ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[13 - 08 - 04, 11:08 م]ـ
(نزول البسملة)
[7] حديث: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة:1].
قال السيوطي في الدر المنثور (1: 20): "وأخرج أبو داود، والبزار، والطبراني، والحاكم وصححه، والبيهقي في المعرفة: عن ابن عباس قال كان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يعرف فصل السورة - وفي لفظ خاتمة السورة - حتى ينزل عليه َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
زاد البزار والطبراني: [فإذا نزلت عرف أن السورة قد ختمت، واستقبلت أو ابتدئت سورة أخرى].
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في (سننه): عن ابن عباس، قال: كان المسلمون لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فإذا نزلت عرفوا أن السورة قد انقضت.
وأخرج أبو عبيد: عن سعيد بن جبير: أنه في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) كانوا لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فإذا نزلت علموا أن قد انقضت سورة ونزلت أخرى.
وأخرج الطبراني، والحاكم وصححه، والبيهقي في (شعب الإيمان): عن ابن عباس: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان إذا جاءه جبريل فقرأ َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ علم أنها سورة". اهـ.
والحديث أورده أ. د. حكمت بشير في التفسير الصحيح (1: 73)، وقال: " قال أبو داود: حدثنا قتيبة بن سعيد وأحمد بن محمد المروزي وابن السرح، قالوا: ثنا سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جبير، قال قتيبة (فيه): عن ابن عباس، قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم. وهذا لفظ بن السرح.
وصححه ابن كثير.
وأخرجه الواحدي، والحاكم: من طريق سفيان بن عيينة، به وصححه، وقال الذهبي: أما هذا فثابت.
وأخرجه البزار: من طريق سفيان بن عيينة، به. قال الهيثمي: رواه البزار بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح، والإسناد على شرط الشيخين".
طرق الحديث
الحديث مشهور من رواية عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير ... : رواه عنه إبراهيم بن يزيد، وسفيان بن عيينة، وعبدالعزيز بن جريج، وعمرو بن قيس، وأبو مريم عبد الغفار بن القاسم، و مثنى بن الصباح.
وقد تابع عَمروًا عليه: سالم الأفطس، ومعاوية بن إسحاق:
(1) فأما حديث إبراهيم بن يزيد:
فأخرجه الطبراني في الكبير (12: 82/ برقم 12545)، ومن طريقه الضياء في المختارة (10: 316/ برقم 337): حدثنا محمد بن عبد الرحيم الديباجي التستري، ثنا داود بن رشيد، ثنا فهير بن زياد.
وأخرجه ابن عدي في الكامل (6: 13)، والبيهقي في الشعب (2: 438/ برقم 2330): من حديث يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ثنا أبو سفيان المعمري.
وأخرجه كذلك في الشعب (2: 438/ برقم 2331) أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أنا محمد بن أحمد بن عيسى بن عبدك الرازي، ثنا الحسين بن إسحاق الدقيقي، ثنا محمد بن سهم، ثنا معتمر بن سليمان.
ثلاثتهم (فهير بن زياد، وأبو سفيان المعمري، ومعتمر بن سليمان) عن إبراهيم بن يزيد، قال: قلت لعمرو بن دينار: إن الفضل الرقاشي يزعم أن بسم الله الرحمن الرحيم ليس من القرآن! قال سبحان الله! ما أجرأ هذا الرجل، سمعت سعيد بن جبير يقول: سمعت ابن عباس يقول: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا نزلت عليه َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ علم أن تلك السورة قد ختمت وفتح غيرها. هذا لفظ المعمري .. ولم يذكر فهير ومعتمر هذه القصة ولا السماع.
ولفظ فهير: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا نزلت عليه َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ علم أن السورة قد ختمت واستقبل الأخرى.
ولفظ معتمر: قال كان جبريل عليه السلام إذا أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بـ بسم الله الرحمن الرحيم عرف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنها سورة ختمت واستقبل السورة الأخر.
وهذا الحديث لا يصح من هذا الوجه.
إبراهيم بن يزيد هذا مكي مشهور بالخوزي .. قال أحمد بن حنبل: إبراهيم الخوزي متروك الحديث. وقال يحيى بن معين: إبراهيم بن يزيد الخوزي المكى ليس بثقة وليس بشيء .. وتركه ابن المبارك وغيره. الجرح (2: 146).
وإبراهيم هذا لم يحمدوا أمره .. وقد تساهل الضياء في تخريجه في ((مختارته))!.
¥(40/349)
(2) وأما حديث سفيان بن عيينة: فمشهور وقد اختلف عليه فيه:
فوصله الحسن بن الصباح البزار، وقتيبة بن سعيد، ومعلى بن منصور، وأبو كريب، عن سفيان، عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن بن عباس (مرفوعًا).
وأرسله أحمد بن محمد المروزي، ويونس، وابن السرح، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير (فذكره) ..
وروي عن أحمد بن عبده، عنه (على الشك فيه):
أ ـ فأما حديث الحسن بن الصباح:
فأخرجه الحاكم في المستدرك (1: 355/ برقم 845): أخبرنا أبو قتيبة سلم بن الفضل الآدمي، ثنا القاسم بن زكريا المقرئ، عنه به بلفظ: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يعلم ختم السورة حتى تنزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
قلت: رواته ثقات سوى سلم بن الفضل فمحله الصدق كما قال الذهبي في السير (16: 27).
ب ـ وأما حديث قتيبة بن سعيد:
فأخرجه أبو داود في سننه (1: 209/ برقم 788): حدثنا قتيبة بن سعيد، عنه به: (فذكره).
وأخرجه البيهقي في الكبير (2: 42/ برقم 2206) وفي الشعب (2: 438/ برقم 2329): أخبرنا أبو علي الروذباري في (كتاب السنن) أنبأ أبو بكر بن داسة.
وأخرجه الضياء في المختارة (10: 315/ برقم 336) من طريق محمد بن أحمد بن عمر اللؤلؤي ..
كلاهما عن أبي داود به .. ولفظ الترجمة لأبي داود.
ج ـ وأما حديث معلى بن منصور:
فأخرجه الحاكم في المستدرك (1: 355/ برقم 845): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني، عنه به (فذكره).
قرنه الحاكم بابن الصباح .. وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
وقال الذهبي في (مختصره): " أما هذا فثابت".
د ـ وأما حديث أبي كريب:
فأخرج البزار في (مسنده) كشف الأستار (3: 40/ برقم 2187).
وأخرجه الواحدي في أسباب النزوا (ص27): من طريق عبدالله بن زيدان البجلي كلاهما عن أبي كريب، عنه به (فذكره).
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6: 310): " رواه البزار بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح ".
هـ ـ وأما حديث أحمد بن محمد المروزي:
فأخرجه أبو داود في مراسيله برقم (37): حدثنا أحمد بن محمد المروزي، عن سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جبير، قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يعرف ختم السورة حتى تنزل: َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
وأخرجه أبو داود في سننه (1: 209/ برقم 788): به.
وأخرجه البيهقي في الكبير (2: 42/ برقم 2206) وفي الشعب (2: 438/ برقم 2329): أخبرنا أبو علي الروذباري في كتاب السنن أنبأ أبو بكر بن داسة.
وأخرجه الضياء في المختارة (10: 315/ برقم 336) من طريق محمد بن أحمد بن عمر اللؤلؤي .. كلاهما عن أبي داود به.
وقال في المراسيل: " وقد أُسند هذا الحديث ولا يصح". وفي رواية " وهذا أصح".
و ـ وأما حديث يونس:
فأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار برقم (1376): حدثنا يونس، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جبير ـ بغير ذكر منه إياه عن ابن عباس ـ قال: كان (صلى الله عليه وسلم) لا يعلم فصل السورة حتى تنزل عليه َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
ز ـ وأما حديث ابن السرح:
فأخرجه أبو داود في سننه (1: 209/ برقم 788): حدثنا ابن السرح، قال: ثنا سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جبير: (فذكره).
وأخرجه البيهقي في الكبير (2: 42/ برقم 2206) وفي الشعب (2: 438/ برقم 2329): أخبرنا أبو علي الروذباري في كتاب السنن أنبأ أبو بكر بن داسة.
وأخرجه الضياء في المختارة (10: 315/ برقم 336) من طريق محمد بن أحمد بن عمر اللؤلؤي .. كلاهما عن أبي داود به. (قرنه بقتيبة بن سعيد وأحمد بن محمد المروزي).
ح ـ وأما حديث أحمد بن عبدة:
فأخرجه البزار في مسنده كما في كشف الأستار (3: 40/ برقم 2187): حدثنا ابن عبدة، أبنا سفيان، عن عمرو، عن سعيد ـ أشك في حديث ابن عبدة، قال: عن ابن عباس، أو قال: عن سعيد، ولم يقل: عن ابن عباس ـ قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يعرف خاتمة السورة حتى ينزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فإذا نزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، علم أن السورة قد ختمت، واستُقبلت أو ابتدئت سورة أخرى.
¥(40/350)
قال الهيثمي في المجمع (6: 310): "اقتصر أبو داود على قوله: (لا يعرف فصل السورة، حتى ينزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ". اهـ.
قلت: فلأجل هذه الزيادة ذكره في (الزوائد).
قال ابن عبدالبر في التمهيد (20: 210 ـ 211): " روى هذا الخبر طائفة أصحاب ابن عيينة: عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير مرسلاً، وبعضهم رواه عن ابن عيينة، عن عمرو، عن سعيد، عن ابن عباس مسندًا".
قلت: في كلامه نظر بل الصحيح العكس!. على الأقل وفق ما وقفت عليه.
(2) وأما حديث ابن جريج:
فاختلف عليه فيه (كذلك) بين الوصل والإرسال: فأرسله عنه حجاج، وعبدالرزاق، ووصله الوليد بن مسلم، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، وسليم بن مسلم:
أ ـ فأما حديث حجاج (هو المصيصي):
فأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (ص217): حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار: أن سعيد بن جبير أخبره: أن في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) كانوا لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فإذا نزلت علموا أن قد انقضت سورة ونزلت أخرى.
حجاج، هو ابن محمد المصيصي .. قال أبو بكر الأثرم، عن أحمد بن حنبل: ما كان أضبطه وأصح حديثه، وأشد تعاهده للحروف ورفع أمره جدًا. فقلت له: كان صاحب عربية؟ قال: نعم. وقال أيضا: سمعت أبا عبد الله ذكر حجاج بن محمد فقال: كان مرة يقول: حدثنا ابن جريج، وإنما قرأ على ابن جريج ثم ترك ذلك، فكان يقول: قال ابن جريج، وكان صحيح الأخذ.
قال أبو عبد الله: الكتب كلها قرأها على ابن جريج إلا كتاب التفسير فإنه سمعه إملاءً من ابن جريج، ولم يكن مع ابن جريج كتاب التفسير فأملى عليه. انظر تهذيب الكمال (5: 454).
ب ـ وأما حديث عبدالرزاق:
فأخرجه عبدالرزاق في مصنفه (2: 92/ برقم 2617): عنه قال: أخبرني عمرو بن دينار أن سعيد بن جبير أخبره: أن المؤمنين في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كانوا لا يعلمون انقضاء السورة حتى ينزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فإذا نزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ علموا أن قد نزلت السورة وانقضت الأخرى.
وهذا إسناد صحيح ظاهر الإرسال.
ج ـ وأما حديث الوليد بن مسلم:
وأخرجه الحاكم في المستدرك (1: 356/ برقم 846)، وعنه البيهقي في السنن الكبير (2: 43/ برقم 2207): من طريق رحيم بن اليتيم، ومحمد بن عمرو الضرير.
كلاهما (رحيم بن اليتيم، ومحمد بن عمرو الضرير) عن الوليد بن مسلم، ثنا ابن جريج، ثنا عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس (رضي الله عنهما)، قال: كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتى تنزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فإذا نزلت َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ علموا أن السورة قد انقضت.
اللفظ للحاكم، وقال: "لم يذكر رحيم سعيد بن جبير .. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
د ـ وأما حديث عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد:
فأخرجه الطبراني في الكبير (10: 31/ برقم 339)، والأوائل برقم (43)، ومن طريقه الضياء في المختارة (10: 317/ برقم339): ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، ثنا سعيد بن زنبور، ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس (فذكره).
وعبدالمجيد بن أبي رواد .. قال أحمد ويحيى: ثقة يغلو في الإرجاء، وقال أبو الحسن الدارقطني: يعتبر به ولا يحتج به. انظر (الميزان).
وسعد بن زنبور هذا قال أبو حاتم: مجهول. وقال ابن معين: ذاك المسكين ذاك الذي يعلم في القرى هو ثقة وما أراه يكذب. انظر الجرح (4: 84)، وتاريخ بغداد (9: 127).
هـ ـ وأما حديث سليم بن مسلم:
فأخرجه الطبراني في الأوسط برقم (2896): حدثنا إبراهيم، قال: حدثنا سعيد بن زنبور، قال: حدثنا سليم بن مسلم، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان جبريل إذا أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) بالقرآن كان أول ما يلقي عليه َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فإذا قال جبريل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الثانية علم النبي (صلى الله عليه وسلم) أن قد ختم السورة.
¥(40/351)
والحديث ظاهر فيه الاختلاف على سعيد بن زنبور .. وهو يروي غرائب وله مخالفات. تاريخ بغداد (9: 127).
وسليم الخشاب .. قال ابن حبان: "يروي عن الثقات الموضوعات الذي يتخايل إلى المستمع لها وإن لم يكن الحديث صناعته أنها موضوعة كان يحيى بن معين يزعم أنه كان جهميا خبيثا".
وأما بقية المتابعات ففيها غرابة وبعضها منكر.
قال صاحبنا الدكتور عبدالله الزهراني في تخريجه لهذا الحديث في حاشيته على (المراسيل لأبي داود): "اختلف على ابن جُريج ثقتان وزاد أحدهما الوصل، وتأيدت زيادة الوصل بما تقدم من أن الوصل ثابت من حديث الثقات الحفاظ، وأن الحافظ الذهبي حكم للموصول بالثبوت، فالمتعين قبول زيادة الوصل. والله أعلم". اهـ.
قلت: فاته رواية حجاج المصيصي عن ابن جريج وهي مرسلة .. فاتفق الثقتان عبدالرزاق وحجاج على الإرسال .. وخالفهما الوليد بن مسلم، وهو وإن كان ثقة إلا أن في سنده كلام ذكره الحاكم، وهو مؤثر في نظري؛ فقد اختلف عليه راوياه دحيم بن اليتيم وهو ثقة حافظ مشهور وقد قصر فيه فلم يذكر فيه سعيد بن جبير؟!. فروايته لا تستقيم للترجيح؛ لأجل هذه العلة.
ومحمد بن عمرو الضرير الراوي عن الوليد هو الغزي وقع مبينًا في رواية البيهقي، وهو أحد العباد المشاهير، من رجال الحلية. ترجمه الذهبي في السير (11: 464) .. وليس بالحافظ حتى نقدم روايته على رواية الحافظين الثقتين حجاج وعبدالرزاق .. خاصة أن حجاج كتب التفسير إملاءً عن ابن جريج، فيكون له نوع خصوصية.
وأنا أتفق مع الأخ الكريم في تقديم الوصل .. وأزيد أن هذا الاختلاف في نظري من جهة عمرو بن دينار .. رواه مرةً مرسلاً ومرةً موصولاً.
والمسالة فيها أقوال ثلاثة:
أولها: فأكثر أصحاب الحديث يرون الحكم في هذا وأشباهه للمرسل .. وبهذا نفسر ترجيح أبي داود لرواية الإرسال.
قال ابن الصلاح: "وكثيرًا ما يعللون الموصول بالمرسل".
ثانيها: أن الحكم للأكثر.
ثالثها: أن الحكم للأحفظ .. فإذا كان من أرسله أحفظ ممن وصله فالحكم لمن أرسله .. وصحح هذا القول الخطيب.
قال ابن الصلاح: "وما صححه هو الصحيح في الفقه وأصوله".
وعدَّ البخاري (رحمه الله) مثل هذا زيادة ثقة .. وهي مقبولة.
انظر الكفاية (ص411 ـ 412)، ومعرفة أنواع علم الحديث (ص71 ـ 72)، (ص85 ـ 86).
قال البقاعي: " إن ابن الصلاح خلط هنا طريقة المحدثين بطريقة الأصوليين، فإن للحذاق من المحدثين في هذه المسألة نظرًا لم يحكه، وهو الذي لا ينبغي أن يعدل عنه، وذلك أنهم لا يحكمون منها بحكم مطرد، وإنما يديرون ذلك على القرائن".
قلت: نص على هذا ابن دقيق، فقال: " من حكى عن أهل الحديث أو أكثرهم أنهم إذا تعارض رواية مسند ومرسل، أو رافع وواقف، أو ناقص وزائد، إن الحكم للزائد لم يصب في هذا الإطلاق؛ لأن ذلك ليس قانونًا مطردًا، والمراجعة لأحكامهم الجزئية تعرف صواب ما نقول". انظر توضيح الأفكار (1: 339)، (1: 343 ـ 344).
وترجيحنا لرواية الوصل لا نعني به قدحًا في من أرسل لا في عدالته ولا في أهليته .. فقد جرى بعض أهل العلم على جعل ذلك من قبيل الجرح.
فالذي ترجح أنه لا يحكم فيها بحكم مطرد، بل ينظر في هذا إلى القرائن المحتفة بكل حديث بحسبه .. لذا لم أوافق أبا داود على إعلاله لهذه الرواية بالإرسال، ومشيت فيه على اعتبار القرينة في الترجيح، وهي هنا الاختلاف من وجهين على راو واحد وهو عمرو بن دينار، وسمع منه سفيان وابن جريج هذا فروياه على الوجهين، ومن هنا وقع الاختلاف .. مما لا يمكن تفسيره إلا بروايته له مرة موصولاً وأخرى مرسلاً، والقصر في الرواية مشى عليه طائفة من متقدمي أهل الحديث (والله أعلم).
(3) وأما حديث عمر بن قيس:
فأخرجه ابن عدي في الكامل (3: 178): ثنا محمد بن منير، ثنا عيسى العسقلاني، ثنا رواد بن الجراح، ثنا عمر بن قيس، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعرف خواتيم السور حين يقول: َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ عرف أنها قد ختمت السورة.
قال الشيخ: "وهذا الحديث عن عمر بن قيس يرويه عن عمرو بن دينار عن بن عباس ولا يجعل بينهما سعيد".
¥(40/352)
قلت: معنى كلام ابن عدي هذا أن رواد بن الجراح أخطأ فيه على عمر بن قيس .. نفهم هذا من إيراده لهذا الحديث في ترجمته لرواد، ومن تعقيبه السابق .. لكن الحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12: 82/ برقم 12546)، ومن طريقه الضياء في (المختارة (10: 316/ برقم 338): حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا حرملة بن يحيى، ثنا ابن وهب، عن عمر بن قيس، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان جبريل عليه السلام ينزل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الوحي فإذا قال َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ افتتح سورة أخرى.
فكأنه محفوظ عن عمر بن قيس هذا، ولا يصح من حديثه فإنه متروك .. تركه أحمد والنسائي والدارقطني، وقال يحيى: ليس بثقة. وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أحمد أيضا: أحاديثه بواطيل. (الميزان).
(4) وأما حديث أبي مريم عبد الغفار بن القاسم:
فأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12: 81/ برقم 12544): حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبادة بن زياد الأسدي، ثنا أبو مريم عبدالغفار بن القاسم، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: ما كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعرف خاتمة السورة حتى ينزل عليه َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
وعبدالغفار هذا رافضي ليس بثقة. قال علي بن المديني: كان يضع الحديث، ويقال: كان من رؤوس الشيعة. وروى عباس عن يحيى: ليس بشيء. وقال البخاري: عبدالغفار بن القاسم بن قيس بن فهد ليس بالقوي عندهم. انظر (اللسان).
(5) مثنى بن الصباح:
أخرجه الحاكم في المستدرك (1: 355/ برقم844)، (2: 668/ برقم4218)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (2: 439/ برقم 2332): من حديث أحمد بن حازم الغفاري، ثنا علي بن حكيم، ثنا معتمر بن سلمان، عن مثنى بن الصباح، عن عمر بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان إذا جاءه جبرائيل فقرأ َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ علم أنها سورة.
وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وهذا تساهل منه بين فإن مثنى بن الصباح هذا تركه القطان وابن مهدي. وقال أحمد: لا يساوي حديثه شيئًا، مضطرب الحديث. انظر (الميزان).
? وأما حديث سالم الأفطس:
فأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (3: 405/ برقم1375): حدثنا محمد بن سنان الشيزري، قال: حدثنا عيسى بن سليمان، قال: حدثنا مبشر بن عبدالله، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، قال: كان جبريل إذا نزل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، علم أن السورة قد انقضت.
وإسناده فيه نظر!. فمحمد بن سنان بن سرج التنوخي الشيزري. قال الذهبي: صاحب مناكير يتأنى فيه .. كأنه أ راد الغرابة وهي حاصلة في هذه الرواية. انظر (الميزان) وتكملة الإكمال (3: 558).
وبقية رجاله موثقون .. وقد صححه الأرنؤوط في تخريجه لمشكل الآثار .. فينظر.
? وأما حديث معاوية بن إسحاق:
فأخرجه السلفي في معجم السفر برقم (1143): من طريق أبي حاتم محمد بن عبد الواحد بن زكريا الحافظ الرازي ـ قدم علينا حاجًا ـ ثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي الأسدي، ثنا أبو عبد الله الحسين بن مأمون البردعي، ثنا بشر بن عمرو بن سام، ثني بدر بن الربيع، ثني طعمة بن عمرو، ثني معاوية بن إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: من السنة الجهر بـ َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إنها آية من كتاب الله عز وجل نزل بها جبريل، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إذا قرأ جبريل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ علمت أن السورة قد ختمت.
في هذا الإسناد نظر .. معاويه هذا وثقه أبو حاتم الرازي وغيره .. أما أبو زرعة فقال: شيخ واه.
وهذا الحديث من نسخة بشر بن عمرو بن سام الكابلي وهي من رواية الحسين بن. مأمون البردعي .. قال الخليلي: ثقة حافظ كبير المحل سمع بشر بن عمرو بن سام الكابلي بمكة نسخة يتفرد بها. مختصر الإرشاد (2: 783).
وفي الباب: عن ابن مسعود، وابن عمر.
? فأما حديث ابن مسعود:
فأخرجه الواحدي في أسباب النزوا (ص27): من طريق عبدالله بن أبي حسين فذكره عنه بلفظ: " كنا لا نعلم فصل ما بين السورتين حتى نزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ".
? وأما حديث ابن عمر:
فأخرجه الواحدي في أسباب النزوا (ص27ـ28): من طريق عبدالله بن نافع عن أبيه عنه بلفظ: "نزلت بسم الله الرحمن في كل سورة".
وكتب / يحيى البكري في ليلة الجمعة الثالث عشر من جمادى الآخرة لسنة خمس وعشرين وأربع مئة وألف للهجرة الشريفة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 04 - 05, 05:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا وكتب لكم الأجر والمثوبة.
ـ[عبد]ــــــــ[08 - 04 - 05, 10:26 م]ـ
الله يجزيك خيراً ...
هل يمكنك تنزيله ملفا مرفقاً (وورد) ... النسخ واللصق سيحتاج لكثير من التعديل؟
¥(40/353)
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 06:06 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[25 - 11 - 05, 02:30 ص]ـ
(تفسير البسملة)
[8] حديث: قال الله (عز وجل): "أنا الرحمنُ خلقتُ الرَّحم وشققتُ لها اسمًا من اسمي، فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه فأبُتُّه". أو قال: "من بتها أبُتُّه".
أورده الراغب في مفرداته (1: 254) عند كلامه على مادة (رحم).
وأورده الثعالبي في تفسيره (4: 167): من رواية أبي داود بسنده (فذكره).
وذكره أبو بكر الجصاص (370هـ) في أحكام القرآن (2: 336) في تفسير سورة النساء عند قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً).
وأورده ابن كثير (4: 180) في تفسير البسملة.
وأورده في تفسير سورة القتال (4: 180) عند قوله تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ): ((قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارض: أن أباه حدَّثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه) وهو مريض، فقال له عبد الرحمن (رضي الله عنه): وصلتك رحم إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: قال الله (عز وجل): "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسمًا من اسمي فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه فأبته"، أو قال: "من بتها أبته".
وقال: تفرد به أحمد من هذا الوجه".
ورواه أحمد (أيضًا): من حديث الزهري، عن أبي سلمة، عن الرداد ـ أو أبي الرداد ـ عن عبد الرحمن بن عوف، به.
ورواه أبو داود والترمذي من رواية أبي سلمة عن أبيه، والأحاديث في هذا كثيرة جدًا)). أهـ.
قال أ. د. حكمت بشير: ((والرحمن: مشتق من الرحمة، وهو قول الجمهور، والدليل ما أخرجه أحمد، قال: يزيد بن هارون، حدثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارض: أن أباه حدثه: أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه) وهو مريض، فقال له عبد الرحمن (رضي الله عنه) وصلتك رحم إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: قال الله (عز وجل): "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسمًا من اسمي فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه فأبته" أو قال: "من بتها أبته".
وأخرجه (أيضًا): من حديث أبي هريرة بنحوه. صححه أحمد شاكر والألباني.
وأخرجه الحاكم: من طريق يزيد بن هارون، به، وسكت عنه هو والذهبي.
وأخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم: كلهم من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن ردَّاد الليثي، عن عبدالرحمن بن عوف بنحوه.
قال الترمذي: حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي)). اهـ.
طرق الحديث
الحديث مشهور عن عبدالرحمن بن عوف، رواه عنه: عبدالله بن قارظ، وأبو سلمة بن عبدالرحمن، وابن عباس، والحسن بن عبدالرحمن بن عوف، وإبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف، وابن لعبدالرحمن بن عوف.
(1) ـ فأما حديث عبدالله بن قارظ:
فرواه يحيى بن أبي كثير: واختلف عنه .. بين علله الدارقطني (رحمه الله): إذ سئل عن حديث إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال: (يقول الله عز وجل: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته".
فقال: ((يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:
فرواه هشام الدستوائي: عن يحيى، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ: أن أباه حدثه، عن عبد الرحمن بن عوف.
ورواه شيبان: عن يحيى قال: حدثني إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، أن رجلا أخبره عن عبد الرحمن، وكذلك قال أبان عن يحيى.
واختلف عن الأوزاعي:
فقال شعيب بن إسحاق وابن أبي العشرين: عن الأوزاعي، عن يحيى، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، قال: حدثني فلان، عن عبد الرحمن بن عوف.
وقال الوليد بن مزيد ويحيى بن حمزة: عن الأوزاعي، عن يحيى، عن عبد الله بن محمد، قال: مرض عبد الرحمن فعاده قريب له.
قال الفريابي: عن الأوزاعي، عن يحيى جاء رجل إلى عبد الرحمن فأرسله.
¥(40/354)
وقال عكرمة بن عمار: عن يحيى حدثني نسيب لعبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن.
وقد اختلف أصحاب يحيى عليه فيه وأحسنهم قولا عنه ما قاله شيبان وأبان والله أعلم)). اهـ. انظر علل الدارقطني (4: 295/ برقم 576).
قال الضياء في المختارة (3: 96): ((قلت والله أعلم: لو أن الدارقطني (رحمه الله) قال: وأحسنهم قولا هشام كان أولى؛ لأن شيبان وأبان في روايتهما لم يبين لهما إبراهيم من هو المخبر له وفي رواية هشام أنه بين له أن المخبر له أبوه والله أعلم)). اهـ.
قلت: صحة الرواية لا تنبني على التصريح بالراوي من عدمه؛ لأن الظاهر أن صواب الرواية على الإبهام إذ أن هشامًا وأبانًا لم يتفردا بهذا بل بقية الروايات على ذلك، وتفرَّد هشام بالتصريح بالاسم .. وبيان ذلك في ما يأتي من طرق:
أ ـ أما رواية هشام الدستوائي:
فأخرجها أحمد (1: 191/ برقم 1695).
وأخرجها ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق برقم (205)، وأبو يعلى برقم (841)، ومن طريقه الضياء في المختارة (3: 94 ـ 95/ برقم 897): ثنا أبو خيثمة.
وأخرجها الخرائطي في المساوئ برقم (263): حدثنا أحمد بن يحيى السوسي.
وأخرجها الشاشي في مسنده برقم (252): حدثنا عيسى بن أحمد العسقلاني.
وأخرجها الضياء في المختارة (3: 95/ برقم 898): من حديث أحمد بن منيع.
أربعتهم (أحمد، وأبو خيثمة، و أحمد بن يحيى السوسي، وعيسى بن أحمد، وأحمد بن منيع): حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ: أن أباه حدثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف يعوده، فقال له عبد الرحمن: وصلتك رحم سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته" أو قال: "بتها أبته". السياق لأبي يعلى.
قال ابن كثير (4: 180): ((تفرَّد به أحمد من هذا الوجه)). اهـ.
مراده تفرد به مطلقًا؛ فلم أجد من تابع هشامًا على ذكر عبدالله بن قارظ .. ويحتمل أن مراده تفرد به عن الأصول (وهو كذلك).
ب ـ وأما رواية شيبان:
فأخرجها البخاري في التاريخ الكبير (1: 312): قال لي سعد بن حفص، قال: ثنا شيبان، عن يحيى، أخبرني إبراهيم بن عبد الله بن قارظ الزهري: أن رجلاً أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الله عز وجل: "أنا الرحمن وأنا خلقت الرحم"
ج ـ وأما رواية عكرمة بن عمار:
فأخرجها الشاشي في مسنده برقم (240): حدثنا صاحب، نا سليمان بن معبد، نا النضر بن محمد الجرشى، نا عكرمة، نا يحيى، نا أبو سلمة، قال: جاء نسيب لعبدالرحمن بن عوف يعوده فى مرضه، فقال له: أفلان! قال: نعم، قال: وصلتك رحم إنى سمعت رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم): (فذكره).
د ـ وأما حديث الأوزاعي:
فالاختلاف فيه ظاهر على الأوزاعي كما مر عن الدارقطني .. وبقي عليه وجه من الخلاف لم يذكره وهي رواية الوليد بن مسلم:
أخرجها الخطيب في التاريخ (5: 426): أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، أخبرنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون بغدادي بالإسكندرية.
وأخرجها ابن عساكر في التاريخ (5: 406 ـ 407): أخبرنا أبو محمد السيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان الحيري، أنا محمد بن المسيب بن إسحاق، نا أحمد بن محمد بن عثمان الثقفي الدمشقي.
كلاهما (محمد بن عبد الله بن ميمون، و أحمد بن محمد بن عثمان) حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): (فذكره).
هـ ـ وأما رواية أبان: فلم أقف عليها لساعتي هذه.
(2) ـ وأما حديث أبي سلمة: فيرويه الزهري واختلف عليه فيه:
فرواه سفيان بن عيينة: عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: اشتكى أبو الردَّاد الليثي فعاده عبد الرحمن بن عوف.
ورواه سفيان بن حسين: عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: دخل عبد الرحمن بن عوف على أبي الرداد الليثى.
ورواه عنه البعض: عن الزهري، عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف، عن أبيه.
ورواه محمد بن أبي عتيق، وعبيد الله بن أبي زياد، ومعاوية بن يحيى الصفدي: عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا رداد الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
¥(40/355)
وخالفهم معمر: فرواه عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن ردادًا الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
ورواه بعضهم عنه على الجادة.
وخالف الجميع شعيب: فرواه عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا مالك الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
وهذا في رواية أبي اليمان عنه .. (وقد خولف في هذا كما سيأتي).
ورواه يونس: عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبيه (عبدالرحمن بن عوف) .. لم يذكر القصة .. ولا الواسطة.
وقد تابع الزهري عليه: إسحاق بن أحمد الخزاعي، ومحمد بن عمرو.
وقد استوعب الدارقطني علل حديث أبي سلمة هذا بأوجهه المختلفة إذ سئل عن حديث أبي الردَّاد الليثي عن عبدالرحمن بن عوف، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): قال الله: "أنا الرحمن خلقت الرحم الحديث ..
فقال: ((يرويه الزهري، عن أبي سلمة، واختلف عنه:
فرواه محمد بن أبي عتيق، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن أبا الردَّاد أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
وتابعه وهيب بن خالد، عن معمر.
واختلف عن عبد الرزاق:
فقيل: عنه، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن رداد الليثي حدثه، عن عبد الرحمن.
وقال الحسن الخلال: عن عبد الرحمن.
فقيل: عنه، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن رداد الليثي حدثه، عن عبد الرحمن.
وقال الحسن الخلال: عن عبد الرزاق مثل قول وهيب عن معمر.
واختلف عن شعيب بن أبي حمزة، فقال بشر بن شعيب: عن أبيه، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن أبا رداد أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
كقول ابن أبي عتيق ووهيب.
وخالفه أبو اليمان: رواه عن شعيب، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة: أن أبا مالك الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
واختلف عن ابن عيينة:
فرواه سعيد بن منصور، وأبو بكر بن أبي شيبة، والقعنبي، والحميدي: عن ابن عيينة، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة، عن عبدالرحمن بن عوف ولم يجعلوا فيه رواية عن أبي الرداد.
وفي حديث الحميدي، وسعيد بن منصور: اشتكى أبو الرداد فعاده عبد الرحمن، فقال أبو الرداد: خيرهم وأوصلهم وأبرهم أبو محمد، فقال عبدالرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وقال حامد بن يحيى البلخي: عن ابن عيينة، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة، قال: اشتكى الرداد فعاده عبد الرحمن ووهم فيه.
والصواب أبو الرداد.
ورواه عبد الأعلى: عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
ورواه محمد بن أبي حفصة، وبحر السقا: عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن عبد الرحمن بن عوف.
ورواه محمد بن عمرو: عن أبي سلمة، واختلف عنه:
فقال حماد بن سلمة: عن محمد بن عمرو نحو قول ابن عيينة، عن الزهري.
وغير حماد بن سلمة يرويه: عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وقال إسماعيل بن جعفر: عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة ـ مرسلا ـ عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
والصواب حديث محمد بن أبي عتيق ومن تابعه)). اهـ. انظر علل الدارقطني (4: 263 ـ 265/ برقم 550).
ولا ينقضي عجبي من هذه الحافظة المميزة للإمام الدارقطني وسعة اطلاعه على الطرق واختلاف الروايات كما هو ظاهر من كلامه على هذا الحديث .. حقًا إنه إمام في معرفة العلل والاختلاف!!. فإلى بيان طرق الحديث وَفق ما أسلفت من اختلاف:
أ ـ أما حديث سفيان بن عيينة:
فأخرجه الحميدي في مسنده برقم (65)، ومن طريقه الحاكم في مستدركه (4: 174/ برقم 7269) عن أبي بكر بن إسحاق الإمام، وعلي بن حمشاد العدل، قالا: ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي.
وأخرجه الحسين المروزي في زوائده على الزهد برقم (114).
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5: 217/ برقم25387)، وعنه أبو داود (2: 133/ برقم1694).
وأخرجه أحمد (1: 194/ برقم 1686).
وأخرجه أبو داود (2: 133/ برقم1694)، وعثمان الدارمي في الرد على بشر (ص12): (كلاهما) عن مسدد.
وأخرجه الترمذي في الجامع (4: 315/ برقم 1907): حدثنا ابن أبي عمر، وسعيد بن عبد الرحمن.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق برقم (203): حدثنا علي بن الجعد وغيره.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده برقم (840) حدثنا زهير.
وأخرجه البزار في مسنده (3: 206/ برقم 992): حدثنا أحمد بن عبدة.
وأخرجه الدولابي في الكنى (1: 10): عن محمد بن منصور.
¥(40/356)
أخرجه أحمد البرقي في مسند عبدالرحمن بن عوف برقم (18): حدثنا إسحاق بن إسماعيل (هو الطالقاني).
وأخرجه الخرائطي في المساوئ برقم (265): حدثنا علي بن حرب الطائي.
وأخرجه الخرائطي في المساوئ برقم (266): حدثنا أحمد بن منصورالرمادي، ثنا سريج بن النعمان.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبير (7: 26/ برقم
12995): حدثنا أبو محمد بن يوسف، أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة، أنبأ الحسن بن محمد الزعفراني.
ستة عشرهم (الحميدي، والحسين المروزي، وأحمد، ومسدد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن أبي عمر، وسعيد بن عبد الرحمن، وعلي بن الجعد، وزهير، وأحمد بن عبدة، ومحمد بن منصور، وإسحاق بن إسماعيل، وعلي بن حرب، وسُريح بن النعمان، والحسن الزعفراني) عن سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: اشتكى أبو الرداد فجاءه عبد الرحمن عائدًا، فقال: خيرهم وأوصلهم ما علمت أبا محمد! فقال عبد الرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله عز وجل: "أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته". اللفظ للحميدي.
ومنهم من لم يذكر القصة.
وفي لفظ الحاكم: " ومن قطعها قطعته". فخالف رواية ((المسند)).
ورواية أبي يعلى بالشك "ومن قطعها قطعته"، أو "بتته".
قال أبو عيسى: ((حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح)). اهـ.
قال الحافظ عبد العظيم في الترغيب (3: 229): ((تصحيح الترمذي له فيه نظر؛ فإن أبا سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه شيئًا، قاله يحيى بن معين وغيره. ورواه أبو داود وابن حبان في (صحيحه): من حديث معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد الليثي، عن عبد الرحمن بن عوف. وقد أشار الترمذي إلى هذا ثم حكى عن البخاري أنه قال: وحديث معمر خطأ والله أعلم)). اهـ.
ب ـ وأما حديث سفيان بن حسين:
فأخرجه أحمد البرقي في مسند عبدالرحمن بن عوف برقم (17) حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا سليمان بن كثير.
وأخرجه الخرائطي في المساوئ برقم (262): حدثنا عمر بن شبة، ثنا عمر بن علي المقدمي.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 175/ برقم 7272): أخبرناه أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، ثنا سعيد بن مسعود، ثنا يزيد بن هارون.
كلاهما (كثير، وعمر بن علي، ويزيد بن هارون) عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: دخل عبد الرحمن بن عوف على أبي الرداد الليثى، فقال: خيركم وأوصلكم أبو محمد! قال عبد الرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال ربكم جل وعز: "أنا الله الذي خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فأنا الرحمن وهي الرحم، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته". اللفظ للبرقي.
وله وجه آخر من الخلاف: قال البزار في مسنده (3: 207): ((وقد روى هذا الحديث سفيان بن حسين، عن الزهري، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه. والصواب ما رواه ابن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة. وقد روي هذا الكلام عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من وجوه: فروى ذلك أبو هريرة، وعائشة، وعبد الله بن عمرو بكلام يشبه هذا)). اهـ.
ج ـ وأما حديث محمد بن أبي عتيق:
فأخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (53).
وأخرجه الطبراني في الأوسط برقم (4606) حدثنا عبيد الله بن محمد العمري.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 174/ برقم 7270): فأخبرناه أبو بكر بن إسحاق، أنبأ العباس بن الفضل الأسفاطي والحسن بن زياد.
أربعتهم (البخاري، وعبيد الله بن محمد العمري، العباس بن الفضل الأسفاطي، والحسن بن زياد): ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أخي أبو بكر، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة: أن أبا رداد الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه): أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله تبارك وتعالى: "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها أبته".
قال الطبراني: ((لم يروه عن ابن أبي عتيق إلا سليمان بن بلال، تفرد به أبو بكر بن أبي أويس)). اهـ.
ومحمد بن أبي عتيق، هو محمد بن عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي المدني.
قال الذهلي: (وهو حسن الحديث عن الزهري، كثير الرواية مقارب الحديث لولا أن سليمان بن بلال يحدثه لذهب حديثه). اهـ. انظر التهذيب (9: 246).
¥(40/357)
وحديثه هذا مستقيم .. قال الدارقطني (في ترجيحه الآنف): ((والصواب حديث محمد بن أبي عتيق ومن تابعه)). اهـ.
قلت: أشار الحاكم إلى رواياتهم، فقال: ((هذا أبو رداد الليثي قد أضاف فيه سفيان بن عيينة ومحمد بن أبي عتيق وشعيب بن أبي حمزة وسفيان بن حسين)). اهـ.
ويزاد عبيدالله بن أبي زياد عن الزهري، و إسحاق بن أحمد الخزاعي، ومحمد بن عمرو كلاهما عن أبي سلمة.
د ـ وأما حديث عبيدالله بن أبي زياد:
فأخرجه المروزي في زوائده على الزهد لابن المبارك برقم (113): قال حدثنا حجاج بن أبي منيع الرصافي، عنه به (مثله).
وعبيدالله هذا عده الدارقطني من ثقات أصحاب الزهري .. قال أحمد بن علي بن الفتح: قال لنا أبو الحسن الدراقطني: شعيب بن أبي حمزة، وعقيل بن خالد، وعبيد الله بن أبي زياد الرصافي من الثقات. انظر لترجمته تاريخ دمشق (37: 465).
هـ ـ وأما حديث معاوية بن يحيى الصفدي:
فأخرجه الخراطي في المكارم (1: 278/ برقم 262): حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبدالله بن صالح، ثنا الهقل بن زياد، عنه به (فذكره).
و ـ وأما حديث معمر بن راشد:
فأخرجه في (الجامع 11: 171/ برقم 20234): عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن ردادًا الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله تبارك وتعالى: "أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته".
وأخرجه أبو داود في سننه (2: 133/ برقم 1695).
وأخرجه ابن حبان في الثقات (4: 241) ثنا ابن قتيبة.
كلاهما (أبو داود، وابن قتيبة): عن محمد بن المتوكل العسقلاني.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 174/ برقم 7268) أخبرني محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني.
وأخرجه الضياء في المختارة (3: 92/ برقم 895): أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح بأصبهان، أن أبا علي الحسن بن احمد الحداد أخبرهم قراءة عليه وهو حاضر، أنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني.
كلاهما (محمد بن علي الصنعاني، والطبراني) عن إسحاق بن إبراهيم.
كلاهما (محمد بن المتوكل وهوابن أبي السري، وإسحاق بن إبراهيم) عن عبدالزاق.
وأخرجه خرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق برقم (204) حدثنا ابن جميل.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (2: 186/ برقم 443): أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حبان.
كلاهما (ابن جميل، حبان) عن عبدالله (يعني ابن المبارك).
كلاهما (عبدالرزاق، وابن المبارك،) عن معمر، به.
قال أبو عيسى في جامعه (4: 315): ((روى معمر هذا الحديث، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد الليثي، عن عبد الرحمن بن عوف ومعمر كذا يقول! قال محمد: وحديث معمر خطأ)). اهـ.
قلت: لكن الحديث وقع على الصواب في رواية وهيب بن خالد، وفي رواية عن عبدالرزاق، عنه:
1 ـ فأما رواية وهيب ين خالد:
فأخرجها البزار في مسنده (3: 208/ برقم 993): حدثنا محمد بن المثنى، قال: نا المغيرة بن سلمة.
وأخرجها الخرائطي في مكارم الأخلاق (1: 276)، وفي المساوئ برقم (264): حدثنا أحمد بن إسحاق أبو بكر الوراق، ثنا سهل بن بكار.
كلاهما (المغيرة، وسهل) ثنا وهيب، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي الرداد الليثي، عن عبدالرحمن بن عوف (فذكره).
2 ـ وأما رواية عبدالرزاق:
فأخرجها أحمد في مسنده (1: 194/ برقم 1680).
وأخرجها الخرائطي في المكارم (1: 276/ برقم 261).
وأخرجها البيهقي في السنن الكبير (7: 26/ برقم 12994): أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار.
كلاهما (الخرائطي، والصفَّار) ثنا أحمد بن منصور الرمادي.
(ح) وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان بن الحسن ببغداد، ثنا أحمد بن يوسف السلمي.
ثلاثتهم (أحمد، وأحمد بن منصور الرمادي، وأحمد بن يوسف السلمي) عن عبد الرزاق، عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، أن أبا الرداد الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه) (فذكره).
(قرن الخرائطي رواية عبدالرزاق برواية وهيب).
وقد أشار لهذه الأوجه الدارقطني، فقال: ((واختلف عن عبد الرزاق:
فقيل: عنه، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن رداد الليثي حدثه، عن عبد الرحمن.
¥(40/358)
وقال الحسن الخلال: عن عبد الرحمن.
فقيل: عنه، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن رداد الليثي حدثه، عن عبد الرحمن.
وقال الحسن الخلال: عن عبد الرزاق مثل قول وهيب عن معمر)). اهـ.
وترجم ابن حبان في الثقات (4: 241) لرداد الليثي، وقال: ((ما أحسب معمرًا حفظه؛ روى أصحاب الزهرى هذا الخبر: عن أبى سلمة، عن عبد الرحمن بن عوف)). اهـ.
قال الحاكم: ((هذا أبو رداد الليثي قد أضاف فيه سفيان بن عيينة ومحمد بن أبي عتيق وشعيب بن أبي حمزة وسفيان بن حسين)). اهـ.
قال الحافظ عبد العظيم في الترغيب (3: 229): ((رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه. من حديث معمر: عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد الليثي، عن عبد الرحمن بن عوف، وقد أشار الترمذي إلى هذا ثم حكى عن البخاري أنه قال: وحديث معمر خطأ. والله أعلم)). اهـ.
ز ـ وأما حديث شعيب بن أبي حمزة:
فاختلف عليه فرواه عنه ابنه على الجادة:
أخرجه أحمد في مسنده برقم (1681)، ومن طريقه الضياء في المختارة (3: 93/ برقم 896).
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 174/ برقم 7271): فأخبرني أبو سهل بن زياد النحوي ببغداد، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم، ثنا أبو اليمان ثنا شعيب. (ح) وثنا أبو العباس محمد بن يعقوب واللفظ له، ثنا محمد بن خالد بن خلي، ثنا بشر بن شعيب، حدثني أبي، عن الزهري، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا الرداد الليثي أخبره، قال: سمعت عبد الرحمن بن عوف يذكر: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (فذكره).
وأخرجه البيهقي في الشعب برقم (7941) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي، قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا محمد بن خالد بن خلي. (مقتصرًا على هذا الوجه ولعل عزوف البيهقي عن رواية الوجه الأول لعلة يأتي بيانها).
كلاهما (أحمد، ومحمد بن خالد بن خلي) ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، حدثني أبي، عن الزهري، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا الرداد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله عز وجل: "أنا الرحمن وأنا خلقت الرحم واشتققت لها من اسمى، فمن وصلها وصله الله ومن قطعها بتته".
قال البيهقي: ((ورويناه من حديث معمر وابن عيينة عاليا في كتاب السنن في باب قسم الصدقات)). اهـ.
وخالفه أبو اليمان فجعله من رواية أبي مالك الليثي:
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (4: 180/ برقم 3057): حدثنا أبو زرعة.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 174/ برقم 7271): فأخبرني أبو سهل بن زياد النحوي ببغداد، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم.
وعلقه المزي في تهذيبه (7: 214): رواه علي بن محمد بن عيسى الجكَّاني.
ثلاثتهم (أبو زرعة الدمشقي، وعبدالكريم بن الهيثم، وعلي بن محمد) ثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا مالك الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله عز وجل: "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته".
قلت: سياقه عند الحاكم: أخبرني أبو سهل بن زياد النحوي ببغداد، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم، ثنا أبو اليمان ثنا شعيب. (ح) وثنا أبو العباس محمد بن يعقوب واللفظ له ... الحديث. اهـ.
فظهر بهذا إخلال الحاكم بذكر الاختلاف الوارد في رواية أبي اليمان بحملها على رواية الأصم، عن محمد بن خالد بن خلي، عن بشر بن شعيب بن أبي حمزة، حدثني أبي، عن الزهري، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا الرداد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف.
وقد أخرجه الشاشي في مسنده برقم (239): حدثنا عبدالكريم بن الهيثم، نا أبو اليمان، أخبرنى شعيب، عن الزهرى، حدثنى أبو سلمة بن عبدالرحمن، أن الليثى أخبره عن عبدالرحمن بن عوف: (فذكره).
وقد تلطف (رحمه الله) في ستر هذا الخلل بمهارة.
والمخالفة ثابتة على أبي اليمان كما يظهر من كلام الدارقطني في ((العلل)) إذ قال: ((واختلف عن شعيب بن أبي حمزة، فقال بشر بن شعيب: عن أبيه، عن الزهري، عن أبي سلمة: أنا أبا رداد أخبره عن عبد الرحمن بن عوف. كقول ابن أبي عتيق ووهيب.
وخالفه أبو اليمان رواه عن شعيب، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة: أن أبا مالك الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف)). اهـ.
¥(40/359)
قلت: لكن قال عبدالله بن أحمد في العلل برقم (4653): ((قال أبي: رداد الليثي أبو مالك)). اهـ.
وقال صالج بن أحمد: ((سمعت علي بن المديني، يقول: رداد الليثي كنيته أبو مالك)). اهـ. رواه الدولابي في الكنى (1: 10).
فيحتمل أن هذا الخلاف غير مؤثر، فيكون اسمه رداد وله كنيتان: أبو الرداد، وأبو مالك .. وتكون تخطئة البخاري وابن حبان لقول معمر فيها نظر؛ لأنها حفظت عنه التسميتان.
وأنا أميل إلى أن الوهم في ذلك من معمر اشتبه عليه وأن الصواب أبو الرداد بلفظ الكنية .. وتبقى رواية أبي اليمان محتمله، وإن كان اتحاد المخرج يلقي بضلاله على هذه الكنية، إلا أن نقول: إن شعيب حدث به على الوجهين.
قال العجلي: أبو مالك الليثي مدني تابعي ثقة. ترتيب الثقات برقم (2239).
ح ـ وأما حديث يونس ين يزيد:
فأخرجه الخرائطي في المساوئ برقم (267): حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبدالله بن صالح، ثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبيه عبدالرحمن بن عوف، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (فذكره).
ويونس هذا هو ابن يزيد الأيلي أحد الثقات .. وعبدالله بن صالح فيه مقال مشهور. والانقطاع ظاهر في الرواية.
وهنا أنبه بأني قد أفدت من تخريج الدكتور عبدالله دنفو في كتابه القيم ((مرويات الزهري المعلة)) لهذا الحديث ولي عليه زوائد.
قلت: لرواية الزهري متابعتان: من رواية إسحاق بن أحمد الخزاعي، ومحمد بن عمرو:
1 ـ فأما رواية إسحاق بن أحمد الخزاعي:
فأخرجها الضياء في المختارة (3: 91/ برقم 894): أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبدالرحيم بن الإخوة، وأم حبيبة عائشة بنت معمر بن عبدالواحد بن الفاخر بأصبهان: أن سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أخبرهم ـ قراءة عليه ـ أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن النعمان، أنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان، أنا أبو محمد إسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي، عن أبي سلمة، قال: اشتكى أبو الرداد فعاده عبدالرحمن بن عوف، فقال أبو الرداد: خيرهم وأوصلهم ما علمت أبا محمد! فقال عبدالرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله تعالى: "أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم واشتققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته".
2 ـ وأما حديث محمد بن عمرو:
فاختلف عنه في روايته لهذا الخبر كما مر عن الدارقطني .. وهذا تفصيل ما أجمل في ((علله)) وَفق ما وقفت عليه: رواه عنه خالد بن عبدالله، وعبدة، ويزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وخالفهما حماد بن سلمة، فرواه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة: أن أباه عاد أبا الرداد ... الحديث.
أ ـ فأما رواية خالد بن عبدالله:
فأخرجها أبو يعلى في مسنده برقم (5953): حدثنا وهب بن بقية، حدثنا، خالد بن عبد الله عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: قال الله: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي، فمن وصلها أصله، ومن قطعها أقطعه فأبتُّه".
ب ـ وأما رواية عبدة:
فأخرجها وكيع في الزهد برقم (998): حدثنا عبدة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة (مثله).
ج ـ وأما رواية يزيد بن هارون:
فأخرجها أحمد في المسند (2: 498/ برقم 10474).
وأخرجها الخرائطي في المساوئ برقم (280): حدثنا سعدان بن يزيد.
كلاهما (أحمد، وسعدان): حدثنا يزيد، قال: وأنا محمد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): قال الله عز وجل: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمى، من يصلها أصله ومن يقْطَعها أقطَعْه فأبُته". السياق لأحمد.
ولفظ الخرائطي: "قال الله أنا الرحمن، وهي الرحم شققت لها من اسمى فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته". أو قال: "من قطعها بتتُّه".
شك يزيد بن هارون .. كذا قال! ولا يعصب هذا بيزيد فقد شاركه خالد الواسطي في ذلك .. فالشك من علٍ!.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 173/ برقم 7265): حدثنا أبو بكر أحمد بن يزيد بن هارون، أنبأ محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه): (فذكره).
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)).
كذا وقع الإسناد لديه وفيه خلل ظاهر .. ويحتاج لتحرير.
د ـ أما رواية حماد بن سلمة:
¥(40/360)
فأخرجها البرتي في مسند عبدالرحمن بن عوف برقم (15): حدثنا أبو سلمة، قال: حدثنا حماد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة: أن أباه عاد أبا الرداد، فقال له أبو الرداد: ما أحد من قومك أوصلُ لي منك، فقال عبدالرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (فذكره).
قلت: رجح هذه الرواية علي بن المديني، فقال في العلل (ص103): ((حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): إن الرحم شِجنة من الرحمن .. رواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وهو عندي خطأ لا شك فيه؛ لأن الزهري. رواه عن أبي سلمة، عن أبي رداد الليثي، عن عبدالرحمن بن عوف، وهو عندي الصواب)). اهـ.
والاختلاف واضح أن مرده إلى محمد بن عمرو فإنه يهم في حديث أبي سلمة خاصة .. بل وفي حديث غيره (كذلك).
قال ابن أبي خيثمة: سئل ابن معين عنه، فقال: ما زال الناس يتقون حديثه، قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرَّة عن أبي سلمة بالشيء من رأيه، ثم يحدث به مرة أُخرى عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وقال القطان: محمد بن عمرو رجل صالح ليس بأحفظ الناس للحديث. انظر التهذيب (3: 662ـ 663).
وأبو الرداد هذا ترجموه تبعًا للخلاف الواقع في اسمه .. فترجمه العسكري في تصحيفات المحدثين (2: 703) فقال: ((رداد الليثي، وقال بعضهم: أبو رداد، روى عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه. روى عن ابن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن عبدالرحمن بن عوف عاد أبا الرداد، وروى معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن أبا الرداد أخبره عن عبدالرحمن بن عوف، وكذا رواه معاوية بن يحيى الصدفي)). اهـ.
قلت: هذه إشارة إلى خطأ من ذكره بدون أداة الكنية.
وترجمه ابن حجر في التهذيب (3: 234) ـ تبعًا للمزي ـ فقال: ((رداد الليثي، وقال بعضهم: أبو الرداد ـ وهو الأشهر ـ حجازي.
روى عن: عبد الرحمن بن عوف.
وعنه: أبو سلمة بن عبد الرحمن.
ذكره ابن حبان في (الثقات)، وروى أبو داود: من حديث معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة ـ وهو الصواب ـ أن ردادًا أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله: "أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم". الحديث.
ورواه البخاري في (الأدب المفرد): من حديث محمد بن أبي عتيق عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي الرداد الليثي. اهـ. كلام المزي.
قال ابن حجر: وتابعه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري كذلك، وهو الصواب. ولفظ بن حبان في (ثقات التابعين): (رداد الليثي يروي عن: ابن عوف وذكر الحديث: حدثناه ابن قتيبة، ثنا ابن أبي السري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد، عن عبد الرحمن. قال: وما أحسب معمرًا حفظه، روى هذا الخبر أصحاب الزهري، عن أبي سلمة، عن ابن عوف).
قلت: وكذا رواه ابن عيينة: أخرجه الترمذي من حديثه، فقال: عن أبي سلمة اشتكى أبو الرداد الليثي فعاده عبد الرحمن بن عوف، فقال: خيرهم وأوصلهم أبو محمد، فقال عبد الرحمن سمعت (فذكره)، وقال: صحيح.
وذكر رواية معمر، وقال: قال محمد بن إسماعيل: حديث معمر خطأ.
قلت: وكذا قال أبو حاتم الرازي أن المعروف أبو سلمة عن عبد الرحمن وأما أبو الرداد الليثي فإن له في القصة ذكر إلا أن رواية شعيب بن أبي حمزة تقوى رواية معمر ولكن قول معمر رداد خطأ، وللمتن متابع رواه أبو يعلى ـ بسند صحيح ـ: من طريق عبد الله بن قارظ، عن عبد الرحمن بن عوف من غير ذكر أبي الرداد فيه)). اهـ بحروفه.
وذكر هذا التفصيل في الإصابة (7: 137) عند ترجمته لأبي الرداد.
(3) وأما حديث ابن عباس:
فأخرجه البزار في مسنده (2: 205/ برقم 991 حدثنا أحمد بن عبد الله السدوسي، قال: نا روح بن عبادة، قال: نا محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن عبد الرحمن بن عوف (هكذا قال ابن أبي حفصة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس عن عبد الرحمن بن عوف): أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: يقول الله عز وجل: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي".
وفي هذا الكلام إشارة إلى إعلال هذا الوجه.
¥(40/361)
وقد أخرجه ابن الأعرابي في معجمه برقم (1495): نا الحسن بن علي بن الأشعث الإفريقي، نا محمد بن يحيى بن سلام، نا أبي، عن بحر السقا، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن ابن عباس: أن أبا الدرداء، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (فذكره) بتمامه.
وقد وهم الأخ الفاضل عبدالله دنفو في علل الزهري (3: 1663) في نسبته هذه الرواية لابن عوف واعتمادها متابعة لابن أبي حفصة.
ولا يصح هذا الوجه؛ فإن ابن كنيز متروك الحديث. انظر تهذيب التهذيب (1: 212).
(4) ـ وأما حديث الحسن بن عبدالرحمن بن عوف:
فأخرجه أبو نعيم في المعرفة (1: 128/ برقم 498): حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا فيض بن الوثيق، ثنا كثير بن عبدالله، حدثني الحسن بن عبدالرحمن بن عوف، عن أبيه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: "تنادي الرحم من تحت العرش: يارب صل من وصلني، واقطع من قطعني".
وقال قبله (1: 124): ((ومن رواة الحديث الحسن بن عبدالرحمن بن عوف، روى عن أبيه حديثين، لم يذكره الزبير ولا أهل النسب)). اهـ.
(5) ـ وأما حديث إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف:
أشار له البزار في مسنده (3: 207)، فقال: ((وقد روى هذا الحديث سفيان بن حسين، عن الزهري، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه)). اهـ.
ولا أراه يصح من هذا الوجه.
(6) ـ وأما حديث ابن عبدالرحمن بن عوف:
فأخرجه البزار (الزوائد) برقم (1884): حدثنا محمد بن حصين الجزري، ثنا كثير بن عبدالله البكري ـ أو النكري ـ ثنا ابن عبدالرحمن بن عوف، عن أبيه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " الرحم ينادي يوم القيامة: أن من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله".
قال البزار: ((لا نعلم روى ابن عبدالرحمن بن عوف عن أبيه غير هذا)).
قلت: هو من سمى أبو نعيم قبله .. ويظهر اختلاف لفظهما عن حديث الترجمة.
قال الهيثمي: ((فيه جماعة لم أعرفهم)).
شواهد الحديث
قال الترمذي في جامعه (4: 315): ((وفي الباب عن أبي سعيد، وابن أبي أوفى، وعامر بن ربيعة، وأبي هريرة، وجبير بن مطعم)).
وقال البزار في مسنده (3: 207): ((قد روي هذا الكلام عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من وجوه: فروى ذلك: أبو هريرة، وعائشة، وعبدالله بن عمرو. بكلام يشبه هذا)). اهـ.
وقال الحاكم: ((روي بأسانيد واضحة عن عبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وعائشة وعبد الله بن عمرو)).
وكتب / يحيى البكري في ليلة الجمعة الثالث عشر من جمادى الآخرة لسنة خمس وعشرين وأربع مئة وألف للهجرة الشريفة ..
ثم أعدت النظر فيه لأيام متقطعات كان ختامها فجر الأربعاء الخامس عشر من شعبان للسنة المذكورة (والله أعلم).
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[02 - 06 - 07, 01:09 م]ـ
بارك الله فيك أخي وأحسن إليك وأجزل لك المثوبة
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[06 - 08 - 07, 03:34 ص]ـ
وبارك فيك
ونفع الله بشيخنا يحيى وبارك له في أهله وماله وزاده علما وتواضعا
ـ[يوسف رمضان يوسف شراب]ــــــــ[11 - 08 - 07, 07:07 ص]ـ
وبارك فيك
ونفع الله بشيخنا يحيى وبارك له في أهله وماله وزاده علما وتواضعا(40/362)
أريد معرفة ما حكم الأسانيد الموجودة فى كتاب تلبيس إبليس للإمام الجوزى؟
ـ[ابن عمر أزهرى سلفى]ــــــــ[08 - 05 - 04, 12:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أريد معرفة ما حكم الأسانيد الموجودة فى كتاب تلبيس إبليس للإمام الجوزى؟؟؟؟؟ حيث لم أجد لها تخريج أو حكم عليها
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 05 - 04, 02:51 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كتاب تلبيس إبليس فيه أحاديث ضعيفة وصحيحة
وهناك كتاب مخصص لتخريجه وبيان أحاديث
وهو (النفيس في تخريج أحاديث التلبيس) تأليق يحيى بن خالد بن توفيق
الناشر مكتبة التربية الإسلامية
ت 868605 جيزة-مصر(40/363)
حديث مرسل في البخاري
ـ[عبد المجيد]ــــــــ[09 - 05 - 04, 12:53 ص]ـ
إخواني الأكارم وقفت على حديث أثار لدي شيئ من الاستغراب في صحيح البخاري وهو ما رواه في كتاب المغازي باب22
4118 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِىُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ حَدَّثَنِى سَالِمٌ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ مِنَ الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنَ الْفَجْرِ يَقُولُ «اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا وَفُلاَنًا». بَعْدَ مَا يَقُولُ «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ». فَأَنْزَلَ اللَّهُ (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَىْءٌ) إِلَى قَوْلِهِ (فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ).
4119 - وَعَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِى سُفْيَانَ سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو عَلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَسُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو وَالْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَزَلَتْ (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَىْءٌ) إِلَى قَوْلِهِ (فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ).
وقد نص الحافظ في الفتح أن السند الثاني معطوف على معمر وليس معلقا إذا فظاهر الحديث أنه مرسل فكيف يخرجه البخاري في صحيحه؟ 1822
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 05 - 04, 01:13 ص]ـ
حفظكم الله وبارك فيكم
على ترجيح الحافظ ابن حجر رحمه الله أن قوله وعن حنظلة معطوفا وهو الصحيح، فيكون الإمام البخاري رحمه الله ذكر الحديث بكماله من رواية ابن المبارك ولم يقصد تخريج الرواية المرسلة وإنما ذكرها تبعا
ولهذا أمثلة متعددة عند المحدثين
وتجد في هذا الرابط فوائد حول هذا الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12343
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 05 - 04, 06:50 ص]ـ
إن الأمثلة التي في الرابط هي من الأمثلة التي تشفي غليل السائل، بيانا وتوضيحا ودلالة.
إلا أنني أحببت أن أدرج حديثا لعل عينيّ لم تَرَيَاه من بينها، فلعله وهم مني.
أخرج البخاري في صحيحه هذا الحديث وهو أول حديث في كتاب التعبير، وهو حديث عائشة عن بدء الوحي:
حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، وحدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: حدثنا معمر: قال الزُهري: فأخبرني عروة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، فكان يأتي حراء فيتحنث فيه، وهو التعبد، الليالي ذوات العدد، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها، حتى فجئه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فيه، فقال: اقرأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق - حتى بلغ - علم الإنسان ما لم يعلم}). فرجع بها ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة، فقال: (زمِّلوني زمِّلوني). فزمَّلوه حتى ذهب عنه الروع، فقال: (يا خديجة، ما لي). وأخبرها الخبر، وقال: (قد خشيت على نفسي). فقالت له: كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلَّ، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد ابن عبد العزى بن قصي، وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرأ تنصَّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، فيكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي، فقالت له خديجة: أي ابن عمِّ، اسمع من ابن أخيك، فقال ورقة: ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى، فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، ياليتني فيها جذعاً، أكون حياً حين يخرجك قومك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أو مخرجيَّ هم). فقال ورقة: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزَّراً. ثم
¥(40/364)
لم ينشب ورقة أن توفي،
وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما بلغنا، حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدَّى له جبريل، فقال: يا محمد، إنك رسول الله حقا. فيسكن لذلك جأشه، وتقرُّ نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدَّى له جبريل فقال له مثل ذلك.
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح:
قوله (وفتر الوحي) تقدم القول في مدة هذه الفترة في أول الكتاب، وقوله هنا " فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا " هذا وما بعده من زيادة معمر على رواية عقيل يونس.
وصنيع المؤلف يوهم أنه داخل في رواية عقيل، وقد جرى على ذلك الحميدي في جمعه فساق الحديث إلى قوله " وفتر الوحي " ثم قال: انتهى حديث عقيل المفرد عن ابن شهاب إلى حيث ذكرنا، وزاد عنه البخاري في حديثه المقترن بمعمر عن الزهري فقال " وفتر الوحي فترة حتى حزن " فساقه إلى آخره، والذي عندي أن هذه الزيادة خاصة برواية معمر، فقد أخرج طريق عقيل أبو نعيم في مستخرجه من طريق أبي زرعة الرازي عن يحيى بن بكير شيخ البخاري فيه في أول الكتاب بدونها، وأخرجه مقرونا هنا برواية معمر وبين أن اللفظ لمعمر وكذلك صرح الإسماعيلي أن الزيادة في رواية معمر، وأخرجه أحمد ومسلم والإسماعيلي وغيرهم وأبو نعيم أيضا من طريق جمع من أصحاب الليث عن الليث بدونها، ثم إن القائل فيما بلغنا هو الزهري، ومعنى الكلام أن في جملة ما وصل إلينا من خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه القصة وهو من بلاغات الزهري وليس موصولا.
وقال الكرماني: هذا هو الظاهر ويحتمل أن يكون بلغه بالإسناد المذكور، ووقع عند ابن مردويه في التفسير من طريق محمد بن كثير عن معمر بإسقاط قوله " فيما بلغنا " ولفظه " فترة حزن النبي صلى الله عليه وسلم منها حزنا غدا منه " إلى آخره، فصار كله مدرجا على رواية الزهري وعن عروة عن عائشة، والأول هو المعتمد، قوله فيها " فإذا طالت عليه فترة الوحي " قد يتمسك به من يصحح مرسل الشعبي في أن مدة الفترة كانت سنتين ونصفا كما نقلته في أول بدء الوحي، ولكن يعارضه ما أخرجه ابن سعد من حديث ابن عباس بنحو هذا البلاغ الذي ذكره الزهري، اهـ
قلت: إذن، زيادة التردي من شواهق الجبال هي من بلاغات الزهري وليست بقيةَ الموصول من حديث عائشة. كما بين ابن حجر،. إذن رواها كما وصلته ولم يقصد البخاري الاحتجاج بها وإنما أوردها كما حصلت عنده واحتجاجه إنما هو بأصل الحديث عن عائشة كعادته في ذلك.
أولا هل نتفق على أن في المتن علة والله أعلم، وهي أن التردي "الانتحار" من شواهق الجبال، لا يليق بأي مسلم وهو ما يفعله عندنا من لم يعرف الإيمان قلبه. فضلا عن أن يكون ذلك من سيد ولد آدم؟؟ الذي بعث للعالمين كافة،
فإن قال قائل كان هذا قبل استتباع الوحي وألفته، فكان ذلك من قبيل بشريته وخِلقته.!!!
قلت فما بال أبي بكر كما تحكي كتب السير، أسلم في أول يوم،فإذا به يأتي بستة أو سبعة من الصحابة في أول أسبوع!!، وسيدنا محمد على عكس ذلك ذهب ليرمي نفسه من أعالي الجبال.!!! ?
أرجو المشاركة ولكم خير الجزاء
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 05 - 04, 08:56 ص]ـ
أحسنت حفظك الله وبارك فيك
وما تفضلت به فائدة صحيحة ونفيسة فجزاك الله خيرا
وللفائدة حول الحديث الذي ذكرته ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6950(40/365)
دخول الخلاء بشيء فيه ذكر الله [للمشاركة]
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[09 - 05 - 04, 07:56 ص]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه.
أما بعد،،،
فهذا ما ترجح لي حول مسألة: " دخول الخلاء بشيء فيه ذكر الله – تعالى –، وانتظر مشاركات إخواني الأفاضل.
قال ابن قدامة في (المغني): " إذا أراد دخول الخلاء ومعه شيء فيه ذكر الله – تعالى – استحب وضعه، وقال أنس بن مالك: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء وضع خاتمه "، رواه ابن ماجة، وأبو داود وقال: " هذا حديث منكر "، وقيل: إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يضعه؛ لأن فيه محمد رسول الله ثلاثة أسطر، فإن احتفظ بما معه مما فيه ذكر الله – تعالى –، واحترز عليه من السقوط، أو أدار الخاتم إلى باطن كفه فلا بأس، قال أحمد: " الخاتم إذا كان فيه اسم الله يجعله في باطن كفه، ويدخل الخلاء "، وقال عكرمة: " اقلبه هكذا في باطن كفك، فاقبض عليه "، وبه قال إسحاق، ورخص فيه ابن المسيب، والحسن، وابن سيرين، وقال أحمد في الرجل يدخل الخلاء معه الدراهم: " أرجو أن لا يكون به بأس ".
ونحوه ذكره ابن المنذر في (الأوسط).
وقال البهوتي في (الروض): " ويكره دخوله بشيء فيه ذكر الله – تعالى –، غير مصحف فيحرم ".
فقال ابن قاسم في (حاشية الروض): " قطعاً من غير حاجة، ولا يشك في تحريمه عاقل ".
وقال الشوكاني في (النيل): " الحديث يدل على تنزيه ما فيه ذكر الله – تعالى – عن إدخاله الحشوش، والقرآن بالأولى، حتى قال بعضهم: يحرم إدخال المصحف الخلاء لغير ضرورة، وقد خالف في ذلك المنصور بالله فقال: " لا يندب نزع الخاتم الذي فيه ذكر الله؛ لتأديته إلى ضياعه، وقد نهى عن إضاعة المال "، والحديث يرده ".
وقال نحوه الصنعاني في (سبل السلام).
قال مقيده – عفا الله عنه –: نقل شيخنا محمد بن إسماعيل المقدم – حفظه الله – في (حاشية منار السبيل) كلام البهوتي وابن قاسم، وأقرهما مع أنه أقر أبا داود في إعلاله لحديث أنس!!
والمسألة ليس عليها دليل، والأصل الإباحة، وأما حديث أنس بن مالك فقد أعله أبوداود في (سننه)، وأقره الألباني في (مختصر الشمائل)، وخالفه ابن حجر في (النكت)، وأعله بتدليس ابن جريج، وقال في (بلوغ المرام): " أخرجه الأربعة، وهو معلول "، وأبعد النجعة الشوكاني حيث قال في (الدراري البهية): " ولم يأت فيه من ضعفه بما تقوم به الحجة في التضعيف ".
وضعف الحديث أيضاً النسائي، والدراقطني، والنووي، وابن القيم، وابن رجب، وابن مفلح، والعراقي، وابن الملقن.
وعلى – فرض صحته فقد صححه المنذري في (الترغيب)، وابن دقيق العيد كما في (الدراري البهية)، وحسنه الترمذي في (سننه) – فإنه لا يدل على التحريم، بل غايته أنه يدل على الاستحباب.
وأما دخول الخلاء بالدراهم – وهي فيها ذكر الله – فقد ققال إبراهيم النخعي: " ليس للناس بد من حفظ أموالهم " (رواه عبدالرزاق، وابن أبي شيبة بسند صحيح).
وقوله هذا للضرورة، وإلا فإنه كره التعاويذ للصبيان، وعلل ذلك بأنهم يدخلون بها الخلاء (رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح).
وقال ابن أبي نجيح: " كان مجاهد يكرهه " (رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح).
وقال الحسن: " كان القاسم بن محمد يكرهه " (رواه ابن أبي شيبة بسند جيد).
والقول بالكراهة بعيد جداً، وإن كان قال به الجمهور؛ وذلك لأنه لا دليل في المسألة، إلا حديث معلول، ولو أخذنا بثبوته؛ لأفاد الاستحباب فقط.
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[10 - 05 - 04, 06:43 م]ـ
أخي أبا المنهال وفقه المولى ....
أولاً: الترمذي لم يحسن الحديث إنما قال عنه: "صحيح غريب".
وهذا يعني والله أعلم: حديث ظاهره الصحة لكنه معلول!!
وانظر الكلام القيم للعلامة ابن القيم في تهذيب السنن: (1/ 31).
ثانياً: ليس كل حكم لم تثبت فيه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا دليل عليه!!
فبيع الدين بالدين لم يثبت فيه حديث (نهى عن بيع الكالئ بالكالئ)!!
ولكنه حكم مجمع على حرمته!!
فمصادر التشريع والاحكام ليست محصورة السنة فقط!!
ثالثا: ومع ذلك فقد ثبت في ذلك سنة , وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لايذكر الله إلا على طهارة , وتجنب الرد على من سلم عليه حتى تتطهر!!
كل ذلك يدل بقياس الأولى على أن تعظيم ذكر الله مقصد للشارع الحكيم!!
ومعلوم لديك حفظك الله أن قياس الأولى من أقوى الأقيسة في الأصول.
رابعاً: لاينبغي لمسلم مؤمن يعظم اسم الله أن يشك في ذلك الحكم بدليل .... :
أنك أنت ياأخي لاتجرؤ (نحسبك والله حسيبك) بإدخال المصحف إلى الكنيف بغير عذر!!
فلما هذا التحرج في صدرك .... (الإثم ماحاك في الصدر)!!
وصدق ابن قاسم: (ولا يشك في تحريمه عاقل)!!
¥(40/366)
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[10 - 05 - 04, 09:38 م]ـ
قال تعالى:
"ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[13 - 05 - 04, 04:37 ص]ـ
الله الله يا إخوانى في تعظيم شعائر الله وهل يتوقف عاقل يعي ما يقول وعنده مسكة من دين في تحريم دخول الخلاء بالمصحف الشريف؟؟؟؟!!!! إن من الآفات البحث الجامد على القواعددون نظر لمقاصد الشريعة يا أخي إذا لم يصح الحديث فاين أنت من قوله جل وعلا "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 05:05 ص]ـ
الذين قالوا بالكراهة هم الأحناف والشافعية وبعض المالكية.
وراجع: ((الفتاوى الهندية)) (5/ 323)، و ((بلغة السالك)) (1/ 37)، و ((حاشية الدسوقي)) (1/ 170)، و ((المجموع)) (2/ 73)، و ((روضة الطالبين)) (1/ 66)، و ((مغني المحتاج)) (1/ 40).
فهؤلاء قالوا بالكراهة فقط وما قالوا بالتحريم، فهل تظن أخي الحنبلي أن هؤلاء - مثلي - ليس عندهم دين، ولا تعظيم لشعائر الله، ولا نظر لمقاصد الشريعة، بل ولا حتى عقلاء!!!
{سبحانك هذا بهتان عظيم}
ـ[سليمان المرزوقي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 07:42 ص]ـ
المشاركة الأصلية لأبي المنهال:
فهل تظن أخي الحنبلي أن هؤلاء - مثلي - ليس عندهم دين، ولا تعظيم لشعائر الله، ولا نظر لمقاصد الشريعة، بل ولا حتى عقلاء!!!
رفع الله قدرك أبا المنهال ولعل الحنبلي السلفي ما قصد ذلك وإنما هي نبو قلم
ـ[أبو حبيب المديني]ــــــــ[15 - 01 - 05, 09:36 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21957
أخوكم
أبو حبيب المديني(40/367)
الإعلام بضعف حديث: " أبخل الناس من بخل بالسلام "
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[10 - 05 - 04, 02:33 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آل كل، وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فهذا تحقيق لحديث " أعجز الناس من عجز في الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام "، رأيت أن أضعه بين يدي إخواني للمذاكرة.
الحديث أخرجه أبوالشيخ في " الأمثال " (ص 176، 177)، والطبراني في " المعجم الأوسط " (ج 5 / ص 361)، وفي " الدعاء " (ج 2 / ص 811، 812)، والرامهرمزي في " المحدث الفاصل " (ص 337)، والبيهقي في " الشعب " (ج 6 / ص 429)، وعبدالغني المقدسي في " الترغيب في الدعاء " (ص 53 – 55).
من طريق مسروق بن المرزبان، قال: حدثنا حفص بن غياث، عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعجز الناس من عجز في الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام ".
قال المنذري في " الترغيب " (ج 3 / ص 376): " وهو إسناد جيد قوي ".
قلت: بل هو إسناد شاذ؛ مسروق، قال فيه صالح بن محمد جزرة: " صدوق "، ووثقه ابن حبان.
ولكن خالفه علي بن مسهر عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة، موقوفاً.
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (ص 359)، وإسناده صحيح.
وتوبع علي بن مسهر فقد تابعه محمد بن فضيل فرواه في " الدعاء " (ص 220)، عن عاصم، به.
ومحمد بن فضيل صدوق، كما في " التقريب ".
وتابعهما إسماعيل بن زكريا، عن عاصم، به.
أخرجه أبويعلى في " مسنده " (ج 12 / ص 5) – ومن طريقه الإسماعيلي في " مستخرجه " كما في " الفتح " (ج 9 / ص 477)، والبيهقي في " الشعب " (ج 6 / ص 429) –، وابن حبان في " صحيحه " (ج 10 / ص 349، 350 – إحسان).
وإسماعيل بن زكريا صدوق يخطئ قليلاً، كما في " التقريب ".
وقد توبع أبا عثمان، فتابعه كنانة – مولى صفية –، عن أبي هريرة، قال: " إن أبخل الناس من بخل بالسلام، والمغبون من لم يرد، وإن حالت بينك وبين أخيك شجرة فاستطعت أن تبدأه بالسلام فافعل ".
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (ص 351)، وأبوالقاسم البغوي في " الجعديات " (ص 390)، وابن شاهين في " الترغيب في فضائل الأعمال " (ج 2 / ص 381)، والبيهقي في " الشعب " (ج 6 / ص 429).
وكنانة هذا لم يوثقه سوى ابن حبان، وتوثيقه لين لهذه الطبقة، وذكره الأزدي في " الضعفاء "، وقال: " لا يقوم إسناد حديثه "، فتعقبه ابن حجر في " التقريب " بقوله: " مقبول، ضعفه الأزدي بلا حجة ".
قلت: أي حيث يتابع، وإلا فلين، وقد توبع هنا.
فتبين مما سبق أن المحفوظ فيه الوقف، وقد صححه موقوفاً ابن حجر في " الفتح " (ج 9 / ص 477).
وللحديث شاهد من حديث عبدالله بن مغفل.
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " – كما في " الترغيب " (ج 1 / ص 260) و (ج 3 / ص 376)، وفي " المجمع " (ج2 / ص 120) –، وفي " المعجم الأوسط " (ج 3 / ص 355)، وفي " المعجم الصغير " (ج 1 / ص 209 – الروض)، وفي " الدعاء " (ج 2 / ص 812)، والعسكري في " تصحيفات المحدثين " (ج 2 / ص 902، 903).
من طريق زيد بن الحريش، حدثنا عثمان بن الهيثم، حدثنا عوف، عن الحسن، عن عبدالله بن مغفل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أَسرَق الناس من يسرق صلاته ". قيل: يا رسول الله وكيف يسرق صلاته؟ قال: " لا يتم ركوعها ولا سجودها، وأبخل الناس من بخل بالسلام ".
قال الطبراني: " لم يروى عن عوف إلا عثمان بن الهيثم، تفرد به زيد بن الحريش، ولا يروى عن عبدالله بن مغفل إلا بهذا الإسناد ".
جوّد إسناده المنذري في " الترغيب " (ج 1 / ص 260) و (ج 3 / ص 376).
وقال الهيثمي في " المجمع " (ج 2 / ص 120): " رجاله ثقات ".
قلت: إسناده ضعيف؛ زيد بن الحريش، ترجم له ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (ج 3 / ص 561)، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وقال ابن القطان – كما في " الميزان " (ج 8 / ص 109) –: " مجهول الحال ".
قلت: ولكن ذكره ابن حبان في " الثقات " (ج 8 / ص 251)، وقال: " ربما أخطأ ".
فمثله يُحسن حديثه إن شاء الله تعالى.
والحسن مدلس، ولم يصرح بالسماع.
فالحديث ضعيف مرفوعاً، وشاهده لا يزيده إلا ضعفاً، والمحفوظ وقفه، ولا يُقال له حكم الرفع، والله أعلم.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وكتب / محمد بن عبده بن محمد.
ليلة الاثنين 20 ربيع الأول 1425 هـ
الموافق 10 مايو 2004 م
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[10 - 05 - 04, 04:47 م]ـ
الحسن البصري يرسل عن الصحابة ولا يدلس عنهم , فاذا ثبت سماعه من صحابي حملت روايته عنه على السماع , وهذا ما اعتمده البخاري وشيخه ابن المديني.
و (عن) صيغة اتصال لا انقطاع.
وقولهم (الحسن مدلس ولم يصرح بالسماع) شنشنة نعرفها من أخزم.(40/368)
هل صح عن ابن مسعود في كيفية الإمساك بالسواك؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 - 05 - 04, 06:22 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أما بعد،،
فما مدى صحة ـ أي من الناحية الإسنادية ـ ما ذكره ابن عابدين في حاشيته رد المحتار 1/ 119 حلبي .. من صفة الإمساك بالسواك بأن يجعل الخنصر و الإبهام من تحت العود و يجعل بقية الأصابع من فوقه في الإمساك به؟
و ما مدى صحة حديث (نعم السواك الزيتون) و الذي أورده ابن عابدين أيضا في حاشيته السابقة 1/ 120 حلبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و بالرجوع إلى المواضع المذكورة نجد العديد من المسائل المذكورة في السواك و التي أراها لا تثبت أبدا بالاجتهاد فهي أمور توقيفية تفتقر إلى الأصل، و قد قابلتني هذه المسائل في كثير من كتب الفروع كنهاية المحتاج في فقه الشافعية و غيرهما من الكتب،،،
فرجائي أن يخصص هذا الموضوع لسرد هذه المسائل و بحثها،، و بعد الإجابة عما سبق أسرد هذه المسائل إن شاء الله تعالى معزيا لمواضعها في كتب الفروع لتتم مناقتها
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
أخوكم / محمد رشيد
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[11 - 05 - 04, 06:54 ص]ـ
رواه الطبراني في مسند الشاميين ح42
قال: ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا معلل بن نفيل، محمد بن محصن، عن إبراهيم بن أبي علية، عن عبد الله بن الديلمي، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل، قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " نعم السواك الزيتون من شجرة مباركة، يطيب الفم ويذهب بالحفر، وهو سواكي، وسواك الأنبياء قبلي.
وأخرجه في الأوسط ح 689، وقال لم يرو هذين الحديثين عن إبراهيم إلا محمد
وهو محمد بن محصن العكاشي
قال فيه ابن حبان: شيخ يضع الحديث على على الثقات لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه
يحيى بن معين: كذاب
الدارقطني: متروك يضع
الذهبي: متهم ساقط
البخاري: منكر الحديث
http://www.sonnh.com/Search.aspx?Text= نعم%20السواك%20الزيتون
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[11 - 05 - 04, 08:49 ص]ـ
الأرقام التي ذكرها الأخ مصطفى الفاسي _ حفظه الله _ في العزو خطأ.
والحديث حكم الشيخ الألباني عليه بالوضع في " الضعيفة " رقم 5360.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 - 05 - 04, 02:32 م]ـ
جزاكما الله تعالى خير الجزاء أخويا الكريمين
إذا فالحديث في ذلك موضوع،،،
فهل نجد أي أصل لهذه الكيفية،،،؟
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 05 - 04, 02:19 ص]ـ
نعم أخي أبا المنهال الآبيضي، شكر الله لك تعليقَك
إن الأرقام التي ذكرت هي مأخوذة من الرابط الذي ذكرت ولم يكن لي أن أغير في العزو شيئا حتى أقف على ذلك بنفسي.
ولعله عزو صحيح اختلف باختلاف طبعته، والله أعلم.
حديث السواك المذكور موضوع:
رواه الطبران في الأوسط (1/ 390) ح 682، بتحقيق د. محمود الطحان
قال المحقق معلقا على الحديث:
الحديث من الزوائد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 100) _ كتاب الصلاة_ باب: بأي شيء يستاك.، فقال: رواه الطبراني الأوسط وفيه معلل بن محمد ولم أجد من ذكره"
وقال عن قول الطبراني " وفيه معلل بن محمد ولم أجد من ذكره" فيه خطأ وتشويش واضح، والظاهر أنه من الناشر أثناء الطبع وذلك لما يلي:
1. لأن " معلل" هو ابن نفيل وليس ابن محمد كما ورد في الحديث قبله مباشرة وفي أحاديث كثيرة مرت قبل قبل هذا أيضا
2. ولأن الهيثمي قد سبق أن وثق " محمد بن نفيل" أنظر تخريج الحديث رقم 668
3. ولأن في الحديث قبله مباشرة نقل قول الهيثمي فيه أنه كذاب.
لذا فالحديث إسناده موضوع لوجود محمد بن محصن فيه، وهو كذاب، وتصحيح النص أن يقال:
" قيه محمد بن محصن " وهو كذاب" اهـ
قلت وانظر كذلك توثيق معلل بن نفيل في مجمع الزوائد، في تفسير سورة الأنعام (7/ 23). طبعة دار الكتب العلمية (القديمة)
فصححوا العبارة يا من عنده ذلكم في نسخته.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 05 - 04, 03:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وأما الأثر الذي يذكره عدد من فقهاء الحنفية والشافعية وغيرهم وينسبونه إلى ابن مسعود رضي الله عنه فهو أثر غريب لايوجد في كتب السنة المشهورة
قال الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله في تعليقه على كتاب (تحفة النساك في فضل السواك) للشيخ عبدالغني الغنيمي الميداني (ت1298) رحمه الله ص 52 (لم أقف عليه في مصدر حديثي)
وقال الشيخ الفاضل دبيان الدبيان حفظه الله في (أحكام الطهارة-سنن الفطرة) ص 789 (لم أقف عليه في كتب الحديث والله أعلم) انتهى.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[13 - 05 - 04, 04:53 ص]ـ
جزاك الله تعالىخيرا شيخناالفقيه
و قريبا جدا إن شاءالله تعالىأضع ما ذكرتلمدارسته(40/369)
حكم الاحتفال بـ " الإسراء والمعراج "
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[12 - 05 - 04, 09:55 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، أجمعين.
أما بعد،،،
فقد قال الله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "، متفق عليه من حديث عائشة.
وإن مما أحدث بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، وهذه الليلة لم يحتفل بها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، ولا يُقال أن الأعياد من العادات وأن الأصل فيها الإباحة، بل هي من العبادات والأصل فيها التوقيف.
فعن أنس، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: " ما هذان اليومان؟ "، قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر "، أخرجه أحمد (3/ 103 و 235 و 250)، وأبوداود (1134)، والنسائي (3 179)، بسند صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم: " إن لكل قوم عيداً "، متفق عليه من حديث عائشة، فهذان دليلان على أن الأعياد توقيفية.
وإن من نافلة القول أن نبين ما هو العيد فإن هذا الاحتفال جعل هذا اليوم عيداً، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم " (1/ 496): " اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد عائد، إما بعود السنة، أو بعود الأسبوع، أو الشهر، أو نحو ذلك، فالعيد يجمع أموراً، منها: يوم عائد كيوم الفطر ويوم الجمعة، ومنها: اجتماع فيه، ومنها: أعمال تتبع ذلك: من العبادات والعادات، وقد يختص العيد بمكان بعينه، وقد يكون مطلقاً، وكل هذه الأمور قد تسمى عيداً ". أ هـ.
وهؤلاء الذين يحتفلون بهذه الليلة يدعون أنها ليلة سبعة وعشرين من شهر رجب، وهذا ليس عليه دليل لا من الكتاب، ولا من السنة، ولا من آثار الصحابة، ولا التابعين.
وإنما تكلم في تحديده بعض العلماء المتأخرين بلا دليل، فاضطربت أقوالهم اضطراباً شديداً، وأقوالهم ذكرها ابن حجر في " الفتح " (7/ 242، 243)، وغيره.
ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية – كما في " زاد المعاد " (1/ 57) –: " لم يقم دليل معلوم لا على شهرها، ولا على عشرها، ولا على عينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يُقطع به ".
وقال ابن رجب في " لطائف المعارف " (ص 168): " لم يصح من ذلك شيء "، وقال: " وروي بإسناد لا يصح عن القاسم بن محمد أن الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم كان في سابع وعشرين من رجب، وأنكر ذلك إبراهيم الحربي وغيره ".
وقال أبوشامة في " الباعث على إنكار البدع والحوداث " (ص 171): " وذكر بعض القصاص أن الإسراء كان في رجب، وذلك عند أهل التعديل والتجريح عين الكذب ".
وقال الشيخ ابن باز في " التحذير من البدع " (ص 9): " وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث ".
قلت: ولو فرضنا أنها ليلة سبعة وعشرين، فلا يجوز لنا الاحتفال أيضاً؛ لأن الأصل في الأعياد التوقيف كما سبق.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – كما في " زاد المعاد " (1/ 57) –: " ولا شُرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن أنها ليلة الإسراء بقيام ولا بغيره ".
وذكر ابن النحاس في " تنبيه الغافلين " (ص 379)، وابن الحاج في " المدخل " (1/ 294)، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ في " فتاواه " (3/ 97)، والشيخ ابن باز في " التحذير من البدع " أنها من البدع.
ولو كان تخصيص هذه الليلة بعبادة أمراً مشروعاً؛ لفعله النبي صلى الله عليه وسلم، أو الصحابة، أو التابعين، فنقول: لو كان خيراً لسبقونا إليه.
وأخيراً فلنحذر من الابتداع؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنه من يعش بعدي فسيجد اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار "، أخرجه أحمد (4/ 126 و 127)، وأبوداود (4607)، والترمذي (2676)، وابن ماجه (43 و 44)، بسند صحيح.
وقال حذيفة اتبعوا سبلنا، ولئن اتبعتمونا؛ لقد سبقتم سبقاً بعيداً، ولئن خالفتمونا؛ لقد ضللتم ضلالاً بعيداً "، أخرجه البخاري، وعبدالله بن أحمد في " السنة "، وابن وضاح في " البدع والنهي عنها " , وغيرهما.
وقال ابن عباس: " عليكم بالاستقامة والأثر، وإياكم والتبدع "، الأثر حسن لغيره، أخرجه الدارمي، وابن وضاح في " البدع والنهي عنها " , وابن نصر في " السنة ".
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العلمين.
وكتب / أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد.
صبيحة الأربعاء 22 ربيع الأول 1425 هـ
الموافق اـ 12 مايو 2004 م
¥(40/370)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[24 - 08 - 04, 08:07 ص]ـ
تنبيه: " وكل ضلالة في النار " ليست في هذا الحديث.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[24 - 08 - 04, 05:13 م]ـ
إلى إخواننا المشرفين:
هل يمكن تثبيت هذا الموضوع؟(40/371)
سؤال حول حديث "إن الله ليعجب من الشاب ليست له صبوة"
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[13 - 05 - 04, 07:33 م]ـ
قد رواه أحمد، لكني وجدته في ضعيف الجامع (1658)، رغمي أني لا زلت أجد الكثير من الشيوخ والملتزمين ما زالوا يستشهدون به، فهل أنكر تضعيفه شيخ آخر؟ وهل ’على ضعفه‘ يجوز الاستشهاد به؟ قد كنت بصدد الاستشهاد به في رد على شخص في ساحة حوار انجليزية، لكني أردت التأكد من درجته أولاً، وإذ بي قد وجدت ما وجدت.
جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[13 - 05 - 04, 10:00 م]ـ
الحديث ضعيف،
ويغني عنه قوله تعالى: {بل عجبتُ ويسخرون}، على قراءة خلف وحمزة والكسائي.
وحديث: " عجب ربنا من فلان وفلانة " الذي رواه البخاري (8/ 500 / 4889 – فتح).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[14 - 05 - 04, 12:24 ص]ـ
وحديث: " عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل " (رواه البخاري 6/ 168 / 3010 و 8/ 72 / 4557 من حديث أبي هريرة).
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[14 - 05 - 04, 12:34 ص]ـ
الحديثُ ضعفهُ عددٌ من أهلِ العلمِ.
قال المناوي في " فيضِ القدير " عند شرحهِ للحديثِ: " قال الهيثمي: " وإسنادهُ حسنٌ "، وضعفهُ ابنُ حجرٍ في " فتاويه " لضعفِ ابنِ لهيعةَ راويهِ.ا. هـ.
وقال العراقي في " تخريج أحاديث الإحياء ": " أخرجهُ أحمدُ والطبراني من حديثِ عقبةَ بنِ عامرٍ، وفيه ابنُ لهيعةَ.ا. هـ.
وقال السخاوي في " المقاصد الحسنة ": " هو عند أحمدَ، وأبي يعلى، وسندهُ حسنٌ، وضعفهُ شيخنا في " فتاويه " لأجلِ ابنِ لهيعةَ ".ا. هـ.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[14 - 05 - 04, 01:00 ص]ـ
حديث: " يعجب الله من الشاب ليست له صبوة "
أخرجه أحمد في " مسنده "، وابن أبي عاصم في " السنة "، والحارث في " مسنده "، وأبويعلى في " مسنده "، وابن الأعرابي في " معجمه "، والطبراني في " المعجم الكبير "، وتمام في " فوائده "، والقضاعي في " مسند الشهاب "، وابن عدي في " الكامل "، والبيهقي في " الأسماء والصفات "، وابن شاهين في " الترغيب في فضائل الأعمال "، والخرائطي في " اعتلال القلوب ".
من طريق ابن لهيعة، عن أبي عشانة، عن عقبة بن عامر، مرفوعاً.
وهذا من حديثه قبل الاختلاط؛ فإن من الرواة عنه: قتيبة بن سعيد.
ولكن قال ابن أبوحاتم – كما في " العلل " –: " إنما هو موقوف ".
وليس هو كما قال؛ فقد أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ثنا رشدين بن سعد، قال: حدثني عمرو بن الحارث، عن أبي عشانة المعافري، أنه سمع عقبة بن عامر، يقول: " يعجب ربك تعالى للشاب ليست له صبوة ".
ورشدين هذا ضعيف، بل رجح أبوحاتم ابن لهيعة عليه.
قلت: فالحديث حسن إن شاء الله، قد حسن إسناده الهيثمي في " المجمع ".
وضعفه ابن حجر في " فتاويه " من أجل ابن لهيعة، كما في " المقاصد "، و " الفيض ".
والله أسأل أن يتجاوز عن زللي، إنه سميع مجيب.
وكتبه: محمد بن عبده بن محمد.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[14 - 05 - 04, 01:29 ص]ـ
ماشاء الله يا ابا المنهال
ولكن قال ابن أبوحاتم – كما في " العلل " –: " إنما هو موقوف ".
وليس هو كما قال
ماشاء الله
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[14 - 05 - 04, 02:06 ص]ـ
ولو صححنا الموقوف، فيكون له حكم الرفع، فتنبه.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[17 - 05 - 04, 06:19 م]ـ
أخي أبا المنهال الحديث مداره على ابن لهيعة ورشدين بن سعد وهو شديد الضعف وكذلك الموقوف من طريق ابن لهيعة وهو ضعيف مطلقا
فالحديث ضعيف ولايصح
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[17 - 05 - 04, 10:23 م]ـ
هذا تناقض منك أخي الفاضل - بارك الله فيك -؛ فأنت إذا أخذت بكلام الإمام أبي حاتم؛ لزمك تصحيح الموقوف.
ولكن قتيبة بن سعيد سمع من ابن لهيعة قبل الاختلاط، فالراجح عندي تحسين مثل ذلك، والمسألة - أعنى قبول حديث ابن لهيعة - فيها خلاف كبير، فلا تلمزني - حفظك الله - بما تراه.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[18 - 05 - 04, 05:04 م]ـ
وحديث: " يعجب ربكم من راعي غنم في رأس شظية بجبل يؤذن، فيقول الله – عز وجل –: انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة، يخاف مني، فقد غفرت لعبدي، وأدخلته الجنة "
أخرجه أحمد في " مسنده " (4/ 158)، وأبوداود في " سننه " (2/ 4 / 1203) – ومن طريقه البيهقي في " السنن " (1/ 405) –، والنسائي في " سننه " (2/ 20 / 666 – سيوطي)، والروياني في " مسنده " (1/ 178 / 232)، وابن حبان في " صحيحه " (4/ 545 / 1660 – إحسان)، والطبراني في " المعجم الكبير " (17/ 301 / 833).
عن ابن وهب، عن عمرو بن الحرث، أن أبا عشانة المعافري، حدثه عن عقبة بن عامر، مرفوعاً، مثله.
وإسناده صحيح.
وتوبع ابن وهب، فتابعه ابن لهيعة، عن عمرو بن الحرث، به، مثله.
أخرجه أحمد في " مسنده " (4/ 145 و 157)، والطبراني في " المعجم الكبير " (17/ 309 / 855).
رواه عن ابن لهيعة: قتيبة بن سعيد، وحسن بن موسى الأشيب.
وقتيبة بن سعيد ممن روى عن ابن لهيعة قبل الاختلاط؛ فهذا الإسناد حسن.
¥(40/372)
ـ[ابو عبد الرحمن الغانم]ــــــــ[19 - 05 - 04, 03:25 م]ـ
قال الشيخ ناصر رحمه الله: " رواه الروياني في مسنده (9/ 50/2) عن عبدالله بن وهب نا ابن لهيعة ....... "
وحسن الحديث.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 05 - 04, 03:26 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبوالمنهال الآبيضى
قلت: فالحديث حسن إن شاء الله، قد حسن إسناده الهيثمي في " المجمع ".
وحسن إسناده أيضاً ابن الدبيح في " تمييز الخبيث " (ص 42) – كما ذكر الأخ صالح الوعيل في حاشية " الترغيب " لا بن شاهين –.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 05 - 04, 04:50 م]ـ
وحديث: " إن ربك ليعجب من عبده إذا قال: رب اغفر لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب أحد غيري ".
أخرجه أحمد، وأبوداود (2602)، والترمذي (3446)، وفي " الشمائل " (225)، وغيرهم.
وإسناده صحيح.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 05 - 04, 10:18 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الرحمن الغانم
قال الشيخ ناصر رحمه الله: " رواه الروياني في مسنده (9/ 50/2) عن عبدالله بن وهب نا ابن لهيعة ....... "
وحسن الحديث.
أين كلام الشيخ - بارك الله فيك - فالذي أعلمه أن الشيخ يضعفه.
ـ[ابو عبد الرحمن الغانم]ــــــــ[22 - 05 - 04, 04:28 م]ـ
الحديث في السلسلة الصحيحة الجزء (6) حديث (2843) وهو من الأحاديث التي تراجع عنها الشيخ رحمه الله.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[13 - 06 - 04, 08:18 ص]ـ
قال أبو المنهال هداه الله ورزقه اجتناب العجب والغرور
ولكن قال ابن أبوحاتم – كما في " العلل " –: " إنما هو موقوف ".
وليس هو كما قال؛
سبحان الله
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 01:34 م]ـ
هذه المشاركة سبق وأن ذكزت نحوها من قبل فلما التكرار، ولعلك كررتها لأني تجاهلت كلامك، وأما الآن فأقول تبين لي أن الأمر كما ذكرتَ في كونه لا يصح مرفوعاً ولا موقوفاً؛ لأنه تبين لي أن ابن لهيعة ضعيف، وأنت ذكرت نحو هذا، وهذا خلافاً لما ذكره أبوحاتم، والرفع عندي أصح، وأنت لا تلزمني بتقليد أحد من الأئمة، وأقول لك: ما تقول في حديث " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله "، ما أراك إلا تضعفه أو تحسنه - على أحسن الأحوال -، والإمام أحمد يصححه، ولي في هذا الحديث جزء بينت فيه أنه لا يصح، وأن شواهده لا تزيده إلا وهناً.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[13 - 06 - 04, 03:31 م]ـ
الأخوة الأفاضل: بارك الله فيكم جميعا، وأود يا إخواني الكرام لو تواضعتم عند ذكر رأيكم فلا يحسن كثرة قول: قلتُ، وترجيحي، ورأيي، ثم إنه لا يحسن مع الأئمة الأعلام أن نعرض أقوالهم بهذه الصورة-وسامحني أخي أبا المنهال فهي نصيحة لي ولك ما قصدت بها إلا الخير إن شاء الله- (ولكن قال ابن أبوحاتم – كما في " العلل " –: " إنما هو موقوف ". وليس هو كما قال).
فلو قلت بارك الله فيك: ولا يتضح لي ما قاله أو نحو هذا ثم ذكرت عن إمام القول الذي ترتضيه ثم عقبت باختيارك له لكان أولى حتى لا تضيع هيبة الأئمة من نفوسنا ورحم الله أبا حاتم ومن من المتأخرين يبلغ شأوه!
والله إنني وقفت على أقوال لبعض المعاصرين ممن يشار إليهم بالبنان في تخطئة السابقين بل والتطاول عليهم مع أن هؤلأ المعاصرين هم المخطئون وعندي أمثلة كثيرة على ذلك، بل وبعضهم يتعجب من تحسين الإمام الدارقطني لحديث راو ممن فيهم بعض الكلام ثم إذا بهذا المعاصر يصحح حديثا للراوي نفسه في موضع آخر ويقول: إنه مما للنظر في حديثه مجال، فوسعه هو أن ينظر وضيق على الإمام الدارقطني مع أن الدارقطني حسن وهو قد صحح فماذا نقول؟!
ورحم الله الخطيب إذ يقول وهو يتحدث عن الأئمة السابقين:" وما مثلهم ومثلنا إلا ما ذكر أبو عمرو بن العلاء -ثم ساق السند- عن الأصمعي قال قال أبو عمرو:" ما نحن فيمن مضى إلا كبقل في أصول نخل طوال"موضح أوهام الجمع والتفريق ج: 1/ 12 - 13.
وهذه فائدة لمن ليست عنده الصحيحة الجزء السادس
" إن ربك ليعجب للشاب لا صبوة له ".
قال الألباني رحمه الله في " السلسلة الصحيحة " 6/ 824:
رواه الروياني في " مسنده " (9/ 50 / 2) عن عبد الله بن وهب , أخبرنا ابن
لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة مرفوعا. ثم رواه (51/ 1) بهذا السند
¥(40/373)
إلا أنه جعل أبا عشانة مكان مشرح. و هكذا رواه أبو سعيد ابن الأعرابي في "
معجمه " (86/ 2) عن سعيد بن شرحبيل عن ابن لهيعة. قلت: و هذا إسناد جيد ,
لأن رواية ابن وهب عن ابن لهيعة صحيحة كما هو معلوم. ثم إن كلا من مشرح بن
هاعان أو أبي عشانة - و اسمه حي بن يومن - صالح الحديث , فلا يضره أنه مرة جاء
عن هذا , و مرة عن هذا , لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة , و الثاني أوثق من الأول
, و لعل كونه الثاني أرجح لرواية سعيد بن شرحبيل عن ابن لهيعة عنه , فإن ابن
شرحبيل هذا صدوق من رجال البخاري. و يؤيده رواية قتيبة بن سعيد: حدثنا ابن
لهيعة عن أبي عشانة به. أخرجه أحمد (4/ 151) بلفظ: " إن الله ليعجب .. ".
و كذلك رواه الطبراني في " الكبير " (17/ 309 / 853) من طريقين عن ابن لهيعة
, أحدهما عن قتيبة. و كذلك رواه كامل: حدثنا ابن لهيعة حدثنا أبو عشانة به.
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (1749). و قال ابن أبي عاصم في " السنة " (1 /
250/ 571 - الظلال): حدثنا هشام بن عمار قال: كتب إلينا ابن لهيعة به. و
كذلك رواه رشدين بن سعد قال: حدثني عمرو بن الحارث عن أبي عشانة به. أخرجه
ابن المبارك في " الزهد " (349). و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " (10 /
270): " رواه أحمد و أبو يعلى و الطبراني , و إسناده حسن ". و رده أخونا
حمدي السلفي في تعليقه على " المعجم " بقوله: " قلت: كلا , ليس أحد من الرواة
عن ابن لهيعة من العبادلة , فهو ضعيف ". و لذلك ضعفه أيضا المعلق على " أبي
يعلى ". قلت: و التضعيف هو الجادة في حديث ابن لهيعة , لكن فاتهما رواية
الروياني إياه من طريق ابن وهب , و هو أحد العبادلة الذين أشار إليهم الأخ
السلفي , فصح الحديث و الحمد لله. و يمكن أن يلحق بالعبادلة قتيبة بن سعيد ,
فقد رواه عن ابن لهيعة كما رأيت , و ذلك لما ذكره الذهبي في ترجمة قتيبة من "
سير أعلام النبلاء " (8/ 15) من رواية جعفر الفريابي: سمعت بعض أصحابنا
يذكر أنه سمع قتيبة يقول: قال لي أحمد ابن حنبل: أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح.
فقلت: لأننا كنا نكتب من كتاب ابن وهب , ثم نسمعه من ابن لهيعة ". قلت: و لا
يناقض هذا ما رواه الأثرم عن أحمد - كما في " التهذيب " - أنه ذكر قتيبة فأثنى
عليه , و قال: هو آخر من سمع من ابن لهيعة ". قلت: و ذلك لأنه كان يعتمد على
كتاب ابن وهب , و ليس على ما يسمعه من ابن لهيعة. و الله أعلم. و يؤيد هذه
الرواية ما ذكره الذهبي أيضا من طريق الآجري عن أبي داود قال: " سمعت قتيبة
يقول: كنا لا نكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب ابن أخيه , أو كتب ابن وهب إلا
ما كان من حديث الأعرج ". (صبوة) أي ميل إلى الهوى , و هي المرة منه. "
نهاية ".
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[26 - 03 - 06, 12:50 ص]ـ
وممن حسّن الحديث الشيخ العلامة المحدث عبدالله الدويش رحمه الله في إستداركه على الشيخ الألباني رحمه الله قبل تراجعه. كما في المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ عبدالله الدويش جمع عبدالعزيز المشيقح
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[26 - 03 - 06, 06:26 م]ـ
هذا تخريج للحديث كنت كتبته قبل سنة تقريبا:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ لَيَعْجَبُ مِنَ الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ» هذا لفظ حديث قتيبة، ورواه غيره بألفاظ متقاربة.
وَهَذَا الحَدِيثُ يَرْوِيهِ أبُو عُشَّانَةَ، حَيُّ بنُ يُؤْمِنِ بنِ حُجَيْلٍ -وهو ثقة- وَاخْتُلِفَ عَنْهُ:
? فرواه عبد الله بن لهيعة عنه عن عقبة بن عامر مرفوعا.
ورواه عن ابن لهيعة: قتيبة بن سعيد (1)، وكامل بن طلحة (2)، وسعيد بن شرحبيل (3)، وعبد الله بن وهب (4)، وعبد الله بن عباد العباداني (5)، وهشام بن عمار (6)، وعمرو بن هاشم (7)، ويحيى بن يحيى (8)، وزيد بن أبي الزرقاء (9) وسعيد بن أبي مريم (9).
? وخالفه – أعني ابن لهيعة- عمرُو بن الحارث؛ فرواه عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر رضي الله عنه موقوفا ().
وابن لهيعةَ معروفٌ ضَعْفُهُ وكلامُ الأئمة فيه، وعمرُو بنُ الحارث ثقةٌ لكن قال الإمام أحمد أن له مناكير، وعلى كل حال، الإسناد إلى عمرو بن الحارث لا يصح، فإنَّ فيه رِشْدِينَ بنَ سعد، وَضَعْفُهُ معلوم، إلا أن أبا حاتم قد رجح وَقْفَ الحديث وذلك فيما ذكره ابنه في العلل (1843) فقال: إنما هو موقوفا. فعلى هذا يكون الراجح في هذا الحديث الوقف، ولا يعني ذلك تصحيح الموقف، فإسناده ضعيف، وعليه فلا يصح الحديث؛ لا موقوفا ولا مرفوعا، والله تعالى أعلم.
_______________________
(1) كما عند أحمد في «المسند» (17409) و الطبراني في «الكبير» (17/ 309).
(2) كما عند البغوي في «حديث كامل بن طلحة» ( .. ) -ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى (ص53) - وأبي يعلى في «المسند» (1749) وابن عدي في «الكامل» (4/ 147) وابن شاهين في «الترغيب» (231).
(3) كما عند ابن الأعرابي في معجمه (866) والحارث بن أبي أسامة في مسنده (1099 - زوائد) والقضاعي في «الشهاب» (576).
(4) كما عند الروياني في مسنده (227).
(5) كما عند الطبراني في «الكبير» (17/ 309).
(6) كما عند ابن أبي عاصم في «السنة» (571) مُكَاتَبَةً. وكذا هو عند ابن عدي في «الكامل» (4/ 147).
(7) كما عند تمام في «الفوائد» (1300).
(8) كما عند البيهقي في «الأسماء والصفات» (993).
(9) كما عند الخرائطي في «اعتلال القلوب» (526).
(10) كما عند ابن المبارك في «الزهد» (349).
وكتب أحمد بن عماد في 11/ 1/1426هـ
¥(40/374)
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[31 - 03 - 06, 06:23 ص]ـ
رواية عبدالله بن وهب عن ابن لهيعة حهها عددمن الأئمة وكذا روابة قتيبة بن سعيد.
ورواية رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن أبي عشانة مرفوعاًرواها ابن المبارك في الزهد.
وقدحسّن الحديث الهيثمي في المجمع (10/ 270) والحافظ (فيما أظن ولاأذكر الآن المصدر) والألباني في السلسة الصحيحة (2843) والدويش كما سبق.
والخلاف أعتقدفي مدى صحة رواية العبادلة عن ابن لهيعة!
فمن صححها صححّ الحديث.والعكس. والله أعلم.(40/375)
من قائل (كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 05 - 04, 05:11 ص]ـ
المشهور أن هذه الكلمة تنسب إلى الإمام مالك رحمه الله، ولكنها قد جاءت عن غيره ممن قبله من أهل العلم
قال الإمام البخاري في القراءة خلف الإمام ص: 213
والوجه الثالث اذا ثبت الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم وأصحابه فليس في الأسود ونحوه حجة قال ابن عباس ومجاهد ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم
وقال أبو نعيم في حلية الأولياء ج: 3 ص: 300
حدثنا محمد بن احمد بن موسى العدوي ثنا اسماعيل بن سعيد ينوي أخبرنا سفيان عن عبدالكريم عن مجاهد قال ليس أحد إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم
وقال البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى ج: 1 ص: 107
30 أخبرنا أبو بكر بن الحارث أبنا أبو محمد بن حيان ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عبد الجبار ثنا سفر عن عبدالكريم عن مجاهد قال ليس أحد إلا يؤخذ من قوله ويترك من قوله إلا النبي صلى الله عليه وسلم
31 وروينا معناه عن عامرالشعبي
وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء
حديث ابن عباس (ما من أحد إلا يؤخذ من علمه ويترك إلا رسول الله) الطبراني من حديثه يرفعه بلفظه من قوله ويدع
وفي إتحاف السادة المتقين (1/ 433)
أورده صاحب القوت بلفظ ليس أحد إلا ويؤخذ من قوله ويترك والباقي سواء، وقال العراقي رواه الطبراني في الكبير من رواية مالك بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس رفعه فساقه بلفظ القوت وإسناده حسن) انتهى.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[14 - 05 - 04, 05:23 ص]ـ
ماذا يقصد برفعه هنا؟ هل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال العبارة نفسها، أم أن معناها مرفوع للنبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
ـ[نواف البكري]ــــــــ[14 - 05 - 04, 09:07 ص]ـ
قال السخاوي في (المقاصد الحسنة: 327 رقم: 815):
حديث: (كل أحد يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) هو من قول مالك رحمه الله، بل في الطبراني من حديث ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رفعه: (ما من أحد إلا يؤخذ من قوله ويدع).
وأورده الغزالي في الإحياء بلفظ: ما من أحد إلا يؤخذ من علمه ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعناه صحيح.) انتهى كلام السخاوي.
ــ
و وجه الإشكال سقوط نقطتي التاء المربوطة في قول الشيخ عبدالرحمن الفقيه (بلفظه!).
وصواب العبارة: أخرجه الطبراني من حديثه يرفعه بلفظة: (من قوله ويدع).
قلت: أي بغير هذا اللفظ الموقوف، كما ذكر السخاوي.
انظره غير مأمور في الإحياء (1/ 78).
ــــــ
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[14 - 05 - 04, 09:41 ص]ـ
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " جـ 11: ص 339، قال: حدثنا أحمد بن عمرو البزار، ثنا زياد بن أيوب، ثنا أبوعبيدة الحداد، عن مالك بن دينار، عن عكرمة، عن بن عباس - رضي الله عنهما - رفعه، قال: " ليس أحد إلا يؤخذ من قوله، ويدع، غير النبي - صلى الله عليه وسلم - ".
ـ[أبو تقي]ــــــــ[14 - 05 - 04, 12:08 م]ـ
قاله ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد.
قال الامام البخاري في رَفْعُ الْيَدَيْنِ:
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ , حَدَّثَنَا سُفْيَان (بن عيينة) , عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ (بن مالك الجزري) , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " لَيْسَ أَحَدٌ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ، إِلَّا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " *
_ واخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم_
بقى هذا الاشكال:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة راجي رحمة ربه
ماذا يقصد برفعه هنا؟ هل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال العبارة نفسها، أم أن معناها مرفوع للنبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 05 - 04, 05:19 م]ـ
أحسنتم على هذا النقل
وكذا ذكر العلامة أبو شامة ـ في مختصر المؤمل ص103 ط:غراس، تحقيق صلاح الدين مقبول أحمد ـ رحمه الله أنه روي عن الشعبي والحكم بن عتيبة.
إضافة إلى بعض من ذكرتم: كمجاهد، ومالك.
وقد خرج المحقق هذه الأقوال، وعزاها لكتب أهل العلم ..
ومما جاء في نقله قول السبكي: وأخذ هذه الكلمة من ابن عباس مجاهد [بل والحكم والشعبي أيضا]، وأخذ منهم مالك، واشتهرت عنه. اهـ.
وينظر صفة صلاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للعلامة الألباني رحمه الله ط: الرابعة عشر ص24.
وإشكال لفظ: رفعه: جوابه ما ذكره الأخ نواف نفع الله به.
وإن لم يصح هذا الجواب فهو خطأ من أحد الرواة قطعا. والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 05 - 04, 06:02 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم وفي علمكم، ولقد وفيتم وكفيتم بهذا الردود والتوضيحات، وكثرة قائلي هذه الكلمة يدلك على إهميتها عند العلماء.
¥(40/376)
ـ[أبو تقي]ــــــــ[14 - 05 - 04, 10:31 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن السديس
وإشكال لفظ: رفعه: جوابه ما ذكره الأخ نواف نفع الله به.
وإن لم يصح هذا الجواب فهو خطأ من أحد الرواة قطعا. والله أعلم.
جزاكم الله خيرا ونفع بكم المشايخ الكرام السديس والفقيه والاخوة الكرام.
اما حديث الحكم بن عتيبة فقد رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم، قال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي (زهير بن حرب)، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: نا شُعْبَة ُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ قَالَ: " لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِلَّا يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ إِلَّا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " *
السلام عليكم
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[15 - 05 - 04, 02:09 ص]ـ
لعل الأخوة يكملون تخريج الأثار؛ بصورة مرتبة أكثر من هذا، وأنا أبدأ، إن شاء الله، وعذري في عدم الإكمال أنني ليس بين يدي كثير من المراجع الأولية.
ولفظة: " رفعه "، أرى أنها وهم لعله من البزار، ولعل سببه ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم –، في الأثر المذكور.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[15 - 05 - 04, 02:11 ص]ـ
1 - أثر ابن عباس.
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (11/ 339) بسند حسن.
2 - أثر الحكم بن عتبة.
أخرجه ابن عبدالبر في " جامع بيان العلم " (2/ 925 / 1761) بسند صحيح.
3 - أثر مجاهد.
أخرجه ابن عبدالبر في " جامع بيان العلم " (2/ 926 / 1763 و 1764 و 1765) من طريق ابن وهب، ويونس بن عبد الأعلى، والحسن بن محمد بن الصباح، عن سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم، عن مجاهد، به.
وهذا الإسناد صحيح، وقد تابع هؤلاء الثلاثة، قتيبة بن سعيد، عن سفيان بن عيينة، به.
أخرجه البخاري في " رفع اليدين ".
وتابعهم إسماعيل بن سعيد الكسائي، عن سفيان بن عيينة، به.
أخرجه أبونعيم في " حلية الأولياء " (3/ 300).
وتابعهم سفر، عن سفيان بن عيينة، به.
أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " (1/ 107)، وسفر ضعيف، كما في " التقريب ".
وخالفهم ابن أبي عمر، فرواه عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
أخرجه ابن عبدالبر في " جامع بيان العلم " (2/ 925 / 1762).
وابن أبي عمر، صدوق، كما في " التقريب "، ولكن المحفوظ، من الوجه الأول.
يتبع إن شاء الله.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 04:51 ص]ـ
قال الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان - حفظه الله -:
" ذكره ابن عبدالهادي في ((إرشاد السالك (ق 227/ 4) عن مالك وصححه، وأسنده ابن عبدالبر في ((الجامع)) (2/ 925 رقم 1761)، وابن حزم في ((الإحكام)) (6/ 883) بسند صحيح إلى الحكم بن عتيبة قوله.
وأسنده أبونعيم في ((الحلية)) (3/ 30)، والخطيب في ((الفقيه والمتفقه)) (1/ 176)، وابن حزم في ((الإحكام)) (6/ 857)، وابن عبدالبر في ((الجامع)) (2/ 925، 926 / رقم 1762، 1763، 1764، 1765)، عن مجاهد بإسناد صحيح.
وذكره الشاطبي في ((الموافقات)) (5/ 134 - بتحقيقي) عن هؤلاء الثلاثة.
وذكر الغزالي في ((الإحياء)) (1/ 78) أنه من قول ابن عباس عند الطبراني، وكذا السبكي في ((الفتاوى)) (1/ 148)، وقال: وأخذ هذه الكلمة من ابن عباس مجاهد، وأخذ منهما مالك رضي الله عنه، واشتهرت عنه).
قلت: وأخذها أيضاً الشعبي، كما في ((مختصر المؤمل)) (رقم 185)، و ((معن قول الإمام المطلبي)) (ص 127 - ط البشائر)، وذكرها أحمد في ((مسائل أبي داود)) (ص 276) ".
انتهى من تعليقه على ((البدعة في صلاة الظهر بعد الجمعة)) (ص 133).
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 01 - 05, 08:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
تنبيه
سفر تصحيف سفيان
وعبد الجبار هو عبد الجبار بن العلاء
ومصدر البيهقي هو كتاب السنة لأبي الشيخ الأصبهاني
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 01 - 05, 08:37 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا،وهذا التصحيف لم ينتبه له المحقق حتى في الطبعة الجديدة بأضواء السلف (1/ 39) فقال في الحاشية (هو ابن نسير الأزدي الحمصي. قال الحافظ: ضعيف من الطبقة السادسة.روى له ابن ماجه) انتهى.
والصواب كما تفضلت به من أنه سفيان.
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[15 - 01 - 05, 03:31 م]ـ
تفضلوا هذا النظم، وسأضيف فيه بعض المدود حتى يسهل إنشاده بدون مبالغة في اللحن.
قال أبو حنيفة الإمامو ............. لا ينبغي من له إسلامو
أخذا بأقوال حتى تعرضا .......... على الكتاب والحديث المرتضى
ومالك إمام دار الهجرتي ......... قال وقد أشار نحو الحجرتي
كل كلام منه ذو قبولي .......... ومنه مردود سوى الرسولي
والشافعي قال إن رأيتموا ....... قولي مخالف لما رويتموا
من الحديث فاضربوا الجدار ..... بقولي المخالف الأخبار
وأحمد قال لا تكتبوا عني ما قلتهو .... بل أصل ذلك فاطلبوا
فانظر ما قالت الهداة الأربعه ..... فاعمل بها فإن بها منفعه
لقمعها لكل ذي تعصبي ......... والمنصفون يكتفون بالنبي.
ثم جاء في بيت آخر من نفس النظم
واعجب لما قالوا من التعصب ............ أن المسيح حنفي المذهب
انتهى.
يقصدون يوم رجوع المسيح عليه السلام.
لا أتذكر قائل النظم، لكنني سمعته من شريط مسجل للشيخ أبو إسحاق الحويني بعنوان سلسلة الأسئلة السودانية حول الدعوة السلفية.
¥(40/377)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[17 - 01 - 05, 08:56 ص]ـ
قائل هذه الأبيات هو العلامة محمد بن سعيد بن صقر المدني.
ـ[نواف البكري]ــــــــ[12 - 03 - 06, 12:31 ص]ـ
هذه الأبيات سقيمة التركيب والوزن ومضمونها صحيح
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[13 - 03 - 06, 05:06 م]ـ
قال الإمام البخاري في القراءة خلف الإمام ص: 213
والوجه الثالث اذا ثبت الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم وأصحابه فليس في الأسود ونحوه حجة قال ابن عباس ومجاهد ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم
قاله ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد.
قال الامام البخاري في رَفْعُ الْيَدَيْنِ:
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ , حَدَّثَنَا سُفْيَان (بن عيينة) , عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ (بن مالك الجزري) , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " لَيْسَ أَحَدٌ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ، إِلَّا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " *
شكراً لكما
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[13 - 03 - 06, 07:37 م]ـ
وقال أبو نعيم في حلية الأولياء ج: 3 ص: 300
حدثنا محمد بن احمد بن موسى العدوي ثنا اسماعيل بن سعيد ينوي أخبرنا سفيان عن عبدالكريم عن مجاهد قال ليس أحد إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله في الشيخ عبدالرجمن وجميع الاخوة وبعد:
فقد لفت نظري علو الاسناد.
واخشى ان يكون في الاسناد تصحيف وسقط وان كان قد وقع لابي نعيم مثل هذا العلو كما في جزء محمد بن عاصم الثقفي.
فارجو ان يحرر هذا الاسناد ولكم مني جزيل الشكر.
تنبيه:في النسخة المطبوعه اسماعيل بن سعيد الكسائي.
ـ[أبو مازن العوضي]ــــــــ[06 - 08 - 10, 08:02 م]ـ
حديث ابن عباس عند الطبراني مرفوعاً ليس في إسناده من تكلم فيه إلا البزار صاحب المسند، تكلم فيه الدارقطني فيما رواه بمصر، قال الدارقطني (سؤالات الحاكم: ص 92): يخطئ في الإسناد والمتن، حدث بالمسند بمصر حفظاً، ينظر في كتب الناس ويحدث من حفظه، ولم تكن معه كتب، فأخطأ في أحاديث كثيرة، يتكلمون فيه، جرحه أبو عبد الرحمن النسائي، وهو ثقة يخطئ كثيراً.
قلت: والطبراني ممن دخل مصر (السير: 16/ 121)
وقال العراقي عن الإسناد (إتحاف السادة المتقين: 1/ 432): حسن
وقال الهيثمي (مجمع الزوائد: 1/ 430): رجاله موثقون
لكن أورد الملا علي القاري هذا الحديث في الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة (ص 264، ح 344) وأحمد بن عبد الكريم الغزي العامري في الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث (ص 170، ح 342) وقالا: هو قول مالك.
والله أعلم(40/378)
من يطابق هذا الحديث على مخطوط لمسند أحمد أو طبعة الرسالة
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[14 - 05 - 04, 09:13 م]ـ
جاء في مسند الإمام أحمد 3/ 267
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان أنا يزيد بن زريع ثنا سعيد بن أبي عروبة عن حجاج الأحول عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من نسي صلاة أو نام عنها يعني فليصلها، قال: فلقيت حجاجا الأحول فحدثني به.
الإخوة الكرام
لو يتكرم أحد الإخوة بمقارنة هذا الحديث على مخطوطات لمسند الإمام أحمد.
ومن عنده طبعة الرسالة فليتكرم بإفادتنا حول هذا الحديث هل توقفوا عنده.
محل الإشكال
سعيد عن حجاج.
رجح محقق العلل ومعرفة الرجال حفظه الله 1/ 553 أنه خطأ مطبعي والصواب حجاج عن سعيد كما في نص العلل 1318
بارك الله فيمن يعمل لهذا الدين.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 05 - 04, 11:08 م]ـ
في طبعة الرسالة كما هنا تماما.
وفي ابن ماجه (695) ... يزيد حدثنا حجاج حدثنا قتادة ...
ولم يذكر سعيد
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[15 - 05 - 04, 10:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وفي المسند الجامع
302 - عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولُ اللهِ ? قَالَ:
((مَنْ نَسِيَ صَلاَةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَإِنَّ كَفَّارَتَهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا.)).
(*) وفي رواية: ((إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلاَةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا.)).
فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ?أَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِى?.
(*) وفي رواية: ((مَنْ نَسِيَ صَلاَةً، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، لاَ كَفَّارَةَ لَهَا إِلاَّ ذَلِكَ.)).
قَالَ قَتَادَةُ: ?وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي?.
(*) وفي رواية: ((سُئِلَ رَسُولُ اللهِ ? عَنِ الرَّجُلِ يَرْقُدُ عَنِ الصَّلاَةِ، أَوْ يَغْفُلُ عَنْهَا؟ قَالَ: كَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا.)).
أخرجه أحمد 3/ 100 (11995) قال: حدَّثنا إِسْحَاق بن يُوسُف الأَزْرَق، عن ابن أَبي عَرُوبَة (ح) ويَزِيد بن هارون، أخبرنا سَعِيد.
وفي 3/ 184 (12940) قال: حدَّثنا عَبْد الرَّحْمان بن مَهْدِي، حدَّثنا المُثَنَّى بن سَعِيد.
وفي 3/ 216 (13295) قال: حدَّثنا أَزْهَر بن القاسِم، حدَّثنا هِشَام.
وفي 3/ 243 (13585) قال: حدَّثنا سُرَيْج، حدَّثنا أبو عَوَانَة.
وفي 3/ 267 (13858) قال: حدَّثنا عَفَّان، أنبانا يَزِيد بن زُرَيْع، حدَّثنا سَعِيد بن أَبي عَرُوبَة، عن حَجَّاج الأَحْوَل. (قال يَزِيد: فلقيتُ حَجَّاجًا الأَحْوَل , فحدَّثني به).
وفي 3/ 269 (13884) قال: حدَّثنا عَفَّان، وبَهْز، قالا: حدَّثنا هَمَّام.
وفي 3/ 282 (14052) قال: حدَّثنا مُحَمد بن جَعْفَر، حدَّثنا شُعْبة.
و ((الدارِمِي)) 1229 قال: أخبرنا سَعِيد بن عامر، عن سَعِيد.
و ((البُخاري)) 1/ 155 (597) قال: حدَّثنا أبو نُعَيْم، ومُوسَى بن إِسْمَاعِيل، قالا: حدَّثنا هَمَّام.
قال البُخَارِي: وقال حَبَّان: حدَّثنا هَمَّام.
و ((مسلم)) 2/ 142 (1512) قال: حدَّثنا هَدَّاب بن خالد، حدَّثنا هَمَّام. وفي (1513) قال: وحدَّثناه يَحيى بن يَحيى، وسَعِيد بن مَنْصُور، وقُتَيْبَة بن سَعِيد، جميعًا، عن أَبي عَوَانَة.
وفي (1514) قال: وحدَّثنا مُحَمد بن المُثَنَّى، حدَّثنا عَبْد الأَعْلَى، حدَّثنا سَعِيد.
وفي (1515) قال: وحدَّثنا نَصْر بن علي الجَهْضَمِي، حدَّثني أَبي، حدَّثنا المُثَنَّى.
و ((أبو داود)) 442 قال: حدَّثنا مُحَمد بن كَثِير، أخبرنا هَمَّام.
و ((ابن ماجة)) 695 قال: حدَّثنا نَصْر بن علي الجَهْضَمِي، حدَّثنا يَزِيد بن زُرَيْع، حدَّثنا حَجَّاج.
وفي (696) قال: حدَّثنا جُبَارَة بن المُغَلِّس، حدَّثنا أبو عَوَانَة.
و ((التِّرمِذي)) 178 قال: حدَّثنا قُتَيْبَة، وبِشْر بن مُعَاذ، قالا: حدَّثنا أبو عَوَانَة.
و ((النَّسائي)) 1/ 293، وفي ((الكبرى)) 1598 قال: أخبرنا حُمَيْد بن مَسْعَدَة , عن يَزِيد، قال: حدَّثنا حَجَّاج الأَحْوَل. وفي 1/ 293 , وفي ((الكبرى)) 1599 قال: أخبرنا قُتَيْبَة، قال: حدَّثنا أبو عَوَانَة. وفي ((الكبرى)) 11654 عن هارون بن إِسْحَاق، عن عَبْدَة بن سُلَيْمان، عن سَعِيد.
و ((ابن خزيمة)) 991 قال: حدَّثنا مُحَمد بن عَبْد الأَعْلَى الصَّنْعَانِي، حدَّثنا يَزِيد، يَعْنِي ابن زُرَيْع، حدَّثنا الحَجَّاج (ح) وحدَّثنا أحمد بن عَبْدَة، أخبرنا يَزِيد بن زُرَيْع، عن الحَجَّاج الأَحْوَل الباهلي. وفي (992) قال: حدَّثنا أبو مُوسَى، حدَّثنا عَبْد الأَعْلَى , حدَّثنا سَعِيد (ح) وحدَّثنا علي بن خَشْرَم , أخبرنا عِيسَى , عن سَعِيد.
وفي (993) قال: حدَّثنا سَلْم بن جُنَادَة , حدَّثنا وَكِيع , عن هَمَّام بن يَحيى.
سبعتهم (سَعِيد بن أَبي عَرُوبَة، والمُثَنَّى، وهِشَام، وأبو عَوَانَة، وحَجَّاج، وهَمَّام بن يَحيى، وشُعْبة) عن قَتَادَة، فذكره.
(*) صرح قتادة بالتحديث في رواية عفان، عند أحمد (13884)، وحَبَّان عند البخاري.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19428
¥(40/379)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[15 - 05 - 04, 11:30 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا شيوخنا الكرام ورفع قدركم
ـ[الذهبي]ــــــــ[15 - 05 - 04, 09:04 م]ـ
جزاكم الله خيرًا
وكذلك جاء في أطراف مسند الإمام أحمد للحافظ ابن حجر (1/ 495)، كما جاء في المطبوع تمامًا، وفيه: {{حدثنا عفان، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن حجاج الأحول، عن قتادة بهذا، قال: فلقيت حجاجًا فحدثني به}}.(40/380)
هل يثبت في تضعيف الصلاة بالمسجد الأقصى عدد معين؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 05 - 04, 09:47 ص]ـ
جاء في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجد الأقصى ومسجدي.
والأحاديث في ذلك معروفة، فهذا يدل على فضيلة الصلاة في المسجد الأقصى وأنها مفضلة ويستحب شد الرحال للصلاة فيه.
وقد ورد في مضاعفة الصلاة فيه عدد من الروايات ولكن في ثبوتها نظر، فالأقرب عدم صحتها لوجود علل في أسانيدها
فلا يكون لمضاعفة الصلاة في المسجد الأقصى عدد معروف صحيح، والله أعلم
ولعلي أذكر الروايات في ذلك مع بيان مافيها من العلل باختصار
يتبع بإذن الله تعالى.
ـ[بزيد]ــــــــ[03 - 01 - 06, 11:00 م]ـ
ننتظر المتابعة
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 09:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا و نحن في انتظار هذا العمل و خاصة لأنه أشكل علي حديثان و هما:
1 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: تَذَاكَرْنَا وَنَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَيُّهُمَا أَفْضَلُ: مَسْجِدُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ مَسْجِدُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: صَلاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا، أَفْضَلُ مِنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ، وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى، وَلَيُوشِكَنَّ أَنْ لاَ يَكُونَ لِلرَّجُلِ مِثْلُ شَطَنِ فَرَسِهِ مِنَ الأَرْضِ، حَيْثُ يَرَى مِنْهُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا، أَوْ قَالَ: خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا [صحيح - صحيح الترغيب: 1179]
2 - عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم أنه قال: جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: «أين تريد؟» قلت إلى بيت المقدس فقال: «أفي تجارة؟» قلت: لا، ولكن أردت لأن أصلي فيه، فقال: «صلاة هاهنا يريد المدينة خير من ألف صلاة هاهنا يريد إيلياء» [الصحيحة: 2902]
فالصلاة في المدينة خير من مثيلتها ببيت المقدس بـ ألف أم أربع صلوات؟
ـ[أبو أنس الحريري]ــــــــ[24 - 04 - 08, 02:57 ص]ـ
فى انتظار الموضوع
بارك الله فيك
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[23 - 11 - 08, 04:11 م]ـ
في انتظار موضوعكم
ـ[حسام رياض الشافعى]ــــــــ[20 - 08 - 10, 04:46 م]ـ
أين البحث يا فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن عمر الفقيه حفظك ربى ورعاك
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[20 - 08 - 10, 11:56 م]ـ
مر على قرابة 6 سنوات وزيادة
فلعل من يتطوع ويرسل للشيخ ابي عمر على الخاص
ـ[أبو البراء الفلسطيني]ــــــــ[29 - 08 - 10, 12:46 ص]ـ
وجدت حديث إسناده حسن رواه الطبراني في المعجم الاوسط فما حكمكم فيه؟
رقم الحديث: 8452
المصدر: المعجم الأوسط.
حدثنا موسى بن هارون، نا أحمد بن حفص، حدثني أبي، نا إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال: تذاكرنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما أفضل: مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو مسجد بيت المقدس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلى، وليوشكن أن يكون للرجل مثل سية قوسه من الأرض حيث يرى بيت المقدس خيرا له من الدنيا وما فيها" رواه الطبراني.
ـ[حسام رياض الشافعى]ــــــــ[07 - 11 - 10, 08:37 ص]ـ
ما زلنا ننتظر البحث(40/381)
حكم النُشرة
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[15 - 05 - 04, 11:05 ص]ـ
إن الحمد لله تعالى، نحمده، ونستعين به، ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:
فقد كنتُ وعدت في بعض المشاركات بأنني سوف أُفرد موضوع ((النشرة)) في بحث مستقل، وها أنا أوفي بوعدي، والله أسأل أن يجعل عملي خالصاً لوجهه، وألا يجعل لأحدٍ فيه شيئاً، إنه سميع مجيب.
وبعد:
فإن السحر في اللغة هو: كل ما لطف مأخذه ودق، أو: كل أمر يخفى سببه، ويُتخيل على غير حقيقته، ويجري مجرى التمويه والخداع.
وراجع " مختار الصحاح " (ص 122)، و " المعجم الوجيز " (ص 304).
وفي الشرع قال ابن قدامة في " الكافي " – كما في " فتح المجيد " (ص 385) –: " السحر عزائم، ورُقى، وعقد يؤثر في القلوب والأبدان فيمرض، ويقتل، ويفرق بين المرء وزوجه ".
والنشرة في اللغة هي: رقية يُعالج بها المجنون والمريض، تُنَشَّر عليه تَنشِيراً.
وراجع " لسان العرب " (5/ 209).
وفي الشرع: حل السحر عن المسحور، كما قال ابن القيم في " روضة السائلين ".
قال ابن القيم: وهي نوعان: حل سحر بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان؛ فإن السحر من عمله، فيتقرب إليه الناشر والمنتشر بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور.
والثاني: النُّشرة بالرقية والتعوذات والدعوات والأدوية المباحة، فهذا جائز، بل مستحب، وعلى النوع المذموم يحمل قول الحسن: لا يحل السحر إلا ساحر ". أهـ.
قال الشيخ ابن عثيمين في " القول المفيد " (1/ 444): " وهذا كلام جيد لا مزيد عليه ".
قلت: نهى النبي صلى عليه وسلم عن النشرة،
فقد أخرج أحمد (3/ 294) – وعنه البخاري في " التاريخ الكبير " (7/ 53)، وأبوداود (4/ 6 / 3868)، والفضل بن زياد القطان في " كتاب المسائل " (كما في " بدائع الفوائد ")، والبيهقي في " السنن الكبرى " (9/ 351)، والمزي في " تهذيب الكمال " (20/ 241) –، وابن حبان في " الثقات " (8/ 315).
عن عبدالرزاق، ثنا عقيل بن معقل، سمعت وهب بن منبه، يحدث عن جابر بن عبدالله سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن النشرة، فقال: " هي من عمل الشطان ".
وحسّن ابن حجر إسناده في " الفتح " (10/ 244)، وجوّد إسناده ابن مفلح – كما في " فتح المجيد " (ص 420) –، والشيخ محمد بن عبدالوهاب في " كتاب التوحيد " (1/ 79 – مؤلفات الشيخ).
قلت: إسناده صحيح؛ رجاله رجال الشيخين، غير عقيل بن معقل وقد وثقه أحمد، وابن معين، وابن حبان، والعجلي، وابن شاهين.
وراجع " تهذيب التهذيب " (4/ 162)، و " معرفة الثقات " (1/ 202)، و " تاريخ أسماء الثقات " (ص 181).
وأخرج البزار في " مسنده " (3/ 393 – كشف)، والحاكم في " المستدرك " (4/ 418)، وأبونعيم في " الحلية " (7/ 165).
من طريق مسكين بن بكير، عن شعبة، عن أبي رجاء، عن الحسن، قال: سألت أنس بن مالك عن النشرة، فقال: " ذكروا عند النبي صلى الله عليه وسلم أنها من عمل الشيطان ".
قال الحاكم: " حديث صحيح "، ووافقه الذهبي.
وقال أبونعيم: " تفرد مسكين بن بكير برفعه عن شعبة، ورواه غندر، وغيره عن شعبة مرسلاً ".
قلت: مسكين بن بكير، قال ابن معين: " لا بأس به "، وقال أبوحاتم: " لا بأس به، وكان صالح الحديث، يحفظ الحديث "، كما في " تهذيب التهذيب " (5/ 423).
وخالفه سفيان بن عيينة، وأبوأسامة حماد بن أسامة، فروياه عن شعبة، عن أبي رجاء، عن الحسن، مرسلاً.
أخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " (5/ 40 / 23516).
وتابعهما علي بن الجعد، عن شعبة، به.
أخرجه أبوداود في " المراسيل " (485، 486/ 446).
قال أبوداود: " أُسند هذا، ولا يصح ".
وتابعهم غندر، كما ذكر أبونعيم.
فالمحفوظ إرساله، كما رجح أبوداود، وأبوحاتم – كما في " العلل " (2/ 295).
قلت: فيُحمل النهي هنا على حل السحر بسحر مثله.
¥(40/382)
وعليه يُحمل قول الحسن: " لا يحل السحر إلا ساحر "، أخرجه ابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " بسند حسن.
وقوله عندما سُئل عن النشرة، فقال: " سحر "، أخرجه ابن أبي شيبة بسند حسن.
وحمل قول الحسن على ذلك القاضي عياض، فقد قال – كما في " شرح مسلم " للنووي (7/ 426) –: " وهذا محمول على أنها أشياء خارجة عن كتاب الله تعالى، وأذكاره، وعن المداواة المعروفة التي هي من جنس المباح ". أهـ.
وإلا فالرقية والتعوذات والدعوات والأدوية المباحة، مستحبة على ما عليه الجمهور، وقد تكون واجبة في بعض الأحيان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا عباد الله تداووا ".
والحديث صحيح، أخرجه أحمد في " مسنده " (4/ 378)، والبخاري في " الأدب المفرد " (291)، وأبوداود في " سننه " (4/ 3 / 3855)، والنسائي في " السنن الكبرى " (4/ 368)، والترمذي في " سننه " (4/ 383 / 2038)، وابن ماجه في " سننه " (2/ 1137 / 3436)، والحميدي في " مسنده " (824)، والطيالسي في " مسنده " (1232)، وابن أبي شيبة في " مصنفه " (5/ 31 / 23417)، وابن حبان في " صحيحه " (13/ 426 و 428/ 6601 و 6604 – إحسان)، وابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " (3/ 140 / 1467) و (5/ 128 / 2668)، والطحاوي في " شرح المعاني " (4/ 323)، والطبراني في " المعجم الكبير " (1/ 179 – 184)، وفي " المعجم الصغير " (1/ 337 / 559 – الروض)، وابن عدي في " الكامل " (5/ 33)، والخطيب في " تاريخ بغداد " (9/ 179)، وابن عبدالبر في " التمهيد " (5/ 281)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (9/ 343)، وفي " السنن الصغرى " (3919 و 3920)، وفي " شعب الإيمان " (2/ 200 / 1529)، وابن حزم في " المحلى " (4/ 176) و (10/ 444)، وفي " حجة الوداع " (191)، والضياء في " المختارة " (4/ 168 – 175)، وفي " كتاب الأمراض والكفارات " (30)، والبغوي في " شرح السنة " (12/ 138، 139).
من طرق عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك، مرفوعاً.
قال الترمذي: " حديث حسن صحيح "، وهو كما قال.
وأما قول سعيد بن المسيب الذي علقه البخاري في " صحيحه " (10/ 243 – فتح).
ووصله الأثرم في " سننه " – ومن طريقه ابن عبدالبر في " التمهيد " (6/ 243) –، وسعيد بن منصور في " سننه " – كما في " التغليق " (5/ 50) –، وأبوالقاسم البغوي في " الجعديات " (948)، وأبوإسحاق الحربي في " غريب الحديث "، وابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار ".
من طرق عن قتادة، قال سمعت سعيد بن المسيب يقول في النشرة: " لا بأس بها "، قال: قلت: أحدث به عنك؟ قال: " نعم ".
وصحح ابن حجر إسناده في " التغليق " (5/ 49)، وهو كما قال.
فمثل هذا يُحمل على النوع الثاني من النشرة، وهذا من إحسان الظن بمثل هذا الإمام.
قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ في " فتح المجيد " (ص 421): " وهذا من ابن المسيب يُحمل على نوع من النشرة لا يُعلم أنه سحر ". أهـ.
وقال الشيخ ابن عثيمين في " القول المفيد " (1/ 444): " ولكن على كل حال حتى ولو كان ابن المسيب، ومن فوق ابن المسيب ممن ليس قوله حجة يرى أنه جائز، فلا يلزم من ذلك أن يكون جائزاً في حكم الله حتى يعرض على الكتاب و السنة، وقد سُئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن النشرة، فقال " هي من عمل الشيطان ". أهـ.
وعلى ذلك يُحمل أيضاً قول الشافعي – كما في " تفسير القرطبي " (1/ 564) –: " لا بأس به ".
وقد قال – تعالى –: {ولكن الشيطان كفرا يعلمون الناس السحر}، وقال: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}، وهذا يقتضي أن الساحر كافر، وفي المسألة خلاف، والراجح تفصيل، فإن كان يقتضي الكفر؛ كفر، وإن لم يقتضيه لم يكفر، وتسميته كفر في الآية الأولى؛ لأنه السحر المتعلم من الشياطين، وفي الآية الثانية؛ لأنه المتعلم من هاروت وماروت، وعلى ذلك فيكون السحر المتعلم من هاروت وماروت، والشياطين كله كفر، وأما باقي أنواع السحر فإن تضمنت شركاً كانت شركاً، وإن لم تتضمن فهي حرام.
والحاصل – كما قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ في " فتح المجيد " (ص 423) –: " أن ما كان منه بالسحر فيحرم، وما كان بالقرآن والدعوات والأدوية المباحة فجائز ".
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.
وكتب / أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي.
صبيحة السبت 25 ربيع الأول 1425 هـ، الموافق 15 مايو 2004 م.(40/383)
((حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان)) للشيخ ابن باز، بتعليقي
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[15 - 05 - 04, 12:59 م]ـ
حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد نبي التوبة والرحمة.
أما بعد:
فقد قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا} الآية من سورة المائدة، وقال تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} الآية من سورة الشورى، وفي الصحيحين (1) عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "، وفي صحيح مسلم (2) عن جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبة الجمعة: " أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة ".
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهي تدل دلالة صريحة على أن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لهذه الأمة دينها، وأتم عليها نعمته، ولم يتوف نبيه عليه الصلاة والسلام إلا بعدما بلغ البلاغ المبين، وبين للأمة كل ما شرعه الله لها من أقوال وأعمال.
وأوضح صلى الله عليه وسلم أن كل ما يحدثه الناس بعده وينسبونه إلى دين الإسلام من أقوال أو أعمال، فكله بدعة مردود على من أحدثه، ولو حَسُن قصده، وقد عرف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمر، وهكذا علماء الإسلام بعدهم، فأنكروا البدع وحذروا منه ا، كما ذكر ذلك كل من صنف في تعظيم السنة وإنكار البدعة كابن وضاح، والطرطوشي، وأبي شامة، وغيرهم.
ومن البدع التي أحدثها بعض الناس: بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وتخصيص يومها بالصيام، وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه، وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، أما ما ورد في فضل الصلاة فيها، فكله موضوع، كما نبه على ذلك كثير من أهل العلم، وسيأتي ذكر بعض كلامهم إن شاء الله، وورد فيها أيضا آثار عن بعض السلف من أهل الشام وغيرهم، والذي أجمع عليه جمهور العلماء أن الاحتفال بها بدعة، وأن الأحاديث الواردة في فضلها كلها ضعيفة، وبعضها موضوع، وممن نبه على ذلك الحافظ ابن رجب، في كتابه: (لطائف المعارف) وغيره، والأحاديث الضعيفة إنما يعمل بها في العبادات التي قد ثبت أصلها بأدلة صحيحة، أما الاحتفال بليلة النصف من شعبان، فليس له أصل صحيح حتى يستأنس له بالأحاديث الضعيفة.
وقد ذكر هذه القاعدة الجليلة الإمام: أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وأنا أنقل لك أيها القارئ، ما قاله بعض أهل العلم في هذه المسألة، حتى تكون على بينة في ذلك، وقد أجمع العلماء رحمهم الله على أن الواجب: رد ما تنازع فيه الناس من المسائل إلى كتاب الله عز وجل، وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حكما به أو أحدهما فهو الشرع الواجب الاتباع، وما خالفهما وجب اطراحه، وما لم يرد فيهما من العبادات فهو بدعة لا يجوز فعله، فضلاً عن الدعوة إليه وتحبيذه، كما قال سبحانه في سورة النساء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}، وقال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} الآية من سورة الشورى، وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} الآية من سورة آل عمران، وقال عز وجل: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا}، والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهي نص في وجوب رد مسائل الخلاف إلى الكتاب والسنة، ووجوب الرضى بحكمهما، وأن ذلك هو مقتضى الإيمان، وخير للعباد في العاجل والآجل، وأحسن تأويلاً: أي عاقبة.
¥(40/384)
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه: (لطائف المعارف) في هذه المسألة - بعد كلام سبق - ما نصه: " وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام؛ كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر، وغيرهم، يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أُخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: إنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان، اختلف الناس في ذلك فمنهم من قبله منهم، ووافقهم على تعظيمها، منهم طائفة من عباد أهل البصرة وغيرهم، وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز، منهم: عطاء، وابن أبي مليكة، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم، وقالوا: ذلك كله بدعة، واختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين:
أحدهما: أنه يستحب إحياؤها جماعة في المساجد.
كان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم، ويتبخرون، ويتكحلون، ويقومون في المسجد ليلتهم تلك، ووافقهم إسحاق بن راهويه على ذلك، وقال في قيامها في المساجد جماعة: ليس ذلك ببدعة، نقله حرب الكرماني في مسائله.
والثاني: أنه يكره الاجتماع فيها في المساجد للصلاة والقصص والدعاء، ولا يكره أن يصلي الرجل فيها لخاصة نفسه، وهذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم، وهذا هو الأقرب إن شاء الله تعالى، إلى أن قال: ولا يعرف للإمام أحمد كلام في ليلة نصف شعبان، ويتخرج في استحباب قيامها عنه روايتان من الروايتين عنه في قيام ليلتي العيد، فإنه في رواية لم يستحب قيامها جماعة؛ لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، واستحبها في رواية؛ لفعل عبد الرحمن بن يزيد بن الأسود لذلك وهو من التابعين، فكذلك قيام ليلة النصف، لم يثبت فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه، وثبت فيها عن طائفة من التابعين من أعيان فقهاء أهل الشام ".
انتهى المقصود من كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله، وفيه التصريح منه بأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم شيء في ليلة النصف من شعبان، وأما ما اختاره الأوزاعي رحمه الله من استحباب قيامها للأفراد، واختيار الحافظ ابن رجب لهذا القول، فهو غريب وضعيف؛ لأن كل شيء لم يثبت بالأدلة الشرعية كونه مشروعاً، لم يجز للمسلم أن يحدثه في دين الله، سواء فعله مفرداً أو في جماعة، وسواء أسره أو أعلنه؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " (3)، وغيره من الأدلة الدالة على إنكار البدع والتحذير منها.
وقال الإمام أبو بكر الطرطوشي رحمه الله في كتابه (الحوادث والبدع) ما نصه: " وروى ابن وضاح (4) عن زيد بن أسلم، قال: ما أدركنا أحدا من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى النصف من شعبان، ولا يلتفتون إلى حديث مكحول، ولا يرون لها فضلا على ما سواها.
وقيل لابن أبي مليكة (5): إن زياداً النميري يقول: " إن أجر ليلة النصف من شعبان كأجر ليلة القدر "، فقال: " لو سمعته وبيدي عصا؛ لضربته " وكان زياد قاصاً ". انتهى المقصود.
وقال العلامة الشوكاني رحمه الله في (الفوائد المجموعة) ما نصه: " حديث: " يا علي! من صلى مائة ركعة ليلة النصف من شعبان يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب، وقل هو الله أحد عشر مرات؛ قضى الله له كل حاجة" إلخ وهو موضوع، وفي ألفاظه المصرحة بما يناله فاعلها من الثواب ما لا يمتري إنسان له تمييز في وضعه، ورجاله مجهولون، وقد روي من طريق ثانية وثالثة كلها موضوعة ورواتها مجاهيل، وقال في (المختصر): " حديث صلاة نصف شعبان باطل، ولابن حبان من حديث علي: " إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها"، ضعيف، وقال في: (اللآلئ): " مائة ركعة في نصف شعبان بالإخلاص عشر مرات " مع طول فضله، للديلمي وغيره موضوع، وجمهور رواته في الطرق الثلاث مجاهيل ضعفاء قال: " واثنتا عشرة ركعة بالإخلاص ثلاثين مرة " موضوع، " وأربع عشرة ركعة " موضوع.
¥(40/385)
وقد اغتر بهذا الحديث جماعة من الفقهاء كصاحب (الإحياء) وغيره وكذا من المفسرين، وقد رويت صلاة هذه الليلة - أعني: ليلة النصف من شعبان - على أنحاء مختلفة كلها باطلة موضوعة، ولا ينافي هذا رواية الترمذي من حديث عائشة لذهابه صلى الله عليه وسلم إلى البقيع، ونزول الرب ليلة النصف إلي سماء الدنيا، وأنه يغفر لأكثر من عدة شعر غنم بني كلب، فإن الكلام إنما هو في هذه الصلاة الموضوعة في هذه الليلة، على أن حديث عائشة هذا فيه ضعف وانقطاع، كما أن حديث علي الذي تقدم ذكره في قيام ليلها، لا ينافي كون هذه الصلاة موضوعة، على ما فيه من الضعف حسبما ذكرناه ". انتهى المقصود.
وقال الحافظ العراقي: " حديث صلاة ليلة النصف موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذب عليه، وقال الإمام النووي في كتاب (المجموع): " الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب، وهي اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء، ليلة أول جمعة من رجب، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة، هاتان الصلاتان بدعتان منكرتان، ولا يغتر بذكرهما في كتاب: (قوت القلوب)، و (إحياء علوم الدين)، ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما، فإنه غالط في ذلك ".
وقد صنف الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتاباً نفيساً في إبطالهما، فأحسن فيه وأجاد، وكلام أهل العلم في هذه المسألة كثير جداً، ولو ذهبنا ننقل كل ما اطلعنا عليه من كلام في هذه المسألة؛ لطال بنا الكلام، ولعل فيما ذكرنا كفاية ومقنعا لطالب الحق.
ومما تقدم من الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم؛ يتضح لطالب الحق أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها، وتخصيص يومها بالصيام بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم، وليس له أصل في الشرع المطهر، بل هو مما حدث في الإسلام بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم، ويكفي طالب الحق في هذا الباب وغيره قول الله عز وجل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، وما جاء في معناها من الآيات، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " (6)، وما جاء في معناه من الأحاديث، وفي صحيح مسلم (7) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم "، فلو كان تخصيص شيء من الليالي، بشيء من العبادة جائزاً؛ لكانت ليلة الجمعة أولى من غيرها؛ لأن يومها هو خير يوم طلعت عليه الشمس، بنص الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تخصيصها بقيام من بين الليالي؛ دل ذلك على أن غيرها من الليالي من باب أولى، لا يجوز تخصيص شيء منها بشيء من العبادة، إلا بدليل صحيح يدل على التخصيص.
ولما كانت ليلة القدر وليالي رمضان يشرع قيامها والاجتهاد فيها، نبه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، وحث الأمة على قيامها، وفعل ذلك بنفسه، كما في الصحيحين (8) عن النبي صلى الله عليه وسلم علي أنه قال: " من قام رمضان إيماناً، واحتساباً؛ غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً، واحتساباً؛ غفر له ما تقدم من ذنبه "، فلو كانت ليلة النصف من شعبان، أو ليلة أول جمعة من رجب، أو ليلة الإسراء والمعراج يشرع تخصيصها باحتفال أو شيء من العبادة،؛ لأرشد النبي صلى الله عليه وسلم الأمة إليه، أو فعله بنفسه، ولو وقع شيء من ذلك لنقله الصحابة رضي الله عنهم إلى الأمة، ولم يكتموه عنهم، وهم خير الناس، وأنصح الناس بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ورضي الله عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرضاهم، وقد عرفت آنفاً من كلام العلماء أنه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه رضي الله عنهم شيء في فضل ليلة أول جمعة من رجب، ولا في ليلة النصف من شعبان، فعُلم أن الاحتفال بهما بدعة محدثة في الإسلام، وهكذا تخصيصها بشيء من العبادة بدعة منكرة، وهكذا ليلة سبع وعشرين من رجب، التي يعتقد بعض الناس أنها ليلة الإسراء والمعراج، لا يجوز تخصيصها بشيء من
¥(40/386)
العبادة، كما لا يجوز الاحتفال بها؛ للأدلة السابقة، هذا لو عُلمت، فكيف والصحيح من أقوال العلماء أنها لا تُعرف، وقول من قال: " أنها ليلة سبع وعشرين من رجب "، قول باطل لا أساس له في الأحاديث الصحيحة، ولقد أحسن من قال:
وشر الأمور المحدثات البدائع وخير الأمور السالفات على الهدى
والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للتمسك بالسنة والثبات عليها، والحذر مما خالفها، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين (**).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البخاري في الصلح، باب: إذا اصطلحوا على صلح جور؛ فالصلح مردود (5/ 355 / 2697 – فتح)، ومسلم في الأقضية، باب: نقض الأحكام الباطلة، ورد محدثات الأمور (6/ 256، 257/ 1718 – نووي).
(2) مسلم في الجمعة، باب: تخفيف الصلاة والخطبة (3/ 418 / 867 – نووي).
(3) رواه مسلم في الأقضية، باب: نقض الأحكام الباطلة، ورد محدثات الأمور (6/ 257 / 1718 – نووي) من حديث عائشة رضي الله عنها.
(4) في " البدع والنهي عنها " (112) بسند صحيح.
(5) أخرجه عبدالرزاق في " مصنفه " (1/ 60)، وعنه ابن وضاح في " البدع والنهي عنها " (112)، وإسناده صحيح.
(6) سبق عند التعليق رقم (1).
(7) في الصيام، باب: كراهة صيام يوم الجمعة منفرداً (4/ 274 / 1144 – نووي).
(8) البخاري في الصوم، باب من صام رمضان إيماناً واحتساباً ونية (4/ 138 / 1901 – فتح)، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب: الترغيب في قيام رمضان، (3/ 295، 296/ 760 – نووي).
(**) تنبيه: حديث النزول في النصف من شعبان سبق تضعيف الشوكاني له، والراجح أن الحديث حسن لغيره، والله أعلم.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وكان تسطير هذه التعليقات السريعة صبيحة السبت 24 ربيع الأول 1425 هـ.
وكتب: محمد بن عبد بن محمد.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[27 - 07 - 10, 12:42 ص]ـ
قال الشيخ ابن باز - رحمه الله - في المقالة السابقة:
(ولا ينافي هذا رواية الترمذي من حديث عائشة لذهابه صلى الله عليه وسلم إلى البقيع، ونزول الرب ليلة النصف إلي سماء الدنيا، وأنه يغفر لأكثر من عدة شعر غنم بني كلب، فإن الكلام إنما هو في هذه الصلاة الموضوعة في هذه الليلة، على أن حديث عائشة هذا فيه ضعف وانقطاع، كما أن حديث علي الذي تقدم ذكره في قيام ليلها، لا ينافي كون هذه الصلاة موضوعة، على ما فيه من الضعف حسبما ذكرناه) انتهى المقصود.
أي أنه - رحمه الله - لا يرى صحة هذا الحديث؟!
بأن الله يغفر لجميع أهل الأرض إلا لمشرك أو مشاحن؟
أرجو من عنده الجواب أن يُجيبني - بارك الله فيه - ..
ـ[أبو الربيعة]ــــــــ[27 - 07 - 10, 09:20 ص]ـ
نعم!!!
قرأت هنا
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=38101
فتوى للجنة تصرح على ضعف هذا الحديث!!!
الحديث ليس حسنا لغيره!!!
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[27 - 07 - 10, 09:47 ص]ـ
أي أنه - رحمه الله - لا يرى صحة هذا الحديث؟!
بأن الله يغفر لجميع أهل الأرض إلا لمشرك أو مشاحن؟
أرجو من عنده الجواب أن يُجيبني - بارك الله فيه - ..
ـ ظاهر سياق كلام الشيخ رحمه الله أنه يضعفه، وهو الموافق لباقي كلام أهل العلم، فقد قال الترمذي بعد إخراجه
حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج وسمعت محمدا يضعف هذا الحديث وقال يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة و الحجاج بن أرطاه لم يسمع من يحيى بن أبي كثير.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[28 - 07 - 10, 12:08 ص]ـ
بارك الله فيكما، ونفع بكما ..
حسنا، فهل أيضا الشيخ ابن باز - رحمه الله - يُضعف كل أحاديث النزول الإلهي في ليلة النصف من شعبان إلا لمشرك أو مشاحن، أم لا؟!
وإن كان ثمَّ حديث يصححه أو يراه حسنا فما هو؟!
أحسن الله إليكم ..(40/387)
ما صحة حديث مأبور الذي كان يتهم بأم ولد النبي عليه السلام؟
ـ[ yousef] ــــــــ[16 - 05 - 04, 05:35 ص]ـ
الحديث ورد في صحيح مسلم:
حدثني زهير بن حرب حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت عن أنس أن رجلا كان يتهم بأم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي اذهب فاضرب عنقه فأتاه علي فإذا هو في ركي يتبرد فيها فقال له علي اخرج فناوله يده فأخرجه فإذا هو مجبوب ليس له ذكر فكف علي عنه ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنه لمجبوب ما له ذكر
ولكن سمعت من يقول أنه معلول بالاضطراب، فما هو رأي الإخوة طلاب العلم؟؟؟
وعلى فرض صحة الحديث فكيف يكون توجيهه؟؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 05 - 04, 07:28 م]ـ
الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم ليس في اضطراب
وقد ذكر هذا الحديث في كتاب المنافقين من صحيحه
وقد تكلم العلماء وبينوا معنى هذا الحديث ولعل من أحسن من تكلم عليه الحافظ ابن القيم رحمه الله في زارد المعاد
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد ج: 5 ص: 16
فصل في حكمه بقتل من اتهم بأم ولده فلما ظهرت براءته أمسك عنه
روى ابن أبي خيثمة وابن السكن وغيرهما من حديث ثابت عن أنس رضي الله عنه أن ابن مارية كان يتهم بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه اذهب فإن وجدته مارية فاضرب عنقه فأتاه علي فإذا هو في ركي يتبرد فيها فقال له علي اخرج فناوله فأخرجه فإذا هو مجبوب ليس له ذكر فكف عنه علي ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول إنه مجبوب ماله ذكر وفي لفظ آخر أنه وجده في نخلة يجمع تمرا وهو ملفوف بخرقة رأى السيف ارتعد وسقطت الخرقة فإذا هو مجبوب لا ذكر له
وقد أشكل هذا القضاء على كثير من الناس
فطعن بعضهم في الحديث ولكن ليس في إسناده يتعلق عليه
وتأوله بعضهم على أنه لم يرد حقيقة القتل إنما أراد تخويفه ليزدجر مجيئه إليها
قال وهذا كما قال سليمان للمرأتين اللتين اختصمتا إليه في الولد بالسكين حتى أشق الولد بينهما ولم يرد أن يفعل ذلك بل قصد استعلام الأمر من القول ولذلك كان من تراجم الأئمة على هذا الحديث
الحاكم يوهم خلاف الحق ليتوصل به إلى معرفة الحق فأحب رسول الله أن يعرف براءته وبراءة مارية وعلم أنه إذا عاين السيف كشف عن حقيقة حاله فجاء كما قدره رسول الله
وأحسن من هذا أن يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عليا رضي الله عنه بقتله تعزيرا لإقدامه على خلوته بأم ولده فلما تبين لعلي حقيقة الحال وأنه بريء من الريبة كف عن واستغنى عن القتل بتبيين الحال والتعزير بالقتل ليس بلازم كالحد بل هو تابع دائر معها وجودا وعدما) انتهى.
وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله في الصارم المسلول ج: 2 ص: 120
ثم ان من نكح ازواجه او سراريه فان عقوبته القتل جزاء له بما انتهك من حرمته فالشاتم له اولى والدليل على ذلك ما روى مسلم في صحيحه عن زهير عن عفان عن حماد عن ثابت عن انس ان رجلا كان يتهم بام ولد النبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي اذهب فاضرب عنقه فاتاه علي فاذا هو ركي يتبرد فقال له علي اخرج فناوله يده فاخرجه فاذا هو مجبوب ليس له ذكر فكف علي ثم اتى النبي فقال يارسول الله انه لمجبوب ماله ذكر
فهذا الرجل امر النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب عنقه لما قد استحل من حرمته ولم يامر باقامة حد الزنى لان حد الزنى ليس هو ضرب الرقبة بل ان كان محصنا رجم وان كان غير محصن جلد ولا يقام عليه الحد الا باربعة شهداء او بالاقرار المعتبر
فلما امر النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب عنقه من غير تفصيل بين ان يكون محصنا او غير محصن علم ان قتله لما انتهكه من حرمته
ولعله قد شهد عنده شاهدان انهما راياه يباشر هذه المراة او شهدا بنحو ذلك فامر بقتله فلما تبين انه كان مجبوبا علم ان المفسدة مامونة منه او انه بعث عليا ليستبرى القصة فان كان ما بلغه عنه حقا قتله ولهذا قال في هذه القصة او غيرها اكون كالسكة المحماة ام الشاهد يرى ما لايرى الغائب فقال بل الشاهد يرى مالا يرى الغائب
وفي شرح النووي على صحيح مسلم ج:17 ص:118
¥(40/388)
ذكر فى الباب حديث أنس أن رجلا كان يتهم بأم ولده فأمر عليا رضى الله عنه أن يذهب يضرب عنقه فذهب فوجده يغتسل فى ركي وهو البئر فرآه مجبوبا فتركه
قيل لعله كان منافقا ومستحقا للقتل بطريق آخر وجعل هذا محركا لقتله بنفاقه وغيره لا بالزنى وكف عنه على رضى الله عنه اعتمادا على أن القتل بالزنى وقد علم انتفاء الزنى والله أعلم) انتهى.
وقال - الصالحي الشامي في سبل الهدى والرشاد ج 10 ص 432:
قال الحضيري: والاستدلال به على ما ادعاه غير مسلم
فان الحديث قد استشكله جماعة من العلماء،
حتى قال ابن جرير: يجوز ان يكون المذكور من أهل العهد، وفي عهده أن لا يدخل على مارية،
فقال: ودخل عليها، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله لنقض عهده.
وقال النووي تبعا للقاضي: قيل لعله كان منافقا ومستحقا للقتل بطريق آخر، وجعل هذا محركا لقتله بنفاقه وغيره لا بالزنا، وكف عنه علي اعتمادا على أن القتل بالزنا وقد علم انتفاء الزنا، وفيه نظر أيضا، لانا نعتبر نفي ظن الزنا من مارية، فانه لو أمر بقتله بذلك، لامر باقامة الحد عليها أيضا، ولم يقع ذلك معاذ الله أن يختلج ذلك في خاطره أو يتفوه به.
وأحسن ما يقال في الجواب عن هذا الحديث، ما أشار إليه أبو محمد بن حزم في (الايصال الى فهم كتاب الخصال)، فانه قال: من ظن أنه صلى الله عليه وسلم أمر بقتله حقيقة بغير بينة ولا اقرار فقد جهل، وانما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنه برئ مما نسب إليه ورمي به، وان الذي ينسب إليه كذب، فأراد صلى الله عليه وسلم اظهار الناس على براءته يوقفهم على ذلك مشاهدة، فبعث عليا ومن معه فشاهدوه مجبوبا - أي مقطوع الذكر - فلم يمكنه قتله لبراءته مما نسب إليه، وجعل هذا نظير قصة سليمان في حكمه بين المرأتين المختلفتين في الولد، فطلب السكين ليشقه نصفين الهاما، ولظهور الحق، وهذا حسن. انتهى كلام الحضيري.) انتهى.
وقال ابن عبدالبر في الإستيعاب
حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا احمد بن زهير حدثنا أبي ويحيى بن معين قالا حدثنا عفان حدثنا حماد ابن سلمة أخبرنا ثابت عن أنس أن رجلا كان يتهم بأم ابراهيم أم ولد رسول الله فقال لعلي اذهب فاضرب عنقه فأتاه علي رضي الله عنه فإذا هو في ركي يتبرد فيها فقال له علي اخرج فناوله يده فأخرجه فإذا هو مجبوب ليس له ذكر فكف علي عنه ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أنه لمجبوب
وروى الأعمش هذا الحديث فقال فيه قال علي يا رسول الله أكون كالسكة المحماة أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب فقال بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب
قال أبو عمر هذا الرجل المتهم كان ابن عم مارية القبطية أهداه معها المقوقس وذلك موجود في حديث سليمان بن أرقم عن الزهري عن عروة عن عائشة وأظنه الخصي المأبور المذكور من حينئذ عرف أنه خصي والله أعلم
وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة
مأبور بموحدة خفيفة مضمومة واو ساكنة ثم راء مهملة القبطي الخصبي قريب مارية يأتي في ترجمة مارية وصفه بأنه شيخ كبير لأنه اخوها قلت ولا ينافي ذلك نعته في الروايات بأنه قريبها أو نسيبها أو بن عمها لاحتمال انه أخوها لأمها والله أعلم
وهو قريب مارية أم ولد رسول الله قدم معها من مصر
قال حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك ان رجلا كان يتهم بأم ولد رسول الله فقال رسول الله لعلي اذهب فاضرب عنقه فأتاه علي فإذا هو في ركى يتبرد فيها فقال له علي اخرج فناوله يده فأخرجه فإذا هو مجبوب ليس له ذكر فكف عنه علي ثم اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انه لمجبوب ما له ذكر أخرجه مسلم ولم يسمه
وسماه أبو بكر بن أبي خيثمة عن مصعب الزبيري مأبورا ولفظه ثم ولدت مارية التي اهداها المقوقس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولده إبراهيم وكان أهدى معها أختها سيرين وخصيا يقال له مابور
¥(40/389)
وقد جاء ذكره في عدة أخبار غير مسمى منها ما أخرجه بن عبد الحكم في فتوح مصر بسنده عن عبد الله بن عمرو قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على القبطية أم ولده إبراهيم فوجد عندها نسيبا لها قدم معها من مصر وكان كثيرا ما يدخل عليها فوقع في نفسه شيء فرجع فلقيه عمر فعرف ذلك في وجهه فسأله فأخبره فأخذ عمر السيف ثم دخل على مارية وقريبها عندها فأهوى اليه بالسيف فلما رأى ذلك كشف عن نفسه وكان مجبوبا ليس بين رجليه شيء فلما رآه عمر رجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان جبرائيل أتاني فأخبرني ان الله تعالى قد برأها وقريبها وان في بطنها غلاما منى وأنه أشبه الناس بي وأنه أمرني أن أسميه إبراهيم وكناني أبا إبراهيم
وفي سنده بن لهيعة وشك بعض رواته في شيخه
واخرج بن عبد الحكم أيضا من طريق يزيد بن أبي حبيب عن الزهري عن أنس لبعضه شاهدا بدون قصة الخصى لكن قال في آخره ويقال ان المقوقس كان بعث معها بخصى فكان يأوي إليها
ثم وجدت الحديث في المعجم الكبير للطبراني من الوجه الذي أخرجه منه بن أبي خيثمة وفيه من الزيادة بعد قوله أم إبراهيم وهي حامل بإبراهيم فوجد عندها نسيبا لها كان قدم معها من مصر فأسلم وحسن إسلامه وكان يدخل على أم إبراهيم فرضي لمكانه منها ان يجب نفسه فقطع ما بين رجليه حتى لم يبق له قليل ولا كثير الحديث
هذا لا ينافي ما تقدم انه خصى اهداه المقوقس لاحتمال انه كان فاقد الخصيتين فقط مع بقاء الآلة ثم لما جب ذكره صار ممسوحا
ويجمع بين قصتي عمر وعلي باحتمال ان يكون مضى عمر إليها سابقا عقب خروج النبي فلما رآه مجبوبا اطمأن قلبه وتشاغل بأمر ما وان يكون إرسال علي تراخي قليلا بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم الى مكانه ولم يسمع بعد بقصة عمر فلما جاء على وجد الخصى قد خرج من عندها الى النخل يتبرد في الماء فوجده ويكون أخبار عمر وعلي معا أو أحدهما بعد الآخر ثم نزل جبرائيل بما هو آكد من ذلك
واخرج بن شاهين من طريق سليمان بن أرقم عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت أهديت مارية لرسول الله وابن عم لها فذكر الحديث الى ان قال وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا ليقتله فإذا هو ممسوح وسليمان ضعيف
وسيأتي في ترجمة مارية شيء من أخبار هذا الخصى
وقال الواقدي حدثنا يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال بعث المقوقس الى رسول الله بمارية واختها سيرين وبألف مثقال ذهبا وعشرين ثوبا لينا وبغلته الدلدل وحماره عفير ويقال يعفور ومعهم خصي يقال له مأبور ويقال هابور بهاء بدل الميم وبغير راء في آخره الحديث وفيه فأقام الخصي على دينه الى ان اسلم بعد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم) انتهى.
ـ[ yousef] ــــــــ[16 - 05 - 04, 11:41 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا عبد الرحمن الفقيه
لكن هناك رواية أخرى ذكرها ابن حجر الهيثمي في مجمع الزوائد وعزاها للبزار يجاء فيها أنّ المجبوب أتى نخلة فرقي ثم رمى بنفسه على قفاه، والرواية عند مسلم فيها أنه لقيه في ركي يتبرد، وهذه هي الرواية:
[وعن علي بن أبي طالب قال: كثر على مارية أم إبراهيم في قبطي ابن عم لها كان يزورها ويختلف إليها فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خذ هذا السيف فانطلق فإن وجدته عندها فاقتله" قال: قلت: يا رسول الله أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسكة المحماة لا يثنيني شيء حتى أمضي لما أمرتني به أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟ قال: "بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب" فأقبلت متوشحاً السيف فوجدته عندها فاخترطت السيف فلما رآني أقبلت نحوه عرف أني أريده فأتى نخلة فرقي ثم رمى بنفسه على قفاه ثم شغر برجله (رفعها) فإذا هو أجب أمسح ما له قليل ولا كثير فغمدت السيف ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: ص.603
"الحمد لله الذي يصرف عنا أهل البيت".
رواه البزار وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ولكنه ثقة. وبقية رجاله ثقات، وقد أخرجه الضياء في أحاديثه المختارة على الصحيح] .... انتهى
والإمام الألباني رحمه الله صححها كما في هذا الرابط:
http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=12450
فأفدنا شيخنا بارك الله فيك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 05 - 04, 02:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
¥(40/390)
يمكن الجمع بين الرواياة الوارد بأن رواية مسلم أصح لأنها أقوى سندا، والرواية الأخرى أقل منها صحة
ويمكن الجمع بينهما أيضا بأن الرجل قد ذهب للتبرد في الركي وهي البئر والمدينة مليئة بالنخيل كما هو معلوم فقد يكون حصل أنه صعد النخلة ورآه علي ثم جلس في الركي وطلب منه أن يمد يده
وأما من ناحية الصناعة الحديثية لحديث علي رضي الله عنه فقد اختلف في وصل هذا الحديث وإرسالة
وفي علل الدارقطني ج 4 ص 58:
وسئل عن حديث عمر بن علي بن أبي طالب عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم الشاهد يرى مالا يرى الغائب فقال هو حديث يرويه الثوري عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب فأرسله يحيى القطان عن الثوري عن محمد بن عمر عن جده علي وأسنده أبو نعيم عن الثوري فقال عن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي واختلف عن أبي نعيم والمرسل أصح) انتهى.
ورواه محمد بن إسحاق عن إبراهيم بن محمد بن علي عن أبيه عن جده موصولا
وقد ذكر تصريح ابن إسحاق بالسماع عند البخاري في التاريخ الكبير وعند ابن منده في معرفة الصحابة
وأكثر الذين رروه عن يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق لم يذكروا تصريح ابن إسحاق بالسماع
و قال أبو نعيم بعد إخراجه للحديث مطولا (3/ 177 - 178) (وهذا غريب لايعرف مسندا بهذا السياق إلا من حديث محمد بن إسحاق) انتهى.
وقال البزار في مسنده بعد أن رواه (وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه متصل عنه إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد) انتهى.
فحديث محمد بن إسحاق حديث غريب وسياقه مخالف لما في صحيح مسلم ولذلك استغرب هذا الحديث منه البزار وأبو نعيم.
فحديث مسلم مقدم عليه، والله تعالى أعلم.
فائدة:
وقال الطحاوي في بيان المشكل
حدثنا أبو القاسم هشام بن محمد بن قرة بن حميد بن أبي خليفة قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الأزدي قال: حدثنا أحمد بن داود قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي الكوفي قال: حدثنا يونس بن بكير , عن محمد بن إسحاق , عن إبراهيم بن محمد بن علي بن أبي طالب عليه السلام، عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب عليه السلام قال: كان قد تجرؤوا على مارية في قبطي كان يختلف إليها، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " انطلق، فإن وجدته عنده فاقتله "، فقلت: يا رسول الله , أكون في أمرك كالسكة المحماة، وأمضي لما أمرتني لا يثنيني شيء أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟ قال: " الشاهد يرى ما لا يرى الغائب " , فتوشحت سيفي، ثم انطلقت، فوجدته خارجا من عندها على عنقه جرة، فلما رأيته اخترطت سيفي، فلما رآني إياه أريد، ألقى الجرة، وانطلق هاربا، فرقي في نخلة، فلما كان في نصفها، وقع مستلقيا على قفاه، وانكشف ثوبه عنه، فإذا أنا به أجب أمسح ليس له شيء مما خلق الله عز وجل للرجال، فغمدت سيفي، وقلت: مه قال: خيرا، رجل من القبط وهي امرأة من القبط، وزوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحتطب لها، وأستعذب لها، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فقال: " الحمد لله الذي يصرف عنا السوء أهل البيت " ,
فقال قائل: وكيف تقبلون مثل هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمره عليا عليه السلام بقتل من لم يكن منه ما يوجب قتله، وأنتم تروون عنه صلى الله عليه وسلم قال: فذكر ما قد تقدم ذكرنا له في كتابنا هذا من قوله: " لا يحل دم امرئ إلا بإحدى ثلاث: زنا بعد إحصان، أو كفر بعد إيمان، أو نفس بنفس " وها لم يقم عليه حجة بأنه كانت منه واحدة من هذه الثلاث خصال
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه:
أن الحديث الذي احتج به يوجب ما قال لو بقيت الحكام على ما كانت عليه في الوقت الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا القول، ولكنه قد كانت أشياء تحل بها الدماء سوى هذه الثلاثة الأشياء فمنها: من شهر سيفه على رجل ليقتله، فقد حل له به قتله ومنها: من أريد ماله، فقد حل له قتل من أراده، وكانت هذه الأشياء قد يحتمل أن يكون كانت بعد ما في الحديث الذي حظر أن لا تحل نفس إلا بواحدة من الثلاثة الأشياء المذكورة فيه، فيكون ذلك إذا كان بعده لاحقا بالثلاثة الأشياء المذكورة فيه، ويكون الحظر في الأنفس مما سواها على حاله وكان في حديث القبطي الذي ذكرنا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا عليه السلام، إن وجد ذلك القبطي عند مارية، قتله، يريد: إن وجده في بيته، فلم يجده عندها في بيته، فلما لم يجده في بيته، لم يقتله، ولو وجده فيه لقتله كما أمره النبي صلى الله عليه وسلم به فكان من الأشياء التي ذكرنا منها الشيئين اللذين ذكرناهما مما في شريعته صلى الله عليه وسلم: أن من وجد رجلا في بيته قد دخله بغير إذنه حلال له قتله، وكذلك منها: من أدخل عينه في منزل رجل بغير أمره ليرى ما في منزله، حل له فقء عينه، وكذلك روي عنه صلى الله عليه وسلم في الذي اطلع في بيته من جحر فيه من قوله له: " لو أعلم أنك تنظر، لطعنت به يريد مدرى كان في يده في عينك " ومن قوله: " من اطلع على رجل في بيته، فحذفه، ففقأ عينه، فلا جناح عليه " ومن قوله: " من اطلع على قوم ففقئوا عينه، فلا قصاص له ولا دية " وقد ذكرنا ذلك كله فيما تقدم في كتابنا هذا، وكان مثل ذلك: من دخل ببدنه بيت رجل بغير إذنه، حل له قتله، فبان بحمد الله عز وجل ونعمته أن لا تضاد في شيء من آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا خروج لبعضها عن بعض، والله عز وجل نسأله التوفيق *
¥(40/391)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[17 - 05 - 04, 09:03 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخنا عبد الرحمن الفقيه على هذه النفائس:)
و الله لقد شفيتم و كفيتم:)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 09 - 04, 09:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وقال الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد حفظه الله في كتاب الحدود و التعزيرات عند ابن القيم ص 429 - 493 بعد أن ذكر كلام ابن القيم (الترجيح:
والذي يظهر لي والله أعلم هو المسلك الذي ذكره ابن القيم واستحسنه من أن الأمر بقتله كان تعزيرا لأن الأمر مجرد تهمه لكنها في جانب حرم النبي صلى الله عليه وسلم
أما لو كان ثمة بينة أو اعتراف لكان الأمر بقتله حدا لازما -والله أعلم-والحمد لله على براءة حرم نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم من الشك والريبة) انتهى كلام الشيخ بكر حفظه الله.
وأما ما استحسنه الخضيري فيما نقله عنه الصالحي من قوله
وأحسن ما يقال في الجواب عن هذا الحديث، ما أشار إليه أبو محمد بن حزم في (الايصال الى فهم كتاب الخصال)، فانه قال: من ظن أنه صلى الله عليه وسلم أمر بقتله حقيقة بغير بينة ولا اقرار فقد جهل، وانما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنه برئ مما نسب إليه ورمي به، وان الذي ينسب إليه كذب، فأراد صلى الله عليه وسلم اظهار الناس على براءته يوقفهم على ذلك مشاهدة، فبعث عليا ومن معه فشاهدوه مجبوبا - أي مقطوع الذكر - فلم يمكنه قتله لبراءته مما نسب إليه، وجعل هذا نظير قصة سليمان في حكمه بين المرأتين المختلفتين في الولد، فطلب السكين ليشقه نصفين الهاما، ولظهور الحق، وهذا حسن. انتهى كلام الحضيري
فما ذكره ابن حزم رحمه الله لايساعده لفظ الحديث عند مسلم عن عن أنس أن رجلا كان يتهم بأم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي اذهب فاضرب عنقه فأتاه علي فإذا هو في ركي يتبرد فيها فقال له علي اخرج فناوله يده فأخرجه فإذا هو مجبوب ليس له ذكر فكف علي عنه ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنه لمجبوب ما له ذكر.
والله أعلم.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[14 - 09 - 04, 08:53 م]ـ
حقيقة لا استطيع المرور على أجوبة الشيخ عبدالرحمن إلا واحفظها عندي على ملف وورد أو في المفضله ....
بورك فيك شيخنا جواب يشفي ويكفي.(40/392)
إتحاف المعلم بثبوت حديث: " من تشبه بقوم فهو منهم "
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[17 - 05 - 04, 04:34 ص]ـ
إتحاف المعلم بثبوت حديث: " من تشبه بقوم فهو منهم "
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه.
أما بعد،،،
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من كان في حاجة أخيه؛ كان الله في حاجته " (متفق عليه من حديث ابن عمر)، وقال صلى الله عليه وسلم: " كان الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه " (رواه مسلم من حديث أبي هريرة)، وقد كنت ذكرت من قبل أن لي بحث حول حديث: " من تشبه بقوم فهو منهم " خلصت فيه إلى تحسينه، فبعث أحد الأخوة الليبيين إلي برسالة طلب مني أن أرسله إليه، فبعثت إليه برسالة، ولكنها لم تصل فيما أظن فرأيت أن أضع هذا الجزء اللطيف هنا، لينتفع به إخواني، ولعل هذا الأخ يقرئه، والحمد لله رب العالمين.
وبعد،،،
فقد ورد حديث: " من تشبه بقوم فهو منهم " عن ابن عمر، وحذيفة، وأنس، مرفوعاً، وعن الحسن مرسلاً، وعن عمر موقوفاً.
أولاً: حديث ابن عمر.
أخرجه أبوداود في " سننه " (4/ 44 / 4013)، وأحمد في " مسنده " (2/ 50، 92/ 5114، 5115، 2667)، وعبد بن حميد في" المنتخب " (848)، وابن أبي شيبة في " مصنفه " (4/ 212) و (6/ 471 / 33016)، وفي " مسنده " – كما في " التغليق " (3/ 445) –، والطبراني في " مسند الشاميين " (1/ 135 / 216)، والخطيب في " الفقيه والمتفقه " (ص 205)، والهروي في " ذم الكلام " (54 / ب)، وابن الأعرابي في " معجمه " (ص 222)، والبيهقي في " الشعب " (2/ 75 / 1199)، وابن خصيب الشيرازي في " شرف الفقراء " – كما في " الميزان " (8/ 219) –، وابن الجوزي في " تلبيس إبليس " (ص 189)، والمزي في" تهذيب الكمال " (34/ 324)، والذهبي في " السير " (15/ 509)، وابن حجر في " التغليق " (3/ 445).
من طريق عبدالرحمن بن ثابت، حدثنا حسان بن عطية، عن أبي منيب الجرشي، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم ".
وأخرجه البخاري في " صحيحه " (6/ 115 – فتح) تعليقاً، بصيغة التمريض.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم " (1/ 269): " إسناده جيد "، وقال في " الفتاوى " (25/ 331): " حديث جيد ".
وقال العراقي: " سنده صحيح ".
وقال الذهبي: " إسناده صالح ".
وقال ابن حجر: " أبو منيب لا يعرف اسمه وقد وثقه العجلي وغيره، وعبدالرحمن بن ثابت مختلف في الاحتجاج به ".
وقال الألباني في " الإرواء " (5/ 109): " وهذا إسناد حسن؛ رجاله كلهم ثقات، غير ابن ثوبان هذا ففيه خلاف ".
وقال المنذري في " تهذيب سنن أبي داود " (6/ 25): " في إسناده عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان، وهو ضعيف ".
وقال الزيلعي في " نصب الراية " (4/ 347): " وابن ثوبان ضعيف ".
قلت: عبدالرحمن بن ثابت، قال أحمد " لم يكن بالقوي في الحديث ".
وقال معاوية بن صالح عن ابن معين: " ضعيف ". قلت: يكتب حديثه؟ قال: " نعم على ضعفه ".
وقال أبوحاتم: " مستقيم الحديث ".
فالذي يترجح أنه صدوق في نفسه، ولا يحتمل تفرده، ولكنه توبع، فقد تابعه الأوزاعي، عن حسان بن عطية، به.
أخرجه الطحاوي في " المشكل " (1/ 88 – ط: الهندية) عن أبي أمية، حدثنا محمد بن وهب بن عطية، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، عن حسان، به.
قلت: أبوأمية، قال ابن حجر: " صدوق، صاحب حديث، يهم ".
والوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية، ولم يصرح بالسماع في جميع السند.
وخالف الوليد، عيسى بن يونس، فرواه: عن الأوزاعي، عن سعيد بن جبلة، عن طاوس، به.
أخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " (4/ 216) و (6/ 470 / 33010).
وتابع عيسى بن يونس، ابن المبارك، عن الأوزاعي عن سعيد، به.
أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " (1/ 244 / 390).
¥(40/393)
قلت: هذا مرسل إسناده ضعيف؛ سعيد بن جبلة ترجم له ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (4/ 10)، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكر راوياً عنه سوى الأوزاعي.
وقال محمد بن خفيف الشيرازي– كما في " الميزان " (8/ 115) –: " ليس بذاك عندهم ".
ومع ذلك حسن إسناده ابن حجر في " الفتح " (6/ 115)، وفي " التغليق " (3/ 446)!.
وخالف عيسى والوليد، صدقة، فرواه: عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً.
أخرجه البزار في " مسنده " – كما في " نصب الراية " (4/ 347) –، والهروي في " ذم الكلام " (54 / أ)، والذهبي في " السير " (16/ 242).
قال البزار: " لم يتابع صدقة على روايته هذه، وغيره يرويه عن الأوزاعي مرسلاً ".
وقال ابن أبي حاتم في " العلل " (1/ 319 / 956): " سألت أبي عن حديث رواه عمرو بن أبي سلمة عن صدقة ... (فذكره)، قال أبي: قال أبودحيم: هذا الحديث ليس بشيء، الحديث حديث الأوزاعي، عن سعيد بن جبلة، عن طاوس، عن النبي صلى الله عليه وسلم ".
وقال الدارقطني في " العلل " (9/ 272): " يرويه الأوزاعي، واختلف عنه فرواه صدقة بن عبدالله بن السمين، وهو ضعيف، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وخالفه الوليد بن مسلم، رواه عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن أبي منيب الجرشي، عن ابن عمر، وهو الصحيح ".
قلت: صدقة هو ابن عبدالله السمين، ضعفه البخاري، وابن معين، وأبوزرعة، وغيرهم، والذي يظهر في ظني من قول الدارقطني: " وهو الصحيح " أنه المحفوظ وليس مراده تصحيحه، والله أعلم.
ثانياً: حديث حذيفة.
أخرجه البزار (7/ 368 / 2966)، والطبراني في " المعجم الأوسط " (8/ 179 / 8327).
عن محمد بن مرزوق، قال أخبرنا: عبدالعزيز بن الخطاب، قال: أخبرنا علي بن غراب، قال: أخبرنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي عبيدة بن حذيفة، عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من تشبه بقوم فهو منهم ".
قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن حذيفة مسندا إلا من هذا الوجه، وقد رواه علي بن غراب، عن هشام، عن محمد، عن أبي عبيدة، عن أبيه، موقوفاً ".
وقال الهيثمي في " المجمع " (10/ 271): " رواه الطبراني في الأوسط، وفيه علي بن غراب وقد وثقه غير واحد، وضعفه بعضهم، وبقية رجاله ثقات ".
قلت: علي بن غراب الراجح في حاله ما رجحه ابن حجر، بقوله: " صدوق، وكان يدلس، ويتشيع ".
فلعله دلسه عن ضعيف، وقد رواه موقوفاً على الوجه المحفوظ، كما ذكر البزار.
ومحمد بن مرزوق صدوق، كما قال أبوحاتم، هذا إن كان هو ابن بكير.
وعبدالعزيز بن الخطاب، قال أبوحاتم: " صدوق "، وثقه أبوداود.
وقد توبع ابن سيرين، فتابعه يحيى بن سعيد، عن أبي عبيدة، قال: دعي حذيفة إلى شيء، قال فرأى شيئاً من زي الأعاجم، قال: فخرج، وقال: " من تشبه بقوم فهو منهم ".
أخرجه أحمد في " الورع " (ص 508)، وإسناده صحيح، وهو المحفوظ من هذا الوجه، وله حكم الرفع.
ثالثاًً: حديث أنس.
أخرجه أبونعيم في " أخبار أصبهان " (1/ 129)، والهروي في " ذم الكلام " (54 / أ – ب).
من طريق بشر بن الحسين الأصبهاني، ثنا الزبير بن عدي، عن أنس بن مالك، مرفوعاً، مثله.
وإسناده ضعيف جداً؛ بشر بن الحسين، قال البخاري: " فيه نظر "، وتركه الدارقطني، وقال أبوحاتم: " يكذب على الزبير ".
رابعاً: مرسل الحسن.
أخرجه سعيد بن منصور في " سننه " (2/ 177 / 2370) عن إسماعيل بن عياش، عن أبى عمير الصورى، عن الحسن، مرفوعاً، مثله.
وهذا مرسل إسناده ضعيف؛ إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير أهل بلده.
وأبوعمير هو أبان بن سليمان ترجم له ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (2/ 300)، وقال: " من عباد الله الصالحين يتكلم بالحكمة ".
خامساً: عن عمر موقوفاً.
أخرجه عبدالرزاق في " مصنفه " (11/ 453) عن معمر، عن قتادة، أن عمر بن الخطاب رأى رجلاً قد حلق قفاه ولبس حريراً، فقال: " من تشبه بقوم فهو منهم ".
وقتادة لم يسمع من عمر، وله حكم الرفع، وله حكم الرفع.
فيتخلص مما سبق أن حديث حذيفة وحديث عمر لهما حكم الرفع، ولم يشتد ضعفهما، ومرسل طاووس إسناده صحيح إليه، فيرتقي حديث " من تشبه بقوم فهو منهم " بشواهده إلى الحسن لغيره.
وأما: " بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري " فضعيف، والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد، وعلى آله، وصحبه وسلم.
وكتب / أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي.
ليلة الأحد 19 ربيع الأول 1425 هـ، الموافق 8 مايو 2004 م.
¥(40/394)
ـ[عدو التقليد]ــــــــ[17 - 05 - 04, 05:07 م]ـ
بارك الله فيك أخي .. و جزاك الله خيراً ..
و فعلا ً الرسالة لم تصل ... و نفع الله بك ..
وننتظر مزيدا من التواصل معك عبر البريد .. و مزيدا ً من البحوث العلمية ..
و جزاك الله عن أهل الحديث خيراً ..
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ..
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 08 - 04, 04:12 ص]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمَّدٍ تتوالى. وبعد ..
هاهنا ملاحظتان:
[الأولى] إذا صلُح مرسل طاوس أن يكون شاهداً لحديث ابن عمر، فيلزم أن يكون الحديث ثابتاً صحيحاً بجميع فقراته، وليس بفقرة دون سائر الفقرات، وذلك لأن مرسل طاوس مستقصى الفقرات بمثل حديث ابن عمر سواء بسواء.
فقد أخرجه ابن أبى شيبة (4/ 216 و6/ 470/33010) قال: حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن سعيد بن جبلة عن طاوس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله بعثني بالسيف بين يدي الساعة، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالفني، ومن تشبه بقوم فهو منهم)).
وأخرجه سعيد بن رحمة ((الجهاد لابن المبارك)) (105) قال: حدثنا ابن المبارك عن الأوزاعي ثنا سعيد بن جبلة حدثني طاوس اليماني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله بعثني بالسيف بين يدي الساعة، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالفني، ومن تشبه بقوم فهو منهم)).
[الثانية] الحجة عند من ضعَّف حديث ابن عمر، أن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ لا يحتمل تفردُه به لضعفه، واحتجوا بتليين أحمد وابن معين والنسائى إيَّاه. والحق أن ابْنِ ثَوْبَانَ ليس بذاك الضعيف الذى ترد رواياته بإطلاقٍ بمثل هذا الكلام المختصر دون معرفة سبب تليينهم إيَّاه، فلربما كان ذاك السبب منتفٍ فى هذا الحديث.
فهذا أبو عيسى الترمذى قد صحَّح له جملة أفراد وغرائب قريبة شبهٍ بهذا الحديث:
(الأول) قال (41): حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ قَالا حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ.
قَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ ثَوْبَانَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، وَهُوَ إِسْنَادٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ)).
(الثانى) قال (3497): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَا عَلَى الأَرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو اللهَ بِدَعْوَةٍ إِلا آتَاهُ اللهُ إِيَّاهَا، أَوْ صَرَفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ))، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: اللهُ أَكْثَرُ.
قَالَ أَبو عِيسَى: ((وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَابْنُ ثَوْبَانَ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ الْعَابِدُ الشَّامِيُّ)).
(الثالث) قال (3460): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ)).
قَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ)).
فعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ شامى ثقة لا بأس به مستقيم الحديث ما روى عنه الثقات، وأكثر ما أنكروا عليه إنما هو من رواية جماعة من الضعفاء والمجروحين عنه، وما رواه عنه الأئمة الثقات فهو صحيح الحديث.
¥(40/395)
ولا يغيبن عنك قول الإمام أبى حفص عمرو بن علي: حديث الشاميين كله ضعيف إلا نفراً منهم: الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وثور بن يزيد، وبرد بن سنان.
ولهذا وثقه بإطلاق: على بن المدينى، وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، وصالح بن محمد جزرة، وابن حبان.
وقال العباس بن محمد الدورى سمعت يحيى بن معين يقول: ليس به بأس. وقال إبراهيم بن الجنيد سمعت يحيى بن معين وسأله أبو طالب عن ابن ثوبان فقال: صالح.
وقال أبو عبيد الآجري سمعت أبا داود يقول: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان كان فيه سلامة، وكان مجاب الدعوة، وليس به بأس، وكان على المظالم ببغداد ولاه المهدي.
وأما قول أحمد: أحادبثه مناكير، فليست النكارة فى رواياته منه، وإنما من رواة ضعفاء عنه أمثال:
(1) الوليد بن الوليد القلانسى العنسى يروى عن ابن ثوبان المناكير والموضوعات
وهو الذى روى عن ابن ثوبان عن عمرو بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الجنة لتزخرف لشهر رمضان من رأس الحول إلى الحول المقبل، فإذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش، فصفقت أشجار الجنة، ويجيء الحور العين، فقلن: يا رب اجعل لنا من عبادك أزواجاً، تقر بهم أعيننا، وتقر أعينهم بنا)).
أخرجه الطبرانى ((الأوسط)) (6800) و ((الشاميين)) (91)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (3/ 312/3633)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (8/ 107)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (881)، والذهبى ((سير الأعلام)) (17/ 562) من طرق عن الوليد به.
قال أبو الفرج بن الجوزى: ((قال الدارقطني: تفرد به عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عمرو، ولم يروه عنه غير الوليد بن الوليد وهو منكر الحديث. وقال أبن حبان: لا يجوز الإحتجاج به)).
(2) مغيرة بن مطرف أبو المطرف يروي عنه المقلوبات
وهو الذى روى عن ابن ثوبان عن عبدة بن أبي لبابة عن أبي وائل عن عبد الله رفعه قال: ((الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر أو ذكر الله)).
أخرجه البزار (1736)، والطبرانى ((الأوسط)) (4072) و ((الشاميين)) (163) عن المغيرة به.
وهذا الحديث يرويه أثبات أصحاب ابن ثوبان عنه بغير هذا الإسناد، ولم يتابع أحد المغيرة بن المطرف على هذا الوجه، فهو منكر بهذا الإسناد.
أخرجه الترمذى (2244): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُكْتِبُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ قَال سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ قُرَّةَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ ضَمْرَةَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((أَلا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلا ذِكْرُ اللهِ وَمَا وَالاهُ، وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ)).
قَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ)).
وأخرجه ابن ماجه (4102)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (2/ 265/1708) عن أبى خليد عتبة بن حماد، والعقيلى (2/ 326) عن أسد بن موسى، كلاهما عن ابن ثوبان بنحو حديث ابن ثابت الجزرى.
وفى ((علل الدارقطنى)) (5/ 89): ((وسئل عن حديث شقيق عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا ملعونة ... ... الحديث. فقال يرويه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، واختلف عنه فرواه أبو المطرف مغيرة بن مطرف عن بن ثوبان عن عبدة بن أبي لبابة عن شقيق عن عبد الله، وهذا إسناد مقلوب، وإنما رواه ابن ثوبان عن عطاء بن بن قرة عن عبد الله بن ضمرة عن أبي هريرة وهو الصحيح)).
ومن الرواة الضعفاء عنه: عبد الرحمن بن عثمان الطرائفى، وفهر بن بشر الدامانى.
والخلاصة، فإن ابن ثوبان مستقيم الحديث إذا روى عنه ثقة.
وحديث ابن عمر المذكور قد رواه عنه أثبات أصحابه: سليمان بن داود الطيالسى، وعلى بن عيَّاش الحمصى، وغسان بن الربيع، ومحمد بن عُزيز الأيلى، ومحمد بن يزيد الواسطى، ومحمد بن يوسف الفريابى، وهاشم بن القاسم أبو النضر.
¥(40/396)
ولهذا صححه الحافظان تقى الدين بن تيميه، وزين الدين العراقى بذاته، بدون الحاجة إلى المتابع والشاهد. وهو ما يقتضيه النظر الصحيح لحال عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. والله تعالى أعلم
ـ[عبدالفتاح محمود]ــــــــ[27 - 07 - 05, 05:23 ص]ـ
حديث بعثت بالسيف
ورد هذا الحديث موصولا من رواية ابن عمر رضي الله عنهما
ومرسلا عن الحسن البصري وطاوس ومكحول ومن قول كعب الأحبار
* حديث ابن عمر:
أخرجه أحمد (5115 و 5667و 5114
وابن أبي شيبة في المصنف 19401
والطبراني في مسند الشاميين (216) والبيهقي في الشعب (1199) وتمام في فوائده (770) وابن عساكر في تاريخه (67/ 257) وابن عبد البر في التمهيد (11/ 76) والمزي في التهذيب (34/ 324) من طريق: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ثنا حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم
وهذا إسناد لابأس به
وعزاه ابن كثير في البداية (2/ 145) و (6/ 186) للترمذي لكن لم أجده
إنما أخرج الترمذي حديث بن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع وتسليم النصارى الإشارة بالأكف قال أبو عيسى هذا حديث إسناده ضعيف وروى بن المبارك هذا الحديث عن بن لهيعة فلم يرفعه
لكن
أخرجه الحكيم الترمذي صاحب النوادر (1/ 375) و (2/ 23) (قال صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى بعثني بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة على من خالف أمري و من تشبه بقوم فهو منهم)
وأخرج أبو داود (4031) فقرة (من تشبه بقوم فهو منهم) منه
وعلقه البخاري في صحيحه بصيغة التمريض تحت ح
(2756) قال: ويذكر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم (جعل رزقي تحت ظل000
وحسنه الحافظ في الفتح (10/ 271)
وقال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء (2/ 76 إسناده صحيح
وقال ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم ص82: اسناد جيد
وفي ابن ثوبان مقال
وقد وردت له متابعة لكن فيها نظر
فأخرج الطحاوي في المشكل (ا/62) عن طريق الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن حسان به 0
وهو سند معلول وقد اغتر به بعض الفضلاء فأثبت المتابعة
وقد اختلف على الأوزاعي
فرواه سفيان وابن المبارك وعيسى بن يونس عنه عن سعيد بن جبلة عن طاوس مرسلا
ورواه صدقة السمين فأغرب به
فقال: عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي
سلمة عن أبي هريرة مرفوعا نحوه
والراجح في هذا هو المرسل لأنه رواية الأثبات
كذا رجحه دحيم وأبو حاتم
تفصيل ما سبق
*رواية صدقة بن عبدالله السمين: أخرجها الهروي في ذم الكلام (465) - أخبرنا محمد بن احمد بن محمد الحافظ أخبرنا محمد بن محمد بن يعقوب الحجاجي اخبرنا سعيد بن هاشم بن مرثد أن دحيما
حدثهم حدثنا عمرو بن أبي سلمة حدثنا صدقة عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بعثت بين يدي الساعة بالسيف وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالفني ومن تشبه بقوم فهو منهم) 0
والبزار كما في نصب الراية (4/ 347):عن
صدقة بن عبد الله عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا نحوه وقال: لم يتابع صدقة على روايته هذه وغيره يرويه عن الأوزاعي مرسلا
وهو المحفوظ ورجحه ابو حا تم في العلل (1/ 319 ح956)
سألت أبي عن حديث رواه عمرو بن أبي سلمة عن صدقة ابن عبد الله عن الاوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعثت بالسيف بين يدي الساعة وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالفني ومن تشبه بقوم فهو منهم قال أبي قال دحيم: هذا الحديث ليس بشيء الحديث حديث الاوزاعي عن سعيد بن جبلة عن طاوس عن النبي صلى الله عليه وسلم0
قلت: وهذا المرسل أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف و33010 و19437
¥(40/397)
حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن سعيد عن طاوس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله بعثني بالسيف بين يدي الساعة وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالفني ومن تشبه بقوم فهو منهم
قلت:وقد توبع عيسى عليه مما يؤكد رجحان المرسل
تابعه سفيان الثوري عند ابن ابي شيبة (
33011) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن الأوزاعي عن سعيد بن جبلة عن طاوس قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ثم ذكر مثله
و تابعه ا بن المبارك في الجهاد
(105) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال حدثنا بن المبارك عن الأوزاعي قال حدثنا
سعيد بن جبلة قال حدثني طاوس اليماني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم إن الله بعثني بالسيف بين يدي الساعة وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالفني ومن تشبه بقوم فهو منهم 0
والقضاعي في الشهاب 390 - أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد الأنباري ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن مسور ثنا مقدام ثنا علي بن معبد ثنا عبد الله بن المبارك عن الأوزاعي عن سعيد بن جبلة قال حدثني طاوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تشبه بقوم فهو منهم
وإسناده ضعيف
سعيد بن جبلة ضعفه أبو حاتم كما في المراسيل (238 سألت أبي عن سعيد بن جبلة الذي يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين قال ليست له صحبة إنما يروي عن العرباض بن سارية قلت: فإن أبا زرعة الدمشقي أدخله في المسند قال: هو لم يبلغ هذا إنما أدخله لضعفه 0
وأورده في الجرح (4/ 10):
سعيد بن جبلة روى عن طاوس روى عنه الأوزاعي سمعت أبى يقول ذلك وسألته عنه فقال هو شامي 0
وفي الميزان (8/ 115) ذكره بهذا الحديث وقال: قال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال هو شامي بأكثر مما في هذا الحديث من روايته عن طاوس ورواية الأوزاعي عنه وقال الإمام محمد بن خفيف الشيرازي: ليس عندهم بذاك0
لذا فتحسين الحافظ لحديثه فيه شىء حيث قال في الفتح (6/ 989) والتغليق (3/ 446): وله شاهد مرسل بإسناد حسن خرجه بن أبي شيبة من طريق الأوزاعي عن سعيد بن جبلة عن النبي صلى الله عليه وسلم بتمامه 0
بل يعد تفرد مثله عن مثل طاوس منكرا 0
وفي العلل للدارقطني (9/ 272):
وسئل عن حديث أبي سلمة عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت بين يدي الساعة وجعل رزقي في ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالفني ومن تشبه بقوم فهو منهم فقال: يرويه الأوزاعي واختلف عنه
فرواه صدقة بن عبد الله بن السمين وهو ضعيف عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة وخالفه الوليد بن مسلم رواه عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن ا بن عمر وهو الصحيح 0
قلت:وفيه نظر فقد خولف الوليد في وصله كما سبق والوليد له أخطاء على الأوزاعي والظاهر تفرد عبد الرحمن بن ثابت به عن حسان بن عطية
مرسل مكحول
اخرجه ابن ابي شيبة في المصنف:
19487 - حدثنا وكيع نا سفيان عن برد عن مكحول قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله جعل رزق هذه الأمة في سنابك خيلها وأزجة رماحها ما لم يزرعوا فإذا زرعوا صاروا من الناس
وإسناده صحيح إلى مكحول
*مرسل الحسن: أخرجه سعيد بن منصور في سننه
(2370) قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن أبي عمير الصوري عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله بعثني بسيفي بين يدي الساعة وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالفني ومن تشبه بقوم فهو منهم
وهذا مرسل حسن إلى الحسن
أبو عمير مترجم في الجرح: (1106) أبان بن سليمان أبو عمير الصوري وكان من عباد الله الصالحين يتكلم بالحكمة روى عن سقط روى عنه عتبة بن تميم أبو سبأ
الصوري: نسبة إلى " صور " بلدة كبيرة من بلاد ساحل الشام كما في الأنساب (3/ 564) ورواية إسماعيل بن عياش عن الشاميين صحيحة وهذه منها 0
وورد نحوه من قول كعب الأحبار:
في السنن لسعيد بن منصور (2887) حدثنا سعيد قال: حدثنا ابن عياش عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن كعبا كان يقول: رزق هذه الأمة في أسنة رماحها وعند أزجتها ما لم يزرعوا فإذا زرعوا كانوا كالناس ولا يزال الله عز وجل يعطي هذه الأمة حتى يعطيهم أحسن مشي الدواب
وهو منقطع كما هو ظاهر وابن جابر لا يدرك كعبا
ذكر من صحح الحديث:
الإمام أحمد كما في تلبيس إبليس لابن الجوزي ص
318 اخرج بسنده عن
¥(40/398)
الحسن بن إسماعيل الضراب نا ابي أحمد بن مروان المالكي نا أبو القاسم بن الختلي: سألت أحمد بن حنبل وقلت: ما تقول في رجل جلس في بيته أو في مسجده وقال لا أعمل شيئا حتى يأتيني رزقي فقال أحمد: هذا رجل جهل العلم أما سمعت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الله رزقي تحت ظل رمحي 000
لكن في الإسناد أحمد بن مروان المالكي صاحب المجالسة وقد اتهم كما في اللسان (1 - 309)
أحمد بن مروان الدينوري المالكي صاحب المجالسة اتهمه الدارقطني ومشاه غيره انتهى وصرح الدارقطني في غرائب مالك بأنه يضع الحديث وروى مرة فيها عن الحسن القراب عنه عن إسماعيل بن إسحاق عن إسماعيل بن أويس عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة حديث سبقت رحمتي غضبي وقال لا يصح بهذا الإسناد والمتهم به أحمد بن مروان وهو عندي ممن كان يضع الحديث وقال مسلمة في الصلة:كان من أروى الناس عن بن قتيبة مات سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة وكان على قضاء القلزم أدركته ولم أكتب عنه وكان ثقة كثير الحديث قلت: وقد حدث في كتاب المجالسة عن الحارث بن أبي أسامة وإبراهيم الحربي وأبي إسماعيل الترمذي وخلق كثير روى عنه أبو بكر بن شاذان وأبو بكر بن المهندس ومحمد بن الحسين بن عمر اليمني والقراب وذكر بن زولاق في أخبار قضاة مصر أنه ولي قضاء أسوان سنين عديدة فلما ولي أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلمة بن قتيبة قضاء مصر سئل أن يكتب عهد أبي بكر بن مروان فقال ما أعرفه فكتب إليه بن مروان يذكره بنفسه ويعرفه بأنه يعرفه في عهد أبيه صبيا كان يلعب بالحمام مع العيارين فبادر بن قتيبة وكتب له بعهده على أسوان
الحافظ العراقي في تخريج الإحياء (2/ 76) قال: حديث " إن الله جعل رزقي تحت ظل رمحي "
رواه أحمد من حديث ابن عمر " جعل رزقي تحت ظل رمحي " وإسناده صحيح
الحافظ في الفتح 1/ 46 و 6/ 98
شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم ص82 قال:
اسناد جيد
الشيخ الألباني في الحجاب ص 104 والإرواء
واحتج به ابن القيم في كتبه كالفروسية والزاد وأحكام الذمة
وابن كثير في تفسيره وتاريخه وغيرهم
والحديث جدير بالتصحيح فله سند موصول لا بأس
به وثلاثة مراسيل فهو على شرط الإمام الشافعي في تقوية المرسل مع خلو المتن من النكارة التي تحول دون إعمال هذه القاعدة 0
فائدة:
في الورع لأحمد ص178
قرىء على ابي عبد الله وانا اسمع عن يحيى بن سعيد عن ابي عبيدة قال دعى حذيفة الى شيء قال فرأى شيئا من
زى الاعاجم قال فخرج وقال: من تشبه بقوم فهو منهم 0
وقد روي هذا مرفوعا
أخرجه البزار (2966) و الطبراني في الأوسط
8327 - عن طريق: علي بن غراب عن هشام بن حسان عن بن سيرين عن أبي عبيدة بن حذيفة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تشبه بقوم فهو منهم وقال ا لطبراني: لم يرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا علي بن غراب ولاعن علي إلا عبد العزيز تفرد به محمد بن مرزوق
وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن حذيفة مسندا إلا من هذا الوجه وقد رواه غيرعلي بن غراب عن هشام عن محمد عن أبي عبيدة عن أبيه موقوفا
قال الهيثمي في المجمع (10/ 479) رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن غراب وقد وثقه غير واحد وضعفه بعضهم وبقية رجاله ثقات
وفي مجموع الفتاوي لابن تيمية (1/ 120) قال: وروى أبو بكر الخلال بإسناده عن محمد بن سيرين أن حذيفة بن اليمان أتى بيتا فرأى فيه حادثتين فيه أباريق الصفر والرصاص فلم يدخله وقال: من تشبه بقوم فهو منهم هذا منقطع
وعليه فرفعه لا يصح من هذا الوجه0
أما الموقوف ففيه أبوعبيدة بن حذيفة قال الحافظ في التقريب 8229 - أبو عبيدة بن حذيفة بن اليمان الكوفي مقبول من الثانية س ق
وفي تهذيبه قال: ذكره ابن حبان في الثقات وهوفيها: 6443 أبو عبيدة بن حذيفة بن اليمان يروى عن عدى بن حاتم روى عنه محمد بن سيرين
وخرج له ابن حبان في صحيحه (6679) 0
وقد روى عنه جماعة فهو مستور ولحديثه شواهد
فالإسناد مقبول في مثل هذا وذكره البخاري في الكنى
445 أبوعبيدة
بن حذيفة بن اليمان العبسي عن حذيفة روى عنه يوسف بن ميمون
وأورده العجلي في ثقاته (2199) أبو عبيدة بن حذيفة كوفى تابعي ثقة
-
-
ـ[بن سعيد]ــــــــ[27 - 07 - 05, 08:34 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[17 - 05 - 07, 04:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
¥(40/399)
جزاكم الله خير يا أخوان وأخص بالشكر كاتب الموضوع أسأل الله العظيم أن لا يحرمة أجر ما كتب.
هذه بعض الإستدراكات على ما فاتكم من تخريج لهذا الحديث:
ورواه ابن قانع في معجم الصحابة 2/ 174
حدثنا عبد الله بن محمد نا هارون بن عبد الله نا ابن أبي أويس نا محمد بن طلحة عن عبد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن عن أبية عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله بعثني بالهدى ودين الحق ولم يجعلني زراعا ولا تاجرا ولا سخابا بالأسواق وجعل رزقي في رمحي
وقال ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة 5/ 238
عبد الرحمن بن عتبة بن عويم بن ساعدة ذكره البغوي وابن قانع وأبو عمر في الصحابة وقال لا يصح له صحبة ولا رواية وأخرج له بقي بن مخلد حديثا وتمسكوا كلهم بما رووه من طريق محمد بن طلحة عن عبد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن بن عتبة عن أبية عن جده رفعه ان الله بعثني بالهدى ودين الحق ولم يجعلني تاجرا ولا زراعا وجعل رزقي في رمحي الحديث والحديث لعتبة بن عويم بن ساعدة وفي سنده أورده الحميدي شيخ البخاري ورويناه في الأربعين للآجري من طريقه وقد زدت ذلك بيانا في ترجمة عبيد بن عويم في القسم الأول.
ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ج4/ص5
حدثنا يعقوب ثنا محمد بن طلحة بن عبد الرحمن التيمي حدثني عبد الرحمن بن سالم بن عتبة بن عويم بن ساعدة عن أبية عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواها وأنتق أرحاما وأرضى باليسير وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل بعثني بالهدى ودين الحق ولم يجعلني زراعا ولا تاجرا ولا صخابا في الأسواق وجعل رزقي في ظل رمحي.
ورواه بن طولون في الأحاديث المائة المشتملة على مائة نسبة إلى الصنائع 1/ 28
أخبرنا البرهان بن إبراهيم بن محمد بن قاسم أنا أبو العباس أحمد أبن حسن الصالحى أنا الصلاح بن أبى عمر أنا الفخر بن البخارى أنا أبو اليمن الكندى أنا أبو محمد المقرى أنا الحسن بن محمد أنا هلال بن محمد الحفار أنا أبو الفضل عيسى بن موسى بن المتوكل على الله أنا الحسين ابن محمد ثنا أبو محمد الأصفهانى ثنا بشر بن الحسين ثنا الزبير بن عدى عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت بين يدى الساعة وجعل رزقى تحت ظل رمحى.
وقال الزيعلي في تخريج الأحاديث والآثار 4/ 229
الحديث الثالث: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (جعل رزقي تحت ظل رمحي) ,
قلت: روي من حديث ابن عمر ومن حديث ابي هريرة ومن حديث انس ابن مالك
أما حديث ابن عمر فرواه الامام احمد وابن ابي شيبة وعبد بن حميد وابو يعلى الموصلي في مسانيدهم والطبرني في معجمه والبيهقي في شعب الايمان في الباب الثالث عشر من حديث عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ثنا حسان بن عطية عن ابي منيب الحرشي عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله تعالى وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم انتهى.
وذكره البخاري في صحيحه في كتاب الجهاد تعليقا فقال باب ما قيل في الرماح ويذكر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعثت بين يدي الساعة إلى آخره
وأما حديث ابي هريرة فرواه البزار في مسنده من حديث صدقة بن عبد الله عن الاوزاعي عن يحيى بن ابي كثير عن ابي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف امري ومن تشبه بقوم فهو منهم انتهى ثم قال لم يتابع صدقة على روايته هذه وغيره يرويه عن الاوزاعي مرسلا انتهى.
وأما حديث انس فرواه ابو نعيم الحافظ في كتابه تاريخ اصبهان في ترجمة احمد أبن محمود فقال ثنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة ثنا بشر بن الحسين الاصبهاني ثنا الزبير بن عدي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت بين يدي الساعة وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل الصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم انتهى.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 05 - 07, 12:57 ص]ـ
قال الشيخ الأبيضي: والذي يظهر في ظني من قول الدارقطني: " وهو الصحيح " أنه المحفوظ وليس مراده تصحيحه، والله أعلم.
أقول: هو كما أفاد الشيخ، وطالما هو ثابت محفوظ عن الأوزاعي فلا إشكال في تصحيحه لو كان أبو منيب الجرشي ثقة.
ـ[الناصح]ــــــــ[22 - 05 - 09, 10:17 م]ـ
اللهم اغفر لي ولإخواني
على هذا الرابط مجموعة أسئلة أرجو التكرم بالإجابة عليه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21982(40/400)
أرجو المساعدة في تخريج هذا الحديث ....
ـ[تهاني1]ــــــــ[17 - 05 - 04, 10:07 ص]ـ
رُوِي أنّه لما نُسِخَ فرض قيام الليل طاف رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تلك الليلة بيوت أصحابه لينظرَ ما يصنَعُون حرصا على كثرة طاعِتهم، فوجدها كبُيوت الزنابير لِمَا سمع منها من دندنتِهم بذكر الله تعالى والتلاوة(40/401)
أيهما أصح: سعيد ابن المسيِّب، أم سعيد ابن المسيَّب؟
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[18 - 05 - 04, 03:36 ص]ـ
مع بزوغ شمس الحركة العلمية التراثية في القرن الثاني الهجري، اتجهت أنظار العلماء إلى فن ضبط المشكل، أي المغلق الذي لا يفهمه كل أحد، وهو علم قائم بذاته، وإن كان بعض العلماء يلحقه بعلم الحديث النبوي (1). وضبط المشكل سمة على علو همة الطالب والمتفقة ودليل على شغفه بالعلم. وأولى الأشياء بالضبط أسماء الناس، لأنه لا يدخله القياس، ولا قبله لا بعده شيء يدل عليه (2).
لكن هنا مسألة: هل الذي يُضبط المشكل أم الواضح والمشكل؟!. العلماء في هذه المسألة على قسمين:
الأول يقول لا يضبط إلا المشكل، وكره بعضهم ضبط غير المشكل، وقالوا، فيه تضييع للوقت، والعمر قليل، والعمل كثير، فاستحبوا الاشتغال بالنافع،
والقسم الثاني قالوا: من الأفضل أن يُشكل الجميع لاسيما المبتدئ، وغير المتبحر في العلم فإنه لا يميّز ما أشكل ما لا يشكل، واستدلوا على هذا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "نضّر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها، وأدَّاها كما سمعها" (3).
ومن اللطائف هنا ما أورده "عبدالغني بن سعيد" (409ه) في كتابه "المؤتلف والمختلف" حيث روى عن عبدالله بن إدريس الكوفي أنه قال: لما حدثني شعبة بحديث ابي الحوراء السعدي عن الحسن بن علي، كتبت أسفله (حور عين) لئلا أغلط - يعني فيقرأه: أبا الجوزاء لشبهه في الخط" (4).
وهذا العلم يقي من التصحيف والتحريف في الأسماء، وقد قال ابن الصلاح (643ه): "هذا فن جليل من لم يعرفه من المحدثين كثر عثاره، ولم يعدم مخجلاً، وهو منتشر لا ضابط في أكثره يُفزع إليه، وإنما يضبط بالحفظ تفصيلا" (5).
و"سعيد بن المسيّب القرشي المدني": (13 - 94ه) علم ذائع الصيت، معدود في زمرة الفقهاء السبعة المشهورين، الذين كانوا بالمدينة في عصر واحد، وقد جمعهم بعض العلماء في بيتين فقال:
ألا كل من لا يقتدي بائمة ** فقسمته خيزى عن الحق خارجة
فخذهم عبيد الله عروة قاسم ** سعيد سليمان ابوبكر خارجة (6)
وهذا الإمام تغايرت أقوال المحدثين في ضبط اسمه أو في ضبط اسم والده على الأصح، والناس في ضبط اسمه على رأيين:
الأول
بضمّ الميم وفتح السين فياء مشددة مفتوحة وباء ساكنة وهذا الوجه هو المشهور بين العلماء على اختلاف طبقاتهم وعلومهم، وسبب شهرته ما درج بين الناس من التخاطب والتهاتف به على هذا الوجه من قديم الدهر دون نكران من أحد، وأقدم من تسمَّى ب (المسيَّب) هو "المسيَّب بن علس" شاعر جاهلي، كان أحد المقلين المفضلين، وهو خال الأعشى ميمون، وكان الأعشى راويته، وله ديوان شعر. وقد أورد ابن دريد في كتابه "الاشتقاق" سبب تسميته ب "المسيَّب" وأن ذلك بسبب بيت قاله:
فإن سرّكم أن لا تؤوب لقاحكم ** غزاراً فقولوا للمسيَّب يلحق (7)
وقد ضبط محقَّق "الاشتقاق" العلامة عبدالسلام هارون لفظة "المسيَّب" على الوجه المتقدِّم - الياء المشدَّدة المفتوحة - فإن كان هذا الضبط هو أصل للكلمة ومراد للمؤلف ابن دريد فهذا قطع للنزاع في ضبط (المسيَّب) على غير هذا الوجه، والعلم عند الله تعالى.
ومما يرجح استفاضة هذا الضبط على هذا الوجه ما أورده "السمعاني" في كتابه "الأنساب" في ترجمة "محمد بن إسحاق بن محمد المسيَّبي" (236ه) حيث قال:
"المسيَّبي": بضم الميم، وفتح السين المهملة، والياء المشدَّدة آخر الحروف، وفي آخرها الباء الموحَّدة" (8).فالسمعاني بهذا الضبط يُحاكي ابن دريد ويوافقه في ضبط (المسيَّب) على الوجه المتقدِّم قريباً، وممَّن ضُبط على هذا الوجه من الأعلام:
"المسيَّب بن بشر الرياحي" (106ه)،
و"المسيَّب بن زهير القيسي" (175ه)،
و"المسيَّب بن نجبة الفزاريّ" (65ه) وهو تابعي شهد القادسية وفتوح العراق،
و"المسيَّب بن واضح" (246ه) محدث مشهور من حِمص،
و"المسيَّب ابن رافع" (105ه) فقيه سمع من بعض الصحابة رضي الله عنهم (9).
والضبط على هذا الوجه هو الدارج عند أهل العراق على ما أورده الزبيديّ (1205هـ) في "تاج العروس حين قال: "قال بعضُ المحدثين: أهل العراق يفتحون وأهل المدينة يكسِرون" (10).
وابن خلكان في "الوفيات" يضارع ابن دريد والسمعاني في ضبط "المسيَّب" على الوجه المذكور، ومن كلامه:
¥(40/402)
"المسيَّب: بفتح الياء المشددة المثناة من تحتها .. " ويأتي بقية كلامه عند الكلام عن الوجه الثاني.
وأصل كلمة المسيَّب: البعير يُدرك نتاج نتاجه، فيُسيَّب، أي يترك ولا يركب ولا يحمل عليه، والسائبة التي في القرآن: الناقة التي كانت تُسيَّب في الجاهلية لنذرٍ ونحوه (11).
أما الوجه الثاني في ضبط "ابن المسيّب"
فهو بضمّ الميم فسين مفتوحة وياء مشددة مكسورة، وأورد هذا الوجه في اسم سعيد ابن المسيِّب: الزبيدي في "تاج العروس" وذكر وزنه فقال "محدِّث"، ويُفتح، وابان أنَّ أهل المدينة يكسرون، وقال: "ويحكون عنه أنه كان يقول: سيَّب الله عن سيَّب أبي"،
ومال إلى هذا الوجه: "القاضي عياض" (544ه) و"ابن المديني" (234ه)، أما ابن خلكان فقد ضبط "المسيَّب" بفتح الياء ثم قال: "وروي عنه أنَّه كان يقول بكسر الياء"، وهذه إيماءة منه إلى تضعيف هذا الوجه.
وأورده "محمد طاهر الفتّني" (986ه) في "المغني" على الوجهين كأنَّه يرتضيهما (12).
أما "النووي" (676ه) فقال: "يقال المسيَّب بفتح الياء وكسرها والفتح هو المشهور، وحكي عنه أنَّه كان يكرهه، ومذهب أهل المدينة الكسر" (13).
والمتأمل في عبارة النووي هذه يتبيَّن له أنه يرى ضعف الرواية المنسوبة إلى سعيد، "سيَّب الله من سيب أبي" وأنه يُجيز ضبط لفظة ابن المسيَّب على الوجه الأوّل.
ودليله أن الرواية جاءت بصيغة التمريض بلا جزم: يُروى، يُحكى، يذكر ... الخ.
والأمر الآخر انها لم ترو بإسنادٍ متصل، والإسناد كما هو معلوم من خصائص الأمة الإسلامية، وقد قال ابن المبارك: "لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء"، وقال شعبة: "كل حديث ليس فيه "أنا" و"ثنا" فهو خلّ وبقل"، وهذان اللفظان من صيغ الأداء الثمانية التي تواضح عليها المحدثون في تبليغ المرويَّات وتحمّلها (14)، وعلى ضوء ما تقدّم يمكن القول إن فقيه المدينة يكره أن يُعرَّف ب "ابن المسيَّب" بفتح الياء المشددة ويميل إلى الوجه الآخر بكسر الياء المشدّدة، وهذا لا مناقرة فيه، لكن لا يجب تخطئة من نطقه أو رقمه وضبطه بالياء المفتوحة كما هو صنيع الأئمة المتقدمين،
والعلم عند الله تعالى.
الحاشية:
1 - الإلماع للقاضي عياض (ص/149).
2 - المؤتلف والمختلف (ص/2)
3 - رواه أصحاب السنن بسند صحيح.
4 - المؤتلف والمختلف (ص/155).
5 - مقدمة ابن الصلاح (ص/80).
6 - وفيات ابن خلكان (283/ 1).
7 - الاشتقاق (ص/316).
8 - الأنساب (299/ 5).
9 - انظر: ميزان الاعتدال (220/ 3).
10 - تاج العروس (90/ 3).
11 - تفسير الطبري (70/ 9).
12 - المغني في أسماء الرجال (ص/231).
منقول من جريدة الرياض
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[18 - 05 - 04, 08:20 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[10 - 05 - 05, 02:17 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[زيد بن زياد المصري.]ــــــــ[10 - 05 - 05, 04:04 م]ـ
شيخ عبد الله ... فتح الله عليك .. لمن هذا التحرير الطيب وفي اي عدد اجده؟ والله يرعاك.
ـ[زيد بن زياد المصري.]ــــــــ[12 - 05 - 05, 07:44 م]ـ
هل من مجيب؟
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[12 - 05 - 05, 08:01 م]ـ
أحسن الله إليك وهذا الرابط http://www.alriyadh.com/*******s/31-05-2002/Mainpage/Thkafa_209.php
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[12 - 05 - 05, 08:05 م]ـ
جزاك الله خيراً!
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[13 - 05 - 05, 02:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[زيد بن زياد المصري.]ــــــــ[13 - 05 - 05, 11:53 ص]ـ
لكن لمن المقال؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[14 - 05 - 05, 08:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[15 - 05 - 05, 10:43 ص]ـ
كان الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى - يوجه القائل بفتح الياء إذا كسرها في المسيَّب
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[23 - 09 - 05, 04:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا(40/403)
1 - ما صحة دعاء دخول المنزل: ((بسم الله ولجنا ..... ))؟ 2 - ما هو حد الساحر؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[18 - 05 - 04, 07:55 ص]ـ
سؤال: ما صحة دعاء دخول المنزل: ((بسم الله ولجنا ..... ))؟
الحديث أخرجه أبوداود في (سننه)، والطبراني في (المعجم الكبير)، و (مسند الشاميين)، والبيهقي في (الدعوات الكبير).
من طريق إسماعيل بن عياش، عن أبيه، حدثني ضمضم، عن شريح، عن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا ولج الرجل في بيته؛ فليقل: اللهم! إني أسألك خير المولج، وخير المخرج، بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا، ثم ليسلم على أهله ".
قال النووي في (الأذكار): " لم يضعفه أبوداود ".
قلت: كأنه يشير إلى قاعدته في الاحتجاج بما سكت عليه أبوداود، وهي قاعدة واهية.
وقال ابن مفلح في (الآداب الشرعية): " من رواية إسماعيل بن عياش عن الحمصيين؛ فهو حديث حسن ".
وقال الشيخ ابن باز في (تحفة الأخيار): " إسناده حسن ".
قلت: الإسناد ظاهره الحُسن، ولكن قال أبوحاتم في (المراسيل): " شريح بن عبيد، عن أبي مالك الأشعري، مرسل ".
وهو لم يُدرك سعد بن أبي وقاص، وقد توفي قبل أبي مالك، كما أشار إلى ذلك ابن حجر في (تهذيب التهذيب).
ولذلك فإن الشيخ الألباني كان قد صححه في (الصحيحة)، و (صحيح الجامع)، ثم تراجع عن ذلك في الطبعة الجديدة من (الكلم الطيب)، وغيره.
ولكن صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله، وعند طعامه؛ قال الشيطان: لا مبيت لكم، ولا عشاء.
وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله؛ قال الشيطان: أدركتم المبيت. وإذا لم يذكر الله عند طعامه؛ قال: أدركتم المبيت والعشاء ".
الحديث أخرجه مسلم في (صحيحه).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[18 - 05 - 04, 07:58 ص]ـ
سؤال: ما هو حد الساحر؟
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على محمد.
أما بعد،
فالمسألة خلافية، والراجح أن الساحر يُقتل ردة – أي: إذا بلغ من سحره الكفر – وهذا قول الشافعي، وهو رواية عن أحمد.
وورد قتلهم عم جماعة من الصحابة:
1 - حفصة، فأخرج مالك في " الموطأ " (ص 690 – تنوير الحوالك)، عن محمد بن عبدالرحمن بن سعد بن زرارة، أنه بلغه، أن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قتلت جارية لها سحرتها، وقد كانت دبرتها فأمرت بها فقتلت.
وأخرجه عبدالرزاق في " مصنفه " (10/ 180) – ومن طريقه ابن حزم في " المحلى " (1/ 164) –، وابن أبي شيبة في " مصنفه " (5/ 453 و 561)، والطبراني في " المعجم الكبير " (23/ 187)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (8/ 136).
عن عبيدالله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، أن جارية لحفصة سحرتها، ووجدوا سحرها، فاعترفت به، فأمرت عبدالرحمن بن زيد، فقتلها، فبلغ ذلك عثمان، فأنكره، واشتد عليه، فأتاه ابن عمر أ فأخبره أنها سحرتها، واعترفت به، ووجدوا سحرها بالحق، وعثمان إنما أنكر ذلك؛ لأنها قتلت بغير إذنه.
وإسناده صحيح.
2 - وعمر، فأخرجه الشافعي في " مسنده " (1532 – بدائع المنن)، وفي " الأم " (1/ 256) – ومن طريقه البيهقي في " السنن الكبرى " (8/ 136) –، وأحمد في " مسنده " (1/ 190، 191)، وأبوداود في " سننه " (3/ 168 / 3043)، وسعيد بن منصور في " سننه " (2/ 119 / 2180)، وعبدالرزاق في " مصنفه " (10/ 180) – ومن طريقه ابن حزم في " المحلى " (11/ 397) –، وابن أبي شيبة في " مصنفه " (5/ 562) و (6/ 430)، وأبويعلى في " مسنده " (2/ 166 و 167/ 860 و 861)، والهيثم بن كليب في " مسنده " (254 و 255)، والبزار في " البحر الزخار " (3/ 286 / 1060)، والدارقطني في " سننه " (2/ 154).
من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، أنه سمع بجالة، يقول: " كتب عمر رضي الله عنه أن اقتلوا كل ساحر وساحرة "، قال: " فقتلنا ثلاث سواحر ".
والأثر عند أكثرهم مطولاً، وأصله عند البخاري في " صحيحه " (6/ 297 / 3156 – فتح) من هذا الطريق، وليس فيه ذكر قتل السواحر.
وقد تابع سفيان بن عيينة عليه، فتابعه ابن جريج عن عمرو بن دينار به.
أخرجه عبدالرزاق في " مصنفه "، ومن طريقه ابن حزم في " المحلى ".
3 - وجندب بن كعب، فأخرج البخاري في " التاريخ الكبير " (2/ 222)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (8/ 136)، من طريق خالد الحذاء، عن أبي عثمان النهدي، قال: " كان عند الوليد رجل يلعب، فذبح إنساناً وأبان رأسه؛ فعجبنا، فأعاد رأسه، فجاء جندب الأزدي فقتله ".
وله طرق متعددة، كما قال ابن كثير في " تفسيره " (1/ 316).
وهذا محمول على سحر يكون كفراً، والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين.
وكتبه: محمد بن عبده بن محمد.
¥(40/404)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[18 - 05 - 04, 08:14 ص]ـ
هذه كانت إجابات لأسئلة بعض الأخوة الأفاضل، رأيت أن أضعها للفائدة.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[18 - 05 - 04, 08:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[18 - 05 - 04, 04:34 م]ـ
الحمد لله، جزاك الله خيرا أبا المنهال، وقد ذكرتني بتعليق كنت قد كتبته على السلسلة الصحيحة والضعيفة للشيخ الألباني رحمه ومنه التعليق على هذا الحديث و سأضعه هنا لعله يكون فيه إضافة:
قال في "السلسلة الصحيحة" 1/ 394 - 395: (أخرجه أبو داود في " سننه " (رقم 5096) عن إسماعيل: حدثني ضمضم عن شريح عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا ولج الرجل في بيته فليقل: اللهم إني أسألك خير المولج , و خير المخرج , بسم الله ولجنا , و بسم الله خرجنا , و على الله ربنا توكلنا , ثم ليسلم على أهله ".
قلت: و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات , و إسماعيل هو ابن عياش , و هو صحيح الحديث عن الشاميين , و هذا منها , فإن ضمضم و هو ابن زرعة بن ثوب شامي حمصي.
و شريح هو ابن عبيد الحضرمي الحمصي ثقة , فالسند كله شامي حمصي.) اهـ كلام الشيخ
قال أبو عمرو: قوله:" هذا إسناد صحيح ... " ليس بصحيح، وقد ذهل الشيخ رحمه الله عن الانقطاع الذي في هذا السند وقد كفانا الشيخ نفسه مؤونة الرد فإليك رده على قوله عن هذا الإسناد إنه صحيح فيما وقفت عليه من كلامه:
الموضع الأول: قال في " السلسلة الصحيحة " 4/ 4: ( ... ثم وجدت لتمام حديث موسى بن عبيدة شاهدا من حديث أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اليوم الموعود يوم القيامة , و إن الشاهد يوم الجمعة , و إن المشهود يوم عرفة و يوم الجمعة ذخره الله لنا , و صلاة الوسطى صلاة العصر ". أخرجه الطبراني (3458) عن هاشم بن مرثد , و ابن جرير في " التفسير " عن محمد بن عوف قالا: حدثنا محمد ابن إسماعيل بن عياش قال: حدثني أبي قال: حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.
قلت: و هذا إسناد رجاله ثقات , باستثناء ابن إسماعيل , ثم هو منقطع بين شريح ابن عبيد و أبي مالك الأشعري ... ) اهـ
فقد اعتمد الانقطاع هنا وهذا في الجزء الرابع أي بعد صدور الجزء الأول من الصحيحة!!
الموضع الثاني: قال في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4/ 19: (إن الله أجاركم من ثلاث خلال: أن لا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا , و أن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق , و أن لا تجتمعوا على ضلالة ".
ضعيف بهذا التمام. أخرجه أبو داود (4253): حدثني محمد بن عوف الطائي حدثنا محمد بن إسماعيل حدثني أبي: قال ابن عوف: و قرأت في أصل إسماعيل قال:
حدثني ضمضم عن شريح عن أبي مالك - يعني الأشعري - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: و هذا إسناد رجاله ثقات , لكنه منقطع بين شريح هو ابن عبيد الحضرمي المصري - و أبي مالك الأشعري , فإنه لم يدركه كما حققه الحافظ في " التهذيب " , فكأنه ذهل عن هذه الحقيقة حين قال في " بذل الماعون " (25/ 1): " و سنده حسن , فإنه من رواية إسماعيل بن عياش عن الشاميين , و هي
مقبولة.) اهـ وقد ذهل الشيخ أيضا عن هذا فجلّ من لا يذهل.
الموضع الثالث: قال في " السلسلة الصحيحة " 6/ 622: ( ... أمرنا صلى الله عليه وسلم أن نقول إذا أصبحنا و إذا أمسينا و إذا اضطجعنا على فرشنا: " اللهم فاطر السماوات و الأرض عالم الغيب و الشهادة ... الحديث- إلى أن قال-: أخرجه أبو داود (5083) و الطبراني في " الكبير " (3/ 295 / 3450) و في "
مسند الشاميين " (ص 332) من طريق محمد بن عوف: حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش حدثني أبي - زاد أبو داود: قال ابن عوف: و رأيته في أصل إسماعيل -:
حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا .. إلخ. قلت: و هذا إسناد جيد عندي بزيادة أبي داود لولا أنه منقطع بين شريح و أبي مالك كما أفاده أبو حاتم ... ) اهـ
تنبيه مهم: صحح الشيخ الحديث السابق: " إذا ولج الرجل في بيته فليقل: اللهم إني أسألك خير المولج .. " في "السلسلة الصحيحة" 1/ 394 - 395، وفي صحيح الجامع رقم: (839) الطبعة الثانية 1406هـ وهي التي عندي، وضعفه في ضعيف سنن أبي داود برقم (1086).
تنبيه آخر: في الحديث السابق علة أخرى غير الانقطاع تكلم عليها الحافظ ابن حجر رحمه الله في نتائج الأفكار في تخريج الأذكار 1/ 172 فانظرها ثم.
فائدة فيمن ذكر الانقطاع بين عبيد وأبي مالك رضي الله عنه: قال الحافظ في تهذيب التهذيب ج: 4 ص: 288: (وقيل لمحمد بن عوف هل سمع من أبي الدرداء فقال لا فقيل له فسمع من أحد من أصحاب النبي قال ما أظن ذلك وذلك لأنه لا يقول في شيء من ذلك سمعت وهو ثقة وقال الآجري عن أبي داود لم يدرك سعد بن مالك وقال النسائي ثقة وذكره بن حبان في الثقات قلت في الطبقة الثالثة وذكر بن عساكر أنه وجدت شهادته في كتاب قضاء تاريخه سنة وقال البخاري سمع معاوية وكذا قال بن ماكولا وزاد وفضالة بن عبيد وقال بن أبي حاتم في المراسيل عن أبيه لم يدرك أبا أمامة ولا المقدام ولا الحارث بن الحارث وهو عن أبي مالك الأشعري مرسل انتهى وإذا لم يدرك أبا أمامة الذي تأخرت وفاته فبالأولى أن لا يكون أدرك أبا الدرداء وأنى لكثير التعجب من المؤلف كيف جزم بأنه لم يدرك من سمى هنا ولم يذكر ذلك في المقداد وقد توفي قبل سعد بن أبي وقاص وكذا أبو الدرداء وأبو مالك الأشعري وغير واحد ممن أطلق روايته عنهم والله الموفق
وقال في جامع التحصيل ص 195:" شريح بن عبيد الحضرمي جعل في التهذيب روايته عن سعد بن أبي وقاص وأبي ذر وأبي الدرداء وغيرهم مرسلا وأنه روى عن أبي أمامة والمقداد بن معدي كرب وقد قال أبو حاتم الرازي عنه لم يدرك أبا أمامة ولا الحارث بن الحارث ولا المقدام قال ابنه عبد الرحمن وسمعته يقول شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري مرسل وقال أبو زرعة شريح بن عبيد عن أبي بكر رضي الله عنه مرسل "
¥(40/405)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[18 - 05 - 04, 06:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا
والشيخ الألباني ــ رحمه الله ــ قد تراجع عن تقوية حديث أبي مالك الأشعري وحكم عليه بالإنقطاع، كما في تحقيقه للـ ((الكلم الطيّب))، فليراجع ..
ـ[ابن رشيد]ــــــــ[30 - 05 - 04, 11:30 م]ـ
وهناك علة مهمة في هذا الحديث لم أرَ أحداً نبّه عليها في هذا الموضوع
مع أنها قد تكون الأهم والعلم عند الله.
وهي الانقطاع بين محمد بن اسماعيل بن عياش وبين أبيه
وقد عيب عليه التحديث عن أبيه بغير سماع
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[31 - 05 - 04, 01:27 م]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه. الواقى من اتقاه. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على أكرم رسل الله. وبعد ..
حديث أبى مالك الأشعرى مرفوعاً ((إذا ولج الرجل فى بيته فليقل: اللهم إنى أسألك خير المولج، وخير المخرج، بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا، ثم ليسلِّم على أهله)).
أقول: حديث بيِّن الأمر فى الضعف، وإن صحَّحه جمع من فضلاء الوقت، ونبهاء العصر.
ومن بينهم الشيخ الألبانى فى ((صحيحته)) (رقم225)، وقد علَّق عليه بتنبيهٍ قائلاً: ((وقد وهم شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله ـ حيث جعل الحديث من أوراد الدخول إلى المسجد، فإنه قال فى ((الرد على الأخنائى)) (ص95): وعن محمد بن سيرين: كان الناس يقولون إذا دخلوا المسجد: صلَّى الله وملائكته على محمد، السلام عليك أيها النَّبىُّ ورحمة الله وبركاته، بسم الله دخلنا، وبسم الله خرجنا، وعلى الله توكلنا، وكانوا يقولون إذا خرجوا مثل ذلك. ثم قال: وفيه حديث مرفوع فى ((سنن أبى داود)) أنه كان يقال عند دخول المسجد)) اهـ.
قلت: فالشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ يرد على شيخ الإسلام ابن تيمية اعتبار الذكر الوارد من أذكار دخول المسجد، وإن كان هذا الاعتبار جائزاً من جهة تنقيح المناط، وشيخ الإسلام أمكن وأعلى منزلة فى الأصول وتطبيقاتها، هذه واحدة.
وأما الثانية، فإن تصحيح الألبانى للحديث مما يُرد عليه، ولا ينبغى أن يتلقى بالقبول ولا الاستحسان، وقد أحسن وأجاد إذ تراجع عن الخطأ، واستدرك ما فاته مما لم يلتفت إليه من ضعف الإسناد.
فقد قال الشيخ الألبانى، عقب هذا الحديث بالنص: ((أخرجه أبو داود فى ((سننه)) (5096) عن إسماعيل حدثنى ضمضم عن شريح عن أبى مالك الأشعرى قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح. رجاله كلهم ثقات، وإسماعيل هو ابن عياش، وهو صحيح الحديث عن الشاميين، وهذا منها، فإن ضمضم وهو ابن زرعة شامى حمصى، وشريح هو ابن عبيد الحضرمى الحمصى ثقة، فالسند كله شامى حمصى)) اهـ.
وأقول: فهكذا اقتصر الشيخ ـ طيَّب الله ثراه ـ على بعض الطريق إلى الرواية، ولم يذكر الراوى عن ابن عيَّاش، وهو ابنه: محمد بن إسماعيل بن عياش، فهو آفة الرواية على التحقيق، وعلتها عند التدقيق. وهو بيِّن الأمر فى الضعفاء، ولا يخفى حاله على من له أدنى معرفة بالحديث. والشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ حين يتراءى له، يذكر فيه قول أبى حاتم: ((لم يسمع من أبيه شيئاً))، وقول أبى داود: ((ليس بذاك)).
واعتبره فى ذلك، بما علَّق به على ما أخرجه ابن أبى عاصم فى ((كتاب السنة)) (12) قال: ثنا محمد بن عوف ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ثنا أبي عن ضمضم بن زرعة عن شريح عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل إذا رضي هدي الرجل وعمله، فإنه مثله)).
فقال فى ((ظلال الجنة)): ((إسناده ضعيف. محمد بن إسماعيل بن عياش، قال الحافظ في ((التقريب)): عابوا عليه أنه حدث عن أبيه بغير سماع. فقوله في هذا الحديث ثنا ابي كأنه كذب. وقد قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئا، حملوه على أن يحدث فحدث)) اهـ بنصه.
ومن التنبيه الواجب: الإعلام بأن محمد بن إسماعيل بن عيَّاش يحدث عن أبيه عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبى مالك الأشعرى، بنسخة أكثرها ضعاف ومناكير، وأحاديث هذه النسخة فى ((المعجم الكبير)) (3/ 298:293).(40/406)
ما صحة حديث: " من رضي عمل قوم فهو منهم "
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[18 - 05 - 04, 08:33 م]ـ
ما صحة حديث: " من رضي عمل قوم فهو منهم "
ذكر الصنعاني في " سبل السلام " (4/ 1477) أنه عند أبي يعلى، ولم أقف عليه.
ـ[السدوسي]ــــــــ[18 - 05 - 04, 09:06 م]ـ
(إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها – وقال مرة: أنكرها – كمن غاب عنها. ومن غاب عنها فرضيها، كان كمن شهدها) والحديث رواه أبوداود عن العرس بن عميرة الكندي وله طرق وقد حسنه العلامة الألباني رحمه الله.
ـ[السدوسي]ــــــــ[18 - 05 - 04, 09:21 م]ـ
والحديث الذي ذكره الصنعاني رحمه الله رواه أبويعلى بلفظ (من شهد أمرا فكرهه كان كمن غاب عنه ومن غاب عن أمر فرضي به كان كمن شهده) عن الحسن بن علي مرفوعا.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[18 - 05 - 04, 11:37 م]ـ
فائدة سريعة
قال السخاوي رحمه الله: حديث: من كثر سواد قوم فهو منهم، أبو يعلى وعلي بن معبد في كتاب الطاعة من طريق إن رجلا دعا ابن مسعود إلى وليمة فلما جاء ليدخل سمع لهوا فلم يدخل فقيل له فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وذكره وزاد:" ومن رضى عمل قوم كان شريك من عمل به"، وهكذا هو عند الديلمي بهذها الزيادة ولابن المبارك في الزهد عن أبي ذر نحوه موقوفا: وشاهده حديث: من تشبه بقوم فهو منهم، وقد مضى. (المقاصد الحسنة رقم 1170) وذكر كلامه في كشف الخفاء ولم يزد عليه شيئا 2/ 274).
وما ذكره السخاوي هو كلام شيخه ابن حجر ذكره في الدراية في تخريج أحاديث الهداية 2/ 267بتمامه.
وذكره قبلهما الحافظ الزيلعي في نصب الراية4/ 346 - 347.ط: دار إحياء التراث العربي فقال رحمه الله:
" الحديث التاسع قال عليه السلام:" من كثر سواد قوم فهو منهم" قلت: رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا أبو همام ثنا بن وهب أخبرني بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث أن رجلا دعا عبد الله بن مسعود إلى وليمة فلما جاء ليدخل سمع لهوا فلم يدخل فقال له: لم رجعت؟ قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من كثر سواد قوم فهو منهم ومن رضى عمل قوم كان شريك من عمل به". انتهى
ورواه علي بن معبد في كتاب "الطاعة والمعصية" حدثنا بن وهب به سندا ومتنا ورواه بن المبارك في كتاب الزهد والرقائق موقوفا على أبي ذر حدثنا خالد بن حميد عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم أن أبا ذر الغفاري دعي إلى وليمة فلما حضر إذا هو بصوت فرجع فقيل له: ألا تدخل قال إني أسمع صوتا ومن كثر سوادا كان من أهله ومن رضى عملا كان شريك من عمله. انتهى) اهـ من نصب الراية.
وفي صحيح البخاري: (بَاب مَنْ كَرِهَ أَنْ يُكَثِّرَ سَوَادَ الْفِتَنِ وَالظُّلْمِ): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ وَغَيْرُهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ وَقَالَ اللَّيْثُ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ قُطِعَ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ بَعْثٌ فَاكْتُتِبْتُ فِيهِ فَلَقِيتُ عِكْرِمَةَ فَأَخْبَرْتُهُ فَنَهَانِي أَشَدَّ النَّهْيِ ثُمَّ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ أُنَاسًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا مَعَ الْمُشْرِكِينَ يُكَثِّرُونَ سَوَادَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْتِي السَّهْمُ فَيُرْمَى فَيُصِيبُ أَحَدَهُمْ فَيَقْتُلُهُ أَوْ يَضْرِبُهُ فَيَقْتُلُهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ) انظر:" البخاري حديث 7085 - مع الفتح"
وقال الحافظ في الشرح:" قَوْله (بَاب مَنْ كَرِهَ أَنْ يُكَثِّر) بِالتَّشْدِيدِ (سَوَاد الْفِتَن وَالظُّلْم) أَيْ أَهْلهمَا , وَالْمُرَاد بِالسَّوَادِ وَهُوَ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَة وَتَخْفِيف الْوَاو الْأَشْخَاص , وَقَدْ جَاءَ عَنْ اِبْن مَسْعُود مَرْفُوعًا " مَنْ كَثَّرَ سَوَاد قَوْم فَهُوَ مِنْهُمْ , وَمَنْ رَضِيَ عَمَل قَوْم كَانَ شَرِيك مَنْ عَمِلَ بِهِ " أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى , وَفِيهِ قِصَّة لِابْنِ مَسْعُود , وَلَهُ شَاهِد عَنْ أَبِي ذَرّ فِي الزُّهْد لِابْنِ الْمُبَارَك غَيْر مَرْفُوع. "
وفي معناه حديث:"من سود مع قوم فهو منهم و من روع مسلما لرضا سلطان جيء به يوم القيامة معه" رواه الخطيب في التاريخ 10/ 40
وقال الألباني رحمه الله: (ضعيف) انظر حديث رقم: 5648 في ضعيف الجامع.
وقال المناوي في فيض القدير: (من سود) بفتح السين وفتح الواو المشددة بضبطه أي من كثر سواد قوم بأن ساكنهم وعاشرهم وناصرهم فهو منهم وإن لم يكن من قبيلتهم أو بلدهم ... إلخ.اهـ فيض القدير.
وكذلك حديث:" من تشبه بقوم ... "الحديث كما قال الحافظ في "الدراية". وبالجملة فهناك الكثير من الآيات والأحاديث التي تقرر هذا المعنى. وهذه فائدة سريعة والله أعلم.
¥(40/407)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 05 - 04, 07:25 ص]ـ
جزاكما الله خيراً.
وأنا كنت أسأل عن هذا الحديث بلفظه، وأظن أن مقصود الصنعاني الحديث
من كثر سواد قوم فهو منهم ومن رضى عمل قوم كان شريك من عمل به".
الذي نقل إسناده الأخ أبو عمر – حفظه الله –.
رواه أبويعلى، وعلي بن معبد في " كتاب الطاعة والمعصية " بسند صحيح.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 05 - 04, 02:04 م]ـ
بارك الله فيكم
أما الحديث الذي رواه أبو يعلى عن ابن مسعود رضي الله عنه فهو منقطع كما قال البوصيري في إتحاف المهرة (5/ 156رقم 3944)
وأما ما جاء عن حذيفة ففي سنده الإفريقي.
ينظر تخريجها في حاشية المطالب العالية (المجلد الثامن ص 319 - 322).
ـ[عدو التقليد]ــــــــ[19 - 05 - 04, 05:27 م]ـ
بارك الله فيكم .. و الله لقد أتحفتمونا ..
حقا هم القوم لا يشقى بهم جليس .. و شكر خاص لأخي أبو المنهال ..(40/408)
إتحاف الرفيق بما صح من روايات بسجود النبي بالنجم و دحض قصة الغرانيق
ـ[أبو حاتم المقري]ــــــــ[19 - 05 - 04, 12:31 م]ـ
باسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه.
إخواني الأحبة هذا بحث أشار فيه علي بعض إخواني الأفاضل من المطلعين و المشتغلين أن أنشره بينكم حتى تعم الفائدة إن شاء الله.
و لما لم أكن أحسن التعامل جيدا مع هذا الجهاز فأستميح إخواني عذرا على عدم إرفاقه بصيغة " الوررد "، و لعل أحد الأحبة يقوم به إن شاء الله.
" أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه و نفثه و نفخه
باسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين
إن الحمد لله، نحمده، و نستعينه، و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله، فلا مضل له، و من يضلل، فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله.
?يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ حَقّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مّسْلِمُونَ?
?يَأَيّهَا النّاسُ اتّقُواْ رَبّكُمُ الّذِي خَلَقَكُمْ مّن نّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتّقُواْ اللّهَ الّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ?
? يَا أيّهَا الذَيِنَ آمَنُوْا اتّقُوْا اللهَ وَ قُولُوا قَوْلًا سَدِيدًايُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً?
أما بعد:
فإن أحسن الكلام كلام الله، و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم، و شر الأمور محدثاثها، و كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة.
فهذا بحث ينظر في مرويات قصة سجود النبي صلى الله عليه و سلم لما قرأ سورة النجم و سجد معه المسلمون و المشركون، و يبين بإذنه تعالى الصحيح الثابت عن صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم، و يدحض في ضوئه الزيادات المنكرة الواردة في قصة الغرانيق الباطلة.
بين يدي البحث:
إن الباحث في مرويات حادثة سجود النبي صلى الله عليه و سلم بالنجم و سجود المسلمين و المشركين معه، يجدها تنقسم إلى قسمين رئيسين:
الأول منهما: ما ثبت سندا و صح متنا، و جاء عن جمع من الصحابة رضوان الله عليهم مما لا يمكن الطعن فيه بحال من الأحوال.
و كان من اللازم أن يكون نقد جميع المرويات في ضوء هذه الروايات الصحيحة.
وتنكُب هذا المسلك أوقع جمعا من أهل العلم في بعض الأوهام، وصل بعضها إلى شناعة تصحيح زيادات منكرة جدا كقصة الغرانيق على اختلاف ألفاظها.
الثاني منهما: ما جاء في كتب التفسير والغرائب و الأفراد من روايات جلها مناكير من مقاطيع و معضلات و أحسنها حالا بعض المراسيل.
و لقد اختلف أهل العلم في هذه المرويات على أقسام:
- فمنهم من ردها جملة و تفصيلا دون نقد لآحادها و مفرداتها لنكارتها الظاهرة.
- و منهم من ردها ناقدا لمروياتها.
- و منهم من رد جملة منها و صحح بعض المراسيل الواردة في ذلك و صحح أصل القصة بالزيادات المنكرة (قصة الغرانيق).
فكان إذن مدار البحث عند جملة المتأخرين على هذه المراسيل على اتفاقهم على تصحيح بعض مفرداتها:
- فمنهم من جعل للقصة أصلا، بناءا على تعدد المراسيل الصحيحة.
- و منهم من رد القصة مع تصحيحه لبعض تلك المراسيل، و لم ير حجة فيها لعدم اختلاف المخرج و غيره.
و حصل عندهم تصحيح أربع طرق:
- مرسل سعيد بن جبير (و هو أقوى ما جاء من هذه المراسيل باعتراف الحافظ بن حجر).
- مرسل قتادة.
- مرسل أبي العالية.
- مرسل أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث.
- حديث ابن عباس رضي الله عنهما (و اعتمده السيوطي في الدر المنثور و قال رجاله ثقات).
و لقد انصب البحث على هذه الروايات، دون الرجوع إلى أصل القصة الصحيحة الواردة عن جمع من الصحابة رضوان الله عليهم بالأسانيد الجياد في الصحاح و السنن و غيرها و التي كان لزاما على أي باحث أن يجعلها المرجع المحكم في الحكم على كل المرويات المتعلقة بهذه القصة.
¥(40/409)
و إغفال هذا الأمر شوش على بعض الأفاضل من أهل العلم المعاصرين مما حدا بهم نحو السير على خطى الحافظ ابن حجر فصحح القصة المنكرة ثم تأولها.
هذا ما جعلنا ننشط لكتابة هذه السطور، مقتفين أثر الذين سبقونا في هذا الباب مع زيادة بيانٍ إن شاء الله تعالى، مدلّلين على أن تلكم المراسيل منكرة سندا و متنا لا حجة فيها على الإطلاق صناعةً و أن الصحيح الذي لا ريب فيه في هذه القصة هو ما جاء في الروايات الموصولة الصحيحة و الله الموفق.
و سيهتم بحثنا في أول أمره على دحض ركيزتين للقصة المنكرة (قصة الغرانيق) و هما:
- الرواية الموصولة من مسند ابن عباس رضي الله عنهما: تضعيفا لأمرها و بيانا لمخالفتها الصحيح الوارد عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه القصة، حيث لا وجود للزيادة المنكرة.
- مرسل سعيد بن جبير: بيانا لنكارتها، لأن أصل الرواية يرجع من الطريق نفسها إلى حديث ابن مسعود رضي الله عنه في الصحاح، و قد روى القصة دون الزيادة المنكرة.
ثم نزيد البحث بيانا بإذن الله فنورد حديثين آخرين من مسند أبي هريرة والمطلب بن أبي وداعة رضي الله عنهما، مما يوافق كل الموافقة الروايات الصحيحة لأصل القصة دون ذكر لتلكم الزيادة المنكرة.
و لا ريب أنه لن تصفو بعد هذا، روايةُ مرسلة بله معضلة تخالف تلكم الروايات الصحيحة، فتتهافت المراسيل و المعضلات، حتى لا يحتاج الباحث للنظر في مفرداتها، لكن مع ذلك فقد أتممنا المسير و تكلمنا عليها بما تستحق من نقد.
و اللهَ العليَّ أسأل أن يجعل بحثنا هذا خالصا لوجهه الكريم و لا يجعل لغيره فيه شيئا و أن يجعله ذخرا لنا " يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ":
نقد المرويات:
أ- الروايات الموصولة:
حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
أخرج الطبراني في المعجم الكبير (12/ 53) و الضياء في المختارة (10/ 89) من طريق يوسف بن حماد المعنى ثنا أمية بن خالد ثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير لا أعلمه إلا عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ النجم فلما بلغ " أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى" ألقى الشيطان على لسانه " تلك الغرانيق العلى وشفاعتهم ترتجى "، فلما بلغ آخرها سجد وسجد المسلمون والمشركون فأنزل الله عز وجل وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إذا تمنى ألقى الشيطان إلى قوله عذاب يوم عقيم يوم بدر).
قال السيوطي في الدر المنثور: (رجاله ثقات).
قلت: لكنه لا يصح بل هو منكر بهذه الزيادة لا شك فيه (بغض الطرف عن الشك من أحد الرواة في وصله و إرساله)، لأن أمية بن خالد خالف في روايته من هو أثبت و أقوى منه في شعبة، و هو محمد بن جعفر المعروف بغندر، الذي لا يكاد يدانيه أحد في روايته عن شعبة.
فقد أخرج الطبري في تفسيره (17/ 188): (حدثنا ابن بشار قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال لما نزلت هذه الآية أفرأيتم اللات والعزى قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المشركون إنه لم يذكر آلهتكم قبل اليوم بخير فسجد المشركون معه فأنزل الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته إلى قوله عذاب يوم عقيم).
و تابع محمد بن جعفر غندر، عبد الصمد بن عبد الوارث: فيما أخرج الطبري في تفسيره (17/ 188): (حدثنا ابن المثنى قال ثني عبد الصمد قال ثنا شعبة قال ثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير قال لما نزلت أفرأيتم اللات والعزى ثم ذكر نحوه).
قلت: هكذا أخرج الطبري هذه الرواية من طريق غندر عن شعبة و هي أصح من رواية الطبراني و الضياء المقدسي من طريق خالد بن أمية عن شعبة، و غندر رواه عن شعبة من رواية سعيد بن جبير مرسلا لا ذكر لابن عباس رضي الله عنهما مطلقا.
و مرسل سعيد ابن جبير هو أقوى ما تمسك به الذين صححوا القصة المنكرة على حد اعتراف أحد أكابرهم و هو الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى كما في الفتح.
و مع ذلك فإننا نقول إن هذه الرواية مرجوحة و الزيادة فيها منكرة جدا، و أصح منها ما جاء من طريق غندر عن شعبة عن أبي إسحاق عن ابن مسعود موصولا دون ذكر لتلكم الزيادة و هو الصحيح و الصواب في هذه الروايات جميعا:
¥(40/410)
فقد أخرج الإمام البخاري في أصح كتاب بعد كتاب الله و هو صحيحه (1/ 363): (حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت الأسود عن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال قرأ النبي صلى الله عليه وسلم النجم بمكة فسجد فيها وسجد من معه غير شيخ أخذ كفا من حصى أو تراب فرفعه إلى جبهته وقال يكفيني هذا فرأيته بعد ذلك قتل كافرا).
و لم يتفرد به محمد بن بشار، بل توبع على روايته الصحيحة عن غندر، تابعه عليها بعض الثقات:
محمد بن المثنى: فيما أخرجها الإمام مسلم في صحيحه (1/ 405): (حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت الأسود يحدث عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ والنجم فسجد فيها وسجد من كان معه غير أن شيخا أخذ كفا من حصى أو تراب فرفعه إلى جبهته وقال يكفيني هذا قال عبد الله لقد رأيته بعد قتل كافرا).
فهل يبقى شك بعد ما اتفقا الشيخان على الرواية الصحيحة.
و نزيد فنقول إن محمد بن جعفر غندر لم يتفرد به عن شعبة بل تابعه جمع من الثقات منهم:
1 - يحيى بن سعيد القطان (ثقة ثبت): فيما أخرجه الإمام أحمد في المسند (1/ 443): (ثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال حدثني أبو إسحاق عن الأسود عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ النجم فسجد فيها ومن معه إلا شيخ كبير أخذ كفا من حصى أو تراب قال فقال به هكذا وضعه على جبهته قال فلقد رأيته قتل كافرا).
2 - حفص بن عمر (ثقة ثبت): فيما أخرجه البخاري في صحيحه (1/ 364): (حدثنا حفص بن عمر قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم فسجد بها فما بقي أحد من القوم إلا سجد فأخذ رجل من القوم كفا من حصى أو تراب فرفعه إلى وجهه وقال يكفيني هذا فلقد رأيته بعد قتل كافرا).
3 - سليمان بن حرب: فيما أخرجه البخاري في صحيحه (3/ 1399): (حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال قرأ النبي صلى الله عليه وسلم النجم فسجد فما بقي أحد إلا سجد إلا رجل رأيته أخذ كفا من حصا فرفعه فسجد عليه وقال هذا يكفيني فلقد رأيته بعد قتل كافرا بالله).
4 - خالد بن الحارث (ثقة ثبت): فيما أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 160): (أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال حدثنا خالد قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ النجم فسجد فيها).
5 - أبو الوليد الطيالسي (ثقة ثبت): فيما أخرجه الدارمي في سننه (1/ 407): (أخبرنا أبو الوليد الطيالسي ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله بن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ النجم فسجد فيها فلم يبق أحد إلا سجد إلا شيخ أخذ كفا من حصا فرفعه إلى جبهته وقال يكفيني هذا).
6 - عفان بن مسلم (ثقة ثبت): فيما أخرجه الإمام أحمد في مسنده (1/ 462): (ثنا عفان ثنا شعبة قال أبو إسحاق أنبأنا عن الأسود عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم فسجد وما بقى أحد من القوم الا سجد الا رجلا رفع كفا من حصى فوضعه على وجهه وقال يكفيني هذا قال عبد الله لقد رأيته بعد ذلك قتل كافرا).
7 - يزيد بن هارون (ثقة ثبت): فيما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 369): (حدثنا يزيد بن هارون عن شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله قال سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في النجم فما بقى أحد إلا سجد معه إلا شيخا أخذ كفا من تراب فرفعه إلى جبهته قال فلقد رأيته قتل كافرا).
8 - محمد بن كثير العبدي (ثقة): فيما أخرجه ابن حبان في صحيحه (6/ 469): (أخبرنا أبو خليفة قال أخبرنا محمد بن كثير عن شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم فسجد فما بقي أحد من القوم إلا سجد إلا رجل واحد أخذ كفا من حصى فوضعه على جبهته وقال يكفيني قال عبد الله فلقد رأيته بعد قتل كافرا).
¥(40/411)
9 - أبو داود الطيالسي (ثقة ثبت): كما أخرج هو نفسه في مسنده (37): (حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت الأسود بن يزيد يحدث عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ النجم بمكة وسجد فيها وسجد من كان معه غير شيخ أخذ كفا من حصى أو تراب فرفعه إلى جبهته وقال يكفيني هذا قال عبد الله فلقد رأيته قتل كافرا يوم بدر).
فهؤلاء جمع من الأكابر الثقات و جلهم من الأثبات المتقنين يتابعون غندر على روايته هذا الحديث و القصة واحدة، عن شعبة، متفقين على جعل الإسناد عن شعبة عن أبي إسحاق السبيعي عن الأسود عن ابن مسعود رضي الله عنه، و ليس في رواية أحد منهم هذه الزيادة المنكرة.
قلت: أما رواية عبد الصمد بن عبد الوارث عن شعبة ففيها نظر كبير، بل هي مردودة من وجوه:
الأول: أن قول الطبري بعد أن ساق الإسناد " ثم ذكر نحوه " تحتمل ذكر أصل القصة دون زيادة الغرانيق و تحتمل أصلها مع الزيادة، و هذا الأقرب حسب السياق، لكن مع الاحتمال يبطل الاستدلال.
الثاني: و هو أقوى منه، أن الإمام مسلما أخرج القصة في صحيحه (و قد مضت قريبا) من طريق محمد بن المثنى عن غندر دون ذكر للزيادة المنكرة، لا عن عبد الصمد كما في رواية الطبري، و رواية الصحيح أثبت و أولى، و هي المحفوظة الموافقة لما أخرجه الثقات كما سبق بيانه.
الثالث: و هو الأقوى، أنه تبين بما لا شك فيه أن المحفوظ في رواية غندر هو ما جاء في الصحيحين دون ذكر للزيادة المنكرة، فلا أساس بعدئذ لمتابعة عبد الصمد بن عبد الوارث لرواية شاذة بل منكرة
ثم إنها مخالفة لما رواه الجمع الغفير من الثقات عن شعبة دون ذكر لقصة الغرانيق، و هو الصواب.
و لا شك أن مثل عبد الصمد بن عبد الوارث لا يقوى على مخالفة أحد الثقات المذكورين، فكيف بهم مجتمعين؟
فهل بقي لمرسل سعيد بن جبير قوة يُتمسك بها؟
و بعد هذا كله، نقول إن شعبة رحمه الله لم يتفرد به، بل تابعه على روايته عن أبي إسحاق السبيعي، جمع من الثقات، منهم:
سفيان الثوري رحمه الله (أحد الجبال الأثبات): فيما أخرجه الإمام أحمد في مسنده (1/ 388):
(ثنا وكيع ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن بن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم وسجد المسلمون الا رجل من قريش أخذ كفا من تراب فرفعه إلى جبهته فسجد عليه قال عبد الله فرأيته بعد قتل كافرا).
و إسرائيل بن يونس (حفيد أبي إسحاق و من أثبت الناس فيه): فيما أخرجه البخاري في صحيحه (1/ 364): (حدثنا نصر بن علي أخبرني أبو أحمد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال أول سورة أنزلت فيها سجدة والنجم قال فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد من خلفه إلا رجلا رأيته أخذ كفا من تراب فسجد عليه فرأيته بعد ذلك قتل كافرا وهو أمية بن خلف).
قلت: هذا هو الصحيح و بهذا يعلم أن الذين تمسكوا بمرسل سعيد بن جبير لم يستقصوا كل الطرق فقالوا بصحة الطريق إلى سعيد بن جبير تماشيا مع ظاهر السند، ثم بنوا على هذا الوهم وهما آخر و هو تقويته بمراسيل أخرى، و لا تتقوى بحال، فالرواية بالزيادة المذكورة منكرة عن سعيد بن جبير لا ريب في ذلك، و المنكر أبدا منكر كما قال الإمام أحمد، فأنى له القوة؟.
و يسقط أخيرا مرسل سعيد بن جبير فلا يمكنهم بعد هذا البيان بفضل الله، أن يتمسكوا به و هو أقوى ما كان عندهم.
ثم إن الصحيح من روايات ابن عباس رضي الله عنهما هو ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (1/ 364): (حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا أيوب عن عكرمة عن بن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس).
و أخرجه أيضا: الترمذي في الجامع (2/ 464) و ابن حبان في صحيحه (6/ 469) و الطبراني في المعجم الكبير (11/ 318) و الدارقطني في سننه (1/ 409) و البيهقي في السنن الكبرى (2/ 314)
و البغوي في معالم التنزيل (4/ 257) من الطريق الصحيحة نفسها.
قلت: هذا هو الصحيح ينطق علينا بالحق من روايات ابن عباس رضي الله عنهما فهل فيها من زيادة تُنكر و القصة واحدة و الحادثة نفسها؟ كلا و الله.
¥(40/412)
بل تأمل الرواية، فإنها قوية البيان في سجود المسلمين و المشركين لما قرأ النبي صلى الله عليه و سلم بالنجم ثم سجد، و لا غرابة في هذا، إذ تواتر عن مشركي قريش شدة تأثرهم عند سماع القرآن حتى منع أبو بكر الصديق رضي الله عنه من قراءته، و قالوا " لاَ تَسمَعوُا لهَذا القُرآنِ و الغوا فِيه لعلكم تغلبون ".
و بعد شهادة صحابيين كبيرين (ابن عباس و ابن مسعود رضي الله عنهما) و هما أعلم الصحابة بكتاب الله، نقول أن هنالك شاهدا آخر من صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو راوية الإسلام الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه:
أخرج الشافعي في مسنده (156) و الإمام أحمد في المسند (2/ 304) و البيهقي في السنن الكبرى (2/ 321) و في معرفة السنن و الآثار (رقم 1201) و الطحاوي في شرح المعاني (1/ 353) و أبو القاسم البغوي في الجعديات (406) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بالنجم فسجد وسجد الناس معه إلا رجلين قال أرادا الشهرة ").
قلت: و سنده جيد رجاله ثقات.
و قد اختلفت الروايات عن أبي هريرة رضي الله عنه، لكن الصحيح ما أثبتناه و بهذا جزم أحد أئمة العلل أبو حاتم الرازي فيما قاله ابنه عبد الرحمن في العلل (1/ 165): (سألت أبي عن حديث رواه أبو كريب عن وكيع عن ابن أبي ذئب عن خالد عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
وقال مرة عن ابن ابي ذئب عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سجد في النجم.
ورواه الليث بن سعد عن ابن أبي ذئب عن الحرث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن الحرث بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذا رواه الوليد بن مسلم وعبد العزيز بن محمد عن ابن أبي ذئب. قال أبي: هذا الصحيح).
قلت: و هنالك شاهد آخر فيما أخرجه الإمام أحمد في المسند (3/ 420) و اللفظ له و من طريقه النسائي في المجتبى (2/ 160) و في الكبرى (1/ 331) و الحاكم في المستدرك (3/ 734) و البيهقي في السنن الكبرى (2/ 314) من طريق إبراهيم بن خالد قال حدثنا رباح عن معمر عن بن طاوس عن عكرمة بن خالد عن جعفر بن المطلب بن أبي وداعة عن أبيه: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة سورة النجم فسجد وسجد من عنده فرفعت رأسي وأبيت أن أسجد ولم يكن أسلم يومئذ المطلب وكان بعد لا يسمع أحدا قرأها إلا سجد).
و توبع رباح عن معمر، تابعه عبد الرزاق فيما أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد و المثاني (2/ 110)
و الطبراني في الكبير (20/ 288).
قلت: هذا سنده جيد رجاله ثقات عدا جعفر بن المطلب:
ترجم له ابن أبي حاتم و البخاري في كتابيهما و لم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.
و ذكره ابن حبان في الثقات.
و روى عنه جمع: عبد العزيز بن رفيع و سعيد بن كثير و عكرمة بن خالد.
و زاد ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار عنه: (من متقني أهل مكة وكان فاضلا).
و روايته هنا عن والده (صحابي أسلم عام الفتح رضي الله عنه) و هو أعلم الناس به، فهو من التابعين و لم يأت بما يستنكر، بل يشهد له ما رواه الثقات في الصحاح و غيرها، فمثله يحسن حديثه على أقل تقدير في هذا الخبر.
قلت: و قد يتشبث بعضهم بما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه من طريق آخر فيما أخرجه الضياء في المختارة (10/ 234): (أخبرنا أبو القاسم بن أحمد بن أبي القاسم الخباز أن أبا الخير محمد بن رجاء بن ابراهيم أخبرهم ابنا أحمد بن عبد الرحمن ابنا أحمد بن موسى بن مردويه حدثني ابراهيم بن محمد حدثني أبو بكر محمد بن علي المقرىء البغدادي ثنا جعفر بن محمد الطيالسي ثنا ابراهيم بن محمد بن عرعرة ثنا أبو عاصم النبيل ثنا عثمان بن الأسود عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلى و شفاعتهن ترتجا ففرح المشركون بذلك وقالوا قد ذكر آلهتنا فجاءه جبريل فقال اقرأ علي ما جئتك به قال فقرأ أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى تلك الغرانيق
¥(40/413)
العلى وشفاعتهن ترتجا فقال ما أتيتك بهذا هذا عن الشيطان أو قال هذا من الشيطان لم آتك بها فأنزل الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته الى آخر الآية).
قلت: و هذا سند ضعيف بل منكر، فقد تفرد به أبو بكر بن المقرئ (و هو غير ابن المقرئ صاحب المعجم المطبوع)، فهو مع جهالة حاله لا يحتمل مثل هذه الرواية المخالفة كل المخالفة لرواية ابن عباس رضي الله عنهما التي جاءت في أصح كتاب بعد كتاب الله (صحيح البخاري) مما يزيدها وهنا على وهن لا سيما بالزيادة المنكرة.
أو يتشبث بما أخرجه الطبري في تفسيره (17/ 189): (حدثني محمد بن سعد قال ثني أبي قال ثني عمي قال ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته إلى قوله والله عليم حكيم وذلك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يصلي إذ نزلت عليه قصة آلهة العرب فجعل يتلوها فسمعه المشركون فقالوا إنا نسمعه يذكر آلهتنا بخير فدنوا منه فبينما هو يتلوها وهو يقول أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان إن تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى فجعل يتلوها فنزل جبرائيل عليه السلام فنسخها ثم قال له وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته إلى قوله والله عليم حكيم).
قلت: وهذا سند ضعيف جدا، و هو حديث منكر.
و هذه نسخة لا يصلح منها شيء البتة مدارها على آل العوفي.
- محمد بن سعد هو العوفي لينه الخطيب، و قال الدارقطني: لا بأس به.
- و والده سعد قال فيه الإمام أحمد فيما نقله عنه الخطيب في تاريخ بغداد: (لم يكن ممن يستأهل أن يكتب عنه ولا كان موضعا لذاك).
- و الحسين بن الحسن العوفي: قال فيه أبو حاتم الرازي: (ضعيف الحديث)،
و قال ابن معين: (ضعيف).
وقال ابن عدي: (وللحسين بن الحسن أحاديث عن أبيه عن الأعمش وعن أبيه وعن غيرهما وأشياء مما لا يتابع عليه).
- و الحسن بن عطية العوفي: قال فيه أبو حاتم الرازي: (ضعيف الحديث).
و قال البخاري في التاريخ الكبير: (ليس بذاك).
و قال ابن حبان في المجروحين: (منكر الحديث فلا أدري البلية في أحاديثه منه أو من أبيه أو منهما معا لأن أباه ليس بشيء في الحديث وأكثر روايته عن أبيه فمن هنا اشتبه أمره ووجب تركه).
- و عطية العوفي: و هو في غنى عن ذكر تضعيف النقاد له لشهرته.
بـ – الروايات المرسلة و المعضلة:
1 - مرسل قتادة بل معضله:
أخرج الطبري في تفسيره (17/ 191): (حدثنا ابن عبد الأعلى قال ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتمنى أن لا يعيب الله آلهة المشركين فألقى الشيطان في أمنيته فقال إن الآلهة التي تدعي أن شفاعتها لترتجى وإنها للغرانيق العلى فنسخ الله ذلك وأحكم الله آياته أفرأيتم اللات و العزى حتى بلغ من سلطان قال قتادة لما ألقى الشيطان ما ألقى قال المشركون قد ذكر الله آلهتهم بخير ففرحوا بذلك فذكر قوله ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض.
حدثنا الحسن قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة بنحوه).
قلت: و هذا مع إرساله بل إعضاله ضعيف منكر:
- و قولنا مرسل قتادة فيه شيء من التجوز لأن قتادة لم يرو إلا عن قلة من صحابة الرسول صلى الله عليه و سلم و رضي الله عنهم، بل إن الإمام أحمد قال كما في مراسيل ابن أبي حاتم (168):
" ما أعلم قتادة روى عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا عن أنس رضي الله عنه
قيل: فابن سرجس؟ فكأنه لم يره سماعا ".
و قال أبو حاتم الرازي كما في المراسيل لابنه (175): (لم يلق من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنسا و عبد الله بن سرجس).
فاحتمال الإعضال أكبر بكثير من الإرسال، فأنى له الجبران.
ثم على فرض التسليم بالارسال، فإن النقاد لم يعدوا مراسيله شيئا:
- قال ابن أبي حاتم الرازي في المراسيل (3): (حدثنا أحمد بن سنان قال: كان يحيى بن سعيد القطان لا يرى إرسال الزهري و قتادة شيئا؛ و يقول هو بمنزلة الريح؛ و يقول هؤلاء قوم حفاظ إذا سمعوا الشيئ علقوه).
- ثم إن رواية معمر عن قتادة مما تكلم فيها النقاد:
¥(40/414)
قال الدارقطني كما في شرح العلل لابن رجب: (معمر سيئ الحفظ لحديث قتادة و الأعمش).
و في الجملة فحديث معمر عن البصريين فيه اضطراب كما جزم به النقاد يراجع شرح العلل لابن رجب و غيره.
قال الإمام أحمد: (حديث عبد الرزاق عن معمر أحب إلي من حديث هؤلاء البصريين وكان معمر يتعاهد كتبه وينظر فيها يعني باليمن وكان يحدثهم حفظاً بالبصرة). كما في بحر الدم (269) و تهذيب الكمال (18/ 57).
- ثم و هو الأقوى، ماذا يزن هذا المعضل أمام تلك الروايات الصحيحة عن الجمع من الصحابة رضوان الله عليهم؟
2 - مرسل أبي العالية:
أخرج الطبري في تفسيره (17/ 188): (حدثنا ابن عبد الأعلى قال ثنا المعتمر قال سمعت داود عن أبي العالية قال قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنما جلساؤك عبد بني فلان ومولى بني فلان فلو ذكرت آلهتنا بشيء جالسناك فإنه يأتيك أشراف العرب فإذا رأوا جلساءك أشراف قومك كان أرغب لهم فيك قال فألقى الشيطان في أمنيته فنزلت هذه الآية أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى قال فأجرى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى وشفاعتهن ترجى مثلهن لا ينسى قال فسجد النبي صلى الله عليه وسلم حين قرأها وسجد معه المسلمون والمشركون فلما علم الذي أجري على لسانه كبر ذلك عليه فأنزل الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته إلى قوله والله عليم حكيم.
حدثنا ابن المثنى قال ثنا أبو الوليد قال ثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن أبي العالية قال قالت قريش يا محمد إنما يجالسك الفقراء والمساكين وضعفاء الناس فلو ذكرت آلهتنا بخير لجالسناك فإن الناس يأتونك من الآفاق فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة النجم فلما انتهى على هذه الآية أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى فألقى الشيطان على لسانه وهي الغرانقة العلى وشفاعتهن ترتجى. فلما فرغ منها سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون والمشركون إلا أبا أحيحة سعيد بن العاص أخذ كفا من تراب وسجد عليه وقال قد آن لابن أبي كبشة أن يذكر آلهتنا بخير حتى بلغ الذين بالحبشة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسلمين أن قريشا قد أسلمت فاشتد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ألقى الشيطان على لسانه فأنزل الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلى آخر الآية).
قلت: و هذا مرسل. و مراسيل أبي العالية الرياحي كالريح كما قال النقاد، ليست بشيء، فلا حجة فيها.
و كيف يقابل مثل هذا المرسل (و هو من أقسام الضعيف) مع هذه النكارة الظاهرة، بالروايات الصحيحة الموصولة عن ذلكم الجمع من الصحابة رضوان الله عليهم.
3 - مرسل أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث:
أخرج الطبري في تفسيره (17/ 189): (حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب أنه سئل عن قوله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الآية قال ابن شهاب ثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة قرأ عليهم والنجم إذا هوى فلما بلغ أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى قال إن شفاعتهن ترتجى وسها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيه المشركون الذين في قلوبهم مرض فسلموا عليه وفرحوا بذلك فقال لهم إنما ذلك من الشيطان فأنزل الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي حتى بلغ فينسخ الله ما يلقي الشيطان).
قلت: ظاهر السند صحيح إلى أبي بكر بن عبد الرحمن لكنه مع إرساله منكر.
ذلك أن ابن إسحاق أخرج في المغازي (مع سيرة ابن هشام) من طريق الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أم سلمة رضي الله عنها (هكذا بسند موصول صحيح) قصة خروج المسلمين إلى الحبشة و لم يذكر فيها تلكم الرواية المنكرة.
و هي أطول رواية وردت في خروج المسلمين إلى الحبشة، فلم يرد في شيء منها قصة الغرانيق تلك.
و هو مع ذلك موافق لما أخرجه الزهري عن عروة عن أم سلمة رضي الله عنها.
راجع القصة بطولها في السيرة لابن هشام (2/ 177) و دلائل النبوة للبيهقي (2/ 301) و دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني (247) من طريق ابن إسحاق و السند صحيح بحمد الله تعالى.
¥(40/415)
قلت: راجعني بعض إخواني الأفاضل من المشتغلين في رد رواية أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث المرسلة برواية أم سلمة الموصولة التي رواها ابن إسحاق بالسند الصحيح لقصة خروج المسلمين إلى الحبشة، ذلكم أن الحادثتين متغايرتين.
و هذا إيراد وجيه عند أول اعتبار، و لا شك أن له وجها من النظر، لكن عند التأمل نجد أن استدلالنا لا يخلو من وجاهة أيضا و ذلك لجملة أمور مجتمعة:
الأول: القول أن الحادثتين متغايرتين فيه نظر، بل المسألتين مرتبطتين بأمرين مجتمعين:
1/ إن أصحاب القول بالرواية المنكرة (قصة الغرانيق) ذكروها كسبب لرجوع مهاجرة الحبشة إلى مكة.
2/ استدلالنا برواية أم سلمة رضي الله عنها الموصولة لإعلال الرواية المرسلة يقوم على:
أن الرواية الموصولة أطول رواية صحيحة وردت في قصة الهجرة إلى الحبشة.
أن الرواية الموصولة الصحيحة جاءت من طريق الزهري عن أب بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أم سلمة رضي الله عنها، و لو كان لمرسل عبد الرحمن بن الحارث من طريق الزهري أصلا لما أغفلته رواية أم سلمة الطويلة الواردة من طريقهما، و أن الداعي لذكر سبب الرجوع وارد، لا سيما و أن الرواية الموصولة ذكرت تفاصيل كثيرة دون سبب الرجوع في الأهمية بكثير.
3/ فنحن إذن أمام روايتين من طريق الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث في مسألة واحدة:
الأولى: مرسلة و فيها قصة منكرة (قصة الغرانيق) تخالف ما ورد في الصحيح.
الثانية: موصولة و سندها صحيح و هي أطول ما جاء في قصة مهاجرة الحبشة و لم يأتي فيها تلكم الرواية المنكرة و لم تتطرق لسجود النبي صلى الله عليه و سلم بالنجم كسبب لرجوعهم.
فأما الذي يوافق منهج الأئمة النقاد هو القول بنكارة الرواية المرسلة، و لا يستبعد أن السند مركب، و الصحيح من رواية الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، هو ما رواه ابن إسحاق عنه من مسند أم سلمة رضي الله عنها و لا ذكر للقصة المنكرة البتة و للحمد و المنة.
و لهذا المسلك من الإعلال نظائر عند النقاد أحيل على كتاب العلل لابن أبي حاتم حتى يرى طالب العلم كيف يعل الأئمة النقاد الأحاديث المركبة و التي دخل فيها حديث في حديث و غير ذلك، بأمور تبدو أولا بعيدة و لكنها عند التأمل وجيهة. و الله تعالى أعلم.
4 - مرسل الزهري:
قال السيوطي في الدر المنثور (6/ 67): (وأخرج ابن أبي حاتم من طريق موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال لما أنزلت سورة النجم وكان المشركون يقولون لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقرنناه وأصحابه ولكن لا يذكر من خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر آلهتنا من الشتم والشر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اشتد عليه ما ناله وأصحابه من أذاهم وتكذيبهم وأحزنته ضلالتهم فكان يتمنى كف أذاهم فلما أنزل الله سورة النجم قال: أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى القى الشيطان عندها كلمات حين ذكر الطواغيت فقال وانهن لهن الغرانيق العلى وان شفاعتهن لهي التي ترتجى فكان ذلك من سجع الشيطان وفتنه فوقعت هاتان الكلمتان في قلب مشرك بمكة وذلقت بها ألسنتهم وتباشروا بها وقالوا ان محمد قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر النجم سجد وسجد كل من حضر من مسلم ومشرك ففشت تلك الكلمة في الناس وأظهرها الشيطان حتى بلغت أرض الحبشة فأنزل الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي فلما بين الله قضاءه وبرأه من سجع الشيطان انقلب المشركون بضلالتهم وعداوتهم للمسلمين واشتدوا عليه).
ثم قال السيوطي: (وأخرجه البيهقي في الدلائل عن موسى بن عقبة ولم يذكر ابن شهاب).
قلت: و هو كما قال، فلقد أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (2/ 285) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة في كتاب المغازي قال: (ثم إن قريشا ... ) هكذا دون ذكر للزهري و ساق قصة طويلة.
و حسب هذا نكارة أنه مع إرساله بل إعضاله، مناف لما ثبت عن الزهري نفسه عن عروة و أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أم سلمة رضي الله عنها في قصة طويلة صحيحة السند عن ذهابهم إلى الحبشة لم يذكر فيها رجوعهم بسبب هذه القصة المنكرة فليتنبه.
ثم إننا سبق أن نقلنا قول يحيى القطان في مراسيل قتادو و الزهري و أنها شبه الريح.
¥(40/416)
و هذا يحيى بن معين يقول: (مراسيل الزهري ليست بشيئ) كما في المراسيل لابن أبي حاتم (3).
5 - مرسل عروة بن الزبير:
أخرج الطبراني في المعجم الكبير (9/ 35): (حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني ثنا أبي ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال وتسمية الذين خرجوا إلى أرض الحبشة المرة الأولى قبل خروج جعفر وأصحابه عثمان بن مظعون وعثمان بن عفان ومعه امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن مسعود وعبد الرحمن بن عوف وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ومعه امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو و ولدت له بأرض الحبشة محمد بن أبي حذيفة و الزبير بن العوام ومصعب بن عمير أخو بني عبد الدار وعامر بن ربيعة وأبو سلمة بن عبد الأسد وامرأته أم سلمة وأبو سبرة بن أبي رهم ومعه أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو وسهيل بن بيضاء قال ثم رجع هؤلاء الذين ذهبوا المرة الأولى قبل جعفر بن أبي طالب وأصحابه حين أنزل الله عز وجل السورة التي يذكر فيها والنجم إذا هوى وقال المشركون من قريش لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه فإنه لا يذكر أحدا ممن خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر به آلهتنا من الشتم والشر فلما أنزل الله عز وجل السورة التي يذكر فيها والنجم وقرأ أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان فيها عند ذلك ذكر الطواغيت فقال وإنهن لمن الغرانيق العلى وإن شفاعتهم لترتجى وذلك من سجع الشيطان وفتنته فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك وذلت بها السنتهم واستبشروا بها وقالوا إن محمدا صلى الله عليه وسلم قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر السورة التي فيها النجم سجد وسجد معه كل من حضر من مسلم ومشرك غير أن الوليد بن المغيرة كان رجلا كبيرا فرفع على كفه ترابا فسجد عليه فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم في السجود لسجود رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما المسلمون فعجبوا من سجود المشركين على غير إيمان ولا يقين ولم يكن المسلمون سمعوا الذي ألقى الشيطان على ألسنة المشركين وأما المشركون فاطمأنت أنفسهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما سمعوا الذي ألقى الشيطان في أمنية النبي صلى الله عليه وسلم وحدثهم الشيطان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرأها في السجدة فسجدوا لتعظيم آلهتهم ففشت تلك الكلمة في الناس وأظهرها الشيطان حتى بلغت الحبشة فلما سمع عثمان بن مظعون وعبد الله بن مسعود ومن كان معهم من أهل مكة أن الناس قد أسلموا وصلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغهم سجود الوليد بن المغيرة على التراب على كفيه أقبلوا سراعا وكبر ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أمسى أتاه جبريل عليه السلام فشكا إليه فأمره فقرأ عليه فلما بلغها تبرأ منها جبريل عليه السلام وقال معاذ الله من هاتين ما أنزلهما ربي ولا أمرني بهما ربك فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم شق عليه وقال أطعت الشيطان وتكلمت بكلامه وشركني في أمر الله فنسخ الله عز وجل ما ألقى الشيطان وأنزل عليه وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد فلما برأه الله من سجع الشيطان وفتنته إنقلب المشركون بضلالهم وعداوتهم وبلغ المسلمين ممن كان بأرض الحبشة وقد شارفوا مكة فلم يستطيعوا الرجوع من شدة البلاء الذي أصابهم والجوع والخوف خافوا أن يدخلوا مكة فيبطش بهم فلم يدخل رجل منهم إلا بجوار وأجار الوليد بن المغيرة عثمان بن مظعون فلما أبصر عثمان بن مظعون الذي لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من البلاء وعذبت طائفة منهم بالنار وبالسياط وعثمان معافى لا يعرض له رجع إلى نفسه فاستحب البلاء على العافية وقال أما من كان في عهد الله وذمته وذمة رسوله الذي اختار لأوليائه من أهل الإسلام ومن دخل فيه فهو خائف مبتلى بالشدة والكرب عمد إلى الوليد بن المغيرة فقال يا بن عم قد أجرتني فأحسنت جواري وإني أحب أن تخرجني إلى عشيرتك فتبرأ مني بين أظهرهم فقال له الوليد بن أخي لعل أحدا آذاك وشتمك وأنت في ذمتي فأنت تريد من هو أمنع
¥(40/417)
لك مني فأكفيك ذلك قال لا والله ما بي ذلك وما اعترض لي من أحد فلما أبى عثمان إلا أن يتبرأ منه الوليد أخرجه إلى المسجد وقريش فيه كأحفل ما كانوا ولبيد بن ربيعة الشاعر ينشدهم فأخذ الوليد بيد عثمان فأتى به قريشا فقال إن هذا غلبني وحملني على أن أبرأ إليه من جواري أشهدكم أني منه بريء فجلسا مع القوم وأخذ لبيد ينشدهم فقال ألا كل شيء ما خلا الله باطل فقال عثمان صدقت ثم إن لبيد أنشدهم تمام البيت وكل نعيم لا محالة زائل فقال كذبت فاسكت القوم ولم يدروا ما أراد بكلمته ثم أعادها الثانية وأمر بذلك فلما قالها قال مثل كلمته الأولى والآخرة صدقه مرة وكذبه مرة وإنما يصدقه إذا ذكر كل شيء يفنى وأذا قال كل نعيم ذاهب كذبه عند ذلك إن نعيم أهل الجنة لا يزول نزع عند ذلك رجل من قريش فلطم عين عثمان بن مظعون فاخضرت مكانها فقال الوليد بن المغيرة وأصحابه قد كنت في ذمة مانعة ممنوعة فخرجت منها إلى هذا وكنت عما لقيت غنيا ثم ضحكوا فقال عثمان بل كنت إلى هذا الذي لقيت منكم فقيرا وعيني التي لم تلطم إلى مثل هذا الذي لقيت صاحبتها فقيرة لي فيمن هو أحب إلي منكم أسوة فقال له الوليد إن شئت أجرتك الثانية فقال لا أرب لي في جوارك).
قلت: هذا مرسل ضعيف منكر، عبد الله بن لهيعة ضعيف مطلقا.
ثم إنه اضطرب فيه فجعله تارة من مرسل عروة و تارة يرفعه فيجعله من طريق عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة عن أبيه، في سياق مغاير، يراجع عند البيهقي في معرفة السنن و الآثار
(رقم 5686).
6 - مرسل محمد بن فضالة الظفري و المطلب بن عبد الله بن حنطب:
أخرج ابن سعد في الطبقات (1/ 205): (أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يونس بن محمد بن فضالة الظفري عن أبيه قال وحدثني كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قالا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه كفا عنه فجلس خاليا فتمنى فقال ليته لا ينزل علي شيء ينفرهم عني وقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه ودنا منهم ودنوا منه فجلس يوما مجلسا في ناد من تلك الأندية حول الكعبة فقرأ عليهم والنجم إذا هوى حتى إذا بلغ أرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان كلمتين على لسانه تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما ثم مضى فقرأ السورة كلها وسجد وسجد القوم جميعا ورفع الوليد بن المغيرة ترابا إلى جبهته فسجد عليه وكان شيخا كبيرا لا يقدر على السجود ويقال إن أبا أحيحة سعيد بن العاص أخذ ترابا فسجد عليه رفعه إلى جبهته وكان شيخا كبيرا فبعض الناس يقول إنما الذي رفع التراب الوليد وبعضهم يقول أبو أحيحة وبعضهم يقول كلاهما جميعا فعل ذلك فرضوا بما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا قد عرفنا أن الله يحيي ويميت ويخلق ويرزق ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده وأما إذ جعلت لها نصيبا فنحن معك فكبر ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم من قولهم حتى جلس في البيت فلما أمسى أتاه جبريل عليه السلام فعرض عليه السورة فقال جبريل جئتك بهاتين الكلمتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت على الله ما لم يقل فأوحى الله إليه صلى الله عليه وسلم فقال القوم فمن بقي بمكة إذا أسلم هؤلاء وقالوا عشائرنا أحب إلينا فخرجوا راجعين حتى غذا كانوا دون مكة بساعة من نهار لقوا ركبا من كنانة فسألوهم عن قريش وعن حالهم فقال الركب ذكر محمد وآلهتهم بخير فتابعه الملأ ثم ارتد عنها فعاد لشتم آلهتهم وعادوا له بالشر فتركناهم على ذلك فأتمر القوم في الرجوع الىأرض الحبشة ثم قالوا قد بلغنا ندخل فننظر ما فيه قريش ويحدث عهدا من أراد بأهله ثم يرجع).
قلت: سنده ضعيف جدا من أجل الواقدي و الكلام في ضعفه الشديد مشهور تغني شهرته عن ذكره في هذا المقام.
7 - مرسل محمد بن كعب القرظي:
¥(40/418)
أخرج الطبري في تاريخه (1/ 550): (حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن يزيد بن زياد المدني عن محمد بن كعب القرظي قال لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم تولي قومه عنه وشق عليه ما يرى من مباعدتهم ما جاءهم به من الله تمنى في نفسه أن يأتيه من الله ما يقارب بينه وبين قومه وكان يسره مع حبه قومه وحرصه عليهم أن يلين له بعض ما قد غلظ عليه من أمرهم حتى حدث بذلك نفسه وتمناه وأحبه فأنزل الله عز وجل والنجم إذ هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى فلما انتهى إلى قوله أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان على لسانه لما كان يحدث به نفسه ويتمنى أن يأتي به قومه تلك الغرانيق العلا وإن لترتجى فلما سمعت ذلك قريش فرحوا وسرهم وأعجبهم ما ذكر به آلهتهم فأصاخوا له والمؤمنون مصدقون نبيهم فيما جاءهم به عن ربهم ولا يتهمونه على خطإ ولا وهم ولا زلل فلما انتهى إلى السجدة منها وختم السورة سجد فيها فسجد المسلمون بسجود نبيهم تصديقا لما جاء به واتباعا لأمره وسجد من في المسجد من المشركين من قريش وغيرهم لما سمعوا من ذكر آلهتهم فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد إلا الوليد بن المغيرة فإنه كان شيخا كبيرا فلم يستطع السجود فأخذ بيده حفنة من البطحاء فسجد عليها ثم تفرق الناس من المسجد وخرجت قريش وقد سرهم ما سمعوا من ذكر آلهتهم يقولون قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر قد زعم فيما يتلو أنها الغرانيق العلا وأن شفاعتهن ترتضى وبلغت السجدة من بأرض الحبشة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل أسلمت قريش فنهض منهم رجال وتخلف آخرون وأتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ماذا صنعت لقد تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله عز وجل وقلت ما لم يقل لك فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك حزنا شديدا وخاف من الله خوفا كثيرا فأنزل الله عز وجل وكان به رحيما يعزيه ويخفض عليه الأمر ويخبره أنه لم يك قبله نبي ولا رسول تمنى كما تمنى ولا أحب كما أحب إلا والشيطان قد ألقى في أمنيته كما ألقى على لسانه صلى الله عليه وسلم فنسخ الله ما ألقى الشيطان وأحكم آياته أي فإنما أنت كبعض الأنبياء والرسل فأنزل الله عز وجل: " وما أرسلنا من قبلك من رسولا ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم " فأذهب الله عز وجل عن نبيه الحزن و آمنه من الذي كان يخاف ونسخ ما ألقى الشيطان على لسانه من ذكر آلهتهم أنها الغرانيق العلا وأن شفاعتهن ترتضى بقول الله عز وجل حين ذكر اللات و العزى و مناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى أي عوجاء إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم إلى قوله لمن يشاء ويرضى أي فكيف تنفع شفاعة آلهتكم عنده فلما جاء من الله ما نسخ ما كان الشيطان ألقى على لسان نبيه قالت قريش ندم محمد على ما ذكر من منزلة آلهتكم عند الله فغير ذلك وجاء بغيره وكان ذانك الحرفان اللذان ألقى الشيطان على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وقعا في فم كل مشرك فازدادوا شرا إلى ما كانوا عليه وشدة على من أسلم واتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم وأقبل أولئك النفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين خرجوا من أرض الحبشة لما بلغهم من إسلام أهل مكة حين سجدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا دنوا من مكة بلغهم أن الذي كانوا تحدثوا به من إسلام أهل مكة كان باطلا فلم يدخل منهم أحد إلا بجوار أو مستخفيا فكان ممن قدم مكة منهم فأقام بها حتى هاجر إلى المدينة فشهد معه بدرا من بني عبد شمس بن عبد مناف بن قصي عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية معه امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس معه امرأته سهلة بن سهيل وجماعة أخر معهم عددهم ثلاثة وثلاثون رجلا).
قلت: هذا سند ضعيف جدا من أجل محمد بن حميد شيخ الطبري.
8 - مرسل محمد بن كعب القرظي و محمد بن قيس:
¥(40/419)
أخرج الطبري في تاريخه (1/ 552): (حدثني القاسم بن الحسن قال حدثنا الحسين بن داود قال حدثني حجاج عن أبي معشر عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس قالا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناد من أندية قريش كثير أهله فتمنى يومئذ ألا يأتيه من الله شيء فينفروا عنه فأنزل الله عز وجل والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا بلغ أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان عليه كلمتين تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترجى فتكلم بهما ثم مضى فقرأ السورة كلها فسجد في آخر السورة وسجد القوم معه جميعا ورفع الوليد بن المغيرة ترابا إلى جبهته فسجد عليه وكان شيخا كبيرا لا يقدر على السجود فرضوا بما تكلم به وقالوا قد عرفنا أن الله يحيي ويميت وهو الذي يخلق ويرزق ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده فإذا جعلت لها نصيبا فنحن معك قالا فلما أمسى أتاه جبرئيل عليه السلام فعرض عليه السورة فلما بلغ الكلمتين اللتين ألقى الشيطان عليه قال ما جئتك بهاتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افتريت على الله وقلت على الله ما لم يقل فأوحى الله إليه وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره إلى قوله ثم لا تجد لك علينا نصيرا فما زال مغموما مهموما حتى نزلت وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلى قوله والله عليم حكيم
قال فسمع من كان بأرض الحبشة من المهاجرين أن أهل مكة قد أسلموا كلهم فرجعوا إلى عشائرهم وقالوا هم أحب إلينا فوجدوا القوم قد ارتكسوا حين نسخ الله ما ألقى الشيطان).
قلت: و هذا سند ضعيف منكر، من أجل حال أبي معشر و لمخالفته للرواية الصحيحة عند الثقات
9 - مرسل أبي صالح:
أورده السيوطي في الدر المنثور (1/ 274) و قال: (وأخرج عبد بن حميد من طريق السدي عن أبي صالح قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المشركون ان ذكر آلهتنا بخير ذكرنا آلهته بخير ف ألقى الشيطان في أمنيته أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى إنهن لفي الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى قال فأنزل الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا اذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته).
قلت: و هذا سند مرسل ضعيف منكر.
و لعل أصله ما روي من وجوه أخرى من طريق الكلبي المتهم موصولا إلى ابن عباس رضي الله عنهما، و يكفي وجود الكلبي في السند لتهافته و سقوطه بمرة.
10 - معضل الضحاك بن مزاحم:
أخرج الطبري في تفسيره (17/ 189): (حدثت عن الحسين قال سمعت أبا معاذ يقول أخبرنا عبيد قال سمعت الضحاك يقول في قوله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الآية أن نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة أنزل الله عليه في آلهة العرب فجعل يتلو اللات والعزى ويكثر ترديدها فسمع أهل مكة نبي الله يذكر آلهتهم ففرحوا بذلك ودنوا يستمعون فألقى الشيطان في تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى فقرأها النبي صلى الله عليه وسلم كذلك فأنزل الله عليه وما أرسلنا من قبلك من رسول إلى والله عليم حكيم).
قلت: و هذا معضل ضعيف لانقطاعه الظاهر، لا يصلح بحال من الأحوال للاعتبار اتفاقا.
و الضحاك بن مزاحم لم يثبت عنه أنه سمع من أحد من الصحابة، وجل روايته في التفسير عن سعيد بن جبير، كما ترى ذلك في كتب الرجال و قد لخصها الحافظ العلائي في جامع التحصيل (199) فانظرها هناك غير مأمور.
خلاصة البحث:
و نخلص مما سبق أن سجود النبي صلى الله عليه و سلم لما قرأ سورة النجم و سجود المسلمين و المشركين معه، له أصل أصيل من الروايات الصحيحة، و لا ذكر فيها للزيادة المنكرة المعروفة بقصة الغرانيق، التي لا نشك في بطلانها سندا و متنا.
فقد صح أصل القصة من رواية أربعة من الصحابة رضوان الله عليهم الواردة في الصحاح و السنن:
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
عبد الله بن عباس رضي الله عنه.
أبو هريرة رضي الله عنه.
المطلب بن أبي وداعة رضي الله عنه.
أما الروايات التي اعتمدها من صحح القصة بالزيادة المنكرة، التي جاءت في كتب التفسير و الغرائب و الأفراد، فلا حجة فيها البتة، مع مخالفتها للرواية الصحيحة عن الجمع من الصحابة رضوان الله عليهم:
¥(40/420)
- أما حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي وثق رجاله السيوطي، فمنكر.
أصله مرسل سعيد بن جبير و لا يصح عنه و إن كان ظاهره الصحة، لأنه ورد من رواية غندر عن شعبة، و الصحيح من روايتهما هو ما جاء من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، و قد توبع غندر كما توبع شعبة على هذه الرواية الواردة في الصحيح، فتكون بذلك رواية سعيد بن جبير التي جعلها الحافظ ابن حجر أقوى ما ورد، مع إرسالها منكرة.
أما الروايات الأخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما بزيادة قصة الغرانيق، فمنكرة باطلة، فهي مع ضعف السند، مخالفة لما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما في صحيح البخاري و غيره دون ذكر لتلكم القصة المنكرة كما سبق بيانه في البحث.
- و أما مرسل أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث فمرده إلى حديث أم سلمة رضي الله عنها، و لا حجة فيه البتة.
- و أما مرسل قتادة بل معضله فضعيف منكر.
- و أما مرسل أبي العالية فرياح.
- أما باقي المرويات فقد بيّنا تهافتها و سقوطها و لا تحتاج إلى مزيد بيان.
و بعد هذا نزيد فنقول: إن الروايات المرسلة لقتادة و أبي العالية حتى على التسليم باختلاف المخرج بل و مع مرسل سعيد بن جبير و أبي بكر بن عبد الرحمن لن تقوى، صناعةً و لا درايةً،
بحال من الأحوال على مقابلة الروايات الصحيحة عن الجمع من الصحابة: ابن عباس و ابن مسعود و أبي هريرة و ابن أبي وداعة رضوان الله عليم، و قد صحت عنهم جميعهم، على اختلاف المخارج، الروايةُ دون الزيادة المنكرة.
فما بالنا إذا أسقطنا مرسل ابن جبير و أبي بكر بن عبد الرحمن و قتادة.
و ما بالنا إذا أوردنا عليهم مسألة عدم اختلاف المخرج.
إننا نجزم بعد هذا البحث أن قصة الغرانيق قصة باطلة بمرة، لا شبهة عند من تمسك ببعض تلكم المرويات الساقطة و لا تحتاج إلى تأويل و لا توجيه.
فالواجب على طالب العلم أن يكون على حذر من أمره و أن يكون نقده لمثل هذه المرويات في ضوء المحكم الصحيح حتى لا ينجر إلى مسائل جانبية تنسيه الأصل المتين، فيكون الزلل و العياذ بالله.
هذا ما تيسر الآن، و الله أعلى و أعلم و له الحمد أولا و آخرا ".
انتهى البحث.
و السلام عليكم و رحمة الله.
أخوكم: أبو حاتم المقري.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 05 - 04, 01:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وحفظكم
وجزى الله من كتب هذا البحث خير الجزاء
فظاهر القرآن يدل على أن الشيطان ألقى في أمنية النبي صلى الله عليه وسلم كلاما
فإذا أعطي الشيطان فرصة فماذا عساه أن يقول وماذا يتوقع منه غير الشرك
فكلام الشيطان الذي ألقاه ثم نسخه الله لم يثبت فيه حديث متصل بل هي مراسيل كما تفضل الأخ الباحث في بحثه السابق
فالشيطان ألقى شبهة ثم نسخها الله، وجاء في المراسيل أنها الغرانيق وتفسيرها بذلك أقرب فهي أصح ما ورد في تفسير هذا الكلام الذي ألقاه الشيطان
فالمقصود أن الشيطان سواء ذكر الغرانيق أم غيرها فإنه قد القى شبهة كما قال تعالى في سورة الحج
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (54)
فما هذا الكلام الذي ألقاه الشيطان ثم نسخه الله وكان هذا الكلام فتنة للذين في قلوبهم مرض
فأصح ماجاء فيه المراسيل السابقة فتفسيرها به أولى، خاصة مع تعدد مخارجها.
وللفائدة ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10403
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[19 - 05 - 04, 03:25 م]ـ
بارك الله فيك يا أخي و ليتك تطالع هذا الرابط و تنضم لإخوانك المجاهدين ضد النصارى:)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19747
ـ[أبو حاتم المقري]ــــــــ[20 - 05 - 04, 12:22 ص]ـ
و فيكم بارك الله و جزاكم الله خير الجزاء.
أخي الفاضل عبد الرحمن الفقيه، فهمت من كلامك أنك تقوي القصة بمجموع المراسيل و الله أعلم.
و الحق أنني ما كتبت هذا البحث إلا لبيان تهافتها و ضعفها و أن الاقتصار على النظر في هذه المراسيل مفرداتها أو مجموعها حتى على التسليم باختلاف مخارجها و إغفال الروايات الصحيحة في سجود النبي صلى الله عليه و سلم، مسلك في نظري القاصر بعيد و الله أعلم.
لذلك و لغيره، رأيت أن الصواب هو رد هذه المراسيل (و قد بينت ضعف أكثرها لا سيما مرسل سعيد بن جبير و هو أقوى ما ورد منها) بل المعاضيل، إلى المحكم من تلكم الروايات الصحيحة، و قد أوردت روايات أربعة من الصحابة رضوان الله عليهم في سجود النبي صلى الله عليه و سلم عندما قرأ النجم و سجد معه المسلمون و المشركون و الحادثة واحدة جزما، و ليس فيسيما رووه أثرا لتكم القصة المنكرة (قصة الغرانيق).
هذا هو مراد البحث و هذا الذي توصلت إليه و أدين الله به أن قصة الغرانيق باطلة رواية لا تصح بحال من الأحوال.
أما عن تفسير الآية، فما ذكرته و غيره مما قرره أهل العلم لا أجد فيه إشكالا، و لو صحت القصة لكان ما تأوله أهل العلم صحيحا، لكن التأويل فرع التصحيح كما لا يخفى على أمثالك.
و أرجو أخي الفاضل أن تعيد النظر في البحث، و ما نشرته في هذا المنتدى إلا للمدارسة بعد أن ألح أحد إخواني الأحبة على ذلك.
هذا ما تيسر الآن و الله الهادي إلى سواء السبيل.
و السلام عليم و رحمة الله.
أخوكم: أبو حاتم المقري.
¥(40/421)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 05 - 04, 02:29 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
الشيطان تكلم بكلام باطل ثم نسخه الله فما هو هذا الكلام الذي تكلم به الشيطان! ثم نسخه الله وأحكم آياته وجعله فتنة للذين في قلوبهم مرض
والمتن ليس فيه نكارة، فهل ينكر على الشيطان أن يتكلم بالشرك، فالقرآن قددل على أن الشيطان ألقى في كلام النبي صلى الله عليه وسلم كلاما باطلا، فليس في قصة الغرانيق مخالفة لنص القرآن
والمراسيل إذا تعددت واختلفت مخارجها اكتسبت قوة
ويعجبني كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى حيث قال في الفتح (8/ 439) (وقد ذكرت أن ثلاثة أسانيد منها على شرط الصحيح وهي مراسيل يحتج بمثلها من يحتج بالمرسل وكذا من لا يحتج به لاعتضاد بعضها ببعض وإذا تقرر ذلك تعين تأويل ما وقع فيها مما يستنكر وهو قوله ألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى وأن شفاعتهن لترتجى فإن ذلك لا يجوز حمله على ظاهره لأنه يستحيل عليه صلى الله عليه وسلم أن يزيد في القرآن عمدا ما ليس منه وكذا سهوا إذا كان مغايرا لما جاء به من التوحيد لمكان عصمته).
وكذلك ابن تيمية رحمه الله له كلام جيد حول هذه المسألة
قال كما في مجموع الفتاوى (10/ 290)
فإن النبى هو المنبأ عن الله و الرسول هو الذى أرسله الله تعالى وكل رسول نبى وليس كل نبى رسولا والعصمة فيما يبلغونه عن الله ثابتة فلا يستقر فى ذلك خطأ باتفاق المسلمين
ولكن هل يصدر ما يستدركه الله فينسخ ما يلقى الشيطان ويحكم الله آياته؟
هذا فيه قولان
والمأثور عن السلف يوافق القرآن بذلك والذين منعوا ذلك من المتأخرين طعنوا فيما ينقل من الزيادة فى سورة النجم بقوله تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى وقالوا إن هذا لم يثبت ومن علم أنه ثبت قال هذا القاه الشيطان فى مسامعهم ولم يلفظ به الرسول
ولكن السؤال وارد على هذا التقدير أيضا
وقالوا فى قوله (إلا اذا تمنى القى الشيطان فى أمنيته) هو حديث النفس!!
وأما الذين قرروا ما نقل عن السلف فقالوا هذا منقول نقلا ثابتا لا يمكن القدح فيه والقرآن يدل عليه بقوله (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى امنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهادى الذين امنوا إلى صراط مستقيم)
فقالوا الاثار فى تفسير هذة الاية معروفة ثابتة فى كتب التفسير والحديث والقرآن فإن نسخ الله لما يلقى الشيطان وأحكامه آياته إنما يكون لرفع ما وقع فى آياته وتمييز الحق من الباطل حتى لا تختلط آياته بغيرها وجعل ما ألقى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم إنما يكون اذا كان ذلك ظاهرا يسمعه الناس لا باطنا فى النفس انتهى.
وقال البخاري في صحيحه في تفسير سورة الحج (8/ 438 فتح) (وقال ابن عباس في (إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه، فيبطل ما يلقى الشيطان ويحكم آياته، ويقال (أمنيته) قراءته (إلا أماني) يقرئون ولايكتبون
قال ابن حجر في فتح الباري (8/ 438)
قوله وقال بن عباس إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه فيبطل الله ما يلقي الشيطان ويحكم آياته وصله الطبري من طريق على بن أبي طلحة عن بن عباس مقطعا
قوله ويقال أمنيته قراءته إلا أماني يقرؤون ولا يكتبون هو قول الفراء قال التمني التلاوة قال
وقوله لا يعلمون الكتاب إلا أماني قال الأماني أن يفتعل الأحاديث وكانت أحاديث يسمعونها من كبرائهم وليست من كتاب الله قال ومن شواهد ذلك قول الشاعر
تمنى كتاب الله أول ليلة**** تمنى داود الزبور على رسل
قال الفراء والتمني أيضا حديث النفس انتهى
قال أبو جعفر النحاس في كتاب معاني القرآن له بعد أن ساق رواية على بن أبي طلحة عن بن عباس في تأويل الآية هذا من أحسن ما قيل في تأويل الآية وأعلاه وأجله
¥(40/422)
ثم أسند عن أحمد بن حنبل قال بمصر صحيفة في التفسير رواها على بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدا ما كان كثيرا انتهى وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث رواها عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس وهي عند البخاري عن أبي صالح وقد اعتمد عليها في صحيحه هذا كثيرا على ما بيناه في أماكنه وهي عند الطبري وابن أبي حاتم وابن المنذر بوسائط بينهم وبين أبي صالح انتهى
وعلى تأويل ابن عباس هذا يحمل ما جاء عن سعيد بن جبير وقد أخرجه بن أبي حاتم والطبري وابن المنذر من طرق عن شعبة عن أبي بشر عنه قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة والنجم فلما بلغ (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) ألقى الشيطان على لسنه تلك الغرانيق العلى وأن شفاعتهن لترتجى فقال المشركون ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم فسجد وسجدوا فنزلت هذه الآية
وأخرجه البزار وابن مردويه من طريق أمية بن خالد عن شعبة فقال في إسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فيما احسب ثم ساق الحديث
وقال البزار لا يروي متصلا إلا بهذا الإسناد تفرد بوصله أمية بن خالد وهو ثقة مشهور قال وإنما يروي هذا من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس انتهى والكلبي متروك ولا يعتمد عليه
وكذا أخرجه النحاس بسند آخر فيه الواقدي وذكره بن إسحاق في السيرة مطولا وأسندها عن محمد بن كعب وكذلك موسى بن عقبة في المغازي عن ابن شهاب الزهري وكذا ذكره أبو معشر في السيرة له عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس وأورده من طريقه الطبري وأورده بن أبي حاتم من طريق أسباط عن السدي ورواه بن مردويه من طريق عباد بن صهيب عن يحيى بن كثير عن أبي صالح وعن أبي بكر الهذلي وأيوب عن عكرمة وسليمان التيمي عمن حدثه ثلاثتهم عن بن عباس وأوردها الطبري أيضا من طريق العوفي عن ابن عباس ومعناهم كلهم في ذلك واحد وكلها سوى طريق سعيد بن جبير إما ضعيف وإلا منقطع
لكن كثرة الطرق تدل على أن للقصة أصلا مع أن لها طريقين آخرين مرسلين رجالهما على شرط الصحيحين أحدهما ما أخرجه الطبري من طريق يونس بن يزيد عن ابن شهاب حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فذكرا نحوه
والثاني ما أخرجه أيضا من بن سليمان وحماد بن سلمة فرقهما عن داود بن أبي هند عن أبي العالية
وقد تجرأ أبو بكر بن العربي كعادته فقال ذكر الطبري في ذلك روايات كثيرة باطلة لا أصل لها!!!
وهو إطلاق مردود عليه وكذا قول عياض هذا الحديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ولا رواه ثقة بسند سليم متصل مع ضعف نقلته واضطراب رواياته وانقطاع إسناده وكذا قوله ومن حملت عنه هذه القصة من التابعين والمفسرين لم يسندها أحد منهم ولا رفعها إلى صاحب وأكثر الطرق عنهم في ذلك كمال واهية قال وقد بين البزار أنه لا يعرف من طريق يجوز ذكره إلا طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير مع الشك الذي وقع في وصله فلا تجوز الرواية عنه لقوة ضعفه ثم رده من طريق النظر بأن ذلك لو وقع لارتد كثير ممن أسلم قال ولم ينقل ذلك انتهى.
وجميع ذلك لا يتمشى على القواعد فإن الطرق إذا كثرت وتباينت مخارجها دل ذلك على أن لها أصلا وقد ذكرت أن ثلاثة أسانيد منها على شرط الصحيح وهي مراسيل يحتج بمثلها من يحتج بالمرسل وكذا من لا يحتج به لاعتضاد بعضها ببعض
وإذا تقرر ذلك تعين تأويل ما وقع فيها مما يستنكر وهو قوله ألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى وأن شفاعتهن لترتجى فإن ذلك لا يجوز حمله على ظاهره لأنه يستحيل عليه صلى الله عليه وسلم أن يزيد في القرآن عمدا ما ليس منه وكذا سهوا إذا كان مغايرا لما جاء به من التوحيد لمكان عصمته
وقد سلك العلماء في ذلك مسالك
فقيل جرى ذلك على لسانه حين أصابته سنة وهو لا يشعر فلما علم بذلك أحكم الله آياته وهذا أخرجه الطبري عن قتادة ورده عياض بأنه لا يصح لكونه لا يجوز على النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ولا ولاية للشيطان عليه في النوم
وقيل إن الشيطان ألجأه إلى أن قال ذلك بغير اختياره ورده ابن العربي بقوله تعالى حكاية عن الشيطان (وما كان لي عليكم من سلطان) الآية قال فلو كان للشيطان قوة على ذلك لما بقي لأحد قوة في طاعة
وقيل إن المشركين كانوا إذا ذكروا آلهتهم وصفوهم بذلك فعلق ذلك بحفظه صلى الله عليه وسلم فجرى على لسانه لما ذكرهم سهوا وقد رد ذلك عياض فأجاد
وقيل لعله قالها توبيخا للكفار قال عياض وهذا جائز إذا كانت هناك قرينة تدل على المراد ولا سيما وقد كان الكلام في ذلك الوقت في الصلاة جائزا وإلى هذا نحا الباقلاني
وقيل إنه لما وصل إلى قوله ومناة الثالثة الأخرى خشي المشركون أن يأتي بعدها بشيء يذم آلهتهم به فبادروا إلى ذلك الكلام فخلطوه في تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم على عادتهم في قولهم لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه ونسب ذلك للشيطان لكونه الحامل لهم على ذلك أو المراد بالشيطان شيطان الأنس
وقيل المراد بالغرانيق العلى الملائكة وكان الكفار يقولون الملائكة بنات الله ويعبدونها فسيق ذكر الكل ليرد عليهم بقوله تعالى (ألكم الذكر وله الأنثى) فلما سمعه المشركون حملوه على الجميع وقالوا وقد عظم آلهتنا ورضوا بذلك فنسخ الله تلك الكلمتين وأحكم آياته
وقيل كان النبي صلى الله عليه وسلم يرتل القرآن فارتصده الشيطان في سكتة من السكتات ونطق بتلك الكلمات محاكيا نغمته بحيث سمعه من دنا إليه فظنها من قوله وأشاعها قال وهذا أحسن الوجوه ويؤيده ما تقدم في صدر الكلام عن ابن عباس من تفسير تمنى بتلا وكذا استحسن ابن العربي هذا التأويل وقال قبله أن هذه الآية نص في مذهبنا في براءة النبي صلى الله عليه وسلم مما نسب إليه قال ومعنى قوله (في أمنيته) أي في تلاوته فأخبر تعالى في هذه الآية أن سنته في رسله إذا قالوا قولا زاد الشيطان فيه من قبل نفسه فهذا نص في أن الشيطان زاده في قول النبي صلى الله عليه وسلم لا أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله قال وقد سبق إلى ذلك الطبري لجلالة قدره وسعة علمه وشدة ساعده في النظر فصوب على هذا المعنى وحوم عليه
انتهى.
¥(40/423)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 05 - 04, 03:40 ص]ـ
الحمد لله
القصة باطلة سنداً ومتناً
وما قرره ابن حجر على مذهب المتأخرين مردود لأسباب:
1 - نكارة المتن: فيستحيل يقيناً أن لا يفرق النبي الذي اختاره الله بين وحي الله وبين وسوسة الشيطان. هذا لا يخالف فيه عامي فضلا عن عالم. ويمتنع أن يتكلم الشيطان على لسان النبي ويتقول عليه ما لم يقله. ومن زعم هذا فقد فتح الباب على مصراعيه للملاحدة لهدم الدين. فكلما جائهم أمر قالوا هذا من وسوسة الشيطان، وليس وحياً من الله.
2 - مذهب تقوية المقاطيع المنكرة بمجموع طرقها مذهب واه لا يقوم. فعامة هذه المراسيل المنقطعة مخرجها واحد، فلا تقوم بها حجة أبداً. وقد مثل الحافظ العلائي لهذا فانظره.
3 - المسألة ليست حتى عن تقوية المراسيل ببعضها، بل الأمر أعمق من هذا. فالمتأخرين ينظرون للمسألة نظرة سطحية دون جمع الطرق والتفكر في العلل الموجودة بها. مع أنهم نظرياً يشترطون في الحديث الصحيح أن لا يكون شاذاً. والمراسيل التي يذكرونها شاذة مخالفة للصحيح. وأترك بعض ما قاله الأخ الفاضل في بحثه:
بهذا يعلم أن الذين تمسكوا بمرسل سعيد بن جبير لم يستقصوا كل الطرق فقالوا بصحة الطريق إلى سعيد بن جبير تماشيا مع ظاهر السند، ثم بنوا على هذا الوهم وهما آخر و هو تقويته بمراسيل أخرى، و لا تتقوى بحال، فالرواية بالزيادة المذكورة منكرة عن سعيد بن جبير لا ريب في ذلك، و المنكر أبدا منكر كما قال الإمام أحمد، فأنى له القوة؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 05 - 04, 08:09 ص]ـ
بارك الله فيكم
ما ذكره الأخ الفاضل أبو حاتم المقري حفظه الله بحث قوي ومفيد فجزاه الله خيرا
وحول ما ذكره عن أثر سعيد بن جبير المرسل وربطه بحديث ابن مسعود رضي الله عنه فقد لايوافق عليه
فمرسل سعيد بن جبير كما ذكر حفظه الله أن محمد بن جعفر وعبدالصمد بن عبدالوارث روياه عن عن شعبة عن أبي بشير عن سعيد بن جبير مرسلا
فهو مرسل صحيح
وأما ما ذكره من ربط لهذا الأثر بحديث ابن مسعود فهو بعيد
فهذا يقال فيمن قلت روايته وأما من كان مثل شعبة في سعة روايته فهذا غير وارد
فشعبه يحتمل منه رواية الحديثين جميعا، فما ذكره الأخ من أن هذا الحديث يرجع إلى حديث ابن مسعود فيه نظر.
يتبع بإذن الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 05 - 04, 08:33 ص]ـ
وكذلك مرسل أبي العالية الرياحي إسناده جيد، وما ذكره الأخ من أن مراسيله واهية غير صحيح فإن نقاد الحديث إنما انتقدوا عليه حديث الضحك في الصلاة، ولذلك قال ابن عدي في الكامل ومن أجل هذا الحديث تكلموا في أبي العالية، وسائر أحاديثه مستقيمة صالحة.
وقال أبو بكر بن أبي داود ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبي العالية وبعده سعيد بن جبير وبعده السدي وبعده سفيان الثوري.
فهذا مرسل صحيح ولم ينتقده أحد من حفاظ الحديث وهو يعضد مرسل سعيد بن جبير الثابت عنه كما سبق.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 05 - 04, 08:45 ص]ـ
قال الحافظ العلائي في جامع التحصيل (1\ 45): بعض المراسيل رويت من وجوه متعددة مرسلة والتابعون فيها متباينون فيظن أن مخارجها مختلفة وإن كلا منها يعتضد وصله ثم عند التفتيش يكون مخرجها واحدا ويرجع كلها إلى مرسل واحد
ومثال هذا حديث القهقهة المتقدم ذكره روي مرسلا من طريق الحسن البصري وأبي العالية وإبراهيم النخعي والزهري بأسانيد متعددة وعند التحقيق مدار الجميع على أبي العالية!!
قال عبد الرحمن بن مهدي هذا الحديث لم يروه إلا حفصة بنت سيرين عن أبي العالية عن النبي صلى الله عليه وسلم فسمعه هشام بن حسان من حفصه فحدث به الحسن البصري فأرسله الحسن، وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان سليمان ابن أرقم يختلف إلى الحسن وإلى الزهري فسمعه من الحسن فذاكر به الزهري فقال الزهري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن مهدي وحدثنا شريك عن أبي هاشم قال أنا حدثت به إبراهيم يعني النخعي عن أبي العالية فأرسله إبراهيم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البيهقي فإذا سمع السامع هذا الحديث يجده قد أرسله الحسن وإبراهيم النخعي والزهري وأبو العالية فيظنه متعدد الأسانيد وإذا كشف عنه ظهر مداره على أبي العالية.
¥(40/424)
قال الحافظ العلائي: ومرسلات أبي العالية كمال روى ابن عدي عن ابن سيرين قال كان ههنا ثلاثة يصدقون كل من حدثهم الحسن وأبو العالية وسمى آخر فبهذا ونحوه تقصر مرتبة والجواب وأن اعتضد بغيره
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 05 - 04, 08:48 ص]ـ
وأما ما ذكره الأخ حفظه الله من إعلال مرسل أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث برواية ابن إسحاق الموصولة فلا يستقيم
بل لو عكس الأمر لكان أقرب
فرواية يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري مقدمة على رواية ابن إسحاق عن الزهري.
فهذا مرسل صحيح كذلك.
فائدة
في دلائل النبوة للبيهقي
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، ببغداد قال: أنبأنا أبو بكر بن عتاب قال: حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة في كتاب المغازي قال:
" ثم إن قريشا ائتمرت رويتهم واشتد مكرهم، وهموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو إخراجه حين رأوا أصحابه يزدادون ويكثرون، فعرضوا على قومه أن يعطوهم ديته ويقتلوه، فأبى ذلك قومه ومنع الله عز وجل رسوله بحمية رهطه، واشتدوا على من اتبعه على دين الله من أبنائهم وإخوانهم وقبائلهم، فكانت فتنة شديدة وزلزالا شديدا، فمنهم من عصم الله، ومنهم من افتتن، فلما فعل بالمسلمين ذلك أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل الشعب مع بني عبد المطلب بالخروج إلى أرض الحبشة. وكان بأرض الحبشة ملك يقال له النجاشي لا يظلم بأرضه أحد، وكان يثني عليه مع ذلك خيرا، فانطلق إليها عامتهم حين قهروا وخافوا الفتنة، ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يبرح، وذلك قبل خروج جعفر بن أبي طالب، وأصحابه رضي الله عنهم إلى أرض الحبشة، وأنهم خرجوا مرتين، ثم رجع الذين خرجوا المرة الأولى قبل خروج جعفر وأصحابه حين أنزل الله عز وجل عليه سورة النجم، وكان المشركون يقولون: لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه، ولكنه لا يذكر من خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل ما يذكر به آلهتنا من الشتم والشر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اشتد عليه ما ناله هو وأصحابه من أذاهم وتكذيبهم وأحزنته ضلالتهم وكان يتمنى هداهم، فلما أنزل الله عز وجل سورة النجم قال: أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان عندها كلمات حين ذكر الله عز وجل آخر الطواغيت فقال: " وإنهن الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لهي التي ترتجى " وكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته، فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك بمكة، وزلت بها ألسنتهم وتباشروا بها، وقالوا: إن محمدا قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر النجم سجد، وسجد كل من حضر من مسلم أو مشرك، غير أن الوليد بن المغيرة وكان شيخا كبيرا رفع ملء كفيه ترابا فسجد عليه، فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم في السجود بسجود رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأما المسلمون فعجبوا لسجود المشركين معهم على غير إيمان ولا يقين، ولم يكن المسلمون سمعوا الذي ألقى الشيطان على ألسنة المشركين، وأما المشركون فاطمأنت أنفسهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما ألقي في أمنية النبي صلى الله عليه وسلم وحدثهم الشيطان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرأها في السجدة، فسجدوا لتعظيم آلهتهم، وفشت تلك الكلمة في الناس، وأظهرها الشيطان حتى بلغت أرض الحبشة، ومر بها من المسلمين عثمان بن مظعون وأصحابه، وحدثوا أن أهل مكة قد أسلموا كلهم وصلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبلغهم سجود الوليد بن المغيرة على التراب على كفيه، وحدثوا أن المسلمين قد آمنوا بمكة، فأقبلوا سراعا وقد نسخ الله عز وجل ما ألقى الشيطان وأحكم الله آياته وحفظها من الباطل، فقال الله عز وجل: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته، فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته، والله عليم حكيم، ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم، وإن الظالمين لفي شقاق بعيد فلما بين الله عز وجل قضاءه وبرأه من سجع الشيطان، انقلب المشركون بضلالتهم وعداوتهم على المسلمين واشتدوا عليهم. قال: وكان عثمان
¥(40/425)
بن مظعون وأصحابه فيمن رجع، فلم يستطيعوا أن يدخلوا مكة حتى بلغهم شدة المشركين على المسلمين إلا بجوار، فأجار الوليد بن المغيرة عثمان بن مظعون، فلما رأى عثمان الذي يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من البلاء، وعذب طائفة منهم بالنار والسياط، وعثمان معافى لا يعرض له، استحب البلاء على العافية فقال: أما من كان في عهد الله عز وجل وذمته وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي اختار الله لأوليائه من أهل الإسلام فهو مبتلى، ومن دخل فيه فهو خائف، وأما من كان في عهد الشيطان وأوليائه من الناس فهو معافى، فعهد إلى الوليد بن المغيرة فقال: يا عم، قد أجرتني وأحسنت إلي، فأنا أحب أن تخرجني إلى عشيرتك فتبرأ مني بين ظهرانيهم، فقال الوليد: يا ابن أخي، لعل أحدا من قومك آذاك أو شتمك وأنت في ذمتي فأكفيك ذاك قال: لا والله، ما اعترض لي أحد ولا آذاني، فلما أبى إلا أن يبرأ منه الوليد، أخرجه إلى المسجد وقريش فيه كأحفل ما كانوا، ولبيد بن ربيعة الشاعر ينشدهم فأخذ الوليد بيد عثمان فأتى به قريشا فقال: إن هذا قد غلبني وحملني على أن أتبرأ من جواره، وإني أشهدكم أني بريء منه إلا أن يشاء، فقال عثمان: صدق، أنا والله أكرهته على ذلك، وهو مني بريء، ثم جلسا مع القوم ولبيد ينشدهم فقال لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل فقال عثمان: صدقت، ثم أتم لبيد البيت فقال: وكل نعيم لا محالة زائل فقال عثمان: كذبت، فأسكت القوم، ولم يدروا ما أراد بكلمته، ثم أعادوها الثانية وأمروه بذلك فقال عثمان حين أعادها مثل كلمتيه الأوليين صدقه مرة وكذبه مرة، وإذا ذكر ما خلا الله باطل صدقه، وإذا ذكر: كل نعيم لا محالة زائل كذبه، لأن نعيم الجنة لا يزول، فنزل عند ذلك رجل من قريش، فلطم عين عثمان بن مظعون رضي الله عنه فاخضرت. فقال الوليد بن المغيرة وأصحابه: قد كنت في ذمة مانعة ممنوعة فخرجت منها، وكنت عن الذي لقيت غنيا. فقال عثمان: بل كنت إلى الذي لقيت منكم فقيرا، وعيني التي لم تلطم إلى مثل ما لقيت صاحبتها فقيرة، ولي فيمن هو أحب إلي منكم أسوة، فقال الوليد بن المغيرة: إن شئت أجرتك الثانية، فقال عثمان بن مظعون: لا أرب لي في جوارك. وخرج جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه في رهط من المسلمين عند ذلك فرارا بدينهم أن يفتنوا عنه إلى أرض الحبشة، وبعثت قريش عمرو بن العاص، وعمارة بن الوليد بن المغيرة، وأمروهما أن يسرعا السير، ففعلا وأهدوا للنجاشي فرسا، وجبة ديباج، وأهدوا لعظماء الحبشة هدايا، فلما قدما على النجاشي قبل هداياهم، وأجلس عمرو بن العاص على سريره، فقال عمرو: إن بأرضك رجالا منا سفهاء ليسوا على دينكم ولا على ديننا، فادفعهم إلينا، فقالت عظماء الحبشة للنجاشي: أجل فادفعهم إليهم، فقال النجاشي: لا والله، لا أدفعهم إليهم حتى أكلمهم وأعلم على أي شيء هم. فقال عمرو بن العاص: هم أصحاب الرجل الذي خرج فينا، وسنخبرك بما نعرف من سفههم وخلافهم الحق، أنهم لا يشهدون أن عيسى ابن الله، ولا يسجدون لك إذا دخلوا عليك كما يفعل من أتاك في سلطانك. فأرسل النجاشي إلى جعفر وأصحابه، وأجلس النجاشي عمرو بن العاص على سريره فلم يسجد له جعفر ولا أصحابه، وحيوه بالسلام، فقال عمرو وعمارة: ألم نخبرك خبر القوم والذي يراد بك؟ فقال النجاشي: ألا تحدثوني أيها الرهط، ما لكم لا تحيوني كما يحييني من أتاني من قومكم وأهل بلادكم وآخرون؟ وأخبروني: ماذا تقولون في عيسى ابن مريم؟ وما دينكم: أنصارى أنتم؟ قالوا: لا، قال: أفيهود أنتم؟ قالوا: لا، قال: فعلى دين قومكم؟ قالوا: لا. قال: فما دينكم؟ قالوا: الإسلام. قال: وما الإسلام؟ قالوا: نعبد الله وحده لا شريك له ولا نشرك به شيئا. قال: من جاءكم بهذا؟ قالوا: جاءنا به رجل من أنفسنا قد عرفنا وجهه ونسبه، بعثه الله إلينا كما بعث الرسل إلى من قبلنا، فأمرنا بالبر والصدق والوفاء وأداء الأمانة، ونهانا أن نعبد الأوثان، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به، فصدقناه، وعرفنا كلام الله تعالى، وعلمنا أن الذي جاء به من عند الله، فلما فعلنا ذلك عادانا قومنا وعادوا النبي صلى الله عليه وسلم الصادق، وكذبوه، وأرادوا قتله، وأرادونا على
¥(40/426)
عبادة الأوثان، ففررنا إليك بديننا ودمائنا من قومنا، ولو أقرونا استقررنا. فقال النجاشي: والله إن خرج هذا الأمر إلا من المشكاة التي خرج منها أمر عيسى عليه السلام، قال جعفر: وأما التحية فإن رسولنا أخبرنا أن تحية أهل الجنة السلام، وأمرنا بذلك فحييناك بالذي يحيي به بعضنا بعضا. وأما عيسى ابن مريم عليه السلام فهو عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وابن العذراء البتول، فخفض النجاشي يده إلى الأرض فأخذ منها عودا وقال: والله ما زاد ابن مريم على هذا وزن هذا العود. فقال عظماء الحبشة: والله لئن سمعت هذا الحبشة لتخلعنك. فقال النجاشي: والله لا أقول في عيسى غير هذا أبدا، وما أطاع الله عز وجل الناس في حين رد إلي ملكي، فأنا أطيع الناس في دين الله؟ معاذ الله من ذلك. وكان أبو النجاشي ملك الحبشة، فمات، والنجاشي غلام صغير، فأوصى إلى أخيه أن إليك ملك قومي حتى يبلغ ابني، فإذا بلغ فله الملك، فرغب أخوه في الملك فباع النجاشي من بعض التجار، فقال للتاجر: دعه حتى إذا أردت الخروج فآذني، فأدفعه إليك، فآذنه التاجر بخروجه، فأرسل بالنجاشي حتى أوقفه عند السفينة ولا يدري النجاشي ما يراد به، فأخذ الله عز وجل عمه الذي باعه صعقا فمات، فجاءت الحبشة بالتاج فجعلوه على رأس النجاشي، وملكوه. فلذلك قال النجاشي: والله ما أطاع الله الناس في حين رد الله علي ملكي، وزعموا أن التاجر الذي كان ابتاعه قال: ما لي بد من غلامي الذي ابتعت أو مالي قال النجاشي: صدقت، فادفعوا إليه ماله. فقال النجاشي حين كلمه جعفر بما كلمه وحين أبى أن يدفعهم إلى عمرو: أرجعوا إلى هذا هديته - يريد عمرو بن العاص، والله لو رشوني في هذا دبر ذهب - والدبر في لسان الحبشة الجبل - ما قبلته. وقال لجعفر وأصحابه: امكثوا فإنكم سيوم، والسيوم الآمنون، قد منعكم الله عز وجل. وأمر لهم بما يصلحهم من الرزق وقال: من نظر إلى هؤلاء الرهط نظرة تؤذيهم فقد رغم، أي فقد عصاني. وكان الله عز وجل قد ألقى العداوة بين عمرو بن العاص وعمارة في مسيرهما قبل أن يقدما إلى النجاشي، ثم اصطلحا حين قدما على النجاشي ليدركا حاجتهما التي خرجا إليها من طلب المسلمين، فلما أخطأهما ذلك رجعا إلى أشد ما كانا عليه من العداوة وسوء ذات البين، فمكر عمرو بعمارة، فقال: يا عمارة إنك رجل جميل فاذهب إلى امرأة النجاشي فتحدث عندها إذا خرج زوجها؛ فإن ذلك عون لنا في حاجتنا، فراسلها عمارة حتى دخل عليها، فلما دخل عليها انطلق عمرو إلى النجاشي، فقال له: إن صاحبي هذا صاحب نساء، وإنه يريد أهلك؛ فاعلم علم ذلك، فبعث النجاشي فإذا عمارة عند امرأته، فأمر به فنفخ في إحليله، ثم ألقي في جزيرة من البحر فجن واستوحش مع الوحش، ورجع عمرو إلى مكة قد أهلك الله صاحبه وخيب مسيره ومنعه حاجته "
وقد روينا قصة إلقاء الشيطان في أمنيته عن محمد بن إسحاق بن يسار.
وروى محمد بن إسحاق بن يسار قصة عثمان بن مظعون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف سماعا منه عمن حدثه، وذلك فيما أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، أن أبا العباس الأصم حدثهم قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال: حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق فذكر القصتين، بمعنى موسى بن عقبة
، وأما قصة الهجرة فهي مروية في أحاديث موصولة *
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 05 - 04, 09:17 ص]ـ
وأما قوله إن مرسل الزهري منافيا لروايته لحديث أم سلمة فغير صحيح كذلك كما سبق في مرسل أبي بكر بن الحارث.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 05 - 04, 09:22 ص]ـ
وجزى الله الأخ محمد الأمين في بيانه حول مراسيل أبي العالية
ويضاف لما ذكره حفظه الله مارواه ابن عساكر في تاريخ دمشق من عدة طرق (18/ 174 - 175)
(قال أبو العالية كنا نسمع بالرواية عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالبصرة فما نرضى حتى أتيناهم فسمعنا منهم) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 05 - 04, 09:44 ص]ـ
قال ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (10/ 290)
فإن النبى هو المنبأ عن الله و الرسول هو الذى أرسله الله تعالى وكل رسول نبى وليس كل نبى رسولا والعصمة فيما يبلغونه عن الله ثابتة فلا يستقر فى ذلك خطأ باتفاق المسلمين
ولكن هل يصدر ما يستدركه الله فينسخ ما يلقى الشيطان ويحكم الله آياته؟
هذا فيه قولان
والمأثور عن السلف يوافق القرآن بذلك والذين منعوا ذلك من المتأخرين طعنوا فيما ينقل من الزيادة فى سورة النجم بقوله تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى وقالوا إن هذا لم يثبت ومن علم أنه ثبت قال هذا القاه الشيطان فى مسامعهم ولم يلفظ به الرسول
ولكن السؤال وارد على هذا التقدير أيضا
وقالوا فى قوله (إلا اذا تمنى القى الشيطان فى أمنيته) هو حديث النفس!!
وأما الذين قرروا ما نقل عن السلف فقالوا هذا منقول نقلا ثابتا لا يمكن القدح فيه والقرآن يدل عليه بقوله (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى امنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهادى الذين امنوا إلى صراط مستقيم)
فقالوا الاثار فى تفسير هذة الاية معروفة ثابتة فى كتب التفسير والحديث والقرآن فإن نسخ الله لما يلقى الشيطان وأحكامه آياته إنما يكون لرفع ما وقع فى آياته وتمييز الحق من الباطل حتى لا تختلط آياته بغيرها وجعل ما ألقى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم إنما يكون اذا كان ذلك ظاهرا يسمعه الناس لا باطنا فى النفس انتهى.
¥(40/427)
ـ[أبو حاتم المقري]ــــــــ[20 - 05 - 04, 06:44 م]ـ
أخي الفاضل عبد الرحمن الفقيه:
إننا نبحث مسألة سجود النبي صلى الله عليه و سلم عندما قرأ النجم و سجد معه المسلمون و المشركون:
فهذه واقعة واحدة، وردت فيها مجموعة من الروايات:
المجموعة الأولى: روايات موصولة صحيحة عن جمع من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم بعضها جاء في أصح كتابين بعد كتاب الله، لم يرد في شيء منها ما سمي بقصة الغرانيق، بل حسبها أنها ذكرت أن النبي صلى الله عليه و سلم سجد بالنجم و سجد معه المسلمون و المشركون.
و هذا الأصل الذي تجاكم إليه كل الروايات في هذا الباب.
المجموعة الثانية: روايات كلها مراسيل و معاضيل و في جلها مقال، لم يرد شيئ منها في الصحاح و لا السنن، و فيها جاءت تلكم القصة.
فهل نحكم لهذه المراسيل مع ما فيها و لا حجة في مفرداتها على فرض صحتها، لا سيما مع اختلاف المخارج، و نغفل ما ورد في الروايات الموصولة الصحيحة عن جمع من الصحابة رضوان الله عليهم؟
و لسنا بصدد ذكر ما ورد في تفسير الآية الكريمة، فذلكم أمر آخر و ما ذكره الأئمة في تفسيرها هو الصواب الذي لا إشكال فيه عندي و لو صحت القصة رواية لكان ما قيل تأويلا صحيحا لا إيراد عليه.
هذا إجمالا أما تفصيلا، فنقول و بالله التوفيق:
1/ مرسل سعيد بن جبير بزيادة قصة الغرانيق لا يصح بحال، و رده إلى رواية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الواردة في الصحيح دون الزيادة هو الصواب الموافق لما جاء عن جمع من الصحابة رضوان الله عليهم بالأسانيد الجياد.
ذلكم أن الحادثة واحدة، و مدار الرواية شعبة بن الحجاج رحمه الله تعالى و قد اختلف عليه:
أ- فجاءت الرواية عند الطبري: عن محمد بن بشار بندار عن محمد بن جعفر غندر عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير مرسلا.
بـ – و أصح منها ما جاء في صحيح البخاري: عن محمد بن بشار عن غندر عن شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعا: هكذا موصولة صحيحة.
و تابع محمد بن بشار على هذه الرواية الصحيحة، محمد بن المثنى كما في صحيح مسلم.
فالصواب من رواية محمد بن بشار، و من ثم من رواية غندر عن شعبة هو ما جاء في البخاري و مسلم من الطريق الثانية الصحيحة الموصولة الموافقة لما جاء عن الجمع م نالصحابة رضوان الله عليهم
و هذا في نفسه يرد رواية سعيد بن جبير المرسلة، فما بالك إذا زدنا أن غندر توبع عن شعبة على الرواية الصحيحة الموصولة دون زيادة قصة الغرانيق. تابعه جمع من الأكابر الثقات:
كيحيى القطان و حفص بن عمر و سليمان بن حرب و خالد بن الحارث و أبو الوليد و أبو داود صاحبا الطيالسة و يزيد بن هارون و غيرهم كثير.
فهل يقصر هؤلاء في ترجيح رواية شعبة الموافقة لما جاء في الروايات الصحيحة عن أولئك الجمع من الصحابة رضوان الله عليهم؟
و هل يكفي مثل عبد الصمد بن عبد الوارث في مواجهة ذلكم الجمع من الأثبات؟
ثم هل يمكن أن نقول أن شعبة حدث هكذا و هكذا بعد ذلك، و قد تابعه كبار الحفاظ في روايته عن أبي إسحاق عن الأسود عن ابن مسعود رضي الله عنه؟ تابعه:
سفيان الثوري: جبل الحفظ و الإتقان.
و إسرائيل: حفيد أبي إسحاق و من أثبت الناس في جده.
فلا أشك بعد هذا أن مرسل سعيد بن جبير رحمه الله تعالى لا يصح بحال من الأحوال وهو أقوى ما تمسك به من جعل للقصة أصلا.
2/ أما و قد ذهبت الركيزة الأساس فهل يبقى لباقي المراسيل و المعضلات ذكر؟ و مع ذلك نقول:
- أما مرسل قتادة بل معضله فضعيف منكر لا حجة فيه (يراجع إعلالنا له في أصل للبحث).
- و أما عن مرسل عروة بن الزبير فمنكر لا يلتفت إليه.
- و أما عن مرسل القرظي فمنكر لا حجة فيه.
- و أما مرسل الزهري بل معضله فهباء كما جزم به النقاد (يراجع كلام النقاد في أصل البحث).
و أما مرسل أبو العالية فلا حجة فيه و كلامنا فيه في خصوص هذه الرواية و غيرها مما لم يشده مسند و لم يخالف الروايات المسندة الصحيحة. أما و قد خالف فهو رياح كما قال النقاد.
و أما عن مرسل أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، فابن إسحاق حجة في المغازي و مخالفته لها وزن فطريقه هي الصواب في نقدنا لأنها لا تخالف رواية صحيحة، بل تعل الرواية المرسلة (ابتداءا)، بدليل أن ابن إسحاق لو صفى له عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث لصاح بها.
و نظرنا لهذه الرواية كان في ضوء الروايات الصحيحة للحادثة.
فماذا يبقى من المراسيل؟
3/ حتى على فرض التسليم بصحة مرسل أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث و أبي العالية:
هل شروط الأئمة في تقوية المراسيل بعضها ببعض متوفرة فيها؟
ماذا عن اختلاف المخارج؟
و ماذا عن المخالفة للروايات الصحيحة عن ذلكم الجمع من الصحابة رضوان الله عليهم و الحادثة واحدة؟
أنى لهم القوة.
4/ لندفع فرض التسليم أبعد من ذلك و نقول أن الشروط متوفرة، و دونه مفاوز، فهل تقوى على مخالفة الروايات الصحيحة التي أوردناها عن ابن عباس و ابن مسعود و أبي هريرة و المطلب بن أبي وداعة رضوان الله عليهم دون ذكر لتلكم الزيادة؟
اللهم لا.
أما بعد، فالصحيح في سجود النبي صلى الله عليه و سلم عندما قرأ النجم و سجد معه المسلمون و المشركون هو ما ورد عن ذلكم الجمع من الصحابة موصولا مرفوعا و بعضها في الصحاح دون ذكر لقصة الغرانيق.
أما عن هذه القصة فالراجح بعد هذه الدراسة أنها باطلة روايةً.
و آخر ما أقوله في هذا المقام و أعتبره آخر تدخل لي في هذه المسألة:
إن طرحنا للمسألة كان سبيله المدارسة و المباحثة، و قد اتضحت إن شاء الله كثير من أدلتها، و حسبنا أننا بينا ما نراه صوابا فيها فإن أصبت فمن الله و نحمده على نعمه التي لا تحصى، و إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان و أستغفر الله إنه غفور رحيم.
و أزيد فأقول، أخي عبد الرحمن: إن ما تعلمته منك أكثر مما تعلمته مني.
أسأل الله تبارك و تعالى أن يوفقنا لما يحب و يرضى إنه سميع مجيب.
و آخر دعوانا أن الحمد لله.
و الله أعلى و أعلم.
و السلام عليكم و رحمة الله.
أخوكم: أبو حاتم المقري.
¥(40/428)
ـ[الرايه]ــــــــ[25 - 11 - 06, 01:28 م]ـ
فائدة
جاء في نهاية محاضرة (ضوابط في معرفة السيرة) للشيخ صالح آل الشيخ
س/ قصة ((الغرانيق)) التي وردت في ((مختصر السيرة)) ما صحتها؟
الجواب:
قصة الغرانيق رُويت من أوجه مرسلة قال الحافظ ابن حجر: ((يقوي بعضها بعضا))
والمرسل يعتضد بالمرسل سيما في مثل ذلك وقصة الغرانيق لا تناقض أو تضاد أصلا شرعيا ولا نصا من كتاب الله جلّ وعلا ولا من سنته عليه الصلاة والسلام، فهي من القسم الثالث ولهذا أوردها العلماء
بل إنّ قصة الغرانيق يمكن أنْ تكون في معنى قول الله جلّ وعلا: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلاّ إذا تمنّى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته}
الآية في سورة الحج
فبيّن جلّ وعلا أنه ما أرسل من نبي ولا رسول إلاّ إذا تمنى يعني إذا قرأ وتلا كتابه ألقى الشيطان في أمنيته يعني تكلم الشيطان بجنس صوته ليعتقد زيادة في كلامه من جهة الشيطان وهذا ما جاء في قصة الغرانيق المعروفة وفي قوله جلّ وعلا في سورة النجم لما تلا النبي صلّى الله عليه وسلّم: {أفرايتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى} جاء في القصة أنه قال: ((وإنّهنّ الغرانيق العلا وإنّ شفاعتهنّ لترتجى)) وأشباه ذلك أو كما جاء،
فجاءت زيادة فيها تصحيح عبادة غير الله جلّ وعلا فلما سمع المشركون ذلك سجدوا فأنزل الله جلّ وعلا قوله سبحانه: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلاّ إذا تمنّى ألقى الشيطان في أمنيته ... }،.
فإذًا هذه القصة تداولها المحققون من أهل العلم فذكرها الحافظ ابن حجر،
وذكر لها أوجهًا مرسلة في شرح البخاري
وذكرها إمام هذه الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في ((مختصر السيرة))
وذكرها العلماء ولم ينكروها وإنما أنكرها بعض أهل العلم وإنكاره له وجهه ولكن ليس بقاضٍ على ما رآه غيره من أهل العلم إذْ ليس في القصة ما ينكر من جهة التوحيد ولهذا أوردها أئمة التوحيد وتركها أولى خاصة عند من لا يفقه وإذا أوردت فلها وجهها.
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[27 - 11 - 06, 06:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا علي هذا النقاش العلمي الرصين وفقكم الله عز وجل
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[06 - 12 - 06, 10:27 م]ـ
قال الطاهر بن عاشور في تفسيره
ومعنى هذه الآية: أن الأنبياء والرسل يرجون اهتداء قومهم ما استطاعوا فيبلغونهم ما ينزل إليهم من الله ويعظونهم ويدعونهم بالحجة والمجادلة الحسنة حتى يظنوا أن أمنيتهم قد نجحت ويقترب القوم من الإيمان كما حكي الله عن المشركين قولهم (أهذا الذي بعث الله رسولا إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها) فيأتي الشيطان فلا يزال يوسوس في نفوس الكفار فينكصون على أعقابهم وتلك الوساوس ضروب شتى من تذكيرهم بحب آلهتهم ومن تخويفهم بسوء عاقبة نبذ دينهم ونحو ذلك من ضروب الضلالات التي حكيت عنهم في تفاصيل القرآن فيتمسك أهل الضلالة بدينهم ويصدون عن دعوة رسلهم وذلك هو الصبر الذي في قوله (لولا أن صبرنا عليها) وقوله (وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم). وكلما أفسد الشيطان دعوة الرسل أمر الله رسله فعاودوا الإرشاد وكرروه وهو سبب تكرر مواعظ متماثلة في القرآن. فبتلك المعاودة ينسخ ما ألقاه الشيطان وتثبت الآيات السالفة. فالنسخ: الإزالة والإحكام: التثبيت. وفي كلتا الجملتين حذف مضاف أي ينسخ آثارها ما يلقي الشيطان ويحكم آثار آياته
وقال:
ويجوز أن يكون المعنى أن النبي إذا تمنى هدي قومه أو حرص على ذلك فلقي العناد وتمنى حصول هداهم بكل وسيلة ألقى الشيطان في نفس النبي خاطر اليأس من هداهم عسى أن يقصر النبي من حرصه أو أن يضجره وهي خواطر تلوح في النفس ولكن العصمة تعترضها فلا يلبث ذلك الخاطر ان ينقشع ويرسخ في نفس الرسول ما كلف به الدأب على الدعوة والحرص على الرشد. فيكون معنى الآية على هذا الوجه ملوحا إلى قوله تعالى (وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت ان تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدي فلا تكونن من الجاهلين
قال الشوكاني رحمه الله:
ولم يصح شيء من هذا ولا يثبت بوجه من الوجوه ومع عدم صحته بل بطلانه فقد دفعه المحققون بكتاب الله سبحانه
ثم ذكر بعض الآيات الدالة على البطلان ثم قال:
وقال إمام الأئمة ابن خزيمة إن هذه القصة من وضع الزنادقة
قال مصطفى:
. الآية عامة في جميع الأنبياء والرسل
. قوله تعالى "إذا تمنى" عامة في كل متمنياته (على القول بأن المراد منها القراءة) وليست خاصة بآيات سورة النجم، إذن في كل ما تمنى، أو معظمه على القول بأنها خرجت مخرج الغالب.
. لا يراد ب الأمنية "القراءة" من كل وجه حتى نقطع بأنها لا يراد بها إلا القراءة.
. الصحيح أن الأمنية لا يراد بها القراءة إلا وردت مقيدة، كقولك: تمنى خالد الكتاب، أو الرسالة ونحوه، أما إذا أطلقت فلا تفيد إلا ظاهرها والله أعلم(40/429)
ما صحة هذين الأثرين عن عمر و علي رضي الله عنهما؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 05 - 04, 12:49 ص]ـ
السلام عليكم
يقول الكيا الهراسي الطبري في تفسيره لقوله تعالى:
((ليس على الذين آمنوا و عملوا الصالحات جناح فيما طعموا))
يقول:
[و روي عن علي رضي الله عنه أن قوما شربوا بالشام و قالوا: هي لنا حلال،و أولوا هذه الآية، فأجمع عمر و علي على أنهم يستتابون فإن تابوا و إلا قتلوا]
أحكام القرآن 3/ 103 دار الكتب الحديثة
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
الأثر الثاني: يقول الكيا الهراسي:
[وبلغ عمر أن امرأة من قريش تزوجها رجل من ثقيف و هي في عدتها، فأرسل إليهما و فرق بينهما و عاقبهما و قال: لا تنكحها أبدا، و جعل الصداق في بيت المال، و فشا ذلك في الناس، فبلغ عليا رضي الله عنه ذلك فقال: يرحم الله أمير المؤمنين، ما بال الصداق في بيت المال، إنهما إن جهلا فيجب على الإمام أن يردهما إلى السنة
فقيل له: فما تقول فيه أنت ..
فقال: لها الصداق بما استحل به من فرجها، و يفرق بينهما، و تكمل عدتها من الأول، ثم تكمل عدتها من الآخر، ثم يكون خاطبا.
فبلغ ذلك عمر فخطب الناس فقال:
يا أيها الناس ردوا الجهالات إلى السنة]
أحكام القرآن للهراسي 1/ 199 دار الكتب الحديثة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 05 - 04, 01:26 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأثر الأول
قال الجصاص في أحكام القرآن (ورى عطاء بن السائب عن أبي عبدالرحمن السلمي! عن علي فذكره)
وقال ابن قدامة في المغني (وروى الخلال بإسناده عن محارب بن دثار أن أناسا شربوا بالشام الخمر 000)
وقال السيوطي في الدر المنثور
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر من طريق عطاء بن السائب عن محارب بن دثار أن ناسا من أصحاب النبي شربوا الخمر بالشام فقال لهم يزيد بن أبي سفيان شربتم الخمر فقالوا نعم لقول الله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا حتى فرغوا من الآية
فكتب فيهم إلىعمر فكتب إليه إن أتاك كتابي هذا نهارا فلا تنظر بهم الليل وإن أتاك ليلا فلا تنظر بهم النهار حتى تبعث بهم إلي لا يفتنوا عباد الله فبعث بهم إلى عمر فلما قدموا على عمر قال شربتم الخمر قالوا نعم
فتلا عليهم إنما الخمر والميسر إلى آخر الآية
قالوا اقرأ التي بعدها ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا قال فشاور فيهم الناس فقال لعلي ما ترى قال أرى أنهم شرعوا في دين الله ما لم يأذن الله فيه فإن زعموا أنها حلال فاقتلهم فقد أحلوا ما حرم الله وإن زعموا أنها حرام فاجلدهم ثمانين ثمانين فقد افتروا على الله الكذب وقد أخبرنا الله بحد ما يفتري به بعضنا على بعض
قال فجلدهم ثمانين ثمانين
وقد ذكر إسناده ابن حزم في المحلى والإحكام
قال في المحلى ج: 11 ص: 287
حدثنا عبد الله بن ربيع نا عبد الله بن محمد بن عثمان نا أحمد بن خالد نا علي بن عبد العزيز نا الحجاج بن المنهال نا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن محارب (ووقع في المطبوع جحادة وهو خطأ) بن دثار أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شربوا الخمر بالشام وأن يزيد بن أبي سفيان كتب فيهم إلى عمر فذكر الحديث - وفيه: أنهم احتجوا على عمر بقول الله تعالى {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا} فشاور فيهم الناس , فقال لعلي: ماذا ترى؟ فقال: أرى أنهم قد شرعوا في دين الله ما لم يأذن به , فإن زعموا أنها حلال فاقتلهم , فإنهم قد أحلوا ما حرم الله تعالى , وإن زعموا أنها حرام فاجلدهم ثمانين ثمانين , فقد افتروا على الله الكذب , وقد أخبر الله تعالى بحد ما يفتري به بعضنا على بعض؟
وكذلك في الإحكام: 7 ص: 451.
فهذا الإسناد مرسل، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 05 - 04, 01:39 م]ـ
الأثر الثاني
في كتاب (التكميل لما فات إرواء الفليل)
قال المصنف (2/ 283 ـ 284):
(قد رُوي أن علياً قال: إذا انقضت عدتها فهو خاطب من الخُطّاب يعني: الزوج الثاني.
فقال عمر: ردوا الجهالات إلى السنة، ورجع إلى قول علي) انتهى.
قال مُخرجُه (7/ 204):
(لم أره هكذا، والشطر الأول منه قد صحّ عن عمر نفسه كما سبق في الذي قبله .. ) إلخ.
قال مقيّدُه:
قول عمر رضي الله عنه:" ردوا الجهالات إلى السنة " رواه سعيد بن منصور في " سننه " (3/ 1/355) قال: نا سفيان عن داود بن أبي هند وعاصم الأحول عن الشعبي عن مسروق قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:" ردوا الجهالات إلى السنة ".
ورواه البيهقي في " السنن الكبرى " (7/ 442) من طريق أسباط بن محمد ثنا أشعث عن الشعبي عن عمر فذكره في خبر.
وإسناده الأول صحيح إلى مسروق، ومسروق عن عمر منقطع.
وإسناد الثاني ضعيف لضعف أشعث وهو ابن سوّار، مع إرساله.) انتهى.
وفي أطراف الغرائب والأفراد للدارقطني ج:1 ص:148
181 - حديث أن عمر خطب فقال ردوا الجهالات إلى (السنة)
تفرد به أشعث بن سوار عن الشعبي عنه
¥(40/430)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 - 05 - 04, 12:59 ص]ـ
بارك الله تعالى فيكم شيخنا الفاضل الفقيه
و زادكم علما و حرصا
آمين(40/431)
هل صح أن رجلا جاء للنبي صلى الله عليه وسلم يشتكي من كونه لم يرزق إلا بالبنات
ـ[أحمد أبوعبدالرحمن]ــــــــ[21 - 05 - 04, 02:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أيها الإخوة:
هل صح أن رجلا جاء للنبي صلى الله عليه وسلم يشتكي من كونه لم يرزق إلا بالبنات 00 فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: غير إناءك
فمن كان لديه علم بهذا فليفدناجزاه الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 05 - 04, 03:30 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الحديث لايعرف في كتب الحديث، ويشبه كلام عجائز نيسابور.
ـ[أحمد أبوعبدالرحمن]ــــــــ[28 - 05 - 04, 06:45 م]ـ
جزاك الله خيراياشيخ عبد الرحمن
علىردك والحمد لله ما خاب ظني أنه حديث حديث ولكني أحببت السؤال والتأكد فما تبرع بالرد غيرك وفيك البركة والكفاية(40/432)
عضوة جديدة وسؤال عن حديث: لا أؤمن بك حتى تحيي لي ابنتي
ـ[بنت العراق]ــــــــ[21 - 05 - 04, 04:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
ارجوا أن تقبلوني اخت لكم في الله تنضم اليكم كي تستفيد منكم ان شاء الله , وأحيي شيوخنا الافاضل على مجهودهم القيّم واني احبهم في الله.
واستغل الفرصة كي استفسر عن حديث قرأته في كتاب اظهار الحق للشيخ رحمة الله الهندي رحمه الله ج 2 ص 319
ولقد بحثت في سند الحديث ولكني لم اجده
فأرجوا ان تفيدوني بارك الله فيكم عن صحة هذا الحديث
الحديث هو:
دعا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رجلا الى الاسلام , فقال: لا اؤمن بك حتى تحيي لي ابنتي. فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أرني قبرها , فأراه اياه. فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: يافلانة. قالت: لبيك وسعديك. فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أ تحبين أن ترجعي الى الدنيا؟ فقالت: لا والله يا رسول الله اني وجدت الله خيرا لي من أبوي , ووجدت الآخرة خيرا من الدنيا.
وجزاكم الله خيرا
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[21 - 05 - 04, 11:39 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ونرحب بالأخت الكريمة.
لرفع السؤال.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[21 - 05 - 04, 11:49 م]ـ
هذا الحديث ذكره المصنفون في دلائل النبوة كالبيهقي وغيره ويجعلونه من دلائل نبوته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والتى يذكرون منها معجزاته.
فمن كان عنده هذه الكتب فليراجعه فأني لا املكها.
ـ[راشد]ــــــــ[22 - 05 - 04, 12:44 ص]ـ
ملاحظة: كلمة (عضوة) خطأ
لأن (عضو) اسم مذكر يستعمل على سبيل الاستعارة وليس صفة فلا يصح تأنيثه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 05 - 04, 01:14 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الحديث ذكره القاضي عياض في الشفا ص 320 فقال عن الحسن (والذي في كتب الشيعة عن الحسين) ثم ذكره
وهو مذكور في بعض كتب الشيعة، ولايصح هذا الحديث.
ـ[بنت العراق]ــــــــ[22 - 05 - 04, 02:35 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
وعندي استفسار آخر وهو، هل صحّ عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه أحيا ميتاً؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[22 - 05 - 04, 03:09 ص]ـ
الشيخ الفاضل: عبدالرحمن الفقيه.
لو تتكرمون بذكر اسناد الحديث الذي عند البيقهي في الدلائل.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 05 - 04, 07:40 ص]ـ
لم يثبت شيء من الأحاديث في إحياء النبي صلى الله عليه وسلم لميت، والحديث المذكور لم يخرجه أحد من مصنفي أهل السنة، وليس هو في دلائل النبوة للبيهقي، وإنما ذكره القاضي عياض هكذا حتى أن السيوطي في تخريج الشفا لم يتكلم عليه كما ذكر الخفاجي في نسيم الرياض (3/ 98)، وحتى عند الشيعة لايوجد له سند وإنما ذكره ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب (1/ 114 - 115) هكذا معلقا بدون إسناد، وهذا المتن باطل فظاهره أنها ماتت على الشرك فكيف تقول إن ما وجدت عند الله خير وهي ماتت مشركة والمشرك مصيره النار، فهذا أيضا مما يدلك على الكذب في هذا الحديث الذي تفرد الشيعة قبحهم الله بذكره.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 05 - 04, 08:53 ص]ـ
فائدة عن كتاب الشفا للقاضي عياض
1) كتاب الشفا في حقوق المصطفى للقاضي عياض رحمه الله
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء - الذهبي ج 20 ص 216:
قلت: تواليفه نفيسة، وأجلها وأشرفها كتاب " الشفا " لولا ما قد حشاه بالاحاديث المفتعلة، عمل إمام لا نقد له في فن الحديث ولا ذوق، والله يثيبه على حسن قصده، وينفع ب " شفائه "، وقد فعل، وكذا فيه من التأويلات البعيدة ألوان، ونبينا صلوات الله عليه وسلامه غني بمدحة التنزيل عن الاحاديث، وبما تواتر من الاخبار عن الآحاد، وبالآحاد النظيفة الاسانيد عن الواهيات، فلماذا يا قوم نتشبع بالموضوعات، فيتطرق إلينا مقال ذوي الغل والحسد، ولكن من لا يعلم معذور، فعليك يا أخي بكتاب " دلائل النبوة " للبيهقي، فإنه شفاء لما في الصدور وهدى ونور.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13389
ـ[بنت العراق]ــــــــ[22 - 05 - 04, 04:45 م]ـ
شيخنا الفاضل عبد الرحمن الفقيه
جزاك الله خير وبارك فيك فلقد أثلجت صدورنا(40/433)
أفيدونا يا رعاكم الله؟؟؟ (مجموعه من الأقوال عن النساء ولا أعلم هل هي صحيحه أم لا)
ـ[داعي خير]ــــــــ[21 - 05 - 04, 07:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
شيوخنا الأفاضل وفقهم الله،،
نقل إلينا أحد الإخوه مجموعه من الأقوال عن النساء ولا أعلم هل هي صحيحه أم لا، فأرجوا إفادتي وجزاكم الله عن سعيكم خير الجزاء ..
قال الرسول عليه السلام ((شاوروهن .. وخالفوهن)).
• قال عمر رضي الله عنه: عَوِّدوا نسائكُم قول ((لا)) فإن ((نعم)) تجريهن على الألسنة.
• تكلمَ نسوةً عند عمر رضي الله عنه فـ قال لهن: اسكتن، فإنما انتن لعبْ، إذا فرغ لكن، لعب بكُن.
• قال علي رضي الله عنه، لابنه محمد بن الحنفية: إياك يابني ومشاورَة النساء، فإن رأيهن إلى الأفنّ، وعزمهن الى الوهن، واكفف عليهنّ من أنصارهن يحجبُك إياهن، وإن استطعتَ أن لايعرفن غيرك فافعل، ولا تُطل الجلوسَ معهن فيهلكنك وتملّهن، واستبق من نفسك بقيّة.
• قال سعيد بن المسيّب رحمه الله: ما أيسَ الشيطان في شيءٍ إلا أتاهُ من قِبَل النساء .. وقالَ وهو ابن 84 سنة وقدْ ذهبَ بصرُه: ماشيءٌ اخوف عندي من النساءْ.
• قال لقمان: إستعذ بالله من شرارِ النساء وكن من خيارهن على حذرْ.
• وقالَ أحد الحكماء: طاعتهنّ تُردي العقلاء وتذّل الاعزاء.
• ويُروى فيهن: أنهن محملاّت الآصار، مكلفات الأوزار، وأكثر أهل النار، ولا يصبرُ عليهن الا الأخيار، وأنهن يُسرعن من اللعن، ويُكثرن من الطعنْ.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 05 - 04, 11:51 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
1 - (شاوروهن وخالفوهن) لايصح
قال العلجلوني في كشف الخفا
(شاوروهن وخالفوهن) قال في المقاصد لم أره مرفوعا ولكن عند العسكري عن عمر أنه قال خالفوا النساء فان في خلافهن البركة نعم أخرج ابن لال ومن طريقه الديلمي بسند فيه ضعيف جدا مع انقطاع عن أنس مرفوعا لا يفعلن أحدكم أمرا حتى يستشير فان لم يجد من يشيره فليستشر امرأة ثم ليخالفها فإن في خلافها البركة
وروى العسكري عن معاوية أنه قال عودوا النساء لا فانها ضعيفة ان أطعتها أهلكتك
وقال بعض الشعراء وترك خلافهن من الخلاف
وروى القضاعي والعسكري والديلمي وغيرهم بسند ضعيف عن عائشة مرفوعا طاعة
النساء ندامة وأخرج ابن عدي عن زيد بن ثابت مرفوعا طاعة النساء ندامة وأخرج أحمد والعسكري وغيرهما عن أبي بكرة مرفوعا هلكت الرجال حين أطاعت النساء فإدخال ابن الجوزي لحديث عائشة في الموضوعات ليس بجيد
وقد استشار النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة في صلح الحديبية فصار دليلا لاستشارة المرأة الفاضلة ولفضل أم سلمة ووفور عقلها حتى قال إمام الحرمين لا نعلم امرأة أشارت برأي فأصابت إلا أم سلمة لكن اعترض عليه بابنة شعيب في أمر موسى عليهما الصلاة والسلام
وقال الرضي الغزي في المراج في ا لزواج قال عمر رضي الله عنه خالفوا النساء فان في خلافهن البركة وقد قيل شاوروهن وخالفوهن وقال تعس عبد الزوجة وذلك لأن الله تعالى ملكه الزوجة فملكها نفسه وسمى الرجال قوامين وسمى الزوج سيدا فقد خالف مقتضى ذلك وبدل نعمة الله كفرا
ـ[داعي خير]ــــــــ[23 - 05 - 04, 03:24 ص]ـ
السلام عليكم ..
أحسن الله إليك يا شيخ عبدالرحمن وجزاك خير الجزاء ..
وماذا عن البقيه يا متعاهدي السنة؟؟
بإنتظار مشاركة بقية الفضلاء وفقهم الله(40/434)
أحاديث وقصص مكذوبة تنتشرُ عبر رسائل البريد الإلكتروني
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[22 - 05 - 04, 10:43 ص]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?128@62.lwdWlGJHfxw.2@.1dd5b095(40/435)
بحث حول حديث جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم
ـ[أبو عبد الرحمن المقدسى]ــــــــ[24 - 05 - 04, 04:25 م]ـ
السادة أهل المنتدى السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة/ أما بعد
أريد منكم افادتى أو ارشادى اى بحث عن حديث جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[24 - 05 - 04, 11:52 م]ـ
الحديث ضعفه الألباني - رحمه الله- في ضعيف الجامع، وهو موجود في السلسلة الضعيفة.
وقد أخرجه - على ما أظن - ابن ماجه وغيره.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 05 - 04, 03:31 ص]ـ
رواه ابن ماجة ح 750 (ج2/ 68) ط دار الجيل،
حديث ضعيف جدا
فيه الحارث بن نبهان الجرمي وهو متروك
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 05 - 04, 03:39 ص]ـ
ورواه البيهقي في الكبرى والصغرى ومعرفة السنن والآثار، والطبراني في الكبير، وابن حجر في المطالب العالية بأسانيد منكرة وضعيفة.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[25 - 05 - 04, 03:17 م]ـ
الحديث مخرج عندي، وآتيكم به قريباً إن شاء الله، فأنا أكتب الآن من أحد الأمكان العامة بعيداً عن المنزل.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[26 - 05 - 04, 01:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فائدة سريعة على ما يسعفنا أخونا أبو المنهال وفقه الله بما وعدك به:
الحديث رواه ابن ماجه في سننه رقم (750) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ يَقْظَانَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"جَنِّبُوا مَسَاجِدَكُمْ صِبْيَانَكُمْ وَمَجَانِينَكُمْ وَشِرَاءَكُمْ وَبَيْعَكُمْ وَخُصُومَاتِكُمْ وَرَفْعَ أَصْوَاتِكُمْ وَإِقَامَةَ حُدُودِكُمْ وَسَلَّ سُيُوفِكُمْ وَاتَّخِذُوا عَلَى أَبْوَابِهَا الْمَطَاهِرَ وَجَمِّرُوهَا فِي الْجُمَعِ".
قال الهيثمي في مجمع الزوائد 2/ 26:" قلت حديث واثلة رواه ابن ماجه رواه الطبراني في الكبير وفيه العلاء بن كثير الليثي الشامي وهو ضعيف ... وعن مكحول رفعه إلى معاذ بن جبل ورفعه معاذ إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال جنبوا مساجدكم صبيانكم ... رواه الطبراني في الكبير ومكحول لم يسمع من معاذ".
ورواه البيهقي بسنده من طريق أبي نعيم يعني النخعي ثنا العلاء بن كثير عن مكحول عن أبي الدرداء وعن واثلة وعن أبي أمامة رضي الله عنهم كلهم يقول سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: الحديث قال البيهقي: العلاء بن كثير هذا شامي منكر الحديث وقيل عن مكحول عن يحيى بن العلاء عن معاذ مرفوعا وليس بصحيح" سنن البيهقي الكبرى 10/ 103
ورواه الطبراني المعجم الكبير 8/ 132 من طريق أبي نعيم النخعي به. وله طريق أخرى عنده ضعيفة في 20/ 173.
وذكره الذهبي في ترجمة أبي نعيم النخعي وقال: عن سفيان الثوري قال أحمد ليس بشيء ورماه يحيى بالكذب وقال ابن عدي عامة ما يرويه لا يتابع عليه ومن مناكيره حديثه ثم ذكر الحديث. ميزان الإعتدال 4/ 324
وذكره الذهبي أيضا في ترجمة عبد الله بن المحرر من مناكيره. ميزان الإعتدال 4/ 193
ورواه ابن الجوزي ثم قال:" حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احمد بن حنبل العلاء ليس بشيء وقال البخاري منكر الحديث وقال ابن حبان يروي الموضوعات عن الأثبات" العلل المتناهية 1/ 403
وقال الحافظ:" الحديث ضعيف " فتح الباري 1/ 549
وقال في موضع آخر:" حديث مكحول عن أبي الدرداء وواثله وأبي امامة مرفوعا جنبوا مساجدكم صبيانكم الحديث وفيه وإقامة حدودكم أخرجه البيهقي في الخلافيات وأصله في بن ماجة من حديث واثلة فقط وليس فيه ذكر الحدود وسنده ضعيف " فتح الباري 13/ 157.
وقال الحافظ الزيلعي بعد أن ذكر طرق الحديث وبين ضعفها: قال عبد الحق في أحكامه في باب المساجد روى البزار من حديث بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال جنبوا مساجدكم الحديث باللفظ المذكور ثم قال يرويه موسى عن عمير قال البزار ليس له أصل من حديث بن مسعود انتهى كلامه قال ابن القطان في كتابه ليس هذا الحديث في مسند البزار ولعله عثر عليه في بعض أماليه انتهى. نصب الراية 2/ 492
¥(40/436)
ورواه العقيلي من طريق العلاء بن كثير عن مكحول ... ثم ساق بسنده عن البخاري قوله: العلاء بن كثير عن مكحول منكر الحديث ومن حديثهثم ذكر الحديث. ضعفاء العقيلي 3/ 347
وذكره الحافظ فقال:" ابن ماجة من حديث مكحول وواثلة به وأتم منه وقد تقدم للبيهقي عنه عن أبي أمامة وواثلة جميعا قال البيهقي وروي عن مكحول عن يحيى بن العلاء عن معاذ وليس بصحيح وقال ابن الجوزي إنه حديث لا يصح ورواه البزار من حديث بن مسعود وقال ليس له أصل من حديثه وله طريق أخرى عن أبي هريرة واهية" تلخيص الحبير 4/ 188، وانظر: الدراية في تخريج أحاديث الهداية 1/ 288، والمطالب العالية 1/ 100
وقال الحافظ ابن الملقن:"رواه ابن ماجه من رواية مكحول عن واثلة بإسناد ضعيف قال ابن الجوزي لا يصح" خلاصة البدر المنير2/ 429
وقال السخاوي رحمه الله: " وسنده ضعيف ... وذكره عبد الحق من جهة البزار، ثم من حديث ابن مسعود قال: وليس له أصل، انتهى. " (المقاصد الحسنة ص/285 - 286 رقم 372).
وذكر الشوكاني رحمه الله قول السخاوي السابق وأقره، (الفوائد المجموعة ص/25 رقم38).
وقال الألبانى رحمه الله فى "إرواء الغليل" 7/ 362: إسناده ضعيف جدا.
قال الشيخ سليمان العلوان حفظه الله وفك أسره:" هذا الحديث منكر، الحارث بن نبهان متروك الحديث قاله أبو حاتم والنسائي، وقال البخاري منكر الحديث، وقد روى له الترمذي (1775) حديث أبي هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتعل الرجل وهو قائم)). وقال لا يصح عند أهل الحديث والحارث بن نبهان ليس عندهم بالحافظ.
ورُوي الحديث من طريق أبي نُعيم النخعي ثنا العلاء بن كثير عن مكحول عن أبي الدرداء وعن واثلة وعن أبي أمامة رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((جنبوا مساجدكم ... )) رواه البيهقي في السنن (10/ 103) وقال – العلاء بن كثير هذا شامي منكر الحديث .. )
وقال الإمام العقيلي في الضعفاء [3/ 347] حدثني آدم بن موسى قال سمعت البخاري قال: العلاء بن كثير عن مكحول: منكر الحديث. وأسند العقيلي حديثه هذا وقال عَقِبه [الرواية فيها لين].
ورواه ابن عدي في الكامل (4/ 1435) من طريق عبد الله بن مُحَرَّر عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جنبوا مساجدكم .... الحديث وفيه نكارة.
عبد الله بن محرر متروك الحديث قاله النسائي وغيره وقال ابن عدي رواياته غير محفوظة.
وتفرده عن أقرانه بالرواية عن يزيد غير محتمل فالحديث منكر ولا يصح في الباب شيء.
وقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم للصبيان بدخول المساجد وفعل ذلك بنفسه حين صلى بالمسلمين وهو حامل أُمامة بنت زينب. رواه البخاري ومسلم من حديث أبي قتادة ... غير أنه يُتقى أذاهم للمصلين وكثرة اللغط والعبث الباعث على التشويش على الراكعين الساجدين والله أعلم.
قاله: سليمان بن ناصر العلوان 6/ 3 / 1421 هـ(40/437)
الرسالة إلى النيل
ـ[علاء ناجي]ــــــــ[26 - 05 - 04, 07:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك من وثق الأثر الوارد عن عمر رضي الله عنه بخصوص رسالة النيل التي منع بها بدعة القاء عروس النيل؟
أرجو المساعدة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 05 - 04, 02:50 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه القصة أخرجها ابن عبدالحكم في فتوح مصر (ص 104 صبيح) وكذلك الواقدي وغيرهم
قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية
. قصة نيل مصر
روينا من طريق ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عن عمن حدثه قال: لما افتتحت مصر أتى أهلها عمرو بن العاص - حين دخل بؤنة من أشهر العجم - فقالوا: أيها الامير، لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها. قال: وما ذاك: قالوا: إذا كانت اثنتي عشرة ليلة خلت من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها، فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في هذا النيل.
فقال لهم عمرو: إن هذا مما لا يكون في الاسلام، إن الاسلام يهدم ما قبله. قال: فأقاموا بؤنة وأبيب ومسرى والنيل لا يجري قليلا ولا كثيرا، حتى هموا بالجلاء، فكتب عمرو إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب إليه: إنك قد أصبت بالذي فعلت، وإني قد بعثت إليك بطاقة داخل كتابي، فألقها في النيل. فلما قدم كتابه أخذ عمرو البطاقة فإذا فيها " من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر، أما بعد، فإن كنت إنما تجري من قبلك ومن أمرك فلا تجر فلا حاجة لنا فيك، وإن كنت إنما تجري بأمر الله الواحد القهار، وهو الذي يجريك فنسأل الله تعالى أن يجريك " قال: فألقى البطاقة في النيل فأصبحوا يوم السبت وقد أجرى الله النيل ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة وقطع الله تلك السنة عن أهل مصر إلى اليوم.
وهذا الإسناد لايصح.
ـ[علاء ناجي]ــــــــ[31 - 05 - 04, 06:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخنا الفاضل وأجزل لكم المثوبة والعطاء
ـ[عصمت الله]ــــــــ[01 - 06 - 04, 12:14 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
جزى الله كل خير شيخنا الأخ عبد الرحمن الفقيه و عندي سؤال مهم
هل يجب تطبيق القواعد الحديثية و أصول الجرح والتعديل لإثبات القصص والأحداث التاريخية فالقصة مجرد قصة و ليس نص تشريعي و الذي يستفاد منها كرامة عمر بن الخطاب رضي الله عنه و لا غرابة أو نكارة في ذلك و أسوق له و لأمثاله من أهل العلم المصادر التي ذكرت القصة أو خرجتها مع النصوص حتى يفيدوا أكثر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 06 - 04, 01:29 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزى الله الشيخ عصمت الله خير الجزاء على ما تفضل به، والقصة مدارها على نفس الإسناد السابق فمن ناحية الإسناد لاتصح للجهالة ولحال ابن لهيعة وعبدالله بن صالح كاتب الليث
وكما تفضلت فالسير والتواريخ يتساهل فيها مالايتساهل في غيرها.
ـ[كاتب]ــــــــ[23 - 03 - 09, 05:44 م]ـ
http://www.altawhed.com/Detail.asp?InNewsItemID=285777(40/438)
تخريج سبب نزول [وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ .. (لم ينظر موسى إلى الله)]
ـ[تهاني1]ــــــــ[26 - 05 - 04, 06:05 م]ـ
{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ .. } قيل أن سبب نزول هذه الآية أن اليهود قالوا للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ألا تكلم الله وتنظر إليه إن كنت نبيّاً، كما كلّمه موسى؟ فنزلت، وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: لم ينظر موسى إلى الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 05 - 04, 10:28 ص]ـ
ذكر ذلك الزمخشري في الكشاف، وذكره الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف (3/ 245) ولم يذكر عنه شيء.
وقال الحافظ ابن حجر في الكافي الشاف (لم أجده).(40/439)
احفظْ لسانَك أيها الإنسان ... لا يلدغنَّك إنَّه ثعبانُ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 05 - 04, 06:34 م]ـ
الحمد لله الآمر بالعدل والإحسان. الناهى عن البغى والعدوان. والصلاة والسلام على أكمل الخلق وأتقاهم. وأورعهم وأزكاهم. الآخذ بحجز مصدقيه عن التهاوى فى مزالق الشيطان. وبعد ..
فإنَّ مما يكبُّ الناسَ فى النار على وجوههم حصائد ألسنتهم. ورب كلمةٍ أحدثت شرا لا يمكن تداركه. والسعيد من وقاه الله سقطات لسانه. وأيده بواعظٍ منه على قلبه ولسانه وأركانه.
قال الإمام البخارى فى ((كتاب الحدود)) (6807): حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا عمر بن علي حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ تَوَكَّلَ لِي مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، وَمَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ، تَوَكَّلْتُ لَهُ بِالْجَنَّةِ)).
وقال أبو عيسى الترمذى (1977): حدثنا محمد بن يحيى الأزدي البصري حدثنا محمد بن سابق عن إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلا اللَّعَّانِ، وَلا الْفَاحِشِ، وَلا الْبَذِيءِ)).
وقال الإمام مسلم فى ((كتاب البر والصلة)) (2597): حدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني سليمان بن بلال عن العلاء بن عبد الرحمن حدثه عن أبيه عن أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا يَنْبَغِي لِصِدِّيقٍ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا)).
وقال (2598): حدثني سويد بن سعيد حدثني حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم أن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدرداء بأنجاد من عنده، فلما أن كان ذات ليلة، قام عبد الملك من الليل، فدعا خادمه، فكأنه أبطأ عليه، فلعنه، فلما أصبح، قالت له أم الدرداء: سَمِعْتُكَ اللَّيْلَةَ لَعَنْتَ خَادِمَكَ حِينَ دَعَوْتَهُ، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ، وَلا شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
وقال فى ((الزهد والرقائق)) (2988): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بكر بن مضر عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة أنه سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ يَنْزِلُ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ)).
ولله در القائل، فقد أجاد وأفاد:
احفظْ لسانَك أيها الإنسان ... لا يلدغنَّك إنَّه ثعبانُ
كم فى المقابرِ من قتيلِ لسانِه ... كانت تهابُ لقائَه الشجعانُ
... *** ... ***
احفظْ لسانَك واستعذْ من شرِّه ... إنَّ اللسانَ هو العدو الكاشحُ
وزنْ الكلامَ إذا نطقتَ بمجلسٍ ... فإذا استوى فهناك حلمُك راجحً
... *** ... ***
الصمت زين والسكوت سلامة ... فإذا نطقت فلا تكن مكثارا
فإذا ندمت على سكوتك مرة ... فلتندمن على الكلام مرارا
... *** ... ***
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 05 - 04, 08:42 م]ـ
أحسنت يا أبا محمد
وينظر كلام العلامة الشوكاني في التعقيب رقم 11: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19848
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[30 - 05 - 04, 04:20 ص]ـ
الفاضل الكريم / عبد الرحمن السديس.
شكر الله لكم، وأحسن جزاءكم.
وهذه تتمة لما سبق:
الحمد لله الآمر بالعدل والإحسان. الناهى عن البغى والعدوان. والصلاة والسلام على أكمل الخلق وأتقاهم. وأورعهم وأزكاهم. الآخذ بحجز مصدقيه عن التهاوى فى مزالق الشيطان. وبعد ..
¥(40/440)
قال البخارى ((الأدب المفرد)): حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيَّةِ قَالَتْ: قَالَ النَّبىُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ!))، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: ((خِيَارُكُمِ الَّذِينَ إِذَا رُءُوا ذُكِرَ اللهُ تَعَالَى، أَلا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ!))، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: ((الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ الْبُرَآءَ الْعَنَتَ)).
والثلاثة الأنواع إنما عدوا فى شرار الناس لعظم فسادهم، واستفحال شرهم. وشر الثلاثة: الْبَاغُونَ للبُرَآءَ الْعَنَتَ.
والباغون جمع باغٍ، وهو الملتمس للأمر الحريص عليه. والبرآء جمع برئ، وهو السالم من العيب والنقيصة والزلل. والعنت هو المشقة والفساد والهلاك والغلط. والتماس الزلات، وتقصى العورات لا يصدر غالباً إلا عن حسد وحقد وضغينة، وهو من البهتان الذى عظَّم الله تعالى شأنه، فقال عن مثله ((إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ الله عَظِيمٌ. وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ))، وحذَّر من تكرار فعله ((يَعِظُكُمُ اللهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)).
قال الإمام أحمد: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنَ عَيَّاشٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَهُ؛ لا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعِ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ)).
وصدور ذلك من عوام الناس من القبائح المرذولة، فكيف إذا صدر عمن ينسب إلى علم، ويوصف بإمامة!!، مع التذكير بأن الله عزَّ وجلَّ إنما خصَّ بالإمامة من اجتمع له الأمران: الصبر واليقين، ومبناهما على: العدل والإنصاف ((وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ)). فمهما قلَّ نصيب الرجل من العدل والإنصاف، كثرت وقيعته فى أعراض الناس، واتهمهم بالظنون الكاذبة.
أخرج أبو بكر البيهقى فى ((الزهد الكبير)) بإسناد صحيح عن أسد بن موسى أنبأ جرير بن حازم قال: قيل للحسن البصري: إن الناس يأتون مجلسك ليأخذوا سقط كلامك، فيجدون الوقيعة فيك!، فقال: ((هوِّن عليك، فإني أطمعت نفسي في جوار الله فطمعت، وأطمعت نفسي في الجنان فطمعت، وأطمعت نفسي في الحور العين فطمعت، وأطمعت نفسي في السلامة من الناس، فلم أجد إلى ذلك سبيلا!!، اني لما رأيت الناس لا يرضون عن خالقهم، علمت أنهم لا يرضون عن مخلوق مثلهم)).
وعن دعلج بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الله بن سيف قال سمعت يونس بن عبد الأعلى يحكي عن الشافعي: أن رجلين كانا يتعاتبان والشافعي يسمع كلامهما، فقال لأحدهما: ((إنك لا تقدر ترضي الناس كلهم، فأصلح ما بينك وبين الله عز وجل، فإذا أصلحت ما بينك وبين الله عز وجل، فلا تبال بالناس)).
وقال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية فى ((منهاج السنة النبوية)): ((الكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وعدل، لا بجهل وظلم، كحال أهل البدع)).
وقال الحافظ الذهبى فى ثنايا ترجمة الإمام الناسك الزاهد الورع الفضيل بن عياض من ((سير أعلام النبلاء)): ((قلت: إذا كان مثل كبراء السابقين قد تكلم فيهم الروافض والخوارج، ومثل الفضيل يتكلم فيه، فمن الذي يسلم من ألسنة الناس، لكن إذا ثبتت إمامة الرجل وفضله، لم يضره ما قيل فيه، وإنما الكلام في العلماء مفتقر إلى وزن بالعدل والورع)).
والأصل في هذا قوله تعالى ((وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ))، وقوله عزَّ وجلَّ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ))
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[30 - 05 - 04, 10:07 م]ـ
الشيخ الفاضل الألفى
ليت كلماتك تجد آذانا صاغية .......
¥(40/441)
ـ[صاعقة]ــــــــ[31 - 05 - 04, 01:59 ص]ـ
قال المغيرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلَّم ((إنَّ اللهّ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثاً: قِيْلَ وقَالَ، وَ كَثْرَةَ السُّؤَالِ، وإِضَاعَةَ الْمالِ))
قال الشاعر:
عَوِّدْ لِسَانَكَ قَوْلَ الْخَيْرِ تَحْظَ بِهِ ** إِنَّ اللِّسَانَ كَمَا عوَّدْتَ مُعْتَادُ
مُوَكَّلٌ بِتَقَاضِي مَا سَنَنْتَ لَهُ ** فِي الخَيْرِ والشَّرِ فانظُرْ كَيْفَ تُرْتَادُ(40/442)
(القراءة عند المقابر) هل صح فيها شيء .. ؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[27 - 05 - 04, 10:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل صح عن ابن عمر رضي الله عنهما
أنه أمر بقراءة فاتحة سورة البقرة وخاتمتها عند القبر .. ؟
وهل ثبت عن الإمام أحمد أنه أقرّها .. ؟
وهل ثبت عن الإمام الشافعي أنه يقول عن القراءة عند القبر
لا بأس بها .. ؟
جزاكم الله خيراً كثيراً طيباً مباركاً فيه
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[27 - 05 - 04, 04:38 م]ـ
الأخ خالد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كنت منسوبا إلى حي الوايلي بالقاهرة المصرية فيمكنك الحصول على الجواب بشراء كتاب: ((فتح الغفور في بدعية قراءة القرآن عند القبور)) لمؤلفه: أبي خبيب صلاح بن فتحي هلل.
وهو يباع في الأزهر بالقرب من حي الوايلي كما هو معروف.
أما إذا كنت من خارج مصر، ولا نسبة بينك وبين الحي المذكور: فيمكنك الحصول على الكتاب المذكور من بعض إخوانك، وليت أحدًا يضعه لك على الشبكة.
وفي ثنايا الجنائز للشيخ الألباني رحمه الله، وغيره كلام عن هذا الأمر.
وأقول لك اختصارًا:
لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في الباب شيئ.
وما ورد عن ابن عمر أو الإمام أحمد لا يصح عنهما، وقد نقل بدعيتها عن أحمد غير واحد من أصحابه.
وقد ثبت عن الشافعي قوله الذي تكرمتم به، غير أن الصواب من مذهبه: المنع.
وهذا وغيره تراه محقَّقًا في الكتاب المشار إليه آنفًا.
واحذر فتاوى الصوفية والأزهرية في هذا الباب.
بارك الله فيكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[27 - 05 - 04, 05:51 م]ـ
جزاك الله خيراً كثيراً
أخانا الفاضل / يحيى القطان
ولست من أهل مصر
- وإن كنت أحبهم جداً -
ولم أدخل أرض مصر قط
ومازلت أفتش عن سبب تسمية هذا الحي بهذا الإسم
فهل تتفضل عليّ ببيان ذلك إن كان عندك أثارة من علم
ولو برسالة خاصة
ثم إني أشكرك على دلالتي على الخير سددك الله - آمين-
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[27 - 05 - 04, 06:59 م]ـ
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: إذا دفنتموني فأقيموا حوا قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم واعلم ماذا أراجع به رسل ربي.
رواه مسلم.
قال النووي:
قال الشافعي رحمه الله: ويستحب أن يقرأ عنده شيء من القرآن وإن ختموا القرآن عنده كان حسنا.
" رياض الصالحين "
[قال الشيخ الألباني:
لا أدري أين قال ذلك الشافعي رحمه الله تعالى وفي ثبوته عنه شك كبير عندي كيف لا ومذهبه أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى كما نقله عنه الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية إلى عدم ثبوت ذلك عن الإمام الشافعي بقوله في " الاقتضاء ": (لا يحفظ عن الشافعي نفسه في هذه المسألة كلام وذلك لأن ذلك كان عنده بدعة وقال مالك: ما علمنا أحدا فعل ذلك فعلم أن الصحابة والتابعين ما كانوا يفعلون ذلك).
قلت: وذلك هو مذهب أحمد أيضا: أن لا قراءة على القبر كما أثبته في كتابي " أحكام الجنائز "، وهو ما انتهى إليه رأي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كما حققته في كتابي المذكور].
وفي الباب:
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إذا مات أحدكم فلا تحبسوه وأسرعوا به إلى قبره وليقرأ عند رأسه بفاتحة الكتاب وعند رجليه بخاتمة سورة البقرة في قبره ".
قال الهيثمي:
رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف.
وأما أثر ابن عمر فقد ضعفه الشيخ الألباني في " أحكام الجنائز " كما قال أخي الفاضل.
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[27 - 05 - 04, 07:33 م]ـ
أخي خالد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على لطفكم، وجميل أدبكم، وأحبكم الذي رزقكم حب مصر، ولو جئتها لسهرنا على راحتك، وكنا طوع أمرك إن شاء الله تعالى.
أما موضوع نسبة حي الوايلي، فلا أعلم عنها شيئًا غير أن الأحياء عندنا تنسب لبعض من فيها أو لشخصيات، فلعل بعض عائلة الوايلي كان هنا فنُسب الحي إليه، ويشهد لذلك عندي كثرة نسبة الأماكن إلى أول من سكنها من الناس في بلادنا، أو قد يكون الوايلي نسبة إلى عظيم أو كبير أو صاحب سلطة في الزمن الماضي وهذا موجود عندنا أيضًا.
¥(40/443)
فمن أمثلة ذلك: المطرية (نسبة إلى مقبور يُدعى المَطَرَاوِيّ)، وعزبة الريس (نسبة إلى ريِّسٍ كان بها) وعزبة الباشا (نسبة إلى باشا كان بها)، ودسوق (نسبة إلى المقبور إبراهيم الدسوقي)، وكفر الشيخ (نسبة إلى المقبور الشيخ طلحة)، ومدينة ناصر والتي اشتهرت بعد ذلك باسم مدينة نصر (نسبة إلى ثاني رئيس جمهوري لمصر)، والعاشر من رمضان والسادس من أكتوبر وغير ذلك كثير؛ فالله أعلم بما كان.
ولعل بعض الأخوة المهتمين بالأنساب والمدن يضعون لنا الصواب في ذلك بارك الله فيهم.
والقاموس الجغرافي للبلاد المصرية للأسف لا يهتم بذكر مثل هذا الأمر؛ فالله المستعان.
أما القرآءة على الجنازة:
فأنقل لك بعض ما في الكتاب المشار إليه حول الموضوع محل المسألة، على سبيل الاختصار إن شاء الله تعالى.
وسأضع لك ذلك في وقتٍ لاحق إن شاء الله تعالى.
غير أني أعجل بالكلام عن مذهب الشافعي الآن
فقال مؤلف الرسالة المشار إليها سلفًا لكم (ص/54) ما نصُّه: أما الشافعي رحمه الله تعالى فقد ورد عنه القول بالجواز خلافًا لابن تيمية رحمه الله، ففي ((معرفة السنن والآثار)) للبيهقي نقلاً عن الشافعي رحمه الله قال: ((وأُحِبُّ لو قُرِئَ عند القبر ودُعِيَ للميتِ))، وقد رَوَىَ الخلال في جزء ((القراءة عند القبور)) (7)) عن الشافعي رحمه الله أنه سُئِل عن القراءة عند القبر؟ سأله الحسن بن الصباح الزعفراني فقال الشافعي رحمه الله: ((لا بأس به)) [حاشية: وحَسَّنَ محقق الكتاب المذكور -يعني: كتاب الخلال- إسناد هذه الرواية عن الشافعي رحمه الله، وانتظر].
انتهى ما قاله مؤلف الرسالة المذكورة بحروفه سوى زيادة الترحم على الشافعي في الموضع الأخير.
ثم عاد للمسألة ثانيًا (ص/55) وقال ما نصه: هذا .. والمشهور عن الشافعي رحمه الله والمحفوظ عنه القول بعدم وصول قراءة القرآن للميتِ [حاشية: قال الشافعي في الأم (4/ 120) ثم نقل المؤلف كلام الشافعي في الأم وليس فيه وصول القراءة للميت ..... يحيى القطان].
قال المؤلف: وهذا يطعن في عنق النقل عنه [يعني الشافعي ـ يحيى القطان] بجواز القراءة على القبر؛ إذ كيف يُجَوِّزُ القراءة ثم يمنع وصولها للميت؟ ّ! ولذلك فإني في شكٍّ من ثبوت القول بجواز القراءة على القبر عن الشافعي، ولعله جوزها في صلاة الجنازة فنُقِل عنه خطأ أن ذلك في القراءة على القبر خارج صلاة الجنازة، ولعله قال بالجواز ثم رجع عنه، وهذا يقطع الاحتمالات السابقة، والزعفراني راوي المذهب القديم عن الشافعي ببغداد، وهو الذي نقل هذا القول عن الشافعي كما ترى، وعلى كلٍّ فأنا في شكٍّ من ثبوت الجواز عنه وكونه محفوظًا لما سبق والله أعلم. انتهى كلام المؤلف
وقال في موضع سابق من نفس الورقة (ص/55): فقد قام الدليل على منع القراءة عند القبور، وصح الحديث على ذلك مع ضعف أحاديث الجواز كما سبق هذا كله، فلذلك فإن قول الشافعي رحمه الله هو منع قراءة القرآن على المقابر كقول الجمهور، فإنا قال: ((إذا صح الحديث فهو مذهبي)) حتى وإن خالف قوله للحديث فإن مذهبه مع الحديث، ويُتْرَكُ قوله كما صرح بذلك رحمه الله، ويُعْتّذرُ عنه بعدم وصول الحديث إليه، فعُلِمَ بذلك أنَّ مذهب الشافعي المنع مع الجمهور لقوله: ((إذا صح الحديث فهو مذهبي)) وقد صح والحمد لله، وعبارة الشافعي هذه في شرحها كتاب للسبكي أسماه: ((شرح قول الإمام المطلبي إذا صح الحديث فهو مذهبي))، وهو مطبوع ضمن ((الرسائل المنيرية)) وطبع وحده أيضًا ولله الحمد والمِنة. [حاشية: وبنحو هذا الاستدلال بعبارة الشافعي ((إذا صح ... )) استدلَّ جماعةٌ من العلماء خاصة الشافعية كما تراه في ثنايا كتب مذهبهم وتراجمهم، خاصة: ((طبقات الشافعية)) للسبكي رحمه الله، والله أعلم. انتهى كلام المؤلف في رسالته المشار إليها آنفًا في رسالتي الأولى لكم أخي خالد بارك الله فيكم.
وأما باقي كلامه فسأنقله لكم تباعًا إن شاء الله تعالى.
وتفضل بقبول شكري واحترامي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[27 - 05 - 04, 09:44 م]ـ
أخي خالد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا ملخص ما يخص الموضوع من كتاب ((فتح الغفور في بدعية قراءة القرآن عند القبور)) المشار إليه سلفًا:
¥(40/444)
يبدأ المؤلف كتابه هذا بنقله عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قوله: ((اتَّبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفِيْتُم))، وقول سعيد بن جُبير رحمه الله: ((قد أحسن مَن انتهى إلى ما سَمِعَ)) ثم يكتب شكرًا وتقديرًا لأستاذه: الدكتور شعبان محمد إسماعيل رئيس قسم الشريعة بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية على تفضُّلِه بالاطلاع على الرسالة والإشادة بها، ولم يسعفه الوقت للتقديم لها لسفره، ثم يتقدم بالشكر والعرفان للشيخ وحيد بن عبد السلام بالي على ما بذله من جهد ووقتٍ وملاحظات وتقديمه للرسالة، وبعد التقديم والمقدمة يبدأ رسالته هذه بفصل في وجوب اتباع القرآن والسنة والنهي عن الابتداع ويذكر بعض أدلة ذلك من الكتاب والسنة، ثم يضع فصلاً في حال الصحابة رضي الله عنهم مع نصوص الشريعة، فيذكر فيه أمثلةً من استجابتهم لأحكام وأوامر الشريعة فور العِلْم بها، ثم يضع فصلاً في النهي عن البدع، يُتْبِعه بفصلٍ في نقض شُبَه المبتدعة، ويعتبر هذه الفصول تقدمة ضرورية لرسالته، لأن أغلب الناس لا يستجيب للشريعة لغلبة البدع والشبهات، ثم يدلف إلى حكم قراءة القرآن عند القبور (ص/39) وحكم إهداء ثواب القرآن للميت (ص/61) وما ينفع الميت بعد موته (ص/66) وتنتهي الرسالة بالفهرس وهي عبارة عن (78) ورقة.
وملخص ما ذكره في شأن قراءة القرآن عند القبور قوله ما نصه: نقول بعون الله مبتدئين بتوفيق الله: إنه قد وردت بعض الروايات التي تبيح القراءة على المقابر، ولا يثبت منها شيء، بل سُئل الإمام أحمد رحمه الله عن القراءة عند القبر؟ ـ كما سيأتي ـ فقال: ((ما أحفظ فيه شيئًا))؛ أي: أنه لا يحفظ فيه شيئًا ثابتًا صالحًا للحجية، لكون الأحكام لا تبنى إلا على الثابت، وإلا فقد أخرج الإمام أحمد رحمه الله بعض هذه الروايات في مسنده.
انتهى كلامه.
ثم أورد الروايات الواردة في الباب مُتْبِعًا لها بالكلام على أسانيدها؛ كالتالي:
ـ عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من زار قبر والديه أو أحدهما يوم الجمعة فقرأ يس غُفِرَ له)).
وعزاه المؤلف لابن عدي وجماعة، وأنكره، ونقل إنكار ابن عدي وغيره للحديث، وكذا حكم ابن الجوزي والألباني عليه بالوضع، وتكلم على معنى قول ابن عدي: باطل. وأن هذا الإطلاق ربما وقع عندهم على الحديث الكذب أو الموضوع، وقد يُقصد بها غير ذلك بقرينة.
ـ وعن أبي أمامة في قصة دفن أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقراءة النبي صلى الله عليه وسلم لآية من سورة طه (55) الحديث.
وقال المؤلف: ((ضعيف جدًا موضوع: رواه عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم عن أبي أمامة)).
ثم عزاه المؤلف لأحمد وغيره ونقل قول الذهبي في تلخيص المستدرك: ((لم يتكلم عليه وهو خبر واه؛ لأن علي بن يزيد متروك)).
وتكلم على رواته، ونقل قول الألباني: ضعيف جدًا بل موضوع في نقد ابن حبان.
ـ حديث ابن عمر الذي فيه: واقرأ عند رأسي بفاتحة الكتاب وأول البقرة وخاتمتها فإني سمعتُ ابن عمر يقول ذلك.
وتوصل إلى نكارة متنه، واختلاف ألفاظه وأورد ذلك من غير وجهٍ، وقال المؤلف ما نصه: ((وعلى كلٍّ فالحديث رُوِيَ موقوفًا ومرفوعًا والظاهر أن هذا الاختلاف في الوقف والرفع من هذا المجهول عبد الرحمن بن العلاء .... )).
ـ حديث علي بن أبي طالب مرفوعًا: ((من مر بالمقابر فقرأ: {قل هو الله أحد} إحدى عشرة مرة)) ... الحديث.
ذكره المؤلف بنصه وخرجه، ونقل حكم الألباني وغيره عليه بالوضع.
وهو مروي من نسخة علي الرضا ونقل المؤلف قول الذهبي في الميزان: ((عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه بتلك النسخة الموضوعة الباطلة ...... )) إلخ.
ـ وعن علي بن أبي طالب مرفوعًا أيضًا: ((ما من مؤمن ولا مؤمنة يقرأ آية الكرسي ويجعل ثوابها لأهل القبور .... )) الحديث.
ذكره المؤلف وبيَّن وضعه، وفي إسناده الأشج المكذب، ونقل المؤلف تكذيبه عن الذهبي.
وقال المؤلف أيضًا: ((على أن هذا الحديث ليس صريحًا في قراءة القرآن على المقابر، لكنه صريح في جواز إهداء قراءة القرآن للأموات، وسيأتي أن الحق بخلاف ذلك)).
¥(40/445)
ـ ((اقرأوا على موتاكم يس)) ذكره المؤلف وقال: ((ضعيف بل منكر وبعض طرقه أشد ضعفًا من الأخرى وقد أعله ابن القطان وغيره وقال الدارقطني: هذا حديث ضعيف الإسناد مجهول المتن ولا يصح في الباب شيء)).
وأحال المصنف في تخريجه على رسالة شيخه: أبي عبد الرحمن محمد عمرو بن عبد اللطيف ((قلب القرآن يس في الميزان))، وغير هذا الكتاب.
ثم قال: ((وقد اختلف في دلالة هذا الحديث)) ونقل المؤلف ترجيح ابن القيم أن المراد به قراءة يس عند المحتضر لا على الميت.
وقال المؤلف: ((ومن لطيف القول: أن الله عز وجل يقول في سورة يس عن الذكر الحكيم: ((ليُنْذر من كان حيُّ .. )) ولم يذكر في سورة يس ولا غيرها من السور أن من مهمات القرآن أن يقرأ على الأموات أو على قبورهم بعد موتهم والله أعلم)).
ـ وعن الشعبي رحمه الله قال: ((كانت الأنصار إذا مات لهم الميت اختلفوا إلى قبره يقرؤون عنده القرآن)).
وذكر المؤلف اختلاف الألفاظ في الحديث وصوب في متنه: ((كانت الأنصار يقرؤون عند الميت سورة البقرة)) رواه ابن أبي شيبة (2/ 445) من رواية حفص عن مجالد عن الشعبي، واللفظ السابق المذكور في صدره عزاه المصنف للخلال في جزء القراءة (8) من طريق سفيان بن وكيع حدثنا حفص عن مجالد عن الشعبي، ورجح رواية ابن أبي شيبة عن حفص على رواية سفيان بن وكيع عن حفص.
وقال عقبه: ((ثم إن الأثر بعد ذلك ضعيف الإسناد لضعف الراوي عن الشعبي وهو مجالد و (ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره) كما قال ابن حجر.
فظهر أن الأثر عند الاحتضار لا القبر، مع كونه ضعيفًا)) انتهى كلامه.
وقال المؤلف: ((فهذا ما وقفت عليه وفيه جواز القراءة على القبر)).
ثم ذكر المؤلف مبحثًا في الأحاديث التي ثبتت في النهي فذكر منها حديث أبي هريرة مرفوعًا: ((لا تجعلوا بيوتكم قبورًا إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة)).
وقال: ((وهذا الحديث صريح في الدلالة على أن المقابر لا يُقْرأ فيها بقرآن، وقد استدل به كثير من العلماء على ذلك)).
واستطرد المؤلف في هذا المجال، وأجاب عن شُبَه المخالفين ورد كلام الشافعية في هذا الباب، ونقل بعد ذلك مذاهب العلماء، ومنها:
ما رواه الدوري (5414) سألت أحمد بن حنبل ما يقرأ عند القبر؟ فقال: ((ما أحفظ فيه شيئًا)) وقول أبي داود في مسائله (158): ((سمعت أحمد سُئل عن القراءة عند القبر؟ فقال: لا)). ونقل أبي يعلى في الروايتين والوجهين عن جماعة من أصحاب أحمد منهم: ((أبو داود وبكر المروذي ومهنا وحنبل وأبو طالب وابن بدينا وإسحاق بن إبراهيم وغيرهم عن أحمد عدم جواز القراءة عند القبر، وبعضهم يروي عنه بِدْعيتها)).
ونقل من مسائل ابن هانئ (946) عن أحمد قول الإمام: ((القراءة على القبر بدعة)).
واستطر المؤلف في نقل مذاهب الناس، ونقل المنع من القراءة عند القبر عن الجماهير، وعزاه لأبي حنيفة ومالك وأحمد وغيرهم وصححه من مذهب الشافعي حسبما نقلتُ لك كلامه آنفًا في الرسالة السابقة.
واستطرد المؤلف في نقل ذلك عن شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، كسلتُ عن نقل كلامه الآن، ولعلي أنقله لك أخي خالد في وقتٍ لاحق إن قدرت، وإلا فإني مشغول هذه الأيام فاعذر أخاك بارك الله فيك.
ثم إن الخبر الذي ذكره لك الشيخ إحسان أحسن الله إليه وبارك فيه عن عمرو بن العاص فيما سلف لا شأن له بقضية القراءة عند القبر، فانتبه لذلك بارك الله فيك، ولعل أخاك إحسان بارك الله فيه تنبه لذلك لكن لم يدرك تصحيحه لفوات الوقت المحدد لتحرير الرسائل.
فيا أهل الإشراف بارك الله فيكم زيدوا لنا الوقت بارك الله لنا فيكم.
والدعاء موصول للجميع بالاستقامة والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[28 - 05 - 04, 08:23 ص]ـ
جزاكم الله خيراً مباركاً فيه
وإني منتفع مغتبط بما تكتبونه
أجزل الله لكم الثواب - آمين
وعندي سؤال صغير متصل بالموضوع بوجه من الوجوه
وهو:
هل من السنة فرش القبر قبل وضع الميت
بدليل ما أخرجه مسلم في صحيحه
في كتاب الجنائز باب جعل القطيفة في القبر 967
من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال:
" جُعل في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيفة حمراء"
أم أن هذا خاصٌ بالنبي صلى الله عليه وسلم فلم يفعله الصحابة
- رضوان الله عليهم- في قبورهم ولم يوصوا به .. ؟
¥(40/446)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 05 - 04, 01:12 م]ـ
إما أن يقال إن هذا من فعل شقران وكان قد كره أن يلبسها أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يوافقه على فعله الصحابة.
أو أنها استخرجت قبل أن يهال التراب.
ذكر الأول: النووي في الشرح
وذكر الثاني: ابن عبد البر كما نقله عنه ابن حجر في " التلخيص "
والله أعلم
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[28 - 05 - 04, 01:59 م]ـ
هل الكتاب متوفر في الملتقى؟ وشكرا
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[28 - 05 - 04, 04:23 م]ـ
أما في مذهب أصحابنا الحنابلة رحمهم الله فهي خمس روايات:
1 - الاستحباب.
2 - أنها بدعة.
3 - الكراهة.
4 - الاباحة.
5 - التفريق بين القراءة الدائمة فهي بدعة والقراءة عند الدفن فلا بأس بها.
وقد ذهب جمهور المالكية الى انه مكروه ولم يكن من (عمل السلف) وهو والصواب عندهم.
وذهب شيخ الاسلام ابن تيمية الى التفريق بين القراءة عند الدفن فهي مباحة والقراءة بعد الدفن فهي مكروهة.
والراجح والله تعالى أعلم: كراهتها مطلقا عند الدفن وقبله وبعده , لانها عبادة مشروعة ولم ترد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا عن اصحابه ولا عن من بعدهم على عموم البلوى في هذا الامر.
أما المواظبة على القراءة على القبور فهي بدعة (نص عليه ابن تيمية) وغير مشروعة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(أما القراءة على القبر فكرهها أبو حنيفة , ومالك , وأحمد في إحدى الروايتين. ولم يكن يكرهها في الأخرى.
وإنما رخص فيها لأنه بلغه أن ابن عمر أوصى أن يقرأ عند قبره بفواتح البقرة , وخواتيمها. وروي عن بعض الصحابة قراءة سورة البقرة. فالقراءة عند الدفن مأثورة في الجملة , وأما بعد ذلك فلم ينقل فيه أثر. والله أعلم).
وقال رحمه الله:
(وأما القراءة الدائمة على القبور , فلم تكن معروفة عند السلف. وقد تنازع الناس في القراءة على القبر , فكرهها أبو حنيفة ومالك , وأحمد في أكثر الروايات عنه.
ورخص فيها في الرواية المتأخرة , لما بلغه أن عبد الله بن عمر أوصى أن يقرأ عند دفنه بفواتح البقرة , وخواتمها. وقد نقل عن بعض الأنصار أنه أوصى عند قبره بالبقرة , وهذا إنما كان عند الدفن , فأما بعد ذلك فلم ينقل عنهم شيء من ذلك.
ولهذا فرق في القول الثالث بين القراءة حين الدفن , والقراءة الراتبة بعد الدفن , فإن هذا بدعة لا يعرف لها أصل).
أما ما نقلت أخي الكريم الازهري عن ابن القيم من كتابه الروح , فليس هذا موضعه أذ ان ابن القيم يرى وصول ثواب القراءة الى الميت خلاف لقولٍ لشيخ الاسلام في المنع من هذا (وله قول أخر بالجواز).
ولذا فأن ابن القيم ذهب في موضع له (لايحضرني) الى ان من اوصى بقراءة القرآن على قبره (و وقف عليه) فالاولى ان يقرأ في (المسجد) ويهدى الثواب اليه.
ففرق بين أهداء الثواب الى الميت وبين القراءة عند القبر.
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[28 - 05 - 04, 05:11 م]ـ
أخي الكريم خالد الوايلي بارك الله فيك وسلمك:
حذرتك سلفًا من فتاوى الأزهرية في الباب، فلا تنس تحذيري مشكورًا،، وكذا احذر الفتوى القبورية والغزالية والقرطبية والصوفية، ويا ويلك يا ويلي لو أخذت بفتواهم، فتكون قد ابتدعتَ وتركتَ السنة، واعلم أن ترك السنة جريمة لا تُغْتَفر، ومن راعى السنة رُوعِي، ومن حفظها حفظه الله، فكن سنِّيًّا، واحذر البدعة بارك الله فيك.
ثم لا يهمنك كثرة المخالف إن كنتَ على الحق، وهذا تلخيص ما في الكتاب المشار إليه آنفًا حول الجواب عمَّا ورد في كلام الأزهري الأصلي ونقله عن المغني وغيره:
قال مؤلف الكتاب المشار إليه آنفًا ((فتح الغفور)) بعد نقله المنع من القراءة عند القبر عن الإمام أحمد من وجوه (ص/53): ((وهذا القول هو الصحيح الثابت عن الإمام أحمد رحمه الله، أما ما يذكره بعض الحنابلة كما في كتاب أبي يعلى المشار إليه، و (المغني مع الشرح الكبير) (2/ 424)، وغيرهما، من أن له ثلاثة أقوال في المسألة وبعضهم يجعل له قولين؛ فهذا كله لا يصح، والصواب الصحيح عنه ما سبق، كما لا يصح عن النخعي أنه قال: (لا بأس بقراءة القرآن في المقابر) فإن في إسناده شريك بن عبد الله وهو ضعيف سئ الحفظ، وقد أخرجه أبو بكر الخلال في (القراءة عند القبور) (برقم/9).
¥(40/447)
ولا يصح أيضًا ما يذكره بعض الحنابلة عن الإمام أحمد أنه رجع عن القول بالمنع إلى الجواز، وإنما اعتمدوا في قولهم هذا على ما رواه أبو بكر الخلال في (القراءة عند القبور) ونقله عنه ابن القيم في كتابه (الروح) (ص/13)، وقد روى الخلال القصة عن ......... )).
فذكر المؤلف القصة مطولة ثم نقل عن الشيخ الألباني تضعفه لهذه القصة، وتكلم على ضعفها ثم قال:
((ثم أين كان أصحاب الإمام أحمد رحمه الله المشاهير الملازمين له حينما رجع عن قوله بالبدعية إلى الجواز؟ أين كانوا؟ [حاشية: وقد توافر النقل عن الإمام بخلاف هذه القصة المنكرة، والله أعلم.])). انتهى
ونقل المؤلف عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الاقتضاء والفتاوى والاختيارات العلمية قوله: ((القراءة على الميت بعد موته بدعة)) وقال تلميذه البار ابن القيم رحمه الله في الزاد: ((ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم أن يجتمع للعزاء ويقرأ له القرآن لا عند قبره ولا غيره، وكل هذا بدعة حادثة مكروهة)).
وَعَقَّبَ المؤلف على كلام ابن القيم رحمه الله بقوله: ((وهذا هو الأجود والأصح من كلامه في كتاب الروح (ص/10 ـ 11). وفي (التحديث بما قيل لا يصح فيه حديث) للعلامة بكر أبي زيد حفظه الله قال (ص/89): (القراءة عند القبر والتلقين لا يصح فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا محررٌ عند شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وتلميذه ابن القيم رحمه الله تعالى في مواضع) أهـ
وفي كتابه (الدين الخالص) (8/ 99 ـ 102) بحث السبكي رحمه الله وعفا عنه المسألة وقال في بداية بحثه لها: (يكره تحريمًا عند النعمان ومالك قراءة القرآن عند القبر؛ لأنه لم يصح فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس من عمل السلف، بل كان عملهم التصدُّق والدعاء لا القراءة) أهـ وختم بحثه لها قائلاً: (فلو كانت القراءة عند القبر مشروعة لفعله السلف، ولنُقِل إلينا منه الكثير، وكنه لم يكن، فالراجح الذي تشهد له الأدلة الثابتة أن قراءة القرآن عند القبر مكروهة؛ لأنه لم يثبت فيها حديث مرفوع صحيح ولا حسن ولم ينقل عن أحد من الصحابة ولا التابعين، ولذلك قال الإمام أحمد: (القراءة عند القبر بدعة)، وتقدم الجواب عما استند إليه القائلون بالاستحباب. والله الموفق للصواب)) انتهى ما قاله مؤلف الكتاب المشار إليه آنفًا.
ثم نقل المؤلف بدعية ذلك عن الألباني وأحمد بن حجر آل بوطامي قاضي المحكمة الشرعية بقطر، وحذَّر المؤلف من مذهب الغزالي والقرطبي في التذكرة في إجازة ذلك، مع التنبيه على وهاء الاعتماد في هذا الباب على الرؤى والحكايات التي ذكرها الغزالي والقرطبي.
وبهذا القدر الذي نقلته لك أخي خالد حفظك الله أكون قد ذكرتُ لك ملخصًا للفصل الخاص بالقراءة عند القبر من الكتاب المشار إليه، وإذا أردت الزيادة فلعل بعض إخوانك يتكرم بكتابة الكتاب على الحاسب ووضعه لك هنا، وبإمكاني إرسال صورة ورقية من الكتاب لمن أراد كتابتها لإخوانه في الملتقى.
أما حكاية ما جرى عند وفاة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فأنتَ خبير بضعف هذا في الاستدلال، فلا تُعَرِّجِْ عليه.
وجزاكم الله خيرًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[الظافر]ــــــــ[28 - 05 - 04, 07:40 م]ـ
القراءة عند القبر لا تجوز.
قال أبو داود السجستاني: (سمعت أحمد سُئل عن القراءة عند القبر؟ فقال: لا) (1).
قال الشيخ عبد الله بن حميد (ت1402هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (قراءة القرآن على القبور من البدع التي لا أصل لها، فلا ينبغي أن يقرأ القرآن على القبور في أظهر قولي العلماء) (2).
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت1421هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (والصحيح أن القراءة على القبر مكروهة، سواء كان ذلك عند الدفن أو بعد الدفن، لأنه لم يعمل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عُهد عن الخلفاء الراشدين، ولأنه ربما يحصل منه فتنة لصاحب القبر، فاليوم يقرأ عنده رجاء انتفاع صاحب القبر، وغداً يقرأ عنده رجاء الانتفاع بصاحب القبر، ويرى أن القراءة عنده أفضل من القراءة في المسجد فيحصل بذلك فتنة) (3).
وقال في موضع آخر: (قراءة القرآن على القبور بدعة لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن الصحابة) (4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مسائل الإمام أحمد لأبي داود (ص:224).
(2) فتاوى سماحة الشيخ عبدالله بن حميد (ص:160).
(3) الشرح الممتع (5/ 463 - 464).
(4) فتاوى الشيخ محمد بن عثيمين، جمع أشرف عبدالمقصود (1/ 166).
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[28 - 05 - 04, 07:44 م]ـ
أظفرك الله أخي الظافر، وبارك فيك
هكذا فلتكن الفتوى، وهذه هي النقول لمن شاء.
بارك الله في الظافر وجزاه خيرًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(40/448)
هل هذه أحاديث صحت عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟
ـ[مهاجرة]ــــــــ[28 - 05 - 04, 05:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأول:
عندما اخطأ سيدنا ادم علية السلام وأنزلة الله من الجنة ليتوب عليه
فقال سيدنا آدم لله عز وجل: لولا أنك تبت علي لتوسلت لك بمنزلة محمد عندك0
فقال الله لادم: وما ادراك بمحمد؟
فقال آدم: سبحانك فأنت تعلم مافي الصدور 00 ولكني عندما عرضتني على الملائكة امام
العرش وجدت مكتوبا على جنبي العرش كلمة ((لااله الا الله محمد رسول الله))
وعلمت انك سبحانك لاتقرن احدا باسمك الاكان غاليا" وذو مكانة عندك 0
فأطلعة الله انه أخر ابناء ادم من الانبياء00
وفي أثناء وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم شعر بسكرات الموت 00
وقال: (ان للموت لسكرات)
وطلب من ملك الموت ان يرفق بة
فتنزل عليه ملك من السماء وقال: يامحمد السلام يقرأك السلام ويقول لك انه خفف عنك بضع وعشرين سكره
وكل سكره كتقطيع السيوف!!!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم شدد علي سكرات الموت وخفف عن امتي))
واعاده ثلاثا"0000
===================================
الثاني:
في حديث عن أنس رضي الله عنه قال: كان رجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يتجر من بلاد الشام إلى المدينة ولا يصحب القوافل توكلاً على الله تعالى ... فبينما هو راجع من الشام تعرض له لص على فرس، فصاح بالتاجر: قف فوقف التاجر، وقال له: شأنك بمالي.
فقال له اللص: المال مالي، وإنما أريد نفسك
.فقال له: أنظرني حتى أصلي
:قال: افعل ما بدا لك. فصلى أربع ركعات ورفع رأسه إلى السماء يقول
يا ودود يا ودود يا ودود، ياذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد، يا فعالاً لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك ان تصلي على نبينا وحبيبنا وحبيبك سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، لا إله إلا أنت، يا مغيث أغثني، ثلاث مرات.
ومضى نحوه فلما دنا منه وإذا بفارس بيده حربة، فلما طعنه أرداه عن فرسه قتيلا،
وقال الفارس للتاجر: اعلم أني ملك من السماء الثالثة .. لما دعوت الأولى سمعنا لأبواب السماء قعقعة فقلنا: أمر حدث، ثم دعوت الثانية، ففتحت أبواب السماء ولها شرر، ثم دعوت الثالثة، فهبط جبريل عليه السلام ينادي: لمن هذا المكروب؟ فدعوت الله أن يوليني قتله. واعلم يا عبد الله أن من دعا بدعائك في كل شدة أغاثه الله وفرج عنه. ثم جاء التاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره فقال المصطفى صلى الله عليه و سلم: ((لقد لقنك الله أسماءه الحسنى التي إذا دعي بها أجاب، وإذا سئل بها أعطى)).ء
وجزاكم الله بكل خير ..
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[28 - 05 - 04, 07:33 م]ـ
مهاجرة
تخريجُ الحديثِ الثاني:
أخرجه ابنُ أبي الدنيا في " مجابي الدعوة " (23)، و " هواتف الجنان " (12)، ومن طريقهِ أخرجه اللالكائي في " شرح أصولِ الاعتقاد " (5/ 166 ح 111)، في الجزءِ الخاصِ بـ " كراماتِ الأولياءِ "، وبوب عليه " سياق ما روي من كراماتِ أبي معلق " من طريقِ عيسى بنِ عبدِ اللهِ التميمي قال: أخبرني فهيرُ بنُ زياد الأسدي، عن موسى بنِ وردان، عن الكلبي - وليس بصاحبِ التفسيرِ - عن الحسن عن أنس.
وأورده ابنُ الأثيرِ في " أسد الغابة " (6/ 295).
وذكرهُ الحافظُ ابنُ حجرٍ في الأصابة " (12/ 24) عند ترجمةِ " ابي معلق " فقال: " أبو معلق الأنصاري. استدركهُ أبو موسى، وأخرج من طريق بن الكلبي عن الحسن عن أبي بن كعب: أن رجلا كان يكنى أبا معلق الأنصاري خرج في سفرة من أسفاره ... " فذكر قصة له مع اللصِ الذي أراد قتله.
قال أبو موسى: " أوردته بتمامه في كتاب الوظائف ".
قلت ورويناه في كتاب " مجابي الدعوة " لابن أبي الدنيا قال حدثنا عيسى بن عبدالله النهمي، أخبرني فهر بن زياد الأسدي، عن موسى بن وردان، عن الكلبي - وليس بصاحب التفسير - عن الحسن عن أنس بن مالك ... ".ا. هـ.
وذكرُ أبي بنِ كعب في الطريقِ الذي ذكرهُ أبو موسى لا شك أنه خطأٌ.
قال محققُ كتابِ " أصول الاعتقاد " الشيخ أحمد بن سعد حمدان عن السندِ: سندهُ ضعيفٌ. فيه ثلاثةُ أشخاصٍ لم أجد لهم تراجم وهم: الكلبي، وفهير بن زياد الأسدي، وعيسى بن عبد الله التميمي.ا. هـ.
وأوردهُ الإمامُ ابنُ القيمِ في " الداءِ والدواءِ " (ص 40)، وقال عنه الشيخُ عمرو عبد المنعم سليم: " أثرٌ منكرٌ. رواهُ ابنُ أبي الدينا في " مجابوا الدعوة " (23): حدثنا عيسى بنُ عبدِ اللهِ التميمي قال: أخبرني فهيرُ بنُ زياد الأسدي، عن موسى بنِ وردان، عن الكلبي - وليس بصاحبِ التفسيرِ - عن الحسن عن أنس.
ومن طريقهِ عبد الغني المقدسي في " الترغيب في الدعاء " (61: منسوختي).
قلت: وهذا سندٌ ضعيفٌ، موسى بن وردان ضعيفٌ على التحقيقِ، وفي الإسنادِ من لم أعرفهُ.ا. هـ.
¥(40/449)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[28 - 05 - 04, 10:40 م]ـ
هذا تخريج للحديث الأول مع بعض الفوائد للشيخ الألباني رحمه الله
الحديث الأول:
" لما اقترف آدم الخطيئة , قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي , فقال الله: يا آدم و كيف عرفت محمدا و لم أخلقه ? قال: يا رب لما خلقتني بيدك , و نفخت في من روحك , رفعت رأسي , فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله , فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك ,فقال الله: صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي , ادعني بحقه فقد غفرت لك , و لولا محمد ما خلقتك ".
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 88): (موضوع).
أخرجه الحاكم في " المستدرك " (2/ 615) و عنه ابن عساكر (2/ 323 / 2)
و كذا البيهقي في باب ما جاء فيما تحدث به صلى الله عليه وسلم بنعمة ربه من " دلائل النبوة " (5/ 488) من طريق أبي الحارث عبد الله بن مسلم الفهري , حدثنا إسماعيل ابن مسلمة , نبأنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب مرفوعا , و قال الحاكم: صحيح الإسناد , و هو أول حديث ذكرته
لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذا الكتاب.
فتعقبه الذهبي بقوله: بل موضوع , و عبد الرحمن واه , و عبد الله بن مسلم الفهري لا أدري من هو.
قلت: و الفهري هذا أورده في " ميزان الاعتدال " لهذا الحديث و قال: خبر باطل رواه البيهقي في " دلائل النبوة " و قال البيهقي: تفرد به عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم و هو ضعيف.
و أقره ابن كثير في " تاريخه " (2/ 323) و وافقه الحافظ ابن حجر في
" اللسان " أصله " الميزان " على قوله: خبر باطل و زاد عليه قوله في هذا الفهري: لا أستبعد أن يكون هو الذي قبله فإنه من طبقته.
قلت: و الذي قبله هو عبد الله بن مسلم بن رشيد , ذكره ابن حبان فقال: متهم
بوضع الحديث , يضع على ليث و مالك و ابن لهيعة لا يحل كتب حديثه , و هو الذي
روى عن ابن هدبة نسخة كأنها معمولة.
و الحديث أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " (207) من طريق أخرى عن
عبد الرحمن بن زيد ثم قال: لا يروي عن عمر إلا بهذا الإسناد.
و قال الهيثمي في " المجمع " (8/ 253): رواه الطبراني في " الأوسط "
و " الصغير " و فيه من لم أعرفهم.
قلت: و هذا إعلال قاصر ما دام فيه عبد الرحمن بن زيد , قال شيخ الإسلام ابن
تيمية في " القاعدة الجليلة في التوسل و الوسيلة " (ص 69): و رواية الحاكم
لهذا الحديث مما أنكر عليه , فإنه نفسه قد قال في كتاب " المدخل إلى معرفة
الصحيح من السقيم ": عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعة لا
يخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه.
قلت: و عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف باتفاقهم يغلط كثيرا.
و صدق شيخ الإسلام في نقله اتفاقهم على ضعفه و قد سبقه إلى ذلك ابن الجوزي ,
فإنك إذا فتشت كتب الرجال , فإنك لن تجد إلا مضعفا له , بل ضعفه جدا علي بن
المديني و ابن سعد , و قال الطحاوى: حديثه عند أهل العلم بالحديث في النهاية
من الضعف.
و قال ابن حبان: كان يقلب الأخبار و هو لا يعلم حتى كثر ذلك في روايته من رفع
المراسيل و إسناد الموقوف , فاستحق الترك.
و قال أبو نعيم نحو ما سبق عن الحاكم: روى عن أبيه أحاديث موضوعة.
قلت: و لعل هذا الحديث من الأحاديث التي أصلها موقوف و من الإسرائيليات , أخطأ
عبد الرحمن بن زيد فرفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم , و يؤيد هذا أن
أبا بكر الآجري أخرجه في " الشريعة " (ص 427) من طريق الفهري المتقدم بسند
آخر له عن عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب موقوفا عليه.
و رواه (ص 422 - 425) من طريق أبي مروان العثماني قال: حدثني أبي (في
الأصل: ابن و هو خطأ) عثمان بن خالد عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه
قال: " من الكلمات التي تاب الله عز وجل على آدم عليه السلام أنه قال: اللهم
إني أسألك بحق محمد عليك .. " الحديث نحوه و ليس فيه ادعني بحقه إلخ.
و هذا موقوف و عثمان و ابنه أبو مروان ضعيفان لا يحتج بهما لو رويا حديثا
مرفوعا , فكيف و قد رويا قولا موقوفا على بعض أتباع التابعين و هو قد أخذه -
والله أعلم - من مسلمة أهل الكتاب أو غير مسلمتهم أو عن كتبهم التي لا ثقة لنا
¥(40/450)
بها كما بينه شيخ الإسلام في كتبه.
و كذلك رواه ابن عساكر (2/ 310 / 2) عن شيخ من أهل المدينة من أصحاب ابن
مسعود من قوله موقوفا عليه و فيه مجاهيل.
و جملة القول: أن الحديث لا أصل له عنه صلى الله عليه وسلم فلا جرم أن حكم
عليه بالبطلان الحافظان الجليلان الذهبي و العسقلاني كما تقدم النقل عنهما.
و مما يدل على بطلانه أن الحديث صريح في أن آدم عليه السلام عرف النبي صلى الله
عليه وسلم عقب خلقه , و كان ذلك في الجنة , و قبل هبوطه إلى الأرض , و قد جاء
في حديث إسناده خير من هذا على ضعفه أنه لم يعرفه إلا بعد نزوله إلى الهند
و سماعه باسمه في الأذان! انظر الحديث (403).
و مع هذا كله فقد جازف الشيخ الكوثري و صححه مع اعترافه بضعف عبد الرحمن بن زيد
لكنه استدرك (ص 391) فقال: إلا أنه لم يتهم بالكذب , بل بالوهم , و مثله
ينتقى بعض حديثه.
قلت: لقد بلغ به الوهم إلى أنه روى أحاديث موضوعة كما تقدم عن الحاكم
و أبي نعيم , فمثله لا يصلح أن ينتقى من حديثه حتى عند الكوثري لولا العصبية
و الهوي , فاسمع إن شئت ما قاله (ص 42) في صدد حكمه بالوضع على حديث " إياكم
و خضراء الدمن ... " و قد تقدم برقم (14).
و إنما مدار الحكم على الخبر بالوضع أو الضعف الشديد من حيث الصناعة الحديثية
هو انفراد الكذاب أو المتهم بالكذب أو الفاحش الخطأ به.
و قد علمت مما سبق أن مدار الحديث على عبد الرحمن بن زيد الفاحش الخطأ , فيكون
حديثه ضعيفا جدا على أقل الأحوال عنده لو أنصف!
و من عجيب أمره أنه يقول عقب عبارته السابقة (ص 391): و هذا هو الذي فعله
الحاكم حيث رأى أن الخبر مما قبله مالك فيما روى ابن حميد عنه حيث قال لأبي
جعفر المنصور: و هو وسيلتك و وسيلة أبيك آدم عليه السلام.
فمن أين له أن الحاكم رأى أن الخبر مما قبله مالك ?! فهل يلزم من كون الرجل
كان حافظا أنه كان يحفظ كل شيء عن أي إمام , هذا ما لا يقوله إنسان ?! فمثل
هذا لابد فيه من نقل يصرح بأن الحاكم رأى ... و إلا فمن ادعى ذلك فقد قفى ما
ليس له به علم.
ثم هب أن مالكا قبل الخبر , فهل ذلك يلزم غيره أن يقبله و هو لم يذكر إسناده
المتصل منه إلى النبي صلى الله عليه وسلم , أفلا يجوز أن يكون ذلك من
الإسرائيليات التي تساهل العلماء في روايتها عن بعض مسلمة أهل الكتاب مثل كعب
الأحبار , فقد كان يروي عنه بعضها ابن عمر و ابن عباس و أبو هريرة باعتراف
الكوثري نفسه (ص 34 ـ " مقالة كعب الأحبار و الإسرائيليات ") فإذا جاز هذا
لهؤلاء , أفلا يجوز ذلك لمالك ? بلى ثم بلى.
فثبت أن قول مالك المذكور لا يجوز أن يكون شاهدا مقويا للحديث المروى عن النبي
صلى الله عليه وسلم.
و هذا كله يقال لو ثبت ذلك عن مالك , كيف و دون ثبوته خرط القتاد! فإنه يرويه
عنه ابن حميد و هو محمد بن حميد الرازي في الراجح عند الكوثري ثم اعتمد هو على
توثيق ابن معين إياه و ثناء أحمد و الذهلي عليه , و تغافل عن تضعيف جمهور
الأئمة له , بل و عن تكذيب كثيرين منهم إياه , مثل أبي حاتم و النسائي
و أبي زرعة و صرح هذا أنه كان يتعمد الكذب , و مثل ابن خراش فقد حلف بالله أنه
كان يكذب , و قال صالح بن محمد الأسدي: كل شيء كان يحدثنا ابن حميد كنا نتهمه
فيه , و قال في موضع آخر: كانت أحاديثه تزيد , و ما رأيت أحدا أجرأ على الله
منه , و قال أيضا: ما رأيت أحدا أحذق بالكذب من رجلين سليمان الشاذكوني و محمد
ابن حميد , كان يحفظ حديثه كله.
و قال أبو علي النيسابوري: قلت لابن خزيمة: لو حدث الأستاذ عن محمد بن حميد
فإن أحمد قد أحسن الثناء عليه ? فقال: إنه لم يعرفه , و لو عرفه كما عرفناه ما
أثنى عليه أصلا.
فهذه النصوص تدل على أن الرجل كان مع حفظه كذابا , و الكذب أقوى أسباب الجرح
و أبينها , فكيف ساغ للشيخ تقديم التعديل على الجرح المفسر مع أنه خلاف معتقده
?!
علم ذلك عند من يعرف مبلغ تعصبه على أنصار السنة و أهل الحديث , و شدة عداوته
إياهم سامحه الله و عفا عنه.
فتبين مما ذكرناه أن هذه القصة المروية عن مالك قصة باطلة موضوعة , و قد حقق
القول في ذلك على طريقة أخرى شيخ الإسلام في " القاعدة الجليلة " (1/ 227 ـ
ضمن مجموع الفتاوى) و ابن عبد الهادي في " الصارم المنكي " فليراجعهما من أراد
¥(40/451)
المزيد من الاطلاع على بطلانها , فإن فيما أوردت كفاية.
و بذلك ثبت وضع حديث توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وسلم , و خطأ من خالف.
و لقد أطلت كثيرا في تحقيق الكلام عليه و على الأحاديث التي قبله , و ما كنت
أود ذلك لولا أنى وجدت نفسي مضطرا لذلك , لما وقفت على مغالطات الشيخ الكوثري ,
فرأيت من الواجب الكشف عنها لئلا يغتر بها من لا علم له بما هنالك! فمعذرة إلى
القراء الكرام.
هذا و إن من الآثار السيئة التي تركتها هذه الأحاديث الضعيفة في التوسل أنها
صرفت كثيرا من الأمة عن التوسل المشروع إلى التوسل المبتدع , ذلك لأن العلماء
متفقون - فيما أعلم - على استحباب التوسل إلى الله تعالى باسم من أسمائه أو صفة
من صفاته تعالى , و على توسل المتوسل إليه تعالى بعمل صالح قدمه إليه عز وجل.
و مهما قيل في التوسل المبتدع فإنه لا يخرج عن كونه أمرا مختلفا فيه , فلو أن
الناس أنصفوا لانصرفوا عنه احتياطا و عملا بقوله صلى الله عليه وسلم " دع ما
يريبك إلى ما لا يريبك " إلى العمل بما أشرنا إليه من التوسل المشروع , و لكنهم
مع الأسف أعرضوا عن هذا و تمسكوا بالتوسل المختلف فيه كأنه من الأمور اللازمة
التي لابد منها و لازموها ملازمتهم للفرائض! فإنك لا تكاد تسمع شيخا أو عالما
يدعو بدعاء يوم الجمعة و غيره إلا ضمنه التوسل المبتدع , و على العكس من ذلك
فإنك لا تكاد تسمع أحدهم يتوسل بالتوسل المستحب كأن يقول مثلا: اللهم إنى
أسألك بأن لك الحمد لا إله ألا أنت وحدك لا شريك لك المنان , يا بديع السموات
و الأرض , يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك ... مع أن فيه الاسم
الأعظم الذي إذا دعي به أجاب و إذا سئل به أعطى كما قال صلى الله عليه وسلم
فيما صح عنه , فهل سمعت أيها القارئ الكريم أحدا يتوسل بهذا أو بغيره مما في
معناه ? أما أنا فأقول آسفا: إننى لم أسمع ذلك , و أظن أن جوابك سيكون كذلك ,
فما السبب في هذا ? ذلك هو من آثار انتشار الأحاديث الضعيفة بين الناس ,
و جهلهم بالسنة الصحيحة , فعليكم بها أيها المسلمون علما و عملا تهتدوا و تعزوا
.
و بعد طبع ما تقدم اطلعت على رسالة في جواز التوسل المبتدع لأحد مشايخ الشمال
المتهورين , متخمة بالتناقض الدال على الجهل البالغ , و بالضلال و الأباطيل
و التأويلات الباطلة و الافتراء على العلماء بل الإجماع! مثل تجويز الاستغاثة
بالموتى و النذر لهم , و زعمه أن توحيد الربوبية و توحيد الألوهية متلازمان!
و غير ذلك مما لا يقول به عالم مسلم , كما أنه حشاها بالأحاديث الضعيفة
و الواهية كما هي عادته في كل ما له من رسائل - و ليته سكت عنها , بل إنه صحح
بعض ما هو معروف منها بالضعف كقوله (ص 42) و في الأحاديث الصحيحة: " إن أحب
الخلق إلى الله أنفعهم لعباده " و غير ذلك مما لا يمكن البحث فيه الآن.
و إنما القصد أن أنبه القراء على ما وقع في كلامه على الأحاديث المتقدمة في
التوسل من التدليس بل الكذب المكشوف ليوهمهم صحتها , كي يكونوا في حذر منه و من
أمثاله من الذين لا يتقون الله فيما يكتبون , لأن غرضهم الانتصار لأهوائهم و ما
وجدوا عليه آبائهم و أمهاتهم.
فحديث أنس (رقم 23) الذي بينا ضعف إسناده , أوهم هو أنه صحيح بتمكسه بتوثيق
ابن حبان و الحاكم لروح بن صلاح! و قد أثبتنا ضعف هذا الراوي و عدم اعتداد
العلماء بتوثيق المذكورين فتذكر , كما أثبتنا عدم أمانة الكوثري في النقل
و اتباعه للهوى و قد جرى على طريقته هذه مؤلف هذه الرسالة بل زاد عليه! فإنه
بعد أن ساق الحديث موهما القاريء أنه صحيح قال عقبه (ص 15): و لهذا طرق منها
عن ابن عباس عند أبي نعيم في " المعرفة " و الديلمي في " الفردوس " بإسناد حسن
كما قاله الحافظ السيوطي.
فهذا كذب منه على ابن عباس رضي الله عنه - و ربما على السيوطي أيضا - فليس في
حديث ابن عباس موضع الشاهد من حديث أنس و هو قوله " بحق نبيك و الأنبياء الذين
قبلي فإنك أرحم الراحمين " و ذلك مما يوهن هذه الزيادة و لا يقويها خلافا
لمحاولة المؤلف الفاشلة المغرضة!
و أما حديث عمر (رقم 25) فقال في تخريجه (ص 15):
و أخرج البيهقي في " دلائل النبوة " و قد التزم أن لا يذكر في هذا الكتاب حديثا
موضوعا.
قلت: و الجواب من وجهين:
¥(40/452)
الأول: أن الالتزام المذكور غير مسلم به , فقد أخرج فيه غيرما حديث موضوع و قد
نص على ذلك بعض النقاد , و من يتتبع مقالاتنا هذه في الأحاديث الضعيفة
و الموضوعة يجد أمثلة على ذلك و حسبك دليلا الآن هذا الحديث فقد حكم عليه
الحافظان الذهبي و العسقلاني بأنه حديث باطل كما سبق , فما بال المؤلف يتغاضى
عن حكمهما و هما المرجع في هذا الشأن و يتعلق بالمتشابه من الكلام ?!.
الآخر: أن البيهقي الذي أخرجه في " الدلائل " قد ضعف الحديث فيه كما سبق نقله
عنه , فإن لم يكن الحديث عنده موضوعا فهو على الأقل ضعيف , فهو حجة على الشيخ
الذي يحاول بتحريف الكلام أن يجعله صحيحا ?!
ثم نقل المؤلف تخريج الحاكم للحديث و تصحيحه إياه , و تغاضى أيضا عن تعقب
الذهبي إياه الذي سبق أن ذكرناه , و الذي يصرح فيه أنه حديث موضوع! كما تغاضى
عن حال راويه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم , الذي اتهمه الحاكم نفسه بالوضع!
و عن غيره ممن لا يعرف حاله أو هو متهم , و عن قول الحافظ الهيثمي في الحديث
فيه من لم أعرفهم!.
عجبا من هذا المؤلف و أمثاله إنهم يزعمون أن باب الاجتهاد قد أغلق على الناس
فليس لهم أن يجتهدوا لا في الحديث تصحيحا و تضعيفا , و لا في الفقه , ترجيحا
و تفريعا , ثم هم يجتهدون فيما لا علم لهم فيه البتة , و هو علم الحديث ,
و يضربون بكلام ذوي الاختصاص عرض الحائط! ثم هم إن قلدوا قلدوا دون علم متبعين
أهواءهم , و إلا فقل لي بالله عليك: إذا صحح الحاكم حديثا - و هو معروف
بتساهله في ذلك - و رده عليه أمثال الذهبي و الهيثمي و العسقلاني أفيجوز
و الحالة هذه التعلق بتصحيح الحاكم ?! اللهم إن هذا لا يقول به إلا جاهل أو
مغرض! اللهم فاحفظنا من اتباع الهوي حتى لا يضلنا عن سبيلك.
ثم زعم المؤلف (ص 16) أن الإمام مالكا قد صح عنده محل الشاهد من هذا الحديث
حيث قال للخليفة العباسى: و لم تصرف وجهك عنه صلى الله عليه وسلم و هو وسيلتك
و وسيلة أبيك آدم ?.
و قد بينا فيما سلف بطلان نسبة هذه القصة إلى مالك , و أما المؤلف فلا يهمه
التحقق من ذلك , و سيان عنده أثبتت أو لم تثبت , ما دام أنها تؤيد هواه و بدعته
إذ الغاية عنده تسوغ الوسيلة!.
و من تهور هذا المؤلف و جهله أنه يصرح (ص 12): أن التوسل برسول الله
صلى الله عليه وسلم و سائر الأنبياء و الأولياء و الصالحين و الاستغاثة بهم ...
مما أجمعت عليه الأمة قبل ظهور هذا المبتدع ابن تيمية الذي جاء في القرن الثامن الهجري و ابتدع بدعته!.
فإن إنكار التوسل بغير الله تعالى مما صرح به بعض الأئمة الأولين المعترف بفضلهم و فقههم , و قد نقلنا نص أبي حنيفة في ذلك (ص 77) من الكتب الموثوق بها من كتب الحنفية و فيها عن صاحبيه الإمام محمد و أبي يوسف نحو ذلك مما يعتبر قاصمة الظهر لهؤلاء المبتدعة , فأين الإجماع المزعوم أيها المتهور ?! و إن من أكبر الافتراء على الإجماع أن ينسب إليه هذا المؤلف جواز الاستغاثة بالأموات من
الصالحين ? و هذه ضلالة كبري لم يقل بها - و الحمد لله - أحد من سلف الأمة و علمائها , و نحن نتحدى المؤلف و غيره من أمثاله أن يأتينا و لو بشبه نص عنهم في جواز ذلك , بل المعروف في كتب أتباعهم خلاف ذلك و لولا ضيق المجال لنقلنا بعض النصوص عنهم.
و أما حديث أبي سعيد الخدري (رقم 24) فاكتفى المؤلف (ص 36) بأن نقل تحسينه عن بعض العلماء , و قد بينا خطأ ذلك من وجوه بما لا مرد لها فأغنى عن الإعادة , و المؤلف لا يهمه مطلقا التحقيق العلمي لأنه ليس من أهله , بل هو يتعلق في سبيل تأييد هواه بالأوهام و لو كانت كخيوط القمر أو مدد الأموات!.
و بهذه المناسبة أريد أن أقول كلمة وجيزة من جهة استدلال المؤلف بهذا الحديث و أمثاله على التوسل المبتدع فأقول:
إن حق السائلين على الله تعالى هو أن يجيب دعاءهم , فلو صح هذا الحديث و ما في معناه فليس فيه توسل ما إلى الله بالمخلوق , بل هو توسل إليه بصفة من صفاته و هي الإجابة , و هذا أمر مشروع خارج عن محل النزاع فتأمل منصفا , و بهذا يسقط قول هذا المؤلف عقب الحديث: فالنبى صلى الله عليه وسلم توسل بالسائلين الأحياء
و الأموات , لأننا نقول هذا من تحريف الكلم فإننا نقول - إنما توسل - لو صح الحديث بحق السائلين , و عرفت المعنى الصحيح - و بحق الممشى , و هو الإثابة من الله لعبده , و ذلك أيضا صفة من صفاته تعالى فأين التوسل المبتدع و هو التوسل بالذات ?!
و أنهي هذا الرد السريع بتنبيه القراء الكرام إلى أمرين آخرين وردا في الرسالة المذكورة: الأمر الأول ذكر (ص 16) حديث الأعمى و قد سبق بيان معناه , ثم أتبعه بذكر قصة عثمان بن حنيف مع الرجل صاحب الحاجة و كيف أنه شكي إليه أنه يدخل على عثمان بن عفان فلا يلتفت إليه! فأمره ابن حنيف أن يدعو بدعاء الأعمى
... فدخل على عثمان بن عفان فقضى له حاجته! احتج المؤلف بهذه القصة على التوسل به صلى الله عليه وسلم بعد وفاته.
و جوابنا من وجهين:
الأول: أنها قصة موقوفة , و الصحابة الآخرون لم يتوسلوا مطلقا به صلى الله
عليه وسلم بعد وفاته , لأنهم يعلمون أن التوسل به معناه التوسل بدعائه و هذا غير ممكن كما سبق بيانه.
الآخر: أنها قصة لا تثبت عن ابن حنيف , و بيان ذلك في رسالتنا الخاصة
" التوسل أنواعه و أحكامه " و قد سبقت الإشارة إليها.
و نحو ذلك أنه: ذكر (ص 25) قصة مجيء بلال بن الحارث المزني الصحابى لما قحط الناس في عهد عمر إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم و منادته إياه:
يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا.
فهذه أيضا قصة غير ثابتة و أوهم المؤلف صحتها محرفا لكلام بعض الأئمة , مقلدا في ذلك بعض ذوي الأهواء قبله , و تفصيل ذلك في الرسالة المومئ إليها إن شاء الله تعالى.
¥(40/453)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[29 - 05 - 04, 09:33 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
القصة الثانية سبق تخريجها قبل مدَّة على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7696
ـ[مهاجرة]ــــــــ[29 - 05 - 04, 10:23 م]ـ
بارك الله بكم وجزاكم خيراً وأجزل لكم المثوبة والأجر
ونفعنا والمسلمين بعلمكم(40/454)
رحم الله امرءً أتحفنا بتخريج أثر عمر في تارك الصلاة
ـ[ابن حنبل]ــــــــ[28 - 05 - 04, 06:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ألا و هو " لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة " و في رواية: لا إسلام لمن لم يصل.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[28 - 05 - 04, 06:49 م]ـ
- هذا الأثر قد أخرجه مالك في الموطأ (1/ 39) والدارقطني في السنن (2/ 52) والبيهقي في الكبرى (1/ 375) والطبراني في الأوسط (8/ 130) وعبدالرزاق في مصنفه (579) وغيرهم؛ عن عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - موقوفاً عليه من قوله.
- قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 295): " رجاله رجال الصحيح ".
ـ[الدارقطني]ــــــــ[29 - 05 - 04, 07:25 ص]ـ
والبخاري في صحيحه في حادثة مقتل عمر رضي الله عنه.
ـ[ابن حنبل]ــــــــ[31 - 05 - 04, 06:50 م]ـ
أبو عمر السمرقندي: جزاك الله خيرا , على هذا التخريج الطيب , أسأل الله أن ينفع لك.
الدارقطني: بارك الله فيك.
بقي سؤال آخر: هل صحيح ما نقل لي أن الشيخ الألباني رحمه الله يضعف هذا الأثر؟ لا سيما الشيخ لا يرى بكفر تارك الصلاة؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[31 - 03 - 07, 07:26 م]ـ
والبخاري في صحيحه في حادثة مقتل عمر رضي الله عنه.
أخي الفاضل الدارقطني، هذا الأثر لم يخرّجه البخاري في صحيحه.
قال الحافظ في الفتح، 7/ 62 - 64: ((قوله: (عن عمرو بن ميمون) هو الأزدي، وهذا الحديث بطوله قد رواه عن عمرو بن ميمون أيضا: أبوإسحاق السبيعي، وروايته عند: بن أبي شيبة، والحارث، وبن سعد. وفي روايته زوائد ليست في رواية حصين، وروى بعض قصة مقتل عمر أيضا: أبورافع، وروايته عند أبي يعلى، وبن حبان. وجابر، وروايته عند: بن أبي عمر. وعبد الله بن عمر، وروايته: في الأوسط للطبراني. ومعدان بن أبي طلحة، وروايته: عند مسلم، وعند كل منهم ما ليس عند الآخر، وسأذكر ما فيها، وفي غيرها من فائدة زائدة إن شاء الله تعالى ...
(قال) قوله: (فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة) في رواية أبي إسحاق: «بأقصر سورتين في القرآن: ? إنا أعطيناك الكوثر ? و? إذا جاء نصر الله والفتح ?». وزاد في رواية ابن شهاب المذكورة: «ثم غلب عمر النزف، حتى غُشي عليه، فاحتملته في رهط، حتى أدخلته بيته، فلم يزل في غشيته حتى أسفر، فنظر في وجوهنا، فقال: أصلي الناس؟ فقلت: نعم، قال: لا إسلام لمن ترك الصلاة» ... )).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[31 - 03 - 07, 08:06 م]ـ
ورواية ابن شهاب أخرجها ابن سعد في الطبقات، 3/ 345و46، وصحّح إسنادها إلى ابن شهاب، الحافظ في الفتح، 7/ 62، والله اعلم.
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 08:43 م]ـ
اثر عمر رضي الله عنه:
إخرجه عبدالرزاق في المصنف (1/ 150) من طريق معمر عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس قال: لما طعن عمر ...
قال شيخنا الشيخ عبدالعزيز الطريفي نفع الله به:
وما جاء عن عمر أصح شيء جاء عن الصحابة في هذا الباب، وروي في كفر تارك الصلاة عن أبي بكر وعلي وابن مسعود وابن عباس وابن عمر وفيها ضعف.(40/455)
هل توسع أحد في دراسة هذا الحديث وما جاء في بابه؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[28 - 05 - 04, 11:54 م]ـ
روى أبو داود وغيره من حديث أبي أمامة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "من شفع لأحد شفاعة، فأهدي له هدية فقبلها، فقد أتى باباً عظيماً من أبواب الربا"
فهل من باحث توسع في دراسته،وبيان علله، وجمع ما في الباب من أحاديث وآثار؟
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[29 - 05 - 04, 01:01 ص]ـ
الشيخ عمر.
الحديث أخرجه الإمامُ أحمدُ في المسندِ (5/ 261)، وأبو داود (3541)، والطبراني في " الكبير " (7928)، وذكرهُ الحافظُ ابن حجر في " البلوغ " (771) وقال: رواهُ أحمدُ وأبو داود، وفي إسنادهِ مقالٌ.
قال الصنعاني في " سبل السلام " (3/ 96): وإنما قال المصنفُ: " وفي إسنادهِ مقالٌ "، لأنهُ رواهُ القاسمُ عن أبي أمامة، وهو عبدُ الرحمن مولاهم الأموي الشامي، فيه مقالٌ، قاله المنذري.
قلت: في الميزانِ قال الإمامُ أحمدُ: روى عنه علي بنُ زيدٍ أعاجيبَ، وما أراها إلا من قبل القاسمِ.
وقال ابنُ حبان: كان ممن يروي عن أصحابِ رسولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّم المعضلات، ثم إنه وثقة ابنُ معين، وقال الترمذي: ثقةٌ. انتهى.ا. هـ.
وقال الشوكاني في " النيل ": " وفي إسناده القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الأموي مولاهم الشامي وفيه مقال ".ا. هـ.
وضعفه الشيخ الأرنؤوط في تخريج المسند (22251) وقال: " ضعيفٌ، ابنُ لهيعة - وهو عبدُ الله - شيءُ الحفظِ، لكنهُ متابعٌ، والقاسمُ - وهو ابنُ عبد الرحمن - وهو وإن كان ثقةً إلا أن له أفراداً، وهذا الحديثُ منها، فلم يتابعهُ عليه أحدٌ، وقد جاء في حديثِ ابنِ عمر ما يخالفهُ، ففيه: " من أتى إليكم معروفا فكافئوهُ ".ا. هـ.(40/456)
أبحث عن تخريج هذه الأحاديث في البيوع
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[29 - 05 - 04, 04:03 ص]ـ
1) قوله صلى الله عليه وسلم: لا يحل سلف وبيع ولا شرطان في بيع ولا ربح ما لا يضمن ولا بيع ما ليس عندك
2) وقوله صلى الله عليه وسلم لحكيم بن حزام: لا تبع ما ليس عندك
3) وأنه نهى صلى الله عليه وسلم أن تباع السلع حيث تبتاع حتى يحوزها التجار إلى رحالهم
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[30 - 05 - 04, 01:44 ص]ـ
للرفع
ـ[عبدالله الجارالله]ــــــــ[30 - 05 - 04, 04:02 م]ـ
بالاختصار الشديد:
1 - أبو داود (كتاب البيوع)، الترمذي (كتاب البيوع)، النسائي (كتاب البيوع)، ابن ماجه (كتاب البيوع)، أحمد (2/ 175 - 179 - 205)، الدارمي (2/ 329)، الحاكم (2/ 17).
2 - أحمد (3/ 402)، أبو داود (3503)، الترمذي (1232)، النسائي (4613)، ابن ماجه (2187)، ابن حبان (4962)، ابن الجارود (602)، الطبراني في الكبير (3097)، عبدالرزاق (14214)، الطيالسي (1318)، الدارقطني (2/ 8)، البيهقي (5/ 313 - 5/ 267).
3 - أبو داود (3499)، ابن حبان (4963)، الحاكم (2/ 40).(40/457)
من الراوي ... ساعدوني
ـ[عبدالله الفاخري]ــــــــ[30 - 05 - 04, 08:46 م]ـ
سمعت حديثا فيه أن صحابيا جليلا أخر صبيا عن الصف الأول وقال بهذا أوصاني أو أمرني النبي صلى الله عليه وسلم وأود أن أعرف لفظ الحديث وتخريجه وصحته إن أمكن.
بارك الله فيكم وغفر لكم ...
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 05 - 04, 02:36 م]ـ
لعل في هذا ما يفيدك أخي الكريم
في مصنف ابن أبي شيبة ج: 1 ص: 363
4167 حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن مسعر عن ابن صهيب قال كان زر وأبو وائل إذا رأونا في الصف ونحن صبيان أخرجونا
4168 حدثنا وكيع عن أبيه عن هلال عن عبد الكريم بن حكيم أنه كان إذا رأى صبيا في الصف أخرجه
4169 حدثنا عبيد الله عن أبان العطار عن أبي هاشم عن إبراهيم أن عمر بن الخطاب كان إذا رأى غلاما في الصف أخرجه
وقال ابن عبدالبر في التمهيد ج: 1 ص: 269
وقد روى عن عمر بن الخطاب إنه كان إذا أبصر صبيا في الصف أخرجه
وعن زر بن حبيش وأبي وائل بمثل ذلك وهذا يحتمل أن يكون أنه لم يكن يؤمن لعبه ولهوه أو يكون كره له التقدم في الصف ومنع الشيوخ من موضعه ذلك
والأصل ما ذكرناه لحديث هذا الباب والله أعلم
وقد كان احمد بن حنبل يذهب إلى كراهة ب ذلك قال الأثرم سمعت أحمد بن حنبل يكره أن يقوم الناس في المسجد خلف الإمام إلا من قد احتلم أو أنبت أو بلغ خمس عشرة سنة فقلت له ابن اثنتي عشرة سنة أو نحوها قال ما أدري قلت له فكأنك تكره ثم ما دون هذا السن قال ما أدري فذكرت له حديث أنس واليتيم فقال ذاك في التطوع
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 06 - 04, 02:58 م]ـ
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (8/ 33 - 34)
ولو قام الصبي في وسط الصف، ثم جاء رجلٌ، فله أن يؤخره ويقوم مقامه، نص عليه،
وفعله أبي بن كعبٍ بقيسِ ابن عبادٍ،
وروي نحوه عن عمر – أيضاً -،
فهذا قول الثوري وأحمد، وقد سبق ذكره في ((أبواب الصفوف)).
ولو كان الصبي في آخر الصف، فقام رجلٌ خلفه في الصف الثاني، فقال أحمد: لا بأس به، هو متصلٌ بالصف.
وحمله القاضي على أن الصف إذا كان فيه خللٌ، فوقف رجلٌ لم يبطل اتصاله؛ لأن الصبي لا يصاف في الفرض، على المنصوص لأحمد.
ومن أصحابنا من قال: لا يصاف في الفرض ولا في النفل، ولو قلنا: تصح إمامته في النفل.
وهذه طريقة أبي الخطاب، أنه تصح مصافته في الفرض والنفل، وهو قول الأوزاعي وإسحاق؛ لأنه محكومٌ بصحة صلاته، وان لم تصح إمامته للرجال.
وكذا قال الثوري ومالكٌ وأبو حنيفة والشافعي، لكنه يجيز إمامته للرجال ومصافته أولى.
وكل هؤلاء يقولون فيمن أم رجلاً وصبياً: إنهما يقفان خلفه، وعند أحمد: يقفان عن يمينه، أو يقف بينهما، وعليه حمل وقوف ابن مسعودٍ بين علقمة والأسود، وقال: كان الأسود غلاماً.
وحديث ابن عباسٍ الذي خرَّجه البخاري في هذا الباب يدل على أن دخول الصبي المميز في صف الرجال في الصلاة المفروضة هو السنة.والله أعلم.) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 06 - 04, 02:58 م]ـ
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (8/ 33 - 34)
ولو قام الصبي في وسط الصف، ثم جاء رجلٌ، فله أن يؤخره ويقوم مقامه، نص عليه،
وفعله أبي بن كعبٍ بقيسِ ابن عبادٍ،
وروي نحوه عن عمر – أيضاً -،
فهذا قول الثوري وأحمد، وقد سبق ذكره في ((أبواب الصفوف)).
ولو كان الصبي في آخر الصف، فقام رجلٌ خلفه في الصف الثاني، فقال أحمد: لا بأس به، هو متصلٌ بالصف.
وحمله القاضي على أن الصف إذا كان فيه خللٌ، فوقف رجلٌ لم يبطل اتصاله؛ لأن الصبي لا يصاف في الفرض، على المنصوص لأحمد.
ومن أصحابنا من قال: لا يصاف في الفرض ولا في النفل، ولو قلنا: تصح إمامته في النفل.
وهذه طريقة أبي الخطاب، أنه تصح مصافته في الفرض والنفل، وهو قول الأوزاعي وإسحاق؛ لأنه محكومٌ بصحة صلاته، وان لم تصح إمامته للرجال.
وكذا قال الثوري ومالكٌ وأبو حنيفة والشافعي، لكنه يجيز إمامته للرجال ومصافته أولى.
وكل هؤلاء يقولون فيمن أم رجلاً وصبياً: إنهما يقفان خلفه، وعند أحمد: يقفان عن يمينه، أو يقف بينهما، وعليه حمل وقوف ابن مسعودٍ بين علقمة والأسود، وقال: كان الأسود غلاماً.
وحديث ابن عباسٍ الذي خرَّجه البخاري في هذا الباب يدل على أن دخول الصبي المميز في صف الرجال في الصلاة المفروضة هو السنة.والله أعلم.) انتهى.(40/458)
كيف تخرج حديثا, للشيخ محمد الخضير
ـ[أبو غازي]ــــــــ[01 - 06 - 04, 08:01 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.وبعد.
فهذا هو الجزء الثاني من الدورة العلمية التي ألقها فضيلة الشيخ/ محمد بن عبدالله الخضير حفظه الله والتي هي بعنوان كيف تشرح وتخرّج وتحكم على حديث مع التطبيق العملي، وقد سبق الجزء الأول وهو بعنوان/ كيف تشرح حديثاً؟، وهذا هو الجزء الثاني وهو بعنوان/ كيف تُخرّج حديثاً؟.
فنسأل الله العون والسداد وإخلاص القول والعمل له سبحانه.
التخريج هو: عزو الحديث إلى مصادره الأصلية، وبيان درجته عند الحاجة.
ويقصدون بالمصادر الأصلية تلك الكتب التي تُروى بالأسانيد من المؤلف إلى النبي r .
فمثلاً: صحيح البخاري كتاب أصلي ومسلم كتاب أصلى. لمَا؟ لأنه يروي بإسناده عن شيخه إلى النبي r .
بينما يقولون أن مجمع الزوائد ورياض الصالحين، وغيرها ليست كتباً أصلية. لمَا؟ لأن أصحابها لا يروون بالأسانيد، وإنما همّهم جمع الأحاديث مبتورةً عن أسانيدها.
يقول علماء التخريج: أن المُخرّج همّه أصل الحديث، والفقيه همّه لفظ الحديث. كما نص على ذلك الزيلعي في نصب الراية (1/ 200).
وفي الحقيقة أن الأحاديث التي يُراد تخريجها لا تعدوا من أحد ثلاث حالات:
1. فإما أن تعطى متناً دون أن يرتبط هذا المتن بصحابي ولا إسناد. وهذا أصعب أنواع التخريج.
2. وإما أن تُعطى متناً مقروناً بصحابي دون إسناد. وهذا يليه في الصعوبة. لكنه أهون من الأول.
3. وإما أن تكون مربوطاً بإسناد من المؤلف إلى الرسول r . وهذا أسهل أنواع التخريج.
لقائل أن يقول: لمَا صَعُب الأول ولمَا سهُل الثالث ولمَا توسط الثاني؟
لأنك إذا أُعطيت متناً غير مرتبط بصحابي فإنك مسؤول عن تخريج هذا المتن عن جميع من رواه من الصحابة، فلك أن تتصور أنك أُعطيت متناً مثل: (من كذب عليَّ متعمداً فليتبوء مقعده من النار). فقد رواه أكثر من 60 صحابياً، منهم العشرة المبشرون بالجنة، فليس تخريج حديث أبي هريرة رضي الله عنه بأهم من تخريج حديث ابن عمر رضي الله عنهما، لأنه ليس لأحد من الصحابة على الآخر مزيةٌ، لأنك مسؤول عن المتن.
بينما لو قال عن ابن عمر رضي الله عنهما، فإنك مسؤول عن هذا الإسناد حتى يصح , وتترك طُرقاً لهذا الإسناد بعد صحته، لأن همّك أن يصح الإسناد الذي بين يديك. ولذا سَهُلَ الأخير وصَعُبَ الأول.
التخريج لا بد أن يمر بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: كيف تصل إلى الحديث في بطون الكتب الأصلية.
المرحلة الثانية: بعد أن تصل ماذا تأخذ وماذا تدع؟.
المرحلة الثالثة: كيف تصوغ ما أخذت؟.
إن للوصول إلى الحديث في بطون الكتب الأصلية طُرقاً أشهرها خمس:
الطريق الأول: إما أن تصل إلى الحديث عن طريق الراوي الأعلى، وهو الصحابي أو من دونه. ولها مؤلفاتها.
الطريق الثاني: أن يكون عن طريق أوّل الحديث، ويُسمّونه طرف الحديث.
الطريق الثالث: أن يكون عن طريق كلمة يقل دورانها.
الطريق الرابع: أن يكون عن طريق خصائص تكون في السند أو المتن.
الطريق الخامس: أن يكون عن طريق موضوع الحديث.
وأولى هذه الطرق التخريج عن طريق موضوع الحديث. لماذا؟
لأسباب:
1. أنك بتخريجك عن طريق موضوع الحديث تجمع الأحاديث الواردة في ذلك الموضوع المؤيدة والمعارضة، وبالتالي يُصبح لديك إلمام عن جميع الموضوع. فمثلاً: إذا كان الحديث في كتاب الصلاة باب صلاة الجماعة، تجد أكثر من عشرة أحاديث واردة في فضل صلاة الجماعة المقوًية والمعارضة، بينما لو أخذت الحديث عن طريق الراوي الأعلى، فلا تجد غير حديث عبدالله بن عمر، فلا تجد حديث أبي هريرة ولا حديث عائشة ولا حديث أُبيّ رضي الله عنهم.
2. أن التخريج من طريق موضوع الحديث ينمي لدى الطالب مَلكةَ الاستنباط والفهم، لأنك لن تعرف موضوع الحديث حتى تعرف فقهه. ثم إن هذا الاستنباط يتقوّى، إذ أنه اتضح أنك لست وحدك في الفهم، لأن فهمك مربوط بفهم المصنّف الأصلي. هل يوافقك في هذا الفهم أو لا؟. وهذه الطريقة تنمي عندك فهم مناهج أصحاب الكتب الأصلية.
¥(40/459)
بعد أن تصل إلى الحديث .. يُهمنا هنا أن تعرف ماذا تأخذ وماذا تدع؟ والأمر يزيد أهمية إذا اتضح لك أن لكل كتاب خصائصه، فما تأخذه من البخاري غير ما تأخذه من مسلم. وما تأخذه من مسلم غير ما تأخذه من الترمذي ..... وهكذا. هناك قواسم مشتركة ولكن لكل كتاب خصائصه.
فمثلاً: إذا كان الحديث في البخاري، من المهم أن تعرف هل رواه متصلاً أو مُعَلّقاً، وإذا كان مُعَلّقاً هل رواه بصيغة الجزم أو بصيغة التمريض، وإذا كان متصلاً هل أورده في الأصول أو أورده في الشواهد والمتابعات، فمثلاً تقول: رواه مُعَلّقاً مجزوماً به، أو مُعَلّقاً بصيغة التمريض، وتنص على هذا.
وإن كان في مسلم هل ساق لفظه أو أحال على غيره، وهل صرّح بالاختلاف بين الألفاظ، وهل صرّح بلفظ فلان دون فلان، وهل هذا فلان هو الذي معك في الإسناد، وهل هذا لفظه أو غير اللفظ، وهل اعتمد عليه أو جاء به في المتابعات والشواهد دون أصول الأبواب.
وإذا كان في أبي داود هل قدّمه واعتمد عليه، وهل جاء بما يُعارضه، وهل جاء متصلاً، وهل صرّح بما يُضعّفه، وهل بيّن ضعفه سواءً بالإيماء أو بالتصريح أو لا.
وإذا كان في الترمذي هل حكم عليه وبما حكم عليه، وهل حكم عيه حكماً مطلقاً أو من هذا الوجه، وهل حكم عليه بنفسه أو حكم عليه ناقلاً عن غيره، وهل أودر ما يُقويه في الباب أو لا.
وإذا كان في الحاكم هل حكم عليه، وبما حكم عليه، وما موقف الذهبي من هذا الحكم، وهل قوّاه أو اعترض عليه.
ثم إذا كان في ابن خزيمة هل أورده مُحتجاً به دون اعتراض أو أنه مرّض القول فيه ـ أو ـ علّق القول فيه بقوله: إن ثبت الخبر، وهل قدّم المتن على الإسناد تضعيفاً له أو لا.
ولا بد أن يكون عند طالب العلم نباهة في مناهج المحدثين (1). وبعضها لا يُعرف إلا عن طريق كتب المصطلح (2).
ثم بعد أن تعرف ما تأخذ وما تدع، لا بد أن تصوغ، وإذا أردت أن تصوغ فلا بد أن تأتي بعشر كلمات، لا بُدَّ أن تقول: أخرجه فلان في كتابه كتاب وباب وجزء وصفحة ورقم حديث بلفظه أو نحوه أو معناه من حديث فلان.
لكن ما وجدته من هذه الأمور العشرة فنُصَّ عليه، وما لم تجده فاتركه، لأن هناك من يستوفي هذه الأمور العشر وهناك من لا يستوفيها.
لكن يبقى الكلام عن كلمة لفظه، لا بُدَّ أن تأخذ اللفظ الذي معك ثم تقارنه باللفظ الذي وصلت إليه في الكتاب الأصلي، فإما أن تقول رواه بلفظه أي تُقارن بين المتن الذي معك والمتن الذي وجدته في الأصل، فإما أن تقول بلفظه أو بنحوه أو مُطوّلاً أو مُختصراً أو مُقتصراً على شطره الأول أو فيه قصة أو مُقتصراً على شطره الأخير أو أصل الحديث أو ما يدل بدقة وليس له داعٍ أن تُشير إلى لفظ الحديث، فالذين نراهم يُوردون لفظ الحديث ويقولون: هذا لفظ مسلم وهذا لفظ البخاري وهذا لفظ كذا، ثم يُورد ويملئ الصفحات، فهذا لقلة فقهه وخبرته. وإلا فإنك تُقارن هل هو بلفظه أو بنحوه مطولاً ... ألخ.
ثم بعد أن ننظر نصوغ دون التعرض لمتنه، لكن بعد أن تصل إلى الطرق. كيف تصوغ؟ وما الذي ينبغي أن تقدّم؟.
لا بد أن تجعل للحديث شجرة، والإنسان لا يستطيع أن يُخرّج أو يحكم حتى يعرف مدار الحديث، وما لم يعرف مدار الحديث فإنه ضائع.
ثم بعد ذلك البداءة بالتخريج، ما الذي يحكمها؟
يحكمها الإسناد الذي معك. ليس البخاري هو الذي يُبدأ به ولا مسلم ولا غيره، وإنما يحكم البداءة هو الإسناد الذي معك. فلنضرب مثالاً: لو أن السند الذي أُريد تخريجه هو سند أبو عوانة في مستخرجه، فإن أوّل ما يمكن أن يُقدم هو إسناد مسلم لأنه يلتقي به قبل أن نصل إلى المدار. وتَلحظ أنّا تركنا البخاري وتركنا مسلم من أقوى طُرقه، لأن الإسناد يصل إلى إسناد مسلم قبل أن يصل إلى البخاري، فإنه لا يصل إلا بالمدار، لأنهما يرويان عن عبيدالله العُمري.
إذاً ما الذي يُبدأ به؟
البداءة تكون بالإسناد الذي معك.
بعد الوصول إلى المدار الأولى أن تأخذ الأشهر والأكثر طُرقاً، ثم إذا وصلت إلى الأشهر بعد أن تأتي بالإسناد الذي معك حتى تصل إلى ملتقى الطرق، تأتي إلى أشهر من روى عنه ذلك به.
¥(40/460)
مثلاً: مالك أشهر من روى عنه في هذا الإسناد. ثم بعد ذلك تبتدأ بالأعلى إسناداً، فتقول: رواه مالك في الموطأ كتاب وباب وجزء ... ألخ. ثم بعد ذلك تقول ومن طريق مالك أخرجه البخاري ـ لأن البخاري أقوى من مسلم ـ ثم بعد ذلك تُعرًج على مسلم.
وإن اتفقا فتبدأ بالأقوى أو الأعلى إسناداً، ثم بعد ذلك إن شئت أن تبدأ بعبدالرزاق لأنه أعلى إسناداً أو بمسلم لأنه أقوى وإن كان نازلاً.
ثم بعد ذلك أبدأ بأقرب إسناد في الإسناد الذي معي. مثال: أبو عوانة أقرب شيء له مسلم من رواية ابن نُمير عن أبيه.
* هناك فرق بين (من طريق) و (عن):
إذا كان بينهما وسائط فأقول (من طريق)، وإذا كان مباشر فأقول (عن). مثال: لو أردت رواية الضحاك بن عثمان الأسدي أقول أخرجه مسلم من طريق الضحاك، لأني تركت راويين قبل الوصول. ولكن إذا قلت مالك في الموطأ وعنه البخاري، لأن (عن) معناها: أن البخاري يروي مباشرة عن تلميذه.
ثم أقول أربعتهم عن نافع به.
* فوائد من تخريج هذا الحديث:
ما يتعلق بالمتن:
1/ رواية البخاري ومسلم جاءت بلفظ (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة)، ماذا تسمى هذه الرواية؟ تُسمى محفوظة. لمَا؟ لأن روايةً شاذةً خالفتها، والذي يُقابل الشاذ هو المحفوظ. عند علماء المصطلح تسمى محفوظة بالرواية إلى الشاذة، وتسمى معروفة بالرواية إلى المُنكرة.
2/ رواية عبدالرزاق جاءت بلفظ (خمس وعشرين) أيهما أقوى هذه الرواية أو رواية البخاري ومسلم المخرّجة من طريق الإمام مالك ـ انظر شجرة الإسناد ـ عبدالله بن يوسف التنّيسي ثقة متقن ثبت إمام، و عبدالله العُمري ضعيف، أيهما أقوى؟ فَلِمَا خالفت والمخرج واحد كلاهما عن مالك عن نافع عن ابن عمر، فصارت رواية عبدالله العُمري التي أخرجها عبدالرزاق رواية مُنكرة، لأن المُنكرة رواية الضعيف مخالفاً لمن هو أقوى منه.
3/ رواية أبي عوانة في مستخرجه. قال: (تفضل بخمس وعشرين درجة)، راويها ثقة حافظ. الذي انفرد بها هو أبو أسامة حمّاد بن أسامة القرشي مولاهم وهو ثقة حافظ، والرجال مقبولون، إذاً روايته شاذة، لأن الرواية الشاذة هي: رواية المقبول مخالفاً لمن هو أقوى منه.
لماذا حكمنا عليها بالشذوذ؟ لأنه وإن كان ثقة مقبولاً من رجال الجماعة إلا أنه خالف من هو أقوى منه، مع اتحاد المخرج، فهو خالف مالك و، وخالف أيضاً عن عبيدالله وهو ثقة في الصحيح. مما يدل على أن روايته شاذة وإن كان ثقة.
4/ قال (بضعاً وعشرين). خالفت هذه الرواية من حيث اللفظ، ولم تخالف من حيث المعنى، لأن البضع ما بين الثلاثة إلى التسعة، فتصدق على سبع وعشرين، ولذا أُخرجت في الصحيح.
5/ نافع: هذا يُسمى مدار الحديث. ما المدار؟ المدار هو الرواي الذي تلتقي فيه الطرق، والمدار هو المؤثر في الحكم. ولذا لا بد أن يُعرف المدار هل فيه من الثقة والإتقان ما يُقبل به تفرده، وهل تُوبع أو لا؟ وهل اختُلف عليه أو لا؟ وكيف اختلف عليه؟ رفعاً ووقفاً ووصلاً وإرسالاً. وأيهما أقوى؟ وما هي المُرجحات؟ وغيرها.ثم إذا تُوبع، هل المتابع له معتبر به أو لا؟ وهل هو ثقة أو لا؟ هذه أمور تأتي عند الحكم على الحديث إن شاء الله.
6/ مالك: لو رجعنا إلى الأصول يقول عن عبدالله بن يوسف عن مالك عن نافع عن ابن عمر. مالك، الضحاك، عبدالله، عبيدالله ... وغيرها، هذا يُسمى في الكتب الأصلية مُهملاً. ما معنى مُهمل؟ أي لم يُنسب. لم يقل مالك بن أنس الأصبُحي، ولا قال عبدالله بن عمر بن الخطاب، فهذا يُسمونه مُهملاً، والإهمال قد يكون مؤثراً وقد يكون سهلاً، فإذا كان ليس في طبقته من يُشاركه، فإنه لا يُؤثر. لكن المُشكلة إذا كان في طبقته من يُشاركه في الاسم، ويُشاركه في الشيوخ والتلاميذ واختلفا في القوة، فأحدهما ثقة والآخر ضعيف، هنا يكون للإهمال وضعه. فنقول متى يكون الإهمال مؤثراً؟ إذا كان له مُشارك في الطبقة بحيث يتفقان في الرواية عن الشيوخ ويتفقان في الرواية عن التلاميذ ثم اختلفا في الثقة وعدمها، فهنا يُصبح الأمر شائكاً.
¥(40/461)
مثال: سفيان بن عُيينة وسفيان الثوري. وحمّاد بن زيد بن درهم وحمّاد بن سلمة بن دينار البصري، كلهم اشتركوا في الشيوخ واشتركوا في التلاميذ واتحدوا في الاسم. بالنسبة لسفيان بن عُيينة وسفيان الثوري الأمر سهل، لأن كل واحد منهما فيه من القوة والإمامة ما إذا عددت أحدهما فالأمر يسير. لكن حمّاد بن زيد وحمّاد بن سلمة هنا المشكلة، فحمّاد بن زيد أقوى من حماد بن سلمة، ولذا لم يُعرّج البخاري على حمّاد بن سلمة ولم يخرج عنه، بينما أكثر من رواية حمّاد بن زيد.
ومسلم أخرج للحمّادين معاً. وإن كان عنده تحفّظ على حمّاد بن سلمة، ولذا أخرج عنه خاصة في ثابت البُناني، وأخرج عنه يسيراً في غير ثابت البُناني. إذاً هما من حيث القوة مُتساويين أو لا؟ لا. وإن كان يجمعهم قاسم مشترك وهو القبول المطلق، لكن حمّاد بن زيد أقوى من حمّاد بن سلمة.
ولك أن تتصور عمرو بن دينار البصري إمام و عمرو بن دينار مولى آل الزبير ضعيف. وكلهم يُقال له عمرو بن دينار، فكيف تعرف عند الإهمال الراوي بعينه؟ يُعرف المهمل من خلال الطبقة والشيوخ والتلاميذ، وذلك إما أن يكون أحدهما أعلى طبقة والثاني أنزل، وهذا الأمر فيه سهل. وإما أن يكون أحد التلاميذ له مزية في أحد المتفقين، بأن يكون أكثر ملازمة له فإذا أطلَقَ فمن له مزية أراد الراوي الذي له مزية فيه، فإن كان مُلازماً لسفيان الثوري، فإنه إذا أطلق فإنه يُريد به الثوري. وإذا كان مُلازماً لسفيان بن عُيينة فإذا أطلق أراده، وإذا أراد غيره بيّن.
سفيان الثوري أكبر، فإن كان الراوي من كبار الطبقة عرفنا أنه إذا روى وأطلق فإنه أراد سفيان الثوري، وإن كان من صغار الطبقة فإنه إن روى وأطلق فالمراد به ابن عُيينة.
ولقد وضّح ثلاثة أئمة في ثلاثة كتب القاعدة عند الاشتراك والاشتباه في الرجل المهمل، أولهم الذهبي في آخر المجلد السابع من السير، وكذلك السبكي في المجلّد العاشر من طبقات الشافعية، وكذلك ابن حجر في مقدمة البخاري هدي الساري، فقد بيّنوا الضوابط في تعيين المهمل.
7/ يحيى بن يحيى: جاء في صحيح مسلم قال حدثنا يحيى بن يحيى، وهذا أمر أشد، هذا يُسمونه مشتركاً، يعني أن هناك من طبقته من يُوافقه في اسمه واسم أبيه، ومع ذلك يروي عن مالك. وتزيد المشكلة إذا كان من ليس مُراداً أشهر من المُراد، فإن صاحب الموطأ المشهور موطأ المشارقة يحيى بن يحيى الليثي وهو يروي عن مالك بل هو أحد رواة موطأ مالك، ومع هذا فإن يحيى بن يحيى الليثي وإن كان مقبولاً في الجملة قال عنه ابن حجر صدوق، إلا أنه ليس له رواية في الكتب الستة كلها، وإنما الرواية عن يحيى بن يحيى التميمي النيسابوري.
ولقد وَهِمَ في هذا كثير، حتى أنه يُقال رواه مالك في الموطأ ومن طريق مالك في الموطأ أخرجه مسلم، ليس كذلك ذلك يحيى بن يحيى الليثي وليس التميمي.
8/ الحارثي: اقتصر على نسبته مع أنه يُشاركه عدد كبير بالنسبة لهذه النسبة، لكن بعد معرفة الشيوخ والتلاميذ يتحقق، ولذلك اسمه محمد بن عبدالحميد الكوفي.
9/ أبو سامة: المراد به حمّاد بن أسامة القرشي مولاهم، عُرف من خلال التلاميذ والشيوخ.
10/ يقول مسلم حدثنا ابن رافع، نسبه إلى أبيه. وهو محمد بن رافع النيسابوري.
11/ مسلم يقول: عن ابن نُمير عن أبيه. ابن نُمير ما اسمه؟ نَسَبَه إلى جده. واسمه محمد بن عبدالله بن نُمير.
12/ قال: محمد بن رافع عن ابن أبي فُديك. نسبه إلى جده. واسمه محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فُديك.
13/ عبدالله بن يوسف .. وغيره، كُلها جاءت غير منسوبة.
14/ أورده بالعنعنة مع العلم أن من عنعن فهو مُدلّس. ولكن لا يضر لأنه مُدلّس من الطبقة الثانية التي أجمع العلماء على قبول رواياتها رغم تدليسها، لأنهم أئمة ولقلة ما دلّسوا بالنسبة إلى ما رووا.
15/ أورده بالعنعنة ولا يضره لأنه ليس بمُدلّس أصلاً، فهي تُساوي السماع.
16/ عبدالله: في مُصنّف عبدالرزاق جاء مُصحّفاً، فقيل: عبيدالله. وعبدالله ضعيف وعبيدالله ثقة. وقد جاء في مُصنّف عبدالرزاق المجلد الأول صفحة 524، حديث رقم 2005، مُصحّفاً بعبيدالله. كيف عرفنا ذلك؟ بالتنصيص عليه، فقد نصَّ ابن حجر في الفتح (2/ 155) أن رواية عبدالرزاق هي عن طريق المُكبّر ـ عبدالله _. ولذا حكم عليها بأنها ضعيفة ومُنكرة.
17/ إسحاق بن إبراهيم الدَبَري. روى عن عبدالرزاق بعدما اختلط عبدالرزاق، قُبلت رواية إسحاق لأنه لم يأخذ من لفظه وَوَافق غَيره.
18/ عبدالله بن يوسف التنّيسي ويحيى بن يحيى التميمي. يرويان عن مالك. ماذا يُسمّى كلاً منهما بالنسبة للأخر؟ يُسمى مُتابع للأخر متابعة تامة. والمتابعة التامة هي: أن يروي المصنف من أول الإسناد عن شيخين يلتقيان في شيخ آخر.
19/ ابن نُمير تابع أبو أسامة بالرواية عن عبيدالله، لكنها متابعة قاصرة، لأن كلاهما يرويان عن شيخ واحد لكن ليس من أوّل الإسناد. كلما تأخرت تُسمّى قاصرة.
20/ هناك متابعة أقصر منها. وهي أن عبيدالله وعبدالله و الضحاك ومالك كلهم تابعوا بعضهم بعضاً بالرواية عن نافع. لماذا أصبحت أقصر منها؟ لأنها دونها بطبقة. وعلى هذا فقس، فلو أنَّ أحداً تابع نافع فتكون أقصر.
أما بالنسبة إذا وافقه راوٍ آخر من الصحابة فإنه يُسمّى شاهداً، إذا جاء مثله أو نحوه أو معناه من طريق صحابي آخر فإنه يُسمّى شاهداً.
والمتابعات من خصائص الإسناد والشواهد من خصائص المتون واختلاف الرواة.
21/ جاءت (خمسٌ وعشرين) وهذه جاءت عند عبدالرزاق ملحونة، أي مُخالفة لقواعد اللغة العربية، المفترض أن يقول (خمساً وعشرين).
تم بحمد الله وفضله الانتهاء من الجزء الثاني وهو كيف تُخرّج حديثاً(40/462)
حديث تعيين الأسماء الحسنى
ـ[عبد الله المسلم]ــــــــ[02 - 06 - 04, 09:05 ص]ـ
السلام عليكم
الحديث الذي فيه سرد الأسماء كلها - ما رأيكم فيه؟
وهل وقف أحد على تخريج له؟
جزاكم الله خيراً
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 06 - 04, 09:28 ص]ـ
أصل الحديث صحيح، لكن من دون تعيين الأسماء الحسنى. والأسماء المذكورة في الحديث هي من جمع بعض المشايخ الشاميين كما يظهر. والله أعلم.
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[02 - 06 - 04, 06:36 م]ـ
هو كما قال الأخ محمد الأمين، وللمزيد انظر " جزء فيه طرق حديث إن لله تسعة وتسعين اسما" لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق الشيخ مشهور آل سلمان.(40/463)
(وضع اليدين خلف الظهر) .. هل جاء فيه شيء .. ؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[02 - 06 - 04, 11:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
(وضع اليدين مقبوضتين خلف الظهر)
هل جاء فيه شيء .. ؟
وهل فيه تشبه .. ؟
وهل تكلم الشيخ /
حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله أو غيره عنه بشيء.؟
جزاكم الله خيراً
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[02 - 06 - 04, 11:34 م]ـ
أورده مشهور حسن سلمان في كتاب خوارم المروءة ..
ولا أذكر عمّن نقله فالكتاب ليس بين يديّ لأتثبت.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[03 - 06 - 04, 04:18 ص]ـ
قال الشيخ حمود التويجري رحمه الله في كتابه: " الإيضاح والتبيين" ص 187: " وهذا الفعل السخيف من أفعال الإفرنج وأضرابهم من أعداء الله تعالى، كما حدثنا بذلك من خالطهم كثيرا، ورأى ذلك منهم، وقد تلقى ذلك عنهم كثير من سفهاء المسلمين"
وقال ص 189: " إنه فعل مستقبح عند ذوي المروءات والشِّيم، وكيف لا يكون ذلك قبيحا بالرجل أن يضع الرجل على دبره ثم يمشي بين الناس، وهو على ذلك الوضع المستهجن المزري بالصبيان الصغار، فضلا عن الرجال الكبار. فينبغي للعاقل أن يسمو إلى معالي الأمور التي تُجَمّله وتُزَيِّنُه، وسيبعد عن سفاسف الأمور التي تدنسه وتشينه، والله الموفق" اهـ
نقلا عن كتاب المروءة وخوارمها للشيخ مشهور بن حسن آل سليمان ص 91، 92
قلت إن المروءة وخوارمها تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة، فإن العادات تختلف، والثقافات تختلف، ولذلك كان مرَدّ المروءة إلى العرف. إلا ما ورد فيه نص، فإن ورد فهو الحَكَم. أو قل إلا ما قام عليه الدليل. وإلا فلا ينبغي التضييق على الناس في كل حركة وسكون، لأن استصحاب الحال واجب إن لم تكن هناك بينة علينا فيها من الله برهان.
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[03 - 06 - 04, 02:58 م]ـ
أسأل الله أن يجزيكما خيراً كثيراً
وماذا عن صنيع أهل السند والهند وبلاد الأفغان
فإنهم لايكادون يفارقون هذه الصفة لاسيما في فصل الشتاء .. ؟
ـ[حكيم السبيعي]ــــــــ[05 - 06 - 04, 06:47 م]ـ
يبدو لي أن منع من منعه لثلاثة أسباب:
الأول: ما فيه من منافاة الأدب في وضع اليدين على الدبر
الثاني: مشابهة الأعاجم، والعجم ممن نهينا عن التشبه بهم في الجملة
الثالث: مشابهة الأسارى المقيدين
والكلام في التشبه مبسوط في مظانه ..
والمنع من التشبه كما يكون من باب التحريم فإنه يكون من باب الكراهة الاصطلاحية ومن باب مخالفة الأولى ..
والله أعلم
وكتب: حكيم السبيعي(40/464)
هل أخطأ الزيلعي وابن عبد الهادي وابن دقيق العيد وابن الملقن وغيرهم أم هو محدثكم!!!
ـ[المقرئ.]ــــــــ[03 - 06 - 04, 04:52 م]ـ
أيها الإخوة الفضلاء:
من قديم وأنا أتعجب من إشكال مر علي ولم أجد له إجابة والآن قررت أن أنقله لكم لترشدوا أخاكم الضعيف
الإشكال هو:
حديث علي بن أبي طال رضي الله عنه مرفوعا: مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم "
رواه الخمسة إلا النسائي
من طريق سفيان الثوري عن عبد الله بن محمد عقيل عن محمد بن علي بن الحنفية عن أبيه به
الحديث مشهور والكلام عليه معروف وإشكالي هو قول ابن دقيق العيد وابن الملقن والزيلعي أن الطبراني وعنه البيهقي رواه مرسلا عن محمد بن الحنفية
قال الزيلعي نقلا عن ابن دقيق العيد:
[ورواه الطبراني ثم البيهقي من جهة أبي نعيم -الفضل بن دكين - عن سفيان الثوري عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن الحنفية يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم]
وهذا الكلام غريب من ثلاثة أوجه كلها تحتاج إلى إجابة:
الأول: روابة البيهقي عن الطبراني من طريق أبي نعيم موجودة في السنن متصلة وليست مرسلة
الثانية: رواية أبي نعيم موجودة في كتابه الصلاة متصلة وليست مرسلة
الثالثة: لم يذكر هذه العلة الترمذي ولا غيره من المتقدمين كالبزار والعقيلي وغيرهما بل قال البزار: لا نعلمه يروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد
أليس هذا مشكلا
أخوكم: المقرئ
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[03 - 06 - 04, 06:16 م]ـ
لعلهم قصدوا الانقطاع قبل محمد بن الحنفية، فهو يعبر عنه بالإرسال أيضا. وكلام البزار لا ينفي الانقطاع
ـ[المقرئ.]ــــــــ[03 - 06 - 04, 06:56 م]ـ
إلى أخي راجي رحمة ربه - وأنا ذلك أيضا -
قولك حفظك الباري: [لعلهم قصدوا الانقطاع قبل محمد بن الحنفية]
أين الانقطاع فهؤلاء الراوة كلهم معروفون بالرواية عن بعضهم
ثم إن عبارة ابن دقيق العيد واضحة جدا جدا قال: عن سفيان الثوري عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن الحنفية يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم]
قوله محمد بن الحنفية يرفعه @ واضحة
شاكرا لك تعليقك
أخوك: المقرئ
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[05 - 06 - 04, 07:57 ص]ـ
نعم الرواية بهذا الإسناد معروفة ومذكورة في كثير من الكتب، لكن ليس هذا دليلا على اتصالها
والذي قصدته أن عبد الله بن محمد بن عقيل وفاته في حدود الـ 140 هـ
وابن الحنفية في حدود الـ 80 هـ
فكم كان عمر عبد الله عند وفاة خاله؟
نعم من رواياته عن الصحابة - إن صحت - تدل على أنه عمر طويلا
ولم يذكر بتدليس ولا كونه كثير الإرسال لكن وقفت على هذا النص العجيب:
عبد الله بن محمد بن عقيل: روايته عن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله عند أبي داود والترمذي وابن ماجه ونقل الترمذي في العلل المفرد عن البخاري أنه قال إبراهيم بن محمد بن طلحة قديم لا أدري سمع منه عبد الله بن محمد بن عقيل أم لا
تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ص: 186
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[05 - 06 - 04, 08:49 ص]ـ
ما تفضل به الشيخ المقرىء حفظه الله تنبيه جيد ودقيق، فجزاه الله خيرا على ما توصل إليه، فالظاهر أن بداية الوهم من ابن دقيق العيد ثم تتابع من بعده عليه.
ـ[المقرئ.]ــــــــ[06 - 06 - 04, 04:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك في علمكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 06 - 04, 06:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا
تنبيه دقيق
والامر كما ذكرتم وفقكم الله
واحسب ان الخطا من النسخة التي وقف عليها ابن دقيق العيد
فابن دقيق العيد متيقظ جدا
ولااحسبه يقع في مثل هذا الوهم
فاذا هو اعتمد على النسخة التي وقع عليها من كتاب معجم الطبراني الكبير
وابن دقيق عنده نسخ عتيقة
ولجلالة ابن دقيق العيد ولعلم من جاء بعده بان لديه نسخ عتيقة
فقد اعتمدوا على ذلك
ولعل بعضهم وقف على نفس النسخة التي نقل منها ابن دقيق العيد
فان قيل
وهل الخطا متكرر في السنن الكبرى
يقال احتمل ذلك
وهو بعيد
والاحتمال الاقرب ان ابن دقيق العيد وقف على الراوية في كتاب الطبراني
ثم وقف عليها عند البيهقي ولم يمعن النظر عند البيهقي
فقال رواه الطبراني ومن طريقه البيهقي
او نحو من هذا
فان قيل ولماذا لانقول ان الخطا او السقط في نسخة البيهقي
قيل لان نسخ الطبراني الاختلاف فيها كبير
تجد امثلة ذلك في نصب الراية للزيلعي
عن ابن دقيق العيد
وانا ربما اتوقف في الحرف الذي اجده في نسخ الطبراني لهذا السبب
ونسخ البيهقي وان كان فيها اختلاف
الا انا لانجد ذكر ذلك في كتب التخريج (بنفس الدرجة)
مما يدل على ان الاختلاف في نسخ الطبراني اكثر
ومما يدل على صحة ماذكره شيخنا المقرىء وفقه الله
ان لااحد ذكر هذه الراوية المرسلة
لاالترمذي
ولا البيهقي
اذ لو كانت الراوية مرسلة
او فيها اختلاف لاشار الى ذلك البيهقي
كما هي عادته في مثل هذه الاحاديث
والله اعلم(40/465)
تخريج حديث (إن الذئب أتى راعيًا فأخبره ببعثة رسول اللَّه)
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - 06 - 04, 08:56 م]ـ
يسأل القارئ: إبراهيم أسامة عبد الرحيم- أخميم- سوهاج- فيقول: سمعتُ بعض الخطباء يوم الجمعة يقول: إن الذئب أتى راعيًا فأخبره ببعثة رسول اللَّه #، فهل ذلك صحيحٌ
والجوابُ: أن هذا الحديث صحيحٌ.
أخرجه أحمد (3 - 83 - 84) قال: حدثنا يزيد بن هارون، وعبد بن حميد في "المنتخب" (877)، والبزار (2431)، والطحاوي في "المشكل" (15 - 480، 481)، والعقيلي في الضعفاء (3 - 477 - 478) عن مسلم بن إبراهيم، والحاكم (4 - 467 - 468) عن وكيع بن الجراح. والبيهقي في "دلائل النبوة" (6 - 41 42) عن عبيد الله بن موسى. وأبو نعيم في "الدلائل" (270) عن أبي الوليد الطيالسي، وهدبة بن خالد، وأبي عمر الحوضي وهريم بن عثمان قالوا: ثنا القاسم بن الفضل، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: عدا الذئب على شاةٍ فأخذها، فطلبه الراعي فانتزعها منه، فأقعى الذئب على ذنبه، وقال: ألا تتقي الله، تنزع مني رزقًا ساقه الله إليَّ، فقال: يا عجبًا! ذئبٌ مُقْعٍ على ذنبه يكلمني بكلام الإنس؟ فقال الذئبُ: ألا أخبرك بأعجب من ذلك: محمدٌ # بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق. قال: فأقبل الراعي يسوقُ غنمهُ حتى دخل المدينة، فزواها إلى زاوية من زواياها، ثم أتى رسول اللَّه # فأخبره. فأمر رسول اللَّه # فنودي: الصلاة جامعة، ثم خرج، فقال للراعي: "أخبرهم" فأخبرهم. فقال رسول اللَّه #: "صدق، والذي نفسي بيده! لا تقوم الساعة حتى تكلِّم السباعُ الإنسَ ويكلم الرجلَ عذبةُ سوطه، وشراكُ نعله، ويخبره فخدُهُ بما أحدث أهلُه بعده".
وأخرجه الترمذي (2181) قال: حدثنا سفيان بن وكيع. وابن أبي شيبة (15 - 167)، والحاكم (4 - 467) عن أحمد بن حنبل. وأبو نعيم في "الحلية" (8 - 377 - 378) عن أبي شعيب الواسطي محمد بن يزيد قالوا: ثنا وكيع، ثنا القاسم بن الفضل بهذا الإسناد بآخره. ثم رأيتُهُ عند ابن حبان (6460) فرواه عن أبي يعلى، قال: حدثنا هدبة بن خالد، نا القاسم بن الفضل ثنا الجريري، قال: حدثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد مرفوعًا.
فجعل "الجريري" واسطة بين القاسم وأبي نضرة، وهذه رواية شاذةٌ.
وقد رواه سائر أصحاب القاسم فلم يذكروا "الجريري" في إسناده، وتقدم أن هدبة بن خالد يرويه مثل رواية الجماعة ورواها عنه هشام بن علي السيرافي، وقد ترجمه ابن حبان (9 - 234) وقال: "مستقيم الحديث".
فإمَّا أن يكون وهم فيها أبو يعلى أو هدبة بن خالد، وهدبة مع ثقته فقد ضعَّفه النسائي. والله أعلم. وقال الترمذي بعد تخريجه للحديث: "وهذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث القاسم بن الفضل، والقاسم بن الفضل ثقة مأمون عند أهل الحديث، وثقه يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي". انتهى.
وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". وقال البيهقي في "الدلائل": "هذا إسناد صحيح". وهذا هو الصواب، وليس الحديث على شرط مسلم كما قال الحاكم، أو على شرط الصحيح
كما قال ابنُ كثير في "البداية والنهاية" (6 - 143) لأن مسلمًا رحمه الله لم يرو في "صحيحه" للقاسم بن الفضل إلا عن شيخه: شيبان بن فروخ عن القاسم، فالصواب أن الإسناد صحيح بإطلاق وليس مقيدًا بشرط مسلم، والله أعلم.
ولا أدري ما الذي حمل العقيليّ على إيراده هذا الحديث في "الضعفاء"، فإن الحكاية التي أوردها تثبت الحديث ولا تُعلُّهُ. فقد روى من طريق مسلم بن إبراهيم، قال: كنتُ عند القاسم بن الفضل الحداني فأتاه شعبةُ فسأله عن حديث أبي نضرة، عن أبي سعيد، عن النبي #: "بينا راعٍ يسوقُ غنمه عدا الذئب عليه ... " فقال له شعبة: لعلك سمعته من شهر بن حوشب؟ قال: بلى، حدثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد، فما سكت حتى سكت شعبة. انتهى.
فكأن شعبة جادله في هذا، ولم يسلم له القاسم حتى انقطعت حُجَّةُ شعبة أو مسألته، فحينئذ سكت القاسم، فهذا يدل على أن شعبة كان مستفهمًا لا مُعِلاً، وقد أجابه القاسم بأنه سمعه من أبي نضرة، فلا وجه لإيراد الحديث ولا روايته في "كتاب الضعفاء"،
أما رواية شهر بن حوشب، فقد أخرجها أحمد (3 - 88 - 89) قال: حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعبة بن أبي حمزة، حدثني عبد الله بن أبي حسين، حدثني شهر، أن أبا سعيد حدثه مرفوعًا فذكر مثله. ورواه عبد الحميد بن بهرام، قال: حدثني شهر بن حوشب عن أبي سعيد مرفوعًا. أخرجه أحمد (3 - 89) قال: حدَّثنا أبو النضر هاشم بن القاسم واليبهقي في الدلائل (6 - 43) عن يونس بن بكير كلاهما عن عبد الحميد بهذا.
ورواه البيهقي أيضًا (6 - 42 - 43) من طريق معقل بن عبد الله، عن شهر بهذا. وشهر بن حوشب متكلم فيه بكلام كثير، وخلاصة الرأي عندي فيه أنه حسنُ الحديث إلا إذا خالفه من هو أمكنُ منه، وهو هنا متابعٌ من قبل أبي نضرة، فهذا يدلُّ على أنه حفظ. والعلمُ عند الله تعالى.
أبو إسحاق الحويني - حفظه الله -
نقلا عن موقع مجلة التوحيد(40/466)
ابحث معي عن اللفظة (من ترك المراء وهو مبطل بني له بيت في ربض الجنة)
ـ[الأثري22]ــــــــ[04 - 06 - 04, 03:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أيها الأحبة جاء في المراء وفضل تركه أحاديث منها:
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ترك المراء وهو مبطل بني له بيت في ربض الجنة ومن تركه وهو محق بني له في وسطها ومن حسن خلقه بني له في أعلاها) رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وابن ماجه والبيهقي وقال الترمذي حديث حسن ... كذا قال المنذري في الترغيب والترهيب
والمقصود: أن هذه اللفظة (من ترك المراء وهو مبطل بني له بيت في ربض الجنة) لم أجدها في المصادر المذكورة آنفاً فهل من زيادة بحث يا طلاب العلم معي في هذا اللفظ
وأنا أعلم أن علم الحديث عسير إلا على من سهله الله عليه ..
فليعن الله طلاب الحديث ..
مع العلم أن الإمام الألباني قد صحح الحديث المتقدم برمته.
ـ[أبو مروة]ــــــــ[04 - 06 - 04, 11:11 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
أخرج أبو داود في سننه عن أبي أمامة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ". (كتاب الأدب ـ باب في حسن الخلق).
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[05 - 06 - 04, 02:59 ص]ـ
واخرجه ابن ابي الدنيا في الصمت بلفظ
حدثنا هارون بن معروف حدثنا أنس بن عياض عن سلمة بن وردان قال حدثني مالك بن أوس بن الحدثان رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله e فقال رسول الله e وجبت وجبت وجبت فقال أصحابه ما هذا الذي قلت يا رسول الله قال من ترك المراء وهو محق بني له في ربض الجنة ومن ترك الكذب بني له في ربض الجنة ومن حسن خلقه بني له في ربض الجنة
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[05 - 06 - 04, 03:55 ص]ـ
ان كنت أخي تسأل عن كلمة (وهو مبطل).
وهذه الكلمة تغير المعنى كما هو بين، فقد ذكرها الغزالي في الاحياء والغريب أن العراقي رحمه الله في المغنى (وهو تخريجه الصغير على الاحياء) ذكرها وعزاها الى الترمذي وابن ماجه.
ولم يعقب عليها.
والذي عند الترمذي انما هو بلفظ: (من ترك الكذب وهو باطل بني له في ربض الجنة، ومن ترك المراء وهو محق بني له في وسطها، ومن حسن خلقه بني له في أعلاها).
ـ[الأثري22]ــــــــ[05 - 06 - 04, 11:18 ص]ـ
جزاكم الله خيراً يا:
أبا مروة
رياض بن سعد
المتمسك بالحق
وأزيدك يا متمسك.
الشيخ الألباني ضعفه جداً في المصادر المذكورة ابن ماجه والترمذي
وكذا في الضعيفة برقم 1056 بلفظ:
عن أنس (من ترك الكذب وهو باطل بني له قصر في ربض الجنة، ومن ترك المراء وهو محق بني له في وسطها، ومن حسن خلقه بني له في أعلاها (منكر بهذا السياق)
لكن الغريب أن الشيخ صحح اللفظة السابقة في المتن (من ترك المراء وهو مبطل بني له بيت في ربض الجنة)؟!!!
في صحيح الترغيب والترهيب ... فليحرر
ـ[أبو مروة]ــــــــ[05 - 06 - 04, 06:50 م]ـ
حديث أبي أمامة عند أبي داود فيه ضعف لكن الشيخ الألباني حسنه لشواهده في الصحيحة (رقم 273)
ـ[الأثري22]ــــــــ[08 - 06 - 04, 02:28 ص]ـ
غفر الله لك يا أبا مروة حديث أبا أمامة:
ليس فيه اللفظة التي هي موطن النزاع:
والذي حسنة الشيخ في البيوت الثلاثة
لمن ترك المراء وهو محق
لمن ترك الكذب ولو مازحا
لمن حسن خلقه
نزاعنا في جعل بيت:
لمن ترك المراء وهو مبطل .... فتنبه
وجزاك الله خيراً
ـ[أبو مروة]ــــــــ[08 - 06 - 04, 04:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا على التنبيه وشكر لك.(40/467)
شرح علماء الأمة على هذاالحديث لايجتمع كافر وقاتله في النار أبدًا
ـ[مجاهد نفسه]ــــــــ[06 - 06 - 04, 02:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في صحيح مسلم
عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لايجتمع كافر وقاتله في النار أبدًا)
اريد شرح علماء الأمة على هذاالحديث وكذلك ان امكن اسناده
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[06 - 06 - 04, 12:16 م]ـ
روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يجتمعان في النار أجتماعا يضر أحدهما الآخر. قيل من هم يا رسول الله؟
قال: مؤمن قتل كافرا ثم سدد.)
قال الألباني رحمه الله في تعليقه على مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري:
معناه والله أعلم أن المؤمن القاتل للكافر إذا سدد بعد ذلك واستقام لا يجتمع مع الكافر في النار اجتماعا يتضرر هو به، وإنما لم ينفه عنه دخولها أصلا لقوله تعالى: (وإن منكم إلا واردها) فلا بد من دخول النار حتى للمؤمن ولكن ذلك لا يضره وإنما تكون عليه بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم كما جاء ذلك مصرحا من حديث جابر هذا ما بدا لي وقد استشكلوا الحديث وأجابوا عنه بما لا يروي كما ترى في الشرح وغيره حتى قيل إن الحديث مقلوب وإن الصواب: مؤمن قتله كافر ثم سدد ولقد كدت أركن إلى هذا القيل حين رأيت الحديث في مسند أحمد (2/ 399) من طريق أبي إسحاق (الفزاري وهو شيخ مسلم) في هذا الحديث عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة: إلا أنه قال: قالوا: من يا رسول الله؟ قال: مؤمن يقتله كافر ثم يسدد بعد ذلك.) ولكن منعني من ذلك أنني رأيت أبا إسحاق قد تابعه على لفظ مسلم جماعة منهم محمد بن عجلان عند النسائي (2/ 55) وأحمد (2/ 340) وحماد بن سلمة عنده (2/ 232و 353) فتبين لي من ذلك أن لفظ أبي إسحاق عنده شاذ وأن لفظ الكتاب هو المحفوظ ومعناه ما ذكرته) مختصر المنذري ص 286 ورقم الحديث 1099
هذا ما عندي والله أعلم.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[06 - 06 - 04, 02:51 م]ـ
هذا من موضوع قديم كتبته في هذا الملتقى لعل فيه شيئا من الفائدة:
روى مسلم في صحيحه وغيره حديث للنبى صلى الله عليه وسلم حيث قال:
حدثنا عبدالله بن عون الهلالي. حدثنا أبو إسحاق الفزاري، إبراهيم بن محمد عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يجتمعان في النار اجتماعا يضر أحدهما الآخر) قيل: من هم؟ يا رسول الله! قال (مؤمن قتل كافرا ثم سدد).
.................................................. ...........................
و رواه الامام احمد: عن معاوية به ............... لكن قال فيه:
مؤمن يقتله كافر ثم يسدد بعد ذلك ................
اي الكافر يقتل المؤمن ثم يسلم الكافر وهذا ظاهر موافق لبقية الاحاديث ....
فمن قلب الحديث الاول ام ان الثاني مشى على المعروف الموافق لبقية الاحاديث .....
اما من جهة الاسناد فيظهر والله اعلم ان الحديث الاول قد ضبط فقد رواه جماعة بنفس اللفظ كما ورد عند الحاكم:
حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأ عبيد بن عبد الواحد، حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث بن سعد، عن محمد بن عجلان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه -:
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يجتمعان في النار اجتماعا يضر أحدهما الآخر: مسلم قتل كافرا ثم سدد المسلم وقارب؛ ولا يجتمعان في جوف عبد: غبار في سبيل الله، ودخان جهنم؛ ولا يجتمعان في قلب عبد: الإيمان، والشح).
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.
وكذا ما ورد عند احمد:
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا أبو كامل حدثنا حماد عن سهيل عن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
-لا يجتمع في النار من قتل كافرا ثم سدد بعده ...
وذكر احمد نفس اللفظ بالاسناد السابق عند الحاكم .....
فالخلاصة انه يظهر ان اللفظ الاول عند مسلم هو الصحيح والمقلوب الثاني الذي عند احمد والذي قلبه هو معاوية رحمه الله ..... وانما حصل القلب لموافقته المروى من الاحاديث في ان القاتل والمقتول لايدخلان النار يسلم القاتل فيدخل الجنة ويرضى الله المقتول .................
اما تخريج هذا الحديث اعنى من جهة المعنى فيقال ان المؤمن اذا سدد عصم من النار وان لم يسدد لم يمنع ان يدخل النار عقوبة لشئ من المعاصي ثم يخرج منها ........
ويبقى لنا الحديث الاخر عند مسلم في ان الكافر وقاتله لايجتمعان ابدا في النار ...... والعل المقصود حال الجهاد فهو من فضل الجهاد وقتل المشركين وازهاق الكافرين.
ـ[مجاهد نفسه]ــــــــ[06 - 06 - 04, 11:29 م]ـ
الله يعافيك
ولكن كيف يكون الجمع بين هذا الحديث وحديث من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة؟
أليس المعاهد كافر؟
سؤال آخر ...
في بعض الاحاديث كحديث الكاسيات العاريات ان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لايدخلن الجنة ولايجدن ريحها .... هنا ذكر انهن لايدخلن الجنة ... بينما حديث من قتل معاهد لم يرح رائحة الجنة هل المقصود هنا انه لم يرح رائحتها اي لايدخلها ام انه بعد فترةيدخلها؟
¥(40/468)
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[07 - 06 - 04, 01:59 ص]ـ
قال البخاري (باب الكافر يقتل المسلم، ثم يسلم، فيسدد بعد ويقتل)
قال ابن حجر في شرح هذه الترجمة (قوله باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم أي القاتل فيسدد بعد أي يعيش على سداد أي استقامة في الدين قوله ويقتل في رواية النسفي أو يقتل وعليها اقتصر بن بطال والإسماعيلي وهي أليق بمراد المصنف قال بن المنير في الترجمة فيسدد والذي وقع في الحديث فيستشهد وكأنه نبه بذلك على أن الشهادة ذكرت للتنبيه على وجوه التسديد وأن كل تسديد كذلك وإن كانت الشهادة أفضل لكن دخول الجنة لا يختص بالشهيد فجعل المصنف الترجمة كالشرح لمعنى الحديث قلت ويظهر لي أن البخاري أشار في الترجمة إلى ما أخرجه أحمد والنسائي والحاكم من طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا لا يجتمعان في النار مسلم قتل كافرا ثم سدد المسلم وقارب الحديث).
و ذكر البخاري رحمه الله في هذه الترجمة حديثين:
الأول: حديث أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد).
و الآخر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر بعد ما افتتحوها فقلت يا رسول الله أسهم لي فقال بعض بني سعيد بن العاص لا تسهم له يا رسول الله فقال أبو هريرة هذا قاتل ابن قوقل فقال ابن سعيد بن العاص واعجبا لوبر تدلى علينا من قدوم ضأن ينعى علي قتل رجل مسلم أكرمه الله على يدي ولم يهني على يديه قال فلا أدري أسهم له أم لم يسهم له).
و كلا الحديثين يدل على معنى معين أراده البخاري رحمه الله و هو أن الكافر إذا قتل المسلم دخل المسلم الجنة ثم إذا تاب الكافر فمات على الإسلام دخل الجنة.
و هذا المعنى يسعفه لفظ الإمام أحمد حدثنا معاوية قال حدثنا أبو إسحق عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
-لا يجتمعان في النار أبدا اجتماعا يضر أحدهما قالوا من يا رسول الله قال مؤمن يقتله كافر ثم يسدد بعد ذلك.
لكن العجب من ابن حجر رحمه احتجاجه لرأيه باللفظ الآخر الذي يخالف رأيه من حديث أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يجتمعان في النار اجتماعا يضر أحدهما الآخر) قيل: من هم؟ يا رسول الله! قال (مؤمن قتل كافرا ثم سدد).
فاللفظ الذي نقله ابن حجر يخالف ترجمة البخاري رحمه الله لهذا الباب.
و عموما إن صح ما فهمه ابن حجر من ترجمة البخاري و أنه أشار إلى هذا الحديث فمعنى الترجمة يرجح لفظ الإمام أحمد عن معاوية.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[07 - 06 - 04, 02:15 ص]ـ
أخي الفاضل مجاهد نفسه قولك (ولكن كيف يكون الجمع بين هذا الحديث وحديث من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة؟
أليس المعاهد كافر؟).
الشارع عندما يطلق ألفاظ يريد بها معاني معينة تفارق غيرها من المعاني فإطلاق النبي صلى الله عليه و سلم لفظ المعاهد و لم يذكر الكافر مع أن المعاهد كافر أراد أن المعاهد له حكم آخر غير حكم الكفار
لذا قال النبي صلى الله عليه و سلم في حديث آخر يبين هذا الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المسلمون تتكافأ دماؤهم. يسعى بذمتهم أدناهم، ويجير عليهم أقصاهم، وهم يد على من سواهم يرد مشدهم على مضعفهم، ومتسريهم على قاعدهم لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده ".
و يدخل في قوله صلى الله عليه و سلم (و لا ذو عهد في عهد) الذمي و المستأمن فكلاهما له عهد.
و قوله هذا صلى الله عليه و سلم مفهومه أن الكافر إذا لم يكن له عهد جاز قتله و إن كان هذه المسألة أظهر من أن يحتج لها بالمفهوم و لكن من باب ذكر الفائدة.
ـ[مجاهد نفسه]ــــــــ[08 - 06 - 04, 02:41 ص]ـ
جزاك الله خير وكثر من امثالك(40/469)
طلب تخريج لرسالة عمر هذه؟ طارئ جدا.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[07 - 06 - 04, 01:36 ص]ـ
أرجو من الأخوة إسعافي بتخريج هذه الرسالة من كتب السنة والتاريخ.
أما بعد فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال, فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو, وأقوى المكيدة في الحرب, وآمركم أن تكونوا أشد احتراسا من المعاصي منكم من عدوكم, فإن ذنوب الجيش الجيش أخوف عليهم من عدوهم, وإنما ينصر المسلمين بمعصية عدوهم لله ...
إلى آخر قوله رضي الله عنه فيما أرسله إلى سعد بن أبي وقاص.
وقد قرأت هذه الرسالة في العقد الفريد على ما أذكر ... ساعدوني جازاكم الله خير ...
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[07 - 06 - 04, 02:41 ص]ـ
قلت: هذه القصة غير صحيحة، وإليكم البيان:
قال ابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" (ص162 - 163/ط. دار الفكر):
[حدثنا يحيى بن خالد، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه قال:
لما أبطأ على عمر بن الخطاب فتح مصر كتب إلى عمرو بن العاص:
أما بعد فقد عجبت لإبطائكم عن فتح مصر؛ إنكم تقاتلونهم منذ سنتين وما ذلك إلا لما أحدثتم وأحببتم من الدنيا ما أحب عدوكم، وإن الله تبارك وتعالى لا ينصر قوما إلا بصدق نياتهم وقد كنت وجهت إليك أربعة نفر وأعلمتك أن الرجل منهم مقاوم ألف رجل على ما كنت أعرف إلا أن يكونوا غيرهم ما غير غيرهم فإذا أتاك كتابي هذا فاخطب الناس وحضهم على قتال عدوهم ورغبهم في الصبر والنية وقدم أولئك الأربعة في صدور الناس ومر الناس جميعاً أن يكون لهم صدمة كصدمة رجل واحد وليكن ذلك عند الزوال يوم الجمعة فإنها ساعة تنزل فيها الرحمة ووقت الإجابة وليعج الناس إلى الله ويسألوه النصر على عدوهم.
فلما أتى عمرو الكتاب جمع الناس وقرأ عليهم كتاب عمر ثم دعا أولئك النفر فقدمهم أمام الناس وأمر الناس ان يتطهروا ويصلوا ركعتين ثم يرغبوا إلى الله عز وجل ويسألوه النصر على عدوهم ففعلوا ففتح الله عليهم]. انتهى.
قلت: هذا إسناد ضعيف جداً؛ فيه علتان:
الأولى: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؛ قال الحاكم، و أبو نعيم: "روى عن أبيه أحاديث موضوعة"، و قال ابن سعد: "كان كثير الحديث، ضعيفا جدا"، وقال يحيى بن معين: "ليس حديثه بشيء"، وقال أبو حاتم: "ليس بقوى في الحديث، كان في نفسه صالحا، وفي الحديث واهيا"، وأجمعوا على ضعفه كما قال ابن الجوزي.
الثانية: يحيى بن خالد، وهو العدوي؛ لم أجد من ترجمه.(40/470)
طلب تخريج لحديث إن الله سيؤيد هذا الدين بقوم لا خلاق لهم.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[07 - 06 - 04, 12:43 م]ـ
أرجو تخريج هذا الحديث.
وجازاكم الله خير.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 06 - 04, 09:02 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو الزهراء الشافعي
أرجو تخريج هذا الحديث.
وجزاكم الله خير.
الحمد لله على آلائه، وصلواته على محمد خاتم أنبيائه، وعلى آله وأصحابه وأصفيائه. وبعد ..
(الأول) حدبث أنس، وله طريقان:
[الأولى] أبو قلابة عن أنس
أخرجه النسائى ((الكبرى)) (5/ 279/8885)، وابن حبان (4517)، وابن حزم ((المحلى)) (11/ 113)، والضياء ((الأحاديث المختارة)) (6/ 234/2251) من طريق رباح بن زيد عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَيؤيِّدنَّ الله ُهَذَا الدِّينَ بِقَوْمٍ لا خَلاقَ لَهُمْ)).
وأخرجه الطبرانى ((الأوسط)) (2737) من طريق ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس مرفوعاً بمثله.
وقال أبو القاسم: ((لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا عباد بن منصور ومعمر بن راشد. تفرد به عن عباد: ريحان، وعن معمر: رباح بن زيد)).
قلت: وأمثل إسناديه عن أيوب، بل أمثل أسانيده وأصحها ((معمر عن أيوب عن أبى قلابة عن أنس))، ورجاله ثقات كلهم على رسم مسلم، خلا رباح بن زيد الصنعانى، وهو ثقة ثبت أثنى عليه عبد الله بن المبارك. وكان أحمد بن حنبل يقول: إنى أحبّ رباحاً وأحبّ حديثه وأحبّ ذكره. وأكثر من ذكر حديثه فى ((مسنده)) من رواية إبراهيم بن خالد بن عبيد الصنعانى عنه.
وقال أبو حاتم الرازى: ثقة جليل. وناهيك بهذا من أبى حاتم.
[الثانية] الحسن عن أنس.
أخرجه الإسماعيلى ((معجم شيوخه)) (1/ 406)، والطبرانى ((الأوسط)) (1948) و ((الصغير)) (132)، والضياء ((المختارة)) (5/ 231/1863) جميعاً من طريق هدبة بن خالد حدثنا حماد بن زيد عن المعلى بن زياد عن الحسن عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله يؤَيِّدُ الدِّينَ بِأَقْوَامٍ لا خَلاقَ لَهُمْ)).
وقال أبو القاسم: ((لم يروه عن المعلى إلا حماد بن زيد، تفرد به هدبة بن خالد)).
قلت: ورجال إسناده موثقون كلهم، وإنما يخشى تدليس الحسن أو إرساله، وإن كان ذلك غير مؤثرٍ فى صحة الحديث لثبوت وصله من حديث أنس بن مالك بالطريق السالفة.
فقد ذكر البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (5/ 94/260): ((عبد الله بن زيد عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله تعالى يؤيد الدين بمن لا خلاق له، والحسد يأكل الحسنات)). قاله عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش)).
كما ذكر مثله ابن أبى حاتم فى ((الجرح والتعديل)) (5/ 59/274).
(الثانى) حدبث أبى بكرة الثقفى.
أخرجه أحمد (5/ 45)، والطبرانى كلاهما من طريق حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ وَحُمَيْدٍ فِي آخَرِينَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِأَقْوَامٍ لا خَلاقَ لَهُمْ)).
قلت: والحديث بهذا الإسناد عن الحسن البصرى أوثق، فإنه من رواية جمع عنه، وسماع الحسن من أبى بكرة ثابت.
(الثالث) حدبث كعب بن مالك الأنصارى.
أخرجه أبو نعيم ((طبقات المحدثين بأصبهان)) (4/ 144) من طريق سفيان بن حسين عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليؤيِّدنَّ الله ُهَذَا الدِّينَ بِقَوْمٍ لا خَلاقَ لَهُمْ)).
قلت: والحديث بهذا الإسناد حسن غريب، لم يروه عن ابن كعب بن مالك عن أبيه غير الزهرى، تفرد به عنه سفيان بن حسين. قال ابن أبى خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول: سفيان بن حسين الواسطي ثقة، وكان يؤدب المهدى، وحديثه عن الزهرى فقط ليس بذاك، إنما سمع من الزهرى بالموسم. وقال العباس بن محمد الدوري سمعت يحيى بن معين يقول: ليس به بأس، وليس من أكابر أصحاب الزهرى.
والأصل الشاهد لصحة الحديث وثبوته: حديث أبى هريرة عن النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((إِنَّ اللهَ يُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ)).
أخرجه البخارى فى ((كتاب المغازى)) (4204) قال: حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال: شهدنا خيبر، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ يَدَّعِي الإِسْلامَ: ((هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ))، فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ قَاتَلَ الرَّجُلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ، حَتَّى كَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحَةُ، فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ يَرْتَابُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ أَلَمَ الْجِرَاحَةِ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى كِنَانَتِهِ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا أَسْهُمًا، فَنَحَرَ بِهَا نَفْسَهُ، فَاشْتَدَّ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! صَدَّقَ اللهُ حَدِيثَكَ، انْتَحَرَ فُلانٌ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ: ((قُمْ يَا فُلانُ، فَأَذِّنْ أَنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا مُؤْمِنٌ، إِنَّ اللهَ يُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ)).
وأخرجه مسلم فى ((كتاب الإيمان)) (111): حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد جميعا عن عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا ... فذكره بنحوه.
وكتبه أبو محمد الألفى.
¥(40/471)
ـ[المنتفض]ــــــــ[09 - 06 - 04, 10:24 ص]ـ
جزى الله شيخنا الألفي خيرا
ولأن هذا الحديث جاء في الجزء المخطوط من علل الدارقطني في سؤالات مسند أنس رضي الله عنه
أهديكم السؤال مع تحقيقه في الملف المرفق وهو جزء من رسالتي في تحقيق مسند أنس من العلل يسر الله إتمامه
حديث (إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر)
وجزاكم الله خيرا
akramelmakky@hotmail.com(40/472)
أبحث عن تخريج حديث: من خلف مغيبة في غيبة زوجها ..
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[07 - 06 - 04, 02:05 م]ـ
السلام عليكم .. أفيدونا بارك الله فيكم ..
ـ[أبو مروة]ــــــــ[07 - 06 - 04, 04:34 م]ـ
الحديث المعروف في الصحيح وغيره هو زيد بن خالد رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا.
صحيح البخاري (كتاب الجهاد والسير، باب فضل من جهز غازيا أو خلفه بخير)
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[08 - 06 - 04, 12:51 ص]ـ
أخي الكريم هذا الحديث الذي أبحث عن تخريجه ذكره الشيخ محمد حسين يعقوب في شريطٍ له، وكان يتحدث عن عقوبة الزاني يوم القيامة، وذكر فيه أن من زنى بزوجة رجل، يأتي هذا الرجلُ يومَ القيامة ويقتص من الزاني حتى يرضى .. هذا معنى الحديث، ولا أتذكر نصه.
وجزاكم الله كل خير
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 06 - 04, 07:38 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الحديث خرّجه الإمام مسلم في صحيحه من طريق سليمان بن بريدة عن أبيه
صحيح مسلم ج: 3 ص: 1508
1897 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة فيأخذ من عمله ما شاء فما ظنكم
و حدثني محمد بن رافع حدثنا يحيى بن آدم حدثنا مسعر عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه قال قال يعني النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث الثوري
و حدثناه سعيد بن منصور حدثنا سفيان عن قعنب عن علقمة بن مرثد بهذا الإسناد فقال فخذ من حسناته ما شئت فالتفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فما ظنكم.
ـ[معاذ]ــــــــ[08 - 06 - 04, 09:58 ص]ـ
ف
الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر – الكبيرة الثامنة والخمسون بعد الثلاثمائة:
ابن أبي الدنيا والخرائطي وغيرهما: {الزاني بحليلة جاره لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يزكيه ويقول له ادخل النار مع الداخلين}.
والطبراني في الأوسط والكبير: {من قعد على فراش مغيبة} - أي بضم فكسر أو فسكون فكسر من غاب عنها زوجها - {قيض الله له ثعبانا يوم القيامة}. والطبراني بسند رواته ثقات: {مثل الذي يجلس على فراش المغيبة مثل الذي ينهشه أسود من أساود} أي حيات يوم القيامة.
ومسلم: {حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم , ما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة فيأخذ من حسناته ما شاء حتى يرضى ثم التفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: فما ظنكم؟} ورواه أبو داود إلا أنه قال فيه: {إلا نصب له يوم القيامة , فقيل هذا خلفك في أهلك فخذ من حسناته ما شئت} ورواه النسائي كأبي داود وزاد: {أترونه يدع له من حسناته شيئا؟}.(40/473)
أبحث عن الحديث النبوي الناهي عن إخافة المسلم لأخيه مازحاً!!
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[07 - 06 - 04, 05:49 م]ـ
وجزاكم الله خيراً.
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[07 - 06 - 04, 08:10 م]ـ
عند الترمذي:
حَدَّثَنَا بُندارٌ أخبرنا يحيى بنُ سعيدٍ أخبرنا ابنُ أبي ذئبٍ أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ السَّائبِ بنِ يزيدَ عن أبيهِ عن جدهِ قال:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وسَلَّم لا يأخُذْ أحدكُمْ عصا أخيهِ لاعباً جادَّاً فمن أخَذَ عصا أخيهِ فليرُدَّها إليه.
وعند أبي داود:
حدثنا محمد بن بشار، ثنا يحيى، عن ابن أبي ذئب، ح، وثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ثنا شعيب بن إسحاق، عن ابن أبي ذئب، عن عبد الله بن السائب بن يزيد، عن أبيه، عن جده:
أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعباً ولا جادّاً -وقال سليمان: لعباً ولا جدّاً- ومن أخذ عصا أخيه فليردَّها".
حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا ابن نمير، عن الأعمش، عن عبد الله بن يسار، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
حدثنا محمد -صلى الله عليه وسلم- أنهم كانوا يسيرون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع.
فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا يحلُّ لمسلمٍ أن يُرَوِّعَ مسلماً".
http://www.muhaddith.org/cgi-bin/srch_cgi.exe/form
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 12:11 م]ـ
حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا ابن نمير، عن الأعمش، عن عبد الله بن يسار، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا محمد -صلى الله عليه وسلم- أنهم كانوا يسيرون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع.
لعلها زلة قلم والصواب قول ابن أبي ليلى "حدثنا أصحاب محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "
والحديثان ليسا بالقويين، أما الأول فتفرد ابن أبي ذئب به، والثاني فيه ابن أبي ليلى وفيه لين والله أعلم.
هذا على أن معنى الحديثين صحيح.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[10 - 06 - 04, 03:02 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى الفاسي
والحديثان ليسا بالقويين،
أما الأول فتفرد ابن أبي ذئب به،
والثاني فيه ابن أبي ليلى وفيه لين والله أعلم.
من حكم بمثل هذا من سلف الأئمة؟!.
أرجو عدم التسرع فى الحكم على الأحاديث الصحاح، ومطالعة:
الإيضاحُ والتنبيه بصحة حديث ((لا يأخُذْ أحدُكُم عصا أخيه))
على هذا الملتقى
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[10 - 06 - 04, 05:05 ص]ـ
بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فلم أقف - بعد البحث - على ما عزى إليه الشيخ أحمد شحاتة - حفظه الله -، وهذا ما لدي في الرد على ما ذكره الأخ مصطفى - غفر الله له -:
أولاً: حديث: " لا يأخذ أحدكم عصا أخيه لاعباً أو جاداً، فمن أخذ عصا أخيه؛ فليردها إليه ".
أخرجه أحمد في " مسنده " (4/ 221)، والبخاري في " الأدب المفرد " (241)، وأبوداود في " سننه " (4/ 301 / 5003)، والترمذي في " سننه " (4/ 462 / 2160) - ومن طريقه البيهقي في " شعب الإيمان " (4/ 388 / 5494)،، وعبد بن حميد في " المنتخب " (437)، وابن أبي شيبة في " مسنده "، وإسحاق بن راهوية في " مسنده " - كما في " نصب الراية " (4/ 167) -، وابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " (5/ 325 / 3867)، والطبراني في " المعجم الكبير " (22/ 241 / 630) - ومن طريقه المزي في " تهذيب الكمال " (14/ 557) -، والحاكم في " المستدرك " (3/ 637) - وعنه البيهقي في " السنن الكبرى " (6/ 92) -، وأبونعيم في " معرفة الصحابة "، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " (4/ 243)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (6/ 100).
كلهم من طرق عن ابن أبي ذئب، حدثنا عبدالله بن السائب بن يزيد، عن أبيه، عن جده
، مرفوعاً.
رواه عن ابن أبي ذئب هكذا جماعة منهم: يحيى بن سعيد، وأسد بن موسى، ويزيد بن هارون، ومعمر بن راشد، وشعيب بن إسحاق، وعبدالعزيز بن محمد، وسليمان بن بلال، وعاصم بن علي.
وخالفهم الطيالسي فرواه في " مسنده " (1302)، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن عبدالله بن السائب، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .... (فذكره).
قلت: وهذه الرواية شاذة.
والحديث قال فيه الترمذي: " حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي ذئب ".
وقال البيهقي: " إسناده حسن ".
وحسنه الألباني في " إرواء الغليل " (5/ 350 / 1518).
وصحح إسناده ابن مفلح في " الآداب الشرعية " (3/ 405).
قلت: هذا الإسناد رجاله الصحيحين، سوى عبدالله بن السائب بن يزيد لم يرو عنه سوى ابن أبي ذئب، وقال أحمد: " لا أعرف له غيره "، قلت: أي هذا الحديث.
ولكن وثقه النسائي وابن حبان وابن سعد.
وأغرب الهيثمي فقال في " المجمع " (4/ 172): " وفيه عبدالله بن يزيد بن السائب، ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله رجال الصحيح "!!
فتبين مما سبق أن الحديث صحيح، والحمد لله أولاً وآخرأ، وظاهراً وباطناً.
وكتب: أبوالمنهال محمد بن عبده بن محمد الأبيضي المصري الإسكندري.
¥(40/474)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[10 - 06 - 04, 08:47 ص]ـ
ثانياً: حديث: " لا يحل لمسلم ان يروع مسلماً ".
أخرجه أحمد في " مسنده " (5/ 362)، وابن أبي شيبة في " مسنده "، وأبوداود في " سننه " (4/ 301 / 5004) ومن طريقه القضاعي في " مسند الشهاب " (2/ 58، 59/ 878)، والبيهقي في " السنن الكبرى ".
عن عبدالله بن نمير، ثنا الأعمش، عن عبدالله بن يسار الجهني، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، قال: حدثنا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم كانوا يسيرون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسير فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى نبل معه فأخذها، فلما استيقظ الرجل فزع، فضحك القوم، فقال: " ما يضحككم "، فقالوا: لا إلا أنا أخذنا نبل هذا ففزع، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً ".
وخالف عبدالله بن نمير، أبومعاوية فرواه: عن الأعمش، عن عبدالله بن يسار، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن أشياخه، قالوا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لايحل لمسلم أن يروع مسلماً ".
أخرجه ابن أبي شيبة، وهناد في " الزهد ".
وتابع عبدالله بن يسار، عبدالرحمن بن عابس، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن أشياخه، به.
أخرجه ابن أبي شيبة.
وهذا هو المحفوظ؛ فإن عبدالله بن نمير وأبا معاوية ثقتان، ولكن أبومعاوية وهو محمد بن خازم من أثبت الناس في الأعمش.
فهذا الإسناد ضعيف؛ لجهالة شيوخ عبدالرحمن بن أبي ليلى، ولا يقال أنهم جمع ينجبر الضعف بعددهم.
وأما قول الأخ مصطفى - هداه الله: " فيه ابن أبي ليلى، وفيه لين "، فقول باطل مردود عليه؛ فإن ابن أبي ليلى وثقه ابن معين - على تشدده - والعجلي، ولا أعلم أحداً ضعفه، فسبحان الله.
ثم وقفت على طريق آخر فقد أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " (2/ 244 طبع الهند) من طريق خالد بن عبدالرحمن الخرساني، عن فطر بن خليفة، عن [عبدالله] بن يسار الجهني، عن أبي ليلى، به.
وهذا الإسناد حسن.
وللحديث شواهد يرتقي بها إلى الصحة، لعلي أنشط لذكرها فيما بعد.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
وكتب: محمد بن عبده بن محمد.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[10 - 06 - 04, 02:55 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبوالمنهال الآبيضى
بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فلم أقف - بعد البحث - على ما عزى إليه الشيخ أحمد شحاتة - حفظه الله -، وهذا ما لدي في الرد على ما ذكره الأخ مصطفى - غفر الله له وكتب: أبو المنهال محمد بن عبده بن محمد الأبيضي المصري الإسكندري.
الأخ الكريم / أبو المنهال.
الإيضاحُ والتنبيه بصحة حديث ((لا يأخُذْ أحدُكُم عصا أخيه))
هو المقال الذى كنتُ أعددتُه لوضعه فى الملتقى، فى مكان آخر بعيد عن التعليق هاهنا، لكى يشاركنى أمثالك من الفضلاء فى بيان ما يجب من الاحتراز فى الحكم على صحاح الأحاديث ووسمها بالضعف. وقد قدر انقطاع الكهرباء، وتعذرت المواصلة.
وقد أحسنت،، وأجدت،، وأفدت. فبارك الله لك، وهذا ما يتوجب على مثلك فى هذا المقام.
ولعلك لم تلحظ أن الخطأ فى الحكم على الإمام الثقة الثبت التابعى الكبير عبد الرحمن بن أبى ليلى، إنما صدر عن الوهم والظن أنه ابن أبى ليلى الفقيه!!.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[10 - 06 - 04, 03:33 م]ـ
حزاك الله خيراً، وأنا حقاً لم ألحظ هذا عندما سطرت ما سبق، ولكن بعد كتابتي له مباشرة، كنت أقرأ تخريج حديثاً في " الإرواء " كانت علته ابن أبي ليلى هذا، ففطنت أن الأخ مصطفى وهم، وقلت أكتب ذلك في مشاركة، ولكن عندما أنتهي من القراءة، فأُنسيت، ثم رأيتكم ذكرتم ذلك.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 03:53 ص]ـ
جزى الله أخويَّ أبا المنهال، وأبا محمد الألفي على غيرتكم على حديث رسول الله وهذا ما ينبغي أن يكون عليه المسلمون عامة، وطلبة العلم منهم خاصة.
وإني لأشكركما على الدعاء لي مرة بالمغفرة، ومرة بالهداية، وإني لأدعو لكما وللمسلمين بالثبات على الإيمان والتوفيق لما يحبه ويرضى، والفقه في الدين.
¥(40/475)
إنني معترف أنني لم أعط نفسي الوقت الكافي للنظر في الحديثين مما أدى بي إلى الوقوع في خطإ فادح وهو تليين ابن أبي ليلى وقد خرج له الجماعة، لأنني كتبت ذلك على عَجل، لأنني ما أردت إلا التنبيه على كلمة "أصحاب رسول الله" لا عن "رسول الله" فوقع ذلك التعليق تبعا لا أصالة،
فأستغفر الله سبحانه على هذه الزلة.
أما غيرها فهذا ما وفقني الله له، وأذن به:
الحديث الأول رواه أبو داود (عون المعبود): 13/ 236، والترمذي (6/ 316) تحفة: وقال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي ذئب
وأحمد (4/ 221)، والبخاري في الأدب المفرد ح241والحاكم (3/ 637)
وعبد بن حميد في المنتخب ح 436، والبيهقي في الكبرى (6/ 92، وابن أبي شيبة (2/ 29/2)، والدولابي في الكنى (2/ 145) ووالهيثمي في مجمع الزوائد 6868 (4/ 219) وقال ورواه الطبراني في الكبير من روايته، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وفيه عبد الله بن السائب ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله رجال الصحيح. والطبراني في الكبير ح 6641، والمزي في تهذيب الكمال (4/ 142) ط دار الرسالة، وغيرهم.
كلهم عن ابن أبي ذئب، عن عبد الله بن السائب بن يزيد، عن أبيه، عن جده:
وحسنه الألباني في الإرواء في كتاب الغصب ح 1518،
وحسنه مصطفى العدوي في تحقيقه للمنتخب،
وحسنه البيهقي
وصححه ابن مفلح كما قال الأخ الآبيضي وهذه فائدة
وعبد الله بن السائب
وثقه النسائي، ومحمد بن سعد، وذكره ابن حبان، في الثقات، ووثقه الذهبي كما في الكاشف
وهنا مداخلتي:
أولا: خلاصة الرواية عن المجهول:
الأول: مجهول العين:
المجهول عند أصحاب الحديث هو كل من لم يشتهر بطلب العلم في نفسه ولا عرفه العلماء به، ومن لم يعرف حديثه إلا من جهة راو واحد وهو قول الخطيب في الكفاية (88/ 89)
كعمرو ذي مُّر، وجبار الطائي لو يرو عنهما غير أبي إسحاق السبيعي (منهج النقد ص89)
فهذا: لا يخرج عن الجهالة (جهالة العين) إلا برواية رجلين فصاعدا عنه. من المشهورين من أهل العلم، إلا أنه لا تثبت له حكم العدالة بروايتهما عنه.
وقال يحيى الذهلي (شرح العلل لابن رجب 1/ 82): لا يخرج الرجل من الجهالة إلا برواية رجلين فصاعدا عنه. ابن الصلاح في مقدمة علوم الحديث ص53، وسار عليه المتأخرون،
ونقل ابن رجب عن ابن المديني فقال: وابن المديني يشترط أكثر من ذلك، فإنه يقول فيمن يروي عنه يحيى بن أبي كثير وزيد بن أسلم معا: "إنه مجهول" ويقول فيمن يروي عنه شعبة وحده: "إنه مجهول" نفس المصدر والصفحة. (1/ 82)
ثانيا: مجهول الحال/المستور
وهو من لم تعرف عدالته الظاهرة ولا الباطنة أي لم يوقف له على مفسق أي لم تثبت عدالته الباطنة
وهذا تزول جهالته عند ابن حجر ب:
1 - بتوثيق غير من ينفرد عنه، على الأصح
2 - بتزكية من انفرد عنه إذا كان مؤهلا لذلك، أي إذا كان المنفرد من أئمة الجرح والتعديل. "شرح النخبة" شرح للقاري ص 153 - 154، وانظر "تنقيح الأنظار" وشرحه "توضيح الأفكار" ج2/ص192
واختار ابن رجب التفصيل:
قال (ابن معين): يكون معروفا إذا روى عنه مثل الشعبي وابن سيرين.
وقال حين سئل عن رواية سماك بن حرب وأبي إسحاق عن الرجل:" هؤلاء يروون عن مجهولين"
قلت:
وما أظن الذين وثقوه إلا أنهم أخذوا برأي من رأى أن رواية ابن أبي ذئب عنه توثيق له.
1. والذي أذهب إليه هو ما ذهب إليه الترمذي، ويحيى القطان ويحيى الذهلي وابن المديني وآخرون.
فقال الترمذي في العلل: رواية الثقة عن رجل لا تدل على توثيقه اهـ
2. ثم إن الثقات كانوا يروون عن الثقاة وعن غيرهم، قال يحيى القطان: إن لم أرو إلا عمن أرضى ما رويت إلا عن خمسة أو نحو ذلك.
فمالك وإن كان يروي عن الثقات لكنه روى عن ابن أبي المخارق.
والإمام البخاري روى عن إسماعيل ابن أبي أويس عن مالك لأن مالكا خاله، وهذا ليس توثيقا وإنما لأنه تتبع مروياته عن خاله فكانت صحيحة عنده، فأخذها وترك الباقي، وهذا لا يستطيعه إلا واحد مثل البخاري.
3. ثم إن قلنا بعدالته من أين نتأكد من ضبطه، وليس له إلا هذا الحديث والضبط شرط في قبول الرواية.
4. ثم إن الأحاديث لها طرق تعرف بها ومخارج، ألا تريان معي أن عكرمة لم يخرج له مسلم، وسماك بن حرب لم يخرج له البخاري، ثم جاء من جاء فيما بعد وقال عن حديث إثبات الهلال الذي جاء من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس فقال رجاله رجال الصحيح ولم ينتبه إلى مسألة شهرة رواية البعض عن البعض الآخر، لأن كل شيخ له تلامذته المعروفون، وهم على طبقات. ولا ينبغي أن مجرد توثيق الرواة مع اتصال الإسناد يكون مدعاة للتصحيح. فكثير من الرواة أقوياء في بعض الشيوخ ضعفاء في البعض الآخر.
وللأسف أن المتأخرين الذين ينظرون إلى ظاهر السند وهو ما وقع فيه الذي صحح حديثنا هذا.
ولهذا فإني متحفظ في عدّي هذا الحديث من الحسان فضلا عن أن يكون من الصحاح والله أعلم
أما المعنى فصحيح
أما الحديث الثاني فالظاهر أنه هو ما أفادنا به الأخ أبو المنهال جزاه الله خيرا.
مع أنني لم أتمكن إلى الآن من التدقيق فيه.
هذا وجزاكم الله خيرا جميعا
¥(40/476)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[11 - 06 - 04, 09:02 م]ـ
الأخ الكريم / مصطفى.
سلام الله عليك ورحمته وبركاته.
أما تزال مصرِّاً على المخالفة، والحجة بين يديك بيِّنة؟!. وأى شئٍ أقنعك مما اجتزأته من كلام الأئمة فى حكم رواية المجهول، حتى قلتَ لا أقرُ بصحة الحديث؟!.
نقلك لمذهب على بن المدينى فى المجهول صحيح لا غبار عليه، لكن فاتك أنه ليس عليه العمل عند أصحاب الصحاح، حتى من تلامذة ابن المدينى وأخصِّ أصحابه، وعلى رأسهم إمام المحدثين أبى عبد الله البخارى. واقتصارك على هذا القول تقصير لا تنتهض به الحجة على المخالف، فضلاً عن الاعتراض على من صحَّح الحديث أو حسنه.
ففى مسألة الاحتجاج برواية المجهول ثمانية مذاهب، قد سبق الإشارة إليها فى جملة من المقالات على هذا الملتقى بعنوانين:
احتجاج الإمام مالك فى ((الموطأ)) بنسوةٍ مجهولاتٍ لم يرو عنهن إلا واحد، وقد وُثقن لتخريج مالك أحاديثهن فى ((الموطأ))
ذكر البيان بأن مالكاً احتج فى ((الموطأ)) برجال مجاهيل لم يرو عنهم إلا واحد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17906
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...&threadid=17926
وقد قلت: ((فهذا ((موطأ)) إمام الأئمة وحبر الأمة مالك بن أنس. ولا يغيبنَّ عنك أن مالكاً كان شديد التحرى فى البحث عن الرجال، فلم يدخل فى ((موطئه)) إلا الثقات. وقد قال أبو سعيد بن الأعرابى: كان يحيى بن معين يوثق الرجل لرواية مالك عنه، سئل عن غير واحد، فقال: ثقة روى عنه مالك. وقال الأثرم: سألت أحمد بن حنبل عن عمرو بن أبى عمرو مولى المطلب، فقال: يزين أمره عندى أن مالكاً روى عنه. فهذان إماما أئمة الجرح والتعديل: أحمد ويحيى قد رضيا مالكاً حكماً لهما فى توثيق الرجال، ونزلا على حكمه. وكفى بصنيعهما هذا دلالة!.
وقال شعبة بن الحجاج: كان مالك بن أنس أحد المميزين، ولقد سمعته يقول: ليس كل الناس يكتب عنهم، وإن كان لهم فضل فى أنفسهم، إنما هى أخبار رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فلا تؤخذ إلا من أهلها.
وقال مطرف بن عبد الله المدني: قال لي مالك بن أنس: عطاف ـ يعنى ابن خالد ـ يحدِّثُ؟، قلت: نعم، فأعظم ذلك إعظاما شديداً، ثم قال: لقد أدركت أناسا ثقات يحدثون ما يؤخذ عنهم، قلت: كيف وهم ثقات؟، قال: مخافة الزلل.
وقال عبد الله بن أحمد بن شبويه عن مطرف بن عبد الله: سمعت مالك بن أنس يقول: ويكتب عن مثل عطاف بن خالد!، لقد أدركت في هذا المسجد سبعين شيخا كلهم خير من عطاف ما كتبت عن أحد منهم، وإنما يكتب العلم عن قوم قد حوى فيهم العلم مثل عبيد الله بن عمر وأشباهه.
ففى ((الموطأ)) من هؤلاء التابعيات المجهولات اللاتى لا يعرفن بجرحٍ ولا عدالةٍ جماعة)). وذكرتهن كلهن فى بحث طويل من كتابى ((الإكليل ببيان احتجاج أكابر الأئمة بروايات المجاهيل)).
فماذا أنت قائل لمن قال لك: هذا إمام أئمة التعديل والتزكية مالك بن أنس قد وثَّق:
(1) بسر بن محجن بن أبى محجن الديلى، ولم يرو عنه إلا زيد بن أسلم.
(2) رافع بن إسحاق الأنصارى مولى الشفاء، ولم يرو عنه إلا إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة.
(3) زفر بن صعصعة بن مالك، ولم يرو عنه إلا إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة.
(4) عبد الله بن نسطاس، ولم يرو عنه إلا هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبى وقاص.
وأما قولنا بمخالفة البخارى لشيخه على بن المدينى على هذا المذهب، فأعدل شاهدٍ تخريجه فى ((الصحيح)) لجماعة من شيوخ الزهرى الذين تفرد بالرواية عنهم، منهم: عمر بن محمد بن جبير بن مطعم، ومحمد بن النعمان بن بشير.
وقد ذكرت عشرين راوياً ممن هم فى عداد المجاهيل، على طريقة أهل الإصطلاح، تفرد أبو بكرٍ الزهرى بالرواية عنهم، وتلقى الأئمة أحاديثهم بالقبول واحتجوا بها، فى كتابى ((الإكليل ببيان احتجاج الأئمة بروايات المجاهيل)).(40/477)
ساعدني،، أبحث عن حديث؟!
ـ[عَبْدُ الله]ــــــــ[08 - 06 - 04, 01:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
أكتب هذه الرسالة بعد أن تاهت بي السبل في إيجاد حديث أورده الحافظ ابن حجر في فتح الباري،، (الجزء العاشر، صفحة 735،حديث 6221)،،،، وهو كما يذكر ابن حجر أنه في التهذيب للطبري،،، ونص الحديث:::
عن أم سلمة قالت: "عطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الحمد لله، فقال له النبي: يرحمك الله، وعطس آخر، فقال: الحمد لله رب العالمين حمدا طيبا مباركا فيه، فقال: ارتفع هذا على هذا تسع عشرة درجة".
ويعلم الله أني صار لي أكثر من شهر وأنا أبحث عن هذا الحديث في كل مكان ولم أتوصل إليه الى الآن .... فهل من مساعد لي في إيجاده وله الثواب الجزيل؟
والسلام عليكم ورحمة الله ....
أخوكم: النعيمي
[ SIZE=5]
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[08 - 06 - 04, 02:46 م]ـ
السلام عليكم
بإستخدام الوراق وجدت هذه الرواية في رياض الصالحين و الادب المفرد وغيرهما من المصادر
والله اعلم
ـ[عَبْدُ الله]ــــــــ[08 - 06 - 04, 04:04 م]ـ
أخي جزاك الله خيراً ...
لكن للأسف ليس هذه التي أبحث عنها:: أي لا أبحث عن تقرير زيادة (الحمد لله رب العالمين حمدا طيباً كثيرا مباركا فيه)،،،، إنما ما أبحث عنه زيادة قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "ارتفع هذا على هذا تسع عشرة درجة" ..
وأرجوا على من يجدها،،، أن يشير إلي الى المصدر من كتب الحديث،، واذا استطاع ان يأتي برقم الحديث فجزاه الله اخيراً ...
كتبه: النعيمي
السلام عليكم ورحمة الله.
ـ[بوشهاب]ــــــــ[09 - 06 - 04, 10:33 ص]ـ
سنن الترمذي
الأدب عن رسول الله
ما يقول العاطس إذا عطس
حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا زياد بن الربيع حدثنا حضرمي مولى الجارود عن نافع أن
رجلا عطس إلى جنب ابن عمر فقال الحمد لله والسلام على رسول الله قال ابن عمر وأنا أقول الحمد لله والسلام على رسول الله وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا أن نقول الحمد لله على كل حال
قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث زياد بن الربيع
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
قوله: (أخبرنا زياد بن الربيع)
هو أبو خداش اليحمدي البصري
(أخبرنا حضرمي)
بسكون المعجمة بلفظ النسبة ابن أما مولى الجارود , مقبول من السابعة كذا في التقريب. وقال في تهذيب التهذيب في ترجمته: روى عن نافع مولى ابن عمر , وعنه زياد بن الربيع اليحمدي وغيره , ذكره ابن حبان في الثقات. روى له الترمذي حديثا فيما يقوله العاطس , انتهى.
قوله: (أن رجلا عطس إلى جنب ابن عمر)
أي منتهيا جلوسه إلى جنبه
(فقال)
أي العاطس
(الحمد لله والسلام على رسول الله)
يحتمل أن يكون من جهله بالحكم الشرعي , أو ظن أنه يستحب زيادة السلام عليه لأنه من جملة الأذكار
(فقال)
أي
(ابن عمر وأنا أقول)
ما تقول أيضا
(الحمد لله والسلام على رسول الله)
لأنهما ذكران شريفان كل أحد مأمور بهما , لكن لكل مقام مقال , وهذا معنى
قوله (وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم)
بأن يضم السلام مع الحمد عند العطسة بل الأدب متابعة الأمر من غير زيادة ونقصان من تلقاء النفس إلا بقياس جلي
(علمنا أن نقول الحمد لله على كل حال)
فالزيادة المطلوبة إنما هي المتعلقة بالحمدلة سواء ورد أو لا , وأما زيادة ذكر آخر بطريق الضم إليه فغير مستحسن ; لأن من سمع ربما يتوهم أنه من جملة المأمورات. وفي الحديث أنه يقول العاطس: (الحمد لله على كل حال) , وعند الطبراني من حديث أبي مالك الأشعري رفعه: " إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على كل حال ". ومثله عند أبي داود من حديث أبي هريرة , وللنسائي من حديث علي رفعه يقول العاطس: (الحمد لله على كل حال). ولابن السني من حديث أبي أيوب مثله , ولأحمد والنسائي من حديث سالم بن عبيد رفعه: " إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على كل حال , أو الحمد لله رب العالمين " , وإليه ذهبت طائفة من أهل العلم , وقالت طائفة إنه لا يزيد على الحمد لله كما في حديث أبي هريرة , عند البخاري: " إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله " الحديث , وقالت طائفة يقول: الحمد لله رب العالمين ". ورد ذلك في حديث لابن مسعود. أخرجه البخاري في الأدب المفرد والطبراني وورد الجمع بين
¥(40/478)
اللفظين , فعنده في الأدب المفرد عن علي قال: " من قال عند عطسة سمعها الحمد لله رب العالمين على كل حال ما كان ليجد وجع الضرس ولا الأذن أبدا ". وهذا موقوف رجاله ثقات , ومثله لا يقال من قبل الرأي فله حكم الرفع , وقالت طائفة ما زاد من الثناء فيما يتعلق بالحمد كان حسنا , فقد أخرج أبو جعفر الطبري في التهذيب بسند لا بأس به عن أم سلمة قالت: عطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال الحمد له , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " يرحمك الله ". وعطس آخر فقال: الحمد لله رب العالمين حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه , فقال: " ارتفع هذا على هذا تسع عشرة درجة ويؤيده ما أخرجه الترمذي وغيره من حديث رفاعة بن رافع قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فعطست فقلت: الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه , مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى فلما انصرف قال: " من المتكلم ثلاثا " , فقلت أنا , فقال والذي نفسي بيده لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكا أيهم يصعد بها " وأخرجه الطبراني وبين أن الصلاة المذكورة المغرب وسنده لا بأس به , وأخرج ابن السني بسند ضعيف عن أبي رافع قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطس فخلى يدي , ثم قام فقال شيئا لم أفهمه , فسألته فقال: " أتاني جبريل قال: إذا أنت عطست فقل الحمد لله لكرمه , الحمد لله لعز جلاله. فإن الله عز وجل يقول صدق عبدي ثلاثا مغفورا له ". قال الحافظ في الفتح بعد ذكر هذا كله ما لفظه: ونقل ابن بطال عن الطبراني: أن العاطس يتخير بين أن يقول الحمد لله أو يزيد رب العالمين أو على كل حال , والذي يتحرر من الأدلة أن كل ذلك مجزئ لكن ما كان أكثر ثناء أفضل , بشرط أن يكون مأثورا. وقال النووي في الأذكار: اتفق العلماء على أنه يستحب للعاطس أن يقول عقب عطاسه الحمد لله , ولو قال الحمد لله رب العالمين لكان أحسن , فلو قال الحمد لله على كل حال كان أفضل , كذا قال.
والأخبار التي ذكرتها تقتضي التخيير ثم الأولوية كما تقدم انتهى
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=2&Rec=4430
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - 08 - 06, 05:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
أكتب هذه الرسالة بعد أن تاهت بي السبل في إيجاد حديث أورده الحافظ ابن حجر في فتح الباري،، (الجزء العاشر، صفحة 735،حديث 6221)،،،، وهو كما يذكر ابن حجر أنه في التهذيب للطبري،،، ونص الحديث:::
عن أم سلمة قالت: "عطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الحمد لله، فقال له النبي: يرحمك الله، وعطس آخر، فقال: الحمد لله رب العالمين حمدا طيبا مباركا فيه، فقال: ارتفع هذا على هذا تسع عشرة درجة".
ويعلم الله أني صار لي أكثر من شهر وأنا أبحث عن هذا الحديث في كل مكان ولم أتوصل إليه الى الآن .... فهل من مساعد لي في إيجاده وله الثواب الجزيل؟
والسلام عليكم ورحمة الله ....
أخوكم: النعيمي
[ size=5]
أنظر إسناده في شرح ابن بطال على الصحيح.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - 08 - 06, 05:38 م]ـ
والحديث لا يصح
والله أعلم
ـ[وسام حلمى عباس]ــــــــ[19 - 08 - 06, 01:01 م]ـ
قال صاحب تحفة الاحوذى:2662 - قَوْلُهُ: (أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ)
هُوَ أَبُو خِدَاشٍ الْيَحْمَدِيُّ الْبَصْرِيُّ
(أَخْبَرَنَا حَضْرَمِيٌّ)
بِسُكُونِ الْمُعْجَمَةِ بِلَفْظِ النِّسْبَةِ اِبْنُ أَمَا مَوْلَى الْجَارُودِ، مَقْبُولٌ مِنْ السَّابِعَةِ كَذَا فِي التَّقْرِيبِ. وَقَالَ فِي تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ فِي تَرْجَمَتِهِ: رَوَى عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى اِبْنِ عُمَرَ، وَعَنْهُ زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ الْيَحْمَدِيُّ وَغَيْرُهُ، ذَكَرَهُ اِبْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. رَوَى لَهُ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثًا فِيمَا يَقُولُهُ الْعَاطِسُ، اِنْتَهَى.
قَوْلُهُ: (أَنَّ رَجُلًا عَطَسَ إِلَى جَنْبِ اِبْنِ عُمَرَ)
أَيْ مُنْتَهِيًا جُلُوسُهُ إِلَى جَنْبِهِ
(فَقَالَ)
أَيْ الْعَاطِسُ
(الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ)
يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ جَهْلِهِ بِالْحُكْمِ الشَّرْعِيِّ، أَوْ ظَنَّ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ زِيَادَةُ السَّلَامِ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ مِنْ جُمْلَةِ الْأَذْكَارِ
(فَقَالَ)
أَيْ
¥(40/479)
(اِبْنُ عُمَرَ وَأَنَا أَقُولُ)
مَا تَقُولُ أَيْضًا
(الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ)
لِأَنَّهُمَا ذِكْرَانِ شَرِيفَانِ كُلُّ أَحَدٍ مَأْمُورٌ بِهِمَا، لَكِنْ لِكُلِّ مَقَامٍ مَقَالٌ، وَهَذَا مَعْنَى
قَوْلِهِ (وَلَيْسَ هَكَذَا عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
بِأَنْ يُضَمَّ السَّلَامُ مَعَ الْحَمْدِ عِنْدَ الْعَطْسَةِ بَلْ الْأَدَبُ مُتَابَعَةُ الْأَمْرِ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ وَنُقْصَانٍ مِنْ تِلْقَاءِ النَّفْسِ إِلَّا بِقِيَاسٍ جَلِيٍّ
(عَلَّمَنَا أَنْ نَقُولَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ)
فَالزِّيَادَةُ الْمَطْلُوبَةُ إِنَّمَا هِيَ الْمُتَعَلِّقَةُ بِالْحَمْدَلَةِ سَوَاءٌ وَرَدَ أَوْ لَا، وَأَمَّا زِيَادَةُ ذِكْرٍ آخَرَ بِطَرِيقِ الضَّمِّ إِلَيْهِ فَغَيْرُ مُسْتَحْسَنٍ؛ لِأَنَّ مَنْ سَمِعَ رُبَّمَا يَتَوَهَّمُ أَنَّهُ مِنْ جُمْلَةِ الْمَأْمُورَاتِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ يَقُولُ الْعَاطِسُ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ)، وَعِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رَفْعُهُ: " إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ ". وَمِثْلُهُ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلِلنَّسَائِيِّ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ رَفْعُهُ يَقُولُ الْعَاطِسُ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ). وَلِابْنِ السُّنِّيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ مِثْلَهُ، وَلِأَحْمَدَ وَالنَّسَائِيِّ مِنْ حَدِيثِ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ رَفْعُهُ: " إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، أَوْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "، وَإِلَيْهِ ذَهَبَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ إِنَّهُ لَا يَزِيدُ عَلَى الْحَمْدُ لِلَّهِ كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عِنْدَ الْبُخَارِيِّ: " إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ " الْحَدِيثَ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ". وَرَدَ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ لِابْنِ مَسْعُودٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ وَالطَّبَرَانِيُّ وَوَرَدَ الْجَمْعُ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ، فَعِنْدَهُ فِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: " مَنْ قَالَ عِنْدَ عَطْسَةٍ سَمِعَهَا الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ عَلَى كُلِّ حَالٍ مَا كَانَ لِيَجِدَ وَجَعَ الضِّرْسِ وَلَا الْأُذُنِ أَبَدًا ". وَهَذَا مَوْقُوفٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، وَمِثْلُهُ لَا يُقَالُ مِنْ قِبَلِ الرَّأْيِ فَلَهُ حُكْمُ الرَّفْعِ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مَا زَادَ مِنْ الثَّنَاءِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالْحَمْدِ كَانَ حَسَنًا، فَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيُّ فِي التَّهْذِيبِ بِسَنَدٍ لَا بَأْسَ بِهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: عَطَسَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الْحَمْدُ لَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرْحَمُك اللَّهُ ". وَعَطَسَ آخَرُ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَقَالَ: " اِرْتَفَعَ هَذَا عَلَى هَذَا تِسْعَ عَشْرَةَ دَرَجَةً وَيُؤَيِّدُهُ مَا أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: صَلَّيْت مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَطَسْت فَقُلْت: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، مُبَارَكًا عَلَيْهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى فَلَمَّا اِنْصَرَفَ قَالَ: " مَنْ الْمُتَكَلِّمُ ثَلَاثًا "، فَقُلْت أَنَا، فَقَالَ وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ اِبْتَدَرَهَا بِضْعَةٌ وَثَلَاثُونَ مَلَكًا أَيُّهُمْ يَصْعَدُ بِهَا " وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَبَيَّنَ أَنَّ الصَّلَاةَ الْمَذْكُورَةَ الْمَغْرِبُ وَسَنَدُهُ لَا بَأْسَ بِهِ، وَأَخْرَجَ اِبْنُ السُّنِّيِّ بِسَنَدٍ
¥(40/480)
ضَعِيفٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: كُنْت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَطَسَ فَخَلَّى يَدَيَّ، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ شَيْئًا لَمْ أَفْهَمْهُ، فَسَأَلْته فَقَالَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ قَالَ: إِذَا أَنْتَ عَطَسْت فَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ لِكَرَمِهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ لِعِزِّ جَلَالِهِ. فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ صَدَقَ عَبْدِي ثَلَاثًا مَغْفُورًا لَهُ ". قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ بَعْدَ ذِكْرِ هَذَا كُلِّهِ مَا لَفْظُهُ: وَنَقَلَ اِبْنُ بَطَّالٍ عَنْ الطَّبَرَانِيِّ: أَنَّ الْعَاطِسَ يَتَخَيَّرُ بَيْنَ أَنْ يَقُولَ الْحَمْدُ لِلَّهِ أَوْ يَزِيدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَوْ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَاَلَّذِي يَتَحَرَّرُ مِنْ الْأَدِلَّةِ أَنَّ كُلَّ ذَلِكَ مُجْزِئٌ لَكِنْ مَا كَانَ أَكْثَرَ ثَنَاءً أَفْضَلُ، بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَ مَأْثُورًا. وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي الْأَذْكَارِ: اِتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْعَاطِسِ أَنْ يَقُولَ عَقِبَ عُطَاسِهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَوْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَكَانَ أَحْسَنَ، فَلَوْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ كَانَ أَفْضَلَ، كَذَا قَالَ.
وَالْأَخْبَارُ الَّتِي ذَكَرْتهَا تَقْتَضِي التَّخْيِيرَ ثُمَّ الْأَوْلَوِيَّةَ كَمَا تَقَدَّمَ اِنْتَهَى.
و فى شرح ابن بطال:
220 - فيه: أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَقُلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَإِذَا قَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ».
اختلف السلف فيما يقول العاطس، فاختارت طائفة أن يقول: الحمد لله، على ماجاء فى الحديث، وروى ذلك عن ابن مسعود وأنس، واختارت طائفة الحمد لله رب العالمين، وروى ذلك عن ابن عباس وابن مسعود أيضًا وهو قول النخغى، واختارت طائفة أن يقول: الحمد لله على كل حال، روى ذلك عن أبى هريرة وابن عمر، وقال ابن عمر: هكذا علمنا رسول الله.
قال الطبرى: والصواب فى ذلك أن العاطس مخير فى أى هذه المحامد شاء، وقد حدثنا محمد بن عمارة، حدثنا عمرو بن حماد بن أبى طلحة، عن عمرو بن قيس، عن عطاء بن أبى رباح، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة زوج النبى قالت: «عطس رجل فى جانب بيت النبى فقال: الحمد لله، فقال له النبى: يرحمك الله. ثم عطس آخر فقال: الحمد لله ربا العالمين حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «ارتفع هذا على تسع عشرة درجة».
وقد روى عن النبى كل ذلك فعله، وفعله السلف الصالحون فلم ينكر بعضهم من ذلك شيئًا على بعض، وقد اختلف أيضًا فى قول المشمت للعاطس، فقالت طائفة: يقول له يرحمك الله، يخصه بالدعاء وحده على ماجاء فى هذا الحديث، روى ذلك عن أنس ورواية عن ابن مسعود، واحتجوا أيضًا بما روى عمرو بن دينار عن عبيد ابن عمير قال: «لما فرغ الله من خلق آدم عطس آدم، فألقى عليه الحمد، فقال له ربه تعالى: يرحمك ربك».
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[20 - 08 - 06, 04:00 ص]ـ
فتاوى الشبكة الإسلامية
عنوان الفتوى: رتبة حديث \"من المتكلم في الصلاة .. \"
رقم الفتوى: 51878
تاريخ الفتوى: 22 جمادي الثانية 1425
السؤال:
جزاكم الله الجنة بما تخدمون به هذه الأمة، سؤالي: أبحث عن متن حديث أورده الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج 10 ص 735 باب: الحمد للعاطس، وهو في تهذيب الآثار للطبري، وبحثت عنه ولكن لم أجده، وربما يكون في القسم المفقود الذي لا أملكه ولكنه موجود، فلعلكم تجدون متن الحديث فيه، والحديث هو: عن أم سلمة قالت: عطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الحمد لله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يرحمك الله، وعطس آخر: فقال: الحمد لله رب العالمين حمداً طيباً كثيراً مباركا فيه، فقال: ارتفع هذا على هذا تسع عشرة درجة؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا الذي ذكر السائل هو متن الحديث، وقد ذكر في مصادر أخرى غير فتح الباري فذكره صاحب كنز العمال وذكره المباركفوري في شرح الترمذي، وذكر ابن حجر أنه لا بأس بسنده وتابعه المباركفوري في ذلك.
وقد ثبتت مشروعية هذا الذكر عند العطاس أيضاً بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لمن عطس في الصلاة، وذلك في حديث الترمذي والنسائي وأبي داود والحاكم وغيرهم، وقد صححه الحاكم وسكت عليه الذهبي وصححه الألباني في تخريج المشكاة، ونص الحديث عن رفاعة بن رافع قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فعطست فقلت: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركا فيه مباركا عليه كما يجب ربنا ويرضى، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فقال: من المتكلم في الصلاة؟ فلم يكلمه أحد، ثم قالها الثانية من المتكلم في الصلاة؟ فقال رفاعة بن رافع: أنا يا رسول الله، قال: كيف قلت؟ قال: قلت: الحمد لله حمدا كثيرا طيباً مباركا فيه مباركا عليه كما يجب ربنا ويرضى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكا أيهم يصعد بها.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
المصدر
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=51878&Option=FatwaId
¥(40/481)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[20 - 08 - 06, 07:57 م]ـ
حديث الترمذي والنسائي وأبي داود والحاكم وغيرهم، وقد صححه الحاكم وسكت عليه الذهبي وصححه الألباني في تخريج المشكاة، ونص الحديث عن رفاعة بن رافع قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فعطست فقلت: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركا فيه مباركا عليه كما يجب ربنا ويرضى، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فقال: من المتكلم في الصلاة؟ فلم يكلمه أحد، ثم قالها الثانية من المتكلم في الصلاة؟ فقال رفاعة بن رافع: أنا يا رسول الله، قال: كيف قلت؟ قال: قلت: الحمد لله حمدا كثيرا طيباً مباركا فيه مباركا عليه كما يجب ربنا ويرضى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكا أيهم يصعد بها.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
المصدر
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=51878&Option=FatwaId
الذي ظهر لي: أن هذا الحديث ((منكر)) ...
والله أعلم
وأعتذر عن التفصيل
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[01 - 09 - 06, 03:53 م]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله منا ومنكم الطاعات وكل عام وأنتم بخير
طرحت سؤالاً حول إسناد هذا الحديث منذ أكثر من سنة،، ولم أجد للأسف هذا الإسناد إلا بعد أن حصلت على كتاب شرح صحيح البخاري لابن بطال
وكل ما أرجوه هو إثبات درجة الحديث علماً بأن الحافظ ابن حجر: جود اسناده فهل من معقب على هذا الحكم، والحديث:
(حدثنا محمد بن عمارة، حدثنا عمرو بن حماد بن أبي طلحة، عن عمرو بن قيس، عن عطاء بن أبي رباح، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة زوج النبي ? قالت: «عطس رجل في جانب بيت النبي ? فقال: الحمد لله، فقال له النبي ?: يرحمك الله، ثم عطس آخر فقال: الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فقال النبي –عليه السلام-: ارتفع هذا على هذا تسع عشرة درجة»)
ولكم مني جزيل الشكر [ SIZE=5]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:أخي الفاضل «النعيمي» وفقه الله:
لم أر موضوعك هذا http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40106 إلا الساعة،
فأزيدك هنا فائدة مختصرة:
كنت قد درست إسناد هذا الحديث، وتبيّن لي أن صوابه كالتالي:
قال أبو جعفر الطبري: حدثنا محمد بن عمارة، حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة [القناد]، عن عمر بن قيس [أبو حفص]، عن عطاء بن أبى رباح مولى أم سلمة، عن أم سلمة زوج النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، به.
والله أعلم.
ـ[عَبْدُ الله]ــــــــ[10 - 09 - 06, 08:03 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي أشرف على هذا الجهد العزيز ....
وكنت أرى سابقاً موافقة ابن حجر فيما ذهب وتوقفت بعد أن حصلت على سند الحديث وهو كما لا يخفى عليكم فيه جهالة مولى أم سلمة
وكان لي استفسار عن هذه الفائدة، أكثر الله فوائدكم:
فأزيدك هنا فائدة مختصرة:
كنت قد درست إسناد هذا الحديث، وتبيّن لي أن صوابه كالتالي:
قال أبو جعفر الطبري: حدثنا محمد بن عمارة، حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة [القناد]، عن عمر بن قيس [أبو حفص]، عن عطاء بن أبى رباح مولى أم سلمة، عن أم سلمة زوج النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، به.
والله أعلم.
ولا أدري هل أطلعت على المخطوط لكتاب ما ووجدت ذلك؟ أم أنه مجرد تفرس؟
إلا أنه يمكن أن يعترض على الإسناد الذي أوردته عدة ملاحظات:
الأولى: وجدت أن من ترجم لعطاء بن أبي رباح لم يذكر أنه موالي أم سلمة .. بل ذكر أنه مولى حبيبة بنت ميسرة بن أبى خثيم
الثانية: ذكر ابن علي بن المديني وابن حنبل: أن عطاء لم يسمع من أم سلمة (راجع تهذيب التهذيب)
وسلمت على ما تفضلت به فائدة ....
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[11 - 09 - 06, 01:52 ص]ـ
أخي الفاضل النعيمي:
أولًا: جزاك الله خيرًا على جميل أدبك.
ثانيًا: ما أشكلته عليّ ((صحيح))، وأنت هنا المفيد، فجزاك الله خيرًا.
وعليه فسياق الإسناد هكذا:
قال أبو جعفر الطبري: حدثنا محمد بن عمارة، حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة [القناد]، عن عمر بن قيس [أبو حفص]، عن عطاء بن أبى رباح، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة زوج النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، به.
ونستغفر الله عمّا بدر مني من تقصير.
¥(40/482)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 06:48 م]ـ
رقم الفتوى: 69341
عنوان الفتوى: إسناد حديث "عطس رجل في جانب بيت النبي .. "
تاريخ الفتوى: 25 شوال 1426/ 27 - 11 - 2005
السؤال
طرحت سؤالاً حول إسناد هذا الحديث منذ أكثر من سنة (رقم الفتوى 51878)، ولم أجد للأسف هذا الإسناد إلا بعد أن حصلت على كتاب شرح صحيح البخاري لابن بطال (ج9، ص367، مكتبة الرشد- الرياض)، وكل ما أرجوه هو إثبات درجة الحديث، علماً بأن الحافظ ابن حجر قال: لا بأس بإسناده (ج10، ص735، طبعة دار السلام)، فهل من معقب على هذا الحكم، والحديث: (حدثنا محمد بن عمارة، حدثنا عمرو بن حماد بن أبي طلحة، عن عمرو بن قيس، عن عطاء بن أبي رباح، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة زوج النبي قالت: عطس رجل في جانب بيت النبي فقال: الحمد لله، فقال له النبي: يرحمك الله، ثم عطس آخر فقال: الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فقال النبي عليه السلام: ارتفع هذا على هذا تسع عشرة درجة)؟ ولكم مني جزيل الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث المذكور رواه الطبري في كتابه تهذيب الآثار كما قال الحافظ ابن حجر وهذا الكتاب أغلبه مفقود، والحديث ليس في المطبوع منه، ووقوفك على من نقل إسناده منه يعد فائدة تحمد عليها.
أما إسناده ففيه ضعف لجهالة مولى أم سلمة، وأما بقية رجاله فهم:
- محمد بن عمارة: هو محمد بن عمارة بن صبيح الأسدي الكوفي، ذكره ابن حبان في الثقات.
- عمرو بن حماد بن أبي طلحة: كوفي صدوق.
- عمرو بن قيس: هو الملائي الكوفي ثقة متقن عابد، كما في التقريب.
-عطاء بن أبي رباح: هو الإمام التابعي الفقيه المشهور.
وأما قول الحافظ ابن حجر: إسناده لابأس به. فكأنه تساهل لكونه في فضائل الأعمال، ولأن له أصلا صحيحا من حديث رفاعة بن رافع المذكور في الفتوى السابقة: 51878.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=69341&Option=FatwaId(40/483)
لماذا رموا هذا الحديث بالشذوذ
ـ[العصام]ــــــــ[08 - 06 - 04, 07:36 م]ـ
لماذا رموا رواية سفيانَ، عن عاصم بن كُلَيْبٍ، عن عبدِ الرحمَنِ بن الأسودِ عن عَلْقَمَةَ قال: قال عبدُ الله (بنُ مسعودٍ): "ألا أُصلي بكمْ صلاةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فصلى، فلم يرفعْ يَديْهِ إلاّ في أول مرة" عند الترمذي وغيره بالشذوذ ب سبب ما رواه غير سفيان برواية (علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة فقام فكبر ورفع يديه، ثم ركع وطبق يديه فجعلهما بين ركبتيه) فبلغ ذلك سعداً فقال: صدق أخي. ألا بل قد نفعل ذلك في أول سلام ثم أمرنا بهذا.
مع أن الروايتين ليستا في معنى واحد حتى يحدث بينهما تناف؟!!!
وهل يكون الشذوذ إلا عند وجود التنافي والتغاير على وجه يتعذر الجمع معه؟
الرجاء الإجابة على هذه الحيثية فقط.
ـ[العصام]ــــــــ[09 - 06 - 04, 11:05 ص]ـ
السلام عليكم أيها الإخوة.
لم يصلنا بعد رد.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 06 - 04, 11:27 ص]ـ
لعل في هذا النقل ما يفيدك أخي الكريم
قال الشيخ حمزة المليباري حفظه الله في كتاب الموازنة
المثال الرابع
حديث إن عبد الله بن مسعود عَلَّمَهم بصلاته صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيّن لهم انه صلى الله عليه وسلم لم يرفع يديه في الصلاة إلا عند تكبيرة الإحرام.
رواه سفيان الثوري عن عاصم بن كليب عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة عن ابن مسعود رضي الله عنه بلفظ:" ألا أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فصلّى، فلم يرفع يديه إلا في أول مرة " (1)
ورواه ابن إدريس وغيره عن عاصم بن كليب عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة عن ابن مسعود بلفظ: " علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة، فكبر ورفع يديه فلما ركع طبق يديه بين ركبتيه، قال فبلغ ذلك سعداً، فقال: صدق أخي قد كنا نفعل هذا، ثم أمرنا بهذا يعني الإمساك على الركبتين (2). ولم يتعرض الحديث لموضوع ترك رفع اليدين في الصلاة أصلاً.وتابعه أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة والأسود عن عبد الله بن مسعود (3). كما تابعه إبراهيم عن الأسود وعلقمة بلفظ: أتينا عبد الله (يعني ابن مسعود) في داره قال: صلى هؤلاء خلفكم: قلنا: لا. فقال: قوموا فصلوا، فلم يأمرنا بأذان ولا إقامة، فذهبنا لنقوم خلفه فأخذ بأيدينا فجعل بأحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فلما ركعنا وضعنا أيدينا عن ركبنا فضرب أيدينا، وطبق كفيه ثم أدخلهما بين فخذيه (1).
نصوص النقاد في تعليل حديث سفيان
1 - قال عبد الله بن المبارك: " قد ثبت حديث من يرفع يديه، وذكر حديث الزهري عن سالم عن أبيه، ولم يثبت حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم: لم يرفع يديه إلا في أول مرة " (2).
2 - قال أبو داود (3): " هذا (يعني حديث سفيان عن عاصم) حديث مختصر من حديث طويل، وليس هو بصحيح على هذا اللفظ ".
3 - قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: حديث عاصم بن كليب حديث عبد الله؟ قال: حدثناه وكيع في الجماعة قال: حدثنا سفيان عن عاصم بن كليب عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة قال: قال ابن مسعود: ألا أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فصلى فلم يرفع يديه إلا مرة. حدثني أبي قال: حدثناه وكيع مرة أخرى بإسناد سواء، فقال: قال عبد الله: أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع يديه في أول. حدثني أبي قال: حدثنا أبوعبد الرحمن الضرير قال: كان وكيع ربما قال، يعني " ثم لا يعود "، قال أبي: كان وكيع يقول هذا من قبل نفسه، يعني"ثم لا يعود" قال أبي: وقال الأشجعي " فرفع يديه في أول شيء ".
" وذكرت لأبي حديث الثوري عن حصين عن إبراهيم عن عبد الله أنه كان يرفع يديه أول الصلاة ثم لا يعود؟ قال أبي: حدثنا هشيم قال حدثنا حصين عن إبراهيم، لم يجز به إبراهيم، وهشيم أعلم بحديث حصين ".
¥(40/484)
" قال أبي حديث عاصم بن كليب رواه ابن إدريس فلم يقل " ثم لا يعود ". حدثني أبي قال حدثنا يحيى بن آدم قال: أملاه عليَّ عبد الله بن إدريس من كتابه عن عاصم بن كليب عن عبد الرحمن بن الأسود قال: حدثنا علقمة عن عبد الله قال: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة فكبّر ورفع يديه ثم ركع وطبق يديه وجعلهما بين ركبتيه، فبلغ سعداً، فقال: صدق أخي، قد كنا نفعل ذلك ثم أمرنا بهذا وأخذ بركبتيه، حدثني عاصم بن كليب هكذا، قال أبي: هذا لفظ غير لفظ وكيع،وكيع يثبج (1) الحديث لأنه كان يحمل نفسه في حفظ الحديث (2).
4 - قال الإمام البخاري (3): قال أحمد بن حنبل عن يحيى بن آدم قال: نظرت في كتاب ابن إدريس عن عاصم بن كليب، ليس فيه "ثم لم يعد"، فهذا أصح، لأن الكتاب أحفظ عند أهل العلم، وقال البخاري بعد ذكر حديث ابن إدريس: " وهذا (يعني حديث ابن ادريس) المحفوظ عند أهل النظر من حديث عبد الله بن مسعود ".
5 - قال أبو حاتم (4): " هذا (يعني حديث سفيان عن عاصم) خطأ يقال: وهم فيه الثوري، فقد رواه جماعة عن عاصم،وقال كلهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم افتتح فرفع يديه ثم ركع، فطبق، وجعلها بين ركبتيه، ولم يقل أحد ما روى الثوري ".
6 - سئل الإمام الدارقطني عن حديث علقمة عن عبد الله قال: " ألا أريكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع يديه في أول تكبيرة، ثم لم يعد. فقال: يرويه عاصم عن عبدالرحمن بن الأسود عن علقمة حدث به الثوري عنه: ورواه أبوبكر النهشلي عن عاصم عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه وعن علقمة عن عبد الله،وإسناده صحيح، وفيه لفظة ليست بمحفوظة ذكرها أبوحذيفه في حديثه عن الثوري وهي قوله: " ثم لم يعد ". وكذلك قال الحماني عن وكيع، وأما أحمد بن حنبل وأبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير فرووه عن وكيع، ولم يقولوا فيه: " ثم لم يعد"، وكذلك رواه معاوية بن هشام أيضاً عن الثوري مثل ما قال الجماعة عن وكيع، وليس قول من قال "ثم لم يعد" محفوظاً (1).
7 - قال ابن عبد البر نقلاً عن أبي بكر البزار: " وهو حديث لا يثبت ولا يحتج به " (2). ولكن قول البزار في مسنده لم يكن بخصوص حديث سفيان، بل في عموم حديث عاصم، وهذا نصه: وهذا الحديث رواه عاصم بن كليب وعاصم في حديثه اضطراب،ولا سيما في حديث الرفع، ذكره عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة عن عبد الله أنه رفع يديه في أول تكبيرة ورواه عن أبيه عن وائل بن حجر أنه رفع يديه حين افتتح الصلاة وحين رفع رأسه من الركوع وروى عن محارب بن دثار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك أيضاً وروى عن أبيه عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآه يرفع في أول مرة (3).
8 - قال ابن حبان: " هذا أحسن خبر روى أهل الكوفة في نفي رفع اليدين في الصلاة عند الركوع وعند الرفع منه،وهو في الحقيقة أضعف شيء يعول عليه؛ لأن له عللاً تبطله " (1) اهـ. فهذه نصوص الأئمة النقاد الأوائل حول حديث سفيان الذي ينفي رفع اليدين في غير تكبيرة الإحرام، وهي كلها متفقة على أنه خطأ ووهم، كما أن معظمها تتفق على أن مصدر هذا الخطـ هو سفيان الثوري، وسيأتي شيء من التفصيل حول هذه النقطة. إن شاء الله تعالى.
نصوص من يعارض ذلك من المتأخرين
قال الزيلعي (2):
" واعترض على هذا الحديث (يعني حديث سفيان السابق ذكره) بأمور:
منها: ما رواه الترمذي بسنده عن ابن المبارك قال: لم يثبت عندي حديث ابن مسعود أنه عليه السلام لم يرفع يديه إلا في أول مرة، وثبت حديث ابن عمر أنه رفع عند الركوع وعند الرفع من الركوع وعند القيام من الركعتين. ورواه الدارقطني ثم البيهقي في سننهما، وذكره المنذري في مختصر السنن، ثم قال: وقال غير ابن المبارك: لم يسمع عبد الرحمن من علقمة. انتهى ".
" ومنها: تضعيف عاصم بن كليب، نقل البيهقي في سننه عن أبي عبد الله الحاكم أنه قال: عاصم بن كليب لم يخرج حديثه في الصحيح، وكان يختصر الأخبار فيؤديها بالمعنى، وهذه اللفظة: (ثم لا يعود) غير محفوظة في الخبر. انتهى ".
¥(40/485)
وأجاب الزيلعي عن هذين الاعتراضين،وقال: " والجواب؛ أما الأول: فقال الشيخ في (الإمام): وعدم ثبوت الخبر عند ابن المبارك لا يمنع من النظر فيه، وهو يدور على عاصم بن كليب وقد وثقه ابن معين، كما قدمناه، قال: وقول شيخنا أبي محمد المنذري:
" وقال غيره: لم يسمع عبدالرحمن من علقمة " فغير قادح أيضاً، فإنه عن رجل مجهول،وقد تتبعت هذا القائل فلم أجده،ولا ذكره ابن أبي حاتم في مراسيله،وإنما ذكره في كتاب الجرح والتعديل، فقال: " وعبد الرحمن ابن الأسود دخل على عائشة، وهو صغير، ولم يسمع منها، وروى عن أبيه وعلقمة "،ولم يقل: إنه مرسل. وذكره ابن حبان في كتاب الثقات،وقال: "إنه مات سنة تسع وتسعين وكانت سنه سن إبراهيم النخعي ". فإذا كانت سنه سن النخعي فما المانع من سماعه عن علقمة، مع الاتفاق على سماع النخعي منه، ومع هذا كله فقد صرح الحافظ أبوبكر الخطيب في كتاب (المتفق والمفترق) في ترجمة عبد الرحمن هذا: " أنه سمع أباه وعلقمة ".
" وقال ابن القطان في كتابه (الوهم والإيهام): ذكر الترمذي عن ابن المبارك أنه قال: " حديث وكيع لا يصح " والذي عندي أنه صحيح، وإنما المنكر فيه على وكيع زيادة " ثم لا يعود"، وقالوا: إنه كان يقولها من قبل نفسه،وتارة لم يقلها،وتارة اتبعها الحديث، كأنها من كلام ابن مسعود، وكذلك قال الدراقطني: إنه حديث صحيح إلا هذه اللفظة، وكذلك قال أحمد بن حنبل وغيره،وقد اعتنى الإمام محمد بن نصر المروزي بتضعيف هذه اللفظة في كتاب رفع اليدين. انتهى كلامه ".
ثم عقبه الزيلعي بقوله:
" قلت: قد تابع وكيعاً على هذه اللفظة عبد الله بن المبارك كما رواه النسائي، وقد قدمناه، وأيضاً فغير ابن القطان ينسب الوهم فيها لسفيان الثوري لا لوكيع، قال البخاري في كتابه (رفع اليدين): " ويروى عن سفيان الثوري عن عاصم بن كليب، فذكره بسنده ومتنه، قال أحمد بن حنبل عن يحيى بن أدم: نظرت في كتاب عبد الله بن إدريس عن عاصم بن كليب فلم أجد فيه " ثم لم يعد ". قال البخاري: " وهذا أصح لأن الكتاب أثبت عند أهل العلم، فجعل الوهم فيه من سفيان لأن ابن إدريس خالفه،وقال ابن أبي حاتم في كتاب العلل: " سألت أبي عن حديث رواه سفيان الثوري عن عاصم بن كليب عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قام فكبّر فرفع يديه ثم لم يعد"، قال أبي: هذا خطأ، يقال: وهم فيه الثوري، فقد رواه جماعة عن عاصم،وقالوا كلهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم افتتح فرفع يديه ثم ركع فطبق وجعلهما بين ركبتيه ولم يقل أحد ما روى الثوري ".
" فالبخاري وأبو حاتم جعلا الوهم فيه من سفيان، وابن القطان وغيره يجعلون الوهم فيه من وكيع، وهذا اختلاف يؤدي إلى طرح القولين،والرجوع إلى صحة الحديث لوروده عن الثقات". ا هـ.
هكذا أجاب الزيلعي عن الاعتراض الأول، وأما جوابه عن الاعتراض الثاني – وهو تضعيف عاصم – فهذا نصه:
" وأما الثاني وهو تضعيف عاصم فقد قدمنا أنه من رجال الصحيح وأن ابن معين قال فيه: ثقة، كما ذكره الشيخ في الإمام، قال الشيخ: وقول الحاكم: إن حديثه لم يخرج في الصحيح، فغير صحيح، فقد أخرج له مسلم حديثه عن أبي بردة عن علي في الهدي وحديثه عنه عن علي نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجعل خاتمي في هذه والتي يليها، وغير ذلك، وأيضاً فليس من شرط الصحيح التخريج عن كل عدل، وقد أخرج هو في المستدرك عن جماعة لم يخرج لهم في الصحيح، وقال: هو على شرط الشيخين، وإن أراد بقوله (لم يخرج حديثه في الصحيح) أي هذا الحديث، فليس ذلك بعلة، وإلا لفسد عليه مقصوده كله في كتابه المستدرك " (1).
انتهى كلام الزيلعي.
وقال المعلق على كتاب نصب الراية ":
¥(40/486)
" أعلم أن قول ابن المبارك هذا أوقع كثيراً من أهل الحديث في مغلطة،وظنوا أن حديث ابن مسعود الذي رواه الترمذي وحسنه هو الذي قال فيه ابن المبارك: " لم يثبت "، وهذا ليس بصحيح؛ لأن الحديث الذي قال فيه ابن المبارك هو الذي ذكره الترمذي تعليقاً: " أنه عليه السلام لم يرفع يديه إلا في أول مرة "،ولفظه عند الطحاوي: " أنه عليه السلام كان يرفع يديه في أول تكبيره، ثم لا يعود "، هذا الحديث هو الذي يحكي فعل النبي صلى الله عليه وسلم قولاً يدل على السلب الكلي المناقض للإيجاب الجزئي، الذي يثبته حديث ابن عمر، وهذا الحديث رواه الطحاوي في شرح الآثار، والدارقطني وغيرهما،ولفظه عند الدارقطني عن عبد الله، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر ومع عمر، فلم يرفعوا أيديهم إلا عند التكبيرة الأولى في افتتاح الصلاة ".
" وهذا إن ثبت يناقض حديث ابن عمر، فلهذه النكتة أورده الترمذي عقيب حديث ابن عمر، وضعفه،ولم يورده بعد حديث ابن مسعود الذي رواه من فعله، وأما الحديث الذي حكى به ابن مسعود فعله صلى الله عليه وسلم بفعله فهو الذي رواه الترمذي وحسنه، وابن حزم في المحلى 4/ 88 وصححه،وأحمد وغيرهم، وهذا لايعارض حديث ابن عمر،وهو ثابت عند الترمذي،وبين الحديثين بون بائن، وقع في الاشتباه من لم يعط النظر حقه، فجر قول ابن المبارك إلى الحديث الفعلي، وهذا أبعد عن سواء الطريق،وهذا واضح، لا سيما في النسخة التي أفرد فيها بعد قول ابن المبارك، باب من لم يرفع يديه إلا في أو ل مرة، كما في نسخة عبد الله بن سالم البصري شيخ الشيخ الشاه ولي الله الدهلوي الموجودة في مكتبة بير جهندا بالسند،وفي نسخة الشيخ عبد الحق، كما في شرح سفر السعادة، ثم أورد بعدها حديث ابن مسعود وحسنه،وذكر من عمله به،وهذا هو الموافق لعادة الترمذي أنه إذا كان في مسألة اختلاف بين الحجازيين والعراقيين يورد مستدلهما في أبواب متعاقبة. والله أعلم (1) انتهى كلام المعلق.
الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين
من خلال الموازنة بين الموقفين المذكورين يتجلى بوضوح أن النقاد المتقدمين أعلوا حديث سفيان عن عاصم عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة عن ابن مسعود، لكونه قد تضمن كلمة " ثم لم يعد " أو كلمة " لم يرفع يديه إلا في أول مرة " التي تعد غريبة في حديث عاصم، إذ لم يذكرها أحد من أصحابه، لا سيما ابن إدريس، وهو صاحب كتاب، بل جعلوا حديثه في موضع أخر،وهو تطبيق اليدين في الركوع، وهكذا رواه أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود، وإبراهيم النخعي عن علقمة، كما سبق بيان ذلك في مستهل المثال.
وتبين بذلك أن كلمة " لم يرفع يديه إلا في أول مرة " تفرد بها سفيان حين أضافها في حديث عاصم،وهي معروفة في أصل حديثه الذي رواه عنه ابن إدريس وغيره من الثقات، ولا في حديث شيخه: عبد الرحمن بن الأسود، إذ اشتهر حديثه بدونها من طريق بن أبي إسحاق عنه، ولا في حديث شيخ شيخه: علقمة، حيث رواه عنه إبراهيم النخعي بدون هذه الزيادة،وأنهم جعلوا جميعاً هذا الحديث في موضوع التطبيق وغيره، فكيف يكون عند سفيان ما ليس عند السابقين؟ ومعنى ذلك أن سفيان اختصر هذا الحديث الذي عند عاصم، وساق لفظه حسب ما فهم، بدل أن يرويه بسياقه المفصل، ولهذا قال الإمام أبو داود: " هذا حديث مختصر من حديث طويل،وليس هو بصحيح على هذا اللفظ ". وهذا طبعاً حسب شعور النقاد،وإن لم يكن لدينا هذا الشعور العلمي فإن الأمر في مثل هذا المجال النقدي ينبغي تسليمه لهم دون نقاش؛ لكونه قائماً على حفظهم وفهمهم ومعرفتهم.
بيد أن بعض المتأخرين صححوا تلك اللفظة بحجة كون راويها ثقة، الأمر الذي يؤكد ما تقدم بيانه في القسم الأول من هذا الكتاب من وجود تباين منهجي بين نقاد الحديث وبين غيرهم في التصحيح والتضعيف،وأنه لا ينبغي الخلط بينهم في ذلك، بل يجب الرجوع في هذا المجال النقدي إلى منهج المحدثين الأوائل.
مناقشة كلام الإمام الزيلعي
وتوضيح ذلك:
أولاً: أن الإمام الزيلعي حين رفض العلة التي تقدّم شرحها أنفاً قد ارتكز على نقطتين، مقلدا للشيخ ابن دقيق العيد،وهما:
1 - أن عاصم بن كليف ثقة، وأن عبد الرحمن بن الأسود سمع من علقمة،وبالتالي يكون السند متصلاً برواية الثقات.
¥(40/487)
2 - الاضطراب في تحديد مصدر الخطأ، إذ نسب بعضهم الخطأ إلى سفيان،ونسبه الأخر إلى وكيع،ومن أحل هذا الاضطراب ينبغي أن يطرح التعليل كلياً.
وحديث إنه لم يشر أحد ممن أعلوا الحديث إلى أن سبب ذلك هو ما يتصل بحال عاصم، أو مدىسماع عبد الرحمن من علقمة، فإن إثارة هذا الموضوع للجواب عن علة الحديث تكون عديمة الجدوى، ولا يخدم المناسبة النقدية التي نحن بصددها أن يوسع الكلام حول عاصم ومدى ضبطه وإتقانه، وحول سماع عبد الرحمن من علقمة.
وقد سبق أن ابن المبارك أعلّ كلمة: " لم يرفع يديه إلا في أول مرة " في حديث سفيان، لكونها غير معروفة في أصل حديث عاصم الذي ضبطه ابن إدريس في كتابه، بل إن هذه اللفظة كانت مخالفة لما في الكتاب، كما تعارضت مع كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، إذ كان يرفع اليدين فيها. ومن هنا قال ابن المبارك: " لم يثبت عندي حديث ابن مسعود أنه عليه السلام لم يرفع يديه إلا في أول مرة، يريد به إعلال حديث سفيان عن عاصم، إذ لم يذكر هذه اللفظة أحد من أصحاب عاصم في حديثه هذا إلا سفيان الثوري.
وعليه فسبب تضعيفه لهذا الحديث يعود إلى مخالفة سفيان للواقع الحديثي في رواية عاصم،وليس إلى عاصم ولا إلى علاقة عبد الرحمن مع علقمة، لأنه لم يثر أحد من النقاد ذلك في تعليله، لا ابن المبارك ولا غيره.
(وإن كان ظاهر كلام ابن المبارك قد يتوهم منه أنه لم يقصد بالتعليل حديث سفيان بعينه، حين قال: " لم يثبت عندي حديث ابن مسعود " دون أن يقول: " لم يثبت عندي حديث سفيان " فإنه لم يقصد به سوى ما أوضحه النقاد فيما بعد، ألا وهو تفرد سفيان بما لم يعرف في حديث عاصم. على أن سلسلة السند: " عاصم عن عبد الرحمن عن علقمة عن ابن مسعود " لم تكن مداراً لحديث سفيان فحسب، بل هي مدار رواية ابن إدريس وغيره أيضاً).
هذا وقد رجح النقاد رواية ابن إدريس وغيره على رواية سفيان مع كون هذه الروايات كلها تدور على تلك السلسلة،ولو قصد ابن المبارك تعليل حديث ابن مسعود من جميع طرقه لأطلق التعليل، لكن لم يحدث ذلك، بل جعله مقيداً بمسألة ترك رفع اليدين، حين قال: " لم يثبت عندي حديث ابن مسعود أنه عليه السلام لم يرفع يديه إلا في أول مرة "، إذ لم يرو أحد عن عاصم ما يدل على هذا المعنى سوى سفيان الثوري، وبالتالي فكلام ابن المبارك يكون موجهاً نحو رواية سفيان فحسب.
وبما أن سفيان الثوري قد تفرّد عن عاصم بهذه الكلمة بدلاً من ذكر موضوع " التطبيق"، حتى خالفه ابن إدريس وغيره، اعتبر النقاد أنها وهم منه، ولذا يتعين على من يرد هذا التعليل أن يرتكز على هذه النقطة، وليس على ثقة الراوي واتصال السند.
وأما الإضطراب الذي أثاره الزيلعي في جوابه عن العلة فغير وارد هنا أصلاً؛ لأن ابن القطان الفاسي لم يكن سوى ناقل عن الترمذي قول ابن المبارك، الذي أطلق الوهم في حديث ابن مسعود، دون تحديد مصدر هذا الوهم، غير أن ابن القطان حين نقله اختصر وتصرف في لفظه، وقال: " حديث وكيع لا يصح، وهذا التصرف من ابن القطان في نص ابن المبارك لا يشكل أبداً نقطة اضطراب في إعلال الحديث، بل ينبغي القول إن نقله هذا غير سليم؛ إذ لم ينقل قول ابن المبارك بسياقه.
غير أن الإمام أحمد قال: " هذا لفظ غير لفظ وكيع،وكيع يثبج الحديث (يعني يضطرب في الحديث) لأنه كان يحمل نفسه في حفظ الحديث "،وقال أيضاً: " كان وكيع يقول هذا من قبل نفسي- يعني: ثم لا يعود – "،وكذا نقل عن أبي عبد الرحمن الضرير، قوله: " كان وكيع ربما قال يعني ثم لا يعود "، ولعل هذه النصوص هي المعول عليها لدى ابن القطان حين أضاف الوهم إلى وكيع. هذا وقد نسب الدارقطني الوهم إلى أبي حذيفة كما سبق.
وإن كان هذا يعد اختلافاً حول تحديد صاحب الخطأ، لكن بورود هذه اللفظة: " ثم لا يعود " أو نحوها في رواية ابن المبارك، وأبي حذيفة عن سفيان كما سبق، يترجح قول من قال بأن صاحب هذا الخطأ هو سفيان، على أن هذا الإختلاف حول تحديد مصدر الخطأ يقع عادة من النقاد، بل قد يقع ذلك من ناقد واحد، وهي ظاهرة لا تخفى على من يمارس هذا العلم النقدي،وربما يكون ذلك لفرط اهتمام النقاد ببيان الخطأ أكثر من تحديد صاحبه.
¥(40/488)
وهب أن ذلك يشكل اضطراباً فإن ذلك لا يؤثر سلباً فيما يخص الوهم والعلة، وإنما يضر فقط في تحديد مصدره، وبالتالي تبقى جهة ذلك الخطأ مجهولة، فلا يؤدي ذلك إلى طرح التعليل بالكلية. نعم إذا كان الاضطراب حول وجود الوهم، فيطرح ذلك الذي وقع فيه الاضطراب فقط في حالة ما إذا لم يتضح سبب لرجحان أحد القولين.
التعقيب على قول المعلق
ثانياً: قول المعلق بأن قول ابن المبارك هذا أوقع كثيراً من أهل الحديث في مغلطة، وظنوا أن حديث ابن مسعود الذي رواه الترمذي وحسنه هو الذي قال فيه ابن المبارك " لم يثبت "، وهذا ليس بصحيح … إلى آخر قوله.
أقول: يحاول المعلق – من خلال زعمه بأن الحديث الذي حسنه الترمذي هو غير الحديث الذي أعله ابن المبارك، وأن بينهما بوناً بائناً – أن يبرهن على أن أهل الحديث قد وقعوا في مغلطة حين حملوا تعليل ابن المبارك على الحديث الذي حسنه الترمذي.
وقبل أن أتطرق لمناقشة المعلق فيما يزعمه يكون من المفيد أن أنقل هنا نص الإمام الترمذي في هذه المسألة، وهذا نصه:
" 1 - … حديث ابن عمر حديث حسن صحيح، …
2 - وقال عبد الله بن المبارك: قد ثبت حديث من يرفع يديه، وذكر حديث الزهري عن سالم عن أبيه.
3 - ولم يثبت حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم: لم يرفع يديه إلا في أول مرة " (1).
ثم ذكر الإمام الترمذي:
4 - "باب ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفع إلا في أول مرة.
5 - حدثنا هناد حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم بن كليب عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة قال: قال عبد الله بن مسعود: (ألا أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى فلم يرفع يديه إلا في أول مرة).
6 - قال: حديث ابن مسعود حديث حسن.
7 - وبه يقول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين وهو قول سفيان الثوري وأهل الكوفة (1) اهـ.
وكان المعلق قد ارتكز في تفريقه بين الحديث الذي حسنه الترمذي،وهو في رقم (5) وبين الحديث الذي أعله ابن المبارك،وهو في رقم (3) على أمرين:
الأمر الأول: أن الإمام الترمذي نقل عن ابن المبارك تعليله للحديث الذي نص عليه بلفظ: " إنه عليه السلام لم يرفع يديه إلا في أول مرة " كما في رقم (3) بعد ذكر حديث ابن عمر، ثم روى حديث ابن مسعود متصلاً بلفظ: " ألا أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فصلى، فلم يرفع يديه إلا في أول مرة " تحت باب " ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفع إلا في أول مرة " كما في رقمي: (4) و (5).وجاء المعلق ليفهم من هذا الصنيع في سنن الترمذي أن ابن المبارك لم يعل حديث ابن مسعود في رقم (4)، وإنما أعل الحديث الذي ذكره هو معلقاً في رقم (3).
ولعل سبب هذا الفهم هو: أن ابن المبارك لو أراد بالتعليل هذا الحديث الذي رواه الترمذي متصلاً تحت باب مستقل، لنقل فيه التعليل، بل ذهب الإمام الترمذي إلى تحسينه،ومعنى هذا عند المعلق أن الحديث رقم (4) يراه الترمذي ثابتاً، وما في رقم (3) يراه ضعيفاً،وبالتالي يكون الحديث الذي أعله ابن المبارك غير الذي حسنه الترمذي.
والأمر الثاني: وجود تفاوت في اللفظ وتغاير في المعنى بين الحديثين؛ إذ إن الحديث الذي ذكره ابن المبارك معلقاً،وهو: " إنه عليه السلام لم يرفع يديه إلا في أول مرة " يفيد السلب الكلي لرفع اليدين في غير تكبيرة الإحرام، بحيث يناقض حديث ابن عمر: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام في الصلاة رفع يديه حتى يكونا حذو منكبيه وكان يفعل ذلك حين يكبر للركوع ويفعل ذلك إذا رفع رأسه من الركوع ويقول سمع الله لمن حمده ولا يفعل ذلك في السجود " (1). وهذا الحديث يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع اليدين في غير تكبيرة الإحرام،وهو ما وصفه المعلق بالإيجاب الجزئي. ولوجود التناقض بين هذين الحديثين أعل ابن المبارك من حديث ابن مسعود ما يفيد السلب الكلي، دون غيره.
¥(40/489)
وأما الحديث الذي ذكره الترمذي متصلاً تحت باب مستقل كما في رقم (5) فيرى المعلق أنه ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، إذ ليس فيه ما يناقض حديث ابن عمر،وبالتالي يجوز الجمع بينهما بأن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد رفع يديه في غير تكبيرة الإحرام في بعض صلواته،وقد تركه في أخرى لبيان جواز الحالتين جميعاً.
وهذا كما ترى تجويز عقلي مجرد عن مراعاة الواقع الحديثي،وملابسات الرواية،وأنه غير مبني على أسس علمية سليمة،وكل ما في الأمر اعتبار حديث ابن عمر ليس نصاً صريحاً في أن ذلك الرفع كان في جميع صلواته صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يناقضه لفظ الحديث الذي حسنه الترمذي، وبالتالي يكون الحديثان صحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم،وهذا هو منهج المعلق.
ومن المعلوم أن إمكانية الجمع بين الأحاديث المختلفة لا تعد دائماً مقياساً لمعرفة ثبوتها جميعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم،ولا عن أي مصدر اختلف عليه الرواة في حديثه، بل يكون ثبوتها وعدمه على ضوء ما تدل عليه القرائن والملابسات التي تحيط بها،وهذا أمر يجب أخذه بعين الاعتبار عند التصحيح والتضعيف،وإلا سيؤدي إلى عواقب خطيرة نظراً إلى مكانة السنة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.
ولا أدري من يقصد المعلق بكلمة: " أهل الحديث "؛ نقاد الحديث أو المشتغلين بالحديث من المعاصرين. وكيف يستقيم صنيعه في جعل حديث سفيان حديثين مستقلين، لمجرد وجود تفاوت بينهما في اللفظ والمعنى مع أن مدارهما واحد. وسيأتي ما يثبت أن الحديث الذي أعله ابن المبارك هو الحديث الذي رواه هو ووكيع وغيرهما عن سفيان، وهو الذي بعينه حسنه الترمذي في سننه، وأن ابن المبارك إنما ساقه مختصراً لغرض تعليله، كعادة النقاد، وأنه لا يعني أن ابن مسعود حدث مرة بهذا اللفظ،وأخرى بذلك اللفظ.
وكان المعلق قد زعم في قوله السابق أن الحديث الذي أعله ابن المبارك رواه الطحاوي في شرح الآثار،والدارقطني وغيرهما، ولفظه عند الدارقطني عن عبد الله، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر ومع عمر، فلم يرفعوا أيديهم إلا عند التكبيرة الأولى في افتتاح الصلاة ".
قلت: إن الطحاوي رواه عن ابن أبي داود عن نعيم بن حماد عن وكيع عن سفيان عن عاصم بن كليب عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه كان يرفع يديه في أول تكبيرة ثم لا يعود" (1)، وبما أن هذا الحديث يحتمل أن يكون قد رواه ابن أبي داود أو شيخه نعيم بن حماد بمعنى حديث سفيان: " ألا أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فصلى، فلم يرفع يديه إلا في أول مرة "، فلا ينبغي أن يفهم من ذلك أن سفيان قد حدث بهذا مرة،وأخرى بذاك.
وهذا لا صلة له بحديث سفيان، الذي نحن بصدده، لاختلاف مصدرهما، وإذا كان مصدر هذا الحديث هو حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم فإن مصدر ذلك الحديث هو سفيان عن عاصم،وبالتالي يعد حديث محمد بن جابر حديثاً آخر مستقلاً لا يتصل بحديث سفيان لاختلاف المصدر.
ومع ذلك فإن حديث محمد بن جابر خطأ ووهم، فهو غير ثابت أصلاً عن ابن مسعود؛ فقد قال الدارقطني:" تفرد به محمد بن جابر، وكان ضعيفاً، عن حماد عن إبراهيم،وغير حماد يرويه مرسلاً عن عبد الله من فعله غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصواب (1). وكذا نقله عنه البيهقي (2).
وقال عبد الله بن أحمد في العلل (3): ذكرت لأبي: حديث محمد بن جابر عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله في الرفع؟ فقال:ابن جابر أيش حديثه! هذا حديث منكر.أنكره جداً.
وليس من المنهج العلمي أن يعد حديث سفيان حديثين، وأنه قد حدّث بهما جميعاً، بوجود تفاوت بين لفظ ابن أبي داود عن نعيم عن وكيع عن سفيان، وبين ما رواه الثقات عن وكيع عن سفيان، لجواز أن يكون ابن أبي داود أو شيخه نعيم بن حماد قد ساق هذا اللفظ من عنده، لا سيما في حالة مخالفته جماعة من الثقات من أصحاب وكيع،وكذا أصحاب سفيان أيضاً، ولو حدث سفيان بهذين الوجهين لكان أصحابه أولى بروايتهما، أو من هو أكثر ملازمة له، وأما أن يكون ذلك اللفظ معلوماً عند تلميذ تلميذ سفيان أوعند الراوي الذي بعده ن دون أن يعلم به أحد من أصحابه فغير معقول.
¥(40/490)
ولمزيد من التوضيح لما زعمه المعلق أذكر هنا اختلاف الألفاظ في حديث سفيان، وهي كالأتي:
1 - " ألا أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فصلى، فلم يرفع يديه إلا في أول مرة ".
2 - " إنه عليه السلام كان يرفع يديه في أول تكبيرة ثم لا يعود "
3 - " إنه عليه السلام لم يرفع يديه إلا في أول مرة ".
ويزعم المعلق أن هذه الألفاظ بينها تناقض، حيث إن اللفظ الأخير صريح على أنه نفي كلي لرفع النبي صلى الله عليه وسلم اليدين في غير تكبيرة الإحرام، ويقاربه اللفظ الثاني في إفادة النفي الكلي، بينما يكون اللفظ الأول لا يفيد بظاهرة هذا السلب الكلي، بل يفيد النفي الجزئي فقط، وإنما أعلّ ابن المبارك اللفظ الثالث وحده للتناقض بين اللفظ الأخير وبين حديث ابن عمر، وأما اللفظ الأول فلم يعله لأنه لم يناقض حديث ابن عمر.
وهذا من المعلق عمل غريب لا يقره المنهج السليم في نقد الحديث، إذ هذه الألفاظ كلها تدور على سفيان الثوري،ومن المعلوم أن المغايرة بين ألفاظ الحديث لا تعني بالضرورة تعدد الحديث وتعدد الرواية، لاحتمال أن يكون الحديث مروياً بالمعنى من قبل بعض الرواة اللاحقين. هذا ولم يرو أحد – حسب معرفتي – حديث ابن مسعود بلفظ الحديث الثالث، وإنما جاء مختصراً فقط في قول ابن المبارك حين ذكر العلة، وفي تبويب الترمذي.
وإن كان أسلوب المعلق هو اعتبار تعدد الروايات لمجرد وجود تفاوت بين ألفاظها فإنه لا يتم له أن يجعل الحديث الثالث والثاني شيئاً واحداً، حين قال المعلق: " ولفظه (يعني الحديث الثالث) عند الطحاوي: أنه عليه السلام كان يرفع يديه في أول تكبيرة ثم لا يعود، وهذا الحديث هو الذي يحكي فعل النبي صلى الله عليه وسلم قولاً يدل على السلب الكلي المناقض للإيجاب الجزئي الذي يثبته حديث ابن عمر،وهذا الحديث رواه الطحاوي في شرح الآثار ".
وذلك لوجود تفاوت بينهما، مع أن اللفظ يكون أقرب إلى اللفظ الأول من الثالث، لأنه لا يفيد السلب الكلي كما يدل عليه الثالث، إلا أن الأول كان بالفعل،والثاني بالقول.
وفي الحقيقة أن الذي أعله ابن المبارك هو حديث سفيان بلفظ " ألا أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فصلى، فلم يرفع يديه إلا في أول مرة "، وأنه حين أعله ساقه مختصراً، وهذا كل شيء فيما يخص تعليل ابن المبارك،ولذا نرى النقاد: كالبخاري وأبي داود وأبي حاتم وغيرهم، يعلون حديث ابن مسعود الذي حسنه الترمذي بحيث يزيل الغموض الذي وقع في تعليل ابن المبارك لذلك الحديث، ثم إن ابن القطان الفاسي والشيخ ابن دقيق العيد والزيلعي يعتقدون أن الحديث الذي أعله ابن المبارك إنما هو الحديث الذي رواه الترمذي وحسنه، بخلاف ما فهمه المعلق تماماً، كما يتضح ذلك من النصوص التي أوردها في نصب الراية، وأسردها فيما يلي:
أولاً: يقول الزيلعي بعد أن ساق حديث ابن مسعود " ألا أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فصلى، فلم يرفع يديه إلا في أول مرة " من طريق سفيان عن عاصم بن كليب عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة:
" اعترض على هذه الحديث بأمور؛ منها: ما رواه الترمذي بسنده عن ابن المبارك قال: لم يثبت عندي حديث ابن مسعود: أنه عليه السلام لم يرفع يديه إلا في أول مرة، وثبت حديث ابن عمر أنه رفع عند الركوع وعند الرفع من الركوع، وعند القيام من الركعتين "
وهذا يدل بصراحة على أن ابن المبارك إنما أعلّ الحديث الذي رواه الترمذي وحسنه، وفيه فعل ابن مسعود محاكياً فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: يقول ابن القطان الفاسي: ذكر الترمذي عن ابن المبارك أنه قال: حديث وكيع لا يصح، والذي عندي أنه صحيح، وإنما النكر فيه على وكيع زيادة ثم لا يعود.
ثم عقبه الزيلعي،وقال: قد تابع وكيعاً على هذه اللفظة عبد الله بن المبارك كما رواه النسائي.
وهذا واضح أيضاً أن الحديث الذي أعله ابن المبارك هو الحديث الذي سبق ذكره في مستهل كلام الزيلعي، وهو الذي بعينه رواه ابن المبارك كما في سنن النسائي (1).
¥(40/491)
ثالثاً: يقول البخاري: ويروى عن سفيان الثوري عن عاصم بن كليب، فذكره بسنده ومتنه، قال أحمد بن حنبل عن يحيى بن آدم: نظرت في كتاب عبد الله بن إدريس عن عاصم بن كليب، فلم أجد فيه ثم لم يعد، قال البخاري: وهذا أصح؛ لأن الكتاب أثبت عند أهل العلم. وقال الزيلعي:" فجعل الوهم فيه من سفيان".
وهذا أيضاً دليل على أن البخاري وأحمد ويحيى بن آدم جميعهم أعلنوا ذلك الحديث الذي رواه الترمذي وحسنه.
رابعاً: يقول ابن أ [ي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه سفيان الثوري عن عاصم بن كليب عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قام فكبر فرفع يديه، ثم لم يعد، فقال أبي: هذا خطأ، يقال: وهم فيه الثوري، فقد رواه جماعة عن عاصم، وقالوا كلهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم افتتح فرفع يديه ثم ركع فطبق، فجعلهما بين ركبتيه، ولم يقل أحد ما روى الثوري " ثم تعقبه الزيلعي وقال: " فالبخاري وأبو حاتم جعلا الوهم فيه من سفيان،وابن القطان وغيرهم يجعلون الوهم من وكيع.
وهذا دليل واضح على أن الذي أعله أبوحاتم هو الحديث الذي أورده الزيلعي في مستهل كلامه، وهو الذي رواه الترمذي وحسنه. وإن كان اللفظ الذي ذكره ابن أبي حاتم مغايراً لسياق ذلك الحديث فإن ذلك لا يعنى أنه أراد بسؤاله هذه اللفظ فحسب، لأنه أورده مختصراً لغرض سؤاله لأبيه عنه كعادته في الكتاب، وهو الذي وقع بعينه من ابن المبارك سابقاً، وهذا التغاير بين الروايات لحديث سفيان لا يعني بالضرورة تعدد القصة، وأن سفيان قد حدّث بها جميعاً في أوقات مختلفة،وللنقاد في معالجة ذلك منهج علمي واضح يقوم على خلفية حديثية واسعة يتميزون بها عن الآخرين.
ومن هنا نقول إن العقل المجرب في مجال ما،غير الحديث والرواية لا يكون متأهلاً لمزاحمة صفوف النقاد أصحاب العقول المجربة في الحديث،وإلا ستكون العواقب خطيرة، حيث تؤدي إلى طمس معالم النقد عند المحدثين النقاد تدريجياً،و ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله.
وبما أن الفقهاء المتأخرين أئمة في مجال الفقه دون نزاع، فلا يعني بذلك أنهم أئمة في الحديث، يملكون منهجاً في التصحيح والتضعيف يوازي منهج المحدثين النقاد الأوائل في ذلك، بحيث يسمح للأحقين بحرية الاختيار بينهما، كلا، ثم كلا، فلكل علم أسرار وخصائص ومصطلحات لا يعرفها إلا أصحابه المجربون في ذلك العلم.
وعلى هذا الأساس أعل النقاد قاطبة حديث سفيان عن عاصم كلمة: " فلم يرفع يديه إلا في أول مرة "،وفي طليعتهم ابن المبارك، الذي لم يروِ الحديث عن سفيان إلا بالسياق الذي رواه الترمذي وحسنه، وهو حكايته بصلاة ابن مسعود صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، ولذا قال ابن المبارك: " قد ثبت حديث من يرفع يديه، وذكر حديث الزهري عن سالم عن أبيه، ولم يثبت حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم: لم يرفع يديه إلا في أول مرة " (1) حيث جعل حديث ابن مسعود النافي لرفع اليدين في غير تكبيرة الإحرام بمقابل حديث ابن عمر المثبت رفع اليدين.
واتضح من سياق هذا النص قصد ابن المبارك هو الترجيح بين الرواية النافية لرفع اليدين وبين المثبته له، عموماً،ومن اجل هذا أشار إلى حديث ابن مسعود وابن عمر بسياق مختصر. وبالتالي لا يفهم من هذا الاختصار أنه أراد بالتعليل اللفظ الذي ذكره مختصراً فقط، مع أن حديث " أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفع يديه إلا في أول مرة " لم يعرف بهذا اللفظ عن سفيان أصلاً،ولا عن أصحابه: وكيع وابن المبارك وغيرهما. كما رأينا في النص نفسه كيف ساق ابن المبارك حديث ابن عمر مختصراً كذلك اختصر حديث ابن مسعود.
هذا كله إذا سلمنا بوجود تفاوت في المعنى بين اللفظ الذي ساقه ابن المبارك عند التعليل وبين اللفظ الذي رواه عن سفيان،وفي الواقع أنه لا يوجد تفاوت أصلاً، لأن ابن مسعود كان يعلم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم التي لم يرفع فيها اليدين إلا في تكبيرة الإحرام،ويبين لهم أن هذه هي صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا معناه أنه عليه السلام لم يرفع يديه إلا في أول مرة، كما جاء عن ابن المبارك عند التعليل.
¥(40/492)
ألا ترى أن الإمام الترمذي قد عنون لحديث ابن مسعود هذا بقوله: " باب ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفع إلا في أول مرة "،وهو الذي ذكره ابن المبارك معلقاً، وهذا يعني أن الذي ذكره ابن المبارك معلقاً عند التعليل هو مختصر مما رواه الترمذي وحسنه.
وإذا كان المعلق قد فهم من صنيع الترمذي وجود فرق بين الذي أعله ابن المبارك وبين الذي رواه الترمذي وحسنه ليصف أهل الحديث بأنهم قد وقعوا في مغلطة، فإن صنيع الترمذي هذا في تبويب لحديث ابن مسعود واضحاً على أن المعلق هو الذي وقع في مغلطة، وليس أهل الحديث.
وفي الواقع أن ما ذكره المعلق من التأويل ليفرض وجود تفاوت بين الروايتين بالشكل الذي شرحه،وهو أن هذا الحديث الذي يحكي فعل النبي صلى الله عليه وسلم قولاً يدل على السلب الكلي المناقض للإيجاب الجزئي الذي يثبته حديث ابن عمر، ثم يزعم أن ابن المبارك إنما أراد بالتعليل حديث " أنه عليه السلام لم يرفع يديه إلا في أول مرة "، دون اللفظ الذي كان يرويه هو عن سفيان، قبل أن يتحقق من مدى ثبوت روايته به، يعد كل ذلك تكلفاً واضحاً لا يحتمله الواقع، وخروجاً عن منهج الأئمة النقاد،وقد سبق أنه لم يرو الحديث أحد بهذا اللفظ، وإنما هو اختصار من ابن المبارك لما سمعه من سفيان من حديث ابن مسعود، ومن المعلوم أنه لا يلزم من وجود تفاوت ما في اللفظ أو المعنى تعدد الحديث، لاحتمال كونه مروياً بالمعنى. وهذه ظاهرة أخرى نراها لدى كثير من المعاصرين في رفض كلام النقاد وتصحيح ما أعلوه من الأحاديث.
ولو فرضنا جدلاً أن ابن المبارك لم يقصد بالتعليل ما كان يرويه عن سفيان من حديث ابن مسعود " ألا أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم… "، وإنما قصد فقط حديث " أنه عليه السلام لم يرفع يديه إلا في أول مرة " الذي أورده هو معلقاً، فماذا يقول المعلق عن تعليل النقاد: البخاري وأبي داود وأبي حاتم والدارقطني وغيرهم حديث سفيان بلفظ " ألا أصلي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم…" وقد صرحوا بذلك؟
بهذا يتبين بجلاء أن ما ذكره المعلق فيه تكلف واضح ينبذه الواقع العلمي، وانه غير متسق على النهج السليم في تصحيح الأحاديث وتعليلها، وليس كما زعم هو (غفر الله لنا وله) أن أهل الحديث وقعوا في مغلطة حين حملوا قول ابن المبارك على الحديث الذي رواه هو عن سفيان بلفظ: " ألا أصلي بكرم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم …"،وأنهم لم يعطوا النظر حقه، وقد رأينا سابقاً أن الإمام الزيلعي والشيخ ابن دقيق العيد وابن القطان الفاسي والمنذري كلهم فهموا أن حديث سفيان بلفظ " ألا أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم… " هو الذي أعله النقاد، وفي طليعتهم ابن المبارك، وذلك لتضمنه كلمة "ثم لم يعد "،وأن هذه الكلمة كانت مدرجة في الحديث خطأ ووهماً من سفيان، وأن الحديث الذي رواه عاصم إنما هو في موضوع التطبيق، وليس كما جعله سفيان في موضوع ترك رفع اليدين، والله أعلم.
وفي قول المعلق ملاحظات أخرى، يحسن بي أن أسجلها هنا على وجه السرعة، فقوله: " فلهذه النكتة أورده الترمذي عقيب حديث ابن عمر، وضعفه، ولم يورده بعد حديث ابن مسعود الذي رواه من فعله " أقول: إن الترمذي لم يباشر بتضعيفه بشيء، ثم روى ذلك الحديث تحت باب " من لم يرفع يديه إلا في أول مرة "،ولذا فلا داعي لتضعيف الحديث مرة أخرى، ومن عادته في السنن أن يروي بعض ما علقه من الأحاديث أو أشار إليه بقوله " وفي الباب عن فلان وفلان "، في باب لاحق أو في الباب نفسه.
وقول المعلق " إن حديث ابن مسعود هذا ثابت عند الترمذي " لعله فهم ذلك من قول الإمام الترمذي، " حديث ابن مسعود حديث حسن "،وفي هذا نظر؛ لأن الإمام الترمذي يقصد بالتحسين إزالة الغرابة عن متن الحديث فقط، بغض النظر عن مدى صحته عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني بذلك أن المتن ليس فيه شذوذ ولا غرابة لكونه معروفاً بوجود شواهد تتمثل إما في رواية أو عمل أو قول لبعض الصحابة والتابعين، وإن لم يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم رواية.
¥(40/493)
ولذلك نرى الإمام الترمذي يعلل الحديث كثيراً من حيث روايته مرفوعاً، ويبين خطأ الراوي فيها، ثم يحسن متنه، كما وجدنا في هذا الحديث، حيث نقل تعليل ابن المبارك له دون تعقيب عليه، بحيث يشير بذلك إلى أن الحديث لم يثبت عنده مرفوعاً، ثم بعد ذلك حسنه بقوله: " حديث ابن مسعود حديث حسن "، مع لفت الإنتباه إلى وجه ذلك التحسين، بقوله: " وبه يقول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين وهو قول سفيان الثوري وأهل الكوفة "
ولذلك لا يلزم من تحسين الترمذي حديثاً ما أنه ثابت عنده عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما لا يلزم من ذلك الإحتجاج به، إلا إذا سلمت الرواية من علة، أو لم يتبين وجه العلة فيها، وفي هاتين الحالتين يصبح الحديث صالحاً للاحتجاج، غير أن في الحالة الأولى التي يطمئن فيها شعور النقاد إلى سلامة الرواية من خطأ ووهم يكون الحديث فيها صحيحاً،ويقول فيه: " حسن صحيح " وإن كان الراوي ضعيفاً، وقد فهمنا ذلك من خلال تتبع أمثلة كثيرة في سنن الترمذي، وسنذكرها مفصلة في بحث آخر مستقل، إن شاء الله تعالى، هذا وقد ذهب إلى ذلك ابن القطان الفاسي، ومال إلى ترجيحه الحافظ بن حجر (1).
الحواشي بالترتيب:
(1) الترمذي في أبواب الصلاة، باب ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفع إلا في أول مرة، برقم (257) 2/ 42، والنسائي في الصلاة، باب ترك ذلك (أي رفع اليدين للركوع) برقم (1026) 2/ 195، وفي سننه الكبرى، كتاب التطبيق، باب الرخصة في ترك ذلك برقم (645) 1/ 221، وأبو داود في الصلاة، باب من لم يذكر الرفع عند الركوع، برقم (748) 1/ 199، وأحمد 1/ 388 وفي علله 1/ 369، وابن أبي شيبة في الصلاة، باب من كان يرفع يديه في أول تكبيرة ثم لا يعود 1/ 267، وأبو يعلى في مسنده 8/ 45، وفي 9/ 203،والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 224، وإنكانت ألفاظهم عن سفيان مختلفة لكنها متفقة على نفي الرفع في غير التكبيرة الأولى.
(2) أبو داود في الصلاة باب افتتاح الصلاة، برقم (747) 1/ 199 والنسائي في الكبرى، كتاب التطبيق، باب التطبيق، برقم (620) 1/ 215،وأحمد في 1/ 418، والدارقطني في الصلاة، باب ذكر نسخ التطبيق والأمر بالأخذ بالركب 1/ 339.
(3) شرح معاني الآثار 1/ 229، 306.
(1) مسلم في المساجد ومواضع الصلاة، باب الندب إلى وضع الأيدي على الركب في الركوع، برقم (534) 1/ 378، وأبو عوانة في الصلاة، باب بيان صفة الركوع في الصلاة 1/ 485 –486، والبزار في مسنده 4/ 356، والبيهقي في الصلاة، باب ما روي في التطبيق في الركوع 2/ 83.
(2) شرح معاني الآثار 1/ 229، 306.
(3) مسلم في المساجد ومواضع الصلاة، باب الندب إلى وضع الأيدي على الركب في الركوع، برقم (534) 1/ 378، وأبو عوانة في الصلاة، باب صفة الركوع في الصلاة 1/ 485 - 486، والبزار في مسنده 4/ 356، والبيهقي في الصلاة، باب ما روي في التطبيق في الركوع 2/ 83.
(1) " يثبج " معناه يضطرب.
(2) العلل ومعرفة الرجال 1/ 369 - 371.
(3) جزء رفع اليدين ص: 28.
(4) العلل ص: 96.
(1) علل الدارقطني 5/ 171 –173.
(2) في التمهيد 9/ 22.
(3) مسند البزار5/ 47 - 48.
(1) نيل الأوطار 1/ 185.
(2) نصب الراية 1/ 394.
(1) نصب الراية 1/ 396 - 397.
(1) نصب الراية (هامش الكتاب) 1/ 395.
(1) سنن الترمذي 2/ 37 - 39.
(1) سنن الترمذي 2/ 39 –42.
(1) البخاري في الصلاة، باب رفع اليدين إذا كبّر وإذا ركع وإذا رفع، برقم (736).
(1) الطحاوي، شرح معاني الآثار1/ 224.
(1) العلل للدارقطني 1/ 295.
(2) سنن البيهقي 2/ 80.
(3) العلل ص 96.
(1) سنن النسائي في الصلاة، باب ترك ذلك (أي رفع اليدين …) برقم (1026) 195.
(1) سنن الترمذي 2/ 37 - 39.
(1) سبق هذا الموضوع بشيء من التفصيل في مبحث تقوية الحديث الضعيف بالمتابعات والشواهد.(40/494)
(ما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيء)
ـ[محمد السيد السلفي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 01:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد الصادق الآمين.
وبعد: فهل يتفضل علينا أحد الإخوان بذكر درجة حديث (ما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيء).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 01:11 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فحديث: " ما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيء "، لا أصل له مرفوعاً، وورد موقوفاً على ابن مسعود.
أخرجه الطيالسي في " مسنده " (246) – ومن طريقه أبونعيم في " حلية الأولياء " (1/ 375، 376)، وفي " تثبيت الإمامة " (، 214)، والبيهقي في " الاعتقاد " (، 448)، وفي " المدخل إلى السنن الكبرى " (49) –، والطبراني في " المعجم الكبير " (9/ 112 / 8583)، وابن الأعرابي في " معجمه " (2/ 84)، والبيهقي في " المدخل إلى السنن الكبرى " (49)، وابن حزم في " الإحكام " (6/ 194).
عن، المسعودي، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود قال:
" إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد – صلى الله عليه وسلم – خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيء ".
والمسعودي ثقة – كما قال ابن معين وغيره – لكنه اختلط، ولكن سماع الطيالسي منه كان قبل الاختلاط، فإن الطيالسي بصري، وقد قال أحمد: " إنما اختلط المسعودي ببغداد، ومن سمع منه بالكوفة والبصرة فسماعه جيد ".
ولكن تابعه حمزة الزيات، عن عاصم، به.
ذكره الدارقطني في " العلل " (5/ 66).
وخالفهما أبوبكر بن عياش فرواه: عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود.
أخرجه أحمد في " مسنده " (1/ 379 / 3600) – ومن طريقه الحاكم في " المستدرك " (3/ 78، 79) –، والبزار في " البحر الزخار " (5/ 212 / 1816)، والقطيعي في " زوائد فضائل الصحابة " (541)، والآجري في " الشريعة " (2/ 413، 414/ 1204، 1205، 1206)، والطبراني في " المعجم الكبير " (9/ 112 / 8582)، وابن النقور في " فوائده " (32)، وابن الأعرابي في " معجمه " (2/ 84).
قال الحاكم: " حديث صحيح الإسناد "، ووافقه الذهبي.
وقال الهيثمي في " المجمع " (1/ 178)، (8/ 253): " رجاله موثقون ".
وتابعه ابن عيينة، عن زر، به.
ذكره الدارقطني في " العلل " (5/ 66).
وخالفهم نصير بن أبي الأشعث فرواه: عن عاصم، عن المسيب بن رافع ومسلم بن صبيح، عن ابن مسعود.
ذكره الدارقطني في " العلل " (5/ 66).
ونصير وثقه أبوحاتم وأبوزرعة وغيرهما.
وللأثر طريق أخرى.
أخرجه البزار في " البحر الزخار " (5/ 119 / 1702)، والطبراني في " المعجم الكبير " (9/ 115 / 8593)،،في " المعجم الأوسط " (4/ 58 / 3602).
من طريق عبدالسلام بن حرب، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبدالله، به.
قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله إلا عبدالسلام ".
وعبدالسلام، ثقة حافظ له مناكير، كما في " التقريب " (1/ 599).
وخالفه ابن عيينة فرواه: عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن ابن مسعود.
ذكره الدارقطني في " العلل " (5/ 66).
قلت: حسنه السخاوي في " المقاصد الحسنة " (959)، وأقره حسين بن مهدي النعيمي في " معارج الألباب " (، 43)، وصحح إسناده الألباني في " الضعيفة " (533).
ولكني أتوقف فيه، لشدة الاضطراب في إسناده.
وورد نحوه من حديث أنس – رضي الله عنه – مرفوعاً.
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " (4/ 165)، ومن طريقه ابن الجوزي في " الواهيات " (1/ 281 / 452).
من طريق سليمان بن عمرو النخعي، حدثنا أبان بن أبى عياش، وحميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –:
" إن الله نظر في قلوب العباد فلم يجد قلباً اتقى من أصحابي، ولذلك اختارهم فجعلهم أصحاباً، فما استحسنوا فهو عند الله حسن، وما استقبحوا فهو عند الله قبيح ".
قال الخطيب: " تفرد به أبوداود النخعي ".
وقال ابن عبدالهادي – كما في " كشف الخفاء " (2/ 245) –: " روي مرفوعاً عن أنس بإسناد ساقط، والأصح وقفه على ابن مسعود ".
وقال الألباني في " الضعيفة " (532): " موضوع ".
قلت: وهو كما قال، فإن سليمان بن عمرو النخعي، قال أحمد: " كان يضع الحديث "، وقال ابن معين: "معروف بوضع الحديث " وقال: " كان أكذب الناس ".
وقال ابن حجر في " اللسان " (4/ 101): " الكلام فيه لا يحصر، فقد كذبه ونسبه إلى الوضع من المتقدمين والمتأخرين ممن يعد كلامهم في الجرح، وألفوا فيه فوق الثلاثين نفساً ".
هذا والله أعلم، والحمد لله رب العالمين.
وكتب: محمد بن عبده بن محمد.
¥(40/495)
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[09 - 06 - 04, 09:02 ص]ـ
هذا الاضطراب لا يضر لكونه في تعيين أحد الثقات، ووروده عن غير عاصم وغير شيوخه يدل على تعدد نقلته عن ابن مسعود رضي الله عنه
ولم لا تُرَجَح متابعة ابن عيينة لعاصم عن زر به
وكان الله سميع الدعاء
ـ[محمد السيد السلفي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 10:46 ص]ـ
جزى الله خيرا الشيخ أبي المنهال خير الجزاء على ما تفضل بذكره، ولكن مثلي يقف متحيراً أمام ما ذكره هل الحديث صحيح موقوفا أم لا؟؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 11:07 ص]ـ
القول قول عبد الله بن مسعود موقوفا عليه وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن حزم:
وهذا لا نعلمه ينسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجه أصلا، وأما الذي لا شك فيه فإنه لا يوجد البتة في مسند صحيح، وإنما نعرفه عن ابن مسعود.
" المحلى " (6/ 194).
وقال الحافظ ابن عبدالهادي:
روي مرفوعا عن أنس بإسناد ساقط والأصح وقفه على ابن مسعود.
انظر: " كشف الخفاء " (2/ 245).
وقال الحافظ ابن حجر:
لم أجده مرفوعا، وأخرجه أحمد موقوفا على ابن مسعود بإسناد حسن.
" الدراية " (2/ 187).
وقال الزيلعي:
غريب مرفوعا، ولم أجده إلا موقوفا على ابن مسعود، وله طرق.
" نصب الراية " (4/ 133).
وقوله رضي الله عنه ليس المراد منه التحسين العقلي المخالف للشرع، فقد قال الإمام الشافعي - رحمه الله -: " من استحسن فقد شرع "، ولا المراد به التحسين الذي يراه واحد من الناس دون عامتهم، وليس هو ما يستحسنه الجهلة، بل معنى هذه العبارة هو الأخذ بالعرف الذي لا يخالف الشرع، أو معناه: اعتبار الإجماع في كل عصر، وهذا في حال اعتبرنا كلمة الصحابي الجليل عامة، والذي يظهر من سياقها أنها خاصة وأنه قد قصد بها إجماع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دون غيرهم، ونص لفظه:
" إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيئ ".
رواه أحمد (3418) وحسّنه الشيخ الألباني في " تخريج الطحاوية " (530).
ـ[محمد السيد السلفي]ــــــــ[25 - 06 - 04, 10:45 م]ـ
جزى الله خيرا شيخنا العتيبي
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[17 - 11 - 04, 09:14 ص]ـ
وأخرجه أيضاً من طريق المسعودي: الخطيب في " الفقيه والمتفقه " (1/ 166 - 167)، وأبومحمد البغوي في " شرح السنة " (1 / رقم 105).
وأخرجه أيضاً من طريق أبي بكر بن عياش: ابن الجوزي في " الحدائق " (1/ 470).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[17 - 11 - 04, 09:17 ص]ـ
......... والقطيعي في " زوائد فضائل الصحابة " (541) ...........
أخطأ على الحلبي في تعليقه على " معارج الألباب " (ص30) فعزاه لأحمد في " فضائل الصحابة " (541)، وإنما هو من زيادات القطيعي عليه.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[08 - 01 - 05, 09:59 م]ـ
رواه أحمد بن منيع – كما في ((الأمالي المطلقة)) (ص 66) –، والذهبي في ((الدينار)) (6)، وابن حجر في ((الأمالي المطلقة))، من طريق أبي بكر بن عياش، به.
وقتال ابن حجر: " حديث حسن ".
وقال علي بن محفوظ في ((الإبداع)) (ص 71 – ط دار البصيرة):
" قال ابن نجيم في الأشباه والنظائر: قال العلائي: لم أجده مرفوعاً في شيء من كتب الحديث أصلاً، ولا بسند ضعيف بعد طول البحث، وكثرة الكشف والسؤال، وإنما هو من قول ابن مسعود موقوف عليه. اهـ بتصرف ".(40/496)
قف على أحاديث فيها انقطاع عند الإمام البخاري رحمه الله
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[09 - 06 - 04, 02:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد فهذه جملة أحاديث فيها انقطاع وقفت عليها في صحيح الإمام الجهبذ أبي عبد الله البخاري رحمه الله تعالى وقد أجاب عنها الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح.
الحديث الأول:
الجنائز، باب فضل اتباع الجنائز 2/ 105
قال أبو عبد الله
حدثنا أبو النعمان حدثنا جرير بن حازم قال سمعت نافعا يقول حُدث ابن عمر أن أبا هريرة رضي الله عنهم يقول من تبع جنازة فله قيراط فقال أكثر أبو هريرة علينا فصدقت يعني عائشة أبا هريرة وقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله فقال ابن عمر رضي الله عنهما لقد فرطنا في قراريط كثيرة.
فرطت ضيعت من أمر الله.
قال الحافظ في الفتح 3/ 247:
قوله: (حدث ابن عمر) كذا في جميع الطرق " حدث " بضم المهملة على البناء للمجهول , ولم أقف في شيء من الطرق عن نافع على تسمية من حدث ابن عمر عن أبي هريرة بذلك , وقد أورده أصحاب الأطراف والحميدي في جمعه في ترجمة نافع عن أبي هريرة , وليس في شيء من طرقه ما يدل على أنه سمع منه وإن كان ذلك محتملا , ووقفت على تسمية من حدث ابن عمر بذلك صريحا في موضعين: أحدهما في صحيح مسلم وهو خباب بمعجمة وموحدتين الأولى مشددة وهو أبو السائب المدني صاحب المقصورة قيل إن له صحبة , ولفظه من طريق داود بن عامر بن سعد عن أبيه " أنه كان قاعدا عند عبد الله بن عمر إذ طلع خباب صاحب المقصورة فقال: يا عبد الله بن عمر , ألا تسمع ما يقول أبو هريرة "؟ فذكر الحديث. والثاني في جامع الترمذي من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة فذكر الحديث , قال أبو سلمة فذكرت ذلك لابن عمر فأرسل إلى عائشة.
قوله: (أن أبا هريرة يقول من تبع) كذا في جميع: الطرق لم يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم , وكذا أخرجه الإسماعيلي من طريق إبراهيم بن راشد عن أبي النعمان شيخ البخاري فيه , لكن أخرجه أبو عوانة في صحيحه عن مهدي بن الحارث عن موسى بن إسماعيل , عن أبي أمية عن أبي النعمان , وعن التستري عن شيبان ثلاثتهم عن جرير بن حازم عن نافع قال " قيل لابن عمر إن أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من تبع جنازة فله قيراط من الأجر " فذكره ولم يبين لمن السياق , وقد أخرجه مسلم عن شيبان بن فروخ كذلك , فالظاهر أن السياق له.
(تكملة): وقع لي حديث الباب من رواية عشرة من الصحاية غير أبي هريرة وعائشة: من حديث ثوبان عند مسلم , والبراء , وعبد الله بن مغفل عند التسائي , وأبي سعيد عند أحمد , وابن مسعود عند أبي عوانة وأسانيد هؤلاء الخمسة صحاح. ومن حديث أبي بن كعب عند ابن ماجه , وابن عباس عند البيهقي في الشعب , وأنس عند الطبراني في الأوسط , وواثلة بن الأسقع عند ابن عدي , وحفصة عند حميد بن زنجويه في فضائل الأعمال وفي كل من أسانيد هؤلاء الخمسة ضعف. وسأشير إلى ما فيها من فائدة زائدة في الكلام على الحديث في الباب الذي يلي هذا.
الحديث الثاني:
الجنائز، باب من يُقَدَّم في اللحد 2/ 110
قال أبو عبد الله
حدثنا (1) ابن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا ليث بن سعد حدثني ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول أيهم أكثر أخذا للقرآن فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال أنا شهيد على هؤلاء وأمر بدفنهم بدمائهم ولم يصل عليهم ولم يُغَسِّلْهُم (2).
و (3) أخبرنا الأوزاعي عن الزهري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقتلى أحد أي هؤلاء أكثر أخذا للقرآن فإذا أشير له إلى رجل قدمه في اللحد قبل صاحبه (4) وقال جابر فكفن أبي وعمي في نمرة واحدة.
وقال سليمان بن كثير حدثني الزهري حدثني من سمع جابرا رضي الله عنه.
قال الحافظ في الفتح 3/ 272:
¥(40/497)
قوله: (وقال سليمان بن كثير إلخ) هو موصول في الزهريات للذهلي , وفي رواية سليمان المذكور إبهام شيخ الزهري وقد تقدم البحث فيه قبل بابين , قال الدارقطني في " التتبع ": اضطرب فيه الزهري , وأجيب بمنع الاضطراب لأن الحاصل من الاختلاف فيه على الثقات أن الزهري حمله عن شيخين , وأما إبهام سليمان لشيخ الزهري وحذف الأوزاعي له فلا يؤثر ذلك في رواية من سماه , لأن الحجة لمن ضبط وزاد إذا كان ثقة لا سيما إذا كان حافظا , وأما رواية أسامة وابن عبد العزيز فلا تقدح في الرواية الصحيحة لضعفهما , وقد بينا أن البخاري صرح بغلط أسامة فيه.
الحاشية:
(1) وقع عند الهروي هكذا (محمد ابن مقاتل). صحـ
(2) وقع عند الهروي هكذا (يَغْسِلْهُم). صحـ
(3) وقع عند الهروي هكذا (وأخبرنا ابن المبارك) صحـ ـ أي أخبرنا الأوزاعي .... ـ
(4) في أصول كثيرة قال جابر بدون واو.
هذه الحواشي الأربع من هامش النسخة السلطانية.
الحديث الثالث:
الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه وهل يعرض على الصبي الإسلام 2/ 113
قال أبو عبد الله
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب قال ابن شهاب يصلى على كل مولود متوفى وإن كان لغية من أجل أنه ولد على فطرة الإسلام يدعي أبواه الإسلام أو أبوه خاصة وإن كانت أمه على غير الإسلام إذا استهل صارخا صلي عليه ولا يصلى على من لا يستهل من أجل أنه سقط فإن أبا هريرة رضي الله عنه كان يحدث قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه فطرة الله التي فطر الناس عليها الآية.
قال الحافظ في الفتح 3/ 282:
حديث أبي هريرة في أن كل مولود يولد على الفطرة , أخرجه من طريق ابن شهاب عن أبي هريرة منقطعا , ومن طريق آخر عنه عن أبي سلمة عن أبي هريرة , فالاعتماد في المرفوع على الطريق الموصولة , وإنما أورد المنقطعة لقول ابن شهاب الذي استنبطه من الحديث.
الحديث الرابع:
الزكاة، باب قول الله تعالى وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله 2/ 144
قال أبو عبد الله
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة فقيل منع ابن جميل وخالد بن الوليد وعباس بن عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله ورسوله وأما خالد فإنكم تظلمون خالدا قد احتبس أدراعه وأعتده في سبيل الله وأما العباس بن عبد المطلب فعم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي عليه صدقة ومثلها معها.
تابعه ابن أبي الزناد عن أبيه.
وقال ابن إسحاق عن أبي الزناد هي عليه ومثلها معها.
وقال ابن جريج حُدثت عن الأعرج بمثله.
الحديث الخامس:
الشركة، باب الاشتراك في الهدي والبدن وإذا أشرك الرجلُ الرجلَ (1) في هديه بعد ما أهدى
قال أبو عبد الله
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد أخبرنا عبد الملك بن جريج عن عطاء عن جابر وعن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهم قال (2) قدم (3) النبي صلى الله عليه وسلم (4) صبحَ رابعةٍ من ذي الحجة مهلين (5) بالحج لا يخلطهم شيء فلما قدمنا أمرنا فجعلناها عمرة وأن نحل إلى نسائنا ففشت في ذلك القالة (6) قال عطاء فقال جابر فيروح أحدنا إلى منى وذكره يقطر منيا فقال جابر بكفه (7) فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقام خطيبا فقال بلغني أن أقواما يقولون كذا وكذا والله لأنا أبر وأتقى لله منهم ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت ولولا أن معي الهدي لأحللت فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال يا رسول الله هي لنا أو للأبد فقال لا بل للأبد قال وجاء علي بن أبي طالب فقال أحدهما يقول لبيك بما أهل به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال (8) وقال الآخر لبيك بحجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر النبي (9) صلى الله عليه وسلم أن يقيم على إحرامه وأشركه في الهدي.
قال الحافظ في الفتح 5/ 171:
¥(40/498)
(تنبيه): حديث ابن عباس في هذا من هذا الوجه أغفله المزي فلم يذكره في ترجمة طاوس لا في رواية ابن جريج عنه ولا في رواية عطاء عنه , بل لم يذكر لواحد منهما رواية عن طاوس , وكذا صنع الحميدي فلم يذكر طريق طاوس عن ابن عباس هذه لا في المتفق ولا في أفراد البخاري , لكن تبين من " مستخرج أبي نعيم " أنه من رواية ابن جريج عن طاوس , فإنه أخرجه من " مسند أبي يعلى " قال: " حدثنا أبو الربيع حدثنا حماد بن زيد عن ابن جريج عن عطاء عن جابر " قال: " وحدثنا حماد عن ابن جريج عن طاوس عن ابن عباس " ولم أر لابن جريج عن طاوس رواية في غير هذا الموضع , وإنما يروي عنه في الصحيحين وغيرهما بواسطة , ولم أر هذا الحديث من رواية طاوس عن ابن عباس في " مسند أحمد " مع كبره , والذي يظهر لي أن ابن جريج عن طاوس منقطع , فقد قال الأئمة إنه لم يسمع من مجاهد ولا من عكرمة وإنما أرسل عنهما وطاوس من أقرانهما. وإنما سمع من عطاء لكونه تأخرت عنهما وفاته نحو عشرين سنة. والله أعلم.
الحاشية:
(1) وقع عند الهروي هكذا (رجلاً) صحـ
(2) وقع عند الهروي هكذا (قالا) صحـ
(3) وقع عند الكشميهني هكذا (قال لما قدم).
(4) وقع عند الهروي عن الكشميهني هكذا (وأصحابه صبح).
(6) وقع عند الهروي عن الكشميهني هكذا (المقالة).
(7) وقع عند الكشميهني هكذا (يَكُفُّهُ).
(8) قوله (وقال) ليس عند الهروي.
(9) وقع عند الهروي هكذا (فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم).
الحديث السادس:
بدء الخلق، باب ما جاء في قول الله تعالى وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه 4/ 128
قال أبو عبد الله
حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا جامع بن شداد عن صفوان بن محرز أنه حدثه عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعقلت ناقتي بالباب فأتاه ناس من بني تميم فقال اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا قد بشرتنا فأعطنا مرتين ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قد قبلنا يا رسول الله قالوا جئناك نسألك عن هذا الأمر قال كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض فنادى مناد ذهبت ناقتك يا ابن الحصين فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب فوالله لوددت أني كنت تركتها.
وروى عيسى عن (1) رقبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال سمعت عمر رضي الله عنه يقول قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه.
قال الحافظ في الفتح 6/ 349:
قوله: (وروى عيسى عن رقبة) كذا للأكثر وسقط منه رجل فقال ابن الفلكي: ينبغي أن يكون بين عيسى ورقبة أبو حمزة , وبذلك جزم أبو مسعود , وقال الطرقي: سقط أبو حمزة من كتاب الفربري وثبت في رواية حماد بن شاكر فعنده عن البخاري " روى عيسى عن أبي حمزة عن رقبة قال " وكذا قال ابن رميح عن الفربري , قلت: وبذلك جزم أبو نعيم في " المستخرج " وهو يروي الصحيح عن الجرجاني عن الفربري , فالاختلاف فيه حينئذ عن الفربري , ثم رأيته أسقط أيضا من رواية النسفي , لكن جعل بين عيسى ورقبة ضبة , ويغلب على الظن أن أبا حمزة ألحق في رواية الجرجاني وقد وصفوه بقلة الإتقان , وعيسى المذكور هو ابن موسى البخاري ولقبه غنجار بمعجمة مضمومة ثم نون ساكنة ثم جيم , وليس له في البخاري إلا هذا الموضع , وقد وصل الحديث المذكور من طريق عيسى المذكور عن أبي حمزة وهو محمد ابن ميمون السكري عن رقبة الطبراني في مسند رقبة المذكور , وهو بفتح الراء والقاف والموحدة الخفيفة ابن مصقلة بفتح الميم وسكون الصاد المهملة وقد تبدل سينا بعدها قاف , ولم ينفرد به عيسى فقد أخرجه أبو نعيم من طريق علي بن الحسن بن شقيق عن أبي حمزة نحوه , لكن بإسناد ضعيف.
الحاشية:
(1) وضع فوق قوله (عن رقبة) (هاء هكذا ه) للهروي وعليها صحـ صحـ مرتان.
الحديث السابع:
أحاديث الأنبياء، باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام 4/ 190
قال أبو عبد الله
¥(40/499)
حدثني إسحاق بن إبراهيم حدثنا روح بن عبادة حدثنا عوف عن الحسن ومحمد وخلاس عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن موسى كان رجلا حييا ستيرا لا يرى من جلده شيء استحياء منه فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده إما بَرَصٌٍ وإما أَدْرَةٌٍ وإما آفةٌٍ وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى فخلا يوما وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها وإن الحجر عدا بثوبه فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر فجعل يقول ثوبي حجر ثوبي حجر حتى انتهى إلى ملإ من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله وأبرأه مما يقولون وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربا بعصاه فوالله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا فذلك قوله يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها.
قال الحافظ في الفتح 6/ 530:
قوله: (عن الحسن ومحمد وخلاس) أما الحسن فهو البصري وأما محمد فهو ابن سيرين وسماعه من أبي هريرة ثابت , فقد أخرج أحمد هذا الحديث عن روح عن عوف عن محمد وحده عن أبي هريرة. وأما خلاس فبكسر المعجمة وتخفيف اللام وآخره مهملة هو ابن عمر بصري , يقال إنه كان على شرطة علي , وحديثه عنه في الترمذي والنسائي , وجزم يحيى القطان بأن روايته عنه من صحيفته. وقال أبو داود عن أحمد: لم يسمع خلاص من أبي هريرة. وقال ابن أبي حاتم عن أبي زرعة كان يحيى القطان يقول: روايته عن علي من كتاب , وقد سمع من عمار وعائشة وابن عباس قلت: إذا ثبت سماعه من عمار وكان على شرطة علي كيف يمتنع سماعه من علي؟ وقال أبو حاتم: يقال وقعت عنده صحيفة عن علي , وليس بقوي , يعنى في علي. وقال صالح بن أحمد عن أبيه: كان يحيى القطان يتوقى أن يحدث عن خلاس عن علي خاصة. وأطلق بقية الأئمة توثيقه. قلت: وما له في البخاري سوى هذا الحديت , وقد أخرجه له مقرونا بغيره , وأعاده سندا ومتنا في تفسير الأحزاب. وله عنه حديث آخر أخرجه في الأيمان والنذور مقرونا أيضا بمحمد بن سيرين عن أبي هريرة , ووهم المزي فنسبه إلى الصوم.
وأما الحسن البصري فلم يسمع من أبي هريرة عند الحفاظ النقاد , وما وقع في بعض الروايات مما يخالف ذلك فهو محكوم بوهمه عندهم , وما له في البخاري عن أبي هريرة سوى هذا مقرونا. وله حديث آخر في بدء الخلق مقرونا بابن سيرين , وثالث ذكره في أوائل الكتاب في الإيمان مقرونا بابن سيرين أيضا.
يتبع إن شاء الله تعالى ..........
أبو بكر
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[10 - 06 - 04, 07:49 ص]ـ
الحديث الثامن
المناقب، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر
قال أبو عبد الله
حدثنا علي بن عبد الله أخبرنا سفيان حدثنا شبيب بن غرقدة قال سمعت الحي يحدثون عن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه دينارا يشتري له به شاة فاشترى له به شاتين فباع إحداهما بدينار وجاءه بدينار وشاة فدعا له بالبركة في بيعه وكان لو اشترى التراب لربح فيه قال سفيان كان الحسن بن عمارة جاءنا بهذا الحديث عنه قال سمعه شبيب من عروة فأتيته فقال شبيب إني لم أسمعه من عروة قال سمعت الحي يخبرونه عنه ولكن سمعته يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة قال وقد رأيت في داره سبعين فرسا قال سفيان يشتري له شاة كأنها أضحية.
قال الحافظ في الفتح 6/ 774:
حديث عروة وهو البارقي.
قوله: (حدثنا شبيب بن غرقدة) هو بفتح المعجمة وموحدتين وزن سعيد , وغرقدة بفتح المعجمة وسكون الراء بعدها قاف , تابعي صغير ثقة عندهم , ما له في البخاري سوى هذا الحديث.
قوله: (سمعت الحي يتحدثون) أي قبيلته , وهم منسوبون إلى بارق جبل باليمن نزله بنو سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو بن عامر مزيقيا فنسبوا إليه , وهذا يقتضي أن يكون سمعه من جماعة أقلهم ثلاثة.
¥(40/500)
..... وأما قول الخطابي والبيهقي وغيرهما: أنه غير متصل لأن الحي لم يسم أحد منهم فهو على طريقة بعض أهل الحديث يسمون ما في إسناده مبهم مرسلا أو منقطعا , والتحقيق إذا وقع التصريح بالسماع أنه متصل في إسناده مبهم , إذ لا فرق فيما يتعلق بالاتصال والانقطاع بين رواية المجهول والمعروف , فالمبهم نظير المجهول في ذلك , ومع ذلك فلا يقال في إسناد صرح كل من فيه بالسماع من شيخه إنه منقطع وإن كانوا أو بعضهم غير معروف.
قوله: (قال سفيان) هو ابن عيينة , وهو موصول بالإسناد المذكور.
قوله: (كان الحسن بن عمارة) هو الكوفي أحد الفقهاء المتفق على ضعف حديثهم , وكان قاضي بغداد في زمن المنصور ثاني خلفاء بني العباس , ومات في خلافته سنة ثلات أو أربع وخمسين ومائة. وقال ابن المبارك: جرحه عندي شعبة وسفيان كلاهما. وقال ابن حبان: كان يدلس عن الثقات ما سمعه من الضعفاء عنهم فالتصقت به تلك الموضوعات. قلت: وما له في البخاري إلا هذا الموضع.
قوله: (جاءنا بهذا الحديث عنه) أي عن شبيب بن غرقدة.
قوله: (قال) أي الحسن (سمعه شبيب عن عروة فأتيته) القائل سفيان والضمير لشبيب , وأراد البخاري بذلك بيان ضعف رواية الحسن بن عمارة وأن شبيبا لم يسمع الخبر من عروة وإنما سمعه من الحي ولم يسمعه عن عروة فالحديث بهذا ضعيف للجهل بحالهم , لكن وجد له متابع عند أحمد وأبي داود والترمذي وابن ماجه من طريق سعيد بن زيد عن الزبير بن الخريت عن أبي لبيد قال حدثني عروة البارقي فذكر الحديث بمعناه , وقد قدمت ما في روايته من الفائدة , وله شاهد من حديث حكيم بن حزام وقد أخرجه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن سفيان عن شبيب عن عروة ولم يذكر بينهما أحدا , ورواية علي بن عبد الله وهو ابن المديني شيخ البخاري فيه تدل على أنه وقعت في هذه الرواية تسوية , وقد وافق عليا على إدخاله الواسطة بين شبيب وعروة أحمد والحميدي في مسنديهما وكذا مسدد عند أبي داود وابن أبو عمر والعباس بن الوليد عند الإسماعيلي , وهذا هو المعتمد.
قوله: (قال سفيان يشتري له شاة كأنها أضحية) هو موصول أيضا , ولم أر في شيء من طرقه أنه أراد أضحية , وحديث الخيل تقدم الكلام عليه في الجهاد مستوفى , وزعم ابن القطان أن البخاري لم يرد بسياق هذا الحديث إلا حديث الخيل ولم يرد حديث الشاة وبالغ في الرد على من زعم أن البخاري أخرج حديث الشاة محتجا به لأنه ليس على شرطه لإبهام الواسطة فيه بين شبيب وعروة , وهو كما قال لكن ليس بذلك ما يمنع تخريجه ولا ما يحطه عن شرطه , لأن الحي يمتنع في العادة تواطؤهم على الكذب , ويضاف إلى ذلك ورود الحديث من الطريق التي هي الشاهد لصحة الحديث , ولأن المقصود منه الذي يدخل في علامات النبوة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لعروة فاستجيب له حتى كان لو اشترى التراب لربح فيه. وأما مسألة بيع الفضولي فلم يردها إذ لو أرادها لأوردها في البيوع , كذا قرره المنذري , وفيه نظر لأنه لم يطرد له في ذلك عمل , فقد يكون الحديث على شرطه ويعارضه عنده ما هو أولى بالعمل به من حديث آخر فلا يخرج ذلك الحديث في بابه ويخرجه في باب آخر أخفى لينبه بذلك على أنه صحيح إلا أن ما دل ظاهره عليه غير معمول به عنده والله أعلم.
ولشيخنا الكريم الشيخ هيثم حمدان حفظه الله تعالى كلام في هذا الحديث ولا أعرف رابطه الآن في الملتقى وقد أفدت منه فجزاه الله خيرا
الحديث التاسع:
المناقب، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة 5/ 81
قال أبو عبد الله
حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج قال أخبرني عبيد الله بن عمر عن نافع (1) يعني عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال كان فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف في أربعة وفرض لابن عمر ثلاثة آلاف وخمس مائة فقيل له هو من المهاجرين فلم نقصته من أربعة آلاف فقال إنما هاجر به أبواه يقول ليس هو كمن هاجر بنفسه.
قال الحافظ في الفتح 7/ 317:
¥(41/1)
قوله: (عن عمر كان فرض للمهاجرين) هذا صورته منقطع , لأن نافعا لم يلحق عمر , لكن سياق الحديث يشعر بأن نافعا حمله عن ابن عمر. ووقع في رواية غير أبي ذر هنا " عن نافع يعني عن ابن عمر " , ولعلها من إصلاح بعض الرواة , واغتر بها شيخنا ابن الملقن فأنكر على ابن التين قوله أن الحديث مرسل وقال: لعل نسخته التي وقعت له ليس فيها ابن عمر , وقد روى الدراوردي عن عبيد الله بن عمر فقال: " عن نافع عن ابن عمر قال: فرض عمر لأسامة أكثر مما فرض لي , فذكر قصة أخرى شبيهة بهذه أخرجها أبو نعيم في " المستخرج " هنا.
وقال القسطلاني في إرشاد الساري 6/ 224
ولأبي ذر عن نافع عن عمر بن الخطاب فأسقط (يعني عن ابن عمر) وفيها انقطاع لأن نافعا لم يدرك عمر.
الحاشية:
(1) قوله (يعني عن ابن عمر) عُلِّم عليه (لا ه صحـ إلى) أي غير موجودة في رواية الهروي.
الحديث العاشر:
المغازي، باب وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني عبد الله بن ثعلبة بن صعير وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد مسح وجهه عام الفتح 5/ 192
قال أبو عبد الله
حدثني عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة قالت كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد أن يقبض ابن وليدة زمعة وقال عتبة إنه ابني فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في الفتح أخذ سعد بن أبي وقاص ابن وليدة زمعة فأقبل به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل معه عبد بن زمعة فقال سعد بن أبي وقاص هذا ابن أخي عهد إلي أنه ابنه قال عبد بن زمعة يا رسول الله هذا أخي هذا ابن زمعة ولد على فراشه فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن وليدة زمعة فإذا أشبه الناس بعتبة بن أبي وقاص فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو لك هو أخوك يا عبد بن زمعة من أجل أنه ولد على فراشه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجبي منه يا سودة لما رأى من شبه عتبة بن أبي وقاص.
قال ابن شهاب قالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الولد للفراش وللعاهر الحجر.
وقال ابن شهاب وكان أبو هريرة يصيح بذلك.
قال الحافظ في الفتح 8/ 31:
قوله: (وقال ابن شهاب وكان أبو هريرة يصيح بذلك) أي يعلن بهذا الحديث وهذا موصول إلى ابن شهاب ومنقطع بين ابن شهاب وأبي هريرة , وهو حديث مستقل أغفل المزي التنبيه عليه في " الأطراف " وقد أخرج مسلم والترمذي والنسائي من طريق سفيان بن عيينة ومسلم أيضا من طريق معمر كلاهما عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب , زاد معمر " وأبي سلمة بن عبد الرحمن كلاهما عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الولد للفراش وللعاهر الحجر " وفي رواية لمسلم عن ابن عيينة عن سعيد وأبي سلمة معا ; وفي أخرى عن سعيد أو أبي سلمة. قال الدارقطني في " العلل ": هو محفوظ لابن شهاب عنهما. قلت: وسيأتي في الفرائض من وجه آخر عن أبي هريرة باختصار , لكن من غير طريق ابن شهاب , فلعل هذا الاختلاف هو السبب في ترك إخراج البخاري لحديث أبي هريرة من طريق ابن شهاب.
الحديث الحادي عشر:
المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته وقول الله تعالى إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون 6/ 17
قال أبو عبد الله
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني أبو سلمة أن عائشة أخبرته أن أبا بكر رضي الله عنه أقبل على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل فدخل المسجد فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة فتيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغشى بثوب حبرة فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبله وبكى ثم قال بأبي أنت وأمي والله لا يجمع الله عليك موتتين أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها.
قال الزهري وحدثني أبو سلمة عن عبد الله بن عباس أن أبا بكر خرج وعمر بن الخطاب يكلم الناس فقال اجلس يا عمر فأبى عمر أن يجلس فأقبل الناس إليه وتركوا عمر فقال أبو بكر أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا قد مات ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت قال الله وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل إلى قوله الشاكرين وقال والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فتلقاها منه الناس كلهم فما أسمع بشرا من الناس إلا يتلوها فأخبرني سعيد بن المسيب أن عمر قال والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات.
قال الحافظ في الفتح 8/ 183:
قوله: (فأخبرني سعيد بن المسيب) هو مقول الزهري , وأغرب الخطابي فقال: ما أدري القائل: " فأخبرني سعيد بن المسيب " الزهري أو شيخه أبو مسلمة؟ فقلت: صرح عبد الرزاق عن معمر بأنه الزهري , وأثر ابن المسيب عن عمر هذا أهمله المزي في الأطراف مع أنه على شرطه.
قلت: الصحيح أن ابن المسيب سمع شيئا من عمر بلا ريب، أما أكثر حديثه عنه فمرسل، والأصل في روايته عنه الانقطاع والله تعالى أعلم.
يتبع إن شاء الله تعالى ...........
أبو بكر
¥(41/2)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[13 - 06 - 04, 08:55 ص]ـ
الحديث الثاني عشر:
فضائل القرآن، باب فضل قل هو الله أحد 6/ 233
قال أبو عبد الله
حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا إبراهيم والضحاك المشرقي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة فشق ذلك عليهم وقالوا أينا يطيق ذلك يا رسول الله فقال الله الواحد الصمد ثلث القرآن (1) قال أبو عبد الله عن إبراهيم مرسل وعن الضحاك المشرقي مسند.
الحاشية:
(1) وقع عند الهروي (قال الفربري سمعت أبا جعفر محمد بن أبي حاتم وراق أبي عبد الله) صحـ
ووضع على قوله (قال أبو عبد الله عن إبراهيم مرسل وعن الضحاك المشرقي مسند) (لا ص س ط إلى) أي غير موجودة في نسخة الأصيلي وابن عساكر وأبي الوقت.
وليراجع هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19484
الحديث الثالث عشر:
فضائل القرآن، باب البكاء عند قراءة القرآن 6/ 243
قال أبو عبد الله
حدثنا صدقة أخبرنا يحيى عن سفيان عن سليمان عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال يحيى بعض الحديث عن عمرو بن مرة قال لي النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا مسدد عن يحيى عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال الأعمش وبعض الحديث حدثني عمرو بن مرة عن إبراهيم (1) عن أبيه عن أبي الضحى عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي قال قلت أقرأ عليك وعليك أنزل قال إني أشتهي أن أسمعه من غيري قال فقرأت النساء حتى إذا بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال لي كف أو أمسك فرأيت عينيه تذرفان.
قال القسطلاني في إرشاد الساري 7/ 485
.... لكن رواية أبي الضحى عن ابن مسعود منقطعة لأنه لم يدركه.
الحاشية:
(1) وقع عند الهروي هكذا (وعن أبيه) صحـ.
الحديث الرابع عشر:
الحدود، باب لا يرجم المجنون والمجنونة 8/ 205
قال أبو عبد الله
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فناداه فقال يا رسول الله إني زنيت فأعرض عنه حتى ردد عليه أربع مرات فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبك جنون قال لا قال فهل أحصنت قال نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهبوا به فارجموه قال ابن شهاب فأخبرني من سمع جابر بن عبد الله قال فكنت فيمن رجمه فرجمناه بالمصلى فلما أذلقته الحجارة هرب فأدركناه بالحرة فرجمناه.
قال الحافظ في الفتح 12/ 151:
قوله (فأخبرني من سمع جابر بن عبد الله) صرح يونس ومعمر في روايتهما بأنه أبو سلمة ابن عبد الرحمن , فكأن الحديث كان عند أبي سلمة عن أبي هريرة كما عند سعيد بن المسيب وعنده زيادة عليه عن جابر.
الحديث الخامس عشر:
الحدود، باب البكران يجلدان وينفيان 8/ 212
قال أبو عبد الله
حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز أخبرنا ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد الجهني قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يأمر فيمن زنى ولم يحصن جلد مائة وتغريب عام.
قال ابن شهاب وأخبرني عروة بن الزبير أن عمر بن الخطاب غرب ثم لم تزل تلك السنة.
قال الحافظ في الفتح 12/ 195:
قوله (عن زيد بن خالد) هكذا اختصر عبد العزيز من السند ذكر أبي هريرة ومن المتن سياق قصة العسيف كلها واقتصر منها على قوله " يأمر فيمن زنى ولم يحصن جلد مائة وتغريب عام " ويحتمل أن يكون ابن شهاب اختصره لما حدث به عبد العزيز.
ملاحظة: (والحديث مكرر في عدة مواضع في الصحيح مقرونا بين أبي هريرة وزيد بن خالد رضي الله عنهما).
قوله (أن عمر بن الخطاب) هو منقطع لأن عروة لم يسمع من عمر , لكنه ثبت عن عمر من وجه آخر أخرجه الترمذي والنسائي وصححه ابن خزيمة والحاكم من رواية عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما " أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب وغرب , وأن أبا بكر ضرب وغرب , وأن عمر ضرب وغرب " أخرجوه من رواية عبد الله بن إدريس عنه , وذكر الترمذي أن أكثر أصحاب عبيد الله بن عمر رووه عنه موقوفا على أبي بكر وعمر.
والحمد لله رب العالمين.
أبو بكر ماهر بن عبد الوهاب علوش.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[13 - 06 - 04, 09:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم هيثم حمدان
وهذا الرابط الذي أشرت إليه عند الحديث الثامن
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4210
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 12 - 04, 03:30 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 06:24 م]ـ
بارك الله فيك(41/3)
من يعرف حديث كفتني الذرتين؟
ـ[المهذب]ــــــــ[10 - 06 - 04, 12:56 ص]ـ
من يعرف هذاالحديث؟؟؟؟
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[10 - 06 - 04, 09:41 ص]ـ
في المسند:
حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا جرير بن حازم حدثنا الحسن عن صعصعة بن
معاوية عم الفرزدق أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه فمن
يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قال حسبي لا
أبال أن لا أسمع غيرها حدثنا أسود بن عامر حدثنا جرير قال سمعت
الحسن قال ثنا صعصعة بن معاوية عم الفرزدق قال قدمت على النبي
صلى الله عليه وسلم فسمعته يقرأ هذه الآية فذكر معناه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 06 - 04, 05:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وللفائدة ينظر المرسل الخفي لحاتم الشريف (3/ 1513 - 1524)(41/4)
الإيضاحُ والتنبيه بصحة حديث ((لا يأخُذْ أحدُكُم عصا أخيه))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 06 - 04, 03:40 ص]ـ
الإيضاحُ والتنبيه بصحة حديث ((لا يأخُذْ أحدُكُم عصا أخيه))
الحمد لله ناصر الحق ورافعى لوائه. والصلاة والسلام على خير خلقه وأنبيائه. وبعد ..
فإن الْمُسْلِمَ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُؤْمِنَ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، وَالْمُهَاجِرَ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللهُ عَنْه. وإنه لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا، جَادًّا أو لاعِبًا، لما فى ذلك من إحلال الفزع محلَّ الأمان، والتباغض والتنافر محل الوفاق والوئام.
قال أبو الحسين مسلم بن الحجاج فى ((كتاب البر والصلة)) من ((صحيحه)):
(4741) حدثني عمرو الناقد وابن أبي عمر ثنا سفيان بن عيينة عن أيوب عن ابن سيرين سمعت أبا هريرة يقول: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ، فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ)).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون عن ابن عون عن محمد عن أبي هريرة عن النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثله.
(4742) حدثنا محمد بن رافع ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسِّلاحِ، فَإِنَّهُ لا يَدْرِي أَحَدُكُمْ لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ، فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ)).
وفى باب: لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا أحاديث بلغت حدَّ الاستفاضة، وإن شئت قلتَ حدَّ التواتر، وهذا بيانها:
[الحديث الأول]
قال أبو عيسى الترمذى (2086): حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ثنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ثنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَأْخُذْ أَحَدُكُمْ عَصَا أَخِيهِ لاعِبًا أَوْ جَادًّا، فَمَنْ أَخَذَ عَصَا أَخِيهِ، فَلْيَرُدَّهَا إِلَيْهِ)).
وأخرجه كذلك أحمد (4/ 221) عن معمر ويزيد بن هارون، وعبد بن حميد (437) عن معمر، والبخارى ((الأدب المفرد)) (241)، والطبرانى ((الكبير)) (7/ 145/6641)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) ثلاثتهم عن عاصم بن على، وأبو داود (4350) عن يحيى بن سعيد وشعيب بن إسحاق، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (5/ 325) عن الدراوردى، والطحاوى ((شرح المعانى)) (4/ 243)، والحاكم (3/ 739)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (14/ 557)) ثلاثتهم عن أسد بن موسى، والبيهقى ((الكبرى)) (6/ 100،92) عن يزيد بن هارون وعلى بن نصر الجهضمى، وفى ((شعب الإيمان)) (4/ 388/5494) عن سليمان بن بلال، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) عن صفوان بن سُليم وأبى نُعيم، أحد عشرهم ـ معمر ومتابعوه ـ عن ابن أبى ذئب ثنا عبد الله بن السائب بن يزيد عن أبيه عن جده به.
وأخرجه الطيالسي ((المسند)) (1302) قال: حدثنا ابن أبي ذئب عن عبد الله بن السائب عن جده قال قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَأْخُذْ أَحَدُكُمْ ... )) الحديث.
قال أبو بشر يونس بن حبيب راوى ((المسند)): هكذا هو في كتابي عن أبي داود ـ يعنى الطيالسى ـ، والناس يقولون ((عن ابن أبى ذئب عن عَبْدِ اللهِ بْنُ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ)).
وكذلك أخرجه الطحاوى ((مشكل الآثار)) (2/ 168) قال: حدثنا يزيد بن سنان ثنا أبو بكر الحنفى ثنا ابن أبي ذئب عن عبد الله بن السائب عن جده أنه سمع رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثله.
¥(41/5)
قلت: والحديث محفوظ برواية جماعة من الرفعاء الكبراء كما بيناه من حديث الأبناء عن الآباء عن الأجداد، والخطأ هاهنا من الطيالسى والحنفى؛ إذ أسقطا من الإسناد ((أبيه))، والمحفوظ ((عَبْدُ اللهِ بْنُ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ)).
وقَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ. وَالسَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ لَهُ صُحْبَةٌ، قَدْ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ، وَهُوَ غُلامٌ، وَقُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ. وَوَالِدُهُ يَزِيدُ بْنُ السَّائِبِ لَهُ أَحَادِيثُ , وهُوَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
وقال: ((وَفِي الْبَاب عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ، وَجَعْدَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ)).
وقال أبو بكر الأثرم سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يُسئل: عن حديث ابن أبي ذئب عن عبد الله بن السائب عن أبيه عن جده ((لا يَأْخُذْ أَحَدُكُمْ عَصَا أَخِيهِ))، تعرفه من غيرحديث ابن أبي ذئب؟، فقال: لا، وهو ـ يعنى يزيد بن السائب ـ ابن أخت نمر، ولا أعرف له غيره)).
قلت: ورجال أسانيد هذا الحديث موثقون كلهم، وإسناد الترمذى متصل صحبح، رجاله كلهم ثقات، بندار فما فوقه. فأما السائب بن يزيد، وأبوه فصحابيان لهما سماع ورواية. وعبد الله بن السائب بن يزيد، وإن تفرد عنه ابن أبى ذئبٍ، فقد وثق. وثقه ابن سعد والنسائى، وزاد ابن سعد: قليل الحديث. وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (5/ 32). وأطلق الحافظ الذهبى القول بتوثيقه فى ((الكاشف)) (1/ 556) فقال: ((ثقة توفى سنة 126)).
فإن قيل: فالحديث قد تفرد به ابن أبى ذئب، ولا متابع له!.
قلنا: ليس من شروط صحة الحديث أن يُتابع الراوي الثقة، وهذه أفراد الثقات أمثال: الزهرى والأعمش وشعبة، ومن دونهم فى نباهة القدر وشيوع الذكر، مزبورة فى ((الصحاح))، ومحتج بها، ولم نسمع من أحد قوله: كيف أودعها البخارى فى ((الصحيح))، وقد تفرد بها فلان أو فلان من هؤلاء الثقات!.
وأعدل شاهدٍ على ما قررناه: حديث يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِي أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ)) الحديث. فهذا مما تفرد علقمة بن وقاص عن عمر به، وتفرد محمد بن إبراهيم به عنه، وتفرد يحيى بن سعيد الأنصارى به عنه.
ومن أعجب شواهده: ما أخرجه البخارى فى ((كتاب الأذان) قال: حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
فهذا مما تفرد ابن المنكدر عن جابر به، وتفرد شعيب بن أبى حمزة الحمصى به عنه، وتفرد على بن عياش الألهانى به عنه.
وابن أبى ذئب بهذه السبيل، فهو ثقة ثبت حجة فى روايته عن أهل المدينة إلا فى حديثه عن الزهرى خاصة، وسبيل الاحتجاج بمفاريده وغرائبه بنحو سابقيه. ومما احتج به البخارى من مفاريده وغرائبه: ما أخرجه فى ((كتاب البيوع)) (2059) قال: حدثنا آدم ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ثنا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا يُبَالِي الْمَرْءُ مَا أَخَذَ مِنْهُ، أَمِنَ الْحَلالِ أَمْ مِنَ الْحَرَامِ)).
¥(41/6)
ولو شئتُ أن استقصى مفاريد ابن أبى ذئبٍ وغرائبه، مما صححه الأئمة، لطال المقام.
وأما قول أبى عيسى الترمذى تعقيباً على الحديث: ((وَفِي الْبَاب عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ، وَجَعْدَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ))، فإنَّ له تعلقاً وثيقاً بما بوَّب به على الحديث، أعنى قوله: بَابُ مَا جَاءَ لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا. فقد جاءت هذه الأحاديث متضمنة هذا المعنى، وإن تباينت ألفاظها، ولم يطابق ظاهرُها الحديث الآنف الذكر. وأكثر هذه الأحاديث مطابقة لهذا التبويب لفظاً ومعنىً، وثانيها وثالثها لم يذكره الترمذى فى أحاديث الباب:
[الحديث الثانى]
حديث أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال الإمام أحمد (5/ 362): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ثنا الأَعْمَشُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ حَدَّثَنَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى نبْلٍ مَعَهُ، فَأَخَذَهَا، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ فَزِعَ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: مَا يُضْحِكُكُمْ؟، فَقَالُوا: لا، إلا أَنَّا أَخَذْنَا نبْلَ هَذَا فَفَزِعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا)).
وأخرجه كذلك أبو داود (4351)، والقضاعى ((مسند الشهاب)) (878)، والبيهقى ((الكبرى)) (10/ 249) جمبعاً من طريق ابن نمير عن الأعمش به نحوه، إلا أنه وقع فى رواية أبى داود بلفظ ((حَبْلٍ)) بالحاء المهملة؛ واحد الحبال، ولعله تصحيف.
وتابعه أبو معاوية الضرير عن الأعمش.
أخرجه هناد ((الزهد)) (1345) قال: حدثنا أبو معاوية عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عن أشياخه قالوا: قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا)).
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات كلهم، إلا ما يخشى من تدليس الأعمش، ولا تضره جهالة الصحابة أشياخ ابن أبى ليلى، فكلهم ثقات رضى الله عنهم أجمعين.
وعبد الرحمن بن أبى ليلى ثقة حجة تابعى كبير، روى عن جمع من الصحابة: عمر، وعثمان، وعلى، وأبي بن كعب، وأسيد بن حضير، وأنس بن مالك، والبراء بن عازب، وبلال بن رباح، وثابت بن قيس، وحذيفة بن اليمان، وخوات بن جبير الأنصاري، وزيد بن أرقم، وسعد بن أبي وقاص، وسمرة بن جندب، وسهل بن حنيف، وصهيب بن سنان، وعبد الله بن عكيم، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وعبد الرحمن بن سمرة، وعمرو بن أم مكتوم، وقيس بن سعد بن عبادة، وكعب بن عجرة، ومعاذ بن جبل، والمقداد بن الأسود، وأبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي، وأبي أيوب الأنصاري، وأبي الدرداء، وأبي ذر الغفاري، وأبي سعيد الخدري، وأبيه أبي ليلى الأنصاري، وأبي موسى الأشعري، وأم هانئ بنت أبي طالب. وقال عبد الملك بن عمير: لقد رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى في حلقة فيها نفر من أصحاب النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يستمعون لحديثه، وينصتون له، فيهم البراء بن عازب.
[إيقاظ] هذا الحديث مخرَّج فى ((مشكل الآثار)) (2/ 168) لأبى جعفر الطحاوى بهذا الإسناد:
حدثنا سليمان بن شعيب الكيسانى ثنا خالد بن عبد الرحمن الخراسانى ثنا فطر بن خليفة عن عبد الرحمن بن يسار الجهنى عن أبى ليلى الأنصارى قال: خرج رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى بعض غزاته، فأخذ بعض أصحابه كنانة رجلٍ ..... الحديث بنحوه.
وقد يقال ((عبد الرحمن بن يسار الجهنى)) هو ابن أبى ليلى، فإن اسم أبيه يسار، وروايته وسماعه من أبيه مجزوم بصحتهما، ولكن يمنع منه أمران:
(الأول) أنه ليس بجهنى، بل أنصارى مدنى.
¥(41/7)
(الثانى) ليس لفطر بن خليفة رواية عنه، ولا إدراك، فإن ابن أبى ليلى مات بوقعة الجماجم سنة ثلاث وثمانين.
فإن امتنع هذا، فالأصوب أن يقال ((عبد الرحمن)) مصحَّف عن ((عبد الله))، فهو ((عبد الله بن يسار الجهنى))، ولفطر رواية عنه، وإنما يُتردد فى روايته عن أبى ليلى الأنصارى، فإذا ثبتت روايته عنه، فهذا إسناد صحيح رجاله ثقات كلهم.
[الحديث الثالث]
حديث النعمان بن بشير
قال أبو القاسم الطبرانى ((الأوسط)) (1673): حدثنا أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى الْقُوْمَسِيُّ حدثنا عَفَّانُ بْنُ سيَّارٍ البَاهِلِىّ حدثنا عَنْبَسَةُ بْنُ الأَزْهَرِ ثنا سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عن النعمان بن بشير قال: كنا مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مسيرٍ، فخفق رجلٌ على راحلته، فأخذ رجلٌ سهماً من كنانته، فانتبه الرجل، ففزع، فقال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا)).
وأخرجه كذلك السهمى ((تاريخ جرجان)) (ص395،280)، وأبو الشيخ ((طبقات المحدثين بأصبهان)) (3/ 619) كلاهما من طريق القومسى بإسناده ومتنه سواء.
وقال أبو القاسم: ((لا يروى عن النعمان إلا بهذا الإسناد، ولا نعلم رواه عن سماك إلا عنبسة، ولم يحدث به إلا الحسين بن عيسى)).
قلت: وإسناده لين. عَنْبَسَةُ بْنُ الأَزْهَرِ الشيبانى قاضي جرجان شيخ ليس له كبير رواية، يخطئ ويغرب. قال ابن حبان فى ((الثقات)) (7/ 290): ((كنيته أبو يحيى. يروى عن: محارب بن دثار، وسماك بن حرب. روى عنه: السرى بن يحيى وأهل بلده كان يخطىء)). وقال أبو حاتم الرازى وأبو داود: لا بأس به. وزاد أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.
قلت: ليس له فى ((الكتب الستة)) إلا حديثاً واحداً فى النهى عن النفخ فى الصلاة. أخرجه النسائى ((الكبرى)) (1/ 196/548) قال: أخبرني الحسين بن عيسى القومسي البسطامي ثنا أحمد بن أبي طيبة وعفان بن سيار عن عنبسة بن الأزهر عن سلمة بن كهيل عن كريب عن أم سلمة قالت: مرَّ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بغلامٍ لهم يقال له رباح، وهو يصلي، فنفخ في سجوده، فقال له: ((يا رباح! لا تنفُخْ، إنَّ منْ نَفَخَ فقدْ تكلَّمَ)).
وتتلو بقية الأحاديث بتوفيق الله، والحمد لله أولاً وآخراً.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[12 - 06 - 04, 04:18 ص]ـ
حفظك الله وجعل الجنة مأوانا وإياك آمين.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[12 - 06 - 04, 05:02 ص]ـ
سبق الكلام على الحديث في هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=20335 (http://)
وكنتُ وعدت بأن أخرج شواهده فيما بعد، ولعل الشيخ أبي محمد يكفنى ذلك.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 06 - 04, 09:07 م]ـ
الحمد لله ناصر الحق ورافعى لوائه. والصلاة والسلام على خير خلقه وأنبيائه. وبعد ..
هذه تتمة ما سبق:
[الحديث الرابع]
حديث سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ الخزاعى
قال أبو القاسم الطبرانى ((الكبير)) (7/ 99/6487): حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عن إسماعيل بن مسلم عن شمر بن عطية عن سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ: أنَّ أَعْرَابِيًّا صَلَّى مع النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومعه قرنٌ، فأخذَهَا بعضُ القومِ، فلما سَلَّمَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال الأعرابي: فأينُ القرنُ؟، فكأنَّ بعضَ القومِ ضَحِكَ، فقال النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، فلا يُروعنَّ مُسْلِمَاً)).
قال الحافظ الهيثمى ((مجمع الزوائد)) (6/ 254): ((وفيه إسماعيل بن مسلم، فإن كان هو العبدي، فهو من رجال الصحيح، وإن كان هو المكي فهو ضعيف، وبقيه رجاله ثقات)).
قلت: بل هو العبدى الثقة المجمع على توثيقه وعدالته بلا شك ولا ارتياب، فهو الذى يروى عنه ابن عيينة، وله رواية عن شمر بن عطية الكاهلى الكوفى.
وجملة من يجيء في أسانيد الأحاديث إسماعيل بن مسلم خمسة:
¥(41/8)
[أولهم] إسماعيل بن مسلم أبو محمد العبدي البصري، سمع أبا المتوكل الناجى والحسن.
[الثانى] إسماعيل بن مسلم مولى بني مخزوم، روي عن سعيد بن جبير وأبى الطفيل.
[الثالث] إسماعيل بن مسلم بن أبي الفديك مولى بني الديل، روى عن أبي الغيث وثور بن زيد الديلي.
[الرابع] إسماعيل بن مسلم بن يسار مولى رفاعة الزرقي، روي عن محمد بن كعب القرظى.
[الخامس] إسماعيل بن مسلم المخزومي المكي أبو ربيعة، روي عن الحسن وعمرو بن دينار وابن سيرين والزهري.
ولم نعلم في واحدٍ منهم طعناً، إلا الأخير أبى ربيعة المكى، وبقيتهم خيار عدول.
وأما إسماعيل بن مسلم العبدى، فهو مجمع على توثيقه. قال أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي: ثقة، وزاد أبو حاتم: صالح الحديث. وكان شعبة يوصى به ويوقره.
والحديث بهذا الإسناد حسن فى الشواهد، رجاله ثقات خلا يعقوب بن حميد بن كاسب المدنى، فهو صدوق يخطئ ويهم، وربما أغرب عن إبراهيم بن سعد وابن عيينة وحاتم بن إسماعيل والمدنيين. قال ابن عدى: كان صاحب مسند كثير الحديث كثير الغرائب. وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) وقال: كان يحفظ ممن جمع وصنف، ربما أخطأ في الشيء بعد الشيء.
[الحديث الخامس]
حديث أبى هريرة.
أخرجه ابن عدى ((الكامل)) (7/ 204) من طريق عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون العنسي، والقضاعى ((مسند الشهاب)) (877) من طريق نعيم بن حماد عن ابن المبارك، كلاهما عن يحيى بن عبيد الله بن موهبٍ القرشى عن أبيه سمعت أبا هريرة يقول سمعت رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ((لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا)).
قلت: والحديث منكر بهذين الإسنادين. يحيى بن عبيد الله بن موهبٍ التيمى، متروك الحديث ذاهب الحديث. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: منكر الحديث ليس بثقة، وقال مرة: أحاديثه مناكير ولا يعرف هو ولا أبوه. وقال أبو حاتم: كان ابن عيينة يضعفه. وقال البخاري: كان ابن عيينة يضعفه وتركه يحيى القطان. وقال ابن حبان: يروي عن أبيه ما لا أصل له، وأبوه ثقة، فلما كثر روايته عن أبيه ما ليس من حديثه سقط عن حد الاحتجاج به، وكان سيء الصلاة، وكان ابن عيينة شديد الحمل عليه. وقال ابن عدى: يروى ما لا يتابع عليه.
[الحديث السادس]
حديث عامر بن ربيعة.
أخرجه البزار (9/ 271/3816)، والعقيلى ((الضعفاء)) (2/ 183) كلاهما من طريق شعيب بن بيان الصفار نا شعبة عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه: أن رجلا أخذ نعل رجل ـ عند العقيلى ثوب رجل ـ، فروَّعه، فقال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إنَّ رَوْعَةََ المُسْلِمَ ظُلُمٌ عَظِيمٌ)).
وعزاه الحافظ الزكى المنذرى فى ((الترغيب والترهيب)) (3/ 318) كذلك للطبرانى، وأبى الشيخ فى ((التوبيخ)).
وقال أبو جعفر العقيلى: ((شعيب بن بيان يحدِّث عن الثقات بالمناكير، وكاد أن يغلب على حديثه الوهم)).
قلت: بل آفة الحديث عاصم بن عبيد الله العمرى، كثير الوهم فاحش الخطأ، تركوه لكثرة خطئه.
(إيضاح) الروعة: الواحدة من الرَّوْعِ، وهو الفزع. وفى ((الصحيحين)) من حديث أنس قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَانْطَلَقَ النَّاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ، فَاسْتَقْبَلَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَبَقَ النَّاسَ إِلَى الصَّوْتِ، وَهُوَ يَقُولُ: ((لَنْ تُرَاعُوا .. لَنْ تُرَاعُوا))، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ، فِي عُنُقِهِ سَيْفٌ.
وصحَّ من حديث ابن عمر: ((لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ؛ اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، وَاحْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي)).
وقال عروة بن حزام العذرى:
¥(41/9)
وإنِّي لتَعْرُوني لذكراكَ روعةٌ ... لها بين جلدي والعظامِ دبيبُ
وما هو إلا أن أراها فجاءةً ... وابْهَتُ حتَّى ما أكادُ أجيبُ
وأصرف عن رأيي الذي كنتُ أرتئي ... وأنسى الذي أعددتُ حين تغيبُ
وتتلو بقية الأحاديث بتوفيق الله، والحمد لله أولاً وآخراً.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 01:45 ص]ـ
التعقيب على حديث "لا يأخذ أدكم عصا أخيه لاعبا ولا جادا ... الحديث.
إن ضرب أمثلة كهذه هو خلط من وجوه:
1. بين الراوي الذي لم يرو عنه إلا رجل واحد كعبد الله بن السائب، لم يرو عنه إلا ابن أبي ذئب، وبين الرواة الذين اشتهروا بالرواية عن بعضهم البعض، ولهم أحاديث كثيرة، ولكنهم تفردوا برواية حديث عن باقي الرواة. وذلك أن الراوي في الأول ليس له تلميذ غيره، وفي الثاني لهم تلامذة وشيوخ غيرهم، وهم أقوياء في البعض دون البعض فينتقى:
مثالكم الأول:
محمد بن المنكدر عن جابر تفردوا برواية الدعاء عقب الأذان هنا.
لكنهم لهم أحاديث أخرى منها:
ما رواه أبو داود: حدثنا موسى بن سهل أبو عمران الرملي، ثنا علي بن عياش، ثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: كان آخر الأمرين من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترك الوضوء ممَّا غيَّرت النار.
وما رواه النسائي: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أخبرنا أَبُو حَيْوَةَ قَالَ: حَدّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ مُحَمّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: اللّهُمّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ وَأَنْتَ رَبّي سَجَدَ وَجْهِي لِلّذِي خَلَقَهُ وَصَوّرَهُ وَشَقّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ تَبَارَكَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ".
وفوق هذا كله لقد توبع ابن المنكدر على حديثنا هذا:
قال في الفتح (2/ 64)
" ذكر الترمذي أن شعيبا تفرد به عن ابن المنكدر فهو غريب مع صحته , وقد توبع ابن المنكدر عليه عن جابر أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق أبي الزبير عن جابر نحوه , ووقع في زوائد الإسماعيلي: أخبرني ابن المنكدر."
مثالكم الثاني:
حديث "إنما الأعمال بالنيات" وهو عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص عن عمر:
قلت للرواة أحاديث أخرى:
ففي صحيح مسلم:
و حدثنا ابن نمير حدثنا محمد بن بشر حدثنا محمد بن عمرو حدثني محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص قال قلت لعائشة كيف كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعتين وهو جالس قالت كان يقرأ فيهما فإذا أراد أن يركع قام فركع
وفي أبي داود
حدثنا موسى بن إسمعيل حدثنا حماد عن محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بتسع ركعات ثم أوتر بسبع ركعات وركع ركعتين وهو جالس بعد الوتر يقرأ فيهما فإذا أراد أن يركع قام فركع ثم سجد
وغيرها وهذا على سبيل المثال فقط لا الحصر.
وهذه أحاديث شاركوا فيها الآخرين، واشتهروا بالرواية عن بعض، وتفردوا في تلك، فلا يضر فهم أثبات في بعضهم البعض.
2. إن قبول الروايات من الرواة المشاهير لا يكون قبول رواياتهم على الإطلاق حتى ننظر في من روى عنهم.
مثال في ابن أبي ذئب وهو من الأثبات:
قال مسلم في التمييز: فأما ابن أبي ذئب فلم يذكر ابن أبي فديك السعاية عنه في خبره، وهو سماع الحجازيين، فلعل ابن أبي بكير حين ذكر عنه السعاية كان قد لقن اللفظ؛ لأن سماعه عن ابن أبي ذئب بالعراق فيما نرى، وفي حديث العراقيين عنه كثير.
مثال في رواية محمد بن المنكدر:
قال البخاري أيضا روى عنه الوليد بن مسلم وعمرو بن أبي سلمة مناكير عن ابن المنكدر شرح العلل (2/ 616)
يقصد كحديث الترمذي:
¥(41/10)
حدَّثنَا عَبْدُ الرحْمَنِ بن واقِدٍ أَبُو مُسلِمٍ أخْبَرنا الوليدُ بن مُسلِم عَنْ زهيرِ بن مُحمَّد عَنْ مُحمَّدِ بن المنْكَدِرِ عَنْ جَابِر قَالَ: "خَرَجَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عليهِ وسَلَّم عَلَى أصحَابِهِ فقرأ عليهم سُورَةَ الرحمنِ منْ أوَّلِها إِلى آخرها فسكتوا، فَقَالَ لقد قرأتُها عَلَى الْجِنِّ ليلة الْجِنّ فكَانَوا أحسنَ مردوداً منكم، كُنْتُ كلمَّا أتيت عَلَى قوله {فبِأيِّ آلاءِ ربِّكمَا تكذِّبَان} قالُوا لا بشيءٍ منْ نعَمِكَ ربَّنا نكذِّبُ فلكَ الحمدُ" هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُه إلا من حديثِ الوليدِ بن مُسلِمٍ عَنْ زهيرِ بن مُحمَّدٍ. قَالَ أَحْمَدُ بن حَنْبَل كَأنَّ زهيرَ بن مُحمَّدٍ الذي وقعَ بالشامِ ليسُ هُوَ الذي يُروى عَنه بالعراقِ. كَأنَّهُ رجلٌ آخرُ قلَبُوا اسمه يعَني لما يرْوُون عَنه من المناكيرِ وسمعتُ مُحمَّدَ بن إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ أهلُ الشامِ يرْوُونَ عَنْ زهيرِ بن مُحمَّدٍ مناكيرَ وأهلُ العراقِ يرْوُونَ عَنه أحاديثَ مقاربةً.
قال بان رجب في شرح العلل: (2/ 502):
"وقال أحمد في رواية أبي طالب: ((أهل المدينة إذا كان الحديث غلطاً يقولون: ابن المنكدر عن جابر، وأهل البصرة يقولون: ثابت عن أنس، يحيلون عليهما)).
ومراد أحمد بهذا كثرة من يروي عن ابن المنكدر من ضعفاء أهل المدينة، وكثرة من يروي عن ثابت من ضعفاء أهل البصرة، وسئ الحفظ والمجهولين منهم، فإنه كثرت الرواية عن ثابت من هذا الضرب فوقعت المنكرات في حيدثه، وإنما أتي من جهة من روى عنه من هؤلاء، وذكر هذا المعنى ابن عدي وغيره.
ولما اشتهرت رواية ابن المنكدر عن جابر ورواية ثابت عن أنس صار كل شئ ضعيف وسئ الحفظ إذا روى حديثاً عن ابن المنكدر يجعله عن جابر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإن رواه عن ثابت جعله عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، هذا معنى كلام الإمام أحمد رحمه الله ورضي الله عنه والله أعلم". اهـ
قال مصطفى - عفا الله عنه -:
وكذلك رواية محمد بن حمص العوفي عن علي بن عياش عن شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر، حديث الدعاء بعد الأذان بزيادة "إنك لا تخلف الميعاد" فهذه الزيادة ضعفها الإمام البخاري وأحمد، ومحمد بن يحيى الذهلي وغيرهم من الأثبات.
ولذلك كان الأثبات كالبخاري ومسلم بخرجون لنفس الرواة بعض الأحاديث في صحيحيهما ويتركون البعض لسبرهم لأحاديثهم:
خذ هذا المثال:
إن البخاري علل حديث سعيد بن قتيبة عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن معاذ بن جبل حديث الجمع بين الصلاتين.
وحديث محمد بن عبد الله بن الحسن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة حديث الهوي إلى السجود.
وغيرها كثير ممن هم من رجال الصحيحين الذين ترك حديث لهم أو أكثر، مع أنهم يروي بعضهم عن البعض.
وأضيف:
نعم إذا تفرد راو عن راو برواية
واشتهروا بالرواية عن بعض،
وعرف أن مخرج الحديث من جهتهم
وكانوا لا يخالفون الرواة في مروياتهم عادة
فروايتهم مقبولة،
ناهيكم عن النظر في المتن وشروط قبوله.
أما رواية عبد الله بن السائب هذه فليس فيها شيء من هذا.
إننا نقبل رواية الرواة مرة ونردها مرة وذلك بالقرائن وليس هناك قاعدة ثابتة وهذا منهج النقاد من المتقدمين.
والحمد لله رب العالمين
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 01:54 ص]ـ
.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 06 - 04, 02:03 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى الفاسي
محمد بن المنكدر عن جابر تفردوا برواية الدعاء عقب الأذان هنا.
لكنهم لهم أحاديث أخرى.
............ ............ ..............
وهذه أحاديث شاركوا فيها الآخرين، واشتهروا بالرواية عن بعض، وتفردوا في تلك، فلا يضر فهم أثبات في بعضهم البعض.
........... ................... ...............
إن قبول الروايات من الرواة المشاهير لا يكون قبول رواياتهم على الإطلاق حتى ننظر في من روى عنهم.
.
يا أُخَىَّ. حيَّاك الله بخير. ووقاك المكروه والشر.
لذنبك فى لحنك أشدُّ علىَّ من ذنبك فى فهمك. فإن إصلا ح فهم الجَنَان أيسر من إصلاح لَكَنِ اللسان.
لما تباعدت ألفاظك من معانيها. وقامت عباراتك على غير مبانيها. وبعدت عليك مرامى العلياء. ووقفت من الإدراك على مسامع صماء. فقد نشرتُ لك عَلَمَ العِلْم لتأتمَّ بآثاره. وأوضحتُ لك بدر التمِّ لتهتدى بأنواره. وأخذت بحجزتك عن مهاوى الجهل لئلا تصطلى بناره. فداوِ بتعليمى إيَّاك مرضَ هذه الخُطَّة. وادخلْ من باب التَّسليم وقلْ حِطَّة.
لقد أذكرنى لحنُ كلامك رجلاً قال للحسن البصرى: ما تقول فى رجلٍ مات وترك أبيه وأخيه؟، فقال الحسن: ترك أخاه وأباه، فقال الرجل: فما لأباه وأخاه؟، فقال الحسن: فما لأبيه وأخيه، فقال البائس: أرانى كلما وافقتُك خالفتنى!!.
وشبيه به، ما يُحكى من سر وضع علم النحو، عن صعصعة بن صوحان قال: جاء أعرابي إلى علي بن أبي طالب رَضِي الله عَنْه، فقال: يا أمير المؤمنين! كيف تقرأ هذا الحرف ((لا يأكله إلا الخاطون))، فكلٌ واللهِ يخطو، فتبسم علي رَضِي الله عَنْه، وقال: يا أعرابي ((لا يأكلها إلا الخاطئون))، فقال الأعرابى: صدقت واللهِ يا أمير المؤمنين، ما كان الله ليسلمَ عبدَه، ثم التفتَ علىٌّ رَضِي الله عَنْه إلى أبي الأسود الدؤلي، فقال: إن الأعاجم قد دخلت في الدين كافَّة، فضعْ للناس شيئاً يستدلون به على صلاح ألسنتهم، فرسم له علم النحو.
وشبيه بهما، ما قاله شعبة: إذا كان المحدِّث لا يعرف النحو، فهو كالحمار يكون على رأسه مخلاة، ليس فيها شعير.
فهاكها نصيحةً آخذةً يمينَ الإرشاد. هاديةً إلى سبيل الرشاد. أنرتُ لك بها مسالك سبيلك. وجعلتها محجَّةً لدليلك. فضعها غرَّةً فى جبينك. واجعلها درةً فى يمينك. فانتصحْ ولا تملّ. عساكَ تبلغُ الأمل. والسلام.
¥(41/11)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 06 - 04, 01:02 ص]ـ
الحمد لله الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وكَرِهَ لعباده قِيلَ وقَالَ ومنعًا وهَات، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الآمر بالمعروف النَّاهِي عن المنكرات، الذي بلغ الرسالة فحفظ العهد والأمانات، وعلى آله وصحبه رفيعي الدرجات، ومن سار على هديهم إلى يومٍ يصير فيه الإيمان شهادة، والمَغِيبات.
وبعد:
فقد أُمِرْتُ بِالْعَدْلِ عِنْدَ الْمَشْنَأَة، ولم أسهُ حتى أُكِلَتْ المِنْسَأَة، أَنَذَا أرُدّ على الإساءَةِ بالإحسانِ، وأقابلُ القطعَ بالوصلانِ، فيا منْ عابني بما ليس فِيَّ نَقِيرَا! وقامَ بِتَخْطِئَتي نذيرا، فزادت كلماتُهُ عن العتاب، فنزلت مني منزلَ السَّوْطِ من العذاب.
يا شيخُ، لم أتعمَّدْ في سالف المقال تحَْريرا، ولَإِنْ فعلتُ لحبَّرته تحبيرا، وإنما خَطَطْتُ ما ازداد من أفكاري عاريا، ولم أكن لِقَلَمِ كلماتي باريا. قصدت بمشاركتي الإفادة، وما تَيَمَّمْت فوقَ الحديث زِيادة. فإن عجلتُ فالحِلمُ منكُمْ لازِبْ، أو أخطأت فالتصحيح واجبْ، أما أن نستَعِيضَ عن العلم بالإنشاءِ، وعن ستر العيب بالإفشاءِ؟؟ فهذه هي الفَجأة! مِمَّنْ يُشْهدُ له بقَبْلِيَّةِ البَدْأة.
فلا تكن كَهُمْ، واترك الإساءة لهم، ودَع مقامك بالعلم عاليا، واجعل خُلقَك بالسماحة حاليا، فأهل الحديث أهل الدينِ، بلغوا الذي بلغوا بالرفقِ واللينِ، فَخُذْهَا موعظةً من الْمُعْطِيكَهَا، وتَقَبَّلْها تحيةً من الْمُحَيِّيكَهَا، فتَعَالَ نَفْتَحْ جَدِيدَةً (1) من يَقَقِ الكتَابِ، ولا نَرْضَ من الغنيمة بالعتابِ، فنطرقَ بالخير أبواب القلوبِ، ونُشِيعَ الحَسَنَاتِ بَدَلَ الْعُيُوبِ.
ولكم أقول:
جزاكم الله على تقاديمكم ومساعيكم لإنارة الملتقى، وفإن فوائدكم تُبْلِغُ المرتقى،
مما يُفرح العالم قبل الطالب، والعدُوَّ قبل الصاحب،
فأدامكم الله للأجيال، وتقبل منكم الأعمال،
ووفقكم لما يحب ويرضى. وأيدكم بنصره فنعم المولى.
(1) أي صفحة جديدة.
مصطفى بن عبد الرحمن الشنضيض الفاسي البيضاوي نزيل كوبنهاجن.
ملحوظة: الشنضيض تصحيف عن الصنديد،
هكذا كان إلى الأربعينيات (والقصة طويلة)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[22 - 06 - 04, 01:50 م]ـ
الحمد لله المانح فضله من عفا. والصلاة والسلام الزاكيان على نبيه المصطفى. وآله المستكملين الشرفا.
يا ذا الأصالة الفاسيَّة. والنجابة القبليَّة
تأنيت الجواب. فجاءنى العتابُ والعقاب. فهششتُ لهما كما هشَّ الكريمُ إذا أُمّ. وقلتُ فاسمعْ يا ابن أُمّ.
أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً. كيف جعلتنى آبقاً عن السماح عصيَّا. فما دهاكَ منى!. لتنشر هذا الخزى عنى!. فهل أتاك نبأ الأشعرى. ((إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَلا الْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ))!.
يا ذا الفهم المغربى. والسماح الأرحبى
لقد بريت لك قلماً بالنصح خاطبا. فأصلدتنى سيفاً حاطبا. وأجريتنى معك فى حلبة نزاع. وجردتنى من كرائم السجايا والطباع. ولم آلوكَ نصحاً وإرشادا. فأنقعتنى غلظةً وعنادا. فهبنى عزَّرتكَ تلويحا. أتمطرنى هجواً وتجريحا!.
ثمَّ رشتَ جناح الأذى بمديح. فكيف بالرضا وقد سبق التجريح. فلولا ولوع بالسماح والوئام. لقلنا ليس ذا وقتَ القبول فارجعى بسلام. ولكنَّ الكريمَ يُغرُّ ويُخْدع. ولستُ بأول ذى حلمٍ له العصا تُقْرع!.
فلستُ أبالى أن يكونَ بى الأذى ... إذا ما الأذى لم يُصبْ بالكُره مُسْلِما
صفوحٌ عن الزَّلاتِ حتَّى كأنَّنى ... من الصفحِ لا أرى فى الصحبِ مُجْرِما
فالشيخ يُنهى وصولَ السيف الذى قطَّع أوصالَ الجفا. وأضافه إلى أدويته فحصل به البرءُ والشِّفا.
ــــــ هامش ـــــــ
((يا ابنَ أُمّ)) قالها نبى الله هارون عتاباً وتأنيباً لشقيقه موسى بن عمران عليهما السلام لما أخذ برأسه ولحيته.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 06 - 04, 07:56 م]ـ
الحمد لله الداعي إلى دار السلام، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأنام، وعلى آله وصحبه سائر الأيام.
وبعد:
يا ابنَ مَنْبَعِ الْجِنَانْ، النيلِ العظيمِ السمحِ الرَّيَّانْ، الَّذِي له الفَضْلُ بعد الرحْمَنْ، على مصْرَ أَرْضِ الكِنَانْ.
يا ابن بلاد الأزهر الْمُزْهِرْ، فائِضِ الجوانب الْمُبْهِرْ، بالعلم الذي دَفَّا، قلوب العالمين فوفَّى.
لم أقصد في كلامي الإساءة، فلم يعرف لساني قطُّ البذاءة،
ولا يوما وصل إلى الدناءة، وإن كانت منكم البَدَاءَةْ،
فلا يحب الله الجهر بالسوء إلا من ظلم، ومعْ ذلك صَفَحْتُ كما عُلِم،
ولم أكن أَعزَلَ الحروفِ، ولا حانيا للرأسِ كالخَرُوفِ،
وإنما هو كظم الغيظ والعفو عن الناس، عندما شُبِّهْتُ باليهود الأنجاس،
فطلبتَ مني قول الحطة مع التَّسْلِيمِ، وأن أَكُونَ منْتَصحا في طور التعليم.
وجعلْتَني الحمارَ في قول شُعبةَ الحجَّاجْ، وعكَّرتَ صَفْوَ قَلْبِي والمِزاجْ.
واتُّهِمْتُ فِي صَرْفِ الكَلَامِ وَنَحْوِهْ، وأنا الفصيح ابن فاسَ وبَهْوِهْ.
أما الْآنَ فشَهْدُ كَلِمِكُمْ للسَّمَرِ حَلَّى، وعذبُهُ لمقام الملتقى علَّى،
ولم يُنسِنا مقامَ الجِدِّ أبداً وكلَّا، أو لم نُجِبْ نداء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الحين كابن الْمُعَلَّى،
وإنما هي ساعَةٌ وساعَةْ، نقول ما نشتهي سماعَهْ،
بعد أنْ غِيضَ ماءُ البيانِ، وأقلعت سماء المعانِي.
فها هي القلوب اهتزت وربت أنبتت ومن كل زوج بهيجٍ،
وقد سُقِيت ببليغ الكلام وفاحت بعطر الأريج.
أقول:
يا سليل الأنسابِ بَيْنَنَا قَرَابة، فابتسم فإنها دُعَابة،
إن كانت مصر أم الدنيا الودود، كان المغربُ أباها الولود،
فَبِفُحُولَةِ الْأَبِ أَنْجَبَت أرْضُ الكِنَانَة، أصحابَ العِلْمِ والدين والأمانة.
وأنارت الطريقَ للعالِمِين، البعيدين منهم والأقربين.
والسلام
¥(41/12)
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[22 - 06 - 04, 08:28 م]ـ
رحمَ اللهُ الشيخَ والتلميذ،إذ تعاتبا عتابا" ليس ينقصُ قدرا" ولا يطأطأ
فى معتركِ أولى النهى رأسا"،فلا أكثرَ من أن التلميذَ،سها فرد على
أستاذهِ بما كان أولى به الا يتفوها،فحرصا" من الأستاذِ على
أدب ِالتلميذ،عاتبهُ عتابَ ألأبِ المشفقِ الغيور الحريص علىبلوغ
تلميذه ِمراتب الفخار، إبعادأ" له عن مواطنِ الإعتساف، فإن كان التلميذ
قد أخطأ فى إنتقاء الألفاظ، وقسا من حيث لا يقصد مع الأستاذ، فأنى
أدعوك، أن تصفح عن التلميذِ، يا أستاذ ويكفيكَ منه إعتذارٌ ودعواتْ
،أسأل الله أن تجد عنده القبول والترحابْ .. أقولُ هذا لأنى أعلمُ أن
الصفح َشيمةُ أهل العلم الكرامْ، أصحابَ المكارم ِ والفضائلِ الغزار، فأصفحْ
كما صفحَ النبىُ صلى الله عليه وسلم،عن أهل مكة بلا تعدادِ مظالمٍ ولا
إنتقاصْ، وكن كما عهدانك أبأ" حنونا" شيمتهُ الصفحُ الجميلُ عن
المسىء، حتى وإن كانَ تلميذا"،قسا على شيخه حتى وصل حد
الإنتقاص ....
وكتبه/تلميذكم المحب أبو الأشبال ناصر الهوارى
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 06 - 04, 08:48 م]ـ
لقد قلتُ: "أنبتت ومن كل زوج بهيجٍ " بحرف "الواو" بعد أنبتت،
والصواب "وأنبتت من كل زوج بهيج"
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[22 - 06 - 04, 11:30 م]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمدٍ تتوالى.
يا أبا الأشبال الحبيب. الصادق الود القريب
لا دليلَ على ولاءِك. كإملاءِك. ولا شاهدَ على ما فى أحناءِك. كثناءِك. ولا برهان على ودادك. كتكرارك ذكرى وتردادك.
لقد نفَّستَ عنى مخنَّقا. وأصفيت مشربى وكان مرنَّقا.
صديقٌ لى لَهُ أَدَبُ ... صداقةُ مثلِه نَسَبُ
رعى لى فوقَ ما يُرعى ... وأوجبَ فوقَ ما يجبُ
ــــــ ... ــــــ ... ـــــــ
ويا ذا الأصالة الفاسيَّة. والنجابة القبليَّة
إذا جَرَحَتْ مَسَاوِيكُم فُؤادِى ... صَبرتُ على الإساءةِ وانْطويتُ
وجِئْتُ إليكمو طَلْقَ المُحيا ... كأنِّى ما سمعتُ ولا رأيتُ(41/13)
إتحاف الأوَّاه بصحة ح ((مَا مِنْ ثَلاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ لا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلاة))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 06 - 04, 08:54 م]ـ
إتحاف الأوَّاه بصحة حديث ((مَا مِنْ ثَلاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ لا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلاةُ))
الحمد لله ناصر الحق ورافعى لوائه. والصلاة والسلام على خير خلقه وأنبيائه. وبعد .. .
فقد ذكر شيخ الإسلام أبو زكريا النووى فى:
باب فضل صلاة الجماعة
من كتابه البديع المثال، البعيد المنال ((رياض الصالحين))
(1068) عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال: سَمعتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَا مِنْ ثَلاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ، وَلا بَدْوٍ، لا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلاةُ، إِلا قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ مِنْ الغَنَمِ الْقَاصِيَةَ)).
وقال: رواه أبو داود بإسنادٍ حسن.
فعمد المدعو حسان عبد المنان فى نسخته الممسوخة لهذا السفر العظيم، الذائع الصيت بين جماهير أهل الإيمان، فمحاه من الأصل وحذفه زاعماً ضعفه وعدم حجية العمل به، وأودعه ذيل هاتيك النسخة الممسوخة له، والتى نشرتها المكتبة الإسلامية بالأردن فى ثلاث طبعات فيما أعلم، آخرها سنة 1413.
وقال المدعو حسان: ((فيه السائب بن حبيش فيه جهالة. قال الدارقطنى: لا أعلم حدث عنه غير زائدة. وزاد المزى: وحفص بن عمر بن رواحة. وسئل أحمد عن توثيقه، فقال: لا أدرى)) اهـ بنصه.
قال أبو محمد الألفى:
والحديث كما أخرجه أبو داود (547) قال: حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زائدة حدثنا السائب بن حبيش عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن أبي الدرداء قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَا مِنْ ثَلاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلا بَدْوٍ، لا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلاةُ، إِلا قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ)). قَالَ زَائِدَةُ قَالَ السَّائِبُ: يَعْنِي بِالْجَمَاعَةِ الصَّلاةَ فِي الْجَمَاعَةِ.
وأخرجه كذلك ابن المبارك ((الزهد)) (1306)، وأحمد (5/ 196 و6/ 446)، والنسائى ((الكبرى)) (1/ 296/920) و ((المجتبى)) (2/ 106)، وابن خزيمة (1486)، وابن حبان (2101)، والحاكم (1/ 330 و2/ 524)، والبيهقى ((الكبرى)) (3/ 54) و ((شعب الإيمان)) (3/ 57/2859)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (13/ 281 و18/ 337)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (20/ 98،97)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (10/ 183) من طرق عن زائدة بن قدامة حدثنا السائب بن حبيش الكلاعى عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال: قال لي أبو الدرداء: أين مسكنك؟، قلت: بقرية دون حمص، قال أبو الدرداء: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: فذكره.
ورواه عن زائدة جماعة من الرفعاء الكبراء: عبد الله بن المبارك، وحماد بن أسامة، ومروان ابن معاوية الفزارى، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وعبد الرحمن بن مهدى، ووكيع بن الجراح، ومعاوية بن عمرو الأزدى، وأبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد مولى بنى هاشم، وأحمد ابن عبد الله بن يونس اليربوعى، ويحيى بن أبى بكير.
وتابع زائدة عن السائب: حفص بن عمر بن رواحة الأنصارى.
فقد أخرجه ابن عساكر (20/ 98) من طريق أبى سعيد بن حفص بن رواحة عن أبيه ثنا السائب بن حبيش بإسناده ومتنه سواء.
وقال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد، متفق على الاحتجاج برواته إلا السائب بن حبيش، وقد عرف من مذهب زائدة أنه لا يحدث إلا عن الثقات)).
قلت: هو كما قال، رجاله ثقات كلهم مشاهير غير السائب بن حبيش الكلاعى الشامى، وهو صدوق صالح الحديث، ليس له فى ((الكتب الستة)) إلا هذا الحديث.
وذكره العجلى فى ((معرفة الثقات)) (1/ 384/547)، وابن حبان فى ((الثقات)) (6/ 413/8347). وفى ((تاريخ دمشق)) (20/ 98) عن أبى بكر البرقانى قال: وسألت الدارقطني عن السائب بن حبيش، فقال: من أهل الشام صالح الحديث، حدث عنه زائدة، لا أعلم حدث عنه غيره. وفى ((الكاشف)) (1/ 424): ((صدوق)).
ومن لم يعرف حاله سكت عنه ولم يذكره بجرحة، كما فعل البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (4/ 153/2296). ولهذا لما سأل عبد الله بن أحمد أباه عنه: أثقة هو؟، قال: لا أدرى.
وأما وصفه بالجهالة، فقد علمت أنه لم يتفرد بالرواية عنه زائدة كما انتهى إليه علم الإمام الحجة أبى الحسن الدارقطنى، بل روى عنه كذلك حفص بن عمر بن رواحة الأنصارى، وقد قال ابن حبان: روى عنه زائدة بن قدامة وأهل الكوفة. وبذلك انتفت جهالة عينه، كما انتفت من قبل جهالة حاله بتوثيق هؤلاء المزكين إيَّاه، وفيهم الدارقطنى، مع أنه لم يعلم له راوياً غير زائدة بن قدامة.
وأما قول الحاكم عن زائدة: ((وقد عرف من مذهب زائدة أنه لا يحدث إلا عن الثقات))، فما أشبهه بما قال، فقد كان زائدة ذا بصر بالرجال والرواية عنهم لا يأخذ إلا ممن هو ثقة عنده، كما كان لا يحدث إلا من شهد له عدلان أنه من أهل السنة.
فقد قال أحمد بن صالح العجلى ((معرفة الثقات)) (1/ 367): ((زائدة بن قدامة ثقفى، كنيته أبو الصلت. كوفى ثقة، لا يحدث أحداً حتى يسأل عنه، فإن كان صاحب سنة حدثه، وإلا لم يحدثه، وكان قد عرض حديثه على سفيان الثوري، وروى عنه الثوري)).
وقال ابن حبان ((مشاهير علماء الأمصار)) (1/ 171): ((كان من الحفاظ المتقنين، وكان لا يعد السماع حتى يسمعه ثلاث مرات، وكان لا يحدَّث أحدا حتى يشهد له عدلان أنه من أهل السنة)).
فإذا ثبتت عدالة السائب بن حبيش، فقد وجب قبول روايته والاحتجاج بحديثه، ولهذا صحَّح حديثه ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم وغيرهم.(41/14)
اسال عن صحة هذا الحديث
ـ[ابوعبدالله السلفي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 11:45 ص]ـ
السلام عليكم
ما صحة هذا الحديث بما مهناه بارك الله فيكم
(ايما امراءة خرجت من بيت زوجها بدون اذنه لعنتها الملائكة ختى ترجع
او كما قال صلى الله عليه و سلم
)
و هل يثبت و عيد في خروج المراءة من بيتها من غير استاذان زوجها
شكرا
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[13 - 06 - 04, 01:43 م]ـ
هاك أخي تخريجه:
" أيما امرأة خرجت من بيت زوجها بغير إذنه , لعنها كل شيء طلعت عليه الشمس و
القمر , إلا أن يرضى عنها زوجها ".
قال الشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4/ 56:
(موضوع). الديلمي (1/ 2 / 353 - 354) من طريق أبي نعيم عن أبي هدبة عن أنس مرفوعا. قلت: و هذا موضوع , أبو هدبة - و اسمه إبراهيم بن هدبة - متروك , حدث بالأباطيل عن أنس. و قد مضى الحديث بنحوه برقم (1020).
والحديث رقم (1020) الذي أشار إليه الشيخ هذا هو مع تخريجه للشيخ رحمه الله:
" أيما امرأة خرجت من غير أمر زوجها كانت في سخط الله حتى ترجع إلى بيتها أو
يرضى عنها ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (3/ 88):
(موضوع).
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " (6/ 200 - 201) من طريق أبي نعيم الحافظ
بسنده عن إبراهيم بن هدبة: حدثنا # أنس # مرفوعا.
ذكره في ترجمة إبراهيم هذا و قال: حدث عن أنس بالأباطيل , ثم ساق له أحاديث
هذا أحدها , ثم روى عن ابن معين أنه قال فيه:
كذاب خبيث , و عن علي بن ثابت أنه قال:
هو أكذب من حماري هذا , و قال الذهبي:
حدث ببغداد و غيرها بالبواطيل , قال أبو حاتم و غيره: كذاب.
و في " اللسان ":
و قال ابن حبان: دجال من الدجاجلة , و قال العقيلي و الخليلي: يرمى بالكذب.
قلت: و مع هذا كله فقد سود السيوطي " جامعه الصغير " بهذا الحديث من رواية
الخطيب , و تعقبه المناوي في " فيض القدير " بقوله و أجاد:
و قضية كلام المصنف أن الخطيب خرجه و أقره , و هو تلبيس فاحش فإنه تعقبه
بقوله: قال أحمد بن حنبل: إبراهيم بن هدبة لا شيء , في أحاديثه مناكير ثم
ذكر قول ابن معين المتقدم فيه و غيره ثم قال: و قال الذهبي في " الضعفاء ":
هو كذاب , فكان ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب , و ليته إذ ذكره بين حاله!.
قلت: و هذا حق , و لكن المناوي عفا الله عنه كأنه ينتقد السيوطي حبا للنقد
, و ليس لفائدة القراء و النصح و إلا كيف يجوز لنفسه أن يسكت عن الحديث مطلقا
فلا يصفه و لو بالضعف في كتابه الآخر " التيسير بشرح الجامع الصغير " و هو قد
ألفه بعد " الفيض " كما ذكر ذلك في المقدمة! أليس في صنيعه هذا كتمان للعلم
يؤاخذ عليه أكثر من مؤاخذته هو للسيوطي ? و كنت أود أن أقول: لعل ذلك وقع منه
سهوا , و لكن حال بيني و بين ذلك أنني رأيت له من مثله أشياء كثيرة , سيأتي
التنبيه على بعضها إن شاء الله.
تنبيه: هدبة هنا بالباء الموحدة كما في " المؤتلف و المختلف " للشيخ
عبد الغني بن سعيد الأزدي الحافظ , و هكذا وقع في " تاريخ بغداد " و " الميزان
" و " اللسان " بالباء الموحدة , و وقع في " فيض القدير " " هدية " بالمثناة
التحتية , و هو تصحيف.
وفي تخريج الإحياء للحافظ العراقي رحمه الله:
إني امرأة أيم وأريد أن أتزوج فما حق الزوج؟ قال " إن من حق الزوج على الزوجة إذا أرادها فراودها عن نفسها وهي على ظهر بعير لا تمنعه، ومن حقه أن لا تعطي شيئا من بيته إلا بإذنه، فإن فعلت ذلك كان الوزر عليها والأجر له، ومن حقه أن لا تصوم تطوعا إلا بإذنه، فإن فعلت جاعت وعطشت ولم يتقبل منها، وإن خرجت من بيتها بغير إذنه لعنتها الملائكة حتى ترجع إلى بيته أو تتوب "
** أخرجه البيهقي مقتصرا على شطر الحديث، ورواه بتمامه من حديث ابن عمر وفيه ضعف.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[13 - 06 - 04, 01:47 م]ـ
أيما امرأة خرجت من بيتها بغير إذن زوجها كانت في سخط الله تعالى حتى ترجع إلى بيتها أو يرضى عنها زوجها _._
تخريج السيوطي: (خط) عن أنس.
تحقيق الألباني: (موضوع) انظر حديث رقم: 2222 في ضعيف الجامع.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 03:29 م]ـ
عن عباس - رضي الله عنها - أن امرأة من خثعم أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله! أخبرني ما حق الزوج على الزوجة فإني امرأة أيَّم، فإن استطعت وإلا جلست أيمِّا؟ قال:
" فإن حق الزوج على زوجته إن سألها نفسها وهي على ظهر قتب أن لا تمنعه نفسها، ومن حق الزوج على الزوجة أن لا تصوم تطوعاً إلا بإذنه، فإن فعلت؛ جاعت وعطشت، ولا تخرج من بيتها إلا باذنه، فإن فعلت؛ لعنتها ملائكة السماء وملائكة الرحمة وملائكة العذاب حتى ترجع ".
قالت: لا جرم لا أتزوج أبداً.
قال المنذري في " الترغيب " (3/ 101): " رواه الطبراني ".
وقال الهيثمي في " المجمع " (4/ 307): " رواه البزار، وفيه حسين بن قيس المعروف بحنش، وهو ضعيف، وقد وثقه حصين بن نمير، وبقية رجاله ثقات ".
قلت: بل هو متروك.
¥(41/15)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 03:40 م]ـ
عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
" إن المرأة إذا خرجت من بيتها وزوجها كاره ذلك؛ لعنها كل ملك في السماء، وكل شيء مرت عليه غير الجن والإنس، حتى ترجع ".
أخرجه الطبراني في " الأوسط " (513)، قال: حدثنا أحمد بن القاسم، قال حدثنا عيسى بن المساور، قال: حدثنا سويد بن عبدالعزيز، عن محمد بن زيد، عن عمرو بن دينار، به.
قال الطبراني: " لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار إلا محمد بن زيد، تفرد به سويد بن عبدالعزيز ".
وقال المنذري في " الترغيب " (3/ 102): " رواته ثقات إلا سويد بن عبدالعزيز ".
وقال الهيثمي في " المجمع " (4/ 313): " فيه سويد بن عبدالعزيز وهو متروك وقد وثقه دحيم وغيره، وبقية رجاله ثقات ".
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 06 - 04, 06:36 م]ـ
الحمد لله وكفى. وسلام على عباده الذين اصطفى. وبعد ..
الاقتصار على الأحاديث المذكوره، مع القطع بوضع بعضها وضعف بعضها، يوهم عدم ثبوت أحاديث صحاح فى النهى عن خروج المرأة فى غيبة زوجها، وهو المقصود بهذا السؤال.
وقد صحَّت أحاديث فى هذا المعنى، منها:
قال الإمام أحمد (6/ 19): حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ حدثنا حيوة ـ يعنى بن شريح ـ قال أخبرني أبو هانئ أن أبا علي عمرو بن مالك الجنبي حدثه فضالة بن عبيد عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((ثَلاثَةٌ لا تَسْأَلْ عَنْهُمْ: رَجُلٌ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ وَعَصَى إِمَامَهُ وَمَاتَ عَاصِيًا، وَأَمَةٌ أَوْ عَبْدٌ أَبَقَ فَمَاتَ، وَامْرَأَةٌ غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، قَدْ كَفَاهَا مُؤْنَةَ الدُّنْيَا فَتَبَرَّجَتْ بَعْدَهُ، فَلا تَسْأَلْ عَنْهُمْ. وَثَلاثَةٌ لا تَسْأَلْ عَنْهُمْ: رَجُلٌ نَازَعَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ رِدَاءَهُ، فَإِنَّ رِدَاءَهُ الْكِبْرِيَاءُ، وَإِزَارَهُ الْعِزَّةُ، وَرَجُلٌ شَكَّ فِي أَمْرِ اللهِ، وَالْقَنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ)).
وأخرجه كذلك البزار (9/ 204/3749)، وابن حبان (4559)، والطبرانى ((الكبير)) (18/ 306/789،788)، والحاكم (1/ 206)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (6/ 165/7797) جميعاً من طريق أبى عبد الرحمن المقرئ عن حيوة بن شريح به نحوه.
وتابعه عن أبى هانئ الخولانى: عبد الله بن وهب.
أخرجه البخارى ((الأدب المفرد)) (590)، وابن أبى عاصم ((السنة)) (89)، والطبرانى ((الكبير)) (18/ 307/790) من طرق عن ابن وهب عن أبى هانئ به نحوه.
قال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجا بجميع رواته، ولم يخرجاه، ولا أعرف له علة)).
قلت: هو كما قال صحيح رجاله كلهم ثقات، ولكن لم يحتج الشيخان بأبى على عمرو بن مالك الجنبى المرادى المصرى، وهو ثقة تابعى عداده فى كبار تابعى المصريين، ومن المكثرين فى الرواية عن فضالة بن عبيد. قال العباس بن محمد الدوري سمعت يحيى بن معين يقول: عمرو بن مالك الجنبي ثقة. وذكره العجلى فى ((معرفة الثقات)) (2/ 184)، وابن حبان فى ((الثقات)) (5/ 183).
(إيضاح) المقصود قوله ((وَامْرَأَةٌ غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، قَدْ كَفَاهَا مُؤْنَةَ الدُّنْيَا، فَتَبَرَّجَتْ بَعْدَهُ))، فقوله ((فَتَبَرَّجَتْ بَعْدَهُ)) تضمن معنى خروجها من بيت الزوج، إذ لا يقال للمرأة متبرجة وهى مخدَّرة فى بيتها، وقوله ((بَعْدَهُ)) تضمن معنى النشوز فى غيبة الزوج مع كفايته إيَّاها مؤنة المعايش. ولعل المراد من قوله ((لا تَسْأَلْ عَنْهُمْ)) التنفير منهم، لتلبسهم بما يوجب غضب الله وعقابه، ولهذا فسره المناوى فى ((فيض القدير)) بقوله: فإنهم من الهالكين.
(تنبيه) ننبه إلى ضرورة الاحتراز قدر المستطاع من الأخطاء الإملائية، ووجوب ملاحظة الأخوة المشرفين هذا، والتدخل فى تصحيحه، لإنه يشين بالمنتدى وأهله وأعضاءه، كما وقع فى السؤال بعاليه هذه الأخطاء:
[1] ((مهناه)) والصحيح ((معناه)).
[2] ((اذنه)) والصحيح ((إذنه)).
[3] ((ختى)) والصحيح ((حتى)).
[4] ((المراءة)) والصحيح ((المرأة)).
[5] ((استاذان)) والصحيح ((استئذان)).
¥(41/16)
[6] ((اسال)) والصحيح ((أسأل)).
فهذا الأخطاء فى هذه الأسطر القليلة، فكيف فى المقالات الطويلة!!.
والحمد لله أولاً وآخرا. وظاهراً وباطنا.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[13 - 06 - 04, 10:49 م]ـ
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[13 - 06 - 04, 10:53 م]ـ
الحمد لله، جزاكم الله خيرا أخانا وألفت نظركم إلى أن الأخ سأل عن أمرين:
الأول: عن صحة الحديث الذي وضعه.
الثاني: هل يثبت في هذا الباب شيء.
وأنا والأخ أبو المنهال أجبنا عن السؤال الأول ولم نقطع بعدم ورود شيء صحيح وإنما الذي جعلني لا أتطرق للأمر الثاني هو ضيق الوقت أولا وإسعاف الأخ السائل ثانيا.
وعلى العموم جزاك الله خيرا وهي نصيحة في موضعها إن شاء الله من حيث العموم، أما بالنسبة لموضوع السؤال فالحديث الذي تفضلتم بذكره - فيما أظن- لا يفي بالمعنى الذي سأل عنه الأخ إذ ليست كل من خرجت من بيت زوجها أو أي بيت يقال عنها تبرجت، صحيح أن أعلى درجات الحجاب القرار في البيت ولكن هذا لا يمنع من الخروج لحاجة فلا يقال لمن خرجت من بيتها أنها متبرجة، ثم إن الحديث فيمن غاب زوجها فلم تتستر وخرجت بلا داع كما هو واضح من قوله صلى الله عليه وسلم: (قَدْ كَفَاهَا مُؤْنَةَ الدُّنْيَا) فهل من خرجت وزوجها حاضر أو حتى غائب بدون إذنه وهي متسترة بكامل حجابها تدخل في هذا الوعيد؟ الظاهر والله أعلم لا وإن كانت قد تكون عاصية إن خالفت أمره السابق لها بعدم الخروج أما إن لم يكن سبق منه لها أمر أو غيره فهي غير داخلة في هذا الوعيد المذكور في الحديث الذي تفضلتم بذكره وهذا هو موضع سؤال الأخ على ما أظن والله أعلم.
ثم إنكم تفضلتم وقلتم قد صحت أحاديث ولم تذكروا إلا حديث ليس فيه دلالة على السؤال فهلا تفضلتم وذكرتم لنا هذه الأحاديث الصحيحة حتى نستفيد منها.
كذلك مما ينبغي أن يعلم أنه حتى لو لم يصح حديث خاص في المسألة إلا أن أدلة طاعة الزوج تقتضي طاعته مطلقا وعد عصيان أمره مالم يأمر بمعصية فإن أمرها بعدم الخروج وجب عليها طاعته بل إن طاعة زوجها أوجب عليها من طاعة والديها، قال شيخ الإسلام رحمه الله: (فصل قوله: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله} يقتضي وجوب طاعتها لزوجها مطلقا: من خدمة وسفر معه وتمكين له وغير ذلك كما دلت عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث " الجبل الأحمر " وفي " السجود " وغير ذلك ; كما تجب طاعة الأبوين ; فإن كل طاعة كانت للوالدين انتقلت إلى الزوج ; ولم يبق للأبوين عليها طاعة: تلك وجبت بالأرحام وهذه وجبت بالعهود كما سنقرر إن شاء الله هذين الأصلين العظيمين.) مجموع الفتاوى 32/ 260 - 261.
وسئل رحمه الله عن امرأة تزوجت وخرجت عن حكم والديها. فأيهما أفضل: برها لوالديها أو مطاوعة زوجها؟
فأجاب: الحمد لله رب العالمين. المرأة إذا تزوجت كان زوجها أملك بها من أبويها وطاعة زوجها عليها أوجب قال الله تعالى: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله} وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ; إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك}. وفي صحيح ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت} وفي الترمذي عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أيما امرأة ماتت وزوجها راض عنها دخلت الجنة} وقال الترمذي حديث حسن. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لو كنت آمرا لأحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها} أخرجه الترمذي وقال حديث حسن وأخرجه أبو داود ولفظه: {لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن لما جعل الله لهم عليهن من الحقوق} وفي المسند عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ; من عظم حقه عليها والذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تجري بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه} وفي المسند وسنن ابن ماجه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ولو
¥(41/17)
أن رجلا أمر امرأته أن تنقل من جبل أحمر إلى جبل أسود ومن جبل أسود إلى جبل أحمر: لكان لها أن تفعل} أي لكان حقها أن تفعل. وكذلك في المسند وسنن ابن ماجه وصحيح ابن حبان عن عبد الله بن أبي أوفى قال: {لما قدم معاذ من الشام سجد للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا يا معاذ؟ قال: أتيت الشام فوجدتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم فوددت في نفسي أن نفعل ذلك بك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تفعلوا ذلك فإني لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ; ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه} وعن طلق بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أيما رجل دعا زوجته لحاجته فلتأته ولو كانت على التنور} رواه أبو حاتم في صحيحه والترمذي وقال حديث حسن وفي الصحيح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبانا عليها: لعنتها الملائكة حتى تصبح}. والأحاديث في ذلك كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال زيد بن ثابت: الزوج سيد في كتاب الله وقرأ قوله تعالى: {وألفيا سيدها لدى الباب}. وقال عمر بن الخطاب: النكاح رق فلينظر أحدكم عند من يرق كريمته. وفي الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عندكم عوان} فالمرأة عند زوجها تشبه الرقيق والأسير فليس لها أن تخرج من منزله إلا بإذنه سواء أمرها أبوها أو أمها أو غير أبويها باتفاق الأئمة. وإذا أراد الرجل أن ينتقل إلى مكان آخر مع قيامه بما يجب عليه وحفظ حدود الله فيها ونهاها أبوها عن طاعته في ذلك: فعليها أن تطيع زوجها دون أبويها ; فإن الأبوين هما ظالمان ; ليس لها أن ينهياها عن طاعة مثل هذا الزوج وليس لها أن تطيع أمها فيما تأمرها به من الاختلاع منه أو مضاجرته حتى يطلقها: مثل أن تطالبه من النفقة والكسوة والصداق بما تطلبه ليطلقها فلا يحل لها أن تطيع واحدا من أبويها في طلاقه إذا كان متقيا لله فيها. ففي السنن الأربعة وصحيح ابن أبي حاتم عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة} وفي حديث آخر {المختلعات والمنتزعات هن المنافقات} وأما إذا أمرها أبواها أو أحدهما بما فيه طاعة الله: مثل المحافظة على الصلوات وصدق الحديث وأداء الأمانة ونهيها عن تبذير مالها وإضاعته ونحو ذلك مما أمر الله ورسوله أو نهاها الله ورسوله عنه: فعليها أن تطيعهما في ذلك ولو كان الأمر من غير أبويها. فكيف إذا كان من أبويها وإذا نهاها الزوج عما أمر الله أو أمرها بما نهى الله عنه: لم يكن لها أن تطيعه في ذلك ; فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق} بل المالك لو أمر مملوكه بما فيه معصية لله لم يجز له أن يطيعه في معصية فكيف يجوز أن تطيع المرأة زوجها أو أحد أبويها في معصية فإن الخير كله في طاعة الله ورسوله والشر كله في معصية الله ورسوله.
مجموع الفتاوى 32/ 261 - 264
وقال رحمه الله (والمرأة المتزوجة طاعتها لزوجها أفضل من طاعتها لأبويها ; بخلاف الأيمة فإنها مأمورة بطاعة أبويها.) 10/ 428.(41/18)
ما درجة هذا الحديث الذي ذكره شيخ الإسلام لو تكرمتم؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 07:45 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كما في مجموع فتاويه 5/ ... :
(قلت: وفي الحديث المشهور حديث محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، رواه أبو حاتم في [صحيحه] وقد رواه ـ أيضًا ـ الأئمة. قال: (إن الميت ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه. فإن كان مؤمنًا كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن يساره، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه. فيؤتى من عند رأسه فتقول الصلاة: ما قِبَلِي مدخل، ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يساره فتقول الزكاة: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس: ما قبلي مدخل، فيقال له: اجلس، فيجلس قد مثلت له الشمس، وقد دنت للغروب فيقال له: ما هذا الرجل الذي كان فيكم ما تقول فيه؟ فيقول: دعوني حتى أصلي؛ فيقولون: إنك ستفعل، أخبرنا عما / نسألك عنه. فقال: عم تسألوني؟ فيقولون: ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم، ما تشهد عليه به؟ فيقول: أشهد أنه رسول اللّه، وأنه جاء بالحق من عند اللّه، فيقال: على ذلك حييت، وعلى ذلك مت، وعلى ذلك تبعث إن شاء اللّه تعالى، ثم يفتح له باب من أبواب الجنة فيقال له: ذلك مقعدك منها، وما أعد اللّه لك فيها، فيزداد غِبْطَةً وسرورًا، ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له: ذلك مقعدك منها، وما أعد اللّه لك فيها لو عصيت ربك، فيزداد غبطة وسرورًا ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعًا، وينور له فيه، ويعاد جسده كما بدئ، وتجعل نسمته في نسم الطيب، وهي طير تَعْلُق [أي: ترعى وتأكل] في شجر الجنة).
فما درجة هذا الحديث وفقكم الله؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[13 - 06 - 04, 11:34 م]ـ
أخي أبا مجاهد وفقه الله
بحثت هذا الحديث قبل مدَّة ونشرته في الملتقى ثم طلبت من المشرفين حذفه
وتبين لي أن لفظة ((دعوني حتى أصلي))
شاذة من حديث جابر رضي الله عنه وهي عند ابن ماجة برقم 4272
أما من حديث أبي هريرة الذي ذكرته سلَّمك الله ففيها اختلاف طويل جمعت مادته ومصادره ولكني لم أحرره وهو مقيد عندي على أوراق لعلي أنشط للعودة لتحريره وإتمامه إن يسر الله ذلك
و أرجو أن تراجع كلام شيخ الاسلام في الفتاوي (4/ 328 _330)
وللشيخ الألباني رحمه الله كلام ناقش فيه ابن التين من أجل هذا الحديث في أحكام الجنائز ((باب ما يحرم عند القبور)) وساقه الشيخ وحسنه ص 272 (الحديث الرابع).
ولكن الحديث فيه اختلاف كثير
من حيث الوقف والرفع، ووجود هذه اللفظة وعدم وجودها
والله أعلم وأحكم
وإن أردت الكلام على حديث جابر أرسلته لك
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[14 - 06 - 04, 01:00 ص]ـ
هذا الحديث ذكره شيخ الإسلام رحمه الله في مواضع منها: 4/ 289 و 5/ 448
أخرجه الطبراني في معجمه الأوسط ج 3/ص 105/ح 2630
و ابن حبان في صحيحه ج7/ص383/ح3113، و الحاكم في مستدركه ج1/ص536/ح1403، و عبد الرزاق في مصنفه ج3/ص567/ح6703. وابن أبي شيبة3/ 56/ح12062 و الطبراني في معجمه الأوسط ج3/ص105/ح2630
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 3 - 51 - 52: رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 - 06 - 04, 01:03 م]ـ
جزاكما الله خيراً، وزادكما علماً وفقهاً وتقوى
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[14 - 06 - 04, 05:19 م]ـ
وإياكم أخانا الكريم
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 09, 02:36 م]ـ
الأخ المكرم خالد بن عمر:
نفع الله بكم
بحثت هذا الحديث قبل مدَّة ونشرته في الملتقى ثم طلبت من المشرفين حذفه
وتبين لي أن لفظة ((دعوني حتى أصلي))
شاذة من حديث جابر رضي الله عنه وهي عند ابن ماجة برقم 4272
أما من حديث أبي هريرة الذي ذكرته سلَّمك الله ففيها اختلاف طويل جمعت مادته ومصادره ولكني لم أحرره وهو مقيد عندي على أوراق لعلي أنشط للعودة لتحريره وإتمامه إن يسر الله ذلك
هل تم لكم تحرير البحث في الحديثين وما وجه شذوذ حديث جابر؟(41/19)
من أباطيل روايات الشيعة الإمامية ومناكيرها
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 06 - 04, 11:46 ص]ـ
من أباطيل روايات الشيعة الإمامية ومناكيرها
الحمد لله الذى رفع منار الحق وأوضحه. وخفض الكذب والزور وفضحه. وعصم شريعة الإسلام من التزييف والبهتان. وجعل الذكر الحكيم مصوناً من التبديل والتحريف والزيادة والنقصان. بما حفظه فى أوعية العلم وصدور أهل الحفظ والإتقان. وبما عظَّم من شأن الكذب على رسوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المبعوث بواضحات الصدق والبرهان. وبعد ...
من المجمع عليه عند جماهير الشيعة والرافضة؛ أن الكلينى أبا جعفر محمد بن يعقوب الرازى الشيعى، هو جهينة أخبارهم، وسابق مضمارهم، الذى لا يشق له غبار، ولا تعرف له كبوة ولا عثار. فهو عندهم إمام المحدثين والفقهاء، المقدَّم على سائر الأصحاب والنظراء، والمتفق على إمامته، والمجمع على جلالته. وكتابه ((الكافى)) على أكف قبولهم مرفوع العماد، وعليه معتمدهم بلا ريبة ولا عناد، يلوح فى أفقهم كالكوكب السارى، كما لاح فى أفق أهل السنة صحيح البخارى.
ومن عجبٍ، قد احتوى هذا السفر المعظَّم أخباراً كيف صدَّقها عقلاؤهم، وعمل بمقتضاها فقهاؤهم، وهى من المضحكات المبكيات، والأباطيل المنكرات، وقد نُسبت زوراً وبهتاناً إلى فضلاء آل البيت التقى، وسلالة الفرع الزكى.
وقد وجب، بادئ ذى بدء، أن نعرفك بوسائل الشيعة الإمامية إلى تحصيل وتصحيح المسائل الشرعية، أعنى الأصول التى يعتمدونها فى تصحيح الأخبار وقبولها.
قال البهاء العاملى فى رسالته التى ألفها فى دراية الحديث، والموسومة بـ ((الوجيزة)) (ص183): ((جميع أحاديثنا إلا ما ندر ينتهى إلى أئمتنا الاثنى عشرية عليه السلام، وهم ينتهون فيها إلى النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن علومهم مقتبسة من تلك المشكاة، وما تضمنه كتب الخاصة من الأحاديث المروية عن أئمتهم تزيد على ما فى الصحاح الست للعامة بكثير، كما يظهر لمن تتبع كتب الفريقين. وقد روى راوٍ واحدٌ، وهو أبان بن تغلب عن إمام واحد ـ أعنى الصادق عليه السلام ـ ثلاثين ألف حديث. وكان جمع قدماء محدِّثينا ما وصل إليهم من كلام أئمتنا فى أربعمائة كتاب تسمى الأصول. ثم تصدى جماعة من المتأخرين لجمع تلك الكتب وترتيبها، تقليلاً للانتشار، وتسهيلاً على طالبى تلك الأخبار، فألفوا كتباً مضبوطةً مهذبةً، مشتملة على الأسانيد المتصلة بأصحاب العصمة عليهم السلام، كـ ((الكافى)) و ((من لا يحضره الفقيه)) و ((التهذيب)) و ((الاستبصار)) و ((الأمالى)) و ((عيون الخبار)) اهـ.
وأقول: فقد بان بوضوح أنه ليس عندهم قاعدة معتمدة فى تصحيح أحاديثهم، إلا زعمهم أن علوم أئمتهم الاثنى عشرية مقتبسة من مشكاة النبوة بلا واسطة، فلا غرو إذن أن يحتجوا بالمنقطع والمعضل والمرسل!. وأعجب شئٍ فيما يعتمدونه من قواعد الجرح والتعديل: معرفة من ترد روايته ويحكم بفسقه وكفره، فهو على ما أصلَّه البهاء العاملى فى كتابه ((مشرق الشمسين)) حيث قال: ((المستفاد من كتب علمائنا المؤلفة فى الجرح والتعديل: أنَّ أصحابنا الإمامية كان اجتنابهم لمن كان من الشيعة على الحق أولاً، ثم أنكر إمامة بعض الأئمة فى أقصى المراتب، بل كانوا يحترزون عن مجالسهم والتكلم معهم، فضلاً عن أخذ الحديث عنهم، بل كان تظاهرهم بالعداوة لهم أشد من تظاهرهم بها للعامة، فإنهم كانوا يتاقون العامة ويجالسونهم، وينقلون عنهم، ويظهرون لهم أنهم منهم خوفاً من شوكتهم، لأن حكَّام الضلال منهم. وأما هؤلاء المخذولون، فلم يكن لأصحابنا الإمامية ضرورة داعية إلى أن يسلكوا معهم ذلك المنوال، وخصوصاً الواقفية، فإن الإمامية كانوا فى غاية الاجتناب لهم، وكانوا يسمونهم الممطورة، أى الكلاب التى أصابها المطر، وأئمتنا كانوا ينهون شيعتهم عن مجالستهم ومخالطتهم، ويأمرونهم بالدعاء عليهم فى الصلاة، ويقولون إنهم كفار مشركون زنادقة، وأنهم شر من النواصب، ومن خالطهم فهو منهم)).
¥(41/20)
وأقول: أرأيتك حكمهم بتكفير من لم يعتقد معتقدهم فى أئمتهم الاثنى عشرية، سواء من كان منهم ثم خالفهم، وهم الواقفية، ومن كان من غيرهم كأهل السنة، وهم النواصب، ومن خالط أيَّاً من الطائفتين، وهم العوام المقلدون.
والآن. إليك نتفاً من هاتيك البواطيل فى أعظم كتبهم، ومجمع علومهم، وهو كتاب ((الكافى)) للكلينى الرازى. ولا يغيبن عنك أنه: قد بان للناقد البصير كذبُها، وتبوأ مقعدَه من النيران كذَّابُها:
[كتاب النكاح]
باب: وجوب الغيرة على الرجال
(1) الكلينى بإسناده إلى إسحاق بن حريز عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ((إنَّ شيطاناً يقال له القفندر، إذ ضُرِبَ فى منزل الرجل أربعين صباحاًَ بالبربط، ودخل عليه الرجال، وضع ذلك الشيطانُ كلَّ عضوٍ منه على مثله من صاحبِ البيت، ثم نفخ فيه نفخةً، فلا يَغارُ بعد هذا، حتى تؤتى نساؤه فلا يَغار)).
باب: كراهة الكلام عند الجماع
(2) الكلينى بإسناده إلى جعفر بن محمد عن آبائه فى وصية النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعلى عليه السلام قال: ((يا على! كره الله لأمتى العبث فى الصلاة، والمنَّ فى الصدقة، وإتيان المساجد جنباً، والضحك بين القبور، والتطلع فى الدور، والنظر إلى فروج النساء أ لأنه يورث العمى، والكلام عند الجماع، لأنه يورث الخرس)).
باب: كراهة الجماع فى محاق الشهر وأوقات أخرى
(3) الكلينى بإسناده إلى سليمان بن جعفر الجعفرى عن أبى الحسن عليه السلام قال: ((من أتى أهله فى محاق الشهر، فليسلم لسقط الولد)).
(4) الكلينى بإسناده إلى عبد الرحمن بن سالم عن أبيه عن أبى جعفر عليه السلام: قلت له: هل يكره الجماع فى وقت من الأوقات وإن كان حلالاً؟، قال: ((نعم، ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ومن مغيب الشمس إلى مغيب الشفق، وفى اليوم الذى تنكسف فيه الشمس، وفى الليلة التى ينكسف فيها القمر، وفى الليلة واليوم اللذين يكون فيهما الريح السوداء أو الريح الحمراء، واليوم والليلة اللذين يكون فيهما الزلزلة، ولقد بات رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند بعض أزواجه فى ليلة انكسف فيها القمر، فلم يكن منه فى تللك الليلة ما يكون منه فى غيرها حتى أصبح، فقالت: يا رسول الله ألبغض كان هذا منك فى هذه الليلة؟، قال: لا، ولكن ظهرت هذه الآية، فكرهت أن أتلذذ وألهو فيها، وقد عيَّر الله أقواماً فقال ((وإن يروا كسفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحاب مركوم فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذى فيه يصعقون))، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: وأيم الله، لا يجامع أحد فى هذه الأوقات التى نهى عنها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد انتهى إليه الخبر، فيرزق ولداً، فيرى فى ولده ذلك ما يحب)).
(5) الكلينى بإسناده إلى أبى الحسن موسى عن أبيه عن جده: كان فيما أوصى به رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علياً عليه السلام: ((يا على لا تجامع أهلك فى أول ليلة من الهلال، ولا فى ليلة النصف، ولا فى آخر ليلة، فإنه يتخوف على ولد من يفعل ذلك الخبلُ، فقال علىٌّ عليه السلام: ولم ذلك يا رسول الله؟، فقال صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الجنَّ يكثرون غشيان نسائهم فى أول ليلة من الهلال، وليلة النصف، وفى آخر ليلة، أما رأيت المجنون يصرع فى أول الشهر، وفى وسطه، وفى آخره)).
[تنبيه وإيقاظ] فقارن هذا الوصايا المبتذلة، بما استفاض عند أهل السنة، من حياء الحشمة والوقار الذى كان عليه علىُّ رضى الله عنه، حتى استحيا أن يسأل رسولَ الله عن المذى، فسأل المقداد أن يسأل رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك. فقد أخرجه الشيخان فى ((الصحيحين)) من حديث مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ رضى الله عنه: كُنْتُ رَجُلاً مَذَّاءً، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: ((فِيهِ الْوُضُوءُ)).
(6) الكلينى بإسناده إلى مسمع بن سيَّار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أكره لأمَّتى أن يغشى الرجلُ أهلَه فى النصف من الشهر، أو فى غرَّة الهلال، فإنَّ مردة الجن والشياطين تغشى بنى آدم، فيجيئون ويخبلون، أما رأيتم المصاب يصرع فى النصف من الشهر، وعند غرَّة الهلال)).
(7) الكلينى بإسناده إلى أبى سعيد الخدرى فى وصية النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعلى عليه السلام قال: ((يا على لا تجامع أهلك فى آخر درجة إذ بقى يومان، فإنه إن قُضى بينكما ولد، يكون عشاراً، وعوناً للظالمين، ويكون هلاك فئام من الناس على يده)).
[تنبيه وإيقاظ] أرأيتك هذا الكذب المكشوف، أيصدر مثله عمن لا ينطق عن الهوى؟.
باب: كراهة انزال النساء الغرف وتعليمهن الكتابة وسورة يوسف
(8) الكلينى بإسناده إلى السكونى عن أبى عبد الله عليه السلام قال قال رسولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تنزلوا النساء الغرف، ولا تعلموهنَّ الكتابة، وعلموهنَّ المغزل، وسورة النور)).
(9) الكلينى بإسناده إلى يعقوب بن سالم رفعه قال قال أمبر المؤمنين عليه السلام: ((لا تعلموا نساءكم سورة يوسف، ولا تقرؤوهنَّ إيَّاها، فإن فيها الفتن، وعلموهنَّ سورة النور، فإنَّ فيها المواعظ)).
باب: استحباب معصية النساء ولو فى المعروف
(10) الكلينى بإسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ذكر رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النساء فقال: ((اعصوهنَّ فى المعروف؛ قبل أن يأمرنكم بالمنكر، وتعوذوا بالله من شرورهنَّ، وكونوا من خيارهن على حذر)).
[تنبيه] لفظة ((عليه السلام)) هكذا هى فى أصل كتاب ((الكافى))، وليس من تصرفى. فليتنبه!
وللحديث بقية، إن شاء الله تعالى.
¥(41/21)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[14 - 06 - 04, 12:49 م]ـ
إلى الشيخ الفاضل أبي محمد الألفي
إذا جاء في كتبهم (أبو عبد الله عليه السلام)، فهل نجزم بأن المقصود هو علي رضي الله عنه، أم قد يكون المقصود هو الحسين رضي الله عنه، أم غيرهما تدليسا وتعمية منهم؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[14 - 06 - 04, 02:05 م]ـ
بالنسبة لسؤال الأستاذ عصام فلعلي اجيب وإن كان موجهاً لأبي محمد شيخنا الفاضل ولكن لعموم الفائدة.
إذا اطلق "أبو عبد الله عليه السلام" في روايات الرافضة فهو يعني الإمام السادس عندهم وهو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم.
وهذا ما نص عليه غير واحد من كبارهم وعندي مخطوطة بعنوان رجال الشيعة وكتبهم للأردبيلي ـ المانيا رقم 12190هذه صورتها وهذا ما قاله
http://www.almanhaj.net/vb/attachment.php?postid=13090
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 06 - 04, 07:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا
فائدة
في مجموع الفتاوى لشيخ الاسلام ابن تيمية
(وقد ذكر أبو عبد الرحمن في [حقائق التفسير] عن جعفر بن محمد، وأمثاله من الأقوال المأثورة ما يعلم أهل المعرفة أنه كذب على جعفر بن محمد، فإن جعفرًا كذب عليه ما لم يكذب على أحد؛ لأنه كان فيه من العلم والدين، ما ميزه الله به، وكان هو وأبوه ـ أبو جعفر ـ وجده ـ على بن الحسين ـ من أعيان الأئمة علما ودينًا، ولم يجئ بعد جعفر مثله في أهل البيت. فصار كثير من أهل الزندقة والبدع ينسب مقالته إليه حتى أصحاب [رسائل إخوان الصفا] ينسبونها إليه، وهذه الرسائل صنفت بعد موته بأكثر من مائتي سنة، صنفت عند ظهور مذهب الإسماعيلية العبيديين، الذين بنوا القاهرة، وصنفت على مذهبهم الذي ركبوه من قول الفلاسفة اليونان، ومجوس الفرس، والشيعة من أهل القبلة، ولهذا قال العلماء: إن ظاهر مذهبهم الرفض، وباطنه الكفر المحض.
ونسبوا إلى جعفر أنه تكلم في تقدم المعرفة عن حوادث الكون: مثل اختلاج الأعضاء، والرعود، والبروق، والهفت، وغير ذلك مما نزه الله جعفرا وأئمة أهل بيته عن الكلام فيه. وهذا مبسوط في غير هذا الموضع.
انتهى
من النسخة الالكترونية
وفي موضع آخر
(وبهذا الحديث ونحوه من الأحاديث الصحيحة، استدل العلماء على أن كل ما يذكر عن على وأهل البيت، من أنهم اختصوا بعلم خصهم به النبي صلى الله عليه وسلم دون غيرهم كذب عليهم، مثل ما يذكر منه الجَفْر، والبطاقة، والجدول، وغير ذلك وما يأثره القرامطة الباطنية عنهم،
فإنه قد كذب على جعفر الصادق ـ رضي الله عنه ـ ما لم يكذب على غيره،
، وكذلك كذب على على ـ رضي الله عنه ـ وغيره من أئمة أهل البيت ـ رضي الله عنهم ـ كما قد بين هذا وبسط في غير هذا الموضع
)
انتهى
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 06 - 04, 01:07 ص]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه. الواقى من اتقاه. والصلاة والسلام على أشرف خلق الله. وبعد ..
الجواب عن: من الذى عنوه بهذه الكنية ((أبى عبد الله))؟، ما قاله الأخ الكريم ابن دحيان، فجزاه الله خيراً، لتيقظه ومتابعته لهذه المباحث التى تثور كثيراً فى أوساط أهل السنة اليوم، درءاً لفتنة التقارب بين أهل السنة والشيعة. وجعفر الصادق هو ابن محمد الباقر بن على زين العابدين بن حسين أحد السبطين بن على بن أبى طالب، وهو واسطة عقد الأئمة الاثنى عشرية، لكونه سادسهم. وسوف أذكر تراجم كثير من أئمتهم ورواة أصولهم فى أقصى طبقاتهم، إن شاء الله تعالى
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 06 - 04, 01:15 ص]ـ
الحمد لله المنعمِ فى عطائه. العدلِ فى قضائه. المجتثِّ للباطل من أصلِه. المُبغض للكذب وأهلِه. نحمده على ما عرَّفنا من دلائل ألوهيته. ونستهديه لما يرضيه عنا من فرائض عبوديته. ونسترفدُه العونَ لكشف شُبه الضلال ببيان الحكماء. وفضح بدع المبتدعين بلسان العلماء. ونستعصمه من الزيغ والبهتان. ونستغفره مما لا نتعمده من الخطأ والنسيان. ونسأله أن يصلى على محمَّدٍ إمام الحنفا. وعلى آله المستكملين الشُرَفا. وأصحابه أهلِ البر والوفا. وبعد ..
¥(41/22)
فإن أعلام أئمة السُّنَّة خفاقة منشورة. ورماحَ أدلتهم فى صدور أعدائهم مشهورة. فما برحتْ شبه ضلالاتهم مهزومةً مقهورة. ((يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره)). فأرونى إماماً من أئمة التشيع والرفض لم يجمجم فى المقال. ولم يقر فى دخيلة نفسه بما عليه أهل نحلته من الضلال. فكأنى بهم عند الجدال حمرٌ مستنفرة. فرَّت من قسورة. بل يريد كلُّ أمرئٍ منهم أن يؤتى صحفاً منشَّرة.
لقد صَدَأَتْ فهومُكُم وصُدَّتْ ... عن المثلى وقدْ وُجد الجِلاءُ
وأمرضَها فسادُ العقل منها ... مع التخليطِ وامتنعَ الشِّفاءُ
وما خفيتْ وجوهُ العلم لكنْ ... هَواكُمْ عمَّ أو غلبَ الشقاءُ
وأيضاً غرَّكمْ شيطانُ جهلٍ ... ألبَّ بكم وأفئدةٌ هواءُ
ودلاكم غُروراً فى هَواكم ... ويشهدُ أنَّه منكم براءُ
فداووا الدينَ من سفهٍ وجهلٍ ... فإن العلم والتقوى دواءُ
لقد ذكرنا آنفاً نتفاً مما احتواه كتاب ((الكافى)) لأبى جعفر الكلينى، هى عند التأمل من المضحكات المبكيات، والأباطيل المنكرات، وقد نُسبت زوراً وبهتاناً إلى فضلاء آل البيت التقى، وسلالة الفرع الزكى. وهذه تتمة لما سبق ذكره:
تابع [كتاب النكاح]
باب: استحباب الجماع ليالى الاثنين والثلاثاء والخميس والجمعة وأيام التشريق
(11) الكلينى بإسناده إلى أبى سعيد الخدرى فى وصية النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعلى عليه السلام قال: ((يا على! عليك بالجماع ليلة الاثنين، فإنه إن قضى بينكما ولد يكون حافظاً لكتاب الله راضياً بما قسم الله عزَّ وجلَّ، يا على! إن جامعت أهلك ليلة الثلاثاء، فقضى بينكما ولد، رُزق الشهادة بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ولا يعذبه الله مع المشركين، ويكون طيب النكهة والفم رحيم القلب سخى اليد طاهر اللسان من الكذب والغيبة والبهتان، يا على!، وإن جامعت أهلك ليلة الخميس فقضى بينكما ولد، فإنه يكون حاكماً من الحكام أو عالماً من العلماء، وإن جامعتها يوم الخميس عند زوال الشمس عن كبد السماء، فقضى بينكما ولد، فإن الشيطان لا يقربه حتى يشيب، ويكون قيَّماً ويرزقه الله السلامة فى الدين والدنيا، يا على! وإن جامعتها ليلة الجمعة، وكان بينكما ولد، فإنه يكون خطيباً قوَّالاً مفوَّهاً، وإن جامعتها يوم الجمعة بعد العصر، فقضى بينكما ولد، فإنه يكون معروفاً مشهوراً عالماً، وإن جامعتها ليلة الجمعة بعد العشاء الآخرة، فإنه يرجى أن يكون الولد من الأبدال)).
[بيان وإيضاح] والله ثم الله، إنها لوصية الكذب والزور والبهتان، قد برَّأ الله منها نبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وآل بيته الأطهار، وقد أبان كذبها، وفضح واضعها، ما تواتر واستفاض من شدة حياء النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا مجاهراً بمثل هذا السفه، بل كَانَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا.
باب: تحريم تزويج الناصب بالمؤمنة ـ يعنى الإمامية ـ، والناصبة بالمؤمن ـ يعنى الإمامى ـ
(12) الكلينى بإسناده إلى الفضيل بن يسار قال: قلت لأبى عبد الله عليه السلام: أزوِّج الناصب؟، قال: لا ولا كرامة، قال الفضيل: جُعلت فداك إنى لأقول لك هذا، ولو جاءنى بيت فلانٍ دراهم ما فعلت)).
(13) الكلينى بالإسناد السابق قال الفضيل لأيى عبد الله عليه السلام: إن لأمراتى أختاً عارفة على رأينا، وليس على رأينا بالبصرة إلا قليل، فأزوجها ممن لا يرى رأيها؟، قال: لا ولا نعمة، إن الله عز وجل يقول ((فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هنَّ حل لهم ولا هم يحلون لهن)).
(14) الكلينى بإسناده إلى الحلبى عن أبى عبد الله عليه السلام: أنه أتاه قوم من أهل خراسان، فقال لهم: تصافحون أهل بلادكم وتناكحوهم، أما إنكم إن صافحتموهم انقطعت عروة من عرى الإسلام، وإذا ناكحتموهم انهتك الحجاب بينكم وبين الله عزَّ وجلَّ.
(15) الكلينى بإسناده إلى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: تزوج اليهودية أفضل من أن تزوج الناصبى والناصبية.
¥(41/23)
[تنبيه وبيان] الناصبى عند الإمامية كل من خالفهم من أهل الإسلام على عقيدتهم وعباداتهم وأعرافهم، وهو عندهم أكفر من اليهود والنصارى والمجوس والصابئة، ألم تر كيف قالوا ((تزوج اليهودية أفضل من أن تزوج الناصبى والناصبية))!، وقد ورد التصريح بتكفير النواصب فيما أسنده الصدوق فى كتابه ((من لا يحضره الفقيه)) إلى الفضيل بن يسار قال: قلت لأبى جعفر عليه السلام: المرأة العارفة أزوجها الناصب؟، قال: لا، لأن الناصب كافر.
باب: ما ورد فى إباحة المتعة
(16) الكلينى بإسناده إلى زرارة بن أعين قال: جاء عبد الله بن عمير الليثى إلى أبى جعفر عليه السلام، فقال: ما تقول فى متعة النساء؟، قال: أحلَّها الله فى كتابه وعلى سنَّة نبيه، فهى حلال إلى يوم الفيامة، فقال: يا أبا جعفر! مثلك يقول هذا وقد حرَّمها عمر ونهى عنها!!، فإنى أعيذك بالله من أن تحلَّ شيئاً حرَّمه عمر، فقال: فأنت على قول صاحبك، وأنا على قول رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهلمَّ ألاعنك أن الحق ما قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأن الباطل ما قال صاحبك، فأقبل عبد الله بن عمير فقال: أيسرك أن نساءك وبناتك وأخواتك وبنات عمك يفعلون ذلك؟، قال: فأعرض عنه.
(17) الكلينى بإسناده إلى بشر بن حمزة عن رجل من قريش قال: بعثت إلى ابنة عمٍ لى تقول: قد عرفت كثرة من يخطبنى من الرجال، فلم أزوجهم نفسى، وما بعثت إليك رغبةً فى الرجال غير أنه بلغنى أنَّ الله أحلَّها فى كتابه وسنَّها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحرمها زفر، فأحببت أن أطيع الله عزَّ وجلَّ فوق عرشه وأطيع رسوله وأعصى زفر، فتزوَّجنى متعة، فقلت لها: حتى أدخل على أبى جعفر عليه السلام فأستشيره، فدخلت عليه، فقال: افعل صلَّى الله عليكما من زوج.
[بيان وإيضاح] ألم تر كيف يلاعنون على أمر ابتدعوه وأحلُّوه لأنفسهم، وقد حرَّمه رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى يوم القيامة، فلا تحل لأحدٍ كائناً من كان بعد تحريمه إيَّاها، والناقل لهذا التحريم بلا خلاف عند أهل السنة آل البيت الثقات الأثبات، فقد رواه عَبْدُ الله وَالْحَسَنُ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِي الله عَنْه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَعَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الإِنْسِيَّةِ. فانظر كيف أحالوا الحق باطلاً، ودانوا بالباطل ولاعنوا أهل الإيمان عليه، بل وجعلوه شعاراً لأهل نحلتهم، فأسندوا عن جعفر الصادق رضى الله عنه أنه قال: ((ليس منا من لم يستحل متعتنا)).
أرأيتك كيف زيَّن الشيطان لنسائهم سوء عملهم، فرأينه حسناً!. سبحانك هذا بهتان عظيم، وأفك أثيم.
باب: يجوز أن يتمتع بألف امرأة وإن كانت عنده أربع زوجات
(18) الكلينى بإسناده إلى زرارة بن أعين قال: قلت لأبى عبد الله عليه السلام: المتعة أهى من الأربع؟، قال: تزوج منهنَّ ألفاً، فإنهن مستأجرات.
باب: صيغة المتعة وما فيها من الشروط
(19) الكلينى بإسناده إلى أبان بن تغلب قال: قلت لأبى عبد الله عليه السلام: كيف أقول لها إذا دخلت عليها؟، قال: تقول: أتزوجك متعة على كتاب الله وسنَّة نبيه: لا وارثة ولا موروثة، كذا وكذا يوماً، وإن شئت كذا وكذا سنة، بكذا وكذا درهما، وتسمى من الأجل ما تراضيتما عليه، قليلاً كان أو كثيراً، فإذا قالت نعم، فقد رضيت، وهى امرأتك وأنت أولى الناس بها.
باب: حكم المرأة المتمتع بها فزوَّجها أهلُها رجلاً آخر
(20) الكلينى بإسناده إلى إسحاق بن عمار قال: قلت لأبى الحسن موسى عليه السلام: رجل تزوج امرأة متعة، ثم زوجها أهلها بغير إذنها علانية، كيف الحيلة؟، قال: لا تمكن زوجها من نفسها حتى ينقضى شرطها وعدتها، قلت: إن كان شرطها سنَّة ولا يصبر زوجها ولا أهلها سنة؟، فقال: فليتق الله زوجها الأول، وليتصدق عليها بالأيام، فإنها قد ابتليت والدار دار هدنة، المؤمنون فى تقية، قلت: فإن تصدق عليه بأيامها وانقضت عدَّتها كيف تصنع؟، قال: إذا خلا الرجل بها، فلتقل هى: يا هذا إن أهلى وثبوا علىَّ فزوَّجونى منك بغير أمرى، وإنى الآن قد رضيت، فاستأنف أنت الآن، فتزوَّجنى تزويجاً صحيحاً فيما بينى وبينك.
وللحديث بقية، إن شاء الله تعالى.
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[15 - 06 - 04, 01:19 ص]ـ
شيخى الفاضل أبا محمد جزاك الله خير أنت وجميع الأخوم المشاركون على هذا الموضوع القيم ....
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 06 - 04, 01:32 ص]ـ
الحمد لله وكفى. وسلام على عباده الذين اصطفى. وبعد ..
أخى الحبيب القريب الودود / أبو الأشبال.
لم أكد أفرغ من كتابة مقال اليوم، حتى فاجئتنى بتحياتك، وكأنى بك ضاحكاً مستبشراً كما عهدتك. فتقبل دعواتى. واعلم أن سابقى إلى هذه المبادرة أخونا الكريم ابن دحيان، فهو الذى استحثنى على الكتابة فى هذا الموضوع، وعساى أبلغ فيه المراد.
فحيَّاك الله بالخير. ووقاك المكروه والشر.
¥(41/24)
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[15 - 06 - 04, 01:43 ص]ـ
أخي الألفي حفظك الله ورعاك وجعل الجنة مأوانا ومأواك دعوة أرفعها لخالق الأرض والسموات.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 06 - 04, 01:55 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو الزهراء الشافعي
أخي الألفي حفظك الله ورعاك وجعل الجنة مأوانا ومأواك دعوة أرفعها لخالق الأرض والسموات.
الحمد لله وكفى. وسلام على عباده الذين اصطفى. وبعد ..
الأخ الودود / أبو الزهراء.
آمين. وبارك الله لك وفيك. أقدر حبك ومودتك. وأعلم أن الموضوع مما يثار كثيراً هذه الأيام، ولعل هذه المشاركات تشفى غليل المتعطشين لمعرفة المزيد عن أسرار الإمامية. نفعنا الله وإياكم بما علمنا.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[15 - 06 - 04, 10:32 ص]ـ
الأخوة الكرام
من باب اختصار الأوقات وبذل الجهود
فإن لدى العبد الفقير اغلب طوام هذه الفرقة"الرافضة" ومباحث واسعة في منهاجها ورجالها وكتبها وعقائدها وفقهها وخيانتها وغيرها مما كان حصيلة السنين وادخار مر الأيام وشذرات من نقاشات ومناظرات وحوارات.
فمن أحب مبحث ما أو سؤال ما فما عليه إلا الطرح وعلينا النضح.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 06 - 04, 08:42 م]ـ
الحمد لله نسترفدُه العونَ لكشف شُبه الضلال والبهتان. وفضح بدع المبتدعين السالكين سبل الشيطان. ونستعصمه من الزيغ والزلل. ونستغفره مما لا نتعمده من الخطأ والخطل. ونسأله أن يصلى على محمَّدٍ إمام الحنفا. وعلى آله المستكملين الشُرَفا. وأصحابه أهلِ البر والوفا. وبعد ..
من المجمع عليه بل من ضرورات دين الإسلام. أن الأمَّة لا تجتمع على ضلالة. فقد أعاذها البرُّ الرحيمُ من التردى فى مهاوى الجهالة. فهاكهم علماء الأمة. الذين درجوا فى درجات الإفادة وبلغوا القمة. وبزغوا فى كل قطرٍ ومصرٍ بزوغ الشمس. ونسخوا بمحكمات علومهم كل خطأٍ ولبس. وقضوْا بواضحات بيانهم حاجة كلِّ نفس. لا يخلو منهم زمان ولا مكان. لتقوم حججُ الله على خلقه إلى آخر الزمان. لا يفترون عن إظهار أمر الله وإعلاء كلمتِه. والدعوة إلى طاعة الرسول واتباع سنَّتِه، خدمةً تقوم بواجب الفرض. ويملأ ثناها ذات الطول والعرض.
فكم من ملحدٍ دلُّوه حتَّى ... أقرَّ بما تقول الأنبياءُ
وكم متفلسفٍ قد سفَّهوه ... فما لقديم فلسفة بقاء
وكم من رافضىٍّ أوروده ... مواردَ ما تصفو بها الرِّواءُ
وكم من مرجئٍ أو خارجىٍّ ... تبيَّن أن قولهما هُراءُ
أولئك عترتى ومحلُّ وُدِّى ... وقد يفضى إلى الشرف إنتماءُ
اللهم فاجمعنا بهم فى مستقر جنتك. وأسبغ عليهم وعلينا وافر رحمتك.
ومع سطوع شموس هذا الفضل العظيم. وتلقى جماهير الأمة له بالقبول والتسليم. فهاهو الكلينى يروى عن أهل شيعته من الرافضة ما يفخرون به من ضلالة إغوائها. وما يتعاوون به تعاوى الكلاب المتجاوبة فى عُوائها. من ثلْبِ فضائل علماء الأمة بدءاً بالصحابة الأخيار. ووصْفِ من رضى الله عنهم وأسكنهم جنَّاته بما لم يصفوا به الفساق والكفار. بل صرَّحوا بضلالهم وكفرهم. ونادوا على أنفسهم بالخزى والفضيحة بما أظهروا من كذبهم وبغيهم.
فهذه تخريجات أكاذيبهم عن أئمة الهداية. ودعاواهم الصارفة عن الحق إلى سبل الغواية:
[كتاب القضاء]
باب: وجوب الرجوع فى جميع الأحكام إلى الأئمة المعصومين
(21) الكلينى بإسناده إلى أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر الباقر عليه السلام قال: ((إن الله لم يجعل العلم جهلاً، ولم يكل أمره إلى أحدٍ من خلقه، لا إلى ملكٍ مقرَّب ولا نبىٍّ مرسل، ولكنه أرسل رسولاً من ملائكته، فقال له: قل كذا وكذا، فأمرهم بما يحبّ، ونهاهم عما يكره، فقصَّ عليهم أمر خلقه بعلمٍ، فعلَّم ذلك العلم، وعلَّم أنبيائه وأصفيائه من الأنبياء والأصفياء، ولولاة الأمر استنباط العلم وللهداة، فمن اعتصم بالفضل انتهى بعلمهم، ونجا بنصرتهم، ومن وضع ولاة أمر الله وأهل استنباط علمه فى غير الصفوة من بيوتات الأنبياء، فقد خالف أمر الله، وجعل الجهال ولاة أمر الله، والمتكلفين بغير هدىً من الله، وزعموا أنهم أهل استنباط علم الله، فقد كذبوا على الله ورسوله، ورغبوا عن وصيِّه وطاعته، ولم يضعوا فضل الله حيث وضعه الله، فضلوا وأضلُّوا أتباعهم، ولم يكن لهم حجة يوم القيامة. وقال أبو جعفرعليه السلام فى
¥(41/25)
قوله تعالى ((فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين))، فإنه وكَّل بالفضل من أهل بيته والإخوان والذريَّة، فإن يكفر بها أمُّتك، فقد وكَّلتُ أهلَ بيتك بالإيمان الذى أرسلتُك به، لا يكفرون به أبداً، وهم علماءُ أمتك، وولاة أمرى بعدك، وأهلُ استنباط العلم الذى لا ليس فيه كذب، ولا أثم، ولا زور، ولا بطر، ولا رياء. قال أبو جعفر عليه السلام: فاعتبروا أيها الناس فيما قلتُ، حيث وضع الله ولايتَه، وطاعتَه، ومودَّته، واستنباطَ علمه وحججه، فإيَّاه فتقبلوا، وبه فاستمسكوا، تنجوا، وتكون لكم الحجة يوم القيامة، لا تصلوا إلى ولاية الله إلا بهم، فمن فعل ذلك كان حقاً على الله أن يكرمَه ولا يعذبه، ومن يأتى الله بغير ما أمره كان حقاً على الله أن يذلَّه وأن يعذبَّه)).
ورواه كذلك الصدوق رئيس المحدثين فى ((إكمال الدين)) بإسناده إلى الثمالى عن أبى جعفر الباقر بنحوه.
[تنبيه وإيقاظ] أرأيتك هذا الميثاقَ الغليظ، الذى يعتبرونه العروة الوثقى، والدين الأسمى، وهو ميثاق الكذب، والتزوير، والتضليل، والتكفير. أرأيتك كيف يعتقدون فيمن سواهم ممن ليسوا على نحلتهم، واعتقاداتهم من جماهير علماء أمَّة الإسلام. فالجميع عندهم كُفَّار وأهل ضلالٍ، ليسوا على شئٍ من أمر الله ولا ولايته، ولا يدينون دين الحق، قد ضلوا وأضلُّوا أتباعهم، واستحقوا النصيب الأوفى من قول الله جلَّ ذكره ((فإن يكفر بها هؤلاء))!. فلا غرو إذن أن كفَّروا ولعنوا جمهور الصحابة رضوان الله عليهم، ورأسهم إماما الهدى: أبو بكر وعمر، إلا بضعة عشر نفراً ممن ناصروا علياً رضى الله عنه وآزروه، كعمار بن ياسر، وسلمان الفارسى، وأبى الدرداء، وجابر بن عبد الله، وأبى سعيد الخدرى، وزيد بن أرقم ونحوهم!.
أرأيتك اعتقادَهم: أين وضع الله ولايته، وطاعته، ومودَّته، واستنباط علمه وحججه؟!. فالخلق كلهم هالكون، ولا نجاة لأحدٍ إلا لمن تمسَّك بولاية الأئمة المعصومين، ولزم طريق محبتهم وطاعتهم، ((فأؤلئك على هدى من ربهم وأؤلئك هم المفلحون))!.
ومن عجبٍ، نسبةُ هذا الهراء والتزوير والتلفيق إلى الإمام التقى، والحجة الثبت السخى؛ ذى المناقب الوفيرة، والمكارم الأثيرة، أبى جعفر محمد بن على الباقر رضى الله عنه. ألا قد كذب الثمالى ثابت بن أبى صفية، ولله در عبد الله بن المبارك، فقد دفع إليه الثمالى بصحيفه فيها حديث ذم عثمان بن عفان رضى الله عنه، فردَّ الصحيفة على الجارية، وقال: قولي له: قبَّحك الله، وقبَّح صحيفتك. آمين
وهاهو على بن محمد الخزاز، يروى فى كتابه ((الكفاية)) بإسناد الكذب عن يحيى بن مسلم البكا عن على رضى الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ستفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية، والباقون هالكون، والناجون الذين يتمسكون بولايتكم، ويقتبسون من علمكم، ولا يعملون برأيهم، فأؤلئك ما عليهم من سبيل))!.
(22) الكلينى بإسناده إلى أبى بصير المرادى عن أبى عبد الله عليه السلام فى قول الله عزَّ وجلَّ ((وإنه لذكرٌ لك ولقومك وسوف تسئلون)): فرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذكر، وأهل بيته المسئولون، وهم أهل الذكر.
(23) الكلينى بإسناده إلى عبد الله بن عجلان عن أبى جعفر عليه السلام فى قول الله عزَّ وجلَّ ((فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا الذكر، والأئمة أهل الذكر، وقوله عزَّ وجلَّ ((وإنه لذكرٌ لك ولقومك وسوف تسئلون))، قال أبو جعفر عليه السلام: نحن قومه، ونحن المسئولون.
(24) الكلينى بإسناده إلى ابن أبى أذينة عن غير واحد عن أحدهما عليهما السلام قال: ((لا يكون العبد مؤمناً، حتَّى يعرف الله ورسوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والأئمة كلهم، وإمام زمانه، ويرد إليه، ويسلِّم له)).
[إيضاح] قوله ((عن أحدهما)) فى أسانيد الرافضة يعنى: أبا جعفر الباقر، أو أبا عبد الله الصادق رضى الله عنهما. ألم تر كيف جعلوا معرفة الأئمة المعصومين، وإمامهم المفقود الذى لا شوكة له ولا نفوذ، ركناً من أركان الإيمان. تلك أمانيهم، ((قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين))!!.
(25) الكلينى بإسناده إلى أبى عبيدة الحذاء عن أبى جعفر عليه السلام فى حديث الاستطاعة قال: ((الناس كلهم مختلفون فى إصابة القول، وكلهم هالك، قلت: إلا من رحم ربُّك، قال: هم شيعتنا، ولرحمته تعالى خلقهم، وهو قوله تعالى ((ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربُّك ولذلك خلقهم)) يقول: لطاعة الإمام الرحمة التى يقول ((ورحمتى وسعت كل شئٍ)) يقول: علم الإمام الذى وسع علمه الذى هو من علمه كل شئٍ، وهم شيعتنا. إلى أن قال ((يحل لهم الطيبات)) يعنى أخذ العلم من أهله، ((ويحرم عليهم الخبائث)) يعنى قول من خالفهم)).
[إيقاظ] أرأيت تحريفاً للكلم عن مواضعه؛ كهذا التزوير والتزييف؟، أرأيت شركاً بالله وألوهيته وربوبيته؛ كهذا الباطل والمحال؟. أرأيت تأويلاً لرحمة الله السابغة التامَّة العامَّة التى وسعت كلَّ شئٍ، كهذا الشرك الصراح؟. ألم تعلم لأى شئٍ خلق الله الخلق كلَّهم، أليس لتحقيق قوله تعالى ((وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون))؟. وهاهى عصابة التحريف والتبديل، زعمت أن الخلق إنما خلقوا لطاعة البشر أمثالهم، وأن أئمتهم بمقام الألوهية والربوبية والقيومية.
سبحانك ربنا، لا إله إلا أنت، ولا ربَّ سواك، أصبحنا وأمسينا نُشهدُك أنتَ وملائكتَك وجميعَ خلقك؛ أنك أنت الله لا إله إلا أنت، فثبت على الإيمان قلوبنا، وتوفنا مسلمين، وألحقنا بعبادك الصالحين. آمين آمين.
¥(41/26)
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 05:02 م]ـ
الشيخ الكريم بارك الله فيك
ـ[د/ألفا]ــــــــ[21 - 09 - 10, 09:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[22 - 09 - 10, 12:04 م]ـ
من أعظم ما رأيت في روايات هؤلاء و قف له شعري:
ما أخرجه كبير دجاجلتهم ابن المعلم المعروف بالشيخ المفيد في كتاب الاختصاص له من طريق أحمد بن عبد الله - وهذا لعله لم يخلق بعد - حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا حماد بن سلمة عن الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود رضي الله عنه:
انه أتى بيت فاطمة رضي الله عنها فسألها أين بعلك؟ فقالت: صعد به جبرائيل إلى السماء فقال: فيماذا؟ فقالت: إن نفراً من الملائكة تشاجروا في شيئ فسألوا الله حكماً من الآدميين فأوحى إليهم أن اختاروا علي بن أبي طالب. اهـ
فقبح الله من افترى هذا الإفك المبين و الإسناد مركب لا شك فيه لمن شم رائحة الأسانيد.
ـ[عبد الرحمن بن أبي جمرة]ــــــــ[22 - 09 - 10, 03:23 م]ـ
فضيلة الشيخ المكرم أبا محمد الألفي ... جزاك الله خيرا على هذه الدرر الغالية، والفوائد الطيبة، و أنا باحث ماجستير في الأزهر وموضوعي تأثر الشيعة الإمامية بالمعتزلة، وفي طيات نقاط البحث نقد مرويات الشيعة التي يستدلون بها على عقائدهم الاعتزالية الباطلة بما بنسبونه إلى أهل البيت.
و أود التواصل معكم للسؤال عن حال بعض أسانيدهم ورجالهم.
jamra1@windowslive.com(41/27)
هل معنى عدم صحة الأحاديث الواردة في الأذان في أذن المولود عدم جواز فعله؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[14 - 06 - 04, 07:31 م]ـ
هل معنى عدم صحة الأحاديث الواردة في الأذان في أذن المولود عدم جواز فعله؟ وما قولكم في من يرى جواز فعل ذلك من باب أن يكون أول شيء يطرق سمع الصبي هو توحيد الله؟
وهل من تذكير بما صح من السنن في استقبال المولود؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[14 - 06 - 04, 11:25 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،،،
فأصح ما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، حديث أبي رافع قال: " رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة ".
أخرجه أحمد في " مسنده " (6/ 9 و 391 و 392)، وأبوداود في " سننه " (5015)، والترمذي في "سننه " (1514)، وعبدالرزاق في " مصنفه " (4/ 336 / 7986) - ومن طريقه الطبراني في " المعجم الكبير " (1/ 315 / 931) و (3/ 30 / 2578)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (9/ 305) -، والبزار في " البحر الزخار " (9/ 325 / 3879)، والروياني في " مسنده " (682)، وابن حبان في " المجروحين " (2/ 128)، والحاكم في " المستدرك " (3/ 179)، والطبراني في " المعجم الكبير " (1/ 315 / 931) و (3/ 30 / 2578)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (9/ 305)، وفي " شعب الإيمان " (6/ 389 / 8617 و 8618).
كلهم من طرق عن سفيان، عن عاصم بن عبيدالله، عن عبيدالله بن أبي رافع، عن أبيه، مرفوعاً، مثله.
قال الترمذي: " حديث حسن صحيح "!
وقال الحاكم: " حديث صحيح الإسناد "!
فتعقبه الذهبي بقوله: " عاصم ضعيف ".
قلت: وهو كما قال الذهبي ولكن للحديث شاهد من حديث ابن عباس، أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (6/ 390 / 8620)
من طريق محمد بن يونس، نا الحسن بن عمر بن سيف السدوسي، نا القاسم بن مطيب، عن منصور بن صفية، عن أبي معبد، عن ابن عباس، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أذن في أذن الحسن بن علي يوم ولد، فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في أذنه اليسرى ".
قال البيهقي: " إسناده ضعيف ".
قلت: بل ضعيف جداً إن لم يكن موضوعاً؛ فإن محمد بن يونس متهم بوضع الحديث، والقاسم بن مطيب فيه لين.
فتحسين الحديث بهذا الشاهد ليس بحسن، والله أعلم.
ولكن يُفعل ذلك، فقد ورد عن السلف أثار في ذلك مما يدل على استحبابه.
والحمد لله رب العالمين.
وكتب / أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[14 - 06 - 04, 11:37 م]ـ
وأما بخصوص السؤال الثاني فلعلك تراجع " تحفة المودود بأحكام المولود " لابن القيم فهو كتاب جامع ماتع، وقد اهتم بتحقيقه، وطبع طبعات جيدة.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[15 - 06 - 04, 02:26 ص]ـ
الأخ أبو المنهال وفقه الله
الأخ لايسأل عن صحة الحديث وقد بين الإخوة في الملتقى ضعف هذا الحديث مرارا ولكنه يسأل عن العمل هل يقوم به مع ضعف الحديث؟
فليتك تترك الاطالة! وتبين المطلوب
وبعدين انت ذكرت ان هناك آثار عن السلف وهذا غير صحيح فلايوجد آثار عن السلف في هذا الأمر فتمهل هداك الله
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[15 - 06 - 04, 07:52 ص]ـ
الذي جعلني أقوم بتحقيق الحديث هو أنني كنت أظن أن الحديث حسن لغيره تبعاً لما ذكره الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في " الإرواء " (4/ 400، 401)، فعندما رأيت أن الأمر خلاف ذلك أردت أن أبين، ولم أكن أعرف أن الإخوة قاموا بتحقيق هذا الحديث من قبل.
وأما الآثار عن السلف، فقد روي عن عمر بن عبدالعزيز والحسن البصري.
ولكن بعد البحث، وجدت أن أثر عمر بن عبدالعزيز ضعيف جداً، وأما أثر الحسن فلم أقف عليه.
رواه عبدارزاق في " مصنفه " (4/ 336 / 7985) عن ابن أبي يحيى، عن عبدالله بن أبي بكر، أن عمر بن عبد العزيز كان إذا ولد له ولد أخذه كما هو في خرقته، فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، وسماه مكانه.
وابن أبي يحيى هذا متروك.
فادعاء عدم وجود آثار عن السلف في هذا الأمر ليس بصحيح، نعم تبين لي أن هذه الآثار لا تقوم بها حجة، ولكنها وردت.
فيتبين لي الآن عدم مشروعية ذلك؛ لأن أحاديث الباب ضعيفة، والراجح عدم العمل بالحديث الضعيف خلافاً للجمهور، وهو قول ابن معين وابن حزم وابن العربي المالكي واختيار ابن تيمية وكذا الألباني وابن عثيمين، وأما من أخذ بالعمل به في فضائل الأعمال فيرى استحباب ذلك.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[15 - 06 - 04, 01:48 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أبا المنهال
جزاك الله خيرا , ويبدو أن ثمت آثار أخرى لا أدري أين دونتُها.
.................
أخي الحبيب عبدالله بن خميس
النفي المطلق دليل على العلم التام
¥(41/28)
ـ[حارث همام]ــــــــ[15 - 06 - 04, 06:40 م]ـ
فالأذان عبادة، بل هو عبادة خاصة فليس من جملة الذكر المطلق الذي قيد في محل بغير مقيد.
ولهذا فإن فعله بدعة ظاهرة بل إن في تقرير جوازه بفعل بعض سلفنا الصالح رحمة الله عليهم وإن صح عن بعضهم -وهذا لا أعلمه- محل نظر يناقش من ذهب إليه.
فالأصل في العبادات التوقيف، ومصادر التلقي والتشريع أسهب أهل العلم في بيانها، والله أعلم.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[15 - 06 - 04, 09:39 م]ـ
وقد سمعت الشيخ سليمان العلوان - حفظه الله - ذكر في شرح البخاري أن الأذان بدعة وكذلك الإقامة.
وأما من يرى صحة الحديث فله أن يعمل به.
ـ[الياسي]ــــــــ[16 - 06 - 04, 01:56 م]ـ
الشيخ الألباني تراجع عن تصحيح الحديث (الأذان والأقامة) في الضعيفة.
ـ[عثمان]ــــــــ[20 - 06 - 04, 03:02 ص]ـ
يقول د. الشيخ عائض القرني في كتابه: بيت أسس على التقوى فصل أحكام المولود ص 96:
{{الأذان في أذن الولود، فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم في سنن أبي داود: ((أنه أذن في أذن الحسن)).
أخرجه أحمد برقم (26788) وابو داود برقم (5100) والترمذي برقم (1517) وانظر المشكاة برقم (4157).
والحكمة أن ينشأ الطفل على (لا إله إلا الله) وهو صغير ويكون أول ما يطرق أذنه (لا إله إلا الله).
أما الإقامة فلم تر إلا من فعل عمر بن عبدالعزيز رحمه الله فأنت تؤذن فقط أما الإقامة فلا}}.
فما قولكم في قول د. القرني؟
ـ[عمر ابو عبد الله]ــــــــ[20 - 06 - 04, 12:47 م]ـ
يفهم من صنيع بعض العلماء
في بعض الااحكام اذا ضعف الحديث فيها وكان يدل على الوجوب ينزل الحكم الى الاستحباب وكان ابن القيم يذكر هذا في بعض كتبه
فهل وقف احدكم على مما ذكرت ارجوا الافاده
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[20 - 06 - 04, 11:52 م]ـ
السلام عليكم
للفائدة .. حدثنا الحويني , قال:
((لا يصح في هذا الباب _ الأذان أو الاقامة في أذن المولود _ حديث قط , و لا يجوز هذا الفعل اذ أنه ليس من السنة)).
و الحمد لله
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[02 - 08 - 04, 01:35 ص]ـ
أثر الحسن لم أره عنه مسنداً، وقال الشوكاني في ((نيل الأوطار)) (5/ 196): ((وحكى في البحر استحباب ذلك عن الحسن البصري)).
ولي في هذا الحديث جزء سميته: ((عون المعبود)) فرغت من تبيضه منذ مدة، وسيطبع قريباً إن شاء الله.
وأما قولي: ((والراجح عدم العمل بالحديث الضعيف خلافاً للجمهور، وهو قول ابن معين وابن حزم وابن العربي المالكي واختيار ابن تيمية وكذا الألباني وابن عثيمين، وأما من أخذ بالعمل به في فضائل الأعمال فيرى استحباب ذلك)).
ففيه تنبيهات:
1 - أن هذا ليس قول شيخ الإسلام، فإن له قول وسط في المسألة، يرده كلام الشوكاني.
2 - وكذا ليس قول الشيخ ابن عثيمين، والذي أوقعني في ذلك أن فوزي بن عبد الله نسبه إليه في ((تخريج الأربعين النووية)) (ص 27)، وعندي في ذلك نظر؛ فالذي يظهر من صنيع الشيخ في ((الشرح الممتع)) خلافه، ولينظر على سبيل المثال (4/ 353، 354 – ط: آسام).
3 - ويضاف إلى من ذكرت الشوكاني وأحمد شاكر.
وتفصيل ذلك في المبحث الأول من الجزء المذكور.
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[02 - 08 - 04, 04:43 ص]ـ
وفقك الله يا أبا المنهال لكل خير
و لكن متى سيطبع هذا الجزء ان شاء الله
و جزاك الله خيرا
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[02 - 08 - 04, 07:52 ص]ـ
يفهم من صنيع بعض العلماء
في بعض الااحكام اذا ضعف الحديث فيها وكان يدل على الوجوب ينزل الحكم الى الاستحباب وكان ابن القيم يذكر هذا في بعض كتبه
فهل وقف احدكم على مما ذكرت ارجوا الافاده
راجع الشرح الممتع ج 4 / ص 353 - 354(41/29)
طلب تخريج (مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما).
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[15 - 06 - 04, 02:13 ص]ـ
هذا حديث أخرجه الترمذي وحسنه هل لديكم تخريج أخوتي لهذا الحديث.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[15 - 06 - 04, 02:39 ص]ـ
هذا أخي تخريجه
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ مَرَّ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِعْبٍ فِيهِ عُيَيْنَةٌ مِنْ مَاءٍ عَذْبَةٌ فَأَعْجَبَتْهُ لِطِيبِهَا فَقَالَ لَوْ اعْتَزَلْتُ النَّاسَ فَأَقَمْتُ فِي هَذَا الشِّعْبِ وَلَنْ أَفْعَلَ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ مُقَامَ أَحَدِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ سَبْعِينَ عَامًا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ الْجَنَّةَ اغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَوَاقَ نَاقَةٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
أخرجه الترمذي في سننه ج 4/ص 181/ح 1650، و الإمام أحمد في مسنده ح9407و10407. و الحاكم في مستدركه ج2/ص78/ح2382 وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. و البيهقي في سننه الكبرى ج9/ص161/ح18284 وفي شعب الإيمان 4/ 15. وذكره قال الحافظ فى " الفتح " في شرح حديث البخاري رقم 2786 وقال: حسنه الترمذى و صححه الحاكم.
وقال الحافظ الهيثمي في "المجمع":" رواه البزار ورجاله ثقات".
وأورده الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" 2/ 603 رقم 902 بلفظ: " مقام أحدكم في سبيل الله خير من صلاة ستين عاما خاليا , ألا تحبون أن يغفر الله لكم و يدخلكم الجنة ? اغزوا في سبيل الله , من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة ". وقال:
رواه الترمذي (3/ 14) و الحاكم (2/ 68) و البيهقي (9/ 160) و أحمد (2
/ 524) و من طريقه عبد الغني المقدسي في " السنة " (249/ 2) عن هشام بن سعد
عن سعيد بن أبي هلال عن ابن أبي ذباب عن # أبي هريرة #. أن رجلا من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم مر بشعب فيه عينة ماء عذب , و أعجبه طيبه , فقال لو
أقمت في هذا الشعب و اعتزلت الناس , و لا أفعل حتى استأمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم , فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: " لا تفعل فإن مقام ...
! " الحديث. و قال المقدسي: " هذا إسناد صحيح ". و قال الحاكم: " صحيح على
شرط مسلم "! و وافقه الذهبي!
قلت: و هشام بن سعد , فيه كلام من قبل حفظه , فهو حسن الحديث , و لكنه ليس على
شرط مسلم , لأنه إنما أخرج له في الشواهد كما قال الحاكم نفسه , و نقل هذا
القول ذاته في " الميزان " عنه! و كأنه لذلك قال الترمذي. " حديث حسن ".
لكن الحديث صحيح لغيره , فإن له شاهدا من حديث أبي أمامة قال: " خرجنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم ... " الحديث نحوه دون قوله: " ألا تحبون ... ".
أخرجه أحمد (5/ 266) بسند ضعيف. و طرفه الأول منه أعني: " مقام أحدكم .. "
. أخرجه الدارمي (2/ 202) و عنه الحاكم (2/ 68) و كذا ابن عساكر في "
الأربعين في الجهاد " (رقم الحديث 13 - نسختي) و البيهقي (9/ 161) من طريق
عبد الله بن صالح حدثني يحيى بن أيوب عن هشام عن الحسن عن عمران بن حصين أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. و قال الحاكم: " صحيح على شرط
البخاري " و وافقه الذهبي! و قال ابن عساكر. " هذا حديث حسن ".
قلت: الحسن في سماعه من عمران خلاف , ثم هو مدلس و قد عنعنه , و عبد الله بن
صالح , و إن كان من شيوخ البخاري ففيه ضعف من قبل حفظه. و قوله " من قاتل ...
". أخرجه أصحاب السنن و غيرهم من حديث معاذ و صححه ابن حبان و الحاكم و بعض
طرقه صحيحة , و قد خرجته في التعليق على " الترغيب " (2/ 169).
ثم وجدت لابن صالح متابعا , أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (ص 30) و الخطيب في
" التاريخ " (10/ 295) من طريق يحيى بن سليم قال حدثنا إسماعيل بن عبيد الله
بن سلمان المكي قال: حدثنا الحسن به.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[15 - 06 - 04, 04:02 ص]ـ
بارك الله فيك(41/30)
آثار لا تصح في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر (دعوة للمشاركة)
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[15 - 06 - 04, 09:47 م]ـ
هناك الكثير من الأحاديث و الآثار الضعيفة و لكنها منتشرة في اوساط الناس بل الدعاة و الوعاظ، و لذا فإني ادعو جميع الإخوة و المشايخ في المنتدى للمشاركة في هذا الموضوع و ذلك بإيراد الضعيف و الموضوع من حديث أو أثر او قصة مشهورة في باب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر او في باب النصيحة او في باب الدعوة إلى الخير و ما شا بهها، و ما ثبت في الصحيح فيه الغنية و الكفاية.
نعم قد يوجد حديث سنده ضعيفا لكن قد يكون المعنى صحيحا بما صح في الباب او بغيره من العمومات الاخرى، على كل أرجو من الإخوة الإدلاء بدلائهم.
و لعلي أبدأ إن شاء الله بما لدي
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[15 - 06 - 04, 09:51 م]ـ
الحديث الأول:
(ما بال أقوام لا يفقهون جيرانهم، ولا يعلمونهم، ولا يعظونهم، ولا يأمرونهم، ولا ينهونهم؟! وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم، ولا يتفقهون! ولا يتعظون؟! والله ليعلمن قوم جيرانهم، ويفقهونهم، ويعظونهم، ويأمرونهم، وينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم، ويتفقهون، ويتعظون، أو لأعاجلنهم العقوبة. ثم نزل.فقال قوم: من ترونه عني بهؤلاء؟ قال: الأشعريين، هم قوم فقهاء، ولهم جيران جفاة من أهل المياه والأعراب فبلغ ذلك الأشعريين، فأتوا رسول الله فقالوا: يا رسول الله! ذكرت قوما بخير، وذكرتنا بشر، فما بالنا؟ فقال: ليعلمن قوم جيرانهم وليعظنهم، وليأمرنهم، ولينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتعظون ويتفقهون، أو لأعاجلنهم العقوبة في الدنيا. فقالوا: يا رسول الله! أنفطن غيرنا؟ فأعاد قوله عليهم، فأعادوا قولهم: أنفطن غيرنا؟ فقال ذلك أيضا. فقالوا: أمهلنا سنة، فأمهلهم سنة، ليفقهونهم، ويعلمونهم، ويعظونهم. ثم قرأ رسول الله هذه الآية {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم} الآية.)
ضعيف الترغيب للشيخ الألباني برقم 97
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[15 - 06 - 04, 09:52 م]ـ
الحديث الثاني:
(إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال: لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم إلى قوله فاسقون ثم قال: كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم. هذا لفظ أبي داود ولفظ الترمذي لما وقعت بنوا إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسوهم في مجالسهم وواكلوهم وشاربوهم فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان متكئا فقال: لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطرا.)
ضعفه الألباني أيضا في تحقيقه لرياض الصالحين ص 201
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[20 - 06 - 04, 09:02 م]ـ
الحديث الثالث (قصة)
أن ملكا أمر ان يخسف بقرية فقال يارب إن فيها فلانا العابد فأوحى الله عز وجل: ان به فابدأ فإنه لم يتمعر وجهه في ساعة قط.
و ذكر ابن عبدالبر عن أبي هزان قال بعث الله عز وجل ملكين غلى قريه: ان دمراها بمن فيها فوجدا رجلا قائما يصلي في مسجد فقالا: يا رب غن فيها عبدك فلانا يصلي فقال الله عز وجل: دمراها و دمراه معهم فغنه ما تمعر وجهه في قط
قال الشيخ علي حسن الحلبي في تحقيقه للداء والدواء بعد ذكر هذه القصة:
كلها معاضيل لا تصح، و انظر لمعرفة أبي هزان: الاستغنى في الكنى 2/ 981، نعم روي مثل ذلك عن جابر مرفوعا رواه الطبراني في الأوسط 4390 - مجمع البحرين و البيهقي في الشعب 7595 بسند ضعيف
و رواه البيهقي 7594 معضلا عن مالك بن دينار ثم قال: هذا هو المحفوظ و النظر تخريج الإحياء 2/ 310، و مجمع الزوائد 7/ 270
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[03 - 07 - 04, 12:57 م]ـ
الحديث الرابع
((لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليسلطن الله شراراكم على خياركم، فيدعو خياركم، فلا يستجاب لهم))
أنظر السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني برقم 4298(41/31)
طلب تخريج رفع القلم عن ثلاثة.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[15 - 06 - 04, 10:31 م]ـ
رفع القلم عن ثلاثة عن الصبي حتى يبلغ, وعن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق.
جاء من حديث عائشة وعلي وأبي قتادة أخرج حديث عائشة أبو داود والنسائي والدارمي وابن حبان والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
ورواه البخاري في كتاب الحدود تعليقا.
من لديه تخريج جوزيتم خيرا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 06 - 04, 01:56 ص]ـ
رابط قد يفيد في الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=763(41/32)
تصحيف في سنن ابن ماجه بينه الحافظ المزي
ـ[أبو نايف]ــــــــ[16 - 06 - 04, 05:07 م]ـ
جاء في سنن ابن ماجه (2/ 312 بشار)
1114 - حدثنا داود بن رشيد قال: حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وعن أبي سفيان عن جابر قالا: جاء سليك الغطفاني ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخطب. فقال له النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (أصليت ركعتين قبل أن تجئ) قال: لا. قال: (فصل ركعتين وتجوز فيهما).
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالي في (زاد المعاد 1: 420):
قال شيخنا أبو الحجاج الحافظ المزي: هذا تصحيف من الرواة، إنما هو (أصليت قبل أن تجلس) فغلط فيه الناسخ.
وقال: وكتاب ابن ماجه إنما تداولته شيوخ لم يعتنوا به، بخلاف صحيحي البخاري ومسلم، فإن الحفاظ تداولوهما واعتنوا بضبطهما وتصحيحهما.
قال: ولذلك وقع فيه أغلاط وتصحيف.
قال العلامة ابن القيم: ويدل علي صحة هذا أن الذين اعتنوا بضبط سنن الصلاة قبلها وبعدها، وصنفوا في ذلك من أهل الأحكام والسنن وغيرها، لم يذكر واحد منهم هذا الحديث في سنة الجمعة قبلها، وإنما ذكروه في استحباب فعل تحية المسجد والإمام علي المنبر، واحتجوا به من منع من فعلها في هذه الحال
فلو كانت هي سنة الجمعة، لكان ذكرها هناك، والترجمة عليها، وحفظها، وشهرتها أولي من تحية المسجد.
ويدل عليه أيضا أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يأمر بهاتين الركعتين إلا الداخل لأجل أنها تحية المسجد، ولو كانت سنة الجمعة لأمر بها القاعدين أيضاً، ولم يخص بها الداخل وحده.
هذا والله تعالي أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 06 - 04, 06:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=15396&highlight=%D3%E4%E4+%C7%C8%E4+%E3%C7%CC%E5
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[17 - 06 - 04, 02:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد:
يبدو أن الحافظ المزي رحمه الله تعالى قد حكم بتصحيف هذه اللفظة اعتماداً على إحدى نسخ ابن ماجة.
وأقول: بعد إطلاعي على بعض نسخ ابن ماجة القديمة؛ تبين لي أن الحافظ المزي رحمه الله قد جانبه الصواب في هذه المسألة لأمور:
أولاً: لقد اطلعتُ على نسخة قديمة من "سنن ابن ماجة" كُتبت سنة (602هـ)، فوجدت أن الناسخ قد أثبت في نص الكتاب كلمة (تجيء) وعلم عليها بـ (صح) إشارة منه إلى أنه ضُبط وصحَّ على ذلك الوجه، ثم ذكر في الحاشية كلمة (تجلس) وعلم عليها بـ (صـ) وهي علامة التضبيب إشارةً منه إلى ورودها من جهة النقل ولكنها مصحّفة.
ثانياً: ثم بعد ذلك اطلعتُ على نسخة أخرى من "سنن ابن ماجة" كُتبت سنة (730هـ)، فوجدت أن الناسخ قد أثبت في نص الكتاب كلمة (تجيء).
ثالثاً: أخرج هذا الحديث بإسناده ومتنه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 449/1946) وذكر فيه كلمة: (تجيء) وهو الموافق لرواية ابن ماجة.
رابعاً: قال خيثمة بن سليمان في "حديثه" (ص78): حدثنا الحسين بن الحكم حدثنا اسماعيل بن أبان الوراق حدثنا صباح بن يحيى المزني عن ابن أبي ليلى عن أبي الزبير
عن جابر قال جاء سليك والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((صليت قبل أن تجيء)).
قال: لا
قال: ((قم فصل ركعتين ثم اجلس)).
ثم قال: ((إذا جاء أحدكم ولم يكن صلى، فليصل ركعتين قبل أن يجلس وذلك يوم الجمعة)).
قلت (أحمد بن سالم): وهذه الرواية أيضاً ورد فيها كلمة (تجيء).
خامساً: قال الإمام الأوزاعي - كما في "فتح الباري" (2/ 410) -: [إن كان صلى في البيت قبل أن يجيء فلا يصلي إذا دخل المسجد]. انتهى.
قلت (أحمد بن سالم): وفي هذا القول رد على الإمام ابن القيم حيث ذكر أن العلماء لم يذكروا هذا الحديث في سنة الجمعة القبلية.
سادساً: قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (2/ 410):
[ويحتمل أن يكون معنى قبل أن تجيء: ((أي إلى الموضع الذي أنت به الآن))، وفائدة الاستفهام ((احتمال أن يكون صلاها في مؤخر المسجد ثم تقدم ليقرب من سماع الخطبة)) كما تقدم في قصة الذي تخطى ويؤكده أن في رواية لمسلم أصليت الركعتين بالألف واللام وهو للعهد ولا عهد هناك أقرب من تحية المسجد وأما سنة الجمعة التي قبلها فلم يثبت فيها شيء]. انتهى.
[خلاصة البحث]:
1 - أن لفظة (تجيء) صحيحة كما تقدم بيانه، ومن أثبت (تجلس) مكانها فقد مشى فيها على الجادة.
2 - يمكن الجمع بين (تجيء) و (تجلس) كما ذكر الحافظ من أنه: ((احتمال أن يكون صلاها في مؤخر المسجد ثم تقدم ليقرب من سماع الخطبة)).
وكتبه
أحمد بن سالم بن أحمد بن علي المصري
غفر الله له ولوالديه
وهذه صورة للحديث من النسخة الخطية المكتوبة سنة (602هـ).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=5256&stc=1&d=1142545628
¥(41/33)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 06 - 04, 03:19 ص]ـ
جزى الله الشيخ أحمد بن سالم المصري على هذا التوضيح والتحقيق، وقد أجاد وأفاد وأصاب
وكذلك قال أبو نعيم في معرفة الصحابة في ترجمة سليك الغطفاني
حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الوهاب، ثنا الحسن بن هارون بن سليمان، ثنا أبو معمر القطيعي، ثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وأبي سفيان، عن جابر، قال: جاء سليك الغطفاني، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم الجمعة فقال له: " صليت قبل أن تجيء؟ " قال: لا، قال: " صل ركعتين، وتجوز فيهما " ورواه أبو الزبير، عن جابر *
وقال ابن الأعرابي في المعجم
نا ابن عتبة، نا إسماعيل بن أبان، نا صباح المزني، عن ابن أبي ليلى، عن أبي الزبير، عن جابر قال جاء سليك والنبي صلى الله عليه وسلم على المنبر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " صليت قبل أن تجيء؟ " قال: لا، قال: " قم فصل ركعتين ثم اجلس " ثم قال: " إذا جاء أحدكم ولم يكن صلى فليصل ركعتين، ثم ليجلس، وذاك يوم الجمعة " *
ـ[أبو نايف]ــــــــ[18 - 06 - 04, 02:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وبارك الله فيكم وفي علمكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 06 - 04, 03:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وينبغي التنبه كذلك لعمل الإمام المزي رحمه الله في كتابه العظيم (تحفة الأشراف) فقد يفوته بعض الأحاديث من بعض كتب السنن قد تكون في بعض النسخ أو الروايات التي لم يقف عليها وكذلك قد يتابعه ابن حجر وغيره على ذلك ويكون هذا الحديث موجود في بعض النسخ الصحيحة التي لم يقفوا عليها
وقد اعتمد الدكتور بشار عواد في حذفه لبعض الأحاديث من سنن الترمذي على عدم ذكر المزي له في التحفة، وفي هذا قصور لايخفى
وقد سبق مناقشة هذه الأحاديث التي حذفها في موضوع سابق على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3984
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 06 - 04, 06:24 م]ـ
جزاكما الله خيرا
الشيخ الفاضل أحمد بن سالم المصري
بارك الله فيكم
فائدة جليلة وتنبيه دقيق
(
يبدو أن الحافظ المزي رحمه الله تعالى قد حكم بتصحيف هذه اللفظة اعتماداً على إحدى نسخ ابن ماجة.)
انتهى
الذي أراه والذي يظهر لي - والله أعلم-
أن المزي لم يعتمد على احدى نسخ ابن ماجه
بل انه يرى ان هذا الحديث فيه تصحيف قديم
هذا رأيه
مما يدل على ذلك ان المزي قد وقف على نسخ عتيقة لسنن ابن ماجه
وهو يتعقب ابن عساكر ولاشك انه يتعقبه بنسخ اقدم من النسخ التي اطلع عليها ابن عساكر او على الاقل النسخ القريبة من عصر ابن عساكر
في تهذيب الكمال
(
سلمة بن علقمة روى عن داود بن أبي هند عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير بن نفير عن أبي ذر صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان فلم يقم بنا شيئا الحديث وروى عنه محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب هكذا وقع في النسخ المتأخرة من كتاب بن ماجة وكذلك ذكره صاحب الأطراف وذلك وهم والصواب مسلمة بن علقمة كذلك وقع في الأصول القديمة وكذلك وقع في رواية إبراهيم بن دينار عن بن ماجة على الصواب)
(عباد بن تميم روى عن أبيه عن عمه أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى يستسقي فاستقبل القبلة وقلب رداءه وصلى ركعتين روى عنه عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم روى له بن ماجة هكذا وقع هذا الحديث في بعض النسخ المتأخرة وهكذا ذكره صاحب الأطراف وهو وهم فاحش والذي في سائر الروايات وفي الأصول القديمة عن عبد الله بن أبي بكر قال سمعت عباد بن تميم يحدث أبي عن عمه وهو الصواب وهكذا هو هذا الحديث عند الجماعة كلهم من رواية عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن عباد بن تميم عن عمه وعند بعضهم من رواية أبي بكر بن محمد بن حزم والد عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن عمه وهو حديث مشهور بهذا الإسناد
(عبد الله بن شقيق روى عن عبد الله بن السائب رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلى يوم الفتح فوضع نعليه عن يساره وروى عنه محمد بن عباد بن جعفر هكذا وقع في بعض النسخ المتاخرة من كتاب بن ماجة وهو تصحيف إنما هو عبد الله بن سفيان وهو أبو سلمة بن سفيان وقد مضى)
انتهى
¥(41/34)
(عبد الله بن قدامة الجمحي روى عن إسحاق بن أبي الفرات روى عنه يزيد بن هارون روى له بن ماجة هكذا ذكر هذه الترجمة وهكذا وقع في بعض النسخ المتاخرة في كتاب الفتن من سنن بن ماجة في حديث سعيد المقبري عن أبي هريرة سيأتي على الناس سنوات خداعات وهو وهم ووقع في الأصول القديمة الصحيحة عبد الملك بن قدامة وهو الصواب وسيأتي في موضعه على الصواب ان شاء الله)
(محمود بن سليمان العدني عن نافع بن عمر الجمحي عن بن أبي مليكة عن أسماء بنت أبي بكر في صلاة الكسوف وعنه بن ماجة هكذا وقع في بعض النسخ وفي بعضها محمد بن سلمة العدني وفي بعضها محمد بن سلمة المدني وفي بعضها محرز بن سلمة العدني والصواب من جميع ذلك محرز بن سلمة العدني وهو شيخه المعروف روى عنه في عدة مواضع وقد تقدم
(نافع بن جبير مولى علي عن علي في النهي عن التختم بالذهب وعنه عبيد الله بن عمر العمري روى له بن ماجة هكذا ذكره صاحب الأطراف وكذلك وقع في بعض النسخ المتأخرة من كتاب بن ماجة وهو خطأ والصواب عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن حنين مولى علي عن علي وكذلك هو في الأصول القديمة من كتاب بن ماجة ونافع هذا هو مولى بن عمر وابن جبير هذا هو عبد الله بن حنين وكذلك هو عند النسائي على الصواب وقد ذكر صاحب الأطراف حديث النسائي في ترجمة عبد الله بن حنين عن علي على الصواب ولم يتنبه للوهم في هذه الرواية)
(ومن الأوهام
ومن الأوهام
وهم هارون بن سليمان روى عنه بن ماجة هكذا ذكره أبو القاسم في المشايخ النبل وفي الأطراف في حديث بن أبي فديك عن سلمة بن وردان عن أنس بن مالك من ترك الكذب وهو باطل الحديث وكذا وقع في بعض النسخ المتأخرة من كتاب بن ماجة وهو خطأ والصواب هارون بن إسحاق وهو الهمداني وهو كذلك على الصواب في عدة نسخ من الأصول الصحاح المعتمد عليها والله أعلم
(روى عنه بن ماجة حديثا عن صفوان بن عيسى عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن علي في غسل النبي صلى الله عليه وسلم هكذا وقع في عامه الأصول القديمة من كتاب بن ماجة يحيى بن خذام وهكذا ذكره أبو نصر بن ماكولا وغيره في باب خذام ووقع في بعض النسخ المتأخرة من كتاب بن ماجة يحيى بن حزام وهو تصحيف وقال أبو القاسم في المشايخ النبل يحيى بن حزام الترمذي السقطي روى عنه ق مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين وقد وقع منه تصحيف في اسم أبيه وتحريف في نسبه كأنه ظنه أخا لموسى بن حزام الترمذي فقال في نسبه الترمذي وهو بصري لا ترمذي والله أعلم)
انتهى
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 06 - 04, 06:30 م]ـ
فلعل المزي يرى ان التصحيف قديم
مثال على الخطأ في النسخ القديمة
في تهذيب الكمال
(الوليد أبو هشام عن فرقد أبي طلحة عن عبد الرحمن بن خباب السلمي شهدت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحث على جيش العسرة فقام عثمان الحديث وعنه السكن بن المغيرة هكذا وقع في بعض النسخ المتأخرة من الترمذي وهكذا ذكره صاحب الأطراف وفي نسخة مكتوبه عن أبي العباس المحبوبي عن الترمذي الوليد أبو هاشم وكلاهما وهم وفي نسخة مكتوبة عن الترمذي نفسه الوليد بن أبي هشام وهو الصواب والله أعلم)
انتهى
هذا هو رأي المزي ولكن بما ان شيخنا الفقيه بارك الله فيه قد نقل النص من غير كتاب ابي نعيم وابن الأعرابي
وكما نقل شيخنا الفاضل احمد بن سالم المصري عن احدى النسخ القديمة
وهناك علامة صح
فهذا دليل على صحة هذه العبارة
وان لاتصحيف في النسخة
والله أعلم
ولعل المزي تبع في ذلك شيخه شيخ الاسلام ابن تيمية الذي رجح عدم صحة هذا الحرف
والله أعلم بالصواب
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[26 - 03 - 06, 08:59 ص]ـ
الشيخ الفاضل أحمد بن سالم المصري,
جزاك الله خيراً, ردك شفاء
ـ[أبو عبدالرحمن العمري]ــــــــ[26 - 03 - 06, 07:23 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[ابن القاضي الأثري]ــــــــ[01 - 04 - 06, 03:14 ص]ـ
جزاكم الله خيراً(41/35)
جزء في طرق حديث: " أول ما خلق الله القلم "
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 06 - 04, 08:17 م]ـ
بسم الله، والحمد لله، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،،
فهذا جزء حديثي جمعت فيه طرق حديث " أول ما خلق الله القلم "، وكان الباعث لذلك أني كنت أقوم بتحرير جزء أسميته: " القول الموثوق بإثبات أن القلم أول مخلوق "، ثم وقفت أثناء تحريره على أثر ابن عباس: " إن الله - عز وجل - كان على عرشه قبل أن يخلق شيئاً، وكان أول ما خلق القلم، فأمره أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة "، وهذا وإن كان موقوفاً إلا أن له حكم الرفع، فتحمل الأولية في أحاديث: " أول شيء خلقه الله القلم " على خلق السماوات والأرض وما فيها.
وصلى الله وبارك على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ورد الحديث: من حديث ابن عمر، وعبادة بن الصامت، وابن عباس، وأبي هريرة، مرفوعاً.
ومن حديث ابن عباس، وابن مسعود، موقوفاً.
أولاً: حديث عبادة بن الصامت.
وله عنه طرق:
1 - الوليد بن عبادة، عنه.
أخرجه أحمد في " مسنده " (5/ 317)، والبخاري في " التاريخ الكبير " (6/ 92)، وابن أبي عاصم في " السنة " (107)، وابن أبي شيبة في " مصنفه " (7/ 264)، والبزار في " البحر الزخار " (2687)، والفريابي في " القدر " (71 و 72 و 73)، وابن جرير الطبري في " تفسيره " (29/ 11)، وفي " تاريخه " (1/ 32)، والطبراني في " مسند الشاميين " (1949)، والآجري في " الشريعة " (1/ 226، 227 و 357 و 372/ 194 و 384 و 410)، وابن بطة في " الإبانة " (1362)، وابن أبي زمنين في " أصول السنة " (57)، والضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " (8/ 350، 351 و 352، 353/ 426 و 431).
من طريق معاوية بن صالح، قال: حدثني أيوب بن أبي زيد، عن عبادة بن الوليد بن عبادة، عن أبيه، عن جده عبادة بن الصامت، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
" إن أول شيء خلق الله القلم، فقال له: اجر، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة ".
وهذا الإسناد حسن؛ رجاله ثقات غير أيوب بن أبي زيد فقد روى عنه جماعة، ووثقه ابن حبان، وحسن ابن المديني حديثه - كما في " لسان الميزان " (2/ 175)، و " النكت الظراف " (4 261) -.
وتابع عبادة بن الوليد، عطاء بن أبي رباح، عن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال: حدثني أبي، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، فجرى بما هو كائن إلى الأبد ".
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (6/ 92)، والترمذي في " سننه " (2155 و 3319)، والطيالسي في " مسنده " (578)، وابن أبي عاصم في " سننه " (105)، وابن أبي حاتم في " تفسيره " - كما في " تفسير ابن كثير " -، والهيثم بن كليب في " مسنده " (1192)، وأبوعروبة الحراني في " الأوائل " (4)، وأبوالقاسم البغوي في " الجعديات " (3444)، وابن جرير الطبري في " تفسيره " (29/ 11)، وأبوطاهر بن أبي صقر في " جزئه " (13)، والآجري في " الشريعة "، واللالكائي في " شرح أصول الاعتقاد " (2/ 218 / 357) و (4/ 615 / 1097)، والمزي في " تهذيب الكمال " (18/ 456 و 457)، وأبوسليمان بن زبد الربعي في " وصايا العلماء عند حضور الموت " (ص 49). .
عن عبدالواحد بن سليم، عن عطاء بن أبي رباح، به.
قال الترمذي: " حديث غريب من هذا الوجه ".
قلت: إسناده ضعيف؛ عبدالواحد بن سليم ضعفه ابن معين، وقال أبوحاتم: " شيخ "، وقال البخاري: " فيه نظر ".
فمثله يصلح في المتابعات، وقول البخاري هذا وإن كان يطلقه في من تركوا حديثهم، ولكن هذا في الغالب، وليس مطرد.
وتابعه عبد الله بن السائب، عن عطاء بن أبي رباح، به.
أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " (104)، وفي " الأوائل " (2)، والفريابي في " كتاب القدر " (424).
من طريق بقية بن الوليد، عن معاوية بن سعيد، قال: حدثني عبدالله بن السائب، عن عطاء بن أبي رباح، به.
وإسناده ضعيف؛ بقية مدلس ولم يصرح بالسماع، وأما معاوية بن سعيد فحسن الحديث؛ روى عنه جماعة، ووثقه ابن حبان.
¥(41/36)
وتابع عبادة بن الوليد وعطاء بن أبي رباح، يزيد بن أبي حبيب، عن الوليد بن عبادة، به.
أخرجه أحمد في " مسنده " (5/ 317)، وابن أبي عاصم في " السنة " (103).
من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به.
رواه عن ابن لهيعة هكذا: مروان بن محمد، وموسى بن داود.
وخالفهما ابن وهب فرواه في " كتاب القدر " (27) عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبادة بن الصامت، مرفوعاً.
والعهدة في هذا الاضطراب على ابن لهيعة، فإنه ضعيف.
2 - أبي حفصة، عنه.
أخرجه أبوداود في " سننه " (4700)، والطبراني في " مسند الشاميين " (59)، وأبونعيم في " حلية الأولياء " (5/ 248)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (10/ 204)، وفي " الاعتقاد " (ص 149، 150)، والضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " (8/ 274 / 336).
من طريق الوليد بن رباح، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي حفصة، قال قال عبادة بن الصامت لابنه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: رب! وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ".
قال أبونعيم: " غريب من حديث إبراهيم، تفرد به يحيى عن الوليد ".
قلت: الوليد بن رباح هو رباح بن الوليد، وهذا الإسناد رجاله ثقات، سوى أبي حفص، وهو حبيش بن شريح روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة وعلى بن أبي حملة، وترجم له ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (3/ 300) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا وهو من التابعين فهو صالح عنده كما فأشار إلي هذه القاعدة في " مقدمة الجرح والتعديل " (1/ 9)، ووثقه ابن حبان، فمثله يُحسن حديثه على أقل الأحوال.
ولكنه خولف، فخالفه مروان بن محمد فرواه عن رباح بن الوليد، حدثني إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي يزيد، عن عبادة بن الصامت، قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " أول ما خلق - عز وجل - القلم، فقال له: اكتب، قال: يا رب! ما أكتب؟ قال: " اكتب مقادير كل شيء ".
أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " (102)، وأبوعروبة الحراني في " الأوائل " (4)، الطبراني في " مسند الشاميين " (58)، والضياء في " الأحاديث المختارة " (8/ 363 / 446).
ورجاله ثقات، غير أبي زيد هذا فلم أعرفه.
فالمحفوظ من الوجه الأول.
3 - محمد بن عبادة بن الصامت، عنه.
أخرجه الآجري في " الشريعة " (1/ 227 و 357، 358/ 195 و 385) من طريق معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن محمد بن عبادة بن الصامت، قال: دخلت على أبي، فقال: أي بني! إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن أول شيء خلقه الله - عز وجل - القلم، فقال له: اكتب، قال: وما أكتب؟ قال: اكتب القدر، فجرى تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة ".
وإسناده ضعيف؛ معاوية بن يحيى ضعفه أبوحاتم وأبوزرعة والنسائي والدراقطني، ومحمد بن عبادة ترجم له يعقوب بن سفيان في " المعرفة والتاريخ " (1/ 386) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولكن ذكر جماعة ممن رووا عنه؛ فارتفعت جهالة عينه.
ولكن مثل هذا السند لا يصلح في المتابعات؛ لشدة ضعفه.
ثانياً: حديث ابن عمر.
أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " (106)، والطبراني في " مسند الشاميين " (673)، وأبوالشيخ في " العظمة " (33)، والآجري في " الشريعة " (1/ 353 و 354/ 377 و 378) و (2/ 124 / 790).
من طريق بقية، حدثني أرطاة بن المنذر، قال: سمعت مجاهد، عن ابن عمر، قال س: معت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
" أول شيء خلقه الله - عزوجل - القلم، فأخذه بيمينه، وكلتا يديه يمين، فكتب الدنيا، وما يكون فيها من عمل معمول، بر أو فجور رطب أو يابس، فأمضاه عنده في الذكر "، ثم قال: " اقرءوا إن شئتم: {هذا كتابنا ينطبق عليكم بالحق، إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعلمون}، فهل يكون النسخة إلا من شيء قد فرغ منه ".
إسناده صحيح.
ورواه عن بقية هكذا: محمد بن مصفى، والربيع بن نافع، ونعيم بن حماد، وعثمان بن عبدالله الدمشقي.
¥(41/37)
وخالف من رواه عن بقية، مالك بن سليمان الألهاني، فقال: حدثنا بقية بن لوليد، عن أرطأة بن المنذر، عن مجاهد، أنه بلغه عن عمر، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... (فذكره).
أخرجه الآجري في " الشريعة " (1/ 354، 355 و 453، 454/ 378 و 583) و (2/ 124 / 791).
وهذا إسناده منكر؛ مالك بن سليمان قال محمد بن عوف الحمصي - كما في " تاريخ بغداد " (13/ 159) -: " كان ابن عم زوجتي، وهو ضعيف الحديث ".
فرواية الجماعة أصح.
وللحديث طريق أخر.
أخرجه الطبراني في " مسند الشاميين " (1572)، قال: حدثنا خطاب بن سعد، ثنا نصر بن محمد بن سليمان، ثنا أبي، ثنا عبدالله بن أبي قيس، قال: سمعت بن عمر، يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن أول ما خلق الله القلم، فقال: اكتب، قال: وما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ".
قلت: إسناده ضعيف؛ خطاب بن سعد روى عنه جماعة وترجم له ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (5/ 167) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
ونصر بن محمد بن سليمان، قال أبوحاتم: " أدركته ولم أكتب عنه، ضعيف الحديث لا يصدق ".
ثالثاً: حديث ابن عباس.
أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " (108)، وفي " الأوائل " (3)، وأبويعلى في " مسنده " (4/ 217 / 2329)، وفي " معجمه " (69)، وعثمان بن سعيد الدارمي في " الرد على الجهمية " (253)، وعبدالله بن أحمد في " السنة " (854)، والفريابي في " كتاب القدر " (64)، وابن جرير الطبري في " تفسيره " (29/ 16 و 17)، وفي " تاريخه " (1/ 32)، وابن حبان في " روضة العقلاء " (417 - بتحقيقي)، والطبراني في " المعجم الكبير " (12/ 68 / 12500)، وفي " الأوائل " (1)، وأبونعيم في " الحلية " (8/ 181)، والآجري في " الشريعة " (1/ 288 و 359 و 413/ 197 و 388 و 483)، وابن بطة في " الإبانة " (1361)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (9/ 3)، وفي " الأسماء والصفات " (803)، والضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " (10/ 332 و 333/ 358 - 361).
من طرق عن ابن المبارك، عن رباح بن زيد، عن عمر بن حبيب، عن القاسم ابن أبي بزة، قال: سمعت سعيد بن جبير، يحدث عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " أول شيء خلق الله - تعالى - القلم، فأمره فكتب كل شيء يكون ".
قال أبونعيم: " لم يروه عن سعيد إلا القاسم، ولا عنه إلا عمر، تفرد به رباح، ورواه عن ابن عباس جماعة منهم: أبوظبيان وأبوإسحاق ومقسم ومجاهد منهم من رفعه ومنهم من وقفه ".
وقال ابن كثير: " غريب من هذا الوجه ".
وحسّن إسناده السيوطي في " تخريج أحاديث شرح المواقف " (ص 123).
قلت: هذا الإسناد شاذ، عمر بن حبيب، خالفه هشام الدستوائي فرواه: عن القاسم ابن أبي بزة، عن عروة بن عامر، عن ابن عباس، موقوفاً.
أخرجه عبدالله بن أحمد في " السنة " (898).
وإسناده صحيح، وهشام أثبت من عمر بن حبيب.
فالمحفوظ وقفه، ومما يؤكد ذلك للحديث طرق أخرى عن ابن عباس موقوفاً منها:
1 - عن أبي ظبيان، عن ابن عباس: " إن أول ما خلق الله من شيء القلم، فقال: اكتب، فقال: يارب: يا رب! وما اكتب؟ قال: اكتب القدر، فجرى بما هو كائن من ذلك إلى قيام الساعة، قال: ثم خلق النون فدحا الأرض عليها، فارتفع بخار الماء، ففتق السماوات، واضطرب النون فمادت الأرض، فأثبتت بالجبال، وإن الجبال لتفتخر على الأرض إلى يوم القيامة ".
أخرجه عبدالرزاق في " تفسيره " (9274)، وابن جرير في " تفسيره " (29/ 9، 10)، وفي " تاريخه " (1/ 28، 29)، وابنأبي حاتم في " تفسيره " - كما في "" تفسير ابن كثير " -، وابن مندة في " التوحيد " (1/ 93)، والحاكم في " المستدرك " (2/ 498)، والآجري في " الشريعة " (1/ 228 و359 و 413/ 197 و 388 و 483) و (2/ 413 483)، وابن بطة في " الإبانة " (1372)، والبيهقي في "السنن الكبرى " (9/ 3)، وفي "الأسماء والصفات " (804)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة " (10/ 18 / 8).
من طرق عن الأعمش، عن أبي ظبيان،، به.
¥(41/38)
قال الحاكم: " صحيح على شرطهما "، ووافقه الذهبي.
وتابع الأعمش، الحكم بن عتبة، عن أبي ظبيان، به.
أخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " (7/ 259)، وعبدالله بن أحمد في " السنة " (872).
وتابعهما ابن مسهر، عن أبي ظبيان، به.
أخرجه الفريابي في " كتاب القدر " (76).
2 - عن مجاهد، عن ابن عباس، قال - وذكر له قوم يتكلمون في القدر -، فقال: إن الله - عز وجل - كان على عرشه قبل أن يخلق شيئاً، وكان أول ما خلق القلم، فأمره أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة.
أخرجه الفريابي في " كتاب القدر " (77 و 78)، وابن جرير الطبري في " تفسيره " (29/ 11)، وفي " تاريخه " (1/ 34)، والآجري في " الشريعة " (1/ 359، 360 و 413، 414/ 389 و 484)، وابن بطة في " الإبانة " (1370)، وأبوإسحاق الهروي - كما في " الفتح " (13/ 416) -، واللالكائي في " شرح أصول الاعتقاد " (4/ 669، 670/ 1223).
من طريق سفيان، عن أبي هاشم، عن مجاهد، به.
3 - عن مقسم، عن ابن عباس، قال: إن أول ماخلق الله - عز وجل من شيء القلم، فخلقه من هجاء، فقال: قلم؛ فتصور قلم من نور، ظله ما بين السماء والأرض، فقال: اجر في اللوح المحفوظ، قال: يا رب! بماذا؟ قال: بما يكون إلى يوم القيامة، فلما خلق الله - عز وجل - الخلق وكل بالخلق حفظة يحفظون عليهم أعمالهم، فإذا كان يوم القيامة عرضت عليهم أعمالهم، فقيل: {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق، إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} أي من اللوح المحفوظ، قال: فعورض بين الكتابين، فإذا هما سواء.
أخرجه الآجري في " الشريعة " (1/ 229 و 358/ 198 و 386)، وابن بطة في " الإبانة " (1376).
من طريق المعتمر بن سليمان، قال: حدثنا عصمة أبوعاصم، عن عطاء بن السائب، عن مقسم، به.
وإسناده ضعيف؛ عصمة هذا لم أعرفه، وعطاء بن السائب اختلط، وقد رواه مرة أخرى عن أبي الضحى عن ابن عباس، به.
أخرجه عبدالله بن أحمد في " السنة " (871)، وابن جرير الطبري في " تفسيره " (29/ 10)، وفي " تاريخه " (1/ 34)، والأجري في " الشريعة " (1/ 228 و 358، 359/ 196 و 387)، وابن بطة في " الإبانة " (1367 و 1368 و 1369).
رابعاً: حديث أبي هريرة.
أخرجه الفريابي في " القدر " (18)، والآجري في " الشريعة " (1/ 225، 226 و 357/ 193 و 383)، وابن بطة في " الإبانة " (1364)، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (17/ 493).
من طريق الحسن بن يحيى الخشني، عن أبي عبدالله مولى بني أمية، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن أول شيء خلقه الله - عز وجل - القلم ث، م خلق النون، وهي الدواة، ثم قال له: اكتب، قال: وما أكتب؟ قال: اكتب ما يكون، و ما هو كائن إلى يوم القيامة، فذلك قوله - تعالى -: {نون، والقلم وما يسطرون}، ثم ختم على فيِّ القلم فلم يتكلم إلى يوم القيامة، ثم خلق العقل، فقال: وعزتي لأكملنّك فيمن أحببت، ولأنقصنّك فيمن أبغضت ".
إسناده ضعيف؛ الحسن بن يحيى الخشني صدوق سيء الحفظ كما قال أبوحاتم، وبقية رجاله ثقات.
وأبوعبدالله مولى بني أمية اسمه ناصح ووثقه أبوزرعة، وقد توبع، فتابعه سمي، عن أبي صالح، به.
أخرجه ابن عدي في " الكامل " (6/ 269)، والسمعاني في " أدب الإملاء " (ص 158).
من طريق محمد بن وهب الدمشقي، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا مالك بن أنس، عن سمي، به.
وقال ابن عدي: " وهذا بهذا الإسناد باطل منكر ".
وقال الذهبي في " الميزان " (6/ 363) وفي " سير أعلام النبلاء " (10/ 670): " صدق ابن عدي في أن هذا الحديث باطل "، وأقره ابن حجر في " اللسان " (7/ 40).
قلت: محمد بن وهب قال ابن عساكر: " منكر الحديث ".
خامساً: عن ابن مسعود موقوفاً.
أخرجه ابن وهب في " كتاب القدر " (29)، قال: أخبرني عمرو بن محمد، أن سليمان بن مهران حدثه، قال: قال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -: إن أول شيء خلقه - عز وجل - من خلقه القلم، فقال له: أكتب، فكتب كل شيء يكون في الدنيا إلى يوم القيامة، فيجمع بين الكتاب الأول وبين أعمال العباد، فلا يخالف ألف ولا واو ولا ميم منها.
قلت: إسناده ضعيف؛ لإعضاله؛ سليمان بن مهران هو الأعمش.
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتب / أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[16 - 06 - 04, 11:05 م]ـ
جزاك الله على هذا المجهود أخي أبا المنهال ونفع الله بك.
وهذه فائدة عقدية:
قال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (18/ 213).
ومن هذا الحديث الذى رواه الترمذى وأبوداود وغيرهما من عبادة بن الصامت عن النبى أنه قال (أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب قال وما اكتب قال ما هو كائن إلى يوم القيامة) فهذا القلم خلقه لما أمره بالتقدير المكتوب قبل خلق السموات والأرض بخمسين الف سنة وكان مخلوقا قبل خلق السموات والأرض وهو أول ما خلق من هذا العالم وخلقه بعد العرش كما دلت عليه النصوص وهو قول جمهور السلف كما ذكرت أقوال السلف فى غير هذا الموضع والمقصود هنا بيان ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة.
وقال: (2/ 275)
ولفظ الحديث المعروف عند علماء الحديث الذى أخرجه أصحاب الصحيح (كان الله ولا شئ معه وكان عرشه على الماء وكتب فى الذكر كل شئ) وهذا إنما ينفى وجود المخلوقات من السموات والأرض وما فيهما من الملائكة والإنس والجن لا ينفى وجود العرش.
ولهذا ذهب كثير من السلف والخلف الى أن العرش متقدم على القلم واللوح مستدلين بهذا الحديث وحملوا قول (أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فقال وما اكتب قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة) على هذا الخلق المذكور فى قوله (وهو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام وكان عرشه على الماء).(41/39)
تخريج حديث الثقلين
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[17 - 06 - 04, 02:53 ص]ـ
لقد سبق أخي الفاضل "صناع المستقبل" الكلام على هذا الحديث فتفضل هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=17295&highlight=%CD%CF%ED%CB+%C7%E1%CB%DE%E1%ED%E4
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=1003&highlight=%CD%CF%ED%CB+%C7%E1%CB%DE%E1%ED%E4
ـ[صناع المستقبل]ــــــــ[17 - 06 - 04, 02:57 ص]ـ
حديث الثقلين وفقهه
الدكتور علي السالوس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا طيبا طاهرا مباركا فيه. نحمده سبحانه وتعالى ونستعينه ونستهديه. ونصلي ونسلم على رسوله المصطفى المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه، واتبع سنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فلعل البشرية في تاريخها لم تعرف علما نقل بالضبط الذي نقل به حديث رسول الله.
وإذا كان ربنا عز وجل قد تكفل بحفظ القرآن الكريم: ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) (سورة الحجر الآية 9) فمن تمام حفظ الكتاب العزيز حفظ السنة المطهرة، ولهذا هيأ لها من المسلمين من حفظها ووعها، أداها كما سمعها.
ومرت السنة بمراحل قبل عصر التدوين، ثم حاول أناس أن يلبسوا الحق بالباطل، وأن يفتروا على رسول الله، وأخطأ آخرون في النقل، فكان للأئمة الأعلام دورهم الذي قاموا به. قال الإمام مسلم رحمه الله - في كتاب التمييز (ص 171)، وهو كتابه في العلل:
" واعلم، رحمك الله، أن صناعة الحديث، ومعرفة أسبابه من الصحيح والسقيم، إنما هي لأهل الحديث خاصة، لأنهم الحفاظ لروايات الناس العارفين دون غيرهم. إذ الأصل الذي يعتمدون لأديانهم السنن والآثار المنقولة، من عصر إلى عصر من لدن النبي إلى عصرنا هذا، فلا سبيل لمن نابذهم من الناس، وخالفهم في المذهب، إلى معرفة الحديث ومعرفة الرجال من علماء الأمصار فيما مضى من الأمصار، من نقال الأخبار وحمال الآثار.
وأهل الحديث هم الذين يعرفونهم ويميزونهم حتى ينزلوهم منازلهم في التعديل والتجريح. وإنما اقتصصنا هذا الكلام، لكي ننبه من جهل مذهب أهل الحديث ممن يريد التعلم والتنبه. على تثبيت الرجال وتضعيفهم، فيعرف ما الشواهد عندهم، والدلائل التي بها ثبتوا الناقل للخبر من نقله،أو سقطوا من أسقطوا منهم، والكلام في تفسير ذلك يكثر ". أ. ه.
وهذا كلام مشرق، ما أحوجنا إلى تدبره في عصر أصبحت السنة المطهرة حديث كل من هب ودب! حتى وإن كان مستشرقا صليبيا أو يهوديا، أو تلميذا غذي بسمومهم، أو حاقدا أثيما، أو جاهلا متطفلا.
وأقدم هنا نموذجا لدراسة حديث، وستبين هذه الدراسة سقطات الجاهلين، واختلافات العالمين.
والحديث اختلفت أسانيده، وتنوعت متونه. وصدر في القاهرة مؤخرا كتاب عنوانه "حديث الثقلين "، ذكر مؤلف الكتاب أنه ينقل الأخبار الصحيحة الموقوفة المنسوبة إلى أصحابها ورواتها. ونشرت الكتاب جهة علمية أيدت قول المؤلف.
نظرت في الكتاب فوجدته يشير إلى الرواة والأسانيد، ويجمع بين أجزاء المتون المختلفة، ويخلط بينهما، فلا ينسب كل متن إلى إسناده، ولا يذكر من خرجه.
وخلط المتون والأسانيد يجعلنا لا نميز إسناد كل متن، ولا نعرف من خرج كل رواية. وأظن أن هذا المنهج الذي سلكه المؤلف ليس بالمنهج العلمي الصحيح، فيمكن أن يخلط الصحيح بالضعيف والموضوع. وأن يمزج بين الحق والباطل.
لذا رأيت أن أتتبع روايات هذا الحديث الشريف في كتب السنة قدر الاستطاعة، وأجمع كل الروايات، وأجعل كل متن مع إسناده، ذاكرا من أخرجه، ثم أنظر فيما جمعت رواية وفقها، مستعينا بالله عز وجل.
الفصل الأوّل
الروايات من كتب السنة
أولا - الموطأ:
لا نجد في موطأ الإمام مالك ذكرا للثقلين، وإنما يروى عن الرسول- -أنه قال: " تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه ". (انظر كتاب النهي عن القول بالقدر).
وهذا ا الحديث الشريف غير متصل الإسناد، إلا أن عبد ابن عبد البر وصله من حديث كثير بن عبد بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده. (انظر تنوير الحوالك 2/ 308).
وقال ابن عبد البر كذلك: مرسلات مالك كلها صحيحة مسندة (1/ 38).
¥(41/40)
وقال جلال الدين السيوطي: ما من مرسل في الموطأ إلا وله عاضد أو عواضد. فالصواب إطلاق أن الموطأ صحيح لا يستثنى منه شيء ". (المرجع نفسه 1/ 6).
ثانيا: ذكر الكتاب والسنة في غير الموطأ:
عندما ننظر في كتاب مفتاح كنوز السنة تجد في باب الميم فيما ذكره عن محمد- - الإشارة إلى عشرة مراجع من مراجعه الأربعة عشر ذكرت الوصية بالكتاب والسنة.
وبالرجوع إلى هذه الكتب نجد في غير الموطأ ما جاء في سيرة محمد بن إسحاق التي جمعها ابن هشام، خطبة الرسول- - في حجة الوداع (4/ 603)، ومما جاء في الخطبة قول الرسول -: " وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا، أمرا بينا: كتاب الله وسنة نبيه) ".
وفي صحيح البخاري نجد " كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة " ومما جاء فيه: " وكانت الأئمة بعد الني - - يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها، فإذا وضح الكتاب أو السنة لم يتعدوه إلى غيره، اقتداء بالني - ".
ونجد في بعض هذه المراجع العشرة الوصية بكتاب الله تعالى دون ذكر السنة، من ذلك ما جاء في سنن الدارمي.
حدثنا محمد بن يوسف، عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف اليامي، قال: "سألت عبد الله بن أبا أوفى: أوصي رسول الله -؟ قال: لا، قلت: فكيف كتب على الناس الوصية، أو أمروا بالوصية؟ فقال: أوصى بكتاب الله ". (أنظر كتاب الوصايا. باب من لم يوص ج 2 ص 390 - 291).
وفي سنن النسائي رواية أخرى لهذا الحديث. وقال السيوطي في شرحه: " أوصى بكتاب الله أي بدينه، أو به وبنحوه ليثمل السنة". (أنظر كتاب الوصايا - باب هل أوصى النبي؟ ج6 ص240).
وفي غير المراجع العشرة نجد مثلا في كتاب الزهد لعبد الله بن المبارك " باب في لزوم السنة " ويحتوي على ثمانية أخبار.
وفي المسند لأبي بكر عبد الله بن الزبير الحميدي حدث المصنف قال: ثنا سفيان قال: ثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف قال: سألت عبد الله بن أبي أوفى: " هل أوصى رسول؟ فقال: لم يترك رسول الله – – شيئا يوصي فيه. قلت: وكيف أمر الناس بالوصية ولم يوص؟ قال: أوصى بكتاب الله " (أنظر المجلد الثاني - حديث رقم 722).
وفى فبض القدير شرح الجامع الصغير، بجد رواية عن أبى هريرة قال: حطب النبي -- في حجة الوداع فقال:" تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض ". .
ومما قله المناوي في شرحه:
إنهما الأصلان اللذان لا عدول عنهما، ولا هدى إلا منهما، والعصمة والنجاة لمن تمسك بهما، واعتصم بحبلهما. الفرقان الواضح، والبرهان اللائح بين المحق إذا اقتفاهما، والمبطل إذا خلاهما، فوجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة متعين معلوم من الدين بالضرورة.
(راجع الجزء الثالث ص 240 - 241، حديث رقم 3282 وشرحه، وانظر صحيح الجامع الصغير ناصر الدين ا! لباني ج. حديث رقم 2934).
ولسنا في حاجة إلى أن نطيل الوقوف هنا، فلا خلف بين المسلمين في وجوب التمسك والاعتصام بالقرآن الكريم. والسنة النبوية المطهرة.
والخلاف حول شيء من السنة مرده إلى الخلاف حول الثبوت أو الدلالة، أما ما ثبت عن الرسول، وكان واضح الدلالة، فلا خلاف حول الأخذ به ووجوب اتباعه، فقد نطق بهذا الكتاب المجيد في مثل قوله تعالى: خيرا كثيرا، رأيت رسول الله -، وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما
سمعت من رسول الله - - قال يا بن أخي: والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله-
- فما حدثتكم فاقبلوا، وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله - - يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة،
فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: " أما بعد: ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك
فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا كتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل
¥(41/41)
بيتي أذكركم الله في أهل بيت، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي " فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.
(2) وحدثنا محمد بن بكار بن الريان، حدثنا حسنا يعني ابن إبراهيم عن سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم،
عن النبي - - وساق الحديث بنحوه بمعنى الحديث زهير.
(3) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن فضيل ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جرير، كلاهما عن أبي حيان، بهذا
الإسناد نحو حديث إسماعيل، وزاد في حديث جرير: كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن
أخطأه ضل.
(4) حدثنا محمد بن بكار بن الريان، حدثنا حسان "يعني ابن إبراهيم"، عن سعيد " وهو ابن مسروق" عن يزيد بهن أرقم قال: دخلنا عليه فقلنا له: لقد رأيت خيرا لقد صاحبت رسون الله – - - وصليت حلفه .. وساق الحديث بنحو حديث أبي حيان غير أنه قال: " ألا وإني تارك فيكم ثقلين، أحدهما كتاب الله عزوجل، هو حبل الله من اتبعه كان على هدى ومن تركه كان على ضلالة، وفيه: فقلنا: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال لا وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدفة بعده.
رابعا: مسند الإمام أحمد وروايته عن زيد بن أرقم: -
ذكر الإمام أحمد في مسنده سبع، روايات لحديث الثقلين إحداها عن زيد بن أقم، وهي تنفق مع ما رواه الإمام مسلم، وأربع روايات عن أبي سعيد الخدري، وروايات عن زيد بن تابت، والروايات الست تختلف عما رواه أحمد ومسلم عن زيد بن أرقم، لذلك نرجيء ذكرها وما يتعلق بها إلى تنتهي من الرواية الأولى، وهي كما جاءت في المسند (4/ 366 - 367).
" حدثنا عبد الله، حدثني أبي: ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أبي حبان التميمي، حدثني يزيد بن حيان التميمي، قال: انطلقنا أنا وحصين بن سبرة، وعمر بن مسلم، إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال حصبن: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله - - وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت معه، لقد رأيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله -- فقال: يا ابن أخي والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله -- فما حدثتكم فاقبلوه وما لا فلا تكلفونيه. ثم قال: قام رسول الله - - يوما خطيبا فينا بماء يدعى خما، ثم قال:" أما بعد: ألا يأيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي عز وجل فأجيب، وإني تارك فيم ثقلين: أولهما كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به، فحث على كتاب الله. ورغب فيه، وقال: وأهل بيتي: أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي". فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زبد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: إن نساءه من أهل بينه " ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال: ومن هم؟ فال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال: أكل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم ".
هذه روايات حديث الثقلين التي رواها الإمام مسلم وأحمد عن زيد ابن أرقم، وهي تدل على وجوب الاعتصام بكتاب الله تعالى، والقرآن الكريم أمرنا بالأخذ بسنة رسول الله. فهذه الروايات إذاً تتفق مع الروايات التي تدعونا إلى التمسك بالكتاب والسنة.
كما أن هذه الروايات تحثنا معشر المسلمين على أن نرعى حقوق أهل بيت الرسول -- فنحبهم ونوقرهم وننزلهم منازلهم فحبنا لرسولنا - يدفعنا لحبنا لآله الأطهار، وعلينا أن نصلهم، ورحم الله أبا بكر الصديق حيث قال: "والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله -- أحب إليّ أن أصل من قرابتي ". وقال:" ارغبوا محمدا -- في أهل بيته " (أخرجهما البخاري وغيره).
والمراد بأهل البيت أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن، وأقارب الرسول - - الذين حرموا الصدقة بعده –رضي الله تعالى عنهم جميعا.
¥(41/42)
والمعنى يشمل الجميع، ولا يقتصر على أحد دون أحد، ولذلك عندما جاء السؤال: " من أهل بيته؟ نساؤه؟ كان الجواب:" لا وأيم الله "، وعندما جاء السؤال بمن التبعيضية " أليس نساؤه من أهل بيته؟ " كان الجواب مؤكدا أنهن من أهل البيت " إن نساءه من أهل بيته ".
ورأى قوم أن أمهات المؤمنين لسن من أهل البيت! وأن المراد من أهل البيت ينحصر في أفراد معدودين معلومين! فالمعنى كذلك لا يمتد ليشمل باقي الأقارب الذين أشارت إليهم هذه الروايات!.
وذكر هؤلاء القوم ما رأوا أنه يؤيد ما يذهبون إليه، وقد ناقشتهم، وأثبت عدم صحة قولهم، وبينت هذا بالتفصيل في كتيب" آية التطهير بين أمهات المؤمنين وأهل الكساء "، فليرجع أليه من شاء. . .
خامسا: باقي روايات الثقلين في المسند وغيره: -
بالبحث في كتب السنة نجد روايتين في سنن الترمذي تتفقان مع روايات مسند الإمام أحمد الستة التي أشرنا إليها من قبل. ونذكر هنا الروايات الثمانية، ثم نتحدث عنها.
روايات المسند هي:
1 – حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أسود بن عامر، أخبرنا إسرائيل، يعني إسماعيل بن أبي إسحاق الملائي، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله -: " إني تارك فيم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض " (3/ 14).
2 - حدثنا عبد الله: حدثني أبي، حدثنا أبو النضر، حدثنا محمد يعني ابن طلحة، عن الأعمش، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري،عن النبي --، قال: " إني أوشك أن أدعى فأجيب، و إني تارك فيم الثقلين، كتاب الله عز وجل، وعترتي. كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروني بم تخلفوني فيهما؟ ". (3/ 17).
3 - حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا ابن نمير، ثنا عبد الملك يعني ابن أبي سليمان، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله -: " إني قد تركت فيم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض". (3/ 26).
lass=MsoBodyTextIndent dir=RTL style='margin-right:.05pt;text-indent:-.05pt'>
2 - حدثنا علي بن المنذر كوفي، حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد، والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت، عن زيد بن أرقم رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله --: " إني تارك فيم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما " (حسن غريب).
سادسا: مناقشة الروايات:
هذه هي بقية روايات حديث الثقلين، وبالنظر فيها نجد ما يأتي:
1 - عن أبي سعيد الخدري خس روايات " الأربع الأولى من المسند
(1) انظر مناقب أهل بيت النبي - - في أبواب المناقب من سننه.
والثانية من سنن الترمذي، وهذه الروايات كلها يرويها عطية عن أبي سعيد، وعطية هو عطية بن سعد بن جنادة العوفي، والإمام أحمد نفسه - صاحب المسند - تحدث عن عطية وعن روايته عن أبي سعيد ففال بأنه ضعيف الحديث، وأن الثوري وهشيما كانا يضعان حديثه، وقال: بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير، وكان يكنيه بأبي سعيد فيقول: قال أبو سعيد، فيوهم أنه الخدري.
وقال أبو حبان: سمع عطية من أبي سعيد الخدري أحاديث، فلما مات جعل يجالس الكلبي، فإذا قال الكلبي: قال رسول الله -- كذا، فيحفظه، وكناه أبا سعيد، وروى عنه، فإذا قيل له: من حدثك بهذا؟ فيقول: حدثني أبو سعيد، فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري، وإنما أراد الكلبي، قال: لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب.
وقال البخاري في حديث رواه عطية: أحاديث الكوفيين هذه مناكير، وقال أيضا: كان هشيم يتكلم فيه. ولقد ضعفه النسائي أيضا في الضعفاء، وكذلك أبو حاتم، ومع هذا كله وثقه ابن سعد فقال: " كان ثقة إن شاء الله، وله أحاديث صالحة، ومن الناس من لا يحتج به". وسئل يحيى بن معين: كيف حديث عطية؟ قال: صالح (2).
¥(41/43)
وما ذكره أبن سعد وابن معين لا يثبت أمام ما ذكر من قبل. وقد يقال هنا إذا كان الإمام أحمد يرى ضعف حديث عطية فلماذا روى عنه؟ والجواب أن الإمام أحمد إنما روى في مسنده ما اشتهر ولم يقصد الصحيح ولا السقيم، ويدل على ذلك أن ابنه عبد الله قال:
(2) انظر ترجمة في تهذيب التهذيب، وميزان الاعتدال ,
قلت لأبي: ما تقول في حديث ربعي بن خراش عن حذيفة؟ قال: الذي يرويه عبد العزيز بن أبي رواد؟ قلت: نعم، قال الأحاديث بخلافه، قلت: ففد ذكرته في المسند؟ قال: فصدت في المسند المشهور، فلو أردت أن أقصد ما صح عندي لم أرو من هذا المسند إلا الشيء لعد الشيء اليسير، وقد طعن الإمام أحمد في أحاديث كثيرة في المسند، ورد كثيرا مما روى، ولم يقل به، ولم يجعله مذهبا له (3).
وعندما عد ابن الجوزي من الأحاديث الموضوعة أحاديث أخرجها الإمام أحمد في مسنده، وثار عليه من ثار، ألف ابن حجر العسقلاني كتابه " القول المسدد في الذب عن المسند "، فذكر الأحاديث التي أوردها ابن الجوزي، ثم أجاب عنها، ومما قال: "الأحاديث التي ذكرها ليس فيها شيء من أحاديث الأحكام في الحلال والحرام، والتساهل في إيرادها مع ترك البيان بحالها شائع. وقد ثبت عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة أنهم قالوا: إذا روينا الحلال والحرام شددنا، وإذا روينا في الفضائل ونحوها تساهلنا. وهكذا حال هذه الأحاديث (4).
وما ذكره ابن حجر ينطبق على الأحاديث المروية في فضائل أهل البيت والتمسك بالعترة.
2 - الرواية الثانية للترمذي رواها عن علي بن الكوفي.عن محمد بن فضيل، ثم أنقسم السند إلى طريقين: انتهى الأول إلى عطية عن أبي سعيد، والثاني إلى زيد بن أرقم، ولا يظهر هنا أي السندين هو الأصل. وإذا نظرنا في الروايات الأربع السابقة التي رواها عطية عن أبي سعيد نجد توافقا تاما في المعنى، وفي كثير
(3) انظر المسند شاكر- طلائع الكتاب 1/ 75.
(4) ص11 من القول المسدد.
من اللفظ بينهما وبين هذه الرواية.مما يرجح أن هذا الطريق هو الأصل، وهو المذكور أولا في الإسناد. ومن قبل ذكرت ما رواه الإمامان أحمد ومسلم عن زيد بن أرقم بطرق متعددة.وفي تلك الروايات ذكر قوله: وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به "، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: " وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي".
وهذا يتفق بعض الشيء مع رواية الترمذي لكن بينهما اختلاف كبير يستوجب عدم الجمع. مما يجعلنا نطمئن إلى ضم رواية الترمذي إلى الروايات الأربع التي رواها عطية عن أبي سعيد. واستبعادها عن روايات زيد بن أرقم إلا في موضع الاتفاق.
والذي جمع بين الطريقين في هذا الإسناد علي بن المنذر الكوفي، أو محمد بن فضيل. ولكن الثاني روى عنه مسلم في إحدى رواياته لسابقة عن زيد بن أرقم، فيستبعد الجمع عن طريقه. فلم ببق إلا علي بن المنذر، وهو من شيعة الكوفة، قال أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق ثقة. سئل عمه أبي ففال: محله الصدق، قال النسائي: شيعي محض ثقة. وذكره ابن ص حبان في الثقات. وقال ابن نمير: هو ثقة صدوق. وقال الدارقطني: لا بأس به، وكذا قال مسلمة بن قاسم. وزاد: كان يشيع.
وقال الإسماعيلي: في القلب منه شيء لست أخبره. وقال ابن ماجة: سمعته يقول: حججنا ثمانيا وخمسين حجة أكثرها راجلا (5). وما سمعه منه ابن ماجة يجعلنا نردد كثيرا في الاحتجاج بقوله: فكيف يقطع آلاف الأميال للحج ثمانيا وخمسين مرة أكثرها راجلا؟ ليس من المستبعد إذاً أن يجمع راو شيعي كهذا بين روايتين في مناقب أهل البيت لا تتفقان في شيء. وتختلفان في شيء آخر.
(5) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
وهكذا يجعلنا نزداد اطمئنانا إلى ما انتهينا إليه من جعل هذه الرواية مع الروايات الأخرى لعطية عن أبا سعيد. وفصلها عن روايات زيد بن أرقم.
على أن هذه الرواية فيها ضعف آخر. وهو الانقطاع في موضعين، فالأعمش وحبيب بن أبي ثابت مدلسان. وهما يرويان بالعنعنة. فلم يثبت سماع كل منهما هنا.
¥(41/44)
والأعمش وحبيب من الثقات. وثبت سماع الأعمش من حبيب، وسماع حبيب س زيد بن أرقم، إلا أن في هذه الرواية لم بثبت السماع، والأعمش فيه تشيع وهو كوفي، وحبيب كوفي أيضا، وفي بيئة الكوفة يمكن أن تشيع مثل هذه الأحاديث دون دقة أو تمحيص.
وحبيب نفسه قال لابن جعفر النحاس: إذا حدثني رجل عنك بحديث، ثم حدثت به عنك كنت صادقا (6).
=' font-size:12.0pt; font-family:"Simplified Arabic"'>
وفي المستدرك روى الحاكم (7) هذا الحديث بما يفيد سماع
(6) الأعمش هو سليمان بن مهران الأصدق الكاهلي. مولاهم أبو محمد الكوفي. انظر ترجمته وترجمه حبيب في تهذيب التهذيب، وميزان الاعتدال.
(7) هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله الضبي النيسابوري. ولد سنة 331 ه. وجاوز الثمانين حيث توفى سنة 405ه. قال عنه ابن حجر في لسان الميزان: إمام صدوق ولكنه يصحح في مستدركه أحاديث ساقطة فيكثر من ذلك، فما أدري هل خفيت عليه؟ فما هو ممن جهل ذلك. وإن علم فهو خيانة عظيمة.
ثم هو شيعي مشهور بذلك من غير تعرض للشيخين. والحاكم أجل قدرا وأعظم خطرا وأكبر ذكرا من أن يذكر في الضعفاء، لكن قيل في الاعتذار عنه أنه عند تضعيفه للمستدرك كان كما في أواخر عمره. وذكر بعضهم أنه حصل له تغير وغفلة في آخر عمره ويدل على ذلك أنه ذكر جماعة في كتاب =
الأعمش من حبيب، وهذا يحتاج إلى مراجعة الإسناد الذي ذكره، وما أكثر رجاله. غير إننا مضطرين إلى بذل هذا الجهد، فإن ثبت سماع الأعمش بقي أكثر من موطن ضعف. والحاكم ذكر الحديث بروايتين: إحداهما في إسنادها الإمام أحمد بن حنبل، وسيأتي أنه هو نفسه ضعف الحديث كما ذكره ابن تيمية. والأخرى بين الذهبي وهي إسنادها (8).
3 - القاسم بن حسان العامري الكوفي روى الروايتين الخامسة والسادسة من المسند عن زيد بن ثابت، ورجح المرحوم الشيخ أحمد شاكر توثيقه وقال: " وثقه أحمد بن صالح، وذكره ابن حيان في ثقات التابعين. وذك البخاري في الكبير اسمه فقط، ولم يذكر عنه شيئا، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل فلم يذكر فيه جراحا، ثم نقل عن المنذري أن البخاري قال: " القاسم بن حسان سمع من زيد بن ثابت، وعن عمه عبد الرحمن بن حرملة، وروى عنه الركين بن الربيع، لم يصح حديثه في الكوفيين".
ثم عقب شاكر على هذا بقوله: " والذي نقله المنذري عن البخاري في شأن القاسم بن حسان لا أدري من أين جاء به فإنه لم يذكر في التاريخ الكبير إلا اسمه فقط كما قلنا، ثم لم يترجمه في الصغير، ولم يذكره في الضعفاء، وأخشى أن يكون المنذري وهم
= الضعفاء له، وقطع بترك الرواية عنهم، ومنع من الاحتجاج بهم، ثم أخرج أحاديث بعضهم في مستدركه وصححها.
(8) انظر المستدرك 3/ 109 - 110.
وهذا الحديث من الأحاديث التي أنكرها عليه أصحاب الحديث، و لم يلتفتوا إلى تصحيحه.
(راجع ترجمته بشيء من التفصيل في التذكرة التي كتبت في صدر كتابه معرفة علوم الحديث للدكتور السيد معظم حسين).
فأخطأ، فنقل كلام ابن أبي حاتم بمعناه منسوبا للبخاري، وأنا أظن أن قول البخاري في عبد الرحمن من حرملة " لا يصح حديثه " إنما مرده إلى أنه لم يعرف شيئا عن القاسم بن حسان، فلم يصح عنده لذلك حديث عمه عبد الرحمن (9).
وفي توثيق القاسم بن حسان نظر، فأين حسان ذكره أيضا في اتباع التابعين ومقتضاه أنه لم يسمع من زيد بن ثابت، وقال ابن القطان: لا يعرف حاله (10).
والبخاري ذكر اسمه فقط في التاريخ الكبير، وليس في هذا توثيق ولا تضعيف، وفي الجرح والتعديل حقيقة لم يذكر فيه جرحا، ولكن لم يذكر فيه كذلك تعديلا. وإذا كان الظن بأن البخاري ضعف عبد الرحمن من حرملة من أجل القاسم، فمن باب أولى أن يدخل القاسم في الضعفاء، ويبقى هنا الإشكال وهو أن البخاري لم يذكره في الضعفاء، ولم يذكر فيه جرحا في كتبه الأخرى المذكورة، فمن أين جاء المنذري بما نقله عنه البخاري؟
لعل المرحوم الشيخ شاكر كان يتردد فيما كتب ول عرف أن البخاري له كتاب آخر كبير الضعفاء يعق في تسعة أجزاء، وهو مخطوط، ولا يوجد منه نسخ في مصر، فلم لا يكون المنذري نقل منه؟ (11) وفاته كذلك أن يقرأ ترجمة القاسم في ميزان الاعتدال، فقد نقل الذهبي عن البخاري أن القاسم بن حسان حديثه منكر ولا يعرف (12)، وهذا قول لا يحتمل الوهم. فلا شك أن المنذري والذهبي
¥(41/45)
(9) انظر المسند ج 5 التعليق على الرواية3605، وهذه غير روايات العترة
(10) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
(11) في الحديث عن أحد الرواة قال العلامة المرحوم أحمد شاكر " نقل الحافظ في التهذيب أن البخاري ذكره في الضعفاء، ولم أجده فيه ". وهذا يؤيد أنه لم يسمع بكتاب الضعفاء الكبير للبخاري- انظر قوله في الحديث عن الرواية رقم 646 بالجزء الثاني من المسند.
(12) يطلق البخاري " منكر الحديث" على من لا تحل الرواية عنه، أما عند غيره فمنكر الحديث في درجة ضعيف الحديث – انظر: قواعد في علوم الحديث للتهانوي ص 258، وانظر كذلك تدريب الراوي 1/ 349، وميزان الاعتدال 1/ 6.
قد رجعا لما لم يتيسر لنا الرجوع إليه، وأغلب الظن – إن لم يكن من المؤكد-أنهما نقلا عن كتاب الضعفاء الكبير للبخاري.
4 - لم يبق إذاً إلا الرواية الأولى للترمذي، وفي سندها زيد بن الحسن الأنماطي الكوفي، الذي روى عن الإمام الصادق عن أبيه عن جابر بن عبد الله، قال أبو حاتم عن زيد هذا: كوفي قدم بغداد، منكر الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات (13).
وخطبة الرسول - - في خطبة الوداع رواها مسلم بسند صحيح عن الإمام الصادق عن أبيه عن جابر، وليس فيها " وعترتي أهل بيتي (14) " وهذه الخطبة رويت عن جابر بطرق متعددة في مختلف كتب السنة، وليس فيها جميعا ذكر لهذه الزيادة (15).
سابعا: الاختلاف حول الحديث: -
رأينا فيما سبق ما رواه الإمام لط مسلم وأحمد عن زيد بن أرقم (16) وهذا لا خلاف حول صحته.
ورأينا الروايات الأخرى لهذا الحديث، وظهر ما بها من ضعف. وهنا ملحظ هام وهو أن الضعف أساسا جاء من موطن واحد وهو الكوفة. وهذا يذكرنا بقول الإمام البخاري في حديث رواه عطية: أحاديث الكوفيين هذه مناكير.
ومن هنا ندرك لماذا اعتبر ابن الجوزي هذا الحديث من الأحاديث الموضوعة، إن كانت الروايات في جملتها كما يبدو لنا لا تجعل الحديث ينزل إلى درجة الموضوع.
(13) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب، وميزان الاعتدال.
(14) راجع صحيح مسلم - كتاب الحج – باب حجة النبي -.
(15) انظر حجة النبي- - كما رواها جابر ين عبد الله ص 40 - 41.
(16) راجع الروايات في " ثالثا: الصحيحان "، و " رابعا: مسند الإمام أحمد وروايته عن زيد بن أرقم ".
وفي فيض القدير شرح الجامع الصغير ذكر الحديث من مسند الإمام أحمد، ومعجم الطبراني رواية عن زبد بن ثابت، وصحح الحديث السيوطي والمناوي، وقال المناوي: " قال الهيثمي: رجاله موثقون، ورواه أيضا أبو يعلى بسند لا بأس به. والحافظ عبد العزيز بن الأخضر وزاد أنه قال: في حجة الوداع ووهم من زعم وضعه كابن الجوزي. قال السمهودي: وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة ". أ. ه.
وتحدثنا من قبل عما رواد الإمام أحمد عن زيد بن ثابت، وبينا ضعف الإسناد، وبالنظر فيما رواه الطبراني نجد موطن الضعف نفسه. فهو من رواية القاسم بن حسان، فقول الهيثمي يعني توثيق القاسم.
وما ذكره عن حجة الوداع هنا بيناه من قبل. فالتصحيح إذاً غير مقبول، غير أننا فد نوافق على عدم، جعل الحديث من الموضوعات، ومع هذا فابن الجوزي قد يكون له ما يؤيد رأيه، فليس من المستبعد أن يكون الحديث كوفي النشأة، وأن يكون مصنوعا في دار الضرب التي أشار إليها الإمام مالك. ومن هنا يمكن أن ينسب إلى عشرين س الصحابة - رضي الله عنهم، بل إلى سبعين. غير أنه لم يصح عن صحابي واحد، ولو صح عن صحابي واحد لكفى إلا أن يكون ممن لا يستحق شرف الصحبة.
والعل من المهم هنا أن نذكر أن الإمام أحمد بن حنبل، وهو ممن أخرج الحديث، ذكر أنه ضعيف لا يصح، فهو إذاً غير صحيح المسبة إلى أي من الصحابة الكرام.
والشيخ الإسلام ابن تيمية رفض هذا الحديث وقال: " وقد سئل عنه أحمد بن حنبل فضعفه، وضعفه غير واحد من أهل العلم وقالوا: لا يصح " (17).
وفي عصرنا وجدنا العلامة المحقق الشيخ ناصر الدين الألباني - حفظه الله - يذهب إلى تصحيح رواية التمسك بالكتاب والسنة التي
(17) منهاج السنة النبوية 4/ 105.
أشرنا إليها من قبل، ويوافق السيوطي والمناوي هنا أيضا فيصحح حديث الثقلين الذي يأمرنا التمسك بالكتاب والعترة، فيذكر في صحيح الجامع الصغير لا في ضعفه (18) ,
¥(41/46)
وعندما سعدت بلقائه في زيارته الأخيرة لدولة قطر، دار نقاش حول هذا الحديث، وذكرت مواطن الضعف في الروايات التي جمعتها، فقال - زاد الله علما وفضلا: إن ضعف هذه الروايات لا يعني ضعف الحديث، فقد يكون مرويا من طرق أخرى صحيحة لم تصل إليك (19)، ثم أشار إلى كنابين أحرجا الحديث ولم يكونا من المصادر التي اعتمدت عليها قبل هذا البحث:
أحدهما: معجم الطبراني، فنظرنا فيه ووجدنا في الإسناد القاسم بن حسان، فالرواية إذاً غير صحيحة.
والثاني: مستدرك الحاكم، وفيه ما يفيد سماع الأعمش من حبيب، ولكن يبقى أيضا مواطن الضعف الأخرى (20). ولم يتذكر لماذا صحح الحديث، ولم يتمكن من الرجوع إلى ما كتب نظرا لإبعاده عن داره ومكتبته - رد الله تعالى غربته. وبعد سفره قرأت ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية، فلما أبلغ به طلب تصوير الصفحات.
إذاً ربما يعود الشيخ الجليل إلى البحث مرة أخرى، وربما ينتهي إلى ما انتهى إليه إمام السنة الإمام أحمد، وغيره من أهل العلم
والشيخ الجليل في تصحيحه للحديث أشار إلى تخريج المشكاة" فرأيت الرجوع إليها عسى أن أقف على حجته في التصحيح.
(18) انظر صحيح الجامع الصغير 2/ 217 - حديث رقم 2454.
(19) كلام الشيخ صحيح. ولذلك فقد جمعت كل ما استطعت جمعه والنظر فيه من الروايات. وقد أرشدني إلى هذا المنهج وساعدني في التطبيق منذ سنوات العلامة الثبت المحقق الأستاذ محمود شاكر.
(20) راجع ما ذكرناه من قبل عن الحاكم ومستدركه.
في الجزء الثالث من مشكاة المصابيح (ص ط 1735) جاءت روايتان للحديث هما رقم 6143، 6144.
قرأت الروايتين والتخريج فكانت المفاجأة مذهلة، وأثبت هنا ما جاء الكتاب بالنص:
الرواية رقم 6143: -
عن جابر، قال: رأيت رسول الله في حجته يوبر عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: " يا أيها الناس: إني تركت فهيم ما إن أخذتم به لن تضلوا. كتاب الله، وعترتي أهل بيتي ". (رواه الترمذي).
والرواية الأخرى نصها كما يلي:
وعن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي " ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما". (رواه الترمذي).
هاتان هما الروايتان، أما التخريج فهو كما بلي:
الرواية الأولى:
" وقال - أي الترمذي: حديث حسن غريب.
فقلت - أي الألباني: وإسناده ضعيف ".
الرواية الثانية: -
" وقال: حديث حسن غريب.
قلت: وإسناده ضعيفا أيضا، لكنه شاهد للذي قبله ".
هذا ما قرأته، ونقلته بنصه، والضعيف الذي يشهد للضعيف لا لمرتبة الصحيح، بل قد لا يزيده إلا ضعفا، فمن أين حاء تصحيح الشيخ إذاً؟
لا أدرى، ولا أحل أن أعقب بشيء يبنى على الظن.
وفي عصرنا أيضا نجد كتابا يسعى جادا للدخول إلى كل ببت، ورأيت طبعته العشرين في عام 1402 ه، ويوزع على سبيل الهدية في الغالب الأعم. واسم الكتاب " المراجعات " ذكر مؤلفه شرف الدين الموسوي هذا الحديث بالمتن الذي بينا ضعف أسانيده، وقال بأنه حديث متواتر! ثم نسب للشيخ سليم البشري – رحمه الله – شيخ الأزهر والمالكية أنه تلقى هذا القول بالقبول! وأنه طلب المزيد! ثم ذكر صاحب " المراجعات " بعد دلك روايات أشد ضعفا، ونسب للشيح البشري أيضا أنه أعجب بها، ورآها حججا ملزمة (21). والذي يعنينا هنا أمران:
الأول: تبرئة الشيخ البشري مما نسب إليه، فلم يكن ليجهل المتواتر، وبخلط بينه وبين الضعيف والموضوع، والكلام هنا كثير كثير، فليس هذا موضعه إذاً، وإنما هذا تنبيه لقارىء الكتاب حتى لا يظن بالشيخ لظنون.
الثاني: الإشارة إلى أن أقوى الروايات التي ذكرها هي ما بينا ضعفه، أما غيرها فمعظمه - إن لم يكن كله - تحدث عنه شيخ الإسلام ابن تيمية، وبين أنه موضوع لا أصل له (22).
وكثره الموضوع والضعيف لا يرفع الحديث إلى مرتبة الصحيح فضلا عن المتواتر.
(21) انظر الكتاب المذكور ص51، 61.
(22) اقرأ كتابه منهاج السنة النبوية.
¥(41/47)
والشيخ الألباني الذي رأينا موقفه من حديث الثقلين ذكر في الأجزاء الثاني من سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ثلاثة أحاديث من كتاب المراجعات. وأنقل هنا ما قاله بتمامه، ليعرف القاريء منهج المراجعات، ويطمئن تماما من أن شيخ الأزهر البشري بريء مما نسب إليه.
وهذه هي الأحاديث بأرقامها في الكتاب.
893 - (من أحب أن يحيا حياتي، ويموت موتتي، ويسكن جمة الخلد التي وعدني ربي عز وجل، غرس قضبانها بيديه. فليتول علي بن أبي طالب، فإنه لن يخرجكم من هدى، ولن يدخلكم في ضلالة) = =
= موضوع: رواه أبو نعيم في " الحيلة " (4/ 349 - 350 و351) والحاكم (3/ 138) وكذا الطبراني في " الكبير" وابن شاهين في " شرح السنة " (18/ 65/2) من طرق عن يحيى بن يعلى الأسلمي قال: ثنا عمار بن رزيق ابن إسحاق عن زياد بن مطرق عن زيد بن أرقم - زاد الطبراني: وربما لم يذكر زيد بن أرقم – قال: قال رسول الله فذكره. وقال أبو نعيم: " غريب من حديث أبي إسحاق، تفرد به يحيى ".
قلت: وهو شيعي ضعيف " قال ابن معين:
" ليس بشيء وقال البخاري:
" مضطرب الحديث ". وقال ابن أبي حاتم (4/ 2/196) عن أبيه:
" ليس بقوي، ضعيف الحديث ".
والحديث قال الهيثمي في " المجمع " (9/ 108):
" رواه الطبراني، وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي. وهو ضعيف".
" قلت: وأما الحاكم فقال: " صحيح الإسناد "! فرده الذهبي بقوله:
" قلت: أنى له الصحة والقاسم- وهو متروك. وشيخه (يعني الأسلمي) ضعيف. واللفظ ركيك، فهو إلى الوضع أقرب ".
وأقول: القاسم – وهو ابن شبية – لم يتفرد به، بل تابعه راويان آخران عند أبي نعيم، فالحمل فيه على الأسلمي وحده دونه.
نعم للحديث عندي علتان أخريان:
الأولى: أبو إسحاق، وهو السبيعي فقد كان اختلط مع تدليسه. وقد عنعنه.
الأخرى: الاضطراب في إسناده منه أو من الأسلمي، فإنه يجعله تارة من مسند زيد وابن أرقم، وتارة من مسند زياد بن مطرف، وقد رواه عنه مطين والباوردي وابن جرير وابن شاهين في " الصحابة " كما ذكر الحافظ ابن حجر في " الإصابة " وقال:
" قال ابن منده: " لا يصح ": قلت: في إسناده يحيى بن بعلى المحاربي. وهو واه ".
قلت: وقوله " المحاربي " سبق قلم منه، وإنما هو الأسلمي كما سبق ويأتي
(تنبيه) لقد كان الباعث على تخريج هذا الحديث ونقده، والكشف عن علته. أسباب عدة، منها أنني رأيت الشيخ المدعو بعبد الحسين الموسوي الشيعي قد خرج الحديث في " مراجعاته " (ص27) تخريجا أو هم به القراء أنه صحيح كعادته في أمثاله.واستغل في سبيل ذلك خطأ قلميا وقع للحافظ ابن حجر رحمه الله. فبادرت إلى الكشف عن إسناده، وبيان ضعفه، ثم الرد على=
= الإبهام المشار إليه، وكان ذلك منه على وجهين. فأنا أذكرهما، معقبا على كل منهما ببيان ما فيه فأقول:
الأول: إنه ساق الحديث من رواية متين ومن ذكرنا معه نقلا عن الحافظ من رواية زياد بن مطرف، وصدره برقم (38). ثم قال:
" ومثله حديث زيد بن أرقم 000" فذكره. ورقم له – (39). ثم علق عليهما مبينا مصادره كل منهما، فأوهم بذلك أنهما حديثان متغايران إسنادا! والحقيقة خلاف ذلك، فإن كلا منهما مدار إسناده على الأسلمي، كما سبق بيانه، غاية ما في الأمر أن الراوي كان يرويه تارة عن زياد بن مطرف، وهو مما يؤكد ضعف الحديث لاضطرابه في إسناده كما سبق.
والآخر: أنه حكى تصحيح الحاكم للحديث دون أن يتبعه بيان علته، أو على الأقل دون أن ينتقل كلام الذهبي في نقده، وزاد في إبهام صحته أنه نقل عن الحافظ قوله في " الإصابة ":
" قلت: في إسناده يحيى بن يعلى المحاربي وهو واه ".
فتعقبه عبد الحسين! بقوله:
" أقول: هذا غريب من مثل العسقلاني، فإن يحيى بن يعلى المحاربي ثقة بالاتفاق، وقد أخرج له البخاري 000ومسلم 000".
فأقول أغرب من هذا الغريب أن يدير عبد الحسين كلامه في توهيمه الحافظ في توهينه للمحاربي، وهو يعلم أن المقصود بهذا التهوين إنما هو الأسلمي وليس المحاربي، لأن هذا مع كونه من رجال الشيخين، فقد وثقه الحافظ نفسه في" التقريب " وفي الوقت نفسه ضعف الأسلمي، فقد قال في ترجمة الأول:
" يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي الكوفي ثقة، من صغار التاسعة مات سنة ست عشرة ". وقال بعده بترجمة:
يحيى بن يعلى الأسلمي الكوفي شيعي ضعيف، من التاسعة ".
¥(41/48)
وكيف يعقا أن يقصد الحافظ تضعيف المحاربي المذكور وهو متفق على توثيقه، ومن رجال " صحيح البخاري " الذي استمر الحافظ في خدمته وشرحه وترجمة رجاله قرابة ربع قرن من الزمان؟! كل ما في الأمر أن الحافظ في " الإصابة " أراد أن بقول ": 000 الأسلمي وهو واه " فقال واهما: " المحاربي وهو واه "!
فاستغل الشيعي هذا الوهم أسوأ الاستغلال. فبدل أن ينبه أن الوهم ليس في التوهين. وإنما في كتب " المحاربي " مكان الأسلمي ". أخذ يوهم القراء عكس ذلك وهو أن راوي الحديث إنما هو المحاربي الثقة وليس هو الأسلمي=
= الواهي! فهل في صنيعه هذا ما يؤيد من زكاه في ترجمته في أول الكتاب بقوله:
" ومؤلفاته كلها تمتاز بدقة الملاحظة 0000وأمانة النقل ".
أين النقل يا هذا وهو ينقل الحديث من " المستدرك " وهو يرى فيه يحيى بن يعلى موصوفا الأسلمي فيتجاهل ذلك، ويستغل الحافظ ليوهم القراء أنه المحاربي الثقة. وأين أمانته أيضا وهو لا ينقل نقد الذهبي والهيثمي للحديث الأسلمي هذا؟! فضلا عن أن الذهبي أعلّه بمن هو أشد ضعفا من هذا كما رأيت، ولذلك ضعفه السيوطي في "الجامع الكبير" على قلة عنايته فيه بالتضعيف فقال: " هو واه ".
وكذلك وقع في "كنز العمال "برقم (2578). ومنه نقل الشيعي الحديث، دون أن ينقل تضعيفه. فأين الأمانة المزعومة أين؟!
(تنبيه) أورد الحافظ ابن حجر الحديث في ترجمة زياد بن مطرف في القسم لأول من " الصحابة "، وهذا القسم خاص كما قال في مقدمته: " فيمن وردت صحته بطريق الرواية عنه أو عن غيره، سواء كانت الطريقة صحيحة أو حسنة أو ضعيفة، أو وقع ذكره بما يدل على الصحبة بأي طريق كان، وقد كنت أولا- رتبت هذا القسم الواحد على ثلاثة أقسام، ثم بدا لي أن أجعله قسما وحدا، وأميز ذلك في كل ترجمة ".
قلت: فلا يستفاد إذاً من إيراد الحافظ للصحابي في هذا القسم أن صحبته ثابتة. ما دام أنه قد نص على ضعف إسناد الحديث الذي صرح فيه بسماعه من النبي وهو هذا الحديث/ ثم لم يتبعه بما يدل على ثبوت صحبته من طريق أخرى، وهذا ما أفصح بنفيه الذهبي في " التجريد" بقوله: (1/ 199):
" زياد بن مطرف هذا فهو بأن يذكر في المجهولين من التابعين. أولى من أن يذكر في الصحابة المكرمين. وعليه فهو علّة ثالثة في الحديث.
ومع هذه العلل كلها في الحديث يريدنا الشيعي أن نؤمن بصحته عن رسول الله غير عابئ بقوله ه:" من حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ". رواه مسلم في مقدمة " صحيحه " فالله المستعان.
وكتاب " المراجعات " للشيعي المذكور محشو بالأحاديث الضعيفة والموضوعة في فضل علي.مع كثير من الجهل بهذا العلم الشريف. والتدليس على القراء والتضليل عن الحق الواقع. بل والكذب الصريح. مما لا يكاد القارئ الكريم يخطر في باله أن أحدا من المؤلفين يحترم نفسه يقع في مثله. من أجل ذلك قويت الهمة في تخريج تلك الأحاديث – على كثرتها- وبيان عللها وضعفها. مع الكشف عما في كلامه عليها من التدليس والتضليل. وذلك مما سيأتي بإذ r=RTL style='margin-right:.05pt;text-indent:-.05pt'>= 893- ( من سرّه أن يحيا حياتي، ويموت ميتتي، ويتمسك بالقصبة الياقوتة التي خلقها الله بيده، ثم قال لها:" كوني فكانت " فليتول علي بن أبي طالب من بعدي).
موضوع: رواه أبو نعيم (1/ 86 و4/ 174) من طريق محمد بن زكريا الغلابي: ثنا بشر بن مهران: ثنا شريك عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة مرفوعا. وقال:
" تفرد به بشر عن شريك ".
قلت: هو ابن عبد الله القاضي وهو ضعيف لسوء حفظه.
وبشر بن مهران قال ابن أبي حاتم:
" ترك أبي حديثه ". قال الذهبي:
" قد روى عنه محمد بن زكريا الغلابي منهم ".
قلت: ثم ساق هذا الحديث. والغلابي قال فيه الدارقطني:
" يضع الحديث ". فهو آفته.
والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (1/ 387) من طريق أخرى. وأفرده السيوطي في " اللآلي " (1368 - 369)، وزاد عليه طريقين آخرين أعلّها، هذا أحدهما وقال:
" الغلابي منهم ".
وقد روى بلفظ أتم منه، وهو
894 - (من سرّه أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بالأئمة من بعدي. فإنهم عترتي، خلقوا من طيني، روقوا فهما وعلما، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي. لا أنالهم الله شفاعتي ".
¥(41/49)
موضوع: أخرجه أبو نعيم (1/ 86) من طريق محمد بن جعفر بن عبد الرحيم: ثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم: ثنا عبد الرحمن بن عمران بن أبي ليلى- أخو محمد بن عمران-: ثنا يعقوب بن موسى الهاشمي عن ابن أبي روّاد عن إسماعيل بن أمية عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا. قال:
" وهو غريب ".
قلت: وهذا إسناد مظلم، كل من دون ابن أبي رواد مجهولون. لم أجد من ذكرهم. غير أنه يترجح عندي أن أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم إنما هو ابن مسلم الأنصاري الأطرابلسي المعروف بابن أبي الحناجر قال ابن أبي حاتم (1/ 1/73):" كتبنا عنه وهو صدوق ". وله ترجمة في " تاريخ ابن عساكر " (2/ق 311 - 411/ 1). = =
= وأما سائرهم فلم أعرفهم فأحدهم هو الذي اختلق هذا الحديث الظاهر البطلان والتركيب، وفضل علي أشهر من أن يستدل عليه بمثل هذه الموضوعات، التي يتشبث الشيعة بها، ويسودون كتبهم بالعشرات من أمثالها، مجادلين بها في إثبات حقيقة لم يبق اليوم أحد يجحدها، وهي فضيلة علي.
ثم الحديث عزاه في " الجامع الكبير" (2/ 253/1) للرافعي أيضا عن ابن عباس. ثم رأيت ابن عساكر أخرجه في " تاريخ دمشق " (12/ 120/2) عن طريق أبي نعيم ثم قال عقبة:
" هذا حديث منكر، غير واحد من المجهولين ".
قلت: كيف لا يكون منكرا وفيه مثل ذاك الدعاء! " ولا أنالهم الله شفاعتي" الذي لا يعهد مثله عن النبي، ولا يتناسب مع خلقه ورأفته ورحمته بأمته.
وهذا الحديث من الأحاديث التي أوردها صاحب " المراجعات " عبد الحسين الموسوي نقلا عن كنز العمال (6/ 155 و217 - 218) موهما أنه في مسند الإمام أحمد، معرضا عن تضعيف صاحب الكنز إياه تبعا للسيوطي!
وكم في هذا الكتاب " المراجعات " من أحاديث موضوعات، يحاول الشيعي أن يوهم القراء صحتها، وهو في ذلك لا يكاد يراعي قواعد علم الحديث حتى التي هي على مذهبهم! إذ ليست الغاية عنده التثبت مما جاء عنه في فضائل علي، بل حشر كل ما روي فيه! وعلي كغيره من الخلفاء الراشدين والصحابة الكاملين أسمى مقاما من أن يمدحوا بما لم يصح عن رسول الله.
ولو أن أهل السنة والشيعة اتفقوا على وضع قواعد في " مصطلح الحديث " يكون التحاكم إليها عند الاختلاف في مفردات الروايات، ثم اعتمدوا جميعا على ما صح منها، لو أنهم فعلوا ذلك لكان هناك أمل في التقارب والتفاهم في أمهات المسائل المختلفة فيها بينهم، أما والخلاف لا يزال قائما في القواعد والأصول على أشده فهيهات هيهات أن يمكن التقارب والتفاهم معهم، بل كل محاولة في سبيل ذلك فاشلة. والله المستعان.
الفصل الثاني
فقه الحديث
أشرت من قبل إلى فقه الروايات الصحيحة، وهو يدل على وجوب الأخذ بالكتاب والسنة، وهما بلا خلاف المصدران الأساسيان للعقيدة والشريعة.
وما صح عن زيد بن أرقم (23) - رضي الله تعالى عنه، يدل إلى جانب هذا على وجوب رعاية حقوق أهل بيت الرسول -!، وتعرضت للحديث عن المراد بأهل البيت.
ويبقى هنا فقه الحديث الذي بينت ضعف طرقه، والضعيف ليس بحجة، ولكن ما دمنا وجدنا من صححه فلنبحث في فقهه لو فرضنا صحته.
قال العلامة المناوي في فيض القدير (3/ 14):
" إن ائتمرتم بأوامر كتابه، وانتهيتم بنواهيه، واهتديتم بهدى عترتي، واقتديتم بسيرتهم، اهتديتم فلم تضلوا. قال القرطبي: وهذه الوصية، وهذا التأكيد العظيم، يقتضي وجوب احترام أهله، وإبرارهم وتوقيرهم ومحبتهم، وجوب الفروض المؤكدة التي لا عذر لأحد في التخلف عنها ".
ثم قال (3/ 15):
" لن يفترقا: أي الكتاب والعترة، أي يستمرا متلازمين حتى يردا على الحوض: أي الكوثر يوم القيامة، زاد في رواية كهاتين،
(23) انظر الروايات في " ثالثا. . . ورابعا ... ".
وأشار باصبعيه، وفي هذا مع قوله أولا: " إني تارك، تلويح بل تصريح بأنهما كتوأمين، خلفهما ووصى أمته بحسن معاملتهما، وإيثار حقهما على أنفسهما، واستمساك بهما في الدين، أما الكتاب فلأنه معدن العلوم الدينية، والأسرار والحم الشرعية، وكنوز الحقائق وخفايا الدقائق. وأما العترة فلأن العنصر إذا طاب أعان على فهم الدين، فطيب العنصر يؤدي إلى حسن الأخلاق، ومحاسنها تؤدي إلى صفاء القلب ونزاهته وطهارته. قال الحكيم: والمراد بعترته هنا العلماء العاملون إذ هم الذين لا يفارقون القرآن. أما نحو جاهل وعالم مخلط فأجنبي من هذا المقام، وإنما ينظر للأصل
¥(41/50)
والعنصر عند التحلي بالفضائل، والتخلي عن الرذائل، فإن كان العلم النافع في غير عنصرهم لزمنا اتباعه كائنا ما كان، ولا يعارض حثه هنا على اتباع عترته حثه في خبر على اتباع قريش، لأن الحكم على فرد من أفراد العام بحكم العام لا يوجب قصر العام على ذلك الفرد على الأصح، بل فائدته مزيد الاهتمام بشأن ذلك الفرد، والتنويه برفعة قدره، ثم قال الشريف: هذا الخبر يفهم وجود من يكون أهلا للتمسك به من أهل البيت والعترة الطاهرة في كل زمن إلى قيام الساعة حتى يتوجه الحث المذكور إلى التمسك به، كما أن الكتاب كذلك، فلذلك كانوا أمانا لأهل الأرض، فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض ". أ. ه.
وقال ابن تيمية بعد أن بين أن الحديث ضعيف لا يصح: "وقد أجاب عنه طائفة بما يدل على أن أهل بيته كلهم لا يجتمعون على ضلالة. قالوا: ونحن نقول بذلك كما ذكر ذلك القاضي أبو يعلى وغيره ".
وقال أيضا:" إجماع الأمة حجة بالكتاب والسنة والإجماع، والعترة بعض الأمة، فيلزم من ثبوت إجماع الأمة إجماع العترة (24).
(24) منهاج السنة النبوية 4/ 105.
بالنظر في هذه الأقوال، وبتدبر متن الحديث، نقول:
1 - يجب ألا يغيب عن الذهن المراد بأهل البيت، فكثير من الفرق التي رزيّ بها الإسلام والمسلمون ادعت أنها هي التابعة لأهل
البيت.
2 - أهل البيت الأطهار لا يجتمعون على ضلالة. تلك حقيقة واقعة، ونلحظ هنا أنهم في تاريخ الإسلام لم يجتمعوا على شيء يخالف إجماع باقي الأمة، فلأخذ بإجماعهم أخذ بإجماع الأمة كما أشار ابن تيم >
وكل إنسان يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله!، ولذلك فعند الخلاف نطبق قول الله: ((فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)) "النساء:59".
4 - لو كان ما ذكره الشريف من الفقه اللازم للحديث لكان في هذا ما يكفي لرفض المتن، فالأيام أثبتت بطلانه، وإلا فمن الذي نؤمر باتباعه في عصرنا هذا على سبيل المثال؟
أبإحدى الفرق التي تنسب لآل البيت؟ أم بجميع الفرق وكل فرقة ترى ضلال غيرها أو كفره؟ بنسل لآل البيت من فرق؟
فكيف إذاً نؤمر بمن لا نعرف؟!
5 - فرق كبير بين التذكير بأهل البيت والتمسك بهم، فالعطف على الصغير، ورعاية اليتيم. والأخذ بيد الجاهل، غير الأخذ عن العالم العابد العامل بكتاب الله وسنة رسوله-!.
وفي ختام القول عن فقه الحديث أذكر هنا ما ذهب إليه بعض المسلمين من أن الحديث يل على أفراد معينين من أهل البيت تجب طاعتهم والأخذ عنهم، وأن أول هؤلاء علي بن أبي طالب، رضى الله عنه، وأنه هو وصي رسول الله!.
وهذا القول جد خطير، فإنه بؤدي إلى اتهام الصحابة الكرام، خير أمة أخرجت للناس، بأنهم خالفوا وصية رسول الله-!. وإلى عدم شرعية خلافة الخلفاء الراشدين الثلاثة - رضي الله تعالى عنهم، وإلى هدم أركان رئيسية في الإسلام.
عير أننا هنا لا نحب أن نخوض في هذا الموضوع، فالبحث لا يتسع لمثله، وإنما نقول في فقه هذا الحديث بأن ما ذهب إليه هؤلاء القوم مرفوض لأن الحديث ليس بصحيح ولا صريح، ومعارض بالصحيح الصريح.
ومن الأحاديث الصريحة الصحيحة ما يأتي:
أولا: روى الشيخان بسندهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: " قيل لعمر: ألا تستخلف؟ قال: إن أستخلف فقد استحلف من هو خير مني أبو بكر، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله -! - فأثنوا عليه فقال: راغب راهب، وددت إني نجوت منها كفافا لا لي ولا عليّ، لا أتحملها حيا وميتا " (25).
وفي رواية أخرى لمسلم بسند آخر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: " دخلت على حفصة فقالت: أعلمت أن أباك غير مستخلف؟ قال: قلت: ما كان ليفعل، قالت: إنه فاعل، قال: فحلفت أن أكلمه في ذلك، فسكت حتى غدوت ولم أكلمه، قال: فكنت كأنما أحمل بيميني جبلا حتى رجعت، فدخلت عليه، فسألني عن حال الناس وأنا أخبره، قال: ثم قلت: إني سمعت الناس ى يقولون مقالة فآليت أن أقولها لك، زعموا أنك غير مستخلف، وأنه لو كان لك راعي إبل أو راعي غنم ثم جاءك وتركها رأيت أن ضيع، فرعاية
(25) راجع البخاري- كناب الأحكام، باب الاستخلاف. ومسلم: كتاب الإمارة – باب الاستخلاف وتركه للبخاري.
¥(41/51)
الناس أشد، قال: فوافقه فوافقه فوضع رأسه ساعة تم رفعه إليّ فقال: إن الله عز وجل يحفظ دينه، وإني لئن لا استخلف فإن رسول الله -! - لم يستخلف، وإن استخلف فإن أبا بكر قد استحلف. قال: فوالله ما هو إلا أن ذكر رسول الله -! - وأبا بكر فعلمت أنه لم يكن ليعدل رسول الله -! - أحدا، وأنه غير مستخلف " (26).
وروى أحمد بسند صحيح عن الإمام علي - رضي الله عنه، أنه قال: " لتخضبن هذه من هذا، فما ينتظر بي الأشقى؟ قالوا: يا أمير المؤمنين فأخبرنا به نبير عترته! قال: إذاً تاالله تقتلون بي غير قاتلي، قالوا: فاستخلف علينا، قال: لا ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله -! قالوا: فما تقول لربك إذا أتيته؟ قال: أقول: " اللهم تركتني فيهم ما بدا لك، ثم قبضتني إليك وأنت فيهم، فإن شئت أصلحتهم وإن شئت أفسدتهم ".
وفي رواية بسند آخر أن الإمام قال: " والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه، من هذه، قال الناس: فأعلمنا من هو؟ والله لنبيرن عترته! قال: أنشدكم بالله أن يقتل غير قاتلي، قالوا: إن كنت قد علمت ذلك استخلف إذاً قال: لا، ولكن أكلكم إلى ما وكلكم إليه رسول الله – (27).
(26) انظر الوضع السابق من صحيح مسلم. وروى أبو داود بسنده عن ابن عمر أيضا قال: عمر: إني إن لا استخلف فإن رسول الله - - نم يستخلف، وإن استخلف فإن أبا بكر قد استخلف. قال: فوالله ما هو إلا أن ذكر رسول الله- - وأبا بكر فعلمت أنه لا يعدل رسول الله -- أحدا، وأنه غير مستخلف. (انظر سنن أبي داود - كتاب الخراج والفيء والإمارة - باب في الخليقة يستخلف).
(27) انظر المسند ج 2 الروايتين 1078 و1339، وبالحاشية بيان الشيخ شاكر لصحة الإسناد.
فهذه الروايات تدل على أن عمر وعليا - رضي الله عنهما - لم يستخلفا أحدا تأسيا برسول الله -، أي أن الرسول -- لم يعين أحدا لخلافته، ويؤيد هذا أيضا ما أخرجه أحمد بسند صحيح عن قيس بن عباد قال:" كنا مع علي فكان إذا شهدا مشهدا، أو أشرف على أكمة أو هبط واديا قال: سبحان الله! صدق الله ورسوله، فقلت لرجل من بني يشكر: انطلق بنا إلى أمير المؤمنين حنى نسأله عن قوله صدق الله ورسوله، قال: فانطلقنا إليه: فقلنا: يا أمير المؤمنين، رأيناك إذا شهدت مشهدا، أو هبطت واديا، أو أشرفت على أكمة، قلت: صدق الله ورسوله، فهل عهد رسول الله إليك شيئا في ذلك؟ قال: فأعرض عنا، وألححنا عليه، فلما رأى ذلك قال: والله ما عهد إلي رسول الله -- عهدا إلا شيئا عهده إلى الناس، ولكن الناس وقعوا على عثمان فقتلوا، فكان غيري فيه أسوأ حالا وفعلا منّي، ثم إني رأيت أني أحقهم بهذا الأمر فوثبت عليه، فالله أعلم أصبنا أم أخطأنا (29).
وكذلك يؤيد ما سبق ما رواه الشيخان وأحمد بأسانيد صحيحة أن الرسول - - مات ولم يوص، وقد روى هذا عن ابن عباس، وعبد الله بن أبي أوفى، والسيدة عائشة (30).
ثانيا: روى البخاري بسنده عن السيدة عائشة - رضى الله عنها أن رسول الله - صلوات الله عليه - قال: " لقد هممت أن أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد، أن يقول القاتلون أو يتمنى المتمنون، ثم قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون (31).
(29) انظر الرواية وصحة إسنادها بالمسند ج2 رقم 1206.
(30) راجع صحيح البخاري – كتاب مرض النبي - -ووفاته. وكتاب التفسير: باب من قال لم يترك النبي - - إلا ما بين الدفتين. وباب الوصاة بكتاب الله عز وجل – وراجع كذلك صحيح مسلم- كتاب الوصية: باب ترك الوصية.
(31) البخاري- كتاب الأحكام- باب الاستخلاف.
وروى مسلم عنها أنها قالت: قال لي رسون الله -- في مرضه:" أدعى لي أبي بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتابا، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر (32).
وأخرج أحمد في مسنده هذا الحديث الشريف بسند صحيح كمسند مسلم،وبسندين آخرين (33).
وهذا الحديث الشريف يدل على أن الخلافة لو كانت بالنص لكانت لأبي بكر الصديق –، فهو الأولى بها، وتم ما قاله من لا ينطق عن الهوى، فقد أبي الله سبحانه والمؤمنون إلا أبا بكر.
(32) مسلم: كتاب الفضائل – باب من فضائل أبي بكر الصديق.
(33) انظر المسند1/ 47،106،144.
وذكر مدرس الفلسفة الدكتور أحمد محمود صبحي الرواية الأخيرة لهذا الحديث الشريف، ولم يذكر مصادره بل اكتفى بنسبته لبعض أهل السنة. ثم قال: " ولا شك أن الوضع ظاهر في هذا الحديث، وأنه أريد به معارضة حديث الشيعة في أمر كتاب النبي الذي بنسب إلى عمر أنه منعه، ولو صح كتاب النبي إلى أبي بكر لكان نصا جليا لأبي بكر، وهو ما لم يقل به جمهور المسلمين ".
والمؤلف عند أهل السنة، مع أن رواياته لم تصح منها واحدة كما بينا من قبل (انظر كتابه: نظرية الإمامة ص 235 - 236).
الخاتمة
هذه هي روايات حديث الثقلين التي جمعتها من كتب السنة، وجعلت كل متن مع سنده، وذكرت من أخرجه، وبذا أمكن أن نميز الصحيح من غيره.
والروايات التي صحت سندا، قبلت متنا، ووضع فقهها، ولا خلاف حول الأخذ به.
والروايات التي بينت ضعف سندها، وصححها آخرون، وجعلها غيرهم ضمن الأحاديث الموضوعة، هذه الروايات وجدنا اختلافا حول فهم دلالتها. ولعلّي بينت ما يمكن أخذه من فقه هذه الروايات.
فإن أكن أصبت فبفضل الله جلت قدرته، وبعونه وحده سبحانه، وإن أكن أخطأت فقد بذلت أقصى ما استطعت للوصول إلى الحق، ورحمة وربك وسعت كل شيء.
ومما أمرنا عز وجل أن نتلوه ما جاء ختاما لسورة البقرة:
((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين)).
¥(41/52)
ـ[صناع المستقبل]ــــــــ[17 - 06 - 04, 02:59 ص]ـ
حديث الثقلين وفقهه
الدكتور علي السالوس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا طيبا طاهرا مباركا فيه. نحمده سبحانه وتعالى ونستعينه ونستهديه. ونصلي ونسلم على رسوله المصطفى المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه، واتبع سنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فلعل البشرية في تاريخها لم تعرف علما نقل بالضبط الذي نقل به حديث رسول الله.
وإذا كان ربنا عز وجل قد تكفل بحفظ القرآن الكريم: ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) (سورة الحجر الآية 9) فمن تمام حفظ الكتاب العزيز حفظ السنة المطهرة، ولهذا هيأ لها من المسلمين من حفظها ووعها، أداها كما سمعها.
ومرت السنة بمراحل قبل عصر التدوين، ثم حاول أناس أن(41/53)
ما مدى صحة حديث " إن حاسبني ربي سأحاسبه)!!!!
ـ[عبد الله راشد]ــــــــ[20 - 06 - 04, 04:14 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هناك حديث منتشر بين الناس نصه كالتالي
(بينما النبي صلى الله عليه واله وسلم في الطواف إذا سمع اعرابياً يقول: يا كريم
فقال النبي خلفه: يا كريم
فمضى الأعرابي إلي جهة الميزاب وقال: يا كريم
فقال النبي خلفه: يا كريم
فالتفت الاعرابي الى النبي وقال: يا صبيح الوجه, يا رشيق القد , اتهزأ بي لكوني اعرابياً؟
والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك لشكوتك الى حبيبي محمد صلى الله عليه واله وسلم
فتبسم النبي وقال: اما تعرف نبيك يا اخا العرب؟
قال الاعرابي: لا
قال النبي: فما ايمانك به؟
قال: اّمنت بنبوته ولم اره وصدقت برسالته ولم القه
قال النبي: يا أعرابي , اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الاخرة
فأقبل الاعرابي يقبل يد النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال النبي: مه يا اخا العرب
لا تفعل بي كما تفعل الاعاجم بملوكها, فإن الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبراً ولا متجبراً, بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً
فهبط جبريل على النبي وقال له: يا محمد. السلام يقرئك السلام ويخصك بالتحية والاكرام, ويقول لك: قل للاعرابي,
لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا, فغداً نحاسبه على القليل والكثير, والفتيل والقطمير
فقال الاعرابي: او يحاسبني ربي يا رسول الله؟
قال: نعم يحاسبك إن شاء
فقال الاعرابي: وعزته وجلاله, إن حاسبني لأحاسبنه
فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم: وعلى ماذا تحاسب ربك يا اخا العرب؟
قال الاعرابي: إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته, وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه,
وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه
فبكى النبي حتى إبتلت لحيته
فهبط جبريل على النبي وقال: يا محمد, السلام يقرئك السلام , ويقول لك: يا محمد قلل من بكائك فقد الهيت حملة العرش عن تسبيحهم
وقل لأخيك الاعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة
))
و قد سمعت الأخوة يحذرون من ضعفه لكن أرجو أن يأتينا أحد جزاكم الله خيرا بكلام لأهل العلم في الحديث جزاكم الله خيرا
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[20 - 06 - 04, 04:39 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله راشد
و قد سمعت الأخوة يحذرون من ضعفه لكن أرجو أن يأتينا أحد جزاكم الله خيرا بكلام لأهل العلم في الحديث جزاكم الله خيرا
الأخ الكريم عبد الله راشد _ وفقه الله _
الأصل هو أن تطالب من يروج لهذه الأحاديث أن يأتوا بسنده وتخريجه وأقوال أهل العلم فيه، لا أن تطالب المحذرين من الحديث بذلك، فالأصل أن تحذر من أي حديث مجهول المصدر لا تدري ما سنده ولا تعرف أن أحدا من علماء الحديث الموثوقين قد صححه، خاصة إذا كان متنه منكرا فيه سوء أدب مع رب العالمين وتلوح عليه أمارات الوضع.
على كل حال قد سبق السؤال عن هذا الحديث في الملتقى من قبل وبين المشايخ الفضلاء أنه موضوع مكذوب كما في هذه الروابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2093
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******1.cfm?id=6356(41/54)
البحث المطول في مسألة (حديث أبي بكرة) لأشرف صلاح
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[20 - 06 - 04, 04:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و بعد فقد أخبرني الشيخ أشرف صلاح أن المقال السابق هو المقال المختصر للبحث حتى يتناسب مع النشر في الجريدة، و قد بحث المسألة بشكل مطول، و أنقل لكم بحثه المطول هنا:
********************
((الكاتب: الشيخ اشرف صلاح علي
بتاريخ: 2/ 5/1425هـ
النص: ورد هذا المقال مختصرا في جريدة الرأي العام لشروط نشر المقالات، وهذا المقال الكامل:
أبا بكرة الثقفي نفيع بن الحارث الثقفي رضي الله تعالى عنه
قال ابن حزم رحمه الله تعالى في المحلى وقال (9/ 443):
ما سمعنا أن مسلما فسق أبا بكرة ولا امتنع من قبول شهادته على النبي صلى الله عليه وسلم في أحكام الدين وبالله تعالى التوفيق.
فقد استنبط جمهور العلماء رحمهم الله تعالى من حديث أبي بكرة رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري مرفوعا: " لن يفلح قوما ولوا أمرهم امرأة "عدم جواز تولية المرأة الخلافة والمناصب الرئاسية التي تكون فيها معنى الولاية كالقضاء والحسبة ونحوه.
ثم إني قرأت مقالا لفضيلة الشيخ الدكتور العلامة: محمد سليمان الأشقر غفر الله له، نشرته جريدة " الوطن " الكويتية في جواز تولية المرأة في الوظائف الرئاسية والمجالس النيابية.
ولم يلفت نظري الحكم الذي رجحه فضيلة الوالد بارك الله في عمره، فما دون الخلافة العظمى قد ذهب الحنفية إلى جواز تولية المرأة القضاء وخالفهم جمهور العلماء، فلا غرابة أن يذهب الشيخ مذهبهم أو ينحو نحوهم وإن كان مرجوحا، فالشيخ رحمه الله تعالى عالم من العلماء وسيد من سادات الفقه والأصول في هذا الزمن، ولا تثريب عليه في ذلك إن أصاب فأجرين وإن أخطا فواحد.
فذهب رحمه الله تعالى إلى رد الحديث لكنه علل ذلك بأن أبا بكرة رضي الله عنه محدود في قذفه للمغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه لأن النصاب لم يكمل أربعة بل ثلاثة لكون زيادا قد نكل ورجع فأقام عمر الحد على الثلاثة ومنهم أبي بكرة رضي الله عنه.
فاستدل الشيخ الوالد غفر الله له بذلك على فسق أبي بكرة الأمر الذي يفضي إلى رد مروياته، ثم استغرب بناء على ذلك تصحيح البخاري رحمه الله تعالى للحديث وأبي بكرة محدود في القذف.
قال الشيخ رحمه الله تعالى: فينبغي أن يضم هذا الحديث إلى الأحاديث الموضوعة المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم إن الشيخ حفظه الله تعالى استدل بأمور يرجح بها جواز أن تتولى المرأة القضاء ونحوه من المناصب دون رئاسة الدولة.
وليس من همتي أن أرد على الشيخ رحمه الله تعالى في الحكم فلعلة قلد الحنفية، لكن الذي أزعجني غاية الإزعاج هو أن فضيلة الوالد العلامة غفر الله له قد مرض الحديث وأعله بتلك العلة العجيبة التي لم أر أحدا من علماء الحديث يعل بها، ألا وهي الإعلال بالصحابي، فمن المعلوم أن الصحابة قد طوي بساطهم وارتفعت صحيفتهم قد زكاهم الرب تعالى تزكية جملية يقينة الثبوت والدلالة فقال) رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ (.
بل زاد الأمر شدة وصعوبة حين قال في اليوم التالي في نفس الجريدة - وقد استبعد كثير من الناس أن يصدر مثل هذا الكلام عن فضيلته – قال: إنه يرد خمسين حديثا من أحاديث أبي بكرة رضي الله عنه بتلك العلة، كذا قال غفر الله له.
وهذا الذي قاله الشيخ مخالف فيه لجماهير المسلمين من عهد الصحابة وحتى الآن، وما اعتمد عليه الشيخ رحمه الله تعالى في تفسيق أبي بكرة رضي الله عنه لا يصح، وبيان هذا من جهات:
الجهة الأولى: كل ما أتى في قذف أبي بكرة رضي الله عنه وأن المغيرة رضي الله عنه قد ألم بالمرأة الأجنبية عنه لا يصح.
فقد أتى الخبر بجلد أبي بكرة في حد القذف من أربع روايات:
الأولى: أخرج البخاري معلقا ووصله ابن حجر في التعليق والبيهقي في (10/ 152) سننه الكبير الحديث من طريق سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن عمر رضي الله عنه ... فذكره.
وقد استوعب البيهقي الروايات في سننه وكلها دائرة على ابن المسيب عن ابن عمر رضي الله عنه، وهذه رواية ضعيفة لا تصح لأمرين:
الأول: أن رواية سعيد بن المسيب عن عمر رضي الله عنه مرسلة منقطعة.
¥(41/55)
ففي المراسيل 247: لابن أبي حاتم عن إسحق بن منصور قال قلت ليحيى بن معين يصح لسعيد بن المسيب سماع من عمر قال لا.
سمعت أبي يقول: سعيد بن المسيب عن عمر مرسل يدخل في المسند على المجاز.
قرىء على العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول سعيد بن المسيب قد رأى عمر وكان صغيرا قلت ليحيى هو يقول ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر قال يحيى ابن ثمان سنين يحفظ شيئا قال إن هؤلاء قوم يقولون أنه أصلح بين علي وعثمان وهذا باطل ولم يثبت له السماع من عمر.
سمعت أبي وقيل له يصح لسعيد بن المسيب سماع من عمر قال لا إلا رؤيته على المنبر ينعي النعمان بن مقرن.
الثاني: أن سعيد بن المسيب ثبت عنه أنه أفتى بضد ما جاء في حديث عمر، وهذه علة في الحديث فإنه لا يترك ما أتى عن عمر ويرغب عنه إلى غيره.
وبهذا أعل ابن رشد الحديث حيث قال في معتصر المختصر (2/ 57):
ابن المسيب لم يأخذه عن عمر إلا بلاغا لأنه لم يصح له سماع عنه وروى عن ابن المسيب أنه كان يذهب إلى خلافه.
روى قتادة عنه وعن الحسن أنهما قالا القاذف إذا تاب فيما بينه وبين ربه لا تقبل شهادته، ويستحيل أن يصح عنده عن عمر القبول ثم يتركه إلى خلافه أ. هـ
وقد اغتر من اعتمد الحديث بكونه معلقا بصيغة الجزم في صحيح البخاري، واعتمدوا تصحيحه بناء على القاعدة التي تقول أن معلقات البخاري المجزوم بها صحيحة إلى من علقت عنه، وهذا قول يفتقر إلى الدليل، والحديث الذي نحن فيه دليل على أنها قاعدة غير صحيحة، وهناك أحاديث معلقة في البخاري وصلها ابن حجر في تغليق التعليق وأقر بضعفها، وأن محاولة تصحيحها محض تكلف.
الثانية:
ما أخرجه البيهقي وابن عساكر في تاريخه (62/ 216) قال:
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا طراد بن محمد أنا أبو الحسن بن رزقويه أنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب نا علي بن حرب نا سفيان عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال لما جلد أبو بكرة أمرت جدتي أم كلثوم بنت عقبة بشاة فسلخت ثم ألبس مسكها فهل ذلك إلا من ضرب شديد.
قلت: وهذا حديث فيه نظر لأن محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب ضعيف ففي لسان الميزان 1401:
قال الخطيب سمعت أبا حازم العبدري ذكره فقال لا أعلمه الا ثقة ولا أعرف أحدا تكلم فيه.
وقال: سألت أبا بكر البرقاني عن محمد بن يحيى بن عمر فحسن امره.
وقال ابن الفرات: لم يكن محمود الأمر في الرواية.
قلت: وإذا تعارض الجرح والتعديل قدم الجرح لأن فيه زيادة علم كما هو معلوم، وخصوصا في مثل هذا الموطن، الذي يزال به عدالة صحابي قد نص الله تعالى على عدالته.
ومما يدل على ضعفه أنه قال: جدتي أم كلثوم وإنما هي جدة سعد وأم إبراهيم وإبراهيم هو المتكلم لا سعد، وقد بين ابن عبد البر خطأ تلك اللفظة كما في التمهيد (5/ 331).
وقد رواه أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل نا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي نا سفيان نا سعد بن إبراهيم وهو جالس مع الزهري قال
يزعم أهل العراق أن القاذف لا يجلد جلدا شديدا أشهد أن أبي أخبرني أن أمه أم كلثوم بنت عقبة أمرت بشاة حين جلد أبو بكرة فسلخت فلبس مسكها فهل كان ذلك إلا من ضرب شديد.
أخرجه ابن عساكر في ترجمة أبي بكرة من التاريخ، وهي مخالفة من عبد الوهاب لمحمد بن يحيى، وعبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي من رجال الستة ذكره ابن حبان في الثقات، ولم أر لأحدا فيه تعديل ومعلوم أن ابن حبان في توثيقه تساهل غير مرضي.
أما الذهبي فوثقه وقال ابن حجر صدوق، وهذا لا يمشي على طريقة العلماء المحققين من أهل الحديث، وفيه تساهل منهما غير مرضي وكثير ممن هو بهذه المثابة يقول فيه ابن حجر مقبول، ويجهله الذهبي.
ومما يدل على ما قلناه أن سعيد بن منصور – وهو ثقة ثبت إمام حافظ صاحب السنن – قد خالف الإثنين يعني محمد بن يحيى وعبد الوهاب بن عبد الرحيم، فرواه عن سفيان عن سعد بن إبراهيم يحدث عن الزهري قال إن أهل العراق يقولون إن القاذف لا يجلد جلدا شديدا قال سعد وأشهد على أبي أنه حدثني أنه لما جلد أبو بكرة أمرت أمه بشاة فذبحت ثم سلخت فألبسته جلدها فهل ذاك إلا من جلد شديد.
أخرجه البيهقي في سننه الكبير (8/ 326) وغيره.
¥(41/56)
وهذا والله أعلم هو اللفظ الصواب وأمه هنا هي أم أبي بكرة رضي الله عنه، والضمير يعود إلى أقرب المذكورين، فليست أم إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم جميعا، وإنما أتي محمد بن يحيى وعبد الوهاب من عدم إتقانهما فأخطأ حيث ظنا أن أمه يعني أم إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف فسمياها، وإنما هي أم أبي بكرة، وما شأن أم إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف بأبي بكرة؟! إنما الطبيعي والمنطقي أن تكون الشفيقة عليه أمه هو.
وعليه فتكون القصة مرسلة من حديث إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنهما.
وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ولد سنة إحدى وعشرين هجرية كما قال الكلاباذي وغيره كما في رجال البخاري للباجي (1/ 352)، يعني لم يحضر من خلافة عمر رضي الله عنه سوى ثلاث سنوات لأن عمر توفي سنة 24 هجرية، فلم يحضر القصة.
الثالثة:
قال الحاكم في المستدرك 5892 حدثنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان ثنا عبد الله بن محمد بن قحطبة بن مرزوق الطلحي ثنا محمد بن نافع الكرابيسي البصري ثنا أبو عتاب سهل بن حماد ثنا أبو كعب صاحب الحرير عن عبد العزيز بن أبي بكرة قال كنا جلوسا عند باب الصغير الذي في المسجد يعني باب غيلان أبو بكرة وأخوه نافع وشبل بن معبد فجاء المغيرة بن شعبة يمشي في ظلال المسجد والمسجد يومئذ من قصب فانتهى إلى أبي عليه فقال له أبو بكرة أيها الأمير ما أخرجك من دار الأمارة قال أتحدث إليكم فقال له أبو بكرة ليس لك ذلك الأمير يجلس في داره ويبعث إلى من يشاء فتحدث معهم قال يا أبا بكرة لا بأس بما أصنع فدخل من باب الأصغر حتى تقدم إلى باب أم جميل امرأة من قيس قال وبين دار أبي عبد الله وبين دار المرأة طريق فدخل عليها قال أبو بكرة ليس لي على هذا صبر فبعث إلى غلام له فقال له ارتق من غرفتي فانظر من الكوة فانطلق فنظر فلم يلبث أن رجع فقال وجدتهما في لحاف فقال للقوم قوموا معي فقاموا فبدأ أبو بكرة فنظر فاسترجع ثم قال لأخيه انظر فنظر قال ما رأيت قال رأيت الزنا ثم قال ما رابك انظر فنظر قال ما رأيت قال رأيت الزنا محصنا قال أشهد الله عليكم قالوا نعم قال فانصرف إلى أهله وكتب إلى عمر بن الخطاب بما رأى فأتاه أمر فظيع صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يلبث أن بعث أبا موسى الأشعري أميرا على البصرة فأرسل أبو موسى إلى المغيرة أن أقم ثلاثة أيام أنت فيها أمير نفسك فإذا كان اليوم الرابع فارتحل أنت وأبو بكرة وشهوده فيا طوبى لك إن كان مكذوبا عليك وويل لك إن عليك فارتحل القوم أبو بكرة وشهوده والمغيرة بن شعبة حتى قدموا المدينة على أمير المؤمنين فقال هات ما عندك يا أبا بكرة قال أشهد أني رأيت الزنا محصنا ثم قدموا أبا عبد الله أخاه فشهد فقال أشهد أني رأيت الزنا محصنا ثم قدموا شبل بن معبد البجلي فسأله فشهد كذلك ثم قدموا زياد فقال ما رأيت فقال رأيتهما في لحاف وسمعت نفسا عاليا ولا أدري ما وراء ذلك فكبر عمر وفرح إذ نجا المغيرة وضرب القوم إلا زيادا قال كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولي عتبة بن غزوان البصرة فقدمها سنة ست عشرة وكانت وفاته في سنة تسع عشرة وكان عتبة يكره ذلك ويدعو الله أن يخلصه منها فسقط عن راحلته في الطريق فمات رحمه الله ثم كان من أمر المغيرة ما كان.
أقول:
هذا حديث لا يصح وفيه علل:
1 – محمد بن نافع الكرابيسي هو البصري ضعفه ابن أبي حاتم.
2 – أبو عتاب الدلال قال أحمد لا بأس به.
3 – عبد العزيز بن أبي بكرة قال فيه ابن القطان: لا يعلم له حال.
وقال يحيى بن معين ما أعرفه.
وقال أبو وأبو زرعة: صالح الحديث شيخ.
أقول: ومن كان بهذه المثابة لا يصح قبول مثل هذا الحديث منه، وكيف لم يشتهر حتى ينقله مثل هذا الرجل عن مجهول مثل عبد العزيز بن أبي بكرة وهذه حادثة ونازلة شديدة صحابي يزني وأخر يشهد عليه ولم تشتهر ولم يتناقلها الناس وهي تشتمل على أحكام في الفرق بين الشهادة على الزنا والقذف وعدم جواز حد القاذف لو قذف مرتين في مجلس واحد ... الخ، إن هذا عنوان نكارته.
و4 - عبد الله بن محمد بن قحطبة بن مرزوق لم أعثر له على ترجمة وهو من شيوخ ابن حبان.
الرابعة:
¥(41/57)
أخرج البيهقي في سننه (8/ 235) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب أنبأ سعيد عن قتادة أن أبا بكرة ونافع بن الحارث بن كلدة وشبل بن معبد شهدوا على المغيرة بن شعبة أنهم رأوه يولجه ويخرجه وكان زياد رابعهم وهو الذي أفسد عليهم فأما الثلاثة فشهدوا بذلك فقال أبو بكرة والله لكأني بأثر جدري في فخذها فقال عمر رضي الله عنه حين رأى زياد إني لأرى غلاما كيسا لا يقول الا حقا ولم يكن ليكتمني شيئا فقال زياد لم أر ما قال هؤلاء ولكني قد رأيت ريبة وسمعت نفسا عاليا قال فجلدهم عمر رضي الله عنه وخلى عن زياد وقد رويناه من وجه آخر موصولا وفي رواية علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة وزيادا ونافعا وشبل بن معبد كانوا في غرفة والمغيرة في أسفل الدار فهبت ريح ففتحت الباب ورفعت الستر فإذا المغيرة بين رجليها فقال بعضهم لبعض قد ابتلينا فذكر القصة قال فشهد أبو بكر ونافع وشبل وقال زياد لا أدري نكحها أم لا فجلدهم عمر رضي الله عنه إلا زيادا فقال أبو بكرة رضي الله عنه أليس قد جلدتموني قال بلى قال فأنا أشهد بالله لقد فعل فأراد عمر أن يجلده أيضا فقال علي إن كانت شهادة أبي بكرة شهادة رجلين فارجم صاحبك وإلا فقد جلدتموه يعني لا يجلد ثانيا بإعادته القذف.
أقول: وهذا أيضا لا يصح فقتادة يدلس وقد عنعنه، وروايته عن الصحابة مرسلة، وسعيد هو ابن أبي عروبة ثقة لكنه اختلط في آخر عمره، وعبد الوهاب بن عطاء هو الخفاف سمع من سعيد في الإختلاط، ويحيى بن أبي طالب قال موسى بن هارون اشهد انه يكذب يعنى في كلامه، وقال أبو عبيد الاجري خط أبو داود على حديث يحيى بن أبي طالب، أما الدارقطني فوثقه، والجرح مقدم.
الخامسة:
قال البيهقي أيضا: وأنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا ابن بنت أحمد بن منيع ثنا عبد الله بن مطيع عن هشيم عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بكرة ... فذكر قصة المغيرة قال فقدمنا على عمر رضي الله عنه فشهد أبو بكرة ونافع وشبل بن معبد فلما دعا زيادا قال رأيت أمرا بنو قال فكبر عمر رضي الله عنه ودعا بأبي بكرة وصاحبيه فضربهم قال فقال أبو بكرة يعني بعدما حده والله أني لصادق وهو فعل ما شهد به فهم عمر بضربه فقال علي لئن ضربت هذا فارجم ذاك.
وهذا أيضا لا يصح فهشيم بن بشير مدلس شديد التدليس متلونه وقد عنعنه، وأبو عيينة بن عبد الرحمن هو عبد الرحمن بن جوشن، لم أر من أثبت له سماعا من عمر.
السادسة:
أخرج ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 540) ومن طريقه البيهقي في سننه من حديث أبي أسامة عن عوف عن قسامة بن زهير قال لما كان من شأن أبي بكرة والمغيرة الذي كان وذكر الحديث قال فدعا شهود فشهد أبو بكرة وشبل بن معبد وأبو عبد الله نافع فقال عمر رضي الله عنه حين شهد هؤلاء الثلاثة شق على عمر شأنه فلما قام زياد قال إن تشهد إن شاء الله إلا بحق قال زياد أما الزنا فلا أشهد به ولكن قد رأيت أمرا قبيحا قال عمر الله أكبر حدوهم فجلدوهم قال فقال أبو بكرة بعدما ضربه أشهد أنه زان فهم عمر رضي الله عنه أن يعيد عليه الجلد فنهاه علي رضي الله عنه وقال إن جلدته فارجم صاحبك فتركه ولم يجلده.
وهذه أيضا حكاية مرسلة لا تثبت لأمور:
1 – أن حماد بن أسامة وإن كان ثقة إلا أنه ذكر بالتدليس وقد عنعن هنا ولم أر له متابعا في روايته عن عوف وهو ابن أبي جميلة الأعرابي.
2 – أن عوف الأعرابي ثقة إلا أنه زن بأنه كان يبغض الصحابة والحديث في الطعن في صحابيين جليلين وهما أبي بكرة والمغيرة رضي الله عنهما، ولا يقبل شهادة عدو على عدوه فمن طعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يقبل مه قول فيهم البتة.
3 - إن قسامة لم أر من ذكره بالسماع من عمر أو علي رضي الله عنهما، ولم أر من وثقه سوى العجلي وابن حبان وكذا ابن سعد والعجلي وابن حبان فيهما تساهل كما هو معلوم في التوثيق وابن سعد ليس ممن يعتمد قولهم في الجرح والتعديل فغالب مادته من الواقدي والواقدي متروك الحديث هالك كما هو معلوم، وحديث مثل هذا حقه أن يشتهر لا أن ينقل هكذا بإسناد فرد غريب كهذا، ثم ينقض به عدالة صحابي متيقنة الثبوت والدلالة.
السابعة:
¥(41/58)
قال ابن عساكر في تاريخه ترجمة المغيرة بن شعبة رضي الله عنه:
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو الحسين محمد بن أحمد أنا أبو طاهر المخلص أنا أبو بكر بن سيف أنا السري بن يحيى أنا شعيب بن إبراهيم أنا سيف بن عمر قال ولما أحرز عتبة الأهواز وأوطأ أهل فارس استأذن عمر في الحج فأذن له فلما قضى حجه استعفاه فأبى أن يعفيه وعزم عليه ليرجعن إلى عمله فدعا الله ثم انصرف فمات في بطن نخلة فدفن وبلغ عمر فمر به زائرا لقبره وقال أن قتلتك لولا أنه أجل معلوم وكتاب مرقوم وأثنى عليه بفضله ولم يختط فيمن اختط من المهاجرين وإنما ورث ولده منزلهم من فاختة بنت غزوان وكانت تحت عثمان بن عفان وكان حباب مولاه قد لزم شيبة فلم يختط ومات عتبة بن غزوان على رأس ثلاث وستين ونصف من مفارقة سعد بالمدائن وقد استخلف على الناس أبا سبرة بن أبي رهم وعماله على حالهم ومسالحه على نهر تيري ومناذر وسوق الأهواز وسرق والهرمزان برامهرمز مصالح عليها وعلى السوس والبستان وجندي سابور ومهرجان قذق وذلك بعد ننعد الدين كان العلاء حمل في البحر إلى فارس ونزولهم البصرة وكان يقال لهم أهل طاوس نسبوا إلى الوقعة فأقر عمر أبا سبرة بن أبي رهم على البصرة ببقية السنة التي مات فيها عتبة بن غزوان واستخلف عبد الرحمن بن سهل فعمل بقية السنة ثم استعمل المغيرة بن شعبة في السنة الثانية من بعد وفاة عتبة فعمل عليها بقية تلك السنة والسنة التي تليها لم ينتقض عليه أحد في عمله وكان مرزوقا بسلامة ولم يحدث شيئا إلا ما كان بينه وبين أبي بكرة ثم استعمل أبا موسى على البصرة وصرف إلى الكوفة واستعمل عمر بن سراقة ثم صرف عمر بن سراقة إلى الكوفة من البصرة وصرف أبو موسى إلى البصرة من الكوفة فعمل عليها ثانية وكان الذي حدث بين أبي بكرة وبين المغيرة سببا لعزله كان المغيرة يناغيه وكان أبو بكرة ينافره عند كل ما يكون منه وكانا بالبصرة متجاورين بينهما طريق وكانا في مشربتين متقابلتين لهما في داريهما في كل واحدة منهما كوة مقابلة للأخرى فاجتمع إلى أبي بكرة نفر يتحدثون في مشربته فهبت ريح ففتحت باب الكوة فقام أبو بكرة ليسقفها فبصر المغيرة وقد فتحت الريح باب كوة مشربته وهو بين رجلي امرأة فقال للنفر قوموا فانظروا فقاموا فنظروا ثم قال اشهدوا قالوا ومن هذه قال أم جميل بنت الأفقم وكانت أم جميل إحدى بني عامر بن صعصعة وكانت غاشية للمغيرة وتغشى الأمراء والأشراف وكان بعض النساء يفعل ذلك في زمانها فقالوا إنما رأينا أعجازا ولا ندري ما الوجه ثم إنهم صمموا حين قامت فلما خرج المغيرة إلى الصلاة حال أبو بكرة بينه وبين الصلاة وقال لا تصلي بنا فكتبوا إلى عمر بذلك وتكاتبوا فبعث عمر إلى أبي موسى فقال يا أبا موسى إني مستعملك إني أبعثك إلى أرض قد باض فيها الشيطان وأفرخ فالزم ما تعرف ولا تبدل فيستبدل الله بك فقال يا أمير المؤمنين أعني بعدة من أصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار فإني وجدتهم في هذه الأمة وهذه الأعمال كالملح في الطعام لا يصلح إلا به قال فاستعان بمن أحببت فاستعار تسعة عشر رجلا منهم أنس بن مالك وعمران بن حصين وهشام بن عامر ثم خرج أبو موسى فيهم حتى أناخ بالبصرة في المربد وبلغ المغيرة أن أبا موسى قد أناخ بالمربد فقال والله ما جاء أبو موسى زائرا ولا تاجرا ولكنه جاء أميرا فإنهم لفي ذلك إذ جاء أبو موسى حتى دخل عليهم فدفع إليه أبو موسى كتابا من عمر أنه لأوجز كتاب كتب به أحد من الناس أربع كلم عزل فيها وعاتب واستحث وأمر أما بعد فإنه بلغني عنك نبأ عظيم فبعثت أبا موسى أميرا فسلم له ما في يديك والعجل وكتب إلى أهل البصرة أما بعد فإني قد بعثت أبا موسى أميرا عليكم ليأخذ لضعيفكم من قويكم وليقاتل بكم عدوكم وليدفع عن ذمتكم وليجبي لكم فيئكم ثم ليقسمه فيكم ولينقي لكم طرقكم
¥(41/59)
وأهدى له المغيرة وليدة من مولدات الطائف تدعى عقيلة وقال إني قد رضيتها لك وكانت فارهة فكان أبو موسى عبد الله بن قيس بن سليم بن حصار وارتحل المغيرة وأبو بكرة ونافع بن كلدة وزياد بن أبي سفيان وشبل بن معبد البجلي حتى قدموا على عمر فجمع بينهم وبين المغيرة فقال المغيرة سل هؤلاء الأعبد كيف رأوني مستقبلهم أو مستدبرهم أو كيف رأوا المرأة أو عرفوها فإن كانوا مستقبلي فكيف لم أستتر أو مستدبري فبأي شيء استحلوا النظر إلي في منزلي على امرأتي فوالله ما أتيت إلا امرأتي وكانت تشبهها فبدأ بأبي بكرة فشهد عليه أنه رآه بين رجلي أم جميل وهو يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة قال كيف رأيتهما قال مستدبرهما قال فكيف استثبت رأسها قال تحاملت قال ثم دعا بشبل بن معبد فشهد بمثل ذلك قال استدبرتهما أم استقبلتهما قال استقبلتهما وشهد نافع بمثل شهادة أبي بكر ولم يشهد زياد بمثل شهادتهم قال رأيته جالسا بين رجلي امرأة فرأيت قدمين مخضوبتين تخفقان واستين مكشوفتين وسمعت حفزانا شديدا قال هل رأيته كالملمول في المكحلة قال لا قال هل تعرف المرأة قال لا ولكن أشبهها قال فتنح وأمر بالثلاثة فجلدوا الحد وقرأ فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون فقال المغيرة اشفني من الأعبد قال اسكت اسكت الله نأمتك والله لو تمت الشهادة لرجمتك بأحجاري.
قلت: وهذه حكاية كذب موضوعة لأمور:
الأول: سيف بن عمر وهو الضبي، قال يحيى ضعيف الحديث فلس خير منه وقال أبو حاتم الرازي متروك الحديث وقال النسائي والدارقطني ضعيف وقال ابن حبان يروي الموضوعات عن الأثبات وقال إنه يضع الحديث، فلعلها من وضعه.
الثاني: الراوي عنه شعيب بن إبراهيم قال في الذهبي في ميزانه: فيه جهالة.
الثامنة:
وأخرج ابن عساكر أيضا في ترجمة المغيرة بن شعبة من تاريخه:
أنبأنا أبو علي بن نبهان وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن الحسن ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم وابن نبهان
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن الحسن قالوا أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرىء نا أبو العباس ثعلب قال لما أن قال أبو بكرة أشهد أنه لزان قال عمر اجلده قال له علي إذا فارجم صاحبك لأنك قد اعتددت بشهادته فصارت شهادتين وإنما هي شهادة واحد أعادها.
أقول: وهذا أيضا لا يصح لعلتين:
1 - فمحمد بن الحسن بن مقسم المقريء قال الذهبي: تكلموا فيه، وفي لسان الميزان لابن حجر ما يفيد أنه كان يتلقن ويدخل عليه ما ليس من حديثه.
2 - وأبو العباس ثعلب هو أحمد بن يحيى بن يزيد الشيباني مولاهم البغدادي صاحب الفصيح ثقة لكن بينه وبين الصحابة مفاوز تنقطع دونها أعناق الإبل.
تاسعا:
ما رواه البيهقي في سننه الكبير (10/ 152) من حديث عمرو بن محمد عن قيس عن سالم الأفطس عن سعيد بن عاصم قال كان أبو بكرة إذا أتاه الرجل يشهده قال أشهد غيري فإن المسلمين قد فسقوني.
وهذا أيضا لا يصح بل هو ضعيف جدا وذلك أن قيسا الراوي عن سالم الأفطس هو قيس بن الربيع، وقيس ضعيف، ولذلك مرضه البيهقي في سننه حيث قال: إن صح.
وهاك أقوال العلماء في قيس بن الربيع:
قال يحيى ليس بشيء، وقال مرة ضعيف، وقال مرة لا يكتب حديثه، وقال أحمد: كان كثير الخطأ في الحديث وروى أحاديث منكرة، وكان ابن المديني ووكيع يضعفانه، وقال السعدي ساقط، وقال الدارقطني ضعيف الحديث، وقال النسائي متروك الحديث.
وضعفه كذلك ابن حزم في المحلى وقال (9/ 443):
وأما الرواية عن أبي بكرة إن المسلمين فسقوني فمعاذ الله أن يصح، ما سمعنا أن مسلما فسق أبا بكرة ولا امتنع من قبول شهادته على النبي صلى الله عليه وسلم في أحكام الدين وبالله تعالى التوفيق.
عاشرا: روى عبدالرزاق في مصنفه (7/ 311) من حديث الثوري، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي قال: لما شهد أبو بكرة .. فذكره.
أقول: وهذا أيضا لا يصح لأن سليمان التيمي وإن كان ثقة زاهد رحمه الله تعالى ورضي عنه إلا أنه ذكر بالتدليس والإرسال وصفه بذلك النسائي وغيره كما في المدلسين لابن حجر.
حادي عشر: ما رواه البلاذري كما في التلخيص الحبير (4/ 64) بإسناد فيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف.
¥(41/60)
ثاني عشر: ما أخرجه الطحاوي (2/ 286) من حديثه عن علي بن عبد الرحمن قال ثنا عفان بن مسلم وسعيد بن أبي مريم قالا حدثنا السري بن يحيى قال ثنا عبد الكريم بن رشيد عن أبي عثمان النهدي قال ثم جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فشهد على المغيرة بن شعبة فتغير لون عمر ثم جاء آخر فشهد فتغير لون عمر ثم جاء آخر فشهد فتغير لون عمر حتى عرفنا ذلك فيه وأنكر لذلك وجاء آخر يحرك بيديه فقال ما عندك يا سلخ العقاب وصاح أبو عثمان صيحة تشبه بها صيحة عمر حتى كربت أن يغشى علي قال رأيت أمرا قبيحا قال الحمد لله الذي لم يشمت الشيطان بأمة محمد فأمر بأولئك النفر فجلدوا.
كذا رواه علي بن عبد الرحمن وهو صدوق وخالفه فهد بن سليمان المصري وهو ثقة كما في شرح معاني الآثار أيضا (2/ 286) قال ثنا بن أبي مريم قال أنا محمد بن مسلم الطائفي قال ثنا إبراهيم بن ميسرة عن سعيد بن المسيب قال ثم شهد على المغيرة أربعة فنكل زياد بن أبي سفيان فجلد عمر بن الخطاب الثلاثة واستتابهم فتاب الإثنان وأبى أبو بكرة أن يتوب فكان يقبل شهادتهما حين تابا وكان أبو بكرة لا تقبل شهادته لأنه أبى أن يتوب وكان مثل التصوم من العبادة.
فجعله من حديث ابن المسيب عن عمر، وهو الصواب لأمور:
الأول: أن حال علي بن عبد الرحمن لا يؤهله للحمل عن اثنين من كبار المحدثين الثقات مثل عفان وابن أبي مريم ولهما أصحاب ومن يجمع حديثهما كما هو معلوم من ترجمتيهما، والعلماء رحمهم الله تعالى لا يمررون الجمع عن راويين إلا للثقات الحفاظ الكبار، وفهد بن سليمان أوثق منه.
الثاني: أنه قد ذكر ألفاظا في الحديث لم يزكرها غيره كسبه لمن أتاه يشهد.
الثالث: أنه ذكر إسنادا مصريا فردا ولم يتابع عليه بل خولف فيه.
الرابع: أنه أبهم ذكر من شهدوا كلهم وهذه مخالفة بينة.
أقول: وتلك الطرق السالفة الذكر كما رأيت ما هي إلا أسانيد منفردة منكرة شاذة، لا ترفع حكما ولا تضعه، قصاراها إن سلمت من المخالفة والشذوذ والنكارة أن تصلح في الشواهد والمتابعات، أما أن تكون رافعة لعدالة صحابي متيقنة الثبوت والدلالة بنص القرآن الكريم والسنة النبوية فلا.
الجهة الثانية:
أن تزكية أبي بكرة رضي الله عنه تزكية يقينية الثبوت والدلالة فإنها ثابتة بنص القرآن حيث زكى الله تعالى جميع الصحابة فقال:) رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ (، وثابتة بنص السنة حيث زكى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ووصى بهم وحث على الإقتداء بهم، والحديث الذي فيه أنه جلد وخرج عن حد العدالة اليقينية لو قلنا أنه صحيح لما مشى على قانون أهل الأصول لأنه سيكون آحادا ظني الثبوت لما رأيت في أسانيده، والدلالة للخلف في لفظ أمه هل يعود على إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أم على أبي بكرة نفسه أو الإبهام في من شهدوا عند عمر في حديث أبي عثمان النهدي هذا إن صح -، والظني لا يقضي على القطعي.
الجهة الثالثة:
أن العلماء اعتمدوا مرويات أبي بكرة رضي الله عنه وخرجوها في الصحاح والسنن والمسانيد وهذا يحتمل أمرين:
1 - إما أن جلد أبي بكرة صحيح وثابت عندهم.
2 – وإما أن جلد أبي بكرة لا يثبت كما حققنا وردوها وما اعتمدوها.
وعلى كلا التقديرين فإنهم احتجوا به وبمروياته وخير السبيل سبيلهم وأحسن الطريق طريقهم، فمن رام غير طريقهم فأبعده الله تعالى.
الجهة الرابعة:
أن إجماع الأمة من المحدثين والفقهاء والأصوليين قد قام على الأخذ بما جاء به أبي بكرة رضي الله عنه والإحتجاج بمروياته فمن زعم غير ذلك فقد خالفهم:
يقول الإمام ابن حزم في محلاه (9/ 433): ما سمعنا أن مسلما فسق أبا بكرة ولا امتنع من قبول شهادته على النبي صلى الله عليه وسلم في أحكام الدين وبالله تعالى التوفيق.
الجهة الخامسة:
أن العلماء رحمهم الله تعالى قد عرفوا الصحابي بأنه من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مسلما مؤمنا به ومات على ذلك وإن تخللته ردة على الصحيح.
والقذف لو افترضنا صحته أقل من الكفر فوجب أن يكون صحابيا كما هو وإذا كان صحابيا فقد تحققت عدالته ولا انفصام بين الأمرين، فمن زعم أن رجلا صح وصفه بالصحبة ثم حكم بانتقاض عدالته فقد خالف إجماع أهل السنة والجماعة.
الجهة السادسة:
¥(41/61)
أن أبا بكرة رضي الله عنه صحابي فقيه كما وصفه الذهبي رحمه الله تعالى وغيره، وإذا كان كذلك فعلى فرض صحة الخبر فإن عدم رجوعه عن القذف جاء لرؤيته أنه شاهد وليس بقاذف إذ أن القذف لا يصدق وصفا له إلا إذا تم النصاب أربعة فلما لم يتم كان شاهدا ولذلك لم يرجع عن شهادته وهذا رأيه كما قال الذهبي رحمه الله تعالى في السير وفي صريح قول أبي بكرة نفسه في إحدى طرق الحديث والفاسق بالتأويل لا يترك حديثه عند غالب الأئمة.
الجهة السابعة:
أن الطاعن في أبي بكرة رضي الله عنه سيلزمه أيضا الطعن في المغيرة بن شعبة رضي الله عنه لأن الحديث – إن صح - غايته أن المغيرة ما ضبط متلبسا بجماع الفرج وفقط بل الرابع وهو زياد بن أبيه لما شهد قال: رأيته رجلا بين رجلي امرأة وإستين ونفسا شديدا فلما سئل أرأيته كما يكون الميل في المكحلة؟ فقال: لا.
فغايته أنه نفى عن المغيرة رضي الله عنه زنا الفرج وفقط وما نفى أنه – وحاشاه ألم بالمرأة لهذه الدرجة القبيحة – وهذا يقتضي الطعن في المغيرة أيضا، بل وكان يقتضي أن يؤدبه عمر رضي الله عنه وليس الظن بعمر أنه يترك من يفعل هذا بلا تأديب.
فلو فتحنا الباب للطعن في أبي بكرة والمغيرة وهلم جرا لكان باطل من القول وفساد كبير.
الجهة الثامنة:
أن مذهب أهل السنة والجماعة رضي الله عنهم هو الكف عما شجر بين الصحابة وليس المقصود بهذا الأصل ما حدث بين علي رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه وفقط بل الكف عما شجر بين جميع الصحابة على اختلاف درجاتهم في الأفضلية وتفاوت نسب ما شجر بينهم.
وهنا – بفرض الصحة - يتهم أبو بكرة رضي الله عنه المغيرة بإثم شديد ويرد المغيرة وتقوم البينة على أبي بكرة فيكون منه الجلد لأبي بكرة رضي الله عنه ثم يصر أبو بكرة رضي الله عنه على رأيه بل ويظل عليه ويحلف كما في بعض طرق الحديث أن لا يكلم زيادا حتى يموت ويوفي بنذره.
فهذا قطعا مما شجر بينهم وكلهم عدول فوجب الكف والسكوت، وإلا فيلزم من رجح كفة علي رضي الله عنه الطعن في معاوية رضي الله عنه ومن كان معه من الصحابة، والعكس بالعكس فيكون من الفساد ما الله به عليم، وإذا كان الكف واجب فيما شجر بين علي ومعاوية وكان بينهم دماء فالكف عن ما حدث بين أبي بكرة والمغيرة – هذا إن صح - أولى.
ومما استدل به الشيخ غفر الله له في الطعن على الحديث:
أن الواقع يكذب الحديث فقد رؤي أن هناك نساءا كثيرة؟ قد تولت الرئاسة العظمي ونجحت في ذلك وأفلح قومها مثل أنديرا غاندي، ومارجريت تاتشر وبلقيس.
وهذا خطا لا يصح الإستدلال به لأمور:
الأول: أن هذا لو صح وسلم للشيخ لكان من النادر الذي لا حكم ولا عموم له، كما تقرر في أصول الإستدلال.
الثاني: ما هي النجاحات أو الفلاح الذي يقصده الشيخ في سيرة أنديرا غاندي وكذا مارجريت تاتشر، وأي نوع من النجاحات يقصد أهي النجاحات الإقتصادية أو العسكرية أو الإجتماعية، وهل الشيخ من أهل الذكر في كل مجال من المجالات المذكورة حتي يؤخذ بقوله، وإذا كان أنديرا غاندي قد أفلحت بقومها فلما قتلها قومها بل أخص الناس بها وهم حراسها، أم لماذا لم ينتخب الناخب الإنجليزي مارجريت تاتشر إذا كانت أفلحت وأفلحتهم، هذا فضلا على أن الرئاسة في عرف الإفرنجة ليس بالمعنى المركزي المعروف بل إن رئيس الوزراء أو رئيس الدولة لا يستطيع أن يبرم أمرا ولا يحل ولا يربط إلا بعد الرجوع لرؤساء الحزب والمستشارين.
الثالث: أما أمر بلقيس فمما لا يصح الإستدلال به لأمور:
أن مجرد الحكاية من الله تعالى لشي من قصص السابقين لا يدل على الإقرار بدليل أن الله تعالى حكى أن الشياطين كانوا مسخرين لسليمان يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل، ومن المعلوم أن هذا ليس إقرارا لعمل التماثيل إلا في شرع سليمان عليه الصلاة والسلام، ولذلك انفصل الناس إلى أن شرع من قبلنا ليس شرعا لنا إلا إذا قرره الشارع وليس ثمة تقرير عندنا.
بل الناظر لقصة بلقيس ليعلم علم اليقين ضعف النساء حينما استعانت بوزرائها ومستشاريها قائلة: ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون فهذا من ضعفها كما استدل الشيخ الوالد المرحوم العالم: ابن العثيمين، نعم لا تدفع عن عقل، وكثير من آحاد النساء قد تكون أحد وأقوى عقلا من كثير من آحاد الرجال وليس معنى هذا أن قول الله تعالى) وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ (قد بطل أو أن حديث " النساء ناقصات عقل ودين " خطأ أو ضعيف، لأن ذاك نادر لا حكم
له.
أما قضية تجويز تولية المرأة القيادات كالقضاء والحسبة وما فيها معنى الولاية، فليس من همتي الرد عليها كما قلت سابقا، وأحيل القاريء إلى مقالة الشيخ العلامة: حامد بن عبد الله العلي والشيخ العلامة: عبد الرحمن عبد الخالق حفظهما الله تعالى وغفر لهما ففيهما الكفاية إن شاء الله تعالى.
اللهم ويسر لهذا البلد الطيب المبارك من الخير والبركة الكثير الوفير، واصرف عنهم عين الحقد والحسد، ووفق ولاة أمورهم لما فيه خيرهم وبرهم، وزدهم خيرا إلى خيرهم وبرا إلى برهم، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
وكتبه أشرف صلاح علي علي
¥(41/62)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[20 - 06 - 04, 07:05 ص]ـ
من حق الراوي أن تُستوفى فيه أقوال الأئمة فترجمة عبدالعزيز بن أبي بكرة لم يستوفها الكاتب من كلام ائمة الحديث،وتضعيف الأثر من طريق عبدالرزاق في المصنف فيه ما فيه من قبل الكاتب،وقضية إطلاق التساهل في توثيق العجلي أيضاً قضية أخرى، رضي الله عن كل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والله الموفق.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 06 - 04, 08:50 ص]ـ
عاشرا: روى عبدالرزاق في مصنفه (7/ 311) من حديث الثوري، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي قال: لما شهد أبو بكرة .. فذكره.
أقول: وهذا أيضا لا يصح لأن سليمان التيمي وإن كان ثقة زاهد رحمه الله تعالى ورضي عنه إلا أنه ذكر بالتدليس والإرسال وصفه بذلك النسائي وغيره كما في المدلسين لابن حجر.
يضاف على ذلك:
قال يحيى بن معين: كان يدلس.
و فى " تاريخ البخارى "، عن يحيى بن سعيد: ما روى عن الحسن و ابن سيرين صالح إذا قال: سمعت أو حدثنا.
أي إذا لم يقل سمعت أو حدثنا فلا يكون صالحاً، مع أن الحسن وابن سيرين من أهل بلده. فقد أصاب الشيخ في تخريجه.
=================
عبد العزيز بن أبي بكرة قال فيه ابن القطان: لا يعلم له حال.
وقال يحيى بن معين ما أعرفه.
وقال أبو وأبو زرعة: صالح الحديث شيخ.
أقول: ومن كان بهذه المثابة لا يصح قبول مثل هذا الحديث منه، وكيف لم يشتهر حتى ينقله مثل هذا الرجل عن مجهول مثل عبد العزيز بن أبي بكرة وهذه حادثة ونازلة شديدة صحابي يزني وأخر يشهد عليه ولم تشتهر ولم يتناقلها الناس وهي تشتمل على أحكام في الفرق بين الشهادة على الزنا والقذف وعدم جواز حد القاذف لو قذف مرتين في مجلس واحد ... الخ، إن هذا عنوان نكارته.
ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات ". وتساهل ابن حبان أشهر من أن يذكر.
وروى له الترمذي وقال عن حديثه: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
فهذا الترمذي على تساهله يحكم على حديثه بالضعف.
و قال العجلى: بصرى، تابعى، ثقة.
والعجلي أشد تساهلاً من ابن حبان كما ذكر العلامة الألباني.
و قال ابن سعد: له أحاديث، و عقب.
وليس في هذا توثيق.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 06 - 04, 09:18 ص]ـ
أحب الإشارة إلى أن بعض المعاصرين يتبنى مذهب توثيق المجاهيل من التابعين (على خلاف بسيط في تفصيل ذلك) ومذهب قبول جميع مرويات المدلس. وهو خطأ، وإن كان لهم فيه سلف. وللأسف يبدو أن الشيخ الدارقطني على سعة علمه ممن يميلون لهذا المذهب. والمستغرب هنا أن الشيخ -حفظه الله- ممن يتشدد في المسائل التي تمس عدالة الصحابة، فلعله يوضح موقفه إن أحب.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[20 - 06 - 04, 09:47 ص]ـ
حياك الله يا شيخ محمد الأمين وجهد مشكور إن شاء الله تعالى أما لسعة علمي فلست والله واسع العلم، وأما الصحابة الكرام فأرجو ياشيخي الكريم أن تتمعّن في سيرة الإمام أحمد بن حنبل في هذه النقطة بالذات وكيف يحذر بفعله من الخوض في أي شئ يمس الصحابة بسوء والله الموفق.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[06 - 07 - 05, 01:30 م]ـ
أخي الفاضل نشكرك على هذا المجهود في تخريج الحيث والذب عن الصحابة الأجلاء رضوان الله عليهم لكن في الحقيقة أنا أتحفظ على بعض الأمور في التخريج
من ذلك 1 -
– أن عوف الأعرابي ثقة إلا أنه زن بأنه كان يبغض الصحابة والحديث في الطعن في صحابيين جليلين وهما أبي بكرة والمغيرة رضي الله عنهما، ولا يقبل شهادة عدو على عدوه فمن طعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يقبل مه قول فيهم البتة. ( http://)
2- هذا حديث لا يصح وفيه علل: ( http://) إقتباس: ( http://) عاشرا: روى عبدالرزاق في مصنفه (7/ 311) من حديث الثوري، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي قال: لما شهد أبو بكرة .. فذكره. قال يحيى بن معين: كان يدلس.
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[06 - 07 - 05, 07:02 م]ـ
المحترم المبجل الشريف:
الرابطان لا يعملان فهلا نقلت مضمونهما لنا مشكورا.
وجزاك الله تعالى خير الجزاء
ـ[سيف 1]ــــــــ[07 - 07 - 05, 05:21 ص]ـ
1 -
– أن عوف الأعرابي ثقة إلا أنه زن بأنه كان يبغض الصحابة والحديث في الطعن في صحابيين جليلين وهما أبي بكرة والمغيرة رضي الله عنهما، ولا يقبل شهادة عدو على عدوه فمن طعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يقبل مه قول فيهم البتة. ( http://)
.[/CODE]
أخي الكريم هل تعلم احدا من ائمة الحديث (خلافا للمتأخرين) قال بأن المبتدع يرد حديثه فقط في موطن بدعته؟ ام ان الائمة الأساطين ذكروا ان من كان على بدعة داعيا اليها ترك حديثه من بابه؟
فقول القائل انها ترد فقط في باب بدعته امر لم ينزل الله به من سلطان ولا احسب احد قال به من الائمة المتقدمين فيما قرأت. بل من كان هذا حاله داعيا الى البدعة تركوه ولم يفرقوا بين مروياته.
ذلك اننا لو سلمنا لما قاله القائل بترك احاديث باب بدعته كنا كمن قبلنا قول كذاب في ديننا.فمن كذب مرة واحدة واستحلها على رسول الله صلى الله عليه وسلم سقط حديثه كله باجماع.فمن اين التفرقة؟
وقال بعضهم ذلك ان ترك احاديث باب بدعته لأنه ربما تحمله بدعته على تحسينها او تجميلها
قلت:وهذا هو الكذاب الأشر
ولا يهمني هذه الروايات عن ابي بكرة في قصة جلده وان كان في القلب منها شئ
ويكفيني الاجماع على قبول رواياته وعدالته بنص القرآن وعمل الأمة اربعة عشر قرنا دون شغب رضي الله عنه وارضاه
والله اعلم
¥(41/63)
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[07 - 07 - 05, 08:08 ص]ـ
الحبيب المحترم سيف:
إن كنت وقفت على مضمون رابطي أبي حاتم الشريف فأرجو أن تنزلهما نصا حتى أنظرهما فإني لم أستطع فتح الرابطين.
وجزاكم الله تعالى خير الجزاء
ـ[سيف 1]ــــــــ[07 - 07 - 05, 09:09 م]ـ
الكريم المبجل ابو المنذر السلام عليكم
لا يا اخي لم اطلع عليه فهو لم يعمل معي ايضا
وكلامي كان على ما ذكره اخينا الكريم ابو حاتم الشريف من رد حديث الثقة! في باب بدعته
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 07 - 05, 10:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هذا البحث فيه من الأخطاء العلمية الشيء الكثير
ومن ذلك على سبيل المثال
قوله
(بهذا أعل ابن رشد الحديث حيث قال في معتصر المختصر (2/ 57):
ابن المسيب لم يأخذه عن عمر إلا بلاغا لأنه لم يصح له سماع عنه وروى عن ابن المسيب أنه كان يذهب إلى خلافه.
روى قتادة عنه وعن الحسن أنهما قالا القاذف إذا تاب فيما بينه وبين ربه لا تقبل شهادته، ويستحيل أن يصح عنده عن عمر القبول ثم يتركه إلى خلافه أ. هـ)
انتهى
فان أي رجل له معرفة بأسلوب ابن رشد يعرف ان هذا ليس كلامه
واي رجل له معرفة بمذاهب العلماء يمكنه ان يعرف كلام من من العلماء يمكن ان يكون هذا
هذا كلام الطحاوي
انظره في مشكل الآثار
والطحاوي من الحنفية ويدافع عن مذهبه ان القاذف لاتقبل شهادته وان تاب
وهو مذهب انفرد به الحنفية عن بقية المذاهب
وحتى بدون الرجوع الى مشكل الآثار
فان لكل عالم منهج معين واسلوب معين
اضف الى ذلك
نفس المسألة
وهناك أمور أخرى كثيرة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 07 - 05, 10:41 م]ـ
في مشكل الآثار
(وكان أهل العلم قد اختلفوا في قبول شهادتهم بعد التوبة مما قد كان هذا حكمهم فقال بعضهم يزول ذلك عنهم بالتوبة ويرجعون إلى قبول الشهادة وقال بعضهم يزول الفسق عنهم الذي عليه الوعيد ولا تقبل لهم شهادة أبدا وكان ممن ذهب إلى القول الأول أكثر أهل الحجاز وممن ذهب إلى القول الثاني بعض أهل الحجاز وكثير ممن سواهم
@ 359 @ فأما فقهاء الأمصار الذين دارت عليهم الفتيا كمالك ومن سواه من أهل الحجاز فيقبلون شهادتهم بعد التوبة وكذلك كان الشافعي يقول في هذا وأما أبو حنيفة والثوري وأصحابهما فكانوا لا يقبلونها أبدا ويجعلون حكمهم في ردها منهم بعد التوبة كحكمهم في ردها منهم قبل التوبة وقد تعلق الحجازيون والذين قبلوا شهادتهم بعد التوبة بما قد رووه عن عمر بن الخطاب مما كان قاله لأبي بكرة بعد حده إياه فيما كان منه في المغيرة بن شعبة كما حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لأبي بكرة إن تبت قبلت شهادتك أو تب تقبل شهادتك
@ 360 @ قال فتأملنا هذا الحديث فوجدناه قد دخل في إسناده ما يدفع أن يكون فيه حجة لمن احتج به على مخالفه كما قد حدثنا المزني قال حدثنا الشافعي عن سفيان بن عيينة قال سمعت الزهري يقول زعم أهل العراق أن شهادة القاذف لا تجوز فأشهد لأخبرني سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لأبي بكرة تب تقبل شهادتك أو إن تتب قبلت شهادتك قال وسمعت سفيان بن عيينة يحدث به هكذا مرارا ثم سمعته يقول شككت فيه قال الزهري أخبرني فلما قمت سألت فقال لي عمر بن قيس وحضر المجلس معي هو سعيد بن المسيب قلت لسفيان أشككت فيه حين أخبرك أنه سعيد قال لا غير أنه قد كان دخلني الشك
@ 361 @ قال أبو جعفر فكان عمر المذكور في هذا الحديث الذي استثبت
@ 362 @ به سفيان فيه هو عمر بن قيس وهو عند أهل الرواية غير ثبت فيها وإذا كان كذلك لم يكن ما ثبت من قد شك في حديث يكون ذلك قطعا لشكه فيه ثم قد وجدنا هذا الحديث قد رواه عن الزهري من هو من أهل الثقة في روايته والقبول لها وهو الليث بن سعيد كما قد حدثنا هارون بن كامل قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثنا الليث بن سعد قال حدثني ابن شهاب أنه بلغه أن عمر بن الخطاب استتاب أبا بكرة فيما قذف به المغيرة بن شعبة فأبى أن يتوب وزعم أن من قال حق وأقام على ذلك وأصر عليه فلم يكن تجوز له شهادة وتعلقوا في ذلك أيضا بما قد حدثنا فهد بن سليمان قال حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين وسعيد بن أبي مريم قالا حدثنا محمد بن مسلم الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة عن سعيد بن المسيب قال شهد على المغيرة أربعة فنكل زياد فجلد
¥(41/64)
عمر بن الخطاب الثلاثة واستتابهم فتاب اثنان وأبي أبو بكرة أن يتوب فكانت تقبل شهادتهما حين تابا وكان أبو بكرة لا تقبل شهادته لأنه أبي أن يتوب
@ 363 @ وكان مثل النضو من العبادة فقال الذين تعلقوا بالحديث الأول هذا الحديث لا طعن فيه ولا يسع أحدا التخلف عن القول به وكان من الحجة لمخالفيه عليه بتوفيق الله عز وجل وعونه أن سعيد بن المسيب لم يأخذ هذا عن عمر سماعا منه وإنما أخذه عنه بلاغا لأن سعيدا وإن كان قد رأى عمر فإنه لا يصح له عنه سماع هذا منه والدليل على أن الحديث لم
@ 364 @ يكن عند سعيد بالقوي أنه قد كان يذهب إلى خلاف ما فيه كما قد حدثنا محمد بن خزيمة قال حدثنا حجاج بن منهال قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا قتادة عن الحسن وسعيد بن المسيب أنهما قالا القاذف إذا تاب توبته فيما بينه وبين ربه عز وجل ولا تقبل شهادته وكما حدثنا أحمد بن داود قال حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي قال حدثنا حماد بن سلمة ثم ذكر بإسناده وبمتنه مثله فدل ذلك أن الأولى كان عند سعيد بن المسيب ترك قبول شهادة القاذف وإن تاب وعقلنا أن ما حدث به عنه عن عمر لم يكن صحيحا عنده لأن يستحيل عندنا أن يكون مع جلالة عمر رضي الله عنه وعظم قدره عنده هذا القول لا سيما بحضرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ينكرونه عليه ولا يخالفونه فيه ثم يتركه إلى خلافه وقال قائل ممن يذهب إلى قبول شهادة القاذف بعد توبته قد
@ 365 @ روي هذا القول عن عطاء وطاووس ومجاهد وذكر ما قد حدثنا المزني قال حدثنا الشافعي قال حدثني إسماعيل ابن علية عن ابن أبي نجيح في القاذف إذا تاب قال تقبل شهادته وقال كلنا يقوله عطاء وطاووس ومجاهد وذكر غيره في ذلك ما قد حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال قلت لعطاء ^ ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا ^ قال إذا تاب قبلت شهادته
@ 366 @ فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أنه قد خالفهم في ذلك من هو أجل منهم وهو سعيد بن المسيب ووافقه على ذلك مثله ممن قد قضى للخلفاء الراشدين المهديين وهو شريح كما قد حدثنا أحمد بن داود قال حدثنا إسماعيل بن سالم قال حدثنا هشيم قال حدثنا الشيباني عن الشعبي عن شريح قال لا تجوز شهادته إذا تاب يعني القاذف توبته فيما بينه وبين ربه وخالفهم في ذلك من هو مثلهم أو فوقهم وهو الحسن البصري ولما اختلفوا في ذلك هذا الاختلاف نظرنا فيما اختلفوا فيه من ذلك فوجدناهم لا يختلفون في القذف أنه لا يمنع من قبول شهادة القاذف قبل أن يحد فيها ألا ترى أن رجلا لو شهد على رجل بالزنى وحده ثم شهد بشهادة وظاهره العدل في شهادته وهو يقول ما شهدت عليه إلا بحق أن شهادته مقبولة وأنه إذا حد فيها ثم جاء فشهد بشهادة سواها وهو مقيم على شهادته تلك أن شهادته مردودة وإن كان الحد الذي
@ 367 @ أقيم عليه طهارة له إن كان كاذبا في شهادته ولما كانت الشهادة غير مردودة بما قد جعل فيه قاذفا بظاهره ومردودة بإقامة العقوبة عليه فيها وهو الحد الذي حد فيها وكانت التوبة إن كانت منه بعد ذلك فإنما هي من القول الذي كان منه في الشهادة التي شهد بها ولم ترد شهادته بذلك القول وإنما ردت بغيره وهو الجلد وكان الجلد مما لا توبة فيه وإنما التوبة فيما قد تقدمه من الشهادة التي كان فيها قاذفا ولم تكن مسقطة للشهادة وإنما الذي أسقط الشهادة الحد الذي كان بعدها وكانت الشهادة بعد الجلد وقبل الجلد بمعنى واحد فلما كانت لا تمنع من قبول الشهادة وكان الذي يمنع من قبول الشهادة سواها مما هو مفعول بالشاهد وكانت توبته إنما تكون من أفعاله ومن أقواله لا مما فعل به كان رد شهادته بعدها على حكمه الذي كان عليه قبلها لأن الذي ردت به شهادته هو مما لا توبة فيه وإنما التوبة في غيره وفيما ذكرنا دليل صحيح على ثبوت قول الذين ذهبوا إلى رد الشهادة بعد التوبة ممن ذكرنا والله نسأله التوفيق
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 07 - 05, 11:02 م]ـ
من ذلك قوله
(وقد اغتر من اعتمد الحديث بكونه معلقا بصيغة الجزم في صحيح البخاري، واعتمدوا تصحيحه بناء على القاعدة التي تقول أن معلقات البخاري المجزوم بها صحيحة إلى من علقت عنه، وهذا قول يفتقر إلى الدليل،) ..... الخ
هذا القول صحيح
فالبخاري لايجزم بما لايصح
ثم هو لايحتج بما لايصح
نعم قد يكون تعليقه دون شرطه في الصحيح
ولكن هذا شيء
أما ان يعلق الضعيف على صيغة الجزم
فهذا ليس من صنيع البخاري - رحمه الله
والبخاري هنا يرد على الحنفية ويحتج عليهم
باب شَهَادَةِ الْقَاذِفِ وَالسَّارِقِ وَالزَّانِى. (8) وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا). وَجَلَدَ عُمَرُ أَبَا بَكْرَةَ وَشِبْلَ بْنَ مَعْبَدٍ وَنَافِعاً بِقَذْفِ الْمُغِيرَةِ ثُمَّ اسْتَتَابَهُمْ، وَقَالَ مَنْ تَابَ قَبِلْتُ شَهَادَتَهُ. وَأَجَازَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَطَاوُسٌ وَمُجَاهِدٌ وَالشَّعْبِىُّ وَعِكْرِمَةُ وَالزُّهْرِىُّ وَمُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ وَشُرَيْحٌ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ
الخ
تنبيه
فالذي يعلقه البخاري بصيغة الجزم صالح للاحتجاج عند البخاري
وقد يخالفه غيره من أئمة النقد
ولكن المقصود أنه صالح للاحتجاج عند البخاري
على أن صيغة المبني للمجهول
ويذكر ونحو ذلك لايلزم منه التضعيف عند البخاري فليعلم
¥(41/65)
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[07 - 07 - 05, 11:14 م]ـ
أكمل شيخنا ابن وهب جزاك الله تعالى خيرا واذكر الأمور الأخرى بارك الله تعالى فيك
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[08 - 07 - 05, 06:03 م]ـ
أكمل يا ابن وهب بارك الله فيك
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[10 - 07 - 05, 01:42 م]ـ
لم نر منكم شيخنا ابن وهب إلا ما ذكرت وليس هذا بالذي وصفته بقولك " هذا البحث فيه من الأخطاء العلمية الشيء الكثير " فأجر نظرك في مقالة الرجل عسى نستفد من نقدك لها بما يوافق وصفكم، ولي معكم مناقشة في بعض ما ذكرتم.
وجزاكم الله تعالى خيرا.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 07 - 05, 08:49 م]ـ
شيخنا الفاضل
حياكم الله
اولا أعلمك أني لست من المشايخ وبهذا فكلمة (شيخنا) لاأستحقها
ثانيا أعلمك أني قد شغلت ولعل الاخوة الذين ارسلوا لي رسائل يشهدون لي بذلك
ثالثا كنت ارغب في توفر مصادر وأنا الآن بعيد عن المصادر والنسخ الالكترونية سقيمة وهناك كتب ليس لها نسخ الكترونية ثم ان الانتقاد لابد ان يكون بعد مراجعة
فان قلت ولم استعجلت
أقول
السبب ان لي عدة اعتراضات على البحث وقد رأيت أن هذه لاتحتاج الى تدقيق
فكتبت ما كتبت
ولم أترك الموضوع لانه لايوجد لدي سوى هذا
ولعل الله يسر لي مراجعة بعض المصادر في اليومين القادمين
رابعا أنا اتراجع عن كلمة (الكثير) هذه
ومع هذا فالكثير شيء نسبي
فبحث صغير مثل هذا لو ان فيه 15 نقطة
وانا بينت الخطا في خمس نقاط رئيسية فهذا قد يعتبر من الكثير فأظن ان الأمر فيه سعة
خامسا
شيخنا الفاضل منكم نستفيد وتعقباتكم على أخطائي مما يسعدني
وسأتواصل معكم
وإذا تبين لي الخطأ فإني سأتراجع عنه
بارك الله فيكم
ولكم الحق في تعقبي على النقاط المذكورة دون انتظار سردي لبقية النقاط
بارك الله فيكم ونفع بكم
أخوكم
جليس القوم
ابن وهب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 07 - 05, 08:56 م]ـ
(بل وكان يقتضي أن يؤدبه عمر رضي الله عنه وليس الظن بعمر أنه يترك من يفعل هذا بلا تأديب)
هذا الكلام لايوافق كلام الفقهاء
فالشهادة اذا لم تقبل فلا يبحث عن قاسم مشترك
فشهادة هولاء لم تقبل
وشهادة الشاهد الآخر
هي شهادة من شاهد واحد
لاتقبل في ابواب الشهادات
وهذ كلام معروف لايحتاج الى كبير بحث وعناء
وهو معروف في كلام الفقهاء
فقوله كان يقتضي هو خلاف قول الفقهاء كافة
واصلا الشرع ماجاء هكذا لان الشرع أن الأصل رجل بريء
ثم انه لايتتبع العورات
ففي مثل هذه الحالة لو شهد ثلاثة بالزنا والرابع تراجع او لم يشهد بما شهدوا به
فإن الشهادة غير مقبولة
ولايعزر المتهم بشيء اصلا
ولايقال ان فلانا شهد بربع شهادة وآخر بربع
فهذا يعني انه لابد أن تعزر
فهذا لايصح
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 07 - 05, 09:02 م]ـ
هو معتد على أن الحديث يلزم منه الطعن في الصحابة رضوان الله عليهم
وهذا أمر لم يفهمه لا الموافق ولا المخالف
فالاثر احتج به الامام الزهري التابعي الجليل
ونقله الشافعي على سبيل الاقرار
ولم يتعقبه
والبخاري وان كان المخالف لايوافق على هذا
واحتج به أهل الحجاز وهم علماء وفقهاء والذين نقل اقوالهم الطحاوي
واحتج به غير واحد هذا قبل ان يغتروا بالقاعدة المزعومة (على رأي الباحث) ان البخاري اذا اورد الأثر بضيغة الجزم فهذا يعني صحته عنه
ثم بعد هذا احتج به كثير من أهل العلم ولم يروا في الأثر ما يلزم منه طعن في الصحابة رضوان الله عليهم
والمخالف وهو الطحاوي لم يرد الأثر من جهة ان الأثر لايمكن ان يقع او أن هذا فيه طعن بالصحابة رضوان الله عليهم
وانما احتج بأمر آخر
فالأمر مختلف
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 07 - 05, 10:28 م]ـ
أقوال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله
(وقال في رواية ابن منصور في المحدودين إذا تابوا جازت شهادتهم
وقال حرب قال الإمام أحمد في القاذف إذا تاب قبلت شهادته
وكذا نقل عنه جماعة منهم صالح وزاد أذهب إلى قول عمر بن الخطاب وقال له بكر بن محمد تعتمد على حديث عمر في قوله لأبي بكرة إن تبت قبلت شهادتك قال نعم وقول الله تعالى إلا الذين تابوا وقال في رواية حنبل إذا تاب ورجع جازت شهادته على فعل عمر وإلا لم تقبل كذا قال الله تعالى ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا ثم قال إلا الذين تابوا فإذا تاب قبلت شهادته وقال في رواية حرب شهادة القاذف إذا تاب قبلت شهادته حد أو لم يحد وكذلك كل محدود تقبل شهادته إذا كان عدلا قيل للإمام أحمد جلد أو لم يجلد قال نعم فذهب إلى قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبهذا قال مالك والشافعي وقال أبو حنيفة لا تقبل)
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[10 - 07 - 05, 11:19 م]ـ
الفاضل المحترم الشيخ الكريم ابن وهب حفظه الله تعالى وبارك فيه ونفع به:
أما كونك شيخ لي فهذا بالنسبة لي مسلم، فأنا وإن لم أتشرف برؤية محياكم، والتمتع بصحبتكم فأنا أستفيد من أطروحاتكم وموضوعاتكم، إي والله أستفد أيها الشيخ الكريم.
لكني لن أعرض عليكم ما استشكلته من كلامكم إلا بعد فراغكم من سرد نقدكم، وهكذا علمنا مشايخنا حفظ الله تعالى من يعيش، ورحم الله تعالى من مات منهم، فإذن لي بذلك، وأنا في انتظار فراغكم من نقدكم، بارك الله تعالى فيكم، وحياكم، ونفع بكم، وجعل الحق معكم حيثما درتم، والصواب حليفكم حيثما حللتم.
أخوكم المحب المبجل لكم: أبو المنذر النقاش.
¥(41/66)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[16 - 07 - 05, 12:59 ص]ـ
بارك الله في أخي الفاضل ابن وهب على فوائده.
وهذه مشاركة لعل فيها زيادة إيضاح وبيان:
قال العلامة الإمام محمد بن إبراهيم الوزير في < الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم > 1/ 285 - 287:
(الوهم الخامس: قال: < فإن يعتد بشهادة هؤلاء في الجرح لا في الحد، فالمغيرة مجروح، وإن لم يعتد بشهادتهم، فأبو بكرة قاذف وصاحباه، ولا يروي عن واحد منهم الرواة >.
والجواب: أنه توهم أن الشهادة على الزنا إذا لم يتمّ نصابها كانت قذفا، فلا يخلو إما أن يريد: أن ذلك كذلك على سبيل القطع أو الظن، فإن قال على سبيل الظن؛ فذلك مسلم ولا يضر تسليمه، أما أنه مسلم؛ فلأن أدلة المسألة ظنية، وهي خلافية بين العلماء.
قال في نهاية المجتهد – كذا والصواب بداية -: < والشهود عند مالك، وكذا عند الشافعي إذا كانوا أقل من أربعة قذفة، وعند غيره ليسوا قذفة، فجعل القول بأنهم غير قذفة، هو قول الأكثرين من الفقهاء، وكلام الفقهاء في المسألة معروف، لا حاجة إلى التطويل بذكره.
وقال الحاكم المعتزلي في شرح العيون ما لفظه: < ألا ترى أن من شهد بالزنا لا يؤثر في حاله، ومن قذف بالزنا أثر>؟ فنص على الفرق بين الشهادة والقذف، والظاهر أن المعترض حفظ من أصحابه في مذاكرة الفقه: أن الشاهد قاذف إذا لم تكمل الشهادة، فقلدهم في ذلك، وظن أن هذا يقتضي القدح على من خالف في هذه المسألة، وقبل الشاهد، ووثقه وإن لم يتم نصاب الشهادة، وليس الأمر كما توهم، فإنه لو لزم القدح بمسائل الخلاف الفقهية لزم جرح جميع المخالفين، بل الذي ذهب إليه أصحاب المعترض أن الشاهد قاذف عندهم، فلا يقبلونه لمذهبهم فيه، ولا يعترضون على من قبله وينسبونه إلى قبول الفسقة، وتعديل الكذبة، كما لا يلزم ذلك في سائر مسائل الخلاف في شروط الشاهد والراوي.
وأما إن قال المعترض: إنه قاذف على سبيل القطع، فهذا غير مسلم لأن المسألة شرعية ظنية لا عقلية، وليس فيها نص قاطع متواتر اللفظ، معلوم المعنى، غير محتمل للتخصيص والنسخ والمعارضة، ولم يبق إلا القياس، ولا يصح أن يكون قاطعا مطلقا، وإن سلمنا أنه يكون قاطعا في بعض المواضع فلا يصح ذلك ههنا لوجدان الفروق المانعة من ذلك، فإن بين الشاهد والقاذف فروقا كثيرة لا يصح معها القطع، ألا ترى أنه يشترط في الشاهد العدالة، ولا يشترط في القاذف، ويشترط العدد المخصوص في الشهادة ولا يجب في القذف أن يكون القذفة أربعة، وإذا قذف أربعة رجلا بالزنا، وجب عليهم إقامة الشهادة، ولو كانت الشهادة قذفا؛ لكان القذف من الشهادة، ولو كان منها لتم نصابها بقذف أربعة ولم يجب عليهم إقامة شهادة، فثبت بهذا أن الشاهد غير قاذف، وأن المسألة ظنية، وأن الشهود لا يجرحون بذلك كما لا يجرحون بسائر المسائل الظنية، إلا من ذهب إلى ذلك فإنه يعمل بمقتضى مذهبه، من غير اعتقاد جرح، ولا اعتراض على من لم يوافقه في المذهب، على أن جرح القاذف الجاهل بتحريم القذف أو الموافق بإقامة الشهادة مما يخالف القياس، فلا يقاس الشاهد في مثل هذه الصورة على النص الوارد فيه، على القول المنصور في الأصول).
ـ[سيف 1]ــــــــ[16 - 07 - 05, 03:03 ص]ـ
قال أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي في كتابه (الواضح في أصول الفقه:5/ 27): ((قال أحمد: ولا يرد خبر أبي بكرة ولا من جُلد معه لأنَّهم جاؤوا مجيء الشهادة، ولم يأتوا بصريح القذف، ويسوغ فيه الاجتهاد ولا ترد الشهادة بما يسوغ فيه الاجتهاد)).
ثم قال ابن عقيل: ((ولما نص على أنَّه لا ترد الشهادة في ذلك، كان تنبيهاً على أنَّه لا يرد الخبر، لأنَّ الخبر دون الشهادة، ولأنَّ نقصان العدد معنى في غيره، وليس بمعنى من جهته)).
قال أبو بكر الإسماعيلي في (المدخل): ((لم يمتنع أحد من التابعين فمن بعدهم من رواية حديث أبي بكرة والاحتجاج به، ولم يتوقف أحد من الرواة عنه ولا طعن أحد على روايته من جهة شهادته على المغيرة، هذا مع إجماعهم أن لا شهادة لمحدود في قذف غير تائب فيه، فصار قبول خبره جارياً مجرى الإجماع، كما كان رد شهادته قبل التوبة جارياً مجرى الإجماع)) ذكره علاء الدين مغلطاي في (إكمال تهذيب الكمال: 12/ 77).
¥(41/67)
3 ـ قال أبو إسحاق الشيرازي في (شرح اللمع: 2/ 638): ((وأما أبو بكرة ومن جُلد معه في القذف، فإن أخبارهم مقبولة لأنَّهم لم يُخرجوا القول مخرج القذف، وإنما أخرجوه مخرج الشهادة، وجلدهم عمر باجتهاده، فلا يجوز ردّ أخبارهم)).
قال الإمام أبو بكر البيهقي: ((كل من روى عن النبي ممن صحبه أو لقيه فهو ثقة لم يتهمه أحد ممن يحسن علم الرواية فيما روى)) ذكره العلائي في كتابه (تحقيق منيف الرتبة ص:90).
قال أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني في (التمهيد:3/ 127): ((إذا كان الراوي محدوداً في قذف فلا يخلو: أن يكون قذف بلفظ الشهادة أو بغير لفظها، فإن كان بلفظ الشهادة لم يرد خبره، لأنَّ نقصان عدد الشهادة ليس من فعله، فلم يرد به خبره، ولأنَّ الناس اختلفوا: هل يلزمه الحد أم لا؟ وإن كان بغير لفظ الشهادة ردّ خبره، لأنَّه أتى بكبيرة إلاّ أن يتوب)).
قال ابن قدامة في (روضة الناظر:1/ 303):
((المحدود في القذف إن كان بلفظ الشهادة فلا يرد خبره؛ لأنَّ نقصان العدد ليس من فعله، ولهذا روى الناس عن أبي بكرة، واتفقوا على ذلك وهو محدود في القذف، وإن كان بغير لفظ الشهادة فلا تقبل روايته حتى يتوب)).
وقال الشيخ عبد القادر بدران في حاشيته على روضة الناظر: ((المحدود بسبب كونه قذف غيره إما أن يكون قذفه بلفظ الشهادة مثل أن يشهد على إنسان بالزنا، أو بغير لفظ الشهادة مثل من قال لغيره يا زان، فإن كان قذفه بلفظ الشهادة لم يرد خبره وقبلت روايته لأنَّه إنما يُحدُّ والحالة هذه لعدم كمال نصاب الشهادة بالزنا وهو أربعة، إذ لو كملوا لحُدّ المشهود عليه دون الشهود، وعدم كمال نصاب الشهادة ليس من فعل هذا الشاهد المحدود حتى يعاقب برد شهادته، وإن كان قذفه بغير لفظ الشهادة كقوله: يا زان يا عاهر ونحوه ردت شهادته حتى يتوب؛ لأنَّ هذا القاذف كان بسبب من فعله وهو قذْفُه فعوقب عليه بالحد وسُلب منصب الشهادة)
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ~ تعالى في مذكرته في أصول الفقه على روضة الناظر (ص:125): ((حاصل ما ذكر في هذا الفصل أنَّ في إبطال الرواية بالحد في القذف تفصيلاً، فإن كان المحدود شاهداً عند الحاكم بأنَّ فلاناً زنى وحُدّ لعدم كمال الأربعة، فهذا لا ترد به روايته؛ لأنَّه إنما حُدّ لعدم كمال نصاب الشهادة في الزنى، وذلك ليس من فعله، وإن كان القذف ليس بصيغة الشهادة، كقوله لعفيف: يا زان ويا عاهر ونحو ذلك، بطلت روايته حتى يتوب أي ويصلح)(41/68)
تقريظ كتاب ((زوائد الأدب المفرد)) للشيخ أبى عبد الرحمن محمد بن مصطفى السكندرى
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[20 - 06 - 04, 12:17 م]ـ
تقريظ كتاب ((زوائد الأدب المفرد)) للشيخ أبى عبد الرحمن محمد بن مصطفى السكندرى
الشيخ النجيب والأخ الحبيب / أبو عبد الرحمن السكندرى المصرى.
أيَّدك الله بالتوفيق. وبصَّرك بمواقع الصواب على التحقيق. وبعد ..
سألتنى ـ وإجابتك فرضٌ ـ أن أكتب مقدمةٍ لكتابك فى تخريج ((زوائد الأدب المفرد على الصحيحين)).
وبدأتني ـ أعزَّك الله ـ من الوصف بما رفعنى عن مكاني. وكاد من الخجل يضيق صدري ولا ينطلق لساني. وحمَّلت كاهلي من المنن ما لم يستطع. وضربت لذكري في الآفاق نوبةً خليلية لا تنقطع. وسألتني مع ما عندك من المحاسن أن أجيبك وأجيزك. وأوزان بمثقال كلمي الحديد إبريزك. فتحيرت بين أمرين كليهما مُر. ووقع ذهني السقيم بين داءين كليهما ضر. فإن فعلت فأنا أذن من الظالمين. وإن امتنعت فما أنا من المتأدبين. فالإقدام جراءة. والإحجام دناءة. وقد ترجح عندي أن أجيب السؤال. وأقابل بالامتثال.
فوالذى أقسمَ بالعصر. كتابك عليه بصمة أهلِ مصر. وفى طياته تحقيقاتٌ بارعات. ولطائف إبداعات. وإن كانت عاجلة. لكنها شاملة. وهى فى الحقَّ قصار. لكنها رياحين وأزهار.
فلله درّكِ يا مصرَ الأمصار. وموطنَ العلمِ وحملةِ الآثار. بلد الحديث المسند الموصول. وأئمة الفقه وعلماء الأصول. زبدة الأقطار. وبقعة الأنوار. وخزانة الآداب. ومنزل الكملة وذوى الألباب. والكنانة المحروسة. والمدينة المأنوسة.
طيفٌ ألمَّ بسُحرة الأوقات ... فأثار ما فى القلب من روعاتِهْ
يا طيفُ عرِّج بالديار وحيِّ ما ... غذَّاه نيلُ الخير من خيراتِهْ
إن الذى قاتَ الخلائقَ صانها ... من مُرِّ أقدارٍ ومن ويلاتِهْ
أبناء مصر حفدة عمرو بن العاص السهمى. وتلامذة الليث بن سعدٍ الفهمى. أيَّدهم اللَّه بذكاء القرائح. ومنَّ عليهم بالفهم اللائح. فهم ذوو قلوبٍ واعيه. نارٌ حامية، فما أدراك ما هيه!.
رحم المهيمنُ ناظماً بقريضه ... قولاً بروح القدس صار مؤيَّدا
أرضٌ إذا ما جئتَها متقلباً ... فى محنةٍ ردتك شهماً سيَّدا
وإذا دهاك الهمُّ قبل دخولِها ... فدخلتها صافحتَ سعداً سرمدا
وأما ((الأدب المفرد)). فالكتاب الذى تحاسدت الأقلام على تحريره. وتنافست مشارق الأنوار على نظم سطوره. كيف لا، وقد أضاءت أنواره بالجلالة فأشرقت. وهطلت أنواؤه بالإحسان فأغدقت. فما أبهاها روضةً أضحت النفائسُ المحمَّديَّة لها خميلة!. وما أزهاه بدراً أمست المشكاة النَّبويَّة له حميلة!. وما أبهرَها معجزةً أيَّدت حواريِّيها بمائدةٍ كانت لهم عيدا. وزادتهم مع إيمانهم إيماناً ونصراً وتأييدا.
هذا كتابُ فوائدٍ مجموعةٍ ... جُمعت بكدِّ جوارح الأبدانِ
وبدائمِ الإدلاج فى غَسَقِ الدجى ... والسيرِ بين مناكبِ البلدانِ
فهو ضالة الأريب. ومأدبة اللبيب. وصفوة العلم ونقاوة العمل. ومنتهى المأمول وغاية الأمل. وزبدة التذكير والإرشاد. وخلاصة الزاد ليوم الميعاد.
فيا أيها المنتاب. لهذا الجناب. خذ من الكتاب ما أعطاك. واستخرج بفهمك ما أخطاك. فالصبح لا يُتمارى فى إسفاره. ولا يفتقر إلى دليلٍ على إشراق أنواره. وفى التصانيف مهاجرون وأنصار. وكواكبُ وأقمار. وأسودٌ وفرسان. وقلائدُ وعقيان. أما قرأت البدور السافرة (1). والنجوم الزاهرة (2). ألم تتصفح كتائبَ الأعلام الأخيار (3). ودرر البحار فى الأحاديث القصار (4). ألم يأتك نبأ عقد الجمان (5). وقلائد العقيان فى محاسن الأعيان (6).
و ((الأدب المفرد)) من لم يرو منه. ويصدر عنه. فكأنه لم يحط من الكتب إلا بالغلاف. أو تناول الكأس بغير سُلاف. فأحْسِنْ به لعاقلٍ يحسنُ العمل. وغافلٍ يفتتن بالأمل. ووَرِعٍ يسد عما رابه الذريعة. ومستشفٍ يعالج النفس الوجيعة. وكارعٍ في حياض الشريعة. وراتعٍ برياض الآداب المريعة. ومقتبسٍ من نبراس الرواية. وملتمسٍ لدقائق التأويل وحقائق الدراية. وواعظٍ ذكَّر بأيام الله وخوَّف. ومشغولٍ بلذاته طالما أخَّر المتاب وسوَّف.
فالناس مجزيون عن أعمال ميلٍ واستقامهْ
فذوو السعادة يضحكون وغيرهم يبكي ندامهْ
والله يفعل فيهمو ما شاء ذلا أو كرامهْ
ويشفع المختار فيهم حين يبعثه مقامهْ
وعليه خير صلاته مع صحبه تتلو سلامهْ
والتابعين ومن بدا برق الرشاد له فشامهْ
ما فاز بالرضوان عبدٌ كانت الحسنى ختامهْ
أسبغ الله إمام المحدثين بوابل رحماته وشآبيب الغفران. وقدَّس ثراه وجعله روضةً من رياض الجنان. واللَّه يقضى له ولنا بالهبات الوافرة. ويجمعنا به فى مستقر النعيم فى الآخرة.
وكتبه
أبو محمد أحمد شحاته السكندرى الألفى
ـــــ هامش ــــــ
(1) كتاب ((البدور السافرة فى أحوال الآخرة)) للعلامة جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 هـ.
(2) كتاب ((النجوم الزاهرة بتخليص أخبار قضاة مصر والقاهرة)) للعلامة جلال الدين يوسف بن شاهين سبط ابن حجر المتوفي سنة 828 هـ ثمان وعشرين وثمانمائة.
(3) كتاب ((كتائب الأعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار)) للمولى محمود بن سليمان الكفوى المتوفى سنة 990 هـ تسعين وتسعمائة.
(4) كتاب ((درر البحار في الأحاديث القصار)) للعلامة جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي.
(5) كتاب ((عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان)) تسعة عشر مجلداً للإمام بدر الدين محمود بن أحمد العيني المتوفى سنة 855 هـ خمس وخمسين وثمانمائة.
(6) كتاب ((قلائد العقيان في محاسن الأعيان)) لأبي النصر الفتح بن عيسى خاقان القيسي المتوفى قتيلا سنة 535 هـ خمس وثلاثين وخمسمائة.
¥(41/69)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 06 - 04, 06:49 م]ـ
حفظكم الله شيخنا الكريم ونفعنا بعلمكم.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 06 - 04, 03:32 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
حفظكم الله شيخنا الكريم، ونفعنا بعلمكم.
الشيخ الحبيب / عبد الرحمن الفقيه
غمرك الله بالإحسان. وأغدق عليك من مناهل العرفان. وأجزل لك من عطائه الأوفى. ورقاك فى العلم إلى المقام الأعلى.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[23 - 03 - 06, 03:43 م]ـ
جزاكم الله خيرًا شيخنا / أبا محمد.
أطال الله في عمركم، ونفع بعلمكم.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[23 - 03 - 06, 07:22 م]ـ
الكتاب مفيد جدا من ناحية التخريج، وقد بذل المحقق فيه جهدا مشكورا ..
ـ[أبو عمير العرابي]ــــــــ[23 - 03 - 06, 10:17 م]ـ
بارك الله فيكم
لو تكرمتم! هل هو موجود على الشبكة؟
فليتكم تتحفونا به، نفع الله بكم.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[ابو محمد الطائفي]ــــــــ[25 - 03 - 06, 05:40 م]ـ
هل الكتااااااااااااب موجود على الشبكة
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[24 - 03 - 09, 05:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا(41/70)
المقتبس من ((إرشاد المحتذى إلى وحدان الترمذى))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[20 - 06 - 04, 05:16 م]ـ
الحمد لله المستعان بتأييده على التوفيق. والصلاة والسلام الأتمان الزاكيان على من هدى وأرشد إلى أقوم طريق. وعلى آله وأصحابه أولى المكرمات والفضائل على التحقيق. وبعد ...
فهذه تعليقات مختارة من كتاب ((إرشاد المحتذى إلى وحدان الترمذى)). أوردتها للإفادة والتذكير. ولتكون منارات إرشادٍ وتنوير. فإن عذُبتْ مواردها. فلتقرن بالدعاء فرائدها. وإن عثر فيها على كبوة. فليبذل الحليم لها عفوه.
حديث أسامة بن شريك الثعلبى اليربوعى
قال أبو عيسى (2038):
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: قَالَتِ الأَعْرَابُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلا نَتَدَاوَى؟، قَالَ: ((نَعَمْ يَا عِبَادَ اللهِ تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً ـ أَوْ قَالَ دَوَاءً ـ إِلا دَاءً وَاحِدًا))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا هُوَ؟، قَالَ: ((الْهَرَمُ)).
قَالَ أَبو عِيسَى: ((وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ)).
ـــــــــ ... ـــــــــــ ... ـــــــــــ
ترجمة الصحابى
أسامة بن شريك الثعلبي اليربوعى، من بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان، وقيل: من بني ثعلبة بن بكر بن وائل. له صحبة وسماع من النبي صلى الله عليه وسلم. سكن الكوفة. روى عنه: زياد بن علاقة الثعلبى، وعلي بن الأقمر الوادعى، ويقال: بل لم يرو عنه غير زياد بن علاقة.
تخريج الحديث
أخرجه كذلك الطيالسى (1232)، والحميدى (824)، وابن أبى شيبة (5/ 31/23417)، وأحمد (4/ 278)، وهناد ((الزهد)) (1260)، والبخارى ((الأدب المفرد)) (291)، وأبو داود (3855)، والنسائى ((الكبرى)) (4/ 368/7554،7553)، وابن ماجه (3436)، وأبو القاسم البغوى ((مسند ابن الجعد)) (2586)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (3/ 140و5/ 128)، وابن خزيمة (2955)، وابن حبان (486،6064)، والطبرانى ((الصغير)) (559) و ((الكبير)) (1/ 184:179/ أرقام 463، 464، 465، 466، 467، 469، 471، 474، 476 477، 478، 479، 480، 482، 483، 484)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (1/ 13)، والحاكم (1/ 208 و4/ 220، 443:441)، والبيهقى ((الكبرى)) (9/ 343) و ((شعب الإيمان)) (2/ 200/1528)، وابن حزم ((المحلى)) (4/ 176)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (5/ 282)، والخطيب ((موضح الأوهام)) (2/ 101) و ((تاريخ بغداد)) (3/ 407و9/ 197)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (53/ 317)، والمقدسى ((المختارة)) (1385:1381)، وابن عبد الغنى ((تكملة الإكمال)) (1/ 128) من طريق جماعة من الرفعاء الكبراء عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك العامرى به.
ورواه عن زياد بن علاقة: الأعمش، وإسماعيل بن أبى خالد، وعلقمة بن مرثد، وأبو إسحاق سليمان بن فيروز الشيبانى، ومحمد بن جحادة، ومسعر، وشعبة، وسفيان الثورى، وسفيان بن عيينة، وسماك بن حرب، ومالك بن مغول، والمسعودى، ويحيى بن أيوب البجلى، وأبو عوانة، وزائدة بن قدامة، وزهير بن معاوية، وإسرائيل بن يونس، وعثمان بن حكيم الأودى، وشيبان بن عبد الرحمن النحوى، وعبد الله بن الأجلح، ومطلب بن زياد، وورقاء بن عمر اليشكرى، وزيد بن أبى أنيسة، ومحمد بن بشر الأسلمى، وأبو حمزة السكرى، خمسة وعشرون نفساً أو يزيدون.
وأوفاهم له سياقة: شعبة، وسفيان بن عيينة، وزهير بن معاوية، وعثمان بن حكيم، ومحمد بن جحادة، وورقاء بن عمر اليشكرى إلا أنه من رواية سلام بن سليمان المدائنى عنه، وهو متروك الحديث.
وكذلك رواه أبو عوانة فاستقصى روايته، وإن كانت رواية الترمذى عنه مختصرة. فكأن بشر بن معاذ العنبرى اختصره هكذا عن أبى عوانة، بينما استقصاه عنه سائر أصحابه: عفان، ومسدد، وسعيد بن منصور، وعارم أبو النعمان، وسهل بن بكار بن بشر الدارمى.
¥(41/71)
فقد أخرجه الطبرانى ((الكبير)) (1/ 179/464) قال: حدثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا سعيد بن منصور ح وثنا معاذ بن المثنى ثنا مسدد ح وثنا محمد بن محمد التمار ثنا سهل بن بكار قالوا: ثنا أبو عوانة عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال: كنا عند النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجاءه الأعراب: ناسُ كثيرُ، مِنْ هَهُنَا وَهَهُنَا، فأسكت الناسَ لا يتكلمُ غيرُهم، فقالوا: يا رسولَ الله أعلينا حرج في كذا، في أشياء من أمور الناس لا بأس بها، فقال: عِبَادَ اللهِ! وَضَعَ الله الْحَرَجَ، إِلا مَنِ اقتَرَضَ امْرَأً ظُلْمًا، فذلكَ الذي حَرَجَ وهَلَكَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! هَلْ عَلَيْنَا جُنَاحٌ أَنْ لا نَتَدَاوَى؟، قَالَ: تَدَاوَوْا عِبَادَ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَه دَواءً، إِلا الْهَرَمَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْعَبْدُ؟، قَالَ: ((خُلُقٌ حَسَنٌ)).
وأخرجه البخارى ((الأدب المفرد)) (291) قال: حدثنا أبو النعمان ثنا أبو عوانة بإسناده مستقصى مثله.
وفى روايات بعضهم زيادات مستحسنة، ففىحديث شعبة: ((أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْحَابُهُ عِنْدَهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقَعَدْتُ))، وفى حديث ابن عيينة: ((شهدت الأعاريب))، وفى حديث ابن جحادة: ((قال رسولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى، وسأله رجل نسي أن يرمي الجمار، قال: ارم ولا حرج، ثم أتاه آخر طاف قبل أن يرمى، فقال: طف ولا حرج، ثم أتاه آخر حلق قبل أن يذبح، قال: اذبح ولا حرج، قال: فما سألوه يومئذ عن شيء إلا قال: لا حَرَجَ ولا حَرَجَ))، أما حديث أبى إسحاق الشيبانى ((كَانَ النَّاسُ يَأْتُونَه، فَمَنْ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ سَعَيْتُ قَبْلَ أَنْ أَطُوفَ، أَوْ قَدَّمْتُ شَيْئًا أَوْ أَخَّرْتُ شَيْئًا فَكَانَ يَقُولُ: لا حَرَجَ لا حَرَجَ، إِلا عَلَى رَجُلٍ اقْتَرَضَ عِرْضَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ، وَهُوَ ظَالِمٌ، فَذَلِكَ الَّذِي حَرِجَ وَهَلَكَ)).
قلت: وهذا حديث صحيح غاية، توافر على روايته أثبات الأئمة وثقاتهم، وقد ذكرتُ من رواته عن زياد بن علاقة: خمسة وعشرين راوياً، ولا أعلم أحداً استقصاهم، وإنما اقتصر الحاكم أبو عبد الله على ذكر عشرة منهم، وأما أبو القاسم الطبرانى فقد ذكر أكثرهم، وهو أوفاهم له تخريجاً.
وإسناده من الأسانيد العوالى، حتى قال سفيان بن عيينة: ما على وجه الأرض إسناد أجود من هذا. وهو من طريق ابن عيينة ثلاثى الإسناد عند الحميدى، وابن أبى شيبة، وأحمد. وهو كذلك عن شعبة عند الطيالسى.
ولا أعلم على وجه القطع واليقين: لما لم يخرجاه فى ((الصحيحين))؟!، وأما ما علله الحاكم أبو عبد الله بأنهما لم يجدا لأسامة بن شريك راوياً غير زياد بن علاقة، فقد ردَّه الحافظ أبو الحسن الدارقطنى وأجاد فى بيان ما في ((الصحيحين)) من نظائره وأشباهه، نحو: مرداس الأسلمى ليس له راوٍ غير قيس بن أبى حازم، وعمرو بن تغلب النمرى ليس له راوٍ غير الحسن البصرى، وعبد الله بن هشام بن زهرة ليس له راوٍ غير أبى عقيل زهرة بن معبد، وزاهر الأسلمى ليس له راوٍ غير مجزأة بن زاهر.
وقد احتجا فى ((الصحيحين)) بزياد بن علاقة أبى مالك الثعلبى الكوفى، وخرجا روايته عن: جرير بن عبد الله البجلى، والمغيرة بن شعبة. وانفرد مسلم بروايته عن: عمه قطبة بن مالك، وعرفجة بن شريح الأشجعى.
ومن لطائف أحاديثه ما أخرجاه عنه عن الْمُغِيرَةَ قال: إِنْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَقُومُ لِيُصَلِّيَ حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ، أَوْ سَاقَاهُ، فَيُقَالُ لَهُ، فَيَقُولُ: ((أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا)).
(إيقاظ) عدَّ الحافظ أبو الحجاج المزى فى ((تحفة الأشراف)) (1/ 63:62) أحاديث أسامة بن شريك أربعةً:
(الأول) ((قَالَتِ الأَعْرَابُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلا نَتَدَاوَى؟، قَالَ: نَعَمْ يَا عِبَادَ اللهِ تَدَاوَوْا ... )) الحديث.
¥(41/72)
(الثانى) ((كَانَ النَّاسُ يَأْتُونَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنْ قَائلٍ: سَعَيْتُ قَبْلَ أَنْ أَطُوفَ، أَوْ قَدَّمْتُ شَيْئًا، أَوْ أَخَّرْتُ شَيْئًا، فَكَانَ يَقُولُ: لا حَرَجَ لا حَرَجَ إِلا عَلَى رَجُلٍ اقْتَرَضَ عِرْضَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ وَهُوَ ظَالِمٌ، فَذَلِكَ الَّذِي حَرِجَ وَهَلَكَ)). أخرجه أبو داود (2015) من طريق أبى إسحاق الشيبانى عن ابن علاقة عنه.
(الثالث) قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى)). أخرجه ابن ماجه (2672) من طريق محمد بن جحادة عن ابن علاقة عنه.
(الرابع) قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَيُّمَا رَجُلٍ خَرَجَ يُفَرِّقُ بَيْنَ أُمَّتِي، فَاضْرِبُوا عنقَه)). أخرجه النسائى ((المجتبى)) من طريق زيد بن عطاء بن السائب عن ابن علاقة عنه.
قلت: وعندى أنها حديثان لا ثالث لهما، وذلك أن الثلاثة الأحاديث الأوَّل هى عند التحقيق حديثُ واحد لا ثلاثة، وهو حديث الأصل. ومما أبان أن الحديثين الزائدين زيادتان مندرجتان فيه، ما أخرجه الطبرانى فى ((الكبير)) (1/ 184/484) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل وزكريا بن يحيى الساجي قالا ثنا محمد بن المثنى ثنا عمرو بن عاصم ثنا أبو العوام عمران ثنا محمد بن جحادة عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في حجة الوداع وهو يقول: ((أمك وأباك وأختك وأخاك، ثم أدناك))، قال: فجاء قوم فقالوا: يا رسول الله قتلنا بنو يربوع، فقال: ((لا تجني نفس على أخرى))، قال: ثم سأله رجل نسي أن يرمي الجمار، قال: ((ارم ولا حرج))، ثم أتاه آخر، فقال: يا رسول الله نسيت الطواف، فقال: ((طف ولا حرج))، ثم أتاه آخر حلق قبل أن يذبح، قال: ((اذبح ولا حرج))، قال: فما سألوه يومئذ عن شيء إلا قال: ((لا حرج ولا حرج))، ثم قال: ((أذهب الله عز وجل الحرج إلا رجل اقترض مسلما، فذلك الذي حرج وهلك))، وقال: ((ما أنزل الله عز وجل داء إلا أنزل له دواء إلا الهرم)).
قلت: فبان بهذه الرواية التى استوفت الفقرات الثلاث، وزادت رابعة ((أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك))، أنها كلها حديث واحد، فى مقامٍ واحدٍ، وهو حجة الوداع.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 06 - 04, 06:45 م]ـ
حفظك الله شيخنا الكريم وبارك فيكم وفي علمكم، فقد ذكرنا صنيعكم هذا بالأئمة السالفين من الحُفاظ والمحدّثين،فنسأل الله أن يحفظكم ويبارك فيكم وفي علمكم.
وحول ما ذكرته حفظك الله بقولك (ولا أعلم على وجه القطع واليقين: لما لم يخرجاه فى ((الصحيحين))؟!، وأما ما علله الحاكم أبو عبد الله بأنهما لم يجدا لأسامة بن شريك راوياً غير زياد بن علاقة، فقد ردَّه الحافظ أبو الحسن الدارقطنى وأجاد فى بيان ما في ((الصحيحين)) من نظائره وأشباهه، نحو: مرداس الأسلمى ليس له راوٍ غير قيس بن أبى حازم، وعمرو بن تغلب النمرى ليس له راوٍ غير الحسن البصرى، وعبد الله بن هشام بن زهرة ليس له راوٍ غير أبى عقيل زهرة بن معبد، وزاهر الأسلمى ليس له راوٍ غير مجزأة بن زاهر.
وقد احتجا فى ((الصحيحين)) بزياد بن علاقة أبى مالك الثعلبى الكوفى، وخرجا روايته عن: جرير بن عبد الله البجلى، والمغيرة بن شعبة. وانفرد مسلم بروايته عن: عمه قطبة بن مالك، وعرفجة بن شريح الأشجعى.))
فقد ذكر بعض أهل العلم أن البخاري ومسلم لايخرجان في الأصول للصحابي الذي ليس له إلا راو واحد
وكل هؤلاء الرواة الذين ذكر الدارقطني أن البخاري ومسلم خرجا لهما مع أنه ليس لهما إلا راو واحد فإنما خرّج لهم الشيخان في الشواهد فقط وليس في الأصول
وقد سبق أن ذكرت في مشاركة سابقة نقولات عن أهل العلم فلعلي أنقلها هنا للفائدة ولعلي الشيخ الفاضل أبو محمد حفظه الله يفيدنا حولها
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله (وهو إن كان منتقضاً في حق بعض الصحابة، الذين أخرجا له فإنه معتبر في حق من بعدهم، فليس في الكتاب حديث أصل من رواية من ليس له إلا راو واحد قط) من فتح المغيث (1/ 61).
وقد بحث هذه المسألة الأخ أبو بكر كافي في كتابه (منهج الإمام البخاري) ص 113 - 130 فأجاد وأفاد.
¥(41/73)
وسنضع هذا الكتاب قريبا في مكتبة الملتقى بإذن الله.
وهذا هو المبحث من الكتاب المذكور
((الوحدان وموقف البخاري من رواياتهم))
سأتناول في هذه المطلب مسألة الوحدان، وموقف الإمام البخاري من رواياتهم. وهي مسألة لها تعلق كبير بمسألة الجهالة. أي هل هؤلاء الرواة يعدون في المجاهيل أم لا؟
تعريف الوحدان:
وحدان لغة جمع واحد، ويجمع على أحدان، كشاب وشبان، وراعٍ (ص 113) ورعيان ().
واصطلاحاً: هو من لم يرو عنه إلا واحد ولو سُمي ().
وقد اهتم العلماء بهذا النوع من الرواة وصنفوا فيه كالإمام مسلم والحسن بن سفيان وغيرهما () ومنهم من ذكره في أنواع علوم الحديث () كالحاكم في معرفة علوم الحديث، وابن الصلاح في كتابه ().
قد اختلفت أنظار العالم حول موقف البخاري من روايات الوحدان، فمنهم من نفى تخريج البخاري لرواياتهم في صحيحه، ومنهم من أثبت وجودها ومنهم من توسط في الأمر وذهب إلى أن البخاري لم يخرج لهم إلا شيئاً يسيراً لملابسات خاصة وإليك التفصيل.
ذهب الإمام الحاكم أبو عبد الله النيسابوري (ت 405هـ) إلى أن الإمام البخاري لم يرو عن الوحدان في صحيحه، وهذا في معرض كلامه على الحديث الصحيح في كتابه " المدخل في أصول الحديث " فقد قسم الحديث الصحيح إلى عشرة أقسام: خمسة متفق عليها من أحاديث الصحيحين يقول رحمه الله: " فالقسم الأول من المتفق عليها اختيار البخاري ومسلم، وهو الدرجة الأولى من الصحيح. ومثاله الحديث الذي يرويه الصحابي المشهور بالرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وله راويان ثقتان، ثم يرويه التابعي المشهور بالرواية عن الصحابة وله راويان ثقتان، ثم يرويه عن أتباع التابعين الحافظ المتقن المشهور، وله رواة من الطبقة الرابعة ثم يكون شيخ البخاري أو (ص 114) مسلم حافظاً متقناً مشهوراً بالعدالة في روايته فهذه الدرجة الأولى من الصحيح " ().
ويلاحظ هنا أن الحاكم عدَّ الصحابي الذي ليس له إلا راو واحد ليس مشهوراً. ومن هنا لا يصل حديثه إلى الدرجة العالية من الثقة التي تجعل البخاري ومسلم يأخذان بحديثه وقد عد الحاكم حديث مثل هذا النوع في الدرجة الثانية من درجات الصحيح المتفق عليه ومثل له بحديث عروة بن مضرس الطائي أنه قال: " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالمزدلفة: فقلت يا رسول الله أتيتك من جبل طيء، أتعبت نفسي، وأكلت مطيتي، ووالله ما تركت من جبل إلا وقد وقفت عليه، فهل لي من حج؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى معنا هذه الصلاة وقد أتى عرفة قبل ذلك بيوم أو ليلة فقد تم حجه، وقضى تفثه " ().
ثم عدد الحاكم كثيراً من الصحابة الذين رووا أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن لكل واحد منهم إلا راو واحد ثم قال: " والشواهد كما ذكرنا كثيرة ولم يخرج البخاري ومسلم هذا النوع من الحديث في الصحيح " ().
وقد عارض أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي (ت 507هـ) الحاكم في هذا، وقرر أن البخاري ومسلماً لم يكن عندهما هذا الشرط ولا نقل على واحد منهما أنه قال بذلك وأن الحاكم لم يقدر هذا التقدير عن استقراء (ص 115) يصل به إلى نتيجة صحيحة، أو يقين، وإنما قاله على الظن، لأن ما في الصحيحين على خلاف ذلك. ثم ساق الأمثلة التي تنقض ما ذهب إليه الحاكم.
فقد أخرج البخاري حديث قيس بن أبي حازم عن مرداس الأسلمي قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يذهب الصالحون أسلافاً، ويقبض الصالحون أسلافاً، الأول، فالأول، حتى تبقى حثالة كحثالة التمر والشعير، لا يباهي الله عز وجل بهم شيئاً " () وليس لمرداس راو غير قيس.
وأخرج هو ومسلم حديث المسيب بن حزن في وفاة أبي طالب () قال: " إن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل فقال: أي عمي قل: لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله. فقال أبو جهل وعبد الله بن أمية: يا أبا طالب ترغب عن ملة عبد المطلب "، فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به: " على ملة عبد المطلب " فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لأستغفرن لك ما لم أنه عنه " فنزلت: ? ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ? () ونزلت ?إنك لا تهدي من أحببت ? () " ولم يرو عن المسيب إلا ابنه سعيد
¥(41/74)
بن المسيب.
وأخرج البخاري حديث الحسن البصري عن عمرو بن تغلب عن (ص 116) النبي صلى الله عليه وسلم: " إني لأعطي الرجل، والذي أدع أحب إلي … الحديث " () ولم يرو عن عمرو غير الحسن البصري.
كما يقرر أبو الفضل المقدسي أن هناك أمثلة في البخاري غير هذه، كما يشير إلى أن الحاكم ليس أول من ذهب إلى هذا، ولكن أبا عبد الله بن محمد بن إسحاق بن منده (ت 395هـ) ذهب إلى ذلك، وهما متعاصران.
فقد قال: " من حكم الصحابي أنه إذا روى عنه تابعي واحد، وإن كان مشهوراً مثل الشعبي، وسعيد بن المسيب، ينسب إلى الجهالة، فإذا روى عنه رجلان صار مشهوراً واحتج به، وعلى هذا بنى محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج كتابيهما، إلا أحرفاً تبين أمرها " ().
ويرى المقدسي أن شرط البخاري ومسلم هو أنهما يخرجان " الحديث المتفق على ثقة نقلته إلى الصحابي المشهور، من غير اختلاف بين الثقات والأثبات، ويكون إسنادة متصلاً غير مقطوع فإن كان للصحابي روايان فصاعداً فحسن، وإن لم يكن له إلا راو واحد إذا صح الطريق إلى ذلك الراوي أخرجاه " ().
وجاء بعد أبي الفضل المقدسي، الحافظ أبو بكر موسى بن موسى الحازمي (ت 584هـ) ففصل القول في رد دعوى الحاكم وأتى بأمثلة أكثر مما أتى به الأول ().
ويرى ابن الأثير أن الحاكم لا يقصد ما فهمه المقدسي والحازمي وإنما يقصد أن يكون للصحابي راويان وإن كان الحديث الذي يحتج به في (ص 117) الصحيحين ليس له إلا راو واحد ().
كما نجد أن الحافظ ابن حجر، أيضاً قد نبّه على خطأ الحازمي في فهمه لكلام الحاكم حيث قال: " وقد فهم الحافظ أبو بكر الحازمي من كلام الحاكم أنه أدعى أن الشيخين لا يخرجان الحديث إذا انفرد به أحد الرواة، فنقض عليه بغرائب الصحيحين، والظاهر أن الحاكم لم يرد ذلك وإنما أراد أن كل راو في الكتابين من الصحابة فمن بعدهم يشترط أن يكون له راويان في الجملة، لا أنه يشترط أن يتفقا في رواية ذلك بعينة عنه " ().
وما ذهب إليه الحاكم قد سبقه إليه الحافظ ابن منده – كما رأينا – ووافقه عليه أيضاً صاحبه ومعاصره الإمام البيهقي، فقد قال في كتب الزكاة من سننه عند ذكر حديث بهز عن أبيه عن جده (ومن كتمها فأنا آخذها وشرط ماله) ما نصه: " أما البخاري ومسلم فلم يخرجاه جرياً على عادتهما في أن الصحابي أو التابعي إذا لم يكن له إلا راو واحد لم يخرجا حديثه في الصحيحين " ().
وأما الحافظ ابن حجر فقد وقف من كلام الحاكم موقفاً وسطاً بحيث رد كلامه في حق الصحابة واعتبره فيمن بعدهم، قال – رحمه الله – معقباً على كلام الحاكم: " وهو وإن كان منتقضاً في حق الصحابة الذين أخرجا لهم، فإنه معتبر في حق من بعدهم، فليس في الكتاب حديث أصل من رواية من ليس له إلا راو واحد قط " ().
قال السخاوي: " وقد وجدت في كلام الحاكم التصريح باستثناء الصحابة من ذلك وإن كان مناقضاً لكلامه الأول ولعله رجع عنه إلى هذا (ص 118) قال: الصحابي المعروف إذا لم نجد له راوياً غير تابعي واحد معروف احتججنا به، وصححنا حديثه، إذ هو صحيح على شرطهما جميعاً. فإن البخاري احتج بحديث قيس بن أبي حازم عن كل من مرداس الأسلمي، وعدي بن عمير به، وليس لهما راو غيره. وكذلك احتج مسلم بأحاديث أبي مالك الأشجعي عن أبيه ()، وأحاديث مجزأة بن زاهر عن أبيه. وحينئذ فكلام الحاكم قد استقام، وزال بما تممت به عن الملام " ().
وأما الصحابة الذين أخرج لهم البخاري ولم يرو عنهم سوى واحد فهم:
1) مرداس الأسلمي عن قيس بن أبي حازم.
2) حزن المخزومي تفرد عنه ابنه أبو سعيد المسيب بن حزن.
3) زاهر بن الأسود عنه ابنه مجزأة.
4) عبد الله بن هشام بن زهرة القرشي عنه حفيده زهرة بن معبد.
5) عمرو بن تغلب عنه الحسن البصري.
6) عبد الله بن ثعلبة بن صغير روى عنه الزهري قوله.
7) سنن أبو جميلة السلمي عنه الزهري.
8) أبو سعيد بن المعلى تفرد عنه حفص بن اصم.
9) سويد بن النعمان الأنصاري تفرد بالحديث عنه بشير بن سيار.
10) خولة بنت ثامر عنهما النعمان بن أبي عياش. فجملتهم عشرة " ().
¥(41/75)
وقد بنى على هذا الإمام أبو عمرو بن الصلاح قاعدة عامة – من (ص 119) تخريج البخاري ومسلم لأحاديث هؤلاء الصحابة الوحدان – وهي ارتفاع الجهالة والتعديل برواية واحد فقال: " قد خرج البخاري في صحيحه حديث جماعة ليس لهم إلا راو واحد منهم مرداس الأسلمي لم يرو عنه غير قيس بن أبي حازم، وكذلك خرج مسلم حديث قوم لا راوي لهم غير واحد، منهم ربيعة بن كعب الأسلمي لم يرو عنه غير أبي سلمة بن عبد الرحمن. وذلك مصير إلى أن الراوي قد يخرج عن كونه مجهولاً مردوداً براوية واحد عنه " () ولقد اعترض على هذا الإمام النووي فقال: "مرداساً وربيعة صحابيان، والصحابة كلهم عدول، فلا تضر الجهالة بأعيانهم لو تثبت " ().
ولقد تعقب العراقي النووي فقال: " لا شك أن الصحابة الذين بينت صحبتهم كلهم عدول ولكن الشأن هل تثبت الصحبة برواية واحد عنه أم لا تثبت إلا برواية اثنين. هذا محل نظر واختلاف بين أهل العلم. والحق أنه إن كان معروفاً بذكره في الغزوات أو فيمن وفد من الصحابة أو نحو ذلك فإنه تثبت صحبته وإن لم يرو عنه إلا راو واحد وإذا عرف ذلك فإن مرداساً من أهل الشجرة وربيعة من أهل الصفة فلا يضرهما انفراد راو واحد عن كل منهما " ().
وكان الصحابة الوحدان الذين روى لهم الإمام البخاري في صحيحه قد ثبتت صحبتهم لشهرتهم عند علماء السير والمغازي (). فلا يضر انفراد واحد (ص 120) بالرواية عنهم بالرواية عنهم، لأن الصحابة عدول كلهم لكن بقي النظر فيمن ليس له إلا راو واحد من غير الصحابة ممن أخرج لهم الإمام البخاري في صحيحه وهؤلاء الرواة هم:
1) حصين بن محمد الأنصاري: لم يرو عنه غير الزهري.
2) عبد الرحمن بن نمر اليحصبي: لم يرو عنه غير الوليد بن مسلم.
3) عمر بن محمد بن جبير بن مطعم: لم يرو عنه غير الزهري.
4) حماد بن حميد الخراساني: شيخ البخاري لم يرو عنه غيره.
5) عبيد الله بن محرز الكوفي: لم يذكروا له راوياً غير أبي نعيم الفضل بن دكين.
6) عطاء بن الحسن السوائي: روى عنه أبو إسحاق الشيباني. قال الحافظ: " ما وجدت له راوياً إلا الشيباني ولم أقف فيه على تعديل أو تجريح ".
7) عامر بن مصعب الذي يروي عن عائشة: لم يرو عنه – عند البخاري – إلا عبد الملك بن جريج.
8) أبو محمد الحضرمي: تفرد بالرواية عنه أبو الورد بن ثمامة بن حزن القشيري.
9) أبو نصر الأسدي، روى عنه خليفة بن حصين.
فهل انفرد البخاري بالتخريج لمثل هؤلاء " الوحدان "؟ كلا، إن الإمام البخاري لم ينفرد بهذا، بل نجد أن الإمام مسلماً – رحمه الله – قد خرج لمثل هؤلاء أيضاً في " صحيحه " فقد وافق البخاري في التخريج للراويين الأولين، وانفرد عنه بالتخريج لرواة آخرين مثل: (ص 121)
1) أحمد بن سعيد التستري.
2) جابر بن إسماعيل الحضرمي.
3) حبيب الأعور المدني.
4) عبد الله بن كثير المطلبي السهمي.
وبمراجعة تراجم هؤلاء الرواة في التهذيب والتقريب وغيرهما من كتب الرجال يتبين لنا أنهم "وحدان" ومن ثم فهم مجهولون على حسب المصطلح الجاري بين علماء الحديث.
وكذلك نجد الإمام ابن حبان قد اقتفى أثر الشيخين في التخريج لمن ليس له إلا راو واحد ثقة وإليك بعض الأمثلة على ذلك ():
1) بجير بن أبي بجير، ولم يرو عنه غير إسماعيل بن أمية.
2) ثابت الزرقي، لم يرو عنه غير الزهري.
3) عمر بن إسحاق، لم يرو عنه غير عون.
4) عيسى بن جارية، لم يرو عنه غير يعقوب بن عنبسة الرازي.
5) قدامة بن وبرة، لم يرو عنه غير قتادة.
6) نبيح العنزي، لم يرو عنه غير الأسود بن قيس.
فكل هؤلاء لا يعرف لهم إلا راو واحد ومع ذلك فقد ترجمعهم ابن حبان في كتابه الثقات وأخرج لهم في صحيحه.
وهذا يعني أن أصحاب الصحيح يخرجون لمن ليس له إلا راو واحد. لكن كيف يكون ذلك؟ إن الإجابة على هذا السؤال تكون بتخريج أحاديث هؤلاء الرواة جميعاً وتتبعها ودراستها وهذا يحتاج إلى وقت طويل وعمل علمي مستقل، لكن سأحاول – إن شاء الله – دراسة رواة البخاري الذين ليس (ص 122) لهم إلا راو واحد ثقة من خلال رواياتهم في الجامع الصحيح للوصول إلى موقف علمي مبني على الاستقراء والتتبع.
1 – حصين بن محمد الأنصاري السالمي ():
¥(41/76)
وهو أحد بني سالم، وهو من سراتهم () سأله الزهري عن حديث محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك فصدقه بذلك، وليس له في الصحيحين إلا حديث واحد () وهو ما يرويه ابن شهاب الزهري عن محمود بن الربيع الأنصاري حدثه أن عتبان بن مالك حدثه أنه أتى رسول الله فقال: يا رسول الله قد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم وددت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى .. قال ابن شهاب ثم سألت الحصين بن محمد الأنصاري – وهو أحد بني سالم ومن سراتهم – عن حديث محمود بن الربيع فصدقه بذلك ().
وواضح أن الإمام البخاري لم يعتمد على حديث حصين بن محمد الأنصاري وإنما ذكر حديث محمود بن الربيع معتمداً عليه وعضده بتصديق حصين بن محمد له. وسواء ذكر حصين أو لم يذكر فلا أثر له في تضعيف (ص 123) هذا الحديث، بل ذكره يستفاد منه نوع قوة – والله أعلم -.
2 – عبد الرحمن بن نمر اليحصبي:
أبو عمر الدمشقي، ثقة لم يرو عنه غير الوليد بن مسلم من الثامنة روى له البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي (). هكذا لخص حاله الحافظ ابن حجر. وقد تباينت فيه أقوال أئمة الجرح والتعديل.
قال عباس الدوري عن يحي بن معين: ابن نمر الذي يروي عن الزهري ضعيف ().
وقال دحيم صحيح الحديث عن الزهري، وكذا قال ابن الجنيد عن ابن معين ().
وقال أبو حاتم ليس بقوي لا أعلم روى عنه غير الوليد بن مسلم ().
وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال: من ثقات أهل الشام ومتقنيهم ().
وذكره العقيلي في " كتاب الضعفاء "، وكذا ذكره ابن عدي " الكامل " وقال: " … وهو في جملة من يكتب حديثه من الضعفاء، وابن نمر هذا له عن الزهري غير نسخة وهي أحاديث مستقيمة " ().
فالظاهر من حاله أنه يصلح للمتابعة وأن أحاديثه عن الزهري صحيحة.
والبخاري قد أورد له في صحيحه حديثاً واحد متابعة. وقد رواه أيضاً الإمام مسلم وليس له عندهما غير هذا الحديث ().
قال البخاري رحمه الله: " حدثنا محمد بن مهران قال حدثنا الوليد قال (ص 124) أخبرنا ابن نمر سمع ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها: جهر النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخسوف بقراءته فإذا فرغ من قراءته كبر فركع، وإذا رفع من الركعة قال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم يعاود القراءة في صلاة الكسوف أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات".
وقال الأوزاعي وغيره: سمعت الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها: " أن الشمس خسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعث منادياً بالصلاة جامعة، فتقدم فصلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات وأخبرني عبد الرحمن بن نمر سمع ابن شهاب مثله، قال الزهري: فقلت: ما صنع أخوك ذلك، عبد الله بن الزبير ما صلى إلا ركعتين مثل الصبح إذ صلى بالمدينة، قال: أجل، إنه أخطأ السنة، تابعه سفيان بن حسين وسليمان بن كثير عن الزهري في الجهر " ().
فابن نمر لم ينفرد بهذا الحديث بل تابعه عليه الأوزاعي، وليس فيه عند البخاري ذكر الجهر وقد ثبت الجهر في رواية الأوزاعي عند أبي داوود والحاكم من طريق الوليد بن مزيد عنه ().
وقد أشار البخاري إلى متابعة سليمان بن كثير، وسفيان بن حسين، لابن نمر، وروايته للجهر عن الزهري.
ورواية سليمان وصلها أحمد عن عبد الصمد بن عبد الوارث عنه بلفظ " خسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فكبر ثم كبر الناس ثم قرأ فجهر بالقراءة " وفي أبي داود الطيالسي عن سليمان بن كثير بهذا الإسناد مختصراً " أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر بالقراءة في صلاة الكسوف " وأما رواية سفيان بن حسين فوصلها الترمذي والطحاوي بلفظ " صلى صلاة الكسوف وجهر بالقراءة فيها " وقد تابعهم على ذكر الجهر عن الزهري عقيل عند الطحاوي. وإسحاق بن راشد عند الدارقطني. (ص 125)
وهذه طرق يعضد بعضها بعضاً ويفيد مجموعها الجزم بذلك () لذا فالإمام البخاري صحح هذا الحديث لكثرة طرقه ومتابعاته، وعلمنا من صنيعه هذا أنه لم يعتمد على ابن نمر وحده بل بالصورة المجموعة ومن ثم جزم بمدلول الحديث وترجم بما يدل على رجحان الجهر في الكسوف.
3 – عمر بن محمد بن جبير بن مطعم:
¥(41/77)
ثقة ما روى عنه غير الزهري وهو أصغر من الزهري من السادسة روى له البخاري فقط () ولم يرو له إلا حديثاً واحداً.
قال: " حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني عمر بن محمد بن جبير بن مطعم أن محمد بن جبير قال: أخبرني جبير بن مطعم أنه بينما يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الناس مقفلة من حنين فعلقت الناس يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أعطوني ردائي، لو كان لي عدد هذه العضاه نعماً لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلاً ولا كذوباً ولا جباناً " ().
قال الحافظ رحمه الله: " وهذا مثال للرد على من زعم أن شرط البخاري أن لا يروي الحديث الذي يخرجه أقل من اثنين، فإن هذا الحديث ما رواه عن محمد بن جبير غير ولده عمر، ثم ما رواه عن عمر غير الزهري، هذا مع تفرد الزهري بالرواية عن عمر مطلقاً، وقد سمع الزهري من محمد بن جبير أحاديث، وكأنه لم يسمع هذا منه فحمله عن ولده والله (ص 126) أعلم " (). فهذا الحديث صحيح عند الإمام البخاري لأنه لا يشترط عنده وعند أهل السنة التعدد في طبقات الإسناد حتى يقبل الحديث خلافاً لمن زعم أنه شرط الصحيح أن لا يرويه أقل من اثنين عن اثنين () كأبي علي الجيّاني المعتزلي (ت 303هـ).
هذا وقد ذكر الحافظ – رحمه الله – أن عمر بن شبة (ت 262هـ) قد أورد في " كتاب مكة " – له – أثراً مرسلاً عن عمرو بن سعيد فذكر نحو من حديث جبير بن مطعم () ثم إن هذا الحديث ليس أصلاً من الأصول وإنما هو قصة تدل على جوده وحلمه وشجاعته صلى الله عليه وسلم وقد صحّ في ذلك شيء كثير جداً يشهد لهذه القصة، والله تعالى أعلم.
4 – عبيد الله بن محرز الكوفي:
قال الحافظ: " ما رأيت له راوياً غير أبي نعيم، وما له في البخاري سوى هذا الأثر، ولم يزد المزي في ترجمته على ما تضمنه هذا الأثر " ().
والأثر الذي يعنيه الحافظ هو ما رواه البخاري في صحيحه قال: " قال لنا أبو نعيم حدثنا عبيد الله بن محرز جئت بكتاب من موسى بن أنس قاضي البصرة، وأقمت عنده البينة أن لي عند فلان كذا وكذا وهو بالكوفة، وجئت به القاسم بن عبد الرحمن فأجازوه " ().
فواضح أن مثل هذا الراوي مجهول أي غير مشهور، والإمام البخاري لم يرو له سوى هذا الأثر. (ص 127)
5 – عطاء أبو الحسن السوائي:
قال الحافظ: " ما وجدن له راوياً إلا الشيباني، ولم أقف فيه على تعديل ولا تجريح " () روى عنه البخاري وأبو داود والنسائي حديثاً واحداً.
عن أسباط بن محمد القرشي عن أبي إسحاق الشيباني، عن عكرمة عن ابن عباس. قال الشيباني: وذكره أبو الحسن السوائي ولا أظنه ذكره إلا عن ابن عباس ? يا أيها الذين آمنوا لا يحل .. ما آتيتموهن ? () قال: " كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته، إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاؤوا زوجوها، وإن شاؤوا لم يزوجوها، وهم أحق بها من أهلها. فنزلت هذه الآية في ذلك " ().
ونلاحظ أن البخاري لم يعتمد على رواية عطاء أبي الحسن السوائي، بل ذكره مقروناً بغيره معضداً به رواية عكرمة عن ابن عباس.
6 – عامر بن مصعب:
شيخ لابن جريج لا يعرف، قرنه بعمرو بن دينار، وقد ثقه ابن حبان على عادته (). وقد روى له البخاري والنسائي حديثاً واحداً مقروناً بغيره (). عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن دينار وعامر بن مصعب أنهما سمعا أبا المنهال يقول: سمعت البراء بن عازب، وزيد بن أرقم قال: كنا تاجرين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصرف فقال: (ص 128)
" ما كان يداً بيد فلا بأس به، وما كان نسيئة فلا يصلح " ().
قال الحافظ: " وعامر بن مصعب ليس له في البخاري سوى هذا الموضع الواحد " ().
والبخاري لم يعتمد على روايته وإنما قرنه بعمرو بن دينار.
7 – أبو محمد الحضرمي:
يقال: إنه أفلح مولى أيوب، روى عن أبي أيوب، وروى عنه أبو الورد ابن ثمامة بن حزن القشيري، روى له البخاري حديثاً واحداً معلقاً ().
بعد أن أورد حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال عشراً (أي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل " قال البخاري: رواه أبو محمد الحضرمي عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم ().
قال الدارقطني: " لا يعرف أبو محمد إلا في هذا الحديث وليس لأبي محمد الحضرمي في الصحيح إلا هذا الموضع " (). وقد وصله الإمام أحمد والطبراني من طريق سعيد بن إياس الحريري عن أبي الورد ثمامة بن حزن القشيري ().
فالبخاري لم يعتمد على حديثه وإنما ذكره تعليقاً على سبيل المتابعة فقط (ص 129)
8 – أبو نصر الأسدي:
بصري روى عن عبد الله بن عباس، وروى عنه خليفة بن حصين بن قيس بن عاصم المنقري (). وروى له البخاري تعليقاً.
قال أبو زرعة: " أبو نصر الأسدي الذي يروي عن ابن عباس ثقة " ().
والبخاري إنما روى له أثراً واحداً في كتاب النكاح من صحيحه، عقيب حديث عكرمة عن ابن عباس إذا زنى بها (يعني أم امرأته) لا تحرم عليه امرأته. ويذكر عن أبي نصر أن ابن عباس حرمه، ثم قال: وأبو نصر هذا لم يعرف سماعه من ابن عباس ().
فالبخاري لم يعتمد على حديثه. فقد أورده بصيغة التمريض ليدل على ضعفه ثم صرح أنه لم يسمع من ابن عباس فحديثه إذاً منقطع.
مما سبق في هذا المطلب نستخلص النتائج التالية:
1) الإمام البخاري لم يرو لهؤلاء الوحدان شيئاً تفردوا به.
2) لم يعتمد على رواياتهم بل ذكرها متابعة واستشهاداً معلقة غير مسندة.
3) لم يسند لهم إلا شيئاً يسيراً جداً ويقرنهم بغيرهم من المشهورين.
ومما سبق يتضح أن ما قاله الحاكم – رحمه الله – ليس مردوداً على إطلاقه كما ذهب إليه الحازمي والمقدسي وغيرهما، وليس مقبولاً على إطلاقه، والصواب تقييده بما قيده به السخاوي. والحافظ ابن حجر حيث يقول: " وهو إن كان منتقضاً في حق بعض الصحابة، الذين أخرجا له فإنه معتبر في حق من بعدهم، فليس في الكتاب حديث أصل من رواية من ليس له إلا راو واحد قط" (). .
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9941
المشاركة (3)
¥(41/78)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 06 - 04, 03:02 ص]ـ
الحمد لله المستعان بتأييده على التوفيق. والصلاة والسلام الأتمان الزاكيان على من هدى وأرشد إلى أقوم طريق. وعلى آله وأصحابه أولى المكرمات والفضائل على التحقيق. وبعد ...
الشيخ الحبيب / عبد الرحمن الفقيه
غمرك الله بالإحسان. وأغدق عليك من مناهل العرفان. وأجزل لك من عطائه الأوفى. ورقاك فى العلم إلى المقام الأعلى.
قلت: ((فقد ذكر بعض أهل العلم: أن البخاري ومسلم لا يخرجان في الأصول للصحابي، الذي ليس له إلا راو واحد.
وكل هؤلاء الرواة الذين ذكر الدارقطني: أن البخاري ومسلم خرجا لهم، مع أنه ليس لهم إلا راو واحد، فإنما خرّج لهم الشيخان في الشواهد فقط، وليس في الأصول)).
وأقول: بادئ ذى بدء. فقد أعجبنى هذا الاحتياط غاية الإعجاب، ووددت لو طالع كلامكم بهذا الاحتراز أكثر الأخوة الفضلاء، إذ لا بأس أن نسند الرأى لأهل العلم، من غير جزمٍ بضرورة الالتزام بصحته، ولا العمل بمقتضاه، فضلاً عن الانتصاب بحمية جامحة لمناصرته، والرد على مخالفيه. فلربما تعاظم رجلٌ أسلسَ للعصبية الممقوتة من نفسه القياد، حتى غلبته على رأيه وصدَّته عن سبيل الرشاد، فأعرض ونأ بجانبه عن قبول الصواب، ونافح عن الأخطاء والأوهام، زعماً منه بأن ذلك من لوازم نصرة الحق ومؤازرته، وتوقير قائله والداعى إليه.
وهذا التقييد المشار إليه ـ لا يخرِّجُ الشيخان لصحابى ليس له إلا راوٍ واحد فى الأصول ـ غير متجه، إذ هو مخالف للاستقراء التام لصنيع الشيخين فى ((صحيحيهما))، سيما فى أكثر الأمثلة المذكورة هاهنا، وغيرها مما حوته تضاعيف ((الصحيحين)). وسبيل الإيضاح والبيان، أن نذكر أمثلةً لما تفرد به كلٌّ منهما، وبيان أنها أصول فى مواردها، وليس كما توهم من لم يمعن النظر فى هذه الموارد:
[أولاً] حديث مرداس الأسلمى لم يرو عنه غير قيس بن أبى حازم (تفرد به البخارى)
أخرجه أبو عبد الله البخارى فى موضعين:
(الأول) فى ((كتاب المغازى)) قال:
بَاب غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى ((لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ))
حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى ـ يعنى ابن يونس ـ عن إسماعيل ـ يعنى ابن أبى خالد ـ عَنْ قَيْسٍ أَنَّهُ سَمِعَ مِرْدَاسًا الأَسْلَمِيَّ ـ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ ـ يَقُولُ: ((يُقْبَضُ الصَّالِحُونَ الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ، وَتَبْقَى حُفَالَةٌ كَحُفَالَةِ التَّمْرِ وَالشَّعِيرِ، لا يَعْبَأُ اللهُ بِهِمْ شَيْئًا)).
(الثانى) فى ((كتاب الرقاق)) قال:
بَاب ذَهَابِ الصَّالِحِينَ
حدثني يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن بيان ـ يعنى ابن بشر ـ عن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ مِرْدَاسٍ الأَسْلَمِيِّ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ، وَيَبْقَى حُفَالَةٌ كَحُفَالَةِ الشَّعِيرِ أَوِ التَّمْرِ، لا يُبَالِيهِمُ اللهُ بَالَةً)).
وأقول: فهذا حديث مرداس الأسلمى أصل فى كلا البابين، لا ثانى له فيهما، ولا شاهد. وهو ظاهر بيِّن بلا مرية، فى باب ذهاب الصالحين من ((الرقاق)). وعليه، يقال لمن قال بهذا القول الآنف الذكر: فحديث مرداس شاهد لماذا، وليس فى الباب ـ أعنى باب ذهاب الصالحين وبقاء الحفالة ـ سواه؟!!. ولما كان ذلك كذلك اعتمده كل من صنف فى هذا المعنى، ولو ذهبنا نستقصى مصادر تخريجه لطال المقال، وهو مخرج عندى فى ((الكوكب السارى فى وحدان البخارى)).
فإن قيل: لئن كان المقطوع بصحته أن حديث مرداس الأسلمى أصلاً فى بابه، فهل له شواهد من حديث غيره من الصحابة؟.
قلنا: نعم، له شواهد فى غير ((الصحيح)) من أحاديث: المستورد بن شداد، وابن مسعود موقوفاً، وهو مستغنٍ بصحته عنها.
[ثانياً] حديث أبى سعيد بن المعلى لم يرو عنه غير حفص بن عاصم (تفرد به البخارى)
أخرجه أبو عبد الله البخارى فى أربعة مواضع، ثلاثة منها فى ((كتاب التفسير))، والرابع فى ((فضائل القرآن)):
(الأول) بَابُ مَا جَاءَ فِي فَاتِحَةِ الْكِتَابِ
¥(41/79)
حدثنا مسدد ثنا يحيى عن شعبة قال حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلى قال: كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فَقَالَ: أَلَمْ يَقُلِ اللهُ ((اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ))، ثُمَّ قَالَ لِي: لأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، قُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تَقُلْ لأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ؟، قَالَ ((الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ)).
(الثانى) بَابُ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ))
حدثني إسحاق أخبرنا روح حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن سمعت حفص بن عاصم يحدث عن أبي سعيد بن الْمُعَلَّى قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي، فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَانِي، فَلَمْ آتِهِ حَتَّى صَلَّيْتُ .... الحديث بنحوه.
قال أبو عبد الله: وقال معاذ ـ يعنى العنبرى ـ حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن سمع حفصا سمع أبا سعيد رجلاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا، وَقَالَ: ((هِيَ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ السَّبْعُ الْمَثَانِي)).
(الثالث) بَاب قَوْلِهِ ((وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ))
حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلى قال: مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُصَلِّي، فَدَعَانِي فَلَمْ آتِهِ حَتَّى صَلَّيْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُ .... الحديث بنحوه.
(الرابع) بَاب فَضْلِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا شعبة قال حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلى قال: كُنْتُ أُصَلِّي، فَدَعَانِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي ... الحديث بنحوه.
وأقول: فهذا حديث أبى سعيد بن المعلى الأنصارى أصل فى الأبواب الأربعة الآنفة الذكر، لا ثانى له فيها جمعاء، ولا شاهد، ولا عاضد، ولا مؤازر. وعليه، يقال لمن قال بهذا القول الآنف الذكر: فحديث أبى سعيد هذا شاهد لماذا، وليس فى بابه ـ أعنى عند الإمام البخارى ـ سواه؟!!.
[ثانياً] حديث طارق بن أشيم الأشجعى لم يرو عنه غير ابنه أبو مالك (تفرد به مسلم))
أخرج مسلم له حديثين، ثانيهما فى ((كتاب الذكر والدعاء))، له ثلاثة روايات هكذا:
(2697) حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا عبد الواحد ـ يعني ابن زياد ـ حدثنا أبو مالك الأشجعي عن أبيه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُ مَنْ أَسْلَمَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي.
(2697) حدثنا سعيد بن أزهر الواسطي حدثنا أبو معاوية حدثنا أبو مالك الأشجعي عن أبيه قال: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَسْلَمَ عَلَّمَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاةَ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ بِهَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي.
(2697) حدثني زهير بن حرب حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا أبو مالك عن أبيه: أنه سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ أَقُولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّي؟، قَالَ: قُلِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي، وَيَجْمَعُ أَصَابِعَهُ إِلا الإِبْهَامَ، فَإِنَّ هَؤُلاءِ تَجْمَعُ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ.
وأقول: والمستقصى لما ذكره أبو الحسين مسلم فى ثنايا ((كتاب الذكر والدعاء))، يجزم من غير تردد أن حديث طارق بن أشيم الأشجعى أصل لا شاهد له ولا عاضد فى بابه من ((صحيح مسلم))، وليس كما يزعم من لم يمعن التقصى والنظر.
ولو شئت لأطلت فى بيان كل ما أورداه هذا المورد، للدلالة على خطأ من فسَّر صنيعهما بهذا التقييد الآنف ذكره.
والله المستعان بتأييده على التوفيق لفهم دلائله وبراهينه، لا إله غيره، ولا موفق سواه.
¥(41/80)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 06 - 04, 03:11 ص]ـ
الحمد لله المستعان بتأييده على التوفيق. والصلاة والسلام الأتمان الزاكيان على من هدى وأرشد إلى أقوم طريق. وعلى آله وأصحابه أولى المكرمات والفضائل على التحقيق. وبعد ...
حديث أسيد بن ظهير الأنصارى الحارثى
قال أبو عيسى (324):
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ أَبُو كُرَيْبٍ وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ قَالا حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ ثَنَا أَبُو الأَبْرَدِ مَوْلَى بَنِي خَطْمَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أُسَيْدَ بْنَ ظُهَيْرٍ الأَنْصَارِيَّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الصَّلاةُ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ كَعُمْرَةٍ)).
قَالَ أَبو عِيسَى: ((حَدِيثُ أُسَيْدٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، وَلا نَعْرِفُ لأُسَيْدِ بْنِ ظُهَيْرٍ شَيْئًا يَصِحُّ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ، وَلا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَأَبُو الأَبْرَدِ اسْمُهُ زِيَادٌ مَدِينِيٌّ)).
ــــــ ... ـــــ ... ـــــــ
ترجمة الصحابى
أسيد بن ظهير ـ بالتصغير فيهما ـ بن رافع بن عدي بن زيد بن جشيم بن حارثة أبو ثابت الأنصاري الحارثى الأوسي، أخو عباد بن بشر لأمه، وابن عم رافع بن خديج، وقيل ابن أخيه.
له ولأبيه صحبة، ونفى ابن حبان صحبته. قال فى التابعين من ((ثقاته)) (4/ 55/1802): ((أسيد بن ظهير ابن أخي رافع بن خديج الأنصاري. يروى عن عمه، وقد قيل: إن له صحبه، ولا يصح، ذلك عندي لأن إسناد خبره فيه اضطراب)). وكان ذكره قبل ذلك فى الصحابة من ((ثقاته)) (3/ 7/16)، ولم يتردد.
روى عن: النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وعن رافع بن خديج. روى عنه: ابناه ثابت ورافع ابنا أسيد بن ظهير، وزياد أبو الأبرد مولى بني خطمة، وعكرمة بن خالد، ومجاهد بن جبر. استصغر يوم أحد، وشهد الخندق، وكان عاملاً لمعاوية على اليمامة، ومات في خلافة مروان بن الحكم.
أخرج عبد الرزاق (10/ 200) عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: سرق رجل مالي فوجدته قد باعه؟، قال: فخذه حيث وجدته، قلت: وائتمنته عليه فخانه فباعه؟، قال: خذه حيث وجدته، سبحان الله ما هو إلا ذلك قلت: فاستعارنيه فباعه؟، قال: وكذلك فخذه، قلت: فسرق رجل عبداً لي فمهره امرأة وأصابها؟، قال: سمعنا أنه يقال: خذ مالك حيث وجدته، فخذ عبدك منها، قال: ولقد أخبرني عكرمة بن خالد أن أسيد بن ظهير الأنصاري أخبره أَنّه كَانَ عَامِلاً عَلَى الْيَمَامَةِ، وَأَنَّ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَيْهِ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَيْهِ: أَنَّ أَيَّمَا رَجُلٍ سُرِقَ مِنْهُ سَرِقَةٌ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا حَيْثُ وَجَدَهَا، ثُمَّ كَتَبَ بِذَلِكَ مَرْوَانُ إِلَيَّ، فَكَتَبْتُ إِلَى مَرْوَانَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بأنّه إِذَا كَانَ الَّذِي ابْتَاعَهَا مِنِ الَّذِي سَرَقَهَا غَيْرُ مُتَّهَمٍ يُخَيَّرُ سَيِّدُهَا، فَإِنْ شَاءَ أَخَذَ الَّذِي سُرِقَ مِنْهُ بِثَمَنِهَا، وَإِنْ شَاءَ اتَّبَعَ سَارِقَهُ، ثُمَّ قَضَى بِذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَبَعَثَ مَرْوَانُ بِكِتَابِي إِلَى مُعَاوِيَةَ، وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى مَرْوَانَ: إِنَّكَ لَسْتَ أَنْتَ وَلا أُسَيْدٌ تَقْضِيَانِ عَلَيَّ، وَلَكِنِّي أَقْضِي فِيمَا وُلِّيتُ عَلَيْكُمَا، فَأَنْفِذْ لِمَا أَمَرْتُكَ بِهِ، فَبَعَثَ مَرْوَانُ بِكِتَابِ مُعَاوِيَةَ، فَقُلْتُ: لا أَقْضِي بِهِ مَا وُلِّيتُ بعنى بِمَا قَالَ مُعَاوِيَةُ.
قلت: هكذا رواه عبد الرزاق فى ((مصنفه))، فجعله عن أسيد بن ظهير بن رافع الأنصارى الحارثى، وهو الصواب كما جزم به الإمام أحمد. وأخرجه النسائى ((الكبرى)) (4/ 56/6276) و ((المجتبى)) (7/ 313) عن عمرو بن منصور عن عبد الرزاق عن ابن جريج به إلا أنه وقع عنده ((أسيد بن حضير)).
¥(41/81)
وأخرجه الضياء المفدسى ((الأحاديث المختارة)) (4/ 284،263/ 1461،1485) من كلا الوجهين، وقال: ((وقال أحمد بن حنبل: هو في كتابه ـ يعني ابن جريج ـ أسيد بن ظهير، ولكن كذا حدثهم بالبصرة. وقد رواه إسحاق بن راهويه عن عبد الرزاق عن ابن جريج عن عكرمة بن خالد أن أسيد بن ظهير أخبره. ورواه أبو مسعود الرازي عن حماد بن مسعدة، ولم ينسب أسيداً. ورواه روح بن عبادة عن ابن جريج فقال: أسيد بن ظهير)) اهـ
تخريج الحديث
أخرجه كذلك ابن أبى شيبة (2/ 149/7529 و 6/ 416/32524)، وابن سعد ((الطبقات)) (1/ 245)، والبخارى ((التاريخ)) (2/ 47/1641)، وابن ماجه (1411)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (4/ 43/1989)، وأبو يعلى (13/ 117)، والطبرانى ((الكبير)) (1/ 210/570)، والحاكم (1/ 478)، والبيهقى ((الكبرى)) (5/ 248) و ((شعب الإيمان)) (3/ 499/4190)، والمقدسى ((الأحاديث المختارة)) (4/ 281،282/ 1472،1473،1474)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (9/ 528) جميعا من طريق أبى أسامة حماد بن أسامة عن عبد الحميد بن جعفر عن أبى الأبرد مولى بنى خطمة أنه سمع أسيد بن ظهير به.
ومما يُتعقب قول أبي عيسى الترمذى: ((لا نعرفه إلا من حديث أبى أسامة عن عبد الحميد بن جعفر)).
قلت: بل تابعه على بن ثابت الجزرى عن عبد الحميد بن جعفر. أخرجه عمر بن شبة ((تاريخ المدينة)) (1/ 32/132) قال: حدثنا محمد بن حاتم ثنا على بن ثابت ثنا عبد الحميد بن جعفر بنحوه.
قلت: وإسناد هذا الحديث حسن، رجاله موثقون غير أبى الأبرد الخطمى. وسمَّاه أبو عيسى الترمذى زياداً، وخالفه الأكثر، فقد ذكره فيمن لا يعرف اسمه، واشتهر بكنيته: البخارى وأبو أحمد الحاكم في ((الكنى)) لهما، ومسلم فى ((الكنى والأسماء))، وابن أبي حاتم فى ((الجرح والتعديل))، وابن حبان فى ((الثقات))، وأما الحاكم أبو عبد الله، فقال في ((المستدرك)): اسمه موسى بن سليم، وقال: مجهول.
وقد ذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (5/ 580/6370). وقال الذهبى فى ((الكاشف)) (1/ 413): ((وثق)). وقال الحافظ ابن حجر: ((مقبول)).
قلت: وللحديث شواهد من أحاديث سهل بن حنيف، وكعب بن عجرة، وابن عمر. والخلاصة، فالحديث صحيح بالمتابعات والشواهد.
وأمثل شاهدٍ لصحته: حديث سهل بن حنيفٍ.
قال الإمام أحمد (3/ 487): حدثنا إسحاق بن عيسى حدثني مجمع بن يعقوب الأنصاري بقباءٍ حدثني محمد بن الكرماني قال سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يقول: قَالَ أَبِي: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ خَرَجَ حتى يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ ـ يَعْنِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ ـ، فَيُصَلِّيَ فِيهِ، كَانَ كَعَدْلِ عُمْرَةٍ)).
حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا مجمع بن يعقوب الأنصاري عن محمد بن سليمان الكرماني قال سمعت أبا أمامة بن سهل ابن حنيف: فذكر مثله.
حدثنا علي بن بحر ثنا حاتم ـ يعنى ابن إسماعيل ـ ثنا محمد بن سليمان الكرماني: فذكر معناه.
وأخرجه كذلك البخارى ((التاريخ الكبير)) (1/ 96/266)، وعمر بن شبة ((تاريخ المدينة)) (1/ 32/129)، والنسائى ((الكبرى)) (1/ 258/777) و ((المجتبى)) (2/ 37)، وابن ماجه (1412)، والطبرانى ((الكبير)) (6/ 74/5558،5559)، والحاكم (3/ 12)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (3/ 499/4191) جميعا من طريق محمد بن سليمان الكرمانى سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف عن سهل بن حنيف به.
قلت: هذا الإسناد رجاله ثقات كلهم. ومحمد بن سليمان الكرمانى من أهل قباء وقد وُثق. ذكره البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (1/ 96/266)، وابن أبى حاتم فى ((الجرح والتعديل)) (7/ 267/1456)، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وقال ابن أبى حاتم: ((روى عن: أبى أمامة بن سهل بن حنيف. وروى عنه: سعد بن إسحاق، ومجمع بن يعقوب، وعبد الرحمن ابن أبى الموال، وعاصم بن سويد، وحاتم بن إسماعيل. سمعت أبى يقول ذلك)).
وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (7/ 372/10490) وزاد فى الرواة عنه: عبد العزيز الداروردى، وعيسى بن يونس. وقال الذهبى فى ((الكاشف)) (2/ 176/4885): ((وُثق)).
قلت: وقد تابعه عن أبى أمامة: يوسف بن طهمان مولى آل معاوية، وقد ذكره العقيلى وابن عدى فى ((الضعفاء))؛ على أنه ليس له كثير حديثٍ، بل لا يُعرف إلا بهذا الحديث وحديث آخر، لا يزيدان شيئاً!.
وقد أخرجه البخارى ((التاريخ الكبير)) (8/ 378/389)، وعمر بن شبة ((تاريخ المدينة)) (1/ 133/135) كلاهما عن إسماعيل بن المعلى الأنصارى عن يوسف بن طهمان عن أبى أمامة بن سهل عن أبيه.
وأخرجه ابن أبى شيبة (2/ 149/7530 و 6/ 416/32525)، وعمر بن شبة ((تاريخ المدينة)) (1/ 32/130)، والعقيلى ((الضعفاء الكبير)) (4/ 449)، والطبرانى ((الكبير)) (6/ 75/5560) جميعا عن موسى بن عبيدة الربذى عن يوسف بن طهمان بنحوه.
وأما حديث كعب بن عجرة. فقد أخرجه الطبرانى ((الكبير)) (19/ 146/319) قال: حدثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي حدثني أبي ثنا يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي عن أبيه عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من توضأ فأسبغ الوضوء ثم عمد إلى مَسْجِدِ قُبَاءٍ، لا يريد غيره، ولم يحمله على الغدو إلا الصَّلاةُ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ، فصلى فيه أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة بأم القرآن، كان له مثل أجر المعتمر إلى بيت الله)).
قلت: وهذا الحديث منكر الإسناد والمتن. يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي، وأبوه بيِّنا الأمر فى الضعفاء، يرويان المناكير، لا يحل الاحتجاج بحديثهما بحال. ولا يعلم البلاء من أيهما؟!.
¥(41/82)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 06 - 04, 06:58 ص]ـ
الشيخ الفاضل أبو محمد لا عدمنا فوائده
الموضوع الذي تطرحه له الكثير من الفوائد في دراسة منهج الترمذي في التصحيح. لكني أحببت أن أوضح نقطة هنا:
الراوي إن كان من الوحدان فلا يخرج البخاري ومسلم له إلا في الأصول. لكن إن كان هذا صحابياً، فإن لم يرو عنه إلا واحد، اشترطوا أن تعرف صحبته من غير طريق هذا الواحد، كأن يذكر في المغازي أو في حديث آخر أو شيء من هذا.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 06 - 04, 03:04 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد الأمين
الشيخ الفاضل أبو محمد لا عدمنا فوائده
الموضوع الذي تطرحه له الكثير من الفوائد في دراسة منهج الترمذي في التصحيح. لكني أحببت أن أوضح نقطة هنا:
الراوي إن كان من الوحدان فلا يخرج البخاري ومسلم له إلا في الأصول. لكن إن كان هذا صحابياً، فإن لم يرو عنه إلا واحد، اشترطوا أن تعرف صحبته من غير طريق هذا الواحد، كأن يذكر في المغازي أو في حديث آخر أو شيء من هذا.
الحمد لله المستعان بتأييده على التوفيق. والصلاة والسلام الأتمان الزاكيان على من هدى وأرشد إلى أقوم طريق. وعلى آله وأصحابه أولى المكرمات والفضائل على التحقيق. وبعد ...
الشيخ الكريم / محمد الأمين.
سلامى إليكم كثير، ودعواتى لكم بالتوفيق دوماً. ولكن أين أنت من مشاركتنا؟.
لا تجد علىَّ فى نفسك. واعلم أننى أحبك وأصطفيك. فإن بدر منى ما تتأوله على التنافر والتباعد، فأحسن بى الظن، واحمل كلامى على أحسن المحامل وأنفعها لى، ولك، ولسائر إخواننا. ((ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)).
وأرجو التنويه إلى أن الوحدان بالمعنى الاصطلاحى هو من ليس له إلا راو واحد، فمثاله فى الصحابة:
(1) أسامة بن شريك العامرى لم يرو عنه إلا زياد بن علاقة.
(2) بصرة بن أكثم الخزاعي لم يرو عنه إلا سعيد بن المسيب.
(3) جابر بن طارق الأحمسي لم يرو عنه إلا ابنه حكيم بن جابر.
(4) دكين بن سعيد المزني لم يرو عنه إلا قيس بن أبى حازم.
(5) عمير بن قتادة الليثي لم يرو عنه إلا ابنه عبيد بن عمير.
(6) قيس بن أبى غرزة لم يرو عنه إلا شقيق بن سلمة أبو وائل.
(7) مالك بن نضلة الجشمي لم يرو عنه إلا ابنه عوف بن مالك أبو الأحوص.
(8) مرداس الأسلمى لم يرو عنه إلا قيس بن أبى حازم.
(9) هانئ بن يزيد أبو شريح لم يرو عنه إلا ابنه شريح بن هانئ.
(10) أبو ليلى الأنصاري لم يرو عنه إلا ابنه عبد الرحمن بن أبى ليلى.
ومثاله فى التابعين، عشرة لم يرو عنهم جميعاً إلا الزهرى:
(1) إسماعيل بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس.
(2) ثابت بن قيس الأنصارى الزرقي المدنى.
(3) حسين بن السائب بن أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري.
(4) حصين بن محمد الأنصارى السالمى المدنى.
(5) حفص بن عمر بن سعد القرظ المدني المؤذن.
(6) عبد الرحمن بن مالك بن مالك بن جعشم، ابن أخي سراقة بن مالك المدلجي.
(7) عثمان بن إسحاق بن خرشة القرشى العامرى المدنى.
(8) عمر بن محمد بن جبير بن مطعم القرشى النوفلى.
(9) عمرو بن أبان بن عثمان بن عفان القرشى الأموى.
(10) محمد بن النعمان بن بشير الأنصاري.
وإنما اقتصرت على هؤلاء العشرة من وحدان الزهرى، جرياً على نسق أمثلة الصحابة السابق ذكرها، وإلا فللزهرى من الوحدان ما ليس لغيره، ولقد أحصيتها، فزادت على الأربعين.
وهذا النوع من الوحدان الذى صنف فيه الأئمة فأكثروا، ومن أنفع مصنفاته ((المنفردات والوحدان)) للإمام أبى الحسين مسلم بن الحجاج النيسابورى صاحب ((الصحيح)).
وهذا المعنى ليس هو موضوع كتابى ((إرشاد المحتذى إلى وحدان الترمذى))، وإنما أردت معناه اللغوى، وهو الآحاد والأفراد، وما ليس له ثانٍ من جنسه، ومرادى منه ذكر أحاديث الصحابة الذين ليس لهم إلا حديثاً واحداً فى ((جامع الترمذى)).
ألم تر أنى ثنيت بذكر حديث أسيد بن ظهير، وليس من الوحدان. فقد ذكرت فى ثنايا ترجمته، أنه قد روى عنه: ابناه ثابت ورافع ابنا أسيد بن ظهير، وزياد أبو الأبرد مولى بني خطمة، وعكرمة بن خالد، ومجاهد بن جبر.
¥(41/83)
وأما التقييد المشار إليه ـ لا يخرِّجُ الشيخان لصحابى ليس له إلا راوٍ واحد فى الأصول، وإنما فى الشواهد أو نحوها ـ فهو غير متجه، كما بينته بالأمثلة الثلاثة عن الصحابة: مرداس الأسلمى، وسعيد بن المعلى، وطارق بن أشيم. وهو عند التحقيق مخالف للاستقراء التام لصنيع الشيخين فى ((صحيحيهما))!!.
ولو شئت ذكرته ببيان أوفى مما هنا حتى فى غير الصحابة، وإن كان فى غيرهم من التابعين ليس بهذا الوضوح، إحقاقاً للحق.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[23 - 06 - 04, 11:20 ص]ـ
الحمد لله المستعان بتأييده على التوفيق. والصلاة والسلام الأتمان الزاكيان على من هدى وأرشد إلى أقوم طريق. وعلى آله وأصحابه أولى المكرمات والفضائل على التحقيق. وبعد ...
أهبان بن صيفى الغفارى
قال أبو عيسى (2203):
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عُدَيْسَةَ بِنْتِ أُهْبَانَ بْنِ صَيْفِيٍّ الْغِفَارِيِّ قَالَتْ: جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى أَبِي، فَدَعَاهُ إِلَى الْخُرُوجِ مَعَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: إِنَّ خَلِيلِي وَابْنَ عَمِّكَ عَهِدَ إِلَيَّ إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ أَنْ أَتَّخِذَ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ، فَقَدِ اتَّخَذْتُهُ، فَإِنْ شِئْتَ خَرَجْتُ بِهِ مَعَكَ، قَالَتْ: فَتَرَكَهُ.
قَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدٍ)).
ــــــ ... ـــــ ... ـــــــ
ترجمة الصحابى
أهبان بن صيفى، ويقال وهبان، أبو أسلم الغفاري. له صحبة. سكن البصرة، وبها مات، وأوصى أن يكفن في ثوبين، فكفنوه في ثلاثة أثواب، فأصبحوا والثوب الثالث على المشجب بالبيت.
راوده علي بن أبي طالب على الخروج معه يوم الجمل، وكان قد اتخذ سيفاً من خشبٍ، فقال له: إن شئت خرجت معك به، فقد أَوْصَانِي خَلِيلِي وَابْنُ عَمِّكِ ـ يَعْنِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَقَالَ: ((سَتَكُونُ فِتَنٌ وَفُرْقَةٌ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ، فَاكْسِرْ سَيْفَكَ، وَاتَّخِذْ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ))، فَقَدْ وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ وَالْفُرْقَةُ، وَكَسَرْتُ سَيْفِي، وَاتَّخَذْتُ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ.
روى عنه: زهدم بن الحارث الغفاري، وابنته عديسة بنت أهبان.
أخرج الطبرانى ((الكبير)) (1/ 293/862) قال:حدثنا أبو مسلم الكشي ثنا عثمان بن الهيثم حدثنا عبد الله بن عبيد عن عديسة بنت أهبان قالت: حين حضر أبي الوفاة، قال: لا تكفنوني في ثوب مخيط، فحيث قبض وغسل، أرسلوا إلي: أن أرسلي الكفن، فأرسلت إليهم بالكفن، قالوا: قميص، قلت: إن أبي قد نهاني أن أكفنه في قميصٍ مخيط، فأرسلت إلي القصَّار، ولأبي قميص في القصارة، فأتي به، فألبس وذُهب به، فأغلقت بابي وتبعته، فرجعت والقميص في البيت، فأرسلت إلى الذين غسلوا أبي، فقلت:كفنتموه في قميص؟، قالوا: نعم، قلت: هو هذا؟، قالوا: نعم.
وأخرجه اللألكائى فى ((كرامات الأولياء)) (108) من طريق إسماعيل بن علية ثنا عبد الله بن عبيد عن عديسة بنت أهبان بن صيفي قالت: أوصاني أبي أن يكفن في ثوبين، قالت: فكفن في ثوبين وقميص، فلما أصبحنا من الغد من يوم دفناه، إذا نحن بالقميص الذي كفن فيه على المشجب.
قال أبو عمر بن عبد البر ((الاستيعاب)) (1/ 116): ((وهذا خبر رواه جماعة من ثقات البصريين وغيرهم، منهم: سليمان التيمي، ويزيد بن زريع، ومحمد بن عبد الله بن المثنى عن المعلي بن جابر بن مسلم عن عديسة بنت أهبان عن أبيها)).
وليس له فى ((الكتب الستة)) غير حديثه فى ترك القتال فى الفتنة.
تخريج الحديث
¥(41/84)
أخرجه كذلك أحمد (5/ 69) عن روح بن عبادة، وابن سعد ((الطبقات)) (8/ 481) عن إسماعيل بن علية، والبخارى ((التاريخ الكبير)) (2/ 45/1634)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (1/ 58)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (3/ 386) ثلاثتهم عن عثمان بن الهيثم، وابن ماجه (3960) عن صفوان بن عيسى، والطبرانى ((الكبير)) (1/ 294/866،865،863) عن صالح بن رستم الخزاز ويزيد بن زريع وعثمان بن الهيثم، ستتهم عن عبد الله بن عبيد الحميرى المؤذن عن عديسة بنت أهبان بن صيفي الغفاري قالت: جاء علي بن أبي طالب إلى أبي فذكرت نحوه.
ومما يُتعقب قول أبي عيسى الترمذى: ((لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدٍ)).
قلت: بل تابعه عبد الكبير بن الحكم الغفارى، وأبو عمرو القسملى كلاهما عن عديسة. وأوثق الثلاثة وأقومهم بالحديث: عبد الله بن عبيد الحميرى مؤذن مسجد المسارج، ثقة من خيار أهل البصرة. قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: ثقة. وقال أبو حاتم الرازى: صالح ما به بأس.
وأما عديسة بنت أهبان الغفارية، فهى تابعية بصرية من أوساطهن. روت عن: أبيها أهبان بن صيفي الغفاري، وعلي بن أبي طالب. وروى عنها: عبد الله بن عبيد المؤذن البصرى، وعبد الكبير بن الحكم بن عمرو الغفاري، والمعلى بن جابر بن مسلم، وأبو عمرو القسملي شيخ لحماد بن سلمة.
وما أحراها بأن توثَّقَ، ويتلقى حديثها بالقبول لهذه الاعتبارات الثلاثة:
[الأول] تابعيتها، وكونها من أوساطهن. وليس فى كبار التابعيات ولا أوساطهن من اتهمت بجرحٍ، ولا بما يوجب ترك أحاديثهن. فقد قال الحافظ الذهبى ((ميزان الاعتدال)) (7/ 465): ((فصل في النسوة المجهولات. وما علمت في النساء من اتهمت، ولا من تركوها)). ولهذا قال الحافظ ابن حجر ((التقريب)): ((مقبولة من الثالثة))، يعنى أنها ثقة كغيرها من أوساط التابعيات ممن أدرجهن فى هذه المرتبة، أمثال: جسرة بنت دجاجة العامرية الكوفية، وجبلة بنت مصفح العامرية، ودحيبة وصفية بنتا عليبة العنبريتان، ودقرة بنت غالب الراسبية البصرية، والرباب بنت صليع أم الرائح البصرية وغيرهن كثيرات.
[الثانى] ارتفاع الجهالة عنها برواية هذا الجمع من أهل البصرة.
[الثالث] لم تتفرد عن أبيها، فقد تابعها على حديثها: زهدم بن الحارث الغفاري.
فقد أخرج الطبرانى ((الكبير)) (1/ 295/868) قال: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح البصري ثنا يحيى بن زهدم بن الحارث الغفاري حدثني أبي قال قال لي أهبان بن صيفي: قال لي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يا أهبان أما إنك بعدي، فسترى في أصحابي اختلافاً إلى ذلك اليوم، فاجعل سيفك من عراجين))، قال: فجعلت سيفي من عراجين، فأتاني علي ـ يعنى ابن أبى طالبٍ ـ رضي الله عنه، فأخذ بعضادتي الباب، ثم سلَّم فقال: يا أهبان ألا تخرج؟، فقلت: بأبي وأمي يا أبا الحسن، قال لي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو أمرني رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو أوصاني رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو تقدم إلي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ شك ابن زهدم ـ، فقال: ((يا أهبان أما إنك بعدي، فسترى في أصحابي اختلافاً إلى ذلك اليوم فاجعل سيفك من عراجين))، فأخرجت إليه سيفي، فولَّى علي رضي الله عنه.
وأما متابعو عبد الله بن عبيد الحميرى.
فقد أخرج أحمد (6/ 393) قال: حدثنا سريج بن النعمان ثنا حماد ـ يعنى ابن زيد ـ عن عبد الكبير بن الحكم الغفاري وعبد الله بن عبيد عن عديسة عن أبيها: جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَامَ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: أَثَمَّ أَبُو مُسْلِمٍ؟، قِيلَ: نَعَمْ، قَالَ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْخُذَ نَصِيبَكَ مِنْ هَذَا الأَمْرِ، وَتُخِفْ فِيهِ؟، قَالَ: يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيَّ خَلِيلِي وَابْنُ عَمِّكَ، عَهِدَ إِلَيَّ أَنْ إِذَا كَانَتِ الْفِتْنَةُ أَنْ أَتَّخِذَ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ، وَقَدِ اتَّخَذْتُهُ، وَهُوَ ذَاكَ مُعَلَّقٌ.
وأخرجه كذلك الطبرانى ((الكبير)) (1/ 295/867) قال:حدثنا القاسم بن عباد الخطابي ثنا محمد بن سليمان لوين ثنا حماد بن زيد بنحوه.
وأخرج أحمد (5/ 69) عن عفان، ونعيم بن حماد ((الفتن)) (358،211) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، والطبرانى ((الكبير)) (1/ 294/864) عن أسد بن موسى، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة عن أبي عمرو القسملي عن ابنة أهبان أن علي بن أبي طالب أتى أهبان فقال: مَا يَمْنَعُكَ مِنِ اتِّبَاعِي؟، فَقَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي وَابْنُ عَمِّكِ ـ يَعْنِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَقَالَ: سَتَكُونُ فِتَنٌ وَفُرْقَةٌ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ، فَاكْسِرْ سَيْفَكَ، وَاتَّخِذْ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ، فَقَدْ وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ وَالْفُرْقَةُ، وَكَسَرْتُ سَيْفِي وَاتَّخَذْتُ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ.
¥(41/85)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 06 - 04, 01:13 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الألفى
وأما التقييد المشار إليه ـ لا يخرِّجُ الشيخان لصحابى ليس له إلا راوٍ واحد فى الأصول، وإنما فى الشواهد أو نحوها ـ فهو غير متجه، كما بينته بالأمثلة الثلاثة عن الصحابة: مرداس الأسلمى، وسعيد بن المعلى، وطارق بن أشيم. وهو عند التحقيق مخالف للاستقراء التام لصنيع الشيخين فى ((صحيحيهما))!!.
ولو شئت ذكرته ببيان أوفى مما هنا حتى فى غير الصحابة، وإن كان فى غيرهم من التابعين ليس بهذا الوضوح، إحقاقاً للحق.
[/ SIZE]
الشيخ الفاضل أبو محمد وفقه الله
أنا قلت: "الراوي إن كان من الوحدان فلا يخرج البخاري ومسلم له إلا في الأصول. لكن إن كان هذا صحابياً، فإن لم يرو عنه إلا واحد، اشترطوا أن تعرف صحبته من غير طريق هذا الواحد، كأن يذكر في المغازي أو في حديث آخر أو شيء من هذا. "
وهو الموافق لما ذكره الحافظ العراقي: " لا شك أن الصحابة الذين بينت صحبتهم كلهم عدول ولكن الشأن هل تثبت الصحبة برواية واحد عنه أم لا تثبت إلا برواية اثنين. هذا محل نظر واختلاف بين أهل العلم. والحق أنه إن كان معروفاً بذكره في الغزوات أو فيمن وفد من الصحابة أو نحو ذلك فإنه تثبت صحبته وإن لم يرو عنه إلا راو واحد وإذا عرف ذلك فإن مرداساً من أهل الشجرة وربيعة من أهل الصفة فلا يضرهما انفراد راو واحد عن كل منهما "
الصحابة الوحدان الذين روى لهم الإمام البخاري في صحيحه قد ثبتت صحبتهم لشهرتهم عند علماء السير والمغازي. فلا يكون هناك اعتراض على هذه القاعدة. وبودي لو أعرف إن كان هناك أحد من وحدان التابعين ممن أحتج به أحد الشيخين. فقد بذلت جهداً في جمع هؤلاء ولم أجد أحد من الوحدان قد احتج به الشيخان. إلا أن يكون شاهداً أو تعليقاً أو يكون أحد شيوخ البخاري.
وأعتذر عن تعقيبي هنا، لأني لم أنتبه إلى اصطلاحك في الوحدان.
ـ[ابن رشيد]ــــــــ[25 - 06 - 04, 07:18 م]ـ
مشائخنا الكرام/ هنا ملاحظتان على الحديث, وأخص بالذكر صاحب الموضوع الشيخ الألفي بارك الله في الجميع:
أولاً/ يحتاج تعليل إطلاق الترمذي عليه: (لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدٍ).
ثانياً/ متابعة زهدم بن الحارث فيها نظر, وقول الترمذي يدل عليها.
فكما دل قوله على عدم اعتبار المتابعة لعبد الله بن عبيد, دل أيضاً على عدم اعتبار المتابعة لعديسة,
فيكون أهبان بن صيفي لم يرو عنه غير ابنته عند التحقيق, ويمكن أن يرجح ذلك لأسباب:
1 - قول الترمذي. فإن كنا لم نعتبر بقوله في المتابعة لعبد الله بن عبيد لما جاء من المتابعات المذكورة, فلا يمكن أن ينسحب ذلك على تفرد عديسة عن أبيها.
2 - متابعة زهدم فيها نظر, لسببين:
أ -يحيى بن زهدم بن الحارث الغفاري المصري قال عنه ابن حبان: يروي عن أبيه نسخة موضوعة لا يحل كتبها إلا على التعجب ولا يحتج به.
ب -لا بد من معرفة سماع زهدم من أهبان بن صيفي.
فيمكن أن يرجح أن أهبان بن صيفي لم يرو عنه سوى ابنته, والحديث تفردت به عديسة بنت أهبان.
ويكون من الوحدان في جامع الترمذي.
أطرح وجهة نظري القاصرة بين يديكم, على عجلة.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 06 - 04, 12:35 ص]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمدٍ تتوالى.
الشيخ الكريم / محمد الأمين
أدام الله توفيقه. وأيَّده بالحقِّ. وأيَّد الحقَّ به.
ما ذكرتم مما تثبت به الصحبة صحيح لا مرية فيه، ولا مشاحة.
وذلك قول الحافظ الجهبذ زين الدين العراقى فى ((الألفية)):
وَتُعْرَفُ الصُّحْبَةُ باشْتِهَارٍ او ... تَوَاتُرٍ أو قَوْلِ صَاحِبٍ وَلَوْ
قَدِ ادَّعَاهَا وَهْوَ عَدْلٌ قُبِلاَ ... وَهُمْ عُدُولٌ قِيلَ لا مَنْ دَخَلاَ
في فِتْنَةٍ، والمُكْثِرُونَ سِتَّةُ ... أَنَسٌ، وابنُ عُمَرَ، والصِّدِّيقَةُ
ومثله مع زيادات نافعة مفيدة، قول خاتمة الحفاظ المصريين الجلال السيوطى:
وَتُعْرَفُ الصُّحْبَةُ بِالتَّوَاتُرِ ... وَشُهْرَةٍ وَقَوْلِ صَحْبٍٍ آخَرِ
أَوْ تَابِعِيٍّ، وَالأَصَحُّ: يُقْبَلُ ... إِذَا ادَّعَى مُعَاصِرٌ مُعَدَّلُ
وَهُمْ عُدُولٌ كُلُّهُمْ لا يَشْتَبِهْ ... النَّوَوِيْ: أَجْمَعَ مَنْ يُعْتَدُّ بِهْ
ــــــ ... ــــــ ... ـــــــ
¥(41/86)
أما من سألت عنهم من وحدان التابعين فمن بعدهم فى ((صحيح البخارى))، فهاكهم:
(1) الْحُصَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِى السَّالِمِى.
(2) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ المدلجى.
(3) عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ القرشى النوفلى.
(4) مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ الأَنْصَارِى الخزرجى.
وهؤلاء الأربعة لم يرو عنهم إلا ابن شهابٍ الزهرى.
(5) أَبو حَمْزَةَ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيِّ، لم يرو عنه إلا عمرو بن مُرَّة الجملى.
(6) جُوَيْرِيَةُ بْنَ قُدَامَةَ التَّمِيمِيُّ، لم يرو عنه إلا أَبُو جَمْرَةَ نَصْرُ بْنُ عِمْرَانَ الضُّبَعِيُّ.
(7) عَطَاءُ أَبُو الحَسَنِ السُّوَائِيُّ، لم يرو عنه إلا الشَّيْبَانِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ فَيْرُوزٍ.
(8) زَيْدُ بْنِ رَبَاحٍ، لم يرو عنه إلا مالك بن أنس الأصبحى الإمام.
(9) عَامِرُ بْنُ مُصْعَبٍ المَكِىُّ، لم يرو عنه إلا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ.
(10) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ اليحصبى، لم يرو عنه إلا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ الدمشقى.
(11) عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحْرِزٍ الكوفى، لم يرو عنه إلا أبو نعيم الفضل بن دكين.
(12) الْوَلِيدُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَارُودِيُّ، لم يرو عنه إلا ابنه المُنْذِرُ بْنُ الْوَلِيدِ شيخ البخارى.
(13) حَمَّادُ بْنُ حُمَيْدٍ الخُرَاسَانِى، لم يرو عنه إلا البخارى.
[تنبيه] وإنما ذكرت جُوَيْرِيَةَ بْنَ قُدَامَةَ التَّمِيمِيَّ فى التابعين، لأن أكثر من ترجمه ذكره فى كبار التابعين. قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (2/ 530): ((جويرية بن قدامة التميمي، ويقال جارية بن قدامة. وليس هو عم الأحنف بن قيس. روى عن: عمر بن الخطاب. روى عنه: أبو جمرة الضبعى)). وقال العجلى فى ((معرفة الثقات)): ((جارية بن قدامة التميمي. بصرى تابعي ثقة)). وكذلك ذكره أبو حاتم بن حبان فى التابعين من ((كتاب الثقات)) (4/ 116/2074).
وأما الحافظ العسقلانى، فقد ذهب فى ((الإصابة)) و ((تهذيب التهذيب)) إلى القول بصحبته، بما لا تقام به الحجة الواضحة على ذلك، لمجرد أنهم كبَّروه وأسموه جارية، فاشتبه بجارية بن قدامة السعدى الصحابى.
وأما حديث جُوَيْرِيَةَ بْنَ قُدَامَةَ التَّمِيمِيَّ فى ((الصحيح)):
فقد قال البخارى ((كتاب الجزية والموادعة)) (3162): حدثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة ثنا أبو جمرة قال سمعت جويرية بن قدامة التميمي قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِي الله عَنْه: قُلْنَا أَوْصِنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ!، قَالَ. أُوصِيكُمْ بِذِمَّةِ اللهِ، فَإِنَّهُ ذِمَّةُ نَبِيِّكُمْ، وَرِزْقُ عِيَالِكُمْ.
[إيقاظ واستدراك] يتبين بهذا الجمع أن ما ذكره الأخ أبو بكر كافى من عدد وحدان التابعين ومن بعدهم غير مستقصى، إذ غاية ما ذكره من عددهم سبعة أنفسٍ، وذلك أن الاثنين الأخيرين ـ أعنى أبا محمد الحضرمى وأبا نصر الأسدى ـ ليسا فى الموصول المسند، وإنما فى التعاليق، كما صرَّح هو بنفسه.
ولى على ما نقله عن الحافظ الذهبى فى عدد وحدان الصحابة، وكذا ما انتهى إليه من استنتاجات ملاحظات عدَّة، يمكن الوقوف عليها فى المقال المتتابع باسم ((الأمالى الحسان فى الوحدان)) على الوصلة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=20895
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 06 - 04, 12:58 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ابن رشيد
2 - متابعة زهدم فيها نظر, لسببين:
أ -يحيى بن زهدم بن الحارث الغفاري المصري قال عنه ابن حبان: يروي عن أبيه نسخة موضوعة لا يحل كتبها إلا على التعجب ولا يحتج به.
ب -لا بد من معرفة سماع زهدم من أهبان بن صيفي.
فيمكن أن يرجح أن أهبان بن صيفي لم يرو عنه سوى ابنته, والحديث تفردت به عديسة بنت أهبان. ويكون من الوحدان في جامع الترمذي.
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمدٍ تتوالى.
الأخ / ابن رشيد.
أدام الله توفيقه.
هاهنا أمران:
[الأول] يبدو أنك اقتصرت فى النقل عمن يذكر التضعيف فقط، كالحافظ ابن الجوزى فى ((الضعفاء والمتروكين)). والأمر فى شأن يحيى بن زهدم بخلافه يقيناً. قال ابن أبى حاتم فى ((الجرح والتعديل)): ((يحيى بن زهدم البصري نزيل مصر وهو ابن زهدم بن الحارث الغفاري. روى عن: أبيه زهدم بن الحارث. روى عنه: محمد بن عزيز الأيلي، وأبى. سألت أبى عنه فقال: شيخ أرجو أن يكون صدوقا، كان بصريا وقع إلى مصر)). وقال أبو أحمد بن عدى: ((هو من أهل المغرب. حدث عن: أبيه و غيره. وأرجو أنه لا بأس به)).
[الثانى] أنا لا أعنى الوحدان بالمعنى الاصطلاحى، كما بينته فى جوابٍ سابق، فأرجو مراجعته.
والله الموفق والهادى للصواب.
¥(41/87)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 06 - 04, 11:22 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ابن رشيد
2 - متابعة زهدم فيها نظر, لسببين:
أ -يحيى بن زهدم بن الحارث الغفاري المصري قال عنه ابن حبان: يروي عن أبيه نسخة موضوعة لا يحل كتبها إلا على التعجب ولا يحتج به.
ب -لا بد من معرفة سماع زهدم من أهبان بن صيفي.
فيمكن أن يرجح أن أهبان بن صيفي لم يرو عنه سوى ابنته, والحديث تفردت به عديسة بنت أهبان. ويكون من الوحدان في جامع الترمذي.
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمدٍ تتوالى.
بقى من الجواب على الاعتراض المذكور:
(ب) لا بد من معرفة سماع زهدم بن الحارث الغفارى من أهبان بن صيفي.
فأقول: راجع رواية الطبرانى المزبورة، فستجد هذا السماع واضحاً جلياً، أليس فيها عن زهدم ((قال قال لي أهبان بن صيفي)). وقد كنت اقتصرت على عزو هذه المتابعة إلى الطبرانى فى ((الكبير))، ولكن هاك المتابعة من طريق ثانية، والسماع فيها أجلى وأوضح:
قال أبو بكر بن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (2/ 272/1027): حدثنا محمد بن عزيز الأيلى عن يحيى بن زهدم عن أبيه زهدم بن الحارث قال: قال لي وهبان بن صيفي رضي الله عنه: يا زهدم، قلت: لبيك، قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا وهبان، إنك بعدي، فسترى في أصحابي اختلافاً، فإن كان ذلك، فَاجْعَلْ سَيْفَكَ من عَرَاجِينِ النَّخْلِ، فبينا أنا في داري، إذ جَاءَ عَلِيُّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِي الله عَنْه، فأخذ بعضادتي الباب، ثم سلم، ثم قال: يا وهبان بن صيفي، ألا تخرج؟!، فقلت: بأبي وأمي يا أبا الحسن، أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أمرني، أو تقدم إلى ـ شك يحيى أي ذلك قال ـ، فقال: ((يا وهبان، إنك بعدي، فسترى في أصحابي اختلافا، فإن كان ذلك، فَاجْعَلْ سَيْفَكَ من عَرَاجِينِ النَّخْلِ))، فولى علي رضي الله عنه.
وأخرجه كذلك البخارى ((التاريخ الصغير)) عن محمد بن آدم، وابن عدى ((الكامل)) (7/ 242) عن محمد بن عزيز، كلاهما عن يحيى بن زهدم به نحوه.
قلت: والثلاثة الرواة: محمد بن آدم المصيصى، ومحمد بن عزيز الأيلى، ويحيى بن عثمان بن صالح صدوقون، وأوثق الثلاثة المصيصى، أثنى عليه النسائى وعظَّمه، وقال: ثقة، وأكثر من الرواية عنه فى ((السنن)).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 06 - 04, 11:31 م]ـ
الحمد لله المستعان بتأييده على التوفيق. والصلاة والسلام الأتمان الزاكيان على من هدى وأرشد إلى أقوم طريق. وعلى آله وأصحابه أولى المكرمات والفضائل على التحقيق. وبعد ...
فهذه متابعة المقتبس من أحاديث الصحابة الذين ليس لهم فى ((جامع الترمذى)) إلا حديثاً واحداً:
أوس بن أوس الثقفى
قال أبو عيسى (496):
حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ثَنَا سُفْيَانُ وَأَبُو جَنَابٍ يَحْيَى بْنُ أَبِي حَيَّةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَغَسَّلَ، وَبَكَّرَ، وَابْتَكَرَ، وَدَنَا، وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا، وَقِيَامُهَا)).
قَالَ مَحْمُودٌ: قَالَ وَكِيعٌ: اغْتَسَلَ هُوَ وَغَسَّلَ امْرَأَتَهُ، قَالَ: وَيُرْوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ يَعْنِي غَسَلَ رَأْسَهُ وَاغْتَسَلَ.
قَالَ أَبو عِيسَى: ((حَدِيثُ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَأَبُو الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيُّ اسْمُهُ شَرَاحِيلُ بْنُ آدَةَ، وَأَبُو جَنَابٍ يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْقَصَّابُ الْكُوفِيُّ)).
ــــــ ... ـــــ ... ـــــــ
ترجمة الصحابى
أوس بن أوس الثقفي. له صحبة، وسماع. نزل الشام وسكن بها، وخطَّ بها مسجداً فى درب القلى مما يلى سوق الدقيق. مات بدمشق، وبها دفن.
روى عنه: أبو الأشعث شراحيل بن آدة الصنعاني، وعبادة بن نسىٍّ، وعبد الله بن محيريز بن جنادة الجمحى، وكلهم شاميون.
¥(41/88)
قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (2/ 303): ((أوس بن أوس الثقفى، ويقال أوس بن أبى أوس. روى عنه: أبو الأشعث الصنعاني، وعطاء أبو يعلى بن عطاء، والنعمان بن سالم من رواية شعبة، ويزيد فيه حاتم بن أبى صغيرة فيقول النعمان عن عمرو بن أوس عن أبيه سمعت أبى يقول ذلك. وأخبرنا العباس بن محمد سمعت يحيى بن معين يقول: أوس بن أوس، وأوس بن أبي أوس واحد)). هكذا جعلا الاثنين واحداً.
وقال البخارى ((التاريخ الكبير)) (2/ 15/1539): ((أوس بن حذيفة الثقفي، والد عمرو بن أوس، ويقال أوس بن أبي أوس، ويقال أوس بن أوس. له صحبة)). هكذا جعل الثلاثة واحداً.
وكذلك فعل أحمد بن حنبل في ((مسنده)) خلط ترجمة أوس بن أوس بترجمة أوس بن أبي أوس وهو ابن حذيفة، وكلاهما ثقفي، وأدخل أحاديث كلٍّ فى الآخر.
والصوابأنهما اثنان: أولهما أوس بن أوس، وله فى ((الكتب الستة)) حديثان.
وثانيهما أوس بن أبى أوس حذيفة، وله خمسة أحاديث.
كذا فرَّق بينهما الحافظ أبو الحجاج المزى فى ((تحفة الأشراف))، فجعلهما:
[الأول] أوس بن أوس الثقفى (2/ 2/حديثان اثنان 1736،1735).
[الثانى] أوس بن أبى أوس حذيفة بن ربيعة الثقفى (2/ 4/خمسة أحاديث 1742:1738).
وترجم لهما فى ((تهذيب الكمال)) ترجمتين (3/ 387/75) و (3/ 387/76).
وقال الحافظ العسقلانى فى ((التقريب)) (1/ 115/572): ((أوس بن أوس الثقفي. صحابي سكن دمشق. روى له الأربعة)). ثم قال فى الترجمة التالية (1/ 115/573): ((أوس بن أبي أوس، واسم أبي أوس حذيفة الثقفي. صحابي أيضاً، وهو غير الذي قبله على الصحيح. روى له أبو داود والنسائى وابن ماجه)).
ومثله صنيع الحافظ الذهبى فى ((الكاشف)) فى الترجمتين (1/ 257/484) و (1/ 257/485).
وعلى هذا التفريق بينهما صنيع أكثر أصحاب ((المسانيد)) و ((المعاجم))، إلا أن أبا القاسم الطبرانى أدخل بعضاً من أحاديث أوس بن حذيفة فى ((مسند أوس بن أوس))!!.
ــــــ ... ـــــ ... ـــــــ
تخريج الحديث
هذا الحديث يُروى من وجوهٍ عن أوسٍ الثقفى، وهو من رواية أبى الأشعث الصنعانى عنه أوسع وأشهر، يرويه عنه ثقات الشاميين وغيرهم، ومن طرقه:
(يحيى بن الحارث الذمارى عنه)
أخرجه أحمد (4/ 10)، وابن سعد ((الطبقات الكبرى)) (5/ 511)، والدارمى (1503)، والترمذى (496)، والنسائى ((الكبرى)) (1/ 522،529/ 1685،1807،1808) و ((المجتبى)) (3/ 102،95)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (3/ 216،215/ 1575،1574،1576)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (1/ 368)، والطبرانى ((الكبير)) (1/ 214/583،582) و ((مسند الشاميين)) (902،901،900،340)، والحاكم (1/ 418)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (8/ 363و9/ 400:398و36/ 200و45/ 281) من طرق عن يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ، وَغَدَا وابْتَكَرَ، وَدَنَا مِنَ الإِمَامِ وَلم يَلغُ، كَانَ بِكُلِّ خَطْوَةٍ أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا)).
رواه هكذا عن يحيى بن الحارث: عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبى ليلى، وسعيد بن عبد العزيز التنوخى، وأبو عمرو الأوزاعى، وصدقة بن خالد، ومحمد بن شعيب بن شابور، وإبراهيم الصائغ، وعمر بن عبد الواحد، وسويد ابن عبد العزيز بن نمير، وكلهم يقول ((ولم يَلغُ))، إلا عبد الله بن عيسى قال ((واستمع وأنصت)). وقال عمر بن عبد الواحد ((وأنصت ولم يلغ)).
(حسان بن عطية عنه)
أخرجه ابن أبى شيبة (1/ 433/4990)، وأحمد (4/ 104)، وأبو داود (345)، وابن ماجه (1087)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (3/ 215/1573)، وابن حبان (2781) , والطبرانى ((الكبير)) (1/ 215/585)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (1/ 26)، والحاكم (1/ 418)، والبيهقى ((الكبرى)) (3/ 229) و ((شعب الإيمان)) (3/ 97/2988) من طرق عن عبد الله بن المبارك عن الأوزاعي حدثني حسان بن عطية حدثني أبو الأشعث الصنعاني حدثني أوس بن أوس الثقفي قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ
¥(41/89)
، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الإِمَامِ، فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا)).
رواه عن ابن المبارك: يحيى بن آدم، وعلى بن إسحاق المروزى، وإبراهيم بن إسحاق بن عيسى، ومحمد بن حاتم الجرجرائى، وحبان بن موسى، وعبد الله بن عثمان بن جبلة عبدان، وعبد الله بن محمد بن أبى شيبة، ومحمد بن مقاتل المروزى.
وهكذا ضبطه حسَّان بن عطية المحاربى، فذكره بلفظ حديث يحيى بن الحارث الذمارى إلا أنه زاد ((ومشى ولم يركب))، وقال ((ولم يلغُ))، وذكر سماع أوس الثقفى من رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلت: والحديث بهذا الإسناد ((الأوزاعي حدثني حسان بن عطية حدثني أبو الأشعث الصنعاني حدثني أوس بن أوس الثقفي)) صحيح غاية، رجاله ثقات رفعاء كبراء، متصلٌ سماع بعضهم من بعضٍ.
(عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عنه)
أخرجه أحمد (4/ 104)، والنسائى ((الكبرى)) (1/ 534/1729) والحاكم (1/ 417)، والبيهقى (3/ 227) أربعتهم عن حسين بن على الجعفى، والنسائى ((الكبرى)) (1/ 524/1692،1691) و ((المجتبى)) (3/ 97)، والطبرانى ((الكبير)) (1/ 215/584) و ((الشاميين)) (556) كلاهما عن الوليد بن مسلم، وابن عساكر (9/ 401) عن عمارة بن بشر، ثلاثتهم ـ الجعفى والوليد وعمارة ـ عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أنه سمع أبا الأشعث حدثه أنه سمع أوس بن أوس يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَلَ، وَغَدَا وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الإِمَامِ، وَأَنْصَتَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ)).
وزاد على بن المدينى ومحمود بن خالد فى روايتهما عن الوليد بهذا الحديث ((قال ابن جابر: فذاكرني يحيى بن الحارث هذا فقال: أنا سمعت أبا الأشعث يحدث بهذا الحديث، وقال: ((بكل قدم عمل سنة صيامها وقيامها)) قال ابن جابر: حفظ يحيى بن الحارث ونسيت أنا)).
(سليمان بن موسى عنه)
أخرجه الطبرانى ((الشاميين)) (1267) و ((الأوسط)) (2/ 210/1753)، وابن عساكر (9/ 401) من طريق محمد بن شعيب بن شابور عن النعمان بن المنذر عن سليمان بن موسى عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس بنحو حديث الذمارى.
وقال أبو القاسم: ((لم يرو هذا الحديث عن النعمان إلا محمد يعنى ابن شعيب)).
قلت: والنعمان بن المنذر أبو الوزير الغسانى صدوق رمى بالقدر. وثقه أبو زرعة ودحيم. وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (7/ 530/11313) وقال: ((لا أنكر أن يكون أدرك الصحابة إلا أن روايته عن التابعين)).
(راشد بن داود الصنعانى عنه)
أخرجه أحمد (4/ 10) عن الحكم بن نافع، والطبرانى ((الشاميين)) (1100) عن عبد الوهاب بن الضحاك، كلاهما عن إسماعيل بن عياش عن راشد بن داود الصنعاني عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس الثقفي عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثل حديث الذمارى.
قلت: وهذا الحديث بإسناد أبى اليمان الحمصى من صحاح أحاديث إسماعيل بن عياش عن الشاميين. وراشد بن داود أبو المهلب الصنعانى صدوق. قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد عن يحيى بن معين: ليس به بأس ثقة. وقال عثمان بن سعيد الدارمى عن دحيم: هو ثقة عندى. وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (6/ 302).
(العلاء بن الحارث عنه)
أخرجه ابن عساكر (9/ 400) من طريق الهيثم بن جميل ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن حسَّان بن عطية والعلاء بن الحارث أنهما سمعا أبا الأشعث الصنعاني يحدث عن أوس بن أوس الثقفي بنحو حديث الذمارى.
قلت: هكذا جمعهما ابن ثوبان، والأوزاعى يرويه عن حسان بن عطية منفرداً. والعلاء من ثقات الشاميين ورفعائهم.
¥(41/90)
قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)): ((العلاء بن الحارث الدمشقي الحضرمي. روى عن: مكحول، وربيعة بن يزيد، وسليمان بن موسى الأشدق. روى عنه: معاوية بن صالح، والهيثم بن حميد، ويحيى بن حمزة. وحدثني أبى قال: سمعت دحيما يقول وذكر العلاء بن الحارث، فقدمه وعظم شأنه، وقال: روى عنه ثلاثة أحاديث. وسألت أبى عنه فقال: ثقة، لا أعلم أحداً من أصحاب مكحول أوثق منه)).
ومع هذا، فقد ذكره الحافظ ابن الكيال فى ((الكواكب النيرات فيمن اختلط من الثقات)) (ص65)؛ لقول ابن سعد عنه: كان أعلم أصحاب مكحول وكان يفتي حتى خولط، وقول أبى داود: تغير عقله وخلط. وقول ابن حبان: يعتبر حديثه من رواية الثقات عنه.
(عبد الرحمن بن مرزوق عنه)
أخرجه أحمد (4/ 10) قال: حدثنا علي بن إسحاق نا علي بن المبارك نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني عبد الرحمن الدمشقي حدثني أبو الأشعث حدثني أوس بن أوس الثقفي قال سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذكر الجمعة فقال: ((مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ غَدَا وَابْتَكَرَ، وَخَرَجَ يَمْشِي وَلَمْ يَرْكَبْ، ثُمَّ دَنَا مِنَ الإِمَامِ، فَأَنْصَتَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ سَنَةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا))، قَالَ: وَزَعَمَ يَحْيَى بْنُِ الْحَارِثِ أَنَّهُ حَفِظَ عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ أَنَّهُ قَالَ: ((لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ كَأَجْرِ سَنَةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا))، قَالَ يَحْيَى: وَلَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ ((مَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ)).
(أبو قلابة عنه)
أخرجه عبد الرزاق (3/ 260/5570)، والطبرانى ((الكبير)) (1/ 214/581) كلاهما عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي الاشعث الصنعاني عن أوس بن أوس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره نحوه، وزاد ((وذلك على الله يسير)).
ــــــ ... ـــــ ... ـــــــ
وخالف جماعتهم ثور بن يزيد، فرواه عن عثمان الشامى فقال ((عن أوس بن أوس عن عبد الله بن عمرو بن العاص))، فجعله من مسند ابن عمرو، وهوخطأ بيِّن.
أخرجه هكذا أحمد (2/ 209) قال: ثنا روح ثنا ثور بن يزيد عن عثمان ـ يعنى ابن خالد ـ الشامي أنه سمع أبا الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس الثقفي عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم به.
وأخرجه كذلك الحارث بن أبى أسامة (201.زوائد الهيثمى)، الطبرانى ((الشاميين)) (452)، والحاكم (1/ 418)، وابن عساكر (9/ 401) أربعتهم عن روح بن عبادة عن ثور به.
وقال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا لا يعلل الأحاديث الثابتة الصحيحة من أوجهٍ:
أولها أن حسَّان بن عطية قد ذكر سماع أوس بن أوس من النبي صلى الله عليه وسلم.
وثانيها أن ثور بن يزيدٍ دون أولئك في الاحتجاج به.
وثالثها أن عثمان الشيباني مجهول.
وقد صح هذا الحديث بهذه الأسانيد على شرط الشيخين ولم يخرجاه)) اهـ.
وقال أبو بكر البيهقى: ((هكذا رواه جماعة عن ثور بن يزيد، والوهم في إسناده ومتنه من عثمان الشامي هذا. والصحيح رواية الجماعة عن الأشعث عن أوس عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والله أعلم)).
وقال أبو القاسم بن عساكر: ((وتابعه ـ يعنى روحاً ـ المعافى بن عمران الموصلى عن ثور، وخالفهما أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن ثور، فلم يذكر عبد الله بن عمرو)).
وأخرجه (9/ 402) من طريق إسحاق بن سيار النصيبى ثنا أبو عاصم عن ثور بمثل إسناد الجماعة وروايتهم.
ــــــ ... ـــــ ... ـــــــ
[لطيفة وإيضاح] من الغرائب اللطائف: رواية الحسن البصرى عن أوس بهذا الحديث.
أخرجها الطبرانى ((الأوسط)) (1452) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة ثنا المنذر بن الوليد الجارودى ثنا أبي ثنا حميد بن مهران عن صالح الغداني عن الحسن عن أوس بن أوس عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((من أصبح يوم الجمعة، فغسل واغتسل، وبكر ومشى، ولم يركب، ودنا ولم يلغ، فإن له بكل خطوة عملا من أعمال البر: الصوم والصلاة)).
وقال أبو القاسم: ((لم يرو هذا الحديث عن الحسن إلا صالح، ولا عن صالح إلا حميد، تفرد به الجارودي عن أبيه)).
قلت: والحديث غريب معضل بهذا الإسناد، بين الحسن وأوس الثقفى مفاوز.
¥(41/91)
أيها المدَّعِى لقاءَ الحسنِ أوسا ... عَمْرُك الله كيفَ يَلْتقيانِ
ـ[ابن رشيد]ــــــــ[27 - 06 - 04, 12:51 ص]ـ
شيخنا المبارك/
أحسن الله إليكم, ونفع بكم.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[01 - 07 - 04, 09:04 م]ـ
الحمد لله المستعان بتأييده على التوفيق. والصلاة والسلام الأتمان الزاكيان على من هدى وأرشد إلى أقوم طريق. وعلى آله وأصحابه أولى المكرمات والفضائل على التحقيق. وبعد ...
فهذه متابعة المقتبس من أحاديث الصحابة الذين ليس لهم فى ((جامع الترمذى)) إلا حديثاً واحداً:
إياس بن عبدٍ المزنى
قال أبو عيسى (1271):
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ عَنْ إِيَاسِ بْنِ عَبْدٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْمَاءِ.
قَالَ أَبو عِيسَى: ((حَدِيثُ إِيَاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُمْ كَرِهُوا بَيْعَ الْمَاءِ، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَقَ. وَقَدْ رَخَّصَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي بَيْعِ الْمَاءِ مِنْهُمُ: الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ)).
ــــــ ... ـــــ ... ـــــــ
ترجمة الصحابى
إياس بن عبدٍ، أبو عوف المزنى. قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (2/ 280): ((إياس بن عبدٍ المزني. له صحبة. وهو جد عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل لأمِّه. يعد في الحجازيين. روى عنه: أبو المنهال عبد الرحمن بن مطعم.سمعت أبى وأبا زرعة يقولان ذلك)).
روى له أصحاب السنن الأربعة هذا الحديث الواحد. وقال البغوى: لا أعلمه روى حديثا مسندا غيره.
وأخرج عبد الرزاق (10/ 297): أخبرنا الثوري وابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي المنهال عن إياس بن عبدٍ وكان من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن قوماً وقع عليهم بيت، فورث بعضهم من بعض.
ــــــ ... ـــــ ... ـــــــ
تخريج الحديث
أخرجه كذلك البخارى ((التاريخ الكبير)) (1/ 440/1410)، وأبو داود (3478)، والنسائى ((الكبرى)) (4/ 52/6258) و ((المجتبى)) (7/ 307)، وأبو عوانة ((المسند)) (3/ 350/5255)، والطبرانى ((الكبير)) (1/ 270/783)، والحاكم (2/ 70)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (13/ 127)، وابن الجوزى ((التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (1607) من طرق عن داود بن عبد الرحمن العطار عن عمرو بن دينار عن أبي المنهال عن إياس بن عبدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ فَضْلِ الْمَاءِ.
قلت: هكذا قال داود العطار، وخالفه سفيان بن عيينة عن عمرو بإسناده فقال ((عن بيع الماء)). واختلف على ابن جريج فيه، فأكثر أصحابه يرويه بنحو حديث ابن عيينة ومعناه، وحجاج بن محمد الأعور يرويه بمثل حديث العطار سواء.
فقد أخرجه الحميدى (912)، وابن أبى شيبة (4/ 351)، وعبد الرزاق (8/ 106/14495)، وأحمد (4/ 138)، والدارمى (2612)، والنسائى ((الكبرى)) (4/ 52/6257) و ((المجتبى)) (7/ 307)، وابن ماجه (2476)، وابن الجارود (594)، وابن حبان (4931)، والطبرانى ((الكبير)) (1/ 269/782)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (1/ 23:22)، والحاكم (2/ 50)، والبيهقى ((الكبرى)) (6/ 15)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (13/ 127)، وابن حزم ((المحلى)) (9/ 7) من طرقٍ عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي المنهال قال: سمعت إياس بن عبدٍ المزني وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تبيعوا الماء، فإني سمعت النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنهَى عَنْ بَيْعِ الْمَاءِ. وقال عمرو بن دينار: لا ندري أي ماء.
رواه هكذا عن ابن عيينة جماعة أصحابه: الشافعى، والحميدى، وابن أبى شيبة، وعبد الرزاق، وقتيبة ابن سعيد، وزهير بن حرب، ومسدد بن مسرهد، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور، وإبراهيم بن بشار الرمادى، ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، وأيوب بن محمد الوزان.
ورواه يحيى بن آدم عن سفيان بن عيينة بمثل رواية داود العطار، فقال ((يَنهَى عَنْ بَيْعِ فَضْلِ الْمَاءِ)).
أخرجه هكذا البيهقى (6/ 15) قال: أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا سفيان بن عيينة بإسناده فذكره.
وأما حديث ابن جريج، فقد أخرجه أحمد (3/ 417)، وابن الجوزى ((التحقيق)) (1606) كلاهما عن روح بن عبادة، وأبو عوانة ((المسند)) (3/ 350/5254) عن مكى بن إبراهيم، والحاكم (2/ 51)، والبيهقى ((الكبرى)) (6/ 15) كلاهما عن عبد الله بن وهب وأبى عاصم النبيل، أربعتهم عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن أبى المنهال عن إياس بن عبدٍ: أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْمَاءِ. قَالَ: وَالنَّاسُ يَبِيعُونَ مَاءَ الْفُرَاتِ فَنَهَاهُمْ. وزاد أبو عاصم ((وعن ضراب الجمل، وأن يبيع الرجل أرضه وماءه)).
وأخرجه النسائى ((الكبرى)) (4/ 52/6259) و ((المجتبى)) (7/ 307) عن حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار أن أبا المنهال أخبره أن إياس بن عبدٍ قال: لا تَبِيعُوا فَضْلَ الْمَاءِ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ فَضْلِ الْمَاءِ.
ورواه الثورى عن ابن جريج بإسناده، فاختلف عليه فيه.
أخرجه المحاملى ((الأمالى)) (453) عن معاوية بن هشام عنه بلفظ ((نهى عن بيع الماء))، وأبو عوانة (3/ 350/5254) عن الفريابى عنه بلفظ ((نهى عن بيع فضل الماء)).(41/92)
فصل الخطاب ببيان بطلان أحاديث الأبدال والأقطاب
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[22 - 06 - 04, 02:59 ص]ـ
فصل الخطاب ببيان بطلان أحاديث الأبدال والأقطاب
الحمد لله المعز لأوليائه. المذل لأعدائه. حمداً يوجب رضوانه. ويستوهب إحسانه. والصلاة والسلام على موضح آياته. ومبلِّغ كلماته. وبعد ...
فإن من موجبات الرحمة والغفران. كشف أباطيل أهل الزيغ والبهتان. وبيان أكاذيبهم على رسولنا الكريم. وما حرفوه من أصول وفروع شرعنا القويم. إعلاءاً لكلمة الحق. وتصديقاً بوعد الصدق. ((يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره)).
قال الحافظ الجهبذ ابن القيم فى فصل عقده لأحاديث مشهورة باطلة من ((نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول)) (ص127): ((ومن ذلك أحاديث الأبدال والأقطاب والأغواث والنقباء والنجباء والأوتاد كلها باطلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقرب ما فيها حديث ((لا تسبوا أهل الشام، فإن فيهم البدلاء، كلما مات رجل منهم أبدل الله مكانه رجلا آخر)) ذكره أحمد، ولا يصح أيضا فإنه: منقطع)) اهـ.
وأما قول الحافظ الجلال السيوطي ـ طيَّب الله ثراه ـ في ((النكت)): ((خبر الأبدال صحيح فضلا عما دون ذلك، وإن شئت قلت متواتر. وقد أفردته بتأليف استوعبت فيه طرق الأحاديث الواردة في ذلك)) فمن مراكب الإعتساف، والمباعدة عن مواقع الإنصاف، إذ ليس فيما ذكره حديثا واحداً تنتهض به الحجة لما ادَّعاه.
وأنا ذاكر بعون الله وتوفيقه جملة من الأحاديث التى ذكرَها، ومبين آفاتِها وعللَها:
(الأول) حديث عوف بن مالك
أخرجه الطبرانى ((الكبير)) (18/ 65/120)، وابن عساكر ((التاريخ)) (1/ 290) كلاهما من طريق عمرو بن واقد نا يزيد بن أبى مالك عن شهر بن حوشب قال: لما فتحت مصر سبوا أهل الشام، فأخرج عوف بن مالك رأسه من برنسه، ثم قال: يا أهل مصر، أنا عوف بن مالك لا تسبوا أهل الشام، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((فيهم الأبدال، وبهم تنصرون، وبهم ترزقون)).
هذا الحديث كذب كأنه موضوع، وإنما يعرف بعمرو بن واقد أبى حفص الدمشقى؛ مولى بنى أمية، وهو هالك تالف. قال أبو مسهر على بن مسهر: ليس بشيء كان يكذب. وقال البخارى والترمذى: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث. وقال يعقوب بن سفيان عن دحيم: لم يكن شيوخنا يحدثون عنه. قال: وكأنه لم يشك أنه كان يكذب. وقال الدارقطني والنسائى والبرقانى: متروك الحديث. وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد ويروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك.
ومن مناكيره، بل أباطيله وموضوعاته، ما أخرجه الطبرانى ((الكبير)) (20/ 35/162)، وابن عدى (5/ 118) والبيهقى ((شعب الإيمان)) (6/ 479/8974) جميعا عن عمرو بن واقد عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عن معاذ بن جبل عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((من أطعم مؤمنا حتى يشبعه من سغب أدخله الله بابا من أبواب الجنة، لا يدخله إلا من كان مثله)).
قال ابن أبى حاتم ((علل الحديث)) (2/ 179/2031): ((سألت أبي عن حديث رواه هشام بن عمار عن عمرو بن واقد ثنا يونس بن ميسرة بن حليس عن أبي ادريس عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أشبع جائعا)) الحديث بنحوه. قال أبي: هذا حديث كأنه موضوع.
ولا أعلم روى أبو إدريس عن معاذ إلا حديثا واحدا، وعمرو ضعيف الحديث)) اهـ.
ـــــ ... ـــــ ... ـــــ
(الثانى) حديث عبادة بن الصامت
وله طريقان:
[الطريق الأولى] أخرجها أحمد (5/ 322) قال: ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنا الحسن بن ذكوان عن عبد الواحد بن قيس عن عبادة بن الصامت عن النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الأَبْدَالُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ ثَلاثُونَ، مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَكَانَهُ رَجُلاً)).
قال عبد الله بن أحمد: ((قَالَ أَبِي رَحِمَه الله: حَدِيثَ عَبْدِ الْوَهَّابِ هَذَا مُنْكَرٌ)).
¥(41/93)
وأخرجه كذلك الهيثم بن كليب ((المسند))، والخلال ((كرامات الأولياء)) (2)، وأبو نعيم ((أخبار أصبهان)) (1/ 180) والخطيب ((تالى تلخيص المتشابه)) (1/ 248)، وابن عساكر (1/ 292) جميعا من طريق الحسن بن ذكوان به.
قلت: وهذا حديث منكر كما قال الإمام أحمد، وله ثلاث آفات:
(الأولى) عبد الواحد بن قيس، وإن وثقه ابن معين والعجلى وأبو زرعة الدمشقى، لكنه لا يُعتبر برواية الضعفاء عنه. قال أبو حاتم: يكتب حديثه وليس بالقوى. قال البخارى: عبد الواحد بن قيس قال يحيى القطان: كان الحسن بن ذكوان يحدث عنه بعجائب.
وقال ابن حبان فى ((المجروحين)): عبد الواحد بن قيس شيخ يروي عن نافع روى عنه الأوزاعي والحسن بن ذكوان، ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، فلا يجوز الاحتجاج بما خالف الثقات، فإن اعتبر معتبر بحديثه الذي لم يخالف الأثبات فيه فحسن.
وقال فى ((الثقات)): لا يعتبر بمقاطيعه ولا بمراسيله ولا برواية الضعفاء عنه، وهو الذي يروي عن أبي هريرة ولم يره.
(الثانية) الانقطاع، فإن عبد الواحد بن قيس إنما أدرك عروة ونافع، وروايته عن أبى هريرة مرسلة، كما قال البخارى وابن حبان. فعلى هذا فهو لم يدرك عبادة بن الصامت ولم يره.
(الثالثة) الحسن بن ذكوان يحدث عن عبد الواحد بن قيس بعجائب، كما قال يحيى القطان وعلى بن المدينى والبخارى. وقال ابن معين: كان صاحب أوابد. وقال الأثرم: ((قلت لأبى عبد الله أحمد بن حنبل: ما تقول فى الحسن بن ذكوان؟، قال: أحاديثه أباطيل! يروى عن حبيب بن أبى ثابت ولم يسمع من حبيب، إنما هذه أحاديث عمرو بن خالد الواسطى)).
ولما كان الحسن بن ذكوان موسوماً بالتدليس مشهوراً به، فقد أورد له ابن عدى فى ((كامله)) (5/ 125) أربعة أحاديث دلَّسها عن عمرو بن خالد الواسطى الكذاب الوضاع.
وواحدة من هذا العلل الثلاث تكفى فى الحكم على حديث عبادة بنفى ثبوته فضلا عن صحته، ومنه تعلم أن قول الحافظ الهيثمى ((مجمع الزوائد)) (10/ 62): ((رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير عبد الواحد بن قيس، وقد وثقه العجلي وأبو زرعة وضعفه غيرهما))، وأقره السيوطى والمناوى وغيرهما، أبعد شئٍ عن الصواب!!، وذلك لما ذكرناه آنفاً.
وأما قوله الحسن بن ذكوان من رجال الصحيح، فالجواب عنه ما وصفه به الإمام أحمد من التدليس عن الكذابين ورواية الأباطيل. فإن قيل: قد أخرج البخارى له فى ((كتاب المناقب)) من ((صحيحه)) (4/ 139. سندى) قال: حدثنا مسدد حدثنا يحيى ـ يعنى القطان ـ عن الحسن بن ذكوان حدثنا أبو رجاء حدثنا عمران بن حصين عن النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، يُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيِّينَ)).
فربما يكتفى بعضهم بما ذكره الحافظ ابن حجر فى ((هدى السارى)) بقوله: ((والحسن بن ذكوان تكلم فيه أحمد وابن معين وغيرهما، وليس له فى البخارى سوى هذا الحديث برواية القطان عنه مع تعنته فى الرجال، ومع ذلك فهو متابعة))!.
وأقول: وتمام هذا التوجيه وكماله أن نقول:
(1) أن الحسن بن ذكوان قد صرَّح فى الحديث بالسماع، فانتفت تهمة تدليسه.
(2) أن كون الحديث من رواية يحيى القطان عنه، وهو أعرف الناس بما يصح من حديثه، وما ينكر، فهو من صحاح حديثه. وقد قال أبو أحمد بن عدى: ((أن يحيى القطان حدَّث عنه بأحرفٍ، ولم يكن عنده بالقوى)).
ومما يفيده هذا التوجيه: أن انتقاء الصحيح من أحاديث الضعفاء والمجروحين هو مما توافرت عليه همم الجهابذة النقاد أمثال: يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدى، ويحيى بن معين، والبخارى، وأبى حاتم وغيرهم من أئمة هذا الشأن.
[الطريق الثانية] أوردها ابن كثير ((التفسير)) (1/ 304) من طريق ابن مردويه قال: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن جرير بن يزيد حدثنا أبو معاذ نهار بن عثمان الليثي أخبرنا زيد بن الحباب أخبرني عمرو البزار عن عنبسة الخواص عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الأبدال في أمتي ثلاثون، بهم ترزقون، وبهم تمطرون، وبهم تنصرون))، قال قتادة: إني لأرجو أن يكون الحسن منهم.
قال الحافظ الهيثمى ((مجمع الزوائد)) (10/ 63): ((رواه الطبرانى من طريق عمرو البزار عن عنبسة الخواص، وكلاهما لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح)).
قلت: ومع جهالة رواته عن قتادة، فقد خولفوا على رفعه. رواه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف نا سعيد بن أبى عروبة عن قتادة قال: لن تخلو الأرض من أربعين، بهم يغاث الناس، وبهم تنصرون، كلما مات منهم أحد أبدل الله مكانه رجلاً.
أخرجه هكذا ابن عساكر ((التاريخ)) (1/ 298) من طريق عمران بن محمد الخيزرانى عن عبد الوهاب به.
وتأتى بتوفيق الله وعونه بقية الأحاديث.
¥(41/94)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[22 - 06 - 04, 11:40 م]ـ
الحمد لله المعز لأوليائه. المذل لأعدائه. حمداً يوجب رضوانه. ويستوهب إحسانه. والصلاة والسلام على موضح آياته. ومبلِّغ كلماته. وبعد ...
(الثالث) حديث أنس بن مالك
وله أربع طرق:
[الطريق الأولى] أخرجها ابن عدى (5/ 220) حدثنا محمد بن زهير بن الفضل الأبلي ثنا عمر بن يحيى الأبلي ثنا العلاء بن زيدل عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((البدلاء أربعون اثنان وعشرون بالشام، وثمانية عشر بالعراق، كلما مات منهم واحد بدل الله مكانه آخر، فإذا جاء الأمر قبضوا كلهم، فعند ذلك تقوم الساعة)).
وأخرجه كذلك ابن عساكر ((التاريخ)) (1/ 291)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 151) كلاهما من طريق ابن عدى به.
قلت: هذا إسناد مظلم وحديث موضوع، لا يحل ذكره إلا تعجباً ولا كتابته إلا تحذيراً.
قال الحافظ الذهبى ((الميزان)) (5/ 123): ((العلاء بن زيدل الثقفي بصري روى عن أنس بن مالك كنيته أبو محمد تالف. قال ابن المديني: كان يضع الحديث. وقال أبو حاتم والدارقطني: متروك الحديث. وقال البخاري وغيره: منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروي عن أنس بن مالك بنسخة موضوعة لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل التعجب)). وذكر هذا الحديث من مناكيره، وقال: ((وهذا باطل)).
[الطريق الثانية] أخرجها ابن عدى (6/ 289) من طريق محمد بن عبد العزيز الدينوري ثنا عثمان بن الهيثم ثنا عوف عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بكثرة صلاة ولا صيام، ولكن بسخاء الأنفس وسلامة الصدور)).
قال أبو أحمد: ((وهذا الحديث بهذا الإسناد ليس يعرف إلا بابن عبد العزيز الدينوري، وهو من الأحاديث التي أنكرت عليه)).
قلت: والدينورى ليس بثقة ولا مأمون، ينفرد عن الثقات بالمقلوبات، ويأتى بالبلايا والطامات، كأنه المتعمد لها. وهذا الحديث رواه جماعة من الضعفاء عن الحسن البصرى، واختلفوا عليه، فمرة عن أنس، وثانية عن أبى سعيد الخدرى، وثالثة عن الحسن مرسلاً، ولا يصح منها كبير شئٍ.
[الطريق الثالثة] أخرجها الخلال ((كرامات الأولياء))، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 152) من طريق أبى عمر الغدانى عن أبى سلمة الحرانى عن عطاء عن أنس قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((الأبدال أربعون رجلاً وأربعون امرأة، كلما مات رجل بدل الله مكانه رجلاً، وكلما ماتت امرأة أبدل الله مكانها امرأة)).
قال أبو الفرج: ((وفى إسناده مجاهيل)) يعنى أبا سلمة وأبا عمر لا يعرفان!!.
[الطريق الرابعة] أخرجها ابن عساكر ((التاريخ)) (1/ 292) من طريق نوح بن قيس الحدانى عن عبد الله بن معقل عن يزيد بن أبان الرقاشى عن أنس عن النبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((دعائم أمتى عصائب اليمن، وأربعون رجلاً من الأبدال بالشام. كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً، أما إنهم لم يبلغوا ذلك بكثرة صلاةٍ، ولا صيامٍ، ولكن بسخاوة الأنفس، وسلامة الصدور، والنصيحة للمسلمين)).
قلت: هذا إسناد واهٍ بمرة. قال الحافظ الذهبى ((الميزان)) (4/ 204): ((عبد الله بن معقل بصري عن يزيد الرقاشي. لا يدرى من ذا؟!. روى عنه نوح بن قيس فقط)). وأما يزيد بن أبان الرقاشى فمتروك الحديث ذاهب الحديث. قال ابن حبان: ((كان يقلب كلام الحسن فيجعله عن أنس عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهو لا يعلم، فلما كثر في روايته ما ليس من حديث أنس وغيره من الثقات بطل الاحتجاج به، فلا تحل الرواية عنه إلا على سبيل التعجب، وكان قاصا يقص بالبصرة، ويبكي الناس، وكان شعبة يتكلم فيه بالعظائم)).
ــــــ ... ــــــ ... ـــــــ
(الرابع) حديث عبد الله بن عمر
أخرجه أبو نعيم ((الحلية)) (1/ 8)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (1/ 303،302)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 151) سعيد بن أبي زيدون ثنا عبد الله بن هارون الصوري ثنا الأوزاعي عن الزهري عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خيار أمتي في كل قرن خمسمائة، والأبدال أربعون فلا الخمسمائة ينقصون، ولا الأربعون، كلما مات رجل أبدل الله من الخمسمائة مكانه، وأدخل من الأربعين مكانهم))، قالوا: يا رسول الله دلنا على أعمالهم؟، قال: ((يعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلى من أساءهم، ويتواسون فيما آتاهم الله)).
قال أبو الفرج: ((موضوع، وفيه مجاهيل))، يعنى الصورى، وابن أبى زيدون لا يعرفان.
وقال الحافظ الذهبى ((الميزان)) (4/ 217): ((عبد الله بن هارون الصوري عن الأوزاعي. لا يعرف. والخبر كذب في أخلاق الأبدال))، وأقرَّه ابن حجر فى ((لسان الميزان)) (3/ 369).
وتأتى بتوفيق الله وعونه بقية الأحاديث.
¥(41/95)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[23 - 06 - 04, 08:17 ص]ـ
الحمد لله المعز لأوليائه. المذل لأعدائه. حمداً يوجب رضوانه. ويستوهب إحسانه. والصلاة والسلام على موضح آياته. ومبلِّغ كلماته. وبعد ...
(الخامس) حديث أبى هريرة
أخرجه ابن حبان ((المجروحين)) (2/ 61)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 151) من طريق عبد الرحمن بن مرزوق الطرسوسى عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لن تخلو الأرض من ثلاثين مثل إبراهيم خليل الرحمن، بهم تغاثون، وبهم ترزقون، وبهم تمطرون)).
قال أبو حاتم بن حبان: ((هذا كذب. عبد الرحمن بن مرزوق بن عوف أبو عوف؛ شيخ كان بطرسوس يضع الحديث لا يحل ذكره إلا علي سبيل القدح فيه)).
ــــــ ... ـــــــ ... ـــــــ
(السادس) حديث أبى سعيد الخدرى
أخرجه البيهقى ((شعب الإيمان)) (7/ 439/10893) من طريق محمد بن عمران بن أبي ليلى أنا سلمه بن رجاء عن صالح المري عن الحسن عن أبي سعيد الخدري أو غيره قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أبدال أمتي لم يدخلوا الجنة بالأعمال، ولكن إنما دخلوها برحمة الله، وسخاوة الأنفس وسلامة لجميع المسلمين)).
قلت: وهذا حديث منكر، وله ثلاث آفات:
(الأولى) صالح بن بشيرٍ المرى القاص، منكر الحديث جداً يحدث عن قوم ثقات أحاديث مناكير. قال أحمد: كان صاحب قصص يقص ليس هو صاحب آثار وحديث ولا يعرف الحديث. وقال عمرو بن علي الفلاس: هو رجل صالح منكر الحديث جداً، يحدث عن الثقات بالأباطيل والمنكرات. وقال البخاري: منكر الحديث ذاهب الحديث. وقال السعدي: واهي الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث.
(الثانية) الانقطاع، فإن الحسن البصرى لم يسمع أبا سعيد الخدرى. قال الحافظ أبو سعيد العلائى ((جامع التحصيل)) (1/ 163): ((قال علي بن المديني: رأى الحسن أم سلمة، ولم يسمع منها، ولا من أبي موسى الأشعري، ولا من الأسود بن سريع، ولا من الضحاك بن سفيان، ولا من جابر، ولا من أبي سعيد الخدري، ولا من ابن عباس، ولا من عبد الله بن عمر، ولا من عمرو بن تغلب، ولم يسمع من أبي برزة الأسلمي، ولا من عمران بن حصين، ولا من النعمان بن بشير، ولم يسمع من أسامة بن زيد شيئا، ولا من عقبة بن عامر، ولا من أبي ثعلبة الخشني)).
قلت: وهذا كما قال؛ إلا سماعه من عمرو بن تغلب. ففى ((كتاب الجهاد)) من ((صحيح البخارى)) (2/ 157. سندى): حدثنا أبو النعمان حدثنا جرير بن حازم قال سمعت الحسن يقول حدثنا عمرو بن تغلب قال: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْمًا يَنْتَعِلُونَ نِعَالَ الشَّعَرِ، وَإِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْمًا عِرَاضَ الْوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ)).
(الثالثة) المخالفة، فقد رواه جماعة عن صالح المرى عن الحسن مرسلا، وسلمة بن رجاء التيمي الكوفي صدوق يغرب، ويتفرد بما لا يتابع عليه.
فقد أخرجه البيهقى ((شعب الإيمان)) (7/ 439) من طريق يحيى بن يحيى أنا صالح المري عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن بدلاء أمتي .. )) بنحوه، هكذا مرسلاً.
ــــــ ... ـــــــ ... ـــــــ
(السابع) حديث عبد الله بن مسعود
أخرجه أبو نعيم ((الحلية)) (1/ 8)، ومن طريقه ابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 150) من طريق محمد بن السرى القنطري ثنا قيس بن إبراهيم بن قيس السامري ثنا عبد الرحمن بن يحيى الأرمني ثنا عثمان بن عمارة ثنا المعافى بن عمران عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إن لله عزَّ وجلَّ في الخلق ثلاثمائة، قلوبهم على قلب آدم عليه السلام، ولله تعالى في الخلق أربعون، قلوبهم على قلب موسى عليه السلام، ولله تعالى في الخلق سبعة، قلوبهم على قلب ابراهيم عليه السلام، ولله تعالى في الخلق خمسة، قلوبهم على قلب جبريل عليه السلام، ولله تعالى في الخلق ثلاثة، قلوبهم على قلب ميكائيل عليه السلام، ولله تعالى في الخلق واحد، قلبه على قلب إسرافيل عليه السلام، فاذا مات الواحد أبدل الله عز وجل مكانه من الثلاثة، وإذا مات من الثلاثة أبدل الله تعالى مكانه من الخمسة، وإذا مات من الخمسة أبدل الله تعالى مكانه من السبعة، وإذا مات من السبعة أبدل الله تعالى مكانه من الأربعين، وإذا مات من الأربعين أبدل الله تعالى مكانه من الثلاثمائة، وإذا مات من الثلاثمائة أبدل الله تعالى مكانه من العامة، فبهم يحيي ويميت، ويمطر وينبت، ويدفع البلاء))، قيل لعبد الله بن مسعود: كيف بهم يحيي ويميت؟، قال: ((لأنهم يسألون الله عز وجل إكثار الأمم فيكثرون، ويدعون على الجبابرة فيقصمون، ويستسقون فيسقون، ويسألون فتنبت لهم الأرض، ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء)).
قال أبو الفرج: ((إسناده مظلم، كثير من رجاله مجاهيل ليس فيهم معروف)).
ــــــ ... ـــــــ ... ـــــــ
قلت: وبقية أحاديث الأبدال مراسيل لا تنتهض بمثلها الحجة، كيف وقد بان أن المرفوعات كلها واهية بمرة.
¥(41/96)
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[26 - 06 - 04, 02:02 م]ـ
جزاكم الله على هذه الافادة القيمة
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 06 - 04, 11:38 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو أنيس
جزاكم الله على هذه الافادة القيمة
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمدٍ تتوالى.
وجزاكم الله وبارك فيكم ونفعنا وإياكم بما علمنا.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 06 - 04, 01:28 ص]ـ
الشيخ الفاضل جزاكم الله خيرا
ولكن الاترون انه قد روي عن كثير من أئمة الحديث قولهم فلان كان من الأبدال أو نحو ذلك
(وقال يحيى بن يحيى النيسابوري إن بقي أحد من الابدال فحسين الجعفي)
في ترجمة (عبد الرزاق بن عمر بن مسلم الدمشقي العابد
(قال أبو حاتم كان فاضلا متعبدا صدوقا يعد من الأبدال)
(وقال يحيى بن إسحاق حدثنا عبد العزيز بن مسلم وكان من الأبدال)
(وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سمعت الحسن بن عرفة وذكر عمار بن محمد فقال كان لا يضحك وكنا لانشك أنه من الأبدال)
في ترجمة عنبسة بن عبد الواحد
(وقال أبو داود عن محمد بن عيسى بن الطباع د كنا نقول أنه من الأبدال قبل أن نسمع أن الأبدال من الموالي)
في ترجمة المستمر
(وقال النسائي ثقة وكان من الأبدال)
في كتاب طبقات الجنابلة
(وبه قال: المروذي سمعت رجلا يقول لأبي عبد الله وذكر له الصدق والإخلاص وكان أبو عبد الله يشبهه بالأبدال فقال: أبو عبد الله بهذا ارتفع القوم.
(وكان أحمد يقول إن كان في البلد رجل من الأبدال فأبو إسحاق النيسابوري)
(:
عمر بن بكار القافلاني نقل عن إمامنا أشياء:
منها قال: سمعت أحمد بن حنبل رضي الله عنه يقول إن لم يكن أصحاب الحديث الأبدال فمن
قال الخطيب
(قال: وسمعت البرقاني والأزهري وذكرا أبا الفتح القواس فقالا: كان من الأبدال
الى غير ذلك مما لايخفى عليكم
فلعهم اعتمدوا على أثر صحيح عن أحد السلف
والله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 06 - 04, 01:44 ص]ـ
وفي تاريخ البخاري في ترجمة أحدهم: وكانوا لا يشكّون في أنه من الأبدال.
والكلام من ذاكرتي.
وعموماً فالخبر الموقوف الذي رواه صفوان الأموي عن علي، رجاله ثقات، وليس له علة إلا الإرسال، فإنه لم يشهد صفين مع علي.
ـ[أبو تقي]ــــــــ[27 - 06 - 04, 11:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا الشيخ الفاضل أبو محمد على هذا الموضوع القيم.
وهذه تكملة لمداخلة الاخ الكريم ابن وهب.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ترجمة أسد بن عيسى: كان من عباد أهل الشام قال مكحول البيروتي عن داود بن جميل ما كانوا يشكون أنه من الأبدال
وقال في ترجمة أحمد بن محمد بن مسروق أبو العباس: كان كبير الشان يعد من الأبدال
..
و قال يحيى بن إسحاق: حدثنا عبد العزيز بن مسلم، و كان من الأبدال،،،
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ابن وهب
فلعهم اعتمدوا على أثر صحيح عن أحد السلف
او لعل الحديث بمجموع طرقه يرتفع الى الحسن عندهم ويحتج به!
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[27 - 06 - 04, 12:05 م]ـ
وببحث سريع في الألفية للتراث وجدت الحافظ ابن حجر ذكر في التهذيب أن فلانا من الأبدال في 38 موضع
والحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء ذكرها في 41 موضع
و 13 مرة في الكاشف
ومرة واحدة في التاريخ الكبير للبخاري
وغيرهم كثير جدا في عبارات السلف.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 06 - 04, 12:42 م]ـ
فائدة
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى المجلد الحادي عشر
، وكذا كل حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة [الأولياء] و [الأبدال] و [النقباء] و [النجباء] و [الأوتاد] و [الأقطاب] مثل أربعة أو سبعة أو اثنى عشر أو أربعين أو سبعين أو ثلاثمائة وثلاثة عشر، أو القطب الواحد، فليس في ذلك شىء صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينطق السلف بشىء من هذه الألفاظ إلا بلفظ [الأبدال].
وروى فيهم حديث: أنهم أربعون رجلًا وأنهم بالشام، وهو في المسند من حديث على رضى الله عنه. وهو حديث منقطع ليس بثابت،
¥(41/97)
ومعلوم أن عليًا ومن معه من الصحابة كانوا أفضل من معاوية ومن معه بالشام، فلا يكون أفضل الناس في عسكر معاوية دون عسكر على، وقد أخرجا في الصحيحين عن أبى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (تمرق مارقة من الدين على حين فرقة من المسلمين يقتلهم أولى الطائفتين بالحق) وهؤلاء المارقون هم الخوارج الحرورية الذين مرقوا لما حصلت الفرقة بين المسلمين في خلافة على، فقتلهم على بن أبى طالب وأصحابه،
فدل هذا الحديث الصحيح على أن علي /بن أبى طالب أولى بالحق من معاوية وأصحابه، وكيف يكون الأبدال في أدنى العسكرين دون أعلاهما؟
وقال
سئل شيخ الإسلام عن الحديث المروي في الأبدال: هل هو صحيح أم مقطوع؟ وهل (الأبدال) مخصوصون بالشام؟ أم حيث تكون شعائر الإسلام قائمة بالكتاب والسنة يكون بها الأبدال بالشام وغيره من الأقاليم؟ وهل صحيح أن الولي يكون قاعدًا في جماعة ويغيب جسده؟
وما قول السادة العلماء في هذه الأسماء التي تسمى بها أقوام من المنسوبين إلى الدين والفضيلة، ويقولون: هذا غوث الأغواث، وهذا قطب الأقطاب، وهذا قطب العالم، وهذا القطب الكبير، وهذا خاتم الأولياء؟
فأجاب:
أما الأسماء الدائرة على ألسنة كثير من النساك والعامة مثل [الغوث] الذي بمكة، و [
الأوتاد الأربعة] و [الأقطاب السبعة] و [الأبدال الأربعين] و [النجباء الثلاثمائة]: فهذه أسماء ليست موجودة في كتاب الله تعالى؛ ولا هي أيضًا مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح، ولا ضعيف يحمل عليه ألفاظ الأبدال.
/فقد روي فيهم حديث شامي منقطع الإسناد عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن فيهم ـ يعني أهل الشام ـ الأبدال أربعين رجلا، كلما مات رجل أبدل الله تعالى مكانه رجلا)، ولا توجد هذه الأسماء في كلام السلف، كما هي على هذا الترتيب. ولا هي مأثورة على هذا الترتيب والمعاني عن المشائخ المقبولين عند الأمة قبولًا عامًا، وإنما توجد على هذه الصورة عن بعض المتوسطين من المشائخ، وقد قالها إما آثرًا لها عن غيره أو ذاكرًا.
وهذا الجنس ونحوه من علم الدين قد التبس عند أكثر المتأخرين حقه بباطله، فصار فيه من الحق ما يوجب قبوله، ومن الباطل ما يوجب رده، وصار كثير من الناس على طرفي نقيض.
قوم كذبوا به كله لما وجدوا فيه من الباطل.
وقوم صدقوا به كله لما وجدوا فيه من الحق، وإنما الصواب التصديق بالحق والتكذيب بالباطل، وهذا تحقيق لما أخبر به النبي عليه السلام عن ركوب هذه الأمة سنن من قبلها حذو القذة بالقذة.
فإن أهل الكتابين لبسوا الحق بالباطل، وهذا هو التبديل /والتحريف الذي وقع في دينهم، ولهذا يتغير الدين بالتبديل تارة، وبالنسخ أخرى، وهذا الدين لا ينسخ أبدًا لكن يكون فيه من يدخل من التحريف والتبديل والكذب والكتمان ما يلبس به الحق بالباطل، ولا بد أن يقيم الله فيه من تقوم به الحجة خلفًا عن الرسل، فينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، فيحق الله الحق ويبطل الباطل ولو كره المشركون.
فالكتب المنزلة من السماء، والأثارة من العلم المأثورة عن خاتم الأنبياء، يميز الله بها الحق من الباطل، ويحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، وبذلك يتبين أن هذه الأسماء على هذا العدد، والترتيب والطبقات ليست حقًا في كل زمان، بل يجب القطع بأن هذا على عمومه وإطلاقه باطل، فإن المؤمنين يقلون تارة ويكثرون أخرى، ويقل فيهم السابقون المقربون تارة، ويكثرون أخرى، وينتقلون في الأمكنة، وليس من شرط أولياء الله أهل الإيمان والتقوى ومن يدخل فيهم من السابقين المقربين لزوم مكان واحد في جميع الأزمنة، وليس من شرط أولياء الله أهل الإيمان والتقوى ومن يدخل فيهم من السابقين المقربين تعيين العدد.
¥(41/98)
وقد بعث الله رسوله بالحق وآمن معه بمكة نفر قليل كانوا أقل من سبعة، ثم أقل من أربعين، ثم أقل من سبعين، ثم أقل من /ثلاثمائة فيعلم أنه لم يكن فيهم هذه الأعداد، ومن الممتنع أن يكون ذلك في الكفار. ثم هاجر هو وأصحابه إلى المدينة، وكانت هي دار الهجرة والسنة والنصرة، ومستقر النبوة وموضع خلافة النبوة، وبها انعقدت بيعة الخلفاء الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وإن كان قد خرج منها بعد أن بويع فيها، ومن الممتنع أنه قد كان بمكة في زمنهم من يكون أفضل منهم.
ثم إن الإسلام انتشر في مشارق الأرض ومغاربها، وكان في المؤمنين في كل وقت من أولياء الله المتقين، بل من الصديقين السابقين المقربين عدد لا يحصى عدده إلا رب العالمين، لا يحصرون بثلاثمائة ولا بثلاثة آلاف، ولما انقرضت القرون الثلاثة الفاضلة كان في القرون الخالية من أولياء الله المتقين، بل من السابقين المقربين من لا يعرف عدده، وليسوا بمحصورين بعدد ولا محدودين بأمد، وكل من جعل لهم عددًا محصورًا فهو من المبطلين عمدًا أو خطأ، فنسأله من كان القطب والثلاثة إلى سبعمائة، في زمن آدم ونوح وإبراهيم، وقبل محمد عليهم الصلاة والسلام في الفترة حين كان عامة الناس كفرة؟! قال الله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا} [النحل: 120] أي كان مؤمنًا وحده وكان الناس كفارًا جميعًا، وفي صحيح البخاري أنه قال لسارة: ليس على الأرض اليوم مؤمن غيري وغيرك، وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا
مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [الجمعة: 2].
وإن زعموا أنهم كانوا بعد رسولنا عليه السلام نسألهم في أي زمان كانوا؟ ومن أول هؤلاء؟ وبأية آية؟ وبأي حديث مشهور في الكتب الستة؟ وبأي إجماع متواتر من القرون الثلاثة ثبت وجود هؤلاء بهذه الأعداد حتى نعتقده؟ لأن العقائد لا تعقد إلامن هذه الأدلة الثلاثة، ومن البرهان العقلي {قٍلً هّاتٍوا بٍرًهّانّكٍمً إن كٍنتٍمً صّادٌقٌينّ} [البقرة: 111]، فإن لم يأتوا بهذه الأدلة الأربعة الشرعية فهم الكاذبون بلا ريب، فلا نعتقد أكاذيبهم.
ويلزم منه أن يرزق الله سبحانه وتعالى الكفار وينصرهم على عدوهم بالذات بلا واسطة، ويرزق المؤمنين وينصرهم بواسطة المخلوقات، والتعظيم في عدم الواسطة، كروح الله، وناقة الله، تدبر ولا تتحير، واحفظ القاعدة حفظًا.
/فأما لفظ الغوث والغياث) فلا يستحقه إلا الله فهو غياث المستغيثين، فلا يجوز لأحد الاستغاثة بغيره، لا بملك مقرب ولا نبي مرسل.
ومن زعم أن أهل الأرض يرفعون حوائجهم التي يطلبون بها /كشف الضر عنهم، ونزول الرحمة إلى الثلاثمائة، والثلاثمائة إلى السبعين، والسبعون إلى الأربعين، والأربعون إلى السبعة، والسبعة إلى الأربعة، والأربعة إلى الغوث، فهو كاذب ضال مشرك، فقد كان المشركون كما أخبر الله تعالى عنهم بقوله: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ} [الإسراء: 67]، وقال سبحانه وتعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل: 62].
فكيف يكون المؤمنون يرفعون إليه حوائجهم بعده بوسائط من الحجاب؟ وهو القائل تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]، وقال إبراهيم عليه السلام داعيًا لأهل مكة: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفي عَلَى اللّهِ مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء} [إبراهيم: 37
¥(41/99)
: 39].
وقال النبي عليه السلام لأصحابه لما رفعوا أصواتهم بالذكر: (أيها الناس، ارْبَعُوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا وإنما تدعون /سميعًا قريبًا، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته) وهذا باب واسع.
وقد علم المسلمون كلهم أنه لم يكن عامة المسلمين ولا مشايخهم المعروفون يرفعون إلى الله حوائجهم، لا ظاهرًا ولا باطنًا بهذه الوسائط والحجاب، فتعالى الله عن تشبيهه بالمخلوقين من الملوك وسائر ما يقوله الظالمون علوًا كبيرًا، وهذا من جنس دعوى الرافضة أنه لابد في كل زمان من إمام معصوم يكون حجة الله على المكلفين لا يتم الإيمان إلا به، ثم مع هذا يقولون: إنه كان صبيًا دخل السرداب من أكثر من أربعمائة وأربعين سنة، ولا يعرف له عين ولا أثر، ولا يدرك له حس ولا خبر.
وهؤلاء الذين يدعون هذه المراتب فيهم مضاهاة للرافضة من بعض الوجوه، بل هذا الترتيب والأعداد تشبه من بعض الوجوه ترتيب الإسماعيلية، والنصيرية، ونحوه في السابق والتالي والناطق، والأساس والجسد وغير ذلك من الترتيب، الذي ما نزل الله به من سلطان.
/وأما الأوتاد: فقد يوجد في كلام البعض أنه يقول: فلان من الأوتاد، يعني بذلك أن الله تعالى يثبت به الإيمان، والدين في قلوب من يهديهم الله به، كما يثبت الأرض بأوتادها، وهذا المعنى ثابت لكل من كان بهذه الصفة من العلماء، فكل من حصل به تثبيت العلم والإيمان في جمهور الناس كان بمنزلة الأوتاد العظيمة، والجبال الكبيرة، ومن كان بدونه كان بحسبه، وليس ذلك محصورًا في أربعة ولا أقل ولا أكثر، بل جعل هؤلاء أربعة مضاهاة بقول المنجمين في أوتاد الأرض.
وأما القطب: فيوجد أيضًا في كلامهم فلان من الأقطاب، أو فلان قطب، فكل من دار عليه أمر من أمور الدين أو الدنيا، باطنًا أو ظاهرًا فهو قطب ذلك الأمر ومداره، سواء كان الدائر عليه أمر داره أو دربه، أو قريته أو مدينته، أمر دينها أو دنياها، باطنًا أو ظاهرًا، ولا اختصاص لهذا المعنى بسبعة ولا أقل ولا أكثر، لكن الممدوح من ذلك من كان مدارًا لصلاح الدنيا والدين دون مجرد صلاح الدنيا، فهذا هو القطب في عرفهم، فقد يتفق في بعض الأعصار أن يكون شخص أفضل أهل عصره، وقد يتفق في عصر آخر أن يتكافأ اثنان أو ثلاثة في الفضل عند الله سواء، ولا يجب أن يكون في كل زمان شخص واحد هوأفضل الخلق عند الله مطلقًا.
/وكذلك لفظ [البدل] جاء في كلام كثير منهم، فأما الحديث المرفوع فالأشبه أنه ليس من كلام النبي عليه السلام، فإن الإيمان كان بالحجاز وباليمن قبل فتوح الشام، وكانت الشام والعراق دار كفر، ثم لما كان في خلافة علي ـ رضي الله عنه ـ قد ثبت عنه ـ عليه السلام ـ أنه قال: (تمرق مارقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق) فكان علي وأصحابه أولى بالحق ممن قاتلهم من أهل الشام، ومعلوم أن الذين كانوا مع علي ـ رضي الله عنه ـ من الصحابة مثل عمار بن ياسر، وسهل بن حنيف ونحوهما، كانوا أفضل من الذين كانوا مع معاوية، وإن كان سعد بن أبي وقاص ونحوه من القاعدين أفضل ممن كان معهما، فكيف يعتقد مع هذا أن الأبدال جميعهم الذين هم أفضل الخلق كانوا في أهل الشام؟! هذا باطل قطعًا، وإن كان قد ورد في الشام وأهله فضائل معروفة فقد جعل الله لكل شىء قدرًا.
والكلام يجب أن يكون بالعلم والقسط، فمن تكلم في الدين بغيرعلم دخل في قوله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: 36]، وفي قوله تعالى: {وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33] ومن تكلم بقسط وعدل دخل في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ} [النساء: 135]، وفي قوله تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ} [الأنعام: 152]، وفي قوله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [الحديد: 25].
¥(41/100)
والذين تكلموا باسم البدل فسروه بمعان: منها أنهم أبدال الأنبياء /ومنها أنه كلما مات منهم رجل أبدل الله تعالى مكانه رجلًا، ومنها أنهم أبدلوا السيئات من أخلاقهم وأعمالهم وعقائدهم بحسنات، وهذه الصفات كلها لا تختص بأربعين ولا بأقل ولا بأكثر، ولا تحصر بأهل بقعة من الأرض، وبهذا التحرير يظهر المعنى في اسم (النجباء).
فالغرض أن هذه الأسماء تارة تفسر بمعان باطلة بالكتاب والسنة وإجماع السلف، مثل تفسير بعضهم [الغوث] هو الذي يغيث الله به أهل الأرض في رزقهم ونصرهم، فإن هذا نظير ما تقوله النصارى في الباب وهو معدوم العين والأثر شبيه بحال المنتظر الذي دخل السرداب من نحو أربعمائة وأربعين سنة.
وكذلك من فسر [الأربعين الأبدال] بأن الناس إنما ينصرون ويرزقون بهم فذلك باطل، بل النصر والرزق يحصل بأسباب من آكدها دعاء المؤمنين، وصلاتهم وإخلاصهم، ولايتقيد ذلك لا بأربعين ولا بأقل ولا بأكثر، كما جاء في الحديث المعروف أن سعد بن أبي وقاص قال: يا رسول الله، الرجل يكون حامية القوم، أيسهم له مثل ما يسهم لأضعفهم؟ فقال: (ياسعد، وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم بدعائهم وصلاتهم وإخلاصهم).
وقد يكون للرزق والنصر أسباب أخر؛ فإن الفجار والكفار /أيضًا يرزقون وينصرون، وقد يجدب الأرض على المؤمنين ويخيفهم من عدوهم لينيبوا إليه ويتوبوا من ذنوبهم، فيجمع لهم بين غفران الذنوب وتفريج الكروب، وقد يملي للكفار ويرسل السماء عليهم مدرارًا، ويمددهم بأموال وبنين ويستدرجهم من حيث لا يعلمون. إما ليأخذهم في الدنيا أخذ عزيز مقتدر، وإما ليضعف عليهم العذاب في الآخرة، فليس كل إنعام كرامة، ولا كل امتحان عقوبة، قال الله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ كَلَّا} [الفجر: 15: 17].
وليس في أولياء الله المتقين، ولا عباد الله المخلصين الصالحين، ولا أنبيائه المرسلين، من كان غائب الجسد دائمًا عن أبصار الناس، بل هذا من جنس قول القائلين: إن عليًا في السحاب، وإن محمد ابن الحنفية في جبال رضوى، وإن محمد بن الحسن بسرداب سامري، وإن الحاكم بجبل مصر، وإن الأبدال الأربعين رجال الغيب بجبل لبنان، فكل هذا ونحوه من قول أهل الإفك والبهتان، نعم قد تخرق العادة في حق الشخص، فيغيب تارة عن أبصار الناس إما لدفع عدو عنه، وإما لغير ذلك، وأما أنه يكون هكذا طول عمره فباطل، نعم يكون نور قلبه وهدى فؤاده وما فيه من أسرار الله تعالى وأمانته وأنواره، ومعرفته غيبًا عن أعين الناس، ويكون صلاحه وولايته غيبًا عن /أكثر الناس، فهذا هو الواقع، وأسرار الحق بينه وبين أوليائه، وأكثر الناس لا يعلمون، وقد بينا بطلان اسم الغوث مطلقًا، واندرج في ذلك غوث العجم ومكة والغوث السابع.
وكذلك لفظ (خاتم الأولياء) لفظ باطل لا أصل له، وأول من ذكره محمد بن علي الحكيم الترمذي، وقد انتحله طائفة كل منهم يدعى أنه خاتم الأولياء: كابن حمويه وابن عربي وبعض الشيوخ الضالين بدمشق وغيرها، وكل منهم يدعي أنه أفضل من النبي عليه السلام من بعض الوجوه، إلى غير ذلك من الكفر والبهتان، وكل ذلك طمعًا في رياسة خاتم الأولياء لما فاتتهم رياسة خاتم الأنبياء، وقد غلطوا فإن خاتم الأنبياء إنما كان أفضلهم للأدلة الدالة على ذلك، وليس كذلك خاتم الأولياء، فإن أفضل أولياء هذه الأمة السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر رضي الله عنه، ثم عمر رضي الله عنه، ثم عثمان رضي الله عنه، ثم علي رضي الله عنه، وخير قرونها القرن الذي بعث فيه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، وخاتم الأولياء في الحقيقة آخر مؤمن تقي يكون في الناس، وليس ذلك بخير الأولياء، ولا أفضلهم بل خيرهم وأفضلهم أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، ثم عمر: اللذان ما طلعت شمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل منهما.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[28 - 06 - 04, 04:26 ص]ـ
الحمد لله الواقى من اتقاه. الهادى من استهداه. والصلاة الزاكية على محمدٍ أكرم خلق الله. وآله وصحبه ومن والاه.
الأخوة الفضلاء.
¥(41/101)
أحسن الله مثوبتكم. وتولى رعايتكم. وايَّدكم بالحق. وأيَّد الحقَّ بكم. وبعد ...
الذى ندين الله به، ونعتقده واجباً لازما، بعد قيام الدلالة بمقتضى ما بيناه من بطلان الأحاديث الآنفة الذكر، أن هذه الألفاظ ((الأبدال)) و ((الأوتاد)) و ((الأقطاب)) و ((الغوث الفرد))، وغيرها مما تتهوعها قلوب المؤمنين الموقنين، لم تكن تدور قطعاً على ألسنة الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولم ترد بها أحاديث صحاح تؤكد صحة مدلولاتها، على مقتضى كلام مَنْ أكثرَ استعمالها، ولهجَ بذكرِها، وأجراها على وفق قوانين وقواعد مبتدعة، ضاهت عند بعضهم الشرك الأكبر، وأكثرُهم من المنتمين إلى الشيعة، والرافضة، والصوفية.
وما اُستعمل منها على ألسنة أكابر أئمة السنة والجماعة، كالإمام ابن المبارك والأوزاعى والشافعى وأحمد وابن معين والبخارى وغيرهم من رفعاء أهل السنة، وخاصةً لفظ ((الأبدال))، فمحمول على معانٍ محمودة، ومدائح جائزة. وربما وقع الاشتباه فى دلالات هذه الألفاظ، من جهة المعهود الذهنى لمعانيها عند المخالفين من أهل الطوائف المبتدعة، كالشيعة الباطنية، والصوفية الإتحادية. وأما مع المجانبة والحذر من مشابهتهم، فلا مشاحة فى استعمال هذه الألفاظ حبنئذٍ، على المعانى الجائزة مما تبيحه أدلة الكتاب والسنة.
فلا يظن أحدٌ أن قول الإمام الحجة أبى عبد الله الشافعى عن شيخه يحيى بن سليم الطائفى: كنا نعده من الأبدال، أنَّه يعنى أن شيخه الطائفى أحد الأربعين أشباه إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ، الذين كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللهُ تَعَالَى مَكَانَهُ رَجُلاً، ولا يعنى أن شيخه أحد من يستغاث بهم، ويستنزل بهم القطر والرزق. وهذا مما لا ينبغى الإسهاب فى بيان بطلان اعتقاده، وحمل كلام أئمتنا عليه.
ألا تراهم يقولون فى المديح ما لا يسعهم فعله، فضلاً عن اعتقاده، كقولهم ((فلان كعبة المحتاج لا كعبة الحُجَّاج، ومَشْعَر الكرم لا مشعر الحَرَم، ومِنَى الضيف لا مِنَى الخَيْف، وقِبْلَة الصِّلاتِ لا قِبْلَة الصَّلاة))، وهذا كثير دائر على ألسنة الأدباء الأبيناء البلغاء من أهل السنة. وعليه فقولهم عن رجل ((فلان من الأبدال))، محمول على معانٍ من الثناء والمديح والمحامد الجائزة، مما لا مساس معها بالمحظورات العقائدية. وما كان منها على خلاف هذه الدلالة، فمردود على قائله أو متأوله، فمن ذلك قول شهاب بن معمر البلخى عن الإمام حماد بن سلمة: كان يُعد من الأبدال، تزوج سبعين امرأة فلم يولد له. ألا ترى أن مسحة الصوفية قد أذهبت رونق المدح والثناء، فأحالت المدح قدحاُ، والثناء هجاءاً. وقارن ذلك بقول ابن المبارك عنه: ما رأيت أحداً أشبه بمسالك الأوائل من حماد بن سلمة، تجد بينهما بوناً شاسعاً، تستلطف معه كلام ابن المبارك، وتلقى إليه سمعك، بينما تستغرب ما صدر عن البلخى.
فإذا وضحت هذه اللمعة، فلنذكر طرفاً من الاستعمالات الجائرة لهذه الألفاظ عند الصوفية.
فهذا الشيخ عبد الرؤوف المناوى يوضح حقيقة البَدَل على اعتقادهم، فيقول فى ((فيض القدير)): ((وإذا رحل البدلُ عن موضعٍ ترك بدله فيه حقيقة روحانية؛ يجتمع إليها أرواح أهل ذلك الموطن الذي رحل عنه هذا الولي، فإن ظهر شوقٌ من أناس ذلك الموطن شديد لهذا الشخص، تجسدت لهم تلك الحقيقة الروحانية التي تركها بدلُه، فكلمتهم، وكلموها، وهو غائب عنهم، وقد يكون هذا من غير البدل، لكن الفرق بينهما أن البدل يرحلُ ويعلمُ أنه ترك غيره، وغيرُ البدل لا يعرفُ ذلك وإن تركه)).
ولا أظنك وأنت تقرأ هذا الغثاء، إلا تعوذت بالله من هذه الأباطيل، وقلت مسارعاً ((كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً))، ودعوت عائذاً ((رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ. وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ)).
¥(41/102)
وها هو يقول ما تقشعر منها الجلود، وتشمئز منه الأفئدة: ((الأَبدال ـ بفتح الهمزة ـ جمع بَدَل بفتحتين، خصهم الله تعالى بصفات: منها أنهم ساكنون إلى الله بلا حركة، ومنها حسن أخلاقهم في هذه الأمة، (ثلاثون رجلا) قيل سموا أبدالا، لأنهم إذا غابوا تبدل في محلهم صور روحانية تخلفهم، (قلوبهم على قلب إبراهيم) خليل الرحمن عليه السلام، أي انفتح لهم طريق إلى الله تعالى على طريق إبراهيم عليه السلام، وفي رواية (قلوبهم على قلب رجل واحد) قال الحكيم الترمذى: إنما صارت هكذا، لأن القلوب لهت عن كل شيء سواه، فتعلقت بتعلق واحد، فهي كقلب واحد. قال في ((الفتوحات)): قوله هنا (على قلب إبراهيم)، وقوله في خبر آخر (على قلب آدم)، وكذا قوله (على قلب شخص من أكابر البشر أو من الملائكة) معناه: أنهم يتقلبون في المعارف الإلهية بقلب ذلك الشخص، إذ كانت واردات العلوم الإلهية إنما ترد على القلوب، فكل علم يرد على قلب ذلك الكبير من ملك أو رسول، يرد على هذه القلوب التي هي على قلبه، وربما يقول بعضهم: فلان على قدم فلان، ومعناه ما ذكر. وقال القيصري الرومي عن العارف ابن عربي: إنما قال (على قلب إبراهيم عليه السلام) لأن الولاية مطلقة ومقيدة، والمطلقة هي الولاية الكلية التي جميع الولايات الجزئية أفرادها، والمقيدة تلك الأفراد، وكل من الجزئية والكلية تطلب ظهورها، والأنبياء قد ظهر في هذه الأمة جميع ولاياتهم على سبيل الإرث منهم، فلهذا قال هنا (على قلب إبراهيم عليه السلام)، وفي حديث آخر (على قلب موسى عليه السلام)، وفلان، وفلان، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم صاحب الولاية الكلية من حيث أنه صاحب دائرة الولاية الكلية، لأن باطن تلك النبوية الكلية الولاية المطلقة الكلية، ولما كان لولاية كل من الأنبياء في هذه الأمة مظهراً، كان من ظرائف الأنبياء أن يكون في هذه الأمة من هو على قلب واحد من الأنبياء. (كلما مات رجل) منهم، (أبدل الله مكانه رجلا) فلذلك سموا أبدالا، أو لأنهم أبدلوا أخلاقهم السيئة وراضوا أنفسهم حتى صارت محاسن أخلاقهم حلية أعمالهم.
وظاهر كلام أهل الحقيقة؛ أن الثلاثين مراتبهم مختلفة. قال العارف المرسي: جُلْتُ في الملكوت، فرأيت أبا مدين معلقا بساق العرش، رجل أشقر أزرق العين، فقلت له: ما علومك ومقامك؟، قال: علومي أحد وسبعين علما، ومقامي رابع الخلفاء، ورأس الأبدال السبعة، قلت: فالشاذلي!، قال: ذاك بحر لا يحاط به. قال العارف المرسي: كنت جالسا بين يدي أستاذي الشاذلي، فدخل عليه جماعة، فقال: هؤلاء أبدال، فنظرت ببصيرتي، فلم أرهم أبدال، فتحيرت، فقال الشيخ: من بدلت سيئاته حسنات، فهو بدل، فعلمت أنه أول مراتب البدلية. وأخرج ابن عساكر أن ابن المثنى سأل أحمد بن حنبل: ما تقول في بشر الحافي بن الحارث؟، قال: رابع سبعة من الأبدال)) اهـ بنصه من غير تحريف ولا تصرف.
وألقِ سمعك هذه الخرافة المأثورة عن شيخِهم الأكْبر، ذى المآثر التى تخبلُ العقول وتَبْهَر ـ أعنى ابن عربى الحاتمى ـ حيث يقول عن نفسه ((الأوتاد الذين يحفظ الله بهم العالم أربعة فقط، وهم أخص من الأبدال، والإمامان أخص منهم، والقطب أخص الجماعة. ولكل وتد من الأوتاد الأربعة ركن من أركان البيت، ويكون على قلب نبي من الأنبياء، فالذى على قلب عيسى له اليماني، والذي على قلب آدم له الركن الشامي، والذي على قلب إبراهيم له العراقي، والذي على قلب محمد له ركن الحجر الأسود، وهو لنا ـ يعنى نفسه ـ)) كذا حكاه المناوى عنه.
وكتب القوم طافحة بهذه التعبيرات الجائرة عن طريق الاستقامة، أعاذنا الله من الزيغ بعد الهداية.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[28 - 06 - 04, 11:46 ص]ـ
الحمد لله المعز لأوليائه. المذل لأعدائه. حمداً يوجب رضوانه. ويستوهب إحسانه. والصلاة والسلام على موضح آياته. ومبلِّغ كلماته. وبعد ...
(الثامن) حديث على بن أبى طالب
¥(41/103)
أخرجه الإمام أحمد (1/ 112) قال: حدثنا أبو المغيرة ثنا صفوان حدثني شريح يعني ابن عبيد قال ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب وهو بالعراق فقالوا: العنهم يا أمير المؤمنين، قَالَ: لا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((الأَبْدَالُ يَكُونُونَ بِالشَّامِ، وَهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلاً، كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللهُ مَكَانَهُ رَجُلاً، يُسْقَى بِهِمُ الْغَيْثُ وَيُنْتَصَرُ بِهِمْ عَلَى الأَعْدَاءِ، وَيُصْرَفُ عَنْ أَهْلِ الشَّامِ بِهِمُ الْعَذَابُ)).
أخرجه كذلك أحمد فى ((فضائل الصحابة)) (1727)، وابن عساكر (1/ 289)، والمقدسى ((المختارة)) (2/ 110/484) جميعا بهذا الإسناد مثله.
قلت: وهذا الإسناد منقطع، فإن شريح بن عبيد الشامى لم يسمع من على بن أبى طالب.
وقد روى بإسنادين آخرين مرفوعا:
(الأول)
أخرجه ابن أبى الدنيا ((الأولياء)) (8): نا أبو الحسين الواسطي خلف بن عيسى نا يعقوب بن محمد الزهري نا مجاشع بن عمرو عن ابن لهيعة عن ابن هبيرة عن عبد الله بن زرير عن علي قال: سألت رسول الله عن الأبدال، قال: ((هم ستون رجلا))، قلت: يا رسول الله جلهم لي؟، قال: ((ليسوا بالمتنطعين، ولا بالمبتدعين، ولا بالمتعمقين، لم ينالوا ما نالوا بكثرة صيام، ولا صلاة، ولا صدقة، ولكن بسخاء النفس وسلامة القلوب والنصيحه لأئمتهم، إنهم يا علي من أمتي أقل من الكبريت الاحمر)).
قلت: وهذا حديث كذب من وضع مجاشع بن عمرو، فإنه أحد الكذابين. قال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث على الثقات ويروي الموضوعات عن أقوام ثقات لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار للخواص.
(الثانى)
أخرجه الطبرانى ((الأوسط)) (4/ 176/3905)، وابن عساكر (1/ 334) من طريقين عن الوليد بن مسلم وزيد بن أبى الزرقاء عن ابن لهيعة نا عياش بن عباس القتبانى عن عبد الله بن زرير الغافقي عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((يكون في آخر الزمان فتنة يحصَّل فيها الناس كما يحصَّل الذهب في المعدن، فلا تسبوا أهل الشام ولكن سبُّوا شرارهم، فان فيهم الأبدال، يوشك أن يُرسل على أهل الشام سيب من السماء، فيغرق جماعتهم، حتى لو قاتلتهم الثعالب غلبتهم، فعند ذلك يخرج خارج من أهل بيتي في ثلاث رايات، المكثر يقول هم خمسة عشر ألفاً، والمقل يقول هم اثنا عشر ألفاً، أمارتهم: أمت أمت، يلقون سبع رايات، تحت كل راية منها رجل يطلب الملك، فيقتلهم الله جميعا، ويرد الله الى المسلمين ألفتهم ونعمتهم وقاصيهم ودانيهم)).
قلت: وهذا وهم وخطأ، إذ رواه ابن لهيعة حال اضطرابه واختلاطه، فخالف الثقات الأثبات. فقد رواه الحارث بن يزيد الحضرمى ـ أحد أثبات ثقات المصريين ـ عن عبد الله بن زرير عن على موقوفا، ولم يرفعه.
أخرجه ابن عساكر (1/ 335) من طريق أحمد بن منصور الرمادى نا عبد الله بن صالح حدثنى أبو شريح عبد الرحمن بن شريح المعافرى أنه سمع الحارث بن يزيد ثنى عبد الله بن زرير أنه سمع على بن أبى طالب يقول: لا تسبوا أهل الشام، فإن فيهم الأبدال.
وما صحَّ من أسانيده موقوفا على على بن أبى طالب، ليس فيه ذكر عددهم ولا أوصافهم، وهو بها أثبت وأصحَّ منه مرفوعا.
فقد أخرج ابن المبارك ((الجهاد)) (192) عن معمر عن الزهري قال أخبرني صفوان بن عبد الله بن صفوان أن رجلا قال يوم صفين: اللهم العن أهل الشام، فقال علي: لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا، فإن فيهم قوما كارهون لما ترون، وإن فيهم الأبدال.
وأخرجه الضياء ((المختارة)) (2/ 112) من طريق صالح بن كيسان عن الزهرى حدثني صفوان بن عبد الله بن صفوان أن عليا قام بصفين وأهل العراق يسبون أهل الشام فقال: فذكر نحوه.
والحديث يروى من غير وجهٍ عن على موقوفاً، والحديث موقوفا عن على بن أبى طالب أصح وأشهر.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 06 - 04, 02:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
قال شيخ الاسلام
¥(41/104)
(ومعلوم أن عليًا ومن معه من الصحابة كانوا أفضل من معاوية ومن معه بالشام، فلا يكون أفضل الناس في عسكر معاوية دون عسكر على، وقد أخرجا في الصحيحين عن أبى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (تمرق مارقة من الدين على حين فرقة من المسلمين يقتلهم أولى الطائفتين بالحق) وهؤلاء المارقون هم الخوارج الحرورية الذين مرقوا لما حصلت الفرقة بين المسلمين في خلافة على، فقتلهم على بن أبى طالب وأصحابه،
فدل هذا الحديث الصحيح على أن علي /بن أبى طالب أولى بالحق من معاوية وأصحابه، وكيف يكون الأبدال في أدنى العسكرين دون أعلاهما؟
)
انتهى
هذا مما قد ينازع فيه
بحديث الطائفة المنصورة
ـ[أبو تقي]ــــــــ[03 - 07 - 04, 10:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
نعم لا يظن احد ان قول الإمام الحجة أبى عبد الله الشافعى عن شيخه يحيى بن سليم الطائفى: كنا نعده من الأبدال، أنَّه يعنى أن شيخه من يستغاث بهم، ويستنزل بهم القطر والرزق أما القول بانه لا يريد من قوله هذا انه من الذين كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللهُ تَعَالَى مَكَانَهُ رَجُلاً، فهذا يحتاج الى دليل.
قال الرازي في مختار الصحاح:
* ب د ل، البديل، البدل و، بدل الشيء غيره يقال بدل و * بدل * كشبه وشبه ومثل ومثل و * أبدل * الشيء بغيره و * بدله * الله تعالى من الخوف أمنا و * تبديل * الشيء أيضا تغييره وإن لم يأت * ببدله * و * استبدل * الشيء بغيره و * تبدله * به إذا أخذه مكانه و * المبادلة التبادل * و * الأبدال * قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم إذا مات واحد منهم أبدل الله تعالى مكانه بآخر
========
وقال ابن منظور في لسان العرب:
والمبادلة: التبادُل. والأَصل في التبديل تغيير الشيء عن حاله، والأَصل في الإِبدال جعل شيء مكان شيء آخر
والأَبدال: قوم من الصالحين بهم يُقيم اللهُ الأَرض، أَربعون في الشام وثلاثون في سائر البلاد، لا يموت منهم أَحد إِلا قام مكانه آخر، فلذلك سُمُّوا أَبدالاً، وواحد الأَبدال العُبَّاد بِدْل وبَدَل؛ وقال ابن دريد: الواحد بَدِيل. وروى ابن شميل بسنده حديثاً عن علي، كرم الله وجهه، أَنه قال: الأَبدال بالشام، والنُّجَباء بمصر، والعصائب بالعراق؛ قال ابن شميل: الأَبدال خِيارٌ بَدَلٌ من خِيار، والعصائب عُصْبة وعصائب يجتمعون فيكون بينهم حرب؛ قال ابن السكيت: سمي المُبَرِّزون في الصلاح أَبدالاً لأَنهم أُبْدِلوا من السلف الصالح، قال: والأَبدال جمع بَدَل وبِدْل، وجَمْع بَدِيل بَدْلى، والأَبدال: الأَولياء والعُبَّاد، سُموا بذلك لأَنهم كلما مات منهم واحد أُبدل بآخر.
وقد روي عن كثير من أئمة الحديث قولهم فلان كان من الأبدال.
فهل يعرف للأبدال معنى غير هذا الذي ذكره الرازي وابن منظور؟ وما هو؟
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[04 - 07 - 04, 12:01 ص]ـ
وماذا عن كلام ابن تيمية في الابدال والاقطاب في المجلد الرابع من مجموع فتاوي ابن تيمية فانه قال بانهم موجودون هل من تعليق حتي وان اخطات في الاشارة
ـ[المقدادي]ــــــــ[31 - 12 - 05, 06:32 م]ـ
. وأخرج ابن عساكر أن ابن المثنى سأل أحمد بن حنبل: ما تقول في بشر الحافي بن الحارث؟، قال: رابع سبعة من الأبدال)) اهـ بنصه من غير تحريف ولا تصرف.
ً.
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم
هل تبحثون - جزاكم الله خيرا - في رواة هذا الخبر عن الامام احمد؟ و هل يصح عنه؟؟؟؟
و هذا سند ما ذكره ابن عساكر:
أخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق حدثنا علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني حدثنا القاسم بن الحسن بن جرير حدثنا محمد بن أبي عتاب عن محمد بن المثنى قال قلت لأحمد بن حنبل ما تقول في هذا الرجل فقال أي الرجال فقلت له بشر فقال سألتني عن رابع سبعة من الأبدال) عن تاريخ دمشق
و جزاكم الله خيرا
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[05 - 01 - 06, 12:59 ص]ـ
هناك جزء في أحاديث الأبدال و بيان صفتهم لأبي محمد السمرقندي صاحب بحر الأسانيد منه نسخة مخطوطة بدار الكتب المصرية، وكنت قد فكرت في نشرها محققة توضيحا لعدم ثبوت شيء في هذا الباب، و لكن خشيت أن يتكأ عليها أهل البدع.
ـ[محمدالنجار]ــــــــ[03 - 02 - 06, 01:55 ص]ـ
السلام عليكم
يا اخى لقد ذكر العلامة الالبانى فى ال سلسلة الضعيفه حديث الابدال اربعون فى الشام 000000
ثم قال ما ملخصه احاديث الابدال لا يصح منهاشىء
وهذه العبارة اذا اطلقت من عالم مثل الالبانى تؤخذ على عمومها والله أعلم
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[25 - 04 - 10, 07:30 م]ـ
بحث جميل توقعت ان اجده في هذا الملتقى
فقد كنت اقرا ترجمة حماد بن سلمة وقد ذكروا انه من الابدال بل ان ابن عدي قال ومن علامة الابدال ان لا يولد لهم قرات هذه الكلمة للعيني فلم استغربه لانه مخرف اما ان يقولها ناقد كابن عدي فشئ يدعو للاستغراب(41/105)
حديث لعن الحكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 06 - 04, 07:48 م]ـ
(9 ـ قال الشيخ // كل الأحاديث التي جاءت في لعن الحكم لا تصح كما قال ابن حجر، و البخاري أدخله في رجال الصحيح، و هذا كاف في إثبات عدالته ..
قال الشيخ ذلك ردا على الأخ الذي قال له: قد صحح الشيخ مقبل في " الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين " حديث ((لعن الحاكم و ما ولد))
)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=17331&pagenumber=3
انتهى
ابحث عن تخريج علمي موسع لحديث لعن الحكم
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[23 - 06 - 04, 12:50 ص]ـ
الأخ الفاضل الشيخ ابن وهب
منذ فترة بعيدة بحثت أحاديث لعن الحكم فوجدتها كما نقلتم - متكلم فيها جميعا ...
و قد كنت قرأت مقالا في المنتدى على عجل جرى فيه نزاع بين أعضاء المنتدى، و كان على أشده، فلم أستحب التعقيب فيه، خشية أن يجرني إلى مزيد من التعليق، و لما رأيت مشاركتك بادرت إلى كتابة رأيي الذي خلصت إليه بعد البحث، و هو:
أن تحديد الداخل في حديث ابن عمرو بأنه الحكم = الأظهر فيه الإدراج، و أنه من كلام الرواة، و لم يثبت تفسيره من الصحابي راوي الحديث.
و لا أذكر الآن ممن يمكن تعليق الإدراج به، و لعل بعض الباحثين هنا ينشط لبيانه.
أخي ابن وهب
رسالتي التي أرسلتها إليك على بريدك الخاص عن طريق بريد المنتدى.
ذلك أن بريدك بالمنتدى لا يستقبل رسائل لامتلاء خزانه:)
و اليوم حاولت أن أرسل لك ردا على رسالتك فلم أفلح.
فأرجو مراجعة بريدك الإلكتروني، فلعلك تجد الرسالة فيه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 06 - 04, 07:45 ص]ـ
فوائد حول الموضوع
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (12/ 11)
وقد وردت أحاديث في لعن الحكم والد مروان وما ولد أخرجها الطبراني وغيره غالبها فيه مقال وبعضها جيد
قال الشيخ عبدالله السعد
* فأما الحكم بن أبي العاص فثبت أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لعنه، فقد أخرج أحمد 2/ 163 قال: ثنا ابن نمير ثنا عثمان بن حكيم عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عبد الله بن عمرو قال: كنا جلوساً عند النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقد ذهب عمرو بن العاص يلبس ثيابه ليلحقني فقال صلى الله عليه وسلم ونحن عنده: " ليدخلن عليكم رجل لعين" فوالله ما زلت وجلاً أتشوّف داخلاً وخارجاً حتى دخل فلان – يعني الحكم.
وأخرجه البزار 1625 كما في كشف الأستار ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد ثنا ابن نمير به وعنده: الحكم بن أبي العاص. وقال: لا نعلم هذا بهذا اللفظ إلا عن عبد الله بن عمرو بهذا الإسناد. اهـ.
قلت: وهذا إسناد صحيح وقال الهيثمي 1/ 112: رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 318: من طريق عبد الواحد بن زياد ثنا عثمان بن حكيم ثنا شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو عن عبد الله بن عمرو به.
والأول أصح لأن ابن نمير أتقن من عبد الواحد بن زياد مع أن هذا الاختلاف لا يؤثر كثيراً على ثبوت الخبر لأن شعيباً صدوق وقد سمع من جده عبد الله بن عمرو.
ويظهر أن هذا الحديث جاء من طريق آخر فقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5/ 243 بنحوه ثم قال: رواه كله الطبراني (1) وحديثه مستقيم وفيه ضعف غير مبين وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره أيضاً في الموضع الأول 1/ 112 وقال الطبراني في الكبير: رجاله رجال الصحيح إلا أن فيه رجلاً لم يسم وذكره بلفظ آخر بنحو الأول وقال رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه أحمد 4/ 5 قال: ثنا عبد الرزاق ثنا ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: سمعت عبد الله بن الزبير وهو مستند إلى الكعبة وهو يقول: ورب هذه الكعبة لقد لعن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فلاناً وما ولد من صلبه.
وأخرجه البزار2197 وهو في كشف الأستار 1623 ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق به: لعن الحكم وما ولد له. قال البزار: لا نعلمه عن ابن الزبير إلا بهذا الإسناد، ورواه محمد بن فضيل أيضاً عن إسماعيل عن الشعبي عن ابن الزبير ثنا به علي بن المنذر.
وأخرجه الطبراني في الكبير 13/ 121 من طريق محمد بن فضيل وأحمد بن بشير وأبي مالك الجنبي كلهم عن إسماعيل به.
¥(41/106)
وأخرجه أيضاً 13/ 221: ثنا أحمد بن رشدين المصري ثنا يحيى بن سليمان الجعفي ثنا ابن فضيل عن ابن شبرمة عن الشعبي به، أخرجه أيضاً 13/ 118 ثنا الحسن بن العباس الرازي ثنا محمد بن حميد ثنا هارون بن المغيرة عن عمرو بن أبي قيس عن يزيد بن أبي زياد عن البهي عن ابن الزبير به بنحوه.
وقال الحاكم 4/ 481: ثنا ابن نصير الخلدي ثنا أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين ثنا إبراهيم بن منصور ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن سوقة عن الشعبي به قال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. اهـ.
قال الذهبي: الرشديني ضعفه ابن عدي.
قلت: أحمد بن رشدين مختلف فيه، والإسناد الأول صحيح وصححه الذهبي في تاريخ الإسلام: عهد الخلفاء الراشدين ص 368.
وجاء هذا الحديث من طرق أخرى: ينظر البزار1624 كشف الأستار، والمستدرك 1/ 481 ومجمع الزوائد 1/ 112 و 5/ 242 - 243 وتاريخ الإسلام في وفيات سنة 31هـ ص 366 – 368 لكن لا تخلو من كلام. فمثله مع ثبوت اللعن من الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - له يُشك في إسلامه فضلاً عن صحبته، قال ابن الأثير في أسد الغابة 2/ 34: وقد روي في لعنه ونفيه (1) أحاديث كثيرة لا حاجة إلى ذكرها إلا أن الأمر المقطوع به أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مع حلمه وإغضائه على ما يكرهه ما فعل ذلك الأمر إلا لأمر عظيم. اهـ.
قلت: ويؤيد ما قاله ابن الأثير أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يلعن أحداً من المنافقين بعينه – فيما أعلم – ولم ينف أحداً بعينه خارج المدينة إلا المخنثين عندما أمر بإخراجهم خارج المدينة فالله أعلم. ولذلك قال أبو محمد بن حزم في الأحكام 6/ 83: وكان بها (2) أيضاً من لا يرضى حاله كهيئة المخنّث الذي أمر عليه السلام بنفيه، والحكم الطريد وغيرهما، فليس هؤلاء ممن يقع عليهم اسم الصحابة.
وقد ذكر الهيثمي حديث لعنه تحت باب: منه في المنافقين كما في مجمع الزوائد 1/ 9 ولم يذكره البخاري في التاريخ الكبير مع الصحابة فيمن اسمه الحكم بل لم يذكره مطلقاً تحت هذا الاسم وعندما ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 120 لم ينص على أن له صحبة كما يفعل ذلك كثيراً فيمن كانت له صحبة وإنما نقل عن أبيه: أنه أسلم يوم الفتح وقدم على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فطرده من المدينة فنزل الطائف حتى قبض في خلافة عثمان. اهـ.
ونص آخرون على صحبته وهذا فيه نظر كما تقدم، ومن يستدل بهذا على أن الصحابة ليسوا كلهم عدول لا شك أنه مخطئ في هذا الخطأ البيّن.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...=&threadid=7945
وقال النسائي في التفسير
قال النسائي حدثنا علي بن الحسين حدثنا أمية بن خالد حدثنا شعبة عن محمد بن زياد قال لما بايع معاوية رضي الله عنه لابنه قال مروان سنة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقال عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما سنة هرقل وقيصر فقال مروان هذا الذي أنزل الله تعالى فيه (والذي قال لوالديه أف لكما) الآية فبلغ ذلك عائشة رضي الله عنها فقالت كذب مروان والله ماهو به ولوشئت أن أسمي الذي أنزلت فيه لسميته ولكن رسول الله لعن أبا مروان ومروان في صلبه فمروان فضض من لعنة الله
وأصل الحديث عند البخاري وغيره في تفسير قوله تعالى (والذي قال لوالديه أف لكما)
وقال الإمام البخاري في صحيحه
باب والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين)
[4550] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن يوسف بن ماهك قال كان مروان على الحجاز استعمله معاوية فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا فقال خذوه فدخل بيت عائشة فلم يقدروا فقال مروان إن هذا الذي أنزل الله فيه والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني فقالت عائشة من وراء الحجاب ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله أنزل عذري
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (8/ 577)
¥(41/107)
قوله باب والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج إلى قوله أساطير الأولين كذا لأبي ذر وساق غيره الآية إلى آخرها وأف قرأها الجمهور بالكسر لكن نونها نافع وحفص عن عاصم وقرا بن كثير وابن عامر وابن محيصن وهي رواية عن عاصم بفتح الفاء بغير تنوين
قوله عن يوسف بن ماهك بفتح الهاء وبكسرها ومعناه القمير تصغير القمر ويجوز صرفه وعدمه كما سيأتي قوله كان مروان على الحجاز أي أميرا على المدينة من قبل معاوية
وأخرج الإسماعيلي والنسائي من طريق محمد بن زياد هو الجمحي قال كان مروان عاملا على المدينة قوله استعمله معاوية فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له في رواية الإسماعيلي من الطريق المذكورة فأراد معاوية أن يستخلف يزيد يعني ابنه فكتب إلى مروان بذلك فجمع مروان الناس فخطبهم فذكر يزيد ودعا إلى بيعته وقال إن الله أرى أمير المؤمنين في يزيد رأيا حسنا وإن يستخلفه فقد استخلف أبو بكر وعمر قوله فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا قيل قال له بيننا وبينكم ثلاث مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ولم يعهدوا كذا قال بعض الشراح وقد اختصره فأفسده والذي في رواية الإسماعيلي فقال عبد الرحمن ما هي إلا هرقلية
وله من طريق شعبة عن محمد بن زياد فقال مروان سنة أبي بكر وعمر فقال عبد الرحمن سنة هرقل وقيصر
ولابن المنذر من هذا الوجه اجئتم بها هرقلية تبايعون لأبنائكم
ولأبي يعلى وابن أبي حاتم من طريق إسماعيل بن أبي خالد حدثني عبد الله المدني قال كنت في المسجد حين خطب مروان فقال أن الله قد رأى أمير المؤمنين رأيا حسنا في يزيد وإن يستخلفه فقد استخلف أبو بكر وعمر فقال عبد الرحمن هرقلية إن أبا بكر والله ما جعلها في أحد من ولده ولا في أهل بيته وما جعلها معاوية إلا كرامة لولده
قوله فقال خذوه فدخل بيت عائشة فلم يقدروا أي امتنعوا من الدخول خلفه إعظاما لعائشة
وفي رواية أبي يعلي فنزل مروان عن المنبر حتى أتى باب عائشة فجعل يكلمها وتكلمة ثم انصرف
قوله فقال مروان أن هذا الذي أنزل الله فيه في رواية أبي يعلى فقال مروان اسكت ألست الذي قال الله فيه فذكر الآية فقال عبد الرحمن ألست بن اللعين الذي لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
قوله
فقالت عائشة في رواية محمد بن زياد فقالت كذب مروان
قوله ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله انزل عذري أي الآية التي في سورة النور في قصة أهل الإفك وبراءتها مما رموها به
وفي رواية الإسماعيلي فقالت عائشة كذب والله ما نزلت فيه وفي رواية له والله ما أنزلت إلا في فلان بن فلان الفلاني
وفي رواية له لو شئت أن أسميه لسميته ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أبا مروان ومروان في صلبه) انتهى.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 06 - 04, 06:30 م]ـ
بارك الله فيكما
أحسب القول بالادراج غير صحيح لما سأبينه
وان الصواب ان هذا في الحديث
بقي الكلام على الحديث واختلاف الفاظه
ولهذا طلبت التخريج الموسع
لعل أصح اسناد له هو
(وأخرجه أحمد 4/ 5 قال: ثنا عبد الرزاق ثنا ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: سمعت عبد الله بن الزبير وهو مستند إلى الكعبة وهو يقول: ورب هذه الكعبة لقد لعن رسول الله فلاناً وما ولد من صلبه.)
انتهى
وهذا اسناد صحيح على شرط الشخين كما يظهر الا انه له علة
السبب
عدم اخراج البخاري ومسلم لهذا الحديث مع انه في الظاهر على شرطهما
فهذا يدل على ان له علة خفية
وهذه العلل يلجأ اليها العلماء في مثل هذه الاحاديث فلا تعمم
ولعلي اذكر ما قد يحتمل ان يكون على لهذا الحديث
الحديث رواه عبدالرزاق عن سفيان
اول علة تتبادر الى الذهن
الكلام في عبد الرزاق وقد حدث باحاديث بعد ان عمي
وهذه العلة باطلة هنا لانه الامام احمد سمع منه قبل ذلك
وعبدالرزاق لم يكن يحدث بالاحاديث الرديئة لمثل الامام احمد
العلة الثانية
ان عبدالرزاق متشيع ولبعض اهل العلم مذهب في رد حديث المبتدع اذا كان في الحديث ما يؤيد بدعته
وسيأتي الكلام على ذلك
وهذا الحديث مما يؤيد بدعة التشيع
العلة الثالثة
سفيان قد اتهم بالتدليس
وقد جاء في بعض الكتب
(وهذا يفيد أن ابن عيينة أحياناً يدلس عن الضعفاء وإن كان الغالب عليه لا يدلس إلا عن الثقات.)
انتهى
وهذه العلة يذكرها العلماء في مثل هذه الاحاديث
كما سيأتي
العلة الرابعة
¥(41/108)
لاندري هل رواه عن سفيان غير عبدالرزاق
وهذا قد يوجب التوقف
العلة الخامسة
طبعا هذا كله قد ينفع في هذا الحديث ولكن الحديث قد روي من غير طريق سفيان عن اسماعيل
فيأتي الكلام في اسماعيل
حسب ما اذكر ان الجوزجاني ذكره في احوال الرجال ضمن كلام له
وفيه نسبته الى التشيع
اكتب هذا من الذاكرة
ولاادري هل انا واهم في ذلك او لا
فان كان كذلك فالكلام فيه كما في العلة الثانية
ولكن هذا لو ثبت فان اسماعيل غير مشهور بالتشيع بل نص الذهبي على انه لم يتهم بالتشيع
وحتى لو ذكر عنه تشيع فهو تشيع خفيف
فلايمكن رد حديثه كما في العلة الثانية
العلة السادسة
وهي علة خفية
في جامع التحصيل
(وفي جامع التحصيل
(35] إسماعيل بن أبي خالد الكوفي أحد الكبار تقدم ذكره فيمن كان يدلس قال بن المديني رأى أنس بن مالك ولم يسمع منه ولم يرو عن أبي وائل شيئا ولم يسمع من إبراهيم التيمي وقال بن أبي حاتم سألت أبي هل سمع إسماعيل بن أبي خالد من أبي ظبيان قال لا أعلمه وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين لم يسمع من أبي ظبيان وروى أبو معاوية عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال قالت عائشة رضي الله عنها وددت أني ثكلت عشرة الحديث قال يحيى بن معين هذا خطأ من أبي معاوية إنما هو إسماعيل عن رجل آخر غير قيس وقال يحيى القطان سألت إسماعيل بن أبي خالد عن حديث رواه عنه بن أبي عروبة عن الشعبي عن بن عباس رضي الله عنهما أربع ليس عليهن جناية فقال ليس من حديثي وذكر عند يحيى بن سعيد القطان شيء يروى عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي أن المغيرة بن شعبة لما شهد عليه الثلاثة الحديث فقال يحيى ليس بصحيح وذكر عنده قول الشعبي في الجراحات أخماس فقال يحيى كان معي فلم يصححه إسماعيل وذكر يحيى حديث إسماعيل بن أبي خالد عن عامر يعني الشعبي عن أيمن بن خريم وفيه شعر فقال قال لي إسماعيل لم أسمع هذا الشعر من عامر وقال بن المديني قلت ليحيى يعني القطان ما حملت عن إسماعيل عن عامر هي صحاح قال نعم إلا أن فيها حديثين أخاف أن لا يكون سمعهما قلت ليحيى ما هما قال قال عامر في رجل خير امرأته فلم تختر حتى تفرقا والآخر قول علي رضي الله عنه في رجل تزوج امرأة على أن يعتق أباها)
انتهى
فائدة ذكر هذا
ان اسماعيل قد يحدث بما لم يسمع عن الشعبي
وهذا الحديث لااعرف ان يحيى قد رواه عن اسماعيل
ولايقال ان يحيى قد استوعب احاديث اسماعيل عن الشعبي
فلعل هذا الحديث لم يحدث به اسماعيل الا لافراد
لما قد علم من تشدد يحيى بن سعيد القطان
(وهذه الفائدة تدلك على صحة ماذكره الاسماعيلي وغيره في مرويات القطان
كما في الفتح
)
وهذه علة خفية يلجأ اليها المحدث في مثل هذه الاحاديث
فلا تعمم
ولهذا حذر غير واحد من الكلام في العلل امام العامة او حتى عند غير المختصين بهذا الفن
طبعا هذه العلة فيها اخذ ورد
ولكني ذكرتها من باب الفائدة
فان قيل وهذا الحديث روي من غير طريق اسماعيل
فيقال
(ان هذا الحديث قد روي من غير طريق اسماعيل
(وأخرجه أيضاً 13/ 221: ثنا أحمد بن رشدين المصري ثنا يحيى بن سليمان الجعفي ثنا ابن فضيل عن ابن شبرمة عن الشعبي به، أخرجه أيضاً 13/ 118 ثنا الحسن بن العباس الرازي ثنا محمد بن حميد ثنا هارون بن المغيرة عن عمرو بن أبي قيس عن يزيد بن أبي زياد عن البهي عن ابن الزبير به بنحوه.
وقال الحاكم 4/ 481: ثنا ابن نصير الخلدي ثنا أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين ثنا إبراهيم بن منصور ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن سوقة عن الشعبي به قال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. اهـ.
قال الذهبي: الرشديني ضعفه ابن عدي.
)
وكما هو واضح فان الاسناد لايصح عن هولاء ولعل هذا من الخطا الذي وقع فيه هولاء الراوة الضعفاء
فالحديث حديث اسماعيل
فائدة
أحسب ان الابهام في رواية الامام احمد
من صنيع الامام المبجل احمد رحمه الله ورضي عنه
هذا ما ارجحه
او يقال انه من عبدالرزاق حال تحديثه للامام احمد
فقد رواه الرمادي رحمه الله وهو امام ثبت
مسمى
وهذا قد فعله الائمة مالك وغيره
اعني الابهام ولهم في ذلك غرض صحيح
فالذي يترجح ان هذا الاسم صحيح وليس بمدرج
ولكن هذه هي علل هذا الحديث
والتي اهمها العلة الخفية و التي جعلت أئمة الصحاح
اعني (البخاري ومسلم وابن حبان وابن خزيمة لم يخرجوا هذا الحديث
والله أعلم
¥(41/109)
وللمزيد أقرا التعقيب التالي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 06 - 04, 06:36 م]ـ
فائدة جليلة
في التنكيل للمعلمي رحمه الله
(هذا وقد وثق أئمة الحديث جماعة من المبتدعة واحتجوا بأحاديثهم وأخرجوها في الصحاح، ومن تتبع رواياتهم وجد فيها كثيراً مما يوافق ظاهرة بدعهم، وأهل العلم يتأولون تلك الأحاديث غير طاعنين فيها ببدعة راويها ولا في راويها بروايته لها، بل في رواية جماعة منهم أحاديث ظاهرة جداً في موافقة بدعهم أو صريحة في ذلك إلا أن لها عللا أخرى، ففي رواية الأعمش أحاديث كذلك ضعفها أهل العلم بعضها بضعف بعض من فوق الأعمش في السند وبعضها بالانقطاع، وبعضها بأن الأعمش لم يصرح بالسماع وهو مدلس، ومن هذا الأخير حديث في شأن معاوية ذكره البخاري في ((تاريخه الصغير)) ص 68 ووهنه بتدليس الأعمش، وهكذا في رواية عبد الرزاق وآخرين)
انتهى
وفي التاريخ للبخاري
([594] [594] وروى حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة أن معاوية لما خطب على المنبر فقام رجل فقال قال ورفعه إذا رأيتموه على المنبر فاقتلوه
[595] وقال آخر اكتبوا إلى عمر فكتبوا فإذا عمر قد قتل وهذا مرسل لم يشهد أبو نضرة تلك الأيام وقال عبد الرزاق عن بن عيينة عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد رفعه وهذا مدخول لم يثبت
[596] ورواه مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد رفعه وهذا واه قال أحمد أحاديث مجالد كلها حلم وقال يحيى بن سعيد لو شئت لجعلها كلها عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله
[597] ويروى عن معمر عن بن طاوس عن أبيه عن رجل عن عبد الله بن عمرو رفعه في قصته وهذا منقطع لا يعتمد عليه
[598] وروى الأعمش عن سالم عن ثوبان رفعه في قصته وسالم لم يسمع من ثوبان والأعمش لا يدري سمع هذا من سالم أم لا
[599] قال أبو بكر بن عياش عن الأعمش أنه قال نستغفر الله من أشياء كنا نرويها على وجه التعجب اتخذوها دينا وقد أدرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم معاوية أميرا في زمان عمر وبعد ذلك عشر سنين فلم يقم إليه أحد فيقتله
[600] وهذا مما يدل على هذه الأحاديث أن ليس لها أصول ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم خبره على هذا النحو في أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إنما يقوله أهل الضعف بعضهم في بعض إلا ما يذكر أنهم ذكروا في الجاهلية ثم أسلموا فمحا الإسلام ما كان قبله
انتهى
تأمل كلام الامام البخاري رحمه الله
وهذا الحديث اعني حديث اذا رايتم معاوية له طرق كثيرة جدا
ولكنها مدخولة
رغم ان بعضها صحيح الاسناد الا انه مرسل
او فيه تدليس
الخ
والحديث منكر
وتامل
(وقال عبد الرزاق عن بن عيينة عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد رفعه وهذا مدخول لم يثبت)
فهذا كلام الامام البخاري رحمه الله في حديث اذا رايتم معاوية
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 06 - 04, 06:39 م]ـ
اما الكلام على رواية المبتدع واحاديث المبتدع
اذا كان فيه ما يقوي بدعته
فاحسب انه قد بحث في هذا الملتقى
ويراجع له كتب المصطلح
وكتاب التنكيل وكتاب الجوزجاني
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 06 - 04, 06:50 م]ـ
بقي الكلام على بقية الاحاديث
قد يقال
ان الذي يظهر في حديث شعبة
ان اللعن مختص بالحكم ولكن أم المؤمنين رضي الله عنها
ذكرت
(وفي رواية له لو شئت أن أسميه لسميته ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أبا مروان ومروان في صلبه)
فهذا من ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها
وقولها ومروان في صلبه
(
قد يقال ان هذا اللعن قبل ولادة مروان
وقبل اسلام الحكم
مثلا
(ولكن رسول الله لعن أبا مروان ومروان في صلبه فمروان فضض من لعنة الله
9
)
فهذا يدل على ان هذا الكلام من ام الم} منين عائشة رضي الله عنها
فكانها تقول ان النبي صلى الله عليه وسلم لعن الحكم
ومروان من صلب الحكم
لذا
(فمروان فضض من لعنة الله
)
بقي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
وليتأمل في هذه الاجوبة
لان في بعضها نظر
ولكني ذكرتها للفائدة
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[24 - 06 - 04, 12:47 ص]ـ
الأخوين الفاضلين عبد الرحمن و ابن وهب
جزاكم الله خيرا ...
.....
أخي المفضال ابن وهب
بارك الله فيكم
قلتم (أحسب القول بالادراج غير صحيح لما سأبينه
وان الصواب ان هذا في الحديث)
ثم قلتم: (بقي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما)
¥(41/110)
أقول: حديث ابن عمرو هو الذي أشرت إلى موضع إدراج التفسير فيه،و أنه ليس من نص الحديث.
و الحديث الذي تكلمتم عليه هو حديث ابن الزبير الذي خرجه أحمد عن عبد الرزاق.
و أقول:
بخصوص كون جملة (يعني الحكم) من تفسير الراوي، فلعلي أنشط للكتابة فيها لاحقا بتوسع لانشغالات كثيرة ...
لكن على عجل أقول:
أصل الحديث (لعن فلانا) فأبدل بعض الرواة لفظ (فلانا) بالحكم، و هذا مرادي، فالتفسير ليس من صلب رواية الصحابي بل هو من تفسير من دونه، و لا أدري الآن من هو؟، و مثل هذا يحصل كثيرا في أحاديث الرواة ..
و غالبا الإدراج يكون كذلك، فتجد الراوي إذا وصل المرفوع بالموقوف مثلا، جاء من بعده ممن يروي الحديث عنه فساقه مساقا واحدا، فَهْمًا منه و ظنا بأن الكل حديث واحد، و هنا تطرح مسألة فقه الراوي و أثره على روايته الحديث.
و كثير من التفاسير التي تكون من قبل الراوي تأتي مدرجة في المرفوع أو الموقوف، ولهذا نماذج كثيرة لا أظنها تخفى عليكم ..
الشاهد أن الجزم بأن النبي صلى الله عليه و سلم أراد الحكم، بمجرد هذا الظن = لا أراه كافيا!
و الصواب أن اللفظ الصحيح (لعن فلانا).
و مما كنت علقته على الحديث أن ابن أبي خيثمة أخرجه في التاريخ رقم 1786 عن موسى بن إسماعيل عن عبد الواحد عن عثمان فجعله عن شعيب بن محمد عن عبد الله بن عمرو.
و شعيب و إن كان صدوقا سمع من أبيه، لكن احتمال عدم سماعه لهذا - لو كان السند محفوظا - كبير، ذلك أن رواية شعيب على ثلاثة أقسام:
الأول: ما رواه عنه ابنه عمرو، فهو صحيفة أو سماع و أراه حجة إلا في مواضع من هذه السلسلة.
و الثاني: ما رواه شعيب عن جده سماعا، فهو مقبول و لا شك.
و الثالث: ما رواه عن جده من غير ذكر لسماع، فهذا موضع توقف.
و الأظهر الإرسال، لأنه قليل السماع جدا من جده، و قد أختلف في سماعه من جده كثيرا.
و الأقرب هذا التفصيل و الله أعلم.
هذا ما عجلت الآن بكتابته.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 06 - 04, 06:50 م]ـ
شيخنا الفاضل
بارك الله فيك
(بخصوص كون جملة (يعني الحكم) من تفسير الراوي)
أخي الحبيب أوافقكم على هذا
وان قول يعني الحكم في حديث ابن عمرو في المسند (وكلامي هو على حديث المسند فقط)
من أحد الراوة
لكن اصل الابهام ايضامن احد الراوة
وليس من الصحابي
وهذا الابهام تكرر في غير حديث
كما في حديث ابن الزبير
بل وفي حديث شعبة
والابهام ممن تاخر من الراوة
فقول الراوي في رواية الامام احمد يعني الحكم
هو تفسير لرواية اخرى مصرح فيها اسم الحكم
وهناك احاديث أخرى تدل على ذلك
فهذه الأحاديث مجموعها تدل على
ان المقصود باللعن هو الحكم
وليس من دليل
على ان عائشة وابن الزبير وابن عمرو وكل من روى الحديث أبهم
الحكم
بل رواية عائشة صريحة في المقصود
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 06 - 04, 07:07 م]ـ
ولعل أصل الحديث
(ولكن رسول الله لعن أبا مروان
ومروان في صلبه فمروان فضض من لعنة الله
)
فاللعن قد وقع للحكم ثم ان أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
قالت
مروان في صلبه فمروان فضض من لعنة الله
وأم المؤمنين قالت ذلك في الرد على ما زعمه مروان بن الحكم
وقولها
لعن ابا مروان
ومروان في صلبه
قد يقضي بان اللعن كان قبل ولادة مروان
ومروان ولد بعد الهجرة
فاللعن اما انه كان قبل الهجرة او قبل ولادة مروان
وهو على كل حال قبل اسلام الحكم
وهذا الحديث لعله بلغ ابن الزبير رضي الله عنه
ففهم منه على الاطلاق
وفهم عبارة امألمؤمنين عائشة على هذا
ولعل للعداوة التي كانت بين ابن الزبير رضي الله عنهما
وبين مروان دور في هذا الفهم
فلعله فهم هذا من عبارة أم الم} منين عائشة رضي الله عنها
هذا اذا صح الحديث عنه
فلعل هذا هو التفسير الصحيح لهذا الحديث
ومما يدل على ذلك ان مروان اراد ان يطعن في عبدالرحمن
باية مكية نزلت قبل اسلامه
فلعل ام ألمؤمنين ارادت ان تبين له ان والده قد لعنه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
وانت ابنه
فلعل بعض الراوة اخطا في الفهم عمدا او سهوا
وجعل اللعن بالحكم وما ولد من صلبه
فهذا احتمال
والله اعلم بالصواب
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[25 - 06 - 04, 12:43 ص]ـ
الأخ الحبيب ابن وهب
الأثر المذكور عن عائشة، فيه انقطاع أشار إليه الذهبي رحمه الله في تلخيص المستدرك بقوله: (فيه انقطاع فإن محمدا لم يسمع من عائشة)
و نقله الزيلعي في تخريج الكشاف 3/ 282 و لم يتعقبه.
و كذلك ابن حجر في إتحاف المهرة 17/ 522 و لفظه: (قال الذهبي: محمد بن زياد لم يدرك عائشة فهو منقطع).
و الحديث أصله في صحيح البخاري دون كلام عائشة المذكور.
و أشير إلى أن الحديث له إسناد آخر عن محمد بن زياد الجمحي من طريق حماد بن سلمة عنه عند ابن أبي خيثمة في تاريخه رقم1785 و ابن عساكر 35/ 35 و الخطابي في غريبه 2/ 517.
هذا ما لزم ذكره الآن.
و الله الموفق.
¥(41/111)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 06 - 04, 01:06 ص]ـ
شيخنا الفاضل
بارك الله فيك
كون محمد لم يسمع من عائشة فيه نظر
الا ان يكون قد نص عليه احد الائمة المتقدمين
فمحمد بن زياد مدني سمع من أبي هريرة
وقد شهد أيام استخلاف مروان لابي هريرة
وعائشة مدنية
و سنةوفاة عائشة وعبدالرحمن بن صخر رضي الله عنهما متقارب
فان كان ثمة دليل فهذا امر آخر والا فلا مانع من سماع محمد بن زياد من عائشة
ولعل الذي حمل الذهبي رحمه الله على هذا القول
لعلها رواية وقعت لمحمد بن زياد عن ابن الزبير عن عائشة
فيما احسب
وللموضوع تتمة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 06 - 04, 01:14 ص]ـ
والبخاري رحمه الله أحيانا يذكر رواية مبهمة ولايعني ضعف الراوية غير المبهمة
مثال
(حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش ح وحدثنا عاصم عن زر قال سألت أبي بن كعب قلت
يا أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا فقال أبي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي قيل لي فقلت قال فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
)
في الفتح
(قوله: (يقول كذا وكذا)
هكذا وقع هذا اللفظ مبهما , وكأن بعض الرواة أبهمه استعظاما له
وأظن ذلك من سفيان فإن الإسماعيلي أخرجه من طريق عبد الجبار بن العلاء عن سفيان كذلك على الإبهام , كنت أظن أولا أن الذي أبهمه البخاري لأنني رأيت التصريح به في رواية أحمد عن سفيان ولفظه " قلت لأبي إن أخاك يحكها من المصحف " وكذا أخرجه الحميدي عن سفيان ومن طريقه أبو نعيم في " المستخرج " وكأن سفيان كان تارة يصرح بذلك وتارة يبهمه. وقد أخرجه أحمد أيضا وابن حبان من رواية حماد بن سلمة عن عاصم بلفظ " إن عبد الله بن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه " وأخرج أحمد عن أبي بكر بن عياش عن عاصم بلفظ " إن عبد الله يقول في المعوذتين " وهذا أيضا فيه إبهام , وقد أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند والطبراني وابن مردويه من طريق الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي قال " كان عبد الله بن مسعود يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول إنهما ليستا من كتاب الله. قال الأعمش: وقد حدثنا عاصم عن زر عن أبي بن كعب فذكر نحو حديث قتيبة الذي في الباب الماضي , وقد أخرجه البزار وفي آخره يقول " إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بهما " قال البزار. ولم يتابع ابن مسعود على ذلك أحد من الصحابة. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأهما في الصلاة
الخ
وأحيانا يذكر الراوية المختصرة
ولذلك أمثلة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 06 - 04, 01:27 ص]ـ
اذكر مثالا على الابهام الذي يكون من قبل بعض الراوة
في صحيح البخاري
(4318) - حدثنا محمد بن يوسف، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: لما نزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين}. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ادعوا فلانا). فجاءه ومعه الدواة واللوح، أو الكتف، فقال: (اكتب: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله}). وخلف النبي صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم، فقال: يا رسول الله أنا ضرير، فنزلت مكانها: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله}.
في الفتح
(8 قوله ادعوا فلانا كذا أبهمه إسرائيل في روايته وسماه غيره كما تقدم
)
فهذا الابهام من قبل اسرائيل والله أعلم
وقد جاء اسمه في رواية اخرى
ولهذا أمثلة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 06 - 04, 05:15 ص]ـ
في المسند
(حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن محمد بن زياد قال كان مروان يستعمل أبا هريرة على المدينة قال فكان إذا رأى أنسانا يجر إزاره ضرب برجله ثم يقول ثم يقول
-قد جاء الأمير قد جاء الأمير ثم يقول قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرا
انتهى
وفي المسند
(حدثنا محمد بن عبيد حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
-كان مروان يستخلفه على الصلاة إذا حج أو اعتمر)
وقصة بيعة يزيد كانت في اواخر خلافة معاوية رضي الله عنه
فما المانع ان يسمع من عائشة وهو يسكن في نفس المدينة
فان كانت الحجة
ما رواه مسلم
(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا يونس بن محمد. حدثنا القاسم بن الفضل الحداني عن محمد بن زياد، عن عبدالله بن الزبير؛ أن عائشة قالت:
¥(41/112)
عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه. فقلنا: يا رسول الله! صنعت شيئا في منامك لم تكن تفعله. فقال "العجب إن ناسا من أمتي يؤمون بالبيت برجل من قريش. قد لجأ بالبيت. حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم" فقلنا: يا رسول الله! إن الطريق قد يجمع الناس. قال "نعم. فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل. يهلكون مهلكا واحدا. ويصدرون مصادر شتى. يبعثهم الله على نياتهم".
)
انتهى
ولعلها هي حجة الذهبي رحمه الله
ولعل قائل ان يقول لو انه كان سمع من عائشة رضي الله عنها لاكثر عنها
فالجواب
لايلزم فهذا حديث رواه عن ابن الزبير ولاادري هل روى عنه غير هذا الحديث
صحيح ان ابن الزبير مقل ولكن عنده احاديث لم يروها محمد بن زياد
فهل يعني ذلك انه لم يسمع من ابن الزبير
ومحمد بن زياد قد اختص بابي هريرة
حتى كان يقال محمد بن زياد صاحب ابي هريرة
فلعله اكتفى بالسماع من حافظ السنة
وكما انه سمع هذا الحديث الفرد من ابن الزبير
فيقال ولعله سمع حديث عائشة في التفسير
ما المانع
حتى وان لم يصرح بالسماع
فليس من دلالة على انه لم يسمع ذلك من عائشة
وهب أنه لم يسمع الحديث من عائشة
فقد يقال انه سمعه من ابن الزبير عن عائشة
وهكذا يعود الحديث الى ابن الزبير
ولكن هنا نقل نص عبارة عائشة رضي الله عنها
فان قيل ولماذا لم يخرج البخاري هذا الحديث
فالجواب
اما بسبب هذه العلة وهو احتمال عدم سماع محمد بن زياد من عائشة
واما بسبب ان هذا الحديث فيه زيادة لم يرد البخاري ايرادها في الصحيح
لانه ليس من مقصود البخاري في الصحيح
ولولا ان هذا الحديث في التفسير لما اورده النسائي ولا الاسماعيلي
ولا البخاري بالطبع
البخاري اورده لان فيه ذكر ان الاية لم تنزل في عبدالرحمن
وهذه فائدة
اما مادار بين مروان وعبدالرحمن فليس من مقصود البخاري
ولذا اورد البخاري
الحديث من رواية موسى بن اسماعيل
وفيه
شيئا
ولم يفسر ماهو الشيء
وجاءت رواية محمد بن زياد وفيه توضيح هذا الشيء الذي قاله عبدالرحمن لمروان
واما قصة اللعن فلعله لم يورده لما سيأتي
ومادار بين عبدالرحمن ومروان فهذا موضعه كتب التاريخ والادب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 06 - 04, 05:22 ص]ـ
في شرح الموطأ للسيوطي
(فائدة روى بن شاكر في مناقب الشافعي عن يونس بن عبد الأعلى قال ذكر الشافعي الموطأ فقال ما علمنا أن أحدا من المتقدمين ألف كتابا أحسن من موطأ مالك وما ذكر فيه من الأخبار ولم يذكر مرغوبا عنه الرواية كما ذكر غيره في كتبه وما علمته ذكر حديثا فيه ذكر أحد من الصحابة إلا ما في حديث العلاء بن عبد الرحمن ليذادن رجال عن حوضى فلقد أخبرني من سمع مالكا ذكر هذا الحديث وأنه ورد أنه لم يخرجه في الموطأ)
انتهى
من نسخة الكترونية
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 06 - 04, 05:28 ص]ـ
ولهذا أمثلة
كما في رواية مالك
قوله وهذا
وفي رواية الليث ...
وفي رواية جويرية ...........
وراجع ما قاله الامام المازري رحمه الله
كل هذه الأمور أشرت اليها اشارة
وذكرت بعض الأمثلة وهي معروفة لدى المشايخ وفقهم الله
والله أعلم بالصواب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 06 - 04, 08:40 ص]ـ
لعل مما يقوي ماذهب اليه مؤرخ الاسلام الذهبي رحمه الله
ان عبدالرحمن تقدمت وفاته
فلعل محمد بن زياد لم يشهد ما حدث بين عبدالرحمن ومروان
ففي الحديث ارسال
كما ذكره الامام الذهبي
ونقله شيخنا إبراهيم وفقه الله
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 06 - 04, 06:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وما ذا عن رواية الإسماعيلي للحديث الذي خرجه البخاري
قال الحافظ في الفتح
(وفي رواية الإسماعيلي فقالت عائشة كذب والله ما نزلت فيه وفي رواية له والله ما أنزلت إلا في فلان بن فلان الفلاني
وفي رواية له لو شئت أن أسميه لسميته ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أبا مروان ومروان في صلبه) انتهى.
ومن المعلوم أن الإسماعيلي يخرج الحديث بنفس طريق المصنف
فتكون هذه الرواية من طريق أبي بشر عن يوسف بن ماهك قال كان مروان على الحجاز استعمله معاوية فخطب ....
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 06 - 04, 07:05 م]ـ
شيخنا الفقيه وفقه الله
أحسب أن رواية الاسماعيلي هذه
هي التي عن محمد بن زياد
في الفتح في أول الباب
(وأخرج الإسماعيلي والنسائي من طريق محمد بن زياد هو الجمحي قال " كان مروان عاملا على المدينة ".)
ثم قال
(وفي رواية الإسماعيلي: فقالت عائشة كذب والله ما نزلت فيه , وفي رواية له: والله ما أنزلت إلا في فلان ابن فلان الفلاني. وفي رواية له: لو شئت أن أسميه لسميته , ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أبا مروان ومروان في صلبه)
ومن عادة ابن حجر أنه يذكر الراوية أول الباب ثم يحيل عليها
فاو كانت هذه الراوية غير تللك
اشار الى ذلك
يدلك على ذلك اتفاق لفظه مع حديث النسائي
والله أعلم
ولو كان الاسماعيلي قد ذكر الراوية من طريق يوسف بن ماهك لاشار الى ذلك ابن حجر
والله أعلم
وأحسب انه مما قد صعب على الاسماعيلي تخريجه من حديث موسى بن اسماعيل أومن حديث يوسف بن ماهك
والله أعلم
¥(41/113)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 06 - 04, 07:10 م]ـ
ولكن قد يقال
بأن الاسماعيلي قد خرجه في المستخرج
ولم يتعقبه ومن عادة الاسماعيلي أن يشير الى العلة
فيقول
هذا ليس من شرط الكتاب ونحو ذلك
أيضا الاسماعيلي من أبعد الناس عن التشيع
والأثر فيه نوع تعرض لبعض الصحابة
أقصد أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه
فلو كان هناك علة لذكرها
أضف الى ذلك بأنه قد يقال
أن شعبة لايروي عن مشايخه الا ما كان مسموعا لهم في الغالب
ومحمد بن زياد لم يعرف بالتدليس
وماجاء في ترجمته من التقريب
فلعله أخذ من هذا الموضع
فلو ان محمد بن زياد ذكر القصة عن عائشة وهي معاصرة
فهذا فيه شبهة تدليس
وشعبة لم يكن يرضى بذلك
بل كان يتتبع شيوخه
هذا جواب
ولعل فيه نظر
ذكرته من باب الفائدة
والله أعلم بالصواب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 06 - 04, 07:28 م]ـ
ثم تبين لي الخطأ الذي وقعت فيه نتيجة العجلة
وماذكره شيخنا الفقيه محتمل
فابن حجر قد ميز
ففي رواية محمد بن زياد
يقول وفي رواية محمد بن زياد
او رواية شعبة
واما مايذكره عن الاسماعيلي فهو كما ذكره شيخنا وفقه الله
في الفتح
(قوله: (كان مروان على الحجاز)
أي أميرا على المدينة من قبل معاوية. وأخرج الإسماعيلي والنسائي من طريق محمد بن زياد هو الجمحي قال " كان مروان عاملا على المدينة ".
قوله: (استعمله معاوية , فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له)
في رواية الإسماعيلي من الطريق المذكورة " فأراد معاوية أن يستخلف يزيد - يعني ابنه - فكتب إلى مروان بذلك , فجمع مروان الناس فخطبهم , فذكر يزيد , ودعا إلى بيعته وقال: إن الله أرى أمير المؤمنين في يزيد رأيا حسنا , وإن يستخلفه فقد استخلف أبو بكر وعمر ".
قوله: (فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا)
قيل قال له: بيننا وبينكم ثلاث , مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ولم يعهدوا. كذا قال بعض الشراح وقد اختصره فأفسده ,
والذي في رواية الإسماعيلي: فقال عبد الرحمن ما هي إلا هرقلية. وله من طريق شعبة عن محمد بن زياد: فقال مروان سنة أبي بكر وعمر. فقال عبد الرحمن: سنة هرقل وقيصر
انتهى
ثم ذكر
(
قوله: (فقالت عائشة)
في رواية محمد بن زياد: فقالت كذب مروان.
قوله: (ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله أنزل عذري)
أي الآية التي في سورة النور في قصة أهل الإفك وبراءتها مما رموها به , وفي رواية الإسماعيلي: فقالت عائشة كذب والله ما نزلت فيه , وفي رواية له: والله ما أنزلت إلا في فلان ابن فلان الفلاني. وفي رواية له: لو شئت أن أسميه لسميته , ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أبا مروان ومروان في صلبه.
انتهى
انظر كيف فرق بين رواية شعبة ورواية الاسماعيلي في المثال الأول
وبين رواية محمد بن زياد ورواية الاسماعيلي
ولما ذكر رواية الاسماعيلي الاولى قال
(في رواية الإسماعيلي من الطريق المذكورة) يعني طريق محمد بن زياد
فهذا يدلك على ان رواية الاسماعيلي الاخرى هي غير رواية محمد بن زياد
وقد رجعت الى عمدة القاري فظهر لي
الأمر بشكل أوضح
وان كان العيني يعتمد على ابن حجر بعد التعديل والترتيب
ولكن الترتيب قد يفيد احيانا
ولكن قوله (وهو موضع الشاهد
(وفي رواية له: لو شئت أن أسميه لسميته , ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أبا مروان ومروان في صلبه)
قد يقصد غير تلك التي خرجها على طريق البخاري
فقد تكون رواية محمد بن زياد
وذلك لاتحاد الالفاظ
والله أعلم(41/114)
الحد الفاصل في هاروت ماروت (منقول)
ـ[المغامر الصغير]ــــــــ[23 - 06 - 04, 11:53 م]ـ
إعداد
أحمد بن عبد العزيز القصير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذا بحث في تحقيق المروي في قصة «هاروت وماروت» المذكورة في سورة البقرة، وذكر أقوال المفسرين فيها.
قال الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}. [البقرة: 103]
اختلف المفسرون في قصة «هاروت وماروت» المذكورين في الآية على أقوال:
الأول: أنهما ملكان نزلا من السماء، وقد اختلف هؤلاء في قصة نزولهما، والذي أنزل عليهما:
1 - أن الله تعالى لما أطلع الملائكة على معاصي بني آدم، عجبوا من معصيتهم له مع كثرة أنعمه عليهم، فقال الله تعالى لهم: أما إنكم لو كنتم مكانهم لعملتم مثل أعمالهم، فاختاروا هاروت وماروت، فأهبطا إلى الأرض، وأحل لهما كل شيء، على ألا يشركا بالله شيئاً، ولا يسرقا، ولا يزنيا، ولا يشربا الخمر، ولا يقتلا النفس التي حرم الله إلا بالحق، فعرضت لهما امرأة –وكان يحكمان بين الناس– تخاصم زوجها واسمها بالعربية: الزهرة، وبالفارسية: فندرخت، فوقعت في أنفسهما، فطلباها، فامتنعت عليهما إلا أن يعبدا صنماً، ويشربا الخمر، فشربا الخمر، وعبدا الصنم، وواقعاها، وقتلا سائباً () مر بهما خافا أن يشهر أمرهما، وعلماها الكلام الذي إذا تكلم به المتكلم عرج به إلى السماء، فتكلمت وعرجت، ثم نسيت ما إذا تكلمت به نزلت فمسخت كوكباً، قال كعب: فوالله ما أمسيا من يومهما الذي هبطا فيه، حتى استكملا جميع ما نهيا عنه، فتعجبت الملائكة من ذلك، ثم لم يقدر هاروت وماروت على الصعود إلى السماء، فكانا يعلمان السحر.
رويت هذه القصة عن:عبد الله بن مسعود ()، وكعب الأحبار ()،وعلي بن أبي طالب ()، وابن عباس ()، وعبيد الله بن عتبة ()، ومجاهد ()، وعطاء ()، وقتادة ()، والسدي ()، والربيع بن أنس ()، والكلبي ().
وقد رويت هذه القصة عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه من عدة طرق بعضها موقوفاً عليه، وبعضها مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضها عن ابن عمر،عن كعب الأحبار، وقد رويت بألفاظ متقاربة مع اتحاد أصل القصة، وفيما يلي تفصيل هذه الطرق وذكر أقوال النقاد فيها:
الأول: طريق مجاهد، عن ابن عمر، موقوفاً، وقد رُوي عنه من ثلاثة طرق:
1 - طريق العوام بن حوشب، عن مجاهد، به.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه (2/ 583).
2 - طريق ا المنهال بن عمرو، ويونس بن خباب، كلاهما عن مجاهد، به.
أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 306) تحقيق د/ أحمد الزهراني.
قال ابن كثير في تفسيره (1/ 144): «وهذا إسناد جيد إلى عبد الله بن عمر» ثم ذكر أنه روي مرفوعاً وقال: «وهذا – يعني طريق مجاهد – أثبت وأصح إسناداً».
الثاني: طريق سعيد بن جبير، عن ابن عمر، موقوفاً.
أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 650) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
الثالث: طريق سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن كعب، به.
¥(41/115)
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/ 53)، وابن أبي شيبة في المصنف (8/ 108)، وابن جرير في تفسيره (1/ 502)، وابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 306) تحقيق د/ أحمد الزهراني، والبيهقي في شعب الإيمان (1/ 181) جميعهم من طريق موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر، عن كعب به.قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (1/ 143) – بعد أن ذكر الحديث من رواية موسى بن جبير، ومعاوية بن صالح، كلاهما عن نافع عن ابن عمر به مرفوعاً – قال: «فهذا – يعني طريق سالم – أصح وأثبت إلى عبد الله بن عمر من الإسنادين المتقدمين، وسالم أثبت في أبيه من مولاه نافع، فدار الحديث ورجع إلى نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل والله أعلم».
الرابع: طريق نافع عن ابن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن آدم عليه السلام لما أهبطه الله تعالى إلى الأرض قالت الملائكة أي رب {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} قالوا ربنا نحن أطوع لك من بني آدم قال الله تعالى للملائكة هلموا ملكين من الملائكة حتى يهبط بهما إلى الأرض فننظر كيف يعملان قالوا ربنا هاروت وماروت فأهبطا إلى الأرض ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءتهما فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تكلما بهذه الكلمة من الإشراك فقالا والله لا نشرك بالله أبدا فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تقتلا هذا الصبي فقالا والله لا نقتله أبدا فذهبت ثم رجعت بقدح خمر تحمله فسألاها نفسها قالت لا والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي فلما أفاقا قالت المرأة والله ما تركتما شيئا مما أبيتماه علي إلا قد فعلتما حين سكرتما فخيرا بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا».
أخرجه الإمام أحمد - واللفظ له - في مسنده (2/ 179) حديث (6172). وعبد بن حميد في المنتخب (251). وابن أبى حاتم في العلل (2/ 69). وابن حبان في صحيحه (14/ 63). والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 40). وفي شعب الإيمان (1/ 180) جميعهم من طريق زهير بن محمد، عن موسى بن جبير، عن نافع، به.
ونقل ابن أبي حاتم في العلل (2/ 69 - 70) عن أبيه أنه قال: «هذا حديث منكر» وقال ابن كثير في تفسيره (1/ 143) – بعد سياقه للحديث -: «هذا حديث غريب من هذه الوجه ورجاله كلهم ثقات من رجال الصحيحين إلا موسى بن جبير، هذا وهو الأنصاري السلمي مولاهم المدني الحذاء، روى عن ابن عباس، وأبي أمامة سهل بن حنيف، ونافع، وعبد الله بن كعب بن مالك، وروى عنه ابنه عبد السلام وبكر بن مضر، وزهير بن محمد، وسعيد بن سلمة وعبد الله بن لهيعة، وعمرو بن الحارث، ويحيى بن أيوب، وروى له أبو داود، وابن ماجه، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 139) ولم يحكِ فيه شيئاً من هذا ولا هذا، فهو مستور الحال، وقد تفرد به عن نافع مولى ابن عمر، عن ابن عمر رضي الله عنهما،عن النبي صلى الله عليه وسلم» ا. هـ.
وللحديث طرق أخرى عن نافع ولكنها ضعيفة لا تصلح للمتابعة.
الطريق الأول: أخرجه ابن مردويه في تفسيره [كما في تفسير ابن كثير 1/ 143] قال: حدثنا دعلج بن أحمد، حدثنا هشام بن علي بن هشام، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا سعيد ابن سلمة، حدثنا موسى بن سرجس، عن نافع، عن ابن عمر، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: … فذكره بطوله.
وفي سنده موسى بن سرجس ذكره ابن حجر في التقريب (2/ 288) وقال: «مدني مستور».
وقد خُولف هشام بن علي في روايته هذه عن عبد الله بن رجاء.
فأخرج البيهقي في شعب الإيمان (1/ 180) من طريق محمد بن يونس بن موسى، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا سعيد بن سلمة، عن موسى بن جبير، عن موسى بن عقبة، عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم … فذكره بطوله.
¥(41/116)
وفي سنده محمد بن يونس بن موسى الكديمي، متهم بوضع الحديث. قال ابن حبان: «كان يضع الحديث، ولعله قد وضع على الثقات أكثر من ألف حديث». وقال ابن عدي: «اتهم بوضع الحديث وبسرقته، وادعى رؤية قوم لم يرهم، ورواية عن قوم لا يعرفون وترك عامة مشايخنا الرواية عنه، ومن حدث عنه نسبه إلى جده موسى بأن لا يعرف». وقال الدارقطني: «كان الكديمي يتهم بوضع الحديث، وما أحسن القول فيه إلا من لم يخبر حاله». وقال الذهبي: «هالك، قال ابن حبان وغيره: كان يضع الحديث على الثقات».
انظر: الكامل لابن عدي (6/ 292)، وميزان الاعتدال (6/ 378 - 380)، والتهذيب (9/ 475)، والمجروحين لابن حبان (2/ 312).
قال البيهقي بعد سياقه للحديث في الموضع السابق: «ورويناه من وجه آخر عن مجاهد، عن ابن عمر موقوفاً عليه، وهو أصح فإن ابن عمر إنما أخذه عن كعب».
الطريق الثاني: يرويه الحسين - وهو سنيد بن داود صاحب التفسير - عن فرج بن فضالة، عن معاوية بن صالح، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً.
أخرجه: الخطيب البغدادي في تاريخه (8/ 42). وابن جرير في تفسيره (1/ 504).
قال ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 186): «هذا حديث لا يصح، والفرج بن فضالة قد ضعفه يحيى، وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد، ويلزق المتون الواهية بالأحاديث الصحيحة، لا يحل الاحتجاج به، وأما سنيد فقد ضعفه أبو داود، وقال النسائي ليس بثقة» ا. هـ.
وقال ابن كثير في تفسيره (1/ 143) – بعد سياقه للطريقين: «وهذان أيضاً غريبان جداً، وأقرب ما يكون في هذا أنه من رواية عبد الله بن عمر عن كعب الأحبار لا عن النبي صلى الله عليه وسلم» ا. هـ.
وقد اختلف العلماء في حديث ابن عمر:
فرجح جماعة وقفه على ابن عمر، منهم: ابن أبي حاتم في العلل (2/ 69)، والبيهقي في شعب الإيمان (1/ 181)، وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 186)، وابن كثير في تفسيره (1/ 143)، والألباني في الضعيفة (1/ 204 - 207).
وصححه مرفوعاً: ابن حبان في صحيحه (14/ 63)، والهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 68)، وابن حجر في العجاب (1/ 317،327،343)، وفتح الباري (10/ 235). قال ابن حجر: «له طرق كثيرة جمعتها في جزء يكاد الواقف عليه يقطع بوقوع هذه القصة لكثرة طرقه الواردة فيها، وقوة مخارج أكثرها، والله أعلم».أ. هـ، من القول المسدد، ص (48).
والصواب وقفه على ابن عمر، وهو مما تلقاه عن كعب الأحبار.
وانظر: سنن سعيد بن منصور (2/ 584 – 594) بتحقيق الدكتور: سعد آل حميد، وقد أفدت من تحقيقه في تخريج هذا الحديث.
وقد أنكر جماعة من المفسرين هذه القصة وعدها من الإسرائيليات المتلقفة عن مَسْلَمةِ أهل الكتاب، منهم:
الماوردي، وابن حزم، والقاضي عياض، وابن العربي، وابن عطية، وابن الجوزي، والرازي، والقرطبي، والخازن، وأبو حيان، وابن كثير، والبيضاوي، والألوسي، والقاسمي، وسيد قطب، والألباني. ()
قال الحافظ ابن كثير: «وقد روي في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد، والسدي، والحسن البصري، وقتادة، وأبي العالية، والزهري، والربيع بن أنس، ومقاتل بن حيان، وغيرهم، وقصها خلق من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وظاهر سياق القرآن إجمال القصة، من غير بسط ولا إطناب فيها، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن، على ما أراده الله تعالى، والله أعلم بحقيقة الحال». ()
2 - وقيل: إنهما نزلا بتعليم السحر للناس. روي ذلك عن: عبد الله بن مسعود ()، وابن عباس ()، والحسن البصري ()، وقتادة ()، وابن زيد ()، ورجحه الطبري، والزجاج، والجصاص، والبغوي، والزمخشري، والرازي، والنسفي، والخازن، والبيضاوي، والشوكاني، والسعدي، وابن عثيمين. ()
3 - وقيل: إنهما نزلا بتعليم التفرقة بين المرء وزوجه، لا السحر: روي ذلك عن: ابن عباس ()، ومجاهد ()، وقتادة ()، والكلبي ():
¥(41/117)
القول الثاني: أن المراد بهاروت وماروت، جبريل وميكائيل -عليهما السلام-، وأن الله تعالى لم ينزل عليهما السحر، خلافاً لما زعمته اليهود، وأن «ما» في قوله تعالى: {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ} للنفي.
روي ذلك عن:
ابن عباس ()، وأبي العالية ()، وعطية العوفي ()، وخالد بن أبي عمران ()، والربيع بن أنس ().
القول الثالث: أن المراد بهما: داود وسليمان عليهما السلام، وأن «ما» أيضاً نافية،
والمعنى: أن الله تعالى لم ينزل السحر على داود، وسليمان.
روي ذلك عن: عبد الرحمن بن أبزى، وكان يقرأ الآية: {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلِكَيْنِ} بكسر اللام. () ()
القول الرابع: أن المراد بهما علجان ()، كانا ببابل ملكين.
روي ذلك عن: الضحاك ()، والحسن البصري ()، وأبي الأسود الدؤلي ().
القول الخامس: أن المراد بهما رجلان ساحران كانا ببابل.
روي ذلك عن ابن عباس ().
الترجيح:
الذي يظهر – والله أعلم – أن هاروت وماروت كانا ملكين من ملائكة السماء أنزلهما الله – عز وجل – إلى الأرض فتنة للناس وامتحاناً، وأنهما كانا يعلمان الناس السحر بأمر الله – عز وجل - لهما.
ولله تعالى أن يمتحن عباده بما شاء كما امتحن جنود طالوت بعدم الشرب من النهر في قوله تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (259)} () وكما امتحن عباده بخلق إبليس وهو أصل الشر، ونهى عباده عن متابعته وحذر منه. ()
برهان ذلك:
1 - قوله تعالى في الآية: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}
فالضمير في قوله: {يُعَلِّمَانِ} وقوله: {مِنْهُمَا} عائد على الملكين؛ لأنهما أقرب مذكور، ولأنه ورد بصيغة التثنية فهو مبدل منهما.
وفي قولهما: {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} دليل واضح على أنهما كانا يعلمان السحر، وإلا فما فائدة تحذيرهما من ذلك؟! ()
وهذا الذي قلنا هو الظاهر المتبادر من السياق، وهو أولى ما حملت عليه الآية. ()
2 - أن المروي –عن الصحابة والتابعين– في قصة هاروت وماروت، حاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، ولا يصح فيها حديث مرفوع ()، والأصل أنه لا يصح حمل الآية على تفسيرات وتفصيلات لأمور مغيبة لا دليل عليها من القرآن والسنة. ()
3 - أن ما نسب إلى الملكين – بأنهما شربا الخمر، وقتلا، نفساً وزنيا– غير جائز في حقهما لما تقرر من عصمة الملائكة - عليهم السلام - من ذلك. ()
فإن قيل: إن تعليم الملكين للسحر كفر، لقوله تعالى: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} () وهذا فيه قدح بعصمتهم لأنه لا يجوز عليهم تعليم السحر؟
فجوابه:
أنه ليس في تعليم الملكين للسحر كفر، ولا يأثمان بذلك؛ لأنه كان بإذن الله لهما، وهما مطيعان فيه، وإنما الإثم على من تعلمه من الناس، وقد أخبر سبحانه بأن الملكان كانا ينهيان عن تعلمه أشد النهي، حيث قال: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} ().
وقد بينا من قبل، أن لله سبحانه أن يبتلي عباده بما شاء، ومن ذلك ابتلائهم بملكين يعلمانهم السحر، والله تعالى أعلم. ()
() السائب: مأخوذ من ساب يسوب، إذا مشى مسرعاً. انظر: لسان العرب (6/ 450 - 451).
() أخرجه ابن جرير في تفسيره (1/ 501).
() أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/ 53)، وابن أبي شيبة في المصنف (8/ 108)، وابن جرير في تفسيره
¥(41/118)
(1/ 502)، وابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 306) تحقيق د/ أحمد الزهراني، والبيهقي في شعب الإيمان (1/ 181) جميعهم من طريق موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر، عن كعب به.
() أخرجه ابن جرير في تفسيره – واللفظ له – (1/ 502)، من طريق حماد بن زيد، عن خالد الحذاء، عن عمير به.
وأخرجه عبد بن حميد [كما في العجاب 1/ 322] والحاكم في المستدرك وصححه (2/ 291)، من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن عمير به. وفي سياقه بعض الاختلاف.
وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (4/ 1223)، من طريق إسماعيل بن خالد، عن عمير، به.
وذكره السيوطي في الدر (1/ 186) وزاد في نسبته لإسحاق بن راهويه، وابن أبي الدنيا في العقوبات.
قال ابن كثير في تفسيره (1/ 143): «رجال إسناده ثقات وهو غريب جداً».
وقال الحافظ ابن حجر في (العجاب 1/ 322): «هذا سند صحيح، وحكمه أن يكون مرفوعاً؛ لأنه لا مجال للرأي فيه، وما كان علي ? يأخذ عن أهل الكتاب». ا. هـ
وروي عن علي مرفوعاً بلفظ: «لعن الله الزهرة، فإنها هي التي فتنت الملكين هاروت وماروت».
رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة [كما في سلسلة الأحاديث الضعيفة، للألباني (2/ 315)]، وابن مردويه في تفسيره [كما في تفسير ابن كثير 1/ 143].
وذكره السيوطي في الدر (1/ 186) ونسبه لإسحاق بن راهويه، وابن المنذر.
قال عنه ابن كثير في تفسيره (1/ 143): «لا يصح وهو منكر جداً». وحكم عليه بالوضع الألباني، في سلسلة الأحاديث الضعيفة (2/ 315).
() أخرجه ابن جرير في تفسيره (1/ 501)، و ابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 305) تحقيق د/ أحمد الزهراني، والحاكم في المستدرك (2/ 480).
() أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/ 53)، وابن جرير في تفسيره (1/ 498).
تنبيه: وقع في تفسير ابن جرير (1/ 498) عن عبد الله مكبراً، وفي تفسير عبد الرزاق (1/ 53)، وزاد المسير لابن الجوزي (1/ 108)، وتفسير ابن كثير (1/ 145)، والدر (1/ 189): (عبيد الله بن عبد الله) منسوباً مصغراً وهو الصواب.
() أخرجه ابن جرير (1/ 504)، وابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 309) تحقيق د/ أحمد الزهراني.
() الوسيط (1/ 183).
() تفسير البغوي (1/ 100).
() أخرجه ابن جرير (1/ 502).
() أخرجه ابن جرير (1/ 503).
() تفسير البغوي (1/ 100،101)، تفسير القرطبي (2/ 36).
() حاشية تفسير العز بن عبد السلام (1/ 148)، والفصل في الملل والأهواء والنحل، لابن حزم (2/ 297 - 281)، (2/ 324 - 325)، والشفا للقاضي عياض (2/ 182)، وأحكام القرآن لابن العربي (1/ 46)، والمحرر الوجيز (1/ 187)، وزاد المسير (1/ 108)، مفاتيح الغيب (3/ 199)، وتفسير القرطبي (2/ 36)، تفسير الخازن (1/ 66)، البحر المحيط (1/ 499)، تفسير ابن كثير (1/ 146)، تفسير البيضاوي (1/ 79)، روح المعاني (1/ 342)، محاسن التأويل (1/ 340 - 341)، وفي ظلال القرآن (1/ 97)، سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 204) (2/ 313).
() تفسير ابن كثير (1/ 146).
() (16) زاد المسير (1/ 108).
() أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 310) تحقيق د/ أحمد الزهراني.
() أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/ 53)، وابن جرير (1/ 498،507).
() أخرجه ابن جرير (1/ 498).
() انظر: جامع البيان للطبري (1/ 500)، معاني القرآن للزجاج (1/ 183)، أحكام القرآن للجصاص (1/ 68)، تفسير البغوي (1/ 100)، الكشاف (1/ 172)، مفاتيح الغيب (3/ 198)، تفسير النسفي (1/ 114)، تفسير الخازن (1/ 64)، تفسير البيضاوي (1/ 79)، فتح القدير (1/ 187 - 188)، تيسير الكريم الرحمن (72)، أحكام من القرآن الكريم (369).
() أخرجه ابن أبي جرير (1/ 498)، و ابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 310) تحقيق د/ أحمد الزهراني.
() أخرجه ابن أبي جرير (1/ 499).
() زاد المسير (1/ 108).
() أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/ 53).
() أخرجه ابن جرير (1/ 497)، و ابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 302) تحقيق د/ أحمد الزهراني.
() أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 302) تحقيق د/ أحمد الزهراني.
() أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 302) تحقيق د/ أحمد الزهراني.
() أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره معلقاً (1/ 302) تحقيق د/ أحمد الزهراني.
¥(41/119)
() أخرجه ابن جرير (1/ 497)، و ابن أبي حاتم في تفسيره معلقاً (1/ 302) تحقيق د/ أحمد الزهراني.
() أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 303) تحقيق د/ أحمد الزهراني، و انظر: المحرر الوجيز (1/ 186)، تفسير القرطبي (2/ 37)، و البحر المحيط (1/ 497)، تفسير ابن كثير (1/ 142).
() قراءة الجمهور بفتح اللام ((الملَكين)) ورويت قراءة الكسر ((الملِكين)) عن ابن عباس، وابن أبزى، وسعيد بن جبير، والضحاك، والحسن البصري، والزهري، وأبي الأسود الدؤلي، وهي قراءة شاذة.
انظر: جامع البيان للطبري (1/ 504)، تفسير ابن أبي حاتم (1/ 303) تحقيق د/ أحمد الزهراني، تفسير السمرقندي (1/ 144)، تفسير الماوردي (1/ 165)، تفسير البغوي (1/ 99)، الكشاف (1/ 172)، أحكام القرآن لابن العربي (1/ 45)، المحرر الوجيز (1/ 186)، زاد المسير (1/ 107)، تفسير القرطبي (2/ 37)، البحر المحيط (1/ 497).
() العلج: هو الرجل الشديد الغليظ. والعلج هو الرجل من كفار العجم.ويقال للرجل القوي الضخم من الكفار: علج. النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 259)، لسان العرب (9/ 349).
() أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 303) تحقيق د/ أحمد الزهراني.
() تفسير البغوي (1/ 99)، أحكام القرآن لابن العربي (1/ 45)، المحرر الوجيز (1/ 186)، مفاتيح الغيب (3/ 198)، تفسير القرطبي (2/ 37)، البحر المحيط (1/ 497).
() تفسير الماوردي (1/ 165)، البحر المحيط (497).
() تفسير البغوي (1/ 99)، البحر المحيط (497).
() البقرة: 259.
() انظر: الوسيط (1/ 185)، أحكام من القرآن الكريم (368 - 369)، عالم السحر (254).
() انظر: جامع البيان للطبري (1/ 499 - 500)، والشفا (2/ 181).
() انظر: قواعد الترجيح (1/ 137).
() تفسير ابن كثير (1/ 146).
() انظر: قواعد الترجيح (1/ 225).
() أجمع المسلمون على أن الملائكة مؤمنون مكرمون، واتفق أئمة المسلمين على أن حكم المرسلين منهم حكم النبيين في العصمة والتبليغ، واختلفوا في غير المرسلين منهم، والصواب عصمة جميعهم، وتنزيه مقامهم الرفيع عن جميع ما يحط من رتبتهم ومنزلتهم. انظر: الشفا للقاضي عياض (2/ 181)، ومفاتيح الغيب (2/ 152) وتفسير القرطبي (2/ 36)، وتفسبر الخازن (1/ 66)، وتفسير البحر المحيط (1/ 292، 498).
() البقرة: 102.
() البقرة: 102.
() انظر: جامع البيان للطبري (1/ 499)، معاني القرآن للزجاج (1/ 184)، الوسيط (1/ 185)، مفاتيح الغيب
(3/ 196،198،199)، فتح القدير (1/ 188).
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[24 - 06 - 04, 10:58 م]ـ
تقدم موضوع مفصل فيه على ذا الرابط:
هاروت وماروت ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=15503&highlight=%E5%C7%D1%E6%CA)(41/120)
أو آذى مؤمنافلا جهاد له
ـ[أبو إلياس]ــــــــ[24 - 06 - 04, 04:39 ص]ـ
عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ضيق منزلا أو قطع طريقا أو آذى مؤمنا فلا جهاد له.
انظر حديث صحيح الجامع. رقم: 6378 السلام عليكم أيها الإخوة الأفاضل في هذا الحديث لفظة وهي: (أو آذى مؤمنا) هل هذه اللفظة موجودة في بعض المصادر فقد رجعت إلى المسند وسنن أبي داود فلم أجد هذه اللفظة.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[24 - 06 - 04, 07:59 ص]ـ
بارك الله فيك!
فالحديث رواه أحمد، وأبوداود، وسعيد بن منصور في " سننه "، والحارث بن أبي أسامة في " مسنده "، وأبويعلى في " مسنده "، و " المفاريد "، والطبراني، وابن قانع في " معجم الصحابة "، والطحاوي في " المشكل "، وأبونعيم في " معرفة الصحابة "، والبيهقي، والمزي في " تهذيب الكمال "، على اختلاف في إسناده، راجعه في " علل الدارقطني ".
ولم أجد هذه اللفظة عند أحدهم.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[24 - 06 - 04, 09:04 ص]ـ
أخرج الحديث بهذه الزيادة ابن عساكر في تاريخ دمشق (60/ 86)
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو الحسين بن عوف أنا أبو العباس محمد بن موسى بن السمسار أنا محمد بن خريم حدثنا هشام بن عمار نا المغيرة بن المغيرة الرملي أنا أسيد بن عبد الرحمن عن سهل بن معاذ عن أنس (1) قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: من ضيق منزلا أو قطع طريقا أو آذى مؤمنا فلا جهاد له)).
وهذا الحديث رواه عن أسيد بن عبدالرحمن بدون هذه الزيادة
1 - الإمام الأوزاعي
2 - إسماعيل بن عيَّاش الحمصي
وزادها: المغيرة بن المغيرة الرملي
قال عنه أبو حاتم: لا بأس به
والذي يظهر انها وهم منه والله أعلم.
===========
(1) هنا تصحيف: والصواب سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه كما في بقية المصادر، لأن الحديث من مسند معاذ بن أنس الجهني لا من مسند أنس بن مالك رضي الله عنهما. والله أعلم(41/121)
((الأمالى الحسان فى الوحدان))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[24 - 06 - 04, 11:06 ص]ـ
((الأمالى الحسان فى الوحدان))
الحمد لله الذى نضَّر وجوه أهل الحديث وجعلها حسانا. وزادهم لتعزيرِهم ونصرتِهم نبيَه بِراً وجوداً وإحسانا. والصلاة والسلام الزاكيان على المبعوث بالهداية العامة فضلاً وامتنانا. وبعد ..
فالوحدان فى اصطلاح أهل الحديث ((مَنْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلاَّ رَاوٍ وَاحِدٌ)). وفائدته معرفة المجهول من الرواة من غير الصحابة، فكلهم عدول معروفون. وممن صنف فيه فأجاد: أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيرى النيسابورى صاحب ((الصحيح))، وسمَّاه ((المنفردات والوحدان)).
ولخَّص ذا مع التمثيل لأفراده: خاتمة الحفاظ المصريين الجلال السيوطى ـ طيَّب الله ثراه ـ فقال:
صَنَّفَ فِي الْوُحْدَانِ مُسْلِمٌ بِأَنْ ... لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ وَمِنْ
مُفَادِهِ: مَعْرِفَةُ الْمَجْهُولِ ... وَالرَّدُّ لا مِنْ صُحْبَةِ الرَّسُولِ
مِثَالُهُ: لَمْ يَرْوِ عَنْ مُسَيِّبِ ... إلاَّ ابْنُهُ وَلا عَنِ ابْنِ تَغْلِبِ
عَمْرٍو سِوَى الْبَصْرِي وَلا عَنْ وَهْبِ ... وَعَامِرِ بْنِ شَهْرٍ اْلاَّ الشَّعْبِي
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ صِحَابٌ مِنْ أُولَى ... كَثِيرٌ الْحَاكِمُ عَنْهُمْ غَفَلا
وسبقه إلى الإفادة مع الإجادة، وجودة السبك وحسن البيان: الحافظ الجهبذ زين الدين العراقى، فقال:
وَمُسْلِمٌ صَنَّفَ فِي الوُحْدَانِ ... مَنْ عَنْهُ رَاوٍ وَاحِدٌ لاَ ثانِ
كَعَامِرِ بْنِ شَهْرٍ أوْ كَوَهْبِ ... هُوَ ابْنُ خَنْبَشٍ وَعَنْهُ الشَّعْبِي
وَغُلِّطَ الحَاكِمُ حَيْثُ زَعَمَا ... بأنَّ هَذَا النَّوْعَ لَيْسَ فِيْهِمَا
فَفِي الصَّحِيحِ أخْرَجَا للمُسَيَّبَا ... وأخْرَجَ الجُعْفِيُّ لابْنِ تَغْلِبَا
وهو على قسمين:
(الأول) الوحدان من الصحابة.
(الثانى) الوحدان من التابعين فمن بعدهم.
فلنبدأ بأولهما، وهو الوحدان من الصحابة.
ولنذكر هذه العشارية من وحدان الصحابة ممن فى ((السنن الأربعة))، لشيوع ذكر نظائرها وأشباهها مما فى ((الصحيحين)):
(1) أحمر بن جزء السدوسى، لم يرو عنه غير الحسن البصرى. [د ق]
(2) أسمر بن مضرِّس الطائى، لم يرو عنه غير ابنته عقيلة بنت أسمر. [د]
(3) رفاعة بن عرابة الجهنى، لم يرو عنه غير عطاء بن يسار الهلالى. [ق]
(4) زياد بن الحارث الصدائى، لم يرو عنه غير زياد بن نعيم الحضرمى. [د ت ق]
(5) شكل بن حميد العبسى، لم يرو عنه غير ابنه شتير بن شكل. [د ت س]
(6) عبد الله بن أبى الجدعاء التميمى، لم يرو عنه غير عبد الله بن شقيق العقيلى. [ت ق]
(7) عبد الله بن عدي بن الحمراء الزهري، لم يرو عنه إلا أبو سلمة بن عبد الرحمن. [ت ق]
(8) عويمر بن أشقر الأنصارى، لم يرو عنه غير عبَّاد بن تميم بن غزية المازنى. [ق]
(9) ناجية بن كعب بن جندب الخزاعى، لم يرو عنه غير عروة بن الزبير. [د ت ق]
(10) نصر بن دهر بن الأخرم بن مالك الأسلمي، لم يرو عنه غير ابنه أبو الهيثم بن نصر. [س] (1)
وقد عدَّ الحافظ الذهبى وحدان الصحابة فى ((صحيح البخارى))، فقال فى ((سير الأعلام)) (12/ 470): ((ذكر الصحابة الذين أخرج لهم البخاري ولم يرو عنهم سوى واحد:
(1) مرداس الأسلمي تفرد عنه قيس بن أبي حازم.
(2) حزن المخزومي تفرد عنه ابنه أبو سعيد المسيب بن حزن.
(3) زاهر بن الأسود تفرد عنه ابنه مجزأة بن زاهر.
(4) عبد الله بن هشام بن زهرة القرشي تفرد عنه حفيدة زهرة بن معبد.
(5) عمرو بن تغلب تفرد عنه الحسن البصري.
(6) عبد الله بن ثعلبة بن صعير روى عنه الزهري قوله.
(7) سنين أبو جميلة السلمي تفرد عنه الزهري.
(8) أبو سعيد بن المعلى تفرد عنه حفص بن عاصم.
(9) سويد بن النعمان الأنصاري شجري تفرد عنه بُشير بن يسار.
(10) خولة بنت قيس تفرد عنها النعمان بن أبي عياش. فجملتهم عشرة)).
وهذا جهد مشكور غير مكفور، لكنه متعقب من جهاتٍ ثلاث:
[الأولى] عدُّ أبى سعيد بن المعلى فى ((الوحدان)) منتقض بقول الحافظ الذهبى نفسه فى ((الكاشف)) (2/ 428/6644): ((أبو سعيد بن المعلي الأنصاري صحابي. روى عنه: حفص بن عاصم، وعبيد بن حنين)).
¥(41/122)
فأما رواية حفص عنه، فأشهر وأصح شئٍ فى ((الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ))، وقد أخرجها البخارى فى أربعة مواضع: ثلاثة فى ((كتاب التفسير))، والرابع فى ((فضائل القرآن)).
وأما رواية عبيد بن حنين مولى آل زيد بن الخطاب عنه، فقد قال النسائى ((المجتبى)) (2/ 55): أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين ثنا شعيب ـ يعنى ابن الليث ـ ثنا الليث ثنا خالد ـ يعنى ابن يزيد الجمحى ـ عن ابن أبي هلال أخبرني مروان بن عثمان أن عبيد بن حنين أخبره عن أبي سعيد بن المعلَّى قال: كُنَّا نَغْدُو إِلَى السُّوقِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَمُرُّ عَلَى الْمَسْجِدِ فَنُصَلِّي فِيهِ.
[الثانية] عَدُّه عمرو بن تغلب منهم، وكذلك ذكر الأكثرون أنه تفرد عنه الحسن البصرى، وهو منتقض بقول الإمام ابن أبى حاتمٍ فى ((الجرح والتعديل)) (6/ 222): ((عمرو بن تغلب له صحبة. روى عنه: الحسن البصري، والحكم بن الأعرج)). ومثله قول الحافظ أبى عمر بن عبد البر فى ((الاستيعاب)) (3/ 1166): ((عمرو بن تغلب العبدى، ويقال إنه من النمر بن قاسط. عداده فى أهل البصرة. روى عنه: الحسن بن ابى الحسن، والحكم بن الأعرج. يقال هو من أهل جواثى)).
[الثالثة] مما فاته من وحدان الصحابة:
(1) سِلَمة ـ بكسر اللام ـ بن قيس الجرمى تفرد عنه ابنه عمرو بن سلمة.
(2) ظهير بن رافع الأنصارى الأوسى تفرد عنه رافع بن خديج.
(3) المسيب بن حزن المخزومى تفرد عنه ابنه سعيد بن المسيب.
(4) أم رومان أم عائشة رضى الله عنها تفرد عنها مسروق بن الأجدع.
(5) أم العلاء الأنصارية تفرد عنها خارجة بن زيد بن ثابت.
تنبيهات واستدراكات
[التنبيه الأول] نفى أبو عبد الله الحاكم فى ((المدخل إلى كتاب الإكليل)) أن يكون الشيخان أخرجا من هذا القبيل شيئاً فى ((الصحيحين))!. ورده الحفاظ بأن ذلك واقع فيهما، ومن أمثلته ما ذكره الحافظ الذهبى آنفاً فى ((صحيح البخارى)).
وقال الحافظ أبو عمرو بن الصلاح فى ((مقدمته)) (ص353): ((ونقض ذلك عليه، بإخراج البخارى حديث قيس بن أبى حازم عن مرداس الأسلمى ((يذهب الصالحون الأوَّل فالأوَّل))، ولا راوى له غير قيس. وبإخراجهما حديث المسيب بن حزن فى وفاة أبى طالبٍ، ولا راوى له غير ابنه سعيد. وبإخراج البخارى حديث الحسن البصرى عن عمرو بن تغلب ((إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ، وَأَدَعُ الرَّجُلَ، وَالَّذِي أَدَعُ أَحَبُّ إِلَيَّ))، ولم يرو عن عمرو غير الحسن)) اهـ.
قلت: وهذا متجه، خلا ما ذكره من تفرد الحسن عن عمرو بن تغلب، كما سبق بيانه.
ــــــ ... ــــــ ... ـــــــ
[التنبيه الثانى] قد يُعد فى الوحدان من ليس منهم، ويرجع الخطأ فى ذلك إلى عدم استقصاء رواة من زعموا ذلك عنه، كما وقع ذلك للحافظ الذهبى فى عَدِّه أبى سعيد بن المعلَّى الأنصارى، وعمرو بن تغلب فى الوحدان آنفاً. فمن ذلك:
[1] قول الحافظ أبو عمرو بن الصلاح فى ((مقدمته)) (ص351): ((وهب بن خنبش، وعامر بن شهر، وعروة بن مضرس، ومحمد بن صفوان الأنصارى، ومحمد بن صيفى الأنصارى؛ لم يرو عنهم غير الشعبى)).
ويتعقب فى عروة بن مضرس الطائى، فقد روى عنه غير الشعبى. قال الحافظ المزى ((تهذيب الكمال)) (20/ 35): ((روى عنه: ابن عمه حميد بن منهب بن حارثة بن خريم بن أوس بن حارثة بن لام الطائي، وعامر الشعبي)).
وفى ((الجرح والتعديل)) (3/ 595) لابن أبى حاتم: ((زكريا بن يحيى بن عمر الكوفى. روى عن عم أبيه زحر بن حصن عن جده حميد بن منهب عن عمه عروة بن مضرس)).
ووقع فى ((مستدرك الحاكم)) حديثه من رواية عروة بن الزبير عنه، ولكنه منكر ليس بالمحفوظ من هذا الوجه.
فقد أخرجه الحاكم من طريق يوسف بن خالد السمتي البصري ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عروة بن مضرس قال: جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْمَوْقِفِ، فقلت: يَا رَسُولَ اللهِ أتيتُ مِنْ جَبَلِ طَيِّئٍ، أَكْلَلْتُ مَطِيَّتِي وَأَتْعَبْتُ نَفْسِي وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُ مِنْ جَبْلٍ من الجِبَالِ إِلا وَقَفْتُ عَلَيْهِ ... الحديث.
¥(41/123)
قلت: والحديث منكر بهذا الإسناد، يوسف بن خالد السمتى البصرى. قال العباس بن محمد الدوري سمعت يحيى بن معين يقول: كذاب زنديق لا يكتب حديثه. وقال ابن أبى حاتم سألت أبى عنه، فقال: أنكرت قول يحيى بن معين فيه أنه زنديق، حتى حمل إلىَّ كتاب قد وضعه في التجهم باباً باباً ينكر الميزان في القيامة، فعلمت أن يحيى بن معين كان لا يتكلم الا على بصيرة وفهم، هو ذاهب الحديث. وقال " وسألت أبا زرعة عنه، فقال: ذاهب الحديث ضعيف الحديث، اضرب على حديثه، كان يحيى بن معين يقول: كان يكذب.
[2] وقال الحافظ أبو عمرو: ((وانفرد قيس بن أبى حازم بالرواية عن: أبيه، ودكين بن سعيد المزنى، والصنابح بن الأعسر، ومرداس بن مالك الأسلمى)).
ويُتعقب فى الصنابح بن الأعسر، فقد روى عنه كذلك الحارث بن وهب، كما فى ((مسند الصنابح)) عند الطبرانى.
قال الطبرانى ((الكبير)) (8/ 80/7418): حدثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا إسحاق بن راهويه ثنا وكيع عن الصلت بن بهرام عن الحارث بن وهب عن الصنابح قال قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَزَالُ أُمَّتِي فى مِسْكَةٍ من دِينِهَا مَا لَمْ ينتظروا بِالْمَغْرِبِ اشْتَبَاكَ النُّجُومُ، مضاهاة اليهود، وما لم يؤخروا الفجر، مضاهاة النصرانية)).
[3] وقال الحافظ أبو عمرو: ((وفى الصحابة من لم يرو عنهم غير أبنائهم، فمنهم: شكل بن حميد لم يرو عنه غير ابنه شتير، والمسيب بن حزن لم يرو عنه غير ابنه سعيد، ومعاوية بن حيدة لم يرو عنه غير ابنه حكيم والد بهز)).
ويتعقب فى معاوية بن حيدة القشيرى، فقد روى عنه غير واحد. قال الحافظ المزى ((تهذيب الكمال)) (28/ 172): ((روى عنه: ابنه حكيم بن معاوية والد بهز بن حكيم، وحميد المزني والد عبد الله بن حميد، وعروة بن رويم اللخمي)) اهـ.
فمن حديث حميد المزنى عنه، ما أخرجه البيهقى ((شعب الإيمان)) (7/ 295/10365)، والخطيب ((موضح الأوهام)) (2/ 219) كلاهما من طريق عبد الله بن عبد الجبار الخبائري حدثني عبدالله بن حميد المزني عن أبيه عن معاوية بن حيدة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله ما يكفيني من الدنيا؟، قال: ((ما يستر عورتك، ويسد جوعتك، فإن كان بيتٌ فذاك، وإن كان حمارٌ فبخ بخ، فلق من خبز، وجرٌّ من ماء، وأنت مسؤول عما فوق الإزار)).
[4] وقال الحافظ أبو عمرو: ((وأخرج مسلم فى ((صحيحه)) حديث رافع بن عمرو الغفارى ولم يرو عنه غير عبد الله بن الصامت، وحديث أبى رفاعة العدوى ولم يرو عنه غير حميد بن هلال، وحديث الأغر المزنى ولم يرو عنه غير أبى بردة)).
وهذا أبعد فى النجعة، ومواقع الإصابة، فالثلاثة المذكورون كلهم ليسوا من الوحدان.
فأما رافع بن عمرو الغفارى، فقال الحافظ المزى فى ترجمته من ((تهذيب الكمال)) (9/ 29): ((روى عنه: عبد الله بن الصامت، وابنه عمران بن رافع بن عمرو الغفاري، وأبو جبير مولى أخيه الحكم بن عمرو الغفاري. وكذلك روى معتمر بن سليمان عن ابن أبي الحكم الغفاري عن جدته عن عم أبيها رافع بن عمرو الغفاري)).
فقد أخرج الترمذى (1288) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث الخزاعي ثنا الفضل بن موسى عن صالح بن أبي جبير عن أبيه عن رَافِعِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنْتُ أَرْمِي نَخْلَ الأَنْصَارِ، فَأَخَذُونِي، فَذَهَبُوا بِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَافِعُ لِمَ تَرْمِي نَخْلَهُمْ؟، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ الْجُوعُ!، قَالَ: ((لا تَرْمِ وَكُلْ مَا وَقَعَ أَشْبَعَكَ اللهُ وَأَرْوَاكَ)).
وأخرج أبو داود (2622) قال: حدثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة عن معتمر بن سليمان سمعت ابن أبي حكم الغفاري يقول حدثتني جدتي عن عم أبي رافع بن عمرو الغفاري قال: كُنْتُ غُلامَاً أَرْمِي نَخْلَ الأَنْصَارِ .... الحديث بنحوه.
وأما أبو رفاعة العدوى تميم بن أسد العدوى، فقال الحافظ المزى فى ترجمته ((تهذيب الكمال)) (33/ 314): ((روى عنه: حميد بن هلال، وصلة بن أشيم العدويان البصريان)).
¥(41/124)
ورواية صلة بن أشيم عنه، أخرجها البخارى فى ترجمته من ((التاريخ الكبير)) (2/ 151/2017) قال: وقال لنا موسى بن إسماعيل عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن صلة بن أشيم قال: رأيت في النوم كأن أبا رفاعة على ناقة سريعة، وأنا على جمل ثقيل، آخذ بركابه رجاء أن ألحقه، فيعرجها علي حتى أقول الآن سمعت الصوت، ثم يسرحها فتنطلق، فأولت أنى آخذ طريق أبي رفاعة، وأنا أكد العمل بعده كداً.
وأما الأغر بن يسار المزنى، فقال الحافظ المزى فى ترجمته من ((تهذيب الكمال)): ((روى عنه: عبد الله بن عمر بن الخطاب، ومعاوية بن قرة المزني، وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري)).
وروايتا عبد الله بن عمر عنه، أخرجها الطبرانى ((الكبير)) (1/ 300/879) قال: حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن ابن أبي عتيق عن نافع أن بن عمر أخبره: أن الأغر، وهو رجل من مزينة كانت له صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت له أوسق من تمر على رجل من بني عمرو بن عوف، فاختلف إليه مراراً، قال: فجئت النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل معي أبا بكر الصديق، قال: وكل من لقينا سلموا علينا، فقال أبو بكر رضي الله عنه: ألا أرى الناس يبدأونك بالسلام، فيكون لهم الأجر، فابدأهم بالسلام، يكون لك الأجر.
ورواية معاوية بن قرَّة عنه، أخرجها الطبرانى كذلك ((الكبير)) (1/ 302/891) قال: حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني ثنا أبي ثنا زهير ثنا خالد بن أبي كريمة حدثنا معاوية بن قرة عن الأغر المزني: أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله! إني أصبحت ولم أوتر، فقال: ((إنما الوتر بالليل))، قال: يا نبي الله إني أصبحت ولم أوتر، قال: ((فأوتر)).
وللحديث بقية، مبتدئاً بالتنبيه الثالث، إن شاء الله تعالى.
ـــــــــ هامش ــــــــــ
(1) هناك عشارية أخرى مباينة لما هاهنا على هذه الوصلة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=20788
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 06 - 04, 11:35 ص]ـ
الحمد لله الذى نضَّر وجوه أهل الحديث وجعلها حسانا. وزادهم لتعزيرِهم ونصرتِهم نبيَه بِراً وجوداً وإحسانا. والصلاة والسلام الزاكيان على المبعوث بالهداية العامة فضلاً وامتنانا. وبعد ..
[التنبيه الثالث] أجود أسانيد الوحدان وأصحُّها: زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك العامرى. نصَّ على ذلك الإمام الحجة سفيان بن عيينة، فيما أخرجه أبو حاتم بن حبان قال: أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال: قال سفيان: ((ما على وجه الأرض اليوم إسناد أجود من هذا)).
وقال أبو بكر الحميدى ((مسنده)) (824): حدَّثنا سفيان قال ثنى زِيَادُ بْنِ عِلاقَةَ قاَلَ سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ العَامرِى قَالَ: شَهِدْتُ الأَعَارِيبَ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ عَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا فِي كَذَا؟، فَقَالَ: ((عِبَادَ اللهِ وَضَعَ اللهُ الْحَرَجَ إِلا مَنِ اقْتَرَضَ مِنْ عِرْضِ أَخِيهِ شَيْئًا، فَذَاكَ الَّذِي حَرِجَ، وهَلَكَ))، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ نَتَدَاوَى؟، قَالَ: ((تَدَاوَوْا عِبَادَ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً إِلا الْهَرَمَ))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْعَبْدُ المُسْلِمُ؟، قَالَ: ((خُلُقٌ حَسَنٌ)).
وأخرجه كذلك الطيالسى (1232)، وابن أبى شيبة (5/ 31/23417)، وأحمد (4/ 278)، وهناد ((الزهد)) (1260)، والبخارى ((الأدب المفرد)) (291) و ((التاريخ الكبير)) (2/ 20)، وأبو داود (3855)، والترمذى (2038)، والنسائى ((الكبرى)) (4/ 368/7554،7553)، وابن ماجه (3436)، وأبو القاسم البغوى ((مسند ابن الجعد)) (2586)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (3/ 140و5/ 128)، وابن خزيمة (2955)، وابن حبان (486،6064)، والطبرانى ((الصغير)) (559) و ((الكبير)) (1/ 184:179/ أرقام 463، 464، 465، 466، 467، 469، 471، 474، 476 477، 478، 479، 480، 482، 483، 484)، وابن قانع ((معجم الصحابة
¥(41/125)
)) (1/ 13)، وابن عدى ((الكامل)) (5/ 33)، والحاكم (1/ 208 و4/ 220، 443:441)، والبيهقى ((الكبرى)) (9/ 343) و ((شعب الإيمان)) (2/ 200/1528)، وابن حزم ((المحلى)) (4/ 176)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (5/ 282)، والخطيب ((موضح الأوهام)) (2/ 101) و ((تاريخ بغداد)) (3/ 407و9/ 197)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (53/ 317)، والمقدسى ((المختارة)) (1385:1381)، وابن عبد الغنى ((تكملة الإكمال)) (1/ 128) من طريق جماعة من الرفعاء الكبراء عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك العامرى به.
ورواه عن زياد بن علاقة: إسماعيل بن أبى خالد، وعلقمة بن مرثد، وأبو إسحاق سليمان بن فيروز الشيبانى، وسماك بن حرب، والأعمش، ومسعر، وشعبة، وسفيان الثورى، وسفيان بن عيينة، ومالك بن مغول، والمسعودى، ويحيى بن أيوب البجلى، وأبو عوانة، وزائدة بن قدامة، وزهير بن معاوية، وإسرائيل بن يونس، وعثمان بن حكيم الأودى، ومحمد بن جحادة، وشيبان بن عبد الرحمن النحوى، وعبد الله بن الأجلح، ومطلب بن زياد، وورقاء بن عمر اليشكرى، وزيد بن أبى أنيسة، ومحمد بن بشر الأسلمى، وأبو حمزة السكرى، خمسة وعشرون نفساً أو يزيدون.
وأوفاهم له سياقة: شعبة، وسفيان بن عيينة، وزهير بن معاوية، وأبو عوانة، وعثمان بن حكيم، ومحمد بن جحادة، وورقاء بن عمر اليشكرى.
وفى روايتى ابن جحادة والشيبانى زيادات مستحسنة.
ففى حديث ابن جحادة: ((قال رسولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى، وسأله رجل نسي أن يرمي الجمار، قال: ارم ولا حرج، ثم أتاه آخر طاف قبل أن يرمى، فقال: طف ولا حرج، ثم أتاه آخر حلق قبل أن يذبح، قال: اذبح ولا حرج، قال: فما سألوه يومئذ عن شيء إلا قال: لا حَرَجَ ولا حَرَجَ)).
أما حديث أبى إسحاق الشيبانى ففيه: ((خرجت مع النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَّاً، فَكَانَ النَّاسُ يَأْتُونَه، فَمِنْ قَائِلٍ: يَا رَسُولَ اللهِ سَعَيْتُ قَبْلَ أَنْ أَطُوفَ، أَوْ قَدَّمْتُ شَيْئًا أَوْ أَخَّرْتُ شَيْئًا، فَكَانَ يَقُولُ: لا حَرَجَ لا حَرَجَ، إِلا عَلَى رَجُلٍ اقْتَرَضَ عِرْضَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ، وَهُوَ ظَالِمٌ، فَذَلِكَ الَّذِي حَرِجَ وَهَلَكَ)).
وقال أبو عبد الله الحاكم: ((حديث أسامة بن شريك هذا علَّله الشيخان بأنهما لم يجدا له راويا عن أسامة بن شريك غير زياد بن علاقة. وقال لي أبو الحسن علي بن عمر الدارقطنى الحافظ: لم أسقطا حديث أسامة بن شريك من الكتابين؟، قلت: لأنهما لم يجدا لأسامة بن شريك راوياً غير زياد بن علاقة، فحدثني أبو الحسن، وكتبه لي بخطه قال: قد أخرج البخاري عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم عن مرداس الأسلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يذهب الصالحون أسلافا ... )) الحديث، وليس لمرداس راوياً غير قيس، وقد أخرج البخاري حديثين عن زهرة بن معبد عن جده عبد الله بن هشام بن زهرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس لعبد الله بن هشام راوياً غير زهرة، واتفقا جميعا على إخراج حديث قيس بن أبي حازم عن عدي بن عميرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من استعملناه على عمل))، وليس لعدي بن عميرة راوياً غير قيس، واتفقا جميعا على حديث مجزأة بن زاهر الأسلمي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن لحوم الحمر الأهلية، وليس لزاهر راوياً غير مجزأة، وأخرج البخاري حديث الحسن عن عمرو بن تغلب، وليس لعمرو راوياً غير الحسن.
وحديث زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك أصح وأشهر، وأكثر رواة من هذه الأحاديث)) اهـ.
قلت: والظاهر هاهنا أن الناسخ لم يحرر العبارات بدقة، فقد أتتْ بأحكامٍ مشوشة، وغير مطابقة لمراد أبى الحسن الدارقطنى، كما أفصح عنه ببيانٍ أوفى مما هاهنا فى كتابه ((الإلزامات والتتبع)). وموضع الخطأ من جهتين:
[الأولى] قوله: واتفقا جميعا على إخراج حديث قيس بن أبي حازم عن عدي بن عميرة ... ، فصوابه أن يكون: وأخرج مسلم حديث قيس بن أبي حازم عن عدي بن عميرة. فقد تفرد به مسلم، ولم يخرجه البخارى فى ((صحيحه))!.
¥(41/126)
[الثانية] قوله: واتفقا جميعا على حديث مجزأة بن زاهر الأسلمي عن أبيه ... ، فصوابه أن يكون: وأخرج البخارى حديث مجزأة بن زاهر الأسلمي عن أبيه. فقد تفرد به البخارى، ولم يخرجه مسلم فى ((صحيحه))!.
(إيقاظ) قد يقال: كيف يُعد أُسَامَةُ بْنِ شَرِيكٍ فى الوحدان، وقد قال الحافظ المزى فى ((تهذيب الكمال)) (2/ 351): ((أسامة بن شريك الذبياني من بنى ثعلبة بن سعد صحابي. روى عنه: زياد بن علاقة، وعلي بن الأقمر))، وأقره الحافظ الذهبى فى ((الكاشف)) (1/ 232).
قلنا: قد ذكره الإمام مسلم فى ((المنفردات والوحدان)) فقال: ((أُسَامَةُ بْنِ شَرِيكٍ لم يرو عنه إلا زِيَادُ بْنِ عِلاقَةَ)).
وكذلك قال الإمام على المدينى فى ((العلل)) (ص67): ((زياد بن علاقة لقي سعدا وكان كبيرا. وقد لقي عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقي: المغيرة بن شعبة، وجرير بن عبد الله، ورجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يرو عنهم غيره، منهم: أسامة بن شريك، وعرفجة بن شريح، وقطبة بن مالك، إلا أن قطبة بن مالك قد روى عنه كذلك عبد الملك بن عمير)). وممن قال بتفرد زياد بالرواية عن أسامة: أبو حاتم الرازى، والحاكم، وأبو موسى المدينى، وابن عبد البر.
ولهذا قال الحافظ العسقلانى ((التقريب)) (1/ 98/318): ((أسامة بن شريك الثعلبي. تفرد بالرواية عنه زياد بن علاقة على الصحيح)).
ــــــ ... ــــــ ... ـــــــ
[التنبيه الرابع] لا يغيبن عنك أن الحاكم أبا عبد الله قد نفى أن يكون من شرط الشيخين فى ((الصحيحين)): إخراج أحاديث الوحدان من الصحابة، ومع ذا، فقد أخرج فى ((المستدرك)) جملةً من أشباه ونظائر هذه الأحاديث، وقال عن كلٍّ منها: ((هذا حديث صحيح على شرطهما ولم يخرجاه)).
وهاك عشارية مما أودعه الحاكم منها فى ((المستدرك)):
الحديث الأول: حديث أسامة بن أخدرى التميمى الشَّقْرِى
أخرجه أبو عبد الله الحاكم (4/ 307) من طريق مسدد ثنا بشر بن المفضل ثنا بشير بن ميمون عن عَمِّهِ أُسَامَةَ بْنِ أَخْدَرِيٍّ: أَنَّ رَجُلاً مِنْ بنى شَقْرَةَ، يُقَالُ لَهُ أَصْرَمُ، كَانَ فِي النَّفَرِ الَّذِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأتاه بغلامٍ له حبشي اشتراه بتلك البلاد، فقال: يا رسول الله إني اشتريت هذا، فأحببت أن تسميه، وتدعو له بالبركة، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا اسْمُكَ أنت؟، قَالَ: أَصْرَمُ، قَالَ: ((بَلْ أَنْتَ زُرْعَةُ))، فما تريد؟، قال: اسم هذا الغلام، قال: ((فهو عاصم))، وقبض كفه.
وقال: ((هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)).
وأخرجه أبو داود (4954) مختصراً، وابن سعد ((الطبقات)) (7/ 78)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (2/ 427)، والرويانى ((مسنده)) (1490)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (1/ 12)، والطبرانى ((الكبير)) (1/ 196/523)، والضياء ((المختارة)) (4/ 89/1306،1305) من طرق عن بشر بن المفضل ثنا بشير بن ميمون عن عَمِّهِ أُسَامَةَ بْنِ أَخْدَرِيٍّ بنحوه.
وعند أكثرهم ((فما تريده؟، قال: أريده راعياً)).
قلت: وأسامة بن أخدرى فى عداد الوحدان، فقد تفرد عنه ابن أخيه بشير بن ميمون الشقرى. وبشير الشقرى هذا صدوق، روى عنه: بشر بن المفضل، وعلي بن عاصم. وقال العباس الدورى عن بن معين: ليس به بأس. وذكره ابن شاهين في ((الثقات)). وأما بشير بن ميمون الخراسانى، أبو صيفى الواسطى، فهو متهم بالوضع، مجمع على تركه. وروى عن: مجاهد، وعكرمة وسعيد المقبري بالمناكير.
ــــــ ... ــــــ ... ـــــــ
الحديث الثانى: حديث أبى شهم، ويقال أبو سهم
أخرجه أبو عبد الله الحاكم (4/ 418) من طريق بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم عن أبي سهم قال: كنت بالمدينة، فَمَرَّتْ بِي جَارِيَةٌ، فأخذت بِكَشْحِهَا، ثم أَتَيْتُ النَّبىَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يبايع الناس، فقال لي: ألستَ صَاحِبَ الْجُبَيْذَةِ بالأَمْسِ؟، قلت: لا أَعُودُ يا رسول الله، فبايعني.
وقال: ((هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه)).
¥(41/127)
وأخرجه كذلك أحمد (5/ 294)، والنسائى ((الكبرى)) (4/ 319/7329)، وابن سعد ((الطبقات)) (6/ 56)، وأبو يعلى (3/ 112/1543)، وابن أيبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (5/ 139)، والطبرانى ((الكبير)) (22/ 373،372/ 933،932)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (33/ 407) من طرق عن بيان بن بشر عن قيس بن أبى حازم عن أبى شهمٍ بنحوه.
هكذا هو عند الجماعة ((أبو شهم))، قيل: اسمه يزيد بن أبي شيبة. عداده في الكوفيين.
قلت: وأبو شهم فى عداد الوحدان، فقد تفرد عنه قيس بن أبى حازم.
ــــــ ... ــــــ ... ـــــــ
الحديث الثالث: حديث عباد بن شرحبيل الغبرى
أخرجه أبو عبد الله الحاكم (4/ 148) من طريق شعبة عَنْ أَبِي بِشْرٍ سَمِعتُ عَبَّادِ بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: أَصَابَتْنَا مَجَاعةٌ، فَدَخَلْتُ حَائِطًا مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فأَخَذتُ سُنْبُلاً فَفَرَكْتُه، فَأَكَلْتُ وَحَمَلْتُ منه فِي ثَوْبِي، فَجَاءَ صَاحِبُ الحَائِطِ، فَضَرَبَنِي وَأَخَذَ ثَوْبِي، فَأَتَيْتُ النَّبىَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: ((مَا عَلَّمْتَه إِذْ كَانَ جَاهِلاً، وَلا أَطْعَمْتَه إِذْ كَانَ سَاغِبًا أَوْ جَائِعًا))، قالَ: فَرَدَّ عَلَيَّ ثَوْبِي، وأَمَرَ لى بِنِصْفِ وَسْقٍ مِنْ طَعَامٍ أَوْ وَسْقٍ.
وقال: ((هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)).
وأخرجه كذلك الطيالسى (1169)، وأحمد (4/ 166)، وأبو داود (2620)، وابن ماجه (2298)، وبحشل ((تاريخ واسط)) (ص48)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (3/ 273)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (2/ 190)، والبيهقى ((الكبرى)) (10/ 2)، والضياء ((المختارة)) (8/ 246/299،298)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (14/ 126) من طرق عن شعبة عن أبى بشر جعفر بن إياس البصرى عن عباد بن شرحبيل الغبرى بنحوه.
وأخرجه النسائى ((المجتبى)) (8/ 240)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (2/ 190) كلاهما من طريق سفيان بن حسين عن أبى بشر به نحوه.
وأخرجه ابن سعد ((الطبقات)) (7/ 54)، وبحشل ((تاريخ واسط)) (ص48) كلاهما من طريق يزيد بن هارون عن أشعث بن سعيد السمان ثنا أبو بشر به نحوه.
وسفيان بن حسين لين الحديث، وأشعث بن سعيد البصرى دونه بكثير، فهو واهى الحديث، والاعتماد فى هذا الحديث على شعبة، لا على من دونه.
قلت: وعبَّاد بن شرحبيل الغبرى فى عداد الوحدان، فقد تفرد عنه جعفر بن إياس أبو بشر البصرى.
ــــــ ... ــــــ ... ـــــــ
الحديث الرابع: حديث قطبة بن مالك الثعلبى
أخرجه أبو عبد الله الحاكم من طريق المسعودي عن زياد بن علاقة عن عمه قطبة بن مالك قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الصبح ق، فلما أتى على هذه الآية ((والنخل باسقات لها طلع نضيد))، قال قطبة: فجعلت أقول له ما بسوقُها؟، فقال: ((طولها)).
وقال: ((قد أخرج مسلم هذا الحديث بغير هذه السياقة، ولم يذكر تفسير البسوق فيه، وهو صحيح على شرطه)).
قلت: هو كما قال، فقد أخرجه مسلم فى ((الصلاة)) (457) قال: حدثني أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين ثنا أبو عوانة عن زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَلَّيْتُ، وَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَرَأَ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ، حَتَّى قَرَأَ ((وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ))، قَالَ: فَجَعَلْتُ أُرَدِّدُهَا، وَلا أَدْرِي مَا قَالَ.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا شريك وابن عيينة ح وحدثني زهير بن حرب ثنا ابن عيينة عن زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ: سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ ((وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ)).
حدثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ عَنْ عَمِّهِ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ، فَقَرَأَ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ ((وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ))، وَرُبَّمَا قَالَ ق.
قلت: وقطبة بن مالك الثعلبى أحد وحدان الصحابة فى ((صحيح مسلم))، فقد تفرد عنه زياد بن علاقة.
ــــــ ... ــــــ ... ـــــــ
¥(41/128)
الحديث الخامس: حديث المهاجر بن قنفذ
أخرجه أبو عبد الله الحاكم (1/ 272) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى وعبد الله بن خيران كلاهما عن شعبة عن قتادة عن الحسن عَنْ حُضَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ أَبِي سَاسَانَ عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبُولُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى تَوَضَّأَ، ثُمَّ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ، وَقَالَ: ((إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلا عَلَى طُهْرٍ أَوْ قَالَ عَلَى طَهَارَةٍ)).
وأخرجه كذلك (3/ 545) من طريق يزيد بن زريع عن سعيد بن أبى عروبة عن قتادة به بنحوه.
وقال: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه)).
وأخرجه كذلك أحمد (4/ 345 و 5/ 80)، وأبو داود (17)، والنسائى ((الكبرى)) (1/ 71/37) و ((المجتبى)) (1/ 37)، وابن ماجه (350)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (1/ 85،27)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (2/ 9/673)، وابن خزيمة (206)، وابن حبان (803)، والطبرانى ((الكبير)) (20/ 329/781)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (3/ 59)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 90)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (28/ 578) من طرق عن سعيد بن أبى عروبة عن قتادة به بنحوه.
وتابعهما ـ أعنى شعبة وابن أبى عروبة ـ عن قتادة: هشام الدستوائى.
فقد أخرجه الدارمى (2641)، وابن المنذر ((الأوسط)) (293،19)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (2/ 9/674)، والطبرانى ((الكبير)) (20/ 329/780) جميعاً من طريق معاذ بن هشام ثنى أبي عن قتادة بنحوه.
قلت: فهؤلاء الثلاثة هم دعائم حديث قتادة: شعبة، وابن أبى عروبة، والدستوائى. وقد قال أبو بكر بن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول: ((أثبت الناس في قتادة: سعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي، وشعبة. ومن حدَّث من هؤلاء بحديث عن قتادة فلا يبالي ألا يسمعه من غيره؟!)).
قلت: والمهاجر بن قنفذ فى عداد الوحدان، فقد تفرد عنه أبو ساسان حُضَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ الرقاشى البصرى.
فإن قيل: وللحسن البصرى رواية عنه، كما أخرجه أحمد (5/ 80) قال: حدثنا عفان ثنا حماد عن حميد عن الحسن عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبُولُ، أَوْ قَدْ بَالَ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ حَتَّى تَوَضَّأَ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيَّ.
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (5/ 247/25735) قال: حدثنا زيد بن الحباب ثنا جرير بن حازم ثنا الحسن عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ: أنه سلَّم على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهُوَ يَبُولُ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيهِ حَتَّى فَرَغَ.
قلنا: هذا من كلا الطريقين مرسل، والمحفوظ الموصول ((قتادة عن الحسن عَنْ حُضَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ أَبِي سَاسَانَ))، لما سبق ذكره من ترجيح رواية قتادة من طريق أثبت وأوثق أصحابه. ولعلَّ الحسن استجاز إرساله، لثبوت اتصاله عنده عن شيخه أبى ساسان.
لذا قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (8/ 259): ((مهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان، من تيم بن مرة القرشي. له صحبة. روى عنه: الحسن مرسل، وحضين بن المنذر أبو ساسان)).
ــــــ ... ــــــ ... ـــــــ
ولهذه العشارية بقية، مبتدئة بالحديث السادس، إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 06 - 04, 11:47 ص]ـ
تنبيه: راجع للفائدة تخريج حديث أسامة بن شريك العامرى على الوصلة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=20788
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[29 - 06 - 04, 02:55 ص]ـ
الحمد لله الذى نضَّر وجوه أهل الحديث وجعلها حسانا. وزادهم لتعزيرِهم ونصرتِهم نبيَه بِراً وجوداً وإحسانا. والصلاة والسلام الزاكيان على المبعوث بالهداية العامة فضلاً وامتنانا. وبعد ..
الحديث السادس: حديث بسر بن جحَّاش
¥(41/129)
أخرجه أبو عبد الله الحاكم (2/ 454 و4/ 359) من طريقى آدم بن أبى إياس وأبى النضر هاشم بن القاسم كلاهما عن حريز بن عثمان الرحبى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَزَقَ يَوْمًا فِي كَفِّهِ، ثمَّ وَضَعَ عَلَيْهَا أُصْبُعَهُ، ثُمَّ قَالَ: ((قَالَ اللهُ تعَالَى: يا ابْنَ آدَمَ! أَنَّى تُعْجِزُنِي، وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ، حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ، وَعَدَلْتُكَ، مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ، وَلِلأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ، فَجَمَعْتَ، وَمَنَعْتَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ قُلْتَ: أَتَصَدَّقُ وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ)).
وزاد آدم فى روايته ((تلا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذه الآية ((فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ. عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ عِزِينَ. أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ.كَلاَّ إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ))، ثم بَزَقَ فِي كَفِّهِ .... فذكره.
وقال أبو عبد الله: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)).
وأخرجه كذلك أحمد (4/ 210)، والبخارى ((التاريخ)) (2/ 123)، وابن أبى الدنيا ((التواضع والخمول)) (245)، وابن سعد ((الطبقات الكبرى)) (7/ 427)، وابن ماجه (2707)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (2/ 149)، والطبرانى ((الكبير)) (2/ 32/1193) و ((الشاميين)) (1080)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (1/ 76)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (3/ 256/3473)، وابن الأثير ((أسد الغابة)) (1/ 215)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (4/ 72) من طرق عن حريز بن عثمان به نحوه، من غير ذكر الآيات.
وتابعه عن عبد الرحمن بن ميسرة: ثور بن يزيد الكلاعى.
فقد أخرجه الطبرانى ((الكبير)) (2/ 32/1194) و ((الشاميين)) (469) من طريق يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ به نحوه.
قلت: والحديث عن حريز بن عثمان الرحبى أوسع وأشهر، فقد رواه عنه جماعة من الرفعاء الكبراء: الوليد بن مسلم، وبقية بن الوليد، وآدم بن أبى إياس، وهاشم بن القاسم أبو النضر، ويزيد بن هارون، وعبد القدوس بن الحجاج أبو المغيرة، والحكم بن نافع أبو اليمان، وعلى بن عياش الألهانى، والحسن بن موسى الأشيب.
والحديث من صحاح أحاديث الشاميين، رواته ثقات كلهم: متصل سماع بعضهم من بعض. وعبد الرحمن بن ميسرة الحضرمى تابعى ثقة، جهله ابن المدينى. وقال أبو داود: شيوخ حريز الرحبى كلهم ثقات. ووثقه العجلى وابن حبان.
قلت: وبسر بن جحَّاش فى عداد الوحدان، لم يرو عنه إلا جبير بن نفير الحضرمى.
قال الحافظ فى ((الإصابة)) (1/ 291): ((بسر بن جحاش ـ بكسر الجيم، بعدها مهملة خفيفة، ويقال بفتحها بعدها مثقلة، وبعد الألف معجمة ـ قرشي نزل حمص، قاله محمود بن سميع. وقال ابن منده: أهل العراق يقولونه ((بسر)) بالمهملة، وأهل الشام يقولونه ((بشر)) بالمعجمة. وقال الدارقطني وابن زبر: لا يصح بالمعجمة. وكذا ضبطه بالمهملة أبو علي الهجري في ((نوادره))، لكن سمي أباه جحشا. وقال ابن منده: عداده في الشاميين، مات بحمص)).
ــــــ ... ــــــ ... ـــــــ
الحديث السابع: حديث أبى الجعد الضمرى
أخرجه أبو عبد الله الحاكم (1/ 415 و 3/ 723) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبِيدَةَ بْنِ سُفْيَانَ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ تَرَكَ ثَلاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا، طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ)).
وقال: ((هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)).
¥(41/130)
وأخرجه الشافعى ((المسند)) (ص70) و ((الأم)) (1/ 208)، وابن أبى شيبة (1/ 479/5533)، وأحمد (3/ 424)، والدارمى (1571)، وأبو داود (1052)، والترمذى (500)، والنسائى ((الكبرى)) (1/ 516/1656) و ((المجتبى)) (3/ 88)، وابن ماجه (1125)، وابن الجارود (288)، والطحاوى ((مشكل الآثار)) (4/ 158)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (2/ 221)، وابن خزيمة (1858،1857)، وأبو يعلى (1600)، وابن حبان (2786،258)، والطبرانى ((الكبيسر)) (22/ 365،366/ 918:915)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (2/ 209)، والبيهقى ((الكبرى)) (3/ 172،247) و ((شعب الإيمان)) (3003)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (16/ 240،239)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (33/ 189) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عَنْ عَبِيدَةَ بْنِ سُفْيَانَ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ به، إلا أن بعضهم يقول ((فهو منافق)).
قال أَبو عيسى: ((حَدِيثُ أَبِي الْجَعْدِ حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا ـ يعنى البخارى ـ عَنِ اسْمِ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ؟، فَلَمْ يَعْرِفِ اسْمَهُ، وَقَالَ: لا أَعْرِفُ لَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا هَذَا الْحَدِيثَ. وَلا نَعْرِفُ هَذَا الْحَدِيثَ إِلا مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو)).
قلت: وهو كما قاله إمام المحدثين ((لا أَعْرِفُ لَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا هَذَا الْحَدِيثَ)). وأما من روى له حديثاً ثانياً أو ثالثاً، فإنما أوتى من جهة الوهم والخطأ.
ففى ((علل الحديث)) (1/ 310/930): ((سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه أنس بن عياض عن محمد بن عمرو عن عبيدة بن سفيان عن أبي الجعد الضمري عن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رباط يوم في سبيل خير من صيام شهر وقيامه)). فقالا: هذا خطأ، إنما هو محمد بن عمرو عن مكحول عن سلمان. كذا رواه يحيى القطان واسماعيل بن جعفر. قلت لهما: الوهم ممن هو؟، قالا: من أبي ضمرة ـ يعنى أنس بن عياض ـ)) اهـ.
وكذلك أخرج ابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (2/ 222)، والطبرانى ((الأوسط)) (5576) و ((الكبير)) (22/ 919)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (2/ 210:209) من طرق عن سعيد بن عمرو الأشعثي ثنا عبثر بن القاسم عن محمد بن عمرو عن عبيدة بن سفيان عن أبي الجعد الضمري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد: مسجدي، ومسجد الحرام، والمسجد الاقصى)).
وقال أبو الحسن الدارقطنى: ((وأغرب عبثر، فأتى بهذا الإسناد الصحيح)).
قلت: كأنه يعنى أنه غير محفوظ بهذا الإسناد، وأن عبثر وإن كان ثقة، فقد تفرد وأغرب إذ رواه بهذا الإسناد، ولم يتابع.
قلت: وأبو الجعد الضمرى فى عداد الوحدان، لم يرو عنه إلا عَبِيدَةُ بْنُ سُفْيَانَ الْحَضْرَمِيِّ. وعَبِيدَةُ بْنُ سُفْيَانَ مدنى تابعى ثقة، قاله أحمد العجلى. وقال ابن سعد: كان شيخاً قليل الحديث. وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (5/ 140).
قال الحافظ العلم أبو عمر بن عبد البر ((الاستيعاب)) (4/ 1620): ((أبو الجعد الضمري. من بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن عدي بن كنانة. اختلف في اسمه، فقيل: أدرع، وقيل: جنادة، وقيل: عمرو بن بكر. له صحبة، ورواية، وله دار في بني ضمرة بالمدينة)). وأما الحافظ عبد الباقى بن قانع، فأسمَّاه: عمرو بن بكر بن جنادة بن عبد بن كعب بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الضمرى.
ــــــ ... ــــــ ... ـــــــ
الحديث الثامن: حديث أبى زهير الثقفى
أخرجه أبو عبد الله الحاكم (1/ 207 و 4/ 482) من طريق ابن المبارك وخلاد بن يحيى وداود بن عمرو الضبى ثلاثتهم عن نَافِعِ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيِّ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّبَاوَةِ أَوِ الْبَنَاوَةِ ـ وَالنَّبَاوَةُ مِنَ الطَّائِفِ ـ قَالَ: ((يُوشِكُ أَنْ تَعْرِفُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ))، أَوْ قَالَ ((خِيَارَكُمْ مِنْ شِرَارِكُمْ))، قَالُوا: بِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: ((بِالثَّنَاءِ الْحَسَنِ وَالثَّنَاءِ السَّيِّئِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ)).
وقال أبو عبد الله: ((هذا حديث صحيح الإسناد. وقال البخاري: أبو زهير الثقفي سمع النبي صلى الله عليه وسلم، واسمه معاذ فأما أبو بكر بن أبي زهير فمن كبار التابعين. وإسناد الحديث صحيح، ولم يخرجاه)).
وأخرجه ابن أبى شيبة (7/ 411/36960)، وأحمد (3/ 416)، وعبد بن حميد ((المسند)) (442)، وابن ماجه (4221)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (3/ 241،240)، والرويانى ((المسند)) (1540)، وابن حبان (7384)، والطبرانى ((الكبير)) (20/ 178/382)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (3/ 29،28)، والبيهقى ((الكبرى)) (10/ 123) و ((الزهد الكبير)) (807)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (33/ 91) من طرق عن نافع بن عمر الجمحى به نحوه.
قلت: وأبو زهير الثقفى عداده فى الوحدان، لم يرو عنه إلا ابنه أبو بكر بن أبى زهير.
واختلفوا فى اسم أبى زهير الثقفى. فقال مسلم فى ((الكنى والأسماء)) و ((المنفردات والوحدان)): معاذ بن رباح.
وقال الحافظ العسقلانى ((تهذيب التهذيب)): ((أبو زهير الثقفي والد أبي بكر. قيل: اسمه معاذ بن رباح، وقيل: هو أبو زهير بن معاذ بن رباح، وقيل: عمار بن حميد، وقيل: هو عمارة بن رويبة الثقفي.
قلت: ذكره مسلم وابن قانع والطبراني في معاذ بن رباح. وكذا ذكره ابن أبي حاتم إلا أنه قال: أبو زهير معاذ)).
ــــــ ... ــــــ ... ـــــــ
ولهذه العشارية بقية، مبتدئة بالحديث التاسع، إن شاء الله تعالى.
¥(41/131)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[01 - 07 - 04, 09:23 م]ـ
الحمد لله الذى نضَّر وجوه أهل الحديث وجعلها حسانا. وزادهم لتعزيرِهم ونصرتِهم نبيَه بِراً وجوداً وإحسانا. والصلاة والسلام الزاكيان على المبعوث بالهداية العامة فضلاً وامتنانا. وبعد ..
الحديث التاسع: حديث مطر بن عكامس
أخرجه أبو عبد الله الحاكم (1/ 102) من طريق قبيصة بن عقبة وأبى حذيفة النهدى وعباد بن موسى ثلاثتهم قال ثنا الثورى عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ مَطَرِ بْنِ عُكَامِسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا قَضَى اللهُ لِرِجُلٍ موتاً بِبَلْدَةٍ جَعَلَ لَهُ بِهَا حَاجَةً)).
وأخرجه كذلك (1/ 102) من طريق أبى حمزة السكرى عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ مَطَرِ بْنِ عُكَامِسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ما جعل الله أجل رجل بأرض إلا جعلت له فيها حاجة)).
وقال أبو عبد الله: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد اتفقا جميعا على إخراج جماعة من الصحابة ليس لكل واحد منهم إلا راو واحد، وله شاهد آخر من رواية ثقات)).
وأخرجه كذلك أحمد (5/ 227)، والبخارى ((التاريخ الكبير)) (7/ 400/1750)، والترمذى (2146)، والدورى ((تاريخ ابن معين)) (3/ 42)، والطبرانى ((الكبير)) (20/ 343/807) و ((الأوسط)) (2596)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (3/ 119)، والقضاعى ((مسند الشهاب)) (1396) من طرق عن سفيان الثورى عَنْ أَبِي إِسْحَقَ به نحوه.
وتابعهما ـ أعنى الثورى وأبا حمزة ـ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ: إسرائيل، وقيس بن الربيع، وحُديج بن معاوية.
فقد أخرجه الطبرانى ((الكبير)) (20/ 344/808)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (3/ 120) من طريقين عن إسرائيل عَنْ أَبِي إِسْحَقَ به نحوه.
وأخرجه ابن قانع ((معجم الصحابة)) (3/ 119) من طريق إبراهيم بن إسحاق الصيني نا قيس بن الربيع عن أبي إسحاق بنحوه.
وأخرجه عبد الله بن أحمد ((زوائد المسند)) (5/ 227) قال: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَكَانِيُّ حَدَّثَنَا حُدَيْجٌ أَبُو سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مَطَرِ بْنِ عُكَامِسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يُقَدَّرُ لأَحَدٍ يَمُوتُ بِأَرْضٍ إِلا حُبِّبَتْ إِلَيْهِ، وَجُعِلَ لَهُ إِلَيْهَا حَاجَةٌ)).
قلت: والحديث عن سفيان الثورى أكثر وأشهر، فقد رواه عنه: محمد بن يوسف الفريابى، وأبو داود الحفرى، وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدى، وقبيصة بن عقبة، وبشر بن السرى، وأبو عتبة عباد بن موسى الأزرق، ومؤمل بن إسماعيل.
والثورى أقوم الخمسة بالحديث، فقد كفانا اختلاط أبى إسحاق، فهو من قدماء أصحابه ممن سمع منه قبل الاختلاط. ولكن لم يثبت سماع أبى إسحاق من مطر، ولا سماع مطر من النبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ولهذا اختلفوا فى صحبة مطر بن عكامس. فأثبتها له ابن حبان، وأكثرهم يدخل حديثه فى مسانيد الصحابة، كالإمام أحمد، والطبرانى، وابن قانع، والحاكم أبى عبد الله وغيرهم. وقال عثمان بن سعيد: سألت يحيى بن معين عنه ألقي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟، فقال: لا أعلمه، وما يروى عنه إلا هذا الحديث. وقال عبد الله بن أحمد سألت أبي عنه هل له صحبة؟، فقال: لا يعرف، قلت: فله رؤية؟، قال: لا أدري. وقال ابن أبى حاتم عن أبيه: ليست له صحبة.
وقالَ أَبو عيسى: ((وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَلا يُعْرَفُ لِمَطَرِ بْنِ عُكَامِسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ)).
قلت: وتحسين الترمذى للحديث متجه، وإن لم تثبت لمطر صحبة، فله شواهد مستفيضة، عن: عبد الله بن مسعود، وأبى عزة الهذلى، وعروة بن مضرس، وجندب بن عبد الله البجلى.
قلت: ومطر بن عكامس؛ إذا ثبتت صحبته، فعداده فى الوحدان، لم يرو عنه إلا أبو إسحاق السبيعى.
ــــــ ... ــــــ ... ـــــــ
الحديث العاشر: حديث قدامة بن عبد الله بن عمار الكلابى
¥(41/132)
أخرجه أبو عبد الله الحاكم (1/ 638) قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ثنا الفضل بن عبد الجبار ثنا النضر بن شميل ح وحدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد السماك ثنا عبد الرحمن بن منصور ثنا يحيى بن سعيد القطان ح وحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو علي الحنفي وأبو عاصم النبيل قالوا: حدثنا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ سَمِعْتُ قُدَامَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ الْكِلابِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِى الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ صَهْبَاءَ، لا ضَرْبَ وَلا طَرْدَ، وَلا إِلَيْكَ إِلَيْكَ.
وقال أبو عبد الله: ((هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه)).
وأخرجه الشافعى ((المسند)) (ص370)، والطيالسى (1338)، وابن أبى شيبة (3/ 233/13745)، وأحمد (3/ 413،412)، والدارمى (1901)، وابن سعد ((الطبقات)) (1/ 493)، وعبد بن حميد ((المسند)) (357)، والبخارى ((التاريخ الكبير)) (7/ 178)، والترمذى (903)، والنسائى ((الكبرى)) (2/ 436/4067) و ((المجتبى)) (5/ 270)، وابن ماجه (3035)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (3/ 168)، وابن حبان، والطبرانى ((الكبير)) (19/ 38/79:77)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (2/ 358)، وابن عدى ((الكامل)) (1/ 434)، والبيهقى ((الكبرى)) (5/ 101) و ((شعب الإيمان)) (6/ 282/8161)، وابن حزم ((المحلى)) (7/ 188) و ((حجة الوداع)) (ص190)، والخطيب ((تاريخ بغداد)) (1/ 414) من طرق عن أيمن بن نابل عن قدامة به.
وهو صحيح مستفيض مشهور عن أيمن بن نابل المكى، رواه عنه: جعفر بن عون، وسعيد بن سالم القداح، وسفيان الثورى، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن نمير، وعبيد الله بن موسى العنزى، وعمر بن على المقدمى، وقرَّان بن تمام، ومحمد بن عمر الواقدى، ومروان بن معاوية الفزارى، ومعتمر بن سليمان التيمى، وموسى بن طارق أبو قرَّة، وَمُؤَمَّلُ بن إسماعيل، والنضر بن شميل، ووكيع، ويحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن سليم الطائفى، وأبو أحمد الزبيرى، وأبو داود الطيالسى، وأَبُو عَاصِمٍ النبيل، وأبو على الحنفى، وَأَبُو نُعَيْمٍ الفضل بن دكين؛ واحد وعشرون نفساً أو يزيدون.
ولا اختلاف بينهم فى لفظه، إلا أن جعفر بن عون وعبيد الله بن موسى قالا فى حديثيهما ((يسعى بين الصفا والمروة))، وسائرهم يقول ((يرمى جمرة العقبة))، والصواب رواية الجماعة.
قَالَ أَبو عِيسَى: ((حَدِيثُ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَإِنَّمَا يُعْرَفُ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَهُوَ حَدِيثُ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ)).
قلت: وقدامة بن عبد الله بن عمار الكلابى العامرى فى عداد الوحدان، لم يرو عنه إلا أيمن بن نابل أبو عمران الحبشى.
ــــــ ... ــــــ ... ـــــــ
فهذه تمام العشارية التى استدرك أبو عبد الله الحاكم على الشيخين أنها على شرطهما ولم يخرجا أحاديثها.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[10 - 02 - 05, 03:58 م]ـ
للرفع للإفادة، مع الوعد بتكملة البحث بذكر وحدان التابعين
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - 07 - 05, 08:25 ص]ـ
للرفع للإفادة، مع الوعد بتكملة البحث بذكر وحدان التابعين
--------
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل على هذا الجهد المبارك. أحسن الله إليكم.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 09 - 06, 12:54 م]ـ
الْحَبِيبَ / مُصْطَفَى سَعْدٍ
عَلَيْكَ تَحِيَّةُ الرَّحْمَنِ تَتْرَى ... تَحَايَا رَائِحَاتٍ غَادِيَاتِ
بَارَكَ اللهُ فِيكَ. وَيَسَّركَ لِلْخَيْرِ. وَيَسَّر لَكَ الْخَيْرَ حَيْثُ تَوَجَّهْتَ.
هَذَا بَعْضُ مَا سَأَلْتَنِي عَنْهُ مِمَّا هُوَ فِي كِتَابِي فِي وُحْدَانِ الْكُتُبِ السِّتَّةِ.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - 09 - 06, 04:41 م]ـ
لرفع اللبس، لست بمصطفى سعد.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[08 - 09 - 06, 04:56 ص]ـ
لرفع اللبس، لست بمصطفى سعد.
سُبْحَانَ اللهِ. بَلْ نَرْفَعُ إِلَيْكُمْ أَسْمَى تَحِيَاتِنَا وَمَوَّدَتِنَا
مَعَ دَعَوَاتِنَا بِدَوَامِ التَّوْفِيقِ
ـــــــ
يَا أَشْرَفَ بْنَ مُحَمَّدٍ صِنْوَ الْوَفَا ... شَكَرَ الإِلَهُ لِجَهْدِهِ وَعَنَائِهِ
فَاقْبَلْ فَدَتْكَ النَّفْسُ دَعْوَةَ مُخْلِصٍ ... يَحْنُو عَلَيْكَ بِصِدْقِهِ وَوَفَائِه
إنَّ الأُلَى عَهِدُوا الْوِدَادَ مُلَفَّقاً ... جَهِلُوا الصَّرِيحَ الْمَحْضَ مِنْ خُلَصَائهِ
إنِّي أَنَا الْمِصْرِيُّ لَحْمَاً أَوْ دَمَا ... فِي حُسْنِ عِشْرَتِهِ وَصِدْقِ إِخَائِه(41/133)
اسئل عن بعض الاحاديث وصحتها ..
ـ[سؤول]ــــــــ[24 - 06 - 04, 08:07 م]ـ
1 - قرات قبل فترة في كتاب فتاوى اللجنة الدائمة احد السائلين يسئل عن من يعبد الله ليس طمعا في الجنة ولا خوفا من النار .. وانما لاجل وجه الكريم ..
وكان الجواب اظنه انه بحديث عن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يدل على صحة كلام السائل.
2 - قرات عن حديث ان الرحمة تتنزل على الامام ثم الذين يلونه .. هل هذا صحيح؟
3 - مرة كنت استغفر بعد الصلاة بقولي استغفر الله العظيم .. فقال احدهم انت مبتدع، هل ورد عن الرسول استغفاره بصيغة استغفر الله العظيم ام استغفر الله فقط ... هل كلامه صححيح؟
4 - ما معنى قول الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صبحكم ومساكم؟؟
اجيبوني جزاكم الله خيرا
محبكم في الله
سؤول
ـ[سؤول]ــــــــ[26 - 06 - 04, 06:24 م]ـ
للرفع
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[27 - 06 - 04, 12:36 ص]ـ
لعلك تقصد أخي هذا الحديث، ولولا أني أتيت من سفر متعبا لأجبتك عن الباقي الآن ولعله يكون لاحقا إن شاء الله:
ــ الرحمة تنزل على الإمام ثم على من على يمينه الأول فالأول.
تخريج السيوطي: (أبو الشيخ في الثواب) عن أبي هريرة.
تحقيق الألباني: (ضعيف جدا) انظر حديث رقم: 3154 في ضعيف الجامع.
ـ[سؤول]ــــــــ[08 - 07 - 04, 05:41 م]ـ
للرفع
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 07 - 04, 12:02 م]ـ
قال الأخ:
1 - قرات قبل فترة في كتاب فتاوى اللجنة الدائمة احد السائلين يسئل عن من يعبد الله ليس طمعا في الجنة ولا خوفا من النار .. وانما لاجل وجه الكريم ..
وكان الجواب اظنه انه بحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم يدل على صحة كلام السائل.
---------
هذا الفهم الذي فهمته أخي الكريم غير صحيح، فاللجنة لاتؤيد هذا القول، فالقول الصحيح هو أن المؤمن يعبد ربه خوفا وطمعا ورغبا ورهبا، وأما المبتدعة الذين يقولون بأن المؤمن يعبد ربه لاحبا في جنته ولاخوفا من ناره فهم مخالفون للكتاب والسنة وهدي الأنبياء
قال تعالى
{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (90) سورة الأنبياء
ويقول تعالى
{وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} (56) سورة الأعراف
فالله سبحانه وتعالى بين أن الأنبياء يدعونه رغبا ورهبا
وحثنا على أن ندعوه خوفا وطمعا
فمن خالف هذا وقال بأنه يعبدالله لاخوفا من ناره ولامحبة من جنته فقد خالف الصراط المستقيم والعياذ بالله
وهذا يذكرونه عن رابعة العدوية والله اعلم بصحة ذلك عنها ويذكرها كذلك مثل القشيري في الرسالة وغيره
وقد جاء عن مكحول أنه قال (من عبدالله بالمحبة تزندق) ذكرها ابن تيمية رحمه الله في رسالة العبودية عن بعض السلف ونسبها السبكي في الفتاوى لمكحول.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 07 - 04, 12:19 م]ـ
قال الأخ سؤول حفظه الله
2 - قرات عن حديث ان الرحمة تتنزل على الامام ثم الذين يلونه .. هل هذا صحيح؟
وقد ذكر الأخ أبو عمرو البصري أنه الحديث ضعيف فجزاه الله خيرا.
قال الأخ
3 - مرة كنت استغفر بعد الصلاة بقولي استغفر الله العظيم .. فقال احدهم انت مبتدع، هل ورد عن الرسول استغفاره بصيغة استغفر الله العظيم ام استغفر الله فقط ... هل كلامه صححيح؟
الاستغفار الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفرائض استغفر الله ثلاثا بدون (العظيم) وهدي النبي صلى الله عليه وسلم خير الهدي، فالمسلم يلتزم بما ورد عنه صلى الله عليه وسلم لأنه الأكمل والأحسن
تنبيه
أما الاستغفار بعد النوافل فلم يثبت فيه شيء
وقد سبق بيانه على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4393
----------------------
قال الأخ
4 - ما معنى قول الرسول صبحكم ومساكم؟؟
فهذا جزء من حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه قال
و حدثني محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى ويقول أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ثم يقول أنا أولى بكل مؤمن من نفسه من ترك مالا فلأهله ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي
في نيل الأوطار للشوكاني ج 3 ص 332:
قوله: صبحكم فاعله ضمير يعود إلى العدو المنذر منه ومفعوله يعود إلى المنذرين. وكذلك قوله: ومساكم أي أتاكم العدو وقت الصباح أو وقت المساء.
.................................................. ..........
وفي فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي ج 5 ص 158:
(صبحكم) أي أتاكم الجيش وقت الصباح (مساكم) أي أتاكم وقت المساء قال الطيبي: شبه حاله في خطبته وإنذاره بقرب القيامة وتهالك الناس فيما يريهم بحال من ينذر قومه عند غفلتهم بجيش قريب منهم يقصد الإحاطة بهم بغتة بحيث لا يفوته منهم أحد فكما أن المنذر يرفع صوته وتحمر عيناه ويشتد غضبه على تغافلهم فكذا حال الرسول صلى الله عليه وسلم عند الإنذار.(41/134)
نريد تخريج حديث: المسلوب من سلب دينه
ـ[محمد السيد السلفي]ــــــــ[25 - 06 - 04, 11:01 م]ـ
ذكره السفاريني في " غذاء الألباب " وقال الشيخ أحمد فريد في " تسلية المصاب ":
لم أقف عليه فيما عندي من المراجع، ورحم الله من بصرنا بحاله.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[26 - 06 - 04, 04:42 ص]ـ
هذا (صحيح) من كلام الصحابي الجليل: جندب بن عبدالله البجلي رضي الله عنه
وقد رفعه بعض الضعفاء إلى النبي صلى الله عليه وسلَّم وهو خطأ
وهو عند ابن أبي شيبة في المصنَّف (8/ 250) ط دار الفكر
وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 294)، ونعيم بن حمَّاد في الفتن، و البيهقي في شعب الإيمان (2/ 246) موقوفا، (2/ 357) موقوفا ومرفوعا وأعلَّ الرواية المرفوعة، وابن عساكر في التاريخ (36/ 416) مرفوعا من طريق عبدالقدوس بن حبيب الذي أعلَّ البيهقي الرواية المرفوعة به.
ـ[محمد السيد السلفي]ــــــــ[27 - 06 - 04, 12:22 ص]ـ
جزى الله الشيخ خالد خيرا(41/135)
تنبيه الآنام.لكذب وبطلان كثيرٌ مما أشتهر على ألسنةِ العوام ...
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[30 - 06 - 04, 03:30 ص]ـ
تنبيه الآنام.لكذب وبطلان كثيرٌ مما أشتهر على ألسنةِ العوام ...
أشتهَر فى هذه الأيام الكثيُر من الخطباء والوعاظ، وأشتهَربالتالى كثيٌر مما يقولونه على المنابر من الأحاديث، وأخذَ العوامٌ يردودنَ هذه الأحاديث غيرَ مكترثينَ لدرجتها من الصحة والضعف،والطامةٌ الكبرى أن الكثير من هذه الأحاديث مكذوبةٌ على النبى صلى الله عليه وسلم. ولذا فقد شرعتُ بإعداد بحثٍ فى هذا الموضوع أسميته (تنبيه الآنام لكذبِ وبطلان كثيرٌ مما أشتهرَ على ألسنةِ العوام).وقد أعتمدتُ فى المقام الأول على" السلسلة الضعيفة ". للشيخ الألبانى طيب الله ثراه، وذكرت فيه الأحاديث الموضوعة والباطلة والمنكرة، ولم أذكر من الضعيف الا القليل لأنه مظنة, وهذا آوان الشروع فى المقصود وأبدا بالحديث الأول ....
(الخيرُ فى وفى أمتى إلى يوم القيامة)
لا أصل له
قال السخاوى فى "المقاصد الحسنة":قال شيخنا (يعنى بن حجر العسقلانى): لا أعرفه.
وقال ابن حجر الهيثمى الفقيه فى "الفتاوى الحديثية" (134):" لم يرد بهذا اللفظ"
قال العلامة الألبانى. رحمة الله. فى "السلسلة الضعيفة" (ج 1ص 51).
"ولذلك أورده السيوطى فى "ذيل الأحاديث الموضوعة "رقم (1220) بترقيمى.
ويغنى عن هذا الحديث قوله صلى الهله عليه وسلم:
"لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتى أمر الله
وهم على ذلك" أخرجه مسلم والبخارى بنحوه ".
(2)
(أنا جد كل تقى)
لا أصل له
سئل عنه السيوطى فقال"لا أعرفه" ذكره فى كتابه" الحاوى للفتاوى" (2/ 89)
(الحديث فى المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهائم الحشيش)
لا أصل له
أورده الغزالى فى "الإحياء " (1/ 136) وقال عنه مخرج الإحياء الحافظ العراقى "لم أقف له على أصل ".
وقال عبد الوهاب السبكى فى "طبقات الشافعية" "ولم أجد له إسناداً ".
والمشتهر على الألسنة (الكلام المباح فى المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب). وهو هو
تنبيه الآنام.لكذب وبطلان كثيرٌ مما أشتهر على ألسنةِ العوام ... تنبيه الآنام.لكذب وبطلان كثيرٌ مما أشتهر على ألسنةِ العوام ...
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[30 - 06 - 04, 03:33 ص]ـ
(4)
(أصحابى كالنجوم بأيهم أقتديتم أهتديتم).
موضوع
راوهابن عبد البرفى (جامع بيان العلم وفضله) (2/ 91) وابن حزم فى "الإحكام" (6/ 82).من طريق الحارث بن غصين عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابرمرفوعاً به.قال ابن عبد البر:"هذا إسنادٌ لا تقوم به حجة، لأن الحارث بن غصين مجهول ". وقال بن حزم:" هذه راوية ساقطة، والحارث بن غصين هذا هو أبو وهب الثقفى،وسلام بن سليمان يروى الأحاديث الموضوعة وهذا منها بلا شك ".
وقال الألبانى فى "الضعيفة" (ج1 ص79).
" والحمل فى هذا الحديث على سلام بن سليم _ مجمع على ضعفه، بل قال ابن خراش: "كذاب" وقال ابن حبان:"يروى أحاديث موضوعة".
وقال أحمد:"لا يصح هذا الحديث" كما فى " المنتخب "لإبن قدامة (10/ 199/2).
(5)
(حب الوطن من الإيمان).
موضوع
كما قال الصاغانى وغيره.
قال العلامة الألبانى فى "الضعيفة" (ج1 ص55)
" حب الوطن كحب النفس والمال ونحوه،كل ذلك غريزى فى الإنسان لا يمدح بحبه ولا هو من لوازم الإيمان، الا ترى أن الناس كلهم مشتركون فى هذا الحب لا فرق بين مؤمنهم وكافرهم؟ ".
قلت: "ومعنى الحديث غير مستقيم لأن حب الوطن يستوى فيه الكافر والمسلم، ولو كان فيه مزية فضل لستأثر به المسلم دون الكافر ".
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[30 - 06 - 04, 03:34 ص]ـ
(6)
(إختلاف أمتى رحمة).
لا أصل له
ولقد جهد المحدثون فى أن يقفوا له على سند فلم يوفقوا ونقل المناوى عن السبكى أنه قال:"وليس عند المحدثين،ولم أقف له على سندٍ صحيحٍ ولا ضعيفٍ ولا موضوع".
وقال إبن حزم عنه "باطلٌ مكذوب".
وقال فى "الإحكام فى أصول الأحكام " (5/ 64) بعد أن أشار إلى أنه ليس بحديث:"وهذا من أفسدِ قولٍ يكون، لأنه لو كان الإختلافُ رحمةً لكان الإتفاقُ سخطاً، وهذا ما لا يقوله مسلم،لأنه ليس إلا إتفاقٌ أواختلاف،وليس إلا رحمة أو سخط ".
قال العلامة الألبانى فى "الضعيفة" (ج 1 ص 76،77):
" وإن من آثار هذا الحديث السيئة أن كثيرا من المسلمين يقرون بسببه الإختلاف الشديد الواقع بين المذاهب الأربعة.ولا يحاولون أبدا الرجوع إلى الكتاب والسنة الصحيحة، كما أمرهم بذلك أئمتهم رضى الله عنهم، بل إن أولئك ليرون مذاهب هؤلاء الأئمة رضى الله عنهم إنما هى كشرائع متعددة! يقولون هذا مع علمهم بما بينها من إختلافٍ وتعارض لا يمكن التوفيق بينهما،إلا برد بعضها المخالف للدليل، وقبول البعض الآخر الموافق له، وهذا ما لايفعلون! وبذلك فقد نسبوا إلى الشريعة التناقض! وهو وحده دليل على أنه ليس من الله عز وجل و لو كانوا يتأملون قوله تعالى فى حق القرآن: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافا كثيرًا).فالآية صريحة فى أن الأختلاف ليس من عند الله،فكيف إذن يصح جعله شريعة متبعة،ورحمة منزلة؟ "ا. ه
*****************
أبو الأشبال ناصر الهوارى
¥(41/136)
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[30 - 06 - 04, 09:21 م]ـ
(7)
(أحب الأسماء الى الله ماعبد وماحمد)
لا أصل له
كما صرح بذالك السيوطى وغيره أنظر " كشف الخفاء".
قلت.لا اصل له بهذا اللفظ. وإنما الصحيح ما أخرجه مسلم (6/ 169) وأبى داود (2/ 307) والترمذى (4/ 29) وابن ماجه (2/ 404). من حديث ابن عمر بلفظ (أحب الأسماء الى الله عبدالله و عبدالرحمن).
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[01 - 07 - 04, 01:58 ص]ـ
(8)
(أنا ابن الذبيحين)
لا أصل له بهذا اللفظ
قال عنه الذهبى (إسناده واه).وقال بن كثير فى تفسيره (4/ 18) "وهذا حديث غريب جداً"
"ونقل الحلبى فى سيرته عن السيوطى أن هذا الحديث غريب،وفى إسناده من لايعرف".نقلاً عن "السلسلة الضعيفة " (ج1 ص 336/ 337).
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[02 - 07 - 04, 12:00 ص]ـ
(9)
(الأقربون أولى بالمعروف).
لا أصل له
قال الألبانى فى" الضعيفة" (ج 1 ص 377)." لا أصل له كما اشار إليه السخاوى فى " المقاصد الحسنة " (34). وبعضهم يتوهم أنه أية.وإنما فى القرآن قوله تعالى: (قل ما أنفقتم من خيرٍ فللوالدين والأقربين).
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[03 - 07 - 04, 12:45 ص]ـ
(10)
(الحديث فى المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهائم الحشيش).
لا أصل له
أورده الغزالى فى " الإحياء" (1/ 136) وقال عنه مخرج الإحياء الحافظ العراقى " لم أقف له على أصل).
وقال عبد الوهاب السبكى فى " طبقات الشافعية "." لم أجد له إ سناداً".
والمشتهر على الألسنة (الكلام المباح فى المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) وهوهو
*************************
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[05 - 07 - 04, 01:51 ص]ـ
(11)
(اثنتان لا تقربهما: الشرك بالله والإضرار بالناس).
لا أصل له.
أورده السبكى فى الأحاديث التى وقعت فى" الإحياء "ولم يجد لها إسنادً (4/ 156).
__________________
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[05 - 07 - 04, 01:59 ص]ـ
(الولد سر أبيه).
لا أصل له
قاله السخاوى فى" المقاصد الحسنة " والسيوطى فى "الدرر " تبعاً للزركشى وأورده الصاغانى فى " الأحاديث الموضوعة " (4).
قال الألبانى فى " الضعيفة " (ج 1 ص 65). " ومعناه ليس مضطردا ً، ففى الأنبياء من كان أبوه مشركاً عاصياً،مثل آزر والد إبراهيم، وفيهم من كان أبنه مشركاً مثل إبن نوح عليه السلام ".
******************
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[07 - 07 - 04, 08:28 م]ـ
(13)
(أطلبو العلم ولو بالصين).
باطل راواه ابن عدى (207/ 2) وأبو نعيم فى " أخبار أصبهان ".
والخطيب فى " التاريخ " (9/ 364) وابن عبد البرفى "جامع بيان العلم" (1
/ 7_8) كلهم من طريق الحسن بن عطية ثنا أبو عاتكة من طريق بن
سلمان عن أنس مرفوعاً وزادوا جميعاً "فإن طلب العلم فريضة على كل
مسلم".
وعن حماد بن خالد الخياط قال: حدثنا بن سليمان به. وقال: "ولا
يحفظ ولو بالصين " إلا عن أبى عاتكة، وهو متروك الحديث ".
قال الألبانى فى " الضعيفة":
"فآفة الحديث أبو عاتكة هذا وهو متفق على تضعيفه، بل ضعفه جداً
العقيلى والبخارى بقوله: " منكر الحديث " والنسائى: " ليس بثقة ".
وقال أبو حاتم " ذاهب الحديث". وقد أورده ابن الجوزى فى "
الموضوعات " وقال بن حبان " باطل لا أصل له " .. "
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[07 - 07 - 04, 09:03 م]ـ
(13)
(أعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، وأعمل لآخرتك كأنك تموت غداً).
لا أصل له مرفوعاً
قال الألبانى فى " الضعيفة " (ج1 ص20):
" لا أصل له مرفوعاً وإن اشتهر فى الأزمنة المتأخرة، حت أن الشيخ عبد الكريم العامرى الغزى لم يورده فى كتابه الجد الحثيث فى بيان ما ليس بحديث".
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[08 - 07 - 04, 08:51 م]ـ
14)
(المؤمن كيسٌ فطنٌ حذر).
موضوع
راوه القضاعى (2/ 2/2) عن سليمان بن عمرو النخعى عن أبان عن أنس بن مالك.
قال الألبانى فى الضعيفة (ج2 ص 182): (وهذا موضوع النخعى هذا كان يضعُ الحديث كما قال أحمد وغيره
.وأبان هو ابن أبى عياش متروكٌ متهم، ولهذا فقد أساء السيوطى بإيراده إياه فى " الجامع الصغير من راوية القضاعى هذه.وقد تعقبه المناوى بقوله:"قال العامرى:حسنٌ غريب، وليس فيما زعمه مصيب. بل فيه أبوداود النخعى كذاب، قال في "الميزان " عن يحيى: كان أكذبُ الناس.ثم سرد له عدة أخبار هذا منها.قال بن عدى:أجمعوا على أنه كان وضاعا ً ".).
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[11 - 07 - 04, 08:05 م]ـ
(15)
(لا تضربوا إماءكم على كسر إنائكم، فإن لها آجا لاً كآجال الناس)
كذب
ش
راوه أبو نعيم فى " الحلية " (10/ 26): حدثنا أبو دلف عبد العزيز بن محمدبن أحمد عبد العزيز بن دلف العجلى:ثنا يعقوب بن عبد الرحمن الدعاء: ثنا جعفر بن عاصم:ثنا أحمد بن أبى الحوراء:ثنا عباس بن الوليد قال:حدثنى على بن المدينى عن حماد بن زيد عن مالك بن دينار عن الحسن عن كعب بن عجرة مرفوعاً.
قال الألبانى فى " الضعيفة " (ج2 ص343):
" وهذا سند واه جداً وفيه علل ".قلت: وذكرها مفصلة وهى كما أوردها أربعة علل.
وقال أيضاً "والحديث أورده ابن أبى حاتم فى" العلل" (2/ 295_296) بسنده عن أبن أبى الزرقاء عن ميمون قال:فذكره موقوفاً عليه وقال:" قال أبى هذه الحكاية كذب".
¥(41/137)
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[13 - 07 - 04, 10:09 م]ـ
(16)
(من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له).
منكر
راوه ابن أبى حاتم فى " تفسيره": حدثنا محمد بن هارون المخرمى الفلاس حدثنا عبد الرحمن بن نافع أبو زياد حدثنا عمر بن أبى عثمان حدثنا الحسن عن عمران بن حصين قال:
" سئل النبى صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)؟ قال فذكره،ذكره ابن كثير (2/ 414) وابن عروة فى "الكواكب الدرارى" (83/ 1/ _2/ 1).
قال الألبانى فى " الضعيفة " (ج2 ص 414). "وهذا سند ضعيف وفيه علتان:
الأولى:الإنقطاع بين الحسن وهو البصرى وعمران بن حصين،فإنهم إختلفوا فى سماعه منه فإن ثبت، فعلته عنعنة الحسن فإنه مدلس معروف بذلك.
والآخرى: جهلة عمر بن أبى عثمان،أورده ابن أبى حاتم فى " الجرح والتعديل " (3/ 1/123) وقال:" سمع طاوساً قوله. روى عنه يحيى بن سعيد ".(41/138)
لن يفلح قوم ولَّوا أمرهم امرأة دلالة وثبوتاً للعلامة أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري
ـ[مبارك]ــــــــ[01 - 07 - 04, 01:48 ص]ـ
http://www.suhuf.net.sa/1999jaz/jun/26/ar4.htm(41/139)
الردُ على الشبهةِ المثارةِ حول روايةِ: " قردةٌ في الجاهليةِ زنت فرُجمت "
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[01 - 07 - 04, 03:27 م]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?128@69.MpRvmv5Pfmn.2@.1dd5a1bf
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 07 - 04, 11:35 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9492&highlight=%E1%E3%C7%D0%C7+%C3%E6%D1%CF(41/140)
سوأل عن زيادة في حديث أبي حميد في صفة الصلاة
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[04 - 07 - 04, 08:09 م]ـ
ذكر الإمام ابن حزم - رحمه الله- في المحلى 4/ 114: عن أبي حميد في حديثه الطويل في بيان صفة صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ثم وصف أنه كبر فرفع يديه إلى وجهه، ثم وضع يمينه على شماله.
وقد أشار إلى ذلك الحافظ ابن عبد البر- رحمه الله- في التمهيد20/ 72، وأحال على باب عبد الرحمن بن القاسم. ولكنه لم يسندها، مثل ابن حزم.
فهل رأى أحد من أهل الحديث هذه الزيادة - وضع يمينه على شماله -مسندة -بارك الله فيكم-.(41/141)
* * طلب حول: تخريج أحاديث كتب التفسير - المطبوع والمخطوط
ـ[أبو بيان]ــــــــ[05 - 07 - 04, 06:31 ص]ـ
أرجوا من الإخوة الكرام إفادتي عن المطبوع أو المخطوط من كتب:
تخريج أحاديث كتب التفسير
مع شكري ودعائي مُقَدَّماً.
ـ[المنصور]ــــــــ[06 - 07 - 04, 01:42 ص]ـ
هناك تخريج الزيلعي لأحاديث الكشاف - مطبوع - وختصره لابن حجر - مطبوع كذلك
والفتح السماوي لأحاديث البيضاوي - مطبوع
وتحفة الراوي لأحاديث البيضاوي لابن همات - مخطوط
وفي الرسائل الجامعية لتحقيق التفاسير خير كثير
ـ[أبو بيان]ــــــــ[06 - 07 - 04, 09:48 ص]ـ
شكر الله لك أخي المنصور,
وإتماماً للفائدة:
ما اسم كتاب الزيلعي, وأين طُبع؟
وهل من خبر عن مخطوط ابن همات؟ وإن كان موجوداً فهل حُقَّق؟
وفقك الله لكل خير.
ـ[المنصور]ــــــــ[19 - 07 - 04, 02:50 ص]ـ
تخريج الزيلعي صدر عن دار ابن خزيمة بالرياض بتقديم الشيخ عبد الله السعد.
أما كتاب ابن همات: فيمكنك الرجوع إلى مقدمة محقق الفتح السماوي لتتعرف على مكان مخطوطته - وأظنها في المدينة النبوية -.
وإتماماً للفائدة فقد صدر قبل فترة تحقيق جديد لتفسير ابن كثير وصلت به مجلدات الكتاب إلى 15 مجلداً، وفيه دراسة لأحاديث التفسير بشكل مفيد وإن لم يكن هو الغاية، والعلم عند الله تعالى.(41/142)
هل يصح هذا الحديث أنا أعرب العرب، ولدت في بني سعد، فأنىّ يأتيني اللحن؟
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[05 - 07 - 04, 06:19 م]ـ
الطبراني عن أبي سعيد الخدري:
-أنا أعرب العرب، ولدت في بني سعد، فأنىّ يأتيني اللحن
-أنا أفصح العرب، بيد أني من قريش، وأني نشأت في بني سعد بن بكر"،
رواه السيوطي في المزهر
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[05 - 07 - 04, 07:35 م]ـ
واذا لم يصح الحديث فهل معناه صحيح؟؟
وهل يجب الاعتقاد بأن النبي صلى الله عليه وسلم ليس هناك رجل أفصح منه Question
ـ[أبو مروة]ــــــــ[05 - 07 - 04, 08:40 م]ـ
في كشف الخفاءللعجلوني:
"أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أني من قريش.
قال في اللآلئ: معناه صحيح، ولكن لا أصل له كما قال ابن كثير وغيره من الحفاظ، وأورده أصحاب الغريب، ولا يعرف له إسناد، ورواه ابن سعد عن يحيى بن يزيد السعدي مرسلا بلفظ أنا أعربكم أنا من قريش، ولساني لسان سعد بن بكر،
ورواه الطبراني عن أبي سعيد الخدري بلفظ: أنا أعرب العرب، ولدت في بني سعد، فأنىّ يأتيني اللحن؟
كذا نقله في مناهل الصفا بتخريج أحاديث الشفا للجلال السيوطي، ثم قال فيه: والعجب من المحلى حيث ذكره في شرح جمع الجوامع من غير بيان حاله، وكذا من شيخ الإسلام زكريا حيث ذكره في شرح الجزرية، ومثله أنا أفصح العرب بَيد أني من قريش، أورده أصحاب الغرائب ولا يعلم من أخرجه ولا إسناده انتهى".
وأوده في الجامع الصغير وعزاه إلى الطبراني عن أبي سعيد الخدري، وقال الهيثمي: فيه ميسر بن عبيد وهو متروك.(41/143)
سؤال عن صحة حديث: "ليردن علي أقوام من أمتي لا أعرفهم إلا بكثرة صلاتهم علي"
ـ[أبو حسن المسلم]ــــــــ[06 - 07 - 04, 02:37 ص]ـ
أرسل لي أحد الإخوة يسألني عن هذا الحديث "ليردن علي أقوام من أمتي لا أعرفهم إلا بكثرة صلاتهم علي".
ولأن بضاعتي مزجاة في الفن، ولقصور مكتبتي الخاصة، أحيل عليكم السؤال، ولعلها إحالة على مليء.
وقد بحثت على الشبكة فوجدت أن أحد المواقع نقل عن كتاب الشفا أنه في بعض الآثار، ولم يشر إلى درجته من حيث الثبوت.
فهل من أخ يفيد؟
جزاكم خيرا الحميد المجيد.
ـ[نبيل الأثري]ــــــــ[07 - 07 - 04, 05:43 م]ـ
السلام عليكم ..
أخي الكريم ..
لقد بحثت عن هذا الحديث ولكن لم أجد بتلك الصغية وإنما وجدت بهذه الصيغة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة) صحيح الترغيب والترهيب1668.
وأنقل إليك أخي هنا بعض الأحاديث الثابتة والصحيحة والتي سوف تفيدك إن شاء الله ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشراً) صحيح الترغيب والترهيب1656.
قال صلى الله عليه وسلم (من ذكرت عنده فليصل علي ومن صلى علي مرة صلى الله عليه عشراً) صحيح الترغيب والترهيب1657.
وفي رواية ..
قال صلى الله عليه وسلم (من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه بها عشر سيئات ورفعه به عشر درجات) صحيح الترغيب والترهيب.
قال صلى الله عليه وسلم (إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام) صحيح الترغيب والترهيب 1664.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى علي صلاة لم تزل الملائكة تصلي عليه ما صلى علي فليقل عبد من ذلك أو ليكثر)
وأكتفي بهذا القدر ..
وفق الله الجميع لما فيه الخير ...
ولنكثر من الصلاة والسلام على الرسول حتى لا نضيع هذا الأجر العظيم ..
والله المستعان ..
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
ـ[أبو حسن المسلم]ــــــــ[07 - 07 - 04, 06:36 م]ـ
جزاك الله تعالى الثواب الجزيل يا أخي يا نبيل.
بذلت فوائد قيمة.
ولكنني أردت الحديث باللفظ نفسه أو نحوه أو ما يؤدي معناه.
بارك الله فيك.
هل من مفيد يا إخوة؟
ـ[أبو حسن المسلم]ــــــــ[08 - 07 - 04, 07:20 م]ـ
هل من جواب يا أصحاب؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 07 - 04, 06:17 م]ـ
هذا الحديث ذكره القاضي عياض في الشفاء كما تفضلت
وبيض له السيوطي في تخريج أحاديث الشفاء
وقال السخاوي في القول البديع ص 264 (عوامة) (وفي بعض الآثار مما لم أقف على سنده ... ثم ذكره).
تنبيه:
وقع خطأ في شرح الملا على القاري للشفا (3/ 492بحاشية الخفاجي)
حيث ذكر أن هذا الحديث أخرجه الأصبهاني في الترغيب (ولايوجد في الترغيب المطبوع) وهو وإنما هو يقصد الحديث الذي قبله وكأنه نقل ذلك من شرح الخفاجي فاختلط عليه الأمر.
ـ[أبو حسن المسلم]ــــــــ[10 - 07 - 04, 12:31 ص]ـ
أحسن الله إليكم===شيخنا يا ابن الفقيه
وجزاكم بثواب===لكم الخلود فيه
بارك الله في علمكم وعملكم.
ومن وجد مزيدا فلا يبخل علينا، وليسارع به إلينا.
ـ[أبو حسن المسلم]ــــــــ[10 - 07 - 04, 12:54 ص]ـ
المعذرة يا شيخ عبد الرحمن، هل لي أن أسأل عن معنى: "بيض له"، وإن كان ثمة إحالة، فليست ضغثا على إبالة، بإذن الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 07 - 04, 07:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
التبييض هو ترك بياض (فراغ) تحت الأثر المراد تخريجه لعله بعد ذلك يقف على شيء فيضيفه.
ـ[أبو حسن المسلم]ــــــــ[12 - 07 - 04, 10:44 م]ـ
لعلها المرة الأخيرة التي أرفع الموضوع للرفع.
هل من مفيد بالمزيد حول ثبوت الحديث؟
جزاكم الله خيرا مع الاعتذار عن الإزعاج
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[13 - 10 - 09, 04:20 م]ـ
يرفع للفائدة(41/144)
ما هي الأحاديث التي أجمع المحدثين المعاصرين علي ضعفها وخالفهم فيها الشيخ الالباني؟
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[06 - 07 - 04, 08:48 م]ـ
ما هي الأحاديث التي أجمع المحدثين المعاصرين علي ضعفها وخالفهم فيها الشيخ الالباني؟
أخواني الكرام الاجابه علي هذا السؤال مهمه جدا بالنسبه لي ولكثير من الطلاب فارجوا الاجابه هذا السؤال
ـ[محب أهل العلم]ــــــــ[06 - 07 - 04, 11:29 م]ـ
في ظني أن السؤال صعب جدا
وذلك في تحقق إجماع المحدثين المعاصرين!!!
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[06 - 07 - 04, 11:41 م]ـ
يمكن معرفة ذلك من خلال الاستقراء، ولكن الأجدى من وجهة نظري الاستدلال على ما أردت أخي الكريم من أقوال أئمة هذا الشأن من المتقدمين.
أما المتأخرين فلك أن تراجع فتاوى الشيخ سليمان العلوان على سبيل المثال، وكتب الشيخ المليباري ودروس الشيخ السعد و غيرهم ..
وانظر في هذه المشاركة فإنها ستفيدك إن شاء الله:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6336&highlight=%C7%E1%DE%DA%E4%C8%ED
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 07 - 04, 12:09 ص]ـ
لن تجد
والله أعلم
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[07 - 07 - 04, 12:18 ص]ـ
وهو حديث عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ينام وهو جنب ولا يمس ماء).
رواه الخمسة من طريق اسحاق عن الأسود عن عائشة به.
وأجمع المتقدمون على أنه خطأ من أبي اسحاق السبيعي.
قال ابن عبدالهادي في المحرر (ص 76):
"قال بعض حذاق المتأخرين: أجمع من تقدم من المحدثين ومن تأخر منهم أن هذا الحديث غلط منذ زمان أبي اسحاق إلى اليوم "
وقال ابن رجب في الفتح (1/ 362):
" وهذا الحديث مما اتفق أئمة الحديث من السلف على انكاره على أبي اسحاق ".
ـ[صلاح]ــــــــ[07 - 07 - 04, 02:47 ص]ـ
لن تجد
والله أعلم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 07 - 04, 11:36 ص]ـ
أولاً:
الحديث صححه الحاكم في " معرفة علوم الحديث " (ص 125)، قال - بعد أن ساق الحديث بإسناده -:
" فهذه الأسانيد صحيحة كلها ".
ثانياً:
الحديث صححه السيوطي في " فيض القدير ".
ثالثاً:
الحديث صححه البيهقي!!.
قال الصنعاني:
وقد صححه البيهقي وقال إن أبا إسحاق سمعه من الأسود فبطل القول بأنه أجمع المحدثون أنه خطأ من أبي إسحاق.
" سبل السلام " (1/ 89).
رابعاً:
الإجماع على عدم صحته فيه نظر، وقد نقض الإجماع - كذلك - الحافظ ابن حجر، ونقل الدار قطني تصحيحه عن بعض أهل العلم.
قال الحافظ ابن حجر:
قال ابن مفوز:
أجمع المحدثون أنه خطأ من أبي إسحاق.
كذا قال وتساهل في نقل الإجماع فقد صححه البيهقي، وقال: إن أبا إسحاق قد بين سماعه من الأسود في رواية زهير عنه ...
وقال الدارقطني في " العلل ":
يشبه أن يكون الخبران صحيحين قاله بعض أهل العلم.
" التلخيص الحبير " (1/ 141).
والله أعلم
ـ[المقرئ]ــــــــ[07 - 07 - 04, 06:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا:
لي وجهة نظر لا تعدو أن تكون رأيا ولا أعتقد أنه يلزمكم الأخذ به ولا أقول اضربوه بعرض الحائط بل في أعماق البحار إن أرتم:
أولا: إجماع المعاصرين كيف يكون؟ وكيف يحرر؟
ثانيا: من هم المعاصرون الذين عنيتهم لمقارنتهم بالعلامة لألباني؟
ثالثا: تتبع مثل هذا ليس بمرغوب ولا مطلوب ولماذا؟ ولماذا؟
رابعا: لمن نحتكم أإلى رأي فلان أم إلى فلان؟ أو ما عرفنا من الخلافات إلا خلافات الألباني؟
خامسا: مثل هذه المواضيع توغر الصدور وتجلب الشرور فيما أعتقد
إن كان هناك حديثا معينا ترغب البحث فيه فلا مانع من ذلك أما بهذه الطريقة وبهذا العنوان فأجد نفسي تعافه
وكما قلت هو رأي فقط
المقرئ
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 07 - 04, 08:00 م]ـ
أنا أجبت عن عدم وجود مخالفة الشيخ لإجماع المتقدمين قبله وليس للمعاصرين
وأقترح
تصويب الأخطاء النحوية في المقال الأصلي
جزاكم الله خيرا
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[08 - 07 - 04, 07:05 ص]ـ
أخي إحسان:
أولا: كيف حالك؟ وحال الأهل والأصحاب في الأردن؟
ثانياً: لم أنتبه إلى قول الأخ (المعاصرين!!) ولا أعلم منزلة وأهمية هذا الإجماع , أو مدى تحققه حتى يسأل عنه (كما قال الشيخ المقريء).
¥(41/145)
ثالثاً: إذا انعقد الإجماع في زمن فهو حجة على من بعده , وقد نقل الثقات الأثبات الإجماع على ضعف حديث عائشة , ولم ينقل أحد مخالفة أحد القرون الثلاثة الأولى للإجماع -فيما أعلم-.
رابعاً: مخالفة الحاكم والدارقطني لايرد بها إجماع من قبلهم الذي هم أرجح منهم في الميزان, بل هم محجوجون -كالشيخ الألباني-بهذا الإجماع , وهذا على طريقة من حدد المتقدمين بالثلاثمائة الأولى , فيصبح الحاكم ومن بعده من المتأخرين.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[08 - 07 - 04, 08:29 ص]ـ
أخي أشرف وبقية الإخوة وفقهم الله
هذا الموضوع في رأيي يصلح أن يقال فيه:
((لا ينتفع به الجاهل، ولا يقبله المتعصب))
أما من رزقه الله الفهم في فنِّ تخريج الأحاديث _ وليس كل من يدعي ذلك صادق في دعواه، ككثير ممن يدعون البحث وهم لا يخرجون عن حكم الشيخ سواء كان صحيحا أم خطأ _ فهو يعرف أنَّ الشيخ اجتهد في الحكم على الأحاديث فأصاب في أغلبها، واجتهد في الحكم على أحاديث فأخطأ (1)، لأسباب لا يفهمها الجهلة بهذا الفن، مثل تعليلات الأئمة، و الاتصال والانقطاع، وترجيح المرسل على الموصول، وغير ذلك.
والألباني شهد له القاصي والداني بالعلم والفضل والإمامة للحديث في عصرنا، ولا يهمنا أن نخالفه في الحكم على الحديث مع بقاء منزلته في قلوبنا، لأنه ليس معصوما، ولم يدَّع ذلك في يوم من الأيام، وأكبر دليل على ذلك أنه تراجع عن أحاديث ضعَّفها؛ فحسنها أو صححها، وتراجع عن أحاديث صححها أو حسَّنها؛ فضعَّفها، وكل ذلك كان بعلم و عدل، فتصحيحه لما ضعفه لاحقا كان بسبب عدم تقصي الطرق، أو اعتماده على كلام أحد السابقين له، أو عدم ظهور العلة له في ذلك الوقت، أو غير ذلك، فلما استبانت له العلة، أو تأكد من خطإ من سبقه فإنَّه يبادر إلى الرجوع إلى الحق، وهذه من صفات العلماء الربانيين الذين لا يأنفون من العودة إلى الحق إذا بان لهم.
وأنا أدعو من يدعون عصمة الشيخ _ عمليا وليس نظريا _ أن يتقوا الله فيه، لأنهم ينزلونه منزلة ما ادعاها لنفسه، ولو قالها له أحد في حياته لقال له ما يشينه، فقد أصبحوا أشدَّ من متعصبة المذاهب
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ** عار عليك إذا فعلت عظيم
لو سالت الرجل منهم: هل تدَّعي عصمة الشيخ؟
لبادرك بما لا يرضيك من القول، ونفى ذلك عن نفسه
لكنك تجده لا يخالف للشيخ حكما، ولو أتيته بكل بينة وبرهان على كلامك؛ وهؤلاء قلَّة ولله الحمد
أمَّا الجاهل المتعصب الأحمق فلن يزيده كلامك إلا حماقة وسفاهة، ورأيي أن لا يتحاور من يريد أن يبيبن خطأ الشيخ إلا مع من يفهمه.
ومن نعم الله علينا أن وجد مثل هذا الملتقى _ ملتقى أهل الحديث _ الذي جمع ما لم يجمعه غيره من طلبة العلم الفضلاء، والنِّقاش العلمي البناء، واحترام أهل الفضل والعلماء، ولا بد من وجود مكدِّرات وسفاهات من بعض الجهلاء، ولكنها ولله الحمد قليلة ولا يتركها العقلاء دون تفنيد.
والله أعلم وأحكم
====================
(1) قال الإمام أحمد: أخطأ وكيع في خمسمائة حديث.
وذلك لم يكن قدحا فيه، أو تنقصا من منزلته، فهو إمام من أئمة الحديث، فمتى يفهم المتعصب والجاهل مثل هذه الكلمات؟!
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 07 - 04, 01:04 م]ـ
حياك الله أخي سلطان
الحمد لله الجميع بخير
وأنا لا أقول بأن هناك إجماعاً في الحديث فأعجب من علم مثل هذا أن يقال فيه إجماع وفي قرون معينة!
ومع هذا فإذا كان المخالفون له أمثال من ذكرت فهو يدل على أنه لا إجماع عندهم معتبر وهم أهل هذا الفن.
أخي خالد وفقه الله
كلامك علمي متين
ونحن نحتاج لهذه المسألة المهمة في باب الدفاع عن الشيخ رحمه الله في وجوه أهل البدعة من غير أهل السنة.
فإذا وجهوا سهامهم نحو الشيخ لتصحيح حديث أو تضعيفه فإننا نبرز لهم أسماء من سبقوه، وهم أئمة معتبرون عندهم، حينها لا يحيرون جوابا ويسقط في أيديهم، فإما الرد والطعن في جميعهم أو سكوتهم عنهم.
هذا هو الباب الوحيد الذي أظنه مفيدا من المسألة كلها.
والله الموفق
ـ[المقرئ]ــــــــ[08 - 07 - 04, 01:08 م]ـ
أحسنتم وبارك الله فيكم وزادكم من توفيقه ونصيحتكم جد مفيدة
ليت بعض طلبة العلم إذا أرادوا أن يتعقبوا مثل هؤلاء أن يتعقبوا بأسلوب يتناسب مع مقام هذا العالم
لا يؤثر على مشاعر محبي وطلبة هذا العالم
باب الرد لم يرد ولكن مع الأدب واحترام المشاعر فمن مسلمات العلم أن الطالب يرى الكلام في شيخه بغير حق أو عدم التأدب معه مثل الكلام في أبيه أو أشد وهذه أعتقد أنها فطرة بني ءادم وذلك لأن المحبة من لا زمها ذلك
لكن إذا كان الرد باحترام مع حفظ حق الشيخ فلا أحد يمانع من ذلك
المقرئ
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[08 - 07 - 04, 10:36 م]ـ
أيها الأحبة
الخطب يسير جداً , وهو سؤال وجوابه ونقاش هاديء.
ما بالنا حين يتعلق الأمر بمن نحب -كالشيخ الألباني رحمه الله-تشنجنا , وتوجسنا من النقاش خيفة.
هل خالف الألباني إجماعاً؟
الجواب: نعم , والدليل كذا ....
أو لا , والدليل كذا ......
وله - رحمه الله - كل الود والإحترام , وفائق التقدير والإكرام.
وأظن لو أزلت اسم الألباني , ووضعت ابن حجر أو المعلمي أو غيرهم؛ لمرَّ الموضوع بسلام.
الشيخ الحبيب إحسان:
أما الإجماع فقد نقله إمامان معتبران عند متأخري أهل الحديث (ابن رجب , وابن عبدالهادي مقراً له) , والمثبت مقدم على النافي , فمن أراد أن ينقض نقلهم , فعليه أن يأتي باسم يوازي من نقلوا عنه مكانة وزماناً (القرون الثلاثة الأولى) على أقل تقدير تنزل معنا في النقاش.
وإلا أقرنا أنه لايوجد في القرون الثلاثة الأولى مصحح ثم لما جاء القرن الرابع بدأ تصحيح الحديث , وأنه لا اعتبار للحكم قبل ذلك!!
¥(41/146)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 07 - 04, 11:20 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة سلطان العتيبي
وهو حديث عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ينام وهو جنب ولا يمس ماء).
رواه الخمسة من طريق اسحاق عن الأسود عن عائشة به.
وأجمع المتقدمون على أنه خطأ من أبي اسحاق السبيعي.
قال ابن عبدالهادي في المحرر (ص 76):
"قال بعض حذاق المتأخرين: أجمع من تقدم من المحدثين ومن تأخر منهم أن هذا الحديث غلط منذ زمان أبي اسحاق إلى اليوم "
وقال ابن رجب في الفتح (1/ 362):
" وهذا الحديث مما اتفق أئمة الحديث من السلف على انكاره على أبي اسحاق ".
قال ابن العربي في العارضة: تفسير غلط أبي إسحاق هو أن هذا الحديث الذي رواه أبو إسحاق ههنا مختصرا اقتطعه من فأخطأ في اختصاره إياه
ونص الحديث الطويل ما رواه أبو غسان حدثنا زهير بن حرب حدثنا أبو إسحق قال أتيت الأسود بن يزيد وكان لي أخا وصديقا فقلت يا أبا عمرو حدثني ما حدثتك عائشة أم المؤمنين عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام أول الليل ويحيي آخره ثم إن كانت له حاجة قضى حاجته ثم ينام قبل أن يمس ماء فإذا كان ثم النداء الأول وثب وربما قالت قام فأفاض عليه الماء وما قالت اغتسل وأنا أعلم ما تريد وإن نام جنبا توضأ وضوء الرجل للصلاة
فهذا الحديث الطويل فيه وإن نام وهو جنب توضأ وضوء الصلاة فهذا يدلك على أن قوله فإن كانت له حاجة قضى حاجته ثم ينام قبل أن يمس ماء أنه يحتمل أحد وجهين إما أن يريد بالحاجة حاجة الإنسان من البول والغائط فيقضيها ثم يستنجي ولا يمس ماء وينام فإن وطىء توضأ كما في اخر الحديث ويحتمل أن يريد بالحاجة حاجة الوطء وبقوله ثم ينام ولا يمس ماء يعني ماء الاغتسال ومن لم يحمل الحديث على أحد هذين الوجهين تناقض أوله وآخره فتوهم أبو إسحاق أن الحاجة هي حاجة الوطء فنقل الحديث على معنى ما فهم والله أعلم انتهى كلام ابن العربي
وقد تكلم في هذا واحد من الحفاظ
قال أحمد ليس بصحيح
وقال أبو داود: هو وهم
قال يزيد بن هارون: هو خطأ
وقال مهنا عن أحمد بن صالح: لا يحل أن يروى هذا الحديث
وأخرج مسلم الحديث دون قوله ولم يمس ماء وكأنه حذفها عمدا لأنه عللها في كتاب التمييز
وفي علل الأثرم: لو لم يخالف أبا إسحاق في هذا إلا إبراهيم وحده لكفى. فكيف وقد وافقه عبد الرحمن بن الأسود? وكذلك روى عروة وأبو سلمة عن عائشة?
وقال بن مفوز: أجمع المحدثون على أنه خطأ من أبي إسحاق
شرح معاني الآثار ج: 1 ص: 125
وقالوا هذا الحديث غلط لأنه حديث مختصر اختصره أبو إسحاق من فأخطأ في اختصاره إياه وذلك أن ....
التمييز ج: 1 ص: 181
ذكر الاحاديث التي نقلت على الغلط في متونها 40 حدثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا أبو اسحاق قال سألت الاسود ابن يزيد عما حدثت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان ينام أول الليل ويحيى آخره وان كانت له حاجة الى أهله قضى حاجته ولم يمس ماء حتى ينام سمعت مسلما يقول فهذه الرواية عن أبي اسحاق خاطئة وذلك أن النخعي وعبد الرحمن بن الاسود جاءا بخلاف ما روى أبو اسحاق
وقال الدارقطني في العلل يشبه أن يكون الخبران صحيحين قاله بعض أهل العلم وقال (الدارقطني): أن هذا غلط من أبي إسحاق وعلى تقدير صحته فيحمل على أن المراد لا يمس ماء للغسل
فالدراقطني لا يرى تصحيح الحديث، بل يراه غلطاً من أبي إسحاق. وقد قصد بقوله "بعض أهل العلم": أبا العباس بن شريح، والله أعلم.
قال البيهقي: وحديث أبي إسحاق السبيعي صحيح من جهة الرواية وذلك أن أبا إسحاق بين سماعه من الأسود في رواية زهير بن معاوية عنه والمدلس إذا بين سماعه ممن روي عنه وكان ثقة فلا وجه لرده
قلت هذا كلام مردود. لأن الأئمة قد عللوه بخطأ أبي إسحاق في اختصار الحديث، وليس بتدليسه. وبذلك لا اعتبار بتصحيح البيهقي للحديث لأن كلامه مبني على خطأ في فهمه لعلة الحديث. فلا عذر للألباني في خرقه الإجماع بتصحيح الحديث.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 07 - 04, 04:16 ص]ـ
بعيدا عن أصل الموضوع والذي لاأحب أن أخوض فيه
حديث أبي اسحاق أوله وفسره اسحاق بن ابراهيم الحنظلي
والموضوع قد بحث في هذا الملتقى
فاذا ثبت ذلك عن اسحاق بن ابراهيم الحنظلي وانه لم يضعفه بل فسره
فدل ذلك على خرق الاجماع الذي نقله من تأخر
واما قول الشيخ سلطان العتيبي وفقه الله
(ولم ينقل أحد مخالفة أحد القرون الثلاثة الأولى للإجماع -فيما أعلم-.
)
فالسؤال في تحديد القرون قد اختلف أهل العلم في تحديد القرون والبعض يحدده بوفاة اتباع التابعين
الخ
فهذا الكلام لايطلق الا على قول من يرى أن
القرن الأول =100 القرن الثاني200 القرن الثالث سنة 300 ه
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 07 - 04, 04:30 ص]ـ
هل قال الإمام إسحاق بأن الحديث صحيح؟ فلا يكفي أن يؤوله، فالطحاوي قد يؤول الحديث، وتجده يضعفه في موضع آخر. والإمام أحمد تجده يضعف الحديث ويعمل به
¥(41/147)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 07 - 04, 04:46 ص]ـ
هناك من يقول
التأويل فرع على التصحيح
اما الطحاوي فانظر مقدمة مشكل الاثار
وتأويله (أعني الطحاوي) لبعض الأحاديث والآثار هو من باب التنزل مع الخصم
واسحاق لم يفعل ذلك بل فسره ولم يضعفه
أقول هذا على لسان من يرى ذلك
واما الاجماع فهناك من ينقل الاجماع على تضعيف حديث اذا قرا فانصتوا
مع ان الامام احمد قد صحح الزيادة في رواية الاثرم
وكذا صحح الزيادة اسحاق بن ابراهيم الحنظلي ومع هذا تجد من ينقل اجماع المحدثين على تضعيف الزيادة
فالبيهقي رحمه الله مثلا نقل اجماع المحدثين على تضعيف الزيادة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 07 - 04, 04:58 ص]ـ
(وقال الدارقطني في العلل يشبه أن يكون الخبران صحيحين قاله بعض أهل العلم)
قوله قاله بعض أهل العلم قد يقال بانه يقصد بعض أهل المعرفة بعلم الحديث
ثم ان الدارقطني لم يقل قوله هذا مخالف للاجماع ولم يقل اجمع اهل العلم على خلاف قول هذا القائل
الخ
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 07 - 04, 07:57 ص]ـ
هذا محتمل، وإن كنت أرى أنه قصد بقوله "بعض أهل العلم": أبا العباس بن شريح، والله أعلم. وقد يكون قد قصد بعض الفقهاء كذلك.
أما بالنسبة للتأويل فقد تأول الدارقطني الحديث مع أنه يرى ضعفه، فتأمل. مع أن امكانية تصحيح ابن راهوية للحديث واردة.(41/148)
حديث صحيح في فضل زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 07 - 04, 02:22 ص]ـ
حديث صحيح في فضل زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال البخاري في الصغير (1\ 7): حدثنا ابن أبي مريم، أخبرنا يحيى بن أيوب، حدثني ابن الهاد، حدثني عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم): أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لما قدم المدينة، خرجت ابنته مع كنانة -أو ابن كنانة-، وخرجوا (أي المشركين) في إثرها. فأدركها هبار بن الأسود، فلم يزل يطعن بعيرها برمحه، حتى صرعها، وألقت ما في بطنها، وأهرقت دماً. فاشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية. فقالت بنو أمية: «نحن أحق بها». وكانت تحت ابن عمهم أبي العاص. وكانت عند هند بنت ربيعة. وكانت تقول لها هند: «هذا في سبب أبيك». قال النبي (صلى الله عليه وسلم) لزيد بن حارثة: «ألا تجيئني بزينب»؟ قال: «بلى». قال: «فخذ خاتمي فأعطها». فلم يزل يتلطف، حتى لقي راعياً، فقال: «لمن ترعى»؟ فقال: «لأبي العاص». قال «فلمن هذه الغنم»؟ قال: «لزينب بنت محمد». فأعطاه الخاتم، حتى كان الليل، خرجت إليه. فركب وركبت وراءه، حتى أتت. فكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول لها: «هي أفضل بناتي. أصيبت فيَّ».
زاد الحاكم: فبلغ ذلك علي بن الحسين (زين العابدين)، فانطلق إلى عروة، فقال: «ما حديث بلغني عنك تحدث به تنتقص به حق فاطمة؟ قال عروة: «والله إني لا أحب أن لي ما بين المشرق والمغرب، وإني أنتقص فاطمة -رضي الله عنها- حقاً هو لها. وأما بعد، فإن لك أن لا أحدث به أبداً». قال عروة: «وإنما كان هذا قبل نزول آية {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله}».
رواه ابن خزيمة في "صحيحه"، والحاكم في "المستدرك على الصحيحين"، والبيهقي في "دلائل النبوة"، والدولابي في "الذرية الطاهرة"، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"، والطحاوي في "مشكل الآثار". قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين». وكل القصة تقريباً قد جاءت من طرق غيرها، إلا الحديث الذي في آخرها. وهذا يدل على صحة القصة وعلى ضبط رواتها. وليس من شرط الثقة أن يتابع على كل ما رواه. بل إن كان عامة حديثه موافق للثقات والباقي لم يخالفهم، فهذا دليل على صحته حديثه.
عروة بن الزبير: ثقة ثبت فقيه، من أعلم الناس بحديث أمنا عائشة.
عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير: حفيد عروة كان قليل الحديث، ولم يجرحه أحد. روى عنه ستة، منهم داود بن شابور (ثقة) وابن جريج (ثقة فقيه) ويزيد بن الهاد (ثقة مكثر) وابن إسحاق (إمام المغازي). ذكره ابن حبان في ثقاته، وصحح له ابن خزيمة والحاكم، وأخرج له البخاري ومسلم والنسائي. وليس بمستغرب أن يتفرد بهذا الحديث عن جده، لأن عروة كان قد منعه زين العابدين من تحديث الناس بهذا الحديث. فلا غرابة أن يختص به أحد من أهل بيته.
ابن الهاد: ثقة ثبت كثير الحديث.
يحيى بن أيوب: فيه تفصيل:
الجرح
روى عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: «سيئ الحفظ، و هو دون حيوة و سعيد بن أبي أيوب في الحديث».
و قال الإسماعيلي: «لا يحتج به».
و قال ابن سعد: «منكر الحديث».
و قال ابن شاهين في "الثقات": قال ابن صالح: «له أشياء يخالف فيها».
و قال الساجي: «صدوق يهم، كان أحمد يقول: "يحيى ين أيوب يخطئ خطأ كثيراً"».
التوثيق
و قال الترمذي عن البخاري: «ثقة». وقد أخرج له البخاري في صحيحه.
و قال يعقوب بن سفيان: «كان ثقةً حافظاً».
و قال إبراهيم الحربي: «ثقة».
و ذكره ابن حبان في كتاب "الثقات".
التفصيل
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سئل أبي: يحيى بن أيوب أحب إليك أو ابن أبي الموال؟ قال: «يحيى بن أيوب أحب إلي، و محل يحيى الصدق، يكتب حديثه و لا يحتج به». وابن أبي موال قد قال فيه أبو حاتم: «لا بأس به، و هو أحب إليّ من أبي معشر».
و قال النسائي: «ليس بالقوي». و قال في موضع آخر: «ليس به بأس».
و قال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين: «صالح». و قال مرة: «ثقة».
و قال أبو عبيد الآجري: قلت لأبي داود: يحيى بن أيوب ثقة؟ قال: «هو صالح»، يعني المصري.
و قال أبو زرعة الدمشقي عن أحمد بن صالح المصري: «كان يحيى بن أيوب من وجوه أهل البصرة، و ربما خل في حفظه».
¥(41/149)
و قال أبو سعيد بن يونس: «كان أحد الطلابين للعلم. حدث عن أهل مكة و المدينة و الشام و أهل مصر و العراق، و حدث عنه الغرباء بأحاديث ليست عند أهل مصر عنه. فحدث عنه يحيى بن إسحاق السالحيني عن يزيد بن أبى حبيب، عن ربيعة بن لقيط، عن ابن حوالة: "من نجا من ثلاث". ليس هذا بمصر من حديث يحيى بن أيوب. و روى عنه أيضا عن يزيد، عن ابن شماسة، عن زيد بن ثابت: "طوبى للشام".مرفوعاً، و ليس هو بمصر من حديث يحيى. و أحاديث جرير بن حازم، عن يحيى بن أيوب، ليس عند المصريين منها حديث، و هي تشبه عندي أن تكون من حديث ابن لهيعة، و الله أعلم. و روى زيد بن الحباب عن يحيى بن أيوب، عن عياش بن عباس، عن أبي الحصين حديث أبي ريحانة: " نهى عن الوشر و الوشم ". و ليس هذا الحديث بمصر من حديث يحيى بن أيوب، إنما هو من حديث ابن لهيعة و المفضل و حيوة و عبد الله بن سويد عن عياش بن عباس».
و قال الدارقطني: «في بعض حديثه اضطراب، و من مناكيره: عن ابن جريج عن الزهري عن سالم عن أبيه مرفوعاً: "و إن كان مائعاً فانتفعوا به"».
و قال الحاكم أبو أحمد: «إذا حدث من حفظه يخطىء، و ما حدث من كتاب فليس به بأس».
و ذكره العقيلي في "الضعفاء". و حكى عن أحمد أنه أنكر حديثه عن يحيى بن سعيد عن حجر عن عائشة، في القراءة في الوتر.
و كذا نقل ابن عدي، ثم قال: «و لا أرى في حديثه -إذا روى عن ثقة- حديثاً منكراً، و هو عندي صدوق لا بأس به».
فخلاصة أقوال هؤلاء فيه، أنه جيد مقبول، لكنه ليس في مرتبة الثقات الأثبات، لأن له مناكير في حديثه. فيجتنب حديث غير المصريين عنه، وكأنه حدث في غير مصر من حفظه، وحدث في مصر من كتابه. فيحتج بحديثه عن الثقات، إن روى عنه المصريون الثقات، ولم يكن الحديث مما أنكره العلماء.
ولا نعلم عالماً قد أنكر هذا الحديث الذي نتحدث عنه، وقد صححه كثير منهم واحتجوا به.
سعيد بن أبي مريم: ثقة ثبت فقيه مصري. فهو عالم بيحيى بن أيوب لأنه بلديه.
فائدة: قول عروة: «وإنما كان هذا قبل نزول آية {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله}» فيه إشارة إلى أن زيد بن حارثة رضي الله عنه كان أخاً بالتبني لزينب رضي الله عنها، فلا يكون من إشكال في سفرها لأن معها محرم. فلما نزل قول الله تعالى {ادعوهم لآبائهم}، نسخ الله التبني.
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[07 - 07 - 04, 09:34 ص]ـ
فكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول لها: «هي أفضل بناتي. أصيبت فيَّ».
ألا يتعارض هذا مع الحديث الثابت في فضل فاطمة رضي الله عنها؟؟
:
ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 07 - 04, 10:03 ص]ـ
لا أخي الفاضل لا يتعارض، لأن الفضل غير السيادة. والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، رغم أن من الصحابة من هو أفضل منهما بمرات
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[07 - 07 - 04, 02:16 م]ـ
وماذا عن قول ابن عباس " أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة ومريم وآسية "
هنا يذكر الأفضلية لا السيادة .. ؟؟؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 07 - 04, 04:29 م]ـ
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدّم على قول ابن عباس رضي الله عنه
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[07 - 07 - 04, 06:11 م]ـ
لا شك في ذلك إذا صح الحديث طبعاً
ولكن ما معنى السيادة؟؟
وحديث (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) أليس أهل الجنة كلهم شباب؟؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 07 - 04, 06:40 م]ـ
بلى! أهل الجنة كلهم شباب كما هو معروف. والسيادة تأتي من الشرف وليس من الفضل
قال رسول الله r: « الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة». ومع ذلك لا خلاف بين أحد من الناس في أن علياً أفضل من ولديه الحسن والحسين. لا يخالف في ذلك أحد من السنة أو من الشيعة. وهذا صحيح، لأن السيادة غير الفضل. فالحسن والحسين أشرف نسباً من علي، لأن أمهما هي بنت محمد r. وهذا شرفٌ لا يدانيه شرف. لكن فرقٌ بين الشرف والفضل. وأبوهما خيرٌ منهما وأفضل بلا خلاف.
وفي القاموس "الوسيط": «الأسْوَدُ من الناس: أكثرهُم سيادة. يقال: هو أسوَدُ من فلان». وفي القاموس "المحيط": «الأسْوَدُ من الناس: أكثرهم سيادة، أي عظمة ومجداً وشرفاً؛ هو أسوَدُ من ابن عمه». فالمقصود من الحديث أن فاطمة هي أكثر نساء أهل الجنة شرفاً وعظمةً ومجداً (لأنها بنت نبينا r) لكنها ليست أفضل نساء الجنة. وكذلك الحسن والحسين أكثر شباب أهل الجنة (وكل أهل الجنة شباب) شرفاً وعظمةً ومجداً (لأنهم أحفاد نبينا r) لكنهما ليسا أفضل شباب أهل الجنة.
والآن لعلك تفكر: ميزة الشرف تشارك فيها فاطمة أخواتها؟ أقول نعم. وميزة السيادة تقبل التعدد كذلك. فقد اشترك فيها الحسن مع الحسين. فلا مانع من أن يشارك فاطمة أخواتها. وإنما أخبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة ليخفف عنها نبأ وفاته.(41/150)
من يدلنا على صحة هذا؟
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[12 - 07 - 04, 04:22 م]ـ
http://www.almeshkat.net/vb/images/bism.gif
أحد الفضلاء سأل عن صحة ما يروى، وهو:
ورد في الأثر، أن السماء تقول
يارب إئذن لي أن أسقط كسفا على ابن آدم فقد أكل خيرك ومنع شكرك ..
وتقول الأرض:
يارب إئذن لي أن أبتلع ابن آدم فقد أكل خيرك ومنع شكرك ..
وتقول الجبال:
يارب إئذن لي أن أخسف بابن آدم فقد أكل خيرك ومنع شكرك ..
وتقول البحار:
يارب إئذن لي أن أغرق ابن آدم فقد أكل خيرك ومنع شكرك ..
فيقول الله تبارك وتعالى:
دعوني وعبادي .. لو خلقتموهم لرحمتموهم ..
إن تابوا إلي فأنا حبيبهم .. وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم ..
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[18 - 07 - 04, 06:46 ص]ـ
Question
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[29 - 07 - 04, 11:09 ص]ـ
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحثت عن هذا الأثر كثيرا ولم أقف عليه
فلعله من وضع القصاص أو من الإسرائيليات
والله أعلم
ـ[ابن سبيل]ــــــــ[10 - 04 - 05, 12:23 م]ـ
ومثله الأثر الذي يذكره شيخ الإسلام ابن تيمية:
((يقول الله تعالى: أهل ذكري أهل مجالستي، وأهل شكري أهل زيادتي، وأهل طاعتي أهل كرامتي، وأهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي؛ إن تابوا فأنا حبيبهم، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم ... )) الخ
أنا بحثت عنه أيضا فلم أجد له تخريجاً.
فهل أحد الإخوة المشايخ يفيدنا عنه، فتح الله عليكم وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابن سبيل]ــــــــ[14 - 04 - 05, 07:36 م]ـ
هل أحد من الإخوة يفيدنا بتخريج الأثر ..
ـ[هشام المصري]ــــــــ[07 - 06 - 05, 11:07 ص]ـ
لا زلنا ننتظر الإجابة.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[08 - 06 - 05, 03:07 م]ـ
ننتظر من مشايخنا تخريج تلك الأحاديث ..(41/151)
ما صحة هذا الحديث [أمرنا رسول الله أن نضرب بهذا من خالف هذا]
ـ[أبو غازي]ــــــــ[12 - 07 - 04, 08:53 م]ـ
روي عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنه قال: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نضرب بهذا - يعني السيف - من عدل عن هذا - يعني المصحف) رواه ابن عساكر.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[14 - 07 - 04, 03:46 م]ـ
أين أهل الحديث؟
عن عمرو بن دينار عن عبدالله بن جابر رواه ابن عساكر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 07 - 04, 10:58 ص]ـ
هذا الحديث وقع فيه خطأ في الرواية التي عند ابن عساكر في التاريخ
والصواب أن هذا من كلام غيره وليس بمرفوع
قال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج 52 ص 279:
اخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبانا أبو بكر ابن المقرئ أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان الدمشقي حدثنا أبو عبيد التستري محمد بن حاتم حدثنا سعيد بن منصور المكي حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال رأيت جابر بن عبد الله وبيده السيف والمصحف وهو يقول أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نضرب بهذا من خالف ما في هذا قال ابن عساكر كذا قال وصوابة محمد بن حسان البسري كذلك قرأته على أبي محمد بن حمزة عن عبد الدائم بن الحسن عن عبد الوهاب الكلابي حدثنا إبراهيم بن مروان حدثنا أبو عبيد البسري هو محمد بن حسان الزاهد حدثني سعيد فذكر بإسناده مثله
وقد رواه ابن عساكر باللفظ الصحيح فقال (39/ 322)
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا عمر بن محمد بن علي بن الزيات نا أبو بكر القاسم بن زكريا بن يحيى المقرئ المطرز نا إسماعيل بن موسى الفزاري نا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر قال بعثنا عثمان بن عفان في خمسين راكبا أميرنا محمد بن مسلمة الأنصاري حتى أتينا ذا خشب فإذا رجل معلق المصحف في عنقه تذرف عيناه دموعا بيده السيف وهو يقول ألا إن هذا يعني المصحف يأمرنا أن نضرب بهذا يعني السيف على ما في هذا المصحف فقال محمد بن المسلمة اجلس فقد ضربنا بهذا على ما في هذا قبلك فجلس فلم يزل يكلمهم حتى رجعوا
وكذلك هو عند سعيد بن منصور في سننه ج:2 ص:385
حدثنا سعيد قال نا سفيان عن عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله يقول بعثنا عثمان فى خمسين راكبا وأميرنا محمد بن مسلمة فلما انتهينا إلى ذى خشب استقبلنا رجل فى عنقه مصحف متقلد سيفه تذرف عيناه فقال إن هذا يامرنا أن نضرب بهذا يعنى السيف على ما فى هذا فقال له محمد أجلس فنحن قد ضربنا بهذا على ما فى هذا قبلك أو قبل أن تولد قال فلم يزل يكلمهم حتى رجعوا قال عمرو سمعت جابرا يقول فزعموا أنهم وجدوا كتابا إلى بن سعد والله أعلم
وكذلك روه أيضا سعيد بن منصور في سننه (1/ 385)
وكذلك الحاكم في المستدرك ج 3 ص 436:
وقال ابن شبة النميري في تاريخ المدينة ج 3 ص 1134:
حدثنا أبو مطرف بن أبي الوزير قال، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار قال، حدثنا جابر رضي الله عنه قال: بعثنا عثمان رضي الله عنه خمسين راكبا، أميرنا محمد بن مسلمة، فكلم أهل مصر، فإذا رجل في عنقه مصحف متقلد سيفا تذرف عيناه فقال: إن هذا يأمرنا أن نضرب بهذا على ما في هذا. فقال محمد: اجلس، فنحن ضربنا بهذا على ما في هذا قبل أن تولد. فلم يزل يكلمهم حتى رجعوا. قال جابر: فسمعت رجلا يقول: أما والله ليوشك أن يرجع. قال عمرو: فسمعت جابرا يقول: فزعموا أنهم وجدوا كتابا إلى ابن أبي سرح. فالله أعلم.
فتبين لنا مما سبق أن هذه الرواية ليست عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه
وإنما هي من قول أحد المصريين الذين بعثه عثمان رضي الله عنه إليهم.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[24 - 07 - 10, 12:09 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى أَشْرَفِ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ، أَمَّا بَعْدُ:
¥(41/152)