد بن معدان، عنه، وعن حُجر بن حُجر، عن العرباض بن سارية.
قال ابن القطان: مجهولٌ، والحديث لا يصح. ((ذيل ميزان الاعتدال)) (523).
والطريق الثالث؛ فيه عبد الله بن أبي بلال الخزاعي، وهو مجهول أيضًا، تفرد بالرواية عنه خالد بن معدان، ولذا أورده الذهبي في ((الميزان)).
ورابعهم أضعفهم، فهو من رواية يحيى بن أبي المطاع، عن العرباض، ويحيى لم يسمع من العرباض شيئًا، والعجيب أنه يأتي في بعض روايته: سمعت العرباض، وهذه إن وقعت منه كانت كذبًا، وإن كانت من الرواة عنه، كانت كذلك، وتدليسًا.
قال أبو زرعة الرازي لدُحيم، تعجبًا من حديث الوليد بن سليمان، قال صحبتُ يحيى بن أبي المطاع: كيف يُحدث عبد الله بن العلاء بن زبر، عنه، أي عن يحيى بن أبي المطاع، أنه سمع العرباض، مع قُرب عهد يحيى؟! قال: أنا مِنْ أنكر الناس لهذا، والعرباض قديم الموت. قال ابنُ حَجَر: قلت: وزعم ابن القطان أنه لا يُعرف حاله. ((تهذيب التهذيب))، ترجمة يحيى بن أبي المطاع.
¥(42/468)
قال الذهبي: يحيى بن أبي المطاع، عن العرباض، ومعاوية، قال دُحيم: ثقةٌ معروفٌ، و قد استبعد دُحيم لُقيه للعرباض، فلعله أرسل عنه، فهذا في الشاميين كثير الوقوع، يروون عمن لم يلحقوهم. ((ميزان الاعتدال)) (9643).
قلنا: وفي إسناده أيضًا الوليد بن مسلم، والذي يدلس تدليس التسوية.
فلم يرد هذا الحديث من طريق صحيح ثابت لا مطعن فيه، وإنما جاء من طرق يوهن بعضُها بعضًا.
والحديث الصحيح، عند من أراد وجه الله، هو الذي يأتي أولا، وآخرا، بشرط الله تعالى، الذي وضعه للقبول، وهو: ?وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ?.
أَمَّا أن يأتي البعضُ، بطرق، فيها الميتةُ، والدمُ، ولحمُ الخنزير، وما أُهل لغير الله به، والمنخنقةُ، والموقوذةُ، والمترديةُ، والنطيحةُ، ويقولون: إن الحديث صحيح بمجموع طرقه، أي طرق؟
تأتوننا بالضعيف، وآخر في إسناده مجهولٌ، وثالثٌ في إسناده مَنْ لا يُحتج به، ورابعٌ في إسناده سيءُ الحفظ، أو سيءُ الحظ، وعاشرٌ في إسناده مدلسٌ لم يُصرح بسماعٍ، ثم تقولون: هذا الحديث، بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الحسن، أو الصحيح.
أين هذا الحديث؟ ياقوم،
إن الحديثَ هو قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، الذي فيه الحلالُ والحرامُ، والإيمانُ والكفرُ، والجنةُ والنارُ.
والحديث ينقسم إلى قسمين اثنين، ولا ثالث لهما، إلا في عقولٍ أصابها العمى.
ـ إما أن يكون حديثا قاله النبيُّ صلى الله عليه وسلم من طريقٍ صحيحٍ ثابتٍ، بنقل الثقة، المسلم، الأمين، الضابط، عن مثله، حتى يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويُعرض على كتب علل الحديث.
وإمَّا أن يكون شيئًا آخرَ، لا يُحتج به، ولا يُنسب إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
كلامٌ قاله النبيُّ صلى الله عليه وسلم، أو كلامٌ لم يقله.
لا توجد قسمةٌ ثالثة.
ـ[أبو حسين]ــــــــ[23 - 03 - 05, 03:05 ص]ـ
رأس مال أهل الحديث ((عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ))
هذا قول باطل كيف يكون هذا الحديث رأس مال اهل الحديث وهو مختلف في صحته ولم يخرجه الامام البخاري في صحيحه وهو يعرف هذا الحديث ولم يخرجه الامام مسلم ايضا وضعفه ابن القطان(42/469)
رأس مال أهل الحديث ((عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[09 - 02 - 05, 09:01 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ بِالْعَشِى وَاِلإِشْرَاقِ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتَمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى مَنْ وَقَعَ عَلَى مَحَبْتِهِ الإِتْفَاقُ، وَطَلَعَتْ شُمُوسُ أَنْوَارِهِ فِي غَايَةِ الإِشْرَاقِ، وَتَفَرَّدَ فِى مَيْدَانِ الْكَمَالِ بِحُسْنِ الإِسْتِبَاقِ، النَّاصِحِ الأَمِينِ الَّذِي اهْتَدَى الْكَوْنُ كُلُّهُ بِعِلْمِهِ وَعَمْلِهِ، وَالْقُدُوَةِ الْمَكِينِ الَّذِي اقْتَدَى الْفَائِزُونَ بِحَالِهِ وَقَوْلِهِ، نَاشِرِ أَلْوِيَةِ الْعُلُومِ وَالْمَعَارِفِ، وَمُسْدِي الْفَضْلِ لِلأَسْلافِ وَالْخَوَالِفِ، الدَّاعِي عَلَى بَصِيرَةٍ إِلَى دَارِ السَّلامِ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ وَالْبَشِيرِ النَّذِيرِ عَلَمِ الأَئَمَّةِ الأَعَلامِ، الآَخِذِ بِحُجُزِ مُصَدِّقيِّهِ عَنْ التَّهَافُتِ فِي مَدَاحِضِ الأَقْدَامِ، وَالتَّتَابُعِ فِي مَزَلاتَ الْجَرْأَةِ عَلَى الْعِصْيَانِ وَالآَثَامِ.
وبَعْدُ.قَالَ الإِمَامُ الحُجَّةُ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللهِ الْلالْكَائِى فى ((أُصُولُ اِعْتِقَادِ أَهْلِ السُّنَّةِ)) (1/ 7): ((فَإِنَّ أَوْجَبَ مَا عَلَى الْمَرْءِ: مَعْرِفَةُ اِعْتِقَادِ الدِّينِ، وَمَا كَلَّفَ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ، مِنْ فَهْمِ تَوْحِيدِهِ وَصِفَاتِهِ، وَتَصْدِيقِ رُسُلِهِ بِالدَّلائِلِ وَالْيَقِينِ، وَالتَّوَصُّلِ إِلَى طُرُقِهَا، وَالاسْتِدِلالِ عَلَيْهَا بِالْحُجَجِ وَالْبَرَاهِينِ.
وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ مَقُولٍ، وَأَوْضَحِ حُجَّةٍ وَمَعْقُولٍ:
كِتَابُ اللهِ الْحَقُّ الْمُبِينُ.
ثُمَّ قَوْلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَصَحَابَتِهِ الأَخْيَارِ الْمُتَقِينَ.
ثُمَّ مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ السَّلَفُ الصَّالِحُونَ.
ثُمَّ التَّمَسُّكُ بِمَجْمُوعِهَا وَالْمُقَامُ عَلَيْهَا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
ثُمَّ الاِجْتِنَابُ عَنْ الْبِدَعِ وَالاِسْتِمَاعِ إِلَيْهَا مَمَا أَحْدَثَهَا الْمُضِلُونَ.
فَهَذِهِ الْوَصَايَا الْمَوْرُوثَةُ الْمَتْبُوعَةُ، والآَثَارُ الْمَحْفُوظَةُ الْمَنْقُولَةُ، وَطَرَائِقُ الْحَقِّ الْمَسْلُوكَةُ، وَالدَّلائِلُ الْلائِحَةُ الْمَشْهُورَةُ، وَالْحُجَجُ الْبَاهِرَةُ الْمَنْصُورَةُ، الَّتَى عَمِلَتْ عَلَيْهَا الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ خَاصَّةِ النَّاسِ، وَعَامَّتِهِمْ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، وَاعْتَقَدُوهَا حُجَّةً فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ مَنْ اِقْتَدَى بِهِمْ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُهْتَدِينَ، وَاِقْتَفَى آثَارَهُمْ مِنْ الْمُتَبِّعِينَ، وَاِجْتَهَدَ فِي سُلُوكِ سَبِيلِ الْمُتَقِينَ، وَكَانَ ((مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُمْ مُّحْسِنُونَ)) (128: سورة النحل).
فَمَنْ أَخَذَ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْمَحَجَّةِ، وَدَاوَمَ بِهَذِهِ الْحُجَجِ عَلَى مِنْهَاجِ الشَّرِيعَةِ، أَمِنَ فِي دِيْنِهِ التَّبِعَةَ فِي الْعَاجِلَةِ وَالآَجِلَةِ، وَتَمَسَّكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا، واتقى بالْجُنَّةِ الَّتِي يُتَقَّي بِمِثْلِهَا، لِيَتَحَصَّنَ بِحِمَايَتِهَا، وَيَسْتَعْجِلَ بَرَكَتَهَا، وَيَحْمِدَ عَاقِبَتَهَا، فِي الْمِعَادِ وَالْمَآلِ إِنْ شَاءَ اللهُ.
وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْهَا، وَاِبْتَغَى فِي غَيْرِهَا مَمَا يَهَوْاهُ، أَوْ يَرُومُ سِوَاهَا مَمَا تَعَدَّاهُ، أَخْطَأَ فِي اِخْتِيَارِ بُغْيَتِهِ وَأَغْوَاهُ، وَسَلَكَهُ سَبِيلَ الضَّلالَةِ وَأَرْدَاهُ، فِي مَهَاوِي الْهَلَكَةِ فِيمَا يَعْتَرِضُ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ بِضَرْبِ الأَمْثَالِ، وَدَفَعَهُمَا بِأَنْوَاعِ الْمُحَالِ، وَالْحَيْدَةِ عَنْهُمَا بِالْقِيلِ وَالْقَالِ، مَمَا لَمْ يُنَزِّلُ اللهُ بِهِ مِنْ سُلْطَانٍ، وَلا عَرَفَهُ أَهْلُ التَّأَوِيلِ وَالْلِسَانِ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ عَاقِلٍ بِمَا يَقْتَضِيهِ مِنْ بُرْهَانٍ، وَلا اِنْشَرَحَ لَهُ صَدْرُ مُوَحِّدٍ عَنْ فِكْرٍ أَوْ
¥(42/470)
عِيَانٍ، فَقَدْ اِسْتَحْوَذَ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ، وَأَحَاطَ بِهِ الْخُذْلانُ، وَأَغْوَاهُ بِعِصْيَانِ الرَّحْمَنِ، حَتَّى كَابَرَ نَفْسَهُ بِالزُّورِ وَالْبُهْتَانِ)) اهـ.
وَقَدْ وَجَدْتُ هَذِهِ الْوَصَايَا الْجَامِعَاتِ، وَالْمَعَانِى النَّافِعَاتِ، واللَّطَائِفَ الْبَدَيعَاتِ
والْحُجَجَ الْوَاضِحَاتِ، وَالدَّلائِلَ اللائِحَاتِ، مَجْمُوعَةً بِحَذََافِيرِهَا فِيمَا:أخرجه إِمَامُ الأئمَّةِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ فِى ((مسنده)) (4/ 126) قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ وَحُجْرُ بْنُ حُجْرٍ قَالا: أَتَيْنَا الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ، وَهُوَ مِمَّنْ نَزَلَ فِيهِ ((وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ))، فَسَلَّمْنَا، وَقُلْنَا: أَتَيْنَاكَ زَائِرِينَ وَعَائِدِينَ وَمُقْتَبِسِينَ، فَقَالَ عِرْبَاضٌ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا، فَقَالَ: ((أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيّاً، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلافاً كَثِيراً فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، فَتَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ)).
وهذا الحديث من صحاح أحاديث الشاميين، لا يعرف إلا من طريقهم، وَكُلُّ من رواه فبالأخذ عنهم، والاقتباس منهم، وقد رواه عَنْ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ: ستة من تابعى أهل الشام: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ، وَحُجْرُ بْنُ حُجْرٍ الْكِلاعِيُّ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيُّ، وَمُهَاصِرُ بْنُ حَبِيبٍ الزبيديُّ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بِلالٍ الْخُزَاعِيُّ، وجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ. وما علمت أحداً استقصاهم كاستقصاء الإمام أبى القاسم الطبرانى، فقد خرَّجه فى ((مسند الشاميين)) و ((معجمه الكبير)). ففى ((الكبير)) (18/ 249:245،257):
[1] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ عَنْه، وله ثلاث طرق
(617) حَدَّثَنَا أبو مسلم الكشي ثنا أبُو عَاصِمٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السلمى قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الأَعْيُنُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا، قَالَ: ((أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كَانَ عَبْداً حَبَشِيَّاً، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلافاً كَثِيراً، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ)).
¥(42/471)
(619) حَدَّثَنَا أبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ ثنا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ح وحَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ قَالا ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ أنه سمع عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السلمى يقول: وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الأَعْيُنُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟، قال: ((لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلا هَالِكٌ، ومَنْ يَعِشْ فَسَيَرَى اخْتِلافاً كَثِيراً، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْداً حَبَشِيَّاً، فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الأَنِفِ حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ)).
(620) حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرِاهِيمِ بْنِ الْعَلاءِ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنِي جَدَي إِبْرِاهِيمُ بْنُ الْعَلاءِ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرِاهِيمِ قالا ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِِ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الْفَجْرِ فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
[2] يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ عَنْهُ
(622) حَدَّثَنَا أبُو عَبْدِ الْمَلِكِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرِاهِيمَ الْقَرَشِِيُّ ثَنَا إِبْرِاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَلاءِ بن زبر حَدَّثَنِي أبِى عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ عَنْ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ السلميُّ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً، وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَعَظْتَنَا مَوْعِظَةَ مُوَدِّعٍ، فَاعْهَدْ إِلَيْنَا، فَقَالَ: ((عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، وَسَتَرَوْنَ مِنْ بَعْدِي اخْتِلافاً شَدِيداً، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ والْمُحْدَثَاتِ، فَإِنَّ كُلَّ محدثة ضَلالَةٌ)).
[3] مُهَاصِرُ بْنُ حَبِيبٍ عَنْهُ
(623) حَدَّثَنَا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو ثَنَا أبْو الْيَمَانِ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ عن مُهَاصِرِ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد صلاة الغداة مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، ووَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ إن هذه مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فقال: ((أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافاً كَثِيراً، فَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فإنها بِدْعَةٌ، فمن أدرك ذلك منكم، فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ)).
[4] عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بِلالٍ الْخُزَاعِيُّ عَنْهُ
¥(42/472)
(624) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الدمشقيُّ ثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ الْحِمْصِيُّ ثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عن ابْنِ أَبِي بِلالٍ عَنْ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً، وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا الأَعْيُنُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ كأنها مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَاعْهَدْ إِلَيْنَا، فَقَالَ: ((عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيّاً، فَمَنْ يَعِشْ منكم بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلافاً كَثِيراً، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ ضَلالَةٌ)).
[5] جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ عَنْهُ
(642) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الرحمن بن عقال الحراني ثنا أَبُو جَعْفَرٍ النفيلي ثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الْحِمْصِيِّ عن شَعْوذٍ الأزدي عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قال: وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ مَوْعِظَةً بليغة، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فََقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ: كَأَن هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: ((إني قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي منكم إلا هالك، وأنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا فإياكم والبدع، وَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وعليكم بالسمع، والطاعة، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّاً)).
وفى ((مسند الشاميين)) (1/ 254):
[6] حُجْرِ بْنِ حُجْرٍ الْكِلاعِيُّ عَنْهُ
(438) حدثنا ورد بن أحمد بن لبيد البيروتي ثنا صفوان بن صالح ثنا الوليد بن مسلم ثنا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ وَحُجْرِ بْنِ حُجْرٍ قَالا، دخلنا على عرباض بن سارية، فقال: وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً فذكر الحديث بنحو حديث الإمام أحمد.
وتأتى دلائل صحة الحديث والكلام على رجاله إن شاء الله تعالى.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 11:36 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
ليتك أيها الكريم - جزاك الله كل خير - تترك التشكيل الكامل لكل الموضوعات، وتقتصر على تشكيل الكلمات التي قد تُشْكِل على القارئ، لوقوع بعض الأخطاء غير المقصودة - غالباً -
بارك الله فيك على سعة صدرك يا من كتب، ولعلك محمد ابن الشيخ أحمد.
ومعذرة على الإثقال.
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 02:55 م]ـ
الله أكبر, والله يا شيخنا لا زلت تتحفنا بدرر ما لها مثيل فجزاك الله خيراً.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[09 - 02 - 05, 03:00 م]ـ
الحبيب الصادق الوداد / الأزهرى السلفى
فَليَجْزِهِ اللهُ خَيْرَاً مِنْ أَخي ثِقَةٍ ... وَليَهْدِهِ بِهُدَى الْخَيْرَاتِ هَادِيهَا
نفعل إن شاء الله، مع تعليل الوقوع فى الخطأ بأنه عن غير قصدٍ، نتيجة لنقل بعض الأسماء الْمُعربة برمتها وهيئتها من موضعٍ، إلى موضعٍ آخر لها منه محل آخر، كما حدَّث فى الأسماء الآتية فى بَدءِ الجمل ((يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ)) وصوابه ((يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ))، و ((حُجْرِ بْنِ حُجْرٍ الْكِلاعِيُّ)) وصوابه ((حُجْرُ بْنُ حُجْرٍ الْكِلاعِيُّ)).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[10 - 02 - 05, 03:44 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ لا شَرِيكَ لَهُ .. حَاشَا لَهُ أَن يَكُونَ مُشْتَرِكَا
¥(42/473)
الْحَمْدُ للهِ حَيثُمَا زَرَعَ الْخَيْرَ اِمرُؤٌ طَابَ زَرعُهُ وَزَكَاومن نوافل الإفادة؛ قبل بيان تخريجات هذا الْحَدِيثِ الْفَخْمِ الْجَلِيلِ، أن نُلمحَ إلى ((مُسْنَدِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ)) فى ((الكتب الستة الأصول)):
إذ ليس له سوى ثمانية أحاديث فى ((السنن الأربعة))، والرواة عنه تسعةٌ فقط، كلهم تابعيُّون شاميُّون، وبيانهم:
[1] أَحْزَابُ بْنُ أَسِيدٍ أبو رُهْمٍ السماعيُّ.
وله عنه حديث واحد ((هَلُمُّوا إِلَى الْغَدَاءِ الْمُبَارَكِ)).
[2] جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ.
وله عنه حديث واحد ((كَانَ يُصَلِّي عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ ثَلاثًا وَعَلَى الثَّانِي وَاحِدَةً)).
[3] حَكِيمُ بنُ عُمَيْرٍ الْعَنَسِيُّ.
وله عنه حديث واحد ((نَزَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ وَكَانَ صَاحِبُ خَيْبَرَ رَجُلا مَارِدا مُنْكَرا)).
[4] سَعِيدُ بْنُ هَانِيءٍ الْخَوْلانِيُّ.
وله عنه حديث واحد ((خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ قَضَاءً)).
[5] عَبْدُ اللهِ بْنُ أبِى بِلالٍ الْخُزَاعِىُّ
وله عنه حديثان ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ الْمُسَبِّحَاتِ)).
و ((يَخْتَصِمُ الشُّهَدَاءُ وَالْمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ إِلَى رَبِّنَا فِي الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْ الطَّاعُونِ)).
[6] حُجْرُ بْنُ حُجْرٍ الْكِلاعِيُّ.
[7] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ.
[8] يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيُّ.
ولثلاثتهم عنه حديث واحد ((عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ)).
[9] أمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ
ولها عنه حديث واحد ((نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السَّبُعِ، وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنْ الطَّيْرِ، وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ، وَعَنْ الْمُجَثَّمَةِ وَعَنْ الْخَلِيسَةِ، وَأَنْ تُوطَأَ الْحَبَالَى حَتَّى يَضَعْنَ)).
ومما سبق يلاحظ أنه:
(1) لم يخرِّج الشيخان لِلْعِرْبَاضِ شيئاً فى ((الصحيحين))، مع الإعلام أن الشيخين لم يذكُرا فى ((صحيحيهما)) الكثير من مشاهير الصحابة، كالْحَسَنِ بْنِ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ، وأَبِى عُبِيدَةَ عَامِرِ بْنِ الْجَرَّاحِ وغيرهم، ولا قَصَدَا استيعاب الصِّحاح كلِّها.
(2) الرواة عن الْعِرْبَاضِ كلهم تابعيُّون شاميُّون، ولم يخرِّج لهم الشيخان إلا جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيَّ، فمسلمٌ وحده من روايته عن ثَوْبَانَ، وعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، والنَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ، وأبى ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ. وأشهر ما له فى ((صحيح مسلم)) حديثه عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ((ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ)). وجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ أوثقُ الرُّواة التِّسعة وأقدمُهم، أدرك النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يلقه. قال ابن أبى حاتم: سئل أبى عنه، فقال: ثقة من كبار تابعي أهل الشام القدماء. وقال أبو زرعة: حضرمى شامي ثقة. وقال النسائيُّ: ليس أحد من كبار التابعين أحسن روايةً عن الصحابة من ثلاثة: قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، وجُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ.
(3) لم يتواطأ ثلاثة منهم على رواية حديث إلا ((عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ))، فقد رواه: حُجْرُ بْنُ حُجْرٍ الْكِلاعِيُّ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ، ويَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيُّ ثلاثتهم عن الْعِرْبَاضِ.
ـ[ rehalelislam] ــــــــ[10 - 02 - 05, 04:21 ص]ـ
نسأل المولى عز وجل أن يبارك فيك ويمنحك الصحة والعافية لتتحفنا بما لديك من الخير كله.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[10 - 02 - 05, 03:25 م]ـ
الأخوان / أبو الزهراء ورحال
بارك الله فيكما. ونفع بكما. ويسَّر لكما الخير حيث توجهتما
¥(42/474)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[10 - 02 - 05, 03:28 م]ـ
وهذا حين الشروع فى تخريجات الحديث، ولنبدأ بأصحِّها:
[1] رواية يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيِّ عنه
قال ابن ماجه (42): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ ذَكْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلاءِ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ قَالَ سَمِعْتُ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ يَقُولُ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَعَظْتَنَا مَوْعِظَةَ مُوَدِّعٍ، فَاعْهَدْ إِلَيْنَا بِعَهْدٍ، فَقَالَ: ((عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالسَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْداًُ حَبَشِيّاً، وَسَتَرَوْنَ مِنْ بَعْدِي اخْتِلافاً شَدِيداً، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَالأُمُورَ الْمُحْدَثَاتِ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ)).
وهذا إسنادٌ شاميٌّ صحيحٌ غايةً، مسلسلٌ بسماع رواته بعضهم عن بعضٍ، بما فيهم الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ الدِّمَشْقِيُّ، الذى ربما يخشى تدليسُه، سيما تدليس التسوية، ولكنه هاهنا مُصرِّحٌ بالسِّماع فى كل الطَّبقات إلى الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ.
وَمَا بِسَمْعِ كُلِّ رَاوٍ يَتَّصِلْ ... إِسْنَادُهُ لِلْمُصْطَفَى فَالْمُتصِلْومن نوافل الإبانة عن توثيق رجال هذا الإسناد؛ ومراتبهم من الضبط والتثبت: الإعلامُ بأنَّ يَحْيَى بْنَ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيَّ الشَّامِيَّ من ثقات الشاميِّين ورفعائهم، وسماعه من الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ مجزوم بصحَّته عند إمام المحدِّثين، وكما هو هاهنا.
قال فى ((التاريخ الكبير)) (8/ 306): ((يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيُّ يعد في الشاميين. سمع عِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ. روى عنه عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ)). وذكر مثله يعقوب بن سفيان الفسوى فى ((التاريخ والمعرفة)) (2/ 201).
وفى ((تهذيب الكمال)) (31/ 538) لأبى الحجَّاج المزِيِّ: ((يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيُّ الشَّامِيُّ الأردنِيُّ ابن أخت بِلالٍ مُؤذِّنِ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عن: الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، ومُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. روى عنه: عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ، وَعَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، والْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ. ذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الثالثة من تابعى الشاميين. وذكره أبو زرعة الدمشقِيُّ في الطبقة الرابعة. وقال عثمان بن سعيد الدارمِيُّ عن دُحَيْمٍ: ثقة معروف. وذكره ابن حبان في ((كتاب الثقات)). روى له ابن ماجة)).
وذكر أبو الحجَّاج قول أبِي زُرْعَةَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ: كيف يحدِّث عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ عن يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ أنه سَمِعَ الْعِرْبَاضَ مع قرب عهد يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ؟، فقال: أنا من أنكر النَّاسِ لهذا، والْعِرْبَاضُ قديم الموت، روى عنه الأكابر: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، وجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ وهذه الطبقة!!.
وأصل ذلك ما أسنده الحافظ ابن عساكر فى ((تاريخه)) (64/ 376) من طريق أبي الميمون نا أبو زرعة حدثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ قال: صَحِبْتُ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ إلى زيراء، فلم يزل يقرأ بنا في صلاة العشاء وصلاة الصبح في الركعة الأولى بـ ((قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ))، وفي الركعة الثانية بـ ((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ))، و ((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الناس))، فقلت لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ؛ تعجباً لقرب يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ، وما يحدِّث عنه
¥(42/475)
عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ أنه سَمِعَ من الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، فقال: أنا من أنكر النَّاسِ لهذا!!، وقد سَمِعْتَ ما قال الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ.
قال عَبْدُ الرَّحْمَنِ: قال مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ قال الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ فحدثني أَيُّوبُ بْنُ أَبِي عَائِشَةَ بهذا فأخبرني أنه صحب عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي زَكَرِيَا إلى بيت المقدس، فكان يقرأ في صلاة العشاء بـ ((قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ))، وفي الركعة الثانية بالمعوذتين.
فكانت هذه أيضا أدل إذ يحكيها الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عن يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ لأَيُّوبَ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ فحدثه بمثلها عن ابن أبي زكريا أكبر دليلٍ على قُرْبِ عَهْدِ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ، وبُعْدِ ما يحدِّثُ به عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ عنه من لُقيه الْعِرْبَاضِ، والْعِرْبَاضُ قديم الموت، روى عنه الأكابر: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، وجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ وهذه الطبقة.
وقد تلقى الحافظ ابن رجب الحنبلِيُّ هذه القصة، وما فيها من إنكار دُحَيْمٍ وأبِي زُرْعَةَ لسماع يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ من الْعِرْبَاضِ، وجعلها مطعنا فى حفظ إِمَامِ الأمَّة وعَلَمِ الأئمَّة أبى عبد الله البخاريِّ، فقال فى ((جامع العلوم والحكم)) (1/ 259): ((حفاظ أهل الشام أنكروا ذلك، وقالوا: يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ لم يسمع من الْعِرْبَاضِ ولم يلقه، وأن رواية ابن زبر غلط. ذكر ذلك أبو زرعة الدمشقي عن دحيم، وهؤلاء أعرف بشيوخهم من غيرهم، والبخاري رحمه الله يقع له في ((تاريخه)) أوهام في أخبار أهل الشام)) اهـ.
قلت: ولله در إمام المحدثين، فما وهم، ولا أخطأ، بل هو أبصر وأعرف الأئمَّة بمواضع سماع الرواة، وتحقيق مناطها، وكتابه ((التاريخ الكبير)) أجل وأعظم مصادر هذا الفن الدقيق، الذى هو أعقد وألغز مباحث علوم الحديث مطلقاً.
فإن قيل: فما وجه صواب إمام المحدثين دون من عداه فيما نحن بصدده؟.
قلنا: ...... يأتيك البيان بتوفيق الله وحسن معونته.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[02 - 03 - 05, 10:39 م]ـ
تابع شيخنا ولا تحرمنا الفائدة.
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[07 - 03 - 05, 03:51 ص]ـ
تابع شيخنا الكريم
ـ[أبو حسين]ــــــــ[17 - 03 - 05, 05:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قول الحافظ ابن رجب الحنبلِيُّ: في جامع العلوم والحكم ج1/ص259 لم يتفرد به بل قاله قبله حفاظ الشام و وأبِي زُرْعَةَ الدمشقي ودحيم.
ثم إن الحافظ التمس للإمام البخاري العذر قال: وقد ذكر البخاري في تاريخه أن يحيى بن أبي المطاع سمع من العرباض اعتمادا على هذه الرواية.
وهذا في الظاهر إسناد جيد متصل ورواته ثقات مشهورون وقد صرح فيه بالسماع وقد ذكر البخاري في تاريخه أن يحيى بن أبي المطاع سمع من العرباض اعتمادا على هذه الرواية إلا أن حفاظ أهل الشام أنكروا ذلك وقالوا يحيى بن أبي المطاع لم يسمع من العرباض ولم يلقه وهذه الرواية غلط وممن ذكر ذلك أبِي زُرْعَةَ الدمشقي وحكاه عن دحيم وهؤلاء أعرف بشيوخهم من غيرهم والبخاري رحمه الله يقع له في تاريخه أوهام في أخبار أهل الشام.
ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج7/ص221
9643 5262 ت يحيى بن أبي المطاع ق عن العرباض و معاوية قال دحيم ثقة معروف و قد استبعد دحيم لقيه للعرباض فلعله أرسل عنه فهذا في الشاميين كثير الوقوع يروون عمن لم يلحقوهم.
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[22 - 03 - 05, 11:36 م]ـ
الشيخ الجليل والأب الكريم:-
اسمح لي أن أبعث إليك بتحية إكبار، وإعزاز، من أحد تلاميذك، ومريدي علمك.
أكرمك الله بكرمه!
وأسبغ عليك نعمه، بفضله، وحوله!
وعفاك من كل بلية، وملمة!
فما أكثر ما نرى أياديك الغر قد سطرت ما نحب ونرجو ونأمل من أمثالك!
لا حرمنا الله منك!
تلميذكم/ أبو عائشة.
alaadot@hotmail.com
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[22 - 03 - 05, 11:53 م]ـ
الشيخ الجليل والأب الكريم:-
لقد نسيت في غمرة البحث عن كلمات أدبجها في الدعاء لكم سبب المداخلة!
وللعلم، فإنني لا أجد موضوعا يحمل اسمكم الكريم إلا دخلته.
حبا لقربكم، وشوقا لعلمكم، وفرحا بأن قلمكم ما زال سيّالا بوافر الحكم، وفوائد العلوم، ودرر الكلم.
لا شك عندي في ذلك - إن شاء الله-.
شيخي الكريم:-
هذا الحديث المذكور:-
.................. فَقَالَ عِرْبَاضٌ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ .................
لا يخفى عليكم - إن شاء الله- أنه في سنن أبي داود بنصه.
وقد ذكرتم -شيخنا - أنه في مسند أحمد، وقد استفدت ذلك منكم، كما هي العادة.
فلم آثرت ذكر هذه النسبة إلى أحمد عن أبي داود؟
وما القاعدة التي تتبعها في عزو الحديث إلى كتاب دون كتاب؟
وما الترتيب الذي تتبعه في ذكر هذه الكتب والمصادر؟
لا عدمنا فوائدكم!
تلميذكم/ أبو عائشة.
alaadot@hotmail.com
¥(42/476)
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[23 - 03 - 05, 12:04 ص]ـ
Quote=
ليتك أيها الكريم - جزاك الله كل خير - تترك التشكيل الكامل لكل الموضوعات، وتقتصر على تشكيل الكلمات التي قد تُشْكِل على القارئ، لوقوع بعض الأخطاء غير المقصودة - غالباً -
بارك الله فيك على سعة صدرك يا من كتب، ولعلك محمد ابن الشيخ أحمد.
[/ quote]
أشكرك على حسن الظن بالشيخ أحمد، هذا أولا.
وثانيا:-
إذا إلتزم الشيخ ما لا يلزمه من تشكيل الكلمات والحروف في كل مواضيعه، فهذا من إشراقه ونبوغه، وأنا أحمده على ذلك، وكان ذلك علامة مميزة لأي موضوع أراه مشكلا على أنه من قلم أبي محمد.
وأخيرا:-
إذا حدث خطأ في تشكيل بعض الكلمات - وهو غير مقصود كما ذكرت أنت ذلك - فهل الحل والعلاج ترك التشكيل أم التنبيه والاستدراك والإصلاح؟!
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[23 - 03 - 05, 12:45 ص]ـ
فائدة: الشيخ المحدث ماهر ياسين الفحل يحيل إلى المراجع التي ذكرت الحديث حسب تقدم وتأخر سنة وفاة أصحاب هذه المراجع.
ـ[أبو حسين]ــــــــ[23 - 03 - 05, 03:05 ص]ـ
رأس مال أهل الحديث ((عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ))
هذا قول باطل كيف يكون هذا الحديث رأس مال اهل الحديث وهو مختلف في صحته ولم يخرجه الامام البخاري في صحيحه وهو يعرف هذا الحديث ولم يخرجه الامام مسلم ايضا وضعفه ابن القطان
ـ[أبوعبدالله الأكاديري]ــــــــ[27 - 03 - 05, 07:50 ص]ـ
هذا قول باطل كيف يكون هذا الحديث رأس مال اهل الحديث وهو مختلف في صحته ولم يخرجه الامام البخاري في صحيحه وهو يعرف هذا الحديث ولم يخرجه الامام مسلم ايضا وضعفه ابن القطان
سبحان الله على مقلدة آخر الزمان و هل إشترط أصحاب الصحيحين إستيعاب الأحاديث و إن كان ابن القطان ضعفه فهلا وقفت على سبب ذلك و نظرت في حجة الذي صححه و تنظر من على الصواب و من على الخطا ... هداك الله ياأخي إلى ترك التقليد و الرجوع إلى رأس مال أهل الحديث.
---------------------------------------------------------
------------------------------------------------------------
انظر بعين الهدى إن كنت ذا نظر ** فإنما العلم مبني على الأثر
.. لا رسول الله متبعا ** ما دمت تقدر في حكم على خبر
aboabdallah@caramail.com(42/477)
أريد تخريج حديث (ما قطع من البهيمة و هى حية فهو ميتة) ..
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[09 - 02 - 05, 02:10 م]ـ
و جزاكم الله خيرا ...
ـ[البقاعي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 03:06 م]ـ
الحديث عند أحمد في المسند في مو ضعين 5/ 218 وهو عند الدارمي برقم 2018 والترمذي وحسنه برقم 1480 وابن الجارود برقم 876 وأبو يعلى برقم 1450 وذكره الطحاوي في شرح مشكل الأثر برقم 1572 والطبراني في الكبير برقم 3304 والدارقطني برقم 4/ 292 والحاكم برقم 4/ 239 هذا ما جاء عن أبي واقد وروي مرسلا عند عبدالرزاق في المصنف وأبن ماجة والحاكم و الطبراني في الأوسط وابن عدي في الكامل ...
والحديث صححه الألباني وحسنه بعض أهل العلم ...
هذا بختصار وإن أردة تخريج مطول فلك ذلك والله أعلم .........
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 02 - 05, 03:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وهذا الحديث إذا درست طرقه بتوسع مع التنبه للعلل الواردة فيه فيترجح الإرسال على الوصل، والله أعلم.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 06:56 م]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ عبدالرحمن ..
إن ترجح أن الحديث مرسل، فهل تَبطل تلك القاعدة عند الحنابلة - رحمه الله - (ما أبين من حي فهو كميتته)؟
ـ[البقاعي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 11:59 ص]ـ
أخي طلال العولقي حياك الله ....
ومع أن السؤال لم يوجه إلي وليس لي الحق في الإجابة لأن المخصص هو الشيخ عبدالرحمن ....
ولكن للمشاركة .... فقط
قال الترمذي بعد أن أورد هذا الحديث (والعمل على هذا عند عند أهل العلم)
ولتتمة الفائدة فإن الحديث أخرجه أبو داود برقم 2855 من طريق أخر ولم أذكر ذلك مسبقا
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[18 - 02 - 05, 01:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للشيخ سلمان العودة تخريج موسع لهذا الحديث في شرحه لبلوغ المرام، وأيضاً قد أفاد القول بالإجماع على أن المقطوع من البهيمة ميتة؛ ستجده هنا:
http://www.islamtoday.net/pdf/bolog/5_1.pdf
وهو آخر حديث شرحه في هذا الرابط(42/478)
"دعوها فإنها مأمورة"! ........... صحيح؟.
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 12:50 ص]ـ
مسند سعيد بن منصور ..
2791 حدثنا سعيد قال: نا عطاف بن خالد، قال: حدثني صديق بن موسى بن عبد الله بن الزبير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فاستناخت به راحلته بين دار جعفر بن محمد بن علي ودار الحسن بن زيد، فأتاه الناس، فقالوا: يا رسول الله المنزل، فانبعثت به راحلته، فقال: " دعوها، فإنها مأمورة، ثم خرجت به حتى جاءت به باب أبي أيوب الأنصاري فاستناخت به، فأتاه الناس، فقالوا: يا رسول الله المنزل، فانبعثت به راحلته، فقال: دعوها فإنها مأمورة، ثم خرجت به حتى جاءت به موضع المنبر فاستناخت به ثم تحللت.
صحيح؟.
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[11 - 02 - 05, 09:19 م]ـ
أفيدونا!.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[12 - 02 - 05, 02:33 م]ـ
أولا: كتاب سعيد بن منصور سنن وليس بمسند.
ثانيا: صديق بن موسى بن عبد الله بن الزبير ليس بصحابي ولا أظنه من كبار التابعين فالحديث مرسل أو معضل.
والحديث يحتاج إلى تخريج فربما كان صحيحا من طرق أخرى وأنا الآن بعيد عن كتبي فلعل ذلك يكون فيما بعد.
ولعل الإخوة الفضلاء يتحفونا بما عندهم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 02 - 05, 10:52 ص]ـ
هذا الحديث في سنن سعيد ابن منصور كما نقله الأخ الكريم، وقد خرجه كذلك أبو نعيم في (تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن سعيد بن المسيب عاليا) ص 51
قال المحقق الشيخ الجديع (إسناده لين.
عطاف صال الحديثة، ما ينفرد به محل نظر، وشيخه صديق-وهو بالتخفيف مصغرا-ذكره البخاري 2/ 2/330 وابن أبي حاتم 2/ 1/455 ولم يوردا فيه جرحا، واورده ابن حبان في ثقات التابعين 4/ 385 ومثله شيخ صويلح، يكتب حديث ولايحتج به، وفي إداركه-فيما أرى-لابن الزبير نظر.
والحديث أخرجه البيهقي في ((دلائل النبوة)) 2/ 509 من طريق أحمد بن عبيد الصفار قال حدثنا خلف بن عمرو به.) انتهى كلام المحقق.
قد أخرجه الطبراني في الأوسط (4/ 35) عن خلف بن عمرو به
قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج6/ص63
(رواه الطبراني في الأوسط وفيه صديق بن موسى قال الذهبي ليس بالحجة) انتهى.
وقد جاء من حديث عبدالله بن عمر كما عند ابن عدي في الكامل (2/ 169) وابن عساكر في تاريخ دمشق (16/ 34) وإسناد تالف.
وقد جاء عن ابن إسحاق في السيرة بدون إسناد.
وقد ذكره كذلك موسى بن عقبة في مغازيه كما في الدلائل للبيهقي (2/ 498) قال موسى بن عقبة وزعم ابن شهاب أن عروة بن الزبير قال إن الزبير لقي رسول الله في ركب من المسلمين كانوا تجارا بالشام قافلين إلى مكة فعارضوا رسول الله فكسا الزبير رسول الله وأبا بكر ثيابا بيضا
قال وسمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله من مكة فكانوا .....
وقال البيهقي في الدلائل وقال أبو عبد الله أخبرنا أبو الحسن علي بن عمرو الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري ثنا محمد بن سليمان بن اسماعيل ابن أبي الورد ثنا ابراهيم بن صرمة ثنا يحيى بن سعيد عن اسحاق بن عبد الله بن ابي طلحة عن أنس قال قدم رسول الله المدينة فلما دخلنا جاء الانصار برجالها ونسائها فقالوا الينا يا رسول الله فقال دعوا الناقة فإنها مأمورة فبركت على باب أبي أيوب فخرجت جوار من بني النجار يضربن بالدفوف وهن يقلن نحن جوار من بني النجار
يا حبذا محمد من جار فخرج اليهم رسول الله فقال أتحبونني فقالوا أي والله يا رسول الله فقال وإنا والله أحبكم وانا والله أحبكم وأنا والله أحبكم
قال ابن كثير في البداية والنهاية
هذا حديث غريب من هذا الوجه لم يروه أحد من أصحاب السنن وقد خرجه الحاكم في مستدركه) انتهى.
وإبراهيم بن صرمة كذبه ابن معين وضعفه الدارقطني وقال ابن عدي عامة حديثه منكر السند والمتن.
وفي الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد ج 1 صفحة 237
أخبرنا يحيى بن محمد الجاري قال حدثني مجمع بن يعقوب أنه سمع شرحبيل بن سعد يقول لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتقل من قباء اعترضت له بنو سالم فقالوا يا رسول الله وأخذوا بخطام راحلته هلم إلى العدد والعدة والسلاح والمنعة فقال خلوا سبيلها فإنها مأمورة
ويحي الجاري فيه كلام وشرحبيل بن سعد اتهم.
والله أعلم.(42/479)
سؤال في التخريج.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 08:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل يصح تخريج الحديث إلى مصادر لم تذكر الحديث بلفظه.
مثال:
في كتاب المغني تحقيق عبدالله التركي وعبدالفتاح الحلو ج10 ص 47 ط. عالم الكتب.
قال ابن قدامة:" ولنا, ما روى الربيع بن سبرة أنه قال: أشهد على أبي أنه حدّث أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه في حجة الوداع.أهـ. (أي: نكاح المتعة)
قال المحقق: أخرجه مسلم في باب: نكاح المتعة وبيان أنه أبيح ... وأبو داود في باب: في نكاح المتعة من كتاب النكاح. والنسائي في باب: تحريم المتعة من كتاب النكاح. المجتبى. والدارمي في باب: النهي عن متعة النساء كتاب النكاح. والإمام أحمد في المسند. أهـ.
هذا اللفظ لم يخرّجه الإمام مسلم ولا الإمام النسائي. فإن الذي خرّجه هو الإمام أبو داود وعنه البيهقي والإمام أحمد (الإرواء 6/ 313).
والإمام مسلم خرّج الحديث بلفظ:" نهى يوم الفتح عن متعة النساء".
فالمحقق عزا الحديث إلى مصدر ليس فيه هذا اللفظ, فهل يصح هذا؟ وكذا فعل الشيخ محمود أحمد عبدالمحسن في تحقيقه لسنن الدارمي ص 689 ط. دار المعرفة.
مما جعلني أظن أن ذلك جائزا!!
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[10 - 02 - 05, 08:48 م]ـ
الضابط أن يقال: أصله في مسلم أو هو في مسلم والنسائي بألفاظ متقاربة.(42/480)
المقتبس من ((ترجمان الأفذاذ ببيان الأحاديث الشواذ))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[11 - 02 - 05, 11:17 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْمُتَعَزِّزِ فِى عَلْيَائِهِ. الْمُتَوَحِّدِ فِى عَظَمَتِهِ وَكِبْرِيَائِهِ. النَّافِذِ أَمَرُهُ فِى أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ. حَمْدَاً يُكَافِئُ الْمَزِيدَ مِنْ أَفْضَالِهِ وَنَعْمَائِهِ. وَيَكُونُ ذُخْرَاً لِقَائِلِهِ عِنْدَ رَبِّهِ يَوْمَ لِقَائِهِ. والصَّلاةُ وَالسَّلامُ الدَّائِمَانِ عَلَى الْمُصْطَفَى مِنْ رُسُلِ اللهِ وَأَنْبِيَائِهِ. وَرَضِىَ اللهُ عَنْ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَأَصْفِيَائِهِ. وبعد ..
الشَّاذ لغةً: اسم فاعل من شذ يشُذ ـ بكسر الشين وضمها ـ شذوذاً، فهو شاذ إذا انفرد، وهو فى اللغة المنفرد عن الجماعة. وأما اصطلاحا، فقد ذكروا له ثلاثة حدود:
(الأول) قول الإمام الشَّافِعيِّ. ذكره أبو عبد الله الحاكم فى ((معرفة علوم الحديث)) قال: سمعت أبا بكر أحمد بن محمد المتكلم الأشقر سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: قال لى الشَّافِعيُّ: ليس الشَّاذ من الحديث أن يروى الثقة ما لا يرويه غيره، وإنما الشَّاذ أن يروى الثِّقَةُ حديثاً يخالف فيه النَّاسَ.
(الثانى) قول أبى عبد الله الحاكم. قاله فى ((معرفة علوم الحديث)) (1/ 119): الشَّاذ هو الحديث الذى ينفرد به ثقة، وليس له أصل متابع لذلك الثِّقَةِ.
(الثالث) قول أبى يعلى الخليلِيُّ القزوينِيُّ. قاله فى ((الإرشاد)) (1/ 176): الشَّاذ ما ليس له إلا إسناد واحد يشذ بذلك شيخ ثقة أو غير ثقة، فما كان عن غير ثقة فمتروك لا يقبل، وما كان عن ثقة يتوقف فيه ولا يحتج به.
وقد لخصها الحافظ الجهبذ زين الدين العراقِيُّ فى ((التَّبصرة والتَّذكرة)) فقال:
وَذُو الشُّذُوذِ مَا يُخَالِفُ الثِّقَهْ ... فِيهِ الْمَلاَ فَالشَّافِعيُّ حقَّقَهْ
والحَاكِمُ الخِلاَفَ فِيهِ مَا اشْتَرَطْ ... وَلِلْخَلِيليْ مُفْرَدُ الرَّاوي فَقَطْوالمعتمد من ذلك فى رسم الشَّاذ عند أكثر أهل المعرفة بالحديث هو قول الإمام الشَّافِعيِّ.
وأما ما ذكره الحاكم، فليس بالمباعد كثيرا عن رسم الشَّافِعيِّ وحدِّه، فهو يوافقه فى تفرد الثِّقَةِ، وإنما زاد الشَّافِعيُّ عليه مخالفة ذاك الثِّقَةِ لغيره من النَّاسِ، على أن صنيع الحاكم فى ((مستدركه على الصحيحين))؛ تصحيح الكثير مما تفرد به الثِّقَةُ وإن لم يتابع. ولا يغيبن عنك أن الوصف بالتفرد وعدم المتابع، هو وصفٌ خالٍ عن قبول الحدبث أو رده، وبهذا يثبت أن الشذوذ عند الحاكم أبى عبد الله لا يناقض الصِّحة ولا ينفيها، كما ظنَّه من لم يمعن الفهم لدلالة معانى ألفاظه.
وقال الحافظ ابن حجر ((النكت على ابن الصلاح)): ((والحاصل من كلامهم، أن أبا يعلى الخليلي يسوِّي بين الشاذ والفرد المطلق، فيلزم على قوله أن يكون في الشاذ الصحيح، وغير الصحيح، فكلامه أعم، وأخص منه كلام الحاكم، لأنه يقول: إنه تفرد الثقة، فيخرج تفرد غير الثقة، فيلزم على قوله أن يكون في الصحيح الشاذ وغير الشاذ، وأخص منه كلام الشافعي، لأنه يقول ((إنه تفرد الثقة بمخالفة من هو أرجح منه)). ويلزم عليه ما يلزم على قول الحاكم، لكن الشافعي صرح بأنه مرجوح، وأن الرواية الراجحة أولى، لكن هل يلزم من ذلك عدم الحكم عليه بالصحة؟، فهذا محل توقف، قد قدمت التنبيه عليه في الكلام على نوع الصحيح)) اهـ.
وما أفادناه الحافظ ابن حجر من دلالات الحدود الثلاثة جيد مستحسن، إلا قوله ((لازم قول الخليلى أن يكون فى الشَّاذ: الصحيح، وغير الصحيح))، فلست أدرى كيف فهم ذلك؟، مع تصريح الخليلى بقوله ((وما كان عن ثقة يتوقف فيه، ولا يحتج به))، فأين هذا من الصحة؟، بل الشَّاذ عند أبى يعلى الخليلى يكادُ يكونُ كلُّه غيرَ صحيحٍ، وليس كما فهمه الحافظ.
ومهما يكن من أمرٍ، فإن ما ذكره الحافظ أبو يعلى الخليلى مردود، بأن أكثر صحاح الأحاديث مما تفرد به الثقة ولم يتابع عليه، إذ لم يشترطوا فى صحة الحديث متابعةً ولا عاضداً، ولا توقفوا في أفراد الثقات، بل احتجوا بها وأودعوها ((صحاحهم))، وذلك:
¥(42/481)
(1) كحديث يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ)) الحديث.
فهذا مما تفرَّدَ عَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ عَنْ عُمَرَ به، وتفرَّدَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ به عنه، وتفرَّدَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ به عنه.
(2) وكحديث ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: ((اقْتُلْهُ)).
فهذا مما تفرَّدَ الزهريُّ عن أنسٍ به.
(3) وكحديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ، يَقُولُ: ((إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلِ: اللَّهُمَّ .. )) الحديث.
فهذا مما تفرَّدَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ به، وتفرَّدَ ابْنُ أَبِي الْمَوَالِ به عنه.
(4) وكحديث عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
فهذا مما تفرَّدَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ به، وتفرَّدَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ به عنه، وتفرَّدَ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الألهانى به عنه.
(5) وكحديث يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَخْبَرَنِي بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ أَخْبَرَنِي سُوَيْدُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ خَيْبَرَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ، صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْرَ، فَلَمَّا صَلَّى دَعَا بِالأَطْعِمَةِ، فَلَمْ يُؤْتَ إِلا بِالسَّوِيقِ، فَأَكَلْنَا وَشَرِبْنَا، ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَمَضْمَضَ ثُمَّ صَلَّى لَنَا الْمَغْرِبَ، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
فهذا مما تفرَّدَ بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ الْحَارِثِيُّ عن سُوَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ به، وتفرَّدَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ به عنه.
(6) وكحديث عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يَقْطَعُ الصَّلاةَ، إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيِ الرَّجُلِ مِثْلُ مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ: الْمَرْأَةُ، وَالْحِمَارُ، وَالْكَلْبُ الأَسْوَدُ))، قُلْتُ: مَا بَالُ الأَسْوَدِ مِنَ الأَحْمَرِ؟، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا سَأَلْتَنِي، فَقَالَ: ((الْكَلْبُ الأَسْوَدُ شَيْطَانٌ)).
فهذا مما تفرَّدَ به عَبْدُ اللهِ بْنُ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ به.
(7) وكحديث قَتَادَةَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ أَعْتَقَ شَقِيصًا مِنْ مَمْلُوكِهِ فَعَلَيْهِ خَلاصُهُ فِي مَالِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ، قُوِّمَ الْمَمْلُوكُ قِيمَةَ عَدْلٍ، ثُمَّ اسْتُسْعِيَ غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ)).
فهذا مما تفرد به بَشِيرُ بْنُ نَهِيكٍ السدوسى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وتفرد النَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ به عنه.
وهذه الأحاديث كلها صحاح، ونظائرها عشرات بل مئات، أخرجها الشيخان فى ((الصحيحين))، كما أخرجها غيرهما ممن صنف الصحيح: كابن خزيمة، وابن حبان، وابن الجارود، والحاكم، والضياء المقدسى، وكلها حجَّة فيما دلت عليه من الأحكام، مع كونها غرائب وأفراد، تفرد بها الثقات بعضهم عن بعض، كما بيَّناه فيما سبق.
ولا يرد هاهنا أن التفرد منتفٍ فى أغلب هذا الأحاديث، بورودها من طرقٍ عن غير رواتها من الصحابة، كالشواهد لها، فإن التفرد حاصل لأكثرها بمعنى خاصٍ سيأتى بيانه.
¥(42/482)
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[14 - 02 - 05, 03:50 ص]ـ
فضيلة الشيخ الكريم أبو محمد الألفي-جزاكم الله خيرا-
لكني قد وقفت على كلام رائق للشيخ حاتم العوني حول كلام الخليلي و الحاكم وقضية الترجيح بين المصطلحات فأحببت أن أنقله بتمامه للفائده و المناصحة و المدارسة
قال الشيخ -حفظه الله-في كتابه (المنهج المقترح)
لو قال أحد أهل الاصطلاح: ((الشاذ: أن يروي الثقة حديثاً يخالف فيه الناس)) (4)، فإننا بشرط (الجمع والمنع) المشترط في صناعة المعرفات المنطقية، سوف أفهم أن هذا هو الشاذ كله، ولا شاذ سواه. مع أن ذلك قد لا يكون خطر على بال قائله من أهل الاصطلاح، وإنما أراد التنبيه على أهم أنواع الشذوذ، أو على أشدها أثراً على قبول الحديث، أو على أكثرها وقوعاً، أو أشدها أثراً على قبول الحديث، أو وإن جاز وصف غيرها بذلك أيضاً .. أو غير ذلك من احتمالات معنى الشرح غير الجاري على أصول المناطقة.
وليس معنى ذلك أن لا نفهم الكلام على ما يدل عليه ظاهر اللفظ ومنطوقه، بل نحن نطالب بذلك. فإن ظاهر اللفظ ومنطوقه في العبارة السابقة إنما يقول: عن مخالفة الثقة للناس شذوذ، ولم يقل إن كل ما سوى هذه الصورة ليس (شاذاً)، ولا أن هذا هو الشذوذ وحده. ولا نريد أن نحمل الكلام غير هذا المنى، إلا إذا دل دليل خارجي على غيره.
أما الجفاء عن فهم شرح أهل الاصطلاح لاصطلاحهم، فله وجوه متعددة، منها: تسليط فهوم المتأخرين من المحدثين والأصوليين للمصطلح على شرح أهله له!! وعندها يؤول شرح أهل الاصطلاح على غير ظاهره، ويبتسر نقله وفهمه، ويفصل عن دلالة سياقه: سباقة ولحاقة؛ كل ذلك من أجل أن يوافق كلام المتأخرين من المصنفين في علوم الحديث أو غيرهم من الفقهاء والأصوليين. مع أن الواجب عكس ذلك، والسير على ضد هذا المنهج، بتأويل كلام غير أهل الاصطلاح ـ ما أمكن ـ ليوافق كلام أهله، وإلا رفض كلام أولئك الذين عم ليسوا من أهل الاصطلاح لمناقضته كلام أهله!!
ومن وجوه الجفاء في ذلك أيضاً: (فكرة تطوير المصطلحات)، بعدم الرضى عن مدلول المصطلح المشروح بكلام أهله، لسعة ذلك المدلول، وتداخله مع مدلول مصطلح آخر. فيقود ذلك الشعور بعدم الرضى إلى المشاحة في الاصطلاح، السابق بيان أخطارها (1).
وعلى كل حال، فإن الخطأ في فهم كلام أهل الاصطلاح، لا بد أن يجتمع في أسبابه غلو وجفاء، وأحدهما قائد للآخر لا محالة!!
فربما اجتمع عند المتأخرين من التعصب المذهبي ما يقودهم إلى الغلو في فهم كلام إمامهم ن وهذا الغلو يتجه في النهاية نحو الجفاء عنه ليوافق كلامه ما ظنه ذلك المتعصب صواباً من كلام غيره من الأصوليين والمتأثرين بهم من المحدثين.
ومثال ذلك: ميل أتباع الإمام الشافعي إلى نصرة أقواله، ذلك الميل الذي تحول مع مرور الزمان تعصباً. وضربت مثلاً بالشافعية، لأن (اسعد الناس بالحديث الشافعية)، وغالب مصنفات علوم الحديث ومصطلحه لأئمةٍ شافعية: من الحاكم، إلى الخطيب، على ابن الصلاح، إلى النووي، إلى العراقي، على ابن حجر، إلى السخاوي، إلى السيوطي، وقبلهم وبعدهم، كل هؤلاء شافعية!
والمثال الواقعي للغلو والجفاء في فهم الشافعية لكلام الإمام الشافعي في مصطلح الحديث: كلامه في مصطلح (الشاذ)، السابق ذكره. وتفصيل هذا المثال فيه طول، أرجو أن تكون فيه فائدة، ولذلك سأطيل في تفصيله!
قال الإمام الحاكم (الشافعي المذهب) في (معرفة علوم الحديث): ((هذا النوع منه: معرفة (الشاذ) من الروايات. وهو غير (المعلول)، فإن المعلول ما يوقف على علته: أنه دخل حديث في حديث، أو وهم فيه راوٍ أو أرسله واحد فوصله واهم. فأما الشاذ، فإنه حديث يتفرد به ثقة من الثقات، وليس للحديث اصل متابع لذلك الثقة. سمعت أبا بكر أحمد بن محمد المتكلم الأشقر .. ـ فأسند إلى الشافعي أنه قال: ـ ليس الشاذ من الحديث أن يروي الثقة ما لا يرويه غيره، هذا ليس بشاذ، إنما الشاذ أن يروي الثقة حديثاً يخالف فيه الناس، هذا الشاذ من الحديث)) (1)
ـ ثم ذكر الحاكم بعد ذلك ثلاثة أمثلة للشاذ عنده.
¥(42/483)
وعبارة الإمام الشافعي هذه جاءت عنه بألفاظٍ أخرى أكثر وضوحاً، فقال في بعضها: ((ليس الشاذ من الحديث أن يروي الثقة حديثاً لم يروه غيره، إنما الشاذ من الحديث: أن يروي الثقات حديثاً: على نص؛ ثم يرويه ثقة: خلافاً لروايتهم ز فهذا الذي يقال: شذ عنهم)) (2).
ثم قال تلميذ الحاكم أبو يعلى الخليلي في (الإرشاد): ((أما (الشواذ): فقد قال الشافعي وجماعة من أهل الحجاز: (الشاذ) عندنا: ما يرويه الثقات على لفظٍ واحدٍ، ويرويه ثقة خلافه، زائداً أو ناقصاً. والذي عليه حفاظ الحديث: (الشاذ): ما ليس له إلا إسناد واحد، يشذ بذلك ك شيخ ثقة كان، أو غير ثقة؛ فما كان عن غير ثقة: فمتروك لا يقبل، وما كان عن ثقة: يتوقف فيه، ولا يحتج به)) (3)
فواضح من تصرف الخليلي، أنه اعتبر كلام الإمام الشافعي ومن وافقه من أهل الحجاز مذهباً خاصاً بهم واصطلاحاً لهم، فلم يعترض على الاصطلاح بشيء.
ولعل الحاكم يكون هذا هو موقفه، فيكون الخليلي قد ترجم لنا موقف شيخه الحاكم بعبارته الصريحة السابقة الذكر.
وقبل أن أنتقل إلى مواقف المتأخرين من هذه المسألة، أشرح مذهب الحاكم والخليلي في تفسيرهما للشاذ.
فظاهر أنهما اتفقا أن من شروط (الشذوذ) أن يتفرد به راوٍ، دون أن يكون له متابع.
ثم قد يظن أنهما اختلفا في أمرين اثنين، هما:
الأول: أن الحاكم ذكر أن المتفرد بالشاذ ثقة، وأما الخليلي فالشاذ عنده ما تفرد به ثقة أو غير ثقة. وهذا إنما ظنناه اختلافاً بين الحاكم والخليلي (4) بتسليط معايير الحدود المنطقية على كلام الحاكم، باعتبار أن ما ذكره من شرحه للشاذ تعريفاً جامعاً منعاً. لكن لو عاملناه على غير ذلك، وأخذنا بمنطوقه دون مفهومه، لعرفنا أن الحاكم إنما ذكر أدق نوعي الشاذ، وأشدهما خفاءً، وأحوجهما إلى البيان.
والدليل القاطع بأن الحاكم لا يعارض في تسمية تفرد غير الثقة بالشاذ، هو تصرفه وتطبيقه. ففي (المستدرك) أخرج حديثاً من طريق إسحاق بن بشر الكاهلي الكوفي (ت 218هـ)، وهو كذاب (5)، يرويه هذا من طريق جميع بن عمير التيمي الكوفي وهو مختلف فيه (2)، قال عنه الحافظ في (التقريب): ((صدوق يخطىء ويتشيع)) (3). ثم قال الحاكم عقب هذا الإسناد: ((هذا حديث شاذ، والحمل فيه على جميع بن عمير، وبعده إسحاق بن بشر)) (4). فتعقبه الذهبي بقوله في (تلخيص المستدرك): ((فلم يورد الموضوع هنا؟!!)) (5).
فهذا تصرف قاطع على أن الحاكم يسمي تفرد غير الثقة شاذاً، كما يسميه به الخليلي أيضاً.
وبهذا تعلم جور تسليط معايير الحدود المنطقية على كلام أهل الاصطلاح وشرحهم لمصطلحهم، لأن كلامهم لم يوزن منهم بتلك المعايير!
الأمر الثاني الذي يظن أن الحاكم والخليلي اختلفا فيه: هو أن الحاكم لا يرى الوصف بالشذوذ مانعاً من تصحيح الحديث، ويظن أن الخليلي يخالف الحاكم في ذلك، لأنه ذكر تفرد الشيخ الثقة يتوقف فيه ولا يحتج به.
أما أن الحاكم لا يرى الوصف بالشذوذ مانعاً من وصفه بالصحة، فذلك قد أخذوه من إطلاق الحاكم على تفرد الثقة بأنه شاذ (6).
وأصرح من ذلك كله في أن الحاكم لا يرى الوصف بالشذوذ مناقضاً تصحيح الحديث والاحتجاج به أيضاً، هو أنه في كتابه (المدخل إلى الإكليل)، ذكر أقسام الحديث الصحيح المتفق عليه (7)، فقال في (القسم الرابع من الصحيح المتفق عليه): ((هذه الأحاديث الفراد والغرائب ن التي يرويها الثقات العدول، تفرد بها ثقة من الثقات، وليس لها طرق مخرجة في الكتب ... )) (8)، ثم ضرب لهذا القسم أمثلة، منها حديث اتفق على إخراجه الشيخان، وهو حديث عائشة رضي الله عنها في سحر النبي صلى الله عليه وسلم (8)، ثم قال الحاكم: ((هذا الحديث مخرج في الصحيح، وهو شاذ بمرة)) (9).
فالحاكم موافق على أنه صحيح حجة، لكنه يصفه بالشذوذ باعتبار التفرد فقط.
ولذلك أمثلة متعددة من تصرفات الحاكم!
فمن ذلك قوله عقب حديث في (المستدرك): ((ولعل متوهماً يتوهم أن هذا متن شاذ، فلينظر في الكتابين (يعني صحيح البخاري ومسلم)، ليجد من المتون الشاذ، التي ليس لها إلا إسناد واحد، ما يتعجب منه، ثم ليقس هذا عليها)) (10).
وقال عن حديث آخر في (المستدرك): ((إسناد صحيح، رواته عن آخرهم ثقات، إلا أنه شاذ بمرة)) (11).
¥(42/484)
وقال عن آخر: ((هذا حديث شاذ صحيح الإسناد)) (1).
وقال كذلك: ((هذا متن شاذ، وإن كان كذلك، فإن إسحاق الدبري صدوق ... ـ ووثق بقية رجال إسناده قبل الدبري ـ)) (2).
وقال الحاكم أيضاً في (سؤالات السجزي له): ((بهز بن حكيم: من ثقات البصريين، ممن يجمع حديثه. وإنما أسقط من الصحيح: روايته عن أبيه عن جده، لنها شاذة لا متابع لها في الصحيح)) (3). ومع ذلك فقد أكثر الحاكم الإخراج في (المستدرك) لبهز بن حكيم، مصححاً لحديثه عن أبيه عن جده (4).
وبذلك لا يبقى عندك شك في أن الشذوذ عن الحاكم ليس وصفاً مناقضاً للصحة، بل هو عبارة عن وصف الحديث بالتفرد بأصلٍ لا متابع له فيه، بغض النظر عن قبوله أو رده.
ثم وازن بين كلام الحاكم وتصرفه هذا، وهو من أهل الاصطلاح، بما استقر عند المتأخرين من أن الشذوذ قسم من أقسام الضعيف
وما أحسن احتراز ابن الصلاح وإشارته الدقيقة إلى ذلك ن عندما قال: ((الشاذ المردود قسمان .. ))، فقوله (المردود)، فيه إشارة إلى أن من الشاذ ما هو مقبول غير مردود. وإن كان كلام ابن الصلاح قبل كلامه هذا، في الموطن نفسه: (نوع معرفة الشاذ) ن يوحي إيحاءً يكاد يكون تصريحاً بخلاف ذلك الاحتراز الحسن وبغير تلك الإشارة الدقيقة
فانتهينا إذن إلى أن من الشاذ ما هو صحيح محتج به عند الحاكم، فهل الخليلي يخالفه؟
إن ظاهر كلام الخليلي في هذا الموطن: أن الحديث الفرد، سواء كان من رواية ثقة أو غير ثقة، فهو حديث لا يحتج به. لكن هذا الظاهر لا يتبادر إلى ذهن أحدٍ من له أدنى علمٍ بعلم الحديث، لن رد الغرائب والأفراد كلها لا يقول به أحد من أهل الحديث. وإذا كان هذا الظاهر على هذه الدرجة من ظهور رده ووضوح بطلانه، فلا يمكن أن نظن بأحد حفاظ الحديث ونقاده أنه يقول به وعلى هذا بلا بد من تفسير كلام الخليلي بما لا يخالف البدهيات، وتأويله بما لا يناقض الإجماع وهذا أباح للخليلي التعبير بمثل هذا التعبير، وهو الذي رخص له عند نفسه أن لا يعقد عبارته بما البدهي كافٍ فإفهامه والإجماع كفيل بتقييده. وهذا مثال آخر وجديد، على سهولة عبارات أئمة الحديث، وخروجها على سليقة العرب: في صفائها ن ووضوحها، وبعدها عن تطويل العبارة أو تعيدها، بما العقول السليمة تعقله، والأفهام الصحيحة تدركه.
ولك أن تعجب بعد ذلك من مواقف بعض المتأخرين من عبارة الخليلي تلك والتي جاء أمثلها قول من فهم كلام الخليلي بناءً على تصريح الخليلي في موطن آخر م (الإرشاد)، بأنه يصحح افراد الحفاظ الثقات. وهذا وإن كان دليلاً صحيحاً على عدم جواز فهم كلام الخليلي السابق على إطلاقه، من أنه يرد الأفراد ولا يحتج بها مطلقاً= إلا أنه استدلال حاجة لنا فيه، بعد أن فهمناه بداهةً، وعلمناه بالإجماع
وإذا كان الخليلي لم يشذ عن الإجماع ولم يخالف البدهيات، في أن أفراد الحفاظ صحيحة محتج بها اتفاقاً، فما هو معنى قوله عن الشاذ: ((يشذ بذلك: شيخ ثقة كان، أو غير ثقة ... وما كان عن يتوقف فيه ولا يحتج به))؟
أجاب عن ذلك ابن رجب الحنبلي في (شرح علل الترمذي)، حيث قال: ((لكن كلام الخليلي في تفرد الشيوخ، والشيوخ في اصطلاح أهل هذا العلم: عبارة عمن دون الأئمة الحفاظ، وقد يكون فيهم الثقة وغيره ... وفرق الخليلي بين ما ينفرد به شيخ من الشيوخ الثقات، وما ينفرد به إمام أو حافظ؛ فما انفرد به إمام حافظ: قبل واحتج به، بخلاف ما تفرد به شيخ من الشيوخ ن وحكى ذلك عن حفاظ الحديث)).
إذن فالقسم المردود من أفراد الثقات عند الخليلي: هو الذي ليس في راويه من الثقة والضبط ما يقع جابراً لما يوجبه التفرد والشذوذ من النكارة والضعف. وما سوى هذا القسم من أفراد الثقات، فهو مقبول محتج به، وهو انفراد من كان يحتمل التفرد بما تفرد به.
وهذا كله في معرفة ما يقبله وما لا يقبله الخليلي من أفراد الثقات، ويحكيه عن أهل الحديث. لكن مسألتنا ك هل الشاذ عند الخليلي هو هو عند الحاكم؟
أما حكم انفراد الثقات، فاتفق عليه الحاكم والخليلي، كما سبق عنهما. بتقسيمه إلى انفراد من يحتمل ذلك التفرد ن ومن لا يحتمله.
¥(42/485)
واتفق والحاكم والخليلي على تسمية ما لا يحتمل من التفرد بـ (الشاذ)، ونص الحاكم على تسمية ما يحتمل من التفرد بـ (الشاذ) أيضاً ن ولم ينص الخليلي على هذا في ذلك الموطن.
فإذا أردنا وزن كلام الخليلي بمعايير المناطقة، باعتباره أن حده لا بد أن يكون جامعاً مانعاً لصفات (الشاذ)، بعدما شرحانه من كلامه= يكون تفرد من يحتمل ذلك التفرد ليس بـ (شاذ) عند الخليلي.
لكن سبق أن تلك المعايير أجنبية عن علوم الحديث، غريبة على علمائه، فلا يصح أن يوزن كلامهم بها.
ويكون الخليلي بذلك الشرح للشاذ، إنما أراد بيان قسمه المردود، لأنه هو القسم الذي كان وصفه بـ (الشذوذ) سبباً لرده وعدم الاحتجاج به. فهو لذلك، وبملاحظة منطوق كلامه وحده، غير مخالفٍ للحاكم، وليس عندنا ـ إلى الآن ـ ما يدل على أنه موافق له أيضاً. وإن كانت موافقته له هي الأقرب والأصل، لأن اصطلاحهما اصطلاح علمٍ واحدٍ، ولأن الحاكم شيخ الخليلي.
غير أني وجدت تطبيقاً عملياً للخليلي، يدل على أنه موافق لشيخه الحاكم، على تسيمة تفرد من يحتج بتفرده بـ (الشاذ)
حيث قال في (الإرشاد) عن العلاء بن عبد الرحمن الحرقي: ((وقد أخرج مسلم في (الصحيح): المشاهير من حديثه، دون هذا (1) والشواذ)) (2).
فها هو يطلق على مفاريد العلاء بن عبد الرحمن في (صحيح مسلم): أنها شواذ
ونخرج من هذا كله، بأن (الشاذ) عند الحاكم والخليلي معناه واحد، وحكمهما على أنواعه واحد، ورأيهما فيه متطابق تماماً
فالشاذ عندما: هو الأصل الذي انفرد بروايته راوٍ واحد. فإن كان المنفرد به يحتمل التفرد بمثله لحفظه وإتقانه وإمامته: لم يقدح ذلك في الاحتجاج بخبره ولم يمنع من تصحيحه، وإن كان المتفرد به مقبولاً لكنه ليس يحتمل التفرد به: فهو متوقف فيه لا يحتج به، وإن كان المتفرد به ضعيفاً: كان ذلك الحديث شديد الضعف غير نافعٍ للاعتبار.
وبعد هذا الذي استخلصناه من كلام الحاكم والخليلي في تعريفهما لـ (الشاذ)، نرجع إلى التذكير بموقفهما من كلام الشافعي عنه.
أما الخليلي فالظاهر أنه اعتبر كلام الإمام الشافعي ومن وافقه من أهل الحجاز مذهباً لهم، واصطلاحاً خاصاً بهم، في استعمال مصلطح (الشاذ).
ولعل موقف الحاكم من كلام الإمام الشافعي مثل موقف الخليلي منه، حيث ذكر الحاكم كلام الشافعي عقب تعريفه هو للشاذ، دون إشارة إلى قبول أو رد، من ظهور اختلاف كلام الشافعي عن كلامه في تعريف الشاذ.
إلا أن موقف الحاكم من كلام الإمام الشافعي يحتمل فيه أيضاً أنه مختلف عن موقف الخيلي، بأن يكون الحاكم فهم كلام الشافعي فهماً لا يعارض شرحه هو لمصطلح الشاذ. وقد يؤيد ذلك: أن الحاكم أورد كلام الشافعي (وهو إمامه) عقب كلامه دون استدراكٍ أو معارضةٍ أو أي تعقيب، كهيئة المستدل بكلامه المحتج به وهذا ظاهر لمن نظر في سياق كلام الحاكم، كما ذكرناه سابقاً (3).
فيحتمل أن يكون الحاكم قد فهم من كلام الإمام الشافعي، أن (الشاذ) في كلامه لم يرد بالمعنى الاصطلاحي، وإنما ورد فيه بالمعنى اللغوي. فالشافعي حينها لم يقصد تعريف (الشاذ) اصطلاحاً، وإنما أراد بيان أولى أحوال الرواية وصفاً بالشذوذ لغةً
ولا شك أن الوصف بـ (الشذوذ) لغةً يقتضي الانفراد عن جماعةٍ، ويوحي أيضاً بذم هذا المنفرد. وهذا المقتضى والموحى به أوضح وأبين في (مخالفة المقبول لمن هو أولى منه) من (انفراد الراوي بأصلٍ لا متابع له عليه). وإن كان (انفراد الراوي بأصل لا متابع له عليه) فيه انفراد عن جماعة الرواة بنقل ذلك الأصل أيضاً، وفيه إيحاء بذم المنفرد به كذلك، برد أكثر الشواذ، إلا ما تفرد به إمام حافظ يحتمل ذلك التفرد. لكن تحقق ذلك المقتضى والمحى به من معنى (الشاذ) لغةً في الذي ذكره الشافعي أكثر من اصلاح المحدثين فيه، كما سبق.
وليس في ذلك مشاحة من الإمام الشافعي لاصطلاح المحدثين في (الشاذ)، لكنه بيان لأحق أحوال الرواية بذلك الوصف لغةً، وإن كان الاصطلاح عند الشافعي على غير ذلك.
¥(42/486)
وقد يشير على أن مصطلح (الشاذ) عند الشافعي كان معروفاً أنه: (انفراد الراوي باصل لا متابع له عليه) = قوله: ((ليس الشاذ من الحديث أن يروي الثقة ما لا يرويه غيره)). فنفيه لهذا المعنى عن (الشاذ) يدل على علمه به، ويشير إلى إطلاق المحدثين له على هذا المعنى، وأن الشافعي كان يعرف ذلك، ولعله كان يستخدمه على المعنى نفسه أيضاً لكنه أراد أن يبين أن الانفراد ليس سبباً للراد مطلقاً، كما يويحي به وصفه بـ (الشذوذ)، وأن يبين أيضاً أن الشاذ لغةً على الحقيقة، والأولى بهذا الوصف، هو (مخالفة الثقة لمن هو أولى منه).
وأنا أعلم أن من تمذهب بإلفه العلمي، سوف يعبر هذا التفسير لكلام الإمام الشافعي: تمحلاً في الفهم، وتعسفاً في التفسير. ولو أنه أنصف، ونظر النظر المجرد عما ألفه، وتذكر أن أفمام الشافعي من أهل القرن الهجري الثاني، ومن أهل المراحل المتقدمة لنشأة علوم الحديث ومصلحه، وأنه كان يخاطب أهل عصره، بعملهم وفهمهم واصطلاحهم، وأنه لم يكن يخطر على باله الاحتجاج الملح عندنا لشرح مصطلحاتهم؛ من تذكر ذلك كله= علم أن تفسيري لكلام الإمام الشافعي، بأنه أراد بالشذوذ في كلامه المعنى اللغوي له، ليس فيه تمحل ولا تعسف
وأنا لا أجزم بأن هذا هو معنى كلام الإمام الشافعي، لكني أورد إلى كلامه هذا المعنى ن على أنه احتمال آخر في فهمه. والجزم بمعنى كلامه، إنما يكون باستقراء مصطلحه التطبيقي، ومصطلح أهل عصره، وأهل الحجاز منهم خاصةً لكلمة الخليلي في نسبة تفسير الشافعي للشاذ إلى أهل الحجاز أيضاً.
وما دمنا نتحدث عن كلام أهل الاصطلاح عن (الشاذ)، والفهوم الجائزة لكالمهم؛ فهذا الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن هانىء الأثرم (ت 273هـ)، لما ذكر (الشاذ) في كلامه. حمل على أنه يريد به (مخالفة الراوي لمن هو أولى منه)، مع أن كلامه يدل بظاهره على غير ذلك المعنى
قال أبو بكر الأثرم: ((والأحاديث إذا كثرت كانت أثبت من الواحد الشاذ، وقد يهم الحافظ أحياناً)) (1).
إن عبارة الأثرم واضحة أنه يتكلم عن (أحاديث)، لا عن (حديث) خالف فيه راوٍ من هو هو أولى منه. فهو يذكر أن (الأحاديث) إذا دلت على أصل، كان ذلك أثبت من الأصل الذي جاء به الواحد الشاذ، ولم يقل: (كان ذلك أثبت من المخالف الشاذ)، إنما قال: (الواحد).
فالأثرم ـ بناءً على هذا) ـ يسمي تفرد الراوي بأصلٍ (شاذا)، فهو على رأي الحاكم والخليلي، وليس على ما استظهر من كلام الإمام الشافعي. والغريب بعد ذلك، كما ذكرنا آنفاً، أن كلام الأثرم هذا فهم على أنه أراد به ما استظهر من كلام الإمام الشافعي، بان الشاذ: مخالفة المقبول لمن هو أولى منه (2).
وكلمة أخرى لأحد الأئمة من أهل الاصطلاح، في تفسير معنى (الشاذ):
يقول الحافظ النقاد الإمام صالح (جزرة) بن محمد بن عمرو الأسدي البغدادي (ت294هـ): ((الحديث الشاذ: الحديث المنكر الذي لا يعرف)) (1).
ففهم ظاهر هذه العبارة، يقول: إن الشاذ: هو التفرد المردود. فالتفرد من قوله: ((الذي لا يعرف))، والرد من قوله: ((المنكر)).
وليس معنى ذلك أن هذا وحده هو (الشاذ) عند صالح جزرة لنه العبارة خرجت منه غير موزونةٍ بما تقتضيه صناعة الحدود المنطقية، من الجمع والمنع لكن معنى عبارته، بما تقتضيه أساليب العرب: أن الشاذ حقاً، أو الشذوذ المحض لغةً ـ عند صالح جزرة ـ: هو الحديث المنكر الذي لا يعرف. فهو إما أنه أراد الالتفات إلى دلالة المعنى اللغوي لـ (الشاذ)، كما سبق مع الإمام الشافعي. أو أنه أراد التنبيه إلى أخطر أنواع (الشاذ)،
وأحقها بالاهتمام.
كما أن هذه العبارة لا يلزم أنها تعني بأن (الشاذ) هو (المنكر)، وأنهما مصطلحان متطابقان المعنى، خاصة بعد الشرح المذكور آنفاً لعبارته هذه. إذ مقتضى ذلك الشرح: أن (الشاذ) المردود، هو الذي يقال له (منكر)، دون غيره من (الشذوذ)، الذي هو تفرد الثقة الحافظ المحتمل لذلك التفرد.
¥(42/487)
ولعله مما يؤيد هذا الفهم لعلاقة (الشاذ) بـ (المنكر) من كلام صالح جزرة، هذا الحوار الذي دار بين أحد سائلي يحيى بن معين ويحيى، حيث قال ذلك السائل لابن معين: ((ما تقول في الرجل حدث بأحاديث منكرة، فردها عليه أصحاب الحديث، إن هو رجع عنها، وقال: ظننتها، فأما إذ أنكرتموها ورددتموها علي، فقد رجعت عنها؟ فقال يحيى: لا يكون صدوقاً أبداً، إنما ذلك الرجل يشتبه له الحديث الشاذ والشيء، فيرجع عنه. فأما الأحاديث المنكرة التي لا تشتبه لأحدٍ فلا)) (2).
ولا أريد الدخول في مسألة علاقة (الشاذ) بـ (المنكر)، فهذا خصم ليس هذا محله! لكن ما ذكرته إشارات لبعض ما يقال، وأرجو الله أن ييسر لي كل ما يقال مستقبلاً في هذه المسألة. فإذا رجعنا إلى تفسير الشافعي للشاذ، وما ذكرناه فيه، فإن الذي لا محيد لنا من التسليم به حتى الآن، على أقل تقدير، أن نقول مثل الخليلي: إن للشاذ اصطلاحين معتبرين، أحدهما: للشافعي وأهل الحجاز، والآخرة: لغيرهم من حفاظ الحديث.
وهذا يشبه (لا كل الشبه) ما خرج به ابن الصلاح في نوع (الشاذ)، حيث قال: ((فخرج من ذلك، أن الشاذ المردود قسمان، أحدهما: الحديث الفرد المخالف. والثاني: الفرد الذي ليس في راويه من الثقة والضبط ما يقع جابراً لما يوجبه التفرد والشذوذ من النكارة والضعف)) (3).
لكن ظهرت المشاحة في الاصطلاح عند ابن الصلاح، وظهرت بوادر الميل إلى نصرة اقوال إمامه الشافعي، عندما اعترض على تعريفي الحاكم والخليلي للشاذ: بالأفراد الصحاح (1)!! حتى عبر الحافظ العراقي عن هذا الاعتراض في (ألفيته) وشرحها: (التبصرة والتذكرة)، بأنه رد من ابن الصلاح لتعريفي الحاكم والخليلي (2)!!!
ثم ازداد الميل إلى نصرة قول الإمام إلى درجةٍ أبعد، عند الحافظ ابن حجر، عندما أدخل في باب الاصطلاح الترجيح بين الاصطلاحات (3)، مع أنه لا مدخل للترجيح في الاصطلاح، لأن الترجيح مشاحة فيما لا تحق فيه المشاحة!!
بل جزم الحافظ بمعنى واحد من معاني الشذوذ في (النزهة)، هو المعنى الذي استظهر من كلام إمامه (وإمام المسلمين مع غيره من أئمة الإسلام):
الشافعي (4)!!!
ثم تبعه على هذا الانتصار لقول الإمام: السخاوي (5)، والسيوطي (6): الشافعيان!!
وأصبح اصطلاح غير الإمام: ((غير جيد)) (7)!!!
مع أنه قد سبق معنا أن اعتبار ما قله الإمام (الشافعي) اصطلاحاً له، يحتاج إلى مزيد إثبات والاستدلال، فهو غير مقطوع به أنه اصطلاحه أصلاً!!!
فانظر كيف تعاون الغلو والجفاء في فهم كلام أهل الاصطلاح، بالتدريج، إلى البعد عن فهم كلامهم!!!
وهذا ما أردت التمثيل له!
وهو آخر ما أحببت ذكره في هذه الخطوة
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[10 - 06 - 07, 11:35 م]ـ
اتمنى ان ارى جميع مؤلفاتك فى الاسواق شيخى الحبيب
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[11 - 06 - 07, 09:00 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم الألفي
ـ[أبو مسلم الأثري]ــــــــ[15 - 06 - 07, 04:12 م]ـ
جزاكم الله خيراً
بارك الله فيك شيخنا الكريم(42/488)
حديث صلاة التسبيح؟!
ـ[تميم1]ــــــــ[11 - 02 - 05, 08:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
حديث صلاة التسابيح من الأحاديث التي اختلف فيها النقاد بين مصحح له ومضعف
هل هناك بحث مبسوط في الكلام عليه ...
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[11 - 02 - 05, 09:02 م]ـ
لعلك قرأت المساجلة العلمية بين ابن الصلاح والعز بن عبد السلام بتحقيق الألباني؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[11 - 02 - 05, 09:08 م]ـ
هذه المساجلة هي عن صلاة الرغائب لا صلاة التسبيح. فتنبه.
أما الكلام على صلاة التسابيح فتجده في الملتقى عن طريق محرك البحث.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[11 - 02 - 05, 09:28 م]ـ
جزاك الله خيرا الأخ الشيخ عصام كانت مني غفلة
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[12 - 02 - 05, 12:09 ص]ـ
الحديث لا يصح بحال من الأحوال
وهو ظاهر في البطلان
ولشيخ الإسلام رحمه الله تعالى كلام رائع فيها
وأما الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى
فمال إلى تقويتها لكثرة الطرق
وهذه عادته رحمه الله في مثل هذه الحاديث
إذا كثرت أمامه الطرق قوى شأنها
ـ[أبو عمر]ــــــــ[26 - 11 - 05, 04:06 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو بكر حفظك الله ورعاك
قال الحافظ في التلخيص الحبير (2/ 7):
" وأما صلاة التسبيح فرواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وابن خزيمة كلهم عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم عن موسى بن عبد العزيز عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن بن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للعباس: (يا عباس يا عماه ألا أمنحك ألا أحبوك) الحديث بطوله، وصححه أبو علي بن السكن والحاكم وادعى أن النسائي أخرجه في صحيحه عن عبد الرحمن بن بشر، قال وتابعه إسحاق بن أبي إسرائيل عن موسى وأن ابن خزيمة رواه عن محمد بن يحيى عن إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه مرسلا وإبراهيم ضعيف، قال المنذري وفي الباب عن أنس وأبي رافع وعبد الله بن عمر وغيرهم وأمثلها حديث بن عباس، قلت: وفيه عن الفضل بن عباس، فحديث أبي رافع رواه الترمذي، وحديث عبد الله بن عمرو رواه الحاكم وسنده ضعيف، وحديث أنس رواه الترمدي أيضا وفيه نظر لأن لفظه لا يناسب ألفاظ صلاة التسبيح وقد تكلم عليه شيخنا في شرح الترمذي، وحديث الفضل بن العباس ذكره الترمذي وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رواه أبو داود، قال الدارقطني أصح شيء في فضائل سور القرآن قل هو الله أحد وأصح شيء في فضل الصلاة صلاة التسبيح، وقال أبو جعفر العقيلي ليس في صلاة التسبيح حديث يثبت، وقال أبو بكر بن العربي ليس فيها حديث صحيح ولا حسن، وبالغ بن الجوزي فذكره في الموضوعات، وصنف أبو موسى المديني جزءا في تصحيحه فتباينا، والحق أن طرقه كلها ضعيفة وإن كان حديث بن عباس يقرب من شرط الحسن إلا أنه شاذ لشدة الفردية فيه وعدم المتابع والشاهد من وجه معتبر ومخالفة هيئتها لهيئة باقي الصلوات وموسى بن عبد العزيز وإن كان صادقا صالحا فلا يحتمل منه هذا التفرد وقد ضعفها ابن تيمية والمزي، وتوقف الذهبي حكاه بن عبد الهادي عنهم في أحكامه وقد اختلف كلام الشيخ محيي الدين فوهاها في شرح المهذب فقال حديثها ضعيف وفي استحبابها عندي نظر لأن فيها تغييرا لهيئة الصلاة المعروفة فينبغي أن لا تفعل وليس حديثها بثابت، وقال في تهذيب الأسماء واللغات قد جاء في صلاة التسبيح حديث حسن في كتاب الترمذي وغيره وذكره المحاملي وغيره من أصحابنا وهي سنة حسنة، ومال في الأذكار أيضا إلى استحبابه، قلت: بل قواه واحتج له، والله أعلم " ا. هـ
فالظاهر من كلامه -رحمه الله- الأول أو الثاني (وفي نسبته إليه نظر) أنه لا يراها ولا يثبتها
بل طعن في الرواة التفرد وعدم موافقتها الصلاة العادية وغير ذلك وهذا الظاهر من كلامه فهل أجد عندك غير ذلك وجزاك الله خيرا
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[26 - 11 - 05, 07:15 ص]ـ
قرأت في كتاب " جنة المرتاب " للشيخ الفاضل: أبي إسحاق الحويني ـ حفظه الله ـ أنه قد حقق القول الفصل في صلاة التسابيح في كتاب له سماه ـ على ما أذكر ـ " القول الرجيح في صلاة التسابيح ". والله أعلم.
فأرجو من الإخوة الكرام من وجد هذا الكتاب فليتحفنا به، وجزاكم الله خيراً.
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[03 - 04 - 06, 04:12 م]ـ
أين أجد كلام ابن تيمية رحمه الله على حكمه على هذا الحديث
ـ[أبو صحمد الشنقيطي]ــــــــ[03 - 04 - 06, 05:19 م]ـ
السام عليكم
يمكنم الإستفادة من البحث في الملتقي باستخدام كلمة (صلاة التسابيح) وستحصلون علي مشاركات قيمةمن بينها مشاركة الأخ أبو عبد الله مصطفى بعنوان:
تخريج حديث صلاة التسابيح وأقوال العلماء فيه
والأخ أبو محمد الألفى بعنوان:
التصريح بضعف أحاديث صلاة التسابيح
والسلام عليكم
ـ[أبو صحمد الشنقيطي]ــــــــ[06 - 04 - 06, 09:37 م]ـ
الأخ الفاضل أبو عمر
للحافظ ابن حجر قول آخر في صلاة التسابيح خلص فيه الي أن حديثها حسن ذكره في رد له علي القزويني
وهذا الرد مطبوع في بداية الجزء الأول من كتاب مشكاة المصابيح بتحقيق الأستاذ سعيد اللحام صادر عن دار الفكر بيروت.
أما القول بأنها مخالفة لهيئة الصلوات الأخرى فليس بعلة تؤثر في ثبوتها إن ثبت الحديث أكرر إن ثبت الحديث
للاختلاف بين صلاة الكسوف والصلاة المفروضة.
والعلم عند الله تعالي
¥(42/489)
ـ[الكردستاني]ــــــــ[28 - 06 - 09, 06:31 ص]ـ
قرأت في كتاب " جنة المرتاب " للشيخ الفاضل: أبي إسحاق الحويني ـ حفظه الله ـ أنه قد حقق القول الفصل في صلاة التسابيح في كتاب له سماه ـ على ما أذكر ـ " القول الرجيح في صلاة التسابيح ". والله أعلم.
فأرجو من الإخوة الكرام من وجد هذا الكتاب فليتحفنا به، وجزاكم الله خيراً.
هل من جديد عن هذا الكتاب؟
أرجو أن نحصل على الكتاب مصوراً قريباً (إن كان مطبوعاً)، أو أن نتعرف على خلاصة قول الشيخ أبي إسحاق حفظه الله في صلاة التسابيح وحديثه.
وجزاكم الله حيراً.
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 10:01 ص]ـ
قال شيخ الاسلام في كتاب السماع انها موضوعة
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[29 - 06 - 09, 02:02 م]ـ
الحديث اُختلف فى تحسينه.
أخرجه أبو داود (1297) - وابن ماجه (1387). والحاكم (1/ 318 - 319) - والبيهقى (3/ 51) - والطبرانى (11/ 161) - وأبو نعيم فى الحليه (1/ 25 - 26) - وغيرهم من طرق عن ابن عباس. وكلها ضعيفة. وله شواهد كثيرة. وقد قال الحافظ ابن حجر فى التلخيص (2/ 7).:" والحق أن طرقه كلها ضعيفة وإن كان حديث بن عباس يقرب من شرط الحسن إلا أنه شاذ لشدة الفردية فيه وعدم المتابع والشاهد من وجه معتبر ومخالفة هيئتها لهيئة باقي الصلوات: أهـ
وقد ذكر ابن حجر أيضاً فى كتابه: " مجالس أمالى الأذكار ". جماعة ممن صححوه. وتعقب من انكره. وحكم هو بتحسنه لرواية ابن عباس.
وقد ضعف الحديث جمع من العلماء منهم: الإمام أحمد - وقيل رجع عن تضعيفة - والترمذى - وابن العربى - وأورده ابن الجوزى فى الموضوعات. وقد رد عليه الحفاظ.
وضعفة شيخ الاسلام ابن تيمية - وتوقف فيه ابن خزيمه والذهبى.
وقوى الحديث جمع كذلك منهم: الأمام مسلم - وأبو داود - كما نقله المنذرى - والحاكم - والبيهقى وابن حجر.
ومن المعاصرين: الشيخ أحمد شاكر - وصححة الشيخ الألبانى وغيرهم.
وهناك رساله للشيخ / جاسم الفهيد.
أسمها (التنقيح لما جاء فى صلاة التسابيح). وخلص فيها إلى تصحيح الحديث.
لذا كان أقوال الفقهاء فيها على ثلاث أفوال:
1 - أنها مستحبه: وبه قال بن المبارك وغير واحد من أهل العلم. وبعض الشافعية. وهؤلاء صححوا الحديث فقالو به. أنظر (المجموع (3/ 647) - ونهاية المحتاج (2/ 119).
2 - أنها لا بأس بها (جائزة). وبه قال بعض الحنابله. قالو ا لو لم يثبت الحديث فيها فهى من فضائل الأعمال فيكفى فيها الحديث الضعيف. أنظر (المغنى (2/ 132).
لذا قال ابن قدامه (إن فعلها إنسان فلا بأس. فإن النوافل والفضائل لا يشترط صحة الحديث فيها .. أهـ
3 - أنه غير مشروعة: وهو مذهب أحمد فقد قال: ما تعجبنى، قيا له: لم؟ قال: ليس فيها شئ يصح ونفض يده كالُمنكر. أنظر (المغنى (2/ 132).
وقال الإمام النووى: فى استحبابها نظر. لان حديثها ضعيف. وفيه تغيير لنظم الصلاة المعروفه فينبغى أن لا يفعل بغير حديث. وليس حديثها بثابت " أهـ أنظر (المجموع (3/ 548).
قلت أبو عبد الله سيد السبيعى.
بعد عرض أقوال المحدثين. وأقوال الفقهاء. فى صحة الحديث من ضعفة.
وبعد البحث فى المصادر الحديثية والفقهية: ا لذى أميل إليه وتستريح له النفس.
أن الحديث: حسن. وأنها صلاة مستحبه. من صلاها كان مُثاباً. إن شاء الله تعالى. ومن تركها فلا وزر عليه.
ولكن هناك تنبية:
1 - من أختار تصحيح أو تحسين الحديث. لا يُنكر. على من أختار تضعيف الحديث. ولا يرميه بالجهل أو قلة العلم.
أو يثار حوله جدل كبير بين المسلمين بعضهم البعض. وخصوصاً فى المساجد.
2 - وكذلك من اختار تضعيف الحديث: لا يُنكر. على من أختار تصحيح الحديث. ولا يرميه بالجهل أو قلة العلم.
3 - لا ينبغى ولا يصح الإجتماع فى المساجد فى ليله 27 من رمضان على أنها ليلة القدر وتصلى جماعة فى المساجد. فإن هذا بدعة لا أصل لها فى السنه. والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[29 - 06 - 09, 02:57 م]ـ
والحديث رواه ابن ماجه
1138 - (صحيح)
¥(42/490)
عن أبي رافع قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للعباس يا عم ألا أحبوك ألا أنفعك ألا أصلك قال بلى يا رسول الله قال فصل أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة فإذا انقضت القراءة فقل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة قبل أن تركع ثم اركع فقلها عشرا ثم ارفع رأسك فقلها عشرا ثم اسجد فقلها عشرا ثم ارفع رأسك فقلها عشرا ثم اسجد فقلها عشرا ثم ارفع رأسك فقلها عشرا قبل أن تقوم فتلك خمس وسبعون في كل ركعة وهي ثلاث مائة في أربع ركعات فلو كانت ذنوبك مثل رمل عالج غفرها الله لك قال يا رسول الله ومن لم يستطع يقولها في يوم قال قلها في جمعة فإن لم تستطع فقلها في شهر حتى قال فقلها في سنة *
(صحيح) المشكاة 1328 و 1329: صحيح الترغيب 678. للشيخ الألبانى.
وقد قال الشيخ رحمة الله كلام ثمين جداً فى (الرد المفحم).
" حديث صلاة التسابيح " فإنه قد تبين بعد تتبع طرقه أنه ليس له إسناد ثابت ولكنه صحيح بمجموع طرقه وقد صححه - أو على الأقل حسنه - جمع من الحفاظ: كالآجري وابن منده والخطيب وأبي بكر السمعاني والمنذري وابن الصلاح والنووي والسبكي وغيرهم ومنهم البيهقي فقد ساقه في " شعب الإيمان " (1/ 247) بإسناد ضعيف من حديث أبي رافع ثم قال:
وكان عبد الله بن المبارك يفعلها وتداولها الصالحون بعضهم من بعض وفيه تقوية للحديث المرفوع. وبالله التوفيق
وسبقه إلى هذا الحاكم فقال في " المستدرك " (1/ 319):
ومما يستدل به على صحة هذا الحديث استعمال الأئمة من أتباع التابعين إلى عصرنا هذا إياه ومواظبتهم عليه وتعليمه للناس ومنهم عبد الله بن المبارك. . . "
ثم ساق إسناده بذلك إلى ابن المبارك وقال عقبه:
رواته عن ابن المبارك ثقات ولا يتهم عبد الله أن يعلم ما لم يصح عنده. ووافقه الذهبي
وقلت: ومن كلام هؤلاء الأئمة الأعلام في إثبات هذا الأصل العظيم - ألا وهو تقوية الحديث بالطرق والشواهد - وتطبيقهم إياه في النماذج المذكورة فهو أكبر دليل على جهل هؤلاء المضعفين لهذا الحديث فكأنهم لا يعلمون - ما يعرف عند العلماء بالحديث الحسن أو الصحيح لغيره
.
*- وقال سُل الشيخ ابن عثيمين عدة أسئلة: (فى محموع ورسائل ابن عثيميين).
895 ... سئل فضيلة الشيخ: عن حكم صلاة التسبيح:
فأجاب فضيلته بقوله: صلاة التسبيح (1) وردت فيها أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حسنها بعض أهل العلم، واعتبروها، وعملوا بها، ولكن الراجح من أقوال أهل العلم أنها أحاديث ضعيفة لا تقوم به حجة كما قال ذلك شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله – وقال: إن حديثها باطل، أو كذب وأنه لم يستحبها أحد من الأئمة وما قاله – رحمه الله – هو الحق، وأنها صلاة غير مستحبة لعدم ثبوتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأصل في العبادة الحظر إلا ما قام الدليل الصحيح على مشروعيته، وفيما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من النوافل ما يكفي عن مثل هذه الصلاة المختلف فيها، وإذا تأمل الإنسان متنها، وما رتب عليها من الثواب تبين له أنه شاذ لمخالفته لصفات الصلاة المعهودة في الشرع؛ ولأن الثواب مرتب على فعلها في الأسبوع، أو في الشهر، أو في السنة، أو في العمر وهو غريب في جزاء الأعمال أن يتفق الثواب مع تباين الأعمال هذا التباين، فالصواب في هذه المسألة أن صلاة التسبيح غير مشروعة، والله أعلم.
896 ... سئل فضيلة الشيخ: عن صلاة التسبيح كيف تؤدى؟ ومتى تصلى؟
__________
(1) انظر صفتها في الفتاوى التالية.
(14/ 224)
فأجاب فضيلته بقوله: قبل أن نجيب على حكم صلاة التسبيح نبين صفتها على حسب ما روي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبد المطلب: "يا عباس، يا عماة: ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك، أوله وأخره، وقديمه وحديثه، وخطأه وعمده، وصغيره وكبيره، وسره وعلانيته؟ عشر خصال: إن تصلي أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة فقل وأنت قائم: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا، ثم تهوي ساجدا وتقولها وأنت
¥(42/491)
ساجد عشرا ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، تفعل ذلك في أربع ركعات، وإن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تستطع ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة"، هذا أمثل ما روي فيها.
والحديث رواه أبو داود (1)، وابن ماجة (2)، وابن خزيمه (3) في صحيحه وقال: إن صح الخبر فإن في القلب من هذا الإسناد شيئا.
وقد اختلف الناس في صلاة التسبيح في صحة حديثها والعمل به:
فمنهم من صححه، ومنهم من حسنه، ومنهم من ضعفه ومنهم من جعله في الموضوعات.
وقد ذكر ابن الجوزي أحاديث صلاة التسبيح وطرقها وضعفها كلها، وبين ضعفها وذكره في كتابه الموضوعات.
__________
(1) في الصلاة، باب: صلاة التسبيح ح (1297)، ورواه الترمذي في الصلاة باب: ما جاء في صلاة التسبيح ح (482) وقال: حديث غريب.
(2) في إقامة الصلاة باب: ما جاء في صلاة التسبيح ح (1386) و (1387).
(3) في أبواب التطوع باب: صلاة التسبيح 2/ 223 ح (1216).
(14/ 225)
قال الترمذي: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة التسبيح غير حديث، قال: ولا يصح منه كبير شيء.
ونقل النووي عن العقيلي: ليس في صلاة التسبيح حديث يثبت، وكذا ذكره ابن العربي وآخرونليس فيه حديث صحيح ولا حسن، وقال النووي: في استحبابها نظرا؛ لأن حديثها ضعيف، وفيها تغيير لنظم الصلاة المعروفة فينبغي أن لا تفعل بغير حديث، وليس حدينها ثابت. ذكره في شرح المهذب.
ونقل السيوطي في اللآلئ عن الحافظ ابن حجر قوله: والحق أن طرقه كلها ضعيفة، وأن حديث ابن عباس يقرب من شرط الحسن إلا نه شاذ لشدة الفردية فيه، وعدم المتابع، والشاهد من وجه معتبر ومخالفة هيئتها لهيئة باقي الصلوات.
وموسى بن عبد العزيز وإن كان صادقا صالحا فلا يحتمل منه هذا التفرد، وقد ضعفها ابن تيميه، والمزي، وتوقف الذهبي، حكاه ابن عبد الهادي عنهم في أحكامه أهـ كلامه.
مع أنه في جوابه عما قيل في بعض أحاديث المشكاة قال: "الحق أنه في درجة الحسن لكثرة طرقه" فاختلف كلامه فيه – رحمه الله – والله أعلم.
وقال صاحب الفروع في حديث صلاة التسبيح: رواه أحمد، وقال: لا يصح، قال: وادعى شيخنا أنه كذب، كذا قال، ونص أحمد وأئمة أصحابه على كراهتها، ولم يستحبها إمام. واستحبها ابن المبارك على صفة لم يرد بها الخبر لئلا تثبت سنة بخبر لا أصل له، قال: وأما أبو حنيفة، ومالك، والشافعي فلم يسمعوها بالكلية.
هذا كلام صاحب الفروع أحد تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمهم الله تعالى -.
والذي يترجح عندي أن صلاة التسبيح ليست بسنة، وأن خيرها ضعيف وذلك من وجوه:
الأول: أن الاصل في العبادات الحظر والمنع حتى يقوم دليل تثبت به مشروعيتها.
الثاني: أن حديثها مضطرب، فقد اختلف فيه على عدة أوجه.
(14/ 226)
الثالث: أنها لم يستحبها أحد من الأئمة، قل شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى: "قد نص أحمد وأئمة أصحابه على كراهتها ولم يستحبها إمام". قال: "وأما ابو حنيفة ومالك والشافعي فلم يسمعوها بالكلية".
الرابع: أنه لو كانت هذه الصلاة مشروعة لنقلت للأمة نقلا لا ريب فيه، واشتهرت بينهم لعظم فائدتها، ولخروجها عن جنس العبادات. فإننا لا نعلم عبادة يخير فيها هذا التخير، بحيث تفعل كل يوم، أو في الأسبوع مرة، أو في الشهر مرة، أو في الحول مرة، أو في العمر مرة، فلما كانت عظيمة الفائدة، ارجة عن جنس الصلوات، ولم تشتهر، ولم تنقل علم أنه لا أصل لها، وذلك لأن ما خرج عن نظائره، وعظمت فائدته فإن الناس يهتمون به وينقلونه ويشيع بينهم شيوعا ظاهرا، فلما لم يكن هذا في هذه الصلاة علم أنها ليست مشروعة، ولذلك لم يستحبها أحد من الأئمة كما قال شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله تعالى -.
وإن فيما ثبتت مشروعيته من النوافل لخير وبركة لمن أراد المزيد، وهو في غنى بما ثبت عما فيه الخلاف والشبهة، والله المستعان.
897 ... سئل فضيلة الشيخ: عن صلاة التسبيح؟
(14/ 227)
¥(42/492)
.. فأجاب فضيلته بقوله: صلاة التسبيح لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – في حديثها لا يصح، وقال شيخ الإسلام بن تيميه – رحمه الله -: "إنه كذب، ونص أحمد وأئمة أصحابه على كراهتها ولم يستحبها إمام، وأما أبو حنيفة، ومالك، والشافعي فلم يسمعوها بالكلية"، هذا كلام شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله – وما ذكره – رحمه الله تعالى – فهو حق، فإن هذه الصلاة لو كانت صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم لنقلت إلى الأئمة نقلا لا ريب فيه لعظم فائدتها ولخروجها عن جنس الصلوات، بل وعن جنس العبادات فلا نعلم عبادة يخير فيها هذا التخيير بحيث تفعل كل يوم، أو في الأسبوع مرة، أو في الشهر مرة، أو في الحول مرة، أو في العمر مرة فإن ما خرج عن نظائره اهتم الناس بنقله، وشاع فيهم لغرابته، فلما لم يكن هذا في هذه الصلاة علم أنها ليست مشروعة، ولهذا لم يستحبها أحد من الأئمة.
898 ... سئل فضيلة الشيخ: عن صلاة التسبيح؟ وعن حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبد المطلب: "يا عباس، يا عماه ... إلخ" (1) في فضل صلاة التسابيح؟
... فأجاب فضيلته بقوله: وأما صلاة التسبيح فالصواب أنها ليست بسنة بل هي بدعة، والحديث الذي ذكرت عنها في سؤالك غير صحيح، قال الإمام أحمد – رحمه الله -: لا تعجبني صلاة التسبيح، قيل لم؟ قال: ليس فيها شيء يصح، ونفض يده كلمنكر، وقال النووي: حديثها ضعيف، وفيها تغيير لنظم الصلاة المعروفة، وقال العقيلي: ليس فيها حديث يثبت، وقال أبو بكر ابن العربي: ليس فيها حديث صحيح ولا حسن، ونقل في الفروع عن شيخه أبي العباس شيخ الإسلام ابن تيميه أنه ادعى أن الحديث فيها كذب، قال كذا، قال: ونص أحمد وأئمة أصحابه على كراهتها ولم يستحبها إمام أهـ.
__________
(1) راجع تخريجه ص325.
(14/ 228)
... وعلى هذا فصلاة التسبيح غير مشروعة ولا يتعبد لله تعالى بها لعدم صحة الحديث الوارد فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
899 ... وسئل فضيلته أيضا: عن صلاة التسبيح؟
... فاجاب بقوله: صلاة التسبيح ورد فيها حديث (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن هذا الحديث ل يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال شيخ الإسلام: هو حديث باطل، ويدل لبطلانه أمران:
... الأمر الأول: أن هذه الصلاة لو كانت من الصلوات المشروعة، لكانت من الصلوات المشهورة؛ لأن فائدتها عظيمة، ولأنها من شريعة الله، وشريعة الله لابد أن تكون محفوظة بين الأمة من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا. ولما لم تكن هذه الصلاة مشهورة، وإنما ورد فيه هذا الحديث الضعيف، ولم يستحبها أحد من الأئمة: مالك، والشافعي، وأحمد، وأبي حنيفة، كل الأئمة لم يستحبوها دل ذلك على أنها صلاة ليست من شريعة النبي صلى الله عليه وسلم.
__________
(1) تقدم تخريجه ص325.
(14/ 229)
... الأمر الثاني: مما يدل على أنها ليست مشروعة: أنها صلاة ذكر فيها أن الإنسان يصليها كل يوم، أو كل أسبوع، أو كل شهر، أو كل سنة، أو في العمر مرة. ومثل هذا لا يستقيم في عبادة تكون مصلحة للقلوب، لأن العبادة المصلحة للقلوب لابد أن تكون مصلحة للقلوب، لأن العبادة المصلحة للقلوب لابد أن تكون مستمرة دائما، ولا تكون على هذا التخيير البعيد المدى من يوم إلى سنة، إلى العمر كله. ولا يرد علينا الحج، حيث لم يجب على المرء في العمر إلا مرة واحدة، لأن الحج إنما فرضه الله على عباده مرة واحدة؛ لأنه شاق عليهم وصعب عليهم، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام فيما يروى عنه حين سئل الحج في كل عام؟ قال: "لو قلت نعم لوجبت، ولما استطعتم، الحج مرة، فما زاد فهو تطوع" (1). فالحج لا تقاس عليه صلاة التسبيح، لأن الحج لو وجب كل عام لشق على كل فرد من أفراد الناس ممن يستطيع الحج أن يحج كل عام، ثم لشق أيضا اجتماع الناس في هذا المكان، ما ظنكم لو أن المسلمين جميعا القادرين في أقطار الدنيا يجتمعون كل عام في هذه المشاعر؟ ألا يكون عليهم مشقة عظيمة؟ لا يمكن أن تطاق هذا هو الواقع. ولهذا خفف الله على عباده فجعل الحج واجبا في العمر مرة. أما صلاة التسبيح فليس فيها مشقة لو ثبتت، ولو أنها شرعت كل يوم لم يكن في ذلك مشقة، بل شرع للناس كل يوم ما هو أكثر منها عددا وكيفية، فدل هذا على أن هذه
¥(42/493)
الصلاة ليست من الأمور المشروعة، ولهذا لا ينبغي للإنسان أن يتعبد لله بها، وإنما يتعبد لله بما ثبت من شريعته في كتابه، أو على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[29 - 06 - 09, 03:11 م]ـ
وقال سئُل الشيخ ابن باز:
س: ما حكم صلاة التسابيح؟
ج: اختلف العلماء في حديث صلاة التسابيح والصواب أنه ليس بصحيح لأنه شاذ ومنكر المتن ومخالف للأحاديث الصحيحة المعروفة عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة النافلة، الصلاة التي شرعها الله لعباده في ركوعها وسجودها وغير ذلك، ولهذا الصواب: قول من قال بعدم صحته لما ذكرنا ولأن أسانيده كلها ضعيفة، والله ولي التوفيق.
من برنامج (نور على الدرب).
*- وقد سُئلت اللجنة الدائمة:
الفتوى رقم (776)
س: 1 - ما حكم صلاة التسابيح، وما دليلها؟ 2 - ما صفتها؟
ج: أما الجواب عن السؤال الأول: فالأصل في العبادات التوقيف، فلا يقال أن هذه عبادة مشروعة إلا بدليل يصلح للاعتماد عليه، ولا نعلم دليلا صحيحا يعتمد عليه للقول بمشروعيتها. وقد ورد في أحاديث مذكورة في كتاب: (الترغيب والترهيب) وغيره، ولا تخلو من مقال، والمشروع في حق المسلم أن يتعبد الله بما شرعه في كتابه، وبما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كل عبادة لها ركنان: الإخلاص، والمتابعة. وقد جمعهما الله في مواضع من القرآن الكريم؛ فمن ذلك قوله تعالى: {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} (1) فإسلام الوجه له هو: الإخلاص، والإحسان: هو المتابعة. ومن ذلك قوله تعالى: {ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى} (2).
_________
(1) سورة البقرة، الآية 122.
(2) سورة لقمان، الآية 22.
(10/ 146)
--------------------------------------------------------------------------------
وأما الجواب الثاني: فالكلام فيه مبني على ثبوتها بدليل صحيح، وقد سبق في الجواب الأول: أنا لا نعلم دليلا صحيحا تثبت به مشروعيتها. وبالنظر لما ورد في الأحاديث التي لا تخلو من مقال فقد وردت الصفة مختلفة. ومن أراد الاطلاع عليها فإنه يرجع إليها في كتاب: (الترغيب والترهيب).
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة //
عبد الله بن منيع // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي //
*- وقد سُئل الشيخ الفوزان. فى (المنتقى من فتاوى الفوزان [).
لقد قرأنا كثيرا في بعض الكتب عن صلاة التسابيح وعن اختلاف الأئمة في صفتها وعدد ركعاتها، فهل هي واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو هو صلاها؟ أو صلاها أحد من أصحابه رضي الله عنهم؟
صلاة التسبيح وردت في حديث لكن رجح كثير من الحفاظ عدم ثبوته، بل قال عنه الإمام ابن الجوزي: (إنه من الموضوعات) (16)، وكذلك قال غيره، فالحديث مختلف في ثبوته، وبعض العلماء أخذ بمدلوله فاستحب صلاة التسبيح، وهي عبارة عن عدد من الركعات تقرأ فيها سور مخصوصة وتقال فيها أذكار طويلة وركوعات وصفة غريبة، ولكن الأكثر من المحققين على أن صلاة التسبيح غير مشروعة بل هي بدعة، لأن الحديث الوارد فيها لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذي أراه لك أيها السائل مادام أن عندك رغبة في الخير وحرصا على العبادة، أن تأخذ بالصلوات المشروعة الثابتة بأدلة صحيحة كالتهجد في الليل، والوتر والمحافظة على الرواتب مع الفرائض وصلاة الضحى، وأن تكثر من النوافل المشروعة الثابتة بأدلة صحيحة، وألا تعمل صلاة التسبيح نظرا لعدم ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي الثابت الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم غنية وكفاية للمؤمن الذي عنده رغبة في الخير، والله أعلم.
*- وقال الشيخ عطية صقر. من علماء الأزهر. رحمه الله فتوى فى (مايو 1997).
السؤال
ما هى صلاة التسابيح، وهل هى مشروعة أو غير مشروعة؟
الجواب
¥(42/494)
حديث صلاة التسابيح رواه أبو داود وابن ماجة وابن خزيمة فى صحيحه والطبرانى، وقد روى من طرق كثيرة وعن جماعة من الصحابة كما قاله الحافظ ابن حجر، ومن أمثلتها حديث عكرمة بن عباس الذى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبد المطلب " إن استطعت أن تصليها فى كل يوم مرة فافعل، فان لم تستطع ففى كل جمعة مرة، فان لم تفعل ففى كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففى عمرك مرة " وقد صحح هذا الحديث جماعة من الحفاظ. وقال بعض الرواة: إن صح الخبر فإن فى القلب من هذا الإسناد شيئا.
وذكر الإمام النووى فى كتابه " الأذكار المنتخبة من كلام سيد الأبرار" أن الترمذى قال: قد روى عن النبى صلى الله عليه وسلم غير حديث فى صلاة التسابيح، ولا يصح منه كبير شىء. ورأى ابن المبارك وغير واحد من أهل العلم صلاة التسابيح، وذكروا الفضل فيها: ثم روى الترمذى حديث العباس الذى نقله أبو رافع وقال عنه: حديث غريب. ثم قال الإمام أبو بكر بن العربى فى كتابه " الأحوذى فى شرح الترمذى " حديث أبى رافع هذا ضعيف ليس له أصل فى الصحة ولا فى الحسن، وإنما ذكره الترمذى لينبه عليه لئلا يغتر به، وقول ابن المبارك ليس بحجه.
هذا كلام أبى بكر بن العربى، وذكر أبو الفرج بن الجوزى أحاديث صلاة التسابيح وطرقها، ثم ضعفها كلها وبين ضعفها، وقال النووى: وقد نص جماعة من أئمة أصحابنا - الشافعية - على استحباب صلاة التسابيح، منهم البغوى والرويانى الذى نقل عن عبد الله بن المبارك أنها مرغب فيها، يستحب أن يعتادها فى كل حين ولا يتغافل عنها والحافظ المنذرى أورد فيها روايات كثيرة ذكر أن بعضها صحيح وأن فيها اختلافا كثيرا وجاء فى كتاب المغنى 0 لابن قدامة أن أحمد بن حنبل قال عنها: ما تعجبنى، قيل له:
ولم؟ قال: ليس فيها شىء يصح ونفض يده كالمنكر.
وبعد عرض هذه الأقوال والآراء يمكن أن يقال: إنه لا مانع من صلاتها، فإنها فضيلة، والأحاديث الضعيفة تقبل فى فضائل الأعمال كما قاله كثير من العلماء. وهى من جنس الصلوات، وفيها ذكر لله، ولم تشتمل على ما يتعارض مع الأصول الثابتة. أما كيفيتها فهى أربع ركعات، تصلى ركعتين ركعتين، أو تصلى أربعا بنية واحدة. يقرأ المصلى فى كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، وبعد السورة وقبل الركوع يسبح خمس عشر مرة، وفى الركوع يسبح عشرا وفى الاعتدال منه يسبح عشرا، وفى السجود الأول كذلك، وبين السجدتين كذلك، وفى السجود الثانى كذلك، وعقب السجود الثانى كذلك، فالجملة فى الركعة الواحدة خمس وسبعون تسبيحه، وفى الركعات الأربعة ثلاثمائة تسبيحة، وليست هناك صيغة معينة للتسبيح، ومن أمثلها " سبحان الله والحمد لله ولا إلا إله الله والله أكبر ".
وأؤكد أن صلاتها ليست بدعة ضلالة، فهى كصلاة أى تطوع زيدت فيه هذه التسبيحات، وتسبيح الله مأمور به بكرة وأصيلا، والصلاة خير موضوع، وما دام بعض الفقهاء قال بها فلا وجه للإنكار عليها.
وفضل هذه الصلاة كما فى الحديث الذى رواه أبو داود وابن ماجة وابن خزيمة، وقول النبى للعباس فيه " يا عماه ألا أعطيك ألا أمنحك ألا أحبوك ألا أفعل لك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره وقديمه وحديثه وخطأه وعمده وصغيره وكبيره وسره وعلانيته عشر خصال أن تصلى أربع ركعات. . . ".
وينبغى أن نعلم أن الذنوب التى تكفرها صلاة التسابيح هى الصغائر، أما الكبائر فلابد لتكفيرها من التوبة النصوح، ويقال مثل ذلك فى الصلوات النافلة التى يجازى عليها بالمغفرة
(8/ 498)
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[07 - 07 - 09, 10:15 م]ـ
للشيخ علي حسن عبد الحميد كتابا في الحديث عن صلاة التسابيح و رجح أنه حسن لغيره
وقد صنف العلماء في الباب كثيرون منهم ابن ناصر الدين الدمشقي و الخطيب البغدادي و ابن حجر
ـ[ابراهيم اسد]ــــــــ[11 - 04 - 10, 01:14 ص]ـ
يرفع للأهميّة
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 01:48 ص]ـ
وهذا كلام نفيس للشيخ طارق عوض الله في المسألة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=200364
ـ[ابو جودى المصرى]ــــــــ[11 - 04 - 10, 01:56 ص]ـ
مع علم الشيخ الالبانى حسنه
و الشيخ الحوينة ضعفه(42/495)
أرجو تخريج هذا الحديث بسرعة
ـ[أبو إلياس]ــــــــ[12 - 02 - 05, 03:30 م]ـ
أخرج الطحاوي في شرح معاني الآثار عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانوا يمشون أمام الجنازة وخلفها
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 02 - 05, 05:29 ص]ـ
الصحيح أن هذا الحديث مرسل من حديث الزهري
كذا رواه مالك ويونس بن عبيد ومعمر عنه. ومن غير زيادة لفظ "وخلفها"
ووصله ابن جريج ابن عيينة وزياد بن سعد وغيرهما من حديث الزهري عن سالم عن أبيه، أو الزهري عن أنس.
وقال الترمذي: وأهلُ الحديثِ كلُّهُم يرونَ أنَّ الحديثَ المرسلَ في ذلكَ أصحُّ
وقال أحمد: إنما هو عن الزهريّ مرسل،
وقال النسائي: هذا حديث خطأ، وهم فيه ابن عيينة، _يقصد أن وصله خطأ _
قال المباركفوري في التحفة:
قوله: (عن الزهري قال كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يمشون أمام الجنازة) هذه الرواية مرسلة، ورواية سفيان المتقدمة عن الزهري موصولة، والأصح الإرسال كما صرح به الترمذي فيما بعد. قوله: (وأخبرني سالم أن أباه) أي عبد الله بن عمر رضي الله عنه. قوله: (وفي الباب عن أنس) أخرجه الترمذي.
قوله: (وأهل الحديث كلهم يرون أن الحديث المرسل في ذلك أصح) لكن البيهقي اختار ترجيح الموصول لأنه من رواية ابن عيينة وهو ثقة حافظ وعن علي بن المديني قال: قلت لابن عيينة يا أبا محمد خالفك الناس في هذا الحديث فقال استيقن الزهري حدثني مراراً لست أحصيه يعيده ويبديه سمعته من فيه عن سالم عن أبيه. قال الحافظ في التلخيص. وهذا لا ينفي عنه الوهم فإنه ضابط لأنه سمعه منه عن سالم عن أبيه والأمر كذلك إلا أن فيه إدراجاً لعل الزهرى أدمجه إذ حدث به ابن عيينة وفصله لغيره وقد أوضحته في المدرج بأتم من هذا وجزم أيضاً بصحته ابن المنذر وابن حزم انتهى كلام الحافظ.(42/496)
"إن هذا الدين متين"!! ما درجة الحديث؟
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[13 - 02 - 05, 12:17 ص]ـ
حسنه الألباني في صحيح الجامع, وضعفه في مواطن أخرى؟؟
فما تقولون؟؟
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 02 - 05, 04:45 ص]ـ
قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء:
وللبيهقي من حديث جابر "إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله" ولا يصح إسناده."
ورواه أحمد عن أنس،
والعسكري في مجمع الأمثال عن عبد الله بن عمرو بن العاص ووصله.
وابن المبارك في الزهد موقوفا على عبد الله بن عمرو
والبيهقي عن عائشة وجابر
والبزار عن جابر، قال الهيثمي في المجمع وفيه يحيى بن المتوكل أبو عقيل وهو كذاب
ورجح البخاري الإرسال في تاريخه من حديث ابن المنكدر.
وقال الدارقطني ليس فيها حديث ثابت
قال السخاوي في المقاصد الحسنة ما نصه:
حديث: المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، البزار والحاكم في علومه، والبيهقي في سننه عنه، وكذا ابن طاهر من طريقه، وأبو نُعيم والقضاعي والعسكري والخطابي في العزلة، كلهم من طريق محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعاً بلفظ: إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغض إلى نفسك عبادة اللَّه، فإن المنبت، وذكره، وهو مما اختلف فيه على ابن سوقة في إرساله ووصله، وفي رفعه ووقفه، ثم في الصحابي، أهو جابر أو عائشة أو عمر، وقال الدارقطني: ليس فيها حديث ثابت، ورجح البخاري في تاريخه من حديث ابن المنكدر الإرسال، وأخرجه البيهقي أيضاً، والعسكري من حديث ابن عمرو بن العاص رفعه لكن بلفظ: فإن المنبت لا سفراً قطع ولا ظهراً أبقى، وزاد: فاعمل عمل امرئ يظن أن لن يموت أبداً، واحذر حذراً تخشى أن تموت غداً وسنده ضعيف أيضاً، مع كون صحابيه عند العسكري عمرو بن العاص لا ولده، لكن الظاهر أنه من الناسخ فطريقهما متحد، وهو عند ابن المبارك في الزهد من حديث عبد اللَّه بن عمرو لكن وقفه ولفظه: إن دينكم دين متين فأوغلوا فيه برفق، ولا تبغضوا إلى أنفسكم عبادة اللَّه، فإن المنبت، وذكره. ولهما شاهد عند العسكري من حديث الفرات بن السالب عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي رفعه: إن دينكم دين متين فأوغل فيه برفق، فإن المنبت لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع، وفرات ضعيف، وهو عند أحمد من حديث أنس رفعه، لكن ليس فيه جملة الترجمة، وهو على اختصاره أجود مما قبله، وهو من البت القطع يريد أنه بقى في طريقه عاجزاً عن مقصده لم يقض وطره، وقد أعطب ظهره، والوغول الدخول في الشيء، فكأنه قال إن هذا الدين مع كونه سهلاً يسيراً صلب شديد فبالغوا فيه في العبادة، لكن اجعلوا تلك المبالغة مع رفق، فإن الذي يبالغ فيه بغير رفق ويتكلف من العبادة فوق طاقته يوشك أن يمل حتى ينقطع عن الواجبات، فيكون مثله مثل الذي يعسف الركاب ويحملها من السير على ما لا تطيق رجاء الإسراع فينطبق ظهره فلا هو قطع الأرض التي أراد ولا هو أبقى ظهره سالماً ينتفع به بعد ذلك، وهذا كالحديث الآخر: إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، أخرجه البخاري وغيره عن أبي هريرة كما سيجيء في: من يشاد، وكقوله: سددوا وقاربوا، أي اقصدوا السداد والصواب ولا تفرطوا فتجهدوا أنفسكم في العبادة، لئلا يفضي بكم ذلك إلى الملال فتتركوا العمل فتفرطوا، وقد روى الخطابي في العزلة من جهة ابن أبي قماش عن عائشة قال: ما أمر اللَّه عباده بما أمر إلا وللشيطان فيه نزعتان، فإما إلى غلو وإما إلى تقصير فبأيهما ظفر قنع، وعن علي بن عثام قال: كلا طرفي القصد مذموم، ولبعض الشعراء:
فسامح ولا تستوف حقك كله * وأبق فلا يستوف قط كريم
ولا تعد في شيء من الأمر واقتصد * كلا طرفي قصد الأمور ذميم
وقد أفردت في هذا الحديث جزءاً. اهـ
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[13 - 02 - 05, 05:33 ص]ـ
الحديث ضعيف ـ والله أعلم ـ ....
فقد أخرجه:
الفاكهي في " حديثه عن ابن أبي مسرة " ج1: ل11: ب , ومن طريقه الحاكم في " معرفة علوم الحديث " (ص 95 ـ 96) , والنقاش في " فوائد العراقيين ـ بتحقيقي " (رقم 61) , وابن بشران في " البشرانيات " ج14: ل 178: ب , والبيهقي في " الكبرى " 3: 18 ـ 19 , والقضاعي في " مسنده " 2: 1148 , قال الفاكهي:
¥(42/497)
ثنا أبويحي عبدالله بن أحمد بن زكريا , ثنا خلاد بن يحي , ثنا أبوعقيل ـ يعني ـ يحي بن المتوكل , عن محمد بن سوقة , عن محمد بن المنكدر , عن جابر بن عبدالله ـ رضي الله عنهما ـ , عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , أنه قال: (إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق , ولا تبغضن إلى نفسك عبادة الله عزوجل , فإن المنبت لا أرضاً قطع , ولا ظهراً أبقى).
وقال الحاكم عقبه: هذا حديث غريب الإسناد والمتن , فكل ما روي فيه فهو من الخلاف على محمد بن سوقة , فأما ابن المنكدر عن جابر فليس يرويه غير محمد بن سوقة وعنه أبو عقيل وعنه خلاد بن يحي.
قلت: وهذا إسناد ضعيف.
أبو عقيل يحي بن المتوكل المدني ـ صاحب بُهيَّة ـ , ضعيف , وانظر " التقريب " (ترجمة: 7633).
وأخرجه المروزي في " زوائد زهد ابن المبارك " (416: برقم 1179) والبزار في " مسنده ـ كشف " 1: 74 , وابن الأعرابي في " معجمه " ج9: ل 185: أ - ب , وأبوالشيخ في " الأمثال " (142: برقم 229) , وأبوهلال العسكري في " الأمثال " 1: 445 , وأبو عثمان البحيري في " الفوائد المخرجة من أصول مسموعاته " ج4: ل 25: أ , والقضاعي في " مسنده " 2: 1147 , جميعهم من طرق عن أبي عقيل يحي بن المتوكل , به مرفوعاً.
وقال البزار عقبه: وهذا روي عن ابن المنكدر مرسلاً , ورواه عبيدالله بن عمرو , عن ابن سوقة , عن ابن المنكدر , عن عائشة , وابن المنكدر لم يسمع من عائشة.
قلت (الأنصاري): وقد توبع يحي بن المتوكل عليه , كما هو عند ابن صاعد في " زوائد الزهد لابن المبارك " (ص 415: برقم 1178)؛ تابعه مروان بن معاوية الفزاري , عن محمد بن سوقة , قال: أخبرني محمد بن المنكدر , به مرسلاً.
قلت: وهو إسناد صحيح ـ لولا إنه مرسل ـ إلى ابن المنكدر , ومروان الفزاري ثقة ثبت إلا أنه يدلس الشيوخ.
وللحديث طرق كثيرة , أعرضت عنها خشية الإطالة.
وفي الباب: عن عائشة , وعبدالله بن عمرو بن العاص , وعلي بن أبي طالب , وعمر , وأنس رضي الله عنهم أجمعين.
ولمزيد من التفصيل , انظر غير مأمور " السلسلة الضعيفة " لشيخنا الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ 5: 2480 , و كذلك تعليق شيخنا العلامة الدكتور الفريوائي على " كتاب الزهد " لوكيع 2: 234.
كتبه محبكم / خالد الأنصاري.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 02 - 05, 05:42 ص]ـ
شكر الله لك يا شيخ خالد الأنصاري على هذه الفوائد
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[13 - 02 - 05, 05:49 ص]ـ
شكر الله لك يا شيخ خالد الأنصاري على هذه الفوائد
ولك أخينا الشيخ الفاضل , ونحن مشتاقون والله إليكم بارك الله فيك وأعلى مقامك , وجمعنا الله بكم في الدنيا والآخرة.
كتبه محبكم / خالد الأنصاري غفر الله ذنوبه.
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[13 - 02 - 05, 11:26 م]ـ
فباي وجه حسنه الألباني غفر الله له؟.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[14 - 02 - 05, 12:21 ص]ـ
اجتهادات الشيخ كثيرة ـ وهو مأجور عليها إن شاء الله ـ , ولعل الشيخ حسنه لتعدد طرقه , ثم رأى أنه ضعيف فأودعه سلسلته.
والله أعلم.
كتبه محبكم / خالد الأنصاري.(42/498)
قصة عائشة وفتح كوة فوق القبر
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[13 - 02 - 05, 12:02 م]ـ
القصة التي فيها أن الناس شكوا إلى عائشة رضي الله عنها القحط فأمرت بجعل كوة فوق القبر في السقف حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف.
هذه القصة على ما أذكر في كتاب قصص لا تثبت ما بين (24 - 50) فلو ذكر أهل الخير الصفحة ورقم القصة وسبب الضعف كنت له من الشاكرين فالجزء هذا لم أجده الآن.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 02 - 05, 02:21 م]ـ
سبق على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=80158#post80158
وهذه فوائد متنوعة كذلك
أثر فتح الكوى فوق قبر الرسول ? إلى السماء:
روى الدارمي في "سننه" (1/ 43): حدثنا أبو النعمان ثنا سعيد ابن زيد ثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال: قحَط أهل المدينة قحطاً شديداً، فشكوا إلى عائشة، فقالت: انظروا قبر النبي ? فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين
السماء سقف، قال: ففعلوا، فمطرنا مطراً حتى نبت العشب، وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم، فسمي عام الفتق.
هذا سند ضعيف لا تقوم به حجة لأمور ثلاثة:
أولها: أن سعيد بن زيد وهو أخو حماد بن زيد فيه ضعف. قال فيه الحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام. وقال الذهبي في "الميزان": (قال يحيى بن سعيد: ضعيف، وقال السعدي: ليس بحجة، يضعفون حديثه، وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي، وقال أحمد: ليس به بأس، كان يحيى بن سعيد لا يستمرئه).
وثانيهما: أنه موقوف على عائشة وليس بمرفوع إلى النبي ?، ولو صح لم تكن فيه حجة، لأنه يحتمل أن يكون من قبيل الآراء الاجتهادية لبعض الصحابة، مما يخطئون فيه ويصيبون، ولسنا ملزمين بالعمل بها.
وثالثها: أن أبا النعمان هذا هو محمد بن الفضل، يعرف بعارم، وهو وإن كان ثقة فقد اختلط في آخر عمره.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وما روي عن عائشة رضي الله عنها من فتح الكوة من قبره إلى السماء، لينزل المطر فليس بصحيح، ولا يثبت إسناده، ومما يبين كذب هذا أنه في مدة حياة عائشة لم يكن للبيت كوة، بل كان باقياً كما كان على عهد النبي ?، بعضه مسقوف وبعضه مكشوف، وكانت الشمس تنزل فيه، كما ثبت في "الصحيحين" عن عائشة أن النبي ? كان يصلي العصر والشمس في حجرتها، لم يظهر الفيء بعد، ولم تزل الحجرة النبوية كذلك في مسجد الرسول ? .. ومن حينئذ دخلت الحجرة النبوية في المسجد، ثم إنه يُبنى حول حجرة عائشة التي فيها القبر جدار عال، وبعد ذلك جعلت الكوة لينزل منها من ينزل إذا احتيج إلى ذلك لأجل كنس أو تنظيف. وأما وجود الكوة في حياة عائشة فكذب بين لو صح ذلك لكان حجة ودليلاً على أن القوم لم يكونوا يقسمون على الله بمخلوق ولا يتوسلون في دعائهم بميت، ولا يسألون الله به، وإنما فتحوا على القبر لتنزل الرحمة عليه، ولم يكن هناك دعاء يقسمون به عليه، فأين هذا من هذا، والمخلوق إنما ينفع المخلوق بدعائه أو بعمله، فإن الله تعالى يحب أن نتوسل اليه بالإيمان والعمل والصلاة والسلام على نبيه ? ومحبته وطاعته وموالاته، فهذه هي الأمور التي يحب الله أن نتوسل بها إليه، وإن أريد أن نتوسل إليه بما تُحَبُ ذاته، وإن لم يكن هناك ما يحب الله أن نتوسل به من الإيمان والعمل الصالح، فهذا باطل عقلاً وشرعاً، أما عقلاً فلأنه ليس في كون الشخص المعين محبوباً له ما يوجب كون حاجتي تقضى بالتوسل بذاته إذا لم يكن مني ولا منه سبب تقضى به حاجتي، فإن كان منه دعاء لي أو كان مني إيمان به وطاعة له فلا ريب أن هذه وسيلة، وأما نفس ذاته المحبوبة فأي وسيلة لي منها إذا لم يحصل لي السبب الذي أمرت به فيها.
قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت: أنظروا قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاجعلوا منه كوا إلى السماء حتى لا يبقى بينه وبين السماء سقف. قال: ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق وهذا صريح أيضا بإسناد صحيح بأن السيدة عائشة استغاثت بالنبي (ص) بعد موته وكذا جميع الصحابة الذين كانوا هناك وافقوها وفعلوا ما أرشدتهم إليه. وكأنها أيضا تقول إذا جعلتم كوا إلى السماء فأنتم تسألون النبي (ص) أن يدعو الله تعالى أن يمطرنا من السماء، كما كان النبي أحيانا يخرج بهم عند الاستسقاء إلى الصحراء وأحيانا على
¥(42/499)
منبره (ص).
أقول الكلام على متن هذا الحديث:
إن من يتأمل متن هذا الحديث ير الصنعة بادية عليه دونما خفاء رغم ما حاول صانعوه من إفاضة برود الصحة عليه!!! على أن الله تعالى الذي حفظ دينه يمكر بهم حتى يظنوا أنهم قد أغلقوا منافذ كل احتمال بانكشاف أمر وضع هذا الحديث وأنهم قد أحكموا مغالقة ولكن الحقيقة أنهم صاغوه بشكل جعلوه واضح الصنعة بل وكأنهم هم أنفسهم يشيرون إلى نوافذه المفتوحة التي ظنوا أنهم قد أحكموا مغالقها … (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين)
نعم أقول إنهم هم الذين يشيرون إلى مواقع الضعف والوضع في هذا الحديث .. !!!؟ ولو أمعنا النظر لتبين ذلك:
1 – يتقولون على عائشة أنها قالت: [انظروا إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوة إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف].
وما من مسلم إلا ويعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توفي دفن في بيت عائشة وعائشة بقيت ساكنة فيه فكيف تقول لهم ما قالت أليس معنى هذا أنها تكلفهم أن يهدموا سقف البيت التي تسكنه؟ فهل هذا القول تقوله عائشة فتبقى ساكنة في بيت لا سقف له .. ؟
2 – إنها تقول فيما يزعمون: أن يجعلوا كوة من القبر إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ففعلوا وعلى فرض أن السقف قد أنزلوه فيبقى حاجباً جسده الشريف صلى الله عليه وسلم وإن الكوة حسب قول عائشة يجب أن تفتح من القبر لقولها: [انظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوة إلى السماء] فهل نبشوا القبر حتى جعلوا منه كوة إلى السماء …؟ يقول الحديث: [… ففعلوا …] قولوا لي بربكم: متى كان هذا؟ من الذي تجرأ على نبش قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يجعلوا منه كوة إلى السماء متى فعلوا؟ في أي زمن وفعل ….مثل هذا!!!! أيبقى مكتوباً فلا تذكره كتب التاريخ والسير؟!!! دلونا في أي كتاب من كتب التاريخ ذكر هذا الخبر …
3 – إذا كان كشف قبر الرسول صلى الله عليه وسلم مجلبة لنزول المطر فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان حياً كان دائماً معرضاً جسمه إلى السماء ككل الناس في غدواته وروحاته وقد قحطوا في عهده صلى الله عليه وسلم فلم ينزل الغيث بمجرد كون جسم رسول الله معروضاً للسماء بطبيعة الحال بل بقي القحط مستمراً حتى خرج صلى الله عليه وسلم بالمسلمين إلى ظاهرة المدينة فاستسقى لهم أي دعا الله لهم فسقوا فلماذا لم يغثهم الله إلا بالدعاء …؟
4 – ولماذا سكتت عائشة عن هذه النصيحة فلعلهم يقولون قالتها في أول القحط ولم تسكت عنها فنقول لماذا لم يعمل عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما رأى أول الأمر أن الناس كشفوا القبر فسقوا ولماذا لم يفعل هو ذلك أيضاً بل خرج بالناس إلى خارج المدينة وقال للعباس ادع فدعا واستجاب الله دعاءه فسقوا الغيث.
5 – بعد أن فتحوا كوة من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومطروا أما امتلأت الغرفة بالماء فأين سكنت عائشة …؟!!
6 – لما دخل رجل أعرابي إلى المسجد والرسول قائم على المنبر يخطب الجمعة فشكا الأعرابي القحط فدعا الرسول له وهو على المنبر ثم لما عاد في الجمعة القابلة ودخل المسجد والرسول قائم يخطب على المنبر فطلب الأعرابي أن يدعو الرسول صلى لإمساك المطر عنهم بعد أن تقطعت السبل فدعا الله واستجاب الله دعوته كل ذلك وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم محجوب الجسد بسقف المسجد ومع ذلك فقد أغاثهم ولم لم يخرج الرسول ويعرض نفسه للسماء إذ بمجرد ذلك كان يجب أن ترخي السماء بغيث مغيث. ولكن لم يفعل رسول الله ذلك أكان يجهل أن جسده مجلبة للغيث …؟
7 – ثم لماذا لم يجعلوا القبر مكشوفاً أبداً ليكون الغيث مواصلاً عند اللزوم فلو كان فتح الكوة من القبر يوجب استدرار الغيث لما حجبوها بالقبة الخضراء إلى يومنا هذا ولجعلوا القبر مكشوفاً إلى يوم القيامة لاسيما وأن الحجاز تغلب على مناخه طبيعة الجفاف وهو أكثر الأقاليم حاجة إلى المطر.
8 – لو كان هذا الخبر صحيحاً كما يزعمون لكانت بلاد الحجاز أو المدينة على الأقل مروجاً وجنات وأنهار من كثرة الأمطار التي تنزل بسبب فتح الكوة من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
9 – يقول الحديث: [فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق]
¥(42/500)
إن الناس في حينه كانوا يملكون الإبل والغنم والبقر والخيل فلماذا تفتقت الإبل ولم تتفتق أيضاً الغنم والبقر والخيل؟ ولعله اكتفى بذكر الجزء ليعبر عن الكل وهذا جائز فمعنى ذلك أن الإبل والغنم والبقر والخيل قد تفتقت من الشحم أيضاً فإذا صح هذا فإن هذا الفتق العام يكون مأساة وكارثة لأن هذا الفتق يؤدي إلى الموت فيكون هذا الغيث غيث عذاب لا غيث رحمة فمتى كان ذلك .. ؟
وإنني لواثق تمام الوثوق أن كل ما جاء في هذا الحديث لا أساس له من الصحة وأنه لموضوع المتن ومصنوع صناعة غر لم يستطع أن يصيغه بصيغة مقبولة فمتنه يشير غليه قبل سنده بأنه واه ساقط المعنى ولما ركب صانعه له السند ما كان في سنده أحكم من صناعة متنه فركب له سنداً من أوهي الأسناد وهو يظن أنه أحكم الصنعة وسد المنافذ!!؟ بهذا الحديث وأمثاله يوفق هو وغيره إلى تحويل عقائد المسلمين وإلى ضلالات ولكن خيب الله فألهم وأطاش سهامهم فأوجد في المسلمين رجالاً ينخلون الأحاديث نخلاً وهذا من فضله على هذه الأمة المحمدية بحفظه دينه الذي ارتضى لعباده.
أما هذا الحديث فقد كشف متنه كما تقدم … أما سنده فإليك ما قال علماء علم الحديث فيه:
ذكر هذا الحديث الشيخ دحلان في كتابه: ((الدرر السنية في الرد على الوهابية)) مستشهداً به على صحة التوسل بذوات المخلوقين وخاصة بذات النبي الكريم صلوات وسلامه عليه. ويعزي الدحلان في كتابه ما ذكره في كتابه المشار إليه إلى ما نقله عن السمهودي فقال:
((ذكر العلامة السمهودي في خلاصة الوفا: ((إن من الأدلة على صحة التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ما رواه الدارمي في صحيحه عن أبي الجوزاء ثم ذكر الحديث)).
وقد رد عليه الشيخ بشير السهسواني الهندي رحمه الله تعالى وأجزل مثوبته في كتابه المسمى صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان)) بما يلي:
1 – إطلاق الصحيح على مسند الدرامي ليس صحيحاً قال المغلطاني: (أن جماعة أطلقوا على مسند الدارمي بكونه صحيحاً فتعقبهم ابن حجر بقوله:
((إني لم أر ذلك في كلام أحد ممن يعتمد عليه كيف ولو أطلق ذلك من لا يعتد به لكان الواقع بخلافه)))
2 – قال العراقي: المرسل والمعضل والمنقطع والمقطوع فيه كثير.
3 – أن في سنده محمد بن الفضل السدوسي أبو النعمان البصري قال الحافظ في التقريب: لقبه ((عارم)) ثقة ثبت تغير في آخر عمره وقال في الخلاصة: اختلط ((عارم)) وقال أبو حاتم: من سمع منه قبل سنة /220/ فسماعه جيد. وقال البخاري: تغير عارم آخر عمره. وقال أبو داود: أن ((عارماً)) أنكر سنة /213/ ثم استحكم به الاختلاط سنة /216/ ولم يسمع منه أبو داود لتغيره.
4 – إن في سنده: سعيد بن زيد. قال الذهبي: ليس بالقوي وقال الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام. وقال في الخلاصة، قال ابن معين وقال أحمد: ليس به بأس وقال النسائي ليس بالقوي. قال الذهبي في الميزان: ضعيف. وقال السعدي: ليس بحجة يضعفون حديثه. قال أحمد ليس به بأس. وكان يحيى بن سعيد لا يستريبه.
5 – أن في سنده: عمر بن مالك المنكري قال الحافظ في التقريب صدوق له أوهام.
6 – أن في سنده أبا الجوزاء أوس بن عبد الله. قال في التقريب أوس ابن عبد الله الربعي البصري وثقوه وقال يحيى بن سعيد: قتل في الجماجم في إسناده نظر ويختلفون فيه وقال أيضاً في الكنى: أبو الجوزاء الربعي أوس تابعي مشهور قال البخاري: في إسناده نظر فقد ثبت أن الحديث ضعيف منقطع.
7 – أن الحديث موقوف فلا يصح حجة عند المحققين.
8 – يعارضه حديث عمر رضى الله عنه. (ذكر محمد بن إسحاق في مغازيه عن خالد بن دنيا عن أبي العالية قال:
لما فتحنا ((تستر)) وجدنا في بيت مال الهرمزان سريراً عليه رجل ميت عند رأسه مصحف له فحملنا المصحف إلى عمر رضى الله عنه فدعا كعباً فنسخه بالعربية فأنا أول رجل قرأته مثل ما أقرأ القرآن فقلت لأبي العالية ما كان فيه؟ قال: سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم وما هو كائن بعد … قلت: فما صنعتم بالرجل؟ قال: حفرنا بالنهار ثلاثة عشر قبراً متفرقة فلما كان بالليل دفناه وسوينا القبور كلها لنعميه عن الناس فلا ينبشونه قلت وما يرجون منه!
¥(43/1)
قال: كانت السماء إذا حسبت عنهم أبرزوا السرير فيمطرون فقلت من كنتم تظنون الرجل …؟ قال: دانيال قلت منذكم وجدتموه مات؟
قال منذ /300/سنة (1) قلت: ما كان قد تغير منه شيء …؟ قال: إلا شعيرات من قفاه إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض ولا تأكلها السباع).
فانظر ما في هذه القصة من صنع أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وتعمية قبر هذا الرجل لئلا يفتتن به الناس كذا في (تبعيد الشيطان بتقريب إغاثة اللهفان) انتهى رد الشيخ بشير السهسواني.
بطلان حديث أوس في التوسل بالنبي –صلى الله عليه وسلم-
السؤال رقم (5599): قرأت هذا الحديث في مقدمة سنن الدرامي، وقد ذكر لي أن الدرامي من علماء الحديث، أفلا يدل على جواز التوسل بالنبي –صلى الله عليه وسلم- خاصة وأن الذي أمرهم بذلك السيدة عائشة؟
عن أبي الجوزاء أوس بن عبدالله قال: "قحط أهل المدينة قحطاً شديداً، فشكوا إلى عائشة فقالت: "انظروا قبر النبي –صلى الله عليه وسلم- فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف، قال: ففعلوا فمطرنا مطراً حتى نبت العشب، وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق.
أجاب عن السؤال الشيخ/ د. فهد بن عبدالرحمن اليحيى (عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام)
الجواب:
لا شك أن الدرامي –رحمه الله- من علماء الحديث ومن أصحاب الكتب المصنفة فيه، ولكن لا تلازم بين عدالة وإمامة الجامع للأحاديث في مصنف، وبين صحة كل ما ورد فيه؛ لأنه يذكر الأحاديث بأسانيدها، ويستطيع الباحث عن صحتها بعد ذلك أن يعرف هل هي صحيحة أو لا من خلال البحث؟
فهذا الحديث أخرجه الدرامي في سننه رقم (92) باللفظ المذكور في السؤال، ولكن هذا الحديث فيه علل من حيث الإسناد ومن حيث المتن، فأما من حيث الإسناد:
1 - فيه سعيد بن زيد، نقل العقيلي في الضعفاء عن يحيى بن معين أنه ضعيف، وأنه ليس بشيء، وضعفه يحيى بن سعيد.
فإذا انفرد في مثل هذا الحديث فهذه علة قوية.
2 - فيه أبو النعمان: محمد بن الفضل الملقب بعارم، قال فيه الحافظ في التقريب: ثقة ثبت تغير في آخر عمره، وقد نص على اختلاطه البخاري وأبو حاتم والعقيلي والنسائي والدارقطني.
3 - فيه عمرو بن مالك النكري قال فيه ابن حبان: يخطيء ويغرب، وقال في الكامل في الضعفاء: منكر الحديث عن الثقات ويسرق الحديث، وقال ابن حجر في التقريب: صدوق له أوهام، وإن كان قد نقل في التهذيب من الطعن فيه ما يظهر للناظر أنه أدنى مرتبة من قوله صدوق له أوهام، والله أعلم.
وأما من حيث المتن:
1 - ما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على البكري: وما روي عن عائشة –رضي الله عنها- من فتح الكوة من قبره إلى السماء لينزل المطر فليس بصحيح، ولا يثبت إسناده، ومما يبين كذب هذا أنه في مدة حياة عائشة لم يكن للبيت كوة، بل كان باقياً كما كان على عهد النبي –صلى الله عليه وسلم-، بعضه مسقوف وبعضه مكشوف، وكانت الشمس تنزل فيه كما ثبت في الصحيحين عن عائشة أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يصلي العصر والشمس في حجرتها لم يظهر الفيء بعد، ولم تزل الحجرة كذلك في مسجد الرسول –صلى الله عليه وسلم- ومن حينئذ دخلت الحجرة النبوية في المسجد، ثم إنه بني حول حجرة عائشة التي فيها قبر جدار عال، وبعد ذلك جعلت الكوة لينزل منها من ينزل إذا احتيج إلى ذلك لأجل كنس أو تنظيف، وأما وجود الكوة في حياة عائشة فكذب بين، ولو صح ذلك لكان حجة ودليلاً على أن القوم لم يكونوا يقسمون على الله، وإنما فتحوا على القبر لتتنزل الرحمة عليه، ولم يكن بدعائه أو بعلمه فإن الله –تعالى- يحب أن نتوسل إليه بالإيمان والعمل والصلاة والسلام على نبيه –صلى الله عليه وسلم- ومحبته وطاعته وموالاته، فهذه هي الأمور التي يحب الله أن نتوسل بها إليه.
2 - أن هذا الأثر فيه غرابة؛ لأن فتح السقف على القبر كيف يكون له أثر في نزول المطر؟! فهل المقصود أن يكون القبر حينئذ أقرب إلى الله؟ فكيف يقال هذا والنبي –صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند وفاته: "في الرفيق الأعلى في الرفيق الأعلى"، كما في الصحيحين؟ فمنزلته –عليه الصلاة والسلام- أعلى من أن يتصور أن يحول بينه وبين قربه من ربه سقف الحجرة فضلاً عن غيره.
¥(43/2)
وإن كان المقصود أن ينزل المطر على قبره فإذاً كان قبره بحاجة إلى تنزل الرحمة عليه كما أشار إلى ذلك ابن تيمية، مع أن تنزل المطر على قبره لا يظهر كونه سبباً للاستسقاء.
3 - أن من يستدل بهذا الأثر إنما يستدل به على التوسل بذات النبي –صلى الله عليه وسلم- كما هو وارد في السؤال أيضاً.
وهذا الاستدلال لا يستقيم حتى مع صحة الأثر ولو كان باتفاق الصحابة –رضي الله عنهم-، وذلك أن الأثر ليس فيه إلا فتح الكوى، فليس فيه أن أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- أمرتهم بالتوسل بذاته –عليه الصلاة والسلام- وقالت: قولوا: اللهم اسقنا بنبيك أو بجاهه ونحو ذلك.
4 - أن هذا الأثر -على فرض صحته- هو من قبيل الموقوف عن عائشة –رضي الله عنها، وحينئذ فقد يكون اجتهاداً منها في هذه المسألة لم ينقل عن غيرها مثله، ومن استقرأ ما جاء عن الصحابة –رضي الله عنهم- تبين له أنهم لم يكونوا يتوسلون بذات النبي –صلى الله عليه وسلم-، مع أنهم أصدق الناس له حباً وأكملهم له اتباعاً، بل كانوا يتوسلون بدعائه –صلى الله عليه وسلم- في حياته، وأما بعد مماته فكانوا يدعون الله مباشرة، أو يطلبون ممن يرونه أصلح منهم وأتقى لله وأقرب إليه أن يدعوا لهم كما في قصة عمر –رضي الله عنه- في توسله بالعباس –رضي الله عنه- حين قحطوا وذلك بطلب الدعاء منه، وهذا في البخاري، وكذلك طلبه من أويس القرني أن يدعو له وهذا في الصحيحين، وكما طلب معاوية –رضي الله عنه- من يزيد بن الأسود أن يدعو في الاستسقاء.
وهذا يدل على أنهم لم يكونوا يتوسلون بذات النبي –صلى الله عليه وسلم-، إذ لو كانوا يرون التوسل به جائزاً ما عدلوا عنه إلى غيره. بل إن عمر –رضي الله عنه- وهو من هو في العلم والدين والفضل لم يتوجه إلى قبر المصطفى –عليه الصلاة والسلام- عند الاستسقاء، بل إنما طلب من العباس الدعاء، وكان هذا بمجمع من الصحابة –رضي الله عنهم-، ومع ذلك لم ينقل أن أحداًَ منهم أرشده إلى غير ما فعله.
فلو فرض ثبوت النقل عن أحد من الصحابة خلاف ذلك كما في هذا الأثر عن عائشة –رضي الله عنها- لو صح، وكما ورد في أثر آخر أيضاً لم يثبت عن عثمان بن حنيف –رضي الله عنه- فهذا لا يقاوم ما ثبت عن جمهورهم من ترك ذلك، وما زال بعض الصحابة يقول القول ولا يوافق عليه سائرهم، كما كان ابن عمر –رضي الله عنه- يغسل عينيه في الوضوء. وكما كان أبو هريرة يغسل ذراعيه حتى يبلغ الإبط، وكقول ابن عباس في العول وبعض مسائل الفرائض وغير ذلك. بل عائشة –رضي الله عنها- جاء عنها بعض مسائل لم يوافقها عليه سائر الصحابة وعامة الأمة كثبوت المحرمية برضاع الكبير وغيرها. وقول الصحابي إنما يكون حجة حين يوافقه بقية الصحابة فيصبح إجماعاً. أو لا ينقل عن غيره مخالفة له، أو لا يعرف له مخالف، فقوله حينئذ حجة عند طوائف من أهل العلم.
5 - أن هذا الأثر لو صح أو صح غيره مما يدل على التوسل بالنبي –صلى الله عليه وسلم-، واعتقد الناظر صحة تلك الأدلة وأنه لا معارض لها فينبغي حينئذ أن يقتصر على التوسل بالنبي –صلى الله عليه وسلم- دون غيره، فإن إلحاق غيره به لا يصح بحال، ولا يمكن الاستدلال له بذات الأدلة؛ لما لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- من الخصوصية والمنزلة التي لا يشاركه -بل ولا يدانيه- فيها غيره.
وهذا على فرض صحة الأدلة وسلامتها من المعارض مع أنا قد بينا خلاف ذلك، وليس لأحد حين يتبين له الحق أن يحيد عنه إلى غيره وقد تبين له ضعف دليله، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
*************************
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 02 - 05, 02:24 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=65096#post65096(43/3)
الإلْمَامَة بصحَّة الحديث القدسيِّ (ثَلاثَة أنا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَة)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 02 - 05, 04:59 م]ـ
الإلْمَامَة بصحَّة الحديث القدسيِّ (ثَلاثَة أنا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَة) الحمد لله العزيز الغفار، الذى نصب فى كلّ جيلٍ طائفةً ليتفقهوا فى الدين ويستقرئوا سالف الآثار، وهيأهم لإدراك الصحيح والضعيف من السنن والأخبار، أولئك الذين تنجلى بهم الظلم، وتنكشف بهم الغمم، ويُهتدَى بهم على كرِّ الدهور والأعصار.
أحمده وهباته تنزل تترى على توالى الليل والنهار، وأرجوه وأخافه وبيده مقاليد الأمور ويعلم كمائن الأسرار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً دلائلها مشرقة الأنوار، ونتيجة اعتقادها مباينة أهل العناد من المشركين والكفار، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه المجتبى ونبيُّه المختار. وبعد ..
قال إمامُ المحدِّثين أبو عَبْدِ اللهِ الْبُخَارِىُّ فى ((كتاب البيوع)) (2/ 28. سندى):
بَابُ إِثْمِ مَنْ بَاعَ حُرَّاًحَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ مَرْحُومٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((قَالَ اللهُ: ثَلاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرَّاً فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ، وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ)).
وأعاد ذكره فى ((كتاب الاجارة)) (2/ 34. سندى):
بَابُ إِثْمِ مَنْ مَنَعَ أَجْرَ الأجِيرِحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عَنْهم عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((قَالَ اللهُ: ثَلاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ، وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ)).
وأخرجه أحمد (2/ 358) عن إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، وابن ماجه (2442)، وأبو يعلى (11/ 444/6571) كلاهما عن سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَدَثَانِى، وابن الجارود (579) عن مَحْمُودِ بْنِ آدَمَ، والطحاوى ((مشكل الآثار)) (4/ 98/3273) عن نُعَيمِ بْنِ حَمَّادٍ، وابن حبان (7339) عن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى عُمَرَ الْعَدَنِىِّ، والطبرانى ((الصغير)) (2/ 119/885) عن مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الجرجرائى، وابن حزم ((الإحكام فى أصول الأحكام)) (5/ 13) عن بِشْرِ بْنِ مَرْحُومٍ، والبيهقى ((الكبرى)) (6/ 121،14) عن هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ ومُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ سَابِقٍ والْهَيْثَمِ بْنِ جَنَادٍ، عشرتهم عَنْ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطائفى قال ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المقبرى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به.
وفى رواية أكثرهم زيادة ((وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ))، وقوله ((وَلَمْ يُوَفِّهِ)) بدل ((وَلَمْ يُعْطِ)).
ولنجتزئ برواية إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ.
قال الإمام أحمد (2/ 358): حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ثَلاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ، وَلَمْ يُوَفِّهِ أَجْرَهُ)).
¥(43/4)
وخالف عشرتهم: أبو جعفر النفيلى، فرواه عَنْ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، فقال ((عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أبيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ)). أخرجه البيهقى ((الكبرى)) (6/ 14) من طريق الفضل بن محمد البيهقى ثنا أبو جعفر النفيلى به هكذا.
قال أبو بكر البيهقى: ((والمحفوظ قول الجماعة)).
قلت: ما أروع هذا الحديث القدسى وما أبهاه!، وما أصدق راويه وأزكاه!. فكل فقرةٍ من فقراته تشهد له بأنَّه خرج من مشكاة النبوِّة، التى لا ينطق حامل نبراسها عن هوى ((إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى)) (4: سورة النجم).
وَقَدْ أَحْسَنَ إِمَامُ الْمُحَدِّثِينَ أبُو عَبْدِ اللهِ الْبُخَارِىُّ صُنْعَاً إِذْ أَوْدَعَهُ ((صَحِيحَهُ))، وَزَيَّنَهُ بِهِ.
ولم يصب المدعو حسَّان عبد الْمنَّان ـ عفا الله عنه ـ إذ ضعَّف هذا الحديث، وأودعه ذيل نسخته الممسوخة من السفر المبارك لشيخ الإسلام أبى زكريا النووى ((رياض الصالحين)). ولم يُسبق لمثل هذا الصنيع بواحدٍ من أئمة التحقيق الراسخين فى هذا العلم، اللهم إلا الشيخ الألبانى ـ طيب الله ثراه ـ، وظنى أنه تراجع عن تضعيفه، وأجمل به لو فعل!.
ومما قاله المدعو حسَّان فى ثنايا تضعيفه، مصرحاً بجهالته، وقلة معرفته بكلام أئمة الجرح والتزكية ((تفرَّد به يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ ولم يتابع، وليس له فى البخارى موصولاً غير هذا الحديث. ولا يحتمل التفرد، لأن عنده سوء حفظ، وشهد على ضعفه جمع، وأعدل ما قيل فيه، قول أبى حاتم: شيخ صالح محله الصدق، ولم يكن بالحافظ، يكتب حديثه ولا يحتج به)).
ولم يدر المسكين أن ما حكاه عن الإمام أبى حاتم الرازىِّ ليس بحجَّة لما ادعاه، فقد خفى عليه دقائق معانيه، وسيأتى بيان مقصده.
والحديث بإسناد الجماعة، وبرواية إمام المحدثين وأستاذ أهل المعرفة بعلل الحديث أبِى عَبْدِ اللهِ الْبُخَارِىِّ، صحيح غريب، ووجه غرابته؛ أنه لم يرويه عن سعيد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ غير إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، تفرد به عنه يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطائفى، أبو محمد القرشى الحذاء
وقد اختلفت أئمة الجرح والتعديل فى تعديله على أربعة أقوال:
(الأول) توثيقه مطلقاً. فقد عدَّه الإمام الشافعى من ثقات شيوخه وصالحيهم، فقال: كان يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ فاضلا، كنا نعده من الأبدال. وقال ابن سعد ((الطبقات)) (5/ 500): ((ثقة كثير الحديث)).
وقال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (9/ 156): ((قرئ على العباس بن محمد الدوري قال: سألت يحيى بن معين عن يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطائفي فقال: ثقة)). وقال ابن عدى ((الكامل)) (7/ 219): ((ثنا ابن حماد حدثني عبد الله بن أحمد عن أبيه قال: كان يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قد أتقن حديث ابن خثيم، وكانت عنده في كتاب، فقلنا له: أعطنا كتابك، فقال: أعطوني مصحفا رهنا، فقلنا: نحن غرباء من أين لنا مصحف!!. ثنا ابن أبى عصمة ثنا ابن أبى بكر ثنا يحيى سمعت أحمد بن حنبل يقول: يحيى بن سليم ثقة، وسمعت يحيى يقول: يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطائفي ليس به بأس. ثنا علان ثنا ابن أبى مريم سمعت يحيى بن معين يقول: يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ ليس به بأس يكتب حديثه. ثنا محمد بن علي ثنا عثمان بن سعيد سألت يحيى بن معين عن يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ فقال: ليس به بأس يكتب حديثه. ثنا محمد بن علي ثنا عثمان بن سعيد: سألت يحيى بن معين عن يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطائفي، فقال: ثقة. ثنا ابن أبى بكر ثنا عباس: سألت يحيى بن معين عن يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطائفي، فقال: ثقة)).
وقال ابن عدى: ((وليَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ عن: إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، وعُبِيدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وسائر مشايخه أحاديث صالحة وأفراد وغرائب، يتفرد بها عنهم، وأحاديثه متقاربة، وهو صدوق لا بأس به)).
وقال أبو أحمد العجلى ((معرفة الثقات)) (2/ 353/1980): ((يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ القرشي ثقة)). وقال أبو حفص بن شاهين ((تاريخ أسماء الثقات)) (1/ 259/1591): ((ثقة. قاله يحيى)).
والخلاصة، فهؤلاء جماعة من كبراء أئمة التزكية والتعديل قد وثقوا يَحْيَى بْنَ سُلَيْمٍ بإطلاقٍ: الشافعى، والزعفرانى، وأحمد بن حنبل فى روايتين عنه، وابن معين، وابن سعد، والعجلى، وابن حبان، وابن عدى، وابن شاهين.
ولا يذهبنَّ عنك توثيق أحمد بن حنبل له فى رواية ابنه عبد الله عنه، وقوله: ((كان قد أتقن حديث ابْنِ خُثَيْمٍ))، إذ يفيدك هذا المقال لإمام الأئمة ثلاث فوائد عزيزة:
(الأولى) وصفه بالإتقان والضبط لأحاديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ المكى، وفيه دلالة على إتقانه لأحاديث أهل بلده.
(الثانية) تبرئته من الوصف بسوء الحفظ بإطلاقٍ، وفيه رد على قول الدارقطنى والحاكم: كان سيئ الحفظ، ولا يشك العارف المدقق أن الإمام أحمد أعرف منهما وممن أتى بعدهم بحاله، سيما وقد التقى به، وحمل عنه حديثاً واحداً.
(الثالثة) توثيق الإمام أحمد له فى روايتين عنه، خلافاً لمن زعم أن الإمام أحمد لم يوثقه.
وهذه الفوائد قد كانت تكفى لبيان حال يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ، والرد على من ضعَّفه، ولكننا:
نزيدك إيضاحاً وتبصيراً بمعانى هذه الفوائد الثلاث، بذكر خمسة أحاديث من صحاح أحاديثه عن بلديه عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ الْمَكَّى.
¥(43/5)
ـ[ rehalelislam] ــــــــ[14 - 02 - 05, 05:07 م]ـ
لا تعليق
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 02 - 05, 10:47 م]ـ
[الحديث الأول] قال الإمام الشافعي ((الأم)) (1/ 162) و ((المسند)) (ص279): أخبرنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رِفَاعَةَ أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نادى: ((أيها النَّاسُ! إِنَّ قُرَيْشًا أَهْلُ أَمَانَةٍ، فَمَنْ بَغَى لَهَا الْعَوَاثِرَ أَكَبَّهُ اللهُ لِمِنْخَرَيْهِ فِي النَّارِ))، يقولها ثلاث مرات.
قلت: هذا الحديث من عيون أحاديث الطائفى وصحاح رواياته، وقد تابعه عليه جماعة من الرفعاء الكبراء: الثورى، ومعمر، وإسماعيل بن علية، وزهير بن معاوية، وبشر بن المفضل. ولنقتصر منها ـ للإيجاز والتيسير ـ على متابعة الثورى:
قال الإمام أحمد (4/ 340) قال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرَيْشًا، فَقَالَ: ((هَلْ فِيكُمْ مِنْ غَيْرِكُمْ))، قَالُوا: لا إِلا ابْنُ أُخْتِنَا وَحَلِيفُنَا وَمَوْلانَا، فَقَالَ: ((ابْنُ أُخْتِكُمْ مِنْكُمْ، وَحَلِيفُكُمْ مِنْكُمْ، وَمَوْلَاكُمْ مِنْكُمْ، إِنَّ قُرَيْشًا أَهْلُ صِدْقٍ وَأَمَانَةٍ، فَمَنْ بَغَى لَهَا الْعَوَاثِرَ أَكَبَّهُ اللهُ فِي النَّارِ لِوَجْهِهِ)).
[الحديث الثانى] قال ابن ماجه (2137): حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطائفي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رِفَاعَةَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ بُكْرَةً، فَنَادَاهُمْ: ((يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ!))، فَلَمَّا رَفَعُوا أَبْصَارَهُمْ، وَمَدُّوا أَعْنَاقَهُمْ، قَالَ: ((إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا إلا مَنِ اتَّقَى اللهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ)).
قلت: هذا الحديث كذلك من صحاح أحاديث الطائفى وجيادها، ولا يضره رواية ابن كاسبٍ عنه، فقد تابعه عليه جماعة من الأثبات الرفعاء: الثورى، ومعمر، وبشر بن المفضل، وإسماعيل بن علية، وإسماعيل بن زكريا، وداود بن عبد الرحمن العطار. ولنقتصر منها على رواية الثورى:
قال الدارمى (2538): أخبرنا أبُو نُعِيمٍ ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قال: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْبَقِيعِ فَقَالَ: ((يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ))، حَتَّى إِذَا اشْرَأَبُّوا، قَالَ: ((التُّجَّارُ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا إلا مَنِ اتَّقَى وَبَرَّ وَصَدَقَ)).
[الحديث الثالث] قال الإمام الشافعى ((المسند)) (ص 364): أخبرنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَباسٍ أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((من خَيْرِ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضُ، فَلِيَلْبَسُهَا أَحْيَاؤُكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ)).
قلت: هذا الحديث كذلك من صحاح أحاديث الطائفى وجيادها، وقد تابعه عليه جماعة من الرفعاء الكبراء: الثورى، وابن جريج، وابن عيينة، ومعمر، وزهير، وزائدة بن قدامة، وحماد بن سلمة، وأبو عوانة، ووهيب بن خالد، وبشر بن المفضل، وعبد العزيز الداروردى، وعبد الله بن رجاء المكى، وعلى بن عاصم. ولنقتصر منها ـ للإيجاز والتيسيرـ على متابعة الثورى:
¥(43/6)
قال الإمام أحمد (1/ 274): حدثنا أبو أحمد ـ يعنى الزبيرى ـ ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَباسٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((خَيْرُ أَكْحَالِكُمُ الإِثْمِدُ عِنْدَ النَّوْمِ، يُنْبِتُ الشَّعْرَ وَيَجْلُو الْبَصَرَ، وَخَيْرُ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضُ فَالْبَسُوهَا، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ)).
[الحديث الرابع] قال الإمام أحمد (5/ 155): حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى حدثني يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ عن مُجَاهِدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الأَشْتَرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُم ذَرٍ قَالَتْ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا ذَرٍّ الْوَفَاةُ، قَالَتْ: بَكَيْتُ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟، قَالَتْ: وَمَا لِي لا أَبْكِي وَأَنْتَ تَمُوتُ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ، وَلا يَدَ لِي بِدَفْنِكَ، وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ فَأُكَفِّنَكَ فِيهِ؟، قَالَ: فَلا تَبْكِي وَأَبْشِرِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لا يَمُوتُ بَيْنَ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ وَلَدَانِ أَوْ ثَلاثَةٌ، فَيَصْبِرَانِ أَوْ يَحْتَسِبَانِ، فَيَرِدَانِ النَّارَ أَبَداً))، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ، يَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ))، وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفَرِ أَحَدٌ إِلا وَقَدْ مَاتَ فِي قَرْيَةٍ أَوْ جَمَاعَةٍ، وَإِنِّي أَنَا الَّذِي أَمُوتُ بِفَلاةٍ، وَاللهِ مَا كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ.
قلت: هذا الحديث كذلك من صحاح أحاديث الطائفى وجيادها، وقد رواه عنه على بن المدينى، ومن طريقه صححه ابن حبان.
قال أبو حاتم بن حبان (6671): أخبرنا أبو خليفة ثنا علي بن المديني ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ حدثنى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عن مُجَاهِدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الأَشْتَرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُم ذَرٍ قَالَتْ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا ذَرٍّ الْوَفَاةُ، قَالَتْ: بَكَيْتُ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟، قَالَتْ: وَمَا لِي لا أَبْكِي وَأَنْتَ تَمُوتُ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ، وَلا يَدَانِ لِي فى تَغِيْيبِكَ، وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كفناً؟، فقَالَ: فَلا تَبْكِي وَأَبْشِرِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لا يَمُوتُ بَيْنَ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ وَلَدَانِ أَوْ ثَلاثَةٌ، فَيَصْبِرَانِ أَوْ يَحْتَسِبَانِ، فَيَرِدَانِ النَّارَ أَبَدًا))، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لنفرٍ أنَا فيهم: ((لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ، يَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ))، وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفَرِ أَحَدٌ إِلا وَقَدْ مَاتَ فِي قَرْيَةٍ أَوْ جَمَاعَةٍ، فأنا ذلك الرجل، وَاللهِ مَا كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ، فأبصري الطريق. وذكرت الحديث بتمامه بأطول من رواية أحمد.
[الحديث الخامس] قال الإمام مسلم ((كتاب الفضائل)): حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، وَهُوَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَصْحَابِهِ: ((إِنِّي عَلَى الْحَوْضِ، أَنْتَظِرُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ مِنْكُمْ، فَوَ اللهِ لَيُقْتَطَعَنَّ دُونِي رِجَالٌ، فَلأَقُولَنَّ: أَيْ رَبِّ مِنِّي، وَمِنْ أُمَّتِي، فَيَقُولُ: إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ، مَا زَالُوا يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ)).
¥(43/7)
وفى هذا البيان بذكر بعض صحاح أحاديث الطائفى، تنبيه على أن قول ابن عدى عنه ((له عن مشايخه أفراد وغرائب))؛ لا ينبغى أن يحمل على كل مشايخه، وإلا فالذى أكاد أجزم به أن أحاديثه خاصةً عن ابن خثيمٍ كلها محفوظة قد توبع عليها، كما بيَّنا هاهنا.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 02 - 05, 11:46 م]ـ
الشيخ أبا محمد وفقه الله
ما أدري لماذا هذا الأسلوب الانتقائي؟ إن كان حسان عبد المنان قد أخطأ في تضعيف الحديث، فكذلك قد فعل ناصر الدين الألباني كذلك. والذي انتقدته أنت: ((تفرَّد به يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ ولم يتابع، وليس له فى البخارى موصولاً غير هذا الحديث. ولا يحتمل التفرد، لأن عنده سوء حفظ، وشهد على ضعفه جمع، وأعدل ما قيل فيه، قول أبى حاتم: شيخ صالح محله الصدق، ولم يكن بالحافظ، يكتب حديثه ولا يحتج به)).
وبنيت انتقادك بناء على نقل التوثيق دون الأقوال الأخرى. والصواب -في هذا المقام- نقل جميع الأقوال، ثم ترجيح منها الصواب.
1 - أين ذكر الشافعي أن ابن سليم ثقة؟ مجرد ذكر صلاحه يفيد العدالة وليس الضبط. وكم من الصالحين من كان سيء الحفظ والضبط، وهذا لا يخفى عليكم.
2 - قولكم "ولا يشك العارف المدقق أن الإمام أحمد أعرف منهما وممن أتى بعدهم بحاله، سيما وقد التقى به، وحمل عنه حديثاً واحداً". نعم هذا صحيح. لكن لننظر رأي أحمد فيه:
نقلتم عن أحمد قوله عنه أنه ثقة.
وقال أبو الحسن الميمونى، عن أحمد بن حنبل: سمعت منه حديثا واحدا.
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: يحيى بن سليم كذا و كذا، والله إن حديثه يعنى فيه شىء، و كأنه لم يحمده.
و قال فى موضع آخر: كان قد أتقن حديث ابن خثيم، و كانت عنده فى كتاب، فقلنا له: أعطنا كتابك. فقال: أعطونى مصحفا رهنا. قلت: نحن غرباء من أين لنا مصحف؟.
و قال العقيلى: قال أحمد بن حنبل: أتيته فكتبت عنه شيئا، فرأيته يخلط فى الأحاديث فتركته، و فيه شىء.
قال أبو جعفر: و لين أمره.
و قال الساجى: صدوق يهم فى الحديث، و أخطأ فى أحاديث رواها عبيد الله بن عمر، لم يحمده أحمد.
فهذا رأي الإمام أحمد، أعرف الناس به!!
ولم يتفرد أبو أحمد الحاكم والدارقطني بتضعيفه بل هذا رأي الأكثرين. بل وتضعيفه جاء بناء على جرح مفسر لحفظه، فهو مقدم على التعديل، خاصة أن غالب التعديل هو للعدالة وليس للضبط.
والذي يوضح الأقوال فيه -إضافة لما سبق- قول يعقوب بن سفيان: سني، رجل صالح، و كتابه لا بأس به، و إذا حدث من كتابه فحديثه حسن، و إذا حدث حفظا فتعرف و تنكر.
والظاهر أن ما نقله البخاري كان قد حدث به من كتابه، فهو صحيح بلا شك. وليس في ذلك توثيق مطلق لكل ما روى. والله أعلم.
ـ[مبارك]ــــــــ[15 - 02 - 05, 12:22 ص]ـ
انظر كلام الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ حول حديث الباب في كتابه " إرواء الغليل" (5/ 308ـ311) رقم (1489) فإنه مهم جداً.
قال في نهاية بحثه:
" وخلاصة القول: أن هذا الإسناد ضعيف، وأحسن أحواله أنه يحتمل التحسين، وأما التصحيح، فهيهات ".
وذكره في " ضعيف الترغيب والترهيب " برقم 1182، 1193
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 02 - 05, 11:09 ص]ـ
الشيخ الفاضل / محمد الأمين
بارك الله فيكم. ويسر لكم الخير.
قلتم: ((وبنيت انتقادك بناء على نقل التوثيق دون الأقوال الأخرى. والصواب - في هذا المقام - نقل جميع الأقوال، ثم ترجيح الصواب منها))
وأقول: وإنما قلت: وقد اختلفت أئمة الجرح والتعديل فى تعديله على أربعة أقوال:
وأنا إلى الآن ما أزال مع القول الأول. ألا أراك تتعجلنى دائماً!! .. واللهِ، ثم اللهِ، ستأتيك بقية الأقوال، وبأوسع مما ذكرتُ آنفاً.
قلتم: ((أين ذكر الشافعي أن ابن سليم ثقة؟. مجرد ذكر صلاحه يفيد العدالة وليس الضبط)).
وأقول: مع قول الإمام الشافعى عنه: كان يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ فاضلا، كنا نعده من الأبدال، فقد ذكرتُ خمسة أحاديث من صحاح أحاديثه، وقد روى منها الشافعى اثنين فى ((مسنده))، فهل غاب عنك ما ذكرتُ آنفاً:
¥(43/8)
[الحديث الأول] قال الإمام الشافعي ((الأم)) (1/ 162) و ((المسند)) (ص279): أخبرنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رِفَاعَةَ أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نادى: ((أيها النَّاسُ! إِنَّ قُرَيْشًا أَهْلُ أَمَانَةٍ، فَمَنْ بَغَى لَهَا الْعَوَاثِرَ أَكَبَّهُ اللهُ لِمِنْخَرَيْهِ فِي النَّارِ))، يقولها ثلاث مرات.
فرواية الشافعى عن شيوخه توثيق لهم.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 02 - 05, 11:16 ص]ـ
متابعة الكلام عن يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ
وأما أحاديثه عن غيره، فمنها غرائب وأفراد، وأكثر ما يقع الاختلاف فى أحاديثه عن عبيد الله بن عمر، وسيأتى بيان بعضها.
وأما حديثه عن إِسْمَعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ أَبِى هَاشِمٍ الْمَكيِّ، فقد روى منه أصحاب ((السنن الأربعة))، والصحاح: ابن خزيمة، وابن حبان حديثاً صحيحاً لا مرية فى صحته.
قال الترمذى (887): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ الْبَغْدَادِيُّ الْوَرَّاقُ وَأَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ قَالا حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ حَدَّثَنِي إِسْمَعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنِي عَنِ الْوُضُوءِ، قَالَ: ((أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، وَخَلِّلْ بَيْنَ الأَصَابِعِ، وَبَالِغْ فِي الاسْتِنْشَاقِ إِلا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا)).
قال أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ)).
وأخرجه كذلك الشافعى ((المسند)) (ص15)، وابن أبى شيبة (1/ 18/84)، وأبو داود (2019،123)، والنسائى ((المجتبى)) (1/ 66) و ((الكبرى)) (1/ 89/117)، وابن ماجه (442،401)، وابن الجارود (80)، وابن خزيمة (168،150)، وابن حبان (4510،1087،1054)، والحاكم (4/ 123)، والبيهقى (1/ 76 و7/ 303) من طرقٍ عن يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ أَبِى هَاشِمٍ إِسْمَعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ عن عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ عن لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ به، وفى رواية أكثرهم ذكر وفادة لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ على النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وضيافته له.
وأما أحاديثه عن إِسْمَعِيلِ بْنِ أُمَيَّةَ، فأكثرها مستقيمة متقاربة وفى بعضها نكارة. ومما أنكروه منها:
ما أخرجه أبو داود (3319)، وابن ماجه (3238)، وابن عدى (7/ 219)، والطبرانى ((الأوسط)) (3/ 181/2859)، والدارقطنى (4/ 268/8)، والبيهقى ((الكبرى)) (9/ 255)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (16/ 225)، وابن الجوزى ((التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (1945) من طرق عن يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيِّ ثنا إِسْمَعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا أَلْقَى الْبَحْرُ أَوْ جَزَرَ عَنْهُ فَكُلُوهُ، وَمَا مَاتَ فِيهِ فَطَفَا فَلا تَأْكُلُوهُ)).
قلت: هكذا رواه يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ فرفعه ووهم فى ذلك، شأنه شأن الثقات الذين تعد أوهامهم فى روايتهم عن خواص شيوخهم. ورواه أيوب السختيانى، وعبيد الله بن عمر، وابن جريج، وحماد بن سلمة، والثورى جميعا عن أبى الزبير فأوقفوه، إلا أن أبا أحمد الزبيرى رواه عن الثورى فرفعه بنحو رواية الطائفى، وكلاهما خطأ، والصحيح الموقوف كما قاله البخارى، وأبو زرعة، وأبو داود، والدارقطنى، والبيهقى.
فقد بان أن يحيى بن سليم ليس بالمتفرد بالوهم والخطأ هاهنا، بل أخطأ كذلك أبو أحمد الزبيرى، وهو أحد الثقات الحفاظ، ولا يغيبن عنك قول أبى حاتم الرازى، وقد سئل عن أبى أحمد، فقال: حافظ للحديث عابد مجتهد له أوهام، مع قول ابن معين عنه: ثقة.
¥(43/9)
وقد روى الحديث مرفوعاً من وجوهٍ عن جابر بن عبد الله لا يحتج بمثلها، نجتزئ منها ما ذكره ابن أبى حاتم ((العلل)) (2/ 46/1620): ((سألت أبا زرعة عن حديث رواه إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن وهب بن كيسان ونعيم بن عبد الله عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَا حَسَرَ عَنْهُ الْبَحْرُ فَكُلْ، وَمَا أَلْقَى الْبَحْرُ فَكُلْ، وَمَا طَفَا عَنْ الْمَاءِ فَلا تَأْكُلْ)). قال أبو زرعة: هذا خطأ، إنما هو موقوف عن جابر فقط، وعبد العزيز بن عبد الله واهى الحديث)) اهـ.
وأما صحاح أحاديثه عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ الأموى، فنذكر منها ثلاثة أحاديث:
[الحديث الأول] قال أبو يعلى (4/ 96/2127): حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أن عبد الرحمن بْنَ أَبِي عَمَّارٍ أخبره قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ: أيؤكل الضبع؟، قَالَ: نَعَمْ، قلت: أصيد هي؟، قَالَ: نَعَمْ، قلت: سَمِعْتَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: نَعَمْ.
قلت: وهذا من عيون أحاديث يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ وصحاحها، وقد تابعه عليه: الثَّوْرِىُّ، ويَحْيَى بْنُ أَيُوبَ، وسَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ. ولنجتزئ منها بذكر متابعة الثَّوْرِىِّ:
قال الدارقطنى (2/ 246/46): حَدَّثَنَا محمد بن القاسم بن زكريا نَا أبُو كُرَيْبٍ نَا قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ ابْنِ أَبِي عَمَّارٍ قال: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ عَنْ الضَّبُعِ، فَقُلْتُ: صَيْدٌ هِيَ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: آكُلُهَا؟، قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: نَعَمْ.
قلت: وهذا الحديث مستفيض مشهور يرويه ((عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْمِكَّىِّ)): إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، وابْنُ جُرَيْجٍ، وجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وهو أشهر وأشيع برواية ابْنُ جُرَيْجٍ.
قال الترمذى (1791): حَدَّثَنَا أحمد بن منيع ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ ابْنِ أَبِي عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرٍ: الضَّبُعُ صَيْدٌ هِيَ؟، قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: آكُلُهَا؟، قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ لَهُ: أَقَالَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى هَذَا، وَلَمْ يَرَوْا بِأَكْلِ الضَّبُعِ بَأْسًا، وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ وَإِسْحَقَ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثٌ فِي كَرَاهِيَةِ أَكْلِ الضَّبُعِ، وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ بِالْقَوِيِّ)).
[الحديث الثانى] أخرجه الخطيب ((التاريخ)) (7/ 144) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ خَلادٍ الْبَاهِلِيُّ حدثني يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ، فليقلْ سُبْحَانَكَ اللَّهْمَّ وبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ بِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، فإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ)).
قلت: وهذا الحديث من صحاح أحاديث سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يرويه عنه كذلك: مالك، وعبيد الله بن عمر، وابن عجلان. وتفرد يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ ليس بمؤثرٍ مع ثبوت صحته عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
¥(43/10)
والخلاصة، فإن توثيق يحيى بن سليم فى رواياته عن أهل بلده خاصةً: عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وإِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ مما لا يرتاب فيه أهل التحقيق. ولهذا اقتصر عليهما مسلمٌ لما ترجم له فى ((الكنى والأسماء)) (1/ 336) فقال: ((أبُو زَكَرِيَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، ويقال أبو مُحَمَّدٍ. سمع: إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ، وابْنَ خُثَيْمٍ))، واحتجَّ وخرَّج فى ((صحيحه)) روايته عن ابْنِ خُثَيْمٍ. وأما البخارى فقد احتج بروايته عن إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 02 - 05, 01:08 م]ـ
وإذ بان لك أولَ أقوالِ أئمة الجرح والتعديل فى يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيِّ، فهاك:
(القول الثانى) توثيقه مع توهين رواياته عَنْ عُبِيدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ.
قال العقيلى ((الضعفاء)) (4/ 406): ((حدثنا عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول: وقفت على يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ وهو يحدث عَنْ عُبِيدِ اللهِ أحاديث مناكير، فتركته ولم أحمل عنه إلا حديثاً، وسألت أبي عن يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ فقال: كذا وكذا، ليس حديثه فيه شيء، وكأنه لم يحمده، وقال: قد أتقن حديث ابْنَ خُثَيْمٍ كان عنده في كتابٍ)).
قال أبو جعفر: ((ومن حديثه ما حدثناه محمد بن زكريا ثنا محمد بن عباد ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ عُبِيدِ اللهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال لأبي بكر: ((متى توتر؟))، قال: أوتر ثم أنام، قال: ((بالحزم أخذت))، ثم قال لعمر، فقال: أنام ثم أقوم من الليل فأوتر، قال: ((فعل القوم فعلت)). ولا يتابع عليه من حديث عُبِيدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، وقد روى بغير هذا الإسناد من وجه آخر)) اهـ.
وفى ((تهذيب الكمال)) (31/ 368/6841) للمزى، و ((الكاشف)) (2/ 367) للذهبى، و ((تهذيب التهذيب)) (11/ 198) لابن حجر ثلاثتهم: ((قال النسائى: ليس به بأس، وهو منكر الحديث عن عُبِيدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ)).
وأما الذى فى ((الضعفاء)) للنسائى: ((ليس بالقوى)).
قلت: قد احتج به النسائى فى غير روايته عَنْ عُبِيدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، ومما أخرج له:
قال النسائى ((المجتبى)) (1/ 66): أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ ح وَأَنْبَأَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنِي عَنِ الْوُضُوءِ؟، قَالَ: ((أَسْبِغِ الْوُضُوءَ وَبَالِغْ فِي الاسْتِنْشَاقِ إِلا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا)).
وذكره ابن حبان فى ((كتاب الثقات)) (7/ 615/11731) وقال: ((يخطئ))
قلت: وهذا محمول على الخطأ فى روايته عن عُبِيدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ خاصةً، فقد خرَّج له فى ((صحيحه)) عن: إسماعيل بن أمية، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، وإسماعيل بن كثير.
والخلاصة، فهؤلاء أربعة من أئمة التعديل والتزكية: أحمد، والساجى، والنسائى، وابن حبان استنكروا فقط روايته عَنْ عُبِيدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، ولا يشك المدقق الحصيف أن أعرفهم بحاله هو أحمد بن حنبل، ولا يذهبن عنك قوله فى رواية ابنه عبد الله عنه الآنفة الذكر: ((وقفت على يحيى بن سليم وهو يحدث عَنْ عُبِيدِ اللهِ بأحاديث مناكير، فتركته ولم أحمل عنه إلا حديثاً)). وربما انضاف إلى أربعتهم: يعقوب بن سفيان الفسوى، فقد قال عنه: ((سني رجل صالح وكتابه لا بأس به، وإذا حدث من كتابه فحديثه حسن، وإذا حدث حفظا فيُعرف ويُنكر))، لما علم أن الذى أطبقوا على إنكاره إنما هو حديثه عَنْ عُبِيدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ.
ولهذا قال الحافظ ابن حجر ((الفتح)) (4/ 418): ((والتحقيق أن الكلام فيه ـ يعنى ابْنِ سُلَيْمٍ ـ إنما وقع في روايته عَنْ عُبِيدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ خاصة)).
قلت: وهذا الذى اختاره الحافظ غاية فى الإنصاف والإحاطة بحال يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيِّ.
¥(43/11)
وأما قول الشيخ الألبانى ((إرواء الغليل)) (5/ 1489): ((إن التحقيق الذى حكاه إنما هو بالنسبة لرأى بعض الأئمة، وهو الساجى، وأما الأخرون من المضعفين فقد أطلقوا التضعيف ولم يقيدوه كما فعل الساجى، وهو الذى ينبغى الاعتماد عليه، لأن تضعيفه مفسر بسوء الحفظ عند جماعة منهم: الدارقطنى، فهو جرح مفسر يجب تقديمه على التوثيق باتفاق علماء الحديث. ثم هو مطلق يشمل روايته عن عبيد الله وغيره، وهو ظاهر كلام البخارى.
هذا هو التحقيق الذى ينتهى إليه الباحث فى أقوال العلماء فى الرجل، وقد لخصه الحافظ أحسن تلخيص كما عادته فى ((التقريب)) فقال: صدوق سيئ الحفظ، فأطلق تجريحه كما فعل الجماعة، ولم يقيد كما فعل الساجى)) اهـ.
ثم قوله: ((وأما القول بأن من روى له البخارى فقد جاوز القنطرة، فهو مما لا يلفت إليه أهل التحقيق كأمثال الحافظ ابن حجر العسقلانى، ومن له إطلاع على كتابه ((التقريب)) يعلم صدق ما نقول)) اهـ بلفظه.
أقول: فى هذا التعليق المقتضب مغالطات كثيرة:
أولها: قوله ((أطلق الحافظ فى ((التقريب)) تجريحه كما فعل الجماعة)) أبعد شئٍ عن التحقيق!، فمَنْ الجماعة بعد: الشافعى، والزعفرانى، وأحمد بن حنبل، وابن معين، والبخارى، وابن سعد، والعجلى، وابن عدى، وابن شاهين أهم الساجى، والدارقطنى، والحاكم أبو أحمد وحدهم؟!. بل الجماعة هم موثقوه كما بيَّناه بياناً شافياً قاطعا للعذر.
ثمَّ أليس ينبغى أن يحمل قول الحافظ ((صدوق سيئ الحفظ)) على ما فصَّله فى معرض الاحتجاج للبخارى فى روايته لحديث يحيى بن سليم بقوله ((والتحقيق: أن الكلام فيه إنما وقع في روايته عن عُبِيدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ خاصة، وهذا الحديث من غير روايته))، من باب حمل المطلق على المقيد!!.
ثانيها: قوله إن الساجى وحده هو الذى قيَّد ضعفه بِعُبِيدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ خطأ، وأخطئ منه ما بُنى عليه من حكمٍ فى حقِّ الطَّائِفِيِّ، فقد علمت أن مقيدى ضعفه بِعُبِيدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أربعة من الأئمة: رأسهم أحمد بن حنبل، ثم الساجى، والنسائى، وابن حبان.
ولا تنسى ما ذكرناه آنفاً بقولنا: ولا يشك العارف المدقق أن الإمام أحمد أعرف الأئمة بحاله، سيما وقد التقى به وحمل عنه حديثاً واحداً، وأسند عن جماعة من شيوخه أحاديثهم عنه فى ((مسنده))، ومنها حديثه الذى فى ((صحيح البخارى)).
ثالثها: قوله ((ظاهر كلام البخارى تجريحه بإطلاق)) لا يحتاج إلى دليل لبيان خطئه، إذ يكفى تخريج البخارى حديثاً واحداً له فى ((صحيحه)) للدلالة على توثيقه إياه، وهو القائل: ((ما أدخلت في كتابي الجامع الا ما صحَّ)). ولا يغيبن عنك: أن الكلام هاهنا عما أدخله فى ((صحيحه))، أعنى حديثه ذا، لا ما عداه!!.
رابعها: قوله ((قولهم أن من روى له البخارى فقد جاز القنطرة مما لا يلتفت إليه أهل التحقيق كالحافظ)) من أعجب الأغلاط فى حق الحافظ ابن حجر.
فهو المقرر والمؤكد والمفهوم من كلام الحافظ وتقريراته، وعنه كان ينافح، وذلك قوله فى ((مقدمة الفتح)) (1/ 384): ((ينبغي لكل مصنف أن يعلم أن تخريج صاحب ((الصحيح)) لأي راو كان مقتض لعدالته عنده، وصحة ضبطه، وعدم غفلته، ولا سيما ما انضاف إلى ذلك من إطباق جمهور الأئمة على تسمية الكتابين بـ ((الصحيحين)). وهذا معنى لم يحصل لغير من خرجا عنه في ((الصحيحين))، فهو بمثابة إطباق الجمهور على تعديل من ذكر فيهما. هذا إذا خرج له في الأصول، فإما إن خرج له في المتابعات والشواهد والتعاليق، فهذا يتفاوت درجات من أخرج له منهم في الضبط وغيره، مع حصول اسم الصدق لهم، وحينئذ إذا وجدنا لغيره في أحد منهم طعنا، فذلك الطعن مقابل لتعديل هذا الإمام فلا يقبل إلا مبين السبب مفسرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا، أو في ضبطه لخبر بعينه لأن الأسباب الحاملة للأئمة على الجرح متفاوتة، منها ما يقدح ومنها ما لا يقدح، وقد كان الشيخ أبو الحسن المقدسي يقول في الرجل الذي يخرج له في ((الصحيح)): هذا جاز القنطرة، يعني بذلك أنه لا يلتفت إلى ما قيل فيه. قال الشيخ أبو الفتح القشيري ـ يعنى ابن دقيق العيد ـ في ((مختصره)): وهكذا نعتقد وبه نقول، ولا نخرج عنه إلا بحجة ظاهرة، وبيان شاف، يزيد في غلبة الظن على المعنى الذي قدمناه من اتفاق الناس بعد الشيخين على تسمية كتابيهما بـ ((الصحيحين))، ومن لوازم ذلك تعديل رواتهما)) اهـ.
وفى كلام الحافظ هذا الموفى لشيخى المحدثين حقهما من التقدير والإكبار، أبلغ رد على من غلط فى حق رواة ((الصحيح))، لا سيما قوله ((إن إطباق جمهور الأئمة على تسمية الكتابين بـ ((الصحيحين))، هو بمثابة إطباق الجمهور على تعديل من ذكر فيهما)).
وهل استهان المتهوكون بالـ ((الصحيحين))، وتجرأوا على الطعن فيهما إلا بمثل هذا الغلط، والتجنى على إمام المحدثين وتاج العارفين أبى عبد الله البخارى ـ عليه سحائب الرحمة وشآبيب الغفران ـ!!.
وما مثل إمام المحدثين وجامعه ((الصحيح)) إلا كما قال القائل ـ ولله دره ـ:
حَسَدُوا الْفَتَى إِذْ لَمْ يَنَالُوا سَعْيَهُ ... فالْكُل أَعْدَاءٌ لَهُ وَخُصُومُ
كَضَرَائِرِ الْحَسْنَاءِ قُلْنَ لِوَجْهِهَا ... حَسَدَاً وَبَغْيَاً إِنَّهُ لَدَمِيمُ
وَتَرَى اللبِيبَ مُشَتَّمَاً لْمْ يَجْتَرِمْ ... عِرْضَ الرِّجَالِ وَعِرْضُهُ مَشْتُومُولله در القائل:
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ لَوْ أَنْصَفُوهُ ... لَمَا خُطَّ إِلا بِمَاءِ الذَّهَبْ
هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ الْهُدَى وَالْعَمَى ... هُوَ السَّدُ بَيْنَ الْفَتَى وَالْعَطَبْ
أَسَانَيدٌ مِثْلُ نُجُومِ السَّمَاءِ ... أَمَامَ مُتُونٍ كَمِثْلِ الشُّهُبْ
بِهِ قَامَ مِيزَانُ دِينِ الرسول ... وَدَانَ بِهِ الْعُجْمُ بَعْدَ الْعَرَبْفلله در شيخ الإسلام ابْنِ دَقِيقِ الْعِيدِ الْمِصْرِى حيث أسلم قياده، وقال: ((هكذا نعتقد، وبه نقول))، وكذلك نقول وبه ندين.
¥(43/12)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[17 - 02 - 05, 05:11 ص]ـ
(القول الثالث) وصفه بالضعف وسوء الحفظ. قال أبو أحمد الحاكم: ليس بالحافظ عندهم. وقال الدارقطني: سيء الحفظ، ذكره عنهما الحافظ فى ((تهذيب التهذيب)) (11/ 198).
قلت: وفى البيان السالف رد على قوليهما، وكن على ذكر بما قلناه آنفاً: أن قول إمام الأئمة أحمد بن حنبل ((كان قد أتقن حديث ابن خثيم)) يفيدك ثلاث فوائد عزيزة:
(الأولى) وصفه بالإتقان والضبط لأحاديث عبد الله بن خثيمٍ المكى، وفيه دلالة على إتقانه لأحاديث أهل بلده.
(الثانية) تبرئته من الوصف بسوء الحفظ بإطلاقٍ، وفيه رد على قول الدارقطنى والحاكم أبى أحمد: كان سيئ الحفظ. ولا يشك العارف المدقق أن الإمام أحمد أعرف منهما، وممن أتى بعدهم بحاله، سيما وقد التقى به وحمل عنه حديثاً واحداً.
(الثالة) توثيق الإمام أحمد له فى روايتين عنه، خلافاً لمن زعم أن الإمام أحمد لم يوثقه.
(القول الرابع) قول أبى حاتم الرازى عنه: شيخ صالح محله الصدق ولم يكن بالحافظ، يكتب حديثه ولا يحتج به.
ولعل قائلا يقول: فلماذا جعلت قول أبى حاتم الرازى عن يحيى بن سليم الطائفى مستقلاً بنفسه، ولم تدرجه فى واحد من الثلاثة السوالف؟. فأقول: وذلك لأمرين:
(أولهما) خفاء معنى كلام أبى حاتم الرازى على الكثيرين ممن لم يمعن النظر والتدقيق فى أحكامه.
(ثانيهما) ما وقع فيه بعضهم من حمل كلامه عنه على تضعيفه إيَّاه، كهذا القائل محتجاً لتضعيف حديثه: ((شهد على ضعفه جمع، وأعدل ما قيل فيه قول أبى حاتم: شيخ صالح محله الصدق ولم يكن بالحافظ، يكتب حديثه ولا يحتج به)).
فاعلم أن أبا حاتم الرازى قد يذكر هذه العبارة ((يكتب حديثه ولا يحتج به)) إما مطلقة، وإما مقيدة، وعندئذ يتنزل كلامه على التوثيق أو التضعيف باعتبار القرينة المصاحبة لهذه العبارة. فهاهنا ثلاثة مراتب:
[الأولى] من قال عنه ((يكتب حديثه ولا يحتج به)) ولم يقيده بشئٍ، فهذا ينظر فى حاله عند غيره، فإن وثقه من فى طبقته ورتبته؛ كابن معين وأبى زرعة، فهو ثقة، وإلا فضعيف يعتبر، ولا يترك بمرة.
[الثانية] من قال عنه ((صالح الحديث أو صدوق أو محله الصدق، يكتب حديثه ولا يحتج به)) فهو ثقة عنده.
[الثالثة] من قال عنه ((ضعيف، أو ليس بقوى، يكتب حديثه ولا يحتج به)) فهو ضعيف.
ونزيدك إيضاحا وتبصيراً، بذكر خمسة عشر راوياً ممن ترجم لهم ابن أبى حاتم فى ((الجرح والتعديل))، وقال عنهم أبو حاتم ((يكتب حديثه ولا يحتج به))، وهم ثقات عند يحيى بن معين، وأحاديثهم مخرَّجة فى ((الصحيحين)) أو أحدهما:
(1) أسامة بن زيد الليثى، أبو زيد المدنى (2/ 284/1031).
(2) بشير بن المهاجر الغنوى (2/ 378/1472).
(3) خالد بن مهران الحذاء، أبو المنازل البصرى (3/ 352/1593).
(4) سعير بن الخمس التميمى، أبو مالك الكوفى (4/ 323/1411).
(5) شيبان بن عبد الرحمن النحوى، أبو معاوية البصرى (4/ 356/1561).
(6) شبابة بن سوار الفزارى، أبو عمرو المدائنى (4/ 392/1715).
(7) الضحاك بن عثمان الحزامى، أبو عثمان المدنى (4/ 460/2029).
(8) عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث القرشى المدينى (5/ 212/1000).
(9) عبد الرزاق بن همام الصنعانى صاحب معمر (6/ 38/204).
(10) محمد بن حمير بن أنيس السليحى الحمصى (7/ 239/1315).
(11) منصور بن عبد الرحمن الغدانى الأشل (8/ 174/772).
(12) الوليد بن شجاع السكونى، أبو همام الكوفى (9/ 7/28).
(13) يحيى بن أيوب الغافقى، أبو العباس المصرى (9/ 127/542).
(14) يحيى بن عبد الله بن بكير المصرى (9/ 165/682).
(15) يحيى بن سليم الطائفى، أبو زكريا القرشى (9/ 156/647).
فإذا اتضح لك ما أردناه بهذا البيان، فاعلم أن مقال أبى حاتم عن يحيى بن سليم، محمول على توثيقه إيَّاه، كنحو:
(1) مقاله عن إبراهيم بن الزبرقان التميمى.
قال ابن أبى حاتم (2/ 100/275): ((سألت أبى عنه، فقال: محله الصدق يكتب حديثه ولا يحتج به. وأخبرنا العباس بن محمد الدوري قال سألت يحيى بن معين عن إبراهيم بن الزبرقان فقال: ثقة ثقة، روى عنه وكيع وغيره)).
(2) ومقاله عن إبراهيم بن ميمون الصائغ المروزى.
قال ابن أبى حاتم (2/ 134/425): ((ذكر أبى عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: إبراهيم الصائغ ثقة. وسمعت أبى يقول: يكتب حديثه ولا يحتج به)).
(3) ومقاله عن بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري.
قال ابن أبى حاتم (2/ 430/1714): ((ذكر أبى عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: بهز بن حكيم ثقة. وأخبرنا محمد بن أحمد بن البراء قال: قال على بن المديني: بهز بن حكيم ثقة. وسمعت أبى يقول: هو شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به)).
فى عشرات بل مئات من الثقات والصدوقين أمثال من ذكرنا.
¥(43/13)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 02 - 05, 08:10 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْهَادِى مَنْ اِسْتَهْدَاهُ. الْوَاقِى مَنْ اِتَّقَاهُ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَوْفَيَانِ عَلَى أَكْمَلِ خَلْقِ اللهِ.
تحْمِيلُ: الإلْمَامَةُ بِصِحَّةِ الْحَدِيثِ الْقُدْسِىِّ
((ثَلاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ))
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 02 - 05, 02:47 م]ـ
الشيخ أبو محمد بارك الله بك وجزاك خيراً(43/14)
من روى حديث "أحب الأسماء إلى الله"؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 02 - 05, 12:13 ص]ـ
حديث نافع عن ابن عمر "أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن"، من الذي رواه عن نافع، عبد الله أم عبيد الله أم هو محفوظ عن كليهما؟
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[15 - 02 - 05, 01:35 ص]ـ
حديث نافع عن ابن عمر "أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن"، من الذي رواه عن نافع، عبد الله أم عبيد الله أم هو محفوظ عن كليهما؟
لمزيد من التفصيل , انظر كتاب " إرواء الغليل " لشيخنا الألباني 4: 1176 , فقد أجاد فيه وأفاد , رحمه الله تعالى.
كتبه محبكم / خالد الأنصاري.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 02 - 05, 03:17 ص]ـ
لمزيد من التفصيل , انظر كتاب " إرواء الغليل " لشيخنا الألباني 4: 1176 , فقد أجاد فيه وأفاد , رحمه الله تعالى.
.
- إرواء الغليل - محمد ناصر الألباني ج 4 ص 406:
1176 - (حديث (احب الاسماء عبد الله وعبد الرحمن).
رواه مسلم). ص 279
صحيح.
أخرجه مسلم (6/ 169) وكذا الحاكم (4/ 274) والبيهقي (9/ 306) من طريق عباد بن عباد عن عبيدالله بن عمر وأخيه عبد الله سمعه منهما سنة أربع وأربعين ومائة، يحدثان عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -): فذكره بلفظ: (إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن). وأخرجه أبو داود (4949) من هذا الوجه لكنه لم يذكر في اسناده أخا عبيدالله، واسمه بن عمر العمري.
وكذا أخرجه الدارمي (2/ 294) من طريق أخرى عن عبيدالله به. وأخرجه الترمذي (2/ 136) وابن ماجه (3828) وأحمد (2/ 24) من طرق أخرى عن العمري به. وقال الترمذي: (حديث غريب من هذا الوجه).
قلت: وذلك لان العمري ضعيف من قبل حفظه، لكن متابعة أخيه عبد الله إياه مما يدل على أنه قد حفظ هذا الحديث. نعم شذ في رواية عبد الوهاب بن عطاء عنه بإسناده بلفظ: (كان أحب الاسماء إلى رسول الله (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) عبد الله وعبد الرحمن).
أخرجه أحمد (2/ 128). فكأنه رواه بالمعنى. وله طريق أخرى عند الحاكم عن نافع باللفظ الاول.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 05 - 05, 12:06 م]ـ
يشكل في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم سمى ابنه إبراهيم وليس عبد الله
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[31 - 01 - 08, 04:32 ص]ـ
لعل الله جل جلاله أوحى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ذالك بعد تسمية ابراهم أوموته رضي الله عنه
أولبيان أن الله يحب إسم إبراهيم أيضا
أوخاف أن لايحرج أمته صلى الله عليه وسلم(43/15)
هل يكفي لإثبات عدالة أحد الرواة كونه قاضياً؟
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[15 - 02 - 05, 11:48 ص]ـ
وذلك إذا لم يرد في حقه جرح ولا تعديل
وإلى أي حدٍ يفيده هذا؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 02 - 05, 12:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولعل في هذا الرابط ما يفيد حول المسالة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=95113#post95113
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[04 - 03 - 05, 03:12 ص]ـ
بارك الله في شيخنا الفقيه
......
وقفت على هذا الكلام للشيخ عداب الحمش في كتابه (علم تخريج الحديث ونقده) ص326:
في كلامه على ترجمة هدبة بن المنهال (وهو مسكوت عليه في التاريخ والجرح والتعديل والثقات)
قال الطبراني: لم يروِ هذا الحديث عن هُدبة القاضي إلا عبد الملك .....
قلت (أي عداب):
نفيد من هذا النص أن هُدبة كان قاضياً بمعنى أنه كان عدلاً في دينه عالماً بالأحكام في الأغلب، غير أنه لم يشتهر بالحديث.
ومن مراجعة قائمة شيوخه وتلاميذه إن كان سماعهم منه محفوظاً .. نستخلص أن الرجل لم يكن مجهولاً بالمعنى الاصطلاحي غير أن روايته لا يمكن أن ترقى إلى مصاف الاحتجاج منفرداً
وخلاصة حاله:
أنه مقبول في المتابعات والشواهد وفي غير أبواب الأحكام.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[04 - 03 - 05, 03:23 ص]ـ
كونه قاضيا من قرائن التعديل.
فتقوى هذه القرينة وتضعف بحسب المكان والزمان والولاية، فالقاضي زمن التابعين ليس كمن بعدهم - مع تقدم طبقته -، والقاضي في بغداد مثلا ليس كالقاضي في ارمينيا او هراة.
والقاضي المقارب للسلطان (عند أهل الحديث) ليس كالممتنع عن القضاء المجبر عليه تأثما.
ولهذا فكثيرا ما تجد في سرد الاسناد قولهم (وكان قاضيا) فهل هي بمعنى مطلق الخبر؟ او انها اشارة الى التعديل، و غالب من يتولى منصب القضاء هم ممن شهد لهم بالعلم وصلاح الظاهر.
أما بعد شيوع تولي المناصب الدينية بالوراثة وقبل ذلك بالضمان فقد ضعفت هذه القرينة جدا، وان كان القضاء ظل سالما من مسألة الضمان وانما ابتلي بالوراثة، وببعض المبتدعة.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 03 - 05, 07:46 ص]ـ
ولكن يبقى ناحية الضبط
فالقضاة أغلبهم كانوا فقهاء
والفقهاء ماكانوا يضبطون الاسناد كما ينبغي
فابن ابي ليلى والحجاج بن أرطأة الخ كانوا قضاة
ولكن في العصور المتأخرة لم يكن يحتاج فيه الى الضبط الشديد حيث أن اغلب تلك الروايات من كتب
فيكفي كونه عدل ولايشترط كونه من الحفاظ الذي يحفظون الاسانيد
لانه في النهاية يقرأ من كتاب معروف ومنتشر
بعكس روايات ابن ابي ليلى والحجاج بن أرطأة ونحوهما فكان غالب اعتمادهم على الحفظ والراوية
فيتحاج فيه الى الضبط التام
ثم انه قد وجد من القضاة كذابين وخصوصا في قضاة ما وراء النهر
ووجد منهم من اتهم بسوء الحفظ والضبط
نعم الأصل في القاضي العدالة ولكن ليس الاصل فيه الضبط
وهذا الموضوع يحتاج الى تحرير وبحث وتفصيل
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[04 - 03 - 05, 03:07 م]ـ
جزاكم الله خيراً
المقصود من كلامي إثبات العدالة لا الضبط فهذا شيءٌ آخر.
أما بالنسبة للطبقات المتأخرة
فالتساهل فيها كثير كما قال الذهبي في الميزان
ويتسامح عنه لأنها رواية كتب
ولكن هل هذا على عمومه؟
ـ[باز11]ــــــــ[05 - 03 - 05, 01:12 م]ـ
المسألة هي والله أعلم قاض لم يرد فيه جرح أو تعديل فهذا والله أعلم يكون مقبولا على مذهب ابن عبد البر
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 03 - 05, 08:55 م]ـ
ما ذكره عداب الحمش أعلاه، فيه تفصيل جيد دقيق
ـ[الربيع]ــــــــ[06 - 03 - 05, 02:04 ص]ـ
لا يفيد هذا التعديل ..
لأن كونه قاضيا ليس وصفا له بالتعديل، والقضاء كالتعديل النسبي؛ يحتاج لمرجح.
الأمر الثاني: أن العدل قد يكون ضعيفا في حفظه، وهذا هو الأصل في الحكم على الراوي.(43/16)
للضرورة،، أرجوا تخريج بعض الأحاديث
ـ[عبدالقدير]ــــــــ[16 - 02 - 05, 12:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني اريد التأكد من صحة هذه الأحاديث بسرعة للضرورة،،
الحديث الأول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:-
"من صلى علي فى يوم ألف صلاة لم يمت حتى يبشر بالجنه"
الحديث الثاني
وقال صلى الله عليه وسلم:-
"من صلى علي فى يوم مائة مرة قضى الله له مائة حاجة:سبعين منها لآخرته وثلاثين منها لدنياه"
الحديث الثالث
وقال صلى الله عليه وسلم:-
"من صلى على حين يصبح عشرا وحين يمسى عشرا أدركته شفاعتى يوم القيامة"
الحديث الرابع
وقال صلى الله عليه وسلم:-
"من صلى على واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات"
الحديث الخامس
وقال صلى الله عليه وسلم:-
"ما من أحد يسلم على إلا رد الله على روحى حتى أرد عليه السلام"
الحديث السادس
وقال صلى الله عليه وسلم:-
"إن أولى الناس بى يوم القيامة أكثرهم على صلاة"
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[16 - 02 - 05, 12:29 م]ـ
صحيح الجامع الصغير المجلد الثاني
ـ
(حسن)
من صلى على حين يصبح عشرا و حين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة
(طب) عن أبي الدرداء
سنن النسائي كتاب السهو باب الفضل في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ
(صحيح)
أخبرنا علي بن حجر قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى على واحدة صلى الله عليه وسلم عشرا.
ـ
ـسلسة الأحاديث الصحيحة المجلد الخامس
ـ
(الصحيحة)
ما من أحد يسلم علي، إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام.
ـ
____________________
هذه بعض الأحاديث والأحكام للشيخ الألباني رحمه الله تعالى
ـ[عبدالقدير]ــــــــ[16 - 02 - 05, 12:37 م]ـ
جزآك الله خيراً
ونفع الله بك
ـ[عبدالقدير]ــــــــ[16 - 02 - 05, 12:41 م]ـ
الحديث السادس
وقال صلى الله عليه وسلم:-
"إن أولى الناس بى يوم القيامة أكثرهم على صلاة"
وهذا؟؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[16 - 02 - 05, 12:53 م]ـ
إياك أخي الفاضل
ضعيف الجامع الصغير
ـ
(ضعيف)
إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة
(تخ ت حب) عن ابن مسعود.
ـ
ـ[الرايه]ــــــــ[09 - 11 - 06, 04:17 م]ـ
حديث: "من صلى علي في يوم ألف مرة لم يمت حتى يبشر بالجنة".
رواه ابن شاهين في الترغيب (19)، وعزاه المتقي الهندي في "كنز العمال" (2233) إلى أبي الشيخ، وسنده منكر؛ لأن في إسناده محمد بن عبد العزيز الدينوري وهو ضعيف.
وفيه –أيضاً- الحكم بن عطية، قال عنه الإمام الدارقطني: حدث عن ثابت البناني بأحاديث لا يتابع عليها.
وقال الإمام أبو عبد الله المقدسي في كتاب "الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم-": (لا أعرفه إلا من حديث الحكم بن عطية).
ومن المعلوم أن تفرد من فيه ضعف -كالحكم بن عطية- عن إمام من الأئمة يعتبر من قبيل المنكر عند أكابر الحفاظ، وصنيع ابن القيم –رحمه الله- في جلاء الأفهام (ص/129) يدل على استنكاره.
حديث: "من صلى علي في يوم مائة مرة قضى الله له مائة حاجة: سبعين منها لآخرته وثلاثين منها لدنياه".
رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (54/ 301)، وابن النجار –كما في كنز العمال (1/ 256) - من طريق حكامة بنت عثمان بن دينار عن أبيها، عن أخيه مالك بن دينار، وعن أنس بن مالك.
وهذا إسناد تالف، فيه حكامة، وأبوها عثمان، قال الإمام أبو جعفر العقيلي في ترجمة عثمان بن دينار –كما في الضعفاء (3/ 200) تروي عنه حكامة ابنته أحاديث بواطيل، ليس لها أصل –ثم ساق شيئاً من ذلك- ثم قال: (أحاديث حكامة تشبه حديث القصاص ليس لها أصول).
وقال ابن حبان –في الثقات (7/ 194) في ترجمة أبيها– (وحكامة لا شيء) ولهذا ضعف إسناده السخاوي في القول البديع (ص/227).
د. عمر بن عبد الله المقبل
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=111509(43/17)
هل درس احد هذا الحديث؟ يقال لقارئ لقران يوم القيامة اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل
ـ[الرايه]ــــــــ[18 - 02 - 05, 02:26 م]ـ
اعني حديث
(يقال لقارئ لقران يوم القيامة اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند آخر آية تقرأها)
هل درسه أحد في الملتقى أو في رسالة او كتاب؟
شكرا الله لمن دلني على ذلك
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[18 - 02 - 05, 03:00 م]ـ
سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد الخامس
ـ
(الصحيحة) 2240
يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية (كنت تقرأ بها).
--------
ـ[الرايه]ــــــــ[30 - 12 - 05, 11:05 ص]ـ
أبا عبدالرحمن
جزاك الله خيرا.
وهل بحث أحد هذا الحديث بتوسع إما ضمن رسالة جامعية أو بحث أكاديمي أو جزء مفرد أو غير ذلك.
والله الموفق(43/18)
الاجتهاد بالبتّ بنكارة حديث لا تصوموا يوم السبت
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 02 - 05, 12:16 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذا نواة جزء مفرد إن شاء الله في حديث: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم"، نظرا لأن الخلاف حول الحديث يتكرر دائما، من آخره أن يوم عاشوراء وافق السبت هذه السنة، فاجتهدت قدر الإمكان في تحرير الكلام على الحديث، وأقتصر هنا على جانب الرواية، لأن جانب الدراية يُستغنى عنه إن ثبت ضعف الحديث رواية، وهذه هي النتيجة التي توصلتُ إليها، فأقول مستعينا بالله:
الحديث مخرجه من رواية أهل حمص، واختلفوا في روايته اختلافا كثيرا، وأشهر ما رُوي عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بُسر، عن أخته.
وقد اختُلف على ثور:
فرواه أبوداود (2421) والترمذي (744) -ومن طريقه البغوي في شرح السنة (6/ 361 رقم 1806) وابن بشكوال في الغوامض والمبهمات (2/ 797) وابن الأثير في أسد الغابة (5/ 494) - والنسائي في الكبرى (3/ 210 رقم 2776) وابن ماجه (1726) والطبراني في الكبير (24/ 330) من طريق سفيان بن حبيب،
ورواه أبوداود (2421) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3411) والطبراني في الكبير (24/ 326) وفي مسند الشاميين (1/ 245) وابن منده في الصحابة (كما في الإصابة 13/ 23) والحاكم (1/ 435) وأبونعيم في معرفة الصحابة (6/ 3380) من طريق الوليد بن مسلم،
ورواه النسائي في الكبرى (3/ 210 رقم 2775) والطبراني في الكبير (24/ 330) من طريق أصبغ بن زيد،
ورواه النسائي في الكبرى (3/ 210 رقم 2777) من طريق عبدالملك بن الصبّاح،
ورواه أحمد (6/ 368) -ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق (2/ 106) - والدارمي (1/ 352) وابن خزيمة (2163) والطحاوي (2/ 80) والطبراني في الكبير (24/ 325) –ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (35/ 218) - وابن منده في الصحابة (كما في الإصابة 13/ 23) وأبونعيم في معرفة الصحابة (6/ 3380) والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 302) وفي فضائل الأوقات (307) من طريق أبي عاصم،
ورواه الطبراني في الكبير (24/ 330) من طريق الفضل بن موسى،
ورواه الطبراني في الكبير (24/ 330) بسند واه عن قرة بن عبدالرحمن،
ورواه تمام الرازي في فوائده (592 ترتيبه) من طريق الأوزاعي،
ورواه الضياء في المنتقى من مسموعاته بمرو (34/أ كما في الإرواء 960) من طريق يحيى بن نصر،
وعلقه الدارقطني في العلل (5/ 193/ب) عن عباد بن صهيب،
عشرتهم عن ثور بن يزيد، عن خالد بن مَعْدان، عن عبدالله بن بُسْر السلمي، عن أخته الصمّاء، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افتُرض عليكم، وإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة أو عود شجرة فليمضغه". على اختلاف في اللفظ.
تنبيهان: عزاه الإمام الألباني -رحمه الله- في الإرواء للضياء في المختارة (114/أ) من طريق ثور به، ولم أجده فيه.
وعزاه جاسم الدوسري -وفقه الله- لأبي داود (برقم 2424) من طريق الأوزاعي مسندا به من هذه الطريق (الروض البسام 2/ 199)، والواقع أن أبا داود إنما أسند عن الأوزاعي حكايته أنه روى الحديث بعد توقف، ولم يذكر سند روايته، ولذلك لم يعزه المزي في تحفة الأشراف (15910) لأبي داود عن الأوزاعي مسندا.
فهذا هو الوجه الأول المشتهر.
ورواه النسائي في الكبرى (3/ 209 رقم 2774) وابن ماجه (1726) وعبد بن حميد (508) وأبوالحسن الطوسي في المستخرج على الترمذي (3/ 392) وابن أبي عاصم والطبراني -ومن طريقهما الضياء (9/ 64) - وابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (398) وأبونعيم في الحلية (5/ 218) من طرق عن عيسى بن يونس، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بسر مرفوعا، ليس فيه روايته عن أخته الصماء.
قال أبونعيم: غريب من حديث خالد، تفرد به عيسى عن ثور.
قلت: عيسى ثقة، وقد تابعه على روايته عتبةُ بن السكن في فوائد تمام الرازي (593 ترتيبه)، إلا أن عتبة متروك.
ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3413) وتمام الرازي في الفوائد (591 ترتيبه) من طريق أبي بكر عبدالله بن يزيد، سمعت ثور بن يزيد، ثنا خالد بن معدان، عن عبدالله بن بسر، عن أمه مرفوعا.
¥(43/19)
عبدالله بن يزيد هو ابن راشد الدمشقي أبوبكر، وهو صدوق (الجرح والتعديل 5/ 202)، وليس أبا عبدالرحمن المقرئ المكي كما ظنه غير واحد ممن خرَّج الحديث، كصاحب الروض البسام.
فهاتان الروايتان الأخيرتان شاذتان، لمخالفة الجماعة.
والأشهر المحفوظ عن ثور: روايته عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بسر، عن أخته الصماء مرفوعا.
ورواه بقية بن الوليد واختُلف عليه:
قال النسائي في الكبرى (3/ 211 رقم 2778): أخبرنا سعيد بن عمرو، قال: حدثنا بقية بن الوليد، ثنا ثور، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بسر، عن عمته الصماء به.
سعيد صدوق، ورواه بقية من وجه آخر:
ورواه أبوطاهر المخلّص -ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (14/ 16) - من طريق محمد بن المصفى، ثنا بقية، عن السري بن يَنْعُم الجُبْلاني، عن عامر بن جَشيب، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بُسر مرفوعا، ليس فيه ذكر الصماء.
ومحمد بن المصفى والسري صدوقان، وعامر وثقه الدارقطني.
ورواه بقية من وجه آخر:
فقال النسائي في الكبرى (3/ 211 رقم 2779): أخبرنا عمرو بن عثمان،
وقال الطبراني في الشاميين (3/ 89): حدثنا أحمد بن يحيى بن حمزة، حدثني أبي، عن أبيه،
قالا: ثنا بقية، حدثني الزُّبيدي، ثنا لقمان بن عامر، عن عامر بن جَشيب، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بُسر مرفوعا كسابقه.
والزُّبيدي هو محمد بن الوليد الحمصي: ثقة ثبت، ولقمان صدوق.
ورواه النسائي أيضا (3/ 212 رقم 2783) والطبراني في الشاميين (3/ 89) من طريق يزيد بن عبدربه، ثنا بقية، عن الزبيدي، عن عامر بن جشيب، عن خالد، عن عبدالله مرفوعا، ليس عند النسائي لقمان بن عامر، نبه عليه المزي، أما عند الطبراني فالسند مقرون بالإسناد السابق؛ فلم يظهر الاختلاف.
ويزيد حمصي ثقة، وهو أوثق من روى عن بقية.
ورُوي عن بقية والزبيدي من وجه آخر:
فقال النسائي في الكبرى (3/ 212 رقم 2782): أخبرنا سعيد بن عمرو، ثنا بقية، عن الزبيدي، عن لقمان بن عامر، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بسر، عن خالته الصماء مرفوعا.
وسعيد صدوق، وتقدمت روايته عن بقية عن ثور عن خالد عن ابن بسر عن عمته الصماء.
ورواه أحمد (6/ 368) –ومن طريقه أبونعيم في معرفة الصحابة (6/ 3380) - من طريق إسماعيل بن عياش، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن لقمان، عن خالد، عن عبدالله بن بسر، عن أخته الصماء مرفوعا.
وإسماعيل الأصل أنه ثقة في الشاميين، بيد أنه رواه من وجه آخر!
فرواه الطبراني في الكبير (8/ 172 رقم 7722) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبدالله بن دينار عن أبي أمامة مرفوعا!
وهذه رواية منكرة، قال الهيثمي في المجمع (3/ 198): رواه الطبراني في الكبير من طريق إسماعيل بن عياش عن الحجازيين، وهو ضعيف فيهم.
وقال الألباني: وهو كما قال. وقال إن رجاله ثقات. (الصحيحة 3101)
قلت: رحمهما الله، والأمر ليس كما قالا، فعبدالله بن دينار هذا ليس العدوي الحجازي الثقة، بل هو الحمصي الضعيف، فهو شيخ ابن عياش دون الأول، بل هو معروف برواية إسماعيل بن عياش عنه، ولم يَذكروا في ترجمته رواية عن غير التابعين، فأرى في الحديث علة أخرى وهي الانقطاع.
واختُلف على الزبيدي غير ما سبق:
فرواه النسائي في الكبرى (3/ 211 رقم 2780) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3412) والطبراني في الكبير (24/ 330) وأبونعيم في معرفة الصحابة (6/ 3380) من طريق محمد بن حرب، ثنا الزبيدي، عن الفضيل بن فضالة، عن عبدالله بن بسر عن خالته الصماء مرفوعا.
وعزاه ابن حجر لابن منده في الصحابة من طريق الفضيل به. (الإصابة 13/ 23)
ومحمد بن حرب هو كاتب الزُّبيدي: ثقة، وقدمه أحمد على بقية بن الوليد، أما فضيل فتابعي من أهل الشام؛ ذكره ابن حبان في الثقات.
وروي من وجه آخر عن الزبيدي:
فرواه النسائي (3/ 211 - 212 رقم 2781) والطبراني في الشاميين (3/ 100) وأبونعيم في الصحابة (1/ 411) من طريق أبي التقي عبدالحميد بن إبراهيم، ثنا عبدالله بن سالم، عن الزبيدي، ثنا الفضيل بن فضالة، أن خالد بن معدان حدثه، أن عبدالله بن بسر حدثه، أنه سمع أباه يرفعه.
قال النسائي عقبه: أبوتقي هذا ضعيف ليس بشيء، وإما أخرجته لعلة الاختلاف.
قلت: لكن رواه الطبراني في الشاميين (3/ 100) وفي الكبير (2/ 31 رقم 1191) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي، عن عمرو بن الحارث، عن عبدالله بن سالم به،
¥(43/20)
وعند الطبراني وأبونعيم زيادة: وقال عبد الله بن بسر: إن شككتم فسلوا أختي. قال: فمشى إليها خالد بن معدان؛ فسألها عما ذكر عبد الله، فحدثته بذلك.
وهذه المتابعة لا تصح: فابن زبريق هذا مختلف فيه، وحاله إلى الضعف أقرب، انظر تهذيب الكمال وحاشيته (2/ 370)، وقد ضعفه النسائي في روايته عن عمرو بن الحارث خصوصا، وعمرو بن الحارث هذا ليس المصري الثقة، بل هو حمصي شبه مجهول، تفرد بالرواية عنه اثنان: ابن زبريق الضعيف، ومولاة له مجهولة، فهو غير معروف بالعدالة كما قال الذهبي. (الميزان 3/ 251)
وعبدالله بن سالم حمصي ثقة.
ومن الاختلاف على خالد بن معدان:
ما رواه النسائي في الكبرى (3/ 212 رقم 2784) عن محمد بن وهب، ثنا محمد بن سلمة، ثني أبوعبدالرحيم، عن العلاء، عن داود بن عبيد الله، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بسر، عن أخته الصماء، عن عائشة مرفوعا.
قال الذهبي عن داود: لا يعرف، تفرد بالحديث عنه العلاء، وكأنه ابن الحارث. (الميزان 2/ 12)
قلت: وكذلك مال المزي، ولكني أشك في كونه العلاء بن الحارث الدمشقي، إذ ذُكرت له رواية عن عبدالله بن بسر نفسه، وقد أدركه إدراكا بينا، فقد توفي العلاء سنة 136 عن سبعين سنة، وهو ثقة تغير آخر عمره، والله أعلم.
ومحمد بن حرب ومحمد بن سلمة وأبوعبدالرحيم خالد بن أبي يزيد حرانيون ثقات، وتوفي الأخير سنة 144
والسند منكر على كل حال، تفرد به مجهولان.
اختلاف آخر:
رواه النسائي في الكبرى (3/ 209 رقم 2772) وأبويعلى في مسنده الكبير –ومن طريقه ابن عساكر (27/ 154) والضياء (9/ 58) - والبغوي في الصحابة (4/ 170) –ومن طريقه ابن عساكر- والدولابي في الكنى (2/ 118) وابن قانع (2/ 81) والشجري في الأمالي (2/ 114) من طريق مبشر بن إسماعيل، عن حسان بن نوح، عن عبدالله بن بسر أنه سمع رسول الله صلى الله وسلم.
مبشر حلبي ثقة، وتابعه على هذا الوجه علي بن عياش –وهو حمصي ثقة- عن حسان به.
رواه أحمد (4/ 189) -ومن طريقه ابن عساكر- وابن حبان (6/ 379 رقم 3615) والطبراني –ومن طريقه الضياء (9/ 58 - 59) والعراقي في الأربعين العشارية (17) - والمزي في تهذيب الكمال (6/ 43) من طريق علي بن عياش به.
ولكن قال الطبراني في مسند الشاميين (3/ 399): ثنا أبوزرعة الدمشقي وأحمد بن محمد بن عرق، قالا: ثنا علي بن عياش، ثنا سليمان بن حسان بن نوح، عن عمرو بن قيس، قال سمعت عبدالله بن بسر مرفوعا.
فإن كان الذي في أصل مسند الشاميين محفوظا فهو اختلاف آخر، ويحرر ذلك، لأن الضياء والعراقي والمزي أخرجوه من طريق الطبراني عن أبي زرعة وابن عرق معا عن ابن عياش بالسند الذي قبل هذا.
نعم، رووه عن الطبراني بإسناد معجمه الكبير -ولم يُطبع مسند عبدالله بن بسر منه- لا بإسناد رواية مسند الشاميين؛ المروي من طريق أبي نعيم الأصبهاني عن الطبراني.
ومما أشكل عليّ أن أبا ثور عمرو بن قيس الحمصي الثقة روى عن ابن بُسر، وذكروا من الرواة عنه حسان بن نوح، وهذا شيخ معروف لعلي بن عياش، ولم يذكروا في شيوخ علي ولا الرواة عن أبي ثور من يسمى سليمان بن نوح، فإن كان الإسناد محفوظا فأظن أن [سليمان بن] مقحمة.
ومن الاختلاف على حسان بن نوح ما رواه الروياني في مسنده (2/ 307) من طريق أبي المغيرة عبدالقدوس بن الحجاج –وهو حمصي ثقة- عن حسان، نا أبوأمامة مرفوعا.
وحسان بن نوح هذا حمصي، ذكره العجلي وابن حبان وابن خلفون في الثقات، ولم يتبين لي الوجه المحفوظ من روايته، وإن كنت أرى أنه لا يصح عن أبي أمامة بحال، فلم يُتابع على روايته من وجه صحيح.
اختلاف آخر:
رواه النسائي في الكبرى (3/ 209 رقم 2773) وابن خزيمة (3/ 317) والطبراني في الكبير (24/ 324 - 325) وابن منده في الصحابة (كما في الإصابة 13/ 23) وأبونعيم في معرفة الصحابة (6/ 3380) والبيهقي (4/ 302) من طريق الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن ابن عبدالله بن بسر، عن أبيه، عن عمته الصماء أخت بسر مرفوعا.
وسقط في مطبوعة صحيح ابن خزيمة "ابن عبدالله بن بسر"، والتصويب من إتحاف المهرة (16/ 996)
ومعاوية حمصي ثقة له غرائب وإفرادات، وابن عبدالله بن بسر مبهم في جميع المصادر، وكذا في تاريخ البخاري (8/ 442) والجرح والتعديل (9/ 324)، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، بل نص الذهبي أنه لا يُعرف. (الميزان 4/ 593)
¥(43/21)
وقد ذكروا يحيى بن عبدالله بن بسر من شيوخ معاوية، ولم أجد لهذا ترجمة، ومن أولاد عبدالله بن بُسر من لا تُعرف حاله أيضا، مثل ابنه محمد. (مجمع الزوائد 6/ 255)، فالإسناد ضعيف للجهالة.
طريق آخر:
رواه أحمد (4/ 189) -ومن طريقه الخطيب (6/ 24) وابن الجوزي في التحقيق (2/ 105) والضياء (9/ 104) - عن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني،
ورواه الطبراني (كما في تنقيح التحقيق 2/ 361) -ومن طريقه الضياء- عن الحسين بن إسحاق التستري، ثنا محمد بن الصباح الجرجرائي،
قالا: ثنا الوليد بن مسلم، عن يحيى بن حسان، سمعت عبدالله بن بسر مرفوعا.
وقد صرح الوليد بالتحديث عند الطبراني.
وشيخ الطبراني هو الحسين بن إبراهيم بن إسحاق التستري: راو مكثر، أخرج له أبوعوانة والحاكم وأبونعيم في المستخرج على مسلم والضياء، وروى عنه الطبراني في المعجم الكبير فقط نحو ألف حديث، وقال عنه الخلال: شيخ جليل سمعت منه بكرمان سنة خمس وسبعين وقت خروجي إلى كرمان، وكان عنده عن أبي عبدالله جزء مسائل كبار، وكان رجلا مقدَّما، رأيت موسى بن إسحاق القاضي يكرمه ويقدمه. (طبقات الحنابلة 1/ 142)، وقال عنه الذهبي: كان من الحفاظ الرحالة، ونقل عن أبي الشيخ أنه توفي سنة 290 (السير 14/ 57)، وقال أيضا: محدث رحال ثقة، ونقل عن ابن قانع أنه توفي سنة 289 (تاريخ الإسلام 21/ 157)، وقال في موضع آخر: والصحيح وفاته في المحرم سنة ثلاث وتسعين. (التاريخ 22/ 136)
ويحيى بن حسان يظهر أنه البكري الفلسطيني الثقة، ولم يذكر المزي له رواية عن ابن بسر، ولا رواية للوليد عنه، والله أعلم.
قلت: والراويان عن الوليد هنا صدوقان كانا ببغداد، وقد خالفهما جماعة أكثر وأحفظ وفيهم بلديون للوليد؛ فرووه على وجه آخر عنه عن ثور كما تقدم، والرواة هم: يزيد بن قبيس (شامي ثقة، وروايته عند أبي داود)، ودُحيم (دمشقي ثقة حافظ متقن، عند ابن أبي عاصم والطبرني وأبي نعيم)، وإسحاق بن راهويه (إمام حافظ جبل، عند الطبراني في الشاميين)، وصفوان بن صالح (دمشقي ثقة رمي بتدليس التسوية، عند الحاكم)
فالأظهر لديّ أن المحفوظ عن الوليد روايته عن ثور، وأن هذا اختلاف لا يُقال إن للوليد فيه إسنادان، فلو كانت روايته عن يحيى محفوظة لما احتاج الحفاظ لغيرها، ولاشتُهرت وعُرفت في الشام –مخرج الحديث، وبلد الوليد بن مسلم- على الأقل، والله أعلم.
وجه آخر مخالف:
رواه النسائي في الكبرى (3/ 213 رقم 2785) عن أحمد بن إبراهيم بن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، ثنا معاوية بن يحيى أبومطيع، ثني أرطاة، سمعت أبا عامر، سمعت ثوبان وسئل عن صيام يوم السبت، قال: سلوا عبدالله بن بسر، قال: فسئل، فقال: صيام السبت لا لك ولا عليك.
وهذا موقوف فيه مخالفة جزئية للمتن السابق عند المتأمل، وإسناده شامي حسن: أحمد والفراديسي كلاهما دمشقي ثقة، ومعاوية بن يحيى الأطرابلسي الشامي ثقة صدوق، ذُكرت له أوهام، وأرطاة حمصي ثقة، وأبوعامر عبدالله بن غابر الأَلهاني حمصي صدوق.
وقال الألباني: إسناده جيد. (الصحيحة 225)
فهذا الموقوف أخرجه النسائي بعد سرد الطرق المرفوعة للحديث السابق إشارة منه لإعلاله، والله أعلم.
وجه آخر:
قال أحمد (6/ 368) -ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق (2/ 106): حدثنا يحيى بن إسحاق، أخبرنا ابن لهيعة، أخبرنا موسى بن وردان، عن عبيد الأعرج، قال: حدثتني جدتي أنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتغدى، وذلك في يوم السبت، فقال: تعالَي فكلي، فقال: إني صائمة، فقال لها: أصُمتِ أمس؟ فقالت: لا، قال: فكُلي فإن صيام يوم السبت لا لك ولا عليك".
أخرجه أحمد في مسند الصماء، فإما أنه يعتبر جدة عبيد هي الصماء، أو أنه أورده في مسندها إعلالا للمروي عنها في صيام السبت، والإمام أحمد منقولٌ عنه إعلال الحديث.
وهذا السند ضعيف: فيه ابن لهيعة، والراوي عنه لم يُذكر ضمن من كان يتتبع أصول ابن لهيعة الصحيحة، وقد رواه ابن لهيعة من وجه آخر:
قال أحمد (6/ 368): ثنا حسن بن موسى، ثنا ابن لهيعة، ثنا موسى، أخبرني عُبيد بن حُنين مولى خارجة، أن المرأة التي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم السبت حدثته، أنها سألت رسول الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: لا لك، ولا عليك.
¥(43/22)
وموسى بن وردان صدوق، فيه كلام يسير، وعبيد بن حنين ثقة، وهو غير عبيد الأعرج الوارد في السند الآخر، فهذا قال عنه ابن عبدالهادي: لا يُعرف. (وانظر التعليق على المسند 45/ 8 الرسالة)
فأكَّد الاختلاف أن ابن لهيعة لم يضبطه، والسند ضعيف على كلا الحالين، وضعف الإسناد شيخ الإسلام ابن تيمية (اقتضاء الصراط المستقيم 264)، وتلميذه ابن عبدالهادي (التنقيح 2/ 372)، والهيثمي (مجمع الزوائد 3/ 198)
تلخيص الطرق السابقة:
مخرج الحديث من حمص، واختلف أهلها في رواية الحديث عن عبدالله بن بسر على أوجه كثيرة، فرواه عنه خالد بن معدان، واختُلف عليه، فرواه عنه ثور بن يزيد، وعامر بن جشيب، ولقمان بن عامر، واختُلف على كل منهم.
أما ثور فروى جماعة عنه عن خالد، عن ابن بسر، عن أخته الصماء مرفوعا.
ورُوي عنه عن خالد، عن عن ابن بسر، عن أمه الصماء.
ورُوي عنه عن خالد، عن ابن بسر، عن عمته.
والمحفوظ عن ثور الرواية الأولى.
أما عامر بن جشيب فاختلف نفس الرواة في الإسناد إليه عن خالد، عن ابن بسر مرفوعا،
ومن الرواة عن عامر: لقمان بن عامر، ورُوي عن لقمان، عن خالد، عن ابن بسر، عن خالته الصماء،
ورُوي عن لقمان، عن خالد، عن ابن بُسر، عن أخته. ليس فيهما عامر بن جشيب.
وهذه الطرق الثلاثة اختلف فيها بقية بن الوليد والزبيدي الحمصيان.
واختلف على الزبيدي سوى ما سبق، فرُوي عنه عن فضيل بن فضالة، عن خالد، عن ابن بسر، عن أبيه، وهذا منكر.
وروي عنه، عن فضيل، عن ابن بسر، عن خالته الصماء. ليس فيه خالد بن معدان.
وثمة طريق رابع إلى خالد بن معدان، رواها عنه داود بن عبيد الله، عنه، عن ابن بسر، عن أخته، عن عائشة مرفوعا، وهذا منكر.
فالرواية عن خالد بن معدان مضطربة، وأمثلها رواية ثور عنه.
ورُوي الحديث عن حسان بن نوح، واختُلف عليه:
فروي عنه عن عبدالله بن بسر مرفوعا،
ورُوي عنه عن عمرو بن قيس، عن عبدالله بن بسر،
وروي عنه عن أبي أمامة مرفوعا.
ولم يتبين لي الراجح من هذه الروايات، وأرى أنه مضطرب كذلك.
والحديث رواه أيضا معاوية بن صالح عن ابن عبدالله بن بسر، عن أبيه، عن عمته، وهذا ضعيف.
وروي عن يحيى بن حسان عن عبدالله بن بسر مرفوعا، رواه عنه الوليد بن مسلم، وهذه رواية شاذة عنه.
ورُوي الحديث بلفظ مغاير عن أبي عامر الغبري، عن عبدالله بن بسر موقوفا عليه، وسنده جيد.
ورُوي باللفظ المغاير من طريقين عن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم، وكلا الطريقين اختلاف على راو ضعيف.
ورُوي من وجهين منكرين عن أبي أمامة مرفوعا، تقدم أحدهما.
فتحصل أن الحديث فيه اختلاف شديد، حتى إذا استبعدنا أحاديث ومخالفات الضعفاء يبقى الحديث مضطربا عن الثقات أنفسهم، وكلهم من بلد واحد، وقد نص النسائي وابن حجر على أن الحديث مضطرب، ومع الاختلاف والضعف في المرفوع نجد أنه رُوي موقوفا بإسناد نظيف ولفظ مختلف، فهاتان علتان تكفيان للقدح في الحديث، كيف وقد تتابع حُذّاق الأئمة على إنكار هذا الحديث منذ وقت مبكر؟
أقوال العلماء في الحديث:
من ضعف الحديث:
أقدم من وقفتُ عليه منهم حافظُ التابعين ابن شهاب الزهري، فروى أبوداود (2423 واللفظ له) والحاكم (1/ 436) والبيهقي (4/ 302) من طريق عبدالملك بن شعيب بن الليث، ثنا ابن وهب، سمعت الليث يحدث عن ابن شهاب، أنه كان إذا ذُكر له أنه نهي عن صيام يوم السبت يقول: هذا حديث حمصي.
ورواه الطحاوي (2/ 81) من طريق عبدالله بن صالح كاتب الليث، ثنا الليث بن سعد به بأتم منه، ولفظه: سئل الزهري عن صوم يوم السبت، فقال: لا بأس به، فقيل له: فقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم في كراهته، فقال: ذاك حديث حمصي.
قال الطحاوي عقبه: فلم يعدّه الزهري حديثا يُقال به، وضعَّفه.
وهذا صحيح عن الزهري، وقد أطال الإمام الألباني في نقد معنى العبارة بعد تصحيح سنده للزهري (صحيح أبي داود الكبير 7/ 182)، ولكن أقول: سواء كان قصد الإمام الزهري التنكيت على أهل حمص أو لم يكن فإن مقصد كلامه الطعن في متن الحديث، وأنه لا أصل له صحيح عنده، ولهذا أورده الإمام أبوداود -وغيره- مُعلا به الخبر، ونص على هذا المعنى الطحاوي.
وكفى بهذا الحكم المتقدم من حافظ التابعين وأوسعهم رواية.
¥(43/23)
ولم ينفرد الزهري من المتقدمين بإعلاله، فروى أبوداود (4224) –ومن طريقه البيهقي- بسند رجاله ثقات عن الأوزاعي -وهو شامي- أنه قال عن الحديث: ما زلتُ له كاتما حتى رأيتُه انتشر.
وقال الألباني: صحيح مقطوع. (صحيح سنن أبي داود 2424 الصغير)
بل نقل أبوداود (2424) عن الإمام مالك قوله: هذا كذب.
وقال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد الله [يعني أحمد بن حنبل] يُسأل عن صيام يوم السبت يتفرد به؟ فقال: أما صيام يوم السبت ينفرد به فقد جاء في ذلك الحديث حديث الصماء. يعني حديث ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بسر، عن أخته الصماء، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم". قال أبوعبد الله: فكان يحيى بن سعيد ينفيه، وأبى أن يحدثني به، وقد كان سمعه من ثور. قال: فسمعته من أبي عاصم.
قال الأثرم: وحجة أبي عبدالله في الرخصة في صوم يوم السبت أن الأحاديث كلها مخالفة لحديث عبدالله بن بسر .. ثم سرد الأثرم الأحاديث.
قال ابن تيمية عقبه: واحتج الأثرم بما دل من النصوص المتواترة على صوم يوم السبت، ولا يُقال يحمل النهي على إفراده، لأن لفظه: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم"، والاستثناء دليل التناول، وهذا يقتضي أن الحديث يعم صومه على كل وجه، وإلا لو أريد إفراده لما دخل الصوم المفروض ليستثنى، فإنه لا إفراد فيه، فاستثناؤه دليل على دخول غيره، بخلاف يوم الجمعة، فإنه بيَّن أنه إنما نهى عن إفراده، وعلى هذا فيكون الحديث إما شاذا غير محفوظ وإما منسوخا، وهذه طريقة قدماء أصحاب أحمد الذين صحبوه، كالأثرم وأبي داود .. الخ كلامه.
ثم نقل ابن تيمية كلام وحجة من قواه، وخلص في النهاية إلى خلاف هذا الحديث. (اقتضاء الصراط المستقيم 2/ 72 - 75 وبعده إلى 81)، ونقله بطوله ابن القيم، وأقر كلام شيخه. (تهذيب السنن 3/ 297 - 298 وبعده إلى 301)، وإن كان مال في زاد المعاد إلى التوفيق بينه وبين الأحاديث المخالفة. (2/ 79 - 80)، وكذلك نقل ابن مفلح كلام شيخه ابن تيمية مختصرا جدا، وأقره. (الفروع 3/ 92 العلمية)
وعدّه الأثرم منسوخا (الناسخ والمنسوخ ص170)، وقال: إنه خالف الأحاديث كلها، وسردها، وكان الأثرم قد قال عن حديث آخر (151): الأحاديث إذا تظاهرت فكثرت كانت أثبت من الواحد الشاذ، كما قال إياس بن معاوية: إياك والشاذ من العلم، وقال إبراهيم بن أدهم: إنك إن حملت شاذ العلماء حملت شرا كثيرا، فالشاذ عندنا هو الذي يجيء بخلاف ما جاء به غيره، وليس الشاذ الذي يجيء وحده بشيء لم يجئ أحد بمثله ولم يخالفه غيره.
وقال أبوداود: هذا حديث منسوخ، وزاد في رواية ابن العبد: نَسَخه حديث جويرية، وقد أتبع أبوداود الحديث بحديث جويرية أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة، فقال: صمتِ أمس؟ قالت: لا، فقال: أتريدين أن تصومي غدا؟ قالت: لا، قال: فأفطري.
وحدبث جويرية هذا رواه البخاري.
قلت: واحتج غيره بمخالفته لحديث أبي هريرة مرفوعا في الصحيحين: "لا يصوم أحدكم يوم الجمعة إلا يوما قبله أو بعده". والذي بعد الجمعة هو السبت!
وانظر بقية الأحاديث المعارِضة للحديث –الخاصة والعامة- في الناسخ والمنسوخ للأثرم والاستقامة لشيخ الإسلام ابن تيمية.
وقال النسائي: الحديث مضطرب، نقله المنذري في مختصر السنن (3/ 300) وابن القيم في الزاد (2/ 79) وابن مفلح في الفروع (3/ 92) وابن الملقن في خلاصة البدر المنير (1/ 337) وابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 216)، ولم أجده في موضعه من السنن الكبرى للنسائي، ولكن صنيعه وتطريقه للحديث يقتضيه.
وقال الطحاوي: إن الآثار المروية التي فيها إباحة صوم يوم السبت تطوعا " .. هي أشهر وأظهر في أيدي العلماء من هذا الحديث الشاذ الذي قد خالفها".
وقال البيهقي في فضائل الأوقات (307): إن صح هذا الخبر.
وقال أبوبكر ابن العربي: وأما يوم السبت فلم يصح فيه الحديث، ولو صح لكان معناه مخالفة أهل الكتاب. (القبس شرح الموطأ 2/ 514)
¥(43/24)
وقال ابن حجر: الحديث معلول بالاضطراب. (التهذيب 8/ 174 ونحوه في بلوغ المرام 688)، وقال: الحديث فيه اضطراب شديد. (التهذيب 12/ 326)، وردَّ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 216) على من رجح بعض الأوجه في رواية الحديث قائلا: "لكن هذا التلون في الحديث الواحد بالإسناد الواحد مع اتحاد المخرج يوهن راويه وينبئ بقلة ضبطه، إلا أن يكون من الحفاظ المكثرين المعروفين بجمع طرق الحديث؛ فلا يكون ذلك دالا على قلة ضبطه، وليس الأمر هنا، كذا بل اختلف فيه أيضا على الراوي عن عبد الله بن بسر أيضا".
والذي ردَّ على ترجيحه ابن حجر هو: الدارقطني، حيث قال بعد أن ذكر خمسة أوجه فقط من الاختلاف: والصحيح عن ابن بُسر عن أخته. (العلل 5/ 194/أ)
وكذا عبدالحق الإشبيلي، حيث رجح رواية ابن بُسر عن عمته (الأحكام الوسطى 2/ 225)، مع أنها رواية لم تثبت أصلا كما تقدم.
وقال سماحة الشيخ ابن باز: حديث منسوخ أو شاذ، لأن الأحاديث الصحيحة المحكمة قد دَلَّت على شرعية صيامه مع الجمعة أو مع الأحد في غير الفرض، وهي أحاديث صحيحة وكثيرة، وفيه علة أخرى أيضاً: وهي الاضطراب. (التحفة الكريمة 61)
من صحح الحديث:
قال الترمذي: حديث حسن، ومعنى كراهته في هذا أن يخص الرجل يوم السبت بصيام، لأن اليهود تعظم يوم السبت.
وأورده ابن السكن في صحاحه (البدر المنير 5/ 760)، وكذا ابن خزيمة، وابن حبان، والضياء.
وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، وقال إنه معارَض بإسناد صحيح .. فذكر حديثي جويرية وأم سلمة في صيام السبت.
ووجَّه عبدُالحق الإشبيلي تكذيب الإمام مالك بقوله: ولعل مالكا رضي الله عنه إنما جعله كذبا من أجل رواية ثور بن يزيد الكلاع، فإنه كان يُرمى بالقدر، ولكنه كان ثقة فيما روى، قاله يحيى وغيره، وقد روى [عنه] الجلة، مثل يحيى بن سعيد القطان وابن المبارك والثوري وغيرهم. (الأحكام الوسطى 2/ 225)
قلت: التوجيه الذي قاله بعيد متكلَّف، لأن مالكا لم ينفرد بإعلال الحديث، ثم إن يحيى القطان نفسه قد أنكره من رواية ثور خصوصا، وأقره الإمام أحمد.
وقال الموفق ابن قدامة: حديث حسن صحيح. (الكافي 1/ 363)
وتعقب النووي والشمس ابن عبدالهادي قول أبي داود بالنسخ وتكذيب مالك للحديث. (المجموع 6/ 451 والمحرر 647)
وقال الذهبي عن طريق ثور: إسناد صالح حسن. (مهذب سنن البيهقي 4/ 1681)، وقال عن طريق حسان بن نوح عند النسائي: إسناد صالح. (تاريخ الإسلام 10/ 126)، وقال أيضا: يحمل الحديث على أنه كان يصوم معه يوما. (تنقيح التحقيق 1/ 396)
وقال الشمس ابن مفلح عن إسناد أبي عاصم عن ثور: سنده جيد. قلت: هذا حكمه على ظاهر الإسناد، ثم نقل إعلال الأئمة للمتن، وأقر كلام شيخه ابن تيمية في أن المتن شاذ أو منسوخ.
وقال العراقي: حديث صحيح. (الأربعون العشارية 17)
وقال ابن الملقن: والحق أنه حديث صحيح غير منسوخ. (البدر المنير 5/ 763)، ونص أنه يُحمل على إفراد السبت فقط.
وهنا تنبيه مهم: فعلى فرض ثبوت الحديث وأنه غير منسوخ فهذا أغلب من صححه رأى أن النهي ليس مطلقا، بل هو مخصوص بإفراد السبت، وبعضُهم نص أنه معارَض بالصحيح، فينبغي لمن يحتج بتصحيحهم أن يراعي فقههم للحديث، فإنه لذلك لم يستنكروه.
ثم انتصر الألباني لتصحيح الحديث في إرواء الغليل (رقم 960) وعدد من كتبه، وقلَّده جماعة من المعاصرين.
وقد صحح الإمام الألباني الحديث اعتمادا على ما وقف عليه من طرقه، فبنى ترجيحه على اجتهاده في دراستها، ولكن بالتوسع في التخريج نجد أن عدة أوجه واختلافات لم يخرّجها رحمه الله، ولعله لذلك لم تتبين له قوة الاضطراب على حقيقته، فربما لو رآها وقت تخريجه للحديث لكان تغير ترجيحه، فرحمه الله تعالى، وجزاه عن السنة وأهلها خيرا.
خلاصة البحث:
ظهر لديَّ أن الحديث لا يصح لاضطرابه، ولو لم يكن مضطربا فهو شاذ، وإن سلم منه فهو منسوخ، مع التنبيه أن غالب من تساهل وصحح الحديث لم يأخذ بظاهره، بل حمله على إفراد السبت بالصوم، والله تعالى أعلم.
وقد أفرد موضوع الحديث بالتصنيف عدة، منهم ابن حجر في رسالته: القول الثبت في صيام السبت، وغير واحد من المعاصرين.
ـ[باز11]ــــــــ[21 - 02 - 05, 09:56 ص]ـ
اذكر لنا ياأخانا الشيخ من صنف في هذا الموضوع من المعاصرين ونحن نميل لاثبات الحديث والالصواب مع الترمذي ومن أثبته من الحفاظ ونشكرك على بحثك
ـ[حارث همام]ــــــــ[21 - 02 - 05, 12:15 م]ـ
تحسين الإمام الترمذي ليس هو ماصطلح عليه المتأخرون، فلا يعني تحسينه أن الحديث من قبيل المقبول عنده، وإنما اشترط بنفسه ثلاثة شروط لإطلاق لفظ الحسن:
1 - أن لا يكون فيه متهم بالكذب، (وهذا لايخرج الراوي الضعيف).
2 - أن لايكون شاذاً، (وهذا لايخرج المنقطع والمرسل وما فيه تدليس).
3 - أن يروى من غير وجه. (وليس شرطاً إذا تعددت طرق الرواية أن يكون الحديث صحيحاً بل قد يزيد تعدد الطرق من اليقين بأن الحديث فيه ما فيه).
ومن حمل من المتأخرين عبارة الترمذي على اصطلاحهم فإنه يحكم على الترمذي بالتساهل في التحسين! وإذا كان الأمر كذلك -وليس هو كذلك- فكيف يقدمون تحسينه على نقد الأئمة الجهابذ الذين سمى الشيخ محمد بن زياد بعضهم، وإذا لم يكن تحسينه يقتضي قبولاً (وإن تضمنه أحياناً) كما هو الواقع فلا معنى للاستمساك به ولو كان الاستمساك بتحسين الذهبي لكان الأمر أيسر.
================================================== ==============
الشيخ الفاضل محمد بن زياد:
شكر الله لكم هذا الجهد المبارك، وقد كفيتم مؤونة البحث واستقصاء الطرق فقد كان في النفس شيئ من هذا الأثر مذ قرأت كلام بعض الأئمة في تعليله ولكن الهمة تقعد بالطالب عن البحث لتشعبه فبارك الله في جهدكم وعملكم.
وأنبه إلى أن فهم ما كتبتم وتتبع ما فيه يعسر على مثلي بغير رسم أسانيده وتشجيره، فإن كان ذلك متيسراً لكم ومعد فأرجو أن يرفق فقد يختصر لنا (الكاتب ومن كان نحوه) ذلك بعض الساعات.
وجزاكم الله خيراً ..
¥(43/25)
ـ[أبومحمد الحربي]ــــــــ[21 - 02 - 05, 12:45 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد التكلة على هذا الجهد وأثابك على هذا الإجتهاد
لكن لدي بعض الملوحظات السريعة فيما تقدم:
أولها:- أنَّ الحديث المشار إليه آنفاً قد رُويَ من عدة أسانيد الصحيح منها يغني في الإحتجاج عن الإستعلال بالضعيف، وَ في رسالة " اتحاف الثبت ... " الموجودة في قسم خزانة الكتب والأبحاث ذكر الشيخ تلك الأسانيد الصحيحة فانظر إليها غير مأمور.
ثانيها: ماهي علة الإضطراب في الحديث؟
إن كانت علة الإضطراب في كون الحديث جاء مروياً عن عبد الله بن بُسر عن أخته أو قريبته الصماء بنت بُسر تارةً وأخرى عن عبدالله بن بُسر مرفوعاً فلا إشكال حينئذ!!
فما المانع أن تكون الصماء بنت بُسر حدثت أخيها بهذا الحديث وَهو قد سمعه من النبي صبى الله عليه وآله وسلم في مناسبة أخرى، أو أنه لم يسمعه إلا منها وَ لا إشكال هنا أيضاً، ذلك أن كلاهما أي عبدالله وأخته الصماء قد ثبتت لهما الصحبة فهما صحابيان وَ يكون إرسال عبدالله هو من قبيل " مراسيل الصحابة " المقبولة عند جمهور المحدثين.
ثالثها: فيما يتعلق في قول الإمام الزهري أن" الحديث حمصي " فذلك لا يطعن في صحة الحديث من وجوه:
أ- أن قوله رحمه الله محتمل وَ ليس صريحاً في الطعن في صحة الحديث وإنما جاء من باب التقليل من شأنه لأنه من رواية أهل حمص التي لم تكن مشهورةً بالعلم من ناحية وَ تساهل أهلها وقلة اهتمامهم بالأسانيد من ناحية أخرى بخلاف أهل الحجاز وَ العراق.
ب- لا يلزم أن كل حديث حمصي مردود فهناك أحاديث صححها غير واحدٍ من أهل العلم بالرغم من أنها من رواية أهل حمص مثل حديث العرباض بن سارية الذي أخرجه الترمذي في سننه وَ غيره.
كتبت ذلك في عجالة من أمري فما كان فيها من القصور والزلل فهو من نفسي والشيطان والله وَرسوله منه براء
وصلي اللهم على نبينا الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[23 - 02 - 05, 12:03 ص]ـ
الإخوة الفضلاء، الخلاف في الحديث معروف، ونص شيخ الإسلام ابن تيمية وتبعه ابن القيم أن الحديث اختلف فيه الناس قديما وحديثا.
أما الأسانيد التي قيل إنها صحيحة فهي ثلاثة:
رواية الوليد بن مسلم عن حسان بن نوح عن ابن بسر مرفوعا، وهذه شاذة عن الوليد، ومن صححها لم ينتبه لمخالفة الراويين عن الوليد لمن هو أكثر وأحفظ وألصق بالوليد من أهل بلده، فهذه الطريق غير محفوظة، والمنكر أبدا منكر كما قال الإمام أحمد.
والرواية الأخرى رواية ابن مبشر عن يحيى بن حسان عن ابن بسر مرفوعا، وهذه قد اختُلف على يحيى من ثلاثة أوجه متساوية القوة عندي، فليت شعري أيها أرجح من الآخر؟
بقيت رواية خالد بن معدان، فهناك اضطراب شديد عليه، انظر مثلا كم رواية وردت عن بقية والزبيدي الحمصيان، فأيها ترجح؟
حتى من أثبت الرواية الأشهر عن ثور، مع إسناد مبشر يتحصل لديه ثلاثة أوجه صحيحة (تنزلا) عن ابن بُسر:
عن ابن بسر مرفوعا أنه سمع.
وعن ابن بسر عن أخته أنها سمعت.
وعن ابن بسر من قوله هو (فتوى) وفيها مخالفة للفظ المرفوع الذي استشكله العلماء (وهذه رواية النسائي بسند جيد)
والأقوى رجالا، بل الإسناد الوحيد الذي سلم من الاضطراب والعلل هو الرواية الموقوفة، فهذه لوحدها تكفي لإعلال المرفوع وفيه كل ذاك الخلاف.
ثم أين نذهب بأقوال هؤلاء الأئمة الكبار؟
ونذكر إخواننا الباحثين أن من شروط صحة الحديث ليس ثقة رجاله فقط، بل سلامته من الشذوذ والعلة القادحة، وإنما بُني علم العلل على أخطاء الثقات، وليس على الضعفاء، ومن النادر أن نجد حديثا طعن فيه كل هذا العدد وبمثل هذا التقدم في الزمن والمنزلة، وبمقارنة بسيطة يُلاحظ أن جل من صحح الحديث معروف بالتساهل.
أما الجمع بأنه ابن بسر سمعه بنفسه مرة، وسمعه من أخته تارة، أنه أسنده وأرسله فهذا قد يُقال لو لم تكن لدينا نصوص متكاثرة في إعلال الحديث، ومن ذلك التنصيص على الاضطراب بالذات، أما وقد نُصَّ على ذلك، ورأيناه فعلا بالتخريج فيزداد يقيننها بسلامة حكم من قال بالاضطراب، وأنه حُكمٌ جاء بعد سبر.
وأما تشجير طرق الحديث فأمر لا أحسنه على الحاسب، وأجد صعوبة فيه حتى على الورق، لشدة الاختلاف في الطرق!
أما قضية الرد على تضعيف الحديث (لأن) مخرجه حمصي، فأقول: إن الإمام الزهري أعل الحديث وأراد أنه ضعيف -كما فهم أبوداود والطحاوي والبيهقي- ولم يفهم هؤلاء ولا نص غيرهم من الحفاظ أنه إنما أعله فقط كون رواته حمصيين! ولو لم يكونوا حمصيين لكان صحيحا، بل أراد أنه حديث غير معروف من وجه صحيح يقال به، وبهذا أرد على سائر ما بُني على الفهم السابق.
هذا ما أردت بيانه حول الحديث بعد التجرد وبذل الوسع في تتبع ودراسة طرقه، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
تنبيه أخير: العبد الفقير اسمه مركب (محمد زياد) واسم الوالد (عمر) رحمه الله!
وشكر الله للإخوة على مشاركاتهم، سواء وافقت نتيجة أخيهم أم لا، ولن يُعدم الإنسان فائدة من مذاكرة إخوانه.
¥(43/26)
ـ[باز11]ــــــــ[23 - 02 - 05, 06:25 ص]ـ
##حرر من قبل المشرف بسبب الضعف العلمي للمشاركة##
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[23 - 02 - 05, 09:58 ص]ـ
أسأل الله أن يجعل بحثك كما ذكرت (بعد التجرد!) وهو مفيد في بابه غير أنني لما قرأت هذا البحث وغيره مما كتب حول الحديث لم يظهر لي قوة الاضطراب المذكورواثره على صحة الحديث، ولعل القول بشذوذ الرواية ومخالفتها للمتواتر كان وراء البحث عن علة للحديث كما نقل عن أهل الحديث أنهم إذا رأوا في متن الحديث غرابة أو نكارة بحثوا له عن علة يردونه بها.(43/27)
الاجتهاد بالبتّ بنكارة حديث لا تصوموا يوم السبت
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 02 - 05, 12:16 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذا نواة جزء مفرد إن شاء الله في حديث: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم"، نظرا لأن الخلاف حول الحديث يتكرر دائما، من آخره أن يوم عاشوراء وافق السبت هذه السنة، فاجتهدت قدر الإمكان في تحرير الكلام على الحديث، وأقتصر هنا على جانب الرواية، لأن جانب الدراية يُستغنى عنه إن ثبت ضعف الحديث رواية، وهذه هي النتيجة التي توصلتُ إليها، فأقول مستعينا بالله:
الحديث مخرجه من رواية أهل حمص، واختلفوا في روايته اختلافا كثيرا، وأشهر ما رُوي عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بُسر، عن أخته.
وقد اختُلف على ثور:
فرواه أبوداود (2421) والترمذي (744) -ومن طريقه البغوي في شرح السنة (6/ 361 رقم 1806) وابن بشكوال في الغوامض والمبهمات (2/ 797) وابن الأثير في أسد الغابة (5/ 494) - والنسائي في الكبرى (3/ 210 رقم 2776) وابن ماجه (1726) والطبراني في الكبير (24/ 330) من طريق سفيان بن حبيب،
ورواه أبوداود (2421) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3411) والطبراني في الكبير (24/ 326) وفي مسند الشاميين (1/ 245) وابن منده في الصحابة (كما في الإصابة 13/ 23) والحاكم (1/ 435) وأبونعيم في معرفة الصحابة (6/ 3380) من طريق الوليد بن مسلم،
ورواه النسائي في الكبرى (3/ 210 رقم 2775) والطبراني في الكبير (24/ 330) من طريق أصبغ بن زيد،
ورواه النسائي في الكبرى (3/ 210 رقم 2777) من طريق عبدالملك بن الصبّاح،
ورواه أحمد (6/ 368) -ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق (2/ 106) - والدارمي (1/ 352) وابن خزيمة (2163) والطحاوي (2/ 80) والطبراني في الكبير (24/ 325) –ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (35/ 218) - وابن منده في الصحابة (كما في الإصابة 13/ 23) وأبونعيم في معرفة الصحابة (6/ 3380) والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 302) وفي فضائل الأوقات (307) من طريق أبي عاصم،
ورواه الطبراني في الكبير (24/ 330) من طريق الفضل بن موسى،
ورواه الطبراني في الكبير (24/ 330) بسند واه عن قرة بن عبدالرحمن،
ورواه تمام الرازي في فوائده (592 ترتيبه) من طريق الأوزاعي،
ورواه الضياء في المنتقى من مسموعاته بمرو (34/أ كما في الإرواء 960) من طريق يحيى بن نصر،
وعلقه الدارقطني في العلل (5/ 193/ب) عن عباد بن صهيب،
عشرتهم عن ثور بن يزيد، عن خالد بن مَعْدان، عن عبدالله بن بُسْر السلمي، عن أخته الصمّاء، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افتُرض عليكم، وإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة أو عود شجرة فليمضغه". على اختلاف في اللفظ.
تنبيهان: عزاه الإمام الألباني -رحمه الله- في الإرواء للضياء في المختارة (114/أ) من طريق ثور به، ولم أجده فيه.
وعزاه جاسم الدوسري -وفقه الله- لأبي داود (برقم 2424) من طريق الأوزاعي مسندا به من هذه الطريق (الروض البسام 2/ 199)، والواقع أن أبا داود إنما أسند عن الأوزاعي حكايته أنه روى الحديث بعد توقف، ولم يذكر سند روايته، ولذلك لم يعزه المزي في تحفة الأشراف (15910) لأبي داود عن الأوزاعي مسندا.
فهذا هو الوجه الأول المشتهر.
ورواه النسائي في الكبرى (3/ 209 رقم 2774) وابن ماجه (1726) وعبد بن حميد (508) وأبوالحسن الطوسي في المستخرج على الترمذي (3/ 392) وابن أبي عاصم والطبراني -ومن طريقهما الضياء (9/ 64) - وابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (398) وأبونعيم في الحلية (5/ 218) من طرق عن عيسى بن يونس، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بسر مرفوعا، ليس فيه روايته عن أخته الصماء.
قال أبونعيم: غريب من حديث خالد، تفرد به عيسى عن ثور.
قلت: عيسى ثقة، وقد تابعه على روايته عتبةُ بن السكن في فوائد تمام الرازي (593 ترتيبه)، إلا أن عتبة متروك.
ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3413) وتمام الرازي في الفوائد (591 ترتيبه) من طريق أبي بكر عبدالله بن يزيد، سمعت ثور بن يزيد، ثنا خالد بن معدان، عن عبدالله بن بسر، عن أمه مرفوعا.
¥(43/28)
عبدالله بن يزيد هو ابن راشد الدمشقي أبوبكر، وهو صدوق (الجرح والتعديل 5/ 202)، وليس أبا عبدالرحمن المقرئ المكي كما ظنه غير واحد ممن خرَّج الحديث، كصاحب الروض البسام.
فهاتان الروايتان الأخيرتان شاذتان، لمخالفة الجماعة.
والأشهر المحفوظ عن ثور: روايته عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بسر، عن أخته الصماء مرفوعا.
ورواه بقية بن الوليد واختُلف عليه:
قال النسائي في الكبرى (3/ 211 رقم 2778): أخبرنا سعيد بن عمرو، قال: حدثنا بقية بن الوليد، ثنا ثور، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بسر، عن عمته الصماء به.
سعيد صدوق، ورواه بقية من وجه آخر:
ورواه أبوطاهر المخلّص -ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (14/ 16) - من طريق محمد بن المصفى، ثنا بقية، عن السري بن يَنْعُم الجُبْلاني، عن عامر بن جَشيب، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بُسر مرفوعا، ليس فيه ذكر الصماء.
ومحمد بن المصفى والسري صدوقان، وعامر وثقه الدارقطني.
ورواه بقية من وجه آخر:
فقال النسائي في الكبرى (3/ 211 رقم 2779): أخبرنا عمرو بن عثمان،
وقال الطبراني في الشاميين (3/ 89): حدثنا أحمد بن يحيى بن حمزة، حدثني أبي، عن أبيه،
قالا: ثنا بقية، حدثني الزُّبيدي، ثنا لقمان بن عامر، عن عامر بن جَشيب، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بُسر مرفوعا كسابقه.
والزُّبيدي هو محمد بن الوليد الحمصي: ثقة ثبت، ولقمان صدوق.
ورواه النسائي أيضا (3/ 212 رقم 2783) والطبراني في الشاميين (3/ 89) من طريق يزيد بن عبدربه، ثنا بقية، عن الزبيدي، عن عامر بن جشيب، عن خالد، عن عبدالله مرفوعا، ليس عند النسائي لقمان بن عامر، نبه عليه المزي، أما عند الطبراني فالسند مقرون بالإسناد السابق؛ فلم يظهر الاختلاف.
ويزيد حمصي ثقة، وهو أوثق من روى عن بقية.
ورُوي عن بقية والزبيدي من وجه آخر:
فقال النسائي في الكبرى (3/ 212 رقم 2782): أخبرنا سعيد بن عمرو، ثنا بقية، عن الزبيدي، عن لقمان بن عامر، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بسر، عن خالته الصماء مرفوعا.
وسعيد صدوق، وتقدمت روايته عن بقية عن ثور عن خالد عن ابن بسر عن عمته الصماء.
ورواه أحمد (6/ 368) –ومن طريقه أبونعيم في معرفة الصحابة (6/ 3380) - من طريق إسماعيل بن عياش، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن لقمان، عن خالد، عن عبدالله بن بسر، عن أخته الصماء مرفوعا.
وإسماعيل الأصل أنه ثقة في الشاميين، بيد أنه رواه من وجه آخر!
فرواه الطبراني في الكبير (8/ 172 رقم 7722) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبدالله بن دينار عن أبي أمامة مرفوعا!
وهذه رواية منكرة، قال الهيثمي في المجمع (3/ 198): رواه الطبراني في الكبير من طريق إسماعيل بن عياش عن الحجازيين، وهو ضعيف فيهم.
وقال الألباني: وهو كما قال. وقال إن رجاله ثقات. (الصحيحة 3101)
قلت: رحمهما الله، والأمر ليس كما قالا، فعبدالله بن دينار هذا ليس العدوي الحجازي الثقة، بل هو الحمصي الضعيف، فهو شيخ ابن عياش دون الأول، بل هو معروف برواية إسماعيل بن عياش عنه، ولم يَذكروا في ترجمته رواية عن غير التابعين، فأرى في الحديث علة أخرى وهي الانقطاع.
واختُلف على الزبيدي غير ما سبق:
فرواه النسائي في الكبرى (3/ 211 رقم 2780) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3412) والطبراني في الكبير (24/ 330) وأبونعيم في معرفة الصحابة (6/ 3380) من طريق محمد بن حرب، ثنا الزبيدي، عن الفضيل بن فضالة، عن عبدالله بن بسر عن خالته الصماء مرفوعا.
وعزاه ابن حجر لابن منده في الصحابة من طريق الفضيل به. (الإصابة 13/ 23)
ومحمد بن حرب هو كاتب الزُّبيدي: ثقة، وقدمه أحمد على بقية بن الوليد، أما فضيل فتابعي من أهل الشام؛ ذكره ابن حبان في الثقات.
وروي من وجه آخر عن الزبيدي:
فرواه النسائي (3/ 211 - 212 رقم 2781) والطبراني في الشاميين (3/ 100) وأبونعيم في الصحابة (1/ 411) من طريق أبي التقي عبدالحميد بن إبراهيم، ثنا عبدالله بن سالم، عن الزبيدي، ثنا الفضيل بن فضالة، أن خالد بن معدان حدثه، أن عبدالله بن بسر حدثه، أنه سمع أباه يرفعه.
قال النسائي عقبه: أبوتقي هذا ضعيف ليس بشيء، وإما أخرجته لعلة الاختلاف.
قلت: لكن رواه الطبراني في الشاميين (3/ 100) وفي الكبير (2/ 31 رقم 1191) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي، عن عمرو بن الحارث، عن عبدالله بن سالم به،
¥(43/29)
وعند الطبراني وأبونعيم زيادة: وقال عبد الله بن بسر: إن شككتم فسلوا أختي. قال: فمشى إليها خالد بن معدان؛ فسألها عما ذكر عبد الله، فحدثته بذلك.
وهذه المتابعة لا تصح: فابن زبريق هذا مختلف فيه، وحاله إلى الضعف أقرب، انظر تهذيب الكمال وحاشيته (2/ 370)، وقد ضعفه النسائي في روايته عن عمرو بن الحارث خصوصا، وعمرو بن الحارث هذا ليس المصري الثقة، بل هو حمصي شبه مجهول، تفرد بالرواية عنه اثنان: ابن زبريق الضعيف، ومولاة له مجهولة، فهو غير معروف بالعدالة كما قال الذهبي. (الميزان 3/ 251)
وعبدالله بن سالم حمصي ثقة.
ومن الاختلاف على خالد بن معدان:
ما رواه النسائي في الكبرى (3/ 212 رقم 2784) عن محمد بن وهب، ثنا محمد بن سلمة، ثني أبوعبدالرحيم، عن العلاء، عن داود بن عبيد الله، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بسر، عن أخته الصماء، عن عائشة مرفوعا.
قال الذهبي عن داود: لا يعرف، تفرد بالحديث عنه العلاء، وكأنه ابن الحارث. (الميزان 2/ 12)
قلت: وكذلك مال المزي، ولكني أشك في كونه العلاء بن الحارث الدمشقي، إذ ذُكرت له رواية عن عبدالله بن بسر نفسه، وقد أدركه إدراكا بينا، فقد توفي العلاء سنة 136 عن سبعين سنة، وهو ثقة تغير آخر عمره، والله أعلم.
ومحمد بن حرب ومحمد بن سلمة وأبوعبدالرحيم خالد بن أبي يزيد حرانيون ثقات، وتوفي الأخير سنة 144
والسند منكر على كل حال، تفرد به مجهولان.
اختلاف آخر:
رواه النسائي في الكبرى (3/ 209 رقم 2772) وأبويعلى في مسنده الكبير –ومن طريقه ابن عساكر (27/ 154) والضياء (9/ 58) - والبغوي في الصحابة (4/ 170) –ومن طريقه ابن عساكر- والدولابي في الكنى (2/ 118) وابن قانع (2/ 81) والشجري في الأمالي (2/ 114) من طريق مبشر بن إسماعيل، عن حسان بن نوح، عن عبدالله بن بسر أنه سمع رسول الله صلى الله وسلم.
مبشر حلبي ثقة، وتابعه على هذا الوجه علي بن عياش –وهو حمصي ثقة- عن حسان به.
رواه أحمد (4/ 189) -ومن طريقه ابن عساكر- وابن حبان (6/ 379 رقم 3615) والطبراني –ومن طريقه الضياء (9/ 58 - 59) والعراقي في الأربعين العشارية (17) - والمزي في تهذيب الكمال (6/ 43) من طريق علي بن عياش به.
ولكن قال الطبراني في مسند الشاميين (3/ 399): ثنا أبوزرعة الدمشقي وأحمد بن محمد بن عرق، قالا: ثنا علي بن عياش، ثنا سليمان بن حسان بن نوح، عن عمرو بن قيس، قال سمعت عبدالله بن بسر مرفوعا.
فإن كان الذي في أصل مسند الشاميين محفوظا فهو اختلاف آخر، ويحرر ذلك، لأن الضياء والعراقي والمزي أخرجوه من طريق الطبراني عن أبي زرعة وابن عرق معا عن ابن عياش بالسند الذي قبل هذا.
نعم، رووه عن الطبراني بإسناد معجمه الكبير -ولم يُطبع مسند عبدالله بن بسر منه- لا بإسناد رواية مسند الشاميين؛ المروي من طريق أبي نعيم الأصبهاني عن الطبراني.
ومما أشكل عليّ أن أبا ثور عمرو بن قيس الحمصي الثقة روى عن ابن بُسر، وذكروا من الرواة عنه حسان بن نوح، وهذا شيخ معروف لعلي بن عياش، ولم يذكروا في شيوخ علي ولا الرواة عن أبي ثور من يسمى سليمان بن نوح، فإن كان الإسناد محفوظا فأظن أن [سليمان بن] مقحمة.
ومن الاختلاف على حسان بن نوح ما رواه الروياني في مسنده (2/ 307) من طريق أبي المغيرة عبدالقدوس بن الحجاج –وهو حمصي ثقة- عن حسان، نا أبوأمامة مرفوعا.
وحسان بن نوح هذا حمصي، ذكره العجلي وابن حبان وابن خلفون في الثقات، ولم يتبين لي الوجه المحفوظ من روايته، وإن كنت أرى أنه لا يصح عن أبي أمامة بحال، فلم يُتابع على روايته من وجه صحيح.
اختلاف آخر:
رواه النسائي في الكبرى (3/ 209 رقم 2773) وابن خزيمة (3/ 317) والطبراني في الكبير (24/ 324 - 325) وابن منده في الصحابة (كما في الإصابة 13/ 23) وأبونعيم في معرفة الصحابة (6/ 3380) والبيهقي (4/ 302) من طريق الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن ابن عبدالله بن بسر، عن أبيه، عن عمته الصماء أخت بسر مرفوعا.
وسقط في مطبوعة صحيح ابن خزيمة "ابن عبدالله بن بسر"، والتصويب من إتحاف المهرة (16/ 996)
ومعاوية حمصي ثقة له غرائب وإفرادات، وابن عبدالله بن بسر مبهم في جميع المصادر، وكذا في تاريخ البخاري (8/ 442) والجرح والتعديل (9/ 324)، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، بل نص الذهبي أنه لا يُعرف. (الميزان 4/ 593)
¥(43/30)
وقد ذكروا يحيى بن عبدالله بن بسر من شيوخ معاوية، ولم أجد لهذا ترجمة، ومن أولاد عبدالله بن بُسر من لا تُعرف حاله أيضا، مثل ابنه محمد. (مجمع الزوائد 6/ 255)، فالإسناد ضعيف للجهالة.
طريق آخر:
رواه أحمد (4/ 189) -ومن طريقه الخطيب (6/ 24) وابن الجوزي في التحقيق (2/ 105) والضياء (9/ 104) - عن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني،
ورواه الطبراني (كما في تنقيح التحقيق 2/ 361) -ومن طريقه الضياء- عن الحسين بن إسحاق التستري، ثنا محمد بن الصباح الجرجرائي،
قالا: ثنا الوليد بن مسلم، عن يحيى بن حسان، سمعت عبدالله بن بسر مرفوعا.
وقد صرح الوليد بالتحديث عند الطبراني.
وشيخ الطبراني هو الحسين بن إبراهيم بن إسحاق التستري: راو مكثر، أخرج له أبوعوانة والحاكم وأبونعيم في المستخرج على مسلم والضياء، وروى عنه الطبراني في المعجم الكبير فقط نحو ألف حديث، وقال عنه الخلال: شيخ جليل سمعت منه بكرمان سنة خمس وسبعين وقت خروجي إلى كرمان، وكان عنده عن أبي عبدالله جزء مسائل كبار، وكان رجلا مقدَّما، رأيت موسى بن إسحاق القاضي يكرمه ويقدمه. (طبقات الحنابلة 1/ 142)، وقال عنه الذهبي: كان من الحفاظ الرحالة، ونقل عن أبي الشيخ أنه توفي سنة 290 (السير 14/ 57)، وقال أيضا: محدث رحال ثقة، ونقل عن ابن قانع أنه توفي سنة 289 (تاريخ الإسلام 21/ 157)، وقال في موضع آخر: والصحيح وفاته في المحرم سنة ثلاث وتسعين. (التاريخ 22/ 136)
ويحيى بن حسان يظهر أنه البكري الفلسطيني الثقة، ولم يذكر المزي له رواية عن ابن بسر، ولا رواية للوليد عنه، والله أعلم.
قلت: والراويان عن الوليد هنا صدوقان كانا ببغداد، وقد خالفهما جماعة أكثر وأحفظ وفيهم بلديون للوليد؛ فرووه على وجه آخر عنه عن ثور كما تقدم، والرواة هم: يزيد بن قبيس (شامي ثقة، وروايته عند أبي داود)، ودُحيم (دمشقي ثقة حافظ متقن، عند ابن أبي عاصم والطبرني وأبي نعيم)، وإسحاق بن راهويه (إمام حافظ جبل، عند الطبراني في الشاميين)، وصفوان بن صالح (دمشقي ثقة رمي بتدليس التسوية، عند الحاكم)
فالأظهر لديّ أن المحفوظ عن الوليد روايته عن ثور، وأن هذا اختلاف لا يُقال إن للوليد فيه إسنادان، فلو كانت روايته عن يحيى محفوظة لما احتاج الحفاظ لغيرها، ولاشتُهرت وعُرفت في الشام –مخرج الحديث، وبلد الوليد بن مسلم- على الأقل، والله أعلم.
وجه آخر مخالف:
رواه النسائي في الكبرى (3/ 213 رقم 2785) عن أحمد بن إبراهيم بن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، ثنا معاوية بن يحيى أبومطيع، ثني أرطاة، سمعت أبا عامر، سمعت ثوبان وسئل عن صيام يوم السبت، قال: سلوا عبدالله بن بسر، قال: فسئل، فقال: صيام السبت لا لك ولا عليك.
وهذا موقوف فيه مخالفة جزئية للمتن السابق عند المتأمل، وإسناده شامي حسن: أحمد والفراديسي كلاهما دمشقي ثقة، ومعاوية بن يحيى الأطرابلسي الشامي ثقة صدوق، ذُكرت له أوهام، وأرطاة حمصي ثقة، وأبوعامر عبدالله بن غابر الأَلهاني حمصي صدوق.
وقال الألباني: إسناده جيد. (الصحيحة 225)
فهذا الموقوف أخرجه النسائي بعد سرد الطرق المرفوعة للحديث السابق إشارة منه لإعلاله، والله أعلم.
وجه آخر:
قال أحمد (6/ 368) -ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق (2/ 106): حدثنا يحيى بن إسحاق، أخبرنا ابن لهيعة، أخبرنا موسى بن وردان، عن عبيد الأعرج، قال: حدثتني جدتي أنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتغدى، وذلك في يوم السبت، فقال: تعالَي فكلي، فقال: إني صائمة، فقال لها: أصُمتِ أمس؟ فقالت: لا، قال: فكُلي فإن صيام يوم السبت لا لك ولا عليك".
أخرجه أحمد في مسند الصماء، فإما أنه يعتبر جدة عبيد هي الصماء، أو أنه أورده في مسندها إعلالا للمروي عنها في صيام السبت، والإمام أحمد منقولٌ عنه إعلال الحديث.
وهذا السند ضعيف: فيه ابن لهيعة، والراوي عنه لم يُذكر ضمن من كان يتتبع أصول ابن لهيعة الصحيحة، وقد رواه ابن لهيعة من وجه آخر:
قال أحمد (6/ 368): ثنا حسن بن موسى، ثنا ابن لهيعة، ثنا موسى، أخبرني عُبيد بن حُنين مولى خارجة، أن المرأة التي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم السبت حدثته، أنها سألت رسول الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: لا لك، ولا عليك.
¥(43/31)
وموسى بن وردان صدوق، فيه كلام يسير، وعبيد بن حنين ثقة، وهو غير عبيد الأعرج الوارد في السند الآخر، فهذا قال عنه ابن عبدالهادي: لا يُعرف. (وانظر التعليق على المسند 45/ 8 الرسالة)
فأكَّد الاختلاف أن ابن لهيعة لم يضبطه، والسند ضعيف على كلا الحالين، وضعف الإسناد شيخ الإسلام ابن تيمية (اقتضاء الصراط المستقيم 264)، وتلميذه ابن عبدالهادي (التنقيح 2/ 372)، والهيثمي (مجمع الزوائد 3/ 198)
تلخيص الطرق السابقة:
مخرج الحديث من حمص، واختلف أهلها في رواية الحديث عن عبدالله بن بسر على أوجه كثيرة، فرواه عنه خالد بن معدان، واختُلف عليه، فرواه عنه ثور بن يزيد، وعامر بن جشيب، ولقمان بن عامر، واختُلف على كل منهم.
أما ثور فروى جماعة عنه عن خالد، عن ابن بسر، عن أخته الصماء مرفوعا.
ورُوي عنه عن خالد، عن عن ابن بسر، عن أمه الصماء.
ورُوي عنه عن خالد، عن ابن بسر، عن عمته.
والمحفوظ عن ثور الرواية الأولى.
أما عامر بن جشيب فاختلف نفس الرواة في الإسناد إليه عن خالد، عن ابن بسر مرفوعا،
ومن الرواة عن عامر: لقمان بن عامر، ورُوي عن لقمان، عن خالد، عن ابن بسر، عن خالته الصماء،
ورُوي عن لقمان، عن خالد، عن ابن بُسر، عن أخته. ليس فيهما عامر بن جشيب.
وهذه الطرق الثلاثة اختلف فيها بقية بن الوليد والزبيدي الحمصيان.
واختلف على الزبيدي سوى ما سبق، فرُوي عنه عن فضيل بن فضالة، عن خالد، عن ابن بسر، عن أبيه، وهذا منكر.
وروي عنه، عن فضيل، عن ابن بسر، عن خالته الصماء. ليس فيه خالد بن معدان.
وثمة طريق رابع إلى خالد بن معدان، رواها عنه داود بن عبيد الله، عنه، عن ابن بسر، عن أخته، عن عائشة مرفوعا، وهذا منكر.
فالرواية عن خالد بن معدان مضطربة، وأمثلها رواية ثور عنه.
ورُوي الحديث عن حسان بن نوح، واختُلف عليه:
فروي عنه عن عبدالله بن بسر مرفوعا،
ورُوي عنه عن عمرو بن قيس، عن عبدالله بن بسر،
وروي عنه عن أبي أمامة مرفوعا.
ولم يتبين لي الراجح من هذه الروايات، وأرى أنه مضطرب كذلك.
والحديث رواه أيضا معاوية بن صالح عن ابن عبدالله بن بسر، عن أبيه، عن عمته، وهذا ضعيف.
وروي عن يحيى بن حسان عن عبدالله بن بسر مرفوعا، رواه عنه الوليد بن مسلم، وهذه رواية شاذة عنه.
ورُوي الحديث بلفظ مغاير عن أبي عامر الغبري، عن عبدالله بن بسر موقوفا عليه، وسنده جيد.
ورُوي باللفظ المغاير من طريقين عن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم، وكلا الطريقين اختلاف على راو ضعيف.
ورُوي من وجهين منكرين عن أبي أمامة مرفوعا، تقدم أحدهما.
فتحصل أن الحديث فيه اختلاف شديد، حتى إذا استبعدنا أحاديث ومخالفات الضعفاء يبقى الحديث مضطربا عن الثقات أنفسهم، وكلهم من بلد واحد، وقد نص النسائي وابن حجر على أن الحديث مضطرب، ومع الاختلاف والضعف في المرفوع نجد أنه رُوي موقوفا بإسناد نظيف ولفظ مختلف، فهاتان علتان تكفيان للقدح في الحديث، كيف وقد تتابع حُذّاق الأئمة على إنكار هذا الحديث منذ وقت مبكر؟
أقوال العلماء في الحديث:
من ضعف الحديث:
أقدم من وقفتُ عليه منهم حافظُ التابعين ابن شهاب الزهري، فروى أبوداود (2423 واللفظ له) والحاكم (1/ 436) والبيهقي (4/ 302) من طريق عبدالملك بن شعيب بن الليث، ثنا ابن وهب، سمعت الليث يحدث عن ابن شهاب، أنه كان إذا ذُكر له أنه نهي عن صيام يوم السبت يقول: هذا حديث حمصي.
ورواه الطحاوي (2/ 81) من طريق عبدالله بن صالح كاتب الليث، ثنا الليث بن سعد به بأتم منه، ولفظه: سئل الزهري عن صوم يوم السبت، فقال: لا بأس به، فقيل له: فقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم في كراهته، فقال: ذاك حديث حمصي.
قال الطحاوي عقبه: فلم يعدّه الزهري حديثا يُقال به، وضعَّفه.
وهذا صحيح عن الزهري، وقد أطال الإمام الألباني في نقد معنى العبارة بعد تصحيح سنده للزهري (صحيح أبي داود الكبير 7/ 182)، ولكن أقول: سواء كان قصد الإمام الزهري التنكيت على أهل حمص أو لم يكن فإن مقصد كلامه الطعن في متن الحديث، وأنه لا أصل له صحيح عنده، ولهذا أورده الإمام أبوداود -وغيره- مُعلا به الخبر، ونص على هذا المعنى الطحاوي.
وكفى بهذا الحكم المتقدم من حافظ التابعين وأوسعهم رواية.
¥(43/32)
ولم ينفرد الزهري من المتقدمين بإعلاله، فروى أبوداود (4224) –ومن طريقه البيهقي- بسند رجاله ثقات عن الأوزاعي -وهو شامي- أنه قال عن الحديث: ما زلتُ له كاتما حتى رأيتُه انتشر.
وقال الألباني: صحيح مقطوع. (صحيح سنن أبي داود 2424 الصغير)
بل نقل أبوداود (2424) عن الإمام مالك قوله: هذا كذب.
وقال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد الله [يعني أحمد بن حنبل] يُسأل عن صيام يوم السبت يتفرد به؟ فقال: أما صيام يوم السبت ينفرد به فقد جاء في ذلك الحديث حديث الصماء. يعني حديث ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بسر، عن أخته الصماء، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم". قال أبوعبد الله: فكان يحيى بن سعيد ينفيه، وأبى أن يحدثني به، وقد كان سمعه من ثور. قال: فسمعته من أبي عاصم.
قال الأثرم: وحجة أبي عبدالله في الرخصة في صوم يوم السبت أن الأحاديث كلها مخالفة لحديث عبدالله بن بسر .. ثم سرد الأثرم الأحاديث.
قال ابن تيمية عقبه: واحتج الأثرم بما دل من النصوص المتواترة على صوم يوم السبت، ولا يُقال يحمل النهي على إفراده، لأن لفظه: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم"، والاستثناء دليل التناول، وهذا يقتضي أن الحديث يعم صومه على كل وجه، وإلا لو أريد إفراده لما دخل الصوم المفروض ليستثنى، فإنه لا إفراد فيه، فاستثناؤه دليل على دخول غيره، بخلاف يوم الجمعة، فإنه بيَّن أنه إنما نهى عن إفراده، وعلى هذا فيكون الحديث إما شاذا غير محفوظ وإما منسوخا، وهذه طريقة قدماء أصحاب أحمد الذين صحبوه، كالأثرم وأبي داود .. الخ كلامه.
ثم نقل ابن تيمية كلام وحجة من قواه، وخلص في النهاية إلى خلاف هذا الحديث. (اقتضاء الصراط المستقيم 2/ 72 - 75 وبعده إلى 81)، ونقله بطوله ابن القيم، وأقر كلام شيخه. (تهذيب السنن 3/ 297 - 298 وبعده إلى 301)، وإن كان مال في زاد المعاد إلى التوفيق بينه وبين الأحاديث المخالفة. (2/ 79 - 80)، وكذلك نقل ابن مفلح كلام شيخه ابن تيمية مختصرا جدا، وأقره. (الفروع 3/ 92 العلمية)
وعدّه الأثرم منسوخا (الناسخ والمنسوخ ص170)، وقال: إنه خالف الأحاديث كلها، وسردها، وكان الأثرم قد قال عن حديث آخر (151): الأحاديث إذا تظاهرت فكثرت كانت أثبت من الواحد الشاذ، كما قال إياس بن معاوية: إياك والشاذ من العلم، وقال إبراهيم بن أدهم: إنك إن حملت شاذ العلماء حملت شرا كثيرا، فالشاذ عندنا هو الذي يجيء بخلاف ما جاء به غيره، وليس الشاذ الذي يجيء وحده بشيء لم يجئ أحد بمثله ولم يخالفه غيره.
وقال أبوداود: هذا حديث منسوخ، وزاد في رواية ابن العبد: نَسَخه حديث جويرية، وقد أتبع أبوداود الحديث بحديث جويرية أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة، فقال: صمتِ أمس؟ قالت: لا، فقال: أتريدين أن تصومي غدا؟ قالت: لا، قال: فأفطري.
وحدبث جويرية هذا رواه البخاري.
قلت: واحتج غيره بمخالفته لحديث أبي هريرة مرفوعا في الصحيحين: "لا يصوم أحدكم يوم الجمعة إلا يوما قبله أو بعده". والذي بعد الجمعة هو السبت!
وانظر بقية الأحاديث المعارِضة للحديث –الخاصة والعامة- في الناسخ والمنسوخ للأثرم والاستقامة لشيخ الإسلام ابن تيمية.
وقال النسائي: الحديث مضطرب، نقله المنذري في مختصر السنن (3/ 300) وابن القيم في الزاد (2/ 79) وابن مفلح في الفروع (3/ 92) وابن الملقن في خلاصة البدر المنير (1/ 337) وابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 216)، ولم أجده في موضعه من السنن الكبرى للنسائي، ولكن صنيعه وتطريقه للحديث يقتضيه.
وقال الطحاوي: إن الآثار المروية التي فيها إباحة صوم يوم السبت تطوعا " .. هي أشهر وأظهر في أيدي العلماء من هذا الحديث الشاذ الذي قد خالفها".
وقال البيهقي في فضائل الأوقات (307): إن صح هذا الخبر.
وقال أبوبكر ابن العربي: وأما يوم السبت فلم يصح فيه الحديث، ولو صح لكان معناه مخالفة أهل الكتاب. (القبس شرح الموطأ 2/ 514)
¥(43/33)
وقال ابن حجر: الحديث معلول بالاضطراب. (التهذيب 8/ 174 ونحوه في بلوغ المرام 688)، وقال: الحديث فيه اضطراب شديد. (التهذيب 12/ 326)، وردَّ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 216) على من رجح بعض الأوجه في رواية الحديث قائلا: "لكن هذا التلون في الحديث الواحد بالإسناد الواحد مع اتحاد المخرج يوهن راويه وينبئ بقلة ضبطه، إلا أن يكون من الحفاظ المكثرين المعروفين بجمع طرق الحديث؛ فلا يكون ذلك دالا على قلة ضبطه، وليس الأمر هنا، كذا بل اختلف فيه أيضا على الراوي عن عبد الله بن بسر أيضا".
والذي ردَّ على ترجيحه ابن حجر هو: الدارقطني، حيث قال بعد أن ذكر خمسة أوجه فقط من الاختلاف: والصحيح عن ابن بُسر عن أخته. (العلل 5/ 194/أ)
وكذا عبدالحق الإشبيلي، حيث رجح رواية ابن بُسر عن عمته (الأحكام الوسطى 2/ 225)، مع أنها رواية لم تثبت أصلا كما تقدم.
وقال سماحة الشيخ ابن باز: حديث منسوخ أو شاذ، لأن الأحاديث الصحيحة المحكمة قد دَلَّت على شرعية صيامه مع الجمعة أو مع الأحد في غير الفرض، وهي أحاديث صحيحة وكثيرة، وفيه علة أخرى أيضاً: وهي الاضطراب. (التحفة الكريمة 61)
من صحح الحديث:
قال الترمذي: حديث حسن، ومعنى كراهته في هذا أن يخص الرجل يوم السبت بصيام، لأن اليهود تعظم يوم السبت.
وأورده ابن السكن في صحاحه (البدر المنير 5/ 760)، وكذا ابن خزيمة، وابن حبان، والضياء.
وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، وقال إنه معارَض بإسناد صحيح .. فذكر حديثي جويرية وأم سلمة في صيام السبت.
ووجَّه عبدُالحق الإشبيلي تكذيب الإمام مالك بقوله: ولعل مالكا رضي الله عنه إنما جعله كذبا من أجل رواية ثور بن يزيد الكلاع، فإنه كان يُرمى بالقدر، ولكنه كان ثقة فيما روى، قاله يحيى وغيره، وقد روى [عنه] الجلة، مثل يحيى بن سعيد القطان وابن المبارك والثوري وغيرهم. (الأحكام الوسطى 2/ 225)
قلت: التوجيه الذي قاله بعيد متكلَّف، لأن مالكا لم ينفرد بإعلال الحديث، ثم إن يحيى القطان نفسه قد أنكره من رواية ثور خصوصا، وأقره الإمام أحمد.
وقال الموفق ابن قدامة: حديث حسن صحيح. (الكافي 1/ 363)
وتعقب النووي والشمس ابن عبدالهادي قول أبي داود بالنسخ وتكذيب مالك للحديث. (المجموع 6/ 451 والمحرر 647)
وقال الذهبي عن طريق ثور: إسناد صالح حسن. (مهذب سنن البيهقي 4/ 1681)، وقال عن طريق حسان بن نوح عند النسائي: إسناد صالح. (تاريخ الإسلام 10/ 126)، وقال أيضا: يحمل الحديث على أنه كان يصوم معه يوما. (تنقيح التحقيق 1/ 396)
وقال الشمس ابن مفلح عن إسناد أبي عاصم عن ثور: سنده جيد. قلت: هذا حكمه على ظاهر الإسناد، ثم نقل إعلال الأئمة للمتن، وأقر كلام شيخه ابن تيمية في أن المتن شاذ أو منسوخ.
وقال العراقي: حديث صحيح. (الأربعون العشارية 17)
وقال ابن الملقن: والحق أنه حديث صحيح غير منسوخ. (البدر المنير 5/ 763)، ونص أنه يُحمل على إفراد السبت فقط.
وهنا تنبيه مهم: فعلى فرض ثبوت الحديث وأنه غير منسوخ فهذا أغلب من صححه رأى أن النهي ليس مطلقا، بل هو مخصوص بإفراد السبت، وبعضُهم نص أنه معارَض بالصحيح، فينبغي لمن يحتج بتصحيحهم أن يراعي فقههم للحديث، فإنه لذلك لم يستنكروه.
ثم انتصر الألباني لتصحيح الحديث في إرواء الغليل (رقم 960) وعدد من كتبه، وقلَّده جماعة من المعاصرين.
وقد صحح الإمام الألباني الحديث اعتمادا على ما وقف عليه من طرقه، فبنى ترجيحه على اجتهاده في دراستها، ولكن بالتوسع في التخريج نجد أن عدة أوجه واختلافات لم يخرّجها رحمه الله، ولعله لذلك لم تتبين له قوة الاضطراب على حقيقته، فربما لو رآها وقت تخريجه للحديث لكان تغير ترجيحه، فرحمه الله تعالى، وجزاه عن السنة وأهلها خيرا.
خلاصة البحث:
ظهر لديَّ أن الحديث لا يصح لاضطرابه، ولو لم يكن مضطربا فهو شاذ، وإن سلم منه فهو منسوخ، مع التنبيه أن غالب من تساهل وصحح الحديث لم يأخذ بظاهره، بل حمله على إفراد السبت بالصوم، والله تعالى أعلم.
وقد أفرد موضوع الحديث بالتصنيف عدة، منهم ابن حجر في رسالته: القول الثبت في صيام السبت، وغير واحد من المعاصرين.
ـ[باز11]ــــــــ[21 - 02 - 05, 09:56 ص]ـ
اذكر لنا ياأخانا الشيخ من صنف في هذا الموضوع من المعاصرين ونحن نميل لاثبات الحديث والالصواب مع الترمذي ومن أثبته من الحفاظ ونشكرك على بحثك
ـ[حارث همام]ــــــــ[21 - 02 - 05, 12:15 م]ـ
تحسين الإمام الترمذي ليس هو ماصطلح عليه المتأخرون، فلا يعني تحسينه أن الحديث من قبيل المقبول عنده، وإنما اشترط بنفسه ثلاثة شروط لإطلاق لفظ الحسن:
1 - أن لا يكون فيه متهم بالكذب، (وهذا لايخرج الراوي الضعيف).
2 - أن لايكون شاذاً، (وهذا لايخرج المنقطع والمرسل وما فيه تدليس).
3 - أن يروى من غير وجه. (وليس شرطاً إذا تعددت طرق الرواية أن يكون الحديث صحيحاً بل قد يزيد تعدد الطرق من اليقين بأن الحديث فيه ما فيه).
ومن حمل من المتأخرين عبارة الترمذي على اصطلاحهم فإنه يحكم على الترمذي بالتساهل في التحسين! وإذا كان الأمر كذلك -وليس هو كذلك- فكيف يقدمون تحسينه على نقد الأئمة الجهابذ الذين سمى الشيخ محمد بن زياد بعضهم، وإذا لم يكن تحسينه يقتضي قبولاً (وإن تضمنه أحياناً) كما هو الواقع فلا معنى للاستمساك به ولو كان الاستمساك بتحسين الذهبي لكان الأمر أيسر.
================================================== ==============
الشيخ الفاضل محمد بن زياد:
شكر الله لكم هذا الجهد المبارك، وقد كفيتم مؤونة البحث واستقصاء الطرق فقد كان في النفس شيئ من هذا الأثر مذ قرأت كلام بعض الأئمة في تعليله ولكن الهمة تقعد بالطالب عن البحث لتشعبه فبارك الله في جهدكم وعملكم.
وأنبه إلى أن فهم ما كتبتم وتتبع ما فيه يعسر على مثلي بغير رسم أسانيده وتشجيره، فإن كان ذلك متيسراً لكم ومعد فأرجو أن يرفق فقد يختصر لنا (الكاتب ومن كان نحوه) ذلك بعض الساعات.
وجزاكم الله خيراً ..
¥(43/34)
ـ[أبومحمد الحربي]ــــــــ[21 - 02 - 05, 12:45 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد التكلة على هذا الجهد وأثابك على هذا الإجتهاد
لكن لدي بعض الملوحظات السريعة فيما تقدم:
أولها:- أنَّ الحديث المشار إليه آنفاً قد رُويَ من عدة أسانيد الصحيح منها يغني في الإحتجاج عن الإستعلال بالضعيف، وَ في رسالة " اتحاف الثبت ... " الموجودة في قسم خزانة الكتب والأبحاث ذكر الشيخ تلك الأسانيد الصحيحة فانظر إليها غير مأمور.
ثانيها: ماهي علة الإضطراب في الحديث؟
إن كانت علة الإضطراب في كون الحديث جاء مروياً عن عبد الله بن بُسر عن أخته أو قريبته الصماء بنت بُسر تارةً وأخرى عن عبدالله بن بُسر مرفوعاً فلا إشكال حينئذ!!
فما المانع أن تكون الصماء بنت بُسر حدثت أخيها بهذا الحديث وَهو قد سمعه من النبي صبى الله عليه وآله وسلم في مناسبة أخرى، أو أنه لم يسمعه إلا منها وَ لا إشكال هنا أيضاً، ذلك أن كلاهما أي عبدالله وأخته الصماء قد ثبتت لهما الصحبة فهما صحابيان وَ يكون إرسال عبدالله هو من قبيل " مراسيل الصحابة " المقبولة عند جمهور المحدثين.
ثالثها: فيما يتعلق في قول الإمام الزهري أن" الحديث حمصي " فذلك لا يطعن في صحة الحديث من وجوه:
أ- أن قوله رحمه الله محتمل وَ ليس صريحاً في الطعن في صحة الحديث وإنما جاء من باب التقليل من شأنه لأنه من رواية أهل حمص التي لم تكن مشهورةً بالعلم من ناحية وَ تساهل أهلها وقلة اهتمامهم بالأسانيد من ناحية أخرى بخلاف أهل الحجاز وَ العراق.
ب- لا يلزم أن كل حديث حمصي مردود فهناك أحاديث صححها غير واحدٍ من أهل العلم بالرغم من أنها من رواية أهل حمص مثل حديث العرباض بن سارية الذي أخرجه الترمذي في سننه وَ غيره.
كتبت ذلك في عجالة من أمري فما كان فيها من القصور والزلل فهو من نفسي والشيطان والله وَرسوله منه براء
وصلي اللهم على نبينا الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[23 - 02 - 05, 12:03 ص]ـ
الإخوة الفضلاء، الخلاف في الحديث معروف، ونص شيخ الإسلام ابن تيمية وتبعه ابن القيم أن الحديث اختلف فيه الناس قديما وحديثا.
أما الأسانيد التي قيل إنها صحيحة فهي ثلاثة:
رواية الوليد بن مسلم عن حسان بن نوح عن ابن بسر مرفوعا، وهذه شاذة عن الوليد، ومن صححها لم ينتبه لمخالفة الراويين عن الوليد لمن هو أكثر وأحفظ وألصق بالوليد من أهل بلده، فهذه الطريق غير محفوظة، والمنكر أبدا منكر كما قال الإمام أحمد.
والرواية الأخرى رواية ابن مبشر عن يحيى بن حسان عن ابن بسر مرفوعا، وهذه قد اختُلف على يحيى من ثلاثة أوجه متساوية القوة عندي، فليت شعري أيها أرجح من الآخر؟
بقيت رواية خالد بن معدان، فهناك اضطراب شديد عليه، انظر مثلا كم رواية وردت عن بقية والزبيدي الحمصيان، فأيها ترجح؟
حتى من أثبت الرواية الأشهر عن ثور، مع إسناد مبشر يتحصل لديه ثلاثة أوجه صحيحة (تنزلا) عن ابن بُسر:
عن ابن بسر مرفوعا أنه سمع.
وعن ابن بسر عن أخته أنها سمعت.
وعن ابن بسر من قوله هو (فتوى) وفيها مخالفة للفظ المرفوع الذي استشكله العلماء (وهذه رواية النسائي بسند جيد)
والأقوى رجالا، بل الإسناد الوحيد الذي سلم من الاضطراب والعلل هو الرواية الموقوفة، فهذه لوحدها تكفي لإعلال المرفوع وفيه كل ذاك الخلاف.
ثم أين نذهب بأقوال هؤلاء الأئمة الكبار؟
ونذكر إخواننا الباحثين أن من شروط صحة الحديث ليس ثقة رجاله فقط، بل سلامته من الشذوذ والعلة القادحة، وإنما بُني علم العلل على أخطاء الثقات، وليس على الضعفاء، ومن النادر أن نجد حديثا طعن فيه كل هذا العدد وبمثل هذا التقدم في الزمن والمنزلة، وبمقارنة بسيطة يُلاحظ أن جل من صحح الحديث معروف بالتساهل.
أما الجمع بأنه ابن بسر سمعه بنفسه مرة، وسمعه من أخته تارة، أنه أسنده وأرسله فهذا قد يُقال لو لم تكن لدينا نصوص متكاثرة في إعلال الحديث، ومن ذلك التنصيص على الاضطراب بالذات، أما وقد نُصَّ على ذلك، ورأيناه فعلا بالتخريج فيزداد يقيننها بسلامة حكم من قال بالاضطراب، وأنه حُكمٌ جاء بعد سبر.
وأما تشجير طرق الحديث فأمر لا أحسنه على الحاسب، وأجد صعوبة فيه حتى على الورق، لشدة الاختلاف في الطرق!
أما قضية الرد على تضعيف الحديث (لأن) مخرجه حمصي، فأقول: إن الإمام الزهري أعل الحديث وأراد أنه ضعيف -كما فهم أبوداود والطحاوي والبيهقي- ولم يفهم هؤلاء ولا نص غيرهم من الحفاظ أنه إنما أعله فقط كون رواته حمصيين! ولو لم يكونوا حمصيين لكان صحيحا، بل أراد أنه حديث غير معروف من وجه صحيح يقال به، وبهذا أرد على سائر ما بُني على الفهم السابق.
هذا ما أردت بيانه حول الحديث بعد التجرد وبذل الوسع في تتبع ودراسة طرقه، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
تنبيه أخير: العبد الفقير اسمه مركب (محمد زياد) واسم الوالد (عمر) رحمه الله!
وشكر الله للإخوة على مشاركاتهم، سواء وافقت نتيجة أخيهم أم لا، ولن يُعدم الإنسان فائدة من مذاكرة إخوانه.
¥(43/35)
ـ[باز11]ــــــــ[23 - 02 - 05, 06:25 ص]ـ
##حرر من قبل المشرف بسبب الضعف العلمي للمشاركة##
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[23 - 02 - 05, 09:58 ص]ـ
أسأل الله أن يجعل بحثك كما ذكرت (بعد التجرد!) وهو مفيد في بابه غير أنني لما قرأت هذا البحث وغيره مما كتب حول الحديث لم يظهر لي قوة الاضطراب المذكورواثره على صحة الحديث، ولعل القول بشذوذ الرواية ومخالفتها للمتواتر كان وراء البحث عن علة للحديث كما نقل عن أهل الحديث أنهم إذا رأوا في متن الحديث غرابة أو نكارة بحثوا له عن علة يردونه بها.
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[18 - 08 - 05, 03:52 ص]ـ
هذا رابط قد يفيد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=198058#post198058
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[18 - 08 - 05, 04:00 ص]ـ
أرجو ألا أكون متطفلاً إذا قلت أن مكان هذا الموضوع المناسب هو منتدى العلوم الشرعية التخصصي .. وعلى كل حال جزاك الله خيرًا أخي الفاضل على جهدك في هذا الموضوع ..
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[18 - 08 - 05, 04:14 ص]ـ
أحسنت أخي أسامة ... رأي موفق، وقد تم النقل. وجزاك الله خيراً لنصحك.
وحبذا في المستقبل لو تستعمل خاصية "تقرير عن مشاركة مخالفة" بالنقر على المثلث الأحمر الذي في وسطه علامة تعجب فوق كل مشاركة. وبهذه الطريقة ترسل رسالة لجميع المشرفين لتعلمهم بوجهة نظرك حول هذه المشاركة، وإن لم تكن المشاركة مخالفة.
ـ[القرشي]ــــــــ[18 - 08 - 05, 10:00 ص]ـ
بحث رائع جزى الشيخ محمد زياد على هذا النفس خير الجزاء وبارك الله فيه وفي علمه
ـ[أبو بكر السلفي]ــــــــ[19 - 08 - 05, 02:40 ص]ـ
هذا الحديث قد صححه غير الشيخ الألباني من المعاصرين الشيخ مصطفى العدوي في تخريجه على المنتخب من السنة لعبد بن حميد الحديث رقم 507
ـ[عمران]ــــــــ[19 - 08 - 05, 04:05 ص]ـ
أحسن الله إليكم ونفع بكم
الرجاء مراجعة الرابط في الرد رقم "8" فهو مفيد للغاية
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[29 - 03 - 07, 04:36 م]ـ
جهد مشكور
جزاك الله خيراً
ـ[طاهر المجرشي]ــــــــ[11 - 01 - 08, 09:39 ص]ـ
جزى الله الاخوة خير الجزاء
ـ[ابو عبد الله محمد بن فاروق الحنبلي]ــــــــ[23 - 02 - 09, 09:35 ص]ـ
جهد مشكور للشيخ زياد، جزاك الله خيراً
ـ[حسين فايز محمد الدردساوي]ــــــــ[23 - 02 - 09, 11:36 ص]ـ
نحن نريد الحجة والدليل لا كلام يرمى في الهواء وهذه جلسة علم مباركة كم نفتقدها
والاخ محمد التكلة بارك الله في جهدك وبارك الله لك في علمك
نفع الله الجميع ...
ـ[عمر الصميدعي]ــــــــ[16 - 03 - 09, 01:08 ص]ـ
جهد طيب ومشكور وبارك الله فيكم(43/36)
لماذا حديث شعبة هذا "اثبت" من حديث سفيان؟
ـ[أبو فاروق]ــــــــ[21 - 02 - 05, 12:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبراكاته
وجدت في علل ابن ابي حاتم في كتاب الطهارة (الحديث الثاني) حديث عمار في التيمم من رواية عبد الرحمن بن ابزى وذكر ابن ابي حاتم انه سال ابا زرعة وقال رواية شعبة اثبت من رواية سفيان فاردت معرفة السبب فبادرت الى تخريج الحديث واذكر الآن بعض النتائج ملخصا:
الحديث موجود في صحيح اللبخاري وكذلك صحيح مسلم من غير طريق عبد الرحمن بل من طريق الاعمش عن شقيق وفيه قصة وهي صحيحة لا شك فيه كما ذكر البيهقي في السنن
و كذا هو فيهما من الطريق المذكور من رواية شعبة عن الحكم عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن ابيه ان رجلا اتى عمر الخ ورواه هكذا غير واحد بل رواه الجماعة الا الترمذي حسب ما اذكر
ايضا رواه مسلم من طريق شعبة عن سلمة عن ذر عن سعيد عن ابيه
و ذكر ان الحكم سمعه من سعيد مباشرة
فهذه الطرق يوافق بعضه بعضا لا اشكال فيها
لكن لشعبة راية اخرى عن حصين عن ابي مالك عن عمار وهي منكرة وقال الدارقطني في سماع ابي مالك من عمار نظر
ثم رواه ابو داود من طريق سعيد عن قتادة عن عزرة عن سعيد عن ابيه واختلف فيه اصحاب سعيد فمنهم من يذكر عزرة ومنهم من لا يذكره
على كل حال هو متابعة جيدة لرواية شعبة لان فيه ذكر سعيد عن ابيه
و لقتادة رواية عن محدث عن السعبي ومع الجهالة ففيها لفظ غريب
ثم رواه ابو داود من طريق سفيان وفيه عن سلمة عن ابي مالك عن عبد الرحمن ورواه النسائي من طريق سفيان عن ابي مالك وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن ابزى عن عبد الرحمن
لكن عبد الله هذا فيه جهالة ولعل الصواب ذكر سعيد
ثم رواه احد اصحاب السنن لا اذكر من هو الآن من طريق الاعمش عن سلمة عن سعيد عن ابيه
لكن قال ابن حجر ان الصحيح ان بينهما ذر
و للاعمش رواية عن سلمة عن عبد الرحمن
لكن قال الامام احمد ان سلمة لم يسمع من عبد الرحمن
لعل فيما ذكرت اخطاء او تساهل من اجل اعتمادي على حفظي و لاني اعجمي فمعذرة
لكن عند التسليم بان ما ذكرت هو صحيح فاظن ان سبب اخراج البخاري ومسلم رواية شعبة فقط وقول ابي زرعة ان روايته اثبت هو اضطراب سلمة في السند والمتن
اما المتن فلان البيهقي قال ان الاختلاف في المتن من قبله ولان شعبة قال له لايذكر المرفقين فيه غيرك
واما السند فلان في روايات شعبة وقتادة وسفيان عن سلمة اختلاف فمرة عن ذر ومرة عن ابي مالك ومرة يسقطهما ويروي عن سعيد مباشرة او عن ابيه
لكني اخشى توهيمه لان ابن مهدي عده من الاربعة في الكوفة الذين لا يختلف في حديثهم ولان مثل هذا لا ياتي من حافظ مثله
لكن التقدير الآخر اسوئ ويسبب توهيم جماعة من الحفاظ
فما رايكم يا معشر الشيوخ
بارك الله فيكم
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 02 - 05, 02:47 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به من توجيه لكلام أهل العلم وذكر طرق هذه الرواية وقد أجدت وأفدت حفظك الله وبارك فيك
ومن باب المدارسة وتوجيه كلام أهل العلم حول هذا الحديث
فقد قال ابن أبي حاتم في علل الحديث
(وسألت ابا زرعة عن حديث رواه شعبة والاعمش عن سلمة ابن كهيل عن ذر عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه أن رجلا أتى عمر فقال اني اجنبت ولم أجد الماء فذكر عمار عن النبى صلى الله عليه وسلم في التيمم
ورواه الثورى عن سلمة بن كهيل عن ابي مالك عن عبد الرحمن بن أبزى قال كنت عند عمر اذ جاءه رجل
قال أبو زرعة حديث شعبة أشبه
قلت لابى زرعة ما اسم أبى مالك قال لا يسمى وهو الغفارى) انتهى.
وفي سنن البيهقي الكبرى
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين الأسدي بهمدان ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم ثنا شعبة ثنا الحكم بن عتيبة عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال إني أجنبت فلم أجد الماء فقال عمار بن ياسر لعمر بن الخطاب أما تذكر أنا كنا في سفر فأجنبت أنا وأنت فأما أنت فلم تصل وأما أنا فتمعكت فصليت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يكفيك هكذا فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بكفيه الأرض فنفخ فيهما ثم مسح بهما وجهه وكفيه
¥(43/37)
رواه البخاري في الصحيح عن آدم بن أبي إياس
وأخرجه مسلم من حديث يحيى القطان والنضر بن شميل عن شعبة وذكر سماع الحكم للحديث من سعيد بن عبد الرحمن نفسه
وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني ثنا عبد الرحمن بن زياد أنا شعبة قال حدثني الحكم عن ذر عن ابن لعبد الرحمن بن أبزي عن عبد الرحمن
قال الحكم ثم سمعته من بن عبد الرحمن بن أبزى بخراسان قال جاء رجل إلى عمر فقال إنه أجنب فلم يجد الماء فقال له عمار أما تذكر أنا كنا في سرية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجنبت أنا وأنت فأما أنت فلم تصل وأما أنا فتمعكت في التراب ثم صليت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال إنما كان يكفيك هكذا ثم ضرب بيديه إلى الأرض ثم نفخ فيهما ومسح بهما وجهه وكفيه لم يجاوز الكوع
ورواه سلمة بن كهيل عن ذر بن عبد الله المرهبي إلا أنه شك في متنه واضطرب فيه
وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عمرو بن مرزوق ثنا شعبة عن سلمة عن ذر عن ابن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه أن رجلا أتى عمر بن الخطاب فقال إني كنت في سفر فأجنبت فلم أجد الماء فقال له عمر بن الخطاب لا تصل فقال عمار بن ياسر يا أمير المؤمنين أما تذكر إذ كنت أنا وأنت في سرية فأجنبت أنا وأنت فلم نصب الماء فأما أنت فلم تصل وأما أنا فتمعكت في التراب وأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له فقال يا عمار إنما كان يكفيك أن تقول هكذا وضرب بيديه على الأرض ثم نفخ فيهما فمسح وجهه ويديه فقال سلمة لا أدري أبلغ الذراعين أم لا قال فقال عمر اتق الله فقال عمار إن شئت يا أمير المؤمنين لما جعل الله لك علي من الحق أن لا أحدث به فقال له عمر بل نوليك من ذلك ما توليت
وأخبرنا أبو بكر بن فورك أنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت ذرا يحدث عن ابن عبد الرحمن بن أبزي فذكره قال شعبة ثم شك سلمة فلم يدر إلى الكفين أو إلى المرفقين
رواه محمد بن جعفر غندر عن شعبة عن سلمة هكذا وقال لا أدري فيه إلى المرفقين يعني أو إلى الكفين
وأخبرنا أبو علي الروذباري ثنا أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا علي بن سهل الرملي ثنا حجاج حدثني شعبة بإسناده بهذا الحديث قال ثم نفخ فيهما ومسح بهما وجهه وكفيه إلى المرفقين أو الذراعين قال شعبة كان سلمة يقول الكفين والوجه والذراعين فقال له منصور ذات يوم أنظر ما تقول فإنه لا يذكر الذراعين غيرك
رواه سلمة بن كهيل عن أبي ما لك حبيب بن صهبان الكاهلي عن عبد الرحمن
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر بن إسحاق أنا أبو المثنى ثنا محمد بن كثير أنا سفيان عن سلمة عن أبي ما لك عن عبد الرحمن بن أبزي قال كنت عند عمر فذكر الحديث وقال عمار أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال إنما كان يكفيك أن تقول هكذا وضرب بيده إلى الأرض ثم نفخها ثم مسح بهما وجهه ويديه إلى نصف الذراع
ورواه حصين بن عبد الرحمن عن أبي ما لك قال سمعت عمارا يخطب فذكر التيمم فضرب بكفيه الأرض فمسح بهما وجهه وكفيه
ورفعه إبراهيم بن طهمان عن حصين
ورواه الأعمش مرة عن سلمة بن كهيل عن عبد الرحمن بن أبزي
ومرة عن سلمة عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه
وقال مرة في متنه ثم مسح وجهه والذراعين إلى نصف الساعد ولم يبلغ المرفقين
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه عن عمار أنه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن التيمم فأمرني بالوجه والكفين ضربة واحدة وكان قتادة يفتي به
وكذلك رواه جماعة عن بن أبي عروبة
ورواه عيسى بن يونس عن ابن أبي عروبة دون ذكر عزرة في إسناده
وكذلك رواه أبان بن يزيد العطار عن قتادة وأختلف عليه في ذكر عزرة في إسناده
وقيل عن أبان عن قتادة بإسناد آخر إلى المرفقين
¥(43/38)
أخبرناه أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبان قال سئل قتادة عن التيمم في السفر فقال حدثني محدث عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبزى عن عمار بن ياسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إلى المرفقين
وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه أنا علي بن عمر الحافظ ثنا القاضيان الحسين بن إسماعيل وأ بو عمر محمد بن يوسف قالا ثنا إبراهيم بن هانئ ثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبان قال سئل قتادة عن التيمم في السفر فقال كان بن عمر يقول إلى المرفقين وكان الحسن وإبراهيم النخعي يقولان إلى المرفقين قال وحدثني محدث عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبزى عن عمار بن ياسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إلى المرفقين
قال أبو إسحاق فذكرته لأحمد بن حنبل فعجب منه وقال ما أحسنه
قال الشيخ هذا الاختلاف في متن حديث بن أبزى عن عمار إنما وقع أكثره من سلمة بن كهيل لشك وقع له
والحكم بن عتيبة فقيه حافظ قد رواه عن ذر بن عبد الله عن سعيد بن عبد الرحمن ثم سمعه من سعيد بن عبد الرحمن فساق الحديث على الأثبات من غير شك فيه
وحديث قتادة عن عزرة يوافقه
وكذلك حديث حصين عن أبي ما لك
وأما حديث قتادة عن محدث عن الشعبي فهو منقطع لا يعلم من الذي حدثه فينظر فيه) انتهى.
فالحاصل مما سبق أن سلمة بن كهيل جاء عنه الاختلاف في ذكر الذراعين وهذا شك منه ونبه عليه شعبة ومنصور
وأما الاضطراب في السند فقد لايقال به فهو رواه عن ذر وعن أبي مالك
وروايته عن سلمة عن عبدالرحمن كما ذكر الثوري هي الأقرب
ولعل الاختلاف في ذكر سعيد وعدمه من الأعمش وليست من سلمة كما ذكر الحفاظ أن من اختلف على سلمة فالخطأ منه
واما كون سلمة رواه مرة عن أبي مالك ومرة عن ذر فهذا يحتمل منه لأنه حافظ
وأما ما ذكرته حفظك الله من كون قتادة رواه عن سلمه فلم يرد ذلك فيما سبق من الروايات وإنما رواه قتادة عن عزرة.
فقد يترجح بهذا أن ترجيح أبي زرعة وابي حاتم لرواية شعبة من ناحية المتن والله أعلم.
فائدة:
رواية شعبة لهذا الحديث عن الحكم بن عتيبة ذكرها الإمام النسائي في كتابه (الإغراب من حديث شعبة بن الحجاج وسفيان الثوري مما أغرب بعضهم على بعض) طبع دار المآثر 1421
حيث أنه ساق ما أغرب به شعبة من روايته عن الحكم من ص 141 - 222
وهذه الرواية ص209 - 211
وقد ساقها النسائي من طريق شعبة عن الحكم عن سعيد بن أبزى عن أبيه.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[21 - 02 - 05, 04:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أَمَا وقد تكلم في هذا الأمر الشيخُ عبد الرحمن، فلا حق لي في الكلام بعده، ولكنه تنبيه وإضافة، فاسمحوا لي.
التنبيه:
جاء في موضوع أخينا (أبي فاروق) قوله: «ورواه النسائي من طريق سفيان عن أبي مالك وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن عبد الرحمن، لكن عبد الله هذا فيه جهالة، ولعل الصواب ذكر سعيد».
فأنبِّه إلى أن عبد الله حسن الحديث، مرتفعةٌ عنه الجهالة، فقد قال الأثرم لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى أَخَوان؟ فقال: (نعم). قال الأثرم: قلت: فأيهما أحب إليك؟ فقال: (كلاهما عندي حسن الحديث) "من سؤالات الأثرم لأحمد بن حنبل، المسألة رقم (14)، والسؤالات منشورة بتحقيق: د. عامر حسن صبري، في مجلة الأحمدية، العدد السابع، محرم، 1422هـ، وموجودة للتحميل على صفحات هذا الملتقى، ونقل هذا النصَّ عن الأثرم ابنُ حجر في التهذيب: 5/ 290).
الإضافة:
لما نظرت في الروايات الورادة (خاصة رواية شعبة وسفيان) خرجت بالآتي:
1/ رواه: محمد بن جعفر غندر (عند أحمد وغيره)، ويزيد بن زريع (عند أبي يعلى، وعنه ابن حبان)، وآدم بن أبي إياس، وعبد الرحمن بن زياد (كلاهما عند البيهقي)، ويحيى بن سعيد القطان، والنضر بن شميل (كلاهما عند مسلم)، وأبو داود الطيالسي (عند الطحاوي في شرح المعاني)، وخالد بن الحارث (عند النسائي)، كلهم عن شعبة عن الحكم عن ذر عن سعيد عن أبيه.
- ورواه الحجاج بن محمد المصيصي الأعور عن شعبة عن الحكم وسلمة عن ذر به (عند النسائي).
- ورواه محمد بن بشار (بندار) عن محمد بن جعفر (غندر) عن شعبة عن سلمة عن ذر (عند النسائي أيضاً)، لكن الإمام أحمد رواه عن غندر عن شعبة عن الحكم؛ لا عن سلمة، فَتُرَجَّحُ رواية أحمد على رواية بندار عن غندر.
- وفي مسلم: عن شعبة عن سلمة.
لكنه من ذلك يترجح أن رواية شعبة هذا الحديث عن سلمة شاذة، لأن من أتى بها خالف الجماعة المذكورين أولاً، وعلى رأسهم غندر أثبت الناس في شعبة. والصحيح: شعبة عن الحكم عن ذر.
2/ ورواه عمرو بن مرزوق عن شعبة عن ذر (عند البيهقي)، لكن هذه رواية مرسلة، فشعبة يروي عن أصحاب ذر.
3/ رواه سفيان عن سلمة عن أبي مالك وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، عند أحمد، وأبي يعلى، وأبي داود، والنسائي، وهذه الرواية موجودة عند عبد الرزاق في المصنف لكن دون ابن أبزى. وهذه الرواية هي المرجوحة عند أبي زرعة - رحمه الله -.
لعل هذا يفيد في التنظيم والمطالعة. وإن كان ثَمَّتَ ملاحظة فحيَّهلا، وجزاكم الله خيراً.
¥(43/39)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 02 - 05, 04:42 ص]ـ
الشيخ محمد بن عبدالله حفظه الله ورعاه
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفعنا بعلمكم
وقد تكون رواية سلمة عن ذر محفوظة لأنه قد رواها عنه الأعمش وشعبة، وهو أيضا من الحفاظ الكبار وممن يحتمل منهم تعدد الروايه
فعلى هذا لاتكون شاذة
ففي العلل لابن أبي حاتم
وسألت ابا زرعة عن حديث رواه شعبة والاعمش عن سلمة ابن كهيل عن ذر عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه أن رجلا أتى عمر فقال اني اجنبت ولم أجد الماء فذكر عمار عن النبى صلى الله عليه وسلم في التيمم
ورواه الثورى عن سلمة بن كهيل عن ابي مالك عن عبد الرحمن بن أبزى قال كنت عند عمر اذ جاءه رجل
قال أبو زرعة حديث شعبة أشبه
والإشكال الآخر في قول البيهقي في السنن في تسميته لأبي مالك بقوله (حبيب بن صهبان الكاهلي)
وحبيب هذا ثقة وقد روى عن عمر وعمار وروى عنه الأعمش وغيره ولم يذكر أحد من أهل العلم روايته عن ابن أبزى
التاريخ الكبير ج2:ص321
حبيب بن صهبان الأسدي سمع عمارا روى عنه الأعمش وأبو حصين والمسيب الكوفي أبو مالك كناه أحمد هو الكاهلي ويقال عن عمر بن حفص عن أبيه عن الأعمش عن أبي مالك
الجرح والتعديل ج3:ص103
حبيب بن صهبان أبو مالك الكوفي الكاهلي روى عن عمر بن الخطاب وعمار بن ياسر روى عنه المسيب بن رافع وأبو حصين والأعمش سمعت أبي يقول ذلك
وقد سبق كما في العلل لابن أبي حاتم
(قلت لابى زرعة ما اسم أبى مالك قال لا يسمى وهو الغفارى)
فهذا القول أقرب من قول البيهقي
ولعل فيه جهالة
ولعل هذا أيضا من القرائن التي رجح بها الأئمة رواية شعبة على رواية سفيان.
والله أعلم.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 02 - 05, 02:09 م]ـ
الشيخ الْمُسَدَّد / عبد الرحمن الفقيه
سَدِيدُ الرَّأي والْحُكْمِ اسْتَقَامَتْ ... طَرائِقُهُ على طُرُقِ السَّدادِ
((رواية شعبة لهذا الحديث عن الحكم بن عتيبة ذكرها الإمام النسائي في كتابه ((الإغراب من حديث شعبة بن الحجاج وسفيان الثوري مما أغرب بعضهم على بعض)) (طبع دار المآثر1421)؛ حيث أنه ساق ما أغرب به شعبة من روايته عن الحكم (ص 141 - 222)، وهذه الرواية (ص209 - 211))) اهـ.
رواية شُعْبَةُ لهذا الحديث ((عَنْ الْحَكَمُ عَنْ ذَرٍّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ)) مستفيضة مشهورة، ولذا أخرجها الشيخان فى ((الصحيحين)):
أخرجها إمام المحدثين فى ستة مواضع من ((كتاب التَّيَمُّمِ)) من ((صحيحه))، وساقها جميعاً مساقاً واحداً فى بابين:
بَابٌ الْمُتَيَمِّمُ هَلْ يَنْفُخُ فِيهِمَا، وبَابٌ التَّيَمُّمُ لِلْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ
[1] حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ عَنْ ذَرٍّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: إِنِّي أَجْنَبْتُ فَلَمْ أُصِبْ الْمَاءَ، فَقَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَمَا تَذْكُرُ أَنَّا كُنَّا فِي سَفَرٍ أَنَا وَأَنْتَ، فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ، وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ فَصَلَّيْتُ، فَذَكَرْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ هَكَذَا))، فَضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَفَّيْهِ الأَرْضَ، وَنَفَخَ فِيهِمَا، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ.
[2] حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ يعنى ابْنَ مِنْهَالٍ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ عَنْ ذَرٍّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ عَمَّارٌ بِهَذَا وَضَرَبَ شُعْبَةُ بِيَدَيْهِ الْأَرْضَ ثُمَّ أَدْنَاهُمَا مِنْ فِيهِ ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ.
وَقَالَ النَّضْرُ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ قَالَ سَمِعْتُ ذَرًّا يَقُولُ عَنْ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ الْحَكَمُ وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ عَمَّارٌ.
¥(43/40)
[3] حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ عَنْ ذَرٍّ عَنْ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ شَهِدَ عُمَرَ وَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ: كُنَّا فِي سَرِيَّةٍ فَأَجْنَبْنَا، وَقَالَ: تَفَلَ فِيهِمَا.
[4] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ عَنْ ذَرٍّ عَنْ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ قَالَ عَمَّارٌ لِعُمَرَ: تَمَعَّكْتُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَكْفِيكَ الْوَجْهَ وَالْكَفَّيْنِ.
[5] حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ عَنْ ذَرٍّ عَنْ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ: وَسَاقَ الْحَدِيثَ.
[6] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ عَنْ ذَرٍّ عَنْ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ عَمَّارٌ: فَضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ الأَرْضَ، فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ.
قلت: فهؤلاء سبعة عَنْ شُعْبَةَ: آدَمُ بنُ أَبِى إِيَاسٍ، وحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، وسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ومُحَمَّدُ بْنُ جعفرٍ غُنْدَرٌ، ومُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ومُسْلِمٌ الْفَرَاهِيدِىُّ، والنَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ.
وأخرجها مسلم فى موضعين من ((كتاب الحيض)):
[553/ 1] حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ الْعَبْدِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ شُعْبَةَ حَدَّثَنِي الْحَكَمُ عَنْ ذَرٍّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلاً أَتَى عُمَرَ، فَقَالَ: إِنِّي أَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِدْ مَاءً، فَقَالَ: لا تُصَلِّ، فَقَالَ عَمَّارٌ: أَمَا تَذْكُرُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِذْ أَنَا وَأَنْتَ فِي سَرِيَّةٍ، فَأَجْنَبْنَا فَلَمْ نَجِدْ مَاءً، فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ، وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ فِي التُّرَابِ وَصَلَّيْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَضْرِبَ بِيَدَيْكَ الأَرْضَ، ثُمَّ تَنْفُخَ، ثُمَّ تَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَكَ وَكَفَّيْكَ))، فَقَالَ عُمَرُ: اتَّقِ اللهَ يَا عَمَّارُ، قَالَ: إِنْ شِئْتَ لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ. قَالَ الْحَكَمُ وَحَدَّثَنِيهِ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ مِثْلَ حَدِيثِ ذَرٍّ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ ذَرٍّ فِي هَذَا الإِسْنَادِ الَّذِي ذَكَرَ الْحَكَمُ، فَقَالَ عُمَرُ: نُوَلِّيكَ مَا تَوَلَّيْتَ.
[553/ 1] وحَدَّثَنِي إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ سَمِعْتُ ذَرًّا عَنْ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ، وقَالَ الْحَكَمُ وَقَدْ سَمِعْتَهُ مِنْ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلاً أَتَى عُمَرَ فَقَالَ: إِنِّي أَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِدْ مَاءً وَسَاقَ الْحَدِيثَ.
فزاد مسلم: يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ. فهؤلاء ثمانية رواة عَنْ شُعْبَةَ فى ((الصحيحين)).
قلت: ورواه عَنْ شُعْبَةَ بهذا الإسناد ((الْحَكَمُ عَنْ ذَرٍّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ)): عشرون نفساً أو يزيدون.
وتمام العشرين: بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، وحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِهْرَامَ، وخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، وسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطيَالِسِىُّ، وعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِىُّ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْمُحَاربِىُّ، وعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ومُحَمَّدُ بْنُ أَبِى عَدِىٍّ، وهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ويَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ويَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[21 - 02 - 05, 03:54 م]ـ
¥(43/41)
الشيخان الكريمان ..
السلام عليكما ورحمة الله وبركاته ..
وأعتذر أشد الاعتذار على تطفلي في مثل هذه المواضيع التي ليس يحسنها إلا أمثالكما ..
ولكن أود أن أعطي إشارات فقط لعلها تفيد في هذا النقاش ..
الأولى:
قال الشيخ عبد الرحمن - رعاه الله -: «وقد تكون رواية سلمة عن ذر محفوظة لأنه قد رواها عنه الأعمش وشعبة ... ففي العلل لابن أبي حاتم: وسألت ابا زرعة عن حديث رواه شعبة والأعمش عن سلمة بن كهيل عن ذر ... ».
وبالنسبة لرواية الأعمش هنا، قال المعلق الشيخ محمد الدباسي: (هكذا في جميع النسخ، رواية الأعمش معطوفة على رواية شعبة، وقد رواه جمعٌ عن الأعمش، منهم: وكيع وجرير وأبو يحيى التميمي، رووه كلهم عن الأعمش عن سلمة عن ابن عبد الرحمن به - من دون ذكر ذر -، ورواه حفص ابن غياث عن الأعمش عن سلمة عن ابن أبزي عن عمار به ... ) [انظر: علل ابن أبي حاتم: 1/ 197].
فهذا يفيد أن لَبْسَاً ما وقع في كلمة (والأعمش).
لكنه فعلاً .. جاءت صحيحةً روايةُ شعبة عن سلمة، إذ رواها أحمد في مسنده [4/ 265] عن محمد بن جعفر غندر عن شعبة عن سلمة به.
فثبت أن أحمد رواه عن غندر عن شعبة عن سلمة، وعن غندر عن شعبة عن الحكم. فأنا أُنَبِّهُ إلى أن ما ذكرتُهُ أولاً ليس بمستقيمٍ، من أن روايةَ أحمد عن غندر عن شعبة عن الحكم تُقَدَّمُ على رواية بندار عن غندر عن شعبة عن سلمة. وأستغفر الله.
لكن يُشَارُ إلى أن جمعاً كبيراً من أصحاب شعبة - عَدَّهم الشيخ أبو محمدٍ جزاه الله خيراً - رووه عن شعبة عن الحكم، فالله أعلم بالصواب.
الثانية:
في موضوع أبي مالك الغفاري، فإن ظاهر كلام الشيخ عبد الرحمن أن فيه جهالة، لكن في تهذيب التهذيب لأبي الفضل ابن حجر: (قال ابن أبي خيثمة: سألت ابن معين عن أبي مالك الذي روى عنه حصين، فقال: «هو الغفاري، كوفي ثقة، واسمه غزوان» ... قلت - والكلام لابن
حجر -: وقال ابن أبي حاتم عن أبي زرعة: لا يسمى، كذا قال، وقد سماه غيره ... ) ا. ه من كلام ابن حجر. فأبو مالك وثقه ابن معين، فلعلها ارتفعت عنه الجهالة.
وجزاكم الله خيراً على احتمالي.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 02 - 05, 06:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا مشايخنا الكرام على ما أفدتم به، وأسال الله أن يبارك فيكم ويحفظكم.
وجزى الله شيخنا الكريم أبا محمد الألفي خيرا على بيانه وتوضيحه لرواية شعبة عن الحكم.
حول ما ذكره الشيخ محمد بن عبدالله عن رواية شعبة عن ذر
فمما يرجح أن رواية شعبة عن سلمة عن ذر صحيحة أيضا ترجيح أبي لها على رواية سفيان عن سلمة، فهذا يدل على أنها عنده صحيحة.
وأما ترجمة أبي مالك فقد أفتدتنا بها حفظك الله.
ولعل الله أن ييسر إضافة بعض الفوائد كذلك فيما بعد بإذن الله تعالى.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 02 - 05, 08:11 م]ـ
رواية شعبة لهذا الحديث ((عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ ذَرٍّ عَنْ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ)) وللحديث من هذا الوجه فى ((علل الحديث)) لابن أبى حاتم موضعان وسؤالان وحكمان:
[الموضع الأول] (1/ 11/2): ((سألت أبَا زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ شُعْبَةُ وَالأَعْمَشُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ ذَرٍّ عَنْ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلاً أَتَى عُمَرَ، فَقَالَ: إِنِّي أَجْنَبْتُ وَلَمْ أَجِدْ مَاءً، فَذَكَرَ عَمَّارٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّيَمُّمِ. ورَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبِي مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ. قَالَ أبُو زُرْعَةَ: حَدِيثُ شُعْبَةُ أَشْبَهُ. قُلْتُ لأبى زُرْعَةَ: مَا اِسْمُ أَبِى مَالِكٍ؟، قَالَ: لا يُسَمَّى، وهو الْغِفَارِىُّ)).
والسؤال لأبى زرعة، والحكم: ترجيح رواية شُعْبَةَ.
[الموضع الثانى] (1/ 23/34): ((سألت أبي عن اختلاف حَدِيثِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ فِي التَّيَمُّمِ وما الصحيح منها؟، فقال: رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْغِفَارِىِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ عَمَّارٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّيَمُّمِ. وَرَوَاهُ شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمُ عَنْ ذَرٍّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمَّارٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ورواه شعبة عَنْ سَلَمَةَ عَنْ ذَرٍّ عَنْ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمَّارٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ورواه حَصِينٌ عَنْ أَبِي مَالِكٍ قال سمعت عَمَّارَاً يذكر التَّيَمُّمَ موقوف. قال أبي: الثَّوْرِيُّ أحفظ من شُعْبَةَ)).
والسؤال لأبى حاتم الرازى، والحكم: ترجيح رواية الثَّوْرِيِّ.
والراجح حديث شعبة من كلا الوجهين:
[1] ((عَنْ الْحَكَمُ عَنْ ذَرٍّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ))، وسبق بيان شهرتها واستفاضتها.
[2] ((عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ ذَرٍّ عَنْ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ))، ويأتى بيان ترجيحها.(43/42)
سألت هذا الشيخ المُحدّثَ عن حديث أبي الزبير عن جابر (هل تتوقعون من هو)؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 02 - 05, 02:24 م]ـ
الحمد لله تعالى وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد ُ.
فقد كان حق هذا الموضوع أن يكون متضمناً لوضوع سؤالاتي للشيخ محمد عمرو بن عبداللطيف،
فإني اتصلت بشيخي الحبيب - حفظه الله - صباح اليوم وسألته عن أحاديث أبي الزبير عن جابر - رضي الله عنهما - فأحالني على تلميذه النجيب الذي يكثر شيخنا من الثناء عليه واستشارته، والذي أتى ذكره في موضعين من كتابه ((حديث ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة ... في الميزان)) الذي يطبع قريباً- إن شاء الله -.
فسألت ذاك الجهبذ - أحسبه على خير والله حسيبه ولا أزكيه على الله - على هاتفه صباح اليوم أيضاً فكان نص سؤالي:
ما تقول في أحاديث أبي الزبير عن جابر، سواء ما كان منها في صحيح مسلم أو غيره، من طريق الليث عنه أو غيره؟
فأجاب الشيخ - رعاه ربي - بكلام طويل جميل أنقل لكم معناه، وما أدركته يدي كتابةً خلف الشيخ، قال الشيخ:
اتهام أبي الزبير بالتدليس فيه نظر بدايةً والحكاية التي تُحكى عن الليث بن سعد بخصوص صحيفة أبي الزبير عن جابر فإنما تفيد التيقظ ولا تفيد أنه حدَّث بكل ما فيها.
وأمّا اتهام الإمام النسائي له بالتدليس فأقول: إن التدليس خبرٌ، لا يُقبل بمجرد الحكايات.
فالتدليس يكون إما لعلوٍّ أو لإخفاء عيب في السند مثلاً.
وعند استعراض مرويات المدلسين فإن أهل العلم يجدون فيها منكراتٍ، وانظر أحاديث بقية والوليد بن مسلم وحتى الحسن ستجد فيها شيئاً من ذلك
فقلْ لي: أين المنكرات في حديث أبي الزبير عن جابر؟!
لا تجد.
فلا تحاسب مسلماً على شيء لم يثبت عنده.
كالذين يقولون روى البخاري في الصحيح عن مبتدعة، نقول لهم: هم ليسوا مبتدعة عند البخاري، فلا تحاسبوه على ذلك.
====
فقلت للشيخ: ألا يكفي في إثبات تدليس الراوي نص إمام من أئمة الجرح؟
فقال – رعاه الله -:
لا، لأن هذه التهمة خبر، لا تقبل هكذا بمجرد الحكايات، تماماً كمن رأى حديثا غريبا لراوٍ فاتهمه بالكذب، هل تقبل منه ذلك؟
قلت: لا، لا يستقيم.
فقال الشيخ: وهذه أيضا لا تستقيم، ثم أين الأئمة المتقدمون الذين عاصروا أبا الزبير ورووا عنه؟
ولماذا لم ينصّوا على كونه تدليساً؟
أي: من أين أتى النسائي بهذا؟
أهـ ما أردت نقله.
وبقي سؤال: هل تتوقعون من هو هذا الشيخ؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[22 - 02 - 05, 02:30 م]ـ
الأخ الأزهري السلفي ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وهذا تحفيز جيد ..
سؤالٌ جواباً على سؤالك:
أهو الشيخ عمرو عبد المنعم سليم؟؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 02 - 05, 02:34 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ..
أخي الكريم، جواباً على جوابك السؤال:
1 - لا ليس هو.
2 - الشيخ محمد عمرو لم ولا يُحيل - ولا يمكن - على الأخ عمرو عبدالمنعم، ولم يذكره - وأظن أنه لن يذكره - في شيء من كتبه إلا
3 - الأخ عمرو عبدالمنعم لا يصدق عليه قولي عن الشيخ المسؤول: ((تلميذه))
فليس هو من تلامذة الشيخ محمد عمرو.
معذرة لكنه الحق.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[22 - 02 - 05, 02:39 م]ـ
أنا أظنه الشيخ طارق عوض الله؟؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 02 - 05, 02:41 م]ـ
الحمد لله وحده ...
ليس هو الشيخ - الفاضل - طارق بن عوض الله أخي أبا عبد الباري.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[22 - 02 - 05, 02:58 م]ـ
هل هو خارج القطر المصري؟
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 02 - 05, 03:02 م]ـ
لعله الشيخ مصطفى بن العدوي؟؟!!
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 02 - 05, 03:04 م]ـ
الحمد لله وحده ...
مرحباً أخي الشيخ المتمسك،
بل داخله، وإن تيقنتَ من هو فاصبر قليلاً، والظن أنك.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 02 - 05, 03:06 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الحبيب الشيخ مصطفى الفاسي
لو سمحت لي أخي: إجابتك غريبة
فالشيخ محمد عمرو والشيخ مصطفى قرينان، لم يتتلمذ أحدهما على الآخر
بل
ومنهجان متباينان.
بالطبع ليس هو.
ـ[همام بن همام]ــــــــ[22 - 02 - 05, 03:07 م]ـ
أظن الشيخ محمد عبد المنعم بن محمد رشاد والله أعلم.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 02 - 05, 03:09 م]ـ
معذرة الشيخ السلفى
لقد استبعدت ذلك، ولكنني ذكرتها من باب الاحتمال،
وعذرنا: البعد عن منابعكم.
مصطفى
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 02 - 05, 03:10 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الكريم همّام، ما قيل في المشاركة رقم (3) يقال هنا بتمامه، بحروفه ونصِّه، من غير نقصان.
لكن مع استبدال الاسم فقط.
ليس هو
=========
أخي الحبيب الشيخ مصطفى
لي الشرف بدخولك الموضوع.
جزاك الله خيراً
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[22 - 02 - 05, 05:44 م]ـ
الأخ الفاضل عادل أبو تراب
¥(43/43)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 02 - 05, 06:06 م]ـ
أقول كما قال الشيخ ابراهيم
ولكن فيما قاله الشيخ محل نظر
ومن ذلك قوله
(كالذين يقولون روى البخاري في الصحيح عن مبتدعة، نقول لهم: هم ليسوا مبتدعة عند البخاري، فلا تحاسبوه على ذلك.)
انتهى
هذا الكلام يستقيم أبدا
فتشيع عبيد الله بن موسى لايخفى على من هو دون البخاري فضلا عن البخاري
وتشيع جرير بن عبد الحميد
وعمران بن حطان وما قيل في رجوعه لايعرف صحته
وما قاله ابن حجر في الهدي من أن البخاري خرج له في المتابعات غير صحيح
فقد خرج له في الأصول
(5952 حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا حَدَّثَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَتْرُكُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصَالِيبُ إِلَّا نَقَضَهُ *
)
وكذا شبابة بن سوار
والبخاري لما يخرج لشيعة الكوفة يتجنب أن يخرج ما يدعم بدعتهم
وأما قضية التدليس فيكفي فيه قول النسائي الامام
والنسائي امام من أئمة الجرح والتعديل لايترك قوله الا بحجة
بل الاصل قبول كلامه والاعتداد به
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[22 - 02 - 05, 06:16 م]ـ
أخي المحب الشيخ ابن وهب
و أنا كذلك أقول: فيما قاله نظر من حيث التفسير لعبارة النسائي.
لكن أعتقد أن أبا الزبير ليس مدلسا بالمعنى الذي يعنيه بعض المتأخرين، و هو رواية ما لم يسمعه، عمَّن سمع منه في الجملة!
فالنسائي قال ما قاله عن قضية واقعة - بلا ريب -و لم يقل ذلك بالتشهي: فالمطلوب البحث عن السبب الذي جعل النسائي يحكم به على أبي الزبير.
و السبب معروفٌ فيما أظن.
عمومًا، النتيجة صحيحة، وهي قبول ما رواه ابو الزبير عن جابر، و هو في طريقةالأئمة المتقدمين مجمع عليه.
فلا يعلم من رد أحاديث أبي الزبير بمجرد العنعنة المزعومة.
و المسألة تحتاج إلى بسط و ليست هي ما طرحه الأزهري.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 02 - 05, 06:32 م]ـ
الشيخ ابراهيم
بارك الله فيك
(فلا يعلم من رد أحاديث أبي الزبير بمجرد العنعنة المزعومة)
هذا صحيح
وكما ذكرتم
(و المسألة تحتاج إلى بسط و ليست هي ما طرحه الأزهري.)
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[22 - 02 - 05, 07:14 م]ـ
هل هو كني الشيخ أحمد شاكر؟
ـ[باز11]ــــــــ[23 - 02 - 05, 06:35 ص]ـ
##حرر من قبل المشرف لخروجه عن الموضوع ##
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[23 - 02 - 05, 07:17 ص]ـ
من سغار تلاميذه أم كبارهم أم من المخضرمين؟؟؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[23 - 02 - 05, 07:01 م]ـ
الحمد لله وحده ...
المشايخ الكرام، نعم هو الشيخ الفاضل أبو تراب
وههنا أمور ينبغي أن أشير إليها:
الأول: أنني كنت قد قرأت موضوعاً هنا على الملتقى لأحد المشايخ الكرام من المشتغلين بالحديث (لا أذكره الآن ولعله الشيخ السعد) فيه مثل كلام الشيخ أبي تراب فلم أستسغه، فسارعت إلى الشيخ محمد عمرو وسألته
ألا يكفي نصُّ إمام من أئمة الجرح والتعديل على نعت راوٍ ما بالتدليس لكي نُثْبِت تدليسه؟
فكانت إجابة الشيخ: ((طبعاً)).
وقد وهمتُ، فظننت أنني ألحقت هذا السؤال بإجابته في موضوعي: (سألت الشيخ فأجاب) لكنني بحثت عنه فلم أجده!
الثاني: أنني كنت تباحثتُ مع أحد الكرام من أهل المملكة من رواد هذا الملتقى صباح أمس حول: أبي الزبير عن جابر.
ولكنني لمّا أرتوِ، فكان ذلك سبب اتصالي على الشيخ محمد عمرو لسؤاله والاستنارة برأيه، والنهل من خبرته
فما زاد على أن قال لي ما معناه: هذا القضية (يعني أبا الزبير عن جابر) لا تزال تحتاج مني إلى إعادة نظر وبحث، فاسأل أبا تراب لعله بحث هذه القضية.
وبالطبع أطلت مع الشيخ محمد عمرو بعض الشيء في الكلام حول الليث عنه، وكلام الذهبي في الميزان عما لا يطمئن إليه قلبه من بعض أحاديث أبي الزبير عن جابر ... إلخ
الثالث: أنني لم أنقل هنا هذا الكلام من باب تقرير شيءٍ، أو طرح قضيةٍ قد صدر لي فيها رأيٌ، أو لكوني أستحسن وأؤيد كلام الشيخ أبي تراب - حفظه الله - (على أن الشيخ حريٌ أن يستمع له) حتى يقال (لا كما طرح الأزهري) بدليل ما يأتي.
الرابع: أنني عاودت الكلام مع الشيخ محمد عمرو حول إجابة أبي تراب - حفظهما الله - فرأيته استنكر ولمّا يعجبه الكلام، ثم هو ذكر راويا من المتهمين بشيء من البدع قبل البخاري بطبقة أو طبقتين، وقد روى لهم البخاري في الصحيح
بل في أصل الصحيح بل ذكر نفس مثال الشيخ ابن وهب (عمران بن حطَّان) وذكر المتن من حفظه دلالةً على قوله.
بل إن الشيخ أكَّد - كما سبق - أن نصَّ إمام يكفي في إثبات التدليس، كما هو الحال في إثبات ضعف راوٍ أو توثيقه (على التفصيل الذي ليس هذا محله).
الخامس: أن الغرض من صياغة الموضوع على صورته، ثم تذييله بالسؤال عن المسؤول وجعل ذلك في العنوان؛ إنما كان لإثرائه وحث الكرام على الدخول إليه
حتى أنني أرسلت على الخاص إلى بعض الكبار طالباً مشاركته إذا ما سمح وقته وإلا فـ (ما على المحسنين من سبيل).
ولازلت أنتظر فائدة تنظيرية في هذه القضية.
تنبيه أخير:لا يخفى على الجمع من المشايخ وطلبة العلم هنا أن تحرير مسألة بالتصنيف شيء، والكلام فيها في درس علم شيء ثان، والكلام فيها على الهاتف إجابة لسائل شيء ثالث.
(فلعل) الشيخ إذا روجع في وصفه للمبتدعة من الرواة عند البخاري فصَّل وما أطلق (وهو غالب ظني)، إذ هذا الإطلاق ليس من أسلوبه، ومن عرفه أدرك، (ولعل) التقصير من الأزهري، (ولعل) ...
=====
الشيخ الفاضل رضا صمدي، تشرفت بمرورك
====
¥(43/44)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[23 - 02 - 05, 07:41 م]ـ
الأول: أنني كنت قد قرأت موضوعاً هنا على الملتقى لأحد المشايخ الكرام من المشتغلين بالحديث (لا أذكره الآن ولعله الشيخ السعد) فيه مثل كلام الشيخ أبي تراب فلم أستسغه
أستغفر الله
بل هو الشيخ عبدالعزيز - حفظه الله -
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=522&highlight=%ED%CB%C8%CA+%CA%CF%E1%ED%D3+%C3%C8%ED+% C7%E1%D2%C8%ED%D1
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[23 - 02 - 05, 07:51 م]ـ
الحمد لله وحده ...
وكلام الشيخ السعد عن (سليمان بن قيس اليَشْكُري)، هو عين كلام الشيخ محمد عمرو.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[24 - 02 - 05, 03:08 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
هل هو كني الشيخ أحمد شاكر؟
الشيخ الفاضل إحسان العتيبي - حفظه الله - معذرة على ذهولي عن جواب سؤالكم.
و من باب التوضيح -وإن كان قد تبين لكم -: الشيخ الذي تعنيه - بارك الله فيك - ليس من طلبة الشيخ أيضاً، وإن كان تَحمَّل الإجازة عنه، والاتصال به على الهاتف في هذه الأيام ضرب من ضروب المستحيل.
فك الله أسر كل أسير مسلم.
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[29 - 01 - 08, 09:16 ص]ـ
رحمه الله
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[29 - 01 - 08, 05:44 م]ـ
وماقولكم - بالنسبة للمسألة نفسها - في ذكر الإمام ابن حجر له في طبقاته؟
وكنتُ سألتُ الشيخ / أحمد شحاتة فلم يقبل أن يقال في أبي الزبير أنه مدلس.
ماتقولون في كلام كليهما: الإمام / ابن حجر، الشيخ / أحمد شحاتة؟
ـ[أبو عبد الرحمن الدوسووي]ــــــــ[29 - 01 - 08, 07:34 م]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[سلطان الشثري]ــــــــ[29 - 01 - 08, 09:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قد سمعت الشيخ: عبدالعزيز الطريفي يقول: {لا أعلم لأبي الزبير رواية دلس فيها} أو كما قال هذا أمر
الأمر الآخر أنه يتوجب على من قال أن أبو الزبير مدلس _ولا دليل على ذلك _عليه رد كل مروياته التي عنعن فيها إن لم تكن من طريق الليث بن سعد ولكن هيهات أن يستطيع
والأمر الأخير لو سلمنا جدلا أنه مدلس فهو غير مكثر فلا يعامل معاملة التدليس المعروفة وهناك ملاحظة:أنه لم ينتقد الدارقطني ولا أبو مسعود الدمشقي على مسلم من رواية أبي الزبير شيء؟
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[29 - 01 - 08, 11:01 م]ـ
لكن الشيخ المحدث الكبير ناصر الألباني أثبت تدليس أبي الزبير عن جابر، وضعف عددا من أحاديثه التي لم يذكر فيها السماع من الذي فوقه. فرد عليه محمود سعيد ممدوح في كتاب تنبيه المسلم والدفاع عن الامام مسلم، وأنكر أن يكون أبو الزبير مدلسا أصلا، فهو الذي أثار الموضوض ضد العلامة الألباني.
ولكن الأمور تتغير ولاتثبت على حال.
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[29 - 01 - 08, 11:17 م]ـ
أنصح الإخوة بالمرور على كتاب " إتحاف الذكي بعنعنة أبي الزبير المكي "
فلقد جمع مصنفه أقوالا شتى في المسألة، تزيد على ما ذكر هنا
ـ[عبد المتين]ــــــــ[31 - 01 - 08, 04:41 ص]ـ
حفظ الله الشيخ السّعد الذي حقيقة أجاد و أفاد عندما تكلّم على هذه المسألة و صحيفة سليمان بن قيس اليَشْكُري و فكّ الله أسر العلوان الذي كثيرا ما يؤكّد على أنّ الإعلال يتمّ بإثبات التّدليس لا مجرّد العنعنة.
دون إدّعاء علم الغيب فإنّه واضح من خلال كلام شيخنا الحبيب رحمه الله تعالى فإنّه يقدّم الشيخ أبا التّراب فرّج الله كربه.
رحمك الله يا شيخ.
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[21 - 02 - 08, 12:15 ص]ـ
الموضوع يحتاج إلى كثير بحث
ـ[الزهراني الجبل]ــــــــ[18 - 09 - 08, 07:38 ص]ـ
لو تفضلتم علينا من هو أبو تراب هذا وما اسمه ومسيرته أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[18 - 09 - 08, 08:04 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
موضوع يوجع القلب!
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحم الله الشيخ محمد عمرو ورفع درجته، وفكّ الله أسر الشيخ عادل بن محمد، أبي تراب.
وهو من قدماء طلبة الشيخ رحمه الله، ولعله أخصّهم بالشيخ مطلقًا، فقد صحب الشيخ في المنشط والمكره، ولم يفارقه لسنوات أربت على العشرين، فكانا يلتقيان بصفة شبه يومية في دار التأصيل.
والشيخ عادل من تلامذة شيخنا محمد عمرو حتى من قبل دار التأصيل، ثم فرّق بينهما سجن الشيخ عادل - عجّل الله بفكاكه - قبل أن يموت الشيخ محمد عمرو - رحمه الله وجزاه خير ما يجزي عباده المحسنين-.
حدّثني أنس بن عبدالرحمن بن عبد الله بن عقيل قال أخبرني الشيخ عادل أبو تراب أنه كان يستقل (الباص) ويجلس فيه مع الشيخ محمد عمرو فيشرح له شيئًا من كتب الحديث من أوّل الخطّ إلى آخره ذهابًا، ثم يعودون به إيابًا، وهكذا ..
قلتُ: أخونا أنس بن عقيل معدود في تلامذة الشيخ عادل أبي تراب، وممن استفاد من الشيخ محمد عمرو رحمه الله.
ولعل التضييق الأمني الشديد في فترة الثمانينات هل التي دعت الشيخ محمد عمرو إلى سلوك هذه الطريقة في التدريس.
¥(43/45)
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[18 - 09 - 08, 08:45 ص]ـ
هل من معلومات أخرى عن الشيخ وهل له من تصانيف؟
ـ[الزهراني الجبل]ــــــــ[18 - 09 - 08, 10:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا الأزهري عن هذه المعلومات ورحم الله الشيخ محمد عمرو وإن لم أسمع به من قبل إلا إني رأيت مقطع في اليوتوب في جنازته وعلمت انه من محدثي هذه الأمة فوالله بكيت ألما وحصرة على فراق مثله وإن عرفت من سيرته الصدق والإخلاص والتواضع وكفا الشيخ شرفا ومقاما أن العلماء وقفوا على قبره وبكوا عليه فأي شهاده أعظم من هذه فرحمه الله ووسع مدخله وعجل الله بفكاك ابي تراب وثبتنا الله وإياه يا أخوان والله إن السجن فتنه وأي فتنه فلا ننسا أن ندعو له بالثبات وجزيتم خيرا.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[18 - 09 - 08, 12:46 م]ـ
ورحم الله الشيخ محمد عمرو وإن لم أسمع به من قبل
فاتك أحد العلماء الأتقياء الأخفياء.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 09 - 08, 10:06 م]ـ
وأما قضية التدليس فيكفي فيه قول النسائي الامام
والنسائي امام من أئمة الجرح والتعديل لايترك قوله الا بحجة
بل الاصل قبول كلامه والاعتداد به
نعم، الأمر كما ذكرتم. فالذي يدعي اتباع المتقدمين عليه احترام آرائهم وإلا فلا يجوز أن ينسب نفسه إليهم!
ـ[مؤمن محمد ناصر الدين]ــــــــ[03 - 01 - 09, 12:26 ص]ـ
أخي الأزهري بارك الله فيك
ما هو مجمل قول الشيخ في حديث (الفينة بعد الفينة)، فقد وجدت تصحيحه للشيخ الألباني؟.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[03 - 01 - 09, 07:42 م]ـ
الحمد لله وحده ...
منكر سندًا ومتنًا.(43/46)
دراسةٌ لحديث الذكر بعد الوتر ب: «سبحان الملك القدوس»
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[22 - 02 - 05, 03:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذه دراسة متواضعة مني لحديث الذكر بعد الوتر الذي لفظه العام: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر ب: ? سَبِّحِ اسْمَ رَبّكَ الأَعْلَى? ? و ? قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ? و ? قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ? ويقول إذا سلم: «سُبْحَانَ المَلِكِ القُدُّوسِ» ... على اختلاف في الروايات يأتي بيانه، وسأنبه على الروايات التي لم يُذكر فيها قول: (سبحان الملك القدوس)، وما لم أنبه عليه فهو قد ذكر ذلك القول - إن شاء الله -.
أرجو أن يطلع عليها الإخوة الأكارم، ويبدو آرائهم فيها، لعلي أن أستفيد مستقبلاً. وجزاكم الله خيراً.
المبحث الأول: ذكر الطرق التي جاء بها الحديث:
جاء هذا الحديث من طرق كثيرة، بعضها عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضها عن عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أولاً: الطرق التي جاء بها عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم:
الطريق الأولى: طريق ذر بن عبد الله المرهبي الهمداني عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم:
وقد رواه عن ذر بهذه الطريق ثلاثة:
أولهم وثانيهم: طلحة بن مُصَرِّف وزبيد بن الحارث الياميان:
* فرواه عن طلحة وحده الأعمشُ، فيما أخرجه ابن أبي شيبة (6887، 29704، 36457) قال: حدّثنا محمد بن أبي عبيدة، قال حدثنا أبي (أبو عبيدة عبدُ الملك بنُ معن)، عن الأعمش (سليمان بن مهران)، عن طلحة، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أُبَيّ بن كعب به. وعن ابن أبي شيبة رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند (5/ 122).
وقد تابعَ ابنَ أبي شيبة عن محمد بن أبي عبيدة هؤلاء:
1 - أخوه عثمان بن أبي شيبة، وعنه أبو داود (1430) به، ومن طريقه البيهقي (3/ 41، وكذلك في الدعوات الكبير رقم: 383).
2 - ابنه إبراهيم أبو شيبة، وعنه ابن الجارود (271) به.
3 - محمد بن الحسين بن إبراهيم بن إشكاب النسائي، وعنه النسائي (الصغرى 1729، الكبرى 1433) به.
4 - محمد بن عبد الله بن نمير، فيما رواه ابن حبان (677 موارد، الإحسان: 2450) قال: أخبرنا أبو يعلى، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بنُ عبد الله بن نُمَيْرٍ، قال: حدَّثنا محمدُ بنُ أبي عُبَيْدَةَ به.
* ورواه عن طلحة وزبيد معاً الأعمشُ في روايات أخرى جاءت كلها دون إيراد الذكر بعد الوتر (سبحان الملك القدوس)، وهذا بيانها:
فقد رواه أبو داود (1423) قال: حدثنا عُثْمانُ بنُ أبي شَيْبَةَ، أخبرنا أَبُو حَفْصٍ اْلأبَّارُ، عن الأَعمَشِ، عن طَلْحَةَ وَزُبَيْدٍ به.
وتابع أبا داود عن عثمان بن أبي شيبة:
1 - ابن ماجه (1171).
2 - عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند (5/ 122) [مع أنها في المطبوع وقعت - تصحيفاً - هكذا: حدّثنا عبد الله، حدثنا عثمان بن أبي شيبان!! - وهي معدلة في طبعة الأرناؤوط -].
وتابع عثمانَ بنَ أبي شيبةَ عن أبي حفصٍ الأبار: يحيى بنُ معين، فيما رواه ابن حبان (676 موارد، الإحسان: 2436) قال: أخبرنا أحمدُ بنُ الحسن بنِ عَبْدِ الجَبَّار الصُّوفي، قال: حدثنا يحيى بنُ معينٍ، قال: حدثنا أبو حَفْص الأَبَّارُ به.
وقد تابع أبا حفص الأبار عن الأعمش ثلاثة:
1 - أبو جعفر الرازي، فيما رواه عبد بن حميد (176) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سعد (واسمه: عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشتكي)، أنا أبو جعفر الرازي، عن الأعمش به.
وتابع عبداً بنَ حميد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد اثنان:
أ- يحيى بن موسى، فيما رواه النسائي (1730) قال: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحمنِ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ سَعْدٍ به. ومن طريق النسائي أخرجه الطبراني في الأوسط
(1666).
¥(43/47)
ب- يوسف بن موسى القطان، فيما رواه الدارقطني (2/ 31) قال: حدثنا الحسين بن إسماعيل، نا يوسف بن موسى، نا عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي به. ومن طريق الدارقطني أخرجه البيهقي (3/ 38).
2 - أبو أنس محمد بن أنس، فيما علقه الدارقطني (2/ 32)، ووصله أبو داود (1423) فيما رواه قال: أخبرنا إِبراهِيمُ بنُ مُوسَى، أخبرنا مُحمَّدُ بنُ أَنَسٍ ... عن الأَعمَشِ به.
وتابع أبا داود عن إبراهيم بن موسى: الحسن بن علي بن زياد، فيما أخرجه الحاكم
(3070) قال: قال: أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأ الحسن بن علي بن زياد، ثنا إبراهيم بن موسى، به.
3 - يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، فيما علقه الدارقطني (2/ 31)، ولم أجده موصولاً.
ثالثهم: حصينُ بن عبد الرحمن السلمي، فيما رواه البيهقي (3/ 38) قال: أخبرنا أبو الحسن المقرئ (علي بن محمد بن علي)، أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاقَ (الإسفرايني)، ثنا يوسف ابن يعقوبَ (بن إسماعيل بن حماد بن زيد القاضي)، ثنا محمد بن كثير (العبدي)، ثنا سليمان ابن كثير (أخو محمدٍ سابقِهِ)، عن حُصَيْنٍ، عن ذَر به (دون الذكر «سبحان الملك
القدوس»).
ومن طريق يوسف القاضي أخرجه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة (ص111).
* ورواه عن زبيد وحده ثلاثة:
1 - جرير بن حازم، فيما رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل (المسند: 5/ 123) قال: حدثنا محمد ابن عبد الرحيم البزاز، حدثنا أبو عمر (حفص بن عمر) الضرير البصري، حدثنا جرير بن حازم، عن زبيد، عن ذر به.
3،2 - أبو حنيفة ومحمد بن ميسر، فيما رواه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة (ص109) قال: حدثنا الحسن بن علان، ثنا عمرو بن إسحاق البخاري، ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب الجوزجاني، ثنا عمر بن نوح، ثنا محمد بن ميسر أبو سعد والنعمان بن ثابت، عن زبيد، عن ذر به (دون الذكر).
الطريق الثانية: طريق زبيد بن الحارث اليامي عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى (مباشرة دون ذكرِ ذرٍّ) عن أبيه عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم:
فرواه عن زبيد ثلاثة:
أولهم: سفيان الثوري، فيما رواه النسائي (الصغرى 1699، الكبرى 1436، 10502) قال: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ به. ورواه ابن ماجه (1182) بذكر القنوت قبل الركوع دونما شيء آخر.
وتابع عليّاً بن ميمون عن مخلد بن يزيد ثلاثة:
2،1 - محمد بن موسى، وإسحاق بن زريق، فيما رواه الطحاوي (شرح مشكل الآثار: 922 [تحفة الأخيار بترتيب شرح المشكل]) قال: وجدنا علي بن سعيد بن بشير الرازي قد حدثنا، قال: حدثنا محمد بن موسى الحراني الأصم وإسحاق بن زريق برأس العين، قال: أخبرنا مخلد بن يزيد الحراني به.
3 - محمد بن علي بن الحسين الجرجاني، وعنه الطوسي في زوائده على الترمذي (444).
ثانيهم: فطر بن خليفة، فيما رواه الدارقطني (2/ 31) قال: حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث (أبو بكر بن أبي داود)، ثنا علي بن خشرم، ثنا عيسى بن يونس، عن فطر، عن زبيد به، وقال فيه: إنه يزيد في الأخيرة: (رب الملائكة والروح)، ومن طريق الدارقطني أخرجه البيهقي (3/ 40).
ثالثهم: مِسعَر بن كدام، فيما عَلَّقه أبو داود (1427) قال: (وروى حفص بن غياث عن مسعر عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبيّ بن كعب). ووصله البيهقي (3/ 40) قال: أخبرنا بحديثِ حفصِ بنِ غِيَاثٍ أبو الحسن علي بن محمد بن علي الإِسْفَرَايِنِيُّ ابنُ السقا بنيسابورَ، أنبأ أبو سهل بن زيادة القطان، ثنا محمد بن يونسَ، ثنا عمر بن حفص بن غِيَاثٍ، ثنا أبي، عن مِسْعَرٍ، حدثني زُبَيْدٍ به.
وتابع محمداً بن يونس عن عمر بن حفص: أبو حاتم الرازي، فيما أخرجه الطحاوي
(شرح المشكل: 919) قال: حدثنا محمد بن الحسن بن علي البخاري الأحول وغيره، قالوا: حدثنا محمد بن إدريس الحنظلي الرازي أبو حاتم، حدثنا عمر بن حفص بن غياث به.
¥(43/48)
الطريق الثالثة: طريق عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عنه أبيه عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم:
رواه النسائي (الصغرى 1701، الكبرى 446، 10508) بهذه الطريق قال: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ (بن دعامة السدوسي)، عَنْ عَزْرَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيّ به. وعن النسائي أخرجه ابن السني (عمل اليوم والليلة، رقم 706).
وقد تابعَ عبدَ العزيز بن خالد عن سعيد بن أبي عروبة: عيسى بن يونس، فيما رواه الدارقطني (2/ 31) قال: حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ثنا المسيب بن واضح، ثنا عيسى بن يونس، عن سعيد بن أبي عروبة به. مع أنه قال: (ربما قال المسيب: عن عزرة وربما لم يقل). ومن طريق الدارقطني أخرجه البيهقي (3/ 39). ونحن هنا اعتبرنا أن المسيب قال: (عن عزرة) وإلا أُلحقت هذه المتابعة بالطريق الرابعة.
وقد تابع المسيب عن عيسى بن يونس: القرقساني، فيما رواه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة (ص112) قال: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، حدثنيه القرقساني، ثنا عيسى بن يونس، ثنا سعيد بن أبي عروبة به (دون الذكر).
الطريق الرابعة: طريق قتادة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى (مباشرة دون ذكرِ عزرة) عن أبيه عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم:
رواه النسائي (1700) بهذه الطريق قال: أَخْبَرَنَا إسْحَاقُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَنبَأَنَا عِيسَى ابْنُ يُونُسَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عن سَعِيدِ بنِ عَبْدِ الرَّحمنِ بنِ أبَزَى، عن أبِيهِ، عن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ فذكره (دون الذكر).
وقد ذكره أبو داود في السنن معلَّقاً (1427) قال: رَوَى عِيسَى بنُ يُونُسَ، عن سَعِيدِ بنِ أبي عَرُوبَةَ، عن قَتَادَةَ، به. ولكنَّ المزي (تحفة الأشراف: 1/ 28، 29) ذكر ذلك عن أبي داود موصولاً، قال: و (رواه أبو داود) عن محمد يحيى بن فارس، عن إسحاق بن إبراهيم به. قال المزي بعد ذلك: (حديث محمد بن يحيى بن فارس في رواية أبي الطيب أحمد بن إبراهيم الأشناني عن أبي داود).
وتابع إسحاق بن إبراهيم عن عيسى بن يونس: سليمان بن عمر بن خالد الرقي (ابن الأقطع)، فيما رواه الطحاوي (شرح المشكل: 923) قال: وجدنا عليَّ بن سعيد (بن بشير الرازي) قد حدثنا، قال: حدثنا سليمان بن عمر بن خالد الرقي المعروف بابن الأقطع، حدثنا عيسى بن يونس به (دون الذكر).
ثانياً: الطرق التي جاء بها عن عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم:
الطريق الأولى: طريق ذر بن عبد الله المرهبي الهمداني عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم:
فرواه عنه خمسة:
أولهم وثانيهم: سلمة بن كهيل وزبيد اليامي:
* فرواه عن سلمة وزبيد معاً: شعبة بن الحجاج، ورواه عن شعبة هؤلاء:
1 - أبو داود الطيالسي في مسنده (546)، ومن طريقه أخرجه أحمد (3/ 406)، والبيهقي (3/ 41)، وأبو نعيم (الحلية، رقم 10236)، وابن عدي (الكامل في ضعفاء الرجال: 1663) (وما عند أبي نعيم وابن عدي عن سلمةَ فقط، دون الذكر).
2 - علي بن الجعد في مسنده (487)، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم (الحلية، رقم 10234) (دون الذكر)، والبغوي (شرح السنة: 4/ 98، رقم 972).
3 - محمد بن جعفر (غندر)، وعنه أحمد بن حنبل أيضاً (3/ 406).
4 - عفان بن مسلم، وعنه أحمد بن حنبل (3/ 406).
5 - بهز بن أسد، فيما رواه النسائي (الصغرى 1732، الكبرى 10505) قال: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَهْز بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ به.
6 - خالد بن الحارث، فيما رواه النسائي (الصغرى 1733، الكبرى 10506) قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ به.
¥(43/49)
ورواه عن شعبةَ: سليمانُ بنُ حرب، لكن دون ذكر سلمة، فيما رواه أبو نعيم (الحلية، رقم 10235) قال: حدثنا فاروق الخطابي، حدثنا أبو مسلم الكجي، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا شعبة به (دون الذكر).
* ورواه عن زبيد وحده خمسة:
1 - سفيان الثوري، فيما رواه عبد الرزاق في مصنفه (4696) عنه به (ولفظه: «سبحان الله الملك القدوس»)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد بن حنبل (3/ 406) باللفظ الأول.
وتابع عبد الرزاق عن سفيان ثلاثة:
أ- وكيع بن الجراح، فيما رواه أحمد بن حنبل (3/ 407) وابن أبي شيبة (6872) عن وكيع، عن سفيان به.
ب- أبو نعيم الفضل بن دكين، فيما رواه النسائي (1752) قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسْمَاعِيلَ ابْنِ إبْرَاهِيمَ (وهو محمد بن إسماعيل بن عُلَيَّة)، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ به.
وتابع محمداً بن إسماعيل بن علية عن أبي نعيم: الحسين بن نصر بن مُعارك، فيما رواه الطحاوي (شرح معاني الآثار: باب الوتر آخر ركعة من الليل: 1/ 292) قال: حدّثنا حسين ابن نصر، قال: ثنا أَبو نعيم، قال: ثنا سفيان به.
ج- الحسين بن حفص، فيما رواه البيهقي في الدعوات الكبير (384) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (الحاكم) وأبو سعيد بن أبي عمرو (محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي) قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أسيد بن عاصم، حدثنا الحسين بن حفص، عن سفيان به.
2 - جرير بن حازم، فيما رواه النسائي (الصغرى 1753، الكبرى 1452، 10499) قال: أَخْبَرَنَا حَرْمِيُّ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ (واسم حرمي: إبراهيم)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ (بن حازم)، قَالَ: سمِعْتُ زُبَيْداً يُحَدِّثُ عَنْ ذَر به.
3 - محمد بن طلحة بن مصرف، فيما رواه الطحاوي (شرح المعاني: 1/ 292) قال: حدثنا ابن أَبي داود (إبراهيم بن سليمان بن داود البرلسي)، قال: ثنا أحمد بن (عبد الله بن) يونس، قال: ثنا محمّد بن طلحة به.
وتابع أحمدَ بن يونس عن محمد بن طلحة: أبو المطرف بن أبي الوزير (محمد بن عمر بن مطرف)، فيما رواه الطحاوي أيضاً (شرح المعاني: 1/ 292) قال: حدّثنا أبو بكرة (بَكّار بن قُتَيْبَةَ القاضي)، قال: ثنا أبو المطرف بن أَبي الوزير، قال: ثنا محمّد بن طلحة به.
4 - محمد بن جحادة، فيما رواه البيهقي في الدعوات الكبير (385) قال: أخبرنا أبو طاهر الزيادي (محمد بن محمد بن محمش) من أصله، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، حدثنا علي بن الحسن الداربجردي، حدثنا أبو جابر (محمد بن عبد الملك الأزدي)، حدثنا الحسن بن أبي جعفر، عن محمد بن جحادة، به (بزيادةِ ذكرٍ لم تُزَد في رواية أخرى).
تنبيه: جاء في هذه الرواية في المطبوع: (عن ذر عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه)، ولكن الظاهر أن الصحيح: عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه، لأنه لا يوجد في حديثٍ: ذر عن عبد الرحمن عن أبيه. وأبزى هذا لا تصح له صحبة ولا رواية، ولم يُروَ له إلا حديث واحد إسناده صالح، ذكر ذلك ابن حجر (الإصابة: 1/ 175)، ثم ذكر الحديث، وهو حديث غيرُ حديثنا هذا.
ومما يؤيد ذلك أن الطحاوي - رحمه الله - قد نبه كهذا التنبيه في شرح المعاني والآثار، فلما ذكر روايةٍ لحديثٍ عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال: (قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: هَكَذَا قَالَ محَمَّدُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي إسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ: «عَنْ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ أَبْزَى , عَنْ أَبِيهِ» , وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ ذَرٍّ , عَنْ ابْنِ عَبْدِ الرَّحمنِ عَنْ أَبِيهِ)، ثم ذكر رواية أخرى تذكر السند كما صحَّحَهُ هو (لَعَلَّهُ يستشهد بها على ما ذهب إليه).
5 - أبو حنيفة، فيما رواه أبو نعيم في مسند أبي حنفية (ص108) قال: حدثنا أبو محمد ابن حيان، ثنا سلم بن عصام، عن عمه، ثنا الحكم، عن زفر، عن أبي حنيفة، عن زبيد به (دون الذكر).
وتابع زفراً عن أبي حنيفة: أسد بن عمرو، فيما رواه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة أيضاً (ص108) قال: ثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا بهلول بن إسحاق، عن أبيه، قال: ثنا أسد ابن عمرو، عن أبي حنيفة به (دون الذكر).
¥(43/50)
وهنالك رواية أخرى بمثل هذا السند مع اختلاف يسير، أخرجها أبو نعيم في مسند أبي حنيفة (ص108) قال: ثنا أبو بكر العاصمي، ثنا مفضل الجندي، ثنا علي بن زياد، ثنا أبو قرة، قال: سمعت أبا حنيفة يذكر عن زبيد، عن ذر، عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن أبيه، فذكر الحديث. قال أبو نعيم: (أبو قرة قال: عبد الرحمن بن أبزى، لم يذكر سعيداً). وأكرر هنا ما سبق ونبهت عليه قبل قليل.
تنبيه: ذكر أبو الفضل بن طاهر المقدسي في (أطراف الغرائب والأفراد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم للإمام الدراقطني) هذا الحديث (4065)، وقال بعده: (تفرَّدَ به أبو حمزة، عن رؤبة، عن زبيد بن الحارث، عن ذرٍّ أبي عُمرَ، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه)، ولم أجد هذه الرواية فيما اطلعت عليه.
ثالثهم: عطاء بن السائب، فيما رواه النسائي في الكبرى، في كتاب عمل اليوم والليلة
(10498)، قال: أخبرنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا إسحاق - وهو ابن منصور -، قال: حدثنا حماد (بن سلمة)، عن عطاء، عن ذر به (بالذكر فقط دون ما يقرأ في الوتر).
رابعهم: حصين بن عبد الرحمن السلمي، فيما رواه النسائي (الصغرى 1731، الكبرى 1434) قال: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحمنِ، عَنْ ذَرٍّ به
(دون الذكر). وتابعهم أيضاً عن ذر:
خامسهم: ابنه عمر بن ذر، فيما رواه عبد الرزاق في مصنفه (4697) عنه عن أبيه ذرٍّ به.
الطريق الثانية: طريق سلمة بن كهيل وزبيد اليامي وعطاء بن السائب وقتادة بن دعامة كلهم عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى (مباشرةً دون ذكر ذر الهمداني) عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم:
* فرواه عن سلمة وزبيد معاً: شعبة بن الحجاج، ورواه عن شعبة هؤلاء:
3،2،1 - عفان بن مسلم، ومسلم بن إبراهيم، وعلي بن الجعد، فيما رواه الحاكم
(1047) قال: أخبرنا أبو بكر بن بالويه، ثنا محمد بن غالب، ثنا عفان وأبو عَمْرو مسلم بن إبراهيم [وقعت في المطبوع: وأبو عُمَرَ وَمُسلم] وعلي بن الجعد، قالوا: ثنا شعبة به.
4 - آدم بن أبي إياس، فيما رواه الحاكم أيضاً (1047) قال: حدّثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمدان، ثنا إبراهيم بن الحسين (بن ديزيل)، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا شعبة به.
* ورواه عن سلمة وحده: منصور بن المعتمر، فيما رواه النسائي (الصغرى 1734، الكبرى 10507) قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَلَمَةَ به.
وتابع محمداً بن قدامة عن جرير: اثنان:
1 - يوسف بن موسى، فيما رواه ابن عساكر في معجم الشيوخ (442) قال: أخبرنا سعد بن عبد الله أبو البيضاء الحبشي ... قال: أبنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر القارئ، أبنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البيع، ثنا الحسين بن إسماعيل أبو عبد الله المحاملي إملاءً، ثنا يوسف - هو ابن موسى -، عن جرير به.
2 - سليمان بن داود أبو الربيع الزهراني، فيما رواه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة (ص111) قال: ثنا حبيب بن الحسين، قال: ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا أبو الربيع، ثنا جرير به.
* ورواه عن زبيد وحده خمسة:
1 - سفيان الثوري، فيما رواه النسائي (1750) قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمٌ (بن يزيد) عَنْ سُفْيَانَ به.
وتابعَ قاسماً عن سفيان: محمد بن عبيد، فيما رواه النسائي (الصغرى 1751، الكبرى 10503) قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ ... به.
2 - عبد الملك بن أبي سليمان، فيما رواه ابن أبي شيبة (6871) قال: حدثنا هشيم (بن بشير)، قال: أخبرنا عبد الملك به (ولفظه: «سبحانك الملك القدوس»).
¥(43/51)
وتابع هشيماً بنَ بشير عن عبد الملك: محمد بن عبيد، فيما رواه النسائي (الصغرى 1751، الكبرى 10503) قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ به. وهي ذاتها الرواية السابقة عن سفيان الثوري، التي تابع بها محمدُ بن عبيدٍ قاسماً بنَ يزيد.
وقد تابع أحمدَ بنَ يحيى عن محمدٍ بنِ عبيدٍ عن عبدِ الملكِ بنِ أبي سليمان وَحدَهُ (دون سفيان): أحمدُ بنُ سليمان، وعنه النسائي (الصغرى 1735، الكبرى 1437) (دون الذكر).
3 - محمد بن جحادة، فيما رواه النسائي (الصغرى 1736، الكبرى 1438، 10501) قال: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جحادة به.
4 - مالك بن مغول، فيما رواه النسائي (1737) قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ مَالِكٍ به (دون الذكر).
5 - عمرو بن قيس الملائي، فيما رواه الطبراني في الأوسط (682) قال: حدثنا أحمد (بن علي الأبار)، قال: حدثنا عبَّاد بن موسى الختلي، قال: حدثنا قَرَّان بن تمَّام، عن عمرو بن قيس الملائي به (دون الذكر).
* ورواه عن عطاء بن السائب اثنان:
1 - محمد بن فضيل بن غزوان، فيما رواه ابن أبي شيبة (36456) عنه (دون الذكر).
2 - رَوْحُ بن القاسم، فيما رواه النسائي (الصغرى 1739، الكبرى 1435) قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَطَاءِ ابْنِ السَّائِبِ به (دون الذكر). ومن طريق النسائي أخرجه الطبراني في الأوسط (1665).
* ورواه عن قتادة: مَعْمَر، فيما رواه عبد الرزاق في مصنفه (4695) عنه (دون الذكر).
الطريق الثالثة: طريق قتادة بن دعامة السدوسي عن عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم:
فرواه عن قتادة أربعة:
1 - همام بن يحيى بن دينار، فيما رواه أحمد (3/ 406) قال: ثنا بهز (بن أسد)، ثنا همام، أنا قتادة به.
2 - شعبة بن الحجاج، فيما رواه أحمد (3/ 406) قال: ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة به. ومن طريق أحمد أخرجه أبو نعيم (الحلية، رقم 10238) (دون الذكر).
وتابعَ محمداً بنَ جعفر عن شعبة: أبو داود الطيالسي، فيما رواه أحمد أيضاً (3/ 406) قال: ثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطيالسي، ثَنَا شُعْبَةُ به. وتابع أحمد عن أبي داود اثنان:
أ- محمد بن بشار، فيما أخرجه النسائي (الصغرى 1740، الكبرى 1450، 10511)، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَزْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحمنِ بْنِ أَبْزَى عن أبيه، فذكره.
ب- محمد بن المثنى، فيما أخرجه أبو نعيم (الحلية، رقم 10238) قال: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا أبو داود به (دون الذكر).
وتابع محمداً بن جعفر وأبا داود الطيالسي عن شعبة: يحيى (قد يكون هو القطان، أو ابن أبي بكير، أو ابن حماد، أو ابن كثير العنبري) فيما رواه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة (ص111، 112) قال: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن المثنى، ثنا يحيى، عن شعبة، عن قتادة، سمعت عزرة [وقعت في المطبوع: عروة] يحدث عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه، فذكره.
3 - سعيد بن أبي عروبة، فيما رواه عبد بن حُميد (312) قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي أبو عبد الله، عن سعيد بن أبي عروبة به.
وتابع عبداً بن حميد عن محمد بن بشر: أحمد بن سليمان، فيما رواه النسائي عنه (الكبرى 10510).
وتابعَ محمداً بن بشر العبدي عن سعيد ثلاثةٌ:
¥(43/52)
أ- عبد العزيز بن عبد الصمد، فيما رواه النسائي (الصغرى 1754، الكبرى 447، 10509) قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ به.
ب- يزيد بن زريع، فيما ذكره أبو داود (1427) قال: وَحَدِيثُ سَعِيدٍ عن قَتَادَةَ رَوَاهُ يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ، عن سَعِيدٍ، عن قَتَادَةَ، عن عَزْرَةَ، عن سَعِيدِ بنِ عَبْدِ الرَّحمنِ بنِ أَبْزَى، عن أبِيهِ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
ج- عبد الأعلى بن عبد الأعلى، فيما ذكره أبو داود (1427) قال: وَحَدِيثُ سَعِيدٍ عن قَتَادَةَ رَوَاهُ يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ ... قال أَبُو دَاوُدَ: وكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ اْلأَعْلَى، وَمحمَّدُ بنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ ...
4 - هشام الدستوائي، فيما ذكره أبو داود (1427) قال: وَقَدْ رَوَاهُ أَيضاً هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ وَشُعْبَةُ عن قَتَادَةَ ...
الطريق الرابعة: طريق زرارة عن عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم:
فرواه عن زرارة: قتادة، وعنه شعبةُ، وعن شعبةَ أربعة:
1 - أبو داود الطيالسي، وعنه أحمد (3/ 406). وأخرجه النسائي (الصغرى 1741، الكبرى 1451، 10512) من طريق أبي داود الطيالسي أيضاً.
2 - يحيى بن سعيد، وعنه أحمد (3/ 407) (مختصراً، ودون الذكر)، ومن طريق أحمد أخرجه أبو نعيم (الحلية: 10237) (دون الذكر، لكن فيه: زرارة عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، وليس لزرارة في الوتر رواية كذلك إنما عن عبد الرحمن بن أبزى، وهذا هو المشهور الذي أشار إليه أبو نعيم بعد روايته لهذا الحديث بقوله: حديث قتادة عن زرارة مشهور).
3 - محمد بن جعفر، وعنه أحمد (3/ 406) (مختصراً، ودون الذكر). ومن طريق محمد بن جعفر أخرجه النسائي (1742) (مختصراً، ودون الذكر).
4 - حجاج بن محمد المصيصي الأعور، وعنه أحمد (3/ 406) (مختصراً، ودون الذكر).
ثالثاً: الطرق التي جاء بها عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً:
الطريق الأولى: ما رواه النسائي في الصغرى (1738) والكبرى (10500) قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنَ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ (بن مغول)، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ ذَر، عَنِ ابْنِ أَبْزَى مُرْسَلٌ (جاء في الصغرى دون الذكر، وفي الكبرى بالذكر).
الطريق الثانية: ما رواه النسائي (1755) قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسْمَاعِيلَ بْنِ إبْرَاهِيمَ (بن عُلية)، عَنْ أَبِي عَامِرٍ (عبد الملك بن عمرو العقدي) عَنْ هِشَامٍ (الدستوائي)، عَن قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحمنِ بْنِ أَبْزَى.
المبحث الثاني: الدراسة:
جاء هذا الحديث بأسانيد كثيرة، وبعضها زاد أبياً بنَ كعب - رضي الله عنه -، وبعضها اقتصر على عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تبين بعد الدراسة أن زيادة أبي بن كعب في السند مرجوحة، وأن الراجح في السند: عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم، على أن بعض الطرق التي لم تذكر أبياً بن كعب - رضي الله عنه - ليست مستقيمة، وفيما يلي بيان ذلك:
أولاً: دراسة الأسانيد التي فيها زيادة أُبي بن كعب - رضي الله عنه -:
1 - أما طريق طلحة بن مصرف اليامي عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أُبيّ، فإنها معلولة بأن سلمة بن كهيل وزبيد اليامي وعطاء بن السائب وحصين بن عبد الرحمن السلمي وعمر بن ذر، كلهم رَوَوه عن ذر دون زيادة أُبيّ بن كعب، وهم أكثر عدداً، وبعضهم أوثق من طلحة. هذا إن سلمت رواية الأعمش عن طلحة.
2 - وأما طريق زبيد اليامي عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أُبيّ، فإنها معلولة بعلة سابقتها، فسلمة بن كهيل رواه عن ذر دون زيادة أبي بن كعب، وسلمة أوثق من زبيد، كما قال عبد الرحمن بن مهدي (تهذيب الكمال: 3/ 254، رقم 2451): (لم يكن بالكوفة أثبت من أربعة: منصور، وأبي حصين، وسلمة بنُ كهيل، وعَمرو بنُ مُرَّة)، وزبيد كان كوفياً.
¥(43/53)
ثم إن زبيداً نفسه رواه عن ذر دون زيادة أُبيّ بن كعب، وتلك هي الرواية الراجحة، وذلك لأنه رواها عن زبيدٍ سفيانُ الثوري، وشعبةُ بن الحجاج، وهما أوثق من الأعمش. هذا إنْ سَلِمَت رواية الأعمش عن زبيد، فإنَّ مَن رَوَوها لم يُتَكَلَّم فيهم بتوثيق - سوى يحيى بن أبي زائدة، ولا نعلم عن حال روايته شيئاً -، وخالفوا أبا عبيدةَ عبدَ الملك بنَ معن، وهو ثقة، فإنه قد رواها عن الأعمش عن طلحةَ وحده، وهم زادوا مع طلحةَ زبيداً.
وأما رواية جرير بن حازم عن زبيد، فإن جريراً قد خالف سفيان الثوري وشعبة، وهما أوثق منه، وقد رويا هذا الحديث عن زبيدٍ دون ذكر أبي بن كعب في السند، وجرير وُصف بسوء الحفظ (فتح الباري: 12/ 37)، وفي السند أيضاً أبو عمر الضرير، فإنه لم يوثَّق، بل أحسن ما قيل فيه: ما قاله أبو حاتم (الجرح والتعديل: 3/ 183): (صدوق، صالح الحديث).
وأما رواية أبي حنيفة ومحمد بن ميسر، فإن محمد بن ميسر متروك كما قال النسائي، وقال البخاري (التاريخ الكبير، رقم 778): فيه اضطراب، وأبو حنيفة اختلف فيه اختلافاً كبيراً، وروايتُهُ وروايةُ محمد بن ميسر فيهما من لا يعرف حاله كعمر بن نوح. وحتى لو صحت الرواية إليهما، فإنهما قد خالفا سفيان وشعبة، وهما من هما في الحديث.
3 - وأما طريق حصين بن عبد الرحمن السلمي عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أُبيّ، فإنها معلولة بأن سلمةَ وزبيداً وعطاء بن السائب وعمرَ بن ذر وحصين نفسه - وتلك هي الراجحة -، كلهم رَوَوه عن ذرٍّ دون زيادة أُبيّ بن كعب. هذا إنْ سلمت الرواية عن حصين، فإنَّ فيها محمداً بن كثير ضعفه ابن معين، وأحسن ما قيل فيه: ما قاله أبو حاتم (الجرح والتعديل: 8/ 70): (صدوق)، وسليمانَ أخاه لم يُوثَّق، وغاية ما قيل فيه: ما قاله النسائي (تهذيب الكمال: 3/ 296، رقم 2542): (ليس به بأس إلا في الزهري فإنه يخطئ عليه).
4 - وأما طريق زبيد اليامي عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أُبيّ، فقد رواها عن زبيد ثلاثةٌ:
أ- سفيان الثوري وعنه مخلد بن يزيد، وهذا فيه مخلد بن يزيد، وهو صدوق له أوهام (تقريب التهذيب: 3/ 358، رقم 6540)، وهذه علة لهذه الطريق، فإنه قد رواه عن سفيان (بذكر ذرٍّ بعد زبيد، ودون ذكر أُبيّ): وكيع، وأبو نعيم، وهذان أوثق الناس في سفيان، وأيضاً: عبد الرزاق، وهو أوثق من مخلد.
ب- فطر بن خليفة، وهذا معلول بأن فطراً لم يُعَدّ فيمن روى عن زبيد، فلم يُذكر في تلامذةِ زبيد، ولم يُذكر من شيوخه زبيد. بل قد ذَكَرَهُ الذهبي في الطبقة السادسة من التابعين (السير: 7/ 30)، بينما ذَكَرَ زبيداً في الثالثة منهم (السير: 5/ 296)! ومعلومٌ أن الذهبي يرتب الطبقات في السِّير حسب اللقاء (كما في مقدمة المحقق د. بشار معروف: 1/ 104). فبعيدٌ أن يكون فطرٌ قد سمع من زبيد. وإن كان قد سمع من زبيد، فإنه قد خالف جمعاً من الرواة رووها عن زبيد عن ذر - دون ذكر أبي بن كعب -.
وأما الزيادة فيه (رب الملائكة والروح) فهي ضعيفة من وجهين: ما ذُكر آنفاً، والثاني: التفرُّدُ بها، فإنه لم تأت هذه الزيادة في روايةٍ من روايات الحديث إلا هذه، ولعل هذه الزيادة هي التي أشار إليها ابن حجر (إتحاف المهرة: 1/ 236) - بعد أن ذَكَرَ روايةَ فِطرٍ - بقوله: (وفيه ألفاظ تفرَّد بها).
ج- مِسعَر بن كدام وعنه حفص بن غياث، وهذا فيه حفص بن غياث، وهو مدلس ذكره أحمد والدارقطني بالتدليس (طبقات المدلسين، ص24)، وقد عنعنه. ومما يدل على ضعف هذه الرواية: أن أبا داود قال بعد الحديث (1427) في سننه: (وليس هو بالمشهور من حديث حفص، نخاف أن يكون عن حفص عن غير مسعر)، وقد ذكرها في ذات الموضع بصيغة التمريض مرتين، قال: رُوِيَ عن حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ عن مِسْعَرٍ عن زُبَيْدٍ ...
5 - وأما طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أُبيّ، فإنه رواها عن سعيد اثنان:
¥(43/54)
أ- عبد العزيز بن خالد: وفيه عبد العزيز بن خالد هذا، فإنه ليس ثقة، ولم يذكر في ترجمته إلا ما قاله فيه أبو حاتم (الجرح والتعديل: 5/ 381): (شيخ)، وقال ابن حجر (التقريب: 2/ 366، رقم 4089): (مقبول)، وقد يكون هذا غير مُعِلٍّ لهذه الطريق، لكنْ لها علة أخرى أذكرها بعد قليل.
ب- عيسى بن يونس، وعنه اثنان:
1 - المسيب بن واضح، وقد تُكُلِّم فيه، فضعفه الدارقطني في أكثر من موضع من سننه (انظر: 1/ 80، 4/ 280) وأفضل ما قيل فيه: ما قاله أبو حاتم (الجرح والتعديل: 8/ 294): (صدوق كان يخطئ كثيراً، فإذا قيل له لم يَقبل)، وما ذُكر عن النسائي أنه كان حسن الرأي فيه (السير: 11/ 403).
2 - القرقساني (أو القرقسائي)، وهذا لم أجد له ترجمة إلا في الميزان (5213) قال الذهبي - ولعله يقصده -: (عبد الملك بن سليمان القرقسائي عن عيسى بن يونس. قال العقيلي: حديثه غير محفوظ، ثم ساق له عن عيسى، حدثنا شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس مرفوعاً: «من قتل دون ماله فهو شهيد»). قال ابن حجر في اللسان (5341): (وبقية كلامه: ليس هو من حديث شعبة وإنما هو من رواية أبي سحيم. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مستقيم الحديث حدثنا عنه البختري). فالقرقساني هنا قد روى عن عيسى بن يونس، وهذه الرواية غير محفوظة - كما قال العقيلي -.
وهناك علة تُعِلُّ الطريقين كلتيهما، وهي أنه قد رواه عن سعيد بن أبي عروبة من هو أوثق من عبد العزيز بن خالد وعيسى بن يونس - لو صح عنه -، دون ذكر أُبيّ بن كعب. فرواه عن سعيد: عبد العزيز بن عبد الصمد، ومحمد بن بشر العبدي، وهما ثقتان، بل إن أبا داود لما سئل عن سماع محمد بن بشر العبدي من سعيد بن أبي عروبة، قال: (هو أحفظ مَنْ كانَ بالكُوفة)، وأيضاً: يزيد بن زريع - وهو من أثبت الناس في سعيد -، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى - وهو ثقة -.
6 - وأما طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أُبيّ، فإنها معلولة بأنَّ أوثق الناس في قتادة رَوَوا هذه الطريق بذكر عزرة بعد قتادة، دون ذكر أبي بن كعب. وهؤلاء هم: همام بن يحيى، وشعبة بن الحجاج، وسعيد بن أبي عروبة (وهذا هو الصحيح عن سعيد: ذكر عزرة بعد قتادة، وقد ذكرنا في نقد الطريق الخامسة أن الصحيح عن سعيد: ترك ذكر أُبيّ)، وهشام الدستوائي.
وهكذا اتضح أن كل الروايات التي ذكرت أُبيَّاً بن كعب - رضي الله عنه - في السند معلولة.
ثانياً: دراسة الأسانيد التي فيها: عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم:
1 - أما طريق ذر بن عبد الله المرهبي عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه، فهي أفرع حسب من رووا عن ذر، وهم:
2،1 - سلمة بن كهيل، وزبيد اليامي، وهذا أقسام:
أ- ما جاء عن سلمة وزبيد معاً: فهذا رواه عنهما شعبة بن الحجاج، وطرق هذه الرواية صحيحة سليمة يرويها الثقات، سوى طريق عمرو بن يزيد، عن بهز بن أسد، عن شعبة. فإن عَمْرَاً صدوقٌ وقد وُثِّق (تهذيب الكمال: 5/ 477، رقم 5066، التقريب: 3/ 112، رقم 5141)، فإن لم يكن ثقةً، فطريقُهُ هذه تتقوى بالطرق الخمسة الأخرى عن شعبة.
وأما رواية سليمان بن حرب عن شعبة (دون ذكر سلمة)، فإنها تتقوى بروايات الثقات التي سبقتها، لأن فيها فاروقاً الخطابي، قال فيه الذهبي (السير: 16/ 141): (ما به بأس).
ب- ما جاء عن زبيد وحده، فهذا رواه عنه خمسة:
الأول: سفيان الثوري، وعنه أبو نعيم ووكيع وعبد الرزاق، وهذه من أقوى طرق الحديث لا مدخل عليها. وتتقوى بروايتهم روايةُ الحسين بن حفص عن سفيان، فالحُسين صدوق (التقريب: 1/ 287، رقم 1319).
والحسين بن نصر الذي روى عن أبي نعيم، قال فيه ابن أبي حاتم (الجرح والتعديل: 3/ 66): (محلُّهُ الصدق).
الثاني: جرير بن حازم، وعنه يونس بن محمد، وفيه انقطاع، فإن يونس بن محمد (وهو المؤدب) لم يُذكر في تلاميذ جرير، ولم يُذكر في شيوخه جرير، بل إن جريراً - كما ذكر الذهبي (السير: 7/ 98) - من الطبقة السادسة من التابعين، بينما يونس من العاشرة (السير: 9/ 473)! وحتى لو اتصل فإن جريراً مذكور بسوء الحفظ - كما سبق ص14 - .
¥(43/55)
الثالث: محمد بن طلحة بن مصرف، وعنه اثنان:
1 - أحمد بن يونس، وعنه ابن أبي داود، وهذه إشكالها في عدم ذكر العلماء سماع ابن أبي داود من أحمد بن يونس، لكنه ممكن جداً، إذ إن ابن أبي داود يُعَدُّ في الطبقة التي سمعت من ابن يونس.
2 - أبو المطرف بن أبي الوزير، وهذه إشكالها أنه لم يُذكر سماع أبي المطرف من محمد بن طلحة، لكن السماع أيضاً ممكن، لأن أبا المطرف في الطبقة التي سمعت من محمد بن طلحة (انظر ترجمتيهما في التقريب: محمد بن طلحة: 3/ 261، رقم 5982، أبو المطرف: 3/ 296، رقم 6173). ورواية محمد بن طلحة تتقوى بمتابعات الثقات التي سبقت، ذلك لأنه صدوق له أوهام - كما في التقريب -، وقال ابن حجر (فتح الباري: 7/ 355): فيه مقال.
الرابع: محمد بن جحادة، وعنه الحسن بن أبي جعفر، وفيه الحسن بن أبي جعفر، قال فيه البخاري (التاريخ الكبير: 2/ 288، رقم 2500): (منكر الحديث)، وقال النسائي (تهذيب الكمال: 2/ 109، رقم 1195): (متروك الحديث)، وضعَّفَهُ غيرهما. والصحيح عن ابن جحادة: ما رواه عبد الوارث بن سعيد عنه عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه، دون ذكر ذر. وَضَعْفُ رواية ابن أبي جعفر شديد، لا ينجبر بمتابعات الثقات، لأن ابن أبي جعفر متروك، ورواية المتروك لا تصلح للاعتبار، فعليه تكون الزيادة التي زادها في الحديث زيادة منكرة، وهي دعاءٌ فيه: «اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً ... ».
الخامس: أبو حنيفة، وعنه ثلاثة:
أ- زفر بن الهذيل، وهذه فيها سلم بن عصام، لم أجد من ترجم له سوى أبي الشيخ الأصفهاني في طبقات المحدثين بأصفهان، وقال: شيخ صدوق كتبنا عنه أحاديث غرائب. وعمه محمد بن المغيرة لم أجد من ترجم له سوى أبي الشيخ أيضاً، ولم يجرحه أو يعدله. وفيها أيضاً الحكم بن أيوب، لم أجد من وثقه، بل وجدت أبا الشيخ أيضاً ترجم له فقط.
ب- أسد بن عمرو، وهو ضعيف عند أبي حاتم وابن المديني والبخاري والنسائي وغيرهم، قال ابن معين: كذوب ليس بشيء، وبعضهم حسَّن حاله، ففي رواية عن ابن معين أنه قال: لا بأس به، وقال أحمد بن حنبل: صدوق، وقال مرةً: صالح الحديث كان من أصحاب الرأي، وقال الدارقطني: يعتبر به (انظر: لسان الميزان: 1217).
ج- أبو قرة، وهذا لم أجد له ترجمة، وكذلك بعض رجال سنده.
فإن صحت هذه الروايات عن أبي حنيفة - مع اختلافهم فيه هو -، فهي تتقوى بالروايات السابقة خاصة رواية سفيان الثوري.
3 - عطاء بن السائب، الذي روى عنه حماد بن سلمة، وهذه الإشكالُ فيها: روايةُ حماد بن سلمة عن عطاء، هل سمع منه قبل الاختلاط أو بعده؟، فإن العلماء ذكروا أن كل من روى عن عطاء بن السائب فإنه سمع منه بعد الاختلاط، إلا شعبة، وسفيان، وحماد بن زيد ...
وقال ابن الكيَّال في الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات (ص63): (وقد استثنى الجمهور رواية حماد بن سلمة عنه أيضاً، قاله ابن معين، وأبو داود، والطّحاويّ، وحمزة الكتانيّ، وذَكَرَ ذلك عن ابنِ معين ابنُ عَدِي في الكامل، وعباسُ الدّوريّ، وأبو بكر بن أبي خيثمة.
وقال الطّحاوي: وإنما حديث عطاء الذي كان منه قبل تغيره يؤخذ من أربعة لا من سواهم: وهم شعبة، وسفيان الثّوريّ، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد.
وقال حمزة بن محمد الكتاني في (أماليه): حماد بن سلمة قديم السماع من عطاء.
وقال عبد الحق في (الأحكام): إن حماداً بن سلمة سمع منه بعد الاختلاط كما قاله العُقيليّ.
قال الأبناسي: وقد تعقب الحافظُ أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن المواق كلامَ عبد الحق - يعني الذي ذكرناه - وقال: لا نعلم من قاله غيرُ العُقيليّ، وقد غلط من قاله: إنه قَدِمَ في آخر عمره إلى البصرة، وإنما قدم عليهم مرتين فمن سمع منه في القدمة الأولى صح حديثه منه.
واستثنى أبو داود أيضاً هشاماً الدّستوائيّ، فقال: وقال غير واحد: قدم عطاء البصرة قدمتين، سمع من القدمة الأولى منه الحمادان وهشام، والقدمة الثانية كان تغير فيها سمع منه وهيب، وإسماعيل بن علية، وعبد الوارث، فسماعهم منه ضعيف) ا. ه.
¥(43/56)
وأشار ابن حجر (الفتح: 3/ 85) إلى أن حماداً بن سلمة سمع قبل الاختلاط في قول ابن معين، وأبي داود، والطحاوي وغيرهم.
وبعض العلماء رجحوا أن حماداً سمع من عطاء قبل اختلاطه وبعده، منهم الحافظ ابن حجر حيث قال (تهذيب التهذيب: 4/ 128، رقم 5381): (قلت: فيحصل لنا من مجموع كلامهم أن سفيان الثوري وشعبة وزهيراً وزائدة وحماد بن زيد وأيوب عنه (عن عطاء) صحيح، ومن عداهم يتوقف فيه إلا حماد بن سلمة، فاختلف قولهم، والظاهر أنه سمع منه مرتين، مرة مع أيوب كما يومي إليه كلام الدارقطني، ومرة بعد ذلك لما دخل إليهم البصرة، وسمع منه مع جرير وذويه والله أعلم)، ويقصد بكلام الدارقطني: قولَهُ: (دخل عطاء البصرة مرتين، فسماع أيوب وحماد بن سلمة في الرحلة الأولى صحيح). ولكن ابن حجر في الفتح (3/ 462) قال: (وحماد ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط)! ويبدو أن كلامه - رحمه الله - في التهذيب بعد تحريره المسألةَ، بخلاف كلامه في الفتح.
وممن أخذ بالقول بأن حماداً سمع من عطاء قبل وبعد الاختلاط من المعاصرين - حسبما وجدت - الشيخ د. إبراهيم اللاحم في كتابه (الجرح والتعديل، ص150، 151)، والشيخ عمرو سليم في كتابه (تيسير علوم الحديث، ص98).
ورجح الشيخ عبد الله السعد أنه سمع قبل الاختلاط، قال - حفظه الله -: (وحماد بن سلمة على القول الراجح أنه سمع منه - أي: من عطاء - قبل الاختلاط، وإن كان حماد بن سلمة فيه خلاف، والحافظ ابن حجر جمع بين القولين، فقال: سمع منه قديماً وأخيراً، لكن الأقرب أنه سمع منه قديماً) «أشرطة مباحث في الجرح والتعديل».
وعلى كلٍّ فهذه الرواية وافق فيها عطاء سلمةَ وزبيداً؛ مما يدل على أن حماداً سمعها منه قبل الاختلاط.
وهذه الرواية فيها إسحاق بن منصور، وهو صدوق كما قال العلماء (التقريب: 1/ 123، رقم 385).
وفي المجموعِ، فهذه الرواية تتقوى بسابقاتها من الروايات الصحيحة القوية.
4 - حصين بن عبد الرحمن السلمي، الذي روى عنه حصين بن نمير، وهذه الإشكالُ فيها: تَغَيُّرُ حفظ حصين بن عبد الرحمن، فإن بعض العلماء ذكروه بذلك، وبعضهم أنكره (الكواكب النيرات، ص24)، وإذا قيل بتَغَيُّرِهِ فهل حصين بن نمير سمع منه قبل التَّغَيُّرِ أو بعده؟، وعلى كل حال، فإن حصيناً بنَ عبد الرحمن هنا وافقَ ثلاثة رواةٍ غيرِهِ: سلمةَ، وزبيداً، وعطاءَ بنَ السائب، وموافقتُهُ هذه تدلُّ على أنه ضبط هذه الرواية، سواءً كان حفظه لم يتغير، أم كان حصين بن نمير سمع منه قبل تَغَيُّرِ حفظه إنْ كان قد تَغَيَّر. وفي هذه الرواية: الحسن بن قزعة، وهو صدوق لا بأس به كما ذكر العلماء (تهذيب الكمال: 2/ 162، 163، رقم 1250، التقريب: 1/ 279، رقم 1278). والرواية بمجموعها تتقوى بروايات الثقات اللاتي سبقتها.
5 - عمر بن ذر، الذي روى عنه عبد الرزاق في مصنفه، وهذه فيها غموضٌ في رواية عبد الرزاق عن عمر بن ذر، فإنه لم يذكر ذلك إلا الذهبي في ترجمة عبد الرزاق، حيث ذكر عمر في جملةِ من حدَّث عنهم عبد الرزاق (السير: 9/ 563)، فإنْ صَحَّ ذلك وصَحَّ التحديث، فإنَّ هذه من أقوى الطرق.
2 - وأما طريق سلمة بن كهيل وزبيد اليامي وعطاء بن السائب وقتادة بن دعامة كلهم عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى (مباشرةً دون ذكر ذر الهمداني)، عن أبيه، فهي أفرع حسب من روى عن سعيد:
2،1 - سلمة بن كهيل، وزبيد اليامي، وهذا أقسام:
أ- ما جاء عن سلمة وزبيد معاً، فهذا رواه عنهما شعبة بن الحجاج، وعنه طريقان:
الأولى: ما رواه الحاكم، عن ابن بالويه، عن محمد بن غالب، عن عفان، ومسلم بن إبراهيم، وعلي بن الجعد عن شعبة به. وهذه الطريق معلولة بأن الثقات رووها عن شعبة بذكرِ ذرّ بن عبد الله الهمداني، وهم: محمد بن جعفر (وهو أثبت الناس في شعبة، انظر: فتح الباري: 4/ 97، 11/ 114)، وعفان (رواها عنه أحمد مخالفاً محمد بن غالب، وأحمد أوثق بلا شك من ابن غالب)، وخالد بن الحارث، وبهز بن أسد، وعلي بن الجعد (وزيادةُ ذر بن عبد الله ثابتةٌ في مسنَدِهِ، وأيضاً رواها عنه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز (البغوي) - في رواية أبي نعيم والبغوي -، وهو أوثق من محمد بن غالب).
¥(43/57)
الثانية: ما رواه الحاكم، عن عبد الرحمن بن الحسن القاضي، عن إبراهيم بن الحسين (بن ديزيل)، عن آدم بن أبي إياس، عن شعبة به. وهذه فيها عبد الرحمن بن الحسن القاضي، قال فيه الذهبي (ميزان الاعتدال: 2/ 556، رقم 4852): (قال صالح بن أحمد الهمذاني الحافظ: ادعى الرواية عن إبراهيم بن ديزيل فذهب علمه، وقال القاسم بن أبي صالح: يكذب)، وزاد الذهبي (السير: 16/ 15) عن صالح بن أحمد قوله: (ضعيف). ويبدو أن هذه إحدى ادعاءاته الروايةَ عن ابن ديزيل.
ب- ما جاء عن سلمة وحده، فهذا رواه عنه منصور بن المعتمر، وعنه جرير بن عبد الحميد، وعنه
ثلاثة: محمد بن قدامة ويوسف بن موسى وأبو الربيع (إن صحت رواية الأخيرين). وقد رواه منصور بن المعتمر وهو ثقة ثبت مخالفاً من هو أوثق منه وهو شعبةُ بن الحجاج، الذي رواه بذكر ذر بن عبد الله الهمداني بعد سلمة. وقد تُكُلِّم في رواية منصور عن سلمة، قال ابن رجب (شرح العلل) (فيمن ضُعِّف في بعض شيوخه): (قال أحمد في رواية ابنه صالح: «منصور إذا نزل إلى المشايخ اضطرب: إلى أبي إسحاق، والحكم، وحبيب بن أبي ثابت، وسلمة بن كهيل. روى حديث أم سلمة في الوتر خالف فيه، وحديث ابن أبزى خالف فيه»).
ومما يُؤكِّدُ أنَّ الصحيحَ: روايةُ سلمةَ عن ذرٍّ لا عن سعيد: قولُ البخاري (التاريخ الكبير: 390) في ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى: (أخو سعيد الذي روى سلمةُ عن ذرٍّ عنه).
ج- ما جاء عن زبيد وحده، فهذا رواه عنه خمسة:
الأول: سفيان الثوري، وعنه: قاسم بن يزيد، وتابعه محمد بن عبيد، ولكنهما خالفا من هم أوثق منهما، فإنه قد رواه عن سفيان (بذكر ذرٍّ بعد زبيد): وكيع، وأبو نعيم، وهذان أوثق الناس في سفيان، وأيضاً: عبد الرزاق، وهؤلاء أوثق من قاسم بن يزيد، ومن محمد بن عبيد. قال النسائي بعد أن ذَكَرَ عن هذين روايَتَهُما (1751): (خَالَفَهُمَا أَبُو نُعَيْمٍ فَرَوَاهُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ ذَرٍّ عَنْ سَعِيدٍ)، ثم لما روى عن أبي نعيم عن سفيان قال (1752): (قَالَ أَبُو عَبْدُ الرَّحمنِ: أَبُو نُعَيْمٍ أَثْبَتُ عِنْدَنَا مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ وَمِنْ قَاسِمِ بْنِ يَزِيدَ ... ).
الثاني: عبد الملك بن أبي سليمان، وعنه اثنان: هشيم بن بشير، وتابعه محمد بن عبيد. ولكنَّ عبد الملك بن أبي سليمان تُكُلِّم فيه - وإن وُثِّق -، قال ابن حجر (التقريب: 2/ 383، رقم 4184): (صدوق له أوهام)، وحتى لو كان ثقة، فإنه قد خالف هنا سفيانَ الثوريَّ، وهو أوثق منه، فإنَّ سفيان قد رواه عن زبيد عن ذر عن سعيد.
الثالث: محمد بن جحادة، وعنه عبد الوارث بن سعيد، وعنه عمران بن موسى. وهذا معلولٌ بِعِلَّةِ سابِقِهِ: أنَّ محمداً بن جحادة خالف سفيان الثوري، وهو أوثق منه، ولكنَّ الحَمْلَ في ذلك قد يكون على عمران بن موسى، فإنه - كما قال ابن حجر (التقريب: 3/ 117، رقم 5172) - صدوق.
الرابع: مالك بن مغول، وعنه شعيب بن حرب، وعنه أحمد بن محمد بن عبيد الله، وهذا أيضاً معلولٌ بِعِلَّةِ سابِقِهِ: مخالفة سفيان وهو أوثق، ولعلَّ الحَمْل في هذه الرواية على أحمد بن محمد بن عبيد الله، فإنه صدوق (التقريب: 1/ 73، رقم 97).
الخامس: عمرو بن قيس الملائي، وعنه قرَّان بن تمَّام، وهذا أيضاً معلولٌ بِعِلَّةِ سابِقِهِ، ولعلَّ الحَمْل فيها على قرَّان بن تمَّام، فإنه صدوق ربما أخطأ كما ذكر ابن حجر (التقريب: 3/ 180، رقم 5532).
3 - عطاء بن السائب، الذي روى عنه اثنان:
الأول: محمد بن فضيل بن غزوان، ولكن هذه الرواية معلولة بأن ابن فضيلٍ هذا سمع من عطاء بعد اختلاطه، قال أبو حاتم (تهذيب الكمال: 5/ 172): (ما رَوَى عنه - أي: عن عطاء - ابنُ فضيل، فَفِيه غلطٌ واضطراب، رفع أشياء كان يرويها عن التابعين، فرفعها إلى الصحابة) ا. ه.
الثاني: رَوْحُ بن القاسم، وهذه الرواية معلولة بِعِلَّةِ سابقتها، إذ إن رَوْحَاً معدودٌ فيمن سمع من عطاء بعد اختلاطه، كما في الكواكب النيرات (ص64).
والصحيح عن عطاءَ: روايةُ حماد بن سلمة، عنه، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه (وقد سبقت).
¥(43/58)
4 - قتادة بن دعامة، الذي روى عنه معمر، وعنه عبد الرزاق في مصنفه، وهذه الرواية معلولة بأن أوثق الناس في قتادة رَوَوا ذلك بذكر عزرة بين قتادة وسعيد بن عبد الرحمن بن أبزى. وهؤلاء هم: همام بن يحيى، وشعبة بن الحجاج، وسعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي. فظهر أن مَعْمَراً خالف أولئك فأسقط عزرة من السند. - وقد تُكُلِّم أصلاً في رواية معمر عن أهل العراق (ومنهم قتادة)، قال ابن حجر في تهذيب التهذيب (ترجمة معمر): (قال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: إذا حَدَّثك معمر عن العراقيين فخالفه، إلا عن الزهري وابن طاووس، فإن حديثَهُ عنهما مستقيم، فأمَّا أهل الكوفة وأهل البصرة فلا).
3 - وأما طريق ذر الهمداني عن عبد الرحمن بن أبزى، فهذا لا يصح، قال الإمام أحمد - كما في العلل ومعرفة الرجال (1/ 206) -: (ذر لم يسمع من عبد الرحمن بن أبزى، سمع من سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى).
4 - وأما طريق قتادة بن دعامة السدوسي عن عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه:
فهذه من أقوى الطرق، وجميع رواتها في جميع تفرعاتها ثقات، وهي نصيفة طريق سفيان عن زبيد عن ذر في القوة.
ومتابعة محمد بن المثنى لأحمد، فيها إشكالٌ في عدم ذكر الحسن بن سفيان فيمن سمع من محمد بن المثنى، إلا أن ذلك ممكن، فإن الحسن سمع من طبقة ابن المثنى. وقُلْ مثل ذلك في رواية محمد بن المثنى عن يحيى عن شعبة عن قتادة عن عزرة.
5 - وأما طريق زرارة عن عبد الرحمن بن أبزى، فهذه معلولة، قال الذهبي (الكاشف، رقم 1633): (زرارة عن ابن أبزى في الوتر وعنه قتادة، لم يصح)، وقال في ميزان الاعتدال (2/ 70): (لا يعرف). قال المزي (تهذيب الكمال: 3/ 22، رقم 1966): (زرارة، غير منسوب، عن عبد الرّحمن بن أبْزَى في القِراءة في الوِتر ... وقال غيرُ واحدٍ: «عن قتادة، عن عَزْرَة، عن سعيد بن عبد الرّحمن بن أبْزَى، عن أبيهِ»، وهو المَحْفُوظ ... وعَزْرة هو ابنُ عبد الرّحمن بن زُرارة، فَلَعَلَّه قال: عن ابنِ زُرارة، والله أعلم) ا. ه، وجزم ابن حجر (التقريب: 1/ 414) بذلك، قال: (صوابه: عزرة).
فإن كان ذلك كذلك، كان عزرةُ رَوَى عن عبد الرحمن بن أبزى، وهذه رواية مرسلة، إذ لم يلقَ عزرةُ أحداً من الصحابة، فهو - كما ذكر ابن حجر (التقريب: 3/ 11، رقم 4576) - من السادسة، وهذه الطبقة تعني عنده: الذين عاصروا صغار التابعين، ولكن لم يلقوا أحداً من الصحابة.
ثالثاً: دراسة الأسانيد التي فيها: سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم:
وهذه مرسلة - مثلما ذكر النسائي -، فإن عبد الرحمن بن أبزى (أبا سعيد) مُختَلَفٌ في صحبته - كما سيأتي -، فكيف بابنه؟!
خلاصة:
فظهر أن الراجح أن راويَ الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم هو عبد الرحمن بن أبزى، ومن القرائن الدالة على ذلك أن الذين زادوا أُبيّاً بنَ كعب في السند قد سلكوا الجادة أو لزموها، فإن أكثر رواية ابن أبزى عن أُبيّ بن كعب، قال الحاكم (المستدرك، ح 1047): (أكثر روايته عن أبي ابن كعب والصحابة)، وقال ابن عبد البر (الاستيعاب: 2/ 366): (أكثر رواياته عن عمر، وأبي بن كعب). بل خصص أحمد - رحمه الله - في مسنده فصلاً لرواية ابن أبزى عن أبي بن كعب، مع الصحابة والتابعين الذين رووا عن أُبيّ.
المبحث الثالث: من أقوال العلماء في الحديث:
* قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: (قلت لأبي عبد الله: وروى شبابة عن شعبة، عن قتادة، عن زرارة، عن عمران، أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر ب ? سبح اسم ربك الأعلى ?.
¥(43/59)
قال: «هذا باطل، ليس من هذا شيء، إنما رواه حجاج، عن قتادة، عن زرارة، عن عمران، عن النبي صلى الله عليه وسلم، حدثناه عباد بن العوام، عن حجاج. وأما حديث شعبة فحدثناه كذا وكذا، عن شعبة، عن قتادة، عن زرارة، عن ابن أبزى. قال: والحديث يصير إلى ابن أبزى»). (تاريخ بغداد: 9/ 297). وهذا - والحمد لله - نص صريح على صحة ما ظهر خلال هذا البحث من أن الحديث يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن أبزى. [أنا أحمد الله على أنني وافقت قوله - رحمه الله -، لا على أنه وافق ما خَلُصْتُ إليه!].
* جاء في علل الدارقطني (1659): (وسئل عن حديث زرارة بن أوفى عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتر بثلاث ب ? سبح اسم ربك الأعلى ?، و ? قل يا أيها الكافرون ?،
و ? قل هو الله أحد ?. فقال: «يرويه قتادة واختلف عنه، فرواه الحجاج عن قتادة عن زرارة عن أبي هريرة، ورواه شعبة عن قتادة عن زرارة عن ابن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم وقول شعبة أشبه بالصواب»).
* وقال ابن حجر عن الحديث في التلخيص (2/ 20): (وحديث عبد الرحمن بن أبزى رواه أحمد والنسائي وإسناده حسن).
* قال الشوكاني في النيل (2/ 222): (قال العراقي: وكلاهما عند النسائي بإسناد صحيح)، وكلام العراقي - رحمه الله - سليم، فإن بعض الأسانيد عن أبي بن كعب صحيحة، ولا غبار عليها، لكن لها علة خَفِيَّةٌ هي: مخالفة الثقات الذين لم يذكروا أُبَيّاً - رضي الله عنه - في السند.
* قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في حاشية على بلوغ المرام (ص267، 268):
(وأخرجه النسائي بإسناد صحيح عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث ركعات يقرأ بالأولى ب ? سَبِّحِ اسْمَ رَبّكَ الأَعْلَى? ? وفي الثانية ب ? قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ? وفي الثالثة ب ? قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ? ويقنت قبل الركوع، فإذا فرغ، قال عند فراغه: «سبحان الملك القدوس» ثلاث مرات، يطيل في آخرهن.
ورواه بسند آخر صحيح، لولا عنعنة قتادة، ولم يذكر القنوت، وزاد: ولا يسلم إلا في آخرهن، ويقول بعد التسليم: «سبحان الملك القدوس» ثلاثاً) ا. ه. ويقال في هذا ما قيل على كلام العراقي - رحمه الله -.
* ويبدو أن الألباني - رحمه الله - لم يدرس الحديث لما علق على مشكاة المصابيح، فإن صاحب المشكاة ذكر الروايتين، عن أبي، وعن عبد الرحمن بن أبزى (1/ 398)، فعلَّق الألباني - رحمه الله - بقوله: (واعلم أن هذا الحديث حديثٌ واحد، إلا أن الرواة اختلفوا فيه، فبعضهم جعله من حديث ابن أبزى عن أبي بن كعب، وبعضهم جعله من حديث ابن أبزى لم يجاوز به إلى أبي، وأيهما كان فالحديث صحيح، لأنهما صحابيان معروفان) ا. ه.
المبحث الرابع: الكلام على الرواة الذين عليهم مدار الحديث:
وهم قتادة بن دعامة وشيخه عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي، وسلمة بن كهيل وزبيد اليامي وشيخهما ذر بن عبد الله الهمداني، وسعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، وأبوه.
أولاً: قتادة بن دعامة السدوسي:
حافظ عصره، ثقة ثبت، مشهور بالتدليس (انظر تهذيب الكمال: 6/ 99 - 104، رقم 5437)، وقد عنعن - رحمه الله - حديثنا هذا، ولكنَّ عنعنته لا تضر، لثلاثة أوجه:
الأول: أنه لم يتفرد بهذا الحديث، بل رواه غيره كثير - كما هو ظاهر -.
الثاني: أنه قد رواه عنه شعبةُ، وقد قال ابن حجر (النكت، ص51): (وهو - أي: شعبة - لا يأخذ عن أحدٍ ممن وُصف بالتدليس إلا ما صَرَّح فيه ذلك المُدَلِّس بسماعه من شيخه)، وقال أيضاً (النكت، ص252): (وأما كونه كان يروي عن المُدَلِّسين، فالمعروف عنه أنه كان لا يحمل عن شيوخه المعروفين بالتدليس إلا ما سمعوه ... وفيها - أي: في المعرفة للبيهقي - عن شعبة أنه قال: «كفيتُكُم تدليسَ ثلاثةٍ: الأعمش وإسحاق وقتادة») قال ابن حجر: (وهي قاعدة حسنة تقبل أحاديث هؤلاء إذا كان عن شعبة ولو عنعنوها).
وأشار إلى ذلك الحافظ في الفتح (روايته عن قتادة: 1/ 59، 10/ 83، روايته عن المدلسين: 4/ 38، 194، 10/ 166، 11/ 146، 197، 211 وفي مواضع أخرى).
¥(43/60)
الثالث: أن قتادة قد صَرَّح بالسماع في رواية النسائي عن محمد بن بشار عن أبي داود الطيالسي عن شعبة عنه عن عزرة.
ثانياً: سلمة بن كهيل:
وهو ثقة، قال فيه أحمد بن حنبل: متقن الحديث، ما تبالي إذا أخذت عنه حديثه. وقد وثَّقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي (تهذيب الكمال: 3/ 254، رقم 2451).
ثالثاً: زبيد بن الحارث اليامي:
وهو ثقة، وثقه يحيى بن سعيد القطان وابن معين وأبو حاتم والنسائي (تهذيب الكمال: 3/ 10، 11، رقم 1942).
رابعاً: عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي:
وهو ثقة، وثقه يحيى بن معين، قال: (عزرة الذي يروي عنه قتادة، ثقة)، وابن المديني، (تهذيب الكمال: 5/ 163، رقم 4509)، وابن حجر (التقريب: 3/ 11، رقم 4576).
خامساً: ذر بن عبد الله المرهبي الهمداني:
وخلاصة أقوال العلماء فيه:
- البخاري (الضعفاء الصغير، رقم 113): صدوق في الحديث.
- ابن معين والنسائي وابن خراش: ثقة.
- أبو حاتم: صدوق.
- أحمد بن حنبل: ما بحديثه بأس. (تهذيب الكمال: 2/ 440، رقم 1798).
- ابن حجر (التقريب: 1/ 385، رقم 1840): ثقة عابد رمي بالإرجاء.
سادساً: سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى:
خلاصة أقوال العلماء فيه:
- أحمد بن حنبل: هو حسن الحديث.
- النسائي: ثقة. (تهذيب الكمال: 3/ 179، رقم 2292).
- ابن حجر (التقريب: 2/ 35، رقم 2346): ثقة.
سابعاً: عبد الرحمن بن أبزى:
وهذا وقع فيه الخلاف، هل له صحبة أم لا، وملخص الأقوال:
- البخاري (التاريخ الكبير: 5/ 245): له صحبة، وذكره غير واحد في الصحابة.
- أبو حاتم (الجرح والتعديل: 5/ 209): أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وصلى خلفه. وقاله ابن عبد البر
(الاستيعاب: 2/ 366).
- الحاكم (المستدرك، ح 1047): عبد الرحمن بن أبزى ممن صحّ عندنا أنه أدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، إلا أن أكثر روايته عن أبي بن كعب والصحابة.
- الذهبي (السير: 3/ 201): له صحبةٌ، ورواية، وفقه، وعلم.
- ابن حجر (تهذيب التهذيب: 3/ 318، رقم 4421): (وممن جزم بأن له صحبة: خليفة ابن خياط، والترمذي، ويعقوب بن سفيان، وأبو عروبة، والدارقطني، والبرقي، وبقي بن مخلد، وغيرهم).
- ابن حجر (الإصابة: 4/ 240): (العمدة على قول الجمهور).
- ابن حجر (التقريب: 2/ 305، رقم 3794، فتح الباري: 8/ 495): صحابي صغير.
والدليل الواضح على صحبته وإدراكه: حديث أخرجه البخاري عن محمدِ بنِ أبي مَجالدٍ قال: (أرسلَني أبو بُردةَ وعبدُ اللهِ بنُ شدّادٍ إلى عبدِ الرحمنِ بنِ أبْزَى وعبدِ اللهِ بنِ أبي أوفى فسَألتُهما عن السَّلَفِ فقالا: كنّا نُصِيبُ المغانمَ معَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ... ).
فهذا هو الراجح الذي عليه الحفاظ المشتغلون بمعرفة الرواة: أن عبد الرحمن بن أبزى - رضي الله عنه - صحابي، وعليه فإن الحديث متصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، صحيح، يُعمل به.
المبحث الخامس: الكلام على بعض ألفاظ الحديث المختلفة:
فإن الحديث لم يأتِ بلفظٍ واحد - عند التدقيق -، بل اختلف فيه الرواة، وقد نظرت في الطرق الصحيحة للحديث، سوى التالي:
1/ ما وجدتُ من لفظ الحديث دون الذكر.
2/ ما ذكره أبو داود عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى ويزيد بن زريع كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عزرة، وما ذكره عن هشام الدستوائي عن قتادة عن عزرة، فإنه لم يذكر لفظ الحديث في رواياتهم، بل أشار فقط إلى أنهم لم يذكروا القنوت.
وبَعْدُ وجدتُ اختلافاً في أمرَيْن:
الأول: عدد وَصِفَةِ الذِّكر (سبحان الملك القدوس):
- فبعض الروايات ذَكَرَت قول (سبحان الملك القدوس) دون زيادة. جاء ذلك في طريق واحدة.
- وبعضها ذَكَرَته فقال: (ثلاث مرات). جاء في خمس طرق.
- وبعضها ذَكَرَته فقال: (يطولها ثلاثاً). جاء في طريق واحدة.
- وبعضها ذَكَرَته فقال: (ثلاثاً يرفع بها صوته). جاء في طريقين.
- وبعضها ذَكَرَته فقال: (ثلاثاً يرفع صوته بالثالثة). جاء في ثلاث عشرة طريقاً.
فَتَبَيَّن أن أكثر الروايات على أنه يقولها ثلاثاً، ويرفع صوته بالثالثة. وإنْ صَحَّ الجمع بين هذه الأوجه، فنقول: إنه يقولُها ثلاثَ مرات، جاهراً بها، مُطَوِّلَها، ويرفع صوته أَكثَرَ في الثالثة.
الثاني: موضع قول الذكر:
- فبعض الروايات يقول: (وإذا أراد أن ينصرف من الوتر قال: ... ). جاء ذلك في أربع طرق.
- وبعضها يقول: (ويقول إذا جلس في آخر صلاته - أو: يقول في آخر وتره -: ... ). جاء في ثلاث طرق.
- وبعضها يقول: (فإذا سلَّم قال: ... ). جاء في إحدى عشر طريقاً.
- وبعضها يقول: (فإذا فرغ قال: ... ). جاء في خمس طرق.
والظاهر أن اللفظين الأخيرين - مع أنهما الأغلب - مفسران لِلَّفظين الأوَّلين، ومُعتَضَدُ ذلك: أنه لا يُتَصَوَّرُ أنه يرفع بهذا الذكر صوته أثناء صلاته قبل السلام. مع أنَّه يحتمل أنَّ مُرادَهُ من قوله: (إذا أراد أن ينصرف من الوتر): إذا أراد أن يقومَ أو يتحوَّلَ عن مكانه بعد الوتر.
فَعَلى ذلك: يقولها بعد السلام مباشرة.
تنبيه: لم أجد في أي من الطرق الصحيحة ذكراً للقنوت قبل الركوع، خلافاً لبعض الروايات المرجوحة، وقد نبَّه على ذلك أبو داود في كلامه بعد الحديث (1427)، والنسائي (الكبرى 1436).
تمت .. والحمد لله رب العالمين.
رمضان، شوال، وشيء من ذي القعدة وذي الحجة 1425ه
وتمت تنقيحاتها ظهر الثلاثاء الثالث عشر من محرم 1426ه
مرةً أخرى: أرجو من المشايخ الكرام - مشايخ الملتقى - إفادتي بما يرونه، وجزاكم الله خيراً.
وقد أرفقت البحث على مستند وورد منسقاً بتنسيق أوضح مما ها هنا:
¥(43/61)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[01 - 03 - 05, 11:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم، بحث قيم ونافع.
فائدة
قال الشوكاني في تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين ص199
وهو من حديث أبي ابن كعب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر سبح اسم ربك الأعلى
قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد فإذا سلم قال سبحان الملك القدوس ثلاث مرات يمد صوته في الثالثة ويرفعه ولفظه الدارقطني إذا سلم قال سبحان الملك القدوس ثلاث مرات ويمد صوته ويقول رب الملائكة والروح وأخرج هذه الزيادة أعني سبحان الملك القدوس أحمد وصححها العراقي وأخرجها أيضا أحمد والنسائي من حديث عبد الرحمن بن أبزى وفي آخره ورفع بها صوته في الآخرة وصححها العراقي من حديث عبد الرحمن كما صححها من حديث أبي بن كعب
وأخرجها أيضا البزار من حديث ابن أبي أوفى وقال اخطأ فيه هاشم بن سعيد لأن الثقات يروونه عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم) انتهى.
ـ[أبو صالح الطحان]ــــــــ[01 - 03 - 05, 07:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم، بحث قيم ونافع.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[01 - 03 - 05, 07:37 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
الشيخ عبد الرحمن ..
أحسن الله إليك، ونص كلام البزار من مسنده (3373):
(أخبرنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا شاذ بن الفياض، قال: أخبرنا هاشم بن سعيد، عن زبيد، عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث فيقرأ فيهن في الأولى ب ? سَبِّحِ اسْمَ رَبّكَ الأَعْلَى? ? وفي الثانية ? قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ? وفي الثالثة ? قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ?، فإذا سلم قال: «سبحان الملك القدوس»، ومد بها صوته.
وهذا الحديث أخطأ فيه هاشم بن سعيد، لأن الثقات يروونه عن زبيد، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وزاد هاشم في حديثه: (فإذا سلم قال: «سبحان الملك القدوس»). وليس هذا في حديث غيره) انتهى.
وألاحظ أن هنالك اختلافاً بين هذا وما نقله الشوكاني، فلا أدري ما وجهه، لعلكم تسعفونني.
الأخ أبو صالح الطحان ..
أثابك الله، وجزاك خيراً.
ـ[أبو عبدالرحمن الغريب]ــــــــ[01 - 03 - 05, 11:45 م]ـ
بارك الله فيك
وهناك كلام قديم للشيخ سليمان العلوان حول الحديث اطلعت عليه ولا أذكر أين
لعلي أبحث عنه في السؤالات
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - 03 - 05, 12:22 ص]ـ
أبا عبد الرحمن ..
أفدني والإخوان،
جزاك الله خيراً.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[02 - 03 - 05, 12:39 ص]ـ
بارك الله فيك على هذا البحث القيم،
وأذكرك بالرجوع لتخريج الشيخ ياسر فتحي لكتاب الذكر والدعاء ... للقحطاني.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - 03 - 05, 02:05 ص]ـ
أحسن الله إليكم جميعاً ..
الأخ الشيخ عبد الله المزروع، جزاك الله خيراً، وأود الاستفسار عن هذا الكتاب، وَتَوَفُّرِهِ.
ثم،،
إنني بعد الرجوع إلى موقع جامع الحديث، وبحثي عن هذا الحديث، وجدت أن هناك تخريجاتٍ أخرى له في مصادر ليست متوفرة لديَّ، لكنها لا تخرج عن الطرق الموجودة في هذا البحث، وهذه التخريجات هي:
1/ الطرق التي فيها عبد الرحمن بن أبزى عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم:
- أخرجه الشاشي في مسنده (1356) قال: حدثنا أبو حاتم الرازي، نا عمر بن حفص بن غياث، نا أبي، بالسند المذكور، فذكره.
قال الشاشي (في نفس الموضع): حدثنا أحمد بن زهير بن حرب، نا محمد بن بكير الحضرمي، نا الدشتكي عبد الرحمن بن عبد الله، بالسند المذكور، فذكره.
- وقال الشاشي أيضاً (1357): حدثنا علي بن عبد العزيز، نا محمد بن سعيد الأصبهاني، وحدثنا إسحاق، نا محمد بن سعيد يعني ابن الأصبهاني، نا محمد بن أبي عبيدة، بالسند المذكور، فذكره.
قال الشاشي: وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم، نا إبراهيم بن موسى الرازي، حدثنا محمد بن أنس أبو أنس، بالسند المذكور، فذكره، قال: إلا أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوتر بسبح، وقل للذين كفروا، والله الواحد الصمد.
- وأخرجه محمد بن نصر المروزي في صلاة الوتر (57)، قال: حدثنا إسحاق، أخبرنا عيسى بن يونس، عن سعيد بن أبي عروبة، بالسند المذكور فذكره، إلا أن قول "سبحان الملك القدوس" صدَّره ابن نصرٍ بقوله: (وفي روايةٍ ... ).
2/ الطرق التي فيها عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم:
- أخرجه محمد بن نصر المروزي في صلاة الوتر (85) قال: حدثنا إسحاق، أخبرنا وكيع، ثنا سفيان، عن زبيد اليامي، بالسند المذكور، فذكره، وذكر رواياتٍ لِلَفظِ الذكر.
- وأخرجه المحاملي في الأمالي (357)، قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا عطاء، بالسند المذكور، فذكره.
- وفيه الأمالي أيضاً (358) قال المحاملي: حدثنا يوسف، عن جرير، عن منصور بن المعتمر، عن سلمة بن كهيل، بالسند المذكور، فذكره.
3/ الطرق التي فيها سعيد بن عبد الرحمن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً:
- في جزء حديث خيثمة بن سليمان قال: قال رزين بن [هكذا، وأظنها: عن] عبد الله بن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره.
وجاء في التوحيد لابن منده (202) قوله: أخبرنا محمد بن أيوب بن حبيب، قال: حدثنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني، قال: حدثنا أبو النضر، ح وأخبرنا عبدوس بن الحسين، قال: حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا آدم، قالا: حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن عبد الله، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الوتر قال: "سبحان الملك القدوس" ثلاث مرات.
فذكر (عبد الله) بين سلمة بن كهيل، وسعيد بن عبد الرحمن، ولا أدري من هو.
هذا ما وجدته، وأدرك أنه فاتني أكثر، فالكمال لله وحده، والحمد لله وحده.
¥(43/62)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - 03 - 05, 02:28 ص]ـ
استدراك:
أفادني الأخ أبو عبد الرحمن الغريب - جزاه الله خيراً وأثابه - بالإضافة على الخاص لمشكلة في النظام عنده، وأنا أنشر ما أفادني به، ليستفيد منه الإخوان، وليحصل به الأجر إن شاء الله لأبي عبد الرحمن.
قال أبو عبد الرحمن:
( ... وقد وجدت في أحكام قيام الليل للشيخ سليمان كلاما مختصرا فدونكه:
واعلم أنه يستحب إذا سلم من وتره أن يقول سبحان الملك القدوس ثلاثاً لحديث أبي بن كعب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر .... الحديث) وفيه فإذا سلم قال: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات) رواه النسائي (43). وفي حديث عبد الرحمن ابن أبزى وهو صحابي صغير (ويرفع بسبحان الملك القدوس صوته بالثالثة). رواه أحمد والنسائي. وزاد الدارقطني (44) من حديث أبي ابن كعب (رب الملائكة والروح) ولا تصح هذه الزيادة والمحفوظ ما تقدم).
انتهى.
وجزاك الله خيراً أخي أبا عبد الرحمن على هذه الإضافة المميزة.(43/63)
دراسةٌ لحديث الذكر بعد الوتر ب: «سبحان الملك القدوس»
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[22 - 02 - 05, 03:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذه دراسة متواضعة مني لحديث الذكر بعد الوتر الذي لفظه العام: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر ب: ? سَبِّحِ اسْمَ رَبّكَ الأَعْلَى? ? و ? قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ? و ? قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ? ويقول إذا سلم: «سُبْحَانَ المَلِكِ القُدُّوسِ» ... على اختلاف في الروايات يأتي بيانه، وسأنبه على الروايات التي لم يُذكر فيها قول: (سبحان الملك القدوس)، وما لم أنبه عليه فهو قد ذكر ذلك القول - إن شاء الله -.
أرجو أن يطلع عليها الإخوة الأكارم، ويبدو آرائهم فيها، لعلي أن أستفيد مستقبلاً. وجزاكم الله خيراً.
المبحث الأول: ذكر الطرق التي جاء بها الحديث:
جاء هذا الحديث من طرق كثيرة، بعضها عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضها عن عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أولاً: الطرق التي جاء بها عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم:
الطريق الأولى: طريق ذر بن عبد الله المرهبي الهمداني عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم:
وقد رواه عن ذر بهذه الطريق ثلاثة:
أولهم وثانيهم: طلحة بن مُصَرِّف وزبيد بن الحارث الياميان:
* فرواه عن طلحة وحده الأعمشُ، فيما أخرجه ابن أبي شيبة (6887، 29704، 36457) قال: حدّثنا محمد بن أبي عبيدة، قال حدثنا أبي (أبو عبيدة عبدُ الملك بنُ معن)، عن الأعمش (سليمان بن مهران)، عن طلحة، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أُبَيّ بن كعب به. وعن ابن أبي شيبة رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند (5/ 122).
وقد تابعَ ابنَ أبي شيبة عن محمد بن أبي عبيدة هؤلاء:
1 - أخوه عثمان بن أبي شيبة، وعنه أبو داود (1430) به، ومن طريقه البيهقي (3/ 41، وكذلك في الدعوات الكبير رقم: 383).
2 - ابنه إبراهيم أبو شيبة، وعنه ابن الجارود (271) به.
3 - محمد بن الحسين بن إبراهيم بن إشكاب النسائي، وعنه النسائي (الصغرى 1729، الكبرى 1433) به.
4 - محمد بن عبد الله بن نمير، فيما رواه ابن حبان (677 موارد، الإحسان: 2450) قال: أخبرنا أبو يعلى، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بنُ عبد الله بن نُمَيْرٍ، قال: حدَّثنا محمدُ بنُ أبي عُبَيْدَةَ به.
* ورواه عن طلحة وزبيد معاً الأعمشُ في روايات أخرى جاءت كلها دون إيراد الذكر بعد الوتر (سبحان الملك القدوس)، وهذا بيانها:
فقد رواه أبو داود (1423) قال: حدثنا عُثْمانُ بنُ أبي شَيْبَةَ، أخبرنا أَبُو حَفْصٍ اْلأبَّارُ، عن الأَعمَشِ، عن طَلْحَةَ وَزُبَيْدٍ به.
وتابع أبا داود عن عثمان بن أبي شيبة:
1 - ابن ماجه (1171).
2 - عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند (5/ 122) [مع أنها في المطبوع وقعت - تصحيفاً - هكذا: حدّثنا عبد الله، حدثنا عثمان بن أبي شيبان!! - وهي معدلة في طبعة الأرناؤوط -].
وتابع عثمانَ بنَ أبي شيبةَ عن أبي حفصٍ الأبار: يحيى بنُ معين، فيما رواه ابن حبان (676 موارد، الإحسان: 2436) قال: أخبرنا أحمدُ بنُ الحسن بنِ عَبْدِ الجَبَّار الصُّوفي، قال: حدثنا يحيى بنُ معينٍ، قال: حدثنا أبو حَفْص الأَبَّارُ به.
وقد تابع أبا حفص الأبار عن الأعمش ثلاثة:
1 - أبو جعفر الرازي، فيما رواه عبد بن حميد (176) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سعد (واسمه: عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشتكي)، أنا أبو جعفر الرازي، عن الأعمش به.
وتابع عبداً بنَ حميد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد اثنان:
أ- يحيى بن موسى، فيما رواه النسائي (1730) قال: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحمنِ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ سَعْدٍ به. ومن طريق النسائي أخرجه الطبراني في الأوسط
(1666).
¥(43/64)
ب- يوسف بن موسى القطان، فيما رواه الدارقطني (2/ 31) قال: حدثنا الحسين بن إسماعيل، نا يوسف بن موسى، نا عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي به. ومن طريق الدارقطني أخرجه البيهقي (3/ 38).
2 - أبو أنس محمد بن أنس، فيما علقه الدارقطني (2/ 32)، ووصله أبو داود (1423) فيما رواه قال: أخبرنا إِبراهِيمُ بنُ مُوسَى، أخبرنا مُحمَّدُ بنُ أَنَسٍ ... عن الأَعمَشِ به.
وتابع أبا داود عن إبراهيم بن موسى: الحسن بن علي بن زياد، فيما أخرجه الحاكم
(3070) قال: قال: أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأ الحسن بن علي بن زياد، ثنا إبراهيم بن موسى، به.
3 - يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، فيما علقه الدارقطني (2/ 31)، ولم أجده موصولاً.
ثالثهم: حصينُ بن عبد الرحمن السلمي، فيما رواه البيهقي (3/ 38) قال: أخبرنا أبو الحسن المقرئ (علي بن محمد بن علي)، أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاقَ (الإسفرايني)، ثنا يوسف ابن يعقوبَ (بن إسماعيل بن حماد بن زيد القاضي)، ثنا محمد بن كثير (العبدي)، ثنا سليمان ابن كثير (أخو محمدٍ سابقِهِ)، عن حُصَيْنٍ، عن ذَر به (دون الذكر «سبحان الملك
القدوس»).
ومن طريق يوسف القاضي أخرجه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة (ص111).
* ورواه عن زبيد وحده ثلاثة:
1 - جرير بن حازم، فيما رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل (المسند: 5/ 123) قال: حدثنا محمد ابن عبد الرحيم البزاز، حدثنا أبو عمر (حفص بن عمر) الضرير البصري، حدثنا جرير بن حازم، عن زبيد، عن ذر به.
3،2 - أبو حنيفة ومحمد بن ميسر، فيما رواه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة (ص109) قال: حدثنا الحسن بن علان، ثنا عمرو بن إسحاق البخاري، ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب الجوزجاني، ثنا عمر بن نوح، ثنا محمد بن ميسر أبو سعد والنعمان بن ثابت، عن زبيد، عن ذر به (دون الذكر).
الطريق الثانية: طريق زبيد بن الحارث اليامي عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى (مباشرة دون ذكرِ ذرٍّ) عن أبيه عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم:
فرواه عن زبيد ثلاثة:
أولهم: سفيان الثوري، فيما رواه النسائي (الصغرى 1699، الكبرى 1436، 10502) قال: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ به. ورواه ابن ماجه (1182) بذكر القنوت قبل الركوع دونما شيء آخر.
وتابع عليّاً بن ميمون عن مخلد بن يزيد ثلاثة:
2،1 - محمد بن موسى، وإسحاق بن زريق، فيما رواه الطحاوي (شرح مشكل الآثار: 922 [تحفة الأخيار بترتيب شرح المشكل]) قال: وجدنا علي بن سعيد بن بشير الرازي قد حدثنا، قال: حدثنا محمد بن موسى الحراني الأصم وإسحاق بن زريق برأس العين، قال: أخبرنا مخلد بن يزيد الحراني به.
3 - محمد بن علي بن الحسين الجرجاني، وعنه الطوسي في زوائده على الترمذي (444).
ثانيهم: فطر بن خليفة، فيما رواه الدارقطني (2/ 31) قال: حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث (أبو بكر بن أبي داود)، ثنا علي بن خشرم، ثنا عيسى بن يونس، عن فطر، عن زبيد به، وقال فيه: إنه يزيد في الأخيرة: (رب الملائكة والروح)، ومن طريق الدارقطني أخرجه البيهقي (3/ 40).
ثالثهم: مِسعَر بن كدام، فيما عَلَّقه أبو داود (1427) قال: (وروى حفص بن غياث عن مسعر عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبيّ بن كعب). ووصله البيهقي (3/ 40) قال: أخبرنا بحديثِ حفصِ بنِ غِيَاثٍ أبو الحسن علي بن محمد بن علي الإِسْفَرَايِنِيُّ ابنُ السقا بنيسابورَ، أنبأ أبو سهل بن زيادة القطان، ثنا محمد بن يونسَ، ثنا عمر بن حفص بن غِيَاثٍ، ثنا أبي، عن مِسْعَرٍ، حدثني زُبَيْدٍ به.
وتابع محمداً بن يونس عن عمر بن حفص: أبو حاتم الرازي، فيما أخرجه الطحاوي
(شرح المشكل: 919) قال: حدثنا محمد بن الحسن بن علي البخاري الأحول وغيره، قالوا: حدثنا محمد بن إدريس الحنظلي الرازي أبو حاتم، حدثنا عمر بن حفص بن غياث به.
¥(43/65)
الطريق الثالثة: طريق عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عنه أبيه عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم:
رواه النسائي (الصغرى 1701، الكبرى 446، 10508) بهذه الطريق قال: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ (بن دعامة السدوسي)، عَنْ عَزْرَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيّ به. وعن النسائي أخرجه ابن السني (عمل اليوم والليلة، رقم 706).
وقد تابعَ عبدَ العزيز بن خالد عن سعيد بن أبي عروبة: عيسى بن يونس، فيما رواه الدارقطني (2/ 31) قال: حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ثنا المسيب بن واضح، ثنا عيسى بن يونس، عن سعيد بن أبي عروبة به. مع أنه قال: (ربما قال المسيب: عن عزرة وربما لم يقل). ومن طريق الدارقطني أخرجه البيهقي (3/ 39). ونحن هنا اعتبرنا أن المسيب قال: (عن عزرة) وإلا أُلحقت هذه المتابعة بالطريق الرابعة.
وقد تابع المسيب عن عيسى بن يونس: القرقساني، فيما رواه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة (ص112) قال: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، حدثنيه القرقساني، ثنا عيسى بن يونس، ثنا سعيد بن أبي عروبة به (دون الذكر).
الطريق الرابعة: طريق قتادة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى (مباشرة دون ذكرِ عزرة) عن أبيه عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم:
رواه النسائي (1700) بهذه الطريق قال: أَخْبَرَنَا إسْحَاقُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَنبَأَنَا عِيسَى ابْنُ يُونُسَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عن سَعِيدِ بنِ عَبْدِ الرَّحمنِ بنِ أبَزَى، عن أبِيهِ، عن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ فذكره (دون الذكر).
وقد ذكره أبو داود في السنن معلَّقاً (1427) قال: رَوَى عِيسَى بنُ يُونُسَ، عن سَعِيدِ بنِ أبي عَرُوبَةَ، عن قَتَادَةَ، به. ولكنَّ المزي (تحفة الأشراف: 1/ 28، 29) ذكر ذلك عن أبي داود موصولاً، قال: و (رواه أبو داود) عن محمد يحيى بن فارس، عن إسحاق بن إبراهيم به. قال المزي بعد ذلك: (حديث محمد بن يحيى بن فارس في رواية أبي الطيب أحمد بن إبراهيم الأشناني عن أبي داود).
وتابع إسحاق بن إبراهيم عن عيسى بن يونس: سليمان بن عمر بن خالد الرقي (ابن الأقطع)، فيما رواه الطحاوي (شرح المشكل: 923) قال: وجدنا عليَّ بن سعيد (بن بشير الرازي) قد حدثنا، قال: حدثنا سليمان بن عمر بن خالد الرقي المعروف بابن الأقطع، حدثنا عيسى بن يونس به (دون الذكر).
ثانياً: الطرق التي جاء بها عن عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم:
الطريق الأولى: طريق ذر بن عبد الله المرهبي الهمداني عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم:
فرواه عنه خمسة:
أولهم وثانيهم: سلمة بن كهيل وزبيد اليامي:
* فرواه عن سلمة وزبيد معاً: شعبة بن الحجاج، ورواه عن شعبة هؤلاء:
1 - أبو داود الطيالسي في مسنده (546)، ومن طريقه أخرجه أحمد (3/ 406)، والبيهقي (3/ 41)، وأبو نعيم (الحلية، رقم 10236)، وابن عدي (الكامل في ضعفاء الرجال: 1663) (وما عند أبي نعيم وابن عدي عن سلمةَ فقط، دون الذكر).
2 - علي بن الجعد في مسنده (487)، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم (الحلية، رقم 10234) (دون الذكر)، والبغوي (شرح السنة: 4/ 98، رقم 972).
3 - محمد بن جعفر (غندر)، وعنه أحمد بن حنبل أيضاً (3/ 406).
4 - عفان بن مسلم، وعنه أحمد بن حنبل (3/ 406).
5 - بهز بن أسد، فيما رواه النسائي (الصغرى 1732، الكبرى 10505) قال: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَهْز بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ به.
6 - خالد بن الحارث، فيما رواه النسائي (الصغرى 1733، الكبرى 10506) قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ به.
¥(43/66)
ورواه عن شعبةَ: سليمانُ بنُ حرب، لكن دون ذكر سلمة، فيما رواه أبو نعيم (الحلية، رقم 10235) قال: حدثنا فاروق الخطابي، حدثنا أبو مسلم الكجي، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا شعبة به (دون الذكر).
* ورواه عن زبيد وحده خمسة:
1 - سفيان الثوري، فيما رواه عبد الرزاق في مصنفه (4696) عنه به (ولفظه: «سبحان الله الملك القدوس»)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد بن حنبل (3/ 406) باللفظ الأول.
وتابع عبد الرزاق عن سفيان ثلاثة:
أ- وكيع بن الجراح، فيما رواه أحمد بن حنبل (3/ 407) وابن أبي شيبة (6872) عن وكيع، عن سفيان به.
ب- أبو نعيم الفضل بن دكين، فيما رواه النسائي (1752) قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسْمَاعِيلَ ابْنِ إبْرَاهِيمَ (وهو محمد بن إسماعيل بن عُلَيَّة)، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ به.
وتابع محمداً بن إسماعيل بن علية عن أبي نعيم: الحسين بن نصر بن مُعارك، فيما رواه الطحاوي (شرح معاني الآثار: باب الوتر آخر ركعة من الليل: 1/ 292) قال: حدّثنا حسين ابن نصر، قال: ثنا أَبو نعيم، قال: ثنا سفيان به.
ج- الحسين بن حفص، فيما رواه البيهقي في الدعوات الكبير (384) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (الحاكم) وأبو سعيد بن أبي عمرو (محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي) قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أسيد بن عاصم، حدثنا الحسين بن حفص، عن سفيان به.
2 - جرير بن حازم، فيما رواه النسائي (الصغرى 1753، الكبرى 1452، 10499) قال: أَخْبَرَنَا حَرْمِيُّ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ (واسم حرمي: إبراهيم)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ (بن حازم)، قَالَ: سمِعْتُ زُبَيْداً يُحَدِّثُ عَنْ ذَر به.
3 - محمد بن طلحة بن مصرف، فيما رواه الطحاوي (شرح المعاني: 1/ 292) قال: حدثنا ابن أَبي داود (إبراهيم بن سليمان بن داود البرلسي)، قال: ثنا أحمد بن (عبد الله بن) يونس، قال: ثنا محمّد بن طلحة به.
وتابع أحمدَ بن يونس عن محمد بن طلحة: أبو المطرف بن أبي الوزير (محمد بن عمر بن مطرف)، فيما رواه الطحاوي أيضاً (شرح المعاني: 1/ 292) قال: حدّثنا أبو بكرة (بَكّار بن قُتَيْبَةَ القاضي)، قال: ثنا أبو المطرف بن أَبي الوزير، قال: ثنا محمّد بن طلحة به.
4 - محمد بن جحادة، فيما رواه البيهقي في الدعوات الكبير (385) قال: أخبرنا أبو طاهر الزيادي (محمد بن محمد بن محمش) من أصله، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، حدثنا علي بن الحسن الداربجردي، حدثنا أبو جابر (محمد بن عبد الملك الأزدي)، حدثنا الحسن بن أبي جعفر، عن محمد بن جحادة، به (بزيادةِ ذكرٍ لم تُزَد في رواية أخرى).
تنبيه: جاء في هذه الرواية في المطبوع: (عن ذر عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه)، ولكن الظاهر أن الصحيح: عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه، لأنه لا يوجد في حديثٍ: ذر عن عبد الرحمن عن أبيه. وأبزى هذا لا تصح له صحبة ولا رواية، ولم يُروَ له إلا حديث واحد إسناده صالح، ذكر ذلك ابن حجر (الإصابة: 1/ 175)، ثم ذكر الحديث، وهو حديث غيرُ حديثنا هذا.
ومما يؤيد ذلك أن الطحاوي - رحمه الله - قد نبه كهذا التنبيه في شرح المعاني والآثار، فلما ذكر روايةٍ لحديثٍ عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال: (قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: هَكَذَا قَالَ محَمَّدُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي إسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ: «عَنْ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ أَبْزَى , عَنْ أَبِيهِ» , وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ ذَرٍّ , عَنْ ابْنِ عَبْدِ الرَّحمنِ عَنْ أَبِيهِ)، ثم ذكر رواية أخرى تذكر السند كما صحَّحَهُ هو (لَعَلَّهُ يستشهد بها على ما ذهب إليه).
5 - أبو حنيفة، فيما رواه أبو نعيم في مسند أبي حنفية (ص108) قال: حدثنا أبو محمد ابن حيان، ثنا سلم بن عصام، عن عمه، ثنا الحكم، عن زفر، عن أبي حنيفة، عن زبيد به (دون الذكر).
وتابع زفراً عن أبي حنيفة: أسد بن عمرو، فيما رواه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة أيضاً (ص108) قال: ثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا بهلول بن إسحاق، عن أبيه، قال: ثنا أسد ابن عمرو، عن أبي حنيفة به (دون الذكر).
¥(43/67)