فالصواب ما قاله البيهقي، لكن ذلك بالنظر إلى رواية ابن عون هذه وقد أخرجها ابن جرير أيضا (18/ 3). وأما رواية ابن علية فالأرجح فيها الموصول. وإن اختلف عليه، فقد أخرجه ابن جرير: حدثني يعقوب بن إبراهيم قال: ثنا ابن علية قال: أخبرنا أيوب به مرسلا وكذلك اخرجه البيهقي من طريق سعيد بن منصور ثنا إسماعيل ابن إبراهيم به وقال البيهقي: (هذا هو المحفوظ: مرسل، وقد روي عن إسماعيل بن إبراهيم - هو ابن علية - موصولا).
ثم روى من طريق ابي عبد الله الحافظ وهو الحاكم وقد أخرجه هو في (المستدرك) (2/ 393) من طريق أبي شعيب الحراني أخبرني أبي أنبأ إسماعيل بن علية عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه، (أ ن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء، فنزلت (الذين هم في صلاتهم خاشعون) فطأطأ رأسه، وقال: (ورواه حماد بن زيد عن أيوب مرسلا وهذا هو المحفوظ). ووافقه الذهبي، فإنه لما قال الحاكم عقب الحديث: / وقد تبين لي أخيرا أن هذا القول هو الصواب، ذلك لأن أبا شعيب الحراني - وأسمه عبد الله بن الحسن ابن أحمد - وإن وثقه الدارقطني وغيره، فقد قال فيه ابن حبان: (يخطئ ويهم) كما في (لسان الميزان). قلت: فمثله لا يحتمل تفرده ومخالفته للجماعة الذين رووا عن أيوب مرسلا.
وفي الباب عن أبي قلابة الجرمي قال: حدثني عشرة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن صلاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في قيامه وركوعه وسجوده بنحو من صلاة امير المومنين يعني عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، قال سليمان: فرمقت عمر في صلاته فكان بصره إلى موضع سجوده، وذكر باقي الحديث. أخرجه البيهقي وابن عساكر في تاريخه (7/ 302 / 2) من طريق صدفة بن عبد الله عن سليمان بن عبد الله الخولاني قال: سمعت أبا قلابة. . . وقال البيهقي: (وليس بالقوي). قلت: وعلته صدقة هذا وهو أبو معاوية السمين، قال الحافظ في (التقريب): (ضعيف).
وفي معناه حديث عائشة قالت: (دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الكعبة، وما خلف بصره موضع سجوده حتى خرج منها.
أخرجه الحاكم (1/ 479) وعنه البيهقي (5/ 158) وقال الحاكم: (صحيح على شرط الشيخين). ووافقه الذهبي وهو كما قالا) انتهى.
وما ذكره الشيخ الألباني رحمه الله في حديث عائشة رضي الله عنه فيه نظر من ناحية المتن والسند
أما المتن
فقال الحاكم حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عيسى بن زيد بن عبد الجبار ثنا مالك التنوخي بتنيس ثنا عمرو بن أبي سلمة التنيسي ثنا زهير بن محمد المكي عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله أن عائشة كانت تقول عجبا للمرء المسلم إذ دخل الكعبة حتى يرفع بصره قبل السقف يدع ذلك إجلالا لله وإعظاما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة ما خلف بصره موضع سجوده حتى خرج منها هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
فليس في هذا تخصيص بالصلاة
وأما السند
فيقول الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله في تعليقه على المستدرك (1/ 656) تعليقا على قول الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
(لا، عمرو بن أبي سلمة روى عن زهير بن محمد بواطيل، قاله الإمام أحمد).
ـ[السمرقندية]ــــــــ[16 - 09 - 04, 03:44 م]ـ
وأما ورود حديث معين في خصوص الصلاة أمام الكعبة فلم أر من ذكر شيئا من ذلك من أهل العلم، والله أعلم.
بارك فيكم الباري وجعل علمكم نهر حسنات جاري
وبالنسبة للنظر إلى الكعبة في الصلاة فإن الحنابلة يجعلون النظر إليها في الصلاة فرضاً لمن عاينها وقال صاحب المنار لانعلم فيه خلافاً
لكني لم اقف على دليلهم ولا ادري كيف قال لا نعلم فيه خلافا
أرجو إفادتنا بهذا الجزء إن تيسر مشكورين
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 09 - 04, 07:54 ص]ـ
بارك الله فيكم
المقصود بكلام الفقهاء في إصابة عين الكعبة لمن كان يراها التوجه إليها واسقبال عينها وليس المقصود النظر إليها
وأما من كان لايرى عين الكعبة فإنه يتجه لجهة الكعبة كما قال تعالى (فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره)
وهذه عبارة ابن ضويان في منار السبيل (وإن أمكنه معاينة الكعبة ففرضه الصلاة إلى عينها لا نعلم فيه خلافا قاله في الشرح والبعيد إصابة الجهة) انتهى.
فقال هنا ففرضة الصلاة إلى عينها وليس النظر إليها أثناء الصلاة.
ـ[السمرقندية]ــــــــ[18 - 09 - 04, 12:58 ص]ـ
جزاكم الله كل خير وجعله لكم خير ذخر
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[29 - 07 - 07, 02:56 ص]ـ
بوركت.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[29 - 07 - 07, 03:05 ص]ـ
قول الله تعالى: (فولّ وجهك شطر المسجد الحرام)، قال القرطبي رحمه الله (2/ 154): في هذه الآية حجة واضحة لما ذهب إليه مالك ومن وافقه في أن المصلي حكمه أن ينظر أمامه لا إلى موضع سجوده.(41/449)
هل أخذ ابو هريرة حديث التربة عن كعب؟!
ـ[الحارثي]ــــــــ[13 - 09 - 04, 10:11 م]ـ
هذه الشبهة كثيراً ما يرددها من ابتلوا بداء السعار على السنة فما إن تتحدث معهم عن أهمية الصحيحين حتى يبادروك إلى الطعن في صحيح مسلم أولاً ثم يبادرونك بذكر حديث التربة ثم بذكر هذه الشبهة وهي ان ابا هريرة أخذ الحديث عن كعب وليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم!
وعندما تسأل هؤلاء عن مصدر شبهتهم بادروك بالإحالة على التاريخ الكبير للبخاري (1/ 413 - 414) هكذا كلهم يفعلون وكأنهم قد تواصوا به!
ونظرة سريعة من أي طالب علم مبتدئ -على ألا يكون مريضاً بداء هؤلاء- تكفي لرد هذه الرواية وشطبها فكلهم اكتفوا بالإحالة على البخاري وجعلوا العهدة عليه ولم يكلف واحد منهم نفسه بأن يبحث في اصل هذه الشبهة كما أن واحداً منهم لم يكلف نفسه بأن يبين لنا ذلك السر العجيب الذي يجعل هذه الرواية هي الراجحة على رواية مسلم التي رواها في صحيحه على شرطه!
وسوف أذكر فيما يلي هذه الرواية وأبين عللها وآفاتها باختصار شديد إن شاء الله تعالى:
فقد قال البخاري في كتابه "التاريخ" -بعد ان ساق طرفاً من حديث التربة- ما نصه: "وقال بعضهم: هو عن أبي هريرة عن كعب، وهو أصح" أهـ بنصه لم أزد حرفاً ولم انقص حرفاً، والله على ما أقول شهيد!
وكما يرى كل مسلم فإن هذه الرواية لا قيمة لها في سوق العلم. وفيما يلي ذكر بعض عللها باختصار:
1 - أما العلة الأولى فهي التعليق فهذه الرواية معلقة! فقد قال البخاري: "وقال بعضهم" ولم يقل حدثني أو أخبرني. ومن العجيب أننا مللنا كثرة كلامهم حول حديث المعازف الذي رواه البخاري في صحيحه والذي ردوه لأنه معلق بزعمهم لأن البخاري قال فيه: "وقال هشام بن عمار"! فكيف أصبح الخبر المعلق هنا في أعلى درجات الصحة حتى إنه يرد حديثاً رواه مسلم في صحيحه على شرطه!
2 - أما العلة الثانية فهي أن هذه الرواية جاءت عن مجاهيل لا يدرى ما هم! فقد قال البخاري: "وقال بعضهم"ولم يسم احداً! فمن بعضهم هؤلاء وأي شيء هم وما درجتهم في العدالة والضبط ... ؟! أسئلة تغافل عنها المشككون ليؤكدوا عدم عصمة مسلم وأنه يصيب ويخطئ كغيره والدليل على خطئه أن (بعضهم)! أكدوا أن أباهريرة أخذ الحديث عن كعب!!! فلا حول ولا قوة إلا بالله!
3 - أما العلة الثالثة فهي أن هؤلاء الـ (بعضهم)! لم يذكروا لنا مصدر زعمهم هذا وعمن أخذوه أو أين قرؤوه ... فكل ذلك مجهول مثلهم!
وأتساءل أخيراً هل يحل لمسلم ان يرد حديثاً صحيحاً رواه مسلم في صحيحه على شرطه بإسناده المتصل عن الثقات الأمناء الضابطين برواية ميتة منقطعة عن المجاهيل المجاهيل المجاهيل؟! فليكف من يروجون هذه الشبهة عن ذكرها إن كانوا يعقلون.
أسأل الله ان يهدي كل ضال وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. والحمد لله رب العالمين.
خالد بن عبد الرحمن
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 09 - 04, 10:38 م]ـ
أخي الحبيب جزاك الله خيرا على ذبك عن السنة.
موضع الشبهه عندهم هو قول البخاري (وهو أصح) فهو ترجيح من البخارى بغض النظر عن قائله.
والبخاري امام في الحديث.
فهذا هو الموضع الذي ينبغى ان ترد عليه وهو قول البخاري (وهو أصح) بعد ان ساق كلام شيخه ابن المديني فهو يقول هو أصح من كلام ابن المديني في اعلال الحديث.
وأما رد هذه الشبهه فهو انه من الواضح من السياق ان الكلام انما هو على وهم أيوب في رواية الحديث مرفوعا فالكلام على رواية ايوب فقد يكون وهم في الرفع.
وللاهمية فليراجع كتاب (الانوار الكاشفة) للمعلمي رحمه الله.
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[13 - 09 - 04, 11:01 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي في الله على دفاعك عن صحيح مسلم.
ولكن هذا الحديث مما انتقد على صحيح مسلم، ومما انتقده كثير من أهل العلم من غير أهل البدع.
فقد انتقده شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ورأياه معارضا للقرآن الكريم. وهما من هما في الدفاع عن السنة ومقاومة البدعة.
وهذا من الأحاديث التي اجتهد فيها الإمام مسلم وهو مأجور على كل حال، وقد يكون الحق معه، ولكن المسألة اجتهادية وليست قطعية، ولا يوصم من قال بعكس اجتهاد الإمام مسلم أنه مبتدع.
ولكن بشرط أن يكون الذي يخالف الإمام مسلم مجتهدا مثله ,
وليس مثل من لا يحسن أن يخرج حديثا في صحيح البخاري ثم هو يضعف حديثا في صحيح البخاري!.
والله المستعان.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 09 - 04, 11:27 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=68858#post68858
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 09 - 04, 11:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الأمر كما ذكر الشيخ هادي وفقه الله وكما ذكر شيخنا (أبو عمر
0000
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[14 - 09 - 04, 02:49 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14644&highlight=%CE%E1%DE+%C7%E1%E1%E5+%C7%E1%CA%D1%C8%C 9+%ED%E6%E3
¥(41/450)
ـ[الحارثي]ــــــــ[14 - 09 - 04, 05:29 م]ـ
الإخوة الكرام كنت أعلم أن شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ممن طعنوا في متن الحديث ومثله تلميذه النجيب شيخ الإسلام الثاني ابن القيم رحمه الله، ولم يكن مقصودي من الكلام هو شيخ الإسلام ولا على ابن القيم ولا الأئمة العظام الذين ربما طعنوا في الحديث كابن المديني رحمه الله أو كالطبري أو غيرهما من العظام -وإن كان الرد يشمل ما قالوه- بل كان ردي موجهاً أساساً للمتطاولين من الأصاغر الذين تلقفوا كلام البخاري ودندنوا حول كلام شيخ الإسلام ليثبتوا أن الحديث من كلام كعب وليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم! مع أن بعضهم -وأنا أعرف ذلك عنه- من المبغضين لشيخ الإسلام الحاقدين على منهجه الحق الذي أظهره الله تعالى على يديه والذي هو عين منهج السلف الصالح. فإن كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله معذوراً مغفوراً له -إن شاء الله تعالى- لخطأ وقع فيه وهو مما يتعرض له كل إنسان، وكذلك غيره من الأكابر فما هو عذر الأصاغر الذين يدندنون حول قوله دون أن يعرفوا دليله؟!
أما قول أحد إخواننا إن الرد يجب أن يكون حول قول البخاري: "وهو أصح" فإن الرد نفسه يقال للبخاري مع الفارق وهو اننا نرد على البخاري رحمه الله بكل احترام وتقدير وتبجيل، ونشهد الله على حبنا له. فلو افترضنا أن البخاري رحمه الله هو قائل هذه الجملة فإننا نطالبه بالبرهان على صحة ما ذكره أولا من أن الرواية عن كعب وأنها صحيحة ثم إنه مطالب بأن يثبت بأن هذه الرواية المزعومة أصح وهيهات!
ومع ذلك فإنني في شك من كون هذه الكلمة "وهو أصح" للبخاري! مع تتابع الناس على القول بذلك، وأرى والله أعلم أنها من قول أولئك الـ (بعضهم)! الذين أشار إليهم البخاري، والذي يجعلني أشك في كونها للبخاري أن البخاري لم يذكر لها إسناداً ولو كان يقول بها لذكر لها إسناداً أو بين مخرجاً لهذا القول أو صرح باسم من ادعى ذلك. فإذ لم يفعل فإن لي الحق في أن أتساءل فلماذا ساقها وليس من عادة البخاري رحمه الله أن ينقل قولاً يقول به ثم يتركه هكذا دون إسناد أو دون برهان. ولذلك فإنني في شك من كون هذه الكلمة للبخاري وأسأل الله تعالى العفو والعافية. ولو كانت للبخاري فهي مردودة كما ذكرت لعد وجود دليل على صحة الرواية أصلاً فضلاً عن أن تكون أصح من رواية مسلم.
والحق أنني لم افهم ما قاله الأخ الكريم حول طعن ابن المديني في الحديث إذ ليس هذا القول من ابن المديني ولا أعلم أحداً نقله عنه ولو كان كذلك فلا بد من البرهان.
والذي أعلمه أن ابن المديني إنما شكك في سماع إسماعيل بن امية من أيوب بن خالد، ونص قول ابن المديني -كما في "الصفات" للبيهقي ص487: "وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي يحيى" اهـ. وواضح أن هذا رأي رآه ابن المديني رحمه الله، حيث قال: "وما أرى" ولم يجزم وهو مما تفرد به ولم يقل به احد غيره ولم يعول عليه أحد من الأئمة اللاحقين حتى من طعنوا في الحديث!
مع العلم بأن إسماعيل بن أمية ثقة ثبت كما في "التقريب" وهو من رجال الصحيحين والسنن، وليس بمدلس، وقد ذكر البيهقي له متابعات مع ضعفها. ولذلك فالحق الذي لا غبار عليه أن الحديث متصل ولا شك.
وليس الحديث من اخطاء مسلم أو أوهامه كما ادعى البعض. بل هو صحيح كل الصحة ومن كان يطعن فيه فعليه أن يأتي بالبرهان على ما يقول من الحقائق التي هي حقائق بذاتها لا بقول احد من الناس مهما كان عظيماً في نظرنا فالحق أعظم! وهذا الذي كتبنا كلمتنا من اجله أما أن نظل على حالنا هذه إذا أردنا أن نثبت مسألة أو ننفيها أن نقول: قال الإمام فلان والمسألة تبقى اجتهادية! فلا أدري عندئذ متى سنخلص من الخلاف أولاً بأول! ولا أدري كيف ننشد الحق إن كان هذا ديدننا؟!
ـ[الحارثي]ــــــــ[14 - 09 - 04, 06:12 م]ـ
تعليق آخر على قول من قال إن كثيراً من أهل العلم قد انتقدوا هذا الحديث!
فإنني أقول إن أقل الكثرة -كما يزعمون- هي العشرة! فأرجو أن تذكر لي عشرة من العلماء طعنوا في الحديث كل منهم بشبهة لها دليل أو استقلالاً!
والحق أنني جمعت اسماء العلماء الذين صرحوا بالطعن في الحديث استقلالاً أي اتوا بشبهة لم يسبقوا إليها ومن طعنوا في بعض رجاله فلم أجدهم يتجاوزون الأربعة! وهم:
¥(41/451)
1 - الإمام ابن المديني رحمه الله تعالى الذي شكك برأي رآه في اتصال الحديث وقد بينا ان رأيه يظل رأياً ينقصه البرهان.
2 - الإمام البخاري على فرض صحة أن كلمة "وهو أصح" له فقد طعن فيه بأنه من قول كعب وقد بينا تهافت هذا االادعاء.
3 - الحافظ الأزدي الذي لين أيوب بن خالد وتابعه ابن حجر متعجلاً! وليس له على طعنه في أيوب دليل او برهان! مع العلم بأن أيوب من رجال الصحيح وقد روى له مسلم في الأصول!
4 - الحافظ الطبري فقد طعن في الحديث بدعوى الإجماع على أن الخلق وقع يوم الأحد ولم يأت بالبرهان على ما ادعاه بل لقد ناقض نفسه -رحمه الله وغفر له- في الصفحة ذاتها التي نقل فيها الإجماع بما نقله عن بعض أهل العلم من القول بأن ابتداء الخلق وقع يوم السبت!
كما طعن الطبري في الحديث بدعوى مخالفته للقرآن ولم يأت بالبرهان! بل أتى بما لا يدل على ما يقول! وسوف نرد على هذه الشبهة لا حقاً إن شاء الله.
هؤلاء الأربعة الذين طعنوا استقلالاً في الحديث مع أننا لا نجزم بأن البخاري طعن في الحديث كما تقدم.
ثم إن كل من أتوا بعد هؤلاء فكلهم إنما كان ناقلاً عنهم ثقة بهم. فأين هم الكثير من أهل العلم الذين انتقدوا الحديث؟! ولو قال عشرة من أهل العلم بقول واحد منهم ثقة به بل لو قال أهل الأرض بقول واحد من أهل العلم فإن ذلك لا يقويه حتى يأتوا بالبرهان على صحة اصل الدعوى!
مع العلم بأن من سكتوا عن الحديث من علماء الجرح والتعديل الذين لا يقلون عن هؤلاء حفظاً وعلماً وتحرياً أضعاف أضعافهم، وما أحسن ما قاله العلامة الألباني: "ويكفي في صحة الحديث أن ابن معين قد رواه ولم يعله بشيء"!
وقد رواه مسلم وكفى به ولم نر أحداً من أئمة العلل أو الجرح والتعديل من المتقدمين يطعن فيه إلا من قدمنا ذكرهم وقد ذكره الذهبي في مختصر العلو ولم يعله وشرحه النووي ولم يتكلم في بشيء بل ضمنه كتابه رياض الصالحين الذي اشترط فيه الصحة كما بين في مقدمته وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله تصحيح الحافظين ابن الجوزي وابن الأنباري له. فالذين أقروا بصحة الحديث أضعاف من طعنوا فيه والذين صرحوا بتصحيحه كذلك.
بل إن أكثر الذين طعنوا في الحديث إنما طعنوا في متنه وأكثرهم من صرح بصحة السند بل أكثرهم صرح بأنه على شرط مسلم!
ومع ذلك فإننا لم نهوش بكثرة المصححين او بوجود المصححين عندما تحدثنا عن شبهة القائلين بأن أبا هريرة أخذ الحديث عن كعب بل قمنا بمناقشة الشبهة ذاتها ودراستها وبيان تهافتها! وأرجو أن يكون ديدن طلاب العلم هو أخذ الأقوال من خلال البرهان المثبت لها وليس من خلال اسم قائلها! والحمد لله رب العالمين.
خالد بن عبد الرحمن
ـ[الحارثي]ــــــــ[14 - 09 - 04, 07:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الشبهة التي أعرض لها هي أخطر الشبهات التي وجهت إلى حديث التربة، فقد زعموا أن الحديث يخالف القرآن العظيم! فما هو برهانهم على هذا القول الخطير؟!
انقسم القائلون بهذا الزعم إلى فريقين:
1 - أما الفريق الأول فقد قالوا إن الله تعالى خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، أما الحديث فإنه -كما يزعمون- يقول: إن الخلق استغرق سبعة أيام!
2 - أما الفريق الآخر فقد قال إن الله تعالى خلق الأرض في أربعة أيام أما هذا الحديث فهو يذكر خلق الأرض واستغراقه سبعة أيام!
ونرد على هاتين الشبهتين كما يلي:
فواضح أن هؤلاء المشككين قد توهموا أن الحديث يتحدث عن (مراحل الخلق)! ثم لما رأوا الحديث يذكر سبعة أيام ظنوا -بناءً على ما توهموه- أن الحديث يبين ان الخلق استغرق الأيام السبعة!
والحق أن الحديث لا يتحدث عن مراحل الخلق كما توهموا بل يتحدث عن مفردات من المخلوقات وأيام خلقها فالحديث لم يقل إن الله تعالى خلق التربة في اليوم الأول والجبال في اليوم الثاني والشجر في اليوم الثالث ... الخ بل قال الحديث كما هو واضح "خلق الله التربة يوم السبت وخلق الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الإثنين ... "الخ فالحديث يذكر مفردات من المخلوقات "التربة الجبال الشجر .. الخ ويذكر بجانب كل مخلوق اليوم الذي خلق فيه فالأيام المذكورة إنما ذكرت تبعاً للمخلوقات المذكورة وليس لبيان انها مراحل.
ومع ذلك فلنفترض أن الحديث يتحدث عن مراحل كما يزعمون. فأين هو التعارض مع القرآن؟!
¥(41/452)
-ونبدأ بالرد على الفريق الأول الذي يزعم أن الحديث تضمن أن خلق السموات والأرض وما بينهما استغرق الأيام السبعة! فنقول لهم نحن وإياكم متفقون على أن هذا الخلق وقع في ستة أيام وبذلك فلا إشكال لدينا أو لديكم في وقوع الخلق في الأيام الستة الأولى من السبت إلى الخميس! فينحصر الإشكال في اليوم السابع وحسب زعمكم فإنه لا بد أن يكون قد تضمن خلقاً يدخل في خلق السموات والأرض! فهل ذكر الحديث شيئاً من ذلك؟!
إن الحديث لم يذكر خلقاً وقع يوم الجمعة سوى خلق آدم عليه السلام ومعلوم بالضروة أن آدم عليه السلام ليس من مراحل خلق السموات والأرض بل هو خلق خارج عنهما مستقل عنهما! وقد خلقه الله تعالى من تراب من هذه الأرض أي أنه خلق منها ومن البدهي ان يكون خلق بعدها وليس قبلها أو معها، وبذلك فلا يصح لعاقل ان يقول إن آدم هو أحد مراحل خلق السموات والأرض!!
وبهذا نرى أن الحديث لم يتضمن أن الخلق استغرق سبعة ايام! بل لم يتجاوز الأيام الستة. والحمد لله رب العالمين.
-أما الفريق الثاني الذي يزعم أنم الحديث يتضمن أن خلق الأرض وحدها كان في سبعة أيام فإن زعمهم يتضمن شبهتين:
أولهما: أن الحديث يتحدث عن مراحل خلق الأرض وحدها!
وثانيهما: أن الحديث يتضمن ان خلق اللأرض وحدها كان في سبعة أيام وليس في أربعة كما نص القرآن!
أما زعمهم أن الحديث يتحدث عن الأرض وحدها فإن صريح الحديث ينقضه! وإلا فهل النور يدخل في خلق الأرض مثلاً؟! وهل يعد مرحلة من مراحلها؟! وهل خلق الدواب هو مرحلة من مراحل خلق الأرض وهي خلق مستقل عنها بداهة؟! هذا بالإضافة إلى أن الحديث صرح بأن الله تعالى: "بث فيها الدواب يوم الخميس" فهي خلقت أولاً ثم بثت في الأرض. وهل يصح ان يعد آدم مرحلة من مراحل خلق الأرض وقد قدمنا البيان حوله؟! فكيف يقال إن الحديث لا يتحدث إلا عن الأرض وحدها وعن مراحل خلقها فقط؟!
أما الجواب على القسم الآخر من شبهتهم وهو زعمهم أن الحديث تضمن ان خلق الأرض وقع في سبعة أيام فإن ما سبق هو الجواب عليه فالحديث لم يتعد الأيام الأربعة في ذكر ما يتعلق بالأرض من مخلوقات وهي السبت والأحد والإثنين والثلاثاء أربعة ايام سواء! ولا إشكال عندنا او عندهم في تضمن هذه الأيام الأربعة مخلوقات تدخل ضمن خلق الأرض. وقد بينا أن الأيام الثلاثة التي تلي الأيام الأربعة وهي الأربعاء والخميس والجمعة لا تتضمن أي خلق يمكن ان يعد من مراحل خلق الأرض. وبهذا نرى أن الحديث لا يخالف القرآن البتة والحمد لله.
واحسب انني بهذا قد رددت على شبهات هؤلاء وإنني أطلب منهم ان يكفوا عن ذكر هذه الشبهات وأن يتذكروا بأنهم مسؤولون امام الله تعالى. والحمد لله رب العالمين.
خالد بن عبد الرحمن
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[14 - 09 - 04, 09:37 م]ـ
ومع ذلك فإننا لم نهوش بكثرة المصححين او بوجود المصححين عندما تحدثنا عن شبهة القائلين بأن أبا هريرة أخذ الحديث عن كعب بل قمنا بمناقشة الشبهة ذاتها ودراستها وبيان تهافتها!
أخي الحبيب لو تأذن لي أخي الكريم، فأنت لم تناقش الشبهة ولم تبين تهافتها.
و تضعيفك بأن قول البخاري (بعضهم) هو نقل عن مجاهيل ضعيف جدا لان من أحتج عليك أنما أحتج عليك بقول البخاري: (وهو أصح).
وهذه كلمة البخاري وهي واضحة صريحة في أنه يرجح ان قول هؤلاء أصح فهي أشارة من البخاري الى ان تعليل الحديث بوهم أيوب اصح لدلائل كثيرة.
وكلمة البخاري موجودة في كتابه ثابته نقلها عنه الاكابر وهي مثبتة في كتابة فلا وجه لتلميح بالشك في ثبوتها.
ولا ادري هل تدافع انت عن ابي هريرة رضى الله عنه فكلمة البخاري لا مطعن لها فيه من اي وجه بل فيها نسبة الوهم الى الرواي عنه، ولذا فقد عدها بعض اهل العلم حجة لمن دافع عن ابي هريرة.
أم تدافع عن الحديث فهذا له بحث آخر، فالحديث ليس من الاحاديث المتفق على صحتها، وهو محل بحث نقدي، وقد تكلم عليه أكابر الحفاظ من المتقدمين والمتأخرين.
وهناك الفاظ في مسلم واحاديث غير هذا انتقدت عليه.
لكن أخي الحبيب المقصد ان لا تحتج على المخالف بأن هذا نقل عن مجاهيل حتى لاتضعف حجتك أمام المبتدع. وقصدى والله النصح لك.
¥(41/453)
أيضا لو تخففون من عبارتكم عن الائمة أمثال ابن المديني فهو امام أهل الحديث فلا يضعف حديثا بلا برهان وقد يقصر فهمنا احيانا عن فهم مقصودهم فليتهم المرء فهمه، وابن حجر ليس بالمتعجل رحمه الله.
فلا بد ان نخفف العبارة عند الكلام عن هؤلاء الاعلام ولا نستعجل في نقدهم لان مقامنا يقصر عن مقامهم بمراحل.
ـ[الحارثي]ــــــــ[14 - 09 - 04, 10:29 م]ـ
جزاك الله خيراً ولتعلم انني لا اقارن نفسي بالأئمة الأعلام وعندما قلت إن الحافظ قد تعجل فهذا حق ولا يطعن ذلك في إمامته وحفظه ولا يعني انني اعلم منه أو أحفظ ولكنه يعني انه تعجل في هذه المسألة التي اتحدث عنها وربما -وهنا أفترض- أكون مخطئاً ولكن ليس لأن الحافظ قال ما يخالف قولي ولا اقبل من طالب علم أن يقول لي ذلك بل لأنه لا برهان على ما قاله الحافظ فرائدنا هو البرهان لا سواه فهو الضابط وهو الفصل بين الصواب والخطأ وبين الحق والباطل! ولا بد أن يأتي من يقول بقول الحافظ بالبرهان على صحة قوله. ولك أن تطلع على "التهذيب" (1/ 351) وتقرأ ما قاله الحافظ الأزدي في أيوب ابن خالد وهو ما اعتمد عليه الحافظ ابن حجر لترى إن كنت على صواب ام لا. وسوف أقرب لك الطريق وأنقل قول الأزدي الذي نقله الحافظ بنصه فقد قال: "أيوب بن خالد ليس حديثه بذاك، تكلم فيه أهل العلم بالحديث وكان يحيى بن سعيد ونظراؤه لا يكتبون حديثه" اهـ بنصه!
ويحق لي أن أسأل من هم أهل العلم بالحديث الذين تكلموا في أيوب؟!
ثم هل يستدل بعدم كتابة يحيى بن سعيد ونظرائه -حسب قول الأزدي-لحديثه على تضعيفه؟! إن هذا في نظري ليس طعناً صريحاً منهم في أيوب ولا يكون الطعن إلا بأن يتكلموا ويصرحوا بأن يقولوا: "لا يكتب حديثه" أو يقولوا: "يكتب حديثه" أو غير ذلك من العبارات التي تفهم الطعن أو الغمز.
ويحق لي أن أعجب من استدلال الأزدي بأن يحيى بن سعيد لم يكتب حديث أيوب على الطعن فيه! فماذا عن كتابة يحيى بن معين لحديثه؟! ولماذا قدمت عدم كتابة يحيى بن سعيد على كتابة يحيى بن معين؟!
ثم إن الأهم من ذلك كله أن الحافظ ابن حجر غفر الله له هو ممن يقولون بتضعيف الحافظ الأزدي! بل لقد صرح في كتبه بأن الأزدي لا يؤخذ بقوله في تضعيف الثقات من أجل ما فيه! ومما قاله في "هدي الساري": (386): "ولا عبرة بقول الأزدي لأنه ضعيف فكيف يعتمد في تضعيف الثقات؟! "اهـ.
وأنا اتساءل كيف يتابع ابن حجر الأزدي على تليينه ايوب بن خالد وحاله ما رأيت! وقد رأيت الحافظ يذكر أيوب بن خالد هذا في "تعجيل المنفعة" برقم (78) ولم يشر إلى هذا التليين من قريب او من بعيد! وهذا مما يرجح لي تعجله رحمه الله!
أما فيما يتعلق بكلمة أمير المؤمنين في الحديث: "وهو أصح" إن صحت عنه ويعلم الله أنني في شك منها حقاً وليس لمجرد الرد. فأقول لو كان البخاري رحمه الله هو قائل هذه الكلمة وليس أولئك الـ (بعضهم) الذين لا يدرى ما هم فإنني أطالب بالبرهان عليها بل ببرهانين! أولهما أن أبا هريرة قد روى الحديث حقاً عن كعب وليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم! ولا يكفي ان يقول البخاري رحمه الله: قال بعضهم .. فإن كان البعض يقبل ذلك فهذا شأنه ولكن اذكره بأن العلم يقوم على البرهان وليس على اسم احد من العلماء!
أما البرهان الثاني وهو مبني على البرهان الأول فهو أن يثبت لي من يقول بذلك بان هذه الرواية التي تزعم ان الحديث رواه ابو هريرة عن كعب أصح من الرواية التي رواها مسلم بسنده على شرطه في صحيحه والتي تؤكد أن أبا هريرة أخذ الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم! وباختصار أقول: على اي اساس قال البخاري رحمه الله بصحة هذا الزعم، ثم على اي أساس قال إنه أصح؟!
فها نحن لم نبن ردنا لقول البخاري رحمه الله على جهالة القائلين بهذه الشبهة فحسب بل بنيناه كذلك على جهالة الدليل إن كان ثمة دليل! مع أن أصل ردنا لكلمة البخاري مبني على جهالة هؤلاء لأنها مبنية عليها!
أما قول أخي الكريم إن البخاري يشير إلى تضعيف الحديث بوهم أيوب فإنني حتى الساعة لم افهم الرابط بينهما وبخاصة وان البخاري لم يذكر ذلك البتة ولم يشر إليه من قريب أو من بعيد وارجو الا أكون قد اخطات في الفهم فأرجو من أخي حفظه الله أن يبين لي مراده وهذا رجاء وجزاه الله خيراً. ثم ما الدليل على أن أيوب وهم؟
¥(41/454)
أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وجزاك الله خيراً على مشاركتك.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 09 - 04, 12:41 ص]ـ
أخي الحبيب الحارثي وفقه الله.
وجه كون البخاري يعزو الوهم الى أيوب هو انه ساق الحديث في ترجمة أيوب ثم ذكر ان أيوب رفع الحديث وذكر ان غيره جعله عن كعب ثم ذكر ان طريق من رواه عن ابي هريرة عن كعب اصح.
والبخاري طريقته في التاريخ الكبير في التعليل على طريقة الائمة الحفاظ المتقدمين في دقة العبارة وسرد الروايات المعللة، ومثله النسائي رحمه الله إذ انه يسوق الروايات سوقا ثم يفرد المعللة دون ان يشير اليها بحرف حتى، ولابي داود رحمه الله شيئ قريب من هذا في سننه.
وهذا كلام البخاري رحمه الله في ترجيح ان الوهم من أيوب من أوضح كلامه في التاريخ الكبير، لان طريقة البخاري كما تقدم في التعليل دقيقة جدا. بخلاف مسلم رحمه الله كما في كتابه التمييز (الجزء الموجود).
ودعنى اسوق لك ترجمة أيوب لتعرف كيف بين البخاري ان الوهم من أيوب قال البخاري رحمه في ترجمة ايوب:
(أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري عن أبيه عن جده أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له إذا أكننت الخطيئة قم توضأ فأحسن وضوءك ثم صل ما كتب الله لك قاله لي يحيى بن سليمان عن بن وهب أخبرني حيوة عن الوليد بن أبي الوليد أن أيوب حدثه وروى إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد الأنصاري عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله التربة يوم السبت، وقال بعضهم عن أبي هريرة عن كعب وهو أصح.) اهـ
وهذا الخلط ليس ببعيد وقول البخاري فيه دقيق والدليل على ان البخارى يشير الى ان الوهم من أيوب هو ذكره هذا التعليل في ترجمة أيوب.
والخطأ في حديث ابي هريرة قد يقع من الرواة عنه فضلا عمن هم دونهم فقد ذكر الامام ابن كثير وقبله ابن عساكر ومنه ينقل (ابن كثير فيما يظهر) من طريق مسلم بن الحجاج ...... عن بسر بن سعيد قال: أتقوا الله وتحفظوا من الحديث فوالله قد رأيتنا نجالس ابا هريرة فيحدث عن رسوالله ويحدثنا عن كعب ثم يقوم فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسوالله عن كعب ويجعل حديث كعب عن رسوالله.
فالوهم قد يحصل، ولكن يظهره الجهابذة نقاد الحديث وصيارفته، والحديث لم يعله البخاري فقط بل اعله ابن المديني شيخه والبيهقي واشار الى تعليله ابن كثير في التفسير وشيخه ابن تيمية. فلايقال لمثل هذا الحديث الذي اعله كبار الحفاظ انه متفق على صحته وان اخرجه مسلم فان أهل العلم استثنوا من الصحيح احرف يسيرة وقع فيها الخلاف القوي في التصحيح.
فحتى ان ترجح لك صحة الحديث كما هو قول بعض أهل الحديث ومنهم الامام مسلم، فلا يعنى هذا انه صحيح في نفس الامر، فهذا ما يظهر لك وقد يظهر لغيرك خلاف قولك.
فمن الادلة التى قد يحتج بها على ان هذا من قول كعب الاحبار، أنه قد ثبت عن كعب الاحبار نص الحديث سواء بسواء من قوله، وابو هريرة يروى عنه أحيانا فلا يبعد ان التبس هاذين الحديثين على الرواى.
أما فيما يتعلق بقولكم: (إن هذا في نظري ليس طعناً صريحاً منهم في أيوب ولا يكون الطعن إلا بأن يتكلموا ويصرحوا بأن يقولوا: "لا يكتب حديثه" أو يقولوا: "يكتب حديثه" أو غير ذلك من العبارات التي تفهم الطعن أو الغمز).
أهل الحديث وحذاقه يجعلون كتابة البعض لحديث بعض الرواة دليل توثيق بل و رواية بعض من لايعرف عنه انه لايروى الا عن ثقة توثيق، كسعيد بن المسيب ومالك وغيرهم.
وكذلك امتناع بعض أهل الحديث عن الكتابة عن بعض الرواة دليل قدح في الرواي.
وهذا معلوم من طريقة الحفاظ رحمهم الله.
يتبع بأذن الله تعالى.
ـ[الحارثي]ــــــــ[15 - 09 - 04, 03:27 م]ـ
أخي الكريم جزاك الله خيراً على صبرك علي ولكنني لم أر فيما نقلت ما يدل على توهيم البخاري لأيوب، ولم أر فيه إشارة إلى كلام ابن المديني الذي شكك في سماع إسماعيل منه. ولا زلت أطالب بالدليل على أن الرواية عن كعب صحيحة ثم الدليل على رجحانها على رواية مسلم وأنها أصح. وإلا فكيف نطعن في حديث رواه مسلم في صحيحه من أجل شبهة لا ندري ما هو أصلها ولا من أين اتت؟! وكم أحزنني أنني ارى الآن إخواناً لي في الله يتبعون المنهج الحق -إن شاء الله- يطعنون في الحديث معتمدين على اجتهاد مغفور إن شاء الله تعالى دون أن يعلموا برهانه مع أننا بينا أنه لا برهان لمن طعن في الحديث -مع كل الاحترام والتقدير للأئمة الأعلام-.
وعلى كل حال فقد قلت ما عندي وأقول الآن إن الحديث صحيح على شرط مسلم وقد رواه. وكل من طعنوا فيه لا برهان لهم. ولسنا على استعداد لترك حديث رواه مسلم من أجل شبهات لا تقوم بنفسها.
وأرجو من إخواني في الله ألا يعينوا أهل البدع على أنفسهم بأن يدافعوا عن بقاء الخطأ والأقوال التي لا برهان لها أو عليها، وألا يحاولوا الإبقاء على الخطأ لأن أحد الأئمة المشهود لهم بالخير قد قاله او قال به فإن الخطأ لا يغض من مكانة اي إمام من الأئمة إلا عند الذي في قلبه مرض، وإنني أنصح كل طالب علم أن يجعل البرهان هو ضابط الأخذ والرد لديه، وليس قائل القول وإلا فإننا لن ننتهي من الخلاف لأنه ما من قول إلا وقد قال به احدهم! أسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه والحمد لله رب العالمين.
¥(41/455)
ـ[الحارثي]ــــــــ[16 - 09 - 04, 07:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تتميماً للنقاش -الذي أرجو الله تعالى ان يكون خالصاً لوجهه وأن يكون مرادنا هو إظهار الحق والذب عنه لا مجرد الكلام أو المراء- لي ملاحظات أكتفي منها بما يلي:
قرأت كلام أخي في الله المتمسك بالحق وكان مما قرأته قوله إن ممن عللوا الحديث البيهقي!
ولثقتي به وتقديماً لعلمه على ما لدي لم اشأ أن أتعجل في رد هذا القول مع أني كنت على مثل اليقين بأن البيهقي لم يعل الحديث وذلك لعدم اطلاعي من خلال بحثي في حديث التربة على تعليل للبيهقي له.
وقد رجعت إلى كتب البيهقي فوجدته روى الحديث في كتابين له هما: "السنن الكبرى" (9/ 3)، ولم يعلق عليه بكلمة هناك إلا بالإشارة إلى تخريج مسلم له في "صحيحه"، كما رواه في كتابه (الأسماء والصفات) (ص42 وص486 - 487)، ولم يعلق عليه في الموضع الأول. أما في الموضع الثاني فقد قال ما نصه: "وزعم بعض أهل العلم بالحديث أنه غير محفوظ لمخالفته ما عليه أهل التفسير وأهل التواريخ. وزعم بعضهم أن إسماعيل بن امية إنما أخذه عن إبراهيم بن أبي يحيى عن أيوب بن خالد وإبراهيم غير محتج به"اهـ ثم ساق إسناده إلى ابن المديني الذي ساق إسناده إلى الحديث الذي رواه عن إبراهيم المذكور عن أيوب ثم قول ابن المديني: "وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي يحيى"اهـ.
ولي هنا سؤالان لأخي الكريم: أين هو طعن البيهقي في الحديث وتعليله له كما ذكرت حفظك الله؟! مع العلم بأن البيهقي ساق الحديث في ثلاثة مواضع في كتابيه في مقام الاستشهاد والاستدلال وليس للرواية فقط!
والسؤال الآخر أين هو توهيم ابن المديني أو غيره لأيوب بن خالد كما أشرت في كلمة سابقة إلى ذلك؟!
فالحديث لم يطعن فيه سوى الأربعة الذين ذكرتهم لك على افتراض صحة وقوع الطعن من البخاري في الحديث أما البيهقي فهو براء مما قلت إلا إن كنت اطلعت على قوله في كتاب آخر فأرجو أن تدلنا عليه ولك منا الشكر ومن الله تعالى الأجر إن شاء الله.
أما الملاحظة الأخرى: فهي قولك -حفظك الله- ما نصه: "فمن الادلة التى قد يحتج بها على ان هذا من قول كعب الاحبار، أنه قد ثبت عن كعب الاحبار نص الحديث سواء بسواء من قوله، وابو هريرة يروى عنه أحيانا فلا يبعد ان التبس هاذين الحديثين على الرواى" هذا كلامك بنصه -وضعته بطريقة (القص لصق) ولم أغير فيه شيئاً- وقد فهمت من هذا الكلام أنه قد روي عن كعب نص هذا الحديث فأين هو المصدر؟!
ويعلم الله أنني تتبعت اسم كعب تتبعاً حتى اجهدني ذلك في كتب الرواية وتتبعته كذلك في الأقراص المدمجة التي ظهرت تباعاً ثم على الشبكة الرقمية فلم ار كتاباً واحداً رواه عن كعب بهذا السياق أو بهذا اللفظ! بل إنني لم أجد رواية تتعلق بالموضوع من رواية كعب سوى رواية في تاريخ الطبري عنه (1/ 43 - 44) "حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن كعب قال: بدأ الله خلق السموات والأرض يوم الأحد (!!) والإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وفرغ منها يوم الجمعة! قال: فجعل مكان كل يوم ألف سنة (!) "اهـ بنصه.
وكما ترى فإن هذه الرواية لا علاقة لها من قريب أو من بعيد برواية مسلم. وإن كان لديك مزيد علم فلا تبخل به علينا.
ثم لو افترضنا أن هذه الرواية جاءت عن كعب بهذه الصيغة وبهذا السياق بتمامه -وهيهات! - فلماذا رجحت صحتها عنه على صحتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
ثم لو افترضنا صحتها عن كعب -وهيهات هيهات!! - فما الذي يمنع أن تكون صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! ما الذي يمنع أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قالها وسمعها كعب عن أبي هريرة رضي الله عنه ثم حدث بها وكسل أن يرفعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فجاء الجهال من المجهولين كـ (بعضهم) فسمعوا كعباً يحدث بها ولم يسمعوه قد رفعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ما قالوا؟!
بل إننا لو افترضنا صحة روايتها عن كعب فإننا سنجزم عندئذ أن كعباً -رحمه الله- إنما أخذ هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة ومن زعم غير ذلك عندئذ كان مخطئاً خاطئاً وذلك لما يلي:
¥(41/456)
فكما ترى فإن الحديث إنما يتحدث في امر غيبي لا مجال للرأي او الاجتهاد فيه! ومعنى ذلك بداهة ان كعباً قد نقل هذا القول نقلاً ولم يقل به من عنده! وهنا يتبادر السؤال: من أين اتى كعب بهذا الحديث؟!
لا شك ان كل عاقل سيجيب بان كعباً إنما أخذ هذا الحديث عن من المصادر التي تتحدث عن الأمور الغيبية سواء كانت محقة أو مبطلة! وعلى هذا فإن هناك احتمالان لا ثالث لهما:
فإما أن يكون كعب قد اخذ الحديث عن كتب أهل الكتاب أي من (الإسرائيليات) كما زعم البعض! -وذلك لكون كعب -رحمه الله- كان يهودياً ثم أسلم وكان مطلعاً على كتبهم وما فيها من اخبار.
وإما أن يكون كعب قد اخذ الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونحن نجيب عن ذلك كما يلي:
أما أن يكون كعب قد اخذ الحديث مما يسمى بالإسرائيليات فهذا محال لعدم وجود رواية في كتب الإسرائيليات تتحدث عن الخلق بهذه الطريقة وبهذا السياق مع كون اليهود -لعنهم الله- يزعمون -لعنوا بما قالوا- بان الله تعالى قد استراح يوم السبت!!! حاشا لله! وتعالى الله عما يقول أحفاد الممسوخين علواً كبيراً! وها هو كتابهم المحرف يذكر شيئاً عن الخلق ومراحله في أول أول سفر لديهم (التكوين1/ 1فما بعدها). كما أن هذا الحديث يخالف الروايات التي رويت عن أهل الكتاب الأخرى كالرواية المنسوبة إلى عبد الله بن سلام رضي الله عنه وكذلك الرواية التي ذكرناها قبل قليل عن كعب!
فلم يبق إذن سوى الاحتمال الاخر وهو الصواب الذي لا شك فيه ولا ريب وهو أن كعباً قد أخذ الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بواسطة أبي هريرة رضي الله عنه وكسل ان يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما قلنا!
أقول: هذا كله على افتراض ان هذه الرواية قد رويت بهذا النص عن كعب ولكن ذلك لم يحدث والحمد لله رب العالمين.
وأرى أن اكتفي بهذا القدر. وأكرر بأن حديث التربة صحيح على شرط مسلم وقد اخرجه في صحيحه الذي هو اصح الكتب بعد كتاب الله تعالى وبعد البخاري. وأكرر بانه ليس لدى الطاعنين فيه من برهان. مع كل التقدير لأئمتنا أئمة اهل الحديث وعلى راسهم ابن المديني وتلميذه النجيب البخاري وشيخ الإسلام ابن تيمية -رضوان الله عليه كلما طلعت شمس أو غابت-.
ثم إن جل من يطعنون في الحديث من المعاصرين إنما هم من المسعورين على السنة، وجلهم ممن يريدون الحط من شأن الصحيحين ليجعلوا لأهوائهم قيمة بالتشكيك في قوة السنة وثبوتها وحجيتها وحقيتها ليبقى لآرائهم سوق تنفق فيه! أسأل الله تعالى ان يعاملهم بعدله! والحمد لله رب العالمين.
خالد بن عبد الرحمن
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[16 - 09 - 04, 10:48 م]ـ
الأخ الفاضل خالد بن عبدالرحمن وفقه الله
أخي الحبيب: عندما أعلّ إمام المحدِّّثين البخاري رحمه الله تعالى هذه الرِّواية وبيَّن انَّ الصَّحيح انها من قول كعب الأحبار لا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، كان أتقى لله وأخوف من الله وأعرف بدين الله منك عندما دافعت عن هذه الرِّواية، فهو يعرف عقوبة من كذب على رسول الله أو كذّب بشيء مما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، والبخاريُّ رحمه الله تعالى أعرف من مسلم وغيره بعلل الحديث، فهو من أئمة العلل باعتراف مسلم، ولعلك تعرف القصَّة التي حدثت لمسلم مع البخاري رحمه الله عندما سأله عن علَّة حديث كفَّارة المجلس فبينها له البخاري، وهذه العلَّة لا يقبلها كثير من المتعالمين الذين يدَّعون أنهم من أهل الحديث، ولولا الخوف من الفضيحة لقالوا فيها كما قالوا في العلل التي هي من جنسها، ولردّوها كما ردّوا ويردون غيرها من العلل التي هي من جنسها دون حياء من تعالمهم وتطاولهم على الأئمة.
والواقع عندنا الآن أنَّ مسلما رحمه الله أخرج رواية في صحيحه، وأعلَّها البخاريُّ رحمه الله وبيَّن العلَّة التي اعلَّها بها، فمن الحماقة أن نطالبه أن يأتينا بالرِّواية التي أعلَّ هذه الرِّواية بها، لأنا صُحفيين رأينا بعض الكتب المطبوعة في عصرنا أو قبله قليلا ورأينا قليلا من المخطوطات، وفاتنا مئات بل آلاف من المخطوطات التي لا نعرف أسماءها فضلا عن أن نكون رأينا، ها وبها كثير من الرِّوايات التي كان الأئمة يحفظونها عن ظهر قلب.
¥(41/457)
فإذا كان هذا حالنا، وعرفنا مقدار أنفسنا، وضحالة علمنا وقلة معرفتنا، فإنَّه يجب علينا أن نسلِّم لأئمة الحديث تعليلاتهم كما سلَّمنا لهم غيرها، كالكلام في الرِّجال ونحوه، وأن نعرِّف الصُحفي المعاصر القزم بقدره أمام أولائك الأئمة العمالقة الذين كانوا يحفظون حديث الرَّاوي عن شيوخه وحديث تلاميذه عنه.
فهل تظن أن تسويد هذه الصَّفحات بما كتبت سيجعل من عنده ذَرَّة عقل يصدَّقك ويكذِّب البخاري رحمه الله،فكلمة من البخاري تعدل ألفا من الوراقين الذين يدعون التحقيق، ومن أراد أن يرد علَّة قالها إمام من الأئمة فيجب عليه أن يأتي ببيان واضح لا لبس يه، أمَّا أن يريد أن يكون خصما له، ثم هو يجهل الرِّواية التي أعلَّ ذلك الإمام الحديث بها فهذه بليَّة وأيُّ بلية.
وأنت لا تريد أن تدخل في تكذيب صريح للبخاري رحمه الله لأنك ستفضح على رؤوس الملأ، وسيعرِّفك الجميع بقدرك، فبدأت بالتشكيك في صحَّة نسبة تلك القولة للبخاري، حتى يصفو لك الجو.
وإن كنت أخي الفاضل لم تقتنع بما قال البخاري رحمه الله فهذا راجع إليك، امَّا أن توهم البخاري وتطالبه بالدليل على كلامه فهذه هي الرَّزية والبليَّة، وإن لم يكن هذا تكذيبا له واتهاما بالجهل وقلة الدين فما هو تفسيرك لفعلك هذا، وإن كنت تعتقد أن من يتبع تعليلات الأئمة طعَّانا في الأحاديث وهادما للسُّنَّة فابك على نفسك، وإن كنت تقصد بردك هذا الدّفاع عن الصحيح _ صحيح مسلم _ من عبث بعض المتعالمين فأقول لك لقد أتيت البيت من غير بابه، فاذهب وابحث عن ما أعلوه بجهل ثم رد عليهم، أماَّا أن تبدأ مشوارك بإمام المحدِّثين فهذا هو العجب.
والله هو الهادي والموفق
فائدة
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (2/ 627)
(( ... فبالله عليك يا شيخ ارفق بنفسك والزم الإنصاف ولا تنظر الى هؤلاء الحفاظ النظر الشزر ولا ترمقنهم بعين النقص ولا تعتقد فيهم أنهم من جنس محدثي زماننا حاشا وكلا فما في من سميت أحد ولله الحمد الا وهو بصير بالدين عالم بسبيل النجاة وليس في كبار محدثى زماننا أحد يبلغ رتبة أولئك في المعرفة فانى أحسبك لفرط هواك تقول بلسان الحال ان اعوزك المقال من أحمد وما ابن المديني وأي شيء أبو زرعة وأبو داود هؤلاء محدثون ولا يدرون ما الفقه ما أصوله ولا يفقهون الرأي ولا علم لهم بالبيان والمعانى والدقائق ولا خبرة لهم بالبرهان والمنطق ولا يعرفون الله تعالى بالدليل ولا هم من فقهاء الملة فاسكت بحلم أو انطق بعلم فالعلم النافع هو النافع ما جاء عن أمثال هؤلاء ولكن نسبتك الى أئمة الفقه كنسبة محدثي عصرنا الى أئمة الحديث فلا نحن ولا أنت وانما يعرف الفضل لأهل الفضل ذو الفضل ... ))
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[17 - 09 - 04, 05:08 ص]ـ
للدكتور سعد المرصفي رسالة في هذا الحديث
يرجح صحته
ـ[الحارثي]ــــــــ[17 - 09 - 04, 07:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رداً على الأخ المدعو خالد بن عمر:
ليتك لم تكتب ما كتبت! لأنك لم تكتب شيئاً علمياً ذا بال!
أما قولك:"فمن الحماقة أن نطالبه أن يأتينا بالرِّواية التي أعلَّ هذه الرِّواية بها، لأنا صُحفيين رأينا بعض الكتب المطبوعة في عصرنا أو قبله قليلا ورأينا قليلا من المخطوطات، وفاتنا مئات بل آلاف من المخطوطات التي لا نعرف أسماءها فضلا عن أن نكون رأينا، ها وبها كثير من الرِّوايات التي كان الأئمة يحفظونها عن ظهر قلب" فيذكرني كلامك هذا بطرفة حدثت معي حيث التقيت مرة بأحدهم وكان من المسعورين على السنة وكانت له أمور مضحكة في ردود له على أمير المؤمنين البخاري رحمه الله! وقد التقيت به وكان لقاؤنا اول مرة بترتيب من أحدهم وقد أخبرني بانني سألتقي بالمشار إليه وقد تحدثت عن السنة ووجوب تعظيمها ووجوب التزام فهم السلف ومنهجهم ثم تطرق الحديث إلى الصحيحين وبينت أن تعظيمهما واجب على كل مسلم فما كان منه إلا أن حاول استفزازي بأن أبدى إنكاره لعصمة البخاري ومسلم أولاً ثم دخل مباشرة إلى صحيح مسلم ليؤكد عدم عصمته وضرب أول مثل على ذلك، أتدري ما هو؟! إنه حديث التربةهذا! فطالبته بالدليل على ما يقول فكان أول ما ذكره كلمة البخاري هذه! -ووالله الذي لا إله غيره إنه ما كان يقيم وزناً للبخاري كله! فضلاً عن أن يقيم وزناً لكلامه! - إلا أنه وجد متنفساً في هذه الكلمة لأنها توافق هواه
¥(41/458)
فقلت له إن البخاري رحمه الله مطالب بالدليل على ما يقول كغيره وقلت له إن البخاري لم يذكر إسناداً لهذه القصة ولا ذكر لنا كلمة لعالم معروف ولم يشر إلى مصدر لهذا الزعم! أتدري بماذا أجابني؟! -وانظر إلى اللف والدوران عند هؤلاء واتعظ وأعيذك بالله أن تكون مثل هؤلاء- والله لقد قال لي ما معناه: "عندما دخل التتار بغداد أغرقوا كتباً كثيرة لا تحصى حتى تلونت مياه دجلة فربما يكون من تلك الكتب أحد كتب البخاري التي لا نعرفها وكان قد ذكر فيه إسناداً لهذه الرواية أو تفصيلاً لا نعرفه وما يدريك؟! " فقلت نعم وربما -في المقابل- كان مما غرق في دجلة كتاب للبخاري فيه تراجع عن كلمته هذه وما يدريك! انتهت القصة وقد والله تذكرتها عندما قرأت كلامك وإني أعيذك بالله أن تكون كما كان هذا المشار إليه الذي كان يريد أن يبقى رأيه هو الصواب دون أن يعطي كلاماً علمياً سوى التشريق والتغريب!
ثم أذكرك بانني لم أرد كلام البخاري براي لي أو لمجرد أني اميل إلى هذا القول او ذاك! كما أنني لم أرده لقول احد من المتأخرين أو ممن هم دون البخاري بل رددته بقول علمي آخر شواهده واضحة أمامي وهو رواية مسلم للحديث في صحيحه وإقرار أئمة الجرح والتعديل له في صحة الحديث ومنهم أبو حاتم وأبو زرعة الذين عرض عليهما الصحيح فأقراه وما لم يقراه حذفه، كما استدللت بابن معين الذي روى الحديث ولم يعله بشيء ولا شك ان الذين اطلعوا على الحديث من الحفاظ الذين هم في طبقة البخاري ودرجته واقروا إخراج مسلم له في الصحيح أو عدم تعليلهم إياه بشيء هم أضعاف من طعنوا في الحديث! ومثلهم كذلك الحفاظ المتأخرون عن البخاري كالدارقطني إمام العلل بلا منازع! وأنا لا أستطيع أن أقبل قول البخاري رحمه الله الذي لا اعلم برهانه عليه وأرد به ذلك كله! وقد ذكرت سابقاً نقل شيخ الإسلام ابن تيمية تصحيح الحافظين ابن الأنباري وابن الجوزي له.
وكما أن البعض يرى من حقه أن يقبل كلام البخاري بغير دليل للرد على غيره من الحفاظ -مع ما في هذا من تعد للحدود وتجاوز للمنهج العلمي- فإنني ارى ان من حقي أن أرفض قول أمير المؤمنين في الحديث إذا خالف قول غيره من الحفاظ الثقات ما دمت لا أعلم برهانه!
وقد قدمت وأكرر إن خطأ البخاري لا يقلل من شأنه كما أن خطأ أي عالم من علماء المسلمين لا يقلل من شأنه إلا عند من في قلبه مرض! ونعوذ بالله من الزيغ والخذلان! والحمد لله رب العالمين.
كتبه: خالد بن عبد الرحمن
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[18 - 09 - 04, 01:24 ص]ـ
وإن كنت أخي الفاضل لم تقتنع بما قال البخاري رحمه الله فهذا راجع إليك، امَّا أن توهم البخاري وتطالبه بالدليل على كلامه فهذه هي الرَّزية والبليَّة، وإن لم يكن هذا تكذيبا له واتهاما بالجهل وقلة الدين فما هو تفسيرك لفعلك هذا، وإن كنت تعتقد أن من يتبع تعليلات الأئمة طعَّانا في الأحاديث وهادما للسُّنَّة فابك على نفسك، وإن كنت تقصد بردك هذا الدّفاع عن الصحيح _ صحيح مسلم _ من عبث بعض المتعالمين فأقول لك لقد أتيت البيت من غير بابه، فاذهب وابحث عن ما أعلوه بجهل ثم رد عليهم، أماَّا أن تبدأ مشوارك بإمام المحدِّثين فهذا هو العجب.
والله هو الهادي والموفق
وأقول لك بالعبارة الصريحة من أجل أن لا يكثر الكلام حول هذا الموضوع
إذا اطلعت على ما اطلع عليه البخاري من روايات وطرق للأحاديث فمن حقك ان تقول إنَّه أخطأ أو ترد عليه، أمَّا وأنت صُحفي لم تر إلا قليلا من المطبوعات وبعض المخطوطات فإن من يأخذ كلامك ويرد كلام أمير المؤمنين في الحديث أحمق لا يفهم شيئا في علم الحديث
وليتك تتأكد من صحة قصة عرض مسلم لكتابه على أبي حاتم وأبي زرعة رحمهم الله جميعا
طويلب العلم
خالد بن عمر الفقيه الغامدي
ـ[الحارثي]ــــــــ[18 - 09 - 04, 01:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أقول لك يا هذا: إن من يأخذ بقولي أنا -خالد بن عبد الرحمن- الذي لم ينل بعد شرف أن يسمى طويلب علم ويقدمه على قول امير المؤمنين في الحديث البخاري -رحمة الله عليه ورضوانه- فإن من يفعل ذلك أحمق جاهل، بل هو أضل من ... !
ولكني اذكرك -والذكرى تنفع المؤمنين- وأرجو أن يكون آخر الكلام في هذا الموضوع الذي أراه طال أكثر من اللازم بغير فائدة! أذكرك بأنني لم أرد قول البخاري لقول لي أو راي لي توصلت إليه باجتهاد! بل رددته بقول وفعل أئمة الحفاظ الذين هم في طبقة البخاري ودرجته ومنهم ابن معين إمام الشأن ومنهم أبو زرعة الرازي وغيرهما من الحفاظ الذين اطلعوا على الصحيح يقيناً ولم يعلوه بشيء هذا بالإضافة إلى إخراج مسلم له في صحيحه الي هو أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى وبعد البخاري! هذا بالإضافة إلى عدم اطلاعنا على السبب الذي جعل البخاري يعله -إن ثبت عنه ذلك- حتى نستطيع رد ذلك كله!
أما وإننا لم نطلع على برهان البخاري فإننا لا نستطيع رد ما قدمنا من اجل كلام لا نعلم برهانه! فليفهم هذا، وأرجو أن يكون آخر ما يكتب في الموضوع لأن المراء لا يأتي بخير، وارجو أن لا يكتب احد تعليقاً على الموضوع إلا إن كان بكلام علمي شاف وليس بمجرد نقل الكلام أو تكثيره! والحمد لله رب العالمين.
تنبيه: ربما توهمت في نقل كلام مسلم حول عرضه لصحيحه على الحفاظ، وقد تكرمت بتنبيهي لذلك فجزاك الله خيراً وأقرب مرجع عندي الآن فيه ذكر ذلك هو: "سير اعلام النبلاء" للذهبي، وفيه أن مسلماً عرض كتابه على أبي زرعة فقط وليس فيه ذكر لأبي حاتم. قال الذهبي -رحمه الله- في "السير" (12/ 568) ما نصه: "وقال مكي بن عبدان: سمعت مسلما يقول: عرضت كتابي هذا المسند على أبي زرعة؛ فكل ما أشار علي في هذا الكتاب أن له علة وسببا تركته، وكل ما قال إنه صحيح ليس له علة؛ فهو الذي أخرجت"اهـ. وأعتذر عن هذا الوهم وجزاك الله خيراً على تنبيهي.
خالد بن عبد الرحمن
¥(41/459)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[18 - 09 - 04, 03:53 م]ـ
أخي الفاضل: خالد بن عبدالرحمن وفقه الله
أولا: اقدم اعتذاري عن الأسلوب الذي كان في المشاركتين السابقتين، وهذا والله ليس طبعا لي، وربما يعرف ذلك الإخوة القدامي في الموقع، لكنه كان ردا على الاستهزاء الذي أراك تفعله بكلام الأئمة.
ثانيا: قلت لك سابقا إن من حقك أن لا تقبل قول البخاري رحمه الله، ولك أن تحتج بما احتجيت به من رواية مسلم وغيره لتثبت صحة الحديث، و لكني أقول لنفسي و لك ولمن هم على شاكلتنا من المتطفلين على علم الحديث إنه ليس من حقنا أن نوهِّم البخاري أو نكذِّبه أو نرد ترجيحه إلا عن علم أو حجة بينة، وما قدمته أنت ليس فيه إلا تقوية رأيك في تصحيح الحديث، وليس فيه دليلا واحدا على خطإ البخاري رحمه الله، و إن كنت تظن أنك زدت في ما أتيت به على ترجيح صحة الرواية فأنت لا تفهم ما تكتب، ولست من أهل الحديث، وهذا والله ليس طعنا فيك لكن هذا ما أراه، وأترك الحكم لطلبة العلم في الموقع وغيره ليحكموا بيننا
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن ممن أعلِّ الحديث ابن معين وابن مهدي رحمهما الله فهل وقفت على قولهما، أم انك ستكذبه وترد كلامه، وأنا أظن هذا وَهَم منه رحمه الله لكني لا أستطيع الجزم بذلك لأني أعرف مبلغي من العلم.
وساسأل عن ذلك الشيخ هشام بن عبدالعزيز الحلاف (ابن معين) لأن رسالته في مرحلة الماجستير كانت عن ابن معين، وسيفيدنا بما وقف عليه إن شاء الله
وقد صحح هذا الحديث العلاَّمة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله، ولكنه كان مؤدبا وعارفا بقدره عندما لم ياخذ بترجيح البخاري رحمه الله أو ابن المديني، وتكلم بكلام قريب من كلامك الألباني رحمه الله في الصحيحة (1833) وأظنك اكتسبت هذا الاسلوب منه.
أمِّا قصة عرض مسلم لكتابه على أبي زرعة فلم أقف على طريق متصل لها، وقد أفادنا شيخي عبدالرحمن الفقيه هذه الفائدة في إحدى مشاركاته في الملتقى، وبين أن هذه الحكاية ذكرها ابن الصَّلاح بلاغا عن مكي بن عبدان عن مسلم
والصحيح ان أبا زرعة قد انتقد مسلما وتكلم عليه بسبب تصنيفه للصحيح، وإن كنا لا نوافقه على ما قال إلا أن هذا هو الثابت عنه لا القصة المنقطعة التي استدليت بها.
وانظر الكلام علي ذلك في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3617&highlight=%E3%D3%E1%E3
والله أعلم وأحكم
ـ[الحارثي]ــــــــ[18 - 09 - 04, 08:50 م]ـ
سبحان الله!! ولا حول ولا قوة إلا بالله! وإنا لله وإنا إليه راجعون!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 09 - 04, 12:00 ص]ـ
و إن كنت تظن أنك زدت في ما أتيت به على ترجيح صحة الرواية فأنت لا تفهم ما تكتب، ولست من أهل الحديث، وهذا والله ليس طعنا فيك لكن هذا ما أراه، وأترك الحكم لطلبة العلم في الموقع وغيره ليحكموا بيننا
والله أعلم وأحكم
صدقت أخي خالد بن عمر. وأنصح الأخ الحارثي بقراءة كلام الحافظ الذهبي ملياً والالتزام به.
ـ[الحارثي]ــــــــ[20 - 09 - 04, 06:53 م]ـ
سبحان الله!
أرجو من إخواني -وفقهم الله- أن يكتبوا كلاماً علمياً ذا بال ننتفع به ونزداد به علماً، أو يمحو خطأ أو وهماً وقعنا فيه، هذا رجاء. وإلا فقد طال الموضوع أكثر من اللازم كما قلت من قبل. أسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم إلى ما فيه الخير وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علماً. والحمد لله رب العالمين.
أخوكم: خالد بن عبد الرحمن
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[20 - 09 - 04, 07:30 م]ـ
أخي الحبيب / خالد بن عبدالرحمن.
المسألة متعلقة بالتعامل مع طريقة العلماء أكثر من تعلقها بالحديث صحة وضعفا. فالاخوة لم يناقشوا صحة الحديث من عدمه!! الكلام على طريقتك في التعامل مع أغمض علوم الحديث وأجلها، وهو علم العلل، وما ظهر من كلامك من بعدك عن هذا العلم.
أخي الحبيب نشكر لك غيرتك على سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولكن أخي الحبيب إن أردت ان تدافع عن سنة رسول الله فلا بد أن تقبل على طلب الحديث وتمضى عمرك في سبيل هذا العلم. فأني أرى فيك بديهة حاضرة وذهنا وقادا.
أما أن يجتهد الواحد في تصحيح الحديث دون ان يكون من أهل هذا الفن فهذا يؤدي الى أستطالة أهل البدع على السنة لا كف أذاهم عنها!
¥(41/460)
أنظر أخي الحبيب (وأعذرني) فأني لك محب ناصح، أنظر الى تعليلك لكلام البخارى؟؟
وقولك ان من ينقل عنهم البخارى مجاهيل وأن البخارى لم يعلل .... الخ كلامك؟
أخي الحبيب لو قرأت التاريخ الكبير لعلمت ان منهج البخارى كالشمس بزوغا في طريقته في تعليل الاحاديث فهو يذكر الترجمة ثم يذكر الحديث الذي يحتمل الوهم من راويه في ترجمة الرواى نفسه.
بل أن كلمة (وهو أصح) هي أكثر كلمة تكررت في التأريخ الكبير!! وفي عشرات المواضع التى علل بها البخاري الروايات في سفره العظيم (التأريخ الكيير).
أنظر الى فهمك مثلا على مقولة البخارى (وقال بعضهم) فقلت يرحمك الله: (والدليل على خطئه أن (بعضهم)! أكدوا أن أباهريرة أخذ الحديث عن كعب!!! فلا حول ولا قوة إلا بالله!
3 - أما العلة الثالثة فهي أن هؤلاء الـ (بعضهم)! لم يذكروا لنا مصدر زعمهم هذا) أنتهى كلامك، فهل أقول انا لاحولا ولاقوة الا بالله؟؟
يا أخي الحبيب أنت تظن ان (بعضهم) هم بعض من علل الحديث؟؟
أيها الفاضل ان مقصود البخارى ببعضهم أن (بعضهم) رواه عن ابي هريرة عن كعب!!
وليس ان بعضهم قال انه روى عن ابي هريرة عن كعب.
فالبخارى قد وقف على من رواه من قول كعب، ولم يسمه لنا.
وهذه هي طريقة البخارى في التأريخ ولا عليك الا ان تقلب التأريخ لتنظر في هذا.
فلو قلت هذا الكلام لاهل البدع، مالذي يحصل؟
ثم طريقتك في مسألة البرهان؟ تدل على انك لست حفيا بطريقة النقاد في التعليل، أرايت لو جاءنا شخص فقال كل ما قال أهل الجرح فلان ضعيف فلان قوي فغير مقبول الا ان يأتو ببرهان، أيش يحصل في علم الجرح والتعديل؟؟ لايبقى منه شئ!
أنظر الى كلامك على ابن حجر وقولك أنه تعجل؟ أخي الكريم أيوب لم يوثق وفيه جرح ولهذا قال عنه ابن حجر فيه لين! ودع عنك توثيق ابن حبان له فقد علمت مسلكه.
أخي الحبيب محبة السنة لاتكفى للتصدر للدفاع عنها، عليك ان تغوص في هذا العلم، وتبذل وقتك و حياتك في طلبه، وعليك ان تدقق النظر في طريقة أئمة علم الحديث لتسير على دربهم وتسلك مسكلهم.
ولو تأملت أخي في كلامك لعلمت ان فيه كثيرٌ من الخطأ والتعدى على أهل العلم، وحتى لاتظن أني أنافح عن رأي او قولي فلتعلم أخي ان الحديث صحيح عندي، ولكنه ليس من الاحاديث المتفق على صحتها وهو محل بحث ونقد، وأنا وان كنت اوافقك في النتيجة فأني أخالفك كثيرا في النهج الذي نهجته في نقدك لكلام الحفاظ.
أخوك أبو عمر.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[21 - 09 - 04, 06:58 م]ـ
أما فيما يتعلق بقولي في أول رد ( .... بعد ان ساق كلام شيخه ابن المديني فهو يقول هو أصح من كلام ابن المديني في اعلال الحديث).
فلا شك انه خطأ مني و وهم وانا كتبت كل الردود السابقة من الذاكرة وسبب ذلك ان المقصد كان التنبيه على خطأ الرد وطريقته ليس الا، فلم اكن بسبب بيان حال الحديث.
ولقد اسغربت هذا الوهم جدا، ليس لانه بعيد عني فاني به اولى واحرى، ولكن لاني راجعت التأريخ الكبير والاسماء والصفات اليوم ولم اجد ما يشير الى هذا فأستغربت غاية الاستغراب ولم أدر من أين دخل علي هذا الوهم.
فلما رجعت الى الانوار الكاشفة وجدت الشيخ المعلمى رحمه الله قد اشار الى ان البخاري يشير الى خلاف ابن المديني رحمه الله لما صحح الرواية عن كعب.
فعرفت اني تلقفته من هذا الموضع، وعهدي بهذا الحديث والكلام فيه منذ سنوات.
و لقد تركت الحوار لانك كنت تحاورني على اني اضعف الحديث! فانتقل من بيان الخطأ في النقد والتعقب للائمة الحفاظ الى الكلام على الحديث، وقد بينت لك ان المسألة ليست متعلقة بالحديث، ولكن بطريقة نقدك لمن علله.
وأنما عقبت لما رأيتك قد اشتد غضبك على الاخوة الفضلاء ويعلم الله انا كلنا محب لك ناصح فرح بوجود مثلك بين ظهرانيهم، لكن المؤمن مرآة لاخيه، محب لان يراه تاما في العلم كاملا في الفهم. وايضا لانريد ان يكون موقفك عند مناظرة أهل البدعة ضعيفا.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[22 - 09 - 04, 07:00 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وبعد.
فموضوع الحديث يجب ان يدرس بصورة غير التي درس فيها من قبل وذلك ان علماء انتقدوا الحديث ,وعلماء اكدوا رفعه الى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , ولعل من الدواعي الى النظر في الانتقادات التي وجهت اليه ان الدارقطني 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لم ينتقد مسلما في التتبع, وان شرط العلة ان تكون قادحة لتؤثر في صحة الحديث.
العلة التي ذكرها البخاري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في التاريخ لم يورد السند الاصح كما ذكر بل ان كل روايات الحديث
تذكر بالرفع الى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
علل المتن التي ذكرها العلماء رضي الله عنهم مردودة لاسباب
-علة بدأ الخلق يوم الاحد وليس السبت:
لم يثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بحديث صحيح وانما اشتهر ذلك من حديث ضعيف هو من الاسرائيليات
اورده الطبري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في التفسير.
_علة عدد ايام خاق الارض:
يتوافق الحديث مع القران بشكل تطابق وخصوصا اذا نظرنا الى الحديث والايات من سورة فصلت
فخلق الارض في اول يومين ثم تشكيلها في يومين فتلك تمام اربعة ايام ثم قال لها وللارض ايتيا طوعا او كرها ولم يقل للسماء وحدها.
- علة عدد الايام فالحديث يذكر ان اليوم السابع خلق الله فيه ادم ولم يذكر خلق السماوات والارض
وهي (اي خلق ادم يوم الجمعة ثابتهة صحيحة, والله عز وجل يقول في كتابه"اني جاعل في الارض خليفة" دليل على ان خلق ادم كان بعد خلق السماوات والارض.
وصحح الحديث الشيخ ناصر الدين الالباني 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في الصحيحة.
والله اعلم
¥(41/461)
ـ[أبو عبد الله الخضراوي]ــــــــ[04 - 03 - 09, 05:38 م]ـ
الحمد لله وبعد، فهذا مجموع مرتب، تضمن مواقف متعددة للشيخ الألباني رحمه الله من أيوب بن خالد الذي دافع عنه بعض الإخوة هنا:
1. السكوت عنه، بل الظاهر أنه يوثقه لتضعيفه للإسناد بغيره فقط.
ينظر لهذا الصحيحة 3/ 78، 4/ 4.
والضعيفة 4/ 284، 11/ 2/711.
2. الدفاع عنه ورد كلام الأزدي وابن حجر:
قال في الصحيحة 4/ 450:
و أما إعلال الدكتور أحمد محمد نور في تعليقه على " التاريخ " (3/ 52) للحديث بأيوب بن خالد وقوله: فيه لين. فإنما هو تقليد منه لابن حجر في تليينه إياه في "التقريب"، و ليس بشيء، فإنه لم يضعفه أحد سوى الأزدي، وهو نفسه لين عند المحدثين، فتنبه اهـ وهذا قاله في حديث التربة.
3. الاحتجاج بكلام ابن حجر في تليينه وتضعيف الإسناد به:
قال في الضعيفة (12/ 890):
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف موسى بن عبيدة، وأيوب بن خالد - وهو المدني -؛ فيه لين؛ كما في ((التقريب)) اهـ
4. الاحتجاج بكلام ابن حجر في تليينه وزيادة الرد على المنذري والحاكم:
قال في الصحيحة 6/ 1/133:
قلت: وشيخه أيوب نحوه في الضعف وإن روى له مسلم، فقد قال الحافظ:" فيه لين". ولم يوثقه غير ابن حبان، فقول المنذري (2/ 234) بعد أن أشار إلى الكلام الذي في عمر: "وبقية رجاله ثقات مشهورون محتج بهم، فالحديث حسن. و الله أعلم"! تساهل ظاهر. و قد خرجته في " الضعيفة " (6205) اهـ
ولما ذكر الحديث نفسه في الضعيفة 11/ 2/711 لم يضعفه بغير شيخ أيوب: عمر مولى غفرة.
وقال في الضعيفة 13/ 1/445:
ثم إن في قول المنذري في بقية رجال إسنادهم:"ثقات مشهورون ... ". ففيه نظر؛ لأن أيوب بن خالد - وإن كان من رجال مسلم -؛ ففيه لين، كما قال الحافظ في "التقريب". والله أعلم. اهـ
وقال في الضعيفة 6/ 409:
وقال الحاكم: " صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي. وليس كما قالا، فإن خالد بن أبي أيوب أورده ابن أبي حاتم (1/ 2/322) بهذا السند ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، فهو مجهول العين. وأما ابن حبان فوثقه (4/ 198)!
وابنه أيوب بن خالد قال الحافظ: " فيه لين " .... اهـ
انتهى ما وقفت عليه من كلام الشيخ رحمه الله في أيوب بن خالد، وظاهر اضطرابه في أمره، فهو مرة يحتج به ويدافع عنه، وتارة يضعفه، ومرة يضعف به ويرد على من قواه ويصفه بالتساهل.
ـ[فهد الخالدي]ــــــــ[09 - 07 - 09, 03:59 ص]ـ
ذكرتَ أخي الحارثي ما نصه:
ووالله الذي لا إله غيره إنه ما كان يقيم وزناً للبخاري كله! فضلاً عن أن يقيم وزناً لكلامه! - إلا أنه وجد متنفساً في هذه الكلمة لأنها توافق هواه فقلت له إن البخاري رحمه الله مطالب بالدليل على ما يقول كغيره وقلت له إن البخاري لم يذكر إسناداً لهذه القصة ولا ذكر لنا كلمة لعالم معروف ولم يشر إلى مصدر لهذا الزعم!
ألا تكتفي برأي الإمام البخاري - رحمه الله - كـ عالم معروف؟
لنفرض أن الإمام البخاري - رحمه الله - عالم غير معروف كما هو التفسير المبطن لقولك
أقول ماذا لو تم إحضار عالم معروف لديك كما تريد وتثق به فهل تطالب العالم المعروف لديك والذي تثق به بسند لقوله أم ترضى وتسلم؟
أنا تابعت الموضوع وأميل لقول الإمام البخاري - رحمه الله - الرجل الذي نذر عمره وماله في سبيل أحاديث المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - و الذي ارى أنه أخوف و أخشى وأتقى لله من أن يصدر حكماً ورأياً بغير علم أو من هوى خصوصاً فيما يتعلق في هذا العلم
والحمدلله رب العالمين
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[09 - 07 - 09, 07:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
الذي أراه أنّ هذا الحديث موضوع وضعه إبراهيم بن أبي يحيى وأخذه عنه ابن جريج، ولا يصحّ عن أبي هريرة فضلاً عن أن يكون عن كعب:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167406 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167406)
والله أعلى وأعلم
ـ[ياسر الشمالي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 05:10 م]ـ
الحمد لله وبعد
¥(41/462)
فإن بعض الإخوة ممن يتحمس للسنة ولم يشتد عوده في علم النقد، يقول كلاما يضره أولا لأنه يدل على عدم تمكنه، ويضر ثانيا علم النقد ويسيء إلى أعلام كبار مثل البخاري وغيره، وللأسف الشديد تحت بند أين البرهان؟ وكأن البخاري وأمثاله يتكلمون بلا برهان وبلا مستند، ولو أن أمثا الأخ الحارثي سمع نقدا أو كلاما من بعض المشايخ المعاصرين لوجتهم سلموا بذلك، وينبغي أن يعلم كل من عنده مشاركة في علم الحديث أن هناك أحاديث صححها مسلم وضعفها البخاري بصريح القول مثل حديث الشاهد واليمين، وذلك لاختلاف الاجتهاد، لذل فإن نقد البخاري لأحاديث في صحيح مسلم وغيره، أمر واضح وإيجابي، وهذا يعني أن هناك أحاديث عديدة في صحيح مسلم يخالفه فيها ا لنقاد، وإن الدفاع المستميت عن هذه الأحاديث يجعلنا أمام أمرين، أحدهما تقديس كل ما جاء في صحيح مسلم ونضرب بأقوال العلماء النقاد عرض الحائط، مع علمنا أن في هؤلاء اناقد من هو أعلم من مسلم وأكثر إتقانا لعلم العلل، والأمر الآخر، التسليم لكلام النقاد واعتقاد أ هناك بعض الأحاديث المرجوحة سندا أو متنا في صحيح مسلم، وهذا لا يضره، إذ إن الدفاع عن واضح الوهن نوع من الوهن، وإن الدفاع عن الصحيحين بتصحيح ما لا يصح يسء للصحيحين ويسيء للسنة، خذ مثالا على ذلك: حديث (ويأخذ الأرض بشماله) في صحيح مسلم، التي انفرد بها راو ضعيف، وقد ساقها مسلم للتنبيه عليها، وبيان علتها بعد أن أخرج الروايات الصحيحة، وهكذا فإن ما في صحيح مسلم من روايات محكوم بأنها معلّة أكثره من هذا الباب (وهو لبيان علتهاوالتنبيه عليها بعد إخراج المحفوظ)، ووهناك عدد قليل جدا لروايات اجتهد فيتصحيحها لكنها منتقدة عند كبار الحفاظ مثل حديث التربة وغيره، وهكذا فإنالكلام العلمي غير أ، يهرف الإنسان متحمسا ومثاله مثال من جاء ليكحلها فأعماها
وعودا على حديث التربة، فإن قول البخاري: (وقال بعضهم ... ) يشير بذلك إلى طرق أخرى صحيحة عنده رووها عت أبي هريرة عن كعب قوله، موقوفا، وانفراد الرواي عند مسلم في رفع الحديث، ومخالفته لمن أشار إليهم البخاري، يعزز ذلك، يفهم ذلك أهل الاختصاص ويجهلها المتحمسون للسنة عن جهل، ونُبتلى بهم في ضيف أفقهم
ومما يزيد الطين بلة، أن أمثال الأخ الحارثي يقول (معنى كلامه): لا يهمني يأن يكون القائل البخاري وأو البيهقي أو ابن حجر، المهم هو الدليل، وكأنهم يخبطون خبط عشواء، جهلوا وعلم هو، فرحم الله امرأ عرف قدر نفسه
وفق الله الجميع
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[05 - 06 - 10, 05:59 م]ـ
، فهو يعرف عقوبة من كذب على رسول الله أو كذّب بشيء مما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، والبخاريُّ رحمه الله تعالى أعرف من مسلم وغيره بعلل الحديث ..............
فمن الحماقة أن نطالبه أن يأتينا بالرِّواية التي أعلَّ هذه الرِّواية بها، لأنا صُحفيين رأينا بعض الكتب المطبوعة
لا أحد يقول أن المشكلة أن الإمام البخاري قال ما قاله كاذباً , و لكن قد يكون إعتمد على غيره ممن أخطأ فى ذلك , أو أخطأ هو نفسه , فهو بشر
و قد يكون الحق معه فيما قال , و الله أعلم
إذن الصواب بدلاً من هذا الجدال الذى يخرج الناس عن الإطار العلمي للنقاش العلمي أن نبحث فى قول البخاري رحمه الله و أن نرى أى الروايات أصح
رواية أبى هريرة عن كعب بهذا الحديث (يوم السبت) أو رواية أبى هريرة مرفوعاً لنفس الحديث بنفس لفظه و معناه
أو رواية عن كعب تذكر بداية الخلق يوم الأحد
و هذا هو الأسلوب العلمي للمفاضلة بين أحكام العلماء المختلفة
بدلا من التحيز لأحد الطرفين دون دليل ,
يجب عمل تخريج موسع للأسانيد المذكورة الموقوفان عن كعب و المرفوع و المقارنة بين مدى صحة كل منها و قوة طرقها
و البحث العلمي عن أدلة العلماء لا يمكن أن نسميه حماقة فهو من صيانة العلم و التيقن ,, لأن العلماء مهما بلغوا من العلم هم بشر يخطؤون و يسهون , و الله المستعان
ـ[الحارثي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 01:42 م]ـ
أين هو سند الرواية المزعومة عن كعب عن أبي هريرة؟ اذكروا لنا سنداً واحداً في أي كتاب من كتب الحديث! فإن لم تفعلوا -ولن تفعلوا- فاتقوا الله واعلموا أنه لا قيمة لأي زعم بلا دليل أو برهان!
وفيما يتعلق بكلام الأخ الشمالي فإنني أرجو أن يقرأ كلامي جيداً، قبل الرد وأرجو ألا يقولني أحد ما لم أقل .. وحقاً لقد طال الجدل حول هذ1ا الموضوع!
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[06 - 06 - 10, 02:08 م]ـ
نبحث فى قول البخاري رحمه الله و أن نرى أى الروايات أصح
رواية أبى هريرة عن كعب بهذا الحديث (يوم السبت) أو رواية أبى هريرة مرفوعاً لنفس الحديث بنفس لفظه و معناه
أو رواية عن كعب تذكر بداية الخلق يوم الأحد
و هذا هو الأسلوب العلمي للمفاضلة بين أحكام العلماء المختلفة
بدلا من التحيز لأحد الطرفين دون دليل ,
يجب عمل تخريج موسع للأسانيد المذكورة الموقوفان عن كعب و المرفوع و المقارنة بين مدى صحة كل منها و قوة طرقها
الحديث ليس مِن رواية كعب ولا مِن الإسرائيليات في شيء، بل هو مِن وضع إبراهيم بن أبي يحيى كما نبّه ابنُ المديني. والمحفوظ عن جميع الإسرائيليات أنّ بداية الخلق كانت يوم الأحد، وأنّ يوم السبت كان آخر يوم بعد الخلق وكان يوم راحة. وقد ردّ الله عليهم بقوله سبحانه {وما مسّنا مِن لغوب}.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167406 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167406)
¥(41/463)
ـ[الحارثي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 03:32 م]ـ
كلمة ابن المديني فيها إشكالات منها: أن إسماعيل بن أمية ثقة ثبت من رجال الشيخين، ثم هو بريء من وصمة التدليس! مما ينقض الرأي الذي رآه ابن المديني رحمه الله مع كل التقدير له
ولم يقل أحد من الأئمة الأعلام الذين عليهم المعول إن الحديث موضوع!
ولا زلت أقول: إن الحديث صحيح على شرط مسلم وليس فيه مطعن والحمد لله رب العالمين ..
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[06 - 06 - 10, 09:17 م]ـ
كلمة ابن المديني فيها إشكالات منها: أن إسماعيل بن أمية ثقة ثبت من رجال الشيخين، ثم هو بريء من وصمة التدليس! مما ينقض الرأي الذي رآه ابن المديني رحمه الله مع كل التقدير له
ولم يقل أحد من الأئمة الأعلام الذين عليهم المعول إن الحديث موضوع!
ولا زلت أقول: إن الحديث صحيح على شرط مسلم وليس فيه مطعن والحمد لله رب العالمين .. بارك الله فيك ..
يقول ابن حجر في نكته (2/ 271): ((قد يَخفَى على الحافظ بعض العلل في الحديث، فيحكم عليه بالصحة بمقتضى ما ظهر له. ويطّلع عليها غيرُه، فيردّ بها الخبر)). اهـ
وقد خفي على الإمام مسلم ما في هذا الحديث مِن علل في السند والمتن. وفطن إلى علة المتن ابنُ المديني والبخاريّ، فطلبَ كلٌّ منهما علَّة إسنادية يردّ بها الخبر. أمّا ابن المديني، فنصَّ على أنّ هذا حديث إبراهيم بن أبي يحيى، وذهبَ إلى أنّ الذي أخذه عنه هو إسماعيل بن أمية. وأمّا البخاري، فجعل الحمل فيه على أيوب بن خالد، ومال إلى أنه وهم في رفعه، وقال في تاريخه إنّ هذا الحديث يُروى عن كعب.
وما نصّ عليه ابنُ المدينيّ هو الأحرى بالقبول، لأنّ المرويّ عن كعب وغيره مِن أصحاب الإسرائيليات خلاف هذا. فإشارةُ ابنِ المديني إلى أنّ هذا الحديث معروفٌ عن إبراهيم بن أبي يحيى فيه تحديدٌ صريحٌ لمكمن الخلل. فقد سأله محمد بن يحيى الذهلي عن هذا الحديث، فساق إسنادَ ابن جريج وإسنادَ إبراهيم بن أبي يحيى. ثم قال (الأسماء والصفات للبيهقي 2/ 256): ((وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي يحيى)). اهـ
قلتُ: والذي أخذه عن ابن أبي يحيى ليس إسماعيل بن أمية وإنما ابن جريج فهو معروفٌ بالأخذ عنه. وقد فصَّلتُ هذا الأمر في موضوع "بيان علل حديث خلق التربة".
وأما قولك: ((إسماعيل بن أمية ثقة ثبت من رجال الشيخين، ثم هو بريء من وصمة التدليس)) فقد قاله قبلك المعلّمي والألباني - وهو مفهومٌ مِن صنيع الإمام مسلم - ولم ينتبهوا رحمهم الله إلى أنّ "إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد" لا يجيء! فلم يكُ أيوب مِن شيوخ إسماعيل! فهذا انقطاعٌ جليٌّ في السند، ويؤكّد أن ابن جريج إنما رَوَى عن إسماعيل بن أمية مِن كتاب ولم يسمع منه. فأسندَ حديث التربة عنه، وليس هو مِن حديث إسماعيل.
وأما قولك ((ولم يقل أحد من الأئمة الأعلام الذين عليهم المعول إن الحديث موضوع)). فغير صحيح:
1 - بل هو قول ابن المديني بنصِّه على أنّ هذا الحديث مأخوذٌ عن إبراهيم بن أبي يحيى، وإبراهيم كذّاب متروك وصفه الإمام أحمد بأنه يروي مناكير لا أصل لها، ووصمه ابن حبّان بالوضع.
2 - وهو قول ابن القيم أيضاً، فقد جعل هذا الحديث مِن الأحاديث الموضوعة وذلك في المنار المنيف (ص 43): ((وسئلتُ: هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط من غير أن ينظر في سنده؟)). فذَكَرَ مِن بين الأمور التي يُعرف بها الحديث الموضوع (ص 80): ((مخالفة الحديث صريح القرآن))، ومَثَّلَ له بعدّة أحاديث منها حديث خلق التربة (ص84).
وأما قولك: ((إن الحديث صحيح على شرط مسلم)). فهو مِمَّا خالف فيه الإمام مسلم صنيعَه في كتابه: فإنه لم يحتجّ بما يرويه ابن جريج عن إسماعيل بن أميّة، وإنما أخرج له عنه في المتابعات لا الأصول. فإذا به يجعل هذا الحديثَ أصلاً في باب (ابتداء الخلق وخلق آدم عليه السلام) وهو الحديث الوحيد في الباب!
والله أعلى وأعلم
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[08 - 06 - 10, 09:59 م]ـ
الأخ أحمد الأفطش بارك الله فيكم و زادك علماً
لم أكن قد قرأت بعد موضوعك الماتع حين كتبت مشاركتى السابقة , و أشكرك على كل الأدلة القاطعة و البراهين الساطعة التى أوردتها هناك
فهكذا يكون البحث العلمي المتين و الرصين فى هذا المجال ميدان العلل و الحكم على الحديث
و ياليتك تدلنا على كل الوسائل و المصادر التى تمكن كل منا أن يصنع ما صنعت أو أن يكون على هذا القدر من الدراية و التوسع فى مجال أدلة العلل , و ذلك فى موضوع أو مقال منفصل تضعه هنا فى الملتقى و فى غيره
الأخ الحارثى
أنصحك بقراءة موضوع الأخ الأفطش: (بيان علل حديث التربة) جيداً و بتأنى
قد يكون الحق معك بشأن خطأ البخاري (أو من أخذ عنه) فيما ذهب إليه فى تعليله المذكور فأنا أيضاً بحثت و لم أجد رواية أبى هريرة عن كعب لهذا الحديث
و لكن التعليل الصائب للحديث ستجده فى الموضوع المذكور
¥(41/464)
ـ[الحارثي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 10:11 م]ـ
جزاك الله خيراً ..
لقد قرأت كل ما كتب حول الموضوع وما زادني إلا بصيرة إن شاء الله تعالى!(41/465)
واجعلهن آخر ما تقول
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[14 - 09 - 04, 01:16 ص]ـ
في الحديث الصحيح أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال "إذا أتيت مضجعك ................. اللهم اسلمت نفسي إليك ........... واجعلهن آخر ما تقول"فهل المراد مطلقا أم من الأذكار وهل يشرع إعادته كلما تكلم المرء؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[14 - 09 - 04, 01:37 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (1/ 358)
(قوله (واجعلهن آخر ما تقول) في رواية الكشميهني من آخر وهي تبين أنه لا يمتنع أن يقول بعدهن شيئا مما شرع من الذكر عند النوم) انتهى.
وينظر حول رواية الكشميهني
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=38361#post38361
ـ[زكريا أبو مسلم]ــــــــ[14 - 09 - 04, 01:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
صحّ في روايات أخرى:"واجعلهن من آخر ما تتكلّم به " قال الشوكاني في نيل الأوطار في باب استحباب الوضوء لمن أراد النوم بعد ذكره لرواية الكشمهيني السابقة: "وهي تبين أنه لا يمتنع أن يقول بعدهن شيئًا من المشروع من الذكر " اهـ
وكذلك ما جاء في حديث عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وفيه: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من آخر ما يقول حين ينام وهو واضع يده على خدِّه الايمن وهو يرى انه ميِّت في ليلته تلك: ربَّ السموات السبع وربَّ العرش العظيم ربَّنا وربَّ كل شيء ..
فالاستحباب على أن يكون الذكر آخر ما يتلفظ به الإنسان حينما يخلو إلى نفسه للنوم ويأتي مضجعه بحيث لا يكون أحد يكلمه بعد ذلك. والله أعلم
محبكم زكريا أبو مسلم
ـ[أبوالمنهال الآبيضى]ــــــــ[14 - 09 - 04, 01:47 م]ـ
قال شيخنا محمد بن إسماعيل المقدَّم - حفظه الله تعالى - في " مختصر النصيحة " (ص 86): " فلا يتكلم بعدها بشيء من أحاديث الدنيا، فإن تحدث؛ أعادهن، ثم ينام، اقتداءً بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[15 - 09 - 04, 12:40 ص]ـ
وهل يشره قول لاإله إلا الله آخر شئ لأن من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة؟؟
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[15 - 09 - 04, 12:41 ص]ـ
وهل يشرع قول لاإله إلا الله آخر شئ لأن من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[15 - 09 - 04, 10:00 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا وجزاكم خيرا ولم يرد حديث صحيح في أن يكون آخر كلام المسلم عند نومه لاإله إلا الله.
ـ[عبد الرحمن حسين وهدان]ــــــــ[15 - 09 - 04, 11:13 ص]ـ
الحمد لله
يشرع القول بلا اله الا الله قبل النوم بناءا على الحديث الصحيح افضل الذكر لا اله الا الله فافضل الذكر بعد القران او سوى القران هي هذه الكلمة واما قول من قال لم يرد القول بها قبل النوم في حديث صحيح فاقول صح عن رسول صلى الله عليه وسلم انه كان اذا تضور من الليل قال لا اله الا الله الواحد القهار,,,,,,,,,,,,
والتضور هو التلوي الحاصل قبل النوم والله اعلم
ـ[أبوالمنهال الآبيضى]ــــــــ[15 - 09 - 04, 11:47 ص]ـ
ولم يرد حديث صحيح في أن يكون آخر كلام المسلم عند ..... .
فتنبه بارك الله فيك.(41/466)
لفظة وبركاته هل وردت في الصلاة
ـ[عبد الرحمن حسين وهدان]ــــــــ[14 - 09 - 04, 07:29 ص]ـ
ثبوت لفظة - و بركاته - في السلام الثاني
ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في (بلوغ المرام) حديث وائل بن حجر رضي الله عنه قال: " صليت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فكان يسلّم عن يمينه: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. و عن شماله: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته "
وقال: رواه أبو داود بإسناد صحيح.
لكن الشيخ الألباني رحمه الله علق عليه فقال (تمام المنة ص: 171): هو كما قال الحافظ رحمه الله، لكن ليس في النسخ التي وقفت عليها من " سنن أبي داود "زيادة (و بركاته) في التسليمة الثانية، و إنما هي في التسلينة الأولى فقط، و كذلك أخرجه الطيالسي من حديث ابن مسعود موقوفا بسند رجاله ثقات، و الطبراني في " الكبير "
(10191) مرفوعا، و لذلك رجّحت في " صفة صلاة النبي صلى الله عليه و سلم " أن لا تزاد هذه الزيادة في التسليمة الثانية حتى تثبت بطريق تقوم به الحجة. اهـ
قلت: حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ثابت من غير ذينك الوجهين؛ قال الأمير الصنعاني في (سبل السلام 1/ 309): راجعنا سنن ابن ماجة من نسخة صحيحة مقروءة فوجدنا فيه ما لفظه: (باب التسليم حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا عمر بن عبيد عن إسحاق عن الأحوص عن عبد الله " أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يسلم عن يمينه و عن شماله حتى يرى بياض خده: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته). اهـ
و الحديث رواه ابن خزيمة في (صحيحه 1/ 359) برقم (728) من طريقين؛ عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، و زياد بن أيوب، كلاهما عن عمر بن عبيد به. و لفظه:
" كان رسول الله صلى الله عليه و سلم، يسلم عن يمينه حتى يرى بياض خده (السلام عليكم و رحمة الله و بركاته)، و عن شماله حتى يبدو بياض خده (السلام عليكم و رحمة الله و بركاته) ".
و رواه ابن حزم في (المحلى 3/ 275) من طريق عبد الرزاق عن سفيان الثوري و معمر كلاهما عن حماد بن أبي سليمان عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال: " ما نسيت فيما نسيت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه كان يسلم عن يمينه: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، حتى يرى بياض خده، و عن يساره: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، حتى يرى بياض خده أيضا ".
و في (تلقيح الأفكار تخريج الأ ذ كار) لما ذكر النووي أن زيادة (و بركاته) زيادة فردة، ساق الحافظ طرقا عدة لزيادة (و بركاته) ثم قال: " فهذه عدة طرق تثبت بها (و بركاته) بخلاف ما يوهمه كلام الشيخ أنها رواية فردة " اهـ من (عون المعبود 1/ 381).
http://mehaya.jeeran.com/barakatouhou.htm
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 09 - 04, 07:33 ص]ـ
الشيخ الألباني رحمه الله أخطأ في تصحيحه لهذا الحديث وقد سبق بيانه في الملتقى في رسالة الشيخ سعيد المري، فلعلك تراجعه.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[14 - 09 - 04, 07:37 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3615&highlight=%C7%E1%E3%D1%ED
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3217&highlight=%C7%E1%E3%D1%ED(41/467)
تخريج أثر عن عمربن الخطاب رضي الله عنه في إراقة اللبن المشوب بالماء
ـ[أم باسل]ــــــــ[15 - 09 - 04, 11:21 م]ـ
المشايخ الأفاضل أرجو أن تعينوني على تخريج هذا الأثر بارك الله فيكم
جاء في فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (28/ 114): (مافعله عمر رضي الله عنه حيث رأى رجلا قد شاب اللبن بالماء المبيع فأراقه عليه، وهذا ثابت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ... )(41/468)
المَحْبَرَةُ وَالكَاغَدُ لِتَحقِيْقِ قِصَّةِ وَصِيَّةِ الرَّسُوْلِ لِغَامِدٍ
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[15 - 09 - 04, 11:59 م]ـ
المَحْبَرَةُ وَالكَاغَدُ لِتَحقِيْقِ قِصَّةِ وَصِيَّةِ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِغَامِدٍ
الحَمْدُ للهِ وَبَعْدُ؛
أَرْسَلَ إِلَيَّ أَحَدُ الأَحِبَّةِ عَنْ طَرِيْقِ البَرِيْدِ الإلكتروني يَسْأَلُ عَنْ صِحَّةِ قِصَّةٍ عُنْوِنَ لَهَا: " قِصَّةُ وَصِيَّةِ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِغَامِدٍ "، وَهَذَا تَحقِيْقٌ لَهَا.
نَصُّ القِصَّةِ:
عَنْ سُوَيْدِ بنِ الحَارِثِ قال: وَفَدْتُ سَابِعَ سَبْعَةٍ مِنْ قَوْمِي عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ، وَكَلَّمْنَاهُ، أَعْجَبَهُ مَا رَأَى مِنْ سَمْتِنَا وَزِيِِّنَا، فَقَالَ: " مَاأَنْتُمْ؟ " قُلْنَا: " مُؤْمِنُونَ "، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: " إِنَّ لِكُلِ قَوْلٍ حَقِيقَةً، فَمَا حَقِيقَةُ قَوْلِكُمْ وَإِيمَانِكُمُ؟ " قُلْنَا: " خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً، خَمْسٌ مِنْهَا أَمَرْتَنَا بِهَا رُسُلُكَ أَنْ نُؤْمِنَ بِهَا، وَ خَمْسٌ أَمَرْتَنَا أََنْ نَعْمَلَ بِهَا، وَخَمْسٌ تَخَلَّقْنَا بِهَا فِي الجَاهِلِيَّةِ، فَنَحْنُ عَلَيْهَا الآنَ، إِلا أَنْ تُكْرَهَ مِنْهَا شَيْئاً، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَا الخَمْسُ الَّتِي أَمَرْتْكُم بِهَا رُسُلي أَنْ تُؤْمِنُوا بِهَا؟ "، قُلْنَا: " أَمَرْتَنَا أَنْ نُؤْمِنْ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسِلِهِ، وَالبَعْثِ بَعْدَ المَوْتِ "، قَالَ: " وَمَا الخَمْسُ الَّتِي أَمَرْتُكُم أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا؟ "، قُلْنَا: " أَمَرْتَنَا أَنْ نَقُوْلَ: " لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، وَنُقِيْمَ الصَّلاَةَ، وَنُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَنَصُوْمَ رَمَضَانَ، ونَحُجَّ البَيْتَ الحَرَامِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيْلاً "، فَقَالَ: " وَمَا الخَمْسُ الَّتِي تَخَلَّقْتُم بِهَا فِي الجَاهِلِيَّةِ؟ "، قَالُوْا: " الشُّكْرُ عِنْدَ الرَّخَاءِ، وَ الصَّبْرُ عِنْدَ البَلاَءِ، وَالرِّضَى بِمُرِّ القَضَاءِ، وَالصِّدْقُ فِي موَاطنِ اللِّقَاءِ، وَتَرْكُ الشَّمَاتَةِ بِالأَعْدَاءِ "، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حُكَمَاءُ عُلَمَاءُ كَادُوا مِنْ فِقههم أَنْ يَكُوْنُوا أَنْبِيَاءَ "، ثُمّ قَالَ: " وَأَنَا أَزِيْدُكُم خَمْساً، فَتَتِمُّ لَكُم عِشْرُوْنَ خَصْلَةً إِنْ كُنْتُمْ كَمَا تَقُوْلُوْنَ، فَلا تَجَمَّعُوا مَا لا تَأْكُلُوْنَ، وَلا تَبْنُوا مَا لا تَسْكُنُونَ، وَلا تُنَافَسُوا فِي شَيْءٍ أَنْتُم عَنْهُ غَداً تَزُولُونَ، وَاتَّقُوا اللهَ الذي إِلَيْهِ تُرْجِعُوْنَ وَعَلَيْهِ تُعْرَضُون، وَ ارْغَبُوا فِيمَا تَقْدمُونَ، وَفِيهِ تَخْلُدُونَ "، فَانْصَرَفَ القَوْمُ مِنْ عِنْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَفِظُوا وَصِيَّتَهُ، عَمِلُوا بِهَا.
تَخْرِيْجُها:
أَخْرَجَهَا أَبُو نُعَيْمٍ فِي " مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ " بِسَنَدِهِ كَمَا فِي " زَادِ المَعَادِ " (3/ 672 – 673) لِلإِمَامِ ابْنِ القيِّمِ، وَالحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيْخِ دِمَشْقَ " (41/ 198 – 201) عِنْدِ تَرْجَمَةِ عَلْقَمَةَ بنِ يَزِيْدَ بنِ سُوَيْدٍ الأَزْدِيِّ، وَابْنُ الأَثِيْرِ فِي " اُسْدِ الغَابَةِ " (2/ 487 – 488) عِنْدِ تَرْجَمَةِ سُوَيْدِ بنِ الحَارِثِ، وَالحَافِظُ ابْنُ كَثِيْرٍ فِي " البدَايَةِ وَ النّهَايَةِ " (5/ 94)، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " الإِصَابَةِ " (3/ 151) عِنْدِ تَرْجَمَةِ سُوَيْدِ بنِ الحَارِثِ مِنْ طَرِيْقِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بنُ يَزِيْدَ بنِ سُوَيْدٍ الأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي سُوَيْدِ بنِ الحَارِثِ: ... فَذَكَرَهُ.
¥(41/469)
وَالقِصَّةُ ضَعِيْفَةُ السِّنْدِ، فِي سَنَدِهَا عَلْقَمَةُ بنُ يَزِيْدَ بنِ سُوَيْدٍ الأَزْدِيُّ، قَالَ عَنهُ الذَّهَبِيِّ فِي " مِيْزَانِ الاعْتِدَالِ " (3/ 108): " عَلْقَمَةُ بنُ يَزِيْدَ بنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ. لاَ يُعْرَفُ، وَأَتَى بِخَبَرٍ مُنْكَرٍ، فَلا يُحْتَجُّ بِهِ ".ا. هـ.
وَأَظُنُّ الحَافِظَ الذَّهَبِيَّ يَعْنِي هَذَا الخَبَرَ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
وَقَالَ الذَّهَبِيِّ فِي " التَّجْرِيدِ " (1/ 248) عِنْدَ تَرْجَمَةِ سُوَيْدِ بنِ الحَارِثِ: " لَهُ وِفَادَةٌ، إِسْنَادُهُ مَجْهُوْلٌ ".ا. هـ.
وَضَعَّفَ القِصَّةَ مُحَقِّقا زَادِ المَعَادِ (3/ 673).
تَنْبِيْهٌ:
ذَكَرْتُ فِي بدَايَةِ البَحْثِ أَنّ القِصَّةَ عُنْوِنَ لَهَا: " قِصَّةُ وَصِيَّةِ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِغَامِدٍ "، وَسِيَاقُهَا إِنَّمَا فِي الأَزْدِ، وَقَدْ بَوَّبَ لَهَا الإِمَامُ ابْنُ القيِّمِ فِي زَادِ المَعَادِ " فَقَالَ: " فَصْلٌ فِي قُدُوْمِ وَفدِ الأَزْدِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وَالفَصْلُ الَّذِي قَبْلَهُ بَوَّبَ لَهُ: " فَصْلٌ فِي قُدُوْمِ وَفدِ غَامِدٍ ".
فَلاَ أَدْرِي هَلْ تَعَمَّدَ مَنْ عَنْوَنَ لِهَذِهِ القِصَّةِ وَضَعَ هَذَا العُنْوَان؟ لأَنَّهُ غَامِدِيُّ، وَيُرِيْدُ بِذَلِكَ الثَّنَاءَ عَلَى قَبِيْلَةِ غَامِدٍ كَمَا صَحَّفَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى المَعْنَى دُوْنَ اللَّفْظِ عِنْدَمَا قَالَ: " نَحْنُ قَوْمٌ لَنَا شَرفٌ مِنْ عَنَزَةَ ".
قَالَ ابْنُ الصَّلاَحِ فِي " مَعْرِفَةِ أَنْوَاعِ عِلْمِ الحَدِيْثِ " (ص 254): " َيُرِيْدُ مَا رُوِي: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى إِلَى عَنَزَةَ " فَتَوَهَّمَ أَنَّهُ صَلَّى إِلَى قَبِيلَتِهِمْ، وَإِنَّمَا العَنَزَةُ هَاهُنَا حَرْبَةٌ نُصِبْتَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَصَلَّى إِلَيْهَا ".ا. هـ.
المَحْبَرَةُ وَالكَاغَدُ لِتَحقِيْقِ قِصَّةِ وَصِيَّةِ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِغَامِدٍ ( http://alsaha.fares.net/sahat?128@181.UUalnahOlgV.0@.1dd6488c)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[18 - 09 - 04, 09:57 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم على ما تفضلت به من بيان لحال هذه الرواية المشهورة في كتب السير
وأما الإشكال الذي ذكرته في نهاية البحث بقولك (ذَكَرْتُ فِي بدَايَةِ البَحْثِ أَنّ القِصَّةَ عُنْوِنَ لَهَا: " قِصَّةُ وَصِيَّةِ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِغَامِدٍ "، وَسِيَاقُهَا إِنَّمَا فِي الأَزْدِ، وَقَدْ بَوَّبَ لَهَا الإِمَامُ ابْنُ القيِّمِ فِي زَادِ المَعَادِ " فَقَالَ: " فَصْلٌ فِي قُدُوْمِ وَفدِ الأَزْدِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وَالفَصْلُ الَّذِي قَبْلَهُ بَوَّبَ لَهُ: " فَصْلٌ فِي قُدُوْمِ وَفدِ غَامِدٍ ".
فَلاَ أَدْرِي هَلْ تَعَمَّدَ مَنْ عَنْوَنَ لِهَذِهِ القِصَّةِ وَضَعَ هَذَا العُنْوَان؟ لأَنَّهُ غَامِدِيُّ، وَيُرِيْدُ بِذَلِكَ الثَّنَاءَ عَلَى قَبِيْلَةِ غَامِدٍ كَمَا صَحَّفَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى المَعْنَى دُوْنَ اللَّفْظِ عِنْدَمَا قَالَ: " نَحْنُ قَوْمٌ لَنَا شَرفٌ مِنْ عَنَزَةَ ".)
فيحتمل أنه يقصد بذلك أن غامد من الأزد كما هو معروف في كتب الأنساب
فغامد هو ابن عبد الله بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد.
وقد يجاب عن هذا بأن وفود الأزد متعددة فقد جاء كذلك في السير وفد الأزد من جرش ومن دبا
قال ابن سعد في الطبقات (1/ 337)
(وفد الأزد)
¥(41/470)
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عمرو بن زهير الكعبي عن منير بن عبد الله الأزدي قال قدم صرد بن عبد الله الأزدي في بضعة عشر رجلا من قومه وفدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلوا على فروة بن عمرو فحياهم وأكرمهم وأقاموا عنده عشرةأيام وكان صرد أفضلهم فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه وأمره أن يجاهد بهم من يليه من أهل الشرك من قبائل اليمن فخرج حتى نزل جرش وهي مدينة حصينة مغلقة وبها قبائل من اليمن قد تحصنوا فيها فدعاهم إلى الإسلام فأبوا فحاصرهم شهرا وكان يغير على مواشيهم فيأخذها ثم تنحى عنهم إلى جبل يقال شكر فظنوا أنه قد انهزم فخرجوا في طلبه فصف صفوفه فحمل عليهم هو والمسلمون فوضعوا سيوفهم فيهم حيث شاؤوا وأخذوا من خيلهم عشرين فرسا فقاتلوهم عليها نهارا طويلا وكان أهل جرش بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين يرتادان وينظران فأخبرهما رسول الله بملتقاهم وظفر صرد بهم فقدم رجلان على قومهما فقصا عليهم القصة فخرج وفدهم حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا فقال مرحبا بكم أحسن الناس وجوها وأصدقه لقاء وأطيبه كلاما وأعظمه أمانة أنتم مني وأنا منكم وجعل شعارهم مبرورا وحمى لهم حمى حول قريتهم على أعلام معلومة.
---------
وقال ابن حجر في الإصابة
وذكر الواقدي في كتاب الردة وفد الأزد من دبا مقرين بالإسلام أي بموحدة خفيفة فبعث النبي صلى الله عليه وسلم عليهم حذيفة بن اليمان الأزدي مصدقا.
ودبا هنا قال بعضهم إنها دبي الموجودة الآن في الأمارات.
ولكن حول وفد الأزد الذين قدموا وعلى رأسهم صرد بن عبدالله الأزدي فقد ذهب بعض المؤرخين المتأخرين- وهو شيخي وابن عم الوالد الشيخ محمد بن سعد الفقيه البَرِكي (1) - إلى ان المقصود بهم وفد غامد من بلجرشي! واستدل على ذلك بعدة أدلة ولايسلم له ما ذهب إليه،
وقد حصل بينه وبين بعض المعاصرين عدد من الردود حول هذه المسألة ومنهم حمد الجاسر وعبدالقدوس الأنصاري وغيرهم وهي منشورة في عدد من المجلات.
فلعل هذا من الأسباب التي جعلت الأ خ السائل يذكر هذا الأمر، والله أعلم.
-------------------
(1) وهو أبو عبدالله محمد بن سعد الفقيه البركي (نسبة إلى قريتنا البركة) الغامدي الشافعي حفظه الله وبارك في عمره.
وهو من المشايخ المعمرين (فعمره الآن قريبا من الثمانين عاما ومولده تقريبا 1346) وله اطلاع واسع على كتب السير والتواريخ وله كذلك عدة مؤلفات وأبحاث شرعية وقد طبع بعضها وقد جمع بعض الإخوة مقالاته في ثلاث مذكرات.
وهو فقيه شافعي وقد درس على عدد من المشايخ في بلدتنا بلجرشي (وكانوا يذهبون لطلب العلم إلى مدينة زبيد) فقرأ على بعضهم إرشاد الفحول وبلوغ المرام وغيرها وقد درس كذلك على الشيخ ابن باز رحمه الله في مدينة الخرج ولازمه مدة وهو فرضي مجيد وله مؤلف فيه، وله كذلك عناية بعلم الفلك وقد أخذت عنه أشياء من هذا العلم ومنه تعلمت عمل التقويم الهجري على طريقة الحساب، والشيخ الآن يسكن في مدينة جدة، نسأل الله أن يبارك فيه ويحفظه.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 09 - 04, 05:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا
(ودبا هنا قال بعضهم إنها دبي الموجودة الآن في الأمارات.
)
قول هذا القائل ليس بشيء
ودبا هي التي في ساحل عمان وتقع الان ضمن حدود دولة الامارات
(الفجيرة)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[18 - 09 - 04, 06:22 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل والذي ذكر لي هذا هو المترجم له سابقا، والأمر كما تفضلت سلمك الله فقد بحثت عن دبا فوجدت الأمر كما ذكرت.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 09 - 04, 07:12 م]ـ
شيخنا الفقيه الحبيب
بارك الله فيك
وأنا قصدت القول وانه ليس بشيء ومعذرة فلم أكن أعرف ان القائل هو الشيخ الفاضل البركي الشافعي وفقه الله
فانتم ذكرتم (قال بعضهم
اعتذر عن العبارة
فائدة
في في سلطنةعمان
(ولاية دبا هي المدينة الثالثة في المحافظة لها شهرتها التاريخية والحضارية تقع ولاية دبا في جنوب شرق محافظة مسندم وتقدر مساحتها بمائتي كيلومتر مربع اما عدد سكانها فيبلغ حوالي 5876 نسمة ويبلغ عدد قراها والمناطق التابعة للولاية مائة واربع عشرة قرية وولاية دبا كغيرها من ولايات السلطنة لا تخلو من المعالم التاريخية التي تحكي عن شهرتها ومكانتها حيث توجد بها قلعتان الاولى معروفة بقلعة بسطان والثانية قلعة الشيخ محمد بن صالح الكمزاري وهو احد الشيوخ المشهورين بالولاية وبها حصن قديم وهو حصن البيعة وحصن الحاجر وسور قديم معروف بسور بني شامس ومقبرة تاريخية وهي مقبرة امير الجيوش الا انه بفعل عوامل الطبيعة من نحت وتعرية وتصدع وغيرها هدمت جوانب واجزاء من هذه المعالم التي تعكس تاريخ الولاية.
)
انتهى
وشمال الخور (تسمى خورفكان) = دبا في الامارات على حدود عمان
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 09 - 04, 07:18 م]ـ
(فقد ذهب بعض المؤرخين المتأخرين- وهو شيخي وابن عم الوالد الشيخ محمد بن سعد الفقيه البَرِكي (1) - إلى ان المقصود بهم وفد غامد من بلجرشي! واستدل على ذلك بعدة أدلة ولايسلم له ما ذهب إليه)
انتهى
على كل حال يظل احتمال وغامد من الأزد - كما بينتم ووضحتم
بل غامد من سادات الأزد
¥(41/471)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 09 - 04, 11:10 م]ـ
كَمَا صَحَّفَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى المَعْنَى دُوْنَ اللَّفْظِ عِنْدَمَا قَالَ: " نَحْنُ قَوْمٌ لَنَا شَرفٌ مِنْ عَنَزَةَ ".
قَالَ ابْنُ الصَّلاَحِ فِي " مَعْرِفَةِ أَنْوَاعِ عِلْمِ الحَدِيْثِ " (ص 254): " َيُرِيْدُ مَا رُوِي: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى إِلَى عَنَزَةَ " فَتَوَهَّمَ أَنَّهُ صَلَّى إِلَى قَبِيلَتِهِمْ، وَإِنَّمَا العَنَزَةُ هَاهُنَا حَرْبَةٌ نُصِبْتَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَصَلَّى إِلَيْهَا ".ا. هـ.
قال الذهبي في السير 12/ 125: وقال الخطيب كان صدوقا ورعا، وقال في موضع: آخر كان ثقة ثبتا احتج به سائر الأئمة ويروي أن أبا موسى مزح مرة فقال نحن قوم لنا شرف صلى إلينا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.اهـ
وهذه الحكاية تناقلتها كتب المصطلح، وتروى عن الدارقطني كما وذكرها الخطيب في الجامع 1/ 295 عن الدارقطني أن محمد بن المثنى ... ولعلها تحتاج إلى زيادة بحث.
الأخ الفاضل عبد الله زقيل: كتابة العنوان بالحركات، يسبب مشكلة في البحث عنه بعد مدة، فلو كتب العنوان، أو جزء منه بدون الحركات في محرك البحث تعذر الوصول إليه بل لابد من المطابقة تماما.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[19 - 09 - 04, 08:25 ص]ـ
الشيخُ الفاضلُ عبدُ الرحمن الفقيه.
جزاكَ اللهُ خيراً على إضافتك، ولكن كتبُ السير تفرقُ بين الأزدِ وغامد، وهذا ظاهرٌ من فعلِ ابنِ القيم رحمهُ اللهُ، فقد فرق بينهما في الزادِ.
الأخُ عبد الرحمن السديس
أحاولُ إن شاء اللهُ.
وجزاكَ اللهُ خيراً على التنبيه.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 09 - 04, 09:02 ص]ـ
شيخنا الفاضل عبد الله زقيل وفقه الله
تقصدون أن كتب السير فرقت بين وفد غامد ووفد الأزد
وهذا ملحظ حسن وجيد ومتمسك قوي
ولكن غامد من الأزد كما أن دوس من الأزد وهكذا
وقد ذكروا وفد دوس وذكروا وفودا من الأزد
في طبقات ابن سعد
(ثم سرية الطفيل بن عمرو الدوسي إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة الدوسي في شوال سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم السير إلى الطائف بعث الطفيل بن عمرو إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة الدوسي يهدمه وأمره أن يستمد قومه ويوافيه بالطائف فخرج سريعا إلى قومه فهدم ذا الكفين وجعل يحش النار في وجهه ويحرقه ويقول
يا ذا الكفين لست من عبادكا
ميلادنا أقدم من ميلادكا
إني حششت النار في فؤادكا
قال وانحدر معه من قومه أربعمائة سراعا فوافوا النبي صلى الله عليه وسلم بالطائف بعد مقدمه بأربعة أيام وقدم بدبابة ومنجنيق وقال يا معشر الأزد من يحمل رايتكم فقال الطفيل من كان يحملها في الجاهلية النعمان بن بازية اللهبي قال أصبتم
)
ولهب أيضا من الأزد فغامد ودوس ولهب كلهم من الأزد
وقوله الأزد هنا المراد بهم هولاء ومن في نواحيهم
والا فقبيلة الأزد كبيرة
ولعل الذي حمل الشيخ البركي وفقه الله على ذلك أمور من ذلك
(جرش) فلعله حمل جرش على بلجرشي
فان كان الشيخ أراد ذلك فلعل المؤرخين عبد القدوس وحمد الجاسر وو ...
قد تعقبوه في هذا
ولكن لكلام الشيخ (ان كان قد قال ذلك) وجه
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[19 - 09 - 04, 09:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وهذا هو دليله فيما ذهب إليه وكذلك جبل شكر فهناك منطقة عندنا تسمى شكران فذهب إلى أنها هي
وتجد تعقيب حمد الحاسر عليه في نهاية كتابه سراة غامد وزهران
وهذه صورة ما كتبه الشيخ محمد حفظه الله بخط يده في تعقبه على الجاسر
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[19 - 09 - 04, 09:29 ص]ـ
وهذه الصفحة (2 - 4)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[19 - 09 - 04, 09:34 ص]ـ
(3 - 4)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[19 - 09 - 04, 09:37 ص]ـ
(4 - 4)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 09 - 04, 10:13 ص]ـ
شيخنا الحبيب الفقيه
جزاكم الله خيرا
كما توقعت
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 09 - 04, 10:44 ص]ـ
مما يؤيد ما ذكره الشيخ محمد بن سعد أن في حديث وفد الأزد ما جاء في الحديث (وجعل شعارهم مبرورا)
وفي حديث وفد دوس
(أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن أبي سلمة قال قال أبو هريرة قيل يا رسول الله ادع على دوس فقال اللهم اهد دوسا وأت بها رجع الحديث الى حديث طفيل قال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرج الى قومك فادعهم وارفق بهم فخرجت إليهم فلم أزل بأرض دوس أدعوها حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة ومضى بدر وأحد والخندق ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن أسلم من قومي ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر حتى نزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتا من دوس ثم لحقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فأسهم لنا مع المسلمين وقلنا يا رسول الله اجعلنا ميمنتك واجعل شعارنا مبرورا ففعل فشعار الأزد كلها الى اليوم مبرور)
انتهى المراد منه
ومما يؤيد ذلك أيضا
ماذكره الشيخ عن فتوح البلدان
(تبالة وجرش حدثني بكر بن الهيثم عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: أسلم أهل تبالة وجرش عن غير قتال.
فأقرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما أسلموا عليه وجعل على كل حالم ممن بهما من أهل الكتاب دينارًا واشترط عليهم ضيافة المسلمين وولى أبا سفيان بن حرب جرش)
فيتبين من هذا انه كان بديارهم نصارى وديار غامد ليس بها نصارى
فدل هذا على ان جرش التي في حديث صرد غير جرش التي في حديث الزهري
وجرش كما يقولون تحت
بينما جرش (بلجرشي) بين الجبال
ولكن هناك اشكالات من ذلك
(وأمره أن يجاهد بهم من يليه من أهل الشرك من قبائل اليمن فخرج حتى نزل جرش وهي مدينة حصينة مغلقة وبها قبائل من اليمن قد تحصنوا فيها)
وجرش (بلجرشي) لم يكن بها قبائل متعددة من قبائل اليمن
بينما جرش (التي في الجنوب) كان بها قبائل متعددة
ويمكن التخلص من هذا الاشكال كما سياتي
يتبع
¥(41/472)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 09 - 04, 10:49 ص]ـ
رأيت من المناسب أن اذكر نص حديث وفد دوس
(الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون الدوسي وكان له حلف في قريش قال كان الطفيل بن عمرو الدوسي رجلا شريفا شاعرا كثير الضيافة فقدم مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بها فمشى اليه رجال من قريش فقالوا يا طفيل إنك قدمت بلادنا وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا وفرق جماعتنا وشتت أمرنا وإنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل وبين أبيه وبين الرجل وبين أخيه وبين الرجل وبين زوجته إنما نخشى عليك وعلى قومك مثل ما دخل علينا فلا تكلمه ولا تسمع منه قال الطفيل فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئا ولا أكلمه فغدوت الى المسجد وقد حشوت أذني كرسفا يعني قطنا فرقا من أن يبلغني شيء من قوله حتى كان يقال لي ذو القطنتين قال فغدوت يوما الى المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي عند الكعبة فقمت قريبا منه فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله فسمعت كلاما حسنا فقلت في نفسي واثكل أمي والله إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى على الحسن من القبيح فما يمنعني من أن أسمع من هذا الرجل ما يقول فإن كان الذي يأتي به حسنا قبلته وإن كان قبيحا تركته فمكثت حتى انصرف الى بيته ثم اتبعته حتى إذا دخل بيته دخلت معه فقلت يا محمد إن قومك قالوا لي كذا وكذا للذي قالوا لي فوالله ما تركوني يخوفوني أمرك حتى سددت أذني بكرسف لأن لا أسمع قولك ثم إن الله أبى إلا أن يسمعنيه فسمعت قولا حسنا فاعرض علي أمرك فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام وتلا عليه القران فقال لا والله ما سمعت قولا قط أحسن من هذا ولا أمرا أعدل منه فأسلمت وشهدت شهادة الحق فقلت يا نبي الله إني امرؤ مطاع في قومي وأنا راجع إليهم الى الإسلام فادع الله أن يكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه فقال اللهم اجعل له اية قال فخرجت الى قومي حتى إذا كنت بثنية تطلعني على الحاضر وقع نور بين عيني مثل المصباح فقلت اللهم في غير وجهي فإني أخشى أن يظنوا أنها مثلة وقعت في وجهي لفراق دينهم فتحول النور فوقع في رأس سوطي فجعل الحاضر يتراءون ذلك النور في سوطي كالقنديل المعلق فدخل بيته قال فأتاني أبي فقلت له إليك عني يا أبتاه فلست مني ولست منك قال ولم يا بني قلت إني أسلمت واتبعت دين محمد قال يا بني ديني دينك قال فقلت فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك ثم جاء فعرضت عليه الإسلام فأسلم ثم أتتني صاحبتي فقلت لها إليك عني فلست منك ولست مني قالت ولما بأبي أنت قلت فرق بيني وبينك الإسلام إني أسلمت وتابعت دين محمد قالت فديني دينك قلت فاذهبي الي حسي ذي الشرى فتطهري منه وكان ذو الشرى صنم دوس والحسي حمى له يحمونه وبه وشل من ماء يهبط من الجبل فقالت بأبي أنت أتخاف على الصبية من ذي الشرى شيئا قلت لا أنا ضامن لما أصابك قال فذهبت فاغتسلت ثم جاءت فعرضت عليها الإسلام فأسلمت ثم دعوت دوسا الى الإسلام فأبطأوا علي ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فقلت يا رسول الله قد غلبتني دوس فادع الله عليهم فقال اللهم اهد دوسا قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن أبي سلمة قال قال أبو هريرة قيل يا رسول الله ادع على دوس فقال اللهم اهد دوسا وأت بها رجع الحديث الى حديث طفيل قال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرج الى قومك فادعهم وارفق بهم فخرجت إليهم فلم أزل بأرض دوس أدعوها حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة ومضى بدر وأحد والخندق ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن أسلم من قومي ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر حتى نزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتا من دوس ثم لحقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فأسهم لنا مع المسلمين وقلنا يا رسول الله اجعلنا ميمنتك واجعل شعارنا مبرورا ففعل فشعار الأزد كلها الى اليوم مبرور قال الطفيل ثم لم أزل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فتح الله مكة فقلت يا رسول الله ابعثني الى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة حتى أحرقه فبعثه إليه فأحرقه وجعل الطفيل يقول وهو يوقد النار عليه وكان من خشب
يا ذا الكفين لست من عبادك
ميلادنا أقدم من ميلادك
أنا حششت النار في فؤادك
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن محمد بن إسحاق أن الطفيل بن عمرو كان له صنم يقال له ذو الكفين فكسره وحرقه بالنار وقال
يا ذا الكفين لست من عبادك
ميلادنا أقدم من ميلادك
أنا حشوت النار في فؤادك
رجع الحديث الى حديث الطفيل الأول قال فلما أحرقت ذا الكفين بان لمن بقي ممن تمسك به أنه ليس على شيء فأسلموا جميعا ورجع الطفيل بن عمرو الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان معه بالمدينة حتى قبض فلما ارتدت العرب خرج مع المسلمين فجاهد حتى فرغوا من طليحة وأرض نجد كلها ثم سار مع المسلمين الي اليمامة ومعه ابنه عمرو بن الطفيل فقتل بن الطفيل بن عمرو باليمامة شهيدا وجرح ابنه عمرو بن الطفيل وقطعت يده ثم استبل وصحت يده فبينا هو عند عمر بن الخطاب إذ أتي بطعام فتنحي عنه فقال عمر ما لك لعلك تنحيت لمكان يدك قال أجل قال والله لا أذوقه حتى تسوطه بيدك فوالله ما في القوم أحد بعضه في الجنة غيرك ثم خرج عام اليرموك في خلافة عمر بن الخطاب فقتل شهيدا
)
يتبع
¥(41/473)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 09 - 04, 11:15 ص]ـ
واذا قلنا بالفرق بين جرش الجنوب وجرش
(قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن يحيى عن غير واحد من أهل العلم قالوا كان عروة بن مسعود غائبا عن الطائف حين حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم كان بجرش يتعلم عمل الدبابات والمنجنيق)
فأحسب ان جرش هنا هي = بلجرشي وهي من أعمال الطائف
(هذا اذا قلنا بالفرق)
يتبع
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 09 - 04, 06:04 ص]ـ
في كتاب معجم المعالم الجغرافية للبلادي
(جُرَشُ
بضم الجيم وفتح الراء وآخره شين معجمة:
جاءت في النص الذي قدمناه في " أبين " وهي مدينة عظيمة كانت قائمة إلى القرن الرابع، وفي عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كانت تعتبر من المدن المتطورة عسكريا إذ جاء أن بعض الصحابة كانوا بجرش أثناء حصار الطائف يتدربون على الدبابات والمجانيق.
ثم اندثرت جرش، وتوجد آثارها اليوم قرب خميس مشيط، وهي معروفة هناك كان طريق الحاج اليمني السروي والحضرمي يمر بجرش، وكان الطريق الذي يمر بها يسمى " درب البخور ". وكانت من بلاد مذحج، ثم نزلتها عنز بن وائل وهي اليوم من بلاد شهران من خثعم
)
انتهى
يتبع
قوله كانت قائمة إلى القرن الرابع لعله أخذه من ذكر الهمداني له
قوله (وفي عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كانت تعتبر من المدن المتطورة عسكريا) قد ذكرت الراوية التي ذكرها
قوله
(ثم نزلتها عنز بن وائل) قاله بناء على ما جاء في كتاب الهمداني وسيأتي بيانه
يتبع
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[23 - 09 - 04, 03:47 م]ـ
جزاكم اللهُ خيراً على النقاشِ العلمي المثمرِ.
ـ[أبو حفص الدبوي]ــــــــ[23 - 09 - 04, 04:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
فائدة:
دبا كانت مدينة واحدة لكنها جزئت فيما بعد الى دبا الحصن (الشارقة-الامارات)، ودبا البيعة (عمان)، ودبا الفجيرة-الامارات.(41/474)
المَحْبَرَةُ وَالكَاغَدُ لِتَحقِيْقِ قِصَّةِ وَصِيَّةِ الرَّسُوْلِ لِغَامِدٍ
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[15 - 09 - 04, 11:59 م]ـ
المَحْبَرَةُ وَالكَاغَدُ لِتَحقِيْقِ قِصَّةِ وَصِيَّةِ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِغَامِدٍ
الحَمْدُ للهِ وَبَعْدُ؛
أَرْسَلَ إِلَيَّ أَحَدُ الأَحِبَّةِ عَنْ طَرِيْقِ البَرِيْدِ الإلكتروني يَسْأَلُ عَنْ صِحَّةِ قِصَّةٍ عُنْوِنَ لَهَا: " قِصَّةُ وَصِيَّةِ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِغَامِدٍ "، وَهَذَا تَحقِيْقٌ لَهَا.
نَصُّ القِصَّةِ:
عَنْ سُوَيْدِ بنِ الحَارِثِ قال: وَفَدْتُ سَابِعَ سَبْعَةٍ مِنْ قَوْمِي عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ، وَكَلَّمْنَاهُ، أَعْجَبَهُ مَا رَأَى مِنْ سَمْتِنَا وَزِيِِّنَا، فَقَالَ: " مَاأَنْتُمْ؟ " قُلْنَا: " مُؤْمِنُونَ "، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: " إِنَّ لِكُلِ قَوْلٍ حَقِيقَةً، فَمَا حَقِيقَةُ قَوْلِكُمْ وَإِيمَانِكُمُ؟ " قُلْنَا: " خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً، خَمْسٌ مِنْهَا أَمَرْتَنَا بِهَا رُسُلُكَ أَنْ نُؤْمِنَ بِهَا، وَ خَمْسٌ أَمَرْتَنَا أََنْ نَعْمَلَ بِهَا، وَخَمْسٌ تَخَلَّقْنَا بِهَا فِي الجَاهِلِيَّةِ، فَنَحْنُ عَلَيْهَا الآنَ، إِلا أَنْ تُكْرَهَ مِنْهَا شَيْئاً، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَا الخَمْسُ الَّتِي أَمَرْتْكُم بِهَا رُسُلي أَنْ تُؤْمِنُوا بِهَا؟ "، قُلْنَا: " أَمَرْتَنَا أَنْ نُؤْمِنْ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسِلِهِ، وَالبَعْثِ بَعْدَ المَوْتِ "، قَالَ: " وَمَا الخَمْسُ الَّتِي أَمَرْتُكُم أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا؟ "، قُلْنَا: " أَمَرْتَنَا أَنْ نَقُوْلَ: " لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، وَنُقِيْمَ الصَّلاَةَ، وَنُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَنَصُوْمَ رَمَضَانَ، ونَحُجَّ البَيْتَ الحَرَامِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيْلاً "، فَقَالَ: " وَمَا الخَمْسُ الَّتِي تَخَلَّقْتُم بِهَا فِي الجَاهِلِيَّةِ؟ "، قَالُوْا: " الشُّكْرُ عِنْدَ الرَّخَاءِ، وَ الصَّبْرُ عِنْدَ البَلاَءِ، وَالرِّضَى بِمُرِّ القَضَاءِ، وَالصِّدْقُ فِي موَاطنِ اللِّقَاءِ، وَتَرْكُ الشَّمَاتَةِ بِالأَعْدَاءِ "، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حُكَمَاءُ عُلَمَاءُ كَادُوا مِنْ فِقههم أَنْ يَكُوْنُوا أَنْبِيَاءَ "، ثُمّ قَالَ: " وَأَنَا أَزِيْدُكُم خَمْساً، فَتَتِمُّ لَكُم عِشْرُوْنَ خَصْلَةً إِنْ كُنْتُمْ كَمَا تَقُوْلُوْنَ، فَلا تَجَمَّعُوا مَا لا تَأْكُلُوْنَ، وَلا تَبْنُوا مَا لا تَسْكُنُونَ، وَلا تُنَافَسُوا فِي شَيْءٍ أَنْتُم عَنْهُ غَداً تَزُولُونَ، وَاتَّقُوا اللهَ الذي إِلَيْهِ تُرْجِعُوْنَ وَعَلَيْهِ تُعْرَضُون، وَ ارْغَبُوا فِيمَا تَقْدمُونَ، وَفِيهِ تَخْلُدُونَ "، فَانْصَرَفَ القَوْمُ مِنْ عِنْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَفِظُوا وَصِيَّتَهُ، عَمِلُوا بِهَا.
تَخْرِيْجُها:
أَخْرَجَهَا أَبُو نُعَيْمٍ فِي " مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ " بِسَنَدِهِ كَمَا فِي " زَادِ المَعَادِ " (3/ 672 – 673) لِلإِمَامِ ابْنِ القيِّمِ، وَالحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيْخِ دِمَشْقَ " (41/ 198 – 201) عِنْدِ تَرْجَمَةِ عَلْقَمَةَ بنِ يَزِيْدَ بنِ سُوَيْدٍ الأَزْدِيِّ، وَابْنُ الأَثِيْرِ فِي " اُسْدِ الغَابَةِ " (2/ 487 – 488) عِنْدِ تَرْجَمَةِ سُوَيْدِ بنِ الحَارِثِ، وَالحَافِظُ ابْنُ كَثِيْرٍ فِي " البدَايَةِ وَ النّهَايَةِ " (5/ 94)، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " الإِصَابَةِ " (3/ 151) عِنْدِ تَرْجَمَةِ سُوَيْدِ بنِ الحَارِثِ مِنْ طَرِيْقِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بنُ يَزِيْدَ بنِ سُوَيْدٍ الأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي سُوَيْدِ بنِ الحَارِثِ: ... فَذَكَرَهُ.
¥(41/475)
وَالقِصَّةُ ضَعِيْفَةُ السِّنْدِ، فِي سَنَدِهَا عَلْقَمَةُ بنُ يَزِيْدَ بنِ سُوَيْدٍ الأَزْدِيُّ، قَالَ عَنهُ الذَّهَبِيِّ فِي " مِيْزَانِ الاعْتِدَالِ " (3/ 108): " عَلْقَمَةُ بنُ يَزِيْدَ بنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ. لاَ يُعْرَفُ، وَأَتَى بِخَبَرٍ مُنْكَرٍ، فَلا يُحْتَجُّ بِهِ ".ا. هـ.
وَأَظُنُّ الحَافِظَ الذَّهَبِيَّ يَعْنِي هَذَا الخَبَرَ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
وَقَالَ الذَّهَبِيِّ فِي " التَّجْرِيدِ " (1/ 248) عِنْدَ تَرْجَمَةِ سُوَيْدِ بنِ الحَارِثِ: " لَهُ وِفَادَةٌ، إِسْنَادُهُ مَجْهُوْلٌ ".ا. هـ.
وَضَعَّفَ القِصَّةَ مُحَقِّقا زَادِ المَعَادِ (3/ 673).
تَنْبِيْهٌ:
ذَكَرْتُ فِي بدَايَةِ البَحْثِ أَنّ القِصَّةَ عُنْوِنَ لَهَا: " قِصَّةُ وَصِيَّةِ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِغَامِدٍ "، وَسِيَاقُهَا إِنَّمَا فِي الأَزْدِ، وَقَدْ بَوَّبَ لَهَا الإِمَامُ ابْنُ القيِّمِ فِي زَادِ المَعَادِ " فَقَالَ: " فَصْلٌ فِي قُدُوْمِ وَفدِ الأَزْدِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وَالفَصْلُ الَّذِي قَبْلَهُ بَوَّبَ لَهُ: " فَصْلٌ فِي قُدُوْمِ وَفدِ غَامِدٍ ".
فَلاَ أَدْرِي هَلْ تَعَمَّدَ مَنْ عَنْوَنَ لِهَذِهِ القِصَّةِ وَضَعَ هَذَا العُنْوَان؟ لأَنَّهُ غَامِدِيُّ، وَيُرِيْدُ بِذَلِكَ الثَّنَاءَ عَلَى قَبِيْلَةِ غَامِدٍ كَمَا صَحَّفَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى المَعْنَى دُوْنَ اللَّفْظِ عِنْدَمَا قَالَ: " نَحْنُ قَوْمٌ لَنَا شَرفٌ مِنْ عَنَزَةَ ".
قَالَ ابْنُ الصَّلاَحِ فِي " مَعْرِفَةِ أَنْوَاعِ عِلْمِ الحَدِيْثِ " (ص 254): " َيُرِيْدُ مَا رُوِي: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى إِلَى عَنَزَةَ " فَتَوَهَّمَ أَنَّهُ صَلَّى إِلَى قَبِيلَتِهِمْ، وَإِنَّمَا العَنَزَةُ هَاهُنَا حَرْبَةٌ نُصِبْتَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَصَلَّى إِلَيْهَا ".ا. هـ.
المَحْبَرَةُ وَالكَاغَدُ لِتَحقِيْقِ قِصَّةِ وَصِيَّةِ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِغَامِدٍ ( http://alsaha.fares.net/sahat?128@181.UUalnahOlgV.0@.1dd6488c)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 09 - 04, 09:57 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم على ما تفضلت به من بيان لحال هذه الرواية المشهورة في كتب السير
وأما الإشكال الذي ذكرته في نهاية البحث بقولك (ذَكَرْتُ فِي بدَايَةِ البَحْثِ أَنّ القِصَّةَ عُنْوِنَ لَهَا: " قِصَّةُ وَصِيَّةِ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِغَامِدٍ "، وَسِيَاقُهَا إِنَّمَا فِي الأَزْدِ، وَقَدْ بَوَّبَ لَهَا الإِمَامُ ابْنُ القيِّمِ فِي زَادِ المَعَادِ " فَقَالَ: " فَصْلٌ فِي قُدُوْمِ وَفدِ الأَزْدِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وَالفَصْلُ الَّذِي قَبْلَهُ بَوَّبَ لَهُ: " فَصْلٌ فِي قُدُوْمِ وَفدِ غَامِدٍ ".
فَلاَ أَدْرِي هَلْ تَعَمَّدَ مَنْ عَنْوَنَ لِهَذِهِ القِصَّةِ وَضَعَ هَذَا العُنْوَان؟ لأَنَّهُ غَامِدِيُّ، وَيُرِيْدُ بِذَلِكَ الثَّنَاءَ عَلَى قَبِيْلَةِ غَامِدٍ كَمَا صَحَّفَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى المَعْنَى دُوْنَ اللَّفْظِ عِنْدَمَا قَالَ: " نَحْنُ قَوْمٌ لَنَا شَرفٌ مِنْ عَنَزَةَ ".)
فيحتمل أنه يقصد بذلك أن غامد من الأزد كما هو معروف في كتب الأنساب
فغامد هو ابن عبد الله بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد.
وقد يجاب عن هذا بأن وفود الأزد متعددة فقد جاء كذلك في السير وفد الأزد من جرش ومن دبا
قال ابن سعد في الطبقات (1/ 337)
(وفد الأزد)
¥(41/476)
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عمرو بن زهير الكعبي عن منير بن عبد الله الأزدي قال قدم صرد بن عبد الله الأزدي في بضعة عشر رجلا من قومه وفدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلوا على فروة بن عمرو فحياهم وأكرمهم وأقاموا عنده عشرةأيام وكان صرد أفضلهم فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه وأمره أن يجاهد بهم من يليه من أهل الشرك من قبائل اليمن فخرج حتى نزل جرش وهي مدينة حصينة مغلقة وبها قبائل من اليمن قد تحصنوا فيها فدعاهم إلى الإسلام فأبوا فحاصرهم شهرا وكان يغير على مواشيهم فيأخذها ثم تنحى عنهم إلى جبل يقال شكر فظنوا أنه قد انهزم فخرجوا في طلبه فصف صفوفه فحمل عليهم هو والمسلمون فوضعوا سيوفهم فيهم حيث شاؤوا وأخذوا من خيلهم عشرين فرسا فقاتلوهم عليها نهارا طويلا وكان أهل جرش بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين يرتادان وينظران فأخبرهما رسول الله بملتقاهم وظفر صرد بهم فقدم رجلان على قومهما فقصا عليهم القصة فخرج وفدهم حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا فقال مرحبا بكم أحسن الناس وجوها وأصدقه لقاء وأطيبه كلاما وأعظمه أمانة أنتم مني وأنا منكم وجعل شعارهم مبرورا وحمى لهم حمى حول قريتهم على أعلام معلومة.
---------
وقال ابن حجر في الإصابة
وذكر الواقدي في كتاب الردة وفد الأزد من دبا مقرين بالإسلام أي بموحدة خفيفة فبعث النبي صلى الله عليه وسلم عليهم حذيفة بن اليمان الأزدي مصدقا.
ودبا هنا قال بعضهم إنها دبي الموجودة الآن في الأمارات.
ولكن حول وفد الأزد الذين قدموا وعلى رأسهم صرد بن عبدالله الأزدي فقد ذهب بعض المؤرخين المتأخرين- وهو شيخي وابن عم الوالد الشيخ محمد بن سعد الفقيه البَرَكي (1) - إلى ان المقصود بهم وفد غامد من بلجرشي! واستدل على ذلك بعدة أدلة ولايسلم له ما ذهب إليه،
وقد حصل بينه وبين بعض المعاصرين عدد من الردود حول هذه المسألة ومنهم حمد الجاسر وعبدالقدوس الأنصاري وغيرهم وهي منشورة في عدد من المجلات.
فلعل هذا من الأسباب التي جعلت الأ خ السائل يذكر هذا الأمر، والله أعلم.
-------------------
(1) وهو أبو عبدالله محمد بن سعد الفقيه البركي (نسبة إلى قريتنا البركة) الغامدي الشافعي حفظه الله وبارك في عمره.
وهو من المشايخ المعمرين (فعمره الآن قريبا من الثمانين عاما ومولده تقريبا 1346) وله اطلاع واسع على كتب السير والتواريخ وله كذلك عدة مؤلفات وأبحاث شرعية وقد طبع بعضها وقد جمع بعض الإخوة مقالاته في ثلاث مذكرات.
وهو فقيه شافعي وقد درس على عدد من المشايخ في بلدتنا بلجرشي (وكانوا يذهبون لطلب العلم إلى مدينة زبيد) فقرأ على بعضهم إرشاد الفحول وبلوغ المرام وغيرها وقد درس كذلك على الشيخ ابن باز رحمه الله في مدينة الخرج ولازمه مدة وهو فرضي مجيد وله مؤلف فيه، وله كذلك عناية بعلم الفلك وقد أخذت عنه أشياء من هذا العلم ومنه تعلمت عمل التقويم الهجري على طريقة الحساب، والشيخ الآن يسكن في مدينة جدة، نسأل الله أن يبارك فيه ويحفظه.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 09 - 04, 05:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا
(ودبا هنا قال بعضهم إنها دبي الموجودة الآن في الأمارات.
)
قول هذا القائل ليس بشيء
ودبا هي التي في ساحل عمان وتقع الان ضمن حدود دولة الامارات
(الفجيرة)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 09 - 04, 06:22 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل والذي ذكر لي هذا هو المترجم له سابقا، والأمر كما تفضلت سلمك الله فقد بحثت عن دبا فوجدت الأمر كما ذكرت.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 09 - 04, 07:12 م]ـ
شيخنا الفقيه الحبيب
بارك الله فيك
وأنا قصدت القول وانه ليس بشيء ومعذرة فلم أكن أعرف ان القائل هو الشيخ الفاضل البركي الشافعي وفقه الله
فانتم ذكرتم (قال بعضهم
اعتذر عن العبارة
فائدة
في في سلطنةعمان
(ولاية دبا هي المدينة الثالثة في المحافظة لها شهرتها التاريخية والحضارية تقع ولاية دبا في جنوب شرق محافظة مسندم وتقدر مساحتها بمائتي كيلومتر مربع اما عدد سكانها فيبلغ حوالي 5876 نسمة ويبلغ عدد قراها والمناطق التابعة للولاية مائة واربع عشرة قرية وولاية دبا كغيرها من ولايات السلطنة لا تخلو من المعالم التاريخية التي تحكي عن شهرتها ومكانتها حيث توجد بها قلعتان الاولى معروفة بقلعة بسطان والثانية قلعة الشيخ محمد بن صالح الكمزاري وهو احد الشيوخ المشهورين بالولاية وبها حصن قديم وهو حصن البيعة وحصن الحاجر وسور قديم معروف بسور بني شامس ومقبرة تاريخية وهي مقبرة امير الجيوش الا انه بفعل عوامل الطبيعة من نحت وتعرية وتصدع وغيرها هدمت جوانب واجزاء من هذه المعالم التي تعكس تاريخ الولاية.
)
انتهى
وشمال الخور (تسمى خورفكان) = دبا في الامارات على حدود عمان
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 09 - 04, 07:18 م]ـ
(فقد ذهب بعض المؤرخين المتأخرين- وهو شيخي وابن عم الوالد الشيخ محمد بن سعد الفقيه البَرِكي (1) - إلى ان المقصود بهم وفد غامد من بلجرشي! واستدل على ذلك بعدة أدلة ولايسلم له ما ذهب إليه)
انتهى
على كل حال يظل احتمال وغامد من الأزد - كما بينتم ووضحتم
بل غامد من سادات الأزد
¥(41/477)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 09 - 04, 11:10 م]ـ
كَمَا صَحَّفَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى المَعْنَى دُوْنَ اللَّفْظِ عِنْدَمَا قَالَ: " نَحْنُ قَوْمٌ لَنَا شَرفٌ مِنْ عَنَزَةَ ".
قَالَ ابْنُ الصَّلاَحِ فِي " مَعْرِفَةِ أَنْوَاعِ عِلْمِ الحَدِيْثِ " (ص 254): " َيُرِيْدُ مَا رُوِي: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى إِلَى عَنَزَةَ " فَتَوَهَّمَ أَنَّهُ صَلَّى إِلَى قَبِيلَتِهِمْ، وَإِنَّمَا العَنَزَةُ هَاهُنَا حَرْبَةٌ نُصِبْتَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَصَلَّى إِلَيْهَا ".ا. هـ.
قال الذهبي في السير 12/ 125: وقال الخطيب كان صدوقا ورعا، وقال في موضع: آخر كان ثقة ثبتا احتج به سائر الأئمة ويروي أن أبا موسى مزح مرة فقال نحن قوم لنا شرف صلى إلينا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.اهـ
وهذه الحكاية تناقلتها كتب المصطلح، وتروى عن الدارقطني كما وذكرها الخطيب في الجامع 1/ 295 عن الدارقطني أن محمد بن المثنى ... ولعلها تحتاج إلى زيادة بحث.
الأخ الفاضل عبد الله زقيل: كتابة العنوان بالحركات، يسبب مشكلة في البحث عنه بعد مدة، فلو كتب العنوان، أو جزء منه بدون الحركات في محرك البحث تعذر الوصول إليه بل لابد من المطابقة تماما.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[19 - 09 - 04, 08:25 ص]ـ
الشيخُ الفاضلُ عبدُ الرحمن الفقيه.
جزاكَ اللهُ خيراً على إضافتك، ولكن كتبُ السير تفرقُ بين الأزدِ وغامد، وهذا ظاهرٌ من فعلِ ابنِ القيم رحمهُ اللهُ، فقد فرق بينهما في الزادِ.
الأخُ عبد الرحمن السديس
أحاولُ إن شاء اللهُ.
وجزاكَ اللهُ خيراً على التنبيه.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 09 - 04, 09:02 ص]ـ
شيخنا الفاضل عبد الله زقيل وفقه الله
تقصدون أن كتب السير فرقت بين وفد غامد ووفد الأزد
وهذا ملحظ حسن وجيد ومتمسك قوي
ولكن غامد من الأزد كما أن دوس من الأزد وهكذا
وقد ذكروا وفد دوس وذكروا وفودا من الأزد
في طبقات ابن سعد
(ثم سرية الطفيل بن عمرو الدوسي إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة الدوسي في شوال سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم السير إلى الطائف بعث الطفيل بن عمرو إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة الدوسي يهدمه وأمره أن يستمد قومه ويوافيه بالطائف فخرج سريعا إلى قومه فهدم ذا الكفين وجعل يحش النار في وجهه ويحرقه ويقول
يا ذا الكفين لست من عبادكا
ميلادنا أقدم من ميلادكا
إني حششت النار في فؤادكا
قال وانحدر معه من قومه أربعمائة سراعا فوافوا النبي صلى الله عليه وسلم بالطائف بعد مقدمه بأربعة أيام وقدم بدبابة ومنجنيق وقال يا معشر الأزد من يحمل رايتكم فقال الطفيل من كان يحملها في الجاهلية النعمان بن بازية اللهبي قال أصبتم
)
ولهب أيضا من الأزد فغامد ودوس ولهب كلهم من الأزد
وقوله الأزد هنا المراد بهم هولاء ومن في نواحيهم
والا فقبيلة الأزد كبيرة
ولعل الذي حمل الشيخ البركي وفقه الله على ذلك أمور من ذلك
(جرش) فلعله حمل جرش على بلجرشي
فان كان الشيخ أراد ذلك فلعل المؤرخين عبد القدوس وحمد الجاسر وو ...
قد تعقبوه في هذا
ولكن لكلام الشيخ (ان كان قد قال ذلك) وجه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 09 - 04, 09:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وهذا هو دليله فيما ذهب إليه وكذلك جبل شكر فهناك منطقة عندنا تسمى شكران فذهب إلى أنها هي
وتجد تعقيب حمد الحاسر عليه في نهاية كتابه سراة غامد وزهران
وهذه صورة ما كتبه الشيخ محمد حفظه الله بخط يده في تعقبه على الجاسر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 09 - 04, 09:29 ص]ـ
وهذه الصفحة (2 - 4)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 09 - 04, 09:34 ص]ـ
(3 - 4)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 09 - 04, 09:37 ص]ـ
(4 - 4)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 09 - 04, 10:13 ص]ـ
شيخنا الحبيب الفقيه
جزاكم الله خيرا
كما توقعت
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 09 - 04, 10:44 ص]ـ
مما يؤيد ما ذكره الشيخ محمد بن سعد أن في حديث وفد الأزد ما جاء في الحديث (وجعل شعارهم مبرورا)
وفي حديث وفد دوس
(أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن أبي سلمة قال قال أبو هريرة قيل يا رسول الله ادع على دوس فقال اللهم اهد دوسا وأت بها رجع الحديث الى حديث طفيل قال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرج الى قومك فادعهم وارفق بهم فخرجت إليهم فلم أزل بأرض دوس أدعوها حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة ومضى بدر وأحد والخندق ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن أسلم من قومي ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر حتى نزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتا من دوس ثم لحقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فأسهم لنا مع المسلمين وقلنا يا رسول الله اجعلنا ميمنتك واجعل شعارنا مبرورا ففعل فشعار الأزد كلها الى اليوم مبرور)
انتهى المراد منه
ومما يؤيد ذلك أيضا
ماذكره الشيخ عن فتوح البلدان
(تبالة وجرش حدثني بكر بن الهيثم عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: أسلم أهل تبالة وجرش عن غير قتال.
فأقرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما أسلموا عليه وجعل على كل حالم ممن بهما من أهل الكتاب دينارًا واشترط عليهم ضيافة المسلمين وولى أبا سفيان بن حرب جرش)
فيتبين من هذا انه كان بديارهم نصارى وديار غامد ليس بها نصارى
فدل هذا على ان جرش التي في حديث صرد غير جرش التي في حديث الزهري
وجرش كما يقولون تحت
بينما جرش (بلجرشي) بين الجبال
ولكن هناك اشكالات من ذلك
(وأمره أن يجاهد بهم من يليه من أهل الشرك من قبائل اليمن فخرج حتى نزل جرش وهي مدينة حصينة مغلقة وبها قبائل من اليمن قد تحصنوا فيها)
وجرش (بلجرشي) لم يكن بها قبائل متعددة من قبائل اليمن
بينما جرش (التي في الجنوب) كان بها قبائل متعددة
ويمكن التخلص من هذا الاشكال كما سياتي
يتبع
¥(41/478)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 09 - 04, 10:49 ص]ـ
رأيت من المناسب أن اذكر نص حديث وفد دوس
(الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون الدوسي وكان له حلف في قريش قال كان الطفيل بن عمرو الدوسي رجلا شريفا شاعرا كثير الضيافة فقدم مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بها فمشى اليه رجال من قريش فقالوا يا طفيل إنك قدمت بلادنا وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا وفرق جماعتنا وشتت أمرنا وإنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل وبين أبيه وبين الرجل وبين أخيه وبين الرجل وبين زوجته إنما نخشى عليك وعلى قومك مثل ما دخل علينا فلا تكلمه ولا تسمع منه قال الطفيل فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئا ولا أكلمه فغدوت الى المسجد وقد حشوت أذني كرسفا يعني قطنا فرقا من أن يبلغني شيء من قوله حتى كان يقال لي ذو القطنتين قال فغدوت يوما الى المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي عند الكعبة فقمت قريبا منه فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله فسمعت كلاما حسنا فقلت في نفسي واثكل أمي والله إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى على الحسن من القبيح فما يمنعني من أن أسمع من هذا الرجل ما يقول فإن كان الذي يأتي به حسنا قبلته وإن كان قبيحا تركته فمكثت حتى انصرف الى بيته ثم اتبعته حتى إذا دخل بيته دخلت معه فقلت يا محمد إن قومك قالوا لي كذا وكذا للذي قالوا لي فوالله ما تركوني يخوفوني أمرك حتى سددت أذني بكرسف لأن لا أسمع قولك ثم إن الله أبى إلا أن يسمعنيه فسمعت قولا حسنا فاعرض علي أمرك فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام وتلا عليه القران فقال لا والله ما سمعت قولا قط أحسن من هذا ولا أمرا أعدل منه فأسلمت وشهدت شهادة الحق فقلت يا نبي الله إني امرؤ مطاع في قومي وأنا راجع إليهم الى الإسلام فادع الله أن يكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه فقال اللهم اجعل له اية قال فخرجت الى قومي حتى إذا كنت بثنية تطلعني على الحاضر وقع نور بين عيني مثل المصباح فقلت اللهم في غير وجهي فإني أخشى أن يظنوا أنها مثلة وقعت في وجهي لفراق دينهم فتحول النور فوقع في رأس سوطي فجعل الحاضر يتراءون ذلك النور في سوطي كالقنديل المعلق فدخل بيته قال فأتاني أبي فقلت له إليك عني يا أبتاه فلست مني ولست منك قال ولم يا بني قلت إني أسلمت واتبعت دين محمد قال يا بني ديني دينك قال فقلت فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك ثم جاء فعرضت عليه الإسلام فأسلم ثم أتتني صاحبتي فقلت لها إليك عني فلست منك ولست مني قالت ولما بأبي أنت قلت فرق بيني وبينك الإسلام إني أسلمت وتابعت دين محمد قالت فديني دينك قلت فاذهبي الي حسي ذي الشرى فتطهري منه وكان ذو الشرى صنم دوس والحسي حمى له يحمونه وبه وشل من ماء يهبط من الجبل فقالت بأبي أنت أتخاف على الصبية من ذي الشرى شيئا قلت لا أنا ضامن لما أصابك قال فذهبت فاغتسلت ثم جاءت فعرضت عليها الإسلام فأسلمت ثم دعوت دوسا الى الإسلام فأبطأوا علي ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فقلت يا رسول الله قد غلبتني دوس فادع الله عليهم فقال اللهم اهد دوسا قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن أبي سلمة قال قال أبو هريرة قيل يا رسول الله ادع على دوس فقال اللهم اهد دوسا وأت بها رجع الحديث الى حديث طفيل قال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرج الى قومك فادعهم وارفق بهم فخرجت إليهم فلم أزل بأرض دوس أدعوها حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة ومضى بدر وأحد والخندق ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن أسلم من قومي ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر حتى نزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتا من دوس ثم لحقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فأسهم لنا مع المسلمين وقلنا يا رسول الله اجعلنا ميمنتك واجعل شعارنا مبرورا ففعل فشعار الأزد كلها الى اليوم مبرور قال الطفيل ثم لم أزل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فتح الله مكة فقلت يا رسول الله ابعثني الى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة حتى أحرقه فبعثه إليه فأحرقه وجعل الطفيل يقول وهو يوقد النار عليه وكان من خشب
يا ذا الكفين لست من عبادك
ميلادنا أقدم من ميلادك
أنا حششت النار في فؤادك
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن محمد بن إسحاق أن الطفيل بن عمرو كان له صنم يقال له ذو الكفين فكسره وحرقه بالنار وقال
يا ذا الكفين لست من عبادك
ميلادنا أقدم من ميلادك
أنا حشوت النار في فؤادك
رجع الحديث الى حديث الطفيل الأول قال فلما أحرقت ذا الكفين بان لمن بقي ممن تمسك به أنه ليس على شيء فأسلموا جميعا ورجع الطفيل بن عمرو الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان معه بالمدينة حتى قبض فلما ارتدت العرب خرج مع المسلمين فجاهد حتى فرغوا من طليحة وأرض نجد كلها ثم سار مع المسلمين الي اليمامة ومعه ابنه عمرو بن الطفيل فقتل بن الطفيل بن عمرو باليمامة شهيدا وجرح ابنه عمرو بن الطفيل وقطعت يده ثم استبل وصحت يده فبينا هو عند عمر بن الخطاب إذ أتي بطعام فتنحي عنه فقال عمر ما لك لعلك تنحيت لمكان يدك قال أجل قال والله لا أذوقه حتى تسوطه بيدك فوالله ما في القوم أحد بعضه في الجنة غيرك ثم خرج عام اليرموك في خلافة عمر بن الخطاب فقتل شهيدا
)
يتبع
¥(41/479)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 09 - 04, 11:15 ص]ـ
واذا قلنا بالفرق بين جرش الجنوب وجرش
(قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن يحيى عن غير واحد من أهل العلم قالوا كان عروة بن مسعود غائبا عن الطائف حين حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم كان بجرش يتعلم عمل الدبابات والمنجنيق)
فأحسب ان جرش هنا هي = بلجرشي وهي من أعمال الطائف
(هذا اذا قلنا بالفرق)
يتبع
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 09 - 04, 06:04 ص]ـ
في كتاب معجم المعالم الجغرافية للبلادي
(جُرَشُ
بضم الجيم وفتح الراء وآخره شين معجمة:
جاءت في النص الذي قدمناه في " أبين " وهي مدينة عظيمة كانت قائمة إلى القرن الرابع، وفي عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كانت تعتبر من المدن المتطورة عسكريا إذ جاء أن بعض الصحابة كانوا بجرش أثناء حصار الطائف يتدربون على الدبابات والمجانيق.
ثم اندثرت جرش، وتوجد آثارها اليوم قرب خميس مشيط، وهي معروفة هناك كان طريق الحاج اليمني السروي والحضرمي يمر بجرش، وكان الطريق الذي يمر بها يسمى " درب البخور ". وكانت من بلاد مذحج، ثم نزلتها عنز بن وائل وهي اليوم من بلاد شهران من خثعم
)
انتهى
يتبع
قوله كانت قائمة إلى القرن الرابع لعله أخذه من ذكر الهمداني له
قوله (وفي عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كانت تعتبر من المدن المتطورة عسكريا) قد ذكرت الراوية التي ذكرها
قوله
(ثم نزلتها عنز بن وائل) قاله بناء على ما جاء في كتاب الهمداني وسيأتي بيانه
يتبع
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[23 - 09 - 04, 03:47 م]ـ
جزاكم اللهُ خيراً على النقاشِ العلمي المثمرِ.
ـ[أبو حفص الدبوي]ــــــــ[23 - 09 - 04, 04:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
فائدة:
دبا كانت مدينة واحدة لكنها جزئت فيما بعد الى دبا الحصن (الشارقة-الامارات)، ودبا البيعة (عمان)، ودبا الفجيرة-الامارات.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[04 - 11 - 05, 01:08 ص]ـ
غامد هم من أخضع ثورات العراق
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان مايقوم به أبناء غامد الأشاوس في ميادين القتال وساحات الجهاد في العراق وأفغانستان والشيشان وكشميراليوم ما هو الا امتداد لتاريخ عريق مليء بالبطولات والانجازات التي سطروها أبناء غامد من الصحابه والتابعين على طول الدوله الاسلاميه وما سأورده لكم اليوم ما هو الا يسير من كثير من هذا التاريخ المشرق لهذا الصرح العملاق غامد التي أعزت الاسلام فأعزها الله.
**غامد هم من أخضع الثورات التي حدثت في العراق**
السلام عليكم ورحمة الله
ذكر الدكتور الشلبي احد المشتركين في تأليف الموسوعه الكبرى لمعارف الفقه الاسلامي
ذكر في الباب السادس ماهذا نصه:
"ثارت العراق بعد مقتل علي بن ابي طالب رضي الله عنه ودخلت العراق في اضطرابات كثيره وتزعزع الحكم الاموي فيها فأرسل معاويه أبو صيداء التميمي ليخضعها لكن هزم أمام جيوش الثوره ثم مالبث ان هجم عليه مجموعة فرسان
من قبيلة غامد وقتلوا أبو صيداء التميمي فأحتار معاويه في أمر العراق فقال له عمرو بن العاص رضي الله عنه أرسل جيش من قبيلة غامد فأنهم كثيرُ عددهم شديدُ بأسهم فأن وصلوا إلى العراق فسينضم لهم من كان في العراق من غامد ممن قتلوا ابوصيداء وكانت خطه حكيمه فأنه بهذا سيخضع العراق ويتخلص من مقاتلين غامد الثوار لأنهم سينضمون لجيش غامد ومن معهم القادم من معاويه لأن الجيش القادم أكثرهم من غامد فهم إذن لن يقاتلون جيش غامد لأنهم من غامد فقال معاويه أحضروا لي أحد سادات غامد ممن له فروسيه وحكمه ودهاء فجاء سفيان بن غامد الغامدي فأمره معاويه بالتوجه للعراق لأخضاعه فبدأ سفيان يجمع من غامد حتى تجمع لديه 5700 فارس من غامد ممن كانوا في الشام مع سفيان واوصىمعاويه سفيان بن غامد الغامدي، حين بدأ في التحرك الى العراق، بهذا النص: ((اقتل من لقيته ممن ليس هو على مثل رايك، واضرب كل ما مررت به من قرى)). فتحرك سفيان حتى وصل العراق فهاجم القرى والتجمعات الثائره وأخضع أول ثوره واجهها ثورة بني تميم ثم بدأ سفيان يقتل في الناس حتى قتل في يوم واحد 10000رجل من الثوار المتجمعون حول الكوفه وهناك انضم إليه 2500 فارس هم فرسان غامد الذين كانو من جيوش الثوره وهم الذين قتلوا أبو صيداء التميمي ثم اقتحم سفيان الكوفه وواصل القتال لمدة شهر في انحاء العراق حتى خضعت العراق وانتهت الثوره وفقدت غامد في هذه الغزوات800 مقاتل من ابنائها"
انتهى كلام الشلبي
نستنتج من كلام الدكتور الشلبي مايلي:
1 - غامد كان لها شأن كبير جداً في مشاكل العراق وفتحها خاصه ماحدث بين معاويه وعلي بن ابي طالب وماذكره الشلبي ماهو إلا تأكيد لهذا الخبر
2 - ان فرسان من قبيلة غامد اغاروا على أبو صيداء التميمي وقتلواأبوصيداء وهزموا من معه ومعنى هذا أن غامد كان لها دور في ثورة العراق لأنهم قتلوا الجيش المرسل من الدوله
3 - وجود شهاده موثقه عن غامد من أحد أشهر دهاة العرب عمروبن العاص حيث قال عن غامد (كثيرٌ عددهم شديدٌ بأسهم)
وهذه شهادة فخر من صحابيين جليلين هما معاويه بن ابي سفيان وعمرو بن العاص رضي الله عنهما
4 - أن غامد أخضعت العراق بالقوه.
5 - استبسال غامد في تلك المعارك حتى ان غامد فقدوا 800 مقاتل من أبناء غامد
6 - وجود قائد عظيم من غامد وهو سفيان بن غامد الغامدي فارس عظيم صاحب دهاء وبأس شديد
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
منقول
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=141984(41/480)
فتح الإله بتخريج حديث: ما السماوات والأرض في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في الأرض الفلاة
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 09 - 04, 09:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد،،،
فقد سبق وأن قلت: " وحديث أبي ذر بدون هذه اللفظة له طرق لا تزيده إلا وهناً، خلافاً لمن صححه من الأفاضل، بيناها في موضع آخر ".
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=109908&posted=1#post109908
وأقول الآن: تبين لي أن هذا الحديث حسن لغيره؛ فقد ورد عن أبي ذر مرفوعاً، وعن ابن مسعود موقوفاً وله حكم الرفع، وعن مجاهد مرسلاً.
أولاً: حديث أبي ذر
وله عنه أربع طرق:
1 - عن أبي إدريس الخولاني، عنه.
أخرجه أبوجعفر بن أبي شيبة في " كتاب العرش " (58) حدثنا الحسن بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، نا أحمد بن علي الأسدي، عن المختار بن غسان العبدي، عن إسماعيل بن سلم، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر الغفاري، قال: دخلت المسجد الحرام، فرأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وحده، فجلست إليه، فقلت: يا رسول الله! أيما آية أنزلت عليك أفضل، قال: " آية الكرسي، وما السماوات السبع في الكرسي، إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي، كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة ".
قال الألباني في " الصحيحة " (2/ 223): " وهذا سند ضعيف ".
قلت: وهو كما قال؛ أحمد بن علي الأسدي لم أقف على ترجمته.
والمختار بن غسان العبدي، قال ابن حجر في " التقريب " (2/ 165): " مقبول "، قلت: أي حيث يُتابع وإلا فلين كما صرّح بذلك في المقدمة.
وإسماعيل بن سلم، قال الألباني في " الصحيحة " (1/ 223): " لم أعرفه، وغالب الظن أنه إسماعيل بن مسلم؛ فقد ذكروه في شيوخ المختار بن عبيد، وهو المكي البصري، وهو ضعيف ".
وإسماعيل هذا توبع، فقد تابعه القاسم بن محمد الثقفي، عن أبي إدريس الخولاني، به.
أخرجه ابن مردويه في " تفسيره " – كما في " تفسير ابن كثير " (1/ 309)، و " البداية والنهاية " (1/ 13) – من طريق محمد بن أبي السري العسقلاني، أخبرنا محمد بن عبدالله التميمي، عن القاسم بن محمد، به.
ومحمد بن أبي السري، قال أبوحاتم: " لين الحديث "، وقال ابن عدي: " كثير الخطأ " (تهذيب التهذيب 5/ 271).
ومحمد بن عبدالله، قال العقيلي: " لا يقيم الحديث "، وقال ابن عدي: " له أفراد " (تهذيب التهذيب 5/ 185).
والقاسم بن محمد مجهول، كما في " التقريب " (2/ 23).
وقال الألباني في " الصحيحة " (1/ 224): " وهذا سند واه جداً ".
وتابع إسماعيل والقاسم، يحيى بن يحيى الغساني، عن أبي إدريس الخولاني، به.
أخرجه ابن حبان في " صحيحه " (2/ 77 / 361 – إحسان)، وأبوالشيخ في " العظمة " (2/ 648 – 649/ 70)، وأبونعيم في " حلية الأولياء " (1/ 166 - 167)، والبيهقي في " الأسماء والصفات " (ص 510 – 511).
من طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى، حدثني أبي، عن جدي، به.
وهذه المتابعة لا يُفرح بها؛ فإن إبراهيم بن هشام كذبه أبوحاتم وأبوزرعة (اللسان 1/ 217 – 218).
2 - عن زيد بن أسلم، عنه.
أخرجه أبوالشيخ في " العظمة " (2/ 587 / 31) من طريق أصبغ بن الفرج، قال: سمعت عبدالرحمن بن زيد بن أسلم، يقول عن أبيه: إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: " ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس "، قال ابن زيد: فقال أبوذر – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم –: " ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض، والكرسي موضع القدمين ".
وهذا الإسناد رجاله ثقات سوى عبدالرحمن بن زيد بن أسلم قال ابن معين: " ليس حديثه بشيء "، وقال أبوحاتم: " ليس بقوي في الحديث، كان في نفسه صالحاً، وفي الحديث واهياً "، وقال أبوزرعة: " ضعيف "، وقال ابن الجوزي: " أجمعوا على ضعفه " (تهذيب التهذيب 3/ 363 – 364).
وهو منقطع فإن زيد بن أسلم لم يسمع من أبي ذر.
وأخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " (1/ 16) من طريق ابن وهب، عن ابن زيد، به، ولكنه لم يذكر: " والكرسي موضع القدمين ".
¥(41/481)
3 - عن عبدالعزيز بن عمر – أو عمران –، عنه.
أخرجه أبوالشيخ في " العظمة " (2/ 635 – 637/ 63) حدثنا الوليد، حدثنا محمد بن إدريس، حدثنا أبواليمان، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن أشعث بن عبدالله التميمي، عن عبدالعزيز بن عمر – أو عمران الشك من ابن العياش –، أن أبا ذر – رضي الله عنه –، قال: قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " أتدري ما الكرسي؟ "، فقلت: لا، قال: " ما السماوات والأرض وما فيهن في الكرسي إلا كحلقة ألقاها ملق في أرض فلاة، وما الكرسي في العرش إلا كحلقة ألقاها ملق في أرض فلاة، وما العرش في الماء إلا كحلقة ألقاها ملق في أرض فلاة، وما الماء في الريح إلا كحلقة ألقاها ملق في أرض فلاة، وما جميع ذلك في قبضة الله – عز وجل – إلا كالحبة وأصغر من الحبة في كف أحدكم، وذلك قوله – تعالى –: {والأرض جميعاً قبضته يوم القيمة} ".
قال الألباني في " الصحيحة " (1/ 225): " منقطع ".
4 - عن عبيد بن عمير الليثي، عنه.
أخرجه أبوالشيخ في " العظمة " (2/ 569 – 570/ 17)، والبيهقي في " الأسماء والصفات " (ص 510).
من طريق يحيى بن سعيد السعدي البصري، قال: ثنا عبدالملك بن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير الليثي، عن أبي ذر – رضي الله عنه –، قال: قلت: يا رسول الله! أي آية أنزلها الله عليك أعظم؟ قال: " آية الكرسي "، ثم قال: " يا أبا ذر! ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة ".
قال البيهقي: " تفرد به يحيى بن سعيد السعدي، وله شاهد أصح "، ثم رواه من طريق يحيى بن يحيى الغساني.
وقال ابن عدي في " الكامل " (7/ 244): " هذا حديث منكر من هذا الطريق عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبى ذر، وهذا الحديث ليس له من الطرق إلا من رواية أبي إدريس الخولاني والقاسم بن محمد عن أبى ذر، والثالث حديث ابن جريج، وهذا أنكر الروايات ".
وقال ابن حبان – كما في " الميزان " (7/ 179): " وأشبه ما روي فيه حديث عبدالرحمن بن هشام بن يحيى الغساني عن أبي عن جده عن أبي إدريس عن أبي ذر ".
فتعقبه الذهبي بقوله: " والصواب إبراهيم بن هشام وهو أحد المتروكين الذين مشاهم ابن حبان فلم يصب ".
قال العقيلي: " لا يُتابع عليه ".
وقال ابن حبان: " يروي المقلوبات والملزقات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد ".
ثانياً: حديث ابن مسعود
أخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في " نقض المريسي " (1/ 423 – 422) حدثنا الحماني، ثنا الحكم بن ظهير، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن عبدالله – رضي الله عنه –، قال: " ما السماوات والأرض في الكرسي إلا بمنزلة حلقة بأرض فلاة ".
وهذا الإسناد ضعيف جداً؛ الحكم بن ظهير؛ كذبه ابن معين، وقال البخاري: " متروك الحديث، تركوه "، وقال أبوحاتم: " متروك الحديث، لا يُكتب حديثه "، وقال أبوزرعة: " واهي الحديث، متروك الحديث " (تهذيب التهذيب 1/ 575).
ثالثاً: مرسل مجاهد
أخرجه سعيد بن منصور في " تفسيره " – كما في " فتح الباري " (13/ 422)، و " الدر المنثور " (2/ 18) –، ومن طريقه البيهقي في " الأسماء والصفات " (ص 511).
من طريق الأعمش، عن مجاهد، قال: " ما السماوات والأرض في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في الأرض الفلاة ".
وصحح إسناده ابن حجر في " الفتح " (13/ 422)، وهو كما قال.
وتابعه ليث، عن مجاهد، به.
أخرجه عبدالله بن أحمد في " السنة " (1/ 246 و 304/ 456 و 591)، وأبوجعفر بن أبي شيبة في " كتاب العرش " (45 و 59)، وأبوالشيخ في " العظمة " (2/ 633 / 60).
وليث هو ابن أبي سليم، وهو ضعيف.
الخلاصة
يتلخص مما سبق أن الطريقين الأول والثالث لحديث لم يشتد ضعفهما، والموقوف على مجاهد له حكم الرفع فيكون مرسلاً وسنده صحيح إليه، فهذا الحديث حسن بطرقه، والله أعلم.
وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلّم.
وكتب: أبوالمنهال الأبيضي الأثري
في ليلة الجمعة 3 / شعبان / 1425
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 09 - 04, 09:32 ص]ـ
بارك الله فيكم
وقولك أخي الكريم (
يتلخص مما سبق أن الطريقين الأول والثالث لحديث لم يشتد ضعفهما، والموقوف على مجاهد له حكم الرفع فيكون مرسلاً وسنده صحيح إليه، فهذا الحديث حسن بطرقه، والله أعلم).
فالطرق الأولى التي ذكرتها فيها
أحمد بن علي الأسدي وقد قلت (
قلت: وهو كما قال؛ أحمد بن علي الأسدي لم أقف على ترجمته.)
فهذا الراوي قد يكون كذابا أو متروكا أو نحو ذلك فكيف يتقوى حديثه.
وأما الثالث ففيه كذلك عدة علل غير الانقطاع الذي ذكرته
فهو من رواية إسماعيل بن عياش عن غير أهل بلده وفها كلام معروف
وأشعث بن عبدالله التميمي ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 274) ولم يذكر عنه جرح ولاتعديل.
وكذلك عبدالعزيز بن عمر مختلف فيه وقد قال عنه ابن حجر في التقريب (صدوق يخطىء).
فهذا الطريق كذلك لايقوي غيره.
وأما أثر مجاهد فليس بصحيح
قال الشيخ سعد الحميد في تعليقه على سنن سعيد بن منصور (3/ 952 - 953)
(سنده ضعيف، فالأعمش مدلس ولم يصرح بالسماع هنا، وليس هذا من المواضع التي يحتمل فيها تدليسه على ما سبق بيانه في الحديث رقم (3) بل هناك ما يستدعي رد روايته عن مجاهد إذا لم يصرح فيها بالسماع، حيث جاء عنه إسقاط لثلاثة رواة بينه وبين مجاهد كما في الحديث المشار إليه، ولذا يقول أبو حاتم الرازي رحمه الله (إن الأعمش قليل السماع من مجاهد، وعامة مايرويه عن مجاهد مدلس) انظر علل الحديث لابن أبي حاتم (2/ 210 رقم 2119)
أقول وبناء عليه، فليس بصحيح ما ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/ 411) عن أثر مجاهد هذا حيث قال: (أخرجه سعيد بن منصور في التفسير بسند صحيح عنه) ..... ).
فيتبين بهذا أن هذه الطرق التي ذكرها الأخ أبا المنهال لاتصلح للتقوي والله أعلم.
¥(41/482)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[11 - 10 - 04, 08:29 م]ـ
الحمد لله وحده ...
للشيخ محمد عمرو بن عبداللطيف رسالة مخطوطة في تخريج هذا الحديث
انفصل فيها إلى عدم ثبوته
جزاك الله خيرا شيخنا المكرم عبدالرحمن الفقيه.
ـ[سلمان الأيوبي]ــــــــ[12 - 10 - 04, 03:44 ص]ـ
الشيخ الفاضل الفقيه حفظه الله.
الاعمش مدلس ولكنه لم يتفرد تابعه ليث عن مجاهد مثله في الحديث الذي اخرجه عبد الله في السنة ج: 1 ص: 247:
حدثني أبي رحمه الله نا عبد الرحمن بن مهدي وأبو سفيان يعني المعمري عن سفيان عن ليث عن مجاهد قال ما السموات والأرض في الكرسي الا كحلقة في أرض فلاة.
ليث هذا صدوق. قال عنه الامام الذهبي فيه ضعف يسير من سوء حفظه وبعضهم احتج به.
استشهد به الامام البخارى فى صحيحه، و روى له فى كتاب "رفع اليدين فى الصلاة"، و غيره، ولم يتفرد.
الا تنفع هذه المتابعة في تقوية حديث الاعمش واثبات سماعه للحديث من الامام مجاهد؟
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 10 - 04, 04:48 ص]ـ
بارك فيك أخي الشيخ سلمان الأيوبي على هذا التنبيه، وما تفضلت به صحيح، فرواية الليث عن مجاهد لهذا الأثر مما يقوي رواية الأعمش ويبين أن لروايته أصلا عن مجاهد، فجزاك الله خيرا وبارك فيك وأحسن إليك.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[13 - 10 - 04, 02:48 ص]ـ
قلت: لحديث أبي ذر طريق آخر:
أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (1/ 231 - 233/ 337) - قال: ثنا هشام بن سليمان، ثنا أبو رافع، عن يزيد بن رومان، عمن أخبره، عن أبي ذر قال: [فذكره بطوله].
قلت: وهذا إسناد مسلسل بالعلل:
الأولى: جهالة التابعي.
الثانية: أبو رافع؛ هو إسماعيل بن رافع بن عويمر؛ قال الحافظ في "التقريب": (ضعيف الحفظ).
الثالثة: هشام بن سليمان؛ قال أبو حاتم: (مضطرب الحديث، و محله الصدق، ما أرى بحديثه بأسا)، وقال العقيلي: (هشام بن سليمان فى حديثه عن غير ابن جريج وهم).
ـ[سلمان الأيوبي]ــــــــ[17 - 10 - 04, 12:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل الفقيه ونفع بكم.
وقد استحسن ابن القيم هذا الحديث واستشهد به كما في الصواعق 2/ 431، قال:
وقد أخبر النبي إن السموات السبع في الكرسي كحلقة ملقاة بأرض فلاة والكرسي في العرش كحلقة ملقاة في أرض فلاة والعرش لا يقدر قدره إلا الله وهو سبحانه فوق عرشه يرى ما عباده عليه فهذا هو الذي قام بقلوب المؤمنين المصدقين العارفين به سبحانه.
وقال الشيخ العلامة ابن تيمية في اكثر من موضع من كتبه ان المسلمون قد علموا أن كرسيه سبحانه وتعالى وسع السموات والأرض وإن الكرسي في العرش كحلقة ملقاة بأرض فلاة وإن العرش خلق من مخلوقات الله لا نسبة له إلى قدرة الله وعظمته.
جزاكم الله خيرا
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[17 - 09 - 06, 06:14 م]ـ
إذن الحديث صحيح عن مجاهد
وعندي سؤال
هل رواية ليث بن أبي سليم عن مجاهد صحيحة؟
قال الشيخ عبد العزيز الطريفي لما ذكر قول مجاهد في قوله تعالى ((وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ)) (الإسراء:64) قال أن صوت إبليس: ((هو الغناء)).
فقال الشيخ حفظه الله
فيقال: أن (ليث بن أبي سليم) وإن كان ضعيفاً بالاتفاق إلا أن روايته عن (مجاهد بن جبر) في التفسير خاصة صحيحه، وذلك أن (ليث بن أبي سليم) ضعيفٌ من قِبَل حفظه ولكنّه يحدّث عن مجاهد بن جبر من كتاب كما نص على ذلك ابن حبان في "الثقات" وفي "مشاهير علماء الأمصار" قال (ما سمع التفسير عن مجاهد أحد غير القاسم بن أبي بزة, نظر الحكم بن عتيبة وليث بن أبي سليم وابن نجيح وابن جريج وابن عيينة في كتاب القاسم ونسخوه ثم دلسوه عن مجاهد.
إذاً .. فقد أؤتمن من جهة روايته من حفظه، فإنه يروي من كتاب.
ومن ضعّف هذا الأثر فقد وَهِمَ وغَلِط، وليس له معرفة بمناهج الأئمة النّقاد.
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[22 - 09 - 06, 06:16 م]ـ
للرفع
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[08 - 02 - 08, 01:08 ص]ـ
فلنقل صحت الرواية إلى مجاهد ماذا بعد؟؟؟
ـ[الباحث]ــــــــ[11 - 02 - 08, 05:48 م]ـ
من موقع الدرر السنية جزى الله القائمين عليه خير الجزاء:
¥(41/483)
191632 - دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد جالس، فاغتنمت خلوته، وحده، فجلست إليه، فقال: أبا ذر! إن للمسجد تحية، وإن تحيته ركعتان فقم فاركعهما، قال: فقمت فركعتها ثم عدت فجلست إليه، فقلت: يا رسول الله! إنك أمرتني بالصلاة فما الصلاة؟ قال: خير موضوع استكثر أو استقل. قلت: يا رسول الله! فأي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله عز وجل، وجهاد في سبيله، قال: قلت: يا رسول الله! فأي المؤمنين أكملهم إيمانا؟ قال: أحسنهم خلقا. قال: قلت: يا رسول الله! فأي المؤمنين أسلم؟ قال: من سلم الناس من لسانه ويده. قال: قلت: يا رسول الله! فأي الهجرة أفضل؟ قال: من هجر السيئات. قال: قلت: يا رسول الله! فأي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت. قال: قلت: يا رسول الله! فما الصيام؟ قال: فرض مجزي، وعند الله أضعاف كثيرة. قال: قلت: يا رسول الله! فأي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه. قال: قلت: يا رسول الله! فأي الرقاب أفضل؟ قال: أغلاها ثمنا وأنفسها عند ربها. قال: قلت: يا رسول الله! فأي الصدقة أفضل؟ قال: جهد من مقل يسر إلى فقير. قال: قلت: يا رسول الله! فأي آية مما أنزل الله عز وجل عليك أعظم؟ قال: آية الكرسي. ثم قال: يا أبا ذر! ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة. قلت: يا رسول الله! كم الأنبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا. قلت: يا رسول الله! كم الرسل؟ قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر جما غفيرا. قلت: كثير طيب، قلت: يا رسول الله! من كان أولهم؟ قال: آدم. قلت: يا رسول الله! أنبي مرسل؟ قال: نعم، خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، ثم سواه قبلا. وقال أحمد بن أنس ثم كلمه قبلا. ثم قال: يا أبا ذر! أربعة سريانيون؛ آدم، وشيث، وخنوخ - وهو إدريس، وهم أول من خط بالقلم - ونوح. وأربعة من العرب؛ هود، وصالح، وشعيب، ونبيك يا أبا ذر. قال: قلت: يا رسول الله! كم كتاب أنزله الله تعالى؟ قال: مائة كتاب وأربعة كتب، أنزل على شيث خمسون صحيفة، وأنزل على خنوخ ثلاثون صحيفة، وأنزل على إبراهيم عشر صحائف، وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان. قال: قلت: يا رسول الله! فما كانت صحف إبراهيم؟ قال: كانت أمثالا كلها: أيها الملك المسلط المبتلى المغرور، فإني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض، ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها ولو كانت من كافر. وكانت فيها أمثال: على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن تكون له ساعات؛ ساعة يناجي فيها ربه عز وجل، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يفكر فيها في صنع الله عز وجل، وساعة يخلو فيها بحاجته من المطعم والمشرب، وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث؛ تزود لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم، وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه. قلت: يا رسول الله! فما كان صحف موسى عليه السلام؟ قال: كانت عبرا كلها، عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح، عجبت لمن أيقن بالنار وهو يضحك، عجبت لمن أيقن للقدر ثم هو ينصب، عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها ثم اطمأن إليها، عجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل. قلت: يا رسول الله! أوصني. قال: أوصيك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله، قلت: يا رسول الله! زدني. قال: عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء. قلت: يا رسول الله! زدني. قال: إياكوكثرة الضحك فإنه يميت القلب، ويذهب بنور الوجه، قلت: يا رسول الله! زدني. قال: عليك بالصمت إلا من خير، فإنه مطردة للشيطان عنك، وعون لك على أمر دينك. قلت: يا رسول الله! زدني. قال: عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي. قلت: يا رسول الله! زدني. قال: حب المساكين وجالسهم. قلت: يا رسول الله! زدني. قال: انظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عندك. قلت: زدني يا رسول الله! قال: صل قرابتك وإن قطعوك. قلت: يا رسول
¥(41/484)
الله! زدني. قال: لا تخف في الله تعالى لومة لائم. قلت: يا رسول الله! زدني. قال: قل الحق وإن كان مرا. قلت: يا رسول الله! زدني. قال: يردك عن الناس ما تعرف من نفسك، ولا تجد عليهم فيما تأتي، وكفى به عيبا أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك، أو تجد عليهم فيما تأتي. ثم ضرب بيده على صدري، فقال: يا أبا ذر! لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق، قلت: يارسول الله! هل لي في الدنيا شيء مما أنزل الله عليك مما كان في صحف إبراهيم وموسى؟ قال: يا أباذر! اقرأ: ? قد أفلح من تزكى? إلى آخر السورة
الراوي: أبو ذر الغفاري - خلاصة الدرجة: تفرد به يحيى بن سعيد العبشمي عن ابن جريج - المحدث: أبو نعيم - المصدر: حلية الأولياء - الصفحة أو الرقم: 1/ 221
--------------------------------------------------------------------------------
126013 - قلت: يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم، قال: آية الكرسي، ثم قال: يا أبا ذر ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة
الراوي: أبو ذر الغفاري - خلاصة الدرجة: مشهور له طرق - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 6/ 556
--------------------------------------------------------------------------------
49018 - يا أبا ذر ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة
الراوي: أبو ذر الغفاري - خلاصة الدرجة: له شاهد بسند صحيح - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 13/ 422
--------------------------------------------------------------------------------
66072 - ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، و فضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة
الراوي: أبو ذر الغفاري - خلاصة الدرجة: صحيح [لطرقه]- المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 109
--------------------------------------------------------------------------------
178443 - ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة
الراوي: - - خلاصة الدرجة: هذا القدر فقط صح مرفوعاً - المحدث: الألباني - المصدر: التعليق على الطحاوية - الصفحة أو الرقم: 36(41/485)
(تمام المنة) في ضعف أثر ابن المبارك: لو خيرت بين أن أدخل الجنة
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 09 - 04, 12:42 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الغر المحجلين.
أما بعدُ،،،
فإن قول الإمام عبدالله بن المبارك: " لو خيرت بين أن أدخل الجنة، وبين أن ألقى عبدالله بن محرر؛ لاخترت أن ألقاه ثم أدخل الجنة، فلما رأيته كانت بعرة أحب إلي منه "، كنت كلما قرأته في كتاب من كتب الرجال أو كتب المصطلح تعجبت منه جداً، إلى أن ناقش أحدهم عندما سمع النقض على الشاعر المصري أحمد شوقي في قوله:
وطني لو شُغلت بالخلد عنه.:. نازعتني إليه في الخلد نفسي
فذكر أن هذا قال نحوه أحد أئمة الجرح والتعديل – يقصد قول ابن المبارك –، فرأيت أن أذب عن هذا الإمام وأثبت أن هذا لم يثبت عنه.
الأثر رواه مسلم في ((مقدمة صحيحه)) (1/ 131 – نووي)، وابن حبان في ((المجروحين)) (3/ 23)، وابن عدي في ((الكامل)) (4/ 1405).
عن محمد بن عبدالله بن قهزاذ، قال: سمعت أبا إسحاق الطالقاني، يقول: سمعت ابن المبارك، يقول: " لو خيرت بين أن أدخل الجنة، وبين أن ألقى عبدالله بن محرر؛ لاخترت أن ألقاه ثم أدخل الجنة، فلما رأيته كانت بعرة أحب إلي منه ".
وأبوإسحاق الطالقاني هو إبراهيم بن إسحاق، قال ابن معين: " ثقة "، وقال في موضع آخر: " ليس به بأس "، وقال أبوحاتم: " صدوق "، وقال ابن حبان في ((الثقات)): " يُخطئ ويخالف "، وقال إبراهيم بن عبدالرحمن الدارمي: " روى عن ابن المبارك أحاديث غرائب "، (تهذيب التهذيب 1/ 69).
قلت: فمثله يكون حسن الحديث في غير ابن المبارك، وأما عن ابن المبارك فلا يُحتمل تفرده.
هذا على ما في هذا الأثر مما يُنافي الإيمان الواجب مما يتنزه عنه الإمام الزاهد عبدالله بن المبارك – رحمه الله تعالى –، وعلى فرض ثبوته فإنه يُحمل على المبالغة، وليس كقول الشاعر أحمد شوقي، كما لا يخفى، فإن بين العبارتين كما بين السماء والأرض.
والحمد لله رب العالمين.
حرر في ظهر الأحد 5 / رجب / 1425
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[19 - 09 - 04, 03:58 م]ـ
أخي الحبيب / أبو المنهال حفظه الله. جزاكم الله على فوائدكم.
إبراهيم بن إسحاق من أصحاب ابن المبارك وقد روى عنه الكثير، و نقد الائمة له انما وقع على حديثه (المرفوع) من طريق ابن المبارك لورود الوهم وحمله عليه حال مخالفة الثقات وهو يوافق الثقات فيما يرويه عن ابن المبارك في كثير من المواضع.
وأنتم تعرفون حفظكم الله ان خطأ الرواى في حديثه لايلزم منه خطأه في عامة ما ينقل عن اصحابه، ولهذا فقد تجد البعض حجة في النقل عن الائمة وأصحابه، ضعيف في الحديث.
والأثر كما لايخفى عليكم وكما ذكرتم ليس فيه نكارة. فما توجيهكم حفظكم الله.
ـ[المستفيد7]ــــــــ[19 - 09 - 04, 10:03 م]ـ
اخي ابا المنهال وفقه الله:
ماوجه النكارة في قول ابن المبارك؟
فهو رحمه الله لم يفضل رؤية عبدالله بن محرر على الجنة بل اراد رؤيته ثم دخول الجنة.
توضيح ذلك:الجنة فيها من انواع النعيم والملذات الشيء العظيم وعبدالله بن المبارك رحمه الله يرى ان لقاء عبدالله بن محرر فيه من اللذة العظيمة في نفسه ما جعله يتمنى ان يجمع الله له هذا اللذة مع نعيم الجنة فلا يحرمه الله من هذه اللذة ولو تاخر دخوله الى الجنة قليلا فيكون نال هذه اللذة ولم تفت عليه ثم يدخل الجنة وينال نعيمها.
فالمقصود من هذه العبارة بيان شدةشوقه وعظيم رغبته في لقاء ابن محرر وان له لذة عظيمة في نفسه وهذا المعنى مشهور عن اهل الحديث اعني شدة الشهوة في طلب الحديث وان الرجل منهم اذا حصل فائدة او نال علو اسناد مثلا اونحو ذلك فانه اعظم مفروح به عندهم والحكايات عنهم في هذا المعنى كثيرة لا تخفى عليكم.
فهو رحمه الله قد عبر عن هذا المعنى بهذه العبارة.
ودفعا لما قد يتوهم من معنى باطل قال - كما نقلتم -: ثم ادخل الجنة.
ـ[عبدالله القاضى]ــــــــ[22 - 02 - 09, 07:37 م]ـ
(تمام المنة) في ضعف أثر ابن المبارك: لو خيرت بين أن أدخل الجنة)
أين هذا الضعف في كلامك حفظك الله
أبو أسحاق ثقه وهو معروف بنقله عن عبدالله بن المبارك والروايه ليست من الغرائب لكونك لم تتقبل مفرادتها.
وأراك جاوبت على نفسك (وعلى فرض ثبوته فإنه يُحمل على المبالغة).
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[02 - 09 - 09, 08:22 م]ـ
أخي الحبيب / أبو المنهال حفظه الله. جزاكم الله على فوائدكم.
إبراهيم بن إسحاق من أصحاب ابن المبارك وقد روى عنه الكثير، و نقد الائمة له انما وقع على حديثه (المرفوع) من طريق ابن المبارك لورود الوهم وحمله عليه حال مخالفة الثقات وهو يوافق الثقات فيما يرويه عن ابن المبارك في كثير من المواضع.
وأنتم تعرفون حفظكم الله ان خطأ الرواى في حديثه لايلزم منه خطأه في عامة ما ينقل عن اصحابه، ولهذا فقد تجد البعض حجة في النقل عن الائمة وأصحابه، ضعيف في الحديث.
والأثر كما لايخفى عليكم وكما ذكرتم ليس فيه نكارة. فما توجيهكم حفظكم الله.
جزاك الله خيرا اخانا المستمسك بالحق.(41/486)
إنما أنتِ لعبة
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[19 - 09 - 04, 06:06 م]ـ
بارك الله فيكم
أخرج ابن شبة في تاريخ المدينة:
حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا ثابت، عن هلال بن أمية: أن عمر رضي الله عنه استعمل عياض بن غَنْم على الشام، ...
قال: فاندس إلى امرأة عمر رضي اللّه عنها وكان بينه وبينها قرابة، فقال: سلي أمير المؤمنين فيمَ وَجَد عليّ. فلما دخل عليها قالت: يا أمير المؤمنين فيم وجدت على عياض? قال: يا عدوة الله، وفيم أنت وهذا، ومتى كنتِ تدخلين بيني وبين المسلمين. إنما أنت لعبة يلعب بك، ثم تُتْرَكِين .. .
وهو موجود في مناقب عمر لابن الجوزي 123 ولم اطلع عليه
هل تكلم ابن الجوزي بشيء يفيد في معرفة صحة هذا الأثر وهل له تخريج سوى هذا
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[20 - 09 - 04, 03:20 م]ـ
أريد كلام ابن الجوزي
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 09 - 04, 07:55 م]ـ
لم يتكلم ابن الجوزي بشيء حول القصة
والطبعة التي عندي بتحقيق أسامة عبدالكريم الرفاعي طبع دار إحياء علوم الدين
وهذه القصة تقع ص 142 منه
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[21 - 09 - 04, 12:08 م]ـ
جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ الفقيه
وهل ترى صحة الرواية من جهة ثابت عن هلال فقد توصلت إلى هذه النتيجة
ظاهر الرواية أنها منقطعة لأن ثابت بن أسلم البناني مات سنة 127 وله 86 عاما وذكره ابن حجر في التقريب من الطبقة الرابعة التي جل روايتهم عن كبار التابعين.
وعكرمة أكبر من ثابت وفي إدراك عكرمة لهلال نظر كما في الإصابة ترجمة هلال – وقد ذكره -يعني عكرمة- ابن حجر في الطبقة الثالثة وقد مات سنة 104 - فعدم إدراك ثابت له أولى.
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[21 - 09 - 04, 01:38 م]ـ
وجدت أنهم اختلفوا في آخر من مات ممن شهد بدرا
فذكروا أبا أسيد (مات سنة 40) وكعب بن عمرو بن عباد (سنة 55) فيكون سماع ثابت منه غير ثابت
أرجو الإفادة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 09 - 04, 04:02 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم محمود شعبان أبو نسيبة على هذا التحقيق لمسألة سماع ثابت من هلال بن أمية، والأمر كما تفضلت به.
ـ[عبدالقدير]ــــــــ[24 - 09 - 04, 11:42 ص]ـ
أخواني لو سمحتم أشرحوا
كيف إنما هي لعبةً يلعب بها
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[25 - 09 - 04, 08:30 ص]ـ
المعنى والله أعلم:
قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: حبب إلي من الدنيا النساء والطيب.
فالنساء إذن من متاع الدنيا
والله يقول: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.
ويقول الغزالي في الإحياء: الدنيا كلها لهو ولعب. قال عمر رضي الله عنه لزوجته: إنما أنت لعبة في زاوية البيت. وجميع الملاعبة مع النساء لهو إلا الحراثة التي هي سبب وجود الولد.
فلعل المقصد أنها من متاع الدنيا ليس لها شأن بأمور المسلمين.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 09 - 04, 09:09 ص]ـ
المعنى باطل والمتن منكر والمقولة لا تصح، فلا نزيد على ذلك.
بل نساء المسلمين هن من المسلمين ولهن شأن بأمور المسلمين. وقد استشار سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنا أم سلمة رضي الله عنها فأجابت بجواب حليم عجز أكثر الرجال عنه.
أما حديث "من الدنيا النساء والطيب" فباطل منكر، قريب من الوضع. ولا يصح إلا عن الحسن مرسلاً، ومرسلات الحسن واهية. وقد سبق الحديث عليه.
ـ[منيرة]ــــــــ[26 - 09 - 04, 05:26 ص]ـ
كما قال الشيخ الامين
هذه العبارة ننزه ابا حفص عنها
فهي منكرة متنا
هل صارت المؤمنات الغافلات المحصنات لعبة يلعب بها مثلها مثل الامور المستهلكة التي تذهب فائدتها ثم ترمى؟!
الام مدرسة اذا صلحت صلح اهل البيت بما فيهم الزوج
رحم الله الشاعر اذ يقول:
الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[04 - 06 - 05, 05:20 م]ـ
في الباب مرسل جيد
أخرجه الحارث بن أسامة في مسنده
491 حدثنا أحمد بن يزيد ثنا عيسى بن يونس
عن زهير بن محمد عن أبي بكر بن محمد بن حزم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما النساء لعب فمن اتخذ لعبة فليحسنها أو فليستحسنها
احمد بن يزيد هوالونتريسي من
رجال البخاري ووعيسى بن يونس من رجال الجماعة وقد تكلم
¥(41/487)
في رواية زهير بن محمد وهي هنا من رواية عيسى بن يونس
الكوفي العراقي ورواية العراقيين عنه مستقيمة
وابو بكر بن محمد بن حزم من أكابر التابعين
وله شاهد من حديث عمرو بن العاص وفيه انقطاع
ووجه ذلك
أن الله تعالى ملك الرجل الزوجة فملكها
نفسه قال صلى الله عليه وسلم قد ملكتها اياك
وسمى الرجال قوامين قال تعالى" الرجال قوامون على النساء" وسمى
الزوج سيدا
قال تعالى وألفيا سيدها لدى الباب
وقال صلى الله عليه وسلم
لن يفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة
فمن أطاع المرأة
فقد خالف مقتضى ذلك وبدل نعمة الله كفرا
اما حديث أم سلمة فأمهات المؤمنين لسن كاحد
من النساء وهن أمهات الرجال خاصة
فعن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أن امرأة قالت لها
ياأمة فقالت لها لست لك بأم إنما أنا أم
رجالكم
أما الواقدي فقد صدق في روايته له عن
الثوري وكذب في روايته عن عبد الله بن موسى المخزومي
وفيه عن ام سلمة انها قالت انا ام رجالكم ونسائكم
وكذلك بنات الانبياء لسن كأحد من النساء اذ ان فاطمة بضعة منه صلى الله عليه وسلم
فلم يرضى بان يجمع بينها وبين بنت ابي جهل
ألا ما استثنى الله منهن
والدليل على ذلك قول الله تعالى
يا نساء النبي لستن كأحد من النساء
وهو بالخيار عليه السلام في قبول ما يشرن به الا تراه
قال لبعضهن لما اشارت عليه انكن صواحب يوسف
وهوناسخ لحديث ام سلمة بلا ريب
وهذا هو الاصل
وقال تعالى وشاورهم في الأمر ولا يدخل النساء في هذا الخطاب
بما تقدم
وبهذا تعلم خطأ ما يدعو اليه انصار التغريب من ادخال المرأة
في معمعة السياسة وتولي المرأة المناصب وقد قادهم جهلهم بالسياسة الشرعية ان
عارضوا النصوص
ولم يجعل الله
الطلاق بيد المرأة وهو امر يتعلق بها ولا ابرام عقد النكاح فكيف يجعلها من اهل المشورة والرأي
عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ولا تؤتوا
السفهاء
أموالكم قال امرأتك وبنيك وقال السفهاء الولدان والنساء أسفه السفهاء
الطبري 6/ 246
ثم يخرج الولدان بايناس الرشد منهم ويبقى النساء
وفي المحلى لابن ابن حزم
8/ 289
فاتفق الحسن والحكم ومعاوية بن قرة ومجاهد والضحاك وسعيد بن جبير
وأبو مالك وعبد الله إما ابن مسعود وهو الأظهر وإما ابن عباس على
أن النساء سفهاء وأنهن من المراد في هذه الآية وصرح مجاهد بأنهن الأمهات
والزوجات والبنات
هذا في امر المال فكيف بامر المسلمين
وطاعة الرجل للمرأة تشمأز منها الفطر السليمة كما هو مشاهد
وقد ورد النهي في تعلميهن الكتابة في حديث مرفوع صححه بعض اهل العلم
وحمل بعضهم هذا النهي على من يخشى من تعليمها الكتابة الفساد
وقال بعضهم يحتمل
أن يكون جائزا للسلف دون الخلف لفساد النسوان في هذا الزمان
وقد يكون جواز تعليم النساء الكتابة خاصا بأمهات المؤمنين لا غير
كما في حديث الشفاء
قال القرطبي في تفسيره 20/ 122
وروى حماد بن سلمة عن الزبير بن عبدالسلام عن أيوب بن عبدالله
الفهري عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله
صلى الله
عليه وسلم لا تسكنوا نساءكم الغرف ولاتعلموهن الكتابة قال علماؤنا
وهو كماقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس للنساء خير لهن من ألا يراهن الرجال
ولا يرين الرجال وذلك أنها خلقت من الرجل فنهمتها في الرجل والرجل خلقت فيه الشهوة
وجعلت سكنا له فغير مأمون كل واحد منهما في صاحبه وكذلك تعليم الكتابة ربما
كانت سببا للفتنة وذلك إذا علمت الكتابة كتبت إلى من تهوى والكتابة عين من
العيون بها يبصر الشاهد الغائب والخط هو آثار يده وفي ذلك تعبير عن الضمير
بما لا ينطلق به اللسان فهو أبلغ من اللسان فأحب رسوله صلى الله عليه وسلم
أن ينقطع عنهن أسباب الفتنة تحصينا لهن وطهارة لقلوبهن
انتهى
وهوتقرير جيد
منهم رحمهم الله
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[05 - 06 - 05, 12:31 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا مسهر
ـ[عبد]ــــــــ[05 - 06 - 05, 01:40 م]ـ
وكذلك تعليم الكتابة ربما
كانت سببا للفتنة وذلك إذا علمت الكتابة كتبت إلى من تهوى والكتابة عين من
العيون بها يبصر الشاهد الغائب والخط هو آثار يده وفي ذلك تعبير عن الضمير
بما لا ينطلق به اللسان فهو أبلغ من اللسان فأحب رسوله صلى الله عليه وسلم
أن ينقطع عنهن أسباب الفتنة تحصينا لهن وطهارة لقلوبهن
انتهى
وهوتقرير جيد
منهم رحمهم الله
¥(41/488)
مع اختلافي معك في بعض ما ذكرت، أقول: والسامع لما يحصل في المنتديات وغرف المحادثة ورسائل البريد الالكتروني من كتابات مخلّة بالآداب يدرك قيمة هذه العبارة جيداً، وأن لها شاهد مشهود من أرض الواقع.
ـ[سيف 1]ــــــــ[05 - 06 - 05, 07:24 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا أبو مسهر وان كنت اخالفك جدا في القول بعدم تعليمهن الكتابة واظن ان الألباني ضعفه حسب ما اتذكر
اما ما يستدل به البعض ويقولون ان النبي استشار ام سلمة.فهاكم النصوص وأحاديث الحديبية كلها ليس فيها انه (ص) سألها المشورة او قال ماذا ترين؟ او اشيري علي. ولكنه دخل بيته مهموما شاكيا ما وجد من اصحابه وعز عليه (ص) الا يطيعوا امره. فقالت ام سلمة ما قالت واستحسنة النبي (ص) وعمل به ولو قاله غيرها ولو طفل صغير لو جب على ذي العقل ان يتدبره فكما قيل الحكمة ضالة المؤمن اينما وجدها فهي احق الناس بها. ولو كان لهن حق المشورة فلم لم يكن يستشيرهن (ص) في الأمور العامة كما كان يفعل مع اصحابه ولما لم يول الا الرجال على الصدقات والجيوش والقضاء وغيره
ولما لم تشترك النساء في سقيفة بني ساعدة في اختيار الخليفة ولم تشرك في مجلس الشورى لتدلي برأيها حين موت عمر
تدبروا هذا:
في سنن البيهقي الكبرى: حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاءً، وأبو محمد بن أبي حامد المقري قراءة عليه، قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا عفان بن مسلم ثنا وهيب ثنا داود بن أبي هند ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: لما توفي رسول الله، قام خطباء الأنصار في دار سعد بن عبادة، فجعل الرجل منهم يقول: «يا معشر المهاجرين، إن رسول الله كان إذا استعمل رجُلاً منكم قَرَنَ معَهُ رجلاً مِنّا. فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان: أحدهما منكم، والآخر منا». فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك. فقام زيد بن ثابت فقال: «إن رسول الله كان من المهاجرين. وإن الإمام يكون من المهاجرين. ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله». فقام أبو بكر فقال: «جزاكم الله خيراً يا معشر الأنصار، وثبّتَ قائِلَكُم». ثم قال: «أما لو ذلك لما صالحناكم».
ـ[سيف 1]ــــــــ[05 - 06 - 05, 08:00 م]ـ
وقول محمد الأمين انها رضي الله عنها أجابت بجواب حليم عجز أكثر الرجال عنه.لا اعلم من الرجال الذين عجزوا عنه. واين ان الرسول (ص) استشارهم فلم يستطيعوا ان يدلوا بدلوهم وعجزوا؟
وفي القصة نفسها دليل على من يتخذونها دليلا لهم.الم ترى ان الرسول (ص) استشار الرجال عندما بلغه ان قريش جمعوا له العوذ المطافيل يريدون حربه في الحديبية فأشار عليه ابو بكر رضي الله عنه.فقال رسول الله (ص):ماذا ترون؟ فأجابه ابو بكر.فمثل هذه شورى نعم لأن رسول الله (ص) سألهم رأيهم.فلم لم يستشير النبي ام سلمة والنساء في المعسكر؟ غاية ما هناك لمن اراد ان يستدل بشئ من هذه القصة هو جواز شكوى الرجل لزوجه ما يلاقيه وأخذه بالحكمة من اي مصدر كان. اما جعلها اصلا يدندن حوله وان المرأة كانت وكانت فلا
ـ[احمد امام]ــــــــ[06 - 06 - 05, 11:50 ص]ـ
مع اختلافي معك في بعض ما ذكرت، أقول: والسامع لما يحصل في المنتديات وغرف المحادثة ورسائل البريد الالكتروني من كتابات مخلّة بالآداب يدرك قيمة هذه العبارة جيداً، وأن لها شاهد مشهود من أرض الواقع.
وهل ما يكتب على الانترنت من كتابات مخلة بالاداب سببها تعلم المراة الكتابة ام سببها قلة التربية وعدم الاهتمام بتعليم المراة امور دينها وماذا فيما يكتبه الرجال فى غرف المحادثة وما الداعى الى التفرقة بين الرجال والنساء وهن شقائق الرجال وحفل التاريخ الاسلامى بفقيهات ومحدثات هل بكون من باب سد الذرائع الا نعلم الرجال والنساء الكتابة
ـ[عبد]ــــــــ[06 - 06 - 05, 04:56 م]ـ
وهل ما يكتب على الانترنت من كتابات مخلة بالاداب سببها تعلم المراة الكتابة ام سببها قلة التربية وعدم الاهتمام بتعليم المراة امور دينها وماذا فيما يكتبه الرجال فى غرف المحادثة وما الداعى الى التفرقة بين الرجال والنساء وهن شقائق الرجال وحفل التاريخ الاسلامى بفقيهات ومحدثات هل بكون من باب سد الذرائع الا نعلم الرجال والنساء الكتابة
¥(41/489)
أخي يبدو أنك اقتنصت نصف عبارتي وتركت الشق الآخر، ألا تستطيع أن تجد لي عذراً وتتلمس لي محملاً في قولي: ((مع اختلافي معك في بعض ما ذكرت ... )).
وأما في ما يتعلّق بما ذكرت من قلة التربية فهذا صحيح ولكل من الرجل والأنثى ما اكتسب من الإثم بعضهم من بعض.
ـ[عبد]ــــــــ[06 - 06 - 05, 07:37 م]ـ
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية [3/ 296]:
فصل: حديث الحث على تعليم المرأة الكتابة وحديث النهي عنه موضوع
((ظاهر كلام الأكثرين أن الكتابة لا تكره للمرأة كالرجل وذكره ابن عقيل في الفنون وهو ظاهر المنقول عن الإمام أحمد رضي الله عنه قال في مسنده ثنا إبراهيم بن مهدي ثنا علي بن مسهر عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن صالح بن كيسان عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن الشفاء بنت عبد الله قالت: {دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة فقال ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتها الكتابة} رواه أبو داود بهذا الإسناد.
ورواه النسائي من حديث عبد العزيز بن عمر , ورواه أيضا عن أبي بكر بن سليمان عن حفصة من مسندها وهو حديث صحيح.
وقال الأثرم قال إبراهيم بهذا حدث أو حدثت به أحمد بن حنبل فقال: هذا رخصة في تعليم النساء الكتابة ذكره الخلال في الأدب.
وقال الشيخ مجد الدين في المنتقى وهو دليل على جواز تعلم النساء الكتابة , وقد روى الحاكم في صحيحه من رواية محمد بن إبراهيم الشامي ثنا شعيب بن إسحاق عن هشام عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم: {لا تسكنوهن الغرف ولا تعلمونهن الكتابة وعلموهن الغزل وسورة النور} وهو خبر ضعيف فإن محمد بن إبراهيم كذبه الدارقطني.
وقال ابن عدي عامة أحاديثه غير محفوظة وقال ابن حبان يضع الحديث. وعن ابن عباس مرفوعا {لا تعلموا نساءكم الكتابة ولا تسكنوهن العلالي} وقال {خير لهو المؤمن النساجة , وخير لهو المرأة الغزل} في سنده جعفر بن نصر وهو متهم , وقد ذكر أبو الفرج ابن الجوزي هذين الخبرين في الموضوعات , وذكر خبر عائشة في تفسيره في أول سورة النور , ولم يتكلم عليه وقال ابن عبد البر قال عمر بن الخطاب لا تسكنوا نساءكم الغرف ولا تعلموهن الكتابة واستعينوا عليهن بالعرى وقال أيضا , استعيذوا بالله من شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر)). أ. هـ.
ـ[سيف 1]ــــــــ[06 - 06 - 05, 07:47 م]ـ
وهذا هو الذي لا يتجه غيره فقد قال رسول الله (ص) من كانت عند جارية فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها وأحسن تعليمها ثم أعتقها وتزوجها .. الحديث
اما كونها من متاع الدنيا فثابت عن النبي (ص) (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ... ) الحديث
ووضح (ص) معنى المرأة الصالحة في الحديث الصحيح الذي رواه ابن ابي حاتم في تفسيره (التى اذا نظرت اليها سرتك واذا امرتها اطاعتك ... ) الحديث. وقال ابن حزم:وهذا صح عن النبي
وقال سبحانه (زين للناس حب الشهوات) فعد منها النساء.وقال تعالى (وخلق منها زوجها ليسكن اليها)
اما متن الحديث المذكور فمنكر جدا عن عمر
ـ[عبد]ــــــــ[06 - 06 - 05, 08:21 م]ـ
ومع ذلك ينبغي التفصيل في المسألة، قال في أضواء البيان:
((وقع الخلاف بسبب نصين في المسألة:
الأول: حديث الشفاء بنت عبد الله قالت: " دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة، فقال لي: " ألا تعلمين هذه رقبة النملة كما علمتيها الكتابة؟ " رواه المجد في المنتقى عن أحمد وأبي داود وقال بعده: وهو دليل على جواز تعلم النساء الكتابة.
والثاني: حديث عائشة رواه الحاكم وصححه البيهقي مرفوعاً: " لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة - يعني النساء - وعلموهن الغزل وسور النور " قال الشوكاني في نيل الأوطار، على حديث المنتقى وحديث الفساد، أعني تعليم الكتابة والقراءة.
أما تعليم العلم فليس محل خلاف، والواقع أن هذه المسألة واضحة المعالم، إذا نظرت كالآتي:
أولاً: لا شك أن العلم من حيث هو خير من الجهل، والعلم قسمان: علم سماع وتلقي، وهذه سيرة زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعائشة كانت القدوة الحنة في ذلك في فقه الكتاب والسنة، وكم استدركت على الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، وهذا مشهور ومعلوم.
¥(41/490)
والثاني: علم تحصيل بالقراءة والكتابة، وهذا يدور مع تحقق المصلحة من عدمها، فمن رأى أن تعلميهن مفسدة منعه، كما روي عن علي رضي الله عنه: أنه مرَّ على رجل يعلم امرأة الكتابة فقال: لا تزد الشر شراً.
وروي عن بعض الحكماء: أنه رأى امرأة تتعلم الكتابة، فقال: أفعى تسقى سماً، وانشدوا الآتي:
ما للنساء وللكتا == بة والعمالة والخطابة
هذا لنا ولهن منا == أن يبتن على جنابه
ومثله ما قاله المنفلوطي:
يا قوم لم تخلق بنات الورى == للدرس والطرس وقال وقيل
لنا علوم ولها غيرها == فعلّموها كيف نشر الغسيل
والثوب والإبرة في كفها == طرس عليه كل خط جميل
وهذا نظر إلى تعلميهن وموقفهن من زاوية واحدة. كما قال الشاعر الآخر:
كتب القتل والقتال علينا == وعلى الغانيات جر الذيول
مع أننا وجدنا في تاريخ المرأة نسوة شاركن في القتال، حتى عائشة رضي الله عنها كانت تسقي الماء، وأم سلمة تداوي الجرحى، إذ لا يؤخذ قول كل منهما على عمومه.
قال صاحب التراتيب الإدارية: "أورد القلنشدي أن جماعة من النساء كن يكتبن، ولم ير أن أحداً من السلف أنكر عليهم. اهـ. ومن المعلوم رواية " كريمة " لصحيح البخاري، وهي من الرواية المعتبرة عن المحدثين، فقد رأيت بنفسي وأنا مدرس بالأحساء نسخة لسنن أبي داود عند آل المبارك وعليها تعليق لأخت صلاح الدين الأيوبي، وذكر صاحب التراتيب الإدارية قوله: وقد ثبت عن كثير من نساء أهل الصحراء الإفريقية خصوصاً شنقيط: شنجط، أي شنقيط، وهي المعروفة الآن بموريتانيا، وتيتبكتو، وقبيلة كنت العجب، حتى جاء أن الشيخ المختار الكنتي الشهير، ختم مختصر خليل للرجال، وختمته زوجته في جهة أخرى للنساء". أ. هـ.
ومما يؤيد ما ذكره أننا ونحن في بعثة الجامعة الإسلامية لإفريقيا، سمعنا ونحن في مدينة أطار وهي على مقربة من مدينة شنجيط المذكورة، سمعنا من كبار أهلها أنه كان يوجد بها سابقاً مائتا فتاة يحفظن المدونة كاملة.
وقد سمعت في الآونة الأخيرة، أنه كانت توجد امرأة تدريس في المسجد النبوي، الحديث، والسيرة، واللغة العربية وهي شنقيطية.
ويجب أن تكون النظرة لهذه المسألة على ضوء واقع الحياة اليوم وفي كل يوم، وقد أصبح تعليم المرأة من متطلبات الحياة، ولكن المشكلة تكمن في منهج تعليمها، وكيفية تلقيها العلم
فكان من اللازم أن يكون منهج تعليمها قاصراً على النواحي التي يحسن أن تعمل فيها كالتعليم والطب وكفى.
أما كيفية تعليمها، فإن مشكلتها إنما جاءت من الاختلاط في مدرجات الجامعات، وفصول الدراسة في الثانويات في فترة المراهقة، وقلة المراقبة، وفي هذا يكمن الخطر منها وعليها في آن واحد، فإذا كان لا بد من تعليمها، فلا بد أيضاً من المنهج الذي يحقق الغاية منه ويتضمن السلامة فيه، والتوفيق من الله سبحانه.
أما ما يخشى عليها من الاتصال عن طريق الكتابة، فقد وجد ما هو أقرب وأسرع منها لمن شاءت وهو الهاتف في البيوت، فإنه في متناول المتعلمة والجاهلة. والمدار في ذلك كله على الحصانة التربوية والمتانة الدينية والقوة الأخلاقية.
وقد أوردت هذا المبحث استطراداً لبيان وجهة النظر في المسألة، اقتباساً من قوله تعالى: {?لَّذِى عَلَّمَ بِ?لْقَلَمِ}، وبالله التوفيق)). أ. هـ.
ـ[سيف 1]ــــــــ[06 - 06 - 05, 09:07 م]ـ
حديث عائشة رواه الحاكم وصححه البيهقي مرفوعاً: " لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة - يعني النساء - وعلموهن الغزل وسور النور "
الأصوب رواه الحاكم وصححه وكذا رواه البيهقي
اما البيهقي فقال منكر
قلت: في سنده عبد الوهاب بن الضحاك وهو وضاع متروك
ـ[عبد]ــــــــ[06 - 06 - 05, 09:22 م]ـ
نعم، و يكفي في المسألة عموم قوله تعالى: {علّم بالقلم}، فالآية - كما هو ظاهر - عن الإنسان، لا تختص بالذكور دون الإناث، قال ابن الجوزي في زاد المسير: ((قوله تعالى: {الذي علم بالقلم} أي: علم الإنسان الكتابة بالقلم {علم الإنسان ما لم يعلم} من الخط، والصنائع، وغير ذلك)) وإن كان قد قال - ابن الجوزي - بعد ذلك: ((وقيل: المراد بالإنسان هاهنا: محمد صلى الله عليه وسلم))، إلا أن ذلك بعيد.
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[06 - 06 - 05, 11:53 م]ـ
خبر المرأة
قال البخاري رحمه الله
باب خبر المرأة الواحدة
6839 حدثنا محمد بن الوليد حدثنا محمد بن جعفر
¥(41/491)
حدثنا شعبة عن توبة العنبري قال قال لي الشعبي
أرأيت حديث الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم
وقاعدت بن عمر قريبا من سنتين أو سنة ونصف فلم
أسمعه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم غير
هذا قال كان ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
فيهم سعد فذهبوا يأكلون من لحم فنادتهم امرأة من بعض
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إنه لحم ضب فأمسكوا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا أو اطعموا
فإنه حلال أو قال لا بأس به شك فيه ولكنه ليس من طعامي
وليس في هذا الحديث الا الدليل على قبول خبر أمهات المؤمنين فقط وقد قال الله عز وجل
واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة"فهذا امر لهن ان يذكرن ما يتلى في بيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم من القران والسنة" ولا يتعداه الى غيرهن
قال ابن العربي هذه الآية مسألة بديعة وهي أن
الله تعالى أمر نبيه عليه الصلاة والسلام بتبليغ ما
أنزل عليه من القرآن وتعليم ما علمه من الدين فكان
إذا قرأ على واحد أو ما اتفق سقط عنه الفرض وكان على من سمعه
أن يبلغه إلى غيره ولا يلزمه أن يذكره لجميع الصحابة ولا كان عليه
إذا علم ذلك أزواجه أن يخرج إلى الناس فيقول لهم نزل كذا ولا كان كذا
ولهذا قلنا يجوز العمل بخبر بسرة في إيجاب الوضوء من مس الذكر لأنها روت
ما سمعت وبلغت ما وعت ولا يلزم أن يبلغ ذلك الرجال كما قال أبو حنيفة انتهى
وفاته ان هذه الاية خاصة بنساء النبي صلى الله عليه وسلم فهل يدخل عموم النساء فيها
ولنأخذ مثالا على اختلافهم في قبول خبر المرأة الواحدة
أخرج مسلم في صحيحه
1480 عن محمد بن عمرو بن جبلة حدثنا أبو أحمد حدثنا عمار بن
رزيق عن أبي إسحاق قال كنت مع الأسود بن يزيد جالسا في المسجد الأعظم
ومعنا الشعبي فحدث الشعبي بحديث فاطمة بنت قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لم يجعل لها سكنى ولا نفقة ثم أخذ الأسود كفا من حصى فحصبه به فقال ويلك تحدث بمثل
هذا قال عمر لا نترك كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم لقول امرأة لا ندري
لعلها حفظت أو نسيت لها السكنى والنفقة قال الله عز وجل لا تخرجوهن من بيوتهن
ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة
قال ابن عبد البر19/ 142في التمهيد
وفي قول مروان في هذا الحديث سنأخذ بالعصمة التي وجدنا
الناس عليها دليل على أن العمل كان عندهم بخلاف حديث فاطمة في
السكنى وقولها فعلا م تحبسونها إنما كانت تخاطب بهذا كبار التابعين
وهذا كله يدل على أن العمل كان عندهم
بالمدينة من زمن عمر بخلاف حديث فاطمة في السكنى والله أعلم انتهى
أي انهم لم يقبلوا خبرها
وعن
أبي يوسف القاضي عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عمر أنه
قال لا يجوز في دين المسلمين قول امرأة. المحلى لابن حزم10/ 295
وتابع يوسف القاضي محمد بن فضيل وحفص بن غياث عن الاعمش
وقد علمنا محل
أبي يوسف عند الذين شاهدوه وعرفوه من أئمة المسلمين
وقال محمد بن الحسن في الحجة 1/ 64
فكيف تترك حديث هؤلاء كلهم واجتماعهم على هذا على حديث بسرة
ابنة صفوان امرأة ليس معها رجل والنساء الى الضعف ما هن في
الرواية وقد اخبرت فاطمة بنت قيس عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ان زوجها طلقها ثلاثا فلم يجعل لها رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم سكنى ولا نفقة فأبى عمر رضي الله عنه ان يقبل قولها
وقال ما كنا لنجيز في ديننا قول امرأة
ويروى عن سعيد بن المسيب انه رد حديث فاطمة لانها امرأة
فليس هناك اجماع كما يتوهم البعض في قبول خبر المرأة الواحدة
ـ[سيف 1]ــــــــ[07 - 06 - 05, 12:49 ص]ـ
وعن
أبي يوسف القاضي عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عمر أنه
قال لا يجوز في دين المسلمين قول امرأة. المحلى لابن حزم10/ 295
وتابع يوسف القاضي محمد بن فضيل وحفص بن غياث عن الاعمش
وقد علمنا محل
أبي يوسف عند الذين شاهدوه وعرفوه من أئمة المسلمين
أخي ابن حزم يجرح ها هنا في يوسف القاضي وليس كما ظننت لأنه وصف هذه الزيادة (لا يجوز في دين المسلمين قول امرأة) بأنها فضيحة!
هذا للفائدة فقط دون اثبات او تعليق على أخينا أبو المسهر
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[07 - 06 - 05, 03:16 م]ـ
بارك الله فيك
الكلام لي في توثيق أبي يوسف القاضي
مقتيس من كلام ابن حزم في تضعيفه
وأين الفضيحة في قول أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه الثابتة عنه
اما الذي لا يثبت عنه فهو قوله الذي في صحيح مسلم كما قال الحفاظ
ـ[سيف 1]ــــــــ[07 - 06 - 05, 05:33 م]ـ
هلا فصلت أخي الكريم؟
كيف يثبت عن عمر ما قلت ولا يثبت الذي في صحيح مسلم؟
وكيف توثق ابو يوسف بنفس كلام ابن حزم في تضعيفه؟
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[07 - 06 - 05, 10:06 م]ـ
وقال الإمام الدارقطني في العلل الواردة في الأحاديث النبوية ج:2 ص:140
164 وسئل عن حديث الأسود بن يزيد عن عمر لا ندع كتاب ربنا وسنة نبينا لقول امرأة يعني فاطمة بنت قيس ثم قال لها السكنى والنفقة
فقال رواه أشعث بن سوار عن الحكم وحماد عن إبراهيم عن الأسود ورواه المحاربي عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود
ورواه أبو أحمد الزبيري عن عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن الأسود
وليست هذه اللفظة التي ذكرت فيه محفوظة وهي قوله وسنة نبينا لأن جماعة من الثقات رووه عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود أن عمر قال لا نجيز في ديننا قول امرأة ولم يقولوا فيه وسنة نبينا
وكذلك رواه يحيى بن آدم وهو أحفظ من أبي أحمد الزبيري وأثبت منه عن عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن الأسود عن عمر لم يقل فيه وسنة نبينا وهو الصواب
وكذلك رواه أبو كريب ومحمد بن عبد الله بن نمير عن حفص بن غياث عن الأعمش وخالفهم طلق بن غنام فرواه عن حفص عن الأعمش فقال فيه وسنة نبينا ووهم على حفص في ذلك لأن محمد بن عبد الله بن نمير وأبا كريب أحفظ منه وأثبت روياه عن حفص عن الأعمش ولم يذكرا ذلك والله أعلم) انتهى.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16623&highlight=%E1%DE%E6%E1+%C7%E3%D1%C3%C9
¥(41/492)
ـ[سيف 1]ــــــــ[07 - 06 - 05, 10:55 م]ـ
أخي الكريم.وفي نفس الرابط رد الشوكاني وغيره على ان الأجماع ثابت في قبول رواية الصحابية الواحدة وعليه عمل الأمة.لم يردوا حديث أم عطية ولا أسماء بنت الصديق ولا غيرهما
وقد رواه الثقات عن عمر لا نجيز في ديننا قول امرأة ينبغي ان يحمل على بقية الحديث
اي لا نجيز في ديننا قول امراة لا نعلم أنسيت ام حفظت ونترك كتاب ربنا. فالتعليل بالخوف من نسيانها هاهنا عند عمر.ام رواه الثقات:لا نجيز في ديننا قول امراة دون التكملة؟
ـ[احمد امام]ــــــــ[08 - 06 - 05, 01:46 م]ـ
أخي يبدو أنك اقتنصت نصف عبارتي وتركت الشق الآخر، ألا تستطيع أن تجد لي عذراً وتتلمس لي محملاً في قولي: ((مع اختلافي معك في بعض ما ذكرت ... )).
وأما في ما يتعلّق بما ذكرت من قلة التربية فهذا صحيح ولكل من الرجل والأنثى ما اكتسب من الإثم بعضهم من بعض.
اعتذر لك اخى الحبيب ان اصابك من كلامى اذى فهذا ما لم اقصده وانى لالتمس العذر لكل اخواننا الافاضل فى الملتقى واعلم ان ما يكتبه كل واحد منا انما سيكون مبتغاه-ان شاء الله ولا نزكيهم على الله- سيكون مبتغاه احقاق الحق فيما ظهر له مع حسن الظن بالاخرين
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[09 - 06 - 05, 09:22 م]ـ
لا فرق بين قول عمرلا نجيز في ديننا قول امراة لا نعلم أنسيت ام حفظت ونترك كتاب ربنا
لا نجيز في ديننا قول امراة
لا يجوز في دين المسلمين قول امرأة
اذا كان هذا حال فاطمة بنت قيس وهي من افاضل الصحابيات فما بالك بمن هن دونها
بل بمشورتهن في أمور المسلمين بما لا يجيده الا القليل من الرجال
وما جاء عن عبد الرحمن بن مهدي ان حديث الاعمش عن ابراهيم وقول عمر لا نجيز في ديننا قول امرأة انه من ضعيف حديث الاعمش فهو بخصوص طريق
قال الحافظ في الفتح 9/ 481
ولقد كان الحق ينطق على لسان عمر فإن قوله لا ندري حفظت أو نسيت قد ظهر مصداقه في أنها أطلقت في موضع التقييد أو عممت في موضع التخصيص كما تقدم بيانه انتهى
قال الشافعي: فعائشة ومروان وابن المسيب يعرفون أن حديث فاطمة في أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها بأن تعتد في بيت ابن أم مكتوم كما حدثت ويذهبون إلى أن ذلك إنما كان للشر ويزيد ابن المسيب يتبين استطالتها على أحمائها ويكره لها ابن المسيب وغيره أنها كتمت في حديثها السبب الذي أمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تعتد في غير بيت زوجها خوفا أن يسمع ذلك سامع فيرى أن للمبتوتة أن تعتد حيث شاءتالام 5/ 236
قلت. وهذا طبع النساء فإنهن ضعيفات
وفي الطبقات لابن سعد من طريق محمد بن عمرو حدثني محمد بن إبراهيم أن عائشة قالت يا فاطمة اتقي الله فقد علمت في أي شيء كان هذا
تنبيه جاء في صحيح مسلم
في حديث الجساسة
عن عبد الله بن بريدة عن عامر بن شراحيل الشعبي سأل فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس وكانت من المهاجرات الأول فقال حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسنديه إلى أحد غيره فقالت لئن شئت لأفعلن فقال لها أجل حدثيني فقالت نكحت بن المغيرة وهو من خيار شباب قريش يومئذ فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما تأيمت خطبني عبد الرحمن بن عوف في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
و جاء فيه في باب المطلقة ثلاثا لا نفقة لها
من طرق عن الشعبي عنها أن زوجها طلقها
أما الذي جرى على طريقة الجمع
فقد تكلف والحق ان الذي في خبر الجساسة في صحيح مسلم من طريق عبد الله بن بريدة عن الشعبي منكر والله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 06 - 05, 06:34 ص]ـ
ابو مسهر
هل فعلا المرأة التي أنجبتك هي أسفه السفهاء كما في نقلك أعلاه؟!
أعوذ بالله من هذا العقوق
ـ[سيف 1]ــــــــ[11 - 06 - 05, 05:30 م]ـ
هذا تخليط.الرجل ذكر ما اثبته ابن حزم من اقوال ائمة السلف في الآية ومنهم صحابي.استشهادا بقولهم في موضوع معين
ولو وصفته بالعقوق وشنعت عليه لنقله مثل هذا.لكان تشنيعك أحق به ائمة السلف هؤلاء ومنهم صحابي
فاتفق الحسن والحكم ومعاوية بن قرة ومجاهد والضحاك وسعيد بن جبير
وأبو مالك وعبد الله إما ابن مسعود وهو الأظهر وإما ابن عباس على
أن النساء سفهاء وأنهن من المراد في هذه الآية وصرح مجاهد بأنهن الأمهات
والزوجات والبنات
ـ[عبد]ــــــــ[11 - 07 - 05, 04:57 ص]ـ
بشأن تعلم المرأة للكتابة ....
عن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة فقال لي: " ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة؟ " (السلسلة الصحيحة، 178)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 07 - 05, 08:12 ص]ـ
بارك الله فيكم
وحول حديث تعليم رقية النملة
فهذا الحديث له طرق
فقد جاء عن أبي بكر بن أبي حثمة عن الشفاء واختلف في وصله وإرساله
وقد رجح الدارقطني في العلل كما في المخطوط (5/ 194ب-195أ) حيث ذكر الاختلاف في الوصل والإرسال ثم قال (والمرسل أصح)
وقد جاء من طريق آخر عند ابن حبان وغيره وفي سنده كريب بن سليم الكندي ذكره البخاري في التاريخ وكذلك ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحا ولاتعديلا وذكره ابن حبان في الثقات (ينظر زوائد رجال صحيح ابن حبان (4/ 1975 - 1976) للدكتور يحيى الشهري)
وقد جاء عند ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني عن أبي إسحاق مولى الشفاء عن الشفاء رضي الله عنها
وفي سنده عبدالوهاب بن الضحاك وهو متروك (ينظر المسند طبع الرسالة (45/ 46 - 48).
فالحديث ليس له سند صحيح، والله أعلم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=117759#post117759
¥(41/493)
ـ[عبد]ــــــــ[11 - 07 - 05, 12:10 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالرحمن.
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[14 - 07 - 05, 12:49 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك شيخنا عبد الرحمن
وهذا كلام حول خبر فريعة بنت مالك و هل ثبت ان عثمان عمل به أرجو منكم التوجيه والتعليق شيخنا
أخرج هذه القصة في حديث فريعة ابو داود وغيره
عنْ مَالكٍ عنْ سَعْدٍ بنِ إسْحَاقَ بنِ كَعْبٍ بنِ عُجْرَةَ عن عَمَّتِهِ
زَيْنَبَ بِنْتِ كَعْبٍ بن عُجْرَةَ،: «أنَّ الْفُرَيْعَةَ بِنْتَ مَالِكٍ بن سِنَانٍ وَهِيَ أُخْتُ أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِي
ِ «أخْبَرَتْهَا أنَّهَا جَاءَتْ إلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم تَسَأَلُهُ أنْ تَرْجعَ إلَى أهْلِهَا
في بَنِي خُدْرَةَ، فَإِنَّ زَوْجَهَا خَرَجَ في طَلَبِ أعْبُدٍ لَهُ أبْقُوا حَتَّى إذَا كَانُوا بِطَرَفِ الْقُدُومِ
لَحِقَهُمْ فَقَتَلُوهُ، فَسَأَلْتُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أنْ أرْجِعَ إلَى أهْلِي فَإِنِّي لم
يَتَرُكْنِي في مَسْكَنٍ يَمْلِكُهُ وَلاَ نَفَقَةٍ. قالَتْ: فَقالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:
نَعَمْ. قالَتْ فَخَرَجْتُ حتى إذَا كُنْتُ في الْحُجْرَةِ أوْ في المَسْجِدِ دَعَانِي أوْ أمَرَنِي
فَدُعِيتُ لَهُ، فَقالَ: كَيْفَ قُلْتِ؟ فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ الَّتي ذَكَرْتُ مِنْ شَأْنِ زَوْجِي،
قالَتْ: فَقالَ امْكُثِي في بَيْتِكِ حتى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أجَلَهُ. قالَتْ: فاعْتَدَدْتُ فِيهِ
أرْبَعَةَ أشْهُرٍ وعَشْراً. قالَتْ: فَلَمَّا
كَانَ عُثْمانُ بنُ عَفَّانَ أرْسَلَ إلَيَّ فَسَأَلَني عنْ ذ?لِكَ فَأَخْبَرْتُهُ فاتَّبَعَهُ وَقَضَى بِهِ».
وفي أكثر الطرق عن سعد بن اسحاق لم تذكر هذه القصة
وروى عبد الرزاق في مصنفه 7/ 33
12074 عن معمر عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة يحدث عن عمته زينب بنت كعب عن فريعة بهذا
الحديث قال" اي سعد بن اسحاق" فلما كان زمن عثمان أتته امرأة تسأله عن ذلك قالت فريعة
فذكرت له فأرسل إلي فسألني فأخبرته فأمرها أن لا تخرج من بيت زوجها حتى يبلغ الكتاب أجله
وفي سنن البيهقي الكبرى
15276 قال وأنبأ يزيد أنبأ يحيى أن سعد بن إسحاق أخبره أن عثمان بن عفان رضي الله عنه ذكر له حديث
فريعة فبعث إليها حتى دخلت عليه فسألها عن الحديث فحدثته
فظهر بحمد الله ان القصة مدرجة كما بين ذلك معمر ويحيى بن سعيد
وظهر ان القصة معضلة
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[15 - 07 - 05, 04:35 م]ـ
وله شاهد من حديث عمرو بن العاص وفيه انقطاع
الشيخ الفاضل أبا مسهر جزاك الله خيرا
هات هذا الشاهد.
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[15 - 07 - 05, 11:49 م]ـ
أولا ايها الشيخ الفاضل محمود شعبان أبو نسيبة لست بالشيخ حقيقة
فانا في الشرنقة فكيف أطير
الشاهد ذكره الشيخ الالباني رحمه الله
في الضعيفة ص674
قال رواه الحاكم في تاريخه وعنه الديلمي معلقا من طريق ابن لهيعة
عن الاحوص عن عمرو بن العاص مرفوعا
ذكره السيوطي في اللالئ
شاهدا لحديث علي بمعناه
وأعله الشيخ رحمه الله بثلاث علل
الضغيفة ص675
و لم اشر الا الى الانقطاع
لان الراوي عن ابن لهيعة لم يذكره الشيخ ولم اعرفه فلعله ممن تستقيم روايته عنه
وحال الاحوص بن حكيم خيرمما ذكره العلامة الالباني
رحمه الله حيث اقتصرعلى قول يحيى بن معين وابن المديني فيه ليس بشيئ
مع ان ابن المديني قال فيه صالح وقال مرة ثقة وقال مرة لا يكتب حديثه
ولعل ما نقله الشيخ حال كتابته لحال الاحوص من الميزان للذهبي فانه قال عن ابن المديني ليس بشيئ
أما يحيى ابن معين فقد اختلفت عنه الروايات
فمرة قال
أبو بكر بن أبي مريم أمثل
من الأحوص وقال مرةهو مثله وقال عنه ليس بشيء
وكذلك يحيى بن سعيد القطان كما ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد
ووثقه العجلي ويحيى بن سعيد القطان في رواية1/ 148
مع ان الشيخ رحمه الله يستشهد به
مثلا قال في تخريجه لحديث في اسناده الاحوص
511 حديث صحيح ورجاله ثقات غير الأحوص بن حكيم فإنه ضعيف
الحفظ كما في التقريب فمثله يستشهد
به فيتقوى بالطريق التي بعده وبشواهده
المتقدمة وغيرها مما سبقت الإشارة إليه
واما الانقطاع فظاهر
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[19 - 07 - 05, 08:28 م]ـ
جزاك الله أخي الكريم أبا مسهر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 07 - 05, 09:38 ص]ـ
الشيخ الفاضل أبا مسهر حفظه الله
¥(41/494)
لعلي أذكر أولا كلام الإمام الدارقطني رحمه الله في العلل (5/ 225 مخطوط)
وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ فُرَيْعَةَ بِنْتِ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ، أُخْتِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حِينَ خَرَجَ زَوْجُهَا فِي أَعْبُدٍ لَهُ أَبِقُوا فَقَتَلُوهُ، فَجَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تَسْأَلُهُ عَنِ النُّقْلَةِ عَنْ مَسْكَنِهَا فَقَالَ: " لا حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ".
فَقَالَ: يَرْوِيهِ سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ؛
فَرَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَشُعْبَةُ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمَّتِهِ زَيْنَبَ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، وَكَانَتْ تَحْتَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ فُرَيْعَةَ
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فَرَوَاهُ، ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ عَمَّتِهِ زَيْنَبَ، مُرْسَلا
وَقَالَ جَرِيرٌ: عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ عَمَّتِهِ زَيْنَبَ، مُرْسَلا، أَيْضًا
وَقَالَ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: عَنْ يَحْيَى، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ فُرَيْعَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ زَيْنَبَ
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: عَنْ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدٍ، وَإِنَّمَا أَرَادَ سَعْدَ بْنَ إِسْحَاقَ
وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ الزُّهْرِيُّ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فَرَوَاهُ الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَهُ عَنْ زَيْنَبَ، عَنْ فُرَيْعَةَ، وَالزُّهْرِيُّ، لَمْ يَسْمَعْ مِنْ سَعْدٍ وَرَوَاهُ يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَخَالَفَهُ ابْنُ وَهْبٍ فَرَوَاهُ عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ إِسْحَاقَ، وَلَمْ يُسَمِّهِ، وَقَالَ مَعْمَرٌ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، بَلَغَنِي أَنَّ سَعْدَ بْنَ إِسْحَاقَ،
وَالصَّحِيحُ قَوْلُ مَنْ قَالَ: عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمَّتِهِ زَيْنَبَ،) انتهى.
وحول الرواية التي نقلتها من مصنف عبدالرزاق فهي برقم (1074) ,انت نقلت الرواية التي قبلها ووضعت لها رقم ما بعدها
ومعمر في الرواية السابقة يرويه عن الزهري وهو الصواب كما ذكره الدارقطني، وهل يروي معمر عن سعد بن إسحاق مباشرة! كما في الرواية التي ذكرتها؟
يتبع بإذن الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 07 - 05, 10:03 ص]ـ
والرواية الثانية التي رواها معمر كما في المصنف قال فيها (عن سعيد بن أبي إسحاق) كما في بعض مخطوطات المصنف
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=15359&stc=1
وذكر حبيب الرحمن الأعظمي أن هذا خطأ
وما قاله فيه نظر
فقد ذكر عدد من الرواة عن مالك اسم الراوي سعيد بن إسحاق
وإن كان الصواب سعد بن إسحاق
ينظر الإيماء في أطراف الموطأ (4/ 318 - 320).
والتمهيد (21/ 27) والاستذكار-وفيه تصحيف (18/ 180).
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[21 - 07 - 05, 01:34 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا
في مسند اسحاق بن راهويه
12 قال معمر سمعت سعد بن إسحاق يحدث بهذا
الحديث عن عمته عن فريعة قالت
فريعة فلما كان زمن عثمان أتته
امرأة تسأله عن ذلك فذكرت له فأرسل
إلي فسألني فأخبرته فأمرها أن
لا تخرج حتى يبلغ الكتاب أجله
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 07 - 05, 02:31 م]ـ
بارك الله فيكم
الذي وجدته في مسند إسحاق أن هذا عن يحيى وليس عن معمر
كما في موقع جامع الحديث
ـ[العاصمي]ــــــــ[21 - 07 - 05, 04:06 م]ـ
جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ الفقيه
وهل ترى صحة الرواية من جهة ثابت عن هلال فقد توصلت إلى هذه النتيجة
ظاهر الرواية أنها منقطعة لأن ثابت بن أسلم البناني مات سنة 127 وله 86 عاما وذكره ابن حجر في التقريب من الطبقة الرابعة التي جل روايتهم عن كبار التابعين.
وعكرمة أكبر من ثابت وفي إدراك عكرمة لهلال نظر كما في الإصابة ترجمة هلال – وقد ذكره -يعني عكرمة- ابن حجر في الطبقة الثالثة وقد مات سنة 104 - فعدم إدراك ثابت له أولى.
هلال بن أمية هذا، ليس هو ما يتبادر الى الذهن أنه الصحابي المشهور ... بل هو تابعي، روى عن عمر و عثمان – رضي الله عنهما -، و روى عنه ثابت البناني، و قتادة السدوسي.
ذكره البخاري في التاريخ الكبير 8/ 207، و روى عن حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن هلال بن أمية، عن عثمان – رضي الله منه – أثرا ...
و ذكره ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 9/ 72 و نقل عن أبيه أنه روى عن عثمان، و روى عنه قتادة.
و ذكره أبو حاتم البستي في الثقات 5/ 506 بما ذكره به أبو حاتم الحنظلي، و قد استفادا ما ذكراه من البخاري، رحمهم الله أجمعين.
¥(41/495)
ـ[العاصمي]ــــــــ[21 - 07 - 05, 04:17 م]ـ
قال أخونا الفاضل أبو مسهر – وفقه الله -:
في رواية زهير بن محمد وهي هنا من رواية عيسى بن يونس الكوفي العراقي ورواية العراقيين عنه مستقيمة.
نعم؛ عيسى كوفي، لكنه نزل الشام مجاهدا، مرابطا بثغر الحدث، و يحتمل أنه سمع من زهير بالشام؛ فلذلك لا يجزم بصحة رواية زهير ... و الله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 07 - 05, 09:45 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
وقد وصلتني رسالة الشيخ أبو مسهر حفظه الله بنقل الرواية من مسند إسحاق
الحديث
رقم1963 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن ابن لكعب بن عجرة، قال: حدثتني عمتي، وكانت تحت أبي سعيد الخدري , أن الفريعة بنت مالك حدثتها أن زوجها خرج في طلب أعلاج أباق حتى إذا كان بطرف جبل يقال له القدوم , أدركهم فقتلوه , وأنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له , وأنه تركها في مكان ليس له , فاستأذنته في الانتقال , فأذن لها , فانطلقت حتى إذا كانت بباب الحجرة أمرها , فردت , فأمرها بإعادة حديثها , ففعلت , فأمرها أن " لا تخرج حتى يبلغ الكتاب أجله " قال معمر , سمعت سعد بن إسحاق، يحدث بهذا الحديث , عن عمته، عن فريعة , قالت فريعة: فلما كان زمن عثمان أتته امرأة تسأله عن ذلك , فذكرت له فأرسل إلي , فسألني فأخبرته , فأمرها أن لا تخرج حتى يبلغ الكتاب أجله
فبان من هذه الرواية أن رواية معمر فيها ذكر عمل عثمان رضي الله عنه بهذا الحديث متصلا كما هو ظاهر
وأما الاختلاف على يحيى بن سعيد فقد ذكره الدارقطني كما سبق،فقد اختلف عليه كثيرا
فلا يتأتى أخذ الإدراج منها خاصة أن رواية الجماعة عن إسحاق بن سعد بذكرها متصلة بالحديث
وخاصة أنها في رواية مالك (فقالت لما كان في زمن عثمان)
وقد يحمل ما جاء في رواية يزيد عن يحيى أنه يقصد الحديث بأكمله ولم يقصد فعل عثمان رضي الله عنه فقط وإن كان إنما ذكر ما جاء عن عثمان رضي الله عنه
فالقول بالإدراج قد لايتجه والله أعلم.
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[21 - 07 - 05, 11:56 م]ـ
أخي العاصمي الفاضل بارك الله فيك
الذي يظهر لي والله أعلم
ان الحفاظ يضعفون رواية الشاميين عن محمد بن زهير
لا يقولون ان مارواه في الشام ضعيف
او ان ما سمعه الشامي عنه في العراق صحيح
فلهذا يخرج عيسى بن يونس منهم لانه ليس شاميا
لان مدار كلام الحفاظ على سبر مروياتهم عنه
قال العجلي لا بأس به وهذه
الأحاديث التي يرويها أهل الشام عنه ليست تعجبني
وقال بن عدي ولعل أهل الشام أخطئوا عليه
فإنه إذا حدث عنه أهل العراق فروايتهم عنه شبه المستقيمة
وقال البخاري قال أحمد كان زهير الذي روى عنه أهل الشام زهيرا آخر
الى اخر كلامهم
شيخنا عبد الرحمن الفقيه بارك الله فيك وفي علمك فقد كفيت وشفيت فجزاك الله خيرا
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[22 - 07 - 05, 11:54 م]ـ
هلال بن أمية هذا، ليس هو ما يتبادر الى الذهن أنه الصحابي المشهور ... بل هو تابعي، روى عن عمر و عثمان – رضي الله عنهما -، و روى عنه ثابت البناني، و قتادة السدوسي.
ذكره البخاري في التاريخ الكبير 8/ 207، و روى عن حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن هلال بن أمية، عن عثمان – رضي الله منه – أثرا ...
و ذكره ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 9/ 72 و نقل عن أبيه أنه روى عن عثمان، و روى عنه قتادة.
و ذكره أبو حاتم البستي في الثقات 5/ 506 بما ذكره به أبو حاتم الحنظلي، و قد استفادا ما ذكراه من البخاري، رحمهم الله أجمعين.
جزاك الله خيرا كثيرا.
لكن الجزم بأن الذي ذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان ((ولم يذكروا له رواية إلا عن عثمان ورواية قتادة عنه)) هو الذي روى عن عمر وروى عنه ثابت يحتاج لدليل.
أنا لا أستطيع أن أجزم بذلك ولا بخلافه.
وكون البخاري لم يذكر روايته عن عمر وكذلك ابن أبي حاتم وابن حبان، يجعلني أبحث عن دليل خارجي، خاصة وأنه بذلك تابعي كبير لأن عياض بن غنم مات سنة عشرين.
والجزم بأن المذكور في الحكاية السابقة ليس هو الصحابي محتمل جدا، ولكن يحتاج لدليل أيضا.
ـ[فارس النهار]ــــــــ[23 - 07 - 05, 12:23 ص]ـ
للفائدة بخصوص قوله تعالى: (ولا تؤتوا السفهاء أمولكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا) النساء/5
¥(41/496)
قال الشيخ محمد صالح المنجد -حفظه الله- في إجابته على أحد الأسئلة (في موقع الاسلام سؤال وجواب):
"الحمد لله
ذكر بعض المفسرين في الآية أن " السفهاء" هم النساء، وهذا القول غير صحيح، بل المراد بـ "السفيه" كل من لا يحسن التصرف في المال، ذكراً كان أم أنثى، فيشمل: المجنون، والصبي الصغير، الرجل البالغ - وكذلك المرأة - الذي لا يحسن التصرف في المال، بل يضيعه وينفقه على ما لا ينفعه.
وقد رد بعض المفسرين القول بأن المراد بذلك النساء، واستبعدوه لغة وشرعاً.
أما لغة فقالوا: إنه لا يقال في النساء " سفهاء " بل " سفائه "، و " سفيهات ".
وأما شرعاً فلتواتر النصوص القرآنية والنبوية المبينة لتملك النساء للمال ولتعاملهن بيعاً وشراءً وإجارة، ولا يزال الأزواج يعطون نساءهم نفقة البيت للقيام على شئونه، ولما منع أبو سفيان النفقة عن زوجته واشتكت للنبي صلى الله عليه وسلم قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف) رواه البخاري (2097) ومسلم (1714).
قال القرطبي:
واختلف العلماء في هؤلاء " السفهاء " من هم فعن سعيد بن جبير قال: هم اليتامى لا تؤتوهم أموالكم، قال النحاس: وهذا من أحسن ما قيل في الآية، وروى إسماعيل بن أبي خالد عن أبي مالك قال: هم الأولاد الصغار لا تعطوهم أموالكم فيفسدوها وتبقوا بلا شيء، وروى سفيان عن حميد الأعرج عن مجاهد قال: هم النساء، قال النحاس وغيره: وهذا القول لا يصح، إنما تقول العرب في النساء " سفائه " أو " سفيهات ". . . وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: السفهاء هنا كل من يستحق الحجر.
"تفسير القرطبي" (5/ 28).
وذكر ابن جرير الطبري رحمه الله أقوال المفسرين في الآية – ومنها القول بأن المراد بذلك النساء – ثم قال:
" والصواب من القول في تأويل ذلك عندنا أن الله جل ثناؤه عم بقوله: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم) فلم يخصص سفيها دون سفيه، فغير جائز لأحد أن يؤتي سفيها ماله صبيا صغيرا كان أو رجلا كبيرا، ذكرا كان أو أنثى، والسفيه الذي لا يجوز لوليه أن يؤتيه ماله، هو المستحق الحجر بتضييعه ماله وفساده وإفساده وسوء تدبيره ذلك. . .
وأما قول من قال: عنى بالسفهاء النساء خاصة، فإنه جعل اللغة على غير وجهها " انتهى.
"تفسير الطبري" (3/ 249).
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله:
" السفهاء، جمع " سفيه " وهو: من لا يحسن التصرف في المال، إما لعدم عقله، كالمجنون والمعتوه، ونحوهما، وإما لعدم رشده، كالصغير وغير الرشيد، فنهى الله الأولياء أن يُؤتوا هؤلاء أموالهم خشية إفسادها وإتلافها؛ لأن الله جعل الأموال قياماً لعباده في مصالح دينهم ودنياهم، وهؤلاء لا يُحسنون القيام عليها وحفظها " انتهى.
"تفسير السعدي" (ص130، 131).
فتبين بذلك أنه لا حرج على الرجل أن يعطي المال لزوجته لتنفق منه على البيت، إذا كانت عاقلة رشيدة بحيث تحسن التصرف في المال.
والله أعلم. "
الإسلام سؤال وجواب ( www.islam-qa.com)
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=69135&dgn=4
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[29 - 07 - 05, 12:33 م]ـ
بارك الله فيك
اما القول انه لوكان السفهاء النساء لقال السفائه او السفيهات في جمع السفيهة نحو غرائب وغريبات في جمع الغريبة
فقد أجاب الزجاج بان السفهاء في جمع السفيهة جائز كما ان الفقراء في جمع الفقيرة جائز الله اعلم
وقال ابن العربي في احكام القران 1/ 208
وقد قال بعض الناس ان السفه صفة ذم والصغيرة والمراة لا تستحقان ذما وهذا ضغيف فان النبي صل الله عليه وسلم قد وصف المرأة بنقصان الدين والعقل
وكذلك الصغير موصوف بالغرارة
والنقص وان كانا لم يفعلا ذلك بانفسهما لكنهما لا يلامان على ذلك فنهى الله سبحانه وتعالى عن أيتاء المال
اليهم وتمكينهم منه وجعله في ايديهم ويجوز هبة ذلك لهم فيكون للسفهاء ملكا ولكن لا يكون لهم عليه يد انتهى
فاذا علمت ان السفه في هولاء ليست صفة ذم ولا تفيد العصيان لله وانما سموا سفهاء لغرارتهم ونقص
عقولهم ونقصان تمييزهم عن القيام بحفظ المال
وقال أ. د. سليمان بن فهد العيسى كما في موضوع المقصود بناقصات عقل ودين كما نقل عنه في الملتقى
¥(41/497)
وأما وصف النبي صلى الله عليه وسلم للنساء بنقص العقل فليس معناه نقص أصل العقل، وإنما المراد به قلة ضبط المرأة وضعف ذاكرتها غالباً، ولهذا جعل الله شهادة المرأتين تقوم مقام شهادة الرجل، وبين سبحانه العلة في ذلك بقوله: "أن تضل إحداهمافتذكر احداهما الأخرى" [البقرة:282]، وهذا تشريع من الحكيم العليم الخالق الذي أوجد الخليقة من العدم قال تعالى: "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" [الملك: 14]، وقال تعالى: "هو أعلم بكم إذا أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى" [النجم: 32]، والله سبحانه وتعالى لم يجعل المرأة مساوية للرجل في كل شيء، قال -تعالى-: "وليس الذكر كالأنثى" [مريم: 36]، وقال -تعالى-: "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم" [النساء: 34]، وقال تعالى: "وللرجال عليهن درجة" [البقرة: 228]، قال ابن كثير في تفسيره (ج1 ص271)، أي في الفضيلة والخَلق، والخُلق والمنزلة، وطاعة الأمر، والقيام بالمصالح، والفضل في الدنيا والآخرة" انتهى، هذا، وقد جعل الله - سبحانه وتعالى- المرأة على النصف من الرجل في عدة أحكام: أحدها الشهادة كما تقدم، والثاني في الميراث، والثالث في الدية، والرابع في العقيقة، والخامس في العتق. والله سبحانه يخلق ما يشاء ويختار، قال -تعالى-: "وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة" [القصص: 68]، ولقد فضل الله بعض الرسل على بعض؛ قال -تعالى-: "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض" [البقرة: 253]، وفضل بعض الأماكن على بعض، وبعض الزمان على بعض ... إلخ.
هذا وعلى المرء المسلم التسليم لما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من غير تردد ولا شك، قال -تعالى-: "وما كان لمؤمنة ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" [الأحزاب: 36]، وقال -تعالى- في شأن طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً" [النساء: 65]
انتهى
وقد احتج من قال ان المراد بالسفهاء في هذه الاية هم النساء بامور
قالوا
1 ورد خبران في ذلك الاول ما روي عن ابي امامة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما خلقت النار للسفهاء يقولها ثلاثا الا وان النساء سفهاء إلا امراة اطاعت قيمها
والثاني ورد عن انس بن مالك قال جاءت امراة سوداء جرية المنطق ذات ملح الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت بابي انت وامي يارسول الله قل فينا خيرا مرة واحدة فانه بلغني انك تقول فينا كل شر قال اي شيئ قالت سميتنا السفهاء فقال الله تعالى سماكن السفهاء في كتابه ..... الحديث
وقي حاشية روح المعاني للالوسي ذكر ذلك الطبرسي ولي في صحته شك اه منه
وهذان الخبران ليسابشيئ
2 - وبما جاء عن بعض الصحابة والتابعين وفيهم مثل ابن عباس و مجاهد
3 - ان الاية لها تعلق بما قبلها وذلك ان الله امر بايتاء اليتامى اموالهم وبدفع صدقات النساء اليهن
ثم حث الله على حفظ الرجل ماله بعدم اعطائه النساء واوجب عليه رعايتهن لانهن سفهاء لا يجدن التصرف بالمال لا انهن عاصيات لله
كما ان الرشد في قوله تعالى فان انستم منهم رشداليس بالرشد
الذي في قوله وما امر فرعون برشيد
لان هذا رشدا دينيا لا دنيويا
والرشد الحق هو الصلاح في الدين والمراد بالرشد في هذه الاية هو الرشد الذي به تعلق بصلاح المال
فهل يضم اليه الصلاح في الدين:
فعند الشافعي رحمه الله لابد منه وعند ابي حنيفة رحمه الله هو غير معتبر وهو الصواب
فان الفاسق الذي يحسن التصرف في المال والمحافظة عليه ليس بالمقصود بالسفهاء في هذه الاية
قال ابن عطية في تفسيره قال ابن عباس الرشد في العقل وتدبر المال لا غير وهو قول ابن القاسم في مذهبنا وقال الحسن وقتادة الرشد في العقل والدين وهو رواية ايضا عن مالك
¥(41/498)
قلت وقد قال بعض العلماء لا شك ان اسم الرشد واقع على العقل في الجملة والله تعالى شرط رشدا منكرا ولم يشترط سائر ضروب الرشد وفي قوله تعالى وابتلوا اليتامى لا شك ان المراد ابتلاؤهم فيما يتعلق بممصالح حفظ المال ثم قال قان انستم منهم رشدا فادفعوا ويجب ان يكون المراد فان انستم منهم رشدا في حفظ المال وضبط مصالحه فانه ان لم يكن المراد ذلك تفكك النظم ولم يبق للبعض تعلق بالبعض.
واذا ثبت هذا
علمنا ان الشرط المعتبر في الاية هو حصول الرشد في رعاية مصالح المال
وقد قال صلى الله عليه وسلم ان الله ينصر الدين بالرجل الفاجر
وقال لن يفلح قوم ولوا أمرهم امراة
قلت ولو كانت فاضلة فانها لا تمكن من رقاب المسلمين شرعا
كما ان الرواية قد لا تقبل من الفاضل العدل ان لم يكن ضابطا
قال الله تعالى فتذكر احداهما الاخرى فتقص المراة في الضبط وان شهادتها بمفردها قد ترد لا ينتطح فيه عنزان وان كانت الشهادة والخبر يفترقان
في امور فان الضبط لازم لهما
قال الشيخ العلامة محمد الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير واشترط العدد في الشاهدولم يكتف بشهادة عدل واحد لان الشهادة لما تعلقت بحق معين لمعين اتهم الشاهد باحتمال ان يتوسل اليه الظالم الطالب لحق مزعوم فيحمله على تحريف الشهادة فاحتيج الى حيطة تدفع التهمة فاشترط فيه الاسلام وكفى به وازعا والعدالة لانها تزع من حيث الدين والمروءة وزيد انضمام ثان اليه لاستبعاد ان يتواطا كلا الشاهدين على الزور فثبت بهذه الاية ان التعدد شرط في الشهادة من حيث هي بخلاف الرواية لانتفاء التهمة فيها اذا لا تتعلق بحق معين ولهذا لوروي راو حديثا هو حجةفي قضية للراوي فيها حق لما قبلت روايته وقد كلف عمر ابا موسى الاشعري ان ياتى بشاهد معه على ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا استاذن احدكم ثلاثا ...... الحديث اذا كان ذلك في ادعاء ابي موسى اته لما لم ياذن له عمر في الثالثة رجع فشهد له ابو سعيد الخدري في ملا من الانصار
الى ان قال رحمه الله قي اخر تفسير الاية فالمراة معرضة لتطرق النسيان اليها وقلة ضبط ما يهم ضبطه والتعدد مظنة لاختلاف مواد التقص والخلل فعسى الا نتسى احداهما ما نسيته الاخرى فقوله ان تضل تعليل لعدم الاكتفاء بالواحدة 3/ 112
ولازم قوله رحمه الله ان قوله تعالى ان تضل احدهما فتذكر احداهما الاخرى ان هذه حيطة من اجل الضبط
وان الخبر يتوقف فيه اذا كان حجة في قضية للراوي فيها حق كما قال وضرب على ذلك مثلا بقضية ابي موسى الاشعري مع عمر رضي الله عته وليته مثل بالاحاديث التي يرويها المبتدعة العدول فيما يروونه من الاحاديث التي تشد بدعتهم
وخبر المرأة قد لا يرد مطلقا
وقد يحتف بخبر ها قرائن فيقبل كما هو الحال في خبر الراوي الضعيف
فعمل عثمان رضي الله عنه بخبر الفريعة من هذا الباب وخاصة ان خبرها مشهور
فلهذا ساق بعضهم الاجماع على قبول خبرها ولم يراعي تلك القرائن
والله أعلم
وقد استشهد قوم بقبول خبر المرأة الواحدة بما أخرجه مسلم قال
1328 حدثني محمد بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد عن بن جريج أخبرني الحسن بن مسلم عن طاوس قال كنت مع بن عباس إذ قال زيد بن ثابت تفتى أن تصدر الحائض قبل أن يكون آخر عهدها بالبيت فقال له بن عباس إما لا فسل فلانة الأنصارية هل أمرها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فرجع زيد بن ثابت إلى بن عباس يضحك وهو يقول ما أراك إلا قد صدقت
هذه رواية مختصرة وفي رواية انم من هذه
قال بن عباس سل أم سليم وصواحبها هل أمرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فسألهن فقلن قد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك
قال بن عباس لزيد فاسأل نساءك أم سليم وصواحبها هل أمرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهن زيد فقلن نعم قد أمرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد اخرج البخاري القصة مختصرة من طريق عكرمة كذلك
1671 حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أيوب عن عكرمة أن أهل المدينة سألوا بن عباس رضي الله عنهما عن امرأة طافت ثم حاضت قال لهم تنفر قالوا لا نأخذ بقولك وندع قول زيد قال إذا قدمتم المدينة فسلوا فقدموا المدينة فسألوا فكان فيمن سألوا أم سليم فذكرت حديث صفية رواه خالد وقتادة عن عكرمة
قال الحافظ في الفتح3/ 588
ورواه سعيد بن أبي عروبة في كتاب المناسك الذي رويناه من طريق محمد بن يحيى القطعي عن عبد الأعلى عنه قال عن قتادة عن عكرمة نحوه وقال فيه لا نتابعك إذا خالفت زيد بن ثابت وقال فيه وأنبئت أن صفية بنت حيي حاضت بعد ما طافت بالبيت يوم النحر فقالت لها عائشة الخيبة لك حبستنا فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن تنفر وهكذا أخرجه إسحاق في مسنده عن عبدة عن سعيد وفي آخره وكان ذلك من شأن أم سليم أيضا انتهى
قال الشافعي في الرسالة
1 أخبرنا مسلم عن بن جريج قال أخبرني الحسن
بن مسلم عن طاوس قال كنت مع بن عباس إذ قال له زيد بن ثابت أتفتي أن تصدر الحائض قبل أن يكون آخر عهدها بالبيت فقال له بن عباس إما لي فسئل فلانة الأنصارية هل أمرها بذلك النبي فرجع زيد بن ثابت يضحك ويقول ما أراك إلا قد صدقت
1 قال الشافعي سمع زيد النهي أن يصدر أحد من الحاج حتى يكون آخر عهده بالبيت وكانت الحائض عنده من الحاج الداخلين في ذلك النهي فلما أفتاها بن عباس بالصدر إذا كانت قد زارت بعد النحر انكر عليه زيد فلما أخبره عن المرأة أن رسول الله أمرها بذلك فسالها فأخبرته فصدق المرأة ورأى عليه حقا أن يرجع عن خلاف بن عباس وما لابن عباس حجة غير خبر المرأةوفي الام2/ 181
أخبرنا سفيان عن ابن أبي حسين قال اختلف ابن عباس وزيد بن ثابت في المرأة الحائض فقال ابن عباس تنفر وقال زيد لا تنفر فقال له ابن عباس سل فسأل أم سليم وصواحباتها قال فذهب زيد فلبث عنه ثم جاءه وهو يضحك فقال القول ما قلت
وماذكره في الام دليل على ان المخبر لزيد رضي الله عنهم أجمعين جماعة من النسوة لم يكتف بواحدة
¥(41/499)
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[30 - 07 - 05, 09:04 م]ـ
قال ابو حيان رحمه الله في البحر المحيط:و يضعف قول مجاهد انها في النساء كونها جمع سفيهة والعرب انما تجمع فعيلة على
فعائل اوفعيلات قاله ابن عطية
ونقلوا ان العرب جمعت سفيهة على سفهاء فهذا اللفظ قد قالته العرب للمؤنث فلا يضغف قول مجاهد
وان كان جمع فعيلةالصفة للمؤنث نادر لكنه قد نقل في هذا اللفظ خصوصا
وتخصيص ابن عطية جمع فعيلةبفعائل او فعيلات ليس بجيدلانه يطرد فيه فعال كظريفة وظراف وكريمة وكرام
ويوافق في ذلك المذكر واطلاقه فعيلة دون ان يخصها بان لا تكون بمعنى مفعولةنحو قتيلة ليس بجيد
لان فعيلة لا تجمع على فعائل
قال الخطيب رحمه الله في الكفاية28
ولا نعلم الصحابة قبلوا خبر أحد
الا بعد اختبار حاله والعلم بسداده واستقامة مذاهبه وصلاح طرائقه وهذه
صفة جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن من النسوة اللاتى
روين عنه وكل متحمل للحديث عنه صبيا ثم رواه كبيرا وكل عبد
قبل خبره في احكام الدين يدل على صحة ما ذكرناه ان عمر بن
الخطاب رد خبر فاطمة بنت قيس في إسقاط نفقتها وسكناها لما
طلقها زوجها ثلاثا مع ظهور اسلامها واستقامة طريقتها انتهى
قلت: والسبب ما خشيه رضي الله عنه
ان النساء قليلات الضبط جبلة جبلها الله عليهن
و قد احتج قوم بحديث خنساء بنت خدام في قبول خبر المرأة الواحدة
وقالوا هاهو القاسم بن محمد يقول حدثني عبد الرحمن
ومجمع ابنا يزيد بن جارية عن خنساء بنت خدام
عن النبي فيثبت خبرها سنة وهو خبر امرأة واحدة
وحديث خنساء بنت خدام اخرجه البخاري رحمه الله في
صحيحه ولم يخرجه مسلم واختلف في وصله وارساله
وهو من الاحاديث المنتقدة
واخرجه من طريق سفيان 6568
قال حدثنا
يحيى بن سعيد عن القاسم أن امرأة من ولد جعفر
تخوفت أن يزوجها وليها وهي كارهة فأرسلت إلى شيخين من الأنصار عبد
الرحمن ومجمع ابني جارية قالا فلا تخشين فإن خنساء بنت خذام
أنكحها أبوها وهي كارهة فرد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك
قال سفيان وأما عبد الرحمن فسمعته يقول عن أبيه إن خنساء
والله أعلم
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[31 - 07 - 05, 01:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا مسهر
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[12 - 08 - 05, 10:20 م]ـ
قال الخطيب رحمه الله في الكفاية 132 باب اختيار السماع من الامناء
وكراهة النقل والرواية عن الضعفاء
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال انا عبد الله بن جعفر
بن درستويه""ثقة" قال ثنا يعقوب بن سفيان"ثقة خافظ" قال ثنا ابن
بكير"وهويحيى بن عبد
الله بن بكيرثقة" قال حدثني بن وهب قال حدثني مالك قال دخلت
على عائشة بنت سعد بن أبى وقاص فسألتها عن
بعض الحديث فلم ارض ان آخذ عنها شيئا لضعفها
وعن يونس بن عبد الأعلى قال انا بن وهب عن مالك بن أنس قال
أدركت عائشة بنت سعد بن أبى وقاص فاستضعفتها
وقد انتقى البخاري رحمه الله من حديثها في صحيحه عنها
باب وضع اليد على المريض
5335 حدثنا المكي بن إبراهيم
أخبرنا الجعيد عن عائشة بنت سعد أن أباها قال تشكيت بمكة شكوى شديدة
فجاءني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني فقلت يا نبي الله إني أترك
مالا وإني لم أترك إلا ابنة واحدة فأوصي بثلثي مالي وأترك الثلث فقال لا
قلت فأوصي بالنصف وأترك النصف قال لا قلت فأوصي بالثلث وأترك لها الثلثين
قال الثلث والثلث كثير ثم وضع يده على جبهتي ثم مسح يده على وجهي وبطني ثم
قال اللهم اشف سعدا وأتمم له هجرته
فما زلت أجد برده على كبدي فيما يخال إلي حتى الساعة
وقد ذكر الخليلي في الارشاد ان الامام مالك روى عنها
قال وهي
المرأة الوحيدة التي روى عنها في كتبه ولم اجد هذه الرواية
فان صح الاسناد اليه فيكون لمالك شيخة واحدة
وقال بن حبان
فى"الثقات":" كان مالك رحمه الله أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة وأعرض عمن ليس بثقة
فى الحديث ولم يكن يروى إلا ما صح ولا يحدث إلا عن ثقة مع الفقه والدين والفضل والنسك
فأنت ترى عالم المدينة
يترك الرواية عن النساء
الا وقد علم انهن ضعيفات ولم يرض بان ياخذ عنهن شيئا يتقلده في دينه
وروايتهم عن النساء تكون اضطرارا
وكذلك الامر بالنسبة للامام احمد رحمه الله فلم يرو عن امرأة غير بنت حسان وقد خبرها يحيى بن معين فوجدها ليست بشيئ
وتزعم انه اتى عليها 133سنة كما روى عنها احمد بن عبد الصمد ابو أيوب النهرواني
وقلة الشيخات في ذلك العصر الخير يدل عل ان القاعدة ان النساء لسن أهلا للرواية الا في حدود ضيقة
حتى قال من قال لا يستطيع الحديث الا الذكران من الرجال
ومع قلة من تصدين للرواية من النساء فقد رغبوا عن حديثهن ولم يبحثوا عن حالهن
حتى ان الذهبي يقول ولم ار في النساء من اتهمت أو تركوها
كقول الشاعر
قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يضلمون الناس حبة خردل
وان حمل كلامه على ظاهره فعائشة بنت سعد تركها مالك وبنت حسان لست بشيئ وقال في فصل الذي عقده للمجهولات
أم الأسود مولاة أبي برزة قال النسائي غير ثقة
¥(41/500)
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[13 - 08 - 05, 01:46 ص]ـ
أود أولاً أن أعلن استيائي من بعض كلمات الإخوة هاهنا .. على أية حال نسأل الله الهداية والسداد والتوفيق ..
ثانيًا هذه هي فتوى العلامة الشيخ ابن باز عن تعليم البنات ..
هاهو الرابط http://www.binbaz.org.sa/Display.Asp?f=eng0254.htm .. وهاهو نصها:
س5: وهل ترى بوجود حد لتعليم البنات؟
ج5: لا، ليس هناك حد، بل يتعلمن حتى أعلى المراحل ليستفدن ويفدن.
وإن شاء الله لي عودة مرة أخرى .. يسر الله ذلك ..
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 12 - 07, 11:48 م]ـ
هلال بن أمية رضي الله عنه قديم الوفاة ولاشك
وقول الحافظ ابن حجر العسقلاني - رحمه الله
(ال بن أمية بن عامر بن قيس بن عبد الأعلم بن عامر بن كعب بن واقف الأنصاري الواقفي شهد بدرا وما بعدها وقد تقدم خبره في ترجمة مرارة بن الربيع وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم وتقدم له ذكر أيضا في ترجمة شريك بن سحماء وله ذكر في الصحيحين من رواية سعيد بن جبير عن بن عمر وأخرج بن شاهين من طريق عطاء بن عجلان عن مكحول عن عكرمة بن (كذا والصواب عن والله أعلم) هلال بن أمية أنه أتى عمر فذكر قصة اللعان مطولة وهذا لو ثبت لدل على أن هلال بن أمية عاش الى خلافة معاوية حتى أدرك عكرمة الرواية عنه ولكن عطاء بن عجلان متروك ويحتمل أيضا أن يكون عكرمة أرسل الحديث عنه)
فهذا ليس احتمالا بل هو مؤكد
ويكفي لبيان ذلك حديث ابن عباس في الصحيحين من طريق هشام بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
وأصلا هلال بن أمية رضي الله عنه كان شيخا
كما في حديث الثلاثة
(فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم فهل تكره أن أخدمه؟ قال (لا ولكن لا يقربك)
)
فلو عاش رضي الله عنه إلى خلافة معاوية فهذا يعني أنه قارب المائة
وهذا لم ينقل
فهو قول باطل نقلا وعقلا وليس به أي احتمال
بقي الكلام في تحديد هلال بن أمية الوارد في الأثر
فالأمر مشكل
فهلال بن أمية التابعي الذي ذكره الشيخ الفاضل العاصمي - وفقه الله -
ذكروا أنه روى عن عثمان رضي الله عنه ورى عنه قتادة
وثابت بصري وقتادة بصري
ولكن الأمر كما ذكره الشيخ محمود شعبان - وفقه الله -
(وكون البخاري لم يذكر روايته عن عمر وكذلك ابن أبي حاتم وابن حبان، يجعلني أبحث عن دليل خارجي، خاصة وأنه بذلك تابعي كبير لأن عياض بن غنم مات سنة عشرين.
والجزم بأن المذكور في الحكاية السابقة ليس هو الصحابي محتمل جدا، ولكن يحتاج لدليل أيضا.)
انتهى
فالأمر مشكل
قوله في الأثر
(فاندس إلى امرأة عمر رضي اللّه عنها وكان بينه وبينها قرابة،)
ما نوع القرابة بين عياض بن غنم وعاتكة بنت زيد
هناك قرابة بين عياض بن غنم رضي الله عنه وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه
ولكن ما نوع القرابة بين عياض بن غنم رضي الله عنه وعاتكة بنت زيد رضي الله عنها
امرأة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ونعرف غيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فهذا موضع آخر مشكل
وهو يحتاج إلى بحث في كتب الأنساب لمعرفة نوع القرابة بين عياض بن غنم رضي الله عنه
وبين عاتكة بنت زيد رضي الله عنها
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 12 - 07, 12:12 ص]ـ
تنبيه
الموضوع قديم
19 - 09 - 04
والاضافة
25 - 12 - 07
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 01:41 ص]ـ
مشايخنا المكرمين جزاكم الله خيرا ونفع بكم أجمعين وأحسن إليكم
مما يضاف إلى الحكم على الأثر من حيث متنه أنه موافق للمعروف من هدي عمر رضي الله عنه أن المرأة لا ينبغي لها أن تراجع الرجل، كما في قصة التحريم وفيها:
قال عمر: كنا معشر قريش قوماً نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوماً تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، قال: وكان منزلي في دار أُميَّة بن زيد بالعوالي، فغضبت يوماً على امرأتي، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك فواللّه إن أزواج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل، قال: فانطلقت فدخلت على حفصة، فقلت: أتراجعين رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قالت: نعم، قلت: وتهجره إحداكنّ اليوم إلى الليل؟ قالت: نعم، قلت: قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر، أفتأمن إحداكن أن يغضب اللّه عليها لغضب رسوله، فإذا هي قد هلكت، لا تراجعي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ولا تسأليه شيئاً، وسليني من مالي ما بدا لك، ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم أي أجمل وأحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، منك - يريد عائشة - .. الحديث
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 12 - 07, 08:51 ص]ـ
فهذا موضع آخر مشكل
يا أخي المقولة كلها كذبة على عمر، وحاشاه من هذا الهراء
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[18 - 01 - 08, 07:48 م]ـ
مصنف أبو بكر بن أبي شيبة
أبو بكر ثنا وكيع ثنا الأعمش عن ابراهيم عن علقمة عن ابن مسعود أنه سئل عن الحرير والذهب للنساء فقال (انما هن لعبكم فزينوهن بما شئتم)
¥(42/1)
ـ[عبد]ــــــــ[19 - 01 - 08, 01:57 ص]ـ
--------------------
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[23 - 01 - 08, 12:39 م]ـ
لعبة انت قالها الفاروق ... وهو في ذاك عالم وصدوق
رضي الله عنه كان امينا ... والذي ردها فليت يفيق
لم يشبها الارسال كلا ولا الا **عضال والانقطاع والتعليق
ان في قلب المصدق نور ** فهنيئا وضده الزنديق
ان ذا الراي ماله من قرار ... وثبات كأنه " الزاووق"
هذه آثار الصحابة تترى ... نورها للمؤمنين شروق
ايها المنتمي إليهم وثوقا ... بالذي قالوا فان ذاك حقيق
واجعل الصحب في الحياة نجوما ... وتسلى ان طاولتها نفوق
واتبع اصحاب الرسول تفز بالفض ... ل ولا تبتدع فذاك فسوق
فهمهم سابق كذا فضلهم قد ... خاب اذا ازرى بقولهم مسبوق
واجب حبهم علينا الموا لاة فالاستغفار والتصديق
لا تكن مثل الجهم وابن عبيد ... اي خروج عن نهجهم وعقوق
فتن الجهم المؤمنين و آذى ****فهو شيطان كافر وحموق(42/2)
أوْرد رافضيٌّ ... مروياتٍ عن بعض العلماء حول التبرك .. فهل تصح وما الجواب عنها.؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[20 - 09 - 04, 12:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أورد علينا أحد الروافض نقولاً ومروياتٍ
فهل صح منها شيءٌ وما الجواب عنها .. ؟
وهذه هي كما لصقها الرافضي:
قال الحافظ ابن كثير في البداية و النهاية 10/ 331
و اخرج نحوه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق 7/ 170
و ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد ص 456:
(روى البهيقي عن الربيع قال بعثني الشافعي بكتاب من مصر إلى أحمد بن حنبل فأتيته وقد انفتل من صلاة الفجر فدفعت إليه الكتاب فقال أقرأته فقلت لا فأخذه فقرأه فدمعت عيناه فقلت يا أبا عبدالله وما فيه فقال يذكر أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال اكتب إلى عبد الله احمد بن حنبل وأقرأ عليه السلام مني وقل له إنك ستمتحن وتدعى إلى القول بخلق القرآن فلا تجبهم ويرفع الله لك علما إلى يوم القيامة قال الربيع فقلت حلاوة البشارة فخلع قميصة الذي يلي جلده فأعطانيه فلما رجعت إلى الشافعي اخبرته فقال إني لست أفجعك فيه ولكن بله بالماء وأعطينيه حتى اتبرك به) اهـ
و قال تلميذ ابن تيمية عمر بن علي البزار
في كتابه الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية الجزء 1، صفحة 39:
(فقل ان يراه احد ممن له بصيرة الا وانكب على يديه يقبلهما حتى انه كان اذا راه ارباب المعايش يتخطون من حوانيتهم للسلام عليه والتبرك به وهو مع هذا يعطي كلا منهم نصيبا وافرا من السلام وغيره
واذا رأى منكرا في طريقه ازاله .. ) اهـ
و قال ابن كثير في البداية و النهاية عند كلامه عن ابن تيمية
نقلا عن الشيخ علم الدين البرزالي 14/ 135:
(حضر جمع كثير إلى القلعة وأذن لهم في الدخول عليه وجلس جماعة عنده قبل الغسل وقرؤا القرآن وتبركوا برؤيته وتقبيله ثم انصرفوا ثم حضر جماعة من النساء ففعلن مثل ذلك ثم انصرفن واقتصروا على من يغسله فلما فرغ من غسله اخرج ثم اجتمع الخلق بالقلعة والطريق إلى الجامع.) اهـ
(وشرب جماعة الماء الذي فضل من غسله واقتسم جماعة بقية السدر الذي غسل به ودفع في الخيط الذي كان فيه الزئبق الذي كان في عنقه بسبب القمل مائة وخمسون درهما وقيل إن الطاقية التي كانت على رأسه دفع فيها خمسمائة درهما وحصل في الجنازة ضجيج وبكاء كثير.) اهـ
روى ابن أبي شيبة في مصنفه (باب مس قبر النبي 4/ 121) عن أبي مودودة قال: حدثني يزيد بن عبد الملك بن قسيط قال:" رأيت نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم إذا خلا لهم المسجد قاموا إلى رمانة المنبر القرعاء فمسحوها و دعوا، قال: و رأيت يزيد يفعل ذلك" اهـ
و في كتاب العلل و معرفة الرجال) 2/ 492 (" سألته – اي احمد بن حنبل - عن الرجل يمس منبر النبي صلى الله عليه و سلم و يتبرك بمسه و يقبله و يفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد بذلك التقرب إلى الله جل و عز فقال: لا بأس بذلك" اهـ
و في كشاف القناع (2/ 150) سؤالات عبدالله بن أحمد بن حنبل لأحمد قال: " سألت أبي عن مس الرجل رمانة المنبر يقصد التبرك، و كذلك عن مس القبر" فقال: " لا بأس بذلك" اهـ
ذكر ابن ابي يعلى الحنبلي في طبقاته في ترجمة الشريف أبي جعفر 2/ 240:
(وحفر له بجنب قبر إمامنا أحمد فدفن فيه وأخذ الناس من تراب قبره الكثير تبركا به ولزم الناس قبره ليلا ونهارا مدة طويلة ويقرأون ختمات ويكثرون الدعاء ولقد بلغني أنه ختم على قبره في مدة شهور ألوف ختمات "اهـ
(عاجل)
جزاكم الله خيراً كثيراً
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 09 - 04, 05:18 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قصة القميص ذكر أسانيدها ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق البيهقي وغيره
وهذه الأسانيد فيها كلام من ناحية وجود مجاهيل وغير ذلك
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (5/ 312)
¥(42/3)
أخبرني أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن محمد بن موسى قراءة عليه قال سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول سمعت أبا القاسم بن صدقة يقول سمعت علي بن عبد العزيز الطلحي يقول قال لي الربيع إن الشافعي خرج إلى مصر وأنا معه فقال لي يا ربيع خذ كتابي هذا فامض به وسلمه إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل وائتني بالجواب قال الربيع فدخلت بغداد ومعي الكتاب فلقيت أحمد بن حنبل صلاة الصبح فصليت معه الفجر فلما انفتل من المحراب سلمت إليه الكتاب وقلت له هذا كتاب أخيك الشافعي من مصر فقال أحمد نظرت فيه قلت لا فكسر أبو عبد الله الختم وقرأ الكتاب وتغرغرت عيناه بالدموع فقلت إيش فيه يا أبا عبد الله قال يذكر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال له اكتب إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل واقرأ عليه مني السلام وقل إنك ستمتحن وتدعى إلى خلق القرآن فلا تجبهم فسيرفع الله لك علما إلى يوم القيامة قال الربيع فقلت البشارة فخلع أحد قميصيه الذي يلي جلده ودفعه إلي فأخذته وخرجت إلى مصر وأخذت جواب الكتاب فسلمته إلى الشافعي فقال لي الشافعي يا ربيع إيش الذي دفع إليك قلت القميص الذي يلي جلده قال الشافعي ليس نفجعك به ولكن بله وادفع إلي الماء حتى أشركك فيه
حدثناها أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الحواري البيهقي الفقيه إملاء بنيسابور نا الإمام أبو سعيد القشيري إملاء وهو عبد الواحد بن عبد الكريم أنا الحاكم أبو جعفر محمد بن محمد الصفار أنا عبد الله بن يوسف قال سمعت محمد بن عبد الله الرازي قال سمعت جعفر بن محمد المالكي يقول قال الربيع بن سليمان إن الشافعي رحمه الله خرج إلى مصر فقال لي يا ربيع خذ كتابي هذا فامض به وسلمه إلى أبي عبد الله وائتني بالجواب قال الربيع فدخلت بغداد ومعي الكتاب فصادفت أحمد بن حنبل في صلاة الصبح فلما انفتل من المحراب سلمت إليه الكتاب وقلت له هذا كتاب أخيك الشافعي من مصر فقال لي أحمد نظرت فيه فقلت لا فكسر الختم وقرأ فتغرغرت عيناه فقلت له إيش فيه يا أبا عبد الله فقال يذكر فيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال له اكتب إلى أبي عبد الله فاقرأ عليه السلام وقل له إنك ستمتحن وتدعى إلى خلق القرآن فلا تجبهم فسيرفع الله لك علما إلى يوم القيامة قال الربيع فقلت له البشارة يا أبا عبد الله فخلع أحد قميصيه الذي يلي جلده فأعطانيه فأخذت الجواب وخرجت إلى مصر وسلمت إلى الشافعي فقال إيش الذي أعطاك فقلت قميصه فقال الشافعي ليس نفجعك به ولكن بله وادفع إلي الماء لأتبرك به.
--------------------------------------------------------------------------------
وذكرها ابن السبكي في طبقات الشافعية الكبرى ج:2 ص:35
أخبرنا الحافظ أبو العباس بن المظفر بقراءتى عليه أخبرنا عبد الواسع بن عبد الكافى الأبهرى إجازة أخبرنا أبو الحسن محمد بن أبى جعفر بن على القرظى سماعا أخبرنا القاسم بن الحافظ أبى القاسم على بن الحسن بن هبة الله بن على بن عساكر أخبرنا عبد الجبار بن محمد بن أحمد الخوارى إجازة وحدثنا عنه به أبى سماعا ح قال ابن المظفر وأخبرنا يوسف بن محمد المصرى إجازة أخبرنا إبراهيم بن بركات الخشوعى سماعا أخبرنا الحافظ أبو القاسم إجازة أخبرنا عبد الجبار الخوارى حدثنا الإمام أبو سعيد القشيرى إملاء حدثنا الحاكم أبو جعفر محمد بن محمد الصفار أخبرنا عبد الله بن يوسف قال سمعت محمد بن عبد لله الرازى قال سمعت أبا جعفر محمد الملطى يقول قال الربيع بن سليمان إن الشافعى رضى الله عنه خرج إلى مصر فقال لى يا ربيع خذ كتابى هذا فامض به وسلمه إلى أبى عبد الله وائتنى بالجواب
قال الربيع فدخلت بغداد ومعى الكتاب فصادفت أحمد ابن حنبل فى صلاة الصبح فلما انفتل من المحراب سلمت إليه الكتاب وقلت هذا كتاب أخيك الشافعى من مصر فقال لى أحمد نظرت فيه فقلت لا فكسر الختم وقرأ وتغرغرت عيناه فقلت له أيش فيه أبا عبد الله فقال يذكر فيه أنه رأى النبى e فى النوم فقال له اكتب إلى أبى عبد الله فاقرأ عليه السلام وقل له إنك ستمتحن وتدعى إلى خلق القرآن فلا تجبهم فيرفع الله لك علما إلى يوم القيامة قال الربيع فقلت له البشارة يا أبا عبد الله فخلع أحد قميصيه الذى يلى جلده فأعطانيه فأخذت الجواب وخرجت إلى مصر وسلمته إلى الشافعى رضى الله عنه فقال أيش الذى أعطاك فقلت قميصه فقال الشافعى ليس نفجعك به ولكن بله وادفع إلى الماء لأتبرك به
ووقع في تاريخ ابن عساكر (جعفر بن محمد المالكي) ولعله تصحيف والصواب كما في الطبقات (2/ 36) أبو جعفر محمد الملطي (وينظر حاشية الحلو والطناحي)
وهذا الراوي لايعرف والله أعلم.
----------------------
وأما ما ذكره البزار عن ابن تيمية فإن هذا من فعل الناس وقد يكون فيهم الجاهل والمبتدع وغير ذلك وليس هناك ما يدل على أن ابن تيمية أقرهم على ذلك، وهذا يشبه ما يفعله بعض الناس الآن من محاولة التمسح بأئمة الحرم للتبرك فلا يعني هذا إقراهم للفاعل.
----------------------------------
وأما التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بشيء من آثاره فلا بأس به وهو ما قصده الإمام أحمد رحمه الله
وأما ما ذكره أبو يعلى من تصرف الناس عند دفن الشريف أبي جعفر فليس بحجة ففعل الناس ليس بحجة وهذا خطأ منهم، والله أعلم.
¥(42/4)
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[20 - 09 - 04, 06:25 م]ـ
أجزل الله لك المثوبة ونفعنا بعلومكم- آمين-
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 09 - 04, 06:30 م]ـ
قال الإمام الشاطبي رحمه الله في كتاب الاعتصام
والثالث أنه ثبت في الصحاح عن الصحابة رضى الله عنهم أنهم يتبركون بأشياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم
ففى البخارى عن ابى جحيفة رضى الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالهاجرة فأتى بوضوء فتوضأ فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون به الحديث وفيه كان إذا توضأ يقتتلون على وضوئه وعن المسور رضى الله عنه في حديث الحديبية وما انتخم النبى صلى الله عليه وسلم
نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فذلك بها وجهه وجلده وخرج غيره من ذلك كثيرا في التبرك بشعره وثوبه وغيرهما حتى انه مس بإصبعه أحدهم بيده فلم يحلق ذلك الشعر الذي مسه عليه السلام حتى مات
وبالغ بعضهم في ذلك حتى شرب دم حجامته - إلى أشياء لهذا كثيرة فالظاهر في مثل هذا النوع أن يكون مشروعا في حق من ثبتت ولايته واتباعه لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأن يتبرك بفضل وضوئه ويتدلك بنخامته ويستشفى بآثاره كلها ويرجى نحو مما كان في آثار المتبوع الأصل صلى الله عليه وسلم
إلا أنه عارضنا في ذلك أصل مقطوع به في متنه مشكل في تنزيله وهو أن الصحابة رضى الله عنهم بعد موته عليه السلام لم يقع من أحد منهم شىء من ذلك بالنسبة إلى من خلفه إذ لم يترك صلى الله عليه وسلم بعده في الأمة افضل من أبى بكرالصديق رضى الله عنه فهو كان خليفته ولم يفعل به شىء من ذلك ولا عمر رضى الله عنهما وهو كان أفضل الأمة بعده ثم كذلك عثمان ثم على ثم سائر الصحابة الذين لا أحد أفضل منهم في الأمة ثم لم يثبت لواحد منهم من طريق صحيح معروف أن متبركا تبرك به على أحد تلك الوجوهأو نحوها بل اقتصروا فيهم على الاقتداء بالأفعال والأقوال والسير التي اتبعوا فيها النبى صلى الله عليه وسلم
فهو إذا إجماع منهم على ترك تلك الأشياء
وبقى النظر في وجه ترك ما تركوا منه ويحتمل وجهين
أحدهما أن يعتقدوا في الاختصاص وان مرتبة النبوة يسع فيها ذلك كله للقطع بوجود ما التمسوا من البركة والخير لأنه عليه السلام كان نورا كله في ظاهره وباطنه فمن التمس منه نورا وجده على أي جهة التمسه بخلاف غيره من الأمة - وإن حصل له من نور الاقتداء به والاهتداء بهديه ما شاء الله - لا يبلغ مبلغه على حال توازيه في مرتبه ولا تقاربه فصار هذا النوع مختصا به كاختصاصه بنكاح ما زاد على الأربع وإحلال بضع الواهبة نفسها له وعدم وجوب القسم على الزوجات وشبه ذلك فعلى هذا المأخذ لا يصح لمن بعده الاقتداء به في التبرك على احد تلك الوجوه ونحوها ومن اقتدى به كان اقتدؤه بدعة كما كان الاقتداء به في الزيادة على أربع نسوة بدعة
الثاني أن لا يعتقدوا الاختصاص ولكنهم تركوا ذلك من باب الذرائع خوفا من أن يجعل ذلك سنة - كما تقدم ذكره في اتباع الآثار - والنهى عن ذلك او لان العامة لا تقتصر في ذلك على حد بل تتجاوز فيه الحدود وتبالغ بجهلها في التماس البركة حتى يداخلها المتبرك به تعظيم يخرج به عن الحد فربما اعتقد في المبترك به ما ليس فيه وهذا التبرك هو أصل العبادة ولأجله قطع عمر رضى الله عنه الشجرة التى بويع تحتها رسول الله صلى الله عليه وسلم
بل هو كان اصل عبادة الأوثان في الأمم الخالية - حسبما ذكره أهل السير – فخاف عمر رضى الله عنه أن يتمادى الحال في الصلاة إلى تلك الشجرة حتى تعبد من دون الله
فكذلك يتفق عند التوغل في التعظيم
ولقد حكى الفرغانى مذيل تاريخ الطبرى عن الحلاج أن أصحابه بالغوا في التبرك به حتى كانوا يتمسحون ببوله ويتبخرون بعذرته حتى أدعوا فيه الإلهية تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
ولأن الولاية وإن ظهر لها في الظاهر آثار فقد يخفى أمرها لانها في الحقيقة راجعة إلى أمر باطن لا يعلمه إلا الله فربما ادعيت الولاية لمن ليس بولى او ادعاها هو لنفسه أو أظهر خارقة من خوارق العادات هي من باب الشعوذة لا من باب الكرامة او من باب
أو الخواص أو غير ذلك والجمهور لا يعرف الفرق بين الكرامة والسحر فيعظمون من ليس بعظيم ويقتدون بمن لا قدوة فيه - وهو الضلال البعيد - إلى غير ذلك من المفاسد
فتركوا العمل بما تقدم - وإن كان له أصل - لما يلزم عليه من الفساد في الدين
وقد يظهر باول وهلة أن هذا الوجه الثاني راجح لما ثبت في الأصول العلمية أن كل قربة أعطيها النبى صلى الله عليه فإن لأمته أنموذجا منها ما لم يدل دليل على الاختصاص
إلا أن الوجه الأول أيضا راجع من جهة أخرى وهو إطباقهم على الترك إذ لو كان اعتقادهم التشريع لعمل به بعضهم بعده او عملوا به ولو في بعض الأحوال إما وقوفا مع أصل المشروعية وإما بناء على اعتقاد انتقاء العلة الموجبة للامتناع
وقد خرج ابن وهب في جامعه من حديث يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال حدثنى رجل من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان إذا توضأ أو تنخم ابتدر من حوله من المسلمين وضوءه ونخامته فشربوه ومسحوا به جلودهم فلما رآهم يصنعون ذلك سألهم لم تفعلون هذا قالوا نلتمس الطهور والبركة بذلك
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من كان منكم يحب أن يحبه الله ورسوله فليصدق الحديث وليؤد الأمانة ولا يؤذ جاره فإن صح هذا النقل فهو مشعر بأن الأولى تركه وأن يتحرى ما هو الآكد والاحرى من وظائف التكليف ولا يلزم الإنسان في خاصة نفسه ولم يثبت من ذلك كله إلا ما كان من قبيل الرقية وما يتبعها او دعاء الرجل لغيره على وجه سيأتى بحول الله
) انتهى.
¥(42/5)
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[21 - 09 - 04, 12:14 ص]ـ
يقول شيخ الإسلام: ((ومعروف بإجماع المسلمين أن الروافض أكذب الناس على الله ورسوله.)) ـ أو كلمة نحوها.
قال أبو محمد: وهذا مشاهد وملموس , والله أعلم(42/6)
من يخرّج لنا أثر ابن عباس "لمّا كلّم الله موسى ... "
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[20 - 09 - 04, 10:45 ص]ـ
من يخرّج لنا مشكورا هذا الأثر الذي ذكره البخاري في "خلق أفعال العباد"؟
الأثر:
"لمّا كلّم الله موسى، كان النداء في السماء، وكان الله في السماء"
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 09 - 04, 01:26 م]ـ
هذا الأثر كما تفضلت علقه الإمام البخاري في (خلق أفعال العباد) رقم 76 (زغلول)
وقال السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة العنكبوت
(أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله (نودي من شاطئ الوادي الأيمن) قال كان النداء من السماء الدنيا
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله (من شاطئ الوادي الأيمن) قال الايمن عن يمين موسى عليه السلام عند الطور
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صالح في الآية قال كان النداء من أيمن الشجرة والنداء من السماء وذلك في التقديم والتأخير) انتهى.
وهذا الأثر كما ذكر السيوطي أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (ج:9 ص:2974)
16886 حدثنا ابو زرعة ثنا ابراهيم بن موسى أنبا ابن أبي زايده أنبا إسرائيل عن السدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله نودي من شاطئ الواد الايمن قال كان النداء من السماء الدنيا).
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[20 - 09 - 04, 01:29 م]ـ
بارك الله في الشيخ الفقيه على ما أفادنا به
لكن ما أخرجه ابن أبي حاتم ليس فيه زيادة "وكان الله في السماء"، فأين نجد هذه الزيادة؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - 07 - 05, 02:58 ص]ـ
...........
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 12 - 07, 08:11 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا
يحتمل أن يكون قول البخاري رحمه الله عن ابن عباس أنه قال (
لما كلم الله موسى كان النداء في السماء، وكان الله في السماء.) فلعله يقصد أن ابن عباس قال في أثر عنه (لما كلم الله موسى كان النداء في السماء) وقال كذلك ابن عباس في أثر آخر (وكان الله في السماء).
وهذا أمر محتمل
وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى (وهو معكم أينما كنتم) ما يدل على الكلام الأخير، وجاء عنه غيره كذلك
وهذا كلام الإمام البخاري رحمه الله في خلق أفعال العباد
(95 - وقال أبو عبد الرحمن السلمي: فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرب على خلقه
96 - وقال أبو ذر رضي الله عنه: قلت يا رسول الله من أول الأنبياء؟ قال: آدم قلت إنه لنبي، قال: نعم مكلم
97 - وقال ابن عباس رضي الله عنهما: لما كلم الله موسى كان النداء في السماء، وكان الله في السماء.
- حدثني موسى بن مسعود، حدثنا سفيان بن سعيد، عن عبد الرحمن بن عابس، حدثني ناس من أصحاب عبد الله عن عبد الله رضي الله عنه، قال: أصدق الحديث كلام الله
99 - وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الشفاعة قال: يقول نوح: انطلقوا إلى إبراهيم فإن الله اتخذه خليلا، فيأتون إبراهيم فيقول: انطلقوا إلى موسى فإن الله كلمه تكليما
100 - وقال: أبو هريرة، وابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله اصطفى موسى بكلامه ورسالاته .... )
ويشبه ذلك ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (8/ 464)
وكذلك إن كان مراد الحالف بذكر الصوت: التصديق بالآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وتابعيهم التي وافقت القرآن وتلقاها السلف بالقبول: مثل ما خرجا في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم من {أن الله ينادي آدم بصوت} وما استشهد به البخاري في هذا الباب من {أن الله ينادي عباده يوم القيامة بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب} ومثل {أن الله إذا تكلم بالوحي - القرآن؛ أو غيره - سمع أهل السموات صوته} وفي قول ابن عباس: سمعوا صوت الجبار. وأن الله كلم موسى بصوت. إلى غير ذلك من الآثار التي قالها: إما ذاكرا وإما آثرا.انتهى.
والشاهد قوله في (وفي قول ابن عباس: سمعوا صوت الجبار. وأن الله كلم موسى بصوت. إلى غير ذلك من الآثار التي قالها: إما ذاكرا وإما آثرا)
والله أعلم.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[25 - 03 - 08, 11:35 م]ـ
يا شيخ عبد الرحمن، بارك الله فيك.
تقول:
"لما كلم الله موسى كان النداء في السماء، وكان الله في السماء.) فلعله يقصد أن ابن عباس قال في أثر عنه (لما كلم الله موسى كان النداء في السماء) وقال كذلك ابن عباس في أثر آخر (وكان الله في السماء).
وهذا أمر محتمل "
وقال ابن القيم فى الصواعق المرسلة:
"وقال ابن عباس لما كلم الله موسى كان النداء في السماء وكان الله في السماء ثم ذكر حديث عبدالله "
هل يقصد ابن القيم بقوله " ذكر حديث عبد الله " أن ابن عباس هو الذى ذكره؟
فإن كان المقصود ابن عباس، أفليس هذا دال على انتفاء احتمالك السابق؟
¥(42/7)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 03 - 08, 09:07 ص]ـ
لم يتضح لي المقصود من كلامك فهلا وضحته بالتفصيل وجزاك الله خيرا.(42/8)
من غرائب جزء الحفار
ـ[الأثري22]ــــــــ[22 - 09 - 04, 10:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بعد غياب أتحفكم بهذه الغريبة حتى قد سمعنا شبهها في الشجاع الأقرع الذي يكون في قبر تارك الصلاة .... >
أخبرنا الحسين ثنا أبو الأشعث ثنا عبد الأعلى عن هشام بن حسان عن واصل عن عمرو بن هرم عن عبد الحميد بن محمود قال: كنت عند ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فأتاه رجل، فقال: أقبلنا حجاجاً حتى إذا كنا بالصفاح توفي صاحب لنا فحفرنا له فإذا أسود قد أخذ اللحد ثم حفرنا قبرا آخر فإذا أسود قد أخذ اللحد قال: فحفرنا له قبراً آخر فإذا أسود قد أخذ اللحد كله فتركناه وأتيناك نسألك ما تأمرنا، قال: ذاك عمله الذي كان يعمل اذهبوا فادفنوه في بعضها فوالله لو حفرتم له الأرض كلها لوجدتم ذاك، قال: فألقيناه في قبر منها، قال: فلما قضينا سفرنا أتينا امرأته فسألناها عنه فقالت كان رجلا يبيع الطعام فيأخذ قوت أهله كل يوم ثم ينظر مثله من قصب الشعير فيقطعه فيجعله في طعامه وكان يأكل ما كان يأخذ.
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 4/ 334
رجال الإسناد:
1 - أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار: قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقاً (تاريخ بغداد 14/ 75).
2 - الحسين بن يحيى بن عياش القطان: ذكره يوسف القواس في جملة شيوخه الثقات (تاريخ بغداد 8/ 148).
3 - أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي البصري: قال أبو حاتم: صالح الحديث محله الصدق، وقال الحافظ في التقريب: صدوق صاحب حديث طعن أبو داود في مروءته.
4 - عبد الأعلى بن عبد الأعلى بن محمد وقيل بن شراحيل القرشي البصري السامي ـ بالمهملة ـ من بني سامة بن لؤي أبو محمد ويلقب أبا همام وكان يغضب منه. قال بن معين وأبو زرعة: ثقة. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال النسائي: لا بأس به. وذكره بن حبان في الثقات وقال: كان متقنا في الحديث (ترجمه الحافظ في التهذيب).
5 - هشام بن حسان الأزدي القردوسي – بالدال- أبو عبد الله البصري. قال الحافظ في التقريب: ثقة من أثبت الناس في بن سيرين وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال لأنه قيل كان يرسل عنهما.
6 - واصل مولى أبي عيينة بتحتانية مصغر. قال الحافظ: صدوق عابد.
7 - عمرو بن هرم الأزدي البصري. قال الحافظ: ثقة.
8 - عبد الحميد بن محمود المعولي بمهملة البصري أو الكوفي قال الحافظ: ثقة مقل.
الحكم على الإسناد:
تلاحظ أن الإسناد رجاله كلهم ثقات ومحال للصدق فالإسناد صحيح إلى ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
الصفاح: بكسر الصاد وتخفيف الفاء، موضع بين حُنَين وأَنصابِ الحَرَم يَسْرَةَ الداخل إِلى مكة.
أرجو لكم الفائدة ... ومن لديه تعقيب فلا يبخل.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[22 - 09 - 04, 11:04 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحديث لم يتفرد به الحفَّار، بل اخرجه ابن ابي الدنيا أيضا ولكني لا أعلم في أي كتاب، فلم أبحث عن الرواية كثيرا
وهذا إسناد الحفار من المخطوط
وفي الأسفل صورة الرواية (ق/1/ب)
[8] أخبرنا الحسين ثنا أبو الأشعث ثنا عبدالأعلى عن هشام بن حسان عن واصل عن عمرو بن هرم عن عبدالحميد بن محمود [1/ب] قال كنت عند ابن عباس فأتاه رجل فقال أقبلنا حجاجا حتى اذا كنا بالصّفاح توفي صاحب لنا فحفرنا له فإذا أسود قد أخذ اللحد ثم حفرنا قبرا آخر فإذا أسود قد أخذ اللحد كله قال فتركنا وأتيناك نسألك ما تأمرنا
قال ذاك عمله الذي كان يعمل اذهبوا فادفنوه في بعضها، فوالله لو حفرتم له الأرض كلها لوجدتم ذاك (1)
قال فألقيناه في قبر
قال فلما قضينا سفرنا أتينا امرأته فسألناها عنه
فقالت كان رجلا يبيع الطعام فيأخذ قوت أهله كل يوم ثم ينظر مثله من قصب الشعير فيقطعه فيخلطه في طعامهم وكان يأكل ما كان يأخذ.
وقد أخرجه ابن أبي الدنيا في ( ... ) كما ذكر السيوطي في شرح الصُّدور ص 174 رقم 49.ط دار المؤيد، وساق إسناده ابن القيم رحمه الله في كتاب (الروح)
=========
(1) عند ابن أبي الدنيا:
... فقال ابن عباس ذاك الغل الذى يغل به انطلقوا فادفنوه في بعضها فوالذى نفسى بيده لو حفرتم الأرض كلها لوجدتموه فيه ...
وهذه صورة الرواية من جزء الحفار
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[23 - 09 - 04, 05:30 ص]ـ
¥(42/9)
ثم وجدت الأثر عند ابن ابي الدنيا في الكتاب المسمى بـ (العقوبات)
(338) حدثنا عبد الله قال حدثنا أحمد بن المقدام العجلي قال حدثنا عبد الأعلى عن هشام بن حسان عن واصل عن عمرو بن هرم عن عبد الحميد بن محمود قال:
كنت عند ابن عباس فأتاه رجل فقال أقبلنا حجاجاً حتى إذا كنا بالصفا توفى صاحب لنا فحفرنا له فإذا أسود بداخل اللحد ثم حفرنا قبرا آخر فإذا أسود قد أخذ اللحد قال ثم ناله آخر فإذا أسود قد أخذ اللحد كله فتركناه وأتيناك نسألك ما تأمر.
قال ذاك علة الدين، كان يغل، اذهبوا فادفنوه في بعضها فوالله لو حفرتم له الأرض كلها لوجدتم ذلك
قال وألفينا في قبر .......
فلما قضينا سفرنا أتينا امرأته فسألناها عنه
فقالت كان رجلا يبيع الطعام فيأخذ قوت أهله كل يوم ثم ينظر مثله من الشعير والقصب فيقطعه ويخلطه في طعامه. ا.هـ هكذا في المطبوع، ويظهر التحريف في بعض الكلمات
وأخرجه اللالكائي في شرح اصول اعتقاد أهل السنة (6/ 1215) رقم2151، ط 8 دار طيبة
2151_ أنا عبدالعزيز بن محمد أنا الحسين بن يحيى قال نا أحمد ابن المقدام قال نا عبدالأعلى بن عبدالأعلى عن هشام بن حسان عن واصل عن عمرو بن هرم عن عبدالحميد بن محمود قال ... بمثل متن الحفار في المشاركة السابقة
وابن القيم ذكر الاسناد في كتاب الروح هكذا:
وقال يزيد بن هارون أخبر هشام بن حسان عن واصل مولى أبى عيينة عن عمر بن زهدم عن عبد الحميد بن محمود قال:
كنت جالسا عند ابن عباس فأتاه قوم فقالوا إنا خرجنا حجاجا ومعنا صاحب لنا إذ أتينا فاذا الصفاح مات فهيأناه ثم انطلقنا فحفرنا له ولحدنا له فلما فرغنا من لحده إذا نحن بأسود قد ملأ اللحد فحفرنا له آخر فإذا به قد ملأ لحده فحفرنا له آخر فاذا به
فقال ابن عباس ذاك الغل الذى يغل به انطلقوا فادفنوه في بعضها فوالذى نفسى بيده لو حفرتم الأرض كلها لوجدتموه فيه
فانطلقنا فوضعناه في بعضها
فلما رجعنا أتينا أهله بمتاع له معنا فقلنا لامرأته ما كان يعمل زوجك
قالت كان يبيع الطعام فيأخذ منه كل يوم قوت أهله ثم يقرض الفضل مثله فيلقيه فيه
وهذا الاسناد من كتاب " القبور " لابن ابي الدنيا لأن ابن القيم نقل من بداية هذا الفصل عدة روايات من هذا الكتاب وهذه منها.
و " كتاب القبور" ليس بين يدي الآن وأظنه طبع والعلم عند الله، فليت أحد الإخوة ينقل لنا الاسناد من الكتاب.
فيظهر أن هذه الرواية ليست من غرائب جزء هلال الحفّار
والله أعلم واحكم
ـ[الأثري22]ــــــــ[23 - 09 - 04, 11:29 م]ـ
أحسنت ياشيخ خالد وجزاك الله خيراً
لكن لم أقصد بالغرابة المعروفة عند المحدثين وهي التفرد ... وإنما قصدت عدم مشابهتها في الجزء ..
فالجزء حديثي أكثر من أن يذكر هذه الرواية عن ابن عباس!!!
وعلى كل أرغب في معرفة معلومات عن الجزء الذي صورته عند وخاصة أنها سقيمة في أكثرها ..
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[25 - 09 - 04, 05:39 م]ـ
جزاكما الله خيرا ..
ولكن هل لي أن أعلم ما هي معصية الرجل؟
ـ[الأثري22]ــــــــ[25 - 09 - 04, 08:53 م]ـ
وإياك يا أخ علي.
ومعصيته ذكرت في الأثر: كان رجلا يبيع الطعام فيأخذ قوت أهله كل يوم ثم ينظر مثله من قصب الشعير فيقطعه فيخلطه في طعامهم وكان يأكل ما كان يأخذ.
أي أنه كان يسرق من طعام غيره فيجعله في قوته.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[30 - 09 - 04, 02:39 م]ـ
يسمى هذا الجزء بـ حديث الحسين بن يحيى القطان أيضا
وقد استوعب غالبه البيهقي في مصنفاته المنشورة المشهورة، وكذلك الخطيب البغدادي في بعض كتبه روايات من هذا الجزء.
وأعلى ما يقع للذهبي عن الحسن البصري هو من روايته لهذا الجزء، كما ذكر ذلك في احد المواضع من السير بعد أن أخرج اثرا عن الحسن. والله أعلم
أما معصية الرجل فهي: أنه كان ياخذ من القوت الذي يبيعه نقيا صافيا لأهله لياكلوا منه، ثم يأخذ قصب الشعير فيدقه ويخلطه مع بقية القوت الذي عنده ليبيعه للناس بدون أن يخسر قيمة ذلك الذي أخذه لأهله.
وهذا فيه غش للناس حيث إن البضاعة لا تكون صافية بل تكون مخلوطة من القوت وغيره مما يضيفه عليه.
والنبي صلى الله عليه وسلَّم قال لصاحب الطعام (من غش فليس منا) مع أنه لم يبع إلا صنفا واحدا ولكن بعضه لحقه البلل، فكيف بهذا الذي يخلط مع القوت غيره ويبيعه على أنه نوعه واحد.
والله أعلم
وهذه صورة الرواية من كتاب القبور لابن أبي الدنيا ص 119، تحقيق طارق العمودي، ط مكتبة الغرباء 1420.
ـ[الأثري22]ــــــــ[30 - 09 - 04, 09:54 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا التنبيه وأستغفر الله عن الزلل ...
اقتباس من الرد 7
أما معصية الرجل فهي: أنه كان ياخذ من القوت الذي يبيعه نقيا صافيا لأهله لياكلوا منه، ثم يأخذ قصب الشعير فيدقه ويخلطه مع بقية القوت الذي عنده ليبيعه للناس بدون أن يخسر قيمة ذلك الذي أخذه لأهله.
وهذا فيه غش للناس حيث إن البضاعة لا تكون صافية بل تكون مخلوطة من القوت وغيره مما يضيفه عليه.
والنبي صلى الله عليه وسلَّم قال لصاحب الطعام (من غش فليس منا) مع أنه لم يبع إلا صنفا واحدا ولكن بعضه لحقه البلل، فكيف بهذا الذي يخلط مع القوت غيره ويبيعه على أنه نوعه واحد.
¥(42/10)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[26 - 05 - 07, 03:23 ص]ـ
وجزاك الله خيرا(42/11)
رواية أن بلال هو الذي أضاف في الأذان (الصلاة خير من النوم)
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[24 - 09 - 04, 04:44 م]ـ
السلام عليكم:
أين اجدها و ما درجتها؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 09 - 04, 10:40 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تجدها في نصب الراية (1/ 264 - 265)
- الحديث الثالث: روي أن بلالاً رضي اللّه عنه، قال:
الصلاة خير من النوم، حين وجد النبي صلى اللّه عليه وسلم راقداً، فقال عليه السلام: ”ما أحسن هذا يا بلال، اجعله في أذانك”.
قلت: رواه الطبراني في ”معجمه الكبير” حدثنا محمد بن علي الصائغ المكي ثنا يعقوب بن حميد ثنا عبد اللّه بن وهب عن يونس بن زيد عن الزهري عن حفص بن عمر عن بلال أنه أتى النبي صلى اللّه عليه وسلم يؤذنه بالصبح فوجده راقداً، فقال: الصلاة خير من النوم مرتين، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم ”ما أحسن هذا يا بلال، اجعله في أذانك”، انتهى. أخرجه في ”باب الباء - في ترجمة حفص بن عمر”، عن بلال وروى الحافظ أبو الشيخ ابن حيَّان في ”كتاب الأذان - له” حدثنا عبدان ثنا محمد بن موسى الجرشي ثنا خلف الحزان ”يعني البكتا” قال: قال ابن عمر: جاء بلال إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم يؤذنه بالصلاة، فوجده قد أغفا، فقال: الصلاة خير من النوم، فقال: ”اجعله في أذانك إذا أذنت للصبح”، فجعل بلال يقولها إذا أذن للصبح، انتهى.
- أحاديث الباب، روى ابن ماجه في ”سننه (1) ” حدثنا عمرو بن رافع ثنا عبد اللّه بن المبارك عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن بلال أنه أتى النبي صلى اللّه عليه وسلم يؤذنه لصلاة الفجر، فقيل: هو نائم، فقال: الصلاة خير من النوم. الصلاة خير من النوم، فأقرَّت في تأذين الفجر، فثبت الأمر على ذلك، انتهى.
- حديث آخر، روى ابن خزيمة في ”صحيحه” والدارقطني (2) ثم البيهقي (3) في ”سننهما” من حديث محمد بن سيرين عن أنس، قال: من السنة إذا قال المؤذن في أذان الفجر: حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، قال: الصلاة خير من النوم، انتهى. قال البيهقي: إسناده صحيح.
- حديث آخر، روى ابن أبي شيبة في ”مصنفه” حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن عطاء عن أبي محذو أنه أذن لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأبي بكر. وعمر، فكان يقول في أذانه: الصلاة خير من النوم، انتهى. وأخرجه أبو داود عن الحارث بن عبد اللّه.
- حديث آخر، أخرجه الطبراني في ”معجمه الوسط” عن عمرو بن صالح الثقفي ثنا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة، قالت: جاء بلال إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم يؤذنه لصلاة الصبح فوجده نائماً، فقال: الصلاة خير من النوم، فأقرت في أذان الصبح، انتهى.
- حديث آخر، روى البيهقي في ”المعرفة (4) ” عن الحاكم بسنده إلى الزهري عن حفص بن عمر بن سعد المؤذن أن سعداً كان يؤذن لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قال حفص: فحدثني أهلي أن بلالاً أتى النبي صلى اللّه عليه وسلم يؤذن لصلاة الفجر، فقالوا: إنه نائم، فنادى بأعلى صوته: الصلاة خير من النوم، فأقرت في صلاة الفجر، انتهى. وقال: هذا مرسل حسن، والطريق له صحيح، قال في ”الإمام”: وأهل حفص غير مسمين، فهم مجهولون.
- حديث آخر، رواه ابن ماجه أيضاً، حدثنا محمد بن خالد بن عبد اللّه الواسطي ثنا أبي عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم استشار الناس لما يهمهم إلى الصلاة، فذكر البوق، فكرهه من أجل اليهود، ثم ذكروا الناقوس، فكرهه من أجل النصارى، فأُرِيَ النداء تلك الليلة رجل من الأنصار، يقال له: عبد اللّه بن زيد. وعمر بن الخطاب، فطرق الأنصاري رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأمر عليه السلام بلالاً فأذن به، قال الزهري: وزاد بلال في نداء صلاة الغداة: الصلاة خير من النوم، فأقرها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قال عمر: يا رسول اللّه قد رأيت مثل الذي رأى، ولكنه سبقني، انتهى. قال في ”الإمام”: ومحمد بن خالد هذا تكلم فيه.
- حديث آخر، في حديث أبي محذورة عند أبي داود، قلت: يا رسول اللّه علمني سنة الأذان، وفي آخره: فإن كان صلاة الصبح، قلت: الصلاة خير من النوم. الصلاة خير من النوم، اللّه أكبر. اللّه أكبر، لا إله إلا اللّه، ورواه ابن حبان في ”صحيحه” في النوع الرابع والسبعين، من القسم الأول.
- حديث آخر، روى أحمد في ”مسنده (5) ” حديث عبد اللّه بن زيد من طريق محمد بن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عبد اللّه بن زيد بن عبد ربه، فذكره بنحو أبي داود، وزاد في آخره: ثم أمر بالتأذين، فكان بلال يؤذن بذلك، ويدعو رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى الصلاة، قال: فجاء ذات غداة فدعاه إلى الفجر، فقيل له: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نائم، فصرخ بلال بأعلى صوتِهِ: الصلاة خير من النوم، قال سعيد: فأدخلت هذه الكلمة في التأذين إلى صلاة الفجر، انتهى.
وقد تقدم في حديث أذان الملك النازل من السماء، وتقدم قول الحاكم في ”المستدرك”: أمثَلُ الروايات في حديث عبد اللّه بن زيد رواية سعيد بن المسيب، وهو خلاف ما قاله غيره، فإن ابن إسحاق لم يصرح فيه بالتحديث من الزهري، فبقي فيه شبهة التدليس، قاله الشيخ في ”الإمام”.
------------
(1) ص 51.
(2) ص 90.
(3) ص 423.
(4) وفي ”السنن الكبرى” ص 423 - ج 1.
(5) ص 43 - ج 4.
¥(42/12)
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[19 - 12 - 07, 12:19 م]ـ
السلام عليكم بارك الله فيك أخي(42/13)
هل تصح هذه الرواية ((الأعرابي الذي استغفر عند قبر الرسول)) ??????
ـ[المهندي]ــــــــ[24 - 09 - 04, 07:03 م]ـ
قال تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا)) 64 - النساء
ذكر ابن كثير في تفسيره:
وَقَدْ ذَكَرَ جَمَاعَة مِنْهُمْ الشَّيْخ أَبُو مَنْصُور الصَّبَّاغ فِي كِتَابه الشَّامِل الْحِكَايَة الْمَشْهُورَة عَنْ الْعُتْبِيّ قَالَ: كُنْت جَالِسًا عِنْد قَبْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ أَعْرَابِيّ فَقَالَ: السَّلَام عَلَيْك يَا رَسُول اللَّه سَمِعْت اللَّه يَقُول " وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسهمْ جَاءُوك فَاسْتَغْفَرُوا اللَّه وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُول لَوَجَدُوا اللَّه تَوَّابًا رَحِيمًا " وَقَدْ جِئْتُك مُسْتَغْفِرًا لِذَنْبِي مُسْتَشْفِعًا بِك إِلَى رَبِّي ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُول: يَا خَيْر مَنْ دُفِنَتْ بِالْقَاعِ أَعْظُمه فَطَابَ مِنْ طِيبهنَّ الْقَاع وَالْأَكَم نَفْسِي الْفِدَاء لِقَبْرٍ أَنْتَ سَاكِنه فِيهِ الْعَفَاف وَفِيهِ الْجُود وَالْكَرَم ثُمَّ اِنْصَرَفَ الْأَعْرَابِيّ فَغَلَبَتْنِي عَيْنِي فَرَأَيْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ فِي النَّوْم فَقَالَ: يَا عُتْبِيّ الْحَقْ الْأَعْرَابِيّ فَبَشِّرْهُ أَنَّ اللَّه قَدْ غَفَرَ لَهُ ".
وذكر القرطبي في تفسيره:
رَوَى أَبُو صَادِق عَنْ عَلِيّ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَعْرَابِيّ بَعْدَمَا دَفَنَّا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثَةِ أَيَّام , فَرَمَى بِنَفْسِهِ عَلَى قَبْر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَثَا عَلَى رَأْسه مِنْ تُرَابه ; فَقَالَ: قُلْت يَا رَسُول اللَّه فَسَمِعْنَا قَوْلَك , وَوَعَيْت عَنْ اللَّه فَوَعَيْنَا عَنْك , وَكَانَ فِيمَا أَنْزَلَ اللَّه عَلَيْك " وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسهمْ " الْآيَة , وَقَدْ ظَلَمْت نَفْسِي وَجِئْتُك تَسْتَغْفِر لِي. فَنُودِيَ مِنْ الْقَبْر إِنَّهُ قَدْ غُفِرَ لَك.
ـ[آل حسين]ــــــــ[24 - 09 - 04, 07:31 م]ـ
السلام عليكم
ياأخي
هذه بعض النقولات لأهل العلم في هذه القصة
(1) -
وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة
(وأيضاً فإن طلب شفاعته ودعائه واستغفاره بعد موته وعند قبره ليس مشروعاً عند أحد من أئمة المسلمين، ولا ذكر هذا أحد من الأئمة الأربعة وأصحابهم القدماء، وإنما ذكر هذا بعض المتأخرين: ذكروا حكاية عن العتبي أنه رأى أعرابيا أتى قبره وقرأ هذه الآية، وأنه رأى في المنام أن الله غفر له.
وهذا لم يذكره أحد من المجتهدين من أهل المذاهب المتبوعين، الذين يفتي الناس بأقوالهم، ومن ذكرها لم يذكر عليها دليلاً شرعياً .... ) الخ كلامه رحمه الله ط. مكتبة الفرقان, ص160 - 162:
(2) -قال العلامة محمد بن عبد الهادي رحمه الله في كتابه العظيم "الصارم المنكي في الرد على السبكي":
(وهذه الحكاية التي ذكرها - يعني السبكي - بعضهم يرويها عن العتبي بلا إسناد، وبعضهم يرويها عن محمد بن حرب الهلالي، وبعضهم يرويها عن محمد بن حرب بلا إسناد، عن أبي الحسن الزعفراني عن الأعرابي.
وقد ذكرها البيهقي في كتاب "شعب الإيمان" بإسناد مظلم عن محمد بن روح بن يزيد البصري حدثني أبو حرب الهلالي، قال: حج أعرابي، فلما جاء إلى باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ راحلته فعقلها، ثم دخل المسجد حتى أتى القبر، ثم ذكر نحو ما تقدم. وقد وضع لها بعض الكذابين إسناداً إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -.
وفي الجملة؛ ليست الحكاية المذكورة عن الأعرابي مما تقوم به الحجة، وإسنادها مظلم، ولفظها مختلف "أيضاً"، ولو كانت ثابتة لم يكن فيها حجة على مطلوب المعترض، ولا يصلح الاحتجاج بمثل هذه الحكاية0ص 212 ط. الإمام بمصر
(3) -وقال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن في كتابه: مصباح الظلام في الرد على من افترى على الشيخ الإمام
(فصل:
¥(42/14)
قال المعترض: وفي كلام محيي الدين أبي زكريا يحيى النووي الشافعي المشهور بالعلم والحفظ والإتقان، قال بعد أن ذكر صفة زيارة النبي صلى الله عليه وسلم وصفة السلام عليه وعلى صاحبيه، والانحراف عن استدباره واستقبال القبلة بالدعاء ـ قال: ثم يرجع الزائر إلى موقفه الأول قبالة وجه النبي صلى الله عليه وسلم، فيتوسل به في حق نفسه، ويستشفع به إلى ربه، ومن أحسن ما يقول: ما حكاه أصحابنا عن العتبى مستحسنين له ـ وذكر قصة العتبى، وهو تابعي جليل فقال: حكى العتبى أنه قال: كنت جالساً عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال: السلام عيك يا رسول الله يا صفوة خلق الله أنت الذي أنزل عليك: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباُ رحيماً} وقد ظلمت نفسي، وها أنا قد أتيت أستغفر من ذنبي، اشفع لي إلى ربي، ثم أنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ** فطاب من طيبهن القاع والأكم
أنت الفداء لقبر أنت ساكنه ** فيه العفاف، وفيه الجود والكرم
أنت الحبيب الذي ترجى شفاعته عند الصراط إذا مازلت القدم
أنت البشير النذير المستضاء به وشافع الخلق إذ يغشاهم الندم
تخصهم بنعيم لا نفاد له والحور في جنة المأوى لهم خدم
تعطى الوسيلة يوم العرض مغتبطا عند المهيمن لما تحشر الأمم
والحوض قد خصك الله الكريم به يوماً عليه جميع الخلق تزدحم
تسقى لمن شئت يا خير الأنام وكم قوماً لعظم الشقا والبعد قد حرموا
صلى عليك إله العرش ما طلعت شمس النهار فغشت حندس الظلم
قال العتبى رحمه الله: ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عتبى أدرك الأعرابي، وبشره أن الله قد غفر له.
ثم ذكر المعترض: أن موفق الدين بن قدامة وابن أبي عمر وصاحب المستوعب وغيرهم من الأصحاب ذكروا ذلك، ونقلوا هذه القصة راضين بها. وهي مما استفاض عند الأمة، حتى لا تحتاج لسند، قال، ثم دع صحتها من عدمها وأنها منام، ولكن الشأن في رضى نقلتها وهم حملة الشريعة المطهرة.
ثم كرر هذيانه المتقدم في ذم وطن الشيخ وأن النبي لم يدع له، وأن الشيخ لم يظهر الدين، بل كفر العلماء الأمناء والأمة التي أخبر الله تعالى أنها خير أمة أخرجت للناس، وأعاد ما تقدم بعبارة واهية وتركيب ساقط، كأنه وقع على دليل يجب المصير إليه في تجويز دعاء الأموات وتخطئة من منعه.
ولا يخفى أنه حرف البيت الثاني تحريفاً بشعاً جعل الرسول صلى الله عليه وسلم فداء للقبر، بأبي هو وأمي. ولم يشعر بما في كلامه من التحريف، ورسم هذا التحريف بقلمه. وكتبه بيده وصوابه " نفسي الفداء".
والجواب أن يقال: هذه القصة التي ذكرها طائفة من متأخري الفقهاء، ولم يذكرها غيرهم ممن يعتد به، ويقتدى به، كالأئمة المتبوعين وأكابر أصحابهم، وأهل الوجوه في مذاهبهم، كأشهب وابن القاسم، وسحنون وابن وهب، وعبدالملك وابنه، والقاضي إسماعيل من المالكية، ولا من الشافعية كالمزني والبويطي، وابن عبدالحكم، ومن بعدهم كابن خزيمة، وابن سريج وأمثالهم، ونظرائهم من أهل الوجوه، وكأبي يوسف من أصحاب أبي حنيفة ومحمد بن الحسن الشيباني وزفر بن الهذيل، ومن بعدهم كالطحاوي حامل لواء المذهب. وكذلك أصحاب أحمد وأصحاب الوجوه في مذهبه لم يذكرها أحد منهم، كعبدالله وصالح، والخلال، والأثرم، وأبي بكر بن عبدالعزيز والمروذي وأبي الخطاب. ومن بعدهم، كابن عقيل وابن بطة.
وبعض من ذكر هذه الحكاية يرويها بلا إسناد وبعضهم عن محمد ابن حرب الهلالي. وبعضهم يرويها عن محمد بن حرب عن أبي الحسن الزغفراني عن الأعرابي وقد ذكرها البيهقي بإسناد مظلم عن محمد بن روح بن زيد البصري حدثني أبو حرب الهلالي قال: حج أعرابي فذكر نحو ما تقدم ووضع لها بعض الكذابين إسنادا إلى علي بن أبي طالب، كما روى أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عبدالله بن عبدالرحمن الكرخي عن علي بن محمد بن علي حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم الطائي قال: حدثنا أبي عن أبيه سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن علي ابن أبي طالب. فذكر نحو ما تقدم.
¥(42/15)
قال الحافظ ابن عبدالهادي: هذا الخبر منكر موضوع، لا يصلح الاعتماد عليه ولا يحسن المصير إليه، وإسناده ظلمات بعضها فوق بعض. والهيثم جد أحمد بن محمد بن الهيثم أظنه ابن عدى الطائي. فإن يكن هو فهو كذاب متروك وإلا فمجهول.
وقال عباس الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: الهيثم بن عدي كوفي ليس بثقة. كان يكذب. وقال العجلي وأبو داود: كذاب. وقال أبو حاتم الرازي والنسائي والدولابي والأزدي: متروك الحديث. وقال ابن المديني ساقط قد كشف قناعه. وقال أبو زرعة: ليس بشيء، وقال ابن عدي: ما أقل ما له من المسند. وإنما هو صاحب أخبار وأسمار، ونسب وأشعار. وقال الحاكم أبو عبدالله: الهيثم ابن عدي الطائي في علمه ومحله حدث عن جماعة من الثقاة أحاديث منكرة، وقال العباس بن محمد: سمعت بعض أصحابنا يقول، قالت جارية الهيثم: كان مولاي يقوم عامة الليل يصلي. فإذا أصبح جلس يكذب.
فإذا كانت هذه الحكاية عند أهل العلم بهذه المثابة من الوهن لم تثبت بسند يعول عليه ويحتج به.
فكيف يقول هذا الغبي: ولكن الشأن في نقلتها، وهم حملة الشريعة المطهرة. وقد عرفت أن حملة الشريعة المطهرة ونقادها جزموا بأن الحكاية لم تثبت وأنها من الموضوعات. وأما الموفق وابن أبي عمر وغيرهما من أصاحبنا فهم لم يذكروا هذا ولم يعتمدوا عليه. والمناسك المعتبرة وما ذكروا في آداب الزيارة موجودة منقولة بسند العدول.
وهذا الرجل المعترض قد تقدم أنه جاهلي لا يحسن النقل، ولا يدري الصحيح بل يفتري الكذب على أهل العلم. فهو ساقط هالك لا يلفت إلى نقله.
ثم لو سلمنا ثبوت هذه الحاكية فلا دليل فيها على ما ذهب إليه هذا الأحمق من تجويز دعاء الأنبياء والصالحين وطلب الحوائج منهم. والأعراب لا يحتج بأفعالهم ويجعلها دليلا شرعيا إلا مصاب في عقله، مفلس في فهمه وعلمه. وكذلك نقل العتبي ومن مضي من رجال سندها ليسوا من العلم في شيء.
وقد تقدم أن أدلة الأحكام هي الكتاب والسنة والإجماع. والقياس المعتبر فيه خلاف وغير ذلك ليس من الأدلة في شيء ولم يأت عن أحد من الأئمة من عهد الصحابة إلى آخر القرون المفضلة في هذا الباب ما يثبت، لا طلب الاستغفار ولا غيره.
وقد تقدم عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أنه حكى الإجماع على منعه وأن النبوات متفقة على تحريمه. وابن عقيل تقدم كلامه فيمن دس الرقاع إلى ضرائح الموتى، للطلب منهم. ولو فرض أن هذا الأعرابي قد غفر له فذلك أيضا لا يدل على حسن حاله، وأسباب الكائنات لا يحصيها إلا الله، وقد يستجاب لعباد الأصنام كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم).
ثم ليس في الحكاية أنه سأل الرسول شيئاً. غايته أنه توسل به ومسألة التوسل بذاته صلى الله عليه وسلم غير مسألة دعائه والاستغاثة به والطلب منه. وقد قال تعالى: {ومن يغفر الذنوب إلا الله} فإذا كان الله سبحانه هو المختص بمغفرة الذنوب، فكيف تطلب المغفرة من غيره تعالى وتقدس؟.
وقد تقدم لهذا المعترض الغبي أنه قال: وإنما الشرك طلب مغفرة الذنوب وهداية القلوب، فجزم بأن هذا من الشرك، ثم رجع يناقض نفسه واحتج بها على الطلب من الرسول كما قال البوصيري.
قال الحافظ بن عبدالهادي رحمه الله: وقوله: إني سمعت الله يقول: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول) ليس فيه ما يدل على مشروعية إتيان قبره الشريف. ولم يقل ذلك أحد من أهل العلم. ويتبين ذلك بالكلام على الآية. وما أريد بها وهي: إنما سيقت لذم من تخلف من المنافقين على المجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال حياته ليستغفر له. وحكم تعالى على من أبى هذا أنه من المنافقين. قال تعالى: {وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون} وكذلك هذه الآية إنما هي في المنافق الذي رضي بحكم الطاغوت كعب بن الأشرف، وغيره من الطواغيت، دون حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فظلم نفسه بهذا أعظم ظلم، حيث لم يجيء إلى رسول صلى الله عليه وسلم يستغفر له. فإن المجيء إليه ليستغفر له توبة وتنصل من الذنوب.
¥(42/16)
وهذه كانت عادة الصحابة معه صلى الله عليه وسلم: أن أحدهم متى صدر منه ما يقتضي التوبة جاء إليه فقال: يا رسول الله فعلت كذا وكذا فاستغفر لي. وكان هذا فرقا بينهم وبين المنافقين. فلما استأثر الله عز وجل بنبيه صلى الله عليه وسلم ونقله من بين أظهرهم إلى دار كرامته لم يكن أحد منهم قط يأتي إلى قبره ويقول: يا رسول الله فعلت كذا وكذا فاستغفر لي. ومن يقل هذا عن أحد منهم فقد جاهر بالكذب والبهت. أفترى عطل الصحابة والتابعون - وهم خير القرون على الإطلاق - هذا الواجب الذي ذم الله سبحانه من تخلف عنه، وجهل التخلف عنه من أمارات النفاق، ووفق له من يؤويه له من الناس ولا يعد في أهل العلم؟ فكيف أغفل هذا أئمة الإسلام، وهداة الأنام من أهل الحديث والتفسير، ومن لهم لسان صدق في الأمة، فلم يدعوا إليه ولم يحضوا عليه، ولم يرشدوا إليه، ولم يفعله أحد منهم البتة؟ بل المنقول الثابت عنهم ما قد عرف مما يسوء الغلاة فيما يكرهه وينهى عنه من الغلو والشرك والجفاء عما يحبه ويأمر به من التوحيد والعبودية.
ولما كان هذا المنقول شجي في حلوق الغلاة. وقذى في عيونهم وريبة في قلوبهم قابلوه بالتكذيب والطعن في الناقل، ومن استحيا منهم ومن له بعض العلم بالآثار قابله بالتحريف والتبديل، ويأبى الله إلا أن يعلي منار الحق ويظهر أدلته ليهتدي المسترشد وتقوم الحجة على المعاند، فيعلي الله بالحق من يشاء ويضع برده وبطرده وغمص أهله من يشاء.
ويا لله العجب، أكان ظلم الأمة لأنفسها ونبيها بين أظهرها موجودا وقد دعيت فيه إلى المجيء إليه ليستغفر لها وذم من تخلف عن هذا المجيء. فلما توفي صلى الله عليه وسلم ارتفع ظلمها لأنفسها بحيث لا يحتاج أحد منهم إلى المجيء إليه ليستغفر له. وهذا يبين أن هذا التأويل الذي نقله المعترض مقلد أسلافه في تأويل هذه الآية تأويل باطل قطعا. ولو كان حقا لسبقونا إليه علما وعملا وإرشادا ونصيحة. ولا يجوز إحداث تأويل في آية أو سنة لم يكن على عهد السلف ولا عرفوا ولا بينوه للأمة. فإنه يتضمن أنهم جهلوا الحق في هذا وضلوا عنه، واهتدى إليه هذا المعترض المستأخر فكيف إذا كان التأويل يخالف تأويلهم ويناقضه. وبطلان هذا التأويل أظهر من أن يطنب في رده وإنما ننبه عليه بعض التنبيه.
ومما يدل على بطلان تأويله قطعا أنه لا يشك مسلم أن من دعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته وقد ظلم نفسه ليستغفر له فأعرض عن المجيء وأباه مع قدرته عليه كان مذموماً غاية الذم، مغموصاً بالنفاق، ولا كذلك من دعي إلى قبره ليستغفر له، ومن سوى بين الأمرين وبين المدعوين وبين الدعوتين فقد جاهر بالباطل، وقال على الله وكلامه ورسوله وأمناء دينه غير الحق.
وأما دلالة الآية على خلاف تأويله، فهو أنه سبحانه صدرها بقوله: (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفر لهم الرسول) وهذا يدل على أن مجيئهم إليه ليستغفر لهم إذ ظلموا أنفسهم طاعة له. ولهذا ذم من تخلف عن هذه الطاعة، ولم يقل مسلم قط إن على من ظلم نفسه بعد خير القرون قد عصوا هذه الطاعة وعطلوها ووفق لها هؤلاء الغلاة العصاة وهذا بخلاف قوله: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) فإنه نفى الإيمان عمن لم يحكمه، وتحكيمه هو التحاكم إلى ما جاء به حيا وميتا ففي حياته كان هو الحكم بينهم بالوحي، وبعد وفاته نوابه وخلفاؤه.
يوضح ذلك أنه قال: (لا تجعلوا قبري عيدا) ولو كان يشرع لكل مذنب أن يأتي إلى قبره ليستغفر له لكان القبر أعظم أعياد المذنبين. وهذا مضادة صريحة لدينه وما جاء به، ولو كان مشروعا لأمر به أمته وحضهم عليه ورغبهم فيه، ولكان الصحابة وتابعوهم بإحسان أرغب الناس فيه، وأسبق إليه، ولم ينقل عن أحد منهم قط وهم القدوة بنوع من أنواع الأسانيد أنه جاء إلى قبره ليستغفر له ولا شكى إليه ولا سأله والذي صح عنه مجيء القبر للتسليم فقط هو ابن عمر، وكان يفعل ذلك عند قدومه من السفر، ولم يكن يزيد على التسليم شيئا البتة، ومع هذا فقد قال عبيدالله بن عمر العمري الذي هو أجل أصحاب نافع أو من أجلهم: ما نعلم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك إلا ابن عمر: معلوم أنه لا هدي أكمل من هدي الصحابة ولا تعظيم للرسول فوق
¥(42/17)
تعظيمهم، ولا معرفة لقدره فوق معرفتهم. فمن خالفهم إما أن يكون أهدى منهم أو يكون مرتكبا لنوع من البدع كما قال عبدالله بن مسعود لقوم رآهم اجتمعوا على ذكر يقولونه بينهم ويعدونه على حصى قد تحلقوا حوله مع شيخ لهم يأمرهم بذلك في مسجد البصرة: لأنتم أهدى من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أو أنتم على شعبة ضلالة) فتبين أنه لو كان استغفاره لمن جاءه مستغفرا بعد موته ممكنا أو مشروعا لكان كمال شفقته ورحمته، بل رأفة مرسلة ورحمته بالأمة تقتضي ترغيبهم في ذلك وحضهم عليه ا هـ.
فصل:
قال المعترض: فهذا كلام العلماء المعتبرين الكبار ونقلهم لهذه القصة راضين بها متلقينها بالقبول، وهي مما استفاض حتى لا تحتاج لسند، ثم دع صحتها من عدمها وأنها منام، ولكن الشأن في رضى نقلتها وهم حملة الشريعة المطهرة، أتراهم بهذا يعرفون المخرج من الملة الذي ذكر هذا الرجل، ويدعون الناس إليه وينقلونه في كتبهم ليعمل به أم تراهم لا يعرفونه حتى خرج هذا الرجل ثاني عشر قرن في الموضع الذي ذكرنا حاله وقد امتنع النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له لعلمه بما حدث منه وفيه، فأظهر الدين والتوحيد منه كما زعم للناس، وكفر العلماء الأمناء والأمة معهم، التي أخبر الله أنها خير أمة أخرجت للناس وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي عده علماء الأمة أنه متواتر بأنها لا تزال ظاهرة قاهرة حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون. فكأنه لم يكن للقرآن والشريعة المحمدية حمله قبله وقبل أصحابه وأتباعه الذي استغواهم.
ثم انخرط في السب والعيب والكلام السفيه المستهجن بقصد الاستراحة إليه والتعويل في التشفي من الغليل، وهذه نفثه مصدور، وأنة معثور لا تشفي عليلا ولا تروي غليلا.
وتقدم الجواب عن هذا كله وبينا أن الأئمة الذين عليهم المدار في الجرح والتعديل والذين إليهم المرجع في الفتاوي والتقليد والتسجيل لم يقولوا بهذه الحكاية، ولم يصححوها ولم يلتفتوا إليها، كل هذا مستوفى بحمد الله ومنته.
وأما الخلوف الذين من بعدهم فليس فيما قالوه وذهبوا إليه دليل شرعي يعول عليه، ويرجع عند التحاكم إليه).ص306 - 316. ط. دار الهداية.
ـ[رشيد بوظهر]ــــــــ[03 - 11 - 10, 03:55 ص]ـ
هي نفس شبهة الشفاعة التي في قوم نوح عليه السلام يغوث و يعوق و نسرى
هم أناس صالحون و لا يقول أحد غير ذلك و ما يعبدوهم أي يدعونهم إلا ليقربوهم إلى الله زلفا فمن باب أولى أن يغفر لهم أو يستغفروا لهم
هذا إن سمعوهم و إستجابوا لهم
و قد قال الله تعالى لا يسمعوا دعاأكم و إن سمعوا ما إستجابوا لكم و يوم القيامة يكفرون بشرككم و ما ينبؤك مثل خبير
فكذلك النبي صلى الله عليه و سلم سيكفر بشرك هاؤلاء الذين يحبونه كحب الله
نسأل الله العافية و السلامة من الشرك
و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم "لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله و رسوله "(42/18)
هل صح هذا الدعاء؟
ـ[*أبو محمد*]ــــــــ[25 - 09 - 04, 09:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء
" اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان "؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[25 - 09 - 04, 09:34 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11858&highlight=%E6%D4%DA%C8%C7%E4
ـ[*أبو محمد*]ــــــــ[25 - 09 - 04, 10:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي خليل
على ردك السريع
وبارك الله فيك(42/19)
الرجاء المساعده هل يصح ماورد عن الخلال من توسله بقبر الكاظم. بارك الله فيكم
ـ[فارس]ــــــــ[27 - 09 - 04, 01:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الرجاء المساعده هل يصح ماورد عن الخلال. بارك الله فيكم
باب:- ما ذكر في مقابر بغداد المخصوصة بالعلماء والزهاد:-
بالجانب الغربي في أعلا المدينة مقابر قريش دفن بها موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وجماعة من الأفاضل معه أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن رامين الإستراباذي قال أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال يقول ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به الا سهل الله تعالى لي ما أحب
تاريخ بغداد 1/ 120
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 09 - 04, 02:29 ص]ـ
صاحب القصة المذكور في الإسناد (الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال) لم أقف له على ترجمه وقد يكون هناك تصحيف في الطبعة المشهورة لتاريخ بغداد في إسمه فينظر طبعة بشار عواد.
وأيضا فلو ثبت فليس فعله بحجة إذاكان عالما، فالعبرة بالدليل من الكتاب والسنة
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في إقتضاء الصراط المستقيم ج: 1 ص: 320
(لكن الغرض أن نبين هذا القسم الأول وهو تعظيم الأمكنة التي لا خصيصة لها إما مع العلم بأنه لا خصيصة لها أو مع عدم العلم بأن لها خصيصة إذ العبادة والعمل بغير علم منهي عنه كما أن العبادة والعمل بما يخالف العلم منهي عنه ولو كان ضبط هذه الأمور من الدين لما أهمل ولما ضاع عن الأمة المحفوظ دينها المعصومة عن الخطأ
وأكثر ما تجد الحكايات المتعلقة بهذا عند السدنة والمجاورين لها الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله
وقد يحكى من الحكايات التي فيها تأثير مثل أن رجلا دعا عندها فاستجيب له أو نذر لها إن قضى الله حاجته فقضيت حاجته ونحو ذلك وبمثل هذه الأمور كانت تعبد الأصنام فإن القوم كانوا أحيانا يخاطبون من الأوثان وربما تقضي حوائجهم إذا قصدوها ولذلك يجري لهم مثل ما يجري لأهل الأبداد من أهل الهند وغيرهم
وربما قيست على ما شرع الله تعظيمه من بيته المحجوج والحجر الأسود الذي شرع الله استلامه وتقبيله كأنه يمينه والمساجد التي هي بيوته وإنما عبدت الشمس والقمر بالمقاييس وبمثل هذه الشبهات حدث الشرك في أهل الأرض وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النذر وقال إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل فإذا كان نذر الطاعات المعلقة بشرط لا فائدة فيه ولا يأتي بخير فما الظن بالنذر لما لا يضر ولا ينفع
وأما إجابة الدعاء فقد يكون سببه اضطرار الداعي وصدق التجائه وقد يكون سببه مجرد رحمة الله له وقد يكون أمرا قضاه الله لا لأجل دعائه وقد يكون له أسباب أخرى وإن كانت فتنة في حق الداعي فإنا نعلم أن الكفار قد يستجاب لهم فيسقون وينصرون ويعافون) انتهى.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22812(42/20)
سؤالي عن حديث إذا تزوج العبد فقد كمل نصف الدين، فليتق الله في النصف الباقي
ـ[ abou hamza] ــــــــ[28 - 09 - 04, 03:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ارجوا الافادة
سؤالي عن حديث
إذا تزوج العبد فقد كمل نصف الدين، فليتق الله في النصف الباقي
هذا الحديث قال عنه الالباني رحمه الله حسن لغيره
صحيح الترغيب والترهيب للامام الالباني رحمه الله
1916) وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي
رواه الطبراني في الأوسط والحاكم ومن طريقه للبيهقي وقال الحاكم صحيح الإسناد (حسن لغيره)
وفي رواية البيهقي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق الله في النصف الباقي (حسن لغيره)
بحث عن طرق الحديث فلم اجد سوى عن طريق البيهقي في كتاب شعب الايمان فصل في
الترغيب في النكاح
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، نا أبو العباس هو الأصم، ثنا يحيى بن أبي طالب، ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، ثنا الخليل بن مرة، ثنا يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا تزوج العبد فقد كمل نصف الدين، فليتق الله في النصف الباقي " *
ويزيد الرقاشي ضعيف جداً بل متروك سؤالي هل هناك طريق اخر للحديث حتى يصل الى حسن لغيره كما قال الامام الالباتي رحمه الله
وجزاكم الله خيرا
ـ[سلمان الأيوبي]ــــــــ[28 - 09 - 04, 05:23 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحديث خرجه الحاكم في المستدرك 2/ 175 قال:
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عيسى بن زيد اللخمي، بتنيس، ثنا عمرو بن أبي سلمة التنيسي، ثنا زهير بن محمد، أخبرني عبد الرحمن بن زيد، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من رزقه الله امرأة صالحة، فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الثاني " "
قال الحاكم رحمه الله: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وعبد الرحمن هذا هو ابن زيد بن عقبة الأزرق مدني ثقة مأمون.! انتهى كلام الحاكم.
عبد الرحمن بن زيد ضعيف ولم يسمع أنس رضي الله عنه وأحمد بن عيسى ليس بالقوي.
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 09 - 04, 06:36 ص]ـ
فائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17885&highlight=%E4%D5%DD+%C7%E1%CF%ED%E4
ـ[أبو علي]ــــــــ[28 - 09 - 04, 07:00 ص]ـ
لم يثبت هذا عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، بل هو ثابتٌ عن طاوس -رحمه الله-
قال المرَّوُذيُّ -رحمه الله- في كتاب الورع (124): (وسمعت أبا عبدالله -أحمد بن حنبل- يقول: ليس للمرأة خير من الرَّجل، ولا للرَّجُلِ خير من المرأةِ. قال طاوس: المرأة شطْرُ دينِ الرَّجُلِ)
وأنصح بهذا الكتاب ففيه من دقائق العلم، والورع واتِّباع السُّنَّة شيء عظيمٌ.
والله أعلم
ـ[ abou hamza] ــــــــ[28 - 09 - 04, 02:22 م]ـ
قلت اذا الحديث (إذا تزوج العبد فقد كمل نصف الدين، فليتق الله في النصف الباقي) له طريق واحد للبيهقي وفيه في يزيد بن أبان الرقاشي ولم اقف على طريق أخر للحديث ليتقوى الى الحسن للغيره!
كلام العلماء رحمهم الله
في يزيد بن أبان الرقاشي
سنن الترمدي الجامع الصحيح كتاب الذبائح
حدثنا الحسين بن حريث قال: حدثنا وكيع، عن موسى بن عبيدة، عن يزيد بن أبان، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " " ما من مؤمن إلا وله بابان، باب يصعد منه عمله، وباب ينزل منه رزقه، فإذا مات بكيا عليه " "، فذلك قوله عز وجل فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين: " "هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه، وموسى بن عبيدة، ويزيد بن أبان الرقاشي يضعفان في الحديث
ابن حجر العسقلاني في كتاب التفسير سورة الفاتحة
وقال عبد بن حميد: ثنا حسين الجعفي، عن زائدة، عن أبان، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن " قلت: أبان هو الرقاشي متروك *
الطبقات الكبرى لابن سعد طبقات البدريين من الانصار
يزيد بن أبان الرقاشي وكان ضعيفا، قدريا
الضعفاء الكبير للعقيلي
حدثنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا يوسف بن عيسى، عن النضر بن شميل قال: قال شعبة: لأن أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عن يزيد الرقاشي , قلت ليوسف: سمعته من النضر؟ قال: حدثني إسحاق بن راهويه عن النضر. حدثنا زكريا بن يحيى، حدثنا سلمة بن شبيب قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: سمعت شعبة يقول: لأن أزني أحب إلي من أن أروي عن يزيد الرقاشي. حدثنا عبد الله بن أحمد قال: قيل لابن يزيد الرقاشي , فقال: كان شعبة يشبهه بأبان بن أبي عياش , قال عبد الله: سمعت أبي يقول: يزيد الرقاشي فوق أبان بن أبي عياش. حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا عمرو قال: كان يحيى لا يحدث عن يزيد الرقاشي، وكان عبد الرحمن يحدث عنه. حدثنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: قد حدث عبد الرحمن، عن الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي، حدثنا محمد بن أحمد، حدثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى يقول: يزيد الرقاشي ضعيف
¥(42/21)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[28 - 09 - 04, 03:14 م]ـ
جزى الله الجميع خيرا ... وهذا كلام الشيخ الألباني في الحديث يوضح فيه لماذا الحديث حسن عنده:
" إذا تزوج العبد , فقد استكمل نصف الدين , فليتق الله فيما بقي ". قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 199:أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (1/ 162 / 1) من طريق عصمة بن المتوكل
أنبأنا زافر بن سليمان عن إسرائيل بن يونس عن جابر عن يزيد الرقاشي عن أنس بن
مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره , و قال: " لم يروه عن
زافر إلا عصمة ".
قلت: و كلاهما ضعيف , و فوقهما ضعيفان آخران: و هما جابر و هو ابن يزيد
الجعفي , و يزيد الرقاشي , و جابر أشد ضعفا منه , لكنه لم يتفرد به عنه , فقد
أخرجه الطبراني أيضا من طريق عبد الله بن صالح: حدثني الحسن بن خليل بن مرة عن
أبيه عن يزيد الرقاشي به.
قلت: و هذا إسناد مسلسل بالضعفاء:
1 - عبد الله بن صالح هو كاتب الليث المصري فيه ضعف و غفلة.
2 - الحسن بن الخليل بن مرة لم أجد له ترجمة , و قد ذكر في ترجمة أبيه من
" التهذيب " أنه روى عنه ابنه علي بن الخليل بن مرة , و لم أجد له ترجمة أيضا.
3 - الخليل بن مرة ضعيف كما في " التقريب ".
4 - يزيد الرقاشي و هو ابن أبان ضعيف أيضا. و قد روي عنه من طريق أخرى خير من
هذه عن الخليل. أخرجه الخطيب في " الموضح " (2/ 84) عن يعقوب بن إسحاق
الحضرمي حدثنا الخليل بن مرة به.
قلت: فقد صح الإسناد إلى الخليل و هو و إن كان ضعيفا كما ذكرنا , فليس ذلك
لتهمة في صدقه و إنما لضعف في حفظه و كذلك شيخه يزيد ابن أبان الرقاشي و قد قال
فيه ابن عدي: " له أحاديث صالحة عن أنس و غيره و أرجو أنه لا بأس به لرواية
الثقات عنه ". و قال في الخليل: " لم أر في حديثه حديثا منكرا قد جاوز الحد
و هو في جملة من يكتب حديثه , و ليس هو متروك الحديث ".
قلت: فمثلهما , و إن كان لا يحتج بحديثهما و لكن يستشهد به و قد جاء من طريق
أخرى عن أنس هي خير من هذه فمجموعها يقوي الحديث و يرتقي إلى درجة الحسن و لفظه
: (من رزقه الله امرأة صالحة , فقد أعانه على شطر دينه , فليتق الله في الشطر
الثاني). أخرجه الطبراني في " الأوسط " (3/ 161 / 1) و الحاكم (2/ 161)
عن عمرو بن أبي سلمة التنيسي حدثنا زهير بن محمد: أخبرني عبد الرحمن - زاد
الحاكم: ابن زيد - عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
فذكره. و قال الحاكم: " صحيح الإسناد , و عبد الرحمن هذا هو ابن زيد بن عقبة
الأزرق مدني ثقة مأمون ".
و وافقه الذهبي. كذا قال: و زهير بن محمد هو أبو المنذر الخراساني الشامي
أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال: " ثقة فيه لين ". و في " التقريب ":
" رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة , فضعف بسببها , قال البخاري عن أحمد كأن
زهير الذي يروي عنه الشاميون آخر , و قال أبو حاتم: حدث بالشام من حفظه , فكثر
غلطه ".
قلت: و هذا من رواية التنيسي عنه و هو شامي , و لذلك فالإسناد عندي ضعيف.
و قال الهيثمي في " المجمع " (4/ 272): " رواه الطبراني في " الأوسط "
و فيه عبد الرحمن عن أنس و عنه زهير بن محمد و لم أعرفه إلا أن يكون عبد الرحمن
بن زيد بن أسلم , فيكون إسناده منقطعا و إن كان غيره , فلم أعرفه.
و الله أعلم ".
قلت: بينت رواية الحاكم أنه عبد الرحمن بن زيد , ثم ذكر أنه ابن عقبة و قد
ترجمه ابن أبي حاتم (2/ 2 / 233) و قال: " يعد في أهل المدينة , روى عن أنس
بن مالك , روى عنه عمرو بن يحيى و سألت أبي عنه ? فقال: ما بحديثه بأس ".
و أورده ابن حبان في " الثقات " (1/ 125).
(تنبيه) ذكرت آنفا أن الذهبي أقر الحاكم على تصحيحه , و هو الذي وقع في
النسخة المطبوعة من " التلخيص ". ثم رأيت المناوي يقول في " الفيض ":
" قال الحاكم: صحيح , فتعقبه الذهبي بأن زهيرا وثق , لكن له مناكير ,. اهـ.
و قال ابن حجر: سنده ضعيف ". و نقل المنذري في " الترغيب " (3/ 68) تصحيح
الحاكم إياه , و أقره أيضا! و كذلك صنع الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " (
4/ 99) و لكنه ذكر أن ابن الجوزي رواه في " العلل " من حديث أنس بسند ضعيف ,
و هو عند الطبراني في " الأوسط ". و قال الهيثمي في " المجمع " (4/ 252):
" رواه الطبراني في " الأوسط " بإسنادين و فيهما يزيد الرقاشي و جابر الجعفي
و كلاهما ضعيف , و قد وثقا ".
قلت: التوثيق المذكور مما لا يعتد به لاسيما في الجعفي , فقد اتهمه بعضهم لكنه
ليس في الطريق الأخرى عند الطبراني , و قد تابعه الخليل بن مرة و هو خير منه
كما سبق تحقيقه. فإذا ضمت هذه الطريق إلى طريق عبد الرحمن بن زيد أخذ الحديث
بهما قوة. و الله تعالى أعلم.) اهـ كلام الشيخ الألباني.
فائدة أخرى: قال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء: حديث " من تزوج فقد أحرز شطر دينه فليتق الله في الشطر الآخر " ** أخرجه ابن الجوزي في العلل من حديث أنس بسند ضعيف وهو عند الطبراني في الأوسط بلفظ " فقد استكمل نصف الإيمان " وفي المستدرك وصحح إسناده بلفظ " من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه. . . الحديث ".اهـ
فائدة أخرى: قال الهيثمي في مجمع الزوائد: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الثاني ".
** رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن عن أنس وعنه زهير بن محمد ولم أعرفه إلا أن يكون عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فيكون إسناده منقطعاً وإن كان غيره فلم أعرفه والله أعلم. اهـ
وحديث أنس هذا ضعفه الحافظ ابن حجر كما ذكر الشوكاني في نيل الأوطار 5/ 101 وضعفه الشيخ الألباني نفسه في ضعيف الجامع رقم 5610 وقال في الهامش: قد ثبت عنه بنحوه فانظر الصحيح "6024" اهـ وهو في صحيح الجامع ولكن برقم 6148 وأحال على الصحيحة 625 وقد سبق نقل كلامه رحمه الله منها.
هذا ما عندي من حواشٍ على الحديث والله أعلم.
¥(42/22)
ـ[أبو مروة]ــــــــ[28 - 09 - 04, 03:26 م]ـ
أحسن الله إليك وتقبل منا ومنك.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[28 - 09 - 04, 04:31 م]ـ
آمين آمين وإياكم أخي الكريم
ـ[ abou hamza] ــــــــ[28 - 09 - 04, 04:55 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[28 - 09 - 04, 06:08 م]ـ
وإياكم أخي الكريم(42/23)
كم عدد الاحاديث المرفوعة
ـ[بزيد]ــــــــ[30 - 09 - 04, 11:04 ص]ـ
السلام عليكم
الرجاء من الاخوة ذكر عدد الاحاديث المدونة في كتب الحديث Question
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 09 - 04, 04:09 م]ـ
http://www.ibnamin.com/num_hadith.htm
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[30 - 09 - 04, 04:21 م]ـ
- في الموضوع الموجود على الرابط المشار إليه كتب الأخ محمد الأمين عنواناً: (عدد الحديث الصحيح)، ثم ذكر مبحثاً طويلاً جاء في آخره ما يلي:
" مع الملاحظة بأن الحديث الحسن عند المتقدمين يعتبر من ((أنواع الحديث الضعيف)) كما أفاد شيخ الإسلام ". انتهى.
- والسؤال: ماذا تقصد بالحديث (الصحيح) في قولك (عدد الحديث الصحيح)؟
ثم بالحديث (الضعيف) فيما قولك: " الحديث الحسن عند المتقدمين يعتبر من ((أنواع الحديث الضعيف)) "؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[01 - 10 - 04, 11:15 م]ـ
- يرفع لراه الأخ محمد الأمين ..
!
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[03 - 10 - 04, 04:10 م]ـ
- الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آلأه وصحبه أجمعين .. أما بعد
فقد اطَّلعت على مقال الأخ محمد الأمين الذي أشار برابطه في التعقيب الثاني من هذا الموضوع، ووجدت فيه أخطاء علمية ناشئة عن سوء فهمٍ لكلام الأئمة.
لذا وجب -نصيحةً- بيان تلك الأغلاط التي توصل حتماً إلى نتيجة كبيرة خاطئة.
- وسأسوق كلام محمد الأمين بتمامه، ثم أعقب عليها بالبيان والتخطئة، شيئاً فشيئاً.
- وسأحاول الاختصار في الرد والعزو للمراجع بإجمال بحول الله وقوته.
_____________________________________
قال في الرابط السابق: ((عدد الحديث الصحيح:
اختلف علماء الحديث حول عدد الأحاديث النبوية الصحيحة.
والراجح هو ما ذكره ابن حجر العسقلاني في كتاب "النكت على ابن الصلاح" (ص992): «ذكر أبو جعفر محمد بن الحسين في كتاب "التمييز" له، عن شعبة و الثوري و يحيى بن سعيد القطان و ابن المهدي و أحمد بن حنبل و غيرهم: أن جملة الأحاديث المسندة عن النبي صلى الله عليه وسلم (يعني الصحيحة بلا تكرار): أربعة آلاف و أربعمئة حديث».
وقال الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص9): «وعن أبي داود قال: "نظرت في الحديث المسند فإذا هو أربعة آلاف حديث"».
قلت: يقصد بالحديث المسند: الحديث المتصل الصحيح.
ونحن نعلم أن علماء الحديث الذين يعتد بقولهم قد اتفقوا على صحة كل ما جاء في صحيحي البخاري و مسلم ما عدا أحاديث قليلة. فإذا كان مجموع ما في الصحيحين بدون تكرار هو: 2980 حديث، أي أقل قليلاً من 3000 حديث، مع تسليمنا بأن عدد الحديث الصحيح هو حوالي 4400 حديث، نستنتج أن حوالي ثلاثة أرباع الحديث الصحيح قد أخرجه الشيخان.
و قد بقي قريب من الألف وأربعمئة حديث لم يخرجاه. والغالبية (العظمى) من الحديث المتبقي، موجودة عند الترمذي وأبي داود والنَّسائي، كما ذكر النووي.
أما الأحاديث المهمة التي يدور عليها الحلال والحرام فنستطيع القول أنها كلها تقريباً موجودة في الصحيحين.
وقد قدرها البعض بخمسمئة حديث. فقد روى البيهقي في "مناقب الشافعي" (1\ 915 تحقيق أحمد صقر): سُئِل الإمام الشافعي «كم أصول السنة (أي أصول الأحكام)؟».
فقال" «خمسمئة». فقيل له: «كم منها عند مالك؟».
قال «كلها إلا خمسة و ثلاثين».
والمعروف أن غالب أحاديث الأحكام التي أخرجها مالك في الموطأ قد أخرجها البخاري ومسلم في صحيحيهما.
ولذلك قام ابن دقيق العيد بكتابة كتاب في أحاديث الأحكام معتمداً على صحيحي البخاري ومسلم فقط. وفي الصحيح ما يُغني عن الضعيف.
قال إمام المغرب ابن عبد البر الأندلسي في كتابه "التمهيد" (10\ 278) عن بعض الأحاديث: «ولم يخرج البخاري ولا مسلم بن الحجاج منها حديثاً واحداً. وحسبك بذلك ضعفاً لها».
ونقل ابن حجر عن ابن عبد البر قوله: «أن البخاري ومسلماً إذا اجتمعا على ترك إخراج أصلٍ من الأصول، فإنه لا يكون له طريقٌ صحيحةٌ. وإن وجِدَت، فهي معلولة».
قال محمد الأمين: ولذلك تجد أن الشيخين قد استوعبا الأحاديث الأساسية التي تدور عليها أحكام الحلال والحرام. وكل ما بقي تقريباً يمكن استنتاجه بالقياس أو القرآن. والله أعلم.
¥(42/24)
قال الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص60): «فإذا وجد مثل هذه الأحاديث بالأسانيد الصحيحة غير مخرجة في كتابي الإمامين البخاري ومسلم، لَزِمَ صاحب الحديث التنقير عن عِلّته ومذاكرة أهل المعرفة به لتظهر علته».
وقال الحافظ ابن مندة في "شروط الأئمة" (ص73) قال: قال سمعت (الحافظ أبو عبد الله) محمدُ بن يعقوب بن الأخرَمِ (شيخُ الحاكم) وذكر كلاماً معناه هذا: «قلَّ ما يَفُوتُ البخاريَّ ومسلماً مما يَثْبُتُ من الحديث».
وقال الإمام ابن حزم في "الأحكام" بعد أن ذكر خبر "فمن أراد بحبوحة الجنة فليزم الجماعة": «هذا الخبر لم يخرجه أحدٌ ممن اشترط الصحيح، ولكنا نتكلم فيه على عِلاّته».
وقال الحافظ البيهقي في السنن الكبرى (10\ 278) عن أحاديث الرش من بول الغلام والغسل من بول الجارية: «وكأنها لم تثبت عند الشافعي حين قال: "ولا يتبين لي في بول الصبي والجارية فرق من السنة الثابتة".
وإلى مثل ذلك ذهب البخاري ومسلم حيث لم يودعا شيئاً منهما كتابيهما».
ومثال ذلك أيضاً الأحاديث المصرحة بالجهر بالبسملة، لم يخرج البخاري ومسلم شيئاً منها. قال الحافظ الزيلعي في نصب الراية (1\ 355): «وبالجملة فهذه الأحاديث كلها ليس فيها صريح صحيح، بل فيها عدمهما أو عدم أحدهما. وكيف تكون صحيحة، وليست مخرجة في شيء من الصحيح ولا المسانيد ولا السنن المشهورة؟!». ثم قال: «ويكفينا في تضعيف أحاديث الجهر: إعراض أصحاب الجوامع الصحيحة والسنن المعروفة والمسانيد المشهورة المعتمد عليها في حجج العلم ومسائل الدين. فالبخاري –رحمه الله– مع شدة تعصبه (وهذا الكلمة لا يوافَق عليها) وفرط تحامله على مذهب أبي حنيفة، لم يودع صحيحه منها حديثاً واحداً. ولا كذلك مسلم –رحمه الله–. فإنهما لم يذكرا في هذا الباب، إلا حديث أنس الدال على الإخفاء. ولا يقال في دفع ذلك أنهما لم يلتزما أن يودعا في صحيحيهما كل حديثٍ صحيحٍ، يعني فيكونان قد تركا أحاديث الجهر في جملة ما تركاه من الأحاديث الصحيحة. وهذا لا يقوله إلا سخيفٌ أو مكابرٌ. فإن مسألة الجهر بالبسملة، من أعلام المسائل ومعضلات الفقه، ومن أكثرها دوراناً في المناظرة وجَوَلاناً في المُصنَّفات. والبخاري كثير التّتبّع لما يرد على أبي حنيفة من السنة. فيذكر الحديث، ثم يُعَرِّضُ بذِكرهِ، فيقول: "قال رسول الله r كذا وكذا، وقال بعض الناس كذا وكذا". يشير ببعض الناس، إليه (إلى أبي حنيفة) ويُشنِّعُ –لمخالفة الحديث– عليه. وكيف يَخلى كتابه من أحاديث الجهر بالبسملة، وهو يقول في أول كتابه "باب الصلاة من الإيمان"، ثم يسوق أحاديث الباب، ويقصد الرد على أبي حنيفة قوله "إن الأعمال ليست من الإيمان"؟! مع غموض ذلك على كثيرٍ من الفقهاء. ومسألة الجهر يعرفها عوام الناس و رُعاعِهِم. هذا مما لا يمكن، بل يستحيل. وأنا أحلف بالله –وبالله– لو اطّلَعَ البخاريُّ على حديثٍ منها موافقٌ بشرطِهِ –أو قريباً من شرْطه– لم يخل منه كتابه، ولا كذلك مسلم رحمه الله».
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "الرد على من ابتع غير المذاهب الأربعة" (ص24): «وقد صنف في الصحيح مصنفات أُخر بعد صحيحي الشيخين، لكن لا تبلغ كتابي الشيخين. ولهذا أنكر العلماء على من استدرك عليهما الكتاب الذي سماه "المستدرَك". وبالغ بعض الحفاظ فزعم أنه ليس فيه حديث واحد على شرطهما، وخالفه غيره وقال: يصفو منه حديث كثير صحيح.
والتحقيق: أنه يصفو منه صحيح كثير على غير شرطهما، بل على شرط أبي عيسى ونحوه، وأما على شرطهما فلا. فقَلَّ حديثٌ تركاه، إلا وله علة خفية (لكن لا يشترط أن تكون قادحة). لكن لعِزَّة (أي لقلّة) من يعرف العلل كمعرفتهما وينقده، وكونه لا يتهيأ الواحد من منهم إلا في الأعصار المتباعدة، صار الأمر في ذلك إلى الاعتماد على كتابيهما والوثوق بهما والرجع إليهما، ثم بعدهما على بقية الكتب المشار إليها. ولم يقبل من أحد بعد ذلك الصحيح والضعيف، إلا عمن اشتهر حذقه ومعرفته بهذا الفن واطلاعه عليه. وهم قليلٌ جداً. وأما سائر الناس فإنهم يُعَوِّلون على هذه الكتب المشار إليها، ويكتفون بالعزو إليها».
¥(42/25)
قال الحافظ ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق (2\ 326): «هذا حديثٌ منكَرٌ لا يصحّ الاحتجاج به، لأنه شاذّ الإسناد والمتن، ولم يخرجه أحد من أئمة الكتب الستة، ولا رواه أحمد في مسنده، ولا الشافعي، ولا أحدٌ من أصحاب المسانيد المعروفة. ولا يُعرَفُ في الدنيا أحدٌ رواه، إلا الدارقطني عن البغوي. وقد ذكره الحافظ أبو عبد الله المقدسي في "المستخرَج"، ولم يروه إلا من طريق الدارقطني وحده. ولو كان عنده من حديث غيره، لذكره كما عُرِفَ من عادته أنه يذكر الحديث من المسانيد التي رواها، كمسند أحمد وأبي يعلى الموصلي ومحمد بن هارون ومعجم الطبراني وغير ذلك من الأمهات. وكيف يكون هذا الحديث صحيحاً سالماً من الشذوذ والعلة، ولم يخرجه أحدٌ من أئمة الكتب الستة ولا المسانيد المشهورة، وهم محتاجون إليه أشد حاجة؟!».
إحصائيات عن عدد الأحاديث في الكتب المشهورة:
مختصر صحيح مسلم للمنذري يبلغ مقداره 2200 حديثاً.
أفراد البخاري على مسلم من مختصر الزبيدي عددها 680 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر.
بقي ما لَم يورده المنذري والزبيدي في الصحيحين، ويمكن إيجاده إمَّا من أصل الصحيحين مرفوعاً غير معلق، أو من "الجمع بين الصحيحين"، أو من "اللؤلؤ والمرجان". وسوف تجتمع قرابة 100 حديثاً منهما.
فيكون مجموع ما في الصحيحين بدون تكرار هو: 2980 حديث، أي أقل قليلاً من ثلاثة آلاف حديث.
أفراد أبي داود على الصحيحين عددها 2450 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر.
أفراد الترمذي على الصحيحين وأبي داود عددها 1350 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر.
أفراد النَّسائي على الأربعة الذين سبق ذكرهم عددها 2400 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر.
فيكون مجموع أفراد السنن على الصحيحين: 6200 حديثاً.
أي مجموع الأصول الخمسة التي تكاد تجمع كل الصحيح هو: 9180 حديثاً أكثرها ضعيف.
أفراد ابن ماجة على مَن سبق ذكرهم عددها 600 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر. أكثر من 500 منها ضعيف.
أفراد الموطأ المرفوعة على الستة عددها 50 حديثاً.
أفراد نيل الأوطار (أغلبها أحاديث اشتهرت عند الفقهاء المتأخرين وأصلها من سنن الدارقطني ومعجم الطبراني)، عدّة تلك الأحاديث مرفوعة 500 حديثاً.
تبلغ أفراد المسند على مَن سبق ذكرهم مرفوعةً بلا مكرر ولا شواهد عند من سبق ذكرهم 1500 حديثاً.
فيكون مجموع الحديث كله الذي تجده مكتوبا في الكتب المشهورة: 11830 حديثاً. وقد سبق بيان أن الصحيح منها حوالي 4400 حديث.
ومما يشهد لتلك النتيجة أنه عندي كتاب "جمع الفوائد من جامع الأصول و مجمع الزوائد" الذي كتبه الإمام محمد بن محمد بن سليمان المغربي ثم الدمشقي (1039 - 1094هـ)، و خرَّجَ أحاديثه (تخريجاً مبدئياً) السيّد عبد الله هاشم اليماني المدني في كتاب "أعذب الموارد في تخريج جمع الفوائد". وهو كتاب يجمع بين الكتب الحديثية الـ14، ومجموع أحاديثه بغير تكرار عشرة آلاف. وأنا أعمل على تخريجه والحكم على أحاديثه، وقد تبين لي أن أكثر من نصف أحاديثه ضعيفة. وهذا ينصر قول الجمهور في عدد الحديث الصحيح. مع الملاحظة بأن الحديث الحسن عند المتقدمين يعتبر من أنواع الحديث الضعيف كما أفاد شيخ الإسلام)).
انتهى مقاله السابق بتمامه ..
واليكم التعقُّبات التي أرجو أن يتَّسع لها صدر محمد الأمين، ثم يتراجع عن تلك الأخطاء التي دوَّنها في مقاله ذاك:
---------------------------------------------------------------------
- ذكر أهم مواضع الاستشكالات في المقال السابق من كلامه لا منقوله (أرجو أن يتَّسع لها صدر أخينا):
1 - قال محمد الأمين في مقاله السابق: (نستنتج أن حوالي ثلاثة أرباع الحديث الصحيح قد أخرجه الشيخان.، و قد بقي قريب من الألف وأربعمئة حديث لم يخرجاه. والغالبية (العظمى) من الحديث المتبقي، موجودة عند الترمذي وأبي داود والنَّسائي، كما ذكر النووي).
2 - وقال أيضاً: (ولذلك تجد أن الشيخين قد استوعبا الأحاديث الأساسية التي تدور عليها أحكام الحلال والحرام. وكل ما بقي تقريباً يمكن استنتاجه بالقياس أو القرآن. والله أعلم).
3 - وقال أيضاً: (قام ابن دقيق العيد بكتابة كتاب في أحاديث الأحكام معتمداً على صحيحي البخاري ومسلم فقط. وفي الصحيح ما يُغني عن الضعيف).
4 - ثم قال: (وهذا ينصر قول الجمهور في عدد الحديث الصحيح.
مع الملاحظة بأن الحديث الحسن عند المتقدمين يعتبر من أنواع الحديث الضعيف كما أفاد شيخ الإسلام).
5 - وأخيراً قال: (فيكون مجموع الحديث كله الذي تجده مكتوبا في الكتب المشهورة: 11830 حديثاً.
وقد سبق بيان أن الصحيح منها حوالي 4400 حديث).
____
- والرد آتٍ إن شاء الله تعالى.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[30 - 01 - 05, 08:43 م]ـ
أيها الفاضل أبا عمر: هلآّ أكملت لنا بيان هذا الموضوع، حتى تعم الفائدة.
وحبذا لو بدأت ببيان معنى ما روي عن أبي زرعة - رحمه الله - وقد سئل: أليس يقال: حديث النبي صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف حديث؟ قال: (ومن قال ذا؟ قلقل الله أنيابه، هذا قول الزنادقة، ومن يحصي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال أبو زرعة: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مئة ألف وأربعة عشر ألفاً من الصحابة ممن روى عنه وسمع منه، فقيل له: هؤلاء أين كانوا؟ وأين سمعوا منه؟ فقال: أهل المدينة، وأهل مكة، ومن بينهما، والأعراب، ومن شهد معه حجة الوداع، كل رآه وسمع منه بعرفة).
¥(42/26)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - 01 - 05, 11:45 م]ـ
فائدة:
في نقض عثمان بن سعيد الدارمي على بشر المريسي ص401:
وكيف دلس الزنادقة على أهل الحديث اثني عشر ألفا، ولم يبلغ ما روي عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأصحابه اثني عشر ألف حديث بغير تكرار إن شاء الله، إذاً رواياتهم كلها من وضع الزنادقة في دعواك!
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[31 - 01 - 05, 03:16 ص]ـ
- الأخوان الفاضلان .. الفهم الصحيح وعبدالرحمن السديس ... وفقهما الله
جزاكما الله خيراً على الإضافة المختصرة التي تهزُّ أركان المقال السابق
- ولعلِّي أبدأ التعقيب الآن بتفصيل ما أجملته في سؤالي الذي رفعته لمحمد الأمين ولم يشأ أن يردَّ عليه.
وأنا كلِّي إنتظار أن يتواضع الكاتب المذكور ويصرف لنا شيئاً من وقته ليبيِّن لنا ما نناقش فيه بحثه إن كان ثمَّة خطأٍ فيما نستدركه عليه أو نخطئه فيه:
التعقُّب الأول:
1 - قال: (نستنتج أن حوالي ثلاثة أرباع الحديث الصحيح قد أخرجه الشيخان، و قد بقي قريب من الألف وأربعمئة حديث لم يخرجاه.
والغالبية (العظمى) من الحديث المتبقي، موجودة عند الترمذي وأبي داود والنَّسائي، كما ذكر النووي). انتهى كلامه.
- هذا خلط أيما خلط! فمرَّةً يعدُّ (الكاتب) الحديث الحسن من أنواع الصحيح، ومرَّةً أخرى يعدُّه من أنواع الضعيف (غير المعدود في 4400 التي حصرها للصحيح) كما هو في آخر مقاله السابق.
- وبيان هذا:
أني هنا أتسائل تعجُّباً: هل الغالبية العظمى من الحديث المتبقِّي (وهي عند الترمذي وأبي داود والنسائي) هي من الصحاح أم الحسان التي هي ضعافٌ عند الكاتب؟!
فإن قال: هي من الصحاح فهذا غلطٌ يأباه عليه واقع هذه الكتب التي هي مظان الحسان (على الاصطلاح)، وهو ما يفهم من نقل الكاتب من مثل قوله: " ونقل ابن حجر عن ابن عبد البر قوله: «أن البخاري ومسلماً إذا اجتمعا على ترك إخراج أصلٍ من الأصول، فإنه لا يكون له طريقٌ صحيحةٌ. وإن وجِدَت، فهي معلولة».
قال محمد الأمين: ولذلك تجد أن الشيخين قد استوعبا الأحاديث الأساسية التي تدور عليها أحكام الحلال والحرام. وكل ما بقي تقريباً يمكن استنتاجه بالقياس أو القرآن. والله أعلم ".
2 - وإن قال بل هي حسان، أو بعضها صحيح وبعضها حسن فهذا ينقض بحثه من أساسه؛ إذ كيف يعدُّ الحسن من الصحاح وقد جعله في آخر بحثه خارجاً عن العدِّ، لكونه على زعمه من قسم الضعيف (عند المتقدِّمين)!
- وأيضاً فإنه قد انتهى من عدِّ الحديث الصحيح إلى 4400، وجعل غالبها من الصحيحين وأبي داود والنسائي والترمذي فقط!
ولم يعدَّ الأحاديث الصحاح التي في مستدرك أبي عبدالله الحاكم وصحيح ابن حبان وابن خزيمة وابن الجارود ومسند أحمد وغيرها من كتب السنة الصحيحة الزوائد على الصحيحين؟!
- مع ملاحظة أنَّ كثيراً من الأحاديث التي تصفو للحاكم في مستدركه هي على شرط أحد الشيخين أو كليهما، كما ذكر ذلك أئمة الحديث كالذهبي وابن حجر وغيرهما.
- وإن لم تكن على شرطهما أو شرط أحدهما فهي لن تنزل رتبة عن كتاب أبي عيسى أو من فوقه كأبي داود والنسائي.
فأين أحاديث الحاكم وابن حبان وغيرهما يا محمد الأمين من هذه القسمة؟
فإن كانت حساناً فكيف تدخل أحاديث السنن الثلاثة وهي مثلها وتخرج هذه؟ وإن لم تكن كذلك فأعد العدَّ فقد اختصرت البحث جداً واستعجلت!
- قال الحافظ في النكت: "أن المستدرك للحاكم كتاب كبير جداً يصفو له منه صحيح كثير زائد على ما في الصحيحين على ما ذكر المصنف بعد وهو مع حرصه على جمع الصحيح الزائد على الصحيحين واسع الحفظ كثير الاطلاع غزير الرواية، فيبعد كل البعد أن يوجد حديث بشرط الصحة لم يخرجه في مستدركه ".
وقال أيضاً: "حكى الحافظ أبو عبد الله الذهبي عن أبي سعد الماليني أنه قال: ((طالعت المستدرك على الشيخين الذي صنفه الحاكم من أوله إلى آخره فلم أر فيه حديثاً على شرطهما)).
وقرأت بخط بعض الأئمة أنه رأى بخط عبد الله بن زيادن المسكي قال: أملى على الحافظ أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي سنة خمس وتسعين وخمسمائة قال: ((نظرت إلى وقت إملائي عليك هذا الكلام فلم أجد حديثاً على شرط البخاري ومسلم لم يخرجاه إلا أحاديث:
1 - حديث أنس ((يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة)).
2 - وحديث الحجاج بن علاط لما أسلم.
3 - وحديث علي ـ رضي الله عنه ـ ((لا يؤمن العبد حتى يؤمن بأربع))، انتهى.
وتعقب الذهبي قول الماليني فقال: هذا غلو وإسراف وإلا ففي المستدرك جملة وافرة على شرطهما وجملة كثيرة على شرط أحدهما وهو قدر النصف. وفيه نحو الربع مما صح مسنده أو حسن. وفيه بعض العلل. وباقيه مناكير وفي بعضها موضوعات قد ألإردتها في جزء انتهى كلامه.
".
- وسيأتي كلام مفصَّلٌ إن شاء الله في إطلاق الكاتب القول عن المتقدِّمين في عدِّهم الحسن من الضعيف.
ومع الإمعان في هذا التفصيل يظهر الخلط الحاصل في إطلاق الضعف وإرادة الحسن أو العكس؟!
¥(42/27)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[31 - 01 - 05, 03:42 ص]ـ
- التعقُّب الثاني:
قال الكاتب المذكور: " أما الأحاديث المهمة التي يدور عليها الحلال والحرام فنستطيع القول أنها كلها تقريباً موجودة في الصحيحين.
وقد قدرها البعض بخمسمئة حديث. فقد روى البيهقي في "مناقب الشافعي" (1\ 915 تحقيق أحمد صقر): سُئِل الإمام الشافعي «كم أصول السنة (أي أصول الأحكام)؟».
فقال" «خمسمئة». فقيل له: «كم منها عند مالك؟».
قال «كلها إلا خمسة و ثلاثين». انتهى كلامه.
المناقشة:
1 - الكاتب يرى ما نقله عن الشافعي من كون أحاديث الأحكام الصحيحة 500 حديث فقط.
2 - يرى أنَّ غالبيتها بل كلها تقريباً قد أخرجها الشيخان.
- هاتان نتيجتان من قراءة كلامه السابق، فانظروا إلى كلام الحافظ في النكت لترو العجب من العجلة في البحث والخروج بالنتائج:
- قال ابن حجر رحمه الله: " فأما ما يتعلق بالأحكام خاصة: فقد ذكر أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي في كتاب التمييز له عن الثوري وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وابن مهدي وأحمد بن حنبل: وغيرهم أن جملة الأحاديث المسندة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (يعني الصحيحة بلا تكرير) أربعة الآف وأربعمائة حديث.
وعن إسحاق بن راهوية أنه سبعة الآف ونيف.
وقال أحمد بن حنبل: وسمعت ابن مهدي يقول: الحلال والحرام من ذلك ثمانمائة حديث. وكذا قال إسحاق بن راهوية عن سعيد عن يحيى بن سعيد.
(وذكر القاضي أبو بكر ابن العربي) أن الذي في الصحيحين من أحاديث الأحكام نحو ألفي حديث وقال أبو داود السجستاني عن ابن المبارك: تسعمائة ومرادهم بهذه العدة ما جاء عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ من أقواله الصريحة في الحلال والحرام ـ والله أعلم.
وقال كل منهم بحسب ما يصل إليه. ولهذا اختلفوا "". انتهى كلامه.
- وأنا هنا أتعجَّبُ من هذه الإجمالية والعجلة في البحث لمَ ارتضى كلام الشافعي وأعرض عن كلام الآخرين؟!
- قد يقال إنه بعد بحثٍ وسبر وصل الكاتب لصحة ما قاله الشافعي، فليكن كذلك فأخرج لنا بحثك لنرى وجه ترجيحك.
- وقد يقال إنه لم يقف على كلام الآخرين وهذا عذر أقبح من ذنب!
إذ كيف يكتب بحثاً لا يبحث فيه عن الأقوال بل يخرج نتيجة بمجرد وقوفه على أول قول يراه؟!
- بل إن الكاتب قد رأى قول غير الشافعي بدليل أنَّ النقل السابق الذي نقله عن الحافظ ابن حجر وبتره فيه ما أشرت إليه كما تقدم!!
نن ويبقى التساؤل: لم ارتضى قول الشافعي في عد أحاديث الأحاكم 500 فقط؟!!
================
- هذا كله أولاً ..
- أما ثانياً: فعندما قال الكاتب: " عدد الحديث الصحيح: اختلف علماء الحديث حول عدد الأحاديث النبوية الصحيحة.
والراجح هو ما ذكره ابن حجر العسقلاني في كتاب "النكت على ابن الصلاح" (ص992): «ذكر أبو جعفر محمد بن الحسين في كتاب "التمييز" له، عن شعبة و الثوري و يحيى بن سعيد القطان و ابن المهدي و أحمد بن حنبل و غيرهم: أن جملة الأحاديث المسندة عن النبي صلى الله عليه وسلم (يعني الصحيحة بلا تكرار): أربعة آلاف و أربعمئة حديث ".
- أقول: قد بتر الكاتب كلام الحافظ أو تصرَّف فيه فأخرجه عن مقصوده، فالحفظ يتكلَّم عن أحاديث الأحاكم خاصة، لا عن الأحاديث الصحيحة على العموم، قال:" فأما ما يتعلق بالأحكام خاصة: فقد ذكر أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي في كتاب التمييز له عن الثوري وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وابن مهدي وأحمد بن حنبل: وغيرهم أن جملة الأحاديث ... " الخ كلامه رحمه الله.
- فكلام الحافظ وفهمه يتعلَّق بأحاديث الأحاكم خاصة، وهي على قول الجمهور - كما يعبِّر الكاتب؟! -4400 حديث لا 500 كما رجَّح وخالف جمهوره؟!!
- فإذن الكاتب يخلط في فهم كلام الأئمة في عدِّهم بين أحاديث الأحكام وبين الأحاديث الصجيجة على العموم.
فأيُّ بحثٍ هذا؟! وعلى أي شيءٍ اعتمد؟!
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[03 - 02 - 05, 07:00 م]ـ
- دخلت قبل قليل على الرابط الذي وضعه محمد الأمين فإذا الأمر كما هو!
فلعلَّ ما لاحظته على كلامه فيه غلط يلزم محمد الأمين أن يبيِّنه لنا ..
نحن بالانتظار.
ـ[ايهاب كمال]ــــــــ[22 - 10 - 07, 10:22 م]ـ
جزى الله الأخوة المشاركين خير الجزاء
¥(42/28)
ولكني أريد معرفة عدد الأحاديث المرفوعة وعدد الصحيح منهاو للآن لم أعرف
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[25 - 10 - 07, 12:41 ص]ـ
اخي الكريم / أبو عمر السمرقندي
سلام الله عليك اما بعد،
فلتسمح لي بالانحياز الى جانب أخينا محمد الأمين في مقاله الجيد والذي أحسبه اضافة الى مكتبة الحديث،
واليك ماجاء في مقال الأخ محمد الأمين ولم ترد أو تعقب عليه وهو في صميم البحث:
أولا
ونحن نعلم أن علماء الحديث الذين يعتد بقولهم قد اتفقوا على صحة كل ما جاء في صحيحي البخاري و مسلم ما عدا أحاديث قليلة. فإذا كان مجموع ما في الصحيحين بدون تكرار هو: 2980 حديث، أي أقل قليلاً من 3000 حديث، مع تسليمنا بأن عدد الحديث الصحيح هو حوالي 4400 حديث، نستنتج أن حوالي ثلاثة أرباع الحديث الصحيح قد أخرجه الشيخان.
و قد بقي قريب من الألف وأربعمئة حديث لم يخرجاه. والغالبية (العظمى) من الحديث المتبقي، موجودة عند الترمذي وأبي داود والنَّسائي، كما ذكر النووي.
(لاحظ لفظ اتفق عليه، فاذا تحدثنا على ابعاده للحديث الحسن عن الصحيح المتفق عليه اذن يرفع الملام. وأيضا حيث الحسن مختلف في تصحيح سنده بين قوم وضعوه في الصحيح وآخرون وضعوه في الضعيف.
وكلامك أخي أبو عمر عن صحيح ابن حبان وابن خزيمة يمكن القول عليه بأن أحاديثهما ليست على شرط الشيخان أو التي اتفقت على تصحيحها علماء الأمة على مدار عمرها، وانظر الى خلافات الفقهاء في الأحكام لاختلافهم في التصحيح عكس الحديث عن الحديث المتفق عليه - ليس بمفهوم اتفاق الشيخان- من علماء الحديث.
ثانيا
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "الرد على من ابتع غير المذاهب الأربعة" (ص24): «وقد صنف في الصحيح مصنفات أُخر بعد صحيحي الشيخين، لكن لا تبلغ كتابي الشيخين. ولهذا أنكر العلماء على من استدرك عليهما الكتاب الذي سماه "المستدرَك". وبالغ بعض الحفاظ فزعم أنه ليس فيه حديث واحد على شرطهما، وخالفه غيره وقال: يصفو منه حديث كثير صحيح.
والتحقيق: أنه يصفو منه صحيح كثير على غير شرطهما، بل على شرط أبي عيسى ونحوه، وأما على شرطهما فلا.
(أخي الكريم أبو عمر لماذا لم تعقب على كلام ابن رجب؟)
ثالثا
أورد الأخ محمد في مقاله
" فيكون مجموع الحديث كله الذي تجده مكتوبا في الكتب المشهورة: 11830 حديثاً. وقد سبق بيان أن الصحيح منها حوالي 4400 حديث.
ومما يشهد لتلك النتيجة أنه عندي كتاب "جمع الفوائد من جامع الأصول و مجمع الزوائد" الذي كتبه الإمام محمد بن محمد بن سليمان المغربي ثم الدمشقي (1039 - 1094هـ)، و خرَّجَ أحاديثه (تخريجاً مبدئياً) السيّد عبد الله هاشم اليماني المدني في كتاب "أعذب الموارد في تخريج جمع الفوائد". وهو كتاب يجمع بين الكتب الحديثية الـ14، ومجموع أحاديثه بغير تكرار عشرة آلاف. وأنا أعمل على تخريجه والحكم على أحاديثه، وقد تبين لي أن أكثر من نصف أحاديثه ضعيفة. وهذا ينصر قول الجمهور في عدد الحديث الصحيح "
(والسؤال ما رد الأخ أبو عمر على هذا الجزء؟
بدلا من التوقف عند قوله بعد ذلك
" مع الملاحظة بأن الحديث الحسن عند المتقدمين يعتبر من أنواع الحديث الضعيف كما أفاد شيخ الإسلام "
وهو القول الحق فما جاء لفظ الحسن عند الأئمة المتقدمين كأحمد بن حنبل، وأول ما بدأه أبو عيسى الترمذي.
وأخيرا جزاك الله خيرا ولأخينا الأمين.(42/29)
ضعف حديث " إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك ... "
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[02 - 10 - 04, 03:05 ص]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد،،،
فهذا تخريج لحديث " إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به؛ هلك، ثم يأتي زمان من عمل منكم بعشر ما أمر به؛ نجا "، قمت بتسطيره لبيان ضعف الحديث، وهو للأسف من الأحاديث المشتهرة.
الحديث أخرجه الترمذي في ((سننه)) (2267)، وأبونعيم في ((حلية الأولياء)) (7/ 316)، والطبراني في ((المعجم الصغير))
(156 – الروض الداني)، وتمام في ((فوائده)) (1721 – الروض البسام)، وابن عدي في ((الكامل)) (7/ 2483)، والسهمي في ((تاريخ جرجان)) (ص 464)، والذهبي في ((تذكرة الحفاظ)) (2/ 418).
من طرق عن نعيم بن حماد، حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي – صلى الله عليه وسلم –: " إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به؛ هلك، ثم يأتي زمان من عمل منكم بعشر ما أمر به؛ نجا ".
قال الترمذي: " هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث نعيم بن حماد عن سفيان بن عيينة ".
وقال ابن عدي: " لا أعلم رواه عن ابن عيينة غير نعيم بن حماد ".
وقال أبونعيم: " غريب تفرد به نعيم عن سفيان ".
وقال النسائي كما في ((العلل المتناهية)) لابن الجوزي (2/ 852 / 1425): " هذا حديث منكر، رواه نعيم بن حماد وليس بثقة ".
ولم يعرفه أحمد، كما في ((الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)) لأبي بكر الخلال (ص 38)، كذا في ((المنتخب من العلل للخلال)) (ص 91).
وقال الذهبي: " هذا حديث منكر لا أصل له من حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا شاهد، ولم يأت به عن سفيان سوى نعيم، وهو مع إمامته منكر الحديث ".
قلت: نعيم بن حماد ضعيف، وفيه مقال معروف، ومثله يصلح في المتابعات ولا يُحتمل تفرده، وأما قول النسائي: " ليس بثقة " فمن تشدده - رحمه الله تعالى -.
وقد أبان الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (10/ 606) عن وهم نعيم في هذا الحديث، فقال: " وتفرد نعيم بذاك الخبر المنكر ... ، فهذا ما أدري من أين أتى به نعيم، وقد قال نعيم: هذا حديث ينكرونه، وإنما كنت مع سفيان فمر شيء فأنكره، ثم حدثني بهذا الحديث.
قلت – أي: الذهبي –: هو صادق في سماع لفظ الخبر من سفيان، والظاهر والله أعلم أن سفيان قاله من عنده بلا إسناد، وإنما الإسناد قاله لحديث كان يريد أن يرويه فلما رأى المنكر تعجب، وقال ما قال عقيب ذلك الإسناد؛ فاعتقد نعيم أن ذاك الإسناد لهذا القول، والله أعلم ".
وقد قال أبوحاتم كما في ((العلل)) لابنه (2/ 429 / 2794): " هذا عندي خطأ؛ رواه جرير وموسى بن أعين: عن ليث، عن معروف، عن الحسن، عن النبي –صلى الله عليه وسلم – مرسل ".
قلت: وتابع جرير وموسى بن أعين، عمر بن معروف عن ليث به.
أخرجه البخاري في ((التاريخ الكبير)) (7/ 415).
وليث هو ابن أبي سليم، وهو ضعيف، ولكنه توبع فقد رواه ابن عيينة في ((جامعه)) – كما في ((النكت الظراف)) لابن حجر (10/ 173) – عن معروف، به.
فالمرسل هو المحفوظ، والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين.
وكتب
أبوالمنهال الأبيضي الأثري
18 / شعبان / 1425 هـ
ـ[أبو محمد الإفريقي]ــــــــ[02 - 10 - 04, 09:37 م]ـ
السلام عليكم
الإخوة الكرام
أما حديث " إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك ثم يأتي زمان من عمل منكم بعشر ما أمر به نجا" فنعده من الأحاديث الثابتة المظلومة التي أنكرت أو نفيت على ظن المعارضة اي من أجل عدم إدراكه معناها وزعم النكارة فيما.
فهذا الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قد روي من ثلاثة أوجه – فيما وجدت اثناء متابعتي القاصرة-
الأول: عن أبي هريرة.
أخرجه الترمذي والطبراني غيرهما وفيه نعيم بن حماد. اختلفوا فيه وقال الحافط في الأمالي المطلفة ص146 - عند بحثه عن هذا الحديث- قلت: نعيم من شيوخ البخاري ولم يطعن فيه أحد بحجة وقد أثنى عليه أحمد وابن معين
والثاني: عن أبي ذر
رواه عنه: 1. رجل مبهم – أخرجه أحمد في مسنده ج5/ص155 وقال الحافظ في الأمالي الحلبية ص41: ورجال هذا السند لا بأس بهم إلا الرجل المبهم
2. أبو صديق – وهو ثقة – وعنه "الحجاج بن أبي زياد الأسو"د –وهو ثقة- وعنه "عيسى بن يونس" و "حماد بن سلمة" – وهما ثقتان-
رواه عن عيسى " إبراهيم بن موسى" –وهو ثقة بل قال أبو زرعة: هو أتقن من أبي بكر بن أبي شيبة – وعنه البخاري –والبخاري هو البخاري- في تاريخه الكبير ج2/ص374 (هذا الطريق صحيح فيما يبدو لي)
وكذلك رواه عن عيسى "علي بن خشرم" كما في ذم الكلام ص110
ورواه عن حماد "مؤمل" –وهو صدوق سيء الحفظ – وعنه "إسحاق" وعنه البخاري في تاريخه الكبير ج2/ص374
والثالث: عن الحسن مرسل
رواه عنه معروف الموصلي ومعاوية (لا أدري أهذا وهم من ليث أم لا)
وعنهما ليث بن أبي سليم – وفيه ضعف يسير لسوء حفظه- وعنه جرير وموسى بن أعين (العلل ج2/ص429) وإبراهيم بن محمد (السنن الواردة في الفتن ج3/ص541) سفيان الثوري (الأمالي المطلقة ص 147) و عمر بن معروف (التاريخ الكبير ج7/ص415)
وأما ليث فقد تابعه ابن عيينة (كما نقله أخونا أبو منهال عن النكت الظراف)
ولا شك في صحة هذا الخبر والله أعلم
اقتراح: ذكر الترمذي أن في الباب عن أبي سعيد أيضا ولكن ما وجدت أحدا خرجه. هل وجده أحدكم؟
¥(42/30)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[13 - 10 - 04, 03:31 ص]ـ
جزاك الله خيراً، أخي الفاضل أبا محمد.
ولكن في كلامك أخطاء، فإن حديث أبي هريرة بينتُ أن نعيم أخطأ فيه فمثل هذا لا يصلح في الشواهد، كما لا يخفى.
وحديث أبي ذر فيه رجل مبهم، فلا يصلح في الشواهد أيضاً، وأذكر أن فيه ضعف، وترتيبك للكلام يشتت الذهن، وليس بين يدي الآن مسند الإمام أحمد، ولا " الأمالي المطلقة ".
فتبين أن المحفوظ إرساله، كما رجح الإمام أبوحاتم الرازي – رحمه الله –، وسبق وأن نقلتُ أقوال العلماء في تضعيفه.
فقولك – هداك الله –: " ولا شك في صحة هذا الخبر "، لا شك في بطلانه.
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[13 - 10 - 04, 03:13 م]ـ
قال الشيخ حمّاد الانصاري كما في المجموع في ترجمته (2/ 479):
جمعت طرق حديث (أنتم في زمن من عمل معشار .. ) فخرجتُ بأنه صحيح أو حسن. أ. هـ
ـ[أبو محمد الإفريقي]ــــــــ[13 - 10 - 04, 11:05 م]ـ
" [ quote= أبوالمنهال الآبيضى] جزاك الله خيراً، أخي الفاضل أبا محمد.
وحديث أبي ذر فيه رجل مبهم، فلا يصلح في الشواهد أيضاً "
الرجل المبهم في طريق واحد
أما طريق البخاري فهو صحيح(42/31)
فضل ليلة النصف من شعبان
ـ[أبو بسمة النجدي]ــــــــ[03 - 10 - 04, 05:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الأخوة الكرام من وقف على بحث حول حديث ((يطلع الله عز وجل إلى خلقة ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده الا لاثنين مشاحن وقاتل نفس)).
ولا سيما من قال بتضعيف الحديث، وهل الضعف بسبب إسناده أو بسبب متنه، وفقكم الله
ـ[*أبو محمد*]ــــــــ[03 - 10 - 04, 08:26 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
هذه بعض النقول من أهل العلم:
منقول من مقال للأخ أبو زيد أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي:
عن أبي موسى الأشعري (عن رسول الله - (- قال: ((إنَّ الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقة إلا لمشرك أو مشاحن)).
تخريجه: روي عنه من طريقين:
الطريق الأول: رواه ابن ماجه (1/ 445رقم1390) وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 561رقم922)
من طريق الوليد بن مسلم عن بن لهيعة عن الضحاك بن أيمن عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى الأشعري (به الطريق الثاني: رواه ابن ماجه (1/ 445رقم1390)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 355رقم522)، والدارقطني في كتاب النُزول (ص/173رقم94)،
والبيهقي في شعب الإيمان (3/ 382رقم3843)، وفي فضائل الأوقات (ص/132 - 133رقم29)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (18/ 326،327)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 561رقم923)،
وابن الدبيثي في جزئه (ص/125 - 126رقم7)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/ 447رقم763)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (18/ 326) والمزي في تهذيب الكمال (9/ 308)
من طريق ابن لهيعة عن الزبير بن سليم عن الضحاك بن عبد الرحمن عن أبيه قال سمعت أبا موسى (قال: قال رسول الله - (-: ((إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان فيغفر لخلقه كلهم أجمعين إلا لمشرك أو مشاحن)).
ورواه عن ابن لهيعة: أبو الأسود النضر بن عبد الجبار، ومروان بن محمد، وسعيد بن عفير، وعبيد بن أبي قرة.
الحكم عليه:
أما الطريق الأول: فإسناده واهٍ فيه آفتان:
الآفة الأولى: عبد الله بن لهيعة ورواية الوليد بن مسلم عنه ليست من جيد حديثه.
وقد اضطرب فيه فرواه الوليد بن مسلم عنه عن الضحاك بن أيمن عن الضحاك بن عرزب عن أبي موسى ولم يذكر والد الضحاك.
ورواه عنه جماعة منهم النضر بن عبد الجبار وروايته عن ابن لهيعة من جيد حديث ابن لهيعة فرواه عنه عن الزبير بن سليم عن الضحاك عن أبيه عن أبي موسى وهذه الطريق هي الصواب مع وهائها كما سيأتي.
الآفة الثانية: الضحاك بن أيمن: لا يعرف كما قال الحافظ العراقي –كما في فيض القدير (2/ 263) -، فهو مجهول كما في التقريب.
الآفة الثالثة: الضحاك لم يسمع من أبي موسى كما قال أبو حاتم. [رَ: الجرح والتعديل (4/ 459)]
وأما الطريق الثاني: فيه آفتان:
الآفة الأولى: الزبير بن سليم: قال الحافظ الذهبي: لا يعرف، وقال الحافظ ابن حجر: مجهول كما في التقريب.
الآفة الثانية: عبد الرحمن بن عرزب والد الضحاك: مجهول كما في التقريب.
قال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 562): هذا حديث لا يصح، وابن لهيعة ذاهب الحديث.
يقول أبو عمر العتيبي: كلام ابن الجوزي فيه نظر فهناك من هو أولى بأن تعصب الجناية به كما سبق بيانه.
وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 10): [إسناد حديث أبي موسى ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة، وتدليس الوليد بن مسلم .. ]
ولم ينبه البوصيري على جهالة الضحاك بن أيمن والانقطاع في الإسناد كما فعل ابن الجوزي.
تنبيه: وقع للشيخ الألباني في كلامه على حديث أبي موسى أوهام عديدة، حيث قال -رحمه الله- في الصحيحة (3/ 136): [وأما حديث أبي موسى، فيرويه ابن لهيعة أيضاً عن الزبير بن سليم عن الضحاك بن عبد الرحمن عن أبيه قال: سمعت أبا موسى عن النبي (نحوه.
أخرجه ابن ماجه (1390) وابن أبي عاصم واللالكائي.
قلت: وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة. وعبد الرحمن وهو ابن عرزب والد الضحاك مجهول. وأسقطه ابن ماجه في رواية له عن ابن لهيعة].
فحديث أبي موسى (روي من طريقين كما بينته هما في الحقيقة من الاختلاف على ابن لهيعة.
¥(42/32)
وابن لهيعة إنما يعَلُّ به الطريق الأول دون الثاني، وكلام الشيخ الألباني -رحمه الله- يوهم أن طريق ابن ماجه الثانية بنفس السند وإنما حصل فيها سقط عبد الرحمن والد الضحاك فحسب، والواقع أنَّهُ طريق آخر ليس فيه الزبير بن سليم بل بدله: الضحاك بن أيمن.
الخلاصة: أن حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- ضعيف جداً لا يصلح للاستشهاد.
=======
عن عوف بن مالك (قال: قال رسول الله - (-: ((يطلع الله تبارك وتعالى على خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لهم كلهم إلا لمشرك أو مشاحن)).
تخريجه: رواه البزار في مسنده (7/ 186رقم2754) وأبو محمد الجوهري في المجلس السابع-كما في السلسلة الصحيحة (3/ 137) -
من طريق أبي صالح عبد الغفار بن داود الحراني قال أخبرنا عبد الله بن لهيعة عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبادة بن نسي عن كثير بن مرة عن عوف بن مالك (به.
الحكم عليه:
إسناده ضعيف جداً؛ فيه آفتان:
الآفة الأولى: عبد الله بن لهيعة ضعيف، وليس هذا من جيد حديثه.
الآفة الثانية: عبد الرحمن بن زياد بن أنْعُم الإفريقي: ضعيف.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 65): [رواه البزار وفيه عبدالرحمن بن زياد بن أنعم وثقه أحمد بن صالح وضعفه جمهور الأئمة، وابن لهيعة لين وبقية رجاله ثقات].
وقال الحافظ ابن حجر في زوائد البزار (2/ 213رقم1722): [إسناده ضعيف].
وقال الشيخ الألباني في الصحيحة (3/ 137): [وعلته عبد الرحمن هذا، وبه أعله الهيثمي] ثم نقل كلام الهيثمي السابق.
تنبيه: نسب الشيخ الألباني تضعيف الحديث للبزار، وتبعه على ذلك الشيخ مشهور حسن سلمان في تحقيقه للمجالسة (3/ 313) وهذا غلط وإنما هو من كلام الحافظ ابن حجر.
=======
عن أبي أمامة الباهلي (: قال رسول الله – (-: ((يهبط الله (إلى سماء الدنيا إلى عباده في نصف من شعبان، فيطلع إليهم فيغفر لكل مؤمن ومؤمنة، وكل مسلم ومسلمة إلا كافراً أو كافرة، أو مشركاً أو مشركة، أو رجلاً بينه وبين أخيه مشاحنة، ويدع أهل الحقد بحقدهم)).
تخريجه:
رواه الحسن بن محمد الخلال في أماليه (رقم3)، وابن الدبيثي في جزئه"ليلة النصف من شعبان وفضلها" (ص/116 - 118رقم3)
من طريق سيف بن محمد الثوري عن الأحوص بن حكيم عن أبي أمامة الباهلي (به.
الحكم عليه:
إسناده ضعيف جداً ولعله موضوع فيه آفات:
الآفة الأولى: سيف بن محمد الثوري: كذاب يضع الحديث كما في التهذيب (2/ 145 - الرسالة).
الآفة الثانية: الأحوص بن حكيم: واهٍ كما سبق بيانه عند الكلام على حديث أبي ثعلبة الخشني
الآفة الثالثة: الانقطاع بين الأحوص وأبي أمامة فإنه لا يثبت له سماع من أحد من الصحابة اللهم إلا من أنس بن مالك على ما رجحه البخاري -رحمه الله-.
هذا والله أسأل أن يجعل عملي خالصاً لوجهه، ويوفقني لإتمام هذا البحث في القريب العاجل على أكمل وجه.
انتهى النقل 0
==========================================
ومن بحث: حسن البيان فيما ورد في
ليلة النصف من شعبان
تأليف:الشيخ أبي عبيدة
مشهور بن حسن أل سلمان
هذا الحديث وارد عن جمع من أصحاب رسول الله (هم: حديث أبي بكر الصديق:
رواه عبدالله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، عن أبية ـ أو: عن عمه ـ، عن جده أبي بكر رفعه: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان، فيعفر لكل نفس، إلا مشرك بالله، ومشاحن)).
أخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في ((الرد على الجهمية)) (رقم 136)، وابن أبي عاصم في ((السنة)) (رقم 509) والمروزي في ((مسند أبي بكر الصديق)) (رقم 104)، والدارقطني في ((النزول)) (رقم 75و76)، وابن خزيمة في ((التوحيد)) (ص 136 أو رقم 200 ـ ط الرشد)، وأبو نعيم في ((أخبار أصبهان)) (2/ 2)، وأبو الشيخ في ((طبقات المحدثين بأصبهان)) (2/ 102 ـ 103)، والعقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (3/ 39)، والبغوي في ((شرح السنة)) (4/ 127/رقم 993)، والبزار في ((البحر الزاخر)) (1/ 206 ـ 207/رقم 80، أو 2/ 435 /رقم 2045 ـ ((كشف الأستار)))، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (7/ 412 / رقم 3547 ـ 3548 ـ ط الهندية، أو 3/ 381 /رقم 3828، 3829 ـ ط دار الكتب العلمية)، وابن عدي في ((الكامل)) (5/ 1946)، واللالكائي في ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة)) (3/ 438 ـ 439/رقم 750)، وابن الجوزي في ((العلل
¥(42/33)
المتناهية)) (2/ 66 ـ 67)، وابن الدبيثي في ((ليلة النصف من شعبان)) (رقم 1).
قال الهيثمي في ((المجمع)) (8/ 65): ((رواه البزار، وفيه عبدالملك بن عبدالملك، ذكره ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) ولم يضعفه، وبقية رجاله ثقات)). وقال البزار عقبه: ((لا نعلمه يروى عن أبي بكر إلا من هذا الوجه، وقد روي عن غير أبي بكر، وأعلا من رواه أبو بكر، وإن كان في إسناده شيء؛ فجلالة أبي بكر تحسنه (!!)، وعبد الملك ليس بمعروف، وقد روى هذا الحديث أهل العلم، ونقلوه واحتملوه)).
فهذا تحسين من البزار لهذا الحديث، ولكن رده الهيثمي في ((كشف الأستار)) (2/ 436)، فقال: ((قلت: هذا كلام ساقط))، ولعله في كلامه في ((المجمع)) لم يرجع إلى ترجمة ((مصعب بن أبي ذئب)) في ((الجرح والتعديل))؛ ففيه (8/ 306 ـ 307): ((مصعب بن أبي ذئب روى عن القاسم بن محمد، روى عنه عبد الملك، وروى عمرو بن الحارث عن عبد الملك بن عبدالملك عن مصعب بن أبي ذئب هذا. سمعت أبي يقول ذلك، ويقول: لا يعرف منهم إلا القاسم بن محمد؛ يعني: في الإسناد)).
فقول الهيثمي: ((ذكره ابن أبي حاتم ولم يضعفه)) غير صحيح؛ فإنه جهله وجهل معه اثنين آخرين.
وعبدالملك بن عبدالملك قال فيه البخاري في ((التاريخ الكبير)) (5/ 424): ((فيه نظر))، وكذا قال أبو حاتم؛ كما نقله عنه البغوي في ((شرح السنة)) (4/ 127).
وقال ابن حبان في ((المجروحين)) (2/ 136): ((منكر الحديث جدا، يروي ما لا يتابع عليه؛ فالأولى في أمره ترك ما انفرد به من الأخبار)).
وقال الذهبي في ((الميزان)) (2/ 659) عقب مقولة البخاري: ((فيه نظر)) ما نصه: ((يريد حديث عمرو بن الحارث عن عبدالملك أنه حدثه عن المصعب بن أبي ذئب عن القاسم بن محمد عن أبيه أو عمه عن جده عن رسول الله ( ... ))، وذكره.
ومنه تعلم أن قول المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (3/ 283): ((رواه البزار والبيهقي بإسناد لا بأس به)) فيه تساهل ظاهر، ولهذا قال ابن عدي في ((الكامل)) (5/ 1946): ((وعبدالملك بن عبدالملك معروف بهذا الحديث، ولا يرويه عنه غير عمرو بن الحارث، وهو حديث منكر بهذا الإسناد)).
وقال البزار في ((البر الزخار)) (1/ 158) وعلق هذا الحديث عن مصعب: ((وهذه الأحاديث التي ذكرت عن محمد بن أبي بكر عن أبيه في بعض أسانيدها ضعف، وهي عندي والله أعلم مما لم يسمعها محمد بن أبي بكر من أبيه لصغره)).
وقال العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (3/ 29): ((وفي النزول في ليلة النصف من شعبان أحاديث فيها لين، والرواية في النزول في كل ليلة أحاديث ثابتة صحاح؛ فليلة النصف من شعبان داخلة فيها إن شاء الله)).
حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه.
أخرجه ابن أبي عاصم في ((السنة)) (رقم 512): ثنا هشام بن خالد، ثنا أبو خليد عتبة بن حماد، عن الأوزاعي وابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن مالك ابن يخامر، عن معاذ بن جبل، عن النبي (قال: ((يطلع الله إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا مشرك أو مشاحن)).
وأخرجه من هذا الطريق: الطبرني في ((المعجم الكبير)) (20/ 108 ـ 109/رقم 215) و ((مسند الشاميين)) (ق 54 ـ 55 أو رقم 203 و4/ 365/رقم 3570 ـ المطبوع)) و ((الأوسط)) (7/رقم 6772) وابن حبان في ((صحيحه)) (7/ 470/رقم 5636 ـ مع ((الإحسان)))، وأبو نعيم في ((الحلية)) (5/ 191)، وأبو الحسن القزويني في ((الأمالي)) (4/ 2)، وأبو محمد الجوهري في ((المجلس السابع)) (3/ 2) ومحمد بن سليمان الربعي في ((جزء من حديثه)) (217، أو 218/ 1)، وأبو القاسم الحسيني في ((الأمالي)) (ق 12/ 1)، والبيهقي في ((شعب الأيمان)) (7/ 415/رقم 3552 ـ ط الهندية، و 3/ 382 /رقم 3833) وفي ((فضائل الأوقات)) (رقم 22)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (15/ 302 /2)، والحافظ عبدالغني المقدسي في ((الثالث والتسعين من تخريجه)) (ورقة 44/ 2)، والدارقطني في ((النزول)) (رقم 77)، وابن الدبيثي في ((ليلة النصف من شعبان)) (رقم 4)، وابن المحب في ((صفات رب العالمين)) (7/ 2 و129/ 2)، وقال: ((قال الذهبي: مكحول لم يلق مالك بن يخامر)).
قال شيخنا الألباني في ((الصحيحة)) (رقم 1144): ((ولولا ذلك؛ لكان الإسناد حسنا؛ فإن رجاله موثوقون)).
¥(42/34)
وقال الهيثمي في ((المجمع)) (8/ 65): ((رواه الطبراني في ((الكبير)) و ((الأوسط))، ورجالهما ثقات)).
وحسنه ابن رجب؛ كما في ((شرح المواهب اللدنية)) للزرقاني (7/ 473). وقال أبو حاتم الرازي: ((هذا حديث منكر بهذا الإسناد، لم يرو بهذا الإسناد عن أبي خليد، ولا أدري من أين جاء به)). كذا في ((العلل)) (2/ 173) لابنه.
وأخرجه الطبراني في ((مسند الشاميين)) (ق 55 ـ مخطوط / أو رقم 203 ـ المطبوع)
: حدثنا أحمد بن الحسين بن مدرك، ثنا سليمان بن أحمد الواسطي، ثنا أبو خليد، ثنا ابن ثوبان، حدثني أبي، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن معاذ بن جبل رفعه: ((إن الله يطلع إلى خلقه في النصف من شعبان فيغفر لهم إلا مشرك أو مشاحن)).
وإسناده متصل؛ إلا فيه سليمان بن أحمد الواسطي.
وثقة عبدان، وضعفه النسائي، وكذبه يحيى، وقال ابن أبي حاتم: ((كتب عنه أبي وأحمد يحيى، ثم تغير، وأخذ في الشرب والمعازف، فترك)). وقال البخاري: ((فيه نظر))، وقال ابن عدي: ((هو عندي ممن يسرق الحديث، وله أفراد)). انظر: ((الميزان)) (2/ 194).
حديث أبي ثعلبة رضي الله عنه.
أخرجه ابن أبي عاصم في ((السنة)) (رقم 511): ثنا عمرو بن عثمان، عن محمد بن حرب، عن الأحوص بن حكيم، عن مهاصر بن حبيب، عن أبي ثعلبة، عن النبي (؛ قال: ((إذا كان ليلة النصف من شعبان يطلع الله عز وجل إلى خلقه؛ فيغفر للمؤمنين ويترك أهل الضغائن وأهل الحقد بحقدهم)).
وأخرجه من طريق الأحوص به: الطبراني في ((المعجم الكبير)) (22/ 224 /رقم 593)، والدارقطني في ((الرؤية)) (ورقة 59) و ((النزول)) (رقم 78 و79 و80)، وابن قانع في ((معجم الصحابة)) (1/ 160)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (3/ 381 ـ 382 /رقم 3832 ـ ط دار الكتب العلمية) وفي ((فضائل الأوقات)) (رقم23)، واللالكائي في ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة)) (3/ 445 / رقم 760)، وأبو القاسم الأزجي في ((حديثه)) (67/ 1)، وابن الجوزي في ((العلل)) (2/ 560)، ومحمد بن أحمد الأنباري في ((مشيخة أبي طاهر بن أبي الصقر)) (رقم 10)، والشجري في ((أماليه)) (1/ 105)، وابن الدبيثي في ((ليلة النصف من شعبان)) (رقم 5).
ورواه جماعة عن الأحوص، عن مهاصر، عن مكحول، عن أبي ثعلبة؛ كما عند: البيهقي في ((الشعب)) (2/ 40/1)، وابن أبي شيبة في ((العرش)) (رقم 87)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (22/ 223 /رقم 590)، والدارقطني في ((النزول)) (رقم 81)، وقال: ((اختلف على مكحول في إسناد هذا الحديث؛ فقال أبو خليد عن الأوزاعي عن مكحول، وعن ابن ثوبان عن مالك بن يخامر.
وقال المحاربي: عن الأحوص بن حكيم عن المهاصر بن حبيب عن مكحول عن أبي ثعلبة الخشني.
وقال الحجاج بن أرطاة: عن مكحول عن كثير بن مرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الفريابي: عن أبي ثوبان عن أبيه عن مكحول عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة من قوله.
وقال زيد بن أبي أنيسة: عن جنادة بن أبي خالد عن مكحول عن أبي إدريس الخولاني قوله [أسنده برقم 85، وجنادة مجهول].
وقال هشام بن الغاز: عن مكحول عن عائشة عن النبي (.
وقال عتبة بن أبي حكيم: عن مكحول بهذا مرسل عن النبي ([أسنده برقم (87). وإسناده ضعيف، فيه تدليس بقية].
وقال برد بن سنان: عن مكحول (أراه عن كعب الأخبار))) انتهى.
وما بين المعقوفتين من إضافاتي، والخلاف على مكحول أوسع مما ذكره الدارقطني.
انظر وجها فاته في: ((معجم الصحابة)) لابن قانع (3/ 227).
قلت: ولهذا الاختلاف قال أبو حاتم الرازي ـ كما مضى ـ في طريق أبي خليد: ((لا أدري من أين جاء به))، وقال فيه: ((شيخ))، ومنه تعلم أن حديث معاذ وأبي ثعلبة حديث واحد، واضطرب فيه الرواة على مكحول.
والأحوص بن حكيم؛ قال ابن المديني: ((ليس بشيء، لا يكتب حديثه))، وقال ابن معين: ((لاشيء))، وقال ابن عدي: ((ليس فيما يرويه الأحوص حديث منكر؛ إلا أنه يأتي بأسانيد لا يتابع عليها)).
قلت: وسمى شيخه تارة بحبيب بن صهيب، وتارة بمهاجر بن حبيب، ولذا لما ذكر المزي في ((تهذيبه)) (1/ 37) حبيبا ضمن شيوخ الأحوص؛ قال: ((إن كان محفوظا)).
قال الهيثمي في ((المجمع)) (8/ 65): ((رواه الطبراني، وفيه الأحوص بن حكيم، وهو ضعيف)).
¥(42/35)
قلت: وأخشى من عدم اتصاله؛ ففي ((المراسيل)) لابن أبي حاتم عن أبيه: ((سألت أبا مسهر: هل سمع مكحول من أحد من أصحاب النبي (؟ قال: ما صح عندنا إلا أنس))، وقال العلائي في ((جامع التحصيل)) (ص285) في روايته عن أبي ثعلبة: ((هو معاصر له بالسن والبلد؛ فيحتمل أن يكون أرسله كعادته)).
وذكر المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (3/ 283 ـ 284) أن البيهقي رواه عن مكحول عن كثير بن مرة عن النبي (، وقال: ((هذا مرسل جيد))، وقال في الرواية السابقة: ((وهو أيضا بين مكحول وأبي ثعلبة مرسل جيد)).
قلت: وأخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (6/ 108)، والدرقطني في ((النزول)) (رقم 82)، والبيهقي في ((الشعب)) (7/ 414 / رقم 3550 ـ ط الهندية، و3/ 381 / رقم 3831)، عن الحجاج بن أرطأة، عن مكحول، عن كثير بن مرة رفعه.
والحجاج ((يرسل عن مكحول، ولم يسمع منه شيئا)). قاله العجلي في ((معرفة الثقات)) (1/ 284).
وكثير بن مرة ليس بصحابي، وإنما هو ((تابعي ليس إلا، وهو عن النبي (مرسل)). قاله العلائي في ((جامع التحصيل)) (ص 259).
وتابع ابن أرطأة: قيس بن سعد، عند: عبدالرزاق في ((المصنف)) (4/ 317 / رقم 7924)، وفيه المثنى بن الصباح؛ ضعيف.
حديث عائشة رضي الله عنها.
أخرجه أحمد في ((المسند)) (6/ 238)، والترمذي في ((الجامع)) (3/ 116 / رقم 739)، وابن ماجة في ((السنن)) (1/ 444 / رقم 1389)، وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (6/ 108)، وإسحاق بن راهويه في ((المسند)) (رقم850)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (7/ 408 / رقم 3543، 3544، 3545، و 3/ 379، 380 / رقم 3824، 3825، 3826 ـ ط دار الكتب العلمية) وفي ((فضائل الأوقات)) (رقم 28) و ((الدعوات الكبير)) (1)؛ كما في ((الباعث على إنكار البدع والحوادث)) (ص 35)، والبغوي في ((شرح السنة)) (4/ 126 / رقم 992)، وعبد ابن حميد في ((المنتخب)) (رقم 1509)، ومحمد بن أحمد الأنباري في ((مشيخة أبي طاهر بن أبي الصقر)) (رقم 19)، واللالكائي في ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة)) (3/ 448 /رقم 764)، والدارقطني في ((النزول)) (رقم 89 و 90 و 91)، والشجري في ((أمالية)) (2/ 100)، وابن الجوزي في ((العلل المتناهية)) (2/ 66)، وابن الدبيثي في ((ليلة النصف من شعبان)) (رقم 8)؛ من طريق حجاج بن أرطأة، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة، وفيه قصة فقدها النبي (ذات ليلة، وفيه: ((إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا؛ فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب)).
ولا يوجد في هذا الطريق ذكر للمتهاجرين.
وقال الترمذي عقبه: ((حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج، وسمعت محمدا ـ يعني البخاري ـ يضعف هذا الحديث، وقال: يحيى بن أبي كثير لو يسمع من عروة، والحجاج بن أرطأة لم يسمع من يحيى بن أبي كثير)) انتهى.
واضطرب فيه الحجاج على ألوان وضروب، منها هذا، ومنها عن مكحول عن كثير بن مرة؛ كما سبق في آخر تخريج حديث أبي ثعلبة، ومنها عن يحيى بن أبي كثير؛ قال: ((خرج رسول الله (ذات ليلة ... ))، وذكره بنحوه.
أخرجه البيهقي في ((الشعب)) (7/ 419 / رقم 3544 ـ ط الهندية)، وقال: ((إنما المحفوظ هذا الحديث من حديث الحجاج بن أرطأة عن يحيى بن أبي كثير مرسلا)).
وأخرجه الدارقطني في ((النزول)) (رقم 92)، والطبراني في ((الدعاء)) (رقم 606)، والبيهقي في ((الدعوات الكبير)) و ((الخلافيات)) (2/ 208 / رقم 495 ـ مختصرا ـ بتحقيقي)، وابن الدبيثي في ((ليلة النصف من شعبان)) (رقم 11)؛ من طريق سليمان بن أبي كريمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة؛ قالت ... وذكرت قصة طويلة، وفيها قوله (((ينزل الله ـ عز وجل ـ إلى السماء الدنيا؛ فيغفر لعباده، إلا لمشرك ومشاحن)). وإسناده ضعيف جدا.
سليمان ((عامة أحاديثه مناكير)) قاله ابن عدي.
قال البيهقي في ((الدعوات الكبير)) ـ كما في ((الباعث على إنكار البدع والحوادث)) (ص 35 ـ بتحقيقي) ـ: ((في الإسناد بعض من يجهل، وكذلك فيما قبله، وإذا انضم أحدهما إلى الآخر أخذ بعض القوة، والله أعلم)).
¥(42/36)
وقال ابن رجب في ((لطائف المعارف)) (ص 143): ((وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة، وقد اختلف فيها؛ فضعفها الأكثرون، وصحح ابن حبان بعضها، وخرجه في ((صحيحه))، ومن أمثلها حديث عائشة قالت: ((فقدت النبي ( ... )) الحديث)).
حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
أخرجه البزار (2/ 436 / رقم 2046 ـ ((كشف الأستار)))، والخطيب في ((تاريخه)) (14/ 285)، وابن الجوزي في ((العلل المتناهية)) (2/ 560)؛ من طريق هشام بن عبدالرحمن، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رفعه: ((إذا كان ليلة النصف من شعبان؛ يغفر الله لعباده؛ إلا لمشرك أو مشاحن)).
وإسناده ضعيف.
فيه هشام بن عبد الرحمن، مجهول، وقال البزار: ((لا يتابع هشام على هذا،ولم يرو عنه إلا عبدالله بن غالب ليس به بأس)).
وقال الهيثمي في ((المجمع)) (8/ 65): ((رواه البزار، وفيه هشام بن عبدالرحمن، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات)).
حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
أخرجه أحمد في ((المسند)) (2/ 176)، والحسن بن محمد الخلال في ((الأمالي)) (رقم 2) ـ ومن طريقه ابن الدبيثي في ((ليلة نصف من شعبان)) (رقم 2) ـ من طريق ابن لهيعة، حدثنا حيي بن عبدالله، عن أبي عبدالرحمن الحيلي، عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله (قال: ((يطلع الله ـ عز وجل ـ إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين: مشاحن، وقاتل نفس)).
قال الهيثمي في ((المجمع)) (8/ 65): ((رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وهو لين الحديث، وبقية رجاله وثقوا)).
وقال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (3/ 283): ((رواه أحمد بإسناد لين)).
وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات والشواهد، وخصوصا أن رشدين بن سعد تابع ابن لهيعة؛ كما عند ابن حيويه في ((حديثه)) (3/ 10/1). فالحديث حسن؛ كما في ((السلسلة الصحيحة)) (رقم 1144).
حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
أخرجه ابن ماجه في ((السنن)) (رقم 1390)، وابن أبي عاصم في ((السنة)) (رقم 510)، والدارقطني في ((النزول)) (رقم 94)، والبيهقي في ((فضائل الأوقات)) (رقم 29)، واللالكائي في ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة)) (رقم 763)، وابن الجوزي في ((العلل المتناهية)) (2/ 561)، وابن الدبيثي في ((ليلة النصف من شعبان)) (رقم 7)، المزي في ((تهذيب الكمال)) (ق 425 ـ مخطوط مصور).
ووقع اختلاف فيه على ابن لهيعة.
رواه أبو الأسود النضر بن عبدالجبار المصري وسعيد بن كثير بن عفير عن ابن لهيعة، عن الزبير بن سليم، عن الضحاك بن عبدالرحمن بن عرزب، عن أبيه، عن أبي موسى، عن رسول الله (قال: ((إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)).
وخالفهما الوليد بن مسلم؛ فقال: عن ابن لهيعة عن الضحاك عن أيمن عن الضحاك بن عبدالرحمن عن أبي موسى، ولم يقل: عن أبيه، وجعل الضحاك بن أيمن بدل الزبير بن سليم. أخرجه ابن ماجه بالاختلاف.
قاله المزي في ((تهذيب الكمال)) وعنه ابن حجر في ((التهذيب)) (3/ 272). وهذا إسناده ضعيف جدا من أجل من ابن لهيعة، واختلاطه فيه، وتدليسه. وعبدالرحمن ـ وهو ابن عرزب، والد الضحاك ـ مجهول.
والزبير بن سليم مترجم في: ((الميزان)) (2/ 67)، وفيه: ((شيخ لا يعرف، ما روى عنه غير ابن لهيعة)).
حديث عوف بن مالك رضي الله عنه.
أخرجه أبو محمد الجوهري في ((المجلس السابع)) والبزار (2/ 436 /رقم 2048 ـ ((كشف الأستار))): حدثنا أحمد بن منصور، ثنا أبو صالح الحراني ـ يعني عبدالغفار بن داود ـ، ثنا عبدالله بن لهيعة، عن عبدالرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبادة بن نسي، عن كثير بن مرة، عن عوف مالك قال: قال رسول الله (: ((يطلع الله تبارك وتعالى على خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لهم كلهم إلا لمشرك أو لمشاحن)).
وقال البزار: ((إسناده ضعيف)).
وعلته عبدالرحمن بن أنعم، قال الهيثمي في ((المجتمع)) (8/ 65): ((رواه البزار، وفيه عبدالرحمن بن زياد بن أنعم، وثقه أحمد بن صالح، وضعفه جمهور الأئمة، وابن لهيعة لين، وبقية رجاله ثقات)).
وخالف عبدالرحمن بن أنعم مكحول؛ فرواه عن كثير بن مرة مرسلاً؛ كما تقدم.
انتهى النقل
==============================================
¥(42/37)
وهنا جزء من إجابة للشيخ / الشريف حاتم بن عارف العوني (عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى) عن سؤال من موقع الإسلام اليوم:
أولاً: حديث معاذ بن جبل – رضي الله عنه -، عن النبي – صلى الله عليه وسلم -،قال: " يطّلعُ اللهُ ليلة النصف من شعبان إلى خلقه، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن ". أخرجه ابن حبان في صحيحه (رقم 5665)، وغيره فانظر تخريجه في حاشية تحقيقه، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة (رقم 1144).
لكن الحديث وقع فيه اضطراب كثير في إسناده، جعله من حديث أبي ثعلبة الخشني مَرّة (وانظر السلسة الصحيحة)، ومن حديث أبي إدريس الخولاني مرسلاً،، وعن كثير بن مُرّة مرسلاً، وعن مكحول مرسلاً.
وكلها مرجعها إلى إسناد واحد اضطُرب فيه هذا الاضطراب.
بيَّن ذلك ووضّحه غاية الوضوح الدارقطني في العلل (6/ 50 - 51 رقم 970)، وقال أثناء ذلك عن روايتيه من حديث معاذ بن جبل: " وكلاهما غير محفوظ ".
وقال عن الحديث بعد إيراده لطرقه السابقة:" والحديث غير ثابت ".
وخصَّ الدارقطني في موطن آخر من علله (6/ 323 - 324 رقم 1169) حديث أبي ثعلبة بالذكر، ثم قال بعد عرْضِ طُرُقه: " والحديث مضطرب غير ثابت ".
بل لقد قال أبو حاتم الرازي - وحسبك به- عن حديث معاذ بن جبل: " هذا حديث منكر بهذا الإسناد " العلل لابن أبي حاتم (رقم 2012).
وبذلك ظهر أن حديث معاذ وأبي ثعلبة حديثان شديدا الضعف، لا ينفعان في باب الاعتبار، أي لا يرتقيان بالمتابعات والشواهد.
ثانياً: حديث عائشة – رضي الله عنها – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال لها حين افتقدته فوجدته في البقيع – في حديث -: " إن الله – عز وجل – ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شَعْرِ غنم كَلْب ". أخرجه الإمام أحمد (6/ 238)، والترمذي (رقم 739)، وابن ماجة (رقم 1389) من طريق الحجاج بن أرطاة عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة .. به
ثم قال الترمذي عقبه: " حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج وسمعتُ محمداً (يعني: البخاري) يُضعّفُ هذا الحديث، وقال: يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة، والحجاج لم يسمع من يحيى " فهو إسنادٌ ضعيفٌ، بل ظاهر كلام البخاري أنه يُضعّف الحديث من كل وجوهه؛ لأنه ضعّف الحديث لا الإسناد وحده.
ولمّا عَرَضَ الدارقطني لعلل حديث عائشة هذا في العلل – المخطوط – (5/ 51/أ-ب)، وبيّن الاضطراب فيه، وأنه رُوي من وجه آخر عن حجاج بن أرطاة عن كثير بن مُرّة الحضرمي مرسلاً، ثم قال: " وإسناد الحديث مضطرب غير ثابت ".
لذلك فقد صرح أبو عبد الله الحاكم النيسابوري بالصواب في هذا الحديث بقوله: " إنما المحفوظ هذا الحديث من حديث الحجاج بن أرطاة عن يحيى بن أبي كثير مرسلاً " شعب الإيمان للبيهقي (رقم 3824،3825، 3830،3831) وللحديث عللٌ أخرى أبانها عَمرو عبد المنعم سليم في تحقيقه لكتاب ابن الدُّبَيْثي (54 - 66).
بل لقد أشار الدارقطني إلى أن مرجع حديث عائشة إلى حديث مكحول الشامي السابق ذكره في حديث معاذ، وهذا ما مال إليه البيهقي في الشعب (3/ 382،383 رقم 3383، 3835) وقد نقل ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 561 رقم 921) عن الدارقطني أنه قال: " وقد رُوي من حديث معاذ ومن حديث عائشة، وقيل إنه من قول مكحول، والحديث غير ثابت ".
فعادت أحاديث معاذ وأبي ثعلبة وعائشة إلى أنها حديث واحد، مآله إلى أنه كلام لمكحول الشامي!!!. وبذلك تعرفُ الخطأ الجسيم لمن اعتبر هذه الروايات روايات متعددة يَتَقَّوى بها الحديث.
ثالثاً: حديث عبد الله بن عمرو، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم-قال: " يطّلع الله عز وجل إلى خَلْقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لعباده إلا لاثنين: مشاحنٍ وقاتل نفس " أخرجه الإمام أحمد (رقم 6642)، قال: " حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا حُيَي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِيّ، عن عبد الله بن عَمرو .. به.
ذكر هذا الإسناد الألباني – رحمه الله – في السلسة الصحيحة (3/ 136)، وقال: " هذا إسنادٌ لا بأس به في المتابعات والشواهد ".
ولعل هذا من الألباني – رحمه الله – لاعتماده على أن الحافظ بن حجر قال عن حُيَيّ بن عبد الله: " صدوق ..... "
¥(42/38)
ومع أن حُييّ هذا ممن اختُلف فيه، كما تجده في التهذيب (3/ 72)، فالأهم من ذلك أن أحاديث ابن لهيعة عنه بالإسناد المذكور آنفاً مناكير، كما بيّن ذلك ابنُ عدي في ترجمة حيي بن عبد الله في الكامل (2/ 450)، حيث ذكر بضعة أحاديث لابن لهيعة عن حُيَيّ عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عَمرو، ثم قال: " وبهذا الإسناد حدثناه الحسن عن يحيى عن ابن لهيعة بضعة عشر حديثاً عامتها مناكير ".
وابن عدي يُعلّق نكارة هذه الأحاديث بابن لهيعة، لإحسانه الظن بحُيي بن عبد الله.
وقد ذكر الألباني لابن لهيعة متابعاً، هو رشدين بن سعد، فلو سلم الإسناد إليه، فهو ضعيف، ولا يحتمل ضَعْفُهُ مثل هذا الحديث؛ هذا إن لم تكن نكارةُ الحديث من قِبَلِ شيخهما حُيي بن عبدالله! ثم إن ابن لهيعة قد اضطرب في هذا الحديث، فمرةً يرويه كما سبق، ومَرّةً يرويه من حديث أبي موسى الأشعري (سنن ابن ماجه رقم 1390، 1391) ومرّة يرويه عن عوف بن مالك (مسند البزار 7/ 186 رقم 2754) وقد ذكر الألباني – رحمه الله – اضطراب ابن لهيعة هذا، في السلسة الصحيحة (رقم 1563) والغريب أن حديث ابن لهيعة المشار إليه أخيراً مرويٌّ من طريق كثير بن مُرّة الحضرمي، وقد سبق بيانُ أنّ أحدَ طرق حديث مكحول ترجع إلى أنه من حديثه عن كثير بن مُرّة فهل نعود إلى أن حديث ابن لهيعة يعود إلى حديث مكحول أيضاً؟! (وانظر السلسلة الصحيحة 3/ 137 - 138) هذا مع ما في حديث أبي موسى وعوف بن مالك من العلل الأخرى الإسنادية سوى اضطرابه المشار إليه.
وبهذا كله يتضح أنّ هذه الطرق شديدة الضعف غير صالحةٍ للتقوَّي.
رابعاً: حديث أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: " ينزل الله – عز وجل – ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لكل شيء إلا الإنسان في قلبه شحناء، أو مشرك بالله " أخرجه البزار (1/ 157 - 158، 206 - 207 ورقم 80)، وابن خزيمة في التوحيد (1/ 325 - 327 رقم 200)، من طريق ضعّفها جمعٌ من أهل العلم، منهم البخاري، وأبو حاتم الرازي، والعقيلي، وابن عدي، والبزار، وغيرهم – انظر التاريخ الكبير للبخاري (5/ 424 - 425) والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 306 - 307) والضعفاء للعقيلي (3/ 788 - 789)، والكامل لابن عدي (5/ 309).
ولا يظنّنّ أحدٌ أن ابن خزيمة قد صححه بإخراجه في (التوحيد) الذي اشترط فيه الصحة، فإن ابن خزيمة قد أشار إلى ضعفه بتعليقه الإسناد أوّلاً ثم بتأخير ذكر إسناده عقب إيراده للمتن، وهذا اصطلاحٌ له في كتابه الصحيح والتوحيد ذكره هو عن نفسه في التوحيد (2/ 637)، ونص عليه الحافظ ابن حجر في مواضع من إتحاف المهرة (2/ 365 رقم 1905) ومن بين أحكام العلماء على هذا الإسناد حُكْمُ ابن عدي عليه بأنه منكر، والمنكر من أقسام الحديث الشديد الضعف الذي لا يصلح للتَّقوَّي.
هذه أشهر أسانيد أحاديث فضل ليلة النصف من شعبان الواردة في مشاهير كتب السنّة، ويبقى سواها أحاديث أخرى سبقت الإشارة إليها مقدمة هذا الجواب، وبالإطلاع عليها لم أجد فيها ما ينفع للتقوَّي فضْلاً عن أن يوجد إسناد مقبول أو خفيف الضعف، فهي بين إسناد منكر تفرد به ضعيف، وإسناد شديد الضعف فيه متهم، وحديث موضوع مختلق، لذلك فالراجح عندي أنه لم يصح في فضل ليلة النصف من شعبان حديث، ولم يُصب – عندي – من صحّحه بمجموع الطرق، فإن شرط التقوية ألا تكون الطرق أوهاماً أو مناكير أو بواطيل.
أما أحكام العلماء على أحاديث فضل ليلة النصف من شعبان،فقد سبق ذكر أحكامهم على أفرادِها؛ ولكن سأذكر هنا مَنْ قَوَّى الحديث ومن ضعّفه على وجه العموم.
فممن قَوَّى الحديث: ابن حبان، والمنذري في الترغيب والترهيب، وللبيهقي كلامٌ ليس صريحاً في التصحيح، ذكره أبو شامة في الباعث (132)، ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلامٌ يدل على تصحيح أو قبول ما ورد في فضائلها، وذكر أنه نصُّ الإمام أحمد وأكثر الحنابلة (اقتضاء الصراط المستقيم 2/ 136 - 137، واختيارات البعلي 65) ولشيخ الإسلام كلامٌ آخر يدل على توقفه عن تصحيح حديثها (مجموع الفتاوى 3/ 388).
وصحح الحديث أخيراً: العلامة الألباني – رحمه الله – كما سبق. أمّا الذين ضعفوا الحديث من جميع وجوهه، فسبق منهم الدارقطني والعقيلي في الضعفاء (ترجمة: عبدالملك بن عبدالملك 3/ 789)، وابن الجوزي كما في العلل المتناهية (رقم 915 - 924)، وأبو الخطاب ابن دحية (أداء ما وجب 80)، وأبو بكر ابن العربي (أحكام القرآن 4/ 1690) وأقره القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (16/ 128). بل قال أبو الخطاب ابن دحية: " قال أهل التعديل والتجريح: ليس في حديث النصف من شعبان حديث يصح ". (الباعث لأبي شامة: 127).
وقال ابن رجب: " وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة، وقد اختُلف فيها، فضعّفها الأكثرون، وصحّح ابن حبان بعضها ". (لطائف المعارف: 261) بل صحّ عن جمع من السلف إنكار فضلها.
انتهى النقل0
والله أعلم0
¥(42/39)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[03 - 10 - 04, 08:41 م]ـ
أرجو من الإخوة قبل إحداث عنوان جديد، أن يبحثوا في المكتبة وهذا أمر سهل وميسر، حتى نتفادى التكرار
وجزاكم الله خيرا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19632&highlight=%C7%E1%E4%D5%DD+%E3%E4+%D4%DA%C8%C7%E4
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2478&highlight=%C7%E1%E4%D5%DD+%E3%E4+%D4%DA%C8%C7%E4
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13023&highlight=%C7%E1%E4%D5%DD+%E3%E4+%D4%DA%C8%C7%E4
ـ[الرانوناء]ــــــــ[01 - 08 - 07, 07:40 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء ووفقكم لكل خير على هذا الحهد الرائع(42/40)
ما صحة هذه الرواية إخواني؟ لم ير للمحتاجين مثل النكاح.
ـ[*أبو محمد*]ــــــــ[03 - 10 - 04, 09:34 م]ـ
ما صحة هذا الحديث؟
عن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً قال: يا رسول الله في حجري يتيمة قد خطبها رجل موسر ورجل معدم فنحن نحب الموسر وهي تحب المعدم، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لم ير للمحتاجين مثل النكاح.
وفقكم الله
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[03 - 10 - 04, 09:42 م]ـ
هذا تخريج الشيخ أبي إسحاق التطواني، فتفضل أخي الحبيب:
رواه ابن ماجه (1847) وأبو زرعة الدمشقي في الفوائد المنتخبة (3) والعقيلي في الضعفاء (4/ 134) وابن أبي حاتم في العلل (2/ 153) والطبراني في الكبير (11/رقم11009) والأوسط (3153) والحاكم في المستدرك (2/ 160) وتمام في الفوائد (816 و817 و818) والبيهقي في الكبرى (7/ 78) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج54/ 184) و (ج61/ 460) و (ج65/ 71 - 72) من طرق عن محمد بن مسلم الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس مرفوعا.
قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه ... ".
قلت: كذا قال، محمد بن مسلم الطائفي متكلم في حفظه ولم يحتج به مسلم، إنما أخرج له في المتابعات، وقد خالفه أصحاب إبراهيم بن ميسرة فرووه عن طاوس مرسلا، وهم:
1 - سفيان بن عيينة: عند سعيد بن منصور في سننه (1/رقم492) وأبو يعلى في مسنده (5/رقم2747) والعقيلي في الضعفاء (4/ 134).
2 - عبد الملك بن جريج: عند ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 454/15915) وعبد الرزاق في المصنف (6/ 168/10377) والبيهقي في الكبرى (7/ 78).
3 - معمر بن راشد: عند عبد الرزاق في المصنف (6/ 168/10377) [مقرونا بابن جريج].
4 - سفيان بن سعيد الثوري: أفاده الخطيب البغدادي كما في الفوائد المهروانيات (ص254) وأبو يعلى الخليلي في الإرشاد (2/ 653) و (3/ 947).
وقد رجح الرواية المرسلة جماعة من الحفاظ مثل: العقيلي في الضعفاء (4/ 134) والخطيب في تخريجه للفوائد المهروانيات (رقم165/ص254).
وقد روي عن الثوري موصولا؛ أخرجه الصيداوي في معجم شيوخه (ص243 - 244) وأبو القاسم المهرواني في الفوائد المنتخبة (رقم165) والخليلي في الإرشاد (2/ 653) و (3/ 947) من طريقين عن عبد الصمد بن حسان عن سفيان الثوري عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس مرفوعا به نحوه.
قلت: عبد الصمد بن حسان المروزي قاضي هراة صدوق، ولكن له أفراد كما أشار إلى ذلك الخليلي في الإرشاد (3/ 947)، وقد خولف في وصله؛ فرواه أصحاب الثوري كما تقدم آنفا عن الخطيب والخليلي، فرووه عن طاوس مرسلا، لذلك فالنفس لا تطمئن لثبوت رواية الوصل عن الثوري.
وقد يقول قائل: لقد توبع عبد الصمد بن حسان بالمؤمل بن إسماعيل عند الخليلي في الإرشاد (2/ 653).
فنقول ردا عليه: أثبت العرش ثم انقش، فإن في إسناد الخليلي: (سعيد بن زيد بن خالد مولى بني هاشم)، وهو شاعر حمصي مترجم في بغية الطلب لابن العديم (9/ 4300)، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، والشعراء يتبعهم الغاوون؟!!
وللحديث شاهد عن جابر، ولكنه معلل مما لا يفرح به:
قال أبو علي بن شاذان في مشيخته الصغرى (ص44 - 45/رقم60): حدثني أبو الفوارس أحمد بن علي بن عبد الله محتسب المصّيصة من حفظه، نا أبو بشر حيان بن بشر قاضي المصيصة، نا أحمد بن حرب الطائي، نا سفيان بن عيينة، نا عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله [وقع في الصحيحة: ابن عباس، فلا أدري هل هو خطأ مطبعي أو من الشيخ الألباني رحمه الله] فذكره مرفوعا في قصة.
قلت: شيخ ابن شاذان، قال عنه الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (رقم624): " .. فلم أجد له ترجمة فيما لدي من المراجع .. ".
قلت: وكذلك لم أجد من ترجمه.
وحيان بن بشر الأسدي قاضي المصيصة ترجمه غير واحد، ولم أجد فيه جرحا ولا تعديلا، وأشار إلى ذلك الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة.
فالنفس لا تطمئن لثبوت هذه الرواية عن أحمد بن حرب الطائي -وهو ثقة-، خاصة وأن أصحاب ابن عيينة رووه عنه عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس مرسلا، وهم: عبد الله بن الزبير الحميدي (وهو من أثبت أصحاب ابن عيينة، وألزمهم له)، وسعيد بن منصور، وأبو خيثمة زهير بن حرب النسائي، فلا شك أن رواية هؤلاء أولى، وأن بعض الرواة (أبو الفوارس أو حيان بن بشر) أخطأ في إسناد هذا الحديث على ابن عيينة، ودخل عليه حديث جابر -الذي سيأتي الكلام عليه- في حديث طاوس المرسل، والله الموفق.
وورد من حديث جابر بسند شديد الضعف، فقد رواه أبو عبد الله بن منده في الأمالي (ق46/ 1) –كما في الصحيحة (رقم624) - والخرائطي في اعتلال القلوب (/) والطبراني في الكبير (11/رقم10895) من طريق إبراهيم بن يزيد عن سليمان الأحول أو عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس مرفوعا في قصة.
وسنده شديد الضعف من أجل إبراهيم بن يزيد الخوزي، فهو متروك ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5157&highlight=%E1%E1%E3%CA%CD%C7%C8%ED%E4+%E3%CB%E1+%C 7%E1%E4%DF%C7%CD
¥(42/41)
ـ[*أبو محمد*]ــــــــ[03 - 10 - 04, 10:11 م]ـ
جزاك الله ألف خير أخي الحبيب مصطفى الفاسي
وجمعنا الله وجميع الأخوة في الفردوس الأعلى، آمين
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[04 - 10 - 04, 12:38 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
تنبيه:
هذا التخريج إنما هو لحديث: " لم ير للمتحابين مثل النكاح "
أو: " لم ير للمتحابين مثل التزوج "
وليس كما سأل صاحب الموضوع، ولعله سبق قلم من السائل، فإن: المتحابين قد تحرفت عنده إلى: المحتاجين فليتنبه.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[04 - 10 - 04, 01:38 ص]ـ
نعم أخي لقد انتبهت إلى ذلك التصحيف "سبق قلم"
وسياق الحديث معروف، ولم يقصد إلا المتحابين، وما كان فرحه بالجواب إلا دليلا على أنه وجد ضالته
وشكرا أخي الأزهري السلفي على هذا التنبيه ونفع الله بك.(42/42)
من يفيدنا عن هذا الخبر .. الذي لم يجده الشيخ بكر .. ؟! (رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - 10 - 04, 12:43 ص]ـ
قال الشيخ - حفظه الله - في كتابه " تصحيح الدعاء " (ص 332):
(تنبيه: قول: " رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه " دعاء لاحرج فيه، وقد بحثت عنه في المرويات: مرفوعًا أو موقوفًا أو مقطوعًا؛ فلم أجده).
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[04 - 10 - 04, 01:23 ص]ـ
ذكر شيخنا المفضال العلامة (محمد عمرو بن عبد اللطيف) -حفظه الله تعالى وشفاه- أنه مروي عَن (عمر بن عبد العزيز) -رحمه الله تعالى-، وهذا في إحدى هوامش كتابه «تكميل النفع .... ».
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[04 - 10 - 04, 01:49 ص]ـ
أخرج أبو نعيم في الحلية
7512 حدثنا سليمان بن أحمد ثن موسى بن زكريا الغلابي، ثن ابن عائشة، عن أبيه قال: بلغ عمر بن عبد العزيز أن ابنا له اشترى فصا بألف درهم، فتختم به، فكتب إليه عمر: (عزيمة مني إليك، لما بعت الفص الذي اشتريت بألف درهم، وتصدقت بثمنه، واشتريت فصا بدرهم واحد، ونقشت عليه: رحم الله امرأ عرف قدره والسلام).
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - 10 - 04, 01:23 م]ـ
لو لم يأتني من هذا المنتدى المبارك إلا هذا ...... لكفى!
جزاكما الله خيرًا ..
ليت الأخ محمد ينقل ما قاله الشيخ محمد عبداللطيف - حفظه الله -.
ـ[آل حسين]ــــــــ[04 - 10 - 04, 01:57 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله في السائل والمجيب ووالله إنها لفائدة لكلمة تتكرر علينا
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[05 - 10 - 04, 10:16 ص]ـ
قال الشيخ محمد بن عمرو بن عبد اللطيف - حفظه الله تعالى - في حاشية ((تكميل النفع)) (ص 6): " جعله الشيخ محمد الغزالي عفا الله عنه حديثاً نبوياً في جريدة ((الشعب)) ليوم الثلاثاء 30 جمادى الآخر 1409هـ، 7 فبراير 1989م، ولا أعلم له أصلاً عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بل هو أثر عن عمر بن عبدالعزيز لم أتحقق من صحته ".
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 10 - 04, 12:04 م]ـ
لعل الأثر في صحته عن عمر نظر، فقد رواه أبونعيم عن الطبراني عن موسى بن زكريا الغلابي عن ابن عائشة عن أبيه به.
وموسى ابن زكريا الغلابي هذا لايعرف والله أعلم إلاّ أن يكون التستري وهو ضعيف، أو تكون محمد تحرفت إلى موسى ومحمد بن زكريا الغلابي متهم بالكذب رمي بالوضع.
ولست أدري كأنه في فيض القدير ذكر أن بعضهم عزاه لابن عباس من طريق محمد بن زياد اليشكري الميموني المعروف بالكذب. [ينظر فيض القدير 4/ 29 فنسخ البرامج الحديثية تحتاج مراجعة].
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - 10 - 04, 02:22 م]ـ
جاءتني هذه الرسالة على بريدي، أنقلها بنصها:
((أنا لست مشترك في المنتدى و لوكنت مشترك لوضعت الفائدة لتعم ولكن حاولت الاشتراك منذ وقت طويل ولكن لم يتم قبولي ... لا أدري لماذا!!؟؟
ذكر المناوي رحمة الله في كتابة فيض القدير، شرح الجامع الصغير،
4440 - (رحم اللّه من حفظ لسانه) أي صانه عن التكلم فيما لا يعنيه قال الماوردي: للكلام شروط لا يسلم المتكلم من الزلل إلا بها ولا يعرى من النقص إلا أن يستوعبها وهي أربعة: الأول: أن يكون الكلام لداع يدعو إليه إما في جلب نفع أو دفع ضر الثاني: أن يأتي به في محله ويتوخى به إصابة فرصة الثالث: أن يقتصر منه على قدر حاجته الرابع: أن يتخير اللفظ اللذي يتكلم به فهذه الأربعة متى أخلّ المتكلم بشروط منها فقد أخطأ (وعرف زمانه) (1) أي ما يليق به فعمل على ما يناسبه (واستقامت طريقته) أي استعمل القصد في أموره كتب ابن عبد العزيز إلى ولده وقد بلغه أنه اتخذ خاتماً من فضة أما بعد فإنه قد بلغني عنك أنك اتخذت خاتماً من فضة فإذا وصلك كتابي فبعه واشتري به طعاماً وأطعمه الفقراء واتخذ خاتماً من حديد وانقش عليه "رحم اللّه من عرف قدر نفسه فاستراح".
كذلك ذكره القرطبي في تفسيره
"لكل أجل كتاب" [الرعد: 38]. وبلغ عمر بن عبدالعزيز أن ابنه اشترى خاتما بألف درهم فكتب إليه: إنه بلغني أنك اشتريت خاتما بألف درهم، فبعه وأطعم منه ألف جائع، واشتر خاتما من حديد بدرهم، واكتب عليه "رحم الله امرأ عرف قدر نفسه".
و جزاك الله خير يا شيخ)).
أتمنى من الأخ المشرف مراسلة مرسل الرسالة السابقة لتسجيله في الملتقى.
بريده: abo3abed22@hotmail.com
ـ[العاصمي]ــــــــ[08 - 10 - 05, 03:10 م]ـ
و قد رأيت اليوم أحد حطاب الليل الطرقيين جزم بكونه حديثا في منتدى المفاليس، و ذكره بلفظ: " رحم الله امرأ عرف قدره؛ فوقف عنده ".
و هذا الجويهل يحليه بعضهم هناك بالعلامة، و هو يقرهم و يشكرهم، مع خوائه، و كثرة هرائه، أسأل الله أن يعافينا مما ابتلاه به.
ـ[أشرف عبد الله]ــــــــ[11 - 10 - 05, 01:18 م]ـ
وأذكر أن بعضهم يروي: رحم الله امرأ عرف قدر نفسه فوقف دونه
والله أعلم
¥(42/43)
ـ[محمد الاثري]ــــــــ[22 - 10 - 05, 03:41 ص]ـ
قال القرطبي في تفسير الاية 14 من سورة النحل
"وبلغ عمر بن عبد العزيز أن ابنه اشترى خاتما بألف درهم فكتب إليه: إنه بلغني أنك اشتريت خاتما بألف درهم فبعه وأطعم منه ألف جائع واشتر خاتما من حديد بدرهم واكتب عليه (رحم الله أمرأ عرف قدر نفسه"
وقال ابن القيم في مدارج السالكين ج2 ص 331 من طبعة دار الكتاب العربي - بيروت التي حققها الشيخ محمد حامد الفقي
" وبلغ عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: أن ابنا له اشترى خاتما بألف درهم فكتب إليه عمر: بلغني أنك اشتريت فصا بألف درهم فإذا أتاك كتابي فبع الخاتم وأشبع به ألف بطن واتخذ خاتما بدرهمين واجعل فصه حديدا صينيا واكتب عليه: رحم الله امرءا عرف قدر نفسه والله اعلم
وفي المستطرف للاشبيهي طبعة دار الكتب العلمية في ج2 ص 62
"" وبلغ عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه أن ابنه اشترى فص خاتم بألف دينار فكتب إليه عزمت عليك إلا ما بعت خاتمك بألف دينار وجعلتها في بطن جائع واستعمل خاتما من ورق وانقش عليه رحم الله امرأ عرف قدر نفسه "
وجزاكم الله خيرا(42/44)
ضعف حديث أبي بكرة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أقبل من نواحي المدينة يريد الصلاة ..
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[04 - 10 - 04, 10:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عن أبي بكرة – رضي الله عنه –:
" أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أقبل من نواحي المدينة يريد الصلاة، فوجد الناس قد صلوا، فمال إلى منزله، فجمع أهله فصلى
بهم ".
أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) – كما في ((مجمع الزوائد)) (2/ 45) –، وفي ((المعجم الأوسط)) (5/ 35 / 4601)
و (7/ 51 / 6820)، وابن حبان في ((المجروحين)) (3/ 4 - 5)، وابن عدي في ((الكامل)) (6/ 2398).
من طريق الوليد بن مسلم، نا معاوية بن يحيى، عن خالد الحذاء، عن عبدالرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، به.
قال الطبراني: " لا يروى عن أبي بكرة إلا بهذا الإسناد ".
وقال الهيثمي: " رجاله ثقات ".
وقال الألباني في ((تمام المنة)) (ص 155): " سنده حسن "، وأقره مشهور حسن سلمان في ((إعلام العابد)) (ص 34).
قلت: بل سنده ضعيف؛ الوليد بن مسلم يدلس تدلي التسوية، ولم يصر بالسماع في جميع السند.
ومعاوية بن يحيى قد عدّ الذهبي هذا الحديث من مناكيره، ولكن الراجح أنه صدوق مستقيم الحديث، كما قال أبوحاتم وأبوزرعة.
حرر ظهر الأحد 11 ربيع الآخر 1425 هـ(42/45)
هل ثبت لفظ (والأبصار) في دعاء اللهم يامقلب القلوب؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 10 - 04, 01:01 ص]ـ
ورد في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك ". رواه مسلم.
وورد في حديث أم سلمة رضي الله عنها انها قالت: كان أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم:" يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ".رواه الترمذي وقال حديث حسن.
فهل ورد لفظ (يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك، ويامصرف القلوب والأبصار صرف قلوبنا على طاعتك) في حديث؟ أم أنها اخذت من قوله تعالى (يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار).
بحثت عنها بحثا قاصرا، فلم أجدها.
فهل للأفاضل أن يفيدونا؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[06 - 10 - 04, 09:33 ص]ـ
لم يرد هذا اللفظ في الحديث والله أعلم.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[06 - 10 - 04, 01:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا وقد تطلبتها زمنا طويلا ولم أقف عليها.
لكن، وقفت قديما على نسخة مطبوعة من نسخ الاذكار للنووي وذكر فيها هذه الزيادة!!!
ثم تتبعت بقية النسخ ولم اجدها فيه؟ ولم يتيسر لي مراجعة المخطوطات.
فإما انه من الطابع؟ لاشتهار هذا الامر عند الناس وموافقة الاية، او قد يكون في نسخ من نسخ الاذكار مع استبعادي لذلك.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 10 - 04, 06:01 ص]ـ
.
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 05 - 08, 09:43 ص]ـ
المشايخ الفضلاء /
جزاكم الله خيرا.
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[20 - 06 - 10, 11:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا.(42/46)
تخريج:"الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام"
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[06 - 10 - 04, 12:46 ص]ـ
الأرض كلها مسجد إلا المقبره والحمام
أخرجه الترمذى (2/ 131شاكر) والدارمى (2/ 344ط. الحديث) وابن خزيمه (2/ 7) والحاكم (1/ 381 العلميه) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردى عن عمرو بن يحى عن أبيه عن أبى سعيد مرفوعاً.
قلت: وهذا سند حسن من أجل الدراوردى فإنه و إن روى له الإمام مسلم إلا أنه صدوق، و خلاصه حاله ما قاله الذهبى فى الميزان: صدوق من علماء المدينه غيره أقوى منه. 1هـ وروى له البخارى مقروناً بغيره و تعليقاً.
# والحديث رواه أبو داود (492) والحاكم (1\ 380) وابن حبان (2321)
من طرق عن عبد الواحد بن زياد ثنا عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبى سعيد مرفوعاً.
وعبد الواحد بن زياد أحد الأعلام الثقات الأثبات؛ فهذا سند صحيح وهو موصول كما ترى
# والحديث أخرجه احمد (10/ 263 ط. الحديث) وأبو داود (745) وابن ماجه (745) عن حماد بن سلمه عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبى سعيد مرفوعاً.
وقال أبو داود رحمه الله: وقال موسى فى حديثه: فيما يحسب عمرو أن النبى
صلى الله عليه وسلم.اهـ
وموسى هذا هو ابن إسماعيل أحد الثقات الأثبات
قال المزى تعليقاً على مقاله ابى داود: شك فى رفعه.اهـ
قال الحافظ فى النكت الظراف: كذا قال، وليس ذاك شكاً فى رفعه بل فى وصله.اهـ
أى هل رواه بإسقاط أبى سعيد أم بإثباته. والامر كما قال الحافظ
تنبيه: جاء عند أحمد عقب هذا السند مايفهم منه أن الشك هنا من حماد و ليس من موسى لكنه عند ابىيعلى (1350) و ابن ماجه من روايه حماد بدون شك فالله اعلم
وعلى كل حال فقد تقدم أن السند ثابت موصول فهذا السند أقل أحواله أنه شاهد للوصل وقد جزم البيهقى براويته موصولاً عن حماد
#والحديث أخرجه أحمد (10/ 261) قال ثنا أحمد بن عبد الملك ثنا محمد بن سلمه عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن يحيى بن عماره عن أبيه عن أبى سعيد مرفوعاً بلفظ" كل الارض مسجد وطهور إلا المقبرة والحمام"
وهذا سند رجاله ثقات إلا إبن اسحاق فهو حسن الحديث لكنه مدلس وقد عنعنه فالسند ضعيف لكنه شاهد جيد على رفعه موصولاً.
وقد ذكر الترمذى أن ابن أسحاق رواه مرسلاً!! ولم أجده عن ابن إسحاق إلا موصولاً
وأما قوله"وطهور"فهى زياده منكره ـ فيما أحسب ـ من ابن إسحاق والله الهادى
#والحديث رواه أحمد وابن ابى شيبه (7574) وأبويعلى (1350) وابن ماجه (475) عن الثورى عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن النبى صلى الله عليه وسلم.
قلت:ظاهر سند ابن ماجه أن الثورى رواه موصولاً!! لكن قال الحافظ: والتحقيق أن رواية الثورى ليس فيها أبى سعيد.اهـ النكت الظراف (3/ 484)
وهذا هو الصواب لكن قال البيهقى:حديث الثورى مرسل وقد روى موصولا وليس بشىء , وحديث حماد بن سلمه موصول وقد تابعه عبد الواحد والدراودى. اهـ فهذا يفهم منه أن بعضهم وصله عن الثورى لكن الصواب انه مرسل عنه.
# وخلاصه القول أن الحديث صحيح وأنه ثابت موصولاً، وروايه الثورى له مرسلاً لاتعل من وصله
وقال الحاكم:هذه أسانيد صحيحه كلها على شرط البخارى ومسلم.اهـ وأقره الذهبى
وأنا أقول كما قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ بعد أن قال أن اسانيده جيده: ومن تكلم فيه فما استوفى طرقه.اهـ إقتضاء الصراط (2/ 189)
بل قد قال فى الفتاوى الكبرى: صححه الحفاظ. اهـ 1/ 110
وبعض من ضعف الحديث إنما نظر الى المتن ظناً منه أنه يعارض ما صح أن الارض جعلت لنا مسجداً وطهوراً!!
وهذا الظن ليس بصحيح،وقد كان الإمام ابن حبان رحمه الله فقهياً عندما بوب على الحديث فى صحيحه قائلاً: ذكر خبر يصرح بتخصيص عموم تلك اللفظه التى ذكرنها قبل. اهـ
والله الهادى الى الصواب
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[06 - 10 - 04, 08:54 ص]ـ
جزاك الله خيراً.
ولكن المسألة تحتاج إلى تحرير أكثر – بارك الله فيك –؛
فقد قال الترمذي في " العلل " (ص 75): " كان الدراوردي أحياناً يذكر فيه عن أبي سعيد، وربما لم يذكر فيه، والصحيح رواية الثوري وغيره عن عمرو بن يحيى عن أبيه مرسل ".
وقال في " سننه " (2/ 132): " وكأن رواية الثوري عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أثبت وأصح ".
وقال الدارقطني كما في " تلخيص الحبير " (1/ 277): " المرسل هو المحفوظ ".
وضعفه النووي في " الخلاصة " كما في " تلخيص الحبير " (1/ 277)، وابن عبد البر في " التمهيد " (5/ 220 – 221 و 225 و 226).
قال ابن حجر في " فتح الباري " (1/ 630): " اختلف في وصله وإرساله، وحكم مع ذلك بصحته الحاكم وابن حبان ".
وصححه ابن حزم، كما في " مجموعة الفتاوى " لابن تيمية (27/ 159)، و" تلخيص الحبير " (1/ 277)، و " كشاف القناع " للبهوتي (1/ 294).
وصححه ابن تيمية في " شرح العمدة " (4/ 425)، و " مجموعة الفتاوى " (21/ 13).
وصححه الحاكم على شرط البخاري ومسلم، وكذا الذهبي، وأحمد شاكر في " تحقيق سنن الترمذي " (2/ 133 – 134)، والألباني في " الإرواء " (1/ 320).
وأشار إلى صحته ابن المنذر في " الأوسط " (2/ 182)، وابن دقيق العيدكما في " تلخيص الحبير " (1/ 277).
¥(42/47)
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[06 - 10 - 04, 03:16 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا المنهال
وأنا بحمد الله قد وقفت علىأكثر هذه النقولات فقد نقل بعضها الزيلعى فى نصب الرايه لكنى تركت ذكرها إختصاراً .......
وقد نقل الشيخ فى الإرواء أن البخارى أشار الى صحته فى جزء القراءه
وتضعيف ابن عبد البر له بإعتبار الطريق المرسل عن الثورى ولم يذكر أسانيد أخرى فأنتبه
والنووى إنما تبع الترمذى فى ذلك دون تحقيق منه خاص لطرقه فكان فى الكلام مع الترمذى ما يغنينا عن نقل كلام النووى
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[07 - 10 - 04, 03:57 م]ـ
وقد وقفت بعد ذلك على فائدة يحسن ذكرها وهى بخصوص الشك الواقع فى السند من رواية حماد.
قال الشيخ حاتم العونى ـ حفظه الله ـ فى سند شك فيه حماد:وظاهر أن هذا الإختلاف فى الحديث، سوى الأخير، من حماد بن سلمه نفسه، ونُص على ذلك فى روايه عفان،المتقدم ذكرها.
ويبدو أنه شك فجزم،أو جزم ثم شك!!
والجزم دليل الوقوف على اليقين،فهو مقدم على الشك. فهذا حديث صحيح الإسناد. اهـ من المرسل الخفى 2/ 996
وسواء كان الشك عندنا من حماد أو من موسى فالفائده من كلامه تنطبق على سندنا هذا،بل أولى فإن السند هناك (المرسل الخفى) أكثر من هنا إختلافاً؛ وبهذا يزداد الحديث قوة على ثبوته موصولاً. والله الهادى(42/48)
هل هذا الحديث يصحّح أو ليس؟
ـ[أبي الحسن]ــــــــ[06 - 10 - 04, 09:18 م]ـ
السلام عليكم
أنا سأكون ممتن إذا أي واحد يمكن أن أحلّل الرواية التالية كليّا ويخبرني إذا هو صحيح أو ليس
مسند أبي حنيفة
رِوَايَتُهُ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَرَاحِيلَ
206 حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بَالَوَيْهِ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَبَّالُ الرَّازِيُّ، ثنا عَلِيٌّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَوْحِ بْنِ أَبِي الْحَرْشِ الْمِصِّيصِيُّ، سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، رَوْحِ بْنِ أَبِي الْحَرْشِ، سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيُّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ مَنْكِبَيْهِ لَا يَعُودُ يَرْفَعُهُمَا حَتَّى يُسَلِّمَ مِنْ صَلَاتِهِ "
شكرا جزيلا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 10 - 04, 09:28 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الحديث بهذا اللفظ لايصح وينظر تفصيلها على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=96392#post96392
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 10 - 04, 09:44 م]ـ
وللفائدة ينظر جزء رفع اليدين في الصلاة لأمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري رحمه الله
والكتاب يوجد على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9643
ـ[أبي الحسن]ــــــــ[06 - 10 - 04, 10:02 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الحديث بهذا اللفظ لايصح وينظر تفصيلها على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=96392#post96392
السلام عليكم
المقالة التي جهّزت لا تبدو لمناقشة الرواية المعيّنة ذكرت
أتطلّع إلى شخص ما أحلّل الرواية المضبوطة جهّزت
والسلام عليكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 10 - 04, 03:01 ص]ـ
بارك الله فيكم وما ذكره صحيح فالرابط السابق ليس فيه كلام عن حديث البراء
هذا الحديث الذي نقلته
206 حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بَالَوَيْهِ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَبَّالُ الرَّازِيُّ، ثنا عَلِيٌّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَوْحِ بْنِ أَبِي الْحَرْشِ الْمِصِّيصِيُّ، سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، رَوْحِ بْنِ أَبِي الْحَرْشِ، سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيُّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ مَنْكِبَيْهِ لَا يَعُودُ يَرْفَعُهُمَا حَتَّى يُسَلِّمَ مِنْ صَلَاتِهِ "
http://www.sonnh.com/Hadith.aspx?HadithID=2850
وقد أخرجه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة ص 156 (بتحقيق نظر الفريابي)
والعجيب أن هذا الحديث لايوجد في المسند الذي جمعه الخوارزمي في المسانيد الخمسة عشر! التي جمعها عن أبي حنيفة مع أنه على شرطه (ينظر مكانة أبي حنيفة عند المحدثين) لمحمد قاسم الحارثي ص 273 - 294
وهذا الإسناد لايصح لوجود عدد من المجاهيل مثل علي بن محمد بن روح بن أبي الحرش وكذلك أبوه وجده
وكذلك لم أجد ترجمة لأبي القاسم بن بالويه النيسابوري ولا لأبكر الحبال وكذلك أبو حنيفة ضعيف الحديث.
ومما يدل كذلك على غرابته أن الحنفية لم يذكروه ويحتجوا به في مصنفاتهم رغم ما هو معلوم من الخلاف الحاصل بينهم وبين غيرهم في هذه المسالة.(42/49)
تخريجاتي لبعض الأحاديث النبوية الشريفة
ـ[الدارقطني]ــــــــ[07 - 10 - 04, 11:07 ص]ـ
هذا تخريج لحديث حسن الإسناد ضمن أحداث السيرة النبوية الشريفة وهو ردة فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على غدر قريش لحلفائه بني كعب الذين انضموا إليه في صلح الحديبية، أحببت إتحاف أهل هذا المنتدى به،وهو من حديث حزام بن هشام بن حبيش عن أبيه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
قال أبويعلى الموصلي في مسنده (ح 4266): (حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن إدريس عن حزام بن هشام أخبرني أبي عن عائشة قالت:"لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب فيما كانمن شأن بني كعب غضباً لم أره غضِبه منذ زمان، وقال:"لا نصرني الله إن لم أنصر بني كعب "، قالت: وقال لي:"قولي لأبي بكر وعمر يتجهّزا لهذا الغزو "، قال: فجاءا إلى عائشة،فقالا:" أين يريد رسو الله صلى الله عليه وسلم؟، قال: فقالت:لقد رأيته غضب فيما كان من شأن بني كعب غضباً لم أره غضب منذ زمانٍ من الدهر).
وأخرجه أيضاً أبو محمد الفاكهي في حديثه (ح239) قال: (حدثنا محمد بن حرب بن سليم نا حزام بن هشام الخزاعي حدثني أبي عن عائشة أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" لا نصرني الله إن لم أنصر بني كعب ").
قلت: إسناد الحديث حسن، حزام بن هشام بن حبيش الخزاعي وأبوه هشام بن حبيش ذكرت حالهما في تخريجي لحديث أم معبد في كتابي التذييل على كتب الجرح والتعديل في طبعته الثانية، والرواة عن حزام ثقات أيضا، فالأثر حسن الإسناد،والله أعلم.
ملاحظة: خرجت الحديث من موقع جامع الحديث فالأرقام خاصة به sonnh.com.
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[07 - 10 - 04, 03:36 م]ـ
أحسن الله إليك
ـ[الدارقطني]ــــــــ[07 - 10 - 04, 11:20 م]ـ
تخريج حديث عبدالله بن عمرو بن العاص:" ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا ".
هذا حديث له طريقان عن عبدالله بن عمرو بن العاص:
الأول: قال الحميدي في مسنده (2/ح586): ثنا سفيان قال ثنا ابن أبي نجيح قال أخبرني عبيدالله بن عامر أنه سمع عبدالله بن عمرو يقول: قال ثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا ".
وأخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (1/ 62) من طريق الحميدي به، وقال:" هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فقد احتج بعبدالله بن عامر اليحصبي، ولم يخرّجاه ".
قلت: إسناده صحيح فقط، قال عثمان الدارمي في تاريخه (رقم469):" وابن أبي نجيح عن عبيدالله بن عامر عن عبدالله بن عمرو. من عبيدالله؟ فقال (يعني يحيى بن معين): هو ثقة "، وبقية رجال السند ثقات، وقول الحاكم:"فقد احتج - (يعني مسلم بن الحجاج) - بعبدالله بن عامر اليحصبي "، قد ردّه البيهقي في شعب الإيما ن (7/ص458 - طبعة الكتب العلمية) وقال:" ثم زعم -يعني شيخه الحاكم النيسابوري - أنه عبدالله بن عامر اليحصبي، وغلط فيه إنما هو عبيدالله بن عامر المكي ".
الطريق الثاني: قال البخاري في الأدب المفرد (ح355):حدثنا عبدة عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -:" ليس منّا من لم يعرف حق كبيرنا، ويرحم صغيرنا ".
وأخرجه الترمذي (8/ 108 - 109 - عارضة الأحوذي) قال: حدثنا هنّاد حدثنا عبدة عن محمد بن إسحاق به،و قال الترمذي:"حديث محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب، حديث حسن صحيح ".
وقد تابع محمد بن إسحاق عبدالرحمن بن الحارث-مختلف فيه- عند أحمد بن حنبل.
قال الإمام أحمد في المسند (1/ 185): ثنا إسحاق بن عيسى ثناعبدالرحمن ابن أبي الزناد عن عبدالرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ط ليس منّا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا ".
قلت: والحديث مشهور صحيح له شواهد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وواثلة بن الأسقع وابن عباس وغيرهم، والله الموفق.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 10 - 04, 10:54 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم وبعلمكم.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[09 - 10 - 04, 07:29 ص]ـ
¥(42/50)
حادثة نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صحبه في هجرته الشريفة من مكة إلى المدينة على خيمة أم معبد مشهورة ولا يخلو ذكرها من كتاب في السيرة النبوية وهي رواية جليلة حيث احتوت على حلية النبي صلى الله عليه وسلم لكن أسانيدها لا تخلو من مقال ولا أعني بذلك إنكار الحادثة، وأيضاً قد حسّن الرواية الطويلة غير واحد من أهل العلم والتي فيها الشعر ووصف النبي صلى الله عليه وسلم والخلاصة أن الحادثة ثابتة ولكن من غير الشعر والوصف، قال الآجري:" ذكرنا حديث أم معبد، فجعل - يعني أبوداود السجستاني -يُنكره ويقول: أخشى أن يكون مصنوعاً -يعني الكلام السجع والشعر - فأمّا الشاة واللبن فلا ". سؤالات الآجري (1/ 282 رقم427).
قلت: الرواية التي أشار إليها أبو داود رحمه الله تخريجها كما يلي:
جاءت هذه الرواية من حديث حزام بن هشام بن حبيش الخزاعي عن أبيه عن أم معبد الخزاعية،
قال الطبراني في المعجم الكبير (24/ح863): حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا عبدالله بن إدريس عن حزام بن هشام عن أبيه عن أم معبد أنّها قالت:" بعثت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم -بشاة داجن فردّها، وقال: ابعثي شاة لا تحلب ".
قلت: هذا إسناد حسن، هشام بن حبيش قال فيه يعقوب بن شيبة:" ثقة" (تاريخ دمشق لابن عساكر12/ 363)، وابنه حزام قال فيه ابن معين وأحمد بن حنبل:" ليس به بأس"، وقال أبو حاتم الرازي:" محله الصدق"، وقال ابن سعد:" كان ثقة قليل الحديث " (تاريخ دمشق21/ 357 - 365)، وأما محمد الحضرمي وعثمان بن أبي شيبة وعبدالله بن إدريس فهم ثقات.
قال أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة (6/ح8041): حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثن أحمد بن الجعيد ثنا علي بن المديني ثنا هاشم بن القاسم ثنا هشام بن حزام الخزاعي قال: سمعت أبي يحدث عن أم معبد: أنّها أرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاة فردّها عليها فثقُل ذلك عليها، فقيل لها: إنه رأى بها لبناً،قال: فأرسلت إليه بجذعة فقَبلها ".
قلت: وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 116) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم به، وإسناده جيد.
وللأثر طريق ثالث عن حزام بن هشام الخزاعي عن أبيه به عند الخطابي في غريب الحديث (1/ 421)، والخلاصة أن الأ ثر صحيح بالرواية المختصرة وأما الطويلة التي فيها الكلام السجع والشعرفقد قال أبو داود السجستاني صاحب السنن:"أخشى أن يكون مصنوعاً "، والله أعلم.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[09 - 10 - 04, 11:33 م]ـ
تخريج قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"قد علمت ورب الكعبة متى تهلك العرب ".
هذا أثر مروي من طريق المستظل بن حصين عن عمر.
قال أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف: حدثنا أبو الأحوص عن شبيب بن غرقدة عن المستظل بن
حصين قال: خطبنا عمر بن الخطاب فقال:" قد علمت ورب الكعبة متى تهلك العرب"، فقام إليه رجل من المسلمين فقال:" متى يهلكون يا أمير المؤمنين "؟ قال:" حين يسوس أمرهم من لم
يعالج أمر الجاهلية، ولم يصحب الرسول صلى الله عليه وسلم ".
وأخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (4\ ح8436):أخبرنا أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني ثنا الحسين بن حفص عن سفيان عن شبيب بن غرقدة به، وقال الحاكم:" هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
قلت: رجال الإسناد ثقات، والمستظل بن حصين البارقي الأزدي قال فيه العجلي وابن سعد:"ثقة"
وذكره ابن حبان في الثقات (التذييل على كتب الجرح والتعديل ص 297 - الطبعة الثانية)، فالإسناد صحيح، والله أعلم.
ملاحظة:1 - خرّجت هذا الأثر من موقع sonnh.com .
2- لابن القيم توجيه لكلام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا أدري موضعه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 10 - 04, 07:03 ص]ـ
جزى الله الشيخ طارق آل بن ناجي خيرا على هذه التخريجات المفيدة
ولعلك تقصد هذا الأثر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=88846#post88846
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=39203#post39203
ـ[الدارقطني]ــــــــ[10 - 10 - 04, 10:00 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ عبدالرحمن ونوّر علينا وعليك وعلى أهل المنتدى بنور العلم النافع والعمل المتقبل الصالح ’ والله الموفق.
ـ[حارث همام]ــــــــ[10 - 10 - 04, 05:18 م]ـ
¥(42/51)
الأخ الكريم جزاكم الله خيراً، وسؤال للفائدة قد يكون بعيداً، ماذا تقصدون بنحو هذا العزو 24/ح863؟
ـ[الدارقطني]ــــــــ[10 - 10 - 04, 09:46 م]ـ
المعجم الكبير للطبراني ينتهي بطبعته المنتشرة ب 25 مجلد فالرقم 24 يدلك على رقم المجلد و "ح" تعني رقم الحديث، وللفائدة المعجم الكبير له طبعتان وكلاهما للعلامة حمدي عبدالمجيد لكن ترقيم الصفحات يختلف فبالتالي يكون العزو إلى رقم الحديث هو المفيد للباحث والقارئ، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[10 - 10 - 04, 09:50 م]ـ
تخريج أثر ابن مسعود: " سيد الشهور رمضان، وسيد الأيام يوم الجمعة ".
هذا الأثر من حديث أبي إسحاق السبيعي وله إسنادان:
الأول: قال أبو بكر الشافعي في فوائده المعروفة بالغيلانيات (ص96 ح 170): حدثنا عبدالله قال حدثني سريج بن يونس ثنا ابن علية عن شعبة عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم قال: قال ابن مسعود:" سيد الشهور رمضان، وسيد الأيام يوم الجمعة ".
وقال أبوبكر الشافعي أيضاً (ص97 ح 175): حدثنا عبدالله قال حدثني أبي ثنا عبدالملك بن عمرو ثنا
سفيان عن أبي إسحاق عن هبيرة عن عبدالله قال: " سيد الأيام يوم الجمعة، وسيد الشهور شهر رمضان".
وقال أبو بكر الشافعي (ص 97 - 98 ح 178) حدثنا عبدالله قال حدثني أبي قال ثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هبيرة قال: قال عبدالله: " سيد الأيام يوم الجمعة، وسيد الشهور رمضان ".
وقال ابن أبي الدنيا في كتاب " فضائل رمضان" (ص61ح33):حدثنا خالد بن مرداس قال ثنا أيوب ابن جابر عن أبي إسحاق عن هبيرة عن ابن مسعود قال:" سيد الشهور شهر رمضان، وسيد الأيام يومالجمعة ".
الإسناد الثاني لأبي إسحاق:
قال الطبراني في المعجم الكبير (9/ح900):حدثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو نعيم ثنا المسعودي عن
أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال: قال عبدالله:" سيد الشهور رمضان، وسيد الأيام يوم الجمعة".
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 145):" أبو عبيدة لم يسمع من أبيه ".
قلت: إن قلنا بالإختلاف على أبي إسحاق فنقول رواية الثوري وشعبة وإسرائيل وغيرهم عن أبي إسحاق عن هبيرة عن عبدالله بن مسعود، هي الأرجح وهي رواية متصلة حسنة الإسناد، وإن قلنا بالجمع فأبا إسحاق السبيعي حافظ واسع الرواية لايمنع أن يكون له إسنادان لهذه الرواية، وهو مايميل إليه القلب، والله أعلم.
ملاحظة: جاءت هذه الرواية مرفوعة من حديث أبي سعيد الخدري ضعّفها البيهقي في شعب الإيمان، والله أعلم.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[11 - 10 - 04, 11:55 م]ـ
تخريج حديث:" لعن اله الخمر وشاربها وساقيها ......... "
هذا حديث جاء عن جماعة من الصحابة، وسأخرّجه من حديث ابن عباس وابن عمر.
أولاً: حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -:
قال ابن ماجه (2\ح3380): حدثنا علي بن محمد، و محمد بن إسماعيل قالا حدثنا وكيع قال حدثنا عبدالعزيز بن عمر بن عبدالعزيز عن عبدالرحمن بن عبدالله الغافقي وأبي طعمة مولاهم
أنهما سمعا ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" لُعنت الخمرعلى عشرة أوجه
بعينها، وعاصرها، ومعتصرها، وبائعها، ومبتاعها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها، وشاربها، وساقيها ".
وقال أبو داود السجستاني: حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا وكيع بن الجراح عن عبدالعزيز بن عمر عن أبي علقمة مولاهم وعبدالرحمن بن عبدالله الغافقي أنهما سمعا ابن عمر يقول: قال
رسول الله -صلى الله عليه وسلم -:" لعن الله الخمر، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها،
وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه ".
فائدة: عند أبي داود قوله:"عن أبي علقمة مولاهم "، وهمٌ، قال المزي في تهذيب الكمال (8\ 375)
:"قاله أبو على اللؤلؤي عن أبي داود عن عثمان بن أبي شيبة عن وكيع عن عبدالعزيز، وقال أبو الحسن بن العبد وأبو عمرو البصري وغير واحد: عن أبي داود عن عثمان عن وكيع عن عبدالعزيز عن أبي طعمة مولاهم، وهو الصواب "، وقال المزي أيضاً (4\ 433):" بعض الرواة عن أبي داود قال في روايته:" عن أبي علقمة " وهو وهمٌ، والصواب: عن أبي طعمة ".
¥(42/52)
قلت: إسناد الحديث لا بأس به إن شاء الله تعالى، وكيع إمام حجة، وعبدالعزيز بن عمر من رجال البخاري ومسلم وثّقه ابن معين وأبو داود السجستاني وابن عمار الموصلي ويعقوب بن سفيان
وقال ابن حبان (5\ 114):"يخطئ، يعتبر بحديثه إذا كان دونه ثقة "، وضعّفه أبو مسهر وحكى الخطابي عن أحمد بن حنبل:" ليس هو من أهل الحفظ والإتقان "، وقال ابن حجر:"صدوق يخطئ"، فحاله جيد في الإعتبار، وأبو طعمة مولى بني أمية قال فيه ابن عمار الموصلي:"ثقة"
وذكره ابن حبان في الثقات (7\ 575)، وقال أبو أحمد الحاكم:" رماه مكحول بالكذب"، قال ابن حجر:"لم يُكذبه مكحول التكذيب الإصطلاحي " وقال في التقريب:" لم يثبت أنّ مكحولاً رماه بالكذب"، ومتابعه الغافقي أمير الأندلس ذكره ابن خلفون في الثقات وقال:" كان رجلاً صالحاً جميل السيرة " (تهذيب التهذيب6\ 217 - 218)، فالإسناد لابأس به كما أسلفت، والله أعلم.
ملاحظة: حديث ابن عمر له طرق أخرى عن ابن عمر وخلاف في الأسانيد أعرضت عنها فهذا أقواها والله أعلم.
ثانيا: حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-.
قال عبد بن حميد في مسنده:حدثنا عبدالله بن يزيد ثنا حيوة بن شريح عن مالك بن خير الزبادي أن مالك بن سعد التجيبي حدثه أنه سمع ابن عباس يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:" أتاني جبريل فقال: يا محمد إن الله لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومبتاعها، وساقيها، ومسقيها ".
وأخرجه الحاكم في "المستدرك على الصحيحين" من طريق عبدالله بن يزيد المقرئ به، وقال الحاكم:"هذا حديث صحيح الإسناد "، وصحّحه أيضاً ابن حبان.
قلت: إسناده حسن ورجاله ثقات،مالك بن الخير قال فيه الحاكم النيسابوري:"ثقة"، وقال أحمد بن صالح:"ثقة"وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم:" شيخ لا بأس به ". (التذييل على كتب الجرح والتعديل ص255 - 256)، وانظر ترجمة مالك بن سعد التجيبي في التذييل أيضاً (ص256).
فائدة: قولي صحّحه ابن حبان يعني أخرجه في صحيحه، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[20 - 12 - 05, 09:45 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40098
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[22 - 12 - 05, 10:28 م]ـ
الشيخ الكريم الدارقطني
راجع صندوق رسائلك
ـ[الدارقطني]ــــــــ[22 - 12 - 05, 10:39 م]ـ
لم أجد شيئاً، وخاصية الرسائل الخاصة لا تعمل عندك.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[23 - 12 - 05, 12:35 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا.
البريد الخاص عندكم لا يستقبل
ـ[الدارقطني]ــــــــ[23 - 12 - 05, 07:31 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=67629
ـ[الدارقطني]ــــــــ[28 - 12 - 05, 08:38 ص]ـ
هذه متابعة لتخريج شواهد حديث عبدالله بن عمرو بن العاص:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا .... ".
1 - حدبث واثلة بن الأسقع:قال الطبراني في المعجم الكبير (22\ح229):"حدثنا جعفر بن سليمان النوفلي المدني ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا معن بن عيسى ثنا عبدالله بن يحيى بن عطاء بن سليك عن الزهري عن واثلة قال: قال رسول الله -صاى الله عليه وسلم -:"ليس منّا من لم يرحم صغيرنا، ويجلّ كبيرنا ".
قال المنذري في الترغيب والترهيب (1\ح170):" رواه الطبراني من رواية ابن شهاب عن واثلة، ولم يسمع منه ".
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8\ص14):"الزهري لم يسمع من واثلة ".
قلت: الإسناد معلول بالإنقطاع كما بيّنه أئمة الحديث رحمهم الله تعالى، والله الموفق.
يتبع إن شاء الله تعالى.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[04 - 01 - 06, 09:33 ص]ـ
إكمالاً لذكر شواهد حديث عبدالله بن عمرو بن العاص:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ... "
2 - حديث ضميرة بن أبي ضميرة: قال الطبراني في الكبير (8\ح8154):
حدثنا أحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني حسين بن عبدالله بن ضميرة عن أبيه عن جدّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يعرف حق كبيرنا وليس منا من غشنا ولا يكون المؤمن مؤمناً حتى يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه ".
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن علي بن أحمد الفامي وأبو عبدالرحمن السلمي قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي نا عثمان بن سعيد نا القعنبي أن حسين بن ضميرة حدثهم به.
قال الهيثمي في" مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" (10\ص16):"فيه حسين بن عبدالله بن ضميرة، كذاب"، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[17 - 03 - 06, 10:59 ص]ـ
إكمالا لشواهد حديث عبدالله بن عمرو:" ليس منا من لم يرحم صغيرنا ...... "
3 - حديث جابر بن عبدالله الأنصاري: قال الطبراني في الأوسط (6\ح5923 - طبعة الطحان):"حدثنا محمد بن محمد التمار قال حدثنا سهل بن تمام بن بزيع قال حدثنا مبارك بن فضالة عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"ليس منا من لم يوقر كبيرنا، ويرحم صغيرنا".
وأخرجه الخطيب في الموضح (1\ص391) قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد بن عبدالله بن مهدي الفارسي حدثنا أبو محمد عبدالله بن أحمد بن إسحاق المصري الجوهري إملاءً في سنة 329 حدثنا إبراهيم بن أبي داود حدثنا سهل بن تمام بن بزيع به، ولفظه:"إنّ من تعظيم جلال الله إكرام ذي الشيبة "، وقال:"من لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا فليس منا ".
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (13\ح10478) قال: أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي نا أبو قلابة نا سهل بن تمام بن بزيع به، ولفظه:"ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويعرف حق صغيرنا "، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنّ من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم".
قلت: إسناده ضعيف، فيه سهل بن تمام بن بزيع، قال أبو زرعة الرازي:" لم يكن يكذب، كان ربما وهم في الشئ "، وقال أبو حاتم الرازي:"شيخ"، وذكره ابن حبان في الثقات وقال:"كان يخطئ"، وهو من رجال التهذيب، والله الموفق.
¥(42/53)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[18 - 03 - 06, 10:39 م]ـ
استكمالا لذكر شواهد حديث عبدالله بن عمرو بن العاص:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا .... "
4 - حديث أبي أمامة رضي الله عنه: قال البخاري في الأدب المفرد (ح356):حدثنا محمود قال حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا الوليد بن جميل عن القاسم بن عبدالرحمن عن أبي أمامة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من لم يرحم صغيرنا ويجلّ كبيرنا فليس منا".
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8\ح7922) قال: حدثنا محمد بن جابان ثنا محمود بن غيلان ثنا يزيد بن هارون به.
قلت: في إسناده ضعف، قال أبو حاتم الرازي عن الوليد بن جميل:"شيخ يروي عن القاسم أحاديث منكرة "، وقال أبو زرعة الرازي:" شيخ لين الحديث "، وقال ابن المديني:"الوليد بن جميل تشبه أحاديثه أحاديث القاسم أبي عبدالرحمن، ورضيه "، وشيخه القاسم مختلف فيه.
وللحديث طريق آخر عن القاسم: أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8\ح7895) قال: حدثنا أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء البغدادي ثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبدالرحيم - وهو خالد بن أبي يزيد - عن أبي عبدالملك - وهو علي بن يزيد الألهاني - عن القاسم عن أبي أمامة - وذكر قصة - ثم قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم:"إشرب فإنّ البركة في أكابرنا، فمن لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا فليس منّا ".
قلت: قال محمد بن إبراهيم الكتاني:" قلت لأبي حاتم - يعني الرازي -: ما تقول في أحاديث علي ابن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة؟ قال: ليست بالقوية، هي ضعاف "، وقال ابن معين:" علي ابن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة، هي ضعاف كلها ".
قلت: وللحديث أيضاً طريق ثان عن أبي أمامة أخرجه الطبراني في الكبير (8\ح7703) قال: حدثنا أبو زيد الحوطي ثنا أبو اليمان ثنا عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ".
قلت: قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8\ص14 - 15):"فيه عفير بن معدان، وهو ضعيف جداُ "، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[14 - 08 - 06, 11:05 م]ـ
إكمالاً لذكر شواهد حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا .... "
5 - حديث عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: قال ابن أبي حاتم في العلل (3\حديث2435 - طبعة الدباسي):" سألت أبي، عن حديث رواه إسحاق بن إبراهيم بن الضيف -أبو يعقوب المروزي-
من حفظه، قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثني عبدالملك بن قدامة الجمحي عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعود مريضنا ويشهد جنائزنا ويجيب دعوتنا ". قال أبي: هذا حديث منكر، وعبدالملك ضعيف الحديث"، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[14 - 08 - 06, 11:40 م]ـ
أرجو من الإخوة المشرفين إلغاء المشاركتين الأخيرتين ففيهما تكرار ولم يكن حال الملتقى هكذا، اللهم احفظ ملتقى أهل الحديث من السوء.
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[15 - 08 - 06, 07:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل و بارك فيكم
ـ[الدارقطني]ــــــــ[21 - 08 - 06, 09:23 ص]ـ
استدراكاً للشاهد رقم (5) من حديث عبدالله بن عمر بن الخطاب،
قال ابن عدي في الكامل (7\ص2220 - 221): أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي ثنا هارون بن عبدالله ثنا عبدالملك بن عبدالعزيز عن الكوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا فليس منّا ".
قلت: ذكر ابن عدي هذا الحديث وغيره في "الكامل في الضعفاء" في ترجمة "الكوثر بن حكيم" وهو "ضعيف جداً"، وقال:"وهذه الأحاديث عن كوثر عن نافع عن ابن عمر، غير محفوظة ".
ـ[الدارقطني]ــــــــ[23 - 08 - 06, 09:30 ص]ـ
متابعة لتخريج شواهد حديث:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ... "
6 - حديث أبي زيد عمرو بن أخطب الأنصاري -وله صحبة-،وهو خطأ والصحيح أنه من مرسل أبي يزيد المدني قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ليس منا .... " الحديث، وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله تعالى في تخريج مرسل أبي يزيد المدني، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[23 - 08 - 06, 09:30 ص]ـ
متابعة لتخريج حديث:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ... "
7 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال الخرائطي في مكارم الأخلاق (ح351): حدثنا عبدالله بن أحمد الدورقي حدثنا خالد بن خداش حدثنا ابن وهب عن أبي صخرة عن يزيد بن عبدالله بن قسيط عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليس منّا من لم يوقّر كبيرنا، ويرحم صغيرنا ".
وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح353) قال: حدثنا أحمد ابن عيسى حدثنا عبدالله بن وهب به، ولفظه:"من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حقّ كبيرنا، فليس منّا ".
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4\ص178) وعنه البيهقي في الشعب (13\ح10473)، قال الحاكم: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر الخولاني ثنا عبدالله بن وهب به.
قال الحاكم:"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".
تنبيه: وقع في إسناد البخاري في الأدب المفرد:" أبو قسيط" وهو خطأ، والصواب:"ابن قسيط " كما عند الحاكم في "المستدرك"، والبيهقي في "الشعب".
وله طريق أخرى عن أبي هريرة، قال هناد بن السري في كتاب "الزهد" (2\ح1320):حدثنا يعلى عن يحيى بن عبيدالله عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليس من من لا يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا".
قلت: فيه إسناده، يحيى بن عبيدالله بن عبدالله بن موهب القرشي التيمي، قال البخاري:"كان ابن عيينة يضعّفه، وتركه يحيى القطان"، وقال أحمد بن حنبل:"منكر الحديث ليس بثقة" وقال ابن معين:"ليس بشئ"، وضعّفه غيرهم.
¥(42/54)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[28 - 08 - 06, 10:19 ص]ـ
إكمالاً لذكر شواهد حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ... " الحديث.
8 - مرسل أبي يزيد المدني: قال ابن عدي في الكامل (4\ص275):حدثنا ابن صاعد قال: حدثنا محمد بن عبدالله المخرمي ثنا أبو داود ثنا شعبة عن سعيد بن قطن سمعت أبا زيد الأنصاري قال: قال رسول الله:"ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا".
قال ابن أبي حاتم في العلل (3\ص5 - ح2176 - طبعة الدباسي):"وسألت أبي عن حديث رواه أبو داود الطيالسي عن شعبة عن سعيد بن قطن قال: سمعت أبا زيد يقول:قال رسول الله:" ليس منّا من لم يوقّر كبيرنا ويرحم صغيرنا"، قال أبي: لهذا الحديث علّة، رواه غندر عن شعبة عن سعيد بن قطن قال: سمعت أبا يزيد المدني قال: بلغني أنّ رسول الله قال:"ليس منّا .... " الحديث، قال أبي: وهذا أشبه، قلت: ومن أبو يزيد المدني؟ قال: شيخ، روى عنه جرير بن حازم وسعيد بن أبي عروبة وأيوب السختياني، ولا يسمى. سئل مالك، عن ابي يزيد؟ فقال: لا أعرفه".
قال ابن صاعد:"كانوا يرون أنه حديثٌ متّصل ويعدّ في حديث أبي زيد بن أخطب الأنصاري إذ قد روى عن النبي، وهو وَهمٌ، إنّما رواه شعبة عن قطن بن كعب القطعي جَدِّ أبي قطن عن أبي يزيد المدني أنّه بلغه عن النبي، فصار مرسلاً ".
وقال محمد بن عبدالله المخرمي:"حديث أبي داود -يعني الطيالسي- خطأ -يعني الموصول- وهذا الصواب -يعني المرسل-".
وقال ابن عدي:" البخاري وابن صاعد نسبا أبا داود -يعني الطيالسي- هذا الحديث إلى الخطأ".
قلت: أخرج الوجه المرسل ابن عدي في كامله أيضاً.
قال ابن عدي في الكامل (4\ص275 - 276): حدثنا ابن صاعد حدثناه بندار حدثنا سهل بن حماد ثنا شعبة عن قطن القطعي عن أبي يزيد المدني أنّه بلغه أنّ النبي قال:"ليس منّا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حقّ كبيرنا "، والله الموفق، يتبع إن شاء الله تعالى.
ـ[محمد أمجد رازق]ــــــــ[29 - 08 - 06, 05:50 م]ـ
بارك الله فيك وأحسن إليك.
لقد قمت باقتباس بعض تخريجاتك. ونريد المزيد.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[02 - 09 - 06, 11:24 ص]ـ
إكمالاً لذكر شواهد حديث:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ... "
9 - حديث الحارثة بن الأضبط الذكواني: قال أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة (3\ص744 - ح1979): حَدَّثَنَاهُ ابْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مُشْبِلٍ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُقَيْلِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَضْبَطِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا ".
قال أبو نعيم:"وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ الرَّهَاوِيُّ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشْرَسِ، عَنْ عَبْدِ الْمُهَيْمِنِ بْنِ الْأَضْبَطِ بْنِ حُيَيِّ بْنِ رِعْلٍ، عَنْ أَبِيهِ الْأَضْبَطِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنَّا "، فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً ".
قلت: وهذا أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة أيضاً (1\ص359 - ح1100) فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَّانِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّهَاوِيِّ، قَالَ: ثنا أَبُو الْمُثَنَّى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَشْرَسَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ الْأَضْبَطِ بْنِ حُيَيِّ بْنِ زَعْلٍ الْأَكْبَرُ، حَدَّثَنِي أَبِي الْأَضْبَطِ بْنِ حُيَيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا ".
قلت: في كلا الإسنادين:"علي بن الحسن بن أحمد الحراني"، ذكره الخطيب في تاريخ بغداد (11\ 382 - 383)، قال الدارقطني:" لم يكن علي بن الحسن الحراني قوياًّ"، يتبع إن شاء الله تعالى.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[02 - 09 - 06, 11:25 ص]ـ
إكمالاً لذكر شواهد حديث:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ... "
10 - حديث الأضبط بن حيي بن زعل الأكبر: أنظر تخريج حديث الحارثة بن الأضبط، والله الموفق، يتبع بإذن المولى القدير.
ـ[محمد أمجد رازق]ــــــــ[02 - 09 - 06, 05:14 م]ـ
لقد كانوا إذا عدوا قليلا * فقد صاروا أقل من القليل.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[03 - 09 - 06, 09:12 ص]ـ
إكمالاً لذكر شواهد حديث:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ... "
11 - مرسل محمد بن علي بن أبي طالب المعروف ب:"ابن الحنفية": قال ابن الأعرابي في "معجم شيوخه" (2\ص744 - 745، ح1508 - طبعة دارابن الجوزي): نا الحبري نا أبو غسان نا الحسن بن صالح عن أبي حازم عن المنهال بن عمرو عن محمد بن علي عن النبي قال:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقّر كبيرنا، ويعرفُ لنا حقّنا".
قلت: هذا مرسل جيد، شيخ ابن الأعرابي هو:"الحسين بن حكم بن مسلم الحبري أبو عبدالله "، سأل الحاكم الدارقطني عنه؟ فقال:"ثقة" (سؤالات الحاكم للدارقطني-رقم90)، وبقية رجال السند من رجال التهذيب لا بأس بهم حسب اطلاعي على أحوالهم، يتبع إن شاء الله تعالى، والله الموفق.
¥(42/55)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 09 - 06, 04:38 م]ـ
جزاك الله خيراً
وحبذا جمعها في صعيد واحدا لنضيفها للشاملة
ـ[الدارقطني]ــــــــ[03 - 09 - 06, 11:05 م]ـ
أبو طارق شيخنا الحبيب أخي صبرك علي حتى أتم التخريج لحديث:"ليس منا ... " الحديث، ولم يبق إلا قليل بحول الله القوي، وبعد ذلك لك ما تشاء من التصرف فيما أكتبه.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 09 - 06, 03:14 ص]ـ
وفقك الله
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[04 - 09 - 06, 06:40 م]ـ
شيخنا الحبيب الشيخ طارق آل بن ناجي (الدارقطني)
جزاك الله خير اً وجعل هذه الأعمال في ميزانك يوم القيامة.
وننتظر منك المزيد بارك الله فيك ..
ـ[الدارقطني]ــــــــ[06 - 09 - 06, 09:27 ص]ـ
12 - حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وتخريج هذا الشاهد استدراك للشاهد رقم (2) من حديث ضميرة بن أبي ضميرة والذي خرّجناه في موضعه ونعيد ما فيه لما من الفائدة فيه.
قال الطبراني في الكبير (8\ح8154):حدثنا أحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني حسين بن عبدالله بن ضميرة عن أبيه عن جدّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يعرف حق كبيرنا وليس منا من غشنا ولا يكون المؤمن مؤمناً حتى يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه ".
وأخرجه من نفس الطريق وجعله من مسند علي بن أبي طالب، أبوالقاسم التيمي الأصبهاني الملقب ب"قوام السنّة" في كتاب الترغيب والترهيب (1\ح250):أخبرنا سهل بن عبدالله الغازي أنا الفضل بن عبيدالله أنا أبو بكر أحمد بن محمود بن خرزاذ بالأهواز ثنا أحمد بن سهل بن أيوب ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا حسين بن عبدالله بن ضميرة عن أبيه عن جدّه عن علي -كرّم الله وجهه- قال: قال رسول الله:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حقّ كبيرنا، وليس منّا من غشّنا، ولا يكون المؤمن مؤمناً حتى يحب للناس ما يحبّ لنفسه".
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" من طريق آخر عن حسين بن عبدالله ابن ضميرة قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن علي بن أحمد الفامي وأبو عبدالرحمن السلمي قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي نا عثمان بن سعيد نا القعنبي أن حسين بن ضميرة حدّثهم عن أبيه عن جدّه عن عليّ أن النبي قال:"من لم يرحم صغيرنا ولم يعرف حقّ كبيرنا فليس منّا، ولا يكون المؤمن مؤمناً حتى يحب للمؤمن ما يحب لنفسه ".
قلت: وأي كان الصحابي في هذا الحديث من هذا الطريق فمداره على متهم بالكذب وهو:" حسين بن عبدالله بن ضميرة "، والله أعلم، يتبع إن شاء الله تعالى، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[10 - 09 - 06, 10:48 م]ـ
إكمالاً لذكر شواهد حديث:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ... "
13 - حديث عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-، وفيه إشكال يُبيّن إن شاء الله تعالى:
قال ابن الأعرابي في "معجم شيوخه":نا الْكَلْبِيُّ، نا الْوَضَّاحُ بْنُ يَحْيَى، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا ".
و قال الخطيب البغدادي في "الامع لآداب الراوي وآداب السامع": أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَتَّابٍ، نا أَبُو الْأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا الْوَضَّاحُ بْنُ يَحْيَى النَّهْشَلِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا ".
قال الخرائطي في "مكارم الأخلاق":حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ قَاضِي عُكْبَرَا، حَدَّثَنَا وَضَّاحُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا ".
قلت: في إسناده "وضاح بن يحيى النهشلي " قال أبو حاتم الرازي:"شيخ صدوق "-الجرح (9\ص41)، وقال ابن حبان في المجروحين:"منكر الحديث يروي عن الثقات الأشياء المقلوبات التي كأنها مقلوبة لا يجوز الإحتجاج به إذا انفرد لسوء حفظه وإن اعتبر بما وافق الثقات من حديثه معتبر فلا ضير "- المجروحين2\ص431 - 432 - طبعة حمدي السلفي، فالجرح مفسّر ومقدّم على التعديل والله أعلم، لكن الإشكال الذي لاحظته هو أنّ عبداله جاء مصرحاً به في رواية الخرائطي بأنه:"ابن عباس "، وقد لحظت على غير واحد ممّن خرّج هذا الحديث بأن اعتبر هذا الشاهد من حديث ابن مسعود، ولعل زيادة:"بن عباس " في رواية الخرائطي من الناسخ أو الطابع، ولا أجزم بشئ من ذلك، يتبع إن شاء الله تعالى، والله الموفق.
¥(42/56)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[23 - 09 - 06, 12:12 م]ـ
إكمالاً لذكر شواهد حديث:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ... "
14 - حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وله طرق عن أنس:
1 - قال الطبراني في الأوسط: حدثنا عبيد بن عبدالله بن جحش ثنا جنادة بن مروان ثنا الحارث بن النعمان قال:سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويؤاخي فينا ويزور ". قال الطبراني:"لم يروه عن أنس إلا الحارث".
قلت: في إسناده الحارث بن النعمان، قال البخاري:"منكر الحديث"، وقال أبو حاتم الرازي:" ليس بقوي الحديث"، وصعّفه غير واحد.
2 - قال الترمذي في الجامع: حدثنا محمد بن مرزوق حدثنا عبيد بن واقد عن زربي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: " جاء شيخ يريد النبي صلى الله عليه وسلم فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا ".
قال الترمذي:" هذا حديث غريب، وزربي له أحاديث مناكير عن أنس بن مالك وغيره ".
قلت: إعلال الترمذي دال على فقهه في تعليل الأحاديث رحمه اللع تعالى، فعبيد بن واقد صعيف كما سيأتي بيانه في الطريق الآتي إلا أنّه متابع قد تابعه الثقات في هذا الطريق كما في ترجمة زربي في كامل ابن عدي.
3 - قال أبو نعيم الأصبهانيفي تاريخ أصبهان: حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا أبو عبدالله محمد ابن يعقوب الغزال ثنا عبدالله بن عمر بن يزيد ثنا عبيد بن واقد ثنا عبدالقدوس عن أنس بن مالك:"أن شيخاً جاء يريد النبي صلى الله عليه وسلم وحوله أصحابه فأبطؤا على الشيخ أن يوسعوا له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليس منّا من لم يوقّر كبيرنا ويرحم صغيرنا ".
قلت: في إسناده عبيد بن واقد، قال أبو حاتم الرازي:"ضعيف الحديث، يكتب حديثه"، وقال ابن عدي:" عامّة ما يرويه لا يتابع عليه "، وعبدالقدوس إن كان ابن حبيب الكلاعي-وهو ما تميل إليه النفس- قال فيه عمرو بن علي الفلاس:"أجمعوا على ترك حديثه ".
4 - قال تمام الرازي في فوائده: أخبرنا أبو عبدالله جعفر بن محمد ثنا يوسف بن موسى ثنا مخيمر بن سعيد ثنا روح بن عبدالواحد عن خليد بن دعلج عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا".
ولخليد في هذا الحديث شيخ آخر عن أنس
5 - قال ابن عدي في الكاملثنا علي بن أحمد بن مروان ثنا أبو حاتم الرازي ثنا روح بن عبدالواحد ثنا خليد بن دعلج عن قتادة عن أنس قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا".
قلت: في الإسنادين خليد بن دعلج، قال النسائي:"ليس بثقة"، وقال أبو داود السجستاني:"ضعيف "، وقال ابن معين:"ليس بشئ"، وأيضاً روح بن عبدالواحد، قال أبو حاتم الرازي:"ليس بالمتقن روى أحاديث فيها صنعة"، وذكره ابن حبان في الثقات.
وهناك طريقين عن أنس أوردهما في المشاركة القادمة إن شاء الله تعالى.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[23 - 09 - 06, 06:31 م]ـ
6 - قال الحارث بن أبي أسامة في مسنده (ح799 - بغية الباحث):حدثنا يعلى حدثني عبدالحكم عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا فليس منا".
قلت: في إسناده عبدالحكم بن عبدالله القسملي قال ابن عدي:"عامة حديثه مما لا يتابع عليه، وبعضه متون مشاهير، إلا أنه بإسناد لا يذكره غيره"، وقال ابن حبان:" كان ممن يروي عن أنس ما ليس من حديثه، ولا أعلم له مشافهة، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب"، وضعفه غيرهما من الأئمة.
7 - قال أبو يعلى الموصلي في مسنده (6\ص191): حدثنا أبو ياسر عمار حدثنا يوسف حدثنا ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا".
قلت: في إسناده يوسف بن عطية الأنصاري السعدي مولاهم،قال النسائي والدولبي:"متروك الحديث"، زاد النسائي:"وليس بثقة "، وضعّفه الدارقطني وغيره.
وله طريق آخر عن ثابت عن أنس رضي الله عنه، قال الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ح353): حدثنا عبدالله بن إبراهيم الدورقي حدثنا خالد بن خداش حدثنا زائدة أبو معاذ صديق حماد بن زيد حدثنا ثابت البناني عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم ضغيرنا".
¥(42/57)
قلت: في إسناده زائدة بن أبي الرقاد، قال البخاري والنسائي:"منكر الحديث"، وقال ابن معين:"ليس بشئ"، وضعفه غيرهم وعدّله القواريري.
يتبع إن شاء الله تعالى.
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[09 - 10 - 06, 11:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الدارقطني]ــــــــ[31 - 10 - 06, 10:21 ص]ـ
إكمالاً لذكر شواهد حديث:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ... "
15 - حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه: قال الإمام أحمد بن حنبل في المسند: ثنا هارون ثنا ابن وهب حدثني مالك بن الخير الزيادي عن أبي قبيل المعافري عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا و يرحم صغيرنا و يعرف لعالمنا. قال عبد الله: و سمعته أنا من هارون.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8\ص14): (رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن).
وقال الحاكم في المستدرك: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، أخبرني مالك بن خير الزيادي، عن أبي قبيل، عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "ليس منا من لم يجل كبيرنا، و يرحم صغيرنا، و يعرف لعالمنا".قال الحاكم: (و مالك بن خير الزيادي مصري ثقة،و أبو قبيل تابعي كبير).
وأخرجه السلفي في الطيوريات قال ابن الطيوري: حدثنا محمد - وهو أبو عبد الله الصوري الحافظ -
حدثنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن محمد بن يزيد الطرسوسي المعروف بابن البصري ببيت المقدس سنة398 حدثنا أبو محمد عبدالله بن الحسين بن عبدالرحمن القاضي الصابوني بأنطاكية سنة335 حدثنا أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن عبدالحكم حدثنا عبدالله بن وهب عن مالك بن الخير الزبادي به، ولفظه:"ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا ". قال أبو عبدالله الصوري: (لا أعلم جاءت هذه الزيادة:" ويعرف لعالمنا " إلا في هذا الحديث وهو غريب من حديث أبي الوليد عبادة بن الصامت، لا أعلم حدّث به عنه غير أبي قبيل حي بن هانئ ولا عنه غير مالك بن الخير الزبادي، وما رأيناه عن مالك إلا من حديث ابن وهب، وحدّث به أحمد بن حنبل في مسنده عن هارون بن معروف أو غيره عن ابن وهب).
قلت: قد تابع ابن لهيعة مالكاً على هذه اللفظة، قال الطبراني في مكارم الأخلاق: ثنا مطلب بن شعيب الأزدي ثنا عبدالله بن صالحثني ابن اهيعة عن أبي قبيل عن عبادة بن الصامتقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقّه". والله أعلم، يتبع بإذن الله.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[18 - 11 - 06, 07:35 ص]ـ
إكمالاً لذكر شواهد حديث:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ... "
16 - مرسل بلال بن سعد: وجدت في تاريخ دمشق لابن عساكر (67\ص137 - طبعة دار الفكر) ما هذا نصُّه:"أبو القاسم، بعض مشيخة دمشق، يحدّث عن بلال بن سعد السكوني، روى عنه محمد بن مهاجر بن دينار، حدّث عن بلال بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من لم يجل كبيرنا ويرق لصغيرنا ويرحم ذا الرحم منّا، فلسنا منه وليس منّا".انتهى من تلخيص ابن منظور لتاريخ دمشق.
قلت: هذا مرسل، وهو من أقسام الضعيف، يتبع بإذن الله.(42/58)
أرجوا تخريج هذا الحديث .... وهي على رجل طائر ..
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[07 - 10 - 04, 11:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحديث رؤيا المؤمن جزء من ستة و أربعين جزءا من النبوة و هي على رجل طائر ما لم يحدث بها و إذا حدث بها وقعت.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 10 - 04, 12:56 ص]ـ
تخريج أولي:
الحديث عند أحمد وأبي داود، والترمذي وابن ماجه، والابن حبان والطبراني وغيرهم عن أبي رزين العقيلي رضي الله عنه.
ـ[الفضلي]ــــــــ[08 - 10 - 04, 02:03 م]ـ
هذا الحديث صححه الشيخ ناصر الألباني في صحيح الجامع3458 رحمه الله نعالى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 10 - 04, 05:01 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزى الله الإخوة خيرا على ما تفضلوا به
وهذا الحديث جاء عن أبي رزين العقيلي وعن أنس وعن عائشة رضي الله عنهم
فأما حديث أبي رزين فأخرجه أحمد (4/ 10) والترمذي (2278) وغيرهم من طريق يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن أبي رزين العقيلي، وقال الترمذي (حسن صحيح)
وإسناده صحيح
وقد ذهب بعضهم إلى ان وكيع بن عدس مجهول كما قال ابن القطان الفاسي والذهبي والألباني وغيرهم
والصواب أنه معروف
جاء في التذييل على كتب الجرح والتعديل للشيخ طارق آل بن ناجي حفظه الله ص340
(قال ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار ((من الأثبات))
وقال الجوزجاني في كتاب الأباطيل (صدوق صالح الحديث)
وصحح له الإمام الترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم) انتهى.
وحديث أنس أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 391) (إتحاف المهرة (2/ 84) من رواية معمر عن أيوب بن ابي تميمة عن أبي قلابة عن أنس به وقال صحيح الإسناد
ورجاله ثقات وعبدالله بن زيد الجرمي سمع من أنس
ولكن في الجامع لمعمر (11/ 212) عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة مرسلا
وحديث عائشة عند الدارمي (2/ 1381 حسين سليم) عن ابن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سليمان بن يسار عن عائشة
وفي سنده محمد بن إسحاق وقد عنعن وكذلك سليمان بن يسار احتلف في سماعه من عائشة فنفاه البزار ولكن جاء في الصحيحين مايثبت سماعه منها.
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[09 - 10 - 04, 06:59 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً وزادكم من العلم لما فيه خير لهذه الأمة ....(42/59)
دعوة للمشاركة (حول كتب التخريج وأهمها)
ـ[أبو ساره البديري]ــــــــ[10 - 10 - 04, 10:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السّلام عَلَيكُم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لا يخفى على الجميع منزلة كلام علماء الحديث الذين نقدوا الأحاديث وتكلموا عليها تصحيحا وتضعيفاً وخاصة الذين عُرِفوا برسوخ القَدم في عُلوم الحديث وعدم التعصب والتقليد.
ومن هذا المنطلق أود أن تكون هذه المشاركة دعوة مني للاخوة أعضاء هذا المنتدى المبارك لبيان أهم كتب التخريج عامةً _ مع بيان السبب إن أمكن للفائدة _ سواء كانت لعلماء سابقين أو معاصرين لكي يقف طالب العلم على المهم منها، وما يمكنه الاستغناء عنها.
لأن كثير من طلاب العلم يجمع جل كتب التخريج الموجودة في الأسواق وبعضها مجرد نقل مجرد عن الحكم والعلة ويمكن الاستغناء عنها بغيرها:
ثمرة هذا الموضوع شيئين:
1. توفير المال.
2. توفير الوقت.
آمل التجاوب مع هذه المشاركة وجزاكم الله خيراً.
أخوكم في الله أبو سارة
ـ[أبو ساره البديري]ــــــــ[11 - 10 - 04, 07:48 ص]ـ
أين أنتم يا طلاب العلم
ـ[بو الوليد]ــــــــ[11 - 10 - 04, 07:57 م]ـ
العفو أخي الكريم ..
أهم كتب التخريج للمعاصرين في نظري كتب الشيخ الألباني رحمه الله تعالى من حيث العزو وجمع الأسانيد.
ويوجد كتب كثيرة من كتب ابن حجر كإتحاف المهرة، والتلخيص الحبير وغيرهما، وإتحاف الخيرة للبوصيري وتحفة الأشراف للمزي، وكذلك نصب الراية للزيلعي.
والحق أن كلمة تخريج تحتاج لتوضيح، فهي قد تعني العزو للمصادر، وقد تعني ما هو أعم من ذلك؛ كالحكم على الحديث، ودراسة أسانيده.(42/60)
حديث ضعيف منتشر على أنه رواه مسلم!!
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[10 - 10 - 04, 06:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع: حديث ضعيف ينتشر على أنه رواه مسلم!
وهو حديث: ((من قال لا إله إلا الله الملك الحق المبين في كل يوم مائة مرة كان له أمان من الفقر ومن وحشة القبر واستجلب به الغنى واستقرع به باب الجنة)) رواه مسلم!!
أعلم رحمك الله تعالى أن هذا الحديث قد انتشر في عدد من المجموعة البريدية ورسائل الهاتف النقال (الجوال) وغير ذلك على أنه رواه مسلم وهو ليس في الصحيحين ولا في السنن والمسانيد بل هو حديث ضعيف ومن باب الدفاع عن السنة النبوية الصحيحة والنصح للمسلمين تم تحرير هذه المشاركة
أولا: تخريج الحديث:
1) أخرجه الحافظ الخطيب البغدادي في كتابه تاريخ بغداد 12/ 358
2) الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في كتابه حلية الأولياء 8/ 280 وفي كتابه صفة الجنة حديث رقم 184
3) الرافعي القزويني في كتابه التدوين في تاريخ قزوين 4/ 65
4) كمال الدين بن أبي جرادة في كتابه بغية الطلب في تاريخ حلب 8/ 3562
5) الماليني في كتابه الأربعين 40/ 1
ثانيا: من حكم عليه بالضعف من العلماء رحمهم الله تعالى:
1) الإمام الدارقطني في كتابه العلل حديث رقم 308
2) الحافظ العراقي في كتابه المغني عن حمل الأسفار حديث رقم 1181
3) الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في كتابه حلية الأولياء 8/ 280
4) العلامة بن القيم في كتابه حادي الأرواح ص 44
5) الحافظ بن رجب كتابه كلمة الإخلاص ص 65
6) العلامة الألباني في كتابه سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة حديث رقم 3310 وقال عنه منكر
اللهم اغفر لي ولإخواني فإننا نحب الحق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[بو الوليد]ــــــــ[11 - 10 - 04, 10:00 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم، ولتتميم الفائدة:
قال ابن عبد البر في التمهيد ج 6 ص 54:
عن مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال كل يوم مائة مرة لا إله إلا الله الحق المبين كان له أمانا من الفقر وأنسا من وحشة القبر واستجلب به الغنى واستقرع به باب الجنة وهذا حديث غريب من حديث مالك لا يصح عنه والله أعلم وقد حدثناه خلف بن قاسم حدثنا يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس وأبو الطيب محمد بن جعفر غندر قالا حدثنا إبراهيم بن عبدالله بن أيوب المخزومي قال حدثنا الفضل بن غانم عن مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في يوم مائة مرة لا إله إلا الله الحق المبين فذكره سواء.
وقال الخطيب في تاريخ بغداد ج 12 ص 358:
حدثنا أبو الحسين احمد بن على بن عثمان بن الجنيد الخطبي بلفظه قال حدثني عبيد الله بن محمد بن سليمان بن فهرويه العلاف إملاء وعمر بن محمد بن الزيات الصيرفي إملاء وعمر بن احمد بن أبى نعيم البزاز وأحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي إملاء قالوا حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أيوب أبو إسحاق المخرمي في درب حبيب باب نهر معلى وهذا لفظ عبيد الله وحده قال حدثنا الفضل بن غانم حدثنا مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على بن أبى طالب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من قال في كل يوم مائة مرة لا اله الا الله الحق المبين كان له امانا من الفقر واستجلب به الغنى وامن من وحشة القبر واستقرع به باب الجنة قال الفضل بن غانم والله لو ذهب إلى اليمن في هذا الحديث كان قليلا.
رواه عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز الهاشمي وأحمد بن دهثم الأسدي عن مالك عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر لنا أبو نعيم الحافظ ان سالما الخواص رواه عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم.
¥(42/61)
أخبرنا الجوهري أخبرنا محمد بن العباس حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال سئل يحيى بن معين عن الفضل بن غانم الذي يحدث عن سلمة بالمغازى فقال ضعيف ليس بشيء أخبرنا البرقاني أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال الفضل بن غانم ليس بالقوي حدثنا محمد بن على الصوري أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور حدثنا أبو سعيد بن يونس قال الفضل بن غانم الخزاعي يكنى أبا على مروزي قدم مصر سنة ثمان وتسعين ومائة فولى قضاء مصر من قبل الأمير مطلب بن عبد الله فأقام على قضاء مصر إلى ان صرف عنه في سنة تسع وتسعين ومائة وقال لي أبو القاسم بن قديد كان الفضل بن غانم متهما في نفسه.
وفي العلل الواردة في الأحاديث النبوية ج 3 ص 106:
وسئل عن حديث الحسين بن علي عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال كل يوم مائة مرة لا إله إلا الله الملك الحق المبين كان له أمانا من الفقر واستجلب به الغنى فقال يروي عن مالك بن أنس واختلف عنه فرواه الفضل بن غانم عن مالك عن جعفر عن أبيه عن جده عن علي قال ذلك إبراهيم المخرمي وحميد بن يونس الزيات عنه وخالفهما محمد بن أحمد بن البراء فرواه عن الفضل بن غانم عن مالك عن جعفر عن أبيه مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه عمر بن إبراهيم كردي عن مالك فتابع رواية بن أيوب عن الفضل بن غانم وكذلك رواه أبو حنيفة سلم بن المغيرة عن مالك عن جعفر عن أبيه عن جده عن علي والفضل بن غانم ليس بالقوي.
قلت:
والفضل بن غانم ضعيف، كما قال ابن معين والدارقطني والخطيب البغدادي وغيرهم.
وسالم الخواص هو سلم بن ميمون، قال ابن حجر في اللسان:
سلم بن ميمون الخواص الزاهد الرازي عن مالك وابن عيينة وعنه محمد بن عوف وسعد بن عبد الله بن عبد الحكم قال بن عدى ينفرد بمتون بأسانيد مقلوبة وهو من كبار الصوفية وقال بن حبان كان من كبار عباد أهل الشام غلب عليه الصلاح حتى غفل عن حفظ الحديث وإتقانه فلا يحتج به روى عن أبى خالد الأحمر عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه قال بايع اعرابي النبي صلى الله عليه وسلم الى أجل فقال علي للأعرابي ان مات النبي صلى الله عليه وسلم فمن يقضيك قال لا أدري قال فأته فاسأله فاتاه فسأله فقال يقضيك أبو بكر وذكر الحديث وآخره إذا مت انا وأبو بكر وعثمان فان استطعت ان تموت فمت رواه موسى بن سهل الرملي وأحمد بن إبراهيم بن فلاس عن سلم بن ميمون وقال العقيلي حدث بمناكير لا يتابع عليها وقال أبو حاتم لا يكتب حديثه انتهى وبقية كلام بن عدى ولعله كان يقصد ان يصيب فيخطىء في الإسناد والمتن فان الحديث لم يكن من عمله.
وعبد العزيز ين يحيى بن عبد العزيز قال عنه ابن حجر في التهذيب:
تمييز عبد العزيز بن يحيى المدني نزيل نيسابور ويحيى هو بن سليمان بن عبد العزيز وقيل بن عبد الله بن عمرو بن أوس وقيل بن عبد الله بن سعد مولى العباس يكنى أبا محمد ويقال أبو عبد الرحمن روى عن مالك الموطأ وسليمان بن بلال والداروردي والليث وابن وهب وسعيد بن بشير وابن أبي فديك وغيرهم وعنه إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ومحمد بن عبد الوهاب الفراء وأحمد بن سلمة النيسابوري وإبراهيم بن فهد وأبو عمرو المستملي وسلمة بن شبيب وعلي بن سعيد بن بشير الرازي ومحمد بن علي بن زيد الصائغ وغيرهم قال بن أبي حاتم سمع منه أبي ثم تركه وقال لا أحدث عنه ضعيف وقال أبو زرعة ليس بثقة وذكرته لإبراهيم بن المنذر فكذبه وذكرته لأبي مصعب فقلت يحدث عن سليمان بن بلال فقال كذاب أنا أكبر منه وما أدركته وقال العقيلي يحدث عن الثقات بالبواطيل ويدعى من الحديث ما لا يعرف به غيره المتقدمين عن مالك وغيره ذكر الحاكم أن أبا عمرو المستملي سمع منه سنة 235 قلت وذكر بن عدي في ترجمة العطاف بن خالد حدثنا علي بن سعيد عن عبد العزيز بن يحيى عن مالك وسليمان بن بلال التيمي بأحاديث غير محفوظة وهو ضعيف جدا وهو يسرق حديث الناس.
وأحمد بن دهثم ذكره في اللسان وقال:
أحمد بن دهثم الأسدي عن مالك قال الدارقطني متروك قلت أتى عن مالك عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما بحديث باطل رواه عنه علي بن سنحت الواسطي انتهى وسيأتي الحديث المذكور في ترجمة عبد العزيز بن قاسم إن شاء الله تعالى وكلام الدارقطني فيه وقال الخطيب لما أخرجه لا يثبت عن مالك.
قلت ذكر الحديث في ترجمة عبد العزيز بن القاسم من اللسان فقال:
عبد العزيز بن القاسم عن مالك قال الخطيب مجهول قلت اتى عن مالك بخبر كذب لكنه من رواية النضر بن طاهر عنه هو هالك انتهى وأخرجه الخطيب من طريق عبد الباقي بن قانع عن محمد بن علي بن الحسن الصيرفي غلام طالوت عن النضر عن عبد العزيز بن القاسم عن مالك عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما رفعه من قال لا إله إلا الله في كل يوم مائة مرة استقرع باب الجنة وأومن من وحشة القبر وقال عبد العزيز مجهول والنضر ضعيف وأخرجه الدارقطني في غرائب مالك من هذا الوجه وأخرجه أيضا عن أبي بكر محمد بن علي النقاش وغيره عن غلام طالوت به لكن قال عبدالعزيز بن يحيى ان عبد العزيز الهاشمي عن مالك وزاد في المتن واستجلب الرزق وامن من الفقر وهذا اثبت من رواية بن قانع ويحتمل ان يكونا اثنتين فان لعبد العزيز بن يحيى رواية أخرى عن مالك وقد أخرجه الدارقطني من رواية احمد بن دهشم الأسدي عن مالك وقال لا يصح عن مالك والاسنادان ضعيفان.
قلت:
وقال الدارقطني: كل من رواه (يعني الحديث) عن مالك ضعيف. نقله عنه في اللسان.
وقد ضعف الحديث الدارقطني والخطيب البغدادي وابن عبد البر.
رحمة الله على الجميع.
¥(42/62)
ـ[بو الوليد]ــــــــ[11 - 10 - 04, 10:27 م]ـ
بحثت في المنتدى فرأيت جواب الشيخ أبو عمر وفقه الله تعالى عن هذا الحديث على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23083&highlight=%DB%D1%C7%C6%C8+%E3%C7%E1%DF
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[20 - 12 - 04, 02:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني جزاكم الله خيرا وحرم وجوهكم على تعليقكم وكلماتكم الطيبة
اللهم اغفر لي ولإخواني فإننا نحب الحق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[02 - 01 - 06, 11:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا،
و هناك نكتة ظريفة، و هو أن بعض الإخوة إذا أراد أن يمزح، جاء بحديث ضعيف مما رواه أهل الكتب المصنفة، و قال بعد انتهاء سرده من رواية الحديث: " رواه مسلم "، ثم يقول لهم: أليس فلان (الذي أخرج الحديث) مسلما - ابتسامة -.
ـ[الجعفري]ــــــــ[05 - 01 - 06, 11:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا،
و هناك نكتة ظريفة، و هو أن بعض الإخوة إذا أراد أن يمزح، جاء بحديث ضعيف مما رواه أهل الكتب المصنفة، و قال بعد انتهاء سرده من رواية الحديث: " رواه مسلم "، ثم يقول لهم: أليس فلان (الذي أخرج الحديث) مسلما - ابتسامة -.
لكن هذا التصرف في نظري لا يصلح , فإن نسبة الحديث لمسلم رحمه الله إثبات لصحته , وهذا أمر لا ينبغي المزح فيه , والتورية - في نظري - لا يعمل بها إلا عند الحاجة.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[15 - 01 - 06, 10:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الجعفري، و لكني لم أذكرها على سبيل الإقرار له، بل هو خطأ بين، إلا أنه ما يخفف من هذا الفعل شيئا ما، هو أنه يقوله بين طلبة العلم، ثم يُبين ذلك.
ـ[محمد أبو عمران]ــــــــ[24 - 03 - 06, 01:57 ص]ـ
شكرا جزيلا الأخ الكريم عباس فهد رحيم(42/63)
زيادة غفر له ماتقدم من ذنبه ((وما تأخر)) في فضل صوم رمضان، ماصحتها؟؟؟
ـ[ابوعبدالله العدناني]ــــــــ[12 - 10 - 04, 10:16 ص]ـ
أرجو من يعرف درجتها، أن يوضحها لنا مع التفصيل إن أمكن.
والحديث هو: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر ......
ـ[بو الوليد]ــــــــ[12 - 10 - 04, 03:13 م]ـ
لا تصح هذه الزيادة في حديث البته، وأظن ابن القيم قد تكلم في ذلك إن لم أكن واهماً.
ولعلي أحاول إيجاد مكان كلامه. إن شاء الله تعالى.
ـ[ابوعبدالله العدناني]ــــــــ[12 - 10 - 04, 06:21 م]ـ
أثابك الله خيرا يا أبا الوليد،
وليتك تفيدنا بما ذكره العلاّمة ابن القيم
ـ[ابوعبدالله العدناني]ــــــــ[12 - 10 - 04, 09:42 م]ـ
غريبة!!
قبل أن أكتب سؤالي، بحثت في هذا الملتقى كثيرا عن الزيادة،وقلت مثل هذه الزيادة لن يهملها أصحاب الحديث؛نظرا لكثرة من يرددها في خطبة الجمعة،والمواعظ ........... وغيرها ....
فهل أحظى بإجابة شافية،ولو بالإحالة على المراجع.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[12 - 10 - 04, 11:02 م]ـ
هذه فائدة سريعة أخي الكريم:
[من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه * (* و ما تأخر *) * *.*]
تخريج السيوطي: (خط) عن ابن عباس.
و في صحيح الجامع للألباني رحمه الله: * (*صحيح*) * انظر حديث رقم*:* 6325 في صحيح الجامع ما بين قوسين ضعيف عند الألباني*.*
قال المناوي في شرحه للحديث في فيض القدير:
* (* من صام رمضان إيماناً *) * تصديقاً بثواب اللّه أو أنه حق * (* واحتساباً *) * لأمر اللّه به طالباً الأجر أو إرادة وجه اللّه لا لنحو رياء فقد يفعل المكلف الشيء معتقداً أنه صادق لكنه لا يفعله مخلصاً بل لنحو خوف أو رياء * (* غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر *) * قال الكرماني *:* من متعلق بغفر أي غفر من ذنبه ما تقدم فهو منصوب المحل أو مبينة لما تقدم فهو منصوب وهو مفعول ما لم يسم فاعله فمرفوع المحل والذنب وإن كان عاماً إلا أنه اسم جنس مضاف فيقتضي مغفرة كل ذنب حتى تبعات الناس لكن علم من الأدلة الخارجية أن حقوق الخلق لا بد فيها من رضا الخصم فهو عام خص بحق اللّه إجماعاً بل وبالصغائر عند قوم وظاهره أن ذلك لا يحصل إلا بصومه كله فإن صام بعضه وأفطر بعضه لعذر كمرض وكان لولاه لصام لأنه جاز الثواب لتقدم نية ذكره ابن جماعة *،* والصوم أقسام *:* صيام العوام عن مفسدات الصيام *،* وصوم الخواص عنها وعن إطلاق الجوارح في غير طاعة *،* وصوم خواص الخواص حفظ قلوبهم عما سوى اللّه ففطرهم ظاهراً كفطر المسلمين ولا يفطرون باطناً إلى يوم الدين فإذا شاهدوا مولاهم ونظروا إليه عياناً أفطروا *.*
***** * (* خط عن ابن عباس *) * ورواه أيضاً أحمد والطبراني بهذه الزيادة *،* قال الهيثمي *:* ورجاله موثقون إلا أن حماداً شك في وصله وإرساله وقال في اللسان في ترجمة عبد اللّه العمري بعد ما نقل عن النسائي *:* إنه رماه بالكذب ومن *مناكيره هذا الخبر وما تقدم قال *:* تفرد العمري بقوله وما تأخر وقد رواه الناس بدونها *.*
والله أعلم
ـ[ابوعبدالله العدناني]ــــــــ[12 - 10 - 04, 11:18 م]ـ
أحسنت أخي الكريم
على هذه الفائدة على سرعتها
وإن كانت السرعة مذمومة أخي الفاضل ... ، لكنها في مثل هذه المواطن مستحسنة.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[12 - 10 - 04, 11:55 م]ـ
وقد سمعت الشيخ عبد الله السعد - حفظه الله - يضعفها، ويضعف كل زيادة فيها " وما تأخر ".
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 - 10 - 04, 12:48 ص]ـ
توسع ابن حجر في كتابه "الخصال المكفرة" (56 - 62) في سياق طرق هذه الزيادة،ومال في النهاية إلى تقويتها.
وكان مما نقله عن ابن عبد البر أنه استنكر هذه الزيادة ـ أي في حديث الزهري ـ.
والظاهر ـ والله أعلم ـ أنها غير محفوظة، بل شاذة، فالحديث في الصحيحين من طرق كثيرة، لم يذكر فيها كلها هذه الزيادة،والله أعلم.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[13 - 10 - 04, 06:05 ص]ـ
هذه أكثر أسانيد الحديث، وفي روايتين منها إشكال مبدئي، من يذكره لنا؟؟
الاربعاء29 شعبان, 1425 جميع الحقوق محفوظة لـ
التراث لأبحاث الحاسب الآلي (للأمانة العلمية)
صحيح البخاري - حديث رقم 38 - ج1/ص23
#38 حدثنا بن سلام قال أخبرنا محمد بن فضيل قال حدثنا يحيى بن
¥(42/64)
سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه \
1 \
صحيح البخاري - حديث رقم 1802 - ج2/ص672
#1802 حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا يحيى عن أبي سلمة
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن
صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه \ 1 \
صحيح البخاري - حديث رقم 1910 - ج2/ص709
#1910 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال حفظناه وإنما حفظ
من الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما
تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما
تقدم من ذنبه تابعه سليمان بن كثير عن الزهري \ 1 \
سنن أبي داود - حديث رقم 1372 - ج2/ص49
#1372 حدثنا مخلد بن خالد وبن أبي خلف المعنى قالا ثنا سفيان عن
الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه
وسلم من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه قال
أبو داود وكذا رواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة ومحمد بن عمرو
عن أبي سلمة \ 1372 \
سنن النسائي (المجتبى) - حديث رقم 2202 - ج4/ص157
#2202 أخبرنا قتيبة ومحمد بن عبد الله بن يزيد قالا حدثنا سفيان
عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال من صام رمضان وفي حديث قتيبة أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال من قام شهر رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من
ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من
ذنبه
سنن النسائي (المجتبى) - حديث رقم 2203 - ج4/ص157
#2203 أخبرنا قتيبة قال حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن
أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان
إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه \ 2212 \
سنن النسائي (المجتبى) - حديث رقم 2204 - ج4/ص157
#2204 أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا سفيان عن الزهري عن
أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه \ 2213 \
سنن النسائي (المجتبى) - حديث رقم 2205 - ج4/ص157
#2205 أخبرنا علي بن المنذر قال حدثنا بن فضيل قال حدثنا يحيى
بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما
تقدم من ذنبه \ 2214 \
سنن النسائي (المجتبى) - حديث رقم 2206 - ج4/ص157
#2206 أخبرني محمد بن عبد الأعلى ومحمد بن هشام وأبو الأشعث
واللفظ له قالوا حدثنا خالد قال حدثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال حدثني أبو هريرة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له
ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما
تقدم من ذنبه \ 2215 \
سنن النسائي (المجتبى) - حديث رقم 2207 - ج4/ص158
#2207 أخبرني محمود بن خالد عن مروان أنبأنا معاوية بن سلام عن
يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من قام شهر رمضان إيمانا واحتسابا غفر له
ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما
تقدم من ذنبه
سنن النسائي (المجتبى) - حديث رقم 5027 - ج8/ص118
#5027 حدثنا أبو الأشعث قال حدثنا خالد يعني بن الحارث قال حدثنا
هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال حدثني
أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قام رمضان
إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر
إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه \ 5037 \
سنن ابن ماجه - حديث رقم 1641 - ج1/ص526
#1641 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل عن يحيى بن
سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه \
1643 \
سنن الدارمي - حديث رقم 1776 - ج2/ص42
#1776 حدثنا وهب بن جرير ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي
¥(42/65)
سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن
قام ليلة القدر غفر له ما تقدم من ذنبه
سنن الدارمي - حديث رقم 2722 - ج2/ص391
#2722 أخبرنا عبد الله بن صالح قال حدثني الليث قال حدثني بن
عجلان عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة عن بن
عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرغب في قيام الليل
حتى قال ولو بركعة
مسند الإمام أحمد بن حنبل - حديث رقم 9459 - ج2/ص423
#9459 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن بن موسى قال ثنا شيبان
عن يحيى قال أخبرني أبو سلمة ان أبا هريرة أخبره ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له
ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما
تقدم من ذنبه \ 9498 \
مسند الإمام أحمد بن حنبل - حديث رقم 1688 - ج1/ص195
#1688 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا شريح بن النعمان ثنا نوح بن
قيس عن نصر بن على الجهضمي عن النضر بن شيبان الحداني عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن قال قلت له ألا تحدثني حديثا عن أبيك سمعه
أبوك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أقبل رمضان فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رمضان شهر افترض الله عز وجل
صيامه وإني سننت للمسلمين قيامه فمن صامه إيمانا واحتسابا خرج
من الذنوب كيوم ولدته أمه
مسند الإمام أحمد بن حنبل - حديث رقم 7170 - ج2/ص232
#7170 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن فضيل ثنا يحيى يعني
بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من
ذنبه \ 7198 \
مسند الإمام أحمد بن حنبل - حديث رقم 7278 - ج2/ص241
#7278 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان عن الزهري عن أبي
سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من صام رمضان
إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه قال أبي سمعته أربع
مرات من سفيان وقال مرة من صام رمضان وقال مرة من قام ومن قام
ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه \ 7307 \
مسند الإمام أحمد بن حنبل - حديث رقم 8989 - ج2/ص385
#8989 حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن
سلمة أنبأنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال حماد وثابت عن الحسن عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما
تقدم من ذنبه وما تأخر \ 9030 \
مسند الإمام أحمد بن حنبل - حديث رقم 10121 - ج2/ص473
#10121 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى عن هشام قال ثنا يحيى
عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من
صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة
القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه \ 10161 \
صحيح ابن حبان - حديث رقم 3432 - ج8/ص219
#3432 أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر محمد بن خلاد الباهلي
حدثنا بن فضيل عن يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام رمضان إيمانا
واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه قال أبو حاتم إيمانا يريد به
إيمانا بفرضه واحتسابا يريد به مخلصا فيه
صحيح ابن حبان - حديث رقم 3682 - ج8/ص438
#3682 أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا غسان بن الربيع حدثنا
ثابت بن يزيد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال من قام رمضان وصامه ايمانا
واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر ايمانا
واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
صحيح ابن خزيمة - حديث رقم 1894 - ج3/ص195
#1894 حدثنا عمرو بن علي نا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي
سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام
رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة
القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه \ 1 \
صحيح ابن خزيمة - حديث رقم 2199 - ج3/ص334
#2199 حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان قال حفظته عن
الزهري ح وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعمرو بن علي قالا
حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رواية قال من
¥(42/66)
صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه \ 1 \
السنن الكبرى - حديث رقم 2501 - ج2/ص86
#2501 أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن شعيب عن الليث
قال حدثنا خالد عن بن أبي هلال عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب أن
رسول الله A قال من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم
من ذنبه \2502\
السنن الكبرى ج 2 ص 88
[2512] أنبأ قتيبة بن سعيد ومحمد بن عبد الله بن يزيد قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي e قال من قام شهر رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه في حديث قتيبة وما تأخر ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه في حديث قتيبة وما تأخر
السنن الكبرى - حديث رقم 2513 - ج2/ص88
#2513 أنبأ قتيبة بن سعيد قال حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي
سلمة عن أبي هريرة أن النبي A قال من صام رمضان إيمانا
واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه \2514\
السنن الكبرى - حديث رقم 2514 - ج2/ص88
#2514 أنبأ إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي
سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله A من صام رمضان إيمانا
واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه \2515\
السنن الكبرى - حديث رقم 2515 - ج2/ص88
#2515 أنبأ علي بن المنذر قال حدثنا بن فضيل قال حدثنا يحيى بن
سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله A من صام
رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه \2516\
السنن الكبرى - حديث رقم 2516 - ج2/ص89
#2516 أنبأ محمد بن عبد الأعلى ومحمد بن هشام وأبو الأشعث واللفظ
له وهي حائض تطليقة فانطلق عمر فأخبر النبي A بذلك فقال له قال
خالد قال حدثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد
الرحمن قال حدثني أبو هريرة أن رسول الله A قال من قام رمضان
إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر
إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه \2517\
السنن الكبرى - حديث رقم 2517 - ج2/ص89
#2517 أنبأ محمود بن خالد عن مروان قال حدثنا معاوية بن سلام قال
حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول
الله A من قام شهر رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من
ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من
ذنبه \2518\
السنن الكبرى - حديث رقم 3413 - ج2/ص275
#3413 أنبأ أبو الأشعث قال حدثنا خالد قال حدثنا هشام عن يحيى بن
أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال حدثني أبو هريرة أن
رسول الله A قال من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم
من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من
ذنبه \3385\
السنن الكبرى - حديث رقم 3414 - ج2/ص275
#3414 أنبأ عبد الحميد بن سعيد قال حدثنا مبشر عن الأوزاعي قال
حدثني يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول
الله A من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
\3386\
السنن الكبرى - حديث رقم 3415 - ج2/ص276
#3415 أنبأ عمرو بن عثمان قال حدثنا بقية عن أبي عمرو عن يحيى
عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله A من صام رمضان
إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر
إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه \3387\
السنن الكبرى - حديث رقم 3418 - ج2/ص276
#3418 أنبأ إسحاق بن إبراهيم قال أنبأ سفيان عن الزهري عن أبي
سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله A من صام رمضان إيمانا
واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه \3390\
السنن الكبرى - حديث رقم 3420 - ج2/ص276
#3420 أنبأ محمد بن عبد الله بن يزيد قال حدثنا سفيان عن الزهري
عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي A قال من قام رمضان إيمانا
واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا
واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه \3392\
السنن الكبرى - حديث رقم 11758 - ج6/ص536
#11758 حدثنا أبو الأشعث قال حدثنا خالد يعني بن الحارث قال
حدثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال
حدثني أبو هريرة أن رسول الله A قال من قام رمضان إيمانا
واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا
واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه \11675\
¥(42/67)
سنن البيهقي الكبرى - حديث رقم 8289 - ج4/ص304
#8289 حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد
أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد بن الصباح
الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد
الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام
رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه رواه البخاري في
الصحيح عن علي عن سفيان \ 8280 \
سنن البيهقي الكبرى - حديث رقم 8306 - ج4/ص306
#8306 أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد
الصفار ثنا أبو مسلم ثنا مسلم ثنا هشام عن يحيى عن أبي سلمة عن
أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قام ليلة
القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان
إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه رواه البخاري في الصحيح
عن مسلم بن إبراهيم وأخرجه مسلم من حديث معاذ بن هشام الدستوائي
عن أبيه \ 8297 \
مسند أبي يعلى - حديث رقم 863 - ج2/ص169
#863 حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا القاسم بن الفضل حدثنا النضر بن
شيبان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من صام رمضان إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه
كيوم ولدته أمه
مسند أبي يعلى - حديث رقم 864 - ج2/ص170
#864 حدثنا هدبة حدثنا القاسم بن الفضل حدثنا النضر بن شيبان
قال كنت بعرفات فلقيت أبا سلمة بن عبد الرحمن فقلت حدثني بشيء
سمعته من أبيك ليس بين أبيك وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم
أحد قال حدثني أبي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
الله فرض صيام رمضان وسننت قيامه
مسند أبي يعلى - حديث رقم 865 - ج2/ص170
#865 حدثنا نصر بن علي أخبرني أبي حدثني أبي عن النضر بن شيبان
قال قلت لأبي سلمة بن عبد الرحمن ألا تحدثنا حديثا سمعته من أبيك
سمعه أبوك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قال عبد الرحمن
بن عوف إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان فقال إن
رمضان شهر افترض الله صيامه وإني سننت للمسلمين قيامه فمن صامه
وقامه خرج من الذنب كيوم ولدته أمه \ 863 \
مسند أبي يعلى - حديث رقم 5930 - ج10/ص337
#5930 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا بن فضيل عن يحيى بن سعيد
أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
مسند أبي يعلى - حديث رقم 5960 - ج10/ص372
#5960 وعن أبي هريرة رواية من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر
له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له
ما تقدم من ذنبه
مسند أبي يعلى - حديث رقم 5997 - ج10/ص395
#5997 وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة
القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
مسند الطيالسي - حديث رقم 2360 - ج1/ص311
#2360 حدثنا أبو داود قال حدثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن
أبي سلمة عن أبي هريرة ان النبي A قال من صام رمضان ايمانا
واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومن قام ليلة القدر
ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
المسند - حديث رقم 950 - ج2/ص422
#950 حدثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا الزهري قال أخبرني
أبو سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله A قال من صام رمضان
إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر
إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
المسند - حديث رقم 1007 - ج2/ص441
#1007 حدثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا الزهري قال أخبرني
أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله A قال من
صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة
القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
مسند إسحاق بن راهويه - حديث رقم 487 - ج1/ص426
#487 وبهذا عن رسول الله A قال من قام ليلة القدر إيمانا
بالله وتصديقا به غفر له ما تقدم من ذنبه
المنتقى لابن الجارود - حديث رقم 404 - ج1/ص108
#404 حدثنا بن المقرئ قال ثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن
أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي A قال بن المقرئ وقال مرة يبلغ
به النبي A قال من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم
من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من
ذنبه
ـ[ابوعبدالله العدناني]ــــــــ[13 - 10 - 04, 10:18 م]ـ
بارك الله في الإخوة الأفاضل:
عبدالله المزروع
وعمر المقبل
وأبي الوليد
فقدأجدتم وأفدتم،
وأعتذر لإشغالكم، ولولا أني سمعت علماء أفاضل وغيرهم في إذاعة القرآن وبصورة متكررة،يذكرونها،
لما سألت عنها.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[14 - 10 - 04, 02:37 ص]ـ
بل جزاك الله خيراً أنت كذلك، على إشغالنا بهذا، فقد استفدت أنا منه كثيراً ويا حبذاه من شغل!!
¥(42/68)
ـ[خالد العمري]ــــــــ[14 - 10 - 04, 04:11 م]ـ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
كل حديث ورد فيه ((وما تأخر)) غير صحيح, لأن هذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم,
حتى أهل بدر ما قيل لهم ذلك, بل قيل: ((اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)) ,لأنهم فعلوا هذه
الحسنه العظيمة في هذه الغزوة, فصارت هذه الحسنة العظيمة كفارة لما بعدها.
نقله ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع 6/ 494
وقال بعد ذلك:وما قاله رحمه الله صحيح
ـ[ابوعبدالله العدناني]ــــــــ[14 - 10 - 04, 06:12 م]ـ
أحسن الله إليك يا أخي الكريم خالد العمري
فهي إذا ضعيفة:
سندا، ومتنا
ـ[بو الوليد]ــــــــ[16 - 10 - 04, 05:19 ص]ـ
الأخ خالد العمري ..
بارك الله فيك، ولعل هذا الكلام هو الذي قرأته وظننته لابن القيم.
ـ[الناصح]ــــــــ[31 - 08 - 08, 08:17 ص]ـ
قال ابن كثير رحمه الله
وقوله: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}: هذا من خصائصه -صلوات الله وسلامه عليه-
التي لا يشاركه فيها غيره. وليس صحيح في ثواب الأعمال لغيره غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[15 - 08 - 09, 11:13 م]ـ
للرفع ...
ـ[شهاب الدين السعدي]ــــــــ[19 - 08 - 09, 03:37 م]ـ
سمعت شيخنا الكريم مصطفى بن العدوي - حفظه الله - يقول: لم يثبت أي حديث فيه " وما تأخر " من ناحية السند
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[20 - 08 - 09, 02:41 م]ـ
هذا من خصائص النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
قال شيخ الإسلام رحمه الله -في المجموع (10/ 315) -: «الوجه الخامس: أنه ثبت في الصحيح أن هذه الآية لما نزلت قال الصحابة يا رسول الله هذا لك فما لنا؟ فأنزل الله: (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم)، فدل ذلك على أن الرسول والمؤمنين علموا أن قوله: (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) مختص به دون أمته».(42/69)
حديث ((أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة)) حديث مردود
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[12 - 10 - 04, 02:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع: حديث ((أيما امرأة ماتت و زوجها عنها راضٍ دخلت الجنة)) حديث مردود
ينتشر على ألسنة كثير من الناس هذا الحديث ومن باب نشر العلم والنصح للمسلمين تم تحرير هذه المشاركة
أولا: نص الحديث:
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة))
ثانيا: تخريج الحديث:
1) الترمذي رحمه الله في سننه 3/ 466 حديث رقم 1161
2) ابن ماجه رحمه الله في سننه 1/ 595 حديث رقم 1854
3) الحاكم رحمه الله في مستدركه 4/ 191 حديث رقم 7328
4) الطبراني رحمه الله في معجمه الكبير 23/ 374 حديث رقم 884
5) أبو يعلى رحمه الله في مسنده 12/ 331 حديث رقم 6903
6) البيهقي رحمه الله في كتابه شعب الإيمان 6/ 421 حديث رقم 8744
7) عبد بن حميد رحمه الله في مسنده ص 445حديث رقم 1541
8) ابن أبي شيبة رحمه الله في مصنفه 3/ 557 حديث رقم 17123
9) ابن أبي الدنيا رحمه الله في كتابه العيال 2/ 725 حديث رقم 532
10) الثقفي رحمه الله في كتابه الثقفيات 9/ 30
كلهم أخرجه رحمة الله عليهم أجمعين عن محمد بن فضيل عن أبي نصر عبد الله بن عبد الرحمن الضبي عن مساور الحميري عن أمه قالت: سمعت أم سلمة رضي الله عنها تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الحديث
ألا ابن أبي شيبة رحمه الله أخرجه بنفس الإسناد ولكن عن مساور الحميري عن أبيه ولعله تصحيف من أحد الرواة أو خطأ مطبعي والصحيح عن مساور الحميري عن أمه ومما يؤكد ذلك أن الإمام بن ماجه رحمه الله أخرج الحديث المذكور في سننه 1/ 595 حديث رقم 1854 من طريق ابن أبي شيبة عن مساور الحميري عن أمه وكذلك الإمام الطبراني رحمه الله في المعجم الكبير 23/ 374 حديث رقم 884.
قلت: علة هذا الإسناد جهالة مساور الحميري و أمه وإليك أقوال علماء الجرح وتعديل فيهما:
1) قال الإمام الذهبي رحمه الله في كتابه ميزان الاعتدال 6/ 404 ترجمة رقم 8453: مساور الحميري عن أمه عن أم سلمة فيه جهالة والخبر منكر رواه عنه أبو نصر عبدالله الضبي.
وقال رحمه الله في كتابه المغني في الضعفاء 2/ 653 ترجمة رقم 6182: مساور الحميري عن أمه عن أم سلمة يجهل والخبر منكر.
وقال رحمه الله عن أم مساور الحميري في كتابه ميزان الاعتدال 7/ 481 ترجمة رقم 11058: والدة مساور الحميري عن أم سلمة تفرد عنها ابنها. (يعني أنها مجهولة)
2) قال الحافظ بن حجر رحمه الله في كتابه لسان الميزان 7/ 383 ترجمة رقم 4811: مساور الحميري عن أمه وعنه أبو نصر عبد الله بن عبد الرحمن الضبي مجهول.
وقال رحمه الله في كتابه تهذيب التهذيب 10/ 93 ترجمة رقم 191: مساور الحميري عن أبيه عن أم سلمة وعنه أبو نصر عبد الله بن عبد الرحمن الضبي قلت قرأت بخط الذهبي خبره منكر.
وقال رحمه الله عن مساور الحميري في كتابه التقريب ترجمة رقم 6587 مجهول.
3) قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله في كتابه العلل المتناهية 2/ 630 حديث رقم 1039: مساور مجهول وأمه مجهولة.
4) قال العلامة الألباني رحمه الله في كتابه سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة حديث رقم 1426: إن مساوراً هذا وأمه مجهولان
ثالثا: من حكم عليه من العلماء رحمهم الله تعالى بأنه حديث مردود:
1) الإمام الذهبي رحمه الله في كتابه ميزان الاعتدال 6/ 404 ترجمة رقم 8453 قال عنه: منكر
2) الإمام بن الجوزي رحمه الله في كتابه العلل المتناهية 2/ 630 حديث رقم 1930
3) العلامة الألباني رحمه الله في كتابه سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة حديث رقم 1426 قال عنه: وبالجملة فالحديث منكر لا يصح لجهالة الأم والولد
وبهذا يتضح أن هذا الحديث لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه لا حجة لمن صحح الحديث أو حسنه رحمة الله عليهم أجمعين لجهالة مساور الحميري وأمه والله أعلم.
ملاحظة: آمل من إخواني وفقهم الله وحرم وجوههم على النار من كان لديه فائدة بشأن الإسناد أو ملاحظة علمية إرسالها لي على عنواني البريدي abbasraheem200@msn.com جعلها الله في ميزان حسناته
اللهم اغفر لي ولإخواني فإننا نحب الحق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[بو الوليد]ــــــــ[12 - 10 - 04, 03:10 م]ـ
فائدة قيمة بالنسبة لي، جزاك الله خيراً.(42/70)
أحاديث رمضانية غير ثابتة منتشرة في بعض المنتديات
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[15 - 10 - 04, 08:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الموضوع: أحاديث رمضانية غير ثابتة منتشرة في بعض المنتديات.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخي المسلم: حرصا مني على تعميم الفائدة، و دفاعا عن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، و نظرا لاشتهار بعض الأحاديث الغير ثابتة الخاصة بشهر رمضان ومنتشرة في بعض المنتديات، رأيت كتابة جملة من هذه الأحاديث مع ذكر المصادر التي حكمت عليها بأنها غير ثابتة حتى لا ينسب إلى السنة ما ليس منها وهذه الأحاديث هي:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولا: حديث ((شهر رمضان أوله رحمه و أوسطه مغفرة و آخره عتق من النار)) حديث منكر.
أنظر: كتاب الضعفاء للعقيلي 2/ 162 و كتاب الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 1/ 165 و كتاب علل الحديث لابن أبي حاتم 1/ 249 و كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني 2/ 262، 4/ 70.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانيا: حديث ((صوموا تصحوا)) حديث ضعيف.
أنظر: كتاب تخريج الإحياء للعراقي 3/ 75 و الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 2/ 357 و كتاب الشذرة في الأحاديث المشتهرة لابن طولون 1/ 479 و كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1/ 259 و كتاب المقاصد الحسنة للسخاوي 1/ 549 و كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2/ 539 و كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني 1/ 420.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثالثا: حديث ((من أفطر يوما من رمضان من غير عذر ولامرض لم يقضه صوم الدهر وإن صامه)) حديث ضعيف.
أنظر: كتاب فتح الباري للحافظ ابن حجر 4/ 161 و كتاب مشكاة المصابيح تحقيق الألباني 1/ 626 و كتاب ضعيف سنن الترمذي للألباني حديث رقم 115 و كتاب العلل الواردة في الأحاديث للدار قطني 8/ 270.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابعا: حديث ((إن لله عند كل فطر عتقاء من النار)) حديث ضعيف.
أنظر: كتاب تنزيه الشريعة للكناني 2/ 155 و كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1/ 257 و كتاب الكشف الإلهي عن شديد الضعف والموضوع والواهي للطرابلسي 12/ 230 و كتاب ذخيرة الحفاظ للقيسراني 2/ 956 و كتاب شعب الإيمان للبيهقي 3/ 304 و كتاب الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 2/ 455.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خامسا: حديث ((لو يعلم العباد مافي رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها، إن الجنة لتتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول ……الخ)) حديث ضعيف.
أنظر: كتاب الموضوعات لابن الجوزي 2/ 188 و كتاب تنزيه الشريعة للكناني 2/ 153و كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1/ 254 و كتاب مجمع الزوائد للهيثمي 3/ 141.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سادسا: حديث ((اللهم بارك لنا في رجب و شعبان و بلغنا رمضان)) حديث ضعيف.
أنظر: كتاب الأذكار للنووي و كتاب ميزان الاعتدال للذهبي 3/ 96 و كتاب مجمع الزوائد للهيثمي 2/ 165 و كتاب ضعيف الجامع للألباني حديث رقم 4395.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سابعا: حديث أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول عند الإفطار: ((اللهم لك صمت و على رزقك أفطرت)) حديث ضعيف.
أنظر: كتاب خلاصة البدر المنير لأبن الملقن 1/ 327 حديث رقم 1126 و كتاب تلخيص الحبير للحافظ ابن حجر 2/ 202 حديث رقم 911 و كتاب الأذكار للنووي ص 172 و كتاب مجمع الزوائد للهيثمي 3/ 156 و كتاب ضعيف الجامع للألباني حديث رقم 4349.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه الأحاديث بهذه الألفاظ غير ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن باب النصيحة للأمة تم بيانها، وفي الأحاديث الصحيحة ما يغني عن الضعيف.
و الله أعلم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[16 - 10 - 04, 01:55 ص]ـ
للرفع والفائدة
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[08 - 10 - 06, 04:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(42/71)
تذكير ذوى الفهوم بأقسام الرأى المذموم
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 10 - 04, 05:17 م]ـ
الحمد لله الواقى من اتَّقاه مرج الأهواء وهرجها. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً كامنةً في القلبِ واللسانُ ينطق بها والجوارحُ تعمل على منهاجها. آمنةً من اختلال الأذهان وغلبة الأهواء واعوجاجِها. ضامنةً لمن يموتُ عليها حسنَ لقاءِ الأرواح عند عروجِها. وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله إمام التقوى وضياء سراجها. والسراج المنير الفارق بين ضياء الدين وظلمات الشرك واعوجاجها. والآخذ بحجز مصدقيه عن التهافت فى النار وولوجِها. صلى الله عليه أزكى صلاته ما دامت الشمس تجرى لمستقرٍ لها فى أبراجها. ...
فإنَّ أصدقَ وصفٍ لمن ((يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ))، ويقدح فى الحق ويَتَّبِع ما تتلو عليه الشياطين، ما رواه الإمام مسلم فى مقدمة ((صحيحه)) قال: حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى التُّجِيبِيُّ ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي أَبُو شُرَيْحٍ أَنَّهُ سَمِعَ شَرَاحِيلَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ أَخْبَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ مِنَ الأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ، وَلا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ، لا يُضِلُّونَكُمْ، وَلا يَفْتِنُونَكُمْ)).
وقد ربى زمانُنا على سائر الأزمان، فقد كثُر دعاةُ الفتن ورؤوسُ الضلال؛ وهم دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا، ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم قلوب الذئاب، قد أجلبوا على أهل الإيمان بكُلِّ قَوْلٍ مُبْتَدَعٍ، وَرَأْيٍ مُخْتَرَعٍ، وَهَوىً مُتَّبَعٍ، أَقْوَالُهُمْ رَدِيئَةٌ فَظِيعَةٌ، وَمَذَاهِبُهم سَيِّئَةٌ شَنِيعةٌ، وأصولهم مُبْتَدَعَةٌ وَضِيعَةٌ، تُخْرِجُ أَهْلَهَا عَنْ اَلدِّينِ، وَمَنِ اِعْتَقَدَهَا عَنْ جُمْلَةِ اَلْمُؤْمِنِينَ، فحقيقتهم كما قال الإمام أبو عبد الله بن بطة العكبرى: ((يَقُولُونَ عَلَى اَللهِ مَا لا يَعْلَمُونَ، وَيَعِيبُونَ أَهْلَ اَلْحَقِّ فِيمَا يَأْتُونَ، وَيَتَّهِمُونَ اَلثِّقَاتِ فِي اَلنَّقْلِ، وَلا يَتَّهِمُونَ آرَاءَهُمْ فِي اَلتَّأْوِيلِ، قَدْ عَقَدُوا أَلْوِيَةَ اَلْبِدَعِ، وَأَقَامُوا سُوقَ اَلْفِتْنَةِ، وَفَتَحُوا بَابَ اَلْبَلِيَّةِ، يَفْتَرُونَ عَلَى اَللهِ اَلْبُهْتَانَ، وَيَتَقَوَّلُونَ فِي كِتَابِهِ بِالْكَذِبِ وَالْعُدْوَانِ، إِخْوَانُ اَلشَّيَاطِينِ، وَأَعْدَاءُ اَلْمُؤْمِنِينَ، وَكَهْفُ اَلْبَاغِينَ، وَمَلْجَأُ اَلْحَاسِدِينَ.
لَهُمْ كُتُبٌ قَدْ اِنْتَشَرَتْ، وَمَقَالاتٌ قَدْ ظَهَرَتْ، لا يَعْرِفُهَا اَلْغُرُّ مِنْ اَلنَّاسِ، وَلا النَّشْءُ مِنْ اَلأَحْدَاثِ، تَخْفَى مَعَانِيهَا عَلَى أَكْثَرِ مَنْ يَقْرَؤُهَا، فَلَعَلَّ اَلْحَدَثَ يَقَعُ إِلَيْهِ اَلْكِتَابُ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ اَلْمَقَالاتِ، قَدْ اِبْتَدَأَ اَلْكِتَابَ بِحَمْدِ اَللهِ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، وَالإطْنَابِ فِي اَلصَّلاةِ عَلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَتْبَعَ ذَلِكَ بِدَقِيقِ كُفْرِهِ، وَخَفِيِّ اِخْتِرَاعِهِ وَشَرِّهِ، فَيَظُنُّ اَلْحَدَثُ اَلَّذِي لا عِلْمَ لَهُ، وَالأَعْجَمِيُّ وَالْغُمْرُ مِنْ اَلنَّاسِ، أَنَّ اَلْوَاضِعَ لِذَلِكَ اَلْكِتَابِ؛ عَالِمٌ مِنْ اَلْعُلَمَاءِ، أَوْ فَقِيهٌ مِنْ اَلْفُقَهَاءِ، وَلَعَلَّهُ يَعْتَقِدُ فِي هَذِهِ اَلأُمَّةِ مَا يَرَاهُ فِيهَا عَبْدَةُ اَلأَوْثَانِ، وَمَنْ بَارَزَ اَللهَ، وَوَالَى اَلشَّيْطَانَ)) اهـ.
¥(42/72)
فهؤلاء أضرُّ على أهل الإسلام والإيمان من الكفار والمشركين، وهم أصل كل بلاءٍ ووَصَبٍ يصيب المسلمين والمؤمنين، ولا تخفى حقائقهم على العلماء المتفرسين، فقد أبانوا أوصافهم، وفضحوا خفاياهم وأسرارهم، وزيفوا أديانهم ونحلهم وآرائهم، وحذَّروا من الوقوع فى حبائلِهم، وكشفوا ما أضمروا من مكرهم ودفائنهم وخبائثِهم، وأيقنوا أن ذلك من أفضل الجهاد فى نصرة الدين والرسول، ألم يقل الله تعالى ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ)) (9: سورة التحريم)، وقال جلَّ ثناؤه فى ذمهم ((وَلَوْ نَشَاء لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ)) (30: سورة محمد).
وإن شئت أن تعلم المزيد عن أصول الآراء الباطلة، وما ذُمَّ منها على لسان أهل البصائر والعرفان، فاعلم أن الرأى المذموم بنص السنَّة والقرآن، والمخالف للكتاب والسنة والإجماع، على خمسة أنواع:
[النوع الأول] الكلام في الدين بالأوهام والظنون، مع عدم الإحاطة بنصوص الكتاب والسنن، فضلاً عن قلة فهمها، والجهل باستنباط الأحكام منها. فإنَّ من جهل الحكم، فتكلَّم برأيه من غير أثارةٍ من علم، فقد وقع في الرأي المذموم الباطل المحرَّم، فيقال لمن هذه حاله ((اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)) (4: سورة الأحقاف). وقد قال تباركت أسماؤه محذراً من اتِّباعِ من هذا حاله ((وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ)) (116: سورة الأنعام)، وقال جلَّ ذكره ((وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ)) (36: سورة يونس)، وقال تعالى شأنه ((وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ)) (66: سورة يونس)، وقال تعالى ((قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ)) (33: سورة الأعراف)، وقال تعالى ((وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ)) (116: سورة النحل).
وقال جلَّ ثناؤه عن المقلِّدة من المشركين ((وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)) (28: سورة الأعراف)، وقال عن أخوانهم الدهريين المنكرين للبعث ((وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ)) (24: سورة الجاثية).
[النوع الثانى] الراى المخالف لهدى الأنبياء والمرسلين، وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام وسائر الملل فسادُه وبطلانُه، ولا تحلُّ الفتيا به، ولا القضاءُ بموجبه، وهذا على قسمين: أحدهما ما كان بنوع تأويلٍ، وثانيهما التقليد بلا برهانٍ ولا دليل.
فأما الأول، فقد قال أبو داود فى ((سننه)) (4611): حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خَالِدِ الْهَمْدَانِيُّ ثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ عُمَيْرَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: كَانَ لا يَجْلِسُ مَجْلِسًا لِلذِّكْرِ حِينَ يَجْلِسُ إِلا قَالَ: اللهُ حَكَمٌ قِسْطٌ، هَلَكَ الْمُرْتَابُونَ فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَوْمًا: إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَنًا، يَكْثُرُ فِيهَا الْمَالُ، وَيُفْتَحُ
¥(42/73)
فِيهَا الْقُرْآنُ، حَتَّى يَأْخُذَهُ الْمُؤْمِنُ وَالْمُنَافِقُ، وَالرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ، وَالصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ، وَالْعَبْدُ وَالْحُرُّ، فَيُوشِكُ قَائِلٌ أَنْ يَقُولَ: مَا لِلنَّاسِ لا يَتَّبِعُونِي، وَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ، مَا هُمْ بِمُتَّبِعِيَّ حَتَّى أَبْتَدِعَ لَهُمْ غَيْرَهُ، فَإِيَّاكُمْ وَمَا ابْتُدِعَ، فَإِنَّ مَا ابْتُدِعَ ضَلالَةٌ، وَأُحَذِّرُكُمْ زَيْغَةَ الْحَكِيمِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَقُولُ كَلِمَةَ الضَّلالَةِ عَلَى لِسَانِ الْحَكِيمِ، وَقَدْ يَقُولُ الْمُنَافِقُ كَلِمَةَ الْحَقِّ.
والثانى، كما فى قوله تعالى ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ)) (170: سورة البقرة)، وقال جلَّ ذِكْرُه ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ)) (104: سورة المائدة)، وقال تعالى عن رؤوس المقلِّدة وقدمائهم ((بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ. وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ. قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ)) (22 - 24: سورة الزخرف)، وقال عن المقلِّدة من قدماء الصابئة ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ. إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ. قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ. قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ. أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ. قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ)) (74: سورة الشعراء).
[النوع الثالث] ذكره العلامة ذو الفنون الماتعة ابن القيم فقال: ((وهو الرأي المتضمنُ تعطيلَ أسماءِ الربِّ وصفاتِه وأفعالِه بالمقاييس الباطلة، التي وضعها أهل البدع والضلال من الجهمية والمعتزلة والقدرية ومن ضاهاهم، حيث استعمل أهله قياساتهم الفاسدة، وآراءهم الباطلة، وشبههم الداحضة في رد النصوص الصحيحة الصريحة، فردوا لأجلها ألفاظ النصوص التي وجدوا السبيل إلى تكذيب رواتها وتخطئتهم، ومعاني النصوص التي لم يجدوا إلى رد ألفاظها سبيلاً، فقابلوا النوع الأول بالتكذيب، والنوع الثاني بالتحريف والتأويل، فأنكروا لذلك رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة، وأنكروا كلامه وتكليمه لعباده، وأنكروا مباينته للعالم واستواءه على عرش وعلوه على المخلوقات، وعموم قدرته على كل شيء، بل أخرجوا أفعال عباده من الملائكة والأنبياء والجن الإنس عن تعلق قدرته ومشيئته وتكوينه لها، ونفوا لأجلها حقائق ما أخبر به عن نفسه، وأخبر به رسوله من صفات كماله ونعوت جلاله، وحرَّفوا لأجلها النصوص عن مواضعها، وأخرجوها عن معانيها وحقائقها بالرأي المجرد، الذي حقيقته أنه ذبالة الأذهان، ونخالة الأفكار، وعفارة الآراء، ووساوس الصدور، فملأوا به الأوراق سواداً، والقلوب شكوكاً، والعالم فساداً، وكل من له مِسكةٌ من عقلٍ يعلم أن: فساد العالم وخرابه إنما نشأ من تقديم الرأي على الوحي، والهوى على العقل، وما استحكم هذان الأصلان الفاسدان في قلب، إلا استحكم هلاكه وفي أمة إلا فسد أمرها أتم فساد. فلا إله إلا الله، كم نفي بهذه الآراء من حقٍّ، وأثبت بها من باطل، وأميت بها من هدىً، وأحي بها من ضلالةٍ، وكم هدم بها من معقل للإيمان، وعمر بها من دين الشيطان، وأكثر أصحاب الجحيم هم أهل هذه الآراء، الذين لا سمع لهم ولا عقل، بل هم شر من الحمر، وهم الذين يقولون يوم القيامة ((وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ)) (10: سورة الملك) اهـ.
¥(42/74)
[النوع الرابع] الرأي الذي أحدثت به البدع، و غُيِّرَتْ به السنن، وعمَّ به البلاء، وتربى عليه الصغير، وهرم فيه الكبير.
قال الإمام الدارمى فى ((سننه)) (187): أَخْبَرَنَا يَعْلَى ثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللهِ بن مسعود: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ فِتْنَةٌ، يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ، وَيَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ، وَيَتَّخِذُهَا النَّاسُ سُنَّةً، فَإِذَا غُيِّرَتْ، قَالُوا غُيِّرَتِ السُّنَّةُ، قَالُوا: وَمَتَى ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟، قَالَ: إِذَا كَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ، وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ، وَكَثُرَتْ أُمَرَاؤُكُمْ، وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ، وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ.
وقال الإمام أحمد (4/ 126): حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْروٍ السُّلَمِيِّ عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ لَهَا الأَعْيُنُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، قُلْنَا أَوْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَأَوْصِنَا، قَالَ: ((أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى بَعْدِي اخْتِلافاً كَثِيراً، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ)).
وقال الإمام البخارى فى ((الاعتصام بالكتاب والسنة)) (7277): حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ سَمِعْتُ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيَّ يَقُولُ قَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَ ((إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ)).
[النوع الخامس] الرأى فى المسائل المسكوت عنها، والتى لم تنزل، ولم تقدَّر، والتى ورد النهى عنها فى قوله جلَّ ذكره ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْهَا وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ. قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ)) (101 - 102: سورة المائدة).
وقال الإمام البخارى فى ((الاعتصام بالكتاب والسنة)) (7289): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ثَنَا سَعِيدٌ بْنُ أَبِى أَيُّوبَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ أَعْظَمَ الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا مَنْ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يُحَرَّمْ، فَحُرِّمَ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ)).
قال علامة الأندلس أبو عمر بن عبد البر النمرى: ((وهو من القول في أحكام شرائع الدين بالاستحسان، والظنون، والاشتغال بحفظ المعضلات، والأغلوطات، ورد الفروع بعضها على بعض قياسا، دون ردها على أصولها والنظر في عللها واعتبارها، فاستعمل فيها الرأي قبل أن ينزل، وفرعت وشققت قبل أن تقع، وتكلم فيها قبل أن تكون بالرأي المضارع للظن. قال أكثر أهل العلم: وفي الاشتغال بهذا والاستغراق فيه تعطيل السنن، والبعث على جهلها، وترك الوقوف على ما يلزم الوقوف عليه منها، ومن كتاب الله عز وجل ومعانيه)).
وذكر من طريق أبي داود: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ ثَنَا عِيسَى عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ الصُّنَابِحِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الأغُلُوطَاتِ، وفسره الأوزاعي: يعني صعاب المسائل.
وقال أبو عمر: واحتجوا أيضا بحديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَرِهَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا، وبحديث الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عن النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ. وقال الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة: وَدِدْتُ أَنَّ حَظِّي مِنْ أَهْلِ هَذَا الزَّمَانِ أَنْ لا أَسْأَلَهُمْ عَنْ شَيءٍ، وَلا يَسْأَلُونِي يَتَكَاثَرُونَ بِالمَسَائِلِ، كَمَا يَتَكَاثَرُ أَهْلُ الدَّرَاهِمِ بِالدَّرَاهِمِ.
وروى ابن وهب قال حدَّثَنِى ابْنُ لَهِيعَةَ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ، وَاخْتِلافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَخُذُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فاجتنبوه)). وقال سُفْيَانُ بن عيينة عَنْ عَمْرٍو عَنْ طَاوُسٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ عَلَى الْمِنْبَرِ: أُحَرِّجُ بِاللهِ عَلَى رَجُلٍ سَأَلَ عَمَّا لَمْ يَكُنْ، فَإِنَّ اللهَ قَدْ بَيَّنَ مَا هُوَ كَائِنٌ.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
****** هامش ******
... مقتبس من تحقيقى لكتاب الإمام الحجة ابن بطة العكبرى ((الشرح والإبانة لأصول السنة والديانة))
وكتبه أبو محمد الألفى السكندرى
الإسكندرية الثانى من رمضان سنة 1425 هـ.
¥(42/75)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 10 - 04, 06:45 م]ـ
أولا: نرحب بشيخنا ووالدنا الكريم مُحَدِثُ الإسكندرية الشيخ أحمد شحاته حفظه الله ورضي عنه وبارك فيه وفي علمه ونفعنا بما يكتب.
ثانيا: جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به من هذه المقدمة النافعة لهذا الكتاب المهم، الذي يحث على اتباع السنن واجتناب البدع والسير على هدي سلف الأمة الأبرار، وتحذر من اتباع الرأي المخالف للكتاب والسنة.
ثالثا: ليتك حفظك الله تحدثنا عن تحقيقكم لهذا الكتاب القيم، وهل طبع أم لا، وما هو تقييمكم للطبعة السابقة للكتاب، وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
فائدة:
جعل رجل يقول لابن عمر رضي الله عنهما أرأيت أرأيت قال اجعل أرأيت عند الثريا
وجاء عن حماد بن زيد عن الزبير بن عربي قال سأل رجل ابن عمر عن استلام الحجر فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله قال قلت أرأيت إن زحمت أرأيت إن غلبت قال اجعل أرأيت باليمن.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[17 - 10 - 04, 07:06 م]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه. والواقى من اتقاه. والصلاة والسلام الأكملان على أكمل خلق الله. وبعد ..
أخى الحبيب المسدَّد / الشيخ عبد الرحمن الفقيه الغامدي حفظكم الله، وباركم فيكم.
جزاكم الله خيراً، وأحسن مثوبتكم على دماثة أخلاقكم، ورقة مشاعركم.
كأنى بك تريد أن تسمعها منى:
صافى الطويَّةِ من غلٍّ يكدرُها ... وأولُ المجدِ أن تصفو الطويَّاتُ
احتفاؤكم بى أحبُّ عندى من ثناءكم علىَّ بهذه الألقاب الكبيرة، فأحسن الله جزاءكم، ونفع بعلمكم، ومكارم أخلاقكم.
وتهانينا القلبية لكم ولجميع أخواننا الأخيار الكرام بحلول شهر رمضان المبارك، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والأقوال والأحوال.
وهذه نسخة محرَّرة مشكولة من متن ((الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة ومجانبة المخالفين ومباينة أهل الأهواء المارقين)) الموسوم بـ ((الإبانة الصغرى)) للإمام أبى عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطة العكبرى المتوفى سنة 387 هـ.
اعتمدت فيها على النسخة المطبوعة بتحقيق الدكتور رضا بن نعسان معطى، إصدار المكتبة الفيصلية بمكة المكرمة.
وأما التحقيق والتخريج، فيقع عندى فى خمسة أضعاف الأصل، وجارى الاتفاق على الصف والتجهيز للكتاب المحقَّق، نسأل الله تيسير إخراجه ونشره، لما فيه من مباحث نافعة فى أصول الاعتقادات، والعبادات، والمعاملات، والآداب، والتى يطلق على مجموعها ((أصول السنة والديانة))، فقد اختصره الإمام ابن بطة من الكتاب الكبير الموسوم بـ ((الإبانة الكبرى))، إلا أنه زاد فيه زيادات نافعة، سيما المعاملات، والآداب.
ونسأل الله أن أكون قد أكملت النقص فى التحقيقات السابقة، سيما تخريج الأحاديث والآثار وبيان درجاتها، وقد اعترف بذلك الدكتور رضا، حيث قال فى مطبوعته ((ولا يخفى ما فى تخريج هذا العدد الضخم من الأحاديث والآثار من صعوبة، بالنسبة لطلاب فرع العقيدة غير المتخصصين فى دراسة الحديث)) اهـ، ولعل الناظر فى مطبوعته يلمح ذلك النقص بوضوح، مما توافرت معه الدواعى لإعادة تحقيق الكتاب، لسد النقص فى تخريج الأحاديث والآثار وبيان درجاتها.
وكذلك تتوافر الدواعى لمثله فى ((الإبانة الكبرى))، فقد وقفتُ على نسختين مطبوعتين له، إحداهما بتحقيق الدكتور رضا بن نعسان أيضاً، والثانية بتحقيق أحمد فريد المزيدى، وكلتاهما لا تشفى غليل الظمآن من هذا العلم الشريف.
نسترفد الله عوناً على السداد، وهدايةً إلى سبل الخير والرشاد.
وكتبه أبو محمد الألفى السكندرى
الإسكندرية مساء الثالث من رمضان المبارك سنة 1425 هـ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[17 - 10 - 04, 07:14 م]ـ
وهذه نسخة محرَّرة مشكولة من متن ((الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة ومجانبة المخالفين ومباينة أهل الأهواء المارقين)) الموسوم بـ ((الإبانة الصغرى)) للإمام أبى عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطة العكبرى المتوفى سنة 387 هـ ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 10 - 04, 08:26 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم ونفع بك واكرمك في الدنيا والآخرة
وقد كسوتنا بهذا الكتاب المنمق المنسق فاكتسينا منه علما نافعا ن كتب الله لك الأجر والمثوبة وأعانك على إتمام ما بدا ت به.
كسوتني حلة تبقى محاسنها ـــــ فسوف اكسوك من حسن الثنا حللا.
ان الثناء ليحيي ذكر صاحبه ـــــ كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 10 - 04, 04:15 م]ـ
أخى الحبيب المسدَّد / الشيخ عبد الرحمن الفقيه الغامدي حفظكم الله، وباركم فيكم.
يا من بسقت شجرةُ سعدِه فى تربةِ التقديسِ والتهليل. والتفَّتْ أغصانها بمهابط ملائكة الوحى والتنزيل.
مدحك إيَّاىَّ من سجاياكَ الحميدة. ونافلة أدبٍ من آدابك الرشيدة. فمثلك من يتمسك من الوفاء بالعروة الوثيقة. ومن صدق الوداد بأمثل طريقة. أولياؤك منك فى ظلٍ ممدود. وهناءٍ وسعود. فزادك الوهًَّاب من إكرامه. ومنحك من فواضله وإنعامه. وسدَّد إلى التوفيق سبيلكَ. وجعل منارَ الحق دليلكَ. ودُمت للمكارم بدراً لا ينالُه خسوف. وشمساً لا يعتريها كسوف.
وسلامى إليكم كثير كثير. وحياكم الله بالخير وسدَّدكم ونفع بكم وبأخلاقكم الغر.(42/76)
حسن المحاضرة وروائع المناظرة وحجج أهل الحديث الباهرة
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[17 - 10 - 04, 07:20 م]ـ
الحمد لله الذى جعل اللسان أحدَ السيفين، فأحدهما لجهاد الكفار والمشركين، والآخر لقطع حجَّة المعاندين والملحدين، فها هو نبى الله موسى عليه السلام إذ بعثه إلى فرعون رسولا، يسأله أن يَحْلُلَ عقدةَ لسانِه ليقيمَ على توحيده دليلا، فقال ((رب اشرح لى صدرى. ويسر لى أمرى. واحلل عقدة من لسانى.يفقهوا قولى)). والصلاة والسلام على أفصح الخلق لساناً، وأروعهم بيانأ، وأوفاهم حجَّةً وبرهاناً. وبعد ..
قال الربيع بن سليمان المرادى: قلت للشافعى: من أقدر الناس على المناظرة؟، فقال: من عوَّد لسانه الركض فى ميدان الألفاظ، ولم يتلعثم إذا رمقته العيون بالألحاظ.
وهذه نتف نافعة لمناظرات مشهورة لأئمة أهل السنة فى الرد على أهل البدع والأهواء:
مناظرة شيخ المحدثين بأذنة لشيخ المعتزلة أحمد بن أبى دؤاد بحضرة الخليفة العباسى الواثق بالله
هارون بن المعتصم بالله محمد بن هارون الرشيد بن المهدي محمد بن المنصور العباسي
قال أبو بكر الآجرى فى ((كتاب الشريعة)): حدثنا أبو عبد الله جعفر بن إدريس القزويني قال: حدثنا أحمد بن الممتنع بن عبد الله القرشي التيمي قال: حدثنا أبو الفضل صالح بن علي بن يعقوب بن منصور الهاشمى - وكان من وجوه بني هاشم، وأهل الجلالة، والسبق منهم - قال: حضرت المهتدي بالله أمير المؤمنين رحمة الله تعالى عليه، وقد جلس ينظر في أمور المسلمين في دار العامة، فنظرت إلى قصص الناس، تقرأ عليه من أولها إلى آخرها، فيأمر بالتوقيع فيها وإنشاء الكتب لأصحابها، ويختم ويرفع إلى صاحبه، بين يديه، فسرني ذلك، وجعلت أنظر إليه، فرفع رأسه ونظر إليَّ، فغضضت عنه حتى كان ذلك مني ومنه مراراً ثلاثاً، إذا نظر إلي غضضت، وإذا اشتغل نظرت، فقال لي: يا صالح، فقلت: لبيك يا أمير المؤمنين، وقمت قائماً، فقال: في نفسك مني شيء تحب أن تقوله؟ أو قال: تريد أن تقوله، فقلت: نعم، يا سيدي يا أمير المؤمنين، قال لى: عد إلى موضعك. فعدت، وعاد في النظر، حتى إذا قام، قال للحاجب: لا يبرح صالح. فانصرف الناس ثم أذن لي، وقد أهمتني نفسي فدخلت فدعوت له، فقال لي: اجلس، فجلست، فقال: يا صالح، تقول لي: ما دار في نفسك، أو أقول أنا: ما دار في نفسي أنه دار في نفسك؟ قلت؟ يا أمير المؤمنين، ما تعزم عليه، وما تأمر به، فقال: أقول: كأني بك وقد استحسنت ما رأيت منا، فقلت: أيُّ خليفة خليفتنا، إن لم يكن يقول: القرآن مخلوق؟، فورد على قلبي أمر عظيم، وأهمتني نفسي، ثم قلت: يا نفس، هل تموتين إلا مرة؟ وهل تموتين قبل أجلك؟ وهل يجوز الكذب في جد أو هزل؟، فقلت: والله يا أمير المؤمنين ما دار في نفسي إلا ما قلت. فاطرق ملياً، ثم قال لي: ويحك، اسمع مني ما أقول، فوالله لتسمعن الحق، فسري عني، وقلت: يا سيدي ومن أولى بقول الحق منك؟ وأنت أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين، وابن عم سيد المرسلين، من الأولين والآخرين. فقال لي: ما زلت أقول: إن القرآن مخلوق صدراً من خلافة الواثق، حتى أقدم علينا أحمد بن أبي دؤاد شيخاً من أهل الشام من أهل أذنة، فادخل الشيخ على الواثق مقيداً، وهو جميل الوجه، تام القامة، حسن الشيبة، فرأيت الواثق قد استحيى منه، ورقَّ له، فما زال يدنيه ويقربه، حتى قرب منه، فسلم الشيخ فأحسن السلام، ودعا فأبلغ الدعاء، وأوجز.
فقال الواثق: اجلس. ثم قال له: يا شيخ، ناظر ابن أبي دؤاد على ما يناظرك عليه.
فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين، ابن أبي دؤاد يقل ويضيق، أو يضعف عن المناظرة.
فغضب الواثق، وعاد مكان إكرامه له غضباً عليه، فقال: أبو عبد الله بن أبي دؤاد يضيق أو يقل ويضعف عن مناظرتك أنت؟.
فقال له الشيخ: هوِّن عليك يا أمير المؤمنين ما بك، وائذن لي في مناظرته.
فقال الواثق: ما دعوتك إلا للمناظرة.
فقال الشيخ: يا أحمد بن أبي دؤاد، إلام دعوت الناس ودعوتني إليه؟.
فقال: إلى أن تقول: القرآن مخلوق، لأن كل شيء دون الله عز وجل مخلوق.
فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين، إن رأيت أن تحفظ علي ما أقول، وعليه ما يقول.
قال الواثق: أفعل.
¥(42/77)
فقال الشيخ: يا أحمد، أخبرني عن مقالتك هذه، أواجبة داخلة في عقد الدين، فلا يكون الدين كاملاً حتى يقال فيه ما قلت؟.
قال: نعم.
فقال الشيخ: يا أحمد، أخبرني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه الله عز وجل إلى عباده، هل أسرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً مما أمره الله عز وجل به في دينه؟.
قال: لا.
قال الشيخ: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة، إلى مقالتك هذه؟، فسكت ابن أبي دؤاد.
فقال الشيخ: تكلم، فسكت، فالتفت الشيخ إلى الواثق، فقال: يا أمير المؤمنين، واحدة.
فقال الواثق: واحدة.
فقال الشيخ: يا أحمد، أخبرني عن الله عز وجل، حين أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)) كان الله عز وجل الصادق في إكمال دينه، أم أنت الصادق في نقصانه، فلا يكون الدين كاملاً حتى يقال فيه بمقالتك هذه؟، فسكت ابن أبي دؤاد.
فقال الشيخ: أجب يا أحمد، فلم يجبه.
فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين اثنتان.
فقال الواثق: اثنتان.
فقال الشيخ: أخبرني عن مقالتك هذه، أعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم أم جهلها؟، فقال ابن أبي دؤاد: علمها.
فقال الشيخ: فدعا الناس إليها؟، فسكت ابن أبي دؤاد.
فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين ثلاث.
فقال الواثق: ثلاث.
فقال الشيخ: يا أحمد، فاتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ علمها كما زعمت، ولم يطالب أمته بها؟، قال: نعم، فقال الشيخ: واتسع لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم؟، فقال ابن أبي دؤاد: نعم، فاعرض الشيخ عنه، وأقبل على الواثق.
فقال: يا أمير المؤمنين، قد قدمت لك القول أن أحمد يضيق أو يقل أو يضعف عن المناظرة، يا أمير المؤمنين، إن لم يتسع لك من الإمساك عن هذه المقالة، ما اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأبي بكر ولعمر وعثمان وعلي رضى الله عنهم، فلا وسع الله على من لم يتسع له ما اتسع لهم من ذلك.
فقال الواثق: نعم إنه لم يتسع لنا من الإمساك عن هذه المقالة ما اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأبي بكر وعمر وعثمان وعلى رضي الله عنهم، فلا وسع الله علينا، اقطعوا قيد الشيخ، فلما قطعوه، ضرب الشيخ بيده إلى القيد ليأخذه، فجذبه الجلاد عليه.
فقال الواثق: دع الشيخ ليأخذه، فأخذه الشيخ، فوضعه في كمه.
فقال الواثق: لم جابذت عليه؟.
فقال الشيخ: لأني نويت أن أتقدم إلى من أوصي إليه إذا متُّ: أن يجعله بيني وبين كفني، حتى أخاصم هذا الظالم عند الله عز وجل يوم القيامة، ثم أقول: يا رب، سل عبدك هذا، لم قيدني، وروَّع أهلي وولدي وإخواني بلا حق أوجب ذلك علي، وبكى الشيخ، وبكى الواثق فبكينا، ثم سأله الواثق أن يجعله في حل وسعة مما قال.
فقال الشيخ: والله يا أمير المؤمنين، لقد جعلتك في حل وسعة من أول يوم، إكراماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ كنت رجلاً من أهله.
فقال الواثق: لي إليك حاجة، فقال الشيخ: إن كانت ممكنة فعلت.
فقال الواثق: تقيم فينا، فينتفع بك فتياننا.
فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين، إن ردك إياي الى الموضع الذي أخرجني منه هذا الظالم أنفع لك من مقامي عندك، وأخبرك بما في ذلك: أصير إلى أهلي وولدي فاكف دعاءهم عليك، فقد خلفتهم على ذلك.
فقال له الواثق: فتقبل منا ما تستعين بها على دهرك.
فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين، لا تحل لي، أنا عنها غني، وذو مرة سوي.
قال: فتسأل حاجتك.
فقال: أو تقضيها يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم.
قال: تخلي سبيلي إلى الثغر الساعة، وتأذن لي، قال: أذنت لك، فسلم الشيخ وخرج.
قال صالح: قال المهتدي بالله رحمة الله تعالى عليه: رجعت عن هذه المقالة منذ ذلك اليوم، وأظن الواثق بالله كان قد رجع عنها من ذلك الوقت.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
وكتبه أبو محمد الألفى السكندرى
الإسكندرية عشية ثانى رمضان سنة 1425 هـ
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[17 - 10 - 04, 08:13 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا محمد .. مناظرة بديعة!
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[17 - 10 - 04, 08:22 م]ـ
بارك الله لك أخى، ومن أشهر المناظرات أيضاً مناظرة عبد العزيز الكنانى مع بشر المريسى المعتزلى، وقد كان الشيخ عبد العزيز سريع البديهة قوى الحجة والبيان، ولا يستطيع شخص متابع لهذه المناظرة ان يخفى اندهاشة مما فعله الشيخ عبد العزيز فى ذلك اليوم.
وهذا هو رابط المناظرة:
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=135
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 10 - 04, 10:35 م]ـ
جزاك الله خيرا أيها الشيخ الكريم
وقد كان في خاطري أن أفتح موضوعا لروائع المناظرات
فسبقتني ـ جعلك الله من السابقين لكل خير ـ فإن أذنت لي بأن أذكر شيئا منها في موضوعك هذا فعلتُ.
¥(42/78)
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[21 - 10 - 04, 11:01 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن السديس وفقه الله
من روائع المناظرات ما تجدها في ترجمة أبي عثمان سعيد بن محمد , يعرف بابن الحداد
في رياض النفوس لأبي بكر المالكي (تحقيق بشير البكوش , دار الغرب الاسلامي) , ج 2 و ص 70 وما بعدها
وكل عام وأنتم بخير
موراني
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 10 - 04, 08:43 ص]ـ
يبدو لي أن مناظرة عبد العزيز الكنانى خيالية مع جمالها والله أعلم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 10 - 04, 10:57 م]ـ
يبدو أن الشيخ غائب عن المنتدى، ولذا سأفرد موضوعا لذلك إن شاء الله.
د/ موراني: شكرا جزيلا على التواصل والإفادة، لكن للأسف هذا الكتاب ليس عندي، فإن كانت المناظرة في العقيدة فلعلك تتحفنا بها مشكورا.
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[24 - 10 - 04, 11:19 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن السديس ,
كانت هذه المناظرة المشار اليها في حلقة الأمير الأغلبي ابراهيم بن أحمد وأجراها ابن حداد مع كل من عبد الله بن هارون , ابن الكوفي , القاضي الحنفي بالقيروان ومع عبد الله بن سعيد الأشج المعتزلي.
هناك بعض أوراق على الرق تحتوي على فقرات من هذه المناظرة حول مسألة خلق القرآن , وحول رؤية الله (وانفاء الرؤية) , وكلام الله الى موسى , ومسائل حول التشبيهات. وهذه الفقرات تتمشى ما لدينا في رياض النفوس لأبي بكر المالكي غير أن هذه الأوراق لا تعود الى كتاب رياض النفوس نفسه بل الى الرواية المعاصرة لهذه المناظرة.
ليس عندي scanner لكي أرسل اليكم بهذا الباب من الكتاب المذكور. ربما لديكم (ورقات عن الحضارة العربية بافريقية) للعلامة الشيخ حسن حسني عبد الوهاب , ج 1 و ص 258 وما بعدها , للافادة (مكتبة المنار , تونس 1965).
كل عام وأنتم بخير
موراني
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 10 - 04, 02:29 ص]ـ
شكرا على الإفادة.
ـ[محب ابن تيمية]ــــــــ[25 - 10 - 04, 05:06 ص]ـ
بارك الله فيكم , وننتظر المزيد
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 10 - 04, 08:55 ص]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه. والواقى من اتقاه. والصلاة والسلام الأكملان على أكمل خلق الله. وبعد ..
جزاكم الله خيراً، وأحسن مثوبتكم.
[أولاً] هذا باب مفتوح لتلقيح الفهوم، والمشاركة بكل ما ينتفع به، شريطة اختيار الصحيح إن أمكن، وموافقة الحال لمقتضى المقال.
[ثانياً] عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز بن مسلم بن ميمون الكناني المكي، كان أحد الرفعاء الكبراء من أهل العلم والفضل، وله مصنفات عدة، وكان ممن تفقه على الإمام الشافعي، واشتهر بصحبته. قال أبو بكر الخطيب: قدم بغداد في أيام المأمون، وجرى بينه وبين بشر المريسي مناظرة في القرآن. وإليه ينسب ((كتاب الحيدة))، وهى من أبدع المناظرات وأروعها، ولكن يستبعد وقوعها على هذه الصورة المدهشة، ولم يصح إسناد الكتاب إليه
قال الحافظ الذهبى ((الميزان)) (6/ 113): ((محمد بن الحسن بن أزهر الدعَّاء. اتهمه أبو بكر الخطيب بأنه يضع الحديث.
قلت: هو الذي انفرد برواية ((كتاب الحيدة))، رواه عنه أبو عمرو بن السماك، ورأيت له حديثا إسناده ثقات سواه، وهو كذب في فضل عائشة. ويغلب على ظني أنه هو الذي وضع ((كتاب الحيدة))، فإني لأستبعد وقوعها جداً)) اهـ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 10 - 04, 08:57 ص]ـ
مناظرة عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ الحرورية، واحتجاجه فيما أنكروه على أمير المؤمنين عَلَى بْنِ أَبِى طَالِبٍ
أخرج النسائى ((الكبرى)) (5/ 165/8575) و ((خصائص على بن أبى طالب)) (190) قال: أخبرنا عمرو بن علي ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ الْحَنَفِى حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَتِ الْحَرُورِيَّةُ اعْتَزَلُوا فِى دَارٍ، وَكَانُوا سَتَةَ آلافٍ فَقُلْتُ لِعَلىٍّ: يا أمير المؤمنين أبرد بالصلاة لعلِّي أكلِّمُ هؤلاء القوم، قال: إني أخافهم عليك، قلت: كلا، فلبست وترجلت، ودخلت عليهم في دارٍ نصفَ النَّهار، وهم يأكلون، فقالوا: مرحباً بك يا بْنَ عَبَّاسٍ؛ فما جاءَ بكَ؟، قلت لهم: أتيتكم من عند أصحاب النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المهاجرين والأنصار، ومن عند ابن
¥(42/79)
عَمِّ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصهره، وعليهم نزل القرآن، فهم أعلم بتأويله منكم، وليس فيكم منهم أحد، لأبلغكم ما يقولون، وأبلغهم ما تقولون. فانتحى لي نفر منهم، قلت: هاتوا ما نقمتم على أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن عمه، قالوا: ثلاث، قلت: ما هن؟. قالوا: أما إحداهن؛ فإنَّه حكَّمَ الرجالَ في أمر الله، وقال الله ((إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للهِ))، ما شأن الرجال والحكم؟، قلت: هذه واحدة. قالوا: وأما الثانية؛ فإنه قاتل، ولم يسب سباهم، ولم يغنم، إن كانوا كفارا لقد حل سبيهم، ولئن كانوا مؤمنين ما حل سبيهم، ولا قتالهم؟، قلت: هذه ثنتان، فما الثالثة؟، وذكر كلمة معناها؛ قالوا: محى نفسه من أمير المؤمنين، فإن لم يكن أمير المؤمنين، فهو أمير الكافرين.
قلت: هل عندكم غير هذا؟، قالوا: حسبنا هذا، قلت لهم: أرأيتكم إن قرأت عليكم من كتاب الله جل ثناؤه وسنة نبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يرد قولكم، أترجعون؟، قالوا: نعم.
قلت: أما قولكم حكَّمَ الرِّجَالَ في أمر الله، فإني أقرأ عليكم في كتاب الله: أن قد صَيَّرَ حُكْمَهُ إلى الرِّجَالِ في ثمن ربع درهم، فأمر الله تبارك وتعالى أن يحكموا فيه، أرأيت قول الله تبارك وتعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ))، وكان من حكم الله أنه صَيَّرَه إلى الرجال يحكمون فيه، ولو شاء يحكم فيه، فجاز من حكم الرجال.
أنشدكم بالله؛ أحكم الرجال في صلاح ذات البين، وحقن دمائهم أفضل أو في أرنب؟، قالوا: بلى، بل هذا أفضل. وفي المرأة وزوجها ((وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا))، فنشدتكم بالله؛ حكم الرجال في صلاح ذات بينهم، وحقن دمائهم أفضل من حكمهم في بضع امرأة؟ أَخَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ؟، قَالُوا: نَعَمْ.
قلت: وأما قولكم قاتل، ولم يسب، ولم يغنم، أفتسبون أمَّكُمْ عائشة، تستحلون منها ما تستحلون من غيرها، وهي أمُّكُمْ؟، فإن قلتم: إنا نستحلّ منها ما نستحلّ من غيرها، فقد كفرتم، وإن قلتم: ليست بأمِّنا فقد كفرتم؛ ((النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ))، فأنتم بين ضلالتين، فأتوا منها بمخرج!، أَفَخَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ؟، قَالُوا: نَعَمْ.
وأما محي نفسه من أمير المؤمنين، فأنا آتيكم بما ترضون: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ صَالَحَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ: اكْتُبْ يَا عَلِيُّ؛ هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ مَا قَاتَلْنَاكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: امْحُ يَا عَلِيُّ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي رَسُولُكَ امْحُ يَا عَلِيُّ، وَاكْتُبْ: هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَاللهِ لَرَسُولُ اللهِ خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّ، وَقَدْ مَحَا نَفْسَهُ، وَلَمْ يَكُنْ مَحْوُهُ ذَلِكَ يُمْحَاهُ مِنَ النُّبُوَّةِ، أَخَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ؟، قَالُوا: نَعَمْ.
فرجع منهم ألفان، وخرج سائرهم، فقتلوا على ضلالتهم، قتلهم المهاجرون والأنصار.
وأخرجه كذلك عبد الرزاق (10/ 160:157)، وأحمد (1/ 342)، والطبرانى ((الكبير)) (10/ 257/10598)، والحاكم (2/ 164)، والبيهقى ((الكبرى)) (8/ 179)، والضياء ((الأحاديث المختارة)) (438:432) من طرقٍ عن عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ الْحَنَفِى سِمَاكِ بْنِ الْوَلِيدِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ به.
قلت: هذا حديث صحيح، وإسناده على رسم مسلم فى ((صحيحه)).
وكتبه أبو محمد الألفى السكندرى
الإسكندرية مساء العاشر من رمضان المبارك سنة 1425 هـ.
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[25 - 10 - 04, 02:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ياليت الاخوة ينقلون المناظرات الى هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=115148&posted=1#post115148
حتى تكون كلها فى مكان واحد.
والله المستعان
ـ[أبو نور النوبى]ــــــــ[22 - 04 - 10, 04:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً على هذة المناظرة الباخرة حقاً - ابن أبي دؤاد - هل من الممكن تخريج هذة القصة فى اى كتب و ما اسم الشيخ المُناظر؟
فقد ذكرها الشيخ د. محمود عبد الرازق الرضواني - باسلوب رائع جداً - فى نهاية خطبة الجمعة هذة
رابط مباشر
http://www.archive.org/download/mahmoud-redwani/albeda3.AVI
للمشاهدة
http://www.archive.org/details/mahmoud-redwani
¥(42/80)
ـ[أبو نور النوبى]ــــــــ[18 - 05 - 10, 02:25 ص]ـ
فهذة مُناظرة بين سلفى و معتزلى روعة مأخوذة من آخر خطبة البدعة للشيخ أ. د. محمود عبد الرازق الرضواني
http://www.archive.org/download/VideoSermons/Dr.Radwany-Mounazrah.wmv
رابط آخر للجوال MP4
http://www.archive.org/download/VideoSermons/Dr.Radwany-Mounazrah_512kb.mp4(42/81)
الأجوبة المرضية عن الأسئلة الأدبية
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 10 - 04, 04:20 م]ـ
الحمد لله نسترفده العون للبيان والإفادة. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على فاتح أبواب السعادة. وبعد ..
طالعت هذه الأسئلة المذكورة بعد، فى منتديات ..... ، لطالبةٍ بقسم الأدب بجامعة الإمارات، ورأيت من الفائدة نقلها هاهنا لشدة حاجة الطالبة لهذه الأجوبة كما يبدو فى أسئلتها، تقول:
((أرجو بيان مدى صحة هذه الأحاديث والأثار، لأن بعض الأساتذة في مادة النقد الأدبي عندما سئلوا عن صحتها، قالوا: هذه الأحاديث لا يؤخذ منها حكم شرعي، وكأنه يرى أنه لا بأس بروايتها، بل ويستدل بها على أن النقد كان معروفا في صدر الإسلام. فأما الأحاديث النبوية المسندة إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(1) قصة رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع النابغة الجعدي، حيث قال له بعد أبيات قالها: ((أجدت، لا فضَّ الله فاك)).
(2) قصة كعب بن زهير وقصيدة ((بانت سعاد))، وفيها أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: ((ليس من سيوف الهند، ولكن من سيوف الله)).
(3) حديث ((إنما الشعر كلام من كلام العرب جزل، تتكلم به في بواديها، وتسل به الضغائن من بنيها)).
(4) حديث ((إنما الشعر كلام مؤلف، فما وافق الحق منه فهو حسن، وإن لم يوافق الحق فلا خير فيه)).
ثم ذكرت جملة من الآثار، أكثرها عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، ثم تساءلت:
هل يجوز القول عن رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه ناقد؟
هل هذه الأحاديث والآثار واردة، وإن كانت ـ كلها أو بعضها ـ غير ثابت؛ فهل يجوز الاستدلال بها على موضوع النقد؟)).
طالعت هذه الأسئلة المذكورة، فوجدتها كلها مما ذخرت به كتب الأدب والشعر العربى، كالأغانى والأمالى وجمهرة الأشعار وعيون الأخبار وخزانة الأدب ونحوها، وأكثرها، إن لم يكن كلها واردة فى كتب الحديث المسندة، ويمكن النظر فبها، ومعرفة تخريجاتها.
وقد أسعفتكِ أيتها الطالبة بالجواب عن درجة الأحاديث الواردة بالسؤال، وبيان ما فى الآثار المذكورة عن أبى بكر وعمر رضى الله عنهما فى رواية الشعر وسماعه، وتناشد ابن عباس لدواوين شعراء الجاهلية.
ونظراً لطول الجواب، سأذكره فى مقالات عدة، مع الاجتزاء بالمطلوبات المهمات ما أمكننى ذلك، وبالله التوفيق:
[أولاً] حديث النابغة الجعدى
أخرجه أبو الشيخ بن حيَّان ((طبقات المحدثين بأصبهان)) (1/ 274) قال: حدثنا أحمد بن إسحاق الجوهري حدثنا إسماعيل بن عبد الله السكرى حدثنا يعلى بن الأشدق قال سمعت نابغة بنى جعدة يقول: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فأنشدته:
بلغنا السَّمَاءَ مجدُنا وثراؤنا ... وإنا لنرجو فوقَ ذلكَ مَظْهَرَا
فقال: إلى أين المظهر يا أبا ليلى؟، فقلت: إلى الجنة، فقال: أجل إن شاء الله.
ولا خيرَ في جَهْلٍ إذا لم يكنْ لَهُ ... حليمٌ إذا ما أَوْرَدَ الأمرَ أَصْدَرَا
فقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يفضضْ اللهُ فَاكَ))، قال: فلقد رأيته، وقد أتى عليه مائة سنة ونيف، وما سقط له سنٌ.
وأخرجه كذلك أبو الفرج الأصبهانى فى ((الأغانى)) (5/ 12) قال: حدثنا أحمد بن عمر بن موسى القطان المعروف بابن زنجوية حدثنا إسماعيل بن عبد الله السكري حدثنا يعلى بن الأشدق العقيلي قال حدثني نابغة بني جعدة قال: أنشدت النبي صلى الله عليه وسلم هذا الشعر، فأعجب به:
بلغنا السَّمَاءَ مجدُنا وجُدُودُنَا ... وإنا لَنَبْغِي فوقَ ذلكَ مَظْهَرَا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فأين المظهر يا أبا ليلى؟، فقلت: الجنَّة، فقال: قل إن شاء الله، فقلت: إن شاء الله.
ولا خيرَ في حِلْمٍ إذا لم يكنْ لَهُ ... بَوَادرُ تحمي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا
ولا خيرَ في جَهْلٍ إذا لم يكنْ لَهُ ... حليمٌ إذا ما أَوْرَدَ الأمرَ أَصْدَرَا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أجدت، لا يفضض الله فاك))، قال: فلقد رأيته، وقد أتت عليه مائة سنة أو نحوها، وما انفضَّ من فيه سنٌ.
¥(42/82)
وأخرجه أبو الشيخ بن حيَّان ((طبقات المحدثين بأصبهان)) (1/ 276) عن أبى العباس البزار، وابن الأثير ((أسد الغابة فى معرفة الصحابة)) (5/ 3) من طريق البغوى، كلاهما عن داود بن رشيد عن يعلى بن الأشدق به نحوه.
وأخرجه ابن الأثير (5/ 3) من طريق أيوب بن محمد الوزان ثنا يعلى بن الأشدق به وسمَّى النابغه ((قيس بن سعد بن عدى بن عبد الله بن جعدة)).
وأخرجه ابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (50/ 132) من طريق تمام الرازى أنبأنا الحسن بن حبيب حدثنا أحمد بن كعب بن خريم حدثني أبي حدثنا يعلى بن بشر الخفاجي عن نابغة بني جعدة قال: أنشدت النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا عن يمينه:
نحلي بأرطال اللجين سيوفَنَا ... ونعلو بها يوم الهياج السنورا
عَلَونَا العِبَادَ عِفَّةً وتَكَرُّمَا ... وَإِنَا لَنَرْجُو فَوقَ ذلكَ مَظْهَرَا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلى أين لا أم لك؟، قال: إلى الجنة ...... وذكر الحديث بنحوه.
وقال أبو القاسم بن عساكر: ((كذا وقع في هذه الرواية، والصواب يعلى بن الأشدق، وقد وقع لي عاليا على الصواب من طرق)).
قال أبو محمد الألفى: وهذا إسناد واهٍ بمرة، آفته يعلى بن الأشدق أعرابى معمِّر ادَّعى رؤية جماعة من الصحابة لم يروى عنهم أحد غيره: عبد الله بن جراد ورقاد بن ربيعة وجرى بن كليب والنابغة الجعدى وغيرهم، لا يحل كتابة حديثه إلا للتحذير منها، والكذب بيِّن على رواياته، فقد روى عن عبد الله بن جراد نسخة كلها أباطيل ومناكير.
ومن مناكير رواياته عن عبد الله بن جراد مرفوعاً ((إذا ابتغيتم المعروف فابتغوه في حسان الوجوه، فو الله لا يلج النار إلا بخيل، ولا يلج الجنة شحيح، إن السخاء شجرة في الجنة تسمى السخاء، وإن الشح شجرة في النار تسمى الشح)).
قال البخارى فى ((التاريخ الصغير)) (2/ 179/2218): ((يعلى بن الأشدق لا يكتب حديثه)).
وقال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (9/ 303): ((يعلى بن الأشدق العقيلى. روى عن: عبد الله بن جراد، ونابغة بنى جعدة. روى عنه: الوليد بن عبد الملك بن مسرح، وعمرو بن قسيط، وداود بن رشيد، ومحمد بن سفيان بن وردان الكوفى. وسمعت أبى يقول: قال أبو مسهر: قدم يعلى بن الأشدق دمشق، وكان أعرابيا فحدث عن عبد الله بن جراد سبعة أحاديث، فقلنا: لعله حق، ثم جعله عشرة، ثم جعله عشرين، ثم جعله أربعين، فكان هو ذا يزيد، وكان سائلا يسأل الناس. وسألت أبى عنه فقال: ليس بشيء ضعيف الحديث. وسئل أبو زرعة عنه فقال: هو عندي لا يصدق ليس بشيء قدم الرقة، فقال: رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، يقال له عبد الله بن جراد فأعطوه على ذلك، فوضع أربعين حديثا، وعبد الله بن جراد لا يعرف)) اهـ.
وقال ابن حبان ((المجروحين)) (3/ 141): ((كان شيخا كبيرا، اجتمع عليه من لا دين له، فدفعوا له شبيهاً بمائتي حديث نسخة عن عبد الله بن جراد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأعطوه إياها، فجعل يحدث بها وهو لا يدري!. لا يحل الرواية عنه بحال)) اهـ بتصرف.
وللحديث طرق أخرى كلها ضعاف، وفيما ذكرناه غنية، ولعل الطريق المذكورة آنفاً هى أصلها.
[إيضاح وتنبيه] مع القول ببطلان الحديث المذكور، لا يُستبعد ثبوت الصحبة للنابغة الجعدى. ولهذا ذكره فى الصحابة: أبو الشيخ بن حيان فيمن نزل أصبهان من الصحابة فى ((طبقان المحدثين بأصبهان))، وابن عبد البر النمرى فى ((الاستيعاب))، وابن الأثير فى ((أسد الغابة فى معرفة الصحابة))، وابن حجر فى ((الإصابة فى معرفة الصحابة)).
اختلف فى اسمه، وفى سياق نسبه، فقال ابن عبد البر: حيَّان أو حبان بن قيس بن عبد الله بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن أبو ليلى الجعدى الشاعر المعروف بالنابغة، وقيل غير ذلك.
وإنما قيل له النابغة، لأنه قال الشعر في الجاهلية، ثم أقام مدة نحو ثلاثين سنة لا يقول الشعر، ثم نبغ فيه بعد فقاله، فسُمِّي النابغة، وكان شاعرا مخضرماً أدرك الجاهلية والإسلام، وعمَّر فى الإسلام طويلاً، وهو عندهم أسنُّ من النابغة الذبياني وأكبر.
وقصيدته الرائية من روائع الشعر وأحسنه، ومما يُستجاد وينتقى، ومنها:
¥(42/83)
أتيتُ رسولَ الله إذ جاءَ بالهدى ... ويتلو كتاباً كالمجرة نَيِّرَا
وجاهدتُ حتى ما أحسُّ ومن معي ... سهيلاً إذا ما لاح ثُمَّتَ غوَّرَا
أقيم على التقوى وأرضى بفعلِها ... وكنتُ من النَّار المخوفة أَوْجَرَا
والكلام عليه مستفيض طويل فى أمهات كتب الأدب، وله ديوان شعر متداول.
[تنبيه ثانٍ] لعلَّ معترضاً يقول: ما الحاجة إلى العزو لأبى الفرج الأصبهانى، مع العلم بأنه ليس بثقة ولا مأمون؟، فنقول: رعايةً لحق السائلة بالتنويه إلى ما بين يديها من كتب الأدب المسندة، ومنها ((كتاب الأغانى))، ولا يخفى على طلاب علم الحديث تشيعه وإفراطه فى التشيع، فإن لم يكن أخواننا بهذه المثابة من المعرفة به، فقد تم التنويه إجمالاً، وربما فصلنا بيان حاله، إذا كان التخريج من جهته على وجه التفرد، وعدم المشاركة مع غيره ممن هو أوثق منه وأعلى.
****** ****** ******
[ثانياً] حديث كعب بن زهير المزنى
وله طرق كثيرة، لعلَّ أشهرها خمس طرق، استوعب أكثرها الحاكم فى ((مستدركه)):
[الأولى] الحجاج بن ذى الرقيبة عن أبيه عن جده، وهى أوفاها سياقاً.
أخرجها ابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (5/ 168)، والحاكم (3/ 579) واللفظ له، وأبو نعيم ((معرفة الصحابة)) (5/ 2378)، والبيهقى ((السنن الكبرى)) (10/ 243) و ((دلائل النبوة)) (5/ 207)، وأبو الفرج الأصبهانى ((الأغانى)) (17/ 91) جميعا من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثني الحجاج بن ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني عن أبيه عن جده قال: خرج كعب وبجير ابنا زهير، حتى أتيا أبرق العزَّاف، فقال بجير لكعب: أثبت في هذا المكان، حتى آتي هذا الرجل يعني رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسمع ما يقول، فثبت كعب وخرج بجير، فجاء رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعرض عليه الإسلام فأسلم، فبلغ ذلك كعباً، فقال:
ألا أبلغا عني بُجَيرَاً رِسَالةً ... على أي شيء ويبَ غيرُك دَلَكَا
على خُلُقٍ لم تلفِ أمَّاً ولا أباً ... عليه ولم تدركْ عليه أخاً لَكَا
سَقَاكَ أبو بكرٍ بِكأسٍ رَوِيَّةٍ ... وانهلكَ المأمونَ منها وَعَلَّكَا
فلما بلغت الأبيات رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهدر دمه، فقال: من لقي كعباً فليقتله، فكتب بذلك بجير إلى أخيه، يذكر له أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أهدر دمه، ويقول له: النجا، وما أراك تفلت!، ثم كتب إليه بعد ذلك: اعلم أنَّ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يأتيه أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا قبل ذلك، فإذا جاءك كتابي هذا فأسلم وأقبل، فأسلم كعبٌ، وقال القصيدة التي يمدح فيها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم أقبل حتى أناخ راحلته بباب مسجد رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم دخل المسجد ورسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أصحابه مكان المائدة من القوم، متحلقون معه حلقة دون حلقة، يلتفت إلى هؤلاء مرة فيحدثهم، وإلى هؤلاء مرة فيحدثهم، قال كعب: فأنخت راحلتي بباب المسجد، فعرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفة، فتخطيت حتى جلست إليه، فأسلمت، فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، الأمان يا رسول الله، قال: ومن أنت؟، قلت: أنا كعب بن زهير، قال: أنت الذي تقول، ثم التفت إلى أبي بكر، فقال: كيف قال يا أبا بكر؟، فأنشده أبو بكر رضي الله عنه:
سَقَاكَ أبو بكرٍ بِكأسٍ رويَّةٍ ... وانهلكَ المأمورَ منها وعلَّكَا
قال: يا رسول الله ما قلت هكذا!، قال: وكيف قلت؟، قال: إنما قلت:
سَقَاكَ أبو بكرٍ بِكأسٍ رويَّةٍ ... وانهلكَ المأمونَ منها وعلَّكَا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مأمون والله، ثم أنشده القصيدة كلَّها، حتى أتى على آخرها، واملأها علىَّ الحجاج بن ذي الرقيبة حتى أتى على آخرها، وهي هذه القصيدة:
بانت سعادُ فقلبي اليوم متبولُ ... متيم أثرها لم يفد مكبولُ
وما سعادُ غداةَ الْبَيْنِ إذ ظَعَنُوا ... إلا أغنُّ غضيض الطرف مكحولُ
تجلوا عوارض ذي ظُلَمٍ إذا ابتسمتْ ... كأنها مِنْهَلٌ بالكأس مَعْلُولُ
¥(42/84)
شُجَّتْ بذى شيمٍ مِنْ مِاءِ مَحْنِيةٍ ... مِنْ مَاءِ أَبْطَحَ أَضْحَى وَهُو مًشْمُولُ
تنفي الرياحُ القذى عنه وافرطه ... مِنْ صوبِ غَاديةٍ بِيضٌ يَعَالِيلُ
فذكر القصيدة، ومنها:
تسعى الوشاةُ جَنَابيها وقيلُهُمُ ... إنَّك يا ابنَ أبي سلمى لَمَقْتُولُ
خلوا الطريقَ يديها لا أبا لَكُمُ ... فكلَّمَا قدَّرَ الرَّحْمَنُ مَفْعُولُ
كلُّ ابنِ أنثى وإنْ طَالَتْ سَلامتُه ... يوماً على آلة حَدْبَاءَ مَحُْمولُ
أنبئتْ أنَّ رسولَ اللهِ أوعدني ... والعفو عندَ رَسُولِ اللهِ مَأمُولُ
فقدْ أتيتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِرَاً ... والعذر عندَ رسول الله مقبولُ
مهلاً رسولَ الذي أعْطَاكَ نافلةَ ... القرآنِ فيها مَواعِيظٌ وتَفْصِيلُ
لا تأخذنِّي بأقوالِ الوشاةِ ولم ... أجرمْ ولو كَثُرَتْ عني الأقاويلُ
ومنها:
إنَّ الرسولَ لنورٌ يُستضاءُ بِهِ ... وصارمٌ من سُيوفِ الله مَسْلُولُ
في فتيةٍ من قُريشٍ قالَ قائلُهُمْ ... ببطنِ مَكَّةَ لما أسلموا زُولُوا
قال أبو محمد: وهذا إسناد رجاله مجاهيل كلهم خلا إبراهيم بن المنذر الحزامى شيخ البخارى. وعبد الرحمن، وذو الرقيبة، والحجاج ثلاثتهم غير معروفين، ولا يدرى ما حالهم!!. وقد لا يعرفوا بغير هذا الإسناد، وهذه الرواية الواحدة. ولا أعلم لكعب بن زهير ابناً يُسمَّى عبد الرحمن، وإنما ولداه: عقبة، والعوام، وكلاهما شاعر ليس له رواية فى الحديث.
[الثانية] على بن زيد بن جدعان أن كعب بن زهير، هكذا مرسلاً.
أخرجها الفاكهى ((أخبار مكة)) (1/ 307/634)، والحاكم (3/ 582)، والبيهقى ((دلائل النبوة)) (5/ 211) من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامى حدثني معن بن عيسى القزاز حدثني محمد بن عبد الرحمن الأوقص عن على بن جدعان قال: أنشد كعب بن زهير بن أبي سلمى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد:
بانت سعادُ فقلبي اليوم متبولُ ... متيمٌ أثرَها لَمْ يُفدْ مَكْبُولُ
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، على بن زيد بن جدعان التيمى البصرى ليس بذاك القوى، ساء حفظه واختلط بآخرة، وكان رفاعاً، فلا يحتج به إذا تفرد، ولا رؤية له ولا سماع من كعب بن زهير المزنى، فروايته هذه مرسلة.
ومحمد بن عبد الرحمن بن هشام المخزومي الأوقص قاضي المدينة يخالف في حديثه، قاله العقيلى. وقال ابن عساكر: ضعيف.
وذكره البخارى فى ((التاريخ الكبير)) وقال: ((روى عنه معنٌ مرسل)).
[الثالثة] موسى بن عقبة أن كعب بن زهير، هكذا معضلاً.
أخرجها الحاكم (3/ 582)، ومن طريقه البيهقى ((السنن الكبرى)) (10/ 243)، وأبو الفرج الأصبهانى ((الأغانى)) (17/ 92) من طريق إبراهيم بن المنذر حدثني محمد بن فليح عن موسى بن عقبة قال: أنشد النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن زهير بانت سعاد في مسجده بالمدينة، فلما بلغ قوله:
إنَّ الرسولَ لسيفٌ يُستضاءُ بِهِ ... وصارمٌ من سُيوفِ الله مَسْلُولُ
في فتيةٍ من قُريشٍ قالَ قائلُهُمْ ... ببطنِ مَكَّةَ لما أسلموا زُولُوا
أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بكمه إلى الخلق، ليسمعوا منه، قال: وقد كان بجير بن زهير كتب إلى أخيه كعب بن زهير بن أبي سلمى يخوفه، ويدعوه إلى الإسلام، وقال فيها أبياتاً:
من مُبلِّغٌ كعباً فهلْ لكَ في التي ... تلومُ عليها باطلاً وهي أَحْزَمُ
إلى اللهِ لا العُزي ولا اللاتَ وحدَه ... فتنجو إذا كان النجاءُ وتسلمُ
لدي يومٍ لا ينجو وليس بمفلتٍ ... من النَّار إلا طاهرُ القلبِ مُسْلِمُ
فدينُ زهيرٍ وهو لا شيءَ باطلٌ ... ودينُ أبي سلمى عليَّ محرَّمُ
قلت: وهذا إسناد منقطع معضل، موسى بن عقبة بن أبى عياش المدنى أحد أعلام السيرة والمغازى، لكن بينه وبين الصحابة مفاوز تنقطع دونها الأعناق.
[الرابعة] محمد بن إسحاق بن يسار المطلبى بلا إسناد.
¥(42/85)
أخرجها ابن إسحاق ((السيرة النبوية))، ومن طريقه الطبرانى ((الكبير)) (19/ 177/403)، والحاكم (3/ 583)، والبيهقى ((دلائل النبوة)) (5/ 211) عن ابن إسحاق قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة منصرفه من الطائف، وكتب بجير بن زهير بن أبي سلمى إلى أخيه كعب بن زهير بن أبي سلمى، يخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل رجالا بمكة ممن كان يهجوه، ويؤذيه، وأنه من بقي من شعراء قريش ابن الزبعري وهبيرة بن أبي وهب قد هربوا في كل وجه، فإن كانت لك في نفسك حاجة، فطر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يقتل أحدا جاءه تائبا، وإن أنت لم تفعل فانج بنفسك إلى نجائك .... وذكر الحديث بنحوه.
قلت: وهذا إسناد أشد إعضالاً من سابقه، فما أبعد الشقة بين ابن إسحاق والصحابة رضى الله عنهم!.
[الخامسة] سعيد بن المسيب أن كعب بن زهير، هكذا مرسلاً.
أخرجه الزبير بن بكار ((أخبار المدينة))، ومن طريقه ابن قانع ((معجم الصحابة)) (2/ 381) عن بعض أهل المدينة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب قال: لما انتهي خبر قتل ابن خطل إلى كعب بن زهير بن أبي سلمى، وقد كان النبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوعده بما أوعد ابن خطل، فقيل لكعب: إن لم تدرك نفسك قُتلت، فقدم المدينة، فسأل عن أرقِّ أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدل على أبي بكر رضي الله عنه، فأخبره خبره، وقد التثم، فمشى أبو بكر وكعب على إثره، حتى صار بين يدي رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال أبو بكر: الرجل يبايعك، فمدَّ النبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده، ومد كعبٌ يده، فبايعه وسفر عن وجهه، وأنشده قصيدة:
أنبئتْ أنَّ رسولَ اللهِ أوعدني ... والعفو عندَ رَسُولِ اللهِ مَأمُولُ
إنَّ الرسولَ لسيفٌ يُستضاءُ بِهِ ... وصارمٌ من سُيوفِ الله مَسْلُولُ
فكساه النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بردةً له، فاشتراها معاوية من ولده بمالٍ، فهي البردة التي تلبسها الخلفاء في الأعياد.
قلت: هذا إسناد ضعيف جداً لإرساله وجهالة أشياخ الزبير بن بكار، ومتنه منكر مخالف لسياق القصة فى سائر طرقها، وأنكر ما فيه ((فكساه النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بردةً له))!.
والخلاصة أن طرق الحديث لا يصح منها كبير شئٍ، وأمثلها وهى رواية موسى بن عقبة معضلة، ولذا صرَّح الحافظ ابن كثير فى ((البداية والنهاية)) بقوله: ((وهذه القصيدة من الأمور المشهورة، ولكن لم أر ذلك في شيء من هذه الكتب بإسنادٍ أرتضيه، فالله أعلم)) اهـ. .
وقال الحافظ زين الدين العراقى: ((وهذه القصيدة قد رويناها من طرق لا يصح منها شيء، وذكرها ابن إسحق بسند منقطع)).
فإذا تقرر ذلك، مع إحاطة العلم بأن موسى بن عقبة إمام المغازى والسير، وتلميذ ابن شهاب الزهرى، من صغار التابعين من طبقة الأعمش، وجعفر بن أبى وحشية الذين لا إدراك ولا سماع لأحدهم من الصحابة، وليس هو كحميد بن أبى حميدٍ الطويل، وإبراهيم بن أبى عبلة، وحريز بن عثمان الرحبى وأمثالهم من أهل هذه الطبقة الذين لهم إدراك وسماع من الصحابة، فيتنزل الواحد منهم منزلة أكابر التابعين.
فالفارق شاسع بين مرسل الفريقين: الأول ممن لا سماع له ولا إدراك للصحابة، والثانى ممن هو فى نفس الطبقة وله إدراك وسماع من الصحابة. ولهذا قلت ((بين موسى بن عقبة وبين الصحابة مفاوز تنقطع دونها الأعناق))، ولا يمكننى أن أقول مثله فى مراسيل حميد وحريز وابن أبى عبلة، مع أنهم فى نفس طبقة موسى بن عقبة!.
فإن قيل: وما تأثير ذلك فى قبول معضل موسى بن عقبة أو رده؟.
قلت: هذا بحث طويل، مفاده أنه: إن قُبلت مراسيل من على هذه الوتيرة؛ تقوَّى الحديث لانتفاء شدة الضعف، وإن لم تقبل كان الحكم بضده، ولم يتقوى الحديث، لأنه أمثل طرق الحديث كما سبق بيانه.
أقول هذا رداً على من صحَّح الحديث بكثرة الطرق بلا شرط ولا قيد. ولا خلاف عندى فى تقوية الحديث بالمتابعات والشواهد، وكذا بكثرة الطرق للحديث الضعيف الواحد، ولكن على الشروط التى ذكرها الحافظ الجهبذ زين الدين العراقى، الذى قال تبصرةً للمبتدى .. تذكرةً للمنتهى والْمُسْنِدِ:
¥(42/86)
فإن يُقلْ يُحتجُّ بالضعيفِ ..... فَقُل إذا كانَ من الموصوفِ
رواتُه بسوء حفظٍ يُجبرُ ..... بكونه من غيرِ وجهٍ يُذكرُ
وإن يكنْ لكذبٍ أو شذَّا ..... أو قَوِىَ الضُّعفُ فلم يُجبرْ ذَا
فلله هذا الحافظ الجبل، فقد حرَّر فأتقن، وحكم فعدل، وفصَّل فأجاد.
والذى يظهر من قوله ((قَوِىَ الضُّعفُ فلم يُجبرْ ذَا)) أن فقد شرط أو أكثر من الشروط المذكورة يقتضى نفى الحكم، وعدم توقيعه على الحديث الذى بهذه المثابة. ولا يقال أن الخلاف هاهنا شكلى، لإنه عند النظر الدقيق فى طرق الحديث الخمسة الآنف ذكرها، نعلم أن أمثلها إسناداً: معضل موسى بن عقبة بن أبى عياش المدنى، ولا يتنزل مثله منزلة مراسيل من هو فى طبقته كحميد الطويل وحريز وابن أبى عبلة!!.
وقوله ((وهذه القصيدة من الأمور المشهورة)) يعنى المستفيضة المتداولة فى كتب التاريخ والسير والأدب والأشعار، ومما يستأنس بها ويستشهد فى تقويم اللسان وتعليم البيان، كما استشهد بها أهل اللغة كالإمام أبى بكر بن دريد فى ((أماليه))، وابن هشام الأنصارى فى ((مغنى اللبيب))، وعبد القادر البغدادى فى ((شرح الشواهد)) وغيرهم.
أما أن تكون القصة قائمةً مقام الدلالة على إقرار النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشعراء على التشبيب والغزل والوصف للنساء، ولوعة الرجال على فراقهن، ومواعدتهن فى السر، فهذا ما لا يجوز القول به، لعدم قيام الدليل الصحيح على هذا الإقرار، ولمخالفة ذلك للنصوص الواردة فى صيانة حرمات النساء، والتغليظ فى المنع من وصفهن، وانتهاك حرماتهن.
ولا يتصور من له إلمام بمقام النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أصحابه، وشدة حياءهم منه، وإجلالهم له، أن ينشد أحد بحضرته مثل هذا التشبيب بامرأة، ولو كانت زوجةً لمن ينشد:
هَيْفَاءُ مُقْبِلَةً عَجْزَاءُ مُدْبِرَةً ... لا يشتكي قِصرٌ منها ولا طولُ
كيف؟، وقد أخرج البخارى من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سَلَمَةَ رَضِي الله عَنْهَا قالت: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدِي مُخَنَّثٌ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا عَبْدَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمُ الطَّائِفَ غَدًا، فَعَلَيْكَ بِابْنَةِ غَيْلانَ، فَإِنَّهَا تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ، وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ، فقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَدْخُلَنَّ هَؤُلاءِ عَلَيْكُنَّ)). وأخرج من حديث منصور والأعمش عن أبى وائل عن ابن مسعود قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا، كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا)).
ويتبع بقية الأجوبة إن شاء الله تعالى
وكتبه أبو محمد الألفى السكندرى
الإسكندرية صباح الرابع من رمضان سنة 1425 هـ.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[19 - 10 - 04, 03:47 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا السكندري و لكن (مزحة) هل ستفهم طالبة الآداب هذه المصطلحات الحديثية "المعقدة"؟:))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 10 - 04, 11:01 ص]ـ
أخى الحبيب / الدكتور هشام عزمى
سلامى إليكم كثير كثير. وحياكم الله بالخير، وسدَّدكم، ونفع بكم وبموقعكم النافع التوأم لشبكة الجامع الإسلامى.
وقد شدنى كثيراً بموقع الشبكة هذا العنوان لكتاب ((الاستدلالات التعيسة فى كتاب الرقص ورأي الكنيسة))، وأنا قليل القراءة فى مثل هذه الكتب، لكن أرجو ملخصاً له، فلربما فهمت، وهذه إيضاً دعابة.
لا عليك أخى الحبيب. تقبل الله منا ومنك صالح الأعمال والأقوال فى هذا الشهر الكريم.
وأما الطالبة المذكورة، فأظنها فهمت، وربما انتفعت، ولم تزال بحاجة إلى معرفة المزيد، فهل نجبها لمطلوبها؟!.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[19 - 10 - 04, 06:40 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته يا شيخنا الحبيب حفظك الله و أيدك،
طبعًا نجيبها لمطلوبها طالما أنها سألت و فهمت و انتفعت لا سيما و المسئول حبر عتيد؛ رأيه سديد و كلامه مفيد و بصره في الروايات حديد .. نفعنا الله بعلمكم و أدام فضلكم و بارك فيكم و في أولادكم.
أما كتاب الرقص و رأي الكنيسة فهو لأحد قساوسة القبط يبين فيه رأي الكنيسة القبطية المعارض للخلاعة و المجون و الرقص بين الشباب "المسيحي" و يدعو هؤلاء الشباب للالتزام بالأخلاق "المسيحية" المحافظة البعيدة عن الخلاعة .. فقام أحد إخواننا بالرد عليه في بحث قصير سماه ((الاستدلالات التعيسة في كتاب الرقص و رأي الكنيسة)) - لاحظ المناسبة بين التعيسة و الكنيسة:) - و بين فيه أن الكتاب "المقدس" ليس فيه ما يدل على تحريم الرقص و الخلاعة، بل فيه ما يدعو للرقص و يشجع عليه و ساق نصوصًا تؤيد كلامه و تدحض ما ذهب إليه القس القبطي "التعيس":))
و الحمد لله على نعمة الإسلام.(42/87)
الزيلعي و أقوال العلماء في صناعته الحديثية هل يعتمد تصحيحه وتضعيفه فقد ذكر لي أن للعو
ـ[محمد الأثري]ــــــــ[19 - 10 - 04, 01:02 ص]ـ
صناعته الحديثية هل يعتمد تصحيحه وتضعيفه فقد ذكر لي أن للعوامة محمد في كتابه أثر الحديث الشرف كلام في تصحيح وتضعيف الزيلعي
الرجاء ذكر أقوال العلماء فيه
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 10 - 04, 03:07 ص]ـ
للأهمية
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 10 - 04, 01:21 م]ـ
الإمام الزيلعي رحمه الله من الحفاظ للحديث كما يظهر من مؤلفاته في تخريج أحاديث الهداية وتخريج أحاديث وآثار الكشاف، حتى أن الحافظ ابن حجر رحمه الله اختصر كتابيه السابقين، وقد ذكر الشيخ عبدالله السعد في تقديمه لتخريج أحاديث وآثار الكشاف للزيلعي أن الزيلعي من الحفاظ الكبار وذكر ثلاث صفات يتصف بها
1 - الحفظ وسعة الاطلاع (وذكر أمثلة)
2 - دقته وضبطه (وذكر أمثلة)
3 - الإنصاف وعدم التعصب (وذكر أمثلة)
وأما ما ذكره الأخ من أن محمد عوامة ذكر كلاما حول تصحيح وتضعيف الزيلعي في كتابه أثر الحديث فلم أجده في كتابه المذكور على أن كتابه هذا عليه فيه ملحوظات متعددة.
ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=28091#post28091
وأما كتابه نصب الراية فهو من الكتب المهمة في تخريج الأحاديث الفقهية، وهو يكثر من نقل أقوال أهل العلم حول الحديث وهذه ميزة مهمة، وأما تصحيحه هو وتضعيفه فليس مثل الأئمة المتقدمين في علم الحديث بل ينبغي أن ينظر في تصحيحه أو تضعيفه للحديث، فقد يقبل منه تصحيحه وقد لايقبل حسب البحث والتتبع.
ـ[أبو محمد الإفريقي]ــــــــ[31 - 10 - 04, 12:50 ص]ـ
كلام العوامة في دراسته لنصب الراية في مقدمة الكتاب لا قي أثر الحديث الشريف
وخلاصته
عليه مآخذ منها
-الزيلعي متساهل في كلامه على الرجال جرحا وتعديلا سواء أكان ناقلا أو قائلا
- عدم استيفائه نقد الأسانيد
-وقوع تناقص منه في النقد
-أوهامه في عزو الأحاديث
قصوره عن مقتضى التزامه لتخريج أحاديث الهداية
أنظر ص200 - 214
والله أعلم(42/88)
ما صحة هذا الحديث أفيدونا أفادكم الله
ـ[ابوباسم]ــــــــ[24 - 10 - 04, 08:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكل عام وأنتم بخير
ورمضان كريم أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية باليمن والمسرات.
أحبابي الكرام:
أرجو ممن عنده خبر في تخريج الحديث الآتي أن يسعفنا به حيث ينتشر هذا الحديث في كثير من المنتديات.
والحديث أو الأثر هو:
ملاك قادر على عد كل شيء إلا شيء واحد
ورد في الأثر والمعنى صحيح
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((ليلة المعراج عندما وصلت إلى السماء رأيت ملكا له ألف يد وفي كل يد ألف اصبع وكان يعد بأصابعه،
فسألت جبرائيل عليه السلام عن اسمه وعن وظيفته وعمله، فقال إنه ملك موكل على عدد قطرات المطر النازلة إلى الأرض ..
فسألت الملك: هل تعلم عدد قطرات المطر النازلة من السماء إلى الأرض منذ خلق الله الأرض؟
فأجاب الملك: يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والله الذي بعثك بالحق نبياًَ إني لأعلم عدد قطرات المطر النازلة من السماء إلى الأرض عامة وكما أعلم الساقطة في البحار والقفار والمعمورة والمزروعة والأرض السبخة والمقابر.
قال النبي (صلى الله عليه وسلم): فتعجبت من ذكائه وذاكرته في
الحساب ..
فقال الملك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولكني بما لدي من الأيدي والأصابع وما عندي من الذاكرة والذكاء فإني أعجز من عد أمر واحد.
فقلت له وما ذاك الامر؟
قال الملك: إذا اجتمع عدد من أفراد أمتك في محفل وذكروا اسمك فصلوا عليك. فحينذاك أعجز عن حفظ ما لهؤلاء من الأجر والثواب إزاء صلواتهم عليك ....
فأكثروا من الصلاة على النبي الأكرم والرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم
اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
لا اله الا الله الحليم الكريم لا اله الا الله العلى العظيم لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم))
هكذا ورد ونقلته من أحد المنتديات ووعدت بالبحث عن تخريجه.
وقد حاولت وبحثت في بعض الكتب كالمعجم المفهرس للألفاظ الحديث
وصحيح الجامع الصغير وزيادته مع ضعيفة للألباني رحمه الله تعالى وغيرها من الكتب
ولكن دون جدوى.
فنرجو ممن عنده علم أن يفيدنا.
وفقنا الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى.
ـ[حارث همام]ــــــــ[24 - 10 - 04, 10:39 م]ـ
اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك ومصطفاك (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) حسبنا هذه الآية وماثبت من آثار وأخبار، أما هذا الأثر فبغير بحث ولا عناء باطل لا أصل له ولعل ألفاظه تبين أنه من بنيات أفكار أحد وضاع العصر الحديث! خاصة مسألة الذاكرة والحساب، وأعجب ما فيه أن واضعه لم يتفطن إلى أن طريقة عد الملك المزعومة لاتؤهل لمجاوزة الألف ألف (المليون) وهو عدد يسير مقارنة بعدد قطر الأمطار.
والله أعلم.
ـ[ابوباسم]ــــــــ[25 - 10 - 04, 02:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله خيرًا أخي الكريم حارث همام وبارك فيك.
والأمر كما تفضلت أخي
ولكن أنا بودي الحصول على التخريج لأرقمه كرد على الموضوع.
فياليت نحصل على التخريج
بارك الله في الجميع.
ـ[حارث همام]ــــــــ[25 - 10 - 04, 01:42 م]ـ
الأخ الفاضل ..
لن تجد من خرجه والعلم عند الله، فأهل العلم اعتنوا بالموضوع والذي لا أصل له مما كان في عصرهم أما هذا فأظنه وضع متأخراً، وقد أجريت بحثاً سريعاً من خلال بعض الموسوعات الإلكترونية ولم أجد له أثراً.
وعلى كل حال البينة على المدعي، فليحل الناقل على محل النقل لينظر فيه، وإلاّ فلا يلتفت إلى كلامه. اللهم إلاّ إن كان قائله من أهل العلم المعتبرين الذين لايلقون الكلام على عواهنه -وهذا بعيد- فيتعين حينها استفراغ الوسع في البحث عنه وحل إشكاله.(42/89)
إنباءُ الألبَّا بطرق حديث زُرْ غِبَّا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 10 - 04, 09:11 ص]ـ
الحمد لله نسترفده العون والتوفيق، ونسأله الهداية إلى أقوم طريق.
فقد قال الإمام الجهبذ أبو حاتم بن حبان فى ((روضة العقلاء)) (ص116): ((وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبار كثيرة تصرح بنفي الإكثار من الزيارة، حيث يقول ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً))، إلا أنه لا يصح منها خبرٌ من جهه النقل، فتنكبنا عن ذكرها، وإخراجها في الكتاب، وإليها ذهب بعض الناس حتى ذكروها في أشعارهم. من ذلك ما أنشدني محمد بن عبد الله بن زنجي البغدادي:
وقد قال النَّبيُّ وكان برَّا ... إذا زرت الحبيب فزره غَِّبا
وأقللْ زور من تهواه ... تزدد إلى من زرته مِقةً وحبا
وأنشدني محمد بن أبي علي:
إني رأيتُك لي مُحِبَا ... وإلىَّ حينَ أغيبُ صبَّا
فقعدتُ لا لملالةٍ حدثتْ ... ولا استحدثتَ ذنبا
إلا لقول نبيِّنا ... زوروا على الأيام غبَّا)) اهـ.
وأورده فى ((نظم المتناثر من الحديث المتواتر)) (ص 118) من حديث اثنى عشر صحابياً: أبو هريرة، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وحبيب بن مسلمة، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو، وعلى بن أبى طالب، ومعاوية بن حيدة، وأبو الدرداء، وأبو ذر، وعائشة الصديقة، وعبد الله بن عمر بن الخطاب.
وقال الحافظ السخاوى فى ((المقاصد الحسنة)): ((وأورده أبو أحمد بن عدى فى أربعة عشر موضعاً من ((الكامل))، وأفرد أبو نعيم الأصبهانى طرقه، ثم شيخنا ـ يعنى ابن حجر ـ فى ((الإنارة بطرق غبِّ الزيارة))، وبمجموعها يتقوى الحديث، وإن قال أبو بكرٍ البزار: ليس فيه حديث صحيح، فهو لا ينافى ما قلناه)) اهـ.
وقال الحافظ الزكى المنذرى ((الترغيب والترهيب)) (3/ 248): ((وهذا الحديث قد روي عن جماعة من الصحابة، واعتنى غير واحدٍ من الحفاظ بجمع طرقه، والكلام عليه، ولم أقف له على طريق صحيحٍ كما قال البزار، بل له أسانيد حسان عند الطبراني وغيره)) اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر ((فتح البارى)) (10/ 499): ((وقد ورد من طرق أكثرها غرائب لا يخلو واحد منها من مقال، وقد جمع طرقه أبو نعيم وغيره، وقد جمعتها في جزء مفرد. وأقوى طرقه ما أخرجه الحاكم في ((تاريخ نيسابور))، والخطيب في ((تاريخ بغداد))، والحافظ أبو محمد بن السقاء في ((فوائده)) من طريق أبي عقيل يحيى بن حبيب بن إسماعيل بن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. وأبو عقيل كوفي مشهور بكنيته، قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي، وهو صدوق. وذكره ابن حبان في ((الثقات))، وقال ربما أخطأ وأغرب. قلت: واختلف عليه في رفعه ووقفه)) اهـ.
قلت: كذا قال الحافظ، وفيما قوَّاه من حديث عائشة نظر، وسيأتى بيان طرقه بأوسع مما ذكره بعد.
****** ****** ******
حديث أبى هريرة له طرق:
[الأولى] عطاء بن أبى رباح عنه
قال أبو داود الطيالسى (2535): حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْروٍ عَنْ عَطَاءٍ يعنى ابْنَ أَبِى رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((يا أَبَا هُرَيْرَةَ؛ زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)).
وأخرجه كذلك الحارث بن أبى أسامة (920)، وابن أبى الدنيا ((الأخوان)) (104)، والعقيلى ((الضعفاء الكبير)) (2/ 224)، وابن حبان ((المجروحين)) (1/ 383)، وابن عدى ((الكامل)) (4/ 107)، وأبو الشيخ ((الأمثال)) (15)، وأبو نعيم ((الحلية)) (3/ 322)، وأبو هلال العسكرى ((جمهرة الأمثال)) (1/ 505)، والقضاعى ((مسند الشهاب)) (631،630،629)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (6/ 326/8371،8363)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (1235، 1238) من طرق عن طَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به.
هكذا رواه عن طَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ: أبو داود الطيالسى، وأبو عاصمٍ النبيل، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وجرير بن حازم، وعلى بن مسهر، وعيسى بن يونس، وعمرو بن محمد العنقزى، ومعتمر بن سليمان التيمى، والنعمان بن عبد السلام الأصبهانى، والوليد بن مسلم الدمشقى.
¥(42/90)
وخالف عشرتهم: منصور بن إسماعيل الحرانى، فجعله ((عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ وطَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ))، فأغرب وتفرد به.
فقد أخرجه العقيلى (4/ 192)، وابن حبان ((الثقات)) (9/ 172)، والطبرانى ((الأوسط)) (5641) ثلاثتهم عن منصور بن إسماعيل الحراني ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ وطَلْحَةُ بْنُ عَمْروٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)).
وقال أبو جعفر العقيلى: ليس بمحظوظ من حديث ابن جريج، وإنما يعرف بطلحة بن عمرو، وتابعه قوم نحوه في الضعف.
وقال أبو حاتم بن حبان: منصور بن إسماعيل كان ممن يفتى على مذهب الكوفيين، وكان على قضاء المدينة يغرب.
وتابعه بقية بن الوليد، فدلَّسه عن أحد الضعفاء ((عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ)).
قال ابن أبى حاتم ((علل الحديث)): ((سألت أبي عن حديث رواه بقية عن عبد الله بن سالم عن ابن جريج عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يا أَبَا هُرَيْرَةَ؛ زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)). فسمعت أبي يقول: هذا حديث منكر، إنما يرويه طَلْحَةُ بْنُ عَمْروٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عن النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
وخالف جماعتهم: محمد بن خليد بن عمرو الحنفى الكرمانى، فأغرب على مالك.
قال الطبراني كما فى ((ميزان الاعتدال)) (6/ 137): حدثنا أحمد بن محمد الجنديسابوري حدثنا محمد بن خليد ثنا مالك عن سفيان الثوري عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)).
قال الحافظ الذهبى: ((هذا باطل عن مالك)).
قلت: ومحمد بن خليد الحنفى ممن لا يجوز الاحتجاج به بحالٍ، يضع المتون الغرائب على أسانيد الثقات والمشاهير. أورد له الدارقطنى فى ((أفراد مالك)) عَنْ مَالِكٍ عَنْ الثَّورِي عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ رفعه: ((اطلبوا الخير عند صباح الوجوه)). وقال: ((لا يصح عن مالك)).
ثمَّ أغرب ابن خليد الحنفى بالأخرى، فجعله ((عَنْ الأَوْزَاعِى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ)).
فقد أخرجه الخطيب ((التاريخ)) (6/ 57)، ومن طريقه ابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (1236) من طريق إبراهيم بن الحسين بن الفرج أخى أبي ميسرة الهمذاني ثنا محمد بن خليد ثنا عيسى بن يونس عَنْ الأَوْزَاعِى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)).
قال أبو حاتم بن حبان ((المجروحين)) (2/ 302): محمد بن خليد بن عمروٍ الحنفي. شيخ يروي عن عيسى بن يونس، وعبد الواحد بن زياد. يقلب الأخبار، ويسند الموقوف، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. روى عن عيسى بن يونس عَنْ الأَوْزَاعِى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً))، وهو حديث عيسى بن يونس عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ عَنْ عَطَاءٍ، فجعل مكان طلحة: الأَوْزَاعِى.
وتابعه الوليد بن مسلم الدمشقى، فدلَّسه وأسقط شيخه الضعيف، وسوَّى سنده ((عَنْ الأَوْزَاعِى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ)).
أخرجه هكذا الطبرانى ((الأوسط)) (1754) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي ثنا عبد الرحمن بن سعيد بن أيوب الحمصي ثنا الوليد بن مسلم عَنْ الأَوْزَاعِى عَنْ عَطَاءِ بْنِ أبِى رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعاً به.
¥(42/91)
قلت: والحديث لـ ((طَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ))، كما رواه الجماعة، وهو عنه أشهر وأشيع، وبه ألصق. وطَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ هو الحضرمى المكى، مجمع على ضعفه. قال أحمد والنسائي: متروك الحديث. وقال يحيى بن معين: ليس بشيء ضعيف. وقال علي بن الجنيد: متروك. وقال البخاري وابن المديني: ليس بشيء. وقال عمرو بن على الفلاس: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه. وضعَّفه أبو زرعة والدارقطني. وقال أبو حاتم: ليس بقوى لين الحديث عندهم. وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يحل كتب حديثه، ولا الرواية عنه إلا على وجه التعجب.
قال أبو بكر البيهقى: ((وقد روي هذا الحديث بأسانيد هذا أمثلها))، كأنه يعنى أمثلها فى الضعف.
قلت: وإنما يتابع طَلْحَةَ بْنَ عَمْروٍ المكى جماعةٌ هم نحوه فى الضعف، أو أشد ضعفاً منه، منهم: عثمان بن عبد الرحمن الجمحى، ومحمد بن عبد الملك الأنصارى، ويحيى بن أبى سليمان المدينى.
فقد أخرجه ابن عدى ((الكامل)) (5/ 161و6/ 159و7/ 230) عن ثلاثتهم مفرقين عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به، إلا أن يحيى بن أبى سليمان قال فى حديثه ((أن النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أين كنت أمس يا أَبَا هُرَيْرَةَ؟، قال: زرت ناساً من أهلي، فقال: ((يا أَبَا هُرَيْرَةَ؛ زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)).
وأخرجه كذلك البيهقى ((شعب الإيمان)) (6/ 328)، والخطيب ((التاريخ)) (14/ 108) و ((موضح الأوهام)) (1/ 520) كلاهما من طريق يحيى بن أبى سليمان بمثله.
قلت: وثلاثتهم ضعفاء بينو الأمر فى الضعف، وأشدهم ضعفاً محمد بن عبد الملك الأنصارى، فإنه كذاب يضع الحديث، قاله أحمد بن حنبل.
وأخرجه أبو نعيم ((مسند أبى حنيفة)) (ص139): حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم ثنا أحمد بن محمد الدينوري ثنا العباس بن الفضل الأنصاري ثنا محمد بن الحسن عن أبي حنيفة عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)).
قلت: وهذا إسناد واهٍ بمرة. أحمد بن محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم أبو الحسن المقرئ العطار، ليس بثقة ولا مأمون. قال حمزة بن يوسف السهمى: حدَّث عمن لم يره، ومن مات قبل أن يولد. وقال: وسمعت الدارقطني وجماعة من المشايخ تكلموا في ابن مقسم، وكان أمره أبيَّن من هذا. وقال الخطيب: سمعت أبو القاسم الأزهري يقول: لم يكن أبو الحسن بن مقسم ثقة وقد رأيته، وقال مرة: كان كذاباً. وقال محمد بن أبى الفوارس: كان سيء الحال في الحديث، مذموما، ذاهباً لم يكن بشيء البتة.
[إيضاح وبيان] وقد أبان علة حديث طَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، جماعة من أثبات أصحاب عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ، فرووه عَنْهُ وعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ المكى، فجعلوه من قول عبيد بن عميرٍ، وهو الأصح.
قال ابن حبان (620): أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن زكريا عن إبراهيم بن سويد النخعي ثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء بن أبى رباح قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة، فقالت لعبيد بن عمير: قد آن لك أن تزورنا!، فقال: أقول يا أمه كما قال الأول: زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً.
قلت: وهذا أليق وأولى بالحديث من الموصولات والمرفوعات الآنفة الذكر، فهو بأمثال الأوائل والمتقدمين أشبه، ولهذا ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام فى ((أمثال العرب)).
وذكره الميدانى فى ((مجمع الأمثال)) (1/ 322): ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً. قال المفضل: أول من قال ذلك معاذ بن صرم الخزاعي، وكانت أمُّه من عكٍّ، وكان فارس خزاعة، وكان يكثر زيارة أخواله، فاستعار منهم فرساً، وأتى قومه، فقال له رجل ـ يقال له جحيش بن سودة، وكان له عدواً ـ: أتسابقني على أن من سبق صاحبه أخذ فرسه؟، فسابقه، فسبق معاذ، وأخذ فرس جحيش، وأراد أن يغيظه، فطعن أيطل الفرس بالسيف، فسقط، فقال جحيش: لا أم لك؛ قتلت فرسا خيراً منك ومن والديك!، فرفع معاذ السيف، فضرب مفرقه فقتله، ثم لحق بأخواله، وبلغ الحي ما صنع، فركب أخٌ لجحيش وابن عم له، فلحقاه، فشد على أحدهما، فطعنه فقتله، وشدَّ على الآخر فضربه بالسيف فقتله، وقال في ذلك:
ضَربتُ جُحيشاً ضربةً لا لئيمةٍ ولكن بصافٍ ذي طرائق مستكِ
قتلتُ جُحيشاً بعد قتلِ جوادِه وكنتُ قديماً في الحوادثِ ذا فَتْكِ
قصدتُ لعمروٍ بعد بدرٍ بضربةٍ فخرَّ صريعاً مثلَ عائرةِ النسكِ
لكي يعلمَ الأقوامُ أني صارمٌ خزاعةُ أجدادي وأُنمى إلى عكِّ
فقدْ ذقتَ يا جَحشَ بنَ سودةٍ ضربتي وجربتني إذ كنتَ مِنْ قبلُ في شَكِّ
ليرفعَ أقواماً حلولي فيهمُ ويُزري بقومٍ إنْ تركتُهُمْ تركي
تتوقُ غداةَ الروع نفسي إلى الوغى كتوق القطا تسمو إلى الوشل الركِّ
قال: فأقام في أخواله زمانا، ثم إنه خرج مع بني أخواله في جماعة من فتيانهم يتصيدون، فحمل معاذ على عير، فلحقه ابن خال له، فقال: خل عن العير، فقال: لا ولا نعمت عين، فقال له: أما والله لو كان فيك خير لما تركت قومك، فقال معاذ: زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً، فأرسلها مثلاً)) اهـ.
وذكره بنحوه الزمخشرى المعتزلى فى ((المستقصى فى أمثال العرب)).
وتأتى بقية طرق حديث أبى هريرة، وبقية أحاديث الباب.
وكتبه أبو محمد الألفى السكندرى
الإسكندرية مساء العاشر من رمضان المبارك سنة 1425 هـ.
¥(42/92)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 10 - 04, 04:43 م]ـ
بقية طرق حديث أبى هريرة
[الثانية] الأعرج وأبى يونس عنه
قال ابن عدى ((الكامل)) (3/ 146): حدثني عصمة حدثني عيسى بن صالح المؤذن بمصر ثنا روح بن صلاح ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر، وعن الأعرج وأبي يونس عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يا أَبَا هُرَيْرَةَ؛ زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)).
وقال أبو أحمد: ((وهذان الحديثان بإسناديهما ليسا بمحفوظين، ولعل البلاء فيه من عيسى هذا، فإنه ليس بمعروف. ولروح بن صلاح سيابة المصرى أحاديث ليست بالكثيرة عن ابن لهيعة، والليث، وسعيد بن أبي أيوب، ويحيى بن أيوب، وحيوة وغيرهم، وفي بعض حديثه نكرة)).
قلت: هو كما قال، والحديث منكر بهذين الإسنادين. وليس البلاء من عيسى بن صالح كما زعم، إذ لم يتفرد، فقد تابعه عليه: أحمد بن يحيى بن خالد بن حيَّان عند الطبرانى ((الأوسط)) (87). وإنما آفته عبد الله بن لهيعة، فقد رواه بعد اختلاطه واحتراق كتبه، وروح بن صلاح من متأخرى أصحابه، وفيه ضعف وإن وُثق، وفى حديثه عن ابن لهيعة خاصة نكارة، كما قال ابن عدى.
[الثالثة] الحسن البصرى عنه
أخرجه العقيلى ((الضعفاء الكبير)) (2/ 138)، وابن عدى ((الكامل)) (3/ 290) كلاهما من طريق سليمان بن كران الطفاوى ثنا مبارك بن فضالة عن الحسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)).
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، الحسن لا سماع له من أبى هريرة، وسليمان بن كران أبو داود الطفاوى، بصرى الغالب على حديثه الوهم؛ قاله أبو أحمد بن عدى. وذكر له ابن عدى حديثاً آخر منكراً، رواه سليمان قال ثنا عمر بن صهبان عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أطلبوا الخير عند حسان الوجوه)).
[إيضاح] سليمان بن كران، كذا براء مخففة والنون فى أكثر نسخ ((ضعفاء العقيلى)) و ((كامل ابن عدى))، وهو كذلك فى ((الجرح والتعديل)) لابن أبى حاتم. وضبطه بعضهم براء مثقلة وزاى ((كرَّاز))، وصوَّبه أبو الحسن بن القطان، والأمير ابن ماكولا.
[الرابعة] إسماعيل بن وردان عنه
قال ابن عدى ((الكامل)) (3/ 222): ثنا محمد بن الحسين بن علي الطبري ثنا يوسف بن أحمد بن إبراهيم الصنعاني أنا عبد الله بن مطاع ثنا عبد الملك الذماري عن زهير الخراساني عن إسماعيل بن وردان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: خرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بيت عائشة، فتبعته، ثم خرج من بيت أم سلمة، فتبعته، فالتفت إليَّ، ثم قال: ((يا أَبَا هُرَيْرَةَ؛ زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)).
وأخرجه ابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (1237) من طريق ابن عدى.
قلت: وهذا منكر بهذا الإسناد. فأما إسماعيل بن وردان فى الرواة عن أبى هريرة، فلا أعلمه، إلا أن يكون أخا موسى بن وردان، وقد أكثر زهير بن محمد من الرواية عن موسى، فإن يكن أخاه فلا يُدرى حاله؟!. وأما زهير بن محمد أبو المنذر الخراسانى، فهو صدوق له أغاليط، ورواية أهل الشام عنه كلها مناكير تشبه الموضوعات.
قال البخارى: روى عنه أهل الشام أحاديث مناكير، قال أحمد: كأن الذي روى عنه أهل الشام زهير آخر. وقال الترمذي في ((العلل)): سألت البخاري عن حديث زهير؟، فقال: أنا أتقي هذا الشيخ كأن حديثه موضوع، وليس هذا عندي بزهير بن محمد، وكان أحمد بن حنبل يضعف هذا الشيخ: ويقول: هذا شيخ ينبغي أن يكونوا قلبوا اسمه. وقال الأثرم عن أحمد: في رواية الشاميين عن زهير يروون عنه مناكير، أما رواية أصحابنا عنه فمستقيمة: عبد الرحمن بن مهدي وأبي عامر، وأما أحاديث أبي حفص ذاك التنيسي عنه، فتلك بواطيل موضوعة أو نحو هذا. وقال أبو حاتم الرازى: محله الصدق، وفى حفظه سوء، وكان حديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه، وكان من أهل خراسان سكن المدينة، وقدم الشام، فما حدَّث من كتبه فهو صالح، وما حدَّث من حفظه ففيه أغاليط.
وأما عبد الملك بن عبد الرحمن الذمارى الصنعانى، فليس بذاك القوى.
[الخامسة] همام بن منبه عنه
قال الحافظ الذهبى فى ((الميزان)) (7/ 197): ((يحيى بن عبد الله بن كليب روى عنه سبطه محمد بن سليمان الصنعاني ولا يدرى من هما قال: حدثنا أحمد بن يوسف الحذاقي ثنا عبد الرزاق قال: أدركت همام بن منبه شيخا قانتا فسمعته يقول حدثني أَبو هُرَيْرَةَ أن النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً))، ثم قال الحذاقي قال ابن أبي الدغيس سمع عبد الرزاق من همام وهو ابن ثمان وستين. قلت: هذا باطل، ولعله من وضع ابن كليب هذا!)).
وتأتى بقية أحاديث الباب.
وكتبه أبو محمد الألفى السكندرى
الإسكندرية مساء الحادى عاشر من رمضان المبارك سنة 1425 هـ.
¥(42/93)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 10 - 04, 05:22 م]ـ
(2) حديث على بن أبى طالبٍ
أخرجه ابن أبى الدنيا ((الأخوان)) (104)، وأبو الشيخ ((الأمثال)) (14)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (1231) من طرقٍ عن القاسم بن غصن عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي بن أبى طالبٍ عن النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)).
قلت: وهذا منكر بهذا الإسناد. عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث أبو شيبة الواسطي، قال أحمد: ليس بشيء منكر الحديث. وقال يحيى والنسائي: ضعيف، وقال يحيى مرة: متروك. وقال البخارى: فيه نظر.
والقاسم بن غصن الشامي، قال أحمد بن حنبل: يحدث بأحاديث مناكير. وقال أبو زرعة الرازي: ليس بالقوى. وقال ابن حبان: يروي المناكير عن المشاهير ويقلب الأسانيد لا يجوز الاحتجاج بأفراده. وقال ابن عدى: له أحاديث صالحة وغرائب ومناكير.
(3) حديث جابر بن عبد الله
قال أبو الشيخ ((الأمثال)) (17): حدثنا عبد الله بن يعقوب ثنا إبراهيم بن فهد ثنا محمد بن عمر الرومي ثنا الحسن بن عبد الله شيخ من أهل الكوفة عن محمد بن عبيد الله الفزاري عن أبي الزبير عن جابر قال قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)).
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً شبه الموضوع. محمد بن عبيد الله الفزاري العرزمى الكوفى مجمع على ضعفه. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: ترك الناس حديثه. وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين: ليس بشيء لا يكتب حديثه. وقال البخاري: تركه ابن المبارك ويحيى القطان. وقال النسائى: ليس بثقة. وقال ابن حبان: كان صدوقا إلا أن كتبه ذهبت، وكان رديء الحفظ، فجعل يحدث من حفظه ويهم، فكثر المناكير في روايته، تركه ابن المبارك ويحيى القطان وابن مهدي ويحيى بن معين.
(4) حديث حبيب بن مسلمة
أخرجه الطبرانى ((الكبير)) (4/ 21/3535) و ((الأوسط)) (3052) و ((الصغير)) (296)، وابن عدى ((الكامل)) (3/ 262)، والحاكم (3/ 390)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (1239)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (22/ 358) عن أزهر بن زفر المصري ثنا محمد بن مخلد الرعيني ثنا سليمان بن أبي كريمة عن مكحول عن قزعة بن يحيى عن حبيب بن مسلمة قال قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)).
وقال أبو القاسم: ((لا يروى عن حبيب بن مسلمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أزهر)).
قلت: وهذا منكر بهذا الإسناد، لا يعرف من أحاديث أهل الشام إلا به. قال ابن عدى: سليمان بن أبي كريمة شامى، عامة أحاديثه مناكير، ولم أر للمتقدمين فيه كلام، وقد تكلموا فيمن هو أمثل منه بكثير، ولم يتكلموا في سليمان هذا، لأنهم لم يخبروا حديثه.
وكتبه أبو محمد الألفى السكندرى
الإسكندرية مساء ثالث عاشر من رمضان المبارك سنة 1425 هـ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[28 - 10 - 04, 10:25 م]ـ
(5) حديث عبد الله بن عمر
أخرجه الطبرانى ((الأوسط)) (87) قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان ثنا روح بن صلاح ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله: ((زوروا غبا تزدادوا حبا)).
وقال ابن عدى ((الكامل)) (3/ 146): حدثني عصمة حدثني عيسى بن صالح المؤذن بمصر ثنا روح بن صلاح ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر، وعن الأعرج وأبي يونس عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يا أَبَا هُرَيْرَةَ؛ زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)).
وقال أبو أحمد: ((وهذان الحديثان بإسناديهما ليسا بمحفوظين، ولعل البلاء فيه من عيسى هذا، فإنه ليس بمعروف. ولروح بن صلاح سيابة المصرى أحاديث ليست بالكثيرة عن ابن لهيعة، والليث، وسعيد بن أبي أيوب، ويحيى بن أيوب، وحيوة وغيرهم، وفي بعض حديثه نكرة)).
¥(42/94)
قلت: هو كما قال، والحديث منكر بهذين الإسنادين. وليس البلاء من عيسى بن صالح كما زعم، إذ لم يتفرد، فقد تابعه: أحمد بن يحيى بن خالد بن حيَّان عند الطبرانى. وإنما آفته عبد الله بن لهيعة، فقد رواه بعد اختلاطه واحتراق كتبه، وروح بن صلاح من متأخرى أصحابه، وفيه ضعف وإن وُثق، وفى حديثه عن ابن لهيعة خاصة نكارة، كما قال ابن عدى.
****** ****** ******
(6) حديث عبد الله بن عمرو
أخرجه ابن أبى الدنيا ((الأخوان)) (104)، وابن عدى (4/ 103)، وأبو الشيخ ((الأمثال)) (18)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (1233) عن سويد بن سعيد الحدثانى ثنا ضمام بن إسماعيل عن أبي قبيل المعافرى قال قال عبد الله بن عمرو: كنا نقول في الجاهلية: زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)).
وأخرجه الخطيب ((تاريخ بغداد)) (9/ 300)، ومن طريقه ابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (1233) عن شاكر بن عبد الله المصيصي ثنا أبو سعيد الحسن بن علي الفقيه ثنا أحمد بن عيسى المصري حدثنا ضمام بن إسماعيل عن أبي قبيل المعافرى عن عبد الله بن عمرو قال: كنا نسمع في الجاهلية الجهلاء: ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)) حتى سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت: وهذان الإسنادان كلاهما ضعيفان، ولم يسمع سويد بن سعيد الحدثانى، ولا أحمد بن عيسى هذا الحديث من ضمام بن إسماعيل، وإنما يرويه عنه بعض ضعفاء المصريين، ولا يرويه عنه أثبات أصحابه كابن وهبٍ.
قال ابن أبى حاتم ((علل الحديث)) (2/ 229/2172): ((سألت أبي عن حديث رواه أحمد بن عيسى عن ضمام عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((زرغبا تزدد حبا)). قال: هذا حديث رواه رجل بمصر، يقال له محمد بن عمرو بن عثمان الجعفي عن ضمام عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم. حدثنا به هذا الشيخ عن ضمام بمصر، وليس هذا الحديث بصحيح)) اهـ.
وقال سعيد بن عمرو البرذعي ((سؤالات أبى زرعة)) (ص407): رأيت أبا زرعة يسيء القول في سويد بن سعيد، وقال: رأيت منه شيئا لم يعجبني، قلت: ما هو؟، قال: لما قدمت من مصر مررت به فأقمت عنده، فقلت: إن عندي أحاديث لابن وهب عن ضمام، وليست عندك، فقال: ذاكرني بها، فأخرجت الكتب، وأقبلت أذاكره، فكلما كنت أذاكره كان يقول: حدثنا به ضمام، وكان يدلس حديث حريز بن عثمان وحديث نيار بن مكرم وحديث عبد الله بن عمرو زر غبا، فقلت: أبو محمد لم يسمع هذا الثلاثة أحاديث من هؤلاء!، فغضب؟. قال البرذعي: فقلت لأبي زرعة: فأيش حاله؟، قال أما كتبه فصحاح، وكنت اتتبع أصوله فأكتب منها، فأما إذا حدث من حفظه فلا.
[إيضاح وتنبيه] ومع قول هذين الإمامين الفذين: أبى حاتم وأبى زرعة الرازيين؛ بضعف ونكارة حديث عبد الله بن عمرو ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً))، فقد صححه الشيخ الألبانى فأبعد النجعة، ومع وصفه الإمام أبى حاتم بن حبان بالتساهل فى التصحيح، فقد حكم ابن حبان بضعفه، كما سبق النقل عنه من ((روضة العقلاء)) (ص116): ((وقد روى عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أخبار كثيرة تصرح بنفي الإكثار من الزيارة، حيث يقول ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً))، إلا أنه لا يصح منها خبرٌ من جهه النقل، فتنكبنا عن ذكرها، وإخراجها في الكتاب)) اهـ.
****** ****** ******
(7) حديث أبى ذرٍ
أخرجه البزار (9/ 380/3963)، والعقيلى (3/ 423)، وابن عدى (3/ 296و5/ 382)، وأبو الشيخ ((الأمثال)) (19)، والقضاعى ((مسند الشهاب)) (632)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (6/ 326/8362)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (1232)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (27/ 44) من طرقٍ عن عوبد بن أبي عمران الجوني عن أبيه عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)).
وقال أبو أحمد بن عدى: حدثناه محمد بن أحمد بن بخيث الموصلي قال سألت عباس بن يزيد البحراني عن حديث عويد بن أبي عمران عن أبيه عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)) فقال: وما نصنع به لقنه ذاك الفاجر سليمان بن داود الشاذكوني!!. ولعويد عن أبيه عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر بهذا الإسناد أحاديث، وليس فيها أنكر من ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً))، وعويد بين على حديثه الضعف.
قلت هو كما قال، وعويد بن أبى عمران الجونى مجمع على تركه.
وكتبه أبو محمد الألفى السكندرى
الإسكندرية مساء رابع عاشر من رمضان المبارك سنة 1425 هـ.
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[31 - 10 - 04, 02:07 ص]ـ
يرفع .. للفائدة
¥(42/95)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[31 - 10 - 04, 02:22 ص]ـ
شيخنا الحبيب
جزاكم الله خيرا
الخلاصة
(قلت: وهذا أليق وأولى بالحديث من الموصولات والمرفوعات الآنفة الذكر، فهو بأمثال الأوائل والمتقدمين أشبه، ولهذا ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام فى ((أمثال العرب)).
وذكره الميدانى فى ((مجمع الأمثال)) (1/ 322)))
انتهى
بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[01 - 11 - 04, 09:13 ص]ـ
أخى الحبيب الموَّفق / الشيخ ابن وهب حفظكم الله، وباركم فيكم.
عليكَ تحيةُ الرحمن تترى ... تحايا رائحاتٍ غادياتِ
شكر الله لكم، وجزاكم الله خيراً. ونفعكم بالعلم، ونفع بكم.
وتحياتى لكم ودعواتى بموفور الصحة والعافية، والتوفيق لمحاب الله ومرضاته. .
ـ[صالح العقل]ــــــــ[29 - 10 - 07, 11:59 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[صالح العقل]ــــــــ[29 - 10 - 07, 12:00 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[03 - 11 - 07, 08:21 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ولم أقرأ بحثك بعد وعلقت فقط لشكرك على اعتنائك بتخريج الحديث ..
وقد كتبت رسالة في تخريج هذا الحديث سميتها: البشارة ببيان ثبوت حديث الإغباب بالزيارة.
وكنت شرعت فيها عام 1416 هـ وما زال البحث عندي ولم تطب نفسي بإخراجه بعدُ وكنت قد توسعت في تخريجه وطولت فيه جداً.
ولعل بحثك هذا يشحذ همتي لمراجعته وتصحيحه والاستفادة مما كتبته جزاك الله خيرا
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 11 - 07, 02:46 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى. وَالصَّلاةُ الزَّاكِيَةُ عَلَى رَسُولِهِ تَتَوالَى
وَالْبَحْثُ عِنْدِي فِيهِ زِيَادَاتٌ أَضْعَافُ الْمَذْكُورَةِ هَاهُنَا، وَمُقَيَّدَةٌ بِالْكِتَابِ الْمُصَنَّفِ «الْمَقَالاتُ الْقِصَارُ فِي فَتَاوَى الأَحَادِيثِ وَالأَخْبَارِ» (ج 3). فَمِنْهَا زَائِدَاً عَلَى:
** (4) حديث حبيب بن مسلمة
أخرجه الطبرانى ((الكبير)) (4/ 21/3535) و ((الأوسط)) (3052) و ((الصغير)) (296)، وابن عدى ((الكامل)) (3/ 262)، والحاكم (3/ 390)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (1239)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (22/ 358) عن أزهر بن زفر المصري ثنا محمد بن مخلد الرعيني ثنا سليمان بن أبي كريمة عن مكحول عن قزعة بن يحيى عن حبيب بن مسلمة قال قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)).
وقال أبو القاسم: ((لا يروى عن حبيب بن مسلمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أزهر)).
قلت: وهذا منكر بهذا الإسناد، لا يعرف من أحاديث أهل الشام إلا به. قال ابن عدى: سليمان بن أبي كريمة شامى، عامة أحاديثه مناكير، ولم أر للمتقدمين فيه كلام، وقد تكلموا فيمن هو أمثل منه بكثير، ولم يتكلموا في سليمان هذا، لأنهم لم يخبروا حديثه.
[الْحَدِيثُ الرَّابِعُ] حَدِيثُ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ:
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ «الْكَبِيْرُ» (4/ 21/3535) و «الأَوْسَطُ» (3052) و «الصَّغِيْرُ» (296)، وَابْنُ عَدِيٍّ «الْكَامِلُ» (3/ 262)، وَالْحَاكِمُ (3/ 390)، وَأَبُو نُعَيْمٍ «مَعْرِفَةُ الصَّحَابَةِ» (1988)، وَتَمَّامٌ الرَّازِيُّ «الْفَوَائِدُ» (61)، وَابْنُ الْجَوْزِيِّ «الْعِلَلُ الْمُتَنَاهِيَةُ»
(1239)، وَابْنُ عَسَاكِرَ «تَارِيْخُ دِمَشْقَ» (22/ 358) جَمِيعَاً مِنْ طَرِيقِ أَزْهَرَ بْنِ زُفَرَ الْمِصْرِيِّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الرُّعَيْنِيُّ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي كَرِيْمَةَ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ قَزَعَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «زُرْ غِبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً».
وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ: «لا يُرْوَى عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ إِلاَّ بِهَذا الإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ أَزْهَرُ».
قُلْتُ: وَهَذَا مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، لا يُعْرَفُ مِنْ حَدِيثِ أَهْلِ الشَّامِ إلاَّ بِهِ.
¥(42/96)
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ «الضُّعَفَاءُ» (2/ 138): «سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي كَرِيْمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، يُحَدِّثُ بِمَنَاكِيْرَ وَلا يُتَابِعُ عَلَى كَثِيْرٍ مِنْ حَدِيثِهِ. مِنْهَا مَا حَدَّثَنَاهُ بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي كَرِيْمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ «بِحُورٍ عِينٍ»، قَالَ: «حُورٌ بِيضٌ ضِخَامُ الْعُيُونِ».
لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ، وَلا يُعْرَفُ إِلاَّ بِهِ».
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ ابْنُ عَدِيٍّ: سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي كَرِيْمَةَ شَامِيٌّ، عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ مَنَاكِيْرُ، وَلَمْ أَرَ لِلْمُتَقَدِّمِينَ فِيهِ كَلامَاً، وَقَدْ تَكَلَّمُوا فِيمَنْ هُوَ أَمْثَلُ مِنْهُ بِكَثْيٍرْ، وَلَمْ يَتَكَلَّمُوا فِي سُلَيْمَانَ هَذَا، لأَنَّهُمْ لَمْ يَخْبُرُوا حَدِيثَهُ.
وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الرُّعَيْنِيُّ أَبُو أَسْلَمَ الْحِمْصِيُّ فَلَيْسَ بِثِقَةٍ وَلا مَأْمُونٍ، وَلَعَلَّهُ الْمُتَّهَمُ بِهَذَا الإِسْنَادِ الْمُرَكِّبِ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ «الْكَامِلُ» (6/ 256): مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الرُّعَيْنِيُّ حِمْصِيٌّ يُكْنَى أَبَا أَسْلَمَ، يُحَدِّثُ عَنْ مَالِكٍ وَغَيْرهِ بِالْبَوَاطِيلِ.
وَأَسْنَدَ عَنْهُ جُمْلَةً مِنْ أَبَاطِيلِهِ وَمَوْضُوعَاتِهِ، لَعَلَّ أَبْيَنَهَا كَذِبَاً: مَا حَدَّثَ بِهِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: مَرَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى الله بِالصِّبْيَانِ، وَهُمْ يَلْعَبُونَ بِالتُّرَابِ، فَنَهَاهُمْ عُمْرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْهُمْ يَا عُمَرُ، فَإِنَّ التُّرَابَ رَبِيعُ الصِّبْيَانِ».
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرُ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
قُلْتُ: بَلْ مَوْضُوعٌ، وَلا يَخْفَي ذَلِكَ عَلَى مَنْ لَهُ مَعْرِفَةٌ وَلَوْ يَسِيْرَةٌ بِكَلامِ مَنْ لا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى!، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ الرُّعَيْنِيُّ هَذَا. وَقَدْ رُوِيَ كَذَلِكَ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ عَنْ عُمْرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَوْلَهُ، وَلا يَصِحُّ، وَالأَشْبَهُ أَنَّهُ مِنْ قَوْلِ الْحَسَنِ.
وقال الْحافظُ الذَّهَبِيُّ «مِيزَانُ الاعْتِدَالِ» (6/ 327): «وَمِنْ أَبَاطِيلِ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ مَا: حَدَّثَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الصَّخْرَةُ صَخْرَةُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ عَلَى نَخْلَةٍ، وَالنَّخْلَةُ عَلَى نَهْرٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، تَحْتَ النَّخْلَةِ آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ تَنْظِمَانِ سُمُوطَ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ». رَوَاهُ أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ الْخَطِيبُ فِي «فَضَائِلِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ» بِإِسْنَادٍ مُظْلِمٍ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الرُّعَيْنِيِّ، وَهُوَ كَذِبٌ ظَاهِرٌ» اهـ.
ـ[محمد الجيزي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 09:12 م]ـ
نفع الله بكم
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[12 - 11 - 07, 05:51 ص]ـ
لله درك شيخنا وعليه أجرك.(42/97)
ما هو تخريج " رب تالٍ للقرآن والقرآن يلعنه "؟؟
ـ[ابن الأثير]ــــــــ[26 - 10 - 04, 06:10 ص]ـ
لقد قرأت حديثا أو أثراً في بعض الكتب نصه " رب تالٍ للقرآن والقرآن يلعنه " ..
وقد بحثت فيما بين يدي من كتب فلم أجده ...
وما معنى هذا الحديث أو الأثر؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 10 - 04, 06:21 ص]ـ
هذا الحديث سألني بعض الإخوة عنه قبل عدة سنوات أثناء تحقيقه لكتاب يتعلق بعلوم القرآن فدللته على ما يلي
فهذا ذكره الغزالي في الإحياء (1/ 324) بدون سند، وذكر نحوه عن بعض السلف
وأقرب ما وجدت للفظه ما أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ج:6 ص:2017
10781 حدثنا ابي ثنا صالح بن عبيد الله الهاشمي ثنا ابو المليح عن ميمون بن مهران قال ان الرجل ليصلي ويلعن نفسه في قراءته فيقول (ألا لعنة الله على الظالمين) وإنه لظالم،والله أعلم.
ـ[ابن الأثير]ــــــــ[28 - 10 - 04, 02:04 ص]ـ
تنبيه: ورد في بعض الكتب بلفظ: " رب قاريء .... " إلى آخره.
ـ[أبو محمد الإفريقي]ــــــــ[28 - 10 - 04, 08:00 ص]ـ
ذكر الشقيري في السنن والمتبدعات ص200
""رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه" وهذا أيضا ليس من كلام الني صلى الله عليه وسلم
وإنما ذكره في الإحياء من قول أنس بلفظ"رب تال .. " ولم بتعقبه شارح الإحياء بل أقره هنا وفي موضع آخر من الكتاب"
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 10 - 04, 08:07 ص]ـ
بارك الله فيكم
وربما كان مصدره من عند الرافضة قبحهم الله فهو مذكور في عدد من كتبهم بدون سند مرفوعا.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[16 - 02 - 10, 09:21 ص]ـ
السؤال ما صحة حديث رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه؟
الجواب لفضيلة الشيخ:
الجواب لجواب: هذا حديث لا يعرف مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سئل عنه سماحة شيخنا عبدالعزيز بن باز رحمه الله فقال كما في "مجموع فتاوى ابن باز" (ج 26 / ص 61): لا أعلم صحة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا حاجة إلى تفسيره، ولو صح لكان المعنى أن في القرآن ما يقتضي ذمه ولعنه؛ لكونه يقرأ القرآن وهو يخالف أوامره أو يرتكب نواهيه، يقرأ كتاب الله وفي كتاب الله ما يقتضي سبه وسب أمثاله؛ لأنهم خالفوا الأوامر وارتكبوا النواهي هذا هو الأقرب في معناه إذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولكني لا أعلم صحته عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكره العلامة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - كما في "نور على الدرب" لابن عثيمين في جواب له على سؤال وقال إن صح الحديث.
أقول:ذكره الغزالي في إحياء علوم الدين من قول أنس بن مالك -رضي الله عنه- بون إسناد بلفظ:"رب تال للقرآن والقرآن يلعنه".
وجاء مسنداً بلفظ آخر عن ميمون بن مهران الكوفي الفقيه (ت 117هـ) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره فقال: حدثنا ابي ثنا صالح بن عبيد الله الهاشمي ثنا ابو المليح عن ميمون بن مهران قال ان الرجل ليصلي ويلعن نفسه في قراءته فيقول (ألا لعنة الله على الظالمين) وإنه لظال ..
هذا ما ظهر لي، والواجب على المرء التثبت في نسبة الأحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم، والحمد لله رب العالمين. http://www.sunnah.org.sa/index.php?
view=fatawa&fatawa_action=show_fatwa_details&cat_id=61&fatwa_id=4527
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[16 - 02 - 10, 09:25 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=125994 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=125994)(42/98)
((إعلام اللبيب بحكم خليط التمر والزبيب))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 10 - 04, 05:17 م]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه طلباً لمرضاته. الواقى من اتقاه رَغَبَاً فى جناته. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير رسله ودعاته. وبعد.
لم يزل حملةُ الآثار ونقَّالُ أخبارِها، وفقهاءُ الأقطار وعلماءُ أمصارِها، متوافرون على القول بالنهى عن نبيذ الخليطين، حتى صار تحريمُه هو القول المأثور، والرأى الشائع المنصور، لا يكاد يُعرف فى الناس إلا إيَّاه، إذ لا حجَّة ولا برهان لرأىٍ سواه.
وانقضى قرنُ الصحابة وشطرٌ من قرن الأتباع، وليس بهم ميلٌ لهوىٍ ولا رغبةٌ فى ابتداع، حتى انتحل طائفةٌ من فقهاء الكوفة فى الأنبذة مذهباً مرذولا، لا أثارةَ عليه من علمٍ معقولاً كان أو منقولا، إذ لم يحرِّموا إلا شراباً لا تحريم عندهم لسواه، وهو عصير العنب إذا أسكر ما لم يطبخ حتى يذهب ثلثاه، وما عداه من نبيذ أو نقيع أو عصير، فلا تحريم له فى رأيهم فى قليل ولا كثير، وكأن لم ينبئوا بما فى أمهات دواوين الإسلام، أنَّ ما أسكر كثيره فقليله حرام، وأن كل مسكرٍ خمر وكل خمرٍ حرام.
ومن عجبٍ ساد هذا المذهب وشاع، وكثُر مقلدوه لموافقته الطباع، فالناس أسارى شهواتهم، مائلون إلى من وافق رغباتهم، سيما الرغبة فى لذائذ المطعوم والمشروب، فلا بأس باجتناب خمور الأعناب إذ هى ليست بأعز مطلوب، وليُشرب بعدها كلُّ نبيذٍ ويباح، حتى إذا قارب شاربُه السُّكر أمسك واستراح، إذ ليس عليه ذنبٌ ولا جريرة، ما لم يحصل الإسكار بنقطةٍ أخيرة *، وفيما قاله أئمة الكوفة غنية عن الاعتذار، إذ التعويل على فتياهم كافٍ للنجاة من النار، فقد رخصوا لنا، فليحملوا عنا أوزارنا!!.
ولما لم يكن فى التقدير والحسبان، اجتماع الأمة على العصيان والبهتان، لاستحالة ذلك فيما قضاه الله وقدَّره، وأخبر به الصادق المصدوق وقرَّره، أنَّ أمَّته لا تجتمع على الضلال، فإنَّ ذلك عين الباطل والمحال، فقد أحيا أئمة المذاهب المتبوعة، ورواة الأخبار المسموعة، أحيا الله قلوبهم، ونضَّر يوم القيامة وجوههم، أحيُّوا ما أمات غيرُهم من آثارٍ واردةٍ فى الشراب: نبيذِه وعصيرِه، وخرَّجوا الأخبار القاضية بتحريم المسكر: قليلِه وكثيرِه، وحرَّموا على الناس نبيذ الخليطين، واجتمع على ذلك إماما الحرمين **، طيَّب الله ثراهما، وجعل جنان الخلد مأواهما، وتابعهما على قول من يُعتمد قوله ويُقبل، ثالث الأئمة أحمد بن حنبل، رضى الله عنه ورضَّاه، وجعل جنة النعيم داره ومثواه، ثم جاء العلامة المناظر الحجَّاج، المنعوت قلمه بسيف الحجَّاج، الذى لولا بدعته فى نفى القياس، لكان الإمام المقدَّم عند كل الناس، أعنى ابن حزم فقيه أهل الظاهر، فقطع حجَّة كل مخالفٍ مجاهر، وأردى أقوال المخالفين صرعى، وحشد فى ((محلاه)) الدلائل فأوعى. فهؤلا الأئمة لا تضل بإتباعهم، ولله درُّ داعٍ إلى نصر أقوالهم:
قدْ أحدثَ الناسُ أموراً فلا ... تعملْ بها إنى امرؤٌ ناصحُ
فما جماع الخير إلا الذى ... كانَ عليه السلفُ الصالحُ
فلا يهولنك كثرة القائلين بالجواز مع الكراهة، فإنَّ إتباعَ الرخص ضربٌ من البلاهة، وليس من الديانة تقليد ما وافق الهوى، فقد ضلَّ من اتخذ إلهه هواه وغوى.
فإن أبيت إلا الشقاق والخلاف، ولم تقنع لنفسك بسلوك سبيل الأسلاف، وخضت مع الخائضين فى بحر التقليد، وزعمت أنك تأوى إلى ركن شديد، فلا أحسبك إلا كمن أتته الآياتُ فانسلخ منها، أو عرضت عليه أطايب المأكل والمشرب فأعرض عنها.
[مقصد] أحاديث النهى عن الخليطين صحاح متواترة، وقد تلقاها الأئمة بالقبول، وأودعوها صحاحهم ومسانيدهم، وإن اختلفوا فى بعض معانيها. وممن رواها من الصحابة: جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، وأَبُو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ، وأَبُو هُرَيرَةَ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وأَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، وأَبُو طَلْحَةَ الأَنْصَارِيُّ، وعائشة الصديقة، وأم سلمة، وامرأة كعب بن مالك، وأم مغيث جدة ربيعة بن أبى عبد الرحمن، ورجل من الأنصار، وعطاء بن يسار مرسلاً، خمسة عشر نفساً.
¥(42/99)
وقد رواها الإمام أبو الحسين مسلم فى ((كتاب الأشربة)) من ((صحيحه)) من أحاديث الصحابة الستة الأوائل، فمن اللائق البدء بما أخرجه من أحاديثهم، فقد قال:
(1986) حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ ثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُخْلَطَ الزَّبِيبُ وَالتَّمْرُ، وَالْبُسْرُ وَالتَّمْرُ.
(1986) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا لَيْثٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُنْبَذَ التَّمْرُ وَالزَّبِيبُ جَمِيعًا، وَنَهَى أَنْ يُنْبَذَ الرُّطَبُ وَالْبُسْرُ جَمِيعًا.
(1986) وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ح وحَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ وَاللَّفْظُ لابْنِ رَافِعٍ قَالا ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ قَالَ لِي عَطَاءٌ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَجْمَعُوا بَيْنَ الرُّطَبِ وَالْبُسْرِ، وَبَيْنَ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ نَبِيذاً)).
(1986) وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا لَيْثٌ ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ مَوْلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُنْبَذَ الزَّبِيبُ وَالتَّمْرُ جَمِيعًا وَنَهَى أَنْ يُنْبَذَ الْبُسْرُ وَالرُّطَبُ جَمِيعاً.
(1987) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنِ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ التَّمْرِ وَالزَّبِيبِ أَنْ يُخْلَطَ بَيْنَهُمَا، وَعَنِ التَّمْرِ وَالْبُسْرِ أَنْ يُخْلَطَ بَيْنَهُمَا.
(1987) وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ شَرِبَ النَّبِيذَ مِنْكُمْ، فَلْيَشْرَبْهُ زَبِيبًا فَرْدًا، أَوْ تَمْرًا فَرْدًا، أَوْ بُسْرًا فَرْدًا)).
وحَدَّثَنِيهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَقَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ ابْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ بِهَذَا الإِسْنَادِ قَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَخْلِطَ بُسْرًا بِتَمْرٍ، أَوْ زَبِيبًا بِتَمْرٍ، أَوْ زَبِيبًا بِبُسْرٍ، وَقَالَ: ((مَنْ شَرِبَهُ مِنْكُمْ)) فَذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ وَكِيعٍ.
(1988) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ وَهُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أِبِي قَتَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا تَنْتَبِذُوا الزَّهْوَ وَالرُّطَبَ جَمِيعًا، وَلا تَنْتَبِذُوا الرُّطَبَ وَالزَّبِيبَ جَمِيعًا، وَلَكِنِ انْتَبِذُوا كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى حِدَتِهِ))، وَزَعَمَ يَحْيَى أَنَّهُ لَقِيَ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي قَتَادَةَ فَحَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ هَذَا.
وحَدَّثَنِيهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَقَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ بِهَذَيْنِ الإِسْنَادَيْنِ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: ((الرُّطَبَ وَالزَّهْوَ، وَالتَّمْرَ وَالزَّبِيبَ)).
¥(42/100)
(1988) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَنْتَبِذُوا الزَّهْوَ وَالرُّطَبَ جَمِيعًا، وَلا تَنْتَبِذُوا الزَّبِيبَ وَالتَّمْرَ جَمِيعًا، وَانْتَبِذُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَتِهِ)).
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ مِثْلَهُ.
(1989) حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَأَبُو كُرَيْبٍ وَاللَّفْظُ لِزُهَيْرٍ قَالا ثَنَا وَكِيعٌ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الْحَنَفِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ وَالْبُسْرِ وَالتَّمْرِ، وَقَالَ: ((يُنْبَذُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَتِهِ)).
وحَدَّثَنِيهِ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُذَيْنَةَ وَهُوَ أَبُو كَثِيرٍ الْغُبَرِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ.
(1990) وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ حَبِيبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُخْلَطَ التَّمْرُ وَالزَّبِيبُ جَمِيعًا وَأَنْ يُخْلَطَ الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ جَمِيعًا، وَكَتَبَ إِلَى أَهْلِ جُرَشَ يَنْهَاهُمْ عَنْ خَلِيطِ التَّمْرِ وَالزَّبِيبِ.
(1991) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: قَدْ نُهِيَ أَنْ يُنْبَذَ الْبُسْرُ وَالرُّطَبُ جَمِيعًا وَالتَّمْرُ وَالزَّبِيبُ جَمِيعًا.
وكتبه أبو محمد الألفى السكندرى
الإسكندرية مساء ثالث عاشر من رمضان المبارك سنة 1425 هـ.
ـ[محمد سيف]ــــــــ[27 - 10 - 04, 11:43 م]ـ
رفع الله قدرك في الدنيا و الآخرة
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[28 - 10 - 04, 10:31 م]ـ
الحمد لله نسترفده العون والتوفيق، ونسأله الهداية إلى أقوم طريق.
حياكم الله بكل خير، وبارك فيكم، وجزاكم الله خيراً.
****** ****** ******(42/101)
أريد تخريج هذا الحديث
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[27 - 10 - 04, 06:40 م]ـ
هذا الحديث ورد في دلائل النيوة لأبي نعيم الأصبهاني
ونصه
412 حدثنا سليمان بن أحمد قال: ثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني قال: ثنا أبي قال: ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير قال: " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه إلى بني النضير يستعينهم في عقل الكلابيين وكانوا قد دسوا إلى قريش حين نزلوا بأحد لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فحضوهم على القتال ودلوهم على العورة فلما كلمهم في عقل الكلابيين قالوا: اجلس يا أبا القاسم حتى تطعم وترجع بحاجتك التي جئت لها ونقوم فنتشاور ونصلح أمرنا فيما جئت له. فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من أصحابه إلى ظل جدار ينتظر أن يصلحوا أمرهم، فلما دخلوا ومعهم الشيطان لا يفارقهم ائتمروا بقتله وقالوا: لا تجدونه أقرب منه الساعة استريحوا منه تأمنوا في دياركم ويرفع عنكم البلاء. قال رجل منهم: إن شئتم رقيت على الجدار الذي هو تحته فدليت عليه حجرا فقتلته. فأوحى الله عز وجل إليه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه يريد أن يقضي حاجة وترك أصحابه مكانهم وأعداء الله في نجيهم، فلما فرغوا وقضوا حاجتهم وأمرهم في محمد أتوا فجلسوا مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرونه فأقبل رجل من المدينة بعد أن راث عليهم فسألوه عنه فقال: لقيته عامدا المدينة قد دخل في أزقتها. فقالوا: عجل أبو القاسم أن نقيم أمرنا في حاجته التي جاء بها. ثم قام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجعوا ونزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي أراد أعداء الله به فقال: يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم الآية وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجلائهم؛ لما أرادوا برسول الله صلى الله عليه وسلم , فلما أخذهم بأمر الله وأمرهم أن يخرجوا من ديارهم فيسيروا حيث شاءوا قالوا: أين تخرجنا؟ قال: إلى الحشر وذكر الواقدي ما ذكره عروة والزهري ومحمد بن إسحاق وزاد تفصيلا وأشياء في جملتها بيان ظهور أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند اليهود وثبوت نعته وصفته في التوراة عندهم وقال: لما أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: نفعل يا أبا القاسم ما أحببت قد آن لك أن تزورنا وأن تأتينا اجلس نطعمك. ورسول الله صلى الله عليه وسلم مستند إلى بيت من بيوتهم، ثم خلا بعضهم إلى بعض فتناجوا فقال حيي بن أخطب: يا معشر اليهود قد جاءكم محمد صلى الله عليه وسلم في نفير من أصحابه لا يبلغون عشرة، وكان معهم أبو بكر وعمر وعلي وطلحة والزبير وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير وسعد بن عبادة، فاطرحوا عليه حجارة من فوق هذا البيت فاقتلوه، فلا تجدونه أخلى منه الساعة؛ فإنه إن قتل تفرق أصحابه فلحق من كان معه من قريش وبقي من كان هاهنا من الأوس. والخزرج فالأوس حلفاؤكم فما كنتم تريدون أن تصنعوا يوما من الدهر فمن الآن. قال عمرو بن جحاش بن كعب النضيري: أنا أظهر على هذا البيت فأطرح عليه صخرة. قال: فقال سلام بن مشكم: يا قوم أطيعوني هذه المرة وخالفوني الدهر والله لئن فعلتم فإن هذا نقض للعهد الذي بيننا وبينه فلا تفعلوا فوالله إن فعلتم الذي تريدون ليقومن بهذا الدين منهم قائم إلى قيام الساعة فيذل اليهود ويظهر دينه. وقد هيأ عمرو بن جحاش الصخرة ليرسلها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدحرجها فلما أشرف بها جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر بما هموا به فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا كأنه يريد حاجة وتوجه إلى المدينة وجلس أصحابه يتحدثون وهم يظنون أنه قام يقضي حاجته فلما يئسوا من ذلك قال أبو بكر: ما مقامنا هاهنا لشيء لقد توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمر. قال حيي بن أخطب: عجل أبو القاسم لما يريد أن نقضي حاجته ونغديه. وندمت اليهود على ما صنعوا فقال لهم كنانة بن صوريا: هل تدرون لم قام محمد؟ قالوا: لا والله ما ندري ولا تدري أنت. قال: بلى والتوراة إني لأدري قد أخبر محمد بما هممتم به من الغدر فلا تخدعوا أنفسكم , والله إنه لرسول الله وما قام إلا أنه أخبر بما هممتم به وإنه لآخر الأنبياء كنتم تطمعون أن يكون من
¥(42/102)
بني هارون فجعله الله عز وجل حيث شاء , وإن كتبنا والذي درسنا في التوراة التي لم تغير ولم تبدل أن مولده بمكة وأن هجرته يثرب وصفته بعينها ما تخالف ما في كتابنا ولكأني أنظر إليكم ظاعنين تتناغى صبيانكم قد تركتم دوركم خلوفا وأموالكم إنما هي شرفكم فأطيعوني في خصلتين والثالثة لا خير فيها. قالوا: ما هما؟ قال: تسلمون وتدخلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأمنون على أموالكم وأولادكم، وتكونون من علية أصحابه، وتبقى بأيديكم أموالكم، ولا تخرجون من دياركم. قالوا: لا نفارق التوراة وعهد موسى. قال: فإنه مرسل إليكم اخرجوا من بلدي، فقولوا: نعم، فإنه لا يستحل لكم دما ولا مالا، فتبقى أموالكم، إن شئتم بعتم، وإن شئتم أمسكتم. قالوا: أما هذه فنعم. قال: أما والله إن الأخرى خيرهن لي. قالوا: ما هي؟ قال: أما والله لولا أني أفضحكم أسلمت، ولكن لا تعير الشعثاء بإسلامي أبدا حتى يصيبني ما أصابكم، والشعثاء ابنة حسان بن ثابت، يشبب من حسنها. وقال سلام بن مشكم: قد كنت لما صنعتم كارها، وهو مرسل إلينا أن اخرجوا من داري، فلا تعقب يا حيى كلامه، وأنعم له بالخروج فاخرج من بلاده، فقال: افعل. فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة تبعه أصحابه فلقوا رجلا خارجا من المدينة فسألوه: هل لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: نعم لقيته داخلا. فلما انتهى أصحابه إليه وجدوه وقد أرسل إلى محمد بن مسلمة يدعوه فقال أبو بكر: قمت يا رسول الله ولم نشعر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: همت اليهود بالغدر بي فأخبرني الله تعالى بذلك. وجاء محمد بن مسلمة وقال: اذهب إلى يهود بني النضير فقل لهم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إليكم برسالة ولست أذكرها لكم حتى أعرفكم بشيء تعرفونه. قالوا: ما هو؟ قال: أنشدكم بالتوراة التي أنزل الله تعالى على موسى عليه السلام هل تعلمون أني جئتكم قبل أن يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينكم التوراة فقلتم في مجلسكم هذا: يا ابن مسلمة إن شئت أن نغديك غديناك وإن شئت نهودك هودناك فقلت: غدوني ولا تهودوني والله لا أتهود أبدا فغديتموني في صفحة لكأني أنظر إليها فقلتم لي: ما يمنعك من ديننا إلا أنه دين يهود لكأنك تريد الحنيفية التي سمعت بها أما إن أبا عامر الراهب ليس بصاحبها، إنما صاحبها الضحوك القتال في عينيه حمرة، ويأتي من قبل اليمن، ويركب البعير ويلبس الشملة، ويحتزئ بالكسرة، وسيفه على عاتقه، ليس معه آية، يتعلق بالحكمة، والله ليكونن بقريتكم هذه سلب ومثلة وقتل، قالوا: اللهم نعم قد قلنا ذلك ولكنه ليس به. قال محمد بن مسلمة: إذا قد عرفت أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أرسلني إليكم يقول لكم: قد نقضتم الذي جعلت لكم بما هممتم من الغدر بي. وأخبرهم بما كانوا ارتأوا من الرأي وظهور عمرو بن جحاش لطرح الصخرة فسكتوا فلم يقولوا حرفا. ويقول: اخرجوا من بلدي فقد أجلتكم عشرا فمن بقي بعد ذلك ضربت عنقه. وساق الحديث إلى أن قال: فقال حيي: أنا أرسل إلى محمد إنا لا نخرج من ديارنا وأموالنا فليصنع ما بدا له. وقال سلام بن مشكم: منتك نفسك يا حيي بالباطل إني والله لولا أن أسفه رأيك وأن يزرى بك لاعتزلتك بمن أطاعني من اليهود فلا تفعل يا حيي فوالله إنك لتعلم ونعلم معك إنه لرسول الله، وأن صفته عندنا، وإن لم نتبعه حسدناه حين خرجت النبوة من بني هارون، فتعال فلتقبل ما أعطانا من الأرض ونخرج من بلاده، فقد عرفت أنك خالفتني في الغدر به فإذا كان أوان القمر جئنا أو جاءه من جاء منا إلى ثمرة فباعها وسمع ما بدا له ثم انصرف إلينا فكأنما لم نخرج من بلادنا إذا كانت أموالنا بأيدينا. وساق الحديث إلى أن ذكر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع نخيلهم وقالوا: نحن نعطيك الذي سألت ونخرج من بلادك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أقبله اليوم ولكن اخرجوا منها ولكم ما حملت الإبل واللامة. فقال سلام بن مشكم: أقبل ويحك قبل أن يعمل شرا من هذا. قال حيي: ما يكون شرا من هذا؟ قال سلام: يسبي الذرية ويقتل المقاتلة. فأبى حيي أن يقبل يوما أو يومين فلما رأى ذلك يامين بن عمير وأبو سعد بن وهب قال أحدهما لصاحبه: والله إنا لنعلم إنه
¥(42/103)
لرسول الله فما ننتظر أن نسلم فنأمن على دمائنا وأموالنا. فنزلا من الليل فأسلما وأحرزا أموالهما قال محمد بن عمر: حدثني إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال: لما أخرجت بنو النضير من المدينة أقبل عمرو بن سعدى فأطاف بمنازلهم فرأى خرابا فتفكر ثم رجع إلى بني قريظة فوجدهم في الكنيسة في صلاتهم قد نفخ في بوقهم فاجتمعوا فقال الزبير بن باطا: أين كنت يا أبا سعيد منذ اليوم لم نرك؟ وكان لا يفارق الكنيسة وكان يتأله في اليهود قال: رأيت اليوم عيرا قد عبرنا بها رأيت دورا خالية خرابا بعد العز والجد والشرف والرأي الفاضل والعقل البارع وقد تركوا أموالهم وملكها غيرهم , وخرجوا خروج ذل فلا والتوراة ما سلط الله على قوم هذا أبدا وله بهم حاجة , وقد أوقع بابن الأشرف بياتا في بيته وأوقع بابني شيبة سيرهم وأنجزهم وأحذرهم وأوقع ببني قينقاع وأجلاهم جد اليهود وكانوا أهل عدة وسلاح ونجدة، يا قوم أطيعوني، فقد رأيتم ما رأيتم، تعالوا نتبع محمدا والله إنكم لتعلمون إنه لنبي، قد بشرنا به علماؤنا ابن الهيبان وأبو عمير بن جواس وهما أعلم اليهود جاءا من بيت المقدس يتوكفان قدومه ثم أمرانا باتباعه وأن نقرئه منهما السلام ثم ماتا على دينهما ودفناهما في حرتنا هذه. قال: فأسكت القوم لا يتكلم منهم أحد فأعاد الكلام أو نحوه وخوفهم الحرب والسبي والجلاء فقال الزبير بن باطا: قد قرأت التوراة ورأيت صفته في كتاب باطا التوراة التي أنزلت على موسى ليس في المثاني التي أحدثنا. قال: فقال له كعب بن أسيد: فما يمنعك يا أبا عبد الرحمن من اتباعه؟ قال: أنت. قال: ولم؟ والتوراة ما خليت بينك وبينه قط. قال الزبير: أنت صاحب عهدنا وعقدنا فإن اتبعته اتبعناك وإن أبيت أبينا. قال: فأقبل عمرو بن سعدى على كعب فقال: أما والتوراة التي نزلت على موسى يوم طور سيناء إنه للعز والشرف في الدنيا وإنه لعلى منهاج موسى وينزل معه وأمته في منزله غدا في الجنة. قال كعب: نقيم على عهدنا وعقدنا لا يخفر لنا محمد ذمته وننظر ما يصنع حيي فقد أخرج إخراج ذب وصغار، فلا أراه يفر حتى يغزو محمدا وإن ظفر بمحمد وما أردنا أقمنا على ديننا وإن ظفر بحيي فما في العيش خير بعده. قال عمرو بن سعدى: ولم تؤخر الأمر وهو مقبل؟ قال كعب: ما على هذا فوت، متى أردت هذا من محمد أجابني إليه. قال عمرو: بلى والتوراة إن عليه لفوتا، إذا سار إلينا محمد لتحصنا في حصوننا هذه التي جذعتنا، فلا نفارق حصوننا حتى ننزل على حكمه فيضرب أعناقنا. قال كعب بن أسد: ما عندي في أمره إلا ما قلت، ما تطيب نفسي أن أصير تابعا لقول هذا الإسرائيلي الذي لا يعرف فضل النبوة ولا قدر الفعال. قال: قال عمرو بن سعدى: بلى ليعرفن ذلك. قال: فهم على ذلك لم يرعهم إلا مقدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حلت بساحتهم فقال: هذا الذي قلتم. قال الشيخ: وإنما سقنا هذه الأقاصيص ليعلم؛ ما اشتهر عند علماء اليهود من صفته في التوراة التي لم تغير ولم تبدل وإن ذلك دلالة على بطلان ما في أيديهم من التوراة اليوم من الأشياء المستحيلة وتسميتهم التي في أيديهم أنها المثاني المبدلة المحرفة وفيه أيضا ما أطلع الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم من غدر اليهود وعصمة الله عز وجل من القتل الذي كانوا هموا به "
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 11 - 04, 07:25 ص]ـ
هذا الحديث في سنده ضعف
ولكن حفظك الله هل تريد تخريج الحديث بذكر الكتب التي روت هذا الحديث وطرقه أم الحكم عليه أم كلا الأمرين
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[12 - 11 - 04, 05:26 م]ـ
أريد كلا الأمرين شيخنا
كما أريد التعليق على " إنما صاحبها الضحوك القتال في عينيه حمرة "
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 11 - 04, 08:32 م]ـ
بارك الله فيكم
أما الكلام حول الحديث فنظرة إلى ميسرة فأنا الآن بعيد عن مكتبتي
ولعل في هذا الرابط ما يفيد حول الضحوك القتال
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12210
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[18 - 11 - 04, 10:02 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا وجزاك خير الجزاء(42/104)
هل يحمل عرش الرحمن العظيم ديك ذو زغب أخضر وريشٍ أبيض؟!
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[30 - 10 - 04, 12:03 ص]ـ
الحمد لله العزيز الحميد. ذى العرش المجيد. والبطش الشديد. وبعد.
فالعرش أعظم مخلوقات الله جلَّت عظمتُه، وكيف لا يكنهُ، وعليه استوى ربُّ العالمين جلَّ سلطانه وتقدست ذاته، ((الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى))، وقد أضافه إلى نفسه المقدَّسة تشريفاً وتكريماً، فقال ((رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ))، وقال جلَّ ذكره ((سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ))، وقال تعالى ((قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ))، وقال تعالى ((فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ))، ووصفه جلَّ ذكره بأكرم الأوصاف وأشرفها، فقال تبارك وتعالى ((فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ))، وقال تعالى ((قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)). وقد خصَّ بحمله أعظمَ الملائكة وأقواهم، فقال تعالى ((وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ))، وقال تعالى ((وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ)).
فهل هذه الملائكة العظام الكرام، الذى تحمل هذا العرش العظيم الكريم، وتحفه وتطوف به، هل من بينها ديكة ذاتُ زغبٍ أخضر، وريشٍ أبيض، مثنية أعناقُها تحت العرش، قد مرقت أرجلُها فى تخوم الأرض؟!.
وما حال هذه الأحاديث الكثيرة التى وردت على هذا النحو:
[الحديث الأول] حديث أبى هريرة
قال الطبرانى ((الأوسط)) (7324)، وأبو الشيخ ((العظمة)) (5/ 1755) كلاهما: حدثنا محمد بن العباس الأخرم ثنا الفضل بن سهل الأعرج ثنا إسحاق بن منصور ثنا إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إن الله تعالى أذن لي أن أحدِّث عن ديكٍ، قد مرقت رجلاه الأرض، وعنقه منثني تحت العرش، وهو يقول: سبحانك ما أعظمك ربنا، فيرد عليه: ما يعلم ذلك من حلف بي كاذباً)).
وقال أبو القاسم: ((لم يروه عن معاوية إلا إسرائيل، تفرد به إسحاق بن منصور)).
قلت: بل تابعه عن إسرائيل: عبيد الله بن موسى باذام العبسى.
قال الحاكم ((المستدرك)) (4/ 330): أخبرنا أبو عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((إن الله أذن لي أن أحدِّث عن ديكٍ، رجلاه في الأرض، وعنقه مثنية تحت العرش، وهو يقول:سبحانك ما أعظم ربنا، فيُرد عليه: ما يعلم ذلك من حلف بي كاذباً)).
وقال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)).
وقال الحافظ الهيثمى ((مجمع الزوائد)) (8/ 134): ((رواه الطبراني فى ((الأوسط)) ورجاله رجال الصحيح، إلا أن شيخ الطبراني: محمد بن العباس بن الفضل بن سهل الأعرج لم أعرفه)).
وأعاده فى موضع آخر (4/ 180)، فقال ولم يستثن: ((رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح)).
وكذا قال الحافظ الزكى المنذرى فى ((الترغيب والترهيب)): ((رواه الطبراني بإسنادٍ صحيح، والحاكم وقال: صحيح الإسناد)).
وأقرَّهم جميعاً الشيخ الألبانى فى ((السلسلة الصحيحة)) (ح150)، وزاد فقال: ((قد صحَّ الحديث، والرواة كلهم ثقات من رجال البخارى غير ابن الأخرم، وهو من الفقهاء الحفاظ المتقنين كما فى ((لسان الميزان)). على أن إسحاق بن منصور لم يتفرد به عن إسرائيل، فقد تابعه عبيد الله بن موسى. فالحديث صحيح الإسناد)).
قلت: وفيما ذكره الألبانى خاصَّةً نظر من وجوه:
¥(42/105)
[الأول] القول بأن رواته من رجال البخارى منتقض، بأن البخارى لم يخرِّج شيئاً من رواية معاوية بن إسحاق عن سعيد المقبرى، ولا من رواية إسرائيل عنه!!. وليس لمعاوية بن إسحاق عنده، إلا ما أخرجه فى ((الجهاد والسير))، قال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِي الله عَنْهَا قَالَتِ: اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ: ((جِهَادُكُنَّ الْحَجُّ)).
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بِهَذَا وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَأَلَهُ نِسَاؤُهُ عَنِ الْجِهَادِ؟، فَقَالَ: ((نِعْمَ الْجِهَادُ الْحَجُّ)).
قلت: فهذا فى غاية البيان؛ أن البخارى إنما اعتمده فى المتابعات، وفى روايته عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، ومن رواية الثورى عنه.
[الثانى] لعلَّ البخارى إنما اعتمد رواية مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ بن طلحة بن عبيد الله التيمى عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، لإنها عمَّته، وهو من أعرف الناس بها، وأما روايته عن سعيد المقبرى، فليست فى شئٍ من ((الكتب الستة)) البتة!!.
وسعيد المقبرى ثقة مجمع على ثقته وجلالته، ولكن اعتمده البخارى ومسلم من رواية الكبار عنه: مالك، والليث، وابن أبى ذئبٍ، وعبيد الله بن عمر، وإسماعيل بن أمية، وأيوب بن موسى الأمويان، ونحوهم من الكبار. وأما رواية مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ عنه فلا!
[الثالث] أن ذكر الديك منكر، فقد خولف كلا من عبيد الله بن موسى باذام، ومحمد بن العباس الأخرم عليه.
فقد أخرجه أبو يعلى (11/ 496/6619): حدثنا عمرو الناقد ثنا إسحاق بن منصور ثنا إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أذن لي أن أحدِّث عن مَلَكٍ، قد مرقت رجلاه الأرض السابعة، والعرش على منكبه، وهو يقول: سبحانك أين كنت، وأين تكون)).
قلت: وعمرو بن محمد الناقد أوثق وأحفظ وأضبط من محمد بن العباس الأخرم، وشتان بين روايته ((أحدِّث عن مَلَكٍ))، ورواية الأخرم وباذام ((أحدِّث عن ديك))!!، وليس هذا من تصحيف الواهم بسبيلٍ، سيما مع كثرة الموضوعات عن الديك الذى يحمل العرش، وشيوعها وشهرتها، وتصحيح البعض إيَاها. ولا يشك عاقل أن هناك فرقاً واضحاً وكبيراً بين أن يحمل عرش الرحمن العظيم ملكٌ عظيمٌ، أو أن يكون حاملُه ديكاً ذا زغبٍ أخضر، وريشٍ أبيض، كما سيأتى بيانه؟؟!.
وإذ قد أتينا على المراد من هذا التعقب، فلنورد هذا الفصل بتمامه من ((الموضوعات)) للحافظ أبى الفرج بن الجوزى.
قال الحافظ (ج3/ ص8:6): باب ما ذكر أن في السماء ديكاً
فيه عن جابر، وابن عباس، والعرس بن عميرة.
فأما حديث جابر فله طريقان:
[الطريق الأول] أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا محمد بن الحسن البصري حدثنا على بن بحر أنبأنا على بن أبى على عن محمد بن المنكدر عن جابر أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((إن لله ديكاً، عنقه مطوية تحت العرش، ورجلاه في التخوم، فإذا كانت هدأة من الليل، صاح: سبوح قدوس، فصاحت الديكة)).
[الطريق الثانى] أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا مبشر بن موسى حدثنا الحميدى حدثنا على ابن أبى على اللهبى عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((إن لله عزوجل ديكا، براثنه في الارض السابعة، وعنقه منطوية بالعرش، فإذا كان هوى من الليل، قال: سبوح قدوس، قال: فعند ذلك تصيح الديكة)).
¥(42/106)
وأما حديث ابن عبَّاسٍ: فأنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الحسن بن على عن على بن عمر الحافظ عن أبى حاتم حدثنا محمد بن سدوست النسوي حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا محمد بن خداش حدثنا على بن قتيبة عن ميسرة بن عبد ربه عن عمر بن سليمان الدمشقي عن الضحاك عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لما أسرى بى إلى السماء، رأيت فيها أعاجيب من عباد الله وخلقه، ومن ذلك الذى رأيت في السماء ديك، له زغب أخضر وريش أبيض، بياض ريشه كأشد بياض رأيته قط، وزغبه أحمر كأشد حمرة رأيتها قط، وإذا رجلاه في تخوم الارض السابعة السفلى، ورأسه عند عرش الرحمن، مثنى عنقه تحت العرش، له جناحان في منكبيه، إذا نشرهما جاوز المشرق والمغرب، فإذا كان في بعض الليل نشر جناحيه وخفق بهما وصرخ بالتسبيح لله تعالى يقول: سبحان الملك القدوس، سبحان الله العظيم المتعال، لا إله إلا الله الحى القيوم، فإذا فعل ذلك سبحت ديكة الارض، وخفقت بأجنحتها، وأخذت في الصراخ، فإذا سكن ذلك الديك في السماء، سكنت الديكة)). وذكر حديثا طويلا في قصة المعراج شبيها بعشرين ورقة.
وأما حديث العرس: فأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا على بن إبراهيم بن الهيثم حدثنا أحمد بن على بن الافطح حدثنا يحيى بن زهدم بن الحارث الغفاري عن أبيه عن العرس بن عميرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لله ديكا، براثنه في الارض السفلى، وعرقه تحت العرش، يصرخ عند مواقيت الصلاة، ويصرخ له ديك السموات سماء سماء، ثم يصرخ بصراخ ديك السموات ديك الارض، يقول في صراخه: سبوح قدوس رب الملائكة والروح)).
قال أبو الفرج: ((هذه أحاديث كلها موضوعة. فأما حديث جابر، ففي طريقيه على بن أبى على اللهبى. قال البخاري: هو منكر الحديث، وقال يحيى: ليس بشئ، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة الموضوعات لا يجوز الاحتجاج به. وأما حديث ابن عباس، فالمتهم به ميسرة. قال البخاري: يرمى بالكذب، وقال ابن حماد: كان كذابا، وقال النسائي والدار قطني: متروك، وقال العقيلى: أحاديثه بواطيل لا يحل كتب حديثه إلا اعتبارا، وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الاثبات، ويضع المعضلات على الثقات في الحث على الخير، وهو صاحب حديث فضائل القرآن ((من قرأ كذا فله كذا))، لا يحل كتب حديثه إلا للاعتبار. وأما حديث العرس، فقال ابن حبان: يحيى بن زهدم روى عن أبيه نسخة موضوعة لا يحل كتبها إلا على التعجب)).
فهل فى الباب أحاديث آخر غير الأحاديث الآنفة الذكر، وهل يصلح ما ذكره الحافظ السيوطى فى ((اللآلئ المصنوعة))؛ لدفع الشناعة عن تلكم الموضوعات والأباطيل والمناكير؟!، وما حال كتاب ((العظمة)) لأبى الشيخ ابن حيان الأصبهانى؟.
للحديث بقية إن شاء العلى العظيم رب العرش الكريم.
وكتبه أبو محمد الألفى السكندرى
الإسكندرية مساء خامس عشر من رمضان المبارك سنة 1425 هـ.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[30 - 10 - 04, 12:41 ص]ـ
حفظكم الله وسدد خطاكم، وحفظكم في دينكم وعِلمكم، وأدخلكم الجنة عرّفها لكم،
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[30 - 10 - 04, 02:22 م]ـ
الأخ الكريم المبارك / مصطفى الفاسى.
تهانينا القلبية لكم بشهر رمضان المبارك. تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والأقوال والأحوال.
وحياكم الله بكل خير. وبارك فيكم. وأحسن أحوالكم ومآلكم
ومن اللائق تتميماً للفائدة، قبل ذكر بقية الأحاديث، أن ننقل قول الحافظ الجهبذ ابن القيم فى ((المنار المنيف)) (ص54)، فقد ذكر جملة من علامات الحديث الموضوع فقال: ((ومنها: سماجة الحديث، وكونه مما يسخر منه كحديث:
(61) كحديث ((لو كان الأرز رجلا لكان حليما، ما أكله جائع إلا أشبعه))، فهذا من السمج البارد الذي يصان عنه كلام العقلاء فضلا عن كلام سيد الأنبياء.
(62) وحديث ((الجوز دواء، والجبن داء، فإذا صار في الجوف صار شفاء))، فلعن الله واضعه على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(63) وحديث ((لو يعلم الناس ما في الحلبة اشتروها بوزنها ذهبا)).
و ..... و ........ و .........
¥(42/107)
(78) وحديث ((إن لله ديكاً، عنقه مطوية تحت العرش، ورجلاه في التخوم))، وبالجملة فكل أحاديث الديك كذب إلا حديثاً واحدا ((إذا سمعتم صياح الديكة، فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكاً)) اهـ.
راجع البحث بتمامه على موقعنا:
www.shehata.netfirms.com
وكتبه أبو محمد الألفى السكندرى
الإسكندرية صباح سادس عشر من رمضان المبارك سنة 1425 هـ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[31 - 10 - 04, 11:18 ص]ـ
الحمد لله العزيز الحميد. ذى العرش المجيد. والبطش الشديد. وبعد.
السابق ذكره من أحاديث الديك أربعة، عن: أبى هريرة، وجابر بن عبد الله، وابن عباس، والعرس بن عميرة.
وإن كان لحديث ابن عباس طرق أخرى غير التى ذكرها ابن الجوزى، وإنما تركنا ذكرها، لأنها مثلها فى الضعف.
[الحديث الخامس] حديث عائشة
قال أبو الشيخ ((العظمة)) (523): حدثنا محمد بن العباس الأخرم ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا حرب بن سريج ثتنا زينب بنت يزيد العتكية قالت: كنا عند عائشة رضي الله عنها، فجاء رهط من أهل الشام، فيهم شهر بن حوشب، فذكروا الصلاة ومواقيتها، فقالت: إني أحب أن أتخذ ديكا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن لله تبارك وتعالى ديكا، رجلاه تحت سبع أرضين، ورأسه قد جاوز سبع سماوات، يسبِّح في إبان الصلوات، فلا يبقى ديك من ديكة الأرض إلا أجابه))، فلا أحب أن يعدم بيتي أن أتخذ الديك.
وأخرجه إسحاق بن راهوية ((المسند)) (1782): أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا حرب بن سريج حدثتني زينب بنت يزيد العتكية به نحوه.
قلت: وهذا حديث غريب لا يُروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به حرب. وحرب بن سريج المنقري أبو سفيان البصري البزار، وثقه ابن معين وليَّنه أحمد. وقال البخاري: فيه نظر، وهذا جرح شديد. وقال أبو حاتم الرازى: ينكر عن الثقات، وليس بقوي. وقال ابن عدي: ليس بكثير الحديث، وكل حديثه غرائب وأفراد، وأرجو أنه لا بأس به. وقال ابن حبان: يخطىء كثيرا حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد.
فهذا من غرائبه وأفراده التى لا يجوز الاحتجاج به فيها بحالٍ.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى، وبالله التوفيق.
وكتبه أبو محمد الألفى السكندرى
الإسكندرية صباح سادس عشر من رمضان المبارك سنة 1425 هـ.
ـ[الظافر]ــــــــ[31 - 10 - 04, 05:30 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بعلمك.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[01 - 11 - 04, 09:06 ص]ـ
شكر الله لكم، وجزاكم الله خيراً.
ونفعكم بالعلم، ونفع بكم. وتحياتى لكم ودعواتى بالتوفيق لمحاب الله ومرضاته.
.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[03 - 02 - 05, 06:33 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ حَمْدَاً يَكُونُ لِقَائِلِه ذُخْرَا. والصَّلاةُ الزَّاكِيةُ عَلَى مُجْتَبَاهُ خَيْرِ الْخَلْقِ طُرَا. صَلاةً تَدُومُ عَلَى مَرَّ الزَّمَانِ تَتَرى
[الحديث السادس] حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
قال أبو الشيخ ((العظمة)) (5/ 1756): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ الشَّعْرَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ وعَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيَّانِ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إن للهِ عزَّ وَجَلَّ دِيكَاً، جَنَاحَاهُ مُوَشَيَّانِ بِالزَّبَرْجِدِ واللُّؤْلُؤِ والْيَاقُوتِ، جَنَاحٌ لَهُ فِي الْمَشْرِقِ، وَجَنَاحٌ لَهُ فِي الْمَغْرِبِ، وَقَوَائِمُهُ فِي الأَرْضِ السُّفْلَى، وَرَأْسُهُ مَثْنِيُّ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَإِذَا كَانَ فِي السَّحَرِ الأَعْلَىَ، خَفَقَ بِجَنَاحِهِ، ثُمَّ قَالَ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّنَا اللهُ لا إِلَه غَيْرُهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَضْرِبُ الدِّيَكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا، وَتَصِيحُ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ضُمَّ جَنَاحَكَ، وغُضَّ صَوْتَكَ، فَيَعْلَمُ أَهْلُ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ: أَنَّ السَّاعَةَ قَدْ اِقْتَرَبَتْ)).
¥(42/108)
قلت: وهذا حديثٌ مُنْكَرٌ، وإسناده واهٍ بمرَّةٍ.
وبهذا الإسناد فى ((العظمة)) (5/ 1758) حديثٌ آخرُ مرفوعاً: ((لا تَسُبُّوا الدِّيكَ الأَبَيْضَ، فَإِنَّه صَدِيقِي، وَأَنَا صَدِيقُه، وَعَدُوهُ عَدُوِي، والَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، لَوْ يَعْلَمُ بَنُو آدَمَ مَا فِي قُرْبِهِ لاشْتَرَوْا رِيشَهُ وَلَحْمَهُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وإنَّه لَيَطْرُدُ مَدَى صَوْتِهِ مِنْ الْجِنِّ)).
وكلا الحديثين منكران، ولهما آفتان:
[الأولى] رِشْدِينُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مُفْلِحٍ الْمَهْرِىُّ أبُو الْحَجَّاجِ الْمِصْرِىُّ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ، أجمعوا على ضعفه، وإن كان عابداً صالحاً فى نفسه. قال يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ليس بشيءٍ. وضعَّفه أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ، وقال في رواية: هو رجل صالح، ولكنه لا يبالي عمن روى. وقال قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: ما وُضع في يد رِشْدِينَ شئٌ إلا وقرأه. وقال أبو حاتم الرازي: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وفيه غَفْلةٌ، يحدِّث بالمناكير عن الثقات. وقال النسائي: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وقال الجوزجاني: عنده مناكير كثيرة.
[الثانية] عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ أبُو صَالِحٍ الْمِصْرِىُّ، كَاتِبُ الليْثِ بْنِ سَعْدٍ.
قال عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ سألت أبي عنه فقال: كان في أول أمره متماسكاً، ثم فسد بآخره. وقال أبو حاتم الرازى: الأحاديث التي أخرجها أبُو صَالِحٍ في آخر عمره فأنكروها عليه، أرى أن هذا مما افتعل خَالِدُ بْنُ نَجِيحٍ، وكان أبُو صَالِحٍ يصحبه، وكان أبُو صَالِحٍ سليمَ الناحية، وكان خَالِدٌ يضع الحديث في كتب الناس، ولم يكن أبُو صَالِحٍ يروي الكذب، بل كان رجلاً صالحاً.
وقال علي بن المديني: ضربت على حديثه. وقال صَالِحُ جَزَرَةَ: كان يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يوثقه، وعندي أنه يكذب في الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن عدي: كان مستقيم الحديث، إلا أنه يقع في أسانيده ومتونه غلط، ولا يتعمد الكذب. وقال ابن حبان ((المجروحين)) (2/ 40): ((منكر الحديث جداً يروي عن الأثبات مالا يشبه أحاديث الثقات، وعنده المناكير الكثيرة عن أقوام مشاهير أئمة، وكان في نفسه صدوقاً، يكتب لِليْثِ بْنِ سَعْدٍ الحساب، وكان كاتبه على الغلات، وإنما وقع المناكير في حديثة من قِبَلِ جارٍ له رجلِ سوءٍ. سمعت ابن خزيمة يقول: كان له جارٌ بينه وبينه عداوة، فكان يضع الحديث على شيخ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَالِحٍ، ويكتب في قرطاسٍ بخطٍ يشبه خط عَبْدِ اللهِ بْنِ صَالِحٍ، ويطرح في داره في وسط كتبه، فيجده عَبْدُ اللهِ، فيحدِّث به، فيتوهم أنه خطه وسماعه، فمن ناحيته وقع المناكير في أخباره)).
وقد يقال: أليس قد روى عنه الْبُخَارِيُّ فِِى ((صَحِيحِهِ))، ورووا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ قَالَ: بِمِصْرَ صَحِيفَةٌ فِي التَّفْسِيرِ، رَوَاهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ لَوْ رَحَلَ رَجُلٌ فِيهَا إِلَى مِصْرَ قَاصِداً مَا كَانَ كَثِيراً. وَهَذِهِ النُّسْخَة كَانَتْ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَالِحٍ كَاتِب اللَّيْث، رَوَاهَا عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِح عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس، وَقَدْ اِعْتَمَدَ عَلَيْهَا الْبُخَارِيُّ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرةٍ مِنْ ((صَحِيحِهِ))، وَحَسْبُكَ بِهِ تَوثِيقَاً لأبِى صَالِحٍ؟.
قلنا: إنما روى له إمام المحدثين فِِى ((صَحِيحِهِ)) من روايته عن اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ ومُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِح انتقاءً لصحيح حديثه عنهما، مجانباً تلك المناكير التى وقعت له فى روايته عن غيرهما من المشاهير، كما فعل مع جماعةٍ ممن ضعفوا لغلطهم، أو سوء حفظهم، أو روايتهم للمناكير، فانتقى صحيح حديثهم، وأودعه ((صَحِيحَهُ))، أمثال: أُسَامَةَ بْنِ حَفْصٍ الْمَدَنِىِّ، وأَسْبَاطِ أبِى الْيَسَعِ، وأَسِيدِ بْنِ زَيْدٍ الْهَاشِمِى، والْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ الْبَصْرِىِّ، ومَرَوَانِ بْنِ شُجَاعٍ، فى نفرٍ ممن وافقوا الأثبات فى رواية الصحاح، فقبلت منهم.
ولذا قال الحافظ ابن حجر فى ((مقدمة الفتح)) (1/ 414): ((ظاهر كلام الأئمة فى أبِى صَالِحٍ أن حديثه في الأول كان مستقيماً، ثم طرأ عليه فيه تخليط، فمقتضى ذلك: أن ما يجئ من روايته عن أهل الحذق كيحيى بن معين، والبخارى، وأبى زرعة، وأبى حاتم فهو من صحيح حديثه، وما يجئ من رواية الشيوخ عنه فيتوقف فيه)) اهـ.
وهذا التعليل الفائق الصحة مستغنٍ بوضوحه عن بيان دلالته عند من له إلمام ولو يسير بمعارف أهل الجرح والتعديل، ومن خالف وجه دلالته فليس له معرفة بأصول هذا العلم الدقيق من علوم الشريعة.
على أننى أكاد أجزم بأن الحديث مما توهمه أبُو الْحَجَّاجِ رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، كسائر مناكيره التى اتهموه بها دون من فوقه من شيوخه، أو من روى عنه.
¥(42/109)
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[04 - 02 - 05, 04:01 ص]ـ
بارك الله فيك اخي وما احوجنا لهذه المواضيع وطرحها ومناقشتها لان الرافضة ومن على شاكلتهم يحتجون بمثل هذه الأحاديث
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[04 - 02 - 05, 05:05 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ حَمْدَاً يَكُونُ لِقَائِلِه ذُخْرَا. والصَّلاةُ الزَّاكِيةُ عَلَى مُجْتَبَاهُ خَيْرِ الْخَلْقِ طُرَا. صَلاةً تَدُومُ عَلَى مَرَّ الزَّمَانِ تَتَرى
تحميل مقالة ((هَلْ يَحْمِلُ عَرْشَ الرَّحْمَنِ الْعَظِيمَ دِيكٌ ذُو زَغَبٍ أَخْضَرَ وَرِيشٍ أَبْيَضَ؟!))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[05 - 02 - 05, 11:00 ص]ـ
[الحديث السابع] حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وله طريقان:
[الطريق الأولى] حَبَّةُ بْنُ جُوَيْنٍ الْعُرَنِيُّ عَنْه
أخرجه محمد بن عثمان بن أبى شيبة ((العرش)) (67): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ طَارِقٍ نَا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْكَوَّاءِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؛ إِنَّ فِي كِتَابِ اللهِ لآيَةٌ قَدْ أَفْسَدَتْ عَلَيَّ قَلْبِي، وَشَكَّكَتْنِي فِي دِينِي، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: وَيْحَكَ يَا ابْنَ الْكَوَّاءِ؛ وَمَا هَذِهِ الآيَةُ التَّي قَدْ أَفْسَدَتْ عَلَيْكَ قَلْبَكَ، وَشَكَّكَتْكَ فِي دِينِكَ؟، فقال له ابْنُ الْكَوَّاءِ: قول الله تعالى ((وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ)) (النور:41)، مَا هَذِهِ الصَّلاةُ؟، وَمَا هَذَا الصَّفُّ؟، وَمَا هَذَا التَّسْبِيحُ؟، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: يَا ابْنَ الْكَوَّاءِ، إنَّ اللهَ تَعَالَى خَلَقَ الْمَلائِكَةَ فِي صُوُرٍ شَتَى، وَإِنَّ للهِ مَلَكَاً فِي صُورَةِ دِيكٍ أَشْهَبَ، بَرَاثِنُهُ فِي الأَرْضِ السُّفْلَى السَّابِعَةِ، وَعَرْفُهُ مَثْنِيٌ تَحْتَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ، لَهُ جَنَاحٌ بِالْمَشْرِقِ مِنْ نَارٍ، وَجَنَاحٌ بِالْمَغْرِبِ مِنْ ثَلْجٍ، فَإِذَا حَضَرَ وَقْتُ كُلِّ صَلاةٍ، قَامَ عَلَى بَرَاثِنِهِ، وَأَقَامَ عَرْفَهُ تَحْتَ الْعَرْشِ، ثُمَّ صَفَّقَ بِجَنَاحَيْهِ، كَمَا تُصَفِّقُ الدِّيَكَةُ فِي مَنَازِلِكُمْ، فَلا الَّذِي مِنِ النَّارِ يُذِيبُ الثَّلْجِ، وَلا الَّذِي مِنِ الثَّلْجِ يُطْفِئُ الَّذِي مِنِ النَّارِ، ثُمَّ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ: لا إِلَه إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، وَأَشْهَدُ أَن مُحَمَّدَاً خَيْرَ النَّبِيِّينَ، فَتَسْمَعُهُ الدِّيَكَةُ فِي مَنَازِلِكُمْ، فَتُصَفِّقُ بِأَجْنِحَتِهَا، فَيَقُولُ كَنَحْوٍ مِنْ قَوْلِهِ، فَهُو قَوْلُ اللهِ عزَّ وجلَّ فِي كِتَابِهِ ((وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ)) (النور:41).
قلت: وهذا حديثٌ منكرٌ، وإسنادُه مظلمٌ واهٍ، له آفتان:
[الأولى] عَمْرُو بْنُ ثَابِتِ بْنِ هُرْمُزَ، وهو ابْنُ أَبِى الْمِقْدَامِ الْعِجْلِىُّ، لَيْسِ بِثِقَةٍ وَلا مَأْمُونٍ، قاله يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. وقال عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: لا تحدِّثوا عن عَمْرُو بْنُ ثَابِتِ، فإنه يسبُّ السَّلف. وتركه عبد الرحمن بن مهدى، ولم يحدِّث عنه. وقال أبو حَاتِمٍ الرازىُّ: ضعيف الحديث يكتب حديثه، كان ردئ الرأي شديد التشيع. وقال النَّسَائِىُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وقال الْبُخَارِيُّ: ليس بالقوي عندهم. وقال أبو داود: رافضيٌّ. وقال ابن عدى: الضعف بيِّن على رواياته. وقال ابن حبَّان: كان ممن يروي الموضوعات، لا يحل ذكره إلا على سبيل الاعتبار.
¥(42/110)
[الثانية] حَبَّةُ بْنُ جُوَيْنٍ الْعُرَنِيُّ، أبو قدامة الكوفى، ليس بذاك القوىِّ، وكان مفرطاً في التشيع. قال العبَّاس بْنُ مُحَمَّدٍ سمعت يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يقول: قد رأى الشعبيُّ رشيد الهجري وحَبَّةَ الْعُرَنِيَّ والأصبغ بن نباتة، وليس يساوون كلُّهم شيئاً. وقال سليمان بن معبد قال يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: حَبَّةُ الْعُرَنِيُّ لَيْسِ بِثِقَةٍ. وقال الْبُخَارِيُّ: يذكر عنه مذهب سوء. وقال النَّسَائِىُّ: ليس بذاك القوىِّ.
وقال ابن حبان: كان غالياً في التَّشيع، واهياً في الحديث. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: تابعي ثقة. وقال ابن عدى: قد أجمعوا على ضعفه، إلا أنه مع ذلك يكتب حديثه. وقال الحافظ الذهبى ((الميزان)) (2/ 188): ((من غُلاة الشِّيعة، وهو الذي حدَّثَ أن عليَّاً كان معه بِصِفِّينَ ثمانون بدريَّاً، وهذا محال)).
[الطريق الثانية] الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَعْوَرُ عَنْه
أخرجه ابن حبان ((الثقات)) (9/ 171): حَدَّثَنِى الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَطَّانُ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ ثَنَا مَنْصُورُ بْنُ وَرْادَنَ ثَنَا يُوسُفُ بن أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ قَالَ: ((إنَّ للهِ دِيكَاً، رِجْلاهُ فِي الأَرْضِ السَّابِعَةِ، وَجَنَاحٌ لَهُ بِالْمَشْرِقِ، وَجَنَاحٌ لَهُ بِالْمَغْرِبِ، وَعُنُقُه مَثْنِيةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ، يسبح الله ويحمده ويقدسه، فَإِذَا مَضَى مِنْ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَمْضِى، صَفَّقَ بِجَنَاحَيْهِ، فَقَالَ: قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمُلْكِ الْحَقُّ، لا إِلَه إِلا هُوَ، فَعِنْدَ ذَاكَ تَصِيحُ الدِّيُوكُ، وتُصَفِّقُ بِأَجْنِحَتِهَا)).
قلت: وهذا إسناد واهٍ بمرَّةٍ. آفته الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أبُو زُهَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ الكوفِيُّ الأَعْوَرُ، من غُلاة الشِّيعة ورُؤوسِهم.
قال الإمام الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَيُّوبَ قال: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَرَى أَنَّ عَامَّةَ مَا يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ الْكَذِبُ. وقال الشَّعبِيُّ وأبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ وعَلِيُّ بن المدينيُّ: الحارث كذَّابٌ. وقال مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارَ: أخذ يحيى وعبد الرحمن القلم من يدي، فضربا على نحوٍ من أربعين حديثاً من حديث الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ. وقال النَّسَائِىُّ: ليس بالقوي. وقال عَلِيُّ بْنُ الْجُنَيْدِ الرَّازِيُّ: الْحَارِثُ عَنْ عَلِيٍّ أخذ الأحاديثَ من كتابٍ. وقال عَبْدُ اللهِ بن نُمَيْرٍ: لم يسمع أبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ عَنْ الْحَارِثِ إلا أربعة أحاديث، والبقية أخذها من كِتَابِهِ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 02 - 05, 12:38 م]ـ
[الحديث الثامن] حَدِيثُ أُمِّ سَعْدٍ اِمْرَأةٍ مِنْ الْمُهَاجِرَاتِ
قال محمد بن عثمان بن أبى شيبة ((العرش)) (68): حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ نَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ نَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرحْمَنِ الْمَكِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ أُمِّ سَعْدٍ اِمْرَأةٍ مِنْ الْمُهَاجِرَاتِ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْعَرْشُ عَلَى مَلَكٍ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ فِي صُورَةِ دِيكٍ، رِجْلاهُ فِي التُّخُومِ السُّفْلَى، وَعُنُقُه مَثْنِيةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَجَنَاحَاهُ فِي الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، فَإِذَا سَبَّحَ اللهَ ذَلِكَ الْمَلَكُ، لَمْ يَبْقَ شَيءٌ إِلا سَبَّحَ)).
قلت: وهذا منكر، وإسناده ضعيف جداً. آفته مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ الْمَدَنِيُّ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ لا يُكْتَبُ حَدِيثُه، قاله البخاري. وقال أبو حاتم: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ لا يُكْتَبُ حَدِيثُه. وقال أبو أحمد بْنُ عَدِيٍّ: أحاديثه كلها مضطربة.
وليس له فى ((الكتب الستة)) إلا ثلاثة أحاديث، كلها منكرة لا تُذكرُ إلا للاعتبار والتحذير، وهاكَهَا:
¥(42/111)
[الأول] قال الترمذيُّ (2699): حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الصَّبَّاحِ بَغْدَادِيٌّ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((السَّلامُ قَبْلَ الْكَلامِ))، وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا تَدْعُوا أَحَدًا إِلَى الطَّعَامِ حَتَّى يُسَلِّمَ)).
قَالَ أَبُو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وسَمِعْت مُحَمَّداً يَقُولُ: عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ضَعِيفٌ فِي الْحَدِيثِ ذَاهِبٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زَاذَانَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ)).
[الثانى] قال الترمذيُّ (2714): حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَنْبَسَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ أُمِّ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ كَاتِبٌ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: ضَعْ الْقَلَمَ عَلَى أُذُنِكَ، فَإِنَّهُ أَذْكَرُ لِلْمُمْلِي.
قَالَ أَبُو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَهُوَ إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، وَعَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زَاذَانَ يُضَعَّفَانِ فِي الْحَدِيثِ)).
[الثالث] قال ابن ماجه (3318): حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا عَنْبَسَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَعْدٍ قَالَتْ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ، وَأَنَا عِنْدَهَا، فَقَالَ: هَلْ مِنْ غَدَاءٍ؟، قَالَتْ: عِنْدَنَا خُبْزٌ، وَتَمْرٌ، وَخَلٌّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ، اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي الْخَلِّ، فَإِنَّهُ كَانَ إِدَامَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي، وَلَمْ يَفْتَقِرْ بَيْتٌ فِيهِ خَلٌّ))(42/112)
هل عرش الرحمن العظيم مطوَّق بأفعى لُعَابُهَا المجرَّة التى فى السَّماء؟
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[31 - 10 - 04, 11:35 ص]ـ
لا إِلَهَ إِلا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ. لا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ. لا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ.
قال عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُها عِنْدَ الْكَرْبِ.
فما أعظمَ العرشَ وأكرمَه وأبهاه، إذ شرَّفه الله جلَّت عظمتُه، فنسبه إلى ذاته المقدسة، فقال جلَّ ذكره ((رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ))، وقال عزَّ وجلَّ ((سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ))، وقال تعالى ((قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ))، وقال تعالى ((فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)).
ونحن نشهد بما شهد به المحب الوامق عبد الله بن رواحة رضى الله عنه:
شهدتُ بأن وعدَ الله حقّ ... وأن النَّارَ مثوى الكافرينا
وأن العرشَ فوقَ الماءِ طافٍ ... وفوقَ العرشِ ربُّ العالمينا
وتحملُه ملائكةٌ شدادٌ ... ملائكةُ الإله مُسومينا
فأين تذهب الروعة والهيبة المستقرة فى شغاف قلوب المؤمنين، إذا قيل: إن العرش لما خُلق قال: لن يخلقَ الله خلقاً أعظم منى، فاهتزَّ، فطوَّقه اللهُ بأفعى سال لعابها، فخلقت منه المجرَّة التى فى السماء!!!.
ولله درُّ الحافظ الجهبذ ابن القيم، فقد ذكر جملة من علامات الحديث الموضوع فقال فى ((المنار المنيف)) (ص59): ((ومنها أن يكون الحديث باطلاً في نفسه، فيدل بطلانُه على أنه ليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم:
(46) كحديث ((المجرَّة التي في السَّماء مِنْ عَرَقِ الأفعى التي تحت العرش)).
(47) وحديث ((إذا غضب الله تعالى أنزل الوحي بالفارسية، وإذا رضي أنزله بالعربية)).
و ...... و ........ )) اهـ المقصود نقله.
وهاك هى الأحاديث المصرحة بهذا البهتان:
[الحديث الأول] حديث عبد الله بن عمرو
قال أبو الشيخ ((العظمة)) (2/ 553): حدثنا محمد بن العباس الأخرم ثنا محمد بن المثنى ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن كثير بن أبي كثير عن أبي عياض عن عبد الله بن عمرو قال: ((إِنَّ الْعَرْشَ مطوَّقٌ بحيَّةٍ، وإِنَّ الْوَحِي لَيَنْزِلُ فِي السَّلاسِلِ)).
وأخرجه كذلك عبد الله بن أحمد ((السنة)) (1081) قال: حدثنى أبى ثنا معاذ بن هشام بإسناده ومتنه سواء.
وقال الحافظ الهيثمى ((مجمع الزوائد)) (8/ 135): ((رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير كثير بن أبي كثير، وهو ثقة)).
وقال الشيخ الألبانى تعليقاً على ((مختصر العلو للعلى الغفار)) (ح92): ((إسناده صحيح)).
قلت: وفيما قالاه معاً نظر، والحديث منكر، وإسناده ضعيف جداً، له ثلاث آفات:
(الأولى) كثير بن أبى كثير البصرى مولى عبد الرحمن بن سمرة، وإن وثقه العجلى وابن حبان، إلا أنه يهم ويخطئ.
ومن أوهامه: ما أخرجه الترمذى (1178)، والنسائى ((المجتبى)) (6/ 147) قالا: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ قُلْتُ لأَيُّوبَ: هَلْ عَلِمْتَ أَحَدًا قَالَ فِي أَمْرِكِ بِيَدِكِ أَنَّهَا ثَلاثٌ غَيْرَ الْحَسَنِ؟، فَقَالَ: لا، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ غَفْرًا إِلا مَا حَدَّثَنِي قَتَادَةُ عَنْ كَثِيرٍ مَوْلَى ابْنِ سَمُرَةَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((ثَلاثٌ))، فَلَقِيتُ كَثِيراً، فَسَأَلْتُهُ، فَلَمْ يَعْرِفْهُ، فَرَجَعْتُ إِلَى قَتَادَةَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: نَسِيَ.
قَالَ أَبو عَبْد الرَّحْمَنِ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.
¥(42/113)
وقَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ. وَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟، فَقَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ بِهَذَا، وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفٌ، وَلَمْ يُعْرَفْ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعاً)).
قلت: ولا علة لهذا الحديث إلا كثير بن أبى كثير ووهمه، أو قتادة وتدليسه!!.
وقد ضعَّف الشيخ الألبانى هذا الحديث فى ((ضعيف الترمذى)) (3/ 481)، و ((ضعيف النسائى)) (6/ 147)، فما باله يصحِّح حديثه عن الحيَّة التى تطوِّق عرشَ الرحمن؟!.
(الثانية) قتادة ثقة جليل حجَّة لكنه مشهور بالتدليس عن المشاهير، فكيف بالمغمورين؟!. وفى ((تهذيب التهذيب)) (8/ 318) عن أبى داود قال: حدَّث قتادة عن ثلاثين رجلاً لم يسمع منهم!.
(الثالثة) معاذ بن هشام الدستوائى صدوق مكثر عن أبيه، وله أحاديث صالحة، لكنه يغلط فى الشئ بعد الشئ، قاله أبو أحمد بن عدى. وفى حديثه عن أبيه فى غير ((الصحيحين)) دغل كثير، وأفراد وغرائب.
وواحدة من العلل الثلاثة كافية فى رد الحديث، فكيف وقد اجتمعت!.
أفيليق بأجلِّ المخلوقات وأعظمِها وأبهاها وأروعها، وهو عرش الرحمن العظيم، الذى تحمله أكرمُ الملائكة وأشدُّها وأقواها، وتطوف به وتحفه من حوله، أفيليق به أن تطوِّقه أفعى لها فحيح ولعاب، وأن تُخلق من لعابها وعرقها تلك المجرة العظيمة الصنع، المحكمة البنيان. سبحانك ربنا، هذا والله البهتان!.
****** ****** ******
[الحديث الثانى] حديث معاذ بن جبل، وله ثلاث طرق:
[الطريق الأولى] قال أبو الشيخ ((العظمة)) (4/ 1298): حدثنا محمد بن أبي زرعة ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الله بن يزيد ثنا شعيب بن أبي حمزة عن عبد الأعلى بن أبي عمرة عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المجرة التي في السماء عرق الحية التي تحت العرش)).
وأخرجه كذلك الطبرانى ((الأوسط)) (6760) و ((الكبير)) (20/ 67/123) قال: حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي ثنا هشام بن عمَّار ثنا عبد الله بن يزيد البكري ثنا شعيب بن أبي حمزة بإسناده مثله.
قال الحافظ الهيثمى ((مجمع الزوائد)) (8/ 135): ((وفيه عبد الأعلى بن أبي عمرة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات)).
قلت: كيف هذا، وقد قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (5/ 201/940): ((عبد الله بن يزيد البكري. روى عن: عكرمة بن عمار، وشعيب بن أبى حمزة، وسليمان بن راشد البصري. روى عنه: هشام بن عمار. سألت أبى عنه، فقال: ضعيف الحديث ذاهب الحديث)). بل هو إسناد واهٍ بمرة، ومتن سقيم تالف.
[الطريق الثانية] قال أبو الشيخ ((العظمة)) (4/ 1302): حدثنا ابن رستة حدثنا أبو أيوب هشام بن يوسف عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن الوليد بن أبي الوليد عن عبد الأعلى بن حكيم عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: لما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، قال: ((إنك ستأتي أهل الكتاب، فإن سألوك عن المجرة، فأخبرهم أنها من عرق الأفعى التي تحت العرش)).
وقال العقيلى ((الضعفاء الكبير)) (3/ 60): حدثنا حجاج بن عمران ثنا سليمان بن داود الشاذكونى ثنا هشام بن يوسف ثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عمرو بن أبى عمرو عن الوليد بن أبي الوليد عن عبد الأعلى بن حكيم عن معاذ بن جبل قال: لما بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فذكره مثله.
وأخرجه ابن الجوزى ((الموضوعات)) (1/ 142) من طريق العقيلى.
وقال أبو جعفر العقيلى: ((هذا الحديث غير محفوظ، وعبد الأعلى مجهول بالنقل)).
قلت: بل هو حديث موضوع، والإسناد مظلم واهٍ من كلا طريقيه. أبو بكر بن عبد الله بن أبى سبرة كذاب يضع الحديث، قاله أحمد بن حنبل. وسليمان الشاذكونى ليس بثقة ولا مامون، أجمعوا على تركه.
[الطريق الثالثة] أخرجها الخطيب ((تاريخ بغداد)) (9/ 44)، ومن طريقه ابن الجوزى ((الموضوعات)) (1/ 142) من طريق عبد الله بن على المدينى قال: قلت لأبي: إن سليمان بن داود الشاذكونى يحدِّث عن هشام بن يوسف أخبرني أبو بكر بن أبي مريم عن الوليد بن أبي الوليد عن رجل قد سماه فذهب عني عن معاذ بن جبل قال: لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعثنى إلى اليمن، قال: ((إنهم سائلوك عن المجرة؟، فإذا سألوك، فقل: إنها من عرق الأفعى التي تحت العرش)).
قال عبد الله بن على المدينى: ((فأنكره أبى أشد الإنكار، وقال: لم يسمع هشام بن يوسف من أبي بكر بن أبي مريم شيئاً، وأبو بكر شامي، وهشام صنعاني، وإنما هو أبو بكر بن أبي سبرة الصنعانى)).
قلت: هو كما قال، وإنما الحديث لابن أبى سبرة، وليس لأبى بكر بن أبى مريم هاهنا مدخل، كما هو بيِّن فى الطريق السابقة.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى، وبالله التوفيق.
وكتبه أبو محمد الألفى السكندرى
الإسكندرية صباح سادس عشر من رمضان المبارك سنة 1425 هـ.
¥(42/114)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 10 - 04, 12:48 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم وجزاك خيرا على بيان نكارة هذا الحديث
وكثير مولى ابن سمرة ذكره العقيلي في الضعفاء (4/ 3) وقال (كثير مولى بن سمرة
حدثنا يوسف بن يعقوب حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد قال قلت لأيوب علمت أحدا قال اترك بيدك بقول الحسن فقال: لا.
ثم قال اللهم بلى إن قتادة حدثنا عن كثير مولى ابن سمرة عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله فقدم علينا كثير البصرة فأتيته فسألته عنه فقال ما حدثت بهذا فأتيت قتادة فأخبرته فقال نسي) انتهى.
والعجب من ابن حزم الذي قال عنه إنه مجهول، ولذلك قال بشار عواد في تحقيقه لتهذيب الكمال (24/ 153) (قال بشار: قلنا إن ابن حزم كثير الأوهام في علم الرجال رحمه الله).
وقتادة بلدي هذا الراوي وقد سمع منه وذكر أنه نسي ذلك الحديث، فعلى قلة حديثه وإتيانه بهذه الأحاديث المنكرة يستحق أن يذكره العقيلي في الضعفاء.
وجزاك الله خيرا شيخنا الكريم في التنبيه على رواية معاذ بن هشام عن أبيه فالبخاري ومسلم قد انتقيا من أحاديثه عن أبيه ولم يخرجا له كل حديثه وفي روايته عن أبيه كلام طويل يستحق أن يفرد بموضوع مستقل.
ـ[حجر]ــــــــ[31 - 10 - 04, 03:33 م]ـ
[أفيليق بأجلِّ المخلوقات وأعظمِها وأبهاها وأروعها، وهو عرش الرحمن العظيم، الذى تحمله أكرمُ الملائكة وأشدُّها وأقواها، وتطوف به وتحفه من حوله، أفيليق به أن تطوِّقه أفعى لها فحيح ولعاب، وأن تُخلق من لعابها وعرقها تلك المجرة العظيمة الصنع، المحكمة البنيان. سبحانك ربنا، هذا والله البهتان!.]
[فأين تذهب الروعة والهيبة المستقرة فى شغاف قلوب المؤمنين، إذا قيل: إن العرش لما خُلق قال: لن يخلقَ الله خلقاً أعظم منى، فاهتزَّ، فطوَّقه اللهُ بأفعى سال لعابها، فخلقت منه المجرَّة التى فى السماء!!!.]
يلزم من هذا النكير ما يلي:
1 - أن مضمون المتن ممتنع عقلا؛ ينافي الكمال الواجب لله تعالى.
2 - أن الروعة والهيبة المستقرة في شغاف قلوب المؤمنين لا تجتمع مع تصحيح إسناد الحديث أو روايته على سبيل احتمال صحته.
3 - أن ما كان نظير هذه العجائب يشركها في الحكم، كخبر الأوعال والأطيط والديك واهتزاز العرش وإجلاس النبي ص عليه ونحوها، ولا يخفى فضل من قبلها وضمنها كتب العقائد.
لذا أنصح بعدم الاستعجال في الحكم على المتن بهذه الطريقة لمجرد الاستبعاد أوعدم الإلف؛ فالله على كل شيء قدير، وليسعنا رد الخبر بمجرد القدح في السند، ما لم يخالف نقلا صحيحا أو عقلا صريحا، ولنسن بهذه الأخبار سنة الإسرائيليات؛ لا نصدقها ولا نكذبها، وأما التشنيع على هذه الطريقة فلا يخلو في رأيي من غضاضة بحق من نقلوها في كتب أرادوا بها تعظيم الخالق جل وعلا، وقد قال تعالى: {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباْْ}
فسبحان من هو على كل شيء قدير {جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير}
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 10 - 04, 07:52 م]ـ
بارك الله فيكم وحفظكم وجزاكم خيرا على هذا البيان، وما ذكرته أخي الفاضل من قدرة الله على كل شيء ومن أن هذا الأمر ليس بممتنع عقلا ولاينافي الكمال الواجب لله كلام صحيح، ولكن الإلزام بهذا قد يكون من باب لزوم مالايلزم فكما هو معلوم أن لازم القول ليس بلازم إلا ماجاء في الكتاب والسنة فإن لوازمها لازمة كما بين الإمام ابن تيمية رحمه الله ذلك في مواضع من كتبه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=71493#post71493
والوالد الشيخ أحمد شحاته حفظه الله لما تبين له نكارة المتن وعدم صحته قال ما سبق وكذلك قد سبقه غيره من أهل العلم ومنهم ابن القيم رحمه الله الذي حكم ببطلان هذا الحديث فقال فى ((المنار المنيف)) (ص59): ((ومنها أن يكون الحديث باطلاً في نفسه، فيدل بطلانُه على أنه ليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم:
(46) كحديث ((المجرَّة التي في السَّماء مِنْ عَرَقِ الأفعى التي تحت العرش)).
¥(42/115)
فهذا استنكار من ابن القيم رحمه الله لهذا الحديث وحكم منه ببطلانه مع أنه ينافح عن حديث الأوعال وقد ذكر عددا من الأحاديث التي أشرت إليها فلم يلزم من ذلك أن يكون ابن القيم رحمه الله يرى أن حكمه على هذا الحديث بالبطلان يشركه في حكمه على الأحاديث الأخرى.
وكذلك ما ذكره الإمام ابن تيمية رحمه الله في درء التعارض (1/ 148) بقوله:
الوجه الثامن:
أن يقال المسائل التي يقال إنه قد تعارض فيها العقل والسمع ليست من المسائل البينة المعروفة بصريح العقل كمسائل الحساب والهندسة والطبيعيات الظاهرة والإلهيات البينة ونحو ذلك بل لم ينقل أحد بإسناد صحيح عن نبينا صلى الله عليه وسلم شيئا من هذا الجنس ولا في القرآن شيء من هذا الجنس ولا يوجد ذلك إلا في حديث مكذوب موضوع يعلم أهل النقل أنه كذب أو في دلالة ضعيفة غلط المستدل بها على الشرع
فالأول مثل حديث عرق الخيل الذي كذبه بعض الناس على أصحاب حماد ابن سلمة وقالوا إنه كذبه بعض أهل البدع واتهموا بوضعه محمد بن شجاع الثلجي وقالوا إنه وضعه ورمى به بعض أهل الحديث ليقال عنهم إنهم يروون مثل هذا وهو الذي يقال في متنه إنه خلق خيلا فأجراها فعرقت فخلق نفسه من ذلك العرق تعالى الله عن فرية المفترين وإلحاد الملحدين
وكذلك حديث نزوله عشية عرفة إلى الموقف على جمل أورق ومصافحته للركبان ومعانقته للمشاه وأمثال ذلك هي أحاديث مكذوبة موضوعة باتفاق أهل العلم فلا يجوز لأحد أن يدخل هذا وأمثاله في الأدلة الشرعية) انتهى.
فالشيخ حفظه الله يرى أن الرواية السابقة مثل هذه الروايات الباطلة.
وكذلك قد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه كما ذكر البخاري في صحيحه تفسيره للمجرة بقوله هي باب السماء الذي تنشق منه، وجاء نحوه عن علي رضي الله عنه.
فإذا تبين أن المتن لايصح من ناحية الإسناد وقد ذكر بعض أهل العلم كابن القيم بطلان المتن فحينئذ لاغضاضة فيما ذكره الشيخ حفظه الله ولا يلزم منه تشنيع على من ذكرها من أهل العلم.
أذكر هذا اعتذارا لشيخنا الوالد حفظه الله ولعله يكتب أو يعقب بما يراه مناسبا، وليس معنى هذا أن ما ذكره الأخ الفاضل حجر غير صحيح مطلقا بل كما ذكر وفقه الله، فعند من يرى أن هذا المثال باطل متنا وسندا كابن القيم رحمه الله فلا يلزم ابن القيم التشنيع على من روى هذا الحديث، وأما من رأى أن المتن غير باطل بل يمكن أن يذكر مثل ما تذكر الروايات الإسرائلية فله كذلك اجتهاده.
وجزى الله الجميع خيرا.
ـ[حجر]ــــــــ[31 - 10 - 04, 11:01 م]ـ
يبدو لي أن هذه الأحاديث ليست كحديث عرق الخيل أومعانقة الركبان في معارضة العقل الصريح والنقل الصحيح.
ولنعود أنفسنا أن نستدل لكلام العلماء لا به.
[وأما من رأى أن المتن غير باطل بل يمكن أن يذكر مثل ما تذكر الروايات الإسرائلية فله كذلك اجتهاده]
أشكرك على هذا، لكن وددت لو كانت عبارات الشيخ الفاضل تتسع لمثل هذا الاجتهاد.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[01 - 11 - 04, 08:53 ص]ـ
أخى الحبيب المسدَّد / الشيخ عبد الرحمن الفقيه الغامدي حفظكم الله، وباركم فيكم.
عليكَ تحيةُ الرحمن تترى ... تحايا رائحاتٍ غادياتِ
إحسانكم الظن، وفهمكم للطائف البحث، مستوجب لشكر صنيعكم، فشكر الله لكم، وجزاكم الله خيراً.
ونفعكم بالعلم، ونفع بكم. وتحياتى لكم ودعواتى بموفور الصحة والعافية، والتوفيق لمحاب الله ومرضاته.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[01 - 11 - 04, 08:57 ص]ـ
الحمد لله الذى ألهم أهل الحديث حفظ النصوص ورزقهم فهمها. وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحقَّ بها وأهلها.
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على أتقى الخلق وأخشاهم لله. القائل إرشاداً وتنبيهاً ((رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ)).
ولله در القائل، فقد أحسن وأجاد:
إنَّ الرِّوَاةَ عَلَى جَهْلٍ بما حَمَلُوا ... مِثْلُ الْجِمَالِ عليها يُحْمَلُ الْوَدَعُ
لا الْوَدَعَ يَنْفَعُه حَمْلُ الْجِمَالِ له ... ولا الْجِمَالُ بِحَمْلِ الْوَدَعِ تَنْتَفِعُ
¥(42/116)
وقد عاب الخصومُ أهلَ الحديث الذين بهذه المثابة بقولهم ((أجهلُ الناس بما يحملون، وأبخسُ الناس حظاً فيما يطلبون، ((كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ. فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ. بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفًا مُّنَشَّرَةً)). قد قنعوا من العلم برسمه، ومن الحديث باسمه، ورضوا بأن يقال: فلان عارف بالأسانيد وراوية للحديث، وزهدوا في أن يقال: عالم بما كتب أو فقيه حاذق فيما حمل)).
وقال شاعرهم يعيِّرُ أهل الحديث بحفظ الرواية، دون الدراية:
زَوَامِلُ لِلأَسْفَارِ لا عَلْمَ عِنْدَهُمْ ... بِجَيْدِهَا إِلا كَعِلْمِ الأَبَاعِرِ
لِعَمرُكَ مَا يَدْرِي الْبَعِيرُ إِذَا غَدَا ... بِأَحِْمالِهِ مَا فِي الْغَرَائِرِ
وقالوا تشنيعاً على من حفظ ولم يتفهم ((المحدِّث يحفظ الحديث ولا يدرى التأويل، كالحمار لا يدري أسفر على ظهره أم زبيل!. وفى محكم التنزيل ((مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))، وفي هذا تنبيه من الله تعالى لمن حمل الكتاب أن يتعلم معانيه، ويعلم ما فيه، لئلا يلحقه من الذم ما لحق هؤلاء الضالين)).
وها هى شيعة اليوم وأفراخ الرافضة يعيبون أهل الحديث بما عابهم به أسلافهم، لروايتهم البواطيل والمناكير التى تبعث على الإسلام الطاعنين، وتضحك منه الملحدين، وتزهد من الدخول فيه المرتدين، وتزيد في شكوك المرتابين، كروايتهم أن العرش مطوَّق بحيَّة سال لعابها فخُلقت منه المجرَّة، وأن ديكاً عنقه مطوية تحت العرش ورجلاه في التخوم، وأن الأرض على ظهر حوتٍ قد التقى طرفاه في السماء، والحوت على صخرة والصخرة بيد ملك، وأن سهيلاً كان عشاراً، وأن الزهرة كانت بغياً فمسخها الله شهاباً، فى نظائر كثيرة وأشباهٍ يصعب استقصاؤها.
ومن طالع مواقع الشيعة والرافضة على الشبكة العنكبوتية، لآذاه نتن هذه الطعون والأراجيف، فهذا كبيرهم يطعن على أهل السنة لروايتهم حديث الحيَّة التى طوَّقت العرش قائلاً ((فهذا حديث رائحته كريهة، ظاهر فيه الوضع وآثار اليهود، يمجه كل ذى عقلٍ سليمٍ، وفطرةٍ غير ملوثةٍ بالآلية التى تميت حياة العقل، وتجعله جامداً صلداً، فيقول بكل بلاهة: إنَّ عرش الرحمن الجبار مطوَّق بحية قبيحة، كان الفراعنة يطوقون بها عروشهم وتيجانهم، وجعلت رمزاً للشرور: كالموت والمكر والخبث. وهذا من مصائب منهجهم فى التلقى والقبول، إلا أنه يلقى الضوء على اضطراب عقولهم، ومذهبهم الميكانيكى الذى يهتم بدقائق السند، ويهمل صحة المتن. فكيف تتوقع لهذا المنهج أن يكون مصلحاً فى جميع أحواله، وأن يأخذ بالأيدى للحق؟!!)).
وأهل الحديث المنكرون لهذا الحديث بُرَءَآؤ من هذا الطعن الخبيث الماكر، ولكنْ من قنع وأقرَّ.
ونصيحتى لمن قال ((لنسنَّ بهذه الأخبار سنة الإسرائيليات؛ لا نصدقها ولا نكذبها))، أن يمعن النظر فى التفريق بين الإسرائيليات التى بهذه المثابة، وبين الموضوعات والأباطيل المجزوم ببطلانها وزيفها، فقد أخطأ وأبعد فى الخطأ من حكم للنوعين بذات الحكم، وأنزلهما بمنزلٍ واحدٍ!!، فإنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ((مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ)). أخرجه مسلم فى ((مقدمة الصحيح)) قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ.
وأما التنفير عن المتون الموضوعة والباطلة، فإن لم يكن شغل أهل الحديث الشاغل، فما فضلهم؟، وما شرفهم؟.
ولله در الشيخ العلامة محمد على آدم الأثيوبى، المدرس بدار الحديث الخيرية بمكة المكرمة، حيث يقول فى منظومته ((تذكرة الطالبين ببيان الوضع وأصناف الوضاعين)):
لمَّا حمى الله الكتاب المنزلا ... عن أن يزاد فيه أو يبدَّلا
أخذ أقوام يزيدون على ... أخبار من أرسله ليفصلا
¥(42/117)
فأنشأ الله حماةَ الدينِ ... مميزين الغثَ من سمينِ
قد أيَّد الله بهم أعصارا ... ونوَّروا البلادَ والأمصارا
وحرسوا الأرضَ كأملاك السما ... أكرم بفرسانٍ يجولون الحِمَى
وقال سفيانُ الملائكة قدْ ... حرستْ السماءَ عن طاغٍ مردْ
وحرس الأرضَ رواة الخَبَرِ ... عن كل من لكيدِ شرعٍ يفترى
وابنُ زريعٍ قال قولاً يعتبرْ ... لكل دينٍ جاء فرسان غررْ
ولعلى إن أذن الله لى أن أذكر عشارية من تعليقات الحافظ ابن الجوزى على المتون الموضوعة والباطلة، الزائدة على حكمه على السند، والمنبئة عن تدبر معاني المتون على جهة الاستنكار، والمبالغة فى إبطالها، ودحض الشبهات التى ربما وقعت عند سماعها. فلو كان اللوم واجباً لمن تدبر معانى المتون المنكرة والباطلة، وأحالها عن غايات ملفقيها وواضعيها ومقاصدهم، لكان لابن الجوزى النصيب الأوفى منه، بل والتوبيخ لفعله وتشنيعه، وذلك لما أُثر عنه من عظيم استنكاره، وبالغ إعماله فى إبطال غايات الواضعين والواهمين، كمثل قوله تعليقا على الحديث الموضوع ((إن الله عزوجل لا يغضب، فإذا غضب تسلحت الملائكة لغضبه، فإذا اطَّلع إلى أهل الأرض، ونظر إلى الولدان يقرأون القرآن، امتلأ ربنا رضى)).
قال أبو الفرج: ((هذا حديث لا يصح وألفاظه منكرة، ويجب أن يُعتقد أن الله تعالى لا يتأثر بشئ، ولا تحدث له صفة، ولا يتجدد له حال، فلا وجه لتسلح الملائكة، كأنهم يريدون الخصومة، ولقد أدخل جماعة من الزنادقة في أحاديث الصفات أشياء يقصدون بها عيب الاسلام، وإدخال الشك في قلوب المؤمنين)).
وكقوله تعليقاً على الحديث الموضوع ((إن عيسى بن مريم لما أسلمته أمه مريم إلى الكتاب، ليعلمه المعلم، قال له المعلم: اكتب بسم، فقال له عيسى: ما بسم؟، قال المعلم: لا أدرى، فقال له عيسى: باء بهاء الله، وسين سناء الله، وميم ملكه، والله إله الآلهة، والرحمن رحمن الدنيا والآخرة، والرحيم رحيم الآخرة .... )) الحديث.
قال أبو الفرج: ((هذا حديث موضوع محال، ما يصنع مثل هذا الحديث إلا ملحدٌ يريد شين الإسلام، أو جاهل في غاية الجهل وقلة المبالاة بالدين. ولا يجوز أن يفرق حروف الكلمة المجتمعة فيقال الألف من كذا، واللام من كذا، وإنما هذا يكون في الحروف المقطعة، فيقال اقتنع بحرف من كلمته، مثل قولهم في كهيعص: الكاف من الكافي، والهاء من الهادى. وقد جمع واضع هذا الحديث جهلا وافراً، وإقداما عظيماً، وأتى بشئ لا تخفى برودته، والكذب فيه)).
وكتبه أبو محمد الألفى السكندرى
الإسكندرية صباح ثامن عشر من رمضان المبارك سنة 1425 هـ.
ـ[حجر]ــــــــ[01 - 11 - 04, 04:42 م]ـ
أرجو ألا يشدنا حديث الأفعى عن أصل الفكرة؛ فإنما هو مثال.
نصيحتي لمشائخ الحديث الفضلاء ألا يحملهم تشنيع المخالفين على مجاراتهم في استشناع المتن إلا بعد الاستيقان من مناقضته الصريحة للعقل والنقل؛ فإنهم لا يقصرون تشنيعهم على الموضوعات والواهيات كما تفعلون، بل يتجاوزونها إلى المتواترات، والعجب أن المشار إليهم بأنهم [يعيبون أهل الحديث بما عابهم به أسلافهم] هم معدن المحالات، وكتبهم مناجمها، فلا ينبغي الاكتراث لتشنيعهم، {ولا يستخفنك الذين لا يوقنون}
كما لا ينبغي أن نكون أجسر على نقد المتن بعد الوقوف على علة سنده منا قبل معرفتها، ولنزن ذلك بمثال: لو سمعت مثلا خبر (العقل في القلب، والرحمة في الكبد، والرأفة في الطحال، والنفس في الرئة)، أو خبر الشجاع الأقرع، أو خبر (فأصبح ربك يطوف في الأرض) أو خبر الذباب، أو (ذئب يتكلم)، أو أن الفأرة مسخ إسرائيلي، أو غيرها من الأخبار العجيبة، التي لا يحيلها العقل، لكنه يعجب منها، ويحتار لها؛ لبعدها عن إدراكه، أو إلفه واعتياده، فالواجب على المنصف أن يجعل الميزان العقلي الحاكم بالاستحالة من عدمها ساريا على الجميع، وله مندوحة في عدم قبول ما ليس بمستحيل عند ضعف السند، وفي تكذيبه عند مخالفته ما صح عنده، أما أن نطلق لأنفسنا العنان في إبطال المتن والحكم بخرافيته وإذهاب [الروعة والهيبة المستقرة فى شغاف قلوب المؤمنين]، فهذه أخشى أن يدعيها الذين [يعيبون أهل الحديث بما عابهم به أسلافهم] في ما تواتر عندنا من أخبار النزول والميزان والرؤية والحوض والشفاعة وغيرها، فضلا عما صح دون التواتر، فنقع
¥(42/118)
في التناقض إن بررناها بمجرد ثبوت السند.
أما [التفريق بين الإسرائيليات التى بهذه المثابة، وبين الموضوعات والأباطيل المجزوم ببطلانها وزيفها، فقد أخطأ وأبعد فى الخطأ من حكم للنوعين بذات الحكم، وأنزلهما بمنزلٍ واحدٍ!!]
فإني لم أجد في حديث عبدالله بن عمرو جزما بالوضع والبطلان والزيف.
فلا يظهر لي وجه التفريق بين أخبار اليهود والنصارى، وأخبار أمة محمد غير موثوقة السند، ما دام أنها جميعا داخل دائرة الجواز العقلي، وعدم مخالفة الصحيح الثابت، وخارج دائرة الجزم بالوضع والكذب.
أما إن كان الجزم ببطلانها عقليا فليس هذا محل النزاع.
[فلو كان اللوم واجباً لمن تدبر معانى المتون المنكرة والباطلة، وأحالها عن غايات ملفقيها وواضعيها ومقاصدهم، لكان لابن الجوزى النصيب الأوفى منه، بل والتوبيخ لفعله وتشنيعه، وذلك لما أُثر عنه من عظيم استنكاره، وبالغ إعماله فى إبطال غايات الواضعين والواهمين]
هذا عندما نتفق على تعاليه عن اللوم.
[قال أبو الفرج: ((هذا حديث لا يصح وألفاظه منكرة، ويجب أن يُعتقد أن الله تعالى لا يتأثر بشئ، ولا تحدث له صفة، ولا يتجدد له حال]
هذا مما يلام عليه أبوالفرج رحمه الله؛ فإنه يتذرع بهذا إلى تأويل صفتي الغضب والرضا مجاراة للمتكلمين، الذين يرون الصفات الاختيارية المتعلقة بالمشيئة محالة على الله؛ لاستلزامها قيام الحوادث بذاته، وعندهم أن ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث، ولهذا قالوا بالكلام النفسي، ونفوا الحرف والصوت عن كلام الله تعالى، وليراجع كتابه "دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه" الذي حققه الكوثري.
[قال أبو الفرج: ((هذا حديث موضوع محال، ما يصنع مثل هذا الحديث إلا ملحدٌ يريد شين الإسلام، أو جاهل في غاية الجهل وقلة المبالاة بالدين]
وهذه أيضا مبالغة لا داعي لها، فنحن نعلم أن مضمون الحديث ليس بمحال، وقد كان باقي كلامه في نقد المتن كافيا دون هذا الحكم المجازف، كمجازفته في الحكم بالوضع على بعض الأحاديث كما هو معلوم.
ملاحظة للأخ الفقيه: ابن القيم الذي احتججت بقوله في المنار المنيف أورد حديث لقيط الطويل وفيه: (فيظل ربك يضحك) (فأصبح ربك عز وجل يطوف في الأرض) (فيأخذ عز وجل بيده غرفة من الماء فينضح بها قلبكم) ثم قال كما في الزادـ (3/ 677،678) وغيره: [هذا حديث كبير جليل تنادي جلالته وفخامته وعظمته على أنه قد خرج من مشكاة النبوة ...
ورواه أئمة أهل السنة في كتبهم وتلقوه بالقبول وقابلوه بالتسليم والانقياد ولم يطعن أحد منهم فيه ولا في أحد من رواته ...
وقال ابن مندة: روى هذا الحديث محمد بن إسحاق الصنعاني وعبدالله بن أحمد بن حنبل وغيرهما وقد رواه بالعراق بمجمع العلماء وأهل الدين جماعة من الأئمة منهم أبو زرعة الرازي وأبو حاتم وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل ولم ينكره أحد ولم يتكلم في إسناده بل رووه على سبيل القبول والتسليم ولا ينكر هذا الحديث إلا جاحد أو جاهل أو مخالف للكتاب والسنة هذا كلام أبي عبد الله بن مندة] انتهى كلام ابن القيم.
سؤالي:
أولا- هل تقبلون هذا المنهج في التصحيح؟
ثانيا-بم تجيبون إذا قال أحد الذين [يعيبون أهل الحديث بما عابهم به أسلافهم]: إن قبول ما في هذا الحديث من تطواف الرب عز وجل بالأرض وما يلزم منه مما لا يليق به [يذهب الهيبة والروعة المستقرة في قلوب المؤمنين]، خصوصا وهو يتعلق بالرب جل وعلا، واستقرار هيبته في قلوب المؤمنين أولى وأحرى؟.
أخيرا
نصيحتي لأبي محمد الاقتصار على صياغة الأدلة العلمية بعيدا عن المؤثرات الخطابية؛ حتى لا يعيب علينا خصوم أهل الحديث.
والسلام
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[02 - 11 - 04, 01:06 ص]ـ
الأخ حجر
سلامى إليك، وتحياتى لك مقرونة بعتاب أبوى:
كلماتك المفاخرة:
((نصيحتي لمشائخ الحديث الفضلاء .....
((فإني لم أجد في حديث عبد الله بن عمرو جزما بالوضع والبطلان والزيف.
((فلا يظهر لي وجه التفريق ......
((نصيحتي لأبي محمد الاقتصار على صياغة الأدلة العلمية بعيداً عن المؤثرات الخطابية))
أحكامك:
((لا وجه للتفريق بين أخبار اليهود والنصارى، وأخبار أمة محمد غير موثوقة السند، ما دام أنها جميعا داخل دائرة الجواز العقلي
((ابن الجوزى لا يتعالى عن اللوم، فهو مجازف في الحكم بالوضع على بعض الأحاديث
((ابن الجوزى يجارى المتكلمين الذين يرون الصفات الاختيارية المتعلقة بالمشيئة محالة على الله
((ابن القيم فى ((المنار)) كأنه يناقض نفسه فى سائر كتبه ((زاد المعاد)) و ((اجتماع الجيوش الإسلامية)) وغيرها
نواهيك:
((لا تطلقوا لأنفسكم العنان في إبطال المتن والحكم بخرافيته
((لا يحملكم تشنيع المخالفين على مجاراتهم في استشناع المتن، إلا بعد الاستيقان من مناقضته الصريحة للعقل والنقل
وأخيراً تمطيطك لدائرة التجويز العقلى أعجب شئٍ وأبدعه، وأغرب ما فى كلامك وأفظعه!.
لا تعليق على هذه المؤاخذات هاهنا، وليكن فى رسالة خاصة لئلا نخرج عن مقصود المطارحة.
وإنا لله وإنا إليه راجعون والسلام
¥(42/119)
ـ[حجر]ــــــــ[02 - 11 - 04, 01:59 ص]ـ
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[02 - 11 - 04, 09:17 ص]ـ
الأخ الحبيب/ حجر بارك الله فيك.
سلامى إليك، وتحياتى لك مقرونة بحب أبوى صادق.
أما العتاب فبالأحبة أخلق ... والود يصفو بالعتاب ويصدقتقبل دعواتى بالتوفيق
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[02 - 11 - 04, 06:02 م]ـ
تتمة ما سبق
[الحديث الثالث] حديث جابر بن عبد الله الأنصارى
قال الطبرانى ((الكبير)) (2/ 185/1754): حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج ثنا إبراهيم بن مخلد ثنا الفضل بن المختار عن محمد بن مسلم الطائفي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا معاذ؛ إني مُرسلك إلى قومٍ أهل كتاب، فإذا سئلت عن المجرَّة التي في السَّمَاءِ، فقل: هِي لُعَابُ حَيَّةٍ تَحْتَ الْعَرْشِ)).
وأخرجه كذلك العقيلى ((الضعفاء الكبير)) (3/ 449)، وابن عدى (6/ 15)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (1/ 142) جميعاً من طريق الفضل بن المختار عن محمد بن مسلم الطائفي عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن جابر بن عبد الله به.
وأورده الحافظ ابن كثير فى ((البداية والنهاية)) (1/ 39) وقال: ((هذا حديث منكر جداً، بل الأشبه أنه موضوع، وراويه الفضل بن المختار أبو سهل البصرى، قال أبو حاتم الرازى: هو مجهول، حدَّث بالأباطيل. وقال أبو الفتح الأزدى: منكر الحديث جداً. وقال ابن عدى: لا يتابع على أحاديثه لا متناً ولا إسناداً)) اهـ.
وترجمه الحافظ الذهبى فى ((ميزان الاعتدال)) (5/ 435)، وساق له عدَّة أحاديث هذا منها، وقال: ((فهذه أباطيل وعجائب)) اهـ.
وكتبه أبو محمد الألفى السكندرى
الإسكندرية مساء تاسع عشر من رمضان المبارك سنة 1425 هـ(42/120)
حديث على رضي الله عنه في منع الجنب من القراءة
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[01 - 11 - 04, 03:13 ص]ـ
حديث على بن أبى طالب رضي الله عنه " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئنا القرآن ما لم يكن جنبا "معلوم ما فيه من كلام بسبب عبد الله بن سلمة المرادي وإن كان شعبة قال "هذا الحديث ثلث رأس مالي" ومعلوم قول الحافظ في الفتح "والحق أنه من قبيل الحسن يصلح للحجة"ولكن السؤال:أليس حديث "واما الجنب فلا ولا آية"يصلح أي يكون متابعا لهذا الحديث؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 11 - 04, 07:54 ص]ـ
بارك الله فيكم، أما الرواية الأخرى المرفوعة عن علي رضي الله كما عند أحمد ((1/ 110) وغيره فالصواب فيها الوقف كما ذكر الدارقطني في السنن (1/ 118)، فلا تصلح أن تكون متابعة للحديث السابق، والله أعلم.
وقد صح كذلك عن عمر رضي الله عنه كما عند عبدالرزاق (1/ 337) أنه كان يكره أن يقرأ القرآن وهو جنب.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 11 - 04, 10:33 ص]ـ
وحول قول شعبة هذا ثلث مالي إنما يقصد به أنه رواه عن عمرو بن مرة
قال المزي في تهذيب الكمال
(قال سفيان بن عيينة سمعت هذا الحديث من شعبة وقال شعبة لم يرو عمرو بن مرة أحسن من هذا الحديث قال شعبة روى عبد الله بن سلمة هذا الحديث بعد ما كبر وقال شعبة لا أروي أحسن منه عن عمرو بن مرة وكان شعبة يقول في هذا الحديث هذا ثلث رأس مالي) انتهى.
وقال ابن عبدالهادي رحمه الله في تنقيح التحقيق
ز وروى هذا الحديث أحمد وأبو داود وابن ماجة والترمذي والنسائي
ولفظ أبي داود أن رسول الله كان يخرج من الخلاء فيقرئنا القرآن ويأكل معنا اللحم ولم يكن يحجبه أو قال يحجزه عن القرآن شيء ليس الجنابة
ولفظ حديث الترمذي كان رسول الله يقرئنا القرآن على كل حال ما لم يكن جنبا
وقال حديث حسن صحيح
ورواه أبو حاتم بن حبان والحاكم وقال هذا حديث صحيح الإسناد
والشيخان لم يحتجا بعبد الله بن سلمة ومدار الحديث عليه وعبد الله بن سلمة غير مطعون فيه
وذكر أبو بكر البزار أنه لا يروى عن علي إلا من حديث عمرو بن مرة عن عبد الله ابن سلمة وحكى البخاري عن عمرو بن مرة كان عبد الله - يعني ابن سلمة - يحدثنا فتعرف وتنكر وكان قد كبر لا يتابع في حديثه
وقال العجلي عبد الله بن سلمة كوفي تابعي ثقة
وقال يعقوب بن شيبة ثقة يعد في الطبقة الأولى من فقهاء الكوفة بعد الصحابة
وقال أبو حاتم والنسائي تعرف وتنكر
وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به
وقال أبو طالب عن أحمد بن حنبل لم يرو أحد لا يقرأ الجنب غير شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة
وقال غيره قد رواه عن عمرو بن مرة أيضا غير شعبة سليمان الأعمش ومسعر ومحمد بن عبد الرحمن
وذكر الشافعي هذا الحديث وقال وإن لم يكن أهل الحديث يثبونه
قال البيهقي وإنما توقف الشافعي في ثبوت هذا الحديث لأن مداره على عبد الله بن سلمة الكوفي وكان قد كبر وأنكر من حديثه وعقله بعض النكرة
وإنما روى هذا الحديث بعدما كبر قاله شعبة
وذكر الخطابي أن الإمام أحمد بن حنبل كان يوهن حديث علي هذا ويضعف أمر عبد الله بن سلمة
وقال سفيان بن عيينة سمعت هذا الحديث من شعبة وقال شعبة لم يرو عن عمر بن مرة أحسن من هذا الحديث
وقال شعبة لا أدري أحسن منه عن عمرو بن مرة
وكان شعبة يقول في هذا الحديث هذا ثلث رأس مالي) انتهى.
فالإمام البخاري رحمه الله لم يعتبر الرواية الأخرى متابعة لرواية عبدالله بن سلمة، وكذلك الإمام أحمد وهن هذه الرواية جدا
وقول شعبة إنما قصد به الرواية عن عمرو بن مرة ولم يقصد تقوية الحديث لأن شعبة نفسه روى عن عمرو بن مرة أنه أدرك عبدالله بن سلمة بعد أن اختلط
والأمر الثاني ان لفظ الحديث الذي رواه عمرو بن مرة مرفوعا (ولم يكن يحجبه أو قال يحجزه عن القرآن شيء ليس الجنابة)
ولفظ الحديث الذي عند أحمد وغيره الذي صحح الدارقطني وقفه، وهو كما في المسند
قال أحمد حدثنا عائد بن حبيب حدثني عامر بن السمط عن أبي الغريف قال أتي علي بوضوء فمضمض واستنشق ثلاثا وغسل وجهه ثلاثا وغسل يديه وذراعيه ثلاثا ثم مسح برأسه ثم غسل رجليه ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ثم قرأ شيئا من القرآن ثم قال هذا لمن ليس بجنب فأما الجنب فلا ولا آية) انتهى.
¥(42/121)
والأمر الذي يمنع كذلك من التقوية أن بعض الصحابة خالف في ذلك فكما صح عن عمر رضي الله عنه وكذلك علي رضي الله عنه الكراهة فقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنه الجواز، فهذا كذلك مما يمنع التقوي والله أعلم لاحتمال أن يكون قيل من قبيل الرأي.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[01 - 11 - 04, 06:02 م]ـ
هل هذا يدل على أن الشيخ الفاضل عبد الرحمن الفقيه لايرى تقوية المرفوع بالموقوف؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 11 - 04, 06:21 م]ـ
بارك الله فيكم، وليس الأمر كذلك ولكن ذكرت سابقا أن هذا الحديث جاء عن علي رضي الله عنه مرفوعا من طريق عبدالله بن سلمة بلفظ (ولم يكن يحجبه أو قال يحجزه عن القرآن شيء ليس الجنابة) وهذا اللفظ لايفهم منه التحريم وإنما هو خبر، وفعل النبي صلى الله عليه وسلم المجرد لا يحمله أهل العلم على التحريم بدون قرينة، وهذه الرواية قد ذكر الإمام البخاري في التاريخ أن عبدالله بن سلمة المرادي لايتابع عليه وكذلك قال الإمام أحمد، فلم يروا أن الرواية الأخرى متابعة للمرادي
والرواية الأخرى التي عند أحمد لفظها (هذا لمن ليس بجنب فأما الجنب فلا ولا آية) فهذا قد يفهم منه التحريم لهذا الفعل، وهي رواية موقوفة على علي رضي الله عنه، فهذه لاتصلح متابعة للحديث السابق عن علي رضي الله عنه، وكان سؤالك حفظك الله عن كون هذه الرواية تصلح أن تكون متابعة أم لا فكان الجواب أنها لاتصلح، وليس في كلامي ما يدل على عدم تقوية المرفوع بالموقوف.
فالرواية الأولى ضعيفة لوجود المرادي والثانية موقوفة على علي رضي الله عنه، وهذه الرواية الثانية يحتمل أن تكون اجتهادا من علي رضي الله عنه لأن الصحابة رضي الله عنهم لم يتفقوا على هذا أو على الأقل لو لم ينقل عن أحد من الصحابة خلاف هذا كان يمكن تقوية الرواية به، ولكن قد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه أنه كان لايرى بأسا بقراءة الجنب، فلعله اتضح الأمر بارك الله فيكم.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[01 - 11 - 04, 08:44 م]ـ
والفتوى بجواز قراءة الجنب القرآن قال بها من المعاصرين الشيخ الفذ سليمان العلوان حفظه الله وهي من الفتاوى التي شُنّع بها على الشيخ كما ذكر ..
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[02 - 11 - 04, 01:28 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم يا شيخنا عبد الرحمن الفقيه.
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 06:29 م]ـ
بارك الله فيك(42/122)
ماصحة اعمل لدنياك كانك تعيش ابداً
ـ[ابوورده]ــــــــ[01 - 11 - 04, 09:16 م]ـ
undefined[ ماصحة هذا الأثر اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً 00هل هو حديث صحيح اوأثروهل معناه صحيح نأمل الإفادة]
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 11 - 04, 10:31 م]ـ
هذا الحديث جاء مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولايصح وكذلك جاء موقوفا على عبدالله بن عمرو بن العاص وغيره ولايصح كذلك.
وتجد في السلسلة الضعيفة للألباني رقم (8) ورقم (874) كلاما حول طرق الحديث.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[02 - 11 - 04, 02:01 ص]ـ
جزى الله شيخنا عبد الرحمن خيرا وهذا هو الحديث وطرقه من السلسلة الضعيفة:
" اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا , و اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ".
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 63): $ لا أصل له مرفوعا.
و إن اشتهر على الألسنة في الأزمنة المتأخرة حتى إن الشيخ عبد الكريم العامري
الغزي لم يورده في كتابه " الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث ".
و قد وجدت له أصلا موقوفا , رواه ابن قتيبة في " غريب الحديث " (1/ 46 / 2)
حدثني السجستاني حدثنا الأصمعي عن حماد بن سلمة عن عبيد الله بن العيزار عن
# عبد الله بن عمرو # أنه قال: فذكره موقوفا عليه إلا أنه قال:
" احرث لدنياك " إلخ.
و عبيد الله بن العيزار لم أجد من ترجمه.
ثم وقفت عليها في " تاريخ البخاري " (3/ 394) و " الجرح و التعديل " (2/ 2
/ 330) بدلالة بعض أفاضل المكيين نقلا عن تعليق للعلامة الشيخ عبد الرحمن
المعلمي اليماني رحمه الله تعالى و فيها يتبين أن الرجل وثقه يحيي بن سعيد
القطان و أنه يروي عن الحسن البصري و غيره من التابعين فالإسناد منقطع.
و يؤكده أنني رأيت الحديث في " زوائد مسند الحارث " للهيثمي (ق 130/ 2) من
طريق أخرى عن ابن العيزار قال: لقيت شيخا بالرمل من الأعراب كبيرا فقلت: لقيت
أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ? فقال: نعم , فقلت: من ? فقال:
عبد الله بن عمرو بن العاص ....
ثم رأيت ابن حبان قد أورده في " ثقات أتباع التابعين " (7/ 148).
و رواه ابن المبارك في " الزهد " من طريق آخر فقال (218/ 2): أنبأنا محمد
ابن عجلان عبد الله بن عمرو بن العاص قال: فذكره موقوفا , و هذا منقطع و قد
روي مرفوعا , أخرجه البيهقي في سننه (3/ 19) من طريق أبي صالح حدثنا الليث
عن ابن عجلان عن مولى لعمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: فذكره في تمام حديث أوله:
" إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق , و لا تبغض إلى نفسك عبادة ربك , فإن
المنبت لا سفرا قطع و لا ظهرا أبقى , فاعمل عمل امريء يظن أن لن يموت أبدا ,
و احذر حذر (امريء) يخشى أن يموت غدا ".
و هذا سند ضعيف و له علتان جهالة مولى عمر بن عبد العزيز و ضعف أبي صالح و هو
عبد الله بن صالح كاتب الليث كما تقدم في الحديث (6).
ثم إن هذا السياق ليس نصا في أن العمل المذكور فيه هو العمل للدنيا , بل الظاهر
منه أنه يعني العمل للآخرة , و الغرض منه الحض على الاستمرار برفق في العمل
الصالح و عدم الانقطاع عنه , فهو كقوله صلى الله عليه وسلم: " أحب الأعمال
إلى الله أدومها و إن قل " متفق عليه والله أعلم.
هذا و النصف الأول من حديث ابن عمرو رواه البزار (1/ 57 / 74 ـ كشف الأستار)
من حديث جابر , قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (1/ 62): و فيه يحيى بن
المتوكل أبو عقيل و هو كذاب.
قلت: و من طريقه رواه أبو الشيخ ابن حيان في كتابه " الأمثال " (رقم 229).
لكن يغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم:
" إن هذا الدين يسر , و لن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه , فسددوا و قاربوا
و أبشروا ... " أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة مرفوعا.
و قد روى الحديث بنحوه من طريق أخرى و سيأتي بلفظ (أصلحوا دنياكم ... ) (رقم
878).
وهذا موضع آخر له تعلق بالحديث:
" أصلحوا دنياكم , و اعملوا لآخرتكم , كأنكم تموتون غدا ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 266):
$ ضعيف جدا $. رواه القضاعي (60/ 2) عن مقدام بن داود قال: أخبرنا علي بن
معبد قال: أخبرنا عيسى بن واقد الحنفي عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن # أبي
هريرة # مرفوعا. قلت: و هذا سند ضعيف جدا , سليمان بن أرقم و مقدام بن داود
ضعيفان جدا. و عيسى بن واقد لم أعرفه. و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع
الصغير " للديلمي في " مسند الفردوس " عن أنس. و تبعه نجم الدين الغزي في
" حسن التنبه فيما ورد في التشبه " (8/ 70) و قال المناوي: " و فيه زاهر بن
طاهر الشحامي , قال في " الميزان " كان يخل بالصلوات فترك الرواية عنه جمع. و
راويه عن أنس مجهول ". ثم رأيته في " مختصر الديلمي " للحافظ ابن حجر (1/ 1
/ 27) من طريق زاهر بن أحمد: حدثنا البغوي: حدثنا زهير بن حرب عن رجل عن
قتادة عن أنس. فالراوي عن قتادة هو المجهول , و ليس راويه عن أنس! قلت: و
هذا الحديث نحو الحديث المتقدم بلفظ " اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ... ". (
رقم 7). و إنما قلت: " نحو " لأن هذا أقل إغراقا في الحض على العمل للدنيا
من ذاك , بل هذا لا تأباه الشريعة , و أما ذاك فلا أعتقد أن في الشرع هذه
المبالغة في الحض على السعي للدنيا , بل الأحاديث متضافرة على الترغيب في
التفرغ للعبادة , و عدم الانهماك في الدنيا , كقوله صلى الله عليه وسلم " ما قل
و كفى خير مما كثر و ألهى ". فراجع لهذا الموضوع " الترغيب و الترهيب " (4 /
81 - 83) للمنذري.
¥(42/123)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 11 - 04, 02:21 ص]ـ
أحسنت حفظك الله وبارك فيك.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[02 - 11 - 04, 02:39 ص]ـ
جزاكما الله خير الجزاء أيها الشيخين الفاضلين على هذا التوضيح.
وأسمحو لي بهذا المداخلة.
حيث أوضحتم سند الحديث أن أعلى درجاته أنه ضعيف.
وأما من حيث المعنى فقال أهل العلم أن معناه صحيح بناء على نصوص أخرى تحث على العمل للأخرة وأن لا ينسى الأنسان نصيبه من الدنياء ولكن بلاشك أن شأن الآخرة هو المقدم على شأن الدنيا
قال تعالى (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (القصص: 77)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[02 - 11 - 04, 02:49 ص]ـ
وحفظك الله وبارك فيك شيخنا عبد الرحمن الفقيه، وجزاك الله خيرا أخي أبي عبد الرحمن الشهري.(42/124)
"من ذرعه القئ"
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[02 - 11 - 04, 08:05 ص]ـ
حديث أبيهريرة مرفوعا "من ذرعه القئ فلاقضاء عليه" أشار الترمذي إلى إعلاله وقال أحمد كما في مسائل أبي داود:ليس من ذا شئ.ورجح أنه موقوف على ابن عمر , وذكر الحافظ في البلوغ أن أحمد أعله. فلماذا يعل وعيسى بن يونس ثقة مامون كما قال الحافظ وقد توبع أيضا من حفص بن غياث وهو ثقة كذلك؟
ـ[زكريا أبو مسلم]ــــــــ[02 - 11 - 04, 10:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذا الحديث فيه خلاف مشهور وفيه نكتة دقيقة لو علمت زال الإشكال:
أولا الحديث أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري في التاريخ الكبير وأبو داود وابن ماجه والترمذي والنسائي في الكبرى وابن الجارود في المنتقى، وابن خزيمة (1960) و (1961)، والطحاوي في شرح المعاني وفي شرح المشكل، وابن حبان والدارقطني والحاكم، والبيهقي، والبغوي من طرق عن عيسى بن يونس به، و عيسى بن يونس تابعه حفص بن غياث عند ابن ماجه، وابن خزيمة والحاكم والبيهقي.
و قد صححه جمع من المتأخرين منهم ابن حبان، وقال الحاكم في المستدرك 1/ 427: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه "، والبغوي في شرح السنة (1755)، وصححه أيضاً العلامة الألباني في تعليقه على ابن خزيمة 3/ 226 وغيره كما في الإرواء، والشيخ شعيب الأرناؤوط في تعليقه على المسند الأحمدي 16/ 284.
أما المتقدمون فلم يصححوه وإنما أعلوه, قال البخاري: "لم يصح" التأريخ الكبير 6/ 251، وقال أيضاً: " لا أراه محفوظاً " كما نقله عنه الترمذي، وقال أبو داود: "قلت له -يعني الإمام أحمد- حديث هشام، عن محمد، عن أبي هريرة؟ قال: ليس من هذا شيء "، وقال البيهقي في السنن الكبرى: "وبعض الحفاظ لا يراه محفوظاً "
فما السبب في الخلاف؟
نقل الزيلعي في نصب الراية عن مسند إسحاق بن راهويه: "قال عيسى بن يونس زعم أهل البصرة أن هشاماً وهم في هذا الحديث"، وقال الدارمي: " زعم أهل البصرة أن هشاماً أوهم فيه، فموضع الخلاف ههنا" ووجه توهيم هشام بن حسان: أن الحديث محفوظ موقوفاً، ورفعه وهم توهم فيه هشام.وقال مهنا عن أحمد: حدث به عيسى بن يونس، وليس هو في كتابه، غلط فيه، وليس هو من حديثه!. قال البخاري:" ولم يصح وإنما يروى هذا عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة رفعه، وخالفه يحيى بن صالح، قال: حدثنا يحيى، عن عمر بن حكيم بن ثوبان سمع أبا هريرة، قال: "إذا قاء أحدكم فلا يفطر فإنما يخرج ولايولج"
فيتبين مما سبق أن رجال الحديث ثقاة لا شك في ذلك كما ذكر الدارقطني, لكن العلة في الحديث إنما هي وهم هشام بن حسان وليس تفرّد عيسى بن يونس, فإنه توبع كما ذكرت في سؤالك أخي الكريم, وهذا الذي ذهب إليه البخاري خصوصا وأنه روى مذهب أبي هريرة رضي الله عنه بعدم إفطار ما يخرج.
أما الذين صححوا الحديث ومنهم الألباني فإنه اعتمد على متابعة حفص بن غياث وظن أن سبب إعلال البخاري للحديث هو التفرّد, قال رحمه الله في الإرواء:"وإنما قال البخاري وغيره:بأنه غير محفوظ لظنهم أنه تفرد به عيسى بن يونس، عن هشام" إرواء الغليل 3/ 53
وخلاصة القول في العمل بالحديث هو أن من قال بتصحيح الحديث جعل التقيء العمد من المفطرات وألزموا القضاء, ومن أعله جعل القيء غير مفطر مطلقا , وقد قال بهذا جمع من أكابر أهل العلم منهم أبو هريرة وابن عباس وعكرمة وسعيد والبخاري وجمع من فقهاء المالكية.
والله أعلم.
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[03 - 10 - 05, 02:14 م]ـ
جزاك الله خيرا
للرفع
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[06 - 10 - 05, 07:49 م]ـ
كلام أحمد الذي نقله الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير هذا الحديث لايوجد في كتب عيسى بن يونس وهو تعليل وجيه
ـ[العاصمي]ــــــــ[06 - 10 - 05, 08:02 م]ـ
تنبيه على غلط شائع ذائع ...
الكتاب ليس تلخيصا للحبير ... بل ترجمه مصنفه بالتلخيص الحبير؛ لأنه حبره و حسنه ... و قد اختصره و اعتصره من كتاب شيخه ابن النحوي " البدر المنير " ...
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[16 - 10 - 05, 04:31 م]ـ
¥(42/125)
أخي العاصمي -جزاك الله خيرا - 1 - منذ أن بدأنا الطلب إلى يومنا هذا لا زلنانسمع هذا الإعتراض ولكن العوائد تفعل فعلها 2 - هل من عالم نبه على هذا أرجو الإفادة 3 - الخطأ الشائع أولى من الصحيح المغمور أم العكس أنظر ما ذكر ه العلامة أبو زيد حول كلمة " موسوعة"
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[16 - 10 - 05, 05:12 م]ـ
وجدت مشهور حسن نبه على هذا الخطأ.
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 09:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذا الحديث فيه خلاف مشهور وفيه نكتة دقيقة لو علمت زال الإشكال:
أولا الحديث أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري في التاريخ الكبير وأبو داود وابن ماجه والترمذي والنسائي في الكبرى وابن الجارود في المنتقى، وابن خزيمة (1960) و (1961)، والطحاوي في شرح المعاني وفي شرح المشكل، وابن حبان والدارقطني والحاكم، والبيهقي، والبغوي من طرق عن عيسى بن يونس به، و عيسى بن يونس تابعه حفص بن غياث عند ابن ماجه، وابن خزيمة والحاكم والبيهقي.
و قد صححه جمع من المتأخرين منهم ابن حبان، وقال الحاكم في المستدرك 1/ 427: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه "، والبغوي في شرح السنة (1755)، وصححه أيضاً العلامة الألباني في تعليقه على ابن خزيمة 3/ 226 وغيره كما في الإرواء، والشيخ شعيب الأرناؤوط في تعليقه على المسند الأحمدي 16/ 284.
أما المتقدمون فلم يصححوه وإنما أعلوه, قال البخاري: "لم يصح" التأريخ الكبير 6/ 251، وقال أيضاً: " لا أراه محفوظاً " كما نقله عنه الترمذي، وقال أبو داود: "قلت له -يعني الإمام أحمد- حديث هشام، عن محمد، عن أبي هريرة؟ قال: ليس من هذا شيء "، وقال البيهقي في السنن الكبرى: "وبعض الحفاظ لا يراه محفوظاً "
فما السبب في الخلاف؟
نقل الزيلعي في نصب الراية عن مسند إسحاق بن راهويه: "قال عيسى بن يونس زعم أهل البصرة أن هشاماً وهم في هذا الحديث"، وقال الدارمي: " زعم أهل البصرة أن هشاماً أوهم فيه، فموضع الخلاف ههنا" ووجه توهيم هشام بن حسان: أن الحديث محفوظ موقوفاً، ورفعه وهم توهم فيه هشام.وقال مهنا عن أحمد: حدث به عيسى بن يونس، وليس هو في كتابه، غلط فيه، وليس هو من حديثه!. قال البخاري:" ولم يصح وإنما يروى هذا عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة رفعه، وخالفه يحيى بن صالح، قال: حدثنا يحيى، عن عمر بن حكيم بن ثوبان سمع أبا هريرة، قال: "إذا قاء أحدكم فلا يفطر فإنما يخرج ولايولج"
فيتبين مما سبق أن رجال الحديث ثقاة لا شك في ذلك كما ذكر الدارقطني, لكن العلة في الحديث إنما هي وهم هشام بن حسان وليس تفرّد عيسى بن يونس, فإنه توبع كما ذكرت في سؤالك أخي الكريم, وهذا الذي ذهب إليه البخاري خصوصا وأنه روى مذهب أبي هريرة رضي الله عنه بعدم إفطار ما يخرج.
أما الذين صححوا الحديث ومنهم الألباني فإنه اعتمد على متابعة حفص بن غياث وظن أن سبب إعلال البخاري للحديث هو التفرّد, قال رحمه الله في الإرواء:"وإنما قال البخاري وغيره:بأنه غير محفوظ لظنهم أنه تفرد به عيسى بن يونس، عن هشام" إرواء الغليل 3/ 53
وخلاصة القول في العمل بالحديث هو أن من قال بتصحيح الحديث جعل التقيء العمد من المفطرات وألزموا القضاء, ومن أعله جعل القيء غير مفطر مطلقا , وقد قال بهذا جمع من أكابر أهل العلم منهم أبو هريرة وابن عباس وعكرمة وسعيد والبخاري وجمع من فقهاء المالكية.
والله أعلم.
بارك الله فيك.
وأحب أن أضيف أن شيخنا / مصطفى العدوي ضعف هذا الحديث.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابو تميم]ــــــــ[15 - 09 - 06, 11:00 م]ـ
جزى الله الجميع خيرا.
كذلك أحب أن أضيف أن شيخنا الشيخ / سليمان العلوان فك الله أسره يضعف هذا الحديث في شرحه لكتاب الصيام من بلوغ المرام.(42/126)
هل حديث حفصة لايصح مرفوعا؟
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[02 - 11 - 04, 08:09 ص]ـ
هل حديث حفصة " من لميجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له " ضعيف مرفوعا واصحيح وقفه على ابن عمر كما قال الترمذي؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[02 - 11 - 04, 09:56 ص]ـ
الصحيح وقفه على ابن عمر وحفصة رضي الله عنهم كما قال البخاري وأبو حاتم وأشار إليه أحمد وكذلك رجح الوقف أبو داود والنسائي وغيرهم، ويحيى بن أيو ب الغافقي فيه كلام وإن خرج له الشيخان وقد خالف من هو أثبت ممن رووه موقوفا، فرواية الوقف هي الصواب، والله أعلم.(42/127)
ما صحة حديث من عشق فعف فمات، وحديث (من قال في ديننا برايه فاقتلوه)
ـ[بو أنس]ــــــــ[02 - 11 - 04, 09:31 ص]ـ
1. ما مدى صحة حديث {من عشق وعف وكتم ومات فهو شهيد} Question 2. ما مدى صحة الاسناد والمتن في حديث سويد بن سعيد عن اسحاق بن نجيح عن عبد العزيز بن ابي رواد عن نافع عن ابن عمر مرفوعا {من قال في ديننا برأيه فاقتلوه}.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 11 - 04, 10:12 ص]ـ
بارك الله فيكم
الحديث الأول لايصح وغايته أن يكون من قول ابن عباس موقوفا عليه
قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد ج: 4 ص: 275
ولا يغتر بالحديث الموضوع على رسول الله الذي رواه سويد ابن سعيد عن علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
ورواه عن ابي مسهر ايضا عن هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم
ورواه الزبير بن بكار عن عبد الملك بن عبد العزيز بن أبي حازم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبيصلى الله عليه وسلم أنه قال من عشق فعف فمات فهو شهيد
وفي رواية من عشق وكتم وعف وصبر غفر الله له وادخله الجنة
فإن هذا الحديث لا يصح عن رسول الله ولا يجوز أن يكون من كلامه فإن الشهادة درجة عالية عند الله مقرونة بدرجة الصديقية ولها أعمال وأحوال هي شرط في حصوله) انتهى.
وقال في روضة المحبين ص: 178
وقد قال سويد بن سعيد الحدثاني حدثنا علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من عشق فكتم وعف وصبر فمات فهو شهيد
رواه عن سويد جماعة
وقال الخطيب حدثنا أبو الحسن علي بن أيوب إملاء منه حدثنا أبو عبدالله المرزباني وابن حيوية وابن شاذان قالوا حدثنا أبو عبدالله إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه قال دخلت على محمد بن داود الأصبهاني في مرضه الذي مات فيه فقلت له كيف تجدك فقال حب من تعلم أورثني ما ترى فقلت ما منعك من الاستمتاع به مع القدرة عليه فقال الاستمتاع على وجهين أحدهما النظر المباح والثاني اللذة المحظورة فأما النظر المباح فأورثني ما ترى وأما اللذة المحظورة فإنه منعني منها ما حدثني أبي حدثنا سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي أنه قال من عشق وكتم وعف وصبر غفر الله له وأدخله الجنة
قال الحاكم أبو عبدالله إنما أتعجب من هذا الحديث فإنه لم يحدث به غير سويد وهو وداود بن علي وابنه أبو بكر ثقات
ثم رواه الخطيب حدثنا الأزهري حدثنا المعافى بن زكريا حدثنا قطبة بن الفضل بن إبراهيم الأنصاري حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق حدثنا سويد حدثنا ابن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا
ورواه الزبير بن بكار عن عبدالملك بن عبدالعزيز بن الماجشون عن عبدالعزيز بن أبي حازم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم به ولفظه من عشق فعف فمات فهو شهيد
رواه أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي في كتاب اعتلال القلوب حدثنا أبو يوسف يعقوب بن عيسى من ولد عبدالرحمن بن عوف عن الزبير فذكره فخرج سويد عن عهدة التفرد به على أنه لو تفرد به فهو ثقة احتج به مسلم في صحيحه وقال عبدالله بن أحمد قال لي أبي أكتب عنه حديث ضمام وقال البغوي كان حافظا وكان أحمد ينتقي لولديه عليه صالح وعبدالله فكانا يختلفان إليه وقال مسلم ثقة ثقة وقال أبو حاتم الرازي ويعقوب بن شيبة هو صدوق وأكثر ما عيب به التدليس وقد صرح هاهنا بالتحديث وعيب بأنه ذهب بصره في آخر عمره فربما أدخل عليه هذا الحديث في كتبه ولكن رواية الأكابر عنه هذا الحديث كان قبل ذهاب بصره لأنه إنما عمي في آخر عمره وليس هذا بقادح في حديثه
قلت وهذا حديث باطل على رسول الله قطعا لا يشبه كلامه
وقد صح عنه أنه عد الشهداء ستا فلم يذكر فيهم قتيل العشق شهيدا ولا يمكن أن يكون كل قتيل بالعشق شهيدا فإنه قد يعشق عشقا يستحق عليه العقوبة
وقد أستنكر حفاظ الإسلام هذا الحديث على سويد
وقد تكلم الناس فيه فقال ابن المديني ليس بشيء والضرير إذا كان عنده كتب فهو عيب شديد وقال يعقوب بن شيبة صدوق مضطرب الحفظ ولا سيما بعد ما عمي
وقال البخاري كان قد عمي فيلقن ما ليس من حديثه وقال أبو أحمد الجرجاني هذا الحديث أحد ما أنكر على سويد وأنكره البيهقي وأبو الفضل بن طاهر وأبو الفرج بن الجوزي وأدخله في كتابه الموضوعات
ولما رواه أبو بكر الأزرق عن سويد عاتبه عليه ابن المرزبان فأسقط ذكر النبي صلى الله عليه وسلم منه
وكان سويد إذا سئل عنه لا يرفعه وهذا أحسن أحواله أن يكون موقوفا
ولذلك رواه أبو محمد الحسين القاري من حديث أبي سعد البقال عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله
وأما سياق الخطيب له من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها فلا يشك من شم رائحة الحديث أن هذا باطل على هشام عن أبيه عن عائشة ولا يحتمل هذا المتن هذا الإسناد بوجه والتحاكم في ذلك إلى أهل الحديث لا إلى العارين الغرباء منه والظاهر أن ابن مسروق سرقه وغير إسناده
وأما حديث الزبير بن بكار فمن رواية يعقوب بن عيسى وهو ضعيف لا تقوم به حجة قد ضعفه أهل الحديث ونسبوه إلى الكذب) انتهى.
¥(42/128)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 11 - 04, 10:58 ص]ـ
والحديث الثاني موضوع لايصح
جاء في العلل لابن ابي حاتم ج:1 ص:457
سئل أبو زرعة عن حديث رواه سويد بن سعيد عن عبدالرحمن بن أبي الرجال عن عبدالعزيز بن أبي داود عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في ديننا برأيه فاقتلوه
قال أبو زرعة سمعت يحيى بن معين يقول وقيل له روى سويد هذا الحديث فقال ينبغى أن يبدأ بسويد فيستتاب
وفي سؤالات البرذعي ج:1 ص:409
وسمعت أبا زرعة يقول قلنا ليحيى بن معين أن سويد بن سعيد يحدث عن ابن أبي الرجال عن ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر أن النبيصلى الله عليه وسلم قال من قال في ديننا برأيه فاقتلوه
فقال يحيى سويد ينبغي أن يبدأ به فيقتل
فقيل لأبي زرعة يحدث بهذا عن إسحاق بن نجيح فقال هذا هذا حديث إسحاق بن نجيح إلا أن سويدا حدثنا عن ابن أبي الرجال وقد رواه لغيرك عن اسحاق فقال عمي فيل له فرجع) انتهى.
وذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وآفته إسحاق بن نجيح الملطي وهو وضاع.
وينظر الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام لجاسم الفهيد الدوسري ((1/ 177 - 178).
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[03 - 11 - 04, 12:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وهذا تكميل لما ذكره شيخنا الفقيه وفقه الله:
" من عشق و كتم و عف فمات فهو شهيد ".
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 587):
$ موضوع.
رواه ابن حبان في " المجروحين " (1/ 349) و الخطيب في " تاريخه " (5/ 156
, 262 , 6/ 50 - 51 , 71/ 298 , 13/ 0 184) و الثعالبي في " حديثه (129/ 1
) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني "
(281/ 2) و السلفي في " الطيوريات " (24/ 2) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق
" (12/ 263 / 2) و ابن الجوزي في " مشيخته ": الشيخ الثامن و السبعون من
طرق عن سويد بن سعيد الحدثاني حدثنا علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد
عن # ابن عباس # مرفوعا.
قلت: و هذا سند ضعيف و له علتان:
الأولى: ضعف أبي يحيى القتات و اسمه زاذان و قيل غير ذلك , قال الحافظ في
" التقريب ": لين الحديث.
الأخرى: ضعف سويد بن سعيد , قال الحافظ: صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن
ما ليس من حديثه , و أفحش فيه ابن معين القول.
قلت: و قد تكلم فيه ابن معين من أجل هذا الحديث كما يأتي , و اتفق الأئمة
المتقدمون على تضعيف هذا الحديث , فقال ابن الملقن في " الخلاصة " (54/ 2):
و أعله الأئمة , قال ابن عدي و الحاكم و البيهقي و ابن طاهر و غيرهم هو أحد ما
أنكر على سويد بن سعيد قال يحيى بن معين: لو كان لي فرس و رمح لكنت أغزوه.
و لهذا قال الحافظ ابن حجر في " بذل الماعون " (45/ 2):
و في سنده مقال , و ذهب بعض المتأخرين إلى تقوية الحديث بمجيئه من طريق آخر ,
فقال الزركشي في " اللآليء المنثورة في الأحاديث المشهورة " (رقم 166 ـ نسختي
): و هذا الحديث أنكره يحيى بن معين و غيره على سويد بن سعيد , لكن لم يتفرد
به , فقد رواه الزبير بن بكار فقال: حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز بن
الماجشون عن عبد العزيز بن أبي حازم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم فذكره , و هو إسناد صحيح.
قال الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة ": (420 ـ طبع الخانجي) بعد أن ساق
هذه الطريق: و ينظر هل هذه هي الطريق التي أورده الخرائطي منها , فإن تكن هي
فقد قال العراقي: في سندها نظر , و من طريق الزبير أخرجه الديلمي في مسنده ,
و لكن وقع عنده عن عبد الله بن عبد الملك بن الماجشون لا كما هنا.
قلت: أما طريق الخرائطي فلم يسقها السخاوي , و قد أوردها العلامة المحقق ابن
القيم و تكلم عليها فقال في كتاب " الداء و الدواء " (ص 353 - 354):
أما حديث ابن الماجشون عن عبد العزيز بن أبي حازم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن
ابن عباس مرفوعا , فكذب على ابن الماجشون , فإنه لم يحدث بهذا , و لا حدث به
عنه الزبير ابن بكار , و إنما هذا من تركيب بعض الوضاعين , و يا سبحان الله كيف
يحتمل هذا الإسناد مثل هذا المتن فقبح الله الوضاعين.
و قد ذكره أبو الفرج بن الجوزي من حديث محمد بن جعفر بن سهل: حدثنا يعقوب بن
عيسى من ولد عبد الرحمن بن عوف عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مرفوعا , و هذا غلط
¥(42/129)
قبيح فإن محمد بن جعفر هذا هو الخرائطي , و وفاته سنة سبع و عشرين و ثلاث مئة ,
فمحال أن يدرك شيخه يعقوب , ابن أبي نجيح و لا سيما و قد رواه في كتابه "
الاعتلال " عن يعقوب هذا عن الزبير عن عبد الملك عن عبد العزيز عن ابن أبي نجيح
, و الخرائطي هذا مشهور بالضعف في الرواية , ذكره أبو الفرج في كتاب " الضعفاء
".
قلت: أما الخرائطي فلا أعرف أحدا من المتقدمين رماه بشيء من الضعف و لهذا لم
يورده الذهبي في " ميزان الاعتدال " , و لا استدركه عليه الحافظ ابن حجر في
" لسان الميزان " , و قد ترجمه الخطيب في تاريخه (2/ 139 - 140) ثم السمعاني
في " الأنساب " ثم ابن الأثير في " اللباب " فلم يجرحه أحد منهم , بل ترجمه
الحافظ ابن عساكر في تاريخه (15/ 93 / 1 - 2) و روى عن أبي نصر ابن ماكولا
أنه قال فيه: كان من الأعيان الثقات.
فأنا في شك كبير من صحة ما ذكره أبو الفرج من ضعف الخرائطي , بل هو ثقة حجة.
والله أعلم.
ثم طبع كتاب " الضعفاء " لابن الجوزي فلم أجد فيه محمد بن جعفر الخرائطي و إنما
ذكر آخرين (3/ 46 ـ 47) ليسا من طبقة الخرائطي و هما من رجال ابن أبي حاتم (
3/ 2 / 222/ 1224 و 1226) فتبين أن الوهم من ابن القيم و الله أعلم. فلعل
علة هذا الإسناد من يعقوب بن عيسى شيخ الخرائطي , فإنى لم أجد له ترجمة , و من
طبقته يعقوب بن عيسى بن ماهان أبو يوسف المؤدب ترجمه الخطيب (14/ 271 - 272)
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و لكنه لم يذكر أنه من ولد عبد الرحمن بن عوف
, و الله أعلم , و هو من شيوخ أحمد في المسند قال الحافظ في " التعجيل " قال
أبو زرعة ابن شيخنا لا أعرفه , و ذكره ابن حبان في " الثقات " (9/ 286) لكن
وقع فيه يعقوب بن يوسف بن ماهان ثم وجدت الحافظ ابن حجر قد تكلم على الحديث في
" التلخيص الحبير " (5/ 273)
و أعله من الطريق الأولى بنحو ما نقلناه عن " الخلاصة " و أعل الطريق الثانية
من رواية يعقوب عن ابن أبي نجيح بأن يعقوب ضعفه أحمد بن حنبل , ثم قال:
و رواه الخطيب من طريق الزبير بن بكار , و هذه الطريق غلط فيها بعض الرواة
فأدخل إسنادا في إسناد , و خلاصة القول: إن هذا الطريق ضعيف أيضا لضعف يعقوب
هذا و اضطرابه في روايته فمرة يقول: عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مرفوعا , فيرسله
و لا يذكر الواسطة بينه و بين ابن أبي نجيح , و مرة يقول عن الزبير عن
عبد الملك عن عبد العزيز عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس فيسنده و يوصله
.
قال ابن القيم: و كلام حفاظ الإسلام في إنكار هذا الحديث هو الميزان و إليهم
يرجع في هذا الشأن , و لم يصححه و لم يحسنه أحد يعول في علم الحديث عليه , و
يرجع في التصحيح إليه , و لا من عادته التسامح و التساهل , فإنه لم يصف نفسه له
, و يكفي أن ابن طاهر الذي يتساهل في أحاديث التصوف و يروي منها الغث
و السمين قد أنكره و شهد ببطلانه.
نعم ابن عباس لا ينكر ذلك عنه , و قد ذكر أبو محمد بن حزم عنه أنه سئل عن الميت
عشقا فقال: قتيل الهوي لا عقل له و لا قدر , و رفع إليه بعرفات شاب قد صار
كالفرخ فقال: ما شأنه ? قالوا: العشق , فجعل عامة يومه يستعيذ من العشق.
فهذا نفس ما روى عنه في ذلك.
و مما يوضح ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم عد الشهداء في الصحيح , فذكر
المقتول في الجهاد و الحرق و الغرق , و المبطون , و النفساء يقتلها ولدها , و
صاحب ذات الجنب , و لم يذكر منهم من يقتله العشق , و حسب قتيل العشق أن يصح له
هذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما على أنه لا يدخل الجنة حتى يصبر لله , و
يعف لله و يكتم لله , لكن العاشق إذا صبر و عف و كتم مع قدرته على معشوقه و آثر
محبته لله و خوفه و رضاه فهو من أحق من دخل تحت قوله تعالى * (و أما من خاف
مقام ربه و نهى النفس عن الهوى , فإن الجنة هي المأوى) * و تحت قوله تعالى * (و
لمن خاف مقام ربه جنتان) *.
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الخطيب عن عائشة و عن
ابن عباس , و هذا يوهم أن له طريقين أحدهما عن عائشة و الآخر عن ابن عباس ,
و الحقيقة أنه طريق واحد , وهم في سنده بعض الضعفاء فصيره من مسند عائشة ,
و إنما هو من مسند ابن عباس كما تقدم , فقد أخرجه الخطيب في " تاريخه " (12 /
¥(42/130)
479) من طريق أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي: حدثنا سويد بن سعيد حدثنا علي بن
مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا به , و قال:
رواه غير واحد عن سويد عن علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس
و هو المحفوظ , و كذا قال في " المؤتلف " أيضا كما في " اللسان " و أشار إلى أن
الخطأ في هذا الإسناد من الطوسي هذا , قال الدارقطني: ليس بالقوي , يأتي
بالمعضلات.
قلت: فهذا الإسناد منكر لمخالفة الطوسي لرواية الثقات الذين أسندوه عن سويد
بسنده عن ابن عباس , فلا يجوز الاستكثار بهذا الإسناد و التقوي به لظهور خطئه
و رجوعه في الحقيقة إلى الإسناد الأول , و قد قال ابن القيم في " الداء و
الدواء " (ص 353) بعد أن ساق رواية الخطيب هذه:
فهذا من أبين الخطأ , و لا يحمل هشام عن أبيه عن عائشة مثل هذا عند من شم أدنى
رائحة الحديث , و نحن نشهد بالله أن عائشة ما حدثت بهذا عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قط , و لا حدث به عروة عنها و لا حدث به هشام قط.
و خلاصة القول أن الحديث ضعيف الإسناد من الطريقين , و قد أنكره العلامة ابن
القيم من حيث معناه أيضا و حكم بوضعه كما رأيت , و قد أوضح ذلك في كتابه " زاد
المعاد " أحسن توضيح فقال (3/ 306 - 307):
و لا تغتر بالحديث الموضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم ساقه من
الطريقين ثم قال , فإن هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا
يجوز أن يكون من كلامه , فإن الشهادة درجة عالية عند الله مقرونة بدرجة
الصديقية و لها أعمال و أحوال هي شروط في حصولها و هي نوعان عامة و خاصة ,
فالخاصة الشهادة في سبيل الله و العامة خمس مذكورة في الصحيح ليس العشق واحدا
منها ,
و كيف يكون العشق الذي هو شرك المحبة و فراغ عن الله و تمليك القلب و الروح
و الحب لغيره تنال به درجة الشهادة! ? هذا من المحال , فإن إفساد عشق الصور
للقلب فوق كل إفساد بل هو خمر الروح الذي يسكرها و يصدها عن ذكر الله و حبه ,
و التلذذ بمناجاته و الأنس به , و يوجب عبودية القلب لغيره , فإن قلب العاشق
متعبد لمعشوقه بل العشق لب العبودية , فإنها كمال الذل و الحب و الخضوع
و التعظيم فكيف يكون تعبد القلب لغير الله مما تنال به درجة أفاضل الموحدين
و ساداتهم و خواص الأولياء! ? فلو كان إسناد هذا الحديث كالشمس كان غلطا
و وهما , و لا يحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظ العشق من حديث صحيح
البتة , ثم إن العشق منه حلال و منه حرام , فكيف يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم
أنه يحكم على كل عاشق يكتم و يعف بأنه شهيد! ? أفترى من يعشق امرأة غيره أو
يعشق المردان و البغايا ينال بعشقه درجة الشهداء! ? و هل هذا إلا خلاف المعلوم
من دينه صلى الله عليه وسلم ? كيف و العشق مرض من الأمراض التي جعل الله سبحانه
لها من الأدوية شرعا و قدرا , و التداوي منه إما واجب إن كان عشقا حراما ,
و إما مستحب , و أنت إذا تأملت الأمراض و الآفات التي حكم رسول الله صلى الله
عليه وسلم لأصحابها بالشهادة وجدتها من الأمراض التي لا علاج لها , كالمطعون
و المبطون و المجنون و الحرق و الغرق , و منها المرأة يقتلها ولدها في بطنها ,
فإن هذه بلايا من الله لا صنع للعبد فيها و لا علاج لها , و ليست أسبابها محرمة
و لا يترتب عليها من فساد القلب و تعبده لغير الله ما يترتب على العشق , فإن لم
يكف هذا في إبطال نسبة هذا الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقلد
أئمة الحديث العالمين به و بعلله فإنه لا يحفظ عن إمام واحد منهم قط أنه شهد له
بصحة , بل و لا بحسن , كيف و قد أنكروا على سويد هذا الحديث و رموه لأجله
بالعظائم و استحل بعضهم غزوه لأجله.
و خلاصة الكلام أن الحديث ضعيف الإسناد موضوع المتن كما جزم بذلك العلامة ابن
القيم في المصدرين السابقين , و كذا في رسالة " المنار " له أيضا (ص 63) و
مثله في " روضة المحبين " و الله أعلم.
ـ[أبو محمد الإفريقي]ــــــــ[03 - 11 - 04, 05:53 ص]ـ
ألف الشيخ أحمد بن صديق الغماري رسالة في تصحيح الحديث "من عشق وعف ... "
ولكن تكلفه فيه ظاهر والتحقيق أن الحديث موضوع كما بين الإخوة هنا
والله أعلم
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[03 - 10 - 08, 01:52 م]ـ
السلام عليكم
أخي ابو محمد الإفريقي هل لديك كتاب الغماري في تصحيح الحديث هل يمكنك رفعه إذا تكرمت؟؟(42/131)
المقالات القصار فى فتاوى الأحاديث والأخبار
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[02 - 11 - 04, 06:16 م]ـ
الحمد لله بالعشى والإشراق. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على من وقع على محبته الإتفاق. وطلعت شموس أنواره في غاية الإشراق. وتفرد فى ميدان الكمال بحسن الإستباق. الناصح الأمين الذي اهتدى الكون كله بعلمه وعمله. والقدوة المكين الذي اقتدي الفائزون بحاله وقوله. ناشر ألوية العلوم والمعارف. ومسدي الفضل للأسلاف والخوالف. الداعي على بصيرة إلى دار السلام. والسراج المنير والبشير النذير، علم الأئمة الأعلام. الآخذ بحُجُزِ مُصَدِّقيِّه عن التهافت في مداحض الأقدام. والتتابع في مزلات الجرأة على العصيان والآثام. وبعد ..
فهذه أجوبة أسئلةٍ عن أحاديثَ مشتهرة، وأخبارٍ منتشرة، يعتمدها كثير من خطباء الوقت ودعاة العصر، فى مجالس الترغيب والنحذير، وعلى منابر الدعوة والتذكير. وقد أقمتُها إقامة السنان، وأودعتها دقائق تحقيقات أهل هذا الشان، وأسميتها عند الإتمام:
المقالات القصار فى فتاوى الأحاديث والأخبار
ـــــــــ ... ـــــ ... ــــــــــ
وهذا برنامج تجريبى للكتاب، محتوىً على خمس مقالات من جملة اثنتى عشر مقالة، هى جملة مقالات الجزء الأول من هذا الكتاب قيد الطبع والنشر قريباً.
والبرنامج من تصميم بكر أولاد الشيخ / محمد أحمد شحاته الألفى الطالب بكلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر، والمشرف على موقع الشيخ www.shehata.netfirms.com
نسأل الله التوفيق لصالح الأعمال والأقوال. والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
تحميل نسخة من الكتاب
ـ[الطيماوي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 11:12 ص]ـ
قرأت أن الشيخ تكلم بكلام مفصل في عاصم بن أبي النجود فأين أجد كلامه وبارك الله فيكم(42/132)
" أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم "
ـ[شبارق]ــــــــ[02 - 11 - 04, 06:43 م]ـ
" أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم "
(ضعيف)
تخريج الحديث:
أخرجه أحمد (6\ 181) وأبو داود (5\ 437) والنسائي في الكبرى (4\ 310 - 311)
والبيهقي (8\ 267 - 334) من طريق عمرة عن عائشة.
وابن عدي في الكامل (4\ 260) من طريق شهاب عن أنس.
قال الشيخ وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل.
وقال الحافظ المزي في تهذيب الكمال (18\ 308)
عبدالملك بن زيد قال عبد الرحمن بن أبي حاتم عن علي بن الحسين بن الجنيد ضعيف الحديث وقال النسائي ليس به بأس وذكره بن حبان في كتاب الثقات.
تهذيب التهذيب (4\ 11)
عبد الملك بن زيد
روى عن: محمَّد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، ومصعب بن عبد الرحمن بن عون.
وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، ومحمَّد بن إسماعيل بن أبي فديك.
وقال ابن أبي حاتم عن ابن الجنيد: ضعيف الحديث.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وذكره ابن حبان في «الثقات».
روى له أبو داود، والنسائي حديثاً واحداً حديث عمرة عن عائشة: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم».
وأخرج له ابن عدي عن مصعب، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبيه وقال: وهذان الحديثان منكران لم يروهما غير عبد الملك.
تلخيص الحبير (4\ 80)
حديث "أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا في الحدود "
أحمد وأبو داود والنسائي وابن عدي والعقيلي من حديث عمرة عن عائشة وقال العقيلي له طرق وليس فيها شيء يثبت وذكره بن طاهر من رواية عبد الله بن هارون بن موسى القروي عن القعنبي عن بن أبي ذئب عن الزهري عن أنس وقال هو بهذا الإسناد باطل والعمل فيه على الفروي ورواه الشافعي وابن حبان في صحيحه وابن عدي أيضا والبيهقي من حديث عائشة بلفظ أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم ولم يذكر ما بعده قال الشافعي، وقال عبد الحق ذكره بن عدي في باب واصل بن عبد الرحمن الرقاشي ولم يذكر له علة قلت وواصل هو أبو حرة ضعيف وفي إسناد بن حبان أبو بكر بن نافع وقد نص أبو زرعة على ضعفه في هذا الحديث وفي الباب عن بن عمر رواه أبو الشيخ في كتاب الحدود بإسناد ضعيف.
وبهذا يتبن ضعف الحديث، والله أعلم.(42/133)
سؤال عن حديث لمن يعرفه (من ظن أنه أفضل من غيره فقد تكبر)
ـ[البقاعي]ــــــــ[12 - 11 - 04, 01:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
سألني بعض الأخوة عن حديث غريب!!!؟؟؟
فمن مر عليه هذا الحديث يتكرم بإرشادنا إلى موقعه في كتب الحديث!!؟؟
ولم أكتب حتى أضناني البحث عنه ....
والحديث هو (من ظن أنه أفضل من غيره فقد تكبر)
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[14 - 11 - 04, 01:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المطلع على لفظ هذه المقولة يعلم بأنها ليست من قوله عليه الصلاة والسلام , وأنها ركيكة المعاني , هزيلة , وهذه من مصائب وطوام العامة , فإن كل مثل أو مقولة تحلو لهم؛ ينسبونها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم , وانظر لزاماً كتب الأحاديث المشتهرة على الألسنة.
فلا تجهد نفسك أخي فلا يوجد في دواوين السنة حديث بهذا اللفظ , لا صحيحها ولا سقيمها ولا عزيزها ولا مشهورها ولا أفرادها أو غرائبها.
هذا والله أعلم.
ـ[البقاعي]ــــــــ[18 - 11 - 04, 10:19 م]ـ
أشكرك على الرد ولكن لم أسأل إلا بعد أن بحثت طويلا وأردة التأكد .... وعدم الاستعجال .. وشكرا
ـ[الزبيدي]ــــــــ[19 - 11 - 04, 02:21 م]ـ
قال الترمذي رحمه الله تعالى: (سننه في البر والصلة في باب ماجاء في الكبر) حدثنا أبو كريب حدثنا أبو معاوية عن عمر بن راشد عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب في الجبارين فيصيبه ما أصابهم).
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
قال النووي: يذهب بنفسه أي يرتفع ويتكبر- انظر رياض الصالحين باب تحريم الكبر و الإعجاب
وقال العلامة المباركفوري في تحفة الاحوذي: قوله (لا يزال الرجل يذهب بنفسه) قال المظهر وغيره الباء للتعدية، أي يعلي نفسه ويرفعها ويبعدها عن الناس في المرتبة ويعتقدها عضيمة القدر للمصاحبة ... وخلاصة المعنى أنه لايزال يذهبها عن درجتها ومرتبتها إلى مرتبة أعلى وهكذا .... (في الجبارين) أي في ديوان الظالمين والمتكبرين أو معهم في أسفل السافلين .. قوله (هذا حديث حسن غريب) ذكره المنذري في الترغيب، ونقل تحسين الترمذي وأقره.انتهى كلامه.
ـ[الزبيدي]ــــــــ[19 - 11 - 04, 02:49 م]ـ
إكمالاً للمشاركة السابقة .. قلتُ: وهذا السند فيه عمر بن راشد بن شجرة وهو ضعيف وأما بقية السند فثقات وأبو كريب هو محمد بن العلاء وابو معاوية هو محمد بن خازم.والله أعلم
ـ[البقاعي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 11:58 م]ـ
أشكرك الزبيدي على المشاركة الرائعة
ـ[كتبي]ــــــــ[21 - 11 - 04, 07:30 م]ـ
لكن معى الحديث صحيح لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
الكبر بطر الحق و غمط الناس - أي احتقارهم
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[22 - 11 - 04, 12:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لم نقصد بذلك معنى المقولة , وإنما قصدنا نكارة اللفظ؟!
ـ[كتبي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 07:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لم نقصد بذلك معنى المقولة , وإنما قصدنا نكارة اللفظ؟!
نعم أخي الفاضل، و أنا لم أقصد مخالفتكم بل قصدت زيادة الفائدة بالتذكير بما احتوت عليه النصوص الصحيحة من أحكام، حتى لا يبقى همنا مجرد الرواية ...
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[24 - 11 - 04, 02:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا أخي على هذه المشاركة , وإنما قصدت في كلامي هو التعليق على تلكمُ المقولة , ومن ثمَ إضافة أو ذكر الأحاديث الصحيحة.
أخوك المحب / خالد الأنصاري.
ـ[ ... أبو إبراهيم ... ]ــــــــ[28 - 04 - 10, 02:57 ص]ـ
عثرت على هذا الحديث في كتاب ابن الجوزي (صيد الخاطر) وماذكر إسناد له ولا تخريج(42/134)
لا يصح فى إحياء ليلتي العيدين شيء
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 11 - 04, 11:21 م]ـ
الحمد لله ناصر الحق ورافعِى لوائِه. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على أتقى خلقه وأوليائه. وبعد ..
فقد أكثر المصنفون فى الرغائب من ذكر الأباطيل والمناكير والموضوعات، ولما تيقنوا أن الصلاة خير موضوع، فقد لهجوا بذكر ما ورد فيها من الترغيب، ولعل أكثرها مما لا يصح، ولا يثبت، ولا تنتهض به حجة. وأنكر ذلك الصلوات الحولية والأسبوعية والشهرية والليلية، كصلاة التسابيح، وألفية رجب، وليلة النصف من شعبان، وآخر جمعة من رمضان، وليلة عاشوراء ويومها، وليلتى الفطر والضحى، وليالى الأسبوع كلها.
ومن أنكر ذلك وأبطله ما وضعه الوضاعون فى إحياء ليلتى العيدين، وفيها خمسة أحاديث. ومن اللائق أن نذكر ما قرَّره الحافظ ابن القيم فى ((زاد المعاد فى هدى خير العباد)) (1/ 212) من هدى النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة النحر: ((ثم نام حتى أصبح، ولم يحيى تلك الليلة، ولا صح عنه في إحياء ليلتي العيدين شيء)).
وهاك الأحاديث التى احتجَّ بها المرغبون فى إحياء ليلة العيد، وبيان ما فيها:
[الأحاديث الأول والثانى والثالث] أحاديث عبادة بن الصامت، وأبى الدرداء، وأبى أمامة
قال أبو القاسم الطبرانى ((الأوسط)) (159): حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان ثنا حامد بن يحيى البلخي ثنا جرير بن عبد الحميد عن عُمَرَ بْنِ هَارُونَ البلخي عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عبادة بن الصامت أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((مَنْ أَحْيَا لَيْلَةَ الْفِطْرِ وَالأَضْحَى، لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ)).
قال أبو القاسم: ((لم يرو هذا الحديث عن ثور إلا عمر بن هارون، تفرد به جرير)).
وأورده الحافظ الهيثمى فى ((مجمع الزوائد)) (2/ 198)، فقال: ((رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه عمر بن هرون البلخي، والغالب عليه الضعف. وأثنى عليه ابن مهدي وغيره، ولكن ضعفه جماعة كثيرة)).
وذكره الشيخ الألبانى فى ((السلسلة الضعيفة)) (رقم520)، وقال: موضوع.
قلت: هو كما قال، وإسناده واهٍ بمرَّة، وله ثلاث آفات:
[الأولى] عُمَرَ بْنِ هَارُونَ البلخي أبو حفص الثقفى، يروى المناكير عن المشاهير ويضع الحديث وضعاً، رماه بالكذب: عبد الله بن المبارك، وابن معين، وصالح جزرة. وعبد الرحمن بن مهدى وإن أثنى عليه مرَّة، فقد قال فى رواية أخرى: ليس له قيمة عندى. وقال ابن حبان: كان ممن يروى عن الثقات المعضلات، ويدعى شيوخاً لم يرهم.
[الثانية] الاختلاف على رفعه. فقد أخرجه الشافعى ((الأم)) (1/ 231)، ومن طريقه البيهقى ((شعب الإيمان)) (3/ 341/3711) عن إبراهيم بن محمد نا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عن أبي الدرداء قال: ((مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْعِيدِ مُحْتَسِبَاً، لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ)).
قلت: هكذا خالفه إبراهيم بن محمد، فجعله من ((مسند أبى الدرداء))، وأوقفه. وإبراهيم بن محمد بن أبى يحيى الأسلمى المدنى تركوا حديثه. قال مالك بن أنس ويحيى بن سعيد وابن معين: هو كذاب. وكان يحيى بن سعيد يقول: ما أشهد على أحد أنه كذاب إلا على إبراهيم بن أبي يحيى، ومهدي بن هلال، فإني أشهد أنهما كذابان. وقال مالك بن أنس: ليس بثقة ولا في دينه. وقال أحمد بن حنبل والبخاري: قد ترك الناس حديثه. وقال النسائي وعلي بن الجنيد والأزدي والدارقطنى: متروك.
والشافعى وإن روى عنه إلا أنه جالسه فى صباه، فحفظ عنه، فلما نزل مصر أودع كتبه أحاديثه من حفظه، ولم يكن عنده بموضع الثقة، وقال: كان قدرياً ولم يكن يكذب. وقال ابن حبان: كان قدرياً جهمياً، وكان يكذب مع ذلك.
[الثالثة] الاضطراب على صحابيه. فمرة ((عن عبادة بن الصامت))، وثانية ((عن أبى الدرداء)) موقوفاً، كما سبق، وثالثة ((عن أبى أمامة)).
¥(42/135)
فقد أخرجه أبو القاسم الأصبهانى ((الترغيب والترهيب)) (1/ 248/373)، وابن الشجرى ((أماليه الخميسية)) كلاهما من طريق عُمَرَ بْنِ هَارُونَ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مرفوعاً به.
وقال ابن ماجه (1782): حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمَرَّارُ بْنُ حَمُّويَةَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ قَامَ لَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا للهِ، لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ)).
قلت: وهذا إسناد تالف. بقية بن الوليد الحمصى، أبو يحمد الكلاعى مدلِّس سئ التدليس، فهو يروى عن الكذابين ثم يسوِّى الإسناد فيسقطهم، ويرويه عن الثقات. ولا يُستبعد أن يكون أخذ الحديث عن عمر بن هارون الكذاب، ثم أسقطه وسوَّى إسناده، ودلَّسه عن ثور بن يزيد الثقة. ولهذا قال على بن مسهر: أحاديث بقية ليست نقية، فكن منها على تقية.
والحاصل أن الحديث موضوع، ركَّبه عمر بن هارون البلخى على أسانيد مضطربة، وألزقه بها، وإنما هو مما عملته يداه، وزيَّنه له شيطانه، فلا يحل روايته إلا على التعجب!.
[الحديث الرابع] حديث معاذ بن جبل
أخرجه نصر المقدسى ((جزء من الأمالي)) (2/ 186)، والديلمى ((مسند الفردوس)) (ق:148)، والأصبهانى ((الترغيب والترهيب)) (1/ 348/374)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (934)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (43/ 93) من طريق عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن وهب بن منبه عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة الفطر))، وفى رواية الأصبهانى ((الليالى الخمس)) بزيادة ((وليلة النصف من شعبان)).
قلت: وهذا حديث موضوع، وإسناده واهٍ بمرَّة. والمتهم به عبد الرحيم بن زيد العمى، كذبه يحيى القطان. وقال البخارى وابن معين وأبو حاتم: تركوه. وقال أبو زرعة: واه. وقال النسائى: متروك ليس بثقة. وقال ابن حبان: يروي عن أبيه العجائب، مما لا يشك من الحديث صناعته أنها معمولة أو موضوعة.
[الحديث الخامس] حديث كردوس غير منسوب
أخرجه ابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (924) من طريق المفضل بن فضالة عن عيسى بن إبراهيم القرشي عن سلمة بن سليمان الجزري عن مروان بن سالم عن ابن كردوس عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ أَحْيَا لَيْلَتي الْعِيدِ، وَلَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ فِيهِ الْقُلُوبُ)).
وعزاه الحافظ ابن حجر فى ((الإصابة)) إلى الحسن بن سفيان، وعبدان المروزى، وابن شاهين، وعلى بن سعيد العسكرى جميعاً من طريق مروان بن سالم به.
قال أبو الفرج: ((هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه آفات. أما مروان بن سالم، فقال أحمد: ليس بثقة. وقال النسائي والدارقطني والازدي: متروك. وأما سلمة بن سليمان، فقال الأزدي: هو ضعيف. وأما عيسى، فقال يحيى: ليس بشيء)).
قلت: وهذا الحديث منكر، والمتهم به سالم بن مروان الجزرى، عامة ما يرويه مناكير لا يتابع عليها. وقال أبو حاتم الرازى: منكر الحديث جدا ضعيف الحديث ليس له حديث قائم. وقال أبو عروبة الحراني: يضع الحديث. وقال الحاكم أبو أحمد: حديثه ليس بالقائم. وقال أبو أحمد بن عدي: عامة حديثه لا يتابعه الثقات عليه.
والله الموفق للصواب، والحمد لله أولاً وآخراً.
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[24 - 12 - 06, 11:09 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[25 - 12 - 06, 01:58 ص]ـ
شكر الله لك وجزاك خيراً
ـ[ rehalelislam] ــــــــ[27 - 12 - 06, 05:19 م]ـ
جزاك الله شيخنا المفضال على هذا الفقه الرائع فهذا مما يحتاجه الخطباء، وقد بعثت أستفسر عن حديثين بفضل يوم عرفه فهلا أجبتني بارك الله فيكم.(42/136)
لقد أظلكم يومُ عيدِكم وأنتم من العُمُرِ فى إمهال
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 11 - 04, 12:00 م]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه طلباً لمرضاته. الواقى من اتقاه رَغَبَاً فى جناته. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير رسله ودعاته. وبعد.
الأخوة الأحباب الأعزاء. تهانينا لكم جميعاً بحلول العيد المبارك لقد أظلكم يومُ عيدِكم وأنتم من العُمُرِ فى إمهال. ومن السعادة والمسرَّة فى أحفال. ومن الرزق فى بسطةٍ ووفر. ومن الصحَّة فى عافيةٍ وستر. ومن الأمن فى رخاءٍ عمَّ ديارَكم وبلادَكم. ومن الطمأنينة فى سعةٍ أظلت صغيرَكم وكبيرَكم. فأكثروا ذكر ربِّكم واشكروا له. فإنَّ ذكرَكم ربَّكم مانحُكم فضلاً ورضوانا. وشكرَكم له واهبُكم برَِّاً وإحسانا.
وليكن من مظاهر إحتفاءكم بعيدكم:
كُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَاناًقال الإمام مسلم فى ((كتاب البر والصلة)): حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا تَبَاغَضُوا، وَلا تَحَاسَدُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَاناً، وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ)).
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا، وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ)).
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلا تَحَسَّسُوا، وَلا تَجَسَّسُوا، وَلا تَنَافَسُوا، وَلا تَحَاسَدُوا، وَلا تَبَاغَضُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَاناً)).
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ ثَنَا دَاوُدُ بْنَ قَيْسٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَحَاسَدُوا، وَلا تَنَاجَشُوا، وَلا تَبَاغَضُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَلا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَاناً، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ، وَلا يَحْقِرُهُ. التَّقْوَى هَاهُنَا، وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ)).
وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ وَذَوِى قُرْبَاكُمْوقال مسلم: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ قَالا ثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ حَدَّثَنِي عَمِّي أَبُو الْحُبَابِ سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْخَلْقَ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ، قَامَتِ الرَّحِمُ فَقَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ؛ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ، قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَذَاكِ لَكِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ((فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)).
¥(42/137)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالا حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللهُ)).
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى التُّجِيبِيُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، أَوْ يُنْسَأَ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)).
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا شُعْبَةُ سَمِعْتُ الْعَلاءَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ!، فَقَالَ: ((لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ، وَلا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ، مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ)).
وتَزَاوَّرُوا فِى اللهِ وَتَحَابُوا بِجَلالِهِقال الإمام مسلم: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلالِي، الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي، يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلِّي)).
حَدَّثَنِي عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخاً لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكاً، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ، قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟، قَالَ: أُرِيدُ أَخاً لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟، قَالَ: لا، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ؛ بِأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ)).
وعُودُوا مَرْضَاكُمْوقال مسلم: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ قَالا ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَائِدُ الْمَرِيضِ فِي مَخْرَفَةِ الْجَنَّةِ؛ حَتَّى يَرْجِعَ)) يعنى: جَنَاهَا ونَعِيمَهَا.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ مَيْمُونٍ ثَنَا بَهْزٌ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ؛ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي!، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ، وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاناً مَرِضَ، فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ، لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ. يَا ابْنَ آدَمَ، اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي!، قَالَ: يَا رَبِّ، وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ، وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلانٌ، فَلَمْ تُطْعِمْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ، لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي. يَا ابْنَ آدَمَ؛ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ، وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟، قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلانٌ، فَلَمْ تَسْقِهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ، وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي)).
وكُونُوا كَالْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّىوقال مسلم: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو عَامِرٍ الأَشْعَرِيُّ قَالا ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَأَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضاً)).
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ ثنَا أَبِي ثَنَا زَكَرِيَّاءُ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)).
وكتبه أبو محمد الألفى
صباح أول أيام عيد الفطر المبارك لعام 1425هـ.(42/138)
هل صحت رحلة الرسول الى الراهب بحيرا؟
ـ[عبدالله حسن]ــــــــ[16 - 11 - 04, 03:03 ص]ـ
ما صحة الرواية التي تتحدث عن رحلة الرسول عليه الصلاة و السلام في صغره الى بحيرا الراهب؟
جزاكم الله كل خير
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 11 - 04, 04:31 م]ـ
قال الإمام الذهبي رحمه الله في السيرة من تاريخ الإسلام
سفره مع عمّه إن صحّ
قال قراد أبو نوح: ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعريّ، عن أبيه قال: خرج أبو طالب إلى الشام ومعه محمد صلى الله عليه وسلم وأشياخ من قريش؛ فلما أشرفوا على الراهب بحيرى نزلوا فخرج إليهم، وكان قبل ذلك لا يخرج إليهم، فجعل يتخلّلهم وهم يحلّون رحالهم؛ حتى جاء فأخذ بيده، صلى الله عليه وسلم، وقال: هذا سيّد العالمين، هذا رسول ربّ العالمين هذا يبعثه الله رحمةً للعالمين؛ فقال أشياخ قريش: وما علمك بهذا؟ قال إنّكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلاّ خرّ ساجداً، ولا يسجدون إلاّ لنبيّ لأعرفه بخاتم النّبوّة، أسفل غضروف كتفه مثل التّفاحة. ثم رجع فصنع لهم طعاماً؛ فلما أتاهم به و كان -صلى الله عليه وسلم- في رعية الإبل قال: فأرسلوا إليه، فأقبل وعليه غمامة تظلّه، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه، يعني إلى فيء شجرة، فلمّا جلس مال فيء الشجرة عليه، فقال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه. قال: فبينا هو قائم عليه يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم، فإنّ الروم لو رأوه عرفوه بصفته فقتلوه؛ فالتفت فإذا بسبعة نفر قد أقبلوا من الروم، فاستقبلهم الراهب، فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: جئنا إنّ هذا النّبيّ خارج في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلاّ قد بعث إليه ناس، وإنّا قد أخبرنا فبعثنا إلى طريقك هذا، فقال لهم: هل خلّفتم خلفكم أحداً هو خير منكم؟ قالوا: لا. إنّما أخبرنا خبره بطريقك هذا؛ قال: أفرأيتم أمراً أراد الله أن يقضيه، هل يستطيع أحد من النّاس ردّه؟ قالوا: لا. قال: فتابعوه وأقاموا معه، فأتاهم فقال: أنشدكم الله أيّكم وليّه؟ قال أبو طالب: أنا؛ فلم يزل يناشده حتى ردّه أبو طالب، وبعث معه أبو بكر بلالاً، وزودّه الراهب من الكعك والزّيت.
تفرّد به قراد، واسمه عبد الرحمن بن غزوان، ثقة، احتجّ به البخاري والنّسائيّ؛ ورواه الناس عن قراد، وحسّنه التّرمذي.
وهو حديث منكر جدّاً؛
وأين كان أبو بكر؟
كان ابن عشر سنين، فإنه أصغر من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بسنتين ونصف؛
وأين كان بلال في هذا الوقت؟
فإنّ أبا بكر لم يشتره إلاّ بعد المبعث، ولم يكن ولد بعد؛ وأيضاً، فإذا كان عليه غمامة تظلّه كيف يتصوّر أن يميل فيء الشجرة؟
لأنّ ظلّ الغمامة يعدم فيء الشجرة التي نزل تحتها، ولم نر النّبيّ، صلى الله عليه وسلم، ذكر أبا طالب قطّ بقول الرّاهب، ولا تذاكرته قريش، ولا حكته أولئك الأشياخ، مع توفّر هممهم ودواعيهم على حكاية مثل ذلك، فلو وقع لاشتهر بينهم أيّما اشتهار، ولبقي عنده، صلى الله عليه وسلم، حسّ من النّبوّة؛ ولما أنكر مجيء الوحي إليه، أوّلاً بغار حراء وأتى خديجة خائفاً على عقله، ولما ذهب إلى شواهق الجبال ليرمي نفسه -صلى الله عليه وسلم.
وأيضاً فلو أثّر هذا الخوف في أبي طالب وردّه، كيف كانت تطيب نفسه أن يمكّنه من السّفر إلى الشام تاجراً لخديجة؟
وفي الحديث ألفاظ منكرة، تشبه ألفاظ الطّرقيّة، مع أنّ ابن عائد قد روى معناه في مغازيه دون قوله: وبعث معه أبو بكر بلالاً إلى آخره، فقال: ثنا الوليد بن مسلم، أخبرني أبو داود سليمان بن موسى، فذكره بمعناه.
وقال ابن إسحاق في السيرة: إنّ أبا طالب خرج إلى الشام تاجراً في ركب، ومعه النّبيّ، صلى الله عليه وسلم، وهو غلام، فلما نزلوا بصرى، وبها بحيرا الرّاهب في صومعته، وكان أعلم أهل النّصرانيّة؛ ولم يزل في تلك الصّومعة قط راهب يصير إليه علمهم عن كتاب فيهم فيما يزعمون، يتوارثونه كابراً عن كابر؛ قال: فنزلوا قريباً من الصّومعة، فصنع بحيرا طعاماً، وذلك فيما يزعمون عن شيء رآه حين أقبلوا، وغمامة تظلّه من بين القوم، فنزل بظلّ شجرة، فنزل بحيرا من صومعته، وقد أمر بذلك الطّعام فصنع، ثم أرسل إليهم فجاءوه فقال رجل منهم: يا بحيرا ما كنت تصنع هذا، فما شأنك؟ قال: نعم، ولكنّكم ضيف، وأحببت أن أكرمكم، فاجتمعوا، وتخلّف رسول الله صلى الله عليه وسلم
¥(42/139)
لصغره في رحالهم. فلما نظر بحيرا فيهم ولم يره قال: يا معشر قريش لا يتخلّف عن طعامي هذا أحد. قالوا: ما تخلّف أحد إلاّ غلام هو أحدث القوم سنّاً. قال: فلا تفعلوا، ادعوه. فقال رجل: واللات والعزّى إنّ هذا للؤم بنا، يتخلّف ابن عبد الله بن عبد المطّلب عن الطّعام من بيننا، ثم قام واحتضنه، وأقبل به فلما رآه بحيرا جعل يلحظه لحظاً شديداً، وينظر إلى أشياء من جسده، قد كان يجدها عنده من صفته، حتى إذا شبعوا وتفرّقوا قام بحيرا فقال: يا غلام أسألك باللات والعزّى إلاّ أخبرتني عمّا أسألك عنه، فزعموا أنّه قال: لا تسألني باللّات والعزّى، فوالله ما أبغضت بغضهما شيئاً قطّ. فقال له: فبالله إلاّ ما أخبرتني عمّا أسألك عنه، فجعل يسأله عن أشياء من حاله، فتوافق ما عنده من الصّفة. ثم نظر فيه أثر خاتم النّبوّة، فأقبل على أبي طالب، فقال: ما هو منك؟ قال: ابني. قال: ما ينبغي أن يكون أبوه حيّاً. قال: فإنّه ابن أخي قال: إرجع به واحذر عليه اليهود، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفته ليبغنّه شرّاً، فإنّه كائن لابن أخيك شأن، فخرج به أبو طالب سريعاً حتى أقدمه مكّة حين فرغ من تجارته. وذكر الحديث.
وقال معتمر بن سليمان: حدّثني أبي، عن أبي مجلز: أنّ أبا طالب سافر إلى الشام ومعه محمد، فنزل منزلاً، فأتاه راهب فقال: فيكم رجل صالح، ثم قال: أين أبو هذا الغلام؟ قال: أبو طالب: هاأنذا وليّه. قال: احتفظ به ولا تذهب به إلى الشّام؟؟ إنّ اليهود قوم حسد، وإنّي أخشاهم عليه. فردّه.
وقال ابن سعد: أنا محمد بن عمر، حدّثني عبد الله بن جعفر وجماعة، عن داود بن الحصين، أنّ أبا طالب خرج تاجراً إلى الشام، ومعه محمد، فنزلوا ببحيرا، الحديث. روى يونس عن ابن شهاب حديثاً طويلاً فيه: فلمّا ناهز الاحتلام، ارتحل به أبو طالب تاجراً، فنزل تيماء، فرآه حبر من يهود تيماء، فقال لأبي طالب: ما هذا الغلام؟ قال: هو ابن أخي، قال: فوالله إن قدمت به الشّام لا تصل له إلى أهلك أبداً، ليقتلنّه اليهود إنّه عدوّهم، فرجع به أبو طالب من تيماء إلى مكة.
قال ابن إسحاق: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما ذكر لي، يحدّث عمّا كان الله تعالى يحفظه به في صغره، قال: لقد رأيتني في غلمان من قريش ننقل حجارةً لبعض ما يلعب الغلمان به، كلّنا قد تعرّى وجعل إزاره على رقبته يحمل عليه الحجارة، فإنّي لأقبل معهم كذلك وأدبر، إذ لكمني لاكم ما أراها، لكمة وجيعة، وقال: شدّ عليك إزارك، فأخذته فشددته ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي. حرب الفجار
قال ابن إسحاق: وهاجت حرب الفجار ولرسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون سنة، سمّيت بذلك لمّا استحلّت كنانة وقيس عيلان في الحرب من المحارم بينهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كنت أنبّل على أعمامي أي أرد عنهم نبل عدوهم إذا رموهم. وكان قائد قريش حرب بن أميّة. شأن خديجة
قال ابن إسحاق: ثم إنّ خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ وهي أقرب منه صلى الله عليه وسلم إلى قصيّ برجل، كانت امرأة تاجرة ذات شرف ومال، وكانت تستأجر الرجال في مالها، وكانت قريش تجاراً فعرضت على النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن يخرج في مال لها إلى الشّام، ومعه غلام لها اسمه ميسرة، فخرج إلى الشام، فنزل تحت شجرة بقرب صومعة، فأطل الرّاهب إلى ميسرة فقال: من هذا؟ فقال: رجل من قريش، قال: ما نزل تحت هذه الشجرة إلاّ نبيّ. ثم باع النّبيّ صلى الله عليه وسلم تجارته وتعوّض ورجع، فكان ميسرة، فيما يزعمون، إذا اشتدّ الحرّ يرى ملكين يظلاّنه من الشمس وهو يسير.
وروى قصة خروجه صلى الله عليه وسلم إلى الشام تاجراً، المحاملي، عن عبد الله ابن شبيب وهو واه، ثنا أبو بكر بن شيبة، حدّثني عمر بن أبي بكر العدوي، حدّثني موسى بن شيبة، حدّثتني عميرة بنت عبد الله بن كعب بن مالك، عن أمّ سعد بنت سعد بن الربيع، عن نفيسة بنت منيه أخت يعلى قالت: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين سنة. فذكر الحديث بطوله، وهو حديث منكر. انتهى كلام الذهبي رحمه الله.
وكذلك أبو بكر بن أبي موسى الأشعري قد تكلم فيه ابن سعد فقال (وكان قليل الحديث يستضعف)
وقد وثقه العجلي وخرج له الشيخان من روايته عن أبيه ومسلم وحده من روايته عن البراء
¥(42/140)
ورواية يونس بن أبي إسحاق عنه لم يخرج له من طريقها أحد من أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي
وقد ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل الكوفة وذكر يونس بن أبي إسحاق في الطبقة السادسة
وقد توفي أبو بكر بن أبي موسى زمن خالد بن عبدالله
فيحتاج إلى بحث في سماع يونس منه!
وأما مرور النبي صلى الله عليه وسلم ببحيرا الراهب فقد جاء في روايات أخرى في سبب إسلام أبي بكر رضي الله عنه وغيرها وفيها نظر
قال الحافظ ابن حجر في الإصابة
وقد وردت هذه القصة بإسناد رجاله ثقات من حديث أبي موسى الأشعري أخرجها الترمذي وغيره ولم يسم فيها الراهب وزاد فيها لفظة منكرة وهي قوله واتبعه أبو بكر بلالا وسبب نكارتها أن أبا بكر حينئذ لم يكن متأهلا ولا اشترى يومئذ بلالا الا أن يحمل على أن هذه الجملة الأخيرة مقتطعة من حديث آخر أدرجت في هذا الحديث وفي الجملة هي وهم من أحد رواته
وأخرج بن منده من تفسير عبدالغني بن سعيد الثقفي أحد الضعفاء المتروكين بأسانيده عن ابن عباس أن أبا بكر الصديق صحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن ثمان عشرة سنة والنبي صلى الله عليه وسلم بن عشرين وهم يريدون الشام في تجارة حتى إذا نزل منزلا فيه سدرة قعد في ظلها ومضى أبو بكر إلى راهب يقال له بحيرا يسأله عن شيء فقال له من الرجل الذي في ظل السدرة فقال محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب فقال هذا والله نبي ما استظل تحتها بعد عيسى بن مريم الا محمد ووقع في قلب أبي بكر الصديق فلما بعث نبي الله صلى الله عليه وسلم اتبعه فهذا إن صح يحتمل أن يكون في سفرة أخرى بعد سفرة أبي طالب وفي شرف المصطفى لأبي سعيد النيسابوري أنه صلى الله عليه وسلم مر ببحيرا أيضا لما خرج في تجارة خديجة ومعه ميسرة وأن بحيرا قال له قد عرفت العلامات فيك كلها الا خاتم النبوة فاكشف لي عن ظهرك وأنه كشف له عن ظهره فرآه فقال أشهد أن لا آله الا الله وأشهد انك رسول الله النبي الأمي الذي بشر به عيسى بن مريم ثم ذكر القصة مطولة جدا فالله أعلم وإنما ذكرته في هذا القسم لأن تعريف الصحابي لا ينطبق عليه وهو مسلم لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك فقولنا مسلم يخرج من لقيه مؤمنا به قبل أن يبعث كهذا الرجل والله أعلم) انتهى كلام ابن حجر.
وقد بين كذلك ابن القيم رحمه الله النكارة التي في متن الحديث
وينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=65057#post65057
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 11 - 04, 05:08 م]ـ
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي
قال الجزري: إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح أو أحدهما وذكر أبي بكر وبلال فيه غير محفوظ وعده أئمتنا وهما وهو كذلك فإن سن النبي صلى الله عليه وسلم إذ ذاك اثنا عشرة سنة وأبو بكر أصغر منه بسنتين وبلال لعله لم يكن ولد في ذلك الوقت انتهى. وقال في ميزان الاعتدال: قيل مما يدل على بطلان هذا الحديث قوله وبعث معه أبو بكر بلالاً وبلال لم يخلق بعد وأبو بكر كان صبياً انتهى، وضعف الذهبي هذا الحديث لقوله وبعث معه أبو بكر بلالاً فإن أبا بكر إذ ذاك ما اشترى بلالاً.
وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة: رجاله ثقات وليس فيه سوى هذه اللفظة فيحتمل أنها مدرجة فيه منقطعة من حديث آخر وهما من أحد رواته كذا في المواهب اللدنية.
وقال الحافظ ابن القيم في زاد المعاد: ثم كفله عمه أبو طالب واستمرت كفالته له فلما بلغ ثنتي عشرة سنة خرج به عمه إلى الشام وقيل كانت سنة تسع سنين وفي هذه الخرجة رآه بحيرا الراهب وأمر عمه أن لا يقدم به إلى الشام خوفاً عليه من اليهود فبعثه عمه مع بعض غلمانه إلى المدينة ووقع في كتاب الترمذي وغيره أنه بعث معه بلالاً وهو من الغلط الواضح فإن بلالاً إذ ذاك لعله لم يكن موجوداً وإن كان فلم يكن مع عمه ولا مع أبي بكر، وذكر البزار في مسنده هذا الحديث ولم يقل: وأرسل معه عمه بلالاً ولكن قال رجلاً انتهى(42/141)
رجاء لأهل العلم وطلاب العلم الإفادة عن هذه الرواية!!!
ـ[مسترشد]ــــــــ[16 - 11 - 04, 11:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة في الله ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
أخوتي في الله ...
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله في التفاوى (الجزء 2/ 150)
ما نصه:
وقد رواه أبو الحسين بن بشران من طريق الشيخ أبى الفرج بن الجوزى فى الوفا بفضائل المصطفى صلى الله عليه وسلم حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو حدثنا احمد بن اسحاق بن صالح ثنا محمد ابن صالح ثنا محمد بن سنان العوفى ثنا ابراهيم بن طهمان عن يزيد بن ميسرة عن عبد الله بن سفيان عن ميسرة قال قلت يا رسول الله متى كنت نبيا قال لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وخلق العرش كتب على ساق العرش محمد رسول الله خاتم الأنبياء وخلق الله الجنة التى أسكنها آدم وحواء فكتب اسمى على الأبواب والأوراق والقباب والخيام وآدم بين الروح والجسد فلما أحياه الله تعالى نظر الى العرش فرأى اسمى فأخبره الله انه سيد ولدك فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعنا باسمى إليه.
السؤال أحبتي في الله ما مدى صحة هذه الرواية؟؟؟
أخوكم / مسترشد
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[17 - 11 - 04, 12:43 م]ـ
الحمد لله نسترفده الإعانة والتوفيق. ونستهديه الصواب على التحقيق. وبعد ..
الحديث المسئول عنه غلط إسناداً ومتناً، ومُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ العوقِى ثقة كبير لم يحدِّث بهذا، ولا حدَّث عنه الثقات من أصحابه به.
وإنما رواه مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ العوقِى قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى كُنْتَ نَبِيَّاً؟، قَالَ: ((وآدَمُ عَلَيْهِ السَّلام بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ)).
أخرجه هكذا البخارى ((التاريخ الكبير)) (7/ 374)، والطبرانى ((الكبير)) (20/ 353/833)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (3/ 129)، والحاكم (2/ 665)، والذهبى ((سير أعلام النبلاء)) (7/ 384 و13/ 451) من طرق عن مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ العوقِى بإسناده ومتنه سواء.
هكذا رواه عن مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ: البخارى، وأحمد بن إسحاق، وأحمد بن داود المكى، وأحمد بن محمد بن سلمة العنزى، وحفص بن عمر الرقى، ومحمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن يونس بن المبارك الأحول.
وتابعه عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ: مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ الْبَهْرَانِي، وعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِى، وشُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ المدائنى.
قال ابن سعد ((الطبقات)) (7/ 60): أخبرنا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ الْبَهْرَانِي حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ حَدَّثَنَا بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى كُنْتَ نَبِيَّاً؟، قال: ((كُنْتُ نَبِيَّاً وآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ)).
وأخرجه كذلك ابن عدى ((الكامل)) عن شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، والحاكم (2/ 665) عن عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِى، والرافعى ((التدوين فى أخبار قزوين)) (2/ 244) عن مُعَاذِ بْنِ هَانِئٍ، ثلاثتهم عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ به.
ولم يتفرد إبراهيم بن طهمان عَنْ بُدَيْلٍ، فقد تابعه: مَنْصُورُ بْنُ سَعْدٍ المعروف بصاحب اللؤلؤ.
قال الإمام أحمد (5/ 59): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ بُدَيْلٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى كُتِبْتَ نَبِيَّاً؟، قَالَ: ((وآدَمُ عَلَيْهِ السَّلام بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ)).
وأخرجه كذلك عبد الله بن أحمد ((السنة)) (864)، وابن أبى عاصم ((السنة)) (410)، والطبرانى ((الكبير)) (20/ 353/834)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (3/ 129/2)، وأبو طالب القاضى ((علل الترمذى)) (683)، وأبو نعيم ((حلية الأولياء)) من طرق عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ به.
¥(42/142)
قلت: وقد خولفا على روايته عن بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، فرواه حماد بن زيد ويزيد بن زريع ((عَنْ بُدَيْلٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ قال: قيل لِلنَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى كُنْتَ نَبِيَّاً؟))، ولم يذكروا ((عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ)). وخالفهم جميعاً حماد بن سلمة عن خالد الحذاء فقال ((عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْجَدْعَاءِ قال: قلتُ لِلنَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى كُنْتَ نَبِيَّاً؟))، رواه عنه هكذا كامل بن طلحة الجحدرى، وأكثر أصحاب حماد يقولون ((عن رجل)). وسيأتى بيانه إن شاء الله تعالى.
[إيقاظ وتنبيه] الصحيح من لفظ الحديث كما أوردناه ((وآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ))، وليس كما يتردد على ألسنة العوام ((وآدَمُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ)).
قال شيخ الإسلام بن تيمية فى ((الرد على البكرى)) (ص65): ((وأما ما يرويه كثير من الجهال والاتحادية وغيرهم من أنه قال: ((كُنْتُ نَبِيَّاً وآدَمُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ))، ((وآدَمُ لا مَاءَ وَلا طِينَ))، فهذا مما لا أصل له، لا من نقلٍ، ولا من عقلٍ، فإنَّ أحداً من المحدِّثين لم يذكره، ومعناه باطلٌ، فإن آدم عليه السلام لم يكن بين الماء والطين قط، فإن الطين ماء وتراب، و إنما كان ((بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ)). ثم هؤلاء الضلال يتوهمون أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان حينئذ موجوداً، و أن ذاته خلقت قبل الذوات، و يستشهدون على ذلك بأحاديث مفتراه؛ مثل حديث فيه ((أنه كان نورا حول العرش، فقال: يا جبريل؛ أنا كنت ذلك النور))، و يدعي أحدهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحفظ القرآن قبل أن يأتيه به جبريل.
والمقصود هنا: أن الله سبحانه وتعالى كتبه نبيَّاً بعد خلق آدم، وقبل نفخ الروح فيه)) اهـ.
وأعاده شيخ الإسلام فى ((مجموع الفتاوى)) (2/ 150:147)، وشنَّع على القائلين بأوليَّة خلق النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأطال فى بيان معنى كتابته صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبياً، وأنه كان نبياً فى التقدير الكتابى لا فى الوجود العينى، إذ المقطوع بصحته أن نبوته لم توجد حتى نبَّأه الله تعالى على رأس أربعين سنة من عمره، وأن الصحيح من معنى الحديث موافق للصحيح من حديث العرباض بن سارية، الذى أخرجه الإمام أحمد فى ((المسند)) (4/ 127) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الْكَلْبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِلالٍ السُّلَمِيِّ عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنِّي عَبْدُ اللهِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلام لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ)).
ـ[مسترشد]ــــــــ[18 - 11 - 04, 08:44 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبو محمد الألفي وزادك الله علما ..
لكن أخي الكريم ليتك توضح لي المسألة أكثر فهذه الرواية رواها ابن الجوزي في كتابه الوفا بفضائل المصطفى وهي من الأدلة التي يذكرها المجيزين للتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته كشاهد لهم على جواز ذلك ويزعمون أن اسنادها قوي وأن الحافظ قال بذلك في الفتح.
ولهذا أرجو اخي الكريم التوضيح اكثر لأني لم أجد احدا تكلم عنها لا سندا ولا متنا على حسب بحثي البسيط حتى شيخ الإسلام ذكرها ولم يتكلم عن سندها ولا متنها بل جعلها مفسرة للأحاديث الصحيحة.
وإليك أخي الكريم الرواية من كتاب (الدر الثمين) وهو اختصار لكتاب "الرد المحكم المتين على كتاب القول المبين" للغماري، اختصار وتقريب سعيد فودة (تنبيه من المشرف: هذا الرجل سعيد فودة مبتدع ضال وكلامه يدل على جهله بعلم الحديث)، مع تعليق مختصر الكتاب عليها.
قال: فقد روى ابن الجوزي في كتاب الوفا بفضائل المصطفى من طريق أبي الحسين ابن بشران، حدثنا أبو جعفر محمد بن سنان العوفي، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن بديل بن مسير، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة قال: قال: قلت يا رسول الله متى كنتَ نبياً قال: لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وخلق العرش كتب على ساق العرش محمد رسول الله خاتم الأنبياء، وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام، وآدم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى أسمى فأخبره الله أنه سيد ولدك، فلما غرَّهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه".
إسناد هذا الحديث قوي كما قال الحافظ في الفتح وغيره، وهو أقوى شاهد وقفت عليه لحديث عبد الرحمن بن زيد.
أرجو أخي الكريم أو اي أحد من الأخوة الكرام أعضاء المنتدى الاهتمام بالموضوع والإفادة!!!
أخوكم / مسترشد
¥(42/143)
ـ[مسترشد]ــــــــ[19 - 11 - 04, 02:35 م]ـ
أرجو أخي الكريم أو اي أحد من الأخوة الكرام أعضاء المنتدى الاهتمام بالموضوع والإفادة!!!
أخوكم / مسترشد
للرفع
ـ[مسترشد]ــــــــ[21 - 11 - 04, 05:31 م]ـ
يرفع
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 11 - 04, 06:24 م]ـ
بارك الله فيكم
لعل جواب الشيخ أبو محمد الألفي يكفي فقد أجاب عن هذا الإشكال وبين أن هذا الحديث فيه شذوذ في السند والمتن، فلا يستشهد به ولايتقوى بغيره
فالخلاصة أن السند الذي ذكره ابن الجوزي لايصح والمتن منكر مخالف لرواية الثقات، وأما فودة فلا يدري ما هو علم الحديث، فهو من أهل الكلام (الجهل) ولم يتقن علم الكلام أيضا، فما باله الآن يتكلم في الحديث!
فالمشكلة أنه قد لايفهم هذا الكلام لأنه لايعرف علم الحديث فيصعب تفهيمه
وكذلك الغماري عنده غرائب وعجائب.
فالمتن الصحيح (وآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ).
ـ[حارث همام]ــــــــ[21 - 11 - 04, 08:28 م]ـ
مشاركة عجلة:
الأخ الفاضل مسترشد لعل في السند الذي ذكرتموه سقطاً وليس هو كما أثبت هنا فالحديث رواه أبو الحسين بن بشران وقال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو، حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح، ثنا محمد بن صالح، ثنا محمد بن سنان ...
وابن بشران لايمكن أن يروي عن محمد بن سنان! فالأول مولود سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، والآخر توفي ثلاث وعشرين ومائتين.
أما أبوجعفر فلعله محمد بن عمرو الرزاز فقد ذكروه فيمن أخذ عنهم ابن بشران وهو من تلك الطبقة له ترجمة مقتضبة لاتفصح عن حال في تكملة الإكمال (2719).
وهذا السند به ثلاثة حالهم أقرب إلى الجهالة ومثلهم لايحتمل تفرده بمثل هذا الخبر، وقد أشار الشيخ الفاضل أبو محمد الألفي في رده الأول إلى أن هذا الاسناد غلط لكون الرواة الثقاة له عن محمد بن سنان لم يوردوا تلك الزيادة بل أوردوا ما أشار إليه (كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد)، ومافي معناها أما الاستشفاع فلم يرد إلاّ في هذه الطريق الغامضة التي لايدرى حال ثلاثة من رجالها.
أما الحديث بغير تلك الزيادة فقد روي عن أبي هريرة، وابن عباس، وميسرة الفجر، وعبدالله بن الجدعاء إن لم يكن هو ميسرة كما قيل، رضي الله عنهم، وبمعناه عن غيرهم، وهو عند الترمذي 5/ 585 رقم (3609)، وفي مسند أحمد في غير موضع 4/ 66 و 5/ 59 و 5/ 379، وفي مستدرك الحاكم 2/ 665 برقم (4209)، وفي الأحاديث المختارة للضياء 9/ 142 برقم (123)، ومصنف ابن أبي شيبة 7/ 329، وفي المعجم الأوسط للطبراني 4/ 272 برقم (4175) وفي الكبير 12/ 92 برقم (12571)، و 12/ 119 برقم (12646)، و 20/ 353 برقم (833)، وساقه الروياني في المسند مرسلاً من عبدالله بن شقيق 2/ 496 برقم (1527)، ورواه الخلال في السنة ص188 رقم (200)، وكذلك ابن أبي عاصم في السنة ص179 برقم (409)، وكذلك عبدالله بن الإمام أحمد في السنة 2/ 398 برقم (864)، ورواه ابن سعد في الطبقات مرسلاً عن مطرف بلفظ (بين الروح والطين)، ورواه غيرهم.
وهذا الحديث قد اختلف فيه فرواه جمع منهم حماد بن زيد ويزيد بن زريع عن بديل بن ميسرة عن عبدالله بن شقيق قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكروا ميسرة الفجر بل يرسله ابن شقيق، ورواه منصور بن سعد وبن طهمان عن بديل عن عبدالله عن ميسرة ولهذا الاختلاف ذكره القاضي في علل الترمذي.
غير أن لأصل الحديث كما مضت الإشارة طرق أخرى يعتضد بها رفعه ولكن بغير الزيادة.
ولعل ما قواه الحافظ ابن حجر في الفتح الحديث بغير الزيادة على أن البحث المتواضع الذي أجريته لم أقف فيه على كلام الحافظ بل تقويته لحديث ميسرة الفجر المشهور بغير هذه الزيادة الشاذة في الفتح مشكل لأنه كأنه توقف في حديث ميسرة بين إرساله من ابن شقيق ورفعه عن ميسرة في تهذيب التهذيب (انظر ترجمة عبدالله بن جدعاء التميمي) فحبذا لو تدلنا على الموضع الذي صحح فيه ابن حجر هذا الحديث في الفتح.
والخلاصة هذه الزيادة ليس لها سند صحيح معروف والله أعلم، وما أشير إليه من إسناد شاذ لاتقوم به حجة. والقول بأن ابن حجر حسنها يحتاج إلى توثيق فإن ثبت احتاج إلى تخريج يبين وجهه والله أعلم.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 11 - 04, 10:27 م]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه. والواقى من اتقاه. والصلاة والسلام الأكملان على أكمل خلق الله. وبعد ..
أخى الموفق المسدَّد / الشيخ عبد الرحمن الفقيه
بارك الله فيكم، ورزقنا وإياكم السداد والتوفيق
كأنى بك قد فهمت مرادى من عدم الاستطراد فى بيان ما فى إسناد ابن الجوزى، بمجرد الاكتفاء بذكر الثابت والمحفوظ من رواية محمد بن سنان العوقى، برواية أثبات أصحابه عنه، ورأسهم إمام المحدثين. وقد وددت أن يكون قصدى مفهوماً بهذا التصدير: ((الحديث المسئول عنه غلط إسناداً ومتناً، ومُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ العوقِى ثقة كبير لم يحدِّث بهذا، ولا حدَّث عنه الثقات من أصحابه به)).
أخى / حارث همام
وفقتم، وجزاكم الله خيراً.
لكنى أرى قبل أن أطالع إسناد ابن الجوزى أنه ربما كان هكذا ((أبو الحسين بن بشران قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح ثنا محمد بن سنان)) به، وأن محمد بن صالح زائدة فى السند، وإنما لم أحقق سند ابن الجوزى لأننى لم أطالع كتابه، وصعب علىَّ الحصول عليه. ولهذا اقتصرت على ما نقله الإمام الحافظ ابن تيمية فى ((الفتاوى))، ولكن يبقى الإشكال قائماً: لماذا قوََّاه وما مستنده؟!.
¥(42/144)
ـ[حارث همام]ــــــــ[22 - 11 - 04, 10:13 ص]ـ
الشيخ الفاضل أحسن الله إليكم ..
بالنسبة للسند فقد نُقل في الفتاوى (2/ 150) كما أُثبت بذكر الثلاثة من طريق أبي الفرج واحتمال التصحيف وارد غير أن الغماري في مرشد الحائر ذكره كذلك ولعل جيد الاطلاع على علاته التي تعرفونها.
وأما تصحيحه فقد نقل الأخ مسترشد عمن لايوثق فيه تحسين ابن حجر له ولعل هذا غريب يحتاج إلى توثيق.
وأما شيخ الإسلام فظاهر كلامه لايفهم منه جنوح نحو تصحيحه بل قد يفهم منه خلاف ذلك عند التأمل، وهو خلاف ما نص عليه في مسألة الاستشفاع وأحاديثها في رده على البكري وفي اقتضاء الصراط وفي غير موضع من الفتاوى.
وراجع من ذلك قوله في رده على البكري في استدلاله بالحديث الذي يروي أن آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة و جرى ما جرى استشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى الله وفيه قول الله بزعمه: "يا آدم كيف عرفت محمداً ولم أخلقه بعد؟
قال له لما نفخت في الروح رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق عليك فقال صدقت، يا آدم إنه لأحب خلقي إلي وإذ سألتني به فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك وهو آخر الأنبياء من ذريتك".
من ص52 وما بعدها.
أما ما يقول بثبوته شيخ الإسلام فهو ما ذكرتموه في أول ردكم حفظكم الله كنت أو كتبت نبياً وآدم بين الروح والجسد، وما روي نحوه كحديث العرباض كنت نبياً وإن آدم لمنجدل في طينته.
وهذه القول بثبوتها محل اعتبار وموضع نظر أما الزيادة في استشفاع آدم فكلامه ظاهر في ردها، والله أعلم.
ـ[حارث همام]ــــــــ[22 - 11 - 04, 11:41 ص]ـ
تتمة:
وقد ذكر شيخ الإسلام ما يفيد حكمه على هذه الزيادة في الاستشفاع من آدم عليه السلام بمحمد صلى الله عليه وسلم، بالكذب وذلك في منهاج السنة7/ 131 قال: "وطائفة قد رووا أنه توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى قبل توبته و هذا كذب".
أما كتاب ابن الجوزي فقد ذكر أحد الإخوان أن لديه طبعة لدار الكتب العلمية بتحقيق مصطفى عطا ويبدو أنها عن نسخة ملفقة من مختصرات أو تحتاج إلى تأمل فالأسانيد إن صح خبره محذوفة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 11 - 04, 01:51 م]ـ
بارك الله فيكم مشايخنا الكرام
والذي يوجد في المطبوع (دار الكتب العلمية) من الوفا لابن الجوزي بتحقيق مصفى عبدالقادر عطا ذكر الحديث بدون إسناد ص26 فقد تكون النسخ التي وقفوا عليها محذوفة الأسانيد وفيه هذه اللفظة (واستشفعا باسمى إليه) وقال المحقق في الحاشية في نسخة (استشفعوا).
والحديث عند ابن بشران في الأمالي (1/ 391) رقم (905) أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن الفقيه ثنا أبو علي الحسن بن سالم السواق ومحمد بن إسماعيل السلمي قالا ثنا محمد بن سنان العوفي ثنا إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبدالله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال قلت يا رسول الله متى كنت نبيا قال: (كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد) انتهى.
وليس عند ابن بشران السياق الذي ذكره ابن الجوزي.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[22 - 11 - 04, 03:55 م]ـ
برهان ذلك أن أبا الحسين علي بن محمد بن بشران قد رواه في الجزء الرابع من حديث محمد بن عمرو بن البختري الرزاز رقم 7 - مجموعة الرزاز بتحقيق أخينا نبيل جرار - قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح، حدثنا محمد بن سنان العوقي حدثنا إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال قلت: يا رسول الله متى كنت نبيا؟ قال: و آدم بين الروح و الجسد.
و هذا السند هو ما أخرجه أبو الحسين ابن بشران، و هو نفس الطريق التي ساقها شيخ الإسلام، لكن وقع فيها تحريف، لا أدري الآن ممن هو؟
هل هو من الناسخ، حيث أدخل في السند و المتن ما ليس منه، أم أن التحريف قديم، و هو كذلك في بعض نسخ الوفا لابن الجوزي؟
و كأن الثاني أقرب، بل لعله الأظهر، فالمتن ورد كذلك في النسخة المحذوفة الأسانيد من الوفا، كما نبه على هذا الشيخ الفقيه، لكن يبقى للناظر احتمال أن يكون سقط من الأصل أو من الناسخ عن الأصل، سواء أكان محقق المجموع أو ناسخ المخطوطة = متن رواية ميسرة و سند المتن الذي بعده، و هذا الاحتمال عندي كبير جدا، و ما أكثر ما يقع من النساخ و المحققين.
ملاحظة:
ما ذكره أخونا الشيخ عبد الرحمن من كون ابن بشران أخرجه في الأمالي 905، صحيح؛ غير أن ابن بشران المذكور غير ابن بشران الوارد في كلام ابن تيمية.
فالذي في كلام أبي العباس هو أبو الحسين، و الذي طبعت أماليه و عنها خرج الشيخ عبد الرحمن = هو أبو القاسم.
فلزم التنبيه، و جزى الله الجميع خيرا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 11 - 04, 04:08 م]ـ
أحسنت شيخنا الكريم،وماهي بأول فوائدك وتنبيهاتك، فجزاك الله خيرا وبارك فيكم ونفعنا بعلمكم.
¥(42/145)
ـ[حارث همام]ــــــــ[22 - 11 - 04, 04:29 م]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا الحبيب ..
وقد بدا للوهلة الأولى أن المحقق حقق مخطوطة ملفقة من مختصرات لكتاب ابن الجوزي لا على نسخة أحد الأعلام المحققين فضلاً عن أن تكون نسخة بخط مؤلفها ارتضاها.
ثم لما أعدت قراءة كلام شيخ الإسلام بدا لي أن سقطاً في الفتاوى محتملاً ربما كان في هذا الموضوع فقد قال رحمه الله: "وقد رواه أبو الحسين بن بشران من طريق الشيخ أبى الفرج بن الجوزى في (الوفا، بفضائل المصطفى) صلى الله عليه وسلم: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو" هكذا برقومه.
وظاهر هذا السياق أن ابن بشران ساق الحديث من طريق ابن الجوزي وهذا لايكون، ويبعد أن يهم شيخ الإسلام في دقيق النقول والأمور فضلاً عن جليها وجليلها.
فلعل تصحيفاً وتحريفاً اجتمعا هنا فأوقعا الإشكال وتحقيق المقال يفتقر إلى بحث لا أملك مفاتحه، وربما كان لأحد مشايخنا به قِبل، فليحرره مشكوراً مأجوراً.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 11 - 04, 04:57 م]ـ
وهذا كلام الغماري في مرشد الحائر
وقال أبو الحسين بن بشران، حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو، حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح، ثنا محمد بن صالح، ثنا محمد بن سنان العَوفي، ثنا إبراهيم بن طَهمان، عن بُدَيل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة قال: قلت: يا رسول الله متى كنت نبيًّا؟ قال: "لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وخلق العرش كتب على ساق العرش: محمّد رسول الله خاتم الأنبياء، وخلق الله الجنّة التي أسكنها ءادم وحوّاء فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام، وءادم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبر أنه سيد ولدك، فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه" اهـ، إسناد جيد قوي.
فكلام الغماري نقله عن الإمام ابن تيمية رحمه الله كما هو محرفا!
وأما قوله إسناده جيد فليس بصحيح كما سبق بل هو شاذ منكر بهذا اللفظ من حديث ميسرة.
وفي سبل الهدى والرشاد للصالحي الشامي (تلميذ السيوطي) ج 1 ص 86:
. وروى ابن الجوزي بسند جيد لا بأس به، عن ميسرة رضي الله تعالى عنه قال: قلت يا رسول الله، متى كنت نبيا؟ قال: " لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وخلق العرش كتب على ساق العرش: محمد رسول الله خاتم الأنبياء. وخلق الله تعالى الجنة التي أسكنها آدم وحواء، فكتب اسمي على الأوراق والأبواب والقباب والخيام، وآدم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي، فأخبره الله تعالى أنه سيد ولدك. فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه ".
وقوله بسند جيد غير جيد كما سبق
فالحاصل أن هذا الحديث بهذا اللفظ المذكور عند ابن الجوزي من حديث ميسرة لايصح، فمتنه شاذ مخالف لكل من روى الحديث عن ميسرة، والاحتمال الذي ذكره الشيخ أبو تيمية حفظه الله من احتمال خطأ الناسخ وكونه انتقل بصره للذي بعده احتمال كبير جدا وقد يكون من ابن الجوزي أيضا
لأن ابن الجوزي رحمه الله ذكر كما في المطبوع من الوفا ص25
(عن ميسرة الفجر قال قلت يارسول الله متى كنت نبيا؟ قال (وآدم بين الروح والجسد)
عن ميسرة قال قلت يارسول الله متى كنت نبيا؟ قال (فذكر اللفظ الطويل السابق)
فابن الجوزي ذكر حديث ميسرة كما هو لفظه المعروف ثم قال عن ميسرة وذكر اللفظ الثاني المنكر.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[24 - 11 - 04, 02:46 م]ـ
حاشا لله ...
فالفضل منكم إلينا، بارك الله فيكم و نفعنا بعلومكم.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 11 - 04, 03:33 ص]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه. والواقى من اتقاه. والصلاة والسلام الأكملان على أكمل خلق الله. وبعد ..
بارك الله فيكم .. وأحسن مثوبتكم .. ونفع بكم
قول الشيخ الموفَّق أبى تيمية إبراهيم: ((برهان ذلك أن أبا الحسين علي بن محمد بن بشران قد رواه في الجزء الرابع من حديث محمد بن عمرو بن البختري الرزاز رقم 7 - مجموعة الرزاز بتحقيق أخينا نبيل جرار - قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح حدثنا محمد بن سنان العوقي حدثنا إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال: قلت: يا رسول الله متى كنت نبيا؟، قال: وآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ)).
¥(42/146)
قلت: فهذا تأكيد لما ابتدأته من الجواب بقولى: ((الحديث الوارد فى السؤال غلط إسناداً ومتناً، ومُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ العوقِى ثقة كبير لم يحدِّث بهذا، ولا حدَّث عنه الثقات من أصحابه به)).
وما ثنيت به من قولى: ((لكنى أرى قبل أن أطالع إسناد ابن الجوزى أنه ربما كان هكذا ((أبو الحسين بن بشران قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح ثنا محمد بن سنان)) به، وأن محمد بن صالح مقحمة فى السند، وإنما لم أحقق سند ابن الجوزى لأننى لم أطالع كتابه، وصعب علىَّ الحصول عليه)).
فإذا انضاف ذلك إلى ما ذكرته من اتفاق الأثبات من أصحاب محمد بن سنان العوقى على سياقة متن حديثه هكذا: ((سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى كُنْتَ نَبِيَّاً؟، قال: ((كُنْتُ نَبِيَّاً وآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ))، وفى رواية ((مَتَى كُتِبْتَ نَبِيَّاً؟)). فقد بان أن الرواية المسئول عنها قد تطرق إليها الخطأ أو التحريف إسناداً ومتناً بطريقٍ ما!!.
وسبيل البيان: إنه إذا كان معتمد الحافظ ابن الجوزى فى كتابه ((الوفا بفضائل المصطفى))، وكذلك الإمام الحافظ ابن تيمية فى ((مجموع الفتاوى))، ومدارهما على رواية أبى الحسين بن بشران، فحيث ثبت أنها موافقة لروايات الثقات الأثبات الآنف بيان مصادرها، فقد اتضح أن ثمة خطأ أو تحريف فى النقل عن هذه الرواية فى الكتابين المذكورين.
وأزيده تأكيداً، بأن أبا الحسين بن بشران قد توبع على روايته الموافقة للجماعة إسناداً ومتناً.
فقد قال الحافظ الذهبى فى ((سير الأعلام)) (7/ 384): أخبرنا أبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن بن المنادي أنبأنا العلامة موفق الدين عبدالله بن احمد المقدسي في رجب سنة عشرين وست مئة أنبأنا محمد بن عبد الباقي ح وقرأت على ست الأهل بنت علوان أنبأنا البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم أخبرتنا فخر النساء شهدة، قالا: أنبأنا الحسين بن أحمد النعالي أنبأنا علي بن محمد المعدل أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا أحمد بن إسحاق ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ العوقِى ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى كُتِبْتَ نَبِيَّاً؟، قَالَ: ((وآدَمُ عَلَيْهِ السَّلام بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ)).
قلت: فهذا على بن محمد المعدل متابع لابن بشران على الإسناد والمتن جميعاً موافقاً لرواية الجماعة، والمعدل هو علي بن محمد بن عبد الله بن بشران بن محمد بن بشر بن مهران بن عبد الله أبو الحسين الأموي المعدل، كان صدوقا ثقة ثبتا حسن الأخلاق تام المروءة ظاهر الديانة، قاله أبو بكر الخطيب البغدادى.
****** ****** ******
قول الشيخ الموفق عبد الرحمن الفقيه: ((وهذا كلام الغماري في مرشد الحائر:
وقال أبو الحسين بن بشران حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح ثنا محمد بن صالح ثنا محمد بن سنان العَوفي ثنا إبراهيم بن طَهمان عن بُدَيل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة قال: قلت: يا رسول الله متى كنت نبيًّا؟، قال: ((لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وخلق العرش كتب على ساق العرش: محمّد رسول الله خاتم الأنبياء، وخلق الله الجنّة التي أسكنها آدم وحوّاء، فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام، وآدم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبر أنه سيد ولدك، فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه)) اهـ، إسناد جيد قوي)).
قال الشيخ الفقيه: ((فكلام الغماري نقله عن الإمام ابن تيمية رحمه الله كما هو محرفاً!. وأما قوله: إسناده جيد فليس بصحيح، كما سبق، بل هو شاذ منكر بهذا اللفظ من حديث ميسرة)) اهـ.
قلت: هذا كلام محرَّر قوى، لا ينبغى العدول عنه. إذ كيف يكون إسناده جيداً، وفيه هذه الزيادة فى الإسناد: ((محمد بن صالح)) الراوى عن العوقى، من هو؟، وما حاله؟. لقد جهدت فى التعرف على المحمدين من الرواة عن العوقى، وأحصيتهم وسع طاقتى، فلم أقف عليه. ثم هو مخالف للثابت المتيقن من إسناد ابن بشران الآنف ذكره كما فى ((حديثه عن الرزاز)).
والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات، وبتوفيقه تنجلى المشكلات المدلهمات.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[25 - 11 - 04, 11:42 ص]ـ
شيخنا المكرم أبا محمد - حفظكم الله - لا زال كلامكم مسددا ...
بارك الله فيكم و نفع بعلمكم
....
و بخصوص المتابعة التي ذكرتموها، أقول:
علي بن محمد المعدل الوارد في إسناد الذهبي، هو عينه ابن بشران أبو الحسين صاحبنا، و رواية الذهبي هي من طريق الجزء الرابع من حديث الرزاز الذي أشرت إليه.
و قد رواه ابن بشران المعدِّل، و عنه: الحسين النعالي، و عنه: شهدة و أبو الفتح ابن البطي.
و قد فصل في الإسناد إلى الجزء المذكور، أخونا الشيخ نبيل جرار في مقدمة المجموع ص 67، فلينظر.
و الله الموفق.
¥(42/147)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 11 - 04, 01:25 ص]ـ
الحمد لله نسترفده الإعانة والتوفيق. ونستهديه الصواب على التحقيق.
وبعد ..
الشيخ الموفق / أبو تيمية إبراهيم
بارك الله لكم، ووفقتم، وهديتم.
هو كما قلتم، ولكنى استدركت ذلك بعد الكتابة والنقل على المنتدى، ولم أتمكن من التعديل لقلة المكث على الشبكة، ولسرعة التنقل.
فجزاكم الله خيراً على هذا الاستدراك، فهو فائق الحسن، ودال على التيقظ والتثبت، فبارك الله لكم
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 01 - 08, 07:37 م]ـ
وَالْخُلاصَةُ أن: أبَا الْحُسَيْنِ ابْنَ بِشْرَانَ لَمْ يَرْوِ إِلاَّ هَذَا الْمَتْنَ:
يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى كُنْتَ نَبِيَّاً؟، قَالَ: «وآدَمُ عَلَيْهِ السَّلام بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ».
وَلَيْسَ عِنْدَهُ هَذِهِ الزِّيَادَةُ الْمُنْكَرَةُ.
قَالَ أبُو الْحُسَيْنِ ابْنُ بِشْرَانَ الْمُعَدِّلُ «مَجْلِسٌ مِنْ أَمَالِي أَبِي جَعْفَرٍ ابْنِ الْبَخْتَرِيِّ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ» (ح7): أَخْبَرَنَا أبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ قِرَاءةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فَأَقَرَّ بِهِ فِي شَعْبَانَ مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ يعنِي ابْنَ إِسْحَاقَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى كُنْتَ نَبِيَّاً؟، قَالَ: «وآدَمُ عَلَيْهِ السَّلام بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ».
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَنْهُ: أبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي «دَلائِلِ النُّبُوَّةِ» (18): أَخْبَرَنَا أبُو الْحُسَيْنِ ابْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ قَالَ: حَدَّثَنَا أبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى كُنْتَ نَبِيَّاً؟، قَالَ: «وآدَمُ عَلَيْهِ السَّلام بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ».
ـ[أحمد يس]ــــــــ[27 - 01 - 08, 06:03 ص]ـ
ولجمع كل ما قيل عن هذا الحديث بهذه الزيادة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17351
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25357
والرابط الأخير لم يكتمل التوضيح فيه فقد أجمل الأخ الفاضل الشيخ الفقيه الجواب في النهاية.(42/148)
ضيف جديد، وعندي بعض الإسئلة في التخريج؟
ـ[محمد صديق]ــــــــ[18 - 11 - 04, 11:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
========
اقبلوني ضيفاً عندكم ....
========
سؤالي:
عند تخريجي لحديث ٍ ما، أجد أن هذا الحديث مثلاً موجود في بعض كتاب الصحاح والسنن
وبعض المصنفات، فهل أقول مثلاً: هذا الحديث أخرجه:
البغدادي في تأريخه، وسعيد بن منصور في سننه، أم أكتفي بالصحاح والسنن؟
السؤال الثاني:
هل يخرج الحديث فقط بنفس اللفظ، وإلا لابد من تتبع الروايات المختلفة فيخرج معها؟
السؤال الثالث:
اسم اسهل كتاب لي في مسألة التخريج وضرب الأمثلة لذلك، وهل هو موجود في خزانتكم؟
والمعذرة على الإطالة، أحسب أني أطلت عليكم.
ـ[محمد صديق]ــــــــ[19 - 11 - 04, 07:49 م]ـ
أين حق الضيافة؟!
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[19 - 11 - 04, 08:04 م]ـ
@ محمد صديق ,
الضيافة ثلاثة ....................
يبدو لي كأن هذه الأسئلة يجب طرحها على شيخك أو أستاذك الذي تدرس عليه علوم الحديث.
غير أنني لا أعرف المناهج التعليمية في بلادكم.
موراني
ـ[البقاعي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 11:55 م]ـ
أما السؤال الأول فعلى حسب نوع لتخريج إن كنت متوسع فلا بد أن تذكر كل من وقفت عليه وقد خرج الحديث وإن كنت تخرج تخربج بسط فلا مانع من الوقوف عند كتب معينه
والسؤال الثاني نفس الجواب الأول فهي ترجع لنوع التخريج
أسهل الكتب لايوجد كتاب معين ولكن على حسب الحديث الموجود عندك
فأذا كان الحديث بمعنه ترجع للكتب المبوبة على الأبوب مثل السنن والصحاح وتبحث في الباب الذي تتوقع أن تده
وأذا كان عندك الحديث كامل تبحث في الكتب المبوبه على الحروف الأبجدية مثل موسوعة أطراف الحديث والجامع الصغير
وأذ كان عندك الراوي فقط تبحث في المسانيد والمعاجم والأطراف مثل مسند الأمام أحمد وتحفة الأشراف والمعجم الكبير للطراني
وأذا كان عندك كلمة تبحث في المعاجم لألفاظ الحديث مثل المعجم المفهرس ومفتاح كنوز السنة
هذا بختصار وأن أردت المزيد فراسلني على الإيميل لأرسل لك بحث في طرق التخريج
aas1_l@hotmail.com
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[21 - 11 - 04, 02:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أسهل كتاب لتعلم فن تخريج الأحاديث هو: (أصول التخريج ودراسة الأسانيد) للدكتور الطحان وهو من مطبوعات مكتبة المعارف بالرياض.
وأيضاً كتاب أحمد الغماري: (حصول التفريج بأصول التخريج) بتحقيق محمود سعيد ممدوح.
قلت: والأخير وإن كان مؤلفه لم يكمله إلا أنه نفيس , وينبغي على كل طالب علم أن يقتنيه.
ـ[كتبي]ــــــــ[21 - 11 - 04, 07:37 م]ـ
عليك بهذه الدروس، ففيها الكفاية إن شاء الله ...
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=16610
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1391
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[21 - 11 - 04, 08:09 م]ـ
ربما تستفيد من هذا الكتاب:
علوم الحديث ومصطلحه لصبحي صالح
الطبعة الثانية. دمشق 1963
ان كان موجودا في أسواق الكتب.
موراني
ـ[عبدوه]ــــــــ[22 - 11 - 04, 12:33 ص]ـ
undefined السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
========
اقبلوني ضيفاً عندكم ....
========
سؤالي:
عند تخريجي لحديث ٍ ما، أجد أن هذا الحديث مثلاً موجود في بعض كتاب الصحاح والسنن
وبعض المصنفات، فهل أقول مثلاً: هذا الحديث أخرجه:
البغدادي في تأريخه، وسعيد بن منصور في سننه، أم أكتفي بالصحاح والسنن؟
السؤال الثاني:
هل يخرج الحديث فقط بنفس اللفظ، وإلا لابد من تتبع الروايات المختلفة فيخرج معها؟
السؤال الثالث:
اسم اسهل كتاب لي في مسألة التخريج وضرب الأمثلة لذلك، وهل هو موجود في خزانتكم؟
والمعذرة على الإطالة، أحسب أني أطلت عليكم.
ـ[عبدوه]ــــــــ[22 - 11 - 04, 12:49 ص]ـ
التخريج هو عزو الحديث إلى مصادره كما هو معروف ويضيف بعضهم الحكم عليه
ج1 الأصل أن تكتفي بالعزو إلى الصحيحين لاتفاق الأمة عليهما
أما إذا كنت تريد معرفة المخارج والإحاطة بها ومعرفة الرجال وعن من يروون لكي يحصل للك الذوق الحديثي فلا بد من الإستيفاء.
ج2 لابد من استيفاء جميع الروايات وتتبعها حتى تعرف أحوال الراوي وضبطه
ج3 من أسهل الكتب تقريبا للفهم أصول التخريج للطحان
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[22 - 11 - 04, 01:05 ص]ـ
حمل كتاب اصول التخريج و دراسه الاسانيد - د. محمود الطحان pdf
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23547
حمل كتاب تيسير دراسه الاسانيد - عمرو عبد المنعم سليم pdf
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23473
ـ[محمد صديق]ــــــــ[14 - 12 - 04, 02:04 م]ـ
أحسب أني تأخرت في الرد عليكم؛ فلقد انشغلت ....
الأفاضل أفاضل وفقكم الله وأحسنتم أجمعين:
د. م. موراني
البقاعي
خالد الأنصاري
كتبي
عبدوه
طويلب علم صغير
========
ويا خالد الأنصار وفقك الله، ذكرت كتاب محمود سعيد ممدوح
وأنا لا أتكلم عن الكتاب، ولكن هذا الشخص على ما يبدو لي أنه ألف كتاب ينتقص فيه الشيخ الألباني
بطريقة مباشرة وغير مباشرة ولا أذكر اسم الكتاب، ولعل الإخوة يذكروه ويبينوا ما وقع فيه صاحبه من أخطاء
وفقكم الله جميعاً.
¥(42/149)
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[14 - 12 - 04, 02:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الكتاب ليس من تأليف محمود سعيد غفر الله لك , وإنما هو لأحمد الغماري وقد طبع عدة طبعات أفضلها تلك التي طبعت في مكتبة طبرية , والتي طبعت بتحقيق محمود سعيد.
وتثبت من كلامي جيداً غفر الله لك؟!!
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[14 - 12 - 04, 04:51 م]ـ
محمد صديق:
ربما تبحث عن الكتاب التالي:
بيان أوهام الألباني في تحقيق لكتاب فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم للقاضي اسماعيل بن اسحاق الأزدي
بقلم أسعد سالم تيّم
دار الرازي. عمان الأردن 1999
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[14 - 12 - 04, 05:11 م]ـ
إنما يقصد بذلك كتاب " تنبيه المسلم إلى تعدي الألباني على صحيح مسلم " لمحمود سعيد ممدوح , لا كما ذكرت (د. م. موراني).
ـ[محمد صديق]ــــــــ[14 - 12 - 04, 10:20 م]ـ
نعم أخي خالد الأنصاري كما ذكرت، ولكن كنت أود بيان اسم الكتاب وقد بينته، والمقصود قد وصل
فالذي كنت أريده بيان كيف أنه خرج وتعدى على الألباني رحمه الله بأسلوب غريب!!؟؟
وبالنسبة للشيخ الغماري هل هو أحمد الغماري الحسني؟
وما رأي أهل العلم في تخريجاته وتحقيقاته، وفي محمود سعيد ممدوح؟
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[15 - 12 - 04, 03:27 ص]ـ
أخي محمد صديق , انظر كلامي في " صواعق وبروق " لعلك تجد فيه بغيتك.(42/150)
سؤال عن: الأحاديث الواردة فى تحريم إتيان الزوجة فى الدبر
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[20 - 11 - 04, 09:17 ص]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة على محمد تتوالى. وبعد ..
فقد ورد السؤال من بعض طلبة العلم هكذا: أسألك بارك الله فيك عن: الأحاديث الواردة فى تحريم إتيان الزوجة فى الدبر؛ من حيث صحتها، وفقهها لو تكرمت؟. فقد نقل ((الطبرى)) فى كتاب ((اختلاف الفقهاء)) القول عن مالك بالجواز!.
فما صحة هذا القول عن مالك من الناحية الحديثية، وماهو الراجح فى هذه المسألة نفع الله بكم.
فكان من جوابى عنه، ما نصه:الحمد لله الواقى من اتَّقاه مرج الأهواء وهرجها. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً كامنةً في القلبِ واللسانُ ينطق بها والجوارحُ تعمل على منهاجها. آمنةً من اختلال الأذهان وغلبة الأهواء واعوجاجِها. ضامنةً لمن يموتُ عليها حسنَ لقاءِ الأرواح عند عروجِها. وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله إمام التقوى وضياء سراجها. والسراج المنير الفارق بين ضياء الدين وظلمات الشرك واعوجاجها. والآخذ بحجز مصدقيه عن التهافت فى النار وولوجِها. صلى الله عليه أزكى صلاته ما دامت الشمس تجرى لمستقرٍ لها فى أبراجها.
وبعد. فالله المسئولُ عوناً يرشدُ إلى السبيل القويم، وتوفيقاً يهدى إلى الصراط المستقيم، إنه ولى ذلك والقادر عليه.
فاعلم ـ أيَّدك الله بتوفيقه ـ أن الأحاديث الواردة فى تحريم إتيان النساء في أدبارهن مستفيضة، بل متواترة، وقاضية بتحريم وطء المرأة فى دبرها حائضاً كانت أو طاهراً، وقد جمعها الحافظ أبو الفرج بن الجوزى بطرقها في جزء سماه ((تحريم المحل المكروه))، ولا ينبغى لمن بلغته وتوثق من صحتها وتواترها، أن يخالف دلالتها على التحريم، فيلتمس الرخصة فى الجواز بزلات العلماء، ورخص الإفتاء، وقد صحَّ عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه خلاف ما نسبوه إليه من الجواز، وأنكر أن يفعله أحد من المسلمين، وقال ((أُفٍ أَوَ يَعْمَلُ هَذَا مُسْلِمٌ!))، وهذا هو اللائق به رضى الله عنه، والذى لا ينبغى أن يُروى عنه خلافه، وكذلك أنكره إمام دار الهجرة مالك بن أنس، واستعظمه، وكذَّب من نسب ذلك إليه.
فأما إنكار ابن عمر، فقد قال الدارمى (1122): أَخْبَرَنَا عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني الحارث بن يعقوب عن سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ أَبِي الْحُبَابِ قَالَ: قُلْتُ لابْنِ عُمَرَ: مَا تَقُولُ فِي الْجَوَارِي حِينَ أُحَمِّضُ بِهِنَّ؟، قَالَ: وَمَا التَّحْمِيضُ؟، فَذَكَرْتُ الدُّبُرَ، فَقَالَ: هَلْ يَفْعَلُ ذَاكَ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ!!.
وأخرجه الطحاوى ((شرح المعانى)) (3/ 41) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادى ثنا عبد الله بن وهب ثنا الليث بنحوه.
قال الحافظ أبو الفداء بن كثير الدمشقى: ((وهذا إسناد صحيح، ونص صريح منه ـ يعنى ابن عمر ـ بتحريم ذلك. فكل ماورد عنه مما يحتمل خلافه، فهو مردود إلى هذا المحكم)) اهـ.
وأما ما اشتبه على الرواة من قول ابن عمر بجواز إتيان المرأة فى دبرها، وقول مالك بموجبه.
فقد أخرجه النسائى ((الكبرى)) (5/ 315/8979) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان نا أصبغ بن الفرج نا عبد الرحمن بن القاسم قال: قلت لمالك: إن عندنا بمصر الليث بن سعد يحدِّث عن الحارث بن يعقوب عن سعيد بن يسار قال: قلت لابن عمر: إنا نشتري الجواري فنحمض بهن قال: وما التحميض؟، قال: نأتيهن في أدبارهن، قال: أُفٍ أَوَ يَعْمَلُ هَذَا مُسْلِمٌ!، فقال لي مالك فأشهد على ربيعة لحدَّثني عن سعيد بن يسار أنه سأل ابن عمر عنه، فقال: لا بأس به.
ثم قال (8980): أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي نا معنٌ يعنى ابن عيسى حدثني خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت عن يزيد بن رومان عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر: أن ابن عمر كان لا يرى بأسا أن يأتي الرجل امرأته في دبرها، قال معنٌ وسمعت مالكا يقول: ما علمته حرام.
فهذا جُمَّاع ما رووا عن ابن عمر فى جواز إتيان الرجل امرأته فى دبرها، وقول مالك ليس بحرامٍ.
فإن كان قوله ((لا بأس به)) محفوظاً، ولم يجزْ أن نوهِّمَ أحداً من رواته، فهو مردود من وجهين:
¥(42/151)
[الوجه الأول] أنه مع تصريحه في الرواية الأخرى بالإنكار على من وطئهن في الدبر، وقوله ((أُفٍ أَوَ يَعْمَلُ هَذَا مُسْلِمٌ!))، وموافقة ذلك للثابت المستفيض عن النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: ((لا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ))، يمكن أن يُحمل قوله بالجواز على إتيانهن من طريق الدبر، فلا يكون الدبر محلاً للوطء، بل طريقاً إلى وطء القبل، كما ثبت ذلك فى حديث أم سلمة، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباسٍ رضى الله عنهم.
فأما حديث أم سلمة، فقد أخرجه الإمام أحمد (6/ 305) قال: حدثنا عفان ثنا وهيب ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن سابط قال: دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ ابْنَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقُلْتُ: إِنِّي سَائِلُكِ عَنْ أَمْرٍ، وَأَنَا أَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلَكِ عَنْهُ، فَقَالَتْ: لا تَسْتَحْيِي يَا ابْنَ أَخِي، قَالَ: عَنْ إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ أَنَّ الأَنْصَارَ كَانُوا لا يُجِبُّونَ النِّسَاءَ، وَكَانَتِ الْيَهُودُ تَقُولُ: إِنَّهُ مَنْ جَبَّى امْرَأَتَهُ كَانَ وَلَدُهُ أَحْوَلَ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ نَكَحُوا فِي نِسَاءِ الأَنْصَارِ، فَجَبُّوهُنَّ، فَأَبَتِ امْرَأَةٌ أَنْ تُطِيعَ زَوْجَهَا، فَقَالَتْ لِزَوْجِهَا: لَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَتْ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهَا، فَقَالَتِ: اجْلِسِي حَتَّى يَأْتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَحَتِ الأَنْصَارِيَّةُ أَنْ تَسْأَلَهُ، فَخَرَجَتْ، فَحَدَّثَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ ادْعِي الأَنْصَارِيَّةَ، فَدُعِيَتْ فَتَلا عَلَيْهَا هَذِهِ الآيَةَ ((نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ))، قال: صِمَامًا وَاحِدًا.
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (3/ 517)، وأحمد (6/ 318،310)، والدارمى (1119)، والترمذى (2979)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (3/ 42)، والطبرى ((التفسير)) (2/ 397)، والبيهقى ((السنن الكبرى)) (7/ 195) من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن ابن سابط بنحوه، وفى رواية للبيهقى زيادة ((يأتيها مقبلةً ومدبرةً في سرٍّ واحدٍ، يعني في ثقبٍ واحدٍ)).
وقال أبو عيسى الترمذى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ)).
وأما حديث ابن عباس، فقد أخرجه الإمام أحمد (1/ 297) قال: حدثنا حسن بن موسى حدثنا يعقوب القمي عن جعفر يعنى ابن أبى المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَلَكْتُ، قَالَ: وَمَا الَّذِي أَهْلَكَكَ؟، قَالَ: حَوَّلْتُ رَحْلِيَ الْبَارِحَةَ، قَالَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، قَالَ فَأَوْحَى اللهُ إِلَى رَسُولِهِ هَذِهِ الآيَةَ ((نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ))، أَقْبِلْ وَأَدْبِرْ، وَاتَّقِ الدُّبُرَ وَالْحَيْضَةَ.
وأخرجه كذلك الترمذى (2980)، والنسائى ((الكبرى)) (5/ 3148977 و6/ 302/11040)، والطبرى ((التفسير)) (2/ 397)، وأبو يعلى (2736)، وابن حبان (4202)، والطبرانى ((الكبير)) (12/ 10/12317)، والبيهقى ((الكبرى)) (7/ 198)، والضياء ((الأحاديث المختارة)) (10/ 100/96،95) من طرقٍ عن يعقوب القمى عن جعفر بن أبى المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به.
¥(42/152)
وأما حديث جابر بن عبد الله، فقد أخرجه مسلم فى ((كتاب النكاح)) (1435) من طرقٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ يَهُودَ كَانَتْ تَقُولُ إِذَا أُتِيَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ دُبُرِهَا فِي قُبُلِهَا، ثُمَّ حَمَلَتْ كَانَ وَلَدُهَا أَحْوَلَ، فَأُنْزِلَتْ ((نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ))، وَزَادَ فِي حَدِيثِ النُّعْمَانِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عنه ((إِنْ شَاءَ مُجَبِّيَةً، وَإِنْ شَاءَ غَيْرَ مُجَبِّيَةٍ، غَيْرَ أَنَّ ذَلِكَ فِي صِمَامٍ وَاحِدٍ)).
وهذا الأخير عن جابر بن عبد الله مما يطول تخريجه، وهو أشهر ما فى الباب وأشيعه وأصحه، لذا أخرجه مسلم فى ((صحيحه)).
[الوجه الثانى] أن نافعاً مولى ابن عمر قد أنكر أيضاً ما رووا عنه: أن ابن عمر كان لا يرى للرجل بأساً فى ذلك، وكذَّب من روى ذلك عنه، وكذلك أبناء عبد الله بن عمر كانوا يكذِّبون نافعاً فى روايته ذلك عن أبيهم رضى الله عنه، فكان سالم بن عبد الله يقول: ((كَذَبَ الْعَبْدُ، أو أَخْطَأ الْعَبْدُ، إنما كان ابن عمر يقول: يأتيها مُقْبِلَةً وَمُدْبِرَةً في الفرج)).
فقد أخرج النسائى ((الكبرى)) (5/ 315/8978) قال: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ النُّفَيْلِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ عن كعب بن علقمة عن أبي النضر أنه أخبره أنه قال لنافع مولى عبد الله بن عمر: قد أكثر عليك القول أنك تقول عن ابن عمر: إنه أفتى بأن يؤتى النساء في أدبارها، قال نافع: لقد كذبوا عليَّ، ولكني سأخبرك كيف كان الأمر، إن ابن عمر عرض المصحف يوماً، وأنا عنده حتى بلغ ((نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم))، قال: يا نافع هل تعلم ما أمر هذه الآية؟، إنا كنا معشر قريش نَجْبِى النساءَ، فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار، أردنا منهن مثل ما كنا نريد من نسائنا، فإذا هُنَّ قد كرهن ذلك، وأعظمنه، وكانت نساء الأنصار إنما يؤتين على جنوبهن، فأنزل الله تعالى ((نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم)).
وأخرجه كذلك الطحاوى ((شرح المعانى)) (3/ 42) من طريق المفضل بن فضالة بمثله.
وأخرج ابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (61/ 438) من طريق أحمد بن منيع نا دواد بن رشيد نا سلمة بن بشر نا موسى بن عبد الله بن حسن بن حسين بن علي نا أبي: أن رجلاً من ولد عثمان بن عفان أخبره أن نافعا روى عن ابن عمر أنه قال: لا بأس أن تؤتى المرأة في دبرها، قال: فأتيت سالم بن عبد الله، فأخبرته بما روى نافع عن ابن عمر، فقال: ((كَذَبَ الْعَبْدُ، أو أَخْطَأ الْعَبْدُ، إنما كان ابن عمر يقول: يأتيها مُقْبِلَةً وَمُدْبِرَةً في الفرج)).
وأخرجه كذلك (61/ 439) من طريق المعلى بن منصور نا موسى بن عبد الله بن حسن عن أبيه قال: أتى محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان فذكر أن نافعا ذكر: أنه حلال أن يؤتين النساء في أدبارهن، وأن عبد الله ذكر ذلك، فأعظمت ذلك، فلقيت عبد الله بن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، فأخبرتهما بما ذكر نافع، فقالا: ليس ذلك كذلك، كان عبد الله بن عمر يحدثنا: أن النساء كن يؤتين في أقبالهن ـ جمع قُبُلٍ ـ وهُنَّ موليات، فقالت اليهود: من جاء امرأته وهي مولية جاء ابنه أحول، فأنزل الله جل ثناؤه ((نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم))، قال: ثم لقيت سالم بن عبد الله، فأخبرته بما قال نافع، فقال: ((أخطأ العبد أو كذب))، وحدَّث عن أبيه بمثل ما حدث الرجلان.
وأخرجه العقيلى ((الضعفاء)) (4/ 159)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (3/ 42)، وابن عدى ((الكامل)) (6/ 346) جميعاً من طريق موسى بن عبد الله بن حسن عن أبيه بنحوه.
وقال أبو جعفر العقيلى: حدثنى آدم سمعت البخارى يقول عن موسى بن عبد الله ((فيه نظر)).
[الوجه الثالث] لما كانث الأحاديث النبوية فى النهى عن إتيان النساء فى أدبارهن متواترة مشتهرة، والآثار عن جماهير الصحابة والتابعين موافقة لها وناهية عن مخالفتها، فقد وجب الأخذ بها والعمل بمقتضاها، وترك ما يخالفها، والله تعالى يقول ((وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا))، وقال جلَّ ذكره ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)).
وقد رُوى عن جماعة من الصحابة إطلاق الكفر على من يفعله، ولكن لا يصح منها كبير شئٍ، وما صحَّ منها فعلى محامل خاصة، وفى الصحيح من الأحاديث النبوية غنية عن الاحتجاج بها.
ويتبع بتوفيق الله ومشيئته ذكر الأحاديث المتواترة فى هذا النهى، والله المستعان وعليه التكلان.
¥(42/153)
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 10:29 ص]ـ
جزاك الله شيخنا خير الجزاء ...
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[20 - 11 - 04, 01:01 م]ـ
وقد نقل تكذيب مالك لمن نقل عنه إباحة الدبر القرطبي رحمه الله في تفسيره فقال (3/ 94 - 95): وقال مالك لابن وهب وعلي بن زياد لما أخبراه أن ناسا بمصر يتحدثون عنه أنه يجيز ذلك - أي الدبر - فنفر من ذلك وبادر إلى تكذيب الناقل فقال: كذبوا علي، كذبوا علي، كذبوا علي، ثم قال ألستم قوما عربا؟ ألم يقل الله تعالى ? نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ ? وهل يكون الحرث إلا في موضع النبت اهـ.
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[21 - 11 - 04, 10:48 ص]ـ
أحسن الله عملك ونفع بك
ولكن هل صحيح أن بلديكم (عمرو عبدالمنعم سليم) يرى إباحة ذلك؟
وما هي أدلته؟
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 11 - 04, 12:12 م]ـ
الحمد لله نسترفده العون والتوفيق، ونسأله الهداية إلى أقوم طريق.
فهذا حين الشروع فى بيان أحاديث النهى عن إتيان النساء فى أدبارهن.
[الحديث الأول] حديث عَلِيِّ بْنِ طَلْقِ بن عَمْروٍ الحنفى
قال أبو عيسى الترمذى ((السنن)) (1164) و ((العلل المفرد)) (41): حدثنا أحمد بن منيع وهناد قالا حدثنا أبو معاوية عن عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ عِيسَى بْنِ حِطَّانَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَلامٍ عن عَلِيِّ بْنِ طَلْقٍ قَالَ: أَتَى أَعْرَابِيٌّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! الرَّجُلُ مِنَّا يَكُونُ فِي الْفَلاةِ فَتَكُونُ مِنْهُ الرُّوَيْحَةُ وَيَكُونُ فِي الْمَاءِ قِلَّةٌ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا فَسَا أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ، وَلا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَعْجَازِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ)).
قال أبو عيسى: ((حَدِيثٌ حَسَنٌ، وسَمِعْت مُحَمَّدًا يعنى البخارى يَقُولُ: لا أَعْرِفُ لِعَلِيِّ بْنِ طَلْقٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ، وَلا أَعْرِفُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ حَدِيثِ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ السُّحَيْمِيِّ، وَكَأَنَّهُ رَأَى أَنَّ هَذَا رَجُلٌ آخَرُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (3/ 529)، والدارمى (1141)، وأبو داود (1005،205)، والنسائى ((الكبرى)) (5/ 325/9026،9025)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (3/ 299)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (3/ 45)، وابن حبان (4201،4199،2237)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (2/ 260)، والبيهقى ((الكبرى)) (2/ 255 و7/ 198) و ((الصغرى)) (26)، وابن حزم ((المحلى)) (4/ 156)، وابن الجوزى ((تحقيق أحاديث الخلاف)) (574)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (53/ 110)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (20/ 495) من طرق عن عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ عِيسَى بْنِ حِطَّانَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَلامٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ طَلْقٍ.
ورواه عن عَاصِمٍ الأَحْوَلِ جماعة من الأثبات: جرير بن عبد الحميد، وحفص بن غياث، وسفيان الثورى، وعبد الواحد بن زياد، وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير، لا يختلفون عليه بهذا الإسناد ((عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ عِيسَى بْنِ حِطَّانَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَلامٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ طَلْقٍ)).
ورواه عنه معمر كما أخرجه عبد الرزاق ((المصنف)) (529) و ((جامع معمر)) (11/ 441)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (4/ 355/5375) عن معمر عن عاصمٍ الأحول عن مسلم بن سلام عَنْ عِيسَى بْنِ حِطَّانَ عن عَلِيِّ بْنِ طَلْقٍ بنحوه.
قلت: هكذا وقع الإسناد مقلوباً ((مسلم بن سلام عَنْ عِيسَى بْنِ حِطَّانَ))، والصواب ((عِيسَى بْنِ حِطَّانَ عن مسلم بن سلام)) كما رواه الجماعة، والخطأ فيه من إسحاق بن إبراهيم الدبرى راوى ((مصنف عبد الرزاق)).
وتابع عاصماً عَنْ عِيسَى بْنِ حِطَّانَ: عبد الملك بن مسلم بن سلام المدائنى.
¥(42/154)
أخرجه النسائى ((الكبرى)) (5/ 324/9024) عن أحمد بن خالد الوهبى، والخطيب ((تاريخ بغداد)) (10/ 398) و ((تالى تلخيص المتشابه)) (1/ 132) عن شبابة بن سوَّار، كلاهما عن عبد الملك بن مسلم عَنْ عِيسَى بْنِ حِطَّانَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَلامٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ طَلْقٍ بنحوه.
وقال أبو بكر الخطيب: ((ووافقهما على هذا الوجه: عبيد الله بن موسى، وأبو نعيم، وأبو قتيبة سلم بن قتيبة، وعلي بن نصر الجهضمي، فرووه كلهم عن عبد الملك بن مسلم عَنْ عِيسَى بْنِ حِطَّانَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَلامٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ طَلْقٍ)).
وخالف الستة وكيع بن الجراح، فرواه عن عَبْدِ الْمَلِكِ بْنُ مُسْلِمٍ عن أبيه، وأسقط من إسناده ((عِيسَى بْنِ حِطَّانَ)).
أخرجه هكذا أحمد (1/ 86)، والترمذى ((السنن)) (1166) و ((العلل المفرد)) (40)، والنسائى ((الكبرى)) (5/ 324/9023)، والخطيب ((تاريخ بغداد)) (10/ 398) جميعاً عن وكيع به.
قلت: وليس لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنُ مُسْلِمٍ سماع من أبيه، قاله الحافظ المزى فى ترجمته من ((تهذيب الكمال)) (18/ 415).
والخلاصة، فالحديث بهذين الإسنادين ((عَاصِم الأَحْوَلِ وعبد الملك بن مسلم عَنْ عِيسَى بْنِ حِطَّانَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَلامٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ طَلْقٍ)) حسن، رجاله ثقات كلهم خلا مسلم بن سلام أبا مسلم الحنفى وقد وثق على قلة روايته، إذ ليس له فى ((الكتب الستة)) إلا هذا الحديث الواحد.
[تنبيه وإيقاظ] هذا الحديث رواه شعبة عن عاصم الأحول سمعت عيسى بن حطان يحدث عن مسلم بن سلام عن طلق بن يزيد أو يزيد بن طلق عن النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، لا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أََسْتَاهِهِنَّ، وَإِذَا فَسَا أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ)).
أخرجه هكذا أحمد ((المسند)) كما فى ((جامع المسانيد))، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (2/ 43 و3/ 231)، وابن الأثير ((أسد الغابة)) (3/ 64) من طرق عن شعبة بإسناده ومتنه.
قلت: هكذا رواه عن شعبة غير واحدٍ، والوهم منه فى قوله ((طلق بن يزيد أو يزيد بن طلق)) بيِّن، لمخالفته أثبات أصحاب عاصم الأحول، وفيهم سفيان الثورى، وإنما كان أكثر وهم شعبة فى أسماء الرجال، قاله أبو زرعة الرازى، وقد أطلت بيانه فى ((تفصيل المقال بأن أكثر وهم شعبة فى أسماء الرجال)).
ويتبع بتوفيق الله ومشيئته ذكر بقية الأحاديث.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 11 - 04, 12:39 م]ـ
الحمد لله نسترفده العون والتوفيق، ونسأله الهداية إلى أقوم طريق.
ثم قال أحدهم معترضاً: ((وأما تحسين الشيخ تبعاً للترمذى لسند حديث على بن طلقٍ الحنفى ففيه نظر، لأن مسلم بن سلام الحنفي مقبول عند الحافظ - أي عند المتابعة - ولا متابع له؛ فيبقى السند ضعيفاً)).
وأقول: القول بإطلاق الضعف على السند الذى فيه ((مقبول)) خلاف الصحيح بالاستقراء من صنيع الحافظ ابن حجر فى كتابه الفذ ((تقريب التهذيب))، فقد ذكر الحافظ فى كتابه فى مرتبة ((مقبول)) جماعة من الثقات، ممن احتجَّ بهم الشيخان فى ((الصحيحين))، وتمام هذا النمط من الثقات فى ((التقريب)): أربع ومائة (104) راوياً، وقد استقصيت ذكرهم فى مقالٍ سابقٍ باسم: عدة رجال الصحيحين الذين وصفهم ابن حجر بقوله ((مقبول)).
ويمكن مراجعته على الرابط التالى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18220
ولنكتفى هاهنا بذكر عشرة من مشاهير هؤلاء الثقات الذين وصفهم الحافظ بقوله ((مقبول)):
(1) جعفر بن عمرو بن حريث القرشى المخزومى الكوفى. [م]
(2) خالد بن عمير العدوى البصرى. [م]
(3) طلق بن معاوية النخعى أبو غياث الكوفى. [م]
(4) عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر التيمى المدنى. [خ م]
(5) عمر بن عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث الزهرى المدنى. [خ م]
(6) معبد بن كعب بن مالك الأنصارى السلمى المدنى. [خ م]
(7) مسلم بن قرظة الأشجعى الشامى. [م]
(8) مصدع أبو يحيى الأعرج المعرقب، مولى معاذ بن عفراء. [م]
(9) المنذر بن جرير بن عبد الله البجلى الكوفى. [م]
(10) يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفى الطائفى. [م]
¥(42/155)
فهؤلاء جميعاً مقبولون عند الحافظ، بمعنى أنهم ثقات، لتخريج الشيخين لهم فى ((الصحيحين))، ولنذكر على سبيل التمثيل أحاديث ثلاثة منهم:
[الأول] جعفر بن عمرو بن حريث
قال الإمام مسلم ((كتاب الحج)) (1359): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَالْحَسَنُ الْحُلْوَانِيُّ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ مُسَاوِرٍ الْوَرَّاقِ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، قَدْ أَرْخَى طَرَفَيْهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ.
[الثانى] مسلم بن قرظة الأشجعى الشامى
قال الإمام مسلم ((كتاب الإمارة)) (1855): حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ رُزَيْقِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((خِيَارُ أَئِمَّتِكُمِ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمِ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ))، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ؟، فَقَالَ: ((لا مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ، فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ)).
[الثالث] معبد بن كعب بن مالك الأنصارى السلمى المدنى
قال الإمام البخارى ((كتاب الرقاق)): حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: ((مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟، قَالَ: ((الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللهِ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ)).
وقال مسلم ((كتاب الجنائز)) (950): حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ فذكره بمثله.
هذه الأمثلة الثلاثة قليل من كثير، وإنما ذكرتها للدلالة على معنى ((مقبول)) فى حق أمثالهم ممن خرجا لهم فى ((الصحيحين))، وعددهم كما أسلفنا أربع ومائة (104) راوياً.
وثمة خلاف آخر، وهو القول بأن المقبول لابد أن يتابع وإلا ضعف، وينتقض هذا القول أيضاً بهذه الأمثلة الثلاثة، فإن كلا من:
جعفر بن عمرو بن حريث، ومسلم بن قرظة الأشجعى الشامى، ومعبد بن كعب بن مالك الأنصارى السلمى المدنى ثلاثتهم قد تفردوا ولم يتابعوا على هذه الأحاديث، أو بمعنى أوضح لم يتابع معبد بن كعب بن مالك عن أبى قتادة على حديثه ((مستريح ومستراح منه))، ولم يتابع جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه على حديثه فى ((العمامة التى أَرْخَى طَرَفَيْهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ))، ولم يتابع مسلم بن قرظة عن عوف بن مالك على حديثه ((خِيَارُ أَئِمَّتِكُمِ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمِ)). وإلا فأوجدنى أيها المعترض متابعاً لواحدٍ من هؤلاء!!، وأنا بإنتظار الرد، مع إعلامِكَ إن أردتَ بالمزيد من رواة الصحيحين الموسومين بـ ((مقبول)) ممن تفردوا ولم يتابعوا.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 11 - 04, 09:55 م]ـ
الحمد لله نسترفده العون والتوفيق، ونسأله الهداية إلى أقوم طريق.
[الحديث الثانى] حديث أَبِي هُرَيْرَةَ وله طرق:
¥(42/156)
[الطريق الأولى] سُهَيْلُ بْنُ أَبِى صَالِحٍِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَخْلَدٍ عنه
قال الإمام أحمد (2/ 344): حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا يَنْظُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى رَجُلٍ جَامَعَ امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا)).
وقال (2/ 479،444): حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا)).
وأخرجه كذلك عبد الرزاق ((جامع معمر)) (11/ 442/20952)، وابن أبى شيبة (3/ 530)، وأحمد (2/ 272)، والدارمى (1140)، وأبو داود (2162)، والنسائي ((الكبرى)) (5/ 322/9015:9012)، وابن ماجه (1923)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (3/ 44)، وأبو عوانة ((المسند)) (4292)، والطبرانى ((الأوسط)) (6357،990)، والبيهقى ((الكبرى)) (7/ 198) و ((شعب الإيمان)) (4/ 355/5376)، وابن الجوزى ((التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (1667)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (5/ 279) من طرقٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، بعضهم باللفظ الأول، وبعضهم بالثانى.
رواه هكذا عن سهيل جماعة من الرفعاء الأثبات: الثورى، ومعمر، ووهيب بن خالد، وحماد بن سلمة، وعبد العزيز بن المختار، ويزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، وزهير بن محمد.
ورواه عنه كذلك إسماعيل بن عيَّاش بهذا الإسناد، ولكنه وهم فى متنه، فرواه بلفظ حديث آخر.
فقد أخرجه الطحاوى ((شرح المعانى)) (3/ 44): حدثنا ابن أبي داود ثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا إسماعيل بن عيَّاش عن سهيل عن الحارث بن مخلد عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ أَتَى حَائِضًا، أَوِ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا، أَوْ كَاهِنًا، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
قلت: وإنما يُروى بهذا اللفظ من حديث حَكِيمٍ الأَثْرَمِ عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الهُجَيْمِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
والحديث بإسناد الجماعة صحيح، رجاله موثقون كلهم، وقد وُثق الْحَارِثُ بْنِ مَخْلَدٍ على قلة حديثه، وهو معروف الصحبة لأبى هريرة، وليس كما زعم البزار: ليس بالمشهور!. روى عبدان من طريق سعيد بن سمعان أنه سمع أبا هريرة يقول للحارث بن مخلد: يا حارث! إن استطعت أن تموت فمت وذكر قصة، علَّقه هكذا الحافظ ابن حجر ((الإصابة)) (2/ 198).
قال البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (2/ 281/2467): ((الْحَارِثُ بْنِ مَخْلَدٍ الزرقي الأنصاري عن أبي هريرة. روى عنه سهيل بن أبي صالح. يعد في أهل المدينة. وقال لي يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ الأَشَجِّ عَنْ بَسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ الْحَارِثِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ عُمَرَ قال: إذ رفع رأسه من السجدة قبل الإمام فليسجد فإذا رفع الإمام فليمكث قدر ما رفع)).
وقال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (3/ 89/412): ((الْحَارِثُ بْنِ مَخْلَدٍ الزرقي الأنصاري. روى عن: عمر، وأبي هريرة. روى عنه: سهيل بن أبي صالح، وبسر بن سعيد.سمعت أبي يقول ذلك)).
وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (4/ 133). وقال الذهبى ((الكاشف)) (1/ 304): صدوق.
[تنبيه وإيقاظ] ذكر أبو حفص بن شاهين الْحَارِثَ بْنَ مَخْلَدٍ الزرقي الأنصاري فى الصحابة، لحديثٍ أرسله، فخالف كلَّ من ذكره فى التابعين كالبخارى وأبى حاتم وابن حبان وغيرهم.
[الطريق الثانية] سُهَيْلُ بْنُ أَبِى صَالِحٍِ عَنْ أَبِيهِ عَنْهُ
¥(42/157)
قال أبو نعيم الأصبهاني كما فى ((تفسير ابن كثير)) (1/ 264): أخبرنا أحمد بن القاسم بن الريان حَدَّثَنَا أبو عبد الرحمن النسائي حَدَّثَنَا هَنَّادٌ ومحمد بن إسماعيل واللفظ له قالا حدثنا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عن أبيه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا)).
قلت: وهذا منكر بهذا الإسناد، لم يروه هكذا غير أحمد بن القاسم بن الريَّان، جرى فيه على الجادَّة فقال ((سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنِ أبيه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ))، فأخطأ على أبى عبد الرحمن النسائى، وإنما المحفوظ عنه كما هو ثابتٌ فى ((سننه)) بهذا الإسناد ((سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ)).
فقد قال النسائى ((الكبرى)) (5/ 323/9015): أخبرنا هَنَّادُ بْنُ السَّري ومحمد بن إسماعيل بن سمرة واللفظ له عَنْ وَكِيعٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا)).
وكذلك قال أبو داود (2163): حَدَّثَنَا هَنَّادٌ عَنْ وَكِيعٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا)).
قال الحافظ الذهبى ((الميزان)) (1/ 272): أحمد بن القاسم بن الريان اللكي. له جزءٌ عالٍ، رواه عنه أبو نعيم الحافظ. ليَّنه الأمير ابن ماكولا، وقال الحسن بن علي بن عمرو الزهري: ليس بالمرضى، وضعَّفه الدار قطني في ((المؤتلف والمختلف)).
قلت: إنما يعنى الحافظ بقوله له ((جزء عالٍ)) روايته عن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط أبى جعفر الأشجعي نسخة ((نُبيط بن شَريطٍ))، وكلها مناكير وأباطيل لا يحل الرواية منها إلا تحذيراً.
ومن غرائبه وبواطيله: ما رواه أبو نعيم الحافظ أنبأنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الريان أنبأنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط أبو جعفر الأشجعي حدثني أبي إبراهيم بن نبيط عن شريط قال: ((كانت رقية الأنصاري من الحمى والمليلة و الصداع، أرقيك بعزة الله وجلال جلال الله، وما جرى به القلم من عند الله، إلا ما هدأت، وسكنت، وطفئت بإذن الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، الرحمن يطفئ دخان النار، يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم، ويضع الراقي يده على موضع العلة)).
[الطريق الثالثة] حَكِيمٌ الأَثْرَم عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الهُجَيْمِيِّ عنه
قال أبو عيسى الترمذى (135): حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَبَهْزُ بْنُ أَسَدٍ قَالُوا حَدَّثَنَا حَمَادُ بْنُ سَلَمَةِ عَنْ حَكِيمٍ الأَثْرَمِ عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الهُجَيْمِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ أَتَى حَائِضًا، أَوِ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا، أَوْ كَاهِنًا، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (3/ 530)، وأحمد (2/ 476،408)، وإسحاق بن راهويه ((مسنده)) (482)، والدارمى (1136)، والبخارى ((التاريخ الكبير)) (3/ 16/67)، وأبو داود (3904)، والنسائى ((الكبرى)) (5/ 323/9017،9016)، وابن ماجه (639)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (3/ 44)، وابن الجارود (107)، وابن المنذر ((الأوسط)) (795)، والعقيلى ((الضعفاء)) (1/ 317)، وابن عدى ((الكامل)) (2/ 219)، وابن بطة ((الإبانة الكبرى)) (1014،994)، والبيهقى ((الكبرى)) (7/ 198) من طرقٍ عن حَمَادُ بْنُ سَلَمَةِ به.
قَالَ أَبو عِيسَى: ((لا نَعْرِفُ هَذَا الْحَدِيثَ إِلا مِنْ حَدِيثِ حَكِيمٍ الأَثْرَمِ عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ)).
¥(42/158)
وقال البخارى ((التاريخ)) (3/ 16/67): ((هذا حديث لا يُتابع عليه ـ يعنى حكيم ـ، ولا يعرف لأَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ سماع من أبي هريرة في البصريين)).
ولكن قال محمد بن عثمان بن أبى شيبة ((سؤالات ابن المدينى)) (ص49): ((سألت على بن المدينى عن حكيم الأثرم، فقال: كان حكيم عندنا ثقة)). وقال النسائى: ليس به بأس. وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (6/ 215).
ولذا قال الحافظ الذهبى ((الكاشف)): صدوق.
وكل فقرةٍ من فقرات الحديث لها شاهدٌ صحيحٌ ثابتٌ، وذكر هذه الشواهد بالمطولات أليق.
[الطريق الرابعة] أبو سلمة بن عبد الرحمن عنه
قال النسائي ((الكبرى)) (5/ 322/9010): حَدَّثَنَا عثمان بن عبد الله حَدَّثَنَا سليمان بن عبد الرحمن من كتابه عن عبد الملك بن محمد الصنعاني عن سعيد بن عبد العزيز عن الزهري عن أبي سلمة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((اسْتَحْيُوا مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ، لا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدبَارِهِنَّ)).
وأخرجه الطبرانى ((مسند الشاميين)) (269) قال: حَدَّثَنَا عثمان بن عبد الله بن خرزاذ بإسناده ومتنه سواء.
قال الحافظ حمزة بن محمد الكناني: ((هذا حديث منكر باطل من حديث الزهري، ومن حديث أبي سلمة، ومن حديث سعيد بن عبد العزيز. فإن كان عبد الملك سمعه من سعيد، فإنما سمعه بعد الاختلاط)).
قلت: قد أجاد الحافظ الكنانى وأحسن الانتقاد. سعيد بن عبد العزيز التنوخى، قال أحمد بن حنبل: ليس بالشام رجل أصحَّ حديثاً منه. وكان لأهل الشام كمالك بن أنس لأهل المدينة فى الفقه والحديث والورع. ولكن قال أبو مسهر الدمشقى: كان قد اختلط قبل موته، ولهذا ذكره فى ((الاغتباط في جملة من رمى بالاختلاط)).
[الطريق الخامسة] الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْهُ
ذكرها الحافظ ابن كثير ((التفسير)) (1/ 264) من رواية مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزنجى عن الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عن النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى النساء في أدبارهن)).
قلت: وهذا غريب بهذا الإسناد، ومُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزنجى صدوق كثير الأوهام، ولعل هذا من أوهامه.
[الطريق السادسة] مجاهدٌ عنه موقوفاً
أخرجه النسائي ((الكبرى)) (5/ 323/9020،9019،9018) عن إسحاق بن منصور وابن بشار عن ابن مهدى عن سفيان الثورى عن ليث بن أبى سليم عن مجاهد عن أبي هريرة قال: ((إتيان النساء والرجال في أدبارهن كفر))، وفى رواية لابن بشار ((الذي يأتي امرأته في دبرها قال: تلك كفرة)).
وأخرجه كذلك عبد الرزاق ((جامع معمر)) (11/ 443/20958)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (4/ 355/5380) كلاهما عن معمر، وابن بطة ((الإبانة الكبرى)) (1018،1017) عن ابن علية والثورى، ثلاثتهم عن ليث بن أبى سليم بنحوه.
قلت: وهذه موقوفات ضعاف كلها، ليث بن أبى سُليم بيِّن الأمر فى الضعفاء.
وأخرجه كذلك النسائى (5/ 323/9021) عن أبى سعيد المؤدب عن علي بن بذيمة عن مجاهد عن أبي هريرة قال: ((من أتى أدبار الرجال والنساء فقد كفر)).
قلت: وهذا الإسناد أصلح من سابقه، على بن بذيمة ثقة لكنه يتشيع، وأبو سعيد المؤدب هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ
صدوق ربما وهم.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[23 - 11 - 04, 03:18 ص]ـ
الحمد لله نسترفده العون والتوفيق، ونسأله الهداية إلى أقوم طريق.
[الحديث الثالث] حديث عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ وله طرق:
[الطريق الأولى] كريب عنه
قال أبو عيسى الترمذى (1166): حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى رَجُلٍ أَتَى رَجُلاً، أَوِ امْرَأَةً فِي الدُّبُرِ)).
قَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ)).
¥(42/159)
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (3/ 529)، والنسائى ((الكبرى)) (5/ 320/9001)، وأبو يعلى (2378)، وابن الجارود (927)، وابن حبان (4204،4203)، والسهمى ((تاريخ جرجان)) (ص327)، وابن عدى ((الكامل)) (3/ 282)، وابن حزم ((المحلى)) (10/ 69) من طرق عن أَبِى خَالِدٍ الأَحْمَرُ به.
وقد خولف أبو خالد على رفعه، خالفه وكيع، وهو الأشبه بالصواب.
أخرجه النسائى ((الكبرى)) (5/ 320/9002): أخبرنا هناد بن السري عن وكيع عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله.
[الطريق الثانية] طاوس عنه مرفوعاً وموقوفاً
أخرجه ابن عدى ((الكامل)) (3/ 259) من طريق سليمان بن أبي سليمان الزهري اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن طاوس عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا ينظر الله إلى من أتى امرأة في دبرها)).
وقال أبو أحمد بن عدى: ((سليمان بن أبي سليمان الزهري يروي عن يحيى بن أبي كثير أحاديث ليست بمحفوظة)).
قلت: وإنما يصح عن طاوس عن ابن عباس موقوفاً.
قال عبد الرزاق ((جامع معمر)) (11/ 442/20953): أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: سئل ابن عباس عن الذي يأتي امرأته في دبرها؟، فقال: هذا يسألنى عن الكفر.
وأخرجه كذلك النسائى ((الكبرى)) (5/ 321/9004)، وابن بطة ((الإبانة الكبرى)) (1015)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (4/ 355/5378) جميعا عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس به.
[الطريق الثالثة] عكرمة عنه موقوفاً
قال الدارمى (1138): أَخْبَرَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ دَاوُدَ يعنى ابْنَ أَبِى هِنْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ إِتْيَانَ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا، وَيَعِيبُهُ عَيْبَاً شَدِيداً.
وأخرجه كذلك البيهقى ((الكبرى)) (7/ 199) من طريق مسلم بن إبراهيم ثَنَا وُهَيْبٌ به.
[الطريق الرابعة] محمد بن كعب القرظى عنه موقوفاً
قال النسائى ((الكبرى)) (5/ 321/9003): أخبرنا الربيع بن سليمان نا عبد الله بن عبد الحكم أنا بكر بن مضر عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن عثمان بن كعب القرظي عن محمد بن كعب القرظي: أن رجلاً سأله عن المرأة تؤتى في دبرها؟، فقال: إن عبد الله بن عباس كان يقول: اسْقِ حَرْثَكَ مِنْ حَيْثُ نَبَاتِهِ.
قال الحافظ ابن حجر فى ((تلخيص الحبير)) (3/ 186): ((هكذا هى الرواية في بعض النسخ ((مِنْ حَيْثُ نَبَاتِهِ))، وفي بعضها ((مِنْ حَيْثُ شئت))، وكذا رواه أبو الفضل بن حنزابة عن محمد بن موسى المأموني عن النسائي. والأول أشبه بمذهب ابن عباس)).
والخلاصة أن حديث ابن عباس بالوقف أشبه وأصوب، وإنما المرفوع من حديثه ما أورده من سبب نزول الآية، والرد على عبد الله بن عمر، وذلك ما رواه أبو داود (2164) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى أَبُو الأَصْبَغِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنَ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، أَوْهَمَ، إِنَّمَا كَانَ هَذَا الْحَيُّ مِنَ الأَنْصَارِ وَهُمْ أَهْلُ وَثَنٍ، مَعَ هَذَا الْحَيِّ مِنْ يَهُودَ وَهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ، وَكَانُوا يَرَوْنَ لَهُمْ فَضْلاً عَلَيْهِمْ فِي الْعِلْمِ، فَكَانُوا يَقْتَدُونَ بِكَثِيرٍ مِنْ فِعْلِهِمْ، وَكَانَ مِنْ أَمْرِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَنْ لا يَأْتُوا النِّسَاءَ إِلا عَلَى حَرْفٍ، وَذَلِكَ أَسْتَرُ مَا تَكُونُ الْمَرْأَةُ، فَكَانَ هَذَا الْحَيُّ مِنَ الأَنْصَارِ قَدْ أَخَذُوا بِذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِمْ، وَكَانَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ يَشْرَحُونَ النِّسَاءَ شَرْحاً مُنْكَراً، وَيَتَلَذَّذُونَ مِنْهُنَّ مُقْبِلاتٍ وَمُدْبِرَاتٍ وَمُسْتَلْقِيَاتٍ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ، تَزَوَّجَ رَجُلٌ مِنْهُمُ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ، فَذَهَبَ يَصْنَعُ بِهَا ذَلِكَ، فَأَنْكَرَتْهُ عَلَيْهِ، وَقَالَتْ: إِنَّمَا كُنَّا نُؤْتَى عَلَى حَرْفٍ، فَاصْنَعْ ذَلِكَ، وَإِلا فَاجْتَنِبْنِي حَتَّى شَرِيَ أَمْرُهُمَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ((نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ)): أَيْ مُقْبِلاتٍ وَمُدْبِرَاتٍ وَمُسْتَلْقِيَاتٍ، يَعْنِي بِذَلِكَ مَوْضِعَ الْوَلَدِ.
وأخرجه كذلك الحاكم (2/ 213)، ومن طريقه البيهقى ((الكبرى)) (7/ 195) عن عثمان بن سعيد الدارمى عن أبى الأَصْبَغِ عن ابْنِ سَلَمَةَ بنحوه.
وأخرجه الطبرى ((التفسير)) (2/ 395)، والطبرانى ((الكبير)) (11/ 77/11097)، والحاكم (2/ 307) ثلاثتهم من طريق عبد الرحمن بن محمد الْمُحَارِبِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَقَ بنحوه.
ويتبع بتوفيق الله ومشيئته ذكر بقية الأحاديث.
¥(42/160)
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 11 - 04, 11:31 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء شيخنا الفاضل /
وهذه روابط قد تثري الموضوع - إن أذنت لي -:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2397&highlight=%D5%E1%C7%C9+%C7%E1%D1%CC%E1+%E3%DA+%D2% E6%CC%CA%E5
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4338&highlight=%C5%CA%ED%C7%E4+%C7%E1%E3%D1%C3%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=782&highlight=%C5%CA%ED%C7%E4+%C7%E1%E3%D1%C3%C9
ـ[ريم السليمان]ــــــــ[11 - 09 - 06, 10:30 ص]ـ
شكراً على ردكم المبارك وشكراً لإدارة هذا المنتدى الطيب
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 10:50 ص]ـ
أحسن الله عملك ونفع بك
ولكن هل صحيح أن بلديكم (عمرو عبدالمنعم سليم) يرى إباحة ذلك؟
وما هي أدلته؟
غير صحيح
قال عمرو عبد المنعم سليم في كتابه براءة الذمة في حاشية صفحة 27 معلقاً على قول بعض الأئمة بتضعيف أحاديث تحريم إتيان في الدبر ((هذا من باب بيان مناهج الأئمة، ويرد على هذا القول أنه قد صح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أحاديث في تحريم ذلك، كما بينته في جزء مستقل في تحريم الإتيان في الدبر))
ـ[السدوسي]ــــــــ[23 - 09 - 06, 03:00 م]ـ
جزى الله الشيخ أبامحمد الألفي خير الجزاء على هذا التخريج الماتع.
ومن المحبة لأبي محمد أن أقول إن ضبط مخلد في الحارث بن مخلد تلميذ أبي هريرة بضم الميم وفتح الخاء وتشديد اللام قال الحافظ في تبصير المنتبه بتحرير المشتبه - (ج 1 / ص 290)
مخلد: جماعة.
وبالضم وفتح الخاء وتشديد اللام: مسلمة بن مخلَّد، له صحبة.
وخلدة بن مخلد بن عامر الخزرجي جدّ جماعة من الأنصار بدريين.
وثابت بن مخلَّد قُتل يوم الحرَّة.
والحارث بن مخلَّد، عن أبي هريرة.
وفي التقريب اقتصر على تشديد اللام.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[24 - 09 - 06, 03:11 ص]ـ
أَحْسَنْتَ وَأَفَدْتَ. أَحْسَنَ اللهُ مَثُوبَتَكُمْ.
فَلْيُحَرَّرْ هَكَذَا: الْحَارِثُ بْنَ مُخَلَّدٍ الزُّرَقِيُّ الأَنْصَارِيُّ
ـ[محمد بن صادق]ــــــــ[24 - 09 - 06, 07:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[30 - 09 - 06, 12:30 ص]ـ
أحسن الله عملك ونفع بك
ولكن هل صحيح أن بلديكم (عمرو عبدالمنعم سليم) يرى إباحة ذلك؟
وما هي أدلته؟
غير صحيح
قال عمرو عبد المنعم سليم في كتابه براءة الذمة في حاشية صفحة 27 معلقاً على قول بعض الأئمة بتضعيف أحاديث تحريم إتيان في الدبر ((هذا من باب بيان مناهج الأئمة، ويرد على هذا القول أنه قد صح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أحاديث في تحريم ذلك، كما بينته في جزء مستقل في تحريم الإتيان في الدبر))
أصدر عمرو عبد المنعم هذا العام (1427) كتابا اسمه المسائل العلمية والفتاوى الشرعية
فتاوى الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني
في المدينة و الإمارات
وقد تكلم من (226 _ 231) عن السؤالين الموجهين للشيخ الألباني ثم قال في نهاية (231)
(( ... بخلاف من ذهب إلى إباحة ذلك _ أي الوطء في الدبر _ جريا على البراءة الأصلية، واعتمادا على حديث ابن عمر، وهو منقول عن جماعة من السلف كما تقدمت الإشارة إليه.
وتبقى المسألة خلافية، والخلاف فيها مشهور، بخلاف من يروج زورا أو غباءً إجماع أهل العلم على تحريمها)).
ـ[محمد بن بركة]ــــــــ[30 - 09 - 06, 05:20 ص]ـ
أخي الكريم صاحب البحث
حديث
مسلم فى ((كتاب النكاح)) (1435) من طرقٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ يَهُودَ كَانَتْ تَقُولُ إِذَا أُتِيَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ دُبُرِهَا فِي قُبُلِهَا، ثُمَّ حَمَلَتْ كَانَ وَلَدُهَا أَحْوَلَ، فَأُنْزِلَتْ ((نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ))، وَزَادَ فِي حَدِيثِ النُّعْمَانِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عنه ((إِنْ شَاءَ مُجَبِّيَةً، وَإِنْ شَاءَ غَيْرَ مُجَبِّيَةٍ، غَيْرَ أَنَّ ذَلِكَ فِي صِمَامٍ وَاحِدٍ)).
هذه الزيادة من إدراج الزهري
فقد قال الحافظ في الفتح (8/ 192)
هذه الزيادة يشبه أن تكون من تفسير الزهري لخلوها من رواية غيره من أصحاب ابن المنكدر مع كثرتهم
وقد روى هذه الزيادة عن الزهري النعمان بن راشد وهو ضعيف
¥(42/161)
**************
حديث
النسائى ((الكبرى)) (5/ 315/8978) قال: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ النُّفَيْلِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ عن كعب بن علقمة عن أبي النضر أنه أخبره أنه قال لنافع مولى عبد الله بن عمر: قد أكثر عليك القول أنك تقول عن ابن عمر: إنه أفتى بأن يؤتى النساء في أدبارها، قال نافع: لقد كذبوا عليَّ، ولكني سأخبرك كيف كان الأمر، إن ابن عمر عرض المصحف يوماً، وأنا عنده حتى بلغ ((نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم))، قال: يا نافع هل تعلم ما أمر هذه الآية؟، إنا كنا معشر قريش نَجْبِى النساءَ، فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار، أردنا منهن مثل ما كنا نريد من نسائنا، فإذا هُنَّ قد كرهن ذلك، وأعظمنه، وكانت نساء الأنصار إنما يؤتين على جنوبهن، فأنزل الله تعالى ((نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم)).
هذا السند فيه كعب بن علقمة لم يوثقه غير بن حبان فقط
فهو مجهول الحال
*************
أما قولك
"وأخرج ابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (61/ 438) من طريق أحمد بن منيع نا دواد بن رشيد نا سلمة بن بشر نا موسى بن عبد الله بن حسن بن حسين بن علي نا أبي: أن رجلاً من ولد عثمان بن عفان أخبره أن نافعا روى عن ابن عمر أنه قال: لا بأس أن تؤتى المرأة في دبرها، قال: فأتيت سالم بن عبد الله، فأخبرته بما روى نافع عن ابن عمر، فقال: ((كَذَبَ الْعَبْدُ، أو أَخْطَأ الْعَبْدُ، إنما كان ابن عمر يقول: يأتيها مُقْبِلَةً وَمُدْبِرَةً في الفرج)).
وأخرجه كذلك (61/ 439) من طريق المعلى بن منصور نا موسى بن عبد الله بن حسن عن أبيه قال: أتى محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان فذكر أن نافعا ذكر: أنه حلال أن يؤتين النساء في أدبارهن، وأن عبد الله ذكر ذلك، فأعظمت ذلك، فلقيت عبد الله بن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، فأخبرتهما بما ذكر نافع، فقالا: ليس ذلك كذلك، كان عبد الله بن عمر يحدثنا: أن النساء كن يؤتين في أقبالهن ـ جمع قُبُلٍ ـ وهُنَّ موليات، فقالت اليهود: من جاء امرأته وهي مولية جاء ابنه أحول، فأنزل الله جل ثناؤه ((نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم))، قال: ثم لقيت سالم بن عبد الله، فأخبرته بما قال نافع، فقال: ((أخطأ العبد أو كذب))، وحدَّث عن أبيه بمثل ما حدث الرجلان."
فأسانيد بن عساكر ضعيفة أصلا
فكيف تعارضها بما رواه البخاري بسند صحيح
*****************
أما حديث الإمام أحمد (1/ 297) قال: حدثنا حسن بن موسى حدثنا يعقوب القمي عن جعفر يعنى ابن أبى المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَلَكْتُ، قَالَ: وَمَا الَّذِي أَهْلَكَكَ؟، قَالَ: حَوَّلْتُ رَحْلِيَ الْبَارِحَةَ، قَالَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، قَالَ فَأَوْحَى اللهُ إِلَى رَسُولِهِ هَذِهِ الآيَةَ ((نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ))، أَقْبِلْ وَأَدْبِرْ، وَاتَّقِ الدُّبُرَ وَالْحَيْضَةَ.
ففيه يعقوب القمي
قال قال النسائي ليس به بأس وقال أبو القاسم الطبراني كان ثقة وقال الدارقطني ليس بالقوي وذكره بن حبان في الثقات
وقال ابن حجر صدوق يهم.انتهى
فهو ممن لا يحتمل التفرد
وأيضا شيخه جعفر بن أبي المغيرة
قال عنه بن مندة: ليس بالقوي في سعيد بن جبير
وقال الحافظ صدوق يهم
فهذا سند ضعيف أخي الكريم
***************
أما بقية الأحاديث التي ذكرتها فهي أضعف مما ذكرت علله لك
وقد اذكر لك عللها عندما ييسر الله الوقت لذلك
الخلاصة أن كل الأحاديث التي جاءت في النهي عن إتيان النساء في أدبارهن ضعيفة ولا تخلو من مقال
وقد قال الحافظ بن حجر في الفتح (8/ 191)
وذهب جماعة من أئمة الحديث كالبخاري والذهلي والبزار والنسائي وأبي على النيسابوري إلى أنه لا يثبت فيه شيء.انتهى
فالمسألة ليس فيها إجماع
والله المستعان
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[08 - 10 - 06, 05:17 ص]ـ
حديث
¥(42/162)
النسائى ((الكبرى)) (5/ 315/8978) قال: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ النُّفَيْلِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ عن كعب بن علقمة عن أبي النضر أنه أخبره أنه قال لنافع مولى عبد الله بن عمر: قد أكثر عليك القول أنك تقول عن ابن عمر: إنه أفتى بأن يؤتى النساء في أدبارها، قال نافع: لقد كذبوا عليَّ، ولكني سأخبرك كيف كان الأمر، إن ابن عمر عرض المصحف يوماً، وأنا عنده حتى بلغ ((نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم))، قال: يا نافع هل تعلم ما أمر هذه الآية؟، إنا كنا معشر قريش نَجْبِى النساءَ، فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار، أردنا منهن مثل ما كنا نريد من نسائنا، فإذا هُنَّ قد كرهن ذلك، وأعظمنه، وكانت نساء الأنصار إنما يؤتين على جنوبهن، فأنزل الله تعالى ((نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم)).
هذا السند فيه كعب بن علقمة لم يوثقه غير بن حبان فقط، فهو مجهول الحال.
*************
وَاللهِ، إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ!!
كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ التَّنُوخِيُّ أبُو عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمِصْرِيُّ أَحَدُ ثِقَاتِ تَابعِي الْمِصْرِيِّينَ الْمُبَرَّزِينَ
مِمَّنْ أَكْثَرَ الإمَامُ مُسْلِمٌ مِنَ التَّخْرِيجِ لَهُ فِي أُصُولِ «صَحِيحِهِ»
ــــــ
وَأَلْطَفُ أَحَادِيثِهِ فِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ»:
قَالَ فِي «كِتَابِ الصَّلاةِ» (348): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ حَيْوَةَ وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ وَغَيْرِهِمَا عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَاً، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ».
أَخْرَجَهُ كَذَلِكَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (1/ 205)، وَأَحْمَدُ (2/ 168)، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ (354)، وَأبُو دَاوُدَ (523)، وَالتِّرْمِذِيُّ (3614)، وَالنَّسَائِيُّ «الْكُبْرَى» (1/ 510/1642 و6/ 16/9873) و «الْمُجْتَبَى» (2/ 25) و «عَمَلُ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ» (45)، وَالْبَزَّارُ (2453)، وَابْنُ خُزَيْمَةَ (418)، وَالطَّحَاوِيُّ «شَرْحُ الْمَعَانِي» (1/ 143)، وَأبُو عَوَانَةَ «الْمُسْنَدُ» (985،984،983)، وَابْنُ حِبَّانَ (1690، 1691، 1692)، والطَّبَرَانِيُّ «الْكَبِيْرُ» و «الأَوْسَطُ» (9335)، وَابْنُ بَشْرَانَ «حَدِيثُ أبِي مُحَمَّدٍ الْفَاكِهِيِّ» (109)، وَأبُو نُعَيْمٍ «الْمُسْتَخْرَجُ» (842)، وَالْبَيْهَقِيُّ «الْكُبْرَى» (1/ 409) و «الصُّغْرَى» (1/ 209) و «الدَّعَوَاتُ الْكَبِيْرُ» (48)، وَابْنُ حَزْمٍ «الْمُحَلَّى» (3/ 148)، وَالْبَغَوِيُّ «شَرْحُ السُّنَّةِ» (421)، وَابْنُ عَسَاكِرَ «مُعْجَمُ شُيُوخِهِ» (13)، وَالْمِزِيُّ «تَهْذِيبُ الْكَمَالِ» (17/ 30) مِنْ طُرُقٍ عَنْ حَيْوَةَ وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ وَغَيْرِهِمَا عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بِهِ.
وَلَوْ شِئْتُ ذَكَرْتُ هَاهُنَا عُشَارِيَّةً مِنْ صِحَاحِ أَحَادِيثِ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْمِصْرِيِّ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[08 - 10 - 06, 11:17 ص]ـ
حديث
¥(42/163)
مسلم فى ((كتاب النكاح)) (1435) من طرقٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ يَهُودَ كَانَتْ تَقُولُ إِذَا أُتِيَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ دُبُرِهَا فِي قُبُلِهَا، ثُمَّ حَمَلَتْ كَانَ وَلَدُهَا أَحْوَلَ، فَأُنْزِلَتْ ((نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ))، وَزَادَ فِي حَدِيثِ النُّعْمَانِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عنه ((إِنْ شَاءَ مُجَبِّيَةً، وَإِنْ شَاءَ غَيْرَ مُجَبِّيَةٍ، غَيْرَ أَنَّ ذَلِكَ فِي صِمَامٍ وَاحِدٍ)).
هذه الزيادة من إدراج الزهري
فقد قال الحافظ في الفتح (8/ 192)
هذه الزيادة يشبه أن تكون من تفسير الزهري لخلوها من رواية غيره من أصحاب ابن المنكدر مع كثرتهم
وقد روى هذه الزيادة عن الزهري النعمان بن راشد وهو ضعيف
**************
وَهَذِهِ عَجِيبَةٌ أُخْرَى
ــــــ
قَدْ ذَكَرَنَا بِعَالِيهِ حَدِيثَ جَابِرٍ بِهَذَا السِّيَاقِ:
وَأَمَّا حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، فَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِى «كِتَابِ النِّكَاحِ» (1435) مِنْ طُرُقٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ يَهُودَ كَانَتْ تَقُولُ إِذَا أُتِيَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ دُبُرِهَا فِي قُبُلِهَا، ثُمَّ حَمَلَتْ كَانَ وَلَدُهَا أَحْوَلَ، فَأُنْزِلَتْ «نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ»، وَزَادَ فِي حَدِيثِ النُّعْمَانِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عنه «إِنْ شَاءَ مُجَبِّيَةً، وَإِنْ شَاءَ غَيْرَ مُجَبِّيَةٍ، غَيْرَ أَنَّ ذَلِكَ فِي صِمَامٍ وَاحِدٍ».
وَهَذَا الْحَدِيثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ مِمَّا يَطُولُ تَخْرِيْجُهُ، وَهُوَ أشْهَرُ مَا فِى الْبَابِ وَأَشْيَعُهُ وَأَصَحُّهُ، لِذَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِى «صَحِيحِهِ».
فَقَدْ بَانَ لِمَنْ لَهُ عَيْنَانِ تُيْصِرَانِ، وَقَلْبٌ قَدْ بَرِأَ مِنَ الْغِلِّ وَالشَّنَآنِ، أَنَّنِي لَمْ أَزِدْ عَلَى ذِكْرِ تَخْرِيْجِ مُسْلِمٍ إيَّاهُ ثِقَةً بِتَصْحِيحِهِ لَهُ بِلَفْظِ وَرِوَايَةِ أبِي حَازِمٍ وابنِ عُيَيْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، بَلْ وَبِالزِّيَادَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا النُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ.
وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ هَذِهِ الزِّيَادَةِ: أَنَّ النُّعْمَانَ لَمْ يَتَفَرَّدْ بِهَا، فَقَدْ تَابَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الثِّقَاتِ عَلَى مَعْنَى مَا رَوَاهُ وَدِلالَتِهِ.
وَنَزِيدُك بَيَانَاً، بِذِكْرِ تَخْرِيْجِ الإِمَامِ مُسْلِمٍ وَسِيَاقَتِهِ لِلْحَدِيثِ:
قَالَ فِي «كِتَابِ النِّكَاحِ» (1435): حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ وَاللَّفْظُ لِأَبِي بَكْرٍ قَالُوا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ سَمِعَ جَابِرَاً يَقُولُ: كَانَتْ الْيَهُودُ تَقُولُ: إِذَا أَتَى الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ مِنْ دُبُرِهَا فِي قُبُلِهَا كَانَ الْوَلَدُ أَحْوَلَ، فَنَزَلَتْ «نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ».
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنْ ابْنِ الْهَادِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ يَهُودَ كَانَتْ تَقُولُ: إِذَا أُتِيَتْ الْمَرْأَةُ مِنْ دُبُرِهَا فِي قُبُلِهَا ثُمَّ حَمَلَتْ كَانَ وَلَدُهَا أَحْوَلَ، قَالَ: فَأُنْزِلَتْ «نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ».
¥(42/164)
وحَدَّثَنَاه قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ح وحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ أَيُّوبَ ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ثَنَا شُعْبَةُ ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثَنَا سُفْيَانُ ح وحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَأَبُو مَعْنٍ الرَّقَاشِيُّ قَالُوا حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ رَاشِدٍ يُحَدِّثُ عَنْ الزُّهْرِيِّ ح وحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مَعْبَدٍ حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ كُلُّ هَؤُلاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَزَادَ فِي حَدِيثِ النُّعْمَانِ عَنْ الزُّهْرِيِّ «إِنْ شَاءَ مُجَبِّيَةً وَإِنْ شَاءَ غَيْرَ مُجَبِّيَةٍ غَيْرَ أَنَّ ذَلِكَ فِي صِمَامٍ وَاحِدٍ».
قُلْتُ: وَمَنْ لا مَعْرِفَةَ لَهُ بِاسْتِقْصَاءِ رُوَاةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، وَلا دِرَايَةَ عِنْدَهُ بِطُرُقِ سِيَاقَتِهِ وَاخْتِصَارِ بَعْضِ الرُّوَاةِ إيَّاهُ، يَظُنُّ كَمَا ظَنَّ الْمُعْتَرِضُ هَاهُنَا أنَّ جَمَاعَةَ الرُّوَاةِ اتَّفَقُوا عَلَى اللَّفْظِ الَّذِي سَاقَهُ مُسْلِمٌ وَاقْتَصَرَ عَلَيْهِ. وَهَذَا الظَّنُّ نَاشِئٌ عَنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ بِصَنِيعِ مُسْلِمٍ فِى «صَحِيحِهِ»، حَيْثُ يُورِدُ حَدِيثَ الأصْلِ كَامِلاً بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ، ثُمَّ يُتْبِعُهُ بِذِكْرِ طُرُقِ الْمُتَابَعَاتِ وَلا يُورِدُ مُتُونَهَا وَلا أَلْفَاظَهَا.
وَفِيمَا نَحْنُ بِصَدَدِهِ، فَلْنَقْتَصِرُ عَلَى سِيَاقِ رِوَايَةِ شُعْبَةِ الَّتِي لَمْ يَذْكُرْ مُسْلِمٌ سِيَاقَهَا، وَاكْتَفَى بِذِكْرِ طَرِيقِهَا:
قَالَ الطَّحَاوِيُّ «شَرْحُ الْمَعَانِي» (3/ 40) و «مُشْكَلُ الآثَارِ» (5349): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَتِ الْيَهُودُ: إِذَا أَتَى الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ بَارِكَةً جَاءَ الْوَلَدُ أَحْوَلَ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ «نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ».
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ أبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ «مُسْنَدُ ابْنِ الْجَعْدِ» (1664) عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ، وَأبُو عَوَانَةَ «الْمُسْنَدُ» (4285) عن أبِي النَّضْرِ، وَالْبَيْهَقِيُّ «الْكُبْرَى» (7/ 194) عنْ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ شُعْبَةَ بِمِثْلِهِ.
قُلْتُ: فَفِيمَا اقْتَصَرْنَا عَلَى ذِكْرِهِ هَاهُنَا مِنْ قَوْلِ الْيَهُودِ ثَلاثَةُ أَوْجُهٍ:
[الأوَّلُ] «إِذَا أَتَى الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ مِنْ دُبُرِهَا فِي قُبُلِهَا» قَالَهُ أبُو حَازِمٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
[الثَّانِي] «إِذَا أَتَى الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ بَارِكَةً» قَالَهُ شُعْبَةُ.
[الثَّالِثُ] «إِذَا أَتَى الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ مُجَبِّيَةً» قَالَهُ الزُّهْرِيُّ.
وَسَيَأْتِي ذِكْرُ وَجْهَيْنِ آخَرَيْنِ:
[الرابعُ] «إِذَا أَتَى الرَّجُلُ امْرَأتَهُ بَارِكَةً مُدْبِرَةً فِي فَرْجِهَا» قَالَهُ الثَّوْرِيُّ فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ.
[الْخَامِسُ] «إِذَا أَتَى الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ مِنْ خَلْفِهَا» قَالَهُ أبُو عَوَانَةَ.
فَقَدْ بَانَ أَنَّ الإِمَامَ مُسْلِمَاً اقْتَصَرَ عَلَى وَجْهَيْنِ مِنْ هَذِهِ الْخَمْسَةِ، وَإِنْ اسْتَوْعَبَ الطُّرُقَ إِلَى رُوَاتِهَا جَمِيعَاً.
ثُمَّ هَذِهِ مُتَابَعَاتُ الثِّقَاتِ لِلزِّيَادَةِ فِي حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ:
¥(42/165)
[مُتَابَعَةُ ابْنِ جُرَيْجٍ] قَالَ الطَّحَاوِيُّ «شَرْحُ الْمَعَانِي» (3/ 41): حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ حَدَّثَهُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ الْيَهُودَ قَالُوا لِلْمُسْلِمِينَ: مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ وَهِيَ مُدْبِرَةً جَاءَ وَلَدُهَا أَحْوَلَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ «نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ»، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مُقْبِلَةً وَمُدْبِرَةً مَا كَانَ فِي الْفَرْجِ».
[مُتَابَعَةُ أبِي عَوَانَةَ] قَالَ الْبَيْهَقِيُّ «الْكُبْرَى» (7/ 195): أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِى وَزِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالُوا حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْبُخَارِىُّ ثَنَا قَيْسُ بْنُ أُنَيْفٍ ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَتِ الْيَهُودُ: إِنَّمَا يَكُونُ الْحَوَلُ إِذَا أَتَى الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ مِنْ خَلْفِهَا، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ «نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ»، مِنْ بَيْنِ يَدَيْهَا وَمِنْ خَلْفِهَا، وَلاَ يَأْتِيهَا إِلاَّ فِى الْمَأْتَى.
[مُتَابَعَةُ شُعْبَةَ وَالثَّوْرِيِّ] قَالَ السَّهْمِيُّ تَارِيْخُ جُرْجَانَ» (1/ 483): حَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ ثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ قَاضِي جُرْجَانَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: كَانَتْ الْيَهُودُ يَقُولُونَ: إِذَا أَتَى الرَّجُلُ امْرَأتَهُ بَارِكَةً مُدْبِرَةً فِي فَرْجِهَا كَانَ الْوَلَدُ أَحْوَلَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ «نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ».
قُلْتُ: فَقَدْ اجْتَمَعَتْ هَذِهِ الأَوْجُهُ الثَّلاثَةُ: «مُقْبِلَةً وَمُدْبِرَةً مَا كَانَ فِي الْفَرْجِ»، «بَارِكَةً مُدْبِرَةً فِي فَرْجِهَا»، «مِنْ بَيْنِ يَدَيْهَا وَمِنْ خَلْفِهَا، وَلاَ يَأْتِيهَا إِلاَّ فِى الْمَأْتَى» عَلَى مَعْنَى وَدِلالَةِ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ «إِنْ شَاءَ مُجَبِّيَةً وَإِنْ شَاءَ غَيْرَ مُجَبِّيَةٍ فِي صِمَامٍ وَاحِدٍ» يَعْنِى الْفَرْجَ.
قلت: وَثَمَّةَ دِلالَةٌ عَلَى التَّحْرِيْمِ الْمَذْكُورِ فِي حَدِيثِ الأَصْلِ الَّذِي أَخْرَجَه مُسْلِمٌ، قَدْ خَفَيَتْ عَلَى الْمُعْتَرِضِ لِتَعَنُّتِهِ فِي الاعْتِرَاضِ عَنْ غَيْرِ بَصِيرَةٍ وَلا إِحَاطَةٍ بَوُجُوهِ الدِّلالاتِ وَمَعَانِي الآثَارِ، يَأْتِي بَيَانُهَا بِتَوْفِيقِ اللهِ وَعَوْنِهِ.
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[08 - 10 - 06, 01:24 م]ـ
أصدر عمرو عبد المنعم هذا العام (1427) كتابا اسمه المسائل العلمية والفتاوى الشرعية
فتاوى الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني
في المدينة و الإمارات
وقد تكلم من (226 _ 231) عن السؤالين الموجهين للشيخ الألباني ثم قال في نهاية (231)
(( ... بخلاف من ذهب إلى إباحة ذلك _ أي الوطء في الدبر _ جريا على البراءة الأصلية، واعتمادا على حديث ابن عمر، وهو منقول عن جماعة من السلف كما تقدمت الإشارة إليه.
وتبقى المسألة خلافية، والخلاف فيها مشهور، بخلاف من يروج زورا أو غباءً إجماع أهل العلم على تحريمها)).
وهذا لا يخالف ما نقله الأخ الخليفي، والشيخ قد بين تحريم هذا الفعل كذلك في كتابه آداب الخطبة الزفاف.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[25 - 10 - 06, 06:09 م]ـ
لله درك يا شيخنا الألفي, ما تنفك تتحفنا بالفوائد والفرائد.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 10 - 06, 05:40 ص]ـ
حديث
النسائى ((الكبرى)) (5/ 315/8978) قال: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ النُّفَيْلِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ عن كعب بن علقمة عن أبي النضر أنه أخبره أنه قال لنافع مولى عبد الله بن عمر: قد أكثر عليك القول أنك تقول عن ابن عمر: إنه أفتى بأن يؤتى النساء في أدبارها، قال نافع: لقد كذبوا عليَّ، ولكني سأخبرك كيف كان الأمر، إن ابن عمر عرض المصحف يوماً، وأنا عنده حتى بلغ ((نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم))، قال: يا نافع هل تعلم ما أمر هذه الآية؟، إنا كنا معشر قريش نَجْبِى النساءَ، فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار، أردنا منهن مثل ما كنا نريد من نسائنا، فإذا هُنَّ قد كرهن ذلك، وأعظمنه، وكانت نساء الأنصار إنما يؤتين على جنوبهن، فأنزل الله تعالى ((نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم)).
هذا السند فيه كعب بن علقمة لم يوثقه غير بن حبان فقط
فهو مجهول الحال
صدقت. هذه قصة واهية ضعيفة لا أساس لها. وكعب بن علقمة مجهول الحال لا يُعرف. ومثل هذا القصة لا تصلح لمعارضة ما أخرجه البخاري في صحيحه، بل وما تواتر عن ابن عمر ?.
¥(42/166)
ـ[محمد مصطفى المغربي]ــــــــ[28 - 10 - 06, 08:29 ص]ـ
الأخ أبو محمد الألفي
كعب بن علقمة التنوخي لم يوثقه غير ابن حبان من دون علماء الحديث أجمعين
فكيف حكمت عليه أنه من ثقات التابعين
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[28 - 10 - 06, 08:44 ص]ـ
جزى الله شيخنا الفاضل أبا محمد خير الجزاء.
كعب بن علقمة التنوخي لم يوثقه غير ابن حبان من دون علماء الحديث أجمعين
فكيف حكمت عليه أنه من ثقات التابعين
من وثقه ابن حبان وروى عنه الثقات، فالشيخ الألباني يرى أن أقل أحواله أن يكون حسن الحديث، وقد تبع في ذلك ذهبي العصر المعلمي.
ـ[محمد مصطفى المغربي]ــــــــ[28 - 10 - 06, 04:51 م]ـ
جزى الله شيخنا الفاضل أبا محمد خير الجزاء.
من وثقه ابن حبان وروى عنه الثقات، فالشيخ الألباني يرى أن أقل أحواله أن يكون حسن الحديث، وقد تبع في ذلك ذهبي العصر المعلمي.
الأخ محمد بن حسن أبو خشبة
من انفرد بتوثيقه ابن حبان لا يصلح للإحتجاج لأنه يوثق المجاهيل
أما رواية الثقات عن الرواي فقد ترفع جهالة العين
ولكنها لا ترفع جهالة الحالة
فكم من الثقات رووا عن ضعفاء وشديدي الضعف
فرواية الثقة عن الراوي مهما كان لا تجعله ثقة
بدون تنصيص من أحد العلماء
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[28 - 10 - 06, 05:05 م]ـ
ارجع إلى بحث المعلمي في التنكيل.
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 02:21 ص]ـ
سُئل الشيخ عبدالعزيز الطريفي حفظه الله تعالى عن أحاديث إتيان المرأة في دبرها في أحدى دروسه فأجاب:
ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم من النهي من إتيان المرأة في دبرها جُلها معلولة أو كُلها والكلام في قوله سبحانه وتعالى (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) ظاهرٌ وصريح والمسألة فيها محل إجماع وما جاء عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما فهو غير صحيح فالثابت عنه ما رواه عنه نافع بالمنع وما يروى عن مالك فهو غلط و وهم تفرد به العُتبي في رواية العُتبية عن الإمام مالك والعُتبية فيها من التفردات والشذوذ عن الإمام مالك ما لا يخفى.أ، هـ.
(توضيح وتنبيه)
سألني أكثر من شخص في عدة مجالس بحكم قربي من الشيخ عبد العزيزالطريفي حفظه الله ان الشيخ يقول بجواز إتيان المرأة في دبرها فاستنكرت واستبعدت ان يقول الشيخ بهذا القول وسألته بنفسي فقال حفظه الله (إن في المسألة إجماع بالمنع والناقل قليل فهم وجاهل).
قلت لعل الأخ الناقل غفر الله له استشكل عليه ماتحته خط في الفتوى
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 05 - 07, 03:01 ص]ـ
لم يصح في المسألة إجماع، وما في الباب عن ابن عمر ثابت في البخاري وغيره وما نقل عن مالك ثابت ايضا وعن بعض التابعين وان كان قولهم غلط
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - 05 - 07, 03:48 ص]ـ
أجِب "أيها الأمين" عما ذكره الشيخ الطريفي وإلا
فلا نحتاج للإثبات دون إثبات.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[08 - 05 - 07, 10:44 ص]ـ
سئل الامام ابن تيمية رحمه الله عن وطء المراة في دبرها فقال:
هو حرام بالكتاب والسنة وهو قول جماهير السلف والخلف ...... فتاوى النساء
فهل معنى قوله جماهير السلف والخلف انه لم ينعقد الاجماع على ذلك او ان هناك من خالف من السلف خصوصا
ارجو التوضيح؟؟؟
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 02:29 م]ـ
ما صحة حديث، من أتى حائضاً أو أمرأة في دبرها أو كاهناً فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم؟!
الجواب:
هذا الحديث رواه أحمد وأبو داود والنسائي في الكبرى والترمذي وغيرهم من طريق حكيم الأثرم عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قاله.
وهذا إسناد لا يصح ولم يثبت لأبي تميمة سماع عن أبي هريرة.
والخبر ضعفه البخاري والترمذي وغيرهم.
وقد ثبت بالكتاب والسنة تحريم وطء الحائض.
وثبت عن جماعة من الصحابة تحريم إتيان المرأة في دبرها.
قال أبو الدرداء رضي الله عنه هل يفعل ذلك إلا كافر!!.
رواة الإمام أحمد بسند صحيح.
وسئل ابن عباس عن الرجل يأتي المرأة في دبرها؟
فقال: ذلك الكفر.
رواة النسائي في الكبرى من طريق معمر عن عبدالله بن طاوس عن أبيه قال سئل ابن عباس وهذا سند صحيح.
وقد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: أو يعمل هذا مسلم!!!
رواة النسائي في السنن الكبرى.
¥(42/167)
وقد جاء في الباب أحاديث مرفوعة عن جمع من الصحابة.
وأهل العلم مختلفون في صحتها وقد جزم ابن حبان وجماعة بصحة كثير منها وعليه العلم عند أكثر أهل العلم. أ, هـ
الشيخ سليمان بن ناصر العلوان فك الله أسره.
المجموعة الثانية.
الجلسة العاشرة.
السؤال الرابع.
صفحة: 75.
ـ[أبو أحمد الصافوطي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 03:22 م]ـ
الأخوة الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بالرغم من أنني أرجح حرمة اتيان المرأة في دبرها إلا أنني أحببت أن أنقل إليكم حرفيا قول الإمام الشوكاني في نيل الأوطار في المسألة لعل ذلك يثري الموضوع.
نيل الأوطار ج6/ص351، ص 352
باب النهي عن إتيان المرأة في دبرها
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ملعون نيل الأوطار
من أتى امرأة في دبرها رواه أحمد وأبو داود
وفي لفظ لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأته في دبرها رواه أحمد وبن ماجه
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم رواه أحمد والترمذي وأبو داود وقال فقد بريء مما أنزل
وعن خزيمة بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يأتي الرجل امرأته في دبرها رواه أحمد وبن ماجه
وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تأتوا النساء في أعجازهن أو قال في أدبارهن
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الذي يأتي امرأته في دبرها هي اللوطية الصغرى رواهما أحمد
وعن علي بن طلق قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تأتوا النساء في أستاههن فإن الله لا يستحي من الحق رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن
وعن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلا أو امرأة في الدبر رواه الترمذي وقال حديث غريب
حديث أبي هريرة الأول أخرجه أيضا بقية أهل السنن والبزار وفي إسناده الحرث بن مخلد
قال البزار ليس بمشهور
وقال بن القطان لا يعرف حاله وقد اختلف فيه على سهيل بن أبي صالح فرواه عنه إسماعيل بن عياش عن محمد بن المنكدر عن جابر كما أخرجه الدارقطني وبن شاهين ورواه عمر مولى عفرة عن سهيل عن أبيه عن جابر كما أخرجه بن عدي بإسناد ضعيف قال الحافظ في بلوغ المرام إن رجال حديث أبي هريرة هذا ثقات لكن أعل بالإرسال
وحديث أبي هريرة الثاني هو من رواية أبي تميمة عن أبي هريرة قال الترمذي لا نعرفه إلا من حديث أبي تميمة عن أبي هريرة
وقال البخاري لا يعرف لأبي تميمة سماع عن أبي هريرة
وقال البزار هذا حديث منكر
وفي الإسناد أيضا حكيم الأثرم
قال البزار لا يحتج به وما تفرد به فليس بشيء ولأبي هريرة حديث ثالث نحو حديثه الأول أخرجه النسائي من رواية الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة وفي إسناده عبد الملك بن محمد الصنعاني وقد تكلم فيه دحيم وأبو حاتم وغيرهما ولأبي هريرة أيضا حديث رابع أخرجه النسائي من طريق بكر بن خنيس عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة بلفظ من أتى شيئا
نيل الأوطار ج6/ص353
من الرجال والنساء في الأدبار فقد كفر وفي إسناده بكر بن خنيس وليث بن أبي سليم وهما ضعيفان
ولأبي هريرة أيضا حديث خامس رواه عبد الله بن عمر بن أبان عن مسلم بن خالد الزنجي عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة بلفظ ملعون من أتى النساء في أدبارهن وفي إسناده مسلم بن خالد وهو ضعيف
وحديث خزيمة بن ثابت أخرجه الشافعي أيضا بنحوه وفي إسناده عمر بن أحيحة وهو مجهول
واختلف في إسناده اختلافا كثيرا
ورواه النسائي من طريق أخرى وفيها هرمي بن عبد الله ولا يعرف حاله
وأخرجه أيضا من طريق هرمي أحمد وبن حبان وحديث الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال في مجمع الزوائد ورجاله ثقات
وحديث عمرو بن شعيب أخرجه أيضا النسائي وأعله قال الحافظ والمحفوظ عن عبد الله بن عمرو من قوله كذا أخرجه عبد الرزاق وغيره وحديث علي بن طلق قال الترمذي بعد أن حسنه سمعت محمدا يقول لا أعرف لعلي بن طلق عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث الواحد ولا أعرف هذا الحديث الواحد من حديث طلق بن علي السحيمي وكأنه رأى أن هذا آخر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
¥(42/168)
وحديث بن عباس أخرجه أيضا النسائي وبن حبان والبزار وقال لا نعلمه يروي عن بن عباس بإسناد حسن وكذا قال بن عدي
ورواه النسائي عن هناد عن وكيع عن الضحاك موقوفا وهو أصح عندهم من المرفوع
ولابن عباس حديث آخر من طريق أخرى موقوفة رواها عبد الرزاق أن رجلا سأل بن عباس عن إتيان المرأة في دبرها فقال سألتني عن الكفر
وأخرجه النسائي بإسناد قوي
وفي الباب عن جماعة من الصحابة منها ما سيأتي ومنها عن أبي بن كعب عند الحسن بن عرفة بإسناد ضعيف
وعن بن مسعود عند بن عدي بإسناد واه وعن عقبة بن عامر عند أحمد بإسناد فيه بن لهيعة
وعن عمر عند النسائي والبزار بإسناد فيه زمعة بن صالح وهو ضعيف
وقد استدل بأحاديث الباب من قال إنه يحرم إتيان النساء في أدبارهن
وقد ذهب إلى ذلك جمهور أهل العلم
وحكى بن عبد الحكم عن الشافعي أنه قال لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحريمه ولا في تحليله شيء والقياس أنه حلال
وقد أخرجه عنه بن أبي حاتم في مناقب الشافعي
وأخرجه الحاكم في مناقب الشافعي عن الأصم عنه
وكذلك رواه الطحاوي عن بن عبد الحكم عن الشافعي
وروى الحاكم عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن الشافعي أنه قال سألني محمد بن الحسن
-----------------------------------------------------------------------------
نيل الأوطار ج:6 ص:353
نيل الأوطار ج6/ص354
فقلت له إن كنت تريد المكابرة وتصحيح الروايات وإن لم تصح فأنت أعلم وإن تكلمت بالمناصفة كلمتك قال علي المناصفة قلت فبأي شيء حرمته قال يقول الله عز وجل فأتوهن من حيث أمركم الله 222 وقال فأتوا حرثكم أنى شئتم 322 والحرث لا يكون إلا في الفرج قلت أفيكون ذلك محرما لما سواه قال نعم قلت فما تكون لو وطئها بين ساقيها أو في أعكانها أو تحت أبطيها أو أخذت ذكره بيدها أو في ذلك حرث قال لا قلت فيحرم ذلك قال لا قلت فلم تحتج بما لا حجة فيه قال فإن الله قال والذين هم لفروجهم حافظون 5 الآية قال فقلت له هذا مما يحجون به للجواز إن الله أثنى على من حفظ فرجه من غير زوجته وما ملكت يمينه فقلت له أنت تتحفظ من زوجتك وما ملكت يمينك انتهى
وقد أجيب عن هذا بأن الأصل تحريم
المباشرة إلا ما أحل الله بالعقد ولا يقاس عليه غيره لعدم المشابهة في كونه مثله محلا للزرع وأما تحليل الاستمتاع فيما عدا الفرج فهو مأخوذ من دليل آخر ولكنه لا يخفى ورود ما أورده الشافعي على من استدل بالآية وأما دعوى أن الأصل تحريم المباشرة فهذا محتاج إلى دليل ولو سلم فقوله تعالى فأتوا حرثكم أنى شئتم رافع للتحريم المستفاد من ذلك الأصل فيكون الظاهر بعد هذه الآية الحل ومن ادعى تحريم الإتيان في محل مخصوص طولب بدليل يخصص عموم هذه الآية ولا شك أن الأحاديث المذكورة في الباب القاضية بتحريم إتيان النساء في أدبارهن يقوي بعضها بعضا فتنتهض لتخصيص الدبر من ذلك العموم وأيضا الدبر في أصل اللغة اسم لخلاف الوجه ولا اختصاص له بالمخرج كما قال تعالى ومن يولهم يومئذ دبره 61 فلا يبعد حمل ما ورد من الأدبار على الاستمتاع بين الإليتين
وأيضا قد حرم الله الوطء في الفرج لأجل الأذى فما الظن بالحش الذي هو موضع الأذى اللازم مع زيادة المفسدة بالتعرض لانقطاع النسل الذي هو العلة الغاثية في مشروعية النكاح والذريعة القريبة جدا الحاملة على الانتقال من ذلك إلى إدبار المرد
وقد ذكر بن القيم لذلك مفاسد دينية ودنيوية فليراجع وكفى مناديا على خساسته أنه لا يرضى أحد أن ينسب إليه ولا إلى إمامه تجويز ذلك إلا ما كان من الرافضة مع أنه مكروه عندهم وأوجبوا للزوجة فيه عشرة دنانير عوض النطفة وهذه المسألة هي إحدى مسائلهم التي شذوا بها
وقد حكى الإمام المهدي في البحر
نيل الأوطار ج:6 ص:354
نيل الأوطار ج6/ص355
عن العترة جميعا وأكثر الفقهاء أنه حرام
قال الحاكم بعد أن حكى عن الشافعي ما سلف لعل الشافعي كان يقول ذلك في القديم فأما الجديد فالمشهور أنه حرمه
¥(42/169)
وقد روى الماوردي في الحاوي وأبو نصر بن الصباغ في الشامل وغيرهما عن الربيع أنه قال كذب والله يعني بن عبد الحكم فقد نص الشافعي على تحريمه في ستة كتب وتعقبه الحافظ في التلخيص فقال لا معنى لهذا التكذيب فإن بن عبد الحكم لم يتفرد بذلك بل قد تابعه عليه عبد الرحمن بن عبد الله أخوه عن الشافعي ثم قال إنه لا خلاف في ثقة بن عبد الحكم وأمانته وقد روي الجواز أيضا عن مالك قال القاضي أبو الطيب في تعليقه أنه روى ذلك عنه أهل مصر وأهل المغرب ورواه عنه أيضا بن رشد في كتاب البيان والتحصيل وأصحاب مالك العراقيون لم يثبتوا هذه الرواية وقد رجع متأخرو أصحابه عن ذلك وأفتوا بتحريمه وقد استدل للمجوزين بما رواه الدارقطني عن بن عمر أنه لما قرأ قوله تعالى نساؤكم حرث لكم 322 فقال ما تدري يا نافع فيما أنزلت هذه الآية قال قلت لا قال لي في رجل من الأنصار أصاب امرأته في دبرها فأعظم الناس ذلك فأنزل الله تعالى نساؤكم حرث لكم قال نافع فقلت لابن عمر من دبرها في قبلها قال لا إلا في دبرها
وروي نحو ذلك عنه الطبراني والحاكم وأبو نعيم
وروى النسائي والطبراني من طريق زيد بن أسلم عن بن عمر نحوه ولم يذكر
قوله لا إلا في دبرها
وأخرج أبو يعلى وبن مردويه في تفسيره والطبري والطحاوي من طرق عن أبي سعيد الخدري أن رجلا أصاب امرأته في دبرها فأنكر الناس ذلك عليه فأنزل الله نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وسيأتي بقية الأسباب في نزول الآية
وعن جابر أن يهود كانت تقول إذا أتيت المرأة من دبرها ثم حملت كان ولدها أحول قال فنزلت نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم 322
رواه الجماعة إلا النسائي وزاد مسلم إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية غير أن ذلك في صمام واحد
وعن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم يعني صماما واحدا رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن
وعنها أيضا قالت لما قدم المهاجرون المدينة على الأنصار تزوجوا من نسائهم وكان المهاجرون يجبون وكانت الأنصار لا تجبي فأراد رجل امرأته من المهاجرين على ذلك فأبت عليه حتى تسأل النبي صلى الله عليه وسلم قال فأته فاستحيت أن تسأله فسألته أم سلمة فنزلت نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقال لا إلا في صمام
نيل الأوطار ج:6 ص:355
نيل الأوطار ج6/ص356
واحد رواه أحمد
ولأبي داود هذا المعنى من رواية بن عباس
وعن بن عباس قال جاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت قال وما الذي أهلكك قال حولت رحلي البارحة فلم يرد عليه بشيء قال فأوحى الله إلى رسوله هذه الآية نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم أقبل وأدبر واتقوا الدبر والحيضة رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن غريب
وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال استحيوا فإن الله لا يستحي من الحق لا يحل مأتاك النساء في حشوشهن رواه الدارقطني
حديث أم سلمة الثاني أورده في التلخيص وسكت عنه ويشهد له حديث بن عباس الذي أشار إليه المصنف وهو من رواية محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد عن بن عباس وفيه إنما كان هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن مع هذا الحي من يهود وهم أهل كتاب وكانوا يرون لهم فضلا عليهم من العلم وكانوا يقتدون بكثير من فعلهم وكان من أمر أهل الكتاب لا يأتون النساء إلا على حرف فكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم وكان هذا الحي من قريش يشرخون النساء شرخا منكرا ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل امرأة من الأنصار فذهب يصنع بها ذلك فأنكرته عليه وقالت إنما كنا نؤتى على حرف فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني فسرى أمرهما حتى بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم يعني مقبلات ومدبرات ومستلقيات يعني بذلك موضع الولد
وحديث بن عباس الثاني في قصة عمر لعله الحديث الذي تقدمت الإشارة إليه من طريق عمر نفسه وقد سبق ما فيه
وحديث جابر الآخر قد قدمنا في أول الباب الإشارة إليه وإنه من الاختلاف على سهيل بن أبي صالح وقد أخرجه من تقدم ذكره
قوله مجبية بضم الميم وبعدها جيم مفتوحة ثم موحدة أي باركة والتجبية الانكباب على الوجه وأخرج الإسماعيلي من طريق يحيى بن أبي زائدة عن سفيان الثوري بلفظ
-----------------------------------------------------------------------------
نيل الأوطار ج:6 ص:356
نيل الأوطار ج6/ص357
باركة مدبرة في فرجها من ورائها وهذا يدل على أن المراد بقولهم إذا أتيت من دبرها يعني في قبلها ولا شك أن ذلك هو المراد ويزيد ذلك وضوحا قوله عقب ذلك ثم حملت فإن الحمل لا يكون إلا من الوطء في القبل
قوله غير أن ذلك في صمام واحد هذه الزيادة تشبه أن تكون من تفسير الزهري لخلوها من رواية غيره من أصحاب بن المنكدر مع كثرتهم كذا قيل وهو الظاهر ولو كانت مرفوعة لما صح قول البزار في الوطء في الدبر لا أعلم في هذا الباب حديثا صحيحا لا في الحصر ولا في الإطلاق
وكذا روى نحو ذلك الحاكم عن أبي علي النيسابوري ومثله عن النسائي وقاله قبلهما البخاري كذا قال الحافظ
والصمام بكسر الصاد المهملة وتخفيف الميم وهو في الأصل سداد القارورة ثم سمي به المنفذ كفرج المرأة وهذا أحد الأسباب في نزول الآية وقد ورد ما يدل على أن ذلك هو السبب من طرق عن جماعة من الصحابة في بعضها التصريح بأنه لا يحل إلا في القبل وفي أكثرها الرد على اعتراض اليهود وهذا أحد الأقوال والقول الثاني أن سبب النزول إتيان الزوجة في الدبر وقد تقدم ذلك عن بن عمر وأبي سعيد
والثالث أنها نزلت في الإذن بالعزل عن الزوجة روي ذلك عن بن عباس أخرجه عنه جماعة منهم بن أبي شيبة وعبد بن حميد وبن جرير وبن المنذر وبن أبي حاتم والطبراني والحاكم
وروي ذلك أيضا عن بن عمر أخرجه عنه بن أبي شيبة قال فأتوا حرثكم أنى شئتم إن شاء عزل وإن شاء لم يعزل
وروي عن سعيد بن المسيب أخرجه عنه بن أبي شيبة
القول الرابع إن أنى شئتم بمعنى إذا شئتم روى ذلك عبد بن حميد عن محمد بن الحنفية عليه السلام
¥(42/170)
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[26 - 11 - 08, 06:57 م]ـ
ما صحة حديث، من أتى حائضاً أو أمرأة في دبرها أو كاهناً فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم؟!
الجواب:
هذا الحديث رواه أحمد وأبو داود والنسائي في الكبرى والترمذي وغيرهم من طريق حكيم الأثرم عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قاله.
وهذا إسناد لا يصح ولم يثبت لأبي تميمة سماع عن أبي هريرة.
والخبر ضعفه البخاري والترمذي وغيرهم.
وقد ثبت بالكتاب والسنة تحريم وطء الحائض.
وثبت عن جماعة من الصحابة تحريم إتيان المرأة في دبرها.
قال أبو الدرداء رضي الله عنه هل يفعل ذلك إلا كافر!!.
رواة الإمام أحمد بسند صحيح.
وسئل ابن عباس عن الرجل يأتي المرأة في دبرها؟
فقال: ذلك الكفر.
رواة النسائي في الكبرى من طريق معمر عن عبدالله بن طاوس عن أبيه قال سئل ابن عباس وهذا سند صحيح.
وقد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: أو يعمل هذا مسلم!!!
رواة النسائي في السنن الكبرى.
وقد جاء في الباب أحاديث مرفوعة عن جمع من الصحابة.
وأهل العلم مختلفون في صحتها وقد جزم ابن حبان وجماعة بصحة كثير منها وعليه العلم عند أكثر أهل العلم. أ, هـ
الشيخ سليمان بن ناصر العلوان فك الله أسره.
المجموعة الثانية.
الجلسة العاشرة.
السؤال الرابع.
صفحة: 75.
ماشاء الله
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 11 - 08, 10:39 م]ـ
أجِب "أيها الأمين" عما ذكره الشيخ الطريفي وإلا
فلا نحتاج للإثبات دون إثبات.
قد أجبت أعلاه فلعلك تعيد القراءة
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[26 - 11 - 08, 11:37 م]ـ
الا يكفينا ثبوت ألأمر بالتنزه عن النجاسات والقذارة في ثبوت النهي عن هذا الفعل
قال تعالى (وثيابك فطهر) فكيف بالبدن
ولماأشار القرآن الكريم الى ان الؤطء في فترة الحيض فيه تعرض للنجاسة وبعد عن الطهارة
قال تعالى (فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهريين)
فهل يعقل بعد هذا ان يُأذن في المكان النجس
ـ[عمر الحيدي]ــــــــ[27 - 11 - 08, 12:23 ص]ـ
شيخنا أبو محمد الألفى
بارك الله فيكم ونسال الله ان يتقبل منكم
شيخنا الفاضل لما لا تعكفون على كتاب يكون جامع صحيح للمسانيد والسنن تنتقون فيها ما صح منها ويكون ذلك بشكل منهجي ولو تطلب افناء عمركم فيه حفظكم الله وذلك لجاجة الامة اليه
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 11 - 08, 12:30 ص]ـ
الأخ عبد الرحمن بن شيخنا وفقه الله
كلامك صحيح أيها الفاضل لكن اللوم على من نفى الخلاف وصحح أحاديث ضعيفة نصرة لمذهبه. أما مسألة التحريم فلا أظن أحداً هنا يخالف فيها. والشيخ عمرو عبد المنعم يرى التحريم ومع ذلك يقول: "وتبقى المسألة خلافية، والخلاف فيها مشهور، بخلاف من يروج زورا أو غباءً إجماع أهل العلم على تحريمها " والله أعلم
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[11 - 03 - 09, 06:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الألفي على هذا البحث النفيس و الماتع
و ليتكم تتمونه بارك الله فيكم إن سمح وقتكم بذلك
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 03 - 09, 12:28 ص]ـ
قد أجبت أعلاه فلعلك تعيد القراءة
أعني هذا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=490002&postcount=21) بارك الله بك
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[12 - 03 - 09, 03:25 ص]ـ
أصدر عمرو عبد المنعم هذا العام (1427) كتابا اسمه المسائل العلمية والفتاوى الشرعية
فتاوى الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني
في المدينة و الإمارات
وقد تكلم من (226 _ 231) عن السؤالين الموجهين للشيخ الألباني ثم قال في نهاية (231)
(( ... بخلاف من ذهب إلى إباحة ذلك _ أي الوطء في الدبر _ جريا على البراءة الأصلية، واعتمادا على حديث ابن عمر، وهو منقول عن جماعة من السلف كما تقدمت الإشارة إليه.
وتبقى المسألة خلافية، والخلاف فيها مشهور، بخلاف من يروج زورا أو غباءً إجماع أهل العلم على تحريمها)).
بل عمرو عبد المنعم سليم - هداه الله - يرى القول بإباحة إتيان المرأة من الدبر؛ أخبرني بذلك بنفسه، وقال لي: "شيخنا (يقصد عبد الله الجديع) يرى كراهة إتيان المرأة في الدبر، وأنا أتوسع؛ فأطُلق القول بإباحته" ثم قال لي: "ولي رسالة في ذلك سأنشرها" ثم حذرته من نشرها.
والله على ما أقول شهيد.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[12 - 03 - 09, 08:35 ص]ـ
بل عمرو عبد المنعم سليم - هداه الله - يرى القول بإباحة إتيان المرأة من الدبر؛ أخبرني بذلك بنفسه، وقال لي: "شيخنا (يقصد عبد الله الجديع) يرى كراهة إتيان المرأة في الدبر، وأنا أتوسع؛ فأطُلق القول بإباحته" ثم قال لي: "ولي رسالة في ذلك سأنشرها" ثم حذرته من نشرها.
والله على ما أقول شهيد.
ردك هذا يتعلق بنفي الشيخ عبد الله الخليفي وفقه الله في المشاركة رقم (11)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=471770#post471770
ومحمد حسن أبو خشبه في المشاركة رقم (19)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=485532#post485532
فهما اللذان نفيا هذا القول عن عمرٍ، ومشاركتي كانت لبيان قوله إن المسألة خلافية، ولم أذكر عنه الإباحة أو التحريم
فراجع المشاركات وفقك الله
¥(42/171)
ـ[ذو الفقار محمد]ــــــــ[12 - 03 - 09, 03:20 م]ـ
جزى الله شيخنا الكريم أبا محمد الألفى وكل من قال كلمة يخشى الله فيهاخير الجزاء ,
أما أخونا الحبيب عبد الرحمن بن شيخنا قد والله أبلغ وأوجز و أسأل الله أن يرد النار عن وجهه يوم القيامة كما يرد عن دين الله , وأن يقبضه على الجماعة , وأرجو أن يراعى كل من يفرح بكلمتين قرأهما أو حديثين حققهما أنه يدخل هذا المنتدى من عامة الناس من لا دراية لهم بالفقه , ولا يلبسوا على الناس , فإن العامة حين يرون كلمة خلاف يظنوا الأمر مائعا ومباحا وليستجيبوا لنداء الله تعالى إن كانوا مؤمنين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71).(42/172)
فائدة حول حديث خلق التربة الذي عند الامام مسلم
ـ[الرايه]ــــــــ[24 - 11 - 04, 01:13 م]ـ
اذكر انه كتب احد الاخوة في هذا الموضوع وبحثت عن موضوعه فلم اجده.
حديث التربة رواه الإمام مسلم في صحيحه فقال
حدثني سريج بن يونس وهارون بن عبد الله قالا حدثنا حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج أخبرني إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال:
خلق الله عز وجل التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل
قال إبراهيم حدثنا البسطامي وهو: الحسين بن عيسى وسهل بن عمار وإبراهيم ابن بنت حفص وغيرهم، عن حجاج بهذا الحديث.
ورواه أيضا الإمام أحمد في المسند.
وقد تكلم أهل العلم على هذا الحديث
فممن حكم بالشذوذ وأن في بعض ألفاظه أغلاط لأن في القرآن الكريم خلق السماوات والأرض في ستة أيام:
البيهقي في الأسماء والصفات 383 - 384
والقرطبي في الجامع لأحكام القران 6/ 384 - 385
وابن تيمية في مجموع الفتاوى 18/ 73
وابن القيم في المنار المنيف 84
و ابن الملقن في تحفة المحتاج 2/ 563
وابن أبي الوفاء القرشي في الجواهر المضية 2/ 429
وقد قال الإمام البخاري [وقال بعضهم عن أبي هريرة عن كعب، وهو أصح]
التاريخ الكبير 1/ 1 / 413 ترجمة أيوب بن خالد
ويقول البعض الحديث صحيح، ولا تعارض بينه وبين آيات القران الكريم لان خلق آدم الوارد في اليوم السابع في الحديث تأخر عن خلق السماوات والأرض فكان خلقهما في ستة أيام، ومن ثم وفيما بعد خلق الله عز وجل آدم، وهذا ما ورد في روايات عديدة وآثار كثيرة، ولقد بوّب النووي عليه بقوله [باب ابتداء الخلق، وخلق آدم عليه السلام]
ينظر: السلسلة الصحيحة رقم 1833 ومختصر العلو رقم 71 و مشكاة المصابيح رقم 5735
والأنوار الكاشفة 190 للمعلمي، وأضواء على حديث خلق الله التربة للمرصفي وغيرها.
انتهى ملخصا من كتاب " الإمام مسلم ومنهجه في الصحيح وأثره في علم الحديث " 2/ 576 - 577
مشهور حسن سلمان
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[24 - 11 - 04, 10:47 م]ـ
هذا رابط الموضوع أخي الحبيب:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22728&highlight=%C7%E1%CA%D1%C8%C9
ـ[الرايه]ــــــــ[24 - 11 - 04, 11:11 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[25 - 11 - 04, 12:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وهذا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حول الموضوع في مجموع الفتاوى.
ومن الصحيح ما تلقاه بالقبول والتصديق أهل العلم بالحديث؛ كجمهور أحاديث البخاري ومسلم؛ فان جميع أهل العلم بالحديث يجزمون بصحة جمهور أحاديث الكتابين، وسائر الناس تَبَعٌ لهم في معرفة الحديث، فإجماع أهل العلم بالحديث على أن هذا الخبر صدق كإجماع الفقهاء على أن هذا الفعل حلال أو حرام أو واجب، وإذا أجمع أهل العلم على شيء فسائر الأمة تبع لهم؛ فإجماعهم معصوم لا يجوز أن يجمعوا على خطأ.
ومما قد يسمي صحيحًا ما يصححه بعض علماء الحديث، وآخرون يخالفونهم في تصحيحه، فيقولون: هو ضعيف ليس بصحيح، مثل ألفاظ رواها مسلم في صحيحه، ونازعه في صحتها غيره من أهل العلم، إما مثله أو دونه أو فوقه، فهذا لا يجزم بصدقه إلا بدليل، مثل:
حديث ابن وعلة عن ابن عباس أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: (أيما إهاب دبغ فقد طهر) فإن هذا انفرد به مسلم عن البخاري، وقد ضعفه الإمام أحمد وغيره، وقد رواه مسلم.
ومثل ما روي مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الكسوف ثلاث ركوعات وأربع ركوعات، انفرد بذلك عن البخاري، فإن هذا ضَعَّفه حُذَّاقُ أهل العلم، وقالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل الكسوف إلا مرة واحدة يوم مات ابنه إبراهيم، وفي نفس هذه الأحاديث التي فيها الصلاة بثلاث ركوعات وأربع ركوعات، أنه إنما صلى ذلك يوم مات إبراهيم، ومعلوم أن إبراهيم لم يمت مرتين ولا كان له إبراهيمان، وقد تواتر عنه أنه صلى الكسوف يومئذ ركوعين في كل ركعة، كما روي ذلك عنه عائشة وابن عباس وابن عمرو وغيرهم؛ فلهذا لم يَرْوِ البخاري إلا هذه الأحاديث وهو أحذق من مسلم؛ ولهذا ضعف الشافعي وغيره أحاديث الثلاثة والأربعة ولم يستحبوا ذلك، وهذا أصح الروايتين عن أحمد، وروي عنه أنه كان يجوز ذلك قبل أن يتبين له ضعف هذه الأحاديث.
ومثله حديث مسلم: (إن اللّه خلق التربة يوم السبت، وخلق الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الإثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم يوم الجمعة)، فإن هذا طعن فيه من هو أعلم من مسلم مثل: يحيي بن معين ومثل البخاري وغيرهما، وذكر البخاري أن هذا من كلام كعب الأحبار، وطائفة اعتبرت صحته مثل أبي بكر بن الأنباري وأبي الفرج بن الجوزي وغيرهما، والبيهقي وغيره وافقوا الذين ضعفوه، وهذا هو الصواب؛ لأنه قد ثبت بالتواتر أن اللّه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، وثبت أن آخر الخلق كان يوم الجمعة، فيلزم أن يكون أول الخلق يوم الأحد، وهكذا هو عند أهل الكتاب، وعلى ذلك تدل أسماء الأيام، وهذا هو المنقول الثابت في أحاديث وآثار أخر. ولو كان أول الخلق يوم السبت وآخره يوم الجمعة لكان قد خلق في الأيام السبعة، وهو خلاف ما أخبر به القرآن، مع أن حذاق أهل الحديث يثبتون علة هذا الحديث من غير هذه الجهة، وأن رواية فلان غلط فيه لأمور يذكرونها، وهذا الذي يسمي معرفة علل الحديث بكون الحديث إسناده في الظاهر جيدا، ولكن عرف من طريق آخر أن راويه غلط فرفعه وهو موقوف، أو أسنده وهو مرسل، أو دخل عليه حديث في حديث، وهذا فن شريف، وكان يحيي بن سعيد الأنصاري ثم صاحبه على بن المديني ثم البخاري من أعلم الناس به، وكذلك الإمام أحمد وأبو حاتم وكذلك النسائي والدارقطني وغيرهم. وفيه مصنفات معروفة.
¥(42/173)
ـ[الرايه]ــــــــ[25 - 11 - 04, 12:51 م]ـ
أبو عبد الرحمن الشهري
بارك الله فيك(42/174)
سؤال عن حديث؟
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[25 - 11 - 04, 02:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال إلى الإخوة طلاب العلم عن هذا الحديث , وهو:
أخرج ابن عبدكويه في " أماليه " ل 217 / أ , قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف الضرير , ثنا أبوإسحاق إبراهيم بن فهد بن حكيم , ثنا عبدالرحمن بن صالح الكوفي , ثنا موسى بن عثمان الحضرمي , عن الأعمش , عن أبي صالح , عن أبي هريرة , قال:
كان الحسين رضي الله عنه عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة ضلماء , وكان يحبه حباً شديداً , فقال: (اذهب إلى أمك) , فقلت: يارسول الله , أذهب معه؟ قال: (لا) , فجاءت برقة من السماء فمشى في ضوئها حتى بلغ إلى أمه. اهـ.
سؤالي هو , ليس عن سند الحديث؟ فالنكارة في الإسناد والغرابة في المتن واضحتان , ورائحة الرافضة تفوح من بين ثناياه!!!!!
وإنما سؤالي: هل بالإمكان أن أحصل عند الإخوة الأفاضل مخرِّجاً لهذا الحديث غير ابن عبدكويه , فقد فرغت من تحقيق الكتاب وتخريج أحاديثه؛ إلا أن هذا الحديث قد أعياني , فقد بحثت في مالدي من مصادر تخريج مخطوطها ومطبوعها فلم أعثر عليه , والله المستعان.
أخوكم / خالد الأنصاري.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 11 - 04, 03:29 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
هذه نقولات قد تفيد حول الحديث
مسند الإمام أحمد بن حنبل ج2/ص513
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أسود بن عامر ثنا كامل وأبو المنذر ثنا كامل أبو كامل قال أسود قال أنا المعني عن أبي صالح عن أبي هريرة قال كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا رفع رأسه أخذهما بيده من خلفه أخذا رفيقا ويضعهما على الأرض فإذا عاد عادا حتى قضى صلاته أقعدهما على فخذيه قال فقمت إليه فقلت يا رسول الله أردهما فبرقت برقة فقال لهما الحقا بأمكما قال فمكث ضوءها حتى دخلا
مجمع الزوائد ج9/ص181
وعن أبي هريرة قال كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا رفع رأسه أخذهما من خلفه أخذا رفيقا ويضعهما عن ظهره فإذا عاد عادا حتى قضى صلاته أقعدهما على فخذيه قال فقمت إليه فقلت يا رسول الله أردهما فبرقت برقة فقال لهما الحقا بأمكما قال فمكث ضوؤها حتى دخلا على أمهما رواه أحمد والبزار باختصار وقال في ليلة مظلمة ورجال أحمد ثقات
فضائل الصحابة للإمام أحمد ج2/ص785
حدثنا العباس بن إبراهيم القراطيسي أنا محمد بن إسماعيل الأحمسي نا أسباط عن كامل أبي العلاء عن أبي صالح عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة العشاء وكان الحسن والحسين يثبان على ظهره فلما صلى قال أبو هريرة يا رسول الله ألا أذهب بهما إلى أمهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا فبرقت برقة فما زال في ضوءها حتى دخلا إلى أمها
تاريخ مدينة دمشق ج14/ص158
أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد الزيدي بالكوفة نا أبو الفرج محمد بن أحمد بن علان الخازن أنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن بن هارون النحوي أنا أبو عبد الله محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي البزاز نا عباد بن يعقوب أنا أسباط بن محمد عن كامل عن أبي صالح عن أبي هريرة قال كان الحسن والحسين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أمسيا فقال لهما اذهبا إلى أمكما ح قال فهابا أن يذهبا فبرقت برقة فمشيا في ضوئها حتى أتيا أمهما
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن أبي عثمان وأحمد بن محمد بن إبراهيم ح
وأخبرنا أبو عبد الله بن القصاري أنا أبي أنا إسماعيل بن الحسن الصرصري نا حمزة بن القاسم الهاشمي نا عباس الدوري نا خالد بن يزيد الطبيب نا كامل بن
العلاء عن أبي صالح عن أبي هريرة قال كان رسول الله e يصلي فإذا سجد ركب الحسن والحسين على ظهره فإذا رفع رأسه أخذهما بيده أخذا رفيقا فوضع أحدهما على فخذه والآخر في حجره فقلت يا رسول الله أذهب بهما إلى أمهما قال لا قال فبرقت برقة فقال الحقا بأمكما ح فلم يزالا في ضوء تلك البرقة حتى لحقا بأمهما
¥(42/175)
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا أسود بن عامر نا كامل وأبو المنذر نا كامل قال أسود قال أخبرنا المعنى عن أبي صالح عن أبي هريرة قال كنا نصلي مع رسول الله e العشاء فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا رفع رأسه أخذهما بيده من خلفه أخذا رفيقا فيضعهما على الأرض فإذا عاد عادا حتى قضى صلاته أقعدهما على فخذه قال فقمت إليه فقلت يا رسول الله أردهما فبرقت برقة فقال لهما الحقا بأمكما ح قال فمكث ضوؤها حتى دخلا
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي نا أبو الحسين الهاشمي أنا علي بن عمر الحرمي نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار أنا عبد الرحمن بن صالح ح
وأخبرنا أبو غالب بن البنا أنا عبد الصمد بن علي بن محمد أنا أبو الحسن الدارقطني نا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز إملاء من لفظه نا عبد الرحمن بن صالح الأزدي نا موسى بن عثمان الحضرمي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال كان الحسين عند النبي e وكان يحبه حبا شديدا فقال اذهب إلى أبي وفي حديث البغوي إلى أمي فقلت أذهب معه قال فجاءت برقة من السماء فمشى في ضوئها حتى بلغ زاد البغوي إلى أمه
قال أبو الحسن الدارقطني غريب من حديث الأعمش عن أبي صالح تفرد به موسى بن عثمان عنه ولا نعلم حدث به عنه غير عبد الرحمن بن صالح الأزدي
طبقات المحدثين بأصبهان ج:3 ص:71
- مجمع الزوائد - الهيثمى ج 9 ص 186:
وعن أبي هريرة قال كان الحسين بن على رضى الله عنهما عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان يحبه حبا شديدا فقال اذهب إلى أمي فقلت أذهب معه فجاءت برقة من السماء فمشى في ضوئها حتى بلغ. رواه الطبراني وفيه موسى بن عثمان وهو متروك.
- المعجم الكبير - الطبراني ج 3 ص 52:
2660 - حدثنا محمد بن نصر بن حميد البغدادي ثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي ثنا موسى بن عثمان الحضرمي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان الحسين رضي الله عنه عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان يحبه حبا وعطاء فقال اذهب الى أمي فقلت اذهب معه فجاءت برقة من السماء فمشى في ضوئها حتى بلغ
الشريعة للآجري
1594 حدثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال: حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي , عن الأعمش , عن أبي صالح , عن أبى هريرة قال: كان الحسين رضي الله عنه عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان يحبه حبا شديدا , فقال: أذهب إلى أمي , فقلت: أذهب معه؟ قال: " لا " فجاءت برقة من السماء , فمشى في ضوئها حتى بلغ *
العيال لابن أبي الدنيا ج1/ص385
220 حدثنا يوسف بن موسى حدثنا الفضل بن دكين حدثنا كامل أبو العلى قال سمعت أبا صالح عن أبي هريرة أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء فأخذ الحسن والحسين يركبان على ظهره فلما جلس وضع واحدا على فخذه والآخر على فخذه الأخرى
قال فقمت إليه فقلت ألا أبلغهما أهلهما فبرقت برقة فلم يزالا في ضوئها حتى دخلا
أَمَالِي أَبِي إِسْحَاقَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ >>
30 حدثنا عبيد بن أسباط الكوفي، ثنا أبي، ثنا كامل أبو العلاء، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم العشي , قال: فجعل الحسن، والحسين يثبان على ظهره، فلما قضى الصلاة قال أبو هريرة: يا رسول الله، ألا أذهب بهما إلى أمهما؟ قال: لا. قال: فبرقت برقة فلم نر إلا في ضوئها حتى دخلا على أمهما *
لضُّعَفَاءُ الْكَبِيرِ لِلْعُقَيْلِيِّ >> بَابُ الْكَافِ >> كَامِلٌ أَبُو الْعَلَاءِ >>
1709 ومن حديثه ما حدثناه جدي رحمه الله , حدثنا الحكم بن مروان، حدثنا كامل أبو العلاء، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه , قال: كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء , والحسن والحسين يثبان على ظهره , فإذا ركع أو سجد وضعهما , وإذا قام رفعهما , فلما انصرف وضعهما على فخذه , فقلت: يا رسول الله , أذهب بهما إلى أمهما؟ فقال: " لا " , فبرقت برقة، فقال: " الحقا بأمكما "، قال فما زالا في ضوئها حتى دخلا على أمهما *
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 11 - 04, 01:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
¥(42/176)
سؤالي هو , ليس عن سند الحديث؟ فالنكارة في الإسناد والغرابة في المتن واضحتان , ورائحة الرافضة تفوح من بين ثناياه!!
الحمد لله نسترفده الإعانة والتوفيق. ونستهديه الصواب على التحقيق.
وبعد ..
بارك الله لكم، ووفقتم وهديتم.
والذى يتلخص أن للحديث عن أبى هريرة طريقين:
[الأولى] كَامِلُ بْنُ العَلاءِ أَبُو الْعَلاءِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ مولى ضباعة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أخرجها أحمد (2/ 513) واللفظ له، وعبد الله بن أحمد ((فضائل الصحابة)) (1401)، وابن أبى الدنيا ((كتاب العيال)) (220)، والعقيلى ((الضعفاء)) (4/ 8)، والطبرانى ((الكبير)) (3/ 51/2659)، وابن عدى ((الكامل)) (6/ 81)، وأبو الشيخ ((طبقات المحدثين بأصبهان)) (3/ 71)، والحاكم (3/ 183)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (13/ 214،213 و14/ 159،158)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (6/ 230) من طرقٍ عن كَامِلِ بْنِ العَلاءِ أَبِى الْعَلاءِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ، فَإِذَا سَجَدَ وَثَبَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَى ظَهْرِهِ، فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ أَخَذَهُمَا بِيَدِهِ مِنْ خَلْفِهِ أَخْذًا رَفِيقاً، وَيَضَعُهُمَا عَلَى الأَرْضِ، فَإِذَا عَادَ عَادَا، حَتَّى إِذَا قَضَى صَلاتَهُ أَقْعَدَهُمَا عَلَى فَخِذَيْهِ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرُدُّهُمَا؟، فَبَرَقَتْ بَرْقَةٌ، فَقَالَ لَهُمَا: الْحَقَا بِأُمِّكُمَا، قَالَ: فَمَكَثَ ضَوْءُهَا حَتَّى دَخَلا.
ورواه عن كَامِلِ بْنِ العَلاءِ: أسباط بن محمد القرشى، وإسماعيل بن عامر أَبُو الْمُنْذِرِ،، وأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شاذان، والحكم بن مروان الكوفى الضرير، وخالد بن يزيد الطبيب، وخَلادُ بْنُ يَحْيَى المروزى، وعبيد الله بن موسى العنزى، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ومالك بن إسماعيل النهدى، ومحمد بن يوسف الفريابى، وأَبُو أَحْمَدَ الزبيرى أحد عشرهم عن أَبِى الْعَلاءِ به.
قلت: وهذا إسناد صالح فى المتابعات. وأبو صالح فى هذا الإسناد ليس ذكوان السمَّان المشهور كما يتوهم للوهلة الأولى، وإنما هو أبو صالح ميناء مولى ضباعة بنت الزبير. وقد فرَّق بينهما الإمام مسلم فى ((الكنى والأسماء))، فقال فى (ترجمة 1637): ((أبو صالح ذكوان السمان سمع أبا هريرة، وأبا سعيد. روى عنه: ابنه سهيل، والزهري، وزيد بن أسلم، ويحيى الأنصاري)).
ثم قال فى (ترجمة 1648): ((أبو صالح مينا مولى ضباعة عن أبي هريرة. روى عنه: كامل بن العلاء)).
وأما كامل بن العلاء أبو العلاء التميمى السعدي الكوفي، فقد وثَّقه يحيى بن معين، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال أيضاً: ليس به بأس. وقال يعقوب بن سفيان ((المعرفة والتاريخ)) (3/ 207): حدثنا عبد الله بن رجاء عن كامل أبي العلاء وهو ثقة. وقال البزار ((مسنده)) (4/ 309): وكامل بن العلاء مشهور من أهل الكوفة، قد روى عنه جماعة من أهل العلم، واحتملوا حديثه. وقال ابن عدى: في بعض رواياته أشياء أنكرتها، وأرجو أنه لا بأس به. وقال الحاكم: أبو العلاء هذا ممن يجمع حديثه فى الكوفيين. وجرحه ابن حبان بقوله: كان ممن يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل من حيث لا يدري.
[الثانى] الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أخرجها الطبرانى ((الكبير)) (3/ 52/2660)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (14/ 159)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (415) من طرقٍ عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي ثنا موسى بن عثمان الحضرمي عن الأعمش عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: كان الحسين رضي الله عنه عند النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يحبُّه حبَّاً شديداً، فقال: اذْهَبُ إِلِى أُمِّي!، فَقُلْتُ: اذْهَبُ مَعَهُ، فَجَاءَتْ بَرْقَةٌ مِنْ السَّمَاءِ، فَمَشَى فِي ضَوئِهَا حَتَّى بَلَغَ.
قال أبو الحسن الدارقطني كما فى ((أطراف الغرائب والأفراد)) (5/ 341): ((غريب من حديث الأعمش عن أبي صالح، تفرد به موسى بن عثمان عنه، ولا نعلم حدَّث به عنه غير عبد الرحمن بن صالح الأزدي)).
وقال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (8/ 152): ((موسى بن عثمان الحضرمي. قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين قال: موسى بن عثمان ليس بشيء. نوسألت أبى عن موسى بن عثمان الحضرمي، فقال: متروك الحديث)).
وقال ابن عدى ((الكامل)) (6/ 349): وهو من الغالين في جملة أهل الكوفة، والراوي عنه عبد الرحمن بن صالح، وهو صدوق في رواياته إلا أنه غال في جملة الكوفيين.
والخلاصة: فالطريق الأولى صالحة، ولا تعل بالطريق الواهية، لاختلاف مخرجيهما.
¥(42/177)
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[26 - 11 - 04, 03:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكما , أما وقد كفّيتما ووفيّتما جزاكما الله خيراً , وذلك أني مشغول حالياً بمراجعة بروفات تحقيقي لكتاب " فوائد العراقيين " للنقاش والذي كان يفترض أن يخرج إلى عالم المطبوعات منذ ما يقرب العشر سنين فالله المستعان.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 11 - 04, 12:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكما , أما وقد كفّيتما ووفيّتما جزاكما الله خيراً , وذلك أني مشغول حالياً بمراجعة بروفات تحقيقي لكتاب " فوائد العراقيين " للنقاش والذي كان يفترض أن يخرج إلى عالم المطبوعات منذ ما يقرب العشر سنين فالله المستعان.
الحمد لله نسترفده التوفيق والإعانة. ونستهديه سواء القصد فى الإبانة.
وبعد ..
كتاب ((فوائد العراقيين)) لأبى سعيد النقاش مطبوع منذ أكثر من أربعة عشر سنة بمكتبة القرآن بالقاهرة بتحقيق مجدى السيد إبراهيم، وهو جزء حديثى صغير، بلغت جملة أحاديثه وآثاره 111 حديثاً.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[27 - 11 - 04, 03:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ستعرف الفرق حينها أخي , وقد فرغت من تحقيقه منذ ما يقرب الإثنى عشر عاماً إلا أن هناك ضروفاً خاصة حالت دون طباعته هو وباقي تحقيقاتي والتي كان بدايتها " جزء ابن عمشليق " والذي طبع في دار ابن حزم ببيروت.
خالد الأنصاري.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 11 - 04, 01:07 م]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه. الواقى من اتقاه. والصلاة والسلام الأوفيان على أكمل خلق الله وبعد ..
أعانك الله. ويسَّرك للسداد.
لكن هذه ملاحظات عابرة على بعض تحقيقات سابقك على الكتاب المذكور، فإن كان ثمة فروقٍ بينكما، فنرجو البيان:
[الأولى] حديث الوليد بن مسلم ثنا الهيثم بن حميد عن الوضين بن عطاء وحفص بن غيلان عن نصر بن علقمة عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد قبض الله داود من بين أصحابه، فما فُتنوا ولا بَدَّلُوا، ولقد مَكَثَ أَصَحَابُ المسيح على سنَّتِهِ وهَدْيِهِ مائتي سنةٍ)).
هكذا وقع له، وهكذا زبره فى المطبوعة، ولم يزد فى عزوه على ذكر الطبرانى وأبى يعلى وابن عساكر، وضعَّفه.
وبتنبيه يسير دون البسط والإسهاب، فقد سقط من سنده جبير بن نفير راويه عن أبى الدرداء!.
وأعلى مصادر تخريجه ((التاريخ الكبير)) (8/ 102)، قال البخارى ((نصر بن علقمة أبو علقمة. قال دحيم نا الوليد قال نا الهيثم بن حميد عن الوضين بن عطاء وحفص بن غيلان عن نصر بن علقمة عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد قبض الله داود من بين أصحابه فما فتنوا ولا بدلوا وكان أصحاب المسيح على سنته وهديه مائتي سنة)) اهـ.
وهو بهذا الإسناد فى كل مصادر التخريج حتى التى ذكرها المحقق. وأما التضعيف، فخلاف واسع، سيما وقد صحَّحه ابن حبان (6236) وغيره.
[الثانية] حديث أَبى بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ حُمَيْدٍ الْكِنْدِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَىٍّ عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ انْتَسَبَ إِلَى تِسْعَةِ آبَاءٍ كُفَّارٍ، يُرِيدُ بِهِمْ عِزَّاً وَكَرَماً، فَهُوَ عَاشِرُهُمْ فِي النَّارِ)).
لم يزد على عزوه إلى أحمد فى ((المسند)) (4/ 134) إلا أن قال: ((إسناده ضعيف، وله شاهد من حديث أُبىٍّ فى ((المسند)) (5/ 128)، وسنده ضعيف)) اهـ!.
وبتنبيه يسير دون البسط والإسهاب، فقد حسَّن إسناد حديث أبى ريحانة الحافظ فى ((الفتح)) (6/ 551)، وتابعه البدر العينى فى ((عمدة القارى)) (16/ 92)، والمناوى فى ((فيض القدير)) (6/ 89).
وصحَّح الحافظ الضياء المقدسى فى ((المختارة)) (1241) حديث أبى بن كعب.
وقال الحافظ الهيثمى ((مجمع الزوائد)) (8/ 85): ((ورجاله رجال الصحيح غير يزيد بن زياد بن أبي الجعد وهو ثقة)).
[الثالثة] حديث عبد الجبار بن الورد قال سمعت ابن أبى مليكة يقول حدثني عبيد الله بن أبى يزيد عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء)).
قال: ((صحيح. أخرجه أحمد والبخارى ومسلم والنسائى والطبرانى والبيهقى))!!.
وبتنبيه يسير دون البسط والإسهاب، فهذا يعنى أنهم أخرجوه بهذا الإسناد والمتن، والحديث بهما معاً:
(أولاً) منكر كما قاله الشيخ الألبانى فى ((الضعيفة)) (رقم 285)، وقد أصاب وأجاد وأفاد بما لا مزيد عليه.
(ثانياً) ليس هو فى المصادر المذكورة لا بإسناده ولا لفظه.
وإنما رواه الشيخان فى ((الصحيحين)) من طريق سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أولهما بلفظ: ((مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ))، وثانيهما بلفظ ((مَا عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ يَوْمًا يَطْلُبُ فَضْلَهُ عَلَى الأَيَّامِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ وَلا شَهْرًا إِلا هَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي رَمَضَانَ)).
وبنحو لفظهما، رواه أحمد والنسائى كلاهما عن سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ به.
قال الشيخ الألبانى: ((وشتان ما بين الروايتين)).
****** هامش ******
ولنكتفى بهذه الإلمامة، حتى توافينا ببيانٍ عن زياداتك على سابقك إلى تحقيق الكتاب المذكور.
والحمد لله أولاً وآخراً.
¥(42/178)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[28 - 11 - 04, 10:34 ص]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه طلباً لمرضاته. الواقى من اتقاه رَغَبَاً فى جناته. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير رسله ودعاته وبعد.
هى رغبة صادقة: أنا بإنتظار زياداتك على سابقك إلى تحقيق الكتاب المذكور، لعلك تستفيد إذا عرضت ما عندك بما ليس عندك، سيما مع كثرة سؤالاتك عن مصادر تخريج أخرى لبعض أحاديث الكتاب المذكور. وتمنياتنا لك بالتوفيق.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[28 - 11 - 04, 05:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي نضر وجوه أهل السنة , ونضر وجوههم على فئة أهل الفتنة.
والصلاة والسلام على محمد نبي هذه الأمة , وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ,,,,
أما بعد:
فهذا بيان وتوضيح على الأحاديث الثلاثة التي ذكرها الأخ الفاضل الشيخ الألفي حفظه الله تعالى , مبيناً أن ما ذكره هو عين ما ذكرته مع اختلاف يسير في الأسلوب , ومعلوم أن أسلوب التوضيح والبيان أو التعقيب والإفادة , يختلف تماماً عن أسلوب التحقيق والتخريج , ورغبة في عدم الإطالة فإني في هذا المقام أشكر الشيخ الألفي على مشاركاته النافعة والتي أتحفنا ويتحفنا بها كل يوم , فبارك الله فيه وبارك له في وقته .... آمين.
- أما الملاحظة الأولى على حديث: " لقد قبض الله ...... إلخ ".
أ - إسناد الحديث:
قال النقاش: حدثنا أبوبكر أحمد بن جعفر بن سلْم الختلي , ثنا أحمد بن علي الأبّار , ثنا عبدالرحمن بن إبراهيم , ثنا الوليد بن مسلم , ثنا الهيثم بن حميد , عن الوضين بن عطاء وحفص بن غيلان , عن نصر بن علقمة , عن أبي الدرداء رضي الله عنه , قال: قال رسول الله صلى الله غليه وسلم: (لقد قبض الله داود من بين أصحابه فما فتنوا وما بالوا , ولقد مكث أصحاب المسيح على سنته وهديه أكثر من مائتي سنة).
قلت:
((حديث ضعيف)).
الوضين بن عطاء لابأس به وحديثه لاينزل عن مرتبة الحسن.
ونصر بن علقمة ثقة , وفي حديثه عن أبي الدرداء انقطاع , وقد قال العلائي في " جامع التحصيل " (ص 291 ترجمة: 829): نصر بن علقمة , عن جبير بن نفير , عن أبي الدرداء حديث: قبض الله داود بين أصحابه.
قال أبو حاتم هو مرسل لم يدرك نصر بن علقمة جبير بن نفير. اهـ.
وانظر أيضاً " المراسيل " لابن أبي حاتم (ص 226 - ترجمة: 415) , و " تحفة التحصيل " لأبي زرعة العراقي (ص 327).
قلت: الحديث من كلا الطريقين فيه انقطاع , فإن نصر بن علقمة لم يلق الاثنين.
والحديث أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " 4/ 2/102 , وأبويعلى - كما في تسديد القوس ج2 / ل64/ب _ 65/أ -؛ ومن طريقه ابن حبان في " صحيحه " 14/ 6236 , جميعهم من طريق الوليد بن مسلم , عن الهيثم بن حميد , عن الوضين بن عطاء , عن نصر بن علقمة , عن جبير بن نفير , عن أبي الدرداء به مرفوعاً.
وأورده الهيثمي في " المجمع " 8/ 207 وعزاه إلى الطبراني , وأورده المتقي في " الكنز " (برقم 32328) وعزاه إلى ابن عساكر.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[29 - 11 - 04, 03:45 ص]ـ
_ وأما الملاحظة الثانية على حديث: " من انتسب ....... إلخ ".
أ- إسناد الحديث:
قال النّقاش:
أخبرنا أبوعبدالله الجوهري محمد بن أحمد بن علي (1) , ثنا محمد بن يوسف الطباع (2) , ثنا سليمان بن داود , ثنا أبوبكر بن عياش , عن حميد الكندي , عن عبادة بن نُسي (3) , عن أبي ريحانة , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من انتسب إلى تسعة آباء كفار يزيد بهم عزاً أو كرماً , كان عاشرهم في النّار " (4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) _ المحتسب يعرف بـ (ابن محرم) , كان يقال في كتبه أحاديث مناكير , ولم يكن عندهم بذاك , وقال عنه ابن أبي الفوارس " ضعيف " , وضعفه الدارقطني أيضاً , وقال عنه البرقاني " لا بأس به ".
انظر ترجمته في: " تاريخ بغداد " 1/ 320 - 321 , و " اللسان " 5/ 51 - 52.
(2) _ كان ثقة , له ترجمة في: " تاريخ بغداد " 3/ 394 - 395.
(3) _ وقع في المخطوط بأن الراوي عن أبي ريحانة هو (عمارة بن بشر) وهو خطأ والصحيح ما أثبتناه من كتب التخريج.
(4) _ إسناده ضعيف , والحديث صحيح.
أبوبكر بن عيّاش بن سالم الأسدي الكوفي المقرئ الحنّاط مشهور بكنيته , والأصح أنها اسمه؛ ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح.
انظر " التقريب " (ص 624 - ترجمة 7985).
وحميد هو ابن أبي حميد مهران الخياط الكندي ثقة كما في التقريب؛ إلا أن ابن أبي حاتم ترجمه في " الجرح " 1/ 2 / 232 فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وعُبادة بن نُسيّ أبوعمر الشامي الكندي - قاضي طبرية - ثقة فاضل.
وأبوريحانة _ رضي الله عنه _ اسمه: شمعون بن زيد الأزدي.
والحديث أخرجه الأمام أحمد 4/ 134 وابن قانع في " الصحابة " ل 70 / ب وأبونعيم في " أخبار أصبهان " 1/ 325 و 2/ 363؛ جميعهم من طرق عن أبي بكر بن عيّاش به مرفوعاً.
قلت: وقد حكم شيخنا الألباني عليه بالضعف في " ضعيف الجامع " 5/ 5497 , وعزاه إلى " الضعيفة " 5/ 2431.
ولا أدري ما العلة في تضعيفه , فلعله لم يطلع على هذين الطريقين، أعني طريق ابن قانع الذي يروي فيه يحى ابن معين عن ابن عياش , وطريق النّقاش الذي يروي فيه الطيالسي أيضاً عن ابن عياش.
وفي الباب عن: أبي بن كعب رضي الله عنه , أخرجه عبد ابن حميد في " مسنده _ منتخب " 1/ 179 , والضياء في " المختارة " 3/ 1241 , من طريق ابن أبي شيبة , نا ابن نمير , نا يزيد بن زياد ابن أبي الجعد , عن عبد الملك بن عمير , عن عبدالرحمن بن أبي ليلى , عن أبي بن كعب , قال:
_ استب - عبد بن حميد -:
_ انتسب - الضياء -:
رجلان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ............. فذكراه بطوله.
وهذا إسناد صحيح رجاله جميعهم ثقات.
* قلت: ومن ثم اطلعت على كلام شيخنا رحمه الله تعالى في " الضعيفة " فوجدت أنه يضعف الحديث بحميد الكندي , وذكر حميداً آخر ثقة.
وقد أشكل ذلك على شيخنا الألباني ففرق بين الاثنين وهما إسم لرجل واحد.
والله أعلم.
¥(42/179)
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[29 - 11 - 04, 03:53 ص]ـ
_ وأما الملاحظة الثالثة:
فقد اكتفيت بالإحالة على كلام شيخنا الألباني رحمه الله تعالى في " الضعيفة ".
وبينت وهم الأخ مجدي في عزوه هذا الحديث إلى المصادر المذكورة.
هذا والله أعلم.
_ والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات _
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[04 - 12 - 04, 09:25 ص]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمَّدٍ تتوالى. وبعد ..
بارك الله فيك. وأحسن الله بك القصد. ويسَّرك للصواب حيث توجهت.
تعقيب على الحديث الثانىحديث أَبى بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ حُمَيْدٍ الْكِنْدِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَىٍّ عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ انْتَسَبَ إِلَى تِسْعَةِ آبَاءٍ كُفَّارٍ، يُرِيدُ بِهِمْ عِزَّاً وَكَرَماً، فَهُوَ عَاشِرُهُمْ فِي النَّارِ)).
قلت: ((والحديث أخرجه الإمام أحمد (4/ 134)، وابن قانع في ((الصحابة)) (ل 70/ب)، وأبونعيم ((أخبار أصبهان)) (1/ 325 و2/ 363)؛ جميعهم من طرق عن أَبِى بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ به مرفوعاً)) اهـ.
وأقول: اقتصرت على ثلاثة مصادر فى تخريجه، وعلى أربعةٍ من رواته عن أبى بكر بن عياش: حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَهْرَامَ، وسعيد بن يحيى سعدويه، وسليمان بن داود الطيالسى، ويحيى بن معين.
ومن الزيادات والفوائد: وأخرجه كذلك البخارى ((التاريخ الكبير)) (2/ 355) عن محمد بن عبد الله بن حوشب، وأبو يعلى (3/ 28/1439) عن مجاهد بن موسى، والطبرانى ((الأوسط)) (443) عن مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (4/ 287/5132) عن أحمد بن حاتم الطويل، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (23/ 197) عن أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ومَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ ومجاهد بن موسى، جميعاً عن أَبِى بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ حُمَيْدٍ الْكِنْدِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَىٍّ عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ.
وعلى هذا، فرواته عن أبى بكر أحد عشرة نفساً: أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطويل، وأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَهْرَامَ، وسعيد بن يحيى سعدويه، وسليمان بن داود الطيالسى، ومجاهد بن موسى، ومحمد بن بكير الحضرمى، ومحمد بن عبد الله بن حوشب، ومحمد بن عيسى الطباع، ومَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وأبو زكريا يحيى بن معين.
****** ****** ******
قلت فى تراجم رجال السند: ((وحميد هو ابن أبي حميد مهران الخياط الكندي ثقة)).
وأقول: كيف نسبته هكذا، وجزمت أنه ابن مهران البصرى الثقة، ولم يرد فى أى مصدر من مصادر التخريج منسوباً، بل ورد فيها كلها ((عَنْ حُمَيْدٍ الْكِنْدِيِّ)) هكذا غير منسوب؟!!، ويبيِّن ما فيه من الخطأ التعقب التالى.
****** ****** ******
قلت: ((وقد حكم شيخنا الألباني عليه بالضعف في ((ضعيف الجامع)) (5/ 5497)، و ((الضعيفة)) (5/ 2431). ولا أدري ما العلة في تضعيفه؟ , فلعله لم يطلع على هذين الطريقين عن الطيالسى وابن معين)) اهـ.
ثم قلت: ((إنه يضعف الحديث بحميد الكندي , وذكر حميداً آخر ثقة. وقد أشكل ذلك على شيخنا الألباني، ففرق بين الاثنين وهما إسم لرجل واحد)) اهـ.
وأقول: بل الذى ذكره الشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ هو الصحيح، فهما اثنان وليسا واحداًَ، أحدهما بصرى، والآخر شامى. وقد فرَّق بينهما كذلك الإمامان البخارى، وابن أبى حاتم، وتابعهما عليه جماعة كثيرون ممن ترجموا لهما، كابن حبان فى ((كتاب الثقات)). فقد ذكرهما البخارى فى ((التاريخ الكبير)) فى ترجمتين:
[الأول] حميداً الثقة البصرى (2/ 354/2726) فقال: ((حميد بن مهران الخياط، وهو حميد بن أبي حميد الكندي. سمع: ابن سيرين، وقتادة، وسيف المازني. سمع منه: مسلم بن إبراهيم البصري، وأبو داود، وأبو عاصم. وقال الوليد بن عبد الرحمن ثنا حميد بن مهران أبو عبد الله الخياط المالكي سمع خالداً الربعي وأبا غالب وسعد بن أوس والحسن وعن صالح الغداني)).
[الثانى] حميداً الضعيف الشامى راوى هذا الحديث (2/ 355/2733) فقال: ((حميد الكندي. قال محمد بن عبد الله بن حوشب ثنا أبو بكر سمع حميداً عن عبادة بن نسي عن أبي ريحانة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من انتسب إلى تسعة آباء كفار يريد بهم عزا أو كرما فهو عاشرهم في النار)). قال أبو عبد لله: لا أراه الا مرسلاً)).
وبنحو صنيعه فى التفريق بينهما، ذكرهما ابن أبى حاتم فى ((الجرح والتعديل)) فى ترجمتين:
[الأول] حميد بن أبي حميد مهران الكندي البصرى الثقة (3/ 228/1005)، وزاد قول يحيى بن معين عنه: ثقة.
[الثانى] حميد الكندى الشامى الضعيف (3/ 232/1022)، واقتصر على قوله: ((شامي. روى عن: عبادة بن نسي. روى عنه: أبو بكر بن عياش سمعت أبي يقول ذلك)).
وأما ابن حبان فقد ذكر البصرى الثقة (6/ 191/7314)، والشامى (6/ 192/7324).
ولو ذهبنا نستقصى ذكر من فرَّق بينهما لطال المقال، وهو الصحيح الذى لا يجوز القول بخلافه، والذى اعتمده الشيخ الألبانى.
وعليه، فإن حميداً الكندى الشامى راوى هذا الحديث ليس بالبصرى الثقة، وليس بالمشهور، لتفرد أبى بكر بن عياش بالرواية عنه، وهو يروى عنه قريباً من ثلاثة أحاديث، ربما لا تزيد.
فإن وضح ذلك أتبعناك ببقية التعقيب على هذا الحديث، وبيان شواهده عن أبى بن كعب، ومعاذ بن جبل.
¥(42/180)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 12 - 04, 04:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
شيخنا الحبيب خالد الأنصاري وفقه الله
ذكرتم
(وقع في المخطوط بأن الراوي عن أبي ريحانة هو (عمارة بن بشر) وهو خطأ والصحيح ما أثبتناه من كتب التخريج.)
عبادة بن نسي
شيخنا لاأعرف عن رسم الكلمة في المخطوطة
ولكن لايخفى عليكم
أن عبادة = يمكن أن تقرأ عمارة إذا كتبها الناسخ بخط معين ب =م ود=ر
ورسم بشر = يمكن أن تقرأ نسي
ب=ن والتشابه في هذا كثير
س=ش والتشابه في هذا أكثر
ي =ر أن كتب الياء بشكل معين
وأنا شخصيا استبعد أن الناسخ يقع في مثل هذا الوهم
فلعله لم يقصد الا عبادة بن نسي
الا ان رسم الكلمة قد يكون بها نوع صعوبة
فكتب الباء بشكل معين والدال بشكل معين
وكذا الياء في نسي فظهرت العبارة بشكل معين
قد تقرأ عمارة بن بشر
وأعذرني فكلامي مبني على عدم اطلاع وانما بناء على تشابه الرسم
وما أتوقعه في مثل هذه الحالات
وليس الخبر كالمعاينة
وجزاكم الله خيرا
والله أعلم
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[05 - 12 - 04, 05:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الشيخ الفاضل ابن وهب حفظه الله تعالى من الشرور , وجمعنا وإياه في الدارين بمنه وكرمه ورحمته وهدايته ....... آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جزاك الله خيراً على هذا التوضيح , ولو تأملت كلامي حفظك الله لوجدت أن ماذكرته أنت هو عين ما أشرت إليه أنا حفظك الله , وإليك كلامي حرفياً:
قلت: وقع في المخطوط بأن الراوي عن أبي ريحانة هو (عمارة بن بشر) _ وهو خطأ _ , والصواب ما أثبتناه من كتب التخريج , من أنه عبادة بن نسّي.
هذا هو كلامي , فمن باب الأمانة ذكر ما وقع في المخطوط من أخطاء مع ذكر التصويب في الحاشية , و المخطوط قد وقع به من الأخطاء ما لا يعلمه إلا الله وذلك بسبب الناسخ؟! غفر الله له , حتى إني أشرت إلى مواضع النقص في المخطوط و أنه قد نهبت بعض الأوراق منه , فالله المستعان والهادي إلى أقوم سبيل.
أخوك المحب / خالد الأنصاري.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[05 - 12 - 04, 05:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وأما ماذكره الشيخ الألفي من ترجيح الشيخ الألباني فبعد المراجعة وجدنا أن ما ذهب إليه شيخنا الألباني رحمه الله تعالى هو الصحيح , وهو الذي وضحه الشيخ الألفي حفظه الله تعالى.
إلا أن عزائي في ذلك _ وهو ليس بعذر _ , أني فرغت من الكتاب منذ مدة طويلة , وقد راجعته مراجعة سريعة لطباعته بعد إصرار من بعض مشائخي وأحبة لهم في قلبي مقام رفيع , فأسأل الله أن يغفر لي زلتي , وأن يعفو عن حوبتي.
وإني أوجه هذه الكلمة إلى كل أخ غيور محب لأخيه كاتب هذه السطور , إن كان لديه ملاحظات على أحاديث ورجالات هذا الكتاب أن يمدنا بها , وأن ينصح لنا , والله يحب المؤمن الغيور.
وإني في هذا المقام أشهد الله بأني أحب كل مؤمن غيور يذب عن عرض أخيه السُّني , ويدافع عن دين الله ببيان عوار الشانئين الملحدين الطاعنين في الدين وأن لاتاخذه بهم رأفة ولا رحمة , فالدين عزيز , ومن أراد أن يبث سمه وبدعه؛ فإن الله يتولاه بغضبه ولعنته.
وإني أشهد الله أيضاً بأني أحببت الأخ الشيخ الفاضل الألفي في الله ولله , وأقول له إن وجدت خطأً مني فقومني جزاك الله خيراً بالنصيحة , وكذلك إخوتي أهل الملتقى ورواده , فكلنا محتاج إلى النصح.
أخوكم المحب / خالد الأنصاري.
khalid_alansari@yahoo>.com
---------------------------------
قال الشافعي:
أحب من الإخوان كل مُواتي وكل غضيض الطرف عن عثراتي
وقال أيضاً:
تصفحت إخواني فكان أقلهم على كثرة الإخوان أهل ثقاتي(42/181)
هل صح عن ابن مسعود إنكار قرآنية المعوذتين؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[26 - 11 - 04, 03:44 ص]ـ
حيث قال ابن نجيم الحنفي في شرحه الأصولي (فتح الغفار بشرح المنار):
((و اعلم أنه قد اختلف في تكفير من أنكر المعوذتين مع القطع بقرآنيتهما، و ما عن ابن مسعود من إنكارهما لم يصح، و إن ثبت خلو مصحفه لم يلزم إنكاره لجوازه لغاية ظهورهما، أو لأن السنة عنده أن لا يكتب منه إلا ما أمر عليه الصلاة و السلام بكتبه و لم يسمعه، و اختار في الفتاوى البزازية تكفير منكرهما للإجماع على كونهما منه)) 1/ 11 حلبي
وجزاكم الله تعالى خيرا
أخوكم المحب / محمد رشيد الحنفي
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 11 - 04, 08:38 ص]ـ
لم يصح عن ذلك وقد أنكره ابن حزم وغيره. وقد سبق بحثه في المنتدى.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[26 - 11 - 04, 01:52 م]ـ
وأين أجد هذا البحث على المنتدى بارك الله تعالى فيك
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[26 - 11 - 04, 03:04 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=23681#post23681(42/182)
وسؤال آخر عن حديث؟
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[26 - 11 - 04, 02:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وهذا سؤال آخر عن حديث أخرجه النقاش في " فوائد العراقيين " (رقم: 32) , قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن حماد القاضي , ثنا إسماعيل بن محمد بن عيسى المزني , ثنا الحكم بن سليمان الحنفي , عن عمرو بن جميع , عن الحجاج بن أرطأة , عن خالد بن سيّار , عن ابن عباس رضي الله عنه , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من قدّم غريماً له إلى سلطان ليحلفه , فعلم أنه يحلف بالله باطلاً , فتركه إجلالاً له وإعظاماً أن لا يحلفه باطلاً , لم يرض الله له بمنزلة دون منزلة إبراهيم].
وسؤالي هنا أيضاً ليس عن إسناد الحديث ورجاله .......
وإنما سؤالي هل هناك من خرّج هذا الحديث خلا النقاش؟؟؟
وجزاكم الله خيراً.(42/183)
القول المأثور بإيجاب المهر على مَنْ أَغْلَقَ البَابَ وأَرْخَى السُّتور
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[28 - 11 - 04, 10:43 ص]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه طلباً لمرضاته. الواقى من اتقاه رَغَبَاً فى جناته. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير رسله ودعاته وبعد.
اختلف أهل العلم فيما يوجب الصداق من الدخول أو الخلوة.
وأكثر أهل العلم عَلَى أَنَّ مَنْ أَغْلَقَ بَاباً وَأَرْخَى سِتْرَاً عَلَى الْمَرْأَة فَقَدْ وَجَبَ لَهَا الصَّدَاقُ كَامِلاً وَعَلَيْهَا الْعِدَّة , وَبَذْلك قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَالأَوْزَاعِيُّ والثَّوْرِىُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ , وَأكثرُ أَهْل الْكُوفَة. وهو المأثور عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعَلِيّ بْنِ أبى طَالِبٍ، وَزَيْد بْنِ ثَابِت، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَابْنِ عُمَرَ، ومن التابعين: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وعروة بن الزبير، وأبي بكر بن حزم، وعطاء بن أبى رباح، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، والحسن البصرى، وإبراهيم النخعى، والزهرى، وأبي الزناد، وزيد بن أسلم وغيرهم.
إلا أنَّ أبا حنيفة من بينهم قال: إذا خلا بها في بيتها وطىء أو لم يطأ، فالمهر كله لها، إلا أن يكون أحدهما محرما، أو أحدهما مريضاً، أو كانت هي حائضا، أو صائمة في رمضان، فليس لها في كل ذلك إلا نصف المهر، فلو خلا بها وهو صائم صيام فرض في ظهار، أو نذر، أو قضاء رمضان، فعليه الصداق كله، وعليها العدة، فلو خلا بها في صحراء، أو في مسجد أو في سطح لا حجرة عليه، فليس لها إلا نصف الصداق.
وقَالَ الْكُوفِيُّونَ: الْخَلْوَة الصَّحِيحَة يَجِب مَعَهَا الْمَهْر كَامِلاً سَوَاء وَطِئَ أَمْ لَمْ يَطَأ , إِلا إِنْ كَانَ أَحَدهمَا مَرِيضًا أَوْ صَائِمًا أَوْ مُحْرِمًا أَوْ كَانَتْ حَائِضًا فَلَهَا النِّصْف وَعَلَيْهَا الْعِدَّة كَامِلَة , وَاحْتَجُّوا أَيْضًا: بِأَنَّ الْغَالِب عِنْد إِغْلاق الْبَاب وَإِرْخَاء السِّتْر عَلَى الْمَرْأَة وُقُوع الْجِمَاع، فَأُقِيمَتْ الْمَظِنَّة مَقَام الْمَئِنَّة، لِمَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ النُّفُوس فِي تِلْكَ الْحَالَة مِنْ عَدَم الصَّبْر عَنْ الْوَقَاع غَالِبًا، لِغَلَبَةِ الشَّهْوَة، وَتَوَفُّر الدَّاعِيَة.
وَقَالَ مَالِك: إِذَا دَخَلَ بِالْمَرْأَةِ فِي بَيْته صُدِّقَتْ عَلَيْهِ , وَإِنْ دَخَلَ بِهَا فِي بَيْتهَا صُدِّقَ عَلَيْهَا , وَنَقَلَهُ عَنْ اِبْن الْمُسَيِّب. وَعَنْ مَالِك رِوَايَة أُخْرَى كَقَوْلِ الْكُوفِيِّينَ.
وَذَهَبَ الشَّافِعِيّ وَطَائِفَة إِلَى: أَنَّ الْمَهْر لا يَجِب كَامِلاً إِلا بِالْجِمَاعِ , وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى ((وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْل أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَة فَنِصْف مَا فَرَضْتُمْ)) وَقَولِه ((ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّة تَعْتَدُّونَهَا))، وَجَاءَ ذَلِكَ عَنْ اِبْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس وَشُرَيْح وَالشَّعْبِيّ وَابْن سِيرِينَ، وهو قول أبى ثور والظاهرية.
ذكر من قال: مَنْ أَغْلَقَ بَابَاً أَوْ أَرْخَى سِتْرَاً
فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ وَمَا فِي مَعْنَاهُ
[عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْه] وهو مروى عنه من طرق:
[الطريق الأولى] سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عنه، وهى أصحها وأمثلها
قال يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (971): عَنْ مَالِك عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَضَى فِي الْمَرْأَةِ إِذَا تَزَوَّجَهَا الرَّجُلُ: أَنَّهُ إِذَا أُرْخِيَتِ السُّتُورُ، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ.
وأخرجه كذلك الشافعى ((الأم)) (7/ 223)، والبيهقى ((الكبرى)) (7/ 255) عن مالك.
وتابع مالكاً عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: عبدُ الْمَلِكُ بْنُ جُرَيْجٍ، وهُشَيْمُ بْنُ بشير، وصرَّح كلاهما بالسماع، وسفيان الثورى، ويَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، وسليمان بن حيان أبو خالد الأحمر.
¥(42/184)
فقد أخرجه عَبْدُ الرَّزَّاقِ ((المصنف)) (6/ 287/10870،10869) عن ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يقول: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَضَى فِي الرَّجُلِ يتزوج؛ إِذَا أُرْخِيَتِ عَلِيهِ السُّتُورُ، وغُلِّقتْ الأبوابُ، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ.
وأخرجه سعيد بن منصور ((السنن)) (1/ 233/757) قال: أخبرنا هشيم أنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ قال قال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِذَا أُرْخِيَتِ السُّتُورُ، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ والعِدَّةُ.
وأخرجه عَبْدُ الرَّزَّاقِ (10871) عن الثورى، والدارقطنى (3/ 307/230)، ومن طريقه ابن الجوزى ((التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (1681) عن يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، جَمِيعًا عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ بنحوه.
[الثانية] عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ أبيه
أخرجه الدارقطنى (3/ 306/228)، والبيهقى ((الكبرى)) (7/ 255) كلاهما من طريق تَمِيمِ بْنِ الْمُنْتَصِرِ الْوَاسِطِيِّ ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: إِذَا أُجِيفَ الْبَابُ وَأُرْخِيَتْ السُّتُورُ، فَقَدْ وَجَبَ الْمَهْرُ.
وخالفه سليمان بن حيان أبو خالد الأحمر، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، فروياه ((عن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قوله))، وكلاهما محتمل، والأول أصح وأشهر.
فقد أخرجه ابن أبى شيبة (3/ 519) عن أبى خالدٍ الأحمر، وأبو عبيد ((كتاب النكاح)) عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، كلاهما عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قال: إِذَا أَغْلَقَ الْبَابَ، وَأَرْخَى السِّتْرَ، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ.
قلت: وتميم بن المنتصر الهاشمى مولاهم الواسطى جد بحشل أسلم بن سهل الواسطى، ثقة ضابط متقن.
[الثالثة] أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْه
قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ ((المصنف)) (6/ 287/10868) عَنْ معمر عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال قال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِذَا أُرْخِيَتِ السُّتُورُ، وغُلِّقتْ الأبوابُ، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ.
قلت: وهذا غريب، لم يروه عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن عمر غير يحيى بن أبى كثير، تفرد به عنه معمر. ومعمر ثقة ثبت إلا فى روايته عن البصريين فله أوهام. قال أبو بكر بن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول: إذا حدثك معمر عن العراقيين فخفه، إلا عن الزهري وابن طاوس، فإن حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا.
[الرابعة] الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
قال ابن أبى شيبة (3/ 519): حَدَّثَنَا عَبْدَةَ عَنْ سَعِيدٍ يعنى ابْنَ أَبِى عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ الأَحْنَفِ أن عُمَرَ وَعَلِيَّاً قَالا: إِذَا أَغْلَقَ بَابَاً، أَوْ أَرْخَى سِتْرَاً، فَلَهَا الصَّدَاقُ، وَعَلِيهَا العِدَّةُ.
وأخرجه أبو عبيد ((كتاب النكاح)) عن يزيد بن هارون، والبيهقى (7/ 255) عن عبد الله بن بكر السهمى كلاهما عن عَنْ سَعِيدِ بْنَ أَبِى عَرُوبَةَ به.
وتابعه عن قتادة: معمر.
أخرجه عَبْدُ الرَّزَّاقِ ((المصنف)) (6/ 285/10863) عن معمر عن قتادة بنحوه، إلا أنه جعل ((فَلَهَا الْمَهْرُ، وَعَلِيهَا العِدَّةُ)) من قول الحسن البصرى.
[الخامسة] الحسن عَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
أخرجه عبد الرزاق (10877) عن ابن جريج عن عبد الكريم عن الحسن أن عُمَرَ وَعَلِيَّاً قالا: إِذَا خَلا بِهَا فَغَلَقَ عَلِيهَا، أَوْ أَرْخَى الأَسْتَارَ، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ.
والدارقطنى (3/ 307/231) من طريق عبد الوارث عن عاصم الأحول عن الحسن قال قال عمر بن الخطاب: إِذَا أَغْلَقَ بَابَاً وَأَرْخَى سِتْرَاً، فَقَدْ وَجَبَ لهَا الصَّدَاقُ، وَعَلِيهَا العِدَّةُ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ.
¥(42/185)
قلت: وهذا إسناد ضعيف، لإرساله وضعف عبد الكريم بن أبى المخارق البصرى، ولمخالفة الأوثق إذ يرويه ((عَنْ الْحَسَنِ عَنْ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ عن عُمَرَ وَعَلِىٍّ)) كما سبق بيانه.
[السادسة] عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
قال ابن أبى شيبة (3/ 520): حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرَ أَخْبَرَنَا ابْنِ سَالِمٍ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ قَالا: إذا أَرْخَى سِتْرَاً، أَوْ خَلِيَ وَجَبَ الْمَهْرُ، وَعَلِيهَا العِدَّةُ.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، ابن سالم هو محمد بن سالم أبو سهل الهمدانى أجمعوا على ضعفه. قال البخارى ((التاريخ الكبير)) (1/ 105): ((يتكلمون فيه، كان ابن المبارك ينهى عنه)). وقال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (7/ 272): ((روى عن الشعبي. روى عنه: الثوري، والحسن بن صالح، وجرير، وعبد الرحيم بن سليمان الرازي، ويحيى بن أبى زائدة، وابن فضيل ويزيد بن هارون سمعت أبى يقول ذلك. وسمعته يقول: كان الثوري ربما كنَّى عن اسمه، يقول رجل عن الشعبي، وربما كناه يقول: أبو سهل عن الشعبي لكيلا يفطن له. أخبرنا نعيم بن حماد قال: رأيت ابن المبارك يقول: اطرح حديث محمد بن سالم. أخبرنا على بن الحسين بن الجنيد قال سمعت أبا حفص عمرو بن على يقول: كان يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدى لا يحدثان عن محمد بن سالم. أخبرنا على بن الحسين نا أحمد بن أبى الحواري سمعت حفص بن غياث يقول: لا تساوى أحاديث محمد بن سالم النقل. أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود الأصفهاني سمعت عمر بن حفص بن غياث يقول: ترك أبى حديثه. وقرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين قال: محمد بن سالم ضعيف. أخبرنا أبو بكر بن أبى خيثمة فيما كتب إلىَّ قال: رأيت يحيى بن معين يملى على قرابة له الفرائض عن يزيد بن هارون عن محمد بن سالم، فقلت له: يا أبا زكريا أخصصته بهذا، قال: دعه فإنه لا يدرى. قال أبو محمد: معناه عندي أنه في الفرائض أحسن حالا، لأن محمد بن سالم كان فارضاً. أخبرنا محمد بن إبراهيم نا عمرو بن على قال: محمد بن سالم ضعيف الحديث متروك، قيل له: فكتاب الفرائض عن محمد بن سالم، قال: ليس يسوى شيئاً. وسألت أبى عنه، فقال: ضعيف الحديث منكر الحديث مثل عبيدة الضبي، وأضعف شبه المتروك. نا أخبرنا أبو بكر بن أبى خيثمة فيما كتب إلىَّ قال: سمعت أبى يقول: لم أدخل في الفرائض عن محمد بن سالم حرفا واحداً، كأنه يضعفه، وقال: ابن أبى ليلى في الشعبي أحب إلىَّ منه)).
[السابعة] إبراهيم النخعى عنه
قال سعيد بن منصور (1/ 233/758): أخبرنا أبو عوانة عن منصور عن إبراهيم عن عمر قال: إِذَا أَغْلَقَ الْبَابَ، أوْ أَرْخَى السِّتْرَ أو كَشَفَ الخِمَارَ، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ.
(759) أخبرنا معتمر بن سليمان عن منصور عن إبراهيم قال قال عمر بن الخطاب: إِذَا أَغْلَقَ الْبَابَ، وَأَرْخَى السِّتْرَ، وَوَضَعَ الخِمَارَ؛ وَجَبَ الصَّدَاقُ.
(760) أخبرنا أبو معاوية نا الأعمش عن إبراهيم قال قال عمر: إِذَا أَغْلَقَ الْبَابَ، وَأَرْخَى السِّتْرَ، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ.
وأخرجه كذلك عَبْدُ الرَّزَّاقِ (10872) عن الثورى، وابن أبى شيبة (3/ 519) عن جرير، كلاهما عن منصور عن إبراهيم قال قال عمر بنحوه.
قلت: وهذه مراسيل تعضدها الموصولات الصحاح الآنف ذكرها.
ويتبع بقية الآثار بتوفيق الله تعالى.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[28 - 11 - 04, 07:28 م]ـ
[عَلَىُّ بْنُ أبِى طَالِبٍ رَضِي اللهُ عَنْه] وهو مروى عنه من طرق:
[الطريق الأولى] عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبِيرِ الأسدىُّ عنه
قال ابن أبى شيبة (3/ 519): حدثنا أبو الأحوص عن منصور عَنِ الْمِنْهَالِ بنِ عَمْروٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قال قال عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِذَا أَرْخَى سِتْرَاً عَلَى امْرَأَتِهِ، وَأَغْلَقَ بَابَاً، وَجَبَ الصَّدَاقُ.
وأخرجه كذلك الدارقطنى (3/ 306/229)، والبيهقى ((الكبرى)) (7/ 255)، وابن الجوزى ((التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (1683) من طريق شريك عن ميسرة عن المنهال عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي به.
¥(42/186)
وخالفهما محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى، فجعله ((عَنِ الْمِنْهَالِ بنِ عَمْروٍ عن زِرِ بْنِ حُبِيشٍ وَعَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عنه))، والأول أصح وأشهر.
فقد أخرجه سعيد بن منصور (1/ 233/761): نا هشيم قال أنا ابن أبى ليلى عن الْمِنْهَالِ بنِ عَمْروٍ عن عن زِرِ وَعَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأسدىِّ عن على رضى الله عنه أنه قال: مَنْ أَصْفَقَ بَابَاً، وأَرْخَى سِتْرَاً، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ، والعِدَّةُ.
قلت: وإسناده الأول حسن، رجاله ثقات كلهم خلا الْمِنْهَالَ بنَ عَمْروٍ صدوق ربما وهم. وعباد بن عبد الله بن الزبير الأسدى ثقة ثبت.
[الطريق الثانية] أَبُو الْبَخْتَرِيِّ سعيدُ بْنُ فَيرُوزٍ الطَّائِيِّ عنه
قال ابن أبى شيبة (3/ 520/16698): حدثنا وكيع عن جعفر الأحمر عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: إِذَا أَغْلَقَ بَابَاً، وَأَرْخَى سِتْرَاً، وخَلِى بِهَا، فَلهَا الصَّدَاقُ.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ صدوق اختلط بآخرة، وجعفر بن زياد الأحمر صدوق فيه تشيع، وهو من متأخرى أصحاب عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ.
[الطريق الثالثة] الحسن عَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
أخرجه عبد الرزاق (10877) عن ابن جريج عن عبد الكريم عن الحسن أن عُمَرَ وَعَلِيَّاً قالا: إِذَا خَلا بِهَا، فَغَلَقَ عَلِيهَا، أَوْ أَرْخَى الأَسْتَارَ، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ.
والدارقطنى (3/ 307/231) من طريق عبد الوارث عن عاصم الأحول عن الحسن قال عمر بن الخطاب: إِذَا أَغْلَقَ بَابَاً وَأَرْخَى سِتْرَاً، فَقَدْ وَجَبَ لهَا الصَّدَاقُ، وَعَلِيهَا العِدَّةُ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، لإرساله وضعف عبد الكريم بن أبى المخارق البصرى، ولمخالفة الأوثق إذ يرويه ((عَنْ الْحَسَنِ عَنْ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ عن عُمَرَ وَعَلِىٍّ)) كما سبق بيانه.
ويتبع بقية الآثار بتوفيق الله تعالى.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[05 - 12 - 04, 02:25 ص]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه طلباً لمرضاته. الواقى من اتقاه رَغَبَاً فى جناته. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير رسله ودعاته وبعد.
[زيد بن ثابت رَضِي اللهُ عَنْه] وهو مروى عنه من طريقين:
[الطريق الأولى] الزهرى عنه مرسلاً
قال يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (972): عَنْ مَالِك عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ كَانَ يَقُولُ: إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بِامْرَأَتِهِ فَأُرْخِيَتْ عَلَيْهِمَا السُّتُورُ، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ.
وأخرجه كذلك الشافعى ((الأم)) (7/ 223)، والبيهقى ((الكبرى)) (7/ 255) عن مالك.
قلت: وهذا مرسل صحيح، ويعضده الطريق التالية.
[الطريق الثانية] سليمان بن يسار عنه.
أخرجه أبو عبيد ((كتاب النكاح)): أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّورِيِّ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ: أنَّ الحارثَ بْنَ الْحَكَمِ تَزَّوَجَ اِْمْرَأةً، فَقَالَ عِنْدَهَا، ثُمَّ رَاحَ وَفَارَقَهَا، فأرسل مروان إلى زيد بن ثابت، فقص عليه القصة، فقال زيد: لها الصداق كاملاً، فقال مروان: إنه ممن لا يتهم، فقال زيد بن ثابت: أرأيت لو حملت أكنت ترجمها؟، قال: لا، فقال زيد: بلى.
وقال أبو عبيد: وحدثناه أبو النضر عَنْ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَشَجِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ زيد بن ثابت مثله، وفي آخره: فلذلك تصدَّقُ المرأة في مثل هذا.
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (3/ 519/16693) عن وكيع، والبيهقي ((الكبرى)) (7/ 256)، ومن طريقه ابن عساكر ((التاريخ)) (11/ 414) عن عبد الله بن الوليد، كلاهما عن الثَّورِيِّ بنحوه.
وتابعهما عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ: الزهرى، واستقصى سياقته.
فقد أخرجه عبد الرزاق (10866) قال: أخبرنا ابن جريج عن ابن شهابٍ: في رجل نكح امرأة فبنى بها، ثم طلقها بعد يومين، فسئلت المرأة، فقالت: لم يمسسني، وسئل الرجل فقال: مثل ذلك، فقال: إذا دخل بها وأرخى عليها الأستار، فقد وجب الصداق وعليها العدة، ثم أخبرني عن سليمان بن يسار: أن الحارث بن الحكم تزوج امرأة غريبة، فدخل بها، فإذا هي خضراء، فلم يكشفها كما قال، واستحيى أن يخرج مكانه، فقال عندها مخلياً بها، ثم أتى مروان فأرسل، ثم خرج فطلَّقها، وقال: لم أكشفها وهي ترد ذلك عليه، فرفع ذلك إلى مروان، فأرسل مروان إلى زيد بن ثابت، فقال له: يا أبا سعيد رجل صالح كان من شأنه كذا وكذا، وهو عدل هل عليه إلا نصف الصداق؟، فقال له زيد: أرأيت لو أن المرأة الآن حملت، فقال هو منه؛ أكنت مقيماً عليه الحد؟، قال مروان: لا، فقال زيد: بل لها صداقها كاملا، فقضى مروان بذلك.
قلت: وهذه أسانيد كلها صحاح.
[إيضاح] الحارث بن الحكم المذكور فى هذه القضية هو الحارث بن الحكم بن أبى العاص، أخو مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس الأموى، وله ثلاثة أخوة آخرين، فهم خمسة أخوة: مروان بن الحكم، وعبد الرحمن بن الحكم، والحارث بن الحكم، وعثمان بن الحكم، ويحيى بن الحكم، وأمهم آمنة بنت علقمة بن صفوان بن أمية الكنانية.
[الخلفاء الراشدون المهديون رَضِي اللهُ عَنْهم] قال سعيد بن منصور ((السنن)) (1/ 234/762): أخبرنا هشيم أنا عوف سمعت زرارة بن أوفى قال: قضى الخلفاء الراشدون المهديون، أنه من أغلق بابا، وأرخى سترا، فقد وجب الصداق والعدة.
وأخرجه كذلك عبد الرزاق (10875) عن جعفر بن سليمان، وابن أبى شيبة (3/ 520) عن إسماعيل بن علية، وأبو عبيد ((كتاب النكاح)) عن ابن علية، والبيهقى ((الكبرى)) (7/ 255) عن هشيم، جَمِيعًا عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ الأعرابى عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى به.
قال أبو بكر البيهقى: وهذا مرسل، زرارة لم يدركهم.
ويتبع بقية الآثار بتوفيق الله تعالى.
¥(42/187)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 12 - 04, 03:09 ص]ـ
شيخنا الحبيب
بارك الله فيكم
ذكرتم -وفقكم الله
(قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ ((المصنف)) (6/ 287/10868) عَنْ معمر عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال قال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِذَا أُرْخِيَتِ السُّتُورُ، وغُلِّقتْ الأبوابُ، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ.
قلت: وهذا غريب، لم يروه عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن عمر غير يحيى بن أبى كثير، تفرد به عنه معمر. ومعمر ثقة ثبت إلا فى روايته عن البصريين فله أوهام. قال أبو بكر بن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول: إذا حدثك معمر عن العراقيين فخفه، إلا عن الزهري وابن طاوس، فإن حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا.)
شيخنا الحبيب وفقكم الله ورعاكم
وجدت في كتاب علل ابن أبي حاتم
(1330 سألت أبي عن حديث رواه معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن أبي هريرة عن النبي قال من استلج بيمين في أهله فهو أعظم اثما ليس الكفارة قال أبي روى هذا الحديث معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة في قوله ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم وقد قال رسول الله لا يستلج أحدكم باليمين في أهله فهو اثم له عند الله من الكفارة التى أمر بها فقلت لأبي أيهما أصح فقال لا أعلم أحدا وصله غير معاوية بن سلام ومعمر أشهر وأحب الي من معاوية بن سلام
)
وقوله (ومعمر أشهر وأحب إلي من معاوية بن سلام)
يوجب وقفة تأمل
وممن رأيته حسن الرأي في روايات معمر عن يحيى بن أبي كثير
ابن حبان وشيخه ابن خزيمة - رحمهما الله
وما ذكرتموه وفقكم الله واضح ولكن أود منكم وفقكم الله النظر في عبارة أبي حاتم الرازي- رحمه الله
وعلى هذا القول هل ا لأصل ثبوت رواية معمر عن يحيى بن أبي كثير الا ثبت خلاف ذلك
ونحن نجد عشرات المرويات عن معمر عن قتادة وثابت البناني وهشام بن عروة
في مثل مصنف عبدالرزاق
فهل الأصل في مثل هذا التوقف أم أنه يتساهل في الموقوفات الا اذا تبين عكس ذلك
ذلك لأني رأيت أهل العلم يحتجون بمرويات معمر عن هولاء في الموقوفات
ولذلك أمثلة لاتخفى عليكم
فهل الأصل هو امرار المرويات على هذا الأصل الا إذا تبين عكس ذلك
أم أن الأصل هو التوقف
وجزاكم الله خيرا
وسبق طرح هذا الموضوع
انظر المشاركات رقم 3 - 10 - ومشاركة شيخنا عبدالرحمن الفقيه - وفقه الله رقم 11 http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22727&highlight=%ED%CD%ED%EC+%E3%DA%E3%D1
وأحسب أن هذا يحتاج إلى موضوع مستقل
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[05 - 12 - 04, 02:42 م]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمَّدٍ تتوالى. وبعد ..
الشيخ الموفق / ابن وهب.
بارك الله فيكم .. وفقتم وهديتم .. ويسَّركم الله لكل خير.
الذى علَّقتُه من القول على حديث معمر عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال قال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِذَا أُرْخِيَتِ السُّتُورُ، وغُلِّقتْ الأبوابُ، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ.
قلت: ((وهذا غريب، لم يروه عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن عمر غير يحيى بن أبى كثير، تفرد به عنه معمر. ومعمر ثقة ثبت إلا فى روايته عن البصريين فله أوهام. قال أبو بكر بن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول: إذا حدثك معمر عن العراقيين فخفه، إلا عن الزهري وابن طاوس، فإن حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا)).
فهاهنا أمران:
[أولهما] من نافلة القول وفواضله: أنَّه لا شك ولا جدال أنَّ معمر اليمانى أحد الرفعاء الكبراء الأثبات، الذين استغنوا باستفاضة شهرتهم عن السؤال عن مثلهم، وكان من أوعية العلم مع الصدق والأمانة، والتحري والورع، والجلالة والديانة، والحفظ التام الذى يصدق معه قوله عن نفسه: ((مَا اسْتَوْدَعْتُ قَلْبِي شَيْئَاً قَطُّ فَنَسْيتُهُ)). فقد كان رضى الله عنه ممن شرب العلم بعد ما نقع كما قال عبد الملك بن جريج. وإن شئتَ أن تقدِّمه على أقرانه ونظرائه فافعل؛ اللهم إلا إمام دار الهجرة مالك بن أنس.
¥(42/188)
قال أبو الحسن الميموني عن أحمد بن حنبل: لا تضمُ أحداً إلى مَعْمَرٍ إلا وجدتَه يتقدمه في الطلب، كان من أطلب أهل زمانه للعلم. وقال أبو طالب أحمد بن حميد قال أحمد بن حنبل: لا تضم مَعْمَرَاً إلى أحدٍ، إلا وجدتَ مَعْمَرَاً أطلبَ للعلم منه.
لكن قلَّ أحد يعتمد على حفظه إلا خانه. وقد كان معمر بهذه السبيل من الاعتماد على الحفظ، مع كثرة أسفاره، ومفارقته أصوله، ولذا ظهرت الأوهام فى أحاديثه عن غير أهل بلده. قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (8/ 256): سمعت أبى يقول: معمر بن راشد ما حدَّث بالبصرة ففيه أغاليط، وهو صالح الحديث. وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا زيد بن المبارك عن محمد بن ثور عن معمر قال: سقطت مني صحيفة الأعمش، فإنما أتذكر حديثه، وأحدِّثُ من حفظي.
وما أبين كلام الحافظ الذهبى وأوضحه فى هذا، فقد قال فى ((الرواة الثقات المتكلم فيهم)) (ص166): ((معمر بن راشد أبو عروة إمام ثقة. قال أبو حاتم: صالح الحديث، وما حدَّث بالبصرة ففيه أغاليط. قلت: مَا نَزَالُ نَحْتَجُّ بِمَعْمَرٍ، حتَّى يَلُوحَ لَنَا خَطَؤُهُ، بِمُخَالَفَةِ مَنْ هُو أَحْفَظُ مِنْهُ أَوْ مَنْ نَعُدُّهُ مِنِ الثِّقَاتِ)). وقال فى ((سير الأعلام)) (7/ 12): ((ومع كون معمر ثقة ثبتاً، فله أوهام، لا سيما لما قدم البصرة لزيارة أمِّه، فإنَّه لم يكن معه كتبه، فحدَّث عن حفظه، فوقع للبصريين عنه أغاليط، وحديث هشام بن يوسف وعبد الرزاق عنه أصح، لأنهم حدَّثوا عنه من كتبه)).
ومثل أوهام معمر مما يُحتملُ ولا يُستنكرُ إذا قورن بكثرة ما أتقنه وضبطه، مع التنوع البديع المثال، البعيد المنال: الحديث والفقه والتفسير والرقائق والْمُلَح، فكأنه الزهرىّ وعبد الله بن طاووس اجتمعا فى ذاتٍ واحدة وعقلِ واحد.
[ثانيهما] لا تحسبنَّ ـ أخى الحبيب ـ أننى أطلقت القول بالغرابة على هذا الإسناد عن غير بصيرةٍ، أو بمجرد الاستدلال بقول إمام التزكية أبى زكريا يحيى بن معين عن معمر ((إذا حدَّثك معمر عن العراقيين فخفه، إلا عن ابن طاووس والزهري، فإن حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة والبصرة فلا، وما عمل في حديث الأعمش شيئاً، وحديثه عن ثابت وعاصم وهشام بن عروة مضطرب كثير الأوهام))، كما قاله أبو بكر بن أبى خيثمة عن أبى زكريا.
على أن كلام أبى زكريا هذا بالغٌ غاية التحقيق والتمحيص، وقد أطلتُ فى بيان: معناه، ومضمونه، ودلالته فى كتابى ((إتحاف الألحاظ ببيان أوهام الحفاظ))، كما فعلت مثله مع قول الإمام الحجَّة أبى زرعة الرازى عن إمام الحفاظ الأثبات شعبة بن الحجاج ((أكثر وهم شعبة فى أسماء الرجال)).
فما استغربت حديث مَعْمَرٍ هذا إلا بعد الوقوف على علِّته، والذى ذكرته آنفاً هو كلامٌ مقتضبٌ عن أصل البحث، وتحقيق أحاديث الباب، استجابةً لمن طلب منى أن أكتب له تحقيقاً، ليلحقه بمصنفٍ له فى هذه المسألة، وقد أجبته لطلبته بأطول مما هنا.
فقد أبان علَّةَ حديث مَعْمَرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ: عَلِيُّ بْنُ المُبَارَكِ الهنائى.
فقد أخرج ابن أبي شيبة (3/ 520/16703) قال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُبَارَكٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ: أنَّ رَجُلاً اختلى بامرأته في طَرِيقٍ، فَجَعَلَ لَهَا عُمَرُ الصَّدَاقَ كَامِلاً.
قلت: وهذا أشبه بالحديث، فإن على بن المبارك أوثق بحديث يحيى بن أبى كثير وأعرف. وهو مرسل رجاله كلهم ثقات، ابن ثوبان فما فوقه.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[05 - 12 - 04, 06:54 م]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمَّدٍ تتوالى. وبعد ..
الشيخ الموفق / ابن وهب.
بارك الله فيكم .. وفقتم وهديتم .. ويسَّركم الله لكل خير.
¥(42/189)
وأما قول أبى حاتم الرازى حين سئل عن رواية مُعَاوِيَةَ بْنِ سَلامٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ اسْتَلَجَّ فِي أَهْلِهِ بِيَمِينٍ فَهُوَ أَعْظَمُ إِثْمًا مِنْ الْكَفَّارَةَ))، وقد خالفه معمر، فرواه عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قال قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.
فقال أبو حاتم: ((مَعْمَرٌ أشهر وأحبُّ إليَّ مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَلامٍ))، يعنى رجَّح إرساله.
فقد خالفه إمام المحدثين أبو عبد الله البخارى ـ عليه سحائب الرحمة وشآبيب المغفرة ـ، حيث أثبت الموصول وصحَّحه، وخرَّجه فى ((صحيحه)). قال البخارى فى ((كتاب الأيمان والنذور)) (6626): حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يعنى ابْنَ سَلامٍ عَنْ يَحْيَى عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ اسْتَلَجَّ فِي أَهْلِهِ بِيَمِينٍ، فَهُوَ أَعْظَمُ إِثْمًا، لِيَبَرَّ ـ يَعْنِي الْكَفَّارَةَ ـ)).
وقد سبق البخارى إلى تصحيح رواية مُعَاوِيَةَ بْنِ سَلامٍ: الإمامان محمد بن يحيى الذهلى النيسابورى، وأبو زكريا يحيى بن معين. وكفى بهؤلاء الثلاثة الأعلام الرفعاء!!.
وقد أخرجه كذلك ابن ماجه (2114)، والطبرانى ((الشاميين)) (2814)، والحاكم (4/ 334)، والبيهقى ((الكبرى)) (10/ 33) من طرق عن يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوَحَاظِىُّ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ.
ووجه آخر فى تثبيت الموصول وتصحيحه: أن معمراً نفسه أوصله من حديث همام عن أبى هريرة.
قال الإمام أحمد: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا اسْتَلْجَّ أَحَدُكُمْ بِالْيَمِينِ فِي أَهْلِهِ، فَإِنَّهُ آثَمُ لَهُ عِنْدَ اللهِ مِنْ الْكَفَّارَةِ الَّتِي أُمِرَ بِهَا)).
وتخريج هذا الوجه عن معمر واسع مستفيض، وهو المحفوظ عن معمر. ولهذا أخرجه مسلم فى ((صحيحه)) قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَاللهِ، لأَنْ يَلَجَّ أَحَدُكُمْ بِيَمِينِهِ فِي أَهْلِهِ آثَمُ لَهُ عِنْدَ اللهِ مِنْ أَنْ يُعْطِيَ كَفَّارَتَهُ الَّتِي فَرَضَ اللهُ)).
ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 12 - 04, 01:52 ص]ـ
شيخنا الحبيب
المحدث
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 12 - 04, 10:11 ص]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمَّدٍ تتوالى. وبعد ..
أخى الحبيب / ابن وهب.
بارك الله فيكم .. وفقتم وهديتم .. ويسَّركم الله لكل خير.
والله لقد أبكيتنى .. أبكيتنى، فلا تعد لها، ولا تقولها، أحرِّج عليك وأشدد، ولا أسامحك إن عدت لمثلها، فأين نحن منهم؟!. والسلام.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 12 - 04, 08:08 م]ـ
شيخنا
والله أعتذر اليكم ولكن هذه الكلمة < (المحدث) > في عصرنا تطلق على من هو دونكم بمراحل
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 12 - 04, 09:16 ص]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمَّدٍ تتوالى. وبعد ..
الشيخ الموفق / ابن وهب.
بارك الله فيكم .. وفقتم وهديتم .. ويسَّركم الله لكل خير.
أخشى أن أكون ـ أعننى ـ كما عيَّبَ القائلُ:
ألقابُ زُورٍ تَحْكِى إِنْتِفَاخَاً صَوْلَةَ الأَسَدِ ويكفينا وإيَّاك الانتسابَ إليهم، ولسوف نحشر معهم إن شاء الله تعالى، فالمرء مع من أحب.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 12 - 04, 09:19 ص]ـ
¥(42/190)
الحمد لله الهادى من استهداه طلباً لمرضاته. الواقى من اتقاه رَغَبَاً فى جناته. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير رسله ودعاته وبعد.
[عبد الله بن عمر رَضِي اللهُ عَنْه] أخرجه أبو عبيد ((كتاب النكاح)) قال: أخبرنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِذَا أَغْلَقَ الْبَابَ، وَأَرْخَى السِّتْرَ، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ.
وأخرجه ابن أبى شيبة (3/ 519) قال: حَدَّثَنَا أبُو خَالِدٍ الأَحْمَرَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بنحوه.
قلت: وإسناده بطريقيه حسن، ومحتمل أن يرويه نافع عن ابن عمر قوله، وعن ابن عمر عن عمر بن الخطاب كما سبق بيانه.
[معاذ بن جبل رَضِي اللهُ عَنْه] قال ابن أبي شيبة (3/ 520/16694): حَدَّثَنَا ابنُ فُضِيلٍ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ مَكْحُولٍ قال: اجتمع نفر من أصحاب النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عُمَرُ وَمُعَاذُ: إنَّه إِذَا أَغْلَقَ الْبَابَ، وَأَرْخَى السِّتْرَ، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، وله آفتان:
(الأولى) الإرسال، مَكْحُولٌ الشامى تابعى صغير كثير الإرسال، لا إدراك ولا سماع له من عُمَرَ ولا مُعَاذَ، وإنما سمع ثلاثةً من الصحابة: أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، ووَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ، وأبا هِنْدٍ الدَّارِيِّ. وزاد أبو زكريا يحيى بن معين: فَضَالَةَ بْنَ عُبِيدٍ، وربما لا يتجه سماعُه منه!.
(الثانية) حَجَّاجُ هو ابْنُ أَرْطَأَةَ أبُو أَرْطَأَةَ الكُوفِى، صدوق يدلِّس ليس بالقوى، قاله أبو زكريا يحيى بن معين.
[رَجُلٌ من أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وَسَلَّمَ] قال ابن أبي شيبة (3/ 520/16697): حدَّثَنا وَكِيعٌ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ حدَّثَنِى نَافِعُ بْنُ جُبِيرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ رجلٍ من أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا أَرْخَى سِتْرَاً، أَوْ أَغْلَقَ بَابَاً، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ.
قلت: وهذا إسناد ضعيف. مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ بْنِ نَشِيطٍ، أبو عبد العزيز الربذي المدني بيِّن الأمر فى الضعفاء، وليس بالكذوب، ولكنه روى أحاديث مناكير، فضعفوه لأجلها.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[11 - 12 - 04, 03:24 م]ـ
[ذكر جماعة من التابعين] ففى ((مصنف عبد الرزاق)) (6/ 285): عطاء بن أبى رباح، وعروة بن الزبير، والزهرى، وعمرو بن دينار.
10864: عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال: بلغنا إذا أهديت إليه، فغلق عليها، وجب الصداق، وإن لم يمسها، وإن أصبحت عذراء، وإن كانت حائضاً، كذلك السنة.
10865: عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: إذا أغلقت الأبواب، وجب الصداق والعدة والميراث، وله الرجعة عليها ما لم يبت طلاقها، وإن قال: لم أصبها، وقالت هي أيضا كذلك، لا يصدقان.
10866: عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج عن ابن شهابٍ: في رجل نكح امرأة فبنى بها ثم طلقها بعد يومين فسئلت المرأة فقالت لم يمسسني وسئل الرجل فقال مثل ذلك فقال إذا دخل بها وأرخى عليها الأستار فقد وجب الصداق وعليها العدة، ثم أخبرني عن سليمان بن يسار أن الحارث بن الحكم تزوج امرأة غريبة فدخل بها فإذا هي خضراء فلم يكشفها كما قال واستحيى أن يخرج مكانه فقال عندها مخليا بها ثم أتى مروان فأرسل، ثم خرج فطلقها، وقال: لم أكشفها وهي ترد ذلك عليه، فرفع ذلك إلى مروان، فأرسل مروان إلى زيد بن ثابت، فقال له: يا أبا سعيد رجل صالح كان من شأنه كذا وكذا، وهو عدل، هل عليه إلا نصف الصداق؟، فقال له زيد: أرأيت لو أن المرأة الآن حملت، فقال هو: منه أكنت مقيما عليه الحد؟، قال مروان: لا، فقال زيد: بل لها صداقها كاملا، فقضى مروان بذلك.
10867: عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار أن سليمان بن يسار أخبره أن عبد الملك بن مروان ندم في قضائه في بنت أبي زهير، قال عمرو: ويقولون إن أهديت إليه، فقال: لم أمسها إن اعترفت بذلك، فلها الصداق وافياً.
10879: عبد الرزاق عن ابن جريج قال أخبرني هشام بن عروة عن عروة: سأله عن الرجل ينكح المرأة فتمكث عنده السنة والأشهر يصيب منها مادون الجماع ثم يطلقها قبل أن يمسها؟، قال: لها الصداق كاملا، وعليها العدة كاملة.
وفى ((سنن سعيد بن منصور)) (1/ 234): إبراهيم النخعى، وعلى بن الحسين.
763: سعيد قال نا أبو عوانة عن مغيرة عن إبراهيم قال: إذا اطلع الرجل من امرأته على ما لا يحل أن يطلع عليه غيره، فقد وجب الصداق والعدة.
764: سعيد قال نا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن على بن حسين قال قال لى: أرخى عليك الستر وأغلق عليك الباب؟، قلت: نعم، قال: وجب عليك الصداق.
******* ******* *******
ذكر حديث روى فى هذا المعنىقال الدارقطني ((السنن)) (3/ 307/232): أخبرنا أبو بكر الشافعى نا محمد بن شاذان نا معلى بن منصور نا ابن لهيعة نا أبو الأسود عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ كَشَفَ خِمَارَ امْرَأَةٍ، وَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ، دَخَلَ بِهَا، أَوْ لَمْ يَدْخُلُ بِهَا)).
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، له ثلاث آفات:
(الأولى) الإرسال، محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان تابعى لا سماع له ولا إدراك.
(الثانية) عبد الله بن لهيعة مستقيم الأمر قبل احتراق كتبه واختلاطه، فلا يُحتج به إلا من رواية قدماء أصحابه. ومعلى بن منصور الرازى ممن روى عنه بعد اختلاطه.
(الثالثة) وقد خولف على إسناده ومتنه، خالفه الليث بن سعد.
أخرجه أبو داود ((المراسيل)) (214) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن عبيد الله بن أبي جعفر عن صفوان بن سليم عن عبد الله بن يزيد عن محمد بن ثوبان أن النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((مَنْ كَشَفَ الْمَرْأَةَ، فَنَظَرَ إِلَى عَوْرَتِهَا، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ)).
¥(42/191)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 12 - 04, 08:45 ص]ـ
ذكر من قال لا يجب لها الصداق كاملاً
ولا العدة حتى يجامعهاويروى ذلك عن: عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، ولا يثبت عن واحدٍ منهما من وجهٍ صحيحٍ. وهو قول: شريحٍ القاضى، والشعبى، وطاوس بن كيسان، ومحمد بن سيرين، ومكحول الشامى. وبه أخذ الشافعى، وأبو ثور، وداود بن على الظاهرى.
[عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِي اللهُ عَنْه] قال ابن أبي شيبة (3/ 520/16704): أخبرنا وَكِيعٌ عَنْ حَسَنِ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَىٍّ عَنْ فِرَاسٍ عَنْ الشَّعْبِىِّ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قال: لَهَا نِصْفُ الصَّدَاقِ، وَإِنْ جَلَسَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا.
وأخرجه كذلك البيهقى ((الكبرى)) (7/ 255) من طريق عبد الله بن هاشم عن وَكِيعٍ به.
قلت: وهذا إسناد رجاله موثقون كلهم، ولكنه منقطع، لم يسمع الشَّعْبِىِّ مِنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، وإنما يروى عن مسروق، وعلقمة، وأبى وائل عنه.
قال الحافظ أبو سعيد العلائى فى ((جامع التحصيل)) (ص204): ((عامر بن شراحيل الشعبي أحد الأئمة. أرسل عن: عمر، وطلحة بن عبيد الله، وابن مسعود، وعائشة، وعبادة بن الصامت رضي الله عنهم. قال أبو زرعة: الشعبي عن عمر مرسل، وعن معاذ بن جبل كذلك. وقال ابن معين: ما رُوى عن الشعبي عن عائشة مرسل. وقال أبو حاتم: لم يسمع الشعبي من عبد الله بن مسعود، ولا من ابن عمر، ولم يدرك عاصم بن عدي، وما يمكن أن يكون سمع من عوف بن مالك الأشجعي، ولا أعلم سمع الشعبي بالشام إلا من المقدام أبي كريمة، ولا أدري سمع من سمرة أم لا لأنه أدخل بينه وبينه رجلا هذا كله كلام أبي حاتم)) اهـ.
[عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْه]
قال عبد الرزاق (6/ 290/10882): عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي لَيْثٌ يَعْنِى ابْنَ أَبِى سُلِيمٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: لا يَجِبُ الصَّدَاقُ وَافِياً حَتَّى يُجَامِعَهَا، لَهَا نِصْفُهُ.
وقال سعيد بن منصور (1/ 236/772): أخبرنا هُشَيْمٌ نا لَيْثٌ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنه كان يقول فى الرجل إذا أدخلت عليه امرأته ثم طلقها، فزعم أنه لم يمسها، قال: عَلَيْهِ نِصْفُ الصَّدَاقِ.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، لَيْثُ بْنُ أَبِى سُلِيمٍ صدوق، ولكنه اختلط بآخرة، فكان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، ويأتي عن الثقات بما ليس من أحاديثهم، ومن أجل اختلاطه تركه يحيى القطان، وابن مهدي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. وقد خالفه الثقة الثبت عبد الله بن طاوس، فوقف به على أبيه لم يجاوزه، وهو الصحيح كما سيأتى بيانه.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 02 - 05, 11:37 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْهَادِى مَنْ اِسْتَهْدَاهُ. الْوَاقِى مَنْ اِتَّقَاهُ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَوْفَيَانِ عَلَى أَكْمَلِ خَلْقِ اللهِ. وبعد ..
[طَاوُسُ بْنُ كَيْسَانَ]
قال عبد الرزاق (6/ 289/10880): عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ قال: لا يَجِبُ الصَّدَاقُ وَافِياً حَتَّى يُجَامِعَهَا، وَإِنْ أَغَلَقَ عَلِيهَا.
(10881): وعَنْ مَعْمَرٍ عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَهَا نِصْفُ الصَّدَاقِ.
[شُرَيْحٌ الْقَاضِى]
قال سعيد بن منصور (1/ 234/766): أخبرنا هُشَيْمٌ أنا المغيرة بن مقسم عن الشَّعْبِى عن شُرَيْحٍ فى رَجُلٍ أدخلت عليه امرأته، فزعم أنه لم يمسها، فقال شُرَيْحٌ: لم أسمعْ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يذكر فى القرآن بَابَاً وَلا سِتْرَاً، لَهَا نِصْفُ الصَّدَاقِ، وعليها العدة.
767: أخبرنا هشيم نا إسماعيل بن أبى خالد عن الشَّعْبِى أن عمرو بن نافع طلق امرأته، وكانت قد أدخلت عليه، فزعم أنه لم يقربها، وزعمت أنه قد قربها، فخاصمته إلى شُرَيْحٍ، فصبر بمين عمرو بالله الذى لا إله إلا هو ما قربها، وقضى عليه بِنِصْفِ الصَّدَاقِ.
768: أخبرنا هُشَيْمٌ نا سيَّارٌ عن الشَّعْبِى عن شُرَيْحٍ مثل ذلك.
769: أخبرنا هُشَيْمٌ نا حصين بن عبد الرحمن أن عمرو بن نافع تزوج بنت يحيى بن الجزار فطلقها، وزعم انه لم يقربها، فخاصموه إلى شُرَيْحٍ، فاستحلفه وقضى عليه بِنِصْفِ الصَّدَاقِ.
¥(42/192)
770: أخبرنا هُشَيْمٌ نا داود بن أبى هند عن عزرة عن شُرَيْحٍ: أنه قال لها: لا لا أصدقك لنفسك، وأتهمك لنفسك، قال هشيم يقول: فعليك العدة، ولا تزوجى حتى تعتدى.
وقال عبد الرزاق (6/ 290/10885): عن جعفر بن سليمان قال أخبرني عطاء بن السائب أنه شهد شُرَيْحَاً، ورفع إليه رجل دخل بامرأة، فقال: لم أصبها، وقالت: صدق، فقضى لها نِصْفَ الصَّدَاقِ، فعاب الناس ذلك عليه، فقال: نصيب بينهما بكتاب الله.
وقال (6/ 291/10886): عن الثوري عن إسماعيل عن الشَّعْبِى عن شُرَيْحٍ: أنه قال في امرأة دخل بها رجل، فمكثت عنده زماناً، فلم يستطعها، فقضى لها بالنصف، وعليها العدة.
[مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ]
قال أبو عبيد ((كتاب النكاح)): نا معاذ هو ابن معاذ العنبري عن عبد الله بن عون عن مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: أنه كَانَ لا يَرَى إِغْلاقَ الْبَابِ، وَلا إِرْخَاءَ السِّتْرِ شَيْئَاً.
[مَكْحُولٌ الشامى]
علَّقه ابن حزم فى ((المحلى)) (9/ 485) من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عن مَكْحُولٍ قال: لا يَجِبُ الصَّدَاقُ والعِدَّةُ إلا بالملامسة البينة، تزوَّجَ رَجُلٌ جَارِيَةً فَأَرَادَ سَفَرَاً، فأتاها في بيتها مخلية ليس عندها أحدٌ من أهلها، فأخذها فعالجها، فمنعت نفسها، فصبَّ الْمَاءَ ولم يفترعها، فساغ الْمَاءُ فِيهَا، فاستمرَّ بها الْحَمْلُ، فَثَقُلَتْ بِغُلامٍ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إلى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فبعث إلى زوجها، فسأله فصدقها، فعند ذلك قال عُمَرُ: مَنْ أَغْلَقَ الْبَابَ، أَوْ أَرْخَى السِّتْرَ، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ، وَكَمَلَتْ العِدَّةُ.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، أين مَكْحُولُ مِنْ عُمَرَ؟!، ومُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ مدلسٌ، وقد عنعنه، ولم يصرِّح بسماعه من مَكْحُولٍ الشامى.
تم بحمد الله وحسن معونته، فالحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 02 - 05, 11:44 م]ـ
تحْمِيلُ ((القول المأثور بإيجاب المهر على من أغلق الباب وأرخى الستور))
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[04 - 07 - 10, 09:17 م]ـ
[ CENTER]
[COLOR=blue][ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْه]
قال عبد الرزاق (6/ 290/10882): عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي لَيْثٌ يَعْنِى ابْنَ أَبِى سُلِيمٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: لا يَجِبُ الصَّدَاقُ وَافِياً حَتَّى يُجَامِعَهَا، لَهَا نِصْفُهُ.
وقال سعيد بن منصور (1/ 236/772): أخبرنا هُشَيْمٌ نا لَيْثٌ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنه كان يقول فى الرجل إذا أدخلت عليه امرأته ثم طلقها، فزعم أنه لم يمسها، قال: عَلَيْهِ نِصْفُ الصَّدَاقِ.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، لَيْثُ بْنُ أَبِى سُلِيمٍ صدوق، ولكنه اختلط بآخرة، فكان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، ويأتي عن الثقات بما ليس من أحاديثهم، ومن أجل اختلاطه تركه يحيى القطان، وابن مهدي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. وقد خالفه الثقة الثبت عبد الله بن طاوس، فوقف به على أبيه لم يجاوزه، وهو الصحيح كما سيأتى بيانه.
لكن , ما الجواب على هذا الاشكال؟
قال الشيخ الالباني في الضعيفة 3/ 87:
الثاني: أنه قد صح خلافه موقوفا، فروى الشافعي (2/ 325): أخبرنا مسلم عن ابن جريج عن ليث بن أبي سليم عن طاووس عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في الرجل يتزوج المرأة فيخلوبها ولا يمسها ثم يطلقها: ليس لها إلا نصف الصداق لأن الله يقول: " وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة ".
ومن طريق الشافعي رواه البيهقي (7/ 254).
قلت: وهذا سند ضعيف، لكن قد جاء من طريق أخرى عن طاووس، أخرجه البيهقي من طريق سعيد بن منصور: حدثنا هشيم: أنبأ الليث عن طاووس عن ابن عباس أنه كان يقول في رجل أدخلت عليه امرأته ثم طلقها فزعم أنه لم يمسها، قال: عليه نصف الصداق.
قلت: وهذا سند صحيح فبه يتقوى السند الذي قبله، والآتي بعده عن علي بن أبي طلحة، بخلاف ما نقله ابن كثير (1/ 288 - 289) عن البيهقي أنه قال في الطريق الأولى:
وليث وإن كان غير محتج به، فقد رويناه من حديث ابن أبي طلحة عن ابن
عباس، فهو مقوله , وهذا معناه أنه يرى أن الليث في رواية هشيم عنه هو ابن أبي سليم أيضا، لكن الحافظ المزي لم يذكر في ترجمة ابن أبي سليم أنه روى عنه هشيم، وإنما عن الليث عن سعد، والله أعلم. انتهى
ثم ألا تصلح رواية علي ابن أبي طلحة كمتابع لرواية طاووس؟
قال ابن أبي حاتم في تفسيره:
2395 - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"قَوْلُهُ: " وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ " فَهُوَ الرَّجُلُ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ، وَقَدْ سَمَّى لَهَا صَدَاقًا فَطَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا، وَالْمَسُّ الْجِمَاعُ، فَلَهَا نِصْفُ صَدَاقِهَا، لَيْسَ لَهَا أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ".
¥(42/193)
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[04 - 07 - 10, 09:26 م]ـ
وهذا رابط مفيد حول رواية علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس في التفسير
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=28936
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[04 - 08 - 10, 09:24 م]ـ
يرفع بانتظار اجابة الشيخ عن الاشكال في تضعيفه لرواية ابن عباس.(42/194)
سؤال عن طريقة تخريج حديث
ـ[ايمان]ــــــــ[28 - 11 - 04, 02:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هده اول مشاركة ولي الشرف
انا طالبة في طور تحقيق مخطوط , واود معرفة الطريقة الاكاديمية لتخريج الاحاديث الواردة ,واعطي متالا: ورد حديث متنه"سئل اي الدعاء اسمع, قال: شطر الليل الآخر وادبار المكتوبة" والحديث في مسند عبد الرزاق في كتاب الصلاة, ووجدته عند الترمذي في كتاب الدعوات بصيغة" .... قال جوف الليل ودبر الصلواة المكتوبة"
فكيف هي طريقة الصياغة, هل اقول اخرجه الترمذي وعبد الرزاق في مصنفه (هكدا عامة) ,ام اقول, اخرجه عبد الرزاق, وله شاهد عند الترمدي في باب الدعوات, ام مادا؟
فماهي طريقة التخريج عامة, عند اختلاف الفاظ المتن, سواء كانت هناك موافقة تامة في المعنى ام لم تكن.
ارجو الجواب ولكم مني فائق التقدير والاحترام وجزاكم الله خير جزاء
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 11 - 04, 03:50 ص]ـ
وفقكم الله
إذا كان الحديث عن صحابي واحد كما هو الحال في الحديث المسؤول عنه فيكفي عزوه إلى من أخرجه مثلا
أخرجه عبدالرزاق في المصنف والترمذي في الجامع ووووو
ويمكن الإشارة إلى اختلاف اللفظ إذا كان له فائدة أو أنها تختلف عن معنى لفظ الحديث المراد تخريجه، أما إذا كانت بنفس المعنى فلا داعي لذلك لأن بعض ألفاظ الحديث ينقلها الرواة بالمعنى.
ولايقال وله شاهد عند الترمذي أو غيره إلا إذا كان الحديث عن صحابي آخر فهذا يسمى شاهد
أما إذا كان من طريق آخر عن نفس الصحابي فيسمى متابعة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 11 - 04, 04:11 ص]ـ
ويمكنك الاستفادة من هذه المذكرة على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=94334#post94334
ـ[ايمان]ــــــــ[29 - 11 - 04, 10:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا ,عسى ان يكتبه الله في ميزان حسناتكم.(42/195)
بيان صحة حديث من يَخُوضُ فِي الْجَنَّةِ بِعَرْجَتِهِ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[29 - 11 - 04, 10:13 ص]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه طلباً لمرضاته. الواقى من اتقاه رَغَبَاً فى جناته. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير رسله ودعاته وبعد.
بيان صحة حديث من يَخُوضُ فِي الْجَنَّةِ بِعَرْجَتِهِ
أخرج ابن حبان كما فى ((الإحسان بترتيب ابن حبان)) (9/ 84/6985):
ذكر عمرو بن الجموح رضوان الله عليه أخبرنا أحمد بن مكرم بْنِ خَالِدٍ البِرْتِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ ثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ الْفَاكِهِ السَّلَمِىُّ سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ سَمِعْتُ جَابِراً يقولُ: جَاءَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحْدٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ قُتِلَ اليوم دَخَلَ الْجَنَّةَ!، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي حَتَّى أَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا عَمْرُو لا تَأَّلَ عَلَى اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَهْلاً يَا عُمَرَ، فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبرَّهُ، مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ، يَخُوضُ فِي الْجَنَّةِ بِعَرْجَتِهِ))
بيان صحته على هذا الرابط:
http://www.shababislam.com/vb/showthread.php?p=585#post585.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[30 - 11 - 04, 10:59 ص]ـ
شيخنا الفاضل
أليس في المتن نكارة؟؟؟
هل في الجنة أعرج؟؟؟
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[05 - 12 - 04, 02:47 ص]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه طلباً لمرضاته. الواقى من اتقاه رَغَبَاً فى جناته. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير رسله ودعاته وبعد.
الأخ الحبيب / أبو عبد الرحمن.
بارك الله فيك. ونفع بك. ويسَّر لك الخير حيث توجهت
[أولاً] بيان صحة الحديث
أخرجه ابن حبان كما فى ((الإحسان بترتيب ابن حبان)) (9/ 84/6985):
ذكر عمرو بن الجموح رضوان الله عليه
أخبرنا أحمد بن مكرم بْنِ خَالِدٍ البِرْتِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ ثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ الْفَاكِهِ السَّلَمِىُّ سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ سَمِعْتُ جَابِراً يقولُ: جَاءَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحْدٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ قُتِلَ اليوم دَخَلَ الْجَنَّةَ!، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي حَتَّى أَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا عَمْرُو لا تَأَّلَ عَلَى اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَهْلاً يَا عُمَرَ، فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبرَّهُ، مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ، يَخُوضُ فِي الْجَنَّةِ بِعَرْجَتِهِ)).
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات خلا طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ، ومُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرِ الأَنْصَارِيِّينِ السَّلَمِيِّينِ، فهما صدوقان صالحا الحديث، ولكن لهما أفراد وغرائب. وقد ذكرهما البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (4/ 347 و7/ 279)، وابن أبى حاتم فى ((الجرح والتعديل)) (4/ 474 و8/ 133)، ولم يذكرا فيهما جرحاً ولا تعديلاً!. ووثَّقهما ابن حبان، واحتجَّ بهما فى ((صحيحه))، وله عنهما بهذا الإسناد ثلاثة أحاديث. وقال عن طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ فى ((مشاهير علماء الأمصار)) (ص77): من جلة أهل المدينة ممن كان يُغرب عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأنصارى.
وكذلك احتجَّ بهما النسائى فى ((السنن الكبرى)) و ((عمل اليوم والليلة))، مع تشدده فى الرجال، وقال: صالحان.
فمثلهما ممن يعتبر بحديثهما ويحتج به، ولا يلتفت إلى قول أبى الفتح الأزدى فى طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ لتعصبه!.
وهذا الحديث صحيح لشاهده من حديث أبى قتادة الأنصارى.
¥(42/196)
قال الإمام أحمد (5/ 299): حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِي ثَنَا حَيْوَةُ يعنى ابْنَ شُرَيْحِ بْنِ صَفُوانَ ثَنَا أَبُو الصَّخْرِ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ أَنَّ يَحْيَى بْنَ النَّضْرِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّهُ حَضَرَ ذَلِكَ قَالَ: أَتَى عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى أُقْتَلَ؛ أَمْشِي بِرِجْلِي هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ، وَكَانَتْ رِجْلُهُ عَرْجَاءَ؟!، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ، فَقُتِلُوا يَوْمَ أُحُدٍ هُوَ وَابْنُ أَخِيهِ وَمَوْلًى لَهُمْ، فَمَرَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكَ تَمْشِي بِرِجْلِكَ هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِمَا، وَبِمَوْلاهُمَا، فَجُعِلُوا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ.
وأخرجه كذلك عمر بن شبَّة فى ((تاريخ المدينة المنورة)) (373) قال: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ قَالَ حَيْوَةُ أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ بمثله سواء.
قلت: وهذا حديث صحيح رجاله كلهم ثقات.
ولكن يشكل على هذا الحديث قوله ((فَقُتِلُوا يَوْمَ أُحُدٍ هُوَ وَابْنُ أَخِيهِ))، وإنما هما عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمَرُو بْنِ حَرَامٍ، وعَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة، فهما على هذا ابنا عمٍّ، وكانا صهرين، وقتلا يوم أحد، ودُفنا في قبرٍ واحدٍ، ولا خلاف بين أهل العلم بالسير والمغازى أن اللذين دفنا معاً فى قبر واحد هما: عبد الله بن عمرو، عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ.
فقد أخرج أحمد قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي صُعَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، أَشْرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَئِذٍ، فَقَالَ: ((زَمِّلُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ، فَإِنِّي قَدْ شَهِدْتُ عَلَيْهِمْ))، فَكَانَ يُدْفَنُ الرَّجُلانِ وَالثَّلاثَةُ فِي الْقَبْرِ الْوَاحِدِ، وَيُسْأَلُ أَيُّهُمْ كَانَ أَقْرَأَ لِلْقُرْآنِ، فَيُقَدِّمُونَهُ، قَالَ جَابِرٌ: فَدُفِنَ أَبِي وَعَمِّي يَوْمَئِذٍ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ.
[ثانياً] فإذا بان أن دخوله الجنة على ما وصف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آنفاً ((كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكَ تَمْشِي بِرِجْلِكَ هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ))، فإن قوله ((يَخُوضُ فِي الْجَنَّةِ بِعَرْجَتِهِ)) محمول على أصل الوصف لا على المآل والغاية، وقد صدقت إذا قلت: لا يدخل الجنة أعرج، ((فمن يدخل الجنة ينعم فلا يبأس، لا يفنى شبابه، ولا تبلى ثيابه))، أحسب أنه رواه هكذا حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أبى رافع عن أبى هريرة مرفوعاً.
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[06 - 12 - 04, 02:48 ص]ـ
شيخي العزيز بارك الله في قلمك!
اللهم لا عدمناه!
تلميذكم/
أبو عائشة السكندري.
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[06 - 12 - 04, 04:51 ص]ـ
بيان صحته على هذا الرابط:
http://www.shababislam.com/vb/showthread.php?p=585#post585.[/SIZE]
الشيخ الفاضل أبو محمد الألفى
جزاك الله خيرا
الرجاء لو تكرمتم نقل نص المواضيع هنا ايضا فى المستقبل لانى حاولت الدخول الى الرابط اعلاه و لم اتمكن لانى لست عضو هناك
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 12 - 04, 09:59 ص]ـ
الحمد له المنيع الجناب. الآمر أولياءه بالتمسك بأهدى الأسباب. الناهيهم عن موجبات السخط وجالبات العذاب. والصلاة والسلام الأوفيان الأكملان على أرفق خلق الله وأتقاهم. وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداهم. وبعد ..
نفعل إن شاء الله تعالى، ولكن أردت الاستئناس بأحبابنا هاهنا على منتدى شباب الإسلام.
ولكن راجع الرابط مرَّة أخرى، فقد تم إصلاح الخلل، وإعادة المقال كما هو، والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 12 - 04, 10:03 ص]ـ
الحمد لله المحمود بنعمته. المعبود بقدرته. المطاع بسلطانه. المرهوب من سطوته. وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إمام الهدى. والنبي المجتبى المهتدى. ابتعثه رحمةً حين امتلأت الأرضُ فتنةً وعُبد الشيطان في أكنافِها. واشتمل عدو الله إبليس على عقائد أهلِها. فأطفأ الله به نيرانها. وأخمد وهجها. وأقام به ميلها. وأصلح إعوجاجها. فعليه من الله أزكى صلاةٍ وأنماها. وبعد ..
الأخ الحبيب المسَّدد / أبو عائشة.
جزاكم الله خيراً. وبارك فيكم. وحياكم الله بالخير. نفعنا الله وإياكم بالعلم والعمل الصالح.
¥(42/197)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[23 - 12 - 04, 11:06 م]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه طلباً لمرضاته. الواقى من اتقاه رَغَبَاً فى جناته. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير رسله ودعاته وبعد.
ومن لطائف أحاديث هذه النسخة وحسانها:
[الحديث الأول]
((ياجابر؛ مَا كَلَّمَ اللهُ أَحَدًا قَطُّ إِلا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَأَحْيَا أَبَاكَ، فَكَلَّمَهُ كِفَاحاً))
أخرجه الترمذى (3010) قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ ثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الأَنْصَارِيُّ سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: يَا جَابِرُ، مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا!، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ اسْتُشْهِدَ أَبِي، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ عِيَالاً وَدَيْناً، قَالَ: أَفَلا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللهُ بِهِ أَبَاكَ!، قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: ((مَا كَلَّمَ اللهُ أَحَدًا قَطُّ إِلا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَأَحْيَا أَبَاكَ، فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا، فَقَالَ: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ، قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لا يُرْجَعُونَ، قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ((وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً)) الآيَةَ.
وأخرجه كذلك ابن ماجه (2800،190)، وأبو سعيد الدارمى ((الرد على الجهمية)) (289)، وابن أبى عاصم ((السنة)) (602) و ((الجهاد)) (196)، والإسماعيلى ((معجم شيوخه)) (2/ 668)، وابن خزيمة ((كتاب التوحيد)) (ص244)، وابن حبان (7022)، والحاكم (3/ 224)، والواحدى ((أسباب النزول)) (ص86)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (13/ 394) من طرقٍ عن مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ عن طَلْحَةَ بْنِ خِرَاشٍ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بنحوه.
قَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرٍ شَيْئًا مِنْ هَذَا، وَلا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ)).
وأما متابعة عبد الله بن محمد بن عقيل:
فقد قال الإمام أحمد (3/ 361): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَدِينِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ السُّلَمِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا جَابِرُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَحْيَا أَبَاكَ، فَقَالَ لَهُ: تَمَنَّ عَلَيَّ، فَقَالَ: أُرَدُّ إِلَى الدُّنْيَا، فَأُقْتَلُ مَرَّةً أُخْرَى، فَقَالَ: ((إِنِّي قَضَيْتُ الْحُكْمَ أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لا يُرْجَعُونَ)).
وأخرجه كذلك الحميدى (1265)، وعبد بن حميد (1039)، وأبو يعلى (2002) جميعا من طريق سفيان بن عيينة عن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرٍ به.
قلت: وهذا إسناد حسن فى المتابعات. ومُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ السُّلَمِيُّ أبو عتَّابٍ ثقة، قاله يحيى بن معين. وقال أبو حاتم الرازى: صدوق لا بأس به صالح الحديث.
ويتبع بقية الأحاديث إن شاء الله تعالى.(42/198)
((اتقوا أذى المجاهدين)).هل يصح هذا الأثر .... ؟؟؟
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[30 - 11 - 04, 10:45 م]ـ
((اتقوا أذى المجاهدين فإن الله تعالى يغضب لهم كما يغضب للرسل ويستجيب لهم كما يستجيب للرسل))
رواه بن عساكرمن طريق عمارة بن مطر ثنا عصام بن طليق عن هشام بن أبي جعفر عن بن المسيب عن علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
هل هناك من أهل العلم من حكم على هذا الحديث؟؟؟؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 12 - 04, 08:42 م]ـ
جاء في كنز العمال ج4/ص135
10664 - إتقوا أذى المجاهدين في سبيل الله فإن الله يغضب لهم كما يغضب للرسل ويستجيب لهم كما يستجيب لهم
قط في الأفراد والديلمي عن علي
10665 - لما أذن الله تعالى لموسى بالدعاء على فرعون أمنت الملائكة فقال الله تعالى قد استجيب لك ودعاء من جاهد في سبيل الله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا أذى المجاهدين فإن الله تعالى يغضب لهم كما يغضب للرسل ويستجيب لهم كما يستجيب دعاء للرسل
أبو الفتح الأزدي في الصحابة وأبو موسى في الذيل عن جمانة الباهلي) انتهى.
فالحديث الأول في أطراف الغرائب والأفراد ج:1 ص:212
301 - حديث ((اتقوا أذى المجاهد في سبيل الله عز وجل)) الحديث
غريب من حديث ابن المسيب عن علي تفرد به عمار بن مطر عن عصام بن طلق عن مسلم بن أبي جعفر عن سعيد.
وقد تفرد به عمار بن مطر وهو ضعيف
قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج6/ص394
عمار بن مطر الرهاوي كان يسكن الرها روى عن بن أبى ذئب روى عنه أبو ميسرة احمد بن عبد الله الحراني سمع منه أبى وسألته عنه فقال كتبت عنه وكان يكذب.
و قال العقيلي يحدث عن الثقات بالمناكير وقال ابن عدي متروك الحديث أحاديثه بواطيل.
والحديث الثاني ذكر إسناده ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة ج1/ص496 حيث قال
جمانة الباهلي ذكره أبو الفتح الأزدي في الصحابة
وروى من طريق بكر بن خنيس عن عاصم بن عاصم عن جمانة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أذن الله لموسى في الدعاء على فرعون أمنت الملائكة الحديث وفيه فضل المجاهدين استدركه أبو موسى.
وفي سنده بكر بن خنيس وهو ضعيف
قال الذهبي في ميزان الاعتدال في نقد الرجال
بكر بن خنيس (ت ق) الكوفي العابد نزيل بغداد عن ثابت البناني وليث بن أبي سليم والطبقة وعنه وكيع وطالوت بن عباد وآدم وعدة وقال مرة ضعيف
وقال مرة شيخ صالح لا بأس له
وقال النسائي وغيره ضعيف
وقال الدارقطني متروك
وقال أبو حاتم صالح ليس بقوي
وقال ابن حبان يروي عن البصريين والكوفيين أشياء موضوعة يسبق إلى القلب أنه المعتمد لها
قال ابن معين ليس بشيء.
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[03 - 12 - 04, 07:01 ص]ـ
قال عليه الصلاة والسلام:
من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.
أسال الله ان يجعلنا واياكم ممن اراد به خيرا ففقهه في الدين.
شكر الله لكم وجزاكم خير الجزاء ياشيخ عبدالرحمن ...(42/199)
تخريج حديث ((إنما بعثت لأتمم ..
ـ[محمد البارم]ــــــــ[01 - 12 - 04, 06:20 ص]ـ
الرجاء من الإخوة مساعدتي في تخريج حديث " إنا بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " تخريجاً موسعاً برواياته المختلفة. ولكم جزيل الشكر،،،،(42/200)
أريد تخريجاً لهذا الأثر " إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن "
ـ[محمد السالمي]ــــــــ[06 - 12 - 04, 12:12 ص]ـ
ابحث عن تخريج لهذا الأثر في كتب الحديث المسندة، وقد وجدت عنه مايلي:
مجموع فتاوى ابن تيمية11/ 395 قال فيه:-
كما قال عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ: إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن،
شعب الإيمان قال فيه:-
ولهذا قال بعض السلف: «ما يزع السلطان أكثر مما يزع القرآن»
الجد الحثيث/ العامري 1/ 60 قال فيه:-
57 - إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن
جاء عن عثمان موقوفا ونحوه عن عمر موقوف
لكني لم أجده في شيء من كتب الحديث ولم أجد من عزاه إليها
فمن كان عنده علم به فلا يبخل علينا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 12 - 04, 05:08 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=11596
ـ[محمد السالمي]ــــــــ[06 - 12 - 04, 05:00 م]ـ
جزاك الله خيراً وغفر لك شيخنا عبدالرحمن الفقيه(42/201)
الاستذكار لرواة حديث ((الخوارج كلاب النار))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 12 - 04, 10:16 ص]ـ
الحمد لله المحمود بنعمته. المعبود بقدرته. المطاع بسلطانه. المرهوب من سطوته. وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إمام الهدى. والنبي المجتبى المهتدى. ابتعثه رحمةً حين امتلأت الأرضُ فتنةً وعُبد الشيطان في أكنافِها. واشتمل عدو الله إبليس على عقائد أهلِها. فأطفأ الله به نيرانها. وأخمد وهجها. وأقام به ميلها. وأصلح إعوجاجها. فعليه من الله أزكى صلاةٍ وأنماها. وبعد ..
فإننى أثناء درس أصول السنة من ((كتاب الشريعة)) لأبى بكر الآجرى: باب ذكر ثواب من قاتل الخوارج فقتلهم أو قتلوه، ذكرتُ ما أخرجه الإمام أحمد فى ((المسند)) (5/ 253) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا غَالِبٍ يَقُولُ: لَمَّا أُتِيَ بِرُءُوسِ الأزَارِقَةِ، فَنُصِبَتْ عَلَى دَرَجِ دِمَشْقَ، جَاءَ أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِىُّ، فَلَمَّا رَآهُمْ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ: كِلابُ النَّارِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، هَؤُلاءِ شَرُّ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، وَخَيْرُ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ هَؤُلاءِ، قَالَ: فَقُلْتُ: فَمَا شَأْنُكَ دَمَعَتْ عَيْنَاكَ؟، قَالَ: رَحْمَةً لَهُمْ، إِنَّهُمْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الإِسْلامِ، قَالَ: قُلْنَا: أَبِرَأْيِكَ قُلْتَ: هَؤُلاءِ كِلابُ النَّارِ، أَوْ شَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، قَالَ: إِنِّي لَجَرِيءٌ، بَلْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ مَرَّةٍ وَلا اثِنْتَيْنِ وَلا ثَلاثٍ، قَالَ: فَعَدَّ مِرَاراً.
وأخرجه الترمذى قال: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ثنَا وَكِيعٌ عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ وَحَمَّادُ ابْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ: رَأَى أَبُو أُمَامَةَ رُءُوسًا مَنْصُوبَةً عَلَى دَرَجِ مَسْجِدِ دِمَشْقَ، فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ: كِلابُ النَّارِ، شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ، ثُمَّ قَرَأَ ((يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ)) إِلَى آخِرِ الآيَةِ، قُلْتُ لأَبِي أُمَامَةَ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، قَالَ: لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثاً أَوْ أَرْبَعاً، حَتَّى عَدَّ سَبْعاً مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ.
قَالَ أَبُو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَأَبُو غَالِبٍ يُقَالُ اسْمُهُ حَزَوَّرٌ)).
قلت: هذا حديث حسن صحيح يُروى من غير وجهٍ عن أَبِى أُمَامَةَ الْبَاهِلِىِّ، يرويه عنه: أبو غَالِبٍ حَزَوَّرٌ، وشدادٌ أبو عَمَّارٍ، وصفوانُ بْنُ سُلِيمٍ. وهو عن أبى غَالِبٍ صاحب أبى أمامة أشهر وأشيع، يرويه عنه الجم الغفير من الرواة، ومنهم الرفعاء الأثبات الثقات: ابن عيينة، والحمادان، ومعمر، ولا أعلم أحداً استقصى ذكرهم كما فعل أبو القاسم الطبرانى، فقد أخرجه فى ((المعجم الكبير)) (8/ 274:266/ 8056:8033) عن اثنين وعشرين راوياً، وهاكهم مرتبين على حروف المعجم مع أرقام أحاديثهم:
(1) أشعث بن عبد الملك الحمراني [8040]
(2) جعفر بن سليمان الضبعي [8039]
(3) الحسين بن واقد الخراسانى [8041]
(4) حماد بن زيد بن درهم [8035]
(5) حماد بن سلمة بن دينار [8034]
(6) حميد بن مهران الخياط البصرى [8046، 8047]
(7) خالد بن دينار أبو خلدة [8043]
(8) خليد بن دعلج السدوسى [8056]
(9) داود بن السليك السعدي الحساني [8051، 8052]
(10) الربيع بن صبيح [8037]
(11) زكريا بن يحيى صاحب القصب [8048]
(12) سفيان بن عيينة [8036]
(13) سلم بن زرير العطاردى [8054]
(14) سلام بن مسكين [8038]
(15) عبد الله بن شوذب [8049]
(16) عمر بن أبي خليفة العبدي [8045]
(17) عمران بن مسلم المنقرى [8044]
(18) قريش بن حيان العجلي [8053]
(19) قطن بن عبد الله أبو مري الحداني [8042]
(20) قطن بن كعب أبو الهيثم القطيعي [8055]
(21) مبارك بن فضالة العدوى [8050]
(22) معمر بن راشد اليمانى [8033]
وليسوا بآخر الممكن لمن أراد استقصاءهم، إذ لم يرد أبو القاسم ذلك، ولا تصدَّى له، سيما وقد ذكر غيرَهم فى سائر كتبه، فمن الزوائد على ((المعجم الكبير)):
(23) أزهر بن صالح (لعله زمعة بن صالح). الآجرى ((الشريعة)) (57)
(24) صدقة بن هرمز الزمانى. ابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (12/ 366)
(25) على بن مسعدة الباهلى. الدارقطنى كما فى ((أطراف الغرائب والأفراد))
(26) عمر بن هلال أبو هلا ل الباهلى. ابن عدى ((الكامل)) (5/ 223)
(27) قريب بن عبد الملك والد الأصمعي. الطبرانى ((الصغير)) (9085)، وأبو الشيخ ((تاريخ أصبهان)) (2/ 297)
(28) محمد بن زياد الجمحى. ابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (12/ 366)
(29) أبو عبد الرحمن شيخ لبقية. الرافعى ((تاريخ قزوين)) (2/ 458)
وأكبر ظنى أن رواته عن أبى غالب حزوَّرٍ يبلغون ضعف هذا العدد.
ورغبةً فى تقصى رواته، فمن كان عنده مزيد علمٍ، فليشاركنا هاهنا، مع بيان مصدره.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً.
¥(42/202)
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[06 - 12 - 04, 10:54 ص]ـ
ما شاء الله بارك الله في جهودكم
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 12 - 04, 02:09 م]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه. الواقى من اتقاه. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق الله. وبعد.
بارك الله فيكم، وحيَّاكم بالخير
ولكن، والله الذى لا إله غيره، لأنا بحاجة إلى معرفة المزيد، فهل من مشارك!.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[09 - 12 - 04, 09:32 ص]ـ
الحمد لله ناصر الحق ورافعِى لوائِه. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على أتقى خلقه وأوليائه. وبعد ..
أحسن الله إليكم. ونفع بكم
أين مشاركاتكم. بارك الله فيكم.
ـ[أحمد العنزي السلفي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 01:26 ص]ـ
=============
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[27 - 11 - 10, 10:27 م]ـ
ورغبةً فى تقصى رواته، فمن كان عنده مزيد علمٍ، فليشاركنا هاهنا، مع بيان مصدره.
السلام عليكم ورحمة الله ...
بارك الله فيك يا شيخ أبا محمد ونفع بكم، واسمح لي بهذه الإضافة:
(30) عيسى بن ماهان أبو جعفر الرازي. الحارث بن أبي أسامة ((المسند)) (706)
(31) القاسم بن بلج العتكي. أبو نعيم الأصبهاني ((تاريخ أصبهان)) (1/ 192)
ومِمَّن رواه أيضاً عن أبي أمامة:
- سيار الشامي. أحمد (المسند 22205)
- تميم بن مرداس. ابن عساكر (تاريخ دمشق 11/ 91)(42/203)
هذا حديث صحيح, يشير إلى بلاء أجساد الانبياء!!.
ـ[أمين هشام]ــــــــ[06 - 12 - 04, 08:37 م]ـ
هذا الحديث صححه الالباني, وهو يشير إلى (عظام) نبي الله يوسف, وفيها دلالة على بلاء جسد النبي .................. فما يقولون إخواننا؟؟
أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل؟ فقال أصحابه: يا رسول الله و ما عجوز بني إسرائيل؟ قال: قال إن موسى لما سار ببني إسرائيل من مصر، ضلوا الطريق، فقال: ما هذا؟ فقال علماؤهم نحن نحدثك: إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لايخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا، قال: فمن يعلم موضع قبره؟ قالوا ما ندري أين قبر يوسف إلا عجوز من بني إسرائيل، فبعث إليها، فأتته، فقال دلوني على قبر يوسف، قالت لا و الله لا أفعل حتى تعطيني حكمي، قال: و ماحكمك؟ قالت أكون معك في الجنة، فكره أن يعطيها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها، فانطلقت بهم إلى بحيرة، موضع مستنقع ماء، فقالت: انضبوا هذا الماء، فأنضبوا، قالت احفروا و استخرجوا عظام يوسف، فلما أقلوها إلى الأرض، إذ الطريق مثل ضوء النهار
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 12 - 04, 12:02 ص]ـ
الشيخ الألباني رحمه الله علق على هذا بأن العظام هنا بمعنى " البدن "
قال شيخنا - رحمه الله -:
فائدة:
كنت استشكلت قديماً قوله في هذا الحديث عظام يوسف لأنه يتعارض بظاهره مع الحديث الصحيح " إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " حتى وقفت على حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بَدَّنَ قال له تميم الداري: ألا تتخذ منبراً يا رسول الله يجمع أو يحمل عظامك؟، قال: بلى، فاتخذ له منبراً مرقاتين.
أخرجه أبو داود بإسناد جيد على شرط مسلم.
فعلمتُ منه أنهم كانوا يطلقون العظام ويريدون البدن كله، من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل كقوله تعالى: {وقرءان الفجر}، أي: صلاة الفجر، فزال الإشكال والحمد لله، فكتبتُ هذا لبيانه.
" السلسلة الصحيحة " (1/ 623، 624).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 12 - 04, 10:18 ص]ـ
بارك الله فيكم
وهذا الحديث قد تكلم فيه بعض أهل العلم
قال ابن كثير في التفسير ج3/ص336
وهذا حديث غريب جدا والأقرب أنه موقوف والله أعلم.
وسند الحديث من طريق يونس بن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى رض الله عنه
ويونس بن أبي إسحاق على أنه قد وثق من قبل عدد من أهل العلم إلاأنه تكلم فيه بعضهم ووصفه يحيى القطان بالغفلة الشديدة، وقد تفرد بهذا الحديث الغريب.
وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفي أسانيده كلام كذلك
ينظر (كشف المعلول) لصلاح الدين الأدلبي ص 108 - 112، والمطالب العالية لابن حجر -المحققة- (14/ 249 - 251).
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 12 - 04, 08:21 ص]ـ
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/141.htm
ـ[السعيدي]ــــــــ[24 - 12 - 04, 03:26 م]ـ
جزى الله الذين قاموا بالتوضيح والإيضاح في هذا الحديث الذي اشكل علينا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 10 - 05, 01:35 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=15231#post15231(42/204)
من يفيدنا في تخريج [كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا استراث الخبر تمثل ببيت طرفه
ـ[محمد12]ــــــــ[06 - 12 - 04, 10:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الافاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى الامام احمد من حديث عائشه قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا استراث الخبر تمثل ببيت طرفه
ويأتيك بالاخبار من لم تزود
والحديث قال فيه محقق المسند حسن لغيره وقال فيه الشيخ الالباني في الترمذي صحيح
سؤالي هو انه جاء في بعض الروايات ذكر الشطر الاول من بيت الشعر وهو قوله
ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا وياتيك بالاخبار من لم تزود
وقد بحثت عن هذه الرواية فلم اجدها مع قلة ما لدي من المراجع , فمن كان لديه معرفة بهذه الرواية وبمن خرجها والكلام على اسنادها فليفدنا مأجورا مشكورا علما اني قرات او سمعت قبل سنوات بحث لهذه الرواية بين فيه صاحبه انه لايصح في ذكر الشطر الاول من البيت اي روايه لكن لا اعلم اين قرأتها او سمعتها وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[08 - 12 - 04, 09:17 ص]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه طلباً لمرضاته. الواقى من اتقاه رَغَبَاً فى جناته. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير رسله ودعاته وبعد.
وأما الحديث الذى ورد فيه ذكر البيت تاماً، فهو ما أخرجه عبد الرزاق ((التفسير)) (3/ 145): عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ((وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ))، قال: بَلَغَنِي أنَّ عَائِشَةَ سُئِلَتْ: هَلْ كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَمَثَّلْ بِشَيءٍ مِنْ الشِّعْرِ؟، قَالَتْ: كَانَ الشِّعْرُ أَبْغَضَ الْحَدِيثِ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَتَمَثَّلْ بِشَيءٍ مِنْ الشِّعْرِ إِلا بِبِيْتِ أَخِي بَنِي قَيْسٍ طَرَفَةَ بْنِ الْعَبْدِ:
سَتُبْدِي لَكَ الأَيَامُ مَا كُنْتَ جَاهِلاً .. وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ فجعل يقول: يَأْتِيكَ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ بِالأَخْبَارِ، فقال أبو بكر: ليس هكذا يا رسول الله، فقال: ((إني لست بشاعر، ولا ينبغي لي)).
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، وخبر منكر. فأما الضعف، فقد ذكر ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (1/ 22) عن محمد بن أبان البلخي الوكيعي قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: قال مالك بن أنس: أيُّ رَجُلٍ مَعْمَرٌ لَوْ سَلِمَ مِنْ خَصْلَةٍ، قالوا: ماهي يا أبا عبد الله؟، قال: تفسير القران عن قتادة. وقال الحافظ الذهبى فى ((الرواة الثقات المتكلم فيهم)) (ص166): ((معمر بن راشد أبو عروة إمام ثقة. قال أبو حاتم: صالح الحديث، وما حدَّث بالبصرة ففيه أغاليط. قلت: مَا نَزَالُ نَحْتَجُّ بِمَعْمَرٍ، حتَّى يَلُوحَ لَنَا خَطَؤُهُ، بِمُخَالَفَةِ مَنْ هُو أَحْفَظُ مِنْهُ أَوْ مَنْ نَعُدُّهُ مِنِ الثِّقَاتِ)).
وآفة أخرى، وهى الانقطاع لقول قتادة ((بلغني أن عائشة)).
وأما نكارة الخبر، فمن جهات ثلاثة:
[الأولى] نفى تَمَثُّلِ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالشعر إلا بهذا البيت خلاف الثابت الصحيح أنه تمثَّل بغيره من الشعر، بل وقال البيت والبيتين، وهذا أشهر وأوسع من أن يُستدل له.
[الثانية] ذكرُ البيت تامَّاً: بصدره وعجزه خلاف الثابت الصحيح أنَّه تمثَّل من بيت طرفة بعجزه فقط، كما سيأتى بيانُه.
[الثالثة] قوله ((فجعل يقول: يَأْتِيكَ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ بِالأَخْبَارِ)) خلاف الثابت الصحيح أنه قاله بالروىِّ الصحيح ((وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ))، ولم يخالفه أو يقلبه.
وأما الصحيح المحفوظ من هذا الحديث، فهو مروى عن عائشة من ثلاث طرقٍ:
[الطريق الأولى] الشعبى عنها، وهى أثبتها وأصحها
¥(42/205)
قال الإمام أحمد (6/ 146،31): حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَرَاثَ الْخَبَرَ، تَمَثَّلَ فِيهِ بِبَيْتِ طَرَفَةَ: وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِوأخرجه كذلك النسائى ((الكبرى)) (6/ 247/10833) و ((عمل اليوم والليلة)) (995)، وعبد الغنى المقدسى ((أحاديث الشعر)) (20) من طرقٍ عن هُشَيْمٍ عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَائِشَةَ بمثله.
وتابعه عَنْ الشَّعْبِيِّ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ الْبَجَلِىُّ.
أخرجه ابن أبى شيبة (5/ 278/26060)، والنسائى ((الكبرى)) (6/ 247/10834) و ((عمل اليوم والليلة)) (996) من طريق أبى عوانة عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَائِشَةَ بنحوه.
[الطريق الثانية] شُرِيحُ بْنُ هَانِئٍ عنها، وهى أشهرها
قال الإمام أحمد (6/ 156): حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَمَثَّلُ شَيْئًا مِنْ الشِّعْرِ، قَالَتْ: قَدْ كَانَ يَتَمَثَّلُ مِنْ شِعْرِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ، وَيَقُولُ:
وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِوأخرجه كذلك أحمد (6/ 222،138)، وإسحاق بن راهويه ((مسنده)) (1582)، والبخارى ((الأدب المفرد)) (867)، والترمذى (2848) و ((الشمائل)) (242)، والنسائى ((الكبرى)) (6/ 248/10835) و ((عمل اليوم والليلة)) (997)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (4/ 297)، وأبو القاسم البغوى ((مسند ابن الجعد)) (2285)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (28/ 116) من طرق عن شَرِيكٍ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ به.
ولم يتفرد شَرِيكٌ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، فقد تابعه مسعر.
أخرجه الطبرى ((تهذيب الآثار)) (2/ 658/973)، ومن طريقه أبو نعيم ((حلية الأولياء)) (7/ 264) عن سفيان بن وكيع عن حماد بن أسامة عن مِسْعَرٍ عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ بنحوه.
وقال أبو نعيم: ((غريب لم أكتبه إلا من هذا الوجه))، يعنى من حديث مِسْعَرٍ.
[الطريق الثالثة] عكرمة عنها، وهى معلَّةٌ
قال البخارى ((الأدب المفرد)) (792): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قال: سألتُ عَائِشَةَ: هَلْ سَمِعْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَمَثَّلُ شِعْرَاً قَطُّ؟، فقالت: أحياناً إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ يَقُولُ: وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ
وأخرجه كذلك أبو يعلى (4945)، وابن الحكم الحزوَّرى ((حديث لوين)) (56)، وأبو الشيخ ((أخبار أصبهان)) (1/ 192) من طرقٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ سألتُ عَائِشَةَ به.
وخالفه زائدة بن قدامة، فقال ((عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عن ابن عباس))، وهو الأشبه بالصواب.
أخرجه ابن أبى شيبة (5/ 272/26014)، وعبد بن حميد (614)، والطبرى ((تهذيب الآثار)) (2/ 659/974)، والطبرانى ((الكبير)) (11/ 288/11763) من طرق عن زائدة عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَمَثَّلُ مِنْ الأَشْعَارِ: وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ.
[لطيفة فى تناشد الأشعار فى مجالس الأمراء]
ذكر الإمامُ الفحلُ أبو حاتمٍ السجستاني قال: أخبرنا عبد الملك بن قريبٍ الأصمعي قال: قال بلال بن أبي بردة لجلسائه ذات ليلة: خبِّروني بسابق الشعراء والمصلِّي والثالث والرابع، فسكتوا!، ثم قالوا له: إن رأى الأمير أصلحه الله أن يخبَّرنا بذلك فعل، قال: سابق الشعراء قول المرقش:
مَنْ يَلْقَ خَيْراً يَحْمَدِ النَّاسُ أَمْرَهُ .. ومن يَغْوِ لا يَعْدَمْ على الغَيِّ لائِما
والمصلي قول طرفة بن العبد:
سَتُبْدِي لَكَ الأَيَامُ مَا كُنْتَ جَاهِلاً .. وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِوالثالث قول النابغة الذبيانى:
وَلَسْتَ بِمُستَبقٍ أَخَاً لا تَلُومُهُ .. عَلى شَعَثٍ أَيُّ الرِّجَالِ المُهَذَّبُوالرابع قول القطامي:
قد يُدرِكُ الْمُتَأَنِي بَعْضَ حَاجَتِهِ .. وَقَدْ يَكُونُ مَعَ الْمُسْتَعْجِلِ الزَّلَلُوالحمد لله الذى بنعمته تتمُّ الصالحات.
ـ[محمد12]ــــــــ[10 - 12 - 04, 05:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفعنا الله بعلمك
ـ[الدارقطني]ــــــــ[10 - 12 - 04, 07:40 ص]ـ
http://sonnh.com/Search.aspx?Text= ويأتيك%20بالأخبار%20من%20لم%20تزو ّد
¥(42/206)
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 12:35 م]ـ
بارك الله فيكم.
أيها الإخوة وأخص (أبو محمد الإلفي).جميع الطرق السابقة لا تخلو من ضعف: إما الانقطاع فالشعبي لم يسمع من عائشة أو سوء الحفظ (شريك القاضي) أو الضعف الشديد (سفيان بن وكيع) فهل الحديث يرتقي إلى درجة الحسن بمجموع هذه الطرق ... .
ـ[أسماء]ــــــــ[26 - 09 - 10, 03:59 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء .. كنت أتسائل دوماً عن صحة هذا الخبر ..
ـ[رعد السامرائي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 12:52 ص]ـ
[الأولى] نفى تَمَثُّلِ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالشعر إلا بهذا البيت خلاف الثابت الصحيح أنه تمثَّل بغيره من الشعر، بل وقال البيت والبيتين، وهذا أشهر وأوسع من أن يُستدل له
الاخ الفاضل الالفي جزاك الله خيرا ولي طلب لطفا هلا جمعتها هنا لتعم الفائدة مع ذكر تخريج الحديث اي الابيات الشعرية التي تمثل بها النبي صلى الله عليه وسلم مع ذكر تخريج الحديث لطفا وشكرا لكم جميعا
ـ[ابن سالم]ــــــــ[28 - 09 - 10, 01:20 ص]ـ
الضعف مسلّم، وأما كونه ضعيف جداً فغير مسلم، ولا نكارة فيه.
1ـ إذا كانت طريق قتادة منقطعة، فكذا طريق الشعبي.
2ـ وإن تكلم في رواية معمر عن قتادة فكذا الروايات الثانية فيها من تكلم فيها، كشريك وسفيان بن وكيع، فكيف تعلل هذه الرواية برواية قد تكون أضعف منها.
3ـ وهناك مخالفة في الرواية المعلِّلة لرواية قتادة، وهي نسبة البيت لعبد الله بن رواحة. والمعروف أنه لطرفة.
4ـ الرواية الثالثة: معلولة بطيعة الحال وهي من رواية سماك عن عكرمة وفيها اضطراب.
5ـ كون عائشة رضي الله عنها نفت التمثل بغير هذا البيت، هذا على حسب ما علمت، والمثبت مقدم على النافي، ولا يعلل الحديث بذلك.
6ـ التمثل بالبيت غير قول الشعر.
فارتجاز النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق، أو أنا النبي لا كذب. أنا ابن عبد المطلب لا ينفي التمثل، فهذا شيء وذاك شيء آخر.
7ـ أن الرواية بالمعنى ظاهرة، فيمكن أن يكون من صياغة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فذكرت البيت كاملاً، ثم نبهت على الأمر الذي كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[30 - 09 - 10, 06:00 م]ـ
فهل ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يتعمد قلب الأبيات التي يتمثل بها؟
كإنشاده يوم الخندق:
لا عيش إلا عيش الآخرة --- فاغفر للمهاجرين والأنصار
///////////////////////// --- فاغفر للأنصار والمهاجرة
أهذا من القلب؟(42/207)
اثر مشهور عن ابن عباس رضي الله عنه ماصحته؟
ـ[ابن سليم]ــــــــ[07 - 12 - 04, 08:01 ص]ـ
جاء في فتح المجيد للشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله اثر ابن عباس رضي الله عنه في اسمي الله (الرحمن والرحيم) انهما اسمان رقيقان احدهما أرق من الاخر .. ماصحته نريد الاخوان يفيدوننا جزاهم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 12 - 04, 09:07 ص]ـ
قال جاسم الفهيد الدوسري في كتابه (النهج السديد في تخريج أحاديث تيسير العزيز الحميد) ص 13
((موضوع. رواه البيهقي في الأسماء والصفات ص51 من طريق محمد بن مروان السدي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، وهذا إسناد تالف، يعرف بسلسلة الكذب، فالسدي والكلبي كذابان، وأبو صالح باذام مولى أم هانىء متروك ولم يسمع من ابن عباس) انتهى.
ـ[ابن سليم]ــــــــ[07 - 12 - 04, 02:13 م]ـ
الشيخ عبدالرحمن بن عمر الفقيه اسأل الله ان يلهمكم الهدى والسداد وان يوفقكم لكل خير وجزاكم الله خيرا على هذا الملتقى المبارك وعلى هذه المشاركات العلميه الهادفه, ولو سمحت لي ياشيخ عبدالرحمن ان اطرح اقتراح وهو ان في هذا الملتقى بحوث مهمه ولايمكن ان تجدها في مكان واحد في الحديث والعقيده والفقه وغيرها لو اخرجت في كتب وعلى فترات ليعم الانتفاغ.(42/208)
فاشكرْ صَنِيعَ الله فيك فإنَّه سبحانه ضمن المزيدَ لمن شَكَرْ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[09 - 12 - 04, 12:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ للهِ حَمْدَاً دَائِمَاً أبَدَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالى وَاحِدَاً صَمَدَا
وَلا إِلَه سِوْاهُ حَسْبُنَا وَكَفَى واللهُ أَكبَرُ لَمْ يُولَدْ وَلا وَلَدَاقال الإمام أحمد (2/ 388): حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْجُمَحِىُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ)).
وما أجمله تعليقاً؛ ذاك الذى علَّقه الإمام الجهبذ أبو حاتم بن حبان البستى حيث قال:
ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ الشُّكْرِ لأَخِيهِ الْمُسْلِمِ عِنْدَ الإِحْسَانِ إِلَيْهِ (3398) سَمِعْتُ أبا خليفة يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ بَكْرِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ مُسْلِمٍ يَقُولُ سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أبَا هُرِيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ أبَا القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ)).
وقد أحسن، وأجاد، وبلغ غاية المراد؛ مَنْ قَالَ:
اِعْلَمْ وَأَنتَ الْمَرْءُ غَيرَ مُعَلَّمِ ... وَاِفهَم جُعِلتُ فِدَاكَ غَيرَ مُفَهَّمِ
أَنَّ اِصطِناعَ الْعُرْفِ مَا لَمْ تولِهِ ... مُستَكمَلاً كَالبُرْدِ مَا لَمْ يُعْلَمِ
وَالشُكرُ مَا لَمْ تَستَتِرْ بِصَنِيعِهِ ... كَالخَطِّ تَقرَؤُهُ وَلَيْسَ بِمُعْجَمِ
وَتَفَنُّني في القَوْلِ إِكْثَارٌ وَقَدْ ... أَسرَجتُ في كَرَمِ الفَعالِ فَأَلجِمِوقد أربى على الغاية من أنشد:
إِنَّ الْمَكَارِمَ أَخْلاقٌ مُطَهَّرةٌ ... فَالدّينُ أَوَلُّها وَالعَقْلُ ثَانِيهَا
وَالْعِلْمُ ثَالِثُها وَالحِْلْمُ رَابِعُها ... وَالْجُودُ خَامِسُها وَالْفَضْلُ سَادِيهَا
وَالْبِرُّ سَابِعُها وَالصَّبْرُ ثَامِنُها ... وَالشُكرُ تاسِعُها وَاللَينُ بَاقِيهَا
وَالنَفسُ تَعلَم أَنّي لا أُصادِقُها ... وَلَسْتُ أَرشُدُ إِلا حِيْنَ أَعْصِيهَا
وَالعَينُ تَعلَمُ مِن عَينَي مُحدِّثِها ... إِن كَانَ مِنْ حِزْبِهَا أَوْ مَنْ يُعَادِيهَاولله درُّك يا أبا الفتح البستى، حيث قلت:
يَا رَاغِباً في الْحَمْدِ والشُّكْرِ ... ومُتيمَّاً بعَقيلَةِ الذِّكْرِ
قَيِّدْ بِبِرِّكَ شُكْرَ ذي أمَلٍ ... فالبِرُّ قَيْدُ أَوْابِدِ الشُّكْرِوقد أحسن من قال:
فَاسْمَعْ مَقالَةَ صَادِقٍ لَمْ يَنْتَسِبْ ... لِسِوَاكَ في أَدَبٍ وَلا تَهْذِيبِ
أَوْلَيْتَهُ خَيْراً فَقَامَ بِشُكْرِهِ ... وَالشُّكْرُ لِلإِحْسَانِ خَيْرُ ضَرِيبِومن ذا الذى آسفك يا أبا هلال، حتى ظننتَ دهرَكَ قدْ خَلا مِنْ أهل الشُّكر، فقلتَ مغاضبا:
قَدْ رُفِعَتْ أَلْويَةُ الْغَدْرِ ... وَسُدَّ بَابُ الْحَمْدِ والشُّكْرِ
وَآيَةُ الإِحْسَانِ مَنْسُوخَةٌ ... قَدْ أُسْقِطَتْ مِنْ صُحُفِ الدَّهْرِ
لا تَطَلُبِ الْخَيْرَ وَلا تَرْجُهُ ... فَإِنَّ هَذِي دَوْلَةُ الشَّرِّ
سَمِعْتُ بِالْحُرِّ وَلَمْ أَلْقَهُ ... يا طُوْلَ أَشْواقِي إلى الحُرِّوالحمد لله على كل حال.
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[10 - 12 - 04, 05:56 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا!
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[10 - 12 - 04, 10:42 ص]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه طلباً لمرضاته. الواقى من اتقاه رَغَبَاً فى جناته. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير رسله ودعاته وبعد.
الأخ الحبيب الموفق / أبو عائشة.
بارك الله فيك. ونفع بك. ويسَّر لك الخير حيث توجهت
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[10 - 12 - 04, 11:53 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ لا حرمنا الله من علمك و نفع بك و جعله في ميزان حسناتك.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[10 - 12 - 04, 09:26 م]ـ
ما شاء الله .. بارك الله فيك و حفظك يا شيخنا السكندري.(42/209)
أفيدونا مع بسط القول والإسهاب فى البيان
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[10 - 12 - 04, 10:35 ص]ـ
الحمد لله نسترفده الإعانة والتوفيق. ونستهديه الصواب على التحقيق. وبعد ...
ورد إلىَّ هذا السؤالُ: ((أكثرَ الوعاظُ وخطباءُ الجمعات ذكرَ حديث الشابِّ العاقِّ لوالدته، الذى كان يُقال له وهو يحتَضرُ: قُل لا إلهَ إِلا الله، فَلا يَستَطيع أَن يقُولها، وفيه قصَّة ذهاب النَّبى صلى الله عليه وسلَّم إلى والدته، واسترضائها ليقولها الغلام، وقول النبى صلى الله عليه وسلَّم بعدها ((الحمد لله الذي أنقذه من النار)). وأكبر ظنى أنه منكر لا تصح نسبته للنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد استروح أحدهم إلى ذكر الإمام الذهبى له فى كتابه ((الكبائر))، وهو كتاب معتمد لدى أكثرهم. فما حال الحديث، وما حجية العمل بمقتضاه، وهل يجوز ذكره؟. أفيدونا مع بسط القول، والإسهاب فى البيان)).
الجواب على هذا الرابط:
http://www.shababislam.com/vb/showthread.php?p=630#post630
[ تنبيه] تم تعديل طريقة العرض بالرابط المذكور، ويمكن لغير الأعضاء مطالعة المشاركات.
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[10 - 12 - 04, 11:57 ص]ـ
حاولت ولم أستطع مشاهدة الموضوع، فالمنتدى للاعضاء المسجلين فقط.
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[10 - 12 - 04, 12:07 م]ـ
قمت بالتسجيل وليسمح لى الشيخ بنقل رده بنفس التنسيق للاخوة:
الحمد لله نسترفده الإعانة والتوفيق. ونستهديه الصواب على التحقيق. وبعد ...
ورد إلىَّ هذا السؤالُ: ((أكثرَ الوعاظُ وخطباءُ الجمعات ذكرَ حديث الشابِّ العاقِّ لوالدته، الذى كان يُقال له وهو يحتَضرُ: قُل لا إلهَ إِلا الله، فَلا يَستَطيع أَن يقُولها، وفيه قصَّة ذهاب النَّبى صلى الله عليه وسلَّم إلى والدته، واسترضائها ليقولها الغلام، وقول النبى صلى الله عليه وسلَّم بعدها ((الحمد لله الذي أنقذه من النار)). وأكبر ظنى أنه منكر لا تصح نسبته للنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد استروح أحدهم إلى ذكر الإمام الذهبى له فى كتابه ((الكبائر))، وهو كتاب معتمد لدى أكثرهم. فما حال الحديث، وما حجية العمل بمقتضاه، وهل يجوز ذكره؟. أفيدونا مع بسط القول، والإسهاب فى البيان)).
فنقول، وبالله تعالى التوفيق، وعليه التكلان:
الحديث المسئول عنه: حديث منكر شبه الموضوع، كما ذهب إليه ظنُّك، وإن كان مزبوراً فى ((كتاب الكبائر)) المنسوب للحافظ أبى عبد الله الذهبى.
ولا يغيبنَّ عنك، أن أكثر هؤلاء الوعاظ يعتمدون على مجامع الأحاديث النبوية المحذوفة الأسانيد، مثل ((الترغيب والترهيب)) و ((مجمع الزوائد)) و ((الكبائر)) ونحوها، ويعتقدون أن مجرد ذكر الحديث فيها قاضٍ بصحته، ودليلٌ على حجية العمل بمقتضاه، ولا يراعون مصطلحات مصنفي هذا المجامع، كدلالتهم فى الأحايين على ضعف الحديث بتصديره بلفظ ((رُوِىَ)) أو ((ويُرْوَى))، الدالتين على ضعفه أو الشكِّ فى ثبوته، كما يفعله الحافظ الزكى المنذرى فى كتابه ((الترغيب والترهيب))، أو بذكر راوٍ عليه مدار علَّة الحديث وضعفه، كما يفعله الحافظ الهيثمى فى كتابه ((مجمع الزوائد)).
والحديث قد ذكره الحافظان الزكى المنذرى فى ((الترغيب والترهيب)) (3/ 226)، والهيثمى فى ((مجمع الزوائد)) (8/ 148)، وعزاه كلاهما لأحمد والطبرانى، وصدَّره الزكى المنذرى بصيغة التمريض ((رُوِىَ)) الدالة على ضعفه وعدم ثبوته، فقال:
ورُوِيَ عن عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه قال: كنا عند النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأتاه آتٍ، فقال: شَابٌّ يجودُ بنفسِهِ، فقيل له: قُلْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فقال: كان يصلي؟، فقال: نعم، فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونهضنا معه فدخل على الشاب، فقال له: قُلْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، فقال: لا أستطيع، قال: لم؟، قال: كان يعُقُّ والدتَهُ، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أحية والدته؟، قالوا: نعم، قال: ادعوها، فدعوها، فجاءت، فقال: هذا ابنك؟، قالت: نعم، فقال لها: أرأيت لو أُجْجِتْ نارٌ ضخمةٌ، فقيل لَكِ: إن شفعت له خلينا عنه، وإلا حرقناه بهذه النار، أكنت
¥(42/210)
تشفعين له؟، قالت: يا رسول الله إذاً أشفعُ لَهُ، قال: فأشهدي الله واشهديني أنك قد رضيت عنه، قالت: اللهم إني أشهدك وأشهد رسولك أني قد رضيت عن ابني، فقال له رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا غُلامُ قُلْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فقالها فقال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الحمد لله الذي أنقذه بي من النار)).
إلا أنَّ الحافظ الهيثمى قال: ((وفيه فائد أبو الورقاء وهو متروك)).
وتفصيل ما ذكراه أن نقول:
قَالَ عبد الله بن أحمد ((زوائد المسند)) (4/ 382): وَكَانَ فِي كِتَابِ أَبِي: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُ غُلامٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ هَاهُنَا غُلامًا يَتِيماً لَهُ أُمٌّ أَرْمَلَةٌ، وَأُخْتٌ يَتِيمَةٌ، أَطْعِمْنَا مِمَّا أَطْعَمَكَ اللهُ تَعَالَى، أَعْطَاكَ اللهُ مِمَّا عِنْدَهُ حَتَّى تَرْضَى ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
قَالَ عبد الله: وَكَانَ فِي كِتَابِ أَبِي: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ هَاهُنَا غُلاماً قَدْ احْتُضِرَ، يُقَالُ لَهُ: قُلْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، فَلا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولَهَا، فَقَالَ: أَلَيْسَ كَانَ يَقُولُ فِي حَيَاتِهِ، قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَمَا مَنَعَهُ مِنْهَا عِنْدَ مَوْتِهِ .... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
قال عبد الله: فَلَمْ يُحَدِّثْنَا أَبِي بِهَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ، ضَرَبَ عَلَيْهِمَا مِنْ كِتَابِهِ، لأَنَّهُ لَمْ يَرْضَ حَدِيثَ فَائِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ عِنْدَهُ مَتْرُوكَ الْحَدِيثِ.
قلت: هكذا ضرب عليه الإمام أحمد فى ((مسنده))، وذكر آخر معه، ولم يستوفى سياقتهما لنكارتهما وشدَّة ضعفهما، وعلَّل أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد صنيعه بقوله ((لأَنَّهُ لَمْ يَرْضَ حَدِيثَ فَائِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ عِنْدَهُ مَتْرُوكَ الْحَدِيثِ)).
والحديث أخرجه كذلك البيهقى ((شعب الإيمان)) (6/ 198/7892)، والرافعى ((تاريخ قزوين)) (2/ 369) من طريقين عن يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عن عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى به مستوفٍ بنحو ما ذكره المنذرى.
وتابعه عن فَائِدٍ: جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضبعى.
أخرجه العقيلى ((الضعفاء)) (3/ 460) قال: حدثناه محمد بن أيوب أخبرنا داود بن إبراهيم قاضي قزوين ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثنا فَائِدُ العَطَّارُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى يقول: إنَّ شابَّاً حضره الموتُ، فَدُعِي لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: قُلْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، فقال: لا أقدر أن أقولها، قال: ولم؟، قال: كهيئة القُفْلِ على قلبي، إذا أردتُ أن أقولها عدل، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: له والدان أو أحدهما؟، قالوا: له أم، فدعيت، فقال: اِرْضَىْ عَنْ اِبْنِكِ، فقالت: أنشدك يا رسول الله إني عن ابني راضية، فقال: قُلْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، فقال: لا إِلَهَ إِلا اللهُ، فقال: ((الْحَمْدُ للهِ الَّذِي نَجَّاهُ بِي)).
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، فائد بن عبد الرحمن أبو الورقاء العطار الكوفى ليس بثقة ولا مأمون، يروى المناكير والأباطيل.
قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (7/ 83): أخبرنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلىَّ قال: سئل أبى عن فائد أبي الورقاء، فقال: متروك الحديث. وقرئ على العباس بن محمد الدوري سمعت يحيى بن معين يقول: أبو الورقاء اسمه فائد، ليس بثقة وليس بشيء. وسمعت أبى وأبا زرعة يقولان: فائد أبو الورقاء لا يُشتغل به. سمعت أبى يقول: فائد ذاهب الحديث، لا يكتب حديثه وكان عند مسلم بن إبراهيم عنه، فكان لا يحدث عنه، وكنا لا نسأله عنه، وأحاديثه عن عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى بواطيل لا تكاد ترى لها أصلاً، كأنَّه لا يشبه حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، ولو أن رجلاً حلف أن عامة حديثه كذب لم يحنث.
وقال ابن حبان ((المجروحين)) (2/ 203): فائد بن عبد الرحمن العطار أبو الورقاء من أهل الكوفة، يروي عن عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى. روى عنه الكوفيون. كان ممن يروي المناكير عن المشاهير، ويأتي عن ابْنِ أَبِي أَوْفَى بالمعضلات، لا يجوز الاحتجاج به.
وتاتيك بتوفيق الله وعونه جملة من مناكيره، سيما وهو صاحب حديث صلاة الحاجة، كما سنبينه إن شاء الله تعالى.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً.(42/211)
الشيخ العلامة المصرى محمد عايش عبيد الأزهرى
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[10 - 12 - 04, 10:54 ص]ـ
الحمد لله الذى وَسِعَتنا رحمتُه. وغمرتنا فواضلُه ومنَّتُه. والصلاة والسلام الأوفيان على المبعوث بالرحمة السابغة. والحكمة البالغة. والداعى إلى الدين القويم. والهادى إلى الصراط المستقيم. وبعد ..
يقول والدى الشيخ العلامة أبو محمد الألفى:
((أبناء مصر حفدة عمرو بن العاص السهمى. وتلامذة الليث بن سعدٍ الفهمى. أيَّدهم الله بذكاء القرائح. ومنَّ عليهم بالفهم اللائح. فهم ذوو قلوبٍ واعيه. نارٌ حامية، فما أدراك ما هيه!.
رحم المهيمنُ ناظماً بقريضه ... قولاً بروح القدس صار مؤيَّدا
أرضٌ إذا ما جئتَها متقلباً ... فى محنةٍ ردَّتك شهماً سيَّدا
وإذا دهاك الهمُّ قَبْلَ دخولِها ... فدخلتَهَا صافحتَ سَعْدَاً سَرْمَدَا
فلله درّكِ يا مصرَ الأمصار. وموطنَ العلمِ وحملةِ الآثار. بلد الحديث المسند الموصول. وأئمة الفقه وعلماء الأصول. زبدة الأقطار. وبقعة الأنوار. وخزانة الآداب. ومنزل الكملة وذوى الألباب. والكنانة المحروسة. والمدينة المأنوسة.
طيفٌ ألمَّ بسُحرة الأوقات ... فأثار ما فى القلب من روعاتِهْ
يا طيفُ عرِّج بالديار وحيِّ ما ... غذَّاه نيلُ الخير من خيراتِهْ
إن الذى قاتَ الخلائقَ صانها ... من مُرِّ أقدارٍ ومن ويلاتِهْ)) اهـ
ومن علماء مصر ممن هم فى طى الكتمان، وزوايا النسيان، وكم فى الزوايا من خفايا، وفى الأرماس من طوايا: الشيخ العلامة المصرى محمد عايش عبيد الأزهرى، مدير المعهد الدينى بالعريش. وسوف تتعرف على هذا العلم الفذ ـ عليه سحائب الرحمات ـ، من خلال هذه المنظومة الرائعة المسماة ((تغريدة السيرة النبوية))، وهى ألوف من الأراجيز الشعرية، النابضة بالوفاء والحب الصادقين لموضوعات السيرة النبوية العطرة، والتى تتدفق شعراً سلسالاً عذباً، فياضاً عاطراً، سهلاً ممتعاً، آخذاً بمجامع الأفئدة، ومحرِّكاً لكوامن العاطفة الفياضة بحب المصطفى صلى الله عليه وسلَّم. فأكرم بها لحناً شجياً يتغنى بأمجاد سيرة نبينا الخالدة، ورضى الله عن مؤلفها وجزاه عن الإسلام خير الجزاء.
مقطع 8: عبدُ المطلبِ نذرَ أن يذبحَ أحدَ بنيه
ساداتُ مكَّة أقبَلوا للشيخِ قالوا فى رَويَّة
الكنزُ ملكُ البيتِ هيَّا نقتسمه على السويَّة
إذ كلُّنا جيرانُ بيتِ اللهِ ليسَ لكم مَزِيَّة
قد لوَّحوا بالعُنفِ إن لم يرضَ سيراً فى المعيَّة
قدْ طافَ بالشيخِ الحنينُ فلا بنونَ ولا حمِيَّة
الشيخُ كانَ يريدُ أبناءً تصولُ على الرعيَّة
كى ينصرُوه ويمنعُوه من التَّطاول والأذيَّة
فرنَا بناظره وقالَ مُخاطِباً ربَّ البريَّة
يَا ربِّ إن أعطيتنى عشراً ذكوراً ألمعيَّة
فلسوف أذبحُ واحداً منهم فذا دينٌ عَليَّه
لقد ارتضوا حكم القداحِ فحكَّموهم فى القضيَّة
هذى السنونُ تَتَابعتْ يا شيخُ لا تنسَ الوَصيَّة
قدْ أصبحَ الأبناءُ عشراً وفَّ نذركَ يا أُخَيَّه
فاستيقظَ الشيخُ الكبيرُ على مريرٍ كان طيَّه
هو ذبحُ ابنٍ من بنيه فهذه شرُّ البليَّة
... *** ...
مقطع 9: عبد المطلب يخبر أبناءَه بقصِّة النذرِِِ
الشيخُ نادى فى بنيه أتوا سِراعاً كالأسودْ
قد أحدقُوا بالشيخِ فى صمتٍ تشابهَ بالسجودْ
قدْ جفَّ حلقُ الشيخِ من هول المصيبةِ فى شرودْ
والدمعُ فى الأحداقِ حارَ ولمْ يسِِلْ فوقَ الخدودْ
ماذا يقولُ إلى بنيه فقلبه زادَ الوقودْ
إذ لا مَنَاصَ من الوفاءِ بنذره لا لنْ يعودْ
ولقدْ تشجَّع ثمَّ قالَ لهم: تروَّوْا فى الردودْ
يا أيها الأبناءُ مَنْ منكم يسيرُ إلى الخلودْ
إنِّى نذرتُ وقدْ وعدتُ وسوفَ أوفى بالوعودْ
قالوا جميعاً: إننا نفديكَ بالبرِّ الودودْ
مُرنا بأمرٍ ما تجدنا طَاعةً شِبهَ الجنُودْ
قدْ كانَ هَذا مَوقفاً من جَدهم عمِّ اليهودْ
فلقدْ تقدَّم طائِعاً للذبحِ فى عُمرِ الورودْ
لكنَّ ربَّ العرشِ أنْقدَه بذِبْحٍ كى يَسُودْ
نعم البُنُوِّةِ إنَّهم قدْ عطَّروا ذكرَ الجدودْ
... *** ...
طالع مقاطع ((التغريدة النبوية)) على هذا الرابط:
http://www.shababislam.com/vb/showthread.php?t=177
وكتبه محمد بن الشيخ الألفى السكندرى
الطالب بأصول الدين والدعوة بالأزهر الشريف
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[10 - 12 - 04, 05:42 م]ـ
محمد بن الشيخ الألفى السكندرى
جزاك الله خيرا
الرجاء لو تكرمتم نقل نص المواضيع هنا ايضا فى المستقبل لانى حاولت الدخول الى الرابط اعلاه و لم اتمكن لانى لست عضو هناك
"رسالة إدارية
لم تقم بتسجيل دخولك أو لا تملك الصلاحيات للدخول لهذه الصفحة
عفواً يتوجب عليك التّسجيل لكي يتسنى لك مشاهدة هذا الأمر المحجوب"!!!
هل ذلك المنتدى الغرض منه نشر العلوم الشرعيه ام ماذا
فرض العضويه بالقوه امر مرفوض(42/212)
ما صحة حديث:"ما الميت في القبر إلا كالغريق المتغوث ينتظر دعوة "؟؟
ـ[عمر النعيمي]ــــــــ[10 - 12 - 04, 07:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أود الاستفسار عن صحة هذا الحديث:
عن عبد الله بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الميت في القبر إلا كالغريق المتغوث ينتظر دعوة تلحقه من أب أو أم أو أخ أو صديق فإذا لحقته كان أحب إليه من الدنيا وما فيها وإن الله تعالى ليدخل على أهل القبور من دعاء أهل الأرض أمثال الجبال وإن هدية الأحياء إلى الأموات الاستغفار لهم. رواه البيهقي في شعب الإيمان ..
ووجدته في برنامج موسوعة الألباني في مشكاة المصابيح، لكنه ذكر أنه لم تتم دراسته،
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[11 - 12 - 04, 01:34 ص]ـ
أخي عمر حفظك الله ورعاك
بحثت لك عن هذا الحديث في موقع الدرر السنية http://www.dorar.net/mhadith.asp
وهذا ما وجدته: قال عنه الألباني في مشكاة المصابيح (2294): في إسناده رجل مجهول والمتن منكر جداً.
وورد بسياقٍ آخر في الإحياء: ((ما الميت في قبره إلا كالغريق المتغوث ينتظر دعوة تلحقه من أبيه أو أخيه أو صديق له فإذا لحقته كانت أحب إليه من الدنيا وما فيها وإن هدايا الأحياء للأموات الدعاء والاستغفار)). قال العراقي في تخريجه للإحياء: [فيه] الحسن بن علي بن الواحد، قال الذهبي: حدث عن هشام بن عمار بحديث باطل. تخريج الإحياء (5/ 244).
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[11 - 12 - 04, 02:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث أخرجه أبوعبدالله الحافظ في " فوائد الشيخ ـ كما في الشعب " , ومن طريقه البيهقي في " الشعب " 10: 7527 و 11: 8855 , والديلمي في " مسنده ـ زهر الفردوس " ج5: ل 24: أ ـ ب , من طريق الفضل بن محمد الباهلي , ثنا عبدالله بن المبارك , ثنا يعقوب بن القعقاع , عن مجاهد , عن ابن عباس به مرفوعاً.
وقال البيهقي عقبه: قال أبوعلي الحافظ: وهذا حديث غريب من حديث عبدالله بن المبارك لم يقع عند أهل خراسان , ولم أكتبه إلا من هذا الشيخ.
وقال ـ البيهقي ـ أيضاً: قال الإمام أحمد رحمه الله: قد رواه ببعض معناه محمد بن خزيمة البصري أبوبكر , عن محمد بن أبي عياش , عن ابن المبارك؛ وابن أبي عياش يتفرد به والله أعلم.
وأورد هذا الحديث الذهبي في " الميزان " 4: 416 , و تبعه الحافظ في " اللسان " 5: 99 , في ترجمة (محمد بن جابر بن أبي عياش المصيصي) , فقالا: لا أعرفه وخبره منكر جداً.
وقال الحافظ أيضاً: أورده البيهقي في " الشعب " , ونقل عن ابن علي الحافظ أنه غريب من حديث ابن المبارك لم يقع عند أهل خراسان , قال: ولم أكتبه إلا عن هذا الشيخ ـ يعني الفضل بن محمد ـ , قال البيهقي: وتابعه محمد بن خزيمة عن ابن أبي عياش , وابن أبي عياش تفرد به.
قلت (خالد الأنصاري): ومنه يُعلم بأن هذا الأثر إنما هو منكر ـ كما ذكر الحافظ والذهبي ـ , وقد تفرد به المصيصي ولم يتابع عليه , والمصيصي معلوم حاله كما مر سابقاً.
ـ والله أعلم ـ
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[12 - 12 - 04, 01:03 ص]ـ
[فائدتان]:
(الأولى):
(الفضل بن محمد الباهلي): كذاب؛ قال الدارقطني: ((كذاب))، وقال ابن عدي: ((وصل أ حاديث، وسرق أحاديث، وزاد في المتون))، وقال حمزة السهمي: ((سمعت ابن عدي والدارقطني وغيرهما يقولون إنه كذاب)). [لسان الميزان (6/ 28/6660 - ط. دار الفاروق الحديثة)].
قلت: فيكون الإسناد الأول: موضوع.
ــــــــــــــــــــــ
(الثانية):
للحديث طريق آخر عند الديلمي - كما في حاشية "الفردوس" (6664 - ط. درا الريان) قال: أخبرناه الإمام أبي، عن أبي القاسم بن البسري، عن محمود (الأصل: محمد؛ وهو خطأ) بن عمر بن جعفر العكبري، عن محمد بن عيسى بن حماد المرندي، عن الحسن بن علي بن عبد الواحد، عن أبي همام الوليد بن شجاع، عن ابن المبارك به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ مسلسل بالعلل:
الأولى: محمود بن عمر بن جعفر العكبري؛ قال أحمد بن علي البادا: ((ليس هو في الحديث بذاك؛ لأنه روى كتاب القناعة عن شيخ لم يسمعه محمود منه)). [تاريخ بغداد (13/ 96 - 97/ 7082 - ط. دار الكتب العلمية)].
الثانية: الحسن بن علي بن عبد الواحد؛ قال ابن ناصر: ((اتُهِمَ، وروى حديثاً في الورد لا أصل له))، وقال الذهبي: ((عن هشام بن عمار بخبر باطل)). [لسان الميزان (3/ 55/2544 - ط. دار الفاروق الحديثة)].
الثالثة: محمد بن عيسى بن حماد المرندي؛ لم أجد له ترجمة.
ــــــــــــــــــــــــ
خلاصة البحث:
هذا حديث موضوع.
ــــــــــــــــــــــــ
ولكن يبقى سؤال للأخ الفاضل (خالد الأنصاري) وهو:
(هل الإسناد عند الديلمي من طريق الفضل بن محمد الباهلي كما تفضلتم ونقلتموه، أم هو من طريق الحسن بن علي بن عبد الواحد، كما نقلته من حاشية الفردوس، وكما خرجه العراقي في تخريج الإحياء؟).
¥(42/213)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 12 - 04, 01:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
فقط تنبيه
(قال ـ البيهقي ـ أيضاً: قال الإمام أحمد رحمه الله: قد رواه ببعض معناه محمد بن خزيمة البصري أبوبكر , عن محمد بن أبي عياش , عن ابن المبارك؛ وابن أبي عياش يتفرد به والله أعلم)
فما ورد في النص (قال الإمام أحمد رحمه الله) قد يوهم بعض الناس بأن المراد به الامام أحمد بن حنبل
بينما أحمد هو البيهقي نفسه
ومثل هذا الخطأ يقع فيه كثير من الناس
وأصلا قوله قال الإمام أحمد رحمه الله لااحسب انه في المخطوطة هكذا
ذكرت هذا للفائدة لا التعقب فليعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 12 - 04, 02:06 ص]ـ
,والذي يكون في المخطوطة
قال الشيخ أحمد - رحمه الله
فيغيره بعض طلبة العلم الى الامام أحمد - رحمه الله
ظنا منه أن القائل هو الامام أحمد
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 12 - 04, 02:19 ص]ـ
قال الشيخ أحمد لايغير
بينما الذي يوهم لما يكون في النص قال أحمد
فيظنه بعض طلبة العلم هو الإمام أحمد
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[12 - 12 - 04, 01:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ أحمد المصري حفظك المولى من الشرور:
ذكرت فائدتان جزاك الله خيراً ..........
ففي الفائدة الثانية نقلت طريقاً أخرجه الديلمي في " مسنده " نقلاً من حاشية الكتاب.
وأما الذي نقلته أنا فكان مباشرةً من " زهر الفردوس " للحافظ ابن حجر (وهو مازال مخطوطاً لم يطبع بعد).
فلا تعتمد كثيراً على الحواشي؟!
والحافظ رحمه الله تعالى يتوسع في طرق التخريج كعادته , فراجعه إن شئت.
===================
وأما الأخ ابن وهب فأقول جزاك الله خيراً , الذي نَقَلتُهُ كان حرفياً من النسخة التي طبعت بتحقيق عبدالعلي عبدالحميد ومختار الندوي , عن مكتبة الرشد بالرياض.
ومعلوم بأن المقصود بالإمام أحمد إنما هو (البيهقي) , والبيهقي لا يختلف على إمامته اثنان.
أقول: وبعد رجوعي للنسخة الخطية التي بحوزتي تبين لي صحة ما أثبته الشيخ مختار الندوي , فلا نشكك في صحة النقولات بمجرد الظن
أخوكم المحب / خالد الأنصاري.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 12 - 04, 04:07 م]ـ
أخي الحبيب بارك الله فيك
الأمر كماذكرتم - وفقكم الله
ولكن بعض الناس لما يقرأ
(وقال ـ البيهقي ـ أيضاً: قال الإمام أحمد رحمه الله) فهذا قد يوحي للبعض أن البيهقي قال:قال الامام أحمد
مثل ما تقول قال ابن حجر:قال الامام أحمد
ونحو ذلك
فلذا وجب التنويه
وجزاكم الله خيرا
وهذا الخطأ الذي ذكرته قد وقع فيه أناس والا ما كنت لاذكره
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[12 - 12 - 04, 04:22 م]ـ
,والذي يكون في المخطوطة
قال الشيخ أحمد - رحمه الله
فيغيره بعض طلبة العلم الى الامام أحمد - رحمه الله
ظنا منه أن القائل هو الامام أحمدوالله أعلم
ولكنك شككت في صحة ما نقلت , وهذا واضح في كلامك المذكور أعلاه , وللقارئ الحكم.
وأما عن إيضاحك في كون المعني البيهقي؛ لا الإمام أحمد فلن أتناقش معك فيه , ولك فيه الشكر الجزيل.
أخوك / خالد الأنصاري.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 12 - 04, 04:28 م]ـ
أخي الحبيب
شككت وهل أنا أنكرت أني شككت
ولما راجعت كتب البيهقي الأخرى والشعب وجدت أن ماذكرتموه صحيح
-وفقكم الله ورعاكم-
وانه احيانا تجد الامام أحمد وأحيانا الشيخ أحمد
بارك الله فيكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 12 - 04, 04:30 م]ـ
(قال الشيخ أحمد - رحمه الله
فيغيره بعض طلبة العلم الى الامام أحمد - رحمه الله
ظنا منه أن القائل هو الامام أحمدوالله أعلم)
شيخنا الحبيب كلامي كان عن النسخة المطبوعة
والا لماذا قلت
(وأصلا قوله قال الإمام أحمد رحمه الله لااحسب انه في المخطوطة هكذا)
ولم أقل في المطبوعة
وفقك الله ورعاك
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[12 - 12 - 04, 04:45 م]ـ
جزاك الله خيراً
ولا أزيد على ذلك.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 12 - 04, 04:49 م]ـ
ثم إني يا شيخ وفقك الله قلت
(ذكرت هذا للفائدة لا التعقب فليعلم)
ولو كنت أتعقبكم وأقول أنتم لاتفرقون بين البيهقي والامام أحمد
وأنت أخطأت
لكنت صرحت ولقلت انك يا شيخ خالد أخطأت ووهمت في هذا الأمر
وأنك لاتفرق
الخ
ولكن لايمكن أن تقعوا في هذا الوهم والخطأ
ولهذا نبهت على خطأ يقع فيه آخرون نتيجة هذا الأمر
فما أدري هل أخطأت في هذا الأمر
نعم أخطأت في الظن الذي ظننته في المخطوطة والأمر لم يكن كذلك
وهذا الخطأ أيضا بناء على أمر قد سمعته او قرأته في موضع لاأذكره الان
عموما
اعتذر اليك ان كنت قد أخطأت في حقك
وهل قلت أنك يا شيخ أنت غيرت الشيخ أحمد الى الامام أحمد
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[12 - 12 - 04, 05:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا لم أقل أنك أخطأت أخي الحبيب , ولم ينتابني أدني شعور بأنك تتبع أخطائي , ولكن الأصل ـ كما هو معلوم ـ أن كل مسلم صادق ثقة إلا إذا ثبت خلاف ذلك؛ كما هو مقرر في علم أصول الرواية , وعلى العموم فإن العلم رحم بين أهله , وحسبي في ذلك أنك أخ صالح ناصح محب لأخيك ـ نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحداً ـ بارك الله فيك , وجمعنا وإياكم في مستقر رحمته , إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أخوك المحب / خالد الأنصاري
ولمزيد من التواصل ولتعميق المحبة والصلة , أرجو مراسلتي على بريدي الإلكتروني.
khalid_alansari@yahoo.com(42/214)
مَنْ بَاتَ يَحْفَظُ نَفْسَهُ .. عَنْ سَبِّ قَوْمٍ لَمْ يُسَبّْ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[11 - 12 - 04, 03:15 م]ـ
الحمد لله الآمر بالعدل والإحسان. الناهى عن البغى والعدوان. والصلاة والسلام الأوفيان على محمد خير بنى الإنسان. وبعد ..
قال الإمام مسلم فى ((كتاب البر والصلة والآداب)) (4701): حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا يَنْبَغِي لِصِدِّيقٍ أَنْ يَكُونَ لَعَّاناً)).
(4702): حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ بَعَثَ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ بِأَنْجَادٍ مِنْ عِنْدِهِ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، قَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنْ اللَّيْلِ، فَدَعَا خَادِمَهُ، فَكَأَنَّهُ أَبْطَأَ عَلَيْهِ، فَلَعَنَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قَالَتْ لَهُ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُكَ اللَّيْلَةَ لَعَنْتَ خَادِمَكَ حِينَ دَعَوْتَهُ، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ، وَلا شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
(4703): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَأَبِي حَازِمٍ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِنَّ اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ، وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
قال الشاعر العمانى سعيد بن مسلم بن سالم المجيزي، المعروف بأبى الصوفى:
خَلِّ التَّجَهُّمَ والثَّلَبْ .. واخشَ المهالكَ والعَطَبْ
لا تَرْكَبِ العَشْوَاءَ جَهْلاً فَالوَبَالُ لْمَنْ رَكَبْ
وَاعْصِ الْهَوَى فَالنَّفْسُ تَأمُرُ بِالْفَوَاحِشِ والرِّيَبْ
وَاحْذَرْ مُطَاوَلَةَ الكبار ولا تُغَالِبْ مَنْ غَلَبْ
وَاِرْفُقْ فَدَيْتُكَ لا تُسَاوِي بِالأُنُوفِ مَعْ الذّنَبْ
فالْمَرْءُ يَدَّخِرُ الْجَمِيلَ وَخَيْرُ مَا كَنَزَ الأَدَبْ
شُغْلُ الفتى بعيوبه .. يَكْفيه عن عيبٍ كَثَب
مَنْ بَاتَ يَحْفَظُ نَفْسَهُ .. عَنْ سَبِّ قَوْمٍ لَمْ يُسَبّْ
جُرح اللسانِ ووَقْعُه .. أَمْضَى مِنْ السَّيْفِ العَضَبْ
لا غَرْوَ أنْ حَسَدَ الأَسَا فِلُ مَنْ تَعَالَى فِي الرُّتَبْ
إنَّ الْفَتَى بِالْفَضْلِ يُحْـ .. سَدُ لا بِإنْشَاءِ الْكَذِبْ
******* ******* *******
** أبو الصوفى: شاعر عُماني من شعراء القرن التاسع عشر. كان كاتباً للسلطان فيصل بن تركي، ونديمه وصاحب سره، ومحل ثقته. وله ديوان شعر فائق الروعة واللطافة، ويمتاز شعره بالسلاسة، والعذوبة، وسهولة المأخذ، وبراعة التصوير لوقائع الحياة، وأحوال الناس.
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[12 - 12 - 04, 04:27 ص]ـ
لا يقع النحل إلا على أجمل الزهر لينتج أجمل الشهد.(42/215)
إلزامات الدارقطني للشيخين،هل هي تصحيح منه للحديث؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 - 12 - 04, 10:48 م]ـ
هل إلزامات الدارقطني للشيخين تصحيح من الدارقطني للحديث؟
الذي أثار هذا السؤال عندي هو أنني سمعت الشيخ عبدالله السعد ـ حفظه وبارك فيه ـ في شرحه لكتاب "الإلزامات" ما يقرر به هذه المسألة.
والسؤال: هل هذا استنباط من الشيخ أم أنه وقف على نص عن الدارقطني أو غيره من العلماء يدل على هذا؟!
لكن يمكن القول: بأنه من حيث الأصل ـ وقبل عرض الأحاديث التي ألزم بها الدراقطني الشيخين على أحكامه في كتبه الأخرى ـ إن كلام الدارقطني يخرج على طريقة المناظرات،التي قد يلزم أحد الطرفين الطرف الآخر بما التزم به من أصول وقواعد، وإن الطرف المُلْزِمُ لا يرى ذلك ولا يتبناه.
وستتضح النتيجة بشكل دقيق بعرض الأحاديث التي ألزم بها الدراقطني الشيخين على أحكامه في كتبه الأخرى،فإن وجد منه تضيعف لبعض تلك الأحاديث،فإن ما ذكره الشيخ وفقه الله سيكون متعقباً،والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 12 - 04, 11:19 ص]ـ
بارك الله فيكم على إثارة هذا الموضوع المهم والمفيد، وقد سبق طرح بعض المواضيع التي تتعلق بهذا الأمر
فلعلها ثري الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=56165#post56165
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=54263#post54263
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 - 12 - 04, 11:00 م]ـ
أثابكم الله على هذه الفوائد أبا عمر،ونفع بكم.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 - 12 - 04, 02:27 م]ـ
لكن ما زال السؤال الذي طرحتُه قائماً،خاصةً وأن الدارقطني قد أعل بعض الأحاديث التي في الصحيحين لعدم اتفاقها مع شرطهما،فكيف نقول إنه يصححها في "الإلزامات"؟!
نعم قد يكون تعليله من باب الإلزام، لا أنها يضعفها .. لكن هذا الاحتمال قائماً في الأحاديث التي تكلم عليها وهي في الصحيح،فما الظن بما ذكره في الإلزامات؟!
لم أجد في الروابط المحال عليها ما يعالج هذه المسألة!
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 12 - 04, 10:50 ص]ـ
بارك الله فيكم وحفظكم
ولمدارسة هذه المسألة فلعلي أذكر قول الإمام الدارقطني رحمه الله في مقدة كتابه الإلزامات مع استحضارنا أنه في الجملة يصحح أحاديث البخاري ومسلم لأن تتبعه لبعض الروايات فيها وتركه للباقي يدل في الجملة على تصحيحه للبقية
قال الدارقطني رحمه الله (ذكرنا مما أخرجه البخاري ومسلم أو أحدهما من حديث بعض التابعين وتركا من حديثه شبيهاً به، ولم يخرجاه، أو من حديث نظير له من التابعين الثقات ما يلزم إخراحه على شرطهما ومذهبهما، فيما نذكره إن شاء الله تعالى. وبالله التوفيق).انتهى.
فهذا يفهم منه أنه يتكلم عن حديث الثقات الذين أخرج لمثلهم البخاري ومسلم ولم يذكر أحاديث الضعفاء.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 12 - 04, 11:37 ص]ـ
وكذلك نتأمل طريقة الدارقطني في الإلزامات وهو تحريه صحة الطرق التي يلزم بها البخاري ومسلم
ذكرنا مما أخرجه البخاري ومسلم أو أحدهما من حديث بعض التابعين وتركا من حديثه شبيهاً به، ولم يخرجاه، أو من حديث نظير له من التابعين الثقات ما يلزم إخراحه على شرطهما ومذهبهما، فيما نذكره إن شاء الله تعالى. وبالله التوفيق.
1 - فيلزم على مذهبهما جميعاً إخراج حديث الصنابح بن الأعسر،
2 - ودكين بن سعيد،
1 - وأبي حازم والد قيس، إذ كانت أحاديثهم مشهورة محفوظة رواها جماعة من الثقات عن إسماعيل بن أبي خالد عن الصنابح عن دكين وعن أبيه كل واحد منهم.
2 - فيلزم على شرطهما إخراج حديث أبي مالك الأشجعي عن نبيط بن شريط عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من رواية أبي ومن تابعه من الثقات إلى أبي مالك.
12 - ولأن مسلماً قد أخرج حديث عبدالله بن مطيع بن الأسود عن أبيه من رواية الشعبي عنه ولم يرو عن مطيع غير ابنه عبدالله من وجه يصح مثله.
2 - واتفقا على إخراج حديث مالك بن صعصعة في المعراج ولم يرو عن غير أنس بن مالك ولا رواه عنه غير قتادة.
3 - واتفقا على إخراج حديث معيقب ولم يرو عنه غير أبي سلمة من وجه يصح مثله.
1 - وانفرد البخاري بحديث سنين أبي جميلة ولم يرو عنه غير الزهري من وجه يصح مثله.
2 - وانفرد البخاري بحديث شيبة بن عثمان ولم يرو عنه غير أبي وائل من وجه يصح مثله، فهذا حديث الثوري والشيبني عن واصل عن أبي وائل.
3 - وانفرد مسلم بحديث الأغر المزني ولم يروه عنه غير أبي بردة بن أبي موسى من وجه يصح مثله.
4 - وانفرد مسلم بحديث أبي رفاعة العدوي، ولم يرو عنه غير حميد بن هلال العدوي من وجه يصح مثله.
1 - وانفرد مسلم برافع بن عمرو الغفاري أخي الحكم بن عمرو ولم يرو غير عنه عبدالله بن الصامت من وجه صح مثله.
2 - وانفرد مسلم بحديث ربيعة بن كعب الأسلمي، ولم يرو عنه غير أبي سلمة بن عبدالرحمن من وجه يصح مثله.
3 - وانفرد البخاري بحديث أبي عبس بن جبر: (من اغبرت قدماه فيسبيل الله) من رواية عباية بن رفاعة، ولم يرو عنه من وجه يصح مثله غيره.
3 - وانفرد مسلم بحديث أم مبشر ولم يرو عنها غير جابر بن عبدالله من وجه يصح مثله.
ذكر أحاديث رجال من الصحابة رضي الله عنهم رووا عن النبي (صلى الله عليه وسلم) رويت أحاديثهم من وجوه لا مطعن في ناقليها ولم يخرجا من أحاديثهم شيئاً فيلزم إخراجها على مذهبهما وعلى ما قدمنا ذكره وما أخرجاه أو أحدهما. وبالله التوفيق
¥(42/216)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 02 - 05, 09:48 م]ـ
كتب لي العلامة المليباري قال:
الإمام الدارقطني قد وافق البخاري ومسلما في تصحيح أحاديث بعض الرواة التابعين، ممن لم يعرفوا إلا عن طريق أحد الأئمة الأجلاء، ثم أضاف إلى ذلك الدارقطني عددا آخر من التابعين قياسا على صنيع الشيخين، فعبر عن ذلك بالإلزام. وليس ذلك استدراكا على الشيخين بما فاتهما من الأحاديث، لكن بعض المتأخرين فهموا كذلك، فأجابوا بقولهم بأنه لا يلزمهما؛ إذ لم يشترطوا استيعاب الأحاديث الصحيحة.
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[14 - 02 - 05, 10:54 م]ـ
ولكن -لو سامحتم- كل ما يقال في المسألة يتعلق بعدة صفحات من كلام الدارقطني وهو "الإلزامات". وأما "التتبع" كما علق على الغلاف الشيخ مقبل الوادعي هو عبارة عن "ما أُخرِج في الصحيحين وله علة" مثل الرقم 117:
قال الدارقطني: "وأخرج البخاري حديث عمران بن حطان عن ابن عمر عن عمر في لبس الحرير، و عمران متروك لسوء اعتقاده وخبث رأيه والحديث ثابت من وجوه عن عمر، عن عبدالله مولى أسماء وغيره عن ابن عمر عن عمر.
والحديث المشار إليه هو: حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْحَرِيرِ فَقَالَتِ ائْتِ ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَلْهُ. قَالَ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ سَلِ ابْنَ عُمَرَ. قَالَ فَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ أَخْبَرَنِى أَبُو حَفْصٍ - يَعْنِى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ «إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ فِى الدُّنْيَا مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ فِى الآخِرَةِ». فَقُلْتُ صَدَقَ وَمَا كَذَبَ أَبُو حَفْصٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ حَدَّثَنَا حَرْبٌ عَنْ يَحْيَى حَدَّثَنِى عِمْرَانُ. وَقَصَّ الْحَدِيثَ.
وهذا مثال لترجيح الإمام البخاري رواية الإسناد العالي على النازل وإن كان فيه راو متكلم عليه. وإذن معنى "التعقب" هنا تبيين غلط البخاري و تنديده لا لأصل الحديث الذي أخرجه بل تركه الطريق الأثبت منه. وهذا مما لم يتكلم عليه الحافظ ابن حجر في هدي الساري.
وإن كان الحال كذلك، من وجهة نظر آخر قد تقبل انتقادات الدارقطني من قبيل التصحيح مجازاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 02 - 05, 06:53 ص]ـ
(وليس ذلك استدراكا على الشيخين بما فاتهما من الأحاديث،)
انتهى
لعلي لم أفهم المراد
أقول ولكن إن كان المراد هو مافهمت ُ -من العبارة -
فهذا خطأ
بيان ذلك
(لكن بعض المتأخرين فهموا كذلك)
هذا ما فهمه أبو ذر الهروي (ت434) تلميذ الدارقطني
فقد جاء في ترجمته
(قلت (الذهبي): وله أيضا مستدرك لطيف في مجلد على الصحيحين علقت كثيرا منه يدل على حفظه)
وهذا الكتاب هو الذي جاء في
تخريج الرافعي
(ورواه أبو ذر الهروي في مستدركه الذي خرجه على إلزامات الدارقطني للشيخين)
(وكتاب المستدرك عليهما أيضا للحافظ أبي ذر عبد بغير إضافة بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عفير الأنصاري الهروي نسبة الى هراة إحدى كراسي مملكة خراسان فانها مملكة عظيمة وكراسيها أربع نيسابور ومرو وبلخ وهراة المالكي نزيل مكة ذي التصانيف الكثيرة والزهد والورع والعبادة المتوفى على ما هو الصواب سنة أربع وثلاثين وأربعمائة كالمستخرج على كتاب الدارقطني في مجلد لطيف [/ COLOR] )
انتهى
فهل الهروي لم يقصد الاستدراك أيضا
وكتابه كالمستخرج على كتاب الدارقطني
فهو مستدرك كالمستدرك على الصحيحين للحاكم
[ COLOR=DarkGreen] قال الحاكم
(حدثني علي بن حمشاذ العدل ثنا عبيد بن عبد الواحد وأخبرني أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قالا ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا الوليد بن مسلم ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن للإسلام ضوءا ومنارا كمنار الطريق هذا حديث صحيح على شرط البخاري فقد روي عن محمد بن خلف العسقلاني واحتج بثور بن يزيد الشامي فأما سماع خالد بن معدان عن أبي هريرة فغير مستبدع فقد حكى الوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد عنه أنه قال لقيت سبعة عشر رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعل متوهما يتوهم أن هذا متن شاذ فلينظر في الكتابين ليجد من المتون الشاذة التي ليس لها إلا إسناد واحد ما يتعجب منه ثم ليقس هذا عليها)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 02 - 05, 07:03 ص]ـ
لكن أكثر هذه الأحاديث التي استدركها ليست على شرطهما، فكيف يلزمهما إخراجها؟!
فإما يكون فيها رواة ضعفاء أو مجهولين أو رواة تجنبا حديثهما أو يكون في الحديث علة تنزله عن شرطهما.
هذا مع العلم بأن الشيخان لم يحتجا بأحد من الوحدان، وإنما محل الوحدان عندهما في الشواهد. وعامة تلك الأحاديث التي في "إلزامات" الدراقطني هي من حديث هؤلاء. فكيف يلزمهما؟!
أيضاً، فقد يذكر الدارقطني صحابياً ويقول يلزم إخراج حديثه. ولا بد أن يكون قصده بعض حديثه، وليس كل حديث روي عنه. إذ لا يكفي إثبات الصحبة لصحابي أن يكون كل ما روي عنه صحيحاً. ومع ذلك فنجد أن الهروي يستوعب إخراج هذه الأحاديث. ولا يعقل أن يقصد إلزام الشيخين بكلها. والله أعلم.
¥(42/217)
ـ[باز11]ــــــــ[15 - 02 - 05, 07:54 ص]ـ
الأخوة المشاركون.
رجاء رجاء الاهتمام بكلمتي جيدا دفاعا عن الصحيحين.
إن كلام الدارقطني حول الصحيحين لم يفهه كثير من الناس، والذي أراه والله أعلم أن تعليلات الدارقطني لبعض الأحاديث في الصحيحين على منزلتين:
المنزلة الأولى: التعليل بغير قادح، فليس كل تعليل بقادح، هذا أمر في غاية الأهمية وقد بحثه الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح، ولم يصرح الدارقطني في أي موضع في كتابه بأن كل تعليل قادح، وبأن ما ذكر ه في التتبع من المضعف في الصحيحين.
فكثير منه يذكره على صفة المباحثة والمذاكرة، فما أروع تسمية مباحثاته بالتتبع.
فإذا رأيت بعض الناس يأخذون التتبعات كسبيل لمنع دعوى صحة أحاديث الصحيحين أو الأجماع على ذلك فينبغي عليهم مراجعة مقدمة الفتح.
المنزلة الثانية: هل ما أعلّه الدارقطني في التتبع وكان قادحاً في نظره يلزم منه أن يقدح في الحديث ويخرجه من دائرة الإجماع.
وجهان: إن قلنا الدارقطني مجتهد في الفن فيقدح في الإجماع، ولكن لابد من عدّ ما عُدّ قادحاً بنص الدارقطني وليس بمجرد وجوده في التتبع.
الوجه الثاني: وهو أن الدارقطني حافظ ولكن تعليلاته لا تقدح في الإجماع لأنه ليس مما ينتقد به الإجماع وعبارات أئمة الحديث تشير إلى ذلك.
أما الإلزامات فهي إلزام بالصحيح من حيث إنه ترك الاعتراض عليها، فلو كان فيها شيء في نظره لبينه، وسكوته هو قبول بالتصحيح.
أما الأخ المليباري ففيها نظر طويل، والمتأخرون الذين عناهم هم أئمة حفاظ عرفوا مذاهب المتقدمين بالاستقراء ومشوا عليها، فاجتهدوا وخرّجوا فلا فرق بين هؤلاء وهؤلاء، إنما المتأخر يستفيد من صنيع المتقدم
وللحفاظ الأئمة ابن الصلاح، والنووي، والذهبي، وابن حجر عبارات قوية في أماكن كثيرة تصرح بقبول حديث التابعي الذي روى عنه ثقات ولم يأت نص بتوثيقه.
ولا يوجد عندنا نص من محدث أو حافظ يقول إن المتأخرين أساءوا وتركوا وغايروا، وأظن الموضوع ظاهر.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 02 - 05, 07:58 ص]ـ
الدارقطني يقول
(رويت أحاديثهم من وجوه لا مطعن في ناقليها)
انتهى
أقل ما يمكن حمل الكلام عليه أنهم ليسوا من الضعفاء والمتروكين
(على الأقل عند الدارقطني)
أما إلزام الدارقطني فتجده هنا
أسامة بن شريك ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9941&highlight=%C3%D3%C7%E3%C9+%D4%D1%ED%DF)
وكون الدارقطني لايوافق على هذا أو ينازع فيه
هذا أمر آخر
(هذا مع العلم بأن الشيخان لم يحتجا بأحد من الوحدان، وإنما محل الوحدان عندهما في الشواهد)
هناك حديث خرجه البخاري في الأصول من حديث الوحدان
مثال
(حدثنا صدقة: أخبرنا ابن عيينة، عن معمر، عن الزهري، عن هند، عن أم سلمة، وعمرو ويحيى بن سعيد، عن الزهري، عن هند، عن أم سلمة قالت:
استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال: (سبحان الله، ماذا أنزل الليلة من الفتن، وماذا فتح من الخزائن، أيقظوا صواحبات الحجر، فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة).
)
وهند تفرد بالرواية عنها الزهري
وأحسب أن صاحب كتاب الوحدان وموقف البخاري من رواياتهم
فاته ذكر هند بنت الحارث
والله أعلم
فائدة
لم أذكر المثال لنقض القاعدة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 02 - 05, 08:06 ص]ـ
الموضوع عن كتاب الالزامات
وأما من أراد الكلام على التتبع
التتبع ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10553&highlight=%C7%E1%CA%CA%C8%DA)
فليقتصر الكلام هنا على الالزامات
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 02 - 05, 10:50 م]ـ
قال الشيخ وفقه الله:
والدارقطني يذكر في الالزامات
(- وحديث الشعبي عروة بن مضرس رواه عن لشعبي جماعة من أهل الكوفة منهم إسماعيل بن أبي خالد وعبدالله بن أبي السفر وزكريا ويسار وغيرهم.
وقد روى عن عروة بن مضرس حميدبن منهب بن الزبير، في روايتهما نظر
)
فالدارقطني يبين هذا
(1 - زياد عن أسامة وروى عن أسامة أيضاً علي بن الأقمر ومجاهد وفي روايتهما عنه نظر)
انتهى
عموما أنا لم أجزم بشيء
أقول مستعيناً بالله:
¥(42/218)
أما قوله الأول «وحديث الشعبي عن عروة بن مضرس ... » فيقصد به إلزام الشيخين بما رواه الشعبي عن الصحابي عروة بن مضرس. وقد بين الدراقطني أن حميد بن منهب بن الزبير قد قيل أنه قد روى عن عروة بن مضرس، لكن ذلك لم يصح (راجع الإصابة 3|471). وبين أن هذا لم يصح، حتى لا يرد واحد على الدارقطني فيقول أن عروة بن مضرس ليس من الوحدان لأنه قد روى عنه حميد أيضاً. وهذا موافق لقول ابن المديني كذلك أن الشعبي تفرد بالرواية عن عروة. أما أن الدراقطني أراد تتبع ما صح من حديث عروة، فبعيد. إنما أراد فقط إثبات أنه من الوحدان ليصح إلزامه.
وكذلك حديث زياد عن أسامة بن شريك. أراد إثبات تفرد زياد، وأنه لم تصح رواية علي بن الأقمر ولا مجاهد عن أسامة. فهو من الوحدان.
قال الشيخ: وقد صحح لها النسائي
وقال في موضع آخر: روى لها النسائي في الصغرى
أقول: هذا بناء على مذهب الشيخ في أن مجرد رواية النسائي لشخص في الصغرى يفيد تصحيحه. وهذا يلزم النسائي بأحاديث كثيرة. وقد سبق مناقشة هذا الموضوع في المنتدى، وقمت بتلخيصه هنا: http://www.ibnamin.com/Manhaj/nisae.htm
ويشكل عليه إخراج النسائي لأحاديث رواة يجهلهم، مثل إسحاق بن عبد الواحد القرشي، وأيفع، وعبد الملك بن نافع الشيباني وغيرهم.
وقال الشيخ نفعنا الله بعلمه:
ولايخفى عليكم مذهب الدارقطني في مثل هذا
وهناك رواة ما روى عنهم الا راو
ومع هذا وثقهم الدارقطني
ولايخفى عليك هذا
أقول: لا شك أن ما ذكره الشيخ صحيح. لكن ليس كل راو لم يرو عنه إلا ثقة واحد فإن الدراقطني يوثقه. فمثلاً نص على أن سمير بن نهار مجهول رغم أن من روى عنه ثقة.
بل قال عن عبد الله بن يحيى البرلسي مجهول، مع أنه قد روى عنه جمع وقال فيه أبو زرعة، و أبو حاتم: لا بأس به.
وذكر الشيخ أن الدارقطني قد حسن حال بعض من لم يرو عنهم إلا واحد مثل:
عيسى بن المختار
قلت: عيسى بن المختار بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. تفرد عنه ابن عمه القاضي بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله، وسمع منه مصنف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى (عم جده). و قال ابن شاهين في "الثقات": قال ابن معين: «صالح». و قال الدارقطني: «ثقة». ورجل صالح ينقل عنه ابن عمه، كتاباً عن عم جدهما، ثم يحدث عنه، فإن هذا يقتضي توثيقه. هذا مع القرابة بينهما التي تقتضي المعرفة الجيدة، وكون بكر ثقة قاض للكوفة.
يزيد بن بابنوس
قلت: يزيد بن بابنوس يصعب الحكم عليه بشيء لتضارب الأقوال. فيقول أبو حاتم: مجهول. لكن ابن عدي يقول: أحاديثه مشاهير! والدارقطني يقول: لا بأس به. وعندي أن حاله مجهول لكن أحاديثه مشهورة لا بأس بها. وقال عنه أبو داود: شيعي. بينما البخاري قال عنه: كان من الذين قاتلوا عليا. وهو عراقي بصري، فالأمرين محتملين. والله أعلم.
لكن الشيخ يقصد أن الراوي -وإن لم يرو عنه إلا ثقة- لا يعني (بالضرورة) أن يكون مجهولاً عند الدارقطني والنسائي، وهذا صحيح مسلمٌ له.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 02 - 05, 11:06 م]ـ
اسحاق بن عبد الواحد خرج له في الكبرى
وقال
(قال أبو عبد الرحمن إسحاق بن عبد الواحد لا أعرفه وعبد الله بن عبد الصمد قدما على المعافى بن عمران بغير حديث وإنما أخرجناه لإدخاله بينه وبين معافى وقد رواه غير عبد الحميد بن جعفر فأرسله والمشهور مرسل)
وعبد الملك بن نافع
خرج له النسائي في الصغرى- لاعلى سبيل الاحتجاج
(ومما اعتلوا به حديث عبد الملك بن نافع عن عبد الله بن عمر.
- أخبرنا زياد بن أيوب قال: حدثنا هشيم قال: أنبأنا العوام عن عبد الملك بن نافع قال: قال ابن عمر:
-رأيت رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح فيه نبيذ وهو عند الركن، ودفع إليه القدح فرفعه إلى فيه فوجده شديدا فرده على صاحبه، فقال له رجل من القوم: يا رسول الله، أحرام هو؟ فقال: علي بالرجل، فأتي به فأخذ منه القدح ثم دعا بماء فصبه فيه فرفعه إلى فيه فقطب، ثم دعا بماء أيضا فصبه فيه، ثم قال: إذا اغتلمت عليكم هذه الأوعية فاكسروا متونها بالماء.
- وأخبرني زياد بن أيوب عن أبي معاوية قال: حدثنا أبو إسحاق الشيباني عن عبد الملك بن نافع عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: بنحوه. قال أبو عبد الرحمن: عبد الملك بن نافع ليس بالمشهور ولا يحتج بحديثه والمشهور عن ابن عمر خلاف حكايته.
- أخبرنا سويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله عن أبي عوانة، عنزيد بن جبير، عن ابن عمر
-أن رجلا سأل عن الأشربة؟ فقال: اجتنب كل شيء ينش.
- أخبرنا قتيبة قال: أخبرنا أبو عوانة، عن زيد بن جبير قال:
-سألت ابن عمر عن الأشربة فقال: اجتنب كل شيء ينش.
- أخبرنا سويد قال: أخبرنا عبد الله عن سليمان التيمي، عن محمد بن سيرين، عن ابن عمر قال:
-المسكر قليله وكثيره حرام.
- قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم أخبرني مالك عن نافع، عن ابن عمر قال:
-كل مسكر خمر وكل مسكر حرام
)
ذكره في
(باب ذكر الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب السكر)
وأيفع خرج له في الكبرى
(أخبرني محمود بن خالد قال نا الوليد عن عبد الرحمن بن يزيد السلمي قال سمعت علي بن بذيمة يقول سمعت سعيد بن جبير يقول سمعت بن عباس يقول قال رجل يا رسول الله إني أصبت امرأتي وهي حائض فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعتق نسمة قال بن عباس وقيمة النسمة يومئذ دينار
[9118] أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال ثنا المعتمر قال قرأت على فضيل عن أبي حريز أن أيفع حدثه أنه سأل سعيد بن جبير عمن أفطر في رمضان قال كان بن عباس يقول من أفطر في رمضان فعليه عتق رقبة أو صوم شهر أو إطعام ثلاثين مسكينا قلت ومن وقع على امرأته وهي حائض أو سمع أذان الجمعة ولم يجمع ليس له عذر قال كذلك عتق رقبة
)
وإنما ذكر هذا لبيان الاختلاف
¥(42/219)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 02 - 05, 11:12 م]ـ
مثل قرصافة
(- أخبرنا أبو بكر بن علي قال: أخبرنا إبراهيم بن حجاج قال: حدثنا أبو عوانة عن سماك، عن قرصافة امرأة منهم، عن عائشة قالت:
-اشربوا ولا تسكروا. قال أبو عبد الرحمن: وهذا أيضا غير ثابت، وقرصافة هذه لا ندري من هي، والمشهور عن عائشة خلاف ما روت عنها قرصافة.
)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 02 - 05, 11:30 م]ـ
(هذا مع العلم بأن الشيخان لم يحتجا بأحد من الوحدان، وإنما محل الوحدان عندهما في الشواهد)
هناك حديث خرجه البخاري في الأصول من حديث الوحدان
مثال
(حدثنا صدقة: أخبرنا ابن عيينة، عن معمر، عن الزهري، عن هند، عن أم سلمة، وعمرو ويحيى بن سعيد، عن الزهري، عن هند، عن أم سلمة قالت:
استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال: (سبحان الله، ماذا أنزل الليلة من الفتن، وماذا فتح من الخزائن، أيقظوا صواحبات الحجر، فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة).
)
وهند تفرد بالرواية عنها الزهري
وأحسب أن صاحب كتاب الوحدان وموقف البخاري من رواياتهم
فاته ذكر هند بنت الحارث
والله أعلم
فائدة
لم أذكر المثال لنقض القاعدة
هند بنت الحارث الفراسية (أو القرشية)، زوجة معبد بن المقداد بن الأسود. نص مسلم في المنفردات والوحدان (ص123) أن الزهري قد تفرد بالرواية عنها. وليس لها إلا حديثين، احتج بهما البخاري. وأما مسلم فلم يخرج لها. وليس فيها توثيق معتبر (إلا تصحيح البخاري والترمذي لحديثها). وذكر ابن حجر أنه قد قيل أن لها صحبة، ولم أعثر على من قال ذلك. فهذه امرأة احتج بها البخاري على غير عادته، ولا أعلم لماذا خالف شرطه.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 02 - 05, 11:38 م]ـ
البخاري خرج حديث هند
(837 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ هِنْدٍ بِنْتِ الْحَارِثِ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ وَمَكَثَ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَأُرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ مُكْثَهُ لِكَيْ يَنْفُذَ النِّسَاءُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ مَنِ انْصَرَفَ مِنَ الْقَوْمِ *
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 02 - 05, 11:49 م]ـ
صدقت، وقد فاتني ذلك أول الأمر فعدلت كلامي.
وأما ما ذكرت عن النسائي فهو كذلك كما تفضلت. ولعلي أحاول العثور على مثال صالح لكنه لو وجد فهو قليل، لقلة من يرميهم النسائي بالجهالة. والله أعلم.(42/220)
أرجو الإفادة في حديث ((عَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ))!!
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 12 - 04, 10:06 ص]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمد تتوالى. وبعد
ورد هذا السؤال بمنتدى شباب الإسلام www.shababislam.com
(( أرجو الإفادة في حديث ((عَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ، فَإِنَّهَا ترُمُّ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ، وَهُو شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ))، وله لفظ آخر ((عَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ، فَإِنَّهَا شِفَاءٌ، وَسَمْنُهَا دَوَاءٌ، وَلَحْمُهَا دَاءٌ)). رواه أبو السنى وأبو نعيم فى ((الطب النبوى))، والحاكم وصححه، وكذلك صححه الألبانى. قال الزركشي: بل هو منقطع، وفي صحته نظر، فإن في ((الصحيح)) أن المصطفى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضحَّى عن نسائه بالبقر، وهو لا يتقرب بالداء. فلو كان صحيحاً، فما موقف حديث ((لا ضرر ولا ضرار)) من لحوم البقر، إن كان داءً؟. نرجو الإفادة!!)).
نقول، وبالله تعالى التوفيق:
المسئول عنه هاهنا حديثان، وليس حديثاً واحداً:
[الأول] بلفظ ((عَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ، فَإِنَّهَا ترُمُّ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ، وَهُو شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ)).
[الثانى] بلفظ ((عَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ وَسُمْنَانِهَا، وَإِيَّاكُمْ وَلُحُومَهَا، فَإِنَّ أَلْبَانَهَا وسُمْنَانَهَا دَوَاءٌ وَشِفَاءُ، وَلُحُومَهَا دَاءٌ)).
ففى أولهما ذكر أَلْبَانِ الْبَقَرِ وحدَها، وهو الصحيح الثابت المحفوظ، وفى ثانيهما ذكر الأَلْبَانِ واللُّحُومِ والسُمْنَانِ مجتمعة فى حديث واحد، وهو الضعيف المنكر كما سيأتى بيانهما على التفصيل والإيضاح.
فأما الأول ((عَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ، فَإِنَّهَا ترُمُّ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ، وَهُو شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ))
فيرويه قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ مرفوعاُ. رواه عن قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ: الركين بن الربيع الفزارى، والمسعودى، والجراح بن مليح الرؤاسى، وإبراهيم بن المهاجر، وأبو حنيفة النعمان، والثورى من رواية الفريابى عنه. وأما قيس بن الربيع الأسدى، وأيوب بن عائذ الطائى، والثورى من رواية عبد الرحمن بن مهدى وزيد بن حباب، فقصروا به جميعاً على طارق بن شهاب ولم يجاوزوه. ورواه عبد الرزاق عن الثورى، فجعله عن ابن مسعود قوله، ولم يرفعه. والصحيح المرفوع.
[رواية الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ الفزارى عنه] وهى أمثلها وأصحها
قال الحاكم (4/ 446): أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عَنْ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ، فَإِنَّهَا ترُمُّ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ، وَهُو شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ)).
قال أبو عبد الله: ((هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)).
وتابعه عَنْ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ: شعبة من رواية سَعِيدِ بْنِ الرَّبِيعِ أبى زَيْدٍ الْهَرَوْىِّ عنه.
قال الحاكم (4/ 218): حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد وأبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو قالا ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ثَنَا أبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((مَا أنْزَلَ اللهُ مِنْ دَاءٍ إِلا وقَدْ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً، وَفِي أَلْبَانِ الْبَقَرِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ)).
قال أبو عبد الله: ((هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه)).
وأخرجه النسائى ((الكبرى)) (4/ 371/7568)، والبزار (3000) كلاهما عن زيد بن أخزم عن سَعِيدِ بْنِ الرَّبِيعِ به نحوه.
¥(42/221)
وخالفه عن شعبة اثنان: حجاج بن نصير الفسطاطى، فقلبه فقال ((عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ الرُّكَيْنِ))، وأبعد حجاج بن محمد فى الخطأ، فقال ((عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ لُوطٍ))، وكلاهما خلاف المحفوظ.
فقد أخرجه البزار (3002)، وأبو القاسم البغوى ((مسند ابن الجعد)) (2075)، والهيثم بن كليب ((مسنده)) (767) ثلاثتهم من طريق حجاج بن نصير نا شعبة عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ الرُّكَيْنِ به.
وأخرجه النسائى ((الكبرى)) (4/ 194/6865) قال: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ لُوطٍ به.
[رواية عبد الرحمن المسعودى عنه]
قال الطيالسى (368): حدثنا المسعودي عن قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ يعنى ابْنَ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((إن اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً إلا الْهَرَمَ، فَعَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ، فَإِنَّهَا ترُمُّ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ)).
وأخرجه كذلك أبو إسحاق الحربى ((غريب الحديث)) (1/ 69)، والبزار (1451)، والحاكم (4/ 218)، والبيهقى ((الكبرى)) (9/ 345)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (5/ 285) من طرق عن المسعودى بمثله.
ورواه عن المسعودى: جعفر بن عون، وسليمان بن داود الطبالسى، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن يزيد المقرئ.
قلت: وهذا من صحيح حديث المسعودى، وهو ثقة كثير الحديث إلا أنه اختلط بآخرة، ورواية المتقدمين عنه صحيحة.
قال الحافظ ابن الكيال فى ((الكواكب النيرات)) (ص54): ((وقدماء أصحابه من سمع منه بالكوفة والبصرة، قبل أن يقدم بغداد، كأميه بن خالد، وبشر بن المفضل، وجعفر بن عون، وخالد بن الحارث، وسفيان بن حبيب، وسفيان الثوري، وأبو قتيبة سلم بن قتيبة، وطلق بن غنام، وعبد الله بن رجاء، وعثمان بن عمر بن فارس، وعمرو بن مرزوق، وعمرو بن الهيثم والقاسم بن معن بن عبد الرحمن، ومعاذ بن معاذ العنبري، والنضر بن شميل، ووكيع، ويزيد بن زريع)).
[رواية الجراح بن مليح عنه]
قال أبو القاسم البغوى ((مسند ابن الجعد)) (2073): حدثنا أبو الربيع الزهراني نا أبو وكيع الجراح بن مليح عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قال: قال رجل: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَتَدَاوَى؟، قال: ((نَعَمْ تَدَاوَوْا، فإِنَّ اللهَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ، فَإِنَّهَا ترِمُّ مِنْ الشَّجَرِ)).
وأخرجه كذلك البيهقى ((شعب الإيمان)) (5/ 103/5955)، والذهبى ((معجم المحدثين)) (1/ 196) كلاهما من طريق أبى الربيع الزهرانى به مثله.
[رواية أبى حنيفة النعمان عنه]
أخرجه أبو يوسف ((كتاب الآثار)) (1/ 235)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (4/ 326)، والخطابى ((غريب الحديث)) (1/ 86)، وأبو نعيم ((مسند أبى حنيفة)) (1/ 212) من طرقٍ عن أبي حنيفة عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قال قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((تَدَاوَوْا عِبَادَ اللهِ، فإِنَّ اللهَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً إلا السَّامَ، وَهُوَ الْمَوْتُ، فَعَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ، فَإِنَّهَا تَخْلِطُ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ)).
[رواية إبراهيم بن المهاجر عنه]
أخرجه الطبرانى ((الكبير)) (10/ 14/9788)، والخطيب ((تاريخ بغداد)) (7/ 356) كلاهما من طريق أبى حسان الزيادي ثنا شعيب بن صفوان بن الربيع بن الركين عن إبراهيم بن مهاجر عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قال قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((تَدَاوَوْا بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ، فإني أرجو أنْ يَجْعَلَ اللهُ فِيهَا شِفَاءً، فَإِنَّهَا تَأْكُلُ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ)).
[رواية الفريابى عن سفيان الثورى عنه]
¥(42/222)
قال النسائى ((السنن الكبرى)) (4/ 193/6863): أخبرنا عبيد الله بن فضالة نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ سُفْيَانَ يعنى الثَّوْرِىَّ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً إِلا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، فَعَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ، فَإِنَّهَا ترُمُّ مِنْ الشَّجَرِ كُلِّهِ)).
وأخرجه كذلك البزار (1450) عن سلمة بن شبيب، والطحاوى ((شرح المعانى)) (4/ 326) عن أبى بشر الرقى، وابن حبان (6075) عن حميد بن زنجويه، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) عن الفضل بن يعقوب، أربعتهم عن محمد بن يوسف الفريابى عن الثورى به.
قلت: وهذا إسناد صحيح على رسم البخارى، رجاله ثقات كلهم الفريابى فما فوقه.
وخالفه عبد الرزاق عن الثورى، فأوقفه على ابن مسعود ولم يرفعه.
أخرجه عبد الرزاق ((المصنف)) (9/ 260/17144)، ومن طريقه الطبرانى ((الكبير)) (9/ 237/9163) عن الثورى.
وخالفهما عبد الرحمن بن مهدى، وزيد بن حباب، فروياه عن الثورى، فجعلاه ((عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ مرفوعاً به)).
أخرجه الإمام أحمد (4/ 315) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً، فَعَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ، فَإِنَّهَا تَرُمُّ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ)).
وأخرجه كذلك النسائى ((الكبرى)) (4/ 194/6864 و4/ 370/7567) عن محمد بن المثنى عن ابْنِ مَهْدِيٍّ بمثله.
وأخرجه عبد بن حميد ((المنتخب)) (560) قال: حدثنا زيد بن حباب العكلي عن سفيان عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قال قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((عَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ، فَإِنَّهَا تَرُمُّ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ)).
قلت: وهاتان الروايتان موافقتان لروايتى قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ الأسدى، وأيوب بن عائذ الطائى.
قال النسائى ((الكبرى)) (4/ 370/7566): أخبرنا إسحاق بن إبراهيم نا جرير عن أيوب الطائي عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللهَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً إِلا السَّامَ، فَعَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ، فَإِنَّهَا تَرُمُّ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ)).
وقال أبو القاسم البغوى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ، فَإِنَّهَا تَرُمُّ مِنْ الشَّجَرِ، وَهُو دَوَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ)).
والخلاصة، فالحديث صحيح ثابت من رواية قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وأصح ألفاظه ((عَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ، فَإِنَّهَا ترُمُّ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ، وَهُو شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ)).
وأما الحديث الثانى، فيأتى بيانه بتوفيق الله وعونه.
ـ[الظافر]ــــــــ[15 - 12 - 04, 12:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا على ما كتبت، وهذه زيادة قائدة.
هذا سؤال مقدم للشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان "فك الله أسره".
السؤال: ما تقولون في الحديث الوارد في لحوم البقر بأنها داء؟
الجواب: هذا الخبر جاء بأسانيد منكرة عند الطبراني في المعجم الكبير والحاكم في المستدرك.
ورواه أبو داود في المراسيل من طريق زهير بن معاوية حدثتني امرأة من أهلي عن مليكة بنت عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا مرسل ضعيف.
ولم يثبت في النهي عن لحم البقر شيء.
وقد أحل الله لعباده لحم البقر وامتن به عليهم فمن المحال أن يمتن الله على عباده بما هو داء وضرر عليهم قال تعالى {ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين}.
¥(42/223)
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ((أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى عن نسائه بالبقر)).
ولو كان لحمها داء لما جاز التقرب به لله فالذي يجب القطع به أن هذا الأثر باطل وليس لتصحيحه وجه معتبر وقد أجاد ابن الجوزي في قوله: (فكل حديث رأيته يخالف المعقول أو يناقض الأصول فاعلم أنه موضوع فلا تتكلف اعتباره).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[23 - 12 - 04, 09:41 ص]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمد تتوالى. وبعد
وأما الحديث الثانى ((عَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ وَسُمْنَانِهَا، وَإِيَّاكُمْ وَلُحُومَهَا، فَإِنَّ أَلْبَانَهَا وسُمْنَانَهَا دَوَاءٌ وَشِفَاءُ، وَلُحُومَهَا دَاءٌ)) فمروىٌّ عن: عَبْدِ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، ومُلَيْكَةَ بِنْتِ عَمْرَوٍ السَّعْدِيَّةِ، وصُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ.
حديث عَبْدِ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍقال الحاكم (4/ 448): حدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدِ بْنِ بَالُويْهِ ثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَّنَى العنبري ثنا سَيْفُ بْنُ مِسْكِينٍ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَسْعُودِيُّ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((عَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ وَسُمْنَانِهَا، وَإِيَّاكُمْ وَلُحُومَهَا، فَإِنَّ أَلْبَانَهَا وسُمْنَانَهَا دَوَاءٌ وَشِفَاءُ، وَلُحُومَهَا دَاءٌ)).
وقال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)).
قلت: بل منكر الإسناد والمتن، وله آفات:
[الأولى] سَيْفُ بْنُ مِسْكِينٍ السُّلَمِيُّ الْبَصْرِيُّ. قال ابن حبان ((المجروحين)) (1/ 347): يأتي بالمقلوبات والأشياء الموضوعات، لا يحل الاحتجاج به لمخالفته الأثبات فى الروايات على قلتها. وقال الدارقطني: ليس بالقوي.
[الثانية] المخالفة على إسناده ومتنه. فقد رواه الأثبات من أصحاب المسعودى عن قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((عَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ، فَإِنَّهَا ترُمُّ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ))، وفيه الاقتصار على ذكر الألبان.
[الثالثة] النكارة فى متنه، وهى أبيَّنُ شئٍ وأوضحه فى قوله ((وَإِيَّاكُمْ وَلُحُومَهَا، فَإِنَّ لُحُومَهَا دَاءٌ))، إذ الوصف بكونها داء، فى مقابل وصف الألبان والسمنان بأنها شفاء، فيه تنفير شديد عن جميع وجوه الانتفاع بلحوم البقر، وليس مقتصراً على النهى عن أكلها فقط. والعجب فى ذا الوصف؛ أنه مناف للحكمة من خلقها لمن عقل قول الله عزَّ وجلَّ ((وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ))، وقوله عزَّ وجلَّ ((وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ))، وقوله تعالى ((وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ))، وقوله تعالى ((اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ)). وما أبين وأفصح وأوضح هذه الدلالة على حكمة خلق الأنعام لمن فهم عن الله عزَّ وجلَّ مراده ((وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ)).
فإن قيل: فما تقولون فيما قاله الحافظ أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمى صاحب ((المنهاج)) فى تأويل قوله ((وَإِيَّاكُمْ وَلُحُومَهَا، فَإِنَّ لُحُومَهَا دَاءٌ)): ((إنما قال ذلك، لأن الأغلب علي لحومها البرد واليبس، وبلاد الحجاز قشيفة يابسة، فلم يأمن إذا انضم إلى ذلك الهواء أكل لحم البقر أن يزيدهم يبساً، فيتضرروا بها، وأما لبنها فرطب، وسمنها بارد، ففي كل منها الشفاء)) اهـ.
قلنا: فلو صدق هذا فى أهل الحجاز، فأين منه سائر أقطار الإسلام، أليس لهم نصيب من هذا النهى، أم الخطاب مقصور على أهل الحجاز دون غيرهم من بلدان المسلمين مع اختلاف أهواءهم وتباين طبائعهم!، وقد صدق القائل:
وَلَوِ اِستَقَمْتَ عَلَى سَوَاءِ سَبِيلِنَا ... لَمْ تَمْشِ فِي تِيهِ الفَلا حَيْرَانَا
وَلَدُرْتَ بِالدَّارِ الَّتي دِرْنَا بِها ... وَلَثَمْتَ فِيهَا الْحُورَ وَالوِلْدَانَاولله درُّ الآخر:
مَاتَ الرَّجَالُ عَلَى بِسَاطِ زُعُومِهِمْ ... واللهُ بِالتَّحْقِيقِ قَدْ أَحْيَّانَابل التحقيق الذى لا محيص عنه، أن لحومها كألبانها وسمنانها كلَّها شفاءٌ ودواءٌ، كما قال تعالى ((وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ)).
ويتبع بقية الأحاديث إن شاء الله تعالى.
¥(42/224)
ـ[آل حسين]ــــــــ[23 - 12 - 04, 04:22 م]ـ
السلام عليكم
هناك فائدة طبية تشير إلى أن هناك فرق بين لحم العجل ولحم البقر الكبير فلقد أكتشف الأطباء أن لحم البقر الكبير يوجد به جرثومة
آمل من الاخوان تأكيد هذه المعلومة
وعموماً ماأحله الله لا يستطيع احد تحريمه بحديث ضعيف لا يحتج به
قال تعالى {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ
إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ {116} مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {117}}
وهناك بحث للسخاوي في الفتاوى الحديثية صفحة 25 والله الموفق
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[23 - 12 - 04, 11:23 م]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه طلباً لمرضاته. الواقى من اتقاه رَغَبَاً فى جناته. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير رسله ودعاته وبعد.
التيقن والجزم بوجود الجراثيم والميكروبات الفتاكة فى اللحوم، وكثرته فى لحوم الأبقار والجواميس ليس بمانع من التمتع بها بعد طهيها وإنضاجها بالنار.
ولا يغيبنَّ عنى ذلك، بل وبأدق التفاصيل أعرف كيفية نمو الدودة الشريطية فى البقر أكثر من غيره من الأنعام. ولكن هذا مبحث أخر، لا يتطرق الأمر معه إلى التحريم بحال، وإلا لحرمت كثير من المطعومات والمأكولات لتعرضها لنمو الجراثيم والميكروبات، وهذا مما لا يخفى علمه على صغار طلبة العلم.
ـ[أحمد المحيل]ــــــــ[24 - 12 - 04, 12:24 ص]ـ
فائده:
قال ابن القيم: .. ولحم البقر عسير الانهضام بطيء الانحدار ويورث إدمانه الأمراض السوداوية. ولحم العجل ولا سيما السمين من أعدل الأغذية وأطيبها وألذها وأحمدها وإذا انهضم غذى غذاءً قوياً.
(الطب النبوي).(42/225)
حكم حديث صلاة التسبيح
ـ[هشام المصري]ــــــــ[14 - 12 - 04, 04:32 م]ـ
السلام عليكم هذه مشاركتي الأولي في هذا المنتدي المفيد و أود أن أسألكم علي حكم حديث صلاة التسبيح الذي ورد في سنن ابن ماجه هل هو صحيح أم ضعيف؟
و هل صحيح أن الألباني رحمه الله صححه بينما ضعفه أغلب المحدثون و ما القول الراجح؟
الحديث هو
قال رسول الله صلي الله عليه و سلم
(يا عم ألا أحبوك ألا أنفعك ألا أصلك قال بلى يا رسول الله قال فصل أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة فإذا انقضت القراءة فقل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة قبل أن تركع ثم اركع فقلها عشرا ثم ارفع رأسك فقلها عشرا ثم اسجد فقلها عشرا ثم ارفع رأسك فقلها عشرا ثم اسجد فقلها عشرا ثم ارفع رأسك فقلها عشرا قبل أن تقوم فتلك خمس وسبعون في كل ركعة وهي ثلاث مائة في أربع ركعات فلو كانت ذنوبك مثل رمل عالج غفرها الله لك قال يا رسول الله ومن لم يستطع يقولها في يوم قال قلها في جمعة فإن لم تستطع فقلها في شهر حتى قال فقلها في سنة)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[15 - 12 - 04, 08:50 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18170&highlight=%C3%C8%E6+%E3%CD%E3%CF+%C7%E1%C3%E1%DD%E D
ـ[هشام المصري]ــــــــ[15 - 12 - 04, 11:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي الدارقطني و لكن هل صحح الألباني رحمه الله الحديث و هل صححه أحد من علماء الحديث المعاصرين غيره؟
ـ[هشام المصري]ــــــــ[15 - 12 - 04, 05:13 م]ـ
هل من مجيب؟!
ـ[ابن يوسف المصري]ــــــــ[16 - 12 - 04, 11:00 م]ـ
الشيخ سليم الهلالي في مكفرات الذنوب
ـ[مبارك]ــــــــ[17 - 12 - 04, 10:14 م]ـ
* قوى حديث صلاة التسبيح من المعاصرين الشيخ جاسم بن سليمان الفهيد الدوسري ـ حفظه الله تعالى ـ وقد افرد ذلك في جزء سماه " التنقيح في صلاة التسبيح " وهو مطبوع بدار البشائر الإسلامية.
* انظر أيضاً جزء " الترجيح لحديث صلاة التّسبيح " للإمام الكبير ابن ناصر الدين الدّمشقي ـ رحمه الله ـ والجزء مطبوع بدار البشائر الإسلامية.(42/226)
صورة عيسى وأمه عليهما السلام في الكعبة ... صحة الأثر
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[15 - 12 - 04, 09:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الاخوة الكرام ...
كنت أقرأ هذا اليوم في كتاب تاريخ الإسلام للإمام الذهبي، رحمه الله، في مجلد السيرة النبوية، طبعة دار الكتاب العربي، الطبعة الرابعة،1421هـ 2001 م، ص 72 - 74: (أورد فيه أحاديث مرفوعة حول ابقاء النبي، صلى الله عليه وسلم، لصورة عيسى وأمه عليهما السلام، في الكعبة بعد أن محى سائر الصور والأصنام لكنه حكم عليها بالضعف ... وذكر أثرين عن عطاء بن أبي رباح و عمرو ابن دينار، رحمهما الله، فقال: (لكن قول عطاء وعمرو ثابت).
فهل صحت هذه الآثار؟
نسأل الله أن يوفقكم ويحفظكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 12 - 04, 09:46 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا نص كلام الحافظ الذهبي رحمه الله
(وفي الحديث عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن حويطب بن عبد العزّى وغيره: فلما كان يوم الفتح دخل رسول الله، صلى اله عليه وسلم، إلى البيت، فأمر بثوب فبلّ بماء وأمر بطمس تلك الصّور، ووضع كفّيه على صورة عيسى وأمّه وقال: امحوا الجميع إلاّ ما تحت يدي. رواه الأزرقي.
ابن جريج قال: سأل سليمان بن موسى الشامي عطاء بن أبي رباح، وأنا أسمع: أدركت في البيت تمثال مريم وعيسى؟ قال: نعم أدركت تمثال مريم مزوّقاً في حجرها عيسى قاعد، وكان في البيت ستّة أعمدة سواري، وكان تمثال عيسى ومريم في العمود الذي يلي الباب، فقلت لعطاء: متى هلك؟ قال في الحريق زمن ابن الزّبير، قلت: أعلى عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تعني كان؟ قال: لا أدري، وإنّي لأظنّه قد كان على عهده.
قال داود بن عبد الرحمن، عن ابن جريج: ثم عاودت عطاء بعد حين فقال: تمثال عيسى وأمّه في الوسطى من السّواري.
قال الأزرقيّ: ثنا داود العطّار، عن عمرو بن دينار قال: أدركت في الكعبة قبل أن تهدم تمثال عيسى وأمّه، قال داود: فأخبرني بعض الحجبة عن مسافع بن شيبة: أنّ النّبيّ، صلى الله عليه وسلم، قال: يا شيبة امح كلّ صورة إلاّ ما تحت يدي قال: فرفع يده عن عيسى ابن مريم وأمّه.
قال الأزرقيّ، عن سعيد بن سالم، حدّثني يزيد بن عياض بن جعدبة، عن ابن شهاب: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة وفيها صور الملائكة، فرأى صورة إبراهيم فقال: قاتلهم الله جعلوه شيخاً يستقسم بالأزلام، ثم رأى صورة مريم فوضع يده عليها فقال: امحوا ما فيها إلاّ صورة مريم.
ثم ساقه الأزرقي بإسناد آخر بنحوه، وهو مرسل، ولكنّ قول عطاء وعمرو ثابت، وهذا أمر لم نسمع به إلى اليوم) انتهى.
وقد جاء في صحيح الإمام البخاري رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل الكعبة حتى أُخرجت منها الآلهة المزعومة
فهذا يدل على عدم إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لبقاء شيء منها
وأما وجود تمثال مريم وعيسى عليهما السلام فقد يكون ذلك مما وجد بعد ويمكن أنه كان مخفيا
قال الحافظ ابن حجر في الفتح
قال الإمام البخاري في صحيحه
حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن أيوب عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما أن النبي لما رأى الصور في البيت لم يدخل حتى أمر بها فمحيت ورأى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأيديهما الأزلام فقال قاتلهم الله والله إن استقسما بالأزلام قط
قال الحافظ ابن حجر في الفتح
قوله الأزلام هي السهام التي كانوا يستقسمون بها الخير والشر
وعند بن أبي شيبة من حديث جابر نحو حديث بن مسعود وفيه فأمر بها فكبت لوجوهها
وفيه نحو حديث بن عباس وزاد قاتلهم الله ما كان إبراهيم يستقسم بالأزلام ثم دعا بزعفران فلطخ تلك التماثيل
وفي الحديث كراهية الصلاة في المكان الذي فيه صور لكونها مظنة الشرك وكان غالب كفر الأمم من جهة الصور
الحديث السادس
4037 قوله حدثني إسحاق هو بن منصور وعبد الصمد هو بن عبد الوارث بن سعيد قوله حدثني أبي سقط من رواية الأصيلي ولا بد منه
قوله أبي أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت
وقع في حديث جابر عند بن سعد وأبي داود أن النبي أمر عمر بن الخطاب وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها فلم يدخلها حتى محيت الصور
وكان عمر هو الذي أخرجها والذي يظهر أنه محا ما كان من الصور مدهونا مثلا وأخرج ما كان مخروطا
وأما حديث أسامة أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دخل الكعبة فرأى صورة إبراهيم فدعا بماء فجعل يمحوها وقد تقدم في الحج فهو محمول على أنه بقيت بقية خفي على من محاها أولا
وقد حكى ابن عائذ في المغازي عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز أن صورة عيسى وأمه بقيتا حتى رآهما بعض من أسلم من نصارى غسان فقال إنكما لبلاد غربة فلما هدم بن الزبير البيت ذهبا فلم يبق لهما أثر
وقد أطنب عمر بن شبة في كتاب مكة في تخريج طريق هذا الحديث فذكر ما تقدم وقال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج سأل سليمان بن موسى عطاء أدركت في الكعبة تماثيل قال نعم أدركت تماثيل مريم في حجرها ابنها عيسى مزوقا وكان ذلك في العمود الأوسط الذي يلي الباب قال فمتى ذهب ذلك قال في الحريق
وفيه عن ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار أنه بلغه أن النبي أمر بطمس الصور التي كانت في البيت وهذا سند صحيح
ومن طريق عبد الرحمن بن مهران عن عمير مولى بن عباس عن أسامه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دخل الكعبة فأمرني فأتيته بماء في دلو فجعل يبل الثوب ويضرب به على الصور ويقول قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون) انتهى.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22456
فهذا يدل دلالة واضحة على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقر ببقاء اي شيء من التماثيل التي كانت في الكعبة، ويدل كذلك أن الذين أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بطمس الصور طمسوا ما رأوه وخفي عليه بعضه كما في صورة إبراهيم مع الأزلام التي محاها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، فتمثال مريم وعيسى عليهما السلام يحتمل أنه خفي كذلك حتى ظهر فيما بعد ثم اختفى بعد الحريق في عهد ابن الزبير رضي الله عنه، والله أعلم.
¥(42/227)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 12 - 04, 09:49 م]ـ
حال الفاكهي والأزرقي رحمهما الله وكتابيهما (أخبار مكة) عند العلاَّمة المعلمي رحمه الله:
- قال العلاَّمة عبدالرحمن بن يحيى المعلِّمي (ت: 1386هـ) رحمه الله في كتابه عن مقام إبراهيم ط/ علي الحلبي (ص/56) بعد أن ساق خبراً من طريق الأزرقي:
((الأزرقي نفسه لم يوثِّقه أحدٌ من أئمة الجرح والتعديل، ولم يذكره البخاري، ولا ابن أبي حاتم.
بل قال الفاسي في ترجمته من العقد الثمين: (لم ارَ من ترجمه).
فهو على قاعدة أئمة الحديث: مجهول الحال)، وقد تفرّد بهذه الحكاية، والله أعلم)).
- وذكر في (ص/58) حديثاً ثم أعلَّه بالأزرقي.
ونحوه في (ص/61).
- وقال (ص/61 - 62): (الفاكهي وإن كان كالأزرقي في أنه لم يوثِّقه أحدٌ من المتقدِّمين ولا ذكَرَه؛ فقد أثنى عليه الفاسي في ترجمته من العقد الثمين، ونزَّهه من ان يكون مجروحاً، وفضَّل كتابه على كتاب الأزرقي تفضيلاً بالغاً.
ومع هذا فالأخبار التي يتفقان - في الجملة - على روايتها نجدُ الفاسي ومن قبله الطبري يُعنيان غالباً بنقل رواية الأزرقي، ويسكتان عن رواية الفاكهي، أو يشيران إليها إشارة فقط.
وأحسبُ الحامل لهما على ذلك حُسنُ سياق الأزرقي.
وقد قيل لشعبة رحمه الله: مالكَ لا تحدِّث عن عبدالملك بن أبي سليمان، وقد كان حسَن الحديث؟
فقال: من حسنها فرَرتُ!
ويريبني من الأزرقي حُسنُ سياقه للحكايات، وإشباعه القول فيها، ومثل ذلك قليلٌ فيما يصحُّ عن الصحابة والتابعين!).
- وبالله تعالى التوفيق، وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=82783#post82783
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[15 - 12 - 04, 10:02 م]ـ
بارك الله فيكم
يعني أن الخلاصة أن الحديث لا يصح لوجود الأزرقي في سنده وهو مجهول الحال.
هل يصح كلامي بارك الله فيك يا شيخ عبد الرحمن
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 12 - 04, 10:56 م]ـ
بارك الله فيكم و هذه التماثيل ذكرها غير الأزرقي مثل ابن عائذ وابن شبة وغيرهم كما سبق في كلام الحافظ ابن حجر، ولكن الآثار التي صححها الذهبي رحمه الله عن عطاء بن أبي رباح و عمرو ابن دينار كانت من طريق الأزرقي فناسب ذلك النقل عن الشيخ المعلمي رحمه الله.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[16 - 12 - 04, 12:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم ... يا شيخ عبدالرحمن ...
سؤال مكمل: هل وردت هذه الآثار من غير طريق الأزرقي؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 12 - 04, 02:48 ص]ـ
(بارك الله فيكم
وبارك الله في شيخنا الحبيب الفقيه
في نقل شيخنا االفقيه وفقه الله عن الفتح
(قد أطنب عمر بن شبة في كتاب مكة في تخريج طريق هذا الحديث فذكر ما تقدم وقال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج سأل سليمان بن موسى عطاء أدركت في الكعبة تماثيل قال نعم أدركت تماثيل مريم في حجرها ابنها عيسى مزوقا وكان ذلك في العمود الأوسط الذي يلي الباب قال فمتى ذهب ذلك قال في الحريق
وفيه عن ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار أنه بلغه أن النبي أمر بطمس الصور التي كانت في البيت وهذا سند صحيح)
قال الذهبي
(ولكنّ قول عطاء وعمرو ثابت،)
فقول الذهبي صحيح كما ترى
فالاثرين عن عطاء وعمرو خرجهما عمر بن شبة في أخبار مكة
بسند صحيح
ولكن المنكر في الروايات هو هذا الحرف
(قال داود: فأخبرني بعض الحجبة عن مسافع بن شيبة: أنّ النّبيّ، صلى الله عليه وسلم، قال: يا شيبة امح كلّ صورة إلاّ ما تحت يدي قال: فرفع يده عن عيسى ابن مريم وأمّه.
قال الأزرقيّ، عن سعيد بن سالم، حدّثني يزيد بن عياض بن جعدبة، عن ابن شهاب: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة وفيها صور الملائكة، فرأى صورة إبراهيم فقال: قاتلهم الله جعلوه شيخاً يستقسم بالأزلام، ثم رأى صورة مريم فوضع يده عليها فقال: امحوا ما فيها إلاّ صورة مريم.)
(في الحديث عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن حويطب بن عبد العزّى وغيره: فلما كان يوم الفتح دخل رسول الله، صلى اله عليه وسلم، إلى البيت، فأمر بثوب فبلّ بماء وأمر بطمس تلك الصّور، ووضع كفّيه على صورة عيسى وأمّه وقال: امحوا الجميع إلاّ ما تحت يدي)
(بن جريج قال: سأل سليمان بن موسى الشامي عطاء بن أبي رباح، وأنا أسمع: أدركت في البيت تمثال مريم وعيسى؟ قال: نعم أدركت تمثال مريم مزوّقاً في حجرها عيسى قاعد، وكان في البيت ستّة أعمدة سواري، وكان تمثال عيسى ومريم في العمود الذي يلي الباب، فقلت لعطاء: متى هلك؟ قال في الحريق زمن ابن الزّبير، قلت: أعلى عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تعني كان؟ قال: لا أدري، وإنّي لأظنّه قد كان على عهده)
انتهى
وهذا الحرف الأخير لايدل على اقرار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لهذا العمل
فيفسر بما فسره به شيخنا الحبيب الفقيه وفقه الله
والمتأمل في الروايات هذه يجد بالاضاقة الى الارسال وجود علل في الأسانيد
(فأخبرني بعض الحجبة)
(عن سعيد بن سالم، حدّثني يزيد بن عياض بن جعدبة، عن ابن شهاب)
ومعروف الكلام في مراسيل الزهري
فلينظر
¥(42/228)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 12 - 04, 03:26 ص]ـ
في أخبارمكة للأزرقي
(
حدثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن حويطب بن عبد العزى قال: كانت في الكعبة حلق أمثال لجم البهم يدخل الخائف فيها يده فلا يريبه أحد فجاء خائف ليدخل يده فاجتبذه رجل فشلت يده فلقد رأيته في الاسلام وانه لأشل.
وحدثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن عن ابن جريج قال: سأل سليمان بن موسى الشامي عطاء بن أبي رباح وأنا أسمع أدركت في البيت تمثال مريم وعيسى قال: نعم أدركت فيها تمثال مريم مزوقاً في حجرها عيسى ابنها قاعداً مزوقاً. قال: وكانت في البيت أعمدة ست سواري وصفها كما نقطت في هذا التربيع قال: وكان تمثال عيسى بن مريم ومريم عليهما السلام في العمود الذي يلي الباب. قال ابن جريج: فقلت لعطاء: متى هلك ? قال: في الحريق في عصر ابن الزبير وقلت: أعلى عهد النبي) صلى الله عليه وسلم (كان ? قال: لا أدري واني لأظنه قد كان على عهد النبي) صلى الله عليه وسلم (، قال له سليمان: أفرأيت تماثيل صور كانت في البيت، من طمسها ? قال: لا أدري غير اني أدركت من تلك الصور اثنتين درسهما وأراهما والطمس عليهما قال ابن جريج: ثم عاودت عطاء بعد حين فخط لي ست سواري كما خططت ثم قال: تمثال عيسى وأمه عليهما السلام في الوسطى من اللاتي تلين الباب الذي يلينا إذا دخلنا. قال ابن جريج: الذي خط هذا التربيع ونقط هذا النقط؛ حدثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن عن عمرو بن دينار قال: أدركت في بطن الكعبة قبل أن تهدم تمثال عيسى بن مريم وأمه.
وحدثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن قال: أخبرني بعض الحجبة عن مسافع بن شيبة بن عثمان إن النبي) صلى الله عليه وسلم (قال: يا شيبة أمح كل صورة فيه إلا ما تحت يدي قال: فرفع يده عن عيسى بن مريم وأمه. حدثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عمرو بن دينار انه سمع أبا الشعثاء يقول: انما يكره ما فيه الروح، قال عمرو: أن يصنع التمثال على ما فيه الروح فأما الشجر وما ليس فيه روح فلا. حدثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن جابر بن عبد الله قال: زجر النبي) صلى الله عليه وسلم (عن الصور وأمر عمر بن الخطاب زمن الفتح أن يدخل البيت فيمحو ما فيه من صورة ولم يدخله حتى محي.
حدثني جدي قال: حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن عبيد عن الحسن أن النبي) صلى الله عليه وسلم (لم يدخل الكعبة حتى أمر عمر بن الخطاب أن يطمس على كل صورة فيها، حدثني جدي عن سعيد بن سالم قال: حدثنا يزيد بن عياض ابن جعدبة عن ابن شهاب أن النبي) صلى الله عليه وسلم (دخل الكعبة يوم الفتح وفيها صور الملائكة وغيرها فرأى صورة إبراهيم فقال: قاتلهم الله جعلوه شيخاً يستقسم بالأزلام، ثم رأى صورة مريم فوضع يده عليها وقال: امحوا ما فيها من الصور إلا صورة مريم. أخبرني محمد بن يحيى عن الثقة عنده عن ابن إسحاق عن حكيم بن عباد بن حنيف وغيره من أهل العلم أن قريشاً كانت قد جعلت في الكعبة صوراً فيها عيسى بن مريم ومريم عليهما السلام. قال ابن شهاب: قالت أسماء بنت شقر: إن امرأة من غسان حجت في حاج العرب فلما رأت صورة مريم في الكعبة قالت: بأبي وأمي إنك لعربية، فأمر رسول الله) صلى الله عليه وسلم (أن يمحوا تلك الصور إلا ما كان من صورة عيسى ومريم.
حدثني محمد بن يحيى عن الثقة عنده عن ابن إسحاق عن محمد بن جعفر ابن الزبير عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن صفية بنت شيبة أن رسول الله) صلى الله عليه وسلم (لما دخل مكة يوم الفتح أقبل حتى أتى البيت فطاف به سبعاً على راحلته يستلم الركن بمحجن في يده فلما قضى طوافه دعى عثمان بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة ففتحت له فدخلها فوجد فيها حمامة من عيدان فطرحها.
حدثني محمد بن يحيى بن أبي عمر قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن عكرمة قال: لما كان يوم الفتح دخل رسول الله) صلى الله عليه وسلم (البيت فإذا فيه صورة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وأحسبه قال: والكبش أو رأس الكبش فأمرهم أن يمحوها قال: فما دخل حتى محيت قال: فلما دخل رأى الأزلام قد صورت في يد إبراهيم فقال: قاتلهم الله لقد أبى انهما لم يستقسما بالأزلام.
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 12 - 04, 03:37 ص]ـ
في مغازي الواقدي
(فكان الزهري يقول: لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم فرأى فيها صورة الملائكة وغيرها، ورأى صورة إبراهيم عليه السلام، قال: قاتلهم الله، جعلوه شيخاً يستقسم بالأزلام! ثم رأى صورة مريم، فوضع يده عليها ثم قال: امسحوا ما فيها من الصور إلا صورة إبراهيم)
كذا
في الحلية لأبي نعيم
(حدثنا أبي، حدثنا عبدان بن أحمد إملاء حدثنا أبو الطاهر بن السرح، حدثنا عبد الله بن وهب، حدثني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن كريب، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل البيت وجد فيه صورة إبراهيم وصورة مريم، فقال صلى الله عليه وسلم: "أما هم قد سعوا أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة? وهذا إبراهيم مصور فماله يستقيم". غريب من حديث بكير وعمرو تفرد به ابن وهب.)
¥(42/229)
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[16 - 12 - 04, 03:52 ص]ـ
جزاكم الله خيْرًا،،
وليت الأخ / عبدالله الجبوري أتمّ نقله عن الذهبي رحمه الله، لنرى أنه أعلّ هذه الروايات، إضافةً
لكلام المحقق د. عمر عبدالسلام تدمري .. قال الذهبي:
ولكنّ قول عطاء وعمرو ثابت، " وهذا أمر لم نسمع به إلى اليوم "!!
، قال المحقق في الهامش رقم (2):
وهو باطل منكر، وخاصة استثناء صورة عيسى بن مريم وأمه من المحو لأنه مخالف لعقيدة التوحيد،
والنهي عن التصوير، والصلاة في مكان توجد فيه صور، وينقض ذلك ما ورد عند ابن هشام في
السيرة 4/ 94: " وحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل البيت يوم
الفتح، فرأى فيه صورة الملائكة وغيرهم، فرأى إبراهيم عليه السلام مصورًا في يده الأزلام
يستقسم بها ... إلخ.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 12 - 04, 04:02 ص]ـ
تنبيه
قلتُ
(فقول الذهبي صحيح كما ترى
فالاثرين عن عطاء وعمرو خرجهما عمر بن شبة في أخبار مكة
بسند صحيح)
وهذا خطأ لأن أثر عمرو الذي عند ابن شبة
(وفيه عن ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار أنه بلغه أن النبي أمر بطمس الصور التي كانت في البيت وهذا سند صحيح)
والأثر عند الأزرقي
(قال الأزرقيّ: ثنا داود العطّار، عن عمرو بن دينار قال: أدركت في الكعبة قبل أن تهدم تمثال عيسى وأمّه)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 12 - 04, 04:05 ص]ـ
أخي الحبيب علي بن حميد
بارك الله فيك
وهذا الحرف يفرح به المستشرقون فيظهرونه في كل موقع وواد
وإذا رأيت في كتبهم تجدهم دائما يوردون هذا الأثر
وكذا تجد النصارى يظهرونه في مواقعهم ومنتدياتهم
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[16 - 12 - 04, 12:35 م]ـ
الأخ الكريم علي بن حميد، حفظه الله
لم أنقل كلام الذهبي، رحمه الله، حين قال:"وهذا أمر لم نسمع به إلى اليوم"، لأنني لا أرى أن هذا تعليل للأثرين كما تفضلتم ... وكلام المحقق وجدته ردا عاما لم يتطرق إلى دراسة السند
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[06 - 04 - 05, 12:19 م]ـ
http://www.iu.edu.sa/Magazine/41/7.htm
التنبيه على خبر باطل في أخبار مكة
لفضيلة الشيخ حمود بن عبد الله التويجري
الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
وبعد فقد ذكر الأزرقي في أخبار مكة في باب ما جاء في ذكر بناء قريش الكعبة في الجاهلية أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بمحو الصور التي في الكعبة سوى صورة مريم وعيسى عليهما السلام. وروى الأزرقي ذلك بأربعة أسانيد كلها ضعيفة فلا يغتر بها ولا يعتمد على شيء منها ..
الإسناد الأول: قال: حدثني جدي قال حدثنا مسلم بن خالد الزنجي عن ابن أبي نجيح عن أبيه قال: "جلس رجال من قريش - في المسجد الحرام- .. " فذكر خبراً طويلاً في بناء الكعبة, وقال في آخره: "وجعلوا في دعائمها صور الأنبياء وصور الشجر وصور الملائكة، فكان فيها صورة إبراهيم خليل الرحمن شيخ يستقسم بالأزلام، وصورة لعيسى بن مريم وأمه وصور الملائكة عليهم السلام أجمعين, فلما كان يوم فتح مكة دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت فأرسل الفضل بن العباس بن عبد المطلب فجاء بزمزم ثم أمر بثوب فبل بالماء وأمر بطمس تلك الصور فطمست، قال: ووضع كفيه على صورة عيسى بن مريم وأمه عليهما السلام وقال: "أمحوا جميع الصور إلا ما كان تحت يدي" فرفع يديه عن عيسى بن مريم وأمه.
الإسناد الثاني: قال: وحدثني جدي قال حدثنا داود بن عبد الرحمن قال أخبرني بعض الحجبة عن مسافع بن شيبة بن عثمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا شيبة امح كل صورة فيه إلا ما تحت يدي" قال فرفع يده عن عيسى بن مريم وأمه.
الإسناد الثالث: قال: حدثني جدي عن سعيد بن سالم قال حدثنا يزيد بن عياض بن جُعدُبة عن ابن شهاب أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة يوم الفتح وفيها صور الملائكة وغيرها فرأى صورة إبراهيم فقال: "قاتلهم الله جعلوه شيخاً يستقسم الأزلام" ثم رأى صورة مريم فوضع يده عليها وقال: "امحوا ما فيها من الصور إلا صورة مريم".
¥(42/230)
الإسناد الرابع: قال أخبرني محمد بن يحيى عن الثقة عنده عن ابن إسحاق عن حكيم بن عباد بن حنيف وغيره من أهل العلم أن قريشاً كانت قد جعلت في الكعبة صوراً فيها عيسى بن مريم ومريم عليهما السلام، قال ابن شهاب: قالت أسماء بنت شقران امرأة من غسان حجت في حاج العرب فلما رأت صورة مريم في الكعبة قالت: "بأبي وأمي إنك لعربية"، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمحو تلك الصور إلا ما كان من صورة عيسى ومريم.
وهذه الأخبار مردودة من وجوه:
الوجه الأول: ضعف أسانيدها:
أما الخبر الأول فإنه منقطع لأن أبا نجيح لم يدرك زمن الجاهلية ولا زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما أدرك آخر زمان الصحابة رضي الله عنهم. والمنقطع لا يثبت به شيء، وأيضاً ففي إسناده مسلم بن خالد الزنجي وقد وثقه ابن معين وضعفه أبو داود وقال أبو حاتم: "إمام في الفقه تعرف وتنكر ليس بذاك القوي يكتب حديثه ولا يحتج بهط، وقال النسائي: "ليس بالقوي"، وهذا مما يزيد الخبر وهناً على وهنه.
وأما الخبر الثاني: فإنه أضعف مما قبله لأمرين: أحدهما: أنه مرسل والمرسل ليس بحجة، والثاني: أن في إسناده رجلاً لم يسم، ومثل هذا لا يثبت به شيء، وقد ذكره البخاري في التاريخ الكبير بدون ذكر الزيادة الباطلة فقال: في ترجمة مسافع بن عبد الله عن شيبة بن عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا شيبة امح كل صورة في البيت".
وأما الخبر الثالث: فإنه أضعف مما قبله لأمرين: أحدهما أنه مرسل, والثاني: أن في إسناده يزيد بن عياض بن جُعْدُبة - بضم الجيم والدال بينهما مهملة ساكنة -. قال الذهبي في الميزان: قال البخاري وغيره: "منكر الحديث"و وقال يحيى: "ليس بثقة", وقال علي: "ضعيف", ورماه مالك بالكذب, وقال النسائي وغيره: "متروك", وقال الدارقطني: "ضعيف", وروى عباس عن يحيى: "ليس بثقة ضعيف"، وروى يزيد بن الهيثم عن ابن معين:"كان يكذب"، وروى أحمد بن أبي مريم عن ابن معين: "ليس بشيء لا يكتب حديثه".
وأما الخبر الرابع: فإنه ضعيف جداً؛ لأمرين: أحدهما: أنه منقطع، والثاني: أن فيه رجلاً لم يسم، ومثل هذا لا يثبت به شيء.
الوجه الثاني: أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يمحو الصور التي في الكعبة وأنه صلى الله عليه وسلم دخلها وما فيها شيء من الصور، قال الإمام أحمد حدثنا روح - وهو ابن عبادة القبسي - حدثنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب يوم الفتح وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها، ولم يدخل البيت حتى محيت كل صورة فيه" إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقال الإمام أحمد أيضاً حدثنا عبد الله بن الحارث - وهو ابن عبد الملك المخزومي - عن ابن جريج أخبرني أبو اليزيد أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم "نهى عن الصور التي في البيت، ونهى الرجل الذي يصنع ذلك", وأن النبي صلى الله عليه وسلم "أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه زمن الفتح وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها ولم يدخل البيت حتى محيت كل صورة فيه" إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد رواه الإمام أحمد أيضاً بإسنادين أحدهما صحيح والآخر حسن. ورواه أبو داود في سننه والبيهقي من طريقه وإسناده حسن. وفي هذا الحديث رد لما جاء في الأخبار الأربعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بمحو الصور التي في الكعبة ولم يستثن شيئاً منها، وفي هذا أبلغ رد على من زعم أنه صلى الله عليه وسلم وضع كفيه على صورة مريم وعيسى وأمر بإبقائها ومحو ما سواها.
وأيضاً فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها وفي هذا رد على ما جاء في خبر أبي نجيح أنه صلى الله عليه وسلم أرسل الفضل بن العباس فجاء بماء زمزم.
¥(42/231)
الوجه الثالث: ما ذكره الزرقاني على المواهب أنه وقع عند الواقدي في حديث جابر وكان عمر قد ترك صورة إبراهيم فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم رآها فقال: "يا عمر ألم آمرك أن لا تدع فيها صورة، قاتلهم الله جعلوه شيخاً يستقسم بالأزلام". ثم رأى صورة مريم فقال: "امحوا ما فيها من الصور، قاتل الله قوماً يصورون ما لا يخلقون". وهذا ظاهر في شدة إنكاره صلى الله عليه وسلم للصور التي رآها في الكعبة ومنها صورة مريم. ويدل على تشديده في الإنكار ثلاثة أمور: أحدها: إنكاره صلى الله عليه وسلم على عمر رضي الله عنه حير ترك بعض الصور فلم يمحها، والثاني: أمره بمحو الصور بدون استثناء. والثالث: دعاؤه على المصورين.
وفي معنى قوله: "قاتلهم اللهُ" أقوال:
أحدها: لعنهم الله قاله ابن عباس رضي الله عنهما واختاره البخاري.
الثاني: قتلهم الله قال ابن جريج.
الثالث: أنه ليس على تحقيق المقاتلة ولكنه بمعنى التعجب حكاه البغوي في تفسيره. قال الراغب الأصفهاني: "والصحيح أن ذلك هو المفاعلة, والمعنى صار يحيث يتصدى لمحاربة الله فإن من قاتل الله فمقتول, ومن غالبه فهو مغلوب" انتهى.
الوجه الرابع: أن تصوير الصور واتخاذها من أعظم المنكرات, وتغيير المنكر واجب بحسب القدرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" رواه الإمام أحمد وأبو داود الطيالسي ومسلم وأهل السنن من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"، وفي رواية النسائي: "من رأى منكراً فغيره بيده فقد برئ, ومن لم يستطع أن يغيره بيده فغيره بلسانه فقد برئ، ومن لم يستطع أن يغيره بلسانه فغيره بقلبه فقد برئ وذلك أضعف الإيمان".
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس غيرة على انتهاك المحرمات وأشدهم في إنكار المنكرات وتغييرها, ومن المحال أن يرى المنكر وهو قادر على تغييره فلا يغيره، فضلاً عن أن يأمر بإبقائه, ومن ظن أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ببقاء شيء من الصور التي في الكعبة ونهى أن يمحى فقد ظن به ظن السوء.
الوجه الخامس: أن النبي صلى الله عليه وسلم: نهى عن التصوير كما في المسند وجامع الترمذي عن جابر رضي الله عنه قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصور في البيت ونهى الرجل أن يصنع ذلك" قال الترمذي: "حديث حسن صحيح".
وروى الإمام أحمد أيضاً والبخاري في تاريخه بأسانيد جيدة عن معاوية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "نهى عن التصاوير". وما كان النبي صلى الله عليه وسلم لينهى عن التصوير ثم يقر بعضه ويأمر بإبقائه، هذا من أبطل الباطل.
الوجه السادس: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل على عائشة رضي الله عنها ورأى القرام الذي فيه التصاوير هتكه وتلون وجهه, قالت عائشة رضي الله عنها: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل فلما رآه هتكه وتلون وجهه وقال: "يا عائشة أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة الذي يضاهون بخلق الله" رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه، وهذا لفظ مسلم. وفي رواية النسائي: "بقرام فيه تصاوير", وفي رواية ابن ماجه: "بستر فيه تصاوير", وفي رواية لمسلم قالت: "دخل النبي صلى الله عليه وسلم عليّ وقد سترت غطاء فيه تصاوير فنحاه فاتخذت عنه وسادتين".
وإذا كان التبي صلى الله عليه وسلم قد هتك الستر الذي في بيت عائشة رضي الله عنها من أجل التصاوير، فكيف يظن به أنه يقر التصاوير في بيت الله تعالى ويأمر بإبقائها.
الوجه السابع: أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المصورين وأخبر أنهم أشد الناس عذاباً يوم القيامة كما في حديث أبي جحيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم "لعن المصورين" رواه الإمام أحمد وأبو داود الطيالسي.
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة الذي يضاهون بخلق الله" متفق عليه.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس فتعذبه في جهنم" رواه مسلم.
¥(42/232)
والأحاديث في الوعيد الشديد للمصورين كثيرة جداً، وقد ذكرتها في (إعلان النكير على المفتونين بالتصوير) فلتراجع هناك.
وإذا تأمل طالب العلم ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من لعن المصورين وما ثبت عنه أيضاً من الوعيد الشديد لهم لم يشك في كذب ما جاء في الأخبار الأربعة التي ذكرها الأزرقي في تاريخه وتقدم ذكرها، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف قوله بفعله، ولا يقر المنكر الذي هو من أظلم الظلم ومن كبائر الإثم
الوجه الثامن: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر في عدة أحاديث صحيحة أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة. وروى الإمام أحمد والبخاري والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت فوجد فيه صورة إبراهيم وصورة مريم فقال: صلى الله عليه وسلم: "أما لهم فقد سمعوا أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة هذا إبراهيم مصور فما له يستقسم" وهذا الحديث ظاهر في إنكاره صلى الله عليه وسلم لصورة إبراهيم ومريم حين رآهما في الكعبة. وهذا يرد قول من زعم أنه صلى الله عليه وسلم وضع كفيه على صورة مريم وعيس وأمر بإبقائها ومحو ما سواها، وإذا كانت الملائكة لا تدخل البيت الذي فيه صورة فكيف يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه يقر صورة مريم وعيسى في بيت الله الذي هو أشرف البيوت وأعظمها حرمة ويأمر بإبقائها ومحو ما سواها. هذا من أسوأ الظن وأبطل الباطل.
الوجه التاسع: ما رواه أبو داود الطيالسي في مسنده بإسناد جيد عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة ورأى صوراً, قال: فدعا بدلو من ماء فأتيته به فجعل يمحو ويقول: "قاتل الله قوماً يصورن ما لا يخلقون". وهذا الحديث ظاهر في إنكاره صلى الله عليه وسلم لما رآه من الصور في الكعبة وأنه لم يستثن شيئاً منها. وفي هذا رد على من زعم أنه صلى الله عليه وسلم رضع كفيه على صورة مريم وعيسى وأمر بإبقائها ومحو ما سواها.
الوجه العاشر: ما رواه ابن ماجه بإسناد صحيح عن علي رضي الله عنه قال: "صنعت طعاماً فدعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء فرأى في البيت تصاوير فرجع"، ورواه النسائي ولفظه: قال: "صنعت طعاماً فدعوت النبي صلى الله عليه وسلم فجاء فدخل فرأى ستراً فيه تصاوير فخرج وقال: " إن الملائكة لا تدخل بيتاً في تصاوير"، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من بيت علي وفاطمة رضي الله عنهما وامتنع من أكل طعامهما من أجل الستر الذي فيه التصاويرفكيف يظن به أن يقر صورة مريم وعيسى في الكعبة. لا شك أن هذا مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.
الوجه الحادي عشر: ما رواه الإمام أحمد ومسلم وأهل السنن إلا ابن ماجه عن أبي هياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم "أن لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلا سويته" هذا لفظ إحدى روايات مسلم.
وهذا الحديث الصحيح يدل على أنه يجب طمس الصور أينما وجدت وفي أي شيء كانت. وفيه أبلغ الرد على من زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع كفيه على صورة مريم وعيسى وأمر بإبقائها ومحو ما سواها.
وأما ما رواه الأزرقي عن جده قال حدثنا داود بن عبد الرحمن عن ابن جريج قال: سأل سليمان بن موسى الشامي عطاء بن أبي رباح وأنا أسمع: أدركت في البيت تمثال مريم وعيسى؟، قال: نعم, أدركت فيها تمثال مريم مزوقاً في حجرها عيسى ابنها قاعداً مزوقاً". قال: "وكانت في البيت أعمدة ست سواري وكان تمثال عيسى ومريم في العمود الذي يلي الباب"، قال ابن جريج: فقلت لعطاء متى هلك؟ قال: "في الحريق في عصر ابن الزبير". قلت: أعلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان؟ قال: "لا أدري, وإني لأظنه قد كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم". قال له سليمان: "أفرأيت تماثيل صور كانت في البيت من طمسها؟ " قال: "لا أدري, غير أني أدركت من تلك الصور اثنين درستا وأراهما والطمس عليهما". قال ابن جريج: "ثم عاودت عطاء بعد حين فخط لي ست سواري ثم قال: "تمثال عيسى وأمه عليهما السلام في الوسط من اللاتي تلين الباب الذي يلينا إذا دخلنا".
¥(42/233)
ثم قال الأزرقي: حدثني جدي قال حدثنا داود بن عبد الرحمن عن عمرو بن دينار قال: "أدركت في بطن الكعبة قبل أن تهدم تمثال عيس بن مريم وأمه".
فجوابه: أن يقال قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها ولم يستثن شيئاً من الصور. وثبت أيضاً من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت فوجد فيه صورة إبراهيم وصورة مريم فقال صلى الله عليه وسلم: "أما لهم فقد سمعوا أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة هذا إبراهيم مصور فما له يستقسم". وثبت أيضاً عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة ورأى صوراً قال: فدعا بدلة من ماء فأتيته به فجعل يمحوها ويقول: "قاتل الله قوماً يصورون ما لا يخلقون". وقد تقدم ذكر هذه الأحاديث الثلاثة قريباً. وتقدم أيضاً ما ذكره الزرقاني على المواهب أنه وقع عند الواقدي في حديث جابر وكان عمر قد ترك صورة إبراهيم فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم رآها فقال: " يا عمر ألم آمرك أن لا تدع بها صورة قاتلهم الله جعلوه شيخاً يستقسم بالأزلام"، ثم رأى صورة مريم فقال: "محوا ما فيها من الصور قاتل الله قوماً يصورون ما لا يخلقون" ..
وعلى هذا فيحتمل أن تكون صورة مريم وعيسى محفورة في عمود البيت بحيث لا يذهبهما الغسل بالماء، فلهذا بقيت إلى أن احترق البيت في عهد ابن الزبير، ويحتمل أن تكون مصبوغة بصبغ ثابت لا يذهبه الماء أو أنه قد ذهب بعض الصبغ حين محيت بالماء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبقي منه بقية تظهر منه الصورة. وقد تقدم عن عطاء أنه أدرك أيضاً صورتين من الصور التي كانت في الكعبة وأنهما قد درستا وأنه رأى الطمس عليهما. فلعل صورة مريم وعيسى كانت كذلك. ويحتمل أن يكون قد ألزق عليهم ما يمنع من رؤيتهما فخفيت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الخلفاء الراشدين وعلى غيرهم من الصحابة ورآها عطاء وعمرو بن دينار بعدما أزيل عنها ما يمنع من رؤيتها.
ويحتمل أن يكون بعض النصارى وضعها بعد زمان النبي صلى الله عليه وسلم وبعد زمان الخلفاء الراشدين، ولا سيما في زمن الفتنة التي كانت في زمن يزيد بن معاوية فقد يتسمى بعض النصارى بالإسلام بحيث لا يرد عن دخول مكة ودخول الكعبة فيصور صورة مريم وعيسى ليفتن المسلمين بذلك ويوهمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقر صورتهما، ويحتمل أن يكون ذلك من عمل بعض من أسلم من النصارى بعد زمان النبي صلى الله عليه وسلم وزمان الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم والله أعلم.
وليس في بقاء صورة مريم وعيسى في الكعبة بعد زمان النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقر ذلك، فإنه صلى الله عليه وسلم لا يقر المنكر ولا يرضى به وقد قال الله تعالى في صفته {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَر} (الأعراف: 157).
والمقصود هنا أنه لا يجوز أن يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه يقر شيئاً من الصور أو يأمر بإبقائها، ومن ظن ذلك فقد ظن بالنبي صلى الله عليه وسلم ما لا يليق به.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
حمود بن عبد الله التويجري
15/ 4/1398هـ(42/234)
أين أجد تخريج هذا الحديث " يوم تموت الأم ينادي مناد ... "؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[16 - 12 - 04, 01:27 ص]ـ
السلام عليكم
الحديث يذكر أنه قدسي:
" يوم تموت الأم ينادي مناد من السماء يابن أدم ماتت من كنا نكرمك من أجلها فاعمل عملا صالحا نكرمك من أجله "
وقد سئلت عنه فبحثت على قدر الوسع فلم أجد تخريجه
فمن يعيننا عليه؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[18 - 12 - 04, 01:17 ص]ـ
...
ـ[الطيماوي]ــــــــ[21 - 05 - 08, 03:44 م]ـ
للرفع وأنا أيضا لم أجد له أصلا رغم توسعي في البحث عنه فهل عند أحد علم به.
ـ[الطيماوي]ــــــــ[21 - 05 - 08, 03:46 م]ـ
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=98488&Option=FatwaId
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 05 - 08, 04:06 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الطيماوي
ـ[ابا عبدالعزيز]ــــــــ[21 - 05 - 08, 05:59 م]ـ
إذا ماتت الأم هل ينزل ملك من السماء؟ // ولا يصِحّ معنى ولا مبنى، لا رواية ولا دراية
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم ما صحة الحديث التالي:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا ماتت الأم نزل ملك من السماء يقول: يا ابن آدم؛ ماتت التي كنا نكرمك لأجلها، فاعمل لنفسك نكرمْك ".
وجزاكم الله خيرا
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
لم أره من قبل.
ولا يصِحّ معنى ولا مبنى، لا رواية ولا دراية، فكم من إنسان أكرم على الله من أمه؟!
صحيح أن وُجود الوالدين في حياة الأولاد نِعْمَة، وقد يسعد الولد بِدعوة مِن أحد والديه، وصحيح أن البِرّ بالوالدين يُوصِل إلى مرضاة الله، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن رجل لم يَرَه عليه الصلاة والسلام، ولم يأتِ بِزمانه، وأخبر أنه خير التابعين، وأنه بارّ بأمه، كما في صحيح مسلم في قصة أويس القرني.
إلا أن القول أن ابن آدم إنما يُكرَم لأجل أمه ليس بصحيح.
فإنما يُكرم الإنسان بأعماله وطاعاته، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ. رواه مسلم.
والله تعالى أعلم.
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=60916
ـ[ابا عبدالعزيز]ــــــــ[21 - 05 - 08, 06:02 م]ـ
وللإستزاده من هذه المواضيع يا شيخ (احسان العتيبي) يرجى زيارة الرابط الآتي:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10881 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10881)
ونفع الله بك وزادك من علمه وفقهك ..
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 05 - 08, 09:33 م]ـ
وحتى نطبق ما سبق وأوصينا به من وضع ما في الروابط كتابة:
فهذا الرابط الذي أحال عليه الأخ الطيماوي:
رقم الفتوى: 98488
عنوان الفتوى: مدى صحة المقولة: يا ابن آدم ماتت التي كنا نكرمك من أجلها
تاريخ الفتوى: 13 شعبان 1428/ 27 - 08 - 2007
السؤال
هل المقولة الآتية من الأحاديث الشريفة: يا ابن آدم ماتت التي كنا نكرمك من أجلها فاعمل صالحاً عسى أن نكرمك من أجله؟ بارك الله فيكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمقولة المذكورة لم نقف عليها بعد البحث عنها في مظانها.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 05 - 08, 09:38 م]ـ
وأما رابط الأخ (أبا عبد العزيز " فما فيه طويل جدا
وقد موضوع لي مشابه جدا هنا(42/235)
آثار مستعصية على التخريج
ـ[عارف]ــــــــ[16 - 12 - 04, 11:25 ص]ـ
ههنا أحاديث وآثار يتداولها بعض الوعاظ أعياني مخرجها، لإارجو ممن يعرف شيئا عنها أن يفيدني مشكورا مأجورا:
حديث (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع)
حديث الذي عقه ولده فاشتكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاعتذر الولد بأن أباه لم يحسن تسميته بل سماه جعَلا، ولم يحسن اختيار أمه، وخصلة ثالثة نسيتها.
أثر علي رضي الله عنه في تعريف التقوى بأنها: "الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل"
أثر عمر رضي الله عنه الذي ذكره ابن تيمية "إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية".
ـ[عارف]ــــــــ[16 - 12 - 04, 11:26 ص]ـ
تصويب: أرجو
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[17 - 12 - 04, 12:54 ص]ـ
أما "نحن قوم لانأكل حتى نجوع ...... "فلا أصل له. وأما الباقي فلعل الله ييسر تخريجه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 12 - 04, 08:58 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا
حديث (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع)
تجد الكلام عليه في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42552
أثر عمر رضي الله عنه الذي ذكره ابن تيمية "إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية".
تجد الكلام عليه في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=88846#post88846
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 12 - 04, 08:30 ص]ـ
أثر علي رضي الله عنه في تعريف التقوى بأنها: "الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل"
قد يكون في كتاب التقوى لابن أبي الدنيا
سبل الهدى والرشاد للصالحي الشامي ج 1 ص 421:
وقال رجل لأبي هريرة رضي الله تعالى عنه: ما التقوى؟ قال: أخذت طريقا ذا شوك؟ قال: نعم. قال: كيف صنعت؟ قال: إذا رأيت الشوك عدلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه. قال: ذاك التقوى. رواه ابن أبي الدنيا في كتاب التقوى.
وقد أشار إلى هذا المعنى ابن المعتز رحمه الله تعالى فقال:
خل الذنوب صغيرها * * وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماش فوق أر * * ض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة * * إن الجبال من الحصا
وأما إضافتها إلى الله تعالى في قوله تعالى: (هو أهل التقوى) فمعناه أهل لأن يتقى عقابه ويحذر عذابه. وسئل علي رضي الله تعالى عنه عنها قال: هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل) انتهى.
فقد يكون نقله لها من كتاب التقوى لابن أبي الدنيا هذا احتمال فقط والله أعلم، ولا أعلم عن وجود كتاب التقوى لابن أبي الدنيا شيئا.
ـ[عارف]ــــــــ[19 - 12 - 04, 01:41 م]ـ
شيخنا الفقيه نضر الله وجهك(42/236)
من يتفضل بتخريج هذا الأثر؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[16 - 12 - 04, 02:28 م]ـ
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة (5/ 90):
وقد زنت على عهد عمر امرأة، فلما أقرت به، قال عثمان: (إنها لتستهل به استهلال من لم يعلم أنه حرام).
فلما تبين للصحابة أنها لا تعرف التحريم لم يحدوها ...
فما تخريج الأثر بارك الله فيكم؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[16 - 12 - 04, 06:01 م]ـ
أجاب عن هذا السؤال أحد الإخوة الأفاضل - جزاه الله خيرا - فقال:
(((
هذا الأثر من ضمن الآثار المذكورة في كتاب (أقضية الخلفاء الراشدين، جمعاً ودراسة) للأستاذ الدكتور أَر- كي- نور محمد بن أَر- كي (كذا كتبَ اسمَه) وهو كتابٌ متميِّزٌ في بابه، يقع في مجلدين، وهذا التخريج منقولٌ منه.
قال في تخريج الأثر:
رواه البخاريُّ في صحيحه تعليقاً مجزوماً به (كتاب الأحكام- باب ترجمة الحكام) وعبدالرزاق في مصنَّفه (13645) ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط (مخطوط 78/أ) والبيهقي في الكبرى (8/ 238 - 239) وفي معرفة السنن والآثار (6/ 356)
من طريق معمر بن راشد عن هشام بن عروة عن أبيه أنَّ يحيى بن عبدالرحمن بن حاطب جاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأمةٍ سوداء ... الأثر.
وقد صحح هذا الأثرَ ابنُ المنذر في الأوسط؛ فقال: (ثابتٌ عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان).
وجاءَ عند عبدالرزاق في مصنفه (13643) أثرٌ من طريق سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رجل زنى ولم يعلم بحكم الزنا، فلم يُقم عليه الحد.
وسعيد لم يسمع من عمر إلا أنَّ له عنايةً بأقضيته، كما قال بعض الأئمة.
)))
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[16 - 12 - 04, 06:17 م]ـ
جزى الله الأخ خير الجزاء.
وسماع سعيد بن المسيب عن عمر صححه جمع من المحققين وهو ممكن(42/237)
للمتخصصين: فضلا .. هل هذا حديث؟ (الجوع أبصر)
ـ[منى البراهيم]ــــــــ[16 - 12 - 04, 06:46 م]ـ
وجدت هذه العبارة منسوبة للرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في احد كتب الأدب .. أرجو إفادتي بمدى صحة هذا الحديث، لحاجتي إليه بحثيا ..
العبارة هي: (الجوع أبصر)
آمل ممن لديه بها علم إفادتي عاجلا ..
جزاكم الله بخير ما يجزي به مبلّغ علمٍ تعلّمه ..
ـ[منى البراهيم]ــــــــ[17 - 12 - 04, 09:32 م]ـ
هل من مجيب؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 12 - 04, 09:53 م]ـ
هذا ليس بحديث وإنما هو منقول عن أحد الأعراب
جاء في كتاب الصناعتين لأبي هلال العسكري ص279
وقيل لأعرابي أي الطعام أطيب قال الجوع أبصر.
فهذا اللفظ لايثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولايوجد في كتب السنة المعروفة المشهورة، والله أعلم.
ـ[منى البراهيم]ــــــــ[18 - 12 - 04, 11:57 ص]ـ
شكر الله لك، وبارك بعلمك ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 12 - 04, 04:23 م]ـ
وقد صنف ابن بشكوال رسالة أسمها (الآثار المروية في الأطعمة السرية والالآت العطرية) طبعت مؤخرا في أضواء السلف بتحقيق الشيخ محمد ياسر الشعيري (وهو أحد أعضاء الملتقى)، وقد ملأها المؤلف بالأحاديث الموضوعة والنكرة كما بين المحقق حفظه الله في مقدمة تحقيقه، وأظنه لو علم عن هذا الحديث لما فاته!(42/238)
إنه لا يستغاث بي وانما يستغاث بالله، ما درجته؟
ـ[أبو لجين]ــــــــ[17 - 12 - 04, 04:17 م]ـ
روي أن أحد المنافقين كان يؤذي المؤمنين فقال بعضهم قوموا بنا نستغيث برسول الله من هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه لا يستغاث بي وانما يستغاث بالله) رواه الطبراني
فهل روى الحديث غير الطبراني؟ وما درجة الحديث؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 12 - 04, 05:57 م]ـ
قال الشيخ الدكتور الوليد بن عبدالرحمن الفريان في تحقيقه لفتح المجيد على كتاب التوحيد (ج1/ 322):
رواه الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (10/ 159) وقال: رجاله رجال الصحيح، غير ابن لهيعة وهو حسن الحديث.
وأخرجه أحمد في المسند (5/ 317) وابن سعد في الطبقات (1/ 387) بغير هذا اللفظ من حديث عبادة بن الصامت.
قال الحافظ ابن تيمية في كتاب الاستغاثة (152): وهو صالح للاعتضاد ودل على معناه الكتاب والسنة.
ـ[أبو لجين]ــــــــ[17 - 12 - 04, 11:18 م]ـ
جزيت خيرا
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 11 - 07, 10:41 م]ـ
بارك الله في السائل والمجيب
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[15 - 11 - 07, 11:04 م]ـ
قال الشيخ الدكتور الوليد بن عبدالرحمن الفريان في تحقيقه لفتح المجيد على كتاب التوحيد (ج1/ 322):
رواه الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (10/ 159) وقال: رجاله رجال الصحيح، غير ابن لهيعة وهو حسن الحديث.
وأخرجه أحمد في المسند (5/ 317) وابن سعد في الطبقات (1/ 387) بغير هذا اللفظ من حديث عبادة بن الصامت.
قال الحافظ ابن تيمية في كتاب الاستغاثة (152): وهو صالح للاعتضاد ودل على معناه الكتاب والسنة.
الشيخ المسيطير -جزاك الله خيراً- الكلام المنقول يوهم أن العبارة: (رجاله رجال الصحيح، غير ابن لهيعة وهو حسن الحديث) للطبراني رحمه الله، وهي في الحقيقة لصاحب مجمع الزوائد .. فأحببتُ أن أنبه على ذلك بعد إذنك.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[16 - 11 - 07, 06:38 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11049(42/239)
اللطائف الوثيقة ببيان علل أحاديث العقيقة
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[20 - 12 - 04, 12:41 ص]ـ
الحمد لله نسترفده الإعانة والتوفيق. ونستهديه الصواب على التحقيق. وبعد ..
لعل أكثر من يقول بجواز أن يعقَّ عن الغلام بشاة واحدة، يجزم دون تردد بصحة أحاديث ((أن النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَّ عَنْ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ كَبْشاً كَبْشاً))، ويرى أنها لا تعارض مَا صحَّ واستفاض عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُمْ عَنْ الْغُلامِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ، وَعَنْ الْجَارِيَةِ شَاةٌ))، والتى قال بمقتضاها جمهور أهل العلم بالحديث والفقه، ورأوا التفريق فى العقيقة بين الغلام والجارية.
قال أبو عيسى الترمذى: ((وَالْعَمَلُ فِي الْعَقِيقَةِ عَلَى مَا رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ ((عَنْ الْغُلامِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ، وَعَنْ الْجَارِيَةِ شَاةٌ)). وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْضًا ((أَنَّهُ عَقَّ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بِشَاةٍ))، وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى هَذَا الْحَدِيثِ)).
وفى الجزم بصحة أحاديث العقيقة عن الغلام بشاةٍ واحدةٍ نظر وبحث عند أهل العلم بعلل الحديث، لم يلتفت إليه أكثر فضلاء الوقت، إذ حكموا علي هذه الأحاديث بالصحَّة، بمجرد النظر إلى ظاهر الإسناد!. فقد قال ابن أبى حاتم فى ((علل الحديث)) (2/ 49):
باب علل أخبار رويت فى الْعَقِيقَة
(1631): ((سألت أبي عن حديث رواه عبد الوارث عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس: أن النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَّ عَنْ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ. قال أبي: هذا وهم، حدثنا أبو معمر عن عبد الوارث هكذا، ورواه وهيب وابن علية عن أيوب عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل. قال أبي: وهذا مرسل أصح)).
(1632): ((سألت أبي عن حديث رواه المحاربي عن يحيى بن سعيد عن عكرمة عن ابن عباس: أن الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ عَقَّ عَنْهُمَا. قال أبي: هذا خطأ، إنما هو عن عكرمة قوله من حديث يحيى بن سعيد الانصاري. قلت: كذا حدثنا الأشج عن أبي خالد الأحمر عن يحيى عن عكرمة: أنَّ حَسَنَاً وحُسَيْنَاً عَقَّ عَنْهُمَا. قال أبي: لم تصح رواية يحيى بن سعيد عن عكرمة، فانه لايرضى عكرمة؛ كيف يروى عنه؟!)).
(1633): ((سألت أبي عن حديث رواه ابْنُ وَهْبٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قال: عَقَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ بِكَبْشَيْنِ. قال أبي: أخطأ جرير في هذا الحديث، إنما هو قتادة عن عكرمة قال: عَقَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسل)).
فهذا حكم الإمام أبى حاتم الرازى، وبيانه علة الحديثين عن ابن عباس، وأنس بن مالك على وجه الإجمال، وفى ثنايا هذا البيان دقائق تحتاج إلى تفصيلٍ على النحو التالى:
حديث أنس بن مالك
((عَقَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ بِكَبْشَيْنِ)) قال أبو حاتم بن حبان (5309): أخبرنا الحسن بن سفيان حَدَّثَنَا إبراهيم بن المنذر الحزامي حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: عَقَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ بِكَبْشَيْنِ.
وأخرجه كذلك أبو يعلى (2945) عن الحارث بن مسكين، وابن أبى الدنيا ((كتاب العيال)) (47)، والبيهقى ((الكبرى)) (9/ 299) كلاهما عن أحمد بن صالح، والطحاوى ((مشكل الآثار)) (1/ 311) عن يونس بن عبد الأعلى، والطبرانى ((الأوسط)) (1878) عن حرملة بن يحيى، وابن عدى ((الكامل)) (2/ 126) عن إبراهيم بن المنذر والحارث بن مسكين، والضياء ((الأحاديث المختارة)) (7/ 85،84/ 2490،2489،2488) عن الحارث بن مسكين وعثمان بن صالح ويونس بن عبد الأعلى، وابن عساكر ((التاريخ)) (51/ 97) عن أحمد بن سعيد الهمدانى وحرملة بن يحيى، سبعتهم عن ابْنِ وَهْبٍ
¥(42/240)
أَخْبَرَنِى جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بمثله.
قال أبو القاسم وأبو أحمد: ((لم يروه عن قتادة إلا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، تفرد به ابْنُ وَهْبٍ)).
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيحين، عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ فما فوقه، لكنه مُعَلٌّ بما ذكره:
الإمام الثبت الحجَّة أبو حاتم الرازى قال: ((أخطأ جرير في هذا الحديث، إنما هو قتادة عن عكرمة قال: عَقَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسل))، وبمثله قال الإمام أحمد.
قلت: وجرير بن حازم أبو النضر العتكى البصرى أحد الثقات الرفعاء الأثبات من محدثى البصرة، إلا فى روايته عن قتادة، فإنه ينفرد عن قتادة بأحاديث غرائب ومناكير لا يرويها غيره، ولابن وهب المصرى عنه أفراد لم يتابع عليها، وهذا منها.
قال أبو جعفر العقيلى ((الضعفاء)): ((جرير بن حازم أبو النضر الأزدي البصري. حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت يحيى بن معين عن جرير بن حازم، قال: هو في قتادة ضعيف، روى عنه أحاديث مناكير. حدثنا عبد الله سمعت أبى يقول: حدثنا عفان قال: اجتمع جرير بن حازم وحماد بن زيد، فجعل جرير يقول: سمعت محمدا يقول سمعت شريحا فجعل حماد يقول له: يا أبا النضر محمد عن شريح. حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبى قال: حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع حدَّثتُ حماد بن زيد بحديث جرير بن حازم عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني فأنكره)).
وقال أبو أحمد بن عدى ((الكامل)) (2/ 128): ((جرير بن حازم له أحاديث كثيرة عن مشايخه، وهو مستقيم الحديث صالح فيه، إلا روايته عن قتادة، فإنه يروي عن قتادة أشياء لا يتابعه عليها غيره، وجرير من ثقات الناس حدث عنه الأئمة)).
وقال الحافظ الذهبى ((الميزان)) (2/ 119): ((وفي الجملة لجرير عن قتادة أحاديث منكرة. قال عبد الله بن أحمد سألت يحيى عن جرير بن حازم، فقال: ليس به بأس، فقلت، إنه يحدث عن قتادة عن أنس بمناكير، فقال: هو عن قتادة ضعيف. قال يعقوب بن شيبة حدثنا إبراهيم بن هاشم قال جرير بن حازم ليس به بأس، فقلت: إنه يحدث عن قتادة عن أنس بمناكير، فقال: هو عن قتادة ضعيف)).
ولعلَّ قائلاً يقول: فماذا أخرج الشيخان فى ((الصحيحين)) بهذا الإسناد ((جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ))؟.
قلنا: ليس فى ((الصحيحين)) بهذا الإسناد إلا حديثين لا ثالث لهما:
[الأول] قال البخارى فى ((فضائل القرآن)) (5045): حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ قِرَاءَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، فَقَالَ: كَانَ يَمُدُّ مَدَّاً.
[الثانى] قال البخارى فى ((كتاب اللباس)) (5906): حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَخْمَ الْيَدَيْنِ، لَمْ أَرَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَكَانَ شَعَرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجِلاً، لا جَعْدَ وَلا سَبِطَ.
وأعاده فى موضعين آخرين قبله وبعده (5905،5907).
وأخرجه مسلم فى ((الفضائل)): حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: كَيْفَ كَانَ شَعَرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، قَالَ: كَانَ شَعَراً رَجِلاً لَيْسَ بِالْجَعْدِ، وَلا السَّبْطِ، بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ.
على أن البخارى لم يفته أن يشير إلى الخلاف فى ثانيهما:
فقال فى ((كتاب اللباس)) (5912): حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَوْ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَخْمَ الْقَدَمَيْنِ حَسَنَ الْوَجْهِ لَمْ أَرَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. وَقَالَ هِشَامٌ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَثْنَ الْقَدَمَيْنِ وَالْكَفَّيْنِ. وَقَالَ أَبُو هِلالٍ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ أَوْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَخْمَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ لَمْ أَرَ بَعْدَهُ شَبَهاً لَهُ.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 12 - 04, 08:54 ص]ـ
حفظكم الله شيخنا الكريم ونفعنا بعلمكم، وكما تفضلت شيخنا الكريم ببيان العلل الواردة في حديث العقيقة بشاة وأنها معلولة كما قال أئمة الشأن.
وكذلك حول رواية جرير بن حازم عن قتادة فقد ضعفها أهل العلم ولذلك لم يخرج البخاري هذه الترجمة إلا فيما توبع عليه جرير.
قال الحافظ ابن حجر في هدي الساري (ما ضره اختلاطه لأن أحمد بن سنان قال: سمعت ابن مهدي يقول: كان لجرير أولاد فلما أحسّوا باختلاطه حجبوه، فلم يسمع منه أحد في حال اختلاطه شيئاً، واحتج به الجماعة، وما أخرج له البخاري من روايته عن قتادة إلا أحاديث يسيرة توبع عليها) انتهى.
وقد قال بعد الحديث الأول
حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا همام عن قتادة قال سئل أنس كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال كانت مدا ثم قرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم.
والحديث الثاني كما تفضلت بذكر كلام الإمام البخاري رحمه الله في ذكر الخلاف فيه ومن تابع فيه جرير بن حازم.
¥(42/241)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[20 - 12 - 04, 10:02 ص]ـ
نفع الله بعلومكم يا شيخنا المكرم.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[20 - 12 - 04, 05:13 م]ـ
احسن الله إليك واكثر من أمثالك.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[20 - 12 - 04, 10:18 م]ـ
الحمد لله نسترفده الإعانة والتوفيق. ونستهديه الصواب على التحقيق. وبعد ..
الأخوان الحبيبان / عبد الرحمن الفقيه والدارقطنى.بارك الله فيكما، ونفع بكما، وجزاكما الله خيراً.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[20 - 12 - 04, 10:27 م]ـ
الحمد لله نسترفده الإعانة والتوفيق. ونستهديه الصواب على التحقيق. وبعد ..
حديث ابن عباس، وله لفظان متعارضان:
((عَقَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ كَبْشاً كَبْشاً))
((عَقَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ كَبْشين كَبْشين)) [الطريق الأولى] قال أبو داود (2841): حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَّ عَنْ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ كَبْشاً كَبْشاً.
وأخرجه كذلك الطحاوى ((مشكل الآثار)) (1/ 312)، وابن أبى الدنيا ((كتاب العيال)) (46)، وأبو إسحاق الحربى ((غريب الحديث)) (1/ 42)، وابن الجارود (912)، وأبو بشر الدولابى ((الذرية الطاهرة)) (105)، والطبرانى ((الكبير)) (3/ 28/2567)، والبيهقى ((الكبرى)) (9/ 302،299)، وابن حزم ((المحلى)) (7/ 530)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (4/ 314) من طرقٍ عن أبِى مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بمثله.
وتابعه عن عبد الوارث: محمد بن عمر العقدي.
قال ابن الجارود (911): حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني ثنا محمد بن عمر العقدي ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ به.
وقال: ((رواه الثوري وابن عيينة وحماد بن زيد وغيرهم عن أيوب لم يجاوزوا به عكرمة)).
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيحين، أَبُو مَعْمَرٍ المقعد فما فوقه، لكنه مُعَلٌّ بالإرسال، كما قال ابن الجارود.
وقال أبو حاتم الرازى: ((ورواه وهيب وابن علية عن أيوب عن عكرمة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسل، وهذا أصح)).
قلت: هو كما قالا عليهما سحائب الرحمة وشآبيب الغفران، فالحديث ((عَنْ عِكْرِمَةَ عنْ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسل)) أولى وأشبه بالصواب، لاتفاق هؤلاء الأثبات: الثوري، وابن عيينة، وحماد بن زيد، ووهيب بن خالد، وإسماعيل بن علية، ومعمر ستتهم على روايته عن أيوب مرسلاً، وتفرد عبد الوارث بن سعيد بوصله ورفعه.
قال عبد الرزاق (4/ 330/7962) عن معمر والثوري عن أيوب عن عكرمة: ((أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَّ عَنْ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ بِكَبْشَيْنِ)).
[الطريق الثانية] قال النسائى ((الكبرى)) (3/ 76/4545) و ((المجتبى)) (7/ 165): أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ الْحَجَّاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: عَقَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِكَبْشَيْنِ كَبْشَيْنِ.
وقال الطبرانى ((الأوسط)) (8018) و ((الكبير)) (3/ 28/2568): حدثنا موسى بن هارون نا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ حَدَّثَنِي أَبِي ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ الْحَجَّاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: عَقَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ.
قلت: وإسناد النسائى رجاله ثقات كلهم على رسم البخارى، ولكن ذا ليس من صحاح أحاديث قتادة، ولم يسمع قتادة من عكرمة إلا ستة أحاديث.
¥(42/242)
قال فى ((تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل)) (1/ 265): ((قال أبو بكر المروزي: قلت لأحمد يقولون: إن قتادة لم يسمع من عكرمة!، قال: هذا لا يدري الذي قال، وأخرج إلىَّ كتابه فيه أحاديث مما سمع قتادة من عكرمة، فإذا ستة أحاديث فيها سمعت عكرمة)). وقد أخرج البخارى فى ((صحيحه)) أربعة أحاديث منها:
[الأول] ((كتاب الطلاق)) (5280): حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَهَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَيْتُهُ عَبْداً؛ يَعْنِي زَوْجَ بَرِيرَةَ.
[الثانى] ((كتاب اللباس)) (5885): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ.
[الثالث] ((كتاب الديات)) (6896): حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: هَذِهِ وَهَذِهِ سَوَاءٌ، يَعْنِي الْخِنْصَرَ وَالإِبْهَامَ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ.
قلت: وهذا الحديث مستوفٍ عند أبى داود من طريق عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ حَدَّثَنِي شُعْبَةُ به بلفظ ((الأَصَابِعُ سَوَاءٌ، وَالأَسْنَانُ سَوَاءٌ، الثَّنِيَّةُ وَالضِّرْسُ سَوَاءٌ، هَذِهِ وَهَذِهِ سَوَاءٌ)).
[الرابع] ((كتاب الأذان)) (788): حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ شَيْخٍ بِمَكَّةَ فَكَبَّرَ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً فَقُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّهُ أَحْمَقُ فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ مُوسَى: حَدَّثَنَا أَبَانُ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ به.
[الطريق الثالثة] قال الطبرانى ((الكبير)) (3/ 28/2569): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبِيدٍ الْمُحَارِبِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الأَجْلَحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: عَقَّ عَنْ الْحَسَنِ وَالْحُسِينِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
(2570) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا الْمُحَارِبِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ حَسَنَاً وحُسَيْنَاً عُقَّ عَنْهُمَا.
قال أبو حاتم الرازى: ((هذا خطأ، إنما هو عن عكرمة قوله من حديث يحيى بن سعيد الانصاري. لم تصح رواية يحيى بن سعيد عن عكرمة، فانه لايرضى عكرمة؛ كيف يروى عنه؟!)).
قال ابن أبي شيبة (5/ 113/24233): حَدَّثَنَا أبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ وَيَعْلَى بْنُ عُبِيدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: عَقَّ عَنْ الْحَسَنِ وَالْحُسِينِ.
ويتبع بقية أحاديث العقيقة، وبيان عللها.
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[21 - 12 - 04, 04:13 م]ـ
هناك كتابين بحثا حديث العقيقة بتوسع وتوصلا لما توصل إليه الشيخ الألفي حفظه الله تعالى أولاهما: كتاب أمالي الباغندي تحقيق: أشرف صلاح علي علي طبع مؤسسة قرطبة بمصر، سنة 1993 والثاني كتاب السنة لابن شاهين تحقيق الشيخ: عادل محمد أحمد طبع دار المشكاة بمصر.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 12 - 04, 11:49 م]ـ
الحمد لله نسترفده الإعانة والتوفيق. ونستهديه الصواب على التحقيق. وبعد ..
حديث عائشة
¥(42/243)
((عَقَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ يَوْمَ السَّابِعِ، وَسَمَّاهُمَا)) قال أبو حاتم بن حبان (5311): أخبرنا عمر بن محمد الهمداني ثنا أبو الربيع ثنا ابن وهب أخبرني محمد بن عمرو ـ قال أبو حاتم: وهو اليافعي شيخ ثقة مصري ـ عن ابن جريج عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت: عَقَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ يَوْمَ السَّابِعِ، وَسَمَّاهُمَا، وَأَمَرَ أَنْ يُمَاطَ عَنْ رَأْسِهِ الأَذَى.
وأخرجه كذلك الطحاوى ((مشكل الآثار)) (1/ 314) عن يونس بن عبد الأعلى، وابن عدى ((الكامل)) (6/ 226)، والبيهقى ((الكبرى)) (9/ 299) كلاهما عن الحارث بن مسكين، والحاكم (4/ 264)، والبيهقى ((الكبرى)) (9/ 299) كلاهما عن الربيع بن سليمان ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أربعتهم عن ابن وهب أخبرنى محمد بن عمرو اليافعى بمثل حديث أبى الربيع العتكى، إلا أن الربيع بن سليمان وابن عبد الحكم قالا ((عن رؤوسهما)).
وتابعه عن ابن جريج: عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، وزاد عليه فى المتن.
أخرجه أبو يعلى (8/ 17/4521) عن إسحاق بن أبى إسرائيل، وأبو الشيخ بن حيان ((كتاب العقيقة))، ومن طريقه البيهقى ((الكبرى)) (9/ 303) عن محمد بن بكار الصيرفى، كلاهما عن عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((يُعَقُّ عَنْ الْغُلامِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ، وَعَنْ الْجَارِيَةِ شَاةٌ))، وَقَالَ: وَعَقَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ شَاتِينِ يَوْمَ السَّابِعِ، وَأَمَرَ أَنْ يُمَاطَ عَنْ رَأْسِهِ الأَذَى، وقال: اذبحوا على اسمه، وقولوا بسم الله والله أكبر، اللهم لك وإليك، هذه عقيقة فلان.
قال أبو أحمد بن عدى: ((وهذا لا أعلم يرويه عن ابن جريج بهذا الإسناد غير مُحَمَّدُ بْنُ عَمْروٍ الْيَافِعِيُّ، وعَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ. ومحمد بن عمرو اليافعي له أحاديث غير ما ذكرت، يحدثها عنه عبد الله بن وهب، ولا أعلم يروي عنه غير ابن وهب)).
وقال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة، ومُحَمَّدُ بْنُ عَمْروٍ هذا هو الْيَافِعِيُّ)).
قلت: وليس كما قال، بل هو فاقد لأهم شروط الصحة: اتصال الإسناد، وعدم العلة، إذ له آفتان:
[الأولى] مُحَمَّدُ بْنُ عَمْروٍ الرُّعَيْنِىُّ الْيَافِعِيُّ المصرى، وإن وثَّقه ابن حبان والحاكم، وخرَّج له مسلم متابعة واحدة، إلا أنه يحدِّث بمناكير، كما قال أبو أحمد بن عدى. قال الحافظ ابن حجر فى ((تهذيب التهذيب)) (9/ 337): ((وقال أبو سعيد بن يونس: روى عنه ابن وهب وحده، وهو قريب السن من ابن وهب، حدَّث بغرائب. وذكره ابن حبان في ((الثقات))، وله في ((صحيح مسلم)) حديث واحد متابعة. وقال ابن عدي: له مناكير، وأورد له حديثه عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر أن رسو الله قال: ((لا يرث المسلم النصراني، إلا أن يكون عبده أو أمته))، واستنكره. قلت: قد رواه عبد الرزاق عن ابن جريج موقوفاً، وهو الصواب. وذكره الساجي في ((الضعفاء))، ونقل عن يحيى بن معين قال: غيره أقوى منه. وقال ابن القطان: لم تثبت عدالته)).
وأما عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ المكَّىُّ، فهو ثقة من أثبت الناس فى ابن جريج، وإنما نقموا عليه غلوه فى الإرجاء والدعوة إليه. قال العباس بن محمد الدورى عن يحيى بن معين قال: ثقة كان أعلم الناس بحديث ابن جريج، ولكن لم يكن يبذل نفسه للحديث. وقال أبو طالبٍ سمعت أحمد بن حنبل يقول: عبد المجيد بن أبي رواد ثقة، وكان فيه غلو في الإرجاء، وكان يقول: هؤلاء الشكاك، يعنى من يقول: أنا مؤمن إن شاء الله. وقال البخاري: كان يرى الإرجاء، كان الحميدي يتكلم فيه.
ولولا أنه خولف على حديثه ذا، لكان أولى الرواة به وأثبتهم فيه، ولكنْ لم يسمعه ابن جريج من يحيى بن سعيد الأنصارى.
[الثانية] لم يسمع ابن جريج هذا الحديث من يحيى بن سعيد الأنصارى. وقد أبان علَّته، وكشف عورته: هشام بن سليمان المخزومى، وعبد الرزاق الصنعانى، وأبو قرة موسى بن طارق الزبيدى.
قال أبو بشر الدولابى ((الذرية الطاهرة)) (148): حدثنا النضر بن سلمة حدثنا الحميدي والوليد بن عطاء قالا حدثنا هشام بن سليمان حدثنا ابن جريج قال: حُدِّثْتُ عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبدالرحمن عن عائشة قالت: عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين شاتين، وذبح عنهما يوم السابع، وسماهما، وأمر أن يماط عنهما الأذى عن رؤوسهما.
قال عبد الرزاق ((المصنف)) (4/ 330/7963): عن ابن جريج قال: حُدِّثْتُ حديثاً رُفِعَ إلى عائشة أنها قالت: عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حسن شاتين وعن حسين شاتين ذبحهما يوم السابع، ومشقهما، وأمر أن يماط عن رؤوسهما الأذى، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اذبحوا على اسمه، وقولوا بسم الله، اللهم لك وإليك، هذه عقيقة فلان)).
وأخرج البيهقى ((الكبرى)) (9/ 303) من طريق محمد بن يوسف الزبيدى أنبأ أبو قرة عن ابن جريج حديثاً ذكره عن يحيى بن سعيد بنحو لفظ حديث عبد المجيد إلا قوله ((عن الحسن شاتين وعن حسين شاتين)).
قلت: فهؤلاء الثلاثة يروونه عن ابن جريج، وليس فيه سماعه عن يحيى بن سعيد، وهو الأصح. وعليه فإن من صحَّحه ولم يقف على علِّته، فإنما اقتصر على ظاهر الإسناد، وتغاضى عن عنعنة ابن جريج، مع اشتهاره بالتدليس!.
ويتبع بقية أحاديث العقيقة، وبيان عللها.
¥(42/244)
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[24 - 12 - 04, 10:25 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي، وقد وصل إلى هذه النتيجة محقق كتاب آمالي الباغندي طبع مؤسسة قرطبة بمصر سنة 1993 م وهو أشرف صلاح علي علي، وكذا عادل محمد أحمد في تحقيقه لكتاب السنة لابن شاهين طبع دار المشكاة والله الموفق.(42/245)
أرجوا من الإخوة موافاتي بدرجة هذين الأثرين
ـ[مجاهد121]ــــــــ[21 - 12 - 04, 05:18 م]ـ
الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... وبعد أرجوا منكم موافاتي بتخريخ ودرجة هذين الأثرين:
الأول: موجود في كتاب الإمام القرطبي التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة، وأريد معرفة درجته الحديثية، والحديث هو /
روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: أتدرون فيمن نزلت هذه الآية؟ فإن له معيشة ضنكاً و نحشره يوم القيامة أعمى أتدرون ما المعيشة الضنك؟ قالوا: الله و رسوله أعلم. قال: عذاب الكافر في القبر، و الذي نفسي بيده إنه ليسلط عليه تسعة و تسعون تنيناً. أتدرون ما التنين؟ تسعة و تسعون حية لكل حية تسعة أرؤس ينفخن في جسمه، و يلسعنه و يخدشنه إلى يوم القيامة و يحشر من قبره إلى موقفه أعمى.
أما الثاني: فإني لا أعرف مصدره في الحقيقة لكني سمعته:
ومفاده أن صحابيا إسمه أبو قلابة رأى رؤيا في منامه كأن القيامة قامت والناس خرجت من قبورها فأخذ يمشي بين القبور فرأى بين أهلها نورا إلا قبرا واحد فسأل صاحب القبر عن ذلك فقال له أن إبني لا يتصدق عني ولا يقرأ القران ويهدي إلي أما الباقين فإن أبناءهم يتصدقون عنهم ويعملون أعمالا صالحة ويجعلون ثوابها لهم فسأله عن إبنه وفي الصباح أخبر الإبن عما رأى وسمع من أبيه. فقام الإبن بالتصدق والإكثار من الأعمال الصالحة وإهدائها لوالده ..... وبعد أيام رأى ذلك الصحابي (أبو قلابة) نفس الرؤيا ورأى ذلك الرجل ومعه نورا فقال الرجل لأبي قلابة جزاك الله خيرا سترتني بين الجيران وسددت خلتي .... (هذا معنى الرواية)
فأرجوا من الإخوة الكرام أن يساعدوني في معرفة درجة هذه الرواية ومصدرها ويا حبذا لو كان تفصيلا لأهمية الموضوع بالنسبة لي في بلدي ولهم من الله الأجر والثواب والمغفرة.
ـ[مجاهد121]ــــــــ[22 - 12 - 04, 05:36 ص]ـ
الإخوة الكرام أرجوا المساعدة قدر المستطاع ولكم من الله المثوبة.
ـ[زكريا أبو مسلم]ــــــــ[22 - 12 - 04, 07:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما الحديث الأول: فقد رواه الترمذي وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان في صحيحه وابن مردويه وابن أبي الدنيا عن أبي هريرة رضي الله عنه, و فيه درّاج اختلف فيه, قال الهيثمي حديثه حسن واختلف فيه, قال ابن كثير: رفعه منكر جدا, لكن حسّنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب و موارد الظمآن.
والألباني رحمه الله يحسّن حديث درّاج هذا في غير روايته عن أبي الهيثم.
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 12 - 04, 11:07 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وتتمة لما ذكره الأخ زكريا أبو مسلم حفظه الله حول الحديث الأول فقد جاء حديث التنين من حديث أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما
فأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو يعلى (6644) وابن حبان (3122) والآجري في الشريعة (3/ 1273) من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي السمح عن ابن حجيرة عن أبي هريرة مرفوعا
وذكره السيوطي في الدر المنثور (5/ 607و608) وزاد نسبته إلى ابن أبي الدنيا في ذكر الموت والحكيم الترمذي وابن المنذر وابن ابي حاتم وابن مردويه.
(ينظر حاشية المطالب العالية (18/ 490)).
وقال ابن كثير في تفسيره بعد ذكره هذا الحديث من طريق ابن أبي حاتم (رفعه منكر جدا).
ودراج بن سمعان أبو السمح فيه كلام وقد اضطرب في هذا الحديث فمرة يجعله عن عبدالرحمن بن حجيرة قاضي مصر عن أبي هريرة كما هنا ومرة يجعله عن أبي الهيثم عن أبي سعيد كما سيأتي بإذن الله تعالى
قال المزي في تهذيب الكمال ج8:ص478 في ترجمة أبي السمح
قال عبد الله بن احمد بن حنبل عن أبيه حديثه منكر
وقال أبو عبيد الآجري سئل أبو داود عن دراج فقال سمعت احمد يقول الشأن في دراج
وقال عثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين ثقة قال عثمان دراج أبو السمح ومشرح بن هاعان ليسا بكل ذاك وهما صدوقان
وقال عباس الدوري سألت يحيى بن معين عن حديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فقال ما كان هكذا بهذا الإسناد فليس به بأس دراج ثقة وأبو الهيثم ثقة
وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود أحاديثه مستقيمة الا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد وقال النسائي ليس بالقوي وقال في موضع آخر منكر الحديث
¥(42/246)
وقال أبو حاتم في حديثه ضعف
وقال الدارقطني ضعيف وقال في موضع آخر متروك
وقال أبو احمد بن عدي سمعت محمد بن حمدان بن سفيان الطرائفي يقول سمعت فضلك الرازي وذكر له قول يحيى بن معين في دراج انه ثقة فقال فضلك ما هو بثقة ولا كرامة
له وروى له ابن عدي أحاديث ثم قال وعامة الأحاديث التي أمليتها مما لا يتابع دراج عليه وفيها ما قد روي عن غيره ومن غير هذا الطريق ولدراج عن ابن جزء وأبي الهيثم وابن حجيرة غير ما ذكرت من الحديث
ومما ينكر من أحاديثه بعض ما ذكرت وهو قوله اصدق الرؤيا بالأسحار والشتاء ربيع المؤمن والشياع حرام وأكثروا من ذكر الله حتى يقال مجنون وقد روي عنه بهذا الإسناد أيضا لا حليم إلا ذو عثرة عن عمرو عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد يرويه عن ابن وهب الغرباء وسائر أخبار دراج غير ما ذكرت من هذه الأحاديث يتابعه الناس عليها وأرجو إذا أخرجت دراجا وبرأته من هذه الأحاديث التي أنكرت عليه أن سائر أحاديثه لا بأس بها وتقرب صورته مما قال فيه يحيى بن معين
وقال عبد الله بن لهيعة كان كريما وكان إذا أتاه من يطلب العلم لم يحدثه حتى يطعم عنده
قال أبو سعيد بن يونس كان يقص بمصر يقال توفي سنة ست وعشرين ومئة روى له البخاري في الأدب وغيره والأربعة) انتهى كلام المزي رحمه الله.
وفي تهذيب التهذيب ج3/ص180
وحكى ابن عدي عن أحمد بن حنبل أحاديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فيها ضعف
وقال بن شاهين في الثقات ما كان بهذا الإسناد فليس به بأس) انتهى.
وقال أبو حاتم كما في العلل لابنه (في حديثه صنعة)
وروى الحاكم حديثا من طريق عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد ثم قال: هذه ترجمة للمصريين لم يختلفوا في صحتها وصدق روايتها، غير أن شيخي الصحيح لم يخرجاه (المستدرك (1/ 212 - 213)
وفي المنتخب من الإرشاد للخليلي (1/ 45) (قال الخليلي: وحديث عمرو بن الحارث إذا كان عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد يكتب ولايحتج به) (التذييل على كتاب تهذيب التهذيب ص 120)
وقال الذهبي في تاريخ الإسلام ج8:ص90
وضعفه أبو حاتم يسيراً فإنه قال فيه ضعف.
وقد جاء مرفوعا عن أبي هريرة رضي الله عنه من طريق آخر كما أخرجه البزار (كما في كشف الأستار (3/ 58 - 59) حدثنا محمد بن هلال الأزدي عن محمد بن عمر ثنا هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي حجيرة عن أبي هريرة مرفوعا.
قال الهيثمي في المجمع (7/ 67) (رواه البزار وفيه من لم أعرفه).
(كذا الإسناد في المطبوع من كشف الأستار وفيه تحريف) وعلق الأعظمي في الحاشية على قول الهيثمي وفيه من لم أعرفه قال كأنه يعني أبا حجيرة!
والإسناد الذي ذكره ابن كثير في تفسيره (حدثنا محمد بن يحيى الأزدي حدثنا محمد بن عمرو حدثنا هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن ابن حجيرة عن أبي هريرة)
وهشام بن سعد فيه كلام
قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج9:ص61
هشام بن سعد أبو سعد مولى آل أبى لهب
روى عن نافع وعياض بن عبد الله وزيد بن اسلم روى عنه ليث بن سعد وابن وهب وعبد الله بن نافع وابن أبى فديك وأبو نعيم والقعنبي سمعت أبى يقول ذلك
حدثني أبى قال سمعت احمد بن حنبل يقول لم يكن هشام بن سعد بالحافظ نا عبد الرحمن نا حرب بن إسماعيل الكرماني فيما كتب الى قال سمعت احمد بن حنبل وذكر له هشام بن سعد فلم يرضه وقال ليس بمحكم الحديث
قال قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول هشام بن سعد فيه ضعف وداود بن قيس أحب الى منه
انا أبو بكر بن أبى خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول هشام بن سعد هو صالح ليس بمتروك الحديث
قال سألت أبى عن هشام بن سعد فقال يكتب حديثه ولا يحتج به هو محمد بن إسحاق عندي واحد
وسألت أبا زرعة عن هشام بن سعد فقال شيخ محله الصدق وكذلك محمد بن إسحاق هو هكذا عندي وهشام أحب الى من محمد بن إسحاق) انتهى.
وقال العقيلي في الضعفاء الكبير ج4:ص341
حدثنا عبد الله بن أحمد قال سألت أبي عن هشام بن سعد فقال كذا وكذا وكان يحيى لا يروي عنه حدثنا محمد قال حدثنا عباس قال سمعت يحيى قال هشام بن سعد فيه ضعف وداود بن قيس أحب إلي منه
حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا معاوية قال سمعت يحيى قال هشام بن سعد ليس بذلك القوي) انتهى.
وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى (القسم المتمم) ج1:ص446
وكان كثير الحديث يستضعف.
¥(42/247)
وقال السمعاني في الأنساب ج5:ص149
وأبو سعيد هشام بن سعد القرشي اللهبي مولى لأبي لهب من أهل المدينة
يروي عن الزهري سعيد بن المسيب وزيد بن أسلم ونافع
وكان ممن يقلب الأسانيد وهو لا يفهم ويسند الموقوفات من حيث لا يعلم فلما كثرت مخالفته الأثبات فيما يرويه عن الثقات بطل الاحتجاج به وإن اعتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير.
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج7:ص345
قال عباس عن ابن معين فيه ضعف
وقال أحمد لم يكن بالحافظ
وقال أبو حاتم هو وابن إسحاق عندي سواء
وقال أحمد كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه
وقال أبو داود هو ثقة أثبت الناس في زيد بن أسلم
وقال عبد الله بن أحمد سألت أبي عنه فقال هو كذا وكذا
وروى معاوية بن صالح عن ابن معين ليس بذاك القوي
وقال ابن عدي مع ضعفه يكتب حديثه
وتقعر ابن حبان كعوائده وذكر أنه يروي عن سعيد بن المسيب كذا في النسخة ثم قال كان ممن ينقل الإسناد وهو لا يفهم ويسند الموقوفات من حيث لا يعلم فلما كثر مخالفته للأثبات فيما يرويه عن الثقات بطل الاحتجاج به وإن اعتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير
عبد الله بن نافع عن هشام بن سعد عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا عرف الغلام يمينه من شماله فمروه بالصلاة
قلت احتج به مسلم واستشهد به البخاري.
قال ابن حجر في تهذيب التهذيب ج11/ص37
قال أبو حاتم عن أحمد لم يكن هشام بالحافظ
وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه هشام بن سعد كذا وكذا كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه
وقال أبو طالب عن أحمد ليس هو محكم الحديث
وقال حرب لم يرضه أحمد
وقال الدوري عن بن معين ضعيف وداود بن قيس أحب إلي منه
وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين صالح وليس بمتروك الحديث
وقال معاوية بن صالح عن بن معين ليس بذاك القوي
وقال بن أبي مريم عن بن معين ليس بشيء كان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه
وقال العجلي جائز الحديث حسن الحديث
وقال أبو زرعة محله الصدق وهو أحب إلي من ابن إسحاق
وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به هو ومحمد بن إسحاق عندي واحد
وقال الآجري عن أبي داود هشام بن سعد أثبت الناس في زيد بن أسلم
وقال النسائي ضعيف وقال مرة ليس بالقوي
وروى ابن عدي أحاديث منها حديثه عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد أفطر في رمضان فقال له أعتق رقبة الحديث وقال مرة عن الزهري عن أنس
قال والروايتان جميعا خطأ وإنما رواه الثقات عن الزهري عن حميد عن أبي هريرة وهشام خالف فيه الناس وله غير ما ذكرت ومع ضعفه يكتب حديثه
قيل مات في أول خلافة المهدي وقيل مات سنة ستين ومائة قلت المهدي ولي في أواخر سنة تسع وخمسين فالقولان بمعنى واحد في سنة تسع ذكره بن قانع
وقال بن سعد كان كثير الحديث يستضعف وكان متشيعا
وقال ابن أبي شيبة عن علي بن المديني صالح وليس بالقوي
وقال الساجي صدوق وذكره ابن عبد البر في باب من نسب إلى الضعف ممن يكتب حديثه قال وقال لي ابن معين ضعيف حديثه مختلط
وقال الخليلي أنكر الحفاظ حديثه في المواقع في رمضان من حديث الزهري عن أبي سلمة قالوا وإنما رواه الزهري عن حميد قال ورواه وكيع عن هشام بن سعد عن الزهري عن أبي هريرة منقطعا قال أبو زرعة الرازي أراد وكيع الستر على هشام بإسقاط أبي سلمة وذكره يعقوب بن سفيان في الضعفاء وقال الحاكم أخرج له مسلم في الشواهد) انتهى.
يتبع بإذن الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 12 - 04, 11:26 ص]ـ
وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه جاء عنه موقوفا ومرفوعا
فأما المرفوع فأخرجه أحمد في المسند (3/ 38) وابن أبي شيبة في المصنف (13/ 175) وابن حبان (3121) وغيرهم من طريق أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعا.
وهذا الإسناد فيه ضعف كما سبق وفيه اضطراب أبي السمح كذلك.
وقد جاء موقوفا كما عند البيهقي في إثبات عذاب القبر (61) من طريق عبدالله بن سليمان عن دراج عن أبي الهيثم به.
وكذلك جاء موقوفا بنحوه عند الطبري في تفسيره (16/ 227) من طريق ابن أبي هلال عن أبي حازم عن أبي سعيد.
ينظر مسند أحمد طبع الرسالة (17/ 434).
وجاء كذلك من طريق عطية العوفي عن أبي سعيد
قال الترمذي في جامعه (2460) حدثنا محمد بن أحمد بن مدويه حدثنا القاسم بن الحكم العرني حدثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي عن عطية عن أبي سعيد قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مصلاه فرأى ناسا كأنهم يكتشرون قال أما إنكم لو أكثرتم ذكر هادم اللذات لشغلكم عما أرى الموت فأكثروا من ذكر هادم اللذات الموت فإنه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه فيقول أنا بيت الغربة وأنا بيت الوحدة وأنا بيت التراب وأنا بيت الدود فإذا دفن العبد المؤمن قال له القبر مرحبا وأهلا أما إن كنت لأحب من يمشي على ظهري إلي فإذ وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنيعي بك قال فيتسع له مد بصره ويفتح له باب إلى الجنة وإذا دفن العبد الفاجر أو الكافر قال له القبر لا مرحبا ولا أهلا أما إن كنت لأبغض من يمشي على ظهري إلي فإذ وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنيعي بك قال فيلتئم عليه حتى تلتقي عليه وتختلف أضلاعه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصابعه فأدخل بعضها في جوف بعض قال ويقيض الله له سبعين تنينا لو أن واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئا ما بقيت الدنيا فينهشنه ويخدشنه حتى يفضي به الحساب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار
قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه) انتهى.
وفي إسناده عبيدالله بن الوليد الوصافي ضعيف جدا، وعطية العوفي فيه كلام كذلك.
يتبع بإذن الله تعالى.
¥(42/248)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 12 - 04, 04:28 م]ـ
وسعيد بن أبي هلال أشار الإمام أحمد إلى اختلاطه وأشار أبو زرعة إلى روايته للمناكير وكذلك أشار أبو حاتم كما سيأتي نقل كلامهم بإذن الله تعالى
قال ابن حجر في تهذيب التهذيب ج4/ص83
سعيد بن أبي هلال الليثي مولاهم أبو العلاء المصري يقال أصله من المدينة
روى عن جابر وأنس مرسلا وزيد بن أسلم وأبي الرجال محمد بن عبد الرحمن وربيعة وأبي الزناد وأبي حازم بن دينار وعمارة بن غزية وعمرو بن مسلم وعون بن عبد الله وقتادة والقاسم بن مرة وربيعة بن سيف وجعفر بن عبد الله بن الحكم وعبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع والزهري وأبي محمد وأبي بكر ابني المنكدر ومخرمة بن سليمان ونافع مولى بن عمر ويزيد بن الهاد ويحيى بن سعيد الأنصاري ونعيم المجمر و نبيه بن وهب وخلق
وعنه سعيد المقبري وهو أكبر منه وخالد بن يزيد المصري وعمرو بن الحارث وهشام بن سعد والليث ويحيى بن أيوب ويزيد بن أبي حبيب وغيرهم
قال أبو حاتم لا بأس به
وقال ابن يونس ولد بمصر سنة 7 ونشأ بالمدينة ثم رجع إلى مصر في خلافة هشام قال ويقال توفي سنة خمس وثلاثين ومائة
وقال غيره مات سنة 33
وقال ابن حبان في الثقات مات سنة 149
قلت وحديثه عن جابر أورده البخاري معلقا متابعة ووصله الترمذي وقال هذا مرسل سعيد بن أبي هلال لم يدرك جابرا
وقال خلف في الأطراف لم يسمع من جابر
وقال ابن سعد كان ثقة إن شاء الله
وقال الساجي صدوق كان أحمد يقول ما أدري أي شيء يخلط في الأحاديث
وقال العجلي بصري ثقة
ووثقه ابن خزيمة والدارقطني والبيهقي والخطيب وابن عبد البر وغيرهم
وقال بن أبي حاتم أبي يقول لم يسمع سعيد من أبي سلمة بن عبد الرحمن
وقال ابن حزم ليس بالقوي ولعله اعتمد على قول الإمام أحمد فيه
وقرأت بخط السبكي الكبير أفادنا مسعود الحارثي أن اسم أبي هلال والد سعيد هذا مرزوق وكان مسعود يقول هو من خبايا الزوايا) انتهى.
وقال ابن رجب في شرح علل الترمذي ج2/ص867
ومن ذلك ما ذكر البرذعي قال قال لي أبو زرعة خالد بن يزيد المصري وسعيد بن أبي هلال صدوقان وربما وقع في قلبي من حسن حديثهما
قال وقال لي أبو حاتم أخاف أن يكون بعضها مراسيل عن ابن أبي فروة وابن سمعان انتهى.
وفي حديثنا هذا اضطرب سعيد بن أبي هلال فرواه مرة عن ابن حجيرة عن أبي هريرة مرفوعا كما عند البزار
ورواه مرة عن أبي حازم عن أبي سعيد موقوفا كما عند الطبري في تفسيره.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 01 - 05, 04:49 ص]ـ
الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... وبعد أرجوا منكم موافاتي بتخريخ ودرجة هذين الأثرين:
أما الثاني: فإني لا أعرف مصدره في الحقيقة لكني سمعته:
ومفاده أن صحابيا إسمه أبو قلابة رأى رؤيا في منامه كأن القيامة قامت والناس خرجت من قبورها فأخذ يمشي بين القبور فرأى بين أهلها نورا إلا قبرا واحد فسأل صاحب القبر عن ذلك فقال له أن إبني لا يتصدق عني ولا يقرأ القران ويهدي إلي أما الباقين فإن أبناءهم يتصدقون عنهم ويعملون أعمالا صالحة ويجعلون ثوابها لهم فسأله عن إبنه وفي الصباح أخبر الإبن عما رأى وسمع من أبيه. فقام الإبن بالتصدق والإكثار من الأعمال الصالحة وإهدائها لوالده ..... وبعد أيام رأى ذلك الصحابي (أبو قلابة) نفس الرؤيا ورأى ذلك الرجل ومعه نورا فقال الرجل لأبي قلابة جزاك الله خيرا سترتني بين الجيران وسددت خلتي .... (هذا معنى الرواية)
فأرجوا من الإخوة الكرام أن يساعدوني في معرفة درجة هذه الرواية ومصدرها ويا حبذا لو كان تفصيلا لأهمية الموضوع بالنسبة لي في بلدي ولهم من الله الأجر والثواب والمغفرة.
هذا أثر غريب، وقد طالعت كتاب القبور لابن أبي الدنيا وهو من مظان هذا الأثر فلم أجده ولافيما استدركه المحقق من كتاب الروح لابن القيم، ولايعرف أن أحدا من الصحابة يسمى أبا قلابة، والله أعلم.
ـ[مجاهد121]ــــــــ[08 - 01 - 05, 04:04 م]ـ
الشيخ عبدالرحمن الفقيه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد: جزاك الله خير الجزاء وغفر لك ولوالديك وجمعنا وإياك في مستقر رحمته ودار كرامته مع النبيين والشهداء والصالحين.
وأعذرني على تأخري في الرد فقد كنت مشغولا في الآونة الأخيرة.
وإن أذنت لي أن أضيفك معي في الماسنجر ومراسلتك عبر البريد الإلكتروني فأنا ممنون لك بعد الله تعالى. ولك الشكر والتقدير
أخوك في الله: مجاهد(42/249)
هل هناك رواية عن إعراض النبي لمجوسي بسبب اللحية؟
ـ[أبا عبد الرحمن]ــــــــ[22 - 12 - 04, 09:38 ص]ـ
قرأت في مكان عن رواية أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعرض عن مجوسي فسأله المجوسي عن السبب فقال له صلى الله عليه وسلم في ما معناه أن لماذا تحلقون فقال المجوسي ربنا أمرنا فقال له عليه السلام أما ربنا فأمرنا بإعفاء اللحى ....
هل هناك أي حديث مثل هذا بسند صحيح؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 12 - 04, 03:12 م]ـ
قال ابن بشران في الأمالي (المجلس الخامس والأربعون والستمائة) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن علي بن مروان الأنصاري الأبزاري بالكوفة، قال: ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري الأبيسي، ثنا أحمد بن محمد الأنصاري، ثنا محمد بن يحيى، ثنا عصمة بن محمد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: " دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مجوسي قد حلق لحيته وأعفى شاربه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ويحك، من أمرك بهذا؟ "، قال: أمرني به كسرى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكني أمرني ربي عز وجل أن أعفي لحيتي، وأن أحفي شاربي " *
في سنده عصمة بن محمد هو متروك.
وقال ابن سعد في الطبقات
أخبرنا سعيد بن منصور، أخبرنا سفيان، عن عبد المجيد بن سهيل، عن عبيد الله بن عبد الله قال: جاء مجوسي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعفى شاربه وأحفى لحيته فقال: " من أمرك بهذا؟ " قال: ربي، قال: " لكن ربي أمرني أن أحفي شاربي وأعفي لحيتي " *
وسنده مرسل
وفي مسند الحارث (زوائدالهيثمي) ج2/ص620
باب ما جاء في الاخذ من الشعر
592 حدثنا عبد العزيز بن أبان ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير قال أتى رجل من العجم المسجد وقد وفر شاربه وجز لحيته فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حملك على هذا قال ان الله عز وجل أمرنا بهذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله أمرني أن اوفر لحيتي وأحفي شاربي
في إسناده عبدالعزيز بن أبان وهو متروك وهو مرسل كذلك.
وفي التمهيد لابن عبد البر ج20/ص55
أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن عمر ابن علي قال حدثنا علي بن حرب قال حدثنا سفيان عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن مجوسيا دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وقد أعفى شاربه وأحفى لحيته فقال من أمرك بهذا؟ قال أمرني ربي قال لكن ربي أمرني أن أحفي شاربي وأعفي لحيتي
هكذا قال علي ابن حرب عن سفيان بن عيينة عبد المجيد وهو الصواب في اسم هذا الرجل وكذلك ذكره البخاري والعقيلي في باب عبد المجيد ومن قال فيه عبد الحميد فقد غلط والله أعلم.
وهذا مرسل كذلك.
ـ[أبا عبد الرحمن]ــــــــ[22 - 12 - 04, 04:20 م]ـ
هل يمكن العمل بالحديث المرسل؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 12 - 04, 11:02 م]ـ
معنى هذا الحديث قد ثبت في أحاديث صحيحة
فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، في الصحيحين وغيرهما أنه قال: قصوا الشوارب وأعفوا اللحى وفي لفظ: قصوا الشوارب ووفروا اللحى خالفوا المشركين وفي رواية مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس
ففي هذه الأحاديث الصحيحة الأمر الصريح بإعفاء اللحى، وتوفيرها وإرخائها، وقص الشوارب؛ مخالفة للمشركين والمجوس.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 08 - 09, 01:27 ص]ـ
لعل الحديث الثاني مفسر للحديث الأول أي المقصود بالمشركين: المجوس. لأن مشركي العرب كانوا يوفرون لحاهم. والله أعلم.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[30 - 08 - 09, 04:31 ص]ـ
لعل الحديث الثاني مفسر للحديث الأول أي المقصود بالمشركين: المجوس. لأن مشركي العرب كانوا يوفرون لحاهم. والله أعلم.
الحديث على ظاهره، ومخالفة المشركين في قص الشوارب، والله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 08 - 09, 10:12 ص]ـ
ليس من المشركين من يقص شواربه إلا المجوس فهم المقصودون دون غيرهم
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[30 - 08 - 09, 01:51 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=184548(42/250)
هل يصح هذا الحديث أو الأثر؟ اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم
ـ[هشام المصري]ــــــــ[22 - 12 - 04, 02:48 م]ـ
اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم
هل هذا أثر أم حديث و ما مدى صحته؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 12 - 04, 03:21 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=81107#post81107
ـ[هشام المصري]ــــــــ[22 - 12 - 04, 04:45 م]ـ
جزاك الله خيرا(42/251)
حديث "إختلاف أمتي رحمة" صحيح ضعيف أم موضوع
ـ[أبا عبد الرحمن]ــــــــ[22 - 12 - 04, 04:10 م]ـ
وأريد تفصيلاً أياً كان الجواب من فضلكم جزاكم الله خيرا ....
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 12 - 04, 09:38 ص]ـ
16 - ((اختلاف أمتي رحمة)). موضوع. "الأسرار المرفوعة" (506). "تنزيه الشريعة" (2/ 402). وقال الألباني: لا أصل له. "الضعيفة" (11).
مئة من الأحاديث المشتهرة على الألسنة
إعداد: الشيخ إحسان بن محمد بن عايش العتيبي
(من تلاميذ الشيخ الألباني رحمه الله)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد:
فهذه (100) حديث من الأحاديث الضعيفة والموضوعة وهي منتشرة بين الخطباء والوعاظ، وفي الصحيح ما يغني المسلم عن الأخذ بالضعيف.
1 - ((من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد من الله إلا بعداً)). وفي لفظ: ((من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فلا صلاة له)). قال الذهبي: قال ابن الجنيد: كذب وزور. قال الحافظ العراقي: حديث إسناده لين، قال الألباني: باطل لا يصح من قبل إسناده ولا من جهة متنه. "ميزان الاعتدال" (3/ 293). "نخريج الإحياء" (1/ 143). "السلسلة الضعيفة" (2، 985).
2 - ((الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهائم الحشيش)). وفي لفظ: ((الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)). قال الحافظ العراقي: لم أقف له على أصل، قال عبد الوهاب ابن تقي الدين السبكي: لم أجد له إسناداً، قال الألباني: لا أصل له. "تخريج الإحياء" (1/ 136). "طبقات الشافعية" للسبكي (4/ 145). "الضعيفة" (4).
3 - ((اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً)). قال الألباني: لا يصح مرفوعاً أي: ليس صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. "الضعيفة" (8).
4 - ((أنا جدُّ كل تقي)) قال السيوطي: لا أعرفه. قال الألباني: لا أصل له. "الحاوي" للسيوطي (2/ 89). "الضعيفة" (9).
5 - ((إنما بعثتُ مُعَلِّماً)) قال العراقي: سنده ضعيف، قال الألباني: ضعيف. "تخريج الإحياء" (1/ 11). "الضعيفة" (11).
6 - ((أوحى الله إلى الدنيا أن اخدمي من خدمني وأتعبي من خدمك)) قال الألباني: موضوع. "تنزيه الشريعة" للكناني (2/ 303). "الفوائد المجموعة" للشوكاني (712). "الضعيفة" (12).
7 - ((إياكم وخضراءُ الدِّمن فقيل: ما خضراء الدِّمن؟ قال المرأةُ الحسناء في المنبت السوء)). قال العراقي: ضعيف وضعفه ابن الملقن. قال الألباني: ضعيف جداً. "تخريج الإحياء" (2/ 42). "الضعيفة" (14).
8 - ((صنفان من أمتي إذا صلحا، صلح الناس: الأمراء والفقهاء)). وفي لفظ ((صنفان من أمتي إذا صلحا، صلح الناس: الأمراء والعلماء)). قال الإمام أحمد: في أحد رواته كذاب يضع الحديث، قال ابن معين والدارقطني مثله، قال الألباني: موضوع. "تخريج الإحياء" (1/ 6). "الضعيفة" (16).
9 - ((توسلوا بجاهي، فإن جاهي عند الله عظيم)). قال ابن تيمية والألباني: لا أصل له."اقتضاء الصراط المستقيم" لابن تيمية (2/ 415). "الضعيفة" (22).
10 - ((من خرج من بيته إلى الصلاة فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وأسألك بحق ممشاي هذا ......... أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له ألفُ ملكٍ)). ضعفه المنذري، قال البوصيري: سنده مسلسل بالضعفاء. قال الألباني: ضعيف. "الترغيب والترهيب" للمنذري (3/ 272). "سنن ابن ماجه" (1/ 256).
******************************
11 - ((الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة)). قال ابن حجر: لا أعرفه. "المقاصد الحسنة" للسخاوي (ص 208). وهو في "تذكرة الموضوعات" للفتني (68). وفي "الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" للقاري (ص 195).
12 - ((من نام بعد العصر، فاختُلس عقله، فلا يلومنَّ إلا نفسه)). أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 69). والسيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 279). والذهبي في "ترتيب الموضوعات" (839).
13 - ((من أحدث ولم يتوضأ فقد جفاني ...... )). قال الصغاني: موضوع. "الموضوعات" (53). والألباني: موضوع."الضعيفة" (44).
14 - ((من حج البيت ولم يزرني. فقد جفاني)). موضوع. قاله الذهبي في "ترتيب الموضوعات" (600). والصغاني في "الموضوعات" (52). والشوكاني في "الفوائد المجموعة" (326).
¥(42/252)
15 - ((من حج، فزار قبري بعد موتي، كان كمن زارني في حياتي)). قال ابن تيمية: ضعيف. "قاعدة جليلة" (57). قال الألباني: موضوع. "الضعيفة" (47). وانظر "ذخيرة الحفاظ" لابن القيسراني (4/ 5250).
16 - ((اختلاف أمتي رحمة)). موضوع. "الأسرار المرفوعة" (506). "تنزيه الشريعة" (2/ 402). وقال الألباني: لا أصل له. "الضعيفة" (11).
17 - ((أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)). وفي لفظ: ((إنما أصحابي مثل النجوم فأيهم أخذتم بقوله اهتديتم)).قال ابن حزم: خبر مكذوب موضوع باطل لم يصح قط."الإحكام في أصول الأحكام" (5/ 64) و (6/ 82). وقال الألباني: موضوع. "الضعيفة" (66). وانظر "جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر (2/ 91).
18 - ((من عَرَفَ نفسهُ فقد عرف ربَّه)).موضوع."الأسرار المرفوعة" (506). و "تنزيه الشريعة" (2/ 402). "تذكرة الموضوعات" (11).
19 - ((أدَّبني ربي. فأحسن تأديبي)). قال ابن تيمية: لا يعرف له إسناد ثابت."أحاديث القصاص" (78).وأورده الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (1020). والفتني في "تذكرة الموضوعات" (87).
20 - ((الناس كلهم موتى إلا العالمون، والعالمون كلهم هلكى إلا العاملون والعاملون كلهم غرقى إلا المخلصون والمخلصون على خطر عظيم)). . قال الصغاني: هذا الحديث مفترى ملحون والصواب في الإعراب: العالمين والعالمين."الموضوعات" (200). وأورده الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (771). والفتني في "تذكرة الموضوعات" (200).
******************************
21 - ((سؤر المؤمن شفاء)). لا أصل له. "الأسرار المرفوعة" (217). "كشف الخفاء" (1/ 1500). "الضعيفة" (78).
22 - ((إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان، فأتوها ولو حبواً فإن فيها خليفة الله المهدي)). ضعيف. "المنار المنيف" لابن القيم (340). "الموضوعات" لابن الجوزي (2/ 39). "تذكرة الموضوعات" (233).
23 - ((التائب حبيبُ الله)). لا أصل له. "الأحاديث التي لا أصل لها في الإحياء" للسبكي (356). "الضعيفة" (95).
24 - ((أما إني لا أنسى، ولكن أُنَسَّ لأُشَرِّع)). لا أصل له. "الأحاديث التي لا أصل لها في الإحياء" (357). "الضعيفة" (101).
25 - ((الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا)). لا أصل له. "الأسرار المرفوعة" (555). "الفوائد المجموعة" (766). "تذكرة الموضوعات" (200).
26 - ((من حدث حديثاً، فعطس عنده، فهو حق)). موضوع. "تنزيه الشريعة" (483). "اللآلئ المصنوعة" (2/ 286). "الفوائد المجموعة" (669).
27 - ((تزوجوا ولا تطلقوا، فإن الطلاق يهتز له العرش)). موضوع. "ترتيب الموضوعات" (694). "الموضوعات" للصغاني (97). "تنزيه الشريعة" (2/ 202).
28 - ((تعاد الصلاة من قدر الدرهم من الدم)). موضوع. "ضعاف الدار قطني" للغساني (353). "الأسرار المرفوعة" (138). "الموضوعات" لابن الجوزي (2/ 76).
29 - ((السخي قريب من الله، قريب من الجنة. قريب من الناس، بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله، بعيد من الجنة، بعيد من الناس، قريب من النار وجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل)). ضعيف جدّاً. "المنار المنيف" (284). "ترتيب الموضوعات" (564). "اللآلئ المصنوعة" (2/ 91).
30 - ((أنا عربي والقرآن عربي ولسان أهل الجنة عربي)). "تذكرة الموضوعات" (112). "المقاصد الحسنة" (31). "تنزيه الشريعة" (2/ 30).
******************************
31 - ((إن لكل شيء قلباً، وإن قلب القرآن (يس) من قرأها، فكأنما قرأ القرآن عشر مرات)). موضوع. "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 55). "الضعيفة" (169).
32 - ((فكرة ساعة خير من عبادة ستين سنة)). موضوع. "تنزيه الشريعة" (2/ 305). "الفوائد المجموعة" (723). "ترتيب الموضوعات" (964).
33 - ((لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد)). ضعيف. "ضعاف الدارقطني" (362). "اللآلئ المصنوعة" (2/ 16). "العلل المتناهية" (1/ 693).
34 - ((الحجر الأسود يمين الله في الأرض يصافح بها عباده)). موضوع. "تاريخ بغداد" للخطيب (6/ 328). "العلل المتناهية" (2/ 944). "الضعيفة" (223).
35 - ((صوموا تصحوا)). ضعيف. "تخريج الإحياء" (3/ 87). "تذكرة الموضوعات" (70). "الموضوعات" للصغاني (72).
¥(42/253)
36 - ((أوصاني جبرائيل عليه السلام بالجار إلى أربعين داراً. عشرة من ها هنا، وعشرة من ها هنا، وعشرة من ها هنا، وعشرة من ها هنا)). ضعيف. "كشف الخفاء" (1/ 1054). "تخريج الإحياء" (2/ 232). "المقاصد الحسنة" للسخاوي (170).
37 - ((لولاك ما خلقت الدنيا)). موضوع. "اللؤلؤ المرصوع" للمشيشي (454). "ترتيب الموضوعات" (196). "الضعيفة" (282).
38 - ((من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً)). ضعيف. "العلل المتناهية" (1/ 151). "تنزيه الشريعة" (1/ 301). "الفوائد المجموعة" (972).
39 - ((من أصبح وهمه غير الله عز وجل، فليس من الله في شيء ومن لم يهتم للمسلمين فليس منهم)). موضوع. "الفوائد المجموعة" (233). "تذكرة الموضوعات" (69). "الضعيفة" (309 - 312).
40 - ((كما تكونوا يولي عليكم)). ضعيف. "كشف الخفاء" (2/ 1997). "الفوائد المجموعة" (624). "تذكرة الموضوعات" (182).
******************************
41 - ((كما تكونوا يولي عليكم)). ضعيف. "الفوائد المجموعة" (624). "تذكرة الموضوعات" (182). "كشف الخفاء" (2/ 1997).
42 - ((من ولد له مولود. فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان)). موضوع. "الميزان" للذهبي (4/ 397). "مجمع الزوائد" للهيثمي. "تخريج الإحياء" (2/ 61).
43 - ((من تمسك بسنتي عند فساد أمتي، فله أجر مئة شهيد)). ضعيف جدا. "ذخيرة الحفاظ" (4/ 5174). "الضعيفة" (326).
44 - ((المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر شهيد)). ضعيف."الضعيفة" (327).
45 - ((أنا ابن الذبيحين)). لا أصل له. "رسالة لطيفة" لابن قدامة (23). "اللؤلؤ المرصوع" (81). "النخبة البهية" للسنباوي (43).
46 - ((النظر في المصحف عبادةٌ، ونظر الولد إلى الوالدين عبادةٌ، والنظر إلى علي بن أبي طالب عبادةٌ)). موضوع. ""الضعيفة" (356).
47 - ((من صلى في مسجدي أربعين صلاة لا يفوته صلاة كتبت له براءة من النار ونجاة من العذاب، وبرئ من النفاق)). ضعيف. "الضعيفة" (364).
48 - ((الأقربون أولى بالمعروف)). لا أصل له. "الأسرار المرفوعة" (51). "اللؤلؤ المرصوع" (55). "المقاصد الحسنة" للسخاوي (141).
49 - ((آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة، يقال له: جهينة، فيسأله أهل الجنة: هل بقي أحد يعذب؟ فيقول: لا فيقولون: عند جهينة الخبر اليقين)). موضوع. "الكشف الالهي" للطرابلسي (1/ 161). "تنزيه الشريعة" (2/ 391). "الفوائد المجموعة" (1429).
50 - ((خير الأسماء ما عبِّد وما حمِّد)). موضوع. "الأسرار المرفوعة" (192). "اللؤلؤ المرصوع" (189). "النخبة" (117).
******************************
51 - ((اطلبوا العلم ولو بالصين)). موضوع. "الموضوعات" لابن الجوزي (1/ 215). "ترتيب الموضوعات" للذهبي (111). "الفوائد المجموعة" (852).
52 - ((شاوروهن - يعني: النساء - وخالفوهن)). لا أصل له. "اللؤلؤ المرصوع" (264). "تذكرة الموضوعات" (128). "الأسرار المرفوعة" (240).
53 - ((يدعى الناس يوم القيامة بأمهاتهم ستراً من الله عز وجل عليهم)). موضوع. "اللآلئ المصنوعة" للسيوطي (2/ 449). "الموضوعات" لابن الجوزي (3/ 248). "ترتيب الموضوعات" (1123).
54 - ((السلطان ظل الله في أرضه، من نصحه هدي، ومن غشه ضل)). موضوع. "تذكرة الموضوعات" للفتني (182). "الفوائد المجموعة" للشوكاني (623). "الضعيفة" (475).
55 - ((من خاف الله خوف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله خوفه الله من كل شيء)). ضعيف. "تخريج الإحياء" للعراقي (2/ 145). "تذكرة الموضوعات" (20). "الضعيفة" (485).
56 - ((قال الله تبارك وتعالى: من لم يرض بقضائي ويصبر على بلائي، فليتمس رباً سوائي)). ضعيف. "الكشف الإلهي" للطرابلسي (1/ 625). "تذكرة الموضوعات" (189). "الفوائد المجموعة" (746).
57 - ((ليس لفاسق غيبة)). موضوع. "الأسرار المرفوعة" للهروي (390). "المنار المنيف" لابن القيم (301). "الكشف الإلهي" (1/ 764).
¥(42/254)
58 - ((إذا مات الرجل منكم فدفنتموه فليقم أحدكم عند رأسه. فليقل: يا فلان بن فلانة! فإنه سيسمع، فليقل: يا فلان بن فلانة! فإنه سيستوي قاعداً .... اذكر ما خرجت عليه من دار الدنيا: شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ... الخ)). ضعيف. "تخريج الإحياء" (4/ 420). "زاد المعاد" لابن القيم (1/ 206). "الضعيفة" (599).
59 - ((ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار ولا عال من اقتصد)). موضوع. "الكشف الإلهي" (1/ 775). "الضعيفة" (611).
60 - ((كان إذا أخذ من شعره أو قلم أظفاره، أو احتجم بعث به إلى البقيع فدفن)). موضوع. "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 337). "الضعيفة" (713).
******************************
61 - ((المؤمن كيِّس فطِن حذر)). موضوع. "كشف الخفاء" للعجلوني (2/ 2684). "الكشف الإلهي" للطرابلسي (1/ 859). " الضعيفة" (760).
62 - ((يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليلة تطوعاً .. الخ)). ضعيف. "العلل" لابن أبي حاتم (1/ 249). "الضعيفة" (871).
63 - ((يا جبريل صف لي النار، وانعت لي جهنم: فقال جبريل: إن الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت، ثم أمر بها فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة .. الخ)). موضوع. "الهيثمي" (10/ 387). "الضعيفة" (910).
64 - ((لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي)). ضعيف. "الضعيفة" (920).
65 - ((إذا انتهى أحدكم إلى الصف وقد تم فليجبذ إليه رجلاً يقيمه إلى جنبه)) ضعيف. "التلخيص الحبير" لابن حجر (2/ 37). "الضعيفة" (921).
66 - ((الأبدال في هذه الأمة ثلاثون. مثل إبراهيم خليل الرحمن عز وجل كلما مات رجل أبدل الله تبارك وتعالى مكانه رجلاً)). موضوع. "الأسرار المرفوعة" لعلي القاري (470). "تمييز الطيب من الخبيث" لابن الديبع (7). "المنار المنيف" لابن القيم (308).
67 - ((ما فضلكم أبو بكر بكثرة صيام ولا صلاة، ولكن بشيء وقر في صدره)). لا أصل له. "الأسرار المرفوعة" لعلي القاري (452). "الأحاديث التي لا أصل لها في الإحياء" للسبكي (288). "المنار المنيف" (246).
68 - ((تحية البيت الطواف)). لا أصل له. "الأسرار المرفوعة" (130). "اللؤلؤ المرصوع" (143). "الموضوعات الصغرى" للقاري (88).
69 - ((إن العبد إذا قام في الصلاة فإنه بين عيني الرحمن فإذا التفت قال له الرب: يا ابن آدم إلى من تلتفت؟ إلى من هو خير لك مني؟ ابن آدم أقبل على صلاتك فأنا خير لك ممن تلتفت إليه)). ضعيف جداً. "الأحاديث القدسية الضعيفة والموضوعة" للعيسوي (46). "الضعيفة" (1024).
******************************
70 - ((وقع في نفس موسى: هل ينام الله تعالى ذكره؟ فأرسل الله إليه ملكاً. فأرقه ثلاثاً، ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة ... ثم نام نومة فاصطفقت يداه وانكسرت القارورتان قال: ضرب الله له مثلاً أن الله لو كان ينام لم تستمسك السماوات والأرض)). ضعيف. "العلل المتناهية" لابن الجوزي. "الضعيفة" (1034).
71 - ((النظرة سهم من سهام إبليس من تركها خوفاً من الله آتاه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه)). ضعيف جداً. "الترغيب والترهيب" للمنذري (4/ 106). "مجمع الزوائد" للهيثمي (8/ 63). "تلخيص المستدرك" للذهبي (4/ 314).
72 - ((يعاد الوضوء من الرعاف السائل)). موضوع. "ذخيرة الحفاظ" لابن طاهر (5/ 6526)."الضعيفة" (1071).
73 - ((ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه الفعل ... الخ)). موضوع. "ذخيرة الحفاظ" لابن طاهر (4/ 4656). "الضعيفة" (1098). "تيببض الصحيفة" لمحمد عمرو (33).
74 - ((تخرج الدابة، ومعها عصى موسى عليه السلام، وخاتم سليمان عليه السلام .. فيقول هذا: يا مؤمن، ويقول هذا: يا كافر)). منكر. "الضعيفة" (1108).
75 - ((انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى الغار، فدخلا فيه فجاءت العنكبوت فنسجت على باب الغار ... الخ)). ضعيف. "الضعيفة" (1129). "التحديث بما قيل لا يصح فيه حديث" لبكر أبي زيد (214).
¥(42/255)