فقد رأيت سؤال أحد الإخوة في الملتقى عن رواية تنسب للنَّبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم وهي ما روي عن جابر بن عبد الله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّه قال ((أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَضْرِبَ بِهَذَا مَنْ عَدَلَ عَنْ هَذَا))
وقد بيَّن له أخي وشيخي عبد الرحمن الفقيه حفظه الله بتاريخ (29/ 5/1425هـ) خطأ الرِّواية وأنَّها من قول أحد الخوارج الذين خرجوا على عثمان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
فأحببت أن أرتِّب التَّخريج والعزو حتَّى يظهر الخلل لمن أراد الفائدة إن شاء الله
فأقول مستعينا بالله تعالى:
• أخرج الإمام سعيد بن منصور في سُنَنِه (1/ 333/2935) (الأعظمي) قال:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: بَعَثَنَا عُثْمَانُ فِي خَمْسِينَ رَاكِبًا، وَأَمِيرُنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى ذِي خَشَبٍ اسْتَقْبَلَنَا رَجُلٌ فِي عُنُقِهِ مُصْحَفٌ، مُتَقَلِّدٌ سَيْفَهُ، تَذْرِفُ عَيْنَاهُ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا يَأْمُرُنَا أَنْ نَضْرِبَ بِهَذَا - يَعْنِي السَّيْفَ - عَلَى مَا فِي هَذَا.
فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: اجْلِسْ فَنَحْنُ قَدْ ضَرَبْنَا بِهَذَا عَلَى مَا فِي هَذَا قَبْلَكَ أَوْ قَبْلَ أَنْ تُولَدَ قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يُكَلِّمُهُمْ حَتَّى رَجَعُوا
قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ وَجَدُوا كِتَابًا إِلَى ابْنِ سَعْدٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
• وتابعه [أَبُو مُطَرِّفِ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ]
أخرجها ابن شبَّة النميري في أخبار المدينة (1/ 1134) قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُطَرِّفِ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ... به
• وتابعه [إِبْرَاهِيْمُ بْنُ بَشَّارٍ]
أخرجها ابن أبي خيثمة في تاريخه (السفر الثاني: 1/ 536) قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ بَشَّارٍ، قال: حَدَّثَنا ابْنُ عُيَيْنَة ... به
• وتابعه [إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ]
أخرجها الحاكم في المستدرك (3/ 436) قال: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ... به
• وتابعه [إسماعيل بن موسى الفزاري]
أخرجها ابن عساكر في تاريخ دمشق (39/ 322) قال: أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا عمر بن محمد بن علي بن الزيات نا أبو بكر القاسم بن زكريا بن يحيى المقرئ المطرز نا إسماعيل بن موسى الفزاري نا سفيان بن عيينة ... به
كل هؤلاء رووها على الجادَّة، وبينوا أن قائل العبارة هو الخارجي.
• وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق الرِّواية (52/ 279) من طريقين عن أبي عبيد البسري عن سعيد بن منصور صاحب السنن رحمه الله ...
لكن الرِّواية وقع فيها وهم من أحد الرُّواة فجعل قول الخارجي حديثا مرويا عن جابر بن عبد الله عن النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم.
قال ابن عساكر رحمه الله:
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبانا أبو بكر ابن المقرىء أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان الدمشقي حدثنا أبو عبيد التستري محمد بن حاتم حدثنا سعيد بن منصور المكي حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال: رأيت جابر بن عبد الله وبيده السيف والمصحف وهو يقول: ((أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نضرب بهذا من خالف ما في هَذَا)). كذا قال وصوابة: محمد بن حسان البسري
كذلك قرأته على أبي محمد بن حمزة عن عبد الدائم بن الحسن عن عبد الوهاب الكلابي حدثنا إبراهيم بن مروان حدثنا أبو عبيد البسري هو محمد بن حسان الزاهد حدثني سعيد فذكر بإسناده مثله. اهـ
• والبحث عن المخطئ ليس مقصدي من هَذِهِ الكلمات، بل القصد ترتيب التخريج وتبيين موقع الوهم
هَذَا ما أحببت بيانه بصورة مختصرة لأن المقام لا يحتمل التَّطويل.
والله أعلم وأحكم
خالد بن عمر الفقيه
12/ 8/1431 هـ
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[24 - 07 - 10, 10:45 م]ـ
بوركتم جميعا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[01 - 08 - 10, 07:36 م]ـ
بوركتم جميعا
وَبُوْرِكْتَ وَسُدِّدْتَ(41/153)
التبيين لمنهج إمام المحدثين فى الرواية عن المدلسين
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 07 - 04, 05:01 م]ـ
الحمد لله المنعوت بصفات الجلال والتقديس. المحمود بنعمه المتعاقبة على التأكيد والتأسيس. والصلاة والسلام على محمَّدٍ المبرأ من كل عيبٍ ونقصٍ وتلبيس. وعلى آله وصحبه الناقلين سنتَه بصدقٍ لم يشبه غشٌ ولا تدليس. وبعد ...
فقد كان إمام المحدثين أبو عبد الله البخارى من أكثر الأئمة اعتناءاً بتتبع سماع المدلسين من شيوخهم، ومن أكثرهم تخريجاً للأحاديث التى صرَّح المدلسون بسماعها وتحملها من شيوخهم بلا واسطة، ولربما عمد إلى الأحاديث التى فيها ذكر السماع مما ليس على شرطه فى ((الصحيح))، فذكرها تعليقاً أو متابعة، لتأكيد صحة ما أخرجه كأصول لم يصرِّح المدلس فيها بسماعه الحديث.
وهذا بيان بأحاديث جماعة من ثقات المدلسين مما فيه التصريح بسماعهم، مما لا تجده فى غير ((الجامع الصحيح)).
ولنبدأ بـ ((حميد بن أبى حميدٍ الطويل))، وهو من المشهورين بالتدليس، المكثرين منه. ولربما تغاضى أكثر الأئمة عن تحرى سماعه، خاصة من أنس بن مالك، لما عُلم أنه لا يدلِّس إلا عن ثقة، وأكثر أحاديثه عن أنس إنما أخذها عن ثابت البنانى، فهو من أثبت وأوثق أصحابه، وأعرفهم بحديثه ورواياته.
قال العباس بن محمد الدورى فى ((تاريخ ابن معين)) (4/ 318): حدثنا يحيى بن معين حدثنا أبو عبيدة الحداد عن شعبة قال: لم يسمع حميد من أنس إلا أربعة وعشرين حديثا، والباقي سمعها أو ثبته فيها ثابت البنانى.
وقد خرَّج أبو عبد الله البخارى أكثر أحاديثه المصرِّح بسماعها من أنس، وما لم يكن منها على شرطه ذكره تعليقاً، تأكيداً لصحة ما أخرجه كأصول لم يُصَرَّح فيها حميد الطويل بالسماع.
وهاك مواضع سماع حميد من أنس فى ((صحيح البخارى))
[1] قال فى ((كتاب الإيمان)) (49): أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ حُمَيْدٍ حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَخْبَرَنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلاحَى رَجُلانِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: ((إِنِّي خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَإِنَّهُ تَلاحَى فُلانٌ وَفُلانٌ، فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمُ، الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالْخَمْسِ)).
وقال فى ((صلاة التراويح)) (2023): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ حَدَّثَنَا أَنَسٌ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلاحَى رَجُلانِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ .... الحديث نحوه.
[2] قال فى ((كتاب الصلاة)) (402): حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِي الله عَنْه: وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلاثٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَوِ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى، فَنَزَلَتْ ((وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى))، وَآيَةُ الْحِجَابِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ أَمَرْتَ نِسَاءَكَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ، فَإِنَّهُ يُكَلِّمُهُنَّ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ، وَاجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ ((عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ))، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ.
قَالَ أَبو عَبْد اللهِ: وحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا بِهَذَا.
¥(41/154)
[3] قال فى ((كتاب الأذان)) (719): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: ((أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَتَرَاصُّوا، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي)).
[4] قال فى ((كتاب الجمعة)) (940): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: كُنَّا نُبَكِّرُ إِلَى الْجُمُعَةِ ثُمَّ نَقِيلُ.
[5] قال فى ((كتاب الجمعة)) (1034): حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَتِ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ، إِذَا هَبَّتْ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[6] قال فى ((كتاب الجمعة)) (1141): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ حُمَيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لا يَصُومَ مِنْهُ، وَيَصُومُ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لا يُفْطِرَ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ لا تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلا رَأَيْتَهُ، وَلا نَائِمًا إِلا رَأَيْتَهُ.
وقال فى ((كتاب الصوم)) (1973): حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ أَخْبَرَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ قَالَ سَأَلْتُ أَنَسًا عَنْ صِيَامِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَرَاهُ مِنَ الشَّهْرِ صَائِمًا إِلا رَأَيْتُهُ، وَلا مُفْطِرًا إِلا رَأَيْتُهُ، وَلا مِنَ اللَّيْلِ قَائِمًا إِلا رَأَيْتُهُ، وَلا نَائِمًا إِلا رَأَيْتُهُ، وَلا مَسِسْتُ خَزَّةً وَلا حَرِيرَةً أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا شَمِمْتُ مِسْكَةً وَلا عَبِيرَةً أَطْيَبَ رَائِحَةً مِنْ رَائِحَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[7] قال فى ((كتاب الحج)) (1802): حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَأَبْصَرَ دَرَجَاتِ الْمَدِينَةِ أَوْضَعَ نَاقَتَهُ، وَإِنْ كَانَتْ دَابَّةً حَرَّكَهَا.
[8] قال فى ((كتاب الصوم)) (1982): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، فَأَتَتْهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ، قَالَ: أَعِيدُوا سَمْنَكُمْ فِي سِقَائِهِ، وَتَمْرَكُمْ فِي وِعَائِهِ، فَإِنِّي صَائِمٌ، ثُمَّ قَامَ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْبَيْتِ، فَصَلَّى غَيْرَ الْمَكْتُوبَةِ، فَدَعَا لأُمِّ سُلَيْمٍ وَأَهْلِ بَيْتِهَا، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي خُوَيْصَّةً، قَالَ: مَا هِيَ؟، قَالَتْ: خَادِمُكَ أَنَسٌ، فَمَا تَرَكَ خَيْرَ آخِرَةٍ وَلا دُنْيَا إِلا دَعَا لِي بِهِ، قَالَ: ((اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ مَالاً وَوَلَدًا، وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ))، فَإِنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ الأَنْصَارِ مَالاً، وَحَدَّثَتْنِي ابْنَتِي أُمَيْنَةُ: أَنَّهُ دُفِنَ لِصُلْبِي مَقْدَمَ حَجَّاجٍ الْبَصْرَةَ بِضْعٌ وَعِشْرُونَ وَمِائَةٌ.
قَالَ أَبو عَبْد اللهِ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ سَمِعَ أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
¥(41/155)
[9] قال فى ((كتاب البيوع)) (2197): حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهَا، وَعَنِ النَّخْلِ حَتَّى يَزْهُوَ، قِيلَ: وَمَا يَزْهُو؟، قَالَ: يَحْمَارُّ أَوْ يَصْفَارُّ.
[10] قال فى ((كتاب الجهاد والسير)) (2795): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ لَهُ عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، وَأَنَّ لَهُ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، إِلا الشَّهِيدَ لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ، فَإِنَّهُ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى)).
[11] وبهذا الإسناد (2796) قال: وَسَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((لَرَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ غَدْوَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ أَوْ مَوْضِعُ قِيدٍ ـ يَعْنِي سَوْطَهُ ـ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَمَلأَتْهُ رِيحًا، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا)).
[12] قال فى ((كتاب الجهاد والسير)) (2806): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُزَاعِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ سَأَلْتُ أَنَسًا قَالَ ح وحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ حَدَّثَنَا زِيَادٌ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: غَابَ عَمِّي أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ الْمُشْرِكِينَ، لَئِنِ اللهُ أَشْهَدَنِي قِتَالَ الْمُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ اللهُ مَا أَصْنَعُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَانْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ، قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاءِ ـ يَعْنِي أَصْحَابَهُ ـ وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاءِ ـ يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ ـ، ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: يَا سَعْدُ بْنَ مُعَاذٍ الْجَنَّةَ وَرَبِّ النَّضْرِ، إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ، قَالَ سَعْدٌ: فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَا صَنَعَ، قَالَ أَنَسٌ: فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ، أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ، أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ، وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ، فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلا أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ، قَالَ أَنَسٌ: كُنَّا نُرَى أَوْ نَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ ((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ)) إِلَى آخِرِ الآيَةِ، وَقَالَ: إِنَّ أُخْتَهُ وَهِيَ تُسَمَّى الرُّبَيِّعَ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ امْرَأَةٍ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقِصَاصِ، فَقَالَ أَنَسٌ: يَا رَسُولَ اللهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا، فَرَضُوا بِالأَرْشِ، وَتَرَكُوا الْقِصَاصَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ)).
¥(41/156)
وقال فى ((كتاب الصلح)) (2703): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ: أَنَّ الرُّبَيِّعَ وَهِيَ ابْنَةُ النَّضْرِ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ، فَطَلَبُوا الأَرْشَ، وَطَلَبُوا الْعَفْوَ، فَأَبَوْا، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَهُمْ بِالْقِصَاصِ، فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ: أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ يَا رَسُولَ اللهِ! لا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا، فَقَالَ: يَا أَنَسُ كِتَابُ اللهِ الْقِصَاصُ فَرَضِيَ الْقَوْمُ وَعَفَوْا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ)).
[13] قال فى ((كتاب الجهاد والسير)) (2834): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْخَنْدَقِ، فَإِذَا الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَبِيدٌ يَعْمَلُونَ ذَلِكَ لَهُمْ، فَلَمَّا رَأَى مَا بِهِمْ مِنَ النَّصَبِ وَالْجُوعِ، قَالَ:
اللَّهُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الآخِرَهْ فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ
فَقَالُوا مُجِيبِينَ لَهُ: نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا عَلَى الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا
وقال فى ((كتاب الجهاد والسير)) (2961) و ((المناقب)) (3796): حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حُمَيْدٍ سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: كَانَتِ الأَنْصَارُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ تَقُولُ: نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا .... عَلَى الْجِهَادِ مَا حَيِينَا أَبَدَا
فَأَجَابَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ لا عَيْشَ إِلا عَيْشُ الآخِرَهْ ... فَأَكْرِمِ الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ
[14] قال فى ((كتاب الجهاد والسير)) (2838): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ قَالَ: رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[15] قال فى ((كتاب الجهاد والسير)) (2871): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: كَانَتْ نَاقَةُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهَا الْعَضْبَاءُ.
[16] قال فى ((كتاب الجهاد والسير)) (2944): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا غَزَا قَوْمًا، لَمْ يُغِرْ حَتَّى يُصْبِحَ، فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ، وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ بَعْدَ مَا يُصْبِحُ، فَنَزَلْنَا خَيْبَرَ لَيْلاً.
[17] قال فى ((كتاب المناقب)) (3938): حَدَّثَنِي حَامِدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ حَدَّثَنَا أَنَسٌ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلامٍ بَلَغَهُ مَقْدَمُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَأَتَاهُ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ، فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلاثٍ لا يَعْلَمُهُنَّ إِلا نَبِيٌّ: مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، وَمَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَمَا بَالُ الْوَلَدِ يَنْزِعُ إِلَى أَبِيهِ أَوْ إِلَى أُمِّهِ؟، قَالَ: أَخْبَرَنِي بِهِ جِبْرِيلُ آنِفًا، قَالَ ابْنُ سَلامٍ: ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلائِكَةِ، قَالَ: أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، فَنَارٌ تَحْشُرُهُمْ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ
¥(41/157)
فَزِيَادَةُ كَبِدِ الْحُوتِ، وَأَمَّا الْوَلَدُ فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدَ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ نَزَعَتِ الْوَلَدَ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ، فَاسْأَلْهُمْ عَنِّي قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلامِي، فَجَاءَتِ الْيَهُودُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلامٍ فِيكُمْ؟، قَالُوا: خَيْرُنَا، وَابْنُ خَيْرِنَا، وَأَفْضَلُنَا، وَابْنُ أَفْضَلِنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلامٍ، قَالُوا: أَعَاذَهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ فَأَعَادَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: مِثْلَ ذَلِكَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ اللهِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، قَالُوا: شَرُّنَا، وَابْنُ شَرِّنَا، وَتَنَقَّصُوهُ، قَالَ: هَذَا كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ اللهِ.
[18] قال فى ((كتاب المغازى)) (3982) وفى ((الرقاق)) (6550): حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: أُصِيبَ حَارِثَةُ يَوْمَ بَدْرٍ وَهُوَ غُلامٌ، فَجَاءَتْ أُمُّهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ عَرَفْتَ مَنْزِلَةَ حَارِثَةَ مِنِّي، فَإِنْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ أَصْبِرْ وَأَحْتَسِبْ، وَإِنْ تَكُ الأُخْرَى تَرَى مَا أَصْنَعُ، فَقَالَ: ((وَيْحَكِ أَوَهَبِلْتِ، أَوَجَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ، إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّهُ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ)).
[19] قال فى ((كتاب المغازى)) (4213): حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ: أَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ خَيْبَرَ وَالْمَدِينَةِ ثَلاثَ لَيَالٍ، يُبْنَى عَلَيْهِ بِصَفِيَّةَ، فَدَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى وَلِيمَتِهِ، وَمَا كَانَ فِيهَا مِنْ خُبْزٍ وَلا لَحْمٍ، وَمَا كَانَ فِيهَا إِلا أَنْ أَمَرَ بِلالاً بِالأَنْطَاعِ، فَبُسِطَتْ، فَأَلْقَى عَلَيْهَا التَّمْرَ وَالأَقِطَ وَالسَّمْنَ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُهُ، قَالُوا: إِنْ حَجَبَهَا فَهِيَ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ، فَلَمَّا ارْتَحَلَ وَطَّأَ لَهَا خَلْفَهُ، وَمَدَّ الْحِجَابَ.
وقال (4212): حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي أَخِي عَنْ سُلَيْمَانَ ـ يعنى ابن بلال ـ عَنْ يَحْيَى عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَ عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ بِطَرِيقِ خَيْبَرَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، حَتَّى أَعْرَسَ بِهَا وَكَانَتْ فِيمَنْ ضُرِبَ عَلَيْهَا الْحِجَابُ.
[20] قال فى ((كتاب النكاح)) (5063): حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: جَاءَ ثَلاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا، فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلا أُفْطِرُ، وَقَالَ
¥(41/158)
آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ، فَلا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: ((أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ لله، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي، فَلَيْسَ مِنِّي)).
[21] قال فى ((كتاب النكاح)) (5072): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ سُفْيَانَ ـ يعنى الثورى ـ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَآخَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ، وَعِنْدَ الأَنْصَارِيِّ امْرَأَتَانِ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، فَقَالَ: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ، فَأَتَى السُّوقَ، فَرَبِحَ شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَشَيْئًا مِنْ سَمْنٍ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَيَّامٍ، وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ، فَقَالَ: مَهْيَمْ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: تَزَوَّجْتُ أَنْصَارِيَّةً، قَالَ: فَمَا سُقْتَ إِلَيْهَا؟، قَالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ.
وقال (5167): حَدَّثَنَا عَلِيٌّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ـ يعنى ابن عيينة ـ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا قَالَ: سَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَالرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَتَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ: كَمْ أَصْدَقْتَهَا؟، قَالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ. وَعَنْ حُمَيْدٍ سَمِعْتُ أَنَسًا قَالَ: لَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ نَزَلَ الْمُهَاجِرُونَ عَلَى الأَنْصَارِ، فَنَزَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ عَلَى سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، فَقَالَ: أُقَاسِمُكَ مَالِي، وَأَنْزِلُ لَكَ عَنْ إِحْدَى امْرَأَتَيَّ، قَالَ: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، فَخَرَجَ إِلَى السُّوقِ، فَبَاعَ وَاشْتَرَى، فَأَصَابَ شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ فَتَزَوَّجَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ.
[22] قال فى ((كتاب الطلاق)) (5289): حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ أَخِيهِ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: آلَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نِسَائِهِ، وَكَانَتِ انْفَكَّتْ رِجْلُهُ، فَأَقَامَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ، ثُمَّ نَزَلَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ آلَيْتَ شَهْرًا، فَقَالَ: الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ.
[23] قال فى ((كتاب الديات)) (6889): حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ حُمَيْدٍ أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَدَّدَ إِلَيْهِ مِشْقَصًا، فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟، قَالَ: أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ.
[24] قال فى ((كتاب التوحيد)) (7509): حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ رَاشِدٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ شُفِّعْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ أَدْخِلِ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ خَرْدَلَةٌ، فَيَدْخُلُونَ، ثُمَّ أَقُولُ: أَدْخِلِ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى شَيْءٍ))، فَقَالَ أَنَسٌ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وهاك مواضع السماع التى علَّقها أبو عبد الله البخارى فى ((صحيحه)) بصيغة الجزم:
¥(41/159)
[1] قال فى ((كتاب الوضوء)) (241): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: بَزَقَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَوْبِهِ.
قَالَ أَبو عَبْد اللهِ: طَوَّلَهُ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[2] قال فى ((كتاب الصلاة)) (393): حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ ـ يعنى ابن حمَّاد ـ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لا إِلَهَ إِلا اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا، وَصَلَّوْا صَلاتَنَا وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنَا، وَذَبَحُوا ذَبِيحَتَنَا، فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ، إِلا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ)).
قَالَ أَبو عَبْد اللهِ: قَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ حَدَّثَنَا أَنَسٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به.
[3] قال فى ((كتاب الصلاة)) (572): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ الْمُحَارِبِيُّ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَخَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ قَالَ: قَدْ صَلَّى النَّاسُ وَنَامُوا، أَمَا إِنَّكُمْ فِي صَلاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُوهَا.
قَالَ أَبو عَبْد اللهِ: وَزَادَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ خَاتَمِهِ لَيْلَتَئِذٍ.
[4] قال فى ((كتاب الأذان)) (656): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوْشَبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا بَنِي سَلِمَةَ أَلا تَحْتَسِبُونَ آثَارَكُمْ)).
قَالَ أَبو عَبْد اللهِ: وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ حَدَّثَنِي أَنَسٌ: أَنَّ بَنِي سَلِمَةَ أَرَادُوا أَنْ يَتَحَوَّلُوا عَنْ مَنَازِلِهِمْ، فَيَنْزِلُوا قَرِيبًا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعْرُوا الْمَدِينَةَ، فَقَالَ: أَلا تَحْتَسِبُونَ آثَارَكُمْ.
[5] قال فى ((كتاب المظالم)) (2481): حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ، فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ مَعَ خَادِمٍ بِقَصْعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، فَضَرَبَتْ بِيَدِهَا، فَكَسَرَتِ الْقَصْعَةَ، فَضَمَّهَا وَجَعَلَ فِيهَا الطَّعَامَ، وَقَالَ: كُلُوا، وَحَبَسَ الرَّسُولَ وَالْقَصْعَةَ حَتَّى فَرَغُوا، فَدَفَعَ الْقَصْعَةَ الصَّحِيحَةَ، وَحَبَسَ الْمَكْسُورَةَ.
قَالَ أَبو عَبْد اللهِ: وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ حَدَّثَنَا أَنَسٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[6] قال فى ((كتاب التفسير)) (4794): حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَوْلَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَنَى بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، فَأَشْبَعَ النَّاسَ خُبْزًا وَلَحْمًا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى حُجَرِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ صَبِيحَةَ بِنَائِهِ، فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِنَّ، وَيُسَلِّمْنَ عَلَيْهِ، وَيَدْعُو لَهُنَّ، وَيَدْعُونَ لَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ
¥(41/160)
إِلَى بَيْتِهِ، رَأَى رَجُلَيْنِ جَرَى بِهِمَا الْحَدِيثُ، فَلَمَّا رَآهُمَا رَجَعَ عَنْ بَيْتِهِ، فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلانِ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَعَ عَنْ بَيْتِهِ، وَثَبَا مُسْرِعَيْنِ، فَمَا أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ بِخُرُوجِهِمَا، أَمْ أُخْبِرَ، فَرَجَعَ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ، وَأَرْخَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأُنْزِلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ.
قَالَ أَبو عَبْد اللهِ: وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ سَمِعَ أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[7] قال فى ((كتاب اللباس)) (5870): حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرٌ سَمِعْتُ حُمَيْدًا يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ خَاتَمُهُ مِنْ فِضَّةٍ، وَكَانَ فَصُّهُ مِنْهُ.
قَالَ أَبو عَبْد اللهِ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ سَمِعَ أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[8] قال فى ((كتاب الأدب)) (6072): وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: إِنْ كَانَتِ الأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ.
فهذا اثنان وثلاثون حديثاً، هى جملة أحاديثه المصرَّح بسماعه إيَّاها من أنس فى ((صحيح إمام المحدثين))، قد تجاوزت ما ذكر الإمام أبو زكريا يحيى بن معين أنه اقتصر على سماع أربعة وعشرين حديثاً فقط!.
ولربما وقفتَ على مزية ((صحيح إمام المحدثين)) فى هذا الصدد، إذا علمت أن أبا الحسين مسلم بن الحجاج قد اقتصر فى ((صحيحه)) على ذكر ثلاثة مواضع لسماع حميد من أنس، ولم يزد.
وهاك مواضع سماع حميد من أنس فى ((صحيح مسلم))
[1] قال فى ((كتاب الصيام)) (1118): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: خَرَجْتُ فَصُمْتُ، فَقَالُوا لِي: أَعِدْ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَنَسًا أَخْبَرَنِي: أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يُسَافِرُونَ، فَلا يَعِيبُ الصَّائِمُ عَلَى الْمُفْطِرِ، وَلا الْمُفْطِرُ عَلَى الصَّائِمِ.
[2] قال فى ((كتاب الحج)) (1251): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَقَ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ وَحُمَيْدٍ أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَنَسًا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهَلَّ بِهِمَا جَمِيعًا: لَبَّيْكَ عُمْرَةً وَحَجًّا، لَبَّيْكَ عُمْرَةً وَحَجًّا.
[3] قال فى ((كتاب المساقاة)) (1577): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خِرَاشٍ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلامًا لَنَا حَجَّامًا، فَحَجَمَهُ، فَأَمَرَ لَهُ بِصَاعٍ أَوْ مُدٍّ أَوْ مُدَّيْنِ، وَكَلَّمَ فِيهِ، فَخُفِّفَ عَنْ ضَرِيبَتِهِ.
فهذه جملة الأحاديث المصرَّح فيها بسماع حميدٍ الطويل من أنس فى ((الصحيحين)): 35 خمسة وثلاثون حديثاً، منها 32 اثنان وثلاثون حديثاً فى ((صحيح البخارى))، و 3 ثلاثة أحاديث فى ((صحيح مسلم))، تنبئك عن اعتناء إمام المحدثين بتحرى مواضع سماع المدلسين للأخبار، تأكيداً لصحة أحاديثهم ومروياتهم.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[19 - 09 - 06, 12:00 ص]ـ
شكرا للشيخ ويبدو يا شيخنا انه لا يجوز لطالب العلم ان يقول انهيت البخارى دراسة الا بعد ان
يقوم بعمل فهرسة لرواته ومروياتهم(41/161)
أحاديث النظر إلى الكعبة عبادة
ـ[الرايه]ــــــــ[14 - 07 - 04, 01:47 ص]ـ
الحديث الأول
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((النظر إلى الكعبة عبادة))
هذا الحديث رواه أبو الشيخ بإسناده من طريق زافر عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عائشة به.
وفيه علتان:
الأولى: زافر بن سليمان الإيادي=وهو ضعيف على الراجح
الثانية: الانقطاع بين محمد بن إبراهيم التيمي وعائشة، فقد نفى سماعه من عائشة أبو حاتم و الدارقطني.
و عزى صاحب كنز العمال (12/ 212) الحديث إلى ابن أبي داود في كتاب المصاحف ولم اقف عليه في المطبوع من كتاب المصاحف.
الحديث الثاني
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((خمس من العبادة ..... والنظر إلى الكعبة عبادة .... الحديث))
رواه ابن الجوزي بإسناده من طريق الدارقطني في العلل المتناهية (2/ 828 - 829)
وفيه (همام بن مسلم) هو الزاهد.
قال فيه الدارقطني (متروك)،وقال الخطيب (مجهول)، (وذكر له الذهبي حديثاً وقال: باطل)
[ميزان الاعتدال4/ 308، لسان الميزان 6/ 199 - 200]
وفيه - أيضاً- (سليمان بن الربيع النهدي)
قال فيه الدارقطني (متروك)،ومرة قال (ضعيف)
[العلل للدارقطني 8/ 104 - 105، 11/ 153، ميزان الاعتدال2/ 207، لسان الميزان3/ 91].
وعزاه المحدث الألباني إلى عفيف الدين ابي المعالي في: ((فضل العلم)) من طريق سليمان بن الربيع،
وقال (هذا اسناد ضعيف جدا)
[السلسة الضعيفة رقم1710]
الحديث الثالث
عن مكحول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((خمس من العبادة .. والنظر إلى الكعبة عبادة .... الحديث))
رواه الفاكهي في أخبار مكة (1/ 200) عن مكحول مرسلاً.
وفي -إسناده أيضا- (إسحاق بن إبراهيم الطبري)
قال فيه الدارقطني وابن عدي (منكر الحديث)
وقال ابن حبان (منكر الحديث جداً، يأتي عن الثقات بالموضوعات)
[ميزان الاعتدال 1/ 177 - 178، لسان الميزان 1/ 344 – 345]
وفيه عنعنة بقية بن الوليد، وهو يدلس تدليس التسوية.
فيكون في هذا الإسناد (علة الإرسال، والراوي المنكر إسحاق بن إبراهيم، وعنعنة بقية بن الوليد)
الحديث الرابع
عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما يقول: ((النظر إلى الكعبة محض الإيمان))
رواه الأزرقي في أخبار مكة (2/ 9) عن عطاء به موقوفاً.
وفي إسناده (ياسين بن معاذ الزيات)
قال ابن معين (ليس بشيء)، وقال البخاري (منكر الحديث)،وقال النسائي وابن الجنيد (متروك)، وقال ابن عدي (روايته أو عامتها غير محفوظة)
[ميزان الاعتدال4/ 358 - 359، لسان الميزان 6/ 238 - 239]
وفي إسناده (عثمان بن عمرو بن ساج)
ضعيف كما في التقريب لابن حجر
الحديث الخامس
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن ..... وعند رؤية الكعبة))
رواه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 199 - 201)
والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 360) ومعرفة السنن والآثار (5 (186 - 187)
كلاهما من طريق الوليد بن مسلم حدثنا عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة به.
وفي الإسناد (عفير بن معدان الحمصي المؤذن)
قال فيه الإمام احمد (ضعيف منكر الحديث)
وقال ابن معين (ليس بثقة)
وقال البخاري (منكر الحديث)
وقال أبو زرعة الرازي (منكر جداً)
وقال أبو حاتم (ضعيف الحديث، يكثر الراوية عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالمناكير ما لا اصل له، لا يش عفير بن معدان تغل بروايته)
[التاريخ الصغير 2/ 161،و سؤالات البرذعي لأبي زرعة 2/ 372،و الجرح والتعديل7/ 36، وتهذيب الكمال20/ 176 - 179،و ميزان الاعتدال 3/ 83]
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 155) [وفيه عفير بن معدان، مجمع على ضعفه]
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 393) [هذا حديث غريب]
وقال المحدث الألباني في ضعيف الجامع (رقم2465) [ضعيف جداً]
انتهى ملخصا من كتاب فضائل مكة الواردة في السنة جمع ودراسة د. محمد بن عبد الله الغبان
الناشر دار ابن الجوزي الطبعة الأولى 1421هـ
ـ[ابو عبادة]ــــــــ[06 - 03 - 10, 11:01 م]ـ
جزيت خيرا
ـ[أبو سلامة]ــــــــ[30 - 10 - 10, 04:12 ص]ـ
... وقال ابن عباس رضي الله عنه مرفوعا:
"إن الله ينزل على أهل هذا المسجد -مسجد مكة - في كل يوم عشرين ومائة رحمة: ستين للطائفين، وأربعين للمصلين، وعشرين للناظرين "
أخرجه الأزرقي في أخبار مكة (ص256) والحارث بن أبي أسامة في مسنده (389بغية) بسند حسن مرفوعا، وفيه عنعنة ابن جريج عن عطاء،ولا تضر، لما رواه ابن أبي خيثمة بسند صحيح عن ابن جريج قال:" إذا قلت قال عطاء، فأنا سمعته منه وإن لم أقل سمعت "، وحسنه المنذري والدمياطي والعراقي والسخاوي كما في الإتحاف (4/ 272) وغيره،وله أسانيد أخرى ضعيفة وواهية لا نشتغل بذكرها، والله الموفق والمستعان.
* وقال عطاء ومجاهد وأحمد بن حنبل: " النظر إلى البيت عبادة "
شعب الإيمان للبيهقي (7/ 3761) ومصنف عبد الرزاق (5/ 135) وغيرهما(41/162)
لوامع الإنارة ببيان أحاديث الاستخارة
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[17 - 07 - 04, 04:00 ص]ـ
الحمد لله على آلائه، وصلواته على محمد خاتم أنبيائه، وعلى آله وأصحابه وأصفيائه. وبعد ..
فهذا تلخيص وافٍ بالمقصود، مقتبس من كتابى ((لوامع الإنارة ببيان أحاديث الاستخارة))، أفردت فيه تخريجات الأحاديث الواردة فى الاستخارة، عن: جابر بن عبد الله، وأبى سعيد الخدرى، وأبى هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وابن مسعود، وأبى أيوب الأنصارى.
حديث جابر بن عبد الله الأنصارى
ـــــــــ ... ـــــ ... ــــــــــ
قال الإمام البخارى ((كتاب الجمعة)) (1166): حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ، يَقُولُ: ((إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي قَالَ: وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ)).
وأخرجه فى موضعين أخرين:
[الأول] فى ((كتاب الدعوات)) (6382) قال: حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو مُصْعَبٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ به مثله.
[الثانى] فى ((كتاب التوحيد)) (7390) قال: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يُحَدِّثُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَسَنِ يَقُولُ أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بمثله.
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (6/ 52/29403)، وأحمد (3/ 344)، وعبد بن حميد (1089)، والبخارى ((الأدب المفرد)) (703)، وأبو داود (1538)، والترمذى (480)، والنسائى ((الكبرى)) (3/ 337و6/ 128) و ((المجتبى)) (6/ 80) و ((عمل اليوم والليلة)) (498)، وابن ماجه (1383)، وابن أبى عاصم ((السنة)) (421)، وابن حبان (887)، وابن عدى ((الكامل)) (4/ 308)، والبيهقى ((الكبرى)) (3/ 52و5/ 249) و ((الصغرى)) (861) و ((الاعتقاد)) (ص83)، وابن حزم ((المحلى)) (1/ 33)، والخطيب ((موضح الأوهام)) (1/ 404) و ((الجامع لأخلاق الراوى وآداب السامع)) (2/ 236)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (56/ 38)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (17/ 449) من طرق عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْمَوَالِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ به نحوه.
وقال أَبو عِيسَى: ((هذا حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ، لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْمَوَالِ، وَهُوَ شَيْخٌ مَدِينِيٌّ ثِقَةٌ، رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ حَدِيثًا، وَقَدْ رَوَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الأَئِمَّةِ، وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي الْمَوَالِ)).
¥(41/163)
والحديث مستفيض عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْمَوَالِ، رواه عنه: إسحاق بن عيسى بن الطباع، وإسحاق بن محمد الفروى، وإسماعيل بن إسحاق القاضى، وخالد بن مخلد القطوانى، وزيد بن الحباب العكلى، وعبد الله بن مسلمة القعنبى، وعبد الرحمن بن مقاتل التسترى، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن عيسى بن الطباع، ومطرف بن عبد الله المدني، ومعن بن عيسى القزاز، ومنصور بن أبي مزاحم، ويحيى بن عبد الحميد الحمانى، وأبو سعيد مولى بني هاشم.
وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ، مولى لآل على بن أبى طالب، مدنى ثقة. قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: صالح. وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين والترمذي والنسائي: ثقة. وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود: ثقة حدَّث عنه سفيان الثوري. وقال أبو زرعة: لا بأس به صدوق. وقال أبو حاتم: لا بأس به، وهو أحب الي من أبي معشر. وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: صدوق. وقال ابن عدى: مستقيم الحديث، والذي أنكر عليه حديث الاستخارة، وقد روى الحديث غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه ابن أبي الموال.
وذكره ابن حبان في ((كتاب الثقات))، وخرَّج حديثه هذا فى ((صحيحه)).
وقال أبو طالب: سألت أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن أبي الموال؟، قال: لا بأس به، كان محبوسا في المطبق حين هزم هؤلاء ـ يعنى بنى حسن ـ، يروي حديثاً لابن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستخارة ليس يرويه أحد غيره هو منكر، قلت: هو منكر، قال: نعم ليس يرويه غيره لا بأس به، وأهل المدينة إذا كان حديث غلط يقولون ابن المنكدر عن جابر، وأهل البصرة يقولون ثابت عن أنس، يحيلون عليهما.
قلت: ولعلَّ الإمام أحمد إنما أنكر الحديث، لأن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي الْمَوَالِ ليس عنده بمحل من يحتمل تفرده بمثل هذا الإسناد، فأثبات أصحاب ابن المنكدر: مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، وعبيد الله بن عمر، وعبد العزيز بن أبى سلمة الماجشون من المدنيين، وشعبة، وسفيان الثورى من الكوفيين. وليس يعدل عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ واحداً من هؤلاء الأثبات، وإن لم يتخلف عن العدالة والصدق.
فإن قيل: لعله أنكره لمخالفته سائر أحاديث الاستخارة التى رواها أبو سعيد الخدرى، وأبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، فى تفرده بذكر الركعتين من غير الفريضة.
قلنا: بل ما ذكرناه هو الأقوم بتعليل ذلك الإنكار، لأمرين:
[الأول] أن ذكر الصلاة قد ورد كذلك فى حديث أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: ((اكْتُمِ الْخِطْبَةَ، ثُمَّ تَوَضَّأْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ، وَصَلِّ مَا كَتَبَ اللهُ لَكَ، ثُمَّ احْمَدْ رَبَّكَ وَمَجِّدْهُ، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ ..... )) الحديث بنحوه. وقد أخرجه الإمام أحمد فى ((المسند)) (5/ 423).
[الثانى] ألم تره قال ((ليس يرويه غيره، وأهل المدينة إذا كان حديث غلط يقولون: ابن المنكدر عن جابر))، فهذا بيِّن الدلالة على التعليل بالإسناد، فكأنه يقول: هو منكر بهذا الإسناد، وإن كان محتملاً بغيره.
ولا يذهبنَّ عنك أن الإمام أحمد ربما أنكر أحاديث جماعة من الثقات، لروايتهم أفراد وغرائب لم يتابعوا عليها، أمثال: محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى، وبريد بن عبد الله بن أبى بردة، وعمرو بن الحارث بن يعقوب المصرى، والمغيرة بن زياد البجلى، ونحوهم ممن وثقوا، وتلقى الأئمة أفراد أحاديثهم وغرائبهم بالقبول، وخرَّجها أصحاب الصحاح، ومنهم الشيخان فى ((الصحيحين)).
فقد قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: طلحة بن يحيى التيمى أحب إلي من بريد بن أبي بردة بريد يروي أحاديث مناكير.
وقال أبو بكر الأثرم سمعت أبا عبد الله يقول: ما في هؤلاء المصريين أثبت من الليث بن سعد لا عمرو بن الحارث ولا أحد، وقد كان عمرو بن الحارث عندي ثبتاً ثم رأيت له أشياء مناكير.
¥(41/164)
وقال الحافظ ابن رجب فى ((شرح علل الترمذى)): ((ولم أقف لأحدٍ من المتقدمين على حد المنكر من الحديث وتعريفه، إلا على ما ذكره أبو بكر البرديجي الحافظ، وكان من أعيان الحفاظ المبرزين في العلل: ((أن المنكر هو الذي يحدث به الرجل عن الصحابة أو عن التابعين عن الصحابة، لا يعرف متن ذلك الحديث إلا من طريق الذي رواه، فيكون منكراً)).
ذكر هذا الكلام في سياق ما إذا انفرد شعبة، أو سعيد بن أبي عروبة، أو هشام الدستوائي بحديث عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهذا كالتصريح بأنه كل ما ينفرد به ثقة عن ثقة، ولا يعرف المتن من غير ذاك الطريق فهو منكر، كما قاله الإمام أحمد في حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ((النهي عن بيع الولاء، وعن هبته)).
وكذا قال الإمام أحمد عن حديث مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة ((أن الذين جمعوا الحج والعمرة طافوا حين قدموا لعمرتهم، وطافوا لحجهم حين رجعوا من منى)).
قال: لم يقل هذا أحد إلا مالك. وقال: ما أظن مالكاً إلا غلط فيه، ولم يجئ به أحد غيره. وقال: ((لم يروه إلا مالك، ومالك ثقة)).
ولعلَّ أحمد إنما استنكره، لمخالفته الأحاديث في أن القارن يطوف طوافاً واحداً.
ثم قال البرديجي بعد ذلك: ((فأما أحاديث قتادة الذي يرويها الشيوخ مثل: حماد بن سلمة، وهمام، وأبان، والأوزاعي، ينظر في الحديث، فإن كان الحديث يحفظ من غير طريقهم عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أو عن أنس بن مالك من وجه آخر لم يدفع، وإن كان لا يعرف عن أحد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا من طريق عن أنس إلا من رواية هذا الذي ذكرت لك، كان منكراً)).
وقال أيضاً: ((إذا روى الثقة من طريق صحيح عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً لا يصاب إلا عند الرجل الواحد، لم يضره أن لا يرويه غيره إذا كان متن الحديث معروفاً، ولا يكون منكراً)) اهـ بنصه.
قلت: وعلى هذا التأويل الأخير صنيع الشيخين فى ((صحيحيهما))، فكم فيهما من غرائب وأفراد الثقات: كالتيمى، وبُريد بن أبى بردة، وعمرو بن الحارث، وخالد بن مخلد وغيرهم.
وسبيل عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْمَوَالِ فى تفرده بحديث الاستخارة عن ابن المنكدر عن جابر، كسبيل هؤلاء فى قبول حديثه، ولهذا صحَّحه إمام المحدثين، وأدخله فى ((الصحيح))، وكذلك صحَّحه الإمامان: الترمذى، وابن حبان
ـ[الحليصي]ــــــــ[17 - 07 - 04, 01:14 م]ـ
بارك الله في جهود الشيخ ابي محمد وسدد خطاك والى الأمام دومافي خدمة السنة النبوية وحبذا كان كتابك منسك ابن الجارود موجوداً على الشبكة ليكون لك الاجر عند الله سبحانه وتعالى فالاقدمون كانوا يؤلفون ولايبحثون عن ربح او مكتبات او دور نشر لبيع كتبهم وانما ارادوا بذلك وجه الله فكن منهم يا شيخنا وفي امان الله
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 07 - 04, 09:45 ص]ـ
الحمد لله على آلائه، وصلواته على محمد خاتم أنبيائه، وعلى آله وأصحابه وأصفيائه. وبعد ..
حديث أبى سعيد الخدرى
ـــــــــ ... ـــــ ... ــــــــــ
قال أبو حاتم بن حبان (885): أخبرنا أبو خليفة حدثنا علي بن المديني حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني عيسى بن عبد الله بن مالك الدار عن محمد بن عمرو بن عطاء عن عطاء بن يسار عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ سَمِعْتُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إذا أراد أحدكم أمراً، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا ـ لِلأَمْرِ الذى يُرِيدُ ـ خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَمَعِيشَتِى وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، فاقدره لي ويسره لي وأعني عليه، وَإنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا ـ لِلأَمْرِ الذى يُرِيدُ ـ شراً لِي فِي دِينِي وَمَعِيشَتِى وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، فاصرفه عني، ثم اقدر لي الخير أينما كان، لا حول ولا قوة إلا بالله)).
¥(41/165)
وأخرجه كذلك أبو يعلى (1342)، والطبرانى ((الأوسط)) كما فى ((مجمع الزوائد)) (2/ 281)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (1/ 220/206) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن ابن إسحاق به نحوه.
قلت: هذا إسناد متصل رجاله موثقون كلهم، خلا عيسى بن عبد الله بن مالك الدار المدنى، وقد وثق. وروى عنه جماعة: الحسن بن الحر، وعبد الله بن لهيعة، وعتبة بن أبي حكيم، وفليح بن سليمان، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وأخوه محمد بن عبد الله بن مالك الدار.
وذكره ابن حبان في ((كتاب الثقات)) (7/ 231). وذكره البخارى ((التاريخ الكبير)) (6/ 389)، وابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (6/ 280)، فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
قال الحافظ المزى ((تهذيب الكمال)) (22/ 622): ((عيسى بن عبد الله بن مالك الدار، وهو مالك بن عياض مولى عمر بن الخطاب. أخو محمد بن عبد الله، ويحيى بن عبد الله. روى عن: زيد بن وهب الجهني، وعباس بن سهل بن سعد الساعدي، وعطية بن سفيان بن عبد الله الثقفي، ومحمد بن عمرو بن عطاء، ويعقوب بن إسماعيل بن طلحة بن عبيد الله التيمي. روى عنه: الحسن بن الحر، وعبد الله بن لهيعة، وعتبة بن أبي حكيم، وفليح بن سليمان، ومحمد بن إسحاق، وأخوه محمد بن عبد الله بن مالك الدار. قال علي بن المديني: مجهول لم يرو عنه غير محمد بن إسحاق. وذكره ابن حبان في ((كتاب الثقات)). روى له أبو داود، والنسائي في ((اليوم والليلة))، وابن ماجة)).
قلت: ما أجدر من روى عنه جماعة، وقرن أبو حاتم بن حبان بين ذكره في ((الثقات)) والتخريج له فى ((صحيحه))، وليس له كثير حديثٍ، واعتضد حديثه بما يشهد له بالثبوت، ما أجدره لاجتماع هذه القرائن بأن يوثق.
ولهذا قال الحافظ ابن حجر ((التقريب)) (1/ 439): ((مقبول))، يعنى محتج به على قلة حديثه وندرته.
وإنما قلت على قلة حديثه، لأنه ليس له فى ((الكتب الستة الأصول)) إلا ثلاثة أحاديث:
[الأول] أخرجه النسائى ((الكبرى)) قال: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنَى مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ إِسْحَقَ عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ عن زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الجُهَنِىِّ عَنْ أَبِي الدرداء قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله مخلصا دخل الجنة))، قلت: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ يا رسول الله!، قال: ((وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ))، قلت: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ يا رسول الله، قال: ((وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ، وإن رغم أنف أبي الدرداء)).
[الثانى] أخرجه أبو داود (730) قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا أَبُو بَدْرٍ حَدَّثَنِي زُهَيْرٌ أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَبَّاسٍ بْنِ سَهْلٍ السَّاعِدِيِّ: أَنَّهُ كَانَ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَبُوهُ، وَفِي الْمَجْلِسِ أَبُو هُرَيْرَةَ وَأَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ وَأَبُو أُسَيْدٍ، قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر الحديث بنحو حديث عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنَ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ سَمِعْتُ أَبَا حُمَيْدٍ السَّاعِدِيَّ فى صفة صلاة النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عِيسَى عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ السَّاعِدِيِّ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ.
¥(41/166)
[الثالث] أخرجه ابن ماجه (1760) قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَقَ عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا وَفْدُنَا الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْلامِ ثَقِيفٍ، قَالَ: وَقَدِمُوا عَلَيْهِ فِي رَمَضَانَ، فَضَرَبَ عَلَيْهِمْ قُبَّةً فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا أَسْلَمُوا صَامُوا مَا بَقِيَ عَلَيْهِمْ مِنَ الشَّهْرِ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 07 - 04, 10:02 م]ـ
الحمد لله على آلائه، وصلواته على محمد خاتم أنبيائه، وعلى آله وأصحابه وأصفيائه. وبعد ..
حديث أبى هريرة
ـــــــــ ... ـــــ ... ــــــــــ
قال أبو حاتم بن حبان (886): أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري ثنا حمزة بن طلبة ثنا ابن أبي فديك ثنا أبو المفضل بن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أراد أحدكم أمراً، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا ـ لِلأَمْرِ الذى يُرِيدُ ـ خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَخَيْرًا لِي فِي مَعِيشَتِى، وَ خَيْرًا لِي فِي عَاقِبَةِ أَمْرِي، فاقدره لي وباركْ لي فِيهِ، وَإنْ لمْ يكنْ ذَلك خيراً لى، فاقدر لي الخير حيث ما كان، ورضني بقدرك)).
قال أبو حاتم بن حبان: أبو المفضل اسمه شبل بن العلاء بن عبد الرحمن مستقيم الأمر في الحديث.
وأخرجه كذلك البخارى ((التاريخ الكبير)) (4/ 257/2727)، وابن عدى ((الكامل)) (4/ 47) من طريق ابن أبي فديك حدثني شبل بن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده عن أبي هريرة به.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات كلهم خلا شبل بن العلاء بن عبد الرحمن الحرقى.
ذكره البخارى فى ((التاريخ)) (4/ 257)، وابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (4/ 381)، وسكتا عنه، فلم يذكراه بجرح ولا تعديل. وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (6/ 452) وقال: ((شبل بن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، كنيته أبو المفضل. يروى عن أبيه. روى عنه ابن أبى فديك بنسخة مستقيمة)).
وقال فى ((مشاهير علماء الأمصار)) (ص136): مستقيم الحديث جدا يقارب موته موت أبيه. ولم يخرِّج له فى ((صحيحه)) إلا هذا الحديث.
وقال أبو أحمد بن عدى: حدَّث عن أبيه أحاديث لا يحدِّث بها عن العلاء غيره مناكير، وهو يحدِّث أحاديث غير محفوظة.
وقد رضى هذا القول الحافظان أبو الفرج بن الجوزى فى ((الضعفاء والمتروكين)) (2/ 28)، والذهبى فى ((ميزان الاعتدال)) (3/ 361) و ((المغنى فى الضعفاء)) (1/ 293). فأما أبو الفرج، فليس يذكر فى كتابه إلا التجريح، فلا يستنكر موقفه من شبل بن العلاء إلا كما يُستنكر مذهبه فيمن اختلفت فيهم أحكام المزكين والجارحين، فينقل الجرح آثراً، ولا يعرِّج على التوثيق ذاكراً. وأما أبو عبد الله الذهبى، فأعجب به إذ لم ينقل توثيق ابن حبان كعادته فيمن تُكلم فيهم، وقد وثَّقه أبو حاتم بن حبان تصريحاً، ومقروناً بالتخريج لحديثه فى ((صحيحه))!!.
وأما الحافظ العسقلانى، فقد ذكر فى ((لسان الميزان)) (3/ 136) كلام أبى حاتم بن حبان، وأبى أحمد بن عدى.
وعندى أن النكارة فى أحاديث شبل بن العلاء، ليست منه ولا يتعمدها، فهو لا يتخلف عن الصدق والعدالة، ولكن من الرواة عنه، فقد روى عنه جماعة من الضعفاء والمتروكين: سعيد بن هاشم بن صالح المخزومى، وعبد العزيز بن عمران الزهرى، ومحمد بن عمر الواقدى، وفى أحاديث هؤلاء عنه أشياء منكرة وبواطيل. وأما أحاديث ابن أبى فديك عنه، فأكثرها مستقيمة، وإن لم يتابع عليها، إذ لها شواهد ثابتة ومحفوظة.
¥(41/167)
فمن مناكير ابن عمران عنه: أخرج الطبرانى ((الأوسط)) (9147): حدثنا مسعدة بن سعد نا إبراهيم بن المنذر نا عبد العزيز بن عمران ثنا شبل بن العلاء عن ابيه عن جده عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة عربي)).
قال أبو القاسم: ((لم يرو هذا الحديث عن شبل إلا عبد العزيز بن عمران، تفرد به إبراهيم بن المنذر. ولا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد)).
وقال الحافظ العراقى فى ((محجة القرب فى فضل العرب)) (65/ 1): ((عبد العزيز بن عمران الزهرى متروك، قاله النسائى وغيره. وقال البخارى: لا يكتب حديثه. وعلى هذا فلا يصح هذا الحديث)).
قلت: والحديث موضوع، ولهذا أورده ابن الجوزى فى ((الموضوعات))، وأقره الشيخ الألبانى فى ((السلسلة الضعيفة)) (162)، لحال عبد العزيز بن عمران الزهرى. فقد قال ابن معين: ليس بثقة إنما كان صاحب شعر. وقال أبو حاتم الرازى: متروك الحديث ضعيف الحديث منكر الحديث جدا. وقال ابن أبى حاتم: امتنع أبو زرعة من قراءة أحاديثه، وترك الرواية عنه. وقال ابن حبان: يروي المناكير عن المشاهير، فلما أكثر مما لا يشبه حديث الأثبات، لم يستحق الدخول في جملة الثقات، فكان الغالب عليه الشعر والأدب دون العلم.
ومن مناكير سعيد بن هاشم المخزومي عنه: ما أخرجه ابن عدى ((الكامل)) (4/ 47) سعيد بن هاشم المخزومي ثنا مالك وشبل بن العلاء عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا عَادَ الْرَجُلُ أَخَاهُ أَوْ زَارَهُ، قَالَ اللهُ: طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأْتَ مَنْزِلاً فِي الْجَنَّةِ)).
قال أبو أحمد: ((هذا منكر من حديث مالك وشبل بن العلاء بهذا الإسناد)).
قلت: وإنما استنكره بهذا الإسناد، لأمرين:
[الأول] لإنه محفوظ من حديث أَبِي سِنَانٍ الْقَسْمَلِيُّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
[الثانى] سعيد بن هاشم المخزومى عامة ما يرويه عن أهل المدينة مناكير، قال ابن عدى: ليس بمستقيم الحديث.
والخلاصة، فحديث شبل بن العلاء عن أبيه عن جده عن أبى هريرة فى الاستخارة صالح، يشهد له صحاح أحاديث الباب.
ـ[الأجهوري]ــــــــ[27 - 01 - 05, 04:56 ص]ـ
نرجوا من الشيخ تكملة الموضوع
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[27 - 01 - 05, 10:51 ص]ـ
جزى الله الشيح خيرا
و للفائدة هناك كتاب مطبوع
حديث الاستخارة رواية و دراية للدكتور عاصم بن عبدالله القريوتي
ـ[بنت الإبراهيم]ــــــــ[30 - 01 - 10, 12:44 ص]ـ
جزاك الله الأعلى من الجنان ..
موضوع قيم ... عظيم الفائدة(41/168)
وجهة نظر في كثير من المخرجين
ـ[المقرئ.]ــــــــ[17 - 07 - 04, 01:25 م]ـ
هذا موضوع كنت أود أن أكتبه من قديم وما أكثر ما ألحظه على بعض الباحثين
وكنت أناقش كثيرا من أهل الشأن حوله لأنني أراه من مهمات طالب العلم
الموضوع هو:
ثبات المنهج في التصحيح والتضعيف والحكم على الأحاديث
أعجب كثيرا عندما أقرأ بحثا في بعض أحكام الحج فيتكلم على بعض الأحاديث بطريقة معينة ثم أقرأ له في كتاب الحدود فإذا هو يتكلم بلغة أخرى
أضرب مثالا:
1 - في هذا البحث يقبل رواية من وثقه ابن حبان ويقول هو ممن يعتمد عليه
وفي البحث الآخر يقول ابن حبان يتساهل في توثيق المجاهيل
2 - في هذا البحث يقول لم يصرح فلان بالتحديث وهو مدلس فهو حديث ضعيف
وفي البحث الآخر يقول وإن كان فلان مدلسا ولم يصرح بالتحديث لكن لم يقل أحد الأئمة أن فلانا قد دلس في هذا الحديث
3 - في هذا البحث يقول فلان لم يسمع من فلان فهو منقطع والمنقطع ضعيف
وفي هذا البحث يقول وإن كان فلان لم يسمع من فلان لكن الأئمة قالوا ما أرسله فلان عن فلان فهو صحيح
4 - في هذا الحديث يقول: وهذه زيادة من ثقة وهي مقبولة
وفي هذا البحث يقول وهذه شاذة لأنه خالف فلان الجماعة
لا أريد الإطالة وفي النفس أمثلة كثيرة ولكن أردت التمثيل لهذا الاضطراب في المنهج
قد يقول قائل إن بعض الأئمة أحيانا قد يخرج عن منهجه
فأقول وأرجو الانتباه لهذا:
مثلا الإمام أحمد كم عدد الأحاديث التي تكلم عليها وكم هي الأحاديث التي خالف فيها المنهج الذي رسموه
الإمام البخاري كم الأحاديث التي تكلم عليها وحكم عليها وكم هي الأحاديث التي خالف فيها المنهج
ولحصر الكلام وتقييده @ إذا الأئمة قد اختلفوا فيما بينهم فبإمكاننا أن نتمشى مع من مشى على المنهج ونترك قول من ترك منهجه
لكن إذا لم يتكلم غيره من الأئمة على هذا الحديث كم هي الأحاديث التي خالف فيها هذا الإمام الواحد هذا المنهج
إن من الخطأ أن تجمع ما خرم هذا المنهج بالنظر إلى كل الأئمة
بل اجمع قول كل إمام على حدة وانظر كم هي الأحاديث
لا أتكلم عن غير تجربة الأحاديث التي يظن الباحث أن هذا الإمام قد خالف المنهج ولم يخالفه أحد من الأئمة أحاديث يسيرة لها عدة محامل
لكن إذا نظرنا إلى كثير من باحثي هذا الزمان تجد فوضوية في الحكم على هذا الأحاديث فمرة بخاري ومرة فلاني ومرة فلاني
هذا لا يستقيم
قد يقول قائل: ما السبب؟
السبب في نظري ثلاثة أمور:
الأول: أن هذا الشخص يريد أن يصل إلى حكم معين سواء الصحة أو الضعف فيبحث عن القواعد التي تؤيده فيما ذهب إليه
وأنا أقول غير متردد كل حديث تريد أن تصححه فلك ألف طريق وقاعدة تؤيدك على حكمك من كلام الأئمة ومن كلام المتأخرين حتى ولو كان الحديث باطلا وليس هذا بمعجز لمن جرب
الثاني: عدم التحري في تتبع الطرق والعجلة في إصدار الحكم دون تأمل
الثالث وهو الأهم: نسأل هذا الباحث كم حديث خرجت تخريجا علميا ومدققا وموسعا لا أعتقد أنه سيتجاوز في إجابته الألف حديث
ألف حديث!!! تهيئك لنقد كلام الأئمة ومعرفة نظرهم وسبرهم إن من يخرج آلاف الأحاديث قطعا سيتبين له منهجا يمشي عليه لن يخرمه في الغالب
لكن صاحب الأحاديث العشرة أو المئة أو الألف سيظل يهيم في منهجه حتى يجده
وأما منهج المتقدمين فهو منهج متوازن القواعد فيه منضبطة إلا في النادر
كتبت هذا على عجل ولعل الإخوة يفيدون ويردون بما يفيد كاتبه وقارئه ورحم الله امرءا رد بحلم وعلم
المقرئ
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[17 - 07 - 04, 06:14 م]ـ
علمني شيخي أبو عمر الفقيه وفقه الله مقولة جميلة عندما أحببت علم الحديث وبدأت أطلبه على يديه وهي قوله:
((لو بقيتَ شهرا تبحث في حديث وتجمع طرقه ثم خرجت بنتيجة صحيحة، فهو خير لك من أن تخرِّج كل يوم عشرة أحاديث دون تتبع طرقها، والنظر في أحكام الأئمة عليها))
وهذه المقولة أعرف قيمتها عندما أرى الحشو الذي تمتلىء به الكتب المطبوعة ممن يزعمون التحقيق.
ـ[المقرئ.]ــــــــ[19 - 07 - 04, 07:09 م]ـ
أحسنتم يا شيخ خالد وهي وصية نافعة
قد يقول قائل: إذا ما هي الطريقة لثبات المنهج؟
الطريقة في نظري: أن يديم الباحث النظر في كلام الأئمة وأحكامهم على الأحاديث
والوصول إلى فهم كلامهم حق الفهم وهذا هو محك المسألة وعينها
من المفارقات العجيبة: إذا نظرنا إلى كلام أبي حاتم في العلل مثلا:
إذا سئل عن حديث فجوابه في الغالب لا يتجاوز العدة أسطر
بينما البعض إذا أراد أن يجيب على حديث سود الكراريس بتلك الطرق الواهية والضعيفة فإذا جمعها قال وهذه الأحاديث بمجموعها يصح الحديث بها وهذا من المفارقات
وقد حاولت جاهدا منذ سنين أن أجمع الأحاديث التي صحح الإمام أحمد الحديث لكثرة طرقها مع أن في كل طريق علة قادحة [قيد] @ فما تجاوزت الأحاديث أصابع اليد الواحدة
كذلك إن من الخطأ البين أن نفهم كلمات الأئمة بمحض أفهامنا وعقولنا دون أن ننظر كيف طبقوا هذه المقولة فإن أفضل من يفسر المقولة هو صاحبها
فإذا وجدت قاعدة أو قولا لأحد الأئمة فانظر كيف طبقها ولا تذهب تطبقها مباشرة دون أن تعرف كيفية الاستفادة منها
خذ مثالا على ذلك: مسألة زيادة الثقة هناك كلمات لبعض الأئمة عامة في قبولها مطلقا فإن أخذنا على عمومها أخطأنا والدليل على ذلك انظر كيف طبق صاحب المقولة هذه القاعدة ستجد أنك أخطأت فهم القاعدة وهكذا
ولهذا بعض المحققين أحيانا يستدل بقاعدة في حديث ثم يخالفها في الحديث الذي بعده دون أي سبب وذلك بسبب عدم ثبات المنهج
المقرئ(41/169)
ما صحة حديث (نُهي ان يُسأل الرجل فيما ضرب زوجته)؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - 07 - 04, 01:03 ص]ـ
ارجو من الأخوة الأكارم إفادتي عن صحة هذا الأثر (نُهي ان يُسأل الرجل فيما ضرب زوجته)؟ >
فقد بحثت عنه في بعض مظانه ولم أجده.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[18 - 07 - 04, 01:25 ص]ـ
- إرواء الغليل - محمد ناصر الألباني ج 7 ص 98:
2034 - (حديث (لا يسأل الرجل فيم ضرب امرأته) رواه أبو داود) 20/ 225.
ضعيف.
أخرجه أبو داود (2147) وكذا النسائي في (الكبرى) (ق 87/ 1) وابن ماجه (1986) والبيهقي (7/ 3 0 5) وأحمد (1/ 2 0) من طريق داود بن عبد الله الأودي عن عبد الرحمن المسلمي عن الأشعث بن قيس عن عمر بن الخطاب عن النبي معه (ص) قال: فذكره
قلت: وهذا سند ضعيف من أجل المسلمي هذا
قال الذهبي: (لا يعرف إلا في هذا الحديث (تفرد عنه داود بن عبد الله الأودي).
وقال الحافظ: (مقبول).
(تنبيه) هذا الحديت سكت عليه الذهبي في مختصره، فتعقبه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه فقال بعد أن عزاه لمسند أحمد: (وإسناده ضعيف، لضعف راويه داود بن عبد الله الأودي، فسكوت المنذري عنه تقصير).
وأقول: داود بن عبد الله الأودي ثقة، وظني أنه التبس على الشيخ بداود ابن يزيد الأودي عم عبد الله بن إدريس فإنه هو الضعيف، وليس هو صاحب هذا الحديث، وإن فسره به الشيخ أحمد في تعليقه على (المسند) رقم (122) لأنه وقع فيه (عبد الله الأودي) لم يسم أبوه! فقال الشيخ: إسناده ضعيف داود بن يزيد الأودي ضعيف ليس بقوي. . . .). فهذا وهم آخر منه، عفا الله عنا وعنه.
وإنما تقصير المنذري بسكوته عن المسلمي وكم له من مثله!. ا. هـ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[18 - 07 - 04, 01:37 ص]ـ
قال النووي في الأذكار:
44/ 977 وروينا في سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه، عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "لا يُسألُ الرَّجُلُ: فيمَ ضَرَبَ امْرأتَهُ".
(977) أبو داود (2147)، والنسائي في الكبرى،
وقال ابن علاّن: وكذا رواه الإِمام أحمد كما في "تسديد القوس".
والحديث صحيح كما قاله ابن حجر في "تنبيه الأخيار" الفتوحات الربانية 7/ 140. اهـ
أنا آسف فإني بعيد عن مكتبتي وهذا من موقع المحدث. للأمانة
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[18 - 07 - 04, 01:55 ص]ـ
وقال ابن كثير في مسند الفاروق (1/ 182) بعد أن ساق الرواية:
أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث ابن مهدي عن أبي عوانة
ورواه ابن ماجه أيضا، وعبد بن حميد من حديث أبي عوانة عد داود الأودي
ورواه علي بن المديني (1) عن ابن مهدي عن أبي عوانة عن داود الأودي به
ثم قال: وهذا إسناد مجهول، وداود بن عبدالله الأودي لا أعلم أحدا روى عنه إلا زهير وأبو عوانة، وعبدالرحمن المسلي _ ويكنى بأبي وبرة _ لا أعلم روى عنه غير هذا. ا. هـ
==========
(1) وهو في العلل المطبوع، تحقيق حسام بو قريص ص (229)
قال: ((فإن إسناده مجهول، رواه رجل من أهل الكوفة يقال له داود بن عبدالله الأودي، لا أعلم أحدا روى عنه شيئا غير عبدالرحمن المسلي، وهو عندي أبو وبرة المسلي)). ا. هـ
ويلاحظ الاختلاف عن نقل ابن كثير فلعل هذا سقط من النسخة التي حقق الكتاب عليها.
والذي دلني على أن النقل في كتاب العلل هو الأخ: عبدالله الحمادي وفقه الله
والكتاب عندي لكني غفلت عن الرجوع إليه
فجزاه الله خيرا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[14 - 12 - 07, 09:35 ص]ـ
داود بن عبد الله الأودي ثقة
فليحرر من قال إنه ضعيف، أو مجهول
وإنما الضعيف: داود بن يزيد الأودي
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[14 - 12 - 07, 09:36 ص]ـ
وليحرر " المسلمي " فإنه " المُسْلي "
ـ[عبد المتين]ــــــــ[14 - 12 - 07, 08:55 م]ـ
داود بن عبد الله الأودي مختلف فيه، وثقه أحمد بن حنبل وابن معين و أبو داود، وضعفه غيرهم.
ـ[مسدد2]ــــــــ[15 - 12 - 07, 03:04 ص]ـ
قرأت لأحد الرافضة المبغضين لسيدنا عمر رضي الله عنه يقول أن عمر يكذب في الحديث وأنه يدّعي أن الله لا يحاسب الرجل إذا ضرب امرأته، إذ روى عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم (لا يُسأل الرجل فيم ضرب امرأته) .. ففهم أن الله لا يسأل الرجل في الآخرة عن ضربه لامرأته .. !
وهذا من "علماء" الرافضة ومقدميهم ..
والنووي رضي الله عنه قد أورد هذا الحديث في باب التقوى في رياض الصالحين إذ فيه حض للرجل ألا يستقوي على زوجته ويضربها، وأن يتقي الله حيث أن الناس تتجنب الدخول فيما يجري بين الزوجين، (وتُنهى عن ذلك، إن صح الحديث) فلا رقيب على الرجل الا الله، فليخشَ عذاب الله وحسابه وعقابه في الآخرة، ويتقه في زوجته .. وشتان بين معنى الحديث (بغضّ النظر عن درجته) وبين ما فهمه ذلك الرافضي، عربي اللسان، لكن مستَعجَم العقل والقلب والفهم جميعا ..
ولله في خلقه شؤون ..
مسدد2(41/170)
الدلائل الواضحة على صحة حديث البطاقة الراجحة
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 07 - 04, 01:19 ص]ـ
الحمد لله الذى جعل التوحيدَ دليلاً على مرضاته. وحادياً إلى جناته. فأكرمْ به صاحباً للعبد من مولده إلى مماته. ومُنجياً له من عذاب القبر وظلماته. والصلاة والسلام الأكملان على محمَّدٍ خير خلق الله ودعاته. وبعد ..
قال الإمام أحمد (1/ 63): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ـ يعنى ابن أبى عروبة ـ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لا يَقُولُهَا عَبْدٌ حَقًّا مِنْ قَلْبِهِ إِلا حُرِّمَ عَلَى النَّارِ))، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَنَا أُحَدِّثُكَ مَا هِيَ؟، هِيَ كَلِمَةُ الإِخْلاصِ الَّتِي أَعَزَّ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهَا مُحَمَّدًا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ، وَهِيَ كَلِمَةُ التَّقْوَى الَّتِي أَلاصَ عَلَيْهَا نَبِيُّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّهُ أَبَا طَالِبٍ عِنْدَ الْمَوْتِ: شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ.
وقال (3/ 407): حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ الثَّورِىِّ عَنْ سَلَمَةَ ـ يعنى ابن كهيل ـ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى: ((أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلامِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الإِخْلاصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا، وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)).
وقال الإمام البخارى فى ((كتاب استتابة المرتدين)) (6938): حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ـ يعنى ابن المبارك ـ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ سَمِعْتُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: غَدَا عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُنِ؟، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَّا: ذَلِكَ مُنَافِقٌ، لا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَلا تَقُولُوهُ يَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ))، قَالَ: بَلَى، قَالَ: ((فَإِنَّهُ لا يُوَافَى عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِهِ إِلا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ)).
كَلِمَةُ الإِخْلاصِ .. كَلِمَةُ التَّقْوَى .. الكلمة المنجية من النار .. الكلمة الموجبة للجنة .. كَلِمَةُ التوحيد هى: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، لا يوافى عبدٌ به الله تبارك وتعالى يوم القيامة إلا أكرمه وأجزل مثوبته، وحرم عليه النار، وأدخله الجنة.
كلامُنَا عَنْ لَفْظَةِ الشَّهَادَةِ ... فَهِى سَبِيلُ الفَوْزِ والسَّعَادَةِ
مَنْ قالَها مُوْاطِئَاً معناهَا ... وكانَ عَامِلاً بِمُقْتَضَاهَا
فى القولِ والفعلِ ومَاتَ مُؤمِنَا ... يُبْعَثُ يَومَ الحشرِ نَاجٍ آمِنَا
قال الإمام أبو القاسم حمزة بن محمد الكنانى المصرى فى ((جزء البطاقة)) (2): أخبرنا عمران بن موسى بن حميد الطبيب ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حَدَّثَنَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدِ عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى المعَافِرىِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُنْشَرُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلاً، كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالى لَهُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟، فَيَقُولُ: لا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ عزَّ وجلَّ: أَلَكَ عُذْرٌ أو حَسَنَةٌ، فَيُهَابُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: لا يا رَبِّ، فَيَقُولُ عزَّ وجلَّ:
¥(41/171)
بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ وَإِنَّهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاتِ؟، فَيَقُولُ عزَّ وجلَّ: إِنَّكَ لا تُظْلَمُ، فَتُوضَعُ السِّجِلاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلاتُ، وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ)).
قال أبو القاسم حمزة بن محمد: ولا أعلمه روى هذا الحديث غير الليث بن سعد، وهو من أحسن الحديث.
وقال الشيخ أبو الحسن ـ يعنى علي بن عمر بن محمد بن حمصة الحرانى ـ: أنا حضرت رجلاً في المجلس، وقد زعق عند هذا الحديث، ومات، وشهدتُ جنازته، وصليتُ عليه.
قلت: هو كما قاله الإمام الحجة أبو القاسم الكنانى؛ من أحسن أحاديث المصريين وأصحِّها وأروعها، والحديث لهم، وسائر أهل الأمصار يروونه عنهم. وهو بهذا الإسناد من عَبْدِ اللهِ بْنَ عَمْرٍو إلي أبى القاسم الكنانى مصرى خالص، رواته كلهم مصريون ثقات عدول، وهو غريب لم يروه عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنَ عَمْرٍو إلا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، تفرد به عنه عَامِرُ بْنُ يَحْيَى المعَافِرىُّ. ورواه عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى: اللَّيْثُ بْنُ سَعْدِ، وعبد الله بن لهيعة، ولكنه عن الليث أشهر، فقد أقام متنه، وجوَّد ألفاظه، وأتقن سياقته، وأما ابن لهيعة، ففى سياق حديثه ما يُنكر، فكأنه يرويه بعد اختلاطه.
والمعتمد فى صحة الحديث على الحجة الثبت الثقة: الليث بن سعد الفهمى.
وإن شئت، فقارن بين روايته الآنفة الذكر، وبين ما أخرجه الإمام أحمد (2/ 221) قال: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((تُوضَعُ الْمَوَازِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ، فَيُوضَعُ فِي كِفَّةٍ، فَيُوضَعُ مَا أُحْصِيَ عَلَيْهِ، فَتَمَايَلَ بِهِ الْمِيزَانُ، فَيُبْعَثُ بِهِ إِلَى النَّارِ، قَالَ: فَإِذَا أُدْبِرَ بِهِ، إِذَا صَائِحٌ يَصِيحُ مِنْ عِنْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: لا تَعْجَلُوا لا تَعْجَلُوا، فَإِنَّهُ قَدْ بَقِيَ لَهُ، فَيُؤْتَى بِبِطَاقَةٍ فِيهَا: لا إِلَهَ إِلا اللهُ، فَتُوضَعُ مَعَ الرَّجُلِ فِي كِفَّةٍ، حَتَّى يَمِيلَ بِهِ الْمِيزَانُ)). لا شك أنك واجدٌ بين الروايتين بوناً شاسعاً، ينبئك عن إتقان وضبط وحفظ الليث بن سعد، فقد جوَّده وضبطه وأتقن سياقته، وأبدع ابن لهيعة شيئاً من وهمه الذى خانه بعد اختلاطه وسوء حفظه، فجاء بهذه المعانى المنكرة ((يُوضَعُ الرجلُ فِي كِفَّةٍ)) و ((توضَعُ ـ يعنى البطاقة ـ مَعَ الرَّجُلِ فِي كِفَّةٍ)) و ((حَتَّى يَمِيلَ بِهِ الْمِيزَانُ))!!؛ على خلاف المحفوظ والثابت من معانى الحديث وألفاظه.
وقد رواه عن الليث بن سعد جماعة من أثبات أصحابه، من أهل مصر وغيرهم من محدثى أمصار الإسلام: سعيد بن أبى مريم المصرى، وعبد الله بن المبارك المروزى، وقتيبة بن سعيد القعنبى، ويحيى بن عبد الله بن بكير المصرى.
ولا خلاف بينهم على روايته بهذا التمام كحديث يحيى بن بكير، ويزيدون عليه ((أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ)). وفى رواية ابن المبارك ((إِنَّ اللهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِي))، وزاد بآخره ((فَلا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللهِ شَيْءٌ)).
فقد أخرجه كذلك ابن المبارك ((الزهد)) (371)، وأحمد (2/ 213)، والترمذى (2639)، وابن ماجه (4300)، وابن حبان (225)، والحاكم (1/ 710،46)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (1/ 264/283)، والخطيب ((موضح الأوهام)) (2/ 204)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (14/ 84)، والذهبى ((معجم المحدثين)) (ص48) من طرق عن الليث بن سعد به.
[لطيفة إسنادية] ومن لطائف رواية هذا الحديث، أن الحافظ الجلال أبا بكرٍ السيوطى رواه بإسنادٍ رواته مصريون كلهم منه إلى عبد الله بن عمرو، فقال فى ((تدريب الراوى)) (2/ 408): قرئ على أم الفضل بنت محمد المصرية وأنا أسمع: شيخ الإسلام أبو حفص البلقيني ومحمد ومريم ولدا أحمد بن إبراهيم سماعا قالوا كلهم: أنا أبو الفتح محمد بن محمد الميدومي أنا أبو عيسى بن علاق أنا أبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري ثنا أبو صادق مرشد بن يحيى أنا أبو الحسن علي بن عمر الصواف ثنا أبو القاسم حمزة بن محمد الكنانى أنا عمران بن موسى بن حميد الطبيب ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني الليث بن سعد عن عَامِرِ بْنِ يَحْيَى المعافري عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِوٍ يَقُولُ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فينشر له تسعة وتسعون سجلا ً ..... )) الحديث.
ثم قال الجلال السيوطى: ((ورجال هذا الإسناد الذي سقناه مني إلى عبد الله بن عمرو كلهم مصريون)).
قلت: وهذه الطريق التى رواه بها السيوطى، هى الطريق إلى رواية كتاب ((جزء البطاقة)) للإمام الحافظ أبى القاسم الكنانى.
[فائدة] إليك نسخة من ((جزء البطاقة)) تصنيف الإمام الحافظ الحجة أبى القاسم حمزة بن محمد بن على بن العباس الكنانى
رواية أبى الحسن علي بن عمر بن محمد الصواف عنه
رواية أبى صادق مرشد بن يحيى بن القاسم بن على عنه
رواية أبى القاسم هبة الله بن علي بن مسعود البوصيري عنه
رواية أبى عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن علاق عنه
رواية أبى الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي عنه
¥(41/172)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 07 - 04, 01:26 ص]ـ
تحميل ((جزء البطاقة)) تصنيف الإمام الحافظ الحجة أبى القاسم حمزة بن محمد بن على بن العباس الكنانى
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 07 - 04, 11:53 ص]ـ
الحمد لله على آلائه، وصلواته على محمد خاتم أنبيائه، وعلى آله وأصحابه وأصفيائه. وبعد ...
ثم استدركت هذه الزيادة فى مصادر التخريج
فقد أخرجه كذلك الطبرانى ((الأوسط)) (4725) قال: حدثنا عبد الرحمن بن حاتم أبو زيد المرادي المصري قال ثنا سعيد بن عفير ويحيى بن بكير قالا: ثنا الْلَيْثُ بْنُ سَعْدٍ ثنَا عَامِرُ بْنُ يَحْيَى الْمَعَافِرِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((إِنَّ اللهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِي، لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلاً، كُلُّ سِجِلٍّ مَدُّ الْبَصَرِ، فيَقُولُ لّهُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ، فَيَقُولُ: لا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدِى حَسَنَةً، وَإِنَّهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فيُخْرُجُ له بِطَاقَةً فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ، فَيَقُولُ: مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاتِ، فتَثْقُلُ الْبِطَاقَةُ، فَلا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللهِ شَيْءٌ)).
وقال أبو القاسم: ((لا يُروى هذا الحديث عن رسول الله إلا بهذا الإسناد، تفرد به عامر بن يحيى المعافرى)).
قلت: ورجال هذا الإسناد من شيخ الطبرانى إلى عبد الله بن عمرو رضى الله عنه كلهم مصريون.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 05 - 09, 04:30 م]ـ
ـ (الدَّلائِلُ الْوَاضِحَةُ عَلَى صِحَّةِ حَدِيثِ الْبِطَاقَةِ الرَّاجِحَةِ) ـ
&&&&
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ التَّوْحِيدَ دَلِيلاً عَلَى مَرْضَاتِهِ. وَحَادِيَاً إِلَى جَنَّاتِهِ. فَأَكْرَمْ بِهِ صَاحِبَاً لِلْعَبْدِ مِنْ مَوْلِدِهِ إِلَى مَمَاتِهِ. وَمُنْجِيَاً لَهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَظُلُمَاتِهِ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتَمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى مُحَمَّدٍ خَيْرِ خَلْقِ اللهِ وَدُعَاتِهِ.
وَبَعْدُ ..
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (1/ 63): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ _ يَعْنِى ابْنَ أَبِى عَرُوبَةَ _ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لا يَقُولُهَا عَبْدٌ حَقًّا مِنْ قَلْبِهِ، إِلا حُرِّمَ عَلَى النَّارِ»، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَنَا أُحَدِّثُكَ مَا هِيَ؟، هِيَ كَلِمَةُ الإِخْلاصِ الَّتِي أَعَزَّ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهَا مُحَمَّدَاً صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ، وَهِيَ كَلِمَةُ التَّقْوَى الَّتِي أَلاصَ عَلَيْهَا نَبِيُّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّهُ أَبَا طَالِبٍ عِنْدَ الْمَوْتِ: شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ.
وَقَالَ (3/ 407): حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ الثَّورِىِّ عَنْ سَلَمَةَ _ يَعْنِى ابْنَ كُهَيْلٍ _ عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى: «أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلامِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الإِخْلاصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا، وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ».
¥(41/173)
وَقَالَ الإِمَامُ الْبُخَارِيُّ فِى «كِتَابِ اسْتِتَابَةِ الْمُرْتَدِينَ» (6938): حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ _ يَعْنِى ابْنَ الْمُبَارَكِ _ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ سَمِعْتُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: غَدَا عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُنِ؟، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَّا: ذَلِكَ مُنَافِقٌ، لا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلا تَقُولُوهُ يَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ»، قَالَ: بَلَى، قَالَ: «فَإِنَّهُ لا يُوَافَى عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِهِ إِلا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ».
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ، وَهُوَ نَائِمٌ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ وَقَدْ اسْتَيْقَظَ، فَقَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ»، قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ، قَالَ: «وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ»، قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ، قَالَ: «وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ»، قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ، قَالَ: «وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ، عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ».
وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا قَالَ: وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي ذَرٍّ.
كَلِمَةُ الإِخْلاصِ .. كَلِمَةُ التَّقْوَى .. الْكَلِمَةُ الْمُنْجِيَةُ مِنَ النَّارِ .. الْكَلِمَةُ الْمُوْجِبَةُ لِلْجَنَّةِ .. كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ هِيَ: شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، لا يُوَافِى عَبْدٌ بِهَا اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ غَفَرَ لَهُ وَرَحِمَهُ، وَأَثَابَهُ وَأَكْرَمَه، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ النَّارَ، وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ.
يا سَائِلِى عَنْ لَفْظَةِ الشَّهَادَةِ ... فَهِى سَبِيلُ الفَوْزِ والسَّعَادَةِ
مَنْ قَالَهَا مُوْاطِئَاً مَعْنَاهَا ... وَكَانَ عَامِلاً بِمُقْتَضَاهَا
فِى الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وَمَاتَ مُؤمِنَا ... يُبْعَثُ يَومَ الْحَشْرِ نَاجٍ آمِنَا
قَالَ الإِمَامُ أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنَانِيُّ الْمِصْرِيُّ فِي «جُزْءِ الْبِطَاقَةِ» (2): أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ حُمَيْدٍ الطَّبِيبُ ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدِ عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى الْمَعَافِرىِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُنْشَرُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلاً، كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالى لَهُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟، فَيَقُولُ: لا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ عزَّ وجلَّ: أَلَكَ عُذْرٌ أو حَسَنَةٌ، فَيُهَابُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: لا يا رَبِّ، فَيَقُولُ عزَّ وجلَّ: بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ وَإِنَّهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاتِ؟، فَيَقُولُ عزَّ وجلَّ: إِنَّكَ لا تُظْلَمُ، فَتُوضَعُ السِّجِلاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ،
¥(41/174)
فَطَاشَتِ السِّجِلاتُ، وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ».
قَالَ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ: وَلا أَعْلَمْهُ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، وَهُوَ مِنْ أَحْسَنِ الْحَدِيثِ، وَبِاللهِ التَّوْفِيقِ.
قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ _ يَعْنِى عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ حِمِّصَةَ الْحَرَّانِيَّ (1) _: أَنَا حَضَرْتُ رَجْلاً فِي الْمَجْلِسِ، وَقَدْ زَعَقَ عِنْدَ هَذَا الْحَدِيثِ، وَمَاتَ، وَشَهِدْتُ جَنَازَتَهُ، وَصَلَّيْتُ عَلَيْهِ.
قُلْتُ: هُوَ كَمَا قَالَهُ الإِمَامُ الْحُجَّةُ أَبُو الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ؛ مِنْ أَحْسَنِ أَحَادِيثِ الْمِصْرِيِّينَ وَأَصَحِّهَا وَأَرْوَعِهَا.
وَالْحَدِيثُ لَهُمْ، وَسَائِرُ أَهْلِ الأَمْصَارِ يَرْوُونَهُ عَنْهُمُ. وَهُوَ بِهَذَا الإِسْنَادِ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنَ عَمْرٍو إِلَي أَبِي الْقَاسِمِ الْكِنَانِيِّ مِصْرِيٌّ خَالِصٌ، رُوَاتُهُ كُلُّهُمْ مِصْرِيُّونَ ثِقَاتٌ عُدُولٌ، وَهُوَ غَرِيبٌ لَمْ يَرْوِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، إِلاَّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمِصْرِيُّ، تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ: عَامِرُ بْنُ يَحْيَى الْمَعَافِريُّ. وهو عَامِرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَشِيبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَرِيعٍ الْمَعَافِرِيُّ، الشَّرْعَبِيُّ أبُو خُنَيْسٍ الْمِصْرِيُّ، ثِقَةٌ مُقِلٌّ مِنْ صِغَارِ تَابِعِي الْمِصْرِيِّينَ. قَالَ أبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «كِتَابِ الثِّقَاتِ» (7/ 249)، وَصَحَّحَ حَدِيثَهُ.
وَرَوَى لَهُ مُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ. وَقَالَ أبُو سَعِيدٍ ابْنُ يُونُسَ الْمِصْرِيُّ: تُوُفِّيَ قَبْلَ سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِئَةٍ.
وَرَوَاهُ عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى: اللَّيْثُ بْنُ سَعْدِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، وَلَكِنَّهُ عَنِ اللَّيْثِ أَشْهَرُ، فَقَدْ أَقَامَ مَتْنَهُ، وَجَوَّدَ أَلْفاظَهُ، وَأَتْقَنَ سِيَاقَتَهُ، وَأَمَّا ابْنُ لَهِيعَةَ، فَفَى سِيَاقِ حَدِيثِهِ مَا يُنْكَرُ، فَكَأَنَّهُ كَانَ يَرْوِيهِ بَعْدَ اخْتِلاطِهِ. وَالْمُعْتَمَدُ فِي صِحَّةِ الْحَدِيثِ عَلَى الْحُجَّةِ الثَّبْتِ الثِّقَةِ: اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ الْفَهْمِيِّ.
وَإِنْ شِئْتَ، فَقَارِنْ بَيْنَ رِوَايَتِهِ الآنِفَةِ الذِّكْرِ، وَبَيْنَ مَا أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ (2/ 221) قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تُوضَعُ الْمَوَازِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ، فَيُوضَعُ فِي كِفَّةٍ، فَيُوضَعُ مَا أُحْصِيَ عَلَيْهِ، فَتَمَايَلَ بِهِ الْمِيزَانُ، فَيُبْعَثُ بِهِ إِلَى النَّارِ، قَالَ: فَإِذَا أُدْبِرَ بِهِ، إِذَا صَائِحٌ يَصِيحُ مِنْ عِنْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: لا تَعْجَلُوا لا تَعْجَلُوا، فَإِنَّهُ قَدْ بَقِيَ لَهُ فَيُؤْتَى بِبِطَاقَةٍ فِيهَا: لا إِلَهَ إِلا اللهُ، فَتُوضَعُ مَعَ الرَّجُلِ فِي كِفَّةٍ، حَتَّى يَمِيلَ بِهِ الْمِيزَانُ».
لا شَكَّ أَنَّكَ وَاجِدٌ بَيْنَ الرِّوَايَتَيْنِ بَوْنَاً شَاسِعَاً، يُنْبِئُكَ عَنْ إِتْقَانِ وَضَبْطِ وَحِفْظِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، فَقَدْ جَوَّدَهُ، وَضَبَطَهُ، وَأَتْقَنَ سِيَاقَتَهُ، وَأَبْدَعَ ابْنُ لَهِيعَةَ شَيْئَاً مِنْ وَهْمِهِ الَّذِى خَانَهُ بَعْدَ اخْتِلاطِهِ وَسُوءِ حِفْظِهِ، فَجَاءَ بِهَذِهِ الْمَعَانِي الْمُنْكَرَةِ «يُوضَعُ الرجلُ فِي كِفَّةٍ» و «توضَعُ _ يَعْنِى الْبِطَاقَةَ _ مَعَ الرَّجُلِ فِي كِفَّةٍ» و «حَتَّى يَمِيلَ بِهِ الْمِيزَانُ»!!؛ عَلَى خِلافِ الْمَحْفُوظِ وَالثَّابِتِ مِنْ مَعَانِي الْحَدِيثِ وَأَلْفَاظِهِ، كَمَا أَتْقَنَهُ إِمَامُ حُفَّاظِ أَهْلِ مِصْرَ: اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ.
¥(41/175)
وَقَدْ رَوَاهُ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ: جَمَاعَةٌ مِنْ أَثْبَاتِ أَصْحَابِهِ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ رُفَعَاءِ الأَئِمَّةِ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْمِصْرِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْمَرْوُزِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ أَبُو صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيْدٍ الثَّقَفِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ الْمِصْرِيُّ.
وَلا خِلافَ بَيْنَهُمْ عَلَى رِوَايَتِهِ بِهَذَا التَّمَامِ كَحَدِيثِ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، وَيَزِيدُونَ عَلَيْهِ «أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ».
وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ الْمُبَارَكِ «إِنَّ اللهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِي»، وَزَادَ بِآخِرِهِ «فَلا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللهِ شَيْءٌ».
فَقَدْ أَخْرَجَهُ كَذَلِكَ أَحْمَدُ (2/ 213)، وَحِبَّانُ بْنُ مُوسَى «مُسْنَدُ ابْنِ الْمُبَارَكِ»، وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ «زُهْدُ ابْنِ الْمُبَارَكِ» (371)، وَالتِّرْمِذِيُّ (2639)، وَابْنُ مَاجَهْ (4300)، وَابْنُ حِبَّانَ (225)، وَالطَّبَرَانِيُّ «الأَوْسَطُ» (4725) و «الدُّعَاءُ»، وَالْلأَلْكَائِيُّ «أُصُولُ الاعْتِقَادِ»، وَالْحَاكِمُ (1/ 710)، وَالْبَيْهَقِيُّ «شُعَبُ الإِيْمَانِ» (1/ 264/283)، وَالْخَطِيبُ «مُوَضِّحُ الأَوْهَامِ» (2/ 204)، وَالْمِزِّيُّ «تَهْذِيبُ الْكِمَالِ» (14/ 84)، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ «الأَرْبَعِينَ الْبُلْدَانِيَّةُ» (19)، وَالذَّهَبِيُّ «مُعْجَمُ الْمُحَدِّثِينَ» (ص48)، وَمُحَمَّدُ عَبْدِ الْبَاقِيِ الأَيُّوبِيُّ «الْمَنَاهِلُ السلسلة» (ص284،283)، وَالسُّيُوطِيُّ «جِيَادُ الْمُسَلْسَلاتِ» (ح21)، وَعَبْدُ الْبَاقِي الْحَنْبَلِيُّ «أَرْبَعِينَ حَدِيثَاً مِنْ رِيَاضِ آثَارِ أَهْلِ السُّنَّةِ» (ص21، 22)، وَالْفَادَانِيُّ «الْعُجَالَةُ فِي الأَحَادِيثِ الْمُسَلْسَلَةِ» (ص54:56) مِنْ طُرُقٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ بِهِ.
[إيْضَاحٌ وَتَعْرِيفٌ]
[1] هَذَا الْجُزْءُ الْمُسَمَّى «جُزْءُ الْبِطَاقَةِ» هُوَ أَشْهَرُ مُصَنَّفَاتِ الإِمَامِ الْحَافظِ أَبِي الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ.
قَالَ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ «سِيَرُ الأَعْلامِ»: حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ العَبَّاسِ أَبُو القَاسِمِ الكِنَانِيُّ، الْمِصْرِيُّ، صَاحِبُ مَجْلِسِ الْبِطَاقَةِ. الإمَامُ، الْحَافِظُ، الْقُدْوَةُ، مُحَدِّثُ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَمِائَتَيْنِ.
وَسَمِعَ: عِمْرَانَ بْنَ مُوْسَى الطَّبيبِ، وَمُحَمَّدَ بْنَ سَعِيْدٍ السَّرَّاجَ، وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيَّ، وَالْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ الصَّيْقَلِ، وَسَعِيْدَ بْنَ عُثْمَانَ الْحَرَّانِيَّ، وَأَبا يَعْقُوْبَ الْمَنْجَنِيْقِيَّ، وَدَاوُدَ بْنَ شَيْبَةَ، وَعَبْدَانَ الأَهْوَازِيَّ، وَأَبا يَعْلَى الْمَوْصِلِيَّ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الْمُعَافَا الصَّيدَاوِيَّ، وَجُمَاهِرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الزَّمْلَكَانِيَّ، وَأَبا خَلِيْفَةَ الْجُمَحِيَّ، لَحِقَهُ بِالبَصْرَةِ. وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَكَانَ مُتْقِنَاً مُجَوِّدَاً، ذَا تَأَلُّهٍ وَتَعَبُّدٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وَابْنُ مَنْدَةَ، وَعَبْدُ الغَنِيِّ بْنُ سَعِيْدٍ، وَتَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، وَشُعَيْبُ بْنُ الْمِنْهَالِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ نَصْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حِمِّصَةَ الْحَرَّانِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ النَّحَاسِ، وَأَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ الْقُرْطُبِيُّ ابْنُ الرَّسَّانِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ الْمُشْكَيَالِيُّ الطُّلَيْطِلِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ الْقَابِسِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَاكِمُ: حَمْزَةُ الْمِصْرِيُّ هُوَ عَلَى تَقَدُّمِهِ فِي مَعْرِفَةِ الْحَدِيْثِ أَحدُ مَنْ يُذكرُ بِالزُّهْدِ وَالْوَرَعِ وَالْعِبَادَةِ.
¥(41/176)
سَمِعَ النَّسَائِيَّ، وَأَبا خَلِيْفَةَ، وَأَقرَانَهُمَا بِالْحِجَازِ وَالْعِرَاقَيْنِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّوْرِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْغَنِيِّ الْحَافِظَ يَقُوْلُ، وَجَرَى ذِكْرُ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: كُلُّ شَيْءٍ لَهُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ، وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ، وَأَوَّلُ سَمَاعِهِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ، وَرَحَلَ إِلَى الْعِرَاقِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِمِائَةٍ. قَالَ الصُّوْرِيُّ: كَانَ حَمْزَةُ حَافِظَاً ثَبْتَاً.
قَالَ ابْنُ زُولاَقَ: حَدَّثَنِي الْحَافِظُ قَالَ: رَحَلْتُ سنَةَ خَمْسٍ، فَدَخَلتُ حَلَبَ، وَقَاضِيَهَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ عَبْدَةَ، فَكَتَبْتُ عَنْهُ، فَكَانَ يَقُوْلُ لِي: لَوْ عَرَفْتُكَ بِمِصْرَ لَمَلأْتُ رَكَائِبَكَ ذَهَبَاً، فَيُقَالُ: أَعْطَاهُ مِائَتَيْ دِيْنَارٍ تَرَحَّلَ بِهَا إِلَى الْعِرَاقِ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ البَرِّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَسَدٍ سَمِعْتُ حَمْزَةَ الْكِنَانِيَّ يَقُوْلُ: خَرَّجْتُ حَدِيْثَاً وَاحِدَاً عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَحْوِ مِائَتَيْ طَرِيْقٍ، فَدَاخَلَنِي لِذَلِكَ مِنَ الْفَرَحِ غَيْرُ قَلِيْلٍ، وَأُعْجِبْتُ بِذَلِكَ، فرَأَيْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِيْنٍ فِي الْمَنَامِ، فَقُلْتُ: يَا أَبا زَكَرِيَّا، خَرَّجْتُ حَدِيْثَاً مِنْ مِائَتَيْ طَرِيْقٍ، فَسَكَتَ عَنِّي سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: أَخْشَى أَنْ تَدْخُلَ هَذِهِ تَحْتَ «أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ» [التَّكَاثِرُ:1].
[2] تَفَرَّدَ بِرِوَايَةِ هَذَا الْجُزْءِ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ الْكِنَانِيِّ: أَبُو الْحَسَنِ ابْنُ حِمِّصَةَ الصَّوَّافُ، وَلَمْ يَسْمَعْ سِوَاهُ، وَلا رَأْسَ مَالٍ لَهُ فِي الْحَدِيثِ عَدَاهُ.
قَالَ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ «سِيَرُ الأَعْلامِ»: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرَّانِيُّ، ثُمَّ الْمِصْرِيُّ. الْمُعَمَّرُ، الأَمِيْنُ، عُرِفَ بِابْنِ حِمِّصَةَ الصَّوَّافِ.
مَا سَمِعَ شَيْئَاً سِوَى مَجْلِسِ الْبِطَاقَةِ، وَتَفَرَّدَ فِي الدُّنْيَا عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ حَمْزَةَ الْكِنَانِيِّ.
وُلِدَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِمِائَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الشِّيْرَازِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ القَادِر اليُوْسُفِيُّ، وَمُرْشِدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو صَادِقٍ الْمَدِيْنِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الرَّازِيُّ، وَعِدَّةٌ.
مَاتَ فِي ثَالث رَجَب سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، عَنْ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً.
وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ «الأَنْسَابُ»: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيُّ الصَّوَّافُ الْحِمِّصِيُّ، وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ الْحِمِّصِيُّ لأَنَّهُ يُعْرَفُ بِابْنِ حِمِّصَةَ، وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ الْمِصْرِيِّينَ. يَرْوِي عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْكِنَانِيِّ الْحَافِظِ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الْمُحْسِنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ التَّاجِرُ الشِّيحِيُّ، وأبو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّخْشَبِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ نَزِيلُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ.
قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ النَّخْشَبِيُّ: ابْنُ حِمَّصَةَ سَمِعَ حَمْزَةَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكِنَانِيَّ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ مِنْهُ الْمَجَالِسَ السَّبْعَةَ الَّتِي أَمْلاهَا، إِلاَّ أَنَّهَا ضَاعَتْ، وَبَقِيَ مَعِي مَجْلِسٌ وَاحِدٌ، سَمِعْنَاهُ مِنْهُ.
[لَطِيفَةٌ إِسْنَادِيَّةٌ] وَمِنْ لَطَائِفِ رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ: رِوَايَتُهُ مُسَلْسَلاً بِالْمِصْرِيِّينَ مِنْ مُبْتَدَئِهِ إِلَى مُنْتَهَاهُ:
¥(41/177)
[1] قَالَ الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ الإِسْكَنْدَرِيُّ «الأَرْبَعِينُ الْبُلْدَانِيَّةُ» (19): أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ الْمُعَدِّلُ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَغَيْرِهَا أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ ابْنُ حِمَّصَةَ الْحَرَّانِيُّ الصَّوَّافُ بِمِصْرَ ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكِنَانِيُّ الْمِصْرِيُّ الْحَافِظُ إِمْلاءً أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ حُمَيْدٍ الطَّبِيبُ ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدِ عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى الْمَعَافِرىِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ... » الْحَدِيثَ.
وَقَالَ أَبُو طَاهِرٍ «الْمُجَازُ وَالْمُجِيزُ»: أَخْبَرَنَا أبُو صَادِقٍ مُرْشِدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْقَاسِمِ الْمَدَنِيُّ بِمِصْرَ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ بِمِصْرَ وَبِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالا: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ ابْنُ حِمَّصَةَ الْحَرَّانِيُّ بِمِثْلِهِ.
قُلْتُ: هَكَذَا وَقَعَ لأبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ تُسَاعِيَّاً مُتَّصِلاً مُسَلْسَلاً بِالْمِصْرِيِّينَ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي الْقَاسِمِ الْكِنَانِيِّ إِلاَّ رَاوِيَانِ.
[2] قَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ فِى «تَدْرِيبِ الرَّاوِي» (2/ 408): قُرِئَ عَلَى أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيَّةِ وَأَنَا أَسْمَعُ: أَنَا شَيْخُ الإِسْلامِ أَبُو حَفْصٍ الْبُلْقِينِيُّ وَمُحَمَّدُ وَمَرْيَمُ وَلَدَا أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ سَمَاعَاً قَالُوا كُلُّهُمْ: أَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَيْدُومِيُّ أَنَا أَبُو عِيسَى بْنُ عِلاقٍ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بْنُ عَلِيٍّ الْبُوصِيْرِيُّ ثنا أبُو صَادِقٍ مُرْشِدُ بْنُ يَحْيَى أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الصَّوَّافُ ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنَانِيُّ أنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ حُمَيْدٍ الطَّبِيبُ ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى الْمَعَافِرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِوٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُنْشَرُ لَهُ تِسْعَةً وَتِسْعُونَ سِجَلاً ... » الْحَدِيثَ.
ثُمَّ قَالَ الْجَلالُ السُّيُوطِيُّ: «وَرِجَالُ هَذَا الإِسْنَادِ الَّذِي سُقْنَاهُ مِنِّي إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو كُلُّهُمْ مِصْرِيُّونَ».
قُلْتُ: فَبَيْنَ السُّيُوطِيِّ وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَاوِيَاً، كُلُّهُمْ مِصْرِيُّونَ مُوَثَّقُونَ.
[3] قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَأَخْبَرَنِيهِ الشَّيْخُ الدُّكْتُورُ أَحْمَدُ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيْمِ الأَزْهَرِيُّ الْمِصْرِيُّ الْقَاهِرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَيْضِ مُحَمَّدُ يَاسِينَ بْنُ عِيسَى الْفَادَانِيُّ «الْعُجَالَةُ فِي الأَحَادِيثِ الْمُسَلْسَلَةِ» (ص54: 56): أَخْبَرَنَا الْقَاضِي مَحْمُودُ أَبُو الْعُيُونِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ وَالسَّيِّدُ تَوْفِيقُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَكْرِيُّ الْمِصْرِيُّ كِلاهُمَا عَنِ الشَّمْسِ مُحَمَّدٍ الأَنْبَابِيِّ عَنْ مُصْطَفَى الْمُبَلِّطِ الأَحْمَدِيِّ الْمِصْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ الأَمِيْرِ الْكَبِيْرِ الْمَالِكِيِّ الْمِصْرِيّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْعَدَوِيِّ الصَّعِيدِيِّ الْمِصْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدٍ السَّلْمُونِيِّ الْمِصْرِيِّ عَنِ الشَّيْخِ
¥(41/178)
مُحَمَّد الْخَرشيِّ الْمِصْرِيِّ وَالشَّيْخِ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ يُوسُفَ الزُّرْقَانِيِّ الْمِصْرِيِّ كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الأُمَرَاءِ الْبُرْهَانِ إبْرَاهِيمَ بْنِ إبْرَاهِيمَ بْن عَلِيٍّ اللَّقَانِيِّ الْمِصْرِيِّ عَنِ سَالِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّنْهُورِيِّ عَنِ النَّجْمِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْغَيْطِيِّ عَنِ الْقَاضِي نُورِ الدِّينِ بْنِ يَاسِينَ الطِّرَابُلِسِيِّ الْحَنَفِيِّ عَنِ الشَّمْسِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّخَاوِيُّ عن أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْخَلِيلِيِّ الْخَطِيبِ الْقَلْقَشَنْدِيِّ عَنِ الصَّدْرِ أَبِي الْفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَيْدُومِيُّ أَنَا أَبُو عِيسَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عِلاقٍ أنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُعُودِ بْنِ ثَابِتٍ الْبُوصِيْرِيُّ الْمِصْرِيُّ أَنَا أبُو صَادِقٍ مُرْشِدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْقَاسِمِ الْمَدَنِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ حُمُّصَةَ الْحَرَّانِيُّ الصَّوَّافُ ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ الْكِنَانِيُّ الْحَافِظُ إِمْلاءً أنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ حُمَيْدٍ الطَّبِيبُ ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ نا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى الْمَعَافِرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِوٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُنْشَرُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلاً، كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ جل حلاله: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئَاً؟، فَيَقُولُ: لا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَلَكَ عُذْرٌ أو حَسَنَةٌ، فَيُهَابُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: لا يا رَبِّ، فَيَقُولُ عزَّ وجلَّ: بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ وَإِنَّهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاتِ؟، فَيَقُولُ عزَّ وجلَّ: إِنَّكَ لا تُظْلَمُ، فَتُوضَعُ السِّجِلاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلاتُ، وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ».
قُلْتُ: وَهَذِهِ الطَّرِيقُ الَّتِي رَوَاهُ بِهَا السُّيُوطِيُّ وَالْفَادَانِيُّ، هِيَ الطَّرِيقُ إِلَى رِوَايَةِ كِتَابِ «جُزْءُ الْبِطَاقَةِ» لِلإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِى الْقَاسِمِ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ الْكِنَانِيِّ.
ـــ هَامِشٌ ـــ
(1) هُوَ رَاوِي «جُزْءِ الْبِطَاقَةِ» تَصْنِيفِ الإِمَامِ أَبِى الْقَاسِمِ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنَانِيِّ الْمِصْرِيِّ.
&&&&
http://img232.imageshack.us/img232/7809/alalfi.gif
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[21 - 05 - 09, 07:11 م]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
ثم قال الجلال السيوطى: ((ورجال هذا الإسناد الذي سقناه مني إلى عبد الله بن عمرو كلهم مصريون)).
فإن الشيخ محمد الحافظ بن عبد اللطيف بن سالم التجاني القاهري المالكي (صاحب مجلة طريق الحق) المتوفى (1398هـ) كان يرويه مسلسلا بالمصريين، وعنه رواه الشيخ الفاضل / صبحي البدري السامرائي، كما في ثبته:
يروي شيخنا السيد صبحي السامرائي وقد دخل القاهرة قال أخبرنا الشيخ محمد الحافظ القاهري المصري عن العلامة المحقق السيد احمد بن رافع القاسمي الطهطاوي مسند الديار المصرية عن والده محمد بن عبد العزيز الطهطاوي المصري عن محمد بن أحمد بن عليش المصري عن الأمير الصغير المصري ومصطفى البولاقي كلاهما عن الأمير الكبير المصري (ح).
ويرويه السيد محمد الحافظ التيجاني عن العلامة السيد أبي الحسن علي بن سرور الزنكلوني الحسني الأزهري المصري المدرس بالجامع الأزهر عن حسن بن
¥(41/179)
محمد بن داود العروي المالكي شيخ رواق الصعايدة بالأزهر عن مصطفى بن احمد المبلط الأحمدي الطنطاوي المصري عن الأمير الكبير صاحب الثبت عن شيخ الإسلام علي بن العدوي الصعيدي المصري عن محمد السلموني المصري عن الشيخ محمد الخرشي المصري عن البرهان إبراهيم اللقاني المصري عن سالم السنهوري المصري عن النجم محمد الغيطي عن قاضي مصر نور الدين بن ياسين عن الشمس السخاوي المصري عن العز عبد الرحيم بن الفرات عن قاضي مصر الخطيب بالجامع الجديد العز عبد العزيز ابن البدر بن جماعة أنا الخطيب محمد بن الحسين القرشي المعروف بابن الفوّي أنا الشمس محمد بن عماد الحراني المصري السكندري الحنبلي أنا الفقيه الفرضي عبد الله بن رفاعة بن غدير المصري أنا قاضي مصر علي بن الحسن الخلعي الشافعي في الأول من فوائده قال أنا أحمد بن محمد الإشبيلي ثم المصري (ح).
قال السخاوي ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1046812#_ftn1)) وحدثني أستاذي أحمد بن علي العسقلاني المصري قال: قرأت على (عبد الله بن عمر بن علي السعودي المصري وعبد الرحمن أحمد بن المبارك الغزي المصري) قلت لكل واحد منهما: أخبرك جماعة منهم أبو محمد إبراهيم بن علي بن محمد الخيمي المصري أنا الحافظ رشيد الدين أبو الحسين بن علي القرشي العطار.
قال السخاوي: وأنا بعلو محمد بن أحمد الخليلي الخطيب القلقشندي عن الصدر الميدومي أنا أبو عيسى عبد الله بن علاق قال أخبرنا هبة الله بن علي البوصيري المصري أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى المدني أخبرنا علي بن عمر بن حمصة الحراني الصواف (قالا) ثنا أبو القاسم حمزة بن محمد بن علي الكناني الحافظ إملاء ثنا عمران بن موسى الطيب أنا يحيى بن عبد الله بن بكير ثنا الليث بن سعد عن عامر بن يحيى عن أبي عبد الرحمن الحبلى قال سمعت عبد الله بن عمرو t يقول قال رسول الله r يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسع وتسعون سجلاً كل سجل مد البصر، ثم يقال له: أتنكر من هذا شيئاً؟ فيقول لا يا رب، فيقول: أ لك عذر أو حسنة؟ فيهاب الرجل فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنات وإنه لا ظلم عليك، فيخرج له بطاقة فيها (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله) فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: إنك لا تظلم، قال: فيوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة.
قال السخاوي: هذا حديث جيد الإسناد عظيم الموقع، مسلسل بالمصريين، وصحابيه سكن مصر مع أبيه عمرو وأقام بعده مدة يسيرة ثم تحول منها ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1046812#_ftn2))
[/URL]([1]) فائدة: قال السخاوي في ترجمة شيخه ابن حجر: "والله ما رأيت أحفظ من الحافظ وهو ما رأى أحفظ من شيخه العراقي وهو ما رأى أحفظ من العلائي وهو ما رأى أحفظ من المزي وهو ما رأى أحفظ من الدمياطي وهو ما رأى أحفظ من المنذري وهو ما رأى أحفظ من أبي الفضل المقدسي وهو ما رأى أحفظ من عبد الغني المقدسي وهو ما رأى أحفظ من أبي موسى المديني وهو ما رأى أحفظ من إسماعيل التميمي وهو ما رأى أحفظ من الحميدي وهو ما رأى أحفظ من الخطيب البغدادي وهو ما رأى أحفظ من أبي نعيم الأصبهاني وهو ما رأى أحفظ من أبي إسحاق بن حمزة وهو ما رأى أحفظ من أبي جعفر أحمد بن يحيى وهو ما رأى أحفظ من أبي زرعة الرازي وهو ما رأى أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة وهو ما رأى أحفظ من وكيع وهو ما رأى أحفظ من سفيان وهو ما رأى أحفظ من مالك وهو ما رأى أحفظ من الزهري وهو ما رأى أحفظ من سعيد بن المسيب وهو ما رأى أحفظ من أبي هريرة" فهرس
الفهارس: 1/ 323.
[ URL="http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1046812#_ftnref2"] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1046812#_ftnref1)([2]) المناهل السلسلة: لمحمد عبدالباقي الأيوبي: 283 - 284، وإتحاف الأخوان: 243 - 244، والعجالة النافعة لأبي الفيض محمد ياسين الفاداني ص (54)، وقال في كشف الظنون: 1/ 586: جزء البطاقة لحمزة بن محمد الكناني عرف بالبطاقة لحديث وقع فيه أ. هـ.
¥(41/180)
(قلت: وهو مطبوع في الرياض، وحديث البطاقة هو الثاني فيه، قال مؤلفه عقبه (ص: 35) "لا أعلمه روى هذا الحديث غير الليث بن سعد وهو من أحسن الحديث وبالله التوفيق") (ع).
ولا أدري هل من أهل مصر من بقي ممن يروي عن الشيخ محمد الحافظ، اللهم إلا د/ رفعت فوزي حفظه الله
ـ[رامى محمد]ــــــــ[29 - 10 - 09, 09:40 ص]ـ
جزاكم اللهُ -أبا محمدِ- خير ما .. يجزى وفى الفردوس عشت مُنعمّا
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[07 - 12 - 09, 10:45 ص]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فلو? أبو الفيض محمد ياسين الفاداني (وهو إندونيسي) وا?مير الكبير المغربي ا?صل، لكان هذا ا?سناد مصريا
[3] قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَأَخْبَرَنِيهِ الشَّيْخُ الدُّكْتُورُ أَحْمَدُ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيْمِ الأَزْهَرِيُّ الْمِصْرِيُّ الْقَاهِرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَيْضِ مُحَمَّدُ يَاسِينَ بْنُ عِيسَى الْفَادَانِيُّ «الْعُجَالَةُ فِي الأَحَادِيثِ الْمُسَلْسَلَةِ» (ص54: 56): أَخْبَرَنَا الْقَاضِي مَحْمُودُ أَبُو الْعُيُونِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ وَالسَّيِّدُ تَوْفِيقُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَكْرِيُّ الْمِصْرِيُّ كِلاهُمَا عَنِ الشَّمْسِ مُحَمَّدٍ الأَنْبَابِيِّ عَنْ مُصْطَفَى الْمُبَلِّطِ الأَحْمَدِيِّ الْمِصْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ الأَمِيْرِ الْكَبِيْرِ الْمَالِكِيِّ الْمِصْرِيّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْعَدَوِيِّ الصَّعِيدِيِّ الْمِصْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدٍ السَّلْمُونِيِّ الْمِصْرِيِّ عَنِ الشَّيْخِ مُحَمَّد الْخَرشيِّ الْمِصْرِيِّ وَالشَّيْخِ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ يُوسُفَ الزُّرْقَانِيِّ الْمِصْرِيِّ كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الأُمَرَاءِ الْبُرْهَانِ إبْرَاهِيمَ بْنِ إبْرَاهِيمَ بْن عَلِيٍّ اللَّقَانِيِّ الْمِصْرِيِّ عَنِ سَالِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّنْهُورِيِّ عَنِ النَّجْمِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْغَيْطِيِّ عَنِ الْقَاضِي نُورِ الدِّينِ بْنِ يَاسِينَ الطِّرَابُلِسِيِّ الْحَنَفِيِّ عَنِ الشَّمْسِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّخَاوِيُّ عن أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْخَلِيلِيِّ الْخَطِيبِ الْقَلْقَشَنْدِيِّ عَنِ الصَّدْرِ أَبِي الْفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَيْدُومِيُّ أَنَا أَبُو عِيسَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عِلاقٍ أنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُعُودِ بْنِ ثَابِتٍ الْبُوصِيْرِيُّ الْمِصْرِيُّ أَنَا أبُو صَادِقٍ مُرْشِدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْقَاسِمِ الْمَدَنِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ حُمُّصَةَ الْحَرَّانِيُّ الصَّوَّافُ ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ الْكِنَانِيُّ الْحَافِظُ إِمْلاءً أنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ حُمَيْدٍ الطَّبِيبُ ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ نا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى الْمَعَافِرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِوٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُنْشَرُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلاً، كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ جل حلاله: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئَاً؟، فَيَقُولُ: لا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَلَكَ عُذْرٌ أو حَسَنَةٌ، فَيُهَابُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: لا يا رَبِّ، فَيَقُولُ عزَّ وجلَّ: بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ وَإِنَّهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاتِ؟، فَيَقُولُ عزَّ وجلَّ: إِنَّكَ لا تُظْلَمُ، فَتُوضَعُ السِّجِلاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلاتُ، وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ».
قُلْتُ: وَهَذِهِ الطَّرِيقُ الَّتِي رَوَاهُ بِهَا السُّيُوطِيُّ وَالْفَادَانِيُّ، هِيَ الطَّرِيقُ إِلَى رِوَايَةِ كِتَابِ «جُزْءُ الْبِطَاقَةِ» لِلإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِى الْقَاسِمِ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ الْكِنَانِيِّ.
وهذا السياق مأخوذ فيما أعلم من ثبت ا?مير المالكي، وعندي منه صورأربع نسخ مخطوطة، إحداها نسخة الشهاب الرفاعي
وقد وجدت الحديث أيضا في مشيخة الفخر ابن البخاري، ومعجم شيوخ الذهبي الكبير،
والله تعالى أجل وأعلم
¥(41/181)
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[07 - 12 - 09, 10:49 ص]ـ
جِيَادُ الْمُسَلْسَلاتِ» (ح21): الظاهر أنه مطبوع، فلعله صدر عن دار البشائر ا?س?مية، بتحقيق محمد مكي، والله أعلم
ـ[أحمد سكر]ــــــــ[08 - 12 - 09, 07:14 ص]ـ
[ CENTER] بارك الله فيك شيخنا الجليل أبو محمد الألفي ونفع بك.
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[12 - 01 - 10, 03:13 م]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد،
فقد قال الحافظ أبو بكر السيوطي آخر التدريب:
{أخبرني شيخنا الإمام الشُمُنِّيُّ بقراءتي عليه غير مرة، أخبرنا أبو طاهر بن الكُوَيك، (ح)
وقُرِئَ عَلَى أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيَّةِ وَأَنَا أَسْمَعُ: أَخبرنا شَيْخُ الإِسْلامِ أَبُو حَفْصٍ الْبُلْقِينِيُّ وَمُحَمَّدٌ وَمَرْيَمُ وَلَدَا أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ سَمَاعَاً قَالُوا كُلُّهُمْ: أَخبَرنَا أَبُوالْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَيْدُومِيُّ،}
ثم ذكر بقية الحديث
[2] قَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ فِى «تَدْرِيبِ الرَّاوِي» (2/ 408): قُرِئَ عَلَى أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيَّةِ وَأَنَا أَسْمَعُ: أَنَا شَيْخُ الإِسْلامِ أَبُو حَفْصٍ الْبُلْقِينِيُّ وَمُحَمَّدُ وَمَرْيَمُ وَلَدَا أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ سَمَاعَاً قَالُوا كُلُّهُمْ: أَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَيْدُومِيُّ أَنَا أَبُو عِيسَى بْنُ عِلاقٍ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بْنُ عَلِيٍّ الْبُوصِيْرِيُّ ثنا أبُو صَادِقٍ مُرْشِدُ بْنُ يَحْيَى أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الصَّوَّافُ ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنَانِيُّ أنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ حُمَيْدٍ الطَّبِيبُ ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى الْمَعَافِرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِوٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُنْشَرُ لَهُ تِسْعَةً وَتِسْعُونَ سِجَلاً ... » الْحَدِيثَ.
ثُمَّ قَالَ الْجَلالُ السُّيُوطِيُّ: «وَرِجَالُ هَذَا الإِسْنَادِ الَّذِي سُقْنَاهُ مِنِّي إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو كُلُّهُمْ مِصْرِيُّونَ».
قُلْتُ: فَبَيْنَ السُّيُوطِيِّ وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَاوِيَاً، كُلُّهُمْ مِصْرِيُّونَ مُوَثَّقُونَ.
]
ـ[أبو صهيب المقدسي خالد الحايك]ــــــــ[14 - 01 - 10, 10:28 ص]ـ
الأخ الفاضل "الألفي":
أين الأدلة الواضحة على صحة هذا الحديث؟!!
الحديث فرد غريب!! وحديث عثمان وابن أبزى رضي الله عنهما فيهما عظم هذه الكلمة ولا شك في ذلك إذا أتى المسلم بحقوقها كما تعلم، ولكن حديث البطاقة فيه أن من لم يعمل فهذه الكلمة تنجيه!
إذن لا نعمل، وستنجينا هذه الكلمة! أليس هذا هو الإرجاء بعينه؟
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[14 - 01 - 10, 12:56 م]ـ
الأخ الفاضل "الألفي":
أين الأدلة الواضحة على صحة هذا الحديث؟!!
الحديث فرد غريب!! وحديث عثمان وابن أبزى رضي الله عنهما فيهما عظم هذه الكلمة ولا شك في ذلك إذا أتى المسلم بحقوقها كما تعلم، ولكن حديث البطاقة فيه أن من لم يعمل فهذه الكلمة تنجيه!
إذن لا نعمل، وستنجينا هذه الكلمة! أليس هذا هو الإرجاء بعينه؟
الأخ الفاضل وهل حديث أنس بن مالك في الصحيحين (أن النبي صلى الله عليه وسلم، ومعاذ رديفه على الرحل، قال: يا معاذ بن جبل. قال: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: يا معاذ. قال: لبيك يا رسول الله وسعديك، ثلاثا، قال: ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار. قال: يا رسول الله، أفلا أخبر به الناس فيستبشروا؟ قال: إذا يتكلوا. وأخبر بها معاذ عند موته تأثما.)
ضعيف و يدل على الإرجاء عندك أيضا؟!!!!
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[14 - 01 - 10, 09:23 م]ـ
وقال الشيخ أبو الحسن ـ يعنى علي بن عمر بن محمد بن حمصة الحرانى ـ: أنا حضرت رجلاً في المجلس، وقد زعق عند هذا الحديث، ومات، وشهدتُ جنازته، وصليتُ عليه.
جاء في برنامج التجيبي (ص 157):
سمعت الإمام ناصر الدين ابن المنير يقول -وقد قرئ عليه هذا الحديث:-: لعل الغريب الذي صاح من الحلقة ففاضت نفسه هو صاحب السجلات، والله تعالى أعلم.
قال التجيبي: وهذا تفطن حسن؛ لأن هذا الحديث لم يزل يقرأ ويسمع من الصدر الأول إلى زماننا، ولم يبلغنا عن أحد أنه اتفق له عند سماعه مثل ما اتفق لهذا الغريب، والله تعالى أعلم، وهو ولي التوفيق. اهـ
¥(41/182)
ـ[أبو صهيب المقدسي خالد الحايك]ــــــــ[14 - 01 - 10, 10:28 م]ـ
الأخ أيمن صلاح:
لم لا تقرأ شروح أهل العلم لحديث معاذ؟ وتنبه إلى قوله صلى الله عليه وسلم: (صدقا من قلبه). فهناك تلازم بين الإيمان القلبي والعمل، فبالله عليك، هل تعتقد أن تارك العمل (بالكلية) يدخل الجنة؟! ودعك من مسألة أن الله تعالى رحيم غفور، يفعل ما يشاء.
وهل جاء الإيمان في القرآن إلا مقروناً بالعمل.
أنصحك -ولا تظن أنني أنتقص من علمك- أنصحك أن تقرأ لجهابذة أهل العلم في مسألة الإيمان، وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب، رحمهم الله أجمعين. واعلم أن القراءة لهؤلاء الجهابذة تحتاج إلى دقة نظر وفكر مستنير، لأن كثيراً من طلبة العلم قد فهموا ما لم يقصده هؤلاء الجهابذة فوقعوا في الإرجاء من حيث لا يعلمون.
عموماً: لا أريد أن يتحول الموضوع إلى مناقشة عقدية، فهذا له منتداه الخاص.
د. خالد الحايك
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[17 - 01 - 10, 12:50 ص]ـ
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان:
(حديث البطاقة حديث صحيح. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. وقال الذهبي في " التلخيص ": صحيح - وهو حديث عبد الله بن عمرو: "يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسع وتسعون سجلاً كل سجل مد البصر. ثم يقال: أتنكر من هذا شيئًا؟ فيقول: لا يا رب. فيقال: ألك عذر أو حسنة؟ فيهاب الرجل ويقول: لا. فيقال: بلى إن لك عندنا حسنة. وإنه لا ظلم عليك اليوم فيخرج له بطاقة - وهي الورقة الصغيرة - فيها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. فيقول: يا رب وما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال: إنك لا تظلم. فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة " [رواه الحاكم في " مستدركه " من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما] فهذا الحديث الشريف فيه أن التوحيد يكفر الله به الخطايا التي لا تقتضي الردّة والخروج من الإسلام، أما الأعمال التي تقتضي الردة فإنها تناقض كلمة التوحيد وتصبح لفظًا مجردًا لا معنى له، قيل للحسن البصري رحمه الله: إن ناسًا يقولون: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة. فقال: من قال: لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة.
فكلمة لا إله إلا الله سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، والسبب لا ينفع إلا إذا توفرت شروطه وانتفت موانعه، فالمنافقون يقولون: لا إله إلا الله فلا تنفعهم، وهم في الدرك الأسفل من النار، لأنهم يقولونها بألسنتهم فقط من غير اعتقاد لمعناها وعمل بمقتضاها.)
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=info&mufti_id=239
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[17 - 01 - 10, 10:53 ص]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
الأخ الفاضل "الألفي":
أين الأدلة الواضحة على صحة هذا الحديث؟!!
الحديث فرد غريب!! وحديث عثمان وابن أبزى رضي الله عنهما فيهما عظم هذه الكلمة ولا شك في ذلك إذا أتى المسلم بحقوقها كما تعلم، ولكن حديث البطاقة فيه أن من لم يعمل فهذه الكلمة تنجيه!
إذن لا نعمل، وستنجينا هذه الكلمة! أليس هذا هو الإرجاء بعينه؟
أخي الكريم، صلِّ على رسول الله! واسمح لي أن أختلف معك في هذا:
فالحديث من جميع طرقه خاص برجل واحد،
في بعض طرقه {إن الله سيخلص رجلا من أمتي}
وفي بعضها {يُصاح برجل}
.................... وهكذا
ثانيا: ما دام ا?مر خاصا برجل واحد، فا?ظهر أن له ظروفا بعينها، فلا ينبغي التعميمُ ولا يصح
ثالثا:
هب أن الرجل كان نصرانيا من أهل مصر فعلم أن دينه باطل، فابتغى الحق، فعلم أن لا إله إلا الله وأن محمدا صلى الله عليه وسلَّم عبده ورسوله، فأتى أهل ا?سلام ليعلموه دينه، فوجدهم يقرأون حديث البطاقة، فاستمع ودخل ا?يمان في قلبه، فلما فرغوا من القراءة كان ا?يمان دخل في قلبه، ثم توفي فجأة عند ذلك،
فما تقول فيه؟ ألا يكون مات على ا?يمان وإن لم يتيسر له عمل، إلا الشهادتان؟
أما لو أنه عاش بعد ذلك يوما واحدا بطوله فلم يعمل فيه بمقتضى ا?يمان، فلا شك أن المسألة مختلفة جدا، ولكننا نحصر كلامنا ا?ن في الحالة الخاصة (أو مثلها) التي تقدم الكلام عليها
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[17 - 01 - 10, 10:56 ص]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
جاء في برنامج التجيبي (ص 157):
سمعت الإمام ناصر الدين ابن المنير يقول -وقد قرئ عليه هذا الحديث:-: لعل الغريب الذي صاح من الحلقة ففاضت نفسه هو صاحب السجلات، والله تعالى أعلم.
قال التجيبي: وهذا تفطن حسن؛ لأن هذا الحديث لم يزل يقرأ ويسمع من الصدر الأول إلى زماننا، ولم يبلغنا عن أحد أنه اتفق له عند سماعه مثل ما اتفق لهذا الغريب، والله تعالى أعلم، وهو ولي التوفيق. اهـ
فجزاكم الله خيرا، نقلٌ موفق إن شاء الله،
¥(41/183)
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[21 - 01 - 10, 03:25 م]ـ
الحديث هذا مسلسل بالمصريين ولدي به اسنادا ارويه عن ابي عن شيخه السيد صبحي البدري السامرائي
وهذا من لطائف الاسناد فهناك مسلسل بالفقهاء وهناك مسلسل بالاحناف واخر بالشافعية واخر بالمالكية واخر بالحنابلة .....(41/184)
أسئلة محيرة حول تخريج حديث: فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد
ـ[أبو جابر الجزائري]ــــــــ[19 - 07 - 04, 02:04 ص]ـ
أسئلة محيرة حول تخريج حديث: فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد
السؤال الأول: قال الألباني: موضوع (ضعيف الجامع 3987) ولكنه في تمام المنة ص 115 اكتفى بنقل كلام العراقي: ضعيف جدا وأقّره (وانظر كذلك مشكاة المصابيح ح 217)، فبما نأخذ؟
السؤال الثاني: قال الشيخ الألباني في تمام المنة: " ونقل المناوي عن العراقي أنه قال (حديث ابن عباس): إسناده ضعيف جدا "اهـ، لكن قال العراقي في رواية ابن عباس في المغني " بسند ضعيف "اهـ
فهل نقبل قول العراقي الذي نقله المناوي أو ما صرح به العراقي نفسه في المغني؟
السؤال الثالث: قال الحويني: باطل (النافلة /108)، وقال الألباني: موضوع (ضعيف الجامع 3987)، لكن في المقابل اكتفى بعض العلماء بقولهم: ضعيف جدا أو ضعيف:قال الترمذي ـ بعد رواته للحديث " غريب " أي ضعيف في مصطلحه كما هو معروف "، و قال العراقي: ضعيف (الإحياء ج1/ 14)، وقال الطبراني ضعيف (المقاصد)، قال الصفدي: ضعيف، (النوافح1184)، فهل نقبل كلام الشيخ الألباني والحويني وندع كلام الحافظ كالترمذي و العراقي والطبراني؟؟
السؤال الرالبع: بعد أن ذكر السخاوي لفظين للحديث بسندين ضعيفين قال: " لكن يتأكد أحدهما بالآجر " (المقاصد 864) فهل قصد تصحيح الحديث؟، وكيف لا يؤخذ هذا الكلام المهم من الحافظ؟
السؤال الخامس: قال الحويني في تعريف الحديث الباطل: " أما الباطل: فقد يجري على لسان الراوي الصادق اللهجة السيئ الحفظ لكنه لم يتعمد الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم " اهـ، الكلام مأخوذ من موقعه، لكن عند تخريجه للحديث في كتابه " النافلة "اهـ،
علق الحويني على الطرق الأربعة للحديث بما يلي
الطريق الأول: قال الترمذي: ((هذا حديث غريب)). وقال ابن الجوزي: ((هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمتهم برفعه روح بن جناح… وهذا الحديث من كلام ابن عباس، إنما رفعه روح بن جناح، قصدا أو غلطا)). أ. ه وفي ((التهذيب)) (3/ 292 - 293): ((قال الساجي: هو حديث منكر)). وروح بن جناح ضعيف، اتهمه ابن حبان وأبو سعيد النقاش
الطريق الثاني ـ موقوفا على ابن عباس: أما الزحاف، فلا أعرف عن حاله شيئاً، ثم ابن جريج مدلس،
الطريق الثالث: قال ابن عدي: ((وهذا الحديث لا أعلم رواه عن أبي الزناد، غير أبي الربيع السمان.
قلت: وأبو الربيع هذا، اسمه: أشعث بن سعيد، ضعفه ابن معين، وأحمد والنسائي، والبخاري. بل قال هشيم: ((كان يكذب)) وتركه الدارقطني
الطريق الرابع: قال ابن الجوزي: ((هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفيه خلف بن يحيى قال أبو حاتم الرازي: لا يشتغل بحديثهم. وأما إبراهيم بن محمد فمتروك)).
قلت: وخلف بن يحيى كذبه أبو حاتم، وكذا شيخه: وهو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى شيخ الشافعي كذبه ابن معين وغيره وتركه أحمد والنسائي وجماعة
الخلاصة: فالطريق الأول فيه راوي ضعيف متهم، والطريق الثاني موقوف فيه مجهول ومدلس، والطريق الثالث فيه متروك، والطريق الرابع فيه راوي كذبه كثير من أهل الحديث.
فكيف حكم عليه بالبطلان ولم يتحقق في الطرق الأربعة، تعريف الحديث الباطل السابق الذي قاله الحويني (أما الباطل: فقد يجري على لسان الراوي الصادق اللهجة السيئ الحفظ لكنه لم يتعمد الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم)؟.
فهل حكم عليه بالبطلان لقول ابن الجوزي: إنما رفعه روح بن جناح، قصدا أو غلط " اهـ، ولكن هذا غير مسلم به، لأن ابن الجوزي لم يجزم بغلط الراوي ـ وما دخله الاحتمال بطل به الاستدلال.
أفيدونا يرحمكم الله.(41/185)
رفعه حماد بن سلمة و خالفه باقى الثقات ..
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[20 - 07 - 04, 12:32 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله ..
أتكلم عن حديث صهيب فى صحيح مسلم: حدثنا عبيدالله بن عمر بن ميسرة. قال: حدثني عبدالرحمن بن مهدي. حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار. قال فيكشف الحجاب. فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل".
نقل النووى رحمه الله أن الترمذى و أبو مسعود الدمشقى و غيرهماقالوا: لم يروه هكذا مرفوعا عن ثابت غير حماد بن سلمة, و رواه سليمان بن المغيرة و حماد بن زيد و حماد بن واقد عن ثابت عن ابن أبى ليلى من قوله ...
و قال النووى أن هذا ليس قادحا فى الحديث بناء على ترجيحه رحمه الله لقاعدة تقديم الإتصال و الرفع على الإنقطاع و الإرسال ...
أرجو ذكر أقوال الأئمة المتقدمين فى هذه المسألة و فى هذا الحديث تحديدا ..
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 07 - 04, 12:05 م]ـ
قال أحمد في رواية ابن هانئ: "ما أحد روى عن ثابث أثبت من حماد بن سلمة"
وقال ابن معين "حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت البناني"
وقال أيضا: " حماد أعلم الناس بثابت، و من خالف حماد بن سلمة في ثابت فالقول قول حماد"
وقال الدارقطني" حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت"
وحكى مسلم في التمييز: "إجماع أهل المعرفة على أن حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت" قال ابن رجب: وحكى ذلك عن يحيى القطان وابن معين وأحمد وغيرهم من أهل المعرفة.
وهو قول ابن المدين
قلت: الصحيح أن زيادة الثقة - والزيادة هنا الرفع- لا تقبل إلا بإحدى ثلات:
أن يكون أعلم بحديث شيخه من غيره، كما هو الحال هنا.
أن يكون للراوي خصوصية عند شيخه، كحال إسرائيل مع جده أبي إسحاق السبيعي، وأبي عبيدة في أبيه عبد الله بن مسعود.
أن يوجد له متابع ما لم يتبين خطؤه بالقرائن.
إذن فالقول هنا قول حماد بن سلمة فيكون الرفع هو الصواب وهذا تحصيل حاصل فالحديث يخبر عن أمر غيبي فحكمه حكم المرفوع ابتداءا
والله أعلم.
ـ[المقرئ]ــــــــ[20 - 07 - 04, 12:27 م]ـ
إلى الفقير إلى ربه:
أثبت الناس في ثابت البناني: حماد بن سلمة ولهذا لم يرو مسلم لحماد بالأصول معتمدا عليها إلا من روايته لثابت فقط
وكلام الأئمة في تقديم رواية حماد بن سلمة على غيره كثير ومشتهر
ولهذا قال ابن معين: من خالف حماد بن سلمة في ثابت فالقول قول حماد
وقال أبو حاتم: أضبط الناس لحديث ثابت وعلي بن زيد: حماد بن سلمة، بين خطأ الناس
وكذا قاله الإمام أحمد وغيره من الأئمة.
وقد خالف حماد بن سلمة في روايته فيما أعلم: أربعة أنفس
وهذا العدد ليس بالعدد الذي يقال فيه خالف من هو أكثر وأحفظ في مثل رواية حماد عن ثابت
بل يحمل هذا على تعدد الأوجه
قال ابن رجب في كلام طويل وجميل ومنه:
وهكذا نرى أن درجة الثقة لا تكفي لقبول الحديث بل لابد من معرفة سياق السند ومعرفة ممارسة كل رجل من رجاله لحديث شيخه ومعرفة هذه الممارسة تجعل نظرة المحدث تختلف -عما قبل المعرفة- وهو يرى حديث الأوزاعي عن الزهري وحديث معمر عن الزهري فمما لا شك فيه أن الأوزاعي أكبر وأجل ولكن إسناد معمر أصح وأدق إذ أن معمر عن الزهري من الطبقة الأولى والأوزاعي عن الزهري من الطبقة الثانية لقصر صحبته وقلة ممارسته
ومن أجل هذه الممارسة كان بعض المحدثين لا يرضى أن يسمع الحديث من الشيخ مرة واحدة قال حماد بن زيد ما أبالي من خالفني إذا وافقني شعبة لأن شعبة كان لا يرضى أن يسمع الحديث مرة واحدة يعاود صاحبه مرارا
وتظهر هذه الممارسة في عبارات القوم وهم يقولون ليس هذا الحديث من حديث فلان أو يقولون هذا الحديث أشبه بفلان إلى غير ذلك من العبارات التي تدل على خبرة واسعة بعلاقة الرواة بعضهم ببعض
والجدير بالذكر أن هذه الممارسة قد ترفع الراوي من رتبة الصدوق إلى رتبة الثقة أو إلى رتبة أوثق الناس في هذا الشيخ ومثاله حماد بن سلمة فق اتفق النقاد أنه أوثق الناس في ثابت بالرغم من أن حمادا بشكل عام كثير الوهم والخطأ
قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في علله وسئل أبو زرعة عن حديث رواه القعنبي عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أبي موسى عن النبي إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان ورواه حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن النبي فقال أبو زرعة حماد أحفظ إ. هـ
وانظر إلى هذا المثال الذي خالف فيه حماد بن زيد وموسى بن خلف: حماد بن سلمة ورجح أبو حاتم طريق حماد بن سلمة:
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه موسى بن خلف وحماد بن زيد عن ثابت قال حماد بن زيد وأحسبه عن أنس وقال موسى عن أنس عن النبي قال من كان له ابنتان أو ثلاثة كنت انا وهو كهاتين الحديث
قال أبي رواه حماد بن سلمة عن ثابت عن عائشة عن النبي وهو أشبه بالصواب وحماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت وعلي بن زيد إ. هـ
فانظر كيف رجح رواية حماد بن سلمة على رواية حماد بن زيد
ولهذا نظائر كثيرة تبين أن رواية الضابط لحديث شيخه لا تدفع إلا إذا تحقق الخطأ بمثل كثرة الرواة مع ضبطهم وكثرة الرواة لا تعني ثلاثة أنفس أو أربعة بل تعني عددا كثيرا يرجح فيه رواية الأكثر
ولهذا في حديث إبراهيم بن ظهمان عن الحسين المكتب عن بريدة عن عمران بن حصين في حديث صل قائما " رواه البخاري
خالف إبراهيم بن طهمان أربعة أنفس يروونه عن الحسين بلفظ آخر ومع ذلك صحح البخاري حديث إبراهيم
وذلك بسبب ثقة الراوي وقلة المخالف، واعذرني على الاختصار في الجواب
¥(41/186)
ـ[المقرئ]ــــــــ[20 - 07 - 04, 12:33 م]ـ
أعتذر من الأخ: مصطفى
فلم أر مشاركته إلا بعد أن أدرجت المشاركة وإلا ففي كلامه كفاية
المقرئ
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[20 - 07 - 04, 08:49 م]ـ
قال الالباني في ضلال الجنة 1 - 205
ورواية سليمان بن المغيرة وحماد بن زيد وصلهما
ابن جرير في
تفسيره "وكذا رواية معمر" وهي مختصرة جدا عن رواية حماد بن سلمة
مما يشعر أن ابن أبي ليلى كان أحيانا يختصر متنه وكذا
إسناده فلا يسنده وتارة يسنده ويسوقه بتمامة والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 07 - 04, 01:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
هذه من المواضع التي يختلف فيها أحكام الأئمة
فمسلم ومعه جماعة رجحوا رواية حماد بن سلمة أما الترمذي فرجح رواية سليمان
فإن قيل وكيف زعمت أنه رجح رواية سليمان ومن معه
فالجواب
في جامع الترمذي
([2552] حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد
بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله للذين أحسنوا الحسنى وزيادة
قال إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناد أن لكم عند الله موعدا قالوا
ألم يبيض وجوهنا وينجينا من النار ويدخلنا الجنة قالوا بلى قال فينكشف
الحجاب قال فوالله ما أعطاهم شيئا أحب إليهم عن النظر إليه قال
أبو عيسى ج4/ص687هذا حديث إنما أسنده حماد بن سلمة ورفعه وروى سليمان
بن المغيرة وحماد بن زيد هذا الحديث عن ثابت البناني عن عبد الرحمن
بن أبي ليلى قوله
سنن الترمذي
وهذه الطريقة يستعلمها الترمذي في بيان العلة
وحماد بن سلمة وان قال عنه أبو حاتم في غير موضع ما قال
فقد جاء عنه خلاف ذلك أيضا
انظر ففي علل ابن ابي حاتم
(سألت أبي عن حديث رواه حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ان أسيد بن حضير قال بينما أنا في مشربة أقرأ سورة البقرة اذ سمعت وجبة فخشيت أن يكون فرسي استطلقت فنظرت فاذا مثل قناديل المسجد بين السماء والارض فما ملكت نفسي ان أتيت النبي فاخبرته فقال ذلك ملائكة نزلوا يستمعون القرآن (فقال أبي سليمان احفظ من حماد لحديث ثابت
انتهى
كذا
والله أعلم
وينبغي حمله على معنى صحيح
وأما رأي البخاري فالله أعلم لان حماد بن سلمة ليس على شرطه في الصحيح أصلا
فلا يمكن أن نقول ان سبب عدم اخراج البخاري الاختلاف بل يكفي أن نقول أن حماد بن سلمة ليس على شرطه في الصحيح مما جعله يتجنب اخراج حديثه
مثال على توقف بعض الأئمة في حديث الثبت في راوية اذا خولف
قال الترمذي
(- حدثنا يعقوب بن ابراهيم الدورقي وأبو بكر بندار وغير واحد قالوا: أخبرنا يحيى بن سعيد القطان عن عبيد اللّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر:
- "أن النبي صلى اللّه عليه وسلم غير اسم عاصية وقال أنت جميلة". هذا حديث حسن غريب، وانما أسنده يحيى بن سعيد القطان عن عبيد اللّه عن نافع عن ابن عمر. وروى بعضهم هذا عن عبيد اللّه بن نافع أن عمر مرسلا)
انتهى
هذا الحديث أخرجه مسلم في صحيحه ولم يخرجه البخاري وأما السبب فقد وضحه الترمذي
مع أن يحيى بن سعيد من أثبت الناس في عبيد الله بن عمر
فائدة
المثال الذي ذكره شيخنا الفاضل المقرىء وفقه الله
في الترمذي
(369 - حَدَّثَنَا عَليُّ بنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنا عِيسَى بنُ يُونُسَ أَخْبَرَنا الحُسَينُ المُعَلِمُ عَن عَبدِ الله بنِ بُرَيدَةَ عَن عِمرَانَ بن حصينٍ قَالَ:
- "سَأَلتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن صَلاةِ الرَّجُلِ وَهُوَ قَاعدٌ فَقَالَ: مَنْ صَلَّى قَائِماً فَهُوَ أَفضَلُ وَمَنْ صَلاهَا قَاعِداً فَلَهُ نِصْفُ أَجرِ القَائمِ، وَمَنْ صَلاهَا نَائِماً فَلَهُ نصفُ أَجرِ القَاعدِ".
وَفي البَابِ عَن عَبدِ الله بنِ عَمرو وَأَنسٍ وَالسَّائبِ.
قَالَ أَبُو عِيسَى: حدِيثُ عِمرَانَ بنِ حُصَينٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ. وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الحَديثُ عَن إِبْرَاهِيمَ بنِ طَهْمَانَ بِهَذَا الإِسْنَادِ، إِلاَّ أَنَّهُ يَقُولُ عَن عِمرَانَ بنِ حُصَينٍ قَالَ: سَأَلتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن صَلاةِ المَريضِ فَقَالَ: صلِّ قَائِماً فَإِنْ لَمْ تَسْتَطعْ فَقَاعِداً، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطعْ فَعَلَى جَنبٍ.
370 - حَدَّثَنَا بِذَلِكَ هَنَّادٌ أَخْبَرَنا وَكِيعٌ عَن إِبْرَاهِيمَ بنِ طَهْمَانَ عَن حُسَينِ المُعَلِّمِ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
قَالَ أَبُو عِيسَى: لا نَعْلَمُ أَحداً رَوَى عَن حُسَينِ المُعَلِّمِ نَحْوَ رِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ بنِ طَهمَانَ، وَقَدْ رَوَى أَبُو أُسَامَةَ وَغَيرُ وَاحدٍ عَن حُسَينِ المُعَلِّمِ نَحْوَ رِوَايَةِ عِيسَى بنِ يُونُسَ وَمَعْنَى هَذَا الحَديثِ عِندَ بَعضِ أَهلِ العلمِ في صَلاةِ التَطَوُّعِ.
)
انتهى
قال ابن حجر في الفتح
(لا يؤخذ من ذلك تضعيف رواية إبراهيم كما فهمه بن العربي تبعا لابن بطال ورد على الترمذي بأن رواية إبراهيم توافق الأصول ورواية غيره تخالفها فتكون رواية إبراهيم أرجح لأن ذلك راجع إلى الترجيح من حيث المعنى لا من حيث الإسناد وإلا فاتفاق الأكثر على شيء يقتضى أن رواية من خالفهم تكون شاذة والحق أن الروايتين صحيحتان كما صنع البخاري) انتهى
قوله لايؤخذ من ذلك تضعيف رواية ابراهيم محل بحث
بل قد يقال (يؤخذ من كلام الترمذي بيان العلة)
والحديث لم يخرجه مسلم , ورواية إبراهيم لم يخرجها النسائي ولعل من الأسباب التي جعلت البخاري يخرج رواية إبراهيم أن ابراهيم فقيه يفهم معاني الكلام
والله أعلم
¥(41/187)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 07 - 04, 01:34 ص]ـ
عن وبن نحو ذلك من تصحيفات النسخة الالكترونية
ونحن نبرأ الى الله من هذا التحريف
تبينه قولي (ولعل من الأسباب التي جعلت البخاري يخرج رواية إبراهيم أن ابراهيم فقيه يفهم معاني الكلام
)
أقصد مع كونه ثبت في كثير من البصريين
قال ابن رجبفي موضع من شرح البخاري في راوية (الابهام مني): (الا أنه فقيه يفهم معنى الكلام)
ـ[المقرئ]ــــــــ[21 - 07 - 04, 02:39 ص]ـ
إلى شيخنا ابن وهب: متعنا الله بعلومه
لم يتضح لمحبكم: جزمكم في إعلال الترمذي بهذه الطريقة فالذي يظهر لي أن طريقة الترمذي هي تبيين ما جاء من الطرق لهذا الحديث ثم قد يرجح أو لا يرجح إما لقوة الخلاف أو أن الخلاف غير مؤثر على صحة الحديث
وأعتقد أننا لو مشينا على هذه القاعدة لألزمنا الترمذي إلزامات كثيرة في تضعيفه لأحاديث في الصحيحين أو أحاديث حكم الأئمة بصحتها
لماذا لا نقول إن هذه طريقة سار عليها الإمام وهي تتبعه لطرق الحديث فقط وقد يرجح بنفسه وقد ينقل عن أحد الأئمة وقد يسكت وسكوته لا يدل على اختيار
بل قد يأتي غيرك ويقول كون الإمام سكت عن هذه العلة ورواه من الطريق الأخرى دليل على ترجيحه للطريق الأولى
لا أدري ولكن لم يظهر لي أن الترمذي يرجح إعلاله
وجزاكم الله خيرا على توجيهكم لحديث عمران فهو كلام متين ولكن يبقى ما استشكلته مشكلا على محبك
المقرئ
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 07 - 04, 04:38 ص]ـ
شيخنا الحبيب المقرىء وفقه الله
الترمذي خرج الحديث ولم يقل هذا حديث حسن صحيح
وانما ذكر العلة مباشرة
مثال
5027 - حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب وأبو مسلم الحراني أخبرنا محمد بن سلمة الحراني، أخبرنا محمد بن اسحاق عن عاصم بن عمر ابن قتادة عن أبيه عن جده قتادة بن النعمان، قال:
- " كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق بشر وبشير ومبشر، وكان بشير رجلا منافقا، ويقول الشعر يهجو به أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم ثم ينحله بعض العرب، ثم يقول: قال فلان كذا وكذا، فإذا سمع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذلك الشعر، قالوا: واللّه ما يقول هذا الشعر الا هذا الخبيث أو كما، قال الرجل وقالوا: ابن الأبيرق قالها. قال وكانوا أهل بيت حاجة وفاقة في الجاهلية والاسلام ...
ثم ذكر الحديث
قال الترمذي
(هذا حديث غريب لا نعلم أحدا أسنده غير محمد بن سلمة الحراني. وروى يونس بن بكير وغير واحد هذا الحديث، عن محمد بن اسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة مرسلا لم يذكروا فيه عن أبيه عن جده. وقتادة بن النعمان هو أخو أبي سعيد الخدري لأمه. وأبو سعيد اسمه سعد بن مالك بن سنان.)
مثال آخر
(- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بنُ الفَضْلِ عَنْ مُحَمَّدِ ابنِ إِسْحَقَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ:
- "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلاةٍ: طَاهِراً أَوْ غَيْرُ طَاهِرٍ. قَالَ: قُلتُ لأَنَسٍ: فَكَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ؟ قَالَ: كُنَّا نَتَوَضَّأُ وُضُوءاً وَاحِداً".
قَالَ أَبُو عِيسَى: وَحَدِيثُ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، والْمَشْهُورُ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ حَدِيثُ عَمْرِو بن عَامِرٍ الأَنْصَارِيُّ عَنْ أَنَسٍ.
)
مثال آخر
(393 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحيَى أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ الله الأَنْصَارِيِّ قَالَ أَخْبَرَني أَشْعَثُ عَن ابنِ سِيرِينَ عَن خَالدٍ الحَذَّاءِ عَن أَبِي قِلابَةَ عَن أَبِي المُهَلَّبِ عَن عِمْرَانَ بنِ حُصَينٍ
- "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهمْ فَسَهَا فَسَجَدَ سَجدَتينِ ثُمَّ تَشَهَّدَ ثُمَّ سَلَّمَ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَريبٌ.
وَرَوَى ابنُ سِيرِينَ عَن أَبِي المُهَلَّبِ هُوَ عَمُّ أَبِي قِلابَةَ غَيرِ هَذَا الحَدِيثِ وَرَوَى مُحَمَّدٌ هَذَا الحَديثَ عَن خَالِدٍ الحَذَّاءِ عَن أَبِي قِلابَةَ عَن أَبِي المُهَلَّبِ. وَأَبُو المُهَلَّبُ اسْمُهُ عَبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ وَيُقَالُ أَيضاً مُعَاوِيَةُ بنُ عَمرٍو.
¥(41/188)
وَقَدْ رَوَى عَبدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ وَهُشَيمٌ وَغَيرُ وَاحِدٍ هَذَا الحَدِيثَ عَن خَالِدٍ الحَذَّاءِ عَن أَبِي قِلابَةَ بِطُولِهِ، وَهُوَ حَدِيثُ عِمرَانَ بنِ حُصَينٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَّمَ في ثَلاثِ ركْعَاتٍ مِنْ العَصْرِ فَقَامَ رَجُلٌ يُقَاَلُ لَهُ الخرباقُ.
)
مثال آخر
(- حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ أَخبرنَا اللَّيثُ بنُ سعدٍ عن يَزيدَ بنِ أَبي حَبيبٍ عن أَبي الطُفَيلِ عن مُعَاذِ بنِ جبلٍ:
- "أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ في غزوةِ تَبُوكَ إِذَا ارتَحَلَ قَبلَ زَيغِ الشَّمسِ أَخَّرَ الظُّهرَ إِلى أَنْ يَجمَعَهَا إِلى العَصْرِ فَيُصَلِّيِهِمَا جميعاً وإِذَا ارتَحَلَ بَعدَ زَيغِ الشَّمسِ عَجَّلَ العَصْرَ إِلى الظُّهرِ وصَلَّى الظُّهرَ والعَصْرَ جميعاً ثُمَّ سارَ وكَانَ إِذَا ارتَحَلَ قَبلَ المغرِبِ أَخَّرَ المغرِبَ حتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ العِشاءَ وإِذَا ارتَحَلَ بَعدَ المغرِبِ عَجَّلَ العِشاءَ فَصَلاهَا مَعَ المغرِبِ".
وفي البابِ عن عليٍّ وابنِ عُمَرَ وأَنسٍ وعَبدِ الله بن عَمْرٍو وعائشةَ وابنِ عبَّاسٍ وأُسَامةَ بن زَيدٍ وجابرٍ.
قَالَ أَبُو عِيسَى: ورَوَى عليُّ بنُ المَدِينيِّ عن أَحْمَدَ بنِ حَنبلٍ عن قُتَيبَةَ هَذَا الحديثَ وحديثُ مُعَاذٍ حديثٌ حسنٌ غريبٌ تَفَرَّدَ بِهِ قُتَيبَةُ لا نَعرِفُ أَحداً رَوَاهُ عن اللَّيثِ غَيرُهُ وحديثُ اللَّيثِ عن يَزِيدَ بن أَبي حَبِيبٍ عن الطُفَيلِ عن مُعَاذٍ حديثٌ غريبٌ. والمعرُوفُ عِندَ أَهلِ العلمِ حديثُ مُعَاذٍ من حديثِ أَبي الزُّبيرِ عن أَبي الطُفَيلِ عن مُعَاذٍ: "أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمعَ في غزوةِ تَبُوكَ بَينَ الظُّهرِ والعَصْرِ وبَينَ المغرِبِ والعِشاءِ".
رَوَاهُ قُرَّةُ بنُ خَالدٍ وسُفيَانُ الثَّوريُّ ومالكٌ وغَيرِ واحدٍ عن أَبي الزُّبيرِ المكيِّ)
مثال آخر
(حَدَّثنا خلاَّدُ بنُ أسلمَ البغداديُّ أخبرنا عبدُ العزيزِ بنُ مُحَمَّدٍ عن عُبَيدِ اللهِ بنِ عمرَ عن نافعٍ عن ابن عمرَ قالَ:
- قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم: "من أحرمَ بالحجِّ والعمرةِ أجزأهُ طوافٌ واحدٌ وسعيٌ واحدٌ منهُما حتىَّ يحلَّ منهما جميعاً".
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ صحيحٌ تفرَّدَ بهِ الدَّاروَرديُّ على ذلكَ اللَّفظِ. وقد رواهُ غيرُ واحدٍ عن عُبَيدِ اللهِ بنِ عمرَ ولمْ يرفعوهُ وهو أصحُّ.
)
(1338 - حَدَّثَنَا هنَّادٌ. حَدَّثَنَا وكيعٌ عن إسرائيلَ، عن عبدِ الأعلى، عن بلالِ بنِ أبي مُوسى، عن أنسِ بنِ مالكٍ، قال:
- قال رسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّم: " من سألَ القضاءَ، وكلَ إلى نفسهِ، ومن أجبرَ عليهِ، ينزلُ عليهِ ملكٌ فيسدِّدهُ".
1339 - حَدَّثَنَا عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ. حَدَّثَنَا يحيى بنُ حَمَّادٍ عن أبي عوانةَ، عن عبدِ الأعلى الثعلبيِّ، عن بلالِ بنِ مرداسٍ الفزاري عن خيثمةَ وهو البصريُّ عن أنسٍ،
- عن النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّم قال: "من ابتَغى القضاءَ، وسألَ فيهِ شُفعاءَ، وكلَ إلى نفسهِ. ومن أكرهَ عليهِ، أنزلَ اللهُ عليهِ ملكاً يسدِّده".
هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غرِيبٌ، وهو أصحُّ من حديثِ إسرائيلَ عن عبدِ الأعلى.
)
(حَدَّثَنَا مَحمُودُ بنُ غَيلانَ أَخْبَرَنا يَحيَى بنُ إِسْحَقَ أَخْبَرَنا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ عَن ثَابتِ البُنَانيِّ عَن عَبدِ الله بنِ رَباحِ الأَنصَاريِّ عَن أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ
- "مَرَرتُ بِكَ وَأَنتَ تَقْرَأُ وَأَنتَ تَخْفِضُ من صَوَتِكَ فَقَالَ: إِنِّي أَسْمَعتُ مَنْ نَاجَيتُ، قَالَ: ارفَعْ قَليلاً. وَقَالَ لِعُمَرَ مَرَرتُ بِكَ وَأَنتَ تَقْرَأُ وَأَنتَ تَرْفَعُ صَوَتَكَ، فَقَالَ: إِنِّي أُوَقِظُ الوَسنَانَ وَأَطردُ الشَّيطَانَ، قَالَ: اخْفِضْ قَلِيلاً".
وَفي البَابِ عَن عَائشَةَ وَأُمَّ هَانىءٍ وَأَنَسٍ وَأُمِّ سَلَمةَ وَابنِ عَبَّاسٍ.
447 - حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ أَخْبَرَنا اللَّيثُ عَن مُعَاوِيةَ بنِ صَالِحٍ عَن عَبدِ الله بنِ أَبِي قَيْسٍ قَالَ:
- "سَأَلتُ عَائشَةَ كَيفَ كَانَ قِرَاءَةُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باللَّيلِ؟ فَقَالتْ: كُلُّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ يُفْعَلُ رُبَّمَا أَسَرَّ بالقِرَاءَةِ وَرُبَّمَا جَهَرَ فَقُلتُ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ في الأَمرِ سَعَةً".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ صَحيحٌ غريبٌ.
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حدِيثُ أَبِي قَتَادَةَ حَدِيثٌ غَريبٌ. وَإِنَّمَا أَسْنَدَهُ يَحيَى بنُ إِسْحَقَ عَن حَمَّادِ بنِ سَلَمةَ. وَأَكثَرُ النَّاسِ إِنَّمَا رَوَوْا هَذَا الحديثَ عَن ثَابتٍ عَن عَبدِ الله بنِ رَبَاحٍ مُرْسَلاً.
)
انتهى
أعتذر لأني نقلت النص كاملا
ولكن للايضاح والأمثلة كثيرة وهذا ما ظهر لي من صنيع الترمذي
(594 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن بَشَّارٍ أَخبرنَا عَبدُ الرَّحمنِ بن مَهدِيِّ أَخبرنَا شُعبَةُ عن يَعْلَى بن عَطاءٍ عن عليِّ الأَزديِّ عن ابنِ عُمَرَ
- عن النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "صَلاةُ اللَّيلِ والنَّهارِ مَثْنَى مَثْنَى".
قَالَ أَبُو عِيسَى: اختَلَفَ أَصحَابُ شُعبَةَ في حديثِ ابنِ عُمَرَ، فَرَفَعَهُ بعضُهُم ووقَفَهُ بعضُهُم.
ورُوِيَ عن عَبدِ الله العُمَرِيُّ عن نافعٍ عن ابنِ عُمَرَ عن النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحوُ هَذَا.
والصحيحُ ما رُوِيَ عن ابنِ عُمَرَ عن النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ "صَلاةُ اللَّيلِ مَثْنَى مَثْنَى".
ورَوَى الثِّقَاتُ عن عَبدِ الله بن عُمَرَ عن النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولَمْ يذكرُوا فِيهِ صلاةَ النَّهارِ.
)
الخ
هذا ما يظهر لي والله أعلم بالصواب
¥(41/189)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 07 - 04, 04:48 ص]ـ
شيخنا الحبيب ماذكرتموه محتمل
ولكن الذي ظهر لي هو ما أثبته والله أعلم بالصواب وهذا الذي نقلته أعلم أنه معروف لديكم ولكن لكي يستفيد منه الاخوة
فالمعذرة على التطويل وايضاح ماهو واضح لديكم
احسب ان الاستشكال الذي طرحتوه لم يذهب بعد ولكن لعلي أفرغ له
لاحقا
وجزاكم الله خيرا
تلميذكم ومحبكم ابن وهب
ـ[المقرئ]ــــــــ[22 - 07 - 04, 02:21 ص]ـ
طال عجبي واشتد إعجابي بصفاء ذهنكم وتوقد قريحتكم وسعة أفقكم
أنا بانتظار لمزيد علمكم وتقبل الله ما أخصكم به من دعواتي
محبكم: المقرئ
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[19 - 08 - 04, 03:58 م]ـ
في النصيحة ص 42 قال رحمه الله
في صحيح مسلم عن صهيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم " اذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناد يا أهل الجنة ان لكم موعدا …فما أعطاهم شيئا أحب أليهن من النظر إليه "
قلت: هو من رواية حماد بن سلمة ثنا ثابت عن عبد الرحمن بن ابي ليلى عن صهيب
وقد قال ابن المديني وغيره "لم يكن في اصحاب ثابت أثبت من حماد كما في السير للذهبي وقال 7\ 446
" ومسلم روى له في الاصول عن ثابت وحميد لكونه خبيرا بهما"
ولذلك قال الحافظ في التقريب " ثقة عابد أثبت الناس في ثابت"
قلت من أجل ذلك كنت صححته غي الظلال 472وغيره ولا سيما تتابع حفاظ الامة وائمة الاسلام على تخريج حديثه هذا مع الامام مسلم في كتب الصحاح والاحتجاج به في كتب السنة وأصولها منهم ابو عوانة وابن خزيمة وابن حبان في صحاحهم وصححه البغوي في شرح السنة " واحتج به ابن خزيمة في التوحيد واللالكائي في أصول الاعتقاد والبيهقي في الاسماء والصفات والاعتقاد وابن تيمية في الفتاوى 8\ 356 وابن القيم كما ترى وابن ابي العز في شرج العقيدة الطحاوية والحافظ في الفتح 13/ 432 وغيرهم ممن يصعب استقصاؤهم دون أي خلاف سالف من غيرهم.
ورغم هذا تطاول هذا الفسل القميئ عليهم وخالف سبيلهم زاعما ان "اسناد هذا الحديث الى صهيب غلط منشؤه من حماد بن سلمة فقد خالف جمعا من الثقات بزيادته صحابي الحديث صهيبا ورفعه ولا تحتمل زيادته الصحة"
ثم خرجه من رواية الطبري من طريق حماد بن زيد وسليمان بن المغيرة ومعمر عن ثابت… به دون ذكر صهيب موقوفا على ابن ابي ليلى وقال وهو الصواب
فاقول هذا منتهى الصفا قة من هذا الافين فانه فوق تجرئه على تخطئته لاولئك الفحول يستدل علىذ لك برواية الثلاثة الذي خالفوا حماد ابن سلمة فاوقفوه على ابن ابي ليلى وهم دون ابن سلمة قي ثابت خاصة كما تقدم عن ابن المديني وغيره ومنهم الامام احمد
وان مما لاشك فيه ان الحفاظ الذين جاؤوا من بعد مسلم والذين اخرجوا الحديث وصححوه أواحتجوا به قد وقفوا على رواية هؤلاء المخالقين قلم يرفعوا لها رأسا لعلمهم بأرجحية رواية ابن سلمة عن ثابت على روايتهم ومنهم الامام الطبري نفسه فانه اتبع روايتهم برواية ابن سلمة مشيرا بذلك انها هي الصحيحة المعتمدة ولعله لذلك كتم هذا الهدام ذكر الطبري عن القراء فلم يذكره في جملة المخرجين لها كما كتم عزوها الى هولاء الحفاظ الذين أخرجوه في صحاحهم ابي عوانةوابن خزيمة وابن حبان والبغوي كما تقدم
وهناك حقيقة اخرى كتمها مدلسا على القراء وهي ان رواية الثلاثة
وان كانت متفقة و قفا فهي مختلفة اختلافا ظاهرا متنا فلو انه ساقها لتبين للقراء جهله بهذا العلم الشريف وانه فارغ منه كالطبل وهاك البيان
أولا: رواية معمر وسليمان بن المغيرة أخرجها الطبري من رواية ابن المبارك عنهما عن ثابت عن ابن ابي ليلى مختصرة جدا بلفظ " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة" قال النظر الى وجه ربهم
ثانيا: رواية حماد بن زيد عنه روايتان:
أحداهما كهذه رواها عنه عبد الرحمن وهو ابن مهدي قال ثنا حماد بن زيد… به محتصرا.
والأخرى يرويها ثقتان عنه مطولا نحو رواية ابن سلمة
واذا عرف هذا فما هو الراجح من الاختلاف؟
ان من الواضح ان ما اتفق ثقتان عليه أرجح مما رواه ثقة واحدولا سيما اذا كانت روايته انقص متنا من روايتهما فرواية عبد الرحمن بن مهدي مرجوحة من هذه الحيثية لكننا نرى انه قد تابعه الثقتان الاخران معمر وسليمان بن المغيرة فهي بهذا الاعتبار راجحة ورواية الثقتين مرجوجة هذا اذا جرينا لا قدر الله على ما جرى عليه الهدام من الترجيح بالكثرة!
وههنا حقيقة أخرى يجهلهامن لم يمارس هذا العلم ممارسة طويلة ولم يتفقه بأساليب الحفاظ النقادين في معالجة الاختلاف بين الروايات وهي انهم يلاحظون أحيانا ان الخلاف أنما سببه الاختصار لسبب او أخر فقد يقتطع الثقة من الحديث قطعة تناسب المقام وقد لا يرفعه لاعتقاده انه
معروف عند الخاضرين الى غير ذلك من الاسباب التي تختلف باختلاف الظروف المحيطة بالرواة وان مما يؤيد هذا هنا ما رواه الامام الطبري بالسند الصحيح جدا عن عبد الرحمن بن مهدي عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الاية: للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " قال اذا دخل اهل الجنة الجنة …"الحديث نحو حديث حماد بن سلمة وفيه "… فوالله ما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه "
فهل يقول عالم أخطأ ابن مهدي في رفعه وبهذا التمام مخالفا لروايته المتقدمة المختصرة الموقوفة؟
ومن هذا القبيل ما رواه البيهقي في الاسماء ص301 من طريق قبيصة بن عقبة ابي عامر ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن ابي ليلى عن صهيب مرفوعا في قوله عز وجل للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " قال النظر الى وجه الله ربنا عز وجل
فهذا كما ترى قطعة من حديث حماد بن سلمة المرفوع فهل يقال أخطأ قبيصةعلى حماد أو أخطأ حماد على ثابت؟ كلا ثم كلا وقد عرقت السبب فيما قدمنا,
واذا عرفت هذا فالحق ان كل هذه الروايات من اولئك الثقات الدائرة على ثابت كلها ثابتة صحيحة عنه فالاختلاف الذي بينها ليس اختلاف تعارض وانما اختلاف تنوع وقد يكون ذلك من ثابت نفسه فحفظ كل منهم ماسمع منه وقد يكون منهم أنفسهم وهذا أرجح عندي لما تقدم بيانه
وسواء كان هذا او ذاك فرواية حماد بن سلمة عنه صحيحة لما معه من الزيادة سندا ومتنا ولأنه أثبتهم عن ثابت كما تقدم عن الحفاظ
فهذا الحق ليس به خفاء ... فدعني من بنيا ت الطريق(41/190)
هل ثبت ان الذئاب لم تعدُ على الغنم في هذا العهد؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 07 - 04, 08:42 م]ـ
روي أن الذئاب لم يسجل ضدها - باللفظ العصري - اي اعتداء على الغنم في عهد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى ورضي عنه، بل كانت الذئاب تمشي الى جنب الغنم وكأنهما قطيع واحد، وذلك في جميع ولايات المسلمين التي كان عمر بن عبدالعزيز يحكمها.
وهذا من عدله رحمه الله.
وفي احدى الليالي سجلت قضية اعتداء من احدى الذئاب على بعض الغنم، فأرخ ذاك اليوم وكأنه أمر عجيب ومستغرب، فلما بحثوا عن السبب وجدوا ان خليفة المسلمين في زمانه توفي في نفس ذاك اليوم.
رحم الله عمر وجمعنا وإياه في الفردوس الأعلى.
فهل يثبت هذا الخبر؟.
ـ[إبراهيم باجس]ــــــــ[21 - 07 - 04, 09:22 ص]ـ
رحم الله ذلك العهد ... أما في زماننا فقد عدت الغنم على الغنم!
ـ[أبو غازي]ــــــــ[21 - 07 - 04, 02:26 م]ـ
حسبنا الله ونعم والوكيل
ـ[أبو غازي]ــــــــ[21 - 07 - 04, 02:28 م]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
هناك حديث أو أثر لا أذكر بالضبط لفظه .. ومعناه: كما تكونون يولا عليكم
من يفيدنا بهذا الحديث وصحته
ـ[المقرئ]ــــــــ[22 - 07 - 04, 02:19 ص]ـ
أخي الحيب الشيخ المسيطير:
أورد القصة الحافظ ابن عساكر:
من طريق أحمد بن مروان ثنا أبو بكر أخو حطاب ثنا خالد بن خداش ثنا حماد بن زيد عن موسى بن إعين الراعي وكان يرعى الغنم لمحمد بن أبي عيينة فذكر القصة
وأوردها الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية وقال: وله شاهد من وجه آخر
محبك: المقرئ
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[29 - 07 - 04, 11:05 ص]ـ
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أورد القصة ابن أبي الدنيا في الكتاب المسمى بـ (العقوبات) بإسنادين
وأورده أبو نعيم في الحلية ولا أدري هل ذلك من طريقه أم لا
ولعلي أبين أسانيدها إذا عدت من السفر إن شاء الله
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 09 - 04, 01:21 ص]ـ
شيخنا الفاضل/ المقرىء جزاك الله خير الجزاء على الإفادة.
شيخنا الفاضل/ خالد بن عمر جزاك الله خير الجزاء وبانتظار عودتك ووعدك.
فائدة:
ذكرها السيوطي رحمه الله في تاريخ الخلفاء (تحقيق /أحمد زهوة، سعيد العيدروسي) فقال:
وقال حسن القصاب: رأيت الذئاب ترعى مع الغنم في البادية في خلافة عمر بن عبدالعزيز رحمه الله، فقلت: سبحان الله ذئب في غنم لايضرها! فقال الراعي: اذا صلح الرأس فليس على الجسد بأس.
حاشية: (الحلية لأبي نعيم (5/ 255) عن جسر القصاب، وهو في الخلاصة: ميمون الكوفي أبو حمزة القصاب)
--------------------
وقال مالك بن دينار رحمه الله:
لما ولي عمر بن عبدالعزيز رحمه الله قالت رعاء الشاء: من هذا الصالح الذي قام على الناس خليفة؟ عدله كفّ الذئاب عن شائنا. (الحلية 5/ 255، 256).
------------------
وقال موسى بن أعين:
كنا نرعى الشاء بكرمان في خلافة عمر بن عبدالعزيز رحمه الله، فكانت الشاة والذئب ترعى في مكان واحد، فبينا نحن ذات ليلة إذ عرض الذئب للشاة، فقلت: مانرى الرجل الصالح إلا قد هلك، فحسبوه فوجدوه مات تلك الليلة.
----------------
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[12 - 09 - 04, 01:53 ص]ـ
أبا محمد المسيطير وفقه الله
أولا: أنا لست شيخا هداك الله
ثانيا: لقد خرَّجت القصة وجمعت طرقها من مدة، لكن بقي الترتيب والتنسيق
وهي ثابتة إن شاء الله
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 10:26 م]ـ
بالانتظار بارك الله فيكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 09 - 05, 01:20 ص]ـ
صلى عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى ليلة فقرأ سورة الواقعة ..
فلما بلغ قوله تعالى: " خافضة رافعة "، أخذ يرددها و يبكي حتى أصبح.
فلما سُئل، قال:
" إن الواقعة إذا وقعت خفضت أناساً و الله لا يرفعون أبداً، و رفعت أناساً و الله لا يخفضون أبداً ".
فرحمه الله تعالى.
----
ولازلنا ننتظر الشيخ المبارك /خالد بن عمر وفقه الله
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 03 - 06, 06:40 م]ـ
ولازلنا ننتظر الشيخ المبارك /خالد بن عمر وفقه الله.
ولا غنى لنا عن مشاركات الفضلاء.
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[10 - 03 - 06, 07:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
احمد بن مروان الذي روى الخبر ابن عساكر من طريقه هو الدينوري صاحب المجالسة وهو فيه2\ 71 - 72 رقم204 تحقيق الشيخ مشهور وقد قام بتخريجه فليراجع.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 03 - 06, 07:09 ص]ـ
وماذا عن عهد أبي بكر وعمر؟ هل عدت الذئاب على الغنم؟ بل ماذا عن عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[11 - 03 - 06, 01:48 م]ـ
ايراد جيد من الاخ محمد وفقه الله
ولو كان هذا الامر حاصلا لاستفاض نقله ولشاع ذكره.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[24 - 04 - 08, 03:12 م]ـ
هذا الاستشكال لا يعالج بهذه الطريقة
فالماء الذي يغوص فيه الناس في عهد النبوة وقبله وبعده، لم يغص فيه العلاء بن الحضرمي ومن معه
والنَّار التي تحرق بطبعها، لم تحرق أبا إدريس الخولاني لمَّا ألقي فيها
وغيرهما كثير
وكل من وقعت له تلك الأمور فهو دون كبار الصَّحابة منزلة بلا شكٍّ
وباب الكرامات واسع، وقبولها إذا صحَّت أسانيدها، لمن كان معروفا بسلامة العقيدة لا غرابة فيه، وإن لم يكن عمر بن عبد العزيز رحمه الله ورضي عنه من أولياء الله الصَّالحين فلا أدري من!
والأصل قبل الحديث عن مثل هذه المسألة أن ننظر في أسانيد الرِّواية وننظر طرقها وألفاظها، فإن صحَّت وجهناها الوجهة الصَّحيحة، وإن كانت ضعيفة أو مكذوبة كُفينا المؤنة.
والله أعلم وأحكم
¥(41/191)
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[17 - 10 - 08, 07:19 م]ـ
شيخنا خالد نحن في الانتظار يا أبا عبدالرحمن
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[17 - 10 - 08, 08:25 م]ـ
ايراد جيد من الاخ محمد وفقه الله
ولو كان هذا الامر حاصلا لاستفاض نقله ولشاع ذكره.
قد سبقه الى هذا الإيراد الدكتور علي الصلابي في كتابه عن الدولة الاموية.ولا أشك في أن الأخ محمد الامين قد تلقفه منه، لأنه يبعد ألا يطلع على كتاب ألف في الأمويين!
ـ[القندهاري]ــــــــ[17 - 10 - 08, 08:35 م]ـ
الحمد لله.
السؤال هو هل هذه الواقعة تدل على كرامة عمر بن عبد العزيز أم أن من سنن الله أن الذئاب لا تعدوا على الغنم إن كان الأمير عادلا؟
والذي يظهر لي والله أعلم أن القصة إن صحت فهي كرامة لعمر بن عبد العزيز وإلا فالذئاب من طبعها أن تأكل الغنم سؤال كان الحاكم عادلا أم فاسقا ولم يكن عمر بن عبد العزيز هو أعدل من حكم ولا بأول ولا آخر من حكم فعدل والله الموفق.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 10 - 08, 08:36 م]ـ
قد سبقه الى هذا الإيراد الدكتور علي الصلابي في كتابه عن الدولة الاموية.ولا أشك في أن الأخ محمد الامين قد تلقفه منه، لأنه يبعد ألا يطلع على كتاب ألف في الأمويين!
للأسف ظنك في غير محله فأنا لم أطلع على الكتاب المذكور حتى الآن
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[17 - 10 - 08, 11:42 م]ـ
رحم الله عمر بن عبد العزيز فهومن الأئمة العادلين ونحسبه من أولياء الله المتقين
ولا يبعد على الله تعالى أن يكرمه بهذه الكرامة شأن الكثير من الأولياء الصالحين.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[18 - 10 - 08, 10:37 ص]ـ
رحم الله الامام العادل
ـ[أبو عبد الله المقدسي]ــــــــ[23 - 10 - 08, 02:02 ص]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
هناك حديث أو أثر لا أذكر بالضبط لفظه .. ومعناه: كما تكونون يولا عليكم
من يفيدنا بهذا الحديث وصحته
ليس بحديث، http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=94029
هذا الاستشكال لا يعالج بهذه الطريقة
فالماء الذي يغوص فيه الناس في عهد النبوة وقبله وبعده، لم يغص فيه العلاء بن الحضرمي ومن معه
والنَّار التي تحرق بطبعها، لم تحرق أبا إدريس الخولاني لمَّا ألقي فيها
وغيرهما كثير
وكل من وقعت له تلك الأمور فهو دون كبار الصَّحابة منزلة بلا شكٍّ
وباب الكرامات واسع، وقبولها إذا صحَّت أسانيدها، لمن كان معروفا بسلامة العقيدة لا غرابة فيه، وإن لم يكن عمر بن عبد العزيز رحمه الله ورضي عنه من أولياء الله الصَّالحين فلا أدري من!
والأصل قبل الحديث عن مثل هذه المسألة أن ننظر في أسانيد الرِّواية وننظر طرقها وألفاظها، فإن صحَّت وجهناها الوجهة الصَّحيحة، وإن كانت ضعيفة أو مكذوبة كُفينا المؤنة.
والله أعلم وأحكم
جزاكم الله خيرا، ألم يثبت في السنة المطهرة ذلك حين حكم المسيح عليه السلام.(41/192)
سؤال حو المسح على الخفين
ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[22 - 07 - 04, 03:14 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد
في مناقشة لي مع أحد الإخوة من خريجي جامعة الأزهر، وهو شافعي المذهب، حول شرعية المسح على الجوارب المعروفة الآن بـ (الشراب)، قال لي بأن المسح عليها لا يجزأ، وذكر لي أن هذا الأمر من باب التساهل، وأن كثيرا من المترخصين في هذه المسألة، لا يهتمون حتى بالمسح بطريقة صحيحة، واحتج بما يلي:
أولا: أن المذاهب الثلاثة، أجمعت على عدم جوازه، وانفرد الأحناف رحمهم الله، بتجويزه بشرطين هما:
أن يكون ثخينا، ليشبه الخف في سمكه.
أن يكون غير منفذ للماء.
وفي الحقيقة لم تكن لدي أدلة كافية، حين المناقشة، فاحتججت بفعل الصحابة رضي الله عنهم، ومن أبرزهم، كما قال أبو داود رحمه الله: عللي بن أبي طالب، وابن مسعود، والبراء بن عازب، وأنس بن مالك، وأبو أمامة، وسهل بن سعد، وعمرو بن حريث، فقال لي بأن مفهوم الجورب عندهم، مختلف عن مفهومه عندنا، فهم يعنون الجورب الصفيق، ولم أدر أأحتج بحديث المغيرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الجوربين والنعلين، حيث أنني لا أعرف درجته، لقصوري في تخريج الأحاديث، وقد قرأت في "فقه السنة" للشيخ سيد سابق رحمه الله، أن أبا داود رحمه الله قد ضعف هذا الحديث.
ثانيا: وذكر لي هذا الأخ الكريم، فتوى الشيخ عطية صقر، حفظه الله، وهو أحد علماء الأزهر المعتبرين، وقد سمعها منه شخصيا، ومضمونها أن الجوارب المنتشرة الآن لا يصح المسح عليها بأي حال من الأحوال لأنها منفذة للماء.
فأرجو من إخواني، تفصيل هذه المسألة، بأدلة شرعية معتبرة، لأنني في مقام مناظرة مع ذلك الأخ الكريم، وأنا ممن يخالفه في هذه المسألة، وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[29 - 07 - 04, 12:14 م]ـ
أخي الكريم
حمِّل الرسالة المرفقة، وهي رسالة (المسح على الجوربين) تأليف علامة الشام محمد جمال الدين القاسمي وتقديم علامة مصر أحمد محمد شاكر وتحقيق الألباني ويليها رسالة (تمام النصح في أحكام المسح) للعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمهم الله تعالى – وستجد فيهما إن شاء الله بغيتك
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[31 - 07 - 04, 02:25 ص]ـ
الاخ المبارك: أبو المسور. وفقه الله
اولا: الاخ لم يحسن في نسبة الاقوال الى أرباب المذاهب.
فأن المشهور أن الذي يقول بجواز المسح على الجورب هم الحنابلة دون البقية وقد نص على ذلك ابن قدامة في المغنى.
وفي هذه النسبة أيضا نظر.
فأن القول بأن بقية المذاهب تمنعه بعيد فأن الشافعية الراجح في مذهبهم القول به، وكذلك هو المعتمد في مذهب الحنفيه، وأما المالكية فالمشهور عندهم المنع.
وسبب الاضطراب في نسبة الاقوال هو أمور منها:
أن بعض اهل العلم أجاز المسح على الجورب إن كان منعلا (كان التنعيل بخشب او جلد او غيره)
ومنهم الشافعي نص عليه في الام، فجعله بعض أهل العلم منعا للمسح على الجورب لان المنعل من الجوارب بمثابة الخف! وهذا قوي وظاهر.
ومن الاسباب ان بعض من أجاز المسح على الجورب جعل شروطا في المسح تجعله قريبا من الخف (كأمكان المشى المتعاد عليه).
فجعله بعض العلماء منعا أيضا للمسح على الجورب وعده البعض الاخر، تجويزا بشروط.
هذا هو سبب الاضطراب في نسبة المذاهب حتى عند بعض الاكابر من أهل العلم.
وأما مسالك المجيزين للمسح فلهم في ذلك مسلكان:
الاول: أن الجورب داخل في مسمى الخف بل هو أياه، والفرق انما هو في النوع، أذ الخف من الجلد و الادم، والجورب من الصوف والقطن.
وهما بمعنى واحد أذ هو بمعنى ما يلف على الرجل (أعنى الجورب) وكذا الخف هو بمعنى ما يخفى القدم -فهما بمعنى واحد -.
والثاني: القياس وهذا نحى اليه شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم. فالخف يوافق الجورب في العمل وهو الستر والمحل (أتحاد العلة)، ويوافقه في المشقه وصعوبة النزع (أتحاد الحكمة).
وهذا جعل ابن القيم يجعله قياسا جليا.
وان كان أصحاب المسلكين يتحدون في الحكم العام وهو الجواز فأن البون كبير في مسلك الاستدلال وهذا ينبنى عليه أحكام كثيرة في غير الجورب.
¥(41/193)
وأما حديث المغيرة بن شعبة فالاظهر انه معلول وعلى هذا جمهرة النقاد والحفاظ ولم أعلم من صححه من المتقدمين خلا الترمذي رحمه الله.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[01 - 08 - 04, 02:29 ص]ـ
السلام عليكم
أخي وحبيبي المصري
لا تناظر عن شيء و أنت فيه مقلد
ما الذي جعلك تعتقد ما اعتقدت و تناظر عليه و أنت لا تعرف أيسر الأدلة عليه؟
استدل ثم اعتقد و لا تعتقد ثم تستدل ــ هكذا كان يقول العثيمين رحمه الله تعالى ــ
و ليكن هدفك هو معرفة الحق لا غير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و أما بالنسبة للمسألة المذكورة ...
فأنا أنقل لك مذهبنا فيها ـ أي الحنفية ـ حيث لاحظت كثيرا وقوع الفهم المغلوط في النقل عن المذهب ...
فأما بالنسبة للشرط الأول الذي طرحه صاحبك فهو صحيح، و لكن لا بد من تفسير معنى الثخانة التي تذكر في كتبنا، ثم لنعلم أنها هي نفسها ضابط لغيرها لا لعلة بذاتها؛ فلو وجد الغير مع انتفاء الضابط لتغير الحال فلا اعتبار بهذا الضابط المؤقت ....
طيب ... لماذا شرطنا الثخانة هنا؟
قال البابرتي الحنفي في العناية شرح البداية:
(و لأنه يمكن المشي فيه إذا كان ثخينا بحيث يستمك على الساق من غير الربط فأشبه الخف فيلحق به) 1/ 157 فكر عن حلبي
و قال ابن الهمام في (فتح القدير) في بيان قياس الجورب على الخف في معناه:
(و معناه الساتر لمحل الفرض الذي هو بصدد متابعة المشي فيه في السفر ة غيره، للقطع بأن تعليق المسح بالخف ليس لصورته الخاصة بل لمعناه للزوم الحرج في النزع المتكرر في أوقات الصلاة خصوصا مع آداب السير) 1/ 157 فكر عن حلبي
فأنت أخي الكريم ترى هنا أنهم قد فسروا الثخانة بإمكان متابعة المشي فيه، و نفس متابعة المشي فيه ليست علة بذاتها، بل هي تنقلنا لعلة أخرى و هي أن ما يمكن متابعة المشي فيه كالخف فإنه يتعلق به الترخيص لمشقة النزع في حال السير أو البرد ....
و أما تفسير الثخانة بمجرد أن يكون سميكا فلم أجده ـ في حدود اطلاعي في كتبنا على ضيق اطلاعي ـ و إلا فماذا لو تم صنع نسيج غير سميك و لكنه مصقول جدا و صلب بحيث يتحمل المشي كالجلد الذي يصنع منه الخف؟
أقول: سيأخذ نفس حكم الحف لأنه يمكن متابعة المشي فيه
و أما عن اشتراطه عدم نفاذ الماء فهذا ـ عن نفسي ـ لم أجده في كتبنا، بل كل ما اشترطوه و داروا حوله هو إمكان متابعة المشي فيه، و هذا هو ما أرادوه و قصدوه بالثخانة و كونه مجلدا أو غير مجلد، فترى الخلاف وقع بين الإمام و صاحبيه حيث اشترطا الثخانة ـ أي إمكان متابعة المشي ـ و اشترط الإمام أن يكون مجلد النعل ـ لأنه هو الذي يمكن متابعة المشي فيه ـ فترى الخلاف كله يدور حول إمكان متابعة المشي أو عدم إمكانه، و هذا في الحقيقة خلاف صوري ...
و قد صح رجوع الإمام في مرضه إلى قول تلميذيه، وعليه الفتوى الآن في مذهبنا ...
ـــــــــــــــــــ
أقول ــ محمد رشيد ــ:
ولكن في الحقيقة عندي إشكال في مسألة رجوع الإمام إلى قول صاحبيه، حيث مقتضى ما ذكرنا يدل على أنه لا خلاف بينهم في الأصل، و الإمام حين مسح على الجورب في مرضه مسح عليه ترخصا لأنه وجد المشقة في نزعه، و لم يظهر من كلامه أنه وافقهم في صحة صورتهم ـ و هي مجرد الثخانة ـ لتحقيق المراد ـ و هو إمكان المشي ـ
فلم يكن رجوعا من الإمام في مذهبه الأصلي إلى مذهب صاحبيه في االحقيقة، و لكنه رجوع عنه إلى الترخيص في الجورب؛ لأن علة استعماله له هي المرض و مشقة النزع لا الثخانة و متابعة المشي .....
و على هذا فقد يكون المذهب هو جواز المسح على كل جورب توفرت فيه علة مشقة النزع كما حدث مع الإمام في مرض موته، و هذه العلة تشمل الجورب الثخين و الرقيق. تأمل
و الله تعالى أعلم بالصواب
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[01 - 08 - 04, 02:30 ص]ـ
معذرو
تنبهت لكلام شيخنا زياد بعد كتابتي لكلامي
و هو يؤيد ما أوردته فيما أظن
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ـ[المقرئ]ــــــــ[04 - 08 - 04, 12:38 ص]ـ
إلى الإخوة المشايخ الكرام:
مسألة المسح على الجوارب هو كما قال شيخنا المبدع زياد النسبة فيها اضطراب
لكن الذي عليه كثير من المتقدمين ومن يهتم بحكاية الخلاف بل وكثير من كتب المذاهب أن القول بالجواز من مفردات الحنابلة عن الأئمة الثلاثة وإن كان قول صاحبي أبي حنيفة مثل قول مذهبنا
¥(41/194)
ولهذا يقال من مفردات المذهب وعليها العمل
المقرئ
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 08 - 04, 07:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
في مختصر القدروي
(ولا يجوز المسح على الجوربين عند أبي حنيفة إلا أن يكونا مجلدين أو منعلين. وقال أبو يوسف ومحمدٌ: يجوز المسح على الجوربين إذا كانا ثخينين لا يشفان الماء
) انتهى
قال الشافعي في الأم
((قال الشافعي) فإذا كان الخفان من لبود أو ثياب (3) أو طفى فلا يكونان في معنى الخف حتى ينعلا جلدا أو خشبا أو ما يبقى إذا توبع المشى عليه ويكون كل ما على مواضع الوضوء منها صفيقا لا يشف فإذا كان هكذا مسح عليه وإذا لم يكن هكذا لم يمسح عليه وذلك أن يكون صفيقا لا يشف وغير منعل فهذا جورب أو يكون منعلا ويكون يشف فلا يكون هذا خفا إنما الخف ما لم يشف (قال الشافعي) وإن كان منعلا وما على مواضع الوضوء صفيقا لا يشف وما فوق مواضع الوضوء يشف لم يضره لانه لو لم يكن في ذلك شئ لم يضره وإن كان في شئ مما على مواضع الوضوء شئ يشف لم يكن له أن يمسح عليه)
في المبسوط للسرخسي (والثخين من الجورب أن يستمسك على الساق من دون أن يشده بشيءوالصحيح من المذهب جواز المسح على الخفاف المتخذة من اللبود التركية لأن مواظبة المشي بها سفرا ممكن)
وذكر قبل ذلك
(وأما المسح على الجوربين فإن كانا ثخينين منعلين يجوز المسح عليهما لأن مواظبة المشي سفرا بهما ممكن
وإن كانا رقيقين لايجوز المسح عليهما لأنهما بمنزلة اللفافة)
ثم قال
(وإن كانا ثخينين غير منعلين لايجوز المسح عليهما عند أبي حنيفة رحمه الله لأن مواظبة المشي بهما سفرا غير ممكن فكانا بمنزلة الجورب الرقيق
وعلى قول أبي يوسف ومحمد رحمهما الله يجوز المسح عليهما)
ثم ذكر قصة رجوع أبي حنيفة
انتهى
وفي شرح القدوري
(قوله: وقال أبو يوسف ومحمد يجوز المسح على الجوربين إذا كانا ثخينين لا يشفان) حد الثخانة أن يقوم على الساق من غير أن يربط بشيء، وقوله لا يشفان أي لا يرى ما تحتهما من بشرة الرجل من خلاله وينشفان خطأ، قال في الذخيرة رجع أبو حنيفة إلى قولهما في آخر عمره قبل موته بسبع أيام، وقيل بثلاثة أيام وعليه الفتوى.)
انتهى
وللموضوع تتمة
وانظر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5512&page=1&highlight=%C7%E1%CE%DD%ED%E4
ـ[أبو إدريس الحسني]ــــــــ[06 - 03 - 05, 05:44 م]ـ
نفع الله بكم(41/195)
تخريج "ثلاث جدهن جد .. "
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[29 - 07 - 04, 03:35 م]ـ
حديث:" ثلاث جِدهنَّ جِد وهزلهن جد النكاح والطلاق والرجعه"
رواه أبو داود (3\ 295 عون) والترمذى (1184) وابن ماجه (2039)
وابن الجارود (712، غوث المكدود) والحاكم (2\ 198) من طرق عن
عبد الرحمن بن حبيب بن أردك عن عطاء بن أبى رباح عن ابن ماهك
عن أبى هريره قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره
قال الترمذى: حديث حسن غريب
وصححه الحاكم! فأعترضه الذهبى بقوله: فين لين .. يعنى فى عبد الرحمن ابن أردك
قلت عبد الرحمن بن أردك قال فيه النسائى: منكر الحديث .. ووثقه الحاكم
وذكره ابن حبان فى الثقات، وقال ابن حجر: لين الحديث،على إنه قد قال فى التلخيص:وهو من روايه
عبد الرحمن بن أردك وهو مختلف فيه قال النسائى منكر الحديث ووثقه غيره فهو على هذا حسن اهـ
وقد تأملت طبقات توثيق ابن حبان التى ذكرها العلامه المعلمى فى التنكيل
فوجدتٌ ان توثيقه هنا فى الطبقه الخامسه وهى التى يقع فيها الخلل
لكن لا تنس أن ابن حبان وإن كان متساهلاً فالنسائى من المتشددين!
وأنت إذا تأملت صنيع الذهبى والحافظ لوجدتهما قد اعتبرا توثيقه هنا فى الجمله وذلك لأنهما جرحاه بعباره من ألين عبارات الجرح
وانظر الى قول الذهبى قى الميزان: صدوق وله ما ينكر.
يعنى يقول لك والله اعلم: لا مطعن في عداله الرجل ولكن خذ حذرك فيما ينفرد به فإن له ما ينكر ولكن ليس كل حديثه منكراً.
ولعبد الرحمن هذا ترجمه فى التاريخ والجرح والتعديل فلم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا
وعلى كل حال فتحسين مثل هذا السند من عدمه موطن اجتهاد وقد حسنه ابن حجر وقال فيه الشيخ الحوينى حفظه الله: إسناده صالح وهو حديث حسن.
وضعف هذا السند خاصه العلامه الألبانى رحمه الله فى الإرواء وتبعه
تلميذه النابه مشهور سلمان فى تعليقه على اعلام الموقعين (4\ 512)
وإن كان كل هؤلاء قد حسن الحديث
ويبقى أن يقال أن من ضعف هذا الإسناد خاصه وحسن الحديث فإنما حسنه لشواهده، وبعضها ساقط لا يصلح للمتابعات
وأقوها ـ على ضعفه ـ مرسل الحسن وقد عزاه الألبانى لابن ابى شيبه وصحح سنده الى الحسن ........ لكن ليس فيه ذكر الرجعه وإنما جعل الثالثه" العتاق"
وجاء ايضا ً عن الحسن عن ابى الدرداء (ولم يسمع منه الحسن كما قال ابو زرعه) موقوفاً لكنه فى سبب نزول اية "ولا تتخذوا أيات الله هزوا)
فله حكم الرفع لولا إنقطاعه وليس فيه ذكر الرجعه أيضاً وإنما العتاق
وكذا للحديث شاهداً أخر فيه إنقطاع وكذا فيه ابن لهيعه وليس فيه الرجعه وإنما فيه العتاق أيضاً
وبالتالى فمن ضعف سند الترمذى وحسن الحديث لشواهده فإنه لابد وأن يضعف قوله "الرجعه" إذ لا شاهد لها فيما أعلم
وعلى ذلك يكون الحديث حسن لغيره دون ذكر الرجعه وتكون زياده منكره
وانظر تخريخ اثاراً أخرى فى إعلام الموقعين 4\ 537 وكلها لا يصح فيها شىء كما يعلم من تخريج الشيخ مشهور والله أعلم
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[01 - 08 - 04, 10:45 م]ـ
جزاك الله خير , ووفقك لما يحبه ويرضاه وزادك علما نافعا ورزقا واسعا وعملا متقبلا
والسلام عليكم
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[03 - 08 - 04, 03:31 م]ـ
وحزاك الله خيراً يا أخ رياض ونفع بك(41/196)
هل هذا الحديث ورد عن الرسول؟
ـ[ابنة الصديق]ــــــــ[31 - 07 - 04, 01:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
هل هذا الحديث ورد عن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ساعةٍ ما كان يأتيه فيها متغيّر اللون، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((مالي أراك متغير اللون)) فقال: يا محمد جئتُكَ في الساعة التي أمر الله بمنافخ النار أن تنفخ فيها، ولا ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق، و أن النار حق، وأن عذاب القبر حق، وأن عذاب الله أكبر أنْ تقرّ عينه حتى يأمنها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا جبريل صِف لي جهنم))
قال: نعم، إن الله تعالى لمّا خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة فاحْمَرّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فابْيَضّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فاسْوَدّت، فهي سوداء مُظلمة لا ينطفئ لهبها ولا جمرها.
والذي بعثك بالحق، لو أن خُرْم إبرة فُتِحَ منها لاحترق أهل الدنيا عن آخرهم من حرّها ..
والذي بعثك بالحق، لو أن ثوباً من أثواب أهل النار عَلِقَ بين السماء و الأرض، لمات جميع أهل الأرض من نَتَنِهَا و حرّها عن آخرهم لما يجدون من حرها ..
والذي بعثك بالحق نبياً، لو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها الله تعالى في كتابه وُضِع على جبلٍ لَذابَ حتى يبلُغ الأرض السابعة ..
والذي بعثك بالحق نبياً، لو أنّ رجلاً بالمغرب يُعَذّب لاحترق الذي بالمشرق من شدة عذابها ..
حرّها شديد، و قعرها بعيد، و حليها حديد، و شرابها الحميم و الصديد، و ثيابها مقطعات النيران، لها سبعة أبواب، لكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ من الرجال والنساء.
فقال صلى الله عليه وسلم: ((أهي كأبوابنا هذه؟!))
قال: لا، ولكنها مفتوحة، بعضها أسفل من بعض، من باب إلى باب مسيرة سبعين سنة، كل باب منها أشد حراً من الذي يليه سبعين ضعفاً، يُساق أعداء الله إليها فإذا انتهوا إلى بابها استقبلتهم الزبانية بالأغلال و السلاسل، فتسلك السلسلة في فمه وتخرج من دُبُرِه، وتُغَلّ يده اليسرى إلى عنقه، وتُدخَل يده اليمنى في فؤاده، وتُنزَع من بين كتفيه، وتُشدّ بالسلاسل، ويُقرّن كل آدمي مع شيطان في سلسلة، ويُسحَبُ على وجهه، وتضربه الملائكة بمقامع من حديد، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أُعيدوا فيها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ سكّان هذه الأبواب؟!))
فقال: أما الباب الأسفل ففيه المنافقون، ومَن كفر مِن أصحاب المائدة، وآل فرعون، و اسمها الهاوية ..
و الباب الثاني فيه المشركون و اسمه الجحيم ..
و الباب الثالث فيه الصابئون و اسمه سَقَر ..
و الباب الرابع فيه ابليس و من تَبِعَهُ، و المجوس، و اسمه لَظَى ..
و الباب الخامس فيه اليهود و اسمه الحُطَمَة ..
و الباب السادس فيه النصارى و اسمه العزيز، ثم أمسكَ جبريلُ حياءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له عليه السلام: ((ألا تخبرني من سكان الباب السابع؟))
فقال: فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا و لم يتوبوا. فخَرّ النبي صلى الله عليه وسلم مغشيّاً عليه، فوضع جبريل رأسه على حِجْرِه حتى أفاق، فلما أفاق قال عليه الصلاة و السلام: ((يا جبريل عَظُمَتْ مصيبتي، و اشتدّ حزني، أَوَ يدخل أحدٌ من أمتي النار؟؟؟))
قال: نعم، أهل الكبائر من أمتك. .
ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، و بكى جبريل ..
و دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله و احتجب عن الناس، فكان لا يخرج إلا إلى الصلاة يصلي و يدخل و لا يكلم أحداً، يأخذ في الصلاة يبكي و يتضرّع إلى الله تعالى.
فلما كان اليوم الثالث، أقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى وقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى باكياً. .
فأقبل عمر رضي الله عنه فوقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى يبكي. .
¥(41/197)
فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى مولاي رسول الله من سبيل؟ فأقبل يبكي مرة، ويقع مرة، ويقوم أخرى حتى أتى بيت فاطمة ووقف بالباب ثم قال: السلام عليك يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان علي رضي الله عنه غائباً، فقال: يا ابنة رسول الله، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احتجب عن الناس فليس يخرج إلا إلى الصلاة فلا يكلم أحداً و لا يأذن لأحدٍ في الدخول ..
فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية و أقبلت حتى وقفت على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سلّمت و قالت: يا رسول الله أنا فاطمة، ورسول الله ساجدٌ يبكي، فرفع رأسه و قال: ((ما بال قرة عيني فاطمة حُجِبَت عني؟ افتحوا لها الباب))
ففتح لها الباب فدخلت، فلما نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكت بكاءً شديداً لما رأت من حاله مُصفرّاً متغيراً قد ذاب لحم وجهه من البكاء و الحزن، فقالت: يا رسول الله ما الذي نزل عليك؟!
فقال: ((يا فاطمة جاءني جبريل و وصف لي أبواب جهنم، و أخبرني أن في أعلى بابها أهل الكبائر من أمتي، فذلك الذي أبكاني و أحزنني))
قالت: يا رسول الله كيف يدخلونها؟!
قال: ((بلى تسوقهم الملائكة إلى النار، و لا تَسْوَدّ وجوههم، و لا تَزْرَقّ أعينهم، و لا يُخْتَم على أفواههم، و لا يقرّنون مع الشياطين، و لا يوضع عليهم السلاسل و الأغلال))
قالت: يا رسول الله كيف تقودهم الملائكة؟!
قال: ((أما الرجال فباللحى، و أما النساء فبالذوائب و النواصي .. فكم من ذي شيبةٍ من أمتي يُقبَضُ على لحيته وهو ينادي: واشَيْبتاه واضعفاه، و كم من شاب قد قُبض على لحيته، يُساق إلى النار وهو ينادي: واشباباه واحُسن صورتاه، و كم من امرأة من أمتي قد قُبض على ناصيتها تُقاد إلى النار و هي تنادي: وافضيحتاه واهتك ستراه، حتى يُنتهى بهم إلى مالك، فإذا نظر إليهم مالك قال للملائكة: من هؤلاء؟ فما ورد عليّ من الأشقياء أعجب شأناً من هؤلاء، لم تَسْوَدّ وجوههم ولم تَزرقّ أعينهم و لم يُختَم على أفواههم و لم يُقرّنوا مع الشياطين و لم توضع السلاسل و الأغلال في أعناقهم!!
فيقول الملائكة: هكذا أُمِرنا أن نأتيك بهم على هذه الحالة ..
فيقول لهم مالك: يا معشر الأشقياء من أنتم؟!
وروي في خبر آخر: أنهم لما قادتهم الملائكة قالوا: وامحمداه، فلما رأوا مالكاً نسوا اسم محمد صلى الله عليه وسلم من هيبته، فيقول لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن ممن أُنزل علينا القرآن، ونحن ممن يصوم رمضان. فيقول لهم مالك: ما أُنزل القرآن إلا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا سمعوا اسم محمد صاحوا: نحن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
فيقول لهم مالك: أما كان لكم في القرآن زاجرٌ عن معاصي الله تعالى .. فإذا وقف بهم على شفير جهنم، ونظروا إلى النار وإلى الزبانية قالوا: يا مالك ائذن لنا نبكي على أنفسنا، فيأذن لهم، فيبكون الدموع حتى لم يبق لهم دموع، فيبكون الدم، فيقول مالك: ما أحسن هذا البكاء لو كان في الدنيا، فلو كان في الدنيا من خشية الله ما مسّتكم النار اليوم ..
فيقول مالك للزبانية: ألقوهم .. ألقوهم في النار
فإذا أُلقوا في النار نادوا بأجمعهم: لا إله إلا الله، فترجع النار عنهم، فيقول مالك: يا نار خذيهم، فتقول: كيف آخذهم و هم يقولون لا إله إلا الله؟ فيقول مالك: نعم، بذلك أمر رب العرش، فتأخذهم، فمنهم من تأخذه إلى قدميه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حقويه، ومنهم من تأخذه إلى حلقه، فإذا أهوت النار إلى وجهه قال مالك: لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في الدنيا، و لا تحرقي قلوبهم فلطالما عطشوا في شهر رمضان .. فيبقون ما شاء الله فيها، ويقولون: يا أرحم الراحمين يا حنّان يا منّان، فإذا أنفذ الله تعالى حكمه قال: يا جبريل ما فعل العاصون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: اللهم أنت أعلم بهم. فيقول انطلق فانظر ما حالهم.
¥(41/198)
فينطلق جبريل عليه السلام إلى مالك و هو على منبر من نار في وسط جهنم، فإذا نظر مالك على جبريل عليه السلام قام تعظيماً له، فيقول له يا جبريل: ماأدخلك هذا الموضع؟ فيقول: ما فَعَلْتَ بالعصابة العاصية من أمة محمد؟ فيقول مالك: ما أسوأ حالهم و أضيَق مكانهم، قد أُحرِقَت أجسامهم، و أُكِلَت لحومهم، وبقِيَت وجوههم و قلوبهم يتلألأ فيها الإيمان.
فيقول جبريل: ارفع الطبق عنهم حتى انظر إليهم. قال فيأمر مالك الخَزَنَة فيرفعون الطبق عنهم، فإذا نظروا إلى جبريل وإلى حُسن خَلقه، علموا أنه ليس من ملائكة العذاب فيقولون: من هذا العبد الذي لم نر أحداً قط أحسن منه؟ فيقول مالك: هذا جبريل الكريم الذي كان يأتي محمداً صلى الله عليه وسلم بالوحي، فإذا سمعوا ذِكْر محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم: يا جبريل أقرئ محمداً صلى الله عليه وسلم منا السلام، وأخبره أن معاصينا فرّقت بيننا وبينك، وأخبره بسوء حالنا.
فينطلق جبريل حتى يقوم بين يدي الله تعالى، فيقول الله تعالى: كيف رأيت أمة محمد؟ فيقول: يارب ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم.
فيقول: هل سألوك شيئاً؟ فيقول: يا رب نعم، سألوني أن أُقرئ نبيّهم منهم السلام و أُخبره بسوء حالهم. فيقول الله تعالى: انطلق فأخبره ..
فينطلق جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيمة من درّة بيضاء لها أربعة آلاف باب، لكل باب مصراعان من ذهب، فيقول: يا محمد. . قد جئتك من عند العصابة العصاة الذين يُعذّبون من أمتك في النار، وهم يُقرِئُونك السلام ويقولون ما أسوأ حالنا، وأضيق مكاننا.
فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم إلى تحت العرش فيخرّ ساجداً ويثني على الله تعالى ثناءً لم يثنِ عليه أحد مثله ..
فيقول الله تعالى: ارفع رأسك، و سَلْ تُعْطَ، و اشفع تُشفّع.
فيقول: ((يا رب الأشقياء من أمتي قد أنفذتَ فيهم حكمك وانتقمت منهم، فشفّعني فيهم))
فيقول الله تعالى: قد شفّعتك فيهم، فَأْتِ النار فأخرِج منها من قال لا إله إلا الله. فينطلق النبي صلىالله عليه وسلم فإذا نظر مالك النبي صلى الله عليه وسلم قام تعظيماً له فيقول: ((يا مالك ما حال أمتي الأشقياء؟!))
فيقول: ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم. فيقول محمد صلى الله عليه وسلم: ((افتح الباب و ارفع الطبق))، فإذا نظر أصحاب النار إلى محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم فيقولون: يا محمد، أَحْرَقت النار جلودنا و أحرقت أكبادنا، فيُخرجهم جميعاً و قد صاروا فحماً قد أكلتهم النار فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنة يسمى نهر الحيوان، فيغتسلون منه فيخرجون منه شباباً جُرْدَاً مُرْدَاً مُكحّلين و كأنّ وجوههم مثل القمر، مكتوب على جباههم "الجهنّميون عتقاء الرحمن من النار"، فيدخلون الجنة فإذا رأى أهل النار أن المسلمين قد أُخرجوا منها قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من النار،
ـ[أبو داود]ــــــــ[31 - 07 - 04, 05:10 م]ـ
الأخت الكريمة ابنة الصديق السلام عليكم و رحمة الله
قال صلى الله عليه و سلم:
" من حدث عني، بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين "
" لا تكذبوا على فإنه من يكذب على يلج النار ".
" من تعمد على كذبا فليتبوأ مقعده من النار ".
" من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
" إن كذبا على ليس ككذب على أحد فمن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
" إن كذبا على ليس ككذب على أحد ".
" كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ".
وكل هذه الأحاديث في غاية الصحة و قد بلغت مبلغ التواتر فليتق الله كل امرئ في ما يقول.
فنصيحتي لك يا أختاه أن لا تقرئي هذه الكتب المليئة بالأباطيل و حسبك البخاري و مسلم حتى تفقينهما قال تعالى إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون فأي حديث ليس في الصحيحين يجب التمحيح و التدقيق في صحته قبل العمل به فليس هناك مصنف على شرط الشيخين أما أن نقرأ حديث ابتدئ بروى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك فهذا ما لا يجوز العمل به قبل التثبت فهذا ليس بإسناد
ولا يحل لأحد نسبة قول إلى النبي صلى الله عليه و سلم دون أن يسنده إليه عليه السلام و السلام.
¥(41/199)
وليس من العلم ابتداء الطلب بغير البخاري و مسلم و إضاعة الأوقات بهل هذا صح و هل ذاك لم يصح و الطالب لم يقرأبعد مئة حديث من البخاري!! فهذا لا يجوز قال تعالى إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ثم سؤالي لك بارك الله فيك أين قرأت هذا الحديث و السلام عليكم و رحمة الله.
أخوك أبو داود
ـ[الدرعمى]ــــــــ[31 - 07 - 04, 07:51 م]ـ
الإخوة والمشايخ الكرام ما مدى صحة هذا الحديث الذى أوردته الأخت السائلة؟
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[01 - 08 - 04, 12:17 ص]ـ
علا مات الوضع لائحة عليه.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - 08 - 04, 12:21 ص]ـ
الحمد لله وبعد/
في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للشيخ الألباني رحمه برقم (910) (2/ 311):
" يا جبريل صف لي النار , و انعت لي جهنم , فقال جبريل: إن الله تبارك و تعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت , ثم أمر بها فأوقد عليها ألف عام حتى
احمرت , ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت , فهي سوداء مظلمة , لا يضيء شررها , و لا يطفأ لهبها , و الذي بعثك بالحق لو أن خازنا من خزنة جهنم برز إلى
أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه , و من نتن ريحه , و
الذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه
وضعت على جبال الدنيا لارفضت و ما تقارت حتى تنتهي إلى الأرض السفلى , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبي يا جبريل لا يتصدع قلبي , فأموت , قال: فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل و هو يبكي , فقال: تبكي يا جبريل
و أنت من الله بالمكان الذي أنت به , فقال: مالي لا أبكي ? أنا أحق بالبكاء! لعلي ابتلى بما ابتلي به إبليس , فقد كان من الملائكة , و ما أدري لعلي ابتلي
مثل ما ابتلي به هاروت و ماروت , قال: فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم و
بكى جبريل عليه السلام , فما زالا يبكيان حتى نوديا: أن يا جبريل و يا محمد إن الله عز وجل قد أمنكما أن تعصياه , فارتفع جبريل عليه السلام , و خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بقوم من الأنصار يضحكون و يلعبون , فقال: أتضحكون و
وراءكم جهنم ?! لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا , و لما أسغتم الطعام و الشراب , و لخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل .. فنودي: يا
محمد! لا تقنط عبادي , إنما بعثتك ميسرا و لم أبعثك معسرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سددوا و قاربوا ".
قال الشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة ":
موضوع. أخرجه الطبراني في " الأوسط " بسنده عن عمر بن الخطاب قال: " جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حين غير حينه الذي كان يأتيه فيه ,
فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا جبريل: مالي أراك متغير
اللون ? فقال: ما جئتك حتى أمر الله بمفاتيح النار , فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: يا جبريل صف لي النار. الحديث , أورده المنذري في " الترغيب و الترهيب " (4/ 225 - 226) و أشار لضعفه أو وضعه , و قد بين علته الهيثمي في
" المجمع " فقال (10/ 387): " و فيه سلام الطويل و هو مجمع على ضعفه ". قلت: و ذلك لأنه كان كذابا كما قال ابن خراش , و قال ابن حبان: (1/ 335 -
336): " روى عن الثقات الموضوعات , كأنه كان المعتمد لها ". و قال الحاكم -على تساهله -: " روى أحاديث موضوعة ". قلت: و هذا منها بلا شك فإن التركيب و الصنع عليه ظاهر , ثم إن فيه ما هو مخالف للقرآن الكريم في موضعين منه: الأول
: قوله في إبليس: " كان من الملائكة " و الله عز وجل يقول فيه: * (كان من الجن ففسق عن أمر ربه) * , و ما يروى عن ابن عباس في تفسير قوله: * (من الجن
) * أي من خزان الجنان , و أن إبليس كان من الملائكة , فمما لا يصح إسناده عنه ,
و مما يبطله أنه خلق من نار كما ثبت في القرآن الكريم , و الملائكة خلقت من نور
كما في " صحيح مسلم " عن عائشة مرفوعا , فكيف يصح أن يكون منهم خلقة , و إنما دخل معهم في الأمر بالسجود لآدم عليه السلام لأنه كان قد تشبه بهم و تعبد و
تنسك , كما قال الحافظ ابن كثير , و قد صح عن الحسن البصري أنه قال: " ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط و إنه لأصل الجن , كما أن آدم عليه السلام أصل
¥(41/200)
البشر ". الموضع الثاني: قوله: " ابتلي به هاروت و ماروت ". فإن فيه إشارة إلى ما ذكر في بعض كتب التفسير أنهما أنزلا إلى الأرض , و أنهما شربا الخمر و
زنيا و قتلا النفس بغير , فهذا مخالف لقول الله تعالى في حق الملائكة: * (لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون) *, و لم يرد ما يشهد لما ذكر , إلا في
بعض الإسرائيليات التي لا ينبغي أن يوثق بها , و إلا في حديث مرفوع , قد يتوهم
- بل أوهم - بعضهم صحته , و هو منكر بل باطل كما سبق تحقيقه برقم 170 , و يأتي بعد حديث من وجه آخر.
------------------------------------
وفي الضعيفة أيضا برقم (1306)
" يا جبريل مالي أراك متغير اللون ? فقال: ما جئتك حتى أمر الله عز وجل بمفاتيح النار , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جبريل صف لي النار , و انعت لي جهنم , فقال جبريل: إن الله تبارك و تعالى أمر بجهنم فأوقد عليها
ألف عام حتى ابيضت , ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت , ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت , فهي سوداء مظلمة , لا يضيء شررها , و لا يطفأ لهبها
, والذي بعثك بالحق لو أن ثوبا من ثياب النار علق بين السماء و الأرض لمات من في الأرض جميعا من حره , والذي بعثك بالحق لو أن خازنا من خزنة جهنم برز إلى
أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه و من نتن ريحه , والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لا رفضت و ما تقارت حتى تنتهي إلى الأرض السفلى , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبي يا جبريل لا يتصدع قلبي فأموت قال: فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل و هو يبكي , فقال: تبكي يا جبريل ?
و أنت من الله بالمكان الذي أنت به! قال: و مالي لا أبكي ? أنا أحق بالبكاء
لعلي أن أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها , و ما أدري لعلي أبتلى بمثل ما ابتلي به إبليس , فقد كان من الملائكة , و ما يدريني لعلي أبتلى بمثل ما ابتلي به هاروت و ماروت , قال: فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم و بكى
جبريل عليه السلام , فما زالا يبكيان حتى نوديا: أن يا جبريل و يا محمد: إن
الله عز وجل قد أمنكما أن تعصيا. فارتفع جبريل عليه السلام , و خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم فمر بقوم من الأنصار يضحكون و يلعبون , فقال: أتضحكون
و وراءكم جهنم ?! لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا , و لبكيتم كثيرا , و لما
أسغتم الطعام و الشراب , و لخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل. فنودي
: يا محمد: لا تقنط عبادي , إنما بعثتك ميسرا , و لم أبعثك معسرا , فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: سددوا , و قاربوا ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (3/ 473):
موضوع بهذا السياق و التمام
أخرجه ابن أبي الدنيا في " صفة النار " (ق 9/ 1) و الطبراني في المعجم الأوسط
(2750 - بترقيمي لمصورة الجامعة الإسلامية) عن سلام الطويل عن الأجلح بن
عبد الله الكندي عن عدي بن عدي الكندي قال: قال: عمر بن الخطاب: جاء
جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حين غير حينه الذي كان يأتيه فيه , فقام
إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره. و قال الطبراني:
" لا يروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد تفرد به سلام ".
قلت: و قال الهيثمي (10/ 386 - 387) بعد ما عزاه للطبراني:
" و هو مجمع على ضعفه ".
قلت: و قد اتهمه غير واحد بالكذب و الوضع كما تقدم غير ما مرة , و قال ابن
حبان في " الضعفاء و المتروكين ":
" يروي عن الثقات الموضوعات كأنه كان المتعمد لها ".
قلت: و في هذا الحديث ما يؤكد ما اتهموه به أعظمها قوله في إبليس: * (كان من
الملائكة) * و هذا خلاف القرآن: * (و كان من الجن ففسق عن أمر ربه) *. ثم إن
الملائكة خلقت من نور كما في " صحيح مسلم " , و هو مخرج في " الصحيحة " (458)
, و أما إبليس فخلق من نار كما في القرآن و الحديث.
و نحوه قوله: " ما ابتلي به هاروت و ماروت , فإنه يشير إلى ما يروى من قصتهما
مع الزهرة و مراودتهما إياها و شربهما الخمر و قتلهما الصبي , و هي قصة باطلة
مخالفة للقرآن أيضا كما سبق بيانه في المجلد الأول برقم (170).
و لا يفوتني التنبيه أن قوله: " لو تعلمون ... " إلى قوله: " تجأرون إلى الله
عز وجل " قد جاء طرفه الأول في " الصحيحين " , و الباقي عند الحاكم و غيره ,
فانظر الحديث الآتي إن شاء الله برقم (4354). و تخريج " فقه السيرة " (ص
479).
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[29 - 08 - 04, 10:05 ص]ـ
ابنة الصديق.
تَجِدِين فِي الرَّابِط تَخْرِيجاً لِعَدَدٍ مِنْ الأَحَادِيْثِ الْمُنْتَشِرَةِ فِي المُنْتَدًياتِ الحِوَارِيةِ، وَمِنْهَا الحَدِيْثُ المشَارُ إِلَيْهِ، وَهُو الحَدِيْثُ الأَوَّلُ.
أحاديث وقصص لا تثبتُ انتشرت عبر البريدِ الإلكتروني ( http://saaid.net/Doat/Zugail/321.htm)(41/201)
تخريج حديث "تركت فيكم واعظين ناطقاً وصامتاً ... "
ـ[أبو عبد الله]ــــــــ[31 - 07 - 04, 12:27 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا الحديث ذكره الإمام الغزالي رحمه الله في الإحياء، و لم أعثر على تخريجه، سؤالي من روى هذا الحديث؟
جزاكم الله خيرا و غفر لي و لكم الله
ـ[أبو أحمد البتلميتي]ــــــــ[20 - 02 - 08, 01:48 م]ـ
قال الحافظ عبد الحق الأشبيلي، المعروف بابن الخراط (510 - 582 هـ) في كتابه "العاقبة في ذكر الموت: ............... ويروى عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال تركت فيكم واعظين ناطقا وصامتا فالناطق القرآن والصامت الموت ..................... وهذه الأحاديث رويتها من طريق أبي بكر البزار والقاضي أبي الحسن بن صخر وأبي علي الغساني وغيرهم. اهـ
كما أورده العلامة ابن الجوزي في "بستان الواعظين" جازما بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم!
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[20 - 02 - 08, 07:51 م]ـ
قول الإشبيلي ((يروى)) يدل على تشككه من صحة الخبر
وهذا الخبر أهل لأن يودع في الأخبار الضعيفة الموجودة في الإحياء
حتى أني لم أجده في تخريج العراقي(41/202)
الرد على من صحّح حديث مالك الدار 1
ـ[البخاري]ــــــــ[01 - 08 - 04, 05:57 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أمّا بعد:
فما من مسألة من المسائل الشرعية إلاّ ولها ميزان يُعرف به الصواب من الخطأ، فأصول أهل السُّنّة مثلاً والمسائل الفقهية يكون معرفة الصواب فيها بالرجوع إلى الكتاب والسُّنّة وما كان عليه سلف الأمّة وعلى رأسهم الصحابة رضوان الله عليهم، وكذلك سائر العلوم فلابد لها من ميزان إذن.
ومصطلح الحديث هو قواعد اصطلح عليها أهل العلم بالحديث لمعرفة صحيح الحديث من سقيمه. ومن هذه القواعد ما هو متفق عليه بين أهل العلم ومنها ما هو مختلف فيه مما يسع فيه الاجتهاد، ومنها ما يُعتبر شذوذ.
ولمعرفة ذلك فلابد لنا من الرجوع إلى ما كان عليه المتقدمون من كبار الحفاظ فهم أعلم الناس بهذا الفن، وكل من جاء بعدهم من الحفاظ فهو عالة عليهم، فإذا أراد أحدهم معرفة حال راو ما فإنّه يرجع إلى كلامهم وما قرروه في حال هذا الراوي.
ولذلك إذا ضعّف عالم من المتأخرين راو اتفق المتقدمون على توثيقه أو العكس فإنّك تجد أهل العلم يُخطّئون اجتهاده ويعتبرون ذلك شيئاً لم يُسبق إليه. وليس هذا الكلام في الحكم على الرواة فحسب بل يدخل فيه كذلك القواعد الحديثية التي تُبيّن صحيح الحديث من سقيمه.
فكما أنّه ينبغي تضعيف الراوي الذي اتفق المتقدمون على تضعيفه، فكذلك ينبغي تضعيف الحديث الذي اتفق المتقدمون على تضعيفه، والعكس، ومن خالفه فقد أخطأ في ذلك، ومن الأمثلة على ذلك: ـ
? حديث: (من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) فإنَّ كل من ابن معين وأحمد والبخاري والترمذي والبيهقي والدارقطني والعقيلي حكموا على الحديث بأنَّ الصواب فيه أنّه مرسل ولا يصح مرفوعاً، بالرغم من هذا تجد أنَّ ابن عبد البر والنووي والسيوطي والألباني قبلوا الحديث بين مُصحّح له ومُحسّن. (راجع جامع العلوم والحكم).
? حديث دعاء السوق: (من دخل سوقاً من أسواق المسلمين فقال لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له .. الحديث)، ردّه من المتقدمين من كبار الحفاظ بين مُضعّف له ومضعّف جداً وبين منكر للحديث كل من أبي حاتم وابن معين وأحمد وابن المديني والبخاري والترمذي والدارقطني وابن عدي والعقيلي. وبالرغم من هذا صحّحه كل من الحاكم وحسّنه الألباني وعبد القادر الأرناؤوط. بل أُلّفت رسائل عن تصحيح هذا الحديث. (ذكر معظمه الشيخ عبد الله السعد في شرحه على "الموقظة" وهي مسجلة على أشرطة ـ راجع المنتخب للحافظ عبد بن حميد تحقيق مصطفى شلباية رقم 28).
? حديث: (أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قبّل عائشة رضي الله عنها ولم يتوضّأ) ضعّفه كل من يحيى بن سعيد القطّان وابن المديني والبخاري والنسائي وأبو داود والدارقطني والبيهقي، ثم نجد أنَّ كل من الشيخ أحمد شاكر والشيخ الألباني يُصحّحوا الحديث. (انظر العدة شرح العمدة ـ إعداد مركز الدراسات والبحوث بمكتبة نزار الباز رقم 122).
? حديث: (أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم مسح على الجوربين والنعلين) ردّه بسبب زيادة (الجوربين) كل من سفيان الثوري وعبد الرحمن بن مهدي وابن معين وأحمد وابن المديني والنسائي ومسلم والبيهقي، ثم تجد ابن دقيق العيد يقبل هذه الزيادة ويوافقه الشيخ الألباني وبعض العلماء، بل مع الأسف قال الألباني: (وقد أعلّه بعض العلماء بعلّة غير قادحة .. ) ثم قال: (وهذا ليس بشيء)!! (الأرواء: 101) (انظر العدة شرح العمدة: 106).
وهذا إنْ دلّ على شيء فإنما يدل على أمور منها: إمّا أنَّ العالم لم يقف على تضعيف أولئك الجهابذة من المتقدمين ـ وإمّا أنّه على منهجهم في التصحيح والتضعيف إلاّ أنَّ العلّة قد خفيت عليه ولم ينتبه لها، وهذا لا يخلوا منه إنسان، وهو قليل عند الحفّاظ بفضل الله.
¥(41/203)
أو أنّه مخالف لمنهجهم في بعض القواعد، وهذا اجتهاد خاطئ لمخالفته كبار الحفاظ من المتقدمين ـ وهذا مما ينبغي التنبيه إليه ـ ولا يُقال هذا مما يسع فيه الخلاف، فإنَّ اتفاق المتقدمين على قاعدة ما أو حكم على حديث ما هو حجة، كما أنَّ اتفاقهم في الحكم على الراوي حجة أيضاً، ولا يُقال أنَّ في المسألة خلاف بمخالفة المتأخرين لهم. إذ ما كان ليخفى عليهم كلهم حكم المسألة. ولا يوجد من يخالفهم في زمانهم، ثم يأتي من بعدهم ليتعقّب عليهم. فهم الأصل في هذا الفن وكل من جاء بعدهم عالة عليهم وينبغي أن يكون مُتبعاً لما سطروه في كتبهم.
فالمتقدمين من كبار الحفاظ هم أعلم الناس بسُّنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يتعلق بها سنداً ومتناً وهم الذين حَفِظَ الله بهم سُّنّة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهم بالاتفاق أعلم من المتأخرين بعلم الحديث. وإنَّ مما استدل به مسلم على من اشترط اللقيا، وإنْ لم الصواب حليفه، قوله: (إذ كان قولاً مُحدثاً وكلاماً خلفاً لم يقله أحد من أهل العلم سلفاً) (صحيح مسلم شرح النووي: 1/ 144) ومن الأمثلة على مخالفة المتأخرين لما كان عليه المتقدمين، أنَّ معظم الماخرين كانوا على قول مسلم في عدم اشتراط اللقيا، ونورد الآن أسماء من اشترط السماع من المتقدمين: شعبة، يحيى بن سعيد القطان، ابن المديني، الإمام الشافعي، ابن معين، الإمام أحمد، البخاري، عمرو بن على الفلاّس، أبو زرعة الرازي، أبو حاتم، أبو زرعة الدمشقي، الدارقطني، البيهقي، بينما تبِع مسلم على قوله الحاكم وابن حبان رحمهم الله جميعاً.
بل قال الحافظ ابن رجب الحنبلي: (فإذا كان هذا هو قول هؤلاء الأئمة الأعلام، وهم أعلم أهل زمانهم بالحديث وعِللهِ وصحيحه وسَقيمه، ومع موافقة البخاري وغيره، فكيف يصح لمسلم رحمه الله دعوى الإجماع على خلاف قولهم. بل اتفاق هؤلاء الأئمة على قولهم هذا يقتضي حكاية إجماع الحفاظ المعتمد بهم على هذا القول، وأنَّ القول بخلافهم قول لا يُعرف عن أحد نظرائهم، ولا عمن قبلهم ممن هو في درجتهم وحفظهم) [شرح عِلل الترمذي: 1/ 372]. قال أبو حاتم بعد أن ذكر مسألة اتفق عليها أهل الحديث في زمانه: (واتفاقهم على شيء يكون حجة) [التهذيب: 2/ 156].
ثمَّ أنَّ الإمام مسلم رحمه الله ساق عِدّة أسانيد في مقدمته، وذكر أنَّ اللقيا فيها غير معلوم وهي صحيحة عند أهل العلم، ومن العجيب أنَّ الإمام مسلم نفسه ذكر هذه الأحاديث في صحيحه وفيها التصريح بالتحديث وكشف هذا كل من ابن رشيد في: (السنن الأبين: ص153 - 154)، وابن حجر في: (النكت: 2/ 596) والمعلمي نقلاً من: (فوائد وقواعد في الجرح والتعديل وعلوم الحديث، جمع وترتيب أبي أسامة) ورحم الله الإمام الجهبذ مسلم كيف خفي عليه هذا.
ومن أراد الإطالة في هذه المسألة فعليه بكتاب (موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين) لخالد بن منصور عبد الله الدريس.
ومما يتعلق بهذه المسألة قول التابعي "عن رجل صَحِبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم" فإنَّ بعض المتأخرين يعتبرون أنَّ هذا متصل. وممن ذهب إلى هذا الحافظ ابن حجر والشيخ مقبل الوادعي كما هو بيّن في آخر كتابه (الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين) وهذا خطأ، فسواء أخذ المرء باشتراط أو إمكانية اللقيا فإنَّ المُسند ليس بمتصل، وعنعنة التابعي عن الصحابي المبهم ليس فيه إمكانية اللقيا ولا حتى المعاصرة، قال الحافظ العراقي: (فقال ـ الصيرفي ـ وإذا قال في الحديث بعض التابعين "عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم" لا يُقبل لأني لا أعلم سمِع التابعي من ذلك الرجل إذ قد يُحدّث التابعي عن رجل وعن رجلين عن الصحابي، ولا أدري هل أمكن لقاء ذلك الرجل أم لا؟ فلو علمتُ مكانه منه لجعلته كمدرك العصر. قال: وإذا قال سمعت رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قُبل لأنَّ الكل عدول. انتهى كلام الصيرفي. وهو حسن متجه وكلام من أطلق قبوله على هذا التفصيل) [التقييد والإيضاح: ص74]. وردّ المعلمي على ابن حجر بأنَّ قوله في هذه المسألة لا يتمشّى مع قوله بمذهب البخاري في اشتراط اللقيا. وهذا أيضاً يُقال للشيخ مقبل الوادعي فهو أيضاً على قول البخاري في اشتراط اللقيا كما هو ظاهر في كلامه في ص19 من كتابه (الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين).
¥(41/204)
وأخطأ بعض أهل العلم حيث ظنوا أنَّ البيهقي يردّ الحديث المروي عن صحابي مجهول مطلقاً، وليس الأمر كذلك وإنّما يردّه إذا لم يُصرّح التابعي بالسماع، وهو في هذا على منهج المتقدمين ومنهم البخاري ومسلم [موقف الإمامين البخاري ومسلم ـ لخالد منصور عبد الله الدري ص328 - 331]، والإمام أحمد، فقد قال الأثرم: (قلت لأبي عبد الله: إذا قال رجل من التابعين حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يُسمّه فالحديث صحيح؟ قال: نعم) [التقييد والإيضاح: ص74].
وكذلك مسألة تفرّد الصدوق أو الثقة عن حافظ مشهور له أصحاب متوافرون، بحيث لم يروه أحد غيره. أما المتقدمون فيُعدّون هذا إمّا شذوذاً أو نكارة، ويتعجبون أين ذهب أصحابه؟ أما معظم المتأخرين فيعتبرون أنَّ هذا الإمام واسع الرواية وأنَّ هذا لا يضر!! بل إنّك لا تجد هذا في معظم كتب المصطلح المشهورة. بالرغم من أنَّ الإمام مسلم قد أشار إلى هذا في مقدمة صحيحه [ص58 شرح النووي]، قال: (حكم أهل العلم والذي نعرفه من مذهبهم في قبول ما يتفرد به المحدث من الحديث أنْ يكون قد شارك الثقات من أهل العلم والحفظ في بعض ما رووا وأمعن في ذلك على الموافقة لهم فإذا وجد كذلك ثم زاد بعد ذلك شيئاً ليس عند أصحابه قُبلت زيادته، فأما من تراه يعمد لمثل الزهري في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره أو لمثل هشام بن عروة وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك قد نقل أصحابهما عنهما حديثهما على الاتفاق منهم في أكثره فيروي عنهما أو أحدهما العدد من الحديث مما لا يعرفه أحد من أصحابهما وليس ممن قد شاركهم في الصحيح مما عندهم فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس. والله أعلم).
وكذلك نفس الشيء بالنسبة للراوي الضعيف الذي ينجبر ضعفه فإنّه بمثل هذا التفرّد الذي سبق ذكره يجعل الإسناد لا يصلح للإنجبار وهذه المسألة من أعظم الفوارق بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين. ومن الأمثلة التطبيقية على هذا، (تيسير علوم الحديث لعمرو عبد المنعم سليم ص164 ـ تلخيص الحبير لابن حجر 2/ 7 ـ سلسة الصحيحة للألباني رقم 1493، وفيه ذكر الشيخ لكلام العقيلي وردّه للحديث بناء على ما سبق ذكره، ثم يردّ عليه الألباني ولا يعتبر ذلك شيئاً ويُحسّن الحديث!!) ولعل أقوى مثال لبيان الفارق بين المتقدمين والمتأخرين في هذه المسألة حديث أبي هريرة مرفوعاً: (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه) أعلّه البخاري والترمذي والدارقطني لتفرّد محمد بن عبد الله بن الحسن عن أبي الزناد وذكر حمزة الكناني ـ وهو من كبار الحفاظ المصريين وأحد رواة النسائي ـ أنَّ الحديث منكر. وذلك لأنَّ محمد بن عبد بن الحسن وإنْ كان مشهوراً من الناحية السياسية فهو ليس مشهوراً بالرواية، ثم هو قد تفرّد عن أبي الزناد وهو من كبار الحفاظ وله أصحاب ولم يروي هذا الحديث أحد منهم، وبالرغم من هذا تجد أنَّ النووي والزرقاني جودوه وحسّنه الحازمي وصححه أو حسّنه كل من أحمد شاكر والألباني وعبد القادر وشعيب الأرناؤوط. وليس هذا دعوة إلى اعتزال كتب المتأخرين أو الرمي بها عرض الحائط أو عدم الأخذ بتصحيحهم وتضعيفهم للحديث مطلقاً ـ كما ذهب إلى ذلك ابن الصلاح، وهذا خطأ كما ذكر غير واحد من أهل العلم ـ أو عدم الاستفادة بما فيها من علوم جمّة، حاشا وكلا. وإنّما التنبيه على المسائل التي خالفوا فيها المتقدمين، وأنّه لا ينبغي متابعتهم على ذلك وإلاّ فهناك من المتأخرين على منهج المتقدمين في علم الحديث، وهاهي هذه الورقات تحتوي على كلام بعض المتأخرين من علماء الحديث رحمهم الله وأجزل لهم المثوبة.
? أما استنادك إلى مذهب الشيخ العلامة أحمد شاكر رحمه الله ومن ذكرت أنَّ من سكت عنه البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل أنّه ثقة، فهذا لا سلف لهم فيه ولا حتى من المتساهلين كالحافظ السيوطي، وهو اجتهاد خاطئ لا ينبغي الاعتماد عليه. [تيسير علوم الحديث ص164 ـ لعمرو عبد المنعم].
¥(41/205)
? أمّا ما أشرت إليه من أنَّ الألباني يقول بهذا، فإنَّ كلام الألباني مخالف لقولهم وإنّما يقول: (من وثقه ابن حبان، وقد روى عنه جمع من الثقات، ولم يأت بما يذكر عليه، فهو صدوق يُحتجّ به) [تمام المنة: ص25] ونسب هذا لابن كثير والعراقي وابن حجر وغيرهم، دون ذكره لتوثيق ابن حبان في [تمام المنة ص20] وفصّل هذا في صفحة 204 - 207 حيث ذكر عشرة رواة تفرّد بتوثيقهم ابن حبان، وقال فيهم ابن حجر عبارات التوثيق كـ (صدوق) و (محله الصدق)، وذكر أنَّ الذهبي وابن حجر قد وثقوا رواة لم يُسبق الشيخ إلى توثيقهم مطلقاً. ونسبة ما ذكره الشيخ الألباني لهؤلاء الحفاظ ليس على إطلاقه. قال الشيخ مقبل: (ومنها أنْ يكون الراوي لم يوثقه معتبر وليس بمشهور بالطلب فإني أتوقف فيه. فإذا كان قد روى له الشيخان فإني أتوقف فيما كان خارج الصحيحين. ولست بحمد الله أجهل انتقاد الحافظ الذهبي في الميزان لابن قطان، حيث جهّل بعض من روى عنه جماعة، كمالك بن الخير المصري، ولكني غير مقتنع بكلام الحافظ الذهبي. فالذي يظهر لي أنّه لابد من توثيق من معتبر أو شهرة في الطلب كما في فتح المغيث، والله أعلم. ثم إنَّ هذه ليست قاعدة مطردة، فرُّبَّ راو يروي عنه جماعة ويقول الحافظ الذهبي في الميزان (لم يُوثّق)، ويقول الحافظ فيه (مقبول)، فهي مسألة اجتهادية) [الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين: ص19]. وأما ما نُسب لابن كثير والعراقي فإنَّ من الحفاظ من يتسمّح في تحسين أحاديث في فضائل الأعمال أو فضائل الصحابة ونحو هذا. وأما الرواة الذين تكلم فيهم ابن حجر، فإنَّ هذا كما قال الشيخ مقبل ليس بمطرد، ولقد أطال الرد عليه في هذه النقطة (حسّان عبد المنّان) ـ ولقد اضطررت في النقل عن صاحب هذه الرسالة إذ لم أجد غيره فيما عندي من الكتب قد فصّل في هذه النقطة ـ في رسالة صغيرة بعنوان (حوار مع الألباني) في الصفحة85 - 106 حيث ذكر جمع من الرواة وثقهم ابن حبان وروى عنهم جمع من الثقات ولم يوثقهم ابن حجر وإنما ضعّفهم. ولقد ذكر الشيخ سعد الحميد والشيخ عمر محمود أبو عمر أنَّ هذا تساهل منه في هذا الباب، وكذلك في باب تقوية الحديث بمجموع طرقه، وأنّه ليس على منهج المتقدمين في مبحث الشذوذ، علماً أنَّ الشيخان لا يعرف أحدهما الآخر وكلاهما قد أخذ عليه هذه النقاط الثلاث.
ثم أنَّ توثيق ابن حبان على درجات بيّنها العلامة المعلمي في (التنكيل: 1/ 437)، ومعلوم شذوذ ابن حبان في توثيق المجاهيل رحمه الله (سيأتي تفصيل هذه المسألة فيما بعد) وأما استنادك على مذهب شعيب الأرناؤوط في (الإحسان) فما هذا إلاّ إحياء لقول شاذ لم يكن عليه المتقدمون من كبار الحفاظ، ولم يسير عليه المتأخرين من الحفاظ، بل إنّهم إذا تكلموا في المجهول بيّنوا خطأ ابن حبان في هذه المسألة.
ثم إنَّ رواية الثقات عن المجهول لا تأثير لها على تصحيح حديث الراوي لذاته، إلاّ إذا كان هذا الجمع هو جمع من كبار الحفاظ ممن عُرف أنّهم لا يروون إلاّ عن ثقة عندهم كـ يحيى بن سعيد وابن معين ومالك وشعبة بشرط ألاّ يكون المجهول مبهم، وأن يصح الإسناد إلى هؤلاء الحفاظ، وكذلك من لا يعرف بجرح ولا تعديل ثم وجد أنَّ البخاري أو مسلم أخرجوا له في الأصول فإنَّ هذا يُعتبر ثقة عندهم أو صدوق، بشرط أنْ يكون حديث مُخرّج في الأصول لا في الشواهد والمتابعات [راجع الموقظة للذهبي].
? وأما ما ذكرت من (أنَّ كبار التابعين لا يرون عن صغار الصحابة فضلاً عن سواهم من التابعين، فكيف بالمخضرمين؟) وقولك (من كان من المخضرمين والتابعين الأصل فيهم العدالة ما لم يُعرفوا بجرح). فإنَّ العدالة ليست كافية في قبول رواية الراوي بل لابد من الضبط والإتقان كما هو معلوم. ومما يدل على هذا تعريف أهل العلم للحديث الصحيح بأنّه ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله من أوله إلى منتهاه من غير شذوذ أو عِلّة، وكذلك ما يُعرف عند أهل الحديث بغفلة الصالحين ويستدعي التثبّت في حديثهم وإنْ كانوا عدولاً، فإنَّ العدالة وحدها لا تكفي وإلاّ فما بال البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة يسكتون عن هؤلاء، ولا يذكرونهم بجرح ولا تعديل، ولا يقرون هذا الأصل الذي ذكرته. وإنّما ذكرت هذا لأنّك اتبعت كلامك بقولك: (ومن بعدهم الأصل (فيهم) الجهالة ما لم يُعرفوا بتوثيق) ولم تقل ما لم تتبين عدالتهم.
¥(41/206)
? أما ما ذكرت من تصحيح الحافظ ابن كثير للإسناد فإنّه مبني على مذهبه في مجاهيل كبار التابعين حيث يعتبرهم ثقات ويُصحّح حديثهم كما يعلم من تتبّع صنيعه في التفسير وغيره [هذه مفاهيمنا: للشيخ صالح آل الشيخ ص62]، واتبعه على هذا من المتأخرين الشيخ أحمد شاكر، والجواب على هذا أنّه لا سلف لهم في هذا القول، والأصل أنَّ من بقي على الجهالة لا يُقبل حديثه أيّاً كانت طبقتهم، ولا يُستثنى من هذا إلاّ مجاهيل الصحابة رضوان الله عليهم.
? أما الكلام في مالك الدار وأنّه عدل لائتمان عمر رضي الله عنه له على الخزانة، ولتوليته القسم في عهد عثمان رضي الله عنه، فهذا حق، وأما توثيقه لقبول حديثه فليس لك فيما قلت دليل، إذ يشترط في الثقة أنْ يكون عدلاً ضابطاً، وليس ثمة دليل على ضبطه، وإنّما يوثق إذ روى عنه أحد الصحابة رضي الله تعالى عنهم أحاديث وأما روايته عنهم فلا تُقدّم ولا تُأخّر. أما توثيق ابن حبان رحمه الله فهو على درجات، قال العلامة المعلمي رحمه الله: (التحقيق أنَّ توثيقه على درجات:
الأولى: أنْ يُصرّح به كأنْ يقول "كان متقناً" أو "مستقيم الحديث" أو نحو ذلك.
الثانية: أنْ يكون الرجل من شيوخه الذين جالسهم وخبرهم.
الثالثة: أنْ يكون من المعروفين بكثرة الحديث، بحيث يُعلم أنَّ ابن حبان وقف له على أحاديث كثيرة.
الرابعة: أنْ يظهر من سياق كلامه أنّه قد عرف ذاك الرجل معرفة جيدة.
الخامسة: ما دون ذلك.
فالأولى لا تقل عن توثيق غيره من الأئمة بل لعلها أثبت من توثيق كثير منهم.
والثانية: قريب منها، والثالثة: مقبولة، والرابعة صالحة، والخامسة: لا يؤمن فيها الخلل، والله أعلم). [التنكيل: 1/ 437] وأقرّه على هذا الألباني في (تمتم المنة: 25) وغيره من أهل العلم. وإنّما ذكرت هذا لأنَّ ابن حبان رحمه الله يوثق المجاهيل كما هو معلوم وعبر عن هذا بقوله: (من كان منكر الحديث على قلّته لا يجوز إلاّ بعد السبر، ولو كان ممن يروي المناكير، ووافق الثقات في الأخبار، لكان عدلاً مقبول الرواية، إذ الناس أقوالهم على الصلاح والعدالة حتى يتبين منهم ما يوجب القدح (فيُجرح بما ظهر منه في الجرح)، هذا حكم المشاهير من الرواة، فأما المجاهيل الذين لم يروا عنهم إلاّ الضعفاء فهم متروكون على الأحوال كلها) [الضعفاء: 2/ 192 - 193] وعبّر ابن حجر على مذهب ابن حبان في المجهول بقوله: (مذهب عجيب، والجمهور على خلافه، وهذا مسلك ابن حبان في كتاب الثقات الذي ألّفه) وقال الألباني عن هذا: (وقد شذَّ عنهم ابن حبان فقبل حديثه واحتج به وأورده في صحيحه) [تمام المنة: للألباني ص20 - 21] (ثم أنَّ مالك الدار لم يروِ عنه أحد من أصحاب الكتب الستة ولم يرو له كل من الإمام مالك وأحمد والدارمي). وكون البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة لم يعرفوه يمكن أنْ يُقال أنّه ليس من الدرجة الثانية والثالثة، وحتى يتبين لنا هل هو من الخامسة أو الرابعة، نرجو منك أن تُرسل لنا كلام ابن حبان رحمه الله حرفياً من كتاب الثقات. وكذلك نطلب منك أنْ تبحث عن أسماء هؤلاء العلماء الذين وثّقوا مالك الدار وترسلهم لنا إنْ كان ذلك بالإمكان. فإنَّ عمرو عبد المنعم سليم قال في كتابه: (تيسير علوم الحديث: ص163) مُعلّقاً على كلام المعلمي السابق: (والطبقة الخامسة التي ذكرها المعلمي عامتها، إنْ لم يكن كلها مجاهيل. فلا يعتبر بتوثيقه لهم. وقد أفردنا الكلام على تعديل ابن حبان لأنَّ جماعة من المتأخرين احتجوا بتوثيقه مطلقاً دون تفريق، وهذا قصور ولاشك في البحث والتحقيق).
وأيّاً كان حال مالك الدار فإنَّ زمن وفاته غير معلوم، وكون أبا صالح روى عنه لا يفيد سماعه منه، قال صالح آل الشيخ في كتابه: [هذه مفاهيمنا: ص62] (أنَّ أبا صالح وهو ذكوان الراوي عن مالك لا يُعلم سماعه ولا إدراكه لمالك، إذ لم نتبين وفاة مالك، سيما ورواه بالعنعنة فهو مظنة انقطاع، لا تدليس) راجع ما ذكر حول عنعنة التابعي عن الصحابي المجهول.
وقال أيضاً في صفحة 62: (أنَّ تفرّد مالك المجهول به رغم عِظم الحادثة وشدّة وقعها على الناس إذ هم في كرب شديد إِسّودّ معه لون عمر يبن الخطاب إنَّ سبباً يفكّ هذه الأزمة ويرشد إلى المخرج منها مما تتداعى همم الصغار فضلاً عن الكبار لنقله وتناقله، كما في تناقلهم للمجاعة عام الرمادة، فإذ لم ينقلوه مع عِظم سبب نقله دلّ على أنَّ الأمر لم يكن كما رواه مالك، فلعله ظنه ظناً) وكلامه يتنزّل على مالك وإنْ كان ثقة فهو ليس ممن اشتهر بالرواية وراجع ما ذكر في التفرّد وتدبّر ذلك جيداً.
? وأما ما ذكرته من كون الرجل الذي لم يُسمى هو الصحابي بلال بن الحارث مستدلاً على ذلك برواية سيف المؤرخ ففيه نظر من جهتين:
الأولى: فإنَّ المؤرخ المُتكَلم فيه قد تُمشّى روايته في تحديد زمان الوقائع أو أسماء رجال أو أيام العرب أو الاستئناس بروايته، إلاّ أنّه لا يٌبل استشهاداً بروايته، ولا فيما يترتب عليه حكم شرعي، ثمَّ إنَّ بعض المتقدمين إنّها تسمّحوا وتساهلوا في الأسانيد والرجال والسماع والكتابة عنهم، كما هو بيّن لمن تتبّع كلامهم [انظر الكفاية للخطيب: ص133، باب التشدّد في أحاديث الأحكام والتجوّز في فضائل الأعمال)، وليس في كلامهم ما يدّل على التسمّح في الاستدلال والاستشهاد أو العمل بذلك، ومن أراد التوسع في هذا فعليه بكتاب: [حكم العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ـ جمع وترتيب أشرف بن سعيد]، بل إنَّ عبد السلام آل عبد الكريم محقق كتاب [الصواعق المرسلة الشهابية .. ] قال في هامش ص172: (هذه الرواية باطلة لا يحل الاستشهاد بها. وذلك لأنَّ سيف بن عمر المتفرّد بهذه الزيادة ضعيف باتفاقهم).
ثانياً: ما قاله سيف لم يعد مجرد خبراً تاريخياً، وإنّما أصبح له تعلق بحكم شرعي حيث لا تقبل رواية أمثاله، وإنْ كان هذا بطريقة غير مباشرة وإنّه لفرق كبير بين أنْ يفعل مثل هذا صحابي وبين أنْ يفعله نكرة.
والله أعلم.(41/207)
حول حكم اللعب بالحمام
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[02 - 08 - 04, 03:09 ص]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد،،،
فقد رفع لي سؤالاً عن حكم اللعب بالحمام، فوجدت أحاديث الباب واهية سوى حديث: " شيطان يتبع شيطانة "، كما قال ابن القيم: " أرفع شيء جاء فيها أنه رأى رجلاً يتبع حمامة، فقال: " شيطان يتبع شيطانة ".
الحديث رواه أحمد في " مسنده " (2/ 345 / 8524)، وابن أبي شيبة في " مسنده " – كما في " مصباح الزجاجة " (4/ 124) –، والبخاري في " الأدب المفرد " (1300)، وأبوداود في " سننه " (4/ 285 4940)، وابن ماجه في " سننه " (2/ 1238 / 3765)، وابن حبان في " صحيحه " (13/ 183 / 5874 – إحسان)، وابن عدي في " الكامل " (2/ 264)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (10/ 19 و 213).
من طرق عن حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – رأى رجلاً يتبع حمامة، فقال: " شيطان يتبع شيطانة ".
قال البيهقي: " خالفه شريك فيما روي عنه، فقال: عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة – رضي الله عنها –، وحديث حماد أصح ".
قلت: المخالفة التي أشار إليها البيهقي، رواها ابن ماجه في " سننه " (3764)، والطبراني في " المعجم الأوسط " (5/ 242 / 5206)، وابن عدي في " الكامل " (4/ 13).
وقد خالفهما يحيى بن سعيد القطان فرواه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن النبي – صلى الله عليه وسلم –، مرسلاً.
أخرجه مسدد في " مسنده "، كما في " مصباح الزجاجة " (4/ 124).
قلت: ويحيى بن سعيد أوثقهما، ولكن الأقرب أن يتحمّل ذلك محمد بن عمرو نفسه، وقد قال ابن أبي خيثمة: " سئل ابن معين عن محمد بن عمرو، فقال: مازال الناس يتقون حديثه، قيل له: وما علة ذلك؟ فقال: كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من روايته، ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة ".
ثم وقفت على متابع لحماد بن سلمة، فقد رواه ابن عدي من طريق ابن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: رأى النبي – صلى الله عليه وسلم – رجلاً يتبع طيراً، فقال: " شيطان يتبع شيطاناً ".
فقول أحد الأفاضل: " فيكون حماد بن سلمة شاذاً "، متعقب.
وللحديث شاهدان: من حديث عثمان بن عفان، حديث أنس بن مالك – رضي الله عنهما –.
أولاً: حديث عثمان بن عفان.
رواه ابن ماجه (3766) حدثنا هشام بن عمار، ثنا يحيى بن سليم الطائفي، ثنا ابن جريج، عن الحسن بن أبي الحسن، عن عثمان بن عفان، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رأى رجلاً وراء حمامة، فقال: " شيطان يتبع شيطانة ".
قال البوصيري: " هذا إسناد رجاله ثقات، وهو منقطع؛ الحسن لم يسمع من عثمان شيئاً، إنما رأى رواته، قاله أبوزرعة ".
قلت: يحيى بن سليم الطائفي فيه ضعف لا يحتمل معه تفرده.
وابن جريج مدلس، ولم يصرح بالسماع.
ثانياً: حديث أنس بن مالك.
رواه ابن ماجه (3767) حدثنا أبونصر محمد بن خلف العسقلاني، ثنا رواد بن الجراح، ثنا أبوساعد الساعدي، عن أنس بن مالك، قال: رأى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رجلاً يتبع حماماً، فقال: " شيطان يتبع شيطاناً ".
قال البوصيري: " هذا إسناد ضعيف؛ أبوسعيد مجهول، ورواد بن الجراح مختلف فيه ".
قلت: رواد هذا أعدل الأقوال فيه قول أبي حاتم فقد قال: " تغير حفظه في آخر عمره، وكان محله الصدق ".
فهذه الشواهد لا تصلح لتقوية الحديث، فالحديث ضعيف، والله أعلم.
ولكن ورد عن السلف كراهة ذلك فروى البيهقي بسند حسن عن أسامة بن زيد قال: " شهدت عمر بن عبد العزيز يأمر الحمام الطيارات فيذبحن، وتترك المقصصات ".
وقال إبراهيم النخعي: " من لعب بالحمام الطيارة؛ لم يمت حتى يذوق طعم الفقر ".
رواه ابن أبي الدنيا في " ذم الملاهي "، كذا وجدت في بعض أوراقي ولم أنقل سنده، والكتاب لا تطوله يدي الآن، ثم وقفت عليه عند ابن الجوزي في " الحدائق " (2/ 506) معلقاً، وذكر المحقق! أنه عند ابن أبي الدنيا (ص 116) ولم ينقل السند أيضاً.
وقد عده الكثير من العلماء من قوادح المرؤة، ذكر الكثير منهم الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان في " المرؤة وخوارمها " (ص 156، 157).
قلت: لو صح الحديث؛ لكان دليلاً على التحريم، ولكنه لم يصح، فالأقرب عندي الحكم بالكراهة؛ لما ورد عن السلف في ذلك، وأذكر أن الوارد السلف في كراهية ذلك كثير، ولكن لا أذكر مواضعه الآن.
وأنتظر تعليقات إخواني، على ما سطرته، والحمد لله رب العالمين.
وكتب
محمد بن عبده آل محمد
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[05 - 08 - 04, 03:25 ص]ـ
أماوأذكر أن الوارد السلف في كراهية ذلك كثير، ولكن لا أذكر مواضعه الآن.
وقد وقفت على أثر لعثمان بن عفان في ذلك، فقد قال الحسن: " شهدت عثمان يأمر في خطبته بقتل الكلاب وذبح الحمام ".
رواه عبدالله بن أحمد في " زوائد المسند " (1/ 72)، والبخاري في " الأدب المفرد " (1302) والذهبي في " السير " (10/ 317)، من طرق عن مبارك بن فضالة، ثنا الحسن، به.
قال الهيثمي في " المجمع " (4/ 42): " رواه أحمد، وإسناده حسن، إلا أن مبارك بن فضالة مدلس ".
قلت: لم يروه أحمد بل الذي رواه ابنه، ثم إن مبارك صرّح بالسماع فانتفت علة التدليس، فهذا الإسناد حسن، وقد توبع مبارك بن فضالة عليه، فتابعه:
1 - يونس بن عبيد: رواه معمر بن راشد في " الجامع " (11/ 3 – مصنف عبدالرزاق)، وابن أبي شيبة في " المصنف " (4/ 263)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (6/ 7).
2 - يوسف بن عبدة: رواه البخاري في " الأدب المفرد " (1301)، وإسناده ضعيف؛ يوسف هذا لين الحديث.
فالأثر صحيح، والله أعلم.
¥(41/208)
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[05 - 08 - 04, 04:40 ص]ـ
الشيخ الالباني رحمة الله عليه حسن الحديث و نقل عن العلائي في النقد الصريح قوله (وينتهي بمجموع ذلك إلى درجة الصحة القوية)
راجع هداية الرواة في تخريخ أحاديث المشكاة ج4 ص261
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[05 - 08 - 04, 04:45 ص]ـ
جاء في فتاوى شيخ لاسلام ج30 ص 220:وسئل ـ رحمه الله ـ عن اللعب بالحمام.
فأجاب:
اللعب بالحمام منهي عنه، وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى رجلا يتبع حمامة، فقال: (شيطان يتبع شيطانة). ومن لعب بالحمام فأشرف على حريم الناس، أو رماهم بالحجارة فوقعت على الجيران، فإنه يعزر على ذلك تعزيرا يردعه عن ذلك، ويمنع من ذلك، فإن هذا فيه ظلم وعدوان على الجيران، مع ما فيه من اللعب المنهي عنه. والله أعلم.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[05 - 08 - 04, 04:47 ص]ـ
جاء في كشف الخفاء و مزيل الالباس2043 - اللعب بالحمام مجلبة للفقر.
قال في المقاصد رواه ابن أبي الدنيا في الملاهي بمعناه عن النخعي،
ورواه البيهقي عن النخعي أيضا بلفظ من لعب بالحمام الطيار لم يمت حتى يذوق ألم الفقر،
وروى البخاري في الأدب المفرد وأبو داود والبيهقي من حديث حماد بن سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يتبع حمامة، فقال شيطان يتبع شيطانة،
ورواه أيضا من حديث الحسن أنه قال كان عثمان لا يخطب جمعة إلا أمر بقتل الكلاب وذبح الحمام، فاللعب به مكروه. لكن الكراهة كما قال البيهقي محمولة عند بعض أهل العلم على إدمان صاحب الحمام على إطارته والاشتغال به وارتقائه السطوح التي يشرف منها على بيوت الجيران وحرمهم.
ومن الواهي ما رواه الدارقطني في الأفراد والديلمي عن ابن عباس مرفوعا اتخذوا هذه المقاصيص فإنها تلهي الجن عن صبيانكم.
وعن خالد الحذاء عن رجل يقال له أيوب قال كان تلاعب آل فرعون الحمام، وأخرج ابن أبي الدنيا عن الثوري قال سمعت أن اللعب بالحمام من عمل قوم لوط. وزيادة أو جناح في حديث لا سبق إلا في خف كذب موضوعة باتفاق المحدثين، انتهى.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[05 - 08 - 04, 07:37 ص]ـ
قال ابن كثير في " تفسيره " (3/ 397):
" وقد روى الأئمة الشافعي وأحمد والبخاري في " كتاب الأدب "، من طرق صحيحه، عن الحسن البصري أنه: سمع أمير المؤمنين عثمان بن عفان يأمر بقتل الكلاب، وذبح الحمام، يوم الجمعة على المنبر.(41/209)
هل يصح إقطاع النبي صلى الله عليه وسلم لتميم الداري مدينة الخليل؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 08 - 04, 11:05 ص]ـ
السلام عليكم
هكذا يذكر الكثيرون
ومنهم ابن حجر في التهذيب في قوله:
وجاء من وجوه عديدة أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطعه بيت حبرون.
انتهى
وبيت حبرون هي " الخليل " حاليا
وفقكم الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 08 - 04, 11:12 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج:11 ص:64
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنبأنا أبو نعيم حدثنا أحمد بن جعفر بن سالم حدثنا يحيى بن عبد الباقي الأذني حدثنا سعيد بن زياد بن فائد بن زياد بن أبي هند حدثني زياد بن فائد عن أبيه فائد بن زياد عن جده زياد عن أبي هند الداري قال قدمنا على رسول الله بمكة ونحن ستة نفر تميم بن أوس ونعيم أخوه ويزيد بن قيس وأبو هند بن عبد الله وأخوه الطيب بن عبد الله فسماه رسول الله عبد الرحمن وفاكه بن النعمان فأسلمنا وسألناه أن يعطينا أيضا من أرض الشام فأعطانا وكتب لنا في جلد أدم كتابا فيه شهادة العباس وجهم بن قيس وشرحبيل بن حسنة قال أبو هند فلما هاجر رسول الله إلى المدينة قدمنا عليه فسألنا أن يجدد لنا كتابا فكتب لنا كتابا نسخته
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أنطى محمد رسول الله تميم الداري وأصحابه وفيه وشهد أبو بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان
أخبرنا أبو القاسم الواسطي أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس النعالي أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم الجبلي حدثنا يحيى بن عبد الباقي الأذني حدثني سعيد بن زياد بن فايد بن زياد بن أبي هند الداري حدثني زياد بن فايد عن ابيه فايد بن زياد عن جده زياد بن أبي هند عن أبي هند الداري قال قدمنا على رسول الله ونحن ستة نفر تميم بن أوس ونعيم بن أوس أخوه ويزيد بن قيس وأبو هند بن عبد الله وهو صاحب الحديث وأخوه الطيب بن عبد الله فسماه رسول الله عبد الرحمن وفاكه بن النعمان فأسلمنا وسألنا رسول الله أن يقطعنا من أرض الشام فقال رسول الله سلو حيث شئتم فقال تميم أرى أن نسأله بيت المقدس وكورها فقال أبو هند وكذلك يكون فيها ملك العرب وأخاف أن لا يتم لنا هذا فقال تميم فنسأله بيت حبرين وكورتها فقال أبو هند هذا أكبر وأكبر فقال فأين فقال أرى أن نسأله القرى التي يقع فيها حصن تل مع آثار إبراهيم فقال تميم أصبت ووفقت قال فقال رسول الله تميم أتحب أن تخبرني ما كنتم فيه أو أخبرك فقال تميم بل تخبرنا يا رسول الله نزداد إيمانا فقال رسول الله أردتم أمرا وأراد هذا غيره ونعم الرأي رأى قال فدعا رسول بقطعة جلد من أدم فكتب لنا فيها كتابا نسخته
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ذكر ما وهب محمد رسول الله للداريين إذ أعطاه الله الأرض وهب لهم بين عين حبرون وبيت إبراهيم بمن فيهن لهم أبدا شهد عباس بن عبد المطلب وجهم بن قيس وشرحبيل بن حسنة وكتب
قال ثم دخل بالكتاب إلى منزله فعالج في زاوية الرقعة وعساه شيء لا يعرف وعقده من خارج الرقعة بسير عقدين وخرج إلينا به مطويا وهو يقول إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ثم قال انصرفوا حتى تسمعوا بي قد هاجرت قال أبو هند فانصرفنا فلما هاجر رسول الله إلى المدينة قدمنا عليه فسألناه أن يجدد لنا كتابا فكتب لنا كتابا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أنطى محمد رسول الله لتميم الداري وأصحابه إني أطيتكم عين حبرون والرطوم وبيت إبراهيم بدمنهم وجميع ما فيهم نطية بتة ونفذت وسلمت ذلك لهم ولأعقابهم من بعدهم أبد الأبد فمن آذاهم فيها آذاه الله شهد أبو بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وكتب ح
فلما قبض رسول الله وولي أبو بكر وجه الجنود إلى الشام فكتب لنا كتابا نسخته
بسم الله الرحمن الرحيم من أبي بكر الصديق إلى أبي عبيدة بن الجراح سلام عليكفإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد امنع من كان يؤمن بالله واليوم الآخر من الفساد في قرى الداريين وإن كان أهلها قد جلوا عنها وأراد الداريون أن يزرعوها فإذا رجع أهلها إليها فهي لهم وأحق بهم والسلام عليك
¥(41/210)
أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا أحمد بن الحسن أبو طاهر قالا أخبرنا أبو علي بن شاذان أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي ح
وأخبرنا أبو البركات أيضا أخبرنا طراد بن محمد أنبأنا أحمد بن علي بن الحسين أخبرنا حامد بن محمد بن عبد الله أخبرنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام حدثنا حجاج عن ابن أبي جريج قال قال عكرمة لما أسلم تميم الداري قال يا رسول الله إن الله مظهرك على الأرض كلها فهب لي قريتي من بيت لحم قال هي لك قال وكتب له بها فلما استخلف عمر فظهر على الشام جاء تميم بكتاب النبي فقال عمر أنا شاهد ذلك فأعطاه إياه قال وبيت لحم هي القرية التي ولد عيسى بن مريم فيها
قال أبو عبيد تميم الداري فخذ من لخم أو جذام
قال وحدثنا أبو عبيد حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد أن عمر أمضى ذلك لتميم وقال ليس لك أن تبيع قال فهي في أيدي أهل بيته إلى اليوم
قال وحدثنا أبو عبيد حدثني سعيد بن عفير عن ضمرة بن ربيعة عن سماعة أن تميم الداري سال رسول الله أن يقطعه قريات بالشام عينون وقلاية والموضع الذي فيه قبر إبراهيم وإسحاق ويعقوب صلى الله عليهم قال وكان بها ركحة ووطيئة قال فأعجب ذلك رسول الله فقال إذا صليت فسلني ذلك ففعل فأقطعهن إياهن بما فيهن ولما كان زمن عمر وفتح الله الشام أمضى ذلك لهم ح
قال أبو عبيد قال أهل المدينة إذا اشتروا الدار قالوا بجميع أركاحها يريدون جميع نواحيها
أخبرنا أبو الحسن بن المسلم الفرضي أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد وأبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء وأنبأنا أبو الحسين محمد بن عوف المزني أخبرنا أبو العباس محمد بن موسى بن السمسار أنبأنا أبو بكر محمد بن خريم حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا الهيثم بن عدي قال أنبأني يونس عن الزهري وثور بن يزيد عن راشد بن سعد قالا قام تميم الداري وهو تميم بن أوس رجل من لخم فقال يا رسول الله إني لي جيرة من الروم بفلسطين لهم قرية يقال لها حبرا وأخرى يقال لها بيت عينون فإن فتح الله عليك الشام فهبهما لي قال هما لك قال فاكتب لي بذلك كتابا فكتب له
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب محمد رسول الله لتميم بن أوس الداري أن له قرية حبرا وبيت عينون قريتها كلها سهلها وجبلها وماؤها وحرتها وأنباطها وبقرها ولعقبه من بعده لا يخافه فيها أحد ولا يلجه عليهم أحد بظلم فمن ظلمهم أو أخذ من أحد منهم شيئا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وكتب علي
فلما ولي أبو بكر كتب لهم كتابا نسخته
هذا كتاب من أبي بكر أمين رسول الله الذي استخلف في الأرض بعده كتبه للداريين ألا يفسد عليهم مأثرتهم قرية حبرى وبيت عينون فمن كان يسمع ويطيع فلا يفسد منها شيئا وليقم عمرو بن العاص عليهما فليمنعهما من المفسدين ح
أخبرنا أبو علي الحداد وجماعة في كتبهم قالوا أخبرنا أبو بكر بن ريذة حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا أحمد بن مابهرام الأيذجي حدثنا علي بن الحسين الدرهمي حدثنا الفضل بن العلاء عن الأشعث بن سوار عن محمد بن سيرين عن تميم الداري قال استقطعت رسول الله أرضا بالشام قبل أن تفتح فاعطانيها ففتحها عمر بن الخطاب في زمانه فأتيته فقلت إن رسول الله أعطاني أرضا من كذا إلى كذا فجعل عمر ثلثها لابن السبيل وثلثا إلى عمارتها وثلثها لنا
وأخبرناه أبو محمد هبة الله بن أحمد المقرئ وأبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد قالا أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الضحاك بن محمد الطيبي أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم حدثني أحمد بن محمد بن صدقة حدثنا علي الدرهمي حدثنا الفضل بن العلاء عن أشعث عن ابن سيرين عن تميم الداري قال استقطعت أرضا بالشام فأقطعنيها ففتحها عمر في زمانه فأتيته فقلت إن رسول الله أعطاني أرضا من كذا وكذا قال فجعل عمر ثلثها لابن السبيل وثلثها لعمارتها وترك لنا ثلثا
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري حدثنا عمي رحمه الله أخبرنا ابن يوسف أخبرنا الجوهري قراءة أخبرنا محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد قال قال محمد بن عمر وليس لرسول الله بالشام قطيعة غير حبرى وبيت عينون أقطعهما رسول الله صلى الله عليه وسلم تميما ونعيما ابني أوس
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[09 - 08 - 04, 01:25 م]ـ
ما هي درجة هذه الأسانيد يا شيخ عبد الرحمن؟
هل يعتبر قول ابن حجر الذي نقلتُه عنه تحسيناً للحديث؟
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[11 - 08 - 04, 03:08 م]ـ
هناك عدة وثائق تثبت هذا الاقطاع للداريين في الخليل!
أنظر:
مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة للدكتور محمد حميد الله. دار الارشاد. بيروت 1969. لقد طبع هذا الكتاب عدة مرات. وذكر فيه المؤلف مصادر كثيرة لهذا الخبر.
وجاء ذكر هذا الاقطاع مفصلا في كتاب فضائل بيت المقدس والخليل وفضائل الشام لأبي المعاي المشرف بن المرجى بن ابراهيم المقدسي) القرن الخامس الهجري).
مخطوط في مدينة Tübingen المانيا. تم تحقيقه ونشره في دار المشرق للترجمة والطباعة 1995 (لصاحبها الدكتور عباسي). ص 346 الى 348.
موراني
¥(41/211)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[11 - 08 - 04, 06:28 م]ـ
مرحبا بالدكتور موراني
وقد بلغني عن الشيخ صالح بن سعد اللحيدان أنه يضعف أسانيد هذه الأخبار
فهل يستغنى بالشهرة عن الإسناد؟
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[11 - 08 - 04, 08:46 م]ـ
الأخبار متواترة على عدة وجوه عند القدماء منهم أبو يوسف في كتاب الخراج وابن سعد في الطبقات الكبرى.
وهذا الأخير يروي جميع الرسائل للنبي الى القبائل والبعوث , وهي تعتبر من الوثائق التاريخية.
منها أيضا الاقطاع للداريين.
موراني
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 08 - 04, 09:27 م]ـ
وفق الله الجميع
قد ألف عدد من أهل العلم رسائل حول ثبوت هذا الموضوع ومنهم المقريزي وابن حجر والسيوطي
وفي الجملة فالأمر مشهور في السيرة
وروايات ابن عساكر التي ساقها في التاريخ شاملة لروايات هذا الأثر
وهي لاتخلو من كلام في مفرداتها ولكنها ثابتة في الجملة وقد أخطأ من ضعفها، والله أعلم
قال الصالحي الدمشقي في سبل الهدى والرشاد ج 9 ص 39:
تنبيهات
الاول: قال الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي: قال الصاحب الامام سفير الخلافة أبو محمد عبد الله بن محمد بن أبي الحسن البادرائي - رحمه الله تعالى -، قلت وهو صاحب المدرسة البادرائية العظيمة بدمشق: إنه شاهد صورة بخط أمير المؤمنين علي - رضي الله تعالى عنه - الذي كتبه بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا ما أعطى محمد رسول الله تميما الداري وأخواته، عيرون والمرطوم وبنت عينون وبنت إبراهيم وما فيهن عطية البيت برمتهم، ونفذت وسلمت ذلك لهم ولاعقابهم، فمن أذاهم أذاه الله، ومن أذاهم لعنه الله شهد عتيق بن أبي قحافة، وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وكتب علي بن أبي طالب وشهدت، قلت (أبو) في الموضعين بالواو على الحكاية.
الثاني قد تواردت الحكايات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطع تميما وأخاه نعيما وأصحابهما وذريتهم قرى بأرض بيت المقدس وكتب لهم بذلك كتابا، ولعن فيه من عارضهم ولم يزل هذا الكتاب بأيديهم إلى وقتنا هذا، وقد ألف الحافظ أبو الفضل بن حجر والحافظ شمس الدين محمد بن ناصر الدين الدمشقي وشيخنا الحافظ أبو الفضل جلال الدين السيوطي في صحة ذلك مؤلفا وفي كل ما ليس في الاخر، ومن أراد الزيادة على ما هنا فليراجع ذلك.
الثالث: نازع بعض الظلمة من زمن الامام الغزالي لما كان بدمشق ذرية تميم الداري في ذلك وأراد نزعه منهم فأفتى الامام الغزالي بكفره) انتهى.
وجاء في كتاب مكاتيب الرسول - الأحمدي الميانجي ج 3 ص 505:
30 - كتابه (صلى الله عليه وآله) للداريين قبل الهجرة: " بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب ذكر فيه ما وهب محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للداريين إذا أعطاه الله الأرض، وهب لهم بيت عينون وجيرون والمرطوم وبيت إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلى أبد الأبد. شهد بذلك عباس بن عبد المطلب وخزيمة بن قيس وشرحبيل بن حسنة وكتب ".
المصدر: السيرة الحلبية 3: 240 (واللفظ له) وسيرة زيني دحلان بهامش الحلبية 3: 7 والمناقب لابن شهر آشوب 1: 76 ط حجري وفي 1: 112 ط قم وجمهرة رسائل العرب 1: 71 وصبح الأعشى 13: 126 وتهذيب تأريخ ابن عساكر 3: 355 والمواهب اللدنية شرح الزرقاني 3: 358 وكنز العمال 2: 190 وفي ط 3: 527 (عن أبي نعيم في المعرفة) ورسالات نبوية: 126 والمعجم الكبير للطبراني 2: 47 والبحار 18: 135 (عن المناقب) ومآثر الأنافة 3: 210
والتراتيب الادارية 1: 144 ونشأة الدولة الاسلامية: 366 (وقد أطال الكلام حول هذا الكتاب في التراتيب الادارية 1: 143 وما بعدها فراجع).
والوثائق السياسية: 129/ 43 عن المواهب اللدنية 1: 296 وعن دحلان ورسالات نبوية
والضوء الساري لمعرفة خبر تميم الداري للمقريزي ورقة: 88 - ب (مخطوطة پاريس)
وصبح الأعشى والتراتيب الادارية 1: 144 و 152 والسيرة الحلبية ثم قال: قابل الاصابة (إلى أبي هند الداري)
والتمهيد لتقي الدين السبكي وبحث إقطاع النبي (صلى الله عليه وآله) لتميم الداري.
وأسد الغابة والأموال لأبي عبيد (1) و: 713
* (هامش)
¥(41/212)
* (1) أوعز إلى الكتاب الأول الاصابة 1: 254 في ترجمة جهم بن قيس. = وكنز العمال 3: 527 و 3: 69 و 5: 318. وأوعز إلى الكتاب (من دون تعيين الأول والثاني) اسد الغابة 1: 215 و 3: 69 و 5: 318 والدر المنثور 2: 342 والاصابة 1: 184 و 2: 236 و 4: 212 والاستيعاب 3: 558 و 4: 213 والأموال لأبي عبيد: 388 و 389 وفتوح البلدان: 176 ومجمع الزوائد 6: 8 بسندين وكنز العمال 14: 322 و 323 وجمهرة الأنساب: 422 والاشتقاق لابن دريد: 377 والطبقات 1 / ق 2: 75 و 7 / ق 2: 129. وأوعز إلى الكتاب الثاني المفصل 8: 573 وصبح الأعشى 1: 388 و 6: 190
وهامش الاشتقاق لابن دريد: 377.
عن سبل الهدى والرشاد لمحمد بن يوسف الشامي، خطية باريس / 1993
والفضل العميم في إقطاع بني تميم للسيوطي خطية في مدارس بالهند وفي مصر وعدد الروايات المختلفة: 15. . . .
الشرح للكتاب على جميع رواياته: " بيت عينون " وفي أسد الغابة في ترجمة " تميم " قرية عينون وكتب له كتابا وهي إلى الآن قرية مشهور عند بيت المقدس (وكذا في الاصابة والأموال: 389) قال الزرقاني: " عينون " بفتح المهملة فتحتية ساكنة، وقال ياقوت: عينون بالفتح كلمة عبرانية جاءت بلفظ جمع سلامة العين، ولا يجوز في العربية، وهو بوزن هينون ولينون. . قيل: هي قرية من قرى بيت المقدس، وفي المناقب " بيت عين " وفي تهذيب تأريخ ابن عساكر " وهب لهم ما بين عين جرون وبيت إبراهيم ". " وجيرون " بالجيم ثم الياء كذا في الحلبية ودحلان والخراج (1) وفي الجمهرة والوثائق ومعجم البلدان " حبرون " بفتح الحاء المهملة وسكون الباء الموحدة كما في صبح الأعشى: 126 و 127 وحبرى في: 128 وكذا في الأموال لابن زنجويه والجمهرة لابن حزم: 422 والإشتقاق لابن دريد: 377. قال ياقوت: جيرون
* (هامش) *
(1) وكذا في التراتيب الادارية 1: 144 وفي 145 " جرا "
وقال المسعودي في مروج الذهب 2: 250: " وهيكل عظيم البنيان بدمشق وهو المعروف بجيرون ". بالفتح قال ابن الفقيه: ومن بنائهم جيرون عند باب دمشق من بناء سليمان بن داود (عليه السلام). . .
والمعروف اليوم أن بابا من أبواب الجامع بدمشق وهو بابه الشرقي يقال له باب جيرون. . . وقال الغوري: جيرون قرية الجبابرة في أرض كنعان. . وقال قوم: جيرون هي دمشق نفسها. . . وقال: حبرون بالفتح ثم السكون وضم الراء وسكون الواو ونون اسم القرية التي فيها قبر إبراهيم الخليل (عليه السلام) بالبيت المقدس. . ويقال لها أيضا " حبرى ". . . وقدم على النبي (صلى الله عليه وآله) تميم الداري في قومه وسأله أن يقطع له حبرون. . . وفي شرح الزرقاني 3: 258: " حبرون بفتح الحاء المهملة بوزن زيتون كما في القاموس، ويقال فيه أيضا حبرى بكسر أوله وإسكان ثانيه وفتح الراء. . . وقال غيره بفتح الحاء (هذا ما قاله في شرح الكتاب وقال في سرد قصة وفودهم " بيت جيرون " بفتح الجيم وإسكان التحتية) مدينة الخليل (عليه السلام). والذي يقوى في النظر صحة القول الثاني لكثرة ناقليه، ولتصريح ياقوت بذلك.
وفي التراتيب الادارية: 146 " جبرون " بالجيم والباء قال في القاموس:
وجبرين الفستق قرية على ميلين من حلب وبيت جبرين بين غزة والقدس. " والمرطوم " بالميم ثم الراء ثم الطاء المهملتين ثم الواو ثم الميم كذا في الحلبية ودحلان والمواهب ورسالات نبوية، وفي صبح الأعشى وابن عساكر " الرطوم " بحذف الميم الأول وفي التراتيب الادارية " رطومة " و " المرضوم " و " المرطون " ولم أجدها في معجم البلدان ولا في كتب اللغة عندي، ولم يذكرها في الكتاب بعض المصادر كبعض روايات صبح الأعشى وابن عساكر والمناقب والخراج لأبي يوسف وابن زنجويه و. . . وعن هامش شرح الزرقاني على المواهب " المرطهوم " (1) ثم قال: ولم أجدها في كتب اللغة ولا في مصور فلسطين الكبير وقد سألت بعض
* (هامش) *
(1) بزيادة الهاء بين الطاء المهملة والواو.
¥(41/213)
أهل فلسطين فلم يعرفوا موقعها، والمفهوم من سياق العبارة أنها قرية تأريخية بقرب حبرون وعينون. " وبيت إبراهيم " كذا في الحلبية ودحلان والمناقب وابن عساكر في روايته وصبح الأعشى في إحدى رواياته والمواهب ورسالات نبوية والوثائق في بعض رواياته والتراتيب على أكثرها. وفي فتوح البلاذري " مسجد إبراهيم " ولعله بيته صلوات الله عليه كان مسجده أو بيته صار مسجدا بعد، وفي التراتيب: 144 أنهم قالوا: نسأله القرى التي يقع بها تل مع آثار إبراهيم وفي: 150: " أقطعه قريتين جبرون وبيت عينون ببلد الخليل ". " للداريين " نسبة إلى الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة من لخم ينسب إليه أبو رقية تميم بن أوس الداري (اللباب 1: 484 وجمهرة أنساب العرب: 422 ونهاية الارب: 54 ومعجم قبائل العرب 1: 370 والأنساب للسمعاني 5: 281 ط هند ونسيم الرياض 3: 267 وأسد الغابة 1: 215 في ترجمة " تميم ". كانت لهم وفادتان سيأتي الكلام حولهما. الدار بن هانئ بطن من لخم، وهم لخم بن عدي بن الحارث. . . بن كهلان من القحطانية قبيلة عظيمة لها بطون وأفخاذ وكانت مساكنهم متفرقة وأكثرها بين الرملة ومصر في الجفار، ومنها في الجولان، ومنها في حوران والبثينة ومدينة نوى، ومن بلادهم بفلسطين: رفح وحدس بالشام، وقد نزل قوم منهم بمنطقة بيت المقدس، فدعيت باسمهم وتسميها اليوم العامة بيت لحم وكانوا يعبدون المشتري ويحجون إلى صنم في مشارف الشام يقال له: الاقيصر ويحلقون رؤوسهم ثم شاع فيهم التنصر قبل الاسلام (راجع معجم قبائل العرب 3: 1011 ونهاية الارب: 375 واللباب 3: 130 وجمهرة أنساب العرب: 422 و 477 و 485 والاشتقاق لابن دريد: 376).
--------------------------------------------------------------------------------
31 - كتابه (صلى الله عليه وآله) للداريين بعد الهجرة " بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أنطى محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لتميم الداري وأصحابه إني أنطيكم بيت عينون وجيرون والمرطوم وبيت إبراهيم عليه الصلاة والسلام برمتهم وجميع ما فيهم نطية بت، ونفذت وسلمت ذلك لهم، ولأعقابهم من بعدهم أبد الأبد، فمن آذاهم آذاه الله شهد بذلك أبو بكر بن أبي قحافة، وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان وكتب ".
المصدر: السيرة الحلبية 3: 240 واللفظ له قال: ونقل هذا الكتاب في المواهب اللدنية وأقره) وسيرة زيني دحلان هامش الحلبية 3: 7 ومعجم البلدان 2: 212 و 213 في " حبرون " والخراج لأبي يوسف: 234 والأموال لابن زنجويه 2: 617 وتهذيب تأريخ ابن عساكر 3: 354 و 355 و 356 و 357 وإعلام السائلين: 50 وجمهرة رسائل العرب 1: 72 وصبح الأعشى 13: 127 و 128 و 129 والمواهب اللدنية شرح الزرقاني 3: 359 وكنز العمال 3: 527 (عن أبي نعيم) ومآثر الأنافة 3: 211 و 212 وجامع مسانيد الامام الأعظم 1: 53 ونشأة الدولة الاسلامية: 366 ومدينة البلاغة 2: 256 (ولم يعين أي الكتابين قبل الهجرة أو بعدها رواه مختصرا) والتراتيب الادارية 1: 144 - 146 والأعلام للزركلي 2: 87 وراجع أسد الغابة 4: 319. والوثائق السياسية: 130/ 44 عن الخرائج لأبي يوسف: 132 والطبقات 1 / ق 2: 21 و 22 ومجموعة المكتوبات النبوية للديبلي / 8 والضوء الساري في معرفة خبر تميم الداري للمقريزي ورقة: 90 (ثلاث روايات) وصبح الأعشى 13 والتراتيب الادارية والأموال لابن زنجويه مخطوطة بور دور تركيا ورقة: 102 - الف
السيوطي كما في الوثيقة السابقة ثم قال: قابل الطبقات 1 / ق 2: 75 والأموال لأبي عبيد / 691 وانظر: كايتاني 9: 70 التعليقة الاولى واشپرنكر 3: 432 (مع التعليقة الاولى) واشپربر: 64 مقالة كرينكر كما ذكر في مصادر الوثيقة 43 أعلاه وراجع دائرة المعارف الاسلامية مادة " داري ". نص صبح الأعشى 13: 128: " بسم الله الرحمن الرحيم: هذا كتاب من محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لتميم بن أوس الداري أن له قرية حبرى، وبيت عينون قريتها كلها، سهلها وجبلها، وماءها وحرتها، وأنباطها وبقرها، ولعقبه من بعده، لا يحاقه فيها أحد (1)، ولا يلجه عليهم أحد بظلم، فمن ظلمهم أو أخذ من أحد منهم شيئا فعليه لعنة الله
¥(41/214)
والملائكة والناس أجمعين، وكتب علي " (وقريب منه ما في تهذيب ابن عساكر: 356). نص آخر لصبح الأعشى 13: 129: " بسم الله الرحمن الرحيم: هذا كتاب من محمد رسول الله لتميم بن أوس الداري إن له صهيون قريتها كلها سهلها وجبلها وماؤها وكرومها وأنباطها وورقها ولعقبه من بعده لا يحاقه فيها أحد، ولا يدخل عليهم بظلم، فمن أراد ظلمهم أو أخذه منهم فإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ".
* (هامش) *
(1) وفي ابن عساكر " لا يخيفه فيها أحد " مكان " لا يحاقه فيها أحد " وراجع التراتيب الادارية 2: 145 و 146.
نص آخر على رواية الوثائق عن المصادر التالية: الوثائق السياسية: 131/ 45 عن مسالك الأبصار لابن فضل الله العمري 1: 174 (نقلا عن أصل المكتوب الشريف) ومعجم البلدان مادة حبرون والمواهب اللدنية 1: 296 وزيني دحلان 2: 207 ورسالات نبوية / 29 - ج والضوء الساري للمقريزي ورقة: 88 - ب 89 وصبح الأعشى 13: 120 والكتاني 1: 144 و 146 - 149 و 151 ونهاية الارب للنويري (وقال في تسعة أسطر على خف علي (رضي الله عنه) والحلبي (2: 240 ط جديد ثم قال: وانظر اشپربر: 64 وكتاب النبي لمحمد مصطفى الأعظمي: 22): " بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أنطى محمد رسول الله لتميم الداري واخوته: حبرون ومرطوم وبيت إبراهيم وما فيهن نطية بت بذمتهم ونفذت وسلمت ذلك لهم ولأعقابهم، فمن آذاهم آذاه الله، ومن آذاهم لعنه الله، شهد عتيق بن أبو قحافة، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وكتب علي بن أبي طالب وشهد ". نص الخراج: " بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله لتميم بن أوس الداري أن له قرية جيرون وبيت عينون قريتهما كلهما، وسهلهما وجبلهما، وماؤهما وحرثهما، وأنباطهما وبقرهما، ولعقبه من بعده لا يحاقه فيهما أحد بظلم، فمن ظلم واحدا منهم شيئا فإن عليه لعنة الله ". نص المناقب لابن شهر آشوب: " من محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) للداريين إذا أعطاه الله الأرض وهب لهم بيت عين وحيرين وبيت إبراهيم ".
أقول: اختلفوا في صورة ما كتبه (صلى الله عليه وآله) للداريين ثانيا في المدينة اختلافا شديدا، ولذلك كررنا النصوص لكي يكون القارئ على بصيرة من الأمر في تحقيقه.
وتكلم في هذه الوثيقة جمع من العلماء حتى أفردها بعضهم برسالة تحقيقية حولها منهم السيوطي في كتابه " الفضل العميم في إقطاع تميم " و " الضوء الساري لمعرفة خبر تميم الداري " للمقريزي وبحث حولها في تهذيب تاريخ ابن عساكر 3: 3547 وما بعدها والتراتيب الادارية 1: 143 وما بعدها. . . .
قال في التراتيب الادارية: " آخر مكتوب نبوي حفظ التأريخ عينه لنا من كتبه (عليه السلام) لأهل الاسلام وتحافظهم عليه. . . الكتاب الذي أقطع به تميم الداري أرضا بالشام وهو مكتوب مشهور معروف في العصور السابقة تكلم عليه أهل الحديث والتأريخ والفقه وغيرهم. . .
وفي عيون التواريخ في حوادث سنة أربعين بعد الهجرة حين ترجم لتميم وذكر قصة الاقطاع هذا ما نصه: " ورأيت النسخة بيد الداريين التي كتبها لهم (صلى الله عليه وسلم) سنة تسع من الهجرة في قطعة أدم من خف أمير المؤمنين علي وبخطه رأيتها مرتين: مرة سنة 36 (1) ومرة سنة 749 وهي. . . وأما الأدم فقد رأيته وقد أحمر وخلق انتهى. .
ونقل أيضا عن خصائص المحقق قالب الدين الخنصري ما نصه: " وبأيدي الداريين الآن نسخة قديمة في قطعة أديم يزعمون أنها كتاب النبي (صلى الله عليه وسلم) لهم بذلك وأنها بخط علي بن أبي طالب، وقد وافق على صحتها جماعة من علمائنا المتقدمين ونقلوا منها نسخا وقفت منها على نسخة بخط القاضي شهاب الدين بن فضل العمري صاحب مسالك الأمصار. .
وقد تكلم ابن فضل الله العمري المذكور على هذا الكتاب في مسالكه: 172 من الجزء الأول من النسخة المطبوعة (. . . قال:) بعثت وراء الصاحب ناصر الدين أبي عبد الله محمد بن الخليلي التميمي الداري وهو بقية هذا البيت الجليل. . . وألتمسنا منه إحضار الكتاب الشريف
* (هامش) *
(1) كذا في: 146 والظاهر أن الصحيح سنة 736. (*)
¥(41/215)
المكتتب لهم بهذه النطية و. . . فأنعم بإجابة الملتمس وجاء به أقرب من رجع النفس وهو في خرقة سوداء من ملحم قطن وحرير من كم الحسن أبي محمد المستضئ بالله أمير المؤمنين وبطانتها من كتان أبيض. . . والكتاب الشريف في خرقة من خف من أدم أظنها من ظهر القدم، وقد موه سواد الجلد على الخط إلا أنه أذهبه وما أخفى من يد كاتبه المشرفة ما كتبه وهو بالخط الكوفي المليح. . وكتب علي بن بو طالب وشهد. . . وقد رأيت ذلك كله بعيني ومن خط المستضئ نقلت، وهو خطه المعروف المألوف، وقد رأيته وأعرفه معرفة لا أشك فيها ولا أرتاب، وقرأته من الكتاب نفسه لابن شاكر الكتبي، وهو موافق لما كتبه المستضئ انتهى كلام ابن فضل الله. . .
وفي كتاب الأنس الجليل في تأريخ القدس والخليل لقاضي القضاة أبي اليمن مجير الدين الحنبلي: 444 إقطاع تميم الداري الذي أقطع له النبي (صلى الله عليه وآله). . وكتب له ذلك في قطعة أديم من خف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بخطه. . . وقد رأيت. . . القطعة الأديم التي يقال إنها من خف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) بخطه وقد صارت رثة، وفيها أثر بعض الكتابة رأيت معها ورقة مكتوبة في الصندوق الذي فيه القطعة الأديم منسوب خط هذه الورقة إلى أمير المؤمنين المستنجد العباسي. . كتب فيها نسخة الاقطاع. . . وقد ألف الحافظ أبو الفضل بن حجر والحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي وشيخنا الحافظ جلال الدين السيوطي في صحة ذلك مؤلفا إلى آخر ما ذكره الكتاني (1).
قال القلقشندي في صبح الأعشى 13: 129: " قلت: وهذه الرقعة التي كتب بها النبي (صلى الله عليه وآله) موجودة بأيدي التميميين خدام حرم الخليل (عليه السلام) إلى الآن، وكلما نازعهم أحد أتوا بها إلى السلطان بالديار المصرية ليقف عليها ويكف عنهم من يظلمهم، وقد أخبرني برؤيتها غير واحد الأديم التي هي فيه قد خلق لطول الأمد ".
* (هامش) *
(1) أقول: وما حذفنا من كلام الكتاني أكثر مما نقلناه فمن شاء فليراجعه. (*)
وفي هامش الاشتقاق: 377 عن خط محمد بن عمر حفيد ابن الشحنة: " قلت: وإلى الآن ذرية تميم الداري ببيت المقدس موجودون وبيدهم القطيعتان المذكورتان، وكان عندهم المنشور الذي يتضمن إعطاء القطيعتين لتميم، ويسمى كتاب الانطاء لأنه مصدر بقوله: هذا ما أعطى محمد بن عبد الله إلى آخره وهو بخط الامام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) مكتوب في رق غزال بقاعدة كوفية ". هذا وقد أطلنا في نقل نبذ من كلمات القوم، ولكن في النفس من هذا الكتاب شئ، إذ الاقطاع في سعة الأراضي والأموال يورث الشك " مع أن الوثيقة التي رآها تسمي أبا بكر الذي تذكره ضمن الشهود " عتيق بن أبي قحافة " إشارة إلى لقب " عتيق النار " الذي لقبه به الرسول (صلى الله عليه وآله) في مناسبة سابقة، وهناك أخطاء نحوية في كتابة الأسماء، فابن أبي قحافة كتبت " ابن أبو قحافة " و " علي بن أبي "
كتبت " علي بن أبو ". ونلاحظ إضافة إلى ذلك أن الشهود على الوثيقة هم الخلفاء الراشدون الأربعة مرتبة أسماؤهم حسب توليهم للخلافة وفي بعض هذه الملاحظات ما يسند دعوى قدم الوثيقة ويؤيد صحتها فهذه الأخطاء النحوية كما أشرنا إلى ذلك آنفا - مما يصلحه المتأخرون ليستقيم مع المألوف من قواعدهم، ولقب عتيق ليس مما يكتبه واضع متأخر يريد إثبات حق، فأبو بكر أشهر وأقرب إلى تحقيق ما يريد، وقد يكون ترتيب الخلفاء بهذا الوضع ابن الصدفة والمحضة " (1). أقول: الاشكال بوجود الأخطاء النحوية غير وارد كما تقدم منا البحث حوله في شرح بعض كتبه (صلى الله عليه وآله) وأما جعل ترتيب الشهود ابن الصدفة المحضة ففيه ما لا يخفى كتسمية أبي بكر بالعتيق. وأضف إلى ذلك تخصيص تميم وأصحابه بهذه القطيعة الكثيرة الجليلة، وإشفاع ذلك بقوله " نطية تب " و " نفذت وسلمت " و " أبد الأبد " وأكده أيضا بلعن
* (هامش) *
(1) نشأة الدولة الاسلامية: 264.
¥(41/216)
من آذاهم، وأن من آذاهم فقد آذى الله مع أن تميما وأصحابه لم يكونوا بمعصومين، فكيف يستحق من آذاهم ذلك مع احتمال أن يكونوا غير محقين، وأضف إلى ذلك أنهم يقولون إنه كان الاعطاء في سنة تسع قبل فتح هذه الأراضي " ولقد اعترض بعض الولاة على آل تميم أيام كنت - أي: ابن العربي - بالشام وأراد انتزاعها منهم، فحضر القاضي حامد الهروي وكان حنفيا في الظاهر معتزليا في الباطن ملحدا شيعيا، فاحتج أولاد تميم بالكتاب فقال القاضي: هذا الكتاب ليس بلازم، لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) أقطع تميما ما لا يملك، فاستفتى الوالي الفقهاء وكان الطوسي يعني الغزالي حينئذ ببيت المقدس فقال: هذا القاضي كافر، فإن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " زويت لي الأرض " (1)
(##)
(هامش) *
(1) التراتيب الادارية 1: 150 وابن عساكر 3: 357.
" بت " البت: القطع أي: عطية لا رجعة فيها، ونفذت من باب التفعيل أي: انفذت وسلمت، وهاتان الجملتان لا تناسبان الكتابة، إذ لم تكن الأراضي وقتئذ بيد النبي (صلى الله عليه وآله) حتى ينفذه ويسلم تلك الأراضي، اللهم إلا أن يقال: إن المراد من التسليم الاعطاء القولي أو إعطاء الكتاب. " برمتهم " وفي بعض النسخ " بذمتهم " الرمة: بالضم قطعة حبل يشد بها الأسير. . أي: يسلم إليهم بالحبل الذي شد به تمكينا لهم منه لئلا يهرب ثم اتسعوا فيه حتى قالوا: أخذت الشئ برمته أي: كله (النهاية لابن الأثير). وإن كانت الجملة " بذمتهم " فلعل المراد أنه أعطاهم القرى وذمة أهلها. " وحرتها " وفي بعض النسخ " وحرثها " والظاهر أنه هو الصحيح. " أنباطها " جمع النبط محركة، وهو أول ما يخرج من ماء البئر إذا حفرت. " صهيون " بكسر أوله ثم السكون وياء مثناة من تحت مفتوحة وواو ساكنة وآخره نون قال الأزهري: قال أبو عمر: وصهيون هي الروم، وقيل: البيت المقدس. . . قلت: فهو موضع معروف بالبيت المقدس محلة فيها كنيسة صهيون، وصهيون أيضا حصن حصين من أعمال سواحل بحر الشام من أعمال حمص. (معجم البلدان 3: 436).
.................................................. ..........
32 - كتابه (صلى الله عليه وآله) لنعيم بن أوس أخي تميم الداري: " إن له حبرى وعينون بالشام قريتها كلها، سهلها، وجبلها، وماءها، وحرثها، وأنباطها، وبقرها، ولعقبه من بعده لا يحاقه فيها أحد ولا يلجه عليهم بظلم ومن ظلمهم وأخذ منهم شيئا فإن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وكتب علي ". / صفحة 517 / المصدر: الطبقات الكبرى 1: 267 وفي ط 1 / ق 2: 21 ومآثر الأنافة 3: 212 (عن ابن مندة) وفي هامشه عن صبح الأعشى 12: 122. تفرد ابن سعد بهذا الكتاب والباقون على أنه كتبه (صلى الله عليه وآله) لتميم وأصحابه. بحث تأريخي: قال الحلبي 3: 240: " ووفد عليه (صلى الله عليه وسلم) قبل الهجرة الداريون: أبو هند الداري (اسمه: برير أو بر أو الليث) (1) وتميم الداري وأخوه نعيم وأربعة آخرون (2) وسألوه أن يعطيهم أرضا من أرض الشام فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): سلوا حيث شئتم قال أبو هند فنهضنا من عنده نتشاور في أي أرض نأخذ، فقال تميم الداري (رضي الله عنه): نسأله بيت المقدس وكورتها فقال أبو هند: هذا محل ملك العجم وسيصير محل ملك العرب فأخاف أن لا يتم لنا قال تميم: نسأله بيت جيرون وكورتها فنهضنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذكرنا له فدعا بقطعة من ادم وكتب لهم كتابا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم. . . (3). قال أبو هند راوي الحديث: ثم دخل (صلى الله عليه وسلم) بالكتاب إلى منزله، فعالج في زاوية
* (هامش) *
(1) اختلف في انه ابن عم تميم أو أخوه لأمه أو أخوه لأبيه وامه؟ راجع الاصابة 4: 212 والاستيعاب هامش الاصابة 4: 212 وأسد الغابة 5: 318.
(2) قال القلقشندي في صبح الأعشى 3: 125: ستة نفر: تيم (تميم ظ) بن أوس، ونعيم بن أوس، ويزيد بن قيس، وأبو هند بن عبد الله، وهو صاحب الحديث وأخوه الطيب بن عبد الله [كان اسمه برا] فسماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عبد الرحمن، وفاكه بن النعمان (وراجع شرح الزرقاني للمواهب 3: 357 ورسالات نبوية: 124 و 125).
¥(41/217)
(3) وكذا في سيرة دحلان هامش الحلبية 3: 7 وصبح الأعشى 13: 125 وابن عساكر 3: 355 والتراتيب الادارية: 144 وكنز العمال 3: 527.
الرقعة بشئ لا يعرف، وعقد من خارج الرقعة بسير عقدتين وخرج إليه إلينا مطويا وهو يقول: إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين (1) ثم قال: انصرفوا حتى تسمعوا أني هاجرت. قال أبو هند: فانصرفنا فلما هاجر (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة قدمنا عليه وسألناه أن يجدد لنا كتابا آخر فكتب لنا كتابا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم. . . ". هذا ولكن ابن سعد لم يذكر لهم إلا وفادة واحدة مرجعه (صلى الله عليه وآله) من تبوك قال في الطبقات 1 / ق 2: 75: قدم الداريون على رسول الله (صلى الله عليه وآله) منصرفه من تبوك وهم عشرة نفر فيهم تميم ونعيم ابنا أوس خارجة، ويزيد بن قيس، والفاكه بن النعمان، وجبلة بن مالك، وأبو هند والطيب ابنا ذر وهو عبد الله بن رزين، وهانئ بن حبيب، وغريز ومرة ابنا مالك بن سواد، فأسلموا. . . (انتهى مختصرا).
ووفودهم إليه (صلى الله عليه وآله) في مكة يلازمه إسلامهم وقتئذ كما صرح به دحلان هامش الحلبية 3: 6 مع أن ابن سعد صرح بأنهم وفدوا إليه (صلى الله عليه وآله) مرجعه من تبوك وأسلموا (2) وصرح أبو عمر أيضا بأن تميم أسلم سنة تسع، راجع 1: 184 وكذا ابن حجر في الاصابة 1: 183 يقول: قدم المدينة فأسلم. وجمع الزرقاني بين القولين بحمل وفودهم على الوفود إليه (صلى الله عليه وآله) في تبوك كوفود أكيدر ويحنة بن روبة صاحب إيلة وأهل جرباء وأذرح، وحمل قوله (صلى الله عليه وآله): انصرفوا حتى تسمعوا أني هاجرت إلى قوله: انصرفوا حتى تسمعوا رجوعي إلى المدينة قال: " ثم قال: انصرفوا حتى تسمعوا أني هاجرت " أي: رجعت إلى المدينة سماه هجرة مجازا، لأن قدومهم كان عند انصرافه من تبوك كما مر " فأتوني قال أبو
* (هامش) *
(1) ليس في الحلبية ودحلان ذلك، وإنما نقله القسطلاني في المواهب وشرحه الزرقاني وذكره القلقشندي وابن عساكر والتراتيب الادارية.
(2) نقله عن ابن سعد في الاصابة 3: 566 و 661.
هند: فانصرفنا فلما هاجر (صلى الله عليه وآله) رجع " إلى المدينة قدمنا عليه. . . ". ولكن هذا لا يوافق تصريح دحلان والقلقشندي بأنهم هاجروا مرتين: مرة في مكة، ومرة في المدينة إلا أن يكون ذلك اجتهادا منهما استنبطوه من كلمة " هاجرت ". وعلى كل حال وفودهم بمكة بعيد في نفسه وبعيد بالنظر إلى كلام المؤرخين. نقل الواقدي في مغازيه 2: 695 وابن هشام في سيرته 3: 368: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى للداريين الذين ساروا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الشام وهم: تميم بن أوس ونعيم بن أوس ويزيد بن قيس وعرفة [غزير] بن مالك سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عبد الرحمن وأخوه مرة بن مالك [عزة بن مالك وأخوه مران - مروان - بن مالك] وفاكه بن النعمان وجبلة بن مالك وأبو هند بن مر وأخوه الطيب بن بر سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عبد الله من خيبر بجاد مائة وسق، والجاد بمعنى المجدود أي: نخل يجد منه ما يبلغ مائة وسق والجداد بالكسر والفتح: صرام النخل وهو قطع ثمرتها والوسق: بالفتح ستون صاعا وهو ثلاثمائة وعشرون رطلا عند أهل الحجاز وأربعمائة وثمانون رطلا عند أهل العراق على اختلافهم في مقدار الصاع والمد. وعدوا الوافدين إلى مكة ستة نفر وعددهم في الوفود إلى مدينة عشرة وراجع فيما ذكرنا من قصة وفودهم وفيما ذكروا لتميم من مناقبه أنه راهب فلسطين وعابدهم وهو أول من أسرج السراج في المسجد، وأول من قص بعد أن استأذن عمر بن الخطاب فأذن له، وإن أخبر بخبر الجساسة.
راجع الاصابة وأسد الغابة 1 والاستيعاب 1 في ترجمة تميم وغيره من الوافدين، وراجع السيرة الحلبية 3: 240 وسيرة زيني دحلان هامش الحلبية 3: 6 و 7 والبداية والنهاية 5: 153 وابن عساكر 3: 354 وصبح الأعشى 13: 125 ورسالات نبوية: 125 والتراتيب الادارية 2: 144 ومجمع الزوائد 6: 8 وسيرة ابن هشام 3: 368 والمغازي للواقدي 2: 695 ومعجم البلدان 2: 212 وكنز العمال 3: 527 وشرح الزرقاني للمواهب اللدنية 3: 357.
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[11 - 08 - 04, 11:57 م]ـ
يبقى بعد ذلك كل السؤال: هل تم الاقطاع للداريين في عصر النبوة أم لا
ان الرسائل التي يرويها ابن سعد , وهو أقدم المصادر , تعتبر من الوثائق الثمينة من عصر النبوة
ويضاف الى ذلك أن اهل فلسطين يفتخر اليوم بهذا الخبر , (ولا يخلو ذلك طبعا من الجوانب السياسية التي لا دخل لي فيها).أما المرجى الذي ذكرته , فهو من أبناء هذه البلاد في منتصف القرن الخامس وما يعتمد عليه فهو ما كان متواترا في أذهان الخاصة والعامة.
وحبرون (بالعبرية اليوم) والخليل هي هي , ومسجد ابراهيم فيها عندما تدخل الخليل على اليمين من طريق القدس.
موراني
¥(41/218)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 08 - 04, 12:49 ص]ـ
نعم حصل لهم ذلك في عهد النبوة وإن كانت لم تفتح بعد، فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الأرض زويت له فرأى مشارق الأرض ومغاربها وإن ملك أمته سيبلغ ما رآه
فقد أقطعهم حتى إذا فتحها أهل الإسلام تكون لهم، وهذا ما حصل.
يوضح ذلك هذه الروايات التي ساقها أبو عبيد في كتاب الأموال
681 - قال وحدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن أبي قلابة أن أبا ثعلبة الخشني قال يا رسول الله اكتب إلي بأرض كذا وكذا أرض هي يومئذ بأيدي الروم قال فكأنه أعجبه الذي قال فقال ألا تسمعون ما يقول قال والذي بعثك بالحق لتفتحن عليك
قال فكتب له بها
682 - قال وحدثنا حجاج عن ابن جريج قال قال عكرمة لما أسلم تميم الداري قال يا رسول الله إن الله مظهرك على الأرض كلها فهب لي قريتي من بيت لحم قال هي لك
وكتب له بها
فلما استخلف عمر وظهر على الشام جاء تميم الداري بكتاب النبي فقال عمر أنا شاهد ذلك
فأعطاها إياه
قال وبيت لحم هي القرية التي ولد فيها عيسى بن مريم عليهما السلام
683 - قال وحدثني سعيد بن عفير عن ضمرة بن ربيعة عن سماعة أن تميما الداري سأل رسول الله أن يقطعه قريات بالشأم
عينون وفلانة والموضع الذي فيه قبر إبراهيم وإسحق ويعقوب صلوات الله عليهم قال وكان بهار كحه ووطنه
قال فأعجب ذلك رسول الله فقال إذا صليت فسلني ذلك ففعل فأقطعه إياهن بما فيهن
فلما كان زمن عمر وفتح الله تبارك وتعالى عليه الشأم أمضى له ذلك قال أبو عبيد أهل المدينة إذا أشتروا الدار قالوا بجميع أركاحها أي نواحيها
684 - وحدثنا عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد أن عمر أمضى ذلك لتميم
وقال ليس لك أن تبيع قال فهي في أيدي أهل بيته إلى اليوم
وجاء في التراتيب الادارية 1: 150
ولقد اعترض بعض الولاة على آل تميم أيام كنت - أي: ابن العربي - بالشام وأراد انتزاعها منهم، فحضر القاضي حامد الهروي وكان حنفيا في الظاهر معتزليا في الباطن ملحدا شيعيا، فاحتج أولاد تميم بالكتاب فقال القاضي: هذا الكتاب ليس بلازم، لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) أقطع تميما ما لا يملك، فاستفتى الوالي الفقهاء وكان الطوسي يعني الغزالي حينئذ ببيت المقدس فقال: هذا القاضي كافر، فإن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " زويت لي الأرض ") انتهى.
وفي فتوح البلدان للبلاذري ص 153:
. 352 - وحدثني عباس بن هشام عن أبيه، عن جده قال: وفد تميم بن أوس أحد بنى الدار بن حبيب من لخم، ويكنى أبا رقية، على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أخوه نعيم بن أوس، فأقطعهما رسول الله صلى الله عليه وسلم حبرى وبيت عينون ومسجد ابراهيم عليه السلام، فكتب بذلك كتابا.
فلما افتتح الشام دفع ذلك إليهما.
فكان سليمان بن عبد الملك إذا مر بهذه القطعة لم يعرج وقال: أخاف أن تصيبني دعوة النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[12 - 08 - 04, 07:23 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبد الرحمن ونفع بك
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[19 - 02 - 05, 12:20 ص]ـ
وقد بلغني عن الشيخ صالح بن سعد اللحيدان أنه يضعف أسانيد هذه الأخبار
فهل يستغنى بالشهرة عن الإسناد؟
الأخ إحسان هل هذا ثابت عن الشيخ اللحيدان؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[19 - 02 - 05, 09:14 ص]ـ
نعم ثابت
اتصلت بإخوة في المدينة أثناء البحث في الموضوع وطلبت منهم سؤال الشيخ
فقال بضعفها
والعهدة على الناقل عنه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 09 - 05, 02:15 م]ـ
وبفضل الله تعالى قام الشيخ أبو يعلي البيضاوي حفظه الله ورعاه بإنزال مخطوطة فيها جواب الحافظ ابن حجر رحمه الله حول هذه المسألة، وهي على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37877
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[13 - 09 - 05, 04:53 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفقيه
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[20 - 09 - 05, 07:07 ص]ـ
¥(41/219)
جزى الله الأخوة على ما قدموه وجزى الأخ الفقيه خيراً على ما ذكر ونقل، ولأني لم أر هذا الموضوع إلا مؤخراً فأقول قد فاتني خير كثير، لأني من المهتمين بهذذا الموضوع، لأن مدينة الخليل مسقط رأسي، ورسالة ابن حجر اقنيتها قبل عدة سنوات وحققتها لكنني لم أطبعها حال الانتهاء منها. ولعل مما أثار استغرابي ادعاء المستشرق موراني أن الإقطاع متواتر، ودون الصحة فضضلاً عن التواتر خرط القتاد، وقد ادعى هذه الدعوى نادر التميمي في كتابه ((تميم بن أوس الداري وعلاقته بالأرض المقدسة))، أما التكفير فإن الغزالي كفر من كفر لأنه نفى عن النبي صلى الله عليه وسلم التصرف، لامجرد الإعطاء، وهذا بهعض ما كتبته عن حال أحاديث الإعطاء.
أولاً: أحاديث إقطاع تميم في ميزان أهل الحديث
لم أُرد من هذا العنوان، أو مما ستحتويه الدراسة، التشكيك في إقطاع تميم، أو الإنطاء _ كما يحلو للبعض أن يُطلق _، أو نفيه وعدم الاعتراف به، ولكن أردت أن أُبيِّن درجة هذه الأحاديث التي ورد فيها ذكر الإعطاء، ووضع الأمور في نصابها، وقبول ما يمكن أن يُمشَّى من هذه الروايات،ورفض ودفع ما يتعارض منها، أو يصطدم اصطداماً محقَّقاً بمقاييس أهل الصَّنعة، لنعرف فيما بعد ما يمكن أن نقبله من أحكام بناء على هذه الأحاديث، وما يجب رفضه ومواجهته من هذه الأحكام، مرتضياً في البداية تلك العبارة التي أطلقها ابن حجر غير جازمٍ، ولا نافٍ حيث قال: جاءت قصة هذه العطية من طرقٍ متعددة يفيد مجموعها أنَّ للقصة أصلاً.
فأقول وبالله التوفيق:
جاءت غالب أحاديث الإقطاع من طريق تميم الدَّاري صاحب القصة، وبعضها من طريق أخيه أو ابن عمه أبي هندٍ الدَّاري، بالإضافة إلى بعض المراسيل والأحاديث المقطوعة كما سأبين.
أما أحاديث تميم فقد جاءت من طُرق؛ ابن سيرين، وسِماعة، وراشد بن سعد، وعكرمة مولى ابن عباس.
وحديث ابن سيرين عن تميم هو أرجاها وأمثلها على ضعفٍ فيه، وقد أخرجه الطَّبراني في معجمه الكبير: 2/ 58 رقم (1279)، ورواه ابن حجر في هذا الجزء من طريق الطبراني، وأخرجه كذلك ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)): 11/ 68 من طريق الطبراني أيضا، وحديث الطبراني قال عنه الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) 6/ 8: ورجاله ثقات، وهذه آفة من يحكم على الحديث من خلال إسناده فحسب، إذ إنَّ ابن حجر ذكر أنَّ هناك انقطاعاً بين ابن سيرين وتميم راوي الحديث، واستدل على ذلك باستدلال متين وموفق، ستراه في موضعه من هذا الجزء.
ومع ذلك فلا يُسلَّم قوله: ورجاله ثقات، إذ إنَّ فيه الأشعث بن سوّار،وهو رجلٌ ضعيفٌ، ضعَّفه ابن معين كما في ((التاريخ)) له: 4/ 81 رقم (3230)، والنَّسائي في ((الضعفاء)): رقم (58)، والدَّارقطني في ((الضعفاء والمتروكون)): رقم (115)، وضعفه ابن حجر كذلك في ((تقريب التهذيب)): 113 طبعة عوامة، بل إنَّ الهيثمي نفسه قد ضعفَّه في أكثر من موضع في كتابه، فقال عقب ذكره لحديث: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه أشعث بن سوار، وهو ضعيف (مجمع الزوائد: 1/ 234)، وقال في 2/ 63: وفيه أشعث بن سوار، ضعفَّه جماعة ن وقال في 2/ 240: ضعفَّه أحمد وجماعة.
وبهذا يتبيَّن أنَّ في هذا الحديث الذي يُعدُّ من أقوى أحاديث المسألة ضعفاً من خلال رواته، وذلك بضعف أشعث بن سوَّارٍ، والانقطاع بين ابن سيرين وتميم، ووجود واحدة من هذه العلل كفيل بأن ينزل الحديث من درجة الصحة، وبالتالي الاحتجاج به، فكيف بوجودهما معاً؟!
أما طريق سِماعة فقد رواها أبو عُبيد القاسم بن سلام في كتاب ((الأموال)): 288 رقم (638)،وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)): 11/ 67، وسماعة هذا شبه مجهول إذ ذكره ابن حِبان في ((الثقات)): 6/ 436، وقال: شيخ، يروي عن عمر بن مرَّة، روى عنه الثوري،وذكره البخاري في ((التاريخ الكبير)): 4/ 214، وقال: سمع منه عمرو بن مرَّة، روى عنه الثوري، منقطع، وكذا ذكر ابن أبي حاتم (الجرح والتعديل: 4/ 324) وقال: سمعت أبي يقول ذلك، سألت أبي عنه فقال: شيخ كوفي أرى حديثه مستقيماً.
¥(41/220)
وسِماعة من طبقة شيوخ الثوري، فهو على هذا من أتباع التابعين، لذا قال ابن حجر عن إسناد هذا الحديث، مرسل أو مُعضل،ومثله لا تُقبل منه روايته لأحداثٍ في عهد النبوة كما الحال هنا، فالحديث معضلٌ، والمعضل ضعيف جداً.
أما حديث راشد بن سعد فأخرجه حميد بن زنجويه في كتاب ((الأموال)):2/ 420 رقم (1016)، وزاد بعد قوله: وحرثها وأنباطها، وبقرها: وإسناده ضعيفٌ جداً، فيه الهيثم بن عدي،وهو متروك، وأخرجه كذلك ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)):11/ 68, والهيثم بن عدي كذبَّه غير واحد من العلماء، فقد ذكر الذهبي في ((ميزان الاعتدال)):7/ 111،عن البخاري أنَّه قال: ليس بثقة كان يكذب، ومثل هذا الققول عن ابن معين، وقال أبو داود: كذاب، وقال النَّسائي وغيره: متروك الحديث، فهذا إسنادٌ لا يُفرح به.
ثمَّ إنَّ راشد بن سعد يترجَّح عندي عدم سماعه، بل عدم إدراكه لتميم، إذ إنَّ تميماً مات سنة أربعين ـ على الراجح ـ في فلسطين، وراشد بن سعد حمصيٌّ من أهل الشام مات سنة 108هـ، وقيل: سنة 113هـ (انظر ابن حجر ـ تقريب التهذيب: 1/ 240)، وعلى هذا فيكون الفرق بين وفاتيهما ما بين 68 إلى 73عاماً، وراشد مع ذلك مشهور بكثرة الإرسال كما ذكر ابن حجر، وقد نقل ابن أبي حاتم (المراسيل: 55) عن أحمد بن حنبل أنَّه قال: ((راشد بن سعد لم يسمع من ثوبان))، واحتمال سماع راشد من ثوبان أقوى من احتمال سماعه من تميم، لأنَّهما أي راشد وثوبان شاميان، وثوبان مات بعد تميم بأربعة عشر عاماً، إضافة إلى أنَّ المِزّي في ((تهذيب الكمال)): 1/ 168 لم يذكر راشد في جملة الرواة عن تميم، ولم يذكر تميماً في جملة شيوخ راشد (انظر: تهذيب الكمال: 1/ 398) مع أنَّ ذكر من روى عن تميم ولو لم يثبت كمحمد بن سيرين، وذكر في ترجمة راشد شيوخه الذين شك في سماعه منهم كثوبان، لهذا كله أرى أنَّ راشد بن سعد لم يسمع من ثوبان.
أما حديث عكرمة فقد أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب ((الأموال)): 288 رقم (682)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)): 11/ 66، وفيه عدّة علل؛ إذ إنَّه أولاً مرسلٌ، حيث إنَّه من رواية عكرمة، وعكرمة من التَّابعين، فروايته لحادثة في عهد النبي r دون أن يُسندها لأحد الصحابة يجعلها مرسلة، ثمَّ إنَّ في السَّند انقطاعاًَ بين عكرمة وابن جريج، إذ إنَّ ابن جريج لم يسمع من عكرمة كما ذكر ذلك غير واحدٍ منهم: علي بن المديني حيث قال في ((العلل)) عند ذكره لأصحاب ابن عباس: سمع ابن جريج من طاووس ومجاهد، ولم يلق منهم؛ جابر بن زيد، ولا عكرمة، ولا سعيد بن جبير.
ففي الحديث إذاً انقطاع وإرسال، وهذا كفيل بتضعيف هذا السند وطرح الثقة به، دون الحاجة للنَّظر في مراتب رجال الحديث، ومع ذلك فالحديث من حيث المتن منكرٌ، إذ إنَّه سمَّى البلدة ((بيت لحم)).
أما حديث أبي هندٍ فقد أخرجه الطَّبراني في ((المعجم الكبير)): 22/ 264، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)): 5/ 11 رقم (2548) باختلاف يسير، وابن سعد في ((الطبقات الكبرى)):، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)): 11/ 64، وفيه قال سعيد بن زيَّاد بن فائد بن زياد بن أبي هند: حدثني زيَّاد بن فائد، عن أبيه فائد بن زياد، عن جدِّه زياد بن أبي هندٍ، عن أبي هندٍ.
وهذا إسنادٌ غاية في الضَّعف، كما بيَّن ابن حجر ذلك كما ستراه أثناء التحقيق، وبيانه أنَّ ابن حبان حكم على أحاديثه بالبطلان، وبين أقوال العلماء فيه، كما بيَّن نكارة المتن، ومخالفته للمعروف عند أهل التواريخ والسير، وبالإضافة إلى ماسطَّره ابن حجر عن حال هذا الإسناد ورواته فإنَّ سعيداً هذا ذُكر ضمن الوضاعين كما عند سيط العجمي (الكشف الحثيث: 124)، وقال ابن حبان عن رواية سعيد هذا: فلا أدري البلية فيه منه أو من أبيه أو من جده، لأن أباه وجده لايعرف لهما رواية.
فآفة الحديث ليس سعيداً فحسب، بل أبوه وجده أيضاً، بالإضافة إلى نكارة المتن أيضاً، وقد أخطأ الهيثمي فقلب الاسم وقال: فيه زياد بن سعيد وهو متروك، والصواب؛ سعيد بن زياد كما مرَّ.
¥(41/221)
وما بقي من طرقٍ للحديث لايعُرَّج عليها أصلاً، كالطريق التي رواها أبو يوسف في ((الخراج)): 216، عندما قال: أخبرني شيخٌ من قريش عن الزهري أن مصر والشام، ثم ساق قصة إعطاء تميم.
وبناءً على ذلك يتبين لنا قيمة هذه الروايات التي لو أردنا أن نستشهد بها على فضيلة أو رغيبة لما أمكننا إثباتها بمثل هذه الأحاديث، ولكني ارتضيت عبارة ابن حجر نظراً لأنَّها عبارة تنفي الوضع والاختلاق عن هذه القصة، أما من حيث الإثبات فإنَّها تعني أدنى درجات الإثبات والتسليم لها، بحيث لو أنَّ شخصاً أنكرها بناءً على هذه الأدلة لما جاز لنا معاتبته، فضلاً عن تكفيره ومحاسبته! وإذا بان هذا وتوضّح يمكننا إدراك مدى الدعاوى والمجازفات التي أطلقها صاحب كتاب ((الصحابي تميم بن أوس الداري وعلاقته بالأرض المقدسة)) ومنها:
1 - : ادعاؤه التواتر في روايات هذا الإقطاع. وقد كرَّر المؤلف هذا الادعاء أكثر من مرَّة حيث قال (ص 45): فالكتاب ما دام روي بطرق مختلفة، ومن مصادر متعددة إذاً فأصبح نقله بالجملة، وبالتالي أصبح متواتراً منذ أن أعطي لتميم وصحبه، ومنذ أن نفَّذه عمر بن الخطاب حتى اليوم. ووضع عنواناً في صفحة رقم (56): الدليل المتواتر على صحة الإنطاء، وذكر عقبه نقلاً عن كتاب الجواب القويم لنجم الدين الغيطي لا علاقة له بالأحاديث أو التواتر.
ودعوى التواتر على مثل هذه الأحاديث لا يطلقها آحاد الطلبة الفاشلين في هذا العلم المبارك، بل لا يمكن أن يتفوَّه بها من درس أياً من علوم الشريعة.
2 - : تكفير من أنكر الإقطاع، والتكفير لفظ كبير يشهره البعض لتخويف الآخرين أو عزلهم، وفي الحقيقة إنَّ التكفير حق لله، فينبغي أن نكفِّر كل من أتى بناقض من نواقض التوحيد، أو أنكر أمراً معلوماً من الدين بالضرورة، والتساؤل هل أنَّ إنكار الإقطاع المذكور يندرج تحت هذه الأمور؟!
وفي هذا الصدد نجد أنَّ مؤلف كتاب تميم قد عنون (ص57) ب: تكفير من أنكر إقطاع الرسول عليه السلام لتميم، وقال: لقد أفتى حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي بكفر من عارض في صحة هذا الإعطاء وطعن فيه.
وستأتي قصة فتوى الغزالي في ثنايا هذا الجزء، ولم أفهم منها ما فهمه المؤلف، وقد حاولت هذا فلم أستطعه، وقد ناقشت إطلاق الغزالي للتكفير، وبينت بأننا لا نوافق هذا الحكم، لأن الإمام الغزالي قد كفَّر القاضي متأولاً لكلمته، ولا يجوز التكفير تأولاً، أما ما قاله هذا القاضي فهو: ((هذا الكتاب ليس بلازم، لأنًّ النبي r أقطع تميماً ما لم يملك))، إذاً فالمسألة لا علاقة لها بصحة الإقطاع من عدمه، بل لم تُطرح الصحة في هذا المقام أصلاً، وبالتالي فإنَّ التكفير الصادر من الغزالي لتوهم أنَّ هذا القاضي قدح في مقام النبوة، ولا أرى أنَّ القاضي أراد هذا، فأخطأ الغزالي ـ يرحمه الله ـ من هذا الوجه، وأخطأ المؤلف خطأً مركباً لأنَّه فهم كلام الغزالي على غير ما أراد، ثم استنتج منه كفر كل من أنكر الإقطاع أو شكك فيه.
3 - : الإجماع على هذا الإقطاع. وادعاء الإجماع أمر سهل يحسنه كل أحدٍ، لكن إثباته صعبٌ، إذ إنَّ الإجماع يؤخذ من مظانه في الكتب المتخصصة، أو من كتب الفقه المقارن بعد البحث والاستيفاء، ولم يذكر أحدٌ من العلماء في حدود علمي هذه المسألة ضمن الإحماعات، وبهذا يتبين مدى مجازفة المؤلف بقوله (ص 45): وهذا يدلُّ على الإجماع أيضاً عبر العصور، إذاً فهناك إجماعٌ وتواتر؛ وهما من أقوى صيغ الإثبات!!
وبناءً على ما مرَّ كله فلا يمكننا قبول كل الأحكام التي أطلقها المؤلف، وبالذات دعوى التواتر، لأنَّ كل الروايات التي مرَّت لا يمكن من خلالها الحكم بالصحة فضلاً عن التواتر، ولكن أقلَّ الروايت ضعفاً هي الرواية الأولى التي رواها ابن سيرين عن تميم، ولهذا يمكننا اعتمادها وإسقاط ما سواها من الروايات وهذا يترتب عليه:
أ-
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 09 - 05, 08:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل لطفي بن محمد، ونسال الله أن ييسر لك إخراج هذه الرسالة والفوائد حول هذه المسالة، والحمد لله على وجود أمثالكم من أهل العلم ممن ينافحون عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[20 - 09 - 05, 10:45 م]ـ
وجزاكم بالمثل وأكثر، فأنتم شيخنا الجليل لكم القدح المُعلّى في هذاالميدان.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[23 - 11 - 05, 10:02 م]ـ
أخبرنا الشيخ نظام يعقوبي في رمضان المنصرم أن الرسالة طبعت في الأردن بتحقيق الدكتور عبدالستار أبو غدة
ثم بحثت عنه فوجدته هنا
اسم الكتاب: الجواب الجليل عن حكم بلد الخليل
المؤلف: الدكتور عبد الستار أبو غدة
الناشر: مطابع الدستور التجارية
عام النشر: 1421ھ-2001م
لمحة عن الكتاب: يأتي هذا نشر الكتاب عن عطية نبوية للصحابي الجليل تميم الداري رضي الله عنه , تأكيداً لهوية الخليل الإسلامية و دفعاً لإدعاءات تهويدها و تهويد مدن فلسطين بشكل عام
http://www.abughuddah.com/Books/books_pics_popup/images/book_28.jpg
¥(41/222)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 11 - 05, 12:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[25 - 03 - 08, 01:33 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ...
يقول بعض الباحثين عن المصنفات في الإقطاعات النبوية , والتي لا يزال الكثير الكثير منها في عداد المخطوط:
وأعتقد أن علماء سلف الأمة قد أدوا المهمة - أي في التصنيف في الإقطاعات النبوية , وغيرها - , ولكن عاديات الزمن كانت بالمرصاد , فضاعت في عواصف العصور , وطمر البعض تحت غبار المكتبات في شتى الأقطار ....
ولعل محباً له - أي لهذا العلم ونحوه - قد شمر عن ساعد الجد فطاف الآفاق , وسبر أغوار مكتبات العالم , فاستخرج لنا مما خفي من مصنفات الأجداد , جواهر ثمينة في هذا المجال , قد علاها غبار النسيان , وأطفأ ضياءها الحدثان , وليس هذا الأمر بمستبعد ولا بمستغرب , فأنا أعتقد جازماً أن في مكتبات الشرق من الهند. والسند , وبخارى , وقازان , وسمرقند , وتاران , وغيرها من بلاد القوقاز والقرغيز , كتباً فريدة , في موضوعها , نادرة في بابها , والباب قد فتح , ولا حجة لأحد في عدم السعي والذهاب إلى تلك البلدان , وخاصة من أبنائنا الذين ترجع أصولهم إلى تلك الديار , فالواجب عليهم مضاعف , والتوفيق حليف كل مجاهد ومثابر.(41/223)
حول حديث وائل بن حجر
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[04 - 08 - 04, 08:03 م]ـ
هل تعلمون أحدا من المتقدمين ضعف حديث وائل بن حجر الذي رواه ابن خزيمة في وضع اليد على الصدر في الصلاة؟ أرجو الرد.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[05 - 08 - 04, 12:38 ص]ـ
من يجيب يا أهل الحديث؟
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[05 - 08 - 04, 04:59 ص]ـ
الحَمْدُ للهِ وَبَعدُ؛
ليتك ذكرت نصَ الحديثِ، وهو:
عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: " صَلَّيْت مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى عَلَى صَدْرِهِ ". أَخْرَجَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ
الحديثُ في سندهِ مُؤَمَّلُ بنُ إِسْماعيل القرشي، قال يعقوبُ بنُ سفيانَ: مُؤَمَّلُ أبو عبد الرحمن شيخٌ جليلٌ سني سمعتُ سليمانَ بنَ حربٍ يحسنُ الثناءَ، كان مشيختنا يوصون بهِ إلا أن حديثهُ لا يشبهُ حديث أصحابهِ، وقد يجبُ على أهلِ العلمِ أن يقفوا عن حديثهِ فإنه يروي المناكير عن ثقاتِ شيوخهِ، وهذا أشدُ، فلو كانت هذهِ المناكيرُ عن الضعفاءِ لكنا نجعلُ له عذراً.
وقال محمدُ بنُ نصرٍ المروزي: المُؤَمَّلُ إذا انفرد بحديثٍ وجب أن يتوقفَ فيهِ ويُتثبتُ فيه، لأنه كان سيء الحفظِ كثيرَ الغلطِ.
فالخلاصةُ: أن الحديثَ لا يثبتُ، ولا يشترطُ أن يقفَ طالبُ العلمِ على كلامٍ للمتقدمين لكي يقوي جانبَ الضعفِ فيه، وذلك أن طالبَ العلمِ إذا كان عندهُ الأهليةُ للبحثِ في سندهِ، ومعرفةِ موطنِ الضعفِ في الحديثِ فهذا أمرٌ حسنٌ، ثم بعد ذلك وجد كلاماً للأئمةِ المتقدمين أو المتأخرين يقوي جانب ما يدعم به ما وقف عليه من الضعفِ فهذا خيرٌ على خيرٍ. واللهُ أعلم.
والحديثُ أصلهُ في مسلم: عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ كَبَّرَ، وَصَفَ هَمَّامٌ: حِيَالَ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ الْتَحَفَ بِثَوْبِهِ ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ أَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ الثَّوْبِ ثُمَّ رَفَعَهُمَا ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ فَلَمَّا قَالَ: " سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " رَفَعَ يَدَيْهِ فَلَمَّا سَجَدَ سَجَدَ بَيْنَ كَفَّيْهِ.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[05 - 08 - 04, 05:11 ص]ـ
أولاً: هذا رابط سابق حول الحديث:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=249
ثانياً: حبذا لو وضعت سؤالك في الموضوع السابق أخي الحنبلي السلفي. وهذا رابط حول تكرار الموضوعات السابقة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19878(41/224)
ما صحة هذا الأثر في التفسير عن ابن عباس؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 - 08 - 04, 09:10 م]ـ
قال ابن جرير رحمه الله في تفسيره عند نقله لما أثر في تفسير قول الله تعالى: {ولا يرضى لعباده الكفر}:
(حدثني علي قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: إنْ تَكْفُرُوا فإنَّ اللّهَ غَنِيٌ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ يعني الكفار الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم، فيقولوا: لا إله إلا الله، ثم قال: وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ وهم عباده المخلصون الذين قال فيهم: إنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهمْ سُلْطانٌ فألزمهم شهادة أن لا إله إلا الله وحَبَّبها إليهم.
حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ قال: لا يرضى لعباده المؤمنين أن يكفروا.)
فما صحة هذا الأثر؟ وهو إن صح يكون حجة لبعض المبتدعة الذين قالوا: إن الرضا والمحبة والإرادة في حق الرب تعالى بمعنى واحد وإن كل ما شاءه وأراده فقد أحبه ورضيه.
وقد رد عليهم ابن القيم في شفاء العليل، ومما قاله في الرد عليهم: (فلما أورد عليهم قوله: ? وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ? (الزمر: من الآية7) أجابوا عنه بجوابين:
أحدهما: لا يرضاه ممن لم يقع منه، وأما من وقع منه فهو يرضاه، إذ هو بمشيئته وإرادته.
والثاني: لايرضاه لهم ديناً، أي: لا يشرعه لهم ولا يأمرهم به ويرضاه منهم كوناً.
وعلى قولهم فيكون معنى الآية: ولا يرضى لعباده الكفر حيث لم يوجد منهم، فلو وجد منهم أحبه ورضيه. وهذا في البطلان والفساد كما تراه .... )
وظاهر أن قول ابن عباس موافق للجواب الأول.
ـ[المقرئ]ــــــــ[05 - 08 - 04, 12:16 ص]ـ
إلى الشيخ الحبيب: أبي مجاهد
أما صحته فكما تعلمون هذه السلسلة مشهورة من سلاسل تفسير ابن عباس وهي سلسلة تفسيرية أعتقد أنكم من أعلم الناس بها
كاتب الليث عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
ورجال الإسناد معروفون لديكم والكلام على رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس لا تخفى على مثلكم
أما التفسير فلم يظهر لي فيه شيئ وإليك البيان:
قال ابن عباس: " إن تكفروا فإن الله غني عنكم " يعني الكفار اللذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم فيقولوا: لا إله إلا الله - أي لم يسلموا ولم يأتوا بالشهادة - ثم قال تعالى " ولا يرضى لعباده الكفر " وهم - يقصد به ضمير الغيبة " لعباده " - وهم عباده المخلصون الذين قال " إن عبادي ليس عليهم - فألزمهم شهادة أن لا إله إلا الله -الضمير يعود للمؤمنين- وحببها إليهم
فبهذا لم يتضح لي أن هناك علاقة بهذا التفسير والذي استشكل عليكم
لا أدري هل وضحت مشكلا أم أن الإشكال لم يتضح لي
محبك: المقرئ
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 - 08 - 04, 07:42 ص]ـ
أخي الكريم المقرئ
جزاك الله خيراً على تعليقك وحسن ردك
ولعلك تعيد قراءة كلام ابن القيم المنقول أعلاه، فهو قد حكم على أن من حمل قول الله تعالى: (ولا يرضى لعباده الكفر) على من لم يقع منه - وهم المؤمنون - بأنه ظاهر البطلان والفساد، ومعلوم أن ابن عباس رضي الله عنهما فسر الآية بما حكم عليه ابن القيم بهذا الحكم. لأنه قال عن قول الله تعالى: {وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ} وهم عباده المخلصون ...
ومعلوم أن أهل السنة يقولون: لا يرضاه ولا يحبه من الجميع.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[05 - 08 - 04, 10:45 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو مجاهدالعبيدي حفظه الله من كل شر
تأذن لي و الإخوة الأفاضل المشاركة في هذا الموضوع.
أخي العزيز لو تدبرت كلام ابن عباس رضي الله عنهما لوجدته يتكلم عن فئة خاصة جدا لا على عموم من انتسب للإيمان.
عن ابن عباس،: إنْ تَكْفُرُوا فإنَّ اللّهَ غَنِيٌ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ يعني الكفار الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم، فيقولوا: لا إله إلا الله، ثم قال: وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ وهم عباده المخلصون الذين قال فيهم: إنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهمْ سُلْطانٌ فألزمهم شهادة أن لا إله إلا الله وحَبَّبها إليهم.
¥(41/225)
فابن عباس رضي الله عنه يتكلم عن فئة من المؤمنين مخلصة لا يمكن أن ترتد لذا الله تعالى لا يرضى قدرا وقوع الكفر منهم فيجتمع في حقهم عند الله تعالى بغض وقوعهم في الكفر و كذلك عدم إرادة وقوع الكفر منهم و هذا لا يناقض أصول أهل السنة و الجماعة بإثبات البغض و السخط و الرضى و غيرها من صفات الإختيارية.
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله (قيل ليس كذلك فإن قبض العلم ليس قبض القرآن بدليل الحديث الآخر (هذا أوان يقبض العلم (فقال بعض الأنصار وكيف يقبض وقد قرانا القرآن وأقرأناه نساءنا وأبناءنا فقال (ثكلتك أمك إن كنت لأحسبك لمن أفقه أهل المدينة أو ليست التوارة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا يغنى عنهم (
فتبين أن مجرد حفظ الكتاب لا يوجب هذا العلم لا سيما فإن القرآن يقرأه المنافق والمؤمن ويقرأه الأمى الذى لا يعلم الكتاب إلا أمانى وقد قال الحسن البصرى (العلم علمان (علم فى القلب وعلم على اللسان فعلم القلب هو العلم النافع وعلم اللسان حجة الله على عباده (فإذا قبض الله العلماء بقى من يقرأ القرآن بلا علم فيسرى عليه من المصاحف والصدور
فإن قيل ففى حديث حذيفة الذى فى الصحيحين أنه حدثهم عن قبض الأمانة وأن (الرجل ينام النومة فتقبض الأمانة من قبله فيظل أثرها مثل الوكت ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل اثر المحل كجمر دحرجته على رجلك فتراه منتبرأ وليس فيه شىء (قيل وقبض الأمانة والإيمان ليس هو قبض العلم فإن الإنسان قد يؤتى إيمانا مع نقص علمه فمثل هذا الإيمان قد يرفع من صدره كإيمان بنى إسرائيل لما رأوا العجل واما من أوتى العلم مع الإيمان فهذا لا يرفع من صدره ومثل هذا لا يرتد عن الإسلام قط بخلاف مجرد القرآن أو مجرد الإيمان فإن هذا قد يرتفع فهذا هو الواقع
لكن أكثر ما نجد الردة فيمن عنده قرآن بلا علم وإيمان او من عنده إيمان بلا علم وقرآن فأما من أوتى القرآن الإيمان فحصل فيه العلم فهذا لا يرفع من صدره).
و تدبر قول ابن عباس بعدها (وهم عباده المخلصون الذين قال فيهم: إنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهمْ سُلْطانٌ فألزمهم شهادة أن لا إله إلا الله وحَبَّبها إليهم).
ففسر ابن عباس هنا القرآن بالقرآن فقوله تعالى (وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ) فسره ابن عباس بقوله (إنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهمْ سُلْطانٌ) و قوله (فألزمهم شهادة أن لا إله إلا الله وحَبَّبها إليهم) و هنا الإلزام القدري لا الشرعي لأن الإلتزام الشرعي مطلوب من جميع الخلق و من لم يكن للشيطان عليه سبيل أو سلطان لا يرتد أبدا.
فالله تعالى لا يرضى بالكفر على العموم و لا يرضاه لأهل الإخلاص خصوصا ولا يريده لهم قدرا.
فاجتمع لأهل الإخلاص بغض الكفر و عدم وقوعه منهم قدرا أما غيرهم فقد يقع منهم قدرا و هي الإرادة الكونية و إن كان الله تعالى لا يرضى به شرعا و يطالبهم ببغضه و تركه.
هذا ما فهمته من استشكال الأخ الفاضل أبو مجاهد.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[05 - 08 - 04, 12:26 م]ـ
و هنا أمر مهم يجب التنبه له و هي ما هو المعهود من معنى الرضى في كتاب الله تعالى.
فمعنى الرضى الوارد في كتاب الله تعالى لا يأتي إلا بمعنى الموافقه على الشئ مع المحبة له.
قال تعالى {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} المائدة3.
و قال {قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} المائدة119.
¥(41/226)
{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} التوبة100
{يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً} مريم6
{وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً} مريم55
{يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً} طه109
{ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً} الفجر28
{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} آل عمران15
{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} آل عمران162
و غيرها من الآيات التي دلت على أن الرضى بمعنى الموافقة مع المحبة و لا يشترط إذا كان الرضى من الله تعالى إرادة وقوعه قدرا فالله تعالى أمر بالدخول بالإسلام و جعله خاتمة الأديان و رضيه للناس جميعا و ليس من شرط ذلك أن يقع الدخول في هذا الدين من الناس جميعا لأن الله تعالى رضيه.
و في الحديث
عن سعد بن أبي وقاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا غفر له ذنبه).
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة).
و غيرها من الأحاديث.
و أما قول ابن عباس رضي الله عنهما الذي نقله ابن جرير في قوله تعالى {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} الزمر7.
إنما ساغ تفسير ابن عباس لإجتماع الإرداة الكونية و الإرادة الشرعية بالنسبة لهذه الفئة فالله تعالى يبغض الكفر و يكرهه لهذه الفئة خاصة و لعموم الناس و كذلك لا يريد وقوع الكفر من هذه الفئة فلم يتمحض عدم الرضا هنا بمعنى الإرادة فقط بل هو عدم الإرادة مع عدم الرضا و لا يمكن احتجاج أهل البدع بهذه الآية على المعنى الذي ذكرناه من قول ابن رضي الله عنهما.
و تفسير ابن عباس رضي الله عنهما واضح بالمراد من هذه الآية و أنه في فئة خاصة اجتمعت فيها الإرادة الكونية مع الإرادة الشرعية.
و كما يقال يثبت تبعا ما لا يثبت استقلالا فلما وجد الرضا التام من الله تعالى لهذه الفئة خاصة لزم هذا الرضا أن الله تعالى يريد لهم الإيمان و الثبات عليه.
و لا يلزم هذا أنه إذا أراد الله تعالى لقوم الكفر أنه رضيه لهم لأن الرضا المعهود في كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم من شرطه المحبه و لا يقال أن الله تعالى إذا أراد وقوع الكفر رضي هذا الكفر بمعنى أحبه هذا لا يقوله مسلم أبدا.
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (فبين الإرادة الشرعية الدينية والإرادة الكونية القدرية عموم وخصوص مطلق يجتمعان فى حق المخلص المطيع. وتنفرد الإرادة الكونية القدرية فى حق العاصى).
و الله أعلم.
ـ[المقرئ]ــــــــ[05 - 08 - 04, 02:02 م]ـ
إلى الشيخ الفاضل: أبي مجاهد
ظننتكم تسألون عن معنى تفسير ابن عباس فقط لا عن كلام ابن القيم
كلام ابن القيم: [أحدهما: لا يرضاه ممن لم يقع منه، وأما من وقع منه فهو يرضاه، إذ هو بمشيئته وإرادته.]
ليس هذا مستنده كلام ابن عباس وأين كلام ابن عباس من هذا يقول ابن عباس:
¥(41/227)
[لا يرضى لعباده الكفر ا وهم عباده المخلصون الذين قال " إن عبادي ليس عليهم - فألزمهم شهادة أن لا إله إلا الله] ليس فيه أي مستند فيما يظهر لي لكلام أهل البدع في القول الأول فهناك زادوا وقالوا [وأما من وقع منه فهو يرضاه، إذ هو بمشيئته وإرادته] أين مستند الكلام هذا من كلام ابن عباس وهذا ليس طردا للدليل الموجب له
وفعل الطبري يدل على أنه لا يرى كلام ابن عباس دليلا لهم
فالطبري ذكر تفسيرين للآية:
الأول: قال: إن تكفروا أيها المشركون بالله فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده المؤمنين الذين أخلصهم لعبادته وطاعته الكفر
ثم استدل بكلام ابن عباس وهو موافق لمذهب أهل السنة لا أرى فيها أي إشكال ولم يأت بهذا اللازم الذي أتى به أهل البدع
ثم ذكر القول الثاني: وقال المعنى: أيها الناس -عام- إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لكم أن تكفروا
ولم يستدل بكلام ابن عباس لمثل هذا القول مع أن هذا القول أيضا ليس فيه مستند للأهل البدع وليس فيه تفسير أي تقرير لكلامهم بل فيه مخالفة لمعتقدهم
هذا بالنسبة لكلام ابن عباس
أما كلام ابن القيم فليس فيه إشكال البتة وأختصره بثلاث نقاط:
1 - الجوابان اللذان ذكرهما ابن القيم هي من ردود الأشعرية
أورد ابن القيم هذا الإيراد بسبب أن طائفة منهم قالت: تأدبا مع الله لا نقول: يرضى بالأمور المذمومة من كفر وعصيان ونحوه لكن نقول: يرضى بالإيمام والإحسان ونحوه
فاعترض ابن القيم عليهم بهذه الآية " ولا يرضى لعباده الكفر " فأجابوا عنه بجوابين
2 - كلا الجوابين يدوران على معنى: أن الرضا والمحبة والإرادة في حق الرب بمعنى واحد:
لقولهم في القول الأول: [وأما من وقع منه فهو يرضاه، إذ هو بمشيئته وإرادته.]
وفي القول الثاني: [ويرضاه منهم كوناً]
فكلا القولين من أقوال أهل البدع وليس واحد منها يستند إلى كلام ابن عباس فكلام ابن عباس ظاهر جدا
3 - ابن القيم عنى بقوله " [وهذا في البطلان والفساد كما تراه .... )] قولهم [فلو وجد منهم أحبه ورضيه] ولعل هذا الذي أشكل عليك
وأما الرد على هذا القول فلستم بحاجة إليه إذ أنكم من فرسان هذا الميدان
والخلاصة: لا أدري ما الصلة بين كلام ابن عباس وكلام ابن القيم في كونه دليلا للأهل البدع
وأعتذر عن طول الكلام وأرجو أن توضح لي ذلك غير مأمور وأنت مأجور بإذن الله
المقرئ
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 - 08 - 04, 03:42 م]ـ
أشكر الأخوين الكريمين على مشاركتهما، ولا زال السؤال قائماً
وأرجو أن تتأملوا ما سبق، ثم تقارنوه بما يأتي من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
قال: (وأصل هذه المسألة الفرق بين محبة الله ورضاه وغضبه وسخطه وبين إرادته كما هو مذهب السلف والفقهاء واكثر المثبتين للقدر من اهل السنة وغيرهم.
وصار طائفة من القدرية والمثبتين للقدر الى أنه لا فرق بينهما، ثم قالت القدرية هو لا يحب الكفر والفسوق والعصيان ولا يريد ذلك فيكون ما لم يشاء ويشاء ما لم يكن، وقالت المثبتة: ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن واذن قد اراد الكفر والفسوق والعصيان ولم يرده دينا او أراده من الكافر ولم يرده من المؤمن فهو لذلك يحب الكفر والفسوق والعصيان ولا يحبه دينا ويحبه من الكافر ولا يحبه من المؤمن وكلا القولين خطأ مخالف للكتاب والسنة واجماع سلف الامة وأئمتها فانهم متفقون على انه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه لا يكون شىء الا بمشيئته ومجمعون على أنه لا يحب الفساد ولا يرضى لعباده الكفر وان الكفار يبيتون ما لا يرضى من القول والذين نفوا محبته بنوها على هذا الاصل الفاسد) 6/ 116
وقال: (وأما جماهير الناس من أهل الكلام والفقه والحديث والتصوف فيفرقون بين النوعين وهو قول أئمة الفقهاء من أصحاب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم وهو قول المثبتين للقدر قبل الأشعري مثل ابن كلاب كما ذكره أبو المعالي الجويني فإن النصوص قد صرحت بأن الله لا يرضى الكفر والفسوق والعصيان ولا يحب ذلك مع كون الحوادث كلها بمشيئة الله تعالى وتأويل ذلك بمعنى لا يرضاها من المؤمنين أو لا يرضاها ولا يحبها دينا بمعنى لا يريدها يقتضي أن يقال لا يرضى الإيمان أي من الكافر أو لا يريده غير دين والله تعالى قد أخبر أنه يكره المعاصي بقوله: {كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها} سورة الإسراء 38 وقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى كره لكم ثلاثا قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال)
وقال في منهاج السنة: (وأما الرضا بكل ما يخلقه الله ويقدره فلم يدل عليه كتاب ولا سنة ولا قاله أحد من السلف بل قد أخبر الله تعالى أنه لا يرضى بأمور مع أنها مخلوقة كقوله: {ولا يرضى لعباده الكفر} سورة الزمر، وقوله: {إذ يبيتون ما لا يرضى من القول} سورة النساء 108 وقد بسطنا الكلام على هذا في مصنف مفرد في الرضا بالقضاء وكيف تحزب الناس فيه أحزابا حزب زعموا أنهم يرضون بما حرم الله لأنه من القضاء وحزب ينكرون قضاء الله وقدره لئلا يلزمهم الرضا به وكلا الطائفتين بنت ذلك على أن الرضا بكل ما خلقه الله مأمور به وليس الأمر كذلك بل هو سبحانه يكره ويبغض ويمقت كثيرا من الحوادث وقد أمرنا الله أن نكرهها ونبغضها)
¥(41/228)
ـ[المقرئ]ــــــــ[05 - 08 - 04, 05:22 م]ـ
إلى الشيخ الفاضل: أبي مجاهد [رزقك الله الصبر على بليد مثلي]
إذا ما كان عليك كلافة أرجو أن تذكر المشكل عليك فقط من اللفظ وما الذي تفهمه منه، لأني وبكل أسف لم أحدد موضع الإشكال عندك
فقط اذكر النص المشكل وماذا فهمته منه لعله يتضح لي المراد لأن كلام شيخ الإسلام وكلام ابن القيم وكلام ابن عباس يصبان في في غدير واحد وليس بينهما تنافر فيما يظهر لي
محبك: المقرئ
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[05 - 08 - 04, 07:32 م]ـ
الأخ الفاضل أبو مجاهد نحن قررنا أن الرضا لا بد من أن يكون إراده معها حب و هؤلاء الذين تكلم عنهم ا بن عباس رضي الله عنهما اجتمعت لهم الإرادتين الكونية و هي إيمانهم و ثباتهم عليهم فالله تعالى عندما قدر لهم الإيمان و الثبات عليه مع محبته لهذا الإيمان سمي رضا لإجتماع المحبة مع الإرادة هذا قدرا و أما شرعا فمعلوم أن الله تعالى يرضى عن الإيمان و يحبه و لا يحب الفساد و الكفر.
أما قول أهل البدع فمداره على أن من وقع منه الكفر فإن الله تعالى أراده و رضيه نعم الله تعالى أراده قدرا و لكن لا يرضى الله تعالى عن وقوع الكفر فالله تعالى يرضى عن وقوع الإيمان كونا و شرعا فجاز لنا عندها تسمية هذه الإرادة الكونية للإيمان رضا لأنها مقترنة بمحبة الله تعالى و لا يرضى عن الكفر شرعا و يريده كونا و لا تسمى الإرادة لوقوع الكفر رضا لأنه الله تعالى لا يحب الكفر و لا يرضاه فتفترق الإرادة الكونية للكفر عن الإرادة الكونية للإيمان أن الإيمان يريده قدرا و يحب وقوعه و أما الكفر فيريد قدرا و لا يحب وقوعه فلا يسمى عندها رضا.
فمحل كلام أهل البدع غير المحل الذي تكلم عن ابن عباس فاهل البدع لا يخالفون أهل السنة و الجماعة في أن الله تعالى رضي الإيمان لمن آمن قدرا و شرعا.
و لكن يخالفونهم في وقوع الكفر لا الأيمان يقولون أن الكفر إذا قدره الله تعالى فإن يرضى عنه و أهل السنة و الجماعة يقولون أنه الله تعالى لا يحب الكفر و الفساد و لكن يوقعه لحكم الله تعالى يعلمها فتدبر الفرق بين الأمرين ينحل الإشكال إن شاء الله.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 - 08 - 04, 12:52 ص]ـ
كلام أخي عبدالرحمن المخلف وجيه، ولكنه لم يحل كل الإشكال، ويبقى في قول ابن عباس متعلقاً لبعض الأشاعرة الذين فسروا الآية بالخصوص.
جاء في تفسير البغوي: (قال ابن عباس والسدي: لا يرضى لعباده المؤمنين الكفر، وهم الذين قال الله تعالى: {إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـ?نٌ} (الحجر: 42، الإسراء: 65)، فيكون عاماً في اللفظ خاصاً في المعنى، كقوله تعالى: {عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ?للَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً} (الإنسان: 6)، يريد بعض العباد،
وأجراه قوم على العموم، وقالوا: لا يرضى لأحد من عباده الكفر، ومعنى الآية: لا يرضى لعباده أن يكفروا به، ويروى ذلك عن قتادة، وهو قول السلف، قالوا: كفر الكافر غير مرضي لله عزّ وجلّ، وإن كان بإرادته) انتهى
فتأمل قوله: "وهو قول السلف" أي: قول القائلين بالعموم. فيفهم منه أن ما ذهب إليه ابن عباس رضي الله عنهما ليس كذلك!!
أنا سألت أولاً عن صحة هذا الأثر لأنه إذا لم يثبت كفانا ذلك مؤونة توجيهه، وإن ثبت فيحمل على ما ذكر الأخ عبدالرحمن المخلف من كون ابن عباس لا ينفي العموم، وإنما ذكر طائفة مخصوصة لأنه قد اجتمع في حقهم مع عدم الرضا عدم الوقوع. والله أعلم
تنبيه: قرأت في موضوع:حول صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في التفسير ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8686&page=2&pp=15) أن في هذه الصحيفة ما يستنكر، فهل يعد هذا الأثر من ذلك؟
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[07 - 08 - 04, 12:38 م]ـ
الأخ الفاضل أبو مجاهد العبيدي
حتى يحصل لنا نوع يقين في مراد ابن عباس فنتدبر في هذه الآية جيدا.
قال تعالى {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} الزمر7
¥(41/229)
قال ابن جرير رحمه الله في تفسيره عند نقله لما أثر في تفسير قول الله تعالى: {ولا يرضى لعباده الكفر}:
(حدثني علي قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: إنْ تَكْفُرُوا فإنَّ اللّهَ غَنِيٌ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ يعني الكفار الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم، فيقولوا: لا إله إلا الله، ثم قال: وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ وهم عباده المخلصون الذين قال فيهم: إنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهمْ سُلْطانٌ فألزمهم شهادة أن لا إله إلا الله وحَبَّبها إليهم.
قوله تعالى (وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ) نفي و النفي و النهي على الصحيح عند الأصوليين يلزم أضداده فقوله (وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ) يقتضي أن الله تعالى يرضى الإيمان لأن الإيمان ليس فقط ضد للكفر بل هو نقيض له و النقيضان لا يجتمعان و لا يرتفعان فلا ضرورة أن نفهم أن معنى هذه الآية أن الله تعالى يرضى لعباده الإيمان و الرضا بالإيمان لا يختلف فيها أهل السنة و الجماعة مع أهل البدع ممن أثبت الرضا حتى في الكفر.
فرق كبير بين قولك أن الله تعالى يرضى الكفر و بين قولك أن الله لا يرضى الكفر لذا لم ترد آية واحدة أو حديث صحيح أن الله تعالى يرضى الكفر أو الفساد أو الشر.
قال تعالى {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً} الجن10.
و قوله {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} الفتح11
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} الزمر38
{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} يس82 و هذه الآية لما عمت الكفر و الإيمان و الخير و الشر جاءت بلفظ الإرادة و لم تأت بلفظ الرضا.
{قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً} الأحزاب17
{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} الرعد1
و للحديث بقية إن شاء الله(41/230)
تخريج حديث: أفشوا السلام
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[05 - 08 - 04, 08:59 ص]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه وحزبه.
أما بعد ....
فهذا تخريج لحديث: " أفشوا السلام "، كتبته منذ مدة بعيدة، ثم رأيت أن أضعه بين أيدي إخواني، ولا أدري لماذا لم أكتب أرقام الصفحات والأحاديث، والرجوع إلى هذه المصادر يستغرق وقت كبير، فلعلي أذكرها فيما بعد
إن شاء الله نظراً لكثرة الشواغل هذه الفترة.
حديث " يا أيها الناس! أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام؛ تدخلون الجنة بسلام "
أخرجه أحمد في " مسنده "، والترمذي في " سننه "، وابن ماجه في "سننه "، والدارمي في " سننه "، وعبد بن حميد في " المنتخب "، وابن نصر في " قيام الليل "، والطبراني في " المعجم الكبير "، وفي " الأوائل "، وفي " مكارم الأخلاق "، وتمام في " فوائده "، ويعقوب بن سفيان في " المعرفة والتاريخ "، وابن أبي الدنيا في " التهجد "، وفي " مكارم الأخلاق "، والحاكم في " المستدرك "، وأبونعيم في " معرفة الصحابة "، وابن السني في " عمل اليوم والليلة "، وأبوالقاسم الأصبهاني في " الترغيب "، والقضاعي في " مسند الشهاب "، وأبوبكر الشافعي في " الغيلانيات "، وابن قانع في " معجم الصحابة "، وابن سعد في " الطبقات "، وإبراهيم بن عبدالصمد في " الجزء الأول من الأمالي "، والضياء في " المختارة "، والبيهقي في " السنن الكبرى "، وفي " شعب الإيمان "، في " الآداب "، وابن بشران في " الأمالي "، والشجري في " الأمالي "، والبغوي في " شرح السنة "، ومعمر بن عبدالوحد الأصبهاني في " موجبات الجنة "، والبرجلاني في " الكرم والجود "، وابن عساكر في " تاريخ دمشق "، وابن الجوزي في " البر والصلة ".
من طرق عن عوف بن أبي جميلة، عن زرارة بن أبي أوفى، عن عبدالله بن سلام، قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه، وقيل: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم – ثلاثاً – فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استثبت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته يتكلم به أن قال: ... (فذكره).
قال الترمذي: " حديث صحيح ".
وقال الحاكم: " صحيح الإسناد "، ووافقه الذهبي.
وقال البغوي: " حديث حسن صحيح ".
وجوّد إسناده النووي في " الأذكار ".
ولكن قال ابن أبي حاتم: " سُئل أبي، هل سمع زرارة من ابن سلام؟ قال: ما أراه، ولكن يدخل في المسند ".
قلت: روى هذا الحديث بالعنعنة جماعة منهم: يحيى بن سعيد، وابن المبارك، وعبدالله بن يزيد المقري، ومحمد بن جعفر وابن أبي عدى، وهوذة بن خليفة، وعثمان بن الهيثم، ومعاذ بن عوذ الله، وسعيد بن عامر، وخالد بن الحارث، وعبدالوهاب بن عطاء.
ورواه أبوأسامة حماد بن أسامة بن زيد، عن عوف، عن زرارة بن أوفى، حدثنا عبدالله بن سلام، به.
فذَكر التصريح بالتحديث.
أخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه "، وعنه البخاري في " التاريخ الكبير "، وابن ماجه في " سننه "، وابن أبي عاصم في " الأوائل ".
قلت: أبوأسامة ثقة، وقد تابعه على ذكره بالتصريح بالسماع، سليمان بن حماد، عن عوف، به.
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير ".
فثبت سماعه، والحمد لله، فهذا الإسناد صحيح.
تنبيه: قال مقبل الوادعي في " أحاديث معلة ": " التصريح في ابن ماجه من بعض النساخ، أو غلط مطبعي، أو وهم فيه بعض الرواة ".
قلت: لا هذا ولا ذاك ولا تلك، كما بيناه أنفاً.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطنا
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[06 - 08 - 04, 03:22 ص]ـ
ولكن قال ابن أبي حاتم: " سُئل أبي، هل سمع زرارة من ابن سلام؟ قال: ما أراه، ولكن يدخل في المسند ".(41/231)
ضعف حديث كفى بالمرء كذبا
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[06 - 08 - 04, 11:21 ص]ـ
ضعف حديث كفى بالمرء كذبا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى لاسيما عبده المصطفى صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد،،،
فالحديث رواه مسلم في " مقدمة صحيحه " (1/ 107 – نووي)، وأبوداود (4/ 298 / 4992)، ابن حبان (1/ 213 / 30 – إحسان)، وأبونعيم في " المستخرج " (1/ 95 / 67)، والحاكم في " المدخل " (ص 107، 108).
من طريق علي بن حفص، حدثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، عن النبي – صلى الله عليه وسلم –: " كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع ".
وهذا الإسناد رجاله ثقات، على بن حفص وثقه ابن معين وابن المديني وأبوداود.
ولكن خالفه عبد الرحمن بن مهدي ومعاذ العنبري فروياه: عن شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، مرسلاً.
أخرجه مسلم في " المقدمة " (1/ 107).
وتابعهما أبوعمر الحوضي وهو حفص بن عمر، عن شعبة، به.
رواه الحاكم في " المدخل ".
وتابعهم محمد بن جعفر، عن شعبة، به.
رواه القضاعي في " مسند الشهاب " (1416).
فتبين مما سبق أن المحفوظ إرساله؛ فإن من أرسله أكثر وأوثق.
ومع ذلك فقد صححه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " (2/ 1011 / 1928)، وابن حجر في " الفتح " (3/ 268)، والسخاوي في " فتح المغيث " (3/ 268)، والصنعاني في " سبل السلام " (4/ 1460).
تنبيه: وقع في كثير من نسخ " صحيح مسلم " وصل الطريق المرسلة، وهو تصحيف.
وله شاهد من حديث أبي أمامة أخرجه القضاعي (1415) لا يصلح لتقويته، والله أعلم.
أبوالمنهال
محمد بن عبده بن محمد
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[06 - 08 - 04, 12:27 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا المنهال
والموضوع مطروق من قبل في المتقى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3205&highlight=%DF%DD%EC+%C8%C7%E1%E3%D1%C1
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[06 - 08 - 04, 02:53 م]ـ
لكن أخي ماذا عن ما قاله الألباني - رحمه الله - في (صحيح سنن أبي داود) (4\ 298) بعد أن أورد هذا الحديث:
قال الشيخ الألباني: صحيح سند الحديث: حدثنا حفص بن عمر ثنا شعبة ح وثنا محمد بن الحسين ثنا علي بن حفص قال ثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم قال بن حسين في حديثه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (كفى ... ) الحديث
هذا بالنسبة للفظ (إثماً).
أما اللفظ الذي فيه (كذباً) , فقد أورده الألباني أيضاً في صحيح الجامع وحكم عليه بالصحة أنظر:انظر حديث رقم: 4482.
أرجوا التوضيح وجزاك الله خيراً.(41/232)
ما صحة حديث ( .... ومن لغا فلا جمعة له)؟؟
ـ[علي الكناني]ــــــــ[07 - 08 - 04, 03:39 ص]ـ
أرجو الإفادة
وجزاكم الله كل خير
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[07 - 08 - 04, 03:27 م]ـ
السلام عليكم ,,,
إن كان اللفظ الذي تريده هو ((ومن قال يوم الجمعة لصاحبه صه فقد لغا ومن لغا فليس له في جمعته تلك شيء)) فهذا الحديث رواه أبو داود وغيره وحكم عليه الألباني بالضعف كما في ضعيف سنن أبي داود (1\ 276)
وأورده كذلك الشيخ في ضعيف الجامع الصغير وحكم عليه بالضعف أيضاً , والله أعلم
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[07 - 08 - 04, 03:35 م]ـ
والثابت هو هذا الفظ: ((حديث "من قال لصاحبه والامام يخطب انصت فقد لغا ومن لغا لا جمعة له"))
التخريج: اخرجه الترمذي والنسائي عن ابي هريرة روى الترمذي قوله "ومن لغا فلا جمعة له" قال الترمذي حديث حسن صحيح وهو في الصحيحين بلفظ "اذا قلت لصاحبك" اخرجه ابو داود من حديث علي "من قال صه فقد لغا ومن لغا فلا جمعة له". (تخريج أحاديث الأحياء , المجلد الأول , كتاب اسرار الصلاة , الباب الخامس)
تنبيه مهم: ليس معنى قوله صلى الله عليه وسلم ((فلا جمعة له)) أي أن صلاته باطله , بل الصحيح أنه ليس له أجر صلاة الجمعة كاملة , فصلاته صحيحه مع نقص الأجر , والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 08 - 04, 04:02 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
ولكن زيادة (ومن لغا فلاجمعة له) مع ورودها من عدة طرق فلا تصح والله أعلم، وقد توسع الغماري في تخريج بداية المجتهد في الكلام حول هذه اللفظة وتوصل إلى ثبوتها، ولايسلم له ذلك.
ـ[علي الكناني]ــــــــ[08 - 08 - 04, 12:00 م]ـ
جزاك الله كل خير أخي الفاضل: أبو محمد القحطاني
مقصودي حديث: من مس الحصا فقد لغا ومن لغا فلا جمعة له
هل ورد بهذا اللفظ
لأنني وجدته عند ابن ماجه بلفظ:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا
بدون زيادة:ومن لغا فلا جمعة له
والمعذرة إن كنت لم أوضح المقصود من البداية
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[08 - 08 - 04, 12:09 م]ـ
نعم يا اخي المثابر , الحديث الذي ذكرته أنت بهذا اللفظ صحيح , وهو كما قلت أننت بدون زيادة (فلا جمعة له)
أنظر صحيح ابن ماجة للألباني (1\ 327) قال الشيخ بعد ما ذكر الحديث: ((صحيح سند الحديث: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم))
وأورده السيوطي في الجامع وصححه الألباني: أنظر حديث رقم: 6553 في صحيح الجامع
وصح أيضاً من طريق آخر عند أبي داود (1\ 276) صحيح سنن أبي داود ’’,, والله أعلم ,
ـ[علي الكناني]ــــــــ[08 - 08 - 04, 04:58 م]ـ
بارك الله فيك
لكن هل الحديث (من مس الحصا فقد لغا ومن لغا فلا جمعة له) ثابت بهذا اللفظ؟
هذا موطن السؤال والبحث
ـ[علي الكناني]ــــــــ[11 - 08 - 04, 11:29 م]ـ
بعد البحث وجدت في سنن ابن ماجه هذا الحديث بدون زيادة (ومن لغا فلا جمعة له)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا
وسؤالي عن الحديث باللفظ الوارد في السؤال
(من مس الحصا فقد لغا ومن لغا فلا جمعة له) ...... هل ورد بهذا اللفظ؟
أرجو المساعدة في الدلالة والبحث
وقد كنت طرحت السؤال في مشاركة سابقة لكن لم أوفق في عرض مطلبي بوضوح
جزاكم الله كل خير
ـ[عَبْدُ الله]ــــــــ[12 - 08 - 04, 01:23 ص]ـ
سلام الله عليك يا مثابر ...
أما بعد: فلقد بحثت في الزيادة التي أوردتها ... وإن شاء الله وجدت قليلاً مما تحتاج ...
فلقد ورد هذا الحديث بزيادتين ...
الأولى: ومن تكلم فلا جمعة له.
الثانية: ومن لغا فلا جمعة له.
ولم أجد الزيادة المذكورة في سنن ابن ماجه،،، ولقد أور الحديث صاحب الترغيب والترهيب .. وهذا نصه:-
[وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال إذا كان يوم الجمعة خرجت الشياطين يربثون الناس إلى أسواقهم وتقعد الملائكة على أبواب المساجد يكتبون الناس على قدر منازلهم السابق والمصلي والذي يليه حتى يخرج الإمام فمن دنا من الإمام فأنصت واستمع ولم يلغ كان له كفلان من الأجر ومن نأى فاستمع وأنصت ولم يلغ كان له كفل من الأجر ومن دنا من الإمام فلغا ولم ينصت ولم يستمع كان عليه كفلان من الوزر ومن قال صه فقد تكلم ومن تكلم فلا جمعة له. ثم قال هكذا سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول]. (رواه أحمد وهذا لفظه)
(وأبو داود ولفظه)
[إذا كان يوم الجمعة غدت الشياطين براياتها إلى الأسواق فيرمون الناس بالترابيث أو الربايث ويثبطونهم عن الجمعة وتغدو الملائكة فيجلسون على أبواب المساجد ويكتبون الرجل من ساعة والرجل من ساعتين حتى يخرج الإمام فإذا جلس مجلسا يستمكن فيه من الاستماع والنظر فأنصت ولم يلغ كان له كفلان من الأجر فإن نأى حيث لا يسمع فأنصت ولم يلغ كان له كفل من الأجر فإن جلس مجلسا لا يستمكن فيه من الاستماع والنظر فلغا ولم ينصت كان له كفلان من وزر فإن جلس مجلسا يستمكن فيه من الاستماع والنظر ولغا ولم ينصت كان له كفل من وزر قال ومن قال لصاحبه يوم الجمعة أنصت فقد لغا ومن لغا ليس له في جمعته تلك شيء.]
والحديثان: ضعيفان كما أشار الى ذلك الألباني.
انظر: ابو داود: 1051|ضعيف الجامع الصغير: 657|ضعيف الترغيب والترهيب:433.
السلام عليكم ورحمه الله(41/233)
المقالات القصار فى فتاوى الأحاديث والأخبار
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 08 - 04, 05:36 م]ـ
الحمد لله بالعشى والإشراق. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على من وقع على محبته الإتفاق. وطلعت شموس أنواره في غاية الإشراق. وتفرد فى ميدان الكمال بحسن الإستباق. الناصح الأمين الذي اهتدى الكون كله بعلمه وعمله. والقدوة المكين الذي اقتدي الفائزون بحاله وقوله. ناشر ألوية العلوم والمعارف. ومسدي الفضل للأسلاف والخوالف. الداعي على بصيرة إلى دار السلام. والسراج المنير والبشير النذير، علم الأئمة الأعلام. الآخذ بحُجُزِ مُصَدِّقيِّه عن التهافت في مداحض الأقدام. والتتابع في مزلات الجرأة على العصيان والآثام. وبعد ..
فهذه أجوبة أسئلةٍ عن أحاديثَ مشتهرة، وأخبارٍ منتشرة، يعتمدها كثير من خطباء الوقت ودعاة العصر، فى مجالس الترغيب والنحذير، وعلى منابر الدعوة والتذكير. وقد أقمتُها إقامة السنان، وأودعتها دقائق تحقيقات أهل هذا الشان، وأسميتها عند الإتمام:
المقالات القصار فى فتاوى الأحاديث والأخبار
ـــــــــ ... ـــــ ... ــــــــــ
تحميل نسخة من الكتاب
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 08 - 04, 06:41 م]ـ
جزاك الله خيراً فضيلة الشيخ
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 08 - 04, 07:06 م]ـ
جزاك الله خيراً فضيلة الشيخ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 08 - 04, 08:20 م]ـ
جزاك الله خيراً فضيلة الشيخ
الأخوان الكريمان الشيخان / إحسان العتيبى، وابن وهب.
أيَّدكما الله بتوفبقه. وبارك لكما. وجزاكما خيراً. وشكر لكما وزادكما من فضله.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[08 - 08 - 04, 10:42 ص]ـ
الدلائل الواضحة على صحَّة حديث البطاقة الراجحة
إضافة للفائدة:
قال الشيخ: ...... فقد أخرجه كذلك ابن المبارك ((الزهد)) (371)، وأحمد (2/ 213)، والترمذى (2639)، وابن ماجه (4300)، والطبرانى ((الأوسط)) (4725)، وابن حبان (225)، والحاكم (1/ 710،46)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (1/ 264/283)، والخطيب ((موضح الأوهام)) (2/ 204)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (14/ 84)، والذهبى ((معجم المحدثين)) (ص48) من طرق عن الليث بن سعد به. اهـ.
قلت: وكذا رواه ابن المبارك في " مسنده " (100)، وأبوطاهر السلفي في " الأربعين البلدانية " (19)، ومحمد عبدالباقي الأيوبي في " المناهل السلسلة " (ص 283، 284)، [والسيوطي في " جياد المسلسلات " (ق 9 / ب، الحديث الحادي والعشرون)، وعبدالباقي الحنبلي في " أربعين حديثاً من رياض آثار أهل السنة " (ص 21، 22) – كما في حاشية " الأربعين البلدانية " (ص 54)]، والفاداني المكي في " العجالة في الأحاديث المسلسلة " (ص 54، 56)، وعبدالفتاح أبوغدة في " التتمات الخمس على الموقظة " (ص 109 – 111).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[08 - 08 - 04, 10:46 ص]ـ
قال الشيخ في ختام كتابه:
لا يعجبنَّكَ من خطيبٍ خطبةً حتى يكونَ مع الكلامِ أصيلا
إن الكلامَ لفى الفؤادِ وإنما جُعل اللسانُ على الفؤادِ دليلا
تنبه شيخنا الفاضل فإن هذا البيت يُستدل به على بدعة كبيرة، وهو يُنسب للأخطل، وليس في ديوانه، وراجع " شرح الطحاوية " (ص 199، 200 – ط التركي)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[08 - 08 - 04, 11:14 ص]ـ
الحمد لله نسترفده العون والتوفيق. ونسأله الهداية إلى أقوم طريق.
الأخ الحبيب / أبو المنهال السكندرى
حياك الله بالخير. وشكر لك إضافاتك. وبارك فيك
لكن ما وجه العتاب فى ذكر أبيات الأخطل النصرانى، إن كان المعنى صحيحاً، ولو استدل به القائلون بالكلام النفسى من متكلمى الأشاعرة، وهل ينكر حديث النفس لاستدلالهم الباطل بهذا البيت للأخطل النصرانى؟!.
فإن مما يثبت به حديث النفس: حديث قَتَادَةُ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ)) مع قول قَتَادَةُ: إِذَا طَلَّقَ فِي نَفْسِهِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وحديث عبد الله بن عباس فى يوم السقيفة، وفيه قول عمر بن الخطاب ((وَكُنْتُ قَدْ زَوَّرْتُ مَقَالَةً أَعْجَبَتْنِي، أُرِيدُ أَنْ أُقَدِّمَهَا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ))، والحديثان كلاهما فى ((الصحيحين)).(41/234)
من لطائف زوائد ((الأدب المفرد)) على ((الصحيحين))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 08 - 04, 08:25 م]ـ
الحمد لله الذى جعل التوحيدَ دليلاً على مرضاته. وحادياً إلى جناته. فأكرمْ به صاحباً للعبد من مولده إلى مماته. ومُنجياً له من عذاب القبر وظلماته. والصلاة والسلام الأكملان على محمَّدٍ خير خلق الله ودعاته. وبعد ..
فمن لطائف زوائد ((الأدب المفرد)) على ((الصحيحين)):
قال إمام المحدثين (548): حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الصَّقْعَبِ بْنِ زُهَيْرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ حَمَّادٌ لا أعلمه إلا عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنَّا جُلوسَاً عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، عَلَيْهِ جُبَّةٌ سِيجَانٍ حتَّى قام على رأس النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا قَدْ وَضَعَ كُلَّ فَارِسٍ، أو قَالَ: يُرِيدُ أَنْ يَضَعَ كُلَّ فَارِسٍ، وَيَرْفَعَ كُلَّ رَاعٍ، فَأَخَذَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَجَامِعِ جُبَّتِهِ، فَقَالَ: أَلا أَرَى عَلَيْكَ لِبَاسَ مَنْ لا يَعْقِلُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ نُوحًا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ لابْنِهِ: إِنِّي قَاصٌّ عَلَيْكَ الْوَصِيَّةَ، آمُرُكَ بِاثْنَتَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ، آمُرُكَ بِلا إِلَهَ إِلا اللهُ، فَإِنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرْضِينَ السَّبْعَ لَوْ وُضِعَن فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ فِي كِفَّةٍ، لرَجَحَتْ بِهِنَّ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرْضِينَ السَّبْعَ كُنَّ حَلْقَةً مُبْهَمَةً، لقَصَمَتْهُنَّ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا صَلاةُ كُلِّ شَيْءٍ، وَبِهَا يُرْزَقُ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَنْهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ، فقُلْتُ أَوْ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا الشِّرْكُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الْكِبْرُ؟، أَهُوَ أَنْ يَكُونَ لأَحَدِنَا حُلَّةٌ يَلْبَسُهَا؟، قَالَ: لا، فهو أَنْ يَكُونَ لأَحَدِنَا نَعْلانِ حَسَنَتَانِ، لَهُمَا شِرَاكَانِ حَسَنَانِ؟، قَالَ: لا، قَالَ: فهُوَ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا دَابَّةٌ يَرْكَبُهَا، قَالَ: لا، قَالَ: فَهُوَ أَنْ يَكُونَ لأَحَدِنَا أَصْحَابٌ يَجْلِسُونَ إِلَيْهِ؟، قَالَ: لا، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا الْكِبْرُ؟، قَالَ: ((سَفَهُ الْحَقِّ، وَغَمْصُ النَّاسِ)).
وأخرجه كذلك أحمد (2/ 225،169)، وابن أبى الدنيا ((التواضع والخمول)) (206)، والحاكم (1/ 49:48) جميعاً من طريق الصقعب بن زهير عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسارعن عبد الله بن عمرو به.
قال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجا للصقعب بن زهير، فإنه ثقة قليل الحديث سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن عمر يقول: سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: سألت أبا زرعة عن الصقعب بن زهير فقال: ثقة، وهو أخو العلاء بن زهير. وهذا من الجنس الذي يقال: أن الثقة إذا وصله لم يضره إرسال غيره. فقد أخبرني علي بن عيسى الحيري ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا بن أبي عمر ثنا سفيان عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم قال: قال رجل للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ما رأيت رجلاً أعطى لراعي الغنم من محمَّدٍ ... ثم ذكره بنحو منه)) اهـ.
قال أبو محمد: ما أحسن تعليق أبى عبد الله! وما أبدعه! وما أدله على واسع معرفته بالحديث رواية ودراية!. وفيه ثلاث فوائد عزيزة:
(أولها) الحكم بصحة الحديث، وهو كما قال.
(ثانيها) توثيق الصقعب بن زهير الأزدى الكوفى.
(ثالثها) بيان أنه لا يضره إرسال غيره إياه، إذ زيادة الثقة مقبولة.
وأما المرسل، فقد أخرجه ابن أبى عاصم ((الزهد)) (1/ 51) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن المجبر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: فذكر نحوه.
¥(41/235)
قلت: وإسناده ضعيف جداً، محمد بن عبد الرحمن بن المجبَّر العمرى، متروك الحديث. قال البخارى: سكتوا عنه. وقال يحيى بن معين: ليس بشئٍ. وقال أبو زرعة: واهٍ. وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بالمعضلات، ويأتى بأشياء مناكير عن أقوام مشاهير.
وللموصول شاهد بإسناد صحيح.
أخرجه النسائى ((السنن الكبرى)) (6/ 208/10668) و ((عمل اليوم والليلة)) (832) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال حدثنا حجاج قال أخبرنا ابن جرج قال أخبرني صالح بن سُعيد حديثا رفعه إلى سليمان ابن يسار إلى رجلٍ من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال: ((قال نوح لابنه: إني موصيك بوصيةٍ وقاصرها، كيلا تنساها. أوصيك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين، أما اللتان أوصيك بهما، فيستبشر اللَّه بهما، وصالح خلقه، وهما يكثران الولوج على اللَّه تعالى، أوصيك بلا إله إلا الله، فإن السماوات والأرض لو كانتا حلقة قصمتهما، ولو كانت في كِفَّةٍ وزنتهما، وأوصيك بسبحان الله وبحمده، فإنها صلاة الخلق، وبها يرزق الخلق ((وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا))، وأما اللتان أنهاك عنهما، فيحتجب الله منهما، وصالح خلقه أنهاك عن الشرك والكبر)).
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، غير صالح بن سُعيد ـ بضم المهملة ـ أبو طالب الحجازى المؤذن، وقد ذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (6/ 459/8579). وذكره البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (4/ 281/2814) وابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (6/ 459/8579) فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وقد رُوى الحديث بأسانيد لا يحتج بمثلها لشدة ضعفها، وإنما ذكرتها لئلا يغتر بها من لا معرفة له بالغرائب والمناكير، مع القطع بصحة بعض ما ورد بمتونها لورودها من وجوهٍ أصلح.
فقد أخرجه عبد بن حميد (1151) قال: أنا عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة عن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله قال: قال لنا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ألا أخبركم بشيءٍ أمر به نوح ابنه، إن نوحاً قال لابنه: يا بني! آمرك بأمرين، وأنهاك عن أمرين، آمرك يا بني أن تقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فإنَّ السماء والأرض لو جعلتا في كِفَّةٍ وزنتهما، ولو جعلتا في حلقة فصمتها، وآمرك أن تقول: سبحان الله وبحمده فإنَّها صلاة الخلق وتسبيح الخلق، وبها يرزق الخلق، وأنهاك يا بني أن تشرك بالله، فإنَّه من أشرك باللَّه حرَّم اللَّه عليه الجنة، وأنهاك يا بني عن الكبر فإن أحداً لا يدخل الجنة، وفي قلبه مثقال حبة خردل من كبرٍ. فقال معاذ: يا رسول الله! الكبر أن يكون لأحدنا الدابة يركبها، أو النعلان يلبسهما، أو الثياب يلبسها، أو الطعام يجمع عليه أصحابه؟، قال: ((لا، ولكن الكبر أن تسفه الحق، وتغمص المؤمن. وسأنبئك بخلالٍ، من كن فيه فليس بمتكبرٍ: اعتقال الشاة، وركوب الحمار، ومجالسة فقراء المؤمنين، وليأكل أحدكم مع عياله، ولبس الصوف)).
وكذلك أخرجه ابن أبى شيبة (6/ 55/29425)، وابن حبان ((المجروحين)) (2/ 235)، وابن جرير الطبرى ((التفسير)) (15/ 92) جميعاً من طريق موسى بن عبيدة الربذى عن زيد بن أسلم عن جابر بنحوٍ منه.
قلت: هذا منكر بهذا الإسناد، وموسى بن عبيدة الربذى بيَّن الأمر فى الضعفاء. قال أبو حاتم بن حبان: ((يروى عن الثقات ما ليس من أحاديث الأثبات من غير تعمد له، فبطل الاحتجاج به من جهة النقل، وإن كان فاضلاً فى نفسه)).
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 08 - 04, 08:49 م]ـ
شيخنا الحبيب وفقه الله
هل البخاري لم يخرج الحديث في الصحيح لان الصقعب قليل الحديث كما ذكره الحاكم رحمه الله
أم لوجود الاختلاف
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[08 - 08 - 04, 10:47 ص]ـ
الحمد لله نسترفده العون والتوفيق. ونسأله الهداية إلى أقوم طريق.
الشيخ الفاضل الحبيب / ابن وهبٍ
حياكم الله بالخير. وشكر لكم تحياتكم. وبارك فيكم
¥(41/236)
بل إن شئتْ قلْ: لماذا لم يخرَّج إمام المحدثين شيئاً فى ((صحيحه)) بهذه الترجمة ((زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْروٍ))!، ومن عجبٍ أنه ليس فى ((الكتب الستة)) بهذه الترجمة شئٌ البتة!!. والأعجب منهما: أن ((مسند الإمام أحمد)) على ضخامته ليس فيه بهذه الترجمة إلا حديث الصقعب بن زهير الآنف ذكره، فى موضعين منه (2/ 225،169) من رواية حماد بن زيد، وجرير بن حازم عنه!!. وقد حكوا أنه لما صنَّف الإمام مالك ((الموطأ)) جعل أحاديث زيد بن أسلم في آخر الابواب، فقيل له: لم أخرَّت أحاديث زيد بن أسلم جعلتها في آخر الابواب؟، فقال: إنها كالسراج تضيء لما قبلها.
ولا يخفاك أن إمام المحدثين أبا عبد الله البخارى حين صنَّف ((الجامع الصحيح)) لم يرد أن يستوعب الصحاح كلها، ولهذا سمَّاه ((الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه))، فقد حفزته الرغبة فى التيسير، وخشية الإطالة، ومخافة الملالة إلى هذا الصنيع. فقد كان من سبب تصنيفه، ما رواه إبراهيم بن معقل النسفي قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل يقول: كنت عند إسحاق بن راهويه، فقال لنا بعض أصحابنا: لو جمعتم كتابا مختصراً لسنن النبي صلى الله عليه وسلم، فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع هذا الكتاب. وقال إبراهيم بن معقل: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح، وتركت من الصحاح مخافة الطول. وقال أبو عبد الله البخاري: صنفت كتابي الصحيح لست عشرة سنة، خرَّجته من ستمائة ألف حديث، وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى.
وأول ما يفجئك من تفسير هذه العبارة؛ أنَّ جملة من خرَّج له البخارى من الصحابة فى ((صحيحه)) لم يزد على 193 مائة وثلاثة وتسعين صحابياً، 162 اثنان وستون ومائة من الرجال، 31 واحد وثلاثون من النساء. فأين هذا العدد من الجم الغفير من الصحابة رواة الآثار وحفاظ أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم!!. فإذا انضاف إلى ذلك: أن 72 اثنين وسبعين صحابياً من بين هذا العدد اليسير جداً، ليس للواحد منهم فى ((الصحيح)) إلا حديثاً واحداً لا غير، تيقنت أن البخارى قد بالغ فى اختصار كتابه، مع أنه لم يترك أصلاً صحيحاً إلا وقد أودعه كتابه، من غير أن يستوعب رواياته وأسانيده المتباينة.
ولله در أبى عبد الله الحاكم النيسابورى، إذ قال فى ((مقدمة المستدرك)) (1/ 2): ((وقد صنف أبو عبد الله البخارى، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيرى فى صحيح الأخبار كتابين مهذبين، انتشر ذكرهما فى الأقطار، ولم يحكما ولا واحد منهما؛ أنه لم يصح من الحديث غير ما أخرجاه، وقد نبغ فى عصرنا هذا جماعة من المبتدعة يشمتون برواة الآثار، بأن جميع ما يصح عندكم من الحديث لا يبلغ عشرة آلاف حديث، وهذه الأسانيد المجموعة المشتملة على ألف جزءٍ أو أكثر كلها سقيمة غير صحيحة)).
ولا يخفاك أنهم قد حكوا تصحيح البخارى لأحاديث أودعها مصنفاته الأخرى، وأهمها ((الأدب المفرد))، و ((القراءة خلف الإمام))، و ((خلق أفعال العباد))، و ((التاريخ الكبير)). وممن اعتنى بذلك غاية العناية أبو عيسى الترمذى فى كتابه ((العلل الكبير)).
بل لقد ذهب أحد أئمة هذا الشأن إلى تصحيح أحاديث كتاب ((الأدب المفرد)) كلها، وذلك ما ذكره الحافظ الذهبى فى ((سير الأعلام)) (12/ 427) قال: ((وعن إسحاق ورَّاق عبد الله بن عبد الرحمن ـ يعنى الدارمى السمرقندى ـ قال: سألني عبد الله عن كتاب الأدب من تصنيف محمد بن إسماعيل، فقال: احمله إلىَّ لأنظر فيه، فأخذ الكتاب مني، وحبسه ثلاثة أشهر، فلما أخذته منه، قلتُ: هل رأيت فيه حشوا أو حديثاً ضعيفاً؟، فقال: ابن إسماعيل لا يقرأ على الناس إلا الحديث الصحيح، وهل يُنكر على محمد؟!)).
وأنا، وبلسان الإنصاف أنطق، انظر كتاب ((الأدب المفرد)) بعين الإجلال والإعظام، التى انظر بها ((الجامع الصحيح)). ولذا ذكرته فى تقريظ ((زوائد الأدب المفرد)) لأخى الشيخ أبى عبد الرحمن محمد بن مصطفى السكندرى بقولى:
¥(41/237)
((وأما ((الأدب المفرد)). فالكتاب الذى تحاسدت الأقلام على تحريره. وتنافست مشارق الأنوار على نظم سطوره. كيف لا، وقد أضاءت أنواره بالجلالة فأشرقت. وهطلت أنواؤه بالإحسان فأغدقت. فما أبهاها روضةً أضحت النفائسُ المحمَّديَّة لها خميلة!. وما أزهاه بدراً أمست المشكاة النَّبويَّة له حميلة!. وما أبهرَها معجزةً أيَّدت حواريِّيها بمائدةٍ كانت لهم عيدا. وزادتهم مع إيمانهم إيماناً ونصراً وتأييدا.
هذا كتابُ فوائدٍ مجموعةٍ جُمعت بكدِّ جوارح الأبدانِ
وبدائمِ الإدلاج فى غَسَقِ الدجى والسيرِ بين مناكبِ البلدانِ
فهو ضالة الأريب. ومأدبة اللبيب. وصفوة العلم ونقاوة العمل. ومنتهى المأمول وغاية الأمل. وزبدة التذكير والإرشاد. وخلاصة الزاد ليوم الميعاد.
فيا أيها المنتاب. لهذا الجناب. خذ من الكتاب ما أعطاك. واستخرج بفهمك ما أخطاك. فالصبح لا يُتمارى فى إسفاره. ولا يفتقر إلى دليلٍ على إشراق أنواره. وفى التصانيف مهاجرون وأنصار. وكواكبُ وأقمار. وأسودٌ وفرسان. وقلائدُ وعقيان. أما قرأت البدور السافرة. والنجوم الزاهرة. ألم تتصفح كتائبَ الأعلام الأخيار. ودرر البحار فى الأحاديث القصار. ألم يأتك نبأ عقد الجمان. وقلائد العقيان فى محاسن الأعيان.
و ((الأدب المفرد)) من لم يرو منه. ويصدر عنه. فكأنه لم يحط من الكتب إلا بالغلاف. أو تناول الكأس بغير سُلاف. فأحْسِنْ به لعاقلٍ يحسنُ العمل. وغافلٍ يفتتن بالأمل. ووَرِعٍ يسد عما رابه الذريعة. ومستشفٍ يعالج النفس الوجيعة. وكارعٍ في حياض الشريعة. وراتعٍ برياض الآداب المريعة. ومقتبسٍ من نبراس الرواية. وملتمسٍ لدقائق التأويل وحقائق الدراية. وواعظٍ ذكَّر بأيام الله وخوَّف. ومشغولٍ بلذاته طالما أخَّر المتاب وسوَّف.
أسبغ الله إمام المحدثين بوابل رحماته وشآبيب الغفران. وقدَّس ثراه وجعله روضةً من رياض الجنان. والله يقضى له ولنا بالهبات الوافرة. ويجمعنا به فى مستقر النعيم فى الآخرة)) اهـ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[10 - 08 - 04, 01:47 ص]ـ
الحمد لله نسترفده العون والتوفيق. ونسأله الهداية إلى أقوم طريق.
ومن لظائف صحاح زوائد ((الأدب المفرد))؛ ما ذكره فى:
120: باب المسلم مرآة أخيه
(240) حدثنا أحمد بن عاصم قال حدثني حَيْوَةُ ـ يعنى ابْنَ شُرَيْحٍ الْمِصْرِيَّ ـ قال حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَقَّاصِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ عن النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ أَكَلَ بِمُسْلِمٍ أَكْلَةً، فَإِنَّ اللهَ يُطْعِمُهُ مِثْلَهَا مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ كُسِيَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ، فَإِنَّ اللهَ يَكْسُوهُ مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ قَامَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ مَقَامَ ريَاءٍ وَسُمْعَةٍ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُومُ بِهِ مَقَامَ ريَاءٍ وسُمْعَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
أخرجه كذلك أبو داود (4881)، والطبرانى ((الكبير)) (20/ 309/735) و ((الأوسط)) (1/ 215/697 و4/ 45/3572) و ((مسند الشاميين)) (1/ 130/206)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (5/ 300/6717)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (30/ 458) من طرق عن بقية بن الوليد الحمصى عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن وقاص بن ربيعة عن المستورد به.
وقال أبو القاسم الطبرانى: ((لم يرو هذا الحديث عن ابن ثوبان إلا بقية بن الوليد)) اهـ.
قلت: وهو مدلس، لكنه صرَّح بالسماع فى رواية محمد بن المصفى عند البيهقى.
وإن لم يصرح مكحول بسماعه، فقد توبع ولم يتفرد. تابعه أحفظ أهل الشام بعده: سليمان بن موسى الأشدق أبو أيوب الدمشقى، فرواه عن وقاص بن ربيعة، فدل على حفظ مكحول وضبطه.
فقد أخرجه أحمد (4/ 229)، والحارث بن أبى أسامة كما فى ((زوائد الهيثمى)) (879)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (5/ 281/2807)، وأبو يعلى (12/ 264/6858)، والطبرانى ((الكبير)) (20/ 308/734) و ((الأوسط))، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (3/ 110)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (5/ 300/6717)، والحاكم (4/ 27)، وابن عساكر ((التاريخ)) (63/ 57:54)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (30/ 459) من طرق عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن وقاص بن ربيعة عن المستورد بنحوه.
وقال الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه))، ووافقه الذهبى.
قلت: هو كما قالا، رجاله ثقات كلهم، ووقاص بن ربيعة أبو رشدين الحمصى من كبار أتباع الشاميين. ذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة الثانية من أهل الشام. وقال الذهبى ((الكاشف)) (2/ 350/6054): ((وقاص بن ربيعة العنسي. عن: أبي الدرداء، والمستورد. وعنه: محمد بن زياد الألهاني، ومكحول. ثقة))، وذكره ابن حبان فى ((كتاب الثقات)) (5/ 496/5912).
قلت: وروى عنه كذلك سليمان بن موسى الأشدق.
[بيان] وقاص بن ربيعة ليس له فى ((الكتب الستة)) إلا هذا الحديث.
[بيان ثان] أحمد بن عاصم شيخ البخارى، هو البلخى أبو محمد، من الطبقة الوسطى لشيوخ البخارى، ليس له رواية فى ((الصحيح))، وإنما روايته فى ((الأدب المفرد))، وله ثلاثة أحاديث.
¥(41/238)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[29 - 02 - 08, 03:37 ص]ـ
وَمِنْ لَطَائِفِ صِحَاحِ زَوَائِدِ «الأَدَبِ الْمُفْرَدِ»؛ مَا ذَكَرَه فِى:
بَابٌ: الْمُسْلِمُ مِرْآةُ أَخِيهِ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَيْوَةُ ـ يَعْنِى ابْنَ شُرَيْحٍ الْمِصْرِيَّ ـ قال حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَقَّاصِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ عن النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَكَلَ بِمُسْلِمٍ أَكْلَةً، فَإِنَّ اللهَ يُطْعِمُهُ مِثْلَهَا مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ كُسِيَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ، فَإِنَّ اللهَ يَكْسُوهُ مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ قَامَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ مَقَامَ ريَاءٍ وَسُمْعَةٍ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُومُ بِهِ مَقَامَ ريَاءٍ وسُمْعَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
أَخْرَجَهُ كَذَلِكَ أَبُو دَاوُدَ (4881)، وَالطَّبَرَانِيُّ «الْكَبِيْرُ» (20/ 309/735) و «الأَوْسَطُ» (1/ 215/697 و4/ 45/3572) و «مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ» (1/ 130/206)، وَالْبَيْهَقِيُّ «شُعَبُ الإِيْمَانِ» (5/ 300/6717)، وَالْمَزِّىُّ «تَهْذِيبُ الْكَمَالِ» (30/ 458) مِنْ طُرُقٍ عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ الْحِمْصِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَقَّاصِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ إِلاَّ بِقَيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ» اهـ.
قُلْتُ: وَهُوَ مُدَلِّسٌ، لَكِنَّهُ صَرَّحَ بِالسَّمَاعِ فِى رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُصَفًَّى عِنْدَ الْبَيْهَقِيِّ.
وَإِنْ لَمْ يُصَرِّحْ مَكْحُولٌ بِسَمَاعِهِ، فَقَدْ تُوبِعَ، وَلَمْ يَتَفَرَّدْ. تَابَعَهُ أَحْفَظُ أَهْلُ الشَّامِ بَعْدَهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى الأَشْدَقُ أَبُو أَيُّوبَ الدِّمَشْقِيُّ، فَرَوَاهُ عَنْ وَقَّاصِ بْنِ رَبِيعَةَ، فَدَلَّ عَلَى حِفْظِ مَكْحُولٍ وَضَبْطِهِ.
فَقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ (4/ 229)، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ كَمَا فِى «زَوَائِدِ الْهَيْثَمِيِّ» (879)، وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ «الآحَادُ وَالْمَثَانِي» (5/ 281/2807)، وَأَبُو يَعْلَى (12/ 264/6858)، وَالطَّبَرَانِيُّ «الْكَبِيْرُ» (20/ 308/734) و «الأَوْسَطُ»، وَابْنُ قَانِعٍ «مُعْجَمُ الصَّحَابَةِ» (3/ 110)، وَالْبَيْهَقِيُّ «شُعَبُ الإِيْمَانِ» (5/ 300/6717)، والحاكم (4/ 27)، وَابْنُ عَسَاكِرَ «التَّارِيْخُ» (63/ 57:54)، وَالْمَزِّىُّ «تَهْذِيبُ الْكَمَالِ» (30/ 459) مِنْ طُرُقٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ وَقَّاصِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بِنَحْوِهِ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ»، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ.
قُلْتُ: هُوَ كَمَا قالا، رِجَالُهُ ثِقَاتٌ كُلُّهُمْ، وَوَقَّاصُ بْنُ رَبِيعَةَ أَبُو رِشْدِينَ الْحِمْصِيُّ مِنْ كِبَارِ أَتْبَاعِ الشَّامِيِّينَ. ذَكَرَهُ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ فِي الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ. وَقَالَ الذَّهَبِيُّ «الْكَاشِفُ» (2/ 350/6054): «وَقَّاصُ بْنُ رَبِيعَةَ الْعَنَسِيُّ. عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَالْمُسْتَوْرِدِ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَمَكْحُولٌ. ثِقَةٌ»، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِى «كِتَابِ الثِّقَاتِ» (5/ 496/5912).
قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ كَذَلِكَ: سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى الأَشْدَقُ أَبُو أَيُّوبَ الدِّمَشْقِيُّ.
[بَيَانٌ] وَقَّاصُ بْنُ رَبِيعَةَ الْعَنَسِيُّ لَيْسَ لَهُ فِى «الْكُتُبِ السِّتَّةِ» إِلاَّ هَذَا الْحَدِيثِ، تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو دَاوُدَ عَنْهُ.
¥(41/239)
[بَيَانٌ ثَانِ] أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ شَيْخُ الْبُخَارِيُّ، هُوَ الْبَلْخِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ، مِنَ الطَّبَقَةِ الْوُسْطِى لِشُيُوخِ الْبُخَارِيُّ، لَيْسَ لَهُ رِوَايَةٌ فِى «الصَّحِيحِ»، وَإِنَّمَا رِوَايَتُهُ فِى «الأَدَبِ الْمُفْرَدِ»، وَلَهُ هُنَالِكَ ثَلاثَةُ أَحَادِيثَ.
قَالَ الْحَافِظُ الْمزِّيُّ «تَهْذِيبُ الْكَمَالِ» (30/ 458_459): «وَقَّاصُ بْنُ رَبِيعَةَ الْعَنَسِيُّ أبُو رِشْدِينَ الشَّامِيُّ. مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، وَقِيلَ: مِنْ أَهْلِ حِمْصَ.
عَنْ: الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ (بخ د)، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ.
رَوَى عَنْهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَمَكْحُولٌ الشَّامِيُّ (بخ د).
ذَكَرَهُ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ فِي الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ.
وَذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْدِيْجِيُّ فِي الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الأَسْمَاءِ الْمُفْرَدَةِ.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «كِتَابِ الثِّقَاتِ».
رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي «الأَدَبِ»، وَأَبُو دَاوُدَ حَدِيثَاً وَاحِدَاً، وَقَدْ وَقَعَ لَنَا بِعُلُوٍّ عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو إِسْحَاقَ ابْنُ الدَّرَجِيِّ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّيْرَفِيُّ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ مَحْمُودٌ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ فَاذَشَاهْ، وَقَالَتْ فَاطِمَةُ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ ابْنُ رِيذَةَ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن عَبْدِ الْبَاقِي الْمِصِّيصِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِرْقٍ قَالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَقَّاصِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَكَلَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْلَةً فِي الدُّنْيَا، أََطْعَمَهُ اللهُ مِثْلَهَا مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ كُسِيَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ ثَوْبَاً كَسَاهُ اللهُ مِثْلَهُ مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ قَامَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ مَقَامَ رِيَاءٍ أَقَامَهُ اللهُ مَقَامَ سُمْعَةٍ وَرِيَاءٍ».
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ الْبَلْخِيِّ عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ الْحِمْصِيِّ عَنْ بَقِيَّةَ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيَاً بِثَلاثِ دَرَجَاتٍ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ حَيْوَةَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلاً عَالِيَاً.
وَقَدْ وَقَعَ لَنَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَعْلَى مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ بِدَرَجَتَيْنِ.
أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الْحَسَنِ ابْنُ الْبُخَارِيِّ قَالَ: أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْمَكَارِمِ اللَّبَّانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَرَّمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ وَقَّاصِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَكَلَ بِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ أَكْلَةً أَطْعَمَهُ اللهُ أَكْلَةً مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ اكْتَسَى بِأَخِيهِ كَسَاهُ اللهُ ثَوْبَاً مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ قَامَ بِأَخِيهِ مَقَامِ سُمْعَةٍ أَقَامَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَقَامَ سُمْعَةٍ».
[بَيَانٌ ثَانِ] أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ شَيْخُ الْبُخَارِيُّ، هُوَ الْبَلْخِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ، مِنَ الطَّبَقَةِ الْوُسْطِى لِشُيُوخِ الْبُخَارِيُّ، لَيْسَ لَهُ رِوَايَةٌ فِى «الصَّحِيحِ»، وَإِنَّمَا رِوَايَتُهُ فِى «الأَدَبِ الْمُفْرَدِ»، وَلَهُ هُنَالِكَ ثَلاثَةُ أَحَادِيثَ.
وَأَمَّا الآخَرَانِ؛ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ:
(267) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ دَرَّاجٍ عَنْ عِيسَى بْنِ هِلالٍ الصَّدَفِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنَيْنِ لَتَلْتَقِيَانِ فِي مَسِيرَةِ يَوْمٍ، وَمَا رَأَى وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ».
(596) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ قَالَ: سَمِعْتُ رَاشِدَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ثَوْبَانَ يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَسْكُنِ الْكُفُورَ، فَإِنَّ سَاكِنَ الْكُفُورِ كَسَاكِنِ الْقُبُورِ». قَالَ أَحْمَدُ: الْكُفُورُ: الْقُرَى.
¥(41/240)
ـ[ابو الاشبال السكندرى]ــــــــ[26 - 07 - 09, 02:13 ص]ـ
للرفع
رفع الله قدر شيخنا الفاضل ابو محمد الالفى
ـ[محمد دعبس]ــــــــ[26 - 07 - 09, 01:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا أبو محمد ونسألكم الدعاء(41/241)
هل يصح: الإيمان في قحطان والقسوة في ولد عدنان ...
ـ[ابن آدم اليافعي]ــــــــ[10 - 08 - 04, 04:00 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله ..
هل هذا الحديث الذي أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 41) صحيح؟
قال الهيثمي:
(عن عثمان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الإيمان يمان الإيمان في قحطان والقسوة في ولد عدنان حمير رأس العرب ونابها ومذحج هامتها وعصمتها والأزد كاهلها وجمجمتها وهمدان غاربها وذروتها اللهم أعز الأنصار الذين أقام الله الدين بهم الذين آووني ونصروني وحموني وهم أصحابي في الدنيا وشيعتي في الآخرة وأول من يدخل الجنة من أمتي. رواه البزار وإسناده حسن.)
و قد رأيت هذا الحديث أيضا في تاريخ بغداد للبغدادي حيث قال:
(أخبرني محمد بن طلحة الكناني حدثنا محمد بن العباس أخبرنا محمد بن مخلد حدثنا نصر بن الليث بن سعد الوراق أبو منصور حدثنا سليمان بن عبد الرحمن أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي بالبصرة حدثنا علي بن إسحاق المادراني حدثنا أبو منصور نصر بن الليث حدثنا يزيد بن موهب حدثنا عيسى بن طارق وذكره عن عيسى بن يونس عن مجالد عن الشعبي عن خفاف بن عوانة عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإيمان يمان ورجاء الإيمان في قحطان والقسوة والجفاء فيما ولد عدنان حمير رأس العرب ونابها والأزد كاهلها وجمجمتها ومذحج هامتها وغلصمتها وهمدان غاربها وذروتها اللهم أعز الأنصار الذين أقام الله بهم يعني الدين والأنصار هم الذين آووني ونصروني وآزروني وحموني وهم أصحابي في الدنيا وهم شيعتي في الآخرة وأول من يدخل بحبوحة الجنة من أمتي").
و جزاكم الله خيرا ..
ـ[حارث همام]ــــــــ[10 - 08 - 04, 11:30 ص]ـ
لعل في الأثر إشكالاً من جهة تفرد خفاف بن عوانة العبسي أو العنسي وقد أشار البزار إلى تفرده ولعل تفرده هنا علة مع كونه في أصل السند لوجود جهالة فيه والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 08 - 04, 10:59 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سبق الكلام حول هذا الحديث على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=18206#post18206(41/242)
من يدل على هذا الحديث وأسأل الله أن يغفر له؟
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[11 - 08 - 04, 11:27 م]ـ
إخواني في الله:ما مدى صحة هذا الحديث الذي أخرجه أبو عوانة في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت"كنا نعد لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سواكه وطهوره فيبعثه الله فيما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ثم يصلي تسع ركعات لايجلس إلا عند الثامنة فيدعو ربه ويصلي على نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثم لاينهض ولايسلم ثم يصلي التاسعة فيقعد ثم يحمد ربه ويصلي على نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ويدعو ثم يسلم تسليما يسمعنا"وقد فهمت من كلام الشيخ الألباني أنه يصححه وقال إنه في مسلم لكنه لم يسق لفظه واحتج به على انه يصلى على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في التشهد الأول؟
ـ[النعيمي]ــــــــ[12 - 08 - 04, 01:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ....
أما الحديث فهو صحيح إن شاء الله ... إلا أن في الحديث الذي أوردته سبق قلم عند "ثم لا ينهض" والصحيح "ثم ينهض" ...
ولقد صححه الألباني رحمه الله في كتب عدة
انظر ابن ماجه: 1191 صحيح| النسائي: 1315 - 1601 - 1720 - 1721 صحيح| مشكاة المصابيح:1527
أما ما وقع في مسلم فهو نفس نص الحديث السابق الذكر إلا عند قول "ويصلي على نبيه" فهي عند مسلم:"ويحمده ويدعوه" .. انظر مسلم (حديث: 746/ 139) ...
هذا ما لدي ... والله أعلم.
السلام عليكم ورحمة الله
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[12 - 08 - 04, 01:46 ص]ـ
أخي الحبيب (الحنبلي السلفي) -حفظه الله-
واللهِ؛ لقد كُنتُ حريصًا على البحث عن هذا الحديث؛ لأظفر بدعوتك، حتى وجدتُه بفضل الله.
وهو -فعلاً- في "صحيح مسلم"، كتاب: صلاة المُسافرين وقصرها، باب: جامع صلاة الليل ومَن نام عنه أو مَرِض. وهو حَديث طويل جاء فيه: قال (القائل هو: سعد بن هشام بن عامر): قلتُ يا أم المؤمنين أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم "قالت: كنا نعد له سواكه وطهوره فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم ينهض ولا يسلم ثم يقوم فيصل التاسعة ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم يسلم تسليما يسمعنا ثم يصلي ركعتين بعد ما يسلم وهو قاعد وتلك إحدى عشرة ركعة يا بني فلما سن نبي الله صلى الله عليه وسلم وأخذه اللحم أوتر بسبع وصنع في الركعتين مثل صنيعه الأول فتلك تسع يا بني وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها وكان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة ولا أعلم نبي الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ولا صلى ليلة إلى الصبح ولا صام شهرا كاملا غير رمضان".
وكما يظهر مِن لفظ الحَديث: فالعلامة (الألباني) -رحمه الله تعالى- ساقه بلفظه لا بمعناه.
وللإمام (الزيلعي) -رحمه الله تعالى- كلام على هذا الحديث يحسن مُراجعته في "نصب الراية"، أسوقه لك -للفائدة-، قال -رحمه الله-:
"وفي " صحيح مسلم" في حديث طويل رواه عن سعيد عن قتادة عن زرارة عن سعد ابن هشام عن عائشة، ولفظه: "يصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يقوم، فيصلي التاسعة، فيقعد، ثم يسلم". لكن أخرج النسائي هذا الحديث بهذا الاسناد، ولفظه: " كان لا يسلم في ركعتي الوتر". فالجمع بينهما أن الركعة الثامنة في السياق الطويل هي الثانية من ثلاث ركعات الوتر، ذكرت في السياق الطويل، مع ست ركعات قيام الليل، أو المراد بالقعود، القعود الطويل للذكر والتحميد والدعاء، دون قعود التشهد، وأن المراد بالتسليم التسليم المسموع، هو التسليم لايقاظ أمهات المؤمنين للصلاة، دون تسليم الصلاة. على أن النسائي روى الحديث عن سعيد باسناده، ولفظه: "يصلي ثمان ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة، فيذكر اللّه عز وجل، ثم يسلم تسليمًا يسمعنا، ثم يصلي ركعتين، وهو جالس بعد ما سلم، ثم يصلي ركعة" خلافه، أخرجه من حديث عائشة في حديث طويل، قالت:" كنا نعدُّ له سواكه وطهوره، فيبعثه اللّه ما شاء أن يبعثه من الليل، فيتسوك، ويتوضأ، ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة، فيذكر اللّه، ويحمده، ويدعوه، ثم ينهض، ولا يسلم، ثم يقوم، فيصلي التاسعة، ثم يقعد، فيذكر اللّه تعالى، ويحمده، ويدعوه، ثم يسلم تسليمًا، يسمعنا"، مختصر، وهو في غير مسلم، كان يوتر بتسع ركعات " اهـ كلامه -رحمه الله-.
فانظر كيف أوَّل القعود بأنه "القعود الطويل للذكر والتحميد والدعاء"، وهو يستحق النظر والتدبر!
والحمد لله رب العالمين.
------------------
وبعد كتابة ما تقدم وجدتُ أن أخانا الفاضل (النعيمي) -حفظه الله- قد سبقني إلى الجواب، فجزاه الله خيرًا.
ـ[النعيمي]ــــــــ[12 - 08 - 04, 01:49 ص]ـ
وجزاك أخي محمد ...
¥(41/243)
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[12 - 08 - 04, 08:33 ص]ـ
غفر الله لكما وبارك فيكما ولكني لاأريد لفظ مسلم بل أسأل عن زيادة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الثامنة هل هي صحيحة إذهي محل الشاهد؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[12 - 08 - 04, 11:11 ص]ـ
قال الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه
746 حدثنا محمد بن المثنى العنزي حدثنا محمد بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن زرارة أن سعد بن هشام بن عامر أراد أن يغزو في سبيل الله فقدم المدينة فأراد أن يبيع عقارا له بها فيجعله في السلاح والكراع ويجاهد الروم حتى يموت فلما قدم المدينة لقي أناسا من أهل المدينة فنهوه عن ذلك وأخبروه أن رهطا ستة أرادوا ذلك في حياة نبي الله فنهاهم نبي الله وقال أليس لكم في أسوة فلما حدثوه بذلك راجع امرأته وقد كان طلقها وأشهد على رجعتها فأتى بن عباس فسأله عن وتر رسول الله فقال بن عباس ألا أدلك على أعلم أهل الأرض بوتر رسول الله قال من قال عائشة فأتها فاسألها ثم ائتني فأخبرني بردها عليك فانطلقت إليها فأتيت على حكيم بن أفلح فاستلحقته إليها فقال ما أنا بقاربها لأني نهيتها أن تقول في هاتين الشيعتين شيئا فأبت فيهما إلا مضيا قال فأقسمت عليه فجاء فانطلقنا إلى عائشة فاستأذنا عليها فأذنت لنا فدخلنا عليها فقالت أحكيم فعرفته فقال نعم فقالت من معك قال سعد بن هشام قالت من هشام قال بن عامر فترحمت عليه وقالت خيرا قال قتادة وكان أصيب يوم أحد فقلت يا أم المؤمنين أنبئيني عن خلق رسول الله قالت ألست تقرأ القرآن قلت بلى قالت فإن خلق نبي الله كان القرآن قال فهممت أن أقوم ولا أسأل أحدا عن شيء حتى أموت ثم بدا لي فقلت أنبئيني عن قيام رسول الله فقالت ألست تقرأ يا أيها المزمل قلت بلى قالت فإن الله عز وجل افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام نبي الله وأصحابه حولا وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة قال قلت يا أم المؤمنين أنبئيني عن وتر رسول الله فقالت كنا نعد له سواكه وطهوره فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم ينهض ولا يسلم ثم يقوم فيصلي التاسعة ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم يسلم تسليما يسمعنا ثم يصلي ركعتين بعد ما يسلم وهو قاعد فتلك إحدى عشرة ركعة يا بني فلما سن نبي الله وأخذه اللحم أوتر بسبع وصنع في الركعتين مثل صنيعه الأول فتلك تسع يا بنى وكان نبي الله إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها وكان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة ولا أعلم نبي الله قرأ القرآن كله في ليلة ولا صلى ليلة إلى الصبح ولا صام شهرا كاملا غير رمضان قال فانطلقت إلى بن عباس فحدثته بحديثها فقال صدقت لو كنت أقربها أو أدخل عليها لأتيتها حتى تشافهني به قال قلت لو علمت أنك لا تدخل عليها ما حدثتك حديثها
746 وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام أنه طلق امرأته ثم انطلق إلى المدينة ليبيع عقاره فذكر نحوه
746 وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر حدثنا سعيد بن أبي عروبة حدثنا قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام أنه قال انطلقت إلى عبد الله بن عباس فسألته عن الوتر وساق الحديث بقصته وقال فيه قالت من هشام قلت بن عامر قالت نعم المرء كان عامر أصيب يوم أحد
746 وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع كلاهما عن عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن زرارة بن أوفى أن سعد بن هشام كان جارا له فأخبره أنه طلق امرأته واقتص الحديث بمعنى حديث سعيد وفيه قالت من هشام قال بن عامر قالت نعم المرء كان أصيب مع رسول الله يوم أحد وفيه فقال حكيم بن أفلح أما إني لو علمت أنك لا تدخل عليها ما أنبأتك بحديثها
746 حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد جميعا عن أبي عوانة قال سعيد حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة أن رسول الله كان إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة
¥(41/244)
746 وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى وهو بن يونس عن شعبة عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام الأنصاري عن عائشة قالت كان رسول الله إذا عمل عملا أثبته وكان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة قالت وما رأيت رسول الله قام ليلة حتى الصباح وما صام شهرا متتابعا إلا رمضان
وفي مسند أبي عوانة ج:2 ص:240
حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال ثنا محمد بن بشر قال ثنا سعيد عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام قال انطلقت الى عبد الله بن عباس فسألته عن الوتر فقال ألا ادلك على اعلم اهل الارض وذكر الحديث قال سعد بن هشام قلت لعائشة يا ام المؤمنين انبئيني عن وتر رسول الله فقالت كنا نعد له سواكه وطهوره من الليل فيبعثه الله فيما شاء ان يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ثم يصلي تسع ركعات لا يجلس فيهن الا عند الثامنة فيدعو ربه ويصلي على نبيه ثم ينهض ولا يسلم ثم يصلي التاسعة ثم يسلم تسليمة يسمعنا او تسليم يسمعنا حدثنا الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة باسناده واقتص الحديث بمعنى حديث سعيد وروى هشام الدستوائي عن قتادة قال ثم يسلم تسليمة واحدة يسمعنا
قال الألباني في تمام المنةص 224:
ثم وقفت على ما ينفي مطلق قول ابن القيم: " لم ينقل أنه (ص) صلى عليه
وعلى آله في التشهد الأول "، وهو قول عائشة رضي الله عنها في صفة صلاته (ص) في الليل: " كنا نعد لرسول الله (ص) سواكه وطهوره، فيبعثه الله فيما شاء أن يبعثه من الليل، فيتسوك ويتوضأ، ثم يصلي تسع ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة، فيدعو ربه ويصلي على نبيه، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يصلي التاسعة، فيقعد، ثم يحمد ربه ويصلي على نبيه (ص) ويدعو، ثم يسلم تسليما يسمعنا. الحديث. أخرجه أبو عوانة في " صحيحه " (2/ 324)، وهو في " صحيح مسلم " (2/ 170)، لكنه لم يسق لفظه. ففيه دلالة صريحة على أنه (ص) صلى على ذاته (ص) في التشهد الأول كما صلى في التشهد الآخر، وهذه فائدة عزيزة فاستفدها، وعض عليها بالنواجذ.
ولا يقال: إن هذا في صلاة الليل، لأننا نقول: الأصل أن ما شرع في صلاة شرع في غيرها دون تفريق بين فريضة أو نافلة، فمن ادعى الفرق فعليه الدليل.
-----------------------------------
وما ذكره الشيخ الألباني رحمه الله من قوله (أخرجه أبو عوانة في " صحيحه " (2/ 324)، وهو في " صحيح مسلم " (2/ 170)، لكنه لم يسق لفظه)
فهذا لايوافق عليه
فالشيخ يقصد هذه الرواية عند مسلم وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر حدثنا سعيد بن أبي عروبة حدثنا قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام أنه قال انطلقت إلى عبد الله بن عباس فسألته عن الوتر وساق الحديث بقصته وقال فيه قالت من هشام قلت بن عامر قالت نعم المرء كان عامر أصيب يوم أحد)
لأن أبا عوانة رواه من طريق الحسن بن علي بن عفان قال ثنا محمد بن بشر قال ثنا سعيد
وهذه الرواية التي ساقها مسلم رحمه الله ولم يذكر لفظها هي من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن محمد بن بشر عن سعيد
ولكن لفظ رواية أبي بكر بن أبي شيبة ليس فيه ما جاء في رواية الحسن بن علي بن عفان شيخ أبي عوانة
فقد أخرج ابن ماجه (1191) هذا الحديث عن أبي بكر بن أبي شيبة وساق الرواية بتمامها وليس فيها هذا اللفظ
قال ابن ماجه حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة. ثنا محمد بن بشر. ثنا سعيد بن أبى عروبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، قال: سألت عائشة، قلت: يا أم المؤمنين! أفتيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: كنا نعد له سواكه وطهوره. فيبعثه الله فيما شاء أن يبعثه من الليل. فيتسوك ويتوضأ ثم يصلى تسع ركعات. لا يجلس فيها إلا عند الثامنة. فيدعو ربه. فيذكر الله ويحمده ويدعوه. ثم ينهض ولا يسلم. ثم يقوم فيصلى التاسعة. ثم يقعد فيذكر الله، ويحمده ويدعو ربه ويصلى على نبيه. ثم يسلم تسليما يسمعنا. ثم يصلى ركعتين بعد ما يسلم وهو قاعد. فتلك إحدى عشرة ركعة. فلما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ اللحم، أوتر بسبع وصلى ركعتين، بعد ما سلم.
فليس في رواية أبي بكر بن أبي شيبة هذه اللفظة (ويصلي على نبيه بعد الثامنة)
وقد جائت هذه اللفظة (ويصلي على نبيه بعد الثامنة) عند النسائي (3\ 241) عن هارون بن إسحاق عن عبدة عن سعيد بن أبي عروبة
وأشهر روايات هذا الحديث ما جاء من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام
وقد روى هذا الحديث عن سعيد بن أبي عروبة يحيى بن سعيد القطان كما عندأحمد (6\ 54) و النسائي (3\ 61) وغيرهم ولم يذكر فيه هذه اللفظة
كما أن شعبة وهشاما الدستوائي ومعمر بن راشد قد رووه عن قتادة ولم يذكروا هذه اللفظة
وقد رواه بهز بن حكيم والحسن عن زراة ولم يذكرا هذه اللفظة.
وهذا باختصار وإلا فهناك بعض الأمور حول بعض الروايات في الحديث تحتمل شيئا من البسط
فالأقرب والله أعلم شذوذ هذه اللفظة.
¥(41/245)
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[12 - 08 - 04, 11:43 م]ـ
غفر الله لك وأكرمك يا شيخنا الفقيه عبد الرحمن الفقيه.(41/246)
النبراس ببيان كذب التقاء النَّبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإلياس
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 08 - 04, 04:45 م]ـ
الحمد لله الذى إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ. والصلاة والسلام على المخصوص بالسيادة والشرف المصون. والمنزل عليه وحياً فى الكتاب المكنون. ((وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ)). وعلى آله وصحبه المصدقين له والمؤمنين به وبالآخرة هم يوقنون. ((أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)). وبعد ..
فقد يلهج كثير من الخطباء والوعاظ، بذكر هذه القصص الواهية، التى ابتدعها الوضَّاعون من القصاص، وجهلة الزهَّاد والعبَّاد، سيما قصص الأنبياء من بنى إسرائيل. ولا يغيبن عنك أن تاريخ أنبياء بنى إسرائيل مفعم بالأمور العجائب، والأقاصيص الغرائب، مما جعله مرتعاً خصباً لاختلاق الأحاديث وتلفيقها، ونسبة هذا الغثاء إلى الصادق المصدوق الذى لا ينطق عن الهوى.
يقول محقق ((موضوعات ابن الجوزى)) (1/ 10): ((لم تكن حركة وضع الأحاديث المكذوبة على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حركة ارتجالية عفوية في كل الأحيان، إنما تطورت إلى حركة مدروسة هادفة، وخطة شاملة، لها خطرها وآثارها. كان من نتائجها المباشرة على العديد من أجيال المسلمين في العديد من أقطارهم، شيوع ما لا يحصى من الآراء الغريبة، والقواعد الفقهية الشاذة، والعقائد الزائفة، والافتراضات النظرية المضحكة، التى أيدتها، وتعاملت بها، وروجت لها، فرق وطوائف معينة، لبست مسوح الدروشة والتصوف حينا، والفلسفة حينا، والعباد والزهاد أحيانا. وجافت في غالب أحوالها السلوك السوى، والفكر والعقل السليم، فضلا عن مجافاتها الصارخة لكتاب الله العظيم، وهدى نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام)) اهـ.
ومما أوردوا من الواهيات الموضوعات: قصة التقاء النَّبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإلياس عليه السلام، وذكروا حديثين:
[الأول] حديث أنس بن مالك
قال ابن أبى الدنيا ((الهواتف)) (102): حَدَّثَنِى إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنِ يَزِيدَ الموصلى التيمى مولى لهم حدثنا أبو إسحاق الجُرَشِىّ عن الأوزاعي عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: ((غزونا مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتَّى إذا كنا بفج الناقة عند الحجر، إذا نحن بصوتٍ يقول: اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة، المغفورة لها، المتاب عليها، المستجاب لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: يا أنس انظر ما هذا الصوت؟!، فدخلت الجبل، فإذا أنا برجلٍ أبيض الرأس واللحية، عليه ثيابٌ بيضٌ، طوله أكثر من ثلاثمائة ذراع، فلما نظر إلىَّ قال: أنت رَسُولُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، قلت: نعم، قال: ارجع إليه فأقرئه منى السلام، وقل له: هذا أخوك إلياس يريد يلقاك، فجاء النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا معه، حتى إذا كنا قريبا منه، تقدَّم النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتأخرت، فتحدثا طويلا، فنزل عليهما من السماء شِبْهُ السُّفْرَةَ، فدعواني، فأكلت معهما، فإذا فيه كمأة ورمان وكرفس، فلما أكلت، قمت فتنحيت، وجاءت سحابة، فاحتملته، أنظر إلى بياض ثيابه فيها، تهوى به قِبَلَ الشام، فقلت للنبى صلى الله عليه وسلم: بأبى أنت وأمى، هذا الطعام الذى أكلنا من السماء نزل عليك؟، فقال النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سألته عنه، فقال: أتانى به جبريل في كل أربعين يوماً أكلة، وفى كل حولٍ شربة من ماء زمزم، وربما رأيته على الجب يمد بالدلو، فيشرب، وربما سقاني)).
وأخرجه كذلك ابن الجوزى ((الموضوعات)) (1/ 200) من طريق ابن أبى الدنيا بسنده ومتنه سواء.
وأخرجه أبو الشيخ بن حيَّان ((العظمة)) (5/ 1530) قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن داود ثنا أحمد بن هاشم ثنا يزيد أبو خالد البلوي ثنا أبو إسحاق الجُرَشِيّ به نحوه.
¥(41/247)
وتابعهما عن يزيد بن يزيد: أحمد بن عبد الله البرقى، إلا أنه خالفهما على سنده، فقال ((أبو إسحاق الفزارى))، وأتى بمعانٍ مغايرة فى وقت فطره، ووصف المائدة، ولم يذكر شربه من زمزم مرة كل عامٍ.
فقد أخرجه الحاكم (2/ 674) قال: حدثني أبو العباس أحمد بن سعيد المعداني ببخارا أنا عبد الله بن محمود نا عبدان بن سيَّار حدثني أحمد بن عبد الله البرقي ثنا يزيد بن يزيد البلوي ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن مكحول عن أنس بن مالك قال: ((كنا مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر، فنزلنا منزلا، فإذا رجل في الوادي يقول: اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة، المغفورة المتاب عليها، قال: فأشرفت على الوادي، فإذا رجل طوله أكثر من ثلاثمائة ذراع، فقال لي: من أنت؟، قلت: أنا أنس بن مالك خادم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: فأين هو؟، قلت: هو ذا يسمع كلامك، قال: فائته فاقرئه السلام، وقل له: أخوك إلياس يقرئك السلام، قال: فأتيت النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبرته، فجاء حتى لقيه، فعانقه وسلَّم، ثم قعدا يتحدثان، فقال له: يا رسول الله إني ما آكل في السنة إلا يوما، وهذا يوم فطري، فآكل أنا وأنت، قال: فنزلت عليهما مائدة من السماء، عليها خبز وحوت وكرفس، فأكلا، وأطعماني، وصلينا العصر، ثم ودَّعه، فرأيته مرَّ في السحاب نحو السماء)).
وأخرجه البيهقى ((دلائل النبوة)) (5/ 422:421) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ بسنده ومتنه سواء.
وأخرجه ابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (9/ 212) من طريق البيهقى به مثله.
وقال أبو عبد الله الحاكم: ((صحيح الإسناد ولم يخرجاه)).
وقال أبو بكر البيهقي: ((إسناد هذا الحديث ضعيف بمرة)).
وتعقبه الحافظ الذهبى بقوله: ((هذا موضوع، قبَّح الله من وضعه. وهذا مما افتراه يزيد البلوي)).
وقال أبو الفرج بن الجوزى: ((هذا حديث موضوع لا أصل له. ويزيد الموصلي، وأبو إسحاق الجُرَشِيّ لا يعرفان. وقد روى أبو بكر النقاش أن محمد بن إسماعيل البخاري سئل عن الخضر وإلياس هل هما في الاحياء؟، فقال: كيف يكون هذا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يبقى على رأس مائة سنة ممن هو على ظهر الأرض أحد)).
قلت: وهو كما قال الحافظان ابن الجوزى والذهبى، وقد افتضح واضع هذا الحديث بالجهل والسذاجة. فأمارات الوضع لائحة عليه، لا تخفى على من له أدنى معرفة بحقائق الشريعة، ومن الدلائل على وضعه:
[أولاً] قوله ((طوله أكثر من ثلاثمائة ذراع))، فهذا من أسمج الكلام وأبعده عن حقيقة خلق بنى آدم، بله وخلق أبيهم آدم عليه السلام، فإنه لم يزد على ستين ذراعاً. ففى ((كتاب الأنبياء)) من ((صحيح البخارى)) (3079) قال: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((خَلَقَ اللهُ آدَمَ، وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ، فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنَ الْمَلائِكَةِ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ: تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الآنَ)).
فهذا بيِّن أن طول إلياس عليه السلام دون الستين ذراعاً ((فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الآنَ)).
[ثانياً] أنه لو كان إلياس عليه السلام حيَّاً زمن بعثة النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ ما وسعه أن يجوب الفلوات، ويسكن الكهوف والمغارات، ويأوى مجاهل الشام، ولا يأتى بين يدى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليؤمن به ويؤازره وينصره، ويندرج فى جملة أصحابه وأتباعه، تصديقاً لقول الله تعالى ((وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ
¥(41/248)
وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ)).
وقد قال الإمام أحمد (3/ 387): حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ ثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ، أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ، فَقَرَأَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَغَضِبَ، فَقَالَ: ((أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ، فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ حَيًّا، مَا وَسِعَهُ إِلا أَنْ يَتَّبِعَنِي)).
ولو كان باقياً بعد رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما يدعيه غلاة الصوفية، لكان تبليغه للبراهين القرآنية، والأخبار المصطفوية، وقتاله مع المسلمين فى الغزوات، وشهوده للجمع والجماعات، ومؤازرته للعلماء والحكام، وبيانه لأصول وفروع الأحكام، وإحياءه للسنة النبوية، وإماتته للمذاهب البدعية، أزكى وأنفع وأفضل له ولأمة محمَّدٍ من كمونه بالمغارات، وجوبه الصحارى والفلوات!!. وهذا من أوضح الأدلة وأنصعها على كذب من ادَّعى حياته، والتقاءه بسيد المرسلين، واجتماعه بالخضر كل عام فى الحج، فيحلق كل واحدٍ منهما رأس صاحبه، ويشربان من زمزم شربةً تكفيهما إلى العام المقبل.
[ثالثاً] هذا الاضطراب فى وقت أكله وإفطاره، ففى رواية الجوهرى ((في كل أربعين يوما أكلة))، وفى رواية البرقى ((ما آكل في السنة إلا يوماً))!!، وقد ذكروا عن وهب بن منبه: أنه لما دعا إلياس ربَّه أن يقبضه إليه، جعل له ريشاً، وألبسه النور، وقطع عنه لذة المطعم والمشرب، وصار ملكياً بشرياً، سماوياً أرضياً. وهذا من تناقض من يثبت وجودَه وحياتَه وبقائَه، فهذه أوصاف متعارضة متضاربة، ينقض بعضها بعضاً، ولا يصح منها شئ البتة!.
[رابعاً] قوله عن جبريل عليه السلام ((وربما رأيته على الجبِّ يمدّ بالدلو، فيشربُ، وربما سقاني))، من الكذب المحال، أيصدق مؤمن عاقل أن سيد الملائكة وأعظمهم، الموكِّل بالوحى إلى رسل الله، يقوم على بئر زمزم، لينزع دلواً، فيشرب منها؟!. أما علم هذا الوضَّاع المتهوِّك أن الملائكة لا يأكلون ولا بشربون، غذاؤهم التسبيح والتقديس والتهليل، ولا يفترون عن ذكر الله طرفة عين، يلهمون الذكر كما يلهم أحدنا النفسَ والطرفَ.
[خامساً] إن قول الله تعالى لنبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ))، مما دلَّ على أن إلياس عليه السلام ليس بحىٍّ إلى الآن، ولا إلى زمن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأنه من جملة البشر، يدركه الموت كما أدركهم، فليس لواحدٍ من البشر خلوداً فى الدنيا، ((كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ)). ولله در الإمام الشافعى، فقد كان يكثرُ يتمثلُ بهذين البيتين لطرفة بن العبد:
تمنى رجالٌ أن أموتَ وإن أمتْ فتلكَ سبيلٌ لستُ فيها بأوحَدِ
فقلْ للذي يبغى خلاف الذي مضى تهيأ لأخرى مثلِها بالحقِّ قَدِ
ــــــــــ ..... ـــــــــ ..... ـــــــــــ
[الثانى] حديث واثلة بن الأسقع، وسياقه أطول، وكله غرائب وعجائب ومنكرات
قال ابن عساكر ((التاريخ)) (9/ 213): أنبأناه أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن علي الشهروزي أنا عمي أبو البركات عبد الملك بن أحمد بن علي الشهرزوي سنة سبع وستين وأربعمائة أنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ حدثني أبي حدثنا أحمد بن عبد العزيز بن منير الحراني بمصر ثنا أبو الطاهر خير بن عرفة الأنصاري ثنا هانيء بن المتوكل ثنا بقية عن الأوزاعي عن مكحول سمعت واثلة بن الأسقع قال: ((غزونا مع رسول الله غزوة تبوك، حتى إذا كنا في بلاد جذام في أرض لهم يقال لها الحوزة، وقد كان أصابنا عطش شديد، فإذا بين
¥(41/249)
أيدينا آثار غيث، فسرنا مليا، فإذا بغدير، وإذا فيه جيفتان، وإذا السباع قد وردت الماء، فأكلت من الجيفتين، وشربت من الماء، قال: فقلت: يا رسول الله هذه جيفتان، وآثار السباع قد أكلت منها، فقال النبي: نعم هما طهوران، اجتمعا من السماء والأرض، لا ينجسهما شيء، وللسباع ما شربت في بطنها، ولنا ما بقي، حتى إذا ذهب ثلث الليل، إذا نحن بمنادي ينادي بصوت حزين: اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة، المغفور لها، المستجاب لها، المبارك عليها فقال رسول الله: يا حذيفة ويا أنس ادخلا إلى هذا الشعب، فانظرا ما هذا الصوت، قال: فدخلنا، فإذا نحن برجل عليه ثياب بياض أشد بياضاً من الثلج، وإذا وجهه ولحيته كذلك، ما أدري أيهما أشد ضوءا: ثيابه أو وجهه؟، فإذا هو أعلى جسما منا بذراعين أو ثلاثة، قال: فسلمنا عليه، فرد علينا السلام، ثم قال: مرحبا أنتما رسولا رسول الله، قالا: فقلنا: نعم، قالا: فقلنا: من أنت رحمك الله؟، قال: أنا إلياس النبي، خرجت أريد مكة، فرأيت عسكركم، فقال لي جند من الملائكة على مقدمتهم جبريل وعلى ساقتهم ميكائيل: هذا أخوك رسول الله، فسلم عليه وألقه، ارجعا فاقرئاه السلام، وقولا له: لم يمنعني من الدخول إلى عسكركم إلا أني أتخوف أن تذعر الإبل، ويفزع المسلمون من طولي، فإن خلقي ليس كخلقكم، قولا له: يأتيني، قال حذيفة وأنس: فصافحناه، فقال لأنس خادم رسول الله: من هذا؟، قال: حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله، قال: فرحب به، ثم قال: والله إنه لفي السماء أشهر منه في الأرض، يسميه أهل السماء صاحب رسول الله، قال حذيفة: هل تلقى الملائكة؟، قال: ما من يوم إلا وأنا ألقاهم، ويسلمون عليَّ، وأسلم عليهم، قالا: فأتينا النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخرج النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معنا، حتى أتينا الشعب، وهو يتلألأ وجهه نوراً، وإذا ضوء وجه إلياس وثيابه كالشمس، قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: على رسلكما، فتقدمنا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدر خمسين ذراعا، وعانقه ملياً، ثم قعدا، قالا: فرأينا شيئا كهيئة الطير العظام بمنزلة الإبل، قد أحدقت به، وهي بيض، وقد نثرت أجنحتها، فحالت بيننا وبينهما، ثم صرخ بنا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا حذيفة ويا أنس تقدما، فتقدمنا، فإذا بين أيديهم مائدة خضراء لم أر شيئا قط أحسن منها، قد غلب خضرتها لبياضها، فتقدمنا، فإذا بين أيديهم مائدة خضراء، وإذا عليها خبز ورمان وموز وعنب ورطب وبقل ما خلا الكراث، قال النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كلوا بسم الله، قال: فقلنا: يا رسول الله أمن طعام الدنيا هذا؟، قال: لا، هذا رزقي، ولي في كل أربعين يوما وأربعين ليلة أكلة، تأتيني بها الملائكة، وهذا تمام الأربعين يوما والليالي، وهو شيء يقول الله عز وجل له كن فيكون، قال: فقلنا: من أين وجهك؟، قال: وجهي من خلف رومية، كنت في جيش من الملائكة مع جيش من المسلمين غزوا أمة من الكفار، قال فقلنا: فكم يسار من ذلك الموضع الذي كنت فيه؟، قال: أربعة أشهر، وفارقته أنا منذ عشرة أيام، وأنا أريد إلى مكة أشرب بها في كل سنة شربة، وهي ريي وعصمتي إلى تمام الموسم من قابل، قال: فقلنا: فأي المواطن أكبر معارك؟، قال: الشام وبيت المقدس والمغرب واليمن، وليس في مسجد من مساجد محمَّد إلا وأنا أدخله صغيراً كان أو كبيراً، قال: الخضر متى عهدك به؟، قال: منذ سنة، كنت قد التقيت أنا وهو بالموسم، وقد كان قال: إنك ستلقى محمَّداً قبلي، فاقرئه مني السلام، وعانقه، وبكى قال: ثم صافحناه وعانقناه، وبكى وبكينا، فنظرنا إليه حتى هوى في السماء، كأنه يحمل حملاً، فقلنا: يا رسول الله لقد رأينا عجباً إذ هوى إلى السماء، فقال: إنه يكون بين جناحي ملك حتى ينتهي به حيث أراد)).
وقال أبو القاسم: ((هذا حديث منكر، وإسناده ليس بالقوي)).
قلت: بل هو أشد سماجةً وبرودةً من سابقه، فعلامات الكذب لائحة على كل فقرة من فقراته. ولستُ بحانثٍ لو أقسمتُ أنه: لم يروه واثلة، ولا مكحول، ولا الأوزاعى. وإنما هو أفك تولى كبره دجَّال من هؤلاء الدجاجلة. والمتهم به بهذا السند: بقية بن الوليد الشامى، فقد سمعه من أحد الكذَّابين، ثم دلَّسه عن الأوزاعى. وقد قال أبو مسهر الدمشقى: أحاديث بقية ليست نقية فكن منها علي تقية. وفى سياق هذه القصة المكذوبة ما ينبئك بشناعة الكذب على أنبياء الله ورسله:
[أولاً] أفلو كان نبى الله إلياس حياً زمن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أكان يتخلف عن المثول بين يديه إلى أن يلتقى به فى غزوة تبوك من العام التاسع، بعيداً عن مهبط الوحى ومتنزل الملائكة!.
[ثانياً] وأعجب لهذا العذر المانع من إتيانه لإمام المرسلين، وقائد الغر المحجلين: إنه التخوف من ذعر الإبل، وفزع المسلمين من رؤية نبى الله إلياس عليه السلام. فأين هذا مما ذكره هذا الوضَّاع المتهوِّك بعد ذلك بقوله ((يتلألأ وجهه نوراً، وإذا ضوء وجهه وثيابه كالشمس))!.
[ثالثاً] وإن تعجب، فعجبٌ زعم هذا المتهوِّك أن إلياس والخضر يلتقيان بالموسم كل عام!. فإن كانا كذلك، فأين هما من حجَّة الوداع، وكيف لم يلتقيا برسول الله فى أعظم حجَّةٍ، وأكرمها على الله؟!، بل أين هما من غزوات رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومشاهده ومواقفه، سيما التى تنزلت لها الملائكة كغزوة بدرٍ؟!. سبحان الله ((إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ)).
[رابعاً] وعجبٌ قوله على لسان نبى الله إلياس ((وليس في مسجد من مساجد محمَّد إلا وأنا أدخله صغيراً كان أو كبيراً)). أفلا يستحيى هذا الوضَّاع من الله وأنبيائه، أم كان يجهل ((وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ للهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا))!!.
وفى ثنايا القصة كثير مما يستنكر، ولا يخفى مثله على من له أدنى معرفة بحقائق الشريعة.
¥(41/250)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 08 - 04, 05:10 ص]ـ
الحمد لله الذى إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ. والصلاة والسلام على المخصوص بالسيادة والشرف المصون. والمنزل عليه وحياً فى الكتاب المكنون. ((وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ)). وعلى آله وصحبه المصدقين له والمؤمنين به وبالآخرة هم يوقنون. ((أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)). وبعد ..
وشبيه بهذا، ما يفترونه من سماع النبى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخضر، وبعثه أنس يسأله أن يدعو له ولأمته. وهذا من أبشع الكذب والافتراء والجهل بمقام سيد المرسلين صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومما أوردوا فيه من الواهيات الموضوعات حديثين:
[الأول] حديث أنس بن مالك، وله ثلاث طرق
[الطريق الأولى] قال أبو الحسين بن المنادي كما فى ((الزهر النضر فى نبأ الخضر)) (ص40): أخبرني أبو جعفر أحمد بن النضر العسكري أن محمد بن سلام المنبجي حدثهم قال حدثنا وضاح بن عباد الكوفي حدثنا عاصم بن سليمان الأحول حدثني أنس بن مالك قال: ((خرجت ليلة من الليالي، أحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم الطهور، فسمع مناديا ينادي، فقال لي: يا أنس صه، قال: فسكت، فاستمع، فإذا هو يقول: اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني منه، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قال أختها معها، فكأن الرجل لقن ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: وارزقني شوق الصالحين إلى ما شوقتهم إليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أنس ضع الطهور، وائت هذا المنادي، فقل له: ادع لرسول الله أن يعينه الله على ما ابتعثه به، وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق، قال: فأتيته، فقلت: رحمك الله! اِدْعُ الله لِرَسُولِ الله أن يُعِيْنَهُ على مَا اِبْتَعَثَهُ بِهِ، واِدْعُ لأمَّتِهِ أن يَأْخُذُوا مَا أَتَاهُمْ به نَبِيُّهُمْ بالحقِّ، فقال لي: ومَنْ أرسلكَ؟، فكرهتُ أن أخبره ولم استأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: رحمك الله! ما يضرك من أرسلني، ادع بما قلت لك، فقال: لا أو تخبرني بمن أرسلك، قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: يا رسول الله! أبى أن يدعو لك بما قلت له حتى أخبره بمن أرسلنى، فقال: ارجع إليه، فقل له: أنا رسول رسول الله، فرجعت إليه، فقلت له، فقال لي: مرحبا برسول الله رسول الله، أنا كنت أحق ان آتيه، اقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام، وقال له: يا رسول الله الخضر يقرأ عليك السلام ورحمة الله، ويقول لك: يا رسول الله إن الله فضَّلك على النبيِّين كما فضَّل شهر رمضان على سائر الشهور، وفضَّل أمَّتك على الأمم كما فضَّل يوم الجمعة على سائر الأيام، قال: فلما وليت سمعته يقول: اللهمَّ اجعلني من هذه الأمَّة المرشدة المرحومة، المتوب عليها)).
وأخرجه ابن الجوزى ((الموضوعات)) (1/ 194) تعليقاً عن ابن المنادى به مثله.
وأخرجه الطبراني ((الأوسط)) (3071) عن بشر بن علي بن بشر العجلى، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (16/ 423:422) عن محمد بن الفضل بن جابر، كلاهما عن محمد بن سلام المنبجى بنحو حديث ابن النضر العسكرى.
وقال أبو القاسم: ((لم يروه عن أنس إلا عاصم، ولا عنه إلا وضاح، تفرد به محمد بن سلام)).
وقال أبو الحسين بن المنادى: ((هذا حديث واهٍ بالوضاح وغيره، وهو منكر الإسناد سقيم المتن، ولم يراسل الخضر نبَّينا صلى الله عليه وسلم، ولم يلقه)).
قلت: صدق أبو الحسين. ما أسمجَه وأبردَه من خبرٍ!، كيف جهل واضعُه مقامَ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكرامتَه على ربِّه، ولم يستحيى منه حتى تجرأ عليه، فوضع على لسانه هذا المقال ((اِدْعُ الله لِرَسُولِ الله أن يُعِيْنَهُ على مَا اِبْتَعَثَهُ بِهِ، واِدْعُ لأمَّتِهِ أن يَأْخُذُوا مَا أَتَاهُمْ به نَبِيُّهُمْ بالحقِّ))!!.
¥(41/251)
وقد قال إمام المحدثين ((كتاب العلم)) (106): حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بن الأَكْوَعِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)).
ولا يستحل مثل هذا الإدعاء، أعنى طلب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الخضر أن يدعو له ولأمَّتِه، إلا الزنادقة الذين يزعمون كذباً وافتراءاً؛ أن مقام الولاية أعلى من النُّبوة والرسالة!!.
فقد تزندق قائلهم، وأعظم على الله الفرية حين قال:
مقامُ النُّبُّوةِ في بَرْزَخٍ فُوَيْقَ الرسُولِ وَدُونَ الوليْ
[الطريق الثانية] قال ابن عساكر ((التاريخ)) (16/ 424:423): أخبرناه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد الله بن محمد الهمداني بمصر أنا أبو الحسن علي بن محمد بن موسى التمار الحافظ نا أحمد بن محمد بن سعيد نا الحسين بن ربيع نا الحسين بن يزيد السلولي نا إسحاق بن منصور نا أبو خالد مؤذن بني مسلمة نا أبو داود عن أنس بن مالك قال: ((كان رسول الله يتوضأ من الليل إلى الليل، فخرجت معه ذات ليلة في بعض طرق المدينة، ومعي الطهور، فسمع صوت رجل يدعو: اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني، ...... )) فذكره بنحو حديث الوضاح السالف.
قلت: والمتهم بهذا الحديث أبو داود، وهو نفيع بن الحارث الهمدانى الكوفى القاص الأعمى، مجمع على تركه، وكذبه قتادة.
وقال ابن حبان: كان ممن يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات توهماً، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إلا على جهة الاعتبار.
[الطريق الثالثة] قال أبو حفص بن شاهين كما فى ((الزهر النضر فى نبأ الخضر)) (ص42): حدثنا موسى بن أنس بن خالد بن عبد الله بن أبي طلحة بن موسى بن أنس بن مالك ثنا أبي ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا حاتم بن أبي رواد عن معاذ بن عبيد الله بن أبي بكر عن أبيه عن أنس قال: ((خرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات ليلة لحاجةٍ، فخرجت خلفه، فسمعنا قائلاً يقول: اللهم إني أسألك شوق الصادقين إلى ما شوقتهم إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا لها دعوة لو أضاف إليها أختها، فسمعنا القائل وهو يقول: اللهم إني أسألك أن تعينني بما ينجيني مما خوفتني منه، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وجبت ورب الكعبة، يا أنس! ائت الرجل، فاسأله أن يدعو لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يرزقه الله القبول من أمَّته، والمعونة على ما جاء به من الحق والتصديق، قال أنس: فأتيت الرجل، فقلت: يا عبد الله ادع لرسول الله، فقال لي: ومن أنت، فكرهت أن أخبره ولم أستأذن، وأبى أن يدعو حتى أخبره، فرجعت إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبرته، فقال لي: أخبره، فرجعت، فقلت له: أنا رسول الله إليك، فقال مرحبا برسول الله وبرسول رسول الله، فدعا له، وقال: اقرأه مني السلام، وقل له: أنا أخوك الخضر، وأنا كنت أحق أن آتيك، قال: فلما وليت سمعته يقول: اللهم اجعلني من هذه الأمة المرحومة المتاب عليها)).
وأخرجه كذلك الدارقطنى ((الأفراد)) من طريق أنس بن خالد عن محمد بن عبد الله الأنصارى بمثله.
وقال الحافظ ابن حجر: ((ومحمد بن عبد الله الأنصارى، هو أبو سلمة البصرى، وهو واهى الحديث جداً، وليس هو شيخ البخارى قاضى البصرة، ذاك ثقة، وهو أقدم من أبى سلمة)).
قلت: أبو سلمة هذا ممن يسرق الأحاديث ويركبه على أسانيد أهل البصرة، ترجمه أبو جعفر العقيلى ((الضعفاء)) (4/ 95) قال: ((محمد بن عبد الله أبو سلمة الأنصاري عن مالك بن دينار منكر الحديث. حدثنا محمد بن موسى بن حماد البربري ثنا محمد بن صالح بن النطاح ثنا أبو سلمة محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال: ((كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل من جبال مكة، إذ أقبل شيخ متوكئا على عكازه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مشية جني ونغمته، فقال: أجل، فقال: من أي الجن أنت؟، قال: أنا هامة بن الهيم بن لاقيس بن إبليس .... )) فذكر
¥(41/252)
حديثاً طويلاً باطلاً، لا يتابعه عليه إلا مثله أو أكذب منه.
[الثانى] حديث عمرو بن عوف المزنى
أخرجه ابن عدى ((الكامل)) (6/ 62)، ومن طريقه البيهقى ((دلائل النبوة)) (5/ 423)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (1/ 193) من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده: ((أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان في المسجد، فسمع كلاما من ورائه، فإذا هو بقائل يقول: اللهمَّ أعني على ما ينجيني مما خوفتني، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين سمع ذلك: ألا تضم إليها أختها، فقال الرجل: اللهم ارزقني شوق الصالحين إلى ما شوقتهم إليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك: اذهب يا أنس إليه، فقل له: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم تستغفر لي، فجاءه أنس، فبلَّغه، فقال الرجل: يا أنس أنت رسول رسول الله إليَّ، فارجع فاستثبته، فقال النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قل له: نعم، فقال له: اذهب فقل له: إن الله فضَّلك على الأنبياء مثل ما فضَّل به رمضان على الشهور، وفضَّل أمتك على الأمم مثل ما فضل يوم الجمعة على سائر الأيام، فذهب ينظر إليه، فإذا هو الخضر)) 0
قلت: والمتهم بهذا كثير بن عبد الله بن عمرو المزنى، ركن من أركان الكذب، قاله الإمام الشافعى. وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً، يروى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة، لا يحل ذكرها فى الكتب، ولا الرواية عنه.
وهذه المناكير والموضوعات مما يحتج بها غلاة الصوفية والشيعة على حياة إلياس والخضر، وأنهما أعطيا الخلد فى الدنيا إلى الصيحة الأولى، وأنهما يجتمعان كل عامٍ بالموسنم، ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى قابل، وأن إلياس موكل بالفيافى، والخضر موكل بالبحر. ولله درُّ من قال: ما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان!.
وفى ((المنار المنيف)) (1/ 67) للحافظ الجهبذ ابن القيم: ((فصل: من الأحاديث الموضوعة أحاديث حياة الخضر عليه السلام، وكلها كذب ولا يصح في حياته حديث واحد:
كحديث ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في المسجد، فسمع كلاما من ورائه فذهبوا ينظرون، فإذا هو الخضر)).
وحديث ((يلتقي الخضر وإلياس كل عام)).
وحديث ((يجتمع بعرفة جبريل وميكائيل والخضر)) الحديث المفترى الطويل.
سئل إبراهيم الحربي عن تعمير الخضر، وأنه باق؟، فقال: من أحال على غائبٍ لم ينتصف منه، وما ألقى هذا بين الناس إلا الشيطان)).(41/253)
شاهد لحديث ابن عباس ما رأيت أحدا من المخرجين السابقين والمعاصرين ذكره فاظفر به!!
ـ[المقرئ.]ــــــــ[13 - 08 - 04, 05:47 م]ـ
قال العلامة المحقق المدقق الألباني رحمه الله:
الجمع بين الماء والحجارة في الاستنجاء لم يصح عنه صلى الله عليه وسلم فأخشى أن يكون القول بالجمع من الغلو في الدين لأن هديه صلى الله عليه وسلم الاكتفاء بأحدهما وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وأما حديث جمع أهل قباء بين الماء والحجارة ونزول قوله تعالى فيهم " فيه رجال يحبون أن يتطهروا " فضعيف الإسناد لا يحتج به ضعفه النووي والحافظ وغيرهما ... وله شواهد كثيرة ليس في شيء منها ذكر الحجارة.إ. هـ
وقال أيضا رحمه الله: (تنبيه أول) قد تبين لك أنه ليس في شيء من هذه الأحاديث ذكر الحجارة مع الماء وقد اشتهر على الألسنة أنهم كانوا يجمعون بينهما بل جاء الحديث في "المهذب" بلفظ " قالوا نتبع الحجارة الماء " فقال النووي: كذا يقوله أصحابنا وغيرهم في كتب الفقه والتفسير وليس له أصل في كتب الحديث " ولعله – القائل الألباني – أراد ليس له أصل صحيح وإلا فقد رواه البزار بلفظ " المهذب" لكن إسناده ضعيف كما قال الحافظ في البلوغ والتلخيص إ. هـ
أقول:
حديث الباب هو حديث ابن عباس رواه البزار في مسنده
قال حدثنا عبد الله بن شبيب ثنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز وجدت في كتاب أبي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في أهل قباء فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين فسألهم رسول الله فقالوا إنا نتبع الحجارة الماء قال البزار لا نعلم أحدا رواه عن الزهري إلا محمد بن عبد العزيز ولا عنه إلا ابنه انتهى
والكلام على الحديث لا يخفى على أهل الحديث
ولكن هناك شاهد له ما رأيت أحدا نبه عليه ممن اهتم بكتب التخريج كابن حجر والنووي وغيرهما وآخرهم الألباني رحمهم الله
وهو ما رواه ابن شبة في تاريخه قال:
حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا زهير يعني ابن معاوية عن عاصم الأحول عن رجل من الأنصار في هذه الآية (فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) قال فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل قباء عن طهورهم وكأنهم كانوا يستحيون أن يحدثوه فقالوا طهورنا طهور الناس فقال: إن لكم طهورا فقالوا: إن لنا خبرا إنا نستنجي بالماء بعد الحجارة أو بعد الدراري قال إن الله قد رضي طهوركم يا أهل قباء.
هذا الحديث صريح الدلالة في المقصود وهو شاهد لحديث ابن عباس وأما بقية الأحاديث فقد ينازع في دلالتها على المقصود
وأما فقه المسألة فجماهير أهل العلم على أن الأفضل الجمع بين الحجارة والماء في الاستنجاء
أخوكم: المقرئ
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[13 - 08 - 04, 06:43 م]ـ
بارك الله فيك وما هذه أول بركاتكم يا شيخنا المقرئ.
ـ[المقرئ.]ــــــــ[14 - 08 - 04, 02:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الحنبلي السلفي
ومن نافلة القول أن قول الألباني رحمه الله إن الجمع بينهما أخشى أن يكون من الغلو في الدين
فقد قال بعض السلف إن غسل الدبر محدث أيضا وإنما السنة الاستجمار بحجر ونحوه وهو مروي عن بعض السلف
ولكن السنة واضحة وظاهرة بخلاف هذا القول وأن الرسول صلى الله عليه وسلم استجمر بحجر مرة واستنجى بماء مرة وهو قول الجماهير
المقرئ
ـ[أبو غازي]ــــــــ[15 - 08 - 04, 02:21 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا المقرئ فقد أفدتنا كثيراً
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[15 - 08 - 04, 03:12 م]ـ
قال الصنعاني في سبل السلام ج1 ص290
و الجمهور على أن الأفض الجمع بين الحجارة و الماء فإن اقتصر على أحدهما فالافضل الماء ,حيث لم يرد الصلاة فإن أرادها فخلاف فمن يقول تجزئ الحجارة لايوجبه و من يقول لاتجزئ يوجبه
ـ[المقرئ.]ــــــــ[18 - 08 - 04, 07:26 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا غازي وقد كافأتني بدعائك وأجزلت
وقد حاولت أن أجد كلام العلامة عبد الله الدويش على الحديث في تخريجه لهذا الكتاب فوجدت الأجزاء كلها في مكتبتي المبعثرة إلا الجزء الأول ولعل من هو قريب منه أن يذكر حكمه على الحديث ولا يضطرني للبحث والتنقيب في مكتبتي غير المنظمة لتكتمل الفائدة
وإن كان عندي استدراك قد يرد على البعض كما ورد علي ولا أدري هل أذكره أم لا؟!
المقرئ
ـ[حارث همام]ــــــــ[18 - 08 - 04, 08:30 م]ـ
¥(41/254)
لعله في المنهج أعني الاستشهاد على مثل ماذكرتم بمثل ما أشرتم إليه فهذا لايرضاه البعض خاصة مع إشارة من عاين الأصول إلى وقوع التفرد فيه.
ـ[المقرئ.]ــــــــ[18 - 08 - 04, 11:20 م]ـ
إلى الشيخ الفاضل: حارث همام
كم هي تلك الردود التي أتذوقها شهورا بل أعواما، ويالله من هذه الاعتراضات التي يطير بها الفؤاد وتنطفي بها حر الأكباد
يا صديقي: أعلم أن من الأحباب من ستقع في نفسه مثل هذا الوارد ولكن لا أخفيكم فأنتم =من أنتم = لا أخفيكم أن مثل هذه القواعد لا زلت في مستوى لا يؤهلني أن أتعلق بها وكم من قاعدة أعلم قائلها وفي أي موضع قالها ومتى قالها ولماذا قالها @ غير أن مثلي لم يؤهل حتى الآن لاستخدامها لقلة الاطلاع وعدم الغوص في كتب الأئمة الأعلام
وإنني وبدون مداراة لا أحب أن أتشبث بقاعدة مازال الطريق بعيدا إلى الوصول إلى فهمها وفهم مدلولها ولا والله ما أتي كثير من المشتغلين بهذا الفن الشريف إلا من هذا
إياك أن تحسب هذا تواضعا مزيفا أو تسليطا للأنظار والشهرة - فلا أقر الله عينا قصدت هذا - وإنما هو تذكير لي ولغيري من المشتغلين
أما ما ذكرتم: هذه القاعدة إن شئت سمها أو هذا الضابط في نظري يحتاج إلى إعادة تقييد أو تعديل لأمور:
1 - إمام من الأئمة وصف حديث ابن مسعود في آية الكرسي بأنه ليس في الأصول المعتمدة يعني عمل اليوم والليلة لابن السني ومع أنه من إمام معتبر ما قبله كثير من المؤصلين لهذه القاعدة
وحديث أنس في الحجامة عند الدارقطني في سننه ووصفه إمام من الأئمة بأنه لم يرو في الكتب المعروفة وأنه تفرد به الدارقطني ومع هذا الدارقطني نفسه قال عنه: كلهم ثقات لا أعلم له علة - وإن كان معلولا في نظري وليس هذا موضع الشاهد-
2 - أن ابن شبة من المتقدمين وليس من الأئمة المتأخرين وإسناده عال جدا فله أسانيد ثلاثية ورباعية فمثل هذا لايمكن أن يوصف بمثل هذا لاسيما مع ثقته وإمامته
3 - الحديث له ما يعضده من الموصول والمرسل والمقطوع بل هو أمر مشتهر في كتب التفسير والفقه
أعتقد أن مثل هذا حتى ولو توافقنا على تأصيل هذا الضابط قد ينازع في تنزيله هنا
وأخيرا أعلم أن عبارتك " فهذا لايرضاه البعض "
ولكن أعجبتني مداخلتك فهي بسطر لكنها جليلة القدر
حفظكم الله وأعانكم: المقرئ
ـ[رابح]ــــــــ[20 - 08 - 04, 11:02 ص]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا البحاثة المقريء
ـ[المقرئ.]ــــــــ[20 - 08 - 04, 06:04 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخ رابح على دعائك وتقبل الله منك وسرني إعجابك بالفائدة
المقرئ
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[20 - 08 - 04, 10:41 م]ـ
الأخ المقرئ جزاك الله خيرا
هل ممكن رقم الجزء و الصفحة في تاريخ ابن شبه و الطبعة التي عندك .. أكرمك الله
ـ[المقرئ.]ــــــــ[21 - 08 - 04, 10:59 ص]ـ
إلى أخي: واحد من المسلمين جزاك الله خيرا
هو في تاريخ ابن شبة 1/ 48 تحقيق: فهيم محمد شلتوت ولا يوجد اسم المطبعة بل طبعها حبيب محمود أحمد على نفقته
وأحسب أن الكتاب متوفر في المكتبات
المقرئ
ـ[المقرئ.]ــــــــ[21 - 08 - 04, 03:46 م]ـ
ثم وجدت الكتاب في رف مهجور من مكتبتي فأحببت أن أنقل هذه الفائدة:
قال الشيخ الحافظ العلامة عبد الله الدويش رحمه الله: رجاله ثقات وإن كان الرجل المبهم صحابيا فهو صحيح الإسناد وفيه حجة لمن قال باستحباب الجمع بين الحجارة والماء ورواه البزار من حديث ابن عباس بإسناد ضعيف
المقرئ
ـ[حارث همام]ــــــــ[22 - 08 - 04, 12:41 م]ـ
جزاكم الله خيراً، فقد أجدتم وأفدتم وهذا دأبكم، تعقيبكم في مجموعه سديد، وقد يكون كله فكم من عائب .. ما عرفتم!
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[24 - 09 - 06, 11:21 م]ـ
حديث الباب هو حديث ابن عباس رواه البزار في مسنده
قال حدثنا عبد الله بن شبيب ثنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز وجدت في كتاب أبي
جزاكم الله خيراً
من هو أحمد بن محمد بن عبد العزيز، أين أجد ترجمته؟(41/255)
سؤال عن حديث
ـ[أبو عبد الرحمن المقدسى]ــــــــ[14 - 08 - 04, 03:51 م]ـ
السادة أعضاء منتدى أهل الحديث/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.
أرجوا منكم افادتى فى صحة أثر عبدالله بن مسعود أو أبو هريرة رضى الله عنهم لأنى لست متأكد عن منهم ورد هذا الأثر. وهو أنه وجد امرأة ذاهبة الى المسجد وكانت متعطرة فقال لها الى أين يا أمة الله قالت ذاهبة الى المسجد فقال لها أرجعى فاغتسلى غسلك من الجنابة ثم عودى الى المسجد الى أخر الأثر فيما معناة وجزاكم الله خيرا.
ـ[عمر السلفيون]ــــــــ[14 - 08 - 04, 05:19 م]ـ
ــ أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد لم تقبل لها صلاة حتى تغتسل *.*
تخريج السيوطي
(هـ) عن أبي هريرة.
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 2703 في صحيح الجامع.
الشرح:
* (* أيما امرأة تطيبت *) * أي استعملت الطيب الذي هو ذو الريح * (* ثم خرجت إلى المسجد *) * تصلي فيه * (* لم تقبل لها صلاة *) * ما دامت متطيبة * (* حتى تغتسل *) * يعني تزيل أثر ريح الطيب بغسل أو غيره أي لأنها لا تثاب على الصلاة ما دامت متطيبة لكنها صحيحة مغنية عن القضاء مسقطة للفرض فعبر عن نفي الثواب بنفي القبول إرعاباً وزجراً *.*
***** * (* ه عن أبي هريرة *) * وفيه عاصم بن عبد اللّه ضعفه جمع *.* *
ــ إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية *.*
تخريج السيوطي
(3) عن أبي موسى.
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 323 في صحيح الجامع.
الشرح:
* (* إذا استعطرت المرأة *) * استعملت العطر أي الطيب الظاهر ريحه في بدنها أو ملبوسها * (* فمرت على القوم *) * الرجال * (* ليجدوا *) * أي لأجل أن يشموا * (* ريحها *) * أي ريح عطرها * (* فهي زانية *) * أي هي بسبب ذلك متعرضة للزنا ساعية في أسبابه داعية إلى طلابه فسميت لذلك زانية مجازاً *،* ومجامع الرجال قلما تخلو ممن في قلبه شدة شبق لهن سيما مع التعطر فربما غلبت الشهوة وصمم العزم فوقع الزنا الحقيقي ومثل مرورها بالرجال قعودها في طريقهم ليمروا بها *.*
***** * (* 3 عن أبي موسى *) * الأشعري رمز المصنف لحسنه *.* *
ــ أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية و كل عين زانية *.*
تخريج السيوطي
(حم ن ك) عن أبي موسى.
تحقيق الألباني
(حسن) انظر حديث رقم: 2701 في صحيح الجامع.
الشرح:
* (* أيما امرأة استعطرت *) * أي استعملت العطر أي الطيب يعني ما يظهر ريحه منه * (* ثم خرجت *) * من بيتها * (* فمرت على قوم *) * من الأجانب * (* ليجدوا ريحها *) * أي بقصد ذلك * (* فهي زانية *) * أي كالزانية في حصول الإثم وإن تفاوت لأن فاعل السبب كفاعل المسبب قال الطيبي *:* شبه خروجها من بيتها متطيبة مهيجة لشهوات الرجال التي هي بمنزلة رائد الزنا بالزنا مبالغة وتهديداً وتشديداً عليها * (* وكل عين زانية *) * أي كل عين نظرت إلى محرم من امرأة أو رجل فقد حصل لها حظها من الزنا إذ هو حظها منه وأخذ بعض المالكية من الحديث حرمة التلذذ بشم طيب أجنبية لأن اللّه إذا حرم شيئاً زجرت الشريعة عما يضارعه مضارعة قريبة وقد بالغ بعض السلف في ذلك حتى كان ابن عمر رضي اللّه عنه ينهى عن القعود بمحل امرأة قامت عنه حتى يبرد أما التطيب والتزين للزوج فمطلوب محبوب قال بعض الكبراء تزيين المرأة وتطيبها لزوجها من أقوى أسباب المحبة والألفة بينهما وعدم الكراهة والنفرة لأن العين رائد القلب فإذا استحسنت منظراً أوصلته إلى القلب فحصلت المحبة وإذا نظرت منظراً بشعاً أو ما لا يعجبها من زي أو لباس تلقيه إلى القلب فتحصل الكراهة والنفرة ولهذا كان من وصايا نساء العرب لبعضهن إياك أن تقع عين زوجك على شيء لا يستملحه أو يشم منك ما يستقبحه *.*
***** * (* حم ن ك *) * في التفسير * (* عن أبي موسى *) * الأشعري قال الحاكم *:* صحيح وأقره الذهبي وأقول فيه عند الأولين ثابت بن عمارة أورده الذهبي في ذيل الضعفاء وقال *:* قال أبو حاتم *:* ليس بالمتين عندهم ووثقه ابن معين *.* *(41/256)
ولد الزنا في النار .... ما مدى صحته؟
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[15 - 08 - 04, 01:31 م]ـ
ولد الزنا في النار .... ما مدى صحته؟
نرجو من الإخوة الإفادة
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[15 - 08 - 04, 05:09 م]ـ
هذه مجموعة أحاديث متعلقة بالموضوع وفيها بيان ضعف ما ذكرته:
"ليس على ولد الزنا من وزر أبويه شيء *.* " تخريج السيوطي (ك) عن عائشة.
تحقيق الألباني: (حسن) انظر حديث رقم: 5406 في صحيح الجامع.
================================================== =====
" فرخ الزنا لا يدخل الجنة ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (3/ 657): (ضعيف)
رواه ابن عدي (189/ 1): حدثنا حمزة بن داود الثقفي: حدثنا محمد بن زنبور:
حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن سهيل عن أبيه عن # أبي هريرة # مرفوعا و قال:
" يعرف بسهيل ".
قلت: إنما يعرف عنه بلفظ: " ولد الزنا شر الثلاثة ".
هكذا أخرجه الطحاوي و أبو داود و غيرهما من طرق عدة عن سهيل به. و في لفظ
للطحاوي: " فرخ الزنا شر الثلاثة " , لكن في إسناده حسان بن غالب و هو متروك.
فالمحفوظ اللفظ الذي قبله , و لذلك خرجته في " الصحيحة " (671).
و أما هذا فعلته محمد بن زنبور , فإن فيه ضعفا , فلا يقبل منه ما خالف فيه
الثقات , و حمزة بن داود الثقفي لم أجد له ترجمة.
================================================== =======
" لا يدخل ولد الزنا الجنة , و لا شيء من نسله , إلى سبعة آباء ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (3/ 447): (باطل)
رواه الطبراني في " الأوسط " (رقم - 145) عن الحسين بن إدريس الحلواني: نا
سليمان بن أبي هوذة: نا عمرو بن أبي قيس عن إبراهيم بن المهاجر عن مجاهد عن
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن # أبي هريرة # مرفوعا و قال:
" لم يروه عن إبراهيم إلا عمرو ".
قلت: و هو صدوق له أوهام , لكن شيخه إبراهيم بن المهاجر و هو ابن جابر البجلي
صدوق لين الحفظ , فهو علة الحديث.
و أما إعلال الهيثمي للحديث بقوله (6/ 257):
" و فيه الحسين بن إدريس و هو ضعيف ".
فلا وجه له , لأن الحسين هذا وثقه الدارقطني و أخرج له ابن حبان في " صحيحه "
و كان من الحفاظ كما قال ابن ماكولا , و غاية ما جرح به قول ابن أبي حاتم فيه:
" كتب إلي بجزء من حديثه , فأول حديث منه باطل , و الثاني باطل , و الثالث
ذكرته لعلي بن الجنيد فقال: أحلف بالطلاق أنه حديث ليس له أصل , و كذا هو عندي
فلا أدري البلاء منه أو من خالد بن هياج ".
فقد تردد ابن أبي حاتم في اتهام الرجل بهذه البواطيل فينبغي التوقف عن الجزم
بأنه المتهم , حتى يأتي البيان و قد وجدنا الحافظ ابن عساكر قال:
" البلاء في الأحاديث المذكورة من خالد بلا شك ".
و مما يؤكد أن الحسين بن إدريس بريء العهدة من هذا الحديث أنه لم يتفرد به كما
يشعر بذلك قول الطبراني المتقدم , و قال عبد بن حميد في " المنتخب من المسند "
(ق 189/ 2): حدثنا عبد الرحمن بن سعد الرازي: حدثنا عمرو بن أبي قيس به.
و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (3/ 111) , و قال - و تبعه السيوطي في "
اللآلىء " - 2/ 193):
" لا يصح , إبراهيم بن مهاجر ضعيف , قال الدارقطني: اختلف على مجاهد في هذا
الحديث على عشرة أوجه , فتارة يروى عن مجاهد عن أبي هريرة , و تارة عن مجاهد عن
ابن عمر , و تارة عن مجاهد عن ابن أبي ذباب , و تارة عن مجاهد عن ابن عمرو
موقوفا , إلى غير ذلك , و كله من تخليط الرواة ".
قلت: و قد بين أبو نعيم في " حلية الأولياء " (3/ 307 - 309) هذه الوجوه
العشرة من الاضطراب , و زاد عليها فأفاد و أجاد , فمن شاء فليرجع إليه.
و للحديث طرق أخرى بنحوه كلها معلولة , و قد ساق ابن الجوزي بعضها و بين عللها
ثم قال:
" إن هذه الأحاديث مخالفة للأصول , و أعظمها قوله تعالى: * (و لا تزر وازرة
وزر أخرى) * ".
و زاد عليه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " (2/ 228):
" قلت: و لقوله صلى الله عليه وسلم " ولد الزنا ليس عليه إثم أبويه شيء ".
أخرجه الطبراني من حديث عائشة. قال السخاوي: و سنده جيد. والله أعلم ".
قلت: و قد تكلم على الحديث جماعة من العلماء كالحافظ ابن حجر في " تخريج
¥(41/257)
الكشاف " (4/ 176/210) و السخاوي في " المقاصد الحسنة " (470/ 1322) و ابن
طاهر في " تذكرة الموضوعات " (ص 109) و ابن القيم في " المنار " (ص 48) ,
و اتفقوا جميعا على أنه ليس على ظاهره , و على أنه ليس له إسناد صالح للاحتجاج
به , و غاية ما ادعاه بعضهم ردا على ابن طاهر و ابن الجوزي أنه ليس بموضوع!
و لذلك تكلفوا في تأويله حتى لا يتعارض مع الأصل المتقدم , بما تراه مشروحا في
كثير من المصادر المتقدمة. و أنا أرى أنه لا مسوغ لتكلف تأويله بعد ثبوت ضعفه
من جميع طرقه , و لذلك فقد أحسن صنعا من حكم عليه بالوضع كابن طاهر و ابن
الجوزي. والله أعلم.
ثم بدا لي تقييد هذا الحكم , بهذا اللفظ المخرج هنا بتمامه , و أما طرفه الأول
منه , فقد روي نحوه من طرق أخرى يقوي بعضها بعضا , و صحح أحدها ابن حبان في
حديث خرجته في " الصحيحة " برقم (672) , و ذكرت هناك المعنى المراد منه
فراجعه.
================================================== ====
" ليس على ولد الزنا من وزر أبويه شيء * (و لا تزر وازرة وزر أخرى) * <1> ".
-----------------------------------------------------------
[1] فاطر: الآية: 18. اهـ.
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5/ 318:
أخرجه الحاكم (4/ 100) عن محمد بن غالب حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر المدائني
حدثنا عباد بن العوام عن سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة #
مرفوعا. و قال: " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي , فقال: " صحيح , و صح ضده
". قلت: أما أنه صحيح ففيه عندي نظر , فإن المدائني هذا ترجمه الخطيب في
" تاريخه " (5/ 175) , فقال: " روى عنه محمد بن غالب التمتام و غيره ,
بلغني أنه مات سنة 259 ". فلم يوثقه و لا حكاه عن غيره , فمثله يبعد تصحيح
حديثه. نعم يمكن القول بتحسين حديثه حملا له على الستر , و لاسيما أن الحديث
موافق القرآن , كما هو ظاهر. و الله أعلم.
================================================== ====
" ولد الزنا شر الثلاثة ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 281:
أخرجه أبو داود (3963) و الطحاوي في " المشكل " (1/ 391) و الحاكم (2 /
214) و البيهقي (10/ 57 , 59) و أحمد (2/ 311) من طرق عن سهيل بن أبي
صالح عن أبيه عن # أبي هريرة # قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فذكره. و زاد البيهقي في رواية: " قال سفيان: يعني إذا عمل بعمل أبويه ".
و قال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم ". و وافقه الذهبي , و هو كما قالا.
و تابعه عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة به. أخرجه الحاكم و عنه البيهقي
. قلت: و إسناده حسن في المتابعات و الشواهد.
و تفسير سفيان المذكور قد روي مرفوعا من حديث عبد الله بن عباس , و عائشة.
أما حديث ابن عباس فيرويه ابن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ولد الزنا شر الثلاثة , إذا عمل بعمل أبويه "
. أخرجه ابن عدي (127/ 2) و الطبراني في " المعجم الكبير " (3/ 92 / 2)
و " الأوسط " (1/ 183 / 2) و قال: " لم يروه عن داود إلا ابن أبي ليلى ".
قلت: و اسمه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى , و هو ضعيف لسوء حفظه. و أما
حديث عائشة , فيرويه إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن قيس عنها به. أخرجه هكذا ابن
الأعرابي في " المعجم " (8/ 1 - 2) من طريق إسحاق بن منصور أنبأنا إسرائيل
عنه. و خالفه أسود بن عامر فقال: حدثنا إسرائيل قال: حدثنا إبراهيم ابن
إسحاق عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة عنها , به. أخرجه أحمد (6/ 109).
قلت: و هذا الاضطراب من إبراهيم بن إسحاق , و هو إبراهيم ابن الفضل المخزومي
المترجم في " التهذيب " , و هو متروك كما في " التقريب " و سائر الرواة ثقات.
و هذا التفسير , و إن لم يثبت رفعه , فالأخذ به لا مناص منه , كي لا يتعارض
الحديث مع النصوص القاطعة في الكتاب و السنة أن الإنسان لا يؤاخذ بجرم غيره.
و راجع لهذا المعنى الحديث (1287) من الكتاب الآخر.
و قد روي الحديث عن عائشة رضي الله عنها على وجه آخر , لو صح إسناده لكان قاطعا
للإشكال , و رافعا للنزاع , و هو ما روى سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن الزهري
¥(41/258)
عن عروة قال: " بلغ عائشة رضي الله عنها أن أبا هريرة يقول: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ولد الزنا شر الثلاثة. فقالت: (يرحم الله أبا هريرة)
أساء سمعا , فأساء إجابة لم يكن الحديث على هذا إنما كان رجل (من المنافقين)
يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال: من يعذرني من فلان ? قيل يا رسول
الله إنه مع ما به ولد زنا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" هو شر الثلاثة " و الله عز وجل يقول: * (و لا تزر وازرة وزر أخرى) * ".
أخرجه الطحاوي و الحاكم و عنه البيهقي و ضعفه بقوله: " سلمة بن الفضل الأبرش
يروي مناكير ".
قلت: و قال الحافظ: " صدوق كثير الخطأ ". و فيه علة أخرى و هي عنعنة ابن
إسحاق فإنه مدلس , و مع ذلك فقد قال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم ".!
و رده الذهبي بقوله: " كذا قال , و سلمة لم يحتج به (م) و قد وثق , و ضعفه
ابن راهويه ".
قلت: و كذلك ابن إسحاق لم يحتج به مسلم , و إنما روى له متابعة على أنه مدلس و
قد عنعنه. قال الإمام الطحاوي عقبه: " فبان لنا بحديث عائشة رضي الله عنها أن
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكره عنه أبو هريرة: " ولد الزنا شر
الثلاثة " إنما كان لإنسان بعينه كان منه من الأذى لرسول الله صلى الله عليه
وسلم ما كان منه مما صار به كافرا شرا من أمه , و من الزاني الذي كان حملها به
منه. و الله تعالى نسأله التوفيق.
قلت: و لكن في إسناد حديثها ما علمت من الضعف و ذلك يمنع من تفسير الحديث به.
فالأولى تفسيره بقول سفيان المؤيد بحديثين مرفوعين , و لو كانا ضعيفين إلا أن
يبدو لأحد ما هو أقوى منه , فيصار حينئذ إليه. و يبدو من كلام ابن القيم رحمه
الله في رسالته " المنار " , أنه جنح إلى هذا التفسير , لأن مؤداه إلى أن
الحديث ليس على عمومه , فقد ذكر حديث " لا يدخل الجنة ولد زنا " , و حكى قول
ابن الجوزي أنه معارض لآية * (و لا تزر وازرة ... ) * فقال: " قلت: ليس معارضا
لها إن صح , فإنه لم يحرم الجنة بفعل والديه , بل إن النطفة الخبيثة لا يتخلق
منها طيب في الغالب , و لا يدخل الجنة إلا نفس طيبة , فإن كانت في هذا الجنس
طيبة دخلت الجنة , و كان الحديث من العام المخصوص.
و قد ورد في ذمه " أنه شر الثلاثة " , و هو حديث حسن , و معناه صحيح بهذا
الاعتبار , فإن شر الأبوين عارض و هذا نطفته خبيثة و شره من أصله و شر الأبوين
من فعلهما ".
==================================================
لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق ولد الزنا *.*
تخريج السيوطي
(ك) عن أبي هريرة.
تحقيق الألباني
(ضعيف) انظر حديث رقم: 4641 في ضعيف الجامع.
================================================== =====
نعلان أجاهد فيهما خير من أن أعتق ولد الزنا *.*
تخريج السيوطي
(حم هـ ك) عن ميمونة بنت سعد.
تحقيق الألباني
(ضعيف) انظر حديث رقم: 5960 في ضعيف الجامع.
================================================== ====
ولد الزنا شر الثلاثة إذا عمل بعمل أبويه *.*
تخريج السيوطي
(طب هق) عن ابن عباس.
تحقيق الألباني
(ضعيف) انظر حديث رقم: 6129 في ضعيف الجامع.
================================================== ======
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[15 - 08 - 04, 06:41 م]ـ
جزاك الله خيرا، أخي الحبيب أبي عمر، فهل مزيد
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[15 - 08 - 04, 07:00 م]ـ
وإياكم وعسى أن يكون قريبا(41/259)
الحديث الذي قال عنه أبو داوود: وهذا رد على الجهمية، ما درجة صحته؟
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[15 - 08 - 04, 02:52 م]ـ
سلامٌ من الله عليكم ورحمته وبركاته:
أبحث عن درجة صحة هذا الحديث الذي رواه أبو داوود عن أبي يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة قال سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الآية "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها .. " إلى قوله تعالى " ... سميعاً بصيراً" قال: ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه. قال أبو هريرة رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ويضع إصبعيه.
قال بن يونس قال المقرئ: يعني إن الله سميع بصير يعني أن لله سمعاً وبصراً، قال أبو داود وهذا رد على الجهمية.
وجزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[15 - 08 - 04, 02:54 م]ـ
قال الحافظ في الفتح: أخرجه أبو داوود بسند قوي على شرط مسلم.
فما هو قول مشايخنا حفظهم الله؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 08 - 04, 03:54 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الحديث إسناده صحيح وقد أخرجه أبن أبي حاتم في التفسير وابن المنذر وابن مردويه وأبو داود وابن حبان والحاكم وغيرهم من طريق عبدالله بن يزيد المقرىء عن حرملة بن عمران التجيبي عن أبي يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة عن أبي هريرة به.
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[18 - 08 - 04, 08:55 م]ـ
جزاكم الله كل خير شيخنا عبد الرحمن وبارك الله فيكم(41/260)
حديث الرضف هل يصح؟
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[15 - 08 - 04, 03:35 م]ـ
هل صح حديث ان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يخفف التشهد الأول كأنه على الرضف؟
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[15 - 08 - 04, 03:54 م]ـ
قال الشيخ الألباني في تخريج أحاديث المشكاة ج1 ص 412
رجاله ثقات فهو صحيح الاسناد لولا الأنقطاع بين أبا عبيده و أبو ه أبن مسعود رضي الله عنه فإنه لم يسمع منه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 08 - 04, 03:58 م]ـ
الحديث صحيح لأن أباعبيدة وإن لم يسمع من أبيه فروايته عنه محمولة على السماع عند الحفاظ
وقد ثبت هذا الحديث موقوفا على أبي بكر رضي الله عنه.
وحول سماع أبي عبيدة من أبيه ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=248237#post248237
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[15 - 08 - 04, 04:03 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب عبد الرحمن على هذا التوضيح
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[15 - 08 - 04, 04:25 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبد الرحمن الفقيه يا فقيه النفس.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 07 - 09, 06:23 م]ـ
جزاكم لله خيرا
ـ[الناصح]ــــــــ[29 - 07 - 09, 01:30 ص]ـ
قال في التلخيص الحبير - (1/ 633)
حديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعتين الأوليين كأنه على الرضف
الشافعي وأحمد والأربعة والحاكم من رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه وهو منقطع لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه قال: شعبة عن عمرو بن مرة سألت أبا عبيدة هل تذكر من عبد الله شيئا؟ قال: لا, رواه مسلم وغيره
وروى ابن أبي شيبة من طريق تميم بن سلمة كان أبو بكر إذا جلس في الركعتين كأنه على الرضف إسناده صحيح وعن ابن عمر نحوه
وفي خلاصة البدر المنير - (1/ 140)
حديث أنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان في الركعتين الأوليين كأنه على الرضف رواه الشافعي والثلاثة والحاكم من رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال الترمذي حسن إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين وذكره ابن السكن في صحاحه وفي ذلك كله وقفة لان أبا عبيدة إذا لم يسمع من أبيه يكون الحديث منقطعا
ولكن قال ابن رجب في فتح الباري (5/ 187)
وخرج الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث أبي عبيدة، عن أبيه عبد الله بن مسعود، أن النبي (كان في الركعتين كأنه على الرضف حتى يقوم.
وحسنه.
وأبو عبيدة، وإن لم يسمع من أبيه، إلا أن أحاديثه عنه صحيحة، تلقاها عن أهل بيته الثقات العارفين بحديث أبيه -: قاله ابن المديني وغيره.
وروي عن أبي بكر الصديق نحو ذلك.(41/261)
ما هو قول ابن معين في ذلك
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 08 - 04, 12:47 ص]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد ...
فما هو قول ابن معين في العمل بالضعيف في الفضائل والترغيب، فقد نسب إليه ابن سيد الناس في " عيون الأثر " - كما في " قواعد التحديث " (ص 113) - عدم العمل به مطلقاً، ونسب إليه السخاوي في " فتح المغيث " (1/ 332) خلافه؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 08 - 04, 04:22 م]ـ
لعل الصواب ـ والله أعلم ـ مع السخاوي
قال ابن رجب في شرح علل الترمذي 1/ 71 - 72 في بحثه لمسألة: حكم الرواية عن الضعفاء في غير الأحكام الشرعية، والأمور العلمية .. :
قال: فقد رخص كثير من الأئمة في رواية الأحاديث الرقاق ونحوها (عن الضعفاء) منهم ابن مهدي، وأحمد بن حنبل ..
وقال ابن معين في موسى بن عبيدة: يكتب من حديثه الرقاق.اهـ
قلتُ: فهم منه العلامة ابن رجب أنه يقبل في ذلك، دون الأحكام .. ومما يشهد لصحة فهم ابن رجب هذه النقول:
قال الدوري في التاريخ (1210): سمعت يحيى يقول: موسى بن عبيدة لا يحتج بحديثه.
وقال الدارمي في سؤالاته (732): قلت موسى بن عبيدة؟ فقال ضعيف،
ومثله في رواية أبي خالد الدقاق رقم (77).
و في تاريخ أبي سعيد الطبراني عن يحيى بن معين رقم (34) وسمعت يحيى بن معين يقول: موسى بن عبيدة ضعيف الحديث.
ومثله في رواية أحمد بن محمد ابن محرز رقم (172).
ومثلها عند ابن الجنيد رقم (449): إلا أنه قال ابن الجنيد: ليس بمتروك.
وعند ابن محرز رقم (178) قال: ليس هو بذاك القوي.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 08 - 04, 04:25 م]ـ
وفي شرح العلل أيضا تحت في البحث نفسه 1/ 372:
وقال ابن معين في زياد البكائي لا بأس به في المغازي وأما في غيرها فلا. اهـ
قلتُ وهذه نقول تؤيد ما ذكره ابن رجب رحمه الله:
وقال الدوري (1331): سمعت يحيى يقول: زياد البكائي ليس بشيء، وقد كتبت عنه المغازي.
وقال الدارمي (348): وسألته عن البكائي ـ أعني زيادا ـ؟ فقال: لا بأس به في المغازي، وأما في غيره فلا.
وقال يحيى في رواية ابن محرز (186): في حديثه ضعف.
وقال ابن الجنيد (867): سئل يحيى، وأنا أسمع عن زياد البكائي؟ فقال: ليس به بأس في المغازي. قلتُ ليحيى: فما روى غير المغازي؟ قال: لا يرغبون في حديثه، ثم قال لي يحيى قال لي عبد الله بن إدريس: باع زياد بن عبد الله البكائي شقصا من داره وكتبها ـ يعني كتب ابن إسحاق ـ قلتُ ليحيى كتبت عنه شيئا؟ قال: نعم.
قال يحيى: كان إبراهيم بن سعد يقول: يحدث هؤلاء النبط بمعايب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ـ يعني البكائي ـ.
قال يحيى: كان يقرؤها على رءوس الناس ما يدع منها شيئا. وذكره مختصرا (557).
قلتُ: هذان مثالان لتفريق الإمام يحيى بين المغازي والرقاق عن الأحكام .. ، ولعل من يتتبع كلامه يجد غيرهما.
وإن كان قد يقال في كلامه على زياد البكائي وقبوله في المغازي إنما هو لأمر آخر، وهو:
اختصاصه بابن إسحاق، وعنايته بالمغازي وضبطه لها. والله أعلم.(41/262)
هل اتفق العلماء على عدم العمل بالضعيف في الأحكام؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 08 - 04, 12:51 ص]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد،،،،
فقد قال ابن تيمية في " قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة " (ص 82): " ولم يقل أحد من الأئمة أنه يجوز أن يجعل الشيء واجباً أو مستحباً بحديث ضعيف، ومن قال هذا فقد خالف الإجماع ".
قلت: ولا يُشكل على هذا الكلام ما نُقل عن أحمد وأبي داود وأبي حنيفة من تقديم الحديث الضعيف على القياس (1)، وهذا في الأحكام، فالصواب أن مرادهم من الضعيف هنا الحسن (2).
ولكن الذي يُشكل حقاً ما قاله ابن مفلح، فقد قال ابن عثيمين في " الشرح الممتع " (4/ 353، 354): " قوله: " ثلاثة لا تُجاوز صلاتهم آذانهم " أي: لا تُرفع ولا تُقبل، وهذا الحديث ضعيف، ولو صح لكان فيه دليل على بطلان الصلاة، ومن ثَّم قال الفقهاء بالكراهة، وقد ذكر ابن مفلح - رحمه الله - في " النكت على المحرر ": بأن الحديث إذا كان ضعيفاً وكان نهياً فإنه يُحمل على الكراهة، لكن بشرط أن لا يكون الضعف شديداً، وإذا كان أمراً فإنه يُحمل على الاستحباب ".
فكيف يوجه هذا الكلام؟
أنتظر تعليقات إخواني الأفاضل، وأتمنى أن يذكروا نص كلام ابن مفلح، فقد بحثت عنه في " النكت " المطبوعة بحاشية " المحرر " فلم أهتد إليه.
وأتمنى أيضاً أن لا يتطرق الكلام إلى العمل بالحديث في الفضائل، فللكلام عليه موضع آخر.
_______________
(1) راجع " المحلى " (1/ 89)، و " إعلام الموقعين " (1/ 30، 31 و 77)، و " فتح المغيث " للسخاوي (1/ 333)، و " تدريب الراوي " (1/ 183، 184 و 351).
(2) وراجع " القاعدة الجليلة " (ص 83)، و " منهاج السنة النبوية " (2/ 119)، و " إعلام الموقعين " (1/ 31 و 77)، و " شرح علل الترمذي " (1/ 337)، و " تقسيم الحديث " لربيع المدخلي (ص 71 - 91).
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[16 - 08 - 04, 03:44 ص]ـ
أخي أبا المنهال قد ذكر الشيخ ابن عثيمين توجيه ذلك عقب كلامه في الشرح الممتع وهذا على مقتضى نظر الفقهاء وليس المحدثين، قال الشيخ موجها قول ابن مفلح رحم الله الجميع:"فالحديث لضعفه لم يكن موجبا للحكم الذي يقتضيه لفظه ولوروده كان مثيرا للشك فكان الاحتياط أن نجعل حكمه بين بين"اهـ4/ 354.
على أن لابن مفلح كلاما يوافق كلام غيره من العلماء في مسألة العمل بالضعيف في الأحكام، قال رحمه الله في الآداب الشرعية2/ 301 ومابعدها:"فصل في العمل بالحديث الضعيف وروايته والتساهل في أحاديث الفضائل دون ما تثبت به الأحكام والحلال والحرام والحاجة إلى السنة وكونها) ولأجل الآثار المذكورة في الفصل قبل هذا ينبغي الإشارة إلى ذكر العمل بالحديث الضعيف , والذي قطع به غير واحد ممن صنف في علوم الحديث حكاية عن العلماء أنه يعمل بالحديث الضعيف فيما ليس فيه تحليل ولا تحريم كالفضائل , وعن الإمام أحمد ما يوافق هذا "الخ. ثم ذكر الروايات عن الإمام أحمد.
ثم ذكر كلاما لشيخ الإسلام يوافق عنوان الفصل الذي عنون به للموضوع ويوافق كلام غيره من العلماء في مسألة الحديث الضعيف وحكمه في الفضائل والأحكام ولم يذكر ما ذكره الشيخ ابن عثيمين أو نحوا منه، بل نص في كلامه على عدم العمل بالضعيف في الأحكام أعني إثبات الاستحباب فقال رحمه الله:"وقال الشيخ تقي الدين عن قول أحمد وعن قول العلماء في العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال قال: العمل به بمعنى أن النفس ترجو ذلك الثواب أو تخاف ذلك العقاب , ومثال ذلك الترغيب والترهيب بالإسرائيليات والمنامات وكلمات السلف والعلماء ووقائع العالم ونحو ذلك مما لا يجوز إثبات حكم شرعي به لا استحباب ولا غيره , لكن يجوز أن يذكر في الترغيب والترهيب فيما علم حسنه أو قبحه بأدلة الشرع فإن ذلك ينفع ولا يضر , وسواء كان في نفس الأمر حقا أو باطلا إلى أن قال: فالحاصل أن هذا الباب يروى ويعمل به في الترغيب والترهيب لا في الاستحباب , ثم اعتقاد موجبه وهو مقادير الثواب والعقاب يتوقف على الدليل الشرعي. وقال أيضا في شرح العمدة في التيمم بضربتين: والعمل بالضعاف إنما يشرع في عمل قد علم أنه مشروع في الجملة , فإذا رغب في بعض أنواعه بحديث ضعيف عمل به , أما إثبات سنة فلا , انتهى كلامه. وأما العمل بالضعيف في الحلال والحرام قد- كذا في المطبوع ولعل الصواب: فإن- كان حسنا فإنه يحتج به , وقد يطلق عليه بعضهم أنه حديث ضعيف ولم-كذا في المطبوع ولعل الصواب: وإن لم- يكن حسنا لم يحتج به كما تقدم."اهت.
وعلى هذا فكلام ابن مفلح موافق لكلام غيره فلا إشكال في المسألة حتى نراجع نص كلام ابن مفلح فقد يكون الشيخ ابن عثيمين ذكره بالمعنى والله أعلم.
ـ[المقرئ]ــــــــ[19 - 08 - 04, 07:13 م]ـ
لى أخي الشخ أبي المنهال وفقه الله:
كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ليس على ما فهمت وليتك راجعت المصدر نفسه وقرأت الكلام كله وقد كتبت ردا في موضوع سابق لا أذكره في شرح كلام شيخ الإسلام حيث أن بعض الإخوة فهمه كما فهمت أنت فراجعه غير مأمور
المقرئ
¥(41/263)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[19 - 08 - 04, 08:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من الجيد جدا أن أثار أخونا أبو المنهال هذه المسألة ....
فهي من المسائل المشكلة حقا في علوم الحديث ... فبينما نرى من يحكي الإجماع على جواز العمل بالحديث غير الشديد الضعف في فضائل الأعمال، نجد من يحكي في المسألة ثلاثة أقوال:
الرد مطلقا
العمل مطلقا
العمل في فضائل الأعمال ـ و هو الذي حكي فيه الإجماع ـ
و بينما نرى حكاية الإجماع على عدم العمل بالحديث الصحيح في الأحكام .. نرى من الفقهاء من يعمل بالحديث الصحيح في الأحكام .... و ليس منه صنيع ابن مفلح ..
بل إن صنيع ابن مفلح من باب العمل في الضعيف إذا اقتضى احتياطا .. و قد نص أهل العلم على ذلك ..
قال الإمام النووي ـ رضي الله عنه ـ في الأذكار 7 ـ 8: ((كما إذا ورد حديث ضعيف بكراهة بعض البيوع أو الأنكحة فإن المستحب أن يتنزه عنه)) اهـ
و قال النووي أيضا في نفس الموضع: ((و أما الأحكام كالحلال و الحرام و البيع و النكاح و الطلاق و غير ذلك فلا يعمل فيها إلا بالحديث الصحيح أو الحسن، إلا أن يكون في احتياط في شيء من ذلك)) اهـ
ــــــــــــــــــــــــــ
وأما الإجماع على العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال فممن حكاه الإمام (ابن حجر الهيتمي) المعروف في اعتماد الشافعية و صاحب " تحفة المحتاج "
فقد قال في (الفتح المبين بشرح الأربعين) ص 32: (قد اتفق العلماء على العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال) اهـ
و ممن حكاه أيضا الإمام علي القاري في رسالته (الحظ الأوفر في الحج الأكبر) فقد قال: (فإن الحديث الضعيف معتبر في فضائل الأعمال عند جميع العلماء من أرباب الكمال) الأجوبة الفاضلة ص 37
و قال في رسالته (الموضوعات): الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال اتفاقا. الأجوبة الفاضلة. ص 37
و لكن يشكل على هذا الإجماع مخالفة مثل يحيى بن معين فقد قال محمد بن سيد الناس في (عيون الأثر في فنون المغازي و السير) 1/ 15:
(و ممن حكي عنه التسوية بين الأحكام و غيرها يحيى بن معين).
و أيضا منع ابن العربي العمل بالحديث الضعيف مطلقا
و الحاصل أن في المسالة ثلاثة أقوال؛ منها القول بالإجماع ... و قد استفاض الإمام اللكنوي في هذه المسألة في الإجابة عن السؤال أول من العشرة في رسالته (الأجوبة الفاضلة عن الأسئلة العشرة الكاملة)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
و أما الإجماع على عدم العمل بالحديث الضعيف في الأحكام من الحلال و الحرام .... فهو أيضا مشكل جدا بما ينقل عن أبي حنفية ـ رضي الله عنه ـ فقد ثبت عنه أنه احتج ببعض الأحاديث التي أجمع علماء الأثر على ضعفها و قدمها على القياس .. كحديث نقض الوضوء بالقهقهة في الصلاة .. و كحديث تقدير أقل المهر بعشرة دراهم و قد أجمع أهل العلم على ضعفه ..
و من تتبع أصول مالك ير منها تقديم المنقطع و البلاغ على القياس
و مثله عن الشافعي كما تقديم حديث (صيد وج) القياس .. رغم ضعف الحديث الضعف الاصطلاحي و ليس الذي هو قسيم الصحيح (الحسن)
و قد أطال ابن القيم ـ رضي الله تعالى عنه ـ في إعلام الموقعين بعض الشيء من سرد مثل هذه الفروع عن الحنفية .....
&&&&&&&&&&&&&&&&&&
فليت من إخواننا من طلبة العلم على الموقع من يحقق لنا القول و النقول في هذه المسألة و يفدنا بها
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[20 - 08 - 04, 06:39 م]ـ
أخ ابا المنهال السكندي ـ فيما أظن ـ ... بارك الله تعالى فيك
أكلفك بأمر لو أردت .... عندك (تدريب الراوي) و (فتح المغيث) و (مقدمة ابن الصلاح) و (شرحها التقييد و الإيضاح) و (النكت على ابن الصلاح) و (الأجوبة الفاضلة للكنوي الهندي) و (الفصل الثالث من الفصول التي استفتح بها النووي كتابه الأذكار) .. و ما تعم أنت من الكتب التي هي مظان هذه المسألة .. لو فرغت نفسك يوم و نصف أو يومين على الأكثر تبحث فيها هذه المسالة و تفدنا بها، و لا تظن أن تعبك يضيع ... لا و الله .. بل المسألة التي تخص بالبحث تنقش في الذهم و لا تضيع بإذن الله تعالى
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[20 - 08 - 04, 06:54 م]ـ
أما فيما يتعلق بالحلال والحرام. والاحتجاج بالحديث الضعيف فيه.
فأنبه الى أمرين مهمين:
1 - أن الفقهاء رحمهم الله أثناء الاحتجاج بقياس صحيح او غيره، يوردون في معرض الاحتجاج الحديث الضعيف أذا دل على هذا القياس أو الحكم.
فيظن البعض أن هذا من جنس الاخذ به في الحلال والحرام، وليس بذاك.
بل ان الفقهاء قد يجتمع لهم أحاديث ضعيفة وبعض الاثار عن الصحابة فيحتجون بها على حكم، وليس هذا داخل في العمل بالحديث الضعيف، لان العمل كان بمجموع الادلة وليس بالدليل المفرد.
ومن هنا قلنا: (أن ضعف الحديث غير مخرج له من دائرة الاحتجاج).
2 - أن الفقهاء ليسوا بالحفاظ فقد يجتمع الحفاظ على تضعيف حديث ويجده الفقيه مخرجا في السنن وغيره ويغتر بظاهر الاسناد فيعمل به.
فلا يحمل أيضا على مسألة العمل بالحديث الضعيف.
¥(41/264)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 08 - 04, 06:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و لكن يشكل على هذا الإجماع مخالفة مثل يحيى بن معين فقد قال محمد بن سيد الناس في (عيون الأثر في فنون المغازي و السير) 1/ 15:
(و ممن حكي عنه التسوية بين الأحكام و غيرها يحيى بن معين).
-----
لعل الصواب ـ والله أعلم ـ مع السخاوي
قال ابن رجب في شرح علل الترمذي 1/ 71 - 72 في بحثه لمسألة: حكم الرواية عن الضعفاء في غير الأحكام الشرعية، والأمور العلمية .. :
قال: فقد رخص كثير من الأئمة في رواية الأحاديث الرقاق ونحوها (عن الضعفاء) منهم ابن مهدي، وأحمد بن حنبل ..
وقال ابن معين في موسى بن عبيدة: يكتب من حديثه الرقاق.اهـ
قلتُ: فهم منه العلامة ابن رجب أنه يقبل في ذلك، دون الأحكام .. ومما يشهد لصحة فهم ابن رجب هذه النقول:
قال الدوري في التاريخ (1210): سمعت يحيى يقول: موسى بن عبيدة لا يحتج بحديثه.
وقال الدارمي في سؤالاته (732): قلت موسى بن عبيدة؟ فقال ضعيف،
ومثله في رواية أبي خالد الدقاق رقم (77).
و في تاريخ أبي سعيد الطبراني عن يحيى بن معين رقم (34) وسمعت يحيى بن معين يقول: موسى بن عبيدة ضعيف الحديث.
ومثله في رواية أحمد بن محمد ابن محرز رقم (172).
ومثلها عند ابن الجنيد رقم (449): إلا أنه قال ابن الجنيد: ليس بمتروك.
وعند ابن محرز رقم (178) قال: ليس هو بذاك القوي.
وفي شرح العلل أيضا في البحث نفسه 1/ 372:
وقال ابن معين في زياد البكائي لا بأس به في المغازي وأما في غيرها فلا. اهـ
قلتُ وهذه نقول تؤيد ما ذكره ابن رجب رحمه الله:
وقال الدوري (1331): سمعت يحيى يقول: زياد البكائي ليس بشيء، وقد كتبت عنه المغازي.
وقال الدارمي (348): وسألته عن البكائي ـ أعني زيادا ـ؟ فقال: لا بأس به في المغازي، وأما في غيره فلا.
وقال يحيى في رواية ابن محرز (186): في حديثه ضعف.
وقال ابن الجنيد (867): سئل يحيى، وأنا أسمع عن زياد البكائي؟ فقال: ليس به بأس في المغازي. قلتُ ليحيى: فما روى غير المغازي؟ قال: لا يرغبون في حديثه، ثم قال لي يحيى قال لي عبد الله بن إدريس: باع زياد بن عبد الله البكائي شقصا من داره وكتبها ـ يعني كتب ابن إسحاق ـ قلتُ ليحيى كتبت عنه شيئا؟ قال: نعم.
قال يحيى: كان إبراهيم بن سعد يقول: يحدث هؤلاء النبط بمعايب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ـ يعني البكائي ـ.
قال يحيى: كان يقرؤها على رءوس الناس ما يدع منها شيئا. وذكره مختصرا (557).
قلتُ: هذان مثالان لتفريق الإمام يحيى بين المغازي والرقاق عن الأحكام .. ، ولعل من يتتبع كلامه يجد غيرهما.
وإن كان قد يقال في كلامه على زياد البكائي وقبوله في المغازي إنما هو لأمر آخر، وهو:
اختصاصه بابن إسحاق، وعنايته بالمغازي وضبطه لها. والله أعلم.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 08 - 04, 11:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخ زياد على التنبيه لهذين الأمرين ...
و بالنسبة للأمر الأول فهو مهم جدا ...
و يمكن أيضا إخراج ما كان متوارثا أو عليه عمل الأمة ـ كما يصطلحون ـ و قد دل عليه حديث ضعيف ....
و هذا واضح ...
و لكن أرى أن هذا أيضا لا يدفع ما تم نقله من استدلال الأئمة بالحديث الضعيف إذا لم يوجد في الباب غيره ...
و من بحث يعلم أنه ليس في كل الصور يراد بالضعيف أنه هو الحسن ... فانظر مثلا إلى الأمثلة التي ضربها عبد الفتاح أبو غدة في حاشيته على الأجوبة الفاضلة عن الأسئلة العشرة الكاملة للكنوي الهندي ...
و هذا عن الأئمة الثلاثة (أبي حنيفة) و (الشافعي) و (مالك) ... و أما الإمام أحمد فلا أعلم له مثالا عن حديث استدل به و قدمه على رأي الرجال و كان أنزل من الحسن .. انا عن نفسي لم أر ... و لو كنتم تعلمون فأخبرونا و جزاكم الله تعالى خير الجزاء ..
المسألة ما زالت تحتاج إلى التحقيق
و ليت الأخ الحنبلي السلفي ينشط معنا لبحث المسالة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 08 - 04, 04:08 ص]ـ
بالنسبة لتعليق الشيخ أبو غدة على الأجوبة الفاضلة، فلا أتذكره. لكن له تعليق نقله عن الشيخ العوامة يرد على ابن تيمية، ونقله في هامش كتاب قواعد علوم الحديث. والتعليق واه لا يستحق الذكر. ومع ذلك فقد رددت عليه ولا أعلم إن كنت ما أزال أحتفظ بهذا الرد أم لا، فالعهد به بعيد.
لكن الخلاصة أن مالك والشافعي لا يحتجان بأحاديث هي ضعيفة عندهما. لاحظ: عندهما. فمالك مثلاً يقول: شهرة الحديث في المدينة تغني عن إسناده. ومعنى ذلك إذا كان الحديث مرسلاً لكنه مشهور بين فقهاء المدينة، فهو يرويه ويعمل به. ثم تراه يرد الحديث المسند الصحيح ويقول: ليس العمل على هذا!!!
وأبو حنيفة له منهج غريب في قبول الحديث. إذ أنه يقبل الحديث الذي اشتهر عند فقهاء الكوفة، وإن كان مرسلاً. ثم تراه يرد غيره لأنه لا يعرفه. أما الإمام أحمد فقد وجدت له أماكن احتج بها بالأحاديث الضعيفة، وما أدري ما سبب ذلك.
مثلاً: في مسائل أبي داود (178) أن: «الحائض لا تقرأ القرآن». وساق حديث: «إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع ... ». ونقل الشيخ طارق في الحاشية عن الإمام أحمد أنه أنكره.
وفي كتاب الترجل للإمام أحمد (ص10 #18): أن الإمام أحمد قال في الاكتحال: «وتراً، وليس له إسناد». أي ليس له إسناد يصح. وإلا فيه عن ابن عباس مرفوعاً من رواية عباد بن منصور المشهورة عن ابن أبي يحي.
وفيه (#69) استدلال الإمام أحمد على كراهة حلق القفا بحديث مرسل.
وقد تعقب الشاطبي الإمام أحمد في هذا، كما في الاعتصام (2|16).
فهذا منهج مستغرب من الإمام أحمد. فكيف الذي يعرف ويميز بين الصحيح والضعيف في الحديث -مثل الإمام أحمد- يفتي أمة محمد (عليه الصلاة والسلام) بحديث ضعيف عنده غير صحيح؟
¥(41/265)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[30 - 08 - 04, 08:09 م]ـ
الأخ الحنبلي السلفي ..
مما يؤيد سكك في استدلال أحمد بالحديث الضعيف ما نقله التهانوي الحنفي عن شيخ الإسلام ابن القيم رضي الله تعالى عنه في (قواعد في علوم الحديث) حيث قال 99 ـ 100:
[و قال أيضا: وأصحاب أبي حنيفة مجمعون على أن مذهب أبي حنيفة أن ضعيف الحديث عنده أولى من القياس و الرأي، و على ذلك بنى مذهبه، كما قدم حديث القهقهة مع ضعفه على القياس و الرأي، و قدم حديث الوضوء بنبيذ التمر في السفر مع ضعفه على الرأي و القياس، و منع قطع السارق بسرقة أقل من عشرة دراهم، و الحديث فيه ضعيف. إلى أن قال: فتقديم الحديث الضعيف و آثار الصحابة على القياس و الرأي قوله و قول الإمام أحمد.]
قال ـ محمد رشيد ـ: إلى هنا فواضح جدا أنه في الحديث الضعيف أي المباين للحسن ـ لأن حديث القهقهة الذي استدل به أبو حنيفة رضي الله عنه قد أجمع أهل الحديث على ضعفه كما ذكره غير واحد .... و هذا موافق أيضا لما استشكلته أنت أيضا من استدلال الإمام أحمد بحديث ضعيف
و لكن الإشكال حقا هو في بقية كلام ابن القيم حيث قال:
[و ليس المراد بالحديث الضعيف في اصطلاح السلف هو الضعيف في اصطلاح المتأخرين، بل ما يسميه المتأخرون حسنا قد يسميه المتقدمون ضعيفا كما تقدم بيانه]
فقد قال هذا الكلام مباشرة و تكلمة للكلام السابق .. مع أن المثال الذي أورده هو في الضعيف الذي هو ضعيف في اصطلاح المتقدمين و المتأخرين على السواء و الذي هو أدنى مرتبة من الحسن .. فلا واحد من أهل العلم حسن حديث القهقهة في الصلاة بل هو ضعيف بالإجماع ...
إلا أن يشفع لهذا الإشكال إتيان ابن القيم بلفظ (قد) في قوله: [قد يسميه المتقدمون ضعيفا] فتكون قد للتقليل و الاحتمال
و عليه فيكون الضعيف المقصود بكلام ابن القيم أعم من أن يكون الحسن فقط أو ما دونه فقط .. بل هو يشملهما .. و لا يضر بعد ذلك كونه مثل فقط لما هو دون الحسن بحديث القهقهة ...
و بالنسبة لما ذكره الأخ الأمين من تعليق العوامة على كلام ابن تيمية فلي تعليق عليه إن شاء الله تعالى بعد التدقيق فيه ... فعندي ظن بصحته و الله تعالى أعلم بالصواب
و لي مزيد بحث و تنقيب في المسألة إن شاء الله تعالى
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[31 - 08 - 04, 12:44 ص]ـ
اقول:إن صنيع المتقدمين مشكل حقا في هذه المسألة لاسيما أئمة الحديث كاحمد رحمه الله فيكثر في كتب الصحاب ان يقال: احتج به أحمد مع ان الحديث ضعيف وضعفه ظاهر جدا وكلام الشيخ زياد حفظه الله جيد لكنه غير مطرد فلو نظرنا في مسائل احمد لوجدنا انه يسأل عن الحديث وهو ضعيف لاإشكال فيه ثم يجيب بانه يذهب إليه مع انه رحمه الله اعلم الناس بضعفه ثم هو لايذكر قياسا ولاقول صاحب حتى يقال إن الحجة قامت بمجموع الأدلة فالله المستعان ونرجو من الإخوة الفاضل الاهتمام بالموضوع وبذل الجهد فيه للأنه من الأهمية بمكان.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[31 - 08 - 04, 01:04 ص]ـ
و أنت أيضا أخي الحنبلي قم ببحث المسألة و أقوم أنا أيضا ببحثها، و أعتقد أننا لو قمنا بذلك ستنتج علىلا هذه الصفحات حصيلة علمية غزيرة جدا جدا .... لنتوكل على الله تعالى
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[31 - 08 - 04, 09:22 م]ـ
للفائدة ...
وهذه فائدة مختصرة في هذا الموضوع لفضيلة شيخنا الشيخ عبدالكريم في حكم العمل بالحديث الضعيف ...
.........
سئل فضيلة الشيخ د / عبد الكريم بن عبد الله الخضير عن حكم الاحتجاج والعمل بالحديث الضعيف؟
فأجاب حفظه الله قائلا:
حكم العمل بالحديث الضعيف يحتاج إلي تفصيل:
1_ فالعمل بالضعيف في العقائد لا يجوز إجماعا.
2_ والعمل به في الأحكام جماهير أهل العلم على منعه.
3_ أما العمل به في الفضائل والتفسير والمغازي والسير فجمهور أهل العلم على جواز الاحتجاج به في هذه الأبواب شريطة أن يكون ضعفه غير شديد وأن يندرج تحت أصل عام وأن لا يعتقد عند العمل به ثبوته بل يعتقد الاحتياط.
ونقل النووي وملا علي قاري الإجماع على العمل به في فضائل الأعمال لكن الخلاف فيه منقول عن جمع من أهل العلم كأبي حاتم وأبي زرعة وابن العربي والشوكاني والألباني واليه يومئ كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ويدل عليه صنيع البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى.
وعلى هذا فلا يعمل بالحديث الضعيف مطلقا في أي باب من أبواب الدين ويذكر حينئذ للاستئناس، وأشار ابن القيم إلى انه يمكن أن يرجح به أحد القولين المتعادلين.
فالصواب أن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقا مالم يغلب على الظن ثبوته فيصل إلى درجة الحسن لغيره.
وبالله التوفيق،،،،،
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[03 - 09 - 04, 07:33 م]ـ
نقل ابن عابدين في حاشيته عن ابن الهمام في التحرير أن استدلال المجتهد بالحديث هو تصحيح منه له،،،
و هذا زاد الإشكال عندي؛ لأنه قال ذلك في معرض استدلال الإمام محمد بحديث ضعفه بعضهم على ما أذكر؛ و قال ذلك فيما أذكر في معرض المناظرة، و لو لم يكن الاستدلال بالضعيف ممنوع عنده لما احتاج إلى المناظرة على صحة الحديث باستدلال المجتهد به!!
الأمر عندي ما زال مشكلا ..
خاصة بعد ما قرأته في (قواعد في علوم الحديث) للتهانوي من اتفاق منهج أحمد و الحنفية في الرجال
فقد عنون له الشيخ عبد الفتاح أبو غدة فقال: [مذهب أحمد فيالرجال كمذهب أبي حنيفة]
ثم قال التهانوي تحت هذا العنوان: [8 ـ قال الحافظ في التهذيب: قال يعقوب: قال لي أحمد: مذهبي في الرجال أني لا أترك حديث محدث حتى يجتمع أهل مصر على ترك حديثه. اهـ قلت و هذا أيضا مذهب لالحنفية كما قدمناه] 354 الطبعة الخامسة بالرياض
لينشط الإخوان بارك الله تعالى فيهم لإنهاء بحث هذه المسألة
¥(41/266)
ـ[المستفيد7]ــــــــ[03 - 09 - 04, 09:04 م]ـ
تنظر المسودة لال تيمية ففيها كلام احمد في الاخذ بالحديث الضعيف.
وهوظاهر في انه ياخذ بالحديث الضعيف في الاحكام اذا لم يكن في الباب شيء يدفعه وفيه الامثلة فلعل احد الاخوة ينشط لنقل ذلك.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[03 - 09 - 04, 10:12 م]ـ
الأخ محمد الحنبلي السلفي
تملك طبعة جيدة و معتمدة من مسودة آل تيمية
هيا
انقل لنا ما تقرأ من أخذ أحمد بالضعيف (يبدو أيها الحنبلي أن المذهبان سيتقاربا و سنرجع للدراسة سويا، و لكن العجيب هذه المرة أنها ستكون في الأصول) دعابة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 09 - 04, 10:15 ص]ـ
الأخ محمد رشيد
هل تستطيع أن تثبت من كلام الحنفية الأوائل أنهم كانوا يحتجون بالحديث الضعيف عندهم؟ أعني هل كان أبا حنيفة يرى الحديث باطلاً لا يصح، ويحتج به؟ وهي يقبل الحنفية بأي حديث ضعيف؟ فلماذا إذاً يكثر اعتراضهم على خصومهم إذا احتجوا بأحاديث ضعيفة؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[06 - 09 - 04, 01:28 ص]ـ
شيخنا الأمين ...
و هل يشترط حتى أثبت أنه أصلهم أن يكون منصوصا عنهم؟؟
جل الأصول عن الحنفية مأخوذة من الفروع كما لا يخفى عليكم
و كانت دائما تعجبني كلمتكم في الرد مثلا على من ينكر كون الشافعي أجاز العقد على المخلوقة من ماء الزنا بأن أهل المذهب أدرى بمذهبهم
فلك أن تقول ذلك هنا ((الحنفية أدرى بمذهبهم))
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 09 - 04, 10:49 ص]ـ
يا أخي الحبيب
الأصل أن الحنفية أدرى بمذهبهم. إلا ما دل الدليل على غير ذلك.
ولا تنسى أن من وضع علم الأصول في الفقه الحنفي كلهم معتزلة أو عندهم اعتزال. أعني من أمثال الكرخي والجصاص. فعلى سبيل المثال يزعم هؤلاء احتجاج الحنفية أجميعن بالمراسيل. مع أنه قد قال الإمام الشافعي في الأم للإمام محمد بن الحسن (صاحب أبي حنيفة): «أفتَقبَلُ عن الزُّهريِّ مُرسَلَهُ عن النبي ? أو عن أبي بكر أو عن عمر أو عن عثمان، فنَحتَجُّ عليكَ بمرسَلِهِ؟». قال: «ما يُقْبَلُ المُرسَلُ من أحدٍ. وإن الزهري لقبيحُ المرسَل».
وقال محمد للشافعي عن إحدى الروايات: لكنها رُوِيَتْ فيما علِمنا من حديثٍ مُنقطعٍ. ونحن لا نُثْبِتُهُ». فقال الشافعي: «فقد كانت لك كفايةٌ تُصَدَّقُ بها وتُنْصَفُ وتكون لك الحجة في رَدِّها لو قلت: "إنها رُويت من حديثٍ مُنقطِع". لأنّا وإياك وأهل الحديث، لا نُثبِتُ حديثاً منقطعاً بنفسِهِ بحال».
وكذلك الطحاوي وغيره. وسبب انحرافهم هو رغبتهم في تصحيح مذهبهم بحق أو بباطل. قال ابن حزم: والمخالفون لنا في قبول المرسل هم أصحاب أبي حنيفة وأصحاب مالك، وهم أترك خلق الله للمرسل إذا خالف مذهب صاحبهم ورأيه (وذكر أمثلة لذلك عن المالكية والحنفية) وقال: فإنما أوقعهم في الأخذ بالمرسل، أنهم تعلقوا بأحاديث مرسلات في بغض مسائلهم فقالوا فيها بالأخذ بالمرسل ن ثم تركوه في غير تلك المسائل، وإنما غرض القوم نصر المسألة الحاضرة بما أمكن من باطل أو حق ولا يبالون بان يهدموا بذلك ألف مسألة لهم، ثم لا يبالون بعد ذلك بإبطال ما صححوه في هذه المسألة إذا أخذوا في الكلام في أخرى. ا.هـ
ولذلك تكثر جداً التنقاضات في المذهب الحنفي. فيرد أحدهم الحديث الصحيح بحجة أنه خبر آحاد قد جاء في عموم البلوى. ويرد حديثاً صحيحاً غيره لأنه مخالف لقياسه الفاسد. ثم لا يستحي أن يحتج -مثلاً- بحديث الوضوء من القهقهة رغم أنه ضعيف بالإجماع، ومخالف للقياس، وقد جاء في أمر فيه عموم البلوى.
قال ابن حزم في المحلى (1|241) عن حديث مس الذَّكَر: وقال بعضهم هذا مما تعظم به البلوى فلو كان لما جهله ابن مسعود ولا غيره من العلماء قال أبو محمد وهذه حماقة وقد غاب عن جمهور الصحابة رضي الله عنهم الغسل من الإيلاج الذي لا إنزال معه وهو مما تكثر به البلوى ورأى أبو حنيفة الوضوء من الرعاف وهو مما تكثر به البلوى ولم يعرف ذلك جمهور العلماء ورأى الوضوء من ملء الفم من القلس ولم يره من أقل من ذلك وهذا تعظم به البلوى ولم يعرف ذلك أحد من ولد آدم قبله ومثل هذا لهم كثير جدا ومثل هذا من التخليط لا يعارض به سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مخذول وبالله تعالى التوفيق.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[07 - 09 - 04, 05:43 ص]ـ
يا إخوان المسألة ليست كما يتصورها البعض
¥(41/267)
هذا ضعيف وهذا حسن وهذا صحيح
لا بينَ بين
القضية تحتاج إلى مرونة
والمسألة أدق من هذا
والذي ظهر للعبد الضعيف كاتب هذه الكلمات
بعد تتبع كلام أهل العلم وعملهم واستفراغ الوسع في ذلك
أن الضعيف المقصود عندهم في مسألتنا
هو الحديث المختلف فيه الذي لا يجتمع أهل العلم على ضعفه
المتقدمون كانوا يقسمون الحديث إلى صحيح وضعيف
والضعيف عندهم يدخل فيه الحسن والضعيف غير الهالك
إذن الضعيف عندهم أوسع مما اصطلح عليه المتأخرون
وحتى نتصور هذه المسألة
نحتاج إلى وضع مقياس
فلنقل
الحديث من الصحيح إلى الساقط
يتدرج على مقياس 100 درجة
ولنقل الصحيح يقع بين 100 إلى 75 درجة
والحسن يقع بين 75 إلى 50 درجة
والضعيف يقع بين 50 إلى 25 درجة
والهالك يقع دون ذلك
فالأول مقطوع بصحة أعلاه ومظنون صحة أدناه
والثاني حسن أعلاه ومظنون حسن أدناه
والثالث ضعيف أعلاه ومظنون هلاك أدناه
والرابع هالك أعلاه وكذب أو مثله أدناه
هذه الدرجات الأربع
الثاني من كل درجة يتأرجح بيننها وبين الأول من التي بعدها
فالثاني دائما يكون مختلفا فيه
فتجد مظنون الصحة يصححه قوم ويحسنه آخرون
وتجد مظنون الحسن يحسنه قوم ويضعفه آخرون
وتجد مظنون الهلاك يضعفه قوم ويطرحه آخرون
إذا أمعنت النظر أخي الكريم في هذا التقسيم
وتدبرت كلام الإئمة طيب الله ثراهم
ستجد أن المقصود عندهم بالضعيف
هو ذاك الذي يسوغ فيه الخلاف
فبعضهم يلحقه بالحسن (ويكون من أدنى مراتبه)
وبعضهم يلحقه بالضعيف (ويكون من أعلى مراتبه)
ولا يخفى على أمثالكم شيوخنا الأحباب
أن الأمر اجتهاد وللظن فيه نصيب
فالمجتهد استدل بهذا الحديث
فهل يقال إنه يرى بطلانه ويستدل به
نعوذ بالله من هذا
بل يقال
غلب على ظنه ثبوته من ضعفه لأنه رآه محتملا
ومن رد ذلك رده بظنه أن ضعفه أرجح من ثبوته
ولا يخفى اختلاف مدارك أهل العلم وأنظارهم
كما لا يخفى قصر باع الفقهاء بمعرفة الحديث
وهناك ملحظ هام جدا
وهو أن مما يقوي الظن بثبوت الحديث
عمل بعض أهل العلم بمقتضاه
وموافقته للأصول
وموافقته لعموم أدلة بابه
وموافقته للقياس
لذلك إن المتأمل لعمل أهل العلم
يجد أنهم لا يستدلون بهذا النوع من الحديث استقلالا
بل عندما تتضافر عندهم أمور يقولون به
وكما قدمت
المسألة تختلف باختلاف الأنظار
فما رآه بعضهم قياسا قويا يرجح ثبوت الحديث قد تراه قياسا فاسدا
والله تعالى أعلم
وأستغفر الله تعالى من الزلل
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 09 - 04, 07:47 ص]ـ
أخي ماهر راجع مشاركتي #9 ففيها بيان احتجاج أحمد بأحاديث ضعيفة جداً ضعفها بنفسه. فماذا تقول هنا؟
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[08 - 09 - 04, 12:43 ص]ـ
سأضع بإذن الله كلام آل تيمية في المسودة وفيها مباحث رائعة لعلها تبين الأمر
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[08 - 09 - 04, 01:53 م]ـ
شيخنا الكريم الأمين
جزيت كل الخير
وعذرا شديدا لتأخري بسبب السفر ولما عدت في المساء لم أستطع الدخول إلى الملتقى وهذا كثير
أخي الحبيب حتى يستقيم لك ما تريد
عليك أن تأتي بحديث ضعفه إمام ثم احتج به استقلالا ولا عاضد له عنده
أيا كان العاضد
ولا يخفى أمثالكم
أن ضعف الحديث لا يستلزم ضعف الحكم
وهذا ما حصل في أمثلتكم المزبورة أعلاه
أما حديث ((الحائض لا تقرأ القرآن))
فأحيلك إلى الإمام الترمذي رحمة الله عليه
تأمل كلامه بروية وتؤدة تجد فيه ما تقر به عينك إن شاء الله تعالى
قال أبو عيسى
حدثنا علي بن حجر والحسن بن عرفة قالا حدثنا إسمعيل بن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن.
قال وفي الباب عن علي.
قال أبو عيسى حديث ابن عمر حديث لا نعرفه إلا من حديث إسمعيل بن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقرأ الجنب ولا الحائض.
وهو قول أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم مثل سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحق قالوا لا تقرأ الحائض ولا الجنب من القرآن شيئا إلا طرف الآية والحرف ونحو ذلك ورخصوا للجنب والحائض في التسبيح والتهليل.قال و سمعت محمد بن إسمعيل يقول إن إسمعيل بن عياش يروي عن أهل الحجاز وأهل العراق أحاديث مناكير كأنه ضعف روايته عنهم فيما ينفرد به.
¥(41/268)
وقال إنما حديث إسمعيل بن عياش عن أهل الشأم.
و قال أحمد بن حنبل إسمعيل بن عياش أصلح من بقية ولبقية أحاديث مناكير عن الثقات.
قال أبو عيسى حدثني أحمد بن الحسن قال سمعت أحمد بن حنبل يقول ذلك.
قال البيهقي 1/ 309
ويروى عن جابر عبد الله وعطاء وأبي العالية والنخعي وسعيد بن جبير (أي أنها لا تقرأ).
شيخنا الحبيب
تأمل كلام هؤلاء الجهابذة المقتدى بهم
كيف اتفقوا على المنع
ولا يخفاك أن هذا القول موافق للقياس.
والذي ظهر لأخيك
أن الإمام أحمد عليه شآبيب الرحمة والرضوان
لم يستند في قوله إلى هذا الحديث
وكذا من سبقه
ولكنها عادة أهل العلم
يستدلون بأشياء مجتمعة
لو انفردت لما حل الاشتغال بها عندهم
وأما حديث ((النهي عن حلق القفا))
فراجع غير مأمور الورع 1/ 178 والمغني 1/ 66
تجد أن الكراهة تحصلت عند الإمام أحمد رحمه الله تعالى من مقدمتين
أما الأولى فلأنه فعل المجوس
وأما الثانية فمن تشبه بقوم فهو منهم
فهذا المسألة لا تحتاج إلى نص خاص
وهذا قول كثير من أهل العلم
وليس هو بالمستغرب
بل هو ظاهر جدا
وهو قول مالك رحمه الله
ووجهه أبو عمر بن عبد البر رحمه الله
بأنه تشبه بالروم.
التمهيد 6/ 79
ويلاحظ هنا أن هذه المسألة (أعني النهي عن حلق القفا) مما يتغير بتغير الأزمان.
فهذا المثال كذاك المثال
وفي المغني 7/ 29
فصل فأما الصناعة ففيها روايتان أيضا إحداهما أنها شرط، فمن كان من أهل الصناعة الدنيئة كالحائك والحجام والحارس والكساح والدباغ والقيم والحمامي والزبال فليس بكفء لبنات ذوي المروءات أو أصحاب الصنائع الجليلة، كالتجارة والبناية، لأن ذلك نقص في عرف الناس فأشبه نقص النسب، وقد جاء في الحديث العرب بعضهم لبعض أكفاء إلا حائكا أو حجاما.
قيل لأحمد رحمه الله وكيف تأخذ به وأنت تضعفه؟
قال العمل عليه.
يعني أنه ورد موافقا لأهل العرف اهـ.
وهو في المسودة أيضا
فانظر حفظك الله في هذا النص إلى أمرين
الأول أن المتقرر عند السائل (وهو مهنا كما في المسودة) عدم العمل بهذا الحديث لما فيه، لذلك سأل الإمام عنه
الثاني قول الإمام
العمل عليه.
فهذا يدل على أنه لم يكن ليأخذ به لولا أنه اعتضد عنده بشيء (وهو كون العمل عليه)
لا أنه ضعفه
واستدل به استقلالا
اللهم إنا نسألك السداد في القول والعمل
الأخ الحنبلي بارك الله بكم
ففي المسودة كلام جليل
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 09 - 04, 04:19 م]ـ
جزاك الله خيراً
ما أحسن ما ذكرته
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[08 - 09 - 04, 11:47 م]ـ
كلام ابن تيمية في المسودة عن الغمام احمد بن حنبل ت رضي الله عنه ت في غاية الصراحة و الروعة
و لكن نقله هنا يستدعي ذهابي لاخي الحنبلي السلفي حيث ليس عندي المسودة، و هو بطيء الكتابة
فلو تكرم أحد غخواننا ممن توفرت له النعمتان ووضع لنا نصح المسودة فسادعوا الله تعالى له بالتعجيل بالزواج .... ابتسامة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و كلام الأخ ابي بكر بن عبد الوهاب في غاية الروعة، و لكم و الله كنا نحتاج أن يفتح هذا الموضوع من قبل على الملتقى و يتم التفاعل معه بهذه الغزارة العلمية
فبارك الله تعالى في الأخ أبي المنهال الأبيض الاسكندراني
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[10 - 09 - 04, 04:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد،،
فأنا أنقل لكم الآن الشواهد من مسودة آل تيمية ـ رحمهم الله تعالى ـ في بيان مذهب الإمام أحمد في العمل بالحديث الضعيف،، والله المستعان ...
قالوا في المسودة:
((قال أحمد في رواية الأثرم: إذا روى الحديث عبد الرحمن بن مهدي عن رجل فهو حجة، و قال في رواية أبي زرعة: مالك بن أنس إذا روى عن رجل لا يعرف فهو حجة.
قال القاضي: فهذا يدل على أن رواية العدل عن غيره تعديل له، قلت: و بهذا قالت الحنفية، و حكى عن أحمد كلاما ذكر أنه يدل على أنها لا تكون تعديلا له، و به قال أصحاب الشافعي .... و فصّل الجويني / إن كان من عادته المعروفة يجتنب الرواية عن المجروحين فهو تعديل، و إن كان عادته الرواية عن العدل و الضعيف فليس تعديلا، و إن أشكل الأمر لم يحكم بأنه تعديل، و المقدسي مثله.
فصل:
¥(41/269)
ذكر القاضي كلام الإمام أحمد في الأخذ بالحديث الضعيف، فقال في رواية الأثرم / رأيت أبا عبد الله إذا كان الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم في إسناده شيء يأخذ به، إذا لم يجئ خلافه أثبت، مثل حديث عمرو بن شعيب و إبراهيم الهجري، و ربما أخذ بالمرسل إذا لم يجئ خلافه، و تكلم عليه ابن عقيل، قال النوفلي: سمعت أحمد يقول: إذا روينا عن النبي صلى الله عليه و سلم في فضائل الأعمال و ما لا يرفع حكما فلا نصعب، قال القاضي: قد أطلق أحمد القول بالأخذ بالحديث الضعيف، فقال في رواية مهنا: الناس كلهم أكفاء إلا حائكا أو حجاما، فقيل له، أتأخذ به و أنت تضعفه؟ فقال: إنما نضعف إسناده و لكن العمل عليه. و كذا قال في رواية ابن مشيش و قد سأله عمن تحل له الصدقة، و إلى شيء تذهب في هذا، فقال إلى حديث حكيم بن جبير، فقلت: و حكيم بن جبير ثبت عندك في الحديث؟ قال: ليس عندي ثبتا في الحديث، و كذلك قال مهنا: سألت أحمد عن حديث معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم أن غيلان أسلم و عنده عشر نسوة، فقال: ليس بصحيح و العمل عليه، كان عبد الرزاق يقول: معمر عن الزهري مرسلا. قال القاضي: معنى قول أحمد / هو ضعيف .. على طريق أصحاب الحديث، لأنهم يضعفون بما لا يوجب تضعيفه عند الفقهاء، كالإرسال و التدليس، و التفرد بزيادة في حديث لم يروها الجماعة، و هذا موجود في كتبهم، تفرد به فلان وحده، فقوله / هو ضعيف .. على هذا الوجه، و قوله و العمل عليه، معناه على طريق الفقهاء،و قد ذكر الإمام أحمد جماعة ممن يروى عنه مع ضعفه، فقال في رواية إسحاق بن إبراهيم: قد يحتاج أن يحدث عن الرجل الضعيف، مثل عمرو بن مرزوق و عمرو بن حكام و محمد بن معاوية و علي بن الجعد و إسحاق بن أبي إسرائيل، و لا يعجبني أن يحدث عن بعضهم، و قال في رواية ابن القاسم في ابن لهيعة: ما كان حديثه بذلك، و ما أكتب حديثه إلا للاعتبار و الاستدلال، أنا قد اكتب حديث الرجل، كأني أستدل به مع حديث غيره يشده، لا أنه حجة إذا انفرد، و قال في رواية المروذي: كنت لا كتب حديثه ـ يعني جابر الجعفي ـ ثم كتبته أعتبر به، و قال له مهنا: تكتب حديث أبي بكر بن مريم، و هو ضعيف؟ قال: أعرفه .. قال القاضي: و الوجه في الرواية عن الضعيف أن فيه فائدة و هو أن يكون الحديث قد روي من طريق صحيح فيكون رواية الضعيف ترجيحا، أو ينفرد الضعيف بالرواية فيعلم ضعفه لأنه لم يرد إلا من طريقه فلا يقبل، قال شيخنا: قوله: كأني أستدل به مع حديث غيره لا أنه حجة إذا انفرد .. يفيد شيئين / أحدهما أنه جزء لا حجة، فإذا انضم إليه الجزء الآخر صار حجة، و إن لم يكن واحد منهما حجة عند الانفراد، فضعيفان قد يقويان،،، الثاني / أنه لا يحتج بمثل هذا إذا انفرد، و هذا يقتضي أنه لا يحتج بالضعيف المنفرد، فأما أن يريد به نفي الاحتجاج مطلقا أو إذا لم يوجد أثبت منه، قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي / ما تقول في حديث ربعي بن حراش عن حذيفة؟ قال / الذي يرويه عبد العزيز بن أبي رواد؟ قلت / نعم قال / لا .. الأحاديث بخلافه .. و قد رواه الحفاظ عن ربعي عن رجل لم يسموه، فقلت: قد ذكرته في المسند. قال / قصدت في المسند المشهور، و تركت الناس تحت ستر الله عز و جل، و لو أردت أن أفصل ما صح عندي لم أرو من هذا المسند إلا الشيء بعد الشيء، و لكنك يا بني تعرف طريقتي في الحديث، لست أخالف ما ضعف من الحديث إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه .......... قال شيخنا / فعلى هذه الطرسيقة التي ذكرها الإمام أحمد بنى عليها أبو داوود كتاب السنن لمن تأمله، و لعله أخذ ذلك عن أحمد .............................. و ربما كان الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فنأخذ به إذا لم يجئ خلافه اثبت منه، و ربما أخذنا بالحديث المرسل إذا لم يجئ خلافه ................... و قال في رواية الأثرم: الحديث الذي يرويه البصريون عن الزهري .... ما هو صحيح، و قد احتج به في رواية أبي الحارث.
مسألة:
التدليس لا ترد به الرواية ....... قال القاضي: و ذهب قوم من أصحاب الحديث إلى أنه لا يقبل خبره، قال / و هو غلط، لأن ما قاله صدق، فلا وجه للقدح فيه)) ا هـ 1/ 539 و ما بعدها .. طبعة الفضيلة
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
و قال ابن مفلح في الآداب الشرعية:
((فصل في العمل بالحديث الضعيف و روايته و التساهل في أحاديث الفضائل دون ما تثبت به الاحكام و الحلال و الحرام ............... )) 2/ 285 الرسالة بتحقيق التركي
((و لكنه كان مذهبه إذا ضعف الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم، مال إلى قول أصحابه، و إذا ضعف إسناد الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، و لم يكن له معارض قال به، فهذا كان مذهبه، و قال الخلال أيضا في الجامع في حديث ابن عباس في كفارة وطء الحائض، قال: كأنه ـ يعني الإمام أحمد ـ أحب ألا يترك الحديث و إن كان مضطربا، لأن مذهبه في الأحاديث إذا كانت مضطربة و لم يكن لها مخالف قال بها، و قال القاضي أبو يعلى في التعليق في حديث مظاهر بن أسلم، في أن عدة الأمة قرءان: مجرد طعن أصحاب الحديث لا يقبل حتى يبينوا جهته مع أن أحمد يقبل الحديث الضعيف. انتهى كلامه، و المشهور عند أهل العلم أن الحديث الضعيف لا يحتج به في الواجبات و المحرمات بمجرده، و هذا معروف في كلام أصحابنا، و أما إذا كان حسنا فإنه يحتج به كما سبق)) 2/ 290 ـ 291 الرسالة بتحقيق التركي
و الله تعالى المسؤول أن يكون في هذا النقل فائدة و فتح لباب النقاش العلمي المبني على فهم كلام المتقدمين
¥(41/270)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[10 - 09 - 04, 08:04 م]ـ
تنبيه / أخوكم الحنبلي يقصد من النقط الكثير المتصل كالسطر أنه انتقل للشاهد و أسقط كلاما
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[10 - 09 - 04, 08:05 م]ـ
جزاك الله تعالى خير الجزاء أخي محمدالحنبلي على هذا النقل الطيب الذي كنا ننتظره
و أراه صريحا جدا في استدلال أحمد ـ رضي الله تعالى عنه ـ بالحديث الضعيف إذا لم يوجد في الباب شيئا يدفعه، و لو فتوى صحابي ....
و تنصيص على قبوله المرسل غير المدفوع
و تنصيص على فصله بين حكم المحدث و حكم الفقيه، و عمل المحدث و عمل الفقيه
و تنصيص على تضعيفه لرجال و عمله بحديثهم
و تنصيص على فصله بين ضعف السند و ضعف الحديث عملا
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 09 - 04, 03:47 ص]ـ
هناك حقيقة لا بد منها وهي أن المذهب الذي يعتمد على الحديث الضعيف هو مذهب ضعيف
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 09 - 04, 04:27 ص]ـ
بعض تفسيرات القاضي- رحمه الله لعبارات الامام أحمد رحمه الله - هي محل بحث
مثال
(فقال في رواية إسحاق بن إبراهيم: قد يحتاج أن يحدث عن الرجل الضعيف، مثل عمرو بن مرزوق و عمرو بن حكام و محمد بن معاوية و علي بن الجعد و إسحاق بن أبي إسرائيل، و لا يعجبني أن يحدث عن بعضهم،)
علينا أن نتأمل في أحوال هولاء الراوة
ومن راجع تراجمهم اتضح له مراد الامام أحمد
المشكلة ان هناك من يتعلق بعبارة ضعيف او (ضعفاء) ولاينظر في معنى العبارة
فهذه العبارات لها معاني مختلفة بحسب السياق وهي تتنوع في كلام السلف
ويقصدون بها معنى دون معنى
فمن حمل كلامهم كله على معنى واحد فهذا لعله (يهم في فهم عبارة الامام أحمد)
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 09 - 04, 04:32 ص]ـ
تأمل
(قال أحمد في رواية الأثرم: إذا روى الحديث عبد الرحمن بن مهدي عن رجل فهو حجة، و قال في رواية أبي زرعة: مالك بن أنس إذا روى عن رجل لا يعرف فهو حجة.
قال القاضي: فهذا يدل على أن رواية العدل عن غيره تعديل له، قلت: و بهذا قالت الحنفية، و حكى عن أحمد كلاما ذكر أنه يدل على أنها لا تكون تعديلا له، و به قال أصحاب الشافعي .... و فصّل الجويني / إن كان من عادته المعروفة يجتنب الرواية عن المجروحين فهو تعديل، و إن كان عادته الرواية عن العدل و الضعيف فليس تعديلا، و إن أشكل الأمر لم يحكم بأنه تعديل، و المقدسي مثله.
)
هل عبارة الامام أحمد تؤدي المعنى الذي فهمه القاضي
اما اهل الحديث فلا يفهمون منه هذا المعنى الذي فهمه القاضي بقوله
(قال القاضي: فهذا يدل على أن رواية العدل عن غيره تعديل له)
اذ العبارة لاتدل على ما قاله القاضي وهذا لايحتاج الى مزيد بيان اذ هو امر واضح
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[12 - 09 - 04, 09:55 ص]ـ
الله المستعان يا محمد الأمين على هذه اإطلاقات أين الاعتماد على الحديث الضعيف؟! ألم تقرأ انه يحتج به عند عدم غيره وانه جزء حجة لاحجة؟!
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[13 - 09 - 04, 12:09 ص]ـ
لو كان الشيخ الأمين وجد ردا على المنقول من المسودة ما اضطر أن يقول هذه الكلمة ـ أي ضعف المذهب المستدل بالضعيف ـ و إلا فلو سلم بما نقلناه عن الإمام أحمد، فهل ترى شيخ محمد ضعف مذهب الحنابلة؟؟
و إلا فلو لم تقنع بكلام المسودة فأوله لنا و لنر ماذا تفهم منه؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 09 - 04, 04:25 ص]ـ
أخي الحبيب
في الفترة الأخيرة قررت اختصار ردودي بسبب ضيق الوقت وبسبب أمور أخرى. وللتوضيح: فأنا لم أقل بأن مذهب أحمد بن حنبل مذهب ضعيف. فهو لم يعتمد على الحديث الضعيف في كل مذهبه، وإنما النزاع على بعض المواضع التي ليس فيها نص. ونسب إليه بعض أصحابه الضعفاء مقولة: "الحديث الضعيف أحب إلي من رأي الرجال"، ولا تصح تلك المقولة بهذا اللفظ.
أما عن أبي حنيفة فالأمر أعظم. إذ نسب له أصحابه أنه يأخذ بالحديث الضعيف ويقدمه على القياس. كذا قالوا بإطلاق. والحق أنه توجد أمثلة تشهد لهم بذلك، لكن ليس بإطلاق. فحديث إبطال الوضوء بالقهقهة مخالف للقياس وقد جاء في أمر عمت به البلوى، وقد عمل به أبو حنيفة رغم إجماع المحدثين على ضعفه. لكن ليس معنى ذلك إطلاق القاعدة، فكم من حديث رده أبو حنيفة بحجة أنه ضعيف. (والملاحظ أن أحمد الذي ينسب إليه أصحابه الاحتجاج بالحديث الضعيف إن لم يكن في الباب غيره، لم يعمل بهذا الحديث رغم شهرته). ثم لا يوجد واحد من العلماء كان يناظر فاحتج خصمه بحديث ضعيف، فقبل ذلك منه. نقل هذا الإجماع ابن عبد البر.
لكن أبا حنيفة عنده منهج غريب في قبول الأحاديث. فالحديث المشهور بين فقهاء الكوفة، يقبل به وإن كان ضعيفا مرسلاً. والحديث الغريب عندهم لا تجده يقبل به إلا قليلاً. ومالك كذلك يقبل الحديث المرسل إذا عمل به فقهاء أهل المدينة. ويقول: شهرة الحديث عندنا تغني عن إسناده. وإذا لم يعمل به فقهاء المدينة، تجده يرده ولو كان صحيحاً متصلاً. وهذا منهج خاطئ وإن عمل به عدد من الأكابر. فشهرة الحديث وتداول الفقهاء له لا تعني صحته. ويجب الانتباه إلى أن كل مذهب بني على أحاديث ضعيفة هو مذهب ضعيف. فمذهب أبو حنيفة في إبطال الوضوء بالقهقهة مذهب ضعيف. وليس المقصود أن مذهبه في كل الأبواب ضعيف، فقد أصاب في كثير من الأبواب واحتج لرأيه بأحاديث صحيحة.
¥(41/271)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 09 - 04, 04:38 ص]ـ
أما الرد على ما جاء في المسودة، فقد تكفل الشيخ ابن وهب بالجزء الأكبر منه. وفعلا تقريرات القاضي السابق ذكرها ضعيفة. والحجج التي ذكرها:
"قال النوفلي: سمعت أحمد يقول: إذا روينا عن النبي صلى الله عليه و سلم في فضائل الأعمال و ما لا يرفع حكما فلا نصعب"
قلت: هذا حجة عليهم، لأن معناه أن أحمد لا يأخذ بالحديث الضعيف في الأحكام ولا يتساهل!
"فقال في رواية مهنا: الناس كلهم أكفاء إلا حائكا أو حجاما، فقيل له، أتأخذ به و أنت تضعفه؟ فقال: إنما نضعف إسناده و لكن العمل عليه"
هذا رد عليه الشيخ أبو بكر أعلاه فقال:
وفي المغني 7/ 29
فصل فأما الصناعة ففيها روايتان أيضا إحداهما أنها شرط، فمن كان من أهل الصناعة الدنيئة كالحائك والحجام والحارس والكساح والدباغ والقيم والحمامي والزبال فليس بكفء لبنات ذوي المروءات أو أصحاب الصنائع الجليلة، كالتجارة والبناية، لأن ذلك نقص في عرف الناس فأشبه نقص النسب، وقد جاء في الحديث العرب بعضهم لبعض أكفاء إلا حائكا أو حجاما.
قيل لأحمد رحمه الله وكيف تأخذ به وأنت تضعفه؟
قال العمل عليه.
يعني أنه ورد موافقا لأهل العرف اهـ.
وهو في المسودة أيضا
فانظر حفظك الله في هذا النص إلى أمرين
الأول أن المتقرر عند السائل (وهو مهنا كما في المسودة) عدم العمل بهذا الحديث لما فيه، لذلك سأل الإمام عنه
الثاني قول الإمام
العمل عليه.
فهذا يدل على أنه لم يكن ليأخذ به لولا أنه اعتضد عنده بشيء (وهو كون العمل عليه)
لا أنه ضعفه
واستدل به استقلالا
"قال مهنا: سألت أحمد عن حديث معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم أن غيلان أسلم و عنده عشر نسوة، فقال: ليس بصحيح و العمل عليه، كان عبد الرزاق يقول: معمر عن الزهري مرسلا. قال القاضي: معنى قول أحمد / هو ضعيف .. على طريق أصحاب الحديث، لأنهم يضعفون بما لا يوجب تضعيفه عند الفقهاء، كالإرسال و التدليس، و التفرد بزيادة في حديث لم يروها الجماعة، و هذا موجود في كتبهم، تفرد به فلان وحده، فقوله / هو ضعيف .. على هذا الوجه، و قوله و العمل عليه، معناه على طريق الفقهاء "
ما ذكره القاضي باطل جداً. فالحديث ضعيف لا يصح. والصواب أنه مرسل الزهري. لكن عمل أحمد به لأنه موافق للإجماع.
=======
أما كتابة حديث الضعيف فهو للاعتبار بحديث وبيان أين الخطأ وأين التفرد. وليس للاحتجاج بحديثه!! وهذا بين لمن ينظر في علم العلل ولله الحمد.
"حديث ربعي بن حراش عن حذيفة ". احتجوا به على أن أحمد يحتج بالضعيف المنكر إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه.
قلت: لكن أحمد ذهب إلى أن هذا الحديث: "الأحاديث بخلافه"، فكيف يحتج بحديث منكر الأحاديث بخلافه؟!!
والباقي رد عليه الشيخ ابن وهب أعلاه، فليراجع.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 09 - 04, 08:24 م]ـ
(أيضا منع ابن العربي العمل بالحديث الضعيف مطلقا)
قال الحافظ السخاوي في القول البديع بعد نقله -كلام النووي-وخالف ابن العربي المالكي فقال:
إن الحديث الضعيف لايعمل به مطلقا)
قال الشيخ عبد الفتاح الحلبي
(لكنه قال في كتابه مراقي الزلف عند الكلام على حديث كراهة النظر الى فرج المرأة: وبكراهة النظر أقول لأن الخبر وان لم يثبت بالكراهية فالخبر الضعيف أولى عند العلماء من الرأي والقياس) انتهى نقله ابن عراق في تنزيه الشريعة المرفوعة 2:209
وقال أيضا عند الكلام على حديث (يشمت العاطس ثلاثا) (هذا الحديث وإن كان فيه مجهول يستحب العمل به لأنه دعاء بخير وصلة وتودد للجليس فالأولى العمل به والله أعلم) نقله الحافظ في فتح الباري 10:606 في كتاب الأدب
(باب تشميت العاطس اذا حمد الله)
وهذا النصان يدلان على ان الضعيف الذي لايجوز العمل به مطلقا عند ابن العربي هو الذي اشتد ضعفه جدا دون مطلق الضعف وبذلك يتوافق قوله مع قول الجمهور)
انتهى كلام الشيخ عبد الفتاح الحلبي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 09 - 04, 08:28 م]ـ
فائدة
(لكن الخلاف فيه منقول عن جمع من أهل العلم كأبي حاتم وأبي زرعة وابن العربي والشوكاني والألباني)
أبوزرعة
في علل ابن أبي حاتم
(سمعت أبا زرعة يقول حديث زيد بن ارقم عن النبي في دخول الخلاء قد اختلفوا فيه فأما سعيد بن ابي عروبة فانه يقول عن قتادة عن القسم بن عوف عن زيد عن النبي وحديث عبد العزيزبن صهيب عن أنس اشبه عندي قلت فحديث اسماعيل بن مسلم يزيد فيه الرجس النجس قال واسماعيل ضعيف فأرى أن يقال الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم فان هذا دعاء)
ـ[المستفيد7]ــــــــ[01 - 10 - 04, 10:49 م]ـ
قال ابن هانئ: قلت لابي عبدالله حديث عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مرسل برجال ثبت احب اليك او حديث عن الصحابة او التابعين متصل برجال ثبت.
قال ابو عبدالله: عن الصحابة اعجب الي. انظر مسائل ابن هانئ.
وقال ابن رجب - وهو من اعلم الناس بمذهب احمد - ((ظاهر كلام احمد ان المرسل عنده من نوع الضعيف لكنه ياخذ بالحديث اذا كان فيه ضعف ما لم يجئ عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - او عن اصحابه خلافه)). انظر شرح العلل.
¥(41/272)
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[02 - 10 - 04, 12:07 ص]ـ
قال محمد رشيد /
لا زال الإشكال قائم لدي و التناقض واقع في نظري حول كلام شيخ الإسلام ابن تيمية و ابن القيم، إذ كيف يمثلون لأخذ أحمد بالحديث الضعيف ثم يذكرون أن الضعيف يراد به الحسن و الذي كان في مصطلح المتقدمين يدرج في الضعيف، ثم يمثلون بأحاديث هي من الضعيف لدى المتقدين و المتأخرين فلم تبلغ للحسن
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[02 - 10 - 04, 12:16 ص]ـ
قال محمد رشيد /
بالنسبة للإشكال الذي يطرحه البعض ـ و منهم محمد الأمين ـ حول صنيع الحنفية و ما يذكر من التناقض في نظرهم ..... فلا إشكال فيه و لا تناقض، و قليل من التتبع و الاستقراء لكتب القوم يظهر ذلك، و لكني آثرت فقط نقل الفائدة من شرح القواعد الفقهية للزرقا لكونها قصد بها التنبيه على ذات هذا الفهم ...
قال الشيخ أحمد الزرقا:
((لا مخالفة بين كون الحنفية يقدمون القياس على خبر الواحد و بين قولهم في الوقف إنهم يعملون المرسل و يقدمون خبر الواحد على القياس، و ذلك لأن تقديمهم القياس على خبر الواحد
إنما هو فيما إذا كان المقيس عليه ثبت حكمه بدليل قطعي أو مشهور، و تقديمهم خبر الواحد على القياس إذا ثبت حكم المقيس عليه بآحاد))
شرح القواعد الفقهية ص 152
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[02 - 10 - 04, 12:17 ص]ـ
الأخ محمد رشيد جهازه و كلمة السر لدخوله معطلة، فإذا كتب من معرفي نبه على ذلك
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 10 - 04, 09:25 ص]ـ
كلام الشيخ الزرقا غير واضح. فهل يمكن ذكر أمثلة على ذلك؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 10 - 04, 08:23 ص]ـ
هل من أمثلة؟ أم أنه مجرد زعم للدفاع عن المذهب؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 10 - 04, 12:51 ص]ـ
شيخ محمد الأمين
لا أحتاج للدفاع عن المذهب أخي الكريم
فلست و الحمد لله تعالى متعصبا لمدرستي الحنفية
بل أخالفها في بعض الآراء ـ حتى الأصولية منها بعضها محل بحث و نظر لكن لا أقوى على التسرع و التصريح بالمخالفة ليقيني مكانتي و موقفي من العلم حاليا ـ
و لا يظهر ذلك من كلامي البتة
بل كل ما في كلامي هو توضيح لما استشكله البعض و توهمه من تعارض الحنفية في التطبيق الفرعي
فبعضهم يرى الحنفية يقدمون القياس في حين أن في المسألة حديث مرسل ـ و هو يعلم أن الحنفية يحتجون بالمرسل ـ
ثم يراهم في موضع آخر يقدمون الضعيف أو المرسل رغم وجود قياس صحيح في المسالة
فظن هذا البعض التناقض
فأراد الشيخ الزرقا ـ رحمه الله تعالى ورضي عنه ـ أن ينبه على هذه النقطة؛ فنقلت كلامه هنا لكونه مظمة زوال الإشكال، و سواء زال الإشكال أو لم يزل، فقد نقلت ما أظنه يزيله، و لا يلزمني تحقق الإزالة .. تأمل
فلا يظهر أدنى ظهور من كلامي وجود تعصب للمذهب شيخنا الكريم
و بالنسبة لتأخري كما أخبرك أخي المهندس ابن حسين أن جهازي معطل ـ و ما زال ـ و كانت كلمة المرزر الخاصة بي معطلة، و أنا أكتب الآن من جهازه الشخصي، و المسافة بيننا و الوقت ـ من عمل و طلب ـ لا يسمحان بكثرة التردد عليه
و بارك الله تعالى فيكم
أخوكم المحب / محد رشيد
ـ[عبدالله بن حسين الراجحي]ــــــــ[23 - 10 - 04, 12:54 ص]ـ
لقد بسط هذه المسألة الشيخ المحدث العلامة: عبد الكريم الخضير في أطروحتة العالية (الماجستير) بتوسع، ولقد تم إعادة طباعتها عن دار المنهاج للكتاب المستعمل بالرياض في مجلد فاخر بسعر:18ريال فقط ... والله تعالى أعلم
ـ[عبدالله بن حسين الراجحي]ــــــــ[23 - 10 - 04, 12:58 ص]ـ
عفوا يا أخواني اسم رسالة الشيخ: الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[07 - 04 - 05, 07:31 م]ـ
أخ ابا المنهال السكندي ـ فيما أظن ـ ... بارك الله تعالى فيك
أكلفك بأمر لو أردت .... عندك (تدريب الراوي) و (فتح المغيث) و (مقدمة ابن الصلاح) و (شرحها التقييد و الإيضاح) و (النكت على ابن الصلاح) و (الأجوبة الفاضلة للكنوي الهندي) و (الفصل الثالث من الفصول التي استفتح بها النووي كتابه الأذكار) .. و ما تعم أنت من الكتب التي هي مظان هذه المسألة .. لو فرغت نفسك يوم و نصف أو يومين على الأكثر تبحث فيها هذه المسالة و تفدنا بها، و لا تظن أن تعبك يضيع ... لا و الله .. بل المسألة التي تخص بالبحث تنقش في الذهم و لا تضيع بإذن الله تعالى
¥(41/273)
فرغت نفسي، والحمد لله كتبت في هذه المسألة جزء لطيفاً، ويصدر قريباً إن شاء الله.
تنبيه:
الزمن الذي ذكره أخونا ......... .
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[07 - 04 - 05, 07:34 م]ـ
وللأسف لم أطلع على رسالة الشيخ.
هل تباع في مصر؟؟
تنبيه:
الجزء المشار إليه إنما تكلمنا فيه على حكم العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، وأما العمل به مطلقاً فلا يصلح مثلي للكتابة فيه.
ـ[أبو الغنائم]ــــــــ[07 - 04 - 05, 08:43 م]ـ
خلاصة ما ظهر لي قديما في هذه المسألة ما يلي:
1 - ينبغي أن يفرق بين الفقيه المحدث مثل أحمد، وبين الفقيه غير المحدث، فاحتجاج الأو لبالحديث لا يجعل مثل الثاني فالشافعي وإن كان له أثر لاينكر في مصطلح الحديث حيثقعد كثيرا من قواعده، لكنه لم تكن له خبرة برجال الحديث عموما، وخصوصا صحة الحديث فقد قال لأحمد وابن مهدي:إذا صح الحديث عندكما فأعلماني به، أذهب إليه سواء كان شاميا .... الخ
وقد عرف عنه أنه يقول حدثني الثقة عندي ن ويظهر أنه ابن أبي يحيى ن بل أظنه صرح بذلك ن حتى قال سحنون: أجمع العلماء على تركه.
2 - أما رواية العالم للمرسل من مثل مالك وغيره واحتجاجه به فهذا على مذهبه في صحة الحديث فلا يقال: احتج مالك بالمرسل وهو ضعيف ونقف عند هذا الكلام بل نقول وهو يراه صحيحا على مذهبه ومذهب من تقدم في ان الحديث المرسل صحيح فلا يعترض عليهم، وقد أبو عمر، وابن جرير وابن مهدي وأبوداود على أن المرسل قبل الشافعي صحيح حتى قال أحد هؤلاء الأربعة: ما زال العلماء يحتجون بالمرسل حتى فشا فيهم رأي الشافعي.
3 - وأما قول ابن تيمية أن مراد أحمد وغيره بالضعيف الحسن عند غيره ففيه نظر، وذلك أن المتتبع لكلام أحمد واحتجاجه بالحديث يرى جملة من الأحاديث الضعيفة جدا قد عمل أو استدل بها ولولا ضيق المقام لأوردت من ذلك جملة لكن لابأس من ذكر بعض ما استحضره منها:
ذهابه لأثر ابن عباس في أن المرأة إذ تعسرت ولادتها يكتب لها في وعاء " كأنهم يوم يرون ما يوعون .... مع أن الحديث غير ثابت.
وقد تتبعت بعض الأحاديث التي ضعفها هو وعمل بها، وهي غائبة عني الآن.
3 - ثم أن من الأحاديث ماهو ضعيف وعمل به كل العلماء أو اكثرهم كما قال ابن عبدالبر في حديث لا وصية لوراث، وفي حديث هو الطهور ماؤه.فمثل هذا ينبغي أن يسثنى.
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[18 - 06 - 05, 02:11 ص]ـ
اخوانى .. مازال عندى اشكال
بارك الله فيكم
ان كان كلام ابن تيميّة صحيحا فى أنّ المقصود هو الحسن عند المتأخرين
هل معنى هذا أنّنا نقدّم فتوى الصحابى على الحسن؟؟
صراحة ما أراه يجمع للأقوال كلها.هو أنّ الامام أحمد نعم كان يأخذ بالحديث الضعيف المعروف عندنا اذا لم يكن فى الباب شىء يدفعه لأنّ من تتبع أقواله سيرى أنّه كان لا يقيس الا عند الضرورة
و كان لا يلجأ الى القياس مع وجود الأثر فهو و الله اعلم كان يعتبر الحديث الضعيف المعروف عندنا أولى من رأى الرجال و لكن اذا وجد فتوى صحابى قدّمه على الحديث الضعيف ..
و الحنابلة كثيرا يذكرون الحديث الضعيف للاستئناس بحيث لا يكون هو فى نفسه حجة و لكن القرآئن التى حوله كمثل مثلا الاستدلال بالعرف و شرع من قبلنا و غيرها تكون هذه الاستدلالات مقوية للحديث الضعيف فيذكرونه على سبيل الاستئناس ..
و قد كنت أدون فوائد من كتاب الامام أحمد بن حنبل للشيخ محمد أبو زهرة ..
فقال فى مبحث فتوى التابعى
(فإنّ المشهور عند الحنابلة المقرر عند علمائهم أنّ أحمد رضى الله عنه كان فى كثير من الأحيان يباعد الاجتهاد بالرأى تورعا, حتى أنّه كان إذا لم يجد أثرا و لو ضعيفا لم يعرف وضعه أخذ بفتاوى علماء الأثر كفتاوى مالك رضى الله عنه , و الثورى و سفيان بن عيينة و الأوزاعى و غيرهم, و من كان من شأنه كذلك فلابد أنّه كان يقبل فتاوى بعض كبار التابعين كسعيد بن المسيّب و غيره من فقهاء المدينة السبعة الذين انتهى إليهم فقه عمر و ابن عمر و زيد بن ثابت , و لا يأخذ بهذه الأقوال على أنّها أصل فقهى , بل بالاحتياط و الاستئناس , كما كان شأنه فى الخبر الضعيف , فقد احتاط , فأخذ به, و إن لم يعتبره صحيح النسبة و لم يحكم بصدقه , فأخذ به , لأنّه أحب إليه من القياس و لأنّه أحوط.) أ. هـ
و يقول رحمه الله فى الكتاب نفسه
ص189 ط دار الفكر العربى
¥(41/274)
(أحمد رضى الله عنه يأخذ بالأحاديث الضعيفة , و يظهر أنه يتقيد فى الأخذ بالروط التى ذكرها العلماء الذين قرروا الأخذ بهذه الأحاديث , و هى ألا يكون الضعيف الذى كان راويه فى الحديث ممن يتعمد الكذب و أن يرجع الى أصل عام و ألا يعتقد ثبوت الحديث بل يعمل به للاحتياط.
فقد رأيناه رضى الله عنه يذكر الضعيف , و يقرر أن العمل به أحب ليحتاط فى دينه للرأى , و وجدنا الضعفاء الذين كانوا فى إسناد رواياته لم يكونوا ممن يتعمدون الكذب , بل منهم من زكاه بعض العلماء , و منهم من تتقوى روايته بإسناد أخرى , و إن بعضهم كان ضعّفه بسبب قلة ضبطه , و لم يكن متهما قط فى روايته , بل لقد يقرر ابن تيمية أن الحديث الضعيف فى نظر أحمد , و الذى يقبله, هو من قبيل الضعيف الذى يرتفع الى مرتبة الحسن , و أن أحمد كان يعتبر الضعيف قسيم الصحيح , و لا يعتبر الحسن الا ضعيفا , و يقبله بهذا الاسم , و يقول فى ذلك:
(ثمّ قال كلام ابن تيمية رحمه الله الذى قاله الاخوة كثيرا)
ثمّ قال رحمه الله
بعد أن بيّن أن أحاديث فى المسند ليست من قبيل الحسن بل هى من قبيل الضعيف عند المتأخرين و المتقدمين فقال
(فنقرر أن أحمد كان يقدم ما يضعف سنده من الأخبار على الرأى و يعد ذلك من الاحتياط فى الدين و لا يقبل خبرا يحكم بأنه موضوع قط.)
ثمّ يقول بعدها بأسطر
(و ما كان أخذ أحمد بالخبر الضعيف فى سنده الذى يكون له أصل عام فى الشرع و لا يعارض حديثا صحيحا واردا فى الدين إلا للاحتياط فى شأن دينه فاختار أن يفتى بمضمونه للاحتياط , أى لاحتمال صحته , لا لثبوت نسبته , و ذلك لأن أحمد إذ يروى خبرا ضعيفا غير ثابت وضعه , و لا يجد صحيحا فى موضوع الفتوى يكون بين حرجين (أحدهما) أن يفتى برأيه , و هو لا يستسيغ ذلك إلا فى حال الضرورة القصوى , إذ لا يكون منه مفر , فيفتى راجيا أن يكون صوابا.
و إن يكن خطأ فخطؤه منسوب إليه , و عند وجود الخبر , و لو كان ضعيف السند لا يرى أن الضرورة أو الحاجة المسوغة للاجتهاد برأيه قد وجدت , و حال ضعفه لا تنفى احتمال الصدق و خصوصا أن للحديث أصلا ثابتا قد يبرر صدقه أو يرجح جانبه.
(و ثانيهما) أن يأخذ بالخبر الضعيف , و فى هذا حرج عليه , لأن الأخذ به قد يكون سببا فى الحكم بصحة نسبته , و بذلك ينسب إلى الرسول قولا لم يثبت بطريق سليم كل السلامة, بل أثبت بطريق لا سلامة فيها أو فيها ما يعوق.
فاختار رضى الله عنه طريقا وسطا يجمع بين الابتعاد عن الرأى الذى يبغضه فى الدين , و بين إسناد القول الى الرسول , اختار أن يعمل بموجب الحديث احتياطا لدينه , و أخذ بجانب احتمال الصدق , مع بقاء الصدق احتماليا , لا مرجح يرجحه , فهو يعمل بالحديث غير حاكم بصحة النسبة , و لذلك كان يقول فى الحديث , إنه ضعيف و إنه مع ضعفه أحب عندى من الرأى.) أ. هـ
و لكن اخوانى مازال عندى اشكال ..
أولا أشعر أنّ كلامى اولا متناقض مع كلامى آخرا
ثانيا:: اذا قلنا أنّ أحمد رضى الله عنه يقدّم فتوى الصحابى على الحديث الضعيف
و اذا قلنا أنّ الحديث الحسن بمراتبه كان يدخل فى جنس الضعيف عند أحمد الذى يحتج به و لكن يؤخره عن فتوى الصحابى ..
هل معنى ذلك أنّنا ان قلنا أنّ هذا حديث حسن و لكن فى الباب فتوى لصحابى تعارض هذا الحديث أو تخصصه أو تقيده ..
هل نقدّم فتوى الصحابى على هذا الحديث الحسن .. ؟؟
أم قد يكون هذا فى الحسن لغيره أمّا الحسن لذاته فيدخل ضمن الصحيح المحتج به قبل فتوى الصحابى ... ؟؟؟
أم ماذا؟
أرجو تحرير المسألة بارك الله فيكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 06 - 05, 10:51 م]ـ
[ SIZE=5] الأمر عندي ما زال مشكلا ..
خاصة بعد ما قرأته في (قواعد في علوم الحديث) للتهانوي من اتفاق منهج أحمد و الحنفية في الرجال
فقد عنون له الشيخ عبد الفتاح أبو غدة فقال: [مذهب أحمد فيالرجال كمذهب أبي حنيفة]
ثم قال التهانوي تحت هذا العنوان: [8 ـ قال الحافظ في التهذيب: قال يعقوب: قال لي أحمد: مذهبي في الرجال أني لا أترك حديث محدث حتى يجتمع أهل مصر على ترك حديثه. اهـ قلت و هذا أيضا مذهب لالحنفية كما قدمناه] 354 الطبعة الخامسة بالرياض
لينشط الإخوان بارك الله تعالى فيهم لإنهاء بحث هذه المسألة
تنبيه:
أحمد هنا هو أحمد بن صالح المصري
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[19 - 06 - 05, 04:29 ص]ـ
¥(41/275)
اما من ملخص و مبين للمسألة؟
ـ[أبو محمد الحراني]ــــــــ[19 - 06 - 05, 09:20 ص]ـ
هذه مسألة شائكة جدا والذين نشروا هذه المسألة وأشاعوها بهذه الصورة جماعة من المبتدعةوهذا محمود سعيد ممدوح قد حمع أقوالهم في كتابه التعريف وانتصر لهم وللأسف ان هذا الكتاب قد حكم تحكيما علميا من قبل بعض مشايخناكالعلامة أحمد معبد عبد الكريم
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[19 - 06 - 05, 11:55 ص]ـ
قبل الكلام في هذه المسألة يجب التنبه إلى عدة أمور:
الأول: يجب التفريق بين عمل الفقيه و عمل المحدث و إن كان هناك تداخل بينهما و لكن هناك فروقات مهمة بينهما و انظر قول الإمام أحمد رحمه الله "فقال في رواية مهنا: الناس كلهم أكفاء إلا حائكا أو حجاما، فقيل له، أتأخذ به و أنت تضعفه؟ فقال: إنما نضعف إسناده و لكن العمل عليه"
(قال مهنا: سألت أحمد عن حديث معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم أن غيلان أسلم و عنده عشر نسوة، فقال: ليس بصحيح و العمل عليه، كان عبد الرزاق يقول: معمر عن الزهري مرسلا.).
فمن جهة الصناعة الحديثية الحديث ضعيف و من جهة الصناعة الفقهية أخذ بالحديث لا لأنه صحيح سندا و لكن لأن العمل عليه و هذا نظر فقهي لا حديثي فول اقتصر الإمام أحمد على النظر الحديثي لم يأخذ بالحديث.
الثاني: التفريق بين العمل بالحديث الضعيف إذا لم يوجد ما هو أقوى منه و بين العمل بالحديث الضعيف إذا كان هو أقوى ما يوجد لأن العمل في الفقه يصح مع غلبة الظن فمتى ما غلب ظن الفقيه الصحة عمل بها و إن كان هناك اعتماده على حديث ضعيف لأن ما أثار غلبة الظن عند الفقهاء عمل به و إن كان ضعيفا إذا لم يكن هنا ما هو أقوى منه فالحديث الضعيف إذا أثار غلبة الظن و لم يعارض بما هو أقوى منه خير من العمل بالتشهي و الترجيح من غير مرجح.
الثالث: التنبه إلى أن ما نقل من إجماع على عدم الأخذ بالحديث الضعيف في الأحكام ليس على إطلاقه فما نقل الإخوة الأفاضل عن الإمام أبو حنيفة و الإمام أحمد قال ابن رجب ((ظاهر كلام احمد ان المرسل عنده من نوع الضعيف لكنه ياخذ بالحديث اذا كان فيه ضعف ما لم يجئ عن النبي او عن اصحابه خلافه)).
فالإجماع في أصله صحيح و لكن ليس على ما يفهمه بعض الإخوة بأن كل حديث اسناده ضعيف لا يحتج به مطلقا عند الفقهاء فالحديث لو ضعف سندا و لكن اعتضد بعمل المسلمين به دل على أن لهذا الحديث أصلا بهذا المعنى سواء كان هذا الأصل هو هذا الحديث أم غيره.
الرابع: اختلاف الأئمة في أخذ بعض الأحاديث الضعيفة و رد بعضها إنما هو مبني على اختلاف بعضهم عن بعض في العلم و الفهم لا اختلاف في الأصول لذا تجدهم يتوافقون في بعض المسائل من أن أصولهم مختلفه على فهم بعض الناس و هو في حقيقته توافق في الأصول و اختلاف في الفهم و النظر فالإمام أبو حنيفة و أحمد اتفقا في الأخذ بالحديث الضعيف مع اختلافهم في بعض الأصول كما فهم بعضهم من عملهم فالصحيح أن أخذ بعض الأحاديث و رد بعضها سواء كانت صحيحة أو ضعيفه مبني على النظر في الأحاديث و ما يوافقها و ما يعارضها لذا يجمع أهل العلم على معنى حديث لأنه ثبت عندهم أنه ليس له معارض أقوى منه و يختلفون على معنى حديث لاختلاف نظرهم في معنى هذا الحديث و ما يوافقه و ما يعارضه فلا يجوز أن ينسب لإمام أنه يرد الحديث و لو كان صحيحا لمجرد الرد بل لا بد أن يكون قدح في ذهنه معارض أنه أقوى منه فقدمه عليه.
الخامس: لا يظن بالأئمة أنهم يأخذون الحديث الضعيف و قد غلب على ظنهم أن هذا المعنى لم يصح عن النبي صلى الله عليه و سلم أو لا يجوز نسبته للشرع فمثل هذا لا يظن بأعلام الأمة أبدا و لكن ما رجحوا مثل هذه الأحاديث الضعيفة إلا و قد غلب على ظنهم صحة نسبة مثل هذا المعنى للشرع.
السادس: الحديث الضعيف الذي يحتج به أهل العلم غالبا يكون هناك ما يعضده كما احتج الإمام أحمد ببعض الأحاديث التي يرى هو نفسه ضعفها لما وافقها عمل المسلمين.
السابع: التفريق بين التأصيل و التنزيل فإن أهل العلم قد يأصلون بعض الأصول ثم قد يخالفون هذه الأصول عند التنزيل لا لأنه تناقض فخالف أصوله و لكن لتعارض بعض الأصول بعضها بعضا فيقدم ما دلت القرائن على ترجحه قال ابن هانئ: قلت لابي عبدالله حديث عن رسول الله مرسل برجال ثبت احب اليك او حديث عن الصحابة او التابعين متصل برجال ثبت.
قال ابو عبدالله: عن الصحابة اعجب الي.).
قال شيخ الإسلام (روى إبراهيم النخعى (أن النبى ورث ثلاث جدات جدتيك من قبل أبيك وجدتك من قبل أمك (وهذا مرسل حسن
فإن مراسيل إبراهيم من أحسن المراسيل فأخذ به أحمد ... ) فالإمام أحمد رحمه الله أخذ بهذا المرسل مع أن المرسل ضعيف عند الإمام أحمد قال بن رجب رحمه الله ((ظاهر كلام احمد ان المرسل عنده من نوع الضعيف لكنه ياخذ بالحديث اذا كان فيه ضعف ما لم يجئ عن النبي او عن اصحابه خلافه)) فالإمام أحمد احتج بمرسل النخعي لا لأن المرسل صحيح عنده على الإطلاق و لا أن المرسل يقدم على قول الصحابي الصحيح و لكن لأن هذا المرسل ترجح عنده على غيره فقدمه.(41/276)
هل تصح قصة القعنبي مع الامام شعبة بن الحجاج؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 08 - 04, 07:43 ص]ـ
عندما قال القعنبي وكان ممن يخشاه الناس لتعديه وبطشه، فقال لشعبة حدثني، فنظر اليه شعبة ووجد ان هيئته ليست هيئة طالب علم .............. فصمت قليلا ثم قال السند الى ابي مسعود البدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الأولى: اذا لم تستح فاصنع ماشئت ".
فهل تصح هذه القصة؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[17 - 08 - 04, 08:00 ص]ـ
الأخ الحبيب: أبو محمد.
اولا: الحديث في البخاري من طريق القعنبي عن شعبة.
ثانيا: القصة هذه لاتثبت من وجوه:
اولها: سئل القعنبي عن عدم تحديثه عن شعبة فقال: كان يستثقلني.
ثانيها: القعنبي مشهور بطلب الحديث والعبادة منذ الصعر ولم يعرف عنه ما يذكر من شراسته.
ثالثها: أنكر الذهبي هذه القصة وقال (لاتصح).
رابعها: القصة التى رويت وقال عنها الذهبي لاتصح هي خلاف ما يتنقاله الناس وهي ان القعنبي سئل شعبة وهو يقضى حاجته فروى له حديث ابي مسعود.
خامسها: القصة لم أقف علي سند ولو باطل لها. وانما القصة التى وقفت عليها هي ما تقدم في الفقرة السابقة ولا تصح.
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[17 - 08 - 04, 02:55 م]ـ
ذكر ابن قدامة رحمه الله في كتابه التوابين قصة طويلة عن القعنبي مع شعبة بن الحجاج خلاصتها ما يلي:
أن القعنبي كان يوماً جالساً امام بيته فرأى الناس يتبعون شيخاً , فسأل عنه فقيل له: هذا شعبة بن الحجاج! قال: وما شعبة؟ قيل له: يحدث باحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم , فذهب اليه القعنبي وقال له حدثني فسكت ثم قال له: ما أنت بأله لذلك , فقال له: لتحدثنني أو لأطعننك بسكيني هذا!! فسكت شعبة ثم قال: حدثنا منصور عن ربعي عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((إن مما ادرك الناس .... )) الحديث.ثم تاب بعد ذلك (القعنبي) وقيل أنه لم يحدث إلا بهذا الحديث عن القعنبي. والله أعلم.
ـ[أبوالمنهال الآبيضى]ــــــــ[18 - 08 - 04, 09:20 ص]ـ
قال الذهبي في " السير " (10/ 263): " لا تصح ".
وأشار إلى ذلك السخاوي في " فتح المغيث " (3/ 281)، فصدرها بقوله: " حُكيَّ ".
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[18 - 08 - 04, 01:26 م]ـ
أبو المنهال , قول الذهبي (لا تصح) يريد القصة التي ذكرها الموفق؟؟ أم القصة التي ذكرها أخونا المسيطر؟
فانتبه: هناك قصتان!!
أرجوا التوضيح ...
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[18 - 08 - 04, 11:22 م]ـ
التوابين لابن قدامة المقدسي
85 _ توبة القعنبي
أنبأنا الإمام أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال أنا أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد البرداني أنا الحسن بن أحمد بن عبدالله المقرىء أنا هلال بن محمد الحفار ثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الصباح البزاز قال:
لم يرو القعنبي عن شعبة غير هذا الحديث الواحد وله شرح، حدثني بعض القضاة عن بعض ولد القعنبي بالبصرة قال
كان أبي يشرب النبيذ ويصحب الأحداث فدعاهم يوما وقد قعد على الباب ينتظرهم فمر شعبة على حماره والناس خلفه يهرعون
فقال من هذا
قيل شعبة
قال وأيش شعبة قالوا محدث
فقام إليه وعليه إزار أحمر فقال له حدثني
فقال له ما أنت من أصحاب الحديث فأحدثك
فأشهر سكينه وقال تحدثني أو أو أجرحك
فقال له حدثنا منصور عن ربعي عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم تستحي فاصنع ما شئت
فرمى سكينه ورجع إلى منزله فقام إلى جميع ما كان عنده من الشراب فهراقه، وقال لأمه الساعة أصحابي يجيئون فأدخليهم وقدمي الطعام إليهم فإذا أكلوا فخبريهم بما صنعت بالشراب حتى ينصرفوا
ومضى من وقته إلى المدينة فلزم مالك بن أنس فأثر عنه ثم رجع إلى البصرة وقد مات شعبة فما سمع منه غير هذا الحديث. ا. هـ
أمَّا السِّيَاق الذي ذكره الذهبي (10/ 263)
وقد رويت حكاية في سماع القعنبي لذاك الحديث من شعبة لاتصح
وأنه هجم عليه بيته فوجده يبول في بلوعة، فقال حدثني، فلامه وعنفه وقال: تهجم على داري ثم تقول حدثني وأنا على هذه الحالة
قال إني أخشى الفوت
فروى له الحديث في قلة الحياء وحلف أن لا يحدثه بسواه
وفي الجملة لم شعبة إلا في آخر أيامه فلم يكثر عنه ا. هـ
أقول:
الطريق التي ساقها ابن قدامة فيها مجاهيل، وفيها عدم تصريح بالسماع من القاضي المجهول الذي حدَّث أبا العباس البزاز، وجهالة بعض ولد القعنبي أيضا.
أمَّا طريق الذهبي فهي أنكر من الأولى، فإن دخول القعنبي على شعبة وهو يبول، ثم طلبه منه أن يحدِّثه وهو على تلك الحالة ويزعم أن ذلك لخوفه ان يفوته السماع من شعبة، أنكر وأبشع، وهذا يكفي لإنكارها
والله أعلم(41/277)
أريد تخريج رواية عائشة أن من تسبيح الملائكة "سبحان من زين الرجال باللحى"، رجاء!!
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[17 - 08 - 04, 03:15 م]ـ
هذا ما ورد في أحد الكتب الصغيرة المعنية بموضوع حكم اللحية في الإسلام، ولكن دون تخريج الرواية.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو محمد الإفريقي]ــــــــ[18 - 08 - 04, 12:00 ص]ـ
والسلام
هو حديث موضوع رغم إكثار الفقهاء إيراده في كتبهم.
أخرجه الحاكم في تاريخه عن عائشة رضي الله عنها ولفظه:" ملائكة السماء يستغفرون لذوائب النسء ولحى الرجال يقولون سبحان الذي زين الرجال باللحى والنساء بالذوائب"
وفيه الحسين بن داود ابن معاذ البلخى وهو متهم (تنزيه الشريعة ج1 ص 247)
وأخرج ابن عساكر في تاريخه ج36/ص343 من أثر أبي هريرة قال
إن يمين ملائكة السماء والذي زين الرجال باللحى والنساء بالذوائب
قال ابن عساكر: هذا حديث منكر جدا وإن كان موقوفا فأولت النهاوندي نسيه فيما نسي فإنه لا أصل له من حديث محمد بن المنهال والله اعلم
ونقله الحافظ في اللسان ج5 ص384
وانظر تنزيه الشريعة ج1 ص 247
والله أعلم
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[18 - 08 - 04, 06:41 ص]ـ
جزاك الله ألف خير، أخي.
لكن ما معنى ’ذوائب النساء‘؟؟؟ هذه لم أسمع بها قبل الآن!
ـ[أبو محمد الإفريقي]ــــــــ[18 - 08 - 04, 08:33 ص]ـ
الذوائب هي الضفائر والفقهاء يستدلون منه على أن شعر النساء جمال لهن فلا يجوز قطعه
والله إعلم(41/278)
أحاديث رجبية غير ثابتة قد توجد في بعض المنتديات
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[18 - 08 - 04, 04:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الموضوع: أحاديث رجبية غير ثابتة قد توجد في بعض المنتديات
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين
أولا: تأمل أخي القارئ رعاك الله ما قاله الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى فيما يخص فضائل شهر رجب فإن كلامه ضابط في هذا الباب.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ، رويناه عنه بإسناد صحيح، وكذلك رويناه عن غيره. اهـ.
انظر: كتاب تبيين العجب فيما ورد في فضل رجب للحافظ ابن حجر ص6 و ص8
و كتاب السنن والمبتدعات للشقيري ص125.
ثانيا: إليك الأحاديث التي قد تنتشر في بعض المنتديات وهي غير ثابتة مع ذكر المصادر التي حكمت عليها بعدم الثبوت وهي كما يلي:
1) حديث: ((اللهم بارك لنا في رجب و شعبان و بلغنا رمضان)) رواه أحمد و الطبراني في الأوسط
قال عنه الحافظ الهيثمي: رواه البزار وفيه زائدة بن أبي الرقاد قال البخاري منكر الحديث وجهله جماعة
انظر: كتاب مجمع الزوائد للهيثمي 2/ 165 طبعة دار الريان لعام 1407هـ
و ضعفه الإمام النووي كما في كتابه الأذكار و الإمام الذهبي كما في كتابه الميزان 3/ 96 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1995م.
2) حديث: ((فضل شهر رجب على الشهور كفضل القرآن على سائر الكلام))
قال ابن حجر: عنه إنه موضوع
انظر: كتاب كشف الخفاء 2/ 110 للعجلوني طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ
و كتاب المصنوع لعلي بن سلطان القاري 1/ 128 طبعة مكتبة الرشد لعام 1404هـ
3) حديث: ((رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي))
رواه الديلمي وغيره عن أنس مرفوعا لكن ذكره ابن الجوزي في الموضوعات بطرق عديدة وكذا الحافظ ابن حجر في كتاب تبيين العجب فيما ورد في رجب
انظر: كتاب فيض القدير للمناوي 4/ 162 و 166 طبعة المكتبة التجارية الكبرى لعام 1356هـ
و كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2/ 13 طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ
4) حديث: ((لا تغفلوا عن أول جمعة من رجب فإنها ليلة تسميها الملائكة الرغائب وذكر الحديث المكذوب بطوله))
انظر: كتاب كشف الخفاء للعجلوني 1/ 95 طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ
و كتاب نقد المنقول للزرعي 1/ 83 طبعة دار القادري لعام 1411هـ
5) حديث: ((رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات فمن صام يوما من رجب فكأنما صام سنة ومن صام منه سبعة أيام غلقت عنه سبعة أبواب جهنم ومن صام منه ثمانية أيام حسنة له ثمانية أبواب الجنة ومن صام منه عشر أيام لم يسأل الله إلا أعطاه ومن صام منه خمسة عشر يوما نادى مناد في السماء قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل ومن زاد زاده الله وفي رجب حمل الله نوحا فصام رجب وأمر من معه أن يصوموا فجرت سبعة أشهر أخر ذلك يوم عاشوراء اهبط على الجودي فصام نوح ومن معه والوحش شكرا لله عز وجل وفي يوم عاشوراء فلق الله البحر لبني إسرائيل وفي يوم عاشوراء تاب الله عز وجل على آدم صلى الله عليه وسلم وعلى مدينة يونس وفيه ولد إبراهيم صلى الله عليه وسلم))
قال الإمام الذهبي: هذا باطل و إسناد مظلم
و قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالغفور وهو متروك
انظر: كتاب الميزان للذهبي 5/ 62 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1995م
و كتاب مجمع الزوائد للهيثمي 3/ 188 طبعة دار الريان لعام 1407هـ
6) كل أحاديث صلاة الرغائب ليلة أول جمعة من رجب كذب مختلق على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكل حديث في ذكر صوم رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى
و حديث من صلى بعد المغرب أول ليلة من رجب عشرين ركعة جاز على الصراط بلا نجاسة
و حديث من صام يوما من رجب وصلى ركعتين يقرأ في كل ركعة مئة مرة آية الكرسي وفي الثانية مئة مرة قل هو الله أحد لم يمت حتى ير مقعده من الجنة
و حديث من صام من رجب كذا و كذا.
قال الإمام أبو عبد الله بن أبي بكر الزرعي المتوفى عام 691 الجميع كذب مختلق
¥(41/279)
انظر: كتاب نقد المنقول للزرعي 1/ 83 – 84 طبعة دار القادري لعام 1411هـ
7) حديث: ((من صام ثلاثة أيام من شهرٍ حرامٍ الخميس والجمعة والسبت كتب الله له عبادة تسعمائة سنة)) وفي لفظ: ((ستين سنة)).
رواه الطبراني في الأوسط 2/ 219 طبعة دار الحرمين لعام 1415هـ و قال: لم يرو هذا الحديث عن مسلمة إلا يعقوب تفرد به محمد بن يحيى. اهـ.
و قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط عن يعقوب بن موسى المدني عن مسلمة ويعقوب مجهول ومسلمة هو ابن راشد الحماني قال فيه حاتم مضطرب الحديث وقال الأزدي في الضعفاء لا يحتج به. اهـ.
انظر: كتاب مجمع الزوائد 3/ 191 طبعة الريان لعام 1407هـ
و حكم بعدم صحته ابن الجوزي في كتابه العلل المتناهية 2/ 554 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1403هـ.
8) حديث: ((صوم أول يوم من رجب كفارة ثلاث سنين، والثاني كفارة سنتين، ثم كلّ يوم شهراً))
انظر: كتاب فيض القدير للمناوي 4/ 210 طبعة المكتبة التجارية الكبرى لعام 1356هـ.
9) قال العجلوني رحمه الله تعالى: من الأحاديث الموضوعة ما جاء في فضيلة أول ليلة جمعة من رجب الصلاة الموضوعة فيها التي تسمى صلاة الرغائب لم تثبت في السنة ولا ثم أئمة الحديث
انظر: كشف الخفاء للعجلوني 2/ 563 طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ
10) قال الحافظ أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الدمشقي المتوفى 691هـ:
وكل حديث في ذكر صوم رجب و صلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى كحديث من صلى بعد المغرب أول ليلة من رجب عشرين ركعة جاز على الصراط بلا نجاسة.
انظر: كتاب المنار المنيف 1/ 96 طبعة مكتبة المطبوعات الإسلامية لعام 1403هـ
11) حديث: ((ما من أحد يصوم يوم الخميس (أول خميس من رجب) ثم يصلي فيما بين العشاء والعتمة يعني ليلة الجمعة اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة و ((إنا أنزلناه في ليلة القدر)) ثلاث مرات، و ((قل هو الله أحد)) اثنتي عشرة مرة، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة، فإذا فرغ من صلاته صلى عليّ سبعين، فيقول في سجوده سبعين مرة: (سبوح قدوس رب الملائكة والروح)، ثم يرفع رأسه ويقول سبعين مرة: رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، إنك أنت العزيز الأعظم، ثم يسجد الثانية فيقول مثل ما قال في السجدة الأولى، ثم يسأل الله تعالى حاجته، فإنها تقضى والذي نفسي بيده، ما من عبد ولا أَمَة صلى هذه الصلاة إلا غفر الله له جميع ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر، وعدد الرمل، ووزن الجبال، وورق الأشجار، ويشفع يوم القيامة في سبعمئة من أهل بيته ممن قد استوجب النار))
حكم عليه بالوضع عدد من العلماء أنظر كتاب: فتاوى الإمام النووي ص 57، تنبيه الغافلين ص 496، الفتاوى لابن تيمية 23/ 132، الفتاوى، 23/ 134 135، الحوادث والبدع ص103.
و الله أعلم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[19 - 08 - 04, 09:42 ص]ـ
موضوع رائع و استأذنك في نقله في بقية المنتديات مع اختصاره
ـ[الغامدي]ــــــــ[19 - 08 - 04, 09:03 م]ـ
موضوع رائع و استأذنك في نقله في بعض المنتديات
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[24 - 08 - 04, 05:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لا يشكر الناس لا يشكر الله)) رواه الترمذي وسنده حسن
إخواني جزاك الله خيرا وحرم وجوهكم على النار على كلماتكم الطيبة
اللهم اغفر لي ولإخواني فإننا نحب الحق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(41/280)
تخريج أحاديث ...... عااااجل بارك الله فيكم!
ـ[ابنة الصديق]ــــــــ[19 - 08 - 04, 10:57 ص]ـ
االسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخواني بارك الله بكم لدي مجموعة أحاديث مطلوب مني تخريجها .. وأنا صراحة لا أعرف كيف أخرج الحديث ..
فأرجوا أن تساعدوني في ذلك ... في أسرع وقت ممكن ..
وهذه رؤوس الأحاديث .. فهي ليست كاملة لدي.
*أهون أهل النار عذاباً ...
*سئل عن أكثر ما يدخل الجنة قال: تقوى الله وحسن الخلق ...
*قال بن المسيب أني كنت لآسير في طلب الحديث الواحد مسيرة الليالي والأيام ....
*الدنيا ملعونة ملعون ما فيها ....
*من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع ...
*فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأنائة ....
*إن الله سائل كل راع عما أسترعها حفظ أم ضيع ....
*مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ...
*إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان ...
*أن هناك شجر يشبه المؤمن ... (حديث النخلة) ..
*أرموا آل إسماعيل وأنا معكم رامي ...
*علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل ...
*كيف أصبحت يا فلان قال: أصبحت مؤمناً حقا ..
*ابشروا فأنه لا يصلي هذه الساعة غيركم ...
*وعظنا رسول الله موعظة وجلت منها القلوب ...
*ألا اني نهيتكم عن زيارة القبور ....
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[19 - 08 - 04, 03:17 م]ـ
الأحاديث كثيرة ,, ولو جعلتها على دُفع لكان أفضل لكن أقول وبالله التوفيق:
1 - أهون أهل النار ..... متفق عليه.
2 - سئل عن أكثر .... , أخرجه الترمذي وصححه وابن ماجه من حديث ابي هريرة , وحسنه الألباني.
3 - ذكره ابن سعد في الطبقات الكبرى فقال: أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك أنه بلغه أن سعيد بن المسيب قال إن كنت لأسير الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد.
4 - الدنيا ملعونة .... , أخرجه الترمذي وغيره وحسنه , وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (6\ 703).
5 - من خرج في طلب .... , رواه الترمذي وحسنه , وقال الألباني (صحيح التغريب \ 1): حسن لغيره.
6 - متفق عليه بلفظ ((يا اشج ان فيك خصلتين يحبهما الله)).
7 - لفظ: ((إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيت)): صحيح أورده الألباني في صحيح الترغيب , ولم أجده في غيره!!!
قال أبو محمد: أكتفي بهذا القدر وللحديث تتمة إن شاء الله ,,,
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 08 - 04, 03:24 م]ـ
1 - متفق عليه.
2 - أثر صحيح، رواه يعقوب بن سفيان في " المعرفة والتاريخ " (1/ 468، 469)، وابن عبدالبر في " جامع بيان العلم وفضله " (1/ 395)، والخطيب في " الرحلة في طلب الحديث " (ص 127 - 129).
3 - حديث حسن لغيره، رواه الترمذي وغيره.
4 - حديث ضعيف، رواه الترمذي، وفيه خالد بن أبي عاتكة وفي روايته عن أبي جعفر الرازي ضعف، وهذا منها.
5 - رواه مسلم.
6 - حديث صحيح، رواه الترمذي وابن حبان وابن عدي.
7 - حديث صحيح بشواهده، رواه أحمد وأبوداود وغيرهما.
8 - حديث ضعيف، رواه الترمذي وابن ماجه وفي سنده دراج وهو ضعيف في روايته عن أبي هيثم، وهذا منها.
9 - متفق عليه.
10 - رواه البخاري.
11 -
12 - روي عن عمر بن الخطاب موقوفا، وفي سنده مقال، قاله مصطفى العدوي في " فقه تربية الأبناء "، والكتاب ليس بين يدي الآن.
13 - حديث صحيح، رواه أحمد وأبوداود والترمذي وابن ماجه.
14 - رواه مسلم.
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[19 - 08 - 04, 03:29 م]ـ
أبو المنهال , الحديث رقم (5) أين أجده في مسلم .. ؟؟؟ فأنا لم أجده فيه , هلاّ اعطيتني اسم الكتاب ورقم الحديث.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 08 - 04, 03:46 م]ـ
عذرا أخي الفاضل، فأنا لم أقرأ مشاركتك إلا بعد وضعي لمشاركتي، وهناك خطأ عندي في الترقيم فقد أنسيت الحديث رقم (2) وهو حديث حسن رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[19 - 08 - 04, 04:28 م]ـ
¥(41/281)
بالنسبة لرقم (11) فهو حديث الحارثة بن مالك الأنصاري وهذا تمامه ((أنه مر برسول الله فقال له: " كيف أصبحت يا حارثة، قال: أصبحت مؤمناً حقاً، قال انظر ما تقول، فإن لك قول حقيقة فما حقيقة إيمانك؟ قال عزفت نفسي عن الدنيا، فأسهرت ليلي وأظمئت نهاري، وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزاً، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورن فيها، وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها _ يصيحون ويبكون _ قال: " عرفت فالزم "، ثلاث مرات.
رواه الطبراني , وهو ضعيف!!
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[19 - 08 - 04, 08:13 م]ـ
تفضلي أختنا والترتيب حسب ما ذكرت باستثناء أثر سعيد:
1 - قَالَ النُّعْمَانُ بنُ بشير سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَرَجُلٌ تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَةٌ يَغْلِي مِنْهَا دِمَاغُهُ
رواه البخاري (رقم6561) ومسلم (رقم213).
2 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ فَقَالَ تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ فَقَالَ الْفَمُ وَالْفَرْجُ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.رواه الترمذي (رقم2004)، وابن ماجة (رقم4246)، وأحمد (رقم7847).
3 - قَال أَبَو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ
رواه الترمذي (رقم2322)، وابن ماجة (رقم4112).
4 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ خَرَجَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ كَانَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يَرْجِعَ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
رواه الترمذي (رقم2647).
5 - َقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَشَجِّ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ: إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ.
رواه مسلم (رقم17)، وأصل الحديث متفق عليه.
6 - عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيع حتى يسأل الرجل على أهل بيته" رواه النسائي في سننه الكبرى (5/ 374 رقم9174)،وابن حبان في صحيحه (10/ 345 رقم4493)، ورواه أيضا: (10/ 344 رقم4492) بلفظ:" إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ أم ضيع " وقال الألباني: (حسن) انظر حديث رقم: 1774 في صحيح الجامع.
وقال الحافظ في الفتح/في شرح حديث البخاري رقم7138:" وَلِابْنِ عَدِيّ بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ أَنَس " إِنَّ اللَّه سَائِل كُلّ رَاعٍ عَمَّا اِسْتَرْعَاهُ حَفِظَ ذَلِكَ أَوْ ضَيَّعَهُ "".
7 - عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ.
رواه أبو داود (رقم495)، وأحمد (رقم6650،6717) مع زيادة في الموضع الثاني واختلاف يسير في الموضع الأول عن لفظ أبي داود المذكور.وقال الألباني (حسن) انظر حديث رقم: 5868 في صحيح الجامع.
ورواه الترمذي (رقم407) والدارمي (رقم1431) من حديث سبرة بن معبد مرفوعا بلفظ: "عَلِّمُوا الصَّبِيَّ الصَّلَاةَ ابْنَ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُ عَلَيْهَا ابْنَ عَشْرٍ" وقال الترمذي: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وقال الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 4025 في صحيح الجامع.
8 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا رَأَيْتُمْ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسَاجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَانِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ الْآيَةَ.
¥(41/282)
رواه ابن ماجة (رقم802) والترمذي (رقم2617،3093)، و أحمد (رقم27308، 27325 وغيرها).
والدارمي (رقم 1223) وقال الألباني: (ضعيف) انظر حديث رقم: 509 في ضعيف الجامع.
9 - عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَأْكُلُ جُمَّارًا فَقَالَ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةٌ كَالرَّجُلِ الْمُؤْمِنِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ هِيَ النَّخْلَةُ فَإِذَا أَنَا أَحْدَثُهُمْ قَالَ هِيَ النَّخْلَةُ.
رواه البخاري (رقم 2209) ومسلم (رقم2811).
10 - عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا ارْمُوا وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلَانٍ قَالَ فَأَمْسَكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَكُمْ لَا تَرْمُونَ قَالُوا كَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَهُمْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْمُوا فَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ.
رواه البخاري (رقم 2899).
11 - علموا أبناءكم السباحة و الرماية و نعم لهو المؤمنة في بيتها المغزل و إذا دعاك أبواك فأجب أمك.
تخريج السيوطي في الجامع الصغير: (ابن مندة في المعرفة أبو موسى في الذيل فر) عن بكر بن عبدالله ابن الربيع الأنصاري.
قال الحافظ في " الإصابة " 1/ 272: إسماعيل يضعف فى غير أهل بلده و هذا منه و شيخه غير معروف و لم يذكر أنه سمعه فأخشى أن يكون مرسلا.
وقال الألباني: (ضعيف) انظر حديث رقم: 3726 في ضعيف الجامع.
فائدة: عن عطاء بن أبي رباح قال رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عمير الأنصاريين يرميان فقال أحدهما لصاحبه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل شيء ليس فيه ذكر الله فهو لهو ولعب إلا أربع ملاعبة الرجل امرأته وتأديب الرجل فرسه ومشيه بين الغرضين وتعليم الرجل السباحة
رواه النسائي في الكبرى (5/ 302 رقم8939) وقال الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 4534 في صحيح الجامع.
12 - عن الحارث بن مالك الأنصاري أنه مر برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له كيف أصبحت يا حارث قال أصبحت مؤمنا حقا فقال انظر ما تقول فإن لكل شيء حقيقة فما حقيقة إيمانك فقال قد عزفت نفسي عن الدنيا وأسهرت لذلك ليلي واظمأت نهاري وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها فقال يا حارث عرفت فالزم ثلاثا
رواه الطبراني في الكبير (رقم3/ 266 رقم3367)، وعبد بن حميد في مسنده (1/ 165 رقم445)، وابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 170) وغيرهم. قال الهيثمي في مجمع الزوائد:" رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه من يحتاج إلى الكشف عنه. "
وقال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء:" أخرجه البزار من حديث أنس، والطبراني من حديث الحارث بن مالك، وكلا الحديثين ضعيف ".
13 - عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ أَعْتَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعِشَاءِ حَتَّى نَادَاهُ عُمَرُ قَدْ نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ يُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَاةَ غَيْرُكُمْ وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَوْمَئِذٍ يُصَلِّي غَيْرَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ
رواه البخاري (رقم 862) ومسلم (رقم638). وللحديث روايات كثيرة فلتراجع.
14 - عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ رَجُلٌ إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
رواه الترمذي (رقم2676)، و ابن ماجة (رقم42،44) وأبو داود (رقم 4607) وأحمد (رقم16692) والدارمي (رقم95). و قال الألبانى فى "إرواء الغليل" 8/ 107: صحيح.
15 - عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا ... الحديث. رواه مسلم (رقم 977،1977).
وقد ذكر أبو المنهال موضع أثر سعيد بن المسيب رحمه الله وبهذا نكون قد أتينا على جميع ما طلب تخريجه، والحمد لله أولا وآخرا
¥(41/283)
ـ[ابنة الصديق]ــــــــ[19 - 08 - 04, 10:34 م]ـ
بارك الله لكم ...
قد أسقط سهوا حديث:
* أدبوا أولادكم على ثلاث خصال وذكر منها القرآن
كذلك أود أن تخرجوا لي قول عبدالله بن المبارك
*قل لمن لا يخلص لا تتعب
أعتذر على الإطاله ولكن ذلك نتيجة جهلي بالتخريج
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[19 - 08 - 04, 10:53 م]ـ
هذا هو:
" أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: على حب نبيكم , و حب أهل بيته , و على
قراءة القرآن , فإن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله , مع أنبيائه
و أصفيائه ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (5/ 181): ضعيف جدا
رواه الديلمي (1/ 1/24) عن جعفر بن محمد بن الحسين: حدثنا حسن بن الحسين:
حدثنا صالح بن [أبي] الأسود عن مخارق بن عبد الرحمن عن جعفر بن محمد عن أبيه
عن علي مرفوعا.
بيض له الحافظ في " مختصره " , و إسناده ضعيف جدا , فيه علل:
الأولى: مخارق بن عبد الرحمن ; لم أجد له ترجمة. الثانية: صالح بن أبي
الأسود ; قال الذهبي:
" واه ".
الثالثة: حسن بن الحسين , هو العرني الكوفي ; قال أبو حاتم:
" ليس بصدوق ".
الرابعة: جعفر بن محمد بن الحسين. الظاهر أنه الذي في " الميزان ":
" جعفر بن محمد بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي عن يزيد بن هارون و أبي نعيم
و غيرهما , روى عنه شريح بن عبد الكريم و غيره. قال الجوزقاني <1> في "
الأباطيل ": مجروح ".
.
ـ[ابنة الصديق]ــــــــ[20 - 08 - 04, 02:02 ص]ـ
بارك الله لك أخي الكريم ... أبوعمرو المصري
هل لك أن تخرج لي قول ابن المبارك ...
أسأل الله ان لا يحرمك الأجر
ـ[الفضلي]ــــــــ[20 - 08 - 04, 02:49 ص]ـ
الحمد لله
اختي خذي هذا الرابط لتخريج الأحاديث للشيخ ناصر الألباني رحمه الله0
والله الموفق
http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[20 - 08 - 04, 05:17 م]ـ
الذي أعرفه هو قول مالك بن دينار رحمه الله:"من لم يكن صادقًا فلا يتمن" رواه أبونعيم في الحلية2/ 360 وذكره ابن الجوزي عنه في صيد الخاطر ص/392 ولكن بلفظ:"قولوا لمن لم يكن صادقا لا يتعني" أي لايتعب نفسه.
أما قول ابن المبارك فراجعي ترجمته في الكتب التالية لعلك تعثرين عليه: حلية الأولياء 8/ 162، تاريخ بغداد 10/ 152، صفة الصفوة 4/ 134 وغيرها من كتب التراجم وكذلك كتب الزهد لهناد ووكيع والإمام أحمد وغيرهم في أبواب الإخلاص والله أعلم.
ـ[ابنة الصديق]ــــــــ[20 - 08 - 04, 08:40 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ...
أرجوا أن تطلع على موضوعي بأستمرار لأنه يطلب من أن أضع أحاديث أخرى هنا لتخريجها ....
فأرجوا أن تساعدوني في ذلك ....
وأرجوا منك تخريج هذا الحديث ..
* عليكم بالرفق وإياكم العنف والفحش ... رواه البخاري.
فبارك الله لكم جهودكم
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[20 - 08 - 04, 09:08 م]ـ
هذا هو:
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ يَهُودَ أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا السَّامُ عَلَيْكُمْ فَقَالَتْ عَائِشَةُ عَلَيْكُمْ وَلَعَنَكُمْ اللَّهُ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ قَالَ مَهْلًا يَا عَائِشَةُ عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ وَالْفُحْشَ قَالَتْ أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا قَالَ أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ فَيُسْتَجَابُ لِي فِيهِمْ وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيَّ
رواه البخاري (رقم6030) - واللفظ له- ومسلم (رقم2165).
ـ[ابنة الصديق]ــــــــ[21 - 08 - 04, 05:50 ص]ـ
بارك الله لك أخي الفاضل
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[21 - 08 - 04, 04:51 م]ـ
وبارك الله فيك أختنا والله في عون العبد ما كان في عون أخيه كما صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم
ـ[ابنة الصديق]ــــــــ[23 - 08 - 04, 07:17 ص]ـ
أخي الكريم أبوالمنهال الآبيضى
هل هذا تخريج:"أني كنت لآسير في طلب الحديث"
أثر صحيح، رواه يعقوب بن سفيان في " المعرفة والتاريخ " (1/ 468، 469)، وابن عبدالبر في " جامع بيان العلم وفضله " (1/ 395)، والخطيب في " الرحلة في طلب الحديث " (ص 127 - 129).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[23 - 08 - 04, 08:29 ص]ـ
نعم أختي الفاضلة.
ـ[ابنة الصديق]ــــــــ[28 - 08 - 04, 07:59 ص]ـ
باركم الله لكم أخواني
أرجوا منكم تخريج هذا الحديث ...
" أجرأكم على الفتية أجرأكم على النار"
وأن أستطعتم أن تضعوا له شرحا مبسطا لأحد العلماء الموثوقون فجزاكم الله خير
ـ[ابن قانع]ــــــــ[28 - 08 - 04, 08:21 ص]ـ
الحديث لا يثبت وشرح الحديث دليل لتصحيحه
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[28 - 08 - 04, 05:35 م]ـ
" أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4/ 294: (ضعيف). أخرجه الدارمي في " سننه " (1/ 57) من طريق عبيد الله بن أبي جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: و هذا إسناد ضعيف لإعضاله , فإن عبيد الله هذا من أتباع التابعين , مات سنة 136 , فبينه و
بين النبي صلى الله عليه وسلم واسطتان أو أكثر.
¥(41/284)
ـ[ابنة الصديق]ــــــــ[16 - 09 - 04, 11:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني بارك الله بكم ... لدي مجموعة من الأحاديث تحتاج إلى تخريج ... فارجوا منكم المساعدة ...
في أسرع وقت ممكن ...
1 - كل مولود يولد على الفطرة .....
2 - لأن يأدى الرجل خير من أن يتصدق .....
3 - ما نحل والد ولد أفضل من أدب حسن ...
4 - المرء على دين خليله ...
5 - افتحوا على صبيانكم أول كلمة لا إله إلا الله ..
6 - ارحنا بها يا بلال ..
7 - من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنبه ...
8 - اياكم والجلوس على الطرقات ...
9 - تمنى يا فلان، فيقول: أتمنى مرافقتك بالجنة ..
10 - إن ثلاث من بني إسرائيل أقرع وأبرص ....
11 - أول زمرة تدخل الجنة من أمتي ..
12 - أن الله عزوجل يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة ..
13 - من يدخل الجنة ينعم ولا ييأس أبداً ...
14 - عن سمرة بن جندب يحدث عن من تأخذه النار من المعذبين فيها فيقول أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ..
15 - حفت الجنة بالمكاره ..
16 - أتدرون حق المسلم على المسلم ..
17 - أتدرون من المفلس ..
18 - والله لا يؤمن ..
19والذي نفسي بيده لا تدخل الجنة ...
20 - روى أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن رجل جاء إلى الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يستحمله بعير من الصدقة ليحمل عليه متاعه ..
21 - إن الله عزوجل لا يقبل من العمل ...
22 - من سلك طريقا يلتمس فيه علم ...
23 - ألا أدلكم على ما يمحوا الله به الخطايا ...
24 - سباقه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ...
أعلم أن الأحاديث كثيرة ولكن أحتسبوا الأجر في ذلك ..
ـ[الغطفاني]ــــــــ[17 - 09 - 04, 12:03 ص]ـ
جزاكم االله خيرا جميعا
ـ[ابنة الصديق]ــــــــ[17 - 09 - 04, 05:38 م]ـ
للرفع
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[19 - 09 - 04, 10:29 م]ـ
أختنا هل يمكن أن نعرف في أي شيء تحتاجين هذه الأحاديث لأن التخريج يأخذ منا وقتا والواجبات كثيرة فإن كان ما تحتاجين الأحاديث فيه فيه نفع للمسلمين أكثر من بعض الواجبات التي أقوم بها فسوف أقدم طلبك إن شاء الله على بعض مشاغلي-هذا إن أردت الجواب- ولعل الله ييسر لك طلب العلم حتى تستفيدي وتفيدي غيرك ويسر الله لك كل خير
ـ[ابنة الصديق]ــــــــ[19 - 09 - 04, 10:43 م]ـ
اللهم آمين
بارك الله لكم اخي الكريم ونفع الله بعلمكم وبارك لكم في وقتكم ..
لقد تم تخريج الأحاديث ولله الحمد والمنة ..
ولكن حديث واحد لم يتم تخريجه .. وارجوا مساعدتكم فيه إن استطعتم
وهو ..
5 - افتحوا على صبيانكم أول كلمة لا إله إلا الله ..
أسأل الله أن لا يحرمكم الأجر
ـ[أمين هشام]ــــــــ[20 - 09 - 04, 12:23 ص]ـ
ما القول الفصل في حديث "الدنيا ملعونة" ... فبعضكم ذكر صحته وبعضكم ذكر ضعفه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[20 - 09 - 04, 04:50 م]ـ
بارك الله فيك أختنا-ولم أقصد بكلامي السابق إلا الخير-إن شاء الله- وهذا تخريج حديث:" افتحوا على صبيانكم أول كلمة بلا إله إلا الله "
رواه ابن الجوزي "الموضوعات" (2/ 395) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ:"أقيموا على صبيانكم أول كلمة بلا إله إلا الله ... " وقال:"هذا حديث موضوع ... ". ورواه كما ذكرت باللفظ نفسه: البيهقي "الشعب" (6/ 398 رقم8649) وقال:"متن غريب لم نكتبه إلا بهذا الإسناد".
وهو في "جمع الجوامع للسيوطي" –ينظر: كنز العمال رقم 45332 معزو لابن عساكر في تاريخه.
وذكره الذهبي في"ترتيب الموضوعات" (ص299).
وذكره السيوطي في "اللآليء المصنوعة من الأحاديث الموضوعة" 2/ 416 وعزاه للحاكم في المستدرك والبيهقي. ولكني لم أجده في المستدرك.
وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة 2/ 365، و الفتني في "تذكرة الموضوعات". والله أعلم
ـ[آل حسين]ــــــــ[20 - 09 - 04, 09:23 م]ـ
السلام عليكم
بالنسبة لحديث " الدنيا ملعونة 000000
فلقد حسن إسناده الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله تعالى
وقال (((((ملعونه))))) أي مذمومة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 01 - 05, 02:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا
تنبيه
(الحديث لا يثبت وشرح الحديث دليل لتصحيحه)
هذا الكلام بهذا الاطلاق غير صحيح(41/285)
ماصحة هذا الحديث [خذ من لحيتك ورأسك]؟؟
ـ[علي الأثري]ــــــــ[19 - 08 - 04, 04:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأحبه الأفاضل:
ماصحة هذا الحديث
عن جابر بن عبدالله أنه قال:رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا مخضب الرأس واللحية-أي شعث-
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:علام يشوه أحدكم نفسه،قال: وأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى لحيته ورأسه،
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((خذ من لحيتك ورأسك)) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[19 - 08 - 04, 05:21 م]ـ
تفضل أخي:
" خذ من لحيتك و رأسك ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (5/ 375):
(ضعيف جدا)
أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/ 263/1 و 6440 - ط) من طريق أبي مالك النخعي عن
محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال:
" رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا مجفل الرأس و اللحية , فقال: ما شوه
أحدكم أمس (كذا الأصل) قال: و أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى لحيته
و رأسه يقول: ... " فذكره , و قال:
" أبو مالك عبد الملك بن الحسين النخعي غير قوي , و قد روينا عن حسان بن عطية
عن ابن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشعث
و الوسخ , لم يذكر الأخذ من اللحية و الرأس. والله أعلم ".
قلت: أبو مالك النخعي ضعيف جدا , و قال في " التقريب ":
" متروك ".
و حديث حسان بن عطية قد خرجته في " الصحيحة " (493).
و اعلم أنه لم يثبت في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم الأخذ من اللحية
, لا قولا , كهذا , و لا فعلا كالحديث المتقدم برقم (288).
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[19 - 08 - 04, 05:40 م]ـ
وبالنسبة لحديث حسان بن عطية الذي أشار إليه الشيخ فهذا هو مع كلام الشيخ عليه:
" أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره ?! و رأى رجلا آخر و عليه ثياب وسخة فقال:
أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه ?! ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1/ 811:
رواه أبو داود (رقم 4062) و النسائي (2/ 292) الشطر الأول منه و أحمد
(3/ 357) و دحيم في " الأمالي " (25/ 2) و أبو يعلى في " مسنده "
(ق 114/ 1) و ابن حبان (1438) و الحاكم (4/ 186) و أبو نعيم في
" الحلية " (6/ 78) عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن محمد بن المنكدر عن
# جابر بن عبد الله # قال:
" أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم (زائرا في منزلنا) فرأى رجلا شعثا قد
تفرق شعره فقال ... " فذكره.
و السياق لأبي داود و الزيادة لأحمد.
قلت: و هذا سند صحيح على شرط الشيخين كما قال الحاكم , و وافقه الذهبي.
و الحديث أورده الغزالي في " الإحياء " (1/ 122) بلفظ:
" دخل عليه صلى الله عليه وسلم رجل ثائر الرأس , أشعث اللحية , فقال: أما كان
لهذا دهن يسكن به شعره ?! ثم قال: يدخل أحدكم كأنه شيطان ?! ".
فقال الحافظ العراقي في " تخريجه ":
" رواه أبو داود و الترمذي و ابن حبان من حديث جابر بإسناد جيد ".
قلت: عزوه للترمذي خطأ , و لعله جاء من قبل الناسخ أو الطابع فهو قد عزاه إلى
المخرجين بطريقة الرمز , فرمز إلى الترمذي منهم بحرف (ت) فتصحف على الناسخ
أو غيره من (ن) و هو النسائي , و قد علمت أنه أخرجه مختصرا.
ثم إنه ليس في حديث جابر عند أحد من مخرجيه ذكر للحية أصلا , و لا قوله:
" يدخل أحدكم كأنه شيطان ".
و إنما ورد ذلك في حديث عطاء بن يسار قال:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد , فدخل رجل ثائر الرأس و اللحية
فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده: أن اخرج , كأنه يعني إصلاح شعر
رأسه و لحيته , ففعل الرجل , ثم رجع , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا
خير من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان ".
أخرجه مالك في " الموطأ " (2/ 949 / 7) بسند صحيح , و لكنه مرسل.
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[19 - 08 - 04, 05:49 م]ـ
بارك الله في الأخ أبي عمرو المصري
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11298&page=2&pp=15&highlight=%CB%C7%C6%D1
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[19 - 08 - 04, 08:33 م]ـ
وبارك الله فيكم أبا مسهر
ـ[علي الأثري]ــــــــ[20 - 08 - 04, 02:59 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي أبو عمرو المصري
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[20 - 08 - 04, 04:40 م]ـ
وأحسن الله إليكم أخي الكريم(41/286)
بيان [كذب حديث: ((سبحان الذي زين الرجال باللحى ... ))] وفوائد فقهية
ـ[رابح]ــــــــ[19 - 08 - 04, 08:46 م]ـ
بيان [كذب حديث: ((سبحان الذي زين الرجال باللحى ... ))] وفوائد فقهية
الحمد لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله أما بعد:
فقد اشتهر بين الناس حديث: ((سبحان الله الذي زين الرجال باللحى والنساء بالذوائب)).
وتقول العامة: زينة الرجل في لحيته، وزينة المرأة في شعرها ...
ولا شك في أن اللحية من زينة الرجل، والشعر من زينة المرأة ولكن الوجه أعظم زينة وأشرف ..
وقد سمعت بعض الناس يستدلون بالحديث المذكور على سنية إعفاء اللحية لأنه زينة!!
فأحببت في هذا البحث المختصر أن أبين بطلان الحديث المذكور، وأنه لا حجة فيه لمن لم يوجب إعفاء اللحية ..
أولاً: تخريج الحديث
روي الحديث مرفوعاً وموقوفاً:
أما المرفوع: فرواه الديلمي في "الفردوس بمأثور الخطاب" (4/ 157 - غير المسندة) من طريق الحاكم النيسابوري-ولم يروه في المستدرك فلعله في تاريخ نيسابور-: أخبرنا ابن عصمة: حدثنا الحسين بن داود بن معاذ حدثنا النضر بن شميل حدثنا عوف عن الحسن عن عائشة -رضي اللهُ عنها- مرفوعاً: ((ملائكةُ السماءِ يستغفرونَ لذوائبِ النساءِ، ولِحى الرجال، يقولون: سبحان الله الذي زين الرجال باللحى، والنساء بالذوائب)).
وأما الموقوف، فرواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 343): من طريق الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل: نا أبو عبد الله محمد بن معاذ بن فهد النهاوندي -وسمعته يقول: لي مائة وعشرون سنة، وقد كتبت الحديث، ولحقت أبا الوليد الطيالسي والقعنبي وجماعة من نظرائهم، ثم ذكر أنه تصوَّفَ، ودفن الحديث الذي كتبه أول مرة، ثم كتب الحديث بعد ذلك، وذكر أنه حفظ من الحديث الأول حديثاً واحداً وهو ما حدثنا به-: نا محمد بن المنهال الضرير نا يزيد بن زريع نا روح بن القاسم عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: (إن يمين ملائكة السماء: والذي زين الرجال باللحى والنساء بالذوائب))
الحكم عليه:
الحديث موضوع مرفوعاً وموقوفاً ..
أما المرفوع فآفته الحسين بن داود بن معاذ البلخي: اتهمه الخطيب البغدادي بوضع هذا الحديث وقال عنه: لم يكن ثقة؛ فإنه روى نسخة عن يزيد بن هارون عن حميد عن أنس أكثرها موضوع" انظر تاريخ بغداد (8/ 44).
وقد ذكره المناوي في فيض القدير (6/ 14): موقوفاً على عائشة -رضي اللهُ عنه- بلفظ: "كانت عائشة تقسم فتقول: والذي زين الرجال باللحى". ولا أعلم له أصلاً موقوفاً على عائشة -رضي اللهُ عنها-.والله أعلم
وقال عنه الحافظ ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 439 - أضواء السلف) عنه وعن شخصين آخرين: يضعون الحديث.
وقال الذهبي في المغني في الضعفاء (1/ 171): ليس بثقة، ولا مأمون، متهم.
وأما الموقوف فآفته محمد بن معاذ النهاوندي فإنه واهٍ متروك كما قال الذهبي في تاريخ الإسلام.
وقال الحافظ ابن عساكر: "هذا حديث منكر جداً وإن كان موقوفاً، وليت النهاوندي نسيه فيما نسي، فإنه لا أصل له من حديث محمد بن المنهال والله اعلم".
وحكم الشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ- على الحديث بالوضع. انظر: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (13/ 52 - 53رقم6023).
وذكره الفتني في تذكرة الموضوعات (160)
##############################
ثانياً: الاستدلال بالحديث
من أعجب ما سمعته من استدلال، ما تكلم به بعض الدكاترة القضاة حيث جرى بيني وبينه نقاش في تحريم حلق اللحية، فاستدل على عدم التحريم بهذا الحديث الموضوع مدعياً أن اللحية إنما هي زينة، والزينة إزالتها لا تحرم!!
والجواب عن هذا الاستدلال من وجوه:
الوجه الأول: أن الحديث موضوع مرفوعاً وموقوفاً، ولا يجوز الاستدلال بالحديث الموضوع في فضائل الأعمال فضلاً عن الأحكام باتفاق العلماء.
الوجه الثاني: أن تحريم حلق اللحية قطعي وقد دلت الشريعة الإسلامية على تحريم حلق اللحية من أكثر من خمسة وجوه منها: أنها تغيير لخلق الله، ومنها أن الشرع أمر بإعفائها، ولأن حلقها تشبه بالمشركين، ولأن حلقها تشبه بالنساء، ولأن العلماء أجمعوا على حرمة حلقها والخلاف في التحريم حدث من بعض أهل البدع ثُمَّ سرى إلى بعض العلماء، وهذا خلاف حادث بعد الإجماع فلا يعتد به اتفاقاً.
الوجه الثالث:
أن كون اللحية زينة للرجال فهو حقٌ –وإن لم يصح الحديث-، وهذا يؤكد حرمة حلق اللحية لأن الله -عزَّ وجلَّ- أمر بأخذ الزينة عند الصلاة فقال: {خذوا زينتكم عند كل مسجد} إضافة إلى ما سبق من أدلة قاطعة على حرمة حلق اللحية.
الوجه الرابع: أن كون اللحية زينة لا يدل على أن هذه الزينة لا يجوز إزالتها أو كشف ما وراءها، فإن جماعة من السلف والخلف فسروا وجوب أخذ الزينة عند الصلاة بستر العورة، وعلى مفهوم الدكتور السابق لا يجب ستر العورة لأن سترها من الزينة!! وهذا فاسد بالإجماع.
الوجه الخامس: أن العلماء الذين استدلوا بالحديث المذكور –وهو موضوع- استدلوا به على عكس ما فهمه الدكتور المذكور ..
فمنهم من استدل به على حرمة حلق اللحية كما قال الكاساني في بدائع الصنائع (2/ 141): "ولأن حلق اللحية من باب المثلة لأن الله تعالى زين الرجال باللحى والنساء بالذوائب، على ما روي في الحديث: ((أن لله تعالى ملائكة تسبيحهم سبحان من زين الرجال باللحى والنساء بالذوائب)) ".
ومنهم من أورده مستدلاً به على وجوب الدية كاملة في حلق اللحية!!
فقد قال في البحر الرائق: " لأن اللحية في أوانها جمال فيلزمه كمال الدية كما لو قطع الأذنين الشاخصتين، والدليل على أنه جمال قوله عليه الصلاة والسلام: ((إن لله ملائكة تسبيحهم: سبحان من زين الرجال باللحى والنساء بالقدود الذوائب)) بخلاف شعر الصدر والساق لأنه لا يتعلق به الجمال".
وانظر المبسوط للسرخسي (26/ 72)، وبدائع الصنائع (7/ 312).
الخلاصة: أن الحديث موضوع مرفوعاً وموقوفاً، ولا يجوز الاستدلال به على جواز حلق اللحية بل إن صح فهو دليل على حرمة حلق اللحية.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه: أبو عمر أسامة العتيبي
------------------
منقول
¥(41/287)
ـ[أبو محمد الإفريقي]ــــــــ[20 - 08 - 04, 08:37 ص]ـ
والسلام
أين وجدت سند الديلمي؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[20 - 08 - 04, 09:48 ص]ـ
جزى الله الناقل والكاتب خيرا
أما المرفوع: فرواه الديلمي في "الفردوس بمأثور الخطاب" (4/ 157 - غير المسندة) (1) من طريق الحاكم النيسابوري-ولم يروه في المستدرك فلعله في تاريخ نيسابور-: أخبرنا ابن عصمة: حدثنا الحسين بن داود بن معاذ حدثنا النضر بن شميل حدثنا عوف عن الحسن عن عائشة -رضي اللهُ عنها- مرفوعاً: ((ملائكةُ السماءِ يستغفرونَ لذوائبِ النساءِ، ولِحى الرجال، يقولون: سبحان الله الذي زين الرجال باللحى، والنساء بالذوائب)).
وحكم الشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ- على الحديث بالوضع. انظر: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (13/ 52 - 53رقم6023). (2)
كتبه: أبو عمر أسامة العتيبي
------------------
منقول (1) هذا العزو غير صحيح، والمفترض أن يعزوه لـ (مسند الفردوس) لأن الفردوس أحاديث مجردة غير مسندة، وهذا الحديث سقط من الفردوس واستدركه المحققون من زهر الفردوس كما قال محقق الطبعة التي عزا إليها الكاتب الأصلي للمقال.
وقد عزاه الألباني رحمه الله لمسند الفردوس (3/ 66)
وعزاه محقق الفردوس لـ (زهر الفردوس لابن حجر) (4/ 77)
(2) الرقم الصحيح هو (6025)
وهذا التخريج هو نفس تخريج الألباني رحمه الله مع زيادات يسيرة
ـ[رابح]ــــــــ[22 - 08 - 04, 03:07 ص]ـ
إنما أناناقل
ـ[شعبان محمود]ــــــــ[14 - 07 - 07, 05:36 م]ـ
الرجاء رقم مخطوط زهر الفردوس في دار الكتب
ـ[عبدالرحمن العصفور]ــــــــ[22 - 07 - 07, 02:17 م]ـ
إذن ما صحة هذا الأثر
كانت عائشة تقسم فتقول: "والذي زين الرجال باللحى" ..
وما هو تخريجة؟؟
ـ[عادل المامون]ــــــــ[29 - 08 - 07, 03:26 ص]ـ
للرفع(41/288)
من يعرف تخريج هذا الحديث [أن قوما كانوا ينتضلون ... ]
ـ[الربيع]ــــــــ[20 - 08 - 04, 01:38 ص]ـ
أريد هذا الحديث مسندا:
روي أن قوما كانوا ينتضلون، فقيل يارسول الله!
قد حضرت الصلاة!
فقال: إنهم في صلاة.
ـ[رابح]ــــــــ[07 - 09 - 04, 05:27 ص]ـ
?
ـ[الربيع]ــــــــ[11 - 09 - 04, 07:24 م]ـ
؟
ـ[الربيع]ــــــــ[23 - 10 - 04, 01:00 ص]ـ
هل يعرف؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[23 - 10 - 04, 01:22 ص]ـ
قال الشيخ مشهور حسن:
في هامش المطبوع: " لا يُعرف له سند، بل لا يتصور أن يثبت ".
قلت: رواه أبو الشيخ مرسلا، بتتمة في آخره: " ما لم يدركهم الوقت " قاله السخاوي في " القول التام في فضل الرمي بالسهام " (ق 63).
انتهى
من تحقيق " الفروسية " (ص 150).(41/289)
هل في ’زيادة العرب ونقصان الأنصار‘ حديث نبوي؟؟؟
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[20 - 08 - 04, 05:46 م]ـ
في منتدى التاريخ ذكر أحد الكتاب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنبأ بأن ’العرب‘ تزيد والأنصار (أي أهل يثرب أو المدينة) في نقصان مستمر، فما مدى صحة ذلك؟؟ وما تخريج هذا الحديث؟؟ وإن وُجد بالصيغة التي نقلها هذا الأخ، لماذا هناك تفريق بين ’العرب‘ و’الأنصار‘ فيما الأنصار عرب؟؟؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 08 - 04, 08:04 م]ـ
في صحيح البخاري (باب قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم)
حدثني محمد بن يحيى أبو علي حدثنا شاذان أخو عبدان حدثنا أبي أخبرنا شعبة بن الحجاج عن هشام بن زيد قال سمعت أنس بن مالك يقول مر أبو بكر والعباس رضي الله عنهما بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون فقال ما يبكيكم قالوا ذكرنا مجلس النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - منا فدخل على النبي فأخبره بذلك قال فخرج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقد عصب على رأسه حاشية برد قال فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم
حدثنا أحمد بن يعقوب حدثنا بن الغسيل سمعت عكرمة يقول سمعت بن عباس رضي الله عنهما يقول خرج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وعليه ملحفة متعطفا بها على منكبيه وعليه عصابة دسماء حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فإن الناس يكثرون وتقل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام فمن ولي منكم أمرا يضر فيه أحدا أو ينفعه فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم
حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال الأنصار كرشي وعيبتي والناس سيكثرون ويقلون فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم
قال الحافظ في الفتح (7/ 122)
قوله في حديث أنس وان الناس سيكثرون ويقلون أي ان الأنصار يقلون وفيه إشارة الى دخول قبائل العرب والعجم في الإسلام وهم اضعاف اضعاف قبيلة الأنصار فمهما فرض في الأنصار من الكثرة كالتناسل فرض في كل طائفة من أولئك فهم ابدا بالنسبة الى غيرهم قليل ويحتمل ان يكون صلى الله عليه وسلم اطلع على انهم يقلون مطلقا فأخبر بذلك فكان كما أخبر لأن الموجودين الان من ذرية علي بن أبي طالب ممن يتحقق نسبه اليه اضعاف من يوجد من قبيلتي الأوس والخزرج ممن يتحقق نسبه وقس على ذلك ولا التفات الى كثرة من يدعي انه منهم بغير برهان وقوله حتى يكونوا كالملح في الطعام في علامات النبوة بمنزلة الملح في الطعام أي في القلة لأنه جعل غاية قلتهم الانتهاء الى ذلك والملح بالنسبة الى جملة الطعام جزء يسير منه والمراد بذلك المعتدل قوله فمن ولي منكم أمرا يضر فيه أحدا أو ينفعه قيل فيه إشارة الى ان الخلافة لا تكون في الأنصار قلت وليس صريحا في ذلك إذ لا يمتنع التوصية على تقدير ان يقع الجور ولا التوصية للمتبوع سواء كان منهم أو من غيرهم قوله ويتجاوز عن مسيئهم أي في غير الحدود وحقوق الناس.(41/290)
قول أبو هريرة: "ما أعجزكم يا أهل السوق ... " - أبحث عن تخريجه
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[22 - 08 - 04, 03:56 ص]ـ
سلامٌ من الله عليكم ورحمته وبركاته
أخرج الطبراني في الأوسط .. عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه ذهب إلى السوقِ، فقال للتجارِ هناك: ((ما أعجزكم يا أهل السوق .. أنتم هنا والناس يقتسمون مراث النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، فتركوا تجارتهم وهرعوا إلى المسجد، فدخلوا فوجودوا الناس بين مصلِ وبين ذاكرٍ وبين متفقه - هو وقف في مكانهم لأنه يعلم أنهم سيرجعون إليه فوقف ينتظرهم - فلما رجعوا قالوا له: ما وجدنا شيئاً يقسمُ في المسجد. فقال لهم: وما وجدتم؟ قالوا وجدنا الناس بين مصلِ وذاكرٍ ومتفقه، قال: ذلك ميراثُ النبي صلى الله عليه وسلم)) حسن إسناده المنذري.
أرجو من مشايخنا أن يتحفونا بتخريج هذا الأثر، أكرمكم الله وأعزكم بين العالمين
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 08:28 ص]ـ
قال الطبراني في «المعجم الأوسط» (2/ 114 - 115/ 1429): حدثنا أحمد، قال: حدثنا علي بن محمد بن أبي المضاء، قال: كتبت من كتاب خلف بن تميم، عن علي بن مسعدة، قال: حدثنا عبد الله الرومي، عن أبي هريرة، به.
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن الرومي إلا علي بن مسعدة».
قلت: شيخ الطبراني هو: الحافظ الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن صدقة البغدادي، وهذا الإسناد ضعيف؛ علي بن مسعدة لا يُحتمل تفرده، وعبد الله الرومي مجهول؛ لم يرو عنه سوى علي بن مسعدة، وثّقه ابن حبان (الثقات 5/ 25) لقاعدته في توثيق المجاهيل، ومع ذلك حسَن إسناده المنذري والهيثمي (انظر: الترغيب 1/ 81 - 82، ومجمع الزوائد 1/ 123 - 124).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[02 - 03 - 06, 05:12 ص]ـ
يُنظر للفائدة: شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي ص 54 رقم 88.(41/291)
تخريج أحاديث كتاب "الولاء والبراء" للشيخ حاتم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 08 - 04, 04:37 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
وإن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مُضِلَّ له. ومن يُضْلِلْ فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمداً عبدُهُ ورسوله. و إن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي؛ هدي محمد ?. وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. ?يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً. يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً?.
أما بعد،
###
###
وقد أتانا الشيخ حاتم -هداه الله- بكتاب يهون فيه على المسلمين الاستعانة بالكفار في حربهم على المسلمين. وقد أسفني جداً وقوعه في أخطاء حديثية وعقائدية متعددة. أما الأخطاء العقائدية فلأنه تكلم في غير فنه. وقد كنت أنوي الرد عليه فيها، لولا أني وجدت كتاب الشيخ ناصر الفهد -فك الله أسره- قد كفى ووفى. أعني كتابه "التبيان ( http://www.tawhed.ws/r?i=852&PHPSESSID=d1d790ebe7a0f2f25a4a21e9f4165a82) " وكتابه الثاني "
وقفات مع الوقفات ( http://www.tawhed.ws/r?i=2549&PHPSESSID=d1d790ebe7a0f2f25a4a21e9f4165a82) " الذي كتبه رداً على مرجئ متجهم حاول الرد عليه.
فبقيت الأخطاء الحديثية، فرأيت تبيينها في هذا الموضوع. أما الأحاديث التي في صحيح البخاري ومسلم فهي صحيحة. وما تبقى (سواء أصاب الشيخ في حكمه عليه أم أخطأ) أنقله هنا، وأنقل تخريج الشيخ، وأعلق عليه مبيناً الصواب أو الخطأ. وأرجو أني قد استوفيت، وعلى الله توكلنا وحسبنا الله ونعم الوكيل.
والموضوع مفتوح للجميع للمشاركة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 08 - 04, 04:38 ص]ـ
وأمّا في البراء، فيقول ?، في حديث جرير بن عبد الله البجلي، عندما جاء ليبايعه على الإسلام، فقال جريرٌ لرسول الله ?: يا رسول الله، اشْترطْ عليَّ، فقال ?: ((أُبَايِعُك على أن تعبد الله ولا تُشْرِكَ به شيئاً، وتُقيمَ الصلاة، وتؤتيَ الزكاة، وتنصحَ المسلم، وتفارقَ المشرك [وفي رواية: وتبرأ من الكافر])).
أخرجه الإمام أحمد (رقم 19153، 19162، 19163، 19165، 19182، 19219، 19233، 19238)، والنسائي 7|147 - 148 رقم 4175، 4176، 4177)، من حديث أبي وائل شقيق بن سلمة، واختُلف عنه: فمن راوٍ له عنه عن جرير بغير واسطة، ومن راوٍ له عنه عن أبي نُحَيلة عن جرير. وقد رجّح ابن معين الأولى، كما في تاريخه (رقم 2814)، وانظر علل الدارقطني (4|91|ب). ولو صحّ الوجه الثاني، فأبو نُحَيلة أثبت له جماعةٌ الصحبة، وإن خالف في ذلك أبو حاتم الرازي، فمثله مقبول الحديث. وعلى هذا فالحديث صحيح.
قال ابن الأمين: لم يعرفه ابن معين إلا عن أبي وائل عن جرير كما في تاريخه برواية الدوري (3|575). ورجح النسائي في المجتبى (7|148): عن أبي وائل عن أبي نخيلة عن جرير. والراجح إثبات صحبة أبي نحيلة، فيكون الحديث صحيحاً. لكنه ليس على شرط الشيخين لأن أبا نحيلة (أو نخيلة) من الوحدان.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 08 - 04, 04:41 ص]ـ
وفي حديث معاويةَ بنِ حَيْدَةَ ?، أنه سأل رسول الله ? عن آيات الإسلام؟ فقال ?: ((أن تقول أسلمتُ وَجْهِيَ لله، وَتَخَلَّيْتُ، وتُقيمَ الصلاةَ، وتُؤْتيَ الزكاةَ. كُلُّ مسلمٍ على مسلم مُحَرَّمٌ، أخوان نصيران، لا يقبل الله ? من مشركٍ بعدما أسلم عملاً أو يُفَارِقَ المشركين إلى المسلمين))
أخرجه الإمام أحمد (رقم 20037، 20043)، والنسائي (رقم 2436، 2568)، وابن ماجه (رقم 234، 2536)، والحاكم وصحّحه (4|600)، من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه معاوية بن حَيْدة.
وقد توبع بهزٌ على أصل الحديث، مما يزيد حديثَه قوّة، فأخرجه الإمام أحمد (رقم 20011)، وابن حبان (رقم 160)، من طريق أبي قَزَعة سُويد بن حُجَير، عن حكيم بن معاوية، عن أبيه معاوية بن حَيْدة بنحوه، إلا أنه خالف في آخر الحديث، وانظر التعليق على هذه المخالفة في تحقيق مسند أحمد (33|215).
قال ابن الأمين: الرواية التي عن سويد بن حجير فيها «لا يقبل الله من مشرك أشرك بعد ما أسلم عملا» وليست فيها زيادة: «أو يُفَارِقَ المشركين إلى المسلمين». وليست في كل الروايات عن بهز، لكنها صحيحة المعنى. قال الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدا} (116) سورة النساء.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 08 - 04, 04:43 ص]ـ
وفي حديث البراء بن عازب ? أن النبيّ ? سأل أصحابه عن أوثق عُرَى الإيمان، فأجابوا بعدّة أجوبة، فذكروا: الصلاة والزكاة، والصيام، والحجّ، والجهاد، وفي كل مَرّة كان يقول ?: ((حسنةٌ، وما هي بها))، ثم قال ?: ((إن أوثق عُرى الإيمان: أن تُحِبَّ في الله، وتُبْغِض في الله))
أخرجه الإمام أحمد (رقم 1854)، من حديث ليث بن أبي سُليم، وفيه خلاف. لكن للحديث شواهد متعدّدة يتقوَّى بها، فانظر تحقيق مسند الإمام أحمد (30|488 - 489).
قال ابن الأمين: ليس من خلاف في ليث بن أبي سليم. هو فقيه سني عابد، لكنه ضعيف الحفظ وقد اختلط في آخر عمره أيضاً. ومع ضعفه يكتب حديثه ولا يحتج به. قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (6|184): ملخصاً حاله: «لا يبلغ حديثه مرتبة الحسن. بل عداده في مرتبة الضعيف المقارب. فيروى في الشواهد والاعتبار وفي الرغائب والفضائل. أما في الواجبات فلا». فالحديث بهذا اللفظ ضعيف، لكن المعنى صحيح.
¥(41/292)
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[23 - 08 - 04, 08:18 ص]ـ
الأخ محمد الأمين .. هداه الله ###
###
ثم لقد عجبت لك ..
تقول: ((وقد أسفني جداً وقوعه في أخطاء حديثية وعقائدية متعددة. أما الأخطاء العقائدية فلأنه تكلم في غير فنه. وقد كنت أنوي الرد عليه فيها))
وقع في أخطاء عقائدية. والسبب أنه تكلم في غير فنه.
طيب .. كيف عرفت أنه أخطأ؟ وهل أنت متخصص في العقيدة حتى يحق لك أن تميز بين الصواب والباطل في مسائلها؟! أم أنه يحق لك ما لم يحق لغيرك؟!
وتقول: وقع في أخطاء حديثية. فهل أنت متخصص في الحديث أم في العقيدة؟!
صدقني أنت لست متخصصا في الأول ولا في الثاني , ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه.
وتقول: إن الشيخ حاتم يهون في كتابه على المسلمين الاستعانة بالكفار على حرب المسلمين.
ألا تخش الله وتراقبه فيما تقول؟!
أرأيته قال إن ذلك جائز أو مكروه.
بل قال: إن ذلك فسق وضلال مبين ويخشى على فاعله أن يصل به ذلك إلى الكفر.
أفلأنه لم يحكم على هذه الفعل بالكفر صار مهوِّنا له؟
سبحان الله
فهل من لم ير السحر كفرا مهوِّن له؟!
أهي المسألة بالتشهي والهوى أم هو دين من عند الله لا بد من اتباعه؟!
أما أن كتاب الشيخ ناصر الفهد - رده الله سالما إلى أهله - قد كفى وشفى , فهذا يدل على أنك لم تقرأ كتاب الشيخ حاتم , ولذا فإني أنصحك لوجه الله أن تقرأه وتستفيد منه.
وأما أن من رد عليه الشيخ ناصر مرجئ متجهم , فوالله لقد أشفقت عليك يا أخي ###.
وتذكر أنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد.
وسنرى نقدك لأخطاء الشيخ الحديثية , ونبين موضعك من هذا الفن إن شاء الله.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 08 - 04, 08:34 ص]ـ
وفي حديث سمرة بن جندب ? أنّ رسول الله ? قال: ((لا تُساكنوا المشركين، ولا تجامعوهم، فمن ساكنهم أو جامعهم فهو مثلهم))
أخرجه البزار (رقم 4569، 4570)، والحاكم وصحّحه (2|141 - 142)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1|123)، من طُرق لا تخلو من ضعف، لكن يُقويه وَجْهٌ آخر عن سمرة، أخرجه أبو داود (رقم 2780)، والطبراني في الكبير (رقم 7023 - 7024).
ويشهد له مُرسل قيس بن أبي حازم عن النبي ? أنه قال: ((إني بريءٌ من كل مسلم مع مُشْرِك، ألا لا تَرَاءَى ناراهُما)). أخرجه النسائي (رقم 4780)، وانظر: سنن أبي داود (رقم 2638)، وجامع الترمذي (رقم 1604)، والعلل الكبير له (2|686 - 687 رقم 285)، وعلل الدارقطني (4|89|أ - ب).
قال ابن الأمين: الطريق التي أخرجها الشيخ هي عن إسحاق بن إدريس عن همام عن قتادة عن سمرة. وفيه إسحاق بن إدريس أبو يعقوب الأسواري البصري، وهو كذاب يضع الحديث. فمثل هذا الطريق لا يعبئ به ولا يكتب في الشواهد. ومن المؤسف أن يحتج الشيخ في العقيدة بحديث كذاب يضع الحديث. أما ما أخرجه الطبراني من نسخة جعفر بن سعد بن سمرة عن ابن عمه خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان عن سمرة. فهذه نسخة مجاهيل ضعفاء لا حجة فيهم. وهو الإسناد الذي قال فيه ابن القطان: «ما من هؤلاء من يعرف حاله. و قد جهد المحدثون فيهم جهدهم».
أما مرسل قيس، فمتنه مختلف. وهو يتكلم عمن قتل خطأ من المسلمين المقيمين مع الكفار الحربيين، حيث يصعب تمييزهم عن الكفار.
ـ[رابح]ــــــــ[23 - 08 - 04, 08:35 ص]ـ
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: (وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم) مجموع الفتاوى والمقالات 1/ 274
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[23 - 08 - 04, 09:09 ص]ـ
وإذا كان التخصص في العقيدة هو الضمان والعصمة من الوقوع في الخطأ في هذه المسألة , فها هو الشيخ الدكتور عبد الله القرني رئيس قسم العقيدة بجامعة أم القرى , والمتخصص في العقيدة , وفي أبواب الأسماء والأحكام ومسائل التكفير خاصة , يوافق الشيخ حاتما على ما في كتابه , وينصره ويقرره في مجالسه , وقد نبه عليه في كتابه المهم «ضوابط التكفير» (ص / 214 - 215).
فهل نعود - والعود أحمد - إلى النظر في الدليل , وتحكيم البرهان؟!
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[23 - 08 - 04, 09:41 ص]ـ
ليس في كلام الأخ محمد الأمين من بداية عرضه للأحاديث ما يستحق التعليق.
إلا أنني عجبت من مغالطته الظاهرة حين تعقب الشيخ حاتما في تخريجه لحديث سمرة: ((لا تُساكنوا المشركين، ولا تجامعوهم، فمن ساكنهم أو جامعهم فهو مثلهم)).
لأن الشيخ قال: ((أخرجه البزار (رقم 4569، 4570)، والحاكم وصحّحه (2|141 - 142)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1|123)، من طُرق لا تخلو من ضعف، لكن يُقويه وَجْهٌ آخر عن سمرة، أخرجه أبو داود (رقم 2780)، والطبراني في الكبير (رقم 7023 - 7024))).
فانظروا ماذا صنع الأخ محمد الأمين؟
انتقى طريقا من طرق الحديث فيه راو متهم , وراح يشنع به على الشيخ! وكأن الشيخ اعتمد عليه! مع أن الشيخ يصرح ويقول: ((من طُرق لا تخلو من ضعف)) فهي ((طرق)) لا طريق واحد!
وللحديث طريق آخر ليس فيه متهم عند أبي نعيم - في الموضع الذي أحال عليه الشيخ -.
فهذا الطريق , مع رواية أبناء سمرة كتاب أبيهم يقوي أحدهما الآخر.
وأما كلام الأخ محمد الأمين عن كتاب سمرة , فهو يدل على قلة اطلاعه. ففي الحكم على هذا الكتاب خلاف طويل , وممن حسَّنه وقبله: ابن عبد البر , وعبد الغني المقدسي , والنووي , وابن سيد الناس , وغيرهم.
وهي على أقل الأحوال نسخة صالحة للاعتبار.
###
وأما تأسف الأخ محمد الأمين أن يورد الشيخ هذا الحديث في العقيدة. فليتأسف أيضا على الشيخ ناصر الفهد الذي أورده محتجا به في كتابه ((التبيان)) (ص / 62)!
¥(41/293)
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[23 - 08 - 04, 10:07 ص]ـ
وأما أن مرسل قيس بن أبي حازم لا يصلح شاهدا لحديث سمرة؛ لأنه وارد فيمن قتل خطأ من المسلمين المقيمين مع الكفار الحربيين = فهو من أعجب ما يكون.
ووجه ذلك أن حديث قيس وإن كان واردا على هذا السبب , إلا أن نصه عام , وهو يدل بفحواه على النهي عن مساكنة المشركين , وهو ما دل عليه حديث سمرة , فالاستشهاد به بناء على ذلك محض الصواب.
وقد فهم من حديث قيس النهيَ عن مساكنة المشركين - كما فهمه واستشهد به الشيخ حاتم - جمهورُ أهل العلم , كالخطابي وابن القيم وابن حزم وغيرهم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 08 - 04, 10:26 ص]ـ
أين تلك الطرق يا أبا حاتم؟ طريق إسحاق الكذاب أم طريق محمد بن عبد الملك الأزدي الذي ترجم له ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (3|82)؟ ولماذا يصدر الشيخ تخريجه بذكر طريق فيه كذاب وضاع؟ فهل الكذاب يعتبر بحديثه أم لا؟ فهذا كما قال الشاعر:
إن كنت تدري فتلك مصيبة * وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم.
ثم أراك وشيخك -هداكما الله- تصران على الاحتجاج بنسخة جعفر بن سعد بن سمرة عن ابن عمه خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان. وهؤلاء: ثلاث الأثافي والديار البلاقع! أحدهم كان يكفي في سقوط الحديث. فما لك وما لهذا الإسناد الساقط؟ وهل في واحد من هؤلاء توثيق معتبر أصلاً؟
فهذه نسخة مجاهيل بل ضعفاء لا حجة فيهم. وهو الإسناد الذي قال فيه ابن القطان: «ما من هؤلاء من يعرف حاله. و قد جهد المحدثون فيهم جهدهم».
وكان يكفي الشيخ -هداه الله- أن يأتم بما قاله الحافظ الذهبي -رحمه الله- عن حديث سمرة: «إسناده مظلم لا نقوم بمثله حجة».
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 08 - 04, 10:36 ص]ـ
أما عن مرسل قيس، فالظاهر أنك لم تقرأ المتن بعد. وهذا هو لتتأمله:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى خثعم فاعتصم ناس منهم بالسجود فأسرع فيهم القتل قال فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأمر لهم بنصف العقل وقال أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين قالوا يا رسول الله لم قال لا تراءى ناراهما
وأظن هذا صار واضحاً.
ـ[عبدالله بن عقيل]ــــــــ[23 - 08 - 04, 11:04 ص]ـ
الشيخ محمد الأمين ..
جزاك الله خيراً، فقد كفيت و وفيت.
و من يقرأ كتاب الشيخ حاتم يدرك أنه كالرد على كتاب الشيخ ناصر الفهد، فقط استبدل كل كلمات: "الغلاة"، "الغالون"، "بعض الغلاة"، ... = بكلمة "ناصر الفهد"!! ..
ـ[محمد حسين بشري]ــــــــ[23 - 08 - 04, 01:46 م]ـ
قضية الولاء والبراء من القضايا الكبرى.التي زلت فيها الأقدام.وكان الأولى أن تترك لمن علا كعبه في تحقيق وجريد مسائل الأسماء والأحكام.لا أن يكون الكلام وليد ظرف سياسي.أو لتسجيل موقف معين.
والحقيقة أن رسالة الشيخ المحدث حاتم. في نظري لمتكن موفقة. بل أزعم أنه خالف مذهب الايمة.
وقوول جمهورهم كما في الدرر في نصوص كثيرة.وقرره كثير من أكابر العصر كالشيخ الفوزان والبراك
والغنيمان والراجحي ......
وهذا لا ينقص تماما من قدر الشيخ حاتم. لكن نفسه في المنهج المقترح واجماع المحدثين أعلى
وأجلى من رسالته الولاء والبراء.
لكن الذي لم يستوعبه قلبي وذهني. هوكلام الشيخ العبيكان في مسألة العراق وفلسطين. والخطير أن كلامه سيجد المبرر الكافي لمن كثر غلوه وقل علمه.لترك كلام أهل العلم بل واسقاطهم. تحت ذريعة أن كلام بعضهم لا يتوافق الا مع أعداء الشريعة فضلا عن دلائل الشرع الحكيم.
ـ[متعلم 1]ــــــــ[23 - 08 - 04, 03:43 م]ـ
جزاك الله خيرا محمد الأمين
والحجة لمن تكلم بدليل وإنصاف لا بمجرد التشهي والتعصب
وننتظر باقي المقارعة بالدليل
(اللهم اهدنا للحق وثبتنا عليه إلى أن نلقاك وأنت راض عنا)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[23 - 08 - 04, 05:17 م]ـ
الحقيقة أنني قرأت رسالة الشيخ حاتم الشريف، فرأيتها رسالة محررة جدا
بل لم أر من كتب مثله في هذه المسألة، وتحريره
أما الاتفاق المزعوم فقد نقضه الشيخ حاتم الشريف
وأقول للأخ محمد أمين لو ضعفت أكثر الأحاديث فالشيخ الشريف حاتم لا يحتاج إليها، لأن حديث حاطب نص في موضع النزاع وهو في الصححين ولذلك أعجز المخالفون الجواب عنه
أما الشيخ ناصر الفهد - ففي ظني أنه كذلك ليس بمتخصص في مسائل العقيدة، بل لعله دون الشيخ الشريف حاتم
على أن مسائل العقيدة ليست بهذه الأمر من الصعوبة كما صورها بعض الإخوان خاصة أن الأمر لا يتعلق بمسألة دقيقة من مسائل العقيدة
بل لو قلنا أن هذه المسألة فقهية لما أبعدنا الصواب، لأن الكلام فيها هو كلام في باب حكم المرتد، الموجود في كل كتاب فقهي
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[23 - 08 - 04, 05:20 م]ـ
الأخ محمد الأمين ..
تقول: ((أم طريق محمد بن عبد الملك الأزدي الذي ترجم له ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (3|82)؟))
سبحان الله!
محمد بن عبد الملك الأزدي ليس فيه إلا قول أبي حاتم الرازي: ليس بالقوي.
وهذا هو ما ذكره ابن الجوزي في ترجمته.
فهل من هذا حاله لا يصلح حديثه للاعتبار؟!
فكيف إذا كان قد ذكره ابن حبان في ((الثقات)) , وخرج له في ((الصحيح))؟!
وتقول: ((ثم أراك وشيخك -هداكما الله- تصران على الاحتجاج بنسخة جعفر بن سعد بن سمرة عن ابن عمه خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان))
وأولا: أنا لم أحتج ولا الشيخ حاتم بها على الانفراد.
وإنما قلت: إن أقل أحوالها أنها صالحة للاعتبار.
وقد ذكرت لك من قبلها وحسنها من الأئمة. فالمسألة خلافية. لكنك لا تعرف من هذا الخلاف شيئا. ولم تر إلا قولا واحدا لضيق اطلاعك. فما ذنبي أنا؟!
أما كلامك عن مرسل قيس فيبدو أنك لا تعرف شيئا اسمه الرجوع إلى الحق.
فقد بينت لك وجه الاستشهاد به , لكنك لم تناقش ما ذكرته.
أم أنه يكفي أن تسوق نص الحديث , ثم تكلم نفسك بقولك: ((وأظن هذا صار واضحاً))!!
¥(41/294)
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[23 - 08 - 04, 06:23 م]ـ
الأخ الكريم أبو عبد الرحمن بن أحمد .. وفقه الله
الحمد لله يا أخي أن حديث حاطب رضي الله عنه مخرج في الصحيحين , وإلا لرأيت من ألوان الطعن فيه شيئا كثيرا.
والأخ محمد الأمين يعلم أنه لو ضعَّف كل أحاديث الكتاب غير حديث حاطب لما نفعه.
لكنه لما عجز عن مناقشة الكتاب عقديا , لجأ إلى النظر في أحاديثه , عله يجد شيئا يشنع به , ليقضي حاجة في نفسه.
وسأقف معه عند كل حديث يتعقبه , وأريه أنه قد أسرف كثيرا في إحسان الظن بنفسه حين ظن أنه قادر على ذلك.
لا لأن الشيخ حاتم لا يخطئ , ولكن لأن الأخ محمد الأمين ليس من أهل هذه الصناعة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 08 - 04, 10:56 م]ـ
أبو حاتم هداه الله
تقول: فهل من هذا حاله لا يصلح حديثه للاعتبار؟!
أقول: يصلح لو كان فيه توثيق معتبر. أما أن يكون فيه جهالة بغير توثيق معتبر، فلا عبرة به. فكيف إن كان فيه تضعيف؟!
تقول: أنا لم أحتج ولا الشيخ حاتم بها على الانفراد
أقول: مثل الذي يأتي بأسانيد متهالكة، لا تخلو من مجاهيل وكذابين، ثم يقول: تقوي بعضها البعض! كلا، بل المنكر أبداً منكر.
تقول: ولم تر إلا قولا واحدا لضيق اطلاعك
أقول: ليس كما زعمت، بل لا عبرة بفعل بعض المتأخرين، وقد استقر قول المحدثين في هذا الإسناد الساقط. فهل عرف المعاصر ما لم يعرفه الأئمة المتقدمون عن هؤلاء الرواة المجاهيل؟
أما مرسل قيس، فهو على انقطاعه، لا يصلح أن يكون شاهداً، لأن متنه مختلف، والحادثة التي جاء بها مختلفة. فهو يتكلم عمن قتل خطأ من المسلمين المقيمين مع الكفار الحربيين، حيث يصعب تمييزهم عن الكفار. أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمهم أنه بريئ من كل مسلم مع مشرك في دار حرب، ليعلمهم أن لا ديات لهم ولا قود. وهذا واضح من المتن.
تقول: حديث حاطب رضي الله عنه مخرج في الصحيحين , وإلا لرأيت من ألوان الطعن فيه شيئا كثيرا
أقول: هذا رجم بالغيب.
تقول: لكنه لما عجز عن مناقشة الكتاب عقديا
أقول: كلا والله، بل الرد على الشذوذ العقائدي أسهل، لأن من يحدث في العقيدة محجوج بإجماع من قبله. لكني أرى كتاب الشيخ الفهد، قد كفانا مؤونة الرد.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 08 - 04, 10:59 م]ـ
وقال ?: ((إني بُعثت بحنيفيّةٍ سمحة))
أخرجه الإمام أحمد (رقم 24855)، من حديث عائشة، بإسناد حسن. وله شاهدٌ من حديث ابن عباس: أخرجه البخاري معلّقاً في صحيحه - كتاب الإيمان، باب (29): الدين يسر - (12)، ووصله هو في الأدب المفرد (رقم 287)، والإمام أحمد (رقم 2107)، وانظر: تغليق التعليق لابن حجر (2|41 - 42).
قال ابن الأمين: رواه أحمد (6|233): عن سليمان بن داود عن عبد الرحمان بن أبي الزناد عن أبي الزناد عن عروة عن أمنا عائشة مرفوعاً. وابن أبي الزناد فيه ضعف. لكن يشهد له ما رواه محمد بن إسحاق (مدلس) عن داود بن الحصين (جيد إلا في عكرمة) عن عكرمة عن ابن عباس قال قيل لرسول الله ?: أي الأديان أحب إلى الله؟ قال: «الحنيفية السمحة». وله شواهد مرسلة أخرى ذكرها ابن حجر في تغليق التعليق (2|42).
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 08 - 04, 11:53 م]ـ
وعن أبي رافع ? (وكان قبطيًّا)، قال: بعثتني قريشٌ إلى رسول الله ?، فلما رأيت رسول الله ? أُلقيَ في قلبي الإسلام، فقلت: يا رسول الله، إني والله لا أرجع إليهم أبداً، فقال رسول الله ?: ((إني لا أخيس بالعهد، ولا أحبس البُرُد. ولكن ارجع، فإن كان في نفسك الذي في نفسك الآن، فارجع)). قال: فذهبتُ، ثم أتيتُ النبيَّ ?، فأسلمتُ
أخرجه الإمام أحمد (رقم 23857)، وأبو داود (رقم 2752)، والنسائي في الكبرى (رقم 8621)، وابن حبان في صحيحه (رقم 4877). وإسناده صحيح.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 08 - 04, 12:52 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (28\ 231): «وقال بعضهم لأحمد بن حنبل: إنه يثقل علي أن أقول فلان كذا وفلان كذا .. فقال: إذا سكتَّ أنت، وسكتُّ أنا، فمتى يعرف الجاهل: الصحيح من السقيم؟! ... ».
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[24 - 08 - 04, 01:03 ص]ـ
زعم محمد الأمين أن من قال فيه أبو حاتم (المتشدد): «ليس بالقوي» , وذكره ابن حبان في «الثقات» , وخرج له في «الصحيح» , أنه لا يصلح للاعتبار.
¥(41/295)
وأنا أقول: إنه يصلح للاعتبار , وإن ما زعمه محمد الأمين غلط , لا يجري على طريقة المحدثين.
وأطلب من المشائخ: عبد الرحمن الفقيه أو هيثم حمدان أو غيرهم من أهل الحديث في هذا الملتقى أن يحكموا أينا أولى بالصواب.
وقد ذكر هذا الراوي الشيخ الفاضل يحيى الشهري في كتابه النافع «زوائد رجال صحيح ابن حبان» (5/ 2235 – 2241) , وقال عن عبارة أبي حاتم: «ومثل هذه العبارة محتملة , وإن كان عرف عن أبي حاتم التشدد».
وزعم محمد الأمين أن الشيخ حاتم يقوي الطرق بعضها ببعض وإن كان فيها كذابون وإن كانت منكرة.
وهذا افتراء يعرفه كل من قرأ كتب الشيخ أو حضر دروسه.
وإنما قوى الشيخ الحديث هنا من طريقين ليس فيها متهم , وليس المقام مقام تفصيل وشرح , حتى يفيض في ذلك , وقد فصل تخريجه في كتابه «المرسل الخفي» (3/ 1359 – 1361).
وزعم محمد الأمين أنه لم يقبل ويمشي القول في صحيفة ونسخة سمرة إلا المتأخرون , وأن الذي استقر عليه قول المحدثين أن هذا الإسناد ساقط!
وهذه الدعاوى لو صدرت من غير محمد الأمين لاستغربناها , أما هو فقد ألفنا ذلك منه.
فاعلم ### أن الدارقطني قد أخرج من هذه الصحيفة حديثا في «السنن» (انظر: إتحاف المهرة 6/ 30) وقال: «هذا من صحيفة سمرة , وليس له مخرج إلا من جهتهم , وليس فيهم مجروح».
ولم يعلها بشيء ولا قال إنها ساقطة.
وأخرج أبو عوانةفي مستخرجه على صحيح مسلم حديثا من هذه الصحيفة (5/ 429).
وقال ابن عبد البر عن حديث منها: «ذكره أبو داود وغيره بالإسناد الحسن».
وقال عبد الغني المقدسي: «إسناده مقارب».
وقال ابن سيد الناس: «لا بأس به وأقل مراتبه أن يكون حسنا».
وقال النووي: «من رجاله من لا أعرف حالهم , ولكن لم يضعفه أبو داود , فهو حسن أو صحيح على قاعدته».
وقال ابن الملقن في «البدر المنير» - متعقبا قول الذهبي: «هذا إسناد مظلم» -: «لا يسلَّم له ذلك ... ». ثم نقل النقول السابقة.
فأين هو استقرار القول بالسقوط؟!!
وأين دعوى أنه لم يسهل القول فيها إلا المتأخرون؟!
وراجع «المرسل الخفي» (3/ 1422 – 1431).
وما زال محمد الأمين مصرا على أن مرسل قيس بن أبي حازم لا يصلح شاهدا؛ لأن متنه مختلف , والحادثة التي فيه مختلفة.
وهو نفس كلامه السابق لم يزد عليه شيئا , ولم يجب عما ذكرته له من أن جماعة من أهل العلم فهموا منه النهي عن مساكنة المشركين , وهو موضع الشاهد.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 08 - 04, 10:08 ص]ـ
أما عن محمد بن عبد الملك، فلا داعي للتكرار بغير جديد. فتوثيق ابن حبان لا عبرة به، كما هو معلوم عند أهل الصنعة. فلو لم يكن فيه إلا ذكر ابن حبان له في كتابه، لما كان حجة، فكيف وفيه تضعيف أبي حاتم الرازي؟ فهذا فعلاً يستحق أن يوضع مع الضعفاء والمتروكين كما فعل الحافظ ابن الجوزي.
و ابن حبّان قد يذكر الرجل في كتابه "الثّقات" مع أنه لا يعرفه. وقد ظن بعض العلماء أن هذا توثيق له، وهو خطأ فادح. فقد يذكر رجلاً في كتابه الثقات ثم يجرحه في كتابه المجروحين. وإنما قصد العدالة وحدها التي هي الأصل في المسلمين. والعدالة وحدها تكفي عنده -بخلاف الجمهور- في الاحتجاج بالراوي دون الضبط، وذلك يخرج حديث المجاهيل في صحيحه. وظن البعض أن هذا يرفع جهالة العين وتبقى جهالة الحال. وهذا أيضاً خطأ. فقد يذكر الرجل ويصرح بأنه لا يعرف عنه شيء. وإليك بعض الأمثلة من الرّجال الذين أوردهم ابن حبّان في (الثقات) مع تصريحه بعدم معرفته لهم، بما في ذلك من وصفهم بـ "شيخ":
1. أبان: شيخٌ يروي عن أُبي بن كعب، روى عنه محمد بن جحادة، لا أدري مَن هو ولا ابن من هو.
2. إبراهيم بن إسحاق: شيخٌ يروي عن ابن جريج، روى عنه وكيع بن الجراح، لست أعرفه ولا أباه.
3. أحمد بن عبد الله الهمداني: يروى عن يزيد بن هارون عن إسماعيل بن أبى خالد عن الشعبي عن أيمن بن خريم بن فاتك قال أبي وعمي شهدا بدراً. روى عنه الحضرمي إن لم يكن بن أبي السفر فلا أدري من هو.
4. أسير بن جابر العبدي الكوفي: يروي عن عمرو بن مسعود. روى عنه البصريون قتادة وأبو عمران الجوني وأبو نضرة. في القلب من روايته من أويس القرني. إلا أنه حكى ما حكى عن إنسان مجهول. لا يدرى من هو والقلب أنه ثقة أميل.
¥(41/296)
5. أمية القرشي: شيخ يروى عن مكحول. لست أدري من هو. روى عنه ابن المبارك.
6. أيوب الأنصاري: يروي عن سعيد بن جبير. روى عنه مهدي بن ميمون. لا أدري من هو ولا ابن من هو.
7. بكير أبو عبد الله: يروي عن سعيد بن جبير. روى عنه أشعث بن سوار. إن لم يكن الضخم فلا أدري من هو.
8. جميل: شيخ يروى عن أبى المليح بن أسامة روى عنه عبد الله بن عون لا أدري من هو ولا ابن من هو.
9. حاجب: يروي عن جابر بن زيد، لا أدري من هو ولا ابن من هو، روى عنه الأسود بن شيبان.
10. حِبّان: يروي عن أبيه عن علي، لست أعرفه ولا أباه.
11. حبيب الأعور: يروي عن عروة بن الزبير. روى عنه الزهري. إن لم يكن ابن هند بن أسماء فلا أدري من هو.
12. حبيب بن سالم: يروي عن أبي هريرة، روى عنه محمد بن سعيد الأنصاري، إن لم يكن مولى النّعمان بن بشير، فلا أدري من هو.
13. الحسن أبو عبد الله: شيخ يروي المراسيل. روى عنه أيوب بن النجار. لا أدري من هو ولا ابن من هو.
14. الحسن القردوسي: يروي عن الحسن. روى عنه عكرمة بن عمار. لا أدري من هو ولا ابن من هو.
15. الحسن الكوفي: شيخ يروي عن ابن عباس. روى عنه ليث بن أبي سليم. لا أدري من هو ولا ابن من هو.
16. الحسن بن مسلم الهذلي: يروي عن مكحول. روى عنه شعبة. إن لم يكن ابن عمران فلا أدري من هو.
17. حماد أبو يحيى: يروي عن الحسن وابن سيرين. عداده في أهل البصرة. روى عنه التبوذكي والربيع بن صبيح. لا أدري من هو.
18. حنظلة: شيخ يروي المراسيل. لا أدري من هو.
19. راشد: شيخ يروي عن سليك الفزاري. روى عنه سفيان الثوري. إن لم يكن الأول فلا أدري من هو.
20. رباح: شيخٌ يروي عن ابن المبارك، عِداده في أهل الكوفة، روى عنه إبراهيم بن موسى الفرّاء، لست أعرفه ولا أباه.
21. رباح: شيخٌ يروي عن أبي عبيدالله عن مجاهد، روى عنه سفيان الثوري، لست أعرفه ولا أدري من أبوه.
22. رمى: شيخ يروي عن القاسم بن محمد. روى عنه سليمان التيمي. لا أدري من هو ولا ابن من هو.
23. الزبرقان: شيخ يروي عن النواس بن سمعان. روى داود بن أبى هند عن شهر بن حوشب عنه. لا أدري من هو ولا ابن من هو.
24. زياد: شيخٌ يروي عن زر عن ابن مسعود، روى عنه إسماعيل السدّي، ولا أدري من هو.
25. سبرة: شيخ يروي عن أنس. روى عنه السدي. لا أدري من هو.
26. سعيد بن أبي راشد: يروى عن عطاء عن أبى هريرة في المسح على الخفين. روى عنه مروان بن معاوية. إن لم يكن سعيد بن السماك فلا أدري من هو. فان كان ذاك فهو ضعيف.
27. سلام: شيخ يروي عن الحسن. روى عنه سعيد بن أبى عروبة. وإن لم يكن سلام بن تميم فلا أدري من هو.
28. سلمة: يروي عن بن عمر. روى عنه ابنه سعيد بن سلمة. لا أدري من هو ولا ابن من هو.
29. سليم بن عثمان أبو عثمان الطائي: يروي عن جماعة من أهل الشام، روى عنه سليمان بن سلمة الخبائري الأعاجيبَ الكثيرةَ، ولست أعرفه بعدالة ولا جرح.
30. سميع: شيخ يروي عن أبي أمامة. روى عنه عمرو بن دينار المكي. لا أدري من هو ولا ابن من هو.
31. سهل: شيخٌ يروي عن شدّاد بن الهادي، روى عنه أبو يعفور، ولست أعرفه ولا أدري من أبوه.
32. سهيل بن عمرو: شيخ يروي عن أبيه. روى عنه همام بن يحيى. لا أدري من هو ولا من أبوه.
33. شعبة: شيخٌ يروي عن كريب بن أبرهة، روى عنه سليط بن شعبة الشعباني، لست أعرفه ولا أباه.
34. شهاب: شيخ يروي عن أبى هريرة. روت عنه القلوص بنت علية. لا أدري من هو.
35. شيبة: شيخ يروي عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين. روى عنه بن جريج. إن لم يكن بن نصاح فلا أدري من هو.
36. صيفي: شيخ يروي عن أبي اليسر كعب بن عمرو. روى عنه عبد الله بن سعيد بن أبى هند. إن لم يكن الأول فلا أدري من هو ولا ابن من هو.
37. عباد بن الربيع: إمام بجيلة كوفي يروي عن علي. روى هشيم عن أبي محمد عنه. إن لم يكن أبو محمد هو الأعمش فلا أدري من هو.
38. عبّاد القرشي: يروي عن عائشة، روى عنه عقبة بن أبي ثبيت. إن لم يكن عباد بن عبد الله بن الزبير فلا أدري من هو.
39. عبد السلام: يروي عن أبي داود الثقفي عن ابن عمر، روى عنه سعيد بن بشير، إن لم يكن ابن سليم فلا أدري من هو.
40. عبد العظيم بن حبيب شيخ يروى عن بهز بن حكيم روى عنه سليمان بن مسلمة الخبائري إن لم يكن الأول فلا أدري من هو.
¥(41/297)
41. عبد الكريم: شيخ يروى عن أنس بن مالك. روى الليث بن سعد عن إسحاق بن أسيد عنه. لا أدري من هو ولا بن من هو.
42. عزرة: شيخ يروى عن الربيع بن خثيم. عداده في أهل الكوفة. روى عنه أبو طعمة. إن لم يكن بعزرة بن دينار الأعور فلا أدري من هو.
43. عطاء المدني: يروي عن أبي هريرة في صلاة الجمع، روى عنه منصور، لا أدري من هو ولا ابن من هو.
44. عقبة الرفاعي يروى عن عبد الله بن الزبير روى عنه ابنه محمد بن عقبة إن لم يكن بن أبى عتاب فلا أدري من هو
45. عكرمة: شيخٌ يروي عن الأعرج، لست أعرفه ولا أدري من أبوه، روى عنه إبراهيم بن سعد.
46. عمارة: شيخ من بني حارث بن كعب، يروي عن ابن عباس، روى عنه ابنه عبد الله، إن لم يكن ابن خزيمة بن ثابت فلا أدري من هو.
47. عمر الدمشقي: شيخٌ يروي عن أم الدرداء الصغرى، روى عنه سعيد بن أبي هلال، لا أدري من هو ولا ابن من هو.
48. عيسى الأنصاري: يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، روى عنه زيد بن أبي أنيسة، لست أدري من هو ولا ابن من هو.
49. فزع: شهد القادسية. يروي عن المقنع. وقد قيل إن للمقنع صُحبة. ولست أعرف فزعاً ولا مقنعاً، ولا أعرف بلدهما، ولا أعرف لهما أباً. وإنما ذكرتهما للمعرفة لا للاعتماد على ما يرويانه.
50. فُضيل: شيخٌ يروي عن سالم بن عبد الله، إن لم يكن بن أبى عبد الله صاحب القاسم بن محمد فلا أدري من هو.
51. فُضيل: شيخٌ يروي عن معاوية، روى عبيد الله بن أبي جعفر عن صفوان بن سليم عنه، إن لم يكن الهوزني فلا أدري من هو.
52. النضر: شيخ يروى عن عطاء بن يسار روى عنه الدراوردي. لا أدري من هو ولا ابن من هو.
53. مالك: شيخ يروى عن سلمان. روى عنه أبو إسحاق السبيعي. إن لم يكن مالك بن مالك فلا أدري من هو.
54. متوكل: شيخ يروى عن أبى هريرة. روى عنه خالد بن معدان. لا أدري من هو.
55. محمد أبو عبد الله الأسدي: لا أدري من هو، يروي عن وابصة بن معبد، روى عنه معاوية بن صالح.
56. محمد الزهري الكوفي: قوله روى عنه بن عون. إن لم يكن محمد بن محمد بن الأسود فلا أدري من هو.
57. محمد بن أفلح: يروي عن أبي هريرة، روى عنه يعلى بن عطاء وحميد الطويل، إن لم يكن الأول فلا أدري من هو.
58. محمد بن سعيد: شيخ يروى عن عمر بن الخطاب. روى عنه قتادة. لا أدري من هو.
59. محمد مولى بنى هاشم: قال رأيت ابن عمر وابن عباس يمشيان بين يدي الجنازة. روى عنه قتادة. لا أدري من هو.
60. مروان: شيخ يروي عن بن مسعود. روى عنه عمران بن أبى يحيى. لا أدري من هو ولا ابن من هو.
61. مضارب العجلي: من بكر بن وائل يروي المراسيل. روى عنه قتادة. إن لم يكن مضارب بن حزن فلا أدري من هو.
62. مقاتل: شيخٌ يروي عن أنس بن مالك، روى عنه سعيد بن أبي عروبة، لا أدري من هو.
63. مهاجر: شيخٌ يروي عن عمر، روى عنه محمد بن سيرين، لا أدري من هو ولا ابن من هو.
64. نبتل: شيخٌ يروي عن أبي هريرة، روى عنه يعقوب بن محمد بن طحلاء، لا أدري أبو حازم هو أو غيره.
65. وقّاص: شيخٌ يروي عن أبي موسى الأشعري، رَوَتْ عنه ابنته منيعة، لا أدري من هو.
66. الوليد: شيخٌ يروي عن عثمان بن عفان. روى عنه بكير بن عبد الله بن الأشج. لا أدري من هو.
67. يعقوب بن غضبان: شيخ يروى عن بن مسعود. روى عنه شيخ يقال له ضرار. لا أدري من هو
أما أن الشيخ حاتم يقوي الطرق بعضها ببعض وإن كان فيها كذابون وإن كانت منكرة، فقد بينا ذلك. وسيأتي المزيد من الأمثلة، فلا تستعجل.
ثم تقول عني: "###"
أقول: " ### "
أما الأقوال التي سردتها عن تلك الصحيفة الساقطة، فيدل على أنك تحتاج للكثير حتى تفهم منهج الأئمة المتقدمين. فانت تحاكمهم على مصطلحاتكم المتأخرة، وشتان بينها وبين مصطلحات المتقدمين.
وسأنقل لك مقطع صغير من كتاب "الإرشادات في تقوية الأحاديث" لعله يفيدك. قال الشيخ عن تحسين الدارقطني:
هو تحسين جارٍ على اصطلاح العلماء المتقدمين، حيث يطلقون " الحسن " أحياناً ويريدون به الحسن المعنوي، وأحياناً أخرى يريدون به الغرابة والنكارة.
وكلا المعنيين لا يدل على ثبوت الحديث الذي وصفوه بهذا الوصف " الحسن "، ولا على صدق الراوي الذي تفرد به في حفظه وضبطه.
هذا؛ ولنذكر أمثلة من كلام الأئمة، لما أطلقوا فيه لفظ " الحسن " على إرادة الحسن المعنوي، أو إرادة الغريب والمنكر.
¥(41/298)
ولنبدأ بذكر أمثلة عن الأئمة عامة، ثم نردفها بأمثلة عن الإمام الدارقطني خاصة.
فمن ذلك:
أن الخطيب البغدادي روى في كتابه " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " () عن إبراهيم بن يزيد النخعي، أنه قال:
" كانوا يكرهون إذا اجتمعوا، أن يخرج الرجل أحسن حديثه، أو أحسن ما عنده ".
قال الخطيب:
" عنى إبراهيم بالأحسن: الغريب؛ لأن الغريب غير المألوف يُستحسن أكثر من المشهور المعروف، وأصحاب الحديث يُعبِّرون عن المناكير بهذه العبارة ".
ثم روى بإسناده إلى أمية بن خالد، قال: قيل لشعبة: ما لك لا تروى عن عبد الملك بن أبي سليمان ـ يعني: العرْزمي ـ وهو حسن الحديث؟ فقال: من حُسْنِها فررت!
وكذا؛ صنع ابن السمعاني في كتابه " أدب الإملاء والاستملاء ". (ص 59)، ذكر ما ذكره الخطيب، وقال كما قال.
ومن ذلك:
ما ذكره الرامهرمزي في هذا الباب أيضاً:
عن عبد الله بن داود ـ هو: الخُرَيْبي ـ، قال: قلت لسفيان: يا أبا عبد الله! حديث مجوس هجر؟
قال: فنظر إليّ، ثم أعرض عني.
فقلت: يا أبا عبد الله! حديث مجوس هجر؟
قال: فنظر إليّ، ثم أعرض عني.
ثم سألته، فقال له رجل جنبه؛ فحدثني به.
وكان إذا كان الحديث " حسناً: لم يكد يحدث به.
و " الحسن " هاهنا بمعني " منكر "؛ كما هو واضح.
ولعل هذا الحديث هو ما سأله عنه يحيى القطان:
وذلك؛ فيما قال يحيى القطان: سألت سفيان عن حديث حماد، عن إبراهيم في الرجل يتزوج المجوسية، فجعل لا يحدثني به، مَطَلَني به أياماً، ثم قال: إنما حدثني به جابر ـ يعين: الجعفي ـ، عن حماد؛ ما ترجو به؟ !
أخرجه: ابن أبي حاتم في " التقدمة " (ص 69) والعقيلي (1/ 195).
والله أعلم.
ومن ذلك:
روى: ابن عبد البر في " جامع بيان العلم وفضله " (ص 94 - 95) حديث معاذ ـ مرفوعاً ـ: " تعلموا العلم؛ فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة ... " ـ الحديث.
ثم قال ابن عبد البر:
" حديث حسن جداً! ولكن ليس له إسناد قوي "!!
قال العراقي في " التقييد والإيضاح " ():
" أراد بـ " الحسن " حسن اللفظ قطعاً؛ فإنه من رواية موسى بن محمد البلقاوي عن عبد الرحيم بن زيد العمي. والبلقاوي هذا كذاب؛ كذبه أبو زرعة وأبو حاتم، ونسبه ابن حبان والعقيلي إلى وضع الحديث؛ والظاهر أن هذا الحديث مما صنعت يداه. وعبد الرحيم بن زيد العمي متروك الحديث أيضاً "
وساق في " التمهيد " () حديثاً منكراً:
يرويه: بعض الضعفاء، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر ـ مرفوعاً ـ: " من قال في يوم مائة مرة: لا إله إلا الله الحق المبين ... " الحديث.
ثم قال:
" وهذا لا يرويه عن مالك من يوثق به، ولا هو معروف من حديث، وهو حديث حسن، ترجى بركته، إن شاء الله تعالى "!
ومن ذلك:
ذكر الذهبي في ترجمة عباس الدوري من " السير " ()، عن الأصم، أنه قال فيه:
" لم أر في مشايخي أحسن حديثاً منه ".
ثم قال الذهبي:
" يُحتمل أنه أراد بـ " حُسن الحديث ": الإتقان، أو أنه يتبع المتون المليحة، فيرويها، أو أنه أراد علو الإسناد، أو نظافة الإسناد، وتركه رواية الشاذ والمنكر، والمنسوخ، ونحو ذلك؛ فهذه أمور تقتضي للمحدث إذا لازمها أن يقال: ما أحسن حديثه ".
وساق الذهبي في " السير " () حديثاً:
يرويه: أبو صالح ذكوان، عن صهيب مولى العباس، ثم قال الذهبي:
" إسناده حسن، وصهيب لا أعرفه "!
ومن ذلك:
ذكر الإمام علي بن المديني في " العلل " () حديث عمر ـ رضي الله عنه ـ، أن النبي ? قال: " إني ممسك بحُجزكم من النار ".
وهو من رواية: يعقوب القمي، عن حفص بن حميد، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ، عن النبي ?.
ثم قال ابن المديني:
" هذا حديث حسن الإسناد؛ وحفص بن حميد مجهول، لا أعلم أحداً روى عنه إلا يعقوب القمي، ولم نجد هذا الحديث عن عمر إلا من هذا الطريق؛ وإنما يرويه أهل الحجاز من حديث أبي هريرة ".
قلت: ومقتضى هذا؛ أن الحديث منكر عنده من هذا الوجه، وبهذا يظهر معنى قوله: " حسن الإسناد ".
وقد قال يعقوب بن شيبة مثل قول ابن المديني في " مسند عمر بن الخطاب " ()؛ فانظره.
ومن ذلك:
¥(41/299)
قال الفضل بن موسى (): قال عبد الله بن المبارك: اخرج إلى هذا الشيخ، فائتني بحديثه ـ يعني: محمد بن شجاع ـ، قال: فذهبت أنا وأبو تُمَيلة، فأتيته بحديثه، فنظر ابن المبارك في حديث، فقال:لا إله إلا الله! ما أحسن حديثه!!
أي ما أنكرها، وأبعدها عن الصحة.
ويدل على ذلك أمور:
الأول: أن نعيم بن حماد حكى هذه القصة، وذكر أن ابن المبارك أنكر أحاديثه، وضعفه من أجلها.
قال نعيم بن حماد (): محمد بن شجاع؛ ضعيف، أخذ ابن المبارك كتبه، وأراد أن يسمع منه، فرأى منكرات، فلم يسمع منه.
الثاني: أن ابن المبارك، قد صرح في رواية أخرى بضعف محمد بن شجاع هذا، بل بضعفه جداً؛ فقال:
" محمد بن شجاع؛ ليس بشيء، ولا يعرف الحديث ".
الثالث: أن غيره من الأئمة قد ضعفوه جداً.
قال البخاري وأبو حاتم:
" سكتوا عنه ".
وقال أبو علي محمد بن علي بن حمزة:
" ضعيف الحديث، وقد تركوه ".
ومن ذلك:
روى النسائي في " السنن "، عن أبي بكر بن خلاد، عن محمد بن فضيل، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة ـ مرفوعاً ـ: " تسحروا؛ فإن في السحور بركة ".
ثم قال النسائي: " حديث يحيى بن سعيد هذا؛ إسناده حسن، وهو منكر، أخاف أن يكون الغلط من محمد بن فضيل ".
و " الحسن " هنا بمعنى الغريب؛ لأن " الحسن " الاصطلاحي لا يجامع " المنكر " ولا " الغلط ".
ولا يقال: لعل الإمام النسائي إنما يصف الإسناد بالحسن، والمتن بالنكارة وأن الضمير في قوله: " هو " عائد إلى المتن، وكما هو معلوم لا تلازم بين الحكم على الإسناد والحكم على المتن.
لا يقال ذلك؛ لأن هذه الأوصاف الثلاث " الحسن " و " المنكر " و" الغلط "، إنما أطلقها النسائي على إسناد هذا الحديث دون متنه؛ فإن هذا المتن صحيح ثابت، وقد أخرجه البخاري ومسلم () من غير هذا الوجه عن رسول الله ?، وكذلك؛ أخرجه النسائي في أول الباب من هذا الوجه الصحيح؛ ويُستبعد على مثل الإمام النسائي أن يخفى عليه صحة هذا المتن؛ لاسيما مع قوله: " أخاف أن يكون الغلط من محمد بن فضيل "؛ فإن ابن فضيل لم يتفرد بالمتن، وإنما تفرد بهذا الإسناد فقط؛ فالإمام النسائي إنما ينكر رواية هذا المتن بهذا الإسناد، ويرى أن ابن فضيل أخطأ في إسناده، دخل عليه إسناد حديث في إسناد حديث آخر.
والله أعلم.
ومن ذلك:
ذكر ابن عدي " سلام بن سليمان المدائني " في " الكامل " ()، وقال " هو عندي منكر الحديث "
ثم ذكر له أحاديث كثيرة، وختم الترجمة بقوله:
" ولسلام غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه حِسان، إلا أنه لا يتابع عليه ".
وأدخل أيضاً في " الكامل ": " الضحاك بن حمرة "، ونقل عن غير واحد من أهل العلم تضعيفه، ثم ساق له عدة أحاديث مما أنكر عليه، ثم قال في آخر الترجمة ():
" وله غير ما ذكرت من الحديث، وليس بالكثير، وأحاديثه حسان غرائب ".
ومن ذلك:
قال البرذعي ():
" قال لي أبو زرعة: خالد بن يزيد المصري وسعيد بن أبي هلال صدوقان؛ وربما في قلبي من حسن حديثهما".
يعني: لكونها غرائب؛ لأن الغرائب هي التي يُخشى من الخطأ فيها، بخلاف الأحاديث المشاهير المتابع عليها.
وحكى البرذعي () أيضاً عن أبي زرعة، أنه قال:
" زياد البكائي، يهم كثيراً، وهو حسن الحديث ".
ومن يهم كثيراً، فهو ضعيف.
وقال أبو حاتم الرازي ():
" أبو إسرائيل المُلائي، حسن الحديث، جيد اللقاء، له أغاليط، لا يحتج بحديثه، ويُكتب حديثه، وهو سيء الحفظ ".
ومن ذلك:
روى الخليلي في الإرشاد ():
عن محمد بن موسى الباشاني، عن الفضل بن خالد أبي معاذ، عن نوح بن أبي مريم، عن داود بن أبي هند، عن النعمان بن سالم، عن يعقوب بن عاصم، عن عبد الله بن عمرو ـ مرفوعاً ـ: "يخرج الدجال في آخر الزمان، فيلبث أربعين ... " ـ الحديث.
ثم قال الخليلي:
"لم يروه عن داود إلا نوح ـ وإن كان ضعيفاً () ـ، والحديث غريب جداً، حسن، لم يروه غير الباشاني".
وهذه أمثلة عن الإمام الدارقطني:
فمن ذلك:
أخرج في " السنن " ():
حديث: الوليد بن مسلم: أخبرني ابن لهيعة: أخبرني جعفر بن ربيعة، عن يعقوب بن الأشج، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب، عن النبي ? ـ في التشهد ـ: " التحيات لله، والصلوات الطيبات المباركات لله ".
ثم قال:
" هذا إسناد حسن، وابن لهيعة ليس بالقوي ".
¥(41/300)
وقوله: " إسناد حسن " بمعنى: غريب منكر.
ويدل على ذلك:
أنه أخرجه في كتاب " الغرائب والأفراد " ()، وقال:
" غريب من حديث عمر عن النبي ?، ومن حديث ابن عباس عنه، ولم يروه غير جعفر بن ربيعة عن يعقوب بن الأشج، ولا نعلم أحداً رواه غير الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة، وتابعه عبد الله بن يوسف التَّنَّيسي".
يعني: تابع الوليد؛ فالحديث مما تفرد به ابن لهيعة.
وقال نحو هذا في " العلل " ()؛ وزاد:
" ... ولا نعلم رفعه عن عمر عن النبي ? غير ابن لهيعة، والمحفوظ ما رواه عروة، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، أن عمر كان يعلِّم الناس التشهد ـ من قوله؛ غير مرفوع ".
قلت: وهذا يدل على أن رواية ابن ليهعة عند شاذة أو منكرة؛ لتفرده برفع الحديث عن عمر عن النبي ?، ثم لمخالفته للمحفوظ عند الدارقطني، وهو وقف الحديث.
وأنصحك أن تقرأ باقي الأمثلة بروية. فوقتي ضيق ولا يمكن أن أشرح لك منهج المتقدمين في مقالة واحدة.
وقد طلبنا منك أكثر من مرة أن تأتينا بتوثيق معتبر أو على الأقل تراجم معتبرة لهؤلاء: ثلاث الأثافي، الذين تأخذ عنهم عقيدتك. فعجزت عن ذلك. فيا أبا حاتم اتق الله واحفظ هذا: إن هذا الأمر دين، فانظر عمن تأخذ دينك. عن سلسلة مجاهيل؟ ألهذه الدرجة يهون عليك الإسلام؟
والنووي أنصف وأقر بأن هؤلاء مجاهيل. لكنه يظن الإسناد حسناً لسكوت أبي داود عنه. وهذا لا حجة به عند أهل الشأن. والنووي مقر لهم في هذا.
قال أبو داود في "رسالته في وصف تأليفه لكتاب السنن" (ص6): «وما لم أذكر فيه شيئاً فهو صالح». قال السيوطي في "تدريب الرواي" (ص97): «فعلى ما نُقل عن أبي داود يُحتمل أن يريد بقوله "صالح": الصالح للاعتبار دون الاحتجاج، فيشمل الضعيف أيضاً». وقال النووي: «في سنن أبي داود أحاديثُ ظاهِرَة الضعف، لم يُبيّنها مع أنه متفقٌ على ضعفها. فلا بد من تأويل قوله: "وما لم أذكر فيه شيئاً فهو صالح"». ثم ناقض النوويّ نفسَه في "شرح المُهذّب"، واحتج فيه بما سكت عليه أبو داود إطلاقاً، كعادة المتأخرين.
قال ابن حجر في "النكت على مقدمة ابن الصلاح" (1\ 438): «ومن هنا يظهر ضعفُ طريقة من يحتج بكل ما سكت عليه أبو داود. فإنه يُخرج أحاديث جماعة من الضعفاء في الاحتجاج، ويسكت عنها، مثل ابن لَهيعة، وصالحٍ مولى التّوأمة، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وموسى بن وَردان، وسَلَمة بن الفَضل، ودَلْهَم بن صالح، وغيرهم. فلا ينبغي للناقد أن يقلّده في السكوت على أحاديثهم». ثم قال ابن حجر عن أبي داود: «وقد يُخرج لمن هو أضعفُ من هؤلاء بكثير، كالحارث بن وجيه، وصَدَقة الدقيقي، وعثمان بن واقد العمري، ومحمد بن عبد الرحمان البَيْلَماني، وأبي جَنَاب الكلبي، وسليمان بن أرقم، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وأمثالِهم من المتروكين (وبعضهم كذابين). وكذلك ما فيه من الأسانيد المنقطعة، وأحاديث المدلسين بالعنعنة، والأسانيد التي فيها من أُبهمَت أسماؤهم. فلا يتجه الحكمُ لأحاديث هؤلاء بالحُسْنِ من أجل سكوت أبي داود».
قلت: ثم إنّ أبا عبيد الآجري في سؤالاته ينقل كثيراً من تضعيف أبي داود لبعض الأحاديث، وهو قد سكت عنها في سننه. فهذه أدلة قاطعة على أن ما سكت عنه أبو داود ليس بحجة.
أما عن أثر قيس فمتنه مختلف، والحادثة التي جاء بها مختلفة. وقد بينا لك ذلك بوضوح. ونقلنا لك فهم الإمام الشافعي له. فلا تستكبر وتحتمي بابن حزم وبعض المتأخرين، فابن حزم نفسه يضعف الأثر. وهو فعلاً منقطع لا حجة به.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 08 - 04, 10:15 ص]ـ
الشيخ محمد الأمين ..
جزاك الله خيراً، فقد كفيت و وفيت.
و من يقرأ كتاب الشيخ حاتم يدرك أنه كالرد على كتاب الشيخ ناصر الفهد، فقط استبدل كل كلمات: "الغلاة"، "الغالون"، "بعض الغلاة"، ... = بكلمة "ناصر الفهد"!! ..
أخي الحبيب
من الواضح أن الشيخ ناصر الفهد -فك الله أسره- مشمول بالرد الذي كتبه الشيخ حاتم -غفر الله له-. لكن الرد ليس على الشيخ الفهد وحده، بل على سائر أئمة الدعوة النجدية -رحمهم الله جميعاً وألحقنا بهم في الآخرة-. ومن أراد مرجعاً جيداً في الولاء والبراء، فعليه بقراءة كتبهم، فقد أجادوا جزاهم الله خيراً. ومن أراد كتباً مختصرة فعليه بكتاب ملة إبراهيم للمقدسي أو كتاب الولاء والبراء للقحطاني. ثم ليتوسع بعد ذلك وليقرأ كتب أئمة الدعوة النجدية.
أما عن كتاب الشيخ حاتم، فأقول بصراحة: لا نريد عقيدة جديدة!
اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم.(41/301)
هل يصح حديث "من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل"
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[24 - 08 - 04, 02:08 ص]ـ
تضاربت الأقوال في حديث "من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل" فهل الحديث يصح؟
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[24 - 08 - 04, 11:31 م]ـ
هل من مجيب بارك الله فيكم؟
ـ[الدرعمى]ــــــــ[25 - 08 - 04, 12:04 ص]ـ
أجل يا أخى قال لى بعض تلاميذ الشيخ ابن عثيمين أنه سمع الشيخ ابن عثيمين يقول فى هذا الحديث: والمتأمل فيه لا يرى عليه أنوار النبوة وأرجو من بعض تلاميذ الشيخ التعليق على هذا الكلام.
ـ[علي الأثري]ــــــــ[25 - 08 - 04, 12:21 ص]ـ
هلا أتحفنا مشايخنا في هذا الملتقى ببحث هذه المسألة التي كثر فيها الخلاف؟؟
ـ[مبارك]ــــــــ[25 - 08 - 04, 12:54 م]ـ
حسنه الإمام الألباني في " صحيح الجامع " رقم (6180).
وقد أفرده الشيخ الفاضل عطاء بن عبداللطيف بن أحمد في جزء سماه " تصحيح حديث من توضأ وأتى الجمعة فبها ونعمة ".
نشر مكتبة العلم ـ القاهرة
ـ[أبو مروة]ــــــــ[25 - 08 - 04, 06:50 م]ـ
الحديث أخرجه الترمذي في سننه (أبواب الوتر ـ باب ما جاء في الوضوء يوم الجمعة ـ الحديث رقم 497) فقال:
حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا سعيد بن سفيان الجحدري حدثنا شعبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل.
قال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة وعائشة وأنس، ثم قال: حديث سمرة حديث حسن، وقد رواه بعض أصحاب قتادة عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب ورواه بعضهم عن قتادة عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل. والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم واختاروا الغسل يوم الجمعة ورأوا أن يجزي الوضوء من الغسل يوم الجمعة قال الشافعي ومما يدل أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالغسل يوم الجمعة أنه على الاختيار لا على الوجوب حديث عمر حيث قال لعثمان والوضوء أيضا وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالغسل يوم الجمعة، فلو علما أن أمره على الوجوب لا على الاختيار لم يترك عمر عثمان حتى يرده ويقول له ارجع فاغتسل ولما خفي على عثمان ذلك مع علمه، ولكن دل في هذا الحديث أن الغسل يوم الجمعة فيه فضل من غير وجوب يجب على المرء في ذلك.
وقد أخرج حديث سمرة أيضا أبو داود بلفظ قريب جدا من لفظ الترمذي.
أما حديث أنس أخرجه ابن ماجة (كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ـ باب ما جاء في الرخصة في ذلك ـ الحديث رقم 1091) قال:
حدثنا نصر بن علي الجهضمي ثنا يزيد بن هارون أنبأنا إسماعيل بن مسلم المكي عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت يجزئ عنه الفريضة ومن اغتسل فالغسل أفضل".
وأخرجه في مصنف عبد الرزاق (كتاب الجمعةـ باب الغسل يوم الجمعة والطيب والسواك ـ الحديث رقم: 5312) عن الثوري عن عكرمة بن عمار عن يزيد ابن أبان الرقاشي عن أنس بن مالك قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فهو أفضل".
ويظهر من كلام الترمذي أن الذين حسنوا الحديث فعلوا ذلك لشواهده والله أعلم.
لكن معنى الحديث بكون غسل الجمعة مستحبا غير واجب هو قول أغلب أهل العلم من السلف والخلف. ولا تعارض حقيقة بينه وبين حديث البخاري: "غسل الجمعة واجب على كل محتلم". وللعلماء في الجمع بينهما مذاهب، لكني شخصيا أرى أن إيجاب غسل الجمعة كان في أول الإسلام لأسباب مرتبطة بالنظافة حين المجيء لصلاة الجمعة، والمسلمون أكثرهم قريبو عهد بالبداوة، فكان تصرفا نبويا بالإمامة زال لما زالت أسبابه، والله أعلم وأحكم.
ولي في موضوع تصرفات الرسول صلة الله عليه وسلم بالإمامة مقال نشر في مجلة إسلامية المعرفة، ثم نشرته موسعا في رسالة صغيرة، حاولت فيها الاستدلال على ما ذهبت إليه.
ـ[أبوالمنهال الآبيضى]ــــــــ[25 - 08 - 04, 08:06 م]ـ
كلام الشيخ ابن عثيمين في " الشرح الممتع " (5/ 109).
وللشيخ بدر البدر بحث ماتع في ذكر طرق هذا الحديث في تعليقه على " جزء الألف دينار " (ص 229 - 236 / رقم 148) حسنه فيه بشواهده.
وكلام الشيخ ابن عثيمين وجيه جداً.(41/302)
قصة عن عمر - من يفيدنا عن صحتها؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[24 - 08 - 04, 06:10 م]ـ
من يفيدنا عن صحة هذه القصة المشتهرة بين الدعاة:
وملخصها أن عمر رضي الله عنه جاء إليه رجل يرد أن يشتكي من سوء تعامل زوجته معه، فلما وصل إلى باب عمر سمع زوجة عمر ترفع صوتها عليه، فوقف بالباب حيران، فهم بالرجوع وأثناء ذلك خرج عمر فوجد الرجل عند الباب، فناداه وقال ماذا تريد؟ فقال الرجل: لقد أتيت اشتكي من زوجتي، فسمعت زوجتك فأردت الرجوع .... فقال عمر: ألسن يحملن الأولاد، ويغسلن ثيابنا، ويطبخن طعامنا ...
القصة بالمعنى لا اللفظ.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[25 - 08 - 04, 11:22 ص]ـ
لتذكير أصحاب الأسانيد، وعشاق البحث ..
ـ[عصام البشير]ــــــــ[27 - 08 - 04, 12:09 م]ـ
وعند البحث في الشبكة تبين أن كثيرا من رواد المنتديات يذكرونها.
فما أصلها، إن كان لها أصل؟
ولا أخفيكم أن من ذكرها من الدعاة إنما أوردها في مقام الاحتجاج، فوجب التثبت من صحتها.
وأثابكم الله.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[30 - 08 - 04, 08:26 م]ـ
للتأكد من أن كافة الإخوة قد اطلعوا على السؤال ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - 09 - 04, 01:07 م]ـ
أخي الكريم عصام:
اطلعت على القصة في كتاب (نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي الأخيار) للشبلنجي المصري (ص 115) قال في فضائل عمر رضي الله عنه:
(فوائد: الأولى: جاء رجل إلى عمر رضي الله عنه يشكو إليه خُلق زوجته، فوقف ببابه ينتظره، فسمع امرأته تستطيل عليه بلسانها، وهو ساكت لا يرد عليها، فانصرف الرجل قائلا: إذا كان هذا حال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فكيف حالي؟ فخرج عمر فرآه موليًا فناداه: ما حاجتك يا أخي؟ فقال: يا أمير المؤمنين جئت أشكو إليك خُلق زوجتي واستطالتها علي، فسمعتُ زوجتك كذلك، فرجعتُ وقلتُ: إذا كان هذا حال أمير المؤمنين مع زوجته، فكيف حالي؟ فقال عمر: تحملتها لحقوق لها علي، فإنها طباخة لطعامي، خبازة لخبزي، غسالة لثيابي، مرضعة لأولادي، وليس ذلك بواجب عليها، وسكن قلبي بها عن الحرام، فأنا أتحملها لذلك. فقال الرجل: يا أمير المؤمنين وكذلك زوجتي. قال: فتحملها يا أخي فإنما هي مدة يسيرة. اهـ من حاشية البجيرمي على المنهج) اهـ كلام الشبلنجي.
ونقله منه باختصار الطنطاويان علي وناجي رحمهما الله في كتابهما: (أخبار عمر) (ص 298).
وحاشية البجيرمي لم أتمكن من الاطلاع عليها .. فليت أحد الأخوة ينقل لنا ماقال فيها عن القصة؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - 09 - 04, 01:08 م]ـ
أخي الكريم عصام:
اطلعت على القصة في كتاب (نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي الأخيار) للشبلنجي المصري (ص 115) قال في فضائل عمر رضي الله عنه:
(فوائد: الأولى: جاء رجل إلى عمر رضي الله عنه يشكو إليه خُلق زوجته، فوقف ببابه ينتظره، فسمع امرأته تستطيل عليه بلسانها، وهو ساكت لا يرد عليها، فانصرف الرجل قائلا: إذا كان هذا حال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فكيف حالي؟ فخرج عمر فرآه موليًا فناداه: ما حاجتك يا أخي؟ فقال: يا أمير المؤمنين جئت أشكو إليك خُلق زوجتي واستطالتها علي، فسمعتُ زوجتك كذلك، فرجعتُ وقلتُ: إذا كان هذا حال أمير المؤمنين مع زوجته، فكيف حالي؟ فقال عمر: تحملتها لحقوق لها علي، فإنها طباخة لطعامي، خبازة لخبزي، غسالة لثيابي، مرضعة لولدي، وليس ذلك بواجب عليها، وسكن قلبي بها عن الحرام، فأنا أتحملها لذلك. فقال الرجل: يا أمير المؤمنين وكذلك زوجتي. قال: فتحملها يا أخي فإنما هي مدة يسيرة. اهـ من حاشية البجيرمي على المنهج) اهـ كلام الشبلنجي.
ونقله منه باختصار الطنطاويان علي وناجي رحمهما الله في كتابهما: (أخبار عمر) (ص 298).
وحاشية البجيرمي لم أتمكن من الاطلاع عليها .. فليت أحد الأخوة ينقل لنا ماقال فيها عن القصة؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[01 - 09 - 04, 04:00 م]ـ
أخي الشيخ الخراشي
جزاك الله خيرا.
وهذا ما جاء في حاشية البجيرمي، وليس فيه فائدة زائدة على ما تفضلتم بذكره:
¥(41/303)
(فَصْلٌ: فِي حُكْمِ الشِّقَاقِ) فِي الْمُخْتَارِ الشِّقَاقُ الْخِلَافُ وَ الْعَدَاوَةُ ا هـ. وَقَوْلُهُ بِالتَّعَدِّي مُتَعَلِّقٌ بِالشِّقَاقِ أَيْ بِسَبَبِهِ وَكَذَا بَيْنَ (قَوْلُهُ بَعْدَ أَنْ كَانَ بِلِينٍ) قَيْدٌ مُعْتَبَرٌ فَلَوْ كَانَ ذَلِكَ عَادَتَهَا مِنْ أَوَّلِ الْأَمْرِ لَمْ يَكُنْ نُشُوزًا وَكَذَا قَوْلُهُ: بَعْدَ لُطْفٍ. . . إلَخْ شَيْخُنَا وَفِي ق ل عَلَى الْجَلَالِ خَرَجَ بِالْبَعْدِيَّةِ مَنْ هِيَ دَائِمًا كَذَلِكَ فَلَيْسَ نُشُوزًا إلَّا إنْ زَادَ وَقَوْلُهُ إعْرَاضًا وَعُبُوسًا؛ لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ إلَّا عَنْ كَرَاهَةٍ وَبِذَلِكَ فَارَقَ السَّبَّ وَالشَّتْمَ؛ لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ لِسُوءِ الْخُلُقِ لَكِنْ لَهُ تَأْدِيبُهَا عَلَيْهِ وَلَوْ بِلَا حَاكِمٍ (فَائِدَةٌ) حُكِيَ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إلَى عُمَرَ يَشْكُو إلَيْهِ خُلُقَ زَوْجَتِهِ فَوَقَفَ بِبَابِهِ يَنْتَظِرُهُ فَسَمِعَ امْرَأَتَهُ تَسْتَطِيلُ عَلَيْهِ بِلِسَانِهَا وَهُوَ سَاكِتٌ لَا يَرُدُّ عَلَيْهَا فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ قَائِلًا إذَا كَانَ هَذَا حَالَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَكَيْفَ حَالِي فَخَرَجَ عُمَرُ فَرَآهُ مُوَلِّيًا فَنَادَاهُ مَا حَاجَتُك يَا أَخِي فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَشْكُو إلَيْك خُلُقَ زَوْجَتِي وَاسْتِطَالَتَهَا عَلَيَّ فَسَمِعْتُ زَوْجَتَكَ كَذَلِكَ فَرَجَعْت وَقُلْت إذَا كَانَ هَذَا حَالَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مَعَ زَوْجَتِهِ فَكَيْفَ حَالِي فَقَالَ لَهُ عُمَرُ إنَّمَا تَحَمَّلْتُهَا لِحُقُوقٍ لَهَا عَلَيَّ إنَّهَا طَبَّاخَةٌ لِطَعَامِي خَبَّازَةٌ لِخُبْزِي غَسَّالَةٌ لِثِيَابِي رَضَّاعَةٌ لِوَلَدِي وَلَيْسَ ذَلِكَ بِوَاجِبٍ عَلَيْهَا وَيَسْكُنُ قَلْبِي بِهَا عَنْ الْحَرَامِ فَأَنَا أَتَحَمَّلُهَا لِذَلِكَ فَقَالَ الرَّجُلُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَكَذَلِكَ زَوْجَتِي قَالَ فَتَحَمَّلْهَا يَا أَخِي فَإِنَّمَا هِيَ مُدَّةٌ يَسِيرَةٌ عَبْدُ الْبَرِّ (قَوْلُهُ: بِلَا هَجْرٍ) الْمُرَادُ نَفْيُ هَجْرٍ يُفَوِّتُ حَقَّهَا مِنْ نَحْوِ قَسْمٍ لِحُرْمَتِهِ حِينَئِذٍ بِخِلَافِ هَجْرِهَا فِي الْمَضْجَعِ فَلَا يَحْرُمُ؛ لِأَنَّهُ حَقُّهُ شَرْحُ م ر بِأَنْ يَنَامَ فِي مَحَلِّهَا بَعِيدًا عَنْ فِرَاشِهَا
من موقع الفقه الإسلامي
وقد أفادني الأخ الفاضل الحمادي أن القصة موجودة في كتاب تنبيه الغافلين لأبي الليث السمرقندي.
والله أعلم.
ـ[الطويلبة]ــــــــ[15 - 07 - 07, 01:31 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل يعني ذلك أن القصة صحيحة؟
أرجو الإفادة و بارك الله بكم
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[15 - 07 - 07, 03:00 م]ـ
نفس سؤال الأخت طويلبة .. هل نفهم أن الأثر صحيح؟!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 12 - 07, 08:31 م]ـ
لا أعرف سند الحكاية رغم شهرتها والله أعلم
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[27 - 10 - 09, 10:49 م]ـ
هل من مشمر للبحث عن صحة القصة
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[27 - 10 - 09, 11:09 م]ـ
لحد الان القصة ضعيفة إذ لاسند ولا ثقة من أهل القرون الاولى يرويها و ليست في كتاب للامام من الائمة المعتمدين من الفقهاء كالامام مالك والشافعي ولا المحدثين ...
لذا فانا اميل الى القول بضعفها وان كنت ارى انها يدارى بها النساء ..... (ابتسامة)
ـ[أبوعبد الله عادل المغربي]ــــــــ[31 - 01 - 10, 08:32 ص]ـ
هل من مشمر للبحث عن صحة القصة
.................................................. ..................
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[31 - 01 - 10, 10:04 م]ـ
قال د. بسام الغانم في تعليقه على كتاب (استمتع بحياتك) ناقداً هذه القصة:
هذه القصة يكثر ذكرها على ألسنة كثير من الدعاة وفي المجالس والمنتديات، ولم أجد من ذكر لها إسنادا، أو حكم عليها بالثبوت، وإنما تذكر في بعض الكتب من باب الحكايات من غير إسناد، وأقدم مصدر لهذه القصة وقفت عليه هو كتاب تنبيه الغافلين للسمرقندي المتوفى سنة 373 هـ، فقال في ص 242:
¥(41/304)
وَذُكِرَ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إلى عُمَرَبن الخطاب يَشْكُو إليه زوجته فَلَمَّا بَلَغَ بَابَهُ سَمِعَ امْرَأَتَهُ أُمَّ كُلْثُومٍ تَطَاوَلَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ الرَّجُلُ: إنِّي أَرَدْت أَنْ أَشْكُوَ إلَيْهِ زَوْجَتِي، وَبِهِ مِنْ الْبَلْوَى مِثْلُ مَا بِي، فَرَجَعَ، فَدَعَاهُ عُمَرُ رضي الله تعالى عنه فَسَأَلَهُ فقال: إني أردت أن أشكو إليك زوجتي فلما سمعت من زوجتك ماسمعت رجعت، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله تعالى عنه: إنِّي أَتَجَاوَزُ عَنْهَا لِحُقُوقٍ لَهَا عَلَيَّ: أولها: أَنَّهَا ستر بَيْنِي وَبَيْنَ النَّارِ فَيَسْكُنُ بِهَا قَلْبِي مِنْ الْحَرَامِ.والثَّانِي: أَنَّهَا خَازِنَةٌ لِي إذَا خَرَجْت مِنْ مَنْزِلِي، وتكون حَافِظَة لمالي.والثَّالِثُ: أَنَّهَا قَصَّارَةٌ لِي تَغْسِلُ ثِيَابِي.والرَّابِعُ: أَنَّهَا ظِئْرٌ لِوَلَدِي.والْخَامِسُ: أَنَّهَا خَبَّازَةٌ وَطَبَّاخَةٌ لي، فَقَالَ الرَّجُلُ: إنَّ لِي مِثْلَ مَا لَك فَكَمَا تَجَاوَزْت عَنْهَا أَتَجَاوَزُ عَنْهَا.
وممن ذكرها ابن حجر الهيتمي في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر2/ 50 فقال:
وروي أن رجلا جاء إلى عمر رضي الله عنه ليشكو إليه خلق زوجته، فوقف ببابه ينتظره، فسمع امرأته تستطيل عليه بلسانها، وهو ساكت لا يرد عليها، فانصرف قائلا: إذا كان هذا حال أمير المؤمنين فكيف حالي! فخرج عمر فرآه موليا فناداه: ما حاجتك؟ فقال: يا أمير المؤمنين،جئت أشكو إليك خلق زوجتي واستطالتها علي، فسمعت زوجتك كذلك، فرجعت وقلت: إذا كان هذا حال أمير المؤمنين مع زوجته فكيف حالي! فقال له عمر: يا أخي إني احتملتها لحقوق لها علي؛ إنها طباخة لطعامي، خبازة لخبزي، غسالة لثيابي، مرضعة لولدي، وليس ذلك بواجب عليها، ويسكن قلبي بها عن الحرام، فأنا أحتملها لذلك فقال الرجل: يا أمير المومنين وكذلك زوجتي. قال: فاحتملها يا أخي فإنما هي مدة يسيرة.
====================
قال أبو معاوية البيروتي: وذُكِرَت القصة في كتاب " الكبائر " - النسخة المنسوبة للذهبي -وصُدِّرَت بلفظ: (وروي عن عمر).
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[05 - 02 - 10, 04:34 م]ـ
متنها واضح الضعف!.
وأرى لو يتصدّى لها الشيخ -سليمان الخراشي- لنقدها متناً.(41/305)
هل قال أحد بأن هذه اللفظة في (مسلم) مدرجة؟
ـ[حارث]ــــــــ[25 - 08 - 04, 02:33 م]ـ
هل هذه اللفظة شاذة لا يصح الاحتجاج بها؟
أخرج مسلم في صحيحه حديث جابر أنه كان يصلي الجمعة ثم نذهب إلى جمالنا فنريحها حين تزول الشمس.
وهو حجة لمن يجيز تقدم صلاة الجمعة على الزوال.
ويجيب من يمنع ذلك بأن الزوال يحتمل تعلقه بالصلاة أو الذهاب، وبجواب آخر.
لكن لم أر من أجاب بأن هذه اللفظة مدرجة.
وتأمل سياق مسلم لهذا الحديث:
و حدثني القاسم بن زكرياء حدثنا خالد بن مخلد ح و حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي حدثنا يحيى بن حسان قالا جميعا حدثنا سليمان بن بلال عن جعفر عن أبيه أنه سأل جابر بن عبد الله متى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الجمعة قال كان يصلي ثم نذهب إلى جمالنا فنريحها زاد عبد الله في حديثه حين تزول الشمس يعني النواضح.
وروى قبله أيضاً:
و حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحق بن إبراهيم قال أبو بكر حدثنا يحيى بن آدم حدثنا حسن بن عياش عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نرجع فنريح نواضحنا قال حسن فقلت لجعفر في أي ساعة تلك قال زوال الشمس.
وأخرجه النسائي (1390)، وفي آخره: (قلت أية ساعة قال زوال الشمس).
وأخرجه أحمد 3/ 331: (قال جعفر وإراحة النواضح حين تزول الشمس).
فكل هذه الألفاظ دالة على أن قوله حين تزول الشمس ليس من المرفوع، لكن من خلال بحث يسير لم أر من أعلها!!
بل أخرجه الطبراني في الأوسط (6439) بلفظ: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زالت الشمس صلى الجمعة، فنرجع وما نجد فيئاً نستظل به).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 08 - 04, 10:11 م]ـ
بارك الله فيك أخي حارث ونفع بك
وما تفضلت بذكره وجيه جدا، فالقول بأن هذه اللفظة مدرجة من قول جعفر بن محمد له وجه فهي وإن لم تكن ظاهرة في رواية الدارمي فقد بينتها رواية حسن بن عياش وغيره.
ـ[حارث]ــــــــ[26 - 08 - 04, 11:31 م]ـ
وإليك استدلال الفقهاء بهذه الزيادة وعزوها إلى مسلم:
الكافي في فقه ابن حنبل ج1/ص215
وعن جابر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الجمعة فنذهب إلى جمالنا فنريحها حين تزول الشمس رواه مسلم.
المبدع ج2/ص148
لما روى جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الجمعة ثم نذهب إلى جمالنا فنزيحها حين تزول الشمس رواه مسلم
كشاف القناع ج2/ص26
وتجب بالزوال ذكره القاضي وغيره المذهب وفعلها بعده أي الزوال أفضل لما روى سلمة بن الأكوع قال كنا نصلي الجمعة مع النبي صلى الله عليه وسلم إذا زالت الشمس متفق عليه وللخروج من الخلاف ويدل للأول حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الجمعة ثم نذهب إلى جمالنا فنريحها حين تزول الشمس رواه مسلم.
المجموع ج4/ص430
واحتج لأحمد بحديث جابر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الجمعة ثم نذهب إلى جمالنا فنريحها حين تزول الشمس رواه مسلم.
السيل الجرار ج1/ص296
واعلم أن الأحاديث الصحيحة قد اشتمل بعضها على التصريح بإيقاع صلاة الجمعة وقت الزوال كحديث سلمة بن الأكوع في الصحيحين وغيرهما قال كنا نجمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زالت الشمس وبعضها فيه التصريح بإيقاعها قبل الزوال كما في حديث جابر عند مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الجمعة ثم يذهبون إلى جمالهم فيريحونها حين تزول الشمس ...
التحقيق في أحاديث الخلاف ج1/ص502
الحديث الثاني
793 و أخبرنا محمد بن عبيد الله قال أنبأنا نصر بن الحسن قال أنبأنا عبد الغافر بن محمد قال أنبأنا ابن عمرويه حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان حدثنا مسلم بن الحجاج حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن حدثنا يحيى بن حسان حدثنا سليمان ابن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه أنه سأل جابر بن عبد الله متى كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي الجمعة قال كان يصلي ثم نذهب إلى جمالنا فنريحها حين تزول الشمس انفرد بإخراجه مسلم
ولم يتعقبه ابن عبد الهادي بشيء.
هذه نماذج، وانتظر إفاداتكم.(41/306)
جزء في طرق حديث: " إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي؛ فإنه أسرى للوجه، وأحظى للزوج "
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[27 - 08 - 04, 08:48 ص]ـ
جزء في طرق حديث:
" إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي؛ فإنه أسرى للوجه، وأحظى للزوج "
إن الحمد لله – تعالى –، نحمد، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله – صلى الله عليه وعلى آل وصحبه وسلّم –.
أما بعد،،،
فهذا جزء حديثي جمعت فيه طرق حديث " إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي؛ فإنه أسرى للوجه، وأحظى للزوج "، وتكلمت على طرقه تصحيحاً وتضعيفاً، ورواته جرحاً وتعديلاً.
والله أسأل أن ينفعني به وإخواني المؤمنين، وأن يكفينا الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه سميع مجيب.
حديث أنس بن مالك
عن أنس بن مالك، أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لأم عطية ختَّانة كانت بالمدينة: " إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي؛ فإنه أسرى للوجه، وأحظى للزوج ".
الحديث أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (3/ 368 / 2253)، و " المعجم الصغير " (1/ 91 – 92/ 122 – الروض الداني)، وابن عدي في " الكامل " (3/ 228)، والدولابي في " الكنى " (2/ 122)، والخطيب في " تاريخ بغداد " (5/ 327 – 328)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (8/ 324).
عن محمد بن سلام الجمحي، حدثنا زائدة بن أبي الرقاد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، به.
قال الطبراني: " لم يروه عن ثابت إلا زائدة، تفرد به محمد بن سلام ".
وقال ابن عدي: " هذا يرويه عن ثابت زائدة بن أبي الرقاد، ولا أعلم يرويه غيره، وزائدة له أحاديث حسان، وفي بعض أحاديثه ما ينكر ".
وقد أنكر عبيدالله بن عمر القواريري هذا الحديث على زائدة، كما في " تاريخ بغداد "، و " الثقات " لابن شاهين (ص 93).
وقال الألباني في " الصحيحة " (2/ 344 / 722): " إسناده ضعيف ".
وأما الهيثمي فقال في " المجمع " (5/ 172): " إسناده حسن ".
قلت: بل إسناده ضعيف؛ زائدة بن الرقاد قال البخاري والنسائي: " منكر الحديث " (تهذيب التهذيب 2/ 181).
وأخرجه أبونعيم في " أخبار أصبهان " (1/ 245) من طريق إسماعيل بن أبي أمية، ثنا أبوهلال الراسبي، سمعت الحسن، ثنا أنس، به.
وإسماعيل هذا لم أعرفه، وقد قال الألباني: " والظاهر أنه الذي في " الميزان " و " اللسان ": " إسماعيل بن أمية، ويقال: ابن أبي أمية، حدّث عن أبي الأشهب العطاردي، تركه الدارقطني ".
حديث علي بن أبي طالب
عن على، قال: كانت خفاضة بالمدينة، فأرسل إليها رسول الله – صلى الله عليه وسلم –:
" إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي؛ فإنه أحسن للوجه، وأرضى للزوج "
الحديث أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " (12/ 291) من طريقين عن عوف بن محمد أبوغسان، حدثنا أبوتغلب عبدالله بن أحمد بن عبدالرحمن الأنصاري، حدثنا مسعر، عن عمرو بن مرة، عن أبى البختري، عن علي، به.
وإسناده ضعيف؛ رجاله ثقات غير أبي تغلب عبدالله بن أحمد بن عبدالرحمن لم أقف على ترجمته.
وأبوالبختري هذا هو سعيد بن فيروز، قال ابن معين: " ثبت، ولم يسمع من على شيئاً "، (تهذيب التهذيب 2/ 329).
حديث أم عطية
عن أم عطية الأنصارية، أن امرأة كانت تختن بالمدينة فقال لها النبي – صلى الله عليه وسلم –:
" لا تنهكي؛ فإن ذلك أحظى للمرأة، وأحب إلى البعل ".
الحديث أخرجه أبوداود في " سننه " (4/ 368 / 5271) – ومن طريقه البيهقي في " السنن الكبرى " (8/ 324) –، وابن عدي في " الكامل " (6/ 217) – ومن طريقه البيهقي في " شعب الإيمان " (6/ 396 / 8645) –، والبيهقي في " السنن الكبرى " (8/ 324).
من طريق مروان، ثنا محمد بن حسان الكوفي، عن عبدالملك بن عمير، عن أم عطية الأنصارية، به.
قال أبوداود: " روي مرسلاً، ومحمد بن حسان مجهول، وهذا الحديث ضعيف ".
¥(41/307)
قلت: الرواية المرسلة هي المحفوظة من هذا الوجه؛ فقد رواه الحاكم في " المستدرك " (3/ 525) من طريق هلال بن العلاء الرقي، ثنا أبي، ثنا عبيدالله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبدالملك بن عمير، عن الضحاك بن قيس، به.
وسكت عليه الحاكم وكذا الذهبي، وإسناده حسن إلى الضحاك بن قيس؛ رجاله ثقات سوى هلال بن العلاء وهو صدوق كما قال أبوحاتم، (تهذيب التهذيب 6/ 55).
ورواه الطبراني في " المعجم الكبير " (8/ 299 / 8137) حدثنا المقدام بن داود المصري، ثنا علي بن معبد الرقي، ثنا عبيدالله بن عمرو، عن رجل من أهل الكوفة، عن عبدالملك بن عمير، عن الضحاك بن قيس، قال: كانت بالمدينة امرأة تخفض النساء يقال لها: أم عطية، فقال لها رسول الله – صلى الله عليه وسلم –:
" اخفضي ولا تنهكي؛ فإنه أنضر للوجه، وأحظى عند الزوج ".
وإسناده ضعيف؛ المقدام بن داود هذا قال النسائي: " ليس بثقة "، وضعفه الدارقطني، (الميزان 4/ 175، واللسان 7/ 144).
وقد أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " (8/ 324) من طريق عبدالله بن جعفر، ثنا عبيدالله بن عمرو.
وفي إسناده من لم أقف على تراجمهم.
ورواه ابن منده في " المعرفة " – كما في " تهذيب التهذيب " (2/ 570) –، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (8/ 206 / 1) – كما في " الصحيحة " (2/ 345) – من طريق منصور بن صقير، عن عبيدالله بن عمرو، عن عبدالملك، به.
ومنصور بن صقير هذا قال أبوحاتم: " ليس بالقوي، وفي حديثه بعض الاضطراب "، وقال العقيلي: " في حديثه بعض الوهم "، (تهذيب التهذيب 5/ 542).
حديث عبدالله بن عمر
الحديث أخرجه البزار، والبيهقي في " شعب الإيمان " (6/ 396 – 397/ 8646) من طريق مندل، عن ابن جريج، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر، قال: دخل النبي – صلى الله عليه وسلم – على نسوة من الأنصار، فقال:
" يا نساء الأنصار! اخضبن غمساً، واخفضن ولا تنهكن؛ فإنه أحظى عند أزواجكن، وإياكن وكفر المنعمين ".
قال البزار والبيهقي: " مندل بن علي ضعيف ".
وقال الهيثمي في " المجمع " (5/ 171 – 172): " فيه مندل بن علي وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات ".
وقال ابن حجر في " التلخيص " (2/ 83): " في إسناده مندل بن علي وهو ضعيف ".
قلت: إسناده ضعيف؛ مندل بن علي ضعفه ابن معين وابن المديني والنسائي والدارقطني وغيرهم، (تهذيب التهذيب 5/ 535).
وله طريق أخرى، فقد أخرجه ابن عدي في " الكامل " (3/ 30) من طريق خالد بن عمرو القرشي، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سالم، عن أبيه، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:
" يا معشر نساء الأنصار! اخضبن غمساً، واخفضن ولا تنهكن؛ فإنه أحظى عند أزواجكن، وإياكن وكفر المنعمين ".
وهذا الإسناد ضعيف جداً؛ خالد بن عمرو قال أحمد: " ليس بثقة يروي أحاديث بواطيل "، وقال ابن معين: " ليس حديثه بشيء "، وقال البخاري وأبوزرعة: " منكر الحديث "، وقال أبوحاتم: " متروك الحديث "، (تهذيب التهذيب 2/ 67).
وأيضاً فهو منقطع بين يزيد وسالم.
الخلاصة
يتلخص مما سبق أن الحديث ضعيف؛ فإنه لم يصح إلا من الطريق المرسلة، وأما باقي الطرق والشواهد فشديدة الضعف، والله أعلم.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً.
وكتب
أبوالمنهال محمد بن عبده بن محمد الأبيضي
ضحى الجمعة 11 / رجب / 1425
ـ[اللجين]ــــــــ[29 - 08 - 04, 03:37 ص]ـ
اخي هل من الممكن ان تشرح المتن؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[02 - 09 - 04, 01:09 م]ـ
للفائدة:
ورواه ابن منده في " المعرفة " – كما في " تهذيب التهذيب " (2/ 570) –، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (8/ 206 / 1) – كما في " الصحيحة " (2/ 345) – من طريق منصور بن صقير، عن عبيدالله بن عمرو، عن عبدالملك، به.
ومنصور بن صقير هذا قال أبوحاتم: " ليس بالقوي، وفي حديثه بعض الاضطراب "، وقال العقيلي: " في حديثه بعض الوهم "، (تهذيب التهذيب 5/ 542).إسناد ابن مندة كما عند ابن عساكر (24/ 282) من طريقين عنه
... أنا أبو عبدالله بن مندة أنا عثمان بن أحمد السمرقندي أنا أبو أمية الطرسوسي نا منصور بن صقير ... به. ا. هـ
ورواه أبو نعيم في " معرفة الصحابة " (3/ 1538)
قال بعد أن روى حديث أم عطية عن الطبراني
* رواه منصور بن صقير عن عبيدالله بن عمر عن عبدالملك بن عمير مثله، ولم يذكر الرجل الكوفيَّ بينهما.
3889 _ حدَّثناه أبو عمر بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا أحمد بن آدم الجرجاني ثنا أبو النضر منصور بن صقير عن عبيدالله بن عمر عن عبدالملك بن عمير عن الضَّحاك ... مثله.(41/308)
تخريج حديث: " كما لا يجتنى من الشوكِ العنب، فكذا لا ينزل الله الأبرار منازل الفجار "
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[28 - 08 - 04, 01:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبحث عن تخريج هذا الحديث:
"كما لا يجتنى من الشوكِ العنب، فكذا لا ينزل الله الأبرار منازل الفجار. أيما طريق سلكتم وردتم على أهله"
ذكره أحد الدعاة في شريط وقال: الحديث في السلسة الصحيحة
فأرجو من مشايخنا - مشكورين - أن يتحفونا بتخريج هذا الحديث.
وجزاكم الله خيراً
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[28 - 08 - 04, 08:36 ص]ـ
أخي الكريم
الحديث صححه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة المجلد الخامس رقم 2046 صفحه 74
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[28 - 08 - 04, 05:28 م]ـ
هذا هو أخي الكريم ومعه كلام الشيخ الألباني رحمه الله:
" كما لا يجتنى من الشوك العنب , كذلك لا ينزل الأبرار منازل الفجار , فاسلكوا
أي طريق شئتم , فأي طريق سلكتم وردتم على أهله ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5/ 74:
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (10/ 31) من طريق إبراهيم بن يوسف حدثنا أحمد
ابن أبي الحواري حدثنا مروان عن يزيد بن السمط عن الوضين بن عطاء عن # يزيد بن
مرثد # قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: و هذا إسناد مرسل ضعيف , يزيد بن مرثد تابعي ثقة. و الوضين بن عطاء فيه
ضعف , و بقية الرجال ثقات. و مروان هو ابن محمد الطاطري. و إبراهيم بن يوسف
الظاهر أنه ابن ميمون الباهلي البلخي , و هو صدوق. و للحديث شاهد من حديث أبي
ذر مرفوعا بلفظ: كما لا يجتنى من الشوك العنب , لا نزل الفجار منازل الأبرار ,
و هما طريقان , فأيهما أخذتم أخذ بكم إليه ". أخرجه أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " (1/ 112) و ابن عساكر في " التاريخ " (19/ 96 / 2) عن فرات بن
سلمان أخبرنا أبو المهاجر الدمشقي عن أبي ذر الغفاري مرفوعا به. أورده ابن
عساكر في ترجمة " أبي المهاجر " هذا , و لم يذكر فيها أكثر من هذا الحديث.
و لعله الذي في " كنى تاريخ البخاري " (73/ 685): " أبو المهاجر مولى بني
كلاب , قلت لابن عباس: كما لا ينفع مع الإشراك شيء فهل يضر مع الإخلاص شيء ?
عنه عبد الواحد بن صفوان ". و ذكره ابن حبان في " الثقات " (5/ 565) برواية
ابن صفوان هذا عنه. و سائر الرجال موثقون. فالحديث بمجموع الطرقين حسن ,
و الله أعلم.
كما لا يجتنى من الشوك العنب كذلك لا ينزل الفجار منازل الأبرار فاسلكوا أي طريق شئتم فأي طريق سلكتم وردتم على أهله *.*
تخريج السيوطي
(حل) عن يزيد بن مرثد مرسلا. تحقيق الألباني: (حسن) انظر حديث رقم: 4575 في صحيح الجامع.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[31 - 08 - 04, 04:15 م]ـ
عليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته
هذه الرِّواية لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلَّم
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[02 - 09 - 04, 11:50 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبو عمرو
أخي خالد، أرجو أن تفيدنا بتخريج الحديث حتى يتم النفع إن شاء الله
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[02 - 09 - 04, 01:12 م]ـ
لعل الأخ خالد يرى أن هذا المرسل لا يصلح في الشواهد؛ لشدة ضعفه، والله أعلم.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[09 - 09 - 04, 03:29 م]ـ
هذا التخريج جاهز من قبل أن أضع مشاركتي الأولى، ولكني شغلت بقدوم مولودتي الجديدة التي أسأل الله أن يبارك فيها، فمعذرة على هذا التأخير
هذا هو أخي الكريم ومعه كلام الشيخ الألباني رحمه الله:
" كما لا يجتنى من الشوك العنب , كذلك لا ينزل الأبرار منازل الفجار , فاسلكوا
أي طريق شئتم , فأي طريق سلكتم وردتم على أهله ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5/ 74:
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (10/ 31) من طريق إبراهيم بن يوسف حدثنا أحمد
ابن أبي الحواري حدثنا مروان عن يزيد بن السمط عن الوضين بن عطاء عن # يزيد بن
مرثد # قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: و هذا إسناد مرسل ضعيف , يزيد بن مرثد تابعي ثقة. و الوضين بن عطاء فيه
ضعف , و بقية الرجال ثقات. و مروان هو ابن محمد الطاطري. و إبراهيم بن يوسف
الظاهر أنه ابن ميمون الباهلي البلخي , و هو صدوق. و للحديث شاهد من حديث أبي
¥(41/309)
ذر مرفوعا بلفظ: كما لا يجتنى من الشوك العنب , لا نزل الفجار منازل الأبرار ,
و هما طريقان , فأيهما أخذتم أخذ بكم إليه ". أخرجه أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " (1/ 112) و ابن عساكر في " التاريخ " (19/ 96 / 2) عن فرات بن
سلمان أخبرنا أبو المهاجر الدمشقي عن أبي ذر الغفاري مرفوعا به. أورده ابن
عساكر في ترجمة " أبي المهاجر " هذا , و لم يذكر فيها أكثر من هذا الحديث.
و لعله الذي في " كنى تاريخ البخاري " (73/ 685): " أبو المهاجر مولى بني
كلاب , قلت لابن عباس: كما لا ينفع مع الإشراك شيء فهل يضر مع الإخلاص شيء ?
عنه عبد الواحد بن صفوان ". و ذكره ابن حبان في " الثقات " (5/ 565) برواية
ابن صفوان هذا عنه. و سائر الرجال موثقون. فالحديث بمجموع الطرقين حسن ,
و الله أعلم.
تنبيه: أخطأ الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في موضعين:
1 - أنه لم يبين أن رواية ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق أبي نعيم في أخبار أصبهان
حيث قال: ((أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان، وابن عساكر في التاريخ، عن فرات بن سلمان نا أبو المهاجر الدمشقي عن أبي ذر الغفاري مرفوعا ... )) ومن ينظر في كلامه هذا يظن أن للرِّواية إسنادين مدارهما على فرات بن سلمان.
2 - أنه لم يبحث حال رجال إسناد أبي نعيم، وبنظرة واحدة في رجاله يتبين أنه يجب التوقف كثيرا قبل قبول هذا الشاهد، لأن فيه رجلا يأتي بالغرائب تفرَّد بهذا الإسناد ولم يتابعه عليه غيره، وفيه راو مجهول لا يعرف في غير هذه الرِّواية.
وبعد البحث عن طرق هذه الرِّواية تبين أن أبا نعيم قد توبع عليها عن نفس الراوي صاحب الغرائب، فقد أخرج أبو الشيخ الأصبهاني هذه الرِّواية في كتاب " الأمثال "
* وهذا الراوي صاحب الغرائب الذي روى أبو الشيخ وأبو نعيم من طريقه هو الذي تسبب في هذا الوهم والتصحيف
وبسببه وقع ابن عساكر في وهم حيث أفرد هذا الرَّاوي الذي تصحف اسمه بترجمة ولم يذكر فيها إلا هذه الرِّواية المصحَّف إسنادها، ثم تحيَّر الشيخ الألباني رحمه الله في هذا الرَّاوي المجهول فقال لعله فلان الذي ذكره البخاري في تاريخه.
وقد ترجم ابن عساكر لهذا الراوي الذي تحرف اسمه بالاسم الصحيح في التاريخ (8/ 429)
إسماعيل بن عبيدالله بن أبي المهاجر
تخريج الحديث:
1_ أخرج أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 148)
حدَّثنا أحمد بن إسحاق ثنا أحمد بن عيسى بن ماهان الجوَّال ثنا كثير بن هشام ثنا فرات بن سلمان ثنا أبو المهاجر الدِّمشقي عن أبي ذرٍّ الغفاري رضي الله عنه قال: سمعت خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلَّم يقول: ((كما لا يُجْتنى من الشَّوك العنب، لا ينزل الفجَّار منازل الأبرار، وهما طريقان: فأيهما أخذتم أدتكم إليه))
وأخرجه من طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (67/ 260)، وأفرد أبا المهاجر بترجمة ولم يسق فيها إلا هذه الرِّواية.
_ وأخرجها أبو الشَّيخ في كتاب "الأمثال " (رقم:122) حدثنا أبو جعفر بن ماهان الحمال (الصواب: الجوَّال) ثنا محمد بن أبان البلخي ثنا كثير بن هشام ثنا فرات بن سلمان ثنا أبو المهاجر الدمشقي عن أبي ذر قال: سمعتُ خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: ...
وهذه الرِّواية غير صحيحة وفيها تحريف كان هو السبب في هذا الوهم الذي حصل لابن عساكر
فقد أخرج أحمد بن منيع في مسنده [المطالب العالية (3/ 354) رقم 3165]، [إتحاف الخيرة للبوصيري (8/ 11)]
قال أحمد بن منيع وثنا كثير بن هشام ثنا فرات (عن) إسماعيل (بن) أبي المهاجر عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال سمعت خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلَّم ... (1)
وهذه الرِّواية تبين أن الراوي عن أبي ذر رضي الله عنه هو (ابن أبي المهاجر) وقد سقطت (ابن) من أحد الرُّواة
والحمل في هذا السقط و التحريف على:
أحمد بن عيسى بن على بن ماهان أبو جعفر الرازي الجوَّال
قال عنه أبونعيم في أخبار أصبهان (1/ 148): ((صاحب غرائب وحديث كثير))
وقال السَّمعاني في الأنساب (2/ 104): ((تكلموا فيه وفي رواياته))
وأنا أستغرب من الشيخ الألباني رحمه الله عندما قبل بهذا الشَّاهد الذي تفرَّد به هذا الرجل الذي لم يتابعه عليه غيره (حيث جعل الراوي عن أبي ذر هو أبو المهاجر)، ثم ذهب يبحث عن من يكنى بأبي المهاجر ويقول لعله هو؟!
¥(41/310)
2 _ أخرج أبو يعلى الموصلي في مسندة الكبير [المطالب العالية (3/ 354) رقم 3166]، [إتحاف الخيرة للبوصيري (9/ 518)] ولم يسق إسناده] ورواه عنه ابن حبان في المجروحين (2/ 381) ترجمة " مكبر بن عثمان التنوخي " وقد ساق ابن كثير إسناده في التفسير (سورة: الجاثية _ 21)، وأبو نعيم في الحلية (10/ 31) كلاهما من طريق الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلَّم
_ أبويعلى حدَّثنا مؤمَّل بن إهاب حدَّثنا مكبر بن عثمان التنوخي حدَّثنا الوضين بن عطاء ... بذكر أبي ذر في الإسناد
_ أبو نعيم حدَّثنا إسحاق بن أحمد حدَّثنا إبراهيم بن يوسف حدَّثنا أحمد بن أبي الحواري حدَّثنا مروان عن يزيد بن السمط عن الوضين ... بدون ذكر أبي ذر في الإسناد
الحكم على الرواية فيتبين أن هذا الخبر مروي بإسنادين مرسلين هما:
1 - الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلَّم. وهناك اختلاف في ذكر أبي ذر وعدم ذكره وكل ذلك لا يؤثر لأن يزيد بن مرثد لم يسمع من أبي ذر رضي الله عنه
2 - كثير بن سليمان ثنا فرات بن سلمان عن إسماعيل بن أبي المهاجر عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلَّم
أمَّا الأول: فيزيد بن بن مرثد قديم وقد أدرك معاذ بن جبل رضي الله عنه ولكنه لم يسمع منه أو من أبي ذرٍّ رضي الله عنهما، ومعاذ توفي (34 هـ)
ورواية أبي يعلى التي فيها زيادة أبي ذرٍّ في الإسناد هي من طريق (مكبر بن عثمان التنوخي) وهو منكر الحديث جدا كما قال ابن حبان.
أمَّا الطريق الثاني: إسماعيل بن أبي المهاجر فمولود عام (61هـ) وبين ولادته ووفاة أبي ذرٍّ رضي الله عنه قرابة (30 سنة)
ويزيد وإسماعيل شاميان واحتمال أخذ إسماعيل بن أبي المهاجر هذا الحديث من يزيد بن مرثد أو من أحد من سمعه منه كبير جدا، وقد بحثت في الرواة عن يزيد بن مرثد فلم أجد إسماعيل بن عبيدالله بن أبي المهاجر منهم، ولم أجد يزيد بن مرثد في شيوخ ابن أبي المهاجر.
وبهذا يتبين أن هذه الرِّواية ضعيفة لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلَّم لأنها لم تأت إلا من مرسل يزيد بن مرثد، والطريق الأخرى مأخوذة منها والله أعلم
هذا ما توصلت إليه بعد البحث والتتبع فيما بين يدي من مصادر.
والله أعلم وأحكم
وكتب أبو عبدالرحمن
خالد بن عمر الفقيه الغامدي
15/ 7/1425
==================
(1) تنبيه:
تصحفت (عن) و (بن) في هذا الاسم في جميع طبعات كتابي (المطالب العالية لابن حجر)، و (إتحاف الخيرة للبوصيري)
ولم أستطع الوقوف على أي من مخطوطاتهما، لعل من يملكهما من الإخوة يصور لنا هذا الموضع لنعرف هل الخطأ من نفس المخطوطات أم من المحققين.
والصَّواب فيها: ... ثنا فرات (عن) إسماعيل (بن) أبي المهاجر ...
وقد ارتكب محقق المطالب (13/ 199) _ الرسائل الجامعية_ خطأ حيث إنه نظر إلى الاسناد فوجده غير مستقيم فقام بإبدال (إسماعيل) بـ (سلمان) وقال إن هذا التصحيح بناء على ما في المصادر الأخرى
فأصبح الاسناد عنده هكذا: ... فرات بن (سلمان) عن أبي المهاجر ...
وكان الأولى به أن يثبت المتن كما هو ثم يكتب في الحاشية ما يراه صوابا.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[10 - 09 - 04, 03:13 ص]ـ
بورك في الموهوبة وشكرت الواهب وبلغت اشدها ورزقت برها واسأل الله أن يجعلها واباها وإخوتها مباركين على امة محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[10 - 09 - 04, 09:19 ص]ـ
بورك في الموهوبة وشكرت الواهب وبلغت اشدها ورزقت برها واسأل الله أن يجعلها واباها وإخوتها مباركين على امة محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 09 - 04, 09:34 ص]ـ
بورك في الموهوبة وشكرت الواهب وبلغت اشدها ورزقت برها واسأل الله أن يجعلها واباها وإخوتها مباركين على امة محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[11 - 07 - 05, 07:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا ورزقني وإياكم الذرية الصالحة الناصحة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 07 - 05, 09:19 م]ـ
فائدة
حول العبارة (غرائب حديثه كثير) ونحو ذلك في اصطلاح الاصفهانيين
في كتاب أبي الشيخ الأصفهاني - رحمه الله
في ترجمة أحمد بن الفرات الحافظ
(وغرائب حديثه وما يتفرد به كثير
)
¥(41/311)
(إسحاق بن الفيض بن محمد بن سليمان أبو يعقوب مولى عتاب بن أسيد بن أبي الفيض روى عن الوليد بن مسلم وأبي زهير عبد الرحمن بن مغراء ومهران الرازي وغيرهم حكي عنه أنه قال عندي عن عبد الرحمن بن مغراء ثلاثون ألف حديث توفي بعدالخمسين ومائتين وعنده أحاديث غرائب)
(عبد الرحمن بن عمر رسته يكنى أبا الحسن وكان رواية عن يحيى القطان وعمرو وعبد الرحمن بن مهدي والبصريين خرج إلى الري فحضر مجلسه أبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن مسلم بن وارة ويقال كان عنده عن بن مهدي ثلاثون ألف حديث وتوفي سنة ست وأربعين ومائتين ويقال سنة خمسين حكى إبراهيم بن محمد بن الحارث عن أحمد بن حنبل قال ما ذهبت يوما إلى عبد الرحمن بن مهدي إلا وجدت الأخوين الأزرقين عنده يعني عبد الرحمن وأخاه وله أحاديث يتفرد بها .......
وغرائب حديثه تكثر
(إسماعيل بن عبد الله بن مسعود بن حبير بن كيسان يكنى أبا بشر توفي سنة سبع وستين ومائتين وكان ممن يحفظ ويذاكر وكان قد دخل الشام ومصر والعراق وكان ممن يتفقه ويكتب الشروط وسمع من الحسين وبكر ومحمد بن زياد وحاتم بن عبيد الله وعن الكوفيين عن أبي نعيم وأبي غسان ومحمد بن الصلت وأحمد بن يونس وغيرهم عن البصريين عن أبي زيد والأنصاري والقعبني وغيرهم وعن الشاميين عن أبي اليمان وابن أبي مريم وآدم وعبد الله بن صالح وأبي مسهر وغيرهم وكان حافظا متقنا وغرائب حديثه تكثر
(أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار البصري قدم علينا مرتين المرة الثانية سنة ست وثمانين ومائتين وكان أحد حفاظ الدنيا رأسا فيه حكى أنه لم يكن بعد علي بن المديني أعلم بالحديث منه اجتمع عليه حفاظ أهل بغداد فبركوا بين يديه وبقي بمكة أشهرا فولي الحسبه فيما ذكر ثم خرج ومات بالرملة سنة اثنتين وتسعين وغرائب حديثه وما يتفرد به كثير
أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن أسيد الخزاعي توفي في صفر سنة إحدى وتسعين ومائتين من أهل المدينة انتقل إلى اليهودية يحدث عن القعنبي ومحمد بن كثير والحوضي وقرة بن حبيب وأبو الوليد والتبوذكي وغيرهم ثقة مأمون عنده أحاديث غرائب
)
(أبو العباس أحمد بن يونس بن المسيب الضبي البغدادي قدم أصبهان وتوفي سنة ثمان وستين ومائتين يحدث عن حجاج الأعور ويعلى ومحمد ابنا عبيد والناس قدم فلم يعرفوه وكتبوا في أمره إلى بغداد فأثنوا عليه ووثقوه وذكروا أن أباه كان له محل من السلطان وكان المحدثون توصوا له وحدث بأحاديث كثيرة عالية حسان)
قوله حسان = غرائب
ومن ذلك الفوائد
(حاجب بن أبي بكر ويسمى أركين كان ضريرا يكنى أبا العباس قدم علينا أيام بدر سنة ست وتسعون ومائتين وكان حافظا ذكيا كثير الفوائد)
(سلم بن عصام بن سلم بن المغيرة بن عبد الله بن أبي مريم يكنى بأبي أمية توفي سنة ثمان وثلاثمائة وهو بن أخي محمد بن المغيرة صاحب النعمان وكان شيخا صدوقا صاحب كتاب وكتبنا عنه أحاديث غرائب)
(سهل بن عثمان بن فارس العسكري أبو مسعود قدم أصبهان سنة ثلاثين ومائتين وخرج عنها سنة اثنتين وثلاثين ومائتين الى الري ثم رجع الى العراق ومات بعسكر مكرم وكان يروي عن شريك وأبي الأحوص وحفص وحماد بن زيد والأئمة كثير الفوائد)
(إسماعيل بن يزيد بن مردانبه أبو أحمد القطان توفي قبل الستين والمائتين يروي عن بن عيينة وسمع منه وسمع من الحميدي عن بن عيينة فاختلط حديثه ولم يتعمد الكذب وروى عن وكيع والوليد بن مسلم ومعن والناس وكان خيرا فاضلا كثير الفوائد والغرائب)
(عامر بن عامر بن عثمان بن سالم بن مسلم بن عبد الله مولى نصر بن مالك الهمداني كان يكنى أبا يحيى يعرف بحنك وكان ممن طلب الحديث وكتب يروي عن سليمان بن حرب ومسلم والتبوذكي والحوضي وغيرهم كثير الفوائد)
(الحسن بن علي بن نصر بن منصور الطوسي يكنى أبا علي قدم علينا سنة خمس وتسعين ومائتين وكان عنده كتاب أبي حاتم في القراءات وكتاب الأنساب عن الزبير بن بكار ومسائل أحمد وإسحاق عن إسحاق الكوسج وكان قد صنف الكتب والشيوخ كثير الحديث كثير الفوائد)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 07 - 05, 10:23 م]ـ
هذا الموضع يحتاج إلى تحرير ومراجعة للمخطوطات
لان أصل الخطأ هو
بين سلمان وإسماعيل
فرات بن سلمان تغير الى فرات عن إسماعيل
أو فرات عن إسماعيل تغير إلى فرات بن سلمان
سوا ء أكان الخطأ من أبي جعفر الرازي أو من غيره
فهذا هو أصل الخطأ
وبعد هذا قد يكون البعض اجتهد
فينبغي مراجعة النسخ الخطية للتأكد
فإسماعيل = اسمعيل
وهكذا
فليحرر هذا الموضع جيدا
والله أعلم بالصواب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 07 - 05, 01:20 ص]ـ
وفي فيض القدير
((كما لا يجتنى من الشوك العنب كذلك لا ينزل الفجار منازل الأبرار وهما طريقان فأيهما أخذتم أدركتم) إليه وفي رواية للعسكري وهما طريقان في أيهما سلكتم وردتم على أهله وفي رواية فأيهما أخذتم أدتكم إليه وهذا الحديث قد عده العسكري وغيره من الحكم والأمثال
(ابن عساكر) في تاريخه وكذا ابن منيع والعسكري (عن أبي ذر) وفيه مكبر بن عثمان التنوخي قال في الميزان عن ابن حبان: منكر الحديث جدا ثم ساق من مناكيره هذا الخبر)
انتهى
وهذا خلط عجيب من المناوي
¥(41/312)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 07 - 05, 01:34 ص]ـ
فائدة
مصدر الحافظ أحمد بن عبد الله الأصفهاني (أبو نعيم) في هذا الحديث
هو
كتاب إبراهيم بن يوسف الهسنجاني الحافظ(41/313)
حديث (العلماء ورثة الأنبياء) هل هو ضعيف؟
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[28 - 08 - 04, 05:12 ص]ـ
- عن كثير بن قيس قال كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فأتاه رجل فقال يا أبا الدرداء إني أتيتك من مدينة الرسول في حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال أبو الدرداء أما جئت لحاجة أما جئت لتجارة أما جئت إلا لهذا الحديث قال نعم قال فإني سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة والملائكة تضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب إن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وأورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر.
أخرجه ابن حبان في صحيحه , وابن ماجه , وابو داوود , والدارمي.
من طريق عبد الله بن داود عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس به.
و داود بن جميل قال عنه الحافظ: ويقال الوليد روى عن كثير بن قيس على خلف فيه وعنه عاصم بن رجاء بن حيوة ذكره بن حبان في الثقات وفي إسناد حديثه اختلاف يأتي في ترجمة كثير بن قيس قلت وقال الدارقطني مجهول وقال مرة هو ومن فوقه إلى أبي الدرداء ضعفاء وقال في العلل لا يصح داود وقال الأزدي ضعيف مجهول
وكثير بن قيس قال عنه الحافظ: ويقال قيس بن كثير شامي روى عن أبي الدرداء في فضل العلم وعنه داود بن جميل جاء في أكثر الروايات أنه كثير بن قيس على اختلاف في الإسناد إليه وتفرد محمد بن يزيد الواسطي في إحدى الروايتين عنه بتسمية قيس بن كثير وهو وهم وروى أبو عاصم النبيل عن الوليد بن مرة عن كثير بن قيس عن بن عمر حديثا آخر وذكره بن حبان في الثقات قلت قال بن سميع أمره ضعيف لم يثبته أبو سعيد يعني دحيما وقال الدارقطني ضعيف ووقع لابن قانع وهو بحت في معجم الصحابة فإن الحديث وقع له بدون ذكر أبي الدرداء فيه فذكر كثيرا بسبب ذلك في الصحابة فأخطأ
==============
وأخرجه احمد في المسند , والترمذي في سننه , من طريق:
محمد بن يزيد عن عاصم عن قيس بن كثير به.
قال أبو عيسى ولا نعرف هذا الحديث إلا من حديث عاصم بن رجاء بن حيوة وليس هو عندي بمتصل هكذا حدثنا محمود بن خداش بهذا الإسناد وإنما يروى هذا الحديث عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن الوليد بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهذا أصح من حديث محمود بن خداش ورأي محمد بن إسماعيل هذا أصح
==== فهل نحكم بضعف هذا الحديث؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 08 - 04, 09:40 ص]ـ
(هذا الكلام عن رواية هذا الحديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه فقط وللحديث شواهد متعددة عن صحابة آخرين)
بارك الله فيك أخي الكريم على ما تفضلت به، ولاشك أن هذا الحديث من رواية أبي الدرداء قد حصل فيه اضطراب واختلاف.
ولذلك ينبغي التقصي والبحث أكثر عن طرق الحديث وكلام العلماء وخاصة المتقدمين حول هذا الحديث
ولعلي أنقل كلام الزيلعي رحمه الله في تخريجه لأحاديث الكشاف لأن فيه فوائد متنوعة ثم يكمل الكلام بعد ذلك بإذن الله تعالى
قال الإمام الزيلعي رحمه الله في تخريج الأحاديث والآثار ج:3 ص:7
فحديث أبي الدرداء رواه أبو داوود والترمذي في كتاب العلم وابن ماجة في السنة فأبو داود وابن ماجة من حديث عاصم بن رجاء بن حيوة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس قال كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فجاءه رجل فقال يا أبا الدرداء إني جئتك من مدينة الرسول لحديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ما جئت لحاجة قال فإني سمعت رسول الله يقول (من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له من في السموات والأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر) انتهى
¥(41/314)
قال الترمذي لا يعرف هذا الحديث إلا عن عاصم بن رجاء بن حيوة وليس إسناده عندي بمتصل هكذا حدثنا محمود بن خداش هذا الحديث وإنما يروي هذا الحديث عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء عن النبي وهذا أصح من حديث محمود بن خداش انتهى
وقال المنذري في مختصره
وقد اختلف في هذا الحديث اختلافا كثيرا فقيل فيه كثير بن قيس وقيل قيس بن كثير وفي بعضها أن كثير بن قيس ذكر أنه جاءه رجل من المدينة وفي بعضها عن كثير بن قيس قال أتيت أبا الدرداء وهو جالس في مسجد دمشق
وفي بعضها جاءه رجل من أهل المدينة وهو بمصر ومنهم من أثبت في إسناده داود بن جميل ومنهم من أسقطه وروي عن كثير ابن قيس عن يزيد بن سمرة عن أبي الدرداء انتهى كلامه
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثالث من القسم الأول كرواية أبي داود
وخالفه الدراقطني فذكره في العلل وأعله بالاضطراب وضعف راويه فقال وعاصم بن رجاء ومن فوقه إلى أبي الدرداء ضعفاء ولا يثبت انتهى
وأعله ابن القطان أيضا في كتاب الوهم والإيهام فقال داود بن جميل وكثير ابن قيس لا يعلمان في غير هذا الحديث ولا نعلم روى عن كثير غير داود والوليد ابن مرة ولا نعلم روى عن داود غير عاصم بن رجاء إلى أن قال فالمتحصل من علته هو الجهل بحال راويين من رواته والاضطراب فيه ممن لم تثبت عدالته يعني عاصما انتهى
وفيه نظر فإن عاصم بن رجاء قال فيه أبو زرعة لا بأس به وقال ابن معين صويلح وقال ابن عبد البر ثقة مشهور وذكره ابن حبان في الثقات وروى له في صحيحه وروى عنه جماعة من الأئمة منهم أبو نعيم الفضل بن دكين والخربي وغيرهما وداود بن جميل وكثير بن قيس ذكرهما ابن حبان في الثقات وروى لهما في صحيحه وروى عن كثير جماعة داود بن جميل والوليد بن مرة الأوزاعي وروايته عنه في المعجم الكبير للطبراني وذكر ابن حبان في الثقات أنه روى عنه يزيد بن سمرة نعم لم أر من روى عن داود بن جميل غير عاصم ولهذا قال ابن عبد البر في كتاب العلم إنه مجهول لا يعرف هو ولا أبوه ولا نعلم أحدا روى عنه غير عاصم بن رجاء وذكره الأزدي أيضا في الضعفاء
وله طريق آخر عند أبي داود عن الوليد بن مسلم قال لقيت شبيب بن شيبة فحدثني به عن عثمان بن أبي سودة عن أبي الدرداء بمعناه مرفوعا وعثمان ابن أبي سودة قال فيه مروان بن محمد ثقة ثبت وذكره ابن حبان في الثقات وتوقف فيه ابن القطان لعدم معرفته بثقته وأما شبيب بن شيبة فلم أر له ذكر إلا في هذا الحديث
وقد رواه الطبراني في معجمه الكبير من حديث مسلم عن شعيب بن زريق سمعت عثمان بن أبي سودة قال قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء فقال له أبو الدرداء أما الذي قدمت له فذكر الحديث وفيه العلماء ورثة الأنبياء ليس فيه إن وهذه الرواية أشبه من رواية أبي داود وإسناده جيد وشعيب ابن زريق قال فيه دحيم لا بأس به وقال الدارقطني ثقة انتهى
وللحديث طريق سالمة من الضعف والاضطراب
رواه الطبراني في معجمه الكبير حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي ثنا أبي شيبان بن عبد الرحمن عن عتبة ابن عبد الله عن يونس بن يزيد عن عطاء بن أبي رباح عن أبي الدرداء فذكره
فشيخ الطبراني هو مطين صاحب المسند إمام حافظ وباقي رجاله محتج بهم في الصحيح ليس فيهم من تكلم فيه غير محمد بن الحسن الأسدي المعروف بالتل وقد احتج به البخاري وقال أبو داود صالح وقال ابن عدي لم أر بحديثه بأسا وضعفه ابن معين وابن حبان ويعقوب الفسوي والله أعلم) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 08 - 04, 10:47 ص]ـ
التعليق على بعض ما ذكره الزيلعي رحمه الله
قال (وقد رواه الطبراني في معجمه الكبير من حديث مسلم عن شعيب بن زريق سمعت عثمان بن أبي سودة قال قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء فقال له أبو الدرداء أما الذي قدمت له فذكر الحديث وفيه العلماء ورثة الأنبياء ليس فيه (إن)
وهذه الرواية أشبه من رواية أبي داود
وإسناده جيد وشعيب ابن زريق قال فيه دحيم لا بأس به وقال الدارقطني ثقة انتهى).
فالدارقطني له قول آخر في شعيب بن زريق حيث قال في العلل (7/ 117 - 118) (ضعيف لايمكن الحكم بقوله) انتهى.
ويحتاج كذلك للوقوف على السند كاملا من المعجم الكبير، وكذلك الرواي عن شعيب بن زريق ذكر الزيلعي أن اسمه مسلم (كما في المطبوع من التخريج)
وذكر المزي في تهذيب الكمال (12/ 524) (في الرواة عنه مسلم بن سالم البلحي) ولم أجد له ترجمة وفي طبقته سلم بن مسلم البلحي (وهو متهم)
قال البخاري في التاريخ الكبير ج:8 ص:337
يزيد بن سمرة عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال العلماء ورثة الأنبياء أن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر
وقال أحمد بن عيسى نا بشر بن بكر قال نا الأوزاعي قال وحدثني عبد السلام بن سليم عن يزيد بن سمرة وغيره من أهل العلم
وقال إسحاق عن عبد الرزاق عن بن المبارك عن الأوزاعي عن كثير بن قيس عن يزيد بن سمرة عن أبي الدرداء والأول أصح
وقال مسدد عن عبد الله بن داود عن عاصم بن رجاء عن داود بن جميل عن كثير بن قيس سمع أبا الدرداء سمعت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وقال أبو نعيم عن عاصم بن رجاء عمن حدثه عن كثير
وحول قول الزيلعي
وللحديث طريق سالمة من الضعف والاضطراب
رواه الطبراني في معجمه الكبير حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي ثنا أبي شيبان بن عبد الرحمن عن عتبة ابن عبد الله عن يونس بن يزيد عن عطاء بن أبي رباح عن أبي الدرداء فذكره
فشيخ الطبراني هو مطين صاحب المسند إمام حافظ وباقي رجاله محتج بهم في الصحيح ليس فيهم من تكلم فيه غير محمد بن الحسن الأسدي المعروف بالتل وقد احتج به البخاري وقال أبو داود صالح وقال ابن عدي لم أر بحديثه بأسا وضعفه ابن معين وابن حبان ويعقوب الفسوي والله أعلم) انتهى.
فأولا الكلام في الانقطاع بين عطاء وأبي الدرداء
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله (فعلى تقدير مولده لايصح سماعه من أبي الدرداء)
ثانيا يونس بن يزيد تكلم العلماء في روايته عن غير الزهري.
¥(41/315)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[30 - 08 - 04, 04:44 م]ـ
ويحتاج كذلك للوقوف على السند كاملا من المعجم الكبير، وكذلك الرواي عن شعيب بن زريق ذكر الزيلعي أن اسمه مسلم (كما في المطبوع من التخريج) وذكر المزي في تهذيب الكمال (12/ 524) (في الرواة عنه مسلم بن سالم البلحي) ولم أجد له ترجمة وفي طبقته سلم بن مسلم البلحي (وهو متهم)
أحسنت شيخي الفاضل وفقك الله عندما قيدت ذلك بالمطبوع من كتاب الزيلعي لأنه غير صحيح وفيه سقط والله أعلم
الراوي عن شعيب بن زريق هو: الوليد بن مسلم الدمشقي
راجع: تحفة الأشراف للمزي (8/ 227) رقم (10951)
راجع جامع المسانيد لابن كثير (13/ 3984) رقم (11096)، قلعجي، ط2
وقد أختلف على الوليد بن مسلم في الحديث على ثلاثة أوجه:
1 - الوليد بن مسلم عن شبيب بن شيبة الدمشقي عن عثمان بن أبي سودة عن أبي الدرداء
2 - الوليد بن مسلم عن شعيب بن زريق عن عثمان بن أبي سودة عن أبي الدرداء
3 - الوليد بن مسلم عن خالد بن أبي مالك عن عثمان بن أبي سودة عن أبي الدرداء
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 08 - 04, 05:24 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل خالد
أحسنت على هذا التنبيه نسأل الله أن يرزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح.
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[30 - 08 - 04, 10:18 م]ـ
ما شاء الله ما شاء الله ,, ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
جزاكما الله خيرا , وزادكما علما وتقا وهداية
==============
هل وقع نظر احدكما على الطريق التي اخرجها الطبراني , او التي عند ابي نعيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(41/316)
هل الحديث صحيح عن ابوبكر رضي الله عنه ? ان الله يقول لك انه راض عنك فهل انت راض عنه
ـ[محب الالباني]ــــــــ[30 - 08 - 04, 11:07 ص]ـ
السلام عليكم ..
الأخوة الأفاضل
هل هذا الحديث صحيح عن ابوبكر رضي الله عنه ?
ما معناه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبو بكر:
(ان الله يقول لك انه راض عنك فهل انت راض عنه)! ?
وجزاكم ربي خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 08 - 04, 04:09 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الحديث لايصح
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير سورة الحديد
وقد قال أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي عند تفسير هذه الآية
أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أخبرنا عبد الله بن حامد بن محمد أخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيوب أخبرنا محمد بن يونس حدثنا العلاء بن عمرو الشيباني حدثنا أبو إسحاق الفزاري حدثنا سفيان بن سعيد عن آدم بن علي عن بن عمر قال كنت عند النبي وعنده أبو بكر الصديق وعليه عباءة قد خلها في صدره بخلال فنزل جبريل فقال مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلها في صدره بخلال فقال أنفق ماله علي قبل الفتح قال فإن الله يقول إقرأ عليه السلام وقل له أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط فقال رسول الله يا أبا بكر إن الله يقرأ عليك السلام ويقول لك أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط فقال أبو بكر رضي الله عنه أسخط على ربي عز وجل إني عن ربي راض
هذا الحديث ضعيف الإسناد من هذا الوجه
وقال أبو نعيم في الحلية (7/ 105)
حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا محمد بن نهشل بن عبدالواحد البصري وما سمعته إلا منه ثنا الحسن بن حسين أبو علي الأسواري ثنا سفيان الثوري عن آدم بن علي عن ابن عمر ح وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا زكريا الساجي ح وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبدالله بن محمد بن زكريا قالا ثنا عمرو بن حفص الشيباني ثنا العلاء بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري عن سفيان الثوري عن آدم بن علي عن ابن عمر قال بينا النبي جالس وعنده أبو بكر الصديق وعليه عباءة قد جللها على صدره بجلال إذ نزل عليه جبريل عليه السلام فأقرئه من الله السلام وقال يا رسول الله مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد جللها على صدره بجلال قال يا جبريل أنفق ماله على قبل الفتح قال فأرئه من الله السلام وقل له يقول لك ربك أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط فالتفت النبي إلى أبي بكر فقال يا أبا بكر هذا جبريل يقرئك السلام من الله ويقول أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط فبكى أبو بكر وقال أعلى ربي أغضب أنا عن ربي راض أنا عن ربي راض غريب من حديث الثوري لم نكتبه إلا من حديث الفزاري وحديث الأسواري لم نكتبه إلا عن محمد بن عمر بن سلم
وقال ابن حبان في المجروحين ج:2 ص:185
العلاء بن عمرو شيخ يروي عن أبي إسحاق الفزاري العجائب لا يجوز الاحتجاج به بحال روى عن أبي إسحاق الفزاري عن سفيان الثوري عن آدم بن علي عن بن عمر قال بينما النبي جالس وعنده أبو بكر وعليه عباء قد خللها على صدره بخلال إذ نزل عليه جبريل فأقرأه من الله السلام وقال يا رسول الله مالي أرى أبا بكر عليه عباء قد خللها على صدره بخلال فقال يا جبريل أنفق ماله علي قال فاقرأه من الله السلام وقل له يقول لك ربك أراض أنت عني في فقرك أم ساخط قال فالتفت النبي إلى أبي بكر فقال يا أبا بكر هذا جبريل يقرئك من الله السلام ويقول أراض أنت في فقرك هذا أم ساخط قال فبكى أبو بكر وقال أعلى ربي أغضب أنا عن ربي راض
أخبرناه الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا عمر بن حفص الشيباني قال حدثنا العلاء بن عمرو قال حدثني الفزاري عن سفيان الثوري
وقال الخطيب في تاريخ بغداد
محمد بن بابشاذ أبو عبيد الله البصري سكن بغداد وحدث بها عن عبيد الله بن معاذ العنبري وبشر بن معاذ العقدى وسلمة بن حبيب النيسابوري والحسن بن الحسين الاسوارى روى عنه عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن الواثق الهاشمي وعمر بن بشران السكري ومحمد بن خلف بن جيان الخلال وغيرهم في حديثه غرائب ومناكير أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا عمر بن بشران ومحمد بن خلف بن جيان الخلال وأخبرنا القاضيان أبو العلاء محمد بن على الواسطي وعلى بن المحسن أبو القاسم التنوخي قالا نبأنا محمد بن خلف بن جيان قال نبأنا أبو عبيد الله محمد بن بابشاذ البصري زاد بن بشران مولى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وقال القاضيان في حديثهما ببغداد وحدثنا أبو طالب يحيى بن على بن الطيب الدسكري لفظا بحلوان قال أنبأنا أبو بكر بن المقرئ بأصبهان قال نبأنا محمد بن بابشاذ أخو سهل الجبائى ببغداد قال نبأنا الحسن بن الحسين أبو على الاسوارى قال نبأنا سفيان بن سعيد الثوزي عن آدم بن على عن بن عمر قال كنت عند النبي وعنده أبو بكر الصديق عليه عبادة قد خلها على صدره بخلال فنزل عليه جبريل فقال مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلها على صدره بخلال قال انفق ماله على قبل الفتح قال فاقرئه عن الله السلام وقل له يقول لك ربك يا أبا بكر اراض أنت عنى في فقرك هذا أم ساخط قال فالتفت النبي إلى أبى بكر فقال يا أبا بكر هذا جبريل يقرئك عن الله السلام ويقول لك اراض أنت عنى في فقرك هذا أم ساخط قال فبكى أبو بكر وقال أعلى ربي اسخط انا عن ربي راض انا عن ربي راض انا عن ربي راض
وأخبرنا التنوخي قال نا محمد بن خلف بن جيان قال نا محمد بن بابشاذ قال نا عمر بن حفص بن صبيح اليماني الشيباني قال حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي قال نبأنا الأشجعي عن الثوري عن آدم بن على عن بن عمر عن رسول الله بمثله قال الشيخ أبو بكر رواه أيضا محمد بن الحسين الحنيني وغيره عن العلاء بن عمرو الشيباني عن أبى إسحاق الفزاري عن الثوري أخبرنا محمد بن على الصلحى قال نا عبد الله بن محمد بن عثمان الحافظ قال نا أبو عبيد الله محمد بن بابشاذ البصري بها وكان يسأل عن هذا الحديث كثيرا ولم يكتبه الا عنه.
¥(41/317)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[30 - 08 - 04, 06:59 م]ـ
جزي الله شيخنا عبدالرحمن الفقيه خيرا
وفي ميزان الإعتدال للحافظ الذهبي:" 5/ 128"
عمر بن حفص السياري حدثنا العلاء بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري عن سفيان عن آدم بن علي عن ابن عمر قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالس وعنده أبو بكر عليه عباء قد خللها على صدره بخلال إذ نزل جبرائيل فأقرأه من الله السلام وقال مالي أرى أبا بكر عليه عباء قد خللها قال يا جبرائيل أنفق ماله علي قال فأقرئه من الله السلام وقل له يقول لك ربك أراض أنت عني في فقرك أم ساخط وذكر الحديث ... وهو كذب
وقال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء:
حديث ابن عمر " بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وعنده أبو بكر وعليه عباءة قد خللها على صدره بخلال إذ نزل جبريل عليه السلام فأقرأه عن الله السلام وقال له: يا رسول الله ما لي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خللها على صدره بخلال؟ فقال: أنفق ماله علي قبل الفتح، قال: فأقرئه من الله السلام وقل له يقول لك ربك أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ قال: فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر وقال: يا أبا بكر هذا جبريل يقرئك السلام من الله ويقول أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ قال: فبكى أبو بكر رضي الله عنه وقال: أعلى ربي أسخط أنا عن ربي راض "
أخرجه ابن حبان والعقيلي في الضعفاء، قال الذهبي في الميزان: هو كذب.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 08 - 04, 08:27 م]ـ
جزى الله الشيخ أبو عمرو المصري خيرا على ما تفضل به وأفادنا به.
ـ[محب الالباني]ــــــــ[31 - 08 - 04, 11:10 ص]ـ
الشيخين الفاضلين عبدالرحمن الفقيه و أبو عمرو المصري
جزاكما الله خيرا واحسن الله اليكما ورفع شأنكما في الدنيا والأخرة
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[31 - 08 - 04, 03:20 م]ـ
جزاكم الله جميعا خيرا إخواني الأفاضل وألف بين قلوبنا وجمعنا على الخير.
ـ[أبو عمر المدني]ــــــــ[01 - 09 - 04, 02:17 م]ـ
محب الألباني ..
يا ليت تجمع أقوال الجفري وردود الإخوة عليه في هذا الباب ..
http://www.d-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=21
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - 09 - 04, 05:18 م]ـ
أخي .. لو جعلت موضوعا خاصا للجفري والرد عليه لكان أولى لأن هذا الرجل ثبت كذبه وضلاله ونقولاته عن أهل العلم محرفة مع إغراق في التعصب للصوفية وجهل كبير .. فابدأ موضوعا جديدا وكل من الأخوة الأفاضل يدلي بدلوه وقد أحضرت مجموعة من دروسهعلى الفضائيات-لأنني لا أشاهدها- وسأبدأ في سماعها إن شاء الله وتدوين ما فيها من ضلالات وأخطاء .. مع الإشارة إلى جهود الأخوة في شبكة المجهر وكذا الأخوة في منتدى الدفاع عن السنة جزاهم الله خيرا جميعا.
ـ[عبدالعزيز الشبل]ــــــــ[02 - 09 - 04, 12:42 ص]ـ
للشيخين الفاضلين: شكر الله سعيكما،،
فائدة سريعة في الحكم على الحديث، السيوطي في تاريخ الخلفاء (37) قال عنه: غريب وسنده ضعيف جدا، وبقية الكلام في الحديث هناك (ولا أدري هل الكلام للسيوطي أم للذهبي لأن الكتاب اختصار لتاريخ الذهبي)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 09 - 04, 07:39 ص]ـ
فوائد سريعة لكنها نفيسة، جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل عبدالعزيز الشبل.
وهذا الكلام على الحديث لم اجده في تاريخ الإسلام (تحقيق التدمري)
ولا في (سير أعلام النبلاء (ثلاث مجلدات هي نفس مقدمة تاريخ الإسلام (السيرة والخلفاء الراشدون)) التي طبعها بشار عواد في ثلاث مجلدات (واختصر بعض مواضع!).
ـ[ابن عبدالقدوس]ــــــــ[02 - 09 - 04, 03:12 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء على هذا التخريج النفيس
لكن
لأن سؤال السائل يختص بموضوع أعم من حادثة معينة كحادثة أبي بكر رضي الله عنه
فالذي أعلمه صحة قول المسلم إني عن ربي راضٍ
لأدلة منها قوله سبحانه "رضي الله عنهم ورضوا عنه"
وحديث رضيت بالله ربا
وحديث فمن رضي فله الرضى
وغيرها كثير
والله أعلم(41/318)
هل الرعد ملك؟
ـ[الهادي]ــــــــ[30 - 08 - 04, 12:38 م]ـ
أرجوا من الأخوة الأفاضل إفادتى بمدى صحة حديث الرعد المروى عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال:
{الرعد ملك من الملائكة موكل بالسحاب، [بيديه أو في يده بخراق من نار يزجر به السحاب]، و الصوت الذي يسمع منه زجرة السحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمره}
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 08 - 04, 03:06 م]ـ
فيه نظر وإن صححه بعض المتأخرين وأقرب ما يكون أنه من أقوال التفسير وقد تكون من الروايات الإسرائيلية
وهناك كتاب لابن أبي الدنيا فيه عدد من الروايات.
ـ[الهادي]ــــــــ[30 - 08 - 04, 05:18 م]ـ
أكرمك الله بالجنة فضيلة الشيخ
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 08 - 04, 05:35 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ولعلي أسوق طرق الحديث شيئا فشيئا مع الكلام عليها للفائدة
قال السيوطي في الدر المنثور
وأخرج ابن مردويه عن عمرو بن بجاد الأشعري - رضي الله عنه - قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسم السحاب عند الله العنان والرعد ملك يزجر السحاب
والبرق طرف ملك يقال له روقيل
وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن خزيمة بن ثابت - وليس بالأنصاري - رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن منشأ السحاب فقال إن ملكا موكل بالسحاب يلم القاصية ويلحم الدانية في يده مخراق فإذا رفع برقت وإذا زجر رعدت وإذا ضرب صعقت
أخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والضياء في المختارة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء فإن أنبئتانا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك
فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قال (والله على ما نقول وكيل) (سورة القصص آية 28) قال هاتوا
قالوا أخبرنا عن علامة النبي
قال تنام عيناه ولا ينام قلبه
قالوا أخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر قال يلتقي الماءان فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت
وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت
قالوا أخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه فقال كان يشتكي عرق النسا فلم يجد شيئا يلائمه إلا ألبان كذا وكذا - يعني الإبل - فحرم لحومها
قالوا صدقت قالوا أخبرنا ما هذا الرعد قال ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب بيديه مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله قالوا فماذا الصوت الذي نسمع قال صوته
قالوا صدقت إنما بقيت واحدة وهي التي نتابعك إن أخبرتنا أنه ليس من نبي إلا له ملك يأتيه بالخبر فأخبرنا من صاحبك قال جبريل
قالوا جبريل
ذلك ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والمطر لكان
فأنزل الله (قل من كان عدوا لجبريل) (سورة البقرة آية 97) إلى آخر الآية
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المطر وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه والخرائطي في مكارم الأخلاق عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال الرعد ملك
والبرق ضربه السحاب بمخراق من حديد
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ والخرائطي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال الرعد ملك يسوق السحاب بالتسبيح كما يسوق الحادي الإبل بحدائه
وأخرج البخاري في الأدب المفرد وابن أبي الدنيا في المطر وابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان إذا سمع صوت الرعد قال سبحان الذي سبحت له وقال إن الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال الرعد ملك من الملائكة اسمه الرعد وهو الذي تسمعون صوته والبرق سوط من نور يزجر به الملك السحاب
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما قال الرعد ملك اسمه الرعد وصوته هذا تسبيحه فإذا اشتد زجره احتك السحاب واصطدم من خوفه فتخرج الصواعق من بينه
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال الرعد ملك يزجر السحاب بالتسبيح والتكبير
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال ما خلق الله شيئا أشد سوقا من السحاب ملك يسوقه
والرعد صوت الملك يزجر به والمخاريق يسوقه بها
وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن عمرو أنه سئل عن الرعد فقال ملك وكله الله بسياق السحاب فإذا أراد الله أن يسوقه إلى بلد أمره فساقه فإذا تفرق عليه زجره بصوته حتى يجتمع كما يرد أحدكم ركانه ثم تلا هذه الآية ويسبح الرعد بحمده
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - قال الرعد ملك ينشئ السحاب ودويه صوته
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله ويسبح الرعد بحمده قال هو ملك يسمى الرعد وذلك الصوت تسبيحه
وأخرج ابن جرير والخرائطي وأبو الشيخ عن أبي صالح - رضي الله عنه - ويسبح الرعد بحمده قال ملك من الملائكة
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في سننه عن عكرمة - رضي الله عنه - قال إن الرعد ملك من الملائكة وكل بالسحاب يسوقها كما يسوق الراعي الإبل
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن شهر بن حوشب - رضي الله عنه - قال إن الرعد ملك يزجر السحاب كما يحث الراعي الإبل فإذا شذت سحابة ضمها فإذا اشتد غضبه طار من فيه النار فهي الصواعق وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد أن رجلا سأله عن الرعد فقال ملك يسبح بحمده
وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال الرعد الملك والبرق الماء
وأخرج الخرائطي عن عكرمة - رضي الله عنه - قال الرعد ملك يزجر السحاب بصوته
وأخرج الخرائطي عن مجاهد - رضي الله عنه - مثله
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عمرو بن أبي عمرو عن الثقة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا سحاب ينشئ الله عز وجل فينزل الله منه الماء فما من منطق أحسن من منطقه ولا من ضحك أحسن من ضحكه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم منطقه الرعد وضحكه البرق.
¥(41/319)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 08 - 04, 09:17 ص]ـ
قال السيوطي
أخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والضياء في المختارة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء فإن أنبئتانا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك
فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قال (والله على ما نقول وكيل) (سورة القصص آية 28) قال هاتوا
قالوا أخبرنا عن علامة النبي
قال تنام عيناه ولا ينام قلبه
قالوا أخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر قال يلتقي الماءان فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت
وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت
قالوا أخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه فقال كان يشتكي عرق النسا فلم يجد شيئا يلائمه إلا ألبان كذا وكذا - يعني الإبل - فحرم لحومها
قالوا صدقت قالوا أخبرنا ما هذا الرعد قال ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب بيديه مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله قالوا فماذا الصوت الذي نسمع قال صوته
قالوا صدقت إنما بقيت واحدة وهي التي نتابعك إن أخبرتنا أنه ليس من نبي إلا له ملك يأتيه بالخبر فأخبرنا من صاحبك قال جبريل
قالوا جبريل ذلك ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والمطر لكان
فأنزل الله (قل من كان عدوا لجبريل) (سورة البقرة آية 97) إلى آخر الآية.
-----------------------
فذكر رواية الرعد هنا تفرد بها بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير بينما لم يذكرها غيره ممن روى الحديث فقد رواة الأعمش وسفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير بدونها
وبكير بن شهاب قال عنه أبو حاتم شيخ وذكره ابن حبان في الثقات وقال الذهبي في الميزان عراقي صدوق وقال ابن حجر في التقريب مقبول.
ولذلك قال أبو نعيم في الحلية (4/ 305) (غريب من حديث سعيد، تفرد به بكير).
فهذه الرواية شاذة لاتصح، والله تعالى أعلم.
يتبع بإذن الله
ـ[الهادي]ــــــــ[31 - 08 - 04, 04:21 م]ـ
بانتظار الإستزادة من علم فضيلتكم حفظكم الله ذخراً للإسلام
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[15 - 12 - 05, 10:26 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[15 - 12 - 05, 08:21 م]ـ
أرجو نقل نص ما كتبه أبو الشيخ في العظمة وغيره مما هو مطبوع بخصوص هذه المسألة
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد مصطفى عزت]ــــــــ[23 - 09 - 10, 09:25 م]ـ
و هذا رابط لكتاب فيه تخريج كامل للحديث و بيان ضعفه و علله:
http://www.sharjah.ac.ae/Arabic/About_UOS/UOSPublications/SciencesHumanities/Issues/Documents/2_2/2.pdf(41/320)
أفيدونا أفادكم الله!! حول ما جاء في الحديث ((بـ (نعمان) - يعني عرفة))
ـ[أمين هشام]ــــــــ[30 - 08 - 04, 06:36 م]ـ
جاء في الحديث الذي صححه الالباني ...... "أخذ الله تبارك و تعالى الميثاق من ظهر آدم بـ (نعمان) - يعني عرفة - فأخرج من صلبه كل ذرية ذراها، فنثرهم بين يديه كالذر، ثم كلمهم قبلا قال: " ألست بربكم قالوا: بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل و كنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ""
كما روي الحديث برويات اخرى صحيحة بصيغة ((((يوم عرفة))))!!
سؤالنا هو من القائل ((((((يعني عرفة))))))؟؟
أهو الرسول عليه الصلاة والسلام, أم راوي الحديث؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 08 - 04, 07:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هذا الحديث بارك الله فيك لايصح مرفوعا والصواب فيه الوقف على ابن عباس رضي الله عنهما كما قاله الحافظ ابن منده في الرد على الجهمية وكذلك ابن كثير في التفسير والبداية والنهاية (ينظر أحاديث معلة للشيخ مقبل الوادعي ص 192).
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله
(حديث آخر) قال الإمام أحمد حدثنا حسين بن محمد حدثنا جرير يعني ابن حازم عن كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
«أخذ الله الميثاق من ظهر آدم عليه السلام بنعمان يوم عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرها بين يديه ثم كلمهم قبلاً قال: {أَلَسْتَ بِرَبّكُمْ قَالُواْ بَلَى? شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ ?لْقِيَـ?مَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـ?ذَا غَـ?فِلِينَ * أَوْ تَقُولُواْ ... إِلَى? ... قَوْلُهُ ... ?لْمُبْطِلُونَ}
وقد روى هذا الحديث النسائي في كتاب التفسير من سننه عن محمد بن عبد الرحيم صاعقة عن حسين بن محمد المروزي به، ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم من حديث حسين بن محمد به، إلا أن ابن أبي حاتم جعله موقوفاً، وأخرجه الحاكم في مستدركه من حديث حسين بن محمد وغيره عن جرير بن حازم عن كلثوم بن جبر به، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد احتج مسلم بكلثوم بن جبير، هكذا قال، وقد رواه عبد الوارث عن كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فوقفه، وكذا رواه إسماعيل بن علية ووكيع عن ربيعة بن كلثوم عن جبر عن أبيه به، وكذا رواه عطاء بن السائب وحبيب بن أبي ثابت وعلي بن بذيمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وكذا رواه العوفي وعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس فهذا أكثر وأثبت والله أعلم. وقال ابن جرير حدثنا ابن وكيع حدثنا أبي عن أبي هلال عن أبي جمرة الضبعي عن ابن عباس قال أخرج الله ذرية آدم من ظهره كهيئة الذر وهو في آذى من الماء. وقال أيضاً حدثنا علي بن سهل حدثنا ضمرة بن ربيعة حدثنا أبو مسعود عن جويبر قال مات ابن الضحاك بن مزاحم ابن ستة أيام قال: فقال: ياجابر إذا أنت وضعت ابني في لحده فأبرز وجهه وحل عنه عقده فإن ابني مجلس ومسؤول ففعلت به الذي أمر فلما فرغت قلت يرحمك الله عمَّ يسأل ابنك من يسأله إياه قال: يسأل عن الميثاق الذي أقر به في صلب آدم قلت: ياأبا القاسم وما هذا الميثاق الذي أقر به في صلب آدم قال:
حدثني ابن عباس: إن الله مسح صلب آدم فاستخرج منه كل نسمة هو خلقها إلى يوم القيامة فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وتكفل لهم بالأرزاق ثم أعادهم في صلبه فلن تقوم الساعة حتى يولد من أعطى الميثاق يومئذ فمن أدرك منهم الميثاق الآخر فوفى به نفعه الميثاق الأول ومن أدرك الميثاق الآخر فلم يف به لم ينفعه الميثاق الأول ومن مات صغيراً قبل أن يدرك الميثاق الآخر مات على الميثاق الأول على الفطرة فهذه الطرق كلها مما تقوي وقف هذا على ابن عباس والله أعلم.
¥(41/321)
(حديث آخر) قال ابن جرير حدثنا عبد الرحمن بن الوليد حدثنا أحمد بن أبي طيبة عن سفيان بن سعيد عن الأجلح عن الضحاك عن منصور عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِى ءادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرّيَّتَهُمْ} [الأعراف:271] قال: أخذوا من ظهره كما يؤخذ بالمشط من الرأس فقال لهم {أَلَسْتَ بِرَبّكُمْ قَالُواْ بَلَى?} [الأعراف:271] قالت الملائكة {شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ ?لْقِيَـ?مَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـ?ذَا غَـ?فِلِينَ} [الأعراف:271] أحمد بن أبي طيبة هذا هو أبو محمد الجرجاني قاضي قومس كان أحد الزهاد أخرج له النسائي في سننه وقال أبو حاتم الرازي: يكتب حديثه وقال ابن عدي حدث بأحاديث كثيرة غرائب وقد روى هذا الحديث عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو، وكذا رواه ابن جرير عن منصور به وهذا أصح والله أعلم.
(حديث آخر) قال الإمام أحمد حدثنا روح هو ابن عبادة حدثنا مالك وحدثنا إسحاق حدثنا مالك عن زيد بن أبي أنيسة أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أخبره عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِى ءادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبّكُمْ قَالُواْ بَلَى?} [الأعراف:271] الآية فقال عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها فقال
«إن الله خلق آدم عليه السلام ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية قال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية قال خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون «فقال رجل يارسول الله ففيم العمل؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا خلق الله العبد للجنة استعمله بأعمال أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بأعمال أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله به النار»
وهكذا رواه أبو داود عن القعنبي والنسائي عن قتيبة والترمذي في تفسيرهما عن إسحاق بن موسى عن معن وابن أبي حاتم عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب وابن جرير عن روح بن عبادة وسعيد بن عبد الحميد بن جعفر، وأخرجه ابن حبان في صحيحه من رواية أبي مصعب الزبيري كلهم عن الإمام مالك بن أنس به قال الترمذي وهذا حديث حسن ومسلم بن يسار لم يسمع عمر كذا قاله أبو حاتم وأبو زرعة زاد أبو حاتم وبينهما نعيم بن ربيعة وهذا الذي قاله أبو حاتم رواه أبو داود في سننه عن محمد بن مصفى عن بقية عن عمر بن جعثم القرشي عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن مسلم بن يسار الجهني عن نعيم بن ربيعة قال كنت عند عمر بن الخطاب وقد سئل عن هذه الآية {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِى ءادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرّيَّتَهُمْ} [الأعراف:271] فذكره وقال الحافظ الدارقطني وقد تابع عمر بن جعثم يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي وقولهما أولى بالصواب من قول مالك والله أعلم، قلت: الظاهر أن الإمام مالكاً إنما أسقط ذكر نعيم بن ربيعة عمداً لما جهل حال نعيم بن ربيعة ولم يعرفه فإنه غير معروف إلا في هذا الحديث ولذلك يسقط ذكر جماعة ممن لا يرتضيهم ولهذا يرسل كثيراً من المرفوعات ويقطع كثيراً من الموصولات والله أعلم.
(حديث آخر) قال الترمذي عند تفسيره هذه الآية حدثنا عبد بن حميد حدثنا أبو نعيم حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
«لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء قال: هؤلاء ذريتك فرأى رجلاً منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه قال: أي رب من هذا قال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود قال رب وكم جعلت عمره قال ستين سنة قال أي رب زده من عمري أربعين سنة فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت قال أو لم يبق من عمري أربعون سنة قال أو لم تعطها ابنك داود قال فجحد آدم فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته وخطىء آدم فخطئت ذريته»
¥(41/322)
ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه الحاكم في مستدركه من حديث أبي نعيم الفضل بن دكين به وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه أنه حدث عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحو ما تقدم إلى أن قال:
«ثم عرضهم على آدم فقال ياآدم هؤلاء ذريتك وإذا فيهم الأجذم والأبرص والأعمى وأنواع الأسقام فقال آدم: (أثر آخر) قال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب في قوله تعالى {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِى ءادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرّيَّتَهُمْ} [الأعراف:271] الآيات قال: فجمعهم له يومئذ جميعاً ما هو كائن منه إلى يوم القيامة فجعلهم أرواحاً ثم صورهم ثم استنطقهم فتكلموا وأخذ عليهم العهد والميثاق {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبّكُمْ قَالُواْ بَلَى?} [الأعراف:271] الآية قال: فإني أشهد عليكم السماوات السبع والأرضين السبع وأشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا اعلموا أنه لا إله غيري ولا رب غيري ولا تشركوا بي شيئاً وإني سأرسل إليكم رسلاً يذكرونكم عهدي وميثاقي وأنزل عليكم كتبي قالوا: نشهد أنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك فأقروا له يومئذ بالطاعة ورفع أباهم آدم فنظر إليهم فرأى فيهم الغني والفقير وحسن الصورة ودون ذلك فقال: يارب لو سويت بين عبادك؟ قال: إني أحببت أن أشكر ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج عليهم النور وخصوا بميثاق آخر من الرسالة والنبوة فهو الذي يقول تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ ?لنَّبِيّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْر?هِيمَ وَمُوسَى? وَعِيسَى ?بْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مّيثَاقًا غَلِيظاً} [الأحزاب: 7] الآية وهو الذي يقول {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ ?للَّهِ ?لَّتِى فَطَرَ ?لنَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ?للَّهِ} [الروم:03] الآية ومن ذلك قال {هَـ?ذَا نَذِيرٌ مّنَ ?لنُّذُرِ ?لاْوْلَى?} [النجم:65] ومن ذلك قال {وَمَا وَجَدْنَا لاِكْثَرِهِم مّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَـ?سِقِينَ} [الأعراف:201] الآية، رواه عبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه، ورواه ابن أبي حاتم وابن جرير وابن مردويه في تفاسيرهم من رواية أبي جعفر الرازي به وروي عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والحسن وقتادة والسدي وغير واحد من علماء السلف سياقات توافق هذه الأحاديث اكتفينا بإيرادها عن التطويل بتلك الآثار كلها وبالله المستعان. فهذه الأحاديث دالة على أن الله عز وجل استخرج ذرية آدم من صلبه وميز بين أهل الجنة وأهل النار، وأما الإشهاد عليهم هناك بأنه ربهم فما هو إلا في حديث كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وفي حديث عبد الله بن عمرو وقد بينا أنهما موقوفان لا مرفوعان كما تقدم) انتهى.
يتبع بإذن الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 08 - 04, 07:34 م]ـ
كذلك بارك الله فيك (جبل نعمان) غير عرفة
فجبل نعمان يقع على يمين الخارج من مكة على طريق التنعيم إذا وقف عند مسجد التنعيم (مسجد عائشة رضي الله عنها)
ينظر كتاب (الحرم المكي الشريف والحدود المحيطة به) لعبدالملك بن دهيش ص (254 - 259)
ومعالم مكة التاريخية والأثرية لعاتق بن غيث البلادي ص 304 - 307.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 08 - 04, 07:49 م]ـ
فعلى هذا يقال إن الأصح الروايات التي ورد فيها يوم عرفه أو أن المقصود بقوله عرفة أنها قريبة من نعمان.
ـ[أمين هشام]ــــــــ[31 - 08 - 04, 12:23 ص]ـ
ما شاء الله .. تبارك الله .. ما أسعدنا بك يا عبد الرحمن!.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 08 - 04, 04:50 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أمين واسعدنا وإياك بطاعته.
كان يمكن كذلك عرض الروايات الواردة للأثر ومقارنة الروايات ودراسة رجالها وبيان الرواة الذين رووه بلفظ (في عرفة) والرواة الذين رووه بلفظ (يوم عرفة) فإن أحببت ذكر ذلك فلابأس من المدارسة فيه، وجزاكم الله خيرا.(41/323)
ما صحة هذا القول عن آية الكرسى؟
ـ[الصياد]ــــــــ[30 - 08 - 04, 08:59 م]ـ
وصلتنى هذه الرسالة عن سورة الكرسى واحببت ان اتأكد عن صحتها .. فلو ثبت صحتها لاخذتها وان ثبت خطئها نبهت من ارسلها.
بسم الله الرحمن الرحيم * *الله لا إله إلا هو الحي القيوم*لا تأخذه سنة ولا نوم* له ما في السموات و ما في الارض* من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه*يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم*ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والارض*ولا يؤده حفظهما و هو العلي العظيم* * صدق الله العظيم *
سأل بني إسرائيل رسولهم موسي هل ينام ربك؟؟؟؟ * فقال موسي * إتقوا الله!!! فناداه ربه عز و جل: سألوك يا موسي هل ينام ربك؟؟ فخذ زجاجتين في يديك و قم الليل. فلفعل موسي، فلما ذهب منه الليل ثلثه نعس فوقع لكبتيه، ثم انتعش فضبطهما حتي اذا كان أخر الليل نعس موسي فسقطت الزجاجتان عنه فانكسرتا. فقال تعالي: يا موسي لو كنت انام لسقطت السماوات و الارض فهلكن كما هلكت الزجاجتان في يديك. و لهذا السبب أنزلت أية الكرسي.
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[30 - 08 - 04, 10:26 م]ـ
اذكر أحد المشائخ قال أنها من الإسرائيليات , والله اعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 08 - 04, 10:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هو من الإسرائيليات
قال الحافظ ابن كثير في التفسير
وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر أخبرني الحكم بن أبان عن عكرمة مولى بن عباس في قوله (لا تأخذه سنة ولانوم) أن موسى عليه السلام سأل الملائكة هل ينام الله عز وجل فأوحى الله تعالى إلى الملائكة وأمرهم أن يؤرقوه ثلاثا فلا يتركوه ينام ففعلوا ثم أعطوه قارورتين فأمسكهما ثم تركوه وحذروه أن يكسرهما قال فجعل ينعس وهما في يده في كل يد واحدة قال فجعل ينعس وينبه وينعس وينبه حتى نعس نعسة فضرب إحداهما بالأخرى فكسرهما قال معمر إنما هو مثل ضربة الله عز وجل يقول فكذلك السماوات والأرض في يده
وهكذا رواه بن جرير عن الحسن بن يحيى عن عبد الرزاق فذكره وهو من أخبار بني إسرائيل وهو مما يعلم أن موسى عليه السلام لا يخفى عليه مثل هذا من أمر الله عز وجل وأنه منزه عنه وأغرب من هذا كله الحديث الذي رواه بن جرير حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا هشام بن يوسف عن أمية بن شبل عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يحكي عن موسى عليه السلام على المنبر قال وقع في نفس موسى هل ينام الله فأرسل إليه ملكا فأرقه ثلاثا ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة وأمره أن يحتفظ بهما قال فجعل ينام وكادت يداه يلتقيان فيستيقظ فيحبس إحداهما على الأخرى حتى نام نومه فاصطفقت يداه فانكسرت القارورتان قال ضرب الله عز وجل مثلا أن الله لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض وهذا حديث غريب جدا والأظهر أنه إسرائيلي لا مرفوع والله أعلم
وقال بن أبي حاتم حدثنا أحمد بن القاسم بن عطية حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي حدثني أبي عن أبيه حدثنا أشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن بني إسرائيل قالوا يا موسى هل ينام ربك قال اتقوا الله فناداه ربه عز وجل ياموسى سألوك هل ينام ربك فخذ زجاجتين في يديك فقم الليلة ففعل موسى فلما ذهب من الليل ثلث نعس فوقع لركبتيه ثم انتعش فضبطهما حتى إذا كان آخر الليل نعس فسقطت الزجاجتان فانكسرتا فقال ياموسى لو كنت أنام لسقطت السماوات والأرض فهلكت كما هلكت الزجاجتان في يديك فأنزل الله عز وجل على نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - آية الكرسي
وقال السيوطي في الدر المنثور
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس
أن بني إسرائيل قالوا يا موسى هل ينام ربك قال اتقوا لله
فناداه ربه يا موسى سألوك هل ينام ربك فخذ زجاجتين في يديك فقم الليل ففعل موسى فلما ذهب من الليل ثلث نعس فوقع لركبتيه ثم انتعش فضبطهما حتى اذا كان آخر الليل نعس فسقطت الزجاجتان فانكسرتا فقال يا موسى لو كنت أنام لسقطت السموات والأرض فهلكن كما هلكت الزجاجتان في يديك وأنزل الله على نبيه آية الكرسي
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[08 - 03 - 06, 07:28 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73634&highlight=%C7%E1%DF%D1%D3%ED+%DA%C8%C7%D3(41/324)
ما صحة حديث (كتاب الله و سنتي)؟!
ـ[بنت السنة]ــــــــ[31 - 08 - 04, 03:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني طلبة العلم بارك الله فيكم ,,
أود أن أعرف تخريج حديث (تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله و سنتي)
و هل هو صحيح ام ضعيف؟!
و كذلك أيضا حديث (كتاب الله و عترتي)
وهل هو صحيح أم لا؟!
و كيف يمكن أن يطبق الحديث الأخير في هذا الزمان؟!
و جزاكم الله خيرا ,,
أختكم بنت السنة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 08 - 04, 06:48 ص]ـ
لفظ عترتي لايصح وكذلك (ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض) لايصح كما في الروابط التالية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=3926#post3926
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=59163#post59163
وأما تطبيق الحديث في هذا الزمان فالحديث كما سبق غير صحيح بلفظ عترتي وإنما الذي صح هو الوصاية بأهل البيت وحبهم وليس حصر أخذ العلم عنهم كما يزعم الرافضة أخزاهم الله.
ـ[ابن عبدالقدوس]ــــــــ[31 - 08 - 04, 10:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ عبدالرحمن الفقيه رزقه الله أنفع العلم وأحسن العمل
ـــــــــــــــــــــــ
حتى على فرض ثبوت الحديث، ففي ثبوته أربع مطارق على هوام فرقة الشيعة
أول المطارق:
العترة كما في بعض تعاريفها اللغوية هم الأقربون من أهل بيت الرجل
ففي لسان العرب قال أَبو عبيد وغيره: عِتْرةُ الرجل وأُسْرَتُه وفَصِيلتُه رهطه الأَدْنَون.
وقال ابن الأَثير: عِتْرةُ الرجل أَخَصُّ أَقارِبه ...
فمن التعريف السابق يأتي على رأس العترة الزوجات، فهذا أول ما يقرع الشيعة في هذا الحديث من أن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم داخلون في الوصية بالعترة
ثاني المطارق:
على التعريف السابق للعترة فمن يزعمون الآن أنهم من عترته الموصى بهم هم في الحقيقة خارجون عن تلك الوصية وإنما هم ذرية وليسوا بعترة
والذرية قد تكون فاسقة ظالمة، فكما في آل إبراهيم ذرية ظلمة بدليل قوله سبحانه:
(سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ {109} كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {110} إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ {111} وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ {112} وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ)
ففي آل محمد ظلمة
أما ثالث ورابع ما يقرعهم في آن معا وفي نفس الحديث فهو:
أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما أوصى بعترته لذواتهم كما يعتقد فسقة الشيعة، بل أوصى بهم الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم يطلعوا على أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله في بيته ما لا يطلع عليها غيرهم، ففي الوصية بالعترة ظاهرا وصية بالسنة باطنا
وبهذا يرد هذا الحديث المتشابه إلى المحكم المستفيض في الشريعة من الوصية بكتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم كقوله سبحانه:
وأطيعوا الله ورسوله
... الخ
ــــــــــــــــــــــــــ
ولمزيد من البحث يرجع إلى تعليقات الألباني في السلسلة الصحيحة على الحديث رقم 1761
والله أعلم
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[31 - 08 - 04, 04:08 م]ـ
هذا هو الحديث 1761 ومعه كلام الشيخ الألباني كاملا حتى يكتمل البحث:
" يا أيها الناس! إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا , كتاب الله و
عترتي أهل بيتي ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4/ 355:
أخرجه الترمذي (2/ 308) و الطبراني (2680) عن زيد بن الحسن الأنماطي عن
جعفر عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم في حجته يوم عرفة , و هو على ناقته القصواء يخطب , فسمعته يقول: " فذكره
, و قال: " حديث حسن غريب من هذا الوجه , و زيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن
سليمان و غير واحد من أهل العلم ".
قلت: قال أبو حاتم , منكر الحديث , و ذكره ابن حبان في " الثقات ". و قال
الحافظ: " ضعيف ".
قلت: لكن الحديث صحيح , فإن له شاهدا من حديث زيد بن أرقم قال: " قام رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى (خما) بين مكة و المدينة
, فحمد الله , و أثنى عليه , و وعظ و ذكر , ثم قال: أما بعد , ألا أيها الناس
¥(41/325)
, فإنما أنا بشر , يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب , و أنا تارك فيكم ثقلين ,
أولهما كتاب الله , فيه الهدى و النور (من استمسك به و أخذ به كان على الهدى ,
و من أخطأه ضل) , فخذوا بكتاب الله , و استمسكوا به - فحث على كتاب الله و رغب
فيه , ثم قال: - و أهل بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي , أذكركم الله في أهل
بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي ". أخرجه مسلم (7/ 122 - 123) و الطحاوي في
" مشكل الآثار " (4/ 368) و أحمد (4/ 366 - 367) و ابن أبي عاصم في "
السنة " (1550 و 1551) و الطبراني (5026) من طريق يزيد بن حيان التميمي عنه
. ثم أخرج أحمد (4/ 371) و الطبراني (5040) و الطحاوي من طريق علي بن
ربيعة قال: " لقيت زيد بن أرقم و هو داخل على المختار أو خارج من عنده , فقلت
له: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني تارك فيكم الثقلين (كتاب
الله و عترتي) ? قال: نعم ". و إسناده صحيح , رجاله رجال الصحيح. و له طرق
أخرى عند الطبراني (4969 - 4971 و 4980 - 4982 و 5040) و بعضها عند الحاكم (
3/ 109 و 148 و 533). و صحح هو و الذهبي بعضها. و شاهد آخر من حديث عطية
العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا: " (إنى أوشك أن أدعى فأجيب , و) إني تركت
فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي , الثقلين , أحدهما أكبر من الآخر , كتاب
الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض , و عترتي أهل بيتي , ألا و إنهما لن
يتفرقا حتى يردا علي الحوض ". أخرجه أحمد (3/ 14 و 17 و 26 و 59) و ابن أبي
عاصم (1553 و 1555) و الطبراني (2678 - 2679) و الديلمي (2/ 1 / 45).
و هو إسناد حسن في الشواهد. و له شواهد أخرى من حديث أبي هريرة عند الدارقطني
(ص 529) و الحاكم (1/ 93) و الخطيب في " الفقيه و المتفقه " (56/ 1).
و ابن عباس عند الحاكم و صححه , و وافقه الذهبي. و عمرو بن عوف عند ابن عبد
البر في " جامع بيان العلم " (2/ 24 , 110) , و هي و إن كانت مفرداتها لا
تخلو من ضعف , فبعضها يقوي بعضا , و خيرها حديث ابن عباس. ثم وجدت له شاهدا
قويا من حديث علي مرفوعا به. أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار (2/ 307) من
طريق أبي عامر العقدي: حدثنا يزيد بن كثير عن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن
علي مرفوعا بلفظ: " ... كتاب الله بأيديكم , و أهل بيتي ". و رجاله ثقات غير
يزيد بن كثير فلم أعرفه , و غالب الظن أنه محرف على الطابع أو الناسخ. و الله
أعلم. ثم خطر في البال أنه لعله انقلب على أحدهم , و أن الصواب كثير بن زيد ,
ثم تأكدت من ذلك بعد أن رجعت إلى كتب الرجال , فوجدتهم ذكروه في شيوخ عامر
العقدي , و في الرواة عن محمد بن عمر بن علي , فالحمد لله على توفيقه. ثم
ازددت تأكدا حين رأيته على الصواب عند ابن أبي عاصم (1558). و شاهد آخر
يرويه شريك عن الركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت مرفوعا به.
أخرجه أحمد (5/ 181 - 189) و ابن أبي عاصم (1548 - 1549) و الطبراني في "
الكبير " (4921 - 4923). و هذا إسناد حسن في الشواهد و المتابعات , و قال
الهيثمي في " المجمع " (1/ 170): " رواه الطبراني في " الكبير " و رجاله
ثقات "! و قال في موضع آخر (9/ 163): " رواه أحمد , و إسناده جيد "! بعد
تخريج هذا الحديث بزمن بعيد , كتب علي أن أهاجر من دمشق إلى عمان , ثم أن أسافر
منها إلى الإمارات العربية , أوائل سنة (1402) هجرية , فلقيت في (قطر) بعض
الأساتذة و الدكاترة الطيبين , فأهدى إلي أحدهم رسالة له مطبوعة في تضعيف هذا
الحديث , فلما قرأتها تبين لي أنه حديث عهد بهذه الصناعة , و ذلك من ناحيتين
ذكرتهما له: الأولى: أنه اقتصر في تخريجه على بعض المصادر المطبوعة المتداولة
, و لذلك قصر تقصيرا فاحشا في تحقيق الكلام عليه , و فاته كثير من الطرق
و الأسانيد التي هي بذاتها صحيحة أو حسنة فضلا عن الشواهد و المتابعات , كما
يبدو لكل ناظر يقابل تخريجه بما خرجته هنا ..
الثانية: أنه لم يلتفت إلى أقوال المصححين للحديث من العلماء و لا إلى قاعدتهم
التي ذكروها في " مصطلح الحديث ": أن الحديث الضعيف يتقوى بكثرة الطرق , فوقع
في هذا الخطأ الفادح من تضعيف الحديث الصحيح. و كان قد نمى إلى قبل الالتقاء
¥(41/326)
به و اطلاعي على رسالته أن أحد الدكاترة في (الكويت) يضعف هذا الحديث ,
و تأكدت من ذلك حين جاءني خطاب من أحد الإخوة هناك , يستدرك علي إيرادي الحديث
في " صحيح الجامع الصغير " بالأرقام (2453 و 2454 و 2745 و 7754) لأن الدكتور
المشار إليه قد ضعفه , و أن هذا استغرب مني تصحيحه! و يرجو الأخ المشار إليه
أن أعيد النظر في تحقيق هذا الحديث , و قد فعلت ذلك احتياطيا , فلعله يجد فيه
ما يدله على خطأ الدكتور , و خطئه هو في استرواحه و اعتماده عليه , و عدم تنبهه
للفرق بين ناشئ في هذا العلم , و متمكن فيه , و هي غفلة أصابت كثيرا من الناس
اللذين يتبعون كل من كتب في هذا المجال , و ليست له قدم راسخة فيه. و الله
المستعان. و اعلم أيها القارىء الكريم , أن من المعروف أن الحديث مما يحتج به
الشيعة , و يلهجون بذلك كثيرا , حتى يتوهم أهل السنة أنهم مصيبون في ذلك , و هم
جميعا واهمون في ذلك , و بيانه من وجهين:
الأول: أن المراد من الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم: " عترتي " أكثر مما
يريده الشيعة , و لا يرده أهل السنة بل هم مستمسكون به , ألا و هو أن العترة
فيهم هم أهل بيته صلى الله عليه وسلم , و قد جاء ذلك موضحا في بعض طرقه كحديث
الترجمة: " عترتي أهل بيتي " و أهل بيته في الأصل هم " نساؤه صلى الله عليه
وسلم و فيهن الصديقة عائشة رضي الله عنهن جميعا كما هو صريح قوله تعالى في (
الأحزاب): * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا) *
بدليل الآية التي قبلها و التي بعدها: * (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء
إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض و قلن قولا معروفا. و قرن
في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى و أقمن الصلاة و آتين الزكاة و أطعن
الله و رسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا. و
اذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله و الحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا) * ,
و تخصيص الشيعة (أهل البيت) في الآية بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين رضي
الله عنهم دون نسائه صلى الله عليه وسلم من تحريفهم لآيات الله تعالى انتصارا
لأهوائهم كما هو مشروح في موضعه , و حديث الكساء و ما في معناه غاية ما فيه
توسيع دلالة الآية و دخول علي و أهله فيها كما بينه الحافظ ابن كثير و غيره ,
و كذلك حديث " العترة " قد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن المقصود أهل بيته
صلى الله عليه وسلم بالمعنى الشامل لزوجاته و علي و أهله. و لذلك قال
التوربشتي - كما في " المرقاة " (5/ 600): " عترة الرجل: أهل بيته و رهطه
الأدنون , و لاستعمالهم " العترة " على أنحاء كثيرة بينها رسول الله صلى الله
عليه وسلم بقوله: " أهل بيتي " ليعلم أنه أراد بذلك نسله و عصابته الأدنين و
أزواجه ". و الوجه الآخر: أن المقصود من " أهل البيت " إنما هم العلماء
الصالحون منهم و المتمسكون بالكتاب و السنة , قال الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه
الله تعالى: " (العترة) هم أهل بيته صلى الله عليه وسلم الذين هم على دينه و
على التمسك بأمره ". و ذكر نحوه الشيخ علي القاريء في الموضع المشار إليه آنفا
. ثم استظهر أن الوجه في تخصيص أهل البيت بالذكر ما أفاده بقوله: " إن أهل
البيت غالبا يكونون أعرف بصاحب البيت و أحواله , فالمراد بهم أهل العلم منهم
المطلعون على سيرته الواقفون على طريقته العارفون بحكمه و حكمته. و بهذا يصلح
أن يكون مقابلا لكتاب الله سبحانه كما قال: * (و يعلمهم الكتاب و الحكمة) * "
. قلت: و مثله قوله تعالى في خطاب أزواجه صلى الله عليه وسلم في آية التطهير
المتقدمة: * (و اذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله و الحكمة) *. فتبين أن
المراد بـ (أهل البيت) المتمسكين منهم بسنته صلى الله عليه وسلم , فتكون هي
المقصود بالذات في الحديث , و لذلك جعلها أحد (الثقلين) في حديث زيد بن أرقم
المقابل للثقل الأول و هو القرآن , و هو ما يشير إليه قول ابن الأثير في "
النهاية ": " سماهما (ثقلين) لأن الآخذ بهما (يعني الكتاب و السنة)
و العمل بهما ثقيل , و يقال لكل خطير نفيس (ثقل) , فسماهما (ثقلين) إعظاما
لقدرهما و تفخيما لشأنهما ".
¥(41/327)
قلت: و الحاصل أن ذكر أهل البيت في مقابل القرآن في هذا الحديث كذكر سنة
الخلفاء الراشدين مع سنته صلى الله عليه وسلم في قوله: " فعليكم بسنتي و سنة
الخلفاء الراشدين ... ". قال الشيخ القاريء (1/ 199): " فإنهم لم يعملوا
إلا بسنتي , فالإضافة إليهم , إما لعملهم بها , أو لاستنباطهم و اختيارهم إياها
". إذا عرفت ما تقدم فالحديث شاهد قوي لحديث " الموطأ " بلفظ: " تركت فيكم
أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما , كتاب الله و سنة رسوله ". و هو في " المشكاة
" (186). و قد خفي وجه هذا الشاهد على بعض من سود صفحات من إخواننا الناشئين
اليوم في تضعيف حديث الموطأ. و الله المستعان.
----------------------------------------------------
وهذا حديث آخر يتعلق بالموضوع المطروح:
" من كنت مولاه , فعلي مولاه , اللهم وال من والاه , و عاد من عاداه ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4/ 330:
ورد من حديث:زيد بن أرقم و سعد بن أبي وقاص و بريدة بن الحصيب و علي بن أبي
طالب و أبي أيوب الأنصاري و البراء بن عازب و عبد الله بن عباس و أنس بن مالك
و أبي سعيد و أبي هريرة.
1 - حديث زيد و له عنه طرق خمس:
الأولى: عن أبي الطفيل عنه قال: لما دفع النبي صلى الله عليه وسلم من حجة
الوداع و نزل غدير (خم) , أمر بدوحات فقممن , ثم قال: كأني دعيت فأجبت
و إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله و عترتي أهل بيتي ,
فانظروا كيف تخلفوني فيهما , فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض , ثم قال: "
إن الله مولاي و أنا ولي كل مؤمن ". ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال:
" من كنت وليه , فهذا وليه , اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ". أخرجه
النسائي في " خصائص علي " (ص 15) و الحاكم (3/ 109) و أحمد (1/ 118)
و ابن أبي عاصم (1365) و الطبراني (4969 - 4970) عن سليمان الأعمش قال:
حدثنا حبيب بن أبي ثابت عنه و قال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين ".
قلت: سكت عنه الذهبي , و هو كما قال لولا أن حبيبا كان مدلسا و قد عنعنه.
لكنه لم يتفرد به , فقد تابعه فطر بن خليفة عن أبي الطفيل قال: " جمع علي رضي
الله عنه الناس في الرحبة ثم قال لهم: أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام , فقام ثلاثون من الناس ,
(و في رواية: فقام ناس كثير) فشهدوا حين أخذ بيده فقال للناس: " أتعلمون
أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ? " قالوا: نعم يا رسول الله , قال: " من كنت
مولاه , فهذا مولاه , اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ". قال: فخرجت و كأن
في نفسي شيئا , فلقيت زيد بن أرقم , فقلت له: إني سمعت عليا يقول كذا و كذا ,
قال: فما تنكر , قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك له ". أخرجه
أحمد (4/ 370) و ابن حبان في " صحيحه " (2205 - موارد الظمآن) و ابن أبي
عاصم (1367 و 1368) و الطبراني (4968) و الضياء في " المختارة " (رقم -
527 بتحقيقي).
قلت: و إسناده صحيح على شرط البخاري. و قال الهيثمي في " المجمع " (9/ 104
): " رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة و هو ثقة ". و تابعه
سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم - شك
شعبة - عن النبي صلى الله عليه وسلم به مختصرا: " من كنت مولاه , فعلي مولاه "
. أخرجه الترمذي (2/ 298) و قال: " حديث حسن صحيح ".
قلت: و إسناده صحيح على شرط الشيخين. و أخرجه الحاكم (3/ 109 - 110) من
طريق محمد بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عن ابن واثلة أنه سمع زيد بن
أرقم به مطولا نحو رواية حبيب دون قوله: " اللهم وال .. ". و قال الحاكم:
" صحيح على شرط الشيخين ". و رده الذهبي بقوله: " قلت: لم يخرجا لمحمد , و
قد وهاه السعدي ".
قلت: و قد خالف الثقتين السابقين فزاد في السند ابن واثلة , و هو من أوهامه.
و تابعه حكيم بن جبير - و هو ضعيف - عن أبي الطفيل به. أخرجه الطبراني (4971
).
الثانية: عن ميمون أبي عبد الله به نحو حديث حبيب. أخرجه أحمد (4/ 372) و
الطبراني (5092) من طريق أبي عبيد عنه. ثم أخرجه من طريق شعبة و النسائي (ص
¥(41/328)
16) من طريق عوف كلاهما عن ميمون به دون قوله: " اللهم وال ". إلا أن شعبة
زاد: " قال ميمون: فحدثني بعض القوم عن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: اللهم .. ". و قال الهيثمي: " رواه أحمد و البزار , و فيه ميمون أبو
عبد الله البصري , وثقه ابن حبان , و ضعفه جماعة ".
قلت: و صحح له الحاكم (3/ 125).
الثالثة: عن أبي سليمان (المؤذن) عنه قال: " استشهد علي الناس , فقال:
أنشد الله رجلا سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم من كنت مولاه ,
فعلي مولاه , الله وال من والاه , و عاد من عاداه ". قال: فقام ستة عشر رجلا
فشهدوا ". أخرجه أحمد (5/ 370) و أبو القاسم هبة الله البغدادي في الثاني
من " الأمالي " (ق 20/ 2) عن أبي إسرائيل الملائي عن الحكم عنه. و قال أبو
القاسم: " هذا حديث حسن صحيح المتن ". و قال الهيثمي (9/ 107): " رواه
أحمد و فيه أبو سليمان و لم أعرفه إلا أن يكون بشير بن سليمان , فإن كان هو فهو
ثقة و بقية رجاله ثقات ". و علق عليه الحافظ ابن حجر بقوله: " أبو سليمان هو
زيد بن وهب كما وقع عند الطبراني ".
قلت: هو ثقة من رجال البخاري لكن وقع عند أبي القاسم تلك الزيادة " المؤذن "
و لم يذكرها في ترجمة زيد هذا , فإن كانت محفوظة , فهي فائدة تلحق بترجمته.
لكن أبو إسرائيل و اسمه إسماعيل بن خليفة مختلف فيه , و في " التقريب ":
" صدوق سيء الحفظ ".
قلت: فحديثه حسن في الشواهد.
ثم استدركت فقلت: قد أخرجه الطبراني أيضا (4996) من الوجه المذكور لكن وقع
عنده: " عن أبي سلمان المؤذن " بدون المثناة بين اللام و الميم , و هو الصواب
فقد ترجمه المزي في " التهذيب " فقال: " أبو سلمان المؤذن: مؤذن الحجاج اسمه
يزيد بن عبد الله يروي عن زيد بن أرقم و يروي عنه الحكم بن عتيبة و عثمان بن
المغيرة الثقفي و مسعر بن كدام , و من عوالي حديثه ما أخبرنا .. ". ثم ساق
الحديث من الطريق المذكورة. و قال: " ذكرناه للتمييز بينهما ". يعني: أن
أبا سلمان المؤذن هذا هو غير أبي سليمان المؤذن , قيل: اسمه همام .... الذي
ترجمه قبل هذا , و هذه فائدة هامة لم يذكرها الذهبي في كتابه " الكاشف ".
قلت: فهو إذن أبو سلمان و ليس (أبو سليمان) و بالتالي فليس هو زيد بن وهب
كما ظن الحافظ , و إنما يزيد بن عبد الله كما جزم المزي , و إن مما يؤيد هذا أن
الطبراني أورد الحديث في ترجمة (أبو سلمان المؤذن عن زيد بن أرقم): و ساق
تحتها ثلاثة أحاديث هذا أحدها. نعم وقع عنده (4985) من رواية إسماعيل بن
عمرو البجلي حدثنا أبو إسرائيل الملائي عن الحكم عن أبي سليمان زيد بن وهب عن
زيد بن أرقم ... و هذه الرواية هي التي أشار إليها الحافظ و اعتمد عليها في
الجزم بأنه أبو سليمان زيد بن وهب. و خفي عليه أن فيها إسماعيل بن عمرو البجلي
و هو ضعيف ضعفه أبو حاتم و الدارقطني كما ذكر ذلك الحافظ نفسه في " اللسان ".
الرابعة: عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم قال: " خرجنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى انتهينا إلى غدير (خم) ... ". الحديث نحو الطريق الأولى و فيه
: " يا أيها الناس إنه لم يبعث نبي قط إلا عاش نصف ما عاش الذي قبله و إني أوشك
أن أدعى فأجيب , و إني تارك فيكم ما لن تضلوا بعده: كتاب الله .. ". الحديث و
فيه حديث الترجمة دون قوله: " اللهم وال .. ". أخرجه الطبراني (4986)
و رجاله ثقات.
الخامسة: عن عطية العوفي قال: سألت زيد بن أرقم ... فذكره بنحوه دون الزيادة
إلا أنه قال: " قال: فقلت له: هل قال: اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ?
قال: إنما أخبرك كما سمعت ". أخرجه أحمد (4/ 368) و الطبراني (5068 -
5071). و رجاله ثقات رجال مسلم غير عطية , و هو ضعيف. و له عند الطبراني (
4983 و 5058 و 5059) طرق أخرى لا تخلو من ضعف.
2 - سعد بن أبي وقاص , و له عنه ثلاث طرق: الأولى: عن عبد الرحمن بن سابط عنه
مرفوعا بالشطر الأول فقط. أخرجه ابن ماجة (121). قلت: و إسناده صحيح.
الثانية: عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه به. أخرجه النسائي في " الخصائص " (
16) و إسناده صحيح أيضا , رجاله ثقات رجال البخاري غير أيمن والد عبد الواحد
¥(41/329)
و هو ثقة كما في " التقريب ". الثالثة: عن خيثمة بن عبد الرحمن عنه به و فيه
الزيادة. أخرجه الحاكم (3/ 116) من طريق مسلم الملائي عنه. قال الذهبي في
" تلخيصه ": " سكت الحاكم عن تصحيحه , و مسلم متروك ".
3 - حديث بريدة , و له عنه ثلاث طرق:
الأولى: عن ابن عباس عنه قال: خرجت مع علي رضي الله عنه إلى اليمن فرأيت منه
جفوة , فقدمت على النبي صلى الله عليه وسلم , فذكرت عليا , فتنقصته , فجعل رسول
الله صلى الله عليه وسلم يتغير وجهه , فقال: " يا بريدة! ألست أولى بالمؤمنين
من أنفسهم ? " قلت: بلى يا رسول الله , قال: " من كنت مولاه , فعلي مولاه ".
أخرجه النسائي و الحاكم (3/ 110) و أحمد (5/ 347) من طريق عبد الملك بن
أبي غنية قال: أخبرنا الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
قلت: و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و تصحيح الحاكم على شرط مسلم وحده
قصور. و ابن أبي غنية بفتح الغين المعجمة و كسر النون و تشديد التحتانية و وقع
في المصدرين المذكورين (عيينة) و هو تصحيف , و هذا اسم جده و اسم أبيه حميد.
الثانية: عن ابن بريدة عن أبيه " أنه مر على مجلس و هم يتناولون من علي , فوقف
عليهم , فقال: إنه قد كان في نفسي على علي شيء , و كان خالد بن الوليد كذلك ,
فبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية عليها علي , و أصبنا سبيا , قال:
فأخذ علي جارية من الخمس لنفسه فقال خالد بن الوليد: دونك , قال: فلما قدمنا
على النبي صلى الله عليه وسلم جعلت أحدثه بما كان , ثم قلت: إن عليا أخذ جارية
من الخمس , قال: و كنت رجلا مكبابا , قال: فرفعت رأسي فإذا وجه رسول الله صلى
الله عليه وسلم قد تغير , فقال .. " فذكر الشطر الأول. أخرجه النسائي و أحمد (
5/ 350 و 358 و 361) و السياق له من طرق عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عنه.
قلت: و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين أو مسلم. فإن ابن بريدة إن كان عبد
الله , فهو من رجالهما , و إن كان سليمان فهو من رجال مسلم وحده. و أخرج ابن
حبان (2204) من هذا الوجه المرفوع منه فقط.
الثالثة: عن طاووس عن بريدة به دون قوله: " اللهم ... ". أخرجه الطبراني في
" الصغير " (رقم - 171 - الروض) و " الأوسط " (341) من طريقين عن عبد
الرزاق بإسنادين له عن طاووس. و رجاله ثقات.
4 - علي بن أبي طالب , و له عنه تسع طرق:
الأولى: عن عمرو بن سعيد أنه سمع عليا رضي الله عنه و هو ينشد في الرحبة: من
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (فذكر الشطر الأول) فقام ستة نفر
فشهدوا. أخرجه النسائي من طريق هانيء بن أيوب عن طاووس (الأصل: طلحة) عن
عمرو بن سعيد (الأصل: سعد).
قلت: و هانيء قال ابن سعد: فيه ضعف. و ذكره ابن حبان في " الثقات " , فهو
ممن يستشهد به في الشواهد و المتابعات.
الثانية: عن زاذان بن عمر قال: " سمعت عليا في الرحبة ... " الحديث مثله. و
فيه أن الذين قاموا فشهدوا ثلاثة عشر رجلا. أخرجه أحمد (1/ 84) و ابن أبي
عاصم (1372) من طريق أبي عبد الرحيم الكندي عنه.
قلت: و الكندي هذا لم أعرفه , و بيض له في " التعجيل " , و قال الهيثمي:
" رواه أحمد و فيه من لم أعرفهم ". و الثالثة و الرابعة: عن سعيد بن وهب و عن
زيد بن يثيع قالا: نشد علي الناس في الرحبة: من سمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول يوم غدير خم إلا قام , فقام من قبل سعيد ستة , و من قبلي ستة ,
فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي رضي الله عنه يوم
غدير خم: " أليس الله أولى بالمؤمنين ? ". قالوا: بلى , قال: " اللهم من
كنت مولاه ... " الحديث بتمامه. أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد " المسند " (
1/ 118) و عنه الضياء المقدسي في " المختارة " (456 بتحقيقي) من طريق شريك
عن أبي إسحاق عنهما. و من هذا الوجه أخرجه النسائي (16) لكنه لم يذكر سعيد
ابن وهب في السند , و زاد في آخره: " قال شريك: فقلت لأبي إسحاق: هل سمعت
البراء بن عازب يحدث بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ? قال: نعم ". قال
النسائي: عمران بن أبان الواسطي ليس بالقوي في الحديث. يعني راويه عن شريك.
قلت: و شريك هو ابن عبد الله القاضي و هو سيء الحفظ. و حديثه جيد في الشواهد
¥(41/330)
و قد تابعه شعبة عند النسائي (ص 16) و أحمد ببعضه (5/ 366) و عنه الضياء
في " المختارة " (رقم 455 - بتحقيقي). و تابعه غيره كما سيأتي بعد الحديث
(10).
الخامسة: عن شريك أيضا عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر بمثل حديث أبي إسحاق يعني
عن سعيد و زيد و زاد فيه: " و انصر من نصره , و اخذل من خذله ". أخرجه عبد
الله أيضا , و قد عرفت حال شريك. و عمرو ذي مر , لم يذكر فيه ابن أبي حاتم (3
/ 1/ 232) شيئا.
السادسة: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: " شهدت عليا رضي الله عنه في الرحبة
ينشد الناس .. ". فذكره مثله دون زيادة " و انصر ... ". أخرجه عبد الله بن
أحمد (1/ 119) من طريق يزيد بن أبي زياد و سماك بن عبيد بن الوليد العبسي
عنه.
قلت: و هو صحيح بمجموع الطريقين عنه , و فيهما أن الذين قاموا اثنا عشر. زاد
في الأولى: بدريا.
السابعة و الثامنة: عن أبي مريم و رجل من جلساء علي عن علي أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال يوم غدير خم ... فذكره بدون الزيادة , و زاد: " قال: فزاد
الناس بعد: وال من ولاه , و عاد من عاداه ". أخرجه عبد الله (1/ 152) عن
نعيم بن حكيم حدثني أبو مريم و رجل من جلساء علي. و هذا سند لا بأس به في
المتابعات , أبو مريم مجهول. كما في " التقريب ".
التاسعة: عن طلحة بن مصرف قال: سمعت المهاجر بن عميرة أو عميرة بن المهاجر
يقول: سمعت عليا رضي الله عنه ناشد الناس ... الحديث مثل رواية ابن أبي ليلى.
أخرجه ابن أبي عاصم (1373) بسند ضعيف عنه , و هو المهاجر بن عميرة. كذا ذكره
في " الجرح و التعديل " (4/ 1 / 261) من رواية عدي بن ثابت الأنصاري عنه.
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و كذا هو في " ثقات ابن حبان " (3/ 256).
5 - أبو أيوب الأنصاري. يرويه رياح بن الحارث قال: " جاء رهط إلى علي بالرحبة
, فقالوا: السلام عليك يا مولانا , قال: كيف أكون مولاكم , و أنتم قوم عرب ?
قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول: (فذكره دون
الزيادة) قال رياح: فلما مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء ? قالوا: نفر من
الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري ". أخرجه أحمد (5/ 419) و الطبراني (4052
و 4053) من طريق حنش بن الحارث بن لقيط النخعي الأشجعي عن رياح بن الحارث.
قلت: و هذا إسناد جيد رجاله ثقات. و قال الهيثمي: " رواه أحمد و الطبراني ,
و رجال أحمد ثقات ".
6 - البراء بن عازب. يرويه عدي بن ثابت عنه قال: " كنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم , فنودي فينا: الصلاة جامعة , و كسح لرسول
الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر , و أخذ بيد علي رضي الله تعالى
عنه , فقال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ? ... " الحديث مثل رواية
فطر بن خليفة عن زيد. و زاد: " قال: فلقيه عمر بعد ذلك , فقال له: هنيئا يا
ابن أبي طالب , أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن و مؤمنة ". أخرجه أحمد و ابنه في
زوائده (4/ 281) و ابن ماجة (116) مختصرا من طريق علي بن يزيد عن عدي بن
ثابت. و رجاله ثقات رجال مسلم غير علي بن يزيد و هو ابن جدعان , و هو ضعيف.
و له طريق ثانية عن البراء تقدم ذكرها في الطريق الثانية و الثالثة عن علي.
7 - ابن عباس. يرويه عنه عمرو بن ميمون مرفوعا دون الزيادة. أخرجه أحمد (1 /
330 - 331) و عنه الحاكم (3/ 132 - 134) و قال: " صحيح الإسناد ".
و وافقه الذهبي. و هو كما قالا.
8 و 9 و 10 - أنس بن مالك و أبو سعيد و أبو هريرة. يرويه عنهم عميرة بن سعد
قال: " شهدت عليا رضي الله عنه على المنبر يناشد أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير (خم) يقول ما قال
فليشهد. فقام اثنا عشر رجلا , منهم أبو هريرة و أبو سعيد و أنس بن مالك ,
فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " فذكره. أخرجه
الطبراني في " الصغير " (ص 33 - هندية رقم 116 - الروض) و في " الأوسط " (
رقم 2442) عن إسماعيل بن عمرو حدثنا مسعر عن طلحة بن مصرف عن عميرة بن سعد به
و قال: " لم يروه عن مسعر إلا إسماعيل ".
قلت: و هو ضعيف , و لذلك قال الهيثمي (9/ 108) بعد ما عزاه للمعجمين:
¥(41/331)
" و في إسناده لين ".
قلت: لكن يقويه أن له طرقا أخرى عن أبي هريرة و أبي سعيد و غيرهما من الصحابة
. أما حديث أبي هريرة فيرويه عكرمة بن إبراهيم الأزدي حدثني إدريس بن يزيد
الأودي عن أبيه عنه. أخرجه الطبراني في " الأوسط " (1105) و قال: " لم يروه
عن إدريس إلا عكرمة ".
قلت: و هو ضعيف. و أما حديث أبي سعيد فيرويه حفص بن راشد أخبرنا فضيل بن
مرزوق عن عطية عنه. أخرجه الطبراني في " الأوسط " (8599) و قال: " لم يروه
عن فضيل إلا حفص بن راشد ".
قلت: ترجمه ابن أبي حاتم (1/ 2 / 172 - 173) فلم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا
. و أما غيرهما من الصحابة , فروى الطبراني في " الأوسط " (2302 و 7025) من
طريقين عن عميرة بن سعد قال: " سمعت عليا ينشد الناس: من سمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: (فذكره) , فقام ثلاث عشر فشهدوا أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: فذكره. و عميرة موثق. ثم روى الطبراني فيه (5301) عن عبد
الله بن الأجلح عن أبيه عن أبي إسحاق عن عمرو بن ذي مر قال: سمعت عليا ...
الحديث إلا أنه قال: " ... اثنا عشر ". و قال: " لم يروه عن الأجلح إلا ابنه
عبد الله ".
قلت: و هو ثقة , و قد رواه حبيب بن حبيب أخو حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن عمرو
ابن ذي مر و زيد بن أرقم قالا: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير
(خم) فقال: فذكره , و زاد: " ... و انصر من نصره و أعن من أعانه ". أخرجه
الطبراني في " الكبير " (5059). و حبيب هذا ضعيف كما قال الهيثمي (9/ 108
). و أخرج عبد الله بن أحمد في " زوائده على المسند " (1/ 118) عن سعيد بن
وهب و زيد بن يثيع قالا: نشد علي الناس في الرحبة: من سمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول يوم غدير (خم) إلا قام , فقام من قبل سعيد ستة , و من قبل زيد
ستة , فشهدوا ... الحديث. و قد مضى في الحديث الرابع - الطريق الثانية
و الثالثة. و إسناده حسن , و أخرجه البزار بنحوه و أتم منه. و للحديث طرق
أخرى كثيرة جمع طائفة كبيرة منها الهيثمي في " المجمع " (9/ 103 - 108) و قد
ذكرت و خرجت ما تيسر لي منها مما يقطع الواقف عليها بعد تحقيق الكلام على
أسانيدها بصحة الحديث يقينا , و إلا فهي كثيرة جدا , و قد استوعبها ابن عقدة في
كتاب مفرد , قال الحافظ ابن حجر: منها صحاح و منها حسان. و جملة القول أن
حديث الترجمة حديث صحيح بشطريه , بل الأول منه متواتر عنه صلى الله عليه وسلم
كما ظهر لمن تتبع أسانيده و طرقه , و ما ذكرت منها كفاية. و أما قوله في
الطريق الخامسة من حديث علي رضي الله عنه: " و انصر من نصره و اخذل من خذله "
. ففي ثبوته عندي وقفة لعدم ورود ما يجبر ضعفه , و كأنه رواية بالمعنى للشطر
الآخر من الحديث: " اللهم وال من ولاه و عاد من عاداه ". و مثله قول عمر لعلي
: " أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن و مؤمنة ". لا يصح أيضا لتفرد علي بن زيد به
كما تقدم. إذا عرفت هذا , فقد كان الدافع لتحرير الكلام على الحديث و بيان
صحته أنني رأيت شيخ الإسلام بن تيمية , قد ضعف الشطر الأول من الحديث , و أما
الشطر الآخر , فزعم أنه كذب <1>! و هذا من مبالغته الناتجة في تقديري من تسرعه
في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها و يدقق النظر فيها. و الله المستعان.
أما ما يذكره الشيعة في هذا الحديث و غيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في
علي رضي الله عنه: " إنه خليفتي من بعدي ". فلا يصح بوجه من الوجوه , بل هو
من أباطيلهم الكثيرة التي دل الواقع التاريخي على كذبها لأنه لو فرض أن النبي
صلى الله عليه وسلم قاله , لوقع كما قال لأنه (وحي يوحى) و الله سبحانه لا
يخلف وعده , و قد خرجت بعض أحاديثهم في ذلك في الكتاب الآخر: " الضعيفة "
(4923 و 4932) في جملة أحاديث لهم احتج بها عبد الحسين في " المراجعات " بينت
وهاءها و بطلانها , و كذبه هو في بعضها , و تقوله على أئمة السنة فيها.
-----------------------------------------------------------
[1] انظر " مجموع الفتاوى " (4/ 417 - 418). اهـ.
ـ[خالد العمري]ــــــــ[01 - 09 - 04, 06:54 م]ـ
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=13551
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[30 - 04 - 05, 08:20 م]ـ
هل حديث كتاب الله وسنتي صحيح؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 04 - 05, 09:28 م]ـ
لا
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[30 - 04 - 05, 11:02 م]ـ
جزاك الله خيرا
وانا بانتظارك تعليقك وتعلق الاخوة الكرام في موضوعك حول رواية أسلم مولى عمر عن قصة التهديد بتحريق الدار(41/332)
تخريج حديث: إنى أراكم تقرؤن وراء إمامكم؟
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[31 - 08 - 04, 05:08 م]ـ
عن عباده بن الصامت قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح
فثقلت عليه القراءه فلما انصرف قال: إنى أراكم تقرؤن وراء إمامكم؟
قال: قلنا يا رسول الله إى والله قال: فلا تفعلوا إلا بأم القران فأنه لا صلاة لمن
لم يقرأ بها.
أخرجه أحمد (16\ 408) وأبو داود (2\ 196 عون المعبود) والترمذىواللفظ له (2\ 116 شاكر)
والحاكم (1\ 364 العلميه) وابن خزيمه (3\ 36) والدارقطنى (1\ 318 التعليق المغنى)
جميعاً عن محمد بن إسحاق عن مكحول عن محود بن الربيع عن عبادة فذكره
وهذا إسناد رجاله ثقات غير محمد بن إسحاق فهو صدوق مدلس لكنه قد صرح بالتحديث عند أحمد وابن خزيمه
ولكن الشأن فى عنعنة مكحول فقد ذكره ابن حبان فى الثقات وقال:ربما دلس.
قال الحافظ:ولم أره للمتقدمين إلا فى قول ابن حبان.
وقال الذهبى:صاحب تدليس. ونص على تدليسه العلائى وابن سبط العجمى فى التبيين والعراقى فى كتاب المدلسين وذكره الحافظ فى الطبقه الثالثه من طبقات المدلسين
وهى عنده:من توقف فيهم جماعه فلم يحتجوا بهم إلا فيما صرحوا فيه بالسماع وقبلهم أخرون مطلقاً.
واعلم أن تدليس مكحول هو رواية معاصر عمن لم يلقه. وهذا أحد قسمى التدليس و صاحبه مردود العنعة أيضاً حتى وإن ثبت لنا لقاء من حدث عنه
وقول ابن حبان وإن فُهم منه قله تدليس مكحول إلا إن عبارات هؤلاء الأئمه
واضحه فى ذلك فلا يسعنى إلا رد عنعنته ... والله المستعان
وقال الترمذى: حديث حسن وروى هذا الحديث الزهرى عن محمود بن الربيع عن عباده عن النبى "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحه الكتاب"
وهذا أصح. اهـ
فهذا تحسين بالشواهد من الترمذى رحمه الله
والحديث حسنه الدارقطنى رحمه الله
# والحديث أخرجه أبو داود (2\ 197 عون) والدارقطنى (1\ 197 التعليق المغنى) وجه أخر عن مكحول عن نافع بن محمود بن الربيع عن عبادة
ونافع هذا وثقه الدارقطنى وذكره ابن حبان فى الثقات وقال عن حديثه هذا
مُعلُّ. وقال الذهبى:لا يعرف إلا بهذا الحديث.
وقال الحافظ فى التقريب:مستور ... إذا فتوثيق الدارقطنى مبالغه.
والسند ضعيف
# وتابع مكحولا على هذا الوجه (أعنى عن نافع) حرام بن الحكيم
وهو ثقة ... أخرجه النسائى (1\ 613 بشرح السندى) والدارقطنى
(1\ 330) إذا فهذا وجه محفوظ وليس إضطرابأ من مكحول
ولكنه ضعيف لما سبق
# والحديث أخرجه أبو داود (1\ 198 عون) والدارقطنى (1\ 319)
بسنده الى مكحول عن عبادة
و مكحول لم يدرك عبادة وبذلك أعله المنذرى والدارقطنى
#والحديث أخرجه الحاكم (1\ 364) بسند أخر تماما وفيه إسحاق بن
عبدالله بن أبى فروه وهو تالف كما قال الذهبى وراجع ترجمته فى الميزان
# وجمله القول أن الحديث مُعل بعنعنة مكحول وأصله صحيح متفق
عليه عن عباده عن النبى "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحه الكتاب"
والله أعلم بالصواب
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[31 - 08 - 04, 07:45 م]ـ
جهد مبارك أخي هيثم، أسأل الله أن يجزيك خيراً. وقد سبق بحث الحديث في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2688
- بالنسبة للإسناد الأول، لا بدّ من بحث مسألة مخالفة ابن إسحاق للزهري في السند والمتن بذكر قصة صلاة الصبح (الترمذي 247).
- الذي قاله الدارقطني عن الإسناد الأول هو: هذا إسناد حسن، وفي هذا الرابط مناقشة معنى هذه العبارة من الدارقطني:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13666
- لا بدّ من التأمّل في مقصود الترمذي بقوله: حديث حسن.
وفقنا الله وإياك لكل خير.
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[01 - 09 - 04, 05:05 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أخ هيثم حمدان فقد اتحفتنى بفائده جليله وهى معنى قول الدراقطنى إسناده
حسن .. فأجرك على الله
وأما تحسين الترمذى فهذا الذى أعلمه من إصطلاحه كما فى كتاب العلل وراجع شرح ابن رجب عليه
هذا وما نقله الحافظ رحمه الله عن ابى داود من أنه صحح هذا الحديث فإما أن يكون صححه فى كتاب أخر غير السنن وإما إنه إغتر بسكوته عليه فى السنن وكأن ذلك وقع منه قبل أن يحقق المسأله فى النكت والله أعلم
هذا واريد أن أقول لك أن المنتدى لا يظهر أخر المشاركات فى الموضوع فلينظر
وجزاك الله خيراً(41/333)
ما القول في هذا الحديث؟ يكشف عن ساقه
ـ[أمين هشام]ــــــــ[01 - 09 - 04, 12:45 ص]ـ
" ..... ويبقى محمد أمته، قال: فيتمثل الرب تبارك وتعالى، فيأتيهم فيقول: مالكم لا تنطلقون كما انطلق الناس؟ قال: فيقولون: إن لنا إلها ما رأيناه (بعد (فيقول: هل تعرفونه إن رأيتموه؟ فيقولون: إن بيننا وبينه علامة إذا رأيناه، عرفناه، قال فيقول: ماهي؟ فيقولون: يكشف عن ساقه، (قال: (فعند ذلك يكشف عن ساقه، فيخر كل من كان لظهره طبق ساجدا، ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر، يريدون السجود فلا يستطعيون .. "!.
هذا الحديث -وأنتم أعلم به- صححه الألباني من صحيح الترغيب ..
سؤالي هو على"فيقولون: يكشف عن ساقه، (قال: (فعند ذلك يكشف عن ساقه"
ما تقول فيها؟ , وهل هي تفسير آية "القلم" {يوم يكشف عن ساق}!.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 09 - 04, 02:47 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=24198#post24198
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=14057#post14057
ـ[أمين هشام]ــــــــ[01 - 09 - 04, 11:27 م]ـ
أحمد لك الله يا عبد الرحمن!.
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[02 - 09 - 04, 03:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أردت هنا أن أطلعك أخي أمين هشام على هذا الحديث الذي يؤكد أن الساق التي وردت في الآية والأحاديث ليست من آيات الصفات والله أعلم ...
........ حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر و فاجر أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها قال: فما تنتظرون؟ تتبع كل أمة ما كانت تعبد قالوا: يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم و لم نصاحبهم فيقول: أنا ربكم قيقولون: نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا مرتين أو ثلاثا حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب فيقول: هل بينكم و بينه آية فتعرفونه بها؟ فيقولون: نعم الساق فيكشف عن ساق فلا يبقي من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود و لا يبقى من كان يسجد اتقاء و رياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ثم يرفعون رءوسهم و قد تحول في الصورة التي رأوه فيها أول مرة فيقول: أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا ; ثم يضرب الجسر على جهنم و .........
التخريج صحيح
المرجع صحيح الجامع الصغير
تخريج السيوطي (حم ق) عن أبي سعيد.
تحقيق الألباني (صحيح) انظر حديث رقم: 7031 في صحيح الجامع
هنا أشير إلى هذا النص
((((ثم يرفعون رءوسهم و قد تحول في الصورة التي رأوه فيها أول مرة))))
هنا إشارة إلى الصورة التي أنكروه فيها لعدم ظهور آية الساق حينها التي هي والله أعلم ليست من آيات الصفات(41/334)
اين أجد تخريج أثر (اللهم اجعل خير أعمالي خواتيمها)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[01 - 09 - 04, 05:26 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[02 - 09 - 04, 10:59 م]ـ
الداعية إلى الخير = محمد الجابري
قال الحافظ في المطالب العالية (2917): (الحسن أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: لا عليكم أن لا تعجلوا بأحد منكم حتى تنظروا ماذا يختم به عمله، و كان الحسن يقول: اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها، واجعل ثوابها الجنة، قال: و كان رسول الله يقول: اللهم اجعل خير أعمالنا ما يلي آجالنا، و اجعل خيار أيامنا يوم نلقاك. (للحارث).
ابن السني
((اللهم اجعل خير عملي أخره، و خير عملي خواتمه، و اجعل خبر أيامي يوم ألقاك))
قال محقق كتاب الأذكار للنووي سليم الهلالي: ضعيف أخرجه ابن السني في (عمل اليوم و الليلة (120) و فيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[03 - 09 - 04, 07:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن ألم يصح عن أبي بكر رضي الله عنه؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[04 - 09 - 04, 01:39 ص]ـ
الحديث ضعيف جداً؛ فقد رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (120) من طريق صالح بن أبي الأسود، عن عبد الملك النخعي، عن ابن جدعان، عن أنس بن مالك، مرفوعاً.
وصالح بن أبي الأسود واه (الميزان 2/ 288)، وعبد الملك النخعي متروك (التقريب 2/ 462)، وابن جدعان ضعيف (التقريب 1/ 694).
وقد اضطرب فيه عبد الملك النخعي فرواه مرة أخرى عن أبي المحجل عن ابن أخي أنس، عن أنس، مرفوعاً.
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (9/ 157 / 9411).
وقد رواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " (6/ 65) بسند حسن عن أبي بكر موقوفاً.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[04 - 09 - 04, 07:44 م]ـ
شيخنا أبا المنهال جزاكم الله خيرا
هل أستطيع الظفر منكم بذكر سند ابن أبي شيبة لو تكرمتم
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[04 - 09 - 04, 11:07 م]ـ
وإياكم أخي الفاضل.
قال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع بن الجراح، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله، أن أبا بكر كان يقول: " اللهم اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك ".
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 09 - 04, 04:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
والأثر عن أبي بكر رضي الله عنه أثر مرسل لأن المطلب لم يسمع من أبي بكر بل قال بعضهم إنه لم يسمع من أحد من الصحابة.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[05 - 09 - 04, 10:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا أبا المنهال
أجزل الله لكم المثوبة شيخنا الحبيب عبدالرحمن الفقيه، ولا عدمنا فوائدك(41/335)
ما صحة هذا الحديث وما حكم إجابة الوليمة؟
ـ[أبو معاذ المغربي]ــــــــ[02 - 09 - 04, 04:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
هل صح هذا الحديث عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {من لم يجب الوليمة فقد كفر بما أنزل على محمد}.
وهل تجب إجابة الدعوة أو الوليمة في كل الأحوال؟
أرجو التفصيل.
ـ[المستفيد7]ــــــــ[02 - 09 - 04, 06:41 م]ـ
في مجلة الجامعة الاسلامية
بحث في إجابة الدعوة
إعداد
د. إبراهيم بن علي بن عبيد العبيد
أستاذ مساعد بكلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية
الجامعة الإسلامية - المدينة النبوية
المبحث الأول: حكم إجابة الدعوة
عند تأمل الأحاديث الواردة في هذه المسألة نجد أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم إجابة الدعوة إذا دعي إليها حتى لو دعي إلى كراع كما ثبت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم وقد تعددت الأحاديث القولية والفعلية في ذلك واختلفت دلالتها فبعضها ظاهر في الوجوب مطلقاً، وبعضها ظاهر في الوجوب في وليمة العرس، وبعضها ظاهر في السنية ولهذا اختلفت مذاهب أهل العلم في ذلك على أقوال هي:
القول الأول:
وجوب إجابة الدعوة مطلقاً سواء كانت عرساً أو غيره وممن قال بهذا: بعض الشافعية وأهل الظاهر وعبيدالله بن الحسن العنبري قاضي البصرة والشوكاني وابن حزم، وقال: إن هذا قول جمهور الصحابة والتابعين [5].
لكن تعقبه العراقي [6] فقال: وادعى ابن حزم أنه قول جمهور الصحابة والتابعين وفي ذلك نظر.
وقال الحافظ ابن حجر [7]: وزعم ابن حزم أنه قول جمهور الصحابة والتابعين ويعكر عليه مانقلناه عن عثمان بن أبي العاص وهو من مشاهير الصحابة أنه قال في وليمة الختان: "لم يكن يدعى لها" لكن يمكن الانفصال عنه بأن ذلك لا يمنع القول بالوجوب لو دعوا ...
أدلة هذا القول:
1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "شر الطعام طعام الوليمة يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء، ومن ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم".
أخرجه البخاري [8]، ومسلم [9]، وأبو داود [10]، والنسائي [11]، وابن ماجه [12]، وفي لفظ لمسلم مرفوعاً جميعه [13].
وفي الباب عن ابن عمر [14]، وابن عباس [15] رضي الله عنهم.
ووجه الدلالة منه أن العصيان لا يطلق إلا على ترك الواجب والوليمة تشمل العرس وغيره [16].
2 - حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها".
أخرجه البخاري [17]، ومسلم [18]، وأبو داود [19]، والنسائي [20].
وفي لفظ متفق عليه "أجيبوا هذه الدعوة إذا دعيتم لها". قال: وكان عبد الله يأتي الدعوة في العرس وغير العرس ويأتيها وهو صائم".
وفي لفظ لمسلم وأبي داود "إذا دعا أحدكم أخاه فليجب عرساً كان أو نحوه".
وله ألفاظ أخر [21].
ووجه الدلالة منه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإجابة الوليمة والدعوة والأصل في الأمر الوجوب إلا أن يصرفه صارف، وقالوا إن الوليمة والدعوة تشمل العرس وغيره ويؤيد هذا رواية مسلم وغيره "عرساً كان أو نحوه" وأن عبد الله بن عمر وهو راوي الحديث كان يأتي الدعوة في العرس وهو صائم [22].
وفي لفظ لأبي داود [23]، وابن عدي [24]، والبيهقي [25] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دعي فلم يجب فقد عصى الله ورسوله ومن دخل على غير دعوة دخل سارقاً وخرج مغيراً".
وفي هذا اللفظ قال: "من دعي فلم يجب" ولم يخصها بالوليمة.
وفي لفظ لأبي يعلي [26] "إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليجبها ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله".
ووجه الدلالة أنه سمى من لم يجب الدعوة عاصياً لله ولرسوله.
قال ابن حزم [27]: فإن قيل قد جاء في بعض الآثار "إذا دعي أحدكم إلى وليمة عرس فليجب" قلنا نعم لكن الآثار التي أوردنا فيها زيادة غير العرس مع العرس وزيادة العدل لايحل تركها.
3 - حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: "أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع: أمرنا بإتباع الجنائز، وعيادة المريض، وإجابة الداعي، ونصرة المظلوم، وإبرار القسم، ورد السلام، وتشميت العاطس، ونهانا عن آنية الفضة، وخاتم الذهب، والحرير، والديباح، والقسى، والإستبرق".
أخرجه البخاري [28]، ومسلم [29]، والترمذي [30]، والنسائي [31].
¥(41/336)
وفي الباب عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فكوا العاني، وأجيبوا الداعي وعودوا المريض" أخرجه البخاري [32].
ووجه الدلالة منهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإجابة الداعي مطلقاً والأصل في الأمر الوجوب.
4 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس".
أخرجه البخاري [33]، ومسلم [34]، وأبو داود [35]، وابن ماجه [36].
وفي لفظ لمسلم أيضاً، ولفظ أبي داود "خمس تجب للمسلم على أخيه".
وفي الباب عن علي [37]، وأبي مسعود [38]، وأبي أيوب [39] رضي الله عنهم.
ووجه الدلالة أن المراد بالحق الوجوب بدليل رواية مسلم وأبي داود.
قال الحافظ [40]: "وقد تبين أن معنى الحق هنا الوجوب خلافاً لقول ابن بطال المراد حق الحرمة والصحبة والظاهر أن المراد به هنا وجوب الكفاية".اه
وحديث أبي أيوب نص في الوجوب لو صح لكنه ضعيف.
5 - حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من دعاكم فأجيبوه".
أخرجه الطبراني في الكبير [41].
ووجه الدلالة ظاهرة كالدليل الثاني.
6 - حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أجيبوا الداعي، ولا تردوا الهدية، ولا تضربوا المسلمين".
أخرجه أحمد [42]، وابن أبي شيبة [43]، والبخاري في الأدب المفرد [44]، والبزار [45]، والطحاوي [46]، وابن حبان [47]، والطبراني [48].
ووجه الدلالة منه ظاهرة كالدليل الثاني.
7 - حديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن شاء طعم وإن شاء ترك".
أخرجه مسلم [49]، وأبو داود [50]، والنسائي [51].
وأخرجه ابن ماجه [52] وزاد "وهو صائم" وفي الباب عن أبي هريرة [53]، وابن مسعود [54].
ووجه الدلالة أن هذا أمر والأصل في الأمر الوجوب.
8 - عن عكرمة بن عمار سمعت أبا غادية اليمامي قال: "أتيت المدينة فجاء رسول كثير بن الصلت فدعاهم فما قام إلا أبو هريرة وخمسة منهم أنا فذهبوا فأكلوا ثم جاء أبو هريرة ثم قال: والله يا أهل المسجد إنكم لعصاة لأبي القاسم صلى الله عليه وسلم".
أخرجه أحمد [55].
ووجه الدلالة ظاهرة حيث سمى من لم يجب عاصياً.
9 - حديث عياض بن أشرس السلمي قال: رأيت يعلي بن مرة دعوته إلى مأدبة فقعد صائماً فجعل الناس يأكلون ولا يطعم فقلت له: والله لو علمنا أنك صائم ما عتبناك قال: لا تقولوا ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أجب أخاك فإنك منه على اثنتين إما خير فأحق ما شهدته، وإما غيره فتنهاه عنه وتأمره بالخير".
أخرجه الطبراني في الكبير [56].
ووجه الدلالة منه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإجابة الدعوة.
قال الشوكاني [57]: "والظاهر الوجوب للأوامر الواردة بالإجابة من غير صارف لها من الوجوب ولجعل الذي لم يجب عاصياً وهذا في وليمة النكاح في غاية الظهور وأما في غيرها من الولائم الآتية فإن صدق عليها اسم الوليمة شرعاً كما سلف في أول الباب كانت الإجابة إليها واجبة ... ".
وقال أيضاً: ولكن الحق ما ذهب إليه الأولون يعني القول بالوجوب.
القول الثاني:
أن إجابة الدعوة سنة مطلقاً في العرس وغيره وممن قال بهذا القول:
بعض الشافعية والحنابلة وذكر اللخمي من المالكية أنه المذهب [58] وابن عبد البر [59].
أدلة هذا القول:
استدل أصحاب هذا القول بعموم أدلة أصحاب القول الأول وأنها تدل على السنية واستدلوا أيضاً بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان هدْيُهُ إجابة الدعوة كما ورد في أحاديث كثيرة منها:
1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو دعيت إلى كُراع لأجبت، ولو أهدي إليَّ كراع لقبلت".
أخرجه البخاري [60]، والنسائي [61]، ولفظه "لو دعيت إلى كراع أو إلى ذراع ولو أهدي إلىَّ ذراع أو كراع لقبلت" وفي الباب عن أنس [62] وابن عباس [63] رضي الله عنهم.
2 - حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال: "دعا أبو أسيد الساعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرسه وكانت امرأته يومئذ خادمهم، وهى العروس، قال سهل: تدرون ما سقت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنقعت له تمرات من الليل فلما أكل سقته إياه".
¥(41/337)
أخرجه البخاري [64]، ومسلم [65]، وفي الباب عن أنس [66]، وأبي طلحة [67] رضي الله عنهما.
3 - حديث أنس رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض ويشهد الجنازة ويركب الحمار ويجيب دعوة العبد، وكان يوم بني قريظة على حمار مخطوم بحبل من ليف عليه إكاف [68] ليف".
أخرجه الترمذي [69]، وابن ماجه [70]، وابن سعد [71]، وابن أبي شيبة [72]، وابن أبي الدنيا [73]، وأبو الشيخ [74]، والبيهقي [75].
4 - حديث أنس رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب ولقد كان له درع عند يهودي فما وجد ما يفكها حتى مات".
أخرجه الترمذي في الشمائل [76]، وأبو يعلي [77]، وأبو الشيخ [78].
وفي الباب عن ابن عباس [79] رضي الله عنهما.
ووجه الدلالة من هذه الأحاديث أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم هو إجابة الدعوة وهذا فعل وهو يدل على السنية.
القول الثالث:
التفصيل وهو أن إجابة الدعوة تجب في العرس دون غيره.
وممن قال بهذا: مالك والثوري والشافعي والخطابي والعنبري والحنفية وجمهور الحنابلة وجمهور الشافعية وهو المشهور عنهم وبالغ السرخسي منهم فنقل الإجماع [80] وهو قول الجمهور.
ونقل القاضي عياض وغيره الاتفاق على وجوب الإجابة في وليمة العرس [81].
لكن اعترض على هذا النقل الحافظ ابن حجر [82] فقال: "وقد نقل ابن عبد البر ثم عياض ثم النووي الاتفاق على القول بوجوب الإجابة إلى وليمة العرس وفيه نظر نعم المشهور من أقوال العلماء الوجوب وصرح جمهور الشافعية والحنابلة أنها فرض عين ونص عليه مالك وعن بعض الشافعية والحنابلة أنها مستحبة وذكر اللخمي من المالكية أنه المذهب ... ".
أدلة هذا القول:
1 - عموم أحاديث الباب وأنها تدل على السنية إلا ما نص عليه وهو وليمة العرس.
2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "شر الطعام طعام الوليمة يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء ومن ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله" [83].
ووجه الدلالة منه أن هذا الحديث يدل على وجوب إجابة وليمة العرس دون غيرها لأن الوليمة المراد بها وليمة العرس إذا أطلقت دون غيرها وهذا الدليل هو الذي خصص دعوة وليمة العرس بالوجوب دون غيرها من الدعوات فتبقى على السنية [84].
3 - حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها".
وفي لفظ "إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليجبها ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله" [85].
ووجه الدلالة أن المراد بالوليمة هي وليمة العرس كما تقدم وما ورد في بعض ألفاظه "الدعوة" فالألف واللام للعهد والمراد بها وليمة العرس [86].
4 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "الوليمة حق وسنة فمن دعي فلم يجب فقد عصى الله ورسوله والخُرس والإعذار والتوكير أنت فيه بالخيار".
قال قلت: إني والله لا أدري ما الخرس والإعذار والتوكير؟ قال: الخرس الولادة والإعذار الختان، والتوكير الرجل يبني الدار وينزل في القوم فيجعل الطعام فيدعوهم فهم بالخيار إن شاؤا جاؤا، وإن شاؤا قعدوا".
أخرجه الطبراني في الأوسط [87].
ووجه الدلالة منه أنه فرق بين دعوة الوليمة وغيرها وسمى من لم يجب في الوليمة عاصياً أما غيرها فهو بالخيار.
القول الرابع:
أن إجابة وليمة العرس فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين.
وممن قال بهذا: بعض الشافعية والحنابلة [88].
أدلة هذا القول:
عموم الأدلة السابقة وقالوا إن الإجابة إكرام وموالاة فهي كرد السلام [89].
القول الخامس:
أن إجابة الدعوة تسن في العرس وتباح في غيره، حكاه العراقي عن بعض الحنابلة [90].
المناقشة:
بعد استعراض الأقوال في هذه المسألة اتضح أن الأقوال فيها خمسة المشهور منها ثلاثة: الوجوب والسنية والتفصيل وإن كان كل قول منها لا يسلم من اعتراض لكن قد يكون الاعتراض له حظ من النظر وقد لا يكون له حظ من النظر وفي هذا المبحث أود أن أورد فيه الاعتراضات الواردة على أدلة كل قول ومناقشتها قدر الإمكان مع ذكر أقوال أهل العلم في ذلك فأقول:
مناقشة أدلة أصحاب القول الأول:
نوقشت أدلة أصحاب القول الأول.
أما الدليل الأول وهو حديث أبي هريرة فاعترض عليه من وجهين:
الأول: بأن المراد به وليمة العرس وذلك لأن الوليمة إذا أطلقت فالمراد بها وليمة العرس.
¥(41/338)
قال الحافظ ابن حجر [91]: عقب تبويب البخاري "باب حق إجابة الوليمة والدعوة": كذا عطف الدعوة على الوليمة فأشار بذلك إلى أن الوليمة مختصة بطعام العرس ويكون عطف الدعوة عليها من العام بعد الخاص وقد تقدم بيان الاختلاف في وقته.
وأما اختصاص اسم الوليمة به فهو قول أهل اللغة فيما نقله عنهم ابن عبد البر [92] وهو المنقول عن الخليل بن أحمد وثعلب وغيرهما وجزم به الجوهري [93] وابن الأثير [94] وقال صاحب المحكم: الوليمة طعام العرس والإملاك، وقيل كل طعام صنع لعرس وغيره.
وقال عياض في المشارق: الوليمة طعام النكاح وقيل: الإملاك وقيل: طعام العرس خاصة.
وقال الشافعي وأصحابه: تقع الوليمة على كل دعوة تتخذ لسرور حادث من نكاح أو ختان أو غيرهما، لكن الأشهر استعمالها عند الإطلاق في النكاح وتقيد في غيره فيقال: وليمة الختان ونحو ذلك.
وقال الأزهري [95]: الوليمة مأخوذة من الوَلم الجمع وزناً ومعنى لأن الزوجين يجتمعان.
وقال ابن الأعرابي: أصلها من تتم الشيء واجتماعه.
وجزم الماوردي ثم القرطبي بأنها لا تطلق في غير طعام العرس إلا بقرينة وأما الدعوة فهي أعم من الوليمة ... اه.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية [96]: الوليمة تختص بطعام العرس في مقتضى كلام أحمد في رواية المروذي.
وقيل: تطلق على كل طعام لسرور حادث وقاله القاضي في الجامع وقيل: تطلق على ذلك إلا أنه في العرس أظهر.
وقال العراقي [97]: اختلف العلماء وأهل اللغة في الوليمة والمشهور اختصاصها بطعام العرس ... ثم ساق نحو كلام الحافظ السابق.
وقال في القاموس [98]: الوليمة طعام العرس أو كل طعام صنع لدعوة وغيرها وأَوْلَم صنعها.
قال ابن رسلان [99]: وقول أهل اللغة أقوى لأنهم أهل اللسان وهم أعرف بموضوعات اللغة وأعلم بلسان العرب.
وقال الشوكاني [100]: عقب دلالة هذا الحديث: "والظاهر الوجوب للأوامر الواردة بالإجابة من غير صارف لها عن الوجوب ولجعل الذي لم يجب عاصياً وهذا في النكاح في غاية الظهور وأما في غيرها من الولائم الآتية فإن صدق عليها اسم الوليمة شرعاً كما سلف في أول الباب كانت الإجابة إليها واجبة".
وقال أيضاً [101]: ويمكن أن يقال: الوليمة في اللغة وليمة العرس فقط وفي الشرع للولائم المشروعة. اه.
وبعد إيراد هذه النقول يظهر لنا أن المشهور عند أهل اللغة وغيرهم أن الوليمة لا تطلق إلا على وليمة العرس فقط وعلى هذا لا يكون في الحديث دلالة على الوجوب إلا في وليمة العرس فقط.
قال الطحاوي [102]: فتأملنا هذا الحديث - يعني حديث أبي هريرة - لنقف على معناه الذي أريد به إن شاء الله فوجدنا الطعام المقصود بما ذكر إليه فيه هو الوليمة وكانت صنفاً من الأطعمة لأن في الأطعمة أصنافاً سواها نحن ذاكروها في هذا الباب إن شاء الله وهو ما سمعت أحمد بن أبي عمران يقول: كانت العرب تسمى الطعام الذي يطعمه الرجل إذا ولد له مولود طعام الخرس وتسمى طعام الختان طعام الأعذار. يقولون: قد أعذر على ولده.
وإذا بنى الرجل داراً أو اشتراها فأطعم قيل طعام الوكيرة أي من الوكر.
وإذا قدم من سفر فأطعم قيل طعام النقيعة.
قال: وأنشد أبو نصر أحمد بن حاتم صاحب الأصمعي:
إنا لنضرب بالسيوف رؤوسهم
ضرب القدار نقيعة القدام
قال: والقدار الجزار والقدام القادمون يقال قادم وقدّام كما يقال كاتب وكتاب.
وطعام المأتم يقال له طعام الهضيمة قال لنا ابن أبي عمران: وأنشدني الحسن بن عمرو الوائلي لأم حكيم بنت عبد المطلب لأبيها:
كفى قومه نائبات الخطوب
في آخر الدهر والأول
طعام الهضائم والمأدبات
وحمل عن الغارم المثقل
وطعام الدعوة: طعام المأدبة قال لي ابن أبي عمران: وما سمعت طعام الهضيمة من أصحابنا البغداديين وإنما سمعته بالبصرة من أهل اللغة بها.
قال أبو جعفر: وطعام الوليمة خلاف هذه الأطعمة وفي قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكلام الذي قصد به إليه فيه ما قد دل أنه حكمه في الدعاء إليه خلاف غيره من الأطعمة المدعى إليها ولولا ذلك لاكتفى بذكر الطعام ولم يقصد إلى اسم من أسمائه فيذكره به ويدع ما سواه من أسمائه فلا يذكرها.
¥(41/339)
فنظرنا في المعنى الذي به حكم ذلك الطعام من حكم ما سواه من الأطعمة فوجدنا أبا أمية وإبراهيم بن أبي داود قد حدثانا قالا: ... ثم ذكر حديث "لابد للعرس من وليمة" وقال: فكان في هذا الحديث إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لابد للعرس من وليمة ثم ذكر حديث عبد الرحمن بن عوف "أولم ولو بشاة" وقال: فكان هذا الحديث أيضاً أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف لما تزوج أن يولم ثم ذكر حديث "الوليمة حق والثاني معروف والثالث رياء وسمعة".
وقال: فكان في هذا الحديث إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الوليمة حق وفرّق بين حكمها في الأيام الثلاثة فجعلها في أول يوم محموداً عليها أهلها لأنهم فعلوا حقاً.
وجعلها في اليوم الثاني معروفاً لأنه قد يصل إليها في اليوم الثاني من عسى أن لا يكون وصل إليها في اليوم الأول ممن في وصله إليها من الثواب لأهلها مالهم في ذلك.
وجعلها في اليوم الثالث بخلاف ذلك لأنه جعلها رياء وسمعة وكان معلوماً أن من دعي إلى الحق فعليه أن يجيب إليه وأن من دعي إلى معروف فله أن يجيب إليه وليس عليه أن يجيب إليه وأن من دعي إلى الرياء والسمعة فعليه أن لا يجيب إليه.
وفي ذلك ما قد دل على أن من الأطعمة التي يدعى إليها ما للمدعو إليه أن لا يأتيه وأن منها ما على المدعو إليه أن يأتيه. اه.
وأما قوله في آخر الحديث: "ومن ترك الدعوة" فقال الحافظ ابن حجر [103]: والذي يظهر أن اللام في الدعوة للعهد من الوليمة المذكورة أولاً. وقد تقدم أن الوليمة إذا أطلقت حملت على طعام العرس بخلاف سائر الولائم فإنها تقيد. اه.
الوجه الثاني:
ما حكاه ابن عبد البر [104] بعد قوله صلى الله عليه وسلم: "ومن لم يأت الدعوة فقد عصى الله ورسوله" قال على أنه يحتمل والله أعلم من لم ير إتيان الدعوة فقد عصى الله ورسوله وهذا أحسن وجه حمل عليه هذا الحديث إن شاء الله. اه.
وفي هذا نظر لأن النبي صلى الله عليه وسلم علق العصيان على عدم الإتيان لا على الاعتقاد والأصل حمل اللفظ على حقيقته إلا بقرينة تدل على أن هذا الظاهر غير مراد [105].
وأما الدليل الثاني وهو حديث ابن عمر رضي الله عنهما، فإنه نوقش من وجهين هما:
الأول: أن يقال إن قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها" المراد به وليمة العرس كما تقدم بيان ذلك في الجواب عن حديث أبي هريرة.
وأما رواية "أجيبوا هذه الدعوة" فقال الحافظ ابن حجر [106]: وهذه اللام يحتمل أن تكون للعهد والمراد وليمة العرس ويؤيده رواية ابن عمر الأخرى "إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها" وقد تقرر أن الحديث الواحد إذا تعددت ألفاظه وأمكن حمل بعضها على بعض تعين ذلك، ويحتمل أن تكون اللام للعموم وهو الذي فهمه راوي الحديث فكان يأتي الدعوة للعرس ولغيره"اه.
وأما رواية أبي داود وابن عدي والبيهقي "من دعي فلم يجب فقد عصى الله ورسوله ... " فإنها تدل على العموم وعدم التخصيص بالعرس لكنها ضعيفة كما تقدم بيان ذلك [107].
لكنه ورد عند أبي يعلي وصححه الحافظ [108] بلفظ "إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليجبها ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله".
فجعل العصيان مقيداً بمن لم يجب دعوة الوليمة لا كل دعوة.
وأما رواية "عرساً كان أو نحوه" فإنها تدل على عدم التخصيص بوليمة العرس لأنه قال أو نحوه لكن يمكن أن يجاب عنه:
بأن يقال هذه الرواية تدل على أنه لا يجب إجابة كل دعوة وذلك لأن الحديث أمر بإجابة دعوة العرس ونحوه فما المراد بهذا النحو؟ فهل المراد به نحوه من حيث الكبر أو غير ذلك؟ إلا أن يقال بينه فهم ابن عمر وأنه كان يأتي في العرس وغير العرس لكن هذا لا يدل على الوجوب أيضاً لأن تطبيق ابن عمر للإتيان إنما هو لكونه مأموراً بهذا ولو كان على سبيل الاستحباب، لما عُرف عنه من شدة تحريه للسنة وقد يكون أخذ إتيان وليمة العرس من هذا الحديث وغير وليمة العرس من أحاديث أُخر كحديث البراء وغيره ففعله لا يدل على وجوب الجميع والله أعلم.
وقال الطحاوي [109]: قد يحتمل أن يكون ذلك من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وقد يحتمل أن يكون من كلام رواة هذين الخبرين.
¥(41/340)
وقد روى حديث ابن عمر هذا جماعة عن نافع بغير ذكر هذا المعنى الذي هو خلاف العرس ثم ساقه من طريق عمر بن محمد العمري عن نافع بلفظ "إذا دعيتم فأجيبوا".
ومن طريق موسي بن عقبة عن نافع بلفظ "أجيبوا الدعوة إذا دعيتم لها".
ومن طريق أيوب السختياني عن نافع بلفظ "ائتوا الدعوة إذا دعيتم".
ثم قال: فاحتمل أن تكون تلك الدعوة المرادة في هذه الآثار هي الدعوة المذكورة في الآثار الأول فتتفق هذه الآثار ولا تختلف فنظرنا هل رُوي شيء يدل على أنها تلك الدعوة كما ذكرنا؟
فوجدنا يونس قد حدثنا قال أنبأنا ابن وهب أن مالكاً أخبره عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها" فبين هذا الحديث أن الذي يجب إتيانه من الأطعمة التي يدعى إليها في أحاديث ابن عمر هى هذه الوليمة ... "اه.
تنبيه:
قال ابن عبد البر [110]: قد رواه معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر فقال فيه "عرساً كان أو غيره" ذكره عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دعا أحدكم أخاه فليجبه عرساً كان أو غيره" وذكر أبو داود قال: حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا عبد الرزاق بإسناده مثله وقال: "عرساً كان أو دعوة" قال أبو داود: وكذلك رواه الزبيدي عن نافع مثل حديث معمر عن أيوب ومعناه سواء ... "اه.
ففي هذه الرواية التي ذكرها ابن عبد البر وعزاها لأبي داود وكذا لعبد الرزاق يبطل التأويل السابق لقوله صلى الله عليه وسلم: "عرساً كان أو نحوه" فإن رواية أبي داود وعبد الرزاق تدل على العموم في العرس وغيره إلا أن هذه الرواية التي ذكرها ابن عبد البر وعزاها لأبي داود وعبد الرزاق لم أجدها عندهما بهذا اللفظ بل عندهما [111] بلفظ "عرساً كان أو نحوه" من نفس الطريق التي ذكرها ابن عبد البر فليتأمل ذلك لعله في نسخ أخرى غير هذه أو تكون تصحيفاً، إلا أن يقال لو صحت حملت على حديث البراء وغيره لأنه لم يرتب العصيان على من لم يجب في هذه الرواية والله أعلم.
الوجه الثاني:
حمل المطلق على المقيد وذلك أنه ورد في بعض روايات هذا الحديث إطلاق الوليمة وفي بعضها قال "إذا دعي أحدكم إلى وليمة عرس فليجيب" كما عند مسلم وغيره.
قال النووي [112] عقب هذه الرواية: قد يحتج به من يخصص وجوب الإجابة بوليمة العرس ويتعلق الآخرون بالروايات المطلقة ولقوله صلى الله عليه وسلم في الرواية التي بعد هذه "إذا دعا أحدكم أخاه فليجب عرساً كان أو نحوه" ويحملون هذا على الغالب أو نحوه من التأويل.
وقال العراقي [113]: ويدل على عدم الوجوب في غير وليمة العرس التقييد في بعض الروايات بقوله "وليمة عرس" وقد تقدم ذكرها فيحمل المطلق على المقيد.
وقد تعقب الشوكاني [114] هذا الوجه فقال: لا يقال ينبغي حمل مطلق الوليمة على الوليمة المقيدة بالعرس كما وقع في رواية حديث ابن عمر المذكورة بلفظ "إذا دعي أحدكم إلى وليمة عرس فليجب" لأنا نقول ذلك غير ناتج للتقييد لما وقع في الرواية المتعقبة لهذه الرواية بلفظ "من دعي إلى عرس أو نحوه" وأيضاً قوله: "من لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله" يدل على وجوب الإجابة إلى غير وليمة العرس. اه.
لكن تقدم أن رواية "من لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله" هذه مقيد بالوليمة كما في الصحيحين.
أما رواية أبي داود المطلقة فإنها ضعيفة.
وأما رواية "إلى عرس أو نحوه" فتقدم الجواب عنها وأنها لا تدل على وجوب كل دعوة، والله أعلم.
وأما الدليل الثالث حديث البراء:
فقال ابن عبد البر [115]: قال البراء: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع فذكر منها إجابة الداعي وذكر منها أشياء منها ما هو فرض على الكفاية ومنها ما هو واجب وجوب سنة فكذلك إجابة الدعوة والله نسأل العصمة.
وأما الدليل الرابع حديث أبي هريرة:
هذا الحديث لفظ الصحيحين "حق" لكن عند مسلم في لفظ "خمس تجب" وهذا اللفظ ظاهره الوجوب إلا أن الحافظ حمله [116] على وجوب الكفاية فقال: وقد تبين أن معنى الحق هنا الوجوب خلافاً لقول ابن بطال: المراد حق الحرمة والصحبة والظاهر أن المراد به هنا وجوب الكفاية. اه.
ولعله أخذ هذا مما قرن معه من عيادة المريض واتباع الجنائز ورد السلام وتشميت العاطس مع ما في دلالة الاقتران من الكلام عند الأصوليين.
¥(41/341)
وقال الطحاوي [117]: عقب هذا الحديث: فقد تحتمل أيضاً أن يكون الحق الواجب في إجابة الدعوة يراد به الدعوة التي هي وليمة لا ما سواها فلم يبين لنا في شيء مما روينا وجوب إتيانه من الطعام المدعى إليه غير طعام الوليمة التي هي الأعراس والله سبحانه نسأله التوفيق.
وقال أيضاً [118] في الجواب عن حديث أبي أيوب: فقال قائل ففي هذا الحديث من كلام أبي أيوب ما قد دل على أن الدعوة التي من حق المسلم على أخيه إجابته إليها هو مثل ما دعا إليه فأجاب إليه.
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه: أنه قد يحتمل أن يكون ذلك كما قد ذكر ويكون الأحسن بالناس إذا دعوا إلى مثله أن لا يتخلفوا عنه ويكون حضور بعضهم إياه مسقطاً لما على غيرهم منه ويكون من الأشياء التي يحملها العامة على الخاصة كحضور الجنائز وكدفن الموتى.
ويحتمل أن يكون ذلك على ما يجب أن يكون الناس عليه في أسفارهم مع إخوانهم من الزيادة في مواصلتهم والانبساط إليهم والجود عليهم أكثر مما يكونون لهم عليه في خلاف السفر فيكون ما كان من أبي أيوب لذلك والذي كان منه فلم يذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم
وإنما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ما سوى ذلك مما في هذا الحديث.
وقد يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أراد بما في هذا الحديث من إجابة الدعوة الوليمة التي ذكرنا لا ما سواها. اه.
وأما الدليل الخامس حديث أبي أمامة والدليل الثامن حديث أبي هريرة والدليل التاسع حديث يعلي بن مرة فإنها ضعيفة وتقدم بيان ضعفها.
أما الدليل السادس حديث ابن مسعود فيجاب عنه بمثل ما أجيب عن الدليل الثالث والرابع حديث البراء وأبي هريرة رضي الله عنهما.
وقال الطحاوي [119]: في الجواب عن حديث ابن مسعود: ففي هذا الحديث الأمر بإجابة الداعي وبقبول الهدية والمنع من ردها فقد يحتمل أن تكون هذه الإجابة وهذا الممنوع من رده من جنس واحد ويكون المدعى إليه هو خلاف الوليمة وقد يحتمل أن يكون كل واحد منهما جنساً غير الجنس الآخر فيكون المدعى إليه هو الوليمة الواجب إتيانها والهدية بخلافها. اه.
وأما الدليل السابع حديث جابر فيجاب عنه بمثل ما أجيب عن الدليل الثالث والرابع حديث البراء وأبي هريرة.
وقال الطحاوي [120] أيضاً في الجواب عن هذا الحديث: فكان ذلك محتملاً أن يكون أريد به الطعام المذكور في الآثار الأول [121] لا ما سواه منها.
وقد يجاب عن هذه الأدلة كلها عدا الدليل الأول والثاني بأن المراد بها إما وليمة العرس كما أشار إليه الطحاوي، وإما أنها محمولة على الاستحباب والصارف لها عن الوجوب هو حديث أبي هريرة وابن عمر في رواية أبي يعلي حيث رتب العصيان على من لم يجب الوليمة فهذا يدل على أن غير الوليمة لها حكم آخر غير الوجوب وهو الندب وسيأتي مزيد بحث في ذلك عند مناقشة أصحاب القول الثالث إن شاء الله تعالى.
مناقشة أدلة أصحاب القول الثاني:
أدلة أصحاب هذا القول لا تخلو عن ثلاثة أحوال:
الأول: بعضها ظاهر الدلالة على السنية مثل الدليل الأول والثاني والثالث والرابع مع ضعف في الثالث والرابع.
والثاني: بعضها ظاهر الدلالة على الوجوب وذلك في مثل حديث أبي هريرة وابن عمر حيث أطلق العصيان على من لم يجب الدعوة والعصيان يكون بترك الواجب أو فعل المحرم وهذا ظاهر في وليمة العرس محتمل في غيرها.
الثالث: بعضها محتملة للوجوب والسنية وذلك بحسب القرائن وهذا في مثل الأحاديث التي فيها الأمر بإجابة الدعوة كحديث البراء وغيره.
فعلى هذا هذه الأدلة لا تسلم دلالتها على السنية مطلقاً لأن فيها أدلة تدل على الوجوب كما تقدم.
مناقشة أصحاب القول الثالث:
هذا القول وسط بين القولين السابقين الوجوب مطلقاً والسنية مطلقاً والأدلة التي استدلوا بها ظاهرة الدلالة على هذا القول بالجملة إلا أنه قد ينازع في بعضها وهي التي فيها الأمر بإجابة الدعوة مطلقاً من غير تقييد بالوليمة إذ الأصل في الأمر الوجوب إلا أن يصرفه صارف إلا أن يقال إن الصارف لهذه الأدلة عن الوجوب - غير وليمة العرس - هو:
¥(41/342)
1 - ما أخرجه مسلم [122] والنسائي [123] من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه أن جاراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فارسياً كان طيب المرق فصنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاء يدعوه فقال: "وهذه؟ " لعائشة، فقال: "لا"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا" فعاد يدعوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وهذه؟ " فقال: "لا" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا" ثم عاد يدعوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وهذه؟ " قال: نعم في الثالثة فقاما يتدافعان حتى أتيا منزله".
ووجه الدلالة هو أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دعاه قال: "لا" لما لم يوافق على مجيء عائشة رضي الله عنها معه ولو كان الأمر في الدعوة للوجوب لما قال لا وهذه الدعوة ظاهرها أنها ليست دعوة عرس فهذا قد يستأنس به على أنه مخصص لدعوة غير العرس فتحمل على الاستحباب.
2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "شر الطعام طعام الوليمة يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء ومن ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله".
وحديث ابن عمر رضي الله عنهما رواية أبي يعلي "إذا دعا أحدكم إلى وليمة فليجبها ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله".
ووجه ذلك هو أنه أطلق العصيان على من لم يجب الدعوة إلى الوليمة ولم يرد هذا الحكم في غير الوليمة إلا في رواية عن أبي داود وغيره من حديث ابن عمر "من دُعِيَ فلم يجب فقد عصى الله ورسوله" لكنها ضعيفة كما تقدم.
فهذا يفهم منه أن العصيان يختص بعدم إتيان الوليمة فقط دون غيرها من الدعوات فتحمل على الاستحباب وتقدم أن الوليمة المراد بها وليمة العرس عند الإطلاق كما هو قول أكثر أهل اللغة وغيرهم.
3 - ما أخرجه الطبراني في الكبير [124] من حديث صهيب رضي الله عنه قال: صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً فأتيته وهو في نفر جالس فقمت حياله فأومأت إليه فقال: "وهؤلاء؟ " فقلت: لا فسكت فقمت مكاني فلما نظر إليَّ أومأت إليه فقال: "وهؤلاء؟ " فقلت: لا مرتين فعل ذلك أو ثلاثاً فقلت: "نعم" وهؤلاء وإنما كان شيئاً يسيراً صنعته له فجاء وجاؤا معه فأكلوا وأحسبه قال وفضل منه".
ووجه الدلالة منه أنه لم يجب الدعوة حتى أذن لمن معه.
لكن قال الهيثمي [125] فيه: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن ضريب بن نفير لم يسمع من صهيب.
4 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه الدليل الرابع من أدلة القول الثالث وهو نص في محل النزاع لكنه ضعيف.
مناقشة أدلة أصحاب القول الرابع:
أدلة أصحاب هذا القول هي عموم أدلة الأقوال السابقة وسبق مناقشتها إلا أن جعل الأدلة تدل على أنه فرض كفاية محل نظر لأمور هي:
الأول: قلة القائلين به ولا يعرف أحد من الأئمة المشهورين قال به بل حكى عن بعض الشافعية والحنابلة وإن كان هذا لا يكفي في رد القول لكن يستأنس به.
الثاني: أن فرض الكفاية إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين فالمقصود في فروض الكفاية قيام هذا الفعل فليس معلقاً بالجميع بل بالبعض مثل الآذان المهم أن يقوم هذا العمل بخلاف إجابة الدعوة فإن الخطاب متوجه لكل من دعي وغالباً يكون مقصوداً في الدعوة فإذا لم يحضر فإنه يؤثر على الداعي ولو حضر غيره.
الثالث: أن في حديث أبي هريرة قال: من ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله، وفي حديث ابن عمر قال: "ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله".
الخطاب هنا ظاهره متوجه إلى كل من دعي فإذا لم يجب يكون عاصياً إلا ما قام الدليل على تخصيصه بخلاف فرض الكفاية فإن الخطاب موجه إلى البعض وإنما يأثم الجميع إذا لم يمتثل الكل نعم لو كان لفظ الحديث "من دَعا فلم يُجَبْ ... " لكان يدل على هذا القول والله أعلم.
الرابع: قال ابن دقيق العيد في شرح الإلمام [126]: محل ذلك - أي فرض الكفاية - إذا عمت الدعوة أما لو خص كل واحد بالدعوة فإن الإجابة تتعين.
مناقشة أصحاب القول الخامس:
هذا القول لا أعلم لهم دليلاً فيه على هذا التفصيل إلا أن كان القائل به لم يبلغه إلا حديث أبي هريرة "شر الطعام ... " فحمله على الندب وما عداه على الإباحة وهذا القول أضعف الأقوال في هذه المسألة بل هو خلاف الأدلة الواردة وليس على هذا التفريق دليل يعتمد عليه، والله أعلم.
الترجيح:
من خلال تأمل الأحاديث الواردة في هذه المسألة نجدها ظاهرة الدلالة على القول الأول وهو القول بالوجوب مطلقاً والقول الثالث وهو التفصيل وأن الدعوة تجب إجابتها في العرس وتسن فيما عداه وهو قول جمهور أهل العلم وهذا القول أقوى في نظري لقوة أدلته ولأن فيه توسطاً بين القول الأول والثاني ولأن حمل حديث أبي هريرة وابن عمر والذي فيهما إطلاق العصيان على من لم يجب الدعوة على وليمة العرس فيه قوة ويكون كافياً في تخصيص وليمة العرس بالوجوب دون غيرها وذلك لأن حمل الوليمة على وليمة العرس هو قول أكثر أهل العلم وهو قول أكثر أهل اللغة فهذا يدل على أن هذا هو الغالب في استعمال هذا اللفظ والأحكام إنما تعلق بالغالب لا بالنادر الذي لا يقع إلا قليلاً، والله أعلم.
قال الشافعي [127] رحمه الله: إتيان دعوة الوليمة حق والوليمة التي تعرف وليمة العرس وكل دعوة دعا إليها رجل وليمة فلا أرخص لأحد في تركها ولو تركها لم يتبين لي أنه عاص في تركها كما تبين لي في وليمة العرس.
ورجح الطحاوي [128] هذا القول وأطال في الجواب عن الأحاديث كما تقدم نقل غالب كلامه والله أعلم.
¥(41/343)
ـ[المستفيد7]ــــــــ[02 - 09 - 04, 06:44 م]ـ
الحواشي السفلية:
[5] المحلى (9/ 23،25) التمهيد (1/ 233) و (10/ 178) وشرح مسلم للنووي (9/ 234) المغني (7/ 2،4) طرح التثريب (7/ 70،77) الفتح (9/ 242، 247) عون المعبود (10/ 202) تحفة الأحوذي (4/ 222) نيل الأوطار (6/ 202) سبل السلام (3/ 273).
[6] طرح التثريب (7/ 77).
[7] الفتح (9/ 247).
[8] في صحيحه (5/ 1985 رقم 4882) كتاب النكاح، باب من ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله.
[9] في صحيحه (2/ 1054 رقم 1432) كتاب النكاح، باب الأمر بإجابة الداعي إلى دعوته.
[10] في السنن (4/ 125 رقم 3742) كتاب الأطعمة، باب ماجاء في إجابة الدعوة.
[11] في الكبرى (4/ 141 رقم 6612، 6613) كتاب الوليمة، باب طعام العرس.
[12] في السنن (1/ 616 رقم 1913) كتاب النكاح، باب إجابة الداعي.
[13] قال الحافظ ابن حجر: وأول هذا الحديث موقوف ولكن أمره يقتضي رفعه ذكر ذلك ابن بطال قال ومثله حديث أبي الشعثاء أن أبا هريرة أبصر رجلاً خارجاً من المسجد بعد الآذان فقال: أما هذا فقد عصى أبا القاسم قال ومثل هذا لايكون رأياً ولهذا أدخله الأئمة في مسانيدهم انتهى.
وذكر ابن عبد البر أن جل رواة مالك لم يصرحوا برفعه وقال فيه روح بن القاسم عن مالك بسنده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى.
وكذا أخرجه الدارقطني في غرائب مالك من طريق إسماعيل بن مسلمة بن قعنب عن مالك. وقد أخرجه مسلم من رواية معمر وسفيان بن عيينة عن الزهري شيخ مالك كما قال مالك. ومن رواية أبي الزناد عن الأعرج كذلك والأعرج شيخ الزهري فيه هو عبد الرحمن كما وقع في رواية سفيان قال: سألت الزهري فقال: حدثني عبد الرحمن الأعرج أنه سمع أبا هريرة فذكره.
ولسفيان فيه شيخ آخر بإسناد آخر إلى أبي هريرة صرح فيه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه مسلم أيضاً من طريق سفيان سمعت زياد بن سعد يقول: سمعت ثابتاً الأعرج يحدث عن أبي هريرة "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكر نحوه" وكذا أخرجه أبو الشيخ من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً صريحاً وأخرج له شاهداً من حديث ابن عمر كذلك. اه.
الفتح (9/ 244) التمهيد (10/ 175) وقال في التلخيص (3/ 195): وفي رواية لمسلم التصريح برفع جميعه وتعقبها الدارقطني في العلل.
[14] أخرجه أبو الشيخ كما ذكره الحافظ في الفتح (9/ 244) وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 1148) لكن في إسناده سلام بن سليم قال فيه الحافظ متروك.
التقريب (261).
[15] أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 159 رقم 12754) والأوسط كما في مجمع البحرين (3/ 328 رقم 1903) كتاب الوليمة، باب في الطعام يدعى إليه الشبعان ويحبس عنه الجيعان، والبزار كما في كشف الأستار (2/ 75 رقم 1240) أبواب الصيد، باب الوليمة.
قال الهيثمي في المجمع (4/ 53): وفيه سعيد بن سويد المعولي ولم أجد من ترجمه، وفيه عمران القطان وثقه أحمد وجماعة وضعفه النسائي وغيره. اه.
[16] الفتح (9/ 245) النيل (6/ 202).
[17] في صحيحه (5/ 1984رقم 4878) كتاب النكاح، باب حق إجابة الوليمة والدعوة، وانظر رقم (4884).
[18] في صحيحه (2/ 1052 رقم 1429) كتاب النكاح، باب الأمر بإجابة الداعي الدعوة.
[19] في السنن (4/ 123 رقم 3736) كتاب الأطعمة، باب ماجاء في إجابة الدعوة، وانظر رقم (2738).
[20] في الكبرى (4/ 140 رقم 6608) كتاب الأطعمة، باب إجابة الدعوة.
[21] ومن هذه الألفاظ ما عند مسلم بلفظ "من دعي إلى عرس أو نحوه فليجب" وفي لفظ له أيضاً: "إذا دعيتم إلى كراع فأجيبوا" وفي لفظ له للترمذي (3/ 395 رقم 1098) "ائتوا الدعوة إذا دعيتم" وفي لفظ له ولابن ماجه (1/ 616 رقم 1914): "إذا دعي أحدكم إلى وليمة عرس فليجب" وفي لفظ لأبي داود (4/ 124 رقم 3737) والبيهقي (7/ 263) "فإن كان مفطراً فليطعم وإن كان صائماً فليدع" ورجال إسناده ثقات ويشهد له حديث أبي هريرة وغيره كما سيأتي ص (108) وفي لفظ لابن حبان في صحيحه بإسناد صحيح "كان ابن عمر إذا دعي ذهب إلى الداعي فإن كان صائما دعي بالبركة ثم انصرف وإن كان مفطراً جلس فأكل".
قال نافع: قال ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دعيتم إلى كراع فأجيبوا" - الإحسان (12/ 101 رقم 5290).
¥(41/344)
وفي لفظ للطحاوي في المشكل (8/ 25 رقم 3022، 3023) "إذا دعي أحدكم أخاه لحق فليأته لدعوة عرس أو نحوه" وفيه محمد بن عبدا لرحمن بن غنج قال فيه الحافظ: مقبول، لكن قال فيه الإمام أحمد: شيخ مقارب الحديث، وقال أبو حاتم: صالح الحديث لا أعلم أحداً روى عنه غير الليث بن سعد. وقال ابن حبان: حدث عن نافع بنسخة مستقيمة.
رواية الميموني عن الإمام أحمد (197 رقم 150) الجرح والتعديل (7/ 318) الثقات (7/ 424) التقريب (492).
[22] شرح مسلم للنووي (9/ 234) طرح التثريب (7/ 77) الفتح (9/ 247).
[23] في السنن (4/ 125 رقم 374) كتاب الأطعمة، باب ماجاء في إجابة الدعوة.
[24] في الكامل (1/ 380).
[25] في السنن (3/ 265) كتاب الصداق، باب من لم يدع ثم جاء فأكل لم يحل له ماأكل إلا بأن يحل له صاحب الوليمة كلهم من طريق دُورست بن زياد عن أبان بن طارق عن نافع عن ابن عمر به. وسنده ضعيف فيه أبان بن طارق مجهول ودورست ضعيف وقال أبو داود عقبه: أبان بن طارق مجهول. وضعف الحديث العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (2/ 915).
وأخرجه ابن عدي من طريق خالد بن الحارث عن أبان بن طارق به، وقال أبان بن طارق هذا لا يعرف إلا بهذا الحديث وهذا الحديث معروف به وله غير هذا الحديث لعله حديثان أو ثلاثة وليس له أنكر من هذا.
وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (1/ 148 رقم 525) من طريق الزهري مرسلاً.
وأخرجه أحمد في المسند (2/ 61) من طريق العمري عن نافع وفي سنده العمري. والحاصل أن الحديث ضعيف بهذا اللفظ.
[26] في مسنده كما ذكره الحافظ في التلخيص (3/ 195) وساقه مسنداً وصحح سنده.
[27] في المحلى (9/ 24).
[28] في صحيحه (1/ 417 رقم 1182) كتاب الجنائز، باب الأمر باتباع الجنائز.
وكذا أخرجه برقم (2313، 4880، 5312، 5525، 5868).
[29] في صحيحه (3/ 1635 رقم 2066) كتاب اللباس والزينة باب تحريم استعمال الذهب والفضة على الرجال والنساء.
[30] في السنن (5/ 117رقم 2809) كتاب الأدب، باب ماجاء في كراهية لبس المعصفر للرجال والقسى.
[31] في السنن (8/ 201 رقم 5309) كتاب الزينة، باب النهي عن الثياب القسية.
[32] في صحيحه (5/ 1984 رقم 2879) كتاب النكاح، باب حق إجابة الوليمة والدعوة ومن أولم سبعة أيام ونحوه.
[33] في صحيحه (1/ 418 رقم 1183) كتاب الجنائز، باب الأمر باتباع الجنائز.
[34] في صحيحه (4/ 1704 رقم 2162) كتاب الجنائز، باب ماجاء في عيادة المريض.
[35] في السنن (5/ 288 رقم 5030) كتاب الأدب، باب في العطاس.
[36] في السنن (1/ 461) كتاب الجنائز، باب ما جاء في عيادة المريض.
وأخرجه مسلم والنسائي في السنن (4/ 53 رقم 1938) والبخاري في الأدب المفرد (309 رقم 928) والترمذي في السنن (5/ 80 رقم 2737) بلفظ: "حق المسلم على المسلم ست"، وزادوا "إذا استنصحك فانصح له".
[37] حديث علي رضي اله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "للمسلم على المسلم ست بالمعروف: يسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويشمته إذا عطس، ويعوده إذا مرض، ويتبع جنازته إذا مات، ويحب له ما يحب لنفسه".
أخرجه الترمذي (5/ 80 رقم 2736) كتاب الأدب، باب ما جاء في تشميت العاطس، وابن ماجه في السنن (1/ 461 رقم 1433) كتاب الجنائز، باب ماجاء في عيادة المريض، وأحمد في المسند (1/ 89) والدارمي في السنن (2/ 275) كتاب الاستئذان، باب في حق المسلم على المسلم، وأبو يعلي في المسند (1/ 342 رقم 435) وابن عدي في الكامل (7/ 2701) من طريق أبي إسحاق عن الحارث بن علي به وسنده ضعيف لضعف الحارث الأعور.
وأخرجه أبو يعلي في المسند (1/ 392 رقم 509) من طريق يحيى بن نصر بن حاجب حدثنا هلال بن خباب عن زاذان عن علي بنحوه، لكن في سنده يحيى بن نصر قال أبو زرعة: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: تكلم الناس فيه.
وقال الذهبي: وأما ابن عدي فروى له أحاديث حسنة وقال: أرجو أنه لا بأس به. اه.
وهذا الحديث مما أخرجه ابن عدي في ترجمة يحيى بن نصر ثم إنه يشهد له ما تقدم حديث أبي هريرة.
الجرح والتعديل (9/ 193) الميزان (4/ 412) الكامل (7/ 2702).
[38] حديث أبي مسعود رضي اله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أربع للمسلم على المسلم: أن يعوده إذا مرض، ويشهده إذا مات، ويجيبه إذا دعاه، ويشمته إذا عطس".
¥(41/345)
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (309 رقم 926) وابن ماجه في السنن (1/ 461 رقم 1434) كتاب الجنائز، باب ما جاء في عيادة المريض، وأحمد في المسند (5/ 273) وابن حبان في صحيحه (1/ 475 رقم 240) كتاب الإيمان، باب ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يرد بهذا العدد المذكور نفياً عما وراءه، وبحشل في تاريخ واسط (217) والحاكم في المستدرك (1/ 349) كلهم من طريق عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن حكيم بن أفلح عن أبي مسعود به.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 462): هذا إسناده صحيح.
وفي هذا التصحيح نظر وذلك لأن فيه حكيم بن أفلح لم يوثقه غير ابن حبان.
قال الذهبي في الميزان (1/ 538): تفرد عنه والده عبد الحميد بن جعفر.
وقال الحافظ في التقريب (176): مقبول. لكن يشهد له ما سبق من حديث البراء وأبي هريرة.
[39] حديث أبي أيوب أخرجه البخاري في الأدب المفرد واللفظ له (308 رقم 925) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (8/ 31 رقم 3034) وأحمد بن منيع كما في المطالب العالية (2/ 325 رقم 2384) من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي قال حدثني أبي أنهم كانوا في غزاة في البحر زمن معاوية فانضم مركبنا إلى مركب أبي أيوب الأنصاري فلما حضر غداؤنا أرسلنا إليه فأتانا فقال: دعوتموني وأنا صائم فلم يكن لي بد من أن أجيبكم لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن للمسلم على أخيه المسلم ست خصال واجبة إن ترك منها شيئاً فقد ترك حقاً واجباً لأخيه عليه: يسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويشمته إذا عطس، ويعوده إذا مرض، ويحضره إذا مات، وينصحه إذا استنصحه".
وسنده ضعيف لضعف الأفريقي لكن يشهد له بالجملة حديث أبي هريرة وغيره لكن بدون قوله "إن ترك منها شيئاً فقد ترك حقاً واجباً لأخيه عليه" وكذا قول أبي أيوب.
[40] الفتح (3/ 113).
[41] (8/ 231 رقم 7904) من طريق محمد بن عبد الله العرزمي عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة به.
قال الهيثمي في المجمع (4/ 52): وفيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو ضعيف. اه.
وفيه أيضاً علي بن يزيد ضعيف كما في التقريب (406).
[42] في المسند (1/ 404).
[43] في المصنف (6/ 555 رقم 2027) كتاب البيوع والأقضية، باب في الرجل يهدي إلى الرجل أو يبعث إليه.
[44] (68 رقم 157) باب حسن الملكة.
[45] في مسنده كما في كشف الأستار (2/ 76 رقم 1243) أبواب الصيد، باب إجابة الدعوة.
[46] في شرح مشكل الآثار (8/ 29 رقم 3031) باب مشكل ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الطعام الذي يجب على من دعي عليه إتيانه.
[47] في صحيحه -الإحسان (12/ 418 رقم 5603) كتاب الحظر والإباحة، باب ذكر الزجر عن ضرب المسلمين كافة إلا ما يبيحه الكتاب والسنة.
[48] في المعجم الكبير (10/ 242 برقم 10444).
كلهم عن طريق الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود به.
وإسناده صحيح وأما عنعنة الأعمش فمحمولة على السماع لأن شيخه أبو وائل.
قال الذهبي في الميزان (2/ 224): وهو يدلس وربما دلس عن ضعيف ولا يدري به فمتى قال حدثنا فلا كلام ومتى قال عن تطرق إليه احتمال التدليس إلا عن شيوخ أكثر عنهم كإبراهيم وأبي وائل وأبي صالح السمان فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال.
وذكره الحافظ في كتابه تعريف أهل التقديس (67) في المرتبة الثانية من المدلسين.
وقال الهيثمي في المجمع (4/ 52)، ورجال أحمد رجال الصحيح.
[49] في صحيحه (2/ 1054 رقم 1430) كتاب النكاح، باب الأمر بإجابة الداعي إلى دعوه.
[50] في السنن (4/ 124 رقم 3740) كتاب الأطعمة، باب ما جاء في إجابة الدعوة.
[51] في الكبرى (2/ 140 رقم 6610) كتاب الوليمة، باب إجابة الدعوة وإن لم يأكل.
كلهم من طرق عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر به.
[52] في السنن (1/ 557 رقم 1751) كتاب الصيام، باب من دعي إلى طعام وهو صائم.
من طريق أحمد بن يوسف السلمي ثنا أبو عاصم أنبأنا ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر به، ورجال إسناده ثقات لكن أبا الزبير عنعنه وهو مدلس.
¥(41/346)
ورواه ابن نمير كما عند مسلم ويزيد بن سنان كما عند الطحاوي في المشكل (8/ 28 رقم 3030) وعمرو بن علي بن بحر كما عند ابن حبان (12/ 115 رقم 5303) كلهم عن أبي عاصم عن ابن جريج عن أبي الزبير به بدون هذه الزيادة وأبو الزبير صرح بالتحديث عند الطحاوي فهؤلاء الثلاثة خالفوا أحمد بن يوسف السلمي فلم يذكروا هذه الزيادة مع ما فيها من عنعنة أبي الزبير، وكذلك رواه سفيان عن أبي الزبير بدونها كما عند مسلم وغيره.
[53] حديث أبي هريرة أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 1054 رقم 1431) كتاب النكاح، باب الأمر بإجابة الداعي إلى دعوة، وأبو داود في السنن (2/ 828 رقم 2460) كتاب الصيام، باب في الصائم يدعى إلى وليمة.
والترمذي في السنن (3/ 141 رقم 780) كتاب الصوم، باب ما جاء في إجابة الصائم الدعوة، والنسائي في الكبرى (4/ 141 رقم 6611) كتاب الوليمة، باب إجابة الصائم الدعوة كلهم من طريق ابن سيرين عن أبي هريرة رضي اله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دعي أحدكم فليجب فإن كان صائماً فليصل وإن كان مفطراً فليطعم".
[54] حديث ابن مسعود أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (269 رقم 300) باب ما يقول إذا دعي وكان صائماً، والطبراني في الكبير (10/ 285 رقم 10563) وابن السني في عمل اليوم والليلة (230 رقم 489) باب ما يقول إذا حضر الطعام وهو صائم من طريق شعبة عن أبي جعفر الفراء عن عبد الله بن شداد عن عبد الله بن مسعود رضي اله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن كان مفطراً فليأكل وإن كان صائماً فليدع بالبركة".
وسنده صحيح ويشهد له ما سبق من حديث أبي هريرة.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في الجعديات (1/ 262 رقم 874) وفي المسند (1/ 476 رقم 898) عن شعبة عن أبي جعفر الفراء قال: عملت طعاماً فدعوت عبد الله بن شداد بن الهاد فجاء وهو صائم ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال به مرسلاً.
ولكن هذا لا يؤثر في وصله فقد رواه ابن منيع عن علي بن الجعد عن شعبة به موصولاً وتابع علي بن الجعد على وصله عن شعبة يحيى بن أبي كثير كما عند ابن السني.
[55] في المسند (2/ 289) من طريق روح عن عكرمة به، وفي سنده أبو غادية مجهول كما قال الحافظ في تعجيل المنفعة (2/ 523).
[56] (22/ 271 رقم 696) من طريق عمر بن عبد الله بن يعلي عن عياض به.
قال الهيثمي: وفيه عمر بن عبد الله بن يعلي وهو ضعيف.
مجمع الزوائد (4/ 53).
[57] النيل (6/ 202).
[58] وفي التمهيد عن مالك إن إجابة الوليمة واجبة دون غيرها (1/ 272) وقال الحسيني: مذهب مالك وجوب الإجابة خلافاً لحكاية ابن القصار.
مكمل إكمال الإكمال (5/ 93).
[59] التمهيد (1/ 272) شرح مسلم للنووي (9/ 234) طرح التثريب (7/ 77) الفتح (9/ 242) النيل (6/ 202) السبل (3/ 273) تحفة الأحوذي (4/ 223).
[60] في صحيحه (5/ 1985 رقم 4883) كتاب النكاح، باب من أجاب إلى كراع.
[61] في السنن الكبرى (4/ 140 رقم 6609) كتاب الوليمة، باب إجابة الدعوة إلى ذراع.
[62] حديث أنس أخرجه الترمذي (3/ 614 رقم 1338) كتاب الأحكام، باب ما جاء في قبول الهدية وإجابة الدعوة، وأحمد في المسند (3/ 209) وابن حبان في صحيحه -الإحسان (12/ 103 رقم 5292) كتاب الأطعمة، باب ذكر الزجر عن ترك المرء إجابة الدعوة وإن كان المدعو إليه تافهاً.
من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس رضي اله عنه قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: "لو أهدي إليَّ كراع لقبلت ولو دعيت عليه لأجبت" وسنده صحيح واختلاط سعيد لا يؤثر لأن من الرواة عنه روح ويزيد بن زريع وهما ممن رويا عنه قبل الاختلاط كما قاله الإمام أحمد الكواكب النيرات (195، 208) شرح علل الترمذي لابن رجب (2/ 565).
وأخرجه البيهقي في السنن (6/ 169) كتاب الهبات، باب التحريض على الهبة والهدية من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس به وسعيد بن بشير عن قتادة قال ابن نمير: يروى عن قتادة المنكرات.
وقال ابن حبان: يروى عن قتادة مالا يتابع عليه.
تهذيب الكمال (10/ 354) المجروحين (1/ 319).
¥(41/347)
[63] أما حديث ابن عباس رضي الله عنهما فأخرجه الطبراني في الأوسط (8/ 475، 476 رقم 7985) من طريق بشر بن السّري عن عبد الله بن المؤمل عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو دعيت إلى كراع لأجبت".
قال الهيثمي: وفيه عبد الله بن المؤمل وثقه ابن سعد، وابن حبان وقال: يخطئ.
وضعفه جماعة. المجمع (4/ 53).
وقال الحافظ فيه: ضعيف الحديث. التقريب (325).
[64] في صحيحه (5/ 1984 رقم 4881) كتاب النكاح، باب حق إجابة الوليمة والدعوة ومن أولم سبعة أيام ونحوه.
وأخرجه برقم (4887، 4888، 5269، 5275، 6307).
[65] في صحيحه (3/ 1590 رقم 2006) كتاب الأشربة، باب إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكراً.
[66] حديث أنس أخرجه البخاري في صحيحه (2/ 737 رقم 1986) كتاب البيوع، باب ذكر الخياط وأخرجه برقم (5104، 5117، 5119، 5121، 5123) ومسلم في صحيحه (3/ 1615 رقم 2041) كتاب الأشربة، باب جواز أكل المرق واستحباب أكل اليقطين، وأبو داود في السنن (4/ 146 رقم 3782) كتاب الأطعمة، باب في أكل الدباء، والترمذي في السنن (4/ 284 رقم 1849) كتاب الأطعمة، باب ماجاء في أكل الدباء من طريق مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس رضي اله عنه أن خياطاً دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه قال أنس بن مالك: فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام فقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزاً ومرقاً فيه دباء وقديد فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي القصعة قال فلم أزل أحب الدباء من يومئذ.
[67] حديث أبي طلحة أخرجه البخاري في صحيحه (5/ 2076 رقم 5135) كتاب الأطعمة، باب من أدخل الضيفان عشرة عشرة وأخرجه برقم (412، 3385، 5066، 6310) ومسلم في صحيحه (3/ 1612 رقم 2040) كتاب الأشربة، باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك وبتحققه تحققاً تاماً عن أنس رضي اله عنه قال: بعثني أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأدعوه وقد جعل طعاماً فأقبلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع الناس فنظر إليَّ فاستحييت فقلت أجب أبا طلحة فقال للناس قوموا فقال أبو طلحة: يا رسول الله صنعت لك شيئاً قال: فمسها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا فيها بالبركة ثم قال: "أدخل نفراً من أصحابي عشرة وقال: كلوا وأخرج لهم شيئاً من بين أصابعه فأكلوا حتى شبعوا فخرجوا فقال: ادخل عشرة فأكلوا حتى شبعوا فمازال يدخل عشرة ويخرج عشرة حتى لم يبق منهم أحد إلا دخل فأكل حتى شبع ثم هيأها فإذا هى مثلها حين أكلوا منها".
وله ألفاظ أخر أطول من هذا.
[68] الإكاف والأكفاف من المراكب شبه الرحّال والأقتاب. اللسان (9/ 8).
[69] في السنن (3/ 328 رقم 1017) كتاب الجنائز، باب 32
وأخرجه في الشمائل (262 رقم 315) باب ما جاء في تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[70] في السنن (2/ 1398 رقم 4178) كتاب الزهد، باب البراءة من الكبر والتواضع.
[71] في الطبقات (1/ 371).
[72] في المصنف (3/ 164) كتاب الزكاة، باب من قال على العبد زكاة في ماله لكنه مختصر.
[73] في التواضع (152 رقم 113) باب التواضع.
[74] في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (201، 202) باب ذكر عيادته المريض صلى الله عليه وسلم.
[75] في دلائل النبوة (1/ 330) كلهم من طريق مسلم الأعور عن أنس به وسنده ضعيف.
قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث مسلم، عن أنس، ومسلم الأعور يضعف وهو مسلم بن كيسان تكلم فيه وقد روى عن شعبة وسفيان الملائي.
وأخرجه ابن سعد نحوه لكن في سنده عمرو بن حبيب العدوي ضعيف كما قاله الحافظ في التقريب (410).
[76] (263 رقم 316) باب ما جاء في تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[77] في المسند (7/ 83 رقم 4016).
[78] في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (200) باب ذكر قبول الهدية وإثابته عليها صلى الله عليه وسلم كلهم من طريق ابن فضيل عن الأعمش عن أنس به.
والأعمش لم يسمع من أنس - وقد عنعنه - كما قاله ابن المديني.
المراسيل لابن أبي حاتم (82).
¥(41/348)
والحديث في البخاري وغيره بلفظ "عن أنس رضي الله عنه أنه مشى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخبز شعير وإهالة سنخة ولقد رهن النبي صلى الله عليه وسلم درعاً له بالمدينة عند يهودي وأخذ منه شعيراً لأهله ولقد سمعته يقول: ما أمسى عند آل محمد صلى الله عليه وسلم صاع بر ولا صاع حب وإن عنده لتسع نسوة".
البخاري في صحيحه (2/ 729 رقم 1963) كتاب البيوع، باب شراء النبي صلى الله عليه وسلم بالنسيئة.
[79] حديث ابن عباس أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 188 رقم 257) والصغير (1/ 22، 23) من طريق أبي مسلم قائد الأعمش عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن كان الرجل من أهل العوالي ليدعو النبي صلى الله عليه وسلم على خبز الشعير فيجيبه.
وقال: لم يروه عن الأعمش إلا أبو مسلم ولا عن أبي مسلم إلا عمرو بن عثمان تفرد به يحيى بن سليمان.
وقال الهيثمي في المجمع (4/ 53) وفيه أبو مسلم قائد الأعمش وثقه ابن حبان وقال: يخطئ وضعفه جماعة.
[80] انظر شرح مسلم للنووي (9/ 234) التمهيد (1/ 272) معالم السنن (5/ 289) المغني (7/ 2) طرح التثريب (7/ 70، 77) شرح الأبي على صحيح مسلم (5/ 93) الفتح (9/ 242) عمدة القاري (16/ 359) النيل (6/ 202) السبل (3/ 273) إعلاء السنن (11/ 17) الإنصاف (8/ 318).
[81] شرح مسلم للنووي (9/ 234) الفتح (9/ 242).
[82] الفتح (9/ 242).
[83] تقدم تخريجه في أدلة القول الأول الدليل الأول ص: 100.
[84] الفتح (9/ 241) النيل (6/ 202) السبل (3/ 275) إكمال المعلم للأبي (5/ 95).
[85] تقدم تخريجه في القول الأول الدليل الثاني.
[86] الفتح (9/ 246).
[87] (4/ 563 - 564 رقم 3960) ومجمع البحرين (3/ 326 رقم 1899) من طريق الصلت بن مسعود الجحدري قال: حدثنا يحيى بن عثمان التيمي قال: حدثنا إسماعيل بن أمية قال: حدثني مجاهد عن أبي هريرة به وسنده ضعيف.
وقال: لم يرد هذا الحديث عن إسماعيل بن أمية إلا يحيى بن عثمان التيمي تفرد به الصلت بن مسعود.
وقال الهيثمي في المجمع (4/ 52): "وفيه يحيى بن عثمان التيمي وثقه أبو حاتم الرازي وابن حبان وضعفه البخاري وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح. اه.
ويحيى بن عثمان ضعفه غير واحد والذي في الجرح والتعديل قال أبو حاتم شيخ، وأما ابن حبان فذكره وشدد النكير عليه فقال: منكر الحديث جداً ... ".
وضعفه الحافظ ابن حجر.
الجرح والتعديل (9/ 174) المجروحين (3/ 123) تهذيب الكمال (31/ 465) التقريب (594).
[88] انظر شرح مسلم للنووي (9/ 234) المغني (7/ 2) شرح الأبيّ على صحيح مسلم (5/ 93) طرح التثريب (7/ 71) الفتح (9/ 242) النيل (6/ 202) الإنصاف (8/ 318).
[89] المغني (7/ 2).
[90] طرح التثريب (7/ 78) وانظر الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام أحمد بن حنبل (8/ 318).
[91] الفتح (9/ 241).
[92] التمهيد (10/ 182).
[93] الصحاح (5/ 2054).
[94] النهاية في غريب الحديث (5/ 226).
[95] في تهذيب اللغة (15/ 406).
[96] الاختيارات (240).
[97] طرح التثريب (7/ 70).
[98] (4/ 189).
[99] النيل (6/ 198).
[100] النيل (6/ 202).
[101] النيل (6/ 198).
[102] شرح مشكل الآثار (8/ 19).
[103] الفتح (9/ 245).
[104] التمهيد (1/ 272).
[105] فإن قيل: إن حديث أبي هريرة موقوف أجيب عن ذلك بما قاله الحافظ في الفتح (9/ 244): أول هذا الحديث موقوف ولكن آخره يقتضي رفعه ذكر ذلك ابن بطال قال: ومثله حديث أبي الشعثاء أن أبا هريرة أبصر رجلاً خارجاً من المسجد بعد الأذان فقال: "أما هذا فقد عصى أبا القاسم".
ومثل هذا لا يكون رأياً ولهذا أدخله الأئمة في مسانيدهم.
وذكر ابن عبد البر: أن جل رواة مالك لم يصرحوا برفعه وقال فيه روح بن القاسم عن مالك بسنده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكذا أخرجه الدارقطني في غرائب مالك من طريق إسماعيل بن مسلمة بن قعنب عن مالك.
وقد أخرجه مسلم من رواية معمر وسفيان بن عيينة عن الزهري شيخ مالك وكما قال مالك ومن رواية أبي الزناد عن الأعرج كذلك والأعرج شيخ الزهري فيه هو عبد الرحمن كما وقع في رواية سفيان قال: سألت الزهري فقال: حدثني عبد الرحمن الأعرج أنه سمع أبا هريرة فذكره.
ولسفيان فيه شيخ آخر بإسناد آخر إلى أبي هريرة صرح فيه برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه مسلم أيضاً من طريق سفيان سمعت زياد بن سعد يقول: سمعت ثابتاً الأعرج يحدث عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكر نحوه.
وكذا أخرجه أبو الشيخ من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً صريحاً وأخرج له شاهداً من حديث ابن عمر كذلك.
وقال ابن عبد البر في التمهيد (10/ 175): هذا حديث مسند عندهم لقول أبي هريرة "فقد عصى الله ورسوله" وهو مثل حديث أبي الشعثاء عن أبي هريرة رأى رجلاً خارجاً من المسجد بعد الأذان فقال: "أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم"، ولا يختلفون في هذا وذاك أنهما مسندان مرفوعان.
[106] الفتح (9/ 246).
[107] ص: 103.
[108] في التخليص (3/ 195) عزاه لأبي يعلي وذكر سنده وصححه.
[109] شرح مشكل الآثار (8/ 25).
[110] في التمهيد (1/ 273).
[111] سنن أبي داود (4/ 124 رقم 3738) ومصنف عبد الرزاق (10/ 448 رقم 19666).
[112] شرح مسلم (9/ 234).
[113] طرح التثريب (7/ 77،78).
[114] النيل (6/ 202).
[115] التمهيد (1/ 275).
[116] الفتح (3/ 113).
[117] شرح مشكل الآثار (8/ 33، 34).
[118] شرح مشكل الآثار (8/ 32، 33).
[119] شرح مشكل الآثار (8/ 29).
[120] شرح مشكل الآثار (8/ 28، 29).
[121] يريد به وليمة العرس.
[122] في صحيحه (3/ 1609رقم 2037) كتاب الأشربة، باب ما يفعل الضيف إذا تبعه غير من دعاه صاحب الطعام واستحباب إذن صاحب الطعام للتابع.
[123] في السنن (6/ 158 رقم 3436) كتاب الطلاق، باب الطلاق بالإشارة المفهومة.
[124] (8/ 45 رقم 7321).
[125] مجمع الزوائد (4/ 55).
[126] الفتح (9/ 242).
[127] الفتح (9/ 247).
[128] في شرح مشكل الآثار وتقدم كلامه مراراً.
¥(41/349)
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[02 - 09 - 04, 08:49 م]ـ
الداعية إلى الخير = محمد الجابري
قد طبع الكتاب(41/350)
حديث اضطرب فيه الألباني تصحيحاً وتضعيفاً؛ فاضطربنا معه.
ـ[عَبْدُ الله]ــــــــ[05 - 09 - 04, 03:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وهو حديث أسماء أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مر في المسجد يوما وعصبة من النساء قعود فألوى بيده بالتسليم. قال الألباني: ضعيف وهو في الترمذي برقم 2697
وفي الأدب المفرد، لحديث اسماء: "وقالت أسماء: ألوى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بيده إلى النساء بالسلام". قال الألباني: صحيح معلق، وهو في الأدب المفرد 1002.
ووجدت كلاماً للألباني في جلباب المرأة لمسلمة في الكتاب والسنة - مكتبة دنديس [من الآداب والعادات- ص194 - 196]
قلت (الألباني): حديث أسماء لا يصح. [وفيه كلام طويل عن الحديث يراجع للأهمية]
قرر معه الألباني: بعد تضعيف حديث اسماء، أنه لا يجوز السلام مع الإشارة سوى أكان بلفظ او من غير لفظ.
والذي يهمني هو حديث اسماء؛ هل هو ضعيف ام صحيح ... فهل من معين؟
ولكم خير الجزاء.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 09 - 04, 04:30 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الإشارة باليد مع السلام الأصل فيها الإباحة لأنها من العادات.
وأما الحديث الذي ورد فيه أن اليهود تسليمهم الإشارة بالأصابع، وتسليم النصاري الإشارة بالأكف ففيه كلام ولا يصح والشواهد التي ذكرها بعض المتأخرين له لاتشهد له إما لضعفها أو لعدم موافقتها للفظ الحديث.
وحتى على القول بصحته فالإشارة باليد مع السلام التي يفعلها الناس الآن ليست بالأصابع ولا بالأكف كما جاء في الحديث.
وأما حديث أسماء فهو من طريق عبدالحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد
وشهر بن حوشب مختلف فيه
قال الإمام الترمذي رحمه الله بعد تخريجه للحديث
هذا حديث حسن قال أحمد بن حنبل لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب وقال محمد بن إسماعيل شهر حسن الحديث وقوى أمره وقال إنما تكلم فيه ابن عون ثم روى عن هلال بن أبي زينب عن شهر بن حوشب
أنبأنا أبو داود المصاحفي بلخي أخبرنا النضر بن شميل عن ابن عون قال إن شهرا نزكوه قال أبو داود قال النضر نزكوه أي طعنوا فيه وإنما طعنوا فيه لأنه ولي أمر السلطان
والكلام في حديث شهر بن حوشب طويل، وقد جمعهم بعضهم في رسالة.
ـ[عَبْدُ الله]ــــــــ[05 - 09 - 04, 09:22 ص]ـ
جزاك الله خيراً،،،
إلا أني لم أزد سوى اضطراباً،،، فالراجح لدي أن حديث التسليم بالإشارة وأنه فعل اليهود حديث صحيح او حسن على أقل تقدير ... فصحح الحديث جماعة كثيرة من العلماء،،، ابن حجر،، والنووي،، والألباني وغيرهم ..
ونص الحديث -جزاك الله خيراً-: "لا تسلموا تسليم اليهود والنصارى فإن تسليمهم بالأكف والرؤس والإشارة"،، وورد بصيغ آخرى ...
فتضمن الحديث كلمة الإشارة: وهي تدل على مطلق الإشارة،،
ولن يزول الخبش عن هذا الحديث إلا إذا تفضلت بإيضاح علله إيضاحاً واضحاً بيناً .. وأكون لك من الشاكرين.
إلا أني لم أظفر منك بإيجابة شافية حول حديث أسماء ...
فإن أتممت إجابتك فمن عندك،،، وما أريد أن أشق عليك
وفي مما مضى. أنا لك من الشاكرين.
أخوك النعيمي
السلام عليكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 09 - 04, 09:41 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
والهدف حفظكم الله هو مدارسة المسألة فإينما يجد المسلم الحق يتبعه
أما حول روايات الحديث الذي فيه الإشارة تسليم اليهود
فجاء من عدة روايات
فمنها حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وقد ضعفه الترمذي في السنن حيث قال
قال أبو عيسى هذا حديث إسناده ضعيف وروى ابن المبارك هذا الحديث عن ابن لهيعة فلم يرفعه
ومنها حديث جابر
ففي العلل لعبدالله (1/ 557) حدثت أبي بحديث حدثناه عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن ثور بن يزيد عن أبي الزبير عن جابر عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تسليم الرجل بأصبع واحدة يشير بها فعل اليهود فقال أبي هذا حديث منكر أنكره جدا
وننتظر فوائدكم حفظكم الله
وهذا كتبته مختصرا على عجل ولعلي أتمم الأمر فيما بعد بإذن الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 09 - 04, 12:01 م]ـ
وفي الضعفاء للعقيلي (ج:3 ص:223)
¥(41/351)
قال عبد الله وقلت له يعنى لأبيه حدثنا عثمان قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن ثور بن يزيد عن أبي الزبير عن جابر عن النبي قال تسليم الرجل بأصبع واحدة يشبهها فعل اليهود
فأنكر أبي هذه الأحاديث مع عدة أحاديث من هذا النحو أنكرها جدا وقال هذه الأحاديث موضوعة أو كأنها موضوعة قال كان أخوه يعنى أبا بكر لا يطنف نفسه بشيء من هذه الأحاديث ثم قال نسأل الله السلامة في الدين والدنيا وقال نراه يتوهم بهذه الأحاديث نسال الله السلامة اللهم سلم سلم
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج:8 ص:38
عن جابر قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تسليم الرجل بأصبع واحدة يشير بها فعل اليهود رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط واللفظ له ورجال أبي يعلى رجال الصحيح
وفي الأوسط للطبراني
حدثنا محمد بن أبان نا أحمد بن علي بن شوذب ثنا أبو المسيب سلام بن مسلم نا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أظنه مرفوعا قال ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى فإن تسليم اليهود الإشارة بالاصابع وإن تسليم النصارى بالأكف ولا تقصوا النواصي وأحفوا الشوارب وأعفوا اللحى ولا تمشوا في المساجد والأسواق وعليكم القمص إلا وتحتها الأزر
لم يرو هذا الحديث عن ليث بن سعد إلا أبو المسيب
قال الهيثمي في المجمع
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه.
وقال النسائي في عمل اليوم والليلة (الكبرى الرسالة (9/ 134))
أخبرنا ابراهيم بن المستمر قال حدثني الصلت بن محمد قال ثنا ابراهيم بن حميد الرؤاسي عن ثور قال حدث أبو الزبير عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال
لا تسلموا تسليم اليهود والنصارى فإن تسليمهم بالأكف والرؤوس والإشارة.
قال الحافظ في فتح الباري ج:11 ص:14
لكن أخرج النسائي بسند جيد عن جابر رفعه لا تسلموا تسليم اليهود فإن تسليمهم بالرؤوس والأكف
وقال في نتائج الأفكار تخريج الأذكار (كما في موسوعة ابن حجر (5/ 466) عن الفتوحات (5/ 299 - 300) (لولا عنعنة ثور بن يزيد وشيخه يعني أبا الزبير الراوي عن جابر لكان من شرط الصحيح) انتهى.
وقال البيهقي في شعب الإيمان ج:6 ص:463
8911 أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن سعيد السكري قال أنا أبو بكر محمد بن المؤمل قال نا الفضل بن محمد البيهقي قال نا النفيلي قال نا عثمان بن عبد الرحمن عن طلحة بن زيد عن صور بن يزيد عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله لا تسلموا تسليم اليهود والنصارى فإن تسليمهم إشارة بالكفوف والحواجب
هذا إسناد ضعيف بمرة فإن طلحة بن زيد الرقي متروك الحديث متهم بالوضع وعثمان بن عبد الرحمن ضعيف
وفي شعب الإيمان ج:6 ص:463
أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن سعيد السكري قال أنا أبو بكر محمد بن المؤمل قال نا الفضل بن محمد البيهقي قال نا النفيلي قال نا عثمان بن عبد الرحمن عن طلحة بن زيد عن ثور بن يزيد عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا تسلموا تسليم اليهود والنصارى فإن تسليمهم إشارة بالكفوف والحواجب
هذا إسناد ضعيف بمرة فإن طلحة بن زيد الرقي متروك الحديث متهم بالوضع وعثمان بن عبد الرحمن ضعيف
8912 وكيف يصح ذلك والمحفوظ في حديث صهيب وبلال عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن الأنصار جاؤوا يسلمون عليه وهو يصلي فكان يشير إليهم بيده
8913 وكذلك في حديث جابر أنه جاء والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصلي فسلم عليه فلم يرد عليه وأومأ بيده
8914 وفي حديث بن سيرين في قصة بن مسعود حين سلم على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو يصلي فأومأ برأسه وإنما الرواية المشهورة في ذلك عن ثور بن يزيد كما
8915 أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال أنا أحمد بن عبيد الصفار قال نا بن أبي قماش قال نا عثمان بن أبي شيبة عن أبي خالد الأحمر عن ثور بن يزيد عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تسليم الرجل على الرجل بإصبع واحدة فعل اليهود
ويحتمل والله أعلم أن يكون المراد به كراهية الاقتصار على الإشارة في التسليم دون التلفظ بكلمة التسليم إذا لم يكن في صلاة تمنعه من التكليم
¥(41/352)
وفي أطراف الغرائب والأفراد ج:2 ص:404
ثور ين يزيد عن أبي الزبير
1752 - حديث لا تسلموا تسليم اليهود الحديث تفرد به سليمان بن الربيع عن كادح بن رحمة عن ثور عنه
((كادح بن رحمة كذاب))
فمما سبق يتبين لنا أن هذا الحديث لايصح
والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 09 - 04, 12:18 م]ـ
والأحاديث الصحيحة تدل على الإشارة في الرد على السلام في الصلاة
قال ابن القيم في زاد المعاد ج: 1 ص: 266
وكان يرد السلام بالإشارة على من يسلم عليه وهو في الصلاة
وقال جابر بعثني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لحاجة ثم أدركته وهو يصلي فسلمت عليه فأشار إلي ذكره مسلم في صحيحه
وقال أنس رضي الله عنه كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يشير في الصلاة ذكره الإمام أحمد رحمه الله
وقال صهيب مررت برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو يصلي فسلمت عليه فرد إشارة قال الراوي لا أعلمه قال إلا إشارة بأصبعه وهو في السنن والمسند
وقال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما خرج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى قباء يصلي فيه قال فجاءته الأنصار فسلموا عليه وهو في الصلاة فقلت لبلال كيف رأيت رسول الله يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو يصلي قال يقول هكذا وبسط جعفر بن عون كفه وجعل بطنه أسفل وجعل ظهره إلى فوق وهو في السنن والمسند وصححه الترمذي ولفظه كان يشير بيده
وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه لما قدمت من الحبشة أتيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو يصلي فسلمت عليه فأومأ برأسه ذكره البيهقي
وأما حديث أبي غطفان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله من أشار في صلاته إشارة تفهم عنه فليعد صلاته فحديث باطل ذكره الدارقطني وقال قال لنا ابن أبي داود أبو غطفان هذا رجل مجهول
والصحيح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه كان يشير في صلاته رواه أنس وجابر وغيرهما) انتهى.
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 09 - 04, 02:02 م]ـ
شيخنا الكريم ابن الكرام / عبدالرحمن الفقيه حفظه الله
هل يسمى ماأشار اليه الأخ من اختلاف قول المحدث الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في الحكم على الحديث، هل يسمى هذا اضطرابا، ام يمكن ان يكون للشيخ رحمه الله قول قديم وقول جديد في الحكم، أي أن الشيخ صحح الحديث ثم تبين له ضعفه، او العكس.
لأن في نفسي شيء من قول الكاتب وفقه الله (حديث اضطرب فيه الألباني تصحيحاً وتضعيفاً؛ فاضطربنا معه).
ارجو البيان والله يحفظكم.
ـ[عَبْدُ الله]ــــــــ[05 - 09 - 04, 05:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فأسأل الله أن يجعلني وأياكم من المنعم عليهم
ثم شكري لك تواصلك السريع مع سؤالي، والتي تدل على حبكم للسنة النبوية، وعلى سعة إطلاعكم وقدرتكم على النظر والبحث، وأسأل الله أن يزيدكم من فضله.
وأحب أن ألفت شخصكم المصون أني من غير المتخصصين في الحديث النبوي، ومن الذين لا يستطيعون البحث والتنقيب مثلكم.
أكرر مرة أخرى شكري وتقديري لمشاركاتك السريعة،
وأعتذر لأخي المسيطر؛ قلة علمي وسؤء أدبي إن أخطأت في العنوان. والعذر عند كرام الناس مقبول.
وفقكم الله إلى ما يحب ويرضى؛ ولما فيه خدمة السنة النبوية، والذب عنها.
أخوكم النعيمي
السلام عليكم ورحمة الله.
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 09 - 04, 06:18 م]ـ
الأخ الفاضل النعيمي جزاكم الله خيراً على ردكم الأخير، وهذه أخلاق طالب العلم.
ولعل هناك وجه آخر يبدو للمتأمل وهو أن وهو أن العلامة الألباني لم يضطرب في حديث أسماء ولم يقل بصحته بل بصحة التعليق، فكونه ضعيف لايعارض صحة سنده معلقاً، والمعلق من أقسام الضعيف.
والله أعلم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 09 - 04, 06:57 م]ـ
الأخ الفاضل النعيمي جزاكم الله خيراً على ردكم الأخير، وهذه أخلاق طالب العلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 09 - 04, 09:11 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونسأل الله أن يحفظنا وإياكم بحفظه ويجعلنا وإياكم هداة مهتدين
فتسمية الاختلاف من شخص في تصحيح للحديث مرة وتضعيفة مرة اضطرابا قد يكون له وجه في اللغة لكن الغالب مثل ما تفضل الأخ المسيطير أن هذا يسمى اختلاف في الحكم على الحديث.
ـ[ابو عبد الرحمن الغانم]ــــــــ[16 - 09 - 04, 02:41 م]ـ
الشيخ ناصر رحمه الله صحح الحديث دون ذكر اليد. فليتنبه لذلك الصحيحة 823 وجلباب المرأة ص196 ط المكتبة الإسلامية
ـ[أبو المنذر أحمد]ــــــــ[09 - 11 - 07, 10:50 م]ـ
أبشر وأمل مايسرك فالحديث صحيح ذلك أن الشيخ مشهور حسن اعتمد في جمعه للسنن وكذا الصحيحة على اخر ما ترجح عند الشيخ(41/353)
تحذير الأبرار من رواية قصة ثعبان الغار
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[05 - 09 - 04, 08:03 ص]ـ
تحذير الأبرار من رواية قصة ثعبان الغار
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،،،
فلقد أكثر أهل السير من إيراد قصة ثعبان الغار، وقد اشتهرت على ألسنة الخطباء، فأردنا أن نبين في هذه العجالة أن هذه القصة موضوعة مختلقة، فلا يحل روايتها إلا على سبيل التحذير، والله الموفق.
نص القصة
عن ضبة بن محصن العبري، قال: قلت لعمر بن الخطاب – رضي الله عنه –: أنت خير من أبي بكر، فبكى، وقال: والله لليلة من أبي بكر ويوم خير من عُمُرِ عمَر، هل لك أن أحدثك بليلته ويومه؟ قال: قلت: نعم يا أمير المؤمنين! قال: أما ليلته فلما خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هارباً من أهل مكة خرج ليلاً فتبعه أبو بكر، فجعل يمشي مرة أمامه، ومرة خلفه، ومرة عن يمينه، ومرة عن يساره، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " ما هذا يا أبا بكر؟! ما أعرف هذا من فعلك؟ "، قال: يا رسول الله! أذكر الرصد فأكون أمامك، وأذكر الطلب فأكون خلفك، ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك، لا آمن عليك، قال: فمشى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليلته على أطراف أصابعه حتى حفيت رجلاه، فلما رآه أبو بكر – رضي الله عنه –أنها قد حفيت حمله على كاهله، وجعل يشد به حتى أتى به فم الغار فأنزله، ثم قال: والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله، فإن كان فيه شيء نزل بي قبلك، فدخل فلم ير شيئاً، فحمله فأدخله، وكان في الغار خرق فيه حيات وأفاعي، فخشي أبو بكر أن يخرج منهن شيء يؤذي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فألقمه قدمه فجعلن يضربنه ويلسعنه الحيات والأفاعي، وجعلت دموعه تنحدر، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول له: يا أبا بكر! لا تحزن إن الله معنا؛ فأنزل الله سكينته لأبي بكر فهذه ليلته.
وأما يومه فلما توفي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وارتدت العرب، فقال بعضهم: نصلي ولا نزكي، وقال بعضهم: لا نصلي ولا نزكي، فأتيته ولا آلوه نصحاً، فقلت: يا خليفة رسول الله! تألف الناس وارفق بهم، فقال: جبار في الجاهلية خوار في الإسلام، بماذا أتألفهم أبشعر مفتعل أو بشعر مفترى؟! قبض رسول الله – صلى الله عليه وسلم –، وارتفع الوحي، فوالله لو منعوني عقالاً مما كانوا يعطون رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لقاتلتهم عليه، قال: فقاتلنا معه، فكان والله رشيد الأمر، فهذا يومه ".
تحقيق القصة
رواها البيهقي في " دلائل النبوة " (2/ 476 – 477) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي، قال: حدثني فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ضبة بن محصن العبري، به.
وهذا القصة موضوعة؛ عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي ضعفه الدارقطني وأبو نعيم، وقال الذهبي في " الميزان " (2/ 454): " وأتى عن فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ضبة بن محصن العبري، عن أبي موسى بقصة الغار، وهو شبه وضع الطرقية "، وأقره ابن حجر في " اللسان " (4/ 397).
و فرات بن السائب، وقال ابن معين: " ليس بشيء "، وقال البخاري: " منكر الحديث "، وقال أبو حاتم: " ضعيف الحديث، منكر الحديث "، وتركه النسائي والدارقطني (الميزان 4/ 503 – 504 واللسان 6/ 9 – 10).
وروى الحاكم في " المستدرك " (3/ 6) من طريق عفان بن مسلم، ثنا السري بن يحيى، ثنا محمد بن سيرين، عن عمر، به، وليس فيه ذكر الثعبان.
قال الحاكم: " هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، لولا إرسال فيه "، ووافقه الذهبي.
قلت: لم يخرج مسلم للسري بن يحيى، وهذا مرسل كما قالا.
وقد وهم السخاوي في " فتح المغيث " (4/ 118) في عزوه للبيهقي في " الدلائل " من هذا الطريق.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وكتب
أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي الأثري
الإسكندرية، ضحى الأحد 20 / رجب / 1425
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 09 - 04, 08:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
أحسنت وفقك الله في بيان حال هذه الرواية
ومن باب الفائدة في زيادة التخريج مع أنه لايفيد في حالة القصة شيئا
كذلك أخرجه اللا لكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (7/ 1278) ووقع في المطبوع تصحيف (الراسبي) تصحفت إلى (المراسمي)
وجاء في الرياض النضرة في مناقب العشرة للمحب الطبري ج: 1 ص: 451
وخرج الحافظ أبو الحسن بن بشران والملا في سيرته عن ميمون بن مهران عن ضبة بن محصن العنزي .....
وفي تحفة الصديق في فضائل أبي بكر الصديق لأبي القاسم المقدسي ج:1 ص:124
وبالإسناد إلى ابن بشران حدثنا أحمد بن سليمان إملاء قال قرىء على يحيى بن جعفر وأنا أسمع حدثنا عبد الرحمن ابن إبراهيم الراسبي قال حدثني فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ضبة بن محصن العنزي قال كان علينا أبو موسى أميرا ....
¥(41/354)
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[14 - 02 - 09, 05:44 م]ـ
السلام عليكم
تقول رحمك الله:
وقد وهم السخاوي في " فتح المغيث " (4/ 118) في عزوه للبيهقي في " الدلائل " من هذا الطريق.
بل لم يهم وهو موجود كما رأيتة في كتاب البيهقي الدلائل باب خروج النبي صلى الله علية وسلم مع صاحبة أبو بكر رضي الله عنة بهذه الطريق(41/355)
فصلٌ في أحاديث المهدي، للإمام ابن القيم رحمه الله
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[08 - 09 - 04, 02:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وبعد:
فهذا فصلٌ مفيد، استللته من رسالة ((المنار المنيف)) للإمام العلامة أبي عبد الله ابن قيّم الجوزية رحمه الله، وهو آخر فصل فيه ..
تكلم فيه ـ رحمه الله ـ عن بعض أحاديث المهدي من حيث القبول والرد، ثم ذكر أقوال أهل العلم من أهل السنة في أمر المهدي، وعقب ذلك بذكر المهدي عن الرافضة الإمامية، ومهدي المغاربة ابن تومرت، وغير ذلك من الفوائد التي تتعلق بالمهدي.
***********************************
قال رحمه الله:
فصل
وسألتَ عن حديث: لا مهدي إلا عيسى ابن مريم فكيف يأتلف هذا مع أحاديث المهدي وخروجه؟ وما وجه الجمع بينهما؟ وهل في المهدي حديث [صحيح]، أم لا؟.
فأما حديث: لا مهدي إلا عيسى ابن مريم فرواه ابن ماجه في سننه عن يونس بن عبد الأعلى، عن الشافعي، عن محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو مما تفرد به محمد بن خالد.
قال محمد بن الحسين [الأبري] في كتاب مناقب الشافعي: محمد بن خالد - هذا - غير معروف عند أهل الصناعة من أهل العلم والنقل، وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر المهدي، وأنه من أهل بيته، [وأنه يملك سبع سنين، ويما الأرض عدلا، وأن عيسى يخرج فيساعده على قتل الدجال، وأنه يؤم هذه الأمة وعيسى خلفه].
وقال البيهقي: تفرد به محمد بن خالد هذا، وقد قال الحاكم أبو عبد الله: هو مجهول، وقد اختلف عليه في إسناده فروي عنه عن أبان ابن أبي عياش، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: فرجع الحديث إلى رواية محمد بن خالد - وهو مجهول - عن أبان بن أبي عياش - وهو متروك - عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو منقطع. والاحاديث على خروج المهدي أصح إسنادا.
قلت: كحديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا مني - أو: من أهل بيتي - يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا رواه أبو داود، و الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. قال: وفي الباب عن علي، و أبي سعيد، و أم سلمة، و أبي هريرة، ثم روى حديث أبي هريرة. وقال: حسن صحيح. انتهى.
وفي الباب عن: حذيفة بن اليمان، و أبي امامة الباهلي، و عبد الرحمن ابن عوف، و عبد الله بن عمرو بن العاص، و ثوبان، و أنس بن مالك، و جابر، و ابن عباس وغيرهم.
وفي سنن أبي داود عن علي رضي الله عنه: أنه نظر إلى ابنه الحسن، فقال: إن ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم، يشبهه في الخلق، ولا يشبهه في الخلق، يملأ الأرض عدلا.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما، يملك سبع سنين.
رواه أبو داود بإسناد جيد من حديث عمران بن داور القطان - وهو حسن الحديث - عن قتادة [عن أبي نضرة عنه، وروى الترمذي نحوه من وجه آخر عن أبي الصديق الناجي عنه].
وروى أبو داود من حديث صالح بن أبي مريم - أبو الخليل - عن صاحب له، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة، فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره، فيبايعونه بين الركن والمقام، ويبعث إليه جيش من الشام فيخسف به بالبيداء بين مكة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام، وعصائب أهل العراق فيبايعونه، ثم ينشا رجل من قريش، أخواله كلب، فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم، وذلك بعث كلب، والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب، فيقسم المال، ويعمل في الناس بسنة نبيهم ويلقي الإسلام بجرانه في الأرض، فيلبث سبع سنين، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون وفي رواية: فيلبث تسع. . . .
ورواه الإمام أحمد باللفظين، ورواه أبو داود من وجه آخر عن قتادة عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن أم سلمة نحوه.
¥(41/356)
ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده من حديث قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن صاحب له - وربما قال صالح: عن مجاهد - عن أم سلمة.
والحديث حسن، ومثله مما يجوز أن يقال فيه: صحيح.
وقال ابن ماجه في سننه: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا أبو داود، حدثنا ياسين، عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية، عن أبيه، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة. و ياسين وإن كان ضعيفا فحديثه يصلح للاعتضاد، ولم يصلح للاعتماد.
وفي سننه من حديث ابن لهيعة، عن أبي زرعة عمرو بن جابر الحضرمي، عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج ناس من أهل المشرق، فيوطؤون للمهدي يعني سلطانه.
وذكر أبو نعيم في كتاب المهدي من حديث حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله فيه رجلا اسمه اسمي، وخلقه خلقي، يكنى أبا عبد الله. ولكن في إسناده العباس بن بكار لا يحتج بحديثه، وقد تقدم هذا المتن من حديث ابن مسعود و أبي هريرة، وهما صحيحان.
وقد قالت أم سلمة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة رواه أبو داود ابن ماجه، وفي إسناده زياد بن بيان، وثقه ابن حبان، وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال البخاري: في إسناد حديثه نظر.
وقال أبو نعيم: حدثنا خلف بن أحمد بن العباس الرامهرمزي في كتابه، حدثنا همام بن أحمد بن أيوب، حدثنا طالوت بن عباد، حدثنا سويد بن إبراهيم، عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليبعثن الله من عترتي رجلا، أفرق الثنايا، أجلى الجبهة، يملأ الأرض عدلا، يفيض المال. ولكن طالوت وشيخه ضعيفان، والحديث ذكرناه للشواهد.
وقال يحيى بن عبد الحميد الحماني في مسنده: حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله: لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي، يفتح القسطنطينية وجبل الديلم، ولولم يبق إلا يوم طول الله ذلك اليوم حتى يفتحها. يحيى بن عبد الحميد وثقه ابن معين وغيره، وتكلم فيه أحمد.
وقال أبو نعيم: حدثنا أبو الفرج الأصبهاني، حدثنا أحمد بن الحسين، حدثنا أبو جعفر بن طارق، عن [الخليل بن لطيف]، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه. وهذا إسناد لا تقوم به حجة، لكن في صحيح ابن حبان من حديث عطيه بن عامر نحوه.
وقال الحارث بن أبي أسامة في مسنده: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثنا إبراهيم بن عقيل، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا، فيقول: لا، إن بعضهم أمير بعض، تكرمة الله لهذه الأمة وهذا إسناد جيد.
وقال الطبراني: حدثنا محمد بن زكريا [الغلابي]، حدثنا العباس ابن بكار، حدثنا عبد الله بن زياد، عن الأعمش، عن زر بن حبيش، عن حذيفة قال: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ما هو كائن، ثم قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من ولدي اسمه اسمي ولكن هذا إسناده ضعيف.
وأحاديث هذا الباب أربعة أقسام: صحاح، وحسان، وغرائب، وموضوعة.
وقد اختلف الناس في المهدي على أربعة أقوال:
أحدها: أنه المسيح ابن مريم، وهو المهدي على الحقيقة.
واحتج أصحاب هذا بحديث محمد بن خالد الجندي المتقدم، وقد بينا حاله، وأنه لا يصح، ولو صح لم يكن فيه حجة، لأن عيسى أعظم مهدي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الساعة.
وقد دلت السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم على نزوله على المنارة البيضاء شرقي دمشق، وحكمه بكتاب الله، وقتله اليهود والنصارى، ووضعه الجزية، وإهلاك أهل الملل في زمانه.
فيصح أن يقال: لا مهدي في الحقيقة سواه وإن كان غيره مهديا.
كما يقال: لا علم إلا ما نفع، ولا مال إلا ما وقى وجه صاحبه، وكما يصح أن يقال: إنما المهدي عيسى ابن مريم، يعني: المهدي الكامل المعصوم.
¥(41/357)
القول الثاني: أنه المهدي الذي ولي من بني العباس، وقد انتهى زمانه.
واحتج أصحاب هذا القول بما رواه أحمد في مسنده: حدثنا وكيع عن شريك، عن علي بن زيد، عن أبي قلابة، عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبوا على الثلج، فإن فيها خليفة الله المهدي.
و علي بن زيد: قد روى له مسلم متابعة، ولكن هو ضعيف، وله مناكير
تفرد بها، فلا يحتج بما ينفرد به.
وروى ابن ماجه من حديث الثوري، عن خالد، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم نوه، وتابعه عبد العزيز بن المختار عن خالد.
وفي سنن ابن ماجه عن عبد الله بن مسعود قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل فتية من بني هاشم، فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم اغرورقت عيناه، وتغير لونه، فقلت: ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه؟ قال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا، حتى يأتي قوم من أهل المشرق ومعهم رايات سود، يسألون الحق فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون، فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه، حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي، فيملؤها قسطا كما ملئت جورا، فمن أدرك ذلك منكم، فليأتهم ولو حبوا على الثلج.
وفي إسناد يزيد بن أبي زياد، وهو سيء الحفظ، اختلط في آخر عمره، وكان يقبل [التلقين].
وهذا والذي قبله لو صح: لم يكن فيه دليل على أن المهدي الذي تولى من بني العباس هو المهدي الذي يخرج في آخر الزمان، بل هو مهدي من جملة المهديين، و عمر بن عبد العزيز كان مهديا، بل هو أولى باسم المهدي منه.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي.
وقد ذهب الإمام أحمد - في إحدى الروايتين عنه - وغيره إلى أن عمر ابن عبد العزيز منهم، ولا ريب أنه كان راشدا مهديا، ولكن ليس بالمهدي الذي يخرج في آخر الزمان، فالمهدي في جانب الخير والرشد كالدجال في جانب الشر والضلال، وكما أن بين يدي الدجال الأكبر صاحب الخوارق دجالون كذابون، فكذلك بين يدي المهدي الأكبر مهديون راشدون.
القول الثالث: أنه رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من ولد الحسن بن علي، يخرج في آخر الزمان، وقد امتلأت الأرض جورا وظلما، فيملؤها قسطا وعدلا. وأكثر الأحاديث على هذا تدل.
وفي كونه من ولد الحسن سر لطيف، وهو أن الحسن رضي الله تعالى عنه ترك الخلافة لله، فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة الحق، المتضمن للعدل الذي يملأ الأرض، وهذه سنة الله في عباده، أنه من ترك لأجله شيئا أعطاه الله - أو أعطى ذريته - أفضل منه. وهذا بخلاف الحسين رضي الله عنه، فإنه حرص عليها، وقاتل عليها، فلم يظفر بها، والله أعلم.
وقد روى أبو نعيم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج رجل من أهل بييتي، يعمل بسنتي، وينزل الله له البركة من السماء، وتخرج له الأرض بركتها، ويملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما، ويعمل على هذا الأمر سبع سنين، وينزل بيت المقدس.
وروى أيضا من حديث أبي أمامة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الدجال وقال: فتنفي المدينة الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص فقالت أم شريك: فأين العرب يا رسول الله؟ فقال:
هم يومئذ قليل، وجلهم ببيت المقدس، وإمامهم المهدي رجل صالح.
وروى أيضا من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم تهلك أمة أنا في أولها، وعيسى والمهدي فهي وسطها.
وهذه الأحاديث، وإن كان في إسنادها بعض الضعف والغرابة، فهي مما يقوي بعضها بعضا، ويشد بعضها ببعض.
فهذه أقوال أهل السنة.
¥(41/358)
وأما الرافضة الإمامية: فلهم قول رابع: وهو أن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري المنتظر، من ولد الحسين بن علي، لا من ولد الحسن، الحاضر في الأمصار، الغائب عن الأبصار، الذي يورث العصا، ويختم الفضا، دخل سرداب سامراء طفلا صغيرا من أكثر من خمس مئه سنة، فلم تره بعد ذلك عين، ولم يحس فيه بخبر، ولا أثر، وهم ينتظرونه كل يوم! يقفون بالخيل على باب السرداب، ويصيحون به أن يخرج إليهم: اخرج يا مولانا، اخرج يا مولانا، ثم يرجعون بالخيبة والحرمان، فهذا دأبهم ودأبه.
ولقد أحسن من قال:
ما آن للسرداب أن يلد الذي ... كلمتموه بجهلكم ما آنا؟
فعلى عقولكم العفاء فإنكم ... ثلثتم العنقاء والغيلانا
ولقد أصبح هؤلاء عارا على بني آدم، وضحكة يسخر منهم كل عاقل.
أما مهدي المغاربة: محمد بن تومرت، فإنه رجل كذاب ظالم متغلب بالباطل، ملك بالظلم والتغلب والتحيل، فقتل النفوس، وأباح حريم المسلمين، وسبى ذراريهم، وأخذ أموالهم، وكان شرا على الملة من الحجاج بن يوسف بكثير.
وكان يودع بطن الأرض في القبور جماعة من أصحابه أحياء، يأمرهم أن يقولوا للناس: إنه المهدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم ثم يردم عليهم ليلا، لئلا يكذبوه بعد ذلك، وسمى أصحابه - الجهمية نفاة صفات الرب وكلامه، وعلوه على خلقه، واستوائه على عرشه، ورؤية المؤمنين له بالأبصار يوم القيامة - الموحدين، واستباح قتل من خالفهم من أهل العلم والإيمان، وتسمى بالمهدي المعصوم.
ثم خرج المهدي الملحد عبيد الله بن ميمون القداح، وكان جده يهوديا من بيت مجوسي، فانتسب بالكذب والزور إلى أهل البيت، وادعى أنه المهدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم، وملك وتغلب، واستفحل أمره، إلى أن استولت ذريته الملاحدة المنافقون - الذين كانوا أعظم الناس عداوة لله ولرسوله - على بلاد المغرب، ومصر، والحجاز، والشام، واشتدت غربة الإسلام ومحنته ومصيبته، وكانوا يدعون الإلهية، ويدعون أن للشريعة باطنا يخالف ظاهرها.
وهم ملوك القرامطة الباطنية أعداء الدين، فتستروا بالرمض والانتساب - كذبا - إلى أهل البيت، ودانوا بدين أهل الإلحاد، ولم يزل أمرهم ظاهرا إلى أن أنقذ الله الأمة، ونصر الإسلام بصلاح الدين يوسف بن أيوب، فاستنقذ الملة الإسلاميه منهم وأبادهم، وعادت مصر دار إسلام، بعد أن كانت دار نفاق وإلحاد في زمنهم.
والمقصود: أن هؤلاء لهم مهدي، وأتباع ابن تومرت لهم مهدي، والرافضة الاثنا عشرية لهم مهدي.
فكل هذه الفرق تدعي في مهديها - الظلوم الغشوم، والمستحيل المعدوم - أنه الإمام المعصوم، والمهدي المعلوم، الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر بخروجه.
وهي تنتظره كما تنتظر اليهود القائم الذي يخرج في آخر الزمان، فتعلوا به كلمتهم، ويقوم به دينهم، وينصرون به على جميع الأمم.
والنصارى تنتظر المسيح يأتي قبل يوم القيامة، فيقيم دين النصرانية، ويبطل سائر الأديان.
وفي عقيدتهم: نزع المسيح الذي هو إله حق من إله حق من جوهر أبيه الذي نزل طامينا. إلى أن قالوا: وهو مستعد للمجيء قبل يوم القيامة.
فالملل الثلاث تنتظر إماما قائما، يقوم في آخر الزمان.
ومنتظر اليهود هو الذي يتبعه من يهود أصبهان سبعون ألفا.
وفي المسند مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم: أكثر أتباع الدجال اليهود والنساء.
والنصارى تنتظر المسيح عيسى ابن مريم، ولا ريب في نزوله، ولكن اذا نزل كسر الصليب، وقتل الخنزير، وأباد الملل كلها سوى ملة الإسلام، وهذا معنى الحديث: لا مهدي إلا عيسى ابن مريم.
والله أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.(41/359)
هل يشفع النبي – صلى الله عليه وسلّم – في أقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[09 - 09 - 04, 07:43 ص]ـ
هل يشفع النبي – صلى الله عليه وسلّم – في أقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعدُ،،،
فقد ذكر ابن أبي العز في " شرح العقيدة الطحاوية " (ص 288) النوع الثاني من أنواع الشفاعة: شفاعته – صلى الله عليه وسلّم في أقوام قد تساوت حسناتهم وسيئاتهم، فيشفع فيهم ليدخلوا الجنة.
ولم يذكر هذا القاضي عياض وكذا النووي (شرح مسلم 2/ 40)، وابن تيمية عند ذكرهم لأنواع الشفاعة.
قلت: ولم أقف على دليل على ذلك إلا قول ابن عباس: " السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب، والمقتصد يدخل الجنة برحمة الله، والظالم لنفسه وأصحاب الأعراف يدخلون الجنة بشفاعة محمد – صلى الله عليه وسلّم – ".
وقد أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (11/ 189 / 11454) حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، وعبدالرحمن بن معاوية العتبي، قالا: ثنا ابن السرح، قال: ثنا موسى بن عبدالرحمن الصنعاني، حدثني ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، به.
قال الهيثمي في " المجمع " (10/ 378): " رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار عنه، وفيه موسى بن عبدالرحمن الصنعاني وهو وضاع ".
قلت: هذا وإن كان موقوفاً فله حكم الرفع، ولكن إسناده موضوع، فإن موسى بن عبدالرحمن الصنعاني هذا قال ابن حبان: " دجال، وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتاباً في التفسير "، وقال ابن عدي: " منكر الحديث " (لسان الميزان 7/ 184).
وقد وقفت على ما يدل على خلافه فعن حذيفة – رضي الله عنه – قال: " أصحاب الأعراف، قوم قصرت بهم سيئاتهم عن الجنة، وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار، جُعلوا هناك حتى يُقضى بين الناس، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربهم، فقال: " قوموا فادخلوا الجنة، فإني غفرت لكم ".
أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " (8/ 190)، وهناد في " الزهد " (1/ 151 201 و 202)، وسعيد بن المنصور في " سننه " (5/ 144 و 147/ 956 و 957)، والحاكم في " المستدرك " (2/ 320)، والبيهقي في " البعث والنشور " (101 و 102)، وغيرهم بأسانيد صحيحة، وقد روي مرفوعاً، والمحفوظ وقفه، وله حكم الرفع.
فالصواب أن من تساوت حسناتهم وسيئاتهم – وهم أصحاب الأعراف – أنهم يدخلون الجنة برحمة الله، وليس بالشفاعة، فذكر هذا النوع لعله يكون ليس بصحيح، إن لم يكن هناك دليل آخر، والله أعلم.
ثم تبين لي الجزم بأن ذكر هذا النوع خطأ، فقد وقفت على قول ابن حجر في " الفتح " (11/ 428): " ظهر لي بالتتبع شفاعة أخرى: وهي الشفاعة فيمن استوت حسناته وسيآته، أن يدخل الجنة، ومستندها ما أخرجه الطبراني عن ابن عباس قال: ..... (فذكر الأثر) ".
فتبين أنه ليس ثم دليل سوى هذا الأثر، وقد بينّا وهنه، والحمد لله رب العالمين.
وكتب
أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي
فجر الخميس 24 / رجب / 1425
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[09 - 09 - 04, 08:24 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبا المنهال ,, زادك الله علما
ولكني أعتقد أن المسألة تحتاج إلى بحث أطول
والسلام عليكم
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[10 - 09 - 04, 12:42 ص]ـ
وفيك بارك أخي الفاضل، ولعلك تتحفنا بما تراه صواباً.
وبانتظار تعقبات إخواننا الأفاضل.(41/360)
ما صحة رواية " من حج أو اعتمر ولم يزرني فقد جفاني "
ـ[عبدالله الفاخري]ــــــــ[09 - 09 - 04, 02:26 م]ـ
السلام عليكم.
هنالك قول شائع عندنا وهو أنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " من حج أو اعتمر ولم يزرني فقد جفاني" فما صحة هذا الخبر جزاكم الله خيرا.
تنبيه من المشرف:
الرجاء عدم استخدام العناوين المبهمة في السؤال والمواضيع وقد تم تعديل العنوان وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 09 - 04, 02:37 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعلك تستفيد من هذه الكتب حول هذه الروايات
الصارم المنكي في الرد على السبكي)) لابن عبد الهادي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=64661#post64661
وصيانة الإنسان من وساوس الشيخ دحلان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=65096#post65096
ـ[عبدالله الفاخري]ــــــــ[09 - 09 - 04, 02:55 م]ـ
جزاك الله خيرا وغفر ذنوبك وستر عيوبك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 09 - 04, 03:05 م]ـ
قال ابن عبدالهادي في الصارم المنكي
الحديث الخامس: ((من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني)) رواه عدي في الكامل وغيره، قم قال: أخبرناه أدنا ومشافهة عبد المؤمن وآخرون عن ابي الحسن بن المقير البغدادي، عن أبي الكرم بن الشهرزوري، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي، أنبأنا حمزة بن يوسف السهمي، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، حدثنا علي بن إسحاق، حدثنا محمد بن محمد بن النعمان، حدثني جدي، قال: حدثي مالك عن نافع عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ?: ((من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني)) ().
وذكر ابن عدي أحاديث للنعمان ثم قال: هذه الأحاديث عن نافع عن ابن عمر يحدث بها النعمان بن شبل عن مالك، ولا أعلم رواه عن مالك غير النعمان بن شبل؟ ولم أر في أحاديثه حديثاً غريباً، قد جاوز الحد فأذكره، وروى في صدر ترجمته عن عمران بن موسى الزجاجي أنه ثقة، وعن موسى بن هارون أنه منهم، وهذه التهمة غير مفسرة فالحكم بالتوثيق مقدم عليها، وذكر أبو الحسن الدارقطني هذا الحديث في أحاديث مالك بن أنس الغرائب التي ليست في الموطأ، وهو كتاب ضخم، قال: حدثنا أبو عبد الله الأأبلي وعبد الباقي، قال: حدثنا محمد بن محمد بن النعمان بن شبل، حدثنا جدي حدثنا مالك عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي? قال: ((من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني)) قال الدارقطني: نفرد به هذا الشيخ وهو منكر، هذه عبارة الدارقطني، والظاهر أن هذا الإنكار منه بحسب تفرد به هذا الشيخ وهو منكر، هذه عبارة الدارقطني، والظاهر أن هذه الإنكار منه بحسب تفرده وعدم احتماله له بالنسبة إلى الإسناد المذكور؛ ولا يلزم من ذلك أن يكون المتن في نفسه منكراً، ولا موضوعاً، وقد ذكر ابن الجوزي في الموضوعات ()، وهو سرف منه، ويكفي في الرد عليه ما قاله ابن عدي، وقال ابن الجوزي عن الدارقطني، أن الحمل فيه على محمد بن محمد بن النعمان لا على جدة، وكلام الدارقطني الذي ذكرناه محتمل لذلك، ولأن يكون المراد تفرد النعمان كما قاله ابن عدي.
وأما قول ابن حبان أن النعمان يأتي عن الثقات بالطامات، فهو مثل كلام الدارقطني إلا أنه بالغ في الإنكار،وقد روى ابن حبان في كتاب (المجروحين) عن أحمد بن عبيد عن محمد بن محمد، وقول ابن الجوزي في كتاب (الضعفاء) أن الدارقطني طعن في محمد بن محمد بن النعمان، فالذي حكيناه من كلام الدارقطني هو الإنكار لا التضعيف، فيحصل من هذا إبطال الحكم عليه بالوضع، لكن غريب كما قال الدارقطني، وهو لأجل كلام ابن عدي صالح لأن يعتضد به غيره.
وهذا الحديث كان ينبغي تقديمه على الأول لكونه من طريق نافع، ولكن أخرناه لأجل ما وقع من الكلام.
ومما يجب أن ينتبه له أن حكم المحدثين بالإنكار والاستغراب قد يكون بحسب تلك الظروف فلا يلزم من ذلك رد متن الحديث بخلاف إطلاق الفقيه أن الحديث موضوع، فإن حكم على المتن من حديث الجملة، فلا جزم قبلنا كلام الدارقطني، ورددنا كلام ابن الجوزي والله أعلم.
انتهى كلام المعترض على هذا الحديث وهو كما ترى ملفق مزوق غير محقق ولا مصدق، بل فيه من الوهم والإبهام والتلبيس والخبط والتخليط ودفع الحق وقبول الباطل ما سننبه على بعضه إن شاء الله تعالى.
¥(41/361)
واعلم أن هذا الحديث المذكور منكر جداً لا أصل له، بل هو من المكذوبات والموضوعات، وهو كذب موضوع على مالك مختلق عليه، لم يحدث به قط ولم يروه إلا من جمع الغرائب والمناكير والموضوعات،ولقد أصاب الشيخ أبو الفرج بن الجوزي في ذكره في الموضوعات ()، وأخطأ هذا المعترض في رده وكلامه، والحمل في هذا الحديث على محمد بن محمد بن النعمان لا على جده، كما ذكره الدارقطني في الحواشي على كتاب (المجروحين) لأبي حاتم بن حبان البستي.
هذا المعترض لم يقف على كلام الدارقطني الذي نحكيه عنه، قال ابن حبان في كتاب الضعفاء: النعمان بن شبل أبو شبل من أهل البصرة يروي عن أبي عوانة ومالك والبصريين والحجازيين، روى عنه ابن أبنه محمد بن محمد بن النعمان بن شبل، حدثنا مالك عن نافع، عن ابن عمر قال، قال رسول الله ?: ((من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني)) حدثنا أحمد بن عبيد () بهمذان، حدثنا محمد بن محمد () بن النعمان بن شبل أبو شبل حدثنا جدي حدثنا مالك ().
هذا جميع ما ذكره ابن حبان في ترجمة النعمان بن شبل، وقال الحافظ أبو الحسن الدارقطني في الحواشي، على كتابه: هذا حديث غير محفوظ عن النعمان بن شبل إلا من رواية ابن ابنه، عن ابنه، والطعن فيه عليه لا على النعمان، ولقد صدق الحافظ أبو الحسن في هذا القول، فإن النعمان بن شبل إنما يعرف برواية هذا الحديث عن محمد بن الفضل بن عطية المشهور بالكذب، ووضع الحديث عن جابر الجعفي عن محمد بن علي عن علي بن أبي طالب، هكذا رواه الحافظ أبو عمر وعثمان بن خزاذ عن النعمان بن شبل كما تقدم ذكره.
هذا الحديث الموضوع لا يليق أن يكون إسناده إلا مثل هذا الإسناد الساقط ولم يروه عن النعمان بن شبل عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر إلا ابن ابنه محمد بن محمد بن النعمان، وقد هتك محمد في رواية هذا الحديث ستره وأبدى عن عورته وافتضح بروايته حيث جعله عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر ()، ومن المعلوم أن أدنى من له علم ومعرفة بالحديث أن تفرد مثل محمد بن محمد بن النعمان بن شبل المتهم بالكذب والوضع عن جده النعمان بن شبل الذي لم يعرف بعدالة ولا ضبط ولم يوثقه إمام يعتمد عليه، بل اتهمه موسى بن هارون الحمال أحد الأئمة الحفاظ المرجوع إلى كلامهم في الجرح والتعديل الذي قال فيه عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ هو أحسن الناس كلاماً على حديث رسول الله ?في وقته عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر بمثل هذا الخبر المنكر الموضوع من أبين الأدلة وأوضح البراهين على فضيحته وكشف عورته وضعف ما تفرد به وكذبه ورده وعدم قبوله، ونسخه مالك عن نافع عن ابن عمر محفوظة معروفة مضبوطة رواها عن أصحابه رواة الموطأ وغير رواة الموطأ، وليس هذا الحديث منها، بل لم يروه مالك قط ولا طرق سمعه.
ولو كان من حديثه لبادر إلى روايته عنه بعض أصحابه الثقات المشهورين، بل لو تفرد بروايته عنه ثقة معروف من بينسائر أصحابه لأنكره الحفاظ عليه، ولعدوه من الأحاديث المنكرة الشاذة، فكيف وهو حديث لم يروه عنه ثقة قط، ولم يخبر عنه عدل.
وما ذكره المعترض عن عمران بن موسى أنه وثق النعمان بن شبل ليس بصحيح عنه، وعمران ليس م أئمة الجرح والتعديل المرجوع إلى أقوالهم، فلو ثبت عنه ما حكاه المعترض لم يرجع إلى قوله فكيف وهو لم يثبت عنه، فإنه ابن عدي قال في كتاب الكامل () حدثنا صالح بن أحمد بن أبي مقاتل، حدثنا عمران بن موسى، حدثنا النعمان بن شبل وكان ثقة، هذا هو الذي حكاه ابن عدي من توثيق النعمان، ومنه نقل المعترض كما ذكره، وصالح بن أحمد بن أبي مقاتل شيخ ابن عدي يعرف بالقيراطي، وهو متهم بالكذب والوضع وسرقة الأحاديث فإن كان هو الموثق للنعمان بن شبل لم يقبل توثيقه، لأنه ضعيف في نفسه، فكيف يقبل توثيقه لغيره؟
وإن كان الموثق هو عمران بن موسى كما ذكره المعترض لم تقبل رواية صالح بن أحمد بن أبي مقاتل عنه ذلك، لأنه غير ثقة.
¥(41/362)
وقال الدارقطني () هو متروك كذاب دجال أدركناه ولم نكتب عنه يحدث بما لم يسمع، وقال ابن عدي () يسرق الأحاديث ويرفع الموقوف ويصل المرسل وهو بين الأمر جداً وقال ابن حبان () كتبنا عنه ببغداد يسرق الحديث ويقلبه،ولعله قد قلب أكثر من عشرة آلاف حديث لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال البرقاني (): هو ذاهب الحديث وقال الخطيب ()، كان يذكر بالحفظ غير أن حديثه كثير المناكير.
فإذا كانت هذه حال صالح بن أحمد بن أبي مقاتل عن أئمة الجرح والتعديل فكيف يقبل توثيقه لرجل غير ثقة أو بصار إلى روايته التوثيق لغير عدل عمن لا يرجع إلى قوله ولا يلتفت إلى كلامه؟ فكيف يقدم مثل هذا التوثيق للنعمان بن شبل على قوم موسى بن هارون الحمال؟ إنه منهم وقد عرف أنه أراد تهمة الكذب، مع العلم بأن موسى بن هارون من كبار أئمة الصنعة وعلماء هذا الشأن العارفين بعلل الأحاديث المرجوع إلى قولهم وجرحهم وتعديلهم ولم يخالفه أحد في قوله هذا، بل وافقه عليه أبو حاتم بن حبان وغيره كما تقدم.
ولو ثبت أن النعمان بن شبل وثقة من يعتمد على توثيقه ويرجع إلى تعديله لميكن في ذلك ما يتقضي قبول ما روى عنه في الزيادة، ولا قوته، فإن الحمل فيه على غيره والطعن فيه على ابن ابنه محمد بن محمد بن النعمان، كما ذكر ذلك شيخ الصنعة إمام عصره وفريد دهره ونسيج وحده الحافظ الكبير أبو الحسن الدارقطني، ولم يخالفه أحد يعتمد على قوله ().
ومن العجب قول هذا المعترض في آخر كلامه على الحديث: فلا جرم قبلنا كلام الدرقطني ورددنا كلام ابن الجوزي مع أن كلام الدارقطني، وكلام ابن الجوزي متفق غير مختلف. فإن الدارقطني ذكر أن الحديث منكر، وأن الطعن والعمل فيه على محمد بن محمد بن النعمان وابن الجوزي ذكره في الموضوعات، وحكى قول الدارقطني محتجاً به، ومعتمداً عليه فقبول المعترض قول أحدهما ورده قول الآخر مع اتفاقهما في المعنى من باب الخبط والتخبيط وليس ذلك ببدع في كلامه وتصرفاته.
والحاصل أن هذا الحديث الذي تفرد به محمد بن محمد بن النعمان عن جده عن مالك لا يحتج به ويعتمد عليه إلا من أعمى الله قبله، وكان من أجهل الناس بعلم المنقولات، ولو فرض أنه خبر صحيح وحديث مقبول لم يكن فيه حجة إلا على الزيادة الشرعية وقد ذكرنا غير مرة أن شيخ الإسلام لا ينكر الزيارة الشرعية وإنما ذكر في جواب السؤال المشهور في السفر مجرد زيارة قبور الأنبياء والصالحين قولين لأهل العلم ()، وذكر أن قوله من سافر لمجرد زيارة قبور الأنبياء فيه احتراز عن السفر المشروع كالسفر إلى زيارة قبر النبي?، إذا سافر السفر المشروع فساف إلى مسجده، فصلى فيه وصلى عليه وسلم عليه ودعا، وأثنى كما يحبه الله ورسوله، فهذا سفر مشروع مستحب باتفاق المسلمين، وليس فيه نزاع فإن هذا لم يسافر لمجرد زيارة القبور،بل للصلاة في المسجد،فإن المسلمين متفقون على أن السفر الذي يسمى زيارة لابد فيه من أن يقصد المسجد ويصلي فيه لقوله ?: ((لقوله صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام)) () ولقوله: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا)) ().
والسؤال والجواب لم يكن المقصود فيه خصوص السفر إلى زيارة قبر النبي، فإن هذا السفر على هذا الوجه مشروع مستحب باتفاق المسلمين ولم يقل أحد من المسلمين أن السفر إلى زيارة قبر محرم مطلقاً، بل من سافر إلى مسجده وصلى فيه وفعل ما يؤمر به من حقوق الرسول كان هذا مستحباً مشروعاً باتفاق المسلمين، لم يكن هذا مكروهاً عند أحد منهم، لكن السلف لم يكونوا يسمون هذا زيارة لقبره، وقد كره من كره من أئمة العلماء أن يقال: زرت قبر النبي ?، وآخرون يسمون هذا زيارة لقبره لكن هم يعلمون ويقولون: إنه إنما يصلي إلى مسجده، وعلى اصطلاح هؤلاء من سافر إلى مسجده وصلى فيه وزار قبره الزيارة الشرعية لم يكن هذا محرماً عند أئمة المسلمين بخلاف السفر إلى زيارة قبر غيره من الأنبياء والصالحين، فإنه ليس عنده مسجد يسافر إليه.
¥(41/363)
فالسؤال والجواب كان من جنس السفر إلى زيارة قبور الأنبياء والصالحين كما يفعل أهل البدع ويجعلون ذلك حجاً أو أفضل من الحج أو قريباً من الحج، حتى روى بعضهم حديثاً ذكره بعض المصنفين في زماننا في فضل من زار الخليل قال فيه: وقال وهب بن منبه إذا كان آخر الزمان حيل بين الناس وبين الحج فمن لم يحج ولحق ذلك ولحق بقبر إبراهيم، فإن زيارته تعدل حجة، وهذا كذب على وهب بن منبه كما أن قوله من زارني وزار أبي في عام واحد ضمنت له على الله الجنة، كذب على رسول الله ? ().
وقد ذكر بعض أهل العلم أن هذا الحديث إنما افتراه الكذابون لما فتح بيت المقدس واستنفذ من أيدي النصارى على يد صلاح الدين سنة بضع وثمانين وخمسمائة فإن النصارى نقبوا قبل الخليل، وصار الناس يتمكنون من الدخول إلى الحضرة، وأما على عهد الصحابة والتابعين وهب بن منبه وغيره فلم يكن هذا ممكناً، ولا عرف عن أحد من الصحابة والتابعين أنه سفر إلى قبل الخليل عليه السلام، ولا إلى قبر غيره من الأنبياء، ولا من أهل البيت، ولا من المشايخ ولا غيرهم، ووهب بن منبه كان باليمن لم يكن بالشام ولكن كان من المحدثين عن بني إسرائيل والأنبياء المتقدمين مثل كعب الأحبار ومحمد بن إسحاق ونحوهما.
وقد ذكر العلماء ما ذكره وهب في قصة الخليل وليس فيه شيء من هذا ولكن أهل الضلال افتروا آثاراً مكذوبة على الرسول وعلى الصحابة والتابعين توافق بدعهم، وقد رووا عن أهل البيت وغيرهم من الأكاذيب ما لا يتسع هذا الموضع لذكره، وغرض أولئك الحج إلى قبر علي، أو الحسين أو إلى قبور الأئمة كموسى والجواد وغيرهما من الأئمة الأحد عشر، فإن الثاني عشر دخل السرداب وهو عندهم حي إلى الآن ينتظر، ليس لهم غرض في الحج إلى قبر الخليل وهؤلاء من جنس المشركين الذين فرقوا دينهم، وكانوا شيعاً، فالكل قوم هدى يخالف هدي الآخرين قال تعالى: (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لايعلمون) (الروم 030)
وهؤلاء تارة يجعلون الحج إلى قبورهم أفضل من الحج وتارة نظير الحج، وتارة بدلاً عن الحج.
فالجواب كان عن مثل هؤلاء، ولكن كان ذكر قبر نبينا لشمول الأدلة الشرعية، فإنه إذا احتج بقوله: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، كان مقتضى هذا أنه لا يسافر إلا إلى المسجد لا إلى مجرد القبر، كما قال مالك للسائل الذي سأله من نذر أن يأتي قبر النبي? فقال إن كان أراد مسجد النبي? فليأته وليصل فيه، وإن كان أراد القبر فلا يفعل للحديث الذي جاء ((لا تعمل المطي، إلا إلى ثلاثة مساجد)) وهذا كما لو نهى الناس أن يحلفوا بالمخلوقات، وذكر لهم قول النبي: ((من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت)) () وقوله: لا تحلفوا بالله ونحوه، وقيل: إنه لا يجوز الحلف بالملائكة ولا الكعبة ولا الأنبياء ولا غيرهم، فإذا قيل: ولا بالنبي لزم طرد الدليل، فقيل: ولا يحلف بالنبي?، كما قاله جمهور العلماء، وهو مذهب مالك والشافعي، وأبي حنيفة، وأحمد في إحدى الروايتين، ومن الناس من يستثني نبينا كما استثناه طائفة من الخلف فجوز الحلف به وهو إحدى الروايتين عن أحمد اختارها طائفة من أصحابه كالقاضي أبي يعلي وأتباعه وخصوه بذلك، وبعضهم طرد ذلك من الأنبياء، وهو قول ابن عقيل في كتابه المفردات، لكن قول الجمهور أصح لأن النهي هو عن الحلف بالمخلوقات كائناً من كان كما وقع الني عن عبادة المخلوق، وعن تقواه وخشيته والتوكل عليه وجعله نداً لله، وهذا متناول لكل مخلوق، نبينا وسائر الأنبياء والملائكة وغيرهم، فكذلك الحلف بهم والنذر لهم أعظم من الحلف بهم، والحج إلى قبورهم أعظم من الحلف بهم والنذر لهم وكذلك السفر إلى زيارة القبور وقصر الصلاة فيه.,
¥(41/364)
ولأصحاب أحمد فيه أربعة أقوال قيل تقصر الصلاة مطلقاً في كل سفر لزيارة القبور، وقيل:لا تقصر في شيء من ذلك: وقيل: تقصر في السفر لزيارة قبر نبينا خاصة وقيل: بل لزيارة قبره وسائر قبور الأنبياء، فالذين استثنوا نبينا قد يعللون ذلك بأن السفر هو إلى مسجده، وذلك مشروع مستحب بالاتفاق، فتقصر فيه الصلاة بخلاف السفر إلى قبر غيره،فإنه سفر لمجرد القبر، وقد يستنونه من العموم كما استثناه من استثناه منهم في الحلف، ثم ظن بعضهم أن العلة هي النبوة فطرد ذلك في الأنبياء.
والصواب أن السفر إلى قبره إنما يستثنى لأنه سفر إلى مسجده ثم إن الناس أقسام منهم من يقصد السفر الشرعي إلى مسجده، ثم إذا صار إلى مسجده المجاور لبيته الذي فيه قبره فعلى ما هو مشروع، فهذا سفر مجمع على استجابة وقصر الصلاة فيه، ومنهم من لا يقصد إلا مجرد القبر ولا يقصد الصلاة في المسجد أولا يصلي فيه، فهذا لا ريب أنه ليس بمشروع ومنهم من يقصد هذا وهذا، فهذا لم يذكر في الجواب، إنما ذكر في الجواب من لم يسافر إلا لمجرد زيارة قبور الأنبياء والصالحين، ومن الناس من لا يقصد إلا القبر، لكن إذا أتى المسجد صلى فيه، فهذا أيضاً يثاب على ما فعله من المشروع كالصلاة في المسجد والصلاة على النبي? والسلام عليه ونحو ذلك من الدعاء والثناء عليه ومحبته وموالاته والشهادة له بالرسالة والبلاغ وسؤال الله الوسيلة له ونحو ذلك مما هو من حقوقه المشروعة في مسجده بأبي هو وأمي ?.
ومن الناس من لا يتصور ما هو الممكن المشروع من الزيارة حتى يرى المسجد والحجرة فلا يسمع لفظ زيارة قبره فيظن ذلك كما هو المعروف المعهود من زيارة القبور أنه يصل إلى القبر ويجلس عنده، ويفعل ما يفعله من زيارة شرعية أو بدعية فإذا رأى المسجد والحجرة تبني له أنه لا سبيل لأحد أن يزور قبره كالزيارة المعهودة عند قبر غيره وإنما يمكن الوصول إلى مسجده والصلاة فيه وفعل ما يشرع للزائر في المسجد لا في الحجرة عند القبر بخلاف قبر غيره والله أعلم
وقال محقق الصارم المنكي
فائدة: قال الشيخ ناصر الدين الألباني في السلسة الضعيفة 1/ 61 حديث رقم 45 في الكلام على حديث (من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني) ومما يدل على وضعه أن جفاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من الذنوب والكبائر إن لم يكن كفراً، وعليه فمن ترك زيارته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يكون مرتكباً لذنب كبير وذلك يستلزم أن الزيارة واجبة كالحج وهذا مما لا يقوله مسلم، ذلك لأن زيارته صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإن كانت من القربات فإنها لا تتجاوز عند العلماء حدود المستحبات فكيف يكون تاركها مجافياً للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومعرضاً عنه؟ أ. هـ فجزاء الله خيراً.
قلت: وهذا المعترض يدافع عن الحديث ويحاول التلبيس على الناس ولكن كما قال الشاعر:
أوردها سعد وسعد مشتمل ... ما هكذا يا سعد تورد الإبل
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 09 - 04, 03:07 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل عبدالله الفاخري وغفر ذنبك ووسع لك في رزقك وبارك لك في عمرك.(41/365)
أجوبة العلماء عن خبر سحر النبي صلى الله عليه و سلم
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[10 - 09 - 04, 12:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على محمد، وعلى له وصحبه وسلّم.
أما بعد،،،
فهذا بحث جيد لأحد المشايخ، وجدته في موقع: " بسمك اللهم "، فرأيت أن أضعه بين أيديكم.
أجوبة العلماء عن خبر سحر النبي صلى الله عليه و سلم
كتبه الشيخ/ أحمد بن عبد العزيز القصيِّر
للعلماء في الجواب عن هذه الحادثة ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن ما تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم من سحر، هو مرض من الأمراض، وعارض من العلل، وهذه تجوز على الأنبياء كغيرهم من البشر، وهي مما لا يُنكر ولا يَقدحُ في النبوة، ولا يُخِلُّ بالرسالة أو الوحي، والله سبحانه إنما عصم نبيه صلى الله عليه وسلم مما يحول بينه وبين الرسالة وتبليغها، وعصمه من القتل، دون العوارض التي تعرض للبدن.
وهذا مذهب: المازري (1)، وابن القيم، والعيني (2)، والسندي (3)، وابن باز (4) (5).
وحكاه القاضي عياض، حيث قال: «و أما ما و رد أنه كان يخيل إليه أنه فعل الشيء و لا يفعله، فليس في هذا ما يُدْخِلُ عليه داخلةً في شيء من تبليغه أو شريعته، أو يقدح في صدقه، لقيام الدليل والإجماع على عصمته من هذا، و إنما هذا فيما يجوز طروُّة عليه في أمر دنياه، التي لم يُبعث بسببها و لا فُضل من أجلها، و هو فيها للآفات كسائر البشر، فغير بعيد أن يخيل إليه من أمورها ما لا حقيقة له، ثم ينجلي عنه كما كان، .... و لم يأت في خبرٍ أنه نُقل عنه في ذلك قولٌ بخلاف ما كان أخبر أنه فعله و لم يفعله، و إنما كانت خواطر و تخيلات».أهـ (6)
وقال ابن القيم: «السحر الذي أصابه صلى الله عليه وسلم كان مرضاً من الأمراض عارضاً شفاه الله منه، ولا نقص في ذلك ولا عيب بوجه ما؛ فإن المرض يجوز على الأنبياء، وكذلك الإغماء؛ فقد أغمي عليه صلى الله عليه وسلم في مرضه (7)، ووقع حين انفكت قدمه، وجُحِشَ (8) شِقُّهُ (9)، وهذا من البلاء الذي يزيده الله به رفعة في درجاته، ونيل كرامته، وأشد الناس بلاءً الأنبياء، فابتلوا من أممهم بما ابتلوا به، من القتل والضرب والشتم والحبس، فليس بِبدْعٍ أن يُبتلى النبي صلى الله عليه وسلم من بعض أعدائه بنوع من السحر، كما ابتلي بالذي رماه فشجه، وابتلي بالذي ألقى على ظهره السلا (10) وهو ساجد (11)، وغير ذلك، فلا نقص عليهم ولا عار في ذلك؛ بل هذا من كمالهم وعلو درجاتهم عند الله». (12)
القول الثاني: أن السحر إنما تسلط على ظاهره و جوارحه، لا على قلبه و اعتقاده و عقله، ومعنى الآية عصمة القلب والإيمان، دون عصمة الجسد عما يرد عليه من الحوادث الدنيوية.
وهذا اختيار القاضي عياض (13)، وابن حجر الهيتمي (14).
القول الثالث: أن ما روي ـ من أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحِرَ ـ باطل لا يصح، بل هو من وضع الملحدين.
وهذا مذهب المعتزلة (15).
واختيار الجصاص من أهل السنة، حيث قال: «زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحِرَ , وأن السحر عمل فيه ... ، ومثل هذه الأخبار من وضع الملحدين، تلعباً بالحشو الطغام، واستجراراً لهم إلى القول بإبطال معجزات الأنبياء عليهم السلام، والقدح فيها , وأنه لا فرق بين معجزات الأنبياء وفعل السحرة , وأن جميعه من نوع واحد، والعجب ممن يجمع بين تصديق الأنبياء عليهم السلام وإثبات معجزاتهم وبين التصديق بمثل هذا من فعل السحرة مع قوله تعالى: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 69]، فصدق هؤلاء مَنْ كذَّبَهُ الله وأخبر ببطلان دعواه وانتحاله.
وجائزٌ أن تكون المرأةُ اليهودية بجهلها فعلتْ ذلك ظناً منها بأن ذلك يعمل في الأجساد. وقصدتْ به النبي صلى الله عليه وسلم ; فأطلعَ اللهُ نبيه على موضع سرها، وأظهر جهلها فيما ارتكبتْ وظنتْ؛ ليكون ذلك من دلائل نبوته , لا أن ذلك ضَرَّهُ وخلَّطَ عليه أمره، ولم يقل كلُ الرواةِ إنه اختلط عليه أمره , وإنما هذا اللفظ زِيدَ في الحديث ولا أصل له " أهـ (16)
وحجة هؤلاء أن القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم سُحِر يلزم منه:
1. إبطال معجزات الأنبياء عليهم السلام والقدح فيها.
2. ويلزم منه الخلط بين معجزات الأنبياء وفعل السحرة.
¥(41/366)
3. ويلزم منه أن يكون تصديقاً لقول الكفار: {إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا} [الفرقان: 8]، وقال قوم صالح له: {إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} [الشعراء:153]، وكذا قال قوم شعيب له.
4. قالوا: والأنبياء لا يجوز عليهم أن يُسحروا؛ لأن ذلك ينافي حماية الله لهم وعصمتهم. (17)
وأجابوا عن حديث عائشة رضي الله عنها – والذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحِر – بأنه مما تفرد به هشام بن عروة (18)، عن أبيه، عن عائشة. وأنه غَلُطَ فيه، واشتبه عليه الأمر. (19)
واعترض:
1. بأن قوله تعالى: {إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا}، وقوله: {إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِين َ}: المراد به: من سُحر حتى جُنَّ وصار كالمجنون الذي زال عقله؛ إذ المسحور الذي لا يُتبع هو من فسد عقله بحيث لا يدري ما يقول فهو كالمجنون، ولهذا قالوا فيه: {مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ} [الدخان: 14]، وأما من أصيب في بدنه بمرض من الأمراض التي يصاب بها الناس؛ فإنه لا يمنع ذلك من اتباعه، وأعداء الرسل لم يقذفوهم بأمراض الأبدان، وإنما قذفوهم بما يُحَذِّرون به سفهاءهم من أتباعهم، وهو أنهم قد سحروا حتى صاروا لا يعلمون ما يقولون بمنزلة المجانين، ولهذا قال تعالى: {انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً} [الإسراء: 48].
2. وأما قولهم: إن سحر الأنبياء ينافي حماية الله تعالى لهم؛ فإنه سبحانه كما يحميهم ويصونهم ويحفظهم ويتولاهم؛ فإنه يبتليهم بما شاء من أذى الكفار لهم؛ ليستوجبوا كمال كرامته، وليتسلى بهم من بعدهم من أممهم وخلفائهم إذا أوذوا من الناس، فإنهم إذا رأوا ما جرى على الرسل والأنبياء صبروا ورضوا وتأسوا بهم. (20)
3. وأما قولهم: بأن حديث عائشة هو مما تفرد به هشام بن عروة؛ فجوابه:أن ما قاله هؤلاء مردود عند أهل العلم؛ فإن هشاماً من أوثق الناس وأعلمهم، ولم يقدح فيه أحد من الأئمة بما يوجب رد حديثه، وقد اتفق أصحاب الصحيحين على تصحيح هذا الحديث، ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة واحدة، والقصة مشهورة عند أهل التفسير، والسنن والحديث، والتاريخ والفقهاء، وهؤلاء أعلم بأحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيامه من غيرهم.
والحديث لم يتفرد به هشام؛ فقد رواه الأعمش، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه - قال: " سَحَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ، فَاشْتَكَى لِذَلِكَ أَيَّامًا؛ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ الْيَهُودِ سَحَرَكَ، عَقَدَ لَكَ عُقَدًا فِي بِئْرِ كَذَا وَكَذَا؛ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَخْرَجُوهَا، فَجِيءَ بِهَا فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ، فَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ لِذَلِكَ الْيَهُودِيِّ، وَلَا رَآهُ فِي وَجْهِهِ قَط “ (21) (22)
-------------------
هوامش التوثيق
(1) المعلم بفوائد مسلم (3/ 93).
(2) عمدة القاري (15/ 98).
(3) حاشية السندي على سنن النسائي (7/ 113).
(4) مجموع فتاوى ابن باز ( ... ).
(5) انظر: فتح الباري (10/ 237)، ونيل الأوطار (17/ 211)
(6) الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم (2/ 113).
(7) أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الأذان، حديث (687)، ومسلم في صحيحه، في كتاب الصلاة، حديث (418).
(8) جحش شقه: أي انخدش جلده. انظر: مشارق الأنوار (1/ 140)، والنهاية في غريب الحديث (1/ 241).
(9) عن أنس بن مالك قال: " سَقَطَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ فَرَسٍ، فَجُحِشَ شِقُّهُ الْأَيْمَن ".
أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الصلاة، حديث (378)، ومسلم في صحيحه، في كتاب الصلاة، حديث (411).
(10) السلى: الجلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن أمه ملفوفاً فيه. انظر: النهاية في غريب الحديث (2/ 396).
(11) أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الوضوء، حديث (240)، ومسلم في صحيحه، في كتاب الجهاد والسير، حديث (1794).
(12) بدائع الفوائد (2/ 192). وانظر: زاد المعاد (4/ 124).
(13) الشفا (2/ 113).
(14) الزواجر (2/ 163 ـ 164).
(15) انظر: مفاتيح الغيب (32/ 172)، وعمدة القاري (21/ 280).
(16) أحكام القرآن، للجصاص (1/ 58 - 59).
(17) انظر: أحكام القرآن، للجصاص (1/ 59)، ومفاتيح الغيب (32/ 172)، وبدائع الفوائد (2/ 191).
(18) هو: هشام بن عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، الإمام الثقة، شيخ الإسلام، أبو المنذر القرشي الأسدي الزبيري المدني، قال ابن سعد:كان ثقة ثبتاً كثير الحديث حجة. وقال أبو حاتم الرازي: ثقة إمام في الحديث. وقال يحيى بن معين وجماعة: ثقة. (ت: 146 هـ). انظر: سير أعلام النبلاء (6/ 34).
(19) انظر: بدائع الفوائد (2/ 191).
(20) انظر: بدائع الفوائد (2/ 192 - 193)، ومفاتيح الغيب (32/ 172).
(21) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 40)، والإمام أحمد في مسنده (4/ 367)، والنسائي في سننه، في كتاب تحريم الدم، حديث (4080)، جميعهم من طريق الأعمش، به. وصححه الألباني، في صحيح سنن النسائي (3/ 98)، حديث (4091).
(22) انظر: بدائع الفوائد (2/ 191).
¥(41/367)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[10 - 09 - 04, 11:50 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا على هذا النقل .. و البحث نقلته من ملتقى أهل التفسير و تجده على هذا الرابط
نفي القاسمي لحديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم ... سؤال واستشكال؟! ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1571)
و قد ترجمته للإنجليزية و سينشر خلال أيام إن شاء الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 09 - 04, 03:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وهناك رسالة للشيخ مقبل الوادعي رحمه الله بعنوان ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر
ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر
جمعها
أبوعبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الثانية
الحمد لله الذي بيّن لنا سبيل الفلاح والفوز فقال: {ولتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}.
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله القائل: ((لا تزال طائفة من أمّتي على الحقّ ظاهرين لا يضرّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتّى يأتي أمر اللّه عزّ وجلّ وهم على ذلك)).
وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن الدعوة إلى الله بل ومن الجهاد في سبيل الله بيان عقيدة أهل السنة والجماعة والذّب عنها، وكشف عوار أهل البدع والملحدين والتحذير منهم، كما قال ربنا عزوجل في كتابه الكريم: {بل نقذف بالحقّ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق}.
وجزى الله أهل السنة خيرًا فهم من زمن قديم يتصدون لأهل البدع، حتى فضّل بعضهم الرّدّ على أهل البدع على الجهاد في سبيل الله.
وفي هذا الزمن شاع وذاع أن جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده المصري، ومحمد رشيد رضا، من المجددين وأنّهم علماء الفكر الحر، فقام غير واحد من المعاصرين ببيان ضلالهم وأنّهم مجدّدون للضلال وترهات الإعتزال فعلمت حقيقتهم، وصدق الله إذ يقول: {فأمّا الزّبد فيذهب جفاءً وأمّا ما ينفع النّاس فيمكث في الأرض?} فصارت معرفة ضلالهم كلمة إجماع بين أهل السنة، لكن محمد رشيد رضا لم يوفّ حقه واغترّ بعض الناس ببعض كلماته في الردود على بعض أهل البدع، وما يدري أن عنده من البدع والضلال ما يقاربهم، ولقد صدق مروان بن محمد الطاطري إذ يقول كما في ترجمته من "ترتيب المدارك" للقاضي عياض: ثلاثة لا يؤتمنون: الصوفي والقصاص والمبتدع يرد على المبتدعة.
لذا رأيت أن أكتب هذه الرسالة الموسومة بـ"ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر وبيان بعد محمد رشيد رضا عن السلفية".
ولما نفدت طبعتها الأولى عزمت على نشرها مع بعض الزيادات، نسأل الله أن ينفع بها وأن يجعلها خالصةً لوجهه الكريم إنه جواد كريم.
والحمد لله رب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
وبعد: فإني لما كنت بمدينة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلغني أن بعض الناس ينكرون حديث السحر، فقلت لمن أخبرني إنه في البخاري ومسلم. فقال: وهم ينكرونه! فقلت: بمن ضعّفوه؟ وكنت أظن أنّهم يسلكون مسالك العلماء في النقد والتجريح، لعلهم وجدوا في سنده من هو سيء الحفظ أو جاء موصولاً والراجح أنه منقطع أو جاء مرفوعًا والراجح فيه الوقف، كما هو شأن الحافظ الدارقطني رحمه الله في انتقاداته على الصحيحين، فإذا هؤلاء الجاهلون أحقر من أن يسلكوا هذا المسلك الذي لا يقوم به إلا جهابذة الحديث ونقاده، والميزان عند هؤلاء أهواؤهم، فما وافق الهوى فهو الصحيح وإن كان من القصص الإسرائيلية، أو مما لا أصل له، وما خالف أهواءهم فهو الباطل ولو كان في الصحيحين، بل ربما تجاوز بعض أولئك المخذولين الحد وطعن في بعض القصص القرآنية.
لذا رأيت أن أقدّم لإخواني طلبة العلم هذا الحديث الشريف، وتوجيه أهل العلم لمعناه على المعنى الذي يليق بشرف النبوة والعصمة النبوية، ولا أدّعي أنني صحّحت الحديث فهو صحيح من قبل أن أخلق ومن قبل أن أطلب العلم، وما طعن فيه عالم يعتد به، وناهيك بحديث اتفق عليه الشيخان، ورواه الإمام أحمد من حديث زيد بن أرقم، ولا يتنافى معناه مع أصول الشريعة.
¥(41/368)
والذي أنصح به طلاب العلم أن لا يصغوا إلى كلام أولئك المفتونين الزائغين وأن يقبلوا على تعلم الكتاب والسنة وأن يبينوا للناس أحوال أولئك الزائغين ويحذروهم منهم ومن كتبهم ومجلاتهم وندواتهم.
والله أسأل أن يحفظ علينا ديننا وأن يتوفانا مسلمين.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
المبتدعة ينكرون حقيقة السحر
قال القرطبي رحمه الله (ج2 ص46): ذهب أهل السنة إلى أن السحر ثابت وله حقيقة، وذهب عامة المعتزلة وأبوإسحاق الأستراباذي من أصحاب الشافعي إلى أن السحر لا حقيقة له، وإنما هو تمويه وتخييل وإيهام، لكون الشيء على غير ما هو به، وأنه ضرب من الخفّة والشعوذة، كما قال تعالى: {يخيّل إليه من سحرهم أنّها تسعى1} ولم يقل: تسعى على الحقيقة، ولكن قال: {يخيّل إليه} وقال أيضًا: {سحروا أعين النّاس2?} وهذا لا حجة فيه، لأنا لا ننكر أن يكون التخييل وغيره من جملة السحر، ولكن ثبت وراء ذلك أمور جوّزها العقل وورد بها السمع، فمن ذلك ما جاء في هذه الآية من ذكر السحر وتعليمه، ولو لم يكن له حقيقة لم يمكن تعليمه ولا أخبر تعالى أنّهم يعلمونه الناس فدل على أن له حقيقة، وقوله تعالى في قصة سحرة فرعون: {وجاءوا بسحر عظيم?} وسورة الفلق مع اتفاق المفسرين على أن سبب نزولها ما كان من سحر لبيد بن الأعصم، وهو مما خرجه البخاري ومسلم3 وغيرهما عن عائشة رضى الله عنها قالت: سحر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يهوديّ من يهود بني زريق، يقال له لبيد بن الأعصم الحديث، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما حل السحر قال: ((إن الله شفاني)).
والشفاء إنما يكون برفع العلة وزوال المرض، فدل على أن له حقًا وحقيقة، ً فهو مقطوع به بإخبار الله تعالى ورسوله على وجوده ووقوعه، وعلى هذا أهل الحل والعقد الذين ينعقد بهم الإجماع، ولا عبرة مع اتفاقهم بحثالة المعتزلة ومخالفتهم أهل الحق.
ولقد شاع السحر وذاع في سابق الزمان، وتكلّم الناس فيه ولم يبد من الصحابة ولا من التابعين إنكار لأصله، وروى سفيان عن أبي الأعور عن عكرمة عن ابن عباس قال: علم السحر في قرية من قرى مصر، يقال له: (الفرما)، فمن كذب به فهو كافر مكذب لله ورسوله، منكر لما علم مشاهدةً وعيانًا.
وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (ج1 ص254): فصل: حكى أبوعبدالله الرازي في "تفسيره" عن المعتزلة أنّهم أنكروا وجود السحر قال: وربما كفّروا من اعتقد وجوده، قال: وأما أهل السنة فقد جوّزوا أن يقدر الساحر أن يطير في الهواء، أو يقلب الإنسان حمارًا والحمار إنسانًا، إلا أنّهم قالوا: إن الله يخلق الأشياء عندما يقول الساحر تلك الرّقى والكلمات المعيّنة، فأما أن يكون المؤثر في ذلك هو الفلك والنجوم فلا، خلافًا للفلاسفة والمنجّمين والصابئة، ثم استدل على وقوع السحر وأنه بخلق الله تعالى بقوله تعالى: {وما هم بضارّين به من أحد إلاّ بإذن الله?4}.
ومن الأخبار بأن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سحر، وأن السحر عمل فيه، وبقصة تلك المرأة مع عائشة رضى الله عنها، وما ذكرت تلك المرأة من إتيانها بابل وتعلمها السحر، قال: وبما يذكر في هذا الباب من الحكايات?الكثيرة.
رجال زائغون سنّوا للناس سنةً سيئةً
من هؤلاء الزائغين الرافضة على اختلاف أصنافهم فقد قدحوا في أفاضل الصحابة رضوان الله عليهم، وردّوا من الشرع مالا يوافق أهواءهم، ومنهم بعض رءوس الاعتزال:
واصل بن عطاء، فقد قدح في أصحاب الجمل وعلي ومن معه، كما في "الفرق بين الفرق" (ص100) ومنهم: عمرو بن عبيد بن باب، قال بفسق تلك الطائفتين المتقاتلتين يوم الجمل، كما في "الفرق بين الفرق" (101)، ومنهم: إبراهيم النّظام، كما في "الفرق بين الفرق" (ص134) فأئمة الضلال من الروافض والمعتزلة هم الذين جرّءوا الناس على رد السنن الصحيحة، وعلى القدح في الأئمة الأثبات، وكل من انحرف من أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسلك هذا السبيل فهو سالك سبيلهم، وهم الذين جرّءوا المستشرقين على الطعن في السنة المطهرة، وأصل الضلال في هذا الباب هم أئمة الاعتزال، وأما الرافضة فإنّهم يطعنون طعنًا سخيفًا غير معقول ولا مقبول، لأنّهم كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: أجهل الناس بالمعقول والمنقول.
¥(41/369)
وقد سلك مسلك هؤلاء الزائغين جمال الدين الإيراني المتأفغن، ومحمد عبده المصري، ومحمد رشيد رضا، ومحمد مصطفى المراغي، ومحمد فريد وجدي، ومحمود شلتوت، وعبدالعزيز جاويش، وعبدالقادر المغربي، وأحمد مصطفى المراغي، وأبوريّة صاحب الظلمات، وأحمد أمين صاحب "فجر الإسلام" و"ضحاه" و"ظهره"، وإني أقتصر على بيان حال محمد رشيد رضا لأن بعض الناس اغتروا بسلفيّته.
1 - من التفسير المسمى بـ"المنار" وهو بالظلام أشبه (ج1 ص351) قال: وأما قوله: ? {فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى?5} فهو بيان لإخراج ما?يكتمون.?ويروون في هذا الضرب روايات كثيرة، قيل إن المراد: اضربوا المقتول بلسانها، وقيل: بفخذها، وقيل: بذنبها ... وقالوا: إنّهم ضربوه فعادت إليه الحياة، وقال: قتلني أخي أو ابن أخي فلان، الخ ما قالوه، والآية ليست نصًا في مجمله فكيف بتفصيله. والظاهر مما قدمنا أن ذلك العمل كان وسيلةً عندهم للفصل في الدماء عند التنازع في القاتل إذا وجد القتيل قرب بلد ولم يعرف قاتله، ليعرف الجاني من غيره، فمن غسل يده وفعل ما رسم لذلك في الشريعة برئ من الدم، ومن لم يفعل ثبتت عليه الجناية. ومعنى إحياء الموتى على هذا حفظ الدماء التي كانت عرضةً لأن تسفك بسبب الخلاف في قتل تلك النفس، أي: يحييها بمثل هذه الأحكام. اهـ
وقد سبق أن استدل محمد رشيد رضا وشيخه بكلام نقله من التوراة وهذا مخالف لما رواه البخاري في "صحيحه" من حديث أبي هريرة مرفوعًا: ((لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم وقولوا آمنّا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم)). بل مخالف لما أخبرنا الله عن أهل الكتاب أنّهم قد حرّفوا التوراة، وأتوا بكلام من عندهم يزعمون أنه كلام الله.
وأما حديث عبدالله بن عمرو بن العاص: ((وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)). فالمراد به ما أخبرنا الله أو رسوله، وإلا فمن أين لنا السند إلى موسى عليه السلام، والمحدثون رحمهم الله يضعّفون المرسل، فكيف بماليس له سند والله أعلم.
وما ذكره المفسرون أن الله أحيا المقتول، فهذا ظاهر القرآن، وما صرفه محمد رشيد وشيخه إلا لموافقة أهل الكتاب، ولأن المستشرقين لا تتسع عقولهم لمعجزات النبوة، فأرادوا أن يتقرّبوا إليهم بهذا التأويل المستبعد.
2 - ? {ألم تر إلى الّذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثمّ أحياهم إنّ الله لذو فضل على النّاس ولكنّ أكثر النّاس لا يشكرون6?}.
قال محمد رشيد رضا (ج2 ص457): أقول: ولا يشترط أن تكون القصة في مثل هذا التعبير واقعةً، بل يصح مثله في القصص التمثيلية، إذ يراد أن من شأن مثلها في وضوحه أن يكون معلومًا حتى كأنه مرئي بالعينين. ومنه ما نبّهنا عليه من الفرق بين العطف بالفاء وبثم، وقد قالوا: إن العطف في قوله تعالى: {وقاتلوا} للإستئناف، لأن الجملة المبدوءة بالواو هنا جديدة لا تشارك ما قبلها في إعرابه ولا في حكمه الذي يعطيه العطف، قال الأستاذ الإمام: وهذا لا يمنع أن يكون بين الجملة المبدوءة بواو الاستئناف وبين ما قبلها تناسب وارتباط في المعنى غير ارتباط العطف والمشاركة في الإعراب، كما هو الشأن هنا، فإن الآية الأولى مبيّنة لفائدة القتال في الدفاع عن الحق أو الحقيقة، والثانية آمرة به بعد تقرير حكمته وبيان وجه الحاجة إليه، فالارتباط بينهما شديد الأواخي لا يعتريه التراخي.
خرجوا فارين ? {فقال لهم الله موتوا} أي: أماتهم بإمكان العدو منهم، فالأمر أمر التكوين لا أمر التشريع، أي: قضت سنته في خلقه بأن يموتوا بما أتوه من سبب الموت، وهو تمكين العدوّ المحارب من أقفائهم بالفرار، ففتك بهم وقتل أكثرهم. ولم يصرح بأنّهم ماتوا لأن أمر التكوين عبارة عن مشيئته سبحانه، فلا يمكن تخلفه، وللإستغناء عن التصريح بقوله بعد ذلك: ? {ثمّ أحْياهم} وإنما يكون الإحياء بعد الموت والكلام في القوم لا في أفراد لهم خصوصيّة، لأن المراد بيان سنته تعالى في الأمم التي تجبن فلا تدافع العادين عليها، ومعنى حياة الأمم وموتها في عرف الناس جميعهم معروف. فمعنى موت أولئك القوم هو أن العدو نكل بهم فأفنى قوّتهم وأزال استقلال أمتهم حتى صارت لا تعدّ أمةً بأن تفرّق شملها وذهبت جامعتها، فكان من بقي من أفرادها خاضعين للغالبين ضائعين فيهم، مدغمين في غمارهم، لا وجود لهم في أنفسهم وإنما وجودهم تابع لوجود
¥(41/370)
غيرهم. ومعنى حياتهم هو عود الاستقلال إليهم. ذلك أن من رحمة الله تعالى في البلاء يصيب الناس أنه يكون تأديبًا لهم ومطهرًا لنفوسهم مما عرض لها من دنس الأخلاق الذميمة. أشعر الله أولئك القوم بسوء عاقبة الجبن والخوف والفشل والتخاذل بما أذاقهم من مرارتها، فجمعوا كلمتهم ووثقوا رابطتهم حتى عادت لهم وحدتهم قويّةً فاعتزوا وكثروا إلى أن خرجوا من ذل العبوديّة التي كانوا فيها إلى عز الإستقلال، فهذا معنى حياة الأمم وموتها -يموت قوم منهم باحتمال الظلم ويذل الآخرون حتى كأنّهم أموات، إذ لا تصدر عنهم أعمال الأمم الحية من حفظ سياج الوحدة وحماية البيضة بتكافل أفراد الأمة ومنعتهم، فيعتبر الباقون فينهضون إلى تدارك ما فات والاستعداد لما هو آت، ويتعلمون من فعل عدوهم بهم كيف يدفعونه، قال عليّ كرم الله وجهه: إن بقية السيف هي الباقية. أي التي يحيا بها أولئك الميتون، فالموت والإحياء واقعان على القوم في مجموعهم على ما عهدنا في أسلوب القرآن إذ خاطب بني إسرائيل في زمن تنْزيله بما كان من آبائهم الأولين بمثل قوله: ? {أنجيْناكم من آل فرْعون7} وقوله: ? {ثمّ بعثناكم من بعْد موتكم} وغير ذلك، وقلنا: إن الحكمة في هذا الخطاب تقرير معنى وحدة الأمة وتكافلها وتأثير سيرة بعضها في بعض حتى كأنّها شخص واحد وكل جماعة منها كعضو منه، فإن انقطع العضو العامل لم يكن ذلك مانعًا من مخاطبة الشخص بما عمله قبل قطعه، وهذا الاستعمال معهود في سائر الكلام العربي، يقال: هجمنا على بني فلان حتى أفنيناهم أو أتينا عليهم، ثم أجمعوا أمرهم وكروا علينا (مثلاً). وإنما كر عليهم من بقي منهم.
أقول: وإطلاق الحياة على الحالة المعنوية الشريفة في الأشخاص والأمم والموت على مقابلها معهود كقوله تعالى: ? {ياأيّها الّذين ءامنوا استجيبوا لله وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم8}، وقوله:? {أومن كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارج منها9?} الآية، وانظر إلى دقة التعبير في عطف الأمر بالموت على الخروج من الديار بالفاء الدالة على اتصال الهلاك بالفرار من العدو، إلى عطفه الاخبار بإحيائهم بثم الدالة على تراخي ذلك وتأخره، ولأن الأمة إذا شعرت بعلة البلاء بعد وقوعه بها وذهابه باستقلالها فإنه لا يتيسر لها تدارك ما فات، إلا في زمن طويل، فما قرره الأستاذ الإمام هو ما يعطيه النظم البليغ وتؤيده السنن الحكيمة، وأما الموت الطبيعي فهو لا يتكرر كما علم من سنة الله ومن كتابه إذ قال: ? {لا يذوقون فيها الموت إلاّ الموتة الأولى10} وقال: {وأحْييتنا اثنتيْن11}، ولذلك أوّل بعضهم الموت هنا بأنه نوع من السكتة والاغماء الشديد لم تفارق به الأرواح أبدانها، وقد قال بعدما قرره: هذا هو المتبادر فلا نحمّل القرآن مالا يحمل لنطبقه على بعض قصص بني إسرائيل، والقرآن لم يقل إن أولئك الألوف منهم كما قال في الآيات الآتية وغيرها، ولو فرضنا صحة ما قالوه من أنّهم هربوا من الطاعون وأن الفائدة في إيراد قصتهم بيان أنه لا مفر من الموت لما كان لنا مندوحة عن تفسير إحيائهم بأن الباقين منهم تناسلوا بعد ذلك وكثروا، وكانت الأمة بهم حيّةً عزيزةً، ليصح أن تكون الآية تمهيدًا لما بعدها مرتبطة به، والله تعالى لا يأمرنا بالقتال لأجل أن نقتل ثم يحيينا بمعنى أنه يبعث من قتل منا بعد موتهم في هذه الحياة الدنيا. اهـ
أقول: نحن نؤمن بظاهر القرآن، والحامل على هذا التأويل أن عقول المستشرقين لا تخضع لهذا.
3 - قوله تعالى:? {أو كالّذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنّى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثمّ بعثه قال كم لبثت قال لبثت يومًا أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنّه وانظر إلى حمارك ولنجعلك ءايةً للنّاس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثمّ نكسوها لحمًا فلمّا تبيّن له قال أعلم أنّ الله على كلّ شيء قدير12}.
¥(41/371)
قال محمد عبده (ج3 ص49) في الكلام على قول الله عز وجل: ? {فأماته الله مائة عام ثمّ بعثه}: قالوا: معناه ألبثه الله مائة عام ميتًا. وذلك أنّ الموت يكون في لحظة واحدة، قال الأستاذ الإمام: وفاتهم أنّ من الموت ما يمتد زمنًا طويلاً، وهو ما يكون من فقد الحس والحركة والإدراك من غير أن تفارق الروح البدن بالمرّة، وهو ما كان لأهل الكهف، وقد عبّر عنه تعالى بالضرب على الآذان. أقول: ولعل وجهه أن السمع آخر ما يفقد من إدراك من أخذه النوم أو الموت، وهذا الموت أو الضرب على الآذان، هو المراد بالشق الثاني من قوله تعالى: ? {الله يتوفّى الأنفس حين موتها والّتي لم تمت في منامها13} والبعث هو الإرسال. فإذا كان هذا النوع من الموت يكون بتوفي النفس أي: قبضها، فزواله إنما يكون بإرسالها وبعثها.
وأقول: قد ثبت في هذا الزمان أن من الناس من تحفظ حياته زمنًا طويلاً يكون فيه فاقد الحس والشعور ويعبّرون عن ذلك بالسبات، وهو النوم المستغرق الذي سماه الله وفاةً، وقد كتب إلى مجلة "المقتطف" سائل يقول: إنه قرأ في بعض التقاويم أن امرأةً نامت (5500) يوم، أي: بلياليها من غير أن تستيقظ ساعة ما في خلال هذه المدة. وسأل: هل هذا صحيح؟ فأجابه أصحاب المجلة بأنّهم شاهدوا شابًا نام نحو شهر من الزمان، ثم أصيب بدخل في عقله. وقرأوا عن أناس ناموا نومًا طويلاً أكثره أربعة أشهر ونصف، واستبعدوا أن ينام إنسان مدة (5500) أي أكثر من 15 سنة نومًا متواليًا، وقالوا: إنّهم لا يكادون يصدقون ذلك. نعم إن الأمر غير مألوف، ولكن القادر على حفظ الإنسان أربعة أشهر ونصف و (15) سنة، قادر على حفظه مائة سنة، وإن لم نهتد إلى سنته في ذلك، فلبْث الرجل الذي ضرب على سمعه هناك مثلاً مائة سنة غير محال في نظر العقل، ولا يشترط عندنا في التسليم بما تواتر به النص من آيات الله تعالى، وأخذها على ظاهرها، إلاّ أن تكون من الممكنات دون المستحيلات، وإنما ذكرنا ما وصل إليه علم بعض الناس من هذا السبات الطويل الذي لم يعهده أكثرهم. لأجل تقريب إمكان هذه الآية من أذهان الذين يعسر عليهم التمييز بين ما يستبعد لأنه غير مألوف وما هو محال لا يقبل الثبوت لذاته. اهـ.
أقول: وفي قصة الحمار نحو ذلك من التحريف، فكأنه موكل بتحريف ما لا تتسع له عقول أعداء الإسلام.
4 - ? {وإذ قال إبراهيم ربّ أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي قال فخذ أربعةً من الطّير فصرهنّ إليك ثمّ اجعل على كلّ جبل منهنّ جزءًا ثمّ ادعهنّ يأتينك سعيًا واعلم أنّ الله عزيز حكيم14?}.
قال محمد عبده كما في "المنار" الذي هو بالظلام أشبه (ج3 ص55): ملخص معنى الآية عند الجمهور: أن إبراهيم صلى الله عليه وعلى آله وسلم طلب من ربه أن يطلعه على كيفية إحياء الموتى، فأمره تعالى بأن يأخذ أربعة من الطير فيقطعهن أجزاء يفرقها على عدة جبال هناك، ثم يدعوها إليه فتجيئه، وقالوا: إنه فعل ذلك. وخالفهم أبومسلم المفسر الشهير فقال: ليس في الكلام ما يدل على أنه فعل ذلك، وما كلّ أمر يقصد به الامتثال، فإن من الخبر ما يأتي بصيغة الأمر، لاسيما إذا أريد زيادة البيان كما إذا سألك سائل: كيف يصنع الحبر مثلاً؟ فتقول: خذ كذا وكذا وافعل كذا وكذا يكن حبرًا. تريد هذه كيفيته، ولا تعني تكليفه صنع الحبر بالفعل. قال: وفي القرآن كثير من الأمر الذي يراد به الخبر، والكلام ههنا مثل لإحياء الموتى. ومعناه: خذ أربعةً من الطير فضمها إليك وآنسها بك حتى تأنس وتصير بحيث تجيب دعوتك فإن الطيور من أشد الحيوانات استعدادًا لذلك، ثم اجعل كل واحد منها على جبل، ثم ادعها فإنّها تسرع إليك لا يمنعها تفرق أمكنتها وبعدها من ذلك.
كذلك أمْر ربك إذا أراد إحياء الموتى، يدعوهم بكلمة التكوين (كونوا أحياء) فيكونوا أحياء، كما كان شأنه في بدء الخلق إذ قال للسموات والأرض: ائتيا طوعًا أو كرهًا. قالتا: أتينا طائعين، هذا ما تجلى به تفسير أبي مسلم، وقد أورده الرازي مختصرًا. وقال:
والغرض منه ذكر مثال محسوس في عود الأرواح إلى الأجساد على سبيل السهولة، وأنكر (يعني أبا مسلم) القول بأن المراد منه فقطعهن واحتج عليه بوجوه:
¥(41/372)
الأول: أن المشهور في اللغة في قوله: {فصرْهنّ} أملهن، وأما التقطيع والذبح فليس في الآية ما يدل عليه، فكان إدراجه في الآية إلحاقًا لزيادة بالآية لم يدل الدليل عليها وأنه لا يجوز.
والثاني: أنه لو كان المراد بصرّهن قطعهن لم يقل: ? {إليْك} فإن ذلك لا يتعدى بإلى، وإنما يتعدى بهذا الحرف إذا كان بمعنى الإمالة، فإن قيل: لم لا يجوز أن يكون في الكلام تقديم وتأخير، والتقدير: فخذ إليك أربعةً من الطير فصرهن؟ قلنا: التزام التقديم والتأخير من غير دليل ملجئ إلى التزامه خلاف الظاهر.
والثالث: أن الضمير في قوله: {ثمّ ادْعهنّ} عائد إليها لا إلى أجزائها، وإذا كانت الأجزاء متفرقةً متفاصلة، وكان الموضوع على كل جبل بعض تلك الأجزاء، يلزم أن يكون الضمير عائدًا إلى تلك الأجزاء لا إليها، وهو خلاف الظاهر، وأيضًا الضمير في قوله: {يأتينك سعيًا?} عائد إليها لا إلى أجزائها، وعلى قولكم إذا سعى بعض الأجزاء إلى بعض كان الضمير في: {يأتينك?} عائدًا إلى أجزائها لا إليها.
واحتج القائلون بالقول المشهور بوجوه:
الأول: أن كل المفسرين الذين كانوا قبل أبي مسلم أجمعوا على أنه حصل ذبح تلك الطيور وتقطيع أجزائها، فيكون إنكار ذلك إنكارًا للإجماع.
والثاني: أن ما ذكره غير مختص بإبراهيم صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلا يكون له فيه مزيّة على الغير.
والثالث: أن إبراهيم أراد أن يريه الله كيف يحيي الموتى، وظاهر الآية يدل على أنه أجيب إلى ذلك، وعلى قول أبي مسلم لا تحصل الإجابة في الحقيقة.
والرابع: أن قوله: {ثمّ اجْعل على كلّ جبل منهنّ جزءًا} يدل على أن تلك الطيور جعلت جزءًا جزءًا.
قال أبومسلم: في الجواب عن هذا الوجه: أنه أضاف الجزء إلى الأربعة فيجب أن يكون المراد بالجزء الواحد من تلك الأربعة. والجواب: أن ما ذكرته وإن كان محتملاً، إلا أن حمل الجزء على ما ذكرنا أظهر، والتقدير فاجعل على كل جبل من كل واحد منهن جزءًا أو بعضًا. اهـ كلام الرازي.
آية فهم الرازي وغيره فيها خلاف ما فهمه جميع المفسرين من قبله، ولم يقل أحد: أنّ فهْم فئة من الناس حجة على فهم الآخرين، على أن ما فهمه أبومسلم هو المتبادر من عبارة الآية الكريمة، وما قالوه مأخوذ من روايات حكمّوها في الآية ولآيات الله الحكم الأعلى، وعلى ما في تلك الرواية هي لا تدل.
وأما قوله: إن ما ذكره أبومسلم غير مختص بإبراهيم، فلا يكون فيه مزيّة. فهو مردود بأن هذا المثال لكيفية إحياء الله للموتى أو لكيفية التكوين فيه توضيح لها وتحديد لما يصل إليه علم البشر من أسرار الخليقة، ولا دليل على أن العلم بذلك كان عامًا في الناس، فيقال: إنه لا خصوصية فيه لإبراهيم. على أنه يرد مثل هذا الإيراد على حجة إبراهيم على الذي آتاه الله الملك، وحجته على عبدة الكواكب في سورة الأنعام، فإن مثل هذه الحجج التي أيد الله تعالى بها إبراهيم مما يحتج به الرازي وغيره، فهل ينفي ذلك أن تكون هدايةً من الله لإبراهيم وإخراجًا من ظلمات الشبه التي كانت محيطةً بأهل زمنه إلى نور الحق، وقد قال تعالى: {وتلك حجّتنا ءاتيناها إبراهيم15?} الآية.
وأما قوله: إن إجابة إبراهيم إلى ما سأل لا تحصل بقول أبي مسلم وإنما تحصل بقول الجمهور، فالأمر بعكسه، وذلك أن إتيان الطيور بعد تقطيعها وتفريق أجزائها في الجبال لا يقتضي رؤية كيفية الإحياء. إذ ليس فيها إلا رؤية الطيور كما كانت قبل التقطيع، لأن الإحياء حصل في الجبال البعيدة، وافرض أنك رأيت رجلاً قتل وقطّع إربًا إربًا ثم رأيته حيًا أفتقول حينئذ: إنك عرفت كيفية إحيائه؟ هذا ما يدل عليه قولهم. وأما قول أبي مسلم فهو الذي يدل على غاية ما يمكن أن يعرف البشر من سر التكوين والإحياء، وهو توضيح معنى قوله تعالى للشيء: ? {كنْ فيكون} ولولا أن الله تعالى بيّن لنا ذلك بما حكاه عن خليله لجاز أن يطمع في الوقوف على سر التكوين الطامعون، ولو فهم الرازي هذا لما قال: إنه لا خصوصية لإبراهيم على الغير. وهذا النوع من الجواب قريب من جواب موسى إذ طلب رؤية الله تعالى، ومن جواب السائلين عن الأهلة وليس مثلهما من كل وجه فإنه بيّن وأوضح ما يمكن علمه في المسألة نفسها ونهى عما زاد على ذلك، وجملة القول: أن تفسير أبي مسلم هو المتبادر الذي يدل عليه النظم وهو الذي يجلي على الحقيقة في المسألة فإن كيفية الإحياء
¥(41/373)
هي عين كيفية التكوين في الابتداء. وإنما تكون بتعلق إرادة الله تعالى بالشيء المعبر عنه بكلمة التكوين (كن) فلا يمكن أن يصل البشر إلى كيفية له إلا إذا أمكن الوقوف على كنْه إرادة الله تعالى وكيفية تعلقها بالأشياء. وظاهر القرآن وهو ما عليه المسلمون أن هذا غير ممكن، فصفات الله منزهة عن الكيفية، والعجز عن الإدراك فيها هو الإدراك، وهو ما أفاده قول أبي مسلم رحمه الله تعالى: ومما يؤيده في النظم المحكم قوله تعالى: ? {ثمّ اجْعلْ} فإنه يدل على التراخي الذي يقتضيه إمالة الطيور وتأنيسها على أن لفظ: {صرْهنّ} يدل على التأنيس. ولولا أن هذا هو المراد لقال: فخذ أربعة من الطير فقطعهن واجعل على كل جبل منهن جزءًا، ولم يذكر لفظ الإمالة إليه، ويعطف جعلها على الجبال بثم. ويدل عليه أيضًا ختم الآية باسم العزيز الحكيم، دون اسم القدير، والعزيز هو الغالب الذي لا ينال، وما صرف جمهور المتقدمين عن هذا المعنى على وضوحه إلا الرواية، بأنه جاء بأربعة طيور من جنس كذا وكذا وقطعها وفرقها على جبال الدنيا، ثم دعاها فطار كل جزء إلى مناسبه، حتى كانت طيورًا تسرع إليه، فأرادوا تطبيق الكلام على هذا ولو بالتكلف. وأما المتأخرون فهمهم أن يكون في الكلام خصائص للأنبياء من الخوارق الكونية. وإن كان المقام مقام العلم والبيان والإخراج من الظلمات إلى النور وهو أكبر الآيات، ولكل أهل زمن غرام في شيء من الأشياء يتحكم في عقولهم وأفهامهم. والواجب على من يريد فهم كتاب الله تعالى أن يتجرد من التأثر بكل ما هو خارج عنه فإنه الحاكم على كل شيء، ولا يحكم عليه شيء. ولله در أبي مسلم ما أدق فهمه وأشد استقلاله فيه. اهـ
وأنت ترى أن ظاهر القرآن مع الجمهور، وليس هناك ما يوجب صرفه عن ظاهره، وأبومسلم من أئمة الابتداع المعتزلة.
5 - ? {إذ قال الله ياعيسى إنّي متوفّيك ورافعك إليّ ومطهّرك من الّذين كفروا16?}.
يقول محمد عبده كما في "المنار?" (ج3 ص316) الذي هو بالظلام أشبه: يقول بعض المفسرين: إني متوفيك، أي منوّمك، وبعضهم: إني قابضك من الأرض بروحك وجسدك ورافعك إلي بيان لهذا التوفي، وبعضهم: إني أنجيك من هؤلاء المعتدين فلا يتمكنون من قتلك وأميتك حتف أنفك، ثم أرفعك إليّ، ونسب هذا القول إلى الجمهور، وقال: للعلماء ههنا طريقتان: إحداهما وهي المشهورة: أنه رفع حيًا بجسمه وروحه، وأنه سينْزل في آخر الزمان فيحكم بين الناس بشريعتنا ثم يتوفاه الله تعالى. ولهم في حياته الثانية على الأرض كلام طويل معروف، وأجاب هؤلاء عما يرد عليهم من مخالفة القرآن في تقديم الرفع على التوفي بأن الواو لا تفيد ترتيبًا، -أقول: وفاتهم أن مخالفة الترتيب في الذكر للترتيب في الوجود لا يأتي في الكلام البليغ إلا لنكتة، ولا نكتة هنا لتقديم التوفي على الرفع إذ الرفع هو الأهم، لما فيه من البشارة بالنجاة ورفعة المكانة-.
(قال): والطريقة الثانية: أن الآية على ظاهرها، وأن التوفي على معناه الظاهر المتبادر وهو الإماتة العادية، وأن الرفع يكون بعده وهو رفع الروح، ولا بدع في إطلاق الخطاب على شخص وإرادة الروح، فإن الروح هي حقيقة الإنسان والجسد كالثوب المستعار فإنه يزيد وينقص ويتغير، والإنسان إنسان لأن روحه هي هي. (قال): ولصاحب هذه الطريقة في حديث الرفع والنزول في آخر الزمان تخريجان: أحدهما: أنه حديث آحاد متعلق بأمر اعتقادي لأنه من أمور الغيب، والأمور الاعتقادية لا يؤخذ فيها إلا بالقطعي، لأن المطلوب فيها هو اليقين، وليس في الباب حديث متواتر.
وثانيهما: تأويل نزوله وحكمه في الأرض بغلبة روحه وسرّ رسالته على الناس، وهو ما غلب في تعليمه من الأمر بالرحمة والمحبة والسلم، والأخذ بمقاصد الشريعة دون الوقوف عند ظواهرها، والتمسك بقشورها دون لبابها، وهو حكمتها وما شرعت لأجله، فالمسيح عليه السلام لم يأت لليهود بشريعة جديدة، ولكنه جاءهم بما يزحزحهم عن الجمود على ظواهر ألفاظ شريعة موسى عليه السلام ويوقفهم على فقهها والمراد منها، ويأمرهم بمراعاته وبما يجذبهم إلى عالم الأرواح بتحري كمال الآداب، أي: ولما كان أصحاب الشريعة الأخيرة قد جمدوا على ظواهر ألفاظها بل وألفاظ من كتب فيها، معبرًا عن رأيه وفهمه وكان ذلك مزهقًا لروحها ذاهبًا بحكمتها كان لابد لهم من إصلاح عيسوي يبين لهم أسرار الشريعة وروح
¥(41/374)
الدين وأدبه الحقيقي، وكل ذلك مطوي في القرآن الذي حجبوا عنه بالتقليد الذي هو آفة الحق وعدوّ الدين في كل زمان، فزمان عيسى على هذا التأويل هو الزمان الذي يأخذ الناس فيه بروح الدين والشريعة الإسلامية، لإصلاح السرائر من غير تقيد بالرسوم والظواهر، هذا ما قاله الأستاذ في الدرس مع بسط وإيضاح، ولكن ظواهر الأحاديث الواردة في ذلك تأباه، ولأهل هذا التأويل أن يقولوا: إن هذه الأحاديث قد نقلت بالمعنى كأكثر الأحاديث، والناقل للمعنى ينقل ما فهمه. وسئل عن المسيح الدجال وقتل عيسى له فقال: إن الدجال رمز للخرافات والدجل والقبائح التي تزول بتقرير الشريعة على وجهها والأخذ بأسرارها وحكمها، وإن القرآن أعظم هاد إلى هذه الحكم والأسرار، وسنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم مبينة لذلك فلا حاجة للبشر إلى إصلاح وراء الرجوع إلى ذلك، وسنعود إلى مبحث ما جرى للمسيح عليه السلام مع الماكرين الذين أرادوا قتله وصلبه في تفسير سورة النساء إن شاء الله تعالى. اهـ
وأحاديث نزول عيسى وخروج الدجال لدى أهل العلم متواترة، ولكن سهل على هؤلاء الذين سلكوا مسلك جمال الدين الإيراني المتأفغن ردها والقدح فيها وتحريفها، وإني أنصح للشباب المصري ولعلماء مصر أن يطهروا مصر من هذه الأفكار الإلحادية. وفّقهم الله لذلك إنه على كل شيء قدير.
وبما أنه ليس لدي وقت لتفنيد ما في هذا الكتاب من الضلال فإني أكتفي بهذا وما تركته أكثر وأكثر. وقد اخترت هذا الكتاب من بين سائر كتبهم الزائغة لأن كثيرًا من الناس يغترون بالكتاب وبالمؤلف، ففي ذات مرة ونحن بفصل الدراسة بالجامعة الإسلامية تحدّث مدرس التفسير عن التفاسير وما دخل عليها من الدخيل، فسأله طالب أي تفسير أحسن؟ فقال: تفسير المنار، فروجع الأستاذ ولم يقبل.
وفى أخرى كنت أحذر من أئمة الضلال وذكرت منهم جمال الدين الإيراني المتأفغن، ومحمد عبده المصري، ومحمد رشيد رضا، وكان ذلك بمسجد (النزيلي) بصنعاء وبعد أيام التقيت بأخ محب للخير فنصحني أن لا أذكرهم فإنّهم قدموا خدمات جليلة للإسلام، ولم يكن الوقت متسعًا لتفهيم الأخ ببعض ضلالهم.
وفى أخرى كتب إليّ من مصر بعض الأخوة يقول: إنه قيل له: لم ذكرت محمد رشيد في ?الصحيح المسند من دلائل النبوة? وشاركته مع أولئك في الضلال، وهو معروف بالسلفية، فكتبت للأخ: إقرأ كتابه "المنار" الذي هو بالظلام أشبه، وكذا مجلة "المنار" وستقول إن شاء الله: أف لهذه السلفية، ستجده بعيدًا عن السلفية، والسلفية بعيدة عنه، فأنا أحيل طلبة العلم الذين قد عرفوا الحق من الباطل أن يرجعوا إلى كتبه، وأنا متأكد أنّهم سيعلمون أنه بريء من السلفية، والسلفية بريئة منه.
لا نكتفي من محمد رشيد رضا بمحاربة التقليد، وهو أكبر المقلدين لجمال الدين، ومحمد عبده، لا نكتفي بمهاجمة الشرك والبدع، وهو يحرّف كتاب الله ويرد من سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما لا يتمشى مع أفكار جمال الدين ومحمد عبده.
نحن بحمد الله لا نكتفي بالدعاوي، بل لابد من البراهين والاستقامة، وسلوك طريقة السلف. والله المستعان.
فإن قلت: أين أضر على الإسلام محمد عبده وجمال الدين الأفغاني، أم محمد رشيد رضا؟ قلت: محمد رشيد رضا، لأنه عالم بعلم الحديث، فهو يستطيع أن يلبّس على الجهال بعلم السنة ولذا فقد أكثر النقل عنه أبوريّة في ظلماته، ولما سئل عن ذلك قال ما معناه: إن محمد رشيد رضا عالم كبير ومشهور بالسلفية فأحب أن يكون كلامي مقبولاً.
هذا وقد طلب بعض إخواني في الله مزيدًا من البراهين على بعد محمد رشيد رضا عن السلفية. فأقول: الذي نفهمه عن النسبة السلفية أن معناها الانقياد لشرع الله انقيادًا شموليًا كما قال تعالى: {ياأيّها الّذين ءامنوا ادخلوا في السّلم كافّةً17} وقد أنكر الله على من أخذ من الدين ما يوافق هواه فقال عز من قائل: {أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلاّ خزي في الحياة الدّنيا ويوم القيامة يردّون إلى أشدّ العذاب وما الله بغافل عمّا تعملون?18}.
وقال سبحانه وتعالى: {إنّ الّذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرّقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتّخذوا بين ذلك سبيلاً أولئك هم الكافرون حقًّا وأعتدنا للكافرين عذابًا مهينًا?19}.
¥(41/375)
وقال سبحانه وتعالى: ? {فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجًا ممّا قضيت ويسلّموا تسليمًا?20}.
أولئك الانْهزاميون الذين انْهزموا أمام أعداء الإسلام وأصبحوا يحرفون ما لا تتقبله عقولهم، كأنّهم مفوضون في شرع الله فأصبحوا يتبعون أهواء الملحدين في تحريف المعجزات وغيرها من شرع الله، ورب العزة يقول لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتّبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولّوا فاعلم أنّما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإنّ كثيرًا من النّاس لفاسقون21}.
ويقول سبحانه وتعالى: {ولئن اتّبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنّك إذًا لمن الظّالمين} 22.
ويقول سبحانه وتعالى: {ثمّ جعلناك على شريعة من الأمر فاتّبعها ولا تتّبع أهواء الّذين لا يعلمون إنّهم لن يغنوا عنك من الله شيئًا وإنّ الظّالمين بعضهم أولياء بعض والله وليّ المتّقين?23}.
ويقول سبحانه وتعالى:? {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبينًا?24}.
ويقول سبحانه وتعالى:? {وإن كادوا ليفتنونك عن الّذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذًا لاتّخذوك خليلا ولولا أن ثبّتناك لقد كدت تركن إليهم شيئًا قليلا إذًا لاذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثمّ لا تجد لك علينا نصيرًا?25}.
هذا ومما ينبغي أن يعلم أنه ليس بيني وبين محمد رشيد عداوة دنيوية، فهو شاميّ وأنا يمنيّ، وكلانا يجمعنا الإسلام، ولكني رأيت له ولجمال الدين الأفغاني ولمحمد عبده ومن سلك مسلكهم أخطاءً اشمأز منها قلبي، ورأيت أنه لا يجوز السكوت عليها، وأنا بحمد الله أعلم أنه ردّ على كثير من المبتدعة، منهم الرافضة فقد رأيت الرافضي الأثيم محسن أمين العاملي في كتابه "كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب" ذلك الكتاب الذي يدعو إلى الوثنيّة، رأيته فيه يرد على محمد رشيد رضا، ويتوجع من ردود محمد رشيد رضا عليهم، لكني أريد أن أبيّن أن الرجل ليس ملتزمًا بمذهب السلف الذي هو قبول ما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، من غير تأويل ولا تحريف ولا تعطيل ولا تضعيف لأحاديث صحيحة، ولا تصحيح لأحاديث ضعيفة، وقد تقدمت بعض الآيات وتحريفها عما يخرجها عن تفسير السلف رحمهم الله، وإليك ما يتيسر لي الآن:
1 - قال في "المنار" (ج11 ص155): ولولا حكاية القران لآيات الله التي أيّد بها موسى وعيسى عليهما السلام لكان إقبال أحرار الإفرنج عليه أكثر، واهتداؤهم به أعم وأسرع، لأن أساسه قد بني على العقل والعلم وموافقة الفطرة البشرية، وتزكية أنفس الأفراد وترقية مصالح الاجتماع. اهـ المراد منه.
فهل هذا الكلام يتمشى مع ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ما من الأنبياء من نبيّ إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنّما كان الّذي أوتيت وحيًا26 أوحى الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة?)).
الله سبحانه وتعالى وصف القرآن بأنه يهدي للتي هي أقوم وأنه شفاء وأنه نور، وقد تأثر بالقرآن بعض كفار قريش، كما في قصة جبير بن مطعم أنه قدم على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلي بأصحابه المغرب يقرأ سورة الطور، قال: فلما بلغ إلى قوله تعالى: {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون} كاد قلبي أن يطير-وفي رواية- فوقع الإيمان في قلبي.
وتأثر به الجن كما في سورة الأحقاف والجن، وهؤلاء الإفرنج يجوز أنّهم لم يبلّغوا القرآن على الوجه الصحيح، أو أنّهم بلّغوا ولكنهم معاندون كما حصل لبعض مشركي قريش.
وقد ذكرت شيئًا من هذا في مقدمة ?الصحيح المسند من دلائل النبوة?.
ويجوز أن الله ما قدّر هدايتهم كما قال تعالى: {ولو جعلناه قرءانًا أعجميًّا لقالوا لولا فصّلت ءاياته ءأعجميّ وعربيّ قل هو للّذين ءامنوا هدًى وشفاء والّذين لا يؤمنون في ءاذانهم وقر وهو عليهم عمًى أولئك ينادون من مكان بعيد?27}.
وتأثر النجاشي عند أن قرأ عليه جعفر بن أبي طالب القرآن ثم إسلامه معروف رواه أحمد في "مسنده".
¥(41/376)
وقال الله سبحانه وتعالى: {ولتجدنّ أقربهم مودّةً للّذين ءامنوا الّذين قالوا إنّا نصارى ذلك بأنّ منهم قسّيسين ورهبانًا وأنّهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرّسول ترى أعينهم تفيض من الدّمع ممّا عرفوا من الحقّ يقولون ربّنا ءامنّا فاكتبنا مع الشّاهدين وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحقّ ونطمع أن يدخلنا ربّنا مع القوم الصّالحين فأثابهم الله بما قالوا جنّات تجري من تحتها الأنْهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين?28}.
وأخيرًا نقول لأفراخ الإفرنج: {ءأنتم أعلم أم الله} 29.
2 - قوله تعالى: {ولقد علمتم الّذين اعتدوا منكم في السّبت فقلنا لهم كونوا قردةً خاسئين فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظةً للمتّقين?30}.
أبعد النجعة محمد رشيد رضا في "المنار" (ج1 ص345) واختار أنه مسخ معنوي، تابعًا في ذلك مجاهدًا لأن رأي مجاهد موافق لهواه.
وفي (ج9 ص379) من "المنار"، ذكر القولين وسكت، وجمهور المفسرين رحمهم الله على أنه مسخ حقيقي، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله بعد أن ذكر أثر مجاهد (ج1 ص190): وهذا سند جيد عن مجاهد، وقول غريب خلاف الظاهر من السياق في هذا المقام وفي غيره قال الله تعالى: {قل هل أنبّئكم بشرّ من ذلك مثوبةً عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطّاغوت31}. اهـ
ثم قال ابن كثير رحمه الله ص (192) قلت: والغرض من هذا السياق عن هؤلاء الأئمة بيان خلاف ما ذهب إليه مجاهد رحمه الله من أن مسخهم إنما كان معنويًا لا صوريًّا، بل الصحيح أنه معنوي صوري، والله تعالى أعلم. اهـ. يعني أنه يشمل مسخ صورهم، ويشمل مسخ أخلاقهم.
3 - قال البخاري رحمه الله (ج8 ص164): حدثني محمد حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن ابن المبارك عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((قيل لبني إسرائيل {ادخلوا الباب سجّدًا وقولوا حطّة} 32 فدخلوا يزحفون على أستاههم فبدّلوا وقالوا حطّة حبّة في شعرة)).
محمد رشيد رضا في تفسير سورة البقرة بعد أن اعترف أنه في الصحيح يقول: ولكنه لا يخلو من علّة إسرائيلية، وسنبين ذلك في تفسير المسألة من سورة الأعراف.
وقال في سورة الأعراف (ج9 ص373): ولا ثقة لنا بشيء مما روي في هذا التبديل من ألفاظ عبرانية ولا عربية، فكله من الإسرائيليات الوضعيّة كما قاله الأستاذ الإمام هنالك، وإن خرّج بعضه في الصحيح والسنن موقوفًا ومرفوعًا كحديث أبي هريرة المرفوع في الصحيحين وغيرهما لبني إسرائيل: {وادخلوا الباب سجّدًا وقولوا حطّة} فدخلوا يزحفون على أستاههم فبدّلوا وقالوا حطّة حبّة في شعرة))، وفي رواية: ((شعيرة)). رواه البخاري في تفسير السورتين من طريق همام بن منبه أخي وهب، وهما صاحبا الغرائب في الإسرائيليات، ولم يصرح أبوهريرة بسماع هذا من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فيحتمل أنه سمعه من كعب الأحبار، إذ ثبت أنه روى عنه، وهذا مدرك عدم اعتماد الأستاذ رحمه الله على مثل هذا من الإسرائيليات, وإن صح سنده، ولكن قلّ ما يوجد في الصحيح المرفوع شيء يقتضي الطعن في سندها. اهـ
وهذا يدل أن محمد رشيد رضا لم يغيّر منهجه عن شيخه في التفسير بالرأي، ولكنه يستكثر من الاستدلال بالسنة إذا كانت موافقة لهواه، بل أقبح من هذا أنه يستدل بأقوال الصوفية والرافضة إذا كانت موافقةً لهواه.
4 - {ياأيّها الّذين ءامنوا لا تأكلوا الرّبا أضعافًا مضاعفةً واتّقوا الله لعلّكم تفلحون33}.
يهوّن الأمر في ربا الفضل، "المنار" (ج4 ص23 - إلى ص130) وفي رسالة بعنوان ?الربا والمعاملات في الإسلام? (ص127)، وهو في (ج3 ص116) لا يرى بأسًا أن تعطي شخصًا مالاً يستغلّه ويجعل لك من كسبه حظًا معينًا، وهذا من ربا النسيئة فهو يهوّن الأمر في ربا الفضل ويتسامح في القليل من ربا النسيئة.
5 - من اجتهادات محمد عبده الباطلة، أنه يرى جواز التيمم للمسافر وإن كان واجدًا للماء، "المنار" (ج5 ص121و122).
¥(41/377)
6 - قال الإمام مسلم رحمه الله (ج8 ص78): حدثنا عبدالوارث بن عبدالصمد بن عبدالوارث وحجاج بن الشاعر كلاهما عن عبدالصمد واللفظ لعبدالوارث بن عبدالصمد حدثنا أبي عن جدي عن الحسين بن ذكوان حدثنا ابن بريدة حدثني عامر بن شراحيل الشعبي شعب همدان، أنه سأل فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس وكانت من المهاجرات الأول فقال: حدّثيني حديثًا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا تسنديه إلى أحد غيره ... فذكرت الحديث وفيه ذكر الجساسة والدجال، ثم ذكر له مسلم طرقًا إلى الشعبي.
هذا الحديث يشكك فيه محمد رشيد رضا كما في "المنار" (ج9 ص197) ولا أعلم عالماً من علماء المسلمين تكلم فيه، بل يمثّل به أهل المصطلح لرواية الأكابر عن الأصاغر، وقد شرحه تقي الدين أحمد بن على المقريزي بكتاب سماه ?ضوء الساري في معرفة خبر تميم الداري?.
7 - قوله تعالى: {فمن جاءه موعظة من ربّه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون34}.
يدفع شيخه القول بخروج مرتكبي كبيرة الربا من النار، ويقرّه محمد رشيد رضا (ج3 ص98،99) من "المنار".
ويقول محمد عبده (ص102) في الكلام على قول الله عز وجل: {ياأيّها الّذين ءامنوا اتّقوا الله وذروا ما بقي من الرّبا إن كنتم مؤمنين35?}:
وهذا يؤيد ما قلنا في مسألة خلود من عاد إلى الربا بعد تحريمه في النار. اهـ
وهو ينكر خروج القاتل الموحد من النار، فقال محمد رشيد رضا في "المنار" (ج5 ص341): أقول: وقد استكبر الجمهور خلود القاتل في النار، وأوّله بعضهم بطول المكث فيها، وهذا يفتح باب التأويل لخلود الكفار- إلى آخر كلامه.
وأنت خبير أن الأحاديث متواترة بخروج الموحّدين من النار، وهو قول أهل السنة والجماعة.
8 - تشكيكه في أحاديث الدجال (ج9 ص490) إلى ص (499) وقد ألّف الأخ أحمد بن عيسى رسالة ماجستير في أحاديث الدجال، وطعنه في أحاديث المهدي (ج9 ص499 - 504) وقد ألّف الشيخ عبدالمحسن العباد رسالة قيمة في أحاديث المهدي.
9 - قول محمد رشيد رضا إنه يصح أن تكون الميكروبات نوعًا من الجن، "المنار" (ج3 ص96) وهذا كلام ما أنزل الله به من سلطان، بل هو مناف لصفات الجن الواردة في الكتاب والسنة.
10 - طعنه في معجزة انشقاق القمر كما في "منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير" (ص580) -إلى ص (586) وعزاه إلى مجلة "المنار".
ومحمد رشيد رضا يشكك في المعجزات النبوية التي لم ترد في القرآن كلها كما في "المنار" (ج11 ص155).
11 - تشكيك محمد عبده في أن آدم هو أبو البشر كلهم، وإقرار محمد رشيد له بل تأييده (ج4 ص323،324،325)، وعدم إنكاره على الذين يقولون: إن أصل الإنسان قرد (ج4 ص327) من "المنار".
12 - قول محمد عبده: إن الملائكة قوًى طبيعية أودعها الله في المخلوقات. بمعنى أن الملائكة ليسوا مخلوقين خلقًا مستقلاً يصعدون وينْزلون، ويكتبون، وغير ذلك من تصرفاتهم الواردة في الكتاب والسنة، ومحمد رشيد رضا يؤيد قول شيخه -راجع "المنار" (ج1 ص267 - 275).
13 - يشكك في رفع عيسى بروحه وجسده حيًا حياة دنيوية بهما ... وليس في القرآن نص صريح بأنه ينزل من السماء، وإنما هذه عقيدة أكثر النصارى، وقد حاولوا في كل زمان منذ ظهور الإسلام إلى الآن بثها في المسلمين. اهـ بالمعنى من "منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير" (ص712) وعزاه إلى مجلة "المنار" (الجزء العاشر من المجلد28 ص756)، وهذا يخالف ظاهر القرآن بدون برهان، ثم إن نزول عيسى من أمارات الساعة، والأحاديث في ذلك متواترة، ولو لم تكن متواترة وورد حديث واحد صحيح السند سالم من العلة والشذوذ لوجب قبوله.
14 - قال البخاري رحمه الله (ج8 ص296): حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبدالواحد حدثنا عمارة حدثنا أبوزرعة حدثنا أبوهريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لا تقوم السّاعة حتّى تطلع الشّمس من مغربها، فإذا رآها النّاس آمن من عليها، فذاك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل)).
¥(41/378)
ثم قال البخاري رحمه الله: حدثني إسحاق أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لا تقوم السّاعة حتّى تطلع الشّمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها النّاس آمنوا أجمعون، وذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها)) ثم قرأ الآية.
ورواه البخاري (ج1 ص352) من حديث الأعرج عن أبي هريرة به.
وأخرجه مسلم (ج2 ص371) من حديث العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به.
هذا الحديث من الأحاديث التي طعن فيها محمد رشيد رضا، "المنار" (ج8 ص210،211).
15 - قال الإمام البخاري رحمه الله (ج6 ص297): حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس: ((أتدري أين تذهب))؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: ((فإنّها تذهب حتّى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، يقال لها: ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى: {والشّمس تجري لمستقرّ لها ذلك تقدير العزيز العليم?))}.
وأخرجه مسلم (ج2 ص372) رقم (397).
هذا الحديث يطعن فيه كما في "المنار" (ج8 ص211) ويقول: إن الإمام أحمد قال: إن إبراهيم بن يزيد لم يسمع من أبي ذر، وقد ذكره هو عن إبراهيم عن أبيه عن أبي ذر، فسبحان من أعمى بصيرته، أعني أن الحديث مرويّ عن يزيد والد إبراهيم عن أبي ذر، لا عن إبراهيم عن أبي ذر.
وبعد فإن الحديث مرويّ عن جماعة من الصحابة كما في "تفسير ابن كثير" (ج2 ص194) منهم: حذيفة بن أسيد، رواه مسلم (ج18 ص235) برقم (7215) ومنهم: صفوان بن عسال، رواه الترمذي (ج5 ص545) والنسائي في "الكبرى" وابن ماجة (ج2 ص1353)، ومنهم: عبدالله بن عمرو، رواه مسلم (ج18 ص280) برقم (7359).
ولا أعلم عالمًا من علماء المسلمين طعن فيه.
16 - قدحه في كعب الأحبار ووهب بن منبه، "المنار" (ج9 ص480) وهو لم يسبق إلى هذا، اللهم إلا قول معاوية رضي الله عنه في كعب الأحبار: إنه يكذب، ولكنه مؤول على أنه بمعنى الخطأ، كما في "الفتح" (ج13 ص346) طبعة الريان.
ووهب وثقه أبوزرعة والنسائي، وقال عمرو بن علي: كان ضعيفًا كما في "تهذيب التهذيب"، ووهب من رجال الشيخين، وكعب الأحبار روى له البخاري تعليقًا، ومسلم موصولاً، كما ذكره الحافظ في "تهذيب التهذيب".
17 - ثناؤه على جمال الدين الأفغاني:
وقد أنكر عليه بعض معاصريه فقال أبوالهدى الصيادي لمحمد رشيد رضا: (إني أرى جريدتك طافحة بشقاشق المتأفغن جمال الدين الملفقة، وقد تدرجت به الحسينية التي يزعمها زورًا، وقد ثبت في دوائر الدولة رسميًا أنه مازندراني من أحلاف الشيعة). اهـ من "منهج المدرسة العقلية في التفسير" ص (76).
وإذا أردت أن تعرف شيئًا عن ضلال جمال الدين قرأت "منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير" للأخ فهد بن عبدالرحمن الرومي، وكتاب "دعوة جمال الدين الأفغاني في الميزان الإسلامي" للأخ: مصطفى فوزي بن عبداللطيف غزال.
18 - ثناؤه على محمد عبده وفتنته به:
فتن محمد رشيد رضا بمحمد عبده، حتى أنكر عليه يوسف النبهاني فقال:
فذاكرته في شيخه وهو عبده
فقلت له لو كابن سيناء زعمتم
لقلنا لكم: حقًا وإن كان باطلاً
ولكنكم مع تركه الحج مرة
ومع تركه فرض الصلاة ولم يكن
ومع كونه شيخ المسون مجاهرًا
ومع غير هذا من ضلالاته التي تقولون: أستاذ إمام لديننا
ونحن نراه عندنا شر فاسق تملكه الشيطان عن قومه قسرًا
وعالم فاراب وأرفعهم قدرًا
ولم نر من هذا على ديننا ضرًا
وحج لباريز وللندن عشرًا
يسر بذا بل كان يتركها جهرًا
بذلك لا يخفي إخوتهم سرًا
بها سار مثل السهم للجهة الأخرى
فما أكذب الدعوى وما أقبح الأمرا
فيقتل فسقًا بالشريعة أو كفرًا قال أبوعبدالرحمن: ابن سيناء والفارابي ملحدان، ويوسف النبهاني مخرّف، ولا مانع من قبول الحق ممن كان.
وأما كون شخص هداه الله للسنة على يدي محمد رشيد رضا، فهو يرى أنه لزامًا عليه أن يدافع عنه، فهذا أمر عجيب، فما أكثر الناس الذين هداهم الله على أيدي جماعة التبليغ ثم تحولوا إلى السنة، ثم أصبحوا بحمد الله يحذّرون من بدع جماعة التبليغ.
¥(41/379)
ومن الناس من يهديه الله للإسلام على أيدي الصوفية، ثم يرى هزة الرءوس عند الذكر، ويلتمس طريقة أهل السنة التي هي الطريق القويم، ومن الناس من يكون قد هداه الله على أيدي بعض الإخوان المسلمين، فتدعوه إلى السنة فيقول: أنا ياأخي كنت ضائعًا فهداني الله على أيدي الإخوان المسلمين، فتقول له: أنت انتقلت من ضياع سهل إلى ضياع مستصعب، وأنا أدعوك إلى الطريق القويم، إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى تعلّمها ثم العمل بها ثم الدعوة إليها، {والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}.
فكونك قد هداك الله للسنة على يدي محمد رشيد رضا، لا يدل أنه على الصراط المستقيم، وإذا أردنا أن نثْبت للشخص السلفية فلابد أن نعرض أعماله على أعمال السلف الذين لا يرفعون رأسًا إلا لقول الله وقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد أصبحت السلفيّة ستارًا يندرج تحته حالق اللحية المتشبه بأعداء الإسلام، مهلاً مهلاً أيها المسلمون اتقوا الله، ودعوا هذه الإدّعاءات، فقد أصبح عوام المسلمين وطلبة العلم المبتدئين أضحيتهما، {ياأيّها الّذين ءامنوا اتّقوا الله وكونوا مع الصّادقين36}.
{ليس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به ولا يجد له من دون الله وليًّا ولا نصيرًا ومن يعمل من الصّالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنّة ولا يظلمون نقيرًا ومن أحسن دينًا ممّن أسلم وجهه لله وهو محسن واتّبع ملّة إبراهيم حنيفًا واتّخذ الله إبراهيم خليلاً37}.
فليست السلفية بالإدعاءات، ولكنها استسلام لله وقبول ما جاء عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وبعض الصحابة رضوان الله عليهم عند أن أنزل الله سبحانه وتعالى: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله38} شق عليهم ذلك فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أتريدون أن تقولوا كما قال أهْل الكتابين من قبْلكم: سمعْنا وعصينا، بل قولوا: سمعنا وأطعْنا، فلما أذعن القوم أنزل الله في إثرها: {آمن الرّسول بما أنزل إليه من ربّه والمؤمنون} إلى قوله: {لا يكلّف الله نفسًا إلاّ وسْعها}. إلى آخر السورة. رواه بهذا المعنى مسلم من حديث أبي هريرة وابن عباس.
لسنا نقبل أن يتحمس الشخص للدين من جوانب، ويهدمه من جانب، فأصحاب المدرسة العقلية الحديثة لا يرون حجيّة حديث الآحاد، والدين أغلبه من طريق الآحاد، ويقدمون العقل على النقل فهل هذه طريقة السلف؟. وليس عندي من كتب محمد رشيد رضا إلا "المنار" ورسالة في الربا، ولو أردت استقصاء ما ردّ من الأحاديث أو شكك فيه، لكان مجلدًا، أفكان سلفنا كذلك.
ائتوني بسلفي حرّف ما تقدم من الآيات، ورد ما تقدم من الأحاديث، وأضعاف أضعافها، والرجل لم يؤت من جهل فقد بهرتني كثرة استدلالاته، وسعة اطلاعه، ولكنه صاحب هوى، فتن بجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.
أما آثار المدرسة العقلية على الدين فإفساد الأزهر، والتبرج والسفور، ومهاجمة السنة، وما ذكرت شيئًا بالنسبة لكتاب "منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير" وكتاب "دعوة جمال الدين الأفغاني في ميزان الإسلام".
وكون محمد رشيد خالف أستاذه بعد وفاة أستاذه كما ذكره في "المنار" ص (16) فهل أقصر عن رد الأحاديث التي لا توافق هواه؟ الجواب: لا، فقد انتهى شيخه محمد عبده عند تفسير: {وكان الله بكلّ شيء محيطًا} آية (125) من سورة النساء كما في "المنار" ثم مشى على تضعيف ما لم يوافق هواه، وهل تراجع عن الأحاديث التي وافق شيخه على تضعيفها، وكان الواجب عليه أن ينبّه في أثناء التفسير وعند مناسبات المواضيع من الأحاديث.
ولما كان فعل أصحاب المدرسة العقلية الحديثة يهدم الإسلام وكثير من الناس لا يعلمون أن الطعن في حديث الآحاد طعن في الدين كله، وقد اهتم العلماء رحمهم الله برد هذه الفكرة الخطيرة على الدين فرد عليهم الإمام الشافعي رحمه الله في "الرسالة"، والإمام البخاري في "صحيحه" عقد كتابًا للرد عليهم وأبومحمد ابن حزم في كتاب "إحكام الأحكام" وابن القيم رحمه الله في كتاب "الصواعق المرسلة"، وردّهم لما يخالف أهواءهم من السنة أمر قد أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
¥(41/380)
قال الإمام أبوداود رحمه الله (ج12 ص354): حدثنا عبدالوهاب بن نجدة أخبرنا أبوعمرو بن كثير بن دينار عن حريز بن عثمان عن عبدالرحمن ابن أبي عوف عن المقدام بن معدي كرب عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((ألا إنّي أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلّوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرّموه، ألا لا يحلّ لكم الحمار الأهليّ، ولا كلّ ذي ناب من السّبع، ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه، فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه)).
عبدالرحمن بن أبي عوف مستور الحال يصلح حديثه في الشواهد والمتابعات.
والحديث له شواهد، منها الذي بعده على أنه قد تابعه الحسن بن جابر اللخمي، كما عند الترمذي، وهو مستور الحال، فالحديث حسن لغيره.
قال أبوداود رحمه الله (ج12 ص356): حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل وعبدالله بن محمد النفيلي قالا أخبرنا سفيان.
حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل وعبدالله بن محمد النفيلي وابن كثير قالوا حدثنا سفيان عن أبي النضر عن عبيدالله بن أبي رافع عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((لا ألفينّ أحدكم متّكئًا على أريكته يأتيه الأمر من أمري ممّا أمرت به أو نهيت عنه، فيقول: لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتّبعناه)).
فإن رأينا من يجادل أو يدافع عن بعد محمد رشيد رضا عن السلفية، فإننا إن شاء الله سنكلف بعض إخواننا بجمع ما ردّه أو شك فيه أو شكّك من السنن، ولكننا يعلم الله (نستثقل) هذا أو نراه تحصيل حاصل، فأحاديث الدجال قد جمعت وحكم العلماء بتواترها، وأحاديث المهدي قد جمعت وحكم العلماء بتواترها، وكان قدح ابن خلدون فيها نقيصة فيه، ودليل على قصوره في علم الحديث، وهكذا حديث انشقاق القمر وغيرها من دلائل النبوة، قد جمعت الصحيح منها في "الصحيح المسند من دلائل النبوة" والذي أعتقده وأدين الله به أن دعوة جمال الدين الأفغاني ومن سلك مسلكه، نكبة على الإسلام، وجناية على العلم، وفتح باب للشر بجميع أنواعه، وفتح باب لأعداء الإسلام، وللفسقة من المسلمين، للطعن فيما لا يوافقهم من السنن.
على أنني أحمد الله فقد استيقظ الشباب المصري، وعلموا أن هذه دعوة هدّامة للدين فجزاهم الله خيرًا، وإذا كنا لا نرضى بتقليد أئمة الهدى، مثل: مالك والشافعي وأحمد، فنحن بحمد الله عن تقليد هؤلاء أبعد. وهذا من فضل الله علينا والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
شبهة وجوابها
قال الله سبحانه وتعالى: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهات فأمّا الّذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلاّ الله والرّاسخون في العلم يقولون ءامنّا به كلّ من عند ربّنا وما يذّكّر إلاّ أولو الألباب39}.
وقال البخاري رحمه الله (ج8 ص209): حدثنا عبدالله بن مسلمة حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري عن ابن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذه الآية: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهات فأمّا الّذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والرّاسخون في العلم يقولون آمنّا به كلّ من عند ربّنا وما يذّكّر إلا أولو الألباب} قالت: قال رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((فإذا رأيت الّذين يتّبعون ما تشابه منه، فأولئك الّذين سمّى الله فاحذروهم)).
هذه الشبهة أن بعض المعاصرين ممن جمع بين بدعة الخوارج وبدعة المعتزلة، سمعته يستدل على دفع حديث السحر بقول الله عز وجل: {إذ يقول الظّالمون إن تتّبعون إلاّ رجلاً مسحورًا40}.
وقوله تعالى: {وقال الظّالمون إن تتّبعون إلاّ رجلاً مسحورًا?41}.
قال: فلو قلنا بصحة الحديث لوافقنا المشركين في هذه الدعوى.
¥(41/381)
قال أبوعبدالرحمن: وليست هذه بأول انْهزامية للمعاصرين أمام أهل الباطل، وما أكثر المعجزات التي أنكروها، لأن عقول أعداء الإسلام لا تتقبّلها، وما أكثر الأحكام التي حرّفوها أو ردوها، لأنّها لا تتمشى مع ما عليه المجتمع، وما أوتي هذا القائل المسكين إلا من قبل نفسه، إذ قد نبذ المسكين كلام الصحابة، وكلام أهل التفسير، وكلام الفقهاء، وكلام المحدثين، وزعم أنه يعتمد على نفسه وهو جاهل باللغة العربية وبغيرها من الوسائل، ولسنا ندعوه إلى تقليد هؤلاء الأئمة رحمهم الله، ولكن إلى الاستفادة من فهمهم، وإلا فالتقليد في الدين محرم، وقد ذكرت جملة من الأدلة في كتابي ?المخرج من الفتنة? وأنا ذاكر لك كلام بعض المفسرين حول هذه الآية:
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله (ج3 ص310) في الكلام على قول الله عز وجل: {وقال الظّالمون إن تتّبعون إلاّ رجلاً مسحورًا?} قال الله تعالى:? {انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلّوا?} أي: جاءوا بما يقذفونك به، ويكذبون به عليك من قولهم: ساحر، مسحور، مجنون، كذّاب، شاعر، وكلها أقوال باطلة كل أحد ممن له أدنى فهم وعقل يعرف كذبهم وافتراءهم في ذلك. اهـ المراد منه.
والحافظ ابن كثير هو الذي ذكر حديث السحر في تفسير سورة الفلق محتجًا به رحمه الله.
وقال الشوكاني رحمه الله (ج4 ص63): أي ما تتبعون إلا رجلاً مغلوبًا على عقله بالسحر، وقيل: ذا سحر، وهي الرئة، أي بشر له رئة لا ملك. اهـ
والشوكاني هو الذي ذكر حديث السحر في تفسير سورة الفلق، لعلم هذين المفسريْن رحمهما الله بأنه لا تعارض بين الحديث وبين الآيتين، لأن الحديث يحمل على ما وجّهه الإمام القاضي عياض والحافظ ابن حجر وغيرهما من علماء الإسلام، والحديث قد تلقّاه علماء الإسلام بالقبول، فقد اتفق على إخراجه البخاري ومسلم، وما اتفقا عليه فهو أعلى مرتبة في الصحة كما في كتب المصطلح، ثم لم ينتقده الدارقطني ولا أبومسعود الدمشقي، ولا أبوعلي الجياني، ولا أبومحمد بن حزم، ممن تصدى لنقد بعض الأحاديث المعلة التي في الصحيحين، ولسنا نتوقع من علماء الكلام وغيرهم من ذوي الزيغ أن يعظموا سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بل دأبهم التنفير عنها وتلقيب حملتها بالألقاب المنفّرة، وقد ذكر ابن قتيبة في كتابه "تأويل مختلف الحديث" الشيء الكثير من سخريّتهم بأهل السنة،ولكن أبى الله إلاّ أن ينصر أهل السنة، ويذلّ أهل البدعة والحمد لله.
وهذا الحديث الصحيح يهدم على المبتدعة عقيدتهم أن السحر ليس بحقيقة ولكنه تخيّل، فلذلك هم يحاولون التشكيك فيه وفي غيره من السنن التي تخالف أهواءهم فباءوا بالخزي، وتمت كلمة ربك هي العليا، وصدق الله إذ يقول: {إنّا نحن نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون42}.
واحتج بعضهم بقوله: {والله يعصمك من النّاس43}.
وهذا شأن من لا يرجع إلى كتب التفسير، ولا يدري المتقدم من المتأخر فهذه الآية من آخر ما أنزل، كما ذكره الحافظ ابن كثير فقد سحر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وكسرت رباعيته وشج رأسه قبل نزولها، ثم إن المراد: يعصمك من القتل والأسر والتلف، وإلا فهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأبي وأمي بشر يجري عليه ما يجري على البشر، قال الله سبحانه وتعالى: {قل إنّما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إله واحد44?}.
قال البخاري رحمه الله (ج12 ص339): حدثنا محمد بن كثير عن سفيان عن هشام عن عروة عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((إنّما أنا بشر، وإنّكم تختصمون إليّ، ولعلّ بعضكم أن يكون ألحن بحجّته من بعض وأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له من حقّ أخيه شيئًا فلا يأخذه فإنّما أقطع له قطعةً من النّار)).
وقال البخاري رحمه الله (ج1 ص503): حدثنا عثمان قال حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال: قال عبدالله: صلّى النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم -قال إبراهيم: لا أدري زاد أو نقص- فلمّا سلّم قيل له: يا رسول الله أحدث في الصّلاة شيء؟ قال: ((وما ذاك)) قالوا: صلّيت كذا وكذا، فثنى رجليه واستقبل القبلة وسجد سجدتين، ثمّ سلّم فلمّا أقبل علينا بوجهه قال: ((إنّه لو حدث في الصّلاة شيء لنبّأتكم به، ولكن إنّما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكّروني، وإذا شكّ أحدكم في صلاته فليتحرّ الصّواب فليتمّ عليه،
¥(41/382)
ثمّ ليسلّم ثمّ يسجد سجدتين)).
فنبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم بشر، يجري عليه ما يجري على البشر، كسرت رباعيته وشج رأسه.
قال الإمام البخاري رحمه الله (ج7 ص372): حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبدالرزاق عن معمر عن همام سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((اشتدّ غضب الله على قوم فعلوا بنبيّه -يشير إلى رباعيته- اشتدّ غضب الله على رجل يقتله رسول الله في سبيل الله)).
حدثني مخلد بن مالك حدثنا يحيى بن سعيد الأموي حدثنا ابن جريج عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((اشتدّ غضب الله على من قتله النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم في سبيل الله، اشتدّ غضب الله على قوم دمّوا وجه نبيّ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم)).
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب عن أبي حازم أنه سمع سهل بن سعد وهو يسأل عن جرح رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: أما والله إنّي لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومن كان يسكب الماء وبما دووي، قال: كانت فاطمة عليها السّلام بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تغسله، وعليّ يسكب الماء بالمجنّ، فلمّا رأت فاطمة أنّ الماء لا يزيد الدّم إلا كثرةً أخذت قطعةً من حصير فأحرقتها وألصقتها، فاستمسك الدّم، وكسرت رباعيته يومئذ، وجرح وجهه، وكسرت البيضة على رأسه.
حدثني عمرو بن علي حدثنا أبوعاصم حدثنا ابن جريج عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال: اشتدّ غضب الله على من قتله نبيّ اشتدّ غضب الله على من دمّى وجه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
قال الإمام النووي رحمه الله في "شرح صحيح مسلم" (ج12 ص148): وفى هذا وقوع الانتقام والابتلاء بالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، لينالوا جزيل الأجر، ولتعرف أممهم وغيرهم ماأصابهم ويتأسوا بهم، قال القاضي: وليعلم أنّهم من البشر تصيبهم محن الدنيا، ويطرأ على أجسامهم ما يطرأ على أجسام البشر، ليتيقّنوا أنّهم مخلوقون مربوبون، ولا يفتتن بما ظهر على أيديهم من المعجزات وتلبيس الشيطان من أمرهم، ما لبّسه على النصارى. اهـ.
وردّهم السنة التي لا يدل عليها القرآن في فهمهم السقيم، علم من أعلام النبوة، فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ألا وإنّي أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلّوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرّموه)).
رواه أبوداود من حديث المقدام بن معدي كرب، وفيه عبدالرحمن بن أبي عوف، وهو مستور الحال يصلح حديثه في الشواهد والمتابعات، وقد تابعه الحسن بن جابر، كما عند الترمذي، وهو مستور الحال، فالحديث حسن لغيره، وله شاهد من حديث أبي رافع عند أبي داود، وقد ذكرتهما بسنديهما في "الصحيح المسند من دلائل النبوة".
الطاعنون في الحديث
قدح الجصاص في حديث السحر:
قال (ج1 ص49) 45: وقد أجازوا من فعل الساحر ما هو أطم من هذا وأفظع، وذلك أنّهم زعموا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سحر، وأن السحر عمل فيه حتى قال فيه: ((إنّه يتخيّل لي أني أقول الشّيء وأفعله، ولم أقلْه ولم أفعلْه)) وإن امرأةً يهوديةً سحرته في جف طلعة ومشط ومشاقة، حتى أتاه جبريل عليه السلام فأخبره أنّها سحرته في جف طلعة، وهو تحت راعوفة البئر فاستخرج، وزال عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذلك العارض، وقد قال الله تعالى وهو مكذبًا للكفار فيما ادعوه من ذلك للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال جل من قائل: {وقال الظّالمون إن تتّبعون إلاّ رجلاً مسحورًا} ومثل هذه الأخبار من وضع الملحدين تلعبًا بالحشو الطغام واستجرارًا لهم إلى القول بإبطال معجزات الأنبياء عليهم السلام والقدح فيها، وأنه لا فرق بين معجزات الأنبياء وفعل السحرة، وأن جميعه من نوع واحد، والعجب ممن يجمع بين تصديق الأنبياء عليهم السلام، وإثبات معجزاتهم وبين التصديق بمثل هذا من فعل السحرة مع قوله تعالى: {ولا يفلح السّاحر حيث أتى} فصدّق هؤلاء من كذّبه الله، وأخبر ببطلان دعواه وانتحاله، وجائز أن تكون المرأة اليهودية بجهلها فعلت ذلك، ظنًا منها بأن ذلك يعمل في الأجساد وقصدت به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فأطلع الله نبيه على موضع سرها،
¥(41/383)
وأظهر جهلها فيما ارتكبت وظنت، ليكون ذلك من دلائل نبوته، لا أن ذلك ضرّه وخلط عليه أمره، ولم يقل كل الرواة إنه اختلط عليه أمره، وإنما هذا اللفظ زيد في الحديث ولا أصل له. اهـ
طعن محمد عبده ومحمد رشيد رضا:
قال الأخ فهد بن عبدالرحمن بن سليمان الرومي في كتابه "منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير" ص (346 - 351):
ومن هذا ما ورد في "صحيح البخاري" و"مسلم" عن عائشة رضى الله عنها قالت: سحر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجل من بني زريق، يقال له: لبيد بن الأعصم، حتّى كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخيّل إليه أنّه يفعل الشّيء وما فعله، حتّى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي، لكنّه دعا ودعا، ثمّ قال: ((يا عائشة أشعرت أنّ الله أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجليّ، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرّجل؟ فقال: مطبوب. قال: من طبّه؟ قال: لبيد بن الأعصم. قال: في أيّ شيء؟ قال: في مشط ومشاطة وجفّ طلع نخلة ذكر. قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذروان)) فأتاها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ناس من أصحابه، فجاء فقال: ((يا عائشة كأنّ ماءها نقاعة الحنّاء، أو كأنّ رءوس نخلها رءوس الشّياطين)) قلت: يا رسول الله أفلا استخرجته؟ قال: ((قد عافاني الله، فكرهت أن أثوّر على النّاس فيه شرًّا)) فأمر بها فدفنت. رواه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى عن هذا الحديث: (ثابت عند أهل العلم بالحديث، لا يختلفون في صحته، وقد اتفق أصحاب الصحيحين على تصحيحه، ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة واحدة، والقصة مشهورة عند أهل التفسير، والسنن، والحديث، والتاريخ، والفقهاء، وهؤلاء أعلم بأحوال رسول الله وأيامه من المتكلمين).
وقال الأستاذ عبدالقادر الأرنؤوط: ورواه أيضًا أحمد والنسائي وابن سعد والحاكم وعبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي في "دلائل النبوة" وغيرهم.
وقال ابن القيم في "بدائع الفوائد": وهذا الحديث ثابت عند أهل العلم متلقّى عندهم بالقبول.
تلكم درجة ذلك الحديث، ولنسجل هنا في مقابلة هذا ما ذهب إليه الأستاذ الإمام محمد عبده في تفسيره لقوله تعالى: {ومن شرّ النّفّاثات في العقد} حيث يقول:
(وقد رووا هنا أحاديث في أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سحره لبيد بن الأعصم، وأثّر سحره فيه حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وهو لا يفعله أو يأتي شيئًا وهو لا يأتيه، وأن الله أنبأه بذلك وأخرجت مواد السحر من بئر وعوفي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مما كان نزل به من ذلك ونزلت هذه السورة.
ولا يخفى أن ثأثير السحر في نفسه عليه السلام حتى يصل به الأمر إلى أن يظن أنه يفعل شيئًا وهو لا يفعله، ليس من قبيل تأثير الأمراض في الأبدان، ولا من قبيل عروض السهو والنسيان في بعض الأمور العادية، بل هو ماس بالعقل، آخذ بالروح، وهو مما يصدّق قول المشركين فيه: {إن تتّبعون إلاّ رجلاً مسحورًا}.
وليس المسحور عندهم إلا من خولط في عقله، وخيّل له أن شيئًا يقع وهو لا يقع، فيخيّل إليه أنه يوحى إليه ولا يوحى إليه.
وقد كان كثير من المقلّدين الذين لا يعقلون ما هي النبوة وما يجب لها أن الخبر بتأثير السحر في النفس الشريفة قد صح، فيلزم الاعتقاد به، وعدم التصديق به من بدع المبتدعين، لأنه ضرب من إنكار السحر، وقد جاء القرآن بصحة السحر.
فانظر كيف ينقلب الدين الصحيح، والحق الصريح في نظر المقلّد بدعة، نعوذ بالله، يحتج على ثبوت السحر، ويعرض عن القرآن في نفيه السحر عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعدّه من افتراء المشركين عليه، ويؤول في هذه ولا يؤول في تلك، مع أن الذي قصده المشركون ظاهر لأنّهم كانوا يقولون: إن الشيطان يلابسه عليه السلام، وملابسة الشيطان تعرف بالسحر عندهم وضرب من ضروبه، وهو بعينه أثر السحر الذي نسب إلى لبيد، فإنه قد خالط عقله وإدراكه في زعمهم.
والذي يجب اعتقاده أن القرآن مقطوع به، وأنه كتاب الله بالتواتر عن المعصوم صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو الذي يجب الاعتقاد بما يثبته، وعدم الاعتقاد بما ينفيه، وقد جاء بنفي السحر عنه عليه السلام، حيث نسب القول بإثبات حصول السحر له إلى المشركين أعدائه، ووبّخهم على زعمهم هذا، فإذن هو ليس بمسحور قطعًا.
¥(41/384)
وأما الحديث على فرض صحته، فهو آحاد والآحاد لا يؤخذ بها في باب العقائد، وعصمة النبي من تأثير السحر في عقله عقيدة من العقائد لا يؤخذ في نفيها عنه إلا باليقين، ولا يجوز أن يؤخذ فيها بالظن والمظنون.
على أن الحديث الذي يصل إلينا من طريق الآحاد، إنما يحصل الظن عند من صح عنده، أما من قامت له الأدلة على أنه غير صحيح فلا تقوم به عليه حجة، وعلى أي حال فلنا بل علينا أن نفوض الأمر في الحديث، ولا نحكمه في عقيدتنا ونأخذ بنص الكتاب وبدليل العقل).
ثم قال: (على أن نافي السحر بالمرة لا يجوز أن يعد مبتدعًا، لأن الله تعالى ذكر ما يعتقد به المؤمنون في قوله: {آمن الرّسول} وفي غيرها من الآيات ووردت الأوامر بما يجب على المسلم أن يؤمن به حتى يكون مسلمًا، ولم يأت في شيء من ذلك ذكر السحر، على أنه مما يجب الإيمان بثبوته، أو وقوعه على الوجه الذي يعتقد به الوثنيون في كل ملة، بل الذي ورد في الصحيح هو أن تعلّم السحر كفر، فقد طلب منا أن لا ننظر بالمرة فيما يعرف عند الناس بالسحر ويسمى باسمه).
وماذا نقول بعد هذا في موقف الأستاذ الإمام، هل يكفي وصف تلميذه لسيد رشيد رضا له: (بأنه كان مقصّرًا في علوم الحديث من حيث الرواية والحفظ والجرح والتعديل؟) لا، لا يكفي ذلك، بل قد تجاوزه الإمام محمد عبده فحتى المقصرين في علوم الحديث يدركون أنه ليس من حقهم الخوض في الأحاديث تصحيحًا وتضعيفًا، حتى يدركوا أصول ذلك، فكيف برد ما رواه البخاري ومسلم.
ثم لنستمع إلى رأي الشيخ رشيد رضا في هذا مدافعًا عن أستاذه وملتمسًا مخرجًا آخر له ولرجال المدرسة كافة، حيث قال بعد سياقه للحديث السابق: (فهذا الحديث صريح في أن المراد من السحر فيه خاص بمسألة مباشرة النساء، ولكن فهم أكثر العلماء أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم سحر سحرًا أثّر في عقله كما أثر في جسده، فأنكره بعضهم، وبالغوا في إنكاره وعدوه مطعنًا في النبوة ومنافيًا للعصمة، لقول عائشة: حتى إنه كان يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يكن فعله. فعظمت هذه الرواية على علماء المعقول وعدوها مخالفة للقطعي في النقل، وهو ما حكاه الله تعالى عن المشركين من طعنهم فيه كعادة أمثالهم في رسلهم بقولهم: {إن تتّبعون إلاّ رجلاً مسْحورًا} وتفنيده تعالى لهم بقوله: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلّوا فلا يستطيعون سبيلاً} ومخالفة للقطعي في العقل من عصمة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من كل ما ينافي النبوة والثقة بها، إذ يدخل فى ذلك التخييل ما هو من التشريع، ومخالفة لعلم النفس الذي يعلم منه أن الأنفس السافلة الخبيثة لا تؤثر في الأنفس العالية الطاهرة، فأنكر صحة الرواية بعض العلماء وأقدم من عرفنا ذلك عنهم من المفسرين الفقهاء أبوبكر الجصاص في كتابه "أحكام القرآن" وآخرهم شيخنا الأستاذ الإمام في "تفسير جزء عم"، وقد أطال شيخنا في هذا وبالغ فيه). ثم قال بعد هذا: (وقد محصت هذه المسألة مرارًا آخرها في الرد على مجلة الأزهر "نور الإسلام" في زعمها المفتري أنني كذبت حديث البخاري في سحر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فبيّنت أن الحديث الصحيح في المسألة عن عائشة رضى الله عنها توهم عبارة بعض رواياته ما هو أعم من المعنى الخاص الذي أرادته منها، وهو مباشرة الزوجية بينه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبينها فقولها: كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وهو لم يفعله، كناية عن هذا الشيء الخاص لا عام في كل شيء ... وبينت أيضًا أن الرواية في أصح أسانيدها عند الشيخين عن هشام عن أبيه عن عائشة فيها علة من علل الحديث الخفية التي يشترط في صحة الحديث السلامة منها، وهى: أن بعض منكري الحديث أعلّوه بهشام هذا، وألّف بعضهم كتابًا خاصًا فيه محتجًا بقول بعض علماء الجرح والتعديل أنه كان في العراق يرسل عن أبيه عروة بن الزبير ما سمعه من غيره، وعروة هو راوية عائشة الثقة، وهى خالته وقال ابن خراش: كان مالك لا يرضاه، يعنى: هشامًا، وقد نقم منه حديثه لأهل العراق، وقال ابن القطان: تغيّر قبل موته، ولاشك أن تعديل الجماعة له ومنهم الشيخان، خاص بما رواه قبل تغيره، فهذا عذر من طعن في روايته لهذا الحديث الذي أنكروا متنه بما علمت، والأمر فيه أهون مما قالوا، فالتحقيق أنه خاص بمسألة الزوجية كما جاء في التصريح به في الرواية الثانية كما تقدم، ولا يعقد
¥(41/385)
بغير هذا). اهـ
من يقبل منه الجرح والتعديل
قال الله سبحانه وتعالى: {ياأيّها الّذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين46}.
وقال سبحانه وتعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردّوه إلى الرّسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الّذين يستنبطونه منهم47}.
وقال سبحانه وتعالى: {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثمّ يحرّفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون48}.
وقال سبحانه وتعالى: {ياأيّها الّذين ءامنوا إنّ كثيرًا من الأحبار والرّهبان ليأكلون أموال النّاس بالباطل ويصدّون عن سبيل الله49}.
وقال سبحانه وتعالى: {فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلاّ الحقّ ودرسوا ما فيه والدّار الآخرة خير للّذين يتّقون أفلا تعقلون50}.
وقال تعالى: ? {واتل عليهم نبأ الّذي ءاتيناه ءاياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشّيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنّه أخلد إلى الأرض واتّبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الّذين كذّبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلّهم يتفكّرون51}.
وقال تعالى: {مثل الّذين حمّلوا التّوراة ثمّ لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارًا بئس مثل القوم الّذين كذّبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظّالمين52}.
وفى "مسند الإمام أحمد" برقم (143) بتحقيق أحمد شاكر من حديث عمر، والبزاركما في "كشف الأستار" (ج1 ص97) من حديث عمران بن حصين رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنّ أخْوف ما أخاف على أمّتي كلّ منافق عليم اللّسان?))، أو بهذا المعنى.
وقال اللكنوى رحمه الله فى "الرفع والتكميل" ص (52): إيقاظ: في شرط الجارح والمعدل.
يشترط في الجارح والمعدل: العلم والتقوى والورع والصدق والتجنب عن التعصب ومعرفة أسباب الجرح والتزكية، ومن ليس كذلك لا يقبل منه الجرح ولا التزكية.
قال التاج السبكي: من لا يكون عالمًا بأسبابهما -أي الجرح والتعديل- لا يقبلان منه لا بإطلاق ولا بتقييد. انتهى.
وقال البدر بن جماعة: من لا يكون عالمًا بالأسباب، لا يقبل منه جرح ولا تعديل لا بإطلاق ولا بالتقييد. انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر فى "شرح نخبته": إن صدر الجرح من غير عارف بأسبابه لم يعتبر به. وقال أيضًا: تقبل التزكية من عارف بأسبابها لا من غير عارف، وينبغى أن لا يقبل الجرح إلا من عدل متيّقظ. انتهى.
وقال الذهبى فى ترجمة (أبي بكر الصديق) من كتابه "تذكرة الحفاظ": حق على المحدث أن يتورع فيما يؤديه وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته، ولا سبيل الى أن يصير العارف الذى يزكي نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذًا إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى العلماء والإتقان وإلا تفعل:
فدع عنك الكتابة لست منها ولوسودت وجهك بالمداد
فإن آنست من نفسك فهمًا وصدقًا ودينًا وورعًا، وإلا فلا تفعل، وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب، فبالله لا تتعب، وإن عرفت أنك مخلّط مخبّط مهمل لحدود الله فأرحنا منك. انتهى.
وقال الحافظ الذهبي فى ترجمة علي بن عبدالله بن المديني (ج3 ص140) ردًا على العقيلي حيث ذكر ابن المديني فى "الضعفاء" وقد بدت منه هفوة (يعني القول بخلق القرآن) ثم قال الإمام الذهبي: وهذا أبوعبدالله البخاري وناهيك به، وقد شحن "صحيحه" بحديث علي بن المديني، وقال: ما استصغرت نفسي بين يدي أحد إلا بين يدي علي بن المديني، ولو تركت53 حديث علي وصاحبه محمد، وشيخه عبدالرزاق، وعثمان بن أبى شيبة، وإبراهيم بن سعد، وعفان، وأبان العطار، وإسرائيل، وأزهر السمان، وبهز ابن أسد، وثابت البناني، وجرير بن عبدالحميد، لغلقنا الباب وانقطع الخطاب، ولماتت الآثار، واستولت الزنادقة، ولخرج الدجال، أفما لك عقل ياعقيلي، أتدرى فيمن تتكلم وإنما تبعناك فى ذكر هذا النمط لنذب عنهم ولنزيّف ما قيل فيهم: كأنك لا تدري أن كل واحد من هؤلاء أوثق منك بطبقات، بل وأوثق من ثقات كثيرين لم توردهم فى كتابك، فهذا مما لا يرتاب فيه محدث، وأنا
¥(41/386)
أشتهي أن تعرفني من هو الثقة الثبت الذى ما غلط ولا انفرد بما لا يتابع عليه، بل الثقة الحافظ إذا انفرد بأحاديث كان أرفع له وأكمل لرتبته، وأدل على اعتنائه بعلم الأثر وضبطه دون أقرانه لأشياء ما عرفوها، اللهم إلا أن يتبين غلطه ووهمه فى الشيء، فيعرف ذلك، فانظر أول شيء إلى أصحاب رسول الله ?صلى الله عليه وعلى آله وسلمالكبار والصغار ما فيهم أحد إلا وقد انفرد بسنة، فيقال له: هذا الحديث لا يتابع عليه، وكذلك التابعون كل واحد عنده ما ليس عند الآخر من العلم، وما الغرض هذا، فإن هذا مقرر على ما ينبغي فى علم الحديث، وإن تفرد الثقة المتقن يعد صحيحًا غريبًا، وإن تفرد الصدوق ومن دونه يعد منكرًا، وإن إكثار الراوي من الأحاديث التي لا يوافق عليها لفظًا أو إسنادًا يصيّره متروك الحديث، ثم كل أحد فيه بدعة أو له هفوة أو ذنوب يقدح فيه بما يوهن حديثه، ولا من شرط الثقة أن يكون معصومًا من الخطايا والخطأ، ولكن فائدة ذكْرنا كثيرًا من الثقات الذين فيهم أدنى بدعة، أو لهم أوهام يسيرة فى سعة علمهم، أن يعرف أن غيرهم أرجح منهم وأوثق إذا عارضهم أو خالفهم، فزن الأشياء بالعدل والورع.
وأما علي بن المدينى فإليه المنتهى فى معرفة علل الحديث النبوي مع كمال المعرفة بنقد الرجال وسعة الحفظ والتبحر في هذا الشأن، بل لعله فرد زمانه في معناه. وقد أدرك حماد بن زيد وصنف التصانيف وهو تلميذ يحيى ابن سعيد القطان، ويقال: لابن المديني نحو مائتي مصنف. اهـ
وقال الإمام الذهبي رحمه الله فى ترجمة موسى بن إسماعيل أبوسلمة التبوذكي المنقري: قلت: لم أذكر أبا سلمة للين فيه، ولكن لقول ابن خراش فيه: صدوق وتكلّم الناس فيه. قلت: نعم تكلموا فيه بأنه ثقة ثبت يارافضي. ??اهـ
وقال الحافظ الذهبي أيضًا فى ترجمة أبان بن إسحاق المدني: قال ابن معين وغيره: ليس به بأس، وقال أبوالفتح الأزدي: متروك. قلت: لا يترك فقد وثقه أحمد والعجلي، وأبوالفتح يسرف فى الجرح وله مصنف كبير إلى الغاية فى المجروحين جمع فأوعى، وجرح خلقًا بنفسه لم يسبقه أحد إلى التكلّم فيهم، وهو المتكلم فيه وسأذكره في المحمدين. اهـ
وهكذا التصحيح والتضعيف لا يقبلان إلا ممن توفّرت فيه هذه الشروط التي ذكرها الإمام الذهبي واللكنوي، وزيادة معرفة المصطلح، ومن أهمه معرفة المعل والشاذ، وهكذا أيضًا علم الرجال، ويبنغى أن يعلم المصحح والمضعف أنه إذا لم يتحرّ فهو بتصحيح الموضوع وما لا أصل له يدخل في شرع الله ما ليس منه، وبتضعيفه الصحيح بالهوى يبطل شرع الله، وكلا الأمرين من أكبر الكبائر، قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفْتروا على الله الكذب54}.
وقال سبحانه وتعالى: {قل إنّما حرّم ربّي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحقّ وأن تشركوا بالله ما لم ينزّل به سلطانًا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون55}.
وقال سبحانه وتعالى: {فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجًا ممّا قضيت ويسلّموا تسليمًا56}.
ومن علامة أصحاب الأهواء وأصحاب البدع، أنّهم يصحّحون الحديث إذا كان موافقًا لأهوائهم، ويضعفونه إذا كان مخالفًا لأهوائهم، وقد قرأت كثيرًا في كتب الشيعة وفي "كشاف" الزمخشري فوجدت هذا بخلاف أهل السنة، فإنّهم يحكمون على الحديث بما تقتضيه الصناعة الحديثية، فرب حديث يكون مندرجًا تحت أصل ولا يمنعهم هذا من أن من أن يحكموا على الحديث بأنه ضعيف أو موضوع، وربّ راو يكون رأسًا في السنة فلا يمنعهم هذا من القول بتضعيفه إذا كان ضعيفًا، فرحمهم الله وجزاهم الله خيرًا على نصحهم وإنصافهم واتباعهم الحق أينما وجدوه.
بعض أدلة الجرح والتعديل
¥(41/387)
الناس يستغربون في هذا الزمن إذا رأوا في كتبنا انتقاد بعض أهل العلم، ذلك لأنّهم جهلوا فنًا عظيمًا ألا وهو علم الجرح والتعديل الذي قام به علماؤنا الأقدمون رحمهم الله، المتبعون لكتاب ربّهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والجرح هو الذي يستغربون، وأما التعديل عندهم فليس له حد، يطلقون تلك الألقاب الضخمة التي ما كان سلفنا رحمهم الله يطلقونها, وأنا ذاكر لك بعض أدلة الجرح لأنه المستنكر عندهم كما قال تعالى: {بل كذّبوا بما لم يحيطوا بعلمه57}، وقال تعالى: {وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم58}.
وأنا أسألك أيها المعترض، أعلي الطنطاوي خير أم أبوحاتم الرازي؟ والجواب معروف، أن أباحاتم الرازي إمام متفق على جلالته، إمام من أئمة الجرح والتعديل، وعلي الطنطاوي لا?يساوي كلامه فلسًا، بل لا يساوي هو بعرةً، عرفته بالحرم المكي، وهو فاسق حالق اللحية لا يتقيّد بدليل، لا أكثر الله في علماء المسلمين من أمثاله.
وهكذا لابد لأهل السنة من أن يتميّزوا من هذا المجتمع الجاهلي، ولست أعني أنه كافر، ولكن لابد لهم من بيان أحوال الفسقة الذين يلبسون الحق بالباطل، ويفتن بهم المجتمع فيظن أنّهم من أهل العلم، وهم مفتونون فاتنون، وإليك بعض الأدلة على جواز جرح من يستحق الجرح:
1 - عن أنس رضى الله عنه عن النبيصلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((إنّ الله حجب التّوبة عن كلّ صاحب بدعة حتّى يدع بدعته)). رواه ابن أبي عاصم.
في هذا الحديث جرح أصحاب البدع.
2 - عن سلمة بن عمرو بن الأكوع رضي الله عنه أن رجلاً أكل عند رسول الله?صلى الله عليه وعلى آله وسلم بشماله فقال: ((كلْ بيمينك)) قال: لا أسْتطيع. قال: ((لا استطعت ما منعه إلاّ الكبر)) قال: فما رفعها إلى فيه. رواه مسلم.
3 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قضى في امرأتين من هذيل اقتتلتا، فرمت إحداهما الأخرى بحجر فأصاب بطنها وهي حامل، فقتلت ولدها الّذي في بطنها، فاختصموا إلى النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقضى أنّ دية ما في بطنها غرّة عبد أو أمة، فقال وليّ المرأة الّتي غرمت: كيف أغرم يا رسول الله من لا شرب ولا أكل، ولا نطق ولا استهلّ، فمثل ذلك يطلّ، فقال النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنّما هذا من إخوان الكهّان)). متفق عليه. زاد مسلم: من أجْل سجعه الّذى سجع.
4 - عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنّ امرأةً قتلت ضرّتها بعمود فسطاط، فأتي فيه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقضى على عاقلتها بالدّية وكانت حاملاً، فقضى في الجنين بغرّة، فقال بعض عصبتها: أندي من لا طعم ولا شرب ولا صاح فاستهلّ، ومثل ذلك يطلّ، قال: فقال: سجع كسجع الأعراب)). رواه مسلم.
5 - عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال في مرضه: ((مروا أبا بكر فليصلّ بالنّاس))، قالت عائشة: فقلت: إنّ أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع النّاس من البكاء، فمر عمر فليصلّ بالنّاس، فقال: ((مروا أبا بكر فليصلّ بالنّاس))، فقالت عائشة: فقلت لحفصة: قولي له إنّ أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع النّاس من البكاء، فمر عمر فليصلّ بالنّاس، ففعلت حفصة، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنّكنّ لانتنّ صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصلّ بالنّاس)) فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيرًا. متفق عليه.
6 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسألون عن عبادة النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلمّا أخبروا كأنّهم تقالّوها، فقالوا: وأين نحن من النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، قال أحدهم: أمّا أنا فأصلّي اللّيل أبدًا. وقال الآخر: وأنا أصوم الدّهر ولا أفطر. وقال الآخر: وأنا أعتزل النّساء فلا أتزوّج أبدًا. فجاء رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: ((أنتم الّذين قلتم كذا وكذا، أما والله إنّي لاخشاكم لله وأتقاكم له، لكنّي أصوم وأفطر، وأصلّي وأرقد، وأتزوّج النّساء فمن رغب عن سنّتي فليس منّي)). متفق عليه.
7 - عن ابن مسعود رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((هلك المتنطّعون)). قالها ثلاثًا. رواه مسلم.
¥(41/388)
في "النهاية" في مادة (نطع): هم المتعمّقون المغالون في الكلام المتكلمون بأقصى حلوقهم، مأخوذ من النطع، وهو الغار الأعلى من الفم، ثم استعمل في كل تعمق قولاً وفعلاً. اهـ
في هذه الأحاديث جرح لمن ترك السنن وأقبل على البدع والأهواء.
8 - عن المعرور بن سويد قال: لقيت أبا ذرّ بالرّبذة وعليه حلّة وعلى غلامه حلّة، فسألته عن ذلك فقال: إنّي ساببت رجلاً فعيّرته بأمّه، فقال لي النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((يا أبا ذرّ أعيّرته بأمّه، إنّك امرؤ فيك جاهليّة، إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه ممّا يأكل، وليلبسه ممّا يلبس، ولا تكلّفوهم ما يغلبهم، فإن كلّفتموهم فأعينوهم)) ?. متفق عليه.
9 - عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن معاذ بن جبل رضي الله عنه كان يصلّي مع النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثمّ يأتي قومه فيصلّي بهم الصّلاة، فقرأ بهم البقرة، قال: فتجوّز رجل فصلّى صلاةً خفيفةً، فبلغ ذلك معاذًا، فقال: إنّه منافق، فبلغ ذلك الرّجل، فأتى النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: يا رسول الله إنّا قوم نعمل بأيدينا، ونسقي نواضحنا، وإنّ معاذًا صلّى بنا البارحة فقرأ الْبقرة، فتجوّزت، فزعم أنّي منافق، فقال النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((يا معاذ أفتّان أنت؟ ثلاثًا، اقرأ: {والشّمْس وضحاها} و {سبّح اسم ربّك الأعلى}، ونحوها?)). متفق عليه.
وهذا فى حق هذين الصحابيّين الجليلين ومن شابههما المراد به الأدب لا التجريح، وإنما ذكرنا هذا ليدل على جواز إطلاق مثل هذا على من يحتاج إلى تأديب.
10 - وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنّ رجلاً خطب عند النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله?)). رواه مسلم.
11 - وعن بريدة رضي الله عنه أنّ رجلاً نشد في المسجد فقال: ((من دعا إلى الجمل الأحمر فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لا وجدْت، إنّما بنيت المساجد لما بنيتْ له?)). رواه مسلم.
12 - وعن جابر رضى الله عنه أنّ عبْدًا لحاطب جاء رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يشْكو حاطبًا، فقال: يارسول الله ليدخلنّ حاطب النّار، فقال رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((كذبت لا يدخلها، فإنّه شهد بدْرًا والحديبية?)). رواه مسلم.
13 - عن أنس رضي الله عنه قال: مرّوا بجنازة فأثْنوا عليها خيرًا، فقال النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((وجبتْ?)) ثمّ مرّوا بأخرى فأثْنوا عليها شرًّا، فقال: ((وجبتْ)) فقال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: ما وجبتْ؟ قال: ((هذا أثنيتم عليه خيرًا فوجبت له الجنّة، وهذا أثنيتم عليه شرًّا فوجبت له النّار، أنتم شهداء الله في الأرض?)). متفق عليه.
14 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: جاءني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعودني عام حجّة الوداع من وجع اشتدّ بي، فقلت: إنّي قد بلغ بي من الوجع ما ترى وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي، أفأتصدّق بثلثي مالي؟ قال: ((لا)) فقلت: فالشّطر يا رسول الله؟ فقال: ((لا)) قلت: فالثلث يا رسول الله؟ قال: ((الثّلث، والثّلث كثير أو كبير، إنّك أن تذر ورثتك أغنياء، خير من أن تذرهم عالةً يتكفّفون النّاس، وإنّك لن تنفق نفقةً تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتّى ما تجعل في في امرأتك)) فقلت: يا رسول الله أخلّف بعد أصحابي؟ قال: ((إنّك لن تخلّف فتعمل عملاً تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجةً ورفعةً، ولعلّك أن تخلّف حتّى ينتفع بك أقوام ويضرّ بك آخرون، اللهمّ أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردّهم على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة)) يرثي له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن مات بمكّة. متفق عليه.
15 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: قال له في شأن الشّيطان: ((أما إنّه قد صدقك وهو كذوب)). رواه البخاري.
16 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((لا تقوم السّاعة حتّى يبعث دجّالون كذّابون قريب من ثلاثين كلّهم يزعم أنّه رسول الله?)). متفق عليه واللفظ لمسلم.
¥(41/389)
17 - وعن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((إنّ بيْن يدي السّاعة كذّابين?)). رواه مسلم.
ففي هذه الأدلة دليل على الجرح، وأما أدلة التعديل فأكثر من أن تحصى ولم ينازع فيها العصريون فلم نوردها، وإن كان إيرادها يقوى أدلة الجرح ويثبتها على أن أدلة الجرح كافية. والحمد لله.
وقد ذكرت جملة من أدلة الجرح والتعديل في "الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين"، وفي "نشر الصحيفة في كلام أئمة الجرح والتعديل في أبي حنيفة".
الإنكار على من رد السّنن بالرأي والاستحسان
قال الله سبحانه: {فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنّما يتّبعون أهواءهم59} وقد ذكرت في "شرعية الصلاة بالنعال" جملة من هذا، فأنا أنقلها هنا لمناسبتها أيضًا هنا وأزيد مايسر الله.
الحديث الأول:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قضى في امرأتين من هذيل اقتتلتا، فرمت إحداهما الأخرى بحجر فأصاب بطنها وهي حامل فقتلت ولدها الّذي في بطنها، فاختصموا إلى النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقضى أنّ دية ما في بطنها غرّة، عبد أو أمة، فقال وليّ المرأة الّتي غرمت: كيف أغرم يا رسول الله من لا شرب ولا أكل، ولا نطق ولا استهلّ، فمثل ذلك يطلّ، فقال النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنّما هذا من إخوان الكهّان)).
رواه البخاري: (ج12 ص328). ومسلم: (ج11 ص177)، وفيه زيادة قوله: ((إنّما هذا من إخوان الكهّان من أجل سجعه الّذي سجع)).
وأخرجه أبوداود: (ج4 ص318). والنسائي: (ج8 ص43). وابن ماجة: (ج2 ص882).
الحديث الثاني:
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: أنّ امرأةً قتلت ضرّتها بعمود فسطاط، فأتي فيه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقضى على عاقلتها بالدّية، وكانت حاملاً، فقضى في الجنين بغرّة، فقال بعض عصبتها: أندي من لا طعم ولا شرب، ولا صاح فاستهلّ، ومثل ذلك يطلّ، قال: فقال: ((سجع كسجع الأعراب)).
رواه مسلم (ج11 ص179). والنسائي (ج8 ص44).
فأنت ترى أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنكر عليه معارضته لحديثه برأيه وقال: ((إنّما هذا من إخوان الكهّان)). من أجل سجعه.
الحديث الثالث:
عن عبدالله بن أبي مليكة قال: كاد الخيّران أن يهلكا، أبوبكر وعمر رضي الله عنهما، رفعا أصواتهما عند النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قدم عليه ركب بني تميم، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع، وأشار الآخر برجل آخر -قال نافع: لا أحفظ اسمه- فقال أبوبكر لعمر: ما أردت إلا خلافي، قال: ما أردت خلافك، فارتفعت أصواتهما في ذلك، فأنزل الله سبحانه: {يا أيّها الّذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم} الآية. قال ابن الزّبير: فما كان عمر يسمع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد هذه الآية حتّى يستفهمه، ولم يذكر ذلك عن أبيه -يعني- أبا بكر.
أخرجه البخاري (ج10 ص212،214) وفيه رواية ابن أبي مليكة عن عبدالله بن الزبير (ج17 ص39). وأخرجه الترمذي (ج4 ص185) وعنده تصريح عبدالله بن أبي مليكة أن عبدالله بن الزبير حدثه به، وأحمد (ج4 ص6)، والطبري (ج26 ص119) وفيه قول نافع: حدثني ابن أبي مليكة عن ابن الزبير، فعلم اتصال الحديث كما أشار إليه الحافظ في "الفتح" (ج10 ص212).
الحديث الرابع:
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال في مرضه: ((مروا أبابكْر فيصلّ بالنّاس)) قالت عائشة: فقلت: إنّ أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع النّاس من البكاء، فمر عمر فليصلّ. فقال: ((مروا أبابكر فلْيصلّ بالنّاس)) قالت عائشة: فقلت لحفْصة: قولي: إنّ أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع النّاس من البكاء، فمر عمر فليصلّ بالنّاس، ففعلت حفصة، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنّكنّ لأنتنّ صواحب يوسف، مروا أبابكر فليصلّ بالنّاس)) قالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيرًا.?
رواه البخاري (ج17 ص39). ومسلم (ج5 ص140،141).
الحديث الخامس:
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((إنّ الله لا ينْزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعًا، ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى ناس جهّال يستفتون فيفتون برأيهم، فيضلّون ويضلّون)).
رواه البخاري (ج17 ص45) ومسلم واللفظ للبخاري.
¥(41/390)
الحديث السادس:
قال مسلم رحمه الله (ج3 ص1599): حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب عن عكرمة بن عمار حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع أنّ أباه حدّثه أنّ رجلاً أكل عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بشماله، فقال: ((كل بيمينك)) قال: لا أستطيع. قال: ((لا استطعت))، ما منعه إلا الكبر، قال: فما رفعها إلى فيه.
الحديث السابع:
قال البخاري رحمه الله (ج10 ص121): حدثنا إسحاق حدثنا خالد ابن عبدالله عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنّ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم دخل على رجل يعوده، فقال: ((لا بأس طهور إن شاء الله)) فقال: كلا بل هي حمّى تفور، على شيخ كبير، حتى تزيره القبور. قال النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((فنعم إذًا)).
آثار عن السلف
وأما الاثار عن السلف رحمهم الله، فأكثر من أن تحصر، ولكن أشير إلى بعضها:
الأثر الأول:
عن علي رضي الله عنه أنه قال: لو كان الدّين بالرّأي لكان أسفل الخفّ أولى بالمسح من أعلاه، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يمسح على ظاهر خفّيه.
رواه أبوداود (ج1 ص63) ورجاله رجال الصحيح، إلا عبدخير، وهو ثقة كما في "التقريب".
وقال الحافظ ابن حجر في "بلوغ المرام": إنّ سنده حسن، وقال في "التلخيص": رواه أبوداود وإسناده صحيح.
الأثر الثاني:
الحديث عن عبدالله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنّكم)) قال: فقال بلال بن عبدالله: والله لنمنعهنّ، قال: فأقبل عليه عبدالله فسبّه سبًّا سيّئًا ما سمعته سبّه مثله، وقال: أخبرك عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وتقول: والله لنمنعهنّ.
رواه مسلم (ج4 ص161). وفي "جامع بيان العلم وفضله" (ج2 ص139) للحافظ ابن عبد البر أنه قال له: لعنك الله، لعنك الله. أقول: رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر أن لا يمنعن، وقام مغضبًا.
الأثر الثالث:
عن عبدالله بن المغفل أنّه رأى رجلاً يخذف فقال له: لا تخذف، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن الخذف، أو كان يكره الخذف، وقال: ((إنّه لا يصاد به صيد، ولا ينكى به عدوّ، ولكنّها قد تكسر السّنّ وتفقأ العين))، ثمّ رآه بعد ذلك يخذف، فقال له: أحدّثك عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنّه ينهى عن الخذف، وأنت تخذف، لا أكلّمك كذا وكذا.
رواه البخاري (ج12 ص26). ومسلم (ج13 ص105،106) وفيه: لا أكلمك أبدًا.
الأثر الرابع:
عن أبي قتادة تميم بن نذير العدوي أنّه قال: كنّا عند عمران بن حصين في رهط، وفينا بشير بن كعب فحدّث عمران يومئذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((الحياء خير كلّه)) فقال بشير بن كعب: إنّا لنجد في بعض الكتب: أنّ منه سكينةً ووقارًا ومنه ضعف. فغضب عمران حتّى احمرّت عيناه، وقال: ألا أراني أحدّثك عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتعارض فيه، قال: فأعاد عمران الحديث، قال: فأعاد بشير، فغضب عمران، قال: فما زلنا نقول فيه: إنّه منّا يا أبا نجيد، إنّه لا بأس به.
رواه مسلم (ج2 ص7) وأحمد (ج4 ص427،436،440، 442،445)، والطيالسي (ج2 ص41).
الأثر الخامس:
عن ابن أبي مليكة أن عروة بن الزبير قال لابن عباس: أضللت الناس، قال: وما ذاك يا عريّة؟ قال: تأمر بالعمرة في هؤلاء العشر وليستْ فيهنّ عمرة فقال: أولا تسأل أمّك عن ذلك؟ فقال عروة: فإنّ أبابكر وعمر لم يفعلا ذلك، فقال ابن عبّاس: هذا الّذي أهلككم والله ما أرى إلاّ سيعذّبكم، إنّي أحدّثكم عن النّبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وتجيئوني بأبي بكر وعمر ...
رواه أحمد (ج1 ص337). وإسحاق بن راهويه كما في "المطالب العالية" (ج1 ص360) وفيه: نجيئكم برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتجيئوني بأبي بكر وعمر؟.
والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (ج1 ص 145)، والسياق له، وابن حزم في "حجة الوداع" ص (268، 269) من طرق إلى ابن عباس. وابن عبدالبر في "جامع بيان العلم وفضله" (ج2 ص239،240).
الأثر السادس:
¥(41/391)
قال الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (ج1 ص150): أنا محمد بن أحمد بن رزق أنا عثمان بن أحمد الدقاق أنا محمد بن إسماعيل الرقي أنا الربيع بن سليمان قال: سمعت الشّافعي وسأله رجل عن مسألة فقال: يروى فيها كذا وكذا عن النّبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال له السّائل: يا أبا عبدالله ما تقول فيه؟ فرأيت الشّافعي أرعد وانتفض، فقال: ما هذا، أيّ أرض تقلّني وأيّ سماء تظلني؟ إذا رويت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديثًا فلم أقلْ به، نعم على السّمع والبصر، نعم على السّمع والبصر.
وقال: أنا الربيع قال: سمعت الشّافعي وقد روى حديثًا وقال له بعض من حضر: تأخذ بهذا؟ فقال: إذا رويت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديثًا صحيحًا فلم آخذْ به، فأنا أشهدكم أنّ عقلي قد ذهب، ومدّ يديه.
وأخرج الأثرين: الحافظ البيهقي في "مناقب الشافعي" (ج1 ص474،475)، وأبونعيم في "الحلية" (ج9 ص106).
الأثر السابع:
قال الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله في "التوحيد" ص (113): حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني وعلي بن الحسين ويحيى بن حكيم قالوا ثنا معاذ بن معاذ العنبري قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قوله: {فلمّا تجلّى ربّه للجبل جعله دكًّا} قال بأصبعه هكذا: وأشار بالخنصر من الظفر يمسكه بالإبهام، قال: فقال حميد لثابت: يا أبا محمد دع هذا، ما تريد؟ قال: فضرب ثابت منكب حميد وقال: ومن أنت يا حميد؟ وما أنت يا حميد؟ حدثني به أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وتقول أنت: دع هذا.
هذا لفظه.
حدثنا يحيى بن حكيم والزعفراني وعلي بن الحسين عن معاذ60 بن معاذ عن حماد بن سلمة.
قال علي ثنا ثابت البناني عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وقال الزعفراني: عن ثابت البناني عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قوله: {فلمّا تجلّى ربّه للجبل جعله دكًّا} قال: هكذا، ووصف معاذ أنه أخرج أول المفصل من خنصره فقال له حميد: يا أبا محمد ما تريد إلى هذا؟ فضرب صدره ضربةً شديدةً وقال: فمن أنت؟ ما تريد إلى هذا؟.
غير أن الزعفراني قال هكذا: ووضع إبْهامه اليسرى على طرف خنصره الأيسر على العقد الأول.
حدثنا عبدالوارث بن عبدالصمد قال ثنا أبي ثنا حماد بن سلمة قال ثنا ثابت عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لمّا تجلّى ربّه للجبل)) رفع خنصره وقبض على مفصل منها ((فانساخ الجبل)) فقال له حميد: أتحدث بهذا؟ فقال: حدثنا أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتقول: لا تحدث به.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
الأثر الثامن:
قال الترمذي رحمه الله (ج3 ص648): حدثنا أبوكريب أخبرنا وكيع عن هشام الدستوائي عن قتادة عن أبي حسان الأعرج عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قلّد نعلين وأشعر الهدي في الشّقّ الأيمن بذي الحليفة، وأماط عنه الدّم.
قال: وفي الباب عن المسور بن مخرمة، قال أبوعيسى: حديث ابن عبّاس حديث حسن صحيح، وأبوحسّان الأعرج اسمه مسلم، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وغيرهم يرون الإشعار، وهو قول الثّوريّ والشّافعيّ وأحمد وإسحق.
قال: سمعت يوسف بن عيسى يقول: سمعت وكيعًا يقول حين روى هذا الحديث قال: لا تنظروا إلى قول أهل الرّأي في هذا، فإنّ الإشعار سنّة وقولهم بدعة، قال: وسمعت أبا السّائب يقول: كنّا عند وكيع فقال لرجل عنده ممّن ينظر في الرّأي: أشعر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويقول أبوحنيفة: هو مثلة. قال الرّجل فإنّه قد روي عن إبراهيم النّخعيّ أنّه قال: الإشعار مثلة. قال: فرأيت وكيعًا غضب غضبًا شديدًا، وقال: أقول لك قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتقول: قال إبراهيم: ما أحقّك بأن تحبس ثمّ لا تخرج حتّى تنْزع عن قولك هذا.
الأثر التاسع:
¥(41/392)
قال الدارمي رحمه الله (ج1 ص118): أخبرنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن سلمة عن يعلى بن حكيم عن سعيد بن جبير أنّه حدّث يومًا بحديث عن النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال رجل: في كتاب الله ما يخالف هذا، قال: ألا أراني أحدّثك عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتعرّض فيه بكتاب الله، كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أعلم بكتاب الله منك.
هذا الأثر صحيح.
الأثر العاشر:
قال الإمام الآجري رحمه الله في "الشريعة" ص (56): حدثنا أيضًا الفريابي حدثني إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثنا معن بن عيسى قال: انصرف مالك بن أنس رضي الله عنه يومًا من المسجد وهو متكئ على يدي، فلحقه رجل يقال له: أبوالحورية كان يتّهم بالإرجاء، فقال: ياعبدالله اسمع منّي شيئًا أكلمك به وأحاجك به وأخبرك برأي، قال: فإنْ غلبتني؟ قال: إن غلبتك اتبعتني. قال: فإن جاء رجل آخر فكلّمنا فغلبنا؟ قال: نتّبعه. فقال مالك رحمه الله: يا عبدالله بعث الله عزّ وجلّ محمّدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم بدين واحد، وأراك تنتقل من دين إلى دين، قال عمر بن عبدالعزيز: من جعل دينه غرضًا للخصومات أكثر التّنقل.
أثر مالك صحيح، وما ذكره عن عمر بن عبدالعزيز، منقطع، لكن الآجري رحمه الله قد رواه قبل هذا الأثر بالسند الصحيح، فقال: وحدثنا الفريابي قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال: إن عمر بن عبدالعزيز قال: من جعل دينه غرضًا للخصومات أكثر التنقل.
وقال الإمام أبوبكر الخطيب رحمه الله في "شرف أصحاب الحديث" ص (5): أخبرنا أبوسعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور، قال حدثنا أبوالعباس محمد بن يعقوب الأصم قال حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا إسحاق بن عيسى قال سمعت مالك بن أنس يعيب الجدال في الدين، ويقول: كلما جاءنا رجل أجدل من رجل أرادنا أن نردّ ما جاء به جبريل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
هذا الأثر صحيح.
وقال الإمام أبوعمر بن عبدالبر رحمه الله في "جامع بيان العلم وفضله" (ج2 ص176): وذكر الطبري في كتاب "تهذيب الآثار" له حدثنا الحسن ابن الصباح البزار قال حدثني إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال: قال مالك: قبض رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد تمّ هذا الأمر واستكمل، فإنما ينبغي أن نتّبع آثار رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا يتبع الرأي، فإنه متى اتّبع الرأي جاء رجل آخر أقوى في الرأي منك، فاتبعته فأنت كلما جاء رجل عليك اتبعته، أرى هذا لا يتم.
الأثر ضعيف جدًا بهذا السند، إسحاق بن إبراهيم الحنيني الجرح فيه مفسّر، قال النسائي: ليس بثقة، وقال البخاري: فيه نظر، لكن الأثر ثابت بالطريقين المتقدمين، والله أعلم.
الأثر الحادي عشر:
قال عبدالله بن أحمد في كتاب "السنة" ص (38): حدثني إسحاق بن بهلول الأنباري سمعت وكيعًا يقول: من رد حديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن جرير عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الرؤية فاحسبوه من الجهميّة.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" معلقًا ص (18): وفيه: فهو جهمي فاحذروه. وإسحاق بن بهلول شيخ عبدالله بن أحمد ترجمه الخطيب في "التاريخ" (ج6 ص366) وقال: كان ثقةً، ونقل عن ابن أبي حاتم أنه سأل أباه عنه فقال: صدوق.
الأثر الثاني عشر:
قال الإمام الآجري رحمه الله في "الشريعة" ص (227): وأخبرنا الفريابي قال سمعت أبا حفص عمرو بن علي قال سمعت معاذ بن معاذ وذكر قصة عمرو بن عبيد إن كانت {تبّت يدا أبي لهب} في اللوح المحفوظ فما على أبي لهب من لوم.
قال أبوحفص: فذكرته لوكيع بن الجراح، فقال: من قال بهذا، يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه.
هذا الأثر صحيح.
الأثر الثالث عشر:
قال الآجري رحمه الله في "الشريعة": حدثنا الفريابي قال حدثنا العباس ابن الوليد بن مزيد قال أخبرني أبي قال سمعت الأوزاعي يقول: عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس وإياك وآراء الرّجال، وإن تزخرفوا لك بالقول.
هذا الأثر صحيح.
الأثر الرابع عشر:
إنكار ابن أبي شيبة على أبي حنيفة في رده بعض الأحاديث بالرأي، فقد عقد في "مصنفه" (ج14 ص148) كتابًا فقال رحمه الله: "كتاب الرد على أبي حنيفة":
¥(41/393)
هذا ما خالف به أبوحنيفة الأثر الذي جاء عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم ذكر إلى ص (282)، تشتمل على نحو خمسة وثمانين وأربعمائة بين حديث وأثر، فجزى الله سلفنا الصالح الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم.
الأثر الخامس عشر:
قال ابن حزم في كتابه "إحكام الأحكام" (ج1 ص89): وقد ذكر محمد ابن نصر المروزي أن إسحاق بن راهويه كان يقول: من بلغه عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خبر يقرّ بصحّته ثم ردّه بغير تقيّة، فهو كافر.
الأثر السادس عشر:
قال الدارمي رحمه الله (ج1 ص60): أخبرنا محمد بن يوسف حدثنا مالك هو ابن مغول قال: قال لي الشعبي: ما حدّثوك هؤلاء عن رسول الله فخذْ به، وما قالوه برأيهم فألقه في الحشّ.
هذا الأثر صحيح.
الأثر السابع عشر:
ونقل القاضي أبوالحسين محمد بن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة" في ترجمة إبراهيم بن أحمد بن شاقلا (ج2 ص135) أنه قال: ومن خالف الأخبار التى نقلها العدل عن العدل موصولة بلا قطع في سندها ولا جرح في ناقليها وتجرأ على ردّها فقد تهجّم على رد الإسلام، لأن الإسلام منقول إلينا بمثل ما ذكرت.
وقال ص (138) لخصمه: أنت تتكلم على المسلمين فتحشوا أسماعهم بمثل كلام الكلبي الكذاب، فيما يخبر عن مراد الله تعالى من الأمم الخالية التي لم يشاهدها، فلا يكون عندك هذيان ثم تجيء إلى مثل إبراهيم النخعي عن علقمة عن عبدالله -حديث الخبر61 - فتقول: هذا هذيان، وهذا قول من تقلده خرج عندي من الدين وسلك سبيل غير المسلمين. اهـ
الأثر الثامن عشر:
قال الحسن بن علي البربهاري62 في "شرح كتاب السنة" له ص (113): وإذا سمعت الرجل يطعن على الأثر أو يرد الآثار، أو يريد غير الآثار فاتّهمه على الإسلام، ولا تشك أنه صاحب هوى مبتدع.
وقال أيضًا ص (119): وإذا سمعت الرجل تأتيه بالأثر فلا يريده ويريد القرآن، فلا تشك أنه رجل قد احتوى على الزندقة فقمْ من عنده وودّعه.
وقال أيضًا ص (128): ولا يحل لرجل أن يقول: فلان صاحب سنة، حتى يعلم أنه قد اجتمعت فيه خصال السنة، فلا يقال: صاحب سنة حتى تجتمع فيه السنة كلها. اهـ
الأثر التاسع عشر:
وقال الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (ج1 ص152): ولعمري إن السنن ووجوه الحق لتأتي كثيرًا على خلاف الرأي ومجانبته خلافًا بعيدًا، فما يرى المسلمون بدًا من اتّباعها والانقياد لها، ولمثل ذلك ورع أهل العلم والدين فكفهم عن الرأي ودلهم على عوره وغوره أنه يأتي الحق على خلافه في وجوه متعددة، من ذلك:
أن قطع أصابع اليد، مثل قطع اليد من المنكب، أي ذلك أصيب ففيه ستة الآف.
ومن ذلك: أن قطع الرجل في قلة ضررها مثل قطع الرجل من الورك، أي ذلك أصيب ففيه ستة الآف.
ومن ذلك: أن في العينين إذا فقئتا مثل مافي قطع أشراف الأذنين في قلة ضررها، أي ذلك أصيب ففيه اثنا عشرألفًا.
ومن ذلك: أن في شجتين موضحتين صغيرتين مائتي دينار، وما بينهما صحيح، فإن جرح ما بينهما حتى تقام إحداهما إلى الأخرى، كان أعظم للجرح بكثير، ولم يكن فيها حينئذ إلا خمسون دينارًا.
ومن ذلك: أنّ المرأة الحائض تقضي الصيام، ولا تقضي الصلاة.
ومن ذلك: رجلان: قطعت أذنا أحدهما جميعًا، يكون له اثنا عشر ألفًا، وقتل الآخر فذهبت أذناه وعيناه ويداه ورجلاه وذهبت نفسه، ليس ذلك إلا اثنا عشر ألفًا، مثل ذلك الذي لم يصب إلا شراف أذنيه.
في أشباه هذا غير واحد فهل وجد المسلمون بداً من لزوم هذا؟ وأي هذه الوجوه يستقيم على الرأي أو يخرج في التفكير؟ إلى آخر كلامه رحمه الله.
وفي كتاب أبي محمد بن حزم رحمه الله "الإحكام في أصول الأحكام" من هذا الكثير الطيب فأنصح مريد الحق بقراءته.
حديث السحر
قال البخاري رحمه الله (ج10 ص221): حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها قالت: سحر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجل من بني زريق، يقال له: لبيد بن الأعصم، حتّى كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخيّل إليه أنّه كان يفعل الشّيء وما فعله، حتّى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي، لكنّه دعا ودعا، ثمّ قال: ((يا عائشة أشعرت أنّ الله أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجليّ، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرّجل؟ فقال: مطبوب، قال: من طبّه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أيّ
¥(41/394)
شيء؟ قال: في مشط ومشاطة وجفّ طلع نخلة ذكر، قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذروان)) فأتاها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ناس من أصحابه، فجاء فقال: ((يا عائشة كأنّ ماءها نقاعة الحنّاء، أو كأنّ رءوس نخلها رءوس الشّياطين)) قلت: يا رسول الله أفلا استخرجته؟ قال: ((قد عافاني الله، فكرهت أن أثوّر على النّاس فيه شرًّا)) فأمر بها فدفنت.
تابعه أبوأسامة وأبوضمرة وابن أبي الزّناد، عن هشام، وقال اللّيث وابن عيينة عن هشام: ((في مشط ومشاطة))، يقال: المشاطة ما يخرج من الشّعر إذا مشط، والمشاطة من مشاطة الكتّان.
وقال البخاري رحمه الله (ج10 ص232): وحدثني عبدالله بن محمد قال سمعت ابن عيينة يقول: أول من حدثنا به ابن جريج يقول: حدثني آل عروة فسألت هشامًا عنه فحدثنا عن أبيه: عن عائشة رضى الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سحر حتّى كان يرى أنّه يأتي النّساء ولا يأتيهنّ. قال سفيان: وهذا أشدّ ما يكون من السّحر إذا كان كذا، فقال: ((يا عائشة أعلمت أنّ الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجليّ، فقال الّذي عند رأسي للآخر: ما بال الرّجل؟ قال: مطبوب، قال: ومن طبّه؟ قال: لبيد بن أعصم، رجل من بني زريق حليف ليهود، كان منافقًا، قال: وفيم؟ قال: في مشط ومشاطة، قال: وأين؟ قال: في جفّ طلعة ذكر، تحت راعوفة في بئر ذروان)) قالت: فأتى النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم البئر حتّى استخرجه، فقال: ((هذه البئر الّتي أريتها، وكأنّ ماءها نقاعة الحنّاء، وكأنّ نخلها رءوس الشّياطين)) قال: فاستخرج، قالت: فقلت: أفلا -أي تنشّرت-؟ فقال: ((أمّا والله فقد شفاني، وأكره أن أثير على أحد من النّاس شرًّا)).
وقال البخاري رحمه الله (ج10 ص235): حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبوأسامة عن هشام عن أبيه: عن عائشة قالت: سحر النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتّى إنّه ليخيّل إليه أنّه يفعل الشّيء وما فعله، حتّى إذا كان ذات يوم وهو عندي، دعا الله ودعاه، ثمّ قال: ((أشعرت يا عائشة أنّ الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه)): قلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: ((جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجليّ، ثمّ قال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرّجل؟ قال: مطبوب، قال: ومن طبّه؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهوديّ، من بني زريق، قال: فيما ذا؟ قال: في مشط ومشاطة وجفّ طلعة ذكر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان)) قال: فذهب النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أناس من أصحابه إلى البئر فنظر إليها وعليها نخل ثمّ رجع إلى عائشة فقال: ((والله لكأنّ ماءها نقاعة الحنّاء، ولكأنّ نخلها رءوس الشّياطين))، قلت: يا رسول الله أفأخرجته؟ قال: ((لا، أمّا أنا فقد عافاني الله وشفاني، وخشيت أن أثوّر على النّاس منه شرًّا)) وأمر بها فدفنت.
وقال الإمام مسلم (ج14 ص174): حدثنا أبوكريب حدثنا ابن نمير عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: سحر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسلّم يهوديّ من يهود بني زريق، يقال له: لبيد بن الأعصم، قالت: حتّى كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخيّل إليه أنّه يفعل الشّيء وما يفعله، حتّى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة، دعا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثمّ دعا ثمّ دعا، ثمّ قال: ((يا عائشة أشعرت أنّ الله أفتاني فيما استفتيته فيه، جاءني رجلان، فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجليّ، فقال الّذي عند رأسي للّذي عند رجليّ، أو الّذي عند رجليّ للّذي عند رأسي: ما وجع الرّجل؟ قال: مطبوب، قال: من طبّه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أيّ شيء؟ قال: في مشط ومشاطة، قال: وجفّ طلعة ذكر، قال: فأين هو، قال: في بئر ذي أروان)) قالت: فأتاها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أناس من أصحابه، ثمّ قال: ((يا عائشة والله لكأنّ ماءها نقاعة الحنّاء، ولكأنّ نخلها رءوس الشّياطين)) قالت: فقلت: يا رسول الله أفلا أحرقته؟ قال: لا، أمّا أنا فقد عافاني الله، وكرهت أن أثير على النّاس شرًّا)) فأمرت بها فدفنت.
¥(41/395)
حدثنا أبوكريب حدثنا أبوأسامة حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت: سحر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وساق أبوكريب الحديث بقصّته نحو حديث ابن نمير وقال فيه: فذهب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى البئر فنظر إليها وعليها نخل، وقالت: قلت: يا رسول الله فأخرجه؟ ولم يقل: أفلا أحرقته، ولم يذكر فأمرْت بها فدفنت.
وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج6 ص63): ثنا إبراهيم بن خالد عن رباح عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: لبث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ستّة أشهر يرى أنّه يأتي، ولا يأتي، فأتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، فقال أحدهما للآخر: ما باله؟ قال: مطبوب. قال: من طبّه؟ قال: لبيد بن الأعصم. قال: فيم؟ قال: في مشط ومشاطة في جفّ طلعة ذكر في بئر ذروان تحت راعوفة، فاستيقظ النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم من نومه فقال: ((أي عائشة ألم ترين أنّ الله أفتاني فيم استفتيته، فأتى البئر فأمر به فأخرج، فقال: هذه البئر الّتي أريتها والله كأنّ ماءها نقاعة الحنّاء، وكأنّ رءوس نخلها رءوس الشّياطين، فقالت عائشة: لو أنّك -كأنّها تعني أن ينتشر-، قال: ((أما والله قد عافاني الله، وأنا أكره أن أثير على النّاس منه شرًّا)).
الرواة لحديث السحر عن هشام بن عروة
1 - يحيى بن سعيد القطان البصرى عند البخاري (ج6 ص276) وأحمد (ج6 ص50) وابن جرير (ج2 ص437) بتخريج أحمد شاكر.
2 - عيسى وهو ابن يونس الكوفي عند البخاري (ج6 ص334) و (ج10ص221) والنسائي في "الكبرى" (ج4 ص380) وإسحاق (ج2 ص68) وعند ابن حبان (ج8 ص194) من "تقريب الإحسان". وقال البخاري (ج10 ص221): تابعه أبوأسامة وأبوضمرة وابن أبي الزناد عن هشام وقال الليث وابن عيينة: عن هشام.
3 - ابن جريج المكي عند البخاري (ج10 ص232).
4 - أبوأسامة وهو حماد بن أسامة الكوفي عند البخاري (ج10 ص235) وعند مسلم (ج14 ص178) وعند أحمد (ج6 ص63) وعند أبي يعلى (ج8 ص90).
5 - سفيان بن عيينة الكوفي نزيل مكة عند البخاري (ج10 ص479) وعند الحميدي (ج1 ص125) وابن حزم (ج11 ص400) وقال: هذا خبر صحيح، والشافعي كما في "المسند" (ج2 ص196) بتحقيق أبي عمير حفظه الله.
6 - أبوضمرة أنس بن عياض المدني عند البخاري (ج11 ص192) والبيهقي في "دلائل النبوة" (ج9 ص247)، والبغوي في "شرح السنة" (ج6 ص279).
7 - عبدالله بن نمير الكوفي عند مسلم (ج14 ص174) وابن ماجة (ج2 ص1173) وعند أحمد (ج6 ص57) وعند ابن أبي شيبة (ج8 ص30) من القسم الأول من الجزء الثامن وابن جرير (ج2 ص437) وعند ابن حبان (ج8 ص194) من "تقريب الإحسان".
8 - معمر بن راشد البصري نزيل اليمن عند أحمد (ج6 ص63).
9 - وهيب وهو ابن خالد بن خالد البصري عند أحمد (ج6 ص 96) وعند ابن سعد (مجلد2 قسم2 ص4).
10 - عبدالرحمن بن أبي الزناد المدني كما ذكره البخاري معلقًا (ج10 ص221) قال الحافظ في "الفتح" ولم أعرف من وصلها.
11 - الليث بن سعد المصري عند البخاري (ج7 ص145) طبعة حلبية مع "الفتح" معلقًا قال الحافظ في "الفتح" (ج7 ص145) رويناه موصولاً في نسخة عيسى بن حماد رواية أبي بكر بن أبي داود. اهـ
12 - مرجي بن رجاء البصرى ذكره الحافظ في "تغليق التعليق" (ج5ص49). وعزاه في "الفتح" إلى الطبراني.
13 - حماد بن سلمة البصرى ذكره الحافظ في "تغليق التعليق" (ج5 ص49).
14 - علي بن مسهر في "مشكل الآثار" للطحاوي (ج15 ص179).
فأنت ترى أن الحديث قد رواه جماعة عن هشام بن عروة منهم البصري، ومنهم الكوفي، ومنهم المكي، ومنهم المدني، ومنهم المصري، وناهيك بحديث من رواته يحيى بن سعيد القطان، وهو في غاية من التحرّى، وهذا الحديث لم ينتقده محدث وهم الحجة لا أصحاب الأهواء فإنّهم أعداء السنن.
وهشام بن عروة تكلم بعضهم فيما حدث بالعراق، وأنه حدث عن أبيه بما لم يسمع منه وهذا منفي هنا فإنه قد صرح بالتحديث عن أبيه، وقد قال أبوالحسن بن القطان: إن هشامًا اختلط فقال الحافظ: في "تهذيب التهذيب" ولم نر له في ذلك سلفًا. اهـ
¥(41/396)
وقال الحافظ الذهبي في "ميزان الاعتدال": هشام بن عروة أحد الأعلام، حجة إمام، لكن في الكبر تناقص حفظه ولم يختلط أبدًا ولا عبرة بما قاله أبوالحسن بن القطان من أنه وسهيل بن أبي صالح اختلطا وتغيرا، نعم الرجل تغيّر قليلاً ولم يبق حفظه كهو في حال الشبيبة فنسي بعض محفوظه أو وهم فكان ماذا أهو معصوم من النسيان.
ولما قدم العراق في آخر عمره حدث بجملة كثيرة من العلم في يغضون ذلك يسير أحاديث لم يجودها ومثل هذا يقع لمالك ولشعبة ولوكيع ولكبار الثقات، فدع عنك الخبط وذر خلط الأئمة الأثبات بالضعفاء والمخلطين فهشام شيخ الإسلام، ولكن أحسن الله عزاءنا فيك يا ابن القطان، وكذا قول عبدالرحمن بن خراش: كان مالك لا يرضاه نقم عليه حديثه لأهل العراق، قدم الكوفة ثلاث مرات، قدمة كان يقول: حدثني أبي قال سمعت عائشة. والثانية: فكان يقول: أخبرني أبي عن عائشة وقدم الثالثة فكان يقول أبي عن عائشة يعني يرسل عن أبيه.
وروى محمد بن علي الباهلي عن شيخ من قريش: أهوى هشام بن عروة إلى يد المنصور يقبّلها فمنعه وقال -يا ابن عروة إنا نكرمك عنها ونكرمها عن غيرك. قيل بلغ سبعًا وثمانين سنة. اهـ.
وذكر الحافظ في "الفتح)) أنه جاء عن عمرة عن عائشة فإن ثبت حديث عمرة عن عائشة فيزداد الحديث قوة وإلا فالحديث صحيح والحمد لله. ثم وجدته فى "دلائل النبوة" للبيهقي (ج7 ص92) وفي سنده سلمة بن حبان البصرى ترجمه ابن ماكولا وقال: روى عنه عبدالله بن أحمد بن حنبل ويوسف بن يعقوب القاضي. اهـ
وترجمه ابن أبي حاتم وقال: روى عنه علي بن الحسين بن الجنيد. ولم يذكر أنه وثقه معتبر فعلى هذا فهو مستور الحال يصلح حديثه في الشواهد والمتابعات.
شاهد لحديث السحر
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4 ص367): ثنا أبومعاوية ثنا الأعمش عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال: سحر النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجل من اليهود، قال: فاشتكى لذلك أيّامًا، قال: فجاءه جبريل عليه السّلام فقال: إنّ رجلاً من اليهود سحرك، عقد لك عقدًا عقدًا في بئر كذا وكذا، فأرسل إليها من يجيء بها، فبعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عليًّا رضي الله عنه، فاستخرجها فجاء بها فحلّلها، قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كأنّما نشط من عقال، فما ذكر لذلك اليهوديّ ولا رآه في وجهه قطّ حتّى مات.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه النسائي (ج7 ص 112) فقال: أخبرنا هنّاد بن السري عن أبي معاوية به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (ج8 ص1،29،30)، والطبراني (ج5 ص202).
وأخرجه ابن سعد (مجلد2 ق2 ص6) فقال: أخبرنا موسى بن مسعود حدثنا سفيان الثورى عن الأعمش عن ثمامة المحلمي عن زيد بن أرقم قال: عقد رجل من الأنصار (يعني للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم) عقداً، وكان يأمنه ورمى به في بئر كذا وكذا، فجاء الملكان يعودانه، فقال أحدهما لصاحبه: أتدري ما به؟ عقد له فلان الأنصاري، ورمى به في بئر كذا وكذا، ولو أخرجه لعوفي فبعثوا إلى البئر فوجدوا الماء قد اخْضرّ فأخرجوه فرموا به، فعوفي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فما حدث به ولا رؤي في وجهه.
هذا حديث صحيح، وقد اختلف على الأعمش فيه، فرواه أبومعاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيان، كما عند الإمام أحمد، وأبومعاوية من أثبت الناس في الأعمش، وخالفه الثوري كما تقدم عند ابن سعد فرواه عن الأعمش عن ثمامة المحلمي عن زيد بن أرقم، وتابع الثوري شيبان بن عبدالرحمن عند يعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (ج3 ص289) وعند الطبراني (ج5 ص201) وتابعهما جرير وهو ابن عبدالحميد عند الطبراني في "الكبير"، فالظاهر أن أبا معاوية شذّ في هذا، لأنّ سفيان وشيبان وجرير أرجح منه والله أعلم.
وثمامة هو ابن عقبة المحلمي الكوفي وثّقة ابن معين والنسائي، كما في "تهذيب التهذيب"، ويزيد بن حيان وثّقه النسائي كما في "تهذيب التهذيب"، فالحديث صحيح سواء أقلنا: إنّ أبا معاوية شذّ فيه أم إن للأعمش شيخين، والله أعلم.
وقد قال الهيثمي في "المجمع" (ج6 ص281): قلت: رواه النسائي باختصار، ورواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح. اهـ
¥(41/397)
وقد جاء في بعض طرقه كما ترى أنّ الذي سحر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجل من الأنصار، فتعقّب الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى هذا في "البداية والنهاية" (ج6 ص39) فقال: قلت: والمشهور أنّ لبيد بن الأعصم اليهودي هو الذى سحر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. اهـ المراد منه.
شرح الحديث
قال الحافظ رحمه الله في "الفتح" (ج10 ص227):
قوله: (حتى إذا كانت ذات يوم أو ذات ليلة) شك من الراوي، وأظنه من البخاري لأنه أخرجه في صفة إبليس من بدء الخلق، فقال: حتى كان ذات يوم. ولم يشك ثم ظهر لي أن الشك فيه من عيسى بن يونس، وأن إسحاق بن راهويه أخرجه في "مسنده" على الشك، ومن طريقه أخرجه أبونعيم فيحمل الجزم الماضي على أن إبراهيم بن موسى شيخ البخاري حدثه به تارةً بالجزم وتارةً بالشك ويؤيده ما سأذكره من الاختلاف عنه، وهذا من نوادر ما وقع في البخاري أن يخرج الحديث تامًا بإسناد واحد بلفظين، ووقع فى رواية أبي أسامة الآتية قريبًا: (ذات يوم) بغير شك، و (ذات) بالنصب ويجوز الرفع، ثم قيل: إنّها مقحمة، وقيل: بل هي من إضافة الشيء لنفسه على رأي من يجيزه.
قوله: (وهو عندي لكنه دعا ودعا) كذا وقع، وفي الرواية الماضية فى بدء الخلق (حتى كان ذات يوم دعا ودعا)، وكذا علقه المصنف لعيسى بن يونس في الدعوات، ومثله في رواية الليث، قال الكرماني: يحتمل أن يكون هذا الاستدراك من قولها (عندي) أي: لم يكن مشتغلاً بي بل اشتغل بالدعاء، ويحتمل أن يكون من التخيل أي: كان السحر أضره في بدنه لا في عقله وفهمه بحيث أنه توجّه إلى الله ودعا على الوضع الصحيح، والقانون المستقيم، ووقع في رواية ابن نمير عند مسلم: (فدعا ثم دعا ثم دعا)، وهذا هو المعهود منه أنه كان يكرر الدعاء ثلاثًا، وفي رواية وهيب عند أحمد وابن سعد: (فرأيته يدعو)، قال النووي: فيه استحباب الدعاء عند حصول الأمور المكروهات وتكريره، والالتجاء إلى الله تعالى في دفع ذلك. قلت: سلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذه القصة مسلكي التفويض وتعاطي الأسباب، ففى أول الأمر فوض وسلّم لأمر ربه فاحتسب الأجر في صبره على بلائه، ثم لما تمادى ذلك وخشي من تماديه أن يضعفه عن فنون عبادته جنح إلى التداوي ثم إلى الدعاء، وكل من المقامين غاية فى الكمال.
قوله: (أشعرت) أي: علمت، وهي رواية ابن عيينة كما في الباب الذي بعده.
قوله: (أفتاني فيما استفتيته) في رواية الحميدي (أفتاني في أمر استفتيه فيه)، أي أجابني فيما دعوته، فأطلق على الدعاء استفتاءً، لأن الداعي طالب والمجيب مفت، أو المعنى: أجابني بما سألته عنه، لأن دعاءه كان أن يطلعه الله على حقيقة ما هو فيه، لما اشتبه عليه من الأمر، ووقع في رواية عمرة عن عائشة (أن الله أنبأني بمرضي) أي أخبرني.
قوله: (أتاني رجلان) وقع في رواية أبي أسامة: (قلت: وما ذاك؟ قال: أتاني رجلان) ووقع في رواية معمر عند أحمد ومرجأ بن رجاء عند الطبراني كلاهما عن هشام: (أتاني ملكان)، وسماهما ابن سعد في رواية منقطعة جبريل وميكائيل، وكنت ذكرت فى المقدمة ذلك احتمالاً.
قوله: (فقعد أحدهما عند رأسي والاخر عند رجلي) لم يقع لي أيهما قعد عند رأسه لكنني أظنه جبريل لخصوصيّته به عليهما السلام، ثم وجدت في "السيرة" للدمياطي الجزم بأنه جبريل، قال: لأنه أفضل. ثم وجدت في حديث زيد بن أرقم عند النسائي وابن سعد وصححه الحاكم وعبد بن حميد (سحر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجل من اليهود، فاشتكى لذلك أيامًا، فأتاه جبريل فقال: إن رجلاً من اليهود سحرك عقد لك عقدًا كذا في بئر كذا) فدل مجموع الطرق على أن المسئول هو جبريل والسائل ميكائيل.
قوله: (فقال أحدهما لصاحبه) وفي رواية ابن عيينة الآتية بعد باب (فقال الذي عند رأسه للآخر)، وفي رواية الحميدي (فقال الذي عند رجلي للذي عند رأسي)، وكأنّها أصوب، وكذا هو في حديث ابن عباس63 عند البيهقي، ووقع الشك في رواية ابن نمير عند مسلم.
¥(41/398)
قوله: (ما وجع الرجل) كذا للأكثر، وفي رواية ابن عيينة (ما بال الرجل) وفي حديث ابن عباس عند البيهقي (ما ترى)، وفيه إشارة إلى أن ذلك وقع في المنام إذ لو جاءا إليه في اليقظة لخاطباه وسألاه، ويحتمل أن يكون كان بصفة النائم وهو يقظان، فتخاطبا وهو يسمع، وأطلق في رواية عمرة عن عائشة أنه كان نائمًا، وكذا في رواية ابن عيينة عند الإسماعيلي (فانتبه من نومه ذات يوم) وهو محمول على ما ذكرت، وعلى تقدير حمله على الحقيقة فرؤيا الأنبياء وحي، ووقع في حديث ابن عباس عند ابن سعد بسند ضعيف جدًا (فهبط عليه ملكان وهو بين النائم واليقظان).
قوله: (فقال: مطبوب) أي: مسحور يقال: طب الرجل -بالضم- إذا سحر، يقال: كنوا عن السحر بالطب تفاؤلاً، كما قالوا للديغ: سليم، وقال ابن الأنباري: الطب من الأضداد، يقال لعلاج الداء طب، والسحر من الداء ويقال له: طب.
وأخرج أبوعبيد من مرسل عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: احْتجم النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم على رأسه بقرْن حيْن طبّ. قال أبوعبيد: يعني سحر.
قال ابن القيم بنى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الأمر أولاً على أنه مرض وأنه عن مادة مالت إلى الدماغ وغلبت على البطن المقدم منه فغيرت مزاجه، فرأى استعمال الحجامة لذلك مناسبًا فلما أوحي إليه أنه سحر عدل إلى العلاج المناسب له وهو استخراجه، قال: ويحتمل أن مادة السحر انتهت إلى إحدى قوى الرأس حتى صار يخيّل إليه ما ذكر، فإن السحر يكون من تأثير الأرواح الخبيثة، وقد يكون من انفعال الطبيعة وهو أشد السحر، واستعمال الحجم لهذا الثاني نافع، لأنه إذا هيّج الأخلاط وظهر أثره فى عضو كان استفراغ المادة الخبيثة نافعًا في ذلك، وقال القرطبي: إنما قيل للسحر طب لأن أصل الطب الحذق بالشيء والتفطن له فلما كان كل من علاج المرض والسحر إنما يتأتى عن فطنة وحذق أطلق على كل منهما هذا الاسم.
قوله: (في مشط ومشاطة) أما المشط بضم الميم، ويجوز كسرها أثبته أبوعبيد وأنكره أبوزيد، وبالسكون فيهما، وقد يضم ثانيه مع ضم أوله فقط، وهو الآلة المعروفة التى يسّرح بها شعر الرأس واللحية وهذا هو المشهور، ويطلق المشط بالإشتراك على أشياء أخرى منها العظم العريض في الكتف وسلاميات ظهر القدم، ونبت صغير يقال له: مشط الذنب قال القرطبي: يحتمل أن يكون الذى سحر فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أحد هذه الأربع قلت: وفاته آلة لها أسنان وفيها هراوة يقبض عليها ويغطى بها الإناة.
قال ابن سيده فى "المحكم": أنّها تسمى المشط، والمشط أيضًا سمة من سمات البعير تكون في العين والفخذ، ومع ذلك فالمراد بالمشط هنا هو الأول فقد وقع في رواية عمرة عن عائشة فإذا فيها مشط رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن مراطة رأسه، وفي حديث ابن عباس: من شعر رأسه ومن أسنان مشطه وفي مرسل عمر بن الحكم فعمد إلى مشط، وما مشط من الرأس من شعر، فعقد بذلك عقدًا.
قوله: (ومشاطة) سيأتي بيان الاختلاف هل هي بالطاء أو القاف في آخر الكلام على هذا الحديث حيث بيّنه المصنف.
قوله: (وجف طلع نخلة ذكر) قال عياض: وقع للجرجاني يعني في البخاري والعذري -يعني في مسلم- بالفاء ولغيرهما بالموحدة، قلت: أما رواية عيسى بن يونس هنا فوقع للكشميهني بالفاء ولغيره بالموحدة، أما روايته في بدء الخلق فالجميع بالفاء، وكذا في رواية ابن عيينة للجميع وللمستملي في رواية أبي أسامة بالموحدة، وللكشميهني بالفاء، وللجميع في رواية أبي ضمرة في الدعوات بالفاء، قال القرطبي: روايتنا -يعني في مسلم- بالفاء.
وقال النووي: في أكثر نسخ بلادنا بالباء، يعني في مسلم وفي بعضها بالفاء، وهما بمعنى واحد: الغشاء الذي يكون على الطّلع ويطلق على الذكر والأنثى، فلهذا قيّده بالذكر في قوله: (طلعة ذكر) وهو بالإضافة. انتهى.
ووقع في روايتنا هنا بالتنوين فيهما على أن لفظ (ذكر) صفة الجف، وذكر القرطبي أن الذي بالفاء هو وعاء الطلع، وهو الغشاء الذي يكون عليه، وبالموحدة داخل الطلعة إذا خرج منها الكفري قاله شمر، قال: ويقال أيضًا لداخل الركية من أسفلها إلى أعلاها (جف)، وقيل: هو من القطع ماقطع من قشورها، وقال أبوعمرو الشيباني: الجف بالفاء شيء ينقر من جذوع النخل.
¥(41/399)
قوله: (وأين هو؟ قال: هو في بئر ذروان) زاد ابن عيينة وغيره (تحت راعوفة)، وسيأتي شرحها بعد الباب، وذروان بفتح المعجمة وسكون الراء وحكى ابن التين فتحها، وأنه قرأه كذلك ولكنه بالسكون أشبه، وفي رواية ابن نمير عند مسلم (في بئر ذي أروان)، ويأتي في رواية أبي ضمرة في الدعوات مثله وفي نسخة الصغاني لكنه بغير لفظ (بئر) ولغيره (في ذروان)، و (ذروان) بئر في بني زريق، فعلى هذا فقوله: (بئر ذروان) من إضافة الشيء لنفسه، ويجمع بينهما وبين رواية ابن نمير بأن الأصل (ذي أروان)، ثم لكثرة الاستعمال سهلت الهمزة فصارت (ذروان)، ويؤيده أن أبا عبيدة البكري صوّب أن اسم البئر (أروان) بالهمز، وأن من قال (ذروان) أخطأ، وقد ظهر أنه ليس بخطأ على ما وجهته، ووقع في رواية أحمد عن وهيب وكذا في روايته عن ابن نمير: (بئر أروان) كا قال البكري فكأن رواية الأصيلي كانت مثلها فسقطت منها الراء.
ووقع عند الأصيلي في ما حكاه عياض (في بئر ذي أوان) بغير راء، قال عياض: وهو وهم، فإن هذا موضع آخر على ساعة من المدينة، وهو الذي بني فيه مسجد الضرار.
قوله: (فأتاه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ناس من أصحابه). وقع في حديث ابن عباس عند ابن سعد (فبعث إلى علي وعمار فأمرهما أن يأتيا البئر)، وعنده في مرسل عمر بن الحكم: (فدعا جبير بن إياس الزرقي وهو ممن شهد بدرًا فدلّه على موضعه في بئر ذروان، فاستخرجه)، قال: ويقال: الذي استخرجه قيس بن محصن الزرقي، ويجمع بأنه أعان جبيرًا على ذلك وباشره بنفسه فنسب إليه، وعند ابن سعد أيضًا (أن الحارث بن قيس قال: يا رسول الله ألا يهور البئر؟) فيمكن تفسير من أبْهم بهؤلاء أو بعضهم، وأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجههم أولاً ثم توجه فشاهدها بنفسه.
قوله: (فجاء فقال: يا عائشة) وفي رواية وهيب (فلما رجع فقال: يا عائشة) ونحوه في رواية أبي أسامة ولفظه: (فذهب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى البئر فنظر إليها ثم رجع إلى عائشة فقال)، وفي رواية عمرة عن عائشة (فنزل رجل فاستخرجه)، وفيه من الزيادة: (أنه وجد في الطلعة تمثالاً من شمع تمثال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإذا فيه إبر مغروزة، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة فنزل جبريل بالمعوذتين فكلما قرأ اية انحلت عقدة، وكلما نزع إبرة وجد لها ألمًا، ثم يجد بعدها راحة)، وفي حديث ابن عباس نحوه كما تقدم التنبيه عليه.
وفى حديث زيد بن أرقم الذى أشرت إليه عند عبد بن حميد وغيره (فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين وفيه: فأمر أن يحل العقد ويقرأ آية، فجعل يقرأ ويحل حتى قام كأنما نشط من عقال)، وعند ابن سعد من طريق عمر مولى غفرة معضلة (فاستخرج السحر من الجف من تحت البئر ثم نزعه فحله فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم).
قوله: (كأن ماءها) في رواية ابن نمير: (والله لكأن ماءها)، أي: البئر (نقاعة الحناء) بضم النون وتخفيف القاف، والحناء معروف وهو بالمد، أي أن لون ماء البئر لون الماء الذى ينقع فيه الحناء، قال ابن التين: يعني أحمر، وقال الداودي: المراد الماء الذى يكون من غسالة الإناء الذى تعجن فيه الحناء.
قلت: ووقع في حديث زيد بن أرقم عند ابن سعد وصححه الحاكم (فوجد الماء وقد اخضرّ)، وهذا يقول قول الداودي.
قال القرطبي: كأن ماء البئر قد تغير إما لرداءته بطول إقامته، وإما لما خالطه من الأشياء التى ألقيت فى البئر، قلت: ويرد الأول أن عند ابن سعد فى مرسل عبدالرحمن بن كعب أن الحارث بن قيس هوّر البئر المذكورة، وكان يستعذب منها، وحفر بئرًا أخرى، فأعانه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حفرها.
قوله: (وكأن رءوس نخلها رءوس الشياطين) كذا هنا، وفي الرواية التي في بدء الخلق: (نخلها كأنه رءوس الشياطين)، وفي رواية ابن عيينة وأكثر الرواة عن هشام: (كأن نخلها) بغير ذكر (رءوس) أولاً، والتشبيه إنما وقع على رءوس النخل فلذلك أفصح به في رواية الباب وهو مقدر في غيرها ووقع في رواية عمرة عن عائشة (فإذا نخلها الذى يشرب من ماءها قد التوى سعفه كأنه رءوس الشياطين)، وقد وقع تشبيه طلع شجرة الزقوم في القرآن برءوس الشياطين.
¥(41/400)
قال الفراء وغيره: يحتمل أن يكون شبّه طلعها في قبحه برءوس الشياطين لأنّها موصوفة بالقبح وقد تقرر في اللسان أن من قال: فلان شيطان، أراد أنه خبيث أو قبيح، وإذا قبحوا مذكرًا قالوا: شيطان أو مؤنثًا قالوا: غول ويحتمل أن يكون المراد بالشياطين الحيّات، والعرب تسمي بعض الحيّات شيطانًا وهو ثعبان قبيح الوجه، ويحتمل أن يكون المراد نبات قبيح قيل إنه يوجد باليمن.
وقوله: (قلت يا رسول الله أفلا استخرجته) في رواية أبي أسامة (فقال: لا)، ووقع في رواية ابن عيينه أنه استخرجه وأن سؤال عائشة إنما وقع عن النشرة فأجابها بلا، وسيأتي بسط القول فيه بعد باب.
قوله: (فكرهت أن أثير على الناس فيه شرًا) في رواية الكشميهني: (سوءًا) ووقع في رواية أبي أسامة: (أن أثوّر)، بفتح المثلثة وتشديد الواو، وهما بمعنى، والمراد بالناس التعميم في الموجودين، قال النووي: خشي من إخراجه وإشاعته ضررًا على المسلمين من تذكر السحر وتعلمه ونحو ذلك، وهو من باب ترك المصلحة خوف المفسدة، ووقع في رواية ابن نمير: (على أمتي) وهو قابل أيضًا للتعميم، لأن الأمة تطلق على أمة الإجابة وأمة الدعوة، وعلى ما هو أعم وهو يرد على من زعم أن المراد بالناس هنا لبيد ابن الأعصم لأنه كان منافقًا فأراد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن لا يثير عليه شرًا لأنه كان يؤثر الإغضاء عمن يظهر الإسلام، ولو صدر منه ما صدر، وقد وقع أيضًا في رواية ابن عيينة: (وكرهت أن أثير على أحد من الناس شرًا)، نعم وقع في حديث عمرة عن عائشة (فقيل: يارسول الله لو قتلته؟ قال: ((ما وراءه من عذاب الله أشد))).
وفي رواية عمرة: (فأخذه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فاعترف فعفا عنه)، وفي حديث زيد بن أرقم: (فما ذكر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لذلك اليهودي شيئًا مما صنع به، ولا رآه في وجهه)، وفي مرسل عمر بن الحكم: (فقال له: ما حملك على هذا؟ قال: حب الدنانير)، وقد تقدم في كتاب الجزية قول ابن شهاب أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يقتله، وأخرج ابن سعد من مرسل عكرمة أيضًا أنه لم يقتله، ونقل عن الواقدي أن ذلك أصح من رواية من قال إنه قتله، ومن ثم حكى عياض في "الشفاء" قولين: هل قتل أم لم يقتل؟ وقال القرطبي: لا حجة على مالك من هذه القصة، لأن ترك قتل لبيد بن الأعصم كان لخشية أن يثير بسبب قتله فتنة، أو لئلا ينفر الناس عن الدخول في الإسلام وهو من جنس ما راعاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من منع قتل المنافقين حيث قال: ((لا يتحدّث النّاس أنّ محمّدًا يقتل أصحابه)).
قوله: (فأمر بها) أي: بالبئر (فدفنت) وهكذا وقع في رواية ابن نمير وغيره عن هشام وأورده مسلم من طريق أبي أسامة عن هشام عقب رواية ابن نمير وقال: لم يقل أبوأسامة في روايته (فأمر بها فدفنت)، قلت: وكأن شيخه لم يذكرها حين حدثه، وإلا فقد أورده البخاري عن عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة كما في الباب بعده، وقال في آخره: (فأمر بها فدفنت)، وقد تقدم أن في مرسل عبدالرحمن بن كعب أن الحارث بن قيس هورها.
قوله: (تابعه أبوأسامة) هو حماد بن أسامة، وتأتي روايته موصولة بعد بابين.
قوله: (وأبوضمرة) هو أنس بن عياض ستأتي روايته موصولة في كتاب الدعوات.
قوله: (وابن أبي الزناد) هو عبدالرحمن بن عبدالله بن ذكوان، ولم أعرف من وصلها بعد.
قوله: (وقال الليث وابن عيينة عن هشام فى مشط ومشاطة) كذا لأبي ذر ولغيره، و (مشاقة) وهو الصواب وإلا لاتحدت الروايات، ورواية الليث تقدم ذكرها في بدء الخلق، ورواية ابن عيينة تأتي موصولة بعد باب وذكر المزي في الأطراف تبعًا لخلف أن البخاري أخرجه في الطب عن الحميدي، وعن عبد الله بن محمد كلاهما عن ابن عيينة وطريق الحميدي ما هي في الطب في شيء من النسخ التى وقفت عليها، وقد أخرجه أبونعيم في "المستخرج" من طريق الحميدي، وقال بعده: أخرجه البخاري عن عبيدالله ابن محمد لم يزد على ذلك، وكذا لم يذكر أبومسعود في "أطرافه" الحميدي، والله أعلم.
قوله: (ويقال المشاطة ما يخرج من الشعر إذا مشط) هذا لا اختلاف فيه بين أهل اللغة، قال ابن قتيبة: المشاطة ما يخرج من الشعر الذي سقط من الرأس إذا سرح بالمشط وكذا من اللحية.
¥(41/401)
قوله: (والمشاطة من مشاطة الكتان) كذا لأبي ذر، كأن المراد أن اللفظ مشترك بين الشعر إذا مشط وبين الكتان إذا سرح، ووقع في رواية غير أبي ذر (والمشاقة) وهو أشبه، وقيل: المشاقة هي المشاطة بعينها، والقاف تبدل من الطاء لقرب المخرج والله أعلم. اهـ
وقال ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (ج3 ص95): فصل:
(في السحر وعلاجه وحديث سحر لبيد للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم)
في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: سحر النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يهوديّ من يهود بني زريق، يقال له: لبيد بن الأعصم، حتّى كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخيّل إليه أنّه كان يفعل الشّيء وما يفعله، حتّى كان ذات يوم وهو عندي، دعا الله ثمّ قال: ((يا عائشة أشعرت أنّ الله أفتاني فيما استفتيته فيه، جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجليّ، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرّجل؟ فقال: مطبوب، قال: من طبّه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أيّ شيء؟ قال: في مشط ومشاطة وجفّ طلع ذكر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان)) فأتى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أناس من أصحابه، ثمّ قال: ((يا عائشة والله لكأنّ ماءها نقاعة الحنّاء، ولكأنّ رءوس نخلها رءوس الشّياطين)) فقلت: يا رسول الله أفلا أخرجته؟ -وفي مسلم: أحرقته- قال: ((لا، أما أنا فقد عافاني الله، وكرهت أن أثير على النّاس شرًّا فأمرت بها فدفنت)).
وفي لفظ للبخاري: (يخيل إليه أنه يأتي أهله ولا يأتي)، وفيه أيضًا: (حتى كان يرى أنه إن كان يأتي أهله ولا يأتي)، وفيه أيضًا: (حتى كان يرى أنه إن كان يأتي النساء ولا يأتيهن)، قال سفيان: وذلك أشد مايكون من السحر.
وفيه: (قال من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم من بني زريق، حليف اليهود كان منافقًا).
أنكر بعض الناس هذا، لأنه نقص وعيب، أو أنه يمنع الثقة بالشرع وهذا باطل فإنه من جنس الأوجاع والأمراض والسم، والدلائل القطعية ناطقة بصدقه وعصمته والإجماع أيضًا. فأمّا بعض أمور الدنيا التي لم يبعث بسببها ولم يفضل من أجلها فلا مانع منه.
الطّب: بكسر الطاء، في اللغة يقال على معان:
أحدها: السحر والمطبوب المسحور. يقال: طب الرجل إذا سحر، فكنّوا بالطب عن السحركما كنوا بالسليم عن اللديغ، قال أبوعبيد: تفاؤلاً بالسلامة، وكما كنوا بالمفازة عن الفلاة المهلكة التي لا ماء فيها فقالوا: مفازة تفاؤلاً بالفوز من الهلاك.
والثاني: الإصلاح، يقال: طببته إذا أصلحته، ويقال له طب بالأمور، أي: لطف وسياسة. قال الشاعر:
وإذا تغير من تميم أمرها كنت الطبيب لها بامر ثاقب.
قال ابن الأنباري: الطب من الأضداد، يقال لعلاج الداء طب، وللسحر طب.
والثالث: الحذق، قال الجوهري: كل حاذق طبيب عند العرب، قال أبوعبيد: أصل الطب الحذق بالأشياء والمهارة بها. يقال للرجل: طب وطبيب، إذا كان كذلك، وإن كان في غير علاج المريض، وقال غيره: رجل طبيب، أي حاذق، سمي طبيبًا لحذقه وفطنته. قال علقمة:
فإن تسالوني بالنساء فإنني خبير بأدواء النساء طبيب
إذا شاب رأس المرء أو قلّ ماله فليس له في ودهنّ نصيب
وقال غيره:
إن تغدقي دوني القناع فإنني طب بأخذ الفارس المستلئم
وذكره بعضهم بكسر الطاء وبعضهم بفتحها. أغدقت المرأة قناعها، أي أرسلته على وجهها، وأغدق الليل، أي أرخى سدوله، وأغدق الصيّاد الشبكة على الصيد. والمستثلم الذي قد لبس لأمة حربه.
الرابع: يقال: الطب لنفس الدواء كقوله:
ألا من مبلغ حسان عني أسحركان طبك أم جنون
الخامس: العادة، يقال ليس ذلك بطبي، أي: عادتي، قال فروة بن مسيك:
فما إن طبنا جبن ولكن منايانا ودولة آخرينا
وقال أحمد بن الحسين:
وما التيه طبي فيهمو غير أنني بغيض إلى الجاهل المتغافل
وقول الحماسي:
فإن كنت مطبوبًا فلا زلت هكذا
وإن كنت مسحورًا فلا برئ السحر
أراد بالمطبوب: المسحور، وبالمسحور: العليل المريض. قال الجوهري: ويقال للعليل مسحور، وأنشد هذا البيت، ومعناه: يعني إن كان هذا الذي قد عراني منك ومن حبك أسأل الله دوامه، ولا أريد زواله، سواءً كان سحرًا أو مرضًا، والطب بفتح الطاء: العالم بالأمور وكذلك الطبيب يقال له طب طب أيضًا، وبضم الطاء اسم موضع وأنشد بعضهم:
فقلت هل انْهلتم بطب ركابكم بجائزة الماء التي طاب طيبها
¥(41/402)
أما علاج المسحور فإما باستخراجه وتبطيله كما في الخبر فهو كإزالة المادة الخبيثة بالإستفراغ، وأما بالإستفراغ في المحل الذي يصل إليه أذى السحر فإن للسحر تأثيرًا عند جمهور العلماء لا مجرد خيال باطل لا حقيقة له، وللمسألة وأحكام السحر والساحر مسائل مشهورة ليس هذا محلها.
وقد روى أبوعبيد في "الغريب" بإسناده عن عبدالرحمن بن أبي ليلى أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إحتجم على رأسه بقرن حين طب، قال أبوعبيد: معنى طب سحر.
قال بعضهم: إنتهت مادة هذا السحر إلى رأسه إلى إحدى قواه التي فيه، بحيث أنه كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولم يفعله.
والسحر مركب من تأثيرات الأرواح الخببثة، وانفعال القوى الطبيعية عنه، وهو سحر النمريجات، وهو أشد ما يكون من السحر، فاستعمال الحجامة على المكان الذي تضرر بالسحر على ما ينبغي من أنفع المعالجة.
قال أبقراط: الأشياء التي ينبغي أن تستفرغ يجب أن تستفرغ من المواضع التي هي إليها أمثل بالأشياء التي تصلح لاستفراغها، وقال بعضهم: لما وقع للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذا إنه عن مادة دموية أو غيرها مالت إلى جهة الدماغ وغلبت عن البطن المقدم منه فغيرت مزاجه عن طبيعته، وكان استعمال الحجامة حينئذ من أنفع المعالجة، وكان ذلك قبل الوحي، فلما جاءه الوحي أنه سحر عدل إلى العلاج الحقيقي، وهو استخراج السحر وإبطاله فدعا الله فأعلمه به فاستخرجه وكان غاية هذا السحر إنما هو في جسده وظاهر جوارحه لا على عقله وقلبه، وما ورد من التخيّل فهو بالبصر لا تخيل يطرق إلى العقل، ولذلك لم يكن يعتقد صحة ما يميل اليه من إتيانه النساء، بل يعلم أنه خيال، وقد يحدث مثل هذا عن بعض الأمراض. ومن أعظم ما يتحصن به من السحر ومن أنفع علاج له بعد وقوعه التوجه إلى الله سبحانه وتعالى وتوكل القلب والإعتماد عليه والتعوذ والدعاء، وهذا وهذا هو السبب الذي الذي لم يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه استعمل شيئًا قبله، بل قد يقال: لم يصح أنه استعمل شيئًا غيره، وهو الغاية القصوى، والنهاية العظمى ولهذا في الخبر أنه لم يخرجه وإنما دفنه لئلا يفضي ذلك إلى مفسدة وانتشارها، لا لتوقف الشفاء والعافية عليه وهذا واضح إن شاء الله.
وعند السحرة أن سحرهم إنما يتم في قلب ضعيف منفعل ونفس شهوانية كجاهل وصبي وامرأة، لا في قلب متيقظ عارف بالله له معاملة وتوجه لأن القلب الضعيف فيه ميل وتعلق فيتسلط عليه بذلك، فالأرواح الخبيثة. فالأرواح الخبيثة تسلط عليه بميله إلى مايناسبها وفراغه عما يعرضها ويقاومها. والله أعلم.
قال بعض الأطباء إذا سنع من قضبان الآراك خلخالاً للعضد منع السحر.
رد أهل العلم على الطاعنين في الحديث
1 - قال ابن قتيبة رحمه الله في "تأويل مختلف الحديث" (177):
قالوا: حديث تكذبه حجة العقل والنظر.
قالوا: رويتم أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سحر وجعل سحره في بئر ذي أروان، وأنّ عليًا كرم الله وجهه استخرجه، وكلّما حل منه عقدة وجد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خفة فقام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كأنما أنشط من عقال.
وهذا لا يجوز على نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لأنّ السحر كفر، وعمل من أعمال الشيطان فيما يذكرون، فكيف يصل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع حياطة الله تعالى له وتسديده إياه بملائكته وصونه الوحي عن الشيطان؟ والله تعالى يقول في القرآن: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه64}. وأنتم تزعمون أنّ الباطل ههنا هو الشيطان.
وقال: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا إلاّ من ارتضى من رسول فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا65} أي: يجعل بين يديه وخلفه رصدًا من الملائكه يحفظونه ويصونون الوحي عن أن يدخل فيه الشيطان ما ليس منه.
وذهبوا في السحر إلى أنه حيلة يصرف بها وجه المرء عن أخيه، ويفرق بها بين المرء وزوجه، كالتمائم والكذب، وقالوا: هذه رقى، ومنه السم يسقاه الرجل فيقطعه عن النساء ويغيّر خلقه وينثر شعره ولحيته. وإلى أنّ سحرة فرعون خيلوا لموسى عليه السلام ما أروه.
قالوا: ومثل ذلك أن نأخذ الزئبق فنفرغه في وعاء كالحيّة ثم نرسله في موضع حارّ فينساب انسياب الحيّة.
¥(41/403)
قالوا: ومن الدليل على ذلك قول الله تعالى: {فإذا حبالهم وعصيّهم يخيّل إليه من سحرهم أنّها تسعى66}. إنما هو تخييل، وليس ثم شيء على حقيقته.
وقالوا في قول الله تعالى: {واتّبعوا ما تتلو الشّياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكنّ الشّياطين كفروا يعلّمون النّاس السّحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت67}. هو بمعنى النفي. أي: لم ينْزل ذلك.
وقالوا: الملكين: بكسر اللام. وذكروا عن الحسن أنه كان يقرؤها كذلك، ويقول: علجان من أهل بابل.
قال أبومحمد: ونحن نقول: إنّ الذي يذهب إلى هذا، مخالف للمسلمين واليهود والنصارى، وجميع أهل الكتب ومخالف للأمم كلها، الهند وهي أشدها إيمانًا بالرقى، والروم والعرب في الجاهلية وفي الإسلام، ومخالف للقرآن معاند له بغير تأويل، لأنّ الله جل وعز قال لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {قل أعوذ بربّ الفلق من شرّ ما خلق ومن شرّ غاسق إذا وقب ومن شرّ النّفّاثات في العقد} فأعلمنا أن السواحر ينفثن في عقد يعقدنها كما يتفل الراقي والمعوّذ.
وكانت قريش تسمي السحر: العضه. ولعن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم العاضهة والمستعضهة68. يعني بالعاضهة: الساحرة. وبالمستعضهة: التى تسألها أن تسحر لها.
وقال الشاعر:
أعوذ بربي من النافثات في عقد العاضه المعضه
يعني السواحر.
وقد روى ابن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها، وهذا طريق مرضي صحيح، أنّه قال: حين سحر: ((جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والأخر عند رجليّ. فقال أحدهما: ما وجع الّرجل؟ قال: مطبوب. فقال: من طبّه؟ قال: لبيد بن الأعصم. قال: في أيّ شيء؟ قال في: مشط ومشاطة وجفّ طلعة ذكر. قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان)).
وليس هذا مما يجتر الناس به إلى أنفسهم نفعًا ولا يصرفون عنها ضرًا ولا يكسبون به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثناءً ومدحًا، ولا حملة هذا الحديث كذابين ولا متهمين ولا معادين لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وما ينكر أن يكون لبيد بن الأعصم هذا اليهودي سحر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد قتلت اليهود قبله زكرياء بن آذن في جوف شجرة قطعته قطعًا بالمناشير.
وذكر وهب بن منبه أو غيره أنه عليه السلام لما وصل المنشار إلى أضلاعه أنّ، فأوحى الله تعالى إليه: إمّا أن تكف عن أنينك وإما أن أهلك الأرض ومن عليها. وقتلت بعده ابنه يحيى بقول بغيّ واحتيالها في ذلك69.
ولو لم يقل الله تعالى: {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم70} لم نعلم نحن أن ذلك شبهه، لأن اليهود أعداؤه، وهم يدّعون ذلك، والنصارى أولياؤه وهم يقرّون لهم به. وقتلت الأنبياء وطبختهم وعذّبتهم أنواع العذاب، ولو شاء الله جل وعز لعصمهم منهم.
وقد سمّ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شاة مشوية سمته يهودية، فلم يزل السم يعاوده حتى مات.
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((مازالتْ أكلة خيبر تعاودني، فهذا أوان انقطاع أبْهري71)) فجعل الله تعالى لليهودية عليه السبيل حتى قتلته.
ومن قبل ذلك ما جعل الله لهم السبيل على النبيّين. والسحر أيسر خطبًا من القتل والطبخ والتعذيب.
فإن كانوا إنما أنكروا ذلك لأن الله تعالى لا يجعل للشيطان على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سبيلاً ولا على الأنبياء، فقد قرءوا في كتاب الله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبيّ إلاّ إذا تمنّى ألقى الشّيطان في أمنيّته72}. يريد: إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته، يعزيه عما ألقاه الشيطان على لسانه حين قرأ في الصلاة: تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن ترتجى73.
غير أنه لا يقدر أن يزيد فيه أو ينقص منه.
أما تسمعه يقول: {فينسخ الله ما يلقي الشّيطان ثمّ يحكم الله ءاياته} أي: يبطل ما ألقاه الشيطان.
ثم قال: {ليجعل ما يلقي الشّيطان فتنةً للّذين في قلوبهم مرض}.
وكذلك قوله في القرآن: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه74} أي: لا يقدر الشيطان أن يزيد فيه أولاً ولا آخرًا.
قال أبومحمد: حدثني أبوالخطاب قال: نا بشر بن المفضل عن يونس عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنّ جبريل عليه السّلام أتاني فقال: إنّ عفْريتًا من الجنّ يكيدك فإذا أويت إلى فراشك فقل: {الله لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم} حتى تختم آية الكرسي75.
¥(41/404)
وقد حكى الله تعالى عن أيوب صلى الله عليه وسلم فقال: {أنّي مسّني الشّيطان بنصب وعذاب76}.
قال أبومحمد: وأما قولهم في السحر الذي رآه موسى صلى الله عليه وسلم: إنه تخييل إليه، وليس على حقيقته، فما ننكر هذا ولا ندفعه، وإنا لنعلم أن الخلائق كلها لو اجتمعوا على خلق بعوضة لما استطاعوا، غير أنا لا ندري أهو بالزئبق الذي ادعوا أنّهم جعلوه فى سلوخ الحيات حتى جرت أم بغيره. ولا يعلم حقيقة هذا إلا من كان ساحرًا، أو من سمع فيه شيئًا من السحرة.
وأما قولهم في قول الله تبارك وتعالى: {واتّبعوا ما تتلو الشّياطين على ملك سليمان} ثم قال: {يعلّمون النّاس السّحر وما أنزل على الملكين}.
إن تأويله: ولم ينْزل على الملكين ببابل، فليس هذا بمنكر من تأويلاتهم المستحيلة المنكوسة.
فإذا كان لم ينْزل على الملكين ببابل هاروت وماروت، صار الكلام فضلاً لا معنى له، وإنما يجوز بأن يدّعي مدّع أن السحر أنزل على الملكين ويكون فيما تقدم ذكر ذلك أو دليل عليه فيقول الله تعالى: اتبعوا ذلك، ولم ينْزل على الملكين كما ذكروا.
ومثال هذا أن يقول مبتدئًا علّمت هذا الرجل القرآن، وما أنزل على موسى عليه السلام، فلا يتوّهم سامع هذا أنك أردت أن القرآن لم ينْزل على موسى عليه السلام لأنه لم يتقدمه قول أحد: إنه أنزل على موسى عليه السلام، وانما يتوّهم السامع أنك علّمته القرآن والتوراة، وتأويل هذا عندنا مبيّن بمعرفة الخبر المروي فيه، وجملته -على ما ذكر ابن عباس- أن سليمان صلى الله عليه وسلم لما عوقب وخلفه الشيطان في ملكه، دفنت الشياطين في خزانته وموضع مصلاه سحرًا وأخذًا ونيرنجات، فلما مات سليمان صلى الله عليه وسلم، جاءت الشياطين إلى الناس فقالوا: ألا ندلكم على الأمر الذي سخّرت به لسليمان الريح والجن، ودانت له به الإنس؟ قالوا: بلى، فأتوا مصلاه وموضع كرسيه فاستخرجوا ذلك منه.
فقال العلماء من بني إسرائيل: ما هذا من دين الله، وما كان سليمان ساحرًا، وقال سفلة الناس: سليمان كان أعلم منا فسنعمل بهذا كما عمل، فقال الله تعالى: {واتّبعوا ما تتلو الشّياطين على ملك سليمان}. أي: اتبعت اليهود ما ترويه الشياطين. والتلاوة والرواية شيء واحد.
ثم قال: {وما كفر سليمان ولكنّ الشّياطين كفروا يعلّمون النّاس السّحر وما أنزل على الملكين} وهما ملكان أهبطا إلى الأرض حين عمل بنو آدم بالمعاصي ليقضيا بين الناس، وألقي في قلوبهما شهوة النساء وأمرا أن لا يزنيا، ولا يقتلا، ولا يشربا خمرًا، فجاءتْهما الزهرة تخاصم إليهما فأعجبتهما، فأراداها، فأبت عليهما حتى يعلماها الاسم الذى يصعدان به إلى السماء، فعلماها، ثم أراداها فأبت، حتى يشربا الخمر، فشرباها وقضيا حاجتهما، ثم خرجا فرأيا رجلاً فظنا أنه قد ظهر عليهما فقتلاه، وتكلّمت الزهرة بذلك الاسم فصعدت فخنست، وجعلها الله شهابًا، وغضب الله تعالى على الملكين فسماهما: هاروت وماروت، وخيّرهما بين عذاب الدنيا وعذاب الاخرة، فاختارا عذاب الدنيا77.
فهما يعلمان الناس ما يفرّقون به بين المرء وزوجه، والذي أنزل الله عز وجل على الملكين فيما يرى أهل النظر -والله أعلم- هو الاسم الأعظم الذي صعدت به الزهرة.
وكانا -قبلها وقبل السخط عليهما- يصعدان إلى السماء، فعلّمته الشياطين فهي تعلمه أولياءها وتعلمهم السحر.
وقد يقال: إنّ الساحر يتكلم بكلام فيطير بين السماء والأرض ويطفوا على الماء.
قال أبومحمد: حدثني زيد بن أخزم الطائي قال نا عبدالصمد قال نا همام عن يحيى بن كثير78: أن عامل عمان كتب إلى عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه: إنا أتينا بساحرة فألقيناها في الماء فطفت، فكتب إليه عمر بن عبدالعزيز: لسنا من الماء في شيء، إن قامت البينة وإلا فخلّ سبيلها.
وحدثني زيد بن أخزم الطائي قال: نا عبدالصمد قال: نا زيد بن أبي ليلى79 قال: نا عميرة بن شكير80 قال: كنا مع سنان بن سلمة بالبحرين فأتي بساحرة فأمر بها فألقيت في الماء فطفت، فأمر بصلبها، فنحتنا جذعًا، فجاء زوجها كأنه سفود محترق، فقال: مرها فلتطلق عني. فقال لها: أطلقي عنه. فقالت: نعم ائتوني بباب وغزل. فقعدت على الباب، وجعلت ترقى الغزل وتعقد، فارتفع الباب، فأخذا يمينًا وشمالاً فلم يقدر عليهما.
¥(41/405)
وحدثنا أبوحاتم عن الأصمعي قال: أخبرني محمد بن سليم الطائي في حديث ذكره: إنّ الشياطين لا تستطيع أن تغيّر خلقها، ولكنها تسحره.
وحدثني أبوحاتم قال: قال الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء: إنّ الغول ساحرة الجن.
وحدثنا أبوالخطاب قال: نا المعتمر بن سليمان قال: سمعت منصورًا يذكر عن ربعي بن حراش عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((لأنا أعلم بما مع الدّجّال، إنّ معه نارًا تحْرق، ونهْر ماء بارد، فمن أدركه منكم فلا يهْلكنّ به، وليغمض عينيه وليقعْ في الّتي يراها نارًا، فإنّها نهْر ماء بارد)) 81.
وحدثني أبوحاتم عن الأصمعي عن أبي الزناد قال: جاءت امرأة تستفتي فوجدت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد توفّي: ولم تجد إلا امرأة من نسائه يقال: إنّها عائشة رضي الله عنها فقالت لها: ياأم المؤمنين قالت لي امرأة: هل لك أن أعمل لك شيئًا يصرف وجه زوجك إليك؟ وأظنه قال: فأتت بكلبين، فركبت واحدًا وركبْت الآخر فسرنا ما شاء الله. ثم قالت: أتدرين أنك ببابل؟ ودخلت على رجل، أو قالت: رجلين فقالا لها بولي على ذلك الرماد، قالت: فذهبت فلم أبل، ورجعت إليهما، فقالا لي: ما رأيت؟ قالت: ما رأيت شيئًا، قالا: أنت على رأس أمرك. قالت: فرجعت، فتشددت، ثم بلت، فخرج مني مثل الفارس المقنع، فصعد في السماء فرجعت إليهما، فقالا: ما رأيت؟ فأخبرتهما. فقالا: ذلك إيمانك قد فارقك. فخرجت إلى المرأة فقلت: والله ما علماني شيئا، ولا قالا لي كيف أصنع. قالت: فما رأيت؟ قلت: كذا، قالت: أنت أسحر العرب، عملي وتمني. قالت: فقطعت جداول وقالت: احقل، فإذا هو زرع يهتز. فقالت: أفرك فإذا هو قد يبس.
قالت: فأخذته ففركتْه وأعطتْنيه، فقالت: جشّي هذا واجعليه سويقًا وأسقيه زوجك فلم أفعل شيئًا من ذلك، وانتهى الشأن إلى هذا، فهل لي من توبة؟. قالت: ورأيت رجلاً من خزاعة كان يسكن أمج فقالت: يا أم المؤمنين هذا أشبه الناس بهاروت وماروت82.
قال أبومحمد: وقد روى هذا ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها.
قال أبومحمد: وهذا شيء لم نؤمن به من جهة القياس ولا من جهة حجة العقل، وإنما آمنا به من جهة الكتب وأخبار الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وتواطؤ الأمم في كل زمان عليه خلا هذه العصابة التي لا تؤمن إلا بما أوجبه النظر، ودل عليه القياس فيما شاهدوا ورأوا.
وأما قول الحسن: إنّهما علجان من أهل بابل وقراءته ((الملكين)) بالكسر فهذا شيء لم يوافقه أحد من القراء ولا المتأولين، فيما أعلم، وهو أشد استكراهًا وأبعد مخرجًا. وكيف يجوز أن ينْزل على علجين شيء يفرقان به بين المرء وزوجه.?اهـ?83
2 - قال القاضي عياض رحمه الله في "الشفاء" (ج2 ص160) (فصل): فإن قلت قد جاءت الأخبار الصحيحة أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم سحر كما حدثنا الشيخ أبومحمد العتابي بقراءتي عليه، قال نا حاتم بن محمد نا أبوالحسن علي بن خلف نا محمد بن أحمد نا محمد بن يوسف نا البخاري نا عبيد بن إسماعيل نا أبوأسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: سحر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتّى أنّه ليخيّل إليه أنّه فعل الشّيء وما فعله.
وفي رواية أخرى: حتى كأن يخيل إليه أنه كان يأتي النساء ولا يأتيهن الحديث.
وإذا كان هذا من التباس الأمر على المسحور، فكيف حال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ذلك، وكيف جاز عليه وهو معصوم، فاعلم وفقنا الله وإياك أنّ هذا الحديث صحيح، متفق عليه، وقد طعنت فيه الملحدة وتذرّعت به لسخف عقولها وتلبيسها على أمثالها، إلى التشكيك في الشرع، وقد نزّه الله الشرع والنبي عما يدخل في أمره لبسًا، وإنما السحر مرض من الأمراض وعارض من العلل يجوز عليه كأنواع الأمراض مما لا ينكر ولا يقدح في نبوته.
¥(41/406)
وأما ماورد أنه كان يخيل إليه أنه فعل الشيء ولا يفعله، فليس في هذا ما يدخل عليه داخلة في شيء من تبليغه أو شريعته، أو يقدح في صدقه لقيام الدليل، والإجماع على عصمته من هذا، وإنما هذا فيما يجوز طروه عليه في أمر دنياه التي لم يبعث بسببها، ولا فضّل من أجلها، وهو فيها عرضة للآفات كسائر البشر، فغير بعيد أن يخيل إليه من أمورها مالا حقيقة له، ثم ينجلي عنه كما كان، وأيضًا فقد فسر هذا الفصل الحديث الآخر من قوله حتى يخيل إليه أنه يأتي أهله ولا يأتيهن، وقد قال سفيان: هذا أشدّ مايكون من السحر، ولم يأت فى خبر منها أنه نقل عنه في ذلك قول بخلاف ماكان أخبر أنه فعله ولم يفعله، وإنما كانت خواطر وتخيلات، وقد قيل: إن المراد بالحديث أنه كان يتخيل الشيء أنه فعله وما فعله، لكنه تخييل لا يعتقد صحته، فتكون اعتقاداته كلها على السداد، وأقواله على الصحة، هذا ما وقفت عليه لأئمتنا من الأجوبة عن هذا الحديث مع ما أوضحنا من معنى كلامهم وزدناه بيانًا من تلويحاتهم، وكل وجه منها مقنع لكنه قد ظهر لي في الحديث تأويل أجلى وأبعد من مطاعن ذوي الأضاليل، يستفاد من نفس الحديث، وهو أن عبدالرزاق84 قد روى هذا الحديث عن ابن المسيب وعروة بن الزبير وقال فيه عنهما: سحر يهود بني زريق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجعلوه في بئر حتّى كاد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن ينكر بصره ثمّ دلّه الله على ما صنعوا فاستخرجه من البئر.
وروي نحوه عن الواقدي85 وعن عبدالرحمن بن كعب86 وعمر بن الحكم87 وذكر عن عطاء الخراساني عن يحيى بن يعمر88: حبس رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن عائشة سنةً فبينا هو نائم أتاه ملكان، فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه ... الحديث.
قال عبدالرزاق: حبس رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن عائشة خاصّةً سنةً حتّى أنكر بصره.89
وروى محمد بن سعد90 عن ابن عباس: مرض رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فحبس عن النّساء والطّعام والشّراب فهبط عليه ملكان. وذكر القصة.
فقد استبان لك من مضمون هذه الروايات أن السحر إنما تسلط على ظاهره وجوارحه لا على قلبه واعتقاده وعقله، وأنّه إنما أثّر في بصره وحبسه عن وطء نسائه وطعامه، وأضعف جسمه وأمرضه.
ويكون معنى قوله: (يخيل إليه أنه يأتي أهله ولا يأتيهن)، أي: يظهر له من نشاطه ومتقدم عادته القدرة على النساء فإذا دنا منهن أصابته أخذة السحر فلم يقدر على إتيانهن كما يعتري من أخذ واعترض، ولعله لمثل هذا أشار سفيان بقوله: وهذا أشد ما يكون من السحر، ويكون قول عائشة في الرواية الأخرى: إنّه ليخيل إليه أنه فعل الشيء وما فعله، من باب ما اختل من بصره، كما ذكر في الحديث، فيظن أنه رأى شخصًا من بعض أزواجه أو شاهد فعلاً من غيره، ولم يكن على ما يخيل إليه لما أصابه في بصره وضعف نظره، لا لشيء طرأ عليه في ميزه، وإذا كان هذا لم يكن فيما ذكر من إصابة السحر له وتأثيره فيه ما يدخل لبسًا ولا يجد به الملحد المعترض أنسًا. اهكلامه رحمه الله.
3 - وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (ج10 ص226): قال المازري: أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث، وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها، قالوا: وكل ما أدى إلى ذلك فهو باطل، وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرعوه من الشرائع، إذ يحتمل على هذا أنه يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثم وأنه يوحى إليه بشيء ولم يوح إليه بشيء.
قال المازري: وهذا كله مردود، لأن الدليل على صدق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما يبلغه عن الله تعالى، وعلى عصمته في التبليغ والمعجزات شاهدات بتصديقه، فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل، وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها، فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض، فغير بعيد أن يخيل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين. قال: وقد قال بعض الناس إن المراد بالحديث أنه كان يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطأهن، وهذا كثيًرا ما يقع تخيله للإنسان في المنام، فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة.
¥(41/407)
قلت: وهذا قد ورد صريحًا في رواية ابن عيينة في الباب الذى يلي هذا ولفظه: (حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن) وفي رواية الحميدي: (أنه يأتي أهله ولا يأتيهم).
قال الداودي: يرى بضم أوله، أي: يظن، وقال ابن التين: ضبطت يرى بفتح أوله.
قلت: وهو من الرأي لا من الرؤية، فيرجع إلى معنى الظن، وفي مرسل يحيى بن يعمر عند عبدالرزاق: سحر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن عائشة حتى أنكر بصره. وعنده في مرسل سعيد بن المسيب: حتّى كاد ينكر بصره.
قال عياض: فظهر بهذا أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه، لا على تمييزه ومعتقده.
قلت: ووقع في مرسل عبدالرحمن بن كعب عند ابن سعد91: فقالت أخت لبيد بن الأعصم: أن يكن نبيًا فسيخبر، وإلا فسيذهله هذا السحر حتى يذهب عقله.
قلت: فوقع الشق الأول، كما في هذا الحديث الصحيح، وقد قال بعض العلماء: لا يلزم من أنه كان يظن أنه فعل الشيء ولم يكن فعله أن يجزم بفعله ذلك، وإنما يكون ذلك من جنس الخاطر يخطر ولا يثبت فلا يبقى على هذا للملحد حجة.
وقال عياض: يحتمل أن يكون المراد بالتخييل المذكور أنه يظهر له من نشاطه ما ألفه من سابق عادته من الاقتدار على الوطء، فإذا دنا من المرأة فتر عن ذلك، كما هو شأن المعقود، ويكون قوله في الرواية الأخرى: حتى كاد ينكر بصره، أي: صار كالذي أنكر بصره بحيث أنه إذا رأى الشيء يخيل إليه أنه على غير صفته، فإذا تأمّله عرف حقيقته، ويؤيد جميع ما تقدم أنه لم ينقل عنه في خبر من الأخبار أنه قال قولا فكان بخلاف ما أخبر به.
وقال المهلب: صون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الشياطين لا يمنع إرادتهم كيده فقد مضى في الصحيح: أنّ شيطانًا أراد أن يفسد عليه صلاته فأمكنه الله منه.
فكذلك السحر ما ناله من ضرره ما يدخل نقصًا على ما يتعلق بالتبليغ، بل هو من جنس ما كان يناله من ضرر سائر الأمراض من ضعف عن الكلام أو عجز عن بعض الفعل أو حدوث تخيل لا يستمر بل يزول ويبطل الله كيد الشياطين.
واستدل ابن القصار على أن الذي أصابه كان من جنس المرض بقوله في آخر الحديث: ((أما أنا فقد شفاني الله)). وفي الاستدلال بذلك نظر، لكن يؤيد المدعى أن في رواية عمرة عن عائشة عند البيهقي في "الدلائل" فكان يدور ولا يدري ما وجعه، وفي حديث ابن عباس عند ابن سعد92: مرض النّبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأخذ عن النّساء والطّعام والشّراب فهبط عليه ملكان. الحديث.
4 - قال عبدالرحمن المعلمي في "الأنوار الكاشفة" ص (249): وذكر (يعني أبا رية) كلامًا للشيخ محمد عبده في حديث: أنّ يهوديًا سحر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أقول: النظر في هذا في مقامات:
المقام الأول: ملخص الحديث أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في فترة من عمره ناله مرض خفيف، ذكرت عائشة أشد أعراضه بقولها: (حتى كان يرى أنه يأتي أهله ولا يأتيهم) وفي رواية: (حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن).
وفي أخرى: (يخيل إليه كان يفعل الشيء وما فعله). والرواية الأولى فيما يظهر أصح الروايات، فالأخريان محمولتان عليها.
وفي "فتح الباري" (ج10 ص193): قال بعض العلماء: (لا يلزم من أنه يظن أنه فعل الشيء و لم يكن فعله، أن يجزم بفعله ذلك وإنما يكون ذلك من جنس الخاطر يخطر ولا يثبت).
أقول: وفي سياق الحديث ما يشهد لهذا، فإن فيه شعوره صلى الله عليه وعلى آله وسلم بذلك المرض ودعاءه ربه أن يشفيه.
فالذي يتحقق دلالة الخبر عليه أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان في تلك الفترة يعرض له خاطر أنه قد جاء إلى عائشة وهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم عالم أنه لم يجئها، ولكنه كان يعاوده ذاك الخاطر على خلاف عادته، فتأذّى صلى الله عليه وعلى آله وسلم من ذلك، وليس في حمل الحديث على هذا تعسف ولا تكلف.
¥(41/408)
المقام الثاني: في الحديث عن عائشة: حتّى إذا كان ذات يوم وهو عندي، لكنّه دعا ودعا، ثمّ قال: ((يا عائشة أشعرت أنّ الله أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان)). (أي: ملكان -كما في رواية أخرى- في صورة رجلين) ... فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرّجل؟ فقال: مطبوب، قال: من طبّه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أيّ شيء؟ قال: في مشط ومشاطة وجفّ طلع نخلة ذكر، قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذروان)) فأتاها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ناس من أصحابه، فجاء، قلت: يا رسول الله أفلا استخرجته؟ قال: ((قد عافاني الله، فكرهت أن أثير على النّاس شرًّا فأمرت بها فدفنت)).
ومحصل هذا أن لبيد أراد إلحاق ضرر بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعمل عملاً في مشط ومشاطة، الخ. فهل من شأن ذلك أن يؤثر، قد يقال: لا ولكن إذا شاء الله تعالى خلق الأثر عقبه والأقرب أن يقال: نعم بإذن الله، والإذن هنا خاص. وبيانه أن الأفعال التى من شأنها أن تؤثر ضربان: الأول: ما أذن الله تعالى بتأثيره إذنًا مطلقًا ثم إذا شاء منعه، وذلك كالاتصال بالنار مأذون فيه بالإحراق إذنًا مطلقًا قلما أراد الله تعالى منعه، قال: {يانار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم}.
الضرب الثاني: ما هو ممنوع من التأثير منعًا مطلقًا، فإذا اقتضت الحكمة أن يمكّن من التأثير رفع المنع فيؤثر، وقوله تعالى في السحر: {وما هم بضارّين به من أحد إلاّ بإذن الله} يدل أنه من الضرب الثاني وأن المراد بالإذن، الإذن الخاص، والحكمة في مصلحة الناس تقتضى هذا، والواقع في شئونهم يشهد له، وإذا كان هذا حاله فلا غرابة في خفاء وجه التأثير علينا.
المقام الثالث: النظر في كلام الشيخ محمد عبده وفيه ثلاث قضايا: القضية الأولى: قال: (فعلى صحته هو آحاد والآحاد لا يؤخذ بها في باب العقائد).
أقول: أما صحته فثابتة بإثبات أئمة الحديث لها فإن أراد الصحة فى نفس الأمر فهب أنا لا نقطع بها ولكنا نظنها ظنًا غالبًا، وعلى كلا الحالتين فواضعو تلك القاعدة لا ينكرون أنه يفيد الظن، ومن أنكر ذلك فهو مكابر، وإذا أفاد الظن فلا مفر من الظن وما يترتب على الظن، فلم يبق إلا أنه لا يفيد القطع، وهذا حق في كل دليل لا يفيد إلا الظن.
القضية الثانية: أنّه مناف للعصمة في التبليغ، قال: فإنه قد خالط عقله وإدراكه في زعمهم، فإنه إذا خولط في عقله كما زعموا جاز عليه أن يظن أنه بلغ شيئًا وهو لم يبلغه أو أنّ شيئًا ينْزل عليه وهو لم ينْزل عليه. أقول: أما المتحقق من معنى الحديث كما قدمنا في المقام الأول، فليس فيه ما يصح أن يعبر عنه بقولك: خولط في عقله. وإنما ذاك خاطر عابر ولو فرض أنه بلغ الظن فهو في أمر خاص من أمور الدنيا، لم يتعده إلى سائر أمور الدنيا فضلاً عن أمور الدين، ولا يلزم من حدوثه في ذاك الأمر جوازه في ما يتعلق بالتبليغ بل سبيله سبيل ظنه أن النخل لا يحتاج إلى التأبير، وظنه بعد أن صلى ركعتين أنه صلى أربعًا وغير ذلك من قضايا السهو في الصلاة، وراجع ص (18 - 19) وفي القرآن ذكر غضب موسى على أخيه هارون وأخذه برأسه لظنه أنه قصر، مع أنه لم يقصر، وفيه قول يعقوب لبنيه لما ذكروا له ما جرى لابنه الثاني: {بل سوّلت لكم أنفسكم أمرًا93} يتهمهم بتدبير مكيدة مع أنّهم كانوا حينئذ أبرياء صادقين. وقد يكون من هذا بعض كلمات موسى للخضر. وانظر قوله تعالى في يونس: {فظنّ أن لن نقدر عليه94}.
القضية الثالثة: الحديث مخالف للقرآن في نفيه السحر عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعده من افتراء المشركين عليه، مع أن الذي قصده المشركون ظاهر لأنّهم كانوا يقولون: إن الشيطان يلابسه عليه السلام، وملابسة الشيطان تعرف بالسحر عندهم، وضرب من ضروبه، وهو بعينه أثر السحر الذي ينسب إلى لبيد ... وقد جاء بنفي السحر عنه عليه السلام، حيث نسب القول بإثبات حصول السحر له إلى المشركين أعدائه، ووبّخهم على زعمهم هذا، فإذًا هو ليس بمسحور قطعًا.
¥(41/409)
أقول: كان المشركون يعلمون أنه لا مساغ لأن يزعموا أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفتري -أي: يتعمّد- الكذب على الله عز وجل فيما يخبر به عنه، ولا لأنه يكذب في ذلك مع كثرته غير عامد فلجأوا إلى محاولة تقريب هذا الثاني بزعم أنه له اتصال بالجن، وأن الجن يلقون إليه ما يلقون فيصدقهم ويخبر الناس بما ألقوه إليه، هذا مدار شبهتهم وهو مرادهم بقولهم: به جنّة. مجنون، كاهن، ساحر، مسحور، شاعر، كانوا يزعمون أنّ للشعراء قرناء من الجن تلقي إليهم الشعر، فزعموا أنه شاعر، أي: أنّ الجن تلقي إليه كما تلقي إلى الشعراء ولم يقصدوا أنه يقول الشعر، أو أنّ القرآن شعر.
إذا عرف هذا فالمشركون أرادوا بقولهم: {إن تتّبعون إلاّ رجلاً مسحورًا} أنّ أمر النبوة كله سحر، وأن ذلك ناشئ عن الشياطين استولوا عليه -بزعمهم- يلقون إليه القرآن ويأمرونه وينهونه، فيصدقهم في ذلك كله ظانًا أنه أنما يتلقى من الله وملائكته، ولا ريب أن الحال التي ذكر في الحديث عروضها له صلى الله عليه وعلى آله وسلم لفترة خاصة ليست هي هذه التي زعمها المشركون ولا هي من قبيلها في شيء من الأوصاف المذكورة، إذن تكذيب القرآن وما زعمه المشركون لا يصح أن يؤخذ منه نفيه لما في الحديث.
فإن قيل: قد أطلق على تلك الحالة أنه سحر ففي الحديث عن عائشة سحر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجل ... والسحر من الشياطين، وقد قال الله تعالى للشيطان: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان}.
قلت: أما الذى أخبر به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الملك فإنما سماها طبًا كما مر في الحديث، وقد أنشد ابن فارس في "معجم مقاييس اللغة" (ج3 ص408):
فإن كنت مطبوبًا فلا زلت هكذا
وإن كنت مسحورًا فلا برأ للسحر
وأقل ما يدل عليه هذا أن الطب أخص من السحر، وأنّ من الأنواع التي يصاب بها الإنسان ويطلق عليها سحرًا ما يقال له: طب. وما لا يقال طب، وعلى كل حال فالذي ذكر في الحديث ليس من نوع ما زعمه المشركون ولا هو من ملابسة الشيطان، وإنما هو أثر نفس الساحر وفعله، وقد قدمت أن وقوع أثر ذلك نادر، فلا غرابة في خفاء تفسيره وهذا يغني عما تقدم. اهـ
5 - ابن مفلح في "الآداب الشرعية" كما تقدم.
6 - والخطابي كما تقدم وكما في "شرح السنة للبغوي" (ج6 ص279).
?????
وللشيخ الفاضل أحمد شاكر رحمه الله كلام حسن في توجعه من بعض معاصريه في تهجّمه على كتب السنة بالهوى، قال رحمه الله في الكلام على حديث أبي هريرة: ((إذا وقع الذباب في إناء أحدكم)) (ج12 ص124) من تحقيق المسند: وهذا الحديث مما لعب فيه بعض معاصرينا ممن علم وأخطأ وممن علم وعمد إلى عداء السنة وممن جهل وتجرّأ.
فمنهم من حمل على أبي هريرة وطعن في روايته وحفظه، بل منهم من جرؤ على الطعن في صدقه فيما يروي حتى غلا بعضهم فزعم أن في الصحيحين أحاديث غير صحيحة، إن لم يزعم أنّها لا أصل لها، بما رأوا من شبهات في نقد بعض الأئمة لأسانيد قليلة فيهما، فلم يفهموا اعتراض أولئك المتقدمين الذين أرادوا بنقدهم أنّ بعض أسانيدهما خارجة عن الدرجة العليا من الصحة التى التزمها الشيخان لم يريدوا أنّها أحاديث ضعيفة قط.
ومن الغريب أن هذا الحديث بعينه -حديث الذباب- لم يكن مما إستدركه أحد من أئمة الحديث على البخاري، بل هو عندهم جميعًا مما جاء على شرطه في أعلى درجات الصحة.
ومن الغريب أيضًا أنّ هؤلاء الذين حملوا على أبي هريرة على علم كثير منهم بالسنة وسعة اطلاعهم رحمهم الله، غفلوا أو تغافلوا عن أنّ أبا هريرة رضى الله عنه لم ينفرد بروايته بل رواه أبوسعيد الخدري أيضًا عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند أحمد في "المسند" (11207،11666) والنسائي (ج2 ص193) وابن ماجة (ج2 ص185) والبيهقي (ج1 ص253) بأسانيد صحاح، ورواه أنس بن مالك أيضًا، كما ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (ج5 ص 38) وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني في "الأوسط" وذكره الحافظ في "الفتح" (ج10 ص213) وقال: أخرجه البزار ورجاله ثقات.
فأبوهريرة لم ينفرد برواية هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولكنه انفرد بالحمل عليه منهم بما غفلوا أنه رواه اثنان غيره من الصحابة.
¥(41/410)
والحق أنه لم يعجبهم هذا الحديث لما وقر في نفوسهم من أنه ينافي المكتشفات الحديثة من المكروبات ونحوها، وعصمهم إيمانهم عن أن يجرؤا على المقام الأسمى فاستضعفوا أباهريرة.
والحق أيضًا أنّهم آمنوا بهذه المكتشفات الحديثة أكثر من إيمانهم بالغيب ولكنهم لا يصرحون ثم اختطوا لأنفسهم خطةً عجيبةً: أن يقدموها على كل شيء وأن يؤلوا القرآن بما يخرجه عن معنى الكلام العربي إذا ما خالف ما يسمونه (الحقائق العلمية) وأن يردوا من السنة الصحيحة ما يظنون أنه يخالف حقائقهم هذه، افتراءً على الله وحبًا في التجديد، بل إن منهم لمن يؤمن ببعض خرافات الأوربيين، وينكر حقائق الإسلام أو يتأولها، فمنهم من يؤمن بخرافات استحضار الأرواح، وينكر وجود الملائكة والجن بالتأول العصري الحديث، ومنهم من يؤمن بأساطير القدماء وما ينسب إلى القديسين والقديسات، ثم ينكر معجزات رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كلها، ويتأول ما ورد في الكتاب والسنة من معجزات الأنبياء السابقين يخرجونها عن معنى الإعجاز كله وهكذا وهكذا .. وفي عصرنا هذا صديق لنا كاتب قدير أديب جيد الأداء، واسع الأطلاع، كنا نعجب بقلمه وعلمه واطلاعه، ثم بدت منه هنات وهنات على صفحات الجرائد والمجلات في الطعن على السنة والازراء برواتها من الصحابة فمن بعدهم، يستمسك بكلمات للمتقدمين فى أسانيد معينة يجعلها -كما يصنع المستشرقون- قواعد عامة يوسع من مداها ويخرج بها عن حدها الذي أراده قائلوها، وكانت بيننا في ذلك مساجلات شفوية ومكاتبات خاصة، حرصًا مني على دينه وعلى عقيدته.
ثم كتب في إحدى المجلات -منذ أكثر من عامين- كلمةً على طريقته التي ازداد فيها إمعانًا وغلوًا، فكتبت له كتابًا طويلاً في شهر جمادى الأولى سنة (1370) كان مما قلت له فيه من غير أن أسميه هنا، أو أسمي المجلة التى كتب فيها قلت له: وقد قرأت لك منذ أسبوعين تقريبًا كلمة في مجلة ... لم تدع فيها ما وقر في قلبك من الطعن في روايات الحديث الصحيحة، ولست أزعم أني أستطيع إقناعك أو أرضي إحراجك بالإقلاع عما أنت فيه.
وليتك -يا أخي- درست علوم الحديث وطرق روايته، دراسةً وافيةً غير متأثر بسخافات (فلان) رحمه الله وأمثاله، ممن قلدهم وممن قلدوه، فأنت تبحث وتنقّب على ضوء شيء استقر في قلبك من قبل، لا بحثًا حرًا خاليًا من الهوى، وثق أني لك ناصح أمين، لا يهمني ولا يغضبني أن تقول في السنة ما تشاء فقد قرأت من مثل كلامك أضعاف ما قرأت، ولكنك تضرب الكلام بعضه ببعض، وثق -يا أخي- أن المستشرقين فعلوا مثل ذلك في السنة، فقلت مثل قولهم وأعجبك رأيهم، إذ صادف منك هوىً، ولكنك نسيت أنّهم فعلوا مثل ذلك وأكثر منه في القرآن نفسه، فما ضار القرآن ولا السنة شيء مما فعلوا، وقبلهم قام المعتزلة وكثير من أهل الرأي والأهواء، ففعلوا بعض هذا أو كله، فما زادت السنة إلا ثبوتًا كثبوت الجبال، وأتعب هؤلاء رؤوسهم وحدها وأوهموها، بل لم نر فيمن تقدّمنا من أهل العلم من اجترأ على ادعاء أن في الصحيحين أحاديث موضوعة فضلاً عن الإيهام والتشنيع الذى يطويه كلامك، فيوهم الأغرار أن أكثر ما في السنة موضوع، هذا كلام المستشرقين، غاية ما تكلم فيه العلماء نقد أحاديث فيهما بأعيانها لا بادّعاء وضعها والعياذ بالله، ولا بادّعاء ضعفها، إنما نقدوا عليهما أحاديث ظنوا أنّها لا تبلغ في الصحة الذروة العليا التي التزمها كل منهما.
وهذا مما أخطاء فيه كثير من الناس، ومنهم أستاذنا السيد رشيد رضا رحمه الله، على علمه بالسنة وفقهه، ولم يستطع قط أن يقيم حجته على ما يرى، وأفلتت منه كلمات يسمو على علمه أن يقع فيها، ولكنه كان متأثرًا أشد الأثر بجمال الدين ومحمد عبده وهما لا يعرفان في الحديث شيئًا، بل كان هو بعد ذلك أعلم منهما وأعلى قدمًا وأثبت رأيًا، لولا الأثر الباقي في دخيلة نفسه، والله يغفر لنا وله.
¥(41/411)
وما أفضت لك في هذا إلا خشيةً عليك من حساب الله، أما الناس في هذا العصر فلا حساب لهم، ولا يقدّمون في ذلك ولا يؤخرون، فإن التربية الإفرنجية الملعونة جعلتهم لا يرضون القرآن إلا على مضض، فمنهم من يصرح، ومنهمم من يتأول القرآن والسنة ليرضي عقله الملتوي، لا ليحفظهما من طعن الطاعنين فهم على الحقيقة لا يؤمنون ويخشون أن يصرحوا فيلتوون وهكذا هم، حتى يأتي الله بأمره، فاحذر لنفسك من حساب الله يوم القيامة، وقد نصحتك وما آلوت والحمد لله.
وأما الجاهلون الأجرياء فإنّهم كثر في هذا العصر، ومن أعجب ما رأيت من سخافاتهم وجرأتهم أن يكتب طبيب في إحدى المجلات الطبية فلا يرى إلا أن هذا الحديث لم يعجبه، وأنه ينافي علمه، وأنه رواه مؤلف اسمه البخاري، فلا يجد مجالاً إلا الطعن في هذا البخاري ورميه بالافتراء والكذب على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وهو لا يعرف عن البخاري هذا شيئًا، بل لا أظنه يعرف اسمه ولا عصره ولا كتابه، إلا أنه روى شيئًا يراه هو بعلمه الواسع غير صحيح فافترى عليه ما شاء، مما سيحاسب عليه بين يدي الله حسابًا عسيرًا.
ولم يكن هؤلاء المعترضون المجترئون أول من تكلم في هذا، بل سبقهم من أمثالهم الأقدمون، ولكن أولئك كانوا أكثر أدبًا من هؤلاء. فقال الخطابي في "معالم السنن" رقم (3695) من "تهذيب السنن": وقد تكلم في هذا الحديث بعض من لا خلاق له. وقال: كيف يكون هذا؟ وكيف يجتمع الداء والشفاء في جناحي الذبابة، وكيف تعلم ذلك من نفسها حتى تقدم جناح الداء وتؤخر جناح الشفاء وما أربها في ذلك.
قلت: (القائل الخطابي): وهذا سؤال جاهل أو متجاهل، وإن الذى يجد نفسه ونفوس عامة الحيوان قد جمع فيها بين الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة وهي أشياء متضادة إذا تلاقت تفاسدت، ثم يرى أن الله سبحانه قد ألّف بينها وقهرها على الاجتماع، وجعل منها قوى الحيوان التى بها بقاؤها وصلاحها لجدير أن لا ينكر اجتماع الداء والشفاء في جزءين من حيوان واحد، وأن الذى ألهم النحلة أن تتخذ البيت العجيب الصنعة وأن تعسل فيه وألهم الذرة أن تكتسب قوتها وتدخره لأوان حاجتها إليه، هو الذي خلق الذبابة وجعل لها الهداية إلى أن تقدم جناحًا وتؤخر جناحًا لما أراد الله من الابتلاء الذي هو مدرجة التعبد، والامتحان الذي هو مضمار التكليف، وفي كل شيء عبرة وحكمة وما يذّكر إلا أولوا الألباب.
وأما المعنى الطبي فقال ابن القيم -في شأن الطب القديم- في "زاد المعاد" (ج3 ص210 - 211): واعلم أن في الذباب قوة سمية، يدل عليها الورم والحكة العارضة من لسعه، وهى بمنْزلة السلاح فإذا سقط فيما يؤذية اتقاه بسلاحه فأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يقابل تلك السمية بما أودعه الله في جناحه الآخر من الشفاء، فيغمس كله في الماء والطعام، فيقابل المادة السمية بالمادة النافعة، فيزول ضررها، وهذا طب لا يهتدى إليه كبار الأطباء وأئمتهم، بل هو خارج من مشكاة النبوة، ومع هذا فالطبيب العالم العارف الموفق يخضع لهذا إلعلاج ويقر لمن جاء به بأنه أكمل الخلق على الإطلاق، وأنه مؤيد بوحي إلهي خارج عن القوى البشرية.
وأقول -في شأن الطب الحديث- إن الناس كانوا ولا يزالون تقذر أنفسهم الذباب، وتنفر مما وقع فيه من طعام أو شراب، ولا يكادون يرضون قربانه، وفي هذا من الإسراف -إذا غلا الناس فيه- شيء كثير ولا يزال الذباب يلح على الناس في طعامهم وشرابهم، وفي نومهم ويقظتهم، وفي شأنهم كله، وقد كشف الأطباء والباحثون عن المكروبات الضارة والنافعة وغلو غلوًا شديدًا في بيان ما يحمل الذباب من مكروبات ضارة، حتى لقد كادوا يفسدون على الناس حياتهم لو أطاعوهم طاعة حرفيّة تامة، وإنا لنرى بالعيان أن أكثر الناس تأكل مما سقط عليه الذباب، وتشرب فلا يصيبهم شيء إلا في القليل النادر، ومن كابر في هذا فإنما يخدع الناس ويخدع نفسه، وإنا لنرى أيضًا أن ضرر الذباب شديد حين يقع الوباء العام لا يماري في ذلك أحد، فهناك إذن حالان ظاهرتان بينهما فروق كبيرة، أما حال الوباء فمما لاشك فيه أن الاحتياط فيها يدعو إلى التحرز من الذباب وأضرابه مما ينقل المكروب أشد التحرز، وأما إذا عدم الوباء وكانت الحياة تجري على سننها فلا معنى لهذا التحرز، والمشاهدة تنفي ما غلا فيه من إفساد كل طعام أو شراب وقع عليه الذباب،
¥(41/412)
ومن كابر في هذا فانما يجادل بالقول لا بالعمل، ويطيع داعي الترف والتأنّق وما أظنه يطبّق ما يدعو إليه تطبيقًا دقيقًا، وكثير منهم يقولون ما لا يفعلون. اهـ?
مسألة
وتعلم السحر كفر قال الله تعالى: {واتّبعوا ما تتلو الشّياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكنّ الشّياطين كفروا يعلّمون النّاس السّحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلّمان من أحد حتّى يقولا إنّما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلّمون منهما ما يفرّقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارّين به من أحد إلاّ بإذن الله ويتعلّمون ما يضرّهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون}.
وقال البخاري رحمه الله (ج5 ص393): حدثنا عبدالعزيز بن عبدالله قال حدثنا سليمان بن بلال عن ثور بن زيد المدني عن أبي الغيث عن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((اجتنبوا السّبْع الموبقات)) قالوا: يا رسول الله وما هنّ؟ قال: ((الشّرك بالله، والسّحر، وقتل النّفس الّتي حرّم الله إلا بالحقّ، وأكل الرّبا، وأكل مال اليتيم، والتّولّي يوم الزّحْف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات)). والحديث ليس صريحًا في أنّ متعلّم السحر كافر، وتكفي الآية، ويستأنس بالحديث معها. والله أعلم.
الخاتمة
قد عرضت عليك بعض ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر، وعرضت بعض آراء محمد رشيد رضا المنحرفة، وكشفت لك عن تلبيس تستّره بالسلفية، وما لم أذكره أكثر، فهو يشكّك في حديث رجوع الشمس من مغربها، وهو يقول: إن ذكر القرآن بعض الخوارق، هو الذي صد أحرار الإفرنج عن الإسلام. ذكر هذا صاحب "منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير" فواحدة مما ذكرت توجب ضلاله وانحرافه، نعوذ بالله من عمى البصيرة.
وإن تشهيرنا بضلال محمد رشيد رضا المتستّر بالسلفيّة، ليدل على أن أهل السنة ليس لديهم محاباة، وهذا بخلاف جهلة الإخوإن المسلمين الذين يدندنون بقول من قال: نتعاون فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضًا فيما أختلفنا فيه. وقوله: وليعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه، باطل، لأنّ من المختلف ما لا يجوز أن يعذر عليه صاحبه، كما هو معلوم من الشرع.
وبخلاف أيضًا الحزب الشيوعي والبعثي، فإنّ من تظاهر بالكفر والإلحاد والطعن في الإسلام، رفعوا شأنه، وتحدثت عنه وسائل الإعلام، وإن كان لا يساوي بعرة، ولكن يأبى الله إلا أن يهين أعداءه ويذلهم {ومن يهن الله فما له من مكرم}.
والحمد لله قد باء أعداء السنة بالفشل، وباء الملاحدة بالخزي والذل، وأصبحت السنة هي السائدة فى اليمن، والفضل في هذا لله وحده.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
--------------------------------------------------------------------------------
1 سورة طه، الآية: 66.
2 سورة الأعراف، الآية: 176.
3 البخاري (ج10 ص235)، ومسلم (ج14 ص174).
4 سورة البقرة، الآية: 102.
5 سورة البقرة، الآية: 73.
6 سورة البقرة، الآية: 243.
7 سورة الأعراف، الآية: 141.
8 سورة الأنفال، الآية: 24.
9 سورة الأنعام، الآية: 122.
10 سورة الدخان، الآية: 56.
11 سورة غافر، الآية: 11.
12 سورة البقرة، الآية: 259.
13 سورة الزمر، الآية: 42.
14 سورة البقرة، الآية: 260.
15 سورة الأنعام، الآية: 83.
16 سورة آل عمران، الآية: 55.
17 سورة البقرة، الآية: 208.
18 سورة البقرة، الآية: 85.
19 سورة النساء، الآية: 151.
20 سورة النساء، الآية: 65.
21 سورة المائدة، الآية: 49.
22 سورة البقرة، الآية: 145.
23 سورة الجاثية، الآيتان: 18 - 19.
24 سورة الأحزاب، الآية: 36.
25 سورة الإسراء، الآيات: 73 - 75.
26 الوحي يشمل الكتاب والسنة فإن قال قائل: المراد به هنا القرآن، قلنا: سلّمنا جدلاً فالمراد المعجزة العظمى الخالدة، ولا ينفي ما عداها من المعجزات.
27 سورة فصلت، الآية: 44.
28 سورة المائدة، الآيات: 82 - 85.
29 سورة البقرة، الآية: 140.
30 سورة البقرة، الآيتان: 65 - 66.
31 سورة المائدة، الآية: 60.
32 سورة البقرة، الآية: 58.
33 سورة آل عمران، الآية: 130.
34 سورة البقرة، الآية: 275.
35 سورة البقرة، الآية: 278.
36 سورة التوبة، الآية: 119.
37 سورة النساء، الآية: 123.
38 سورة البقرة، الآية: 284.
39 سورة آل عمران، الآية: 7.
¥(41/413)
40 سورة الإسراء، الآية: 47.
41 سورة الفرقان، الآية: 8.
42 سورة الحجر، الآية: 9.
43 سورة المائدة، الآية: 67.
44 سورة الكهف، الآية: 110.
45 من كتابه "أحكام القرآن".
46 سورة الحجرات، الآية: 6.
47 سورة النساء، الآية: 83.
48 سورة البقرة، الآية: 75.
49 سورة التوبة، الآية: 24.
50 سورة الأعراف، الآية: 169.
51 سورة الأعراف، الآية: 176.
52 سورة الجمعة، الآية: 5.
53 كذا، والظاهر: ولو ترك.
54 سورة النحل، الآية: 116.
55 سورة الأعراف، الآية: 33.
56 سورة النساء، الآية: 65.
57 سورة يونس، الآية: 39.
58 سورة الأحقاف، الآية: 11.
59 سورة القصص، الآية: 50.
60 سقط من الأصل: معاذ، لأن هؤلاء لا يروون عن حماد مباشرة، وقوله: ووصف معاذ إلى آخره، يدل على ذلك.
61 كذا في الأصل، وصوابه: الحبر، والحديث متفق عليه، جاء حبر إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: يا محمد إن الله يضع السماء على إصبع، والأرض على إصبع، والجبال على إصبع، والشجر والأنْهار على إصبع، وسائر الخلق على إصبع، ثم يقول بيده: أنا الملك، فضحك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال: {وما قدروا الله حق ّقدره}.
62 البربهارى: هذه النسبة إلى بربهار، وهى الأدوية التى تجلب من الهند، يقال لها: البربهار، ومن يجلبها يقال له: البربهارى. اهـ من "اللباب".
63 حديث ابن عباس أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (ج6 ص248)، وفي سنده محمد بن السائب الكلبي وهوكذاب يرويه عن أبي صالح واسمه باذام وهو ضعيف فالحديث بهذا السند ضعيف جدًا.
وأخرجه ابن سعد (ج2 ص198) وفي سنده جويبر بن سعيد وهو متروك يرويه عن الضحاك عن ابن عباس والضحاك هو ابن مزاحم لم يسمع من ابن عباس فالحديث عند ابن سعد ضعيف جدًا.
64 سورة فصلت، الآية: 42.
65 سورة الجن، الآية: 26.
66 سورة طه، الآية: 66.
67 سورة البقرة، الآية: 102.
68 ينظر من أخرجه وما حاله.
69 هذه من الإسرائيليات، وأين السند إلى زكريا وابنه يحيى عليهما السلام.
70 سورة النساء، الآية: 157.
71 أخرجه البخاري (ج7 ص737) معلقًا، قال الحافظ في "الفتح": وصله البزار والحاكم والإسماعيلي.
72 سورة الحج، الآية: 52.
73 راجع ما كتبه الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله، حول هذه القصة في كتابه "نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق".
74 سورة فصلت، الآية: 42.
75 مرسل، والمرسل من قسم الضعيف، لكن جاء فضل قراءة آية الكرسي في "الصحيحين".
76 سورة ص، الآية: 41.
77 القصة لا تثبت، راجع "تفسير ابن كثير".
78 كذا في الأصل، والصواب: يحيى بن أبي كثير، كما في ترجمة همام بن يحيى العوذي من "تهذيب الكمال".
79 لم أقف له على ترجمة.
80 لم أقف له على ترجمة.
81 الحديث صحيح رجاله رجال الصحيح، إلا أبا الخطاب وهو زياد بن يحيى الحساني، كما في ترجمة المعتمر بن سليمان من "تهذيب الكمال", وقد قال الحافظ فيه: ثقة. والحديث أخرجه البخاري برقم (3450)، ومسلم برقم (7295).
82 قد ذكرت في تخرج "تفسير ابن كثير" أن هذه القصة لا تثبت.
83 أبومحمد بن قتيبة رحمه الله، دافع عن السنة بحسب معرفته، والظاهر أنه قليل البضاعة في الحديث، وقد مرّت بي أحاديث في أثناء كلامه لم أتمكن من البحث عنها، فلا يعتمد عليه في ثبوتها، يسر الله لكتابه من يحققه ويخرّج أحاديثه ويحكم عليها، حتى تتم الفائدة.
84 عبدالرزاق في "المصنف" (ج11 ص14) وهو مرسل، والمرسل من قسم الضعيف، ومن رواية معمر عن الزهري وفيها ضعف.
85 كما في "الطبقات" (ج1 ص197) والواقدي كذاب.
86 نفس المصدر من طريق الواقدي.
87 نفس المصدر من طريق الواقدي.
88 أخرجه عبدالرزاق في "المصنف" (ج14 ص14) وهو مرسل، من مراسيل يحيى بن يعمر، ومن طريق عطاء بن أبي مسلم الخراساني، صدوق يهم كثيرًا ويرسل ويدلس.
89 في "المصنف" (ج11 ص13) وهو من مراسيل يحيى بن يعمر وسعيد بن المسيب كما تقدم.
90 في "الطبقات" (ج2 ص198) والحديث ضعيف جدًا، سبق تخريجه والحكم عليه في حاشية ص (99).
91 (ج1 ص197) من طريق محمد بن عمر الواقدي وهو كذاب.
92 في "الطبقات" (ج2 ص198) والحديث ضعيف جدًا، سبق تخريجه والحكم عليه في حاشية ص (99).
93 سورة يوسف، الآية: 18،83.
94 سورة الأنبياء، الآية: 87.
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 07:03 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[07 - 01 - 06, 05:58 م]ـ
جزاكم الله
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[07 - 01 - 06, 07:12 م]ـ
وها هي الرسالة - للشيخ مقبل الوادعي - رحمه الله - على ملف Word .
ـ[الرايه]ــــــــ[29 - 06 - 07, 06:40 م]ـ
جزاكم الله خير
هل هناك مؤلفات او بحوث في هذه المسألة؟
مسألة سحر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -(41/414)
أين أجد الكلام على رواية نسيج العنكبوت على فم الغار في هذا المنتدى
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[10 - 09 - 04, 03:20 م]ـ
السلام عليكم
بسبب عدم تفعيل خاصية البحث في المنتدى أرجو تزويدي بها
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[10 - 09 - 04, 03:41 م]ـ
قال الشيخ عبدالله زقيل:
الحمد لله وبعد؛
أولاً: طرقُ القصةِ:
أما قصة نسج العنكبوت فقد رُويت من ثلاثة طرق، تفصيلها كالآتي:
- الطريق الأولى:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عُثْمَانُ الْجَزَرِيُّ: أَنَّ مِقْسَمًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: " وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ " [الأنفال: 30] قَالَ: " تَشَاوَرَتْ قُرَيْشٌ لَيْلَةً بِمَكَّةَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِذَا أَصْبَحَ، فَأَثْبِتُوهُ بِالْوَثَاقِ. يُرِيدُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ اقْتُلُوهُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ أَخْرِجُوهُ. فَأَطْلَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ، فَبَاتَ عَلِيٌّ عَلَى فِرَاشِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى لَحِقَ بِالْغَارِ، وَبَاتَ الْمُشْرِكُونَ يَحْرُسُونَ عَلِيًّا، يَحْسَبُونَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا ثَارُوا إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَوْا عَلِيًّا، رَدَّ اللَّهُ مَكْرَهُمْ، فَقَالُوا: أَيْنَ صَاحِبُكَ هَذَا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. فَاقْتَصُّوا أَثَرَهُ، فَلَمَّا بَلَغُوا الْجَبَلَ، خُلِّطَ عَلَيْهِمْ، فَصَعِدُوا فِي الْجَبَلِ، فَمَرُّوا بِالْغَارِ، فَرَأَوْا عَلَى بَابِهِ نَسْجَ الْعَنْكَبُوتِ، فَقَالُوا: لَوْ دَخَلَ هَاهُنَا لَمْ يَكُنْ نَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ عَلَى بَابِهِ، فَمَكَثَ فِيهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ.
أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (9743) بأطول من هذا، وأحمد (1/ 348)، والطبري في " جامع البيان " عند تفسير الآية، والطبراني في " الكبير " (12155)، والخطيب في " تاريخ بغداد " (13/ 191).
والحديثُ ضعيفٌ، في إسنادهِ عُثْمَانُ الْجَزَرِيُّ.
قال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (6/ 174): عثمان الجزري، ويقال له: عثمان المشاهد. روى عن مِقْسَمٍ، روى عنه معمر والنعمان، سمعت أبي يقول ذلك.
نا عبد الرحمن، انا علي بن أبي طاهر القزويني فيما متب إلي، قال: انا أبو بكر الأثرم، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل سئل عن عثمان الجزري فقال: روى أحاديث مناكير، زعموا أنه ذهب كتابه.
نا عبد الرحمن قال: سألت أبي عن عثمان الجزري فقال: لا أعلم روى عنه غير معمر والنعمان.ا. هـ.
وأورده البخاري في " التاريخ الكبير " (6/ 258).
وهمٌ وقع فيه بعض أهل العلم:
وقع بعض أهل العلم في وهم عندما ظنوا أن عثمان الجزري هو عثمان بن عمرو بن ساج الجزري، ومنهم:
1 - الشخ أحمد شاكر في " تخريج المسند " (4/ 193، 5/ 87).
2 - الهيثمي في " المجمع " (7/ 27) فقال عند تخريجه للحديث: رواه أحمد والطبراني وفيه عثمان بن عمرو الجزري وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.ا. هـ.
3 - الشيخ الألباني أيضا في تخريجه لـ " فقه السيرة " للغزالي (ص 163)، والضعيفة (3/ 262).
4 - الدكتور أكرم العمري في " السيرة النبوية الصحيحة " (1/ 208).
5 - سامي بن محمد السلامة في تحقيقه لـ " تفسير ابن كثير " (4/ 46)، فقد نقل كلام الهيثمي على الحديث.
6 - الدكتور سليمان بن علي السعود في " أحاديث الهجرة. جمع وتحقيق ودراسة " (ص 113).
وربما يكون هناك آخرين ممن اعتمدوا على تخريجهم فظنوا نفس الظن. والله أعلم.
تحسينُ بعض العلماء لللقصةِ:
وذهب بعض أهل العلم إلى تحسين القصة منهم:
1 - الحافظ ابن كثير في " البداية والنهاية " (2/ 239) فقال: وهذا إسناد حسن، وهو من أجود ما روي في قصة نسج العنكبوت على فم الغار، وذلك من حماية الله لرسوله صلى الله عليه وسلم.ا. هـ.
¥(41/415)
2 - وقال الحافظ ابن حجر في " الفتح " (7/ 278): وَذَكَرَ أَحْمَد مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس بِإِسْنَادٍ حَسَن ... وذكر القصة.ا. هـ.
والصواب - والله أعلم - أن السند لا يحتمل التحسين وذلك لجهالة عثمان الجزري، حتى الطرق التي ستأتي لا تجعل الحديث يرتقي إلى مرتبة الحسن لأنها أيضا ضعيفة.
تضعيف أهل العلم للقصة:
حكم عدد من أهل العلم على القصة بالضعف، مع الأخذ في الاعتبار أن بعض العلماء ضعفها على أن عثمان الجزري هو ابن عمرو بن ساج، وفي هذا نظر كما بينا آنفا، ومنهم:
1 - الشيخ أحمد شاكر.
قال في " تخريج المسند " (3251): في إسناده نظر.
2 - الشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
قال في تعليقه على " فقه السيرة " (ص 163) لمحمد الغزالي: في المسند من طريق عثمان الجزري أن مقسماً مولى ابن عباس أخبره عن ابن عباس به. وحسن المؤلف إسناده، وكأنه تبع فيه ابن كثير في " البداية ". وتبعه أيضا الحافظ في " الفتح "، وفي تحسينه نظر فإن عثمان الجزري وهو ابن عمرو بن ساج.ا. هـ.
وقال في " الضعيفة " (3/ 339): واعلم أنه لا يصح حديث في العنكبوت والحمامتين على كثرة ما يذكر ذلك في بعض الكتب والمحاضرات التي تلقى بمناسبة هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فكن من ذلك على علم.ا. هـ.
3 - الشيخ شعيب الأرنؤوط.
قال في تخريجه لـ " مسند الإمام أحمد " (5/ 301): إسناده ضعيف، عثمان الجزري، ويقال له: عثمان المشاهد ... " وذكر كلام الإمام أحمد وأبي حاتم في الرجل.
4 - الشيخ بكر أبو زيد.
قال في " التحديث بما قيل: لا يصح فيه حديث " (ص 133) عن غار حراء: نسج العنكبوت عليه وقصة الحمامتين. ونقل كلام الشيخ الألباني الآنف في الضعيفة.
5 - النفيعي والعديني محققا تفسير ابن كثير (3/ 699 ط. دار الراية).
قالا في تخريج الحديث: الحديث رواه أحمد في المسند (1/ 348)، وهو ضعيف لجهالة عثمان الجزري، وترجمته في " تاريخ البخاري " و " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم، وليس فيهما غير أنه روى مقسم، وروى عنه معمر والنعمان بن راشد، قال أحمد حين سئل عنه: روى أحاديث مناكير، وزعموا أنه ذهب كتابه.ا. هـ.
6 - الشيخ عبد العزيز الطريفي.
قال الشيخ عبد العزيز الطريفي في أجوبته على أسئلة " ملتقى أهل الحديث ":
السؤال الخامس عشر: بلغنا عنكم تضعيف حديث مبيت علي في فراش النبي عند الهجرة؟
الجواب: حديث مبيت علي على فراش النبي عند هجرته لا يصح، فقد أخرجه عبدالرزاق في مصنفه وعنه أحمد في المسند وابن جرير الطبري والطبراني في معجمه الكبير وغيرهم من حديث عثمان الجزري عن مقسم مولى ابن عباس عن ابن عباس، وفيه نسج العنكبوت بيتاً على الغار. وفيه عثمان الجزري قال فيه أحمد: روى أحاديث مناكير زعموا أنه ذهب كتابه. وقال ابن ابي حاتم عن أبيه: لا أعلم روى عنه غير معمر والنعمان، ومال إلى تحسينه الحافظ ابن كثير وابن حجر!.ا. هـ.
والخلاصة: أن الحديث ضعيف بهذا السند. ووهم من جعل عثمان الجزري هو عثمان بن عمرو بن ساج. وفي كلا الحالتين الرجل ضعيف سواء كان عثمان بن عمرو أو عثمان الجزري فقط من غير ذكر لأبيه وجده.
- الطريق الثانية:
أخرج أبو بكر المروزي في " مسند أبي بكر " (72) عن بشار الخفاف، عن جعفر بن سليمان، حدثنا أبو عمران الجوني، حدثنا المعلى بن زياد، عن الحسن، قال: انطلق النبي صلى الله وأبو بكر إلى الغار فدخلا فيه، فجاء العنكبوت فنسجت على باب الغار، وجاءت قريش يطلبون النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا رأوا على باب الغار نسج العنكبوت، قالوا لم يدخله أحد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قائما يصلي، وأبو بكر يرتقب، فقال أبو بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: فداك أبي وأمي، هؤلاء قومك يطلبونك، أما والله ما على نفسي أبكي، ولكن مخافة أن أرى فيك ما أكره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تحزن إن الله معنا ".
وهذه الرواية معلولة:
1 - في سندها بشار بن موسى الشيباني الخفاف.
قال البخاري: منكر الحديث. وقال يحيى بن معين والنسائي: ليس بثقة. وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال الحافظ ابن حجر: ضعيف كثير الغلط كثير الحديث.
2 - أنها مرسلة عن الحسن.
¥(41/416)
قال الذهبي في " الموقظة " (ص 17): " من أوهى المراسيل عندهم: مراسيل الحسن.
وأوهى من ذلك: مراسيل الزهري، وقتادة، وحُميد الطويل، من صغار التابعين.
وغالب المحققين يعدون مراسيل هؤلاء معضلات ومنقطعات؛ فإن غالب روايات هؤلاء عن تابعي كبير، عن صحابي، فالظن بمرسله أنه أسقط من إسناده اثنين.ا. هـ.
وذهب ابن كثير في " البداية والنهاية " (2/ 239) إلى تحسين هذه الرواية لأنها تشهد للرواية الأولى فقال: " وهذا مرسل عن الحسن، وهو حسن بماله من الشاهد ".
والحديث أورد العلامة الألباني في " الضعيفة " (1129).
- الطريق الثالثة:
عن أبي مصعب المكي قال: أدركت أنس بن مالك، وزيد بن أرقم، والمغيرة بن شعبة فسمعتهم يتحدثون أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الغار أمر الله عز و جل شجرة، فخرجت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم تستره، و إن الله عز و جل بعث العنكبوت فنسجت ما بينهما فسترت وجه النبي صلى الله عليه وسلم، و أمر الله حمامتين وحشيتين فأقبلتا تدفان (و في نسخة: ترفان) حتى و قعا بين العنكبوت و بين الشجرة، فأقبل فتيان قريش من كل بطن رجل معهم عصيهم و قسيهم و هراواتهم حتى إذا كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم على قدر مائتي ذراع قال الدليل سراقة بن مالك المدلج: انظروا هذا الحجر ثم لا أدري أين وضع رجله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الفتيان: إنك لم تخطر منذ الليلة أثره حتى إذا أصبحنا قال: انظروا في الغار! فاستقدم القوم حتى إذا كانوا على خمسين ذراعا نظر أولهم فإذا الحمامات، فرجع، قالوا: ما ردك أن تنظر في الغار؟ قال: رأيت حمامتين وحشيتين بفم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد، فسمعها النبي صلى الله عليه وسلم فعرف أن الله عز و جل قد درأ عنهما بهما، فسمت عليهما فأحرزهما الله تعالى بالحرم فأفرجا كل ما ترون.
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 229)، والبزار كما في " كشف الأستار " (1741).
وقد حكم العلامة الألباني في " الضعيفة " (1128) على هذه الرواية بالنكارة، وسأكتفي بكلامه في تخريج الحديث فقال:
وقال الهاشمي: " تفرد به أنس ومن ذكر معه، لا نعرفه إلا من حديث مسلم بن إبراهيم عن عون بن عمرو القيسي عن أبي مصعب ".
وقال العقيلي: " لا يتابع عليه عون وأبو مصعب رجل مجهول ".
قلت: وأشار البزار إلى جهالته بقوله: " لا نعلم رواه إلا عون بن عمير، وأبو مصعب فلا نعلم حدث عنه إلا عُوين ".
وقال ابن معين في عون: " لا شيء ".
وقال البخاري: " منكر الحديث، مجهول ".
ذكره الذهبي في " الميزان " وساق له حديثين مما أنكر عليه هذا أحدهما.
وقال الحافظ ابن كثير في تاريخه " البداية " (3/ 182): " وهذا حديث غريب جدا ".
وقال الهيثمي في " المجمع " (6/ 53): " رواه البزار والطبراني، وفيه جماعة لم أعرفهم ".
قلت: يشير إلى عون وأبي مصعب، فإن من دونهما ثقات معروفون، فهي غفلة عجيبة منه عن هذه النقول. فسبحان من لا يضل ولا ينسى.ا. هـ.
ثانياً: فوائد ذات صلة بالبحث:
- الفائدة الأولى:
هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة بصحبة الصديق رضي الله عنه جاءت من حديث عائشة رضي الله عنها في البخاري (3905)، بوب البخاري لها: " باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة "، ولم يذكر فيها نسج العنكبوت والحمامتين، وأورد البخاري تحت الباب عدة روايات ولم يذكر فيها شيء من قصة نسج العنكبوت.
- الفائدة الثانية:
عقد الدكتور سليمان بن علي السعود في كتابه " أحاديث الهجرة. جمع وتحقيق ودراسة " مبحثا عنون له: " أخبار فيها مقال: وردت في شأن الغار " (ص 138 – 143)، وأورد تحته تسعة روايات، منها حادثة نسج العنكبوت والحمامتين، وروايات أخرى لا يثبت منها شيء.
- الفائدة الثالثة:
قال الشيخ شعيب الأرنؤوط في " تخريج المسند " (5/ 302): وقد فات الحسيني وابن حجر أن يذكراه في كتابيهما مع أنه من شرطهما.ا. هـ.
ويقصد عثمان الجزري وليس عثمان بن ساج الجزري، فهذا مترجم له في " التهذيب ".
- الفائدة الرابعة:
قال ابن كثير في " البداية والنهاية " (3/ 199): وقد ورد أن حمامتبن عششتا على بابه أيضا وقد نظم الصرصري في شعره حيث يقول:
فعمى عليه العنكبوت بنسجه **** وظل على الباب الحمام يبيض
وذكر العلامة الألباني أنه لا يصح في كلا الأمرين حديث في كلامه الآنف.
- الفائدة الخامسة:
فُتن كثير من المسلمين بمثل غار حراء وغيره من الآثار والأماكن، فأصبحوا يشدون الرحل إليها، بقصد التبرك أو بأي أمر آخر، ورفع رؤوس المبتدعة عقيرتهم، وسوغوا للعامة من أتباعهم شد الرحل إلى غار حراء وغيره من الأماكن التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم أو جلس فيها، ولبسوا عليهم أنها أماكن ذهب إليها النبي صلى الله عليه وسلم إلى جانب أنها أماكن تستغل للسياحة، وتدرُ على الدولة أموالا طائلة بسبب فرض رسوم لدخولها – نسأل الله السلامة والعافية -.
وكتبوا وطالبوا ولكن كان لهم العلماء العاملين بالمرصاد ردوا عليهم ومنهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -، فقد كان لمثل هذه الدعوات بالمرصاد، ورد على عدد من المطالبين لإحياء الغلو في النبي صلى الله ردودا قوية.
ومن الذين رد عليهم سماحة الشيخ صالح محمد جمال، بعنوان: " الرد على ما نشر حول تعظيم ما يُسمى بالآثار الإسلامية "، وإليكم رابط الرد عليه:
http://binbaz.org.sa/Display.asp?f=ibn00092.htm
إذا أردت أن تتابع القراءة لرد الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – في الرابط، اضغط على التالي في أسف الصفحة.
وهذا هو نهاية البحث أسأل الله أن ينفع به.
¥(41/417)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[10 - 09 - 04, 11:19 م]ـ
http://www.islamselect.com/index.php?ref=2601&pg=mat&ln=1&PHPSESSID=cd328eea3ae9fe16a9ab94cb109ac7ce
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[19 - 12 - 07, 12:21 م]ـ
السلام عليكم بارك الله فيك أخي(41/418)
التبيان في طرق حديث " إذا التقى الختانان "
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[11 - 09 - 04, 02:55 ص]ـ
التبيان
في طرق حديث " إذا التقى الختانان "
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اقتدى بهداه.
أما بعد،،،
فهذا جزء حديثي في طرق حديث: " إذا التقى الختانان "، سميته: " التبيان "، والله أسأل أن يجعله لوجهه خالصاً.
ورد هذا الحديث عن عمرو بن العاص، وعبدالله بن عمر، ومعاذ بن جبل، وأبي أمامة، ورافع بن خديج، وعائشة، مرفوعاً.
أولاً: حديث عائشة
وله عنها طرق:
1 - عن أبي موسى الأشعري، قال: اختلف في ذلك رهط من المهاجرين والأنصار، فقال الأنصاريون: لا يجب الغسل إلا من الدفق أو من الماء.
وقال المهاجرون: بل إذا خالط؛ فقد وجب الغسل.
قال: قال أبوموسى: فأنا أشفيكم من ذلك، فقمت، فاستأذنت على عائشة، فأُذن لي، فقلت لها: يا أماه! – أو يا أم المؤمنين! – إني أريد أن أسألك عن شيء وإني أستحييك.
فقالت: لا تستحيي أن تسألني عما كنت سائلاً عنه أمك التي ولدتك، فإنما أنا أمك.
قلت: فما يوجب الغسل؟
قالت: على الخبير سقطت، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " إذا جلس بين شعبها الأربع، ومس الختان الختان؛ فقد وجب الغسل ".
أخرجه مسلم في " صحيحه " (2/ 275 – 276/ 349 – نووي)، وابن خزيمة في " صحيحه " (1/ 114 / 227) – ومن طريقه البيهقي في " السنن الكبرى " (1/ 163) –، وابن حبان في " صحيحه " (3/ 456 / 1183 – إحسان)، وأبوعوانة في " مسنده " (1/ 288 – 289)، والطبراني في " المعجم الأوسط " (7/ 147 / 7119)، والحازمي في " الاعتبار في الناسخ والمنسوخ " (ص 120)، وابن حزم في " المحلى " (2/ 2).
عن محمد بن عبدالله الأنصاري، عن هشام بن حسان، حدثنا حميد بن هلال، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري، به.
قال الطبراني: " لم يرو هذا الحديث عن أبي بردة إلا حميد بن هلال، ولا عن حميد إلا هشام، ولا عن هشام إلا الأنصاري ".
قلت: وهذا الإسناد صحيح.
2 - عن سعيد بن المسيب، عن عائشة، قالت: قال النبي – صلى الله عليه وسلم –: " إذا جاوز الختان الختان؛ وجب الغسل ".
أخرجه أحمد في " مسنده " (6/ 47 و 97 و 112 و 135)، وعبدالرزاق في " مصنفه " (1/ 245 / 939)، وابن أبي شيبة في " مصنفه " (1/ 84 / 929)، والشافعي في " مسنده " (ص 159)، و " الأم " (1/ 37)، والترمذي في " سننه " (1/ 182 / 109)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده " (2/ 514 / 1101)، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " (1/ 56)، وابن الجوزي في " التحقيق " (1/ 222 / 253).
من طريق علي بن زيد جدعان، عن سعيد بن المسيب، به.
وهذا الإسناد ضعيف؛ علي بن زيد جدعان ضعفه أحمد وابن معين والنسائي، وقال أبوحاتم: " ليس بقوي، يكتب حديثه، ولا يحتج به "، وقال أبوزرعة: " ليس بقوي ".
وتابع علي بن زيد، عثمان بن مرة، عن سعيد بن المسيب، به.
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (5/ 239 / 5197).
وعثمان بن مرة قال ابن معين: " صالح "، وقال أبوحاتم: " يكتب حديثه "، وقال أبوزرعة: " لا بأس به ".
وخالفهما يحيى بن سعيد فرواه عن سعيد بن المسيب، عن أبي موسى الأشعري، عن عائشة، موقوفاً.
أخرجه مالك في " الموطأ " (ص 127 – تنوير)، وعنه الشافعي في " مسنده " (ص 158)، و " اختلاف الحديث " (ص 90).
وخالفهم الزهري فرواه عن سعيد بن المسيب، عن عائشة، موقوفاً.
أخرجه مالك في " الموطأ " (ص 126 – تنوير) – ومن طريقه الطحاوي في " شرح معاني الآثار " (1/ 56)، والحازمي في " الاعتبار في الناسخ والمنسوخ " (ص 121) –، وعبدالرزاق في " مصنفه " (1/ 245 / 936)، ومن طريقه ابن المنذر في " الأوسط " (2/ 79)، والطبراني في " المعجم الكبير " (9/ 253 / 9251).
والمحفوظ الوقف من هذا الوجه، وابن المسيب رواه على الوجهين.
3 - عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: إذا جاوز الختان الختان؛ فقد وجب الغسل، فعلته أنا ورسول الله – صلى الله عليه وسلم –؛ فاغتسلنا.
¥(41/419)
أخرجه أحمد في " مسنده " (6/ 161)، والنسائي في " السنن الكبرى " (1/ 108)، والترمذي في " سننه " (1/ 180 – 181/ 108)، وابن حبان في " صحيحه " (3/ 452 و 458/ 1176 و 1185 – إحسان)، وابن ماجه في "سننه " (1/ 199 / 608)، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " (1/ 55)، والدارقطني في " سننه " (1/ 111)، والمزني في " مختصره " (1/ 20 – 21 المطبوع بهامش الأم)، والبيهقي في " بيان خطأ من أخطأ على الشافعي " (ص 130)، والرامهرمزي في " المحدث الفاصل " (ص 474)، وابن الجوزي في " التحقيق " (1/ 222 / 253).
من طرق عن الوليد بن مسلم، قال: سمعت الأوزاعي، يقول: حدثني عبدالرحمن بن القاسم، يقول: حدثني القاسم بن محمد، به.
وتابع الوليد بن مسلم، الوليد بن مزيد، عن الأوزاعي، به.
أخرجه الدارقطني في " سننه " (1/ 111 – 112)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (1/ 164)، و " بيان خطأ من أخطأ على الشافعي " (ص 129).
وتابعهما عبدالله بن كثير، عن الأوزاعي، به.
أخرجه ابن حبان في " صحيحه " (3/ 456 و 459/ 1181 و 1186 – إحسان).
وأخرجه الشافعي في " مسنده " (ص 159)، و " اختلاف الحديث " (ص 92) أخبرنا الثقة، عن الأوزاعي، به.
ومن طريقه أخرجه المزني في " مختصره " (1/ 20 – 21 المطبوع بهامش الأم)، والبيهقي في " بيان خطأ من أخطأ على الشافعي " (ص 128).
والحديث صححه ابن القطان، كما في " تلخيص الحبير " (1/ 134).
وقال ابن حجر في " الفتح " (1/ 471): " رجاله ثقات ".
وقال في " التلخيص " (1/ 134): " وأعله البخاري بأن الأوزاعي أخطأ فيه ورواه غيره عن عبدالرحمن بن القاسم مرسلاً، واستدل على ذلك بأن أبا الزناد قال: سألت القاسم بن محمد: سمعت في هذا الباب شيئاً؟ فقال: لا.
وأجاب من صححه بأنه يحتمل أن يكون القاسم كان نسيه ثم تذكر فحدّث به ابنه، أو كان حدّث به ابنه ثم نسي، ولا يخلو الجواب عن نظر ".
فقال أحمد شاكر في " تخريج سنن الترمذي " (1/ 181): " والجواب صحيح، لأن الأوزاعي إمام حجة، ونسيان القاسم محتمل، وقد تأيد حفظ الأوزاعي برواية غيره له ".
وقال الألباني في " الإرواء " (1/ 121): " وقد أعل بما لا يقدح ".
قلت: هذا الإسناد صحيح، ولم يخطئ فيه الأوزاعي، وقد تابعه ابن علية عن عبدالرحمن بن القاسم، عن أبيه، قال: قالت عائشة: " إذا خالط الختان الختان؛ فقد وجب الغسل ".
أخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " (1/ 84 / 936).
4 - عن عطاء، أن عائشة، قالت: " إذا التقى الختانان؛ وجب الغسل ".
أخرجه عبدالرزاق في "مصنفه " (1/ 274 / 945)، ومن طريقه ابن المنذر في " الأوسط " (2/ 81)، عن ابن جريج، عن عطاء، به.
وهذا الإسناد صحيح.
وتابع ابن جريج، عبيدالله بن أبي زياد، عن عطاء، به.
أخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " (1/ 84 / 930)، وإسحاق بن راهويه في " مسنده " (3/ 637 / 1219)، عن وكيع، عنه.
وعبيدالله بن أبي زياد ليس بالقوي، وقد اضطرب فيه فرواه مرة أخرى عن عطاء عن عائشة مرفوعاً.
أخرجه ابن عدي في " الكامل " (4/ 327).
5 - عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، قال: سألت عائشة زوج النبي – صلى الله عليه وسلّم –: ما يوجب الغسل؟
فقالت: " هل تدري ما مثلك يا أبا سلمة؟! مثل الفروج يسمع الديكة تصرخ، فيصرخ معها، إذا جاوز الختان الختان؛ وجب الغسل ".
أخرجه مالك في " الموطأ " (ص 127 – تنوير)، وعنه عبدالرزاق في " مصنفه " (1/ 246 / 941)، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " (1/ 60)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (1/ 166).
عن أبي النضر، عن أبي سلمة، به.
وعلّقه البخاري في " التاريخ الكبير " (6/ 181)، وكأنه يشير إلى أن المحفوظ وقفه من هذا الوجه.
وتابع أبا النضر، محمد بن عمرو، علّقه البخاري في " التاريخ "، ووصله ابن حبان في " صحيحه " (3/ 457 / 1184 – إحسان).
وهذا الإسناد صحيح، وقد خالفهما عمر بن عطاء بن أبي حجاز فرواه عن أبي سلمة، عن عائشة، مرفوعاً.
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (6/ 181).
وهذا الإسناد منكر، عمر بن عطاء قال أبوحاتم: " مضطرب الحديث ".
¥(41/420)
وتابعه أبوواقد الليثي عن أبي سلمة، عن عائشة، مرفوعاً.
أخرجه إسحاق بن راهويه في " مسنده " (2/ 470 / 1044).
ولكن أبي واقد الليثي هذا ضعفه ابن معين وابن المديني وأبوحاتم وأبوزرعة والدارقطني، وقال البخاري: " منكر الحديث ".
6 - عن عبدالعزيز بن النعمان، عن عائشة قالت: " كان النبي – صلى الله عليه وسلم –إذا التقى؛ الختانان اغتسل ".
أخرجه أحمد في " مسنده " (6/ 123 و 227 و 239)، وإسحاق بن راهويه في " مسنده " (3/ 744 / 2354)، وابن حبان في " صحيحه " (3/ 453 / 1177 – إحسان)، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " (1/ 55).
من طرق عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبدالله بن رباح، عن عبدالعزيز بن النعمان، به.
قال الألباني في " الإرواء " (1/ 121): " سنده حسن في المتابعات والشواهد ".
قلت: عبدالعزيز بن النعمان مجهول، لم يرو عنه سوى عبدالله بن رباح، ووثقه ابن حبان لقاعدته في توثيق المجاهيل، وأيضاً فقد قال البخاري: " لا يُعرف له سماع من عائشة "، فهذا لا يصلح في المتابعات والشواهد.
وخالف ثابتاً، قتادة فرواه عن عبدالله بن رباح أنه دخل على عائشة، فقال: إني أريد أن أسألك عن شيء، وإني أستحييك.
فقالت: سل ما بدا لك فإنما أنا أمك.
فقلت: يا أم المؤمنين! ما يوجب الغسل؟
فقالت: إذا التقى الختانان؛ وجبت الجنابة.
أخرجه أحمد في " مسنده " (6/ 265) ثنا عبدالوهاب، عن سعيد، عن قتادة، به.
قال الألباني في " الإرواء " (1/ 121): " سنده صحيح "، وهو كما قال.
7 - عن نافع، عن عائشة، قالت: " إذا خالط الختان الختان؛ فقد وجب الغسل ".
أخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " (1/ 84 / 936) حدثنا ابن علية، عن عبدالرحمن بن القاسم، عن نافع، به.
وإسناده صحيح.
8 - عن مسروق، قال: قالت عائشة: " إذا التقى الختانان؛ فقد وجب الغسل ".
أخرجه عبدالرزاق في " مصنفه " (1/ 245 / 938) – ومن طريقه ابن المنذر في " الأوسط " (2/ 80) –، وابن أبي شيبة في " مصنفه " (1/ 84 / 935).
وإسناده صحيح.
9 - عن الحسن قال: " سئلت عائشة عما يوجب الغسل، فقالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلّم –: " إذا قعد الرجل من المرأة بين شعبها الأربع، ومس الختان الختان؛ فقد وجب الغسل ".
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (1/ 293 / 965) من طريق سالم الخياط، عن الحسن، به.
وإسناده ضعيف، سالم الخياط قال ابن معين: " ليس بشيء "، وقال أبوحاتم: " ليس بقوي، يكتب حديثه، ولا يحتج به "، وقال النسائي: " ليس بثقة ".
ثانياً: حديث عمرو بن العاص
أخرجه أحمد في " مسنده " (2/ 178)، وابن أبي شيبة في " مصنفه " (1/ 86 / 956)، وعنه ابن ماجه في " سننه " (1/ 200 / 611).
عن أبي معاوية، عن حجاج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، به.
قال البوصيري في " زوائده " (1/ 82): " هذا إسناد ضعيف، لضعف حجاج وهو ابن أرطأة، وتدليسه، وقد رواه بالعنعنة ".
قلت: وقد توبع حجاج فتابعه محمد بن عبيدالله، عن عمرو بن شعيب، به.
أخرجه ابن وهب في " مسنده " – كما في " نصب الراية " (1/ 84) – عن الحارث بن نبهان، عن محمد بن عبيدالله، به.
قال عبدالحق الإشبيلي في " أحكامه " – كما في " نصب الراية " (1/ 84) –: " إسناده ضعيف جداً ".
فقال ابن حجر في " الدراية " (1/ 49): " وكأنه يشير إلى الحارث، لكن لم ينفرد به، فقد أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق أبي حنيفة، عن عمرو بن شعيب، به ".
قلت: وهو كما قال، فإن الحارث بن نبهان قال أحمد والبخاري: " منكر الحديث "، وقال ابن معين: " ليس بشيء "، وقال أبوحاتم: " متروك، ضعيف الحديث، منكر الحديث ".
وأما المتابعة التي أشار إليها ابن حجر ومن قبله الزيلعي فقد أخرجها الطبراني في " المعجم الأوسط " (4/ 380 / 4489) حدثنا عبدالله بن عمر الصفار التستري، قال: نا يحيى بن غيلان، قال نا عبدالله بن بزيع، عن أبي حنيفة، به.
وعبدالله بن بزيع قال الدارقطني: " ليس بمتروك "، وقال ابن عدي: " ليس بحجة، عامة أحاديثه ليست محفوظة "، وقال الساجي: " ليس بحجة، روى عنه يحيى بن غيلان مناكير ".
¥(41/421)
وأما يحيى بن غيلان فقد روى عنه جماعة، ووثقه ابن حبان، فمثله يحسن حديثه.
ثالثاً: حديث عبدالله بن عمر
أخرجه العقيلي في " الضعفاء الكبير " (1/ 41)، وابن عدي في " الكامل " (5/ 227).
من طريق يونس بن محمد، قال: حدثنا أبوالربيع السمان، قال: حدثنا عاصم بن عبيدالله، عن سالم بن عبدالله، عن أبي، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلّم –:
" إذا مس الختان الختان؛ فقد وجب الغسل ".
قال العقيلي بعد أن روى له أحاديث أخرى: " وله غير حديث من هذا النحو، لا يتابع على شيء منها ".
قلت: هذا الإسناد ضعيف؛ أبوالربيع السمان هو أشعث بن سعيد، قال ابن معين والبخاري: " ليس بثقة ".
رابعاً: حديث معاذ بن جبل
أخرجه أحمد في " مسنده " (5/ 234)، والبزار في " البحر الزخار " (7/ 120 / 2675)، والطبراني في " المعجم الكبير " (20/ 99 / 194)، و " مسند الشاميين " (2/ 350 / 1479) – ومن طريقه المزي في " تهذيب الكمال " (10/ 284) –.
من طريق أبي بكر بن أبي مريم، ثنا ضمرة بن حبيب، عن رجل، عن معاذ بن جبل، عن النبي – صلى الله عليه وسلم –، قال:
" إذا جاوز الختان الختان؛ فقد وجب الغسل ".
وإسناده ضعيف، من أجل أبي بكر بن أبي مريم فقد ضعفه أحمد وابن معين وأبوحاتم والدارقطني وغيرهم.
ومن أجل الرجل الذي لم يسم.
خامساً: حديث أبي أمامة
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (6/ 244 / 7955) من طريق جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –:
" إذا جاوز الختان الختان؛ وجب الغسل ".
وإسناده ضعيف جداً، جعفر بن الزبير قال ابن معين: " ليس بثقة "، وتركه أبوحاتم والنسائي والدارقطني وغيرهم.
سادساً: حديث رافع بن خديج
أخرجه أحمد في " مسنده "، والطبراني في " المعجم الكبير " (4/ 267 / 4374)، وابن عدي في " الكامل " (3/ 165).
من طريق رشدين بن سعد، عن موسى بن أيوب، عن سهل بن رافع بن خديج، عن أبيه، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مر به فناداه، فخرج إليه، فمشى معه حتى أتى المسجد، ثم انصرف فاغتسل، ثم رجع، فرآه النبي – صلى الله عليه وسلم – أثر الغسل، فسأله النبي – صلى الله عليه وسلم – عن غسله، فقال: سمعت نداءك وأنا أجامع امرأتي، فقمت قبل أن أفرغ، فاغتسلت، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم –: " إنما الماء من الماء "، ثم قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعد ذلك:
" إذا جاوز الختان الختان؛ فقد وجب الغسل ".
قال ابن حجر في " الدراية " (1/ 49): " وفي إسناده رشدين بن سعد وهو ضعيف ".
قلت: ولكنه توبع فتابعه ابن لهيعة، عن موسى بن أيوب، به.
أخرجه ابن شاهين في " ناسخ الحديث ومنسوخه " (27).
وابن لهيعة سيئ الحفظ.
ولكن موسى بن أيوب، قال ابن معين: " منكر الحديث ".
فيتلخص مما سبق أن الحديث صحيح، وأنه قد ثبت عن عائشة موقوفاً ومرفوعاً، وأن كلاهما محفوظ، والله أعلم.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وكتب
أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي
ضحى الجمعة 25 / رجب 1425
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 09 - 04, 05:53 ص]ـ
أخي الحبيب
الحديث صحيح موقوفاً فقط وليس مرفوعاً
1 - الطريق الأول علته التفرد والغرابة، ومخالفته كذلك للحديث الموقوف الذي رواه مالك.
2 - الطريق الثاني الصواب وقفه كما تفضلت. ومن رفعه فقد أخطأ.
3 - الطريق الثالث الصواب فيه الوقف كذلك.
قال ابن حجر في " التلخيص " (1/ 134): " وأعله البخاري بأن الأوزاعي أخطأ فيه ورواه غيره عن عبدالرحمن بن القاسم مرسلاً، واستدل على ذلك بأن أبا الزناد قال: سألت القاسم بن محمد: سمعت في هذا الباب شيئاً؟ فقال: لا. وأجاب من صححه بأنه يحتمل أن يكون القاسم كان نسيه ثم تذكر فحدّث به ابنه، أو كان حدّث به ابنه ثم نسي، ولا يخلو الجواب عن نظر ".
¥(41/422)
فعلاً: لا يخلو هذا الجواب من النظر الشديد. أفبعد إعلال أمير المؤمنين البخاري نأتي بمعاصر يصحح الحديث؟! الإمام الأوزاعي على جلالته قد أخطأ في أكثر من حديث، فرفع المرسل. وهو هنا قد خالف غيره كذلك. أما متابعة ابن علية التي ذكرتها فهي موقوفة. وبذلك يفهم قول القاسم لأنه يقصد المرفوع ولا يقصد الموقوف. وإلا فيبعد أن لا يكون قد سأل عمته عائشة رضي الله عنها عن هذا الأمر.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[11 - 09 - 04, 07:47 ص]ـ
أما متابعة ابن علية التي ذكرتها فهي موقوفة
وكذا طريق الأوزاعي موقوف!!
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 09 - 04, 08:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ومن باب الفائدة
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في فتح الباري
ولم يخرج البخاري حديث عائشة في هَذا الباب، وقد خرجه مسلم مِن رواية هشام بنِ حسان، عَن حميد بنِ هلال، عَن أبي بردة، عَن أبي موسى، أنَّهُ سأل عائشة: عما يوجب الغسل؟ فقالت: على الخبير سقطت، قالَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((إذا جلس بين شعبها الأربع، ومس الختان الختان، فَقد وجب الغسل)).
كذا خرجه مِن طريق الأنصاري، عَن هشام. وخرجه مِن طريق عبد الأعلى، عَن هشام، عَن حميد، قالَ: ولا أعلمه إلا عَن أبي بردة، عَن أبي موسى، فتردد في وصل إسناده.
وقد عجب أحمد مِن هَذا الحديث، وأن يكون حميد بنِ هلال حدث بهِ بهذا الإسناد.
وقال الدارقطني: صحيح غريب، تفرد بهِ: هشام بنِ حسان، عَن حميد.
وخرج الإمام أحمد والترمذي مِن حديث علي بنِ زيد بنِ جدعان، عَن سعيد بنِ المسيب، عَن عائشة، قالت: قالَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((إذا جاوز الختان الختان وجب الغسل)).
وعلي بنِ زيد، فيهِ مقالَ مشهور، وقد اختلف عليهِ في رفعه ووقفه.
ورواه يحيى بنِ سعيد الأنصاري، عَن سعيد بنِ المسيب، أن أبا موسى دخل على عائشة، فحدثته بذلك، ولم ترفعه.
وخرج مسلم مِن طريق ابن وهب عَن عياض بنِ عبد الله، عَن أبي الزبير، عَن جابر بنِ عبد الله، عَن أم كلثوم، عَن عائشة، أن رجلاً سأل النبي ? عَن الرجل يجامع ثُمَّ يكسل، هل عليهما الغسل؟ - وعائشة جالسة- فقالَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((إني لأفعل ذَلِكَ أنا وهذه، ثُمَّ نغتسل)).
وأم كلثوم، هي بنت الصديق أخت عائشة -رضي الله عَنهُم.
قالَ الدارقطني: لَم يختلف عَن أبي الزبير في رفع هَذا الحديث.
قلت: رواه عَنهُ عياض بنِ عبد الله وابن لهيعة وأشعث، وكلهم رفعوه.
وخرجه الإمام أحمد مِن حديث أشعث وابن لهيعة كذلك.
قالَ الدارقطني: وكذلك رواه قتادة، عَن أم كلثوم، عَن عائشة.
وحديث قتادة، خرجه بقي بنِ مخلد، ولفظ حديثه: عَن عائشة، أنها ونبي الله ? فعلا ذَلِكَ، فلم ينزل الماء، فاغتسل، وأمرها أن تغتسل.
ولكن في سماع قتادة مِن أم كلثوم نظر؛ ولأجله ترك مسلم تخريج الحديث مِن طريقه. والله أعلم.
وعند قتادة فيهِ إسناد آخر: رواه عَن عبد الله بنِ رباح، عَن عائشة، مع الاختلاف عليهِ في رفعه ووقفه. وقيل: عَن قتادة، قالَ: ذكر لنا أن عبد الله ابن رباح سأل عائشة، فدل على أنَّهُ لَم يسمعه منهُ.
ورواه ثابت البناني، عَن عبد الله بن رباح. وقيل: عَنهُ، عَن عبد الرحمن ابن رباح، عَن عبد العزيز بنِ النعمان، عَن عائشة، معَ الاختلاف عليهِ في رفعه ووقفه.
وأنكر أحمد رفعه، وقال: عبد العزيز بنِ النعمان لا يعرف. وقال البخاري: لا أعلم لَهُ سماعاً مِن عائشة. وذكر ابن معين: أن رواية ثابت بإدخال ((عبد العزيز بنِ النعمان)) في إسناده أصح مِن رواية قتادة بإسقاطه.
وخرج الإمام أحمد، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان في ((صحيحه)) مِن حديث الأوزاعي، عَن عبد الرحمن بنِ القاسم، عَن أبيه، عَن عائشة، قالت: إذا جاوز الختان الختان وجب الغسل، فعلته أنا ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فاغتسلنا.
وقال الترمذي: حسن صحيح.
وصححه غير واحد مِن الحفاظ.
وقال البخاري: هوَ خطأ، وإنما يرويه الأوزاعي، عَن عبد الرحمن بنِ القاسم - مرسلاً.
ورد قولُهُ بكثرة مِن رواه عَن الأوزاعي مِن أصحابه موصولاً.
وأعله الإمام أحمد: بأنَّهُ روي عَن الأوزاعي موقوفاً، قالَ أحمد:
والمرفوع في آخر الحديث إنما كانَ الأوزاعي يرويه عَن يحيى بنِ أبي كثير، أنَّهُ بلغه عَن عائشة، وكذا رواه أيوب، عَن عبد الرحمن بنِ القاسم، عَن أبيه، عَن عائشة موقوفاً، لَم يرفعه.
وذكر أبو زرعة الدمشقي هَذا عَن أحمد، ثُمَّ قالَ أبو زرعة: رأيت أبا مسهر
[على] هَذا الحديث على يحيى بنِ معين، فقبله يحيى، ولم ينكره. وقد روي عَن عائشة مِن طرق أخرى متعددة مرفوعاً.
وخرجه البزار مِن طريق ابن أبي فديك: نا الضحاك بنِ عثمان، عَن عبد الله ابن عبيد بنِ عمير، عَن أبيه، عَن عائشة، أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قالَ: ((إذا التقى الختانان وجب الغسل)).
وإسناده كلهم ثقات مشهورون.
وقد صح ذَلِكَ عَن عائشة مِن قولها غير مرفوع مِن طرق كثيرة جداً، وفي بعضها اختلاف في رفعه ووقفه.
ولعل عائشة كانت تارة تفتي بذلك، وتارة تذكر دليله، وَهوَ ما عندها عَن النبي صلى الله عليه وسلم فيهِ، كما أن المفتي أحياناً يذكر الحكم مِن غير دليل وأحيانا يذكره مع دليله، والله أعلم.
¥(41/423)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 09 - 04, 08:29 ص]ـ
وفي الفوائد المعللة لأبي زرعة الدمشقي
(207) - حدثنا أبو زرعة قال وسألت أبا عبد الله عن حديث حدثنا به أبو مسهر عن ابن سماعة عن الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت فعلته أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا فقال أحمد بن حنبل ثنا به الوليد بن مسلم يعني عن الأوزاعي فلم يعجبه فقلت له ليحسن عنده.
(208) - حدثنا أبو مسهر عن أبي سماعة عن الأوزاعي فقال لي كان الأوزاعي يحدث بهذا الحديث فإذا بلغ هذا الموضع زاد عن يحيى ابن أبي كثير بلغني عن عائشة أنها قالت فعلته أنا ورسول الله فاغتسلنا هذا عنده الصواب
قال أبو زرعة فإن كان أبو عبد الله قال هذا فإني رأيت أبا مسهر يمليه عن يحيى بن معين عن ابن سماعة عن الأوزاعي فقبله يحيى ولم ينكره.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=90059#post90059
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 06 - 05, 06:04 ص]ـ
لعل هذا كله يرجح أن الصواب هو الوقف. لكن مسألة كذلك عن زوجة النبي صلى الله عليه وسلم لها حكم الرفع، والله أعلم(41/424)
سؤال عن صحة حديث أول من فتق لسانه في العربية
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[11 - 09 - 04, 03:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألحديث ((أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل وهو ابن أربع عشرة سنة))
هل صح هذا الحديث عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 09 - 04, 04:08 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الذي جاء في صحيح البخاري (3364) قال ابن عباس رضي الله عنهما قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الأنس فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم وشب الغلام وتعلم العربية منهم
فهذا يدل على أن إسماعيل عليه السلام تعلم العربية من جرهم
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (6/ 403)
قوله (وتعلم العربية منهم)
فيه اشعار بأن لسان أمه وأبيه لم يكن عربيا
وفيه تضعيف لقول من روى أنه أول من تكلم بالعربية
وقد وقع ذلك من حديث بن عباس عند الحاكم في المستدرك بلفظ أول من نطق بالعربية إسماعيل وروى الزبير بن بكار في النسب من حديث علي بإسناد حسن قال أول من فتق الله لسانه بالعربية المبينة إسماعيل
وبهذا القيد يجمع بين الخبرين فتكون أوليته في ذلك بحسب الزيادة في البيان لا الأولية المطلقة فيكون بعد تعلمه أصل العربية من جرهم ألهمه الله العربية الفصيحة المبينة فنطق بها
ويشهد لهذا ما حكاه بن هشام عن الشرقي بن قطامي أن عربية إسماعيل كانت أفصح من عربية يعرب بن قحطان وبقايا حمير وجرهم ويحتمل أن تكون الأولية في الحديث مقيدة بإسماعيل بالنسبة إلى بقية إخوته من ولد إبراهيم فاسماعيل أول من نطق بالعربية من ولد إبراهيم وقال بن دريد في كتاب الوشاح أول من نطق بالعربية يعرب بن قحطان ثم إسماعيل قلت وهذا لا يوافق من قال إن العرب كلها من ولد إسماعيل وسيأتي الكلام فيه في أوائل السيرة النبوية) انتهى.
وقال العيني في عمدة القاري (15/ 258)
قلت ليس فيه تضعيف ذلك لأن المعنى أول من تكلم بالعربية من أولاد إبراهيم إسماعيل عليهما الصلاة والسلام لأن إبراهيم وأهله كلهم لم يكونوا يتكلمون بالعربية فالأولية أمر نسبي فبالنسبة إليهم هو أول من تكلم بالعربية لا بالنسبة إلى جرهم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 09 - 04, 06:17 ص]ـ
إبراهيم عليه السلام كان من جنوب العراق. وحسب التوراة فهو من أور قرب الناصرية اليوم. ثم هاجر إلى الشام واستقر بفلسطين، بينما استقر لوط عليه السلام عند سدوم بجانب البحر الميت (بحيرة لوط). واللغات متقاربة. فلغة العراق الكلدانية هي قريبة من اللهجات الكنعانية في الشام. فهي تنتمي إلى فئة اللغات السامية التي تنحدر منها العربية والسريانية بل حتى القبطية. فلذلك لا يظهر أن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام قد واجها صعوبات في تعلم اللهجات الجديدة.
وبقي أن نقول: هل العربية هي أصل اللهجات السريانية أم العربية؟ فيه خلاف، والصواب أن اللغات تختلف وتتغير مع تغير الزمن. فالأصل هي لغة أم منقرضة تفرعت منها تلك اللغات واللهجات. والله أعلم.
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[11 - 09 - 04, 11:55 م]ـ
بارك الله فيكم إخوتي على هذا الجهد الطيب وجعله الله في ميزان حسناتكم .....
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 09 - 04, 12:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وحول قول ابن حجر رحمه الله (وروى الزبير بن بكار في النسب من حديث علي بإسناد حسن قال أول من فتق الله لسانه بالعربية المبينة إسماعيل)
وقد ذكر السيوطي في المزهر إسناد هذا الأثر عن علي رضي الله عنه من طريق الشيرازي في الألقاب
قال السيوطي في المزهر (1/ 32)
وقال محمد بن سلام الجمحي في كتاب طبقات الشعراء قال يونس بن حبيب أول من تكلم بالعربية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ثم قال محمد بن سلام
أخبرني مسمع بن عبد الملك أنه سمع محمد بن علي يقول قال ابن سلام لا أدري رفعه أم لا وأظنه قد رفعه أول من تكلم بالعربية ونسي لسان أبيه إسماعيل عليه السلام
ثم قال السيوطي (1/ 34)
وقال الشيرازي في كتاب الألقاب أخبرنا أحمد بن سعيد المعداني أنبأنا محمد بن أحمد بن إسحاق الماسي حدثنا محمد بن جابر حدثنا أبو يوسف يعقوب بن السكيت قال حدثني الأثرم عن أبي عبيدة حدثنا مسمع بن عبد الملك عن محمد بن علي بن الحسين عن آبائه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال أول من فتق لسانه بالعربية المتينة إسماعيل عليه السلام وهو ابن أربع عشرة سنة فقال له يونس صدقت يا أبا سيار هكذا حدثني به أبو جزي
هذه طريقة موصولة للحديث السابق من طريق الجمحي) انتهى.
وهذا الإسناد لايصح والله أعلم فمسمع لايعرف حاله وهو من رجال الشيعة وقد ترجموا له في كتبهم
ففي رجال ابن داوود الحلي ص 189:
(مسمع بن عبدالملك، وقيل: ابن مالك بن مسمع أبو سيار بالسين المهملة والياء المثناة تحت، الملقب بكردين، بكسر الكاف قر، ق (جخ، كش) بصري شيخ بكربن وائل بالبصرة وسيد المسامعة قال له أبو عبد الله عليه السلام: إني لاعدك لامر عظيم يا أبا سيار.)
فعلى هذا يكون الصحيح أن إسماعيل عليه السلام تعلم العربية من جرهم كما في صحيح البخاري
وهذا الأثر الذي فيه أنه أول من فتق الله لسانه بالعربية المبينة لايصح.
¥(41/425)
ـ[عبد الرحمن حسين وهدان]ــــــــ[14 - 09 - 04, 04:36 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وبعد:
هذا الحديث صحيح أخرجه السيوطي في الجامع الصغير وقال الالباني عنه رحمه الله تعالى هو حديث صحيح ..... صحيح
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 09 - 04, 04:58 ص]ـ
الذي رأيته ان الحافظ ابن حجر اذا قال باسناد حسن في مثل هذه الأحاديث و الآثار
فكأن فيه اشارة الى أن في السند من تكلم فيه او من لايعرف ونحو ذلك
والله أعلم
ـ[عبد الرحمن حسين وهدان]ــــــــ[14 - 09 - 04, 05:16 ص]ـ
الحمد لله:
الالباني عليه من الله الرحمه والاكرام لم يعتمد بتصحيحه لهذا الحديث على قول ابن حجر [على جلالته] بل ولم يثبت الى الان ان الشيخ قلد احدا في حكمه على الحديث واعلموا معاشر طلبة العلم ان الشيخ اخرج له اسانيد لا غبار عليها فاخرجه من المصادر الاتيه من الالقاب للشيرازي عن علي ومن فيض القدير ومن الطبري ومن الديلمي وانا احب ان ازيد الاخوة بان الحديث اورده ابن كثير في البداية باسناد ذهبي لا غبار عليه
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[14 - 09 - 04, 05:35 ص]ـ
أخي عبدالرحمن بن حسين وهدان بارك الله فيك؟
كل المصادر التى ذكرتها مدار الاسناد فيها واحد وهو على مسمع بن مالك؟؟
ومنها الاسناد الذي عند ابن كثير الذي ذكرت أنه (ذهبي) فطريقه من مسمع.
فهل من الممكن ان توضح لنا كيف صار ذهبيا؟ وما هو الفرق بين المصادر التى ذكرت ومدارها على مسمع بن مالك.
وبالمناسبة لعلكم تقصدون الطبراني بدل الطبري.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 09 - 04, 08:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل زياد العضيلة، والأمر كما تفضلت أن مدار الحديث على مسمع بن عبدالمك، ولايصح هذا الحديث.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 09 - 04, 09:16 ص]ـ
أستغفر الله العظيم، ولاحول ولاقوة الابالله.
_________________
جزاكم الله خيرا يا شيخ عبدالرحمن الفقيه.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[26 - 03 - 09, 03:35 ص]ـ
ماشاء الله.
ـ[محمد أحمد الغمري]ــــــــ[20 - 12 - 09, 11:13 م]ـ
شيخنا العزيز الدكتور عبدالرحمن الفقيه
لدي أسئلة أود الاجابة عليها
من خلال قرائتي لكتب التاريخ تولدت عندي أسئلة وكانت: ـ
1 ــ تنقل الى بلدان متعددة
2 ــ لم يذكر التاريخ أن أحدا كان برفقته يترجم له أية لغة
3 ــ لم يذكر التاريخ بأن إبراهيم عليه السلام كا يتكلم عدة لغات ولا من أين تعلمها؟
4 ــ أ ن الذين التقت بهم هاجر عليها السلام كانو قوما يتكلمون اللغة العربية وقد تحدثو معاها وتفاوضت معهم على أن يسكنو بجوارها ... الخ
5ـ ـ أن إبراهيم عليه السلام عندما زار زوجتي إسماعيل عليه السلام تحدث معهن وتحدثن معه وهن عربيات جرهميات
6 ــ إضافة الى هجرة إسماعيل من مكة الى قوم لو سلمنا بأنهم من غيرالعرب فكيف تعلم لغتهم وهو عاش بين عرب وصار من افصحهم؟
7 ــ ألا يمكن أن يكون إبراهيم عليه السلام كان يتكلم العربية ولكن بلهجة مختلفة مثل لهجات البلدان العربية حاليا وقد يكون إسماعيل عليه السلام هو أول من نطقها بشكلها التي نزل القران عليها؟
أفيدونا أثابكم الله أجمعين(41/426)
(ما صحة هذا الكلام العجيب الغريب ?) أن عبدالله بن ابي لا يعذب في القبر ?!
ـ[محب الالباني]ــــــــ[11 - 09 - 04, 09:23 ص]ـ
السلام عليكم ..
اخبرني احد الأخوة انه سمع من واعظ في مسجد ان رأس المنافقين عبدالله بن ابي لا يعذب في القبر والسبب ان ابنه عبدالله رضي الله عنه كان قد كفنه عند موته بثوب لرسول الله!!
ما صحة هذا الكلام العجيب الغريب ?
وجزاكم الله خيرا
ـ[محب الالباني]ــــــــ[12 - 09 - 04, 10:16 ص]ـ
هل من مجيب جزاه ربي عني خيرا ?!
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 09 - 04, 05:20 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تكفين عبدالله بن ابي بقميص الرسول صلى الله عليه وسلم ثابت وصحيح وقد فعل ذلك مكافأة له على ما فعل لعمه العباس من إعطائه قميصه.
وأما أن عبدالله بن أبي لايعذب في قبره بسبب لبسه لقميص النبي صلى الله عليه وسلم فهذا من الرجم بالغيب، فكيف عرف هذا القائل أنه لايعذب ومن سبقه إلى هذا القول من العلماء الربانيين؟
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره
(أمر الله تعالى رسوله أن يبرأ من المنافقين وأن لا يصلي على أحد منهم إذا مات وأن لا يقوم على قبره ليستغفر له أو يدعو له لأنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا عليه وهذا حكم عام في كل من عرف نفاقه وإن كان سبب نزول الآية في عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين
كما قال البخاري حدثنا عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه ثم سأله أن يصلي عليه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه فقام عمرفأخذ بثوب رسول الله فقال يا رسول الله تصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما خيرني الله فقال (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) وسأزيده على السبعين قال إنه منافق قال فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل آية (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولاتقم على قبره)
وكذا رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة حماد بن أسامة به
ثم رواه البخاري عن إبراهيم بن المنذر عن أنس بن عياض عن عبيد الله وهو بن عمر العمري به وقال فصلى عليه وصلينا معه وأنزل الله (ولاتصل على أحد منهم مات أبدا) الآية
وهكذا رواه الإمام أحمد عن يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله به وقد روي من حديث عمر بن الخطاب نفسه أيضا بنحو من هذا
فقال الإمام أحمد حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لما توفي عبد الله بن أبي دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه فقام إليه فلما وقف عليه يريد الصلاة تحولت حتى قمت في صدره فقلت يا رسول الله أعلى عدو الله عبد الله بن أبي القائل يوم كذا كذا وكذا يعدد أيامه قال ورسول الله يتبسم حتى إذا أكثرت عليه قال أخر عني ياعمر إني خيرت فاخترت قد قيل لي (استغفر لهم) الآية لو أعلم أني لو زدت على السبعين غفر له لزدت قال ثم صلى عليه ومشى معه وقام على قبره حتى فرغ منه قال فعجبت من جرأتي على رسول الله والله ورسوله أعلم قال فو الله ما كان إلا يسيرا حتى نزلت هاتان الآيتان (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا) الآية فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله عز وجل وهكذا رواه الترمذي في التفسير من حديث محمد بن إسحاق عن الزهري به وقال حسن صحيح ورواه البخاري عن يحيى بن بكير عن الليث عن عقيل عن الزهري به فذكر مثله وقال أخر عني ياعمر فلما أكثرت عليه قال إني خيرت فاخترت ولو أعلم أني إن زدت على السبعين غفر له لزدت عليها قال فصلى عليه رسول الله ثم انصرف فلم يلبث إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان من براءة (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره) الآية فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله ورسول الله أعلم
¥(41/427)
وقال الإمام أحمد حدثنا محمد بن عبيد حدثنا عبد الملك عن أبي الزبير عن جابر قال لما مات عبد الله بن أبي أتى ابنه النب يصلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنك إن لم تأته لم نزل نعير بهذا فأتاه النبي فوجده قد أدخل في حفرته فقال أفلا قبل أن تدخلوه فأخرج من حفرته وتفل عليه من ريقه من قرنه إلى قدمه وألبسه قميصه ورواه النسائي عن أبي داود الحراني عن يعلى بن عبيد عن عبد الملك وهو بن أبي سليمان به
وقال البخاري حدثنا عبد الله بن عثمان أخبرنا بن عيينة عن عمرو سمع جابر بن عبد الله قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي بعد ما أدخل في قبره فأمر به فأخرج ووضع على ركبتيه ونفث عليه من ريقه وألبسه قميصه والله أعلم
وقد رواه أيضا في غير موضع مسلم والنسائي من غير وجه عن سفيان بن عيينة به وقال الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في مسنده حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا مجالد حدثنا عامر حدثنا جابر ح وحدثنا يوسف بن موسى حدثنا عبد الرحمن بن مغراء الدوسي حدثنا مجالد عن الشعبي عن جابر قال لما مات رأس المنافقين قال يحيى بن سعيد بالمدينة فأوصى أن يصلي عليه النبي فجاء ابنه إلى النبي فقال إن أبي أوصى أن يكفن بقميصك وهذا الكلام في حديث عبد الرحمن بن مغراء قال يحيى في حديثه فصلى عليه وألبسه قميصه فأنزل الله تعالى (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره)
وزاد عبد الرحمن وخلع النبي صلى الله عليه وسلم قميصه فأعطاه إياه ومشى فصلى عليه وقام على قبره فأتاه جبريل عليه السلام لما ولى قال (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره) وإسناده لا بأس به وما قبله شاهد له
وقال الإمام أبو جعفر الطبري حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا أبو أحمد حدثنا حماد بن سلمة عن يزيد الرقاشي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يصلي على عبد الله بن أبي فأخذ جبريل بثوبه وقال (ولاتصل على أحد منهم مات أبدا ولاتقم على قبره)
ورواه الحافظ أبو يعلى في مسنده من حديث يزيد الرقاشي وهو ضعيف
وقال قتادة أرسل عبد الله بن أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مريض فلما دخل عليه قال له النبي صلى الله عليه وسلم أهلكك حب يهود قال يا رسول الله إنما أرسلت اليك لتستغفر لي ولم أرسل اليك لتؤنبني ثم سأله عبد الله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه إياه وصلى عليه وقام على قبره فأنزل الله عز وجل (ولاتصل على أحد منهم مات أبدا) الآية
وقد ذكر بعض السلف أنه إنما كساه قميصه لأن عبد الله بن أبي لما قدم العباس طلب له قميص فلم يوجد على تفصيله إلا ثوب عبد الله بن أبي لأنه كان ضخما طويلا ففعل ذلك به رسول الله صلى الله عليه وسلم مكافأة له فالله أعلم ولهذا كان رسول الله بعد نزول هذه الآية الكريمة عليه لا يصلي على أحد من المنافقين ولا يقوم على قبره) انتهى.
ـ[محب الالباني]ــــــــ[13 - 09 - 04, 12:02 م]ـ
بارك الله فيك ياشيخ عبدالرحمن ورفع الله قدرك(41/428)
تخرج حديث
ـ[أبو إلياس]ــــــــ[11 - 09 - 04, 02:12 م]ـ
السلام عليكم أريد أيها الإخوة تخريج هذا الحديث بسرعة وقد ذكره صاحب توضيح الأحكام تحت حديث (المؤمن يموت بعرق الجبين وذكره أيضا الإمام القرطبي عند قوله تعالى: وجاءت سكرة الموت بالحق. [روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن العبد الصالح ليعالج الموت وسكراته وإن مفاصله ليسلم بعضها على بعض تقول السلام عليك تفارقني وأفارقك إلى يوم القيامة]
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[11 - 09 - 04, 03:21 م]ـ
ذكره الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب: عن ابن عباس (4/ 191)
والله أعلم بإسناده , لعل الأخوة يفيدونا اكثر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 09 - 04, 03:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا
قال الكناني في تنزيه الشريعةج:2 ص:375
حديث إن العبد ليعالج كرب الموت وسكرات الموت وإن مفاصله ليسلم بعضها على بعض تقول عليك السلام تفارقني وأفارقك إلى يوم القيامة (مى) من حديث أنس من طريق أبي هدبة
وقال العراقي في تخريج الإحياء
حديث (إن العبد ليعالج كرب الموت وسكرات الموت وإن مفاصله ليسلم بعضها على بعض) الحديث رويناه في الأربعين لأبي هدبة إبراهيم بن هدبة عن أنس وأبو هدبة هالك
وقال الزبيدي في إتحاف السادة المتقين (كما في تخريج أحاديث الإحياء للحداد (6/ 2504))
(قلت وكذلك رواه الديلمي في مسند الفردوس وأبو الفضل الطوسي في عيون الأخبار والقشيري في الرسالة
وإبراهيم بن هدبة قال الذهبي كذاب وقال الدارقطني متروك) انتهى.
ينظر لترجمة أبي هدبة الكذاب ميزان الاعتدال (1/ 71 - 72)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[11 - 09 - 04, 03:58 م]ـ
أورده ابن عراق في " تنزيه الشريعة " (2/ 375)، وعزاه للديلمي من حديث أنس بن مالك، وفي إسناده أبي هدبة، قال أحمد: " لا شيء "، وتركه النسائي وغيره.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[11 - 09 - 04, 03:59 م]ـ
عذراً أخي الشيخ عبدالرحمن، فلم أقرأ مشاركتك إلا بعد أن كتبت مشاركتي.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 09 - 04, 04:03 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا ونفعنا بعلمك.(41/429)
ساعدوني بارك الله فيكم
ـ[هدى]ــــــــ[11 - 09 - 04, 08:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من يفيدني -بارك الله فيكم- في كيفية تخريج حديث من مسند أحمد، وآخر من أحد كتب السنن
خاصة انه لايوجد لدي نسخة لأحد هذه المصادر الاصلية!
فلا سبيل الا عن طريق النت
ولقلة علمي في علم التخريج وطريقته، فياليت تساعدوني اخواني مشكورين
وهل كتاب المسند و كتب السنن المطبوعة في النت تغني عن النسخة عند تعذر الحصول عليها طبعا؟؟؟
وجزاكم الله عني خير الجزاء
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 09 - 04, 09:41 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بالنسبة للتخريج للحديث من مسند الإمام أحمد فالعرف الحاصل يكون بالعزو للجزء والصفحة من الطبعة الميمنية ذات الست مجلدات
وأما من السنن فيكون برقم الحديث واسم الكتاب واسم الباب.
أما النسخ التي في الشبكة من المسند فيمكن الوقوف من خلالها على نص الحديث ولكن ليس فيها رقم الجزء والصفحة
وأما السنن فالنسخ الموجودة في الشبكة يمكن الحصول منها على رقم الحديث واسم الكتاب والباب
في موقع المحدث يوجد كذلك الجزء والصفحة.
ويمكن البحث والاستفادة من موقع المحدث وذلك بتحديد الكتب المطلوب التخريج منها ثم وضع كلمة من الحديث ثم البحث وتخرج النتائج.
http://www.muhaddith.org/cgi-bin/a_Optns.exe?
ـ[حارث همام]ــــــــ[11 - 09 - 04, 09:50 م]ـ
أما المسانيد (مرتبة بأحاديث الرواة) فالوصول إلى الحديث فيها إذا علم الراوي فيسير، إلاّ إن كان من المكثرين وعندها يمكن الاستعانة بالموسوعات الحديثية على الشبكة أو الأقراص لتقريب محل الحديث عن طريقة معرفة الراوي ومن روى عنه.
ولعل هذا الموقع يفيد: http://hadith.al-islam.com/
أما السنن فالتخريج فيها يسير عن طريق الأطراف بالاستعانة ببعض كتبها (كتحفة الأشراف للمزي).
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 09 - 04, 10:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا
المسند مع رقم الصفحة والجزء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21773&highlight=%C7%E1%E3%D3%E4%CF
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 09 - 04, 10:23 م]ـ
الدارمي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21795&highlight=%C7%E1%CF%C7%D1%E3%ED
صحيح ابن حبان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21791&highlight=%CD%C8%C7%E4
صحيح ابن خزيمة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21792&highlight=%CE%D2%ED%E3%C9
ـ[عبد الرحمن حسين وهدان]ــــــــ[14 - 09 - 04, 03:41 ص]ـ
هناك موسوعة جد عظيمة اطلعت على معظمها فرايتها شاملة لأغلب الأحاديث وتخريجها بعناية فائقة مع دقة في ترقيم احاديثهامن مصادرها الاصلية والله الموفق لكل خير
http://www.dorar.net/mhadith.asp
ـ[هدى]ــــــــ[14 - 09 - 04, 07:06 ص]ـ
شكر الله لكم وبارك فيكم وجعله الله في موازين أعمالكم.
ولكن اخواني انا متطلب مني في بحثي أن أخرج حديثين أحدهما من مسند الامام أحمد والآخر من أحد الكتب السته على أن يكون تخريجا وافيا وليس عزوا فقط، مع الحكم على الحديثين.
فلم يسبق لي أن خرجت حديثا من قبل، فسؤالي:
هل يتطلب مني أن أنظر الى كل رجل من رجال الاسناد واذكر تعليقات أو أقوال العلماء فيهم من تجريح وتعديل؟؟
وهل يشمل التخريج متن الحديث أيضا؟؟
وجزاكم الله خير الجزاء.
ـ[عبد الرحمن حسين وهدان]ــــــــ[15 - 09 - 04, 08:21 ص]ـ
ستجدين على هذا الرابط ما تريدين ......... حيث يوجد فيه كتب حديثية ............ والمهم منها لك هو الكتاب الثالث عشر بعنوان كيف تخرج حديثا والله تعالى الموفق
http://www.almaktba.com/index.php?cid=14
ـ[عبد الرحمن حسين وهدان]ــــــــ[15 - 09 - 04, 08:22 ص]ـ
والافضل تحميل الكتاب على الجهاز لان هذه الصفحة لا تثبت كثيرا
ـ[هدى]ــــــــ[20 - 09 - 04, 04:33 ص]ـ
شكر الله لك أخي عبدالرحمن
وجعله الله في ميزان حسناتك. فعلا هذا ما كنت ابحث عنه (كيف تخريج حديثا) للشيخ الخضير
جزاك الله خير الجزاء(41/430)
القول الجلي في تخريج أثر ابن عباس في تفسير الكرسي
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[13 - 09 - 04, 08:55 ص]ـ
القول الجلي في تخريج أثر ابن عباس في تفسير الكرسي
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أمّا بعدُ،،،
فهذا تحقيق لما روي عن ابن عباس في تفسير الكرسي، دفعني إلي ذلك أن المبتدعة يستدلون ببعض هذه الروايات على بدعهم، وأن أحد الأخوة وجدته صحح ما استدل به المبتدعة في تحقيقه (!) لـ " البداية والنهاية "، وهذا التحقيق مخطوط حتى الساعة – أسأل الله أن يظل هكذا إلى الأبد –، ثم رأيت أن أضيف في الخاتمة أربعة شواهد للأثر.
أسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يغفر لي، وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجه الكريم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد،،،
فقد روي عن ابن عباس أنه قال: " كرسيه علمه ".
أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " (3/ 15)، وابن أبي حاتم – كما في " تفسير ابن كثير " (1/ 457) –، والطبراني في " كتاب السنة " – ومن طريقه ابن حجر في " تغليق التعليق " (4/ 185) –، وعبد بن حميد – كما في " تغليق التعليق " (4/ 186) و " فتح الباري " (8/ 47)، و " الدر المنثور " (2/ 17) –، وابن منده في " الرد على الجهمية "، وابن حجر في " تغليق التعليق " (4/ 185 – 186).
من طرق عن مطرف، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، {وسع كرسيه} قال: كرسيه علمه.
قال ابن منده: " ولم يُتابع عليه جعفر، وليس هو بالقوي في سعيد بن جبير "، وأقره الذهبي في " الميزان " (2/ 148) ثم قال: " قد روى عمار الدهني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كرسيه موضع قدمه، والعرش لا يقدر قدره ".
فكأنه يشير إلى أن هذه الرواية هي المحفوظة.
وقال ابن كثير في " تفسيره " (1/ 457): " وعن ابن عباس وسعيد بن جبير أنهما قالا في قوله – تعالى – {وسع كرسيه السموات والأرض}، أي: علمه، والمحفوظ عن ابن عباس كما رواه الحاكم في مستدركه وقال: إنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه، من طريق سفيان الثوري، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه قال: " الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر قدره إلا الله – عز وجل – ".
وقال أبومنصور الأزهري في " تهذيب اللغة " (10/ 54): " والذي روي عن ابن عباس في الكرسي أنه العلم، فليس مما يثبته أهل المعرفة بالأخبار ".
قلت: هذا الإسناد ظاهره أنه حسن، ولكنه منكر؛ فإن رجاله ثقات سوى جعفر بن أبي المغيرة وثقه أحمد وابن حبان (تهذيب التهذيب 1/ 388)، ولكن سبق قول ابن منده: " ليس بالقوي في سعيد بن جبير "، وهذا فيه زيادة علم، فنضعفه في سعيد بن جبير، هذا وقد خولف فيه كما سيأتي.
وخالف مطرف، سفيان الثوري فرواه في " تفسيره " – كما في " فتح الباري " (1/ 47) – عن جعفر، عن سعيد بن جبير موقوفاً.
وأخرجه عنه ابن حجر في " تغلق التعليق " (4/ 185)، وعلّقه البخاري في " صحيحه " (1/ 46 – فتح).
والعهدة في هذا الاختلاف على جعفر بن أبي المغيرة نفسه.
وخالف جعفر بن أبي المغيرة، مسلم البطين فرواه عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله – تعالى –: {وسع كرسيه السموات والأرض}، قال: " الكرسي: موضع القدمين، ولا يقدر أحد قدره ".
أخرجه الدارقطني في " الصفات " (36)، و " النزول " (ص 49)، والخطيب في " تاريخ بغداد " (5/ 251).
عن أحمد بن منصور الرمادي، عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن سفيان، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، به.
وهذا الإسناد صحيح؛ مسلم البطين احتج به مسلم، ووثقه أحمد وابن معين وأبوحاتم والنسائي وابن حبان (تهذيب التهذيب 5/ 431).
وعمار الدهني وثقه أحمد وابن معين وأبوحاتم والنسائي وابن حبان (تهذيب التهذيب 4/ 255).
وبقية رجاله ثقات.
وقد توبع أحمد بن منصور الرمادي، فتابعه محمد بن معاذ، عن أبي عاصم، به.
¥(41/431)
أخرجه الحاكم في " المستدرك " (2/ 282)، وقال: " صحيح على شرط الشيخين "، ووافقه الذهبي.
وتابعهما محمد بن بشار، عن أبي عاصم، به.
أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " (ص 107).
وتابعهم الحسن بن علي، عن أبي عاصم، به.
أخرجه أبوجعفر بن أبي شيبة في " كتاب العرش " (61).
وتابعهم أبومسلم الكجي، عن أبي عاصم، به.
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " (5/ 251)، والهروي في " الأربعين في دلائل التوحيد " (14)، والطبراني في " كتاب السنة "، ومن طريقه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " (10/ 311 / 332).
أبومسلم الكجي وثقه الدارقطني (سير أعلام النبلاء 13/ 424)، وقال الذهبي (13/ 423): " الشيخ الإمام الحافظ المعمر شيخ العصر ".
وقد اضطرب فيه أبومسلم فرواه مرة أخرى عن أبي عاصم، عن سفيان، عن عمار الدهني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به.
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (12/ 39 / 12404)، ومن طريقه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " (10/ 310 / 331).
وقال الهيثمي في " المجمع " (6/ 323): " رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح ".
قلت: هذا الإسناد منقطع؛ عمار الدهني لم يسمع من سعيد بن جبير كما قال أبوبكر بن عياش (تهذيب التهذيب 4/ 255).
وقد توبع عليه أبا عاصم نفسه فتابعه عليه من هذا الوجه، عبدالرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عمار الدهني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به.
أخرجه عبدالله بن أحمد في " السنة " (2/ 454 / 1020) عن أبيه، وأبوالشيخ في " العظمة " (2/ 584 / 28) عن محمد بن المثنى، كلاهما عن ابن مهدي، به.
وهذا الإسناد منقطع، كما سبق.
وخالفهم أحمد بن حنبل ومحمد بن المثنى، يعقوب بن إبراهيم فرواه عن ابن مهدي، عن سفيان، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به.
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " (5/ 251).
ويعقوب بن إبراهيم هو ابن كثير مولى عبدالقيس، احتج به الشيخان، ووثقه النسائي وابن حبان، وقال أبوحاتم: " صدوق ".
وتابع أبا عاصم عليه من الوجه الأول، وكيع فرواه في " تفسيره " – كما في " تفسير ابن كثير " (1/ 457) –، عن سفيان، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به.
وأخرجه عنه عبدالله بن أحمد في " السنة " (1/ 301 / 586) و (2/ 454 / 1021)، و ابن خزيمة في " التوحيد " (ص 108)، وعثمان بن سعيد الدارمي في " نقض بشر المريسي " (1/ 400 و 412 و 423)، والدارقطني في " الصفات " (37)، والهروي في " الأربعين في دلائل التوحيد " (14)، والخطيب في " تاريخ بغداد " (5/ 251).
وهذا الإسناد صحيح.
وتابع سفيان، قيس فرواه عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به.
أخرجه الفريابي – كما في " الدر المنثور " (2/ 17) –، ومن طريقه أبوالشيخ في " العظمة " (2/ 582).
وإسناده صحيح.
وخالف أبا عاصم الضحاك بن مخلد وعبدالرحمن بن مهدي ووكيع، أبوأحمد الزبيري فرواه عن سفيان، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، موقوفاً عليه من قوله.
أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " (3/ 16).
وهذا الإسناد منكر؛ أبوأحمد الزبير هو عبدالله بن الزبير ثقة ثبت إلا أنه قد يُخطئ في حديث الثوري كما في " التقريب " (2/ 95)، وقد أخطأ في هذا الأثر.
وخالف أحمد بن منصور الرمادي ومحمد بن معاذ ومحمد بن بشار والحسن بن علي وأبومسلم الكجي، شجاع بن مخلد فرواه في " تفسيره " – كما في " الرد على الجهمية " لابن منده (ص 45)، و " تاريخ بغداد " (5/ 251)، و " تفسير ابن كثير " (1/ 457)، و " البداية والنهاية " (1/ 13) – عن أبي عاصم، عن سفيان، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: سئل النبي – صلى الله عليه وسلم – عن قول الله – تعالى – {وسع كرسيه السموات والأرض}، قال: " كرسيه: موضع قدمه، والعرش لا يقدر قدره إلا الله – عز وجل – ".
¥(41/432)
وأخرجه عنه العقيلي في " الضعفاء " – كما في " تهذيب التهذيب " (2/ 482)، و " تغليق التعليق " (4/ 186)، و " فتح الباري " (8/ 47) –، والطبراني في " كتاب السنة " – كما في " فتح الباري " (8/ 47) –، وابن منده في " الرد على الجهمية " (ص 44)، وابن مردويه في " تفسيره " – كما في " تفسير ابن كثير " (1/ 457) –، والخطيب في " تاريخ بغداد " (5/ 251) – ومن طريقه ابن الجوزي في " العلل المتناهية " (1/ 22 / 4)، وأبوالحسن علي بن عمر الحربي في " فوائده " – كما في " فتح الباري " (8/ 47) –، والضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " (10/ 311 – 310/ 333)، وابن الجوزي في " العلل المتناهية " (1/ 22 / 4).
قال ابن الجوزي: " هذا الحديث وهم شجاع بن مخلد في رفعه، فقد رواه أبومسلم الكجي وأحمد بن منصور الرمادي كلاهما عن أبي عاصم فلم يرفعاه، ورواه عبدالرحمن بن مهدي ووكيع كلاهما عن سفيان فلم يرفعاه بل وقفاه على ابن عباس، وهو الصحيح.
وكان ابن عباس يفسر معنى الكرسي وأنه موضع قدمي الجالس؛ ليخرجه عن قول من يقول: أن الكرسي بمعنى العلم ".
وقال العقيلي: " إن رفعه خطأ ".
وقال ابن كثير في " تفسيره " (1/ 457): " وهو غلط ".
وقال في " البداية والنهاية " (1/ 13): " والصواب أنه موقوف على ابن عباس ".
وقال ابن أبي العز في " شرح العقيدة الطحاوية " (ص 369): " وقد روي مرفوعاً، والصواب أنه موقوف على ابن عباس ".
وقال (ص 371): " والظاهر أنه من جراب الكلام المذموم ".
قلت: شجاع بن مخلد وإن كان ثقة – فقد وثقه أحمد وابن معين وأبوزرعة وابن حبان (تهذيب التهذيب 2/ 482) – إلا أنه قد خالفه من هو أوثق منه فرووه موقوفاً على ابن عباس كما سبق.
الخلاصة:
يتلخص مما سبق أن ما روي عن ابن عباس أن كرسيه علمه منكر، والمحفوظ عنه أنه قال: " الكرسي: موضع القدمين "، وعندي أن عمار الدهني كان يرويه على الوجهين متصلاً ومرسلاً، هذا إن لم نرجح المتصل.
وقد رجح ابن جرير الطبري في " تفسيره " (1/ 17) تفسيره بالعلم، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وسيكون لنا بحث في الرد عليه وبيان أن معنى الكرسي هو موضع القدمين.
وأقول: إن مثل هذا لا يُقال من قِبل الرأي، وابن عباس لم يكن من المكثرين من الأخذ عن أهل الكتاب، ولكن عندي أن هذا الأثر ليس حكم الرفع؛ لأن ذلك المعنى معروف في لغة العرب، وراجع " لسان العرب " (6/ 194).
وله شاهد عن أبي موسى الأشعري قال: " الكرسي موضع القدمين، وله أطيط كأطيط الرحل ".
أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " (3/ 15)، وعبدالله بن أحمد في " السنة " (1/ 302 – 303/ 588)، وأبوجعفر بن أبي شيبة في " كتاب العرش " (60)، وأبوالشيخ في " العظمة " (3/ 627 / 56)، والبيهقي في " الأسماء والصفات " (ص 509 – 510).
من طريق عبدالصمد بن عبدالوارث، قال: ثني أبي، قال: ثني محمد بن جحادة، عن سلمة بن كهيل، عن عمارة بن عمير، عن أبي موسى، قال: " الكرسي: موضع القدمين، وله أطيط كأطيط الرحل ".
قال الألباني في " مختصر العلو " (ص 124): " إسناده موقوف صحيح ".
قلت: بل ضعيف؛ فإن رجاله ثقات رجال الشيخين، ولكن عمارة بن عمير لا يُعرف له رواية عن أبي موسى، وإنما يروي عن ابنه إبراهيم.
وأما قول الكوثري في " التعليق على الأسماء والصفات " (ص 510): " ذكره البخاري في الضعفاء ".
فقد تعقبه الألباني يقوله: " كذا قال، هو خطأ محض، ولست أدري إذا وقع ذلك منه سهواً أم عمداً، فالرجل قد بلونا منه المغالطة التي تشبه الكذب نفسه، كما بين ذلك العلامة اليماني في رده العظيم عليه المسمى: " التنكيل بما جاء في تأنيب الكوثري من الأباطيل "، أقول هذا لأن عمارة بن عمير تابعي ثقة اتفاقاً، وقد أخرج له الشيخان في " صحيحيهما "، وقال الحافظ: " ثقة ثبت "، ومثله لا يمكن أن يخفى على مثل الكوثري، وليس هو في " ضعفاء البخاري " كما زعم، وإنما فيه عمارة بم جوين وهذا متروك! فغفرانك اللهم ". ا هـ.
وعبدالصمد بن عبدالوارث صدوق صالح الحديث كما قال أبوأحمد الحاكم (تهذيب التهذيب 3/ 455).
¥(41/433)
ولكن الأثر ثابت عن أبي موسى فقد عزاه ابن حجر في " الفتح " (1/ 47)، والسيوطي في " الدر المنثور " (2/ 17)، إلى ابن المنذر، وقال ابن حجر: " إسناده صحيح ".
وله شاهدين مرفوعين، عن أبي هريرة وأبي ذر.
فأما حديث أبي هريرة فد رواه ابن مردويه في " تفسيره " – كما في " تفسير ابن كثير " (1/ 457) – من طريق الحكم بن ظهير الفزاري الكوفي، عن السدي، عن أبي، عن أبي هريرة، مرفوعاً.
قال ابن كثير: " لا يصح ".
قلت: هذا الإسناد منكر جداً؛ الحكم بن ظهير قال البخاري: " متروك الحديث، تركوه "، وقال أبوحاتم: " متروك الحديث، لا يكتب حديثه "، وقال أبوزرعة: " واهي الحديث، متروك الحديث "، وقال ابن معين: " ليس بثقة " (تهذيب التهذيب 1/ 575).
وقد خالفه أسباط بن نصر فرواه عن السدي موقوفاً.
أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " (1/ 14).
وهذا أصح، ولكنه ضعيف أيضاً؛ فإن أسباط صدوق كثير الخطأ كما في " التقريب " (1/ 76).
وقد خالفهما إسرائيل فرواه عن السدي، عن أبي مالك في قوله – عز وجل –: {وسع كرسيه السموات والأرض}، قال: " إن الصخرة التي تحت الأرض السابعة ومنتهى الخلق على أرجائها أربعة من الملائكة، لكل مالك منهم أربعة وجوه وجه إنسان، ووجه أسد، ووجه نسر، ووجه ثور، فهم قيام عليها، قد أحاطوا، وضوء والسموات ورؤوسهم تحت الكرسي، والكرسي تحت العرش "، قال: " وهو واضع رجليه – تبارك وتعالى – على الكرسي ".
أخرجه عبدالله بن أحمد في " السنة " (1/ 303 / 589) حدثني أبي، نا رجل، ثنا إسرائيل، به.
وإسناده ضعيف؛ لجهالة شيخ أحمد فيه.
وأما حديث أبي ذر فرواه أبوالشيخ في " العظمة " (2/ 587 / 31) من طريق أصبغ بن الفرج، قال: سمعت عبدالرحمن بن زيد بن أسلم، يقول عن أبيه: إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: " ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس "، قال ابن زيد: فقال أبوذر – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم –: " ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض، والكرسي موضع القدمين ".
وهذا الإسناد رجاله ثقات سوى عبدالرحمن بن زيد بن أسلم قال ابن معين: " ليس حديثه بشيء "، وقال أبوحاتم: " ليس بقوي في الحديث، كان في نفسه صالحاً، وفي الحديث واهياً "، وقال أبوزرعة: " ضعيف "، وقال ابن الجوزي: " أجمعوا على ضعفه " (تهذيب التهذيب 3/ 363 – 364).
وأخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " (1/ 16) من طريق ابن وهب، عن ابن زيد، به، ولكنه لم يذكر: " والكرسي موضع القدمين ".
وحديث أبي ذر بدون هذه اللفظة له طرق لا تزيده إلا وهناً، خلافاً لمن صححه من الأفاضل، بيناها في موضع آخر.
وللفائدة:
فعن العباس بن محمد الدوري، قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام، وذكر الباب الذي يروى فيه: حديث الرؤية والكرسي موضع القدمين ..... فقال: " هذه أحاديث صحاح، حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض، وهى عندنا حق لا شك فيها، ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه وكيف ضحك؟ قلنا: " لا يُفسر هذا، ولا سمعنا أحداً يفسره ".
أخرجه ابن منده في " التوحيد " (3/ 116 / 522)، الدارقطني في " الصفات " (57)، والخلال في " السنة " (311)، والآجري في " التصديق بالنظر " (11) أو " الشريعة " (2/ 10 / 622)، وأبوعبدالله الدقاق في " مجلس إملاء في رؤية الله " (7)، واللالكائي في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة " (3/ 526 / 928).
وقال أبونعيم في " محجة الواثقين " – كما في " مجموعة الفتاوى " (5/ 60) –: " وليس كرسيه علمه كما قالت الجهمية ".
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب
أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي
ليلة الاثنين 28 / رجب / 1425
مصر - الإسكندرية
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 09 - 04, 05:07 م]ـ
أحسنت وأجدت حفظك الله
--------------------------------------------------------------------------------
فائدة قال ابن بطة في الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ج:3 ص:337
حدثنا عمر بن أحمد بن شهاب قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا أبو عاصم النبيل عن سفيان عن عمار الدهني عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس وسع كرسيه السموات والأرض قال موضع القدمين ولا يقدر قدر عرشه
وهو نفس الطريق الذي ذكرته في متابعة أبي مسلم الكجي
وقولك وفقك الله ((قال الألباني في " مختصر العلو " (ص 124): " إسناده موقوف صحيح ".
قلت: بل ضعيف؛ فإن رجاله ثقات رجال الشيخين، ولكن عمارة بن عمير لا يُعرف له رواية عن أبي موسى، وإنما يروي عن ابنه إبراهيم.))
فكلام جيد وهو مما ذكره السقاف في التناقضات (2/ 290).
وونتظر الرد الذي ذكرته وفقك الله.
¥(41/434)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 09 - 04, 01:27 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل أبا عمر.
وللفائدة:
فقد ذكر الشيخ الألباني في " الصحيحة " (1/ 226) عدة أحاديث منها حديث " الكرسي موضع القدمين "، ثم قال: " وهذا كله لا يصح مرفوعاً ".
فهذا يدل على أن الشيخ لا يرى أن لهذا الأثر حكم الرفع، وأيضاً في تصحيحه له موقوفاً في " مختصر العلو " - كما سبق - دون الإشارة إلى أن له حكم الرفع، يدل على ذلك.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 09 - 04, 09:20 م]ـ
وحديث أبي ذر بدون هذه اللفظة له طرق لا تزيده إلا وهناً، خلافاً لمن صححه من الأفاضل، بيناها في موضع آخر
هذا الكلام تبين لي خطئه، أسأل الله - تعالى - أن يتجاوز عني إنه سميع مجيب.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=109909#post109909
ـ[تركي النجدي]ــــــــ[16 - 05 - 05, 03:09 م]ـ
قال ابن منده: " ولم يُتابع عليه جعفر، وليس هو بالقوي في سعيد بن جبير "، وأقره الذهبي في " الميزان " (2/ 148) ثم قال: " قد روى عمار الدهني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كرسيه موضع قدمه، والعرش لا يقدر قدره ".
فكأنه يشير إلى أن هذه الرواية هي المحفوظة
أخي أبو منهال وفقك الله وسدد على درب الحق خطاك
هل تبع أبن مندة والذهبي أحدٌ غيرهما في ذلك
ـ[السمحي]ــــــــ[01 - 08 - 05, 09:04 ص]ـ
اسأل الله ان ينفعكم بعلمكم في الدنيا والاخرة وان يجزل لكم الاجر والمثوبة
ـ[فيصل]ــــــــ[01 - 08 - 05, 11:30 ص]ـ
أخي أبو منهال وفقك الله وسدد على درب الحق خطاك
هل تبع أبن مندة والذهبي أحدٌ غيرهما في ذلك
سبقهم الإمام الحافظ أبو سعيد الدارمي في نقضه على المريسي.
ـ[السبيل]ــــــــ[26 - 08 - 05, 06:13 م]ـ
وقال العقيلي: إن رفعه خطأ، ثم هذا التفسير غريب، وقد روى ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس أن الكرسي موضع القدمين. [فتح الباري 8/ 199، ط دار المعرفة].
جعفر ابن ابي المغيرة: إبن حجر؛ صدوق يهم، تقريب 1/ 133. فهو من المرتبة الخمسة عند إبن حجر أي أنه لايحتج به فكيف وليس له متابع؟
لعل توثيق أحمد له يشير إلى صلاحه في نفسه فقد قال: جعفر ليس بالمشهور. [موسوعة أقوال الإمام احمد بن حنبل في رجال الحديث وعلله، عالم الكتب 1/ 202 رقم الترجمة 392]
"وسع كرسيه" الكرسي الظاهر أنه الجسم الذي وردت الآثار بصفته ... وقال بعض السلف إن الكرسي هنا عبارة عن العلم ... ورجح هذا القول ابن جرير الطبري؛ وقيل كرسيه .... والحق القول الأول ولا وجه للعدول عن المعنى الحقيقي إلا مجرد خيالات تسببت عن جهالات وضلالات. [الشوكاني، فتح القدير 1/ 412]
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[11 - 02 - 06, 04:00 م]ـ
شكرا لك بلدينا جزاك الله خيرا وشكرا لابى الفرج الكنانى
ـ[أبو حذيفة الدرعمي]ــــــــ[12 - 02 - 06, 11:09 ص]ـ
أيها الأحبة جزاكم الله خيرا أفيدوني في حكم أثر ابن عباس رضى الله عنهما الذي أخرجه الطبري وابن كثير ونصه:"أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجنا من بيوتهن لحاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن ويبدين عينا واحدة".
سامحوني إن كان فيه خطأ؛ فأنا أكتبه من الذاكرة
وجزى الله أخانا مصطفى سعد خير الجزاء على أدبه وخلقه ولا أزكيه على الله.
ـ[ناصر الاحمد]ــــــــ[15 - 02 - 06, 03:00 ص]ـ
للفائدة: فقد تعقب الشيخ العباد الحاكم في قوله عن رواية ابن عباس انها على شرط الشيخين ولم يخرجاها كما في " مستدركه " (2/ 282) بقوله _كما في "قطف الجنى الداني" (ص70) _: وفي إسناده عمار الدهني وهو من رجال مسلم دون البخاري
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[15 - 02 - 06, 03:48 م]ـ
قال الأخ أبو المنهال الآبيضي وفقه الله:
بل ليس على شرط مسلم _أيضًا_؛ فإن مسلم لم يخرج لعمار الدهني روايته عن مسلم البطين، وقد قال السخاوي في ((فتح المغيث)) (1/ 57): ((وإنما يتم الشرط إذا أخرج لرجال السند بالصورة المجتمعة)).
وانظر: ((صيانة صحيح مسلم)) لابن الصلاح (ص 100) - وعنه: ابن حجر ((جزء حديث ماء زمزم)) (ص 50 - بتحقيقنا) -، وابن حجر في ((النكت)) (ص 58 و82 - ط العلمية).
ـ[خالد صالح]ــــــــ[18 - 08 - 06, 01:37 م]ـ
- قال الشيخ العلامة فالح بن مهدي في شرح التدمرية ص 173: (وهذا المعنى الذي ذكره ابن عباس هو المشهور بين أهل السنة، وهو المحفوظ عنه، وما روي أنه العلم فغير محفوظ عنه).
- وقال الشيخ البراك في شرح التدمرية ص 219: (الذي عليه أكثر أهل السنة: أن الكرسي موضع القدمين، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 08 - 06, 05:40 م]ـ
وقال أبومنصور الأزهري في " تهذيب اللغة " (10/ 54): " والذي روي عن ابن عباس في الكرسي أنه العلم، فليس مما يثبته أهل المعرفة بالأخبار ".
لا أدري لم ترك الأخ الفاضل بقية كلام الأزهري على أهميته وهو:
والصحيح عن ابن عباس في الكرسي ما رواه الثوري وغيره عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: الكرسيُّ: موضع القدمين، وأما العرش فإنه لا يُقدر قدره، وهذه رواية اتفق أهل العلم صحتها، والذي روى عن ابن عباس في الكرسي أنه العلم، فليس مما يثبته أهل المعرفة بالأخبار.
¥(41/435)
ـ[خالد صالح]ــــــــ[19 - 08 - 06, 03:20 ص]ـ
إن مثل هذا لا يُقال من قِبل الرأي، وابن عباس لم يكن من المكثرين من الأخذ عن أهل الكتاب، ولكن عندي أن هذا الأثر ليس حكم الرفع؛ لأن ذلك المعنى معروف في لغة العرب، وراجع " لسان العرب " (6/ 194).
سئل شيخنا حمد التويجري:
س: الكرسي موضع القدمين، قاله ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بسند صحيح، وذكرتَ أنه موقوف، وأهل العلم يقولون: إن ابن عباس ينقل عن بني إسرائيل، فإن لم يرفعه إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فلا يؤخذ بالعقائد، فما هو الصحيح، وجزاكم الله خيرا؟
ج: نعم، هذا الأثر روي موقوفا على ابن عباس وأبي موسى، ليس فقط ابن عباس، لكن العلماء قالوا: إن هذا القول مما لا يقال بالرأي فله حكم الرفع نعم.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 09:17 ص]ـ
سئل شيخنا حمد التويجري:
س: الكرسي موضع القدمين، قاله ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بسند صحيح، وذكرتَ أنه موقوف، وأهل العلم يقولون: إن ابن عباس ينقل عن بني إسرائيل، فإن لم يرفعه إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فلا يؤخذ بالعقائد، فما هو الصحيح، وجزاكم الله خيرا؟
ج: نعم، هذا الأثر روي موقوفا على ابن عباس وأبي موسى، ليس فقط ابن عباس، لكن العلماء قالوا: إن هذا القول مما لا يقال بالرأي فله حكم الرفع نعم.
وهل يصح أن نقول في حق الصحابة أنهم كانوا ينقلون عن بني إسرائيل في صفات الله عز وجل
ما لا يليق به تعالى
هذا تصرفٌ نستهجنه من آحاد الناس
فكيف ننسبه للصحابة؟
ـ[خالد صالح]ــــــــ[22 - 08 - 06, 11:50 ص]ـ
يا أخي أنا نقلت كلام شيخنا فقط، فاعذرني.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 10:01 م]ـ
يا أخي أنا نقلت كلام شيخنا فقط، فاعذرني.
لم أقصد التثريب عليك
ولا على الشيخ
بارك الله فيكم
وإنما أردت توضيح فكرة
ـ[أم خباب]ــــــــ[11 - 12 - 07, 10:16 م]ـ
أود الإستفسار عن حديث أبي ذر (ما الكرسي في العرش .. الحديث
فقد صححه جاعة وضعفه أخرون، بماذا عُل عند من يرى ضعفه؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[12 - 01 - 08, 04:03 ص]ـ
أود الإستفسار عن حديث أبي ذر (ما الكرسي في العرش .. الحديث
فقد صححه جاعة وضعفه أخرون، بماذا عُل عند من يرى ضعفه؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=109909#post109909
ـ[أحمد يس]ــــــــ[15 - 01 - 08, 03:53 م]ـ
هل قول ابن عباس وأبي موسى (الكرسي موضع القدمين) تفسير لغوي للكرسي أم المقصود بالقدمين فيه إثبات القدمين لله تعالى؟
وقد قرأت في بعض الكتب -كتفسير ابن كثير- رواية أخرى لهذا الأثر (كرسيه موضع قدميه) فهل صح هذا اللفظ من أي طريق؟
نرجو التوضيح.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 01 - 08, 08:03 م]ـ
هل قول ابن عباس وأبي موسى (الكرسي موضع القدمين) تفسير لغوي للكرسي أم المقصود بالقدمين فيه إثبات القدمين لله تعالى؟
وقد قرأت في بعض الكتب -كتفسير ابن كثير- رواية أخرى لهذا الأثر (كرسيه موضع قدميه) فهل صح هذا اللفظ من أي طريق؟
نرجو التوضيح.
الآية تتكلم عن كرسي رب العالمين
فالتفسير لا يتناول إلا كرسي رب العالمين
وإلا لكانوا يتكلمون عن أمر خارج تفسير الآية
قاتل الله المفوضة
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[20 - 05 - 09, 06:26 م]ـ
ضعَّفَ الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - قولَ أهل المصطلح بأن ابن عباس - رضي الله عنهما - كان ممن يأخذ من أهل الكتاب.
قال في "القول المفيد" (ص431 - ط. الجديدة):
"تنبيه:
قولنا: "وابن عباس ممن يروي عن بني إسرائيل" قولٌ مشهور عند علماء المصطلح، لكن فيه نظر، فإن ابن عباس - رضي الله عنهما - ممن ينكر الأخذ عن بني إسرائيل، ففي " صحيح البخاري" (5/ 291 - فتح) أنه قال: "يا معشر المسلمين! كيف تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيه - صلى الله عليه وسلم - أحدث الأخبار بالله تقرؤونه لم يشب، وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم الكتاب؟! فقالوا: هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً، أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم؟! ولا والله ما رأينا منهم رجلاً يسألكم عن الذي أنزل عليكم ".
وفق الله الجميع.
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[20 - 05 - 09, 07:03 م]ـ
السلام عليكم
قاتل الله المفوضة
يا أخي اطلب من الله السلامة في الدنيا والآخرة وادع مع جميع المسلمين فمن المفوضة من كانوا أئمة وحفاظا وعلماء ربانيين أفندعوا علهم بأن يقاتلهم الله لا حول ولا قوة الا بالله
والله ما كنت أنا من المفوضة والحمد لله لكن أخي لا تكن لعانا ولا سبابا والرفق الرفق فماذا يفيد ان قاتلهم الله بل حب لأخيك ما تحب لنفسك وقل هداهم الله فلعلك رأيت منهم هذا الأمر وخفي عليك من نفسك أمر جلل.فما أسعد المسلم أن يدخل جميع المسلمين الجنة وأن لا يقاتلهم الله كما قلت بل يهديهم ان كانوا أحياء ويغفر لهم ان كانوا أمواتا.
¥(41/436)
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[07 - 02 - 10, 04:11 م]ـ
السلام عليكم
ضعف بعض الأشاعرة أثر "الكرسي موضع القدمين" كما يلي، بخلاف الحنابلة حيث ضعفوا أثر "الكرسي العلم".
فما رأي الإخوة بارك الله فيكم؟
تضعيف الأشاعرة لأثر الكرسي موضع القدمين:
المسألة الثامنة: ماجاء في القدمين
أخرج عثمان الدارمي بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدره إلا الله عز وجل). ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1))
وقد تهافت بعض المحدثين على هذا الخبر فخرجوه في كتب السنة، وخرَّجه الهروي تحت عنوان " باب وضع الله عز وجل قدمه على الكرسي " ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2)) وأخرجه ابن مندة تحت عنوان " خبر آخر يدل على ما تقدم من ذكر القدمين " ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3))
وتصرف الرواة في ألفاظه فأخرجه عبد الله في السنة بسنده عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (إن الكرسي الذي وسع السموات والأرض لموضع قدميه وما يقدِّر قدْرَ العرش إلا الذي خلقه، وإن السموات في خلق الرحمن جل وعز مثل قبة في صحراء) ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn4)) وهو مخالف للمحفوظ عن ابن عباس رضي الله عنهما. بل رفعه بعضهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn5))
وزاد بعضهم بوصف الكرسي في ما أخرجه عبد الله بسنده عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: (الكرسي موضع القدمين وله أطيط كأطيط الرحل) ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn6))
استدلالهم بـ (وهو واضع رجليه تبارك وتعالى على الكرسي):
وأخرجه عبد الله بسنده عن أبي مالك قال (إن الصخرة التي تحت الأرض السابعة ومنتهى الخلق على أرجائها أربعة من الملائكة، لكل ملك منهم أربعة وجوه وجه إنسان ووجه أسد ووجه نسر ووجه ثور فهم قيام عليها قد أحاطوا بالأرض والسموات ورؤوسهم تحت الكرسي، والكرسي تحت العرش. قال: وهو واضع رجليه تبارك وتعالى على الكرسي) ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn7))
وقد اضطربت مواقف القوم من هذه الأخبار باضطراب أسانيدها فبعد أن خرجها من خرجها في كتب السنة نجد الحافظ الذهبي يتردد في هذا الخبر ويقول في خبر عبد الصمد بن عبد الوارث: (ليس للأطيط مدخل في الصفات أبداً بل هو كإهتزاز العرش لموت سعد وكتفطر السماء يوم القيامة ونحو ذلك) ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn8)) وكأن الذهبي رحمه الله وقف على نكارة هذا المتن ولكن تردد في إنكاره بالكلية فذهب إلى ما ذهب إليه. وبقي سؤال كنا نحتاج الإجابة إليه أنه إذا كان هذا الخبر متعلقاً بالصفات وكان الشطر الثاني منه لا مدخل له في الصفات فهل نقبل هذا الخبر ونثبت به لله تعالى قدمين يضعهما على الكرسي كما ذهب إليه كثيرون غير من سبقوا ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn9))
أم هل نرضى بإحاطة هذا الخبر وتحصينه من التأويل والتفسير ونلتزم السكوت عنه كما حكاه الذهبي عن بعض المحدثين ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn10))
ثم كيف نفهم موقف محقق كتاب السنة وهو يحكم بتضعيف هذه الأحاديث التي وضغت تحت عنوان (سئل عن ما روي في الكرسي وجلوس الرب عز وجل عليه ورأيت أبي رحمه الله يصحح هذه الأحاديث أحاديث الرؤية ويذهب إليها وجمعها في كتاب وحدثنا بها) ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn11)) فما قيمة تضعيفه إذا كان الإمام أحمد قد صححها؟ ثم إذا ترتب على تصحيحها إثباتُ الصفات بها والإعتقادُ بمضمونها فبأي وجهٍ ترَك المحقق عقيدةً يحكيها عن إمام السلف؟ وهل يحق لغير المحقق أن ينكر خبراً في الصفات صححه الأمام أحمد؟ وما قيمة حكاية العقائد عن السلف إذا كان لا يوجب الإعتقادَ بما يعتقدون به؟
ومن أعجب ما في الكلام على هذا الخبر قول أحدهم شارحاً: (يبين ابن عباس رضي الله عنه بأن هذا الكرسي الذي وسع السموات والأرض هو موضع القدمين أي أن الله يضع قدميه عليه ويستوي على عرشه فإن السلف يقولون عن هذا الكرسي بأنه بين يدي العرش كالمرقاة إليه) ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn12)) فهل يقال بعد هذا إن القدمين صفة من صفاته لا على سبيل الجارحة والعضو؟ وهل يَقْبل مثل هذا الكلام ترقيعاً بالبلكفة؟
¥(41/437)
ومن هذا القبيل أيضاً قول ابن عثيمين رحمه الله وهو يحاول نفي إحاطة الجهة بالله تعالى فيقول: ( .. وليست جهةَ علوٍ تحيط به لأنه تعالى وسع كرسيه السموات والأرض وهو موضع قدميه فكيف يحيط به تعالى مخلوق من مخلوقاته)! ([13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn13)) فلو كانت القدمان صفتين لا جارحتين فهل تقارن بالحجم مع الكرسي! وما يمتنع إحاطة المخلوقات به لأن موضع قدميه يسع السموات والأرض كيف لا يكون حجمياً أيضاً وكل هذه المقارنة مقارنة حجمية؟
أما أهل السنة فقد أعاذهم الله من مثل هذا الاضطراب ففهموا من خبر ابن عباس بروايته الأولى أنه تفسير لغوي للفظ الكرسي لا علاقة له بأخبار الصفات البتة ولم يخلطوا فيه ما خلطه الرواة في ألفاظه. قال ابن عطية: (يريد هو من عرش الرحمن كموضع القدمين من أسرة الملوك فهو مخلوق عظيم بين يدي العرش نسبته إليه كنسبة الكرسي إلى سرير الملك) ([14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn14))
وقال السيوطي: (ويوضحه ما أخرجه ابن جرير عن الضحاك في الآية قال كرسيه الذي يوضع تحت العرش الذي تجعل الملوك عليه أقدامهم) ([15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn15))
وهذا هو الذي يتعين المصير إليه لأن إضافة القدمين في الخبر تقتضي التجسيم، ولن ينجي من ذلك عدُّ القدمين من الصفات، لأن الصفات لا يكون لها موضع توضع فيه. وأخيراً كيف يجيب من جعل الكرسيَ موضعاً لقدميه عن العرش هل هو موضع أيضاً؟ فإن كان موضعاً لشي غير القدمين فما هو؟ وإن لم تكن ذات الباري سبحانه قابلة للموضع فكيف كانت القدمان قابلة لذلك؟
ومما استدلوا به أيضاً خبر عن وهب بن منبه:
أخرج عبد الله بن أحمد بسنده عن وهب بن منبه (أنه ذكر من عظمة الله عز وجل فقال إن
السموات السبع لفي الهيكل ([16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn16)) وإن الهيكل لفي الكرسي، وإن قدميه لعلى الكرسي، وهو يحمل الكرسي، وقد عاد الكرسي كالنعل في قدميه) ([17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn17))
وقد اختلفت مواقف القوم من هذا الخبر فقد خرجه عبد الله والخلال في السنة. واستشهد به ابن تيمية من غير إنكار ولا تنبيه على ما فيه. ([18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn18)) وذكره الحافظ الذهبي في العلو وتحايد الكلام على ما فيه من وصف الله عز وجل إلى ما فيه من وصف الهيكل والبحر فقال: (كان وهب من أوعية العلوم لكنْ جُلُّ عِلمه عن أخبار الأمم السالفة، كان عنده كتب كثيرة إسرائيلياتٌ كان ينقل منها، لعله أوسع دائرة من كعب الأحبار. وهذا الذي وصفه من الهيكل وأن الأرضين السبع يتخللها البحر وغير ذلك فيه نظر والله أعلم فلا نرده ولا نتخذه دليلاً) ([19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn19)). ونقل محقق العظمة رضا الله المباركفوري نفس كلام الذهبي في موقفه من هذا الخبر. ([20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn20))
أما محقق كتاب السنة فعمم هذا الموقف على جملة ما في الخبر فقال: (وكلام وهب من الإسرائيليات التي لا تصدق ولا تكذب والله أعلم) ([21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn21))
وكل هذه المواقف مواقف باردة، فيها نظرٌ من وجوه
الأول: أنه يتعين على من حكى هذا الخبر أن ينبه إلى ما فيه ولا يسعه أن لا يصدق ولا يكذب لأنه ينقل ما زعم أنه ذِكرٌ لعظمة الرب وقد اتفق القوم عند الكلام على ما جاء في خبر الحبر الذي ذكر الأصابع أنه لو كان باطلاً لتعين على الرسول صلى الله عليه وسلم الإنكار عليه. فإما أن يكون هذا الخبر فيه باطل لا يليق بالله عز وجل فيتعين الإنكار أيضاً ولا يكتفى بعدم التصديق والتكذيب. وإما أن يكون السكوت دليلاً على عدم التصديق والتكذيب معاً فيبطل ما ذكروه في كلام الحبر وأن النبي صلى الله عليه وسلم صدَّق الحبر. أما أن يكون في كل خبر منهجٌ مادام يوصل إلى الإثبات فهذا ليس من الرزانة العلمية في شيء.
الثاني: هب أنه لا يجب التكذيب ولا التصديق فهذا ما لم يفعله من خرجه في السنة كما فعل
عبد الله والخلال، ولا من استشهد به في كتب العقيدة كما فعل ابن تيمية والحافظ الذهبي. فأين تركُ التصديق والتكذيب من الاحتجاج به في كتب السنة والاستشهاد به في مسائل العقيدة؟ وأين ذلك من تصريح الذهبي بأن ما جاء به وهب من وصف الهيكل هو الذي لا يصدق ولا يكذب؟
¥(41/438)
الثالث: أن كلام وهب هنا صريح في وصف الله عز وجل بالأبعاض والتجسيم. أم أن القوم يجدون لإثبات قدميه على الكرسي وجهاً يليق بجلاله أيضاً؟ أو يقال فيه: بلا كيف أيضاً؟
الرابع: هب أن كلام وهب مما يثبت به عقائد المسلمين في ربهم لكن هذا الخبر لم يصح إسناده إليه فلو لم نعتقد به من جهة سنده لم يكن بذلك بأس أما أن نتهافت إلى الاحتجاج به ونحصنَه بإيجاب عدم التصديق والتكذيب فهذا مما لا يرتضيه المنهج العلمي مع عدم صحة الإسناد لو لم يكن متنه باطلاً فكيف وهو من أبطل الباطل لمخالفته قواطع التنزيه.
استدلالهم بـ (آخر وطأة الله عز وجل لبوج):
ومما استدلوا به أيضاً: ما أخرجه عبد الله بن أحمد بسنده عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه قال: (زعمت المرأة الصالحة خولة بنت حكيم رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج محتضنا أحد ابني ابنته وهو يقول والله إنكم لتجبنون وتبخلون وإنكم لمن ريحان الله عز وجل وإن آخر وطأة الله عز وجل لبوج ([22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn22))) ([23] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn23))
ومن العجيب أن يُحتج بهذا الخبر في كتاب خُصص للسنة فلولا أن مصنفه حمله على ظاهره لما خطر ببال عاقل أنه من أخبار الصفات. وأعجب منه قول أبي يعلى على طريقته بعد أن نقله: (وذكر الحميدي في مسنده بإسناده عن كعب أنه قال (وج) مقدس منه عرج الرب إلى السماء يوم خلق الأرض … اعلم أنه غير ممتنع على أصولنا حمل هذا الخبر على ظاهره و أن ذلك معنى يتعلق بالذات دون الفعل .. ) ([24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn24))
ثم تفرغ أبو يعلى لإبطال وجوه التأويل التي تكلفها بعض أهل السنة ([25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn25))، وأيد مسلكه بنقل كلام خطير ذكره ابن قتيبة فقال: (نقول إن لهذا الحديث مخرجاً حسناً قد ذهب إليه بعض أهل النظر وبعض أهل الحديث قالوا إن آخر ما أوقع الله عز وجل بالمشركين بالطائف وكانت آخر غزاة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بوج، ووج واد قبل الطائف وكان سفيان بن عيينة يذهب إلى هذا ([26] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn26)) … وهذا المذهب بعيد من الاستكراه قريب مع أني لا أقضي به على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأني قرأت في الإنجيل الصحيح أن المسيح عليه السلام قال للحواريين: ألم تسمعوا أنه قيل للأولين لا تكذبوا إذا حلفتم بالله تعالى ولكن اصدقوا، وأنا أقول لكم لا تحلفوا بشيء لا بالسماء فإنها كرسي الله تعالى ولا بالأرض فإنها موطئ قدميه ولا بأورشليم بيت المقدس فإنها مدينة ولا تحلف برأسك فإنك لا تستطيع أن تزيد فيه شعرة سوداء ولا بيضاء ولكن ليكن قولكم نعم نعم ولا لا وما كان سوى ذلك فإنه من الشيطان.
قال أبو محمد هذا مع حديث .. عن كعب قال إن وجاً مقدس منه عرج الرب إلى السماء يوم قضاء خلق الأرض ([27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn27)))([28] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn28))
وهذا من أعجب العجب فقد تنبه ابن قتيبة إلى حُسن هذا المخرج وبُعده عن الاستكراه لكنه تركه لأمر هو أقبح وأبعد من تكذيب هذا الخبر بالكلية وهو ما ظن أنه موافق لما ذكره من أخبار أهل الكتاب. ويجب التنبيه على أمور:
الأول: أن ابن قتيبة تنبه إلى ضعف احتمال إرادة الظاهر في الخبر المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وتنبه أيضاً إلى قوة الظاهر في نص التوراة وقول كعب إذ لا يكاد يحتمل من التأويل ما يحتمله الخبر الأول احتمالاً حسناً موافقاً للغة والشرع، لكنه تركه مراعاة لظاهر التوراة وقول كعب. وهذا هو الذي أشرنا إليه أن القوم لم يُرجِعوا ظواهرَ ما تشابه من النصوص إلى محكم التنزيه وما تقتضيه أساليب العربية بل تحاكموا فيها إلى تجسيمات أهل الكتاب ومنكرات الرواة.
الثاني: أن ابن قتيبة شهد بالصحة لما وجده في الإنجيل. فلو رفعنا رتبة الإنجيل الذي بين يديه في مراتب النقل وساويناه بمرويات المسلمين من الأخبار وعاملناه معاملتها لقضينا بالحكم عليه بالوضع لما في متنه من مخالفة قواطع التنزيه، أو بالنكارة على أضعف الإيمان.
الثالث: أنا لا نسلم ما ذكره ابن قتيبة أنه لا يقضي بهذا التأويل على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن الخبر لم يصل إلى رتبة الحسن فضلا عن الصحة أو القطع.
¥(41/439)
الرابع: أن نشير إلى هذا الورع في النفي، إذ يتورع ابن قتيبة من صرف خبر ضعيف الإسناد عن ظاهره إلى تأويل حسَّنه وجوَّده. فما أنفع هذا الورع لو لم يقابله في الإثبات جرأة على تصحيح الإنجيل المحرف وتصحيح متن منكر في سنده جهالة وانقطاع. فقد دأب القوم على أن يركبوا متن الضعيف الهالك ما دام يقودهم إلى الإثبات، فإذا أرادوا التنزيه تورعوا واحتاطوا خوفاً أن يعطلوا صفةً ما نص الله عز وجل على وصفِ نفسه بها في كتابه ولا نص عليها نبيه ولكنْ ترك إثباتها لظواهرَ محتمَلة ورواة ضعفة!!.
([1]) نقض عثمان بن سعيد 1/ 399، 412، 433 وأخرجه عبد الله في السنة 1/ 301 (586) و2/ 454 (1021) والهروي في الأربعين في دلائل التوحيد 56. من طرق عن وكيع عن سفيان عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدره إلا الله عز وجل. وخالف سلم بن جنادة الثقات من أصحاب وكيع في لفظه فقال "الكرسي موضع قدميه "أخرجه ابن خزيمة في التوحيد 108. وسلم بن جنادة هو أبو السائب الكوفي 254 هـ ثقة يخالف في حديثه وهذه من مخالفاته انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 4/ 129.
وتابع عبد الرحمن بن مهدي وكيع بن الجراح على روايته عن سفيان عند عبد الله بن أحمد في السنة 2/ 454 (1020) وأخرجه أبو الشيخ في العظمة 2/ 584 (218). وتابعه أيضاً عبد الرزاق الصنعاني في تفسيره3/ 251.
وهذا إسناد حسن لأن فيه عمار بن معاوية الدهنى 133 هـ وهو صدوق انظر ترجمته في تقريب التهذيب 408.
([2]) الأربعين في دلائل التوحيد 56
([3]) الرد على الجهمية1/ 21
([4]) 1/ 302 (590) 2/ 477 (1091) قال الألباني في مختصر العلو (102) إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات. وليس كما قال لأن في سنده إسحاق بن منصور السلولى 204 هـ وهو صدوق تكلم فيه للتشيع، انظر ترجمته فى تهذيب التهذيب1/ 251. يرويه عن إبراهيم بن يوسف بن إسحاق السبيعى عن أبيه عن عمار الدهني198 هـ وهو صدوق يهم، انظر ترجمته فى تهذيب التهذيب 1/ 183.وقد خالف المحفوظ من الرواية عن عمار الدهني.=
=وأخرجه بنحو هذا اللفظ الحاكم في المستدرك2/ 310. وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وليس كما قال لأن فيه محمد بن معاذ يرويه عن أبي عاصم مخالفاً للمحفوظ عن أبي عاصم. وهو مجهول روىعن أبي النعمان محمد بن الفضل وعمر بن الحسن الراسبي. ويروي عنه شيخ الحاكم أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي.
و أخرجه بنحو هذا اللفظ الطبري في تفسيره3/ 9 عن السدي بسند فيه أسباط بن نصر وهو صدوق كثير الخطأ انظر ترجمته فى تهذيب التهذيب 1/ 212.
([5]) وهو شجاع بن مخلد في روايته عن أبي عاصم الضحاك بن مزاحم عن سفيان الثوري. أخرجه ابن مندة في الرد على الجهمية 1/ 21. قال شجاع في حديثه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله جل وعز وسع كرسيه السموات والأرض قال كرسيه موضع قدمه والعرش لا يقدر قدره.
وأعله الحافظ ابن الجوزي في العلل المتناهية1/ 22 فقال: (هذا الحديث وهم شجاع بن مخلد في رفعه فقد رواه أبو مسلم الكجي واحمد بن منصور الرمادي كلاهما عن أبي عاصم فلم يرفعاه ورواه عبد الرحمن بن مهدي ووكيع كلاهما عن سفيان فلم يرفعاه بل وقفاه على ابن عباس وهو الصحيح) وذكر ذلك في ترجمته الحافظ فى تهذيب التهذيب 4/ 312.
وأخرجه من طريق ابن أبي عاصم موقوفا الدارقطني في الصفات1/ 30 من طريق أحمد بن منصور الرمادى وابن مندة في الرد على الجهمية1/ 21 وقال: (هكذا رواه شجاع بن مخلد مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال إسحاق بن سيار في حديثه عن أبي عاصم من قول ابن عباس. وكذلك رواه أصحاب الثوري عنه) وابن أبي شيبة في كتاب العرش 79 من طريق الحسن بن علي.
¥(41/440)
([6]) السنة 1/ 302 (588) و2/ 454 (1022). وأخرجه الطبري في تفسيره3/ 9 وأبو الشيخ في العظمة2/ 627وابن مندة في الرد على الجهمية1/ 21وابن أبي شيبة في كتاب العرش78 والبيهقي في الأسماء والصفات 510. من طرق عن عبد الصمد بن عبد الوارث يرويه عن أبيه عن محمد بن جنادة عن سلمة بن كهيل عن عمارة بن عمير عن أبي موسى. وصححه الألباني في مختصر العلو 124. وليس كما قال لأن في سنده انقطاعاً فإن عمارة لم يدرك أبا موسى انظر ترجمته فى تهذيب التهذيب 7/ 421. وفيه أيضاً عبد الصمد بن عبد الوارث وهو صدوق. انظر ترجمته فى تهذيب التهذيب 6/ 327.
([7]) السنة 1/ 302 (589) 2/ 455 (1023) قال: حدثني أبي نا رجل ثنا إسرائيل عن السدي عن أبي مالك ففي إسناده مجهول، وفيه السدي وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبى كريمة 127 هـ وهو صدوق يهم انظر ترجمته فى تهذيب التهذيب 1/ 314.
وأبو مالك هو غزوان الغفارى مشهور بكنيته وهو ثقة من التابعين. انظر ترجمته فى تهذيب التهذيب 23/ 246.
([8]) العلو للعلي الغفار 1/ 107
([9]) انظر التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع للملطي1/ 103. وكتب وفتاوى ابن تيمية في العقيدة 5/ 55.وشرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز1/ 312. ومجموعة الرسائل النجدية، رسائل وفتاوى حمد بن ناصر بن معمر1/ 561. وشرح العقيدة الواسطية للهراس29 وتعليقات ابن عثيمين على الواسطية 4/ 267. وعلو الله على خلقه د- موسى الدويش 227 ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة وكتابه العرش د- محمد التميمي 437 والجديد في شرح التوحيد 343 ومن عقيدة المسلمين في صفات رب العالمين علي المصراتي 83 وإفادة المستفيد لعبد الرحمن الجطيلي 231.
([10]) انظر العلو للعلي الغفار1/ 146و173. والصفات للدارقطني40 وذم التأويل لابن قدامة21
([11]) السنة 1/ 301
([12]) إثبات علو الله لأسامة القصاص 2/ 304
([13]) القول المفيد 387
([14]) انظر تفسير القرطبي3/ 278. وانظر الأسماء والصفات للبيهقي 447 وتعليق الكوثري على الاختلاف في اللفظ لابن قتيبة 35. وقارن ذلك بموقف حسن السقاف العنيف إذ كتب بخط عريض في هامش العلو للذهبي 261: (كفر إسرائيلي وهو صحيح الإسناد عن ابن عباس موقوفاً وهو مما نقله عن الاسرائيليات وخالفه في رواية أخرى صحيحة الإسناد)
([15]) الدر المنثور 2/ 17. وانظر تفسير الطبري 3/ 10
([16]) أخرج عبد الله بن أحمد في السنة 2/ 478عن وهب أنه سئل ما الهيكل فقال شيء من أطراف السماء محدق بالأرضين والبحار كأطناب الفسطاط)
([17]) السنة 2/ 477 (1092) (1093) وأخرجه الطبري في تاريخه 1/ 33وأبو الشيخ في العظمة 3/ 1052 (570) و4/ 1399 (9172). وعزاه ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية2/ 213 إلى الخلال في كتابه السنة. وهو عند جميعهم بإسناد حسن عن وهب لأن فيه إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه الصنعانى وهو صدوق انظر ترجمته فى تهذيب التهذيب 1/ 316. ويرويه إسماعيل عن عمه عبد الصمد بن معقل 183 هـ وهو صدوق أيضاً. انظر ترجمته فى تهذيب التهذيب 6/ 328.
([18]) انظر بيان تلبيس الجهمية 2/ 213
([19]) العلو للعلي الغفار 1/ 130
([20]) انظر حاشية العظمة 3/ 1052.
([21]) انظر تعلبقه على السنة 2/ 477
([22]) قال ياقوت في معجم البلدان 5/ 361: (وج بالفتح ثم التشديد والوج في اللغة عيدان يتداوى بها .. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن آخر وطأة لله يوم وج وهو الطائف وأراد بالوطأة الغزاة ههنا وكانت غزاة الطائف آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم)
([23]) السنة 2/ 499 (1153). وأخرجه الحميدي في مسنده 1/ 160 (334) وإسحاق بن راهويه في مسنده 1/ 47. والامام أحمد في مسنده 4/ 172والترمذي في السنن 4/ 317 (1910) وقال ولا نعرف لعمر بن عبد العزيز سماعاً من خولة. والطبراني في المعجم الكبير24/ 239 (609) وذكره الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب 4/ 431 (7255). وأبوبكر الباغندي في مسند عمر بن عبد العزيز69 (19) وأبو عبد الله القضاعي في مسند الشهاب1/ 50 (26) والحافظ البيهقي في الأسماء والصفات 581.
وفي سنده ابن أبي سويد الثقفى وهو مجهول انظر ترجمته فى تهذيب التهذيب 9/ 211.
وفيه انقطاع أشار إليه الترمذي إذ لا يعرف للخليفة عمر بن عبد العزيز سماع من أم المؤمنين خولة.
([24]) إبطال التأويلات 2/ 379
([25]) انظر مشكل الحديث لابن فورك 96 وانظر نحوه في إيضاح الدليل221
([26]) انظر الأسماء والصفات للبيهقي 582
([27]) أخرجه الحميدي في مسنده1/ 160 (335)
([28]) تأويل مختلف الحديث 213(41/441)
تخريج حديث: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[13 - 09 - 04, 09:10 ص]ـ
الحمد لله، وصلى الله على نينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد ....
فقد سأل أحد الاخوة عن حديث: " اللهم إني أسأل وأتوجه إليك بنبيك ..... "، وهل فيه حجة بجواز التوسل بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فأجبته بعد إجابة الأخ الفاضل الشيخ سعيد الرقيب - حفظه الله - بإجابة مفصلة على الطلب الأول، ومختصرة على الطلب الثاني، لما يقتضيه المقام، فإنه منتدى متخصص في التخريج فقط، ثم رأيت أن أضع ما كتبته هنا بين يدي إخواني للمذاكرة.
http://www.takhrej.com/vb/showthread.php?p=91#post91
http://www.takhrej.com/vb/showthread.php?p=95#post95
___________
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره.
أما بعدُ،،،
فعن عثمان بن حنيف، أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: ادع الله أن يعافيني.
قال: " إن شئتَ دعوتُ، وإن شئت صبرت فهو خير لك ".
قال: فادعه.
قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ويدعو بهذا الدعاء:
" اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتُقضى لي، اللهم فشفعه في ".
الحديث أخرجه أحمد في " مسنده " (4/ 138)، والبخاري في " التاريخ الكبير " (6/ 210)، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " (659)، والترمذي في " سننه " (5/ 569 / 3578)، وابن ماجه في " سننه " (1/ 441 / 1385)، وابن خزيمة في " صحيحه " (2/ 225 – 226/ 1219)، وعبد بن حميد في " المنتخب " (1/ 341 / 379)، وابن أبي حاتم في " العلل " (2/ 189 – 190/ 2064)، والطبراني في " المعجم الكبير " (9/ 31 – 23/ 8311)، و " الدعاء " (2/ 1289 – 1290/ 1051)، وأبونعيم في " معرفة الصحابة " (4/ 1958 / 4926)، والحاكم في " المستدرك " (1/ 313)، وابن قانع في " معجم الصحابة " (2/ 257 – 258)، والبيهقي في " دلائل النبوة " (6/ 166)، والمزي في " تهذيب الكمال " (19/ 359).
من طريق شعبة، عن أبي جعفر الخطمي، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت، عن عثمان بن حنيف، به.
قال الترمذي: " حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ".
وقال الطبراني في " المعجم الصغير " (1/ 307 – الروض الداني): " تفرد به عثمان بن عمر بن فارس بن شعبة، والحديث صحيح ".
قلت: لم يتفرد به، بل تابعه روح بن عبادة، عن شعبة، به.
أخرجه أحمد في " مسنده " (4/ 138)، وأبونعيم في " معرفة الصحابة " (4/ 1959 / 4927).
ولذلك قال ابن تيمية في " التوسل والوسيلة " (ص 113): "والطبراني ذكر تفرده بمبلغ علمه، ولم تبلغه رواية روح بن عبادة عن شعبة، وذلك إسناد صحيح ".
والحديث صحح إسناده أيضاً الشوكاني في " تحفة الذاكرين " (ص 231)، والألباني في " التوسل " (ص 90).
قلت: وهو كما قالوا؛ عمارة بن خزيمة وثقه النسائي وابن حبان (تهذيب التهذيب 4/ 261).
وأبي جعفر الخطمي وثقه ابن معين والنسائي وابن حبان والعجلي والطبراني وابن نمير (تهذيب التهذيب 4/ 412 – 413).
وخالفه حماد بن زيد فرواه عن أبي جعفر الخطمي، به، وزاد: "وإن كانت حاجة فافعل مثل ذلك ".
أخرجه أحمد في " مسنده " (4/ 138)، والبخاري في " التاريخ الكبير " (6/ 209 – 210)، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " (658)، وابن أبي خيثمة في " تاريخه " كما في " التوسل والوسيلة " لابن تيمية (ص 113).
وهذه الزيادة شاذة؛ فإن شعبة أوثق من حماد بن سلمة، وقد أعل هذه الزيادة ابن تيمية في " التوسل والوسيلة " (ص 113 – 114)، وأقره الألباني في " التوسل " (ص 90).
وهذه الزيادة لم تصح وعلى فرض ثبوتها فإنها لا تدل على جواز بذات النبي – صلى الله عليه وسلّم – لاحتمال أن يكون المراد فافعل مثل ذلك من التوضؤ والدعاء وغير ذلك.
¥(41/442)
أو أن هذه اللفظ مدرجة من عثمان بن حنيف على ما فهم، وقد خالفه من هو أعلم منه من الصحابة وهم عمر ومن معه من الصحابة عندما استسقوا بالعباس والحديث رواه البخاري (2/ 574 و 7/ 96 – فتح).
وخالف شعبة وحماد، هشام الدستوائي، فرواه: عن أبي جعفر، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عمه، به.
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (6/ 210)، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " (660).
وهذا الإسناد صحيح.
وتابع هشام الدستوائي، روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي به.
أخرجه ابن حبان في " المجروحين " (2/ 197)، والحاكم في " المستدرك " (1/ 526)، وأبونعيم في " معرفة الصحابة " (4/ 1690 / 4929).
من طريق عون بن عمارة، عن روح بن القاسم، به.
وإسناده ضعيف؛ عون بن عمارة قال البخاري: " يعرف وينكر "، وقال أبوزرعة: " منكر الحديث "، وضعفه أبوداود (تهذيب التهذيب 4/ 427).
وتابع عوناً، شبيب بن سعيد، عن روح بن القاسم، به.
أخرجه الحاكم في " المستدرك " (1/ 526 – 527)، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " (628)، والبيهقي في " دلائل النبوة " (6/ 167 و 168)، وعبدالغني المقدسي في " الترغيب في الدعاء " (62).
من طريق أحمد بن شبيب بن سعيد، عن أبيه، عن روح بن القاسم، به.
أحمد بن شبيب، قال أبوحاتم: " صدوق "، ووثقه ابن حبان (تهذيب التهذيب 1/ 27).
وتابعه إسماعيل بن شبيب، عن أبيه، به.
أخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " (1/ 167 – 168).
وإسماعيل هذا لم أقف على ترجمته، وكنت أظن أنه تحريف في المطبوع من " الدلائل "، ولكن وجدت ابن تيمية نقله هكذا في " التوسل والوسيلة " (ص 109).
وشبيب بن سعيد ضعيف إلا في حديث ابنه عنه عن يونس – كما بيّن الألباني في " التوسل " (ص 94 – 95) –، وهذا ليس من حديثه عن يونس.
وخالف أحمد وإسماعيل ابنا شبيب، ابن وهب، عن شبيب بن سعيد، عن روح بن القاسم، عن أبي جعفر الخطمي، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عمه عثمان بن حنيف:
أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان – رضي الله عنه – في حاجة له، فكان عثمان لا يلتفت إليه، ولا ينظر في حاجته، فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه، فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة فتوضأ، ثم ائت المسجد فصلي فيه ركعتين، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك – جل وعز –، فيقضي لي حاجتي، فصنع ما قال له عثمان، ثم أتى باب عثمان، فجاء البواب حتى أخذ بيده، فأدخله عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة، وقال: حاجتك؟ فذكر حاجته، فقضاها له، ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة، وقال: ما كانت لك من حاجة فأتنا، ثم أن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف، فقال له: جزاك الله خيراً! ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في، فقال عثمان بن حنيف: والله! ما كلمته، ولكن شهدت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأتاه ضرير، فشكا عليه ذهاب بصره، فقال له النبي – صلى الله عيه وآله وسلم –: " أفتصبر؟ "، فقال: يا رسول الله! إنه ليس لي قائد، وقد شق علي، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم –: " إيت الميضأة، فتوضأ، ثم صل ركعتين، ثم ادع بهذه الدعوات ".
قال عثمان: فوالله! ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط.
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير " (6/ 210)، وابن أبي حاتم في " العلل " (2/ 190 / 2064)، والطبراني في " المعجم الكبير " (9/ 30 – 31/ 8311)، و " المعجم الصغير " (1/ 306 – 307/ 508 – الروض الداني)، و " الدعاء "، وأبونعيم في " معرفة الصحابة " (4/ 1959 – 1960/ 4928)، وابن قانع في "معجم الصحابة " (2/ 258).
قال الطبراني: " لم يروه عن روح بن القاسم إلا شبيب بن سعيد أبوسعيد المكي وهو ثقة، وهو الذي يحدث [عنه] أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس بن يزيد الأبلي ".
وهذا منكر، فإن ابن وهب حدّث عن شبيب بمناكير كما قال ابن عدي في " الكامل " (4/ 30).
وأيضاً فإن طرق الحديث الأخرى ليس فيها ذكر لهذه القصة.
وحكم بنكارة هذه القصة الألباني في " التوسل " (ص 95)، وأعلها ابن تيمية في " التوسل والوسيلة " (ص 110 – 112).
الخلاصة: أن الحديث صحيح، وقد صحح أبوزرعة حديث شعبة، وخالفه ابن المديني (الدعاء للطبراني 2/ 1290) وابن أبي حاتم فصحح حديث هشام الدستوائي وروح بن القاسم (العلل 2/ 189 – 190)، وعندي أن الحديث محفوظ على الوجهين.
ومعنى قوله: " أتوجه إليك بنبيك – صلى الله عليه وسلّم – " أي بدعائه، كما في قول عمر الذي رواه البخاري: " كنا نتوسل إليك بنبينا "، أي: بدعائه، وليس بذاته وإلا لما عدل عنه وتوسل بدعاء العباس.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وكتب
أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي الأثري
ضحى السبت 26 / رجب / 1425
مصر – الإسكندرية
¥(41/443)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 09 - 04, 02:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وكذلك قد أشار بعض الإخوة إلى أمر آخر وهو الاختلاف على أحمد بن شبيب
قال الأخ أبو عبيدة
عن الحديث
لا شك في صحة الحديث، وإنما البحث الآن في هذه القصة التي تفرد بها شبيب بن سعيد كما قال الطبراني، وشبيب هذا متكلم فيه، وخاصة في رواية ابن وهب عنه، لكن تابعه عنه إسماعيل وأحمد ابنا شبيب بن سعيد هذا، أما اسماعيل فلا أعرفه، ولم أجد من ذكره، ولقد أغفلوه حتى لم يذكروه في الرواة عن أبيه، بخلاف أخيه أحمد فإنه صدوق، وأما أبوه شبيب فملخص كلامهم فيه: أنه ثقة في حفظه ضعف، إلا في رواية ابنه أحمد هذا عنه عن يونس خاصة فهو حجة، فقال الذهبي في "الميزان": (صدوق يغرب، ذكره ابن عدي في "كامله" فقال .. له نسخة عن يونس بن يزيد مستقيمة، حدث عنه ابن وهب بمناكير، قال ابن المديني: كان يختلف في تجارة إلى مصر، وكتابه صحيح قد كتبته عن ابنه أحمد. قال ابن عدي: كان شبيب لعله يغلط ويهم إذ حدث من حفظه، وأرجو أنه لا يتعمد، فإذا حدث عنه ابنه أحمد بأحاديث يونس فكأنه يونس آخر. يعني يجوَّد).
فهذا الكلام يفيد أن شبيباً هذا لا بأس بحديثه بشرطين اثنين: الأول: ان يكون من رواية ابنه أحمد عنه، والثاني: أن يكون من رواية شبيب عن يونس، والسبب في ذلك أنه كان عنده كتب يونس بن يزيد، كما قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" عن أبيه (2/ 1/359)، فهو إذا حدث من كتبه هذه أجاد، وإذا حدث من حفظه وهو كما قال ابن عدي، وعلى هذا فقول الحافظ في ترجمته من "التقريب": (لا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه، لا من رواية ابن وهب) فيه نظر، لأنه أوهم أنه لا بأس بحديثه من رواية أحمد مطلقاً، وليس كذلك، بل هذا مقيد بأن يكون من روايته هو عن يونس لما سبق، ويؤيده أن الحافظ نفسه أشار لهذا القيد، فإنه أورد شبيباً هذا في "من طعن فيه من رجال البخاري" من "مقدمة فتح الباري" (ص133) ثم دفع الطعن عنه – بعد أن ذكر من وثقه وقول ابن عدي فيه – بقوله: (قلت: أخرج البخاري من رواية ابنه عنه عن يونس أحاديث، ولم يخرج من روايته عن غير يونس، ولا من رواية ابن وهب عنه شيئاً).
فقد أشار رحمه الله بهذا الكلام إلى أن الطعن قائم في شبيب إذا كانت روايته عن غير يونس، ولو من رواية ابنه أحمد عنه، وهذا هو الصواب كما بينته آنفاً، وعليه يجب أن يحمل كلامه في "التقريب" توفيقاً بين كلاميه، ورفعاً للتعارض بينهما.
إذا تبين هذا يظهر لك ضعف هذه القصة، وعدم صلاحية الاحتجاج بها. ثم ظهر لي فيها علة أخرى وهي الاختلاف على أحمد فيها، فقد أخرج الحديث ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص202) والحاكم (1/ 526) من ثلاثة طرق عن أحمد بن شبيب بدون القصة، وكذلك رواه عون بن عمارة البصري ثنا روح ابن القاسم به، أخرجه الحاكم، وعون هذا وإن كان ضعيفاًً، فروايته أولى من رواية شبيب، لموافقتها لرواية شعبة وحماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=85415#post85415
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=10152#post10152
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[20 - 08 - 05, 03:04 م]ـ
بورك فيك.
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[20 - 08 - 05, 03:42 م]ـ
وكتب
أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي الأثري
ضحى السبت 26 / رجب / 1425
مصر – الإسكندرية [/ CENTER]
إسماعيل بن شبيب وقيل بن شيبة الطائفي: واه روى عن ابن جريج عن عطاء بن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً: "الحجامة من الجنون والجذاب والبرص والأضراس والنعاس". وقال صلى الله عليه وسلم: "من سنن المرسلين الحياء والحلم والحجامة والسواك والتعطر وكثرة الأزواج". وقال: "للنار باب لا يدخل منه إلا من شفى غيظه بسخط الله". رواها عنه قدامة بن محمد الأشجعي قال النسائي منكر الحديث انتهى وقال العقيلي إسماعيل بن شبيب الطائفي أحاديثه مناكير غير محفوظة من حديث ابن جريج وساق الأحاديث الثلاثة وزاد رابعاً وهو: "أيما رجل ولي من أمر المسلمين". وخامساً: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يخلص الإيمان إلى قلبه". ساق الجميع بإسناد واحد. وذكره ابن حبان في الثقات وقال يتقي حديثه من رواية قدامة عنه وقال العقيلي: روى عن ابن جريج أحاديث مناكير لا تحفظ من وجه يثبت ورجح النباتي في الحافل أنه إسماعيل بن إبراهيم بن شيبة الذي تقدم ذكره وأن العقيلي صحفه ونسبه إلى جده وذكره بن عدي فقال إسماعيل بن شيبة الطائفي يروي عن ابن جريج ما لا يرويه غيره ثم ساق الحديث الرابع الذي ساقه العقيلي من رواية قدامة عنه ثم قال هذا غير محفوظ ثم ساق بسند آخر إلى قدامة بهذا السند. قال فذكر خمسة أحاديث غير محفوظة وأخرج في ترجمته أيضاً من طريق هارون بن موسى بن هارون عن أبيه عن إسماعيل بن إبراهيم بن شيبة الطائفي بالسند المذكور "لا وصية لوارث". ثم قال: وإسماعيل بن إبراهيم هذا لا أعلم له رواية عن غير ابن جريج فقوي قول صاحب الحافل والله أعلم.
لسان الميزان لابن حجر
¥(41/444)
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[07 - 06 - 07, 10:36 ص]ـ
وهل أبو جعفر هو: الخطمي فقد خالف الترمذي في ذلك، ولم أجد من نبه عليه.(41/445)
هل الأحاديث الواردة في التعبد بالنظر للكعبة ثابته؟
ـ[السمرقندية]ــــــــ[13 - 09 - 04, 02:24 م]ـ
أرجو الإفادة!
مأجورين
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 09 - 04, 02:32 م]ـ
سبق الحديث عنها في هذه الروابط ولايصح فيها شيء من المرفوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=101344#post101344
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=68638#post68638
ـ[السمرقندية]ــــــــ[13 - 09 - 04, 02:34 م]ـ
بارك الله لكم في علمكم ونفعكم به ونفع بكم
أريد ان أزيد سؤالاً
هل صح من سنة النبي عليه الصلاة والسلام أن النظر في الصلاة لمن هو أمام الكعبة يكون إليها
لا إلى موضع سجوده كما لو صلى في مكان لا يرى الكعبة فيه؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 09 - 04, 02:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الأحاديث الواردة في أن المصلي ينظر إلى موضع سجوده في الصلاة فيها كلام وقد أشار الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه إلى ذلك
وقد كانوا يعرفون قراءة النبي صلى الله عليه وسلم باضطراب لحيته فهذا يدل على النظر إلى غير موضع السجود
كذلك قول الصحابة رضوان الله عليه في رؤيتهم للنبي صلى الله عليه وسلم يمد يده في صلاة الكسوف وغيرها
وأما ورود حديث معين في خصوص الصلاة أمام الكعبة فلم أر من ذكر شيئا من ذلك من أهل العلم، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 09 - 04, 03:13 م]ـ
جاء في صحيح البخاري
91 بَاب
رفعِ البصرِ إلى الإمَامِ فِي الصَّلاَةِ
وقالت عَائِشَة: قَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: ((رأيت جهنم يحطم بعضها بعضاً حِينَ رأيتموني تأخرت)).
746 حَدَّثَنَا موسى: ثنا عَبْد الواحد: ثنا الأعمش، عَن عمارة بْن عمير، عَن أَبِي معمر، قَالَ: قلنا لخباب: أكان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ فِي الظهر والعصر؟ قَالَ نَعَمْ. قلنا: بم كنتم تعرفون ذَلِكَ؟ قَالَ: باضطراب لحيته.
747 حَدَّثَنَا حجاج: ثنا شعبة، أنبأنا أبو إِسْحَاق، قَالَ: سَمِعْت عَبْد الله بْن يزيد يخطب: حَدَّثَنَا البراء رضي الله عنه وكان غير كذوب -، أنهم كانوا إذا صلوا مَعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فرفع رأسه من الركوع، قاموا قياماً حَتَّى يروه قَدْ سجد.
748 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل: حَدَّثَنِي مَالِك، عَن زيد بْن أسلم، عَن عَطَاء بْن يسار، عَن عَبْد الله بْن عَبَّاس، قَالَ: خسفت الشمس عَلَى عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى، قالوا: يَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، رأيناك تناولت شيئاً فِي مقامك، ثُمَّ رأيناك تكعكعت؟ قَالَ: ((إني رأيت الجنة فتناولت مِنْهَا عنقوداً، ولو أخذته لأكلتم مِنْهُ مَا بقيت الدنيا)).
749 حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سنان: ثنا فليح: ثنا هلال، عَن أَنَس بْن مَالِك، قَالَ: صلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثُمَّ رقى المنبر، فأشار بيده قَبْلَ قبلة المسجد، ثُمَّ قَالَ: ((لَقَدْ رأيت الآن منذ صليت لكم الصلاة الجنة والنار ممثلتين فِي قبلة هَذَا الجدار، فَلَمْ أر كاليوم فِي الخير والشر)) ثلاثا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 09 - 04, 03:22 م]ـ
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في فتح الباري (6/ 438)
رفعِ البصرِ إلى الإمَامِ فِي الصَّلاَةِ
وقالت عَائِشَة: قَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: ((رأيت جهنم يحطم بعضها بعضاً حِينَ رأيتموني تأخرت)).
حَدِيْث عَائِشَة، يأتي فِي ((أبواب: الكسوف)) إن شاء الله تعالى -، وليس فِيهِ رفع البصر إلى الإمام فِي الصلاة، إنما فِيهِ مد البصر إلى مَا بَيْن يدي المصلي، وقد سبق القول فِي هَذَا في الباب الماضي، وأن النظر إلى الآخرة ومتعلقاتها فِي الصلاة حسن، سواء كَانَ نظر عين أو قلب.
وقد خرج فِي هَذَا الباب أربعة أحاديث:
الأول:
746 حَدَّثَنَا موسى: ثنا عَبْد الواحد: ثنا الأعمش، عَن عمارة بْن عمير، عَن أَبِي معمر، قَالَ: قلنا لخباب: أكان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ فِي الظهر والعصر؟ قَالَ نَعَمْ. قلنا: بم كنتم تعرفون ذَلِكَ؟ قَالَ: باضطراب لحيته.
¥(41/446)
فهذا فِيهِ دليل عَلَى أن المأموم ينظر إلى إمامه، ويراعي أقواله فِي قيامه؛ لأنهم إنما شاهدوا اضطراب لحية النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي صلاته بمدهم بصرهم إليه فِي قيامه.
وهذا قَدْ يقال: إنه يختص بالصلاة خلف النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، لما يترتب عَلَى ذَلِكَ من معرفة أفعاله فِي صلاته فيقتدي بِهِ، فأما غيره من الأئمة فلا يحتاج إلى النظر إلى لحيته، فالأولى بالمصلى وراءه أن ينظر إلى محل سجوده، كما سبق.
الحَدِيْث الثاني:
747 حَدَّثَنَا حجاج: ثنا شعبة، أنبأنا أبو إِسْحَاق، قَالَ: سَمِعْت عَبْد الله بْن يزيد يخطب: حَدَّثَنَا البراء رضي الله عنه وكان غير كذوب -، أنهم كانوا إذا صلوا مَعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فرفع رأسه من الركوع، قاموا قياماً حَتَّى يروه قَدْ سجد.
قَدْ سبق هَذَا الحَدِيْث فِي ((بَاب: متى يسجد من وراء الإمام)) من حَدِيْث سُفْيَان، عَن أَبِي إِسْحَاق، وهاهنا خرجه من رِوَايَة شعبة: أنبأنا أبو إِسْحَاق.
ومراد شعبة بقوله: ((أنبأنا)) كقوله: ((أخبرنا)) أو ((حَدَّثَنَا))، وليس مراده صلى الله عليه وسلم كما يقوله المتأخرون -: الإجازة.
وفي الحَدِيْث: دليل عَلَى أن المأموم يراقب حال إمامه فِي ركوعه وسجوده؛ ليسجد بعد سجوده، وتقع أفعاله بعد أفعال إمامه، وهذا حكم عام فِي جميع النَّاس، فإن اقتداء المأموم بأفعال إمامه الَّتِيْ يشاهدها أولى من الاكتفاء بمجرد سماع تكبيره؛ فإنه قَدْ ينهي تكبيره قَبْلَ أن ينهي فعله، فلذلك كانوا يراعون تمام سجود النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم واستقراره عَلَى الأرض، حَتَّى يسجدوا بعده.
قَالَ أصحابنا وغيرهم: ولهذا المعنى كره أن يكون موقف الإمام أعلى من المأموم؛ لأن المأموم يحتاج إلى رفع بصره إلى إمامه، فإذا كَانَ عالياً عَلِيهِ احتاج إلى كثرة رفع بصره، وَهُوَ مكروه فِي الصلاة.
الحَدِيْث الثالث:
748 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل: حَدَّثَنِي مَالِك، عَن زيد بْن أسلم، عَن عَطَاء بْن يسار، عَن عَبْد الله بْن عَبَّاس، قَالَ: خسفت الشمس عَلَى عهد رَسُول اللهصلى الله عليه وسلم، فصلى، قالوا: يَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، رأيناك تناولت شيئاً فِي مقامك، ثُمَّ رأيناك تكعكعت؟ قَالَ: ((إني رأيت الجنة فتناولت مِنْهَا عنقوداً، ولو أخذته لأكلتم مِنْهُ مَا بقيت الدنيا)).
قَالَ الخطابي: التكعكع التأخر، واصله فِي الجبن. كع الرَّجُلُ عَن الأمر إذا جبن وتأخر. وأصله: تكعع، فأدخل الكاف لئلا: يجمع بَيْن حرفين.
ويقال: كاع يكيع: مثله. انتهى.
وفي الحَدِيْث: دليل عَلَى أن رفع بصر المصلي إلى مَا بَيْن يديه، ومد يده لتناول شيء قريب مِنْهُ لا يقدح فِي صلاته.
وليس فِيهِ نظر المأموم إلى إمامه، إنما فِيهِ نظر الإمام إلى مَا بَيْن يديه، وقد تقدمت الإشارة إلى أن هَذَا النظر والتناول ليس هُوَ مَا يكره فِي الصلاة؛ لأنه نظر إلى الآخرة لا إلى الدنيا، ومد يده إلى العنقود كَانَ فِيهِ مصلحة دينية، ليري أصحابه بعض مَا وعدوا به عياناً فِي الجنة، لكنه أوحي إليه أن لا يفعل؛ فإنه كَانَ يصير الغيب شهادة، فتزول فائدة التكليف بالإيمان بالغيب.
وقوله: ((فتناولت مِنْهُ عنقوداً)). يعني: أَنَّهُ مد يده يريد تناول العنقود، ولكنه لَمْ يتناوله، ولهذا قَالَ: ((لَوْ أخذته لأكلتم مِنْهُ)).
وقوله: ((لأكلتم مِنْهُ مَا بقيت الدنيا)) إشارة إلى أن مَا فِي الجنة لا ينفد؛ فإنه كُلَّمَا أكل مِنْهُ استخلف فِي الحال مثلاه.
وفي رِوَايَة أخرى: ((لأكل مِنْهُ من بَيْن السماء والأرض، لا ينقصونه شيئاً)).
ولهذا يروى أن الطير يمر بأهل الجنة، فيشتهونه، فيخر بَيْن أيديهم، فيأكلون مِنْهُ مَا يشاءون ثُمَّ يطير، والكأس يشربون مَا فِيهِ ثُمَّ يعود ممتلئاً فِي الحال، لا حرمنا الله خير مَا عنده بشر مَا عندنا بمنه ورحمته.
الحَدِيْث الرابع:
¥(41/447)
749 حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سنان: ثنا فليح: ثنا هلال، عَن أَنَس بْن مَالِك، قَالَ: صلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثُمَّ رقى المنبر، فأشار بيده قَبْلَ قبلة المسجد، ثُمَّ قَالَ: ((لَقَدْ رأيت الآن منذ صليت لكم الصلاة الجنة والنار ممثلتين فِي قبلة هَذَا الجدار، فَلَمْ أر كاليوم فِي الخير والشر)) ثلاثا.
الظاهر: أن هذه الصلاة كَانَتْ غير صلاة الكسوف وأن الجنة والنار مثلتا لهُ في هذه الصلاة في جدار القبلة تمثيلاً، وأما إدناء الجنة والنار في صلاة الكسوف، فكان حقيقة. والله أعلم.
وفيه: أن رفع بصر المصلي إلى مَا مثل لَهُ من أمور الآخرة إذا ظهرت لَهُ غير قادح فِي الصلاة.
وليس فِيهِ -أَيْضاً -: نظر المأموم إلى إمامه، كما بوب عَلِيهِ. والله سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
وقال كذلك (7/ 368)
والظاهر: أن البخاري إنما ذكر الخشوع في هذا الموضع؛ لأن كثيرا من الفقهاء والعلماء يذكرون في أوائل الصلاة: أن المصلي لا يجاوز بصره موضع سجوده، وذلك من جملة الخشوع في الصلاة.
وخرج ابن ماجه من حديث أم سلمة أم المؤمنين، قالت: كانَ الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام أحد هم يصلي لم يعد بصره موضع قدمه، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان الناس إذا قام أحدهم يصلي لم يعد بصره موضع جبينه، فتوفي أبو بكر فكان عمر فكان الناس إذا قام أحدهم يصلي لم يعد بصر أحدهم موضع القبلة، وكان عثمان بن عفان فكانت الفتنة، فالتفت الناس يمينا وشمالا.
وقال ابن سيرين: كانوا يستحبون للرجل أن لا يجاوز بصره مصلاه.
خرجه سعيد بن منصور.
وقال النخعي: كانَ يستحب أن يقع الرجل بصره في موضع سجوده.
وفسر قتادة الخشوع في الصلاة بذلك. وقال مسلم بن يسار: هوَ حسن.
وفيه حديثان مرفوعان، من حديث أنس وابن عباس، ولا يصح إسنادهما.
وأكثر العلماء على أنه يستحب للمصلي أن ينظر إلى موضع سجوده، منهم:
سليمان بن يسار وأبو حنيفة والثوري والحسن بن حي والشافعي وأحمد وإسحاق وأبو ثور.
وقال مالك: يستحب أن يكون بصره أمام قبلته. قالَ: واكره ما يصنع الناس من النظر إلى موضع سجودهم وهم قيام.
وحكي عن شريك بن عبد الله، قالَ: ينظر في قيامه إلى موضع قيامه، وإذا ركع إلى قدميه، وإذا سجد إلى أنفه، وإذا قعد إلى حجره.
واستحب ذَلِكَ بعض أصحابنا وأصحاب الشافعي.
قالَ أصحابنا: ويستحب إذا جلس للتشهد أن لا يجاوز بصره أصبعه؛ لما روى ابن الزبير، أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا جلس في التشهد أشار بالسبابة، ولم يجاوز بصره
إشارته.
خرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي.
وحكى أصحاب الثوري في كتبهم، عن سفيان، أنه قالَ: إذا قام في الصلاة فليكن بصره حيث يسجد إن استطاع، قالَ: وينظر في ركوعه إلى حيث يسجد ومنهم من قالَ: إلى ركبتيه -، ويكون نظره في سجوده إلى طرف أنفه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 09 - 04, 03:39 م]ـ
وقال الشيخ الألباني رحمه الله في إرواء الغليل (2/ 71 - 73)
354 - (روى ابن سيرين: (أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يقلب بصره في السماء فنزلت هذه الآية (والذين هم في صلاتهم خاشعون) فطأطأ رأسه) رواه أحمد في الناسخ والمنسوخ وسعيد بن منصور في سننه (بنحوه وزاد فيه: (وكان يستحبون للرجل أن لا يجاوز بصره مصلاه) وهو مرسل) ص 92.
ضعيف اخرجه ابن أبي شيبة (2/ 32 / 1) والبيهقي (2/ 283) والحازمي في (الاعتبار) (ص 60) من طريقين عن عبد الله عن عون عن محمد قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا صلى رفع رأسه إلى السماء، تدور عيناه ينظر ههنا وههنا، فأنزل الله عز وجل (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) فطأطأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأسه ونكس في الأرض). ثم رواه من طريق محمد بن يونس ثنا سعيد أبو زيد الأنصاري عن أبي عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة موصولا، وقال: (والصحيح هو المرسل). وتعقبه ابن التركماني بقوله: (ابن أوس - وهو سعيد أبو زيد الأنصاري - ثقة، وقد زاد الرفع، كيف وقد شهد له رواية ابن علية لهذا الحديث موصولا عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريره. قلت: لكن الراوي له عن ابن أوس محمد بن يونس وهو الكديمي كذاب فلا يحتج به
¥(41/448)